وفي فيلم Clook stoppers نرى ذلك الشاب وهو يريد التعرف على فتاة جميلة أجنبية ولم يستطع الظفر بها .. وتم بينهما لقاء أولي وبعد وقت تكونت من خلاله صداقة بينهما حتى أنها رافقته في مطاراته ومواقفه الصعبة
والفكرة الأساسية لفيلم The Ttiumph of love مبنية على أن الحب يغير كل شيء .. فنشاهد الأميرة الجميلة التي أخذت تبحث عن حبيبها حتى تقمصت شخصية شاب وسيم فأغرت الكاهنة بالحب .. ثم توجهت إلى الكاهن فتعرف على شخصيتها الحقيقية حتى أغرته بالحب إلى أن وصلت إلى حبيبها الذي تبحث عنه وقالت الفتاة حينها: يستطيع الحب أن يشوش عقل أي كان حتى عقل عقلاني شهير
وفي نظرة فاحصة للإعلانات التجارية نجد أنها تسوق المواد الإعلانية عن طريق إثارة شهوات الجمهور .. وإلا ما شأن مشروب البيبسي بذلك الرقص المثير من الشباب والفتيات وما الرابط بين إعلان لمكيف وبين عارضة الأزياء .. بل رأينا في إعلان سفن أب امرأة شبه عارية مضطجعة على ماء الشلال الراكد وبجوارها سرير آخر يأتي شخصية سفن أب ويضطجع بجوارها وهي تنظر إليه بإعجاب وميل وكأنها تنظر لشاب في غاية الجمال إننا أمام حملة فكرية شهوانية مدمرة تحتاج منا إلى وعي وعمل جاد للوقوف أمام هذا السيل الجارف من الإفساد في الأرض
وفي ختام هذه الدراسة أدعو القائمين على قنوات الـ mbc أن يتقوا الله في المسلمين وفي عقيدتهم وأخلاقهم .. فيكفي كل ما مضى من الإضلال عن منهج الله تعالى .. وإن في العمر لمتسع للتوبة والإنابة وتصحيح الخطأ الذي لن ينساه التاريخ وستحفظ الأجيال القادمة أن هذه القنوات حربة المستعمر الإعلامية التي طعنت الأمة من الخلف .. يقول الله تعالى (وَمَن يَعمَلْ سُوءًا أَوْ يَظلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَستَغفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُراً رَّحِيماً) النساء: 110 وأدعو أيضاً دعاتنا ومشايخنا الذين اجتهدوا في الدخول في قنوات الـ mbc أن يدرسوا هذه القنوات بعناية وأن يبادروا في مشروع لإصلاح الخطر العميق لهذه القنوات .. وأدعو الله تعالى أن يكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر وألا يكون في ظهورهم مساهمة في استقطاب جمهور جديد لها .. ولا أن تحصل على الشرعية من خلال ظهورهم
ثم أدعو الحكومات الإسلامية أن تقف أمام هذا الانحراف الخطير الذي تخطط له وتنفذه هذه القنوات .. فهي قد تجاوزت حكوماتها ووضعت يدها مع المحتل ودعت صراحة إلى أمركة المجتمعات المسلمة، ولدى الحكومات من الوسائل ما يمكنها من إيقاف أو تخفيف هذا الخطر الكبير الناجم عن قنوات الـ MBC وغيرها ممن سار على نهجها أو قريب منه
ولمسنا من خلال الدراسة تعليم هذه القنوات للشباب على الإخلال بالأمن ومواجهة رجال الشرطة .. وتهوين القتل والخطف والسرقة والاعتداء على الآخرين فإننا أمام وسيلة مدمرة ومخلة لأمن البلاد المستقرة فعلى المعنيين بالأمن أن يلتفتوا بجدية لها ويدرسوا خطورتها على أمن المجتمعات المسلمة
أتمنى أن تكون هذه الدراسة قد أعطت صورة حقيقية لواقع قنوات MBC بعيداً عن الظنون والتوقعات .. وأسأل المولى القدير أن يبارك في أثرها وأن يجعلها خالصة لوجهة الكريم
ختاماً أسأل الله للباحث الأجر والثواب
وأتمنى من كل أب وأم تطهير بيوتهم من هذه القنوات الدراسة بالأرقام سأضع نتائج الدراسة في ثلاث جداول يحتوي كل منها على نتائج الدراسة لـ 8 ساعات ثم أحدد النتيجة التقريبية لكل بند في اليوم والأسبوع والشهر والسنة .. وطلباً للاختصار سأترك التعليق على محتوى هذه النتائج العددية للقارئ الكريم
http://almaqreze.net/munawaat/mbc/15960_1.jpg
http://almaqreze.net/munawaat/mbc/15960_2.jpg
http://almaqreze.net/munawaat/mbc/15960_3.jpg
http://almaqreze.net/munawaat/mbc/15960_4.jpg
منقول
# http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?p=18139#post181 39
# أرجو من الاخوة الافاضل التفاعل مع هذا الموضوع, ووضع دراسات على مثل هذا النحو لكي نتمكن من رفع دعاوى لحجب ومنع بث مثل هذه القنوات,
وجزاكم الله خيرا.</ I>
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 04:06]ـ
السؤال المطروح: كيف تمول هذه القنوات ومن الذي يمولها ويمول أشباهها
والسؤال الثاني: ما هو البديل الذي أعددناه لدحض ما أتوا به؟(/)
تنبيه على خطأ مؤثر في كتاب المبتدعة للشيخ محمد يسري ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 04:27]ـ
بسم الله والحمد لله ...
كتاب ((المبتدعة)) للدكتور محمد يسري هو من أفضل ثلاثة كتب كتبت في باب البدعة،بل لو لم يفته مبحث قواعد معرفة البدع لكان أجمع ما كتب في باب البدعة على الإطلاق ...
وقد وقع في هذا الكتاب بعض الأخطاء البينة غير المؤثرة وبعض الأخطاء التي ترجع إلى مخالفتي للشيخ في اجتهاده ...
لكن ثم خطأ بين وهو عظيم الأثر حتى أنه هو الذي جر على الشيخ أغلب أخطاءه في تحرير مسألة التأويل وأثره في إعذار المبتدع ..
وليس هذا أوان التنبيه على خطأ الشيخ العلمي في تحرير هذا الباب وإنما نكتفي ببيان الخطأ البين الذي أثر كثيراً في بناء الشيخ لاجتهاده في هذه المسألة ..
ذلك أن الشيخ في (ص / 402 - 404) نقل نقلاً عن كتاب ((بغية المرتاد)) لشيخ الإسلام ابن تيمية واعتمد مضامين هذا النقل في أغلب تحريراته وتقسيماته في باب التأويل ..
ولما قرأتُ هذا النقل وما استنبطه الشيخ منه = تعجبتُ وكان مرجع عجبي ثلاثة أمور:
1 - أني قرأت هذا الكتاب قديماً قراءة جيدة مدققة ولا أذكر أني قرأتُ فيه هذا التحرير للشيخ.
2 - أن لسان هذا النقل مباين لما ألفته من لسان شيخ الإسلام.
3 - أن بعض مضامين هذا النقل تخالف مخالفة بينة لما قرره الشيخ في كتبه وفقهتُه عنه.
وهذا هو النقل:
((قال فأما ما يتعلق من هذا الجنس بأصول العقائد المهمة فيجب تكفير من يغير الظاهر بغير برهان قاطع كالذي ينكر حشر الأجساد وينكر العقوبات الحسية في الآخرة بظنون وأوهام واستبعادات من غير برهان قاطع فيجب تكفيره قطعا إذ لا برهان على استحالة رد الأرواح إلى الأجساد ورد ذلك عظيم الضرر في الدين فيجب تكفير كل من تعلق به وهو مذهب أكثر الفلاسفة
ويجب تكفير من قال منهم إن الله عز و جل لا يعلم إلا نفسه أو لا يعلم إلا الكليات فأما الأمور الجزئية المتعلقة بالأشخاص فلا يعلمها لأن ذلك تكذيب للرسول قطعا وليس من قبيل الدرجات التي ذكرناها في التأويل إذ أدلة القرآن والأخبار على تفهيم حشر الأجساد وتفهيم تعلق علم الله تعالى بكل ما يجري على الإنسان مجاوزة حدا لا يقبل التأويل وهم معترفون بأن هذا ليس من التأويل))
((أن النظريات قسمان قسم يتعلق بأصول العقائد وقسم يتعلق بالفروع
وأصول الإيمان ثلاثة الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر وما عداه فروع قال واعلم أنه لا تكفير في الفروع أصلا لكن في بعضها تخطئة كما في الفقهيات وفي بعضها تبديع كالخطأ المتعلق بالإمامة وأحوال الصحابة
إلى أن قال ومهما وجد التكذيب وجد التكفير ولو كان في الفروع فلو قال قائل مثلا البيت الذي بمكة ليس هي الكعبة التي أمر الله بحجها فهذا كفر إذ قد ثبت تواترا عن رسول الله خلافه ولو أنكر شهادة الرسول لذلك البيت بأنه الكعبة لم ينفعه إنكاره بل يعلم قطعا أنه معاند في إنكاره إلا أن يكون قريب عهد من الإسلام ولم يتواتر عنده ذلك وكذلك من نسب عائشة رضي الله عنها وعن أبيها إلى الفاحشة وقد نزل القرآن ببراءتها فهو كافر لأن هذا وأمثاله لا يمكن إنكاره إلا
بتكذيب الرسول أو إنكار التواتر والمتواتر ينكره الإنسان بلسانه ولا يمكنه أن يجهله بقلبه نعم لو أنكر ما ثبت بأخبار الآحاد فلا يلزمه به الكفر ولو أنكر ما ثبت بالإجماع فهذا عندي فيه نظر لأن معرفة كون الإجماع حجة مختلف فيه فهذا حكم الفروع
فأما الأصول الثلاثة وكل ما لم يحتمل التأويل في نفسه وتواتر نقله ولم يتصور أن يقوم برهان على خلافه فمخالفته تكذيب محض ومثاله ما ذكرناه من حشر الأجساد والجنة والنار وإحاطة علم الله تعالى بتفاصيل الأمور وما يتطرق إليه احتمال تأويل ولو بالمجاز البعيد فينظر فيه إلى البرهان فإن كان قطعيا وجب القول به لكن إن كان في إظهاره مع العوام ضرر لقصور فهمهم فإظهار بدعة وإن لم يكن البرهان قطعيا لكن يفيد ظنا غالبا وكان مع ذلك لا يعم ضرره في الدين كنفي المعتزلي الرؤية عن الباري تعالى فهذه بدعة وليس بكفر
وأما ما يظهر له ضرر فيقع في محل الاجتهاد والنظر فيحتمل أن يكفر وأن لا يكفر ومن جنس ذلك ما يدعيه بعض من يدعي التصوف أنه قد
(يُتْبَعُ)
(/)
بلغ حالة بينه وبين الله تعالى أسقطت عنه الصلاة وحل له شرب الخمر والمعاصي وأكل مال السلطان فهذا ممن لا أشك في وجوب قتله وإن كان في الحكم بخلوده في النار نظر وقتل مثل هذا أفضل من قتل مائة كافر إذ ضرره في الدين أعظم ويفتح به باب من الإباحة لا يسد فضرر هذا فوق ضرر من يقول بالإباحة مطلقا فإنه يمتنع من الإصغاء إليه لظهور كفره وأما هذا فإنه يهدم الشرع من الشرع ويزعم أنه لم يرتكب فيه إلا تخصيص عموم الكتاب إذ خصص عموم آيات التكليفات لمن ليس له مثل درجته في الدين وربما يزعم أنه يلابس الدنيا ويفارق المعاصي بظاهره وهو بباطنه برىء عنها ويتداعى هذا إلى أن يدعي كل فاسق مثل حاله وينحل به عصام الشرع ولاينبغي أن يظن أن التكفير ونفيه ينبغي أن يدرك قطعا في كل مقام بل التكفير حكم شرعي يرجع إلى إباحة المال وسفك الدماء والحكم بالخلود في النار فمأخذه كمأخذ سائر الأحكام الشرعية فتارة يدرك بيقين وتارة يدرك بظن غالب وتارة يتردد فيه ومهما حصل تردد فالتوقف عن التكفير أولى والمبادرة إلى التكفير إنما تغلب على طباع من يغلب عليهم الجهل
ولا بد من التنبيه لقاعدة أخرى وهي أن المخالف قد يخالف نصا متواترا ويزعم أنه مؤول ولكن ذكر تأويله لا انقداح له أصلا عن اللسان لا على قرب ولا على بعد فذلك كفر وصاحبه مكذب وإن كان يزعم أنه مؤول
مثاله ما رأيته في كلام بعض الباطنية أن الله تعالى واحد بمعنى أنه يعطي الوحدة ويخلقها وعالم بمعنى أنه يعطي العلم ويخلقه لغيره وموجود بمعنى أنه يوجد غيره
فأما أن يكون في نفسه واحدا أو موجودا وعالما بمعنى اتصافه به فلا وهذا كفر صراح لأن حمل الوحدة على إيجاد الوحدة ليس من التأويل في شيء ولا تحتمله لغة العرب أصلا ولو كان خالق الوحدة يسمى واحدا لخلقه الوحدة لسمى ثلاثا أو أربعا لأنه خلق الأعداد أيضا فأمثلة هذه المقالات تكذيبات إن عبر عنها بالتأويلات)).
فلما تعجبتُ من هذا النقل وبعض مضامينه رجعتُ له في أصله ((بغية المرتاد)) (ص/343،333) = ففوجئتُ أن هذا الكلام جميعه هو من كلام أبي حامد الغزالي وليس هو من مقول شيخ الإسلام كما هي عبارة الدكتور محمد يسري.
إلى هنا والخطأ غير مؤثر إن كان المنقول مما نقله شيخ الإسلام تقريراً ..
لكن هذا الكلام ..
أولاً: مخالف في بعض مضامينه لتقريرات شيخ الإسلام كما يعرف هذا من يحفظ أصول الشيخ.
ثانياً: هذا الكلام لم ينقله الشيخ تقريراً بل نقله لنقد بعض أجزاءه وعقب عليه بقوله: ((قلت ليس المقصود هنا تعقب كلامه في التكفير فإن هذه مسألة كبيرة وفيها اضطراب عظيم لا يحتمله هذا الموضع وإنما المقصود الكلام
على تصويب التأويل وتخطئته والقطع بذلك فإنه قد ذكر أن من النصوص ما لا يحتمل التأويل وجعل أمثال تلك التأويلات تكذيبات ومن تدبر هذا وجد جمهور ما تذكره الفلاسفة بل والمعتزلة في التأويل هو من هذا الباب ولا ريب أن المعتزلة أقرب إلى الإسلام من الفلاسفة ومن أشهر مسائلهم التي امتحنوا الناس عليها قولهم إن القرآن مخلوق وقالوا معنى أن الله متكلم وأنه تكلم أنه خلق في غيره كلاما
وقد قال هنا أن حمل الوحدة على إيجاد الوحدة ليس من التأويل في شيء ولا تحتمله لغة العرب أصلا ولو كان خالق الوحدة واحدا لخلقه الوحدة لسمي ثلاثا وأربعا لأنه خلق الأعداد أيضا
ومثل هذا يقال في الكلام والإرادة والرضا والغضب وأشباه ذلك مما تقول الجهمية من المعتزلة وغيرهم أنه خلقه في غيره فتسمى واتصف به فإن حمل المتكلم على الذي أوجد الكلام في غيره بمنزلة حمل العالم والقادر والسميع والبصير على الذي أوجد العلم والقدرة والسمع والبصر في غيره ولو كان متكلما بما يخلقه في غيره لكان ما تنطق به الأيدي والجلود التي قالت أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء متكلما به وكان ذلك كلام الله ولم يكن فرق بين أن يقول هو وبين أن ينطق غيره ثم إنه إذا قام الدليل على أنه خالق أفعال العباد لزم أن يكون هو المتكلم بكل ما يوجد من الكلام كما قاله بعض الاتحادية .... ولهذا لما فهم السلف حقيقة قول هؤلاء كفروهم ... ولا فرق في ذلك بين نوع ونوع في الحقيقة ولكن من المذاهب ما قل قائله وخفي وظهر مخالفته لما استقر في قلوب المسلمين ومنها ما كثر قائله وبقي نفور القلب عن ذلك القول ومفتتحه أعظم ولو فرض أن شخصا مؤمنا باطنا وظاهرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن جهل وضل في صفة القدرة أو العلم حتى ظن أن القدرة تقوم بغيره والعلم بغيره كما هو قول الباطنية لكان حاله كحال من هو مؤمن باطنا وظاهرا وقد جهل وضل حتى اعتقد أن الكلام لا تقوم به بل بغيره وكثير من أهل المقالات قد أخرج بعض الموجودات عن قدرته ومنع قدرته عن أشياء كحال الذي قال لولده ما قال فهذه المقالات هي كفر لكن ثبوت التكفير في حق الشخص المعين موقوف على قيام الحجة التي يكفر تاركها وإن أطلق القول بتكفير من يقول ذلك فهو مثل إطلاق القول بنصوص الوعيد مع أن ثبوت حكم الوعيد في حق الشخص المعين موقوف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه ولهذا أطلق الأئمة القول بالتكفير مع أنهم لم يحكموا في عين كل قائل بحكم الكفار بل الذين استمحنوهم وأمروهم بالقول بخلق القرآن وعاقبوا من لم يقل بذلك إما بالحبس والضرب والإخافة وقطع الرزق بل بالتكفير أيضا لم يكفروا كل واحد منهم وأشهر الأئمة بذلك الإمام أحمد وكلامه في تكفير الجهمية مع معامتله مع الذين امتحنوه وحبسوه وضربوه مشهور معروف
وإنما القصد هنا التنبيه على أن عامة هذه التأويلات مقطوع ببطلانه وأن الذي يتأوله أو يسوغ تأويله فقد يقع بالخطأ في نظيره أو فيه بل قد يكفر من يتأوله ونحن قد بسطنا الكلام في هذه الأبواب في غير هذا الموضع وإنما الغرض في هذا الجواب التنبيه على مخالفة أقوال هؤلاء المتفلسفة لدين الإسلام وأن أقوالهم هذه التي أدخلها من أدخلها من المتكلمة والمتصوفة في دين الإسلام ليست موافقة لأقوال الرسل بل نقطع بمخالفتها)).
فالشيخ هاهنا يخالف الغزالي في أمرين:
الأول: حصره التأويلات غير السائغة في تأويلات الباطنية ونحوهم ..
الثاني: بناءه على التأويل غير السائغ القطع بكفر أعيان الواقعين فيه وفي تقرير شيخ الإسلام أنه حتى بعض التأويلات غير السائغة قد لا يُحكم بكفر أعيان القائلين بها.
وثم مخالفات أخرى في كلام الغزالي تخالف منهج الشيخ لكنه لم يُنبه عليها في هذا الموضع وهي معلومة لمن فقه منهج الشيخ ...
وقد فصل الدكتور محمد يسري في مسألة التأويل وأقسامه تفصيلات، وفي هذه التفصيلات خلل ليس هذا موضع بيانه وإنما اكتفيت هاهنا ببيان مدخل الخطأ ...
والحمد لله وحده ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 09:00]ـ
......
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Sep-2009, مساء 01:01]ـ
فائدة مفيدة، شيخنا الفاضل. . . وياليتك تنقل نص كلام الشيخ يسري كي يتضح السياق.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - Oct-2009, صباحاً 06:02]ـ
الحمد لله وحده ...
لا، فائدة غير مفيدة يا شيخ نضال (مبتسم).
حدّثت بعض الإخوان والمشايخ عن الخلل في هذا الموضوع يوم قرأته على ملتقى أهل الحديث بعد إدراجه بيوم أو يومين، وقد كنت ظننت أن الخلل فيه لائح لا يحتاج إلى تعليق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Feb-2010, مساء 09:01]ـ
أبلغني أحد الإخوة منذ قليل أن الشيخ محمد يسري قد أصدر طبعة جديدة من الكتاب أصلح فيها هذا الخطأ ورد النقل للغزالي، وأضاف باب في قواعد معرفة البدع وهو ما أشرنا هاهنا لخلو الكتاب منه؛ فالحمد لله على ذلك ..(/)
كيف تنجو من فتنة الدجال؟
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 06:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما كان فتنة ولن يكون أعظم من فتنة الدجال وطريق الخلاص من هذه الفتنة فيما يلي:
1 - أن تستعيذ بالله منه لا سيما عند الفراغ من التشهد الآخر وقبل السلام من الصلاة.
2 - الحرص على النجاة من الفتن التي تكون قبل الدجال فإنه من نجا منها سينجو من فتنة الدجال.
3 - الابتعاد عنه والهروب منه إلى الجبال أو مكة أو المدينة أو الطور أو المسجد الأقصى.
4 - من اضطر للقائه فعليه أن يستغيث بالله ويقرأ عليه فواتح سورة الكهف ويحاججه فإذا قال أنا ربكم فليقل: لست ربنا لكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا نعوذ بالله من شرك.
4 - عليه أن يغمض عينيه و يطأطئ رأسه ويشرب من النهر الذي معه وهو يراه نارا تأجج وهو في الحقيقة ماء بارد.
وإليك الأدلة على ما سبق بيانه:
عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ التَّشَهُّدِ الْآخِرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " أخرجه مسلم.
وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لأَنَا لَفِتْنَةُ بَعْضِكُمْ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَلَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِمَّا قَبْلَهَا إِلاَّ نَجَا مِنْهَا، وَمَا صُنِعَتْ فِتْنَةٌ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا صَغِيرَةٌ وَلاَ كَبِيرَةٌ، إِلاَّ تَتَّضِعُ لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ" أخرجه أحمد وصححه الألباني في الصحيحة.
وقَالَ عليه الصلاة والسلام:" مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ أَوْ لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ هَكَذَا قَالَ"أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال:" أَخْبَرَتْنِي أُمُّ شَرِيكٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنْ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ قَالَ هُمْ قَلِيلٌ" أخرجه مسلم.
وقال رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: " أَنْذَرْتُكُمْ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ فَلَيْسَ مِنْ نَبِىٍّ إِلاَّ أَنْذَرَ قَوْمَهُ أَوْ أُمَّتَهُ وَإِنَّهُ آدَمُ جَعْدٌ أَعْوَرُ عَيْنِهِ الْيُسْرَى وَإِنَّهُ يُمْطِرُ وَلاَ يُنْبِتُ الشَّجَرَةَ وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا ثُمَّ يُحْيِهَا وَلاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا وَإِنَّهُ مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ وَنَهْرٌ وَمَاءٌ وَجَبَلُ خُبْزٍ وَإِنَّ جَنَّتَهُ نَارٌ وَنَارَهُ جَنَّةٌ وَإِنَّهُ يَلْبَثُ فِيكُمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً يَرِدُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ إِلاَّ أَرْبَعَ مَسَاجِدَ مَسْجِدَ الْحَرَامِ وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ وَالطُّورِ وَمَسْجِدَ الأَقْصَى وَإِنْ شَكَلَ عَلَيْكُمْ أَوْ شُبِّهَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ". رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وقال عليه الصلاة والسلام: "إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ" أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:" إن من بعدكم الكذاب المضل وان رأسه من بعده حبك حبك حبك ثلاث مرات وانه سيقول أنا ربكم فمن قال لست ربنا لكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا نعوذ بالله من شرك لم يكن له عليه سلطان" رواه أحمد وصححه الألباني في الصحيحة
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ وَالْآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ" أخرجه مسلم.
هذه توجيهات نبوية كريمة من أخذ بها كان من الناجين من فتنة الدجال التي لخطورتها حذر منها جميع الأنبياء والله الموفق.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com)(/)
فتنة الدجال ومعرفة أتباعه ومكان خروجه وأوصافه
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 06:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صفة الدجال
" رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ" (خ م) " جفال الشعر " (م) أي كثيره.
"أفحج " (د). «لاَ يُولَدُ لَهُ» (م).مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ" (م).
مكان خروجه
قال صلى الله عليه وسلم: " الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة " (ت) وصححه الألباني.
مدة مكثه وإسراعه في الأرض
عن النواس بن سمعان:"قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ قَالَ لَا اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ" (م) وفي الحديث نفسه " قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ"
أتباعه
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ"أخرجه مسلم
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى فَلَقٍ مِنْ أَفْلاَقِ الْحَرَّةِ وَنَحْنُ مَعَهُ فَقَالَ " نِعْمَتِ الأَرْضُ الْمَدِينَةُ إِذَا خَرَجَ الدَّجَّالُ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهِا مَلَكٌ لاَ يَدْخُلُهَا فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ رَجَفَتِ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ لاَ يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلاَ مُنَافِقَةٌ إِلاَّ خَرَجَ إِلَيْهِ وَأَكْثَرُ - يَعْنِى - مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ وَذَلِكَ يَوْمَ التَّخْلِيصِ وَذَلِكَ يَوْمَ تَنْفِى الْمَدِينَةُ الْخَبَثَ كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ... " أخرجه أحمد وهو في الصحيحة للألباني.
عظم فتنته
قال صلى الله عليه وسلم: " وَمَا صُنِعَتْ فِتْنَةٌ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا صَغِيرَةٌ وَلاَ كَبِيرَةٌ، إِلاَّ تَتَّضِعُ لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ" أخرجه أحمد وصححه الألباني في الصحيحة.
وقَالَ عليه الصلاة والسلام: " مَا كَانَتْ فِتْنَةٌ وَلاَ تَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَكْبَرَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمَا مِنْ نَبِىٍّ إِلاَّ وَقَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ وَلأُخْبِرَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مَا أَخْبَرَهُ نَبِىٌّ أُمَّتَهُ قَبْلِى». ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ «أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " أخرجه أحمد وهو في الصحيحة للألباني.
من فتنته
قال عليه الصلاة والسلام:
" وَإِنَّهُ يُمْطِرُ وَلاَ يُنْبِتُ الشَّجَرَةَ وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا ثُمَّ يُحْيِهَا وَلاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا وَإِنَّهُ مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ وَنَهْرٌ وَمَاءٌ وَجَبَلُ خُبْزٍ وَإِنَّ جَنَّتَهُ نَارٌ وَنَارَهُ جَنَّةٌ". رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وقال صلى الله عليه وسلم:
" فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ" رواه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَتَوَجَّهُ قِبَلَهُ رَجُلٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَتَلْقَاهُ الْمَسَالِحُ مَسَالِحُ الدَّجَّالِ فَيَقُولُونَ لَهُ أَيْنَ تَعْمِدُ فَيَقُولُ أَعْمِدُ إِلَى هَذَا الَّذِي خَرَجَ قَالَ فَيَقُولُونَ لَهُ أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا فَيَقُولُ مَا بِرَبِّنَا خَفَاءٌ فَيَقُولُونَ اقْتُلُوهُ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا دُونَهُ قَالَ فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّالِ فَإِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الدَّجَّالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ فَيَقُولُ خُذُوهُ وَشُجُّوهُ فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وَبَطْنُهُ ضَرْبًا قَالَ فَيَقُولُ أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِي قَالَ فَيَقُولُ أَنْتَ الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ قَالَ فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُؤْشَرُ بِالْمِئْشَارِ مِنْ مَفْرِقِهِ حَتَّى يُفَرَّقَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ قَالَ ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَيْنَ الْقِطْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ قُمْ فَيَسْتَوِي قَائِمًا قَالَ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ أَتُؤْمِنُ بِي فَيَقُولُ مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً قَالَ ثُمَّ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ مِنْ النَّاسِ قَالَ فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ فَيُجْعَلَ مَا بَيْنَ رَقَبَتِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا فَلَا يَسْتَطِيعُ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ فَيَأْخُذُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّمَا قَذَفَهُ إِلَى النَّارِ وَإِنَّمَا أُلْقِيَ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا أَعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ" أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:" و إن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك و أمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه و أمه فيقولان: يا بني اتبعه" رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
كتبه غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 06:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صفة الدجال
" رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ" (خ م) " جفال الشعر " (م) أي كثيره.
"أفحج " (د). «لاَ يُولَدُ لَهُ» (م).مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ" (م).
مكان خروجه
قال صلى الله عليه وسلم: " الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة " (ت) وصححه الألباني.
مدة مكثه وإسراعه في الأرض
عن النواس بن سمعان:"قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ قَالَ لَا اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ" (م) وفي الحديث نفسه " قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ"
أتباعه
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ"أخرجه مسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى فَلَقٍ مِنْ أَفْلاَقِ الْحَرَّةِ وَنَحْنُ مَعَهُ فَقَالَ " نِعْمَتِ الأَرْضُ الْمَدِينَةُ إِذَا خَرَجَ الدَّجَّالُ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهِا مَلَكٌ لاَ يَدْخُلُهَا فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ رَجَفَتِ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ لاَ يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلاَ مُنَافِقَةٌ إِلاَّ خَرَجَ إِلَيْهِ وَأَكْثَرُ - يَعْنِى - مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ وَذَلِكَ يَوْمَ التَّخْلِيصِ وَذَلِكَ يَوْمَ تَنْفِى الْمَدِينَةُ الْخَبَثَ كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ... " أخرجه أحمد وهو في الصحيحة للألباني.
عظم فتنته
قال صلى الله عليه وسلم: " وَمَا صُنِعَتْ فِتْنَةٌ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا صَغِيرَةٌ وَلاَ كَبِيرَةٌ، إِلاَّ تَتَّضِعُ لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ" أخرجه أحمد وصححه الألباني في الصحيحة.
وقَالَ عليه الصلاة والسلام: " مَا كَانَتْ فِتْنَةٌ وَلاَ تَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَكْبَرَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمَا مِنْ نَبِىٍّ إِلاَّ وَقَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ وَلأُخْبِرَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مَا أَخْبَرَهُ نَبِىٌّ أُمَّتَهُ قَبْلِى». ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ «أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " أخرجه أحمد وهو في الصحيحة للألباني.
من فتنته
قال عليه الصلاة والسلام:
" وَإِنَّهُ يُمْطِرُ وَلاَ يُنْبِتُ الشَّجَرَةَ وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا ثُمَّ يُحْيِهَا وَلاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا وَإِنَّهُ مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ وَنَهْرٌ وَمَاءٌ وَجَبَلُ خُبْزٍ وَإِنَّ جَنَّتَهُ نَارٌ وَنَارَهُ جَنَّةٌ". رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وقال صلى الله عليه وسلم:
" فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ" رواه مسلم.
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَتَوَجَّهُ قِبَلَهُ رَجُلٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَتَلْقَاهُ الْمَسَالِحُ مَسَالِحُ الدَّجَّالِ فَيَقُولُونَ لَهُ أَيْنَ تَعْمِدُ فَيَقُولُ أَعْمِدُ إِلَى هَذَا الَّذِي خَرَجَ قَالَ فَيَقُولُونَ لَهُ أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا فَيَقُولُ مَا بِرَبِّنَا خَفَاءٌ فَيَقُولُونَ اقْتُلُوهُ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا دُونَهُ قَالَ فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّالِ فَإِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الدَّجَّالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ فَيَقُولُ خُذُوهُ وَشُجُّوهُ فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وَبَطْنُهُ ضَرْبًا قَالَ فَيَقُولُ أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِي قَالَ فَيَقُولُ أَنْتَ الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ قَالَ فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُؤْشَرُ بِالْمِئْشَارِ مِنْ مَفْرِقِهِ حَتَّى يُفَرَّقَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ قَالَ ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَيْنَ الْقِطْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ قُمْ فَيَسْتَوِي قَائِمًا قَالَ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ أَتُؤْمِنُ بِي فَيَقُولُ مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً قَالَ ثُمَّ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ مِنْ النَّاسِ قَالَ فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ فَيُجْعَلَ مَا بَيْنَ رَقَبَتِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا فَلَا يَسْتَطِيعُ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ فَيَأْخُذُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّمَا قَذَفَهُ إِلَى النَّارِ وَإِنَّمَا أُلْقِيَ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا أَعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ" أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:" و إن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك و أمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه و أمه فيقولان: يا بني اتبعه" رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
كتبه غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com/)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 02:47]ـ
السلام عليكم: اخى غالب الساقى ..
ولكنى كنت فى السعودية ابان حرب الخليج الاولى بين العراق والكويت , وتقابلت مع الاخ (محمد عيسى داود) صاحب كتاب (المسيح الدجال يغزوه العالم من مثلث برمودا) وكان له رأى مثل رايك تمام , وايده فى ذلك الاخ (محمد عزت محمد عارف) الباحث الاسلامى فى الطب بى الاعشاب الذى كان يقيم فى جدة بجوار شارع المكرونة عند المطار القديم ..
ولفكن الذى لفت نظرى الى هذة المسئلة اخى الكريم حتى هؤلاء الشيوخ أيدوه أن المسيح الدجال ظهر ابان هذة الازمة , بل واستشهدوه ببعض الكتب القديمة التى كانت تتحدث عن الملحمة الكبرى ومعطيات الاحداث التى ينبثق منها خروج الدجال عليه لعنه الله ..
فهل يجوز أخى أن نتعاطى مع الاحداث , بى المعنى الادق اتجاه الاراء بخروجة!!!
أم تأيد بعض تحليلات العلماء فى استخلاص أسباب الخروج!!!
ثم هل من المعقول أن ينساق هؤلاء الذين قد ذكرتهم لك من امثال هؤلاء الشيوخ الافاضل بان صدق هذة الرواية المزعومة , واتى شخص (مختل عقليا) من ألمانيا , واسمه (أحمد) وفى حوزته (خريطة غريبة جدا) تحتوى بعض اللقطات التى تصور المعركة النهائية بين البشرية!!
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 02:50]ـ
السلام عليكم: اخى غالب الساقى ..
ولكنى كنت فى السعودية ابان حرب الخليج الاولى بين العراق والكويت , وتقابلت مع الاخ (محمد عيسى داود) صاحب كتاب (المسيح الدجال يغزوه العالم من مثلث برمودا) وكان له رأى مثل رايك تمام , وايده فى ذلك الاخ (محمد عزت محمد عارف) الباحث الاسلامى فى الطب بى الاعشاب الذى كان يقيم فى جدة بجوار شارع المكرونة عند المطار القديم ..
ولفكن الذى لفت نظرى الى هذة المسئلة اخى الكريم حتى هؤلاء الشيوخ أيدوه أن المسيح الدجال ظهر ابان هذة الازمة , بل واستشهدوه ببعض الكتب القديمة التى كانت تتحدث عن الملحمة الكبرى ومعطيات الاحداث التى ينبثق منها خروج الدجال عليه لعنه الله ..
فهل يجوز أخى أن نتعاطى مع الاحداث , بى المعنى الادق اتجاه الاراء بخروجة!!!
أم تأيد بعض تحليلات العلماء فى استخلاص أسباب الخروج!!!
ثم هل من المعقول أن ينساق هؤلاء الذين قد ذكرتهم لك من امثال هؤلاء الشيوخ الافاضل بان صدق هذة الرواية المزعومة , واتى شخص (مختل عقليا) من ألمانيا , واسمه (أحمد) وفى حوزته (خريطة غريبة جدا) تحتوى بعض اللقطات التى تصور المعركة النهائية بين البشرية!!
فما تصورك فيما ياتى به بعض الشيوخ بان الاحداث تتسارع فى اظهار (المسيح الدجال) وبروذة على الساحة الان ..
وما تم نشرة منذ ايام معدودة بأن المسيح الدجال ولد فى اسرائيل , وتم تكذيب الخبر , وانه طفل مشوة فقط لاغير ..
منتظر من سيادتك الرد يا اخى الكريم ..
والسلام عليكم ..
خالد كروم(/)
سؤال: هل يصح هذا القول عقديًا؟
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 08:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
هل يصح أن يساوي المسلم بين السلفي والأشعري ويقول أنهما إخوة له في الدين ويكون هذا أساس لتعامله؟
أرجو الإجابة بالأدلة
وبارك الله في الجميع
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 09:50]ـ
والله أعلم أرى أن التسوية بينهما في الأخوة الدينية درب من المساواة بين مختلفين ويخالف هذا قوله تعالى {قل لا يستوي الخبيث والطيب} وقوله تعالى {لا يستون} و {ليسوا سواء} ونحو ذلك من الآيات ولا يعني هذا بالطبع ظلمهم ولكن التسوية بين جهمي مرجيء جبري و واحد من أهل السنة درب من المداهنة بل إن التميز هنا مرتبة من مراتب التميز والتقديم التي يفرضها الولاء والبراء وهذا بالطبع من حيث التأصيل الكلي بخلاف حالات الأعيان.
فما رأيكم؟
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 10:13]ـ
الذي يبدو ان تعامل الدولة معهم كما في طريقة علي رضي الله عنه للخوارج (غير المقاتلين) - يختلف عن تعامل عامة اهل السنة مع افرادهم.
وتعامل الافراد يختلف بين العالم والجاهل منهم
وكذا الهجر , فيختلف بحسب المصلحة.
اما التحذير منهم ومن كتبهم كما كان يفعل ابن قدامة فهذا امر آخر.
وفقك الله(/)
سفر الحوالي: ابن سينا رافضي
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 09:23]ـ
يقول الشيخ شفاه الله في شرح العقيدة الطحاوية:
أما ابن سينا فإنه نشأ بين المعتزلة والشيعة وذكرنا أن ابن سينا هو في أصله شيعي من الإثنى عشرية الرافضة؛ ولكنه في حقيقته باطني زنديق فهو من الشيعة الغلاة القرامطة العبيديين.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 11:05]ـ
...
/// السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
/// قد زعم (بعض الناس) ممن قابلته أنَّ ابن تيمية وابن القيم لم يصرِّحا بكفر بعض الملاحدة من المتفلسفة؛ كابن سينا والفارابي وغيرهم.
فحملت إليه هذه النقول دون تنسيق أو ترتيب، وأحببت أن أشرككم في محتواها:
إغاثة اللهفان ج: 2 ص: 266
وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه قال أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم فكان من القرامطة الباطنية الذين لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد ولا رب خالق ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى وكان هؤلاء زنادقة يتسترون بالرفض ويبطنون الإلحاد المحض وينتسبون إلى أهل بيت الرسول وهو وأهل بيته برآء منهم نسبا ودينا وكانوا يقتلون أهل العلم والإيمان ويدعون أهل الإلحاد والشرك والكفران لا يحرمون حراما ولا يحلون حلالا وفي زمنهم ولخواصهم وضعت رسائل إخوان الصفا
إغاثة اللهفان ج: 2 ص: 267: " إمام الملحدين ابن سينا ".
شفاء العليل (ص/14): " شيخ الملحدين ابن سينا ".
درء التعارض ج: 1 ص: 289
كان ابن سينا وأمثاله من أهل دعوة القرامطة الباطنية من أتباع الحاكم الذي كان بمصر وهؤلاء وأمثالهم من رءوس الملاحدة الباطنية وقد ذكر ذلك عن نفسه وأنه كان هو وأهل بيته من أهل دعوة هؤلاء المصريين الذين يسميهم المسلمون الملاحدة لإلحادهم في أسماء الله وآياته إلحادا أعظم من إلحاد اليهود والنصارى
درء التعارض ج: 5 ص: 54
ابن سينا وأمثاله من هؤلاء الملحدة
الرد على البكري ج: 2 ص: 579
وقد ذكر عبد اللطيف بن يوسف أن الفارابي كان قد تعلق بالفلسفة في بلاده فلما دخل حران وجد بها من الصابئة من أحكمها عليه وابن سينا إنما حذق فيها بما وجده من كتب الفارابي فهؤلاء و أتباعهم حقيقة قولهم هو قول الصابئة المشركين الذين هم شر من مشركي العرب وهؤلاء عند من لا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب لا تؤخذ منهم الجزية إلا أن يدخلوا في دين أهل الكتاب
اجتماع الجيوش الإسلامية ج: 1 ص: 45
قول ابن سينا والنصير الطوسي وأتباعهما من الملاحدة الجاحدين لما اتفقت عليه الرسل عليهم الصلاة والسلام والكتب وشهدت به العقول والفطر
الصفدية ج: 2 ص: 297
يوجد في كلام ابن سينا وأمثاله من تحقيق الأمور الإلهية والكليات العقلية ما لا يوجد لأوليهم وإن كان هو وأمثاله عند أهل الإيمان بالله ورسوله من جملة المرتدين والمنافقين
الجواب الصحيح ج: 4 ص: 463
ما يقوله ابن سينا وأمثاله وهؤلاء قولهم شر من قول اليهود والنصارى ومشركي العرب
مفتاح دار السعادة ج: 2 ص: 119
رام فلاسفة الإسلام الجمع بين الشريعة والفلسفة كما فعل ابن سينا والفارابي و اضرابهما وآل بهم أن تكلموا في خوارق العادات و المعجزات على طريق الفلاسفة المشائين وجعلوا لها أسبابا ثلاثة أحدها القوى الفلكية والثاني القوى النفسية و الثالث القوى الطبيعية وجعلوا جنس الخوارق جنسا واحدا وأدخلوا ما للسحرة وأرباب الرياضة والكهنة وغيرهم مع ما للأنبياء والرسل في ذلك وجعلوا سبب ذلك كله واحدا وان اختلفت بالغايات والنبي قصده الخير والساحر قصده الشر وهذا المذهب من افسد مذاهب العالم و أخبثها وهو مبني على إنكار الفاعل المختار وانه تعالى لا يعلم ألجزئيات ولا يقدر على تغيير العالم ولا يخلق شيئا بمشيئته وقدرته وعلى إنكار الجن والملائكة ومعاد الأجسام وبالجملة فهو مبني على الكفر بالله وملائكته و كتبه و رسله واليوم الآخر وليس هذا موضوع الرد هنا على هؤلاء و كشف باطلهم و فضائحهم إذ المقصود ذكر طرق الناس في المقصود بالشرائع والعبادات وهذه الفرقة غاية ما عندها في العبادات و الأخلاق والحكمة العلمية أنهم رأوا النفس لها شهوة وغضب بقوتها العملية ولها تصور وعلم بقوتها العلمية فقالوا كمال الشهوة في العفة وكمال الغضب في الحكم والشجاعة وكمال القوة النظرية بالعلم و التوسط في جميع ذلك بين طرفي الإفراط و التفريط هو العدل هذا غاية ما
(يُتْبَعُ)
(/)
عند القوم من المقصود بالعبادات و الشرائع وهو عندهم غاية كمال النفس وهو استكمال قويتها العلمية والعملية فاستكمال قوتها العلمية عندهم بانطباع صور المعلومات في النفس واستكمال قوتها العلمية بالعدل وهذا مع انه غاية ما عندهم من العلم والعمل وليس فيه بيان خاصية النفس التي لا كمال لها بدونه البتة وهو الذي خلقت له و أريد منها بل ما عرفه القوم لأنه لم يكن عندهم من معرفة متعلقة إلا نزر يسير غير مجد ولا محصل للمقصود وذلك معرفة الله بأسمائه وصفاته ومعرفة ما ينبغي لجلاله وما يتعالى ويتقدس عنه و معرفة أمره ودينه والتمييز بين مواقع رضاه وسخطه و استفراغ الوسع في التقريب إليه وامتلاء القلب بمحبته بحيث يكون سلطان حبه قاهرا لكل محبة ولا سعادة للعبد في دنياه ولا أخراه إلا بذلك ولا كمال للروح بدون ذلك البتة وهذا هو الذي خلق له بل وأريد منه بل ولأجله خلقت السماوات والأرض واتخذت الجنة والنار كما سيأتي تقريره من أكثر من مائة وجه أن شاء الله ومعلوم أنه ليس عند القوم من هذا خبر بل هم في واد وأهل الشأن في واد و هذا هو الدين الذي الذي أجمعت الأنبياء عليه من أولهم إلي خاتمتهم كلهم جاء به وأخبر عن الله أنه دينه الذي رضيه لعباده وشرعه لهم وأمرهم به كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك رسولا إلا نوحي إليه أنه لا اله إلا أنا فاعبدون
نونية ابن القيم ج: 1 ص: 86
هذا الذي قاد ابن سينا * * * والالى قالوا مقالته الى الكفران
نونية ابن القيم ج: 1 ص: 504
وكذاك أفراخ القرامطة الالى * * * قد جاهزوا بعداوة الرحمن
كالحاكمية والالى وألوهم * * * كأبي سعيد ثم آل سنان
وكذا ابن سينا والنصير نصير أهل الشـ * * *ـرك والتكذيب والكفران
وكذاك أفراخ المجوس وشبههم * * * والصائبين وكل ذي بهتان
إخوان ابليس اللعين وجنده * * * لا مرحباً بعساكر الشيطان
أفمن حوالته على التنزيل والوحـ* * *ـي المبين ومحكم القرآن
كمحير أضحت حوالته على * * * أمثاله أم كيف يستويان؟
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 7
وهو الذي جرَّ ابن سينا * * * والألى قالوا مقالته على الكفران
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 17
قال الناظم رحمه الله: فصل: في طريقة ابن سينا وذويه من الملاحدة في التأويل:
وأتى ابن سينا بعد ذا بطريقةٍ * * * أخرى ولم يأنف من الكفران
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 275
أو ذلك المخدوع حامل راية * * * الإلحاد ذاك خليفة الشيطان
أعني ابن سينا ذلك المحلول من * * * أديان أهل الأرض ذا الكفران
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 378
شيخ لكم يدعى ابن سينا * * * لم يكن متقيدا بالدين والإيمان
ـ[سالم ناظر]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 08:48]ـ
الذي أعرفه (لكن حقيقة من كتب غربية) أن ابن سينا إسماعيلي و ارسطوطاليسي يؤمن بقدم المخلوق و يؤول حقائق الدين: الوحي, النبوة و البعث. و الله أعلم.
ـ[سالم ناظر]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 08:56]ـ
و قد رد عليه الغزالي في التهافت و على أمثاله كالفارابي, لكن الغربيون ينظرون إلى رد فعل الغزالي سبب في تراجع الفلسفة و الفكر الحر الشيء الذي تراجعت بسببه renaissance ( النهضة بالعربية؟) و enlightenment ( التنوير بالعربية؟) و بدأ عصر التخلف و اختفاء الحضارة كليا عندما حلت الحنبلية أواخر حياة العباسيين و بعدها الصوفية في عهد العثمانيين محل الفلسفة و العقلانية!!
حقيقة لم أجد إلى حد الآن من يرد رد كافي شافي على هذه الشبهة.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 10:01]ـ
ابن سيناء زنديق باطني والاسماعيلية في زماننا هذا يفتخرون به ويصفون بالشيخ الرئيس ويقولون سيدنا ابن سينا عليه السلام!!! وكما قال اخي سالم ناظر هو يؤول حقائق الدين: الوحي, النبوة و البعث وهو يقول باراء الاسماعيلية الفلسفية التي ينسبونها إلى آل البت كذباً وزوراً والتي هي كفراً محض.
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 08:26]ـ
و قد رد عليه الغزالي في التهافت و على أمثاله كالفارابي, لكن الغربيون ينظرون إلى رد فعل الغزالي سبب في تراجع الفلسفة و الفكر الحر الشيء الذي تراجعت بسببه renaissance ( النهضة بالعربية؟) و enlightenment ( التنوير بالعربية؟) و بدأ عصر التخلف و اختفاء الحضارة كليا عندما حلت الحنبلية أواخر حياة العباسيين و بعدها الصوفية في عهد العثمانيين محل الفلسفة و العقلانية!!
حقيقة لم أجد إلى حد الآن من يرد رد كافي شافي على هذه الشبهة.
اية شبهة بارك الله فيك هالا وضحت لعل الله يعيننا
ـ[زياد الخير]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 12:23]ـ
عندي معلومة لا أدري مصدرهت و لا ثبتها أن بن سينا في أواخر عمره تاب و اعتزل الناس و كان يختم القرآن كل ثلاث ,
و قرأت مع توبة الغزالي و الجويني , لكن المر يحتاج الى بحث.؟
مع أن ذكر كلام الأئمة في الأعلى ينفي ما أوردته و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فواز الحر]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 05:19]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز السدحان -حفظه الله- عن ابن سينا: "وقد كفَّره الغزاليُّ في كتاب المنقذ من الضلال وكفَّر الفارابيَّ" أ. هـ. وقد ذكر أقوال بعض أهل العلم فيه. راجعوا: "تحت المجهر" للسدحان (ص161 - 164).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 06:27]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز السدحان -حفظه الله- عن ابن سينا: "وقد كفَّره الغزاليُّ في كتاب المنقذ من الضلال وكفَّر الفارابيَّ" أ. هـ. وقد ذكر أقوال بعض أهل العلم فيه. راجعوا: "تحت المجهر" للسدحان (ص161 - 164).
/// كلام الغزالي في تكفير ابن سينا والفارابي تراه في كتابه المنقذ من الضلال (ص/17) فقال بعد أن ذكر جملة من فلاسفة اليونان كسقراط وأفلاطون وأرسطو وشيء من عقيدتهم: "فوجب تكفيرهم، وتكفير شيعهم من المتفلسفة الإسلاميين، كابن سينا والفارابي، وأمثالهما".
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 11:17]ـ
ابن سيناء
الصواب (ابن سينا) بلا همزة
وبالهمزة: سيناء بمصر
و قد رد عليه الغزالي في التهافت و على أمثاله كالفارابي, لكن الغربيون ينظرون إلى رد فعل الغزالي سبب في تراجع الفلسفة و الفكر الحر الشيء الذي تراجعت بسببه renaissance ( النهضة بالعربية؟) و enlightenment ( التنوير بالعربية؟) و بدأ عصر التخلف و اختفاء الحضارة كليا عندما حلت الحنبلية أواخر حياة العباسيين و بعدها الصوفية في عهد العثمانيين محل الفلسفة و العقلانية!!
حقيقة لم أجد إلى حد الآن من يرد رد كافي شافي على هذه الشبهة.
الرد عليها في كتاب:
أوهام حول الغزالي - بدوي
وهو موجود على الشبكة
ـ[جذيل]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 11:23]ـ
الصواب (ابن سينا) بلا همزة
وبالهمزة: سيناء بمصر
جزيت خيرا على هذه الفائدة ..
لكن مالفرق بينهما .. ؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 10:04]ـ
جزيت خيرا على هذه الفائدة ..
لكن مالفرق بينهما .. ؟
كلمتان مختلفتان لا صلة بينهما
ـ[الملا أبوأسامة الزرقاوي]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 12:51]ـ
هل ابن سينا كافر، أو أنه رجع في آخر حياته؟
جواب الشيخ الراجحي:
ابن سينا من الفلاسفة المتأخرين، ويسمونه المعلم الثالث، والمعلم الأول: أرسطو والمعلم الثاني: الفارابي والمعلم الثالث: ابن سينا وأرسطو هو أول من ابتدع القول بقدم العالم، وأن العالم قديم، وخالف الفلاسفة الذين قبله، وكان الفلاسفة قبل أرسطو يعظمون الشرائع والإلهيات، ويثبتون وجود الله، وأن الله فوق العرش، والعالم حادث خلقه الله، ومنهم أفلاطون شيخ أرسطو فلما جاء أرسطو ابتدع القول بأن العالم قديم، يعني: قديم كقدم الله، لم يخلقه الله بمشيئته، وقدرته، ولم يثبت وجودًا لله إلا من جهة كونه مبدأ عقليًا للكثرة، وعلة غائية لحركة الفلك فقط.
يقول: مبدأ الكثرة هو الله، وهو الذي يحرك الفلك، وهو -أي أرسطو- أول من وضع علم المنطق - حروف المنطق - ثم جاء الفارابي وتوسع في علم المنطق، وصاروا يسمونه المعلم الأول، وهو لم يثبت وجودا لله، ولا للملائكة ولا للكتب، ولا للرسل، ولا لليوم الآخر، وللقدر.
ملاحدة، ثم جاء أبو علي بن سينا يسمونه المعلم الثالث، فحاول أن يجمع بين الفلسفة والإسلام، وأن يقرب الإسلام من الفلسفة، لكن محاولته الشديدة لم تصل إلى ما وصلت إليه الجهمية الغالية في التجهم، فالجهمية أحسن منه، وأصح مذهبًا من مذهب ابن سينا مع أن الجهمية الغالية في التجهم ما يثبتون شيئًا لا الصفات ولا الأسماء.
فلما جاء ابن سينا من محاولته أثبت وجودين، قال: هناك وجودين: وجود واجب، ووجود ممكن، وجود واجب وهو وجود الله، ووجود ممكن وهو وجود المخلوق، لكن وجود الواجب ليس له اسم ولا صفة، ولا علم، ولا قدرة، ولا سمع، ولا خلق الخلق بقدرته، بل هو وجود مطلق في الذهن، هذا من محاولته التقريب إلى الإسلام.
أما الفارابي وأرسطو ما أثبتوا شيئا أبدا، ما أثبتوا وجودين، لكن هذا في محاولته التقريب، ثم الملائكة ما أثبت أنهم ملائكة بل أثبتهم على أنهم أشخاص، وأشكال نورانية، ليسوا ذوات، ولا تصعد وتنزل، لا بل هم أشكال نورانية، وإذا تقربوا إلى الإسلام قالوا: عبارة عن أمور معنوية، القوى العقلية التي تبعث على الخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
والكتب قالوا: فيض؛ أي معنًى يفيض من العقل الفعال على الرجل العبقري، والرسول رجل عبقري، فيه صفات من توفرت فيه فهو نبي: قوة الإدراك، قوة التخيل والتخييل، وقوة التأثير.
وهذه الصفات ممكن يحصل عليها الإنسان بالمران والخبرة، ليست هبة من الله، بل هناك الفلسفة أعلى من النبوة، كثير من الفلاسفة لا يرضى بمرتبة النبوة، يقول: النبوة ليست منزلة عالية، بل هي منزلة هابطة، هناك شيء أعلى منها وهي الفلسفة، فالنبوة فلسفة العامة، والفلسفة نبوة الخاصة، ونبوة الخاصة أعلى من نبوة العامة، ولا يثبتون اليوم الآخر، ولا البعث، ولا النشور، ولا الجنة، ولا النار، ولا الشرائع، ولا الحلال ولا الحرام.
يقول: هذه الرسل أمثال مضروبة لتفهيم العوام، الرسول رجل عبقري يُفَهِّم الناس؛ يقول: هناك جنة ونار وبعث وحساب، حتى يتعايش الناس بسلام، وحتى لا يعتدي أحد على أحد، وإلا الواقع ليس فيه جنة، ولا نار، ولا بعث، ولا نشور، هذا مذهب ابن سينا يسميه ابن القيم إمام الملحدين كما في إغاثة اللهفان - الجزء الثاني، وله كتاب الإشارات كلها إلحاد وزندقة، والنصير الطوسي الذي تسبب في جلب التتار وسقوط بغداد أخذ كتاب الإشارات لابن سينا وأراد أن يلغي القرآن ويجعله بدل القرآن، فلما لم يوافقه الناس، قال: هذا كتاب الخواص كتاب الإشارات لابن سينا وهذا قرآن العوام، وحاول أن يختصر الصلوات الخمس إلى صلاتين، ويقول ابن سينا عن نفسه: أنا وأبي من دعوة الحاكم العبيدي - دعوة الحاكم العبيدي رافضي خبيث لا يؤمن بالله، ولا ملائكته ولا رسله، ولا باليوم الآخر، ولا بالقدر.
بعض الناس يغتر، يقول: ابن سينا فيلسوف الإسلام، يعتز به، وسمى باسمه مدارس، ومؤلفات. صحيح هو طبيب لا بأس، له كتاب القانون لا بأس إذا سمي طب أو صيدلة، لكن ما ينبغي أن يسمى باسم الملحد هذا، فهو ملحد ليس من الإسلام في شيء، لكن بعض الناس، وبعض الأدباء، وبعض المذيعين في بعض الإذاعات ما يعرفون حاله، فيغترون به، يقولون: فلاسفة الإسلام الفارابي وابن سينا نعتز بهم، هؤلاء ملاحدة زنادقة، ليسوا من الإسلام في شيء، أما كونه رجع ما نعلم، لكن كتبه ومؤلفاته في إنكار البعث، ويقول: إن البعث للأرواح، وكتبه موجودة - ككتاب النجاة.
أما كونه رجع فيحتاج إلى دليل، إذا وُجد وثبت أنه رجع وعُرف تاريخه أنه رجع نعم، هذه احتمالات تحتاج إلى دليل، فهذه مؤلفاته الآن واعتقاداته، نسأل الله السلامة والعافية. >>
وأتى ابن سينا القرمطي مصانعا ... للمسلمين بإفك ذي بهتان
فرآه فيضا فاض من عقل هو الـ ... ـفعال علة هذه الأكوان
حتى تلقاه زكي فاضل ... حسن التخيل جيد التبيان
فأتى به للعالمين خطابة ... ومواعظا عريت عن البرهان
ما صرحت أخباره بالحق بل ... رمزت إليه إشارة لمعان
وخطاب هذا الخلق والجمهور بالحـ ... ـق الصريح فغير ذي إمكان
لا يقبلون حقائق المعقول إ ... لا في مثال الحس والأعيان
ومشارب العقلاء لا يردونها ... إلا إذا وضعت لهم بأوان
من جنس ما ألفت طباعهم من الـ ... ـمحسوس في ذا العالم الجثمان
فأتوا بتشبيه وتمثيل وتجـ ... ـسيم وتخييل إلى الأذهان
ولذاك يحرم عندهم تأويله ... لكنه حل لذي العرفان
فإذا تأولناه كان جناية ... منا وخرق سياج ذا البستان
لكن حقيقة قولهم أن قد أتوا ... بالكذب عند مصالح الإنسان
والفيلسوف وذا الرسول لديهم ... متفاوتان وما هما عدلان
أما الرسول ففيلسوف عوامهم ... والفيلسوف نبي ذي البرهان
والحق عندهم ففيما قاله ... أتباع صاحب منطق اليونان
قال العلامة العثيمين في تعليقه على (النونية):
((بسم الله الرحمن الرحيم،هذه القطعة حكى فيها المؤلف -رحمه الله- قول الفلاسفة والقرامطة في كلام الرب جل جلاله، الفلاسفة جمع فيلسوف، وهو كلمة يونانية مأخوذة من [فَيل] و [سوف] وفيل بمعنى: محب، وسوف بمعنى: الحكمة أي: محب الحكمة، هذا الفيلسوف عندهم.
أما القرامطة فهم أتباع القرمطي المشهور بالإلحاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
هؤلاء يقولون: إن كلام الله -عز وجل- هو فيض يَفيضه العقل الفعال، والعقل الفعال عندهم هو: علّة الموجودات كلها، لأنهم لا يقرّون بالخالق، يقولون: هذه الموجودات لها علّة فاعلة، علّة معقولة، لا محسوسة؛ هذه العلة فاض منها فيض على نفسٍ زكية قابلة لهذا الفيض، فانطبع هذا الفائض من العقل الفعال في قلب هذا الرجل الزكي، وإنما قالوا هذا -يقول ابن القيم- مصانعة للمسلمين، لأنهم يدّعون الإسلام، وليسوا كذلك؛ وقد صرح شيخ الإسلام وابن القيم بأن ابن سينا كافر، ليس من المسلمين، وإن كان مقدساً عند القوميين العرب وأشباههم مما لا يقيمون للدين وزناً، ولا للعقيدة اعتباراً، فهو عندهم مقدس، حتى إنهم قد يُسمّون بعض المدارس باسم هذا الرجل ابن سيناء مع أنه كافر!! والكافر لا يجوز أن يُنوه باسمه إطلاقاً، بل يدفن ويقبر، و إذا كان له من دعاية أو نشر كتب مضلّة فيذكر على سبيل الذم لا على سبيل المدح.
اسمع ما يقول مصانعة للمسلمين:
يقول:
فرآه فيضا فاض من عقل هو الـ ... ـفعال علة هذه الأكوان
العقل الفعال الذي هو علّة هذه الأكوان:
يعني العلة التي بها حدثت الأكوان، وليس هناك رب -والعياذ بالله- بل هذه الأكوان حدثت بعلّة.
حتى تلقاه زكي فاضل ... حسن التخيل جيد التبيان
يعني به: الرسول، النبي، تلقى هذا الفيض، زكي فاضل، صفي العقيدة، حسن التخيل، جيد التبيان، يستطيع أن يعبر ببيان جيد فيقول: هذا الكلام رب العالمين.
فأتى به للعالمين خطابة ... ومواعظا عريت عن البرهان
ما لها برهان ولا أصل إلا هذا الفيض الذي فاض من هذا العقل، كما يدعون.
ثم قال:
ما صرحت أخباره بالحق بل** رمزت إليه إشارة لمعان.
قال أيضاً: هذا الكلام الذي أتى به هذا الزكي لا يريد بالقرآن ظاهره، بل المراد به إشارات خفية يعجز عنها عامة الناس، و لا يعرفها إلا الخواص منهم.
يقول:
خطاب هذا الخلق والجمهور بالحـ ... ـق الصريح فغير ذي إمكان.
يقول: لو أنهم خوطبوا، وأُريد بالخطاب صريح ما يدل عليه، فإن هذا ممتنع، لماذا؟
قال لأنهم:
لا يقبلون حقائق المعقول إ ... لا في مثال الحس والأعيان
يقول: هذا القرآن الذي فاضه العقل على نفس هذا الزكي، هذا له معاني ظاهرة، ومعاني باطنة مشار إليها إشارة، لا يفهمها الخلق والعوام، لأن الخلق والعوام هؤلاء لا يفهمون إلا الشيء المحسوس، أما الشيء المعقول فإنهم لا يدركونه، ومحال أن يدركوه، فالعوام لا يفهمون إلا المحسوس، ولهذا قال:
لا يقبلون حقائق المعقول إلا في مثال الحس والأعيان، يعني إلا إذا جُعل على صورة شيء محسوس ومعاين، فالجنة والنار، وما فيهما من عذاب ونعيم،كل هذا ليس هو المراد، غير مراد هذا، لكن صوّر للعامة بصورة المحسوس من أجل أن يقبلوه ويفهموه، المراد بالجنة وما أشبه ذلك شيء آخر، كل هذا تخييل وليس بحقيقة.
ومشارب العقلاء لا يردونها ... من الذين لا يردونها؟
عامة الخلق، مشارب العقلاء لا يردونها؛ لأن مشارب العقلاء لمن؟ للعقلاء، أما العامة الهمج الرعاع فهؤلاء لا يمكن أن يردوا هذا، فتضرب لهم الأمثال المحسوسة رمزا إلى أمور معقولة ..
إلا إذا وضعت لهم بأوان ....
سبحان الله! تمثيل عجيب، يعني ما يستطيع أن يشرب من الحوض والنهر، لكن إذا جئت له بماء في آنية استطاع، فيقول: إن المعقولات التي ترمز إليها هذه الكلمات، هذه لا يَرِدُها العوام، إنما يَرِد العوام الأشياء المحسوسة التي يدركونها بحسِّهم.
من جنس ما ألفت طباعهم من الـ**ـمحسوس في ذا العالم الجثمان
فأتوا بتشبيه وتمثيل وتجـ ... ـسيم وتخييل إلى الأذهان
يعني أن هذا الذي جاءت به الرسل من كلام الله، ما هو إلا شيء تخييل للأذهان من أجل تقريبه على العامة، وإلا فحقيقته غير ما يدل عليه اللفظ.
قال:
ولذاك يحرم عندهم تأويله ... يعني لا يجوز أن يفسر للعامة بالمعاني المعقولة المرادة! لماذا؟!
لأن العامة لا يستطيعون أن يفهموا هذا، ولا يقبلون إلا ما شهد به الحس،.
لكنه حل لذي العرفان ..
من ذو العرفان؟!
علماؤهم الفلاسفة، هؤلاء فسره لهم بالمعنى المراد، أما العامة لا،
نأتي بمثال:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحج هو: قصد مكة لأداء المناسك، هم قالوا: لا؛ الحج أن تقصد المشايخ الأولياء، تطلب منهم المغفرة، ومسحةٍ يمسحونك بها تكون سعيداً إلى يوم القيامة، هذا الحج.
الصيام: التعبد لله بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
قالوا: لا! ليس هذا الصيام، الصيام: أن تكتم أسرارنا ولا تخبر بما وراءنا، لأن الصيام مشتق من الإمساك! أمسك: أسكت لا تعلّم نريد أن نملي عليك كل شيء من البلايا، ولكن صم، صم يعني رمضان أم .. ؟
صم عن هذا الكلام لا تخبر به أحد.
طيب الصلاة هي: عبادة ذات ركوع وسجود مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، هذي الصلاة عند المسلمين؛
قالوا: لا الصلاة أن تعرف أسرارنا، لأن الصلاة من الصلة، فهي أن تكون ذا صلة بنا، وتعلم أسرارنا، فالصلاة بداية! والصيام نهاية!
صل يعني: تعلم أسرارنا، صم: يعني اكتمها، هذي الصلاة والصيام عندهم؛ يا جماعة!: الصلاة والصيام معروف عند المسلمين، قال: لا هذا إسلام العامة، أما نحن فإن الكلمات عندنا رموز لمعاني لا يفهمها العامة!.
يقول:
فإذا تأولناه كان جناية ... منا وخرقَ سياج ذا البستان
يعني لو تأولناه عند العامة كان هذا جناية؛ لأن من شروط التنسك عندهم أن تكتم أسرارهم، ولهذا العبادة عندهم على مراحل، أظن عشر مراحل، ينزلها الإنسان مرحلة مرحلة حتى يصل إلى الغاية.
ثم قال:
لكن حقيقة قولهم أن قد أتوا ... بالكذب عند مصالح الإنسان
يعني قيل لهم: إذا كان الأمر كما قلتم، فما تقولون في ما جاءت به الرسل؟! الرسل جاءوا للناس، وقالوا: هذي الصلاة وهذي الصيام وهذا الحج، وقالوا: هناك جنة ونار، وعذابٌ ونعيم؛
قالوا: هذا كذبٌ، كلّه كذب، ما فيه جنة ولا نار ولا نعيم ولا عذاب ولا شيء أبدا، لكن هذا كذب، كذب به الرسل من أجل المصلحة!، أعوذ بالله، كذب للمصلحة؟!!
قالوا: نعم، لأن الناس إذا قيل لهم: افعلوا كذا، قد لا يستجيبون، إذا قيل: لا تفعلوا كذا، قد لا ينتهون؛ لكن إذا قيل لهم:
إن فعلتم كذا أسكناكم جنة فيها من النعيم المقيم ما لا يخطر على البال، وش يفعلون؟ يفعلون أم لا؟ يفعلون.
إذا قيل لهم: إن خالفتم أسكناكم نارا فيها من العذاب كذا وكذا ينتهون، فالرسل كذبوا من أجل المصلحة! من أجل المصلحة!
كما تقول للصبي: افعل هذا أعطيك حلاوة، ولا تفعل هذا فأكويك بالجمرة، وِش يقول الصبي؟!
يفعل الأول، ولا يفعل الثاني، مع أنه ما هو بمعطيه حلاوة، ولا هو كاويه بالجمرة!، فهذا -والعياذ بالله- هذا رأيهم في الرسل: كذبوا عند مصالح الإنسان!.
قال:
والفيلسوف وذا الرسول لديهم ... متفاوتان وما هما عِدلان
الفيلسوف و الرسول متفاوتان، بينهما فرق عظيم وما هما
عدلان، أما الرسول- هذا الفرق-
أما الرسول ففيلسوف عوامهم ... والفيلسوف نبي ذي البرهان
أعوذ بالله، يقولون: الرسل هؤلاء رسل العوام، رسل العوام!، أما الفيلسوف الذي هو فيلسوف عندهم، فهو نبي ذي البرهان!!
هذا النبي الحقيقي، أما ذاك فهو رسول العوام، هل تريدون أيها الأخوة أكفر من هذا؟!! أبداً] هذا أكفر من كفر اليهود والنصارىلاشك، إذا كانوا يقولون:
الرسل: محمد -عليه الصلاة والسلام-، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، هؤلاء رسل عوام كذابين ما صدقوا، والفلاسفة عندنا هم الأنبياء، هم الذين يتلقون من العقل الفعال!، ويأتون بما فيه الخير.
قال:
والحق عندهم ففيما قاله ... أتباع صاحب منطق اليونان
يعني: لا في ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- .. )) اهـ.
منقول(/)
الغرب يسأل والشرع يجيب
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 10:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
ما الحقوق التي يؤكّدها الإسلام لجميع البشر؟
لفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي حفظه الله
لقد جاءت الشريعة بحفظ خمس كليات، ودارت حول تحقيقها وصيانتها جميع ما جاءت به من الشرائع والتكاليف؛ وهي حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال
وهذه الكليات الخمس تعد مقاصد الأحكام في الشريعة
لقد جاءت الشريعة بحفظ الدين
فحفظت الشريعة للإنسان حقه في الاختيار عندما أعلنت أنه
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
البقرة: 256
وقد نزلت هذه الآية عندما همَّ بعض الأنصار الذين تهوَّد أبناؤهم أن يُكرهوهم على قَبول الإسلام، وكان منهم من يجادل في ذلك ويقول: يا رسول الله، أيدخل بعضي النار وأنا أنظر؟!، ومع ذلك نزل النص صريحًا وقاطعًا في النهي عن الإكراه في الدين. وعندما أوجبت قتال من يعتدون على هذا الحق، ويصادرون على الإنسان حقه في الاختيار، في مثل قوله تعالى في سورة الانفال 39
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
وعندما قررت لغير المسلمين في المجتمع الإسلامي حقوقهم الكاملة في تركهم وما يدينون، وفي حرية أدائهم لشعائرهم والتحاكم في مسائل الأحوال الشخصية إلى شرائعهم، وهو أمر لم تبلغه أكثر الدول تحضرًا ودفاعًا عن حقوق الإنسان في هذا القرن
وحفظت للدين حرمته في قلوب العباد
عندما أوجبت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لتمنع العابثين الذي يشيعون في الأرض الفساد، وينتهكون حرمات الله، وعندما جعلت على رأس المهمات المنوطة بالأمة حفظ الدين على أصوله المستقرة وما أجمع عليه سلف هذه الأمة، إلى غير ذلك من منظومة الأحكام التي تهدف في نهاية المطاف إلى حفظ الدين
ولقد جاءت الشريعة بحفظ النفس
وذلك عندما حرمت العدوان عليها بغير حق، وقررت على ذلك ما قررت من العقوبات الرادعة، وهي حرمة لا تبدأ من الولادة فحسب، بل تحوط الحياة البشرية بسياج قوي من الحماية، وهي لم تزل في عالم الرحم، فحرمت الإجهاض وقررت عليه عقوبات رادعة. وعندما قررت كفالة الضرورات الحياتية للإنسان طعامًا وكساء ودواء، وجعلت ذلك من فروض الكفاية التي تأثم الأمة كلها إذا لم تقم به على وجهه، وعندما حرمت الانتحار وجعلت عقوبته الخلود الأبدي في النار، إلى غير ذلك من منظومة الأحكام التي تهدف في نهاية المطاف إلى حفظ النفس
ولقد جاءت الشريعة بحفظ المال
عندما حضت على استثماره، وحرمت اكتنازه، وحرمت الاعتداء عليه بغير حق، وقررت أنه لا يحل لأحد من مال أخيه إلا ما كان عن طيب نفس منه، وعندما قررت عقوبات حدية موجعة على السرقة والحرابة، وعقوبات تعزيرية تترك لتقدير السلطات المختصة في الدولة الإسلامية على سائر صور الاعتداء الأخرى على المال، إلى غير ذلك من منظومة الأحكام التي تهدف في نهاية المطاف إلى حفظ المال
ولقد جاءت الشريعة بحفظ العقل
عندما حرمت الخمر وسائر المسكرات والمفترات بيعًا، وشراء، وتعاطيًا؛ حتى لعنت في الخمر عشرة، ولم تكتف بمجرد لعنة الساقي والمتعاطي، بل شملت البائع والمشتري والحامل لها والمحمولة إليه. . إلخ، وعندما أوجبت عقوبات حدية وتعزيرية على هذه المحرمات لتردع بسطوة العقوبة من لم يرتدع بوازع الدين والخلق والمروءة
ولقد جاءت الشريعة بحفظ العرض والنسل
عندما حرمت الزنا، والشذوذ بجميع صوره، وحرمت القذف، ونهت عن إشاعة الفاحشة في المجتمع، وقررت على ذلك ما قررت من العقوبات الغليظة، وعندما سدت الذرائع إلى الفاحشة بما قررته من الحض على الزواج وتيسير أسبابه، وتحريم التبرج والاختلاط الفاحش والخلوة بالأجنبية، إلى غير ذلك من منظومة الأحكام التي تهدف في نهاية المطاف إلى حفظ العرض والنسل
ومن تأمل جميع الأحكام الشرعية يجد أنها تحقق هذه المقاصد ابتداء، أو تحرسها وتحافظ عليها دوامًا، وللمقاصد دورها المهم في الاجتهاد والاستنباط، بحيث إذا تعارض اجتهاد جزئي مع مقصود كلي قدم المقصود الكلي على الاجتهاد الجزئي، ولم تكتف الشريعة بجعل هذه الكليات حقوقًا للإنسان، بل رفعتها إلى مصاف الفرائض، بل إلى مصاف الحرمات، التي ليس لأحد المساس بها بحال من الأحوال
والله وحد أعلم
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[13 - Mar-2010, مساء 01:49]ـ
بارك الله فيك، وعلمك ما لاتعلم.(/)
صوتيا .. فتوى العلامة الألباني رحمه الله في العمليات الإستشهادية
ـ[عمر السيف]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 11:58]ـ
صيغة flv
http://ia301530.us.archive.org/0/items/al7orrr/3ezh.flv(/)
صفة التردد .. ارجو التوضيح
ـ[باعث الخير]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 11:13]ـ
السؤال
س: هل التردد صفة من صفات الله تعالى؟
الإجابة
صفة التردد فقد ثبتت لله تعالى كما في حديث الولي ((وما ترددت في شيء أنا فاعله ... )) الحديث أخرجه البخاري , وبيان ذلك أن مشيئة الله - تعالى - اقتضت أن يقبض روح هذا المؤمن الصالح , وإن كان الله يكره ذلك , لأن المؤمن يكره الموت .. لكن لابد من نفوذ المشيئة ووقوعها ..
هذه الفتوى وجدتها في موقع شيخنا الدكتور عبدالعزيز آل عبد اللطيف حفظه الله تعالى
وما فهمته من الفتوى ان الشيخ حفظه الله أثبت صفة التردد لله عز وجل
مع ان الحديث (وما ترددت) اي بالنفي
فهل فهمت كلام الشيخ على غير مراده؟
ام ان هناك خطأ من القائمين على الموقع في كتابة الفتوى؟
ارجو الافادة والايضاح
جزاكم الله عنا كل خير
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 11:56]ـ
وسئل عن: وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن
وسئل شيخ الإسلام
عن قوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه ـ عز وجل ـ: (وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته) ما معنى تردد الله؟
فأجاب:
هذا حديث شريف، قد رواه البخاري من حديث أبي هريرة، وهو أشرف حديث روي في صفة الأولياء، وقد رد هذا الكلام طائفة وقالوا: إن الله لا يوصف بالتردد، وإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور، والله أعلم بالعواقب. وربما قال بعضهم: إن الله يعامل معاملة المتردد.
والتحقيق أن كلام رسوله حق، وليس أحد أعلم بالله من رسوله، ولا أنصح للأمة منه، ولا أفصح ولا أحسن بيانًا منه، فإذا كان كذلك كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس؛ وأجهلهم وأسوئهم أدبًا، بل يجب تأديبه وتعزيره، ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة؛ والاعتقادات الفاسدة، ولكن المتردد منا، وإن كان تردده في الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور، لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنزلة ما يوصف به الواحد منا. فإن الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، ثم هذا باطل؛ فإن الواحد منا يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب، وتارة لما في الفعلين من المصالح والمفاسد، فيريد الفعل لما فيه من المصلحة، ويكرهه لما فيه من المفسدة، لا لجهله منه بالشيء الواحد الذي يحب من وجه ويكره من وجه، كما قيل:
الشيب كره وكره أن أفارقه ** فأعجب لشيء على البغضاء محبوب
وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب، وفي الصحيح: (حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره) وقال تعالى: {كُتِبَ عليكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ} الآية [البقرة: 216]
ومن هذا الباب، يظهر معنى التردد المذكور في هذا الحديث، فإنه قال: (لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوبًا للحق، محبًا له، يتقرب إليه أولًا بالفرائض، وهو يحبها، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها، فأتي بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق، فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين، بقصد اتفاق الإرادة، بحيث يحب ما يحبه محبوبه، ويكره ما يكرهه محبوبه، والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه، فلزم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه.
والله ـ سبحانه وتعالى ـ قد قضي بالموت، فكل ما قضي به فهو يريده ولابد منه، فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه، وهو مع ذلك كاره لمساءة عبده؛ وهي المساءة التي تحصل له بالموت، فصار الموت مرادًا للحق من وجه، مكروهًا له من وجه، وهذا حقيقة التردد وهو: أن يكون الشيء الواحد مرادًا من وجه، مكروهًا من وجه، وإن كان لابد من ترجح أحد الجانبين، كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده، وليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته، كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال بعد كلام سبق ذكره: ومن هذا الباب ما يقع في الوجود من الكفر والفسوق والعصيان، فإن الله ـ تعالى ـ يبغض ذلك ويسخطه، ويكرهه وينهي عنه، وهو ـ سبحانه ـ قد قدره وقضاه وشاءه بإرادته الكونية، وإن لم يرده بإرادة دينية، وهذا هو فصل الخطاب فيما تنازع فيه الناس، من أنه ـ سبحانه ـ هل يأمر بما لا يريده؟
فالمشهور عند متكلمة أهل الإثبات، ومن وافقهم من الفقهاء أنه يأمر بما لا يريده، وقالت القدرية والمعتزلة وغيرهم: إنه لا يأمر إلا بما يريده.
والتحقيق أن الإرادة في كتاب الله نوعان: إرادة دينية شرعية وإرادة كونية قدرية، فالأول كقوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ اليسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ اليسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [المائدة: 6]، وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} إلى قوله: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عليكم} [النساء: 26: 27]، فإن الإرادة هنا بمعنى المحبة والرضا وهي الإرادة الدينية. وإليه الإشارة بقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
وأما الإرادة الكونية القدرية فمثل قوله تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام: 125]، ومثل قول المسلمين: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. فجميع الكائنات داخلة في هذه الإرادة والإشاءة لا يخرج عنها خير ولا شر، ولا عرف ولا نكر، وهذه الإرادة والإشاءة تتناول ما لا يتناوله الأمر الشرعي، وأما الإرادة الدينية فهي مطابقة للأمر الشرعي لايختلفان، وهذا التقسيم الوارد في اسم الإرادة يرد مثله في اسم الأمر والكلمات، والحكم والقضاء، والكتاب والبعث، والإرسال ونحوه؛ فإن هذا كله ينقسم إلى: كوني قدري، وإلى ديني شرعي.
والكلمات الكونية هي: التي لا يخرج عنها بر ولا فاجر، وهي التي استعان بها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (أعوذ بكلمات الله التامات، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر) قال الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82].
وأما الدينية فهي: الكتب المنزلة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وقال تعالى: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} [التحريم: 12].
وكذلك الأمر الديني، كقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58]، والكونية: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا} [يس: 82].
والبعث الديني، كقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ} [الجمعة: 2]، والبعث الكوني: {بَعَثْنَا عليكم عِبَادًا لَّنَا} [الإسراء: 5].
والإرسال الديني، كقوله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ} [الفتح: 28]، والكوني: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [مريم: 83].
وهذا مبسوط في غير هذا الموضع. فما يقع في الوجود من المنكرات هي مرادة لله إرادة كونية، داخلة في كلماته التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وهو -سبحانه- مع ذلك لم يردها إرادة دينية، ولا هي موافقة لكلماته الدينية، ولا يرضي لعباده الكفر، ولا يأمر بالفحشاء، فصارت له من وجه مكروهة. ولكن هذه ليست بمنزلة قبض المؤمن، فإن ذلك يكرهه؛ والكراهة مساءة المؤمن، وهو يريده لما سبق في قضائه له بالموت فلا بد منه، وإرادته لعبده المؤمن خير له ورحمة به، فإنه قد ثبت في الصحيح: (أن الله ـ تعالى ـ لا يقضي للمؤمن قضاءً إلا كان خيرًا له، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له).
وأما المنكرات، فإنه يبغضها ويكرهها؛ فليس لها عاقبة محمودة من هذه الجهة إلا أن يتوبوا منها فيرحمون بالتوبة، وإن كانت التوبة لابد أن تكون مسبوقة بمعصية؛ ولهذا يجاب عن قضاء المعاصي على المؤمن بجوابين:
أحدهما: أن هذا الحديث لم يتناولها وإنما تناول المصائب.
والثاني: أنه إذا تاب منها كان ما تعقبه التوبة خيرًا فإن التوبة حسنة وهي من أحب الحسنات إلى الله، والله يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه أشد ما يمكن أن يكون من الفرح، وأما المعاصي التي لا يتاب منها فهي شر على صاحبها، والله ـ سبحانه ـ قدر كل شيء وقضاه؛ لما له في ذلك من الحكمة، كما قال: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88]، وقال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7]، فما من مخلوق إلا ولله فيه حكمة.
ولكن هذا بحر واسع قد بسطناه في مواضع، والمقصود هنا التنبيه على أن الشيء المعين يكون محبوبًا من وجه، مكروهًا من وجه وأن هذا حقيقة التردد، وكما أن هذا في الأفعال فهو في الأشخاص. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باعث الخير]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 10:39]ـ
الحمد لله
جزاك الله عني كل خير
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 09:03]ـ
بارك الله فيكم
وأخص بالشكر (محب ابن تيمية) فلما رأيت العنوان، خطر ببالي تلك الفتوى التي نقلتها عن شيخ الإسلام رحمه الله(/)
اللِّي ـ برَّا ـ ليَّهْ!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 11:29]ـ
حامد بن عبد الله العلي ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=articles&scholar_id=500)
قال الحق سبحانه: {بَلْ كذَّبوُا بالحقِّ لمّا جاءَهَمْ فَهُمْ في أَمْرٍ مَرِيجْ} [سورة ق:5].
{وَلَ?كِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى? جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [سورة الحديد: 14]
"إنَّ كلمة الليبرالية مصطلح عريض، وغامض، ولايزال إلى يومنا هذا على حالة من الغموض والإبهام" دونالد سترومبرج، (تاريخ الفكر الأوربي الحديث ص 337).
"النازيون والفاشيون، على الرغم من جرائمهم الضخمة لايهاجمون إلاّ مجموعات بشرية محددة، وكانوا ينكرون إنسانية هذه المجموعات ويدمرونها بالقتل الجماعي، لكنّ الليرالية الجديدة تهاجم الإنسانية جمعاء، وفي غضون عدّة عقود، سوف يقدّم هؤلاء الرجال الذين يحكمون العالم حساباً خطيراً عما يفعلون" لجون زيغلر، (سادة العالم الجدد ص 211).
بعد أن سيطرت الفكرة الليبرالية الرأسمالية الغربية الحمقاء على الغرب، وهيمنت على النظام المالي العالمي:
85% من المجتمع الإنساني يعيشون على 15% من الناتج العالمي.
و15% يعيشون على 85% على من الناتج العالمي.
2 مليار إنسان يعيشون تحت خط الفقر.
30 ألف طفل يموت يوميا بسبب الفقر.
انتشرت البطالة في العالم بصورة لم يسبق لها مثيل.
أحرقت 100 مليون إنسان في حروبها لإقتسام المستعمرات، والأسواق في القرن الماضي، وهي الآن تفعل المزيد لإعادة الإستعمار، فقد استهلت هذا القرن بحرب الثلاثة تريليون دولار، كما قال كلُّ من ستيجليتز، وبيلميز، في كتابهما: ""حرب الثلاثة تريليون دولار" أن احتلال العراق وأفغانستان كلف الخزينة الأمريكية عام 2007 وحتى نهاية سبتمبر، 845 مليار دولار أ. هـ.
أما حرب إحتلال العراق التي ذهب ضحيّتها مليون قتيل، وملايين المهجَّرين، فقد كانت الأكثر كلفة في التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية، وهي باكورة الكوارث الإنسانية بعد تفرد الفكرة الليبرالية بالسيطرة العالمية!
يقول جان زيغلر في كتابه القيِّم (سادة العالم الجدد): "الليبرالية الجديدة تستخدم كلمة (حرية) .. حرية كاملة لكل فرد، مساواة في الفرص، وإمكانيات مفتوحة لسعادة الجميع .. "، ثم يقول: "كلُّ هذا هراء، إنَّ السعادة بنظر الأقوياء ... تكمن بالإستمتاع الفردي بالثورة المكتسبة عن طريق سحق الآخر" (ص 54).
ثم يضرب مثالا في بلاده سويسرا فيقول: "نجد اللاَّمساواة الصارخة هي القاعدة 3 بالمائة من دافعي الضرائب يملكون ثروة شخصية تساوي مجموع ما يملكه ألـ 97 بالمائة الباقون، ويملك ألـ 300 شخص الأغني مجتمعين ثروة تساوي 374 مليار فرنك، وعام 2001م إزدادت ثروة ألـ 100 شخص الأغني بمقدار 450 % .. وعام 2002 استأثر عشرون بالمائة من سكان العالم بما يزيد على 80% من ثرواته، ويمتلكون أكثر من 80% من السيارات، ويستهلكون 60% من الطاقة، أما الباقون وهم 5 مليارات من الرجال، والنساء، والأطفال، فيتقاسمون 1% فقط من الدخل القومي، وبين عام 1992 وعام 2002 م ـ أي حقبة هيمنة الفكرة الليبرالية على العالم ـ هبطت حصة الفرد الواحد من الدخل القومي في 81 بلداً،وفي بعض البلاد مثل رواندا، لايزيد متوسط العمر على 40 سنة، وفي إفريقيا كلها يساوي 47 سنة، بينما هو في فرنسا 74 سنة، وفي العالم الثالث ينتشر الفقر بسرعة مذهلة، ففي عقد واحد من السنين زاد عدد المعدمين من الفقراء 100 مليون" (ص 56).
وقد اعترفت الليبرالية أخيراً أنها السبب فيما أصاب العالم من إنهيار إقتصادي، كان مردُّه إلى الجشع الذي هو نتاج عقيدتها المادية النفعية الخبيثة، فكانت آثار هذا الإنهيار مدمّرة على البشرية، وحدث بسببها من الفساد العظيم، ما الله به عليم، وصدق فيهم قوله تعالى "وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون".
وإنَّ فساد الليبرالية أشد بكثير من فساد مرض الأيدز، كما قال بيير بورديو تماما "إن الليبرالية الجديدة مثل مرض الإيدز تدمر جهاز المناعة في ضحاياها".
(يُتْبَعُ)
(/)
Pierre Bourdieu "politik ist entpolisitisiert" der Spiegel :29
وكما أحدثت الليبرالية هذا الفساد الهائل على إقتصاد العالم، كذلك فعلت على مستوى الأخلاق، والقيم، والعلاقات البشرية، ووصل الجشع البشري في وقتها إلى مستوى لم يتحدر إليه قط في تاريخ البشرية.
لقد وعدت الليبرالية العالم بعصر الحرية، والرفاهية، والمساواة، فأوردتها دكادك الشقاء، ومدارك البلاء، وكذلك كلُّ أعرض عن هدى الله تعالى، فهو إلى هذه الغاية مرجعه، ونحو هذا الدرك مصيره ومصرعه.
وليس العجب ـ والله ـ من ضلال من لم يعرف وحي الله وهداه، ولكن العجب ممن هُم من بني جلدتنا، الذين تنكبُّوا هدى الله الذي به اختصَّهم، وفيه رفع قدرهم، (فاستحبوا العمى على الهدى)، وأخذوا بأذناب الضالين التائهين، ورضوا لأنفسهم أحط المذاهب، مبدلِّين نعمة الله عليهم كفراً، حالِّين دار البوار، متبعين نهج الكفا.
وأعجب شيءٍ فيهم، أنهم لم يأخذوا من فكرة الليبرالية إلاّ أرذل ما فيها، وأخسّ ما احتوت عليها، فليس يشغلهم إلاّ البحث عن الشهوا، ولا شيء أحبّ إليهم من التنقيب عن اللخانة، والفرح بإنتشار الرذيلة، ولايستهويهم من مدارج الحضارة، ومظاهر التقدُّم، إلاَّ الأجساد العارية، والأخلاق التي على سنن الشياطين جارية.
وقد تركوا الدعوة إلى حرية الإنكار على جور السلطة، والمناداة بحقوق الفقراء، والضعفاء، والمساكين، والطبقات الكادحة، فهذه من الليبرالية المزعومة لاتعنيهم، بل صار جلُّ نشاطهم في الدعوة إلى (احتلال المراة) وليس تحريرها، وغايتهم إخراجها من عفِّتها، وطهارتها، إلى حيث يعبثون بها، ويستخدمونها لإفساد المجتمع.
فإنْ صعدوا درجة إلى استعمال عقولهم، استعملوها في الطعن في القرآن، والتطاول على الأنبياء والرسل الكرام، والسخرية من الدين، والاستهزاء بشريعة المسلمين.
ثمَّ تفاصحوا على أمِّتهم، مغترين بتمكين الغرب لهم في وسائل الإعلام، فأقحموا أنفسهم في الأدب إقتحام اللصّ، وألحقوا ثرثرتهم الفارغة فيه إلحاق الحسِّ بالإسِّ، وزعموا أنهم أدباء الحداثة، وذلك أنهم خائبون في كلِّ شيء، لايحسنون سوى اللعلعة، والمعمعة، والتزلف عند السلطة بالجعْجعة.
فخذ أمثلة منهم، ولاتسأل إلاَّ الشيطان عنهم، ملعون آخرهم وأولهم، كمثل السياب الذي قال: "كفرت بأمة الصحراء، ووحي الأنبياء على ثراها"، وهذيان علاء الدين حامد في: (الفراش)، و"مسافة في عقل رجل"، وقحة حيدر حيدر في وليمته المتعفنة، ثم ادونيس الذي لم يجد إلاَّ اسم صنم ليختاره لقباحته، وأنطون فرح، وسلامة موسى، ولطفي السيد، وطه حسين، ولويس عوض، ويوسف الخال، وصلاح عبد الصبور، والبياتي، وصلاح فضل، وجابر عصفور، وعبدالمعطي حجازي، ومحمود درويش، وسلمان رشدي، ونسرين، ونجيب محفوظ عدوّ الله ورسله ... إلخ
وغيرهم كثير، ممَّن مردوا على النفاق من الكبار، وآخرون منهم لاحقون بهم، وهم حدثاء صغار، يرضعون من أولئك، وينبتون اليوم في جزيرة العرب، كما تنبت الخباثة في حميل سيل الدياثة، من أحفاد مسيلمة الكذَّاب، ظهر قرنهم لما ضعف الدين، وخُذلت الشريعة، واستنكرت شعيرة إنكار المنكر، فانتشروا في الصحف، ووسائل الإعلام، إنتشار الخفافيش في الظُّلمة، تحت حماية الظَّلَمَة، وهمُّهم إبطال الإسلام، وغايتهم إفساد الأنام، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
وهم شتىَّ، لايجمع غير إعجابهم بكلِّ شيء سوى أمِّتهم، ودينها، وثقافتها،حتى قيل إنَّه "لما زار شارل بيلا إحدى البلاد العربية سأله أحد الصحفيين العرب: ماذا تقرأ في الأدب العربي، القديم أو الحديث؟ فأجاب القديم وحده، فقال له: ولماذا؟ فأجاب: لأنَّ الحديث ليس سوى أدب غربي، مكتوب بحروف عربية! " الغزو الفكري وموقفنا منه، (د. محمد عبدالمنعم خفاجي).
فكأنَّ لسان حالهم يقول: دينُنا هو رفض ديننا، فليس لنا إلاَّ ما أتانا من الخارج، أو بالعامية (اللِّي ـ برَّا ـ ليَّه)، فعجبا لتوافق اللفظ (الليبرالية).
وصدق الله تعالى.
وصدقت العرب.
قال تعالى: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى? ? إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [سورة الرعد: 19].
وقال: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفلاَ تَعْقِلُونَ} [سورة الأنبياء: 10].
وقالت العرب: "لا يأبى الكرامة إلاَّ حمار" (مجمع الأمثال 2/ 225).
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى، ونعم النصير.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 12:53]ـ
بارك الله فيك و في الشيخ الفاضل
أبو معاذ.(/)
من صفات القائد الحكيم في الإسلام
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 02:17]ـ
من صفات القائد الحكيم في الإسلام
إعداد الأستاذ رياض عطية
ماجستير في أصول الفقه
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائد العظيم، الذي أرسى قواعد القيادة الفذة، فصنع بها أمة هي من خير الأمم، وصنع بهذه القيادة أيضاً رجالاً لا نظير لهم في الأمم، بل لقد انقطعت أرحام النساء أن تلد أمثالهم.
إنها مهمة القائد، الذي يجمع شتات أمته ليجعل منها قوة ضاربة في الأرض وليرتفع بهمة مرؤوسيه الضعيفة ليعلي شأنها، وقد جسد النبي صلى الله عليه وسلم مهمة القائد وذلك عندما خاطب الأنصار عقب غزوة حنين وبعد توزيع الغنائم فقد أخرج البخاري رحمه الله تعالى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي». كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ [1].
إذن ما قدمه النبي عليه الصلاة والسلام للأنصار بينه في قوله على الترتيب:
1 - أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي.
2 - وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي.
3 - وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي.
ثم بعد ذلك أعطاهم أعطية لهي أغلى عليهم من أرواحهم، ألا وهي قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث نفسه: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى رِحَالِكُمْ، لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِى عَلَى الْحَوْضِ» [1].
إذن يمكننا أن نستخلص من هذا الحديث المبارك مهمة القائد الناجح: وهي
1 - أن يهييء ظروف السلامة الدينية لأمته، من نشر لوسائل الهداية وطمس لوسائل الغواية.
2 - أن بذل الجهد في تجميع الأمة على قلب رجل واحد، ورفع مصلحة المجتمع فوق مصلحة الأفراد، مع الأخذ بعين الاعتبار تعويض الفرد عن مصلحته بما يرضي الله تعالى.
3 - أن يغني أمته بكل ما يحتاجون، وليكن مَثَلُه في ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما رواه أنس رضي الله عنه قال:" كانت بطن عمر تقرقر عام الرماد من أكل الزيت، وكان قد حرم على نفسه السمن، قال: فكان ينقر بطنه بأصبعه ويقول قرقري أو لا تقرقري فوالله لا تأكلي السمن حتى يأكله الناس" [2].
وبذلك يضع الله تعالى له المحبة في قلوب أمته، وأقصد المحبة الصادقة، التي تدفعهم إلى الموت فداءً لقائدهم، يذكرنا هذا بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سئل كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: (والله إن رسول الله كان أحب إلينا من آبائنا وأمهاتنا وفلذات أكبادنا، وكان أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ)، ويذكرنا ذلك أيضاً بقول أبي سفيان رضي الله عنه عندما كان زعيماً لقريش بكلمته المشهورة: (والله ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد لمحمد) وقد قال هذه الكلمة عندما جيء بزيد بن الدثنة رضي الله عنه أسيراً ليقتل، فقال له أبو سفيان: أناشدك الله يا زيد أتحب أن تعود معافى لأهلك وولدك، وأن يؤتى بمحمد هنا في مكانك ليقتل، فغضب زيد أشد الغضب وقال: (والله ما أحب أن أرجع سالماً لأهلي وأن يشاك محمد بشوكة في أصبعه) فكانت كلماته هذه عنصر إلهام للشعراء بعد ذلك:
قال الشاعر:
أسرت قريش مسلماً في غزوة فمضى بلا وَجَلٍ إلى السياف
سألوه هل يرضيك أنك آمن ولك النبي فدى من الإجحاف
فأجاب كلا لا سلمتُ من الأذى ويصاب أنف محمد برعاف
(يُتْبَعُ)
(/)
ويذكرنا ذلك أيضاً بقول عروة بن مسعود عندما قال لقريش بعد عودته من مفاوضة النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية قال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمداً، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدوا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له [3].
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ: «لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» [4].
##############
يستقبل الأستاذ رياض عطية تعليقاتكم على المقالة على الإيميل التالي:
riad.atia@yahoo.com
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] رواه البخاري في كتاب المغازي: بَاب غَزْوَةِ الطَّائِفِ في شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، رقم (4075)، ومسلم في كتاب الزكاة، بَاب إِعْطَاءِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ على الْإِسْلَامِ وَتَصَبُّرِ من قوى إِيمَانُهُ رقم (1061).
[2] تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي: ص 161.
[3] رواه البخاري في كتاب الشروط: بَاب الشُّرُوطِ في الْجِهَادِ وَالْمُصَالَحَةِ مع أَهْلِ الْحَرْبِ وَكِتَابَةِ الشُّرُوطِ، رقم (2581).
[4] رواه مسلم في كتاب الإمارة، بَاب خِيَارِ الْأَئِمَّةِ وَشِرَارِهِمْ، رقم (1061).
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[17 - May-2009, صباحاً 05:03]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ..
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 11:25]ـ
وأياك وفقك الله(/)
أبيات توبة ابن القيم من الصوفية والبدعة بعد اتصاله بابن تيمية.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 02:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أبيات توبة ابن القيم من الصوفية والبدعة بعد اتصاله بابن تيمية.
وهي أبيات جميلة جدا فيها من العبرة الشيء الكثير , ولايمل المرء من تردادها
[قالها بعدما رد على الأشاعرة والنفات _ في النونية_, وبين ضررهم عى الدين, فبين أنه وقع فيما وقعوا فيه, حتى أتاح الله من أزال عنه تلك الأوهام ’ وأخذ بيده إلى طريق الحق والسلامة وهو شيخ الاسلام ابن تيمية]
قال ابن القيم _ رحمه الله_:
يا قوم والله العظيم نصيحة ... من مشفق وأخ لكم معوان
جربت هذا كله ووقعت في ... تلك الشباك وكنت ذا طيران
حتى أتاح لي الإله بفضله ... من ليس تجزيه يدي ولساني
حبر أتى من أرض حران فيا ... أهلا بمن جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله ... من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم **حتى أراني مطلع الإيمان
ورأيت أعلام المدينة حولها ... نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنها ... محجوبة عن زمرة العميان
ووردت رأس الماء أبيض صافيا** حصباؤه كلآلئ التيجان
ورأيت أكوازا هناك كثيرة ... مثل النجوم لوارد ظمآن
ورأيت حوض الكوثر الصافي ... الذي لا زال يشخب فيه ميزابان
وقال في موضع آخر:
يا طالب الحق المبين ومؤثرا ... علم اليقين وصحة الإيمان
اسمع مقالة ناصح خبر الذي ... عند الورى مذ شب حتى الآن
ما زال مذ عقدت يداه إزاره ... قد شد ميرزه إلى الرحمن
وتخلل الفترات للعزمات أمـ ـر ... لازم لطبيعة الإنسان
وتولد النقصان من فتراته ... أو ليس سائرنا بني النقصان
طاف المذاهب يبتغي نورا ... ليهديه وينجيه من النيران
وكأنه قد طاف يبتغي ظلمة ... الـ ـليل البهيم ومذهب الحيران
والليل لا يزداد إلا قوة ... والصبح مقهور بذي السلطان
حتى بدت في سيره نار على** طور المدينة مطلع الإيمان
فأتى ليقبسها فلم يمكنه مع** تلك القيود منالها بأمان
لولا تداركه الإله بلطفه ... ولى على العقبين ذا نكصان
لكن توقف خاضعا متذللا ... مستشعر الإفلاس من أثمان
فأتاه جند حل عنه قيوده ... فامتد حينئذ له الباعان
والله لولا أن تحل قيوده ... وتزول عنه ربقة الشيطان
كان الرقي إلى الثريا مصعدا ... من دون تلك النار في الإمكان
فرأى بتلك النار آكام المديـ ـنة** كالخيام تشوفها العينان
ورأى هنالك كل هاد مهتد ... يدعو إلى الإيمان والإيقان
فهناك هنأ نفسه متذكرا ... ما قاله المشتاق منذ زمان
والله أعلم.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 05:56]ـ
أبيات رائعة، جزاك الله خيرا.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 03:50]ـ
أبيات رائعة، جزاك الله خيرا.
وإياكم ...
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 04:07]ـ
بوركت وجزاك ربي خيرا ورضي عنك
ولكن هنا سقطت "قد"
حبر أتى من أرض حران فيا ... أهلا بمن (قد) جاء من حران
والله يرعاك
ـ[أمة الله الجزائرية]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 04:39]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك نقل موفق
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 05:05]ـ
بارك الله فيكم ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 04:53]ـ
أين ذكر التصوف؟؟؟؟
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 05:34]ـ
عامة أعلام الأشاعرة منسوبون للتصوف هذا أمر لايكاد ينخرم
وابن القيم ذكر هدايته في معرض كلامه عن العقيدة والمتكلمين
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Nov-2009, صباحاً 12:26]ـ
و عامة الأشاعرة أصوليون و فقهاء ...
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[08 - Nov-2009, صباحاً 11:41]ـ
الهداية لا تكون من علم الفقه أما التصوف فغني عن البيان مايحمله من مضامين تجانب الشرع
وأما انتساب بعض صالحي الأزمان للتصوف اسماً مع كونهم على جادة السلف حقيقةً فليس عن هذا حديثنا
والله الموفق
ـ[الرافدين]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 05:16]ـ
الاخ عبد العزيز الطيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه الأبيات الرائعة وما اروع منها إلا قائلها جعلك الله ممن يتسمعون القول فيتبعون أحسنه وإيانا.
وهناك نقطة اردت ان اضيفها وهي أن روعة الامام ابن القيم الجوزية انه تخلى عن (التصوف) المنحرف ولكنه لم يتخلى عن (التصوف) السني إذا صح التعبير.
فهو الذي جمع بين العلمين علم السلوك (كما هو يحب أن يسميه طبقا لتسمية شيخ الاسلام ابن تيمية) (رحمه الله) وبين علم الأصول والفقه فأخرج مدرسة متكاملة يجدر بكل مسلم أن يتعمق بهذه المدرسة الطيبة التي رسمها أمام رباني جمع بين علم السلوك وبين علم الأصول.
وخير دليل على ذلك كتابه الرائع (مدارج السالكين) وهو شرح لكتاب الأمام الهروي (رحمه الله) (منازل اياك نعبد وياك نستعين) وكان يسمي الامام الهروي وهو شيخه (شيخ الاسلام) والكل يعرف إتجاه الأمام الهروي، فهو عندما خرج من التصوف لم ينكر المدرسة برمتها وانما صحح ما كان خطأ ورفض ما كان خارج الشرع وصحح المسار وكل ذلك تجده في شرح الكتاب (مدارج السالكين) يقوم بعض أخطاء الامام الهروي في متنه.
لك مني فائق الاحترام والتقدير الكبيرين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 08:01]ـ
الاخ عبد العزيز الطيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه الأبيات الرائعة وما اروع منها إلا قائلها جعلك الله ممن يتسمعون القول فيتبعون أحسنه وإيانا.
وهناك نقطة اردت ان اضيفها وهي أن روعة الامام ابن القيم الجوزية انه تخلى عن (التصوف) المنحرف ولكنه لم يتخلى عن (التصوف) السني إذا صح التعبير.
فهو الذي جمع بين العلمين علم السلوك (كما هو يحب أن يسميه طبقا لتسمية شيخ الاسلام ابن تيمية) (رحمه الله) وبين علم الأصول والفقه فأخرج مدرسة متكاملة يجدر بكل مسلم أن يتعمق بهذه المدرسة الطيبة التي رسمها أمام رباني جمع بين علم السلوك وبين علم الأصول.
وخير دليل على ذلك كتابه الرائع (مدارج السالكين) وهو شرح لكتاب الأمام الهروي (رحمه الله) (منازل اياك نعبد وياك نستعين) وكان يسمي الامام الهروي وهو شيخه (شيخ الاسلام) والكل يعرف إتجاه الأمام الهروي، فهو عندما خرج من التصوف لم ينكر المدرسة برمتها وانما صحح ما كان خطأ ورفض ما كان خارج الشرع وصحح المسار وكل ذلك تجده في شرح الكتاب (مدارج السالكين) يقوم بعض أخطاء الامام الهروي في متنه.
لك مني فائق الاحترام والتقدير الكبيرين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم ...
* من المعلوم أن مصطلح الصوفية مصطلح مطاط ..
إذ كان يطلق قديما على أهل العبادة والزهد , وهذا لايعني أن من يطلق عليه ذلك لايكون من أهل العلم, بل المراد أنه من المكثرين من العبادة.
× قال ابن تيمية" وكان السلف يسمون أهل الدين والعلم: القراء, فيدخل فيهم: العلماء والنساك, ثم حدث بعد ذلك اسم: الصوفية والفقراء ... " [الفرقان ص74]
فهذا القسم ليس داخلا في كلامي السابق , لأنه بالمعنى العام أكثر أهل العلم داخل فيه.
إنما المراد بما سبق_ وهو ظاهر_: من جعلوا اسم الصوفية ذلولا لإدخال البدع والمحدثات على أهل الإسلام, ممن هم أبعد الناس عن العبادة واستشعارها.
بل غاية ما معهم خرافات وأباطيل وتلبيس ابليس.
وهم مع ذلك يزعمون أن أصل العلم معهم, وأن الناس أصحاب ظواهر , وأما علمهم فباطن.
وقال _ رحمه الله_ عن محاولة بعض أهل البدع والإلحاد التستر خلف اسم الصوفية:
"فإن ابن عربي وأمثاله _وإن ادعوا أنهم من الصوفية_ فهم من صوفية الملاحدة الفلاسفة , ليسوا من صوفية أهل الكلام فضلا عن أن يكونوا من مشايخ أهل الكتاب والسنة , كالفضيل بن عياض , و إبراهيم بن أدهم , و أبي سليمان الداراني , و معروف الكرخي ,والجنيد بن محمد ,و سهل بن عبد الله التستري , وأمثالهم , رضوان الله عليهم أجمعين."
[الفرقان ص142, ط: اليحيى]
والله أعلم.
ـ[الرافدين]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 09:18]ـ
الاخ الطيب عبد العزيز
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح
وهذا الذي كنت أقصده تماما، فأنا استخدمت مصطلح (تصوف) لانني لا اجد غيره مستعمل على وجه الشهرة.
فشيخ الاسلام اين تيمية (رحمه الله) عندما يمدح الجنيد البغدادي فأكيد أنه لا يمدحه كونه صوفي خرافي مبتدع يسير وراء كل خرافة وبدعة ولو كان ذلك لما مدحه، وهذا نفس الشيء بالنسبة للامام الشاطبي (رحمه الله) في الإعتصام.
لك مني جزيل الشكر والتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
«لا عجب»، مقال جديد لشيخِنا العلَّامَة صالِحِ بْنِ فَوزَانَ الفَوْزَان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 04:05]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«لا عجب»
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
قرأت كلاما لبعض المشائخ في جريدة الوطن يتعجب فيه من افتراق المسلمين فيما بينهم مع أن كلا منهم يقول: ربي الله، ونبيي محمد، وديني الإسلام،
وأقول:
لا عجب في ذلك لأنه لا يكفي مجرد القول بدون الالتزام بمدلوله، فلا يكفي أن يقول الإنسان: ربي الله حتى يستقيم على هذه الكلمة بتحقيق مدلولها وهو عبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ? وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما طلب منه سفيان بن عبدالله رضي الله عنه أن يقول له قولا في الإسلام لا يسأل عنه غيره قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «قل آمنت بالله ثم استقم» لأن مجرد قول ربي الله معناه الإقرار بتوحيد الربوبية وهو لا يكفي إلا بالإتيان بلازمه وهو توحيد الألوهية بأن لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له لأن المشركين يقرون بتوحيد الربوبية لكنهم يشركون في الألوهية كما ذكر الله ذلك عنهم في القرآن الكريم، ولا يكفي أيضا أن يقول الإنسان محمد نبيي دون أن يتبع الرسول ويطيعه فيما أمر ويصدقه فيما أخبر ولا يعبد الله إلا بما شرع فهذا تحقيق قول: محمد نبيي.
أما من يقول ذلك وهو لا يطيعه فيما أمر ولا يجتنب ما نهى عنه ولا يصدقه فيما أخبر به، ولا يتجنب البدع المحدثة في الدين بل يعبد الله بغير ما شرعه الرسول فهذا لا ينفعه مجرد النطق بقوله: محمد نبيي، وكذلك إذا قال الإسلام ديني فلابد أن يلتزم بدين الإسلام بجميع أحكامه عقيدة وشريعة ومعاملة وأخلاقا وسلوكا فلا يقول الإسلام ديني ويتبع ما شاء من النحل والمبادئ المخالفة لدين الإسلام وإنما يكون على منهج السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
قال تعالى: ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ? هذا ما أردت التنبيه عليه: ? إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ ?.
كَتَبَهُ:
صَالِحُ بْنُ فَوْزَانَ الْفَوْزَانُ
عُضو هيئة كبار العُلماءِ
9/ 5 / 1430
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 04:06]ـ
المصدر: موقع شيخنا.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=149
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 04:09]ـ
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/laajab.jpg
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 11:05]ـ
جزى الله الشيخ و الناقل خيراً
لكن من الكاتب المردود عليه؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2009, مساء 06:29]ـ
جزاكُم اللَّهُ خيرًا.(/)
الرَّدُّ على محمَّدِ بن ناصر الأسمريّ،لشيخنا العلَّامةِ صالِحٍ الفَوْزان (14/ 5/1430)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 04:19]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قرأت في صحيفة الوطن عدد الاثنين 9 جمادى الأولى 1430 هـ كلاما للكاتب: محمد ناصر الأسمري ينقله عمن سماها: أبكار كلاما تقول فيه حسب نقله:
فلم تعبد الأصنام في شبه الجزيرة العربية بصفتها آلهة قائمة بذاتها وإنما هي لا تمثل إلا تماثيل الشفعاء لم تعبد إلا بصفتها شفعاء إلى الله ويقينا أن هذا في ضوء الحقيقة ليس شركا فإن الشيء الذي يتخذ شفيعا إلى شيء آخر لا يعدل هذا الشيء الآخر مساويا، ثم قال الكاتب مقرا هذا الكلام الذي نقله: لقد مرت الأديان في شبه جزيرة العرب بأطوار كلها في مسارات التوحيد، إلى أن قال: عسى الله أن ينور قلب وعقل الباحثين إلى اتباع الحق والبعد عن التزلف والتزييف فالتاريخ صناعة وصنعة لذوي الحجج والأفهام والقلوب النابضة لا القلوب الراجفة الواجفة. انتهى كلام الكاتب.
وأقول: سبحان الله كيف يصدر هذا الكلام من رجل نشأ في بلاد التوحيد وتعلم في مدارسها وقرأ كتاب الله وسنة رسوله فهو يقر الكاتبة ويستشهد بقولها أنه لم يحدث شرك في شبه الجزيرة العربية وأين هو مما ذكره الله في القرآن الكريم عن العرب من عبادتهم الأصنام عموما واللات والعزى ومناة خصوصا ولما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة غير الله من الأصنام وغيرها قالو: ? أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ? وقال تعالى عنهم: ? إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ *وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ?
وأما قول صاحبة الكتاب الذي نقل منه الكاتب: لم تعبد الأصنام بصفتها آلهة مستقلة وإنما عبدت لكونها شفعاء والشفيع لا يساوي المشفوع عنده
فنقول: عبادة الشفعاء تعتبر شركا أكبر لأن العبادة حق لله وحده وقد سمى الله ذلك شركا في قوله: ? وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ? فسمى فعلهم هذا شركا نزه نفسه عنه وسماه كفرا وكذبا في قوله تعالى: ? وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ? فأهل الإيمان الذين قال عنهم الكاتب: القلوب الراجفة الواجفة يخافون الله ويعتقدون ما في كتاب الله من تسمية هذا العمل شركا وكفرا، هذا ما أردت التنبيه عليه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
كَتَبَهُ:
صَالِحُ بْنُ فَوْزَانَ الْفَوْزَانُ
عُضو هيئة كبار العُلماءِ
14/ 5 / 1430
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 04:21]ـ
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/000rad-asmari.jpg
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 04:21]ـ
المصدر: موقع شيخنا.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=150
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 10:26]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
عاد سماحة شيخنا الوالد العلامة الهمام: صالح الفوزان
للرد على من يخطىء في الدين وينشره بين العوام.
أذكر أن أحد المردود عليهم من قبل العلامة الفوزان حفظه الله تعالى كان يقول مستنكراً ومتعجباً:
ما في مقال ينشر في الجريدة إلا ووجدنا تعقيب الشيخ الفوزان عليه!!! " ابتسامة "
حفظه الله تعالى، وبارك في عمره، وجزاه الله تعالى خيراً على ما يقدمه للإسلام والمسلمين.
حفظك الله تعالى يا أخي وبارك في عمرك.
أفرحتنا بنشرك لهذه الردود الطيبة.
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 07:28]ـ
بارك الله في جهودكم اخي سلمان أبو زيد و نفع بكم
و الشكر موصول للعلامه صَالِحُ بْنُ فَوْزَانَ الْفَوْزَانُ اثابه الله الجنه
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:42]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:46]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظ الله الشيخ العلامة الفوزان وصدق من قال من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 12:28]ـ
جزاكُم اللَّه خَيرًا، وباركَ فيكُم.(/)
معركة العقل والنقل المفتعلة ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 09:04]ـ
لما تسول المتكلمون في سؤال أدوات فهم أصول الدين على الفلاسفة بعد مشروع الترجمة غير المشروع الذي تولى كبره المأمون- سامحه الله- كان من جراء ذلك نشوء معركة جبرية بين الوحي والعقل
فتفتقت عبقرية الغزالي عن "قانون التأويل" (!) والذي عبر فيه عن ضرورة التأويل لوجود التصادم بين المنقول والمعقول .. وتبعه على التقنين في حل هذه المعضلة المصطنعة تلميذه ابن العربي فصاغ قانوناً آخر للتأويل ثم جاء خاتمة المتكلمين ورأسهم المهذب لما سبقه من "كلام"
وما أكثر "الكلام"! فكتب قانونه الكلي الذي احتفى به من بعده من الأشاعرة ونحوهم ..
وهذا القانون الكلي هو الذي دكدكه الإمام الحبر:شيخ الإسلام ابن تيمية .. بقلمه السيال
حتى أتى على أركانه من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم ..
وقد جعل الرازي القسمة في قانونه رباعية .. في حال تخالف العقل والنقل
1 - إما أن يجمع بينهما وهو محال لكونه جمعا بين النقيضين
2 - وإما أن يردا جميعا لأنه رفع للنقيضين معا وهو محال!
3 - وإما أن يقدم النقل وهو محال .. لأن العقل مقدم عليه لكونه الأصل الذي به عرف النقل
4 - فلم يبق إلا تقديم العقل!
قال الإمام ابن تيمية معلقا على قوانيهم التي خالفت بين الوحي والعقل"يضع كل فريق لأنفسهم قانونا فيا جاءت به الأنبياء عن الله فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعا له فما وافق قانونهم قبلوه وما خالفه لم يتبعوه"
وإليك الرد على هذه الأعجوبة .. بأمر يسير معقول لا يتطلب فلسفة ولا منطقا
شبه العلماء من المتكلمين -كالغزالي- وممن هم على جادة السلف-كابن تيمية-
الوحي مع العقل .. كالنور مع العين .. وهذا التشبيه وجيه ودقيق وله من كلام الله شاهد
كما في قوله تعالى "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
فسمى ضلالة القلوب عمى .. تشبيها للعقل بالعين .. ووصف سبحانه وحيه بأنه نور كما في قوله "قد جاءكم من الله نور"
فمن ألغى دلالة العقل .. كأنه عمد إلى عينه وفقأها ..
ومن ألغى دلالة النص كأنما هو في ليل حالك إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .. ومن كان كذلك-أعني في هذا الليل الحالك- أنى لعينه أن تبصر ولو كانت عين زرقاء اليمامة
فإذا أبصرت العين جسما ليس له مُثل سابقة لم تكذّب نفسها
بل صدقت بالشيء على ما هو عليه دون اتهام للنور الساقط عليه بأنه موهم
وبهذا تدرك أن حكاية تقديم العقل على النقل أي تطويع الوحي ليكون موافقا للعقل قسرا
بتأويل أو غيره .. هي كالقول بتقديم العين على النور! .. وقد علمت أن العين لا قيمة لها من غير نور .. أما النور فيبقى نورا يسترشد به من أراد ..
فالعين آلة للإدراك .. والعقل آلة للفهم ..
ولا يقال لا قيمة للنور من غير عين .. لأن النور واحد والأعين كثيرة
فمن عميت عينه .. كان هو المعمي وحده ..
وفي تشبيه العقل بالعين دقة تظهر في أن تشبيهه بالسمع لا يستقيم
لأن العين لها اختيار في ما تبصره .. كما العقل تماما ..
ولهذا قال تعالى "ولا تقف ما ليس لك به علم "
فإذا علمت هذا .. أدركت أن لا تخالف بين العقل والنقل .. وهذا حاصل رد ابن تيمية عليهم ..
فقال لهم:من قال لكم إن العقل السليم يخالف النقل الصحيح؟ .. هذا غير وارد أصلا
والحمد لله من قبل ومن بعد
ـ[باعث الخير]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 10:46]ـ
بارك الله فيك شيخنا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 11:36]ـ
حياكم الله أيها الحبيب (بالمناسبة لا أذكر أني درّستك شيئا حتى تسميني شيخك-ابتسامة-)
تصويب طباعي: قال الإمام ابن تيمية معلقا على قوانيهم التي خالفت بين الوحي والعقل"يضع كل فريق لأنفسهم قانونا فيما جاءت به الأنبياء عن الله فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعا له فما وافق قانونهم قبلوه وما خالفه لم يتبعوه"
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - May-2009, صباحاً 12:44]ـ
1 - إما أن يجمع بينهما وهو محال لكونه جمعا بين النقيضين
كيف حالك يا شيخ ابا القاسم , عساك بخير ...
لدي استفسار , كيف لا يجمع بينهما ومن قال أنهما نقيضان أصلا؟
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[18 - May-2009, صباحاً 12:44]ـ
ماشاء الله تبارك الله فحتى ردك عبارة عن عقل ونقل (عين ونور)
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[18 - May-2009, صباحاً 07:33]ـ
جزاك الله خيرًا و نفع بك شيخنا الكريم،،
يسَّر الله لك الخير أينما حللت .. وأجرى على لسانك وقلمك الحق ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 12:12]ـ
أخي الشيخ الزين .. حياك الله تعالى وقد اشتقت إليكم
والجواب حفظك الله أن هذا كلام الرازي ..
فهو يقول كغيره من المتكلمين أن هناك نصوصا
تخالف ظواهرها العقل .. وحينئذ كيف يكون التصرف؟
فوضع لك هذه القسمة الرباعية ليتوصل بذلك إلى إقناعك أن
منهجهم في تأويل الصفات أو إنكارها هو الصواب
والحق أن العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح .. فبطلت القسمة من أصلها
أخي المكرم جمال .. شكر الله لك القراءة وبارك فيكم وفي علمكم
أختي ربوع الإسلام: اللهم آمين .. ولكم بمثل على هذا الدعاء الطيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 01:03]ـ
أخي الفاضل
الصراع المفتعل بين العقل والنقل ليس سوى أثر من آثار الغزو الثقافي المضاد والتي سمحت لبعض الافكارالغير اسلامية بالتسلل والتفاعل مع بعض المفاهيم والافكار الاصيلة لتشكل نموذجا غريبا سرعان ما ظهر اثره في تفكيك الروابط الثقافية والاجتماعية في المجتمع الاسلامي الجديد خصوصا عند بعض الافراد من ذوي التكوين العلمي الضعيف أو حديثي العهد بالاسلام وممن لم تترسخ المفاهيم الصحيحة في انفسهم فاصيبوا ولاول مرة بالاغتراب وظهرت مصطلحات مثل "الفرقة" "البدعة" وغيرها للدلالة على ضحايا هذا الغزو ..
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 05:28]ـ
1 - الذي سمح لبعض الافكارالغير اسلامية بالتسلل
2 - ليشكل
تصويب و آسف على الخطأ
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 01:01]ـ
مشكلة المتكلمين وأمثالهم من العلمانيين أنهم لا يميزون بين (العقل) وبين (الهوى).
ومشكلة بعض محبي أهل السنة من المعاصرين أنهم يوافقون في كثير من الأحيان افتراض التعارض بين (العقل) و (النقل)،
فترى أحدهم يقول - قاصدا الرد على الطائفة الأولى: (أخطأتم لما قدمتم العقل على النقل!).
وكأنهم قدموا (العقل) فعلا. . وكأن لهم (قلوب يعقلون بها) أصلا!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 12:09]ـ
مشكلة المتكلمين وأمثالهم من العلمانيين أنهم لا يميزون بين (العقل) وبين (الهوى).
ومشكلة بعض محبي أهل السنة من المعاصرين أنهم يوافقون في كثير من الأحيان افتراض التعارض بين (العقل) و (النقل)،
فترى أحدهم يقول - قاصدا الرد على الطائفة الأولى: (أخطأتم لما قدمتم العقل على النقل!).
وكأنهم قدموا (العقل) فعلا. . وكأن لهم (قلوب يعقلون بها) أصلا!
بارك الله فيكم .. الذين يقولون بامتناع تقديم العقل على النقل - وهم عموم أهل السنة كما تعلم - إنما يقصدون بتقديمه البداءة بما يأتي به العقل استقلالا ثم توجيه النص بحسبه، وليس مرادهم تقديمه من جهة كونه أداة لفهم النص نفسه، فيقينا لا يُتصور فهم النص بلا عقل.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 11:13]ـ
وفيكم بارك الله شيخنا الفاضل.
بارك الله فيكم .. الذين يقولون بامتناع تقديم العقل على النقل - وهم عموم أهل السنة كما تعلم - إنما يقصدون بتقديمه البداءة بما يأتي به العقل استقلالا ثم توجيه النص بحسبه، وليس مرادهم تقديمه من جهة كونه أداة لفهم النص نفسه، فيقينا لا يُتصور فهم النص بلا عقل.
أولا: البداءة بالعقل ليس عيبا، وإنما العيب ترك المرء عقله واتباعه هواه.
ثانيا: لا أعلم إماما من السلف قال بمثل هذا التعارض حتى يقدم أحدهما على الآخر (اللهم إلا أن يقصد بالنقل: حديث ضعيف). فهل تفضلتم بذكره؟
لا بد من إعادة الألفاظ الشرعية إلى معانيها الأصلية. . ومنها: لفظ (العقل) و (يعقل).
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 01:47]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ نضال، لم تفهم مرادي، فالظاهر أني أسأت تحريره، غفر الله لي.
القصد أيها الحبيب الأريب، أن الذين يقولون بمذمة تقديم العقل على النقل، إنما يريدون بذلك من يقدمون عقولهم بلا سلطان شرعي من دليل كلي أو جزئي أو غير ذلك، ولو تأملتَ لوجدت مرادهم ينصب في النهاية في ذم أتباع الهوى، الذين يؤصلون أصولا عقلية في الدين لا أصل لها، ثم يوجهون النصوص بحسبها! فهؤلاء يحركهم هواهم في النظر، فيبدؤون بالاعتقاد أولا ثم يتبعونه بالاستدلال، كما هو دأب سائر أهل الأهواء.
ومثال ذلك تقعيد المتكلمة لقواعد في تناول نصوص الأسماء والصفات ما أنزل الله بها من سلطان، كلما عرض عليهم نص من نصوص الصفات أمروه خلال تلك القاعدة التي لا ساق لها ولا قدم من كتاب ولا سنة، وإنما هي من أثر كلام الفلاسفة وأضرابهم!
فالخلاف هنا لفظي في الحقيقة لا أثر له .. إذ القوم لا يذمون إعمال العقل بإطلاق، ولا حتى تقديم العقل بإطلاق، فالعقل طريق الفهم أصلا، ولكن يذمون مسلكا بعينه يجعل العقل من مصادر التلقي، وهو ما يوصف في مجمله بمسلك أهل الأهواء والبدع! فلا إشكال إن شاء الله، ما دمنا نتفق على المعنى المراد، والله أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 02:11]ـ
لدي استفسار , كيف لا يجمع بينهما ومن قال أنهما نقيضان أصلا؟
الحمد لله وحده ...
حلّ المسألة من أسها أن يقال كما يقول أهل السنة، وكما ذكر الشيخ أبو القاسم حفظه الله.
وسؤالك أخي زين العابدين يمكن الإجابة عليه لكن على التسليم بتخالف العقل والنقل الصحيحان، وقد سبق أن هذا غير صحيح.
لكن على التسليم بتخالف العقل والنقل فإن القسمة التي أوردها الرازي قسمة عقلية حاصرة صحيحة لا فكاك منها.
وقوله: (الجمع بينهما محال) صحيح على أصله الذي سلمنا به جدلا.
فإنه افترض أن العقل والنقل متخالفان ..
وهذا يعني افتراض أنهما متخالفان في الحقيقة وفي نفس الأمر لا في الظاهر.
والجمع بين هذين الحكمين ضرب من المحال العقلي كما هو معلوم.
كما أن رفع هذين الحكمين محال أيضًا.
والأمثلة على تطبيق المتكلمين لهذه البليّة أكثر من أن يحصر ..
والأمر كما قال الشيخ أبو القاسم شارحًا وموضحًا كلام أهل السنة، أن افتراض تعارض العقل الصحيح والنقل الصحيح في نفس الأمر= غير مسلم.
وعليه فلا حاجة إلى هذه القسمة أصلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 03:02]ـ
الحمد لله وحده ...
ومن لطيف ما يذكر هنا أن نقول للمتكلمين
إنكم تقولون: إذا تعارض العقل الصحيح و (النقل الصحيح) قدمنا العقل ..
وتقولون: (النقل الصحيح) هو ما حكم العقل بصحّته ..
إذن فأنتم تقولون: إذا تعارض العقل مع (النقل الصحيح) = قدمنا العقل ..
= إذا تعارض العقل مع (ما حكم العقل بصحته) = قدمنا العقل!!
فمتى تعارض العقل عندكم مع العقل؟!
هذا خلف.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 07:40]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ نضال، لم تفهم مرادي، فالظاهر أني أسأت تحريره، غفر الله لي.
القصد أيها الحبيب الأريب، أن الذين يقولون بمذمة تقديم العقل على النقل، إنما يريدون بذلك من يقدمون عقولهم بلا سلطان شرعي من دليل كلي أو جزئي أو غير ذلك، ولو تأملتَ لوجدت مرادهم ينصب في النهاية في ذم أتباع الهوى، الذين يؤصلون أصولا عقلية في الدين لا أصل لها، ثم يوجهون النصوص بحسبها! فهؤلاء يحركهم هواهم في النظر، فيبدؤون بالاعتقاد أولا ثم يتبعونه بالاستدلال، كما هو دأب سائر أهل الأهواء.
ومثال ذلك تقعيد المتكلمة لقواعد في تناول نصوص الأسماء والصفات ما أنزل الله بها من سلطان، كلما عرض عليهم نص من نصوص الصفات أمروه خلال تلك القاعدة التي لا ساق لها ولا قدم من كتاب ولا سنة، وإنما هي من أثر كلام الفلاسفة وأضرابهم!
فالخلاف هنا لفظي في الحقيقة لا أثر له .. إذ القوم لا يذمون إعمال العقل بإطلاق، ولا حتى تقديم العقل بإطلاق، فالعقل طريق الفهم أصلا، ولكن يذمون مسلكا بعينه يجعل العقل من مصادر التلقي، وهو ما يوصف في مجمله بمسلك أهل الأهواء والبدع! فلا إشكال إن شاء الله، ما دمنا نتفق على المعنى المراد، والله أعلم.
بارك الله فيك شيخنا العزيز.
معروف يا سيدي أن الخلاف لفظي. . وما كنت أتكلم أصلا إلا على تصحيح (اللفظ) وتقويم (العبارة)
فقلت:
لا بد من إعادة الألفاظ الشرعية إلى معانيها الأصلية. . ومنها: لفظ (العقل) و (يعقل).لفظ (العقل) في النصوص الشرعية والأقوال السلفية يعنى:
1 - الفقه والفهم (فعل القلب)، أو
2 - أداة الفهم (القلب نفسه)، أو
3 - العمل بناء على الفهم الصحيح، [أو
4 - مبادئ الفهم (الموازين الفطرية)]
وكلها معانى طيبة لا ينبغي وضعها في معارضة الشرع،
بل الشرع لا يمكن فهمه ولا تطبيقه إلا بالعقل. . وفاقد العقل غير مكلف أصلا.
فما الداعي لتغيير ألفاظ الشارع ووضعها في غير مواضعها ... ؟؟
كفانا أن نقول: ((لا تقدم هواك على شرع الله!))
بل علينا أن نقول: ((لا تقدم هواك على عقلك!))
كما قال تبارك وتعالى لأهل الضلال: {أفلا تعقلون؟!}
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 07:52]ـ
الحمد لله وحده ...
ومن لطيف ما يذكر هنا أن نقول للمتكلمين
إنكم تقولون: إذا تعارض العقل الصحيح و (النقل الصحيح) قدمنا العقل ..
وتقولون: (النقل الصحيح) هو ما حكم العقل بصحّته ..
إذن فأنتم تقولون: إذا تعارض العقل مع (النقل الصحيح) = قدمنا العقل ..
= إذا تعارض العقل مع (ما حكم العقل بصحته) = قدمنا العقل!!
فمتى تعارض العقل عندكم مع العقل؟!
هذا خلف.
أضحك الله سنك شيخنا الفاضل.
لكن جواب أهل الكلام في مثل هذه المسألة معروف،
وهو قولهم: إنما نقصد بـ (التعارض) التعارض بين (قطعيات العقل) و (ظواهر نصوص الشرع).
وبعد التفتيش ................. لا هذه قطعية، ولا تلك ظواهر.
أو أن الأول قطعي،، وليس الثاني بظاهر
أو أن الثاني ظاهر،، وليس الأول بقطعي
فيخطئون أحيانا في فهم المنقول
ويتخبطون أحيانا كثيرة في معرفة المعقول
كما يقعون أحيانا أخرى في الأمرين معا. .
ولكل قسم من الأقسام الثلاثة: أمثلة متكاثرة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 08:04]ـ
القطعي عند هؤلاء أن يكون عقل المتكلم قاضيا بأنه قطعي عنده .. فيكون معارضا لظاهر النص في عُرفه
أو يكون عقله غير مستوعب للمسألة غير متصور لها لكونها خارج حدود العقل أصلا .. فيظنها متعارضة بسبب عدم القدرة على التصور .. ومعلوم أن التصور فرع عن الأقيسة الذهنية التي لابد لها من نظير ..
ولهذا يصعب مثلا تصور حياة أبدية في الجنة لا حد لها مطلقا ..
والله الموفق
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 08:11]ـ
بارك الله فيكم .. الذين يقولون بامتناع تقديم العقل على النقل - وهم عموم أهل السنة كما تعلم - إنما يقصدون بتقديمه البداءة بما يأتي به العقل استقلالا ثم توجيه النص بحسبه، وليس مرادهم تقديمه من جهة كونه أداة لفهم النص نفسه، فيقينا لا يُتصور فهم النص بلا عقل.
- هل لكم أن تذكروا أسامي هؤلاء؟
- والله لو حكم العقل بالاستقلال لما نطقت هنالك إلا فطرة طاهرة، كما قال (ص): استفت قلبك!
لكن أهل الأهواء يقدمون أهوائهم على عقولهم. .
يقدمون البغي على الفطرة. .
يقدمون الخرص الظن على العلم اليقين.
وكلها مذمومة عقلا وشرعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 08:15]ـ
قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله:
وقَوْله تَعَالَى فِي هَذِهِ: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} هُوَ ذَمٌّ لَهُمْ عَلَى اتِّبَاعِ الظَّنِّ بِلَا عِلْمٍ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {إنْ هِيَ إلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إنْ يَتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إنْ يَتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} وقَوْله تَعَالَى {وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إنْ يَتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إلَّا يَخْرُصُونَ} وَقَوْلُهُ: {أَفَمَنْ يَهْدِي إلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إلَّا ظَنًّا إنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}. فَهَذِهِ عِدَّةُ مَوَاضِعَ يَذُمُّ اللَّهُ فِيهَا الَّذِينَ لَا يَتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إنْ تَتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إلَّا تَخْرُصُونَ} {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} مُطَالَبَةٌ بِالْعِلْمِ وَذَمٌّ لِمَنْ يَتَّبِعُ الظَّنَّ وَمَا عِنْدَهُ عِلْمٌ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وَقَوْلُهُ: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} وَأَمْثَالُ ذَلِكَ ذَمٌّ لِمَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ. وَعَمِلَ بِالظَّنِّ.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 08:24]ـ
أخي المكرم نضال ..
لا أحب لك أن تقول الشيخ ابن تيمية .. بل قل: الإمام ,إنصافاً
أو قل شيخ الإسلام ..
والله الموفق
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 02:02]ـ
- هل لكم أن تذكروا أسامي هؤلاء؟
- والله لو حكم العقل بالاستقلال لما نطقت هنالك إلا فطرة طاهرة، كما قال (ص): استفت قلبك!
لكن أهل الأهواء يقدمون أهوائهم على عقولهم. .
يقدمون البغي على الفطرة. .
يقدمون الخرص الظن على العلم اليقين.
وكلها مذمومة عقلا وشرعا.
بارك الله فيك، الخلاف بيننا لفظي كما هو واضح .. مناطه التفريق بين إطلاق العقل وإرادة الأداة المجردة، وبين إطلاقه وإرادة المقدمات العقلية الباطلة التي يقدمها الفلاسفة وأهل الكلام!
فأنا وأنت نتفق على أن العقل أداة تابعة في جميع الأحوال، (فالمرء وإن كان يولد على الفطرة إلا أنه يعقل على ما تلقاه من أبويه) فإما كان بهذا تابعا للحق وإما لسواه. فإن كان للحق، فلن يقدم فلسفات أهل الأهواء والزنادقة - التي تلقاها من حيثما تلقاها - على فهم المخاطبين الأوائل بتلك النصوص، ولكن سينظر بعقل سوي صحيح على جادة صحيحة مستقيمة، وحينئذ لن يكون إعماله لعقله في الأول والآخر إلا على نهج السلف الأول ومن تبعهم، وهذا محمود ولا شك.
وقولك "أهل الأهواء يقدمون أهواءهم على عقولهم"،
قلت إن أردت بعقولهم أداة التفكير والتأمل نفسها على وجه أن عقولهم تخضع لهذه الأهواء فصحيح .. فهي وجهت عقولهم إلى إنتاج مقدمات عقلية وقواعد فلسفية ما أنزل الله بها من سلطان، بها ردوا الفهم الصحيح للنص وبها فسد نظرهم فيه، فجعلوا النصوص تابعة لتلك القواعد العقلية المقدمة عندهم .. فهذا الصنيع منهم إن قال القائل فيه على وجه المذمة أنه تقديم للعقل - هكذا - على النقل، كان كلامه صحيحا أيضا ولا إشكال، إذ معلوم عند السامع ما المراد بالعقل على وجه المذمة هنا ..
فالخلاف في الحقيقة لفظي فقط .. بارك الله فيك وسدد خطاك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 03:48]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك يا شيخ نضال.
ليس الأمر كذلك فحسب، بل جمعتُ فيما كتبته مسألتين مختلفتين على حكم واحد، وهي أغلوطة استدلالية قديمة كما تعرفون.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 06:36]ـ
بارك الله فيكم أجمعين ..
الشيخ أبا الفداء. . عقل الإنسان مفطور على اتباع الحق والميل إلى الحنفية لولا الهوى والتقليد المذموم.
وأرجو أن لا تنس موضوع (إعادة الألفاظ الشرعية إلى مدلولاتها الصحيحة).
الشيخ الأزهري السلفي. . التعارض الحقيقي هو بين فهمهم للنص وبين فهمهم للمعقول، فالأقسام الأربعة واردة.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 09:03]ـ
الحمد لله وحده ...
حفظ الله الشيخ.
لا أدري إن كنتم قد انتبهتم للضمة فوق التاء من (جمعتُ) في مشاركتي السابقة أم لا.
فقد وافقتُ أن اللطيفة التي ذكرتُها غير واردة عليهم، لا لما ذكرتموه فحسب، أو بالأحرى لا من أجلها، ولكن لأغلوطة جمع المسائل الشهيرة التي وقعَت في كلامي.
وأما كون الأقسام الأربعة واردة فقد سبق مني أنها كذلك، لكن على التسليم بالتعارض وهو غير مسلم أصلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 09:37]ـ
بارك الله فيك شيخنا العزيز.
معروف يا سيدي أن الخلاف لفظي. . وما كنت أتكلم أصلا إلا على تصحيح (اللفظ) وتقويم (العبارة)
فقلت:
لفظ (العقل) في النصوص الشرعية والأقوال السلفية يعنى:
1 - الفقه والفهم (فعل القلب)، أو
2 - أداة الفهم (القلب نفسه)، أو
3 - العمل بناء على الفهم الصحيح، [أو
4 - مبادئ الفهم (الموازين الفطرية)]
وكلها معانى طيبة لا ينبغي وضعها في معارضة الشرع،
بل الشرع لا يمكن فهمه ولا تطبيقه إلا بالعقل. . وفاقد العقل غير مكلف أصلا.
فما الداعي لتغيير ألفاظ الشارع ووضعها في غير مواضعها ... ؟؟
كفانا أن نقول: ((لا تقدم هواك على شرع الله!))
بل علينا أن نقول: ((لا تقدم هواك على عقلك!))
كما قال تبارك وتعالى لأهل الضلال: {أفلا تعقلون؟!}
سبحان الله! لا أدري كيف ذهلتُ عن هذه المشاركة فلم أرها إلا الآن .. (ابتسامة)
أصبتَ يا شيخ نضال ولا مراء معك في شيء مما تقول .. إنما القصد أن الخطب يسير والأمر قريب إن شاء الله، وما دام أن القوم إذا ما أطلقوا هذه العبارة فلا يذمون العقل بإطلاق، ولكن ما كان منه تابعا للهوى مبنيا على قواعد عقلية باطلة، فلا إشكال معهم إلا في باب تنقيح اللفظ دفعا للاشتباه لا أكثر.
وأرجو أن لا تنس موضوع (إعادة الألفاظ الشرعية إلى مدلولاتها الصحيحة).لم أنسَ .. إنما ذهلتُ عن مشاركتك المرقومة 16، ولو رأيتُها قبلُ، ما كتبتُ هذا الذي كتبتُه (ابتسامة)
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 11:52]ـ
إني أرى أسنة وتطاحن وصراع في هاتيك الهيجاء ما بين العقل والنقل فأهل العقل قد أولوا النصوص كي توافق العقل فالخبر وإن كان من المتواتروهو كبير عن الأفهام قالوا:لا يصدقه العقل فهو مردود عندهم وإن استطاعوا التأويل أولوا أوقالوا:إنه منسوخ، وإن كان حديث آحاد قالوا إن أحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في باب الاعتقاد ورموا كل من ذهب في طريق النقل بالقتاد أنى لهم هذا ثم أنى لهم، أو إن هذا العقل الضئيل يستطيع أن يضاهي ما قاله الله وقرره وبثه الرسول ونشره وحمله الصحابة ومن بعدهم من التابعين البرره فقل لي بربك من يستطيع؟ من يستطيع طمس المعالم وغمط المحاسن والله إن أولئك القوم من الصلقع الهلقع البلقع وكل من تبعهم شقيح لقيح قبيح غادروا فسحة الشرع لضيق العقل، وتركوا فرحة النعمة برضا الله بترحة المعصية وغضبه
سبحان الله!!
ـ[نبض الامة]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 08:24]ـ
أخي المكرم نضال ..
لا أحب لك أن تقول الشيخ ابن تيمية .. بل قل: الإمام ,إنصافاً
أو قل شيخ الإسلام ..
والله الموفق
أولا:بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا وجعله في ميزان حسناتك أخي أبو القاسم
ثانيا:لماذا الأفضل أن نقول (شيخ الإسلام أو الإمام) ابن تيمية؟
ـ[أبو القاسم القرشي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 05:19]ـ
أختي نبض الأمة .. لأن العُرف أن كلمة الشيخ .. تطلق على المعاصرين
والمعاصرون لا يقارنون في الجملة بألئك الأكابر .. وكلمة الإمام تطلق على أمثال الشافعي وابن تيمية ومالك .. وهؤلاء
وفقكم الله جميعا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 06:39]ـ
لقب الامام من العلماء كالشيخ العثيمين لايرى جواز اطلاقه ولو على بن تيمية ولكن يطلق على الذى له أصحاب كالا ئمة الاربعة لكن لقب امام من حيث كونه امام لغيره فنعم يطلق انتهى كلام الشيخ
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 11:20]ـ
الشيوخ الأفاضل. . أبا الفداء، الأزهري السلفي، أبا القاسم محب ابن تيمية:)
أحبكم. . وأرجو أن يكون هذا الحب في الله.
ولا تنسونا من صالح دعائكم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 11:24]ـ
من المفيد جدا في هذا الموضوع: تلخيص الوجوه الخمسين التي ذكرها شيخ الإسلام في درء التعارض.
وقد فعلته قديما، ووضعت التلخيص مهذبا على الورقات. . لكنها ضاعت مع ما ضاع من المسودات.
فهلا يقوم به هنا أحد الكرام؟ وأجره على الله.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 03:48]ـ
الحمد لله وحده ...
أحبك الذي أحببتني له، وأنا أيضًا أحبك في الله.
وستزداد المحبة إذا عثرت على مسودتك ونشرتها أو أعدت تلخيص الخمسين وجهًا.
مبتسم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:47]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=267994(/)
باحث إعلامي: القمر الصناعي المصري "نيل سات" يحمل 34 قناة شيعية
ـ[الهاجرية]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 12:48]ـ
باحث إعلامي: القمر الصناعي المصري "نيل سات" يحمل 34 قناة شيعية
أضيف في:16 - 5 - 2009
http://www.dd-sunnah.net/images/Image/f86b960dba9e5cf3ce4c7846805016 6f.jpg
المصريون / كشف باحث مصري متخصص في شؤون التبشير، أن العشرات من القنوات الشيعية تبث عبر القمر الصناعي المصري، وأن جلها موجه للأطفال في صورة مواد ترفيهية أو حوارية أو تعليمية أو دينة وتراثية
وقال هيثم الزعفان إنه قام بالبحث الدقيق فوجد أنه أمام تبشير شيعي ممنهج يقتحم بيوت أهل السنة والجماعة من خلال الأقمار الصناعية التي تشرف عليها حكومات أهل السنة.
وأضاف أنه قد هاله الرقم الذي قام بإحصائه عن تلك القنوات لافتا إلى أن القمر الصناعي المصري " نايل سات" عليه 34 قناة شيعية موزعة ما بين قنوات للأطفال، قنوات إخبارية وحوارية، قنوات اقتصادية وتعليمية، قنوات فنية وتراثية، وأخيراً القنوات الدينية التي تمثل الأكثرية في القائمة. أما بالنسبة للقمر الصناعي "عرب سات" فعليه حوالي 13 قناة شيعية وغالبهم موجود على النايل سات. وجميع تلك القنوات تصاغ مادتها الإعلامية وفق العقيدة الشيعية وموجهة لخلخلة عقيدة أهل السنة والجماعة بل والسعي لتشييع أكبر قدر ممكن منهم.
http://www.dd-sunnah.net/news/view/action/view/id/1104/(/)
دراسة علمية عن موقف الليبراليين السعوديين من عدوان غزة
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 01:21]ـ
لجينيات - لم تكن الحرب الصهيونية على غزة حدثاً عابراً في حياة المسلمين المعاصرة، بل كانت تحولاً جذرياً في حقيقة الصراع بين المسلمين واليهود في فلسطين المحتلة.
نفذت الآلة العسكرية استراتيجيتهاالعسكرية بدعم مادي ولوجستي من الحكومات الغربية، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وساندتها في المنظمات والمحافل الدولية، بينما وقفت الشعوب الإسلامية مناصرة ومؤيدة للمسلمين في غزة، فكانت مواجهة بين إسرائيل ومن ورائها الغرب من جهة، وفصائل المقاومة الفلسطينية بإسناد شعبي من الدول الإسلامية من جهة أخرى.
وفي فصول هذه المواجهة انبرى مجموعة من الكتاب السعوديين للحديث عن تداعيات الحرب في أبعادها السياسية والعسكرية والإنسانية عبر مقالات صحفية أقل ما يقال عنها أنها مُخذّلة للمقاومة، ومصادمة للشعور الإسلامي العام الذي وقف ضد هذه الحرب الظالمة وغير المتكافئة.
وعلى الرغم من وجود بعض الأخطاء السياسية التي وقعت فيها المقاومة، وبخاصة حركة حماس،إلا أن ذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون باعثاً لهؤلاء الكتاب أن يتخذوا موقفاً مصادماً لحقيقة هذه الحرب التي اتفق الجميع ـ حكومات وشعوباً ـ في العالم الإسلامي على وجوب نصرتها، ولو من باب (الإنسانية) إن لم تكن من واجب (الأخوة الإيمانية).
وبين يديك أخي القارئ دراسة تحليلية نقدية لمجموعة من الباحثين السعوديين قاموا بحصر بعض الكتاب المخالف نتاجهم للمعايير الشرعية والانسانية بل وحتى لأنظمة المملكة وسياستها العامة بوصفهم العينة التي يقع عليها التحليل، كما سيتضح في الجزء التحليلي من الدراسة وهؤلاء الكتاب هم:
طارق الحميد، حماد السالمي، عادل الطريفي، محمد المحمود، محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، تركي الحمد، عبد الرحمن الراشد، تركي الدخيل، جميل الذيابي، علي الموسى، حمزة المزيني، فارس بن حزام، مشاري الذايدي، يوسف أبا الخيل.
لقد كشفت هذه الدراسة عن اتجاهات هذه العينة من الكتاب من خلال جوانب متعددة ناقشتها فصول الدراسة، وقد سعت إلى رصده هذه الاتجاهات وتحليلها لتبقى شاهداً تاريخياً للأجيال تحكي واقعاً مُراً لعينة من كُتابنا الذين يُفترض أن يقودوا برأيهم وكتاباتهم الوعي العام للأمة بما يخدم ديننا وقضايانا الكبرى، وفي طليعتها قضية فلسطين.
تهدف الدراسة إلى معرفة اتجاهات هؤلاء الكتاب في الصحافة السعودية اليومية وصحيفتي الشرق الأوسط والحياة، والتي تناولت موضوعات الحرب الصهيونية على المسلمين في غزة، ومدى موافقتها أو مخالفتها للمعايير الشرعية والفكرية والسياسية التي طورتها الدراسة والمذكورة في تساؤلاتها.
رابط البحث للتصفح:
http://www.lojainiat.com/pdf/ksa_writing.pdf
ـ[ابوعبد]ــــــــ[18 - May-2009, صباحاً 12:06]ـ
ماجد مسفر العتيبي
شكرا على هذا المجهود ((الليبرالية السعودية ماوقفت مع وطنها في القضايا الوطنية فكيف تقف مع غزة)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - May-2009, صباحاً 12:35]ـ
هكذا فلتكن مدافعة الشر وإلا فلا ...
بار ك الله فيك أستاذ ماجد(/)
حديث (هذه الامة ستفترق) مع شرح للامام للألباني.
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 03:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فإني احمد إليكم الله الذي لا إله الا هو فهو للحمد اهل وهو على كل شيء قدير.
قال صلى الله عليه وسلم:
(ألا ان من قبلكم من اهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وان هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة)
قال الامام ابي عبد الرحمن في السلسلة الصحيحة ج1 ص407: (فقد تبين بوضوح ان الحديث ثابت لا شك فيه , ولذلك تتابع العلماء خلفا وسلفا على الاحتجاج به حتى قال الحاكم في اول كتابه " المستدرك":
انه حديث كبير في الاصول)
ثم نقل كلام للعلامة صالح المقبلي عن هذا الحديث لما فيه من الفوائد (قال رحمه الله في " العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ " ص414:
(حديث افتراق الامة الى ثلاث وسبعين فرقة رواياته كثيرة يشد بعضها بعضا بحيث لا يبقى ريبة في حاصل معناها ... )
(ومن المعلوم ان ليس المراد من الفرقة الناجية ان لا يقع منها ادنى اختلاف فإن ذلك قد كان في فضلاء الصحابة. وانما الكلام في مخالفة تصير صاحبها فرقة مستقلة ابتدعها واذا حققت ذلك فهذه البدع الواقعة في مهمات المسائل وفيما يترتب عليه عظائم المفاسد لا تكاد تنحصر ولكنها لم تخص معينا من هذه الفرق التي قد تحزبت والتأم بعضهم الى قوم وخالف آخرون بحسب مسائل عديدة)
ثم قال (ان الناس عامة وخاصة فالعامة آخرهم كأولهم كالنساء والعبيد والفلاحين والسوقة ونحوهم ممن ليس من امر الخاصة في شيء فلا شك في براءة آخرهم من الابتداع كأولهم.
واما الخاصة فمنهم مبتدع اخترع البدعة وجعلها نصب عينية وبلغ في تقويتها كل مبلغ وجعلها اصلا يرد اليها صرائح القرآن والسنة ثم تبعه اقوام من نمطه في الفقه والتعصب وربما جددوا بدعته وفرعوا عليها وحملوه ما لم يحتمله ولكنه امامهم المقدم وهؤلاء هم المبتدعة حقا وهو شيء كبير {تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا} كنفي حكمة الله تعالى ونفي اقداره المكلف وككونه يكلف ما لا يطاق ويفعل سائر القبائح ولا تقبح منه اخواتهن ومنها ما هو دون ذلك وحقائقها جميعا عند الله تعالى ولا ندري بأيها يصير صاحبها من احدى الثلاث وسبعين فرقة.
ومن الناس من تبع هؤلاء وناصرهم وقوى سوادهم بالتدريس والتصنيف ولكنه عند نفسه راجع الى الحق وقد دس في تلك الابحاث نقوضها في مواضع لكن على وجه خفي ولعله تخيل مصلحة دنيئة او اعظم عليه انحطاط نفسه وايذاؤهم له في عرضه وربما بلغت الاذية الى نفسه وعلى الجملة فالرجل قد عرف الحق من الباطل وتخبط في تصرفاته وحسابه على الله سبحانه اما ان يحشره الله مع من احب بظاهر حاله او يقبل عذره وما تكاد تجد احدا من هؤلاء النظار الا قد فعل ذلك لكن شرهم والله كثير فلربما لم يقع خبرهم بمكان وذلك لانه لا يفطن لتلك اللمحة الخفية التي دسوها الا الاذكياء المحيطون بالبحث وقد اغناهم الله بعلمهم عن تلك اللمحة وليس بكبير فائدة ان يعلموا ان الرجل كان يعلم الحق ويخفيه والله المستعان.
ومن الناس من ليس من اهل التحقيق ولا هيئ للهجوم على الحقائق وقد تدرب في كلام الناس وعرف اوائل الابحاث وحفظ كثيرا من غثاء ما حصلوه ولكن ارواح الابحاث بينه وبينها حائل وقد يكون ذلك لقصور الهمة والاكتفاء والرضى عن السلف لوقعهم في النفوس وهؤلاء هم الاكثرون عددا والارذلون قدرا فإنهم لم يحظوا بخصيصة الخاصة ولا ادركوا سلامة العامة فالقسم الاول من الخاصة مبتدعا قطعا والثاني ظاره الابتداع والثالث له حكم الابتداع.
ومن الخاصة قسم رابع ثلة من الاولين وقليل من الآخرين اقبلوا على الكتاب والسنة وساروا بسيرها وسكتوا عما سكتا عنه واقدموا واحجموا بهما وتركوا تكلف ما لا يعنيهم وكان تهمهم السلامة وحياة السنة آثر عندهم من حياة نفوسهم وقرة عين احدهم ثلاوة كتاب الله تعالى وفهم معانيه على السليقة العربية والتفسيرات المروية ومعرفة ثبوت حديث نبوي لفظا وحكما فهؤلاء هم السنة حقا وهم الفرقة الناجية واليهم العامة بأسرهم ومن شاء ربك من اقسام الخاصة الثلاثة المذكورين بحسب علمه بقدر بدعتهم ونياتهم.
اذا حققت جميع ما ذكرنا لك لم يلزمك السؤال المحذور وهو الهلاك على معظم الامة لأن الاكثر عددا هم العامة قديما وحديثا وكذلك الخاصة في الاعصار المتقدمة ولعل القسمين الاوسطين وكذا من خفت بدعته من الاول تنقذهم رحمة ربك من النظام في سلك الابتداع بحسب المجازاة الاخروية ورحمة ربك اوسع لكل مسلم لكنا تكلمنا على مقتضى الحديث ومصداقه وان افراد الفرق المبتدعة وان كثرة الفرق فلعله لا يكون مجموع افرادهم جزءا من ألف جزء من سائر المسلمين فتأمل هذا تسلم من اعتقاد مناقضة الحديث لأحاديث فضائل الامة المرحومة). انتهى.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين.(/)
تلخيص الباب الحادي عشر دراسة المرجئة (فرق معاصرة للعواجي)
ـ[محمد الظفيري]ــــــــ[18 - May-2009, صباحاً 04:24]ـ
تلخيص الباب الحادي عشر دراسة المرجئة
_ هي من أوائل الفرق التي تنتسب إلى الإسلام في الظهور.
_ يطلق في اللغة الأمل والخوف والتأخير وإعطاء الرجاء.
_ إصطلاحا: التأخير أو إعطاء الرجاء.وهذا قول الشهرستاني
_ أما الأساس الذي قام عليه المرجئة هو الخلاف في حقيقة الإيمان ومما يتألف وتحديد معناه.
_وقد نشأ الإرجاء عندما أراد اولئك الذين أحبوا السلامة وترك المنازعات فظهر الإختلاف في حكم مرتكب الكبيرة ومنزلة العمل من الإيمان فظهر جماعة الإرجاء.
_ ومن أول من قال بالإرجاء الحسن بن محمد الحنفية.
_ أصول المرجئة قائمة على أن العمل ليس داخلا في حقيقة الإيمان , أن الإيمان لايزيد ولاينقص.
_ ومن أقسام المرجئة: السنة , الجبرية , القدرية , خالصة , الكرامية , الخوارج.
_ ومن أدلة المرجئة قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم) ومن السنة (اللهم ثبت قلبي على دينك)
ومن الشبهات التي تعلق بها المرجئة أن الكفر ضد الإيمان فحيثما ثبت الكفر أنتفى الإيمان.
_أما مذهب أهل السنة في تعريف الإيمان هو: قول باللسان وأعتقاد في القلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
_ أما منزلة مذهب المرجئة عند السلف: مذهب يهون المعصية ويدعوا إلى الكسل وقال أيوب السخستاني (أنا أكبر من دين المرجئة).
ـ[أبو جابر محمد]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 02:46]ـ
اللهم اكفي المسلمين شر هذه الطائفة الضالة التي أصبحت كثيرة الانتشار في هذا الزمان و على رأسها على حسن الحلبي كما قال الشيخ عبد الله الغديان حفظه الله(/)
صفة الأطيط والثقل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - May-2009, صباحاً 09:01]ـ
صفة الأطيط والثقل
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فقد أطلعني بعض الإخوة على تسجيل صوتي لأحد المخالفين تعرض فيه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وحاول التشنيع عليه في مسائل عدة , وكان من جملتها إثبات هذه الصفة , فأحببت أن أبين الأدلة في هذه المسألة , وقول أهل السنة في هذه المسألة , ومن الله نستمد العون والتوفيق.
الأحاديث التي فيها ذكر صفة الأطيط
1 - عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال يارسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا؛ فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويحك أتدري ما تقول؟ " وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال " ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله؟ إن عرشه على سمواته لهكذا " وقال بإصابعه مثل القبة عليه " وإنه ليئط به اطيط الرحل بالراكب ". قال ابن بشار في حديثه " إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سمواته ". قال أبو داود: والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح وافقه عليه جماعة منهم يحيى بن معين وعلي بن المديني ورواه جماعة عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضا وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني.
أخرجه أبو داود في سننه (4726) وابن خزيمة في التوحيد (1|239) وابن أبي عاصم في السنة (1|252) والطبراني في الكبير (2|128) والآجري في الشريعة (295) والصفات للدارقطني (31) والذهبي في العلو (43) من طريق وهب بن جرير قال ثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده.
وعلة هذا الحديث ابن إسحق؛ فإنه مدلس ولم يصرح بالتحديث.
قال الذهبي بعد أن ساقه في العلو:هذا حديث غريب جدا فرد , وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند , وله مناكير وعجائب.
وقال المنذري:قال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن النبي من جهة من الوجوه إلا من هذا الوجه, ولم يقل فيه محمد بن إسحاق حدثني يعقوب بن عتبة.
وقد أعله كذلك بابن إسحق؛ البيهقي وابن عساكر.
انظر عون المعبود (13|17)
2 - عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل له ما المقام المحمود؟ قال: ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به وهو كسعة ما بين السماء والأرض ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله تعالى اكسوا خليلي فيؤتي بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على أثره ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون.
أخرجه الدارمي (2|419) والحاكم في مستدركه (2|396) من طريق عثمان بن عمير عن أبي وائل عن بن مسعود.
وهذا إسناد ضعيف , وقد أعله العلماء بعثمان بن عمير قال عنه أحمد والبخاري: منكر الحديث , وضعفه جماعة.
3 - عن عبد الله بن خليفة، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة، فقال: فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: «إن عرشه فوق سبع سماوات، وإن له لأطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله».
ابن أبي عاصم في السنة (1|252) والسنة لعبدالله بن أحمد (1|301)
وقد أعله شيخنا الألباني رحمه الله في السنة لابن أبي عاصم بعبدالله بن خليفة لم يوثقه إلا ابن حبان , وفي سماعه من عمر نظر.
4 - عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا الله عز و جل الفردوس فإنها سرة الجنة وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش.
أخرجه ابن بطة في الإبانة (3|176) والطبراني في الكبير (8|246) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة
وجعفر بن الزبير هو الحنفي متروك الحديث.
ومن الآثار في ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: الكرسي: موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل.
أخرجه الطبري في تفسيره (5|398) وابن أبي شيبة في العرش (78) وابن مندة في الرد على الجهمية (21) والسنة لعبدالله (1|303) والعلو للذهبي (107)
وقد صححه شيخنا الألباني في مختصر العلو (124)
و قال رحمه الله: عن عمارة بن عمير عن أبي موسى قال: " الكرسي موضع القدمين، و له أطيط كأطيط الرجل ".
قلت: و إسناده صحيح إن كان عمارة بن عمير سمع من أبي موسى، فإنه يروي عنه بواسطة ابنه إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، و لكنه موقوف، و لا يصح في الأطيط حديث مرفوع.
الضعيفة (906)
ب- عن الشعبي قال: إن الله تعالى قد ملأ العرش حتى إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد.
أخرجه ابن بطة في الإبانة (3|177) وأبو الشيخ في العظمة (2|593) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الشعبي.
وعطاء مختلط , وحماد سمع منه قبل الاختلاط وبعد كما ذكر ابن حجر في ترجمة عطاء في التهذيب.
ت- عن عبدة بنت خالد بن معدان عن أبيها خالد ابن معدان أنه كان يقول: إن الرحمن سبحانه وتعالى ليثقل على حملة العرش من أول النهار إذا قام المشركون حتى إذا قام المسبحون خفف عن حملة العرش.
السنة لعبد الله بن أحمد (2|455) وعبدة أحاديثها منكرة جدا كما في أحوال الرجال للجوزجاني رقم (300)
ث- عن عطاء بن يسار قال: أتى رجل كعبا وهو في نفر فقال: يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار فأعظم القوم قوله فقال كعب دعوا الرجل فإن كان جاهلا تعلم وإن كان عالما ازداد علما ثم قال كعب أخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ثم جعل ما بين كل سماءين كما بين السماء الدنيا والأرض وكثفهن مثل ذلك ثم رفع العرش فاستوى عليه فما في السموات سماء إلا لها أطيط كأطيط الرحل العلافي أول ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن.
الدارمي في الرد على الجهمية (59) وأبو الشيخ في العظمة (2|612)
قال ابن القيم:رواه أبو الشيخ وابن بطة وغيرهما بإسناد صحيح عنه.
اجتماع الجيوش (164)
ما استدل به من القرآن على هذه الصفة
ا- قوله تعالى: {تكاد السموات يتفطرن من فوقهن} [الشورى:5]
قال ابن عباس في قوله {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن} قال: ممن فوقهن مثل الثقل.
ابن أبي شيبة في العرش (58) وأبو الشيخ في العظمة (2|613) والحاكم في مستدركه وصححه (2|480) من طريق عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس.
وخصيف هو بن عبد الرحمن الجزري ضعفه أحمد وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن جرير في تفسيره (21|501): حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ) قال: يعني من ثقل الرحمن وعظمته تبارك وتعالى.
ومحمد بن سعد هومحمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي لين الحديث له ترجمة في اللسان , وسعد بن محمد متكلم فيه له ترجمة في اللسان وعمه الحسين بن الحسن ضعيف , والحسن بن عطية ضعيف أيضا وكذا عطية العوفي.
وقال ابن القيم:وهذا التفسير تلقاه عن ابن عباس الضحاكُ، والسديُّ، وقتادة، فقال سعيد، عن قتادة: يتفطرن من فوقهن قال: من عظمة اللّه وجلاله، وقال السدي: تشقق بالله.
"اجتماع الجيوش الإسلامية" (158)
2 - قوله تعالى: {السماء منفطر به} [المزمل:18]
فسرها مجاهد والحسن وعكرمة وغيرهما: أي مثقلة به.
تفسير الطبري (23|695)
هذا ملخص ما ذكر مما استدل به على إثبات هذه الصفة.
اختلاف العلماء في إثبات هذه الصفة لله تعالى
أولا:قبل أن نتحدث في هذه المسألة لا بد أن يعلم أن المعول عليه في إثبات الصفات لله كتاب الله أولا وثانيا السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم , فلا تثبت الأسماء والصفات من الأحاديث الضعيفة.
قال ابن قدامة في ذم التأويل: ينبغي أن يعلم أن الأخبار الصحيحة التي ثبتت بها صفات الله تعالى هي الأخبار الصحيحة الثابتة بنقل العدول الثقات التي قبلها السلف ونقلوها ولم ينكروها ولا تكلموا فيها وأما الأحاديث الموضوعة التي وضعتها الزنادقة ليلبسوا بها على أهل الإسلام أو الأحاديث الضعيفة إما لضعف رواتها أو جهالتهم أو لعلة فيها لا يجوز أن يقال بها ولا اعتقاد ما فيها بل وجودها كعدمها وما وضعته الزنادقة فهو كقولهم الذي أضافوه إلى أنفسهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: هذه الصفة لمن أثبتها ليست بأعجب من سائر الصفات , ولذلك قال الذهبي في العلو بعد أن ساق حديث جبير بن مطعم المتقدم.
:"وقولنا في هذه الأحاديث أننا نؤمن بما صح منها وبما اتفق السلف على إمراره وإقراره فأما ما في إسناده مقال واختلف العلماء في قبوله وتأويله فإنا لا نتعرض له بتقرير بل نرويه في الجملة ونبين حاله.
العلو (45)
ثالثا: لا يلزم من إثبات هذه الصفة محذور عند أهل السنة والجماعة لأن الله كما أخبر عن نفسه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وهذه قاعدة أهل السنة في سائر الصفات.
رابعا: ممن لم يثبت هذه الصفة لله الذهبي في العلو إذ قال:الأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل فذاك صفة للرحل وللعرش ومعاذ الله أن نعده صفة لله عزوجل ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت , وقولنا في هذه الأحاديث أننا نؤمن بما صح منها وبما اتفق السلف على إمراره وإقراره فأما ما في إسناده مقال واختلف العلماء في قبوله وتأويله فإنا لا نتعرض له بتقرير بل نرويه في الجملة ونبين حاله.
خامسا: ممن أثبت هذه الصفة لله سبحانه وتعالى جمع من علماء السلف , ولذلك قال الذهبي في العلو بعد أن أورد حديث جبير بن مطعم:وكذلك ساقه الذين جمعوا أحاديث الصفات كإبن خزيمة والطبراني وابن منده والدارقطني , وعدة.
العلو (44)
وكذلك شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمه الله الجميع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:و لفظ الأطيط قد جاء في حديث جبير بن مطعم الذي رواه أبو داود فى السنن , و ابن عساكر عمل فيه جزءا , و جعل عمدة الطعن فى ابن إسحاق , و الحديث قد رواه علماء السنة كأحمد و أبى داود و غيرهما , و ليس فيه إلا ما له شاهد من رواية أخرى و لفظ الأطيط قد جاء فى غيره.
مجموع الفتاوى (16|435)
وقال أيضا:وهذا الحديث قد يطعن فيه بعض المشتغلين بالحديث انتصارا للجهمية وإن كان لا يفقه حقيقة قولهم وما فيه من التعطيل أو استبشاعا لما فيه من ذكر الأطيط كما فعل أبو القاسم المؤرخ ويحتجون بأنه تفرد به محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن جبير ثم يقول بعضهم ولم يقل ابن إسحاق حدثني فيتحمل أن يكون منقطعا , وبعضهم يتعلل بكلام بعضهم في ابن إسحاق مع إن هذا الحديث وأمثاله , وفيما يشبهه في اللفظ والمعنى لم يزل متداولا بين أهل العلم خالقا عن سالف , ولم يزل سلف الأمة وأئمتها يروون ذلك رواية مصدق به راد به على من خالفه من الجهمية متلقين لذلك بالقبول حتى قد رواه الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتابه في التوحيد الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه إلا بأحاديث الثقاة المتصلة الإسناد رواه عن بندار كما رواه الدرامي وأبو داود سواء وكذلك رواه عن أبي موسى محمد بن المثنى بهذا الإسناد مثله سواء ...
وقال عثمان بن سعيد في رده على الجهمية حدثنا عبد الله بن صالح المصري قال حدثني الليث وهو ابن سعد حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن زيد بن أسلم حدثه عن عطاء بن يسار قال: أتى رجل كعبا وهو في نفر فقال يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار فأعظم القوم قوله فقال كعب دعوا الرجل فإن كان جاهلا يعلم وإن كان عالما ازداد علما قال: كعب أخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ثم جعل ما بين كل سمائين كما بين السماء الدنيا والأرض وكثفهن مثل ذلك ثم رفع العرش فاستوى عليه فما في السموات سماء إلا لها أطيط كأطيط العلا في أول ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن.
وهذا الأثر وإن كان هو رواية كعب فيحتمل أن يكون من علوم أهل الكتاب ويحتمل أن يكون مما تلقاه عن الصحابة , ورواية أهل الكتاب التي ليس عندنا شاهد هو لا يدافعها ولا يصدقها ولا يكذبها؛ فهؤلاء الأئمة المذكورة في إسناده هم من أجل الأئمة , وقد حدثوا به هم وغيرهم ولم ينكروا ما فيه من قوله من ثقل الجبار فوقهن فلو كان هذا القول منكرا في دين الإسلام عندهم لم يحدثوا به على هذا الوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر ذلك القاضي أبو يعلى الأزجي فيما خرجه من أحاديث الصفات , وقد ذكره من طريق السنة عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني أبو المغيرة حدثنا عبدة بنت خالد بن معدان عن أبيها خالد بن معدان أنه كان يقول إن الرحمن سبحانه ليثقل على حملة العرش من أول النهار إذا قام المشركون حتى إذا قام المسبحون خفف عن حملة العرش.
قال القاضي وذكر أبو بكر بن أبي خيثمة في تاريخه بإسناده حدثنا عن ابن مسعود وذكر فيه فإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده اثنتا عشرة ساعة فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار اليوم؛ فينظر فيه ثلاث ساعات فيطلع منها على ما يكره فيغضبه ذلك فأول من يعلم بغضبه الذي يحملون العرش يجدونه ثقل عليهم فيسبحه الذين يحملون العرش.
وذكر الخبر القاضي فقال: أعلم أنه غير ممتنع حمل الخبر على ظاهره , وأن ثقله يحصل بذات الرحمن إذ ليس في ذلك ما يحيل صفاته. قال: على طريقته في مثل ذلك لأنا لا نثبت ثقلا من جهة المماسة والاعتماد والوزن؛ لأن ذلك من صفات الأجسام ويتعالى عن ذلك , وإنما نثبت ذلك لذاته لا على وجه المماسة كما قال الجميع أنه عال على الأشياء لا على وجه التغطية لها وإن كان في حكم الشاهد بأن العالي على الشيء يوجب تغطيته.
قال: وقيل أنه تتجدد له صفة يثقل بها على العرش ويزول في حال كما تتجدد له صفة الإدراك عند خلق المدركات وتزول عند عدم المدركات.
قال القاضي: قيل هذا غلط لأن الهيبة والتعظيم مصاحب لهم في جميع أحوالهم ولا يجوز مفارقتها لهم ولهذا قال سبحانه يسبحون الليل والنهار لا يفترون , وما ذكره من قول القائل الحق ثقيل وكلام فلان ثقيل؛ فإنما لم يحمل على ثقل ذات لأنها معاني والمعاني لا توصف بالثقل والخفة وليس كذلك هنا لأن الذات ليست معاني ولا أعراض فجاز وصفها بالثقل وأما قوله تعالى {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} فقد فسره أهل النقل أن المراد به ثقل الحكم, ولأن الكلام ليس بذات.
قال؛ فإن قيل يحمل على إنه يخلق في العرش ثقلا على كواهلهم , وجعل لذلك إمارة لهم في بعض الأحوال إذا قام المشركون. قيل: هذا غلط لأنه يفضي أن يثقل عليهم بكفر المشركين , ويخفف عنهم بطاعة المطيعين , وهذا لا يجوز لما فيه من المواخذ بفعل الغير , وليس كذلك إذا حملناه على ثقل الذات لأنه لا يفضي إلى ذلك لأن ثقل ذاته عليهم تكليف لهم وله أن يثقل عليهم في التكليف ويخفف.
بيان تلبيس الجهمية (1|574)
وكذلك تكلم ابن القيم رحمه الله على حديث جبير بن مطعم ودافع عن صحته.
انظر تهذيب السنن (13|13)
وقال في النونية:
الله فوق العرش فوق سمائه ... سبحان ذي الملكوت والسلطان
ولعرشه منه أطيط مثل ما ... قد أط رحل الراكب العجلان
والشاهد أن هذه الصفة اختلف العلماء في إثباتها تبعا للاختلاف في صحة الأحاديث وضعفها , وإن كانت الآيات الكريمة كما تقدم تقوي إثبات هذه الصفة , وهذه الصفة ليست بأعجب من سائر الصفات , ولا يلزم من إثبات هذه الصفة محذور عند أهل السنة والجماعة لأن الله كما أخبر عن نفسه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
والله أعلم
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 04:27]ـ
قال القاضي: قيل هذا غلط لأن الهيبة والتعظيم مصاحب لهم في جميع أحوالهم ولا يجوز مفارقتها لهم ولهذا قال سبحانه يسبحون الليل والنهار لا يفترون , وما ذكره من قول القائل الحق ثقيل وكلام فلان ثقيل؛ فإنما لم يحمل على ثقل ذات لأنها معاني والمعاني لا توصف بالثقل والخفة وليس كذلك هنا لأن الذات ليست معاني ولا أعراض فجاز وصفها بالثقل وأما قوله تعالى {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} فقد فسره أهل النقل أن المراد به ثقل الحكم, ولأن الكلام ليس بذات.
جزاك الله خيرا شيخ عبد الباسط وبارك فيكم وكتب لكم الاجر. لقد استفدت من مقالاتكم العقدية الرائعة.
عندي تعليق.ماذا تقول في أحاديث صفة نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم. فقد كان صلى الله عليه وسلم يجد شدة من الوحي وحتى أن الناقة لتبرك من شدته؟ ومعذرة لا تحضرني الاحاديث الان.(/)
ابن سعدي يصف بعض حال اهل الالحاد
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[18 - May-2009, صباحاً 11:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله عن أهل الالحاد:
فأهل هذا المذهب أعظم الخلق مكابرة وإنكار لأظهر الأشياء وأوضحها, فمن أنكر الله فبأي شيء يعترف (فبأي حديثٍ بعد الله وآياته يؤمنون) وهؤلاء أبعد الناس عن عبودية الله والإنابة إليه, وعن التخلق بالأخلاق الفاضلة التي تدعو إليها الشرائع, وتخضع لها العقول الصحيحة, ومع خلو قلوبهم من توحيد الله والإيمان به وتوابع ذلك, فهم أجهل الناس وأقلهم بصيرة, ومعرفة بشريعة الإسلام من العلم والمعرفة والثقافة واليقين ما لا يصل إليه أكابر العلماء, ولو طلب من أحدهم ان يتكلم عن أصل من أصول الدين العظيمة الت لا يسع أحد جهله, أو على حكم من في العبادات والمعاملات والأنكحة لظهر عجزه, ولم يصل إلى ما وصل إيه كثير من صغرا طلبة العلم الشرعي, فكيف يثق العاقل فضلاً عن المؤمن بأقوالهم عن الدين,
فأقوالهم في مسائل الدين لا قيمة لها أصلاً, ولو سبرت حاصل مع عليه رؤساؤهم لرأيتهم قد اشتغلوا بشيء يسير من علوم العربية, وترددوا في قراءة الصحف التي على مشاربهم, وتمرنّوا على الكلام الذي من جنس أساليب كثير من هذه الصحف الرديئة الساقطة, فظنوا بأنفسهم وظن بهم أتباعهم الاضطلاع بالمعارف والعلوم, فهذا أسمى ما يصلون إليه في العلم.
المصدر كتاب (انتصار الحق) للشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 12:02]ـ
كيف نتعامل مع الملحدين رؤية سلفية ..
عن مقال للشيخ سليمان الخرشي حفظه الله صيد الفوائد (بتصرف)
يقول العلامة الامام أحمد شاكر رحمه الله تعالى في جمهرة المقالات:
(بث الملحدون دعوتهم بين كثير من الناس، فأفسدوا كثيراً من عقائدهم، ولمسنا خطرهم على الإسلام بأيدينا، ورأيناه بأعيننا، ثم رأوا من المسلمين الصادقين التواكل والسكون؛ فراشوا سهامهم، وأعدوا عدتهم، وهاجمونا من كل جانب، والمبشرون من ورائهم يؤدونهم بأموالهم وصحفهم اتباعاً لخطة اختطوها بعد التجارب، وقد علموا أن تنصير المسلم دونه خرط القتاد، فاكتفوا الآن -مؤقتاً- بالعمل على تنفيرهم من الإسلام وتحقيره في أعينهم، وانتزاع عقائده من صدورهم، وآية ذلك أن تجد هؤلاء المجددين لا يطعنون إلا في دين الإسلام وإن تظاهروا بمحاربة كل الأديان.
وقد قامت حركة مباركة بين المخلصين المجاهدين في سبيل الله بالكتابة ضد كل من تحدثه نفسه بالعدوان على الدين الحق، ولكن الكتابة في نظري غير كافية، والمناظرة لا تجدي إلا قليلاً، وإنما الجهاد عمل.
ولا يجوز لنا أن نعتمد في كل أمورنا -بل في أمر هو حياة الإسلام- على الحكومة، وما هي بمجيبة لنا دعوة، ولابسامعة لصوتنا صدى. والإسلام يكره العنف والهوج، ولكنه بجانب هذا يحتقر الجبن والذل ويرفض من يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض.
يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق). (قد كانت لكم أسوة حسنةٌ في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده).
فكرت في هذا كثيراً فما وجدت من طرق الجهاد السلمي الهادئ أجدى علينا من مقاطعة الملحدين.
لا أقصد بهذا أن لا نكلمهم فقط؛ فذا أمر هين، ولكني أريد أن نقاطعهم في كل شيء، لا نأكل طعامهم ولا نضيفهم ولا نبايعهم ولا نصاهرهم، ونقطع كل صلة بأي فرد منهم، ونعلمهم بحكم الله تعالى بأنهم خرجوا من الإسلام وحاربوه؛ فلا صلة بينهم وبين المسلمين.
إذا مات أحدهم لا يرثه وارثه المسلم، وإذا مات قريب لهم لا يرثونه، وإذا علمت المرأة أن زوجها منهم وجب عليها أن تفارقه؛ فإن نكاح الكافر للمسلمة نكاح باطل ومعاشرتها له حرام.
إذا كان للرجل ولد منهم حرم عليه إبقاؤه معه تحت سقف واحد ووجب عليه إخراجه، وأن لا ينفق عليه، وكل ما يعطيه فإنما ينفقه في إعانة من يحارب دينه وهو عليه حرام.
وقد أعجبني من هذا النوع كلمة لأستاذنا السيد رشيد رضا للآنسة التي أيدت الأستاذ محمود عزمي في وجوب مساواة المرأة بالرجل، فإنه قال لها (في عدد رمضان سنة 1348 من مجلة المنار الغراء): " يجب أن تعلم هذا الفتاة هي وأهلها، أنها إذا كانت تعتقد ما يعتقده عزمي في هذه المساواة، وتنكر حقيقة ما قرره الإسلام وحسنه، فهي مرتدة لا يجوز لمسلم أن يتزوجها ولا ترث المسلمين ولا يرثونها ".
وهكذا يجب أن نفعل، كل من أبدى للإسلام صفحته، صدعنا بأمر الله وصارحناه بحكم الإسلام فيه، وعاملناه بما تأمرنا به الشريعة في كل أموره. هذه فكرة كانت تجول بخاطري من زمن بعيد، وكلما هممت بكتابتها تريثت حتى تنضج، وأنا أعرضها الآن على إخواني المؤمنين، فما قولهم؟) اهـ (جمهرة مقالات أحمد شاكر، 1/ 496 - 499).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 05:15]ـ
اخي العاصمي جزاك الله كل خير على الاضافة الرائعة لشيخنا سليمان الخراشي حفظه الله
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 05:41]ـ
* فائدة خارجة عن الموضوع:
ذكر الشيخ: ذياب بن سعد الغامدي -حفظه الله- كلاماً للسعدي -رحمه الله- في أحكام المجاهرين بالكبائر ص89 ثم قال في الحاشية:
(1) قلت: ((السَّعْدِيّ)) بفتح السين المشددة؛ لا بكسرها, خلافاً لما نسمعه من أفواه بعض أهل العلم! لأن النسبة هنا إلى سَعْدٍ لا سِعْدٍ! وقد سألت شيخنا الفقيه المعمَّر عبدالله بن عبدالرحمن البسام -رحمه الله- عن ضبط اسم شيخه السَّعْدي؟ فقال: نحو ماذكرت, وكذا سألت شيخنا الرُّحلة البحّاثة عبدالرحمن بن سليمان العثيمين -حفظه الله- عن ذلك؟ فأفادني صحة ما ذكرته آنفاً, وقال: أما الكسر فهي لغة دارجة في بلاد القصيم, لا غير, والحمد الله رب العالمين. اهـ
إذن؛ فقول أخينا صاحب الموضوع: ابن سعدي, ليس صحيحاً, إنما: ابن السّعْدي.
والله الموفق.
وجزيت خيراً على نقلك من ذلك السفر العظيم.
كتب الله لك الأجر!.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 12:24]ـ
الشيخ ابو الليث الشبراوي جزاك الله كل خير على الفائدة
وان كنت اعتقد ان جد الشيخ الذي ينتسب له اسمه (سِعدي) وهو اسم دارج في نجد
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 06:06]ـ
أنا أبو الليث الشيراني حفظك الله ولست الشبراوي.
وظنك خاطئ, لأن: سَعْدي, نسبة إلى قبيلة بني سَعْد كما ذكر ذلك تلامذة الشيخ الذي لازموه وأخذوا العلم عنه.
أمثال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والبسام.
وابن سِعْدي من أخطاء أهل نجد والقصيم.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 07:59]ـ
حياك الله يا شيخ ابو الليث الشبراني ويبدوا اني وقعت في خطاء مطبعي
فانا كنت اريد كتابة (وانا كنت اعتقد) فكتبت (وإن كنت اعتقد) فارجوا المعذرة
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 12:09]ـ
برضو الشبراني؟!!
الشيراني , شين ثم ياء ثم راء ثم ألف ثم نون ثم ياء! (ابتسامة)
من قبائل: شيران, المنتسبة للجد الأكبر الذي يعرف بهذا الاسم, والذي ينتسب لشرف الدين ثم من فوقه رجل لا أعرف كتابة اسمه, وهو ابن للملك قيس بن عبدالرشيد, من أوائل من أسلموا في منطقة جبال سليمان, على حدود أفغانستان! ..
دمت موفقاً.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 01:36]ـ
العتب على النضر يا شيخ ابو الليث الشيراني (ابسامة)
وانعم واكرم باخواننا من قبائل شيران اهل الشجاعة والبأس
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 11:10]ـ
جزاك الله خيراً(/)
علماء فلسطين أمام التحديات
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 01:43]ـ
علماء فلسطين أمام التحديات
التحرير
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وبعد:
عُقد في بيروت بتاريخ 25/ 2/1430هـ ـ 26/ 2/1430هـ الموافق 20/ 2/2009م ـ 21/ 2/2009م المؤتمر التأسيسي لـ (هيئة علماء فلسطين في الخارج)، واجتمع فيه عدد كبير من الفلسطينيين المتخصصين في الدراسات الشرعية، وانتخبوا الإدارة التنفيذية للهيئة.
ولا شك أن هذه مبادرة رائدة، وخطوة مباركة تستحق الإشادة والتقدير؛ لأسباب كثيرة، لعل من أهمها:
أولاً: أن الرؤية الإسلامية في الصراع مع العدو اليهودي غُيبت ردحاً طويلاً من الزمن، وأصبحت الشعارات العَلْمانية، والخطابات اليسارية تؤثر تأثيراً كبيراً على الخطاب الفلسطيني، وتشكل كثيراً من البرامج والمشاريع السياسية والاجتماعية؛ خاصة في عقد الخمسينيات إلى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي الميلادي.
وقد كان للحركة الإسلامية بمختلف توجهاتها دور كبير ومحمود في إعادة الاعتبار للرؤية الإسلامية، واستطاعت أن تبرز بوضوح الطبيعة العقدية والمنهجية للصراع مع العدو اليهودي. وعندما يتصدر العلماء والدعاة منابر الفتوى والتأثير السياسي والاجتماعي في الأمة؛ فإن الرؤية الإسلامية ستزداد وضوحاً ورسوخاً؛ بإذن الله تعالى.
ثانياً: عندما تَفَرَّق الفلسطينيون في أرض الشتات، وتمزق بعض نسيجهم الاجتماعي؛ ظهر في الساحة الفلسطينية رموز ومنظمات وتجمعات تصدرت لقيادة الشعب الفلسطيني، وكان أثر الفقهاء والعلماء وطلبة العلم يومذاك محدوداً، وقد آن أوان أن يتصدر العلماء الريادة والتأثير في المجتمع الفلسطيني، ويكون لهم صوت مسموع في رعاية قضايا الأمة، وتوجيه مسيرتها.
إننا نتألم كثيراً عندما يُغيَّب أو يَغيب علماء الأمة عن قول كلمتهم الربانية الصادقة في النوازل التي تعرض لأمتهم، ويزداد ألمنا عندما يحدث ذلك في أرض الجهاد والرباط؛ فقد كان العلماء على مَرِّ التاريخ في مقدمة الصفوف؛ فهم الذين يُحْيُون الحمية والغيرة في صفوف المسلمين، ويجيِّشونهم للذبِّ عن حرمات الدين، والدفاع عن المقدسات، ويجمعون شتاتهم على كلمة الحق، من عصور الصحابة الأطهار ـ رضي الله عنهم ـ إلى عصر عز الدين القسام والحسيني وغيرهما من علماء الأمة.
إن ثمَّة حقيقةً جديرةً بالتأمُّل، هي أن المدَّ العَلْماني بكل أطيافه يشهد انحساراً ملحوظاً في الشارع الإسلامي. والتأزمُ الحزبي الذي تشهده الساحة الفلسطينية ناتج عن تناقض المرجعية الفكرية، وتشتت الولاءات السياسية، ولن يملأ هذا الفراغ إلا قيادات شرعية واعية، تعتصم بحبل الله المتين، وتعتز بسنة سيد المرسلين #، وتلتحم مع الشعوب المسلمة بكل صدق وإخلاص.
إن الصراع مع العدو اليهودي أخذ أبعاداً متعددة، والمرحلة القادمة تشهد تطورات نوعية في مواقف كثير من السياسيين، وقد جاء تشكيل (هيئة علماء فلسطين في الخارج) في وقتٍ حَرِجٍ ومرحلة حساسة، وأمام الهيئة مسؤولية كبيرة جداً لن يقوى على تحمُّلها إلا الأفذاذ من الكبار، وما أجمل قول الشاعر:
ومن يتهيَّبْ صعودَ الجبال
يعشْ أبدَ الدهرِ بينَ الحفرْ
ونحن إذ نبارك تأسيس (هيئة علماء فلسطين في الخارج) نرى أن من واجبنا أن نتواصى مع علمائنا بالحق، مؤكدين على أهمية الفتوى الشرعية في صياغة الرؤية الإسلامية، والتأثير على الرأي العام، ولا شك أن هذا من أولويات عمل الهيئة، لكننا في الوقت نفسه نرى أن لا يُخْتَزَل دور العلماء في إصدار البيانات واجترار الشجب والشكوى، وإنما ينبغي أن يتجلَّى في التصدي الفاعل لهموم الأمة، والنهوض بها من كبوتها، والالتزام بمهمة الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ الذي جاء بيانه في قوله ـ تعالى ـ: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة: 2]. ونحسب أن من أولى أولويات الهيئة في المرحلة القادمة التركيز على ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: إعادة بناء وتشكيل العقلية الفلسطينية ـ بمختلف شرائحها وتجمعاتها ـ وَفْق الأسس والمنهجية الإسلامية، وهذا يعني باختصار شديد: أن يتجه الخطاب الفلسطيني بكل مضامينه الفكرية والسياسية والتربوية والاجتماعية هذه الوجهة.
إن هذه المسؤولية الكبيرة تتطلب تحرير الشعب الفلسطيني من كل الولاءات العَلْمانية، وصياغة مشروع فكري متعدد الأبعاد للنهوض بالأمة ينطلق من كتاب الله ـ عز وجل ـ وسنة نبيه #، وتتبناه الهيئة بكل جدية، وتسعى لتوظيف كل الطاقات والمؤسسات المتاحة لتحقيقه.
ثانياً: العلماء الربانيون هم أهل الحل والعقد في الأمة، وهم القادرون على ضبط المسيرة وتوجيهها، وهم ورثة الأنبياء ومشاعل الهدى والنور في الأمة، وينبغي التأكيد على أن العلماء ليسوا مجرد مستشارين كغيرهم من الخبراء وأهل الرأي؛ بل دورهم يتعدى ذلك إلى الإمساك بزمام القيادة، وصناعة الموقف السياسي، وتحريك الجماهير، وتوظيف طاقاتهم في مشاريع مؤسسة تخدم القضية.
ثالثاً: قيادة العلماء للشعب الفلسطيني لن تتحقق بقرار سياسي يُوهَب، ولا بأزياء مظهرية تُلبَس، ولا بمؤسسة شكلية تُعلَن؛ وإنما بمواقف جريئة صادقة، ومبادرات جادة وتضحيات كبيرة يراها الناس حية مخلصة رأي العين، وليس ذلك إلا للعلماء الربانيين الذين يرجون ما عند الله والدار الآخرة. والرسوخ العلمي الذي نتطلع إليه لن يكتمل إلا باستيعاب الواقع المعاصر وتحدياته المختلفة، والنظر بعين البصيرة الواعية لمتطلبات المرحلة.
ولن يتحقق لهيئة علماء فلسطين تأثيرها في المجتمع الفلسطيني ما لم تنطلق باستقلالية واضحة، وجرأة كبيرة في الإبانة عن رؤيتها وتوصيلها لشتى التيارات والأحزاب والتجمعات السياسية. ويحسن في هذا السياق التأكيد على أن الهيئة لكي تنجح في تحقيق أهدافها ورسالتها العلمية؛ لا ينبغي أن تحصر نفسها في نطاق حزب أو تتكلم بلسان فصيل سياسي، بل هي حاضنة للفلسطينيين جميعهم بمختلف أحزابهم ومنظماتهم، ويجب أن تترفع عن التهارش السياسي، وتربأ بنفسها عن التدافعات الرخيصة التي لا تخدم القضية الفلسطينية؛ تحقيقاً لقوله ـ تعالى ـ: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 991].
رابعاً: إن ما تمرُّ به القضية الفلسطينية من تحديات يفوق جهود الأفراد مهما كانت قدراتهم، ونتوقع أن يكون للهيئة دور فاعل في استنهاض همم علماء فلسطين وتوحيد جهودهم وتكامل أدوارهم وتوظيف طاقاتهم في الأولويات التي تخدم قضيتهم.
ومن نافلة القول: التأكيد على ضرورة تضييق دائرة الخلاف والتفرق، والسعي الجاد لإزالة الخلاف وإذابته وإشاعة مبدأ التناصح والتواصي بالحق، وإذا صلح العلماء وصفت قلوبهم وزكت سرائرهم وترفعوا عن القيل والقال؛ كانوا قدوةً لمن وراءهم من الدعاة؛ فالناس تبع لعلمائهم.
خامساً: عدد المتخصصين في الدراسات الشرعية من الفلسطينيين كبير بلا شك، لكنه قليل بالنسبة للحاجة العلمية والدعوية التي يحتاجها الشعب الفلسطيني، ومن المهم جداً أن تتولى (هيئة علماء فلسطين في الخارج) بالتنسيق مع (هيئة علماء فلسطين في الداخل) إعداد جيل جديد من العلماء وطلبة العلم، وَفْق رؤية علمية شاملة، ويتطلب ذلك تنسيقاً محكماً مع الجامعات الإسلامية في العالم الإسلامي.
إن صناعة العلماء مهمة من أشق المهام وأعقدها، ولكنها من أجلِّ المسؤوليات وأهمها. ودور الهيئة ينبغي أن لا يقتصر على استقطاب المتخصصين في الدراسات الشرعية فحسب، بل يجب أن يتعداه إلى إعداد وبناء العلماء. ولا يخفى عليكم أن العلم ليس مجرد ألقاب علمية أكاديمية فحسب، بل هو إعداد منهجي متكامل يشمل الجوانب العلمية والدعوية والتربوية والجهادية.
نسأل الله ـ عز وجل ـ أن يرفع درجاتكم، ويجعلكم مفاتيح للخير، مغاليق للشر.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
http://www.albayan-magazine.com/bayan-260/bayan-01.htm (http://www.albayan-magazine.com/bayan-260/bayan-01.htm)
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 07:54]ـ
بوركت أخي وجزيت الخير
لا أدري ماذا أقول عمّن انتسب الى العلم واكتسى منه سرابيل ثمّ لا يبدي اهتماما بفلسطين
أو قضايا المسلمين من كل بلد انتهكت فيه أعراضنا وديست فيه على كرامتنا
المؤسوف عليه: هو غياب التوجّه السلفي على أرض التحدي في فلسطين
قيل في المقال الحركة الاسلامية على شتى توجّهاتها
لا يوجد إلا ثلاث توجهات في بيت المقدس أخي: الاخوان المسلمين وتمثلهم حركة المقاومة الاسلامية حماس
وحركة الجهاد الاسلامي ومؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي اغتيل في مالطا 1995
وحزب التحرير المعروف لدى الجميع
وفي غزة هاشم بين الفينة والاخرى نسمع عن ظهور مجاهدين ينتمون الى الفكر السلفي الجهادي
نعم أخي إن القضية الفلسطينة بحاجة الى ان يتبناها مشروع اسلامي صاف
يقال بأن هناك جماعة اطلقت على نفسها نسبة السلف الصالح في المسجد الاقصى المبارك ولكنها بدلا من تجميع المسلمين والمصلين من حولها فرّقت الصفوف وأحدثت الفتن والقلاقل
لا ادري ولكن يجب على اخواننا في بلاد الحجاز ونجد ان يولوا هذه القضية اهتماما وعناية اذ ما زال الخير فيهم
والا فالفتح من بلاد خراسان ببلاد الرايات السود
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 02:16]ـ
امين و بارك الله فيك(/)
أمنية كوندوليزا رايس .. ودعوة آل الشيخ!! / كتبته / نورة بنت ناصر العجمي.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 01:45]ـ
المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك
فقد اطلعت بمرارة على ما كتبه الكاتب محمد آل الشيخ في العدد (13254) بعنوان: (عزل المرأة يعني عزل المملكة عن العالم!) , والذي يدعي فيه أن عدم مشاركة المرأة السعودية في الألعاب الأولمبية يعزل المملكة من المشاركة , وذكر أن هناك (إنذاراً) وجه إلى المملكة في كونها لا تمثل فريقاً نسوياً في الدورات الأولمبية!! , وكان حقيقة مقالاً مفجعاً للمرأة السعودية وقبل ذلك المرأة المسلمة التي اتخذت من تشريع ربها منهجاً وطريقاً يضئ لها حياتها؛ ليأتي هذا المقال ليضرب بشرع ربنا ـ الذي يحرم اختلاط النساء بالرجال وما يجب على المرأة المسلمة أن تلتزم به ـ عرض الحائط!!!
أهكذا يا أستاذ محمد بلغت بك الجرأة أن تستهين بشرع الله وسنة نبينا r وما جاء فيهما من قضايا توضح أن لا مشرع غير الله يتبعه الناس، وأن خضوعنا وطاعتنا لأنظمة وقواعد شريعة ربنا أولى وأجدر وإن كان ذلك يخالف مطالب اللجنة الألومبية!!!
قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} وقال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} وقال صلى الله عليه وسلم: {والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به} , أنخسر ديننا ونكسر قواعدنا الشرعية من أجل دخول (الألعاب الأولمبية وحصد كؤوسها (!!!
إن ماتدعوننا إليه يا أخ محمد هو الخزي والعار بعينه!! ولسنا نرضى أن نتاجر بأعراضنا , ولسنا (سلعة) مثلما يتعامل الغرب بهذا المنطق مع (الإناث)
فالإسلام قد رفع مكانة المرأة , وما ذكرته الصحف والدراسات عن اولمبياد (بكين) خير شاهد عما حل بنسائهم من عرض أجسادهن في محاولة لجذب أكبر عدد من المشجعين لرياضتهن، إلى درجة أن بعضهن لجأت إلى التعري أمام عدسات المصورين، سواء في ملاعب بكين أو في المجلات حتى أصبحن سلعة للبيع , وهذا مما لاشك فيه مما تنكره الفطر السليمة والعقول الصحيحة بل وتستقذره فكيف ونحن على هدى من رب العالمين!!.
وآعجبي منك! ما هذه القضية التي تستحق منك كل هذه التضحية والاهتمام!! فهل ترى في مشاركة النساء في الأولمبياد حل لمشاكل البطالة والأقتصاد والتعليم والصحة والسياسة؟؟! وهل مشاركتها فعلاً تمثل وسيلة تقدم علمي وصحي وسياسي ينفع الأمة , ويدفع بها نحو عجلة التقدم التطور؟؟!
فكان الأولى بك أن تدعو المرأة إلى الإهتمام بأمور أكثر أهمية من تلك (الترهات الأولمبية)!! , ثم إن أردت للمرأة النجاح والتقدم , فلتنجح أولاً:كأم ومربية فاضلة ثم تخدم وطنها بعمل يليق بإنوثتها في إطار دينها.
فأرى أن مقالك أعطى دلالة واضحة لحقيقة ما تريد أن تكون عليه المرأة في هذه البلاد المباركة , و أن دعواتك المنادية (بحرية المرأة وحقوقها) إنما هي في الحقيقة دعوات لحرية الوصول إلى المرأة و التمتع برؤية مفاتنها و العودة بها إلى عصور الجاهلية حينما كانت وظيفتها الوحيدة أن تكون قينة راقصة تغني للرجل في لهوه و تشجعه في حربه , وهذا بلا شك ما لا يرضاه أحد من أهل هذه البلاد لابنته أو أخته أو زوجته!!
ثم أعلم إنّ قيمة كلّ أمّة بما لديها من ((مصادر قوتها))، وإنّ سرّ بقائها وسؤددها واستقلالها وفخارها وتميزها بما فيها من تمسك بهذه المصادر، وأخطر ما تواجهه أمّة من الأمم أن تُبعد عن هذه المصادر , ومصدر قوّتنا في بلادنا: كتاب الله تعالى وسنة نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم. فالرياضة على أختلاف أنواعها ليست محرمة على النساء إطلاقاً ولكن هناك ضوابط لممارستها بما يتناسب مع دينها وطبيعتها كأنثى , منها: أن لا تكون في حضرة رجال , ينظرون منها زينتها وغيرها من الضوابط التي لايتسع المقام لذكرها ولا تخفى على من لديه أدنى غيرة.
والطريف في الموضوع أنه ظهر من بني جلدتنا من يسعى لتحقيق ما تمنته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وهي: ان تشارك المرأة السعودية في الاولمبياد "قريبا"، و قالت إنها "جاهزة لذلك".
ولكن هيهات لكم أن تروا ذلك اليوم , ولن يتحقق بإذن الله لأن نساء الجزيرة يمشين على خطى أمهات المؤمنين وهو العفة والطهر والكرامة.
وأخيرا: اعلم أخي الكريم إن تعليقي على مقالك إنما ينم غيرة على هذا الدين العظيم، فالمسلم مرآة لأخيه المسلم، ومحبة الخير لهذه الجريدة الحبيبة بُغية أن تكون على هدي قويم، ومثل مستقيم.
وأخيراً إن أردت إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله.
كتبته / نورة بنت ناصر العجمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 01:49]ـ
الموضوع منقول من موقع الإسلام العتيق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 02:15]ـ
جزى الله أختنا الفاضلة نورة العجمي على كلمتها المباركة .. وإن كانت قاصرة عن المطلوب
وشكر الله لك أخي على نقلك المفيد
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 04:55]ـ
يَعِيشُ المَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ ... وَيَبْقَى العُودُ مَا بَقِي اللِّحاءُ(/)
أرقام تحكي العالم إعداد محمد صادق مكي 2006 م
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 02:01]ـ
أرقام تحكي العالم
http://albayan-magazine.com/monthly-books/arkam.jpg
إعداد
محمد صادق مكيالمقاس
17*24عدد الصفحات
267الناشر
مجلة البيان
التصنيف
العالم - الأحوال الاجتماعية - العالم الإسلاميلتحميل الكتاب ( http://albayan-magazine.com/monthly-books/arkam.zip)
http://albayan-magazine.com/monthly-books/arkam.zip (http://albayan-magazine.com/monthly-books/arkam.zip)(/)
نحو تربية إسلامية راشدة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 02:03]ـ
معلومات الكتاب
عنوان الكتاب:
نحو تربية إسلامية راشدة
http://albayan-magazine.com/monthly-books/trbiah.jpg
إعداد
محمد بن شاكر الشريفالمقاس
17*24عدد الصفحات
170الناشر
مجلة البيان
التصنيف
التربية الإسلامية
لتحميل الكتاب ( http://albayan-magazine.com/monthly-books/trbiah.zip)
http://albayan-magazine.com/monthly-books/trbiah.zip (http://albayan-magazine.com/monthly-books/trbiah.zip)(/)
تجديد الخطاب الديني
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 02:11]ـ
معلومات الكتاب:
عنوان الكتاب
تجديد الخطاب الديني
http://albayan-magazine.com/monthly-books/tajded.jpg
إعداد
محمد بن شاكر الشريف
المقاس
17*24
عدد الصفحات
152 صفحة
الناشر
مجلة البيان
التصنيف
الإسلام - مقالات ومحاضرات
لتحميل الكتاب ( http://albayan-magazine.com/monthly-books/tajded.zip)
http://albayan-magazine.com/monthly-books/tajded.zip (http://albayan-magazine.com/monthly-books/tajded.zip)(/)
المرأة المسلمة بين موضات التغيير وموجات التغرير
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 02:30]ـ
معلومات الكتاب
عنوان الكتاب
المرأة المسلمة بين موضات التغيير وموجات التغرير
http://albayan-magazine.com/monthly-books/mraa/mraa.gif
المؤلف
إعداد مجلة البيان
المقاس
14 × 20 سم
عدد الصفحات
53 صفحة
الناشر
مجلة البيان
التصنيف
المرأة في الإسلام
لتحميل الكتاب ( http://albayan-magazine.com/monthly-books/ifteqar.zip)
http://albayan-magazine.com/monthly-books/mraa/mraa.zip (http://albayan-magazine.com/monthly-books/mraa/mraa.zip)(/)
من أسباب الهزيمة للشيخ بشر البشر
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 07:59]ـ
قال الشيخ بشر البشر فك الله أسره (أسباب النصر والهزيمة في التاريخ الإسلامي)
ثانياً: من أسباب الهزيمة
أ) أهم أسباب الخذلان والهزيمة: هو الانحراف عن الصراط المستقيم: سواء كان هذا الانحراف انحرافاً عقدياً، أو انحرافاً عملياً، يعني سواء كانت المعاصي في باب الاعتقاد: بالإلحاد في أسماء الله وصفاته .. بالشرك الأكبر والشرك الأصغر، أو كان بالردة الكاملة باعتناق المذاهب الكافرة كالشيوعية، والقومية، والعلمانية، أو كان من باب الأعمال أي المعاصي العملية.
والمتتبع للقرآن يجد أن هذا هو سبب هلاك الأمم: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}. فالأمم السابقة أخذت بسبب ذنوبها، وظلمها لأنفسها، والأدلة على هذا كثيرة، وما عليك إلا أن تقرأ كتاب ربك وستجد ذلك واضحاً.
وعلى سبيل المثال: اقرأ قصة أصحاب سبأ، واقرأ قصة أصحاب السبت، واقرأ سبب إغراق قوم نوح، واقرأ سبب إهلاك قوم عاد وثمود وقوم لوط، وما حصل لقوم موسى، وما حصل لغيرهم من الأمم؛ فستجد الذنوب هي السبب في ذلك.
أولا: الانحراف العقدي وأثره: سنضرب على الانحراف في العقيدة مثلين هما شاهد حي على أن الأمة إذا انحرفت اعتقاديا، ً فإنها تضعف وتذل:
الشاهد الأول من القرن الرابع الهجري: فقد شهد مداً رافضياً شديداً، فقامت دول رافضية في شرق الجزيرة في البحرين والأحساء قامت دولة القرامطة، وفي بلاد فارس والعراق دولة بني بويه، وفي بلاد الشام الحمدانيون - أبو فراس الحمداني وجماعته كانوا رافضة - وفي بلاد المغرب قامت الدولة العبيدية الإسماعيلية القرمطية، والتي تسمى زوراً وبهتاناً بالدولة الفاطمية، ثم بعد ذلك انطلقت فأخذت مصر، ثم الحجاز. والقرامطة أهل البحرين وصلوا إلى الحجاز، وأخذوا في ذلك القرن الحجر الأسود وبقي عندهم اثنتان وعشرون سنة، ووصلوا إلى دمشق، ولم يبق من بلدان المسلمين سالماً من المد الرافضي إلا القليل.
وأذكر لكم ما قاله الإمام ابن كثير رحمه الله في حوادث حصلت في ذلك الزمن ثم انظروا إلى تعليقاته رحمه الله على تلك الحوادث.
إنه مع قيام تلك الدول الضالة الرافضية تقدم النصارى من بلاد الروم، فأخذوا بعض بلاد المسلمين، وفعلوا من الجرائم البشعة ما تقشعر له الأبدان، يذكر الحافظ ابن كثير بعض هذه الحوادث، ثم يعلق عليها، فيقول في حوادث سنة 359 للهجرة: (وفيها دخلت الروم أنطاكية فقتلوا من أهلها الشيوخ والعجائز، وسبوا من أهلها الشيوخ والأطفال نحواً من عشرين ألفاً فإنا لله وإنا إليه راجعون).
ثم يعلق على ذلك بقوله: (وكل هذا في ذمة ملوك الأرض أهل الرفض الذين قد استحوذوا على البلاد وأظهروا فيها الفساد قبحهم الله).
ثم يذكر أيضاً في حوادث سنة359 هـ أيضاً أن ملك الروم فعل أعظم من ذلك في طرابلس الشام، وفي السواحل الشامية وحمص وغيرها، يقول رحمه الله: (ومكث ملك الروم شهرين يأخذ ما أراد من البلاد ويأسر ما قدر عليه، ثم عاد إلى بلده ومعه من السبي نحو مائة ألف إنسان ما بين صبي وصبية وكان سبب عوده إلى بلاده كثرة الأمراض في جيشه واشتياقهم إلى أولادهم).
تصوروا عدو من أعداء المسلمين يأتي ويأخذ مائة ألف أسير من المسلمين ولا يرجع إلا بسبب الأمراض التي فتكت بجيشه ولم يحاربه أحد من ملوك الرافضة الذين كانوا ملوك الأرض في ذلك الوقت، تذكروا ما ذكرناه في أول الموضوع أن من أسباب النصر القيادة المؤمنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعلق ابن كثير على ما كان يفعله الروافض في ذلك القرن من سب الصحابة، وما يفعلونه من البدع والضلالات، فيقول في حوادث سنة 351 هـ بعد أن ذكر غارات الروم وقتلهم ما لا يحصى من المسلمين قال: (وفيها كتبت العامة من الروافض على أبواب المساجد لعنة الله علي معاوية بن أبي سفيان، وكتبوا أيضا: ولعن الله من غصب فاطمة حقها - يعنون أبا بكر رضي الله عنه - ومن أخرج العباس من الشورى - يعنون عمر رضي الله عنه - ومن نفى أبا ذر - يعنون عثمان رضي الله عنه -)، يقول ابن كثير رحمه الله: (رضي الله عن الصحابة وعلى من لعنهم لعنة الله).
ثم تكلم قليلاً ثم قال: (ولما بلغ ذلك جميعه معز الدولة - يقصد ابن بويه وكان رافضياً - لم ينكره ولم يغيره قبحه الله وقبح شيعته من الروافض).
انظروا إلى تعليق ابن كثير وهو المراد في هذه المحاضرة يقول: (لا جرم أن الله لا ينصر هؤلاء وكذلك سيف الدولة ابن حمدان بحلب فيه تشيع وميل إلى الروافض، لا جرم أن الله لا ينصر أمثال هؤلاء، بل يديل عليهم أعداءهم لمتابعتهم أهواءهم، وتقليدهم سادتهم وكبراءهم وآباءهم، وتركهم أنبياءهم وعلماءهم، ولهذا لما ملك الفاطميون بلاد مصر والشام وكان فيهم الرفض وغيره استحوذ الإفرنج على سواحل الشام وبلاد الشام كلها حتى بيت المقدس ولم يبق مع المسلمين سوى حلب وحمص وحماة ودمشق، وجميع السواحل وغيرها مع الإفرنج والنواقيس النصرانية والطقوس الإنجيلية تضرب في شواهق الحصون والقلاع، وتكفر في أماكن الإيمان من المساجد وغيرها من شريف البقاع).
ثم بعد ذلك صور حال المسلمين: (والناس معهم في حصر عظيم وضيق من الدين وأهل هذه المدن - يقصد دمشق وحلب وحمص وحماة - التي في يد المسلمين في خوف شديد في ليلهم ونهارهم من الإفرنج فإنا لله وإنا إليه راجعون وكل ذلك من بعض عقوبات المعاصي والذنوب وإظهار سب خير الخلق بعد خير الأنبياء).
هذا نتيجة الانحراف العقائدي الذي استحوذ على هذه الأمة في القرن الرابع الهجري بل استحوذ على حكامها وقادتها في ذلك الوقت.
أما الشاهد الثاني؛ فأضربه لكم من عصرنا هذا: فقد هُزم العرب أمام اليهود رغم أنه لا تناسب بين العددين، ورغم ما كان يتشدق به طواغيت العصر في الشام، وفي مصر من أنهم سيلقون باليهود في البحر، وسيفعلون وسيفعلون، كان أولئك يرفعون لواء القومية، ولواء الاشتراكية، ويحاربون الإسلام وكان طاغوتهم الأكبر قد قتل سيد قطب رحمه الله قبل المعركة بسنة، ثم لما جاءت المعركة كانت إذاعاتهم ترفع النشيد الآتي تقول موجهة الخطاب لطائرات اليهود:
ميراج طيارك هرب خايف من نسر العرب
والميج علت واعتلت في الجو تتحدى القدر
هذا كانت تتغنى به إذاعة دمشق في ذلك الوقت، إذن كانت تلك الهزيمة الساحقة التي أخذ فيها ما تبقى من فلسطين، وأخذت أضعاف أرض فلسطين مثل سيناء والجولان كانت بسبب تلك القيادات الفاجرة المنحرفة التي تسلطت على رقاب المسلمين، وكانت سبب من أهم أسباب الخذلان والهزيمة.
ثانيًا: الانحراف في ناحية المعاصي العملية: وبالإمكان أن نقسمها إلى ثلاثة أقسام:
1) معاصي تؤثر أثناء المعركة: كمعصية أمر القائد في أثناء المعركة مثل ما حصل في يوم أحد لما ترك الرماة الجبل، وخالفوا أمر النبي، فحصل ما حصل مما تعرفونه.
2) معاصي تؤثر من قبل المعركة: وهذه سنطيل في الحديث عنها، فنتركها إلى الأخير.
3) وهناك معاصي تؤدي إلى ضرب الذلة على الأمة المؤمنة ضرباً مؤبداً: وهذه المعاصي تؤثر تأثيراً مباشراً في هزيمة الأمة أمام أعدائها، وقد بينها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) [حديث صحيح بمجموع طرقه، رواه أبوداود وأحمد].
(يُتْبَعُ)
(/)
والعينة نوع من أنواع الربا والربا قد انتشر الآن في بلدان المسلمين فحقت عليهم الذلة، (وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ) يعني: الإخلاد إلى الدنيا والالتفات إليها. (وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ)؛ من أسباب ضرب الذلة، (سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا)؛ ليس الذل على اليهود فقط، بل الذل يضرب أيضاً على هذه الأمة إذا عصت أمر ربها، (سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ)؛ لا يرفعه إلى متى؟ ليس إلى أن يصبح عندكم مليون جندي، ولا أن يصبح عندكم ألف طائرة، ولا أن يصبح عندكم خمسة آلاف دبابة، لا .. وإنما (حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)؛ فإذا رجعتم إلى دينكم يرفع الله عنكم الذلة، بهذا الشرط الوحيد، وهو أن ترجعوا إلى دينكم كله من أوله إلى آخره، لا تقولوا: هذه قشور وهذا لباب، ولا تقولوا: هذه سنن وهذه وهذه، ولا تقولوا: هذه تفرق المسلمين إذا بحثت أمور العقائد بين السنة والروافض، أو بين السنة والأشعرية وغيرهم. بل تأخذ هذا الدين كاملاً كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه، تأخذ به كاملاً نقياً صافياً .. فعند ذلك يمنح لك النصر، ويمنح لك الظفر على العدو.
ننتقل إلى المسألة الثانية: وهي المعاصي التي توعد عليها بأنها سبب من أسباب الهزيمة، فمن ذلك مايلي:
أ) الظلم: الظلم ليس سببًا من أسباب الهزيمة فحسب، بل هو سبب من أسباب هلاك الأمم وسقوط الدول، وتغير الأحوال، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلمة استقرائية ماتعة يقول: (إن الدول تبقى مع العدل وإن كانت كافرة، وتسقط مع الظلم وإن كانت مسلمة) [انظر: السياسة الشرعية].
ب) ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهو سبب من أسباب الهلاك ونزول العذاب، يقول الله: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}. إذا كان أهلها يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لا يهلكهم الله، أما إذا تركوا ذلك، وانتشرت الرذائل، وأصبحت علانية، فليسوا مهددين بالهزيمة بل بأعظم من ذلك، وهو أن يهلكهم الله، ويحل بهم العذاب.
وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: أَنَّهُ قَالَ: (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}. وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ") [رواه الترمذي وأبوداود وابن ماجة وأحمد].
كما أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب من أسباب الاختلاف، وسبب من أسباب التفرق، وهذا من أهم أسباب الهزيمة.
ج) نقض عهد الله وعهد رسوله: فقد جاء في حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ ... ) فذكرها، ومنها: (وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ) [حديث صحيح رواه ابن ماجة وغيره].
ومن المعلوم أن العدو لن يستطيع أن يأخذ بعض ما في أيدي المسلمين من الأموال، أو من الأراضي، أو من غيرها إلا بعد أن يهزم المسلمون، ويستذلوا.
د) الغلول: والغلول المراد به أخذ مال المسلمين بغير حق: جاء في الموطأ عَنْ مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: (مَا ظَهَرَ الْغُلُولُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا أُلْقِيَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبُ ... ). ومن المعلوم أنه إذا ألقى الله الرعب في قلوب قوم فإنهم لن يواجهوا العدو وسيهزمون ويولون الأدبار هذا أمر لا شك فيه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هـ) من المعاصي التي توعد الله عليها بأن أصحابها يهزمون ولا ينصرون، البطر والفخر والغرور والعجب: قال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}. فهذا الرياء والبطر والكبر في الأرض، ثم الصد عن سبيل الله أي: الصد عن دينه حتى ولو عن جزئية من جزئيات الدين، الصد عنها منذر بوقوع الهزيمة كما دلت عليه هذه الآيات.
وكذلك العجب قال الله: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}. فلما أعجب الصحابة بأنفسهم وبكثرتهم، وقالوا: لن نغلب هذا اليوم من قلة؛ ما أغنت عنهم كثرتهم شيئاً، وبعض الروايات تقول: إن هوازن لم يتجاوزوا الثلاثة آلاف رجل. والصحابة كانوا عدة أضعاف لهوازن، ومع ذلك ولوا مدبرين لما أعجبوا بأنفسهم، ونسوا الاعتماد على ربهم عز وجل.
وهنا ملاحظة جديرة بالاهتمام: وهي؛ أنك عندما تقرأ في القرآن في أعقاب ذكر غزوات النبي؛ لا تجد أبداً أن الله يمدح المؤمنين، ويشيد ببطولاتهم، إنما يبين لهم أن هذا النصر الذي تحقق إنما هو فضل منه: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
بل إنك تجد أن الله ينبه المؤمنين إلى أخطاء وقعت منهم، وهم منتصرون، فيقول لهم يوم بدر: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ... }، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ... }، ثم قال لهم بعد: { ... فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. كأن هذا إشارة إلى أن اختلافكم في قسمة الغنائم والأنفال ليس بجيد، فاحذروا أن تخالفوا أمر الله وأمر رسوله.
فإذن: ما قال لهم لقد أحسنتم وفعلتم وفعلتم .. ما أشاد بهذه البطولات التي فعلها الصحابة يوم بدر، بل نبههم على أخطاء، وذكرهم بأن لا يعتمدوا على أنفسهم، وأن لا يعجبوا بأنفسهم، إنما النصر من عند الرب وحده لا شريك له. كذلك في أحد عندما تقرأ قصة أحد تجد أن الله نبههم على مكمن الخطأ وسبب ما حاق بهم وما حصل لهم. فالله سبحانه ينبهنا على أن المسلم دائماً يجب أن يكون خاشعاً لله، معتمداً عليه، مستنصراً به، مخلصاً له، يعلم أن النصر من عنده ليس بعدد ولا بعدة.
السبب الثاني من أسباب الهزيمة:
ب) الفرقة والاختلاف: تفرق المسلمين وتشتت أحوالهم سبب من أسباب الهزيمة الماحقة، يقول الله: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. وهذا الأمر بالإضافة إلى الأمر السابق وهو المعصية كان من أعظم أسباب سقوط الأندلس.
ج) من أسباب الهزيمة في تاريخنا الإسلامي: موالاة الكافرين والمنافقين، وعدم الحذر منهم: لقد حذرنا الله من ذلك تحذيراً شديداً، وأبدأ وأعاد حتى قال العلامة الشيخ حمد بن عتيق من أئمة الدعوة رحمه الله: (لم يرد في القرآن الكريم بعد الأمر بالتوحيد والنهي عن ضده أكثر من النهي عن موالاة الكافرين).
وفي آية واحد يتبين لنا حقيقة الكفار، يقول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا} أي: لا يقصرون فيما يفسدكم. {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} أي: أحبوا ما يشق عليكم. {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} فما استطاعوا إخفاءها. {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}، ولكن أين الذين يعقلون؟
لقد كان هذا هو السبب في هزيمة الدولة العباسية أمام التتار لما وثقت بالرافضي الخبيث ابن العلقمي وولته الوزارة، وكان ذلك الخبيث ممن مالأ التتار وكاتبهم من أجل أن تهدم الخلافة وتسقط الدولة، فكان ذلك وحصل له ما أراد، ولكن الله كان له بالمرصاد، فجازاه ملك التتار أن قتله، وقال له: أنت لا تستحق أن يثق فيك، فقتله شر قتلة، وما أكثر أمثال ابن العلقمي في هذه العصور.
قد يندس شياطين الإنس من المنافقين في صفوف المؤمنين، ولا يميزهم المؤمنون، فمن رحمة الله بالمؤمنين أن تتوالى الابتلاءات على المؤمنين، فتكشف حقيقة المنافقين، وتميز الصف المؤمن وتطهره من هؤلاء المندسين حتى يتميز الصف، ويصبح مؤمناً خالصاً، وما هذه الابتلاءات التي حصلت لإخواننا المجاهدين في أفغانستان سابقاً ولا حقاً إلا فيما نحسب من هذا الباب، ليميز الله الصفوف فتتساقط الأوراق المندسة التي لا يستطيع المؤمن أن يكشفها لتظاهرها بالإيمان.
د) ومن أهم أسباب الهزيمة: ترك إعداد العدة والإخلاد إلى الدنيا وملذاتها والإغراق في اللهو وطلب الراحة: مما يجعل الإنسان لا يستطيع أن يدخل المعركة، ولا أن يواجه العدو.
هذه بعض أسباب الهزيمة التي مرت في التاريخ الإسلامي، وهي ليست كلها، ولو تتبعت واستقرأها شخص من بطون كتب التاريخ لوجدها أضعاف ما ذكرنا أضعافاً كثيرة، ولكن حسبنا أن نذكر الأهم والأقل يدل على الأكثر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نقله
أبو معاذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 08:36]ـ
أخي الفاضل
ليت المسلمين جميعا يتوقفون عند هذه الحقائق لمحاولة فهمها وإدراك ابعادها والتعامل مع متطلباتها ليضعوها نصب أعينهم في كل خطوة يخطونها وفي كل فكرة يقررونها فبإغفال هذه المفاهيم شذ من شذ من ابناء الاسلام وانحرف من انحرف اذ قد صار النصر عندهم مسألة حسابية تقررها مراكز الدراسات الاستراتيجية وليس وعدا إلهيا له شروطه ومقدماته فالاختلال في الترتيب ادى الى ضبابية في الرؤية وغموض في الطرح وفساد في الوسيلة فيا ليت قومي يعلمون(/)
من أسباب النصر للشيخ بشر البشر
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 08:05]ـ
قال الشيخ بشر البشر فك الله أسره (أسباب النصر والهزيمة في التاريخ الإسلامي)
أولاً: من أسباب النصر
لعل أهم سبب من أسباب النصر لهذه الأمة هو:
1) الإيمان الصادق والعمل الصالح: يقول الله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فإذن لابد من إيمان صادق وعمل صالح: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}، وهنا شرط مهم: { ... يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ... }. ثم قال في الآية التي بعدها مباشرة: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. فإذن: لابد من إيمان صادق، ومن عمل صالح.
ومن أهم ما يتمثل فيه هذا الإيمان:
أ) عبادة الله سبحانه وتعالى عبادة خالصة ليس فيها شرك.
ب) وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به، وفي كل ما نهى عنه، فما أمر به يفعل، وما نهى عنه يجتنب.
ج) التوكل على الله وحده، والاعتماد عليه سبحانه، والاستنصار به جل وعلا، ودعاؤه والاستغاثة به: كما كان نبينا يفعل، ومن يقرأ قصة غزوة بدر يجد ذلك واضحاً، حيث قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: (لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: "اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ" فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ ... إلخ الحديث) [رواه مسلم].
د) الصبر والثبات: سواء كان ذلك في المعركة، أو قبل المعركة؛ صبر على الابتلاء، صبر على المحن، فلا يمكن أن يمكن لهذا الدين إلا بعد ابتلاءات ومحن، ثم إذا صُفي ونُقي جاء التمكين، وجاء النصر، فلابد من صبر وثبات كما قال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ... }. وكما قال سبحانه: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
هـ) ذكر الله كثيراً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ... }. إذا قارنت هذا الأمر الإلهي الذي طبقه النبي وأصحابه والسلف الصالح من بعدهم، ثم قارنته بهذا العصر الذي نعيشه؛ وجدت أن أهل هذا العصر يدخلون المعركة، وهم يغنون، ويرقصون؛ فتكون النتيجة هزيمة ساحقة، وخيبة ماحقة.
2) ومن أسباب النصر: وحدة صف الأمة: أما إذا كانت مفرقة ومشتتة، فإن النصر لن يكون حليفها، ولذلك صلاح الدين الأيوبي رحمه الله لما أراد أن يستخلص بيت المقدس من أيدي الصليبيين أول أمر فعله أن قام بتوحيد أقوى بلدان المسلمين في ذلك الوقت، وهي: مصر والشام، فلما وحدها نهض لقتال الصليبيين، فوحدة الصف المسلم سبب من أسباب النصر والتمكين، وأما إذا كان المسلمون مفرقين فإن النصر منهم بعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
3) كذلك من أسباب النصر: وجود القيادة المؤمنة القوية: فالقيادة العلمية القوية وقيادة الدنيا إذا اجتمعتا تحقق النصر والتمكين، أما إذا وجدت القيادة العلمية، ولكن ليس معها قوة تحميها وتدافع عنها وتجاهد لنشرها فإنها لا تقوى ولا تنتصر.
4) إعداد العدة والأخذ بالأسباب: قال الله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ... }. كل شيء تستطيعونه من أسباب القوة، فأعدوه صغيراً كان أو كبيراً ما دمتم تستطيعونه عليكم أن تعدوه. {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} الخيل تدخل في القوة، فلماذا خصها بالذكر؟ خصها بالذكر لحكمة وهي: أن نعتني بأهم أسباب القوة، فالخيل في عهد النبي هي أهم أسباب القوة، فما دمنا نستطيع أن نوجد أهم أسباب القوة فإن علينا أن نعتني بها، في غزوة بدر لم يكن مع النبي إلا فارس واحد، وقيل: اثنان، وأكثر الأقوال أنهم ثلاثة.
ويقول الحافظ ابن حجر: (لم يثبت أو لم يصح أنه وجد فارس إلا المقداد وحده).
فهذا هو قدر استطاعتهم، وكان مع قريش مائة فارس، والخيل في ذلك الوقت مثل الطائرات في زماننا هذا، فنحن مطالبون بأن نعد ما نستطيع ولسنا مطالبين بأن نعد ما لا نستطيع.
والنبي صلى الله عليه وسلم أعد أسباب القوة، وفعل الأسباب الموجودة في عصره، والتي استطاع أن يفعلها، فلبس الدرع يوم أحد، وحفر الخندق يوم الأحزاب، وأخذ السلاح وأعد الجنود، وأعد القادة ورباهم، وأعد الأموال فكان يعمل بالأسباب الممكنة في عصره. لكن ينبغي أن نعلم أن الاعتماد لا يكون على الأسباب إنما على الله القوي العزيز وحده.
وعلينا أن نعلم حقيقة مهمة وهي: أنه لم يلتق ولم يحصل يوم من الأيام أن كانت قوة المسلمين أقوى من قوة الكافرين، فالكافرون دائماً هم الأكثر، والكافرون دائماً هم الأقوى من ناحية العدة والعتاد، ولكن جانب الإيمان يرجح المسلمين على عدوهم.
ولذلك كان عمر رضي الله عنه إذا استبطأ النصر من قادته كتب لهم: (إنا لا نقاتل الناس بعدد ولا عدة إنما نقاتلهم بهذا الدين فلعلكم أحدثتم أمراً). يذكرهم لعلكم أحدثتم شيئاً فراجعوا أنفسكم، هل أخللتم بشيء من أسباب النصر.
سؤال: هل أمة الإسلام اليوم مطالبة بأن يكون لديها مثل ما لدى اليهود من السلاح؟ ومثل ما لدى اليهود من الخبرات ومثل ما لدى اليهود من التقدم العلمي والتكنولوجي؟
الجواب: لا، الأمة ليست مطالبة بهذا، الأمة مطالبة بأن تكون مؤمنة، وأن يكون صفها موحداً، وأن تكون قيادتها مؤمنة، ثم أن تُعِدَّ ما تستطيع من الأسباب، وتستعين بالله، وتجاهد في سبيله وسَتُنْصَرُ وتُمَكَّنُ .. هذا هو الشيء المطلوب، وهذا هو الذي يريح قلب المؤمن، ويدخل السرور على نفسه، فإننا لسنا مطالبين بأن نكون أقوى من الكفار، ولا حتى بأن نماثلهم، ولا حتى بأن نكون قربهم، بل علينا أن نعد ما نستطيعه، ثم نجاهد، وسينصرنا الله جل وعلا، وأفغانستان عبرة لمن اعتبر حيث لم يكونوا يحملوا إلا أسلحة قليلة ضعيفة بالنسبة لما كان في أيدي الشيوعيين الروس، ومع ذلك خذل الله الروس على أيدي أولئك الذين يسمون في القاموس الغربي بالبدائيين.
وفعل الأسباب وإعداد العدة ينقسم لأمور كثيرة جداً لعل أهمها:
أ) إعداد الجندي المؤمن والقيادة المؤمنة: هذه هو أهمها وأولها، فتعد هذه القوة التي هي الجندي المؤمن والقيادة المؤمنة بالإيمان والعمل الصالح أولاً، وينقى الصف المؤمن من غير هؤلاء، ولذلك بمجرد أن تطالع كتب "الفقه الإسلامي" تجدهم يقولون: وعلى القائد أن يمنع المخذل والمرجف من أن يسير مع الجيش؛ لأن هذا منافق لا يستطيع أن يواجه الكفار إذا حمي الوطيس.
فإذن: لابد من إعداد الجندي المؤمن الذي يذكر الله كثيراً، والذي يحافظ على طاعة ربه، ويجتنب ما نهاه الله عنه، والذي نصب عينيه أن يموت شهيداً ليدخل الجنة بفضل الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما قال عمير بن الحمام، لما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ)، وكان بيده تمرات: (بَخٍ بَخٍ)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟!)، قَالَ: (لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا)، قَالَ: (فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا)، فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ثُمَّ قَالَ: (لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ - ربما لا تتجاوز خمس تمرات - إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ)، قَالَ: فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ [رواه مسلم].
إذن إذا وجد مثل هذا النموذج الذي يقدم على الموت، فإنه سيوهب لنا النصر، وستوهب لنا الحياة، وسنحصل على الحسنيين.
ب) الأمر الآخر في إعداد العدة إعداد العدة العسكرية: بالعتاد .. بالأجهزة .. بما نستطيع من قوة فنعد ذلك ونجهزه، حتى لا يبقى سبب من أسباب النصر في استطاعتنا إلا وفعلناه، فإذا أعددنا تلك العدة، فإن القلوب تنام وهي مطمئنة مرتاحة.
ت) ومن العدة أيضاً: إعداد الأموال اللازمة: فإن الأموال الآن أصبحت عماد الجهاد، بل هي عماد الجهاد منذ عصر النبي، ولعل الجميع يتذكر أن عثمان بن عفان لما جهز جيش العسرة، فماذا كانت جائزته؟ كانت جائزته: (مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ) [رواه الترمذي وأحمد]. هذه جائزته لماذا؟ لأن المال هو عصب الجهاد، فلا بد أيضاً أن تعد الأمة الأموال اللازمة للجهاد في سبيل الله.
ث) ومن إعداد العدة: ألا يغفل المسلمون عن معرفة عدوهم وعن قدراته: كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر عندما أخذ السقاة الذين جاءوا يستقون الماء لقريش ثم سألهم: (كم عدد قريش؟ كم ينحرون من الجزر؟ كم معهم من الخيل؟ من معهم من صناديد قريش؟)، معهم فلان وفلان، ينحرون من الجزر كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الْقَوْمُ أَلْفٌ كُلُّ جَزُورٍ لِمِائَةٍ) [رواه أحمد]. فَأَعَدَّ لذلك عدته، فهذا واجب من واجبات المسلمين، فلا يستهينوا بعدوهم، واحتقار العدو ليس من شأن المسلمين بل إننا نبحث عن مكامن القوة ومواطن الضعف فيه، ثم نستنصر بالله جل وعلا عليه.
ومع ذلك علينا أن نتأمل قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ) [رواه البخاري ومسلم]. أي أننا نسأل الله جل وعلا أن ينصرنا عليهم وأن يخذلهم، حتى ولو لم نلتق بهم ولم نقاتلهم.
5) من أهم أسباب النصر: الثقة بالله سبحانه وتعالى والثقة بوعده: وأنه سبحانه سيعلي هذا الدين وينصره ويمكن له في الأرض إن عاجلاً أو آجلاً، فإن حساب الزمن ليس عند الله شيء، فمن المعلوم أن اليوم عند الله يساوي ألف سنة مما نعد نحن، فلا ننظر بمنظار الأعمار البشرية، بل ننظر إلى المنهج الذي ينتصر ويبقى، وننظر إلى الزبد الذي يذهب جفاء في الأرض.
لابد أن نكون واثقين من أن الله سينصر هذا الدين مهما ضيق عليه، ومهما حورب دعاته، ومهما وقف في وجوههم، ومهما وضعت في طريقهم العراقيل؛ فإن النصر حليفهم إن عاجلاً أو آجلاً، فالحق يبتلى أولاً، ثم يمكن له وينصر. وكم من الدعاة والمجاهدين والعلماء ابتلوا حتى ظن الناس أنهم قد هلكوا وفشلت دعوتهم، فإذا بهم تنقلب في طريقهم المحن إلى منح، ويضع الله لهم القبول في الأرض والتمكين والنصر.
6) من أهم أسباب النصر التي ينبغي أن يعرفها المؤمنون حتى لا يصابوا بشيء من الإحباط: كون الأمة في مستوى النصر بإمكاناتها بقدراتها بعزائمها ونياتها: كيف ذلك؟
الأمة - أحياناً - قد تحارب ولكنها لا تكون في مستوى النصر، فيؤخر الله النصر قليلاً حتى يرتفع مستوى هذه الأمة وتصبح قادرة على تحمل أعباء النصر الذي سيمنحه الله إياها إذا جاء وقته، يقول الله سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، من هم يا رب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}، {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ} إذن: ها هنا نيات وعزائم في القلوب لا يطلع عليها إلا علام الغيوب.
{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ}؛ هذا مستقبل {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ}، ربما يوجد من الدعاة من لو مُكن في الأرض لترك بعض أمور الدعوة، وما أقام الصلاة وما آتى الزكاة، أو ربما يقوم بالصلاة ويؤدي الزكاة، ولكنه لا يقوم تمام القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ربما يتنازل بعض المحسوبين على الدعوة عن بعض الأمور الهامة، ربما يتحالف مع الشيوعيين، ربما يتحالف مع علمانيين من أجل مكاسب .. هذا لا يستحق النصر.
أيضًا: تكون الأمة في مستوى النصر بالإمكانات بالقدرات، فيكون لديها من يستطيعون إدارة البلدان المسلمة لو تيسر لها النصر، أو إدارة العالم لو تمكنت من فتح العالم كله، فإذا أصبحت الأمة في هذا المستوى، وتوفرت لها بقية الأسباب؛ فإن الله جل وعلا يمنحها النصر أمراً مؤكداً لا شك فيه ولا ريب.
7) أيضاً من أهم أسباب النصر: الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذان الأمران سياجان حافظان لهذه الأمة، فالجهاد يحفظها من الخارج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحفظها من الداخل، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحفظ السفينة من أن تُخرق ثم بعد ذلك تغرق، والجهاد يحفظ الأمة من أن تستذل، أو أن يهينها العدو، فما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا، قاعدة قالها أسلافنا رحمهم الله.
ورضي الله عن علي إذ قال: (ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا كتبت عليهم الذلة).
الجهاد سبب العز، وسبب النصر: يقول سبحانه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
عندما تقرأ تفسير هذه الآيات للإمام القرطبي الذي عاش رحمه الله وقت سقوط الأندلس تحس بالحسرة والألم بين السطور والعبارات، يقول مامعناه: ({وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا} وهو القتال وسفك الدماء وبذل الأموال، {وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}: أي التمكين في الأرض والعز والنصر، {وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا} وهو الراحة والإخلاد إلى الأرض والطمأنينة في البيوت والديار، وهو شر لكم بالإذلال وانتهاك حرماتكم وأعراضكم، واستيلاء الكفار عليكم، واستئصالهم لكم).
ثم قال عبارة مؤلمة محرقة: (ولما أصبح المسلمون في الأندلس على هذه الحال تسلط عليهم العدو فأخذوا ديارهم واحدة بعد الأخرى بلاد وأي بلاد).
يعني ما أحسنها من بلاد، ومع ذلك فرط فيها أهلها فضاعت.
ومن المعلوم عند كل عاقل أن الكفار لن يتركوا المسلمين ولو تركهم المسلمون، وهذه حقيقة شرعية وسنة إلهية أخبرنا الله بها في حيث قال: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ... }. يعني مهما فعلتم، ومهما تقربتم إلى هؤلاء الكفرة، فهم لا يزالون يقاتلونكم .. لن يتركوكم ترتاحون حتى ترتدوا عن هذا الدين وتتبعوا أهوائهم كما قال سبحانه: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ... }.
فإذن: هم لن يرضوا عنك إلا بهذا .. ولن يتركوك من القتال إلا بهذا وإذا كانوا لم يتركوك من القتال والقتال هو أشق شيء على النفوس، فسيحاربونك بغير القتال من باب أولى .. سيحاربونك بغزو ثقافي .. بغزو فكري .. عن طريق المرأة .. عن طريق الإعلام .. سيحاربونك لتهديم دينك، ولتضييع عقيدتك .. فكن أيها المسلم الموحد من الكافرين على حذر.
8) ثم أخيراً من أهم أسباب النصر: السلامة من أسباب الخذلان والهزيمة ...
نقله أبو معاذ(/)
تعرض العرب للغزو الفكري
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 08:49]ـ
هل يتعرض العرب عامة والمملكة العربية السعودية خاصة لهذا النوع من الغزو؟
نعم، يتعرض المسلمون عامة ومنهم العرب وغيرهم، والمملكة وغيرها لغزو فكري عظيم تداعت به عليهم أمم الكفر من الشرق والغرب، ومن أشد ذلك وأخطره:
1 - الغزو النصراني الصليبي.
2 - الغزو الصهيوني.
3 - الغزو الشيوعي الإلحادي.
أما الغزو النصراني الصليبي فهو اليوم قائم على أشده، ومنذ أن انتصر صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين الغازين لبلاد المسلمين بالقوة والسلاح أدرك النصارى أن حربهم هذه وإن حققت انتصارات فهي وقتية لا تدوم، ولذا فكروا في البديل الأنكى وتوصلوا بعد دراسات واجتماعات إلى ما هو أخطر من الحروب العسكرية وهو أن تقوم الأمم النصرانية فرادى وجماعات بالغزو الفكري لناشئة المسلمين.
لأن الاستيلاء على الفكر والقلب أمكن من الاستيلاء على الأرض، فالمسلم الذي لم يلوث فكره لا يطيق أن يرى الكافر له الأمر والنهي في بلده، ولهذا يعمل بكل قوته على إخراجه وإبعاده ولو دفع في سبيل ذلك حياته وأغلى ثمن لديه، وهذا ما حصل بعد الانتصارات الكبيرة للجيوش الصليبية الغازية. أما المسلم الذي تعرض لذلك الغزو الخبيث فصار مريض الفكر عديم الإحساس فإنه لا يرى خطراً في وجود النصارى أو غيرهم في أرضه، بل قد يرى أن ذلك من علامات الخير ومما يعين على الرقي والحضارة، وقد استغنى النصارى بالغزو الفكري عن الغزو المادي لأنه أقوى وأثبت، وأي حاجة لهم في بعث الجيوش وإنفاق الأموال مع وجود من يقوم بما يريدون من أبناء الإسلام عن قصد أو عن غير قصد، وبثمن أو بلا ثمن، ولذلك لا يلجأون إلى محاربة المسلمين علانية بالسلاح والقوة إلا في الحالات النادرة الضرورية التي تستدعي العجل؛ كما حصل في غزوة أوغندة أو الباكستان، أو عندما تدعو الحاجة إليها لتثبيت المنطلقات وإقامة الركائز وإيجاد المؤسسات التي تقوم بالحرب الفكرية الضروس كما حصل في مصر وسوريا والعراق وغيرها قبل الجلاء.
أما الغزو الصهيوني فهو كذلك؛ لأن اليهود لا يألون جهداً في إفساد المسلمين في أخلاقهم وعقائدهم، ولليهود مطامع في بلاد المسلمين وغيرها، ولهم مخططات أدركوا بعضها، ولا زالوا يعملون جاهدين لتحقيق ما تبقى، وهم وإن حاربوا المسلمين بالقوة والسلاح واستولوا على بعض أرضهم فإنهم كذلك يحاربونهم في أفكارهم ومعتقداتهم، ولذلك ينشرون فيهم مبادئ ومذاهب ونِحَلاً باطلة. كالماسونية، والقاديانية، والبهائية، والتيجانية، وغيرها، ويستعينون بالنصارى وغيرهم في تحقيق مآربهم وأغراضهم.
أما الغزو الشيوعي الإلحادي فهو اليوم يسري في بلاد الإسلام سريان النار في الهشيم نتيجة للفراغ وضعف الإيمان في الأكثرية، وغلبة الجهل وقلة التربية الصحيحة والسليمة.
فقد استطاعت الأحزاب الشيوعية في روسيا والصين وغيرهما أن تتلقف كل حاقد وموتور من ضعفاء الإيمان أو معدومي الإيمان وتجعلهم ركائز في بلادهم ينشرون الإلحاد والفكر الشيوعي الخبيث، وتعدهم وتمنيهم بأعلى المناصب والمراتب، فإذا ما وقعوا تحت سيطرتها أحكمت أمرها فيهم، وأدبت بعضهم ببعض، وسفكت دماء من عارض أو توقف حتى أوجدت قطعاناً من بني الإنسان حرباً على أممهم وأهليهم، وعذاباً على إخوانهم وبني قومهم، فمزقوا بهم أمة الإسلام وجعلوهم جنوداً للشيطان يعاونهم في ذلك النصارى واليهود بالتهيئة والتوطئة أحياناً، وبالمدد والعون أحياناً أخرى، ذلك أنهم وإن اختلفوا فيما بينهم فإنهم جميعاً يد واحدة على المسلمين، يرون أن الإسلام هو عدوهم اللدود ولذا نراهم متعاونين متكاتفين بعضهم أولياء بعض ضد المسلمين، فالله سبحانه المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 08:52]ـ
من باب الامانة العلمية واسناد القول الى قائله فان هذا المقال للامام عبدالعزيز ابن باز
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 01:20]ـ
الغزو الفكري والأخلاقي من الكفار بالتشكيك في أصول الدين والإيمان والاعتقاد الصحيح ونشر الدعارة والعري، أشد من استيلاء الكفار على بلاد المسلمين؛ لأن الغزو الفكري والأخلاقي يفسد القلوب، واستيلاء الكفار على المسلمين يضرون الأبدان والأموال، ولا يفسدون القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا(/)
بيان في حكم فتح دور السينما للعلامة الشيخ عبد الرحمن البراك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 11:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد المتعال ونصلي ونسلم على رسولنا ونبينا محمد واله وصحبه أجمعين أما بعد:
ففكرة فتح دور السينما في المملكة العربية السعودية لم يكن لها ذكر على لسان مسؤول ولا كاتب ولا صحفي في عمر الدولة_ وإن كانت السينما موجودة في أماكن خاصة_ إلا في عام 1426 هـ عندما صرح وزير الإعلام السابق وهو في تونس بهذه الفكرة وقد تلا ذلك كتابات صحفية تشيد بها وقد تحقق شيء من هذه الإرهاصات لذلك التوجه في ذلك العام.
وفي أيام عيد الأضحى المبارك لعام 1429 هـ والحجاج في المشاعر المعظمة وقلوب المسلمين متوجهة إلى هذه البقاع في هذا الوقت يفاجأ الناس في هذا البلد المبارك بدعوة إلى حضور عرض سينمائي بجدة والطائف، فضجت الصحف استبشاراً بتحقق أملهم المنشود ولا يزال هؤلاء الكتاب والصحفيون يواصلون دعوتهم لفتح دور السينما ويشيدون بفلان وفلان من المهتمين بذلك والمحترفين لهذه المهنة.
ومما زاد في البلاء ما بدر من بعض العلماء من كلمات عابرة مثل: (السينما فيها خير وشر) أو (إنها سلاح ذو حدين) مما كان فتنة لأصحاب الأهواء.
وأما دعوة بعضهم إلى فتح دور سينما إسلامية ودعوة العلماء إلى الأخذ بزمام المبادرة في ذلك فتلك طامة لا تصدر إلا من مبطل مغالط أو متأول مغرق في التأويل ويزيد الأمر شدة إذا أوتي بياناً وقدرة على زخرف القول مما يغلب به المبطل صاحب الحق – فلعل أحدكم يكون ألحن بحجته من صاحبه .. الحديث –
وهل يقول صاحب سياسة المناعة لا المنع بهذه السياسة في المخدرات وغيرها من المحرمات وهي سياسة باطلة عقلا وشرعا ولهذا لا يمكن أن يستقيم على هذه السياسة المزعومة أمر أمة من الأمم بل صاحب الدعوة إلى هذه السياسة لا يمكن أن يأخذ بها في أسرته كمن يقول بالجبر لا يمكن أن يلتزم به في نفسه ولا يستقيم عليه أمر الحياة
وعبارة سياسة المناعة لا المنع أشبه ما تكون بسجع الكهان.
وبعد فمعلوم أن دور السينما إنما نشأت في البلاد العربية بكيد من النصارى أيام استيلائهم عليها فكانت هذه الدور من أعظم العوامل في تدمير أخلاق المسلمين والمسلمات وتغريب عقولهم وإفساد دينهم فهي أوكار للفساد والإفساد وروادها هم فسقة الأمة من الرجال و النساء الذين فقدوا الحياء وهان عليهم شرف الطهر والعفاف ففتحها في بلاد الحرمين بادرة سيئة خطيرة تنذر بشر مستطير وتدل على تحول في مسيرة هذه البلاد.
هذا ومن المعلوم أن القنوات الفضائية قد أدت وظيفة دور السينما من حيث البرامج المتنوعة المنشودة لهواة السينما إلا أنها لا تتطلب الخروج إليها بخلاف دور السينما فإنه لابد من الحضور في صالاتها المظلمة لمشاهدة برامجها من الرجال والنساء بصورة مختلطة وهذه الصورة لا تكون في السينما الناشئة، لكنها الغاية لها وهي الصورة الواقعة لدور السينما في سائر البلاد الإسلامية المغرَّبة.
ولا نكون مبالغين إذا قلنا إنه لا ينتظر بعد أن تأخذ دور السينما طريقها إلى فتح حانات الخمر وما بعدها ولا حول ولا قوة إلا بالله
لذلك نقطع بأن فتح دور السينما حرام يشترك في إثمها كل من أعان عليها بدعوة أو رأي أو مال ويحمل كبر ذلك الشركات المنتجة والمؤسسون والمحترفون للمهنة ونحن نقول ذلك تذكيراً وتحذيراً من عواقب هذا التحول المتسارع في أوضاع هذه البلاد العزيزة حرسها الله، المجتمع الذي يعد بحق أفضل المجتمعات الإسلامية عقيدة وخلقاً.
لذا يجب على ولاة الأمر وفقهم الله ونصر بهم دينه وهم المسؤولون عن أمن هذه البلاد على الدين والأنفس والأعراض والأموال سد هذا الباب حفظا للحرمات وتأمينا لمستقبل الأمة وقاها الله شر المفسدين وكيد أعداء الدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حرر في 14/ 5/1430هـ
المصدر: http://albrrak.net/index.php?option=*******&task=view&id=13741
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 11:22]ـ
جزاكم الله خيرًا .. والشيخ البراك.
وهنا بحث مهم عن " السينما ومفاسدها "؛ للشيخ إبراهيم الحقيل:
http://www.dorar.net/art/220
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 10:39]ـ
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ..
اللهم إن أردت بعبادتك فتنة فأقبضنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين ..
................
إنه فساد الزمان نسأل الله السلامة والعافية ..
كثير من الإخوة المدخنين عندنا في أفريقيا السمراء يعقدون العزم على ترك التدخين بعد مناسك الحج، عند استعدادهم للحج وربما أقلع عنه البعض تماما قبل مغادرة بلاده، ولكن مع الأسف البالغ، يرجعون منكبين -لجهلهم- على التدخين بحجة أنهم رأوا في مكة المكرمة وقريبا من الحرم، أحفاد رسول الله -يعني العرب- يدخنون فلو كان حراما لما رأوا هنالك في الدكاكين فضلا عن يدخنوه علنا.
بل سمعت من أحدهم يقول: إنه طلب في مكة من أحد سيجارة واحدة فأعطاه علبة واحدة بدلا من السيجارة الواحدة ..
فسبحان الله ..
فإننا في أفريقيا .. نعاني الكثير مع هؤلاء العوام الجهال بسبب ما يرون من انحرافات لبعض الإخوة في مكة ..
فكيف يكون الأمر لو وصل الخبر إليهم أنه تم فتح دور السينما في بلاد الحرمين؟؟؟
أعتقد أنه من واجبنا الإكثار من الدعاء والتضرع إليه .. بل وحتى القنوت به ولماذا لا؟
حتى لا يتحاور فيه فضلا عن النظر فيه.
نسأل السلامة وأن يحرس بلاد الحرمين من الفحشاء والمنكر، وسائر بلا المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 08:47]ـ
بارك الله فيكم(/)
منتدي الكنيسة .. تجربة شخصية
ـ[احمد عبد العليم المصري]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 01:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منتديات الكنيسة .. هكذا تسمي
أخذني البحث إلي هناك عن طريق الخطأ ودفعني الفضول للقراءة ثم أخذتني الغيرة إلي التسجيل والرد ثم أخذتهم العصبية إلي طردي فكانت تجربة لمدة ثلاث أيام تعلمت منها أن الإسلام هو دين الأخلاق والمبادئ العليا .. أكثر الأديان احتراما للديانات والفكر مهما كان هذا الفكر بمبدأ لا إكراه في الدين .. لكم دينكم وليا دين ..
وجدت هناك قسما يسمي الحوار الإسلامي .. تطرح فيه المناقشات للجدال
حقا للجدال ولكن الجدال الذي يكون لأجل الجدال وليس الذي يكون لأجل الوصول للحق
****
وجدت هناك من يثير شبهات قد نالت من المسلمين الردود الوفيرة من أكثر من 100 عام ويطرحها علي إنها اكتشافه بدون أمانة علمية في النقل وباستخدام العناوين الصاخبة التي تنم علي أن تركيزهم هو تصيد الشبهات وعرضها في المنتدى حتى ولو كانت محسومة
****
وجدت من المسلمين من سولت له نفسه الإفتاء في دين الله بغير علم
****
وجدت إسلوب رقيع خال من كل معاني الاحترام في تناول الأعضاء للموضوعات
****
وجدت جهلا كبيرا من النصارى الذين يخلطون بين شبهات الملحدين حول الأديان وشبهات النصارى حول الإسلام فمنهم من طرح استفسارات عن وجود الله تعالي وشكك في وجوده جل شأنه ونسي أنه هو نفسه مؤمن بوجود الله ولكنه الجهل وظلمات العقول
****
وجدت إدارة منتدى متعصبة جدا تجادل ولا تقبل النقاش تهين ولا تقبل الإهانة ممن تأخذه منا العصبية فيرد الإهانة بمثلها .. وقد كنت من المحسنين معهم في المعاملة وبرغم هذا تم طردي
****
وأخيرا وما دفعني للبحث علي الشبكة عن أفضل المواقع المتخصصة في اللغة العربية لأن هناك موضوع يتحدث عن الأخطاء الإملائية في القران والتي ماهي إلا جهل منهم بقواعد اللغة العربية .. ولا عجب!!
وسوف أضع الرابط بين أيديكم للإطلاع والرد إن شائتم ورغم علمي المسبق بانغلاق عقولهم عن الحق ولكن فلندعوا ولتكن الإستجابة والهداية من عند الله سبحانه وتعالى.
شكرا جزيلا للأستاذ الفاضل الذي قبل إشتراكي .. الأستاذ علي عبد الباقي
شكرا جزيلا للأستاذ الكريم الذي طلب مني عرض الموضوع ووضع اللينك .. الأستاذ أبو أسامة
بارك الله لكم وبارك عليكم وجعلكم من سكان جنة النعيم إنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 01:42]ـ
في الحقيقة أخي المكرم .. شكر الله لك غيرتك ..
ولكن أود تنبيهك إلى أن الإسلام لا يحترم الديانات
هذا القول ليس صحيحا .. فكيف يحترم الكفر؟
ولكن قل:الإسلام عادل حتى مع أصحاب الديانات الأخرى
والله يرعاك
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 01:41]ـ
الأخ الفاضل / أحمد عبد العليم
مرحبًا بك في المجلس العلمي بين إخوانك.
نفعك الله ونفع بك.
لكن حقيقة لولا أن هذا هو الموضوع الأول لك وخشيت أن تجد في نفسك لحذفته، لكني اكتفيت بحذف رابط الموقع فقط، وسبب ذلك يا شيخ أحمد - أحسن الله إليك -: أن المصلحة أن لا ننشر روابط هذه المواقع ولا نذكرها في منتدياتنا حتى بالنقد، لأن في هذا إشهارًا لها وترويجًا لها بارك الله فيك.
ـ[احمد عبد العليم المصري]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 02:45]ـ
شكرا جزيلا علي التصحيح أستاذ أبو القاسم وجزاكم الله خيرا
أستاذ علي أحمد جزاكم الله خير ومن هذه اللحظة لن أشغل عقلي أبدا بهذه المواقع فكانت المرة الاولي والأخيرة إن شاء الله
وهذا الموضوع لو كنت تري حذفه فلن أمانع ولن أجد في نفسي إلا كل الخير
وشكرا جزيلا لإتاحة الفرصة وجعل الله ما أكتسبه هنا من خير في ميزان حسناتكم إن شاء الله
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 03:02]ـ
بارك الله فيك ... ونفس الشيء حدث بنسبة لي ... هم يستفزونك بالشبهات والأكاذيب الباطلة لترد عليها فإذا التمسوا منك الفطنة والعلم والحجة طردوك وإذا كانت الأخرى تركوك وبدأوا يسردون عليك الشبهات المتكررة ويوهمونك أنه لا أحد يستطيع أن يرد.(/)
حمل برنامج محرك بحث في " صحف أهل الكتاب "
ـ[سعيد النورسي]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 03:33]ـ
الموقع هو:
http://www.e-sword.net/downloads.html (http://www.e-sword.net/downloads.html)
ولابد من تحميل هذين البرنامجين:
e-Sword v9.0.2 application installation
http://www.e-sword.net/files/setup902.exe (http://www.e-sword.net/files/setup902.exe)
e-Sword GUI Localization
http://www.e-sword.net/files/localize.exe (http://www.e-sword.net/files/localize.exe)
لأنهما يمثلان واجهة البرنامج. ولا يمكن الاستفادة منه بدونهما.
ثم هذه هي صفحة النسخ المختلفة من (الكتاب الذي يقدسه القوم) وبالمناسبة لا يصح وصفه بالمدنس كما يقول جهلة البالتوك لا حتوائه على ذكر الله تعالى وما والاه ولعدم خلوه من بقايا للوحي:
http://www.e-sword.net/bibles.html (http://www.e-sword.net/bibles.html)
والنسخة العربية في الصفحة تسمى: Arabic Smith & Van Dyke Bible
حملها من هنا:
http://www.e-sword.net/files/bibles/svd.exe (http://www.e-sword.net/files/bibles/svd.exe)
وبعد .. فإن قراءة هذه الصحف لا تخلو من فائدة وفائدة كبيرة تتعدى فائدة الرد على أهل الكتاب , ولابن القيم كلمة ذهبية في كتابه هداية الحيارى لم أنساها منذ قرأتها لأني كنت أعتقدها قبل قرائتها فوجدته قالها , وهي:
فأهل الكتاب عندهم عن أنبيائهم حق كثير لا يعرفونه ولا يحسنون أن يضعوه مواضعه، ولقد أكمل الله سبحانه بمحمد صلوات الله وسلامه عليه ما أنزله على الأنبياء عليهم السلام من الحق والبينة وأظهره لأمته، وفصل على لسانه ما أجمله لهم وشرح ما رمزوا إليه، فجاء بالحق وصدق المرسلين، وتمت به نعمة الله على عباده المؤمنين. انتهى.
وفوق هذا هناك فائدة جليلة وهي الاطلاع على وقائع معالجة نبي الله موسى ونبيه عيسى عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام لليهود , والعيش مع وقائع اتصال الأرض بالسماء على جبل الطور ورؤية الوصف الدقيق لها , وهو وصف لمشهد مرعب من سماع الرعود القاصفة وظهور الدخان وغيم السماء ونحو ذلك .. والله أعلم هل هذه حقائق أم أنها نابعة من نفسية اليهود واعتقادهم السيئ في الله تعالى.
لكن تبقى حقيقة أننا نقرأ لهم ولا نصدقهم ولا نكذبهم كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم (وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج) (لا تصدقوهم ولا تكذبوهم) إلا ما كان مصادما للقرآن والسنة بطبيعة الحال.
ـ[أبو بدر]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 02:34]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
هل تعلم إن كان يوجد برنامج يقارن بين نسخ (كتابهم المقدس) ضمن اللغة الواحدة وبين اللغات المختلفة؟ وما مدى علمك ببرامجهم الموسوعية؟
وجزاك الله هنا خيراً(/)
علاقة الذنوب والمعاصي والأخلاق بالعقيدة
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 09:48]ـ
هل الوقوع في الذنوب دليل على فساد في العقيدة أو شبهة في العقيدة؟
الحمد لله
الأخلاق الحسنة – وهي التي تكون في ذاتها طاعة، أو تؤدي إلى طاعة - من الدِّين، بل هي الدِّين، وقد أثنى الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأنه على خُلُق عظيم، وفسر ابنُ عباس الخلق هنا بالإسلام.
قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم/4.
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
أي: " إنك على دين عظيم، وهو الإسلام ". رواه الطبري في " تفسيره " (12/ 179).
فالصحيح أنه لا انفكاك للخلُق عن الدِّين،
قال الفيروزآبادي في كتابه " بصائر ذوي التمييز " (2/ 568): واعلم أن الدين كلّه خلُق، فمن زاد عليك في الخلُق زاد عليك في الدِّين. انتهى.
ومما لا شك فيه أن للعقيدة ارتباطاً وثيقاً بالسلوك والأخلاق، سلباً وإيجاباً، ويتبين ذلك من خلال أمور، منها:
1. أن المسلم الذي يعتقد أن الله تعالى يسمعه ويبصره ويطلع على سريرته، ويقوى هذا الجانب فيه لا يصدر منه من الأخلاق والأفعال ما يفعله من ضعف اعتقاده في هذه الأمور.
ومما يدل على ذلك:
أ. قوله تعالى (وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) النساء/128.
ب. وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) النساء/135.
ج. وقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء/58.
2. ومنها: أن المسلم الذي يؤمن بوعد الله تعالى ووعيده يدفعه اعتقاده ذاك للقيام بما هو محبوب لله تعالى، والابتعاد عن كل ما هو مبغوض له عز وجل.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا). رواه الترمذي (1162) وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ وأبو داود (4682).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
ومن المعلوم أن أحبَّ خلقه إليه المؤمنون، فإذا كان أكملهم إيمانا أحسنهم خلقا: كان أعظمهم محبة له أحسنهم خلقا، والخُلُق الدين كما قال الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى? خُلُقٍ عَظِيمٍ)، قال ابن عباس: على دين عظيم، وبذلك فسره سفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل، وغيرهما، كما قد بيَّناه في غير هذا الموضع. " الاستقامة " (ص 442).
وقال المباركفوري – رحمه الله -:
قوله: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً) بضم اللام ويسكن؛ لأن كمال الإيمان يوجب حسن الخلق والإحسان إلى كافة الإنسان.
" تحفة الأحوذي " (4/ 273).
3. ومنها: أن قوة الإيمان تدفع للقيام بالأعمال الصالحة، وتمنع من التدنس برجس المعاصي والآثام.
ومما يدل على ذلك:
أ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ).
رواه البخاري (2334) ومسلم (57).
ب. عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ).
رواه البخاري (5670).
(يُتْبَعُ)
(/)
ج. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الإِيمَانِ).
رواه البخاري (24) ومسلم (36).
قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ رحمه الله: الإِيمَانُ يَبْدُو فِي الْقَلْبِ ضَعِيفًا ضَئِيلا كَالْبَقْلَةِ ; فَإِنْ صَاحِبُهُ تَعَاهَدَهُ فَسَقَاهُ بِالْعُلُومِ النَّافِعَةِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَأَمَاطَ عَنْهُ الدَّغَلَ وَمَا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنُهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَنْمُوَ أَوْ يَزْدَادَ وَيَصِيرَ لَهُ أَصْلٌ وَفُرُوعٌ وَثَمَرَةٌ وَظَلَّ إلَى مَا لا يَتَنَاهَى، حَتَّى يَصِيرَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ. وَإِنْ صَاحِبَهُ أَهْمَلَهُ وَلَمْ يَتَعَاهَدْهُ جَاءَهُ عَنْزٌ فَنَتَفَتْهَا، أَوْ صَبِيٌّ فَذَهَبَ بِهَا، وَأَكْثَرَ عَلَيْهَا الدَّغَلَ فَأَضْعَفَهَا، أَوْ أَهْلَكَهَا أَوْ أَيْبَسَهَا؛ كَذَلِكَ الإِيمَانُ!!
وَقَالَ خيثمة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: الإِيمَانُ يَسْمَنُ فِي الْخِصْبِ وَيَهْزُلُ فِي الْجَدْبِ؛ فَخِصْبُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَجَدْبُهُ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي!! [نقله ابن تيمية في كتاب "الإيمان" ص (213)]
4. ومنها: أن الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره يمنع من أخلاق سيئة كثيرة، ومعاصي توعد الشرع عليها أشد الوعيد، كالتسخط، وشق الثياب، وتمزيق الشعر، والنياحة، كما أن هذا الإيمان يدعو صاحبه للتحلى بفضائل الأخلاق ومعاليها، كالصبر، والرضا، والاحتساب.
عَنْ صُهَيْبٍ الرومي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ). رواه مسلم (2999).
وفي سنن أبي داود (4700): قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ!!
قَالَ: رَبِّ، وَمَاذَا أَكْتُبُ؟!!
قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ!!)
يَا بُنَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي!!) صححه الألباني.
5. ومنها: أن الشرع حث على كثيرٍ من الطاعات مؤكدا عليها بارتباطها بالإيمان بالله واليوم الآخر، وحرَّم معاصٍ وموبقات مذكِّراً بالإيمان بالله واليوم الآخر.
ومما يدل على ذلك:
أ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ).
رواه البخاري (5672) ومسلم (47).
ب. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ ثَلاثِ لَيَالٍ إِلا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ).
رواه البخاري (1036) ومسلم (1338) – واللفظ له -.
ج. عَن أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلاثٍ إِلا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا).
رواه البخاري (1221) ومسلم (1486).
6. ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن في سنَّته أن فساد الاعتقاد – كالنفاق – يؤدي إلى فساد الأخلاق والأعمال.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ).
رواه البخاري (33) ومسلم (59).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (المخالفون لأهل الحديث هم مظنة فساد الأعمال؛ إما عن سوء عقيدة ونفاق، وإما عن مرض في القلب وضعف إيمان؛ ففيهم من ترك الواجبات واعتداء الحدود والاستخفاف بالحقوق وقسوة القلب ما هو ظاهر لكل أحد، وعامة شيوخهم يُرمون بالعظائم، وإن كان فيهم من هو معروف بزهد وعبادة، ففي زهد بعض العامة من أهل السنة وعبادته ما هو أرجح مما هو فيه!!
ومن المعلوم أن العلم أصل العمل، وصحة الأصول توجب صحة الفروع، والرجل لا يصدر عنه فساد العمل إلا لشيئين: إما الحاجة وإما الجهل؛ فأما العالم بقبح الشيء الغني عنه فلا يفعله؛ اللهم إلا من غلب هواه عقله، واستولت عليه المعاصي، فذاك لون آخر وضرب ثان!!) مجموع الفتاوى (4/ 53).
نسأل الله تعالى أن يصلح شأننا كله، وأن يهدينا لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق.
والله أعلم.
للشيخ: محمد صالح منجد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الصادق]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 07:31]ـ
نفع الله بك و أزيد:
الدين حُسن الخلق، وإن مثَل حسن الخلق في الدين كمثل اللآلئ في المحار، واللّباب في الثمار؛ وإذا تجرّد المؤمن من مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات لم يبق من دينه إلا الصورة والشّعائر، ولم يبق من طبعه إلا الشكل والمظاهر. فالدين كلّه خُلق، ومن سبقك في الخلق، سبقك في الدين. مثلما يُعنى المرء بجسده المنسوب الى الطّين، ينبغي أن يُعنى بتجميل نفسه وتطهير روحه المنسوبة الى رب العالمين.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 08:36]ـ
المقال قيم لكنه اثار سؤالا
دون ان يقدم جوابا محددا و ذلك - حسب فهمي-
فسؤال المو ضوع
هل الوقوع في الذنوب دليل على فساد في العقيدة أو شبهة في العقيدة؟
وجوابي
ليس ذلك بدليل
اذ ليس من شرط الا يمان العصمة من الذنوب
(قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الر حيم)(/)
قول الرازي: الحدود غير مكتسبة ينقض نصف علم المنطق
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 12:41]ـ
قول الرازي: الحدود غير مكتسبة ينقض نصف علم المنطق
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
مما هو معلوم عند طلبة العلم أن علم الكلام يقوم على مقدمتين ,وهما التصور والتصديق؛ فالتصور يعرف بالحدود , والتصديق يعرف بالقياس.
1 - التصوّر:
هو إدراك الشيء أو إدراك بسيط لمعنى واحد مفرد كأن يتصور الإنسان معنى (شجرة) (شمس) أو بعبارة أخرى: استثبات معنى شيء مفرد في الذهن.
2 - التصديق:
هو الاعتقاد بالشيء. أو إدراك تتصور فيه شيئين أو معنيين بينهما علاقة ما؛ كأن تتصور أن (الشجرة خضراء) أو أن (الشمس مضيئة) أو بعبارة أخرى: إدراك معقد فيه حكم شيء على شيء.
وجعل المناطقة من لم يعرف هذا العلم فلا يوثق بعلمه كما ذكر ذلك الغزالي في أول المستصفى.
ومسألة الحدود من المسائل المهمة التي تعتبر نصف هذا العلم , وقد قسموا التصور إلى تصور ضروري وإلى تصور مكتسب أو نظري , وهذا الأخير رتبوا له طرقا ومقدمات لمعرفته , مذكورة في كتب المنطق.
وأما الضروري فهو مستغن عن الحد.
وقد نقض شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذه القواعد والمقدمات التي رتبوها , وتكلم على مسألة الحدود والتعويل عليها.
وذكر رحمه الله أن التصورات مستغنية عن الحدود , وأكد ذلك باعتراف أكابر من خاض في هذا العلم , وهو فخر الدين الرازي.
قال شيخ الإسلام: وقد تفطن الفخر الرازي لما عليه أئمة الكلام , وقرر في محصله وغيره أن التصورات لا تكون مكتسبة , وهذا هو حقيقة قولنا إن الحد لا يفيد تصور المحدود.
مجموع الفتاوى (9|89)
وقال الإيجي: المذهب الثاني في هذه المسألة أن التصور لا يكتسب بالنظر بل كل ما يحصل منه كان ضروريا حاصلا بلا اكتساب ونظر بخلاف التصديق فإنه ينقسم إلى ضروري ومكتسب وبه قال الإمام الرازي واختاره في كتبه لوجهين:
أحدهما أن المطلوب التصوري إما مشعور به مطلقا فلا يطلب لحصوله بناء على أن تحصيل الحاصل محال بالضرورة أو لا يكون مشعورا به أصلا؛ فلا يطلب أيضا لأن المغفول عنه بالكلية , وهو المسمى بالمجهول مجهول المطلق لا يمكن توجه النفس بالطلب نحوه بالضرورة أيضا ... .
المواقف (1|67)
وهذه الكلمة من الرازي تنسف وتنقض نصف هذا العلم.
وقد أكد شيخ الإسلام ما قاله الرازي , فقال رحمه الله: إن الله جعل لابن آدم من الحس الظاهر والباطن ما يحس به الأشياء ويعرفها فيعرف بسمعه وبصره وشمه وذوقة ولمسه الظاهر ما يعرف ويعرف أيضا بما يشهده ويحسه بنفسه وقلبه ما هو أعظم من ذلك؛ فهذه هى الطرق التى تعرف بها الاشياء ,فأما الكلام فلا يتصور أن يعرف بمجرده مفردات الأشياء إلا بقياس تمثيل أو تركيب ألفاظ وليس شىء من ذلك يفيد تصور الحقيقة.
فالمقصود أن الحقيقه إن تصورها بباطنه أو ظاهره استغنى عن الحد القولى وإن لم يتصورها بذلك امتنع أن يتصور حقيقتها بالحد القولى ,وهذا أمر محسوس يجده الإنسان من نفسه؛فإن من عرف المحسوسات المذوقة مثلا كالعسل لم يفده الحد تصورها ومن لم يذق ذلك كمن أخبر عن السكر ,وهو لم يذقه لم يمكن أن يتصور حقيقته بالكلام والحد بل يمثل له ويقرب إليه ويقال له طعمه يشبه كذا أو يشبه كذا وكذا وهذا التشبيه والتمثيل ليس هو الحد الذى يدعونه.
وكذلك المحسوسات الباطنة مثل الغضب والفرح والحزن والعلم والغم والعلم ونحو ذلك من وجدها فقد تصورها ,ومن لم يجد ها لم يمكن إن يتصورها بالحد ولهذا لا يتصور الأكمه الألوان بالحد ولا العنين الوقاع بالحد فإذن القائل بأن الحدود هى التى تفيد تصور الحقائق قائل للباطل المعلوم بالحس الباطن والظاهر.
مجموع الفتاوى (9|48)
وقال رحمه الله: المحققون من النظار على أن الحد فائدته التمييز بين المحدود وغيره كالاسم ليس فائدته تصوير المحدود وتعريف حقيقته ,وإنما يدعى هذا أهل المنطق اليونانيون أتباع أرسطو ومن سلك سبيلهم تقليدا لهم من الإسلاميين وغيرهم؛فأما جماهير أهل النظر والكلام من المسلمين وغيرهم فعلى خلاف هذا وإنما أدخل هذا من تكلم في أصول الدين والفقه بعد أبي حامد في أواخر المائة الخامسة وهم الذين تكلموا في الحدود بطريقة أهل المنطق اليوناني ,وأما سائر النظار من جميع الطوائف الأشعرية والمعتزلة والكرامية والشيعة وغيرهم فعندهم إنما يفيد الحد التمييز بين المحدود وغيره وذلك مشهور في كتب أبي الحسن الأشعري والقاضي أبي بكر وأبي إسحق وابن فورك والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وإمام الحرمين والنسفى وأبي علي وأبي هاشم وعبد الجبار والطوسي ومحمد بن الهيصم وغيرهم.
ثم إن ما ذكره أهل المنطق من صناعة الحد لا ريب أنهم وضعوها وضعا وقد كانت الأمم قبلهم تعرف حقائق الأشياء بدون هذا الوضع وعامة الأمم بعدهم تعرف حقائق الأشياء بدون وضعهم وهم إذا تدبروا وجدوا أنفسهم يعملون حقائق الأشياء بدون هذه الصناعة الوضعية.
مجموع الفتاوى (9|89) والرد على المنطقيين (14)
والله أعلم(/)
وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ .. د. ياسر برهامي ..
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 09:55]ـ
وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
قوله -تعالى-: (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) (النحل:127)، يدل على ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الشفقة على الخلق والحرص على هدايتهم؛ حتى الأعداء الذين يمكرون بالإسلام، وقد تكرر هذا المعنى في آيات كثيرة؛ قال الله -تعالى-: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) (الكهف:6)، أي: مُهلك نفسك أو قاتل نفسك من الحزن عليهم.
وقال -تعالى-: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (الشعراء:3)، وقال -تعالى-: (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) (فاطر:8)، وهكذا ينبغي أن يكون الداعي إلى الله حريصًا على هداية الخلق واستجابتهم لدعوة الحق، وإن كان الواقع أن الدعوة إلى الله تصطدم كثيرًا بعقبات وعوائق لا يتحقق بسببها ما يرجوه الداعي من ظهورها وانتصارها واستجابة الخلق لها، وهذا يسبب له الحزن، وعلى قدر همته وحرصه على تحقق أهداف الدعوة يكون حزنه، حتى يصل إلى درجة عظيمة حتى كاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تذهب نفسه حسرات.
وهذا الحزن يكون عائقًا في طريق الداعي ومثبطًا لعزيمته، وفاتًّا في عضده، ومضعفًا من رجائه وعزيمته وصبره؛ ولذا نهى الله عنه رغم أنه يقع في القلب ابتداء بمقتضى البشرية، لكن لا يجوز أن يستمر حتى لا يعرقل مسيرة الدعوة، قال -تعالى-: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) (الأنعام:33).
وقال -تعالى- في هذه الآية: (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ)، وقال -تعالى-: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا) (آل عمران:139)، فالمؤمن إذا نظر في أن عدم إيمان الناس هو بقدر الله -تعالى- وحكمته، وأن من وراء ذلك من المصالح الباهرة ما لا تحيط به العقول، وأنه في قدرة الله أن يجعل الناس جميعًا يؤمنون (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً) (هود:118)، وقال -تعالى-: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا) (يونس:99)، وأن عليه أن يعبد الله على جميع الأحوال وكافة الظروف، وأنه إنما ابتُلي بالأحوال المختلفة لتظهر عبوديته لله بأنواعها المختلفة؛ فعند ذلك يزول حزنه، ويحل محله الرضا والتسليم، بل الاستمتاع بالحياة على ما فيها من المحن والآلام، ويحصل للمؤمن الاستبشار بفضل الله، فتبدد أنوار الرجاء ظلمات الحزن واليأس، فيستمر المؤمن في طريقه لا يبالي بالعقبات، ولا تضعف العوائق عزيمته، ويحصل له التوكل على الله في أهم المقاصد، وهي نصرة الدين وظهور الحق.
وقوله -تعالى-: (وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)
تتنازع نفس الداعي إلى الله مشاعر مختلفة، فكما يحزن على من لم يقبل الهدى ودعوة الحق فهو كذلك يضيق صدره بمكر الأعداء بما يقولون ويفعلون في الصد عن سبيل الله وهو يراهم يمكرون بالليل والنهار، ويأمرون الناس بالكفر: (وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا) (سبأ:33)، وهو كذلك ينظر -وهو في مرحلة الاستضعاف خاصة- إلى أن الأسباب المادية قد جعلها الله في أيديهم، وعندهم من أنواع القوة، والجاه، والمال، والسلطان ما لا يوجد عند الداعي شيء منه؛ مما يؤدي إلى صرف الناس عن الحق رغم أنه واضح كالشمس، ولكن ينصرف الناس عنه؛ لأنه ضعيف وفقير وغير مُمَكَّن، ويستجيبون للباطل ذي الجاه والسلطان وزخرف الدنيا، فيحصل له الضيق من مكر هؤلاء، وقد وقع ذلك للأنبياء؛ قال -تعالى-: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ. وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر:97 - 99)، وقال -تعالى-: (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِمَّا يَمْكُرُونَ) (النمل:70).
والله -سبحانه- ما أنزل القرآن على نبيه ليشقى ولا ليشقى من اتبعه وآمن به، بل ليسعدوا في الدنيا والآخرة، فلذا كان الحزن والضيق منافيًا لهذه السعادة، فلابد وأن يزول، وإن وقع في القلب ابتداء بمقتضى الطبيعة الإنسانية ولحكم جليلة عظيمة ومنافع جمة للمؤمن؛ منها:
أن هذا الضيق يدفعه للعبادة امتثالاً لأمر الله بالتسبيح، والحمد، والصلاة، والعبادة حتى الممات؛ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ. وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، فيفتح الله بهذا الضيق أبوابًا من الخير والراحة والطمأنينة التي تحصل بذكر الله وعبادته ما لم يكن ممكنًا أن يحصل له بدون هذا الضيق أولاً.
ومنها: أنه إذا استشعر غربته ووحدته في الطريق، وقلة من استجاب للحق، وكثرة من أعرض عنه، ولم يجد من يؤنسه في وحشته؛ استحضر معية الله -سبحانه-، وطلب أسبابها (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل:128)، فيتقي المحارم، ويحسن في عبادة ربه؛ فيعبد الله كأنه يراه، كما يحسن إلى الناس في معاملته لهم: (وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الترمذي، وحسنه الألباني، فيعاملهم بالعفو والصفح، وعدم الانتقام للنفس، وهذا مرده إلى حصول الغنى بالله -عز وجل-، وهو لا يحصل إلا بالتفرغ لعبادته، فإذا استغني بالله صغرت الدنيا في عينه فلا يراها إلا كما هي عند الله لا تساوي جناح بعوضة، فعلامَ يحزن على ما يفوته منها؟! وعلامَ يخاصم الناس فيها ولو كان ما يخاصمونه حقًّا له، كرجل غني جدًّا -مليونير باصطلاح المعاصرين- لو وقع منه شيء تافه -ربع جنيه مثلاً- فتصارع الناس عليه؛ أكان يدخل في صراع معهم أم يستحي أن يقول لهم: هذا حقي؟
قطعًا سوف يتركه لهم، ولو كان حقًّا له، وهو يبتسم من نهمهم وشرههم على هذا الشيء الحقير التافه، فكيف إذا كان هذا الشيء أدنى من ذلك -جزء من جزء من جناح بعوضة- وهي لم تحصل لإنسان قط مجتمعة، بل نصيبه منها كذرة صغيرة على قدر عمره ورزقه، فأنَّى يضيق المؤمن بذهاب شيء منها؟!
ولذا كان الإحسان مع الله في عبادته ومع الناس في معاملتهم من أعظم أسباب شرح الصدر وذهاب الضيق والهم والحزن؛ لأنه يجعل العبد مع الله فيرتفع بروحه وقلبه عن الدنيا فيراها حقيرة صغيرة، ولا يحصل له الإحسان في عبادة الله إلا بترك المحارم وأداء الفرائض؛ ولذا بدأ -عز وجل- في الآية الكريمة بالتقوى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)، فبالتقوى تصل إلى الإحسان، وبترك المعاصي تُوفَّق للقيام بالليل، وبالتوبة من الذنوب التي هي سبب البلايا والمحن تُوفق للذكر والعبادة مع شرح الصدر، (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ. وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ. فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (الشرح).
فإذا كانت أوزار النبي المعصوم -صلى الله عليه وسلم- وهي من باب النسيان وترك الأولى، أو الخطأ في الاجتهاد تنتقض ظهره؛ فكيف بذنوبنا؟! وقد قال -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30)، فكان شرح الصدر ووضع الوزر ورفع الذكر مقدمة لحصول اليسر، ومع العسر دائمًا يسران وبعده يسر آخر: (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (الطلاق:7).
والسبيل إلى ذلك التفرغ للعبادة، وتعظيم الرغبة إليه -سبحانه وتعالى-، فالنظر في عواقب الأمور ومآلاتها وما يعلمه المؤمن من قرب نصر الله -تعالى- وفرجه يذهب الضيق من مكر الماكرين؛ فهو يعلم أن مكرهم قد أحاط الله به علمًا، وهو من ورائهم محيط، والدين دينه وهو ناصره ومظهره وهو القوي العزيز، وهو نعم المولى ونعم النصير، وكفى به هاديًا ونصيرًا، فأنى يبقى الضيق بعد هذا؟!
والمعية المذكورة في الآية هي معية خاصة للمؤمنين كما ذكر ابن كثير -رحمه الله-، وهي معية نصرة وتأييد وحفظ، واستحضارها مذهب للحزن والضيق؛ قال -تعالى- عن نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:40).
فتأمل كيف بدأ الخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ)، (وَجَادِلْهُمْ)، (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)، ثم ختمت الآية بصيغة الجمع: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)؛ إيذانًا بأن معية الله ليست للنبي -صلى الله عليه وسلم- وحده، بل له منها أعظم نصيب، ثمَّ هي حاصلة لكل متقٍ محسن بقدر تقواه وإحسانه، وبقدر عبادته لله ورغبته فيما عنده، وزهده في الدنيا، وتسامحه وعفوه، وتسبيحه لربه وحمده وذكره، وسجوده وعبادته، نسأل الله أن يجعلنا من المتقين المحسنين.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
(وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ) هل صح أن خازن الجنة رضوان؟
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 04:06]ـ
(وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ) هل صح أن خازن الجنة رضوان؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .. وبعد:
- ففي حديث الشفاعة في الصحيحين: آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بلى .. أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك.
- وفي حديث أبي هريرة في الصحيح: " من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب، هلم .. ".
- وكذلك حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أول زُمْرَةٍ تدخل الجنة من أمتي فقراء المهاجرين يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون فيقول لهم الخَزَنَةُ أوقد حُوسِبْتُم قالوا بأي شيء نحاسب وإنما كانت أسيافُنا على عواتقنا في سبيل الله حتى مِتْنا على ذلك فيفتح لهم فيَقِيلُون فيها أربعين عامًا قبل أن يدخلها الناس ".
أخرجه الحاكم (2/ 80) وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. ورواه البيهقى في شعب الإيمان (4/ 28) وصححه الألباني في الصحيحة.
- هكذا جاء ذكره مبهما " الخازن" و " الخزنة " على الإفراد والجمع ..
وما اشتهر من أن خازن الجنة اسمه رضوان - كما هو مشهور - غير صحيح لعدم وجود الدليل الشرعي الصحيح عليه ..
وقد اشتهر على ألسنة كثير من العلماء في تفاسيرهم وشروحهم لكتب الحديث ..
- قال الإمام ابن القيم في حادي الأرواح (1/ 76):
قد سمى الله سبحانه وتعالى كبير هذه الخزنة رضوان وهو اسم مشتق من الرضا وسمى خازن النار مالكا وهو اسم مشتق من الملك وهو القوة والشدة حيث تصرفت حروفه. اهـ
- قال المناوي في فيض القدير (1/ 50):
سمي الموكل بحفظ الجنة خازنا لأنها خزانة الله تعالى أعدها لعباده، والـ فيه عهدية والمعهود رضوان، وظاهره أن الخازن واحد وهو غير مراد، بدليل خبر أبي هريرة: " من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب هلم ".
فهذا وغيره من الأحاديث صريح في تعدد الخزنة، إلا أن رضوان أعظمهم ومقدمهم، وعظيم الرسل إنما يتلقاه عظيم الحفظة .. اهـ
- وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 53) عند ذكر خلق الملائكة:
ومنهم الموكلون بالجنان وإعداد الكرامة لأهلها وتهيئة الضيافة لساكنيها من ملابس ومصاغ ومساكن ومآكل ومشارب وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وخازن الجنة ملك يقال له رضوان جاء مصرحا به في بعض الأحاديث. اهـ
- وفي تفسير الرازي (5/ 313): أن قوله تعالى: {وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة زُمَراً} جاء على لسان رضوان خازن الجنة.
- وفي تفسير اللباب لابن عادل الحنبلي (3/ 474): في تفسير قوله تعالى {وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ} قال: أن المكسور اسم، ومنه رِضوان: خازن الجنة صلّى الله على نبينا وعلى أنبيائه وملائكته. اهـ
ويقرره كثير من الأخوة الكرام الأفاضل ضمن أصل اعتقاد أهل السنة في الملائكة:
- كما في الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة (1/ 53) قال مؤلفه:
فأَهل السُنّة والجماعة: يؤمنون بهم إِجمالا، وأَمَّا تفصيلا فما صح به الدليل، ومَن سمّاه الله ورسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منهم كجبريل الموكل بالوحي، وميكائيل الموكل بالمطر، وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور، وملك الموت الموكل بقبض الأَرواح، ومالك خازن النَّار، ورضوان خازن الجنة، وملكي القبر منكر ونكير. اهـ
- وقال الدكتور ياسر برهامي في منة الرحمن في نصيحة الأخوان (1/ 17) عن الملائكة: وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون: منهم: جبريل الموكل بالوحي, وميكائيل الموكل بالقطر, وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور, ومنهم ملك الموت وأعوانه , ومنكر نكير الموكلين بسؤال القبر وعذابه, ومالك خازن النار, ورضوان خازن الجنة, والكرام الكاتبين الذين يحصون على العباد أعمالهم وغيرهم كثير. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
- وذكر الشيخ عطية سالم – رحمه الله - في شرح الأربعين النووية في الشفاعة الثالثة والرابعة: فيأتي صلى الله عليه وسلم ويطرق الباب ويجيبه رضوان خازن الجنة، فيقول: أنا محمد، فيقول: أمرت أن أبدأ بك، لا أفتح لأحد قبلك، فيدخل أهل الجنة الجنة. اهـ
وهو في كتب التفسير وشروح الحديث كثير جداً ..
وقد جاء ذكره في أحاديث ضعيفة غير ثابتة
- منها: ما رواه الواحدي في أسباب النزول (1/ 224) من طريق إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحّاك عن ابن عبّاس مرفوعا قال في حديثه:
قال جبريل يا محمد أبشر، هذا رضوان خازن الجنة، فأقبل رضوان حتى سلم ثم قال: يا محمد رب العزة يقرئك السلام ومعه سفط من نور يتلألأ ويقول لك ربك: هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عندي في الآخرة مثل جناح بعوضة، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له، فضرب جبريل بيديه إلى الأرض فقال: تواضع لله فقال: يا رضوان، لا حاجة لي في الدنيا، فقال رضوان: أصبت أصاب الله بك.
وإسناده مظلم، فيه إسحاق بن بشر متهم بالوضع، وجويبر متهم، والضحاك لم يلق ابن عباس، وهي أوهى طرق ابن عباس.
- ومنها: ما رواه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 353) عن ابن عباس مرفوعا: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادي الجليل رضوان خازن الجنة فيقول: لبيك وسعديك ... وفيه أمره بفتح الجنة وأمر مالك بتغليق النار.
حكم عليه بالوضع: ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 187) والسيوطي في اللآليء (22/ 98 - 99) والشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 87 حديث رقم 253) والألباني في ضعيف الترغيب والترهيب رقم 594.
- ومنها ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 156):
من طريق سفيان الثوري أخبرنا فضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا كان يوم القيامة ينصب منبران، فيجئ ملك من الملائكة فيرتقي على أحدهما فيقول معشر الخلائق من كان لا يعرفني فليعرفني فأنا رضوان خازن الجنة وهذه مفاتيحها أمرني ربي أن أدفعها إلى محمد وأمرني محمد أن أدفعها إلى أبي بكر ليدخل الجنة محبيه ومحبي عائشة بغير حساب، قال ثم يجئ ملك آخر فيرتقي على المنبر الآخر فيقول معشر الخلائق من كان لا يعرفني فليعرفني فأنا مالك خازن جهنم وهذه مفاتيحها أمرني ربي أن أدفعها إلى محمد وأمرني محمد أن أدفعها إلى أبي بكر ليدخل النار مبغضه ومبغض عائشة بغير حساب ..
قال أنا أبو بكر الدينوري لم يرو هذا الحديث عن فضيل بن مرزوق غير الحسين بن عبيد الله العجلي. اهـ
وعطية العوفي ضعيف باتفاق، والراوي عنه فضيل بن مرزوق وثقه الذهبي وضعفه النسائي وقال ابن حجر صدوق رمي بالتشيع، وقال ابن حبان في الضعفاء: كان يخطىء على الثقات، ويروى عن عطية الموضوعات.
ورواه عن فضيل الحسين بن عبيد الله العجلي أبو علي قال سبط ابن العجمي قي الكشف الحثيث (1/ 99): قال الدارقطني كان يضع، وقال ابن عدي يشبه أن يكون ممن يضع الحديث.
- وفي حديث عكس هذا، يرويه الشيعة في فضائل علي من طريق أبي حفص العبدي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ..
وفيه أن رضوان أعطى مفاتيح الجنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاها لعلي، وأن مالك خازن النار أعطاه مفاتيح النار فأعطاها لعلي ..
إلى كذب وبهتان وزور .. وكيف لا، وراويه أبو حفص العبدي متروك وأبي هارون العبدي كذاب.
- ومنها: ما رواه القضاعي في مسند الشهاب (رقم 1036) عند فضائل سورة يس من حديث أبي بن كعب مرفوعا:
من قرأ يس وهو في سكرات الموت جاء رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة حتى يسقيه وهو على فراشه حتى يموت رياناً، ويبعث رياناً.
وهو حديث منكر جداً في سنده مخلد بن عبد الواحد قال ابن حبان عنه في المجروحين: منكر الحديث جداً، وحكم بوضعه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 247) والألباني في الضعيفة (5870).
- ومنها: ما جاء في حديث خيثمة بن سليمان القرشي (1/ 121) عن مجاورة النبي أصحابه في الجنة وكلام رضوان على قصر عمر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فروى بسنده عن عبد الله بن أبي أوفى قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقال يا عمر، لقد رأيت في الجنة قصرا من درة بيضاء، شرفه لؤلؤ أبيض مشيد بالياقوت، فأعجبني حسنه فقلت: يا رضوان، لمن هذا؟ فقال: هذا لفتى من قريش، فظننت أنه لي، فذهبت لأدخله، فقال لي: يا محمد، هذا لعمر بن الخطاب. اهـ
وهو حديث منكر في سنده عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عمّار بن سيف وهما كما في ترجمتيهما يرويان المناكير.
وحديث قصر عمر في الصحيحين ثابت بدون ذكر رضوان.
- وروى الداراقطني في حديث الرؤيا رواية قتادة عن أنس مرفوعا وفيه:
فينادي رب العزة تبارك وتعالى رضوان وهو خازن الجنة فيقول يا رضوان ارفع الحجب بيني وبين عبادي وزواري، فإذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره هموا له بالسجود، فيناديهم تبارك وتعالى بصوته: ارفعوا رؤوسكم فإنما كانت العبادة في الدنيا وأنتم اليوم في دار الجزاء، سلوني ما شئتم .. الحديث
رواه بسنده الدارقطني في كتاب رؤية الله (1/ 82 رقم: 75)، ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 340) في ترجمة حمزة بن واصل المنقري وقال عنه: بصري عن قتادة مجهول في الرواية وحديثه غير محفوظ من حديث قتادة .. ثم رواه بسنده إليه ثم قال عقب الحديث: ليس له من حديث قتادة أصل. اهـ
وذكره ابن القيم في الحادي (1/ 270) مستشهدا به .. وزاد من رواية ابن أبي شيبة وابن خزيمة وابن بطة في الإبانة ..
- ويروى عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رأيت ليلة اسري بي إلى السماء .... ورأيت رضوان خازن الجنة فلما رآني فرح بي ورحب بى وأدخلني الجنة وأراني فيها من العجائب ما وعد الله فيها لأوليائه مما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ورأيت فيها درجات أصحابي ورأيت فيها الأنهار والعيون وسمعت فيها صوتا وهو يقول آمنا برب العالمين فقلت ما هذا الصوت يا رضوان قال هم سحرة فرعون وأزواجهم وسمعت آخر وهو يقول لبيك اللهم فقلت من هو قال أرواح الحجاج وسمعت التكبير فقال هؤلاء الغزاة في الأرض السابعة فإذا على بابها مكتوب وان جهنم لموعدهم أجمعين.
رواه بعضه ابن ماجة وهذا الحديث بهذا اللفظ ظاهر الوضع وليس له إسناد.
- وقد روي أن خواتم سورة البقرة نزل بها رضوان خازن الجنة .. ومن ذكره لم يأت بدليل عليه ولا دلنا على مخرجه وسنده.
أما ما ذكر في تراجم العلماء أو من كلماتهم فكثير
- كما في الحلية لأبي نعيم في ترجمة داود الطائي 7/ 353 وترجمة الخواص 10/ 331.
وذكره الذهبي في السير 11/ 226 ترجمة 2613 في قصة رحلة الحسن بن سفيان.
وذكرها ابن كثير في البداية في ترجمته وقصة جوعه هو ورفاقه فجاء رضوان كالفارس إلى الأمير طولون وطعنه في خاصرته وقال له: قم فأدرك الحسن بن سفيان وأصحابه، قم فأدركهم، قم فأدركهم، فإنهم منذ ثلاث جياع في المسجد الفلاني. فقال له: من أنت؟ فقال أنا رضوان خازن الجنة. فاستيقظ الأمير وخاصرته تؤلمه ألما شديدا، فبعث بالنفقة في الحال إليكم. ثم جاء لزيارتهم واشترى ما حول ذلك المجلس ووقفه على الواردين عليه من أهل الحديث، جزاه الله خيرا. اهـ
- وجاء في الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 663) في ترجمة زائدة مولاة عمر بن الخطاب قال: وقع ذكرها في كتاب شرف المصطفى لأبي سعد النيسابوري وأورد حديثها أبو موسى في الذيل فسماها زيدة وكذا أوردها المستغفري فأخرجا من طريق الفضل بن يزيد بن الفضل عن بشر بن بكر عن الأوزاعي عن واصل زاد في رواية المستغفري مولى أبي عتبة عن أبي نجيح وأيضا في رواية المستغفري أم يحيى قالت قالت عائشة كنت قاعدة عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت زيدة جارية عمر بن الخطاب وكانت من المجتهدات في العبادة وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فقالت كنت عجنت لأهلي فخرجت لأحتطب فإذا برجل نقى الثياب طيب الريح كأن وجهه دارة القمر على فرس أغر محجل فقال هل أنت مبلغة عني ما أقول؟ قلت نعم إن شاء الله قال إذا لقيت محمدا فقولي له إن الخضر يقرئك السلام ويقول لك ما فرحت بمبعث نبي ما فرحت بمبعثك لأن الله أعطاك الأمة المرحومة والدعوة المقبولة وأعطاك نهرا في الجنة .. الحديث ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ووقع في رواية أبي سعد أن اسمها زائدة وأن الذي لقيها رضوان خازن الجنة قال أبو موسى واصل مولى أبي عتبة لا سماع له عن أم يحيى وقال الذهبي في الذيل أظنه موضوعا، قلت وهو كما ظن.
- ومن الشعر المشهور في ذلك البيت المنسوب لعلي وهو:
فاعمل لدار البقاء رضوان خازنها ** الجار أحمد والرحمن بانيها.
- وذكر الذهبي في السير 16/ 70 ترجمة رقم 5424 ومحمد بن طاهر القيسراني في تذكرة الحفاظ له في ترجمة ربيعة بن الحسن رقم 120 فنقلا عنه قوله:
ببيت لهيا بساتين مزخرفة كأنها سرقت من دار رضوان
أجرت جداولها ذوب اللجين على حصى من الدر مخلوط بعقيان
والطير تهتف في الأغصان صادحة كضاربات مزامير وعيدان
وبعد هذا لسان الحال قائلة ما أطيب العيش في أمن وإيمان.
- ومن التنطع ما جاء في تعطير الأنام في تفسير الأحلام للنابلسي، قال:
وإن رأى (أي: صاحب الرؤيا) رضوان خازن الجنة، نال سرورا ونعمة وطيب عيش ما دام حيا وسلم من البلاء. اهـ
وهو كثير في كتب الأدب والتراجم ولا حاجة للإطالة بذكرها ..
أصل هذه التسمية
وقد يكون - والله أعلم – أن الأصل في هذه التسمية راجعة إلى أن الجنة دار رضا الله عن المؤمنين كما قال تعالى: (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة-72
- وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول الله r :
إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك فيقول هل رضيتم؟ فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟
فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً.
متفق عليه رواه البخاري 6549 مسلم 2829.
- قال المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح الترمذي:
رضواني: أي دوام رضواني .. فإنه لا يلزم من كثرة العطاء دوام الرضا ولذا قال: فلا أسخط عليكم أبداً .. أي لا أغضب.
- وقال الطيبي: الحديث مأخوذ من قوله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة-72.
- وقال الحافظ: فيه تلميح بقوله تعالى " وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ " لأن رضاه سبب كل فوز وسعادة وكل من علم أن سيده راض عنه كان أقر لعينه وأطيب لقلبه من كل نعيم لما في ذلك من التعظيم والتكريم.
- وأفادني أحد الأخوة أن الشيخ المحدث عبد الله السعد ـ حفظه الله ـ قال في شرح الأصول الثلاثة: " لم يثبتأن خازن الجنة اسمه رضوان ". اهـ
- وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الفتاوى (3/ 161): وأما رضوان فموكل بالجنة واسمه هذا ليس ثابتاً ثبوتاً واضحاً كثبوت مالك، لكنه مشهور عند أهل العلم بهذا الاسم والله أعلم. اهـ
- وقال شيخنا مصطفى العدوي في سلسلة التفسير: أما ما جاء أن رضوان خازن الجنة فلا أعلم فيه خبراً صحيحاً عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. اهـ
- وفي فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية - (2/ 353):
س: هل رضوان خازن الجنة وأين ورد اسمه؟
ج: المشهور عند العلماء: أن اسم خازن الجنة رضوان، وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر. والله أعلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
فإن قيل: إذا جمعنا الأحاديث الضعيفة فيه مع ما اشتهر عن كثير من السلف، نقول بالاحتمال لأنه دلالة على أن له أصلا، فالأمر في الأسماء هين ..
فنقول: هذه المسألة من المسائل الغيبية والتي لا يقال فيها بالرأي، وإنما إذا صح النص فيه فلا عدول عنه، وهو هنا معدوم الصحة بل والحسن، وما وجد فإنما هو أحاديث ضعيفة غير ثابتة أو موضوعة ..
فالصحيح أن ينسب كما جاء به الحديث الصحيح فيقال: خازن الجنة أو خزنتها، كما يقال ملك الموت لأنه لم يتعين اسمه كذلك في دليل صحيح.
والله أعلم.(/)
من هم الإرهابيون؟ (صلاح بن عبد الفتاح الخالدي)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 08:34]ـ
قال الشيخ صلاح بن عبد الفتاح الخالدي
من هم الإرهابيون؟
الإرهابيون وفق التصنيف اليهودي والأمريكي:
هم أولئك الذين يؤمنون بنظرات إرهابية، ويحملون أفكاراً إرهابية، مثل الذين يؤمنون بأن الإسلام هو الدين الوحيد المقبول عند الله، وان أي دين آخر غيره لا يقبله الله من صاحبه، والذين يؤمنون بوجوب التحاكم الى شرع الله، ووجوب الحكم بما أنزل الله وحرمة سنّ أي تشريع او قانون يخالف شرع الله، والذين يؤمنون بحرمة الربا والزنا والخمر والسرقة والسلب والنهب، والذين يدعون الى المحافظة على الأموال والأعراض، ويقفون أمام سارقي الأموال والموارد والطاقات، ويطالبون بحقوق الناس المظلومين والمضطهدين والذين يقفون أمام الطامعين والمحتلين ويحصنون الأمة أمام طوفان الفساد والشر والانحراف، ويجاهدون أعداء الله، ويدافعون عن الأوطان!!
الإرهابيون وفق التصنيف اليهودي هم الذين يقولون:
فلسطين كلها أرض إسلامية مقدسة واليهود قوم كفار أعداء محاربون، وهم محتلون مغتصبون، ويجب جهادهم وقتالهم، حتى يتم تحرير فلسطين وباقي بلاد المسلمين من الخطر اليهودي!!
الإرهابيون وفق التصنيف الأمريكي هم الذين يقولون:
أمريكا إرهابية باغية ظالمة معتدية محتلة لبلاد إسلامية في أفغانستان والعراق وغيرهما، ويجب تحرير البلاد المحتلة وإزالة العدوان الأمريكي عليها.
هؤلاء المجاهدون للأعداء المقاتلون ضد المحتلين، الحريصون على تحرير الأوطان والإنسان هم الإرهابيون، الذين يقود اليهود والأمريكان العالم كله في تنظيم "الحرب العالمية الرابعة" ضدهم، وتعقد المؤتمرات العالمية لمواجهتهم!!
وهذه ألوان من الخداع والتحريف، وصور من المغالطات والافتراءات، يقوم بها اليهود والأمريكان، ويرددها آخرون بوعي او بسذاجة، وهي تخالف الواقع والمنطق وحقائق الأشياء!!
الإرهابيون - أيها السادة - هم اليهود، الذين تجمعوا من مختلف بلاد العالم، وغزوا بلاداً مقدسة آهلة بسكانها، الذين كانوا يعيشون فيها آمنين مطمئنين، وسفكوا دماءهم، وانتهكوا اعراضهم وهدموا بيوتهم ونهبوا اموالهم وحولوهم الى لاجئين مطاردين .. وما زال سلاح الإرهابيين اليهود موجهاً ضد اصحاب الحق والأرض في فلسطين وما زال الإرهابيون اليهود يرتكبون المجازر والمذابح الدموية يومياً على ارض فلسطين.
أما جهاد هؤلاء الإرهابيين اليهود فليس إرهاباً، وانما هو جهاد مبرور أوجبه الله على المسلمين، والمجاهدون هم اصحاب الله واولياؤه ..
الإرهابيون - أيها السادة - هم الأمريكان الذين أتوا من وراء المحيطات بجيوشهم وأسلحتهم وإرهابهم واحتلوا بلاداً إسلامية في افغانستان والعراق وغيرهما. وقاموا بممارسات إرهابية على الأرض الإسلامية سفكوا فيها الدماء، وانتهكوا فيها الأعراض وسلبوا الأموال ..
اما جهاد هؤلاء الإرهابيين الأمريكان فليس إرهاباً، وانما هو جهاد مبرور، أمر الله به المسلمين وهؤلاء المجاهدون هم خير الأمة وأفضل رجالها عند الله.
هذا ما يجب ان يعلمه كل مسلم ومسلمة، وهذا ما يجب ان يقال في كل مؤتمر لمكافحة الإرهاب! وإن الإرهابيين الكافرين هم المهزومون في النهاية، وإن المجاهدين الربانيين هم المنتصرون في النهاية! هذا وعد الله، وإن الله لا يخلف الميعاد!!
أبو معاذ.
ـ[أبو عيد الظفيري]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:28]ـ
حسنت أبو معاذ وبارك الله فيك،،
الإرهابيون لدينا:
هم من يقتلون الفلسطينين و يحملون الحقد على المسلمين و يريدون احتلال أراضي المؤمنين، ويردون ضرب الوحدة الإسلاميه، فهؤلاء هم الإرهابيون،،،،،،
(رؤس أميركا و إسرائيل هم رؤوس الإرهاب)
يقول الشاعر:
صار الجهاد جريمة وخيانة والرقص و الإيقاع فعل يحمد
سبحان الله خوفو المسلمين بالجهاد (ألحين دش دوانية وسولف عن الجهاد شوية تشوف اللي قدامك يطردك من الدوانية)
توك بالصلاة مع الإمام قاعد تبجي لما مر على آيات الجهاد،، الحين تخاف،،،
حتى سبحان الله بعض من ينتسبون الى العلم والمشايخ تراه يشرح كتابا (اذا وصل عند باب الجهاد شطبه ولا يشرحهه)
و إذا قرأت آيات عن الجهاد يأتونك ويقولون الا يوجد في المصحف غير هذه الآيات غيرهاا؟؟
عجبا الله عزوجل يرغبنا وهم ينكروون ....
ترا ألسنتهم طويييلة على المشايخ وطلاب العلم و إذا سألتهم عن حكم المرتدين المقاتلين الذين يقيمون خلف أظهرنا قالوا هم (المستأمنيين) عجبا لهم عجبا لهم،،، أصبحنا نحن المستأمنين ...
فهذا ما يريده الغرب تعطيل الشلايعة والتحاكم الى القوانين و تعطيل الجهاد،،،
أشكرك أخي أبو معاذ على إثارة هذا الموضوع الذي يدمي الجراح،،،،
أعجبتني طفلة باكستانية عمرها يمكن 8 او 9 سنوات ...
واقفة اما جندي أمريكي وتقول له (أنتم جميعكم كفار أنا لا أحبكم) سبحان الله فأين هذه الطفلة من بعض من ينتسبون الى العلم وينندون بعدم وجود شي اسمه جهاد ..
ادخل موقع ....... حرر اسم الموقع لا ينبغي الإحالة عليه (الإشراف) ....... واكتب طفل يهدد العالم،، (يطلعلك طفل سوري يقول انتظري يا أمريكا بس نكبر راح أنشيلك من أرضك)
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين ...
دمتم في حفظ الرحمن ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:55]ـ
إيه والله قد صدقتم
ولكنّ مصيبتنا اليوم فيمن ألبس الباطل الحق وخلع ثوب الحق
مصيبتنا فيمن انتسب الى العلم زورا وبهتانا وأعطى الفتاوي بقتل كل موحّد يثور على الباطل
فحسبنا الله ونعم الوكيل
ورحم الله الشيخ المجاهد العالم العامل الذي نحسبه شهيدا والله حسيبه الشيخ
عبد الله عزّام
الذي صدع بارهاب أعداء الله ودعا الى ذلك فصال وجال رافعا بصوته بقوله تعالى
" ,اعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم "
ـ[ابن مشعل]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 02:27]ـ
جزاك الله خير يأبو معاذ
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 02:35]ـ
بارك الله فيكم على المرور و أحسن الله إليكم
أبو معاذ.
ـ[آبو يحيى الشآمي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 02:37]ـ
حسنت أبو معاذ وبارك الله فيك،،
الإرهابيون لدينا:
هم من يقتلون الفلسطينين و يحملون الحقد على المسلمين و يريدون احتلال أراضي المؤمنين، ويردون ضرب الوحدة الإسلاميه، فهؤلاء هم الإرهابيون،،،،،،
(رؤس أميركا و إسرائيل هم رؤوس الإرهاب)
يقول الشاعر:
صار الجهاد جريمة وخيانة والرقص و الإيقاع فعل يحمد
سبحان الله خوفو المسلمين بالجهاد (ألحين دش دوانية وسولف عن الجهاد شوية تشوف اللي قدامك يطردك من الدوانية)
توك بالصلاة مع الإمام قاعد تبجي لما مر على آيات الجهاد،، الحين تخاف،،،
حتى سبحان الله بعض من ينتسبون الى العلم والمشايخ تراه يشرح كتابا (اذا وصل عند باب الجهاد شطبه ولا يشرحهه)
و إذا قرأت آيات عن الجهاد يأتونك ويقولون الا يوجد في المصحف غير هذه الآيات غيرهاا؟؟
عجبا الله عزوجل يرغبنا وهم ينكروون ....
ترا ألسنتهم طويييلة على المشايخ وطلاب العلم و إذا سألتهم عن حكم المرتدين المقاتلين الذين يقيمون خلف أظهرنا قالوا هم (المستأمنيين) عجبا لهم عجبا لهم،،، أصبحنا نحن المستأمنين ...
فهذا ما يريده الغرب تعطيل الشلايعة والتحاكم الى القوانين و تعطيل الجهاد،،،
أشكرك أخي أبو معاذ على إثارة هذا الموضوع الذي يدمي الجراح،،،،
أعجبتني طفلة باكستانية عمرها يمكن 8 او 9 سنوات ...
واقفة اما جندي أمريكي وتقول له (أنتم جميعكم كفار أنا لا أحبكم) سبحان الله فأين هذه الطفلة من بعض من ينتسبون الى العلم وينندون بعدم وجود شي اسمه جهاد ..
ادخل موقع ....... حرر اسم الموقع لا ينبغي الإحالة عليه (الإشراف) ....... واكتب طفل يهدد العالم،، (يطلعلك طفل سوري يقول انتظري يا أمريكا بس نكبر راح أنشيلك من أرضك)
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين ...
دمتم في حفظ الرحمن ...
أبو عيد الظفيري: جزاك الله خيرا ونفع بك ورضي عنك وجمعنا بك في هذه الدنيا الفانية وفي جنات النعيم مع الأحبة محمدا وصحبه وكل اخواننا من طلبة العلم الصادقين و العلماء الصادعين والرجال الواقفين درعا دون أمة الاسلام .. جمعنا الله بهم في مستقر رحمته ..
وليس بعد ردك من ردود .. لا رد بعد رد أبي عيد حفظه الله ورعاه والجميع ايضا ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 04:12]ـ
الإرهابيون - أيها السادة - هم اليهود، الذين تجمعوا من مختلف بلاد العالم، وغزوا بلاداً مقدسة آهلة بسكانها، الذين كانوا يعيشون فيها آمنين مطمئنين، وسفكوا دماءهم، وانتهكوا اعراضهم وهدموا بيوتهم ونهبوا اموالهم وحولوهم الى لاجئين مطاردين .. وما زال سلاح الإرهابيين اليهود موجهاً ضد اصحاب الحق والأرض في فلسطين وما زال الإرهابيون اليهود يرتكبون المجازر والمذابح الدموية يومياً على ارض فلسطين.
أما جهاد هؤلاء الإرهابيين اليهود فليس إرهاباً، وانما هو جهاد مبرور أوجبه الله على المسلمين، والمجاهدون هم اصحاب الله واولياؤه ..
الإرهابيون - أيها السادة - هم الأمريكان الذين أتوا من وراء المحيطات بجيوشهم وأسلحتهم وإرهابهم واحتلوا بلاداً إسلامية في افغانستان والعراق وغيرهما. وقاموا بممارسات إرهابية على الأرض الإسلامية سفكوا فيها الدماء، وانتهكوا فيها الأعراض وسلبوا الأموال ..
اما جهاد هؤلاء الإرهابيين الأمريكان فليس إرهاباً، وانما هو جهاد مبرور، أمر الله به المسلمين وهؤلاء المجاهدون هم خير الأمة وأفضل رجالها عند الله.
جزاكم الله خير الجزاء ..
رفع الله قدركم ونفع بكم، ورزقكم شهادةً في سبيله ..(/)
القصيبي وتغريب المرأة للشيخ عبد الرحمن البراك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 09:14]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أمابعد
فإن من المشهور عند العامة والخاصة أن وزير العمل بالاسم كما يقول بعضهم؛ لأن مهمته فوق ذلك، من المشهور أنه وراء كل نشاط تغريبي في هذا البلد ولا سيما تغريب المرأة ولقد شكره الناس يوم كان وزيراً للصحة، وأما بعد ما عاد بعد إبعاده للندن والبحرين فلا نعلم حامداً له؛ بل كثير من الناس يدعو عليه، ولا نعتقد أحداً راضيا عنه من الشعب إلا دعاة الإصلاح العصري الذي تُطالب به الدولة من جهات خارجية.
ومن القضايا التغريبية التي أعتقد أنه وراءها عطلة السبت بدلاً من الخميس، ولقد كان لها طرح قوي في الأيام الماضية، وبتوفيق من الله سُكت عنها، ولكنه يلتف عليها بطريقة ذكية وغبية، وذلك بإعلان موافقة عامة للقطاع الخاص إذا رغبوا في اعتماد السبت عطلة بدل الخميس على ما جاء في بعض الصحف المحلية ومنها الجزيرة بتاريخ 20 صفر 1430 هـ.
وهذا من التدرج للوصول إلى الغاية، ولم يلتفت إلى ما يترتب على ذلك من الاختلاف في أيام العطلة بين أفراد الأسرة الواحدة مما يفوت عليهم الاستمتاع بها، وكان اللائق أن يسن عقوبة لأي شركة أو أي مؤسسة تجعل إجازة موظفيها الأسبوعية في غير موعد الإجازة الرسمية بدلاً من أن يدعوها إلى ذلك، ولكن الهوى يعمي ويصم؛ فحسبنا الله ونعم الوكيل0
ولقد أعجبيتني شجاعة الشيخ عبدالمحسن البدر وفقه الله حيث قال في كلمته التي عنوانها لايجوز للمرأة الولاية على الرجال ما نصه: (وهو من آثار ومكر كيد بعض كبرائهم [أي المستغربين] من غزاة هذا البلد لاسيما من جمع منهم في الغزو بين الاسم والمسمى واللفظ والمعنى وعسى الله أن يخلص هذه البلاد حكومة وشعباً من ظلمهم وأن يكفيها شرهم جميعاً بما يشاء وعسى أن يحصل لهذا الغازي غضبة أخري تبعده عن الإفساد في أرض الحرمين بعد إصلاحها ولو ببعثه إلى البحرين سفيراً مرة أخرى) أ. هـ
فكف شرك عنا ولا تغتر فقد قال تعالى: (وأملي لهم إن كيدي متين).
حررفي 3/ 3 /0 3 4 1 هـ
المصدر موقع نور الإسلام.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 09:39]ـ
أحسنت أحسن الله إليكم ياشيخ عبدالرحمان .. وهذا رد على من يحاول التهوين من خطيئة ذلك
كما رأيناه هنا مع الأسف من طلبة العلم حين أثيرت هذا القضية-أعني تحويل عطلة الخميس للسبت-
وجزى الشيخ العلامة البراك خيرا ..
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 10:12]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ البراك .. فأهل التغريب يسرعون في مشروعهم التغريبي لكن بفضل الله وقوته ثم بوجود العلماء المصلحين والمحتسبين تزول وتوقف كثير من المشاريع التغريبيه ..
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 01:05]ـ
بارك الله في المشايخ الفضلاء واعانكم على الطاعه
الشيخ البراك حفظه الله
الشيخ عبدالمحسن البدر وفقه الله
الشيخ عبد الرحمن السديس حفظه الله
الشيخ ابو القاسم حفظه الله و رعاه
ابو البراء الغزي
ـ[الحمداني]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 02:04]ـ
حفظ الله شيخنا العلامة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 08:48]ـ
بارك الله فيكم
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 02:44]ـ
ماذا عساني أقول
بارك الله فيكم وجزيتم عنا وعن الأسلام خير الجزاء
ـ[أكليل]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 05:57]ـ
المشكلة اننا نرى صدى هذه الدعوات يرتد
الينا ويتمنطق بها كل ناعق تمنى مجارة الغرب في كل شيء
ونرى من يصفق لها من دعاة العلمانية
فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم ولي على الأمة أخيارها وأبعد عنا آشرارها.
ففي نظري القاصر التقاعد افضل شيء لهذا الوزير ..(/)
ما صحة تلك المقولة: "بالأمانة افعل كذا وكذا"؟
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 10:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي في الله مامدى صحة المقوله هذي
أن الامانه شرك!؟
مثال: (أمانه قوليلي وش صار)
أو (بالأمانه شرحت الدكتوره المحاضرة)
هل هذه الأمانه شرك أصغر
وهل صحيح بأن كفارتها (لا إله إلا الله)
أجيبوني مشكورين>>>من لديه علم بذلك
أختكم
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 10:59]ـ
إن كان قصده حلفا بالأمانة فهو شرك؛ لحديث: ((من حلف بالأمانة فليس منا)) والحديث صححه الألباني رحمه الله.
وإن كان مقصده بمقولته هذه التذكير بشأن الأمانة وما إلى ذلك فهو جائز.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 04:57]ـ
أشكرك ولكن
المثال يوضح التلقائيه في الكلام ليس المقصود بإن تشرك بالله
و .. هل لها كفارة؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 10:02]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لقد من الله علينا وهو المنان الكريم بنجوم يهتدي بها كل ضال إلى طريقه، فيصل إلى مطلوبه، والعلماء مثلهم كمثل النجوم، لولاهم لكان من على الأرض حيارى، هم أئمة الهدى ومصابيح الدجى، فرحم الله ميتهم وأطال بعمر حيهم على طاعته ..
وهذه فتاوى للعلامة الشيخ: (صالح بن فوزان الفوزان) - رحمه الله - في حكم (الحلف بالأمانة) ..
.............................. ....................
رقم الفتوى: 10966
عنوان الفتوى: الحلف بالأمانة.
نص السؤال: فضيلة الشيخ: بعض الناس إذا أراد أن يؤكد عليك شيئا قال: أمانة أن تفعل كذا وكذا، فيقول مثلا: أمانة أن تعطيني كذا وكذا أو أن تفعل كذا وكذا فهل هذا من الشرك؟
انقر هنا لسماع الإجابة:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...x?PageID=10966 (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=10966)
.............................. ..............................
رقم الفتوى: 13125
عنوان الفتوى: الحلف بالأمانة.
نص السؤال: يقول فضيلة الشيخ، وفقكم الله: بعض الناس يقول: أمانة أنه حصل كذا وكذا، وإذا لم يأت بواو القسم، وقال: إنه لا يقصد اليمين أصلا فهل يعتبر من الشرك؟
انقر هنا لسماع الإجابة:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...x?PageID=13125 (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=13125)
.............................. .................
رقم الفتوى: 13562
عنوان الفتوى: الحلف بالأمانة.
نص السؤال: أحسن الله إليكم سماحة الوالد، يقول السائل: هل يجوز قول: " في ذمتك " والمقصود بذلك المنع من الفعل، وكذلك قول " " أمانة "؟
انقر هنا لسماع الإجابة:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...x?PageID=13562 (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=13562)
أعاذنا الله وإياكم أن نشرك به ونحن نعلم، ونستغفره لما لا نعلم ..
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 01:46]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 05:47]ـ
أختي السلفية ... بارك الله فيك لا عدمناك
ـ[سنبلة قلم]ــــــــ[20 - Aug-2010, صباحاً 05:51]ـ
أتمنى لو أجد تفريغ للجواب لأنه لم يفتح الرابط معي
وجزاك الله خيرا ..
ـ[سنبلة قلم]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 10:31]ـ
أتمنى لو أجد تفريغ للجواب لأنه لم يفتح الرابط معي
وجزاك الله خيرا ..
اتمنى من يفرغها لي .. وجزيتم خيرا ..(/)
كيف يتم الخلاص من الضياع الفكري وكيف يستقرَّ الإيمان وكيف .. ؟
ـ[بنت الاقصى]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 10:08]ـ
كيف يتم الخلاص من الضياع الفكري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف يستقر الايمان في النفوس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
متى يعرف الانسان ما يريد من دون الدخول في دوامة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف يكون التغير وترك افات النفوس المتقلبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف يكون اصلاح الجوهر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف وكيف وكيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 12:41]ـ
بعلم يبصره ويهديه وهمة ترقيه
لن يسلم المؤمن المعاصر من الشبهات الفكرية إلا بالتأصل العلمي على المنهجية التي رسمها أهل العلم
وإلا فلن يستطيع دفع هذه الشبهات
وسيبقى حيرانا يتنقل من فكر إلى فكر ومن حزب إلى حزب ومن جماعة إلى جماعة
أما العامي الذي يريد النجاة جاهزة فليبق على اتصال دائم بالعلماء فلا يقدم على شيء حتى يسأل عنه ويتريث
فإن تعلل باختلافهم وكثرته
فليعلم أولا: أن اختلاف العلماء رحمة له
وأن اختلافهم منقبة وليست مذمة لأن كل أهل فن من العلوم الدينية أو الدنيوية يقع بينهم الاختلاف ووقوعه دليل على صدقهم في طلب الحق لأن علوم الشرع من أعمق العلوم وأدقها وأوسعها والأدلة على ذلك كثيرة هذا ثانيا
ثم ليعلم أن العلماء لم يتركوه هكذا سدى يحتار في اختلافهم
ولكن وضعوا له منهجية للتعامل مع اختلافهم بها يحقق النجاة من غير حيرة ودخول في دوامات
وهي أن يسلك هذه الطرق على الترتيب بحسب طاقته وقدرته:
الأول: أن يأخذ بأرجح الأقوال عنده وأقربها للحق إن كان يستطيع معرفة ذلك وإلا
الثاني: فليأخذ برأي الجمهور فإن لم يستطع تمييزهم
الثالث: أخذ برأي أعلم العلماء وأورعهم في نظره واجتهاده فإن لم يستطع معرفة أعلمهم وأورعهم
الرابع: أخذ بأحوط الأقوال وأقربها إلى الورع ما لم يشق عليه فإن شق عليه
الخامس: أخذ بأيسر الأمور وأسهلها
وبذلك لا يكون له عذر بالتعلل بكثرة اختلاف علماء الشريعة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 09:41]ـ
الظاهر من قبيلة علامات الاستفهام أن الأخت الفاضلة .. تستشعر حالة من الوحشة من جراء هجوم الوساوس
والشبهات .. وسأصف لك يا رعاك الله وصفة من صيدلية النبي صلى الله عليه وسلم
أولا-وجود الوساوس لا يدل على الشك في الدين أو الكفر مادام الإنسان يتحرج منها ويجاهد إبليس في دفعها
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به! قال:وقد وجتموه؟ قالوا:نعم .. قال عليه الصلاةوالسلام: ذاك صريح الإيمان
فلم يعنفهم ولم يقل لهم:أفي شك أنتم؟ .. بل على العكس طمأنهم بأن هجوم هذه الوساوس يدل على تربص الشيطان بهذا الإنسان وأن هذا التعاظم من التحدث بمضمون هذه الوساوس والذي يجدونه في أنفسهم يدل على تمحض الإيمان في قلوبهم ..
ومن مراتب الجهاد يا أخية.جهادالشيطان .. ألم تسمعي قول الله تعالى "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا"؟
إذن:وجود هذه الخطرات .. لا يعني أنك غير مؤمنة .. كما قد يوهمك الشيطان بتلبيسه المعروف .. وأظنك رأيت دلالة الحديث على ذلك .. فاطمئني من هذه الناحية ..
ثانيا-إذا عرف ذلك واستقر .. فكيف السبيل لمدافعته؟ ..
إليك البيان النبوي الشافي ..
فعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا .. من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته .. وفي رواية:فليقل آمنت بالله
-والملاحظ هنا أختي المكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بين الشبهة نفسها .. ولم يسكت عنها مع عظمها!
مما يدل على تهافت هذا الأمر إذا أحسن المرء تلقيه وفق ما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم .. وتأملي إن شئت قول الله"إن كيد الشيطان كان ضعيفا" ..
وتضمنت الوصفة النبوية بجمع الراويات:-
1 - الاستعاذة من الشيطان وهذا مصداق قول الله "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله"
2 - وأن يقول المرء:آمنت بالله .. وهذا يؤكد على ما سبقت الإشارة إليه من أن هذه الوساوس لاتعني الشك في صحة إيمانك .. فلهذا جاء الإرشاد النبوي حكاية لفظ يوافق الواقع .. وهو علاج يشتمل على ذكر مشروع فيه البركة .. مع كونه وسيلة نفسية علاجية
3 - وأن ينتهي ..
أما الأول والثاني فواضح .. وأما الثالث:فمقتضاه عدم الاستغراق في التفكير .. والتداعي مع الهواجس التي تخطر
بل عدم الالتفات لها أصلا .. أشبه بذبابة وقعت على وجهك فقلت بيدك هكذا .. فطارت .. ! وانتهى
بالمثل تماما .. اسلكي مع هذه الخطرات .. بل الذباب إذاسقط في الإناء .. لا يفسد ما فيه من شراب
بل يكفي فيه غمسه ثم نزعه ..
ثالثا-التعلم كما أرشدك أخي المبجل أمجد .. وأعلم أن هذا العلم نفسه ربما يتداعى معه تلك الأفكار
فأعملي أثناء ذلك ما سبق من وصايا .. لأن من كان بالله أعرف كان إيمانه أرسخ وأصلب
رابعا-قال تعالى "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "
هذه ختام سورة العنكبوت .. وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت .. فشيء من المجاهدة للشيطان اللعين
يخرب على الشيطان نسجه لبيته المهتريء .. والله تعالى هنا يقسمغيرَ محتاج لذلك لأن قوله الصدق
أن من جاهد في الله .. فإن الله سيهديه سبله لا سبيلا واحدا .. وبقدر ما يحتف بالمجاهدة من أعمال الخير
بقدر من يتحقق ذلك ذلك .. ولهذا قال "وإن الله مع المحسنين"
خامسا-أوصيك بالرقية الشرعية .. على أن يكون الراقي من أهل الفضل والإيمان
وبالصدقات .. لأنه إن كان ما تجدين مرضا نفسيا فإن الصدقة سبب للدواء بإذن الله تعالى
سادسا-أوصيك بقراءة سورة البقرة .. فإن البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه الشيطان ثلاثة أيام
وفقك الله وثبتك ..
والله أعلم ..
تنبيه: كل الأحاديث السابقة صحيحة في البخاري أو مسلم أو كليهما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 09:59]ـ
كيف يكون التغير وترك افات النفوس المتقلبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف يكون اصلاح الجوهر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف وكيف وكيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما سبق كان جوابا على السؤال الأول .. أما هذا المقتبس من كلامك .. سيأتي جوابه بإذن الله تعالى
والله يرعاكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 10:25]ـ
الحمد لله .. وبعد
أما تقلب النفوس .. فحق .. ولهذا كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
كما روت أم سلمة رضي الله عنها .. لكن لعلك تعنين أن نفسك لا تستشعر بحلاوة الإيمان .. واستقراره
فمع ضميمة ما سبق .. أنصحك بالآتي:-
1 - اتخذي أختا لك في الله تعالى .. وأحبيها لأجل تقواها وأعمالها الصالحة فقط ..
ففتشي عن واحدة هذا حالها .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان .. وذكر منها "وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله" .. أي أحبي أختا لك لأجل ما فيها من صفات يحبها الله .. ويستحسن أن تكون من طلبة العلم .. ومن أهل القرآن .. مع سلامة العقيدة بالطبع
2 - تأملي في حال الكفار على أصنافهم .. فمنهم من يعبد البقر .. ومنهم من يعبد الحجر .. ومنهم من يعبد الفأر! (كما في الهند) .. وتأملي معه كيف أكرمك الله بالإسلام .. وأعزك به .. فهذا سيقودك لتحقيق الخصلة الثانية "وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" .. تخيلي لو كنت من هؤلاء -لا قدر الله-فإذا استشعرت عظم فضل الله عليك بأن اختارك مسلمة موحة .. كرهت الكفر وأهله .. كما تكرهين أن تقذفي في النار عياذا بالله .. وأكثر
3 - وسارعي في الخيرات .. من الأعمال الصالحات .. فإذا تعارض أمر الله مع أمر غيره .. وقدمت طاعة الله .. ورسوله
فذلك خليق أن تكوني أهلا للخصلة الثالثة "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما"
فهذه الثلاثة .. من كنّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان .. كما أخبر الصادق المصدوق
4 - وأنصحك يا رعاك الله بالإكثار من أعمال السر .. التي لا يعلم بها إلا الله وحده
ولاسيما ذات النفع المتعدي ..
5 - وبالإكثار من النوافل لأن رسول الله حكى عن الله أنه قال:وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به .. الحديث
6 - ومن أعظم ما يرسخ الإيمان في نفس صاحبه: العلم .. على بصيرة كما قال أخي المبجل أمجد ..
والمقصود:العلم الشرعي ..
ولاشك أنك إن حققت كل ما سبق .. فلن يكون للشيطان عليك سبيل قط
والله يرعاكم(/)
نزول عيسى عليه السلام
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 12:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام
"عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِىَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأَسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلاَ يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلاَّ مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِى حَيْثُ يَنْتَهِى طَرْفُهُ" [رواه مسلم].
"فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا. فَيَقُولُ لاَ. إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ. تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةَ». [رواه مسلم].
" فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب فيفتحون ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ; و ينطلق هاربا فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق، إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله" [في صحيح الجامع: صحيح (هـ ابن خزيمة ك الضياء)].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليهما السلام" [أخرجه النسائي وصححه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم:"من أدرك منكم عيسى ابن مريم فليقرئه مني السلام" [رواه الحاكم وحسنه الألباني].
"ثُمَّ يَأْتِى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِى الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّى قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِى لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِى إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ" [رواه مسلم].
"ويظهرون على الأرض فيقول قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم ولننازلن أهل السماء حتى إن أحدهم ليهز حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم فيقولون قد قتلنا أهل السماء" [رواه ابن ماجه وقال الألباني حسن صحيح].
." وَيُحْصَرُ نَبِىُّ اللَّهُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهُمُ النَّغَفَ فِى رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ" [رواه مسلم].
"فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حسا فيقولون من رجل يشري نفسه وينظر ما فعلوا فينزل منهم رجل قد وطن نفسه على أن يقتلوه فيجدهم موتى فيناديهم ألا أبشروا فقد هلك عدوكم فيخرج الناس ويخلون سبيل مواشيهم فما يكون لهم رعي إلا لحومهم فتشكر عليها كأحسن ما شكرت من نبات أصابته قط " [أخرجه ابن ماجه وقال الألباني حسن صحيح].
"ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الأَرْضِ فَلاَ يَجِدُونَ فِى الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ فَيَرْغَبُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لاَ يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ أَنْبِتِى ثَمَرَتَكِ وَرُدِّى بَرَكَتَكِ. فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا. وَيُبَارَكُ فِى الرِّسْلِ حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ لَتَكْفِى الْفِئَامَ مِنَ
(يُتْبَعُ)
(/)
النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِى الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِى الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ" [رواه مسلم].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ". ثم يقول أبو هريرة: فاقرؤا إن شئتم [وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته] الآية". [متفق عليه].
"ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام" [رواه أبو داود وصححه الألباني].
"وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره وتضر الوليدة الأسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء و تكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله و تضع الحرب أوزارها" [في صحيح الجامع: صحيح: هـ ابن خزيمة ك الضياء]
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
" طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات حتى لو بذرت حبك على الصفا لنبت وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ولا تشاح ولا تحاسد و لا تباغض" [في صحيح الجامع: صحيح (أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين)].
وقال صلى الله عليه وسلم: "ليهلن عيسى بن مريم بفج الروحاء بالحج أو العمرة أو ليثنيهما جميعا" [رواه أحمد وقال محققه شعيب الأرنؤوط: صحيح وهذا إسناد حسن]
"فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ" [رواه أبو داود وصححه الألباني].
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
ـ[أم أبي التراب]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 02:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا(/)
العلماء المسلمين الذين قيل إنهم برعوا في العلوم الدنيوية (ناصر الفهد)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 01:39]ـ
قال الشيخ ناصر الفهد فك الله أسره في كتابه (حقيقة الحضارة الإسلامية)
سوف أذكر في هذا الفصل قائمة بأشهر العلماء، الذين يهيج المعاصرون بمدحهم والثناء على خلائقهم وذكر فضائلهم، وأذكر ما قاله أئمة الإسلام فيهم وفي عقائدهم، وقد تركت منهم أكثر مما ذكرت، لأن القصد التنبيه لا الحصر، وقد رتبتهم على حسب الوفاة.
والله المستعان.
ابن المقفع - عبد الله بن المقفع -[ت: 145 هـ]:
كان مجوسياً فأسلم، وعرّب كثيراً من كتب الفلاسفة، وكان يتهم بالزندقة.
لذلك قال المهدي رحمه الله تعالى: (ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع) [27].
جابر ابن حيان [ت: 200 هـ]:
أولاً: إن وجود جابر هذا مشكوك فيه.
لذلك ذكر الزركلي في "الأعلام" في الحاشية على ترجمته [28]: (إن حياته كانت غامضة، وأنكر بعض الكتاب وجوده).
وذكر أن ابن النديم أثبت وجوده ورد على منكريه، وابن النديم هذا ليس بثقة - كما سيأتي إن شاء الله -
ومما يؤيد عدم وجوده ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله: (وأما جابر بن حيان صاحب المصنفات المشهورة عند الكيماوية؛ فمجهول لا يعرف، وليس له ذكر بين أهل العلم والدين) [29] اهـ.
ثانياً: ولو أثبتنا وجوده، فإنما نثبت ساحراً من كبار السحرة في هذه الملة، اشتغل بالكيمياء والسيمياء والسحر والطلسمات، وهو أول من نقل كتب السحر والطلسمات - كما ذكره ابن خلدون [30]-
الخوارزمي - محمد بن موسى الخوارزمي -[ت: 232 هـ]:
وهو المشهور باختراع "الجبر والمقابلة"، وكان سبب ذلك - كما قاله هو - المساعدة في حل مسائل الإرث، وقد ردّ عليه شيخ الإسلام ذلك العلم؛ بأنه وإن كان صحيحاً إلا أن العلوم الشرعية مستغنية عنه وعن غيره [31].
والمقصود هنا؛ إن الخوارزمي هذا كان من كبار المنجّمين في عصر المأمون والمعتصم الواثق، وكان بالإضافة إلى ذلك من كبار مَنْ ترجم كتب اليونان وغيرهم إلى العربية [32].
الجاحظ - عمرو بن بحر -[ت: 255 هـ]:
من أئمة المعتزلة، تنسب إليه "فرقة الجاحظية"، كان شنيع المنظر، سيء المخبر، رديء الاعتقاد، تنسب إليه البدع والضلالات، وربما جاز به بعضهم إلى الانحلال، حتى قيل: (يا ويح من كفّره الجاحط).
حكى الخطيب بسنده؛ أنه كان لا يصلي، ورمي بالزندقة، وقال بعض المعلماء عنه: (كان كذاباً على الله وعلى رسوله وعلى الناس) [33].
ابن شاكر - محمد بن موسى بن شاكر -[ت: 259 هـ]:
فيلسوف، موسيقي، منجّم، من الذين ترحموا كتب اليونان، وأبوه موسى بن شاكر، وأخواه أحمد والحسن؛ منجمون فلاسفة أيضاً [34].
الكندي - يعقوب بن اسحاق -[ت: 260 هـ]:
فيلسوف، من أوائل الفلاسفة الإسلاميين، منجّم ضال، متهم في دينه كإخوانه الفلاسفة، بلغ من ضلاله أنه حاول معارضة القرآن بكلامه [35].
عباس بن فرناس [ت: 274 هـ]:
فيلسوف، موسيقي، مغنٍ، منجّم، نسب إليه السحر والكيمياء، وكثر عليه الطعن في دينه، واتهم في عقيدته، وكان بالإضافة إلى ذلك شاعراً بذيئاً في شعره مولعاً بالغناء والموسيقى [36].
ثابت بن قرة [ت: 288 هـ]:
صابئ، كافر، فيلسوف، ملحد، منجّم، وهو وابنه إبراهيم بن ثابت وحفيده ثابت بن سنان؛ ماتوا على ضلالهم.
قال الذهبي رحمه الله تعالى: (ولهم عقب صابئة، فابن قرة هو أصل الصابئة المتجددة بالعراق، فتنبه الأمر) [37].
اليعقوبي - أحمد بن اسحاق -[ت: 292 هـ]:
رافضي، معتزلي، تفوح رائحة الرفض والاعتزال من تاريخه المشهور، ولذلك طبعته الرافضة بالنجف [38].
الرازي - محمد بن زكريا الطبيب -[ت: 313 هـ]:
من كبار الزنادقة الملاحدة، يقول بالقدماء الخمسة الموافق لمذهب الحرانيين الصابئة - وهي الرب والنفس والمادة والدهر والفضاء - وهو يفوق كفر الفلاسفة القائلين بقدم الأفلاك، وصنّف في مذهبه هذا ونصره، وزندقته مشهورة [39]- نعوذ بالله من ذلك -
البثّاني - محمد بن جابر الحراني الصابئ -[ت: 317 هـ]:
كان صابئاً.
قال الذهبي: (فكأنه أسلم).
فيلسوفاً، منجّماً [40].
الفارابي - محمد بن محمد بن طرخان -[ت: 339 هـ]:
(يُتْبَعُ)
(/)
من أكبر الفلاسفة، وأشدهم إلحاداً وإعراضاً، كان يفضّل الفيلسوف على النبي، ويقول بقدم العالم، ويكذّب الأنبياء، وله في ذلك مقالات في انكار البعث والسمعيات، وكان ابن سينا على إلحاده خير منه، نسأل الله السلامة والعافية [41].
المسعودي - علي بن الحسين -[ت: 346 هـ]:
كان معتزلياً، شيعياً.
قال شيخ الإسلام عن كتابه "مروج الذهب": (وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى، فكيف يوثق في كتاب قد عرف بكثرة الكذب؟) [42] اهـ.
المجريطي - مسلمة بن أحمد -[ت: 398 هـ]:
فيلسوف، كبير السحرة في الأندلس، بارع في السيمياء والكيمياء، وسائر علوم الفلاسفة، نقل كتب السحر والطلاسم إلى العربية، وألف فيها "رتبة الحكيم" و "غاية الحكيم"، وهي في تعليم السحر والعياذ بالله، {وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}، نسأل الله السلامة [43].
مسكويه - محمد بن أحمد -[ت: 421 هـ]:
كان مجوسياً، فأسلم، وتفلسف، وصحب ابن العميد الضال، وخدم بني بويه الرافضة، واشتغل بالكيمياء فافتتن بها [44].
ابن سينا - الحسين بن عبد الله -[ت: 428 هـ]:
إمام الملاحدة، فلسفي النحلة، ضال مضل، من القرامطة الباطنية، كان هو وأبوه من دعاة الإسماعيلية، كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم بالآخر [45].
مساوئ لو قسمن على الغواني لما أمهرن إلا بالطلاق
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
أو ذلك المخدوع حامل راية الـ إلحاد ذاك خليفة الشيطان
أعني ابن سينا ذلك المحلول من أديان أهل الأرض ذا الكفرانِ
ابن الهيثم - محمد بن الحسن بن الهيثم -[ت: 430 هـ]:
من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام، من أقران ابن سينا علماً وسفهاً وإلحاداً وضلالاً، كان في دولة العبيديين الزنادقة، كان كأمثاله من الفلاسفة يقول بقدم العالم وغيره من الكفريات [46].
ابن النديم - محمد بن اسحاق -[ت: 438 هـ]:
رافضي، معتزلي، غير موثوق به.
قال ابن حجر: (ومصنفه "فهرست العلماء" ينادي على مَنْ صنفه بالاعتزال والزيع، نسأل الله السلامة) [47] اهـ.
المعرّي - أبو العلاء أحمد بن عبد الله -[ت: 449 هـ]:
المشهور بالزندقة على طريقة البراهمة الفلاسفة، وفي أشعاره ما يدل على زندقته وانحلاله من الدين.
ذكر ابن الجوزي أنه رأى له كتاباً سماه "الفصول والغايات في معارضة الصور والآيات"، على حروف المعجم، وقبائحه كثيرة.
قال القحطاني رحمه الله تعالى:
تعسَ العميُّ أبو العلاء فإنه قد كان مجموعاً له العَمَيانِ [48]
ابن باجه - أبو بكر بن الصائغ، محمد بن يحيى -[ت: 533 هـ]:
فيلسوف كأقرانه، له إلحاديات، يعتبر من أقران الفارابي وابن سينا في الأندلس، من تلاميذه ابن رشد، وبسبب عقيدته حاربه المسلمون هو وتلميذه ابن رشد [49].
الأدريسي - محمد بن محمد -[ت: 560 هـ]:
كان خادماً لملك النصارى في صقليه بعد أن أخرجوا المسلمين منها، وكفى لؤماً وضلالاً.
وفي الحديث: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين).
ابن طفيل - محمد بن عبد الملك -[ت: 581 هـ]:
من ملاحدة الفلاسفة والصوفية، له الرسالة المشهورة "حي ابن يقظان"، يقول بقدم العالم وغير ذلك من أقوال الملاحدة [50].
ابن رشد الحفيد - محمد بن أحمد بن محمد [51]-[ت: 595 هـ]:
فيلسوف، ضال، ملحد، يقول بأن الأنبياء يخيلون للناس خلاف الواقع، ويقول بقدم العالم وينكر البعث، وحاول التوفيق بين الشريعة وفلسفة أرسطو في كتابيه "فصل المقال" و "مناهج الملة"، وهو في موافقته لأرسطو وتعظيمه له ولشيعته؛ أعظم من موافقة ابن سينا وتعظيمه له، وقد انتصر للفلاسفة الملاحدة في "تهافت التهافت"، ويعتبر من باطنية الفلاسفة، والحادياته مشهورة، نسأل الله السلامة [52].
ابن جبير - محمد بن أحمد -[ت: 614 هـ]:
صاحب الرحلة المعروفة بـ "رحلة ابن جبير"، ويظهر من رحلته تلك تقديسه للقبور والمشاهد الشركية، وتعظيمه للصخور والأحجار، واعتقاده بالبدع والخرافات وغيرها كثير [53].
الطوسي - نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن -[ت: 672 هـ]:
(يُتْبَعُ)
(/)
نصير الكفر والشرك والإلحاد، فيلسوف، ملحد، ضال مضل، كان وزيراً لهولاكو وهو الذي أشار عليه بقتل الخليفة والمسلمين واستبقاء الفلاسفة والملحدين، حاول أن يجعل كتاب "الإشارات" لابن سينا بدلاً من القرآن، وفتح مدارس للتنجيم والفلسفة، وإلحاده عظيم، نسأل الله العافية.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
وكذا أتى الطوسي بالحرب الصر يح بصارم منه وسل لسانِ
عَمَرَ المدارس للفلاسفة الألى كفروا بدين الله والقرآنِ
وأتى إلى أوقات أهل الدين ينقلها إليهم فعل ذي أضغانِ
وأراد تحويل "الإشارات" التي هي لابن سينا موضع الفرقانِ
وأراد تمويل الشريعة بالنواميس التي كانت لدى اليونان
لكنه علم - اللعين - بأن هذا ليس في المقدور والإمكانِ
إلا إذا قتل الخليفة والقضاة وسائر الفقهاء في البلدانِ [54]
ابن البناء - أحمد بن محمد -[ت: 721 هـ]:
شيخ المغرب في الفلسفة والتنجيم والسحر والسيمياء [55].
ابن بطوطة - محمد بن عبد الله -[ت: 779 هـ]:
الصوفي، القبوري، الخرافي، الكذّاب، كان جل اهتماماته في رحلته المشهورة؛ زيارة القبور والمبيت في الأضرحة، وذكر الخرافات التي يسمونها "كرامات" وزيارة مشاهد الشرك والوثنية، ودعائه أصحاب القبور وحضور السماعات ومجالس اللهو، وذكر الأحاديث الموضوعة في فضائل بعض البقاع، وتقديسه للأشخاص، والافتراء على العلماء الأعلام، وغير ذلك [56].
--------------------------------------------------------------------------------
[27] انظر سير أعلام النبلاء: 6/ 208، البداية والنهاية: 10/ 96، لسان الميزان: 3/ 449.
[28] الأعلام: 2/ 103.
[29] مجموع الفتاوى: 29/ 374.
[30] المصدر السابق، وانظر مقدمة ابن خلدون: ص496 - 497.
[31] انظر مجموع الفتاوى: 9/ 214 - 215.
[32] انظر تاريخ ابن جرير: 11/ 24، البداية والنهاية: 10/ 308، عيون الإنباء في طبقات الأطباء: ص483، حاشية1.
[33] انظر البداية والنهاية: 11/ 19، لسان الميزان: 4/ 409.
[34] انظر الأعلام: 7/ 117، عيون الإنباء: ص283.
[35] انظر لسان الميزان: 6/ 373، مقدمة ابن خلدون: 331، مجموع الفتاوى: 9/ 186.
[36] انظر المغرب في حلي المغرب: 1/ 333، المقتبس من أنباء أهل الأندلس: ص 279 وما بعدها، نفح الطيب: 4/ 348، الأعلام: 3/ 264، ومما يدل على رداءة عقله أيضاً محاولته تقليد الطيور في طيرانها؟!
[37] انظر المنتظم: 6/ 29، سير أعلام النبلاء: 13/ 485، البداية والنهاية: 11/ 85.
[38] من دراسة قمت بها لتاريخه المشهور "تاريخ اليعقوبي".
[39] انظر في بيان مذهبه ونقضه؛ مجموع الفتاوى: 6/ 304 – 309، مع منهاج السنة: 1/ 209 وما بعدها، وانظر أيضاً المجموع: 4/ 114، والمنهاج: 1/ 353، 2/ 279، ودرء التعارض: 9/ 346.
[40] انظر سير أعلام النبلاء: 14/ 518.
[41] انظر على سبيل المثال؛ الفتاوى 2/ 86، 4/ 99، 11/ 57، 572، وغيرها، وانظر درء التعارض في كثير من المواضع، وانظر أيضاً إغاثة اللهفان: 2/ 601 وما بعدها، و البداية والنهاية: 11/ 224، والمنقذ من الضلال: ص98، وكثير من المواضع في نونية ابن القيم، وغيرها من كتب أهل العلم.
[42] انظر منهاج السنة: 4/ 84، سير أعلام النبلاء: 15/ 569، لسان الميزان: 4/ 258.
[43] انظر مقدمة ابن خلدون: 496، 504، 513.
[44] انظر تاريخ الفلاسفة المسلمين: 304 وما بعدها.
[45] انظر سير أعلام النبلاء: 1/ 531 - 539، إغاثة اللهفان: 2/ 595 وما بعدها، البداية والنهاية: 12/ 42 - 43، فتاوى ابن الصلاح: 69، نونية ابن القيم: 14، 30، 43، 49، 160، 186 وغيرها، ومجموع الفتاوى: 2/ 85، 9/ 133، 228، 17/ 571، 32/ 223، 35/ 133، وأكثر درء التعارض، رد عليه وعلى الفلاسفة، وكذلك المنهاج، وانظر المنقذ من الضلال: ص98، وغيرها من الكتب.
[46] انظر فتاوى شيخ الإسلام: 35/ 135، وانظر درء التعارض: 2/ 281، وانظر ما كتبه من الحاديات في مذكراته - وهو في آخر عمره، نسأل الله الثبات - في تاريخ الفلاسفة: ص270.
[47] انظر لسان الميزان: 5/ 83.
[48] انظر المنتظم: 8/ 148، البداية والنهاية: 12/ 72 – 76، وقد نقل كثيراً من أشعاره الإلحادية، لسان الميزان: 1/ 218، نونية القحطاني: 49.
[49] انظر عيون الأنباء: 515 وما بعدها، تاريخ الفلاسفة: 79 وما بعدها.
[50] انظر درء التعارض: 1/ 11، 6/ 56.
[51] تنبيه: ابن رشد الحفيد غير الجد، فالجد؛ محمد بن أحمد بن رشد [ت: 520 هـ]، قاضي الجماعة بقرطبة من أعيان المالكية، له "المقدمات" و "البيان والتحصيل"، أثنى عليه الذهبي وغيره [السير: 19/ 501].
[52] انظر درء التعارض: 1/ 11 - 127 - 152، 6/ 210، 237، 242، 8/ 181، 234 وغيرها، و منهاج السنة: 1/ 356 وغيرها، وفي عدة مواضع من الفتاوى، و سير أعلام النبلاء: 21/ 307، و تاريخ الفلاسفة: ص120 وما بعدها.
[53] تلخيص لدراسة أعددتها عن رحلته المشهورة بـ "اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك"، وهو على علاته أفضل من ابن بطوطة في كثير من الأمور، منها أن تعظيم المشاهد والقبور لم يستغرق رحلته كان بطوطة، ومنها عفته عن سماع الأغاني والملاهي وحضور مجالسها ورؤية النساء والأكل بأواني الذهب وعدم استجدائه للسلاطين، بخلاف ابن بطوطة في ذلك كله.
[54] انظر إغاثة اللهفان: 2/ 601 وما بعدها، درء التعارض: 5/ 67 - 6/ 78 - 10/ 44 وما بعدها 590، الفتاوى: 2/ 92 - 93 وما بعدها، البداية والنهاية: 13/ 267 وغيرها.
[55] انظر مقدمة ابن خلدون: ص115 وما بعدها.
[56] تلخيص لدراسة أعددتها عن رحلته، وسبب نعتي له بأنه "كذّاب"، لأنه كذب كذباً فاضحاً على شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وهو أنه رآه ينزل من المنبر ويقول؛ "إن نزول الله إلى السماء الدنيا كنزولي هذا"، وهو يذكر أنه قد دخل دمشق في رمضان من سنة 726 هـ، وشيخ الإسلام في ذلك الوقت مسجون في القلعة منذ شعبان، وهذا دليل على افترائه عليه.
نقله
أبو معاذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 04:43]ـ
صدق الشيخ جزاكم الله خيرا .. وقد كنت أود الكتابة في هذا
حيث عامة من وصف بالبراعة في الطب والهندسة ونحو ذلك ..
في الغالب إما فيلسوف أو رافضي أو زنديق ونحو ذلك
لكن قد يقال: إن بروز هؤلاء وبراعتهم فيما نسب إليهم من فنون
يعد مفخرة للحضارة للإسلامية على أية حال لأنهم من مفرزاتها
ولولا أن الإسلام كان يتيح هذه العلوم المباحة كالطب والهندسة والحساب
لما أمكنهم ذلك .. وذلك يعرف بالنظر للأمة النصرانية في الغرب في عصور الظلمات كما يسمونه
وتأثر مارتن لوثر بحضارة الإسلام .. هي أبرز أسباب ثورته على الكهنوت المسيحي
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 06:08]ـ
شكرا على المرور.
أبو معاذ.
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 11:15]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل على هذا الموضوع الموفق حفظك الله
اخي الحبيب انا الحظ من هذا الموضوع حجم التضليل الذي يمارس
على الشعوب الاسلاميه من حيث العمل على ابراز الشخصيات السالفه و طمس
رجال الاسلام و العظماء الموحدين الاطهار فالى الله نشتكي و عليه نتكل
اجدد شكري لك اخي الكريم على هذا المجهود الطيب المبارك
اخوكم ابو البراء الغزي
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 03:03]ـ
وفيك بارك الله أخي الغزي
أبو معاذ
ـ[هزبر المدينة]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 04:24]ـ
بارك الله فيك.,,
ـ[المقدسى]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 11:53]ـ
بارك الله فيكم وفك أسر الشيخ ناصر الفهد .. اللهم آمين
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 02:09]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن ألا يوجد في علماء المسلمين من يتصف بصفاء المعتقد وقوة العلم المادي
فياليت لو أمتعنا فاضل منكم بذكر هذا ..
بارك الله فيكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 05:31]ـ
بارك الله فيكم ..
هناك المئات من علماء المسلمين ممن تفوقوا في المجالات الدنيوية، ولم يُعرف عنهم انحراف ..
ولكن هناك من يريد إبراز هؤلاء الشواذ؛ لحاجات كثيرة ..
وخيرُ من كتب في هذا المجال: الدكتور علي الدفاع - وفقه الله -
ومن كتبه:
(إسهام علماء العرب و المسلمين في الكيمياء)، (رواد علم الجغرافية في الحضارة العربية و الاسلامية)،
(رواد علم الفلك في الحضارة العربية و الاسلامية) .. وغيرها ..
ـ[جذيل]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 05:52]ـ
منهم الشيخ الجبرتي (الكبير) حسن بن ابراهيم والد المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي
ذكره الشيخ احمد شاكر في كتابه المتنبىء ص 83 (رسالة في الطريق الى ثقافتنا)
فمع علمه بالشريعة وتصدره للافتاء فقد كان عالما بالهندسة والكيمياء والفلك والصنائع الحضارية كلها , حتى النجارة والخراطة والحدادة والسمكرة والتجليد والنقش والموازين , وصار بيته زاخرا بكل اداة في صناعة وكل آلة , وعالما اماما في اكثر الصناعات , حتى حضر اليه الطلاب الافرنج .. وذلك في سنة 1159 هـ(/)
السلطان "جلال الدين أكبر" الزنديق ... عليه من الله ما يستحق (هاااااام)!!
ـ[السلطان بايزيد]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 02:39]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
تزامنا مع تلك الحملة الإعلامية الشرسة على التاريخ الإسلامى , نفاجأ بحملة إعلامية خبيثة لتلميع وتزيين صورة واحد من أسوأ وأخبث حكام المسلمين!!
فى أحد القنوات "العربية" يذيعون فيلم او مسلسل هندى مترجم الى العربية يحكى فيها عن سيرة السلطان جلال الدين محمد أكبر - عليه من الله ما يستحق!!!
وهذا الفيلم لاقى إعجاب النصارى والهندوس فى شبه القارة الهندية بل وفى العالم كله!!!
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/de/thumb/2/23/Jama_Masjid_is_the_largest_mos que_in_India._Delhi%2C_India.-2.jpg/645px-Jama_Masjid_is_the_largest_mos que_in_India._Delhi%2C_India.-2.jpg
المسجد الجامع بدهلى بالهند .. بناه السلطان شاه جَهَان
والسؤال هنا , لماذا يكلف المشركين أنفسهم الملايين لإظهار ونشر سيرة السلطان جلال الدين أكبر!!
وكلنا يعلم مدى البغض الشديد الذى يكنّه الهندوس والنصارى للمسلمين فى الهند!!!
للأسف الشديد الكثير من شبابنا "الغافلين" عن تاريخهم انخدعوا بتلك المؤثرات وتلك الدعاية الشيطانية وانبهروا بشحصية هذا الزنيديق المسمى زورا وبهتانا "جلال الدين محمد أكبر"!!
وأنا هنا اليوم استعرض نبذه بسيطة عن هذا الخبيث , ونرى فى النهاية ان كان يستحق الافتخار به أم لا!!!
نبدأ باسم الله وبه الثقة وعليه التكلان:
الهند من أكبر الممالك الاسلامية فى التاريخ الاسلامى , بل لكم ان تعلموا ان المسلمين حكموا الهند مايزيد عن 1000 عام!!!
http://img8.imageshack.us/img8/3757/mughals.jpg
حكم المسلمون الهند أكثر من 1000 عام!!
وظهر فى الهند الكثير من العلماء الربانيين والدعاة الصادقين , ومازالت الهند تنجب لنا أمثالهم الى يوم الناس هذا!!!
فتح الهند ظل حلم يراود الخلفاء وحكام المسلمين منذ القرون الأولى للإسلام.
ففى عهد الدولة الأموية كانت أولى الحملات الناجحة والهامة فى تاريخ الهند , وكان من أشهر تلك الحملات العسكرية , حملة القائد المسلم الفذ "محمد بن القاسم" رحمه الله ...
والتى استطاع ان يفتح بلاد السند "باكستان حاليا " ونشر الإسلام في ربوعها وهزم ملوك الهند فى الشمال وأقام للإسلام دولة فى تلك البلاد!!
لكم ان تعلموا ان "محمد بن القاسم" وقتها كان عمره 17 عاماً!!! , اى انه كان فى عمر شاب فى الثانوية العامة الآن!!!!!!!
الله أكبر
المهم , وتتوالى الحملات العسكرية والفتوحات الإسلامية بعد ذلك وكان من أعظم تلك الحملات ايضا هى الحملات العسكرية التى شنّها أعظم سلاطين الإسلام فى عصره , الرجل الذى أثنى عليه العلماء الربانيين أمثال ابن تيمية والحافظ بن كثير والذهبى و ... الخ
إنه يمين الدولة وأمين الملة محمود بن سبكتكين , المشهور بـ "محمود الغزنوى" نسبة لمدينة غزنة بأفغانستان (راجع موضوعنا: محمود بن سبكتكين ... أعظم سلاطين الإسلام ( http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?p=710777))
استطاع محمود الغزنوى - رحمه الله - ان يفتح شمال الهند ويهزم ملوكها وأقام السنة وقمع البدعة والروافض وكانت مملكته من أحسن ممالك بنى جنسه وكانت السنة فى دولته ظاهرة والبدعة مقموعة , ودخل "ملايين" من المنبوذين الهنود فى الإسلام ولله الحمد والمنة
ثم توالت على الهند ممالك عديدة (الغزنويون , الغوريون , الخِلْجِيون, المماليك .... الخ)
http://www.siliconvalleywatcher.com/mt/archives/QutbMinar.JPG
مأذنة "قطب منار" الشهيرة بالهند ... بناها السلطان قطب الدين ابان حكم المماليك ارتفاعها 72م!!
وكان من ضمن تلك الممالك الاسلامية , دولة المغول الإسلامية فى الهند
أسس "ظهير الدين بابر" - رحمه الله - وكان من نسل "تيمورلنك" دولة المغول الاسلامية فى الهند ودخل "دهلى*" عام 1526 م واستطاع ان يبسط نفوذه فى كافة الممالك والدويلات الاسلامية ووحدها وصنع منها دولة اسلامية قوية جدا وهى دولة المغول الاسلامية
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/de/AgraFort_retouched.jpg/450px-AgraFort_retouched.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
أحد حصون المسلمين فى الهند ابان دولة المغول الاسلامية!!
توفى ظهير الدين بابر وجاء بعده ابنه "نصير الدين همايون" عام 1531م ولم يكن له أعمال مميزة , غير انه حفظ ارث ابيه وحصن الدولة الاسلامية فى الهند , ثم جاء من بعده ابنه وصاحبنا "جلال الدين أكبر"
جلال الدين محمد أكبر (1556م - 1605م):
كان جلال الدين أكبر عمره 13 سنة حين وفاة أبيه "همايون" , واستطاع قائد الجيوش الاسلامية "بيرم خان" - رحمه الله - ان يحفظ الدولة الاسلامية حتى يكبر "جلال الدين محمد " ويباشر الحكم بنفسه.
فى بداية الأمر أظهر جلال الدين أكبر تمسكه بالاسلام وإقامة السنة والتودد الى العلماء وطلبة العلم , ولكن عندما مرت السنين بدأ جلال الدين أكبر يخضع تحت تأثير الروافض والنصارى والهندوس وحدث فى أرض الهند أمور لم تحدث من قبل قط , فاتى بذلك أمر لم يأت به الأولون ولا الآخرون!!!!!
اخترع جلال الدين أكبر دينا جديدا وسمّاه "الدين الالهى " جمع فيه بين الهندوسية والإسلام والنصرانية , وأرغم الناس على اعتناق هذا الدين
واقام جلال الدين أكبر علاقات صداقة مع الهندوس والنصارى وتزوج منهم وأعلى مراتبهم
وانغمس جلال الدين أكبر فى الشهوات والملذات حتى انه كان يفعل الفاحشة وخدمه يعزفون الموسيقى من خلفه واحيانا يكون مع جلساؤه ويفعل هذا!!!!
وانتشرت البدع بطريقة كبيرة , واندثرت السنة - ولا حول ولا قوة الا بالله - وظهر فى الهند علماء ربانيون يدفعون هذا الشر المستطير عن الأمة , ولكن كان مصيرهم إمّا النفى او القتل!!
وانتشر الرفض والتشيع تحت عباءة الصوفية التى زاد ضلالها أيام جلال الدين أكبر!!
ولم يكتفى الخبيث بهذا , بل أعلى مراتب الهندوس والنصارى على حساب المسلمين وأسقط عنهم الجزية!!!
وحقيقة مساوىء هذا الخبيث - عليه من الله ما يستحق - كثيرة جدا جدا وكانت أيامه وبالا على الإسلام فى الهند
والآن وبعد كل هذا , عرفنا لماذا يفرح النصارى والهندوس بسيرة هذا الرجل لأنه الذى ضيع الإسلام فى الهند!!!
وللأسف الشديد , هل هذه سيرة رجل يفتخر به شبابنا!!!
هلك جلال الدين أكبر عام 1605م بعد ان أفسد عقائد المسلمين فى الهند واناّ لله واناّ اليه راجعون
ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون
من يتخيل ان يأتى من نسل هذا الخبيث رجل , من أطهر الناس قلبا وأكثرهم خشية وأتمهم وأشدهم تمسكا بالكتاب والسنة!!
إنه السلطان ابو المظفر محى الدين محمد اورانك زيب عالمكير - رضى الله عنه , الذى وضعه المؤرخون فى منزلة عمر بن عبد العزيز - رضى الله عنه: راجع موضوعنا: اورانك زيب عالمكير ... سادس الخلفاء الراشدين ( http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=93434)
آسف على الإطالة
وإنما استفزنى تلك الدعاية لسيرة هذا الخبيث جلال الدين أكبر فأردت ان أوضح نبذة بسيطة عن حياة اهذا الرجل حتى لا ينخدع إخواننا ان شاء الله
والله من وراء القصد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
----------------
*: للعلم استطاع الانجليز والهندوس ان يغيروا اسم عاصمة المسلمين فى الهند من "دهلى" الى "دلهى"
اسمها الصحيح "دهلى" فإليها يُنسب "شاه ولى الله الدهلوى" رحمه الله وغيره
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 04:02]ـ
بارك الله فيكم أخي العزيز
ـ[السلطان بايزيد]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 10:36]ـ
جزاك الله خيرا أخى الخلوصى وبارك الله فيك
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 02:30]ـ
بارك الله فيك هنا سيرة البطل المجاهد المسلم اورانج زَيب عالم قير قصة يرويها الشيخ باسلوبه الجذاب عن سيرة ملك الهند، صاحب السيرة العظيمة الذي اغفله التاريخ وفيها ايضا بعض الكلام عن الزنديق الذي ذكرت
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=40646
ـ[السلطان بايزيد]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 02:37]ـ
جزاك الله خيرا أخى الحبيب أبو عبد الله عمر
وأنا أنصح الإخوة بمتابعة دروس الشيخ الفاضل الدكتور محمد بن موسى الشريف
وأنصحهم بقراءة التاريخ الاسلامى عامةً
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 04:40]ـ
بارك الله فيكم وأنار الله بصيرتكم, على هذا التوضيح ....
ـ[أبو فهد السمراني]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 09:24]ـ
جزاك الله خيرا أخي السلطان
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 08:12]ـ
على رغم ما ذكرت عن هذا الزنديق، فإن عصره كان من أعظم العصور الإسلامية في الهند - والله يؤيد دينه حتى بالفاسق الفاجر - وكانت الهند تذخر بالعلماء العظام، وان قد حاول أن يوجد لدولته شعبا مدجناً له دين واحد ولغة واحدة، فلفق ديناً من جميع أديان الهند الكبرى، وهو دين السيخ/السك ..
دربار أكبري، أو في عصر السلطان أكبر أو في بلاط السلطان أكبر هو عنوان كتاب عظيم لشمس العلماء محمد حسين، يؤرخ للهند في عصر السلطان أكبر، الكتاب مهم جداً للمؤرخ المسلم، وقد طبع مراراً بالأردية، فمن له ليترجمه للعربية؟
#####
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فوزى محمد أمين ملطان]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 06:51]ـ
بارك الله فيك على الإفادة
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 01:37]ـ
بارك الله فيك سيدي السلطان:):
و في نفس سياق البحث و بكلام اوسع يأتي هذا المقال عن الامبراطور و الفيلم للباحث أسامة شحادة من الأردن
http://osamash.maktoobblog.com/
حقيقة الإمبراطور محمد جلال الدين أكبر، بطل فيلم “جودا أكبر”
أسامة شحادة - الغد الأردنية 24/ 4/2009
أحدث فيلم "جودا أكبر" ضجة كبيرة قبل عرضه في الهند فقد قامت مجموعات هندوسية بمهاجمة ملصقات الفيلم مما حدا بالسلطات بمنع عرضه في بعض المدن الهندية، أما في البلاد العربية فقد لقي ترحيباً حاراً، مما حدا ببعض القنوات لدبلجته بالعربية ليكون أول فيلم هندي مدبلج!! وتقدر بعض التقارير أن هناك 6000رابط باللغة العربية في شبكة الإنترنت تتحدث عن الفيلم ونجاحاته.
ورغم أن وكالة رويترز نقلت "عن العاملين في فيلم (جودا-أكبر) إنهم يريدون أن يظهروا كيف نجح الحبيبان في تحطيم الحواجز الثقافية والدينية".!! إلا أن غالب الآراء المدونة في الإنترنت تمدح الفيلم على اعتبار أنه يعطي صورة جميلة للإمبراطور المسلم من خلال احترام زوجته الهندوسية، وقد غاب عن هؤلاء أن هذا الإمبراطور لم يحترم دينه أصلاً بزواجه من غير مسلمة أو كتابية!! وهذا من مظاهر ضعف التفكير والتحليل التي يعاني منها مسلمو العصر بفضل التعليم والتربية العلمانية التي تصب عليهم صباح مساء.
لقد تم التركيز على الجانب العاطفي فقط المتمثل بقصة الحب والغرام بين مسلم وهندوسية، لتمرير عدد من الأفكار تحت دعوى التسامح والانفتاح والعدل، الذي يطول فقط الهندوس، بينما المسلمون في الفيلم هم الذين يقدمون التنازلات الدينية تجاه الهندوس كما أن كل النقائص والخيانات لا تصدر إلا من المسلمين، بل حتى حالة الخيانة الهندوسية الوحيدة يتم التوبة منها وإفشاء سرها كما أن العم الهندوسي المغتصب للحكم يعتذر من ابن أخيه على فراش الموت!!
ولما كانت قصة الفيلم مختارة بعناية ودقة ودهاء لتمرير مفاهيم وأفكار محددة، وتم التغاضي كلياً عن حقيقة موقف وتاريخ بطل الفيلم محمد جلال أكبر رغبت بتقديم الجانب الغائب من شخصية "أكبر" في الفيلم.
لقد عرفت الهند على يد أكبر هذا عقيدة منحرفة قدمت من إيران تسمى " العقيدة الألفية" تقوم على أن صلاحية الإسلام تستمر لمدة ألف عام فقط من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعدها تظهر شريعة جديدة للبشر، ومخترع هذه العقيدة الباطلة هو محمود بسيخواني (توفي سنة 832هـ) مؤسس الفرقة النقطوية في منطقة كيلان الإيرانية، والذي نقل هذه العقيدة النقطوية المنحرفة للهند: عبد القادر بن ملوك شاه البدايونى، واقتنع بها أبو الفضل بن المبارك الناكورى أحد علماء السوء والضلالة وأحد المقربين من الإمبراطور جلال الدين أكبر، والذي زين لأكبر إظهار دين جديد يكون أكبر هو مؤسسه وصاحبه!!
وبعد اقتناع أكبر بانتهاء صلاحية الإسلام أصدر له شيخ السوء مبارك الناكورى والد أبي الفضل وثيقة عصمة من الزلل والخطأ وانه قد بلغ مرتبة الاجتهاد المطلق فليس بحاجة لرأي العلماء وأنه مستغنٍ عنهم!!
وبعد ذلك تبلور الدين الجديد باسم "الدين الإلهي أو الأكبري" والذي يقوم على الأسس التالية:
- عقيدة وحدة الوجود التي لا تميز بين خالق ومخلوق، وأن الوجود هو حقيقة واحدة فقط، فالإنسان والحيوان والجماد والنبات والله شيء واحد _تعالى الله عز وجل عن ذلك _، وهي عقيدة منتشرة بين متصوفة الهند مسلمين وغير مسلمين واشتهر بها ابن عربي.
- وحدة الأديان، - وهي نتيجة لازمة لعقيدة وحدة الوجود- فكل الأديان عند جلال الدين أكبر هي دين واحد، ولا يخفى على العاقل بطلان هذه الفكرة فكيف يمكن جعل الشيء ونقيضه صواباً!!
- لما قام هذا الدين على جمع أديان الهند التي تعترف بإله، جعل شعار دينه "لا إله إلا الله أكبر خليفة الله" فحذف الاعتراف برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لأن الخلاف بين الأديان متعلق بالرسالة بنظره، وهو في كل هذا يسعى لجمع أهل الهند سياسياً تحت حكمه، ودينياً تحت دينه الجديد!!
أما على صعيد الشعائر والعبادات، فقد أمر الجميع بالسجود له كلما دخلوا عليه، وأمر بعبادة الشمس والنار أربع مرات في اليوم، لأنه كان يعتقد أن الشمس هي المتصرفة في الكون، وواضح تأثره هنا بالزرادشتية.
وقام أكبر بإسقاط فرائض الإسلام كلها، ومنع أداء الصلوات الخمس في قصره، وهدم بعض المساجد وحولها لمعابد هندوسية، ومنع صيام شهر رمضان. وأصدر مرسوماً بإلغاء الزكاة، ومنع الناس من الذهاب للحج!! وبَدّل تحية الإسلام (السلام عليكم) إلى "الله أكبر" وجعل الرد: "جل جلاله" في تلميح لألوهية جلال أكبر.
وأكرم أكبر الخنزير وبنى بيتا للخنازير في قصره ليراها كل صباح!! كما قدس البقرة ومنع من ذبحها بتأثير زوجته جودا ومستشاريه الهندوس، وقد لبس زنارهم ووضع "القشقة" وهي النقطة الملونة على جبينه، وحين ماتت أمه أقام مأتمها على طريقة الهندوس!!
كما منع تدريس العربية وأغلق الكثير من المدارس والجامعات الإسلامية.
وبسبب هذا الدين الجديد عاش المسلمون في محنة شديدة، لم تزل لليوم آثارها ظاهرة من انتشار كثير من العقائد الفاسدة بينهم وضياع هيبتهم ومجدهم، واندثار كثير من مدارسهم وجامعاتهم.
وقد كان دينه الجديد القائم على مزج الأديان معاً سبباً لظهور النفوذ البريطاني في الهند وسيطرة شركة الهند الشرقية التي تأسست زمنه على مقدرات الهند وممالكها الإسلامية، حتى تم تغيير عاصمة الهند من دهلي التي ينتسب لها كثير من علماء المسلمين باسم الدهلوى إلى دلهي.
هذه نبذة في غاية الاختصار عن الحقيقة المغيبة لبطل فيلم "جودا أكبر"، فهل نعي حقيقة ما يراد لنا أن نشاهده، ولمصلحة أي أجندة تصرف 10 ملايين دولار هي قيمة إنتاج الفيلم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 06:36]ـ
جزاك الله خيرا أخى الحبيب السلطان بايزيد ووفقكم الله لما يحب ويرضى(/)
من يفيدنا عن حزب التحرير؟ و هل هو من أهل السنة؟
ـ[عابد الرحمن]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 11:49]ـ
السلام عليكم:
من فيدنا عن حزب التحرير؟ و هل هو من أهل السنة؟
و شكرا
ـ[أبو يعلى البيضاوي]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 01:47]ـ
اليك اخي الكريم رسالة
حزب التحرير وآراؤه الاعتقادية عرضا ونقدا
رسالة مقدمة لنيل درجة لدكتوراه
اعداد موسى بن وصل بن وصل الله السلمي
http://www.archive.org/download/hizb_tahrir_sulami_doct/hizb_tahrir_sulami_doct.pdf
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 01:58]ـ
فتوى للشيخ ناصر الفهد في حزب التحرير
فضيلة الشيخ ناصر حفظه الله ورعاه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فضيلة الشيخ سؤالي يتعلق بـ " حزب التحرير " ما هو القول الفصل في هذا الحزب؟ وهل هو على عقيدة أهل السنة؟ وما حكم المنتسبين اليه؟
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فحزب التحرير من الأحزاب الضالة، وموقفه من السنة النبوية ومن الصحابة ومن الأسماء والصفات والقدر وغير ذلك مواقف مبتدعة تخالف معتقد أهل السنة والجماعة في كثير منها، وقد ظهر في الرد عليه وبيان أباطيله وعقائد أصحابه مؤلفات عدة فراجعها.
[جواب سؤال طرح على الشيخ في موقعه على شبكة الإنترنت بتاريخ 2003/ 3].
لمزيد من التفصيل أخي إليك
هذا ملف خاص عن حزب التحرير
http://abu-qatada.com/c?i=87
- قراءات في فكر حزب التحرير الإسلامي
http://www.saaid.net/book/9/2256.zip
- الرد على حزب التحرير
http://www.saaid.net/book/5/810.zip
أبو معاذ
ـ[شبّاب الخير]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 04:20]ـ
جزاكم الله خيرا على تنزيل الرسالة النافعة
والتحميل بشكل جيد
ـ[التبريزي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 12:33]ـ
عندي وجهة نظر قابلة للصح والخطأ ..
الإنتماء للأحزاب والطوائف له في رأيي حكمان:
حكم على الحزب أو الطائفة عموما، وحكم على الأتباع خصوصا،
الحزب قد يكون خارجا عن أهل السنة ومن الفِرَق الضالة، لكن هناك من ينضوي تحته بحسن نية ويجهل معتقداته، فما حكم الأتباع؟
ألا ترون أن هناك اليوم طوائف تتشدد في انتمائها إلى السلفية تضلل بعضها بعضا؟
إذن هناك فارق بين السلفية الحقيقية وبين بعض مدعيها لأن بعض من ينتسب إلى السلفية وينتقد آخرَ منتسبا إليها يلزم أن أحدهما أو كلاهما مخطيء ...
وعلى ذالك القياس حزب التحرير، لكن على النقيض!!
فحزب التحرير حزبٌ لا يُعد من أهل السنة، ويندرج في الحكم من انتمى إليه عالما ببرامجه ومعتقداته، أما من انضوى تحته بحسن نية ويجهل أهدافه ومعتقداته فحكمه بحسب قربه أو بعده من الكتاب والسنة، والله أعلم ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 02:57]ـ
هناك فرق بين الطوائف المستضعفة و الطوائف الممتنعة في الحكم
فالطائفة المستضعفة من انتمى لها كان له حكم إمامها لأنه رضي و تابع، أما الطوائف الممتنعة فلا يحكم على المنتمي لها إلا إذا رضي و تابع لأنه قد يكون انتمى للحزب لا رضا بكل ما فيه إنما كان من رعاياهم
عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 03:05]ـ
في كلام الأخ التبريزي شيء من الواقع ففي العراق هناك سلفية تأثروا بحزب التحرير وهناك أشاعرة كذلك، سيما أن الحزب اليوم غير الحزب أيام النشأة والتأثر بأفكار المعتزلة، واليوم في بعض الأماكن هناك تزاوج عملي بين الحزب وبعض الأفكار المتطرفة التي تحاول أن تأصل نفسها سلفية!!
الحزب قائم على أسس ثورية ورؤية سياسية للأحداث في عالمنا اليوم.
وهناك كتاب رأيته في الأردن لكاتب اسمه عدنان الصوص تناول قضايا عن الحزب لم تسبق من قبل.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 11:51]ـ
هناك كتاب جيد عن حزب التحرير للشيخ عبد الرحمن الدمشقية
لعل أحد الإخوة يتفضل بوضعه
بارك الله فيكم(/)
حمل: الإبانة عن أصول الديانة لابي الحسن الأشعري و رسالة ابن درباس/ مخطوطات جامعة الم
ـ[أبو يعلى البيضاوي]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 01:54]ـ
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد:
فهذه اول الغيث المدرار من نفائس مخطوطات جامعة الملك سعود جزى الله القائمين عليها خير ا الجزاء في الدنياو الآخرة على ما تفضلوا به من تراث الامة على طلبة العلم والمسلمين
الإبانة عن أصول الديانة لابي الحسن الأشعري
ومعه: رسالة ابن درباس في الذب عن الاشعري
عنوان المخطوطة: Makhtotah 4291
رابط التحميل:
http://www.mediafire.com/?ayzjjm2yn4j
ـــــ
موقع: المصطفى من المخطوطات العربية والإسلامية ( http://mostafamakhtot.blogspot.com)
موقع: خزانة التراث العربي ( http://khizana.blogspot.com) / موقع: ديوان السنة المسندة ( http://diwansunna.blogspot.com)(/)
كلمة أخرى حول زندقة تركي الحمد .. للشيخ العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 02:45]ـ
وبعد، فهذه كلمة بعنوان (كلمة أخرى حول زندقة تركي الحمد) لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى .. وهذا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148914) رابط الكلمة السابقة لمن لم يطلع عليها.
الكلمة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif (http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif) pdf هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/turke.pdf)
الكلمة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif (http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif) doc هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/turke.doc)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 02:33]ـ
# قال تعالى: (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ( http://majles.alukah.net/#docu) ( 137 ) بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ( http://majles.alukah.net/#docu)( 138 ) الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ( http://majles.alukah.net/#docu)( 139 ) وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ( http://majles.alukah.net/#docu)( 140 ) )
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله: يخبر تعالى عمن دخل في الإيمان ثم رجع عنه، ثم عاد فيه ثم رجع، واستمر على ضلاله وازداد حتى مات، فإنه لا توبة بعد موته، ولا يغفر الله له، ولا يجعل له مما هو فيه فرجا ولا مخرجا، ولا طريقا إلى الهدى ; ولهذا قال: (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ( http://majles.alukah.net/#docu))
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا حفص بن جميع، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: (ثم ازدادوا كفرا ( http://majles.alukah.net/#docu)) قال: تموا على كفرهم حتى ماتوا. وكذا قال مجاهد.
وروى ابن أبي حاتم من طريق جابر المعلى، عن عامر الشعبي، عن علي، رضي الله عنه، أنه قال: يستتاب المرتد، ثلاثا، ثم تلا هذه الآية: (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ( http://majles.alukah.net/#docu) )
[ ص: 436]
ثم قال: (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ( http://majles.alukah.net/#docu)) يعني: أن المنافقين من هذه الصفة فإنهم آمنوا ثم كفروا، فطبع على قلوبهم، ثم وصفهم بأنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، بمعنى أنهم معهم في الحقيقة، يوالونهم ويسرون إليهم بالمودة، ويقولون لهم إذا خلوا بهم: إنما نحن معكم، إنما نحن مستهزئون. أي بالمؤمنين في إظهارنا لهم الموافقة. قال الله تعالى منكرا عليهم فيما سلكوه من موالاة الكافرين: (أيبتغون عندهم العزة ( http://majles.alukah.net/#docu)) ؟
ثم أخبر تعالى بأن العزة كلها لله وحده لا شريك له، ولمن جعلها له. كما قال في الآية الأخرى: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ( http://majles.alukah.net/#docu)) [ فاطر: 10]، وقال تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ( http://majles.alukah.net/#docu)) [ المنافقون: 8].
والمقصود من هذا التهييج على طلب العزة من جناب الله، والالتجاء إلى عبوديته، والانتظام في جملة عباده المؤمنين الذين لهم النصرة في هذه الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد.
ويناسب أن يذكر هاهنا الحديث الذي رواه الإمام أحمد ( http://majles.alukah.net/showalam.php?ids=12251):
حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد الكندي، عن عبادة بن نسي، ( http://majles.alukah.net/showalam.php?ids=16294) عن أبي ريحانة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من انتسب إلى تسعة آباء كفار، يريد بهم عزا وفخرا، فهو عاشرهم في النار ". ( http://majles.alukah.net/#docu)
(يُتْبَعُ)
(/)
تفرد به أحمد وأبو ريحانة هذا هو أزدي، ويقال: أنصاري. اسمه شمعون بالمعجمة، فيما قاله البخاري، ( http://majles.alukah.net/showalam.php?ids=12070) وقال غيره: بالمهملة، والله أعلم.
وقوله [تعالى] (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ( http://majles.alukah.net/#docu)) أي: إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم، ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزأ وينتقص بها، وأقررتموهم على ذلك، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه. فلهذا قال تعالى: (إنكم إذا مثلهم ( http://majles.alukah.net/#docu)) [ أي] في المأثم، كما جاء في الحديث: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر " ( http://majles.alukah.net/#docu).
والذي أحيل عليه في هذه الآية من النهي في ذلك، هو قوله تعالى في سورة الأنعام، وهي مكية: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم [حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين] ( http://majles.alukah.net/#docu)) [ الأنعام: 68] قال مقاتل بن حيان: نسخت هذه الآية التي في الأنعام. يعني نسخ قوله: (إنكم إذا مثلهم ( http://majles.alukah.net/#docu)) لقوله (وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون ( http://majles.alukah.net/#docu)) [ الأنعام: 69].
[ص: 437]
وقوله: (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ( http://majles.alukah.net/#docu)) أي: كما أشركوهم في الكفر، كذلك شارك الله بينهم في الخلود في نار جهنم أبدا، وجمع بينهم في دار العقوبة والنكال، والقيود والأغلال. وشراب الحميم والغسلين لا الزلال.
@ http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=353(/)
الإمام ابن كثير وتردده في عرش يوم القيامه
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 05:41]ـ
هل هناك عرش آخر يوم القيامة غير عرش الرحمن؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد ..
هذا المقال تحقيق على قول الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى:
{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} الحاقة-17
قال رحمه الله وطيب ثراه:
أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء، والله أعلم بالصواب. اهـ
أقول: هذا الكلام لم يقله غير ابن كثير رحمه الله تعالى فيما أعلم ..
والإمام ابن كثير أبي عمر هو المحدث الحافظ المفسر المؤرخ إمام وعلم من أعلام أئمة السلفية .. وهو تاج على رؤوسنا .. رحمه الله وأثابه على جهده ..
ولكن تحكمنا ها هنا قاعدتان:
القاعدة الأولى: أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد ....
والثانية: أنه حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه ....
وهاتان القاعدتان كالرايتان المرفوعتان على عاتق كل إمام من أئمة السلف ..
وهو وشيوخه (ابن تيمية وابن القيم والذهبي) وغيرهم - رحمهم الله تعالى - علمونا ألا نتكلم في مسائل الغيبيات والأسماء والصفات .. إلا بدليل صحيح ..
وها هنا السؤال المطروح بداهة:
من أثبت أو قال من العلماء أن العرش يوم القيامة، والذي تحمله الملائكة بنص الآية، مغاير لعرش الله المذكور في الكتاب والسنة الصحيحة؟
أعتقد أنه لم يقل هذا القول أحد قبل الإمام ابن كثير!!
وإن كان،، فما هو الدليل عليه؟
وأقول أن هذا الكلام غير صحيح لأمرين:
الأمر الأول:
مأخوذ من كلامه رحمه الله: فقد قال: (ويحتمل .. )
وهذا الاحتمال بغير دليل أولا .. وليس على ثبوت التغاير دليل ثانيا ..
والأغرب أنه قال في عبارته:
ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء .. الخ ..
ففيه غير قوله بالاحتمال المذكور أعلاه:
أنه جعل الأول – مع أنه الصحيح المتبادر – محتملا ..
وجعل الثاني مؤكدا بقوله: (أو العرش) بالألف واللام (الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء) .. جزما منه كما هو ظاهر ..
وهذا الكلام بظاهره يؤكد على وجود عرش آخر يوضع في الأرض يوم القيامة ليستوي عليه الرب لفصل القضاء ..
وإنما بحثه ينصب على أيهما أولى بتفسير الآية!!
وهذا واضح من كلامه رحمه الله وأثابه على جهده ..
الأمر الثاني:
أن العرش المذكور في الكتاب والسنة هو عرش واحد ..
وهو يقينا الذي تحمله الملائكة الثمانية يوم القيامة ..
ودليل ذلك أمران:
الأول: أنه لم يثبت في التغاير دليل شرعي من كتاب أو سنة:
ومع عظم الوصف لعرش يوم القيامة لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم في أي حديث صحيح أو ضعيف، أن هناك عرش آخر يوضع يوم القيامة لفصل القضاء بين الناس، وكذلك لم يرد عن أي من صحابته الكرام ولا أجلاء التابعين ..
ومعلوم أن البيان في هذا الأمر ضروري ..
وكل أحداث الرحلة إلى الدار الآخرة من الموت والبعث والقيامة مرورا بالأحداث العظام إلى الجنة والنار .. لم يثبت أن العرش ليس هو الذي يوضع يوم القيامة، ولم يثبت شيء غير عرش الرحمن .. وحيث لم يرد فلا يصح التخمين والاحتمال ..
الدليل الثاني:
الأدلة الكثيرة فيما ورد عن العرش ..
فصحيح الأخبار تدل على مباينته لغيره من المخلوقات وأنه ليس نسبته إلى بعضها كنسبة بعضها إلى بعض ..
قال الله تعالى:
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} غافر-7
وقال الله تعالى:
{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الزمر-75
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضاً فقد أخبر أن عرشه كان على الماء قبل أن يخلق السماوات والأرض كما قال تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} هود-7
فجاء وصف العرش بالألف واللام، لأنه لم يوصف به غيره ..
وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض.
وثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء.
فهذا التقدير بعد وجود العرش وقبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهو سبحانه وتعالى يتمدح بأنه ذو العرش المجيد كقوله سبحانه:
{قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً} الإسراء-42
وقوله تعالى:
{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ} غافر-15
وقال سبحانه: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} البروج-14/ 15
وقد قرئ المجيد بالرفع صفة لله .. وقرئ بالخفض صفة للعرش ..
والمجد في لغة العرب يعطي معنى السعة ..
فوصفه بالمجيد يدل على السعة، وهو في حق الله تعالى دال على سعة صفاته وعظمتها وكمالها وجلالها.
وقد نبه ابن القيم ـ رحمه الله ـ على قاعدة مفيدة فيما يتعلق بأسماء الله، وهي:
أنَّ منها ما يدل على صفة واحدة، مثل السميع فهو دال على صفة السمع، والبصير دال على صفة البصر، والرحيم دال على صفة الرحمة ..
ومنها ما يدل على أكثر من صفة، مثل السيد والعظيم والمجيد، فالمجيد هذا يدل على صفات كثيرة .. اهـ
وقال تعالى:
وقال سبحانه: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} البروج-15
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} المؤمنون-86
فوصف العرش بأنه مجيد وأنه عظيم.
وقال تعالى:
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} المؤمنون-116
فوصفه بأنه كريم أيضاً ..
وثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم.
فوصفه في الحديث بأنه عظيم وكريم أيضاً.
وثبت في صحيح مسلم عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح إلى الضحى فقال:
لقد قلت كلمة تعدل كلمات لو وزنت بما قلتيه لوزنتهن: سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله مداد كلماته .. الحديث ..
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:
فهذا يبين أنَّ زنة العرش أثقل الأوزان. اهـ
وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقته.
فهذا فيه بيان أن للعرش قوائم.
وفي الصحيحين عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
وقال صلى الله عليه وسلم:
إذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة.
وهو حديث صحيح متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم:
يا أبا ذر: ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث رواه أبو حاتم محمد بن حبان البستي في صحيحه 361 بطوله وأخرجه ابن أبي شيبة في العرش رقم 58، وأبو نعيم في الحلية 1/ 166، وأبو الشيخ في العظمة 2/ 648ـ 649، والبيهقي في الأسماء والصفات رقم 861 وللحديث طرق أخرى ذكرها الألباني في الصحيحة رقم 109 وقال: وجملة القول أن الحديث بهذه الطرق صحيح.
وروى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام.
الحديث صححه ابن كثير والألباني.
وحديث السبعة الذين يستظلون بظل العرش يوم القيامة .. بجميع رواياته من هذا النوع أيضا ..
واتفق الجمهور من علماء السلف على أن العرش غير الكرسي ..
قال الإمام عثمان بن سعيد الدرامي - رحمه الله -:
هذا الذي عرفناه عن ابن عباس صحيحا مشهورا، فالكرسي مخلوق عظيم، وهو موضع القدمين لله سبحانه ..
كما روى ابن أبي شيبة والحاكم، وقال على شرط الشيخين، عن ابن عباس في قوله: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) أنه قال: الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله.
وصححه الألباني عنه موقوفا في تخريج الطحاوية ومختصر العلو للذهبي ..
وعليه فأقول:
أن العرش الموصوف بهذه الصفات لا يصح أولا أن يكون هناك عرش غيره لعظيم صفاته المذكورة في تلك الأدلة السالفة الذكر ..
ولا يصح ثانيا: أن يكون هناك عرش آخر تحمله الملائكة يوم القيامة ولم يأت دليل على وصف كنهه، بخلاف العرش المذكور ..
فائدة
في تفسير القرآن للشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال:
أن العرش يوم القيامة يكون بدل السماء التي فوقنا الآن؛ لأن السماء تطوى بيمين الله عز وجل يطويها بيمينه ويهزها وكذلك يقبض الأرض ويقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض. اهـ والله أعلى وأعلم ..
وهذا وإن كان يتماشى مع عموم الأدلة، فإنني لم أجد فيه دليلا خاصا (من نص صحيح) يثبت أن العرش يوم القيامة يكون بدل السماء التي فوقنا الآن كما أشار إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ..
فمن كان عنده في المسألة نص صحيح فليعلمنا وجزاه الله خيرا.
وفي الختام أقول:
أنا لا أقصد أن أرد على أحد بعينه، فالإمام ابن كثير إمام من أهل الحفظ والاجتهاد ومن أكابر أهل السنة، ويكفيه أنه تتلمذ على يدي شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والحافظ الذهبي وكان صهرا للإمام المزي صاحب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ..
ولكنه ليس بمعصوم،، غفر الله لنا وله ..
وإنما أصحح مسألة من المسائل المهمة، والتي غفل عنها كثير من المعلقين على تفسير ابن كثير في كل طبعاته التي بين يدي فيما أعلم ..
وكذلك لم يطرح بحث لردها أو حتى لإثباتها في كتب العقيدة أو كتب اليوم الآخر على حد علمي أيضا ..
وإنما حدا بي إلى هذا الرد المطول - والممل على قارئيه مع أسفي الشديد – إنما هو النصح لدين الله وتبصير إخواني من طلبة العلم ..
هذا إن كنت مصيبا .. وإلا .. فأستغفر الله من الخطأ والزلل ..
وأرجو المسامحة من إخواني الكرام ..
ويا حبذا لو علقتم بارك الله فيكم ..
والحمد لله رب العالمين.
تذييل:
اختلاف كلام ابن كثير في كتابيه التفسير والنهاية عن العرش والكرسي
قال ابن كثير في تفسيره (1/ 681):
وقد روى ابن مردويه وغيره أحاديث عن بريدة وجابر وغيرهما في وضع الكرسي يوم القيامة لفصل القضاء، والظاهر أن ذلك غير المذكور في هذه الآية.
.. وروى ابن جرير من طريق جُويبر عن الحسن البصري أنه كان يقول: الكرسي هو العرش. والصحيح أن الكرسي غير العرش والعرش أكبر منه، كما دلت على ذلك الآثار والأخبار، وقد اعتمد ابن جرير على حديث عبد الله بن خليفة، عن عمر في ذلك وعندي في صحته نظر والله أعلم. اهـ
وقال في كتابه: النهاية في الفتن والملاحم (1/ 141):
وقال في حديث الصور: فيضع الله كرسيه حيث شاء من أرضه يعني بذلك كرسي فصل القضاء، وليس هذا بالكرسي المذكور في الحديث المروي في صحيح ابن حبان: " ما السموات السبع، والأرضون السبع، وما فيهن وما بينهن، وما الكرسي إِلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وما الكرسي في العرش إلا كتلك الحلقة بتلك الفلاة، والعرش لا يقدر قدره إِلا الله عز وجل ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يطلق على هذا الكرسي اسم العرش وقد ورد ذلك في بعض الأحاديث كما في الصحيحين: " سبعة يظلهم في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله " الحديث بتمامه.
وثبت في صحيح البخاري من حديث الزهري، عن أبي سلمة، وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان يوم القيامة، فإن الناس يصعقون وأكون أول من يفيق فأجد موسى باطشاً بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أصعق فأفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور "؟ اهـ
ففي هذين النقلين اضطراب واضح للإمام ابن كثير رحمه الله تعالى ..
فبينما هو في التفسير يقول:
والصحيح أن الكرسي غير العرش والعرش أكبر منه، كما دلت على ذلك الآثار والأخبار. اهـ
بل ويضعف دليل ابن جرير في ذلك فيقول:
وقد اعتمد ابن جرير على حديث عبد الله بن خليفة، عن عمر في ذلك وعندي في صحته نظر، والله أعلم. اهـ
لكنه في النهاية خالف هذا وأوقعنا في حيرة شديدة ..
فكان أول ما ذكر مستدلا به حديث الصور الطويل المروي عند البيهقي والطبراني وغيرهما، وهو حديث ضعيفكما قالالألباني:
" ضعيف أخرجه ابن جرير في تفسيره من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعاًوإسناده ضعيف؛ لأنه من طريق إسماعيل بن رافع المدني عن يزيد بن أبي زياد وكلاهماضعيف، بسندهما عن رجل من الأنصار وهو مجهول لم يسم، وقول الحافظ ابن كثير فيتفسيره إنه حديث مشهور، لا يستلزم صحته كما لا يخفى عَلَى أهل العلم.
والمقصود أنهذا الحديث وأمثاله ليست ثابتة فيما روي في وصف المحشر كاملاً ولكنها مركبة، وقدتكون مركبة من أحاديث صحيحة، وأحاديث ضعيفة. اهـ
وفي كلامه - رحمه الله تعالى – الذي قرره، أمران:
الأمر الأول في قوله رحمه الله:
[يعني بذلك كرسي فصل القضاء، وليس هذا بالكرسي المذكورفي الحديث .. ] اهـ
أقول: ما هو الدليل على قوله: وليس هوبالكرسي المذكور في الحديث؟
الأمر الثاني في قوله: [وقد يطلق على هذا الكرسي اسم العرش وقدورد بذلك في بعض الأحاديث كما في الصحيحين: سبعة يظلهم في ظل العرش يوم لا ظلإلا ظله. الحديث بتمامه] اهـ
وهذا فيه أنه أطلق اسم الكرسي على العرش، والصحيح التغاير كما صح عن ابنعباس قوله (أن الكرسي موضع القدمين) ونقلناه أعلاه، وكما جاء في الحديث الصحيح: وما الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وما الكرسي في العرش إلا كتلك الحلقة بتلكالفلاة .. والعرش لا يقدر قدره .. الحديث.
وهذا ما رجحه هو في تفسيره كما نقلناه أعلاه.
وفيه أيضاً: أنه قال عن حديث الذين يظلهمالله في ظل عرشه، أن المراد بهذا العرش الكرسي!! وهذا خلاف النص الصحيح المتبادر ..
ونصوص الكتاب والسنة فرقت بين اللفظين كماهو معلوم ..
فظهر من كلامه – رحمه الله -:
أولاً: أنه لا فرق عنده في تسمية العرشبالكرسي، وتسمية الكرسي بالعرش.
وثانيا: أن الكرسي هذا (وهو العرش عنده) هو الذي يوضع لفصل القضاء وهو الذي أشار إليه في تفسير قولهتعالى ( .. وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَة)
لكنه في تفسيرها لم يوضح، بل قال: ويحتمل أن يكونالمراد بهذا العرش، العرش العظيم،أو العرشالذي يوضع فيالأرض يومالقيامة لفصل القضاء .. اهـ
فقد كان من السهل أن يسميه بالكرسي طالما أنهذا رأيه في المسألة ..
هذا والله أعلى وأعلم.(/)
مسألة التفويض وبيان معتقد أهل السنة والجماعة
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 06:00]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
بعد أن تبين عند الكثير من طلبة العلم فساد معتقد الأشاعرة تبعا لأصولهم المخافة لمعتقد أهل السنة والجماعة لاحظنا ظهور أطروحات قد فند أصولها وحججها من سلف من علمائنا لكنها تثار في عصورنا هذه ومن بينها مسألة التفويض وزعم أنها منهج لأهل السنة والجماعة
فإليكم بعض النقول تكفي بيانا ان شاء الله
اعلم رعاك الله أن (التفويض) في الصفات ليس مذهباً لأئمة السنة والجماعة المتقدمين، بل هو من مذاهب أهل البدع، وسلكه قوم ممن رجع من المتكلمين عن مذهب الكلام والتأويل إلى التفويض كالجويني في (الرسالة النظامية)، لكن كثيراً من أصحاب الأئمة يظنون أن التفويض الذي هو تفويض المعاني، هو مذهب السلف والأئمة، حتى ترى بعض الفضلاء من متأخري العلماء بعد عصر الأئمة المتقدمين أهل القرون الثلاثة الفاضلة يقول: "للناس في الصفات مسلكان: أحدهما: التفويض، وهو مسلك السلف والأئمة، والثاني: التأويل، وهو مسلك المتكلمين" وهذا يذكره بعض الحفاظ شراح الحديث كالنووي وغيره، وهو غلط على السلف والأئمة، بل قال الإمام ابن تيمية: إن مقالة التفويض من شر مقالات أهل البدع. وهذا المذهب لم يذكر صحته أحد من متقدمي الأئمة، بل المتواتر عنهم في كتب أصول الدين المسندة كـ (السنة) لابن أبي عاصم، و (شرح أصول السنة) للالكائي و (الإبانة) لابن بطة وغيرها، المتواتر عنهم إثبات معاني الصفات, وأن الله موصوف بهذه الصفات حقيقة, ولا يفوضون المعاني من حيث الأصل، بل من حيث الكيفية وحقيقة الماهية, فلا شك أن هذا يفوض علمه إلى الله على قول مالك المجمع عليه بين أهل السنة والحديث: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" فقوله: الاستواء معلوم دليل على عدم تفويض السلف لأصل المعنى، وإنما فوضوا العلم بالكيفية، ولهذا قال: " والكيف مجهول "فهذه مسألة أعني: مسألة تفويض المعنى. وإضافة ذلك مذهباً للسلف خفيت على الكثير من المتأخرين حتى من عرف بقصد اتباع السنة، ولشيخ الإسلام ابن تيمية شرح وتحقيق في إنكار مذهب التفويض لأصل المعنى، وأنه دخل على بعض أهل السنة المتأخرين من كلام المتكلمين الذين وصفوا مذهب السلف بهذا، فإن قدماء المتكلمين الجهمية والمعتزلة كانوا يصفون السلف والأئمة بالتشبيه، ولما جاء المتأخرون الذين يعظمون الأئمة في الجملة، لكنهم يخالفونهم ويسلكون طريقة تقارب طريقة المعتزلة وإن كانت أفضل منها كالكلابية والأشعرية والماتريدية صاروا يقولون: "إن الأئمة مفوضة"، وهذا غلط عليهم بإجماع المحققين كما حكاه ابن تيمية، وينصح بمراجعة كتب ابن تيمية, ك (الرسالة الحموية) والفتاوىـ م4، وكلام له عن التفويض في رده على الرازي المسمى (نقض تلبيس الجهمية).
وإليكم نقولا عن السلف تفند هذا القول المردود على أصحابه
فمنها:
قول إسحاق بن راهويه: جمعني وهذا المبتدع -يعني إبراهيم بن أبي صالح- مجلس الأمير عبد الله ابن طاهر، فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها. قال ابن أبي
صالح: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء. فقال: آمنت برب يفعل ما يشاء".
رواه البيهقي في الأسماء والصفات عن الحاكم سمعت محمد بن صالح بن هاني سمعت أحمد بن سلمة فذكره
قال الاخ الفاضل عبدالله الخليفي:. (_وإسناده صحيح وفيه الرد على من زعم أن السلف كان مذهبهم التفويض أو ما يسمونه بالسكوت)
و ايضا:
قول البخاري في آخر [صحيحه] في كتاب الرد على الجهمية، في باب قوله تعالى "وكان عرشه على الماء": [قال مجاهد: استوى: علا على العرش] انتهى.
و كذا قول الامام الترمذي:
(لما روى حديث أبي هريرة "إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه فيربيها": "هذا حديث صحيح روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث، وما يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا، ونؤمن به، ولا نتوهم، ولا يقال كيف هذا
وروي عن مالك، وابن عيينة، وابن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف.
وهكذا قول أهل العلم، من أهل السنة والجماعة.
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه، وفسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وإنما معنى اليد ها هنا النعمة، وقال إسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد، أو مثل يد، وسمع كسمع))
و كذلك قول ابن جرير الطبري في تفسيره (1/ 192) وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ) علا عليهن وارتفع، فدبّرهن بقدرته، وخلقهن سبع سماوات
و كذلك قال ابن العربي المالكي - و هو اشعري -
(((وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها - اي احاديث الصفات - معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة)) عارضة الاحوذي 3/ 166
وإليكم بعض الكتب المفيدة في هذا الباب
مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات " عرض ونقد. للدكتور أحمد القاضي
وهذه الرسالة تقدم بها المؤلف لنيل درجة الماجستير، وقد منح ذلك بتقدير " ممتاز "
التفويض المبتدع والعلاقة بينه وبين التجهم للشيخ أبو محمد مجدي بن حمدي شفاه الله بتقديم الشيخ ابن جبرين حفظه الله
(علاقة الاثبات والتفويض بصفات رب العالمين) للدكتور رضا بن نعسان معطي
قال الشيخ ابن باز رحمه الله في تقدمته للكتاب:
( .... فقد قرأت الرسالة التي ألفها الابن العلامة الشيخ رضا بن نعسان معطي وسماها:علاقة الاثبات والتفويض بصفات رب العالمين:فألفيتها رسالة قيمة عظيمة الفائدة قد أوضح فيها عقيدة أهل السنة والجماعة في باب أسماء الله وصفاته،وأوضح بطلان ما يخالفها،ونقل فيها عن كثير من علماء السنة ما يؤيد ماذكره.
فهي جديرة بالعناية والحفظ لما اشتملت عليه من الفوائد العظيمة والنقول المفيدة ...... )
والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد(/)
شروط لا إله إلا الله وفوائد متعلقة بها
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 11:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لكلمة التوحيد شروط سبعة أو ثمانية لا تنفع قائلها بدون اجتماعها فيه، هي:
الأول: العلم المنافي للجهل فمن قالها جاهلا بمعناها لا تنفعه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ". رواه مسلم.
الثاني: اليقين المنافي للشك فمن قالها مع الشك والتردد في مدلولها لا تنفعه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ لاَ يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فَيُحْجَبَ عَنِ الْجَنَّةِ "رواه مسلم.
وقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة:" اذْهَبْ بِنَعْلَىَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"رواه مسلم.
الثالث: الإخلاص المنافي للشرك والرياء فمن قالها مع استمراره على الشرك أو قالها لغرض من أغراض الدنيا لم يرد بها وجه الله لا تنفعه.
قال صلى الله عليه وسلم:"أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ " أخرجه البخاري.
الرابع: المحبة المنافية للبغض فمن قالها وهو مبغض لها أو لما تدل عليه أو لأهلها لا يكون مؤمنا بها ولا تنفعه.
الخامس: القبول المنافي للرد فمن رد النطق بها أو العمل بها ولم يرض به استكبارا أو حسدا كما فعل الشيطان واليهود فهو كافر ولا ينفعه معرفته بأنها حق من عند الله.
السادس: الانقياد المنافي للترك فمن ترك العمل بها لا يكون مؤمنا بها. قال تعالى: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} [لقمان:22].
السابع: الصدق المنافي للكذب أو النفاق فمن قالها نفاقا أو رياء لا تنفعه. قال - صلى الله عليه وسلم -:" أبشروا و بشروا من وراءكم أنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقا دخل الجنة " رواه أحمد وصححه الألباني.
هذه الشروط السبعة هي الشروط المشهورة وبعضهم يزيد شرطا ثامنا هو:
الثامن: الكفر بما يعبد من دون الله فمن قالها مع عدم تبرئه من الشرك وأهله واعتقاد أنهم على باطل لا تنفعه قال - صلى الله عليه وسلم-:" مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ".
فوائد متعلقة بهذه الشروط:
- في شرح العقيدة الطحاوية - عبدالعزيز الراجحي - (ج 1 / ص 26):
س: بعض أهل العلم يجعل شروط لا إله الله شرطين فقط هما: العلم والإخلاص ويقول: مرد الشروط السبعة إلى هذين الشرطين.
ج: نعم هذا من باب الاختصار؛ لأن الصدق المانع من النفاق من الإخلاص؛ ولأن اليقين كذلك ولكن عند التفصيل تفصيلها أولى. نعم.
- س: يقرر بعض أهل العلم أن شروط لا إله الله ثمانية، فما هو الشرط الثامن؟
ج: الكفران -كما قالوا-: الكفر بما يعبد من دون الله، وهو معروف، مأخوذ من الشروط الأخرى. نعم.
- س: -أحسن الله إليكم- يقول السائل: لو تخلف شرط من شروط لا إله إلا الله وتحقق الباقي فهل تنفع صاحبها؟.
ج: لا بد من اجتماعها. من لم يحب، تخلف العلم صار جاهلا ما نفع، تخلف الإخلاص صار مشركا ما نفع، تخلف اليقين صار شاكا ما نفع، تخلف الصدق صار منافقا ما ينفع، تخلفت المحبة صار يكره أهل الإيمان وأهل التوحيد ما نفعه، خالف القبول ما قبل هذه الكلمة ما نفعه.
خالف الانقياد؛ ما انقاد بحقوقها قال لا إله إلا الله لكن ما قبلها، ما انقاد بحقوقها لا بد من الشروط هذه." انتهى كلام الشيخ الراجحي.
* قال الشيخ محمد الوهيبي في كتابه " نواقض الإيمان الاعتقادية":
المسألة الأولى: مجرد النطق بالشهادتين كاف في الحكم بإسلام الشخص:
(يُتْبَعُ)
(/)
بوب الإمام ابن منده في كتابه الإيمان ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)) ( ذكر ما يدل على أن قول لا إله إلا الله يوجب اسم الإسلام ويحرم مال قائلها ودمه، وذكر فيه حديث المقداد رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله أرأيت إن اختلفت أنا ورجل من المشركين ضربتين فقطع يدي، فلما هويت إليه لأضربه قال: لا إله إلا الله، أأقتله؟ أم أدعه؟ قال: "بل دعه" ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2))
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: (وقد علم بالاضطرار من دين الرسول –صلى الله عليه وسلم – واتفقت عليه الأمة، أن أصل الإسلام، وأول ما يؤمر به الخلق: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فبذلك يصير الكافر مسلماً والعدو ولياً، والمباح دمه وماله: معصوم الدم والمال …) ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)) ويقول الإمام ابن الصلاح –رحمه الله- (…وحكم الإسلام في الظاهر يثبت بالشهادتين …) ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)) وقال الإمام ابن رجب الحنبلي – رحمه الله -: (ومن المعلوم بالضرورة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقبل من كل من جاءه يريد الدخول في الإسلام الشهادتين فقط، ويعصم دمه بذلك ويجعله مسلماً) ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)) ويقول – أيضاً-: (من أقر صار مسلماً حكماً) ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6))
ويقول الحافظ ابن حجر –رحمه الله- (…وفي حديث ابن عباس من الفوائد [حديث بعث معاذ إلى اليمن]. الاقتصار في الحكم بإسلام الكافر إذا أقر بالشهادتين) ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)).
وقال أيضاً: (…أما بالنظر إلى ما عندنا – [أي في الدنيا] – فالإيمان هو الإقرار فقط، فمن أقر أجريت عليه الأحكام في الدنيا ولم يحكم عليه بكفر إلا إن اقترن به فعل يدل على كفره كالسجود للصنم ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)).
هذه النصوص عن الأئمة واضحة في تقرير هذا الأصل، وأهمية تقرير هذا الأصل هنا تكمن في أن بعض الباحثين يخلطون بين الحكم الدنيوي والأخروي، فيظنون أنه يلزم من الحكم بإسلام الشخص، الحكم له بالنجاة في الآخرة، أو يظنون أن الشروط التي ذكرها العلماء لكلمة التوحيد من العلم والاخلاص واليقين .. الخ، لا يحكم بإسلام الشخص إلا بعد فهم هذه الشروط، ولكن الحقيقة أن مجرد النطق بكلمة التوحيد لا ينجي العبد عند الله إلا بالإتيان بشروطها.
أما بالنسبة للحكم الدنيوي فمجرد النطق كاف في الحكم بإسلام المرء حتى يتبين لنا ما يناقض ذلك- بعد قيام الحجة وبذلك ندرك الخطأ الذي وقع فيه من يرى أن من يقعون في شئ من الشرك من نذر وذبح لغير الله وطواف على القبور ممن شهد بشهادة التوحيد كفار أصليون باعتبارهم لم يفهموا التوحيد ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9))" انتهى كلام الوهيبي.
وبذلك نكون قد عرفنا شروط لا إله إلا الله وفوائد مهمة متعلقة بها نسأل الله أن ينفعنا بذلك ويوفقنا لسلوك سبيله المستقيم إنه سميع مجيب.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com)
****************************** **
([1]) الإيمان لبن منده 1/ 198.
([2]) رواه البخاري المغازي (الفتح) 7/ 321، والديات باب قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمدا .. } 12/ 187،ومسلم في القسامة باب المجازاة بالدماء في الآخرة رقم 1678.
([3]) نقلاً عن فتح المجيد 89.
([4]) مسلم بشرح النووي 1/ 148.
([5]) جامع العلوم والحكم 72.
([6]) نفسه23.
([7]) فتح الباري 13/ 367.
([8]) فتح الباري 1/ 61، وانظر إشارة إلى هذه المسألة في مباحث سابقة حول قول اللسان ص43، ومبحث الحكم بالظاهر ص204 - 207 وراجع مناقشة لهذه المسألة في كتاب التوقف والتبين، للشيخ محمد سرور زين العابدين ص149 - 154.
([9]) انظر على سبيل المثال ما ذكره الإمام الصنعاني في "تطهير الاعتقاد"ص131 (ضمن مجموعة عقيدة الموحدين) وما ذكره العلامة إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن في رسالة "حكم تكفير المعين"ص9،17.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 10:54]ـ
جزاك الله خيرا.(/)
هل طلب الدعاء من الغير خلاف الأفضل؟؟؟!!!
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 12:40]ـ
السلام عليكم أحبتي في الله
شيخ الإسلام تيمية يجعل طلب الدعاء عموما خلاف الأفضل فكيف يجب علي حديث عكاشة الذي هو من السبعين ألفا؟؟؟
وقرأت في كتاب من كتب المعاصرين ما يلي
"فطلب الدعاء من الحي مشروع، وذلك إذا كان في أمر أخروي مستحب ممن يرجى صلاحه، وأما إذا كان في أمر دنيوي فالأولى تركه
كما قال النبي للرجل الأعمي الذي قال له: ادع الله لي أن يعافيني
فقال النبي" إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ لَكَ وَهُوَ خَيْرٌ وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ فَقَالَ ادْعُهْ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ"
فهذا قد اختار الحال الأقل بدليل حديث بن عباس في البخاري
قال عطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا "
كانت عندما يأتيها الصرع يحصل نوع من تكشف الثياب عنها فدعا النبي ألا تتكشف
وهوفي هذا الحديث قد بين أن الأفضل أن يصبر الإنسان ولا يطلب الرقية ولا يطلب الدعاء من الآخرين
أما في الأمر الأخروي الديني وهو ألا تتكشف مثلا لأن التستر يحبه الله وشرعه وأمر به وأوجبه فلما كانت عند صرعها تتكشف لم يقل لها (ص) إن شئت صبرت ولك الجنة وإنما دعا لها مباشرة ورغبها في الصبر علي الصرع"
وكذلك حديث عكاشة لما طلب الدعاء لأمر اخروي وهو من السبعين ألفا؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 01:04]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل (ابن عبد القادر)
لعل مراد المتكلم الذي نقلت كلامه فوق، من قوله: (وأما إذا كان في أمر دنيوي فالأولى تركه).
ليس مراده أن طلب الغير خلاف الأفضل، بل مراده: أن ترك هذا الطلب أولى للإنسان من ناحية زيادة أجره وحسناته وتكفير ذنوبه، بعكس ما لو طلب ذلك فتحقق طلبه، فإنه يسخسر هذه المميزات والحالة هذه.
والله تعالى أعلم
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 01:23]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا علي اهتمامكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
وحِلْمكم يغريني أن أزيد في الأسئلة
1. هل هناك فرق في طلب الدعاء لأمر دنيوي بين رفع البلاء بعد نزوله ودفعه قبل نزوله وحصول المراد؟؟!!
يعني أنا لو
/// مريض
///أريد ألا أصاب بمكروه
///عندي امتحانات أو أريد وظيفة
هل الأفضل أن لا أسأل غيري الدعاء عملا بحديث المرأة التي من أهل الجنة؟؟!!
2.كيف يجيب شيخ الاسلام (وهو يجعل كل طلبٍ للدعاء ولو أخروي خلاف الأفضل) عن حديث عكاشة؟!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 01:32]ـ
أبشر بما يسرك بإذن الله تعالى
لكن لعلك ومن بعد إذنك أن تمهلني للغد إن شاء الله تعالى لتأخر الوقت عندنا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 06:15]ـ
1. هل هناك فرق في طلب الدعاء لأمر دنيوي بين رفع البلاء بعد نزوله ودفعه قبل نزوله وحصول المراد؟؟!!
يعني أنا لو
/// مريض
///أريد ألا أصاب بمكروه
///عندي امتحانات أو أريد وظيفة
هل الأفضل أن لا أسأل غيري الدعاء عملا بحديث المرأة التي من أهل الجنة؟؟!!
إجابة لسؤالك هذا أخي العزيز، نقول: إن الضابط له هو: نوعية الطلب وشخصية الطالب.
بيان ذلك بما يلي:
أولا: لتعلم أن طلب الدعاء إن كان من الغير فإنه لا يجوز إلا من شخص حي فيما يقدر عليه، ويكون الأمر المطلوب جائز.
ثانيا: بالنسبة لنوع الطلب؛ فهو:
إما أن يكون الطلب لشيء لا يقدر على إزالته إلا من وضعه، كالمرض والبلاء ونحوها.
وإما أن يكون لإرادة تحقق الشيء المطلوب وتأكيد حصوله، كالنجاح والتوظف ونحوها.
فالأول يكون طلبه بنفسك ممن هو سببه، وهو الله سبحانه وتعالى، وهذا هو الأولى لزيادة التعلق وزيادة الثقة وزيادة الإيمان بالله تعالى والرضا بقدره.
وأما الثاني فكذلك؛ الأولى أن يكون الطلب من نفس الشخص الطالب ليتبين هنا قوة الإعتماد على الله وشدة الرغبة الصادقة لله تعالى.
إذا يبقى عندنا الضابط الثاني، وهو شخصية الطالب، وبيان ذلك:
إن كان طلبه لإرادة تحقق الشيء وتأكيد حصوله؛ فهو إما أن يرى من نفسه ثقة في طلبه ودعائه لله لمعرفته بنفسه أنه ممن أخلص لله في السر والعلن على مدى الأيام فلا إشكال فيه، وليس كبعضهم ممن لا يعرف الله إلا في الشدائد، فهذا هو الذي يرى أن نفسه ليست أهلا لأن يستجيب الله له ليس شكا بالله تعالى وإنما معرفة بنفسه المقصرة، فهذا الأولى له بعد طلب الله بنفسه طلب الدعاء من الغير ممن يعرف صلاحهم وخيريتهم بإذن الله تعالى، وهذا هو الأولى له في هذه الحالة.
وإن كان طلبه للشيء من أجل رفعه أو إنزاله فيما لا يقدر عليه إلا من وضعه، فهذا أيضا إن كان يرى أن إيمانه بالله تعالى وبقضائه وقدره سيزيد في تعلقه وتصبره على ما فيه، فهذا الأولى له أن يعتمد على نفسه في طلب الله وحده في ذلك الأمر.
بخلاف من كان يعلم من نفسه ضعفها واعتراضها وتسخطها، أو قد يتسبب عليها بالإتلاف كالإنتحار ونحوه، أو الإعتراض على قضاء الله وقدره، فهذا الأولى له والأفضل أن يطلب الدعاء له من الغير ممن يرجى صلاحه وخوفه وبره وتعلقه بالله تعالى.
وهذا هو أخي الكريم ما تتضمنه الأحاديث الشريفة من فحوى معاني، والقصص في هذا معروفة مشاهدة واضحة لمن عاشها.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 06:24]ـ
2.كيف يجيب شيخ الاسلام (وهو يجعل كل طلبٍ للدعاء ولو أخروي خلاف الأفضل) عن حديث عكاشة؟!
لايمكن أخي العزيز أن يندفع الإشكال عندك هنا إلا إذا حملت كلام الشيخ رحمه الله على الأصل المطلوب.
فإنه في الأصل: يكون الدعاء والطلب من نفس صاحبه، ولا يلجأ إلى الغير إلا في حالة وجود خلل فيه، وهذا الخلل هو الذي لا نريده بين العبد وربه، فلما أجعل خللا بيني وبين ربي قد يمنع معه استجابة دعائي؟!
فهنا نعم؛ الأصل ان الدعاء من الغير لحاجتك خحلاف الأفضل بالنسبة لك. فلا إشكال في كلام الشيخ حينئذ.
والله تعالى أعلم(/)
السلطان أورانك زيب عالمكير .... بقية الخلفاء الراشدين!!
ـ[السلطان بايزيد]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 02:35]ـ
السلطان أُورانكْ زيْب عالمْكِير ...... سادس الخلفاء الراشدين!!
بقلم / محمود حافظ
ظلت دائما سيرة الخلفاء الراشدين موضع إلهام لكافة سلاطين وخلفاء المسلمين , فمنهم من حاول ان ينهل من سيرتهم ويمشى فى الناس بسيرهم , فعظم بذلك شأنهم ورُفع بذلك ذكرهم , فكان منهم السلطان المجاهد محمود بن سبكتكين والسلطان نور الدين محمود وغيرهم الكثير والكثير ...
لكن , كان من أعظم من تشبه بالخلفاء الراشدين على الإطلاق وأقام العدل فى سلطنته وقضى على مظاهر الشرك وأقام للمسلمين دولة ذكرتهم بأيام أبو بكر وعمر هو .............
هو السلطان المعظم أبو المظفر محى الدين محمد أورانك زيْب عالمكير سلطان الهند.
اورانك زيب: معناها بالفارسية "زينة المُلك"
عالمكير: معناها بالفارسية "جامع زمام الدنيا أو العالم"
فهى ألقاب وليست أسماء
كثير من المسلمين للأسف لم يسمع عنه شيئا مطلقا , رغم أنه حكم شبه القارة الهندية 52 سنة!!!
قال عنه شيخنا على الطنطاوى: " بقية الخلفاء الراشدين "
دعونا الآن نسرد سيرته العطرة , ومصادرى فى ذلك:-
1 - كتاب "رجال من التاريخ" للشيخ على الطنطاوى
2 - كتاب " الهند فى ظل السيادة الإسلامية – دراسات تاريخية" للدكتور أحمد محمد الجورانه – جامعة اليرموك
3 - درس صوتى عن حياة أورانك زيْب للشيخ الدكتور محمد موسى الشريف – حفظه الله
4 - بعض المصادر الأجنبية الموجودة على الانترنت – انقل منها المعقول والمأثور وأترك ماكان منافيا للدين او العقل
نبدأ باسم الله وبه الثقة وعليه التكلان: -
إذا كان يعتصر القلب حزنا وألما على فقدان المسلمين للأندلس , فوالله ماكانت الأندلس بالنسبة للهند المسلمة إلا كمقاطعة صغيرة أو مدينة يحكمها أحد ولاة السلطان
وإن كان خلّف المسلمون فى الأندلس مسجد قرطبة , فهذا مسجد بادشاهى فى لاهور أو المسجد الجامع فى الهند يقف شامخا يدل على إبداع وروعة الحضارة الإسلامية فى الهند
وإن كان خلّف المسلمون فى الأندلس الحمراء والقصبة , فهذا حصن أجرا يقف اللسان عاجزا عن وصف حسنه وجماله
وإن خرج من الأندلس رجالا ملئوا الدنيا بعلمهم , فيكفى أن تسأل أحد طلبة العلم عن علماء الهند وتحلى وقتها بالصبر لطول المدة التى ستقضيها سامعا لأسماء العلماء التى سيعددها لك طالب العلم
وإن خرج من الأندلس حكاما عظاما وخلفاء عظماء , فيكفى ذكر محمود بن سبكتكين وذكر اسم صاحبنا وسلطاننا وعظيمنا "السلطان أورانك زيْب عالكمير"
ولادته ونشأته: -
ولد السلطان أورانكْ زيْب في بلدة "دوحد" في كجرات بالهند في (15 من ذي القعدة 1028هـ = 24 من أكتوبر 1619م).
نشأ فى بيت عز وترف وشرف , فأبوه هو "السلطان شاه جيهان" أحد أعظم سلاطين دولة المغول المسلمين فى الهند , وهو بانى مقبرة "تاج محل" الشهيرة التى تعد الآن من عجائب الدنيا السبع الحديثة , تم بنائها فى 20 عاما وعمل على إنشائها أكثر من 21.000 شخص , ولا حول ولا قوة إلا بالله , هكذا صرف أبوه فى آخر أيامه كل جهده فى إنشاء مقبرة لزوجته المحبوبة وظل مفتون بها فضعفت أمر السلطنة وظهرت بوادر الفتن والثورات مما اضطر أورنجزيب أن يقوم بإنتزاع السلطنة من أبيه كما سيأتى بيانه إن شاء الله.
ظهر من "أورانك زيْب " منذ صغره علامات الجد والإقبال على الدين والبعد عن الترف والملذات , وكان فارسا شجاعا لا يشق له غبار , ويروى فى ذلك قصة , كان مع إخوته فى يوم بحضور أبيه "السلطان شاه جيهان" فى إحتفال وكان فى الإحتفال فقرة لحلبة أفيال , فشرد فيل من الحلبة وجرى نحو "أورانك زيْب " وهو آنذاك ابن 14 عاما , فضرب الفيل الفرس الذى يمتطيه أورنجزيب بخرطومه وطرح أورانك زيْب أرضا وأقبل نحو أورانك زيْب , فثبت أورانك زيْب فى مكانه واستل سيفه وسط ذهول الناس وإكبارهم بهذا الأمير الصغير وظل يدافع عن نفسه أمام الفيل الضخم حتى جاء الحرس وطردوا الفيل الضخم.
ونشأ وترعرع محبا لمذهب أهل السنة واستقى الدين على مذهب الأمام ابو حنيفة , فهو نشأ وتربى تربية إسلامية خالصة لا تشوبها شائبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد كان أبو جده "جلال الدين أكبر" فى أواخر أيامه حمل الناس على دين جديد يحمع بين الديانة الهندوسية والإسلام – ولا حول ولا قوة إلا بالله - ومنع الجزية عن الهندوس وغير المسلمين فأتى بذلك أمر لم يسبقه إليه أحد من سلاطين المسلمين من قبل , ولم يقم فى وجه هذا السلطان احد وظل الأمر كذلك ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره فظهر هذا الرجل الضعيف الجسم الشيخ الجليل أحمد السرهندى وأخذ يدعو الأمراء وقواد الجيش وذكرهم بالله وأحيا فى نفوسهم حمية الدين ولما مات السلطان أكبر جاء من بعده السلطان "جهانكير" , تولى الشيخ محمد معصوم السرهندى ابن الشيخ أحمد السرهندى تربية طفل صغير وبذل له رعايته كلها فنشأ نشأة دينية وفرأ القرآن فجوده , والفقه الحنفى وبرع فيه , والخط فأتقنه وربى على الفروسية والقتال ...
فكان هذا الطفل هو "أورانك زيْب "
ونشأ رحمه الله محبا للشعر فكان شاعرا , ونشأ محبا للخط فكان خطاطا بارعا , وتعلم اللغة العربية والفارسية والتركية.
هكذا جمع رحمه الله كل صفات الملوك العظماء فى سن صغير
أورانك زيب أميرا:-
كان أورانك زيْب الأخ الثالث بين ثلاثة أبناء هم "شجاع" و "مراد بخش" , فتولى "شجاع" إمارة البنغال وتولى "مراد بخش" إمارة الكجرات وتولى "أورانك زيْب " إمارة الدكن فى وسط الهند
فتعلم "أورانك زيْب " الإدارة وأتقنها وسبر أغوارها فكان من ملوك المسلمين القلائل الذين برعوا فى إدارة الدولة , ومع ذلك قاد الجيوش بنفسه فى عهد أبيه , فقمع الثورات وطهر البلاد وأظهر فى الأرض العدل وكانت له هيبة وسمت الملوك , وظل الأمر كذلك حتى كان ماكان من وفاة أمه "ممتاز محل" التى بوفاتها انشغل السلطان "شاه جيهان " ببناء مقبرة يخلد فيها ذكراها وصرف لذلك الأموال وحمل الناس على العمل الشاق فأهملت السلطنة , وظهرت بوادر الفتن والثورات , ولم يكن للسطان يومها من همّ إلا النظر الى ضريح إمراته وكان قد أمر ببناء ضريح أسود اللون له مماثل لضريح زوجته , ولكن وثب الأخ الأكبر لأورنجزيب على أبيه فاستولى على كل شيىء إلا الإسم فظل يحكم باسم أبيه.
ولكن كان هذا الأخ الأكبر مائلا للدنيا يريد إرجاع الهند على ماكانت عليه فى عهد أبو جده "جلال الدين أكبر" , فرفض بذلك أورانك زيْب المسلم الورع التقى وقام معه أخيه الآخر فاستطاع أورانك زيْب أن يأخذ الحكم لنفسه وقمع الثورات التى شنها إخوته عليه وحبس أباه فى حصن أجرا وكانت له شرفة تطل على ضريح زوجته فكان دائم النظر اليه وظل كذلك حتى مات , وبذلك أعلن أورنجزيب نفسه سلطانا على البلاد وكان وقتها عنده من العمر 40 سنة , وابتدأ عهد العدل والحق فقد آن الأوان أن يرى المسلمين أبو بكر وعمر وعثمان فى شخص أورانك زيْب عالمكير.
أورانك زيب سلطانا على البلاد:-
قد يتخيل البعض بمجرد جلوس أورانك زيْب على كرسى السلطنة ركن الى العبادة والراحة وخصوصا أنه كان متدينا , لا والله , ماهكذا فهم أجدادنا التدين إنما التدين يكون بإعلاء كلمة الله والجهاد فى سبيل الله حتى تكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا هى السفلى , فحكم البلاد بالحزم والعدل
لم يركن أورانك زيْب الى الدعة والراحة بل لبس لأمة الحرب من أول يوم وظل فى جهاد دام 52 سنة حتى خضعت له شبه القارة الهندية كلها من مرتفعات الهيمالايا الى المحيط ومن بنجلادش اليوم الى حدود إيران.
شهدت إمبراطورية المغول الإسلامية فى الهند فى عهد أورانك زيْب (1658: 1707) أقصى إمتداد لها وذلك بفضل الجهود العسكرية التى بذلها السلطان أورانك زيْب حيث لم يبق إقليم من أقاليم الهند إلا خضع تحت سيطرة السلطان , فاستطاع أورانك زيْب تحويل شبه القارة الهندية الى ولاية مغولية إسلامية ربط شرقها بغربها وشمالها بجنوبها تحت قيادة واحدة , خاض المسلمون فى عهده أكثر من 30 معركة قاد هو بنفسه منها 11 معركة وأسند الباقى لقواده.
(يُتْبَعُ)
(/)
أبطل أورانك زيْب 80 نوعا من الضرائب , وفرض الجزية على غير المسلمين بعدما أبطلها أجداده , وأقام المساجد والحمامات والخاناقات والمدارس والبيمارستانات , وأصلح الطرق وبنى الحدائق , أصبحت "دهلى " فى عهده حاضرة الدنيا , وعين القضاة وجعل له فى كل ولاية نائب عنه وأعلن في الناس أنه "من كان له حق على السلطان فليرفعه إلى النائب الذي يرفعه إليه".
وأظهر أورانك زيْب تمسكه بالإسلام والتزامه بشرائعه، فأبطل الاحتفال بالأعياد الوثنية مثل عيد النيروز، ومنع عادة تقبيل الأرض بين يديه والانحناء له، ومنع الخطب الطويلة التى تقال لتحية السلطان واكتفى بتحية الإسلام, كما منع دخول الخمر إلى بلاده، وصرف أهل الموسيقى والغناء عن بلاطه، وروى فى ذلك قصة: أنه كان يوما خارج قصره فرأى الموسيقيين والقينات يلبسون السواد ويبكون ويحملون نعشا , فسأل ماهذا؟ , قالوا: هذا الغناء والمعازف نذهب لدفنها , فقال رحمه الله: إذن أحسنوا دفنها لئلا تقوم مرة أخرى!!
وحفظ السلطان القرآن الكريم كله بعد ما أصبح سلطانا!!! , وعين للقضاة كتابا يفتون به على المذهب الحنفى , فأمر بتأليف الكتاب تحت نظره وإشرافه واشتهر الكتاب باسم "الفتاوى الهندية" أو "الفتاوى العالمكيرية" يعرفه كل طلبة العلم.
أى رجل كان!!! , وبنى مسجد "بادشاهى" فى لاهور بباكستان الآن , المسجد الذى ظل الى الآن شاهدا على عصر عز المسلمين وتمكينهم , وقضى على فتنة البرتغاليين فى المحيط , وكان رحمه الله يصوم رمضان كاملا ولا يفطر إلا على أرغفة من الشعير من كسب يمينه من كتابة المصاحف لا من بيت مال المسلمين!!
لم يستطع أن يحج الى بيت الله الحرام فاستعاض بذلك أن كتب مصحفين بخط يده وأرسل واحدا الى مكة والآخر للمدينة!!
وكان صاحب عبادة عظيمة , ويخضع للمشايخ ويقربهم ويستمع الى مشورتهم ويعظم قدرهم وأمر قواده أن يستمعوا الى مشورتهم بتواضع شديد , حتى أنه سمع أن نائبه بالبنغال اتخذ مثل العرش يجلس عليه فنهره وعنفه وأمره أن يجلس بين الناس كجلوس عامتهم!!
وكان يصوم الإثنين والخميس والجمعة من كل أسبوع لا يتركهم أبدا ويأبى إلا أن يصلى الفرائض كلها فى وقتها جماعة مع المسلمين , وكان يصلى التراوييح إماما بالمسلمين , ويعتكف العشر الأواخر فى المسجد , فكان أعظم ملوك الدنيا فى عصره.
وخصص موظفين يكتبون كل ما يقع من أحوال رعاياه ويرفعونها إليه، وأبطل عادة تقديم الهدايا إليه كما كان يفعل من قبل مع أسلافه، وكان يجلس للناس ثلاث مرات يوميًا دون حاجب يسمع شكاواهم.
ووفّق الى أمرين لم يسبقه اليهما احد من ملوك المسلمين: -
الأول: أنّه لم يكن يعطى عالما عطية أو راتبا إلا طالبه بعمل , بتأليف أو بتدريس , لئلا يأخذ المال ويتكاسل , فيكون قد جمع بين السيئتين , أخذ المال بلا حق وكتمان العلم!!
الثانى: أنّه أول من عمل على تدوين الأحكام الشرعية فى كتاب واحد , يُتخذ قانونا فوضعت له وبأمره وبإشرافه وتحت ناظره كتاب "الفتاوى الهندية – العالمكيرية" على المذهب الحنفى
دخل ملايين من المنبوذين فى الهند فى الإسلام ووقف حائلا مانع للمد الشيعى الصفوى على البلاد , وألّف كتابا شرح فيه أربعين حديثا شريفا – على غرار الأربعين النووية – وكان يكتب بخطه المصاحف ويبيعها ويعيش بثمنها لما زهد فى أموال المسلمين وترك الأخذ منها!!
وفاة السلطان أورانك زيب عالمكير:-
توفي السلطان في (28 من ذي القعدة 1118 هـ= 20 من فبراير 1707م) بعد أن حكم 52 سنة، وكان قد بلغ من تقواه أنه حين حضرته الوفاة أوصى بأن يُدفن في أقرب مقابر للمسلمين وألا يعدو ثمن كفنه خمس روبيات!!
بذلك يكون عمر السلطان حين وفاته 90 سنة!! , ولم يمنعه سنه بقيادة الجيوش أو قراءة القرآن , هكذا كانوا أجدادنا , لم يركنوا الى الدعة والراحة بل كانت حياتهم كلها لله , وبوفاة السلطان ابو المظفر محى الدين محمد أورانك زيْب عالمكير , انتهت عظمة دولة المسلمين فى الهند فجاء من بعده حكاما ضعافا وظل الأمر كذلك حتى انتهت تماما بسقوط آخر سلطان "بهادر شاه الثانى " عام 1857 بواسطة الإنجليز , ولم تقم للإسلام قائمة منذ ذلك الزمن فى تلك البلاد الشاسعة.
صورة لقبر السلطان أورانك زيْب لتعملوا مدى بساطة القبر فهكذا أوصى أن يدفن - رحمه الله ....
أرجو أن ينال الموضوع إعجابكم ونرجو نشره لتعم الفائد إن شاء الله
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 12:07]ـ
ينظر هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32196(/)
عقيدتى فى الله
ـ[احمد مصطفى كامل]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 06:20]ـ
عقيدتى فى الله
الحمد لله الواحد الموجود الفرد الصمد المعبود؛ وبعدُ:
فهذه عقيدتى فى الله:
إقرار واعتراف .. بعد انجراف وانحراف .. ومعايشة العقل فى فكر وإتراف .. ووقعه فى إجحاف وعدم إنصاف .. ومعاودة منى بفضل ربى إلى الفطرة بإشراق وإشراف .. أُقِرُّ بأنه لا سبيل إلى إنكار وجود قوة عظمى تدبر شئون هذا الكون وتسيره بحكمة دقيقة، وبنظام محكم،لايشوبه أدنى خلل، ولا تتداخله أقل العلل،هذه القوة وهذه الذات، ذات الإرادة والإبداع، والحكمة، والعناية،هى الله جل جلاله – سبحانه – وتقدست أسماؤه،وعظمت صفاته، وأحكمت أفعاله، وأبدعت صنعته.
لقد شطح فكرى، وشرد عقلى، وتاه ذهنى .. مأساة هى والله .. لقد كان غرضنا من العلم الوصول إلى الإيمان الكامل وتحقيقه، فإذا بنا نقع فى نقيضه .. مأساة هى والله .. ولكننى حقا إلى الآن لا أعرف ماذا حدث،وما هو السبب، أو أعرفه ولكننى لا أعترف به، أو أعترف به ولكننى أنكره، أو لا أنكره، ولكننى لست متحقق منه، أو متحقق منه، ولكننى لست جازم به، أو جازم به، ولكننى متردد فيه، أو غير متردد فيه، ولكننى غير مطمئن إليه، أو مطمئن إليه، ولكننى فى ريب من أمرى وشك فى نفسى، فمن الذى يهدينى إلى أرشد أمرى، أو يثبتنى على الهداية والهدى، أو يدفع عنى الغواية والردى، ليس سوى الله ربى هو مولانا ونعم النصير ..
لقد أيقنت الآن وعلمت، كيف يكون العلم سلاحا ذو حدين، وبلاء على صاحبه، وعلمت أن خير عقيدة واعتقاد
فى الله –عز وجل – هى عقيدة أهل الفطرة ببساطتها.
لقد كنت على دين أهل الفطرة، وكنت أعجب أشد العجب من أهل الإلحاد وأهل الدهر والطبيعيين، كيف ينكر هؤلاء وجود الله – عز وجل – كيف لا يؤمنون بهذا الإله العظيم، ويكفرون به وينسبون وجود هذا الكون الفسيح إلى نفسه،فهو مساير وسائر بنفسه، أو ينسبون وجوده إلى لا شىء، فهو هكذا كائن وهكذا كان،وهكذا كونه هو كما كان، فهو كما ترى، وكما ترى هو ..
ولكن .. آه .. ماذا .. إنها كارثة .. كارثة أن يعتز الإنسان بعقله، ويجعله حاكما حكما .. كارثة أن يستبد الإنسان بفكرة خطرة جالت بذهنه، وكانت شاردة، فأصبحت واردة وثابتة ومؤكدة ..
لقد علمت .. آه .. (علمت) .. لا أريد أن أقولها .. ولكن (علمت) أن العلم نقمة لا نعمة، لقد ساء بى الظن به .. إنها كارثة .. كارثة أن يترك الإنسان لنفسه عنان التفكير فيشرد به إلى هاوية لا سبيل إلى الصعود منها أو النفاذ أو الإنقاذ ..
ولكننى طأطأة رأسى صاغرا محتكرا نفسى ذليلا كسيرا أمام أهل العلم الشوامخ .. ولكننى الآن أقولها .. (العلم) .. لله درهم كيف نجوا .. لا شك أنهم قد حققوا من الإخلاص والتقوى ما كان زادهم إلى أن ماتوا على دين الفطرة واليقين فى الله.
أعاود الآن وأرددها ولا محيص لى عن ذلك فأقول: لقد علمت أن العلم كما هو نقمة فقد يكون نعمة .. لا بل هكذا ينبغى أن أقول: إن العلم كما هو نعمة فقد يكون نقمة.
أجل؛ فنعمة العلم هى القاعدة، والنقمة الناشئة منه هى استثناء طارىء، فالأصل فى العلم أنه نعمة لا نقمة، وذاك هو العلم النافع،فكون شاذة شردت فنقمت،لايعنى غلبانها.
الآن هدأت نفسى وارتاح بالى وسكنت خواطرى وربطت هواجس صدرى؛ لأننى عدت على دين الفطرة – البسيط فى عظمته – الآن رجعت أتذوق طعم الإيمان وحلاوته ..
الآن أتنفس الصعداء وأقول من أعماق نفسى: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، رضيت بالله ربا خالقا قادرا مريدا مبدعا قويا رازقا، ورضيت بالإسلام دينا لا أحيد عنه مهما وجدت ضباب الإلحاد بعينى رأسى، أو زرته بشوارد فكرى وجولات عقلى، فإنها – إى وربى – وساوس الشياطينى، ورضيت بمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبيا ورسولا لا نبى بعده.
ومن الآن لن أسمح لنفسى – وإن أبت – ولا لفكرى - وإن شرد – ولا لعقلى – وإن جال – أن يبتعد عن عقيدة التوحيد، وإن أرغمتنى نفسى وفكرى وعقلى يوما فأحدث ضلالا أو زاغ مرة أو مرارا فلا محيص لى إلا أن أرجع إلى دين الفطرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أجل .. لن أسمح لنفسى أبدا أن ترجع بى إلى ساحة الشبهات والظلمات .. لن أسمح لعقلى أبدا المعاودة إلى مشاغلة الفكر بالشك والريب والإرتياب المنتج عنه الإرتباك والحيرة والتشتت والتذبذب والتمزق المفضى إلى الضياع والخسران.
إنه لفكر فوضوى يصل بصاحبه إلى قعر وعر، إما أن يمكث فيه أبد الدهر، فلا يستطيع منه القيام، فيموت موت اللئام على غير ملة الإسلام، وإما أن يلطف الله به فينير له الطريق فلعله يلتمس الهداية ويترك ا لغواية ويعاود السير على البدء كما ولد – وما ولد إلا على دين الفطرة -.
أجل، الآن عرفت ما هو العقل وما هو قدره ومقداره، فالآن أحكم عليه بالعجز والتقصير .. وعلى الفكر بالوقص والنقص .. ولكننى مع ذلك أترك للعقل والفكر الحرية .. أجل وبكل شجاعة .. أترك لهما حرية النظر والتفكير والتأمل والإبصار فى هذا الكون الواسع الشاسع .. النظر فى هذه المخلوقات المتغايرة المتباينة .. أترك للعقل الحرية .. أترك له عنان السباحة فى هذه الساحة .. أجل انظروا ماذا أرى، تأملوا ماذا يصطاد لى، أتشعرون ماذا يملأونى الآن ويستحكم على جميع حواسى .. - الله جل جلالك- ما أعظمك من خالق عظيم مبدع حكيم .. الآن تذوقت حلاوة الإيمان .. انظروا .. ماذا فى السماوات .. شاهدوا ماذا فى الأراضين .. أبصروا ماذا نحن .. {وفى أنفسكم أفلا تبصرون} .. آمنت بالله حقا حقا .. آمنت بالله يقينا وصدقا ..
إننى انظر الآن إلى مخلوقات ربى فأرى عظمته وقدرته وحكمته وقوته، وأنَّى لى أن استوفى معانيها أو أن أقف على مراميها.
إننى أقرأ الآن كتاب ربى المسطور، وأتحقق فى كتابه المنظور مشاهدة ودراسة فتستعلى نفسى وتستعلى،وكأننى الآن عصفور فى جو السماء أسبح متغنيا بكلمات التوحيد لا إله إلا الله .. والتسبيح .. سبحان الله .. والتحميد .. الحمد لله .. والتكبير .. الله أكبر .. معترفا ومقرا بفضل ربى على {أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون. أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون}، {أءله مع الله بل هم قوم يعدلون – بل أكثرهم لايعلمون – قليلا ما تذكرون – تعالى الله عما يشركون – قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.
وأنَّى لإنسان أن يأتى ببرهان على الشرك والإلحاد، وقد أبت البراهين إلا أن تبرهن على كمال التوحيد.
قالوا ائتنا ببراهين فقلت لهم ... أنى يقوم على البرهان برهان؟
{ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}
وبعدُ: فقد كانت هذه صورة تصغرية جزئية لرحلتى بين الشك واليقين،نسأل الله – عز وجل – الغفران والعفو والعافية والسلامة والرشد فى الأمر كله.
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 11:29]ـ
الحمد لله الذي هداك وبصرك وللحق ردك ردا جميلا أسأل الله أن يكون شكر النعمة العلم النافع والعمل الصالح يسر الله لك كل خير وبارك الله فيك.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 09:48]ـ
أحمد الله إليكم حصول الهداية و العودة و الإنابة , وأستغرب أن تعزو ما حصل معك من شبهات إلى العلم لأن ما يعترض الشاك من شبهات عادة ًهو بسبب جهله و قصور فهمه و إدراكه أو- كما قلت- إحسانه الظن بعقله و إلا فالعلم يزيد الإنسان إيماناً بالله و تصديقا ولنا بأهل العلم و السلف الصالح أسوة حسنة.
وأعاذنا الله و كل مسلم من فتن الشهوات و الشبهات.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 11:08]ـ
جزاك الله خيرا, ثبتنا الله وإياك على الحق حتى نلقاه(/)
قانون السببية وإثبات الربوبية
ـ[احمد مصطفى كامل]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 06:23]ـ
قانون السببية وإثبات الربوبية
تمهيد وتوطئة:
كنت قد شرعت فى كتابة بحث فلسفى منذ بضعة أعوام، ووضعت خطة له فى إثبات قانون السببية، ولكننى لم أتمه، وعلى طريقتى فى كتابة البحوث، أننى أبدأ بكتابة المقدمة ثم أشرع فى صلب الكتاب، على خلاف المعهود، فكانت هذه المقدمة التمهيدية المبسطة لهذا البحث أنشره لعل فيه صغير فائدة، ولعلنى أستأنف الكتابة فيه إن يسر الله تعالى؛؛؛
لقد أصبحنا – الآن – نعيش فى زمن ملاحقة الزمن ومصارعته قبل أن يصارعنا فكان من نتاج ذاك هذا الكم الهائل من الإكتشافات والإختراعات، وهذه الطفرة الكبيرة فى الجانب الكيفى، والتقنية العلمية المذهلة – الرائعة والمروعة فى آنٍ – والتى نتج عنها فى بعض الأحيان من البعض نوع من الزهو والكبر، الذى أدى بهم إلى الإلحاد والكفر بالله العلى العظيم، إلا أن الحقيقة والحق كان يدعو إلى غير ما آل إليه الأمر؛ لأن هؤلاء القوم جانب مشغلتهم وعامل بحثهم تأبى إلا أن تثبت كفرهم وضلالهم وسفاهة أحلامهم.
لقد شاهدنا فى هذا العصر – عصر الانفجارات العلمية – عصر التكنولوجيات المتطورة، عصر اكتشاف الذرة ومفرداتها، وأكثر من مجرة وما يسبح فيها ... إلخ
لقد شاهدنا معاقل الإلحاد تطل علينا مكشرة عن أنيابها، وسمعنا أبواق الإلحاد فى أماكن بددا وبلاد عددا، بغطرسة غير معهودة ومعاندة غير مسبوقة، تستنكر الخالق المصور البارىء البديع.
مع أن هذه المعاقل الإلحادية – سبحان الله – بها المعامل التى تطعن فى عقيدتها ومعتقداتها الكفرية الشركية الإلحادية، بنفس الأيادى: الكفرية – الشركية – الإلحادية. والتى اسميها: بمعامل الإيمان – أجل معامل الإيمان – الإيمان بإنتاج غير إيمانى بل يحاربه – إنهم يصطنعون الإيمان – إن صح التعبير – أو يصطنعون أسبابه الموجبه له بأيديهم، مع عدم اعترافهم له ولا انتفاعهم به، ولا اتخاذهم منه العبرة والعظة.
فما هذا الكون الفسيح الذى كلما اكتشفنا منه جزءا دلنا على أجزاء أخرى (وإنا لموسعون) ما هذا الفضاء الشاسع، وهذه الكواكب السيارة، والأقمار المنيرة، والشموس المضيئة، التى تسير بدقة وانتظام.
إننا لو نظرنا نظرة عميقة إلى الطبيعة لوجدنا بديع ما صنع البارىء، فما من ظاهرة إلا أطل منها جمال الاتساق وتناسق التكرار، ألا ترى الشمس، وقد رفعت وجعلت الكواكب تدور حولها (وكل فى فلك يسبحون) لا تصادم ولا تقارب ولا ابتعاد (لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار) وهل لك أن تتصور محض تصور، أو تتخيل محض خيال، لو حدث تصادم أو تقارب أو تباعد، فماذ كان يمكن أن يحدث؟ ليس إلا الدمار والهلاك؛ إما ليل سرمدى، أو نهار أبدى، إما صيف حار، أو شتاء قارص قارس، إما ظلام دامس فى ليل طامس، أو نهار مضىء فى صباح لا يغيب، وأنى لمعيشة أن تكون فى مثل هذه الحال فى أقل تقدير يمكن أن يحدث، لو تخيل ارتطام أو تقارب أو تباعد. هذه الصورة التى أودعها الله المجموعة الشمسية ارتسمت فى أعين العلماء فتصوروها مكررة فى الكون بأجمعه، مكررة فى كل كائن فى الوجود، فى عالم الذرات كما هو الحال فى عالم المجرات.
وبيان ذلك وشاهده: أن الكون كله مكون من ذرات، وهذه الذرات مكونة من جزيئات كهربائية منها السالبة ومنها الموجبة، فالسالبة تسمى بالألكترون والموجبة تسمى بالبروتون، وهناك جزء معتدل الشحنة يسمى بالنيترون، ومن البروتون والنيترون تتكون نواة الذرة، أما الألكترون فيمثل الكواكب السيارة لهذه النواة.
ولنا أن نربط حال الذرة بحال بعض كواكب المجرة بجامع حالة الاتساق المنتظم المتكرر فيهما: فمثلا الشمس يمكنها أن تعيش بغير كواكب، ولكن الكواكب لا يمكنها أن تدور بغير الشمس.
والشمس مكونة من وحدات متماسكة تماسكاً شديداً، وهى وحدات متساوية بعضها مكهرب والبعض الآخر غير مكهرب.
والشمس بلغة العلم تسمى نواة، والكواكب تسمى إلكترونا، والوحدة المكهربة تسمى بروتونا، والوحدة غير المكهربة تسمى نيترونا، والنواة بإلكتروناتها الدائرة تسمى الذرة.
ولك أن تتخيل أيضا محض تخيل لو حدث تصادم أو تقارب أو تباعد بين جزيئات الذرة ماذا يمكن أن يحدث؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لو كانت الالكترونات ملتصقة بالبروتونات داخل الذرة، والذرات ملتصقة ببعضها بحيث تنعدم الفراغات، لكانت الكرة الأرضية بحجم البيضة.
فانظر إلى وجه الشبه والاتساق والتناسق بين عالم الذرة وعالم المجرة، انظر إلى الالكترونات التى تشكل الكواكب السيارة لنواة الذرة وهى تدور حولها بسرعة هائلة بحركة دائرية إهليلجية، وبسبب هذه السرعة الهائلة فى حركة الألكترون يبقى الألكترون متحركا هذه الحركة؛ إذ لولا هذا الدوران لجذبت كتلة النواة كتلة الالكترون، وعندئذ يكون العجب إذ فى هذه الحالة يصبح جِرم كالكرة الأرضية فى حجم بيضة الدجاجة، فالفراغ كبير جداً فى عالم الذرة، فكتل الجزيئات لا تأخذ إلا حيزاً صغيراً جداً من فراغ الذرة الواسع، وذلك أن البعد بين النواة والألكترونات الدائرة حولها كالبعد بين الشمس وكواكبها السيارة نسبياً.
فانظر إلى هذا الاتساق بين عالم الذرة وعالم المجرة، وانظر إلى الوحدة فى هذا النظام التى تدل على الله الواحد الأحد، إنها لوحدة تنطق بالتوحيد تدل على إله واحد وحد بين نظامها، ما هذا؟: إن الالكترون يدور على عكس عقارب الساعة، والأرض تدور على عكس عقارب الساعة، والشمس تدور على عكس عقارب الساعة، والكواكب السيارة تدور على عكس عقارب الساعة، والقمر وكل الأقمار تدور على عكس عقارب الساعة، والنجوم كلها تدور على عكس عقارب الساعة، وجرتنا التى تضم بين أجزائها مجموعتنا الشمسية تدور على عكس عقارب الساعة، والألكترون يدور على مدار بيضوى إهليلجى، والأرض تدور حول الشمس على مدار بيضوى إهليلجى، وكذلك الزهرة ونبتون والمشترى والكواكب السيارة، ومحور الأرض مائل، ومحور القمر مائل، ومحور المريخ مائل ... ومحور الشمس مائل، والعجيب أن النسبة بين النواة والكتروناتها كالنسبة بين الشمس وكواكبها السيارة.
إن مظاهر الطبيعة والحياة، بل وكل شىء فى الوجود له دلالاته الخاصة التى تنطق بالتوحيد، وتردد وتثبت وجود قوى عظمى تدير هذا الكون وتدبر شئونه من بعد أن أحكمه صنعة وأبدعه على نسقه المشاهد ... لا أنه يسير سيراً عشوائياً، حقاً لمن يتفكر، حقا لمن ينظر، حقا لمن يشاهد، حقا لمن يتأمل؛ ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحر ذات أمواج، أفلا يدل كل ذلك على مبدع للكون على نسق مستقيم وقدر عظيم؟ سبحانك ربى لا إله غيرك.
إلا أن الغباء والحماقة عندما تستحكم من أهلها، تستفرز بلاهة لا حدود لها، تؤدى إلى المعاطب التى تكسى صاحبها وتغرقه فيها، وهذا ما شاهدناه من أرباب الإلحاد فبدلا من أن يجعلوا المادة تنطق وتقول: سبحان الله الخالق المبدع البارىء، يستبدلون بالكلمة الأولى كلمة (أنا) ويجعلون المادة رغما عنها تقول: أنا الله الخالق ... وهذا محض حمق منهم، فإنهم إذا اعتذروا منه بالعلم أضافوا إلى حمقهم جهلا، فإذا أصروا على قولهم واعتذارهم، زادوا على الجهل الحمق والغفلة.
لقد رأيت الناس فى نسبة الخلق والمخلوق إلى الخالق الخلاق من عدم النسبة أو الخطأ فيها والانحراف على ثلاث فرق:
الفريق الأول: قوم قد محقت عقولهم وطمست بتاتا، وأنكروا مبدأ السببية من أصله، إذا: فمن خلق الخلق، وقدر لهم الأرزاق، وقسم بينهم معيشتهم، وأبدع الكون على ما هو مشاهد عليه وهو عليه حفيظ حافظ، فيقولون: لا شىء، إن الكون قد أوجد نفسه بنفسه، أو قد وُجِدَ مصادفة، محض مصادفة، بدون سبب ولا مسبب، فهو هكذا كان كما هو الآن كائن، وهو يسير بلا قوة تحكمه ولا قانون يستحكمه، وهكذا صيرورته وانتقاله من حال إلى حال بدون مدبر يدبره ولا مبدع أبدعه.
هذا هو حال فريق من الناس أنكروا السبب والمسبب معا، ونحن من أجلهم نكتب هذا البحث الذى نمهد له هذا التمهيد الذى بين يدينا الآن.
أما الفريق الثانى فيقولون: هناك سبب وراء خلق السماوات والأرض وما فيهما، ولكن لئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وما فيهما ليقولن: خلقتهن الطبيعة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فهؤلاء القوم قد أثبتوا السبب، ولكنهم أخطأوا فى نسبة المسبب، أثبتوا أن هذا الكون لا يسير بلا سببية؛ لأن لكل سبب مسبب، ولكل علة معلول، ولكل حدث وحادثة محدث، (والبعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير) فمن الغباء والحماقة والنوق والبلاهة والسفاهة والنزق، أن أرى بعرة وأقول هكذا هى وجدت أو هكذا هى أوجدت نفسها، ووجودها ليس له سبب ولا مسبب، لأن هذا معاندة ومكابرة وجحود واضح؛ لكونها إفرازة من إفرازات البعير.
ومن المعاندة والجحود أيضا أن أجد أثرا لمسير وأقول هكذا طبعت على الأرض وهكذا هو وجودها ناشىء عن غير ما منشىء، أو هى أوجدت نفسها بنفسها؛ لأن هذه سفسطة لا تغنى عن إثبات أنها أثر لذا القدم المسير.
إذا من الحماقة أن يكون هذا الكون بكل ما فيه يسير هكذا اعتباطا بدون موجد له ومدبر لشئونه، أليس كذلك؟ كلا، بل ليس غير ذلك.
ولكن لئن سألتهم من خلق الكون وما فيه ومن يدبر شئونه، ويحدث إحداثاته ويغير ثوابته، ويتبت متغيراته؟ ليقولن: هى الطبيعة!!
فهؤلاء القوم – مع هذا – أحسن حالا من الفريق الأول، وإن كانوا فى الكفر والضلال سواء، بل فى الجنون (والجنون فنون).
ولكن ... ، ولكنهم أحسن حالا؛ لأنهم أرادوا أن يحافظوا على مسكة من عقولهم، بأن أثبتوا قانون السببية على أصله، ولكنهم أخطأوا وضلوا فى النسبة إلى المسبب.
إذا نحن نتفق مع الفريق الثانى فى إثبات السببية، ونخالفهم فى المسبب، فهم يقولون الطبيعة، ونحن نقول: الله الواحد الأحد القاهر القهار.
والحقيقة أن مناقشة الطبيعيين لا تحتاج إلى ذاك البحث فى النقاش، ولا إلى إيراد الكثير من الحجج وسبكها، وتفنيد شبهاتهم ونسفها؛ لأن حالهم عندى لا يقل عن حال الفريق الأول من طمس العقول وسفاهتها إلا قليلا، وكما قلت: كلهم فى الجنون سواء إلا أن الجنون فنون، وما علينا إلا تبيين الحق وإظهار الحقيقة لهم لعل ما هم فيه عن عطب لا معاندة ومكابرة، لعل فساد عقولهم يئن إلى الصلاح أو تلين إلى الحق والفلاح.
فنقول لهم ماذا عن الطبيعة يا قوم: أهى الإله، أهى الخالق، أهى البارىء، أهى المصور، ثم أهى المدبر، أهى الرازق، أهى المعطى المانع، أهى الضار النافع، ... ، ...
تعالوا معى أيها العقلاء وقولوا لى: كيف خلقت الطبيعة هذا العالم وهذا الكون وهذه الحياة؟
مثلا: أريد أن أفهم هذه الأرض التى نعيش عليها، أليبست هى الطبيعة أو جزء من الطبيعة؟
أجل هى كذلك.
حسنا. أريد أن أفهم كيف خلقت، وكيف وجدت، بل أريد أن أعرف من الذى خلقها وأوجدها؟؟
أجيبوا: يقولون: الطبيعة.
حسنا. أوليست هذه الأرض هى نفسها الطبيعة؟
أجل. إذا الأرض خلقت نفسها بنفسها، فهى الخالق وهى المخلوق، وهى الحادث وهى المحدث، وذاك لا سبيل له إلا من طريقين كلاهما باطل:
1 - إما أن تكون الأرض خلقت نفسها بنفسها بدون سبب، وهذا باطل عندهم؛ لأنهم يثبتون قانون السببية وإن أخطأوا وضلوا فى المسبب.
2 - وإما أن تكون الأرض خلقت نفسها وهى المسبب قبل أن تخلق، وعندما خلقت ووجدت كانت هى السبب، وهذا لا سبيل له إلا من طريقين:
1 - إما أنها كانت موجودة قبل أن توجد، فأوجدت نفسها، وهذا باطل؛ لأنها لو كانت موجودة فإيجادها لنفسها تحصيل حاصل.
2 - وإما أنها لم تكن موجودة وهذا لا سبيل له إلا من طريقين:
أ - إما أنها لم تكن موجودة، فأوجدت نفسها، وهذا يرجع إلى الأول، أى فتكون هى الخالق والمخلوق فى آن، وهذا باطل كما سبق.
ب - وإما أنها لم تكن موجودة، فأوجدت غيرها، وهذا هراء باطل أيضا؛ إذ المعدوم لا يوجد ما كان معدوما مثله، فيخرجه إلى حيز الوجود؛ لأنه كان الأولى بالوجود وإيجاد نفسه من إيجاد غيره، ولو أوجد نفسه فيرجع الأمر إلى ما سبق ... ، وهكذا ...
ومن هنا أيضا يكون السبب عين المسبب، والمسبب هو نفس السبب، ومن هنا لا نكف عن العجب لعدم معرفتنا لا للمسبب ولا للسبب!!
ومن هنا يظهر لك بيانا بطلان سببية الطبيعة، ولكن هل لهم أن يقولوا: إن الطبيعة أوجد بعضها بعضا، فمثلا: القمر أوجده الأرض، والأرض أوجدتها الشمس، والشمس أوجدها كذا، وهكذا ...
إذا نقول لهم: فمن أوجد هذا، فمن أوجد هذا، إلى ما لا نهاية، وستظل السلسلة تتسلسل إلى أبد الدهر، إلا أن تقولوا: ما أوجد هذا، ولا هذا، ولا هذا، ... إلا الله الواحد القهار المبدىء المعيد الأول الآخر.
وهذا هو ما يقوله الفريق الثالث: الذين يثبتون السبب وينسبون فعله إلى مسبب، هذا المسبب هو الله الواحد الأحد، والبداهة تقول: كل حادث لا بد له من محدث، وكل وجود لا بد له من موجد، وكل سبب لا بد له من مسبب.
وبعد: فكان هذا تمهيد لذا البحث التالى عن السببية، ونحن فيه نثبت مبدأ السببية ونرد على إلحاد الفريق الأول من الماديين، الذين ينكرون قانون السببية، ونحن بإثباتنا لقانون السببية بشكله الكلى ودلالاته على ثبوت مسبب لهذا العالم، فإنه يثبت بالضرورة الرد على الفريق الثانى من الطبيعيين الذين أثبتوا مبدأ السببية وأخطأوا فى نسبة الفاعل المسبب، ولأن هذا القول فى حقيقته ينطوى على إنكار السببية لبطلان أن تكون الطبيعة سببا ومسببا.
وفى النهاية: أسأل المولى جل فى علاه أن يسدد طريقى ويوفقنى لإتمام هذا البحث؛ فيكون سببا لأن يلمس قلبا مؤمنا فيزيده إيمانا، أو يصادف عقلا حائرا فيكون له هدى وتبيانا، أو يلقى نفسا لوامة فيكون لها برهانا، أو يواجه نفسا أمارة فيكون عليها سلطانا.(/)
دليل التمانع والتوارد وإثبات وحدانية الإله الواحد
ـ[احمد مصطفى كامل]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 06:25]ـ
دليل التمانع والتوارد وإثبات وحدانية الإله الواحد
الله عز وجل واحد فى ذاته، واحد فى صفاته، واحد فى أفعاله، لا شريك له فهوالملك المليك، وهو الخالق الخلاق، وهو الرازق الرزاق، وهو المدبر المقيت، وإذا كان هو الرب فمن الملازمة فهو الإله المستحق للعبادة، وإذا استحق للعبادة وحده لكونه المتصرف وحده امتنع إشراك غيره معه فى الربوبية ولازمِها من الألوهية، فلو كان مع الله شريك لفسدت السماوات والأرض لإقتضاء التنازع بين المتشاركين، فهذا يريد الإعطاء وذاك يريد المنع، وهو الذى يفضى إلى اختلال النظام وفساد الحياة، وهذا هو ما ذكره الله تعالى فى قوله {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} الأنبياء22 وهذا ما يسميه علماء الكلام بدليل التمانع، ولبيان هذا الدليل نقول:
لو وجد إلهان متماثلا يدبران أمرهذا الكون للزم عجزهما سواء اتفقا أو اختلفا أو انقسما، وهذا سواء أكان عن اضطرار أو اختيار منهما.
1 - فإن كان عن اضطرار: لزم قهرهما وعجزهما، وإن قهرا أو عجزا لفنى العالم، وفناء العالم باطل بالمشاهدة، وهذا الإضطرار سواء فى الإتفاق أو الإختلاف أو الانقسام.
2 - وإن كان عن اختيار منهما:
أولا: فإن اختلفا: بأن أراد أحدهما إيجاد شىء وأراد الآخر عدمه، أو أراد أحدهما إعطاء والآخر أراد المنع فلا يخلو الحال من:
أ - إما أن ينفذ مرادهما معا فيلزم اجتماع الضدين وهو محال.
ب - وإما ألا ينفذ مرادهما فيلزم عجزهما معا، كما يلزم ارتفاع الضدين فى الممكن مع قبول المحل له، بل لو كان مستحيلا للزم القدرة على إيجاده إذ لا مُحال على القادر المطلق وإلا للزم العجز والعجز مستحيل على الإله.
ج – وإما أن ينفذ مراد أحدهما دون الآخر، فيلزم عجز من لم ينفذ مراده فلا يكون إلها كاملا، وكذلك يلزم العجز للذى نفذ مراده؛ لأن الفرض أنهما متماثلان فى كل شىء.
ثانيا: وإن اتفقا:
أ – فأما أن يتفقا على إيجاد الشىء معا بأن يؤثر كل منهما فيه على سبيل الإستقلال وهذا يلزمه وقوع مقدور بين قادرين وهو باطل.
ب – وإما أن يتفقا على إيجاده بطريق التعاون، وهذا يلزمه عجز كل واحد منهما على انفراده، والعجز ينافى الألوهية.
ونقول أيضا: إنهما إن اتفقا اختيارا أيضا فيتعرض لهما جوهر فرد (وهو ما لا يقبل الإنقسام) ولا يخلو الأمر فى إيجاده من:
1 - إما أن يوجداه معا على سبيل المشاركة، فيلزم منه انقسام ما لا ينقسم وهو محال؛ لأن الجوهر الفرد لا يقبل الإنقسام.
2 - وإما أن يوجد أحدهما عين ما أوجده الآخر، فيلزم منه تحصيل الحاصل وهو محال.
3 - وإما أن يوجده أحدهما ويعجز الآخر فيكون الآخر ليس بإله؛ لأنه عجز والإله ليس بعاجز؛ والذى قدر على فعله أيضا ليس بإله، لأن الفرض أنه مثل الأخر ومثل العاجز عاجز.
4 - و إما أن يعجزا معا فيكونا ليسا بإلهين، وإذا لزم عجزهما عن إيجاد هذا الجوهر، لزم عجزهما عن سائر الممكنات؛ لأنه لا فرق بين ممكن وممكن.
ثالثا: وإما أن ينقسما: على أن يتصرف أحدهما فى بعض العالم كالشرق والثانى فى البعض الآخر كالغرب مثلا.
وهذا محال من وجهين:
الأول: أن نقول: هل إله الشرق قادر على مقدورات إله الغرب والعكس أم لا؟ 1 - فإن كان أحدهما قادرا والآخر عاجز: لزم بطلان ألوهية العاجز، وكذا القادر لفرض التساوى بينهما.
2 - وإن كان كل منهما قادرا:
أ - فإما أن تكون قدرة إيجاد، وهو تحصيل حاصل، وأقول: حتى لو استطاع إيجاد الجنس أو النوع من بعد إيجاده من فعل الأول فليس هذا المراد إنما المراد، إيجاد العين والأصل أو إيجاد المبدأ أو إيجاد الإبداع الذى هو من لا شىء.
ب - وإما أن تكون قدرة إعدام فيحصل الفساد كما سبق.
ج - وإما أن تكون قدرة مشاركة فترجع إلى ما سبق.
3 - وإن لم يكن أحد منهما قادرا: لثبت عجزه، والعجز محال على الإله؛ لأن شرط الإله القدرة المطلقة على جميع الممكنات.
الثانى: أن تخصيص كل منهما بجزء معين بأن يأخذ هذا الشرق وذاك الغرب، فهذا التخصيص إما أن يكون:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - من مخصص خارج عنهما، والمخصص بدوره يحتاج إلى مخصص آخر، وتتسلسل المسألة إلى ما لا نهاية.
2 - وإما أن يكون التخصيص بإختيارهما وليس من مخصص خارج عنهما، وهو محال أيضا؛ لأن الفاعل المختار هو الذى يتأتى منه الفعل والترك بحيث يستطيع كل واحد منهما أن يتصرف فى مقدورات الآخر وهو محال؛ لأنه لو تصرف فى هذه المقدورات: فإما أن يتصرف فيها بالإيجاد أو بالإعدام:
1 - والإيجاد تحصيل حاصل، كما سبق.
2 - والإعدام يستلزم اضطراب العالم وفساده وتداخل الإرادات والتنازع، كما سبق أيضا.
وبعد: فإذا بطلت كل الإيرادات السابقة فلا يبقى معنا إلا إيراد واحد وهو أنه: لا إله إلا الله، أى لا يوجد إله حق يستحق للعبادة والخضوع والخنوع إلا الله الواحد الأحد؛ لأنه هو الرب الخالق البارىء المصور البديع، وصدق الله إذ يقول {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} الأنبياء22 ويقول: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} المؤمنون91. ويقول: {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً} الإسراء42
ونحن نجد ما ذكرناه آنفا من الإفتراضات الثلاثة السابقة وبطلانها قد ذكرها الله تعالى وأبطلها فى كلمات قليلة معجزة:
1 - ففى إبطال الفرض الأول وهو اختلافهما قال: {وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} المؤمنون91، {إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً} الإسراء42.
2 - وفى إبطال الفرض الثانى وهو اتفاقهما قال: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} الأنبياء22
3 - وفى إبطال الفرض الثالث وهو انقسامهما قال: {إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} المؤمنون91.
ملاحظات وتنبيهات:
الملاحظة الأولى وهى: أن هذا الدليل قد وجه بعدة انتقادات من بعض المتكلمين من كونه دليل قاصر لتجاهلة لجانب الاتفاق بين الألهة كما حرره الأشعرى أو لأن بعضهم حرره على جهة امتناع الفعل وتوارد مؤثرين على مؤثر واحد والبعض الآخر حرره على جهة امتناع الفاعلين وقد دافع متكلمة الأشاعرة عن هذا الدليل وردوا على هذا الانتقادات، ونحن قد ذكرنا هذا الدليل على صورته الكاملة التى تتحاشا هذه الانتقادات والقصور.
الملاحظة الثانية وهى: أن علماء أهل السنة قد وجهوا أيضا انتقادات لهذا الدليل فى مجملها لا تعكر على ذات الدليل من وقوع قصور فيه أو ضعف دلالته – فى الغلب منهم – ولكن كان أكثر انتقادهم يتمثل فى فساد نية المتكلمين وسوء استخدامهم له، وتنزيلهم له على نص الأية الكريمة {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} الأنبياء22 وغايتهم من اثبات الدليل من مجرد إثبات الربوبية لا الألوهية والصانعية لا العبودية، وأنا أقول: فى الحقيقة أن هذا الدليل الذى أراه فيه أنه دليل جيد لإثبات الوحدانية لله تعالى وإذا كان الأمر يتعلق بسوء النوايا وسوء الاستخدام فعلينا نحن بإستخدامه الإستخدام الصحيح وإصلاح نيتنا، وأما أن غاية المتكلمين منه إثبات مجرد الربوبية وحسب وإسقاطهم له على الآيه وخطئهم فى تفسير الآية فهذا لا نوافق عليه ولكن نبين الحق أن الآية الكريمة تدل دلالة كبيرة على هذا الدليل بدلالة المفهوم بل والسياق أيضا ونقول أيضا أن الآية تقرر انتفاء وامتناع وجود رب إله مع الله تعالى؛ وذلك لأن إثبات الربوبية يقتضى إثبات الألوهية وإثبات الألوهية يقتضى إثبات الربوبية إذ لا يستحق المعبود الإله العبودية إلا إذا كان ربا خالقا مدبرا مهيمنا، والعكس فإذا ثبتت الربوبية لرب فو يستحق العبودية وهذا ظاهر وبين لا التباس فيه.
الملاحظة الثالثة وهى: أن هذا الدليل يصلح للرد على النصارى فى اتخاذ الابن لله – تعالى عن ذلك – ومشاركته لله فى أعماله فى الدنيا والآخرة، وأنا لست فى معرض الرد عليهم فإنا لنا ردودنا المخصصة لذلك، ولكن الذى أحب أن أنوه إليه هو بطلان مشاركة الله تعالى - الذى استحق العبادة فى الدنيا - المقاضاة معه فى الآخرة ومداينة الناس ومحاسبتهم؛ لأن انتفاء الشركة فى الدنيا ينفى المشاركة بعدها وهذا يرد على قول النصارى: {لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ} (يوحنا:5/ 22)
وقولهم: {لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، 27وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ} (يوحنا: 5/ 26 - 27) وأنا لست فى معرض مناقشة هذه النصوص وردها بنصوص خصوصية المداينة للرب ونفيها عن الابن، ولكنى أنوه مجرد تنويه لذكرنا للدلالة العقلية التى ذكرناها.(/)
مناظرة ابن عباس للخوارج
ـ[احمد مصطفى كامل]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 06:29]ـ
مناظرة ابن عباس للخوارج
دروس وعبر
يقول الشهرستانى فى الملل والنحل: << الخوارج: كل من خرج على الإمام الحق الذى اتفقت الجماعة عليه يسمى: خارجيا، سواء كان الخروج فى أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين بإحسان، والأئمة فى كل مكان >>.
وإن كان المفهوم الخاص للخوارج: هم من خرج على الإمام على رضى الله عنه، والمفهموم العام لهم هو: ما اصطلح عليه إعلاميا بجماعات التكفير، أو الجماعات الغالية، أو الجماعات النارية، وهم الذين خرجوا على الحكام المسلمين.
إلا أن أول بذرة لهم هم من خرجوا على الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه وكفروه هو ومعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه وباقى الصحابة وكل من خالفهم، ورفعوا شعار (لا حكم إلا لله)، فكان لا بد من مواحهة هذا الفكر الفاسد، ولكن قبل مواجهته بالسيف كانت المواجهة بالعقل والمحاورة لعل ما هم عليه من اعتقاد عن سوء فهم لا عن عناد، وممن قام بهذه المهمة الصحابى الجليل عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن حقا، فكانت منه هذه الرائعة من المحاورة التى بددت شبهاتهم بالحجة القاطعة والبرهان الساطع، والذى جعل ثلثهم يرجع عن غيه، وهاك هى تلك المناظرة:
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ اجْتَمَعُوا فِى دَارٍ وَهُمْ سِتَّةُ آلاَفٍ أَتَيْتُ عَلِيًّا رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبْرِدْ بِالظُّهْرِ لَعَلِّى آتِى هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ فَأُكَلِّمُهُمْ. قَالَ: إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكَ. قَالَ قُلْتُ: كَلاَّ. قَالَ: فَخَرَجْتُ آتِيهُمْ وَلَبِسْتُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنْ حُلَلِ الْيَمَنِ فَأَتَيْتُهُمْ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ فِى دَارٍ وَهُمْ قَائِلُونَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: مَرْحَبًا بِكَ يَا أَبَا عَبَّاسٍ فَما هَذِهِ الْحُلَّةُ؟ قَالَ قُلْتُ: مَا تَعِيبُونَ عَلَىَّ لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الْحُلَلِ وَنَزَلَتْ (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) قَالُوا: فَمَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: أَتَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ صَحَابَةِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ لأُبْلِغَكُمْ مَا يَقُولُونَ وَتُخْبِرُونِى بِمَا تَقُولُونَ فَعَلَيْهِمْ نَزَلَ الْقُرْآنُ وَهُمْ أَعْلَمُ بِالْوَحْىِ مِنْكُمْ وَفِيهِمْ أُنْزِلَ وَلَيْسَ فِيكُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ تُخَاصِمُوا قُرَيْشًا فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَتَيْتُ قَوْمًا لَمْ أَرَ قَوْمًا قَطُّ أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْهُمْ مُسَهَّمَةٌ وُجُوهُهُمْ مِنَ السَّهَرِ كَأَنَّ أَيْدِيَهُمْ وَرُكَبَهُمْ ثَفِنٌ عَلَيْهِمْ قُمُصٌ مُرَحَّضَةٌ قَالَ بَعْضُهُمْ لَنُكَلِّمَنَّهُ وَلَنَنْظُرَنَّ مَا يَقُولُ. قُلْتُ: أَخْبِرُونِى مَاذَا نَقَمْتُمْ عَلَى ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَصِهْرِهِ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ قَالُوا: ثَلاَثًا. قُلْتُ: مَا هُنَّ؟ قَالُوا: أَمَّا إِحْدَاهُنَّ فَإِنَّهُ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِى أَمْرِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ) وَمَا لِلرِّجَالِ وَمَا لِلْحُكْمِ. فَقُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ. قَالُوا: وَأَمَّا الأُخْرَى فَإِنَّهُ قَاتَلَ وَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ فَلَئِنْ كَانَ الَّذِينَ قَاتَلَ كُفَّارًا لَقَدْ حَلَّ سَبْيُهُمْ وَغَنِيمَتُهُمْ وَإِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ مَا حَلَّ قِتَالُهُمْ قُلْتُ: هَذِهِ ثِنْتَانِ فَمَا الثَّالِثَةُ؟ قَالُوا: إِنَّهُ مَحَا اسْمَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَهُوَ أَمِيرُ الْكَافِرِينَ. قُلْتُ: أَعِنْدَكُمْ سِوَى هَذَا؟ قَالُوا: حَسْبُنَا هَذَا. فَقُلْتُ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَرَأْتُ عَلَيْكُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَمِنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ -صلى الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلم- مَا يُرَدُّ بِهِ قَوْلُكُمْ أَتَرْضَوْنَ؟ قَالُوا: نَعَمْ فَقُلْتُ لَهُمْ: أَمَّا قَوْلُكُمْ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِى أَمْرِ اللَّهِ فَأَنَا أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ مَا قَدْ رُدَّ حُكْمُهُ إِلَى الرِّجَالِ فِى ثَمَنِ رُبُعِ دِرْهَمٍ فِى أَرْنَبٍ وَنَحْوِهَا مِنَ الصَّيْدِ فَقَالَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) إِلَى قَوْلِهِ (يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ) فَنَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ أَحُكْمُ الرِّجَالِ فِى أَرْنَبٍ وَنَحْوِهَا مِنَ الصَّيْدِ أَفْضَلُ أَمْ حُكْمُهُمْ فِى دِمَائِهِمْ وَإِصْلاَحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ وَأَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ لَحَكَمَ وَلَمْ يُصَيِّرْ ذَلِكَ إِلَى الرِّجَالِ وَفِى الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهُمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا) فَجَعَلَ اللَّهُ حُكْمَ الرِّجَالِ سُنَّةً مَاضِيَةً أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُكُمْ قَاتَلَ فَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ أَتَسْبُونَ أُمَّكُمْ عَائِشَةَ ثُمَّ تَسْتَحِلُّونَ مِنْهَا مَا يُسْتَحَلُّ مِنْ غَيْرِهَا فَلَئِنْ فَعَلْتُمْ لَقَدْ كَفَرْتُمْ وَهِىَ أُمُّكُمْ وَلَئِنْ قُلْتُمْ لَيْسَتْ بِأُمِّنَا لَقَدْ كَفَرْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ (النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) فَأَنْتُمْ تَدُورُونَ بَيْنَ ضَلاَلَتَيْنِ أَيَّهُمَا صِرْتُمْ إِلَيْهَا صِرْتُمْ إِلَى ضَلاَلَةٍ فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قُلْتُ: أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. وَأَمَّا قَوْلُكُمْ مَحَا نَفْسَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَنَا آَتِيكُمْ بِمَنْ تَرْضَوْنَ أُرِيكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ كَاتَبَ الْمُشْرِكِينَ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ: «اكْتُبْ يَا عَلِىُّ هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ». فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لاَ وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا قَاتَلْنَاكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّى رَسُولُكَ اكْتُبْ يَا عَلِىُّ هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ». فَوَاللَّهِ لَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَيْرٌ مِنْ عَلِىٍّ وَمَا أَخْرَجَهُ مِنَ النُّبُوَّةِ حِينَ مَحَا نَفْسَهُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: فَرَجَعَ مِنَ الْقَوْمِ أَلْفَانِ وَقُتِلَ سَائِرُهُمْ عَلَى ضَلاَلَةٍ.
هذه الواقعة أخرجها النسائى فى الكبرى وفى خصائص على والبيهقى فى السنن والحاكم فى المستدرك والطبرانى فى الكبير وعبد الرزاق فى المصنف وهى صحيحة.
الدروس المستفادة من هذه الواقعة:
1 - بيان مكانة عبد الله بن عباس وفضله وعلمه وما حباه الله به من الفطنة والذكاء والفهم والفقه فى الدين، ولما لا وقد دعا النبى صلى الله عليه وسلم له بذلك:
أخرج البخارى والترمذى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ ضَمَّنِى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى صَدْرِهِ وَقَالَ «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ».
وأخرج الترمذى وصححه الألبانى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ دَعَا لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُؤْتِيَنِى اللَّهُ الْحِكْمَةَ مَرَّتَيْنِ.
وأخرج ابن ماجه وصححه الألبانى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ضَمَّنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَيْهِ وَقَالَ «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ وَتَأْوِيلَ الْكِتَابِ».
وأخرج أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «اللَّهُمَّ أَعْطِ ابْنَ عَبَّاسٍ الْحِكْمَةَ وَعَلِّمْهُ التَّأوْيلَ».
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج البخارى وأحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ضَمَّنِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ».
وأخرج البخارى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ الْخَلاَءَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا قَالَ «مَنْ وَضَعَ هَذَا». فَأُخْبِرَ فَقَالَ «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِى الدِّينِ».
وأخرج أحمد وصححه الألبانى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَتِفِى - أَوْ عَلَى مَنْكِبِى شَكَّ سَعِيدٌ - ثُمَّ قَالَ «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِى الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ».
2 - جواز إقامة المناظرة والمخاصمة مع أهل الباطل ومقارعتهم بالحجة والبرهان وتفنيد حججهم الواهية التى رسخت فى أذهانهم عن عمى وجهالة، إذا ظن أن من وراء مجادلتهم النفع والرجوع عن غيهم وضلالهم، لا من أجل الترف العقلى أو الظهور والبروز الذاتى، بل لإحقاق الحق وإبطال الباطل، وقد ذكر الله تعالى مجادلة أنبيائه مع أقوامهم، فذكر عن نوح عليه السلام ومقولة قومه له {قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} هود32
وقال عن قوم إبراهيم إذ جادلوه وحاولوا مقارعته بالحجج الباطلة: {وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ} الأنعام80
وأمر سبحانه بالمجادلة التى هى أحسن من غيرها الخالية من السباب والشتم فقال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} النحل125
وقال أيضا عند مناظرة اليهود والنصارى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} العنكبوت46
3 - أنه على أهل العلم والحكمة الذين منَّ الله عليهم بالفقه فى الدين وحباهم الله تعالى الرزانة والحصافة إذا ظهرت الفتن أن يُخرجوا علمهم ويستخرجوا ملكتهم لكشف عوارى الجهل وأهله، وتزييف كلمة الباطل ودحضها، فلعلى الله تعالى على أيديهم أن يطفىء نيران فتنة قد أججت ويخمد لهيبها.
4 - أنه على الحاكم المسلم الحصيف ألا يقارع أهل الفكر الزائف والمعتقد الفاسد بالسنان قبل مقارعتهم باللسان والحجة والبرهان؛ إذ لا يفل الحديد إلا الحديد، وكذا الفكر لا يقاوم إلا بالفكر، كما أنه على كل حاكم مسلم ألا يواجه هؤلاء بالشدة والحدة قبل أن يقيم عليهم المحجة، فإن ذلك يزيدهم على ضلالهم ضلالا وعلى غيهم غيا وبهتانا، لذا فإننى أرى أن من أكبر عوامل نشر الفكر المنحرف عن الجادة السوية – ولا أقول الفكر التكفيرى أو الإرهابى أو المتشدد؛ لأن هؤلاء لهم عذرهم بخروجهم بمثل هذا الفكر والمعتقد، للعوامل النفسية والسياسية والاجتماعية، ولتقصير أهل العلم عن تبيين الحق والحقيقة – أقول من أكبر عوامل نشر هذا الفكر هى أجهزة الأمن التى تعمل فى نفس الأمر على إخماد هذا الفكر ومحاربته، كيف ذلك؟ لسوء معاملتهم ولجهالتهم إذ يحسبون أنه تحت وطئة التعذيب قد يرجع أحدهم عن معتقده، كيف ذلك وأنَّى يكون؟ وهو يرى فى تعذيبه هذا جنته والنعيم المقيم الذى أعده الله له جزاء صبره على هذا البلاء من تسلط أعداء الله الظلمة بل الكفرة فى اعتقاده عليه، إذا على الحكام الإستعانة بأهل العلم فى مواجهة الفكر التكفيرى الخارج عن المنظور الإسلامى السوى والوسطى، ولكن أقول: ضد الفكر الخارج عن وسطية الإسلام لا ضد الإسلام، ولا ضد المتمسكين بصحيح الدين!.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - عدم جواز الخروج على الحاكم المسلم ما دام يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولم ينكر معلوما من الدين بالضرورة، حتى ولو كان ظالما جائرا أو فاسقا فاجرا، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، أخرج البخارى ومسلم عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِى أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقُلْنَا حَدِّثْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَقَالَ دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَبَايَعْنَاهُ فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِى مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ قَالَ «إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ».
6 - أن سبب فتنة أهل التكفير فى كل عصر ومصر هو الجهل بالدين واتباع بعض نصوص الشرع دون فهم لها، أو عدم العلم بباقى النصوص الأخرى التى يرد فيها المتشابه إلى المحكم، والمبهم إلى الواضح؛ لذا لما ذهب ابن عباس إلى الخوارج وبين لهم باقى النصوص رجع منهم ألفان أى ثلثهم، إذا إن قتل الفكر التكفيرى فى مهده لا سبيل له إلا عن طريق العلم، العلم النابع من الوحيين بفهم أهل العلم الذين رسخت أقدامهم وذاع صيتهم، وعلم التزامهم بالمنهج السديد والفكر الرشيد، واتباعهم لفهم من فهم فى الزمن السعيد من الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الوعيد.
7 - أن عبادة الله تعالى بعلم وإن قلت خير من عبادته بجهل وإن كثرت العبادة؛ لذا فإن العالم خير من العابد، أخرج أبو داود وابن ماجه وصححه الألبانى عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِى الدَّرْدَاءِ فِى مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنِّى جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- لِحَدِيثٍ بَلَغَنِى أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا جِئْتُ لِحَاجَةٍ. قَالَ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».
أخرج الترمذى متصلا والدارمى مرسلا وصححه الألبانى عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاَنِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِى عَلَى أَدْنَاكُمْ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِى جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ».
وأنظر إلى وصف النبى صلى الله عليه وسلم لعبادتهم أخرج البخارى ومسلم عَنْ أَبِى سَلَمَةَ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُمَا أَتَيَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ فَسَأَلاَهُ عَنِ الْحَرُورِيَّةِ أَسَمِعْتَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ لاَ أَدْرِى مَا الْحَرُورِيَّةُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «يَخْرُجُ فِى هَذِهِ الأُمَّةِ - وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا - قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ - أَوْ حَنَاجِرَهُمْ - يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَيَنْظُرُ الرَّامِى إِلَى سَهْمِهِ إِلَى نَصْلِهِ إِلَى رِصَافِهِ، فَيَتَمَارَى فِى الْفُوقَةِ، هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنَ الدَّمِ شَىْءٌ».
وأنظر إلى وصف ابن عباس لهم قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَتَيْتُ قَوْمًا لَمْ أَرَ قَوْمًا قَطُّ أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْهُمْ مُسَهَّمَةٌ وُجُوهُهُمْ مِنَ السَّهَرِ كَأَنَّ أَيْدِيَهُمْ وَرُكَبَهُمْ ثَفِنٌ عَلَيْهِمْ قُمُصٌ مُرَحَّضَةٌ.
هذا والله تعالى الهادى إلى سواء السبيل
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 04:34]ـ
جزاكم الله عنا خير الجزاء, ونفع بكم(/)
الإمام أحمد ومحنته .. دروس وعبر
ـ[احمد مصطفى كامل]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 06:31]ـ
الإمام أحمد ومحنته .. دروس وعبر
الله عز وجل يتكلم بصوت وحرف مسموع يسمعه لمن شاء متى شاء وأنى شاء، وقد ثبتت له هذه الصفة الجليلة فى غير ما آية من كتابه وحديث من أحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم، منها قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} البقرة253 وقوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} النساء164 وقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} الأعراف143 وقوله تعالى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} الأعراف22، وعَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ». أخرجه البخارى (7512) ومسلم (1016) والترمذى (2415). فالله عز وجل يتكلم ومن كلامه الذى تكلم به القرآن الكريم المعجز، إلا أن قوما مما يعملون العقول المحدودة ويردون النقول الثابتة، لم يرضهم أن يثبتوا لله هذه الصفة الجليلة زعما منهم أنها تشبه البشر، وما هذا منهم إلا محض جهالة أليس نفى هذه الصفة عن الله هى اثبات لضدها وهى الخرس؟؟؟؟؟ فخرج هؤلاء القوم عن الجادة وزعموا أن القرآن الكريم ليس كلام تكلم الله به بل خلقه بأمره الإشارى.
وكان مبدأ هذه الفتنة لما تولى الخليفة العباسي المأمون الخلافة سنة193هـ، فصار من أمره ما صار من ترجمة كتب اليونان وتقريب حاشية السوء أمثال أحمد بن أبي دؤاد، فكان هذا الرجل يحسن له مقولة خلق القرآن، ويدعوه إليها، حتى استجاب المأمون لها.
وفي عام 212هـ فتح باب القول فيها، وأعلن المناظرة عليها، وأمر إسحاق بن إبراهيم وهو صاحب شرطة بغداد أن يمتحن سبعة من كبار العلماء في بغداد، فأجاب هؤلاء تقية؛ إلا أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح لم يستجيبا ولم يخنعا، فأمر المأمون بإحضارهما، وكان الإمام أحمد في الطريق يسأل الله أن لا يرى وجه المأمون، فمات المأمون وهما في الطريق سنة218هـ، فرُدَّا إلى بغداد، ومات محمد بن نوح في الطريق، وبقي الإمام أحمد وحيداً، ثم تولى المعتصم الخلافة سنة 218هـ، وكان قد أوصاه أخوه المأمون أن يواصل أمر المحنة على القول بخلق القرآن، وقد بلغ البلاء أشده في عصره، فأمر بحبس الإمام أحمد وجلده، ويروى عن الإمام أحمد أنه قال فى وصف رحلته إلى المعتصم مكبلاً بالحديد: << لم أستطع أن أمشى بأغلال الحديد فربطتها فى التكة وحملتها بيدى ثم جاءونى بدابة فحملت عليها فكدت أن أسقط على وجهى من ثقل القيود وليس معى أحد يمسكنى فسلم الله حتى جئنا دار المعتصم ... >> وكان المعتصم يبعث له من يناظره بأدلة عقلية، وهو رابط الجأش يقول: أعطوني شيئاً من كتاب الله أوسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى أقول به، ولم يتغير رأيه، وفي عام 220هـ أطلقه المعتصم، ورفع عنه المحنة وعن غيره، وكان ذلك بعد فتنة عظيمة ومحنة جسيمة تعرض لها الإمام أحمد وسوف أذكر هذه الرواية العظيمة والرائعة التى تبين لنا هذا الخطب الجلل وهى واحدة من مناظراته، وهى ما ذكرها القاضى أبى الحسين محمد بن أبى يعلى الفراء البغدادى الحنبلى فى طبقات الحنابلة ج1 ص 437: 443 قال: << حدثنا أحمد بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النوسي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني قال: حدثنا علي بن صالح المصري حدثنا سليمان بن عبد الله السجزي قال: أتيت إلى باب المعتصم وإذا الناس قد ازدحموا على بابه كيوم العيد فدخلت الدار فرأيت بساطا مبسوطا وكرسيا مطروحا فوقفت بإزاء الكرسي فبينما أنا قائم فإذا المعتصم قد أقبل فجلس على الكرسي ونزع نعله من رجله ووضع رجلا على رجل ثم قال: يحضر أحمد بن حنبل فأحضر فلما وقف بين يديه وسلم عليه قال: له يا أحمد تكلم ولا تخف فقال: أحمد والله يا أمير المؤمنين لقد دخلت عليك وما في قلبي مثقال حبة من الفزع فقال: له المعتصم ما تقول في القرآن فقال: كلام
(يُتْبَعُ)
(/)
الله قديم غير مخلوق قال: الله عز وجل " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " فقال: له عندك حجة غير هذا فقال: أحمد نعم يا أمير المؤمنين قول الله عز وجل " الرحمن علم القرآن " ولم يقل الرحمن خلق القرآن وقوله عز وجل " يس والقرآن الحكيم " ولم يقل يس والقرآن المخلوق فقال: المعتصم احبسوه فحبس وتفرق الناس فلما أصبحت قصدت الباب فأدخل الناس فدخلت معهم فأقبل المعتصم وجلس على كرسيه فقال: هاتوا أحمد بن حنبل فجيء به فلما أن وقف بين يديه قال: له المعتصم كيف كنت يا أحمد في محبسك البارحة فقال: بخير والحمد لله إلا أني رأيت يا أمير المؤمنين في محبسك أمراً عجبا قال: له وما رأيت قال: قمت في نصف الليل فتوضأت للصلاة وصليت ركعتين فقرأت في ركعة " الحمد لله " و " قل أعوذ برب الناس " وفي الثانية " الحمد لله " و " قل أعوذ برب الفلق " ثم جلست وتشهدت وسلمت ثم قمت فكبر قرأت " الحمد لله " وأردت أن أقرأ " قل هو الله أحد " فلم أقدر ثم اجتهدت أن أقرأ غير ذلك من القرآن فلم أقدر فمددت عيني في زاوية السجن فإذا القرآن مسجى ميتا فغسلته وكفنته وصليت عليه ودفنته فقال: له ويلك يا أحمد والقرآن يموت فقال: له أحمد فأنت كذا تقول إنه مخلوق وكل مخلوق يموت فقال: المعتصم قهرنا أحمد فهرنا أحمد فقال: ابن أبي داود وبشر المريسي اقتله حتى نستريح منه فقال: إني قد عاهدت الله أن لا أقتله بسيف ولا أمر بقتله بسيف فقال: له ابن أبي دؤاد اضربه بالسياط فقال: نعم ثم قال: أحضروا الجلادين فأحضروا فقال: المعتصم لواحد منهم بكم سوط تقتله فقال: بعشرة يا أمير المؤمنين فقال: خذه إليك قال: سليمان السجزي فأخرج أحمد بن حنبل من ثيابه وائتزر بمئزر من الصوف وشد في يديه حبلان جديدان وأخذ السوط في يده وقال أضربه يا أمير المؤمنين فقال: المعتصم اضرب فضربه سوطا فقال: أحمد الحمد لله وضربه ثانياً فقال: ما شاء الله كان فضربه ثالثاً فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فلما أراد أن يضربه السوط الرابع نظرت إلى المئزر من وسطه قد انحل ويريد أن يسقط فرفع رأسه نحو السماء وحرك شفتيه وإذا الأرض قد انشقت وخرج منها يدان فوزرتاه بقدرة الله عز وجل فلما أن نظر المعتصم إلى ذلك قال: خلوه فتقدم إليه ابن أبي دؤاد وقال له يا أحمد قل في أذني إن القرآن مخلوق حتى أخلصك من يد الخليفة فقال: له أحمد يابن أبي دؤاد قل في أذني إن القرآن كلام الله غير مخلوق حتى أخلصك من عذاب الله عز وجل فقال: المعتصم أدخلوه الحبس قال: سليمان فحمل إلى الحبس وانصرف الناس وانصرفت معهم فلما كان الغد أقبل الناس وأقبلت معهم فوقفت بإزاء الكرسي فخرج المعتصم وجلس على الكرسي وقال هاتوا أحمد بن حنبل فجيء به فلما وقف بين يديه قال: له المعتصم كيف كنت في محبسك الليلة يا ابن حنبل قال: كنت بخير والحمد لله فقال: يا أحمد إني رأيت البارحة رؤيا قال: وما رأيت يا أمير المؤمنين قال: رأيت في منامي كأن أسدين قد أقبلا إلي وأرادا أن يفترساني وإذا ملكان قد أقبلا ودفعاهما عني ودفعا إلي كتابا وقالا لي هذا المكتوب رؤيا رآها أحمد بن حنبل في محبسه فما الذي رأيت يا ابن حنبل فأقبل أحمد على المعتصم فقال: له يا أمير المؤمنين فالكتاب معك قال: نعم وقرأته لما أصبحت وفهمت ما فيه فقال: له أحمد يا أمير المؤمنين رأيت كأن القيامة قد قامت وكأن الله قد جمع الأولين والآخرين في صعيد واحد وهو يحاسبهم فبينما أنا قائم إذ نودي بي فقدمت حتى وقفت بين يدي الله عز وجل فقال: لي يا أحمد فيم ضربت فقلت: من جهة القرآن فقال: لي وما القرآن فقلت: كلامك اللهم لك فقال: لي من أين قلت: هذا فقلت: يا رب حدثني عبد الرزاق فنودي بعبد الرزاق فجيء به حتى أقيم بين يدي الله عز وجل فقال: له ما تقول في القرآن يا عبد الرزاق فقال: كلامك اللهم لك فقال: الله عز وجل من أين قلت: هذا فقال: حدثني معمر فنودي بمعمر فجيء به حتى أوقف بين يدي الله عز وجل فقال: الله عز وجل له ما تقول في القرآن يا معمر فقال: معمر كلامك اللهم لك فقال: له من أين قلت: هذا فقال: معمر حدثني الزهري فنودي بالزهري فجيء به حتى أوقف بين يدي الله عز وجل فقال: الله عز وجل له يا زهري ما تقول في القرآن فقال: الزهري كلامك اللهم لك فقال: يا زهري من أين لك هذا قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثني عروة فجيء عروة فقال: ما تقول في القرآن فقال: كلامك اللهم لك فقال: له يا عروة من أين لك هذا فقال: حدثتني عائشة بنت أبي بكر الصديق فنوديت عائشة فجيء بها فوقفت بين يدي الله عز وجل فقال: الله عز وجل لها يا عائشة ما تقولين في القرآن فقالت كلامك اللهم لك فقال: الله عز وجل لها من أين لك هذا قالت حدثني نبيك محمد صلى الله عليه وسلم قال: فنودي بمحمد صلى الله عليه وسلم فجيء به فوقف بين يدي الله عز وجل فقال: الله عز وجل يا محمد ما تقول في القرآن فقال: له كلامك اللهم لك فقال: الله له من أين لك هذا فقال: النبي صلى الله عليه وسلم حدثني به جبريل فنودي بجبريل فجيء به حتى وقف بين يدي الله عز وجل فقال: له يا جبريل ما تقول في القرآن قال: كلامك اللهم لك فقال: الله تعالى له من أين لك هذا فقال: هكذا حدثنا إسرافيل فنودي بإسرافيل فجيء به حتى وقف بين يدي الله عز وجل فقال: الله سبحانه يا إسرافيل ما تقول في القرآن فقال: كلامك اللهم لك فقال: الله له ومن أين لك هذا فقال: إسرافيل رأيت ذلك في اللوح المحفوظ فجيء باللوح فوقف بين يدي الله عز وجل فقال: له أيها اللوح ما تقول في القرآن فقال: كلامك اللهم لك فقال الله تعالى له من أين لك هذا فقال: اللوح كذا جرى القلم علي فأتى بالقلم حتى وقف بين يدي الله عز وجل فقال: الله عز وجل له ياقلم ما تقول في القرآن فقال: القلم كلامك اللهم لك فقال: الله من أين لك هذا فقال: القلم أنت نظقت وأنا جريت فقال: الله عز وجل صدق القلم صدق اللوح صدق إسرافيل صدق جبريل صدق محمد صدقت عائشة صدق عروة صدق الزهري صدق معمر صدق عبد الرزاق صدق أحمد بن حنبل القرآن كلامي غير مخلوق. دق محمد صدقت عائشة صدق عروة صدق الزهري صدق معمر صدق عبد الرزاق صدق أحمد بن حنبل القرآن كلامي غير مخلوق.
قال سليمان السجزي فوثب عند ذلك المعتصم فقال: صدقت يا ابن حنبل وتاب المعتصم وأمر بضرب رقبة بشر المريسي وابن أبي دؤاد وأكرم أحمد بن حنبل وخلع عليه فامتنع من ذلك فأمر به فحمل إلى بيته. >>.
الدروس المستفادة من هذه القصة:
1 - أن صفة الكلام من الصفات الثابتة لله تعالى من الكتاب والسنة والإجماع من سلف الأمة، وهى كلام حقيقى يليق بالله تعالى بحرف وصوت وكلمات مسموعة، وهو سبحانه لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا، وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته، فيتكلم إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء، بكلام يسمعه من يشاء وكلامه صفة لا غاية له ولا انتهاء وكلامه تعالى قديم النوع حادث الآحاد.
2 - أن القرآن الكريم كلام الله تعالى به تكلم بصوت وحرف مسموع، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، بخلاف أهل الجهم والتعطيل ويلحق بهم الأشاعرة فى ذلك إذ الجهمية قد عطلوا الصفة شكلا ومضمونا والأشاعرة قد اثبتوها اسما بلا مضمون، فهى عندهم كلام نفسى يعبر عنه بالكتابة والإشارة تعالى الله عن ذلك، فهذا يقتضى اتصافه بالبكم والخرس، وقد قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} النساء164 وهم يقولون: لم يكلم الله موسى تكليما، فأى ضلال بعد هذا الضلال وأى جحود بعد هذا الجحود والهذيان؟؟.
3 - دور وزراء السوء وبطانة السوء على الراعى والرعية فى دينهم ودنياهم ولهذا عندما احتضن المأمون والمعتصم والواثق العباسيين بعض علماء السوء وقرَّبوهم إليهم، أمثال ابن أبي دؤاد وبشر المريسي أزاغوهم عن مذهب أهل السنة والجماعة، وابتدعوا لهم مذهباً شيطانياً، مذهب الاعتزال، وزينوه لهم حتى تبنوه، وامتحنوا العلماء الأخيار والأئمة الكبار، وسجنوا وعذبوا وقتلوا بعض الأطهار، أخرج البخارىَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «مَا اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إِلاَّ لَهُ بِطَانَتَانِ بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ».
4 - دور كتب الفلسفة اليونانية التى ترجمت على معتقد المسلمين، فقد خلقت هذه الكتب واصطنعت ألوانا من المعتقدات الفاسدة كان لها الأثر السىء على معتقد المسلمين السليم وقد ظن مترجموها أنهم سيستخدمونها لنصرة الدين لمقارعة العدو بنفس سلاحه بالمنهج العقلى، وأنا أشهد ما أصبوا إلى مرادهم بل كان حالهم كما وصفه شيخ الإسلام (لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا) فإن خير دليل فى أمور الإعتقاد ما كان متوقف على نص، سيما الأمور الغيبية، ثم بعد ذلك العقل الفطرى، وما دون ذلك فهو خرط القتاد.
5 - قوة استدلال الإمام بمفهوم النص وانتصاره على من اعتمد على مجرد محض العقل وهذا يبين صحة ما أسلفت.
6 - بيان عظمة الإمام أحمد وثباته على الحق فقد كان كالطود الشامخ فى مهب تلك الفتن فلم تلن له قناة ولم تلوى له كلمة، قال ابن المديني: (أعز الله هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة).
7 - أن على علماء الأمة الربانيين أن ينكروا المنكر ويسحقوا الباطل، فإنهم القادة المتبعون بهم يهتدى الناس وعلى أثرهم يسيرون، كما عليهم الثبات على الحق مهما كلفهم من إزهاق أرواحهم أو تعذيب أجسادهم.
8 - ثبوت الكرامات لأولياء الله الصالحين وقد رأينا ما فعل الله مع الإمام أحمد وكيف استجاب دعاءه وخرجت يدان من الأرض وسترت عورته، وكرامات الأولياء الحقة ثابتة فى القرآن وفى السنة الصحيحة، منها ما حدث مع مريم عليها السلام، وما حدث مع أصحاب الغار، وجريج العابد، .... وغيرها وهى لا شك بخلاف خزعبلات الصوفية التى يثبتونها لكل مجنون معتوه أو كافر زنديق مهبول.
هذا والله الهادى والموفق(/)
المناظرة الجلية بين أهل السنة والشيعة الروافض الاثنى عشرية
ـ[احمد مصطفى كامل]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 06:32]ـ
المناظرة الجلية بين أهل السنة والشيعة الروافض الاثنى عشرية
هذا عنوان كتاب للشيخ / على الوصيفى، سطره على هيئة حوار جدالى – رائع ماتع – بين سنى وشيعى رافضى، استأصل فيه شأفة اعتقاداتهم الباطلة، وضلالاتهم الزائفة الزائغة، فتميز بالسهولة فى التعبير واليسر فى التناول والعرض، وفى الوقت ذاته الإلمام بمادة علمية غزيرة، وإفحامات متميزة، كل هذا ينبىء بما بذله المؤلف من جهد لجمع هذه المادة، وترتيب هذا الحوار، والاطلاع الواسع فى كتب الشيعة المعتمدة عندهم، فهو بحق كتاب جيد فى بابه، جمع بين السهولة والمادة العلمية المتوافرة.
وأنا فى الحقيقة بعد قراءتى للكتاب وجدت النفس متشوقة لتسجيل بعض هذه الإفحامات التى تخرس هؤلاء القوم بسياقى وتعبيرى الخاص، فاسترسل القلم فربط مواضيع أخرى تتعلق بالأمر فكانت منى هذه الكلمات على هذه الصفحات.
والذى أعجبنى جدا جدا ما سطره المؤلف حول تكفير الرافضة للصحابة، لا سيما الصديق والفاروق وبنتيهما وعثمان وزوجتاه رضى الله عنهم أجمعين.
فمن المعلوم أن من عقيدة الشيعة الرافضة تكفير الصحابة وسبهم ولعنهم، بل ويتقربون إلى الله بذلك، ويسمون أبا بكر وعمر بجبتى قريش وصنميها، ويقولون: اللهم العن صنمى قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنتيهما اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك وعصيا رسولك ... إلخ، قبحهم الله، وجعل هذه الكلمات لا تتجاوز ولا تصيب إلا أفاكيها وقائليها والمتخرصين بها والداعين بها.
وبالجملة فإنهم يكفرون سائر الصحابة إلا على وفاطمة والحسن والحسين، وبعضهم زاد سلمان والمقداد وأبو ذر.
ويخصون باللعن والسب: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وبنتيهما وعثمان بن عفان وزوجات النبى صلى الله عليه وسلم.
ولا شك أن هذا كفر بواح، وأقل حكمه أن يكسب أهله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، والخلود الأبدى فى نار جهنم وبئس المصير.
فهذه عقيدتهم بل وعبادتهم ودندنهم، وكما سبق ...
ونحن هنا نقيم عليهم الحجة ونثبت المحجة على حسب اعتقادهم ومن أصول فهمهم، وإلا فالأمر لا يحتاج إلى محاجاة، فالأمر بين جلى، ولكن ...
نقول: أن وجه استثناء الأربعة السابقين عندهم من اللعن والطرد والكفر، الاستدلال بهذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الأحزاب: 33).
فهذه الآية يسمونها آية التطهير، ويخصون أهل البيت فيها بالأربعة السابق ذكرهم.
ونحن نقول لهم: إذا أثبتم حجية الآية لزم أن تبينوا لازمها، ولازمها هو مفهومها، ومفهومها يترتب على مفهوم الآل، ومفهوم الآل يشمل جميعهم ذكرهم وانثاهم، وآل النبى صلى الله عليه وسلم هم: آل المطلب، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل العباس، وأولاد النبى صلى الله عليه وسلم ونساؤه، كل هؤلاء يشملهم مفهوم الآل.
فقالوا: لا لا .. لا يدخل نساء النبى صلى الله عليه وسلم، فإن الخطاب جاء بضمير المذكر، فقال (ليذهب عنكم) بالميم ولم يقل ليذهب عنكن. وقال: (ويطهركم) ولم يقل ويطهركن.
قال السنى: إذا أنت تقول: أن الضمير يخص الرجال ولا يدخل فيه النساء أتثبت على ذلك.
قال الرافضى: أجل أثبت على ذلك، والذى خلق المهدى – فك الله كربته وأسرع خرجته -.
قال السنى: إذا فاطمة ليست من أهل البيت؛ فهى أنثى، وليست بذكر، وبذلك تكون كافرا أيها الشيعى على مذهبكم؛ إذ أخرجت فاطمة من حيز الآل والتطهير وهذا كفر عندكم.
قال الرافضى: لا .. هى من أهل البيت نعم من أهل البيت لا شك لا شك.
قال السنى: إذا ونساء النبى صلى الله عليه وسلم وبناته جميعا من أهل البيت ولا ريب ولا ارتياب؛ فالآية تشملهم؛ لأن فى الحقيقة أيها الرافضى الأعجمى الذى لا حظ له ولا نصيب فى لغة العرب أن التذكير فى الآية جاء للتغليب وهذا أمر مشهور فى القرآن أيضا انظر (هود/73)، و (القصص/29).
إذا نساء النبى صلى الله عليه وسلم وبناته جميعا من أهل البيت، ومنهم فاطمة وأنا بذلك أيها الرافضى أنقذك من الكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الرافضى: ومَن بناته جميعا أولئك، نحن لا نعرف إلا فاطمة والضمير كما قلت للتغليب حتى تدخل فاطمة فى حيز النص ولكننا لا نعلم لها أخوة.
قال السنى: وماذا عن رقية وأم كلثوم زوجتا عثمان ذى النورين.
قال الرافضى: لا .... ليستا بنتى النبى صلى الله عليه وسلم ولا أختا فاطمة إنهما بنتا هالة أخت خديجة.
قال السنى: خسئت أيها المتخرص الكذاب الأشر إنك ما تقول ذلك إلا أنهما زوجتا عثمان بن عفان رضى الله عنه، وإنكم لو أثبتم وأقررتم ببنوتهما للنبى صلى الله عليه وسلم، للزم عليكم أن تقدروا عثمان قدره وترفعوه منزلته؛ لأنه مس بنتى النبى صلى الله عليه وسلم، ومن تزوجهما لزمت له الأفضلية والمكانة السامية ولكنكم تكفرونه لأجل موافقته لأبى بكر وعمر وعدم اعتقاده بوصية على رضى الله عنه.
قال السنى: ثم إن عندى استدلال دامغ لا دافع له ولا رد ولا صد من قبلكم لأنكم تثبتونه فى كتبكم.
قال الرافضى: وما هذا الاستدلال أيها السنى الفاضح، فقد كشفت سترنا ما أفضحك ما أفضحك.
قال السنى: ألم يثبت عندكم أن عليا زوَّج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب.
قال الرافضى: نعم ثبت ذلك ولكن أئمتنا قالوا بأن هذا كان اغتصاب.
قال السنى: الله أكبر إنك بذلك تكَّفر نفسك وتكَّفر أئمتك والروافض جميعا.
قال الشيعى: ولما أيها السنى المجادل العنيد.
قال السنى: أليست أم كلثوم من أهل البيت وأنتم تثبتون لأهل البيت التطهير القدرى أى أن التطهير ثابت لأهل البيت لا محالة.
ثم إنى أقول لك: كيف يرضى على رضى الله عنه باغتصاب ابنته وهو من هو فى المروءة والشجاعة والنخوة ..........
قال الرافضى: الحقيقة أنت أيها السنى ما أراك إلا سوفسطائى جدلى عنيد قد ألجمتنى بلجام لا أستطيع بعده النطق ببنت شفه.
والمقصود بهذا أنه إذا ثبت عندهم صحة زواج أم كلثوم بنت على بن أبى طالب من عمر، وهو ثابت عندهم، وزواج رقية وأم كلثوم بنتى النبى صلى الله عليه وسلم من عثمان، وثبوت أن الأهل فى الآية يشمل زوجات النبى صلى الله عليه وسلم التى منهن عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنه وحفصة بنت عمر؛ لثبت نقض مذهبهم وهدمه من أصله بالكلية من سبهم للصحابة ولعنهم ... وذلك لأنه يثبت أفضلية أبو بكر وعمر وعثمان بهذه الإحاطة التى ذكرناها.
وعليه فالأمر يستلزم أنه على العقلاء منهم – إن وجد – الرجوع عن إلحادهم وكفرهم ويتوبوا إلى الله جميعا.
وهذا الأمر يستلزم من جانب آخر التوبة من أقوام ينتسبون إلى السنة – زعموا – يدعون إلى التقريب بين السنة والشيعة، فأى تقريب هذا يا دعاة التقريب تريدونه وتذهبون إليه وتدعون إليه بزعم الإئتلاف فيما اتفقنا عليه،والعذر فيما اختلفنا فيه ونكون يدا واحدة على الأعداء ....
أقول: إننى حتى الآن لا أعلم عقيدة واحدة – بندا واحدا – يتفق معنا فيه الروافض سواء أكان اعتقاداً فى الربوبية أوالألوهية أو النبوة أو غيرها، وهذا أصل الأصول التوحيد، وهم إن كان بعضهم يقول أنهم يعبدون الله ويقرون بربوبيته وبنوة محمد صلى الله عليه وسلم، أقول: هذا كذب ومين منهم وتخرص، أو أقول على طريقتهم: إنما يقولون ذلك تقية.
فكيف نضع أيدينا بأيدى هؤلاء أو ندعو للتقريب من قوم يسبون صحابة النبى صلى الله عليه وسلم كما سبق ....
وقد قال الشعبى: وسئلت الرافضة عن شر هذه الأمة فقالوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
فأى مواطن للإتفاق إذا بعد هذا أيها العقلاء؟!!
إن إنسانا كائنا ما كان مذهبه أم ملته ينسب إلى الإسلام أو غيره من نصرانية أو يهودية أو بوذية أو أى ملة إلحادية، لو سب الصحابة يهدر دمه فى الحال ويجب تتبعه وسفك دمه، إلا إذا تاب فكيف نضع أيدينا فى يد قوم من أضل عقيدتهم الأصيلة سب الصحابة بل ذلك ديدنهم وترنيمهم وعبادتهم.
وانظر إلى بعض عقائدهم وانظر فى أيها توافقهم ثم تقرب إليهم:
1 - تكفير الصحابة ومن شك فى ذلك كفر.
2 - القول بتحريف القرآن.
3 - القول بالوصية ومن لم يقل بها كفر.
4 - ينكرون السنة جملة لأنها من مرويات الصحابة وهم عندهم كفرة.
5 - قولهم بنجاسة أهل السنة.
6 - استحلال دماء أهل السنة.
7 - استحلال أموال أهل السنة.
8 - عقيدة الإمامة فهى لا تقل خطورة عن النبوة وأن الذى لا يؤمن بها مرتد كافر.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - عقيدة العصمة: أن الأئمة الاثنا عشر معصومون وقولهم تشريع.
10 - عقيدة التقية ........
11 - عقيدة الرجعة وهى أن إمامهم الثانى عشر سوف يظهر ويبعث أبو بكر وعمر وينتقم منهم ويصلبهما وباقى الصحابة.
12 - عقيدة البداء: أن الله تعالى قد يبدو له الشىء بعد أن لم يكن ظاهرا.
13 - عقيدة الغيبة وهى غيبة الإمام.
فهذه العقائد عندهم من ردها كفر فهل أحد من أهل السنة أو دعاة التخريب – التقريب – يؤمن بعقيدة واحدة منها. اللهم كفرا كفرا بها نقول وإيمانا وتصديقا بك لا يزول.
يا قوم إنه يجب علينا أن نعادى هؤلاء القوم – الرافضة – ونبرأ منهم كما نعادى ونبرأ من فرق التكفير الآن الذين يكفرون عوام الأمة، بل لو كانوا يكفرون خواص خواص الأمة الحاضرين فلا يصل حدهم إلى حد الروافض الذين يكفرون خواص خواص الأمة على الإطلاق، وعظماء الأمم والدنيا كلها بعد أنبيائها، وورثة جنة الخلد والنعيم المقيم.
بل أقول: إن هؤلاء القوم – الروافض – أشد وقعا وأكثر حتفا على الإسلام والمسلمين من وقع اليهود وغدرهم وبطشهم وضلالاتهم (فالروافض حمير اليهود) كما قال ابن تيمية.
ومع ذلك أقول: لأن تضع يدك فى يد يهودى خير من أن تضعها فى يد رافضى.
إن على علماء الإسلام أن يتخذوا موقفا حاسما تجاه هؤلاء القوم دون ميوعة وكفى تنازلات وضلالات باسم وحدة الصف والاجتماع فبئس الاجتماع اجتماع على كفر وضلال، فكفى حماقات وجهالات وسفاهات وضيعات.
لأن فى الحقيقة الذين يدعون إلى التقريب بين السنة والشيعة هم قوم حزانة ومساكين إن كانوا صادقين وبالنية خالصين؛ وذلك لجهلهم العميم وعلمهم السقيم ومسلكهم غير القويم وذكائهم العديم، والحق أنهم أصحاب نواية خبيثة ونفوس لئيمة يقدمون سياسة الدنيا على سياسة الدين.
وإنك قد ترى شيعى رافضى مفوه اللسان أسود الجنان خبيث الطبع ابن لئام، يخرج علينا ويدعوا إلى وحدة الصف وتقريب البعد وتصفية الخلافات القديمة التى أصبحت اليوم عديمة لا وجود لها فى معتقداتهم، فيحن له سنى جهول لا يعرف كيف يصول ويجول فيلين قلبه ويطير فؤاده لما سمع من صدق النية والعزيمة – زعم – وصدق اللهجة – زعم – وسداد المنطق والحجة – زعم – وما علم أنها وربى التقية.
أجل التَقِية تلك الرزية التى يتصنعون بها ليكسبوا جهلة السنة فيؤيدونهم ويظهروا صحة مسلكهم ومذهبهم، وأنه سديد على الجادة لا تخرمه ضلالة، فينتشر بين عوام السنة أن علماء السنة أفتوا بصحة معتقد الشيعة لرزانته واعتداله.
فماذا تكون النتيجة: يخرج علماء الشيعة، ويصوبون وابل النقد على مذهب أهل السنة، ويثيرون الشكوك والشبهات والأباطيل والضلالات، بأنه مذهب منحرف ومتحرف.
فيكون مذهب الشيعة باعتراف السنة مذهب صواب، ومذهب السنة حرى بأن يوارى التراب، فيكون لهم الظفر علينا، وأنى لهم ما دام للسنة أنصار فطناء لا يخدعهم الخادعون، لذلك تراهم يتوددون إلى من خدعوه وضحكوا عليه وأنت تلمس ذلك بينهم وبين بعض الجماعات والمؤسسات، والعلاقة الوطيدة بينهم الآن بل والانفتاحية الكبرى، كأن بعضهم لبعض ولى حميم ولا يعلمون أن المصير إلى الجحيم.
وعلى الجانب الآخر تراهم يلعنون ويسبون الجماعات السنية السلفية، ويفرون من ملاقاتهم ويعدونهم ألد ألد أعدائهم لأنهم يعلمون تمام حقيقتهم وغايتهم ولا يخدعون ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ـ[التبريزي]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 01:54]ـ
قال السنى: ثم إن عندى استدلال دامغ لا دافع له ولا رد ولا صد من قبلكم لأنكم تثبتونه فى كتبكم.
قال الرافضى: وما هذا الاستدلال أيها السنى الفاضح، فقد كشفت سترنا ما أفضحك ما أفضحك.
قال السنى: ألم يثبت عندكم أن عليا زوَّج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب.
قال الرافضى: نعم ثبت ذلك ولكن أئمتنا قالوا بأن هذا كان اغتصاب.
قال السنى: الله أكبر إنك بذلك تكَّفر نفسك وتكَّفر أئمتك والروافض جميعا.
قال الشيعى: ولما أيها السنى المجادل العنيد.
قال السنى: أليست أم كلثوم من أهل البيت وأنتم تثبتون لأهل البيت التطهير القدرى أى أن التطهير ثابت لأهل البيت لا محالة.
ثم إنى أقول لك: كيف يرضى على رضى الله عنه باغتصاب ابنته وهو من هو فى المروءة والشجاعة والنخوة ...........
(يُتْبَعُ)
(/)
الرافضة يصفون عليا بالجبن والخوف والهلع من عمرَ ويصفون الزواج بالزواج القهري من جهة، بل وأن ذلك "فرج مغصوب"!! ولا أدري لماذا لم يلطفوا العبارة فيقولوا "فرج ٌمعار" لجوازه في المذهب!!، ويصفونه أحيانا بالزواج المصلحي لحفظ بيضة الإسلام من جهة أخرى؟ فأي بيضة للإسلام حفظها هذا الزواج القهري والمصلحي والصحابة عند الرافضة قد ارتدوا جميعا ما عدا نفرٌ قليلٌ منهم هم بضعة أشخاص؟
الواقع أن مصادر الشيعة تثبت الزواج الذي كان ثمرته زيدٌ ورقية، ولإن الدين الجعفري دائما في تطور، فقد تطور الكذب عند بعض المعاصرين منهم إلى درجة التقزز والسذاجة والسخرية بعقول الشيعة الذين لم يقبلوا هذا التناقض بين تزويج الفاروق بأم كلثوم بنت علي وبين تكفيره! فنفوا أن يكون قد تم الزواج أصلا!! ثم تطور الجنون فادعى بعض مجانينهم أن الزواج تم بالفعل من جنِّية تمثلت في أم كلثوم، لكنهم نسوا أن أم كلثوم أنجبت من الفاروق زيدا ورقية، والتناسل بين الإنس والجن غير ممكن، وهذا لا يحدث إلا في عالم الأساطير والخرافات!! وفي هذا أيضا طعن في أم كلثوم وقذفها بإنكار زواجها من عمر وإثبات ولديها زيد ورقية!! فمن يا ترى أبوهما؟ هل أمهما جنية أنجبت زيدا ورقية، وتكفلت بهما أم كلثوم؟
ومع ثورة الإتصالات، وقراءة بعض الشيعة للسيرة والتاريخ بتمعن، لم يعودوا يقبلون نفي هذا الزواج، وإنما يريدون حلا للغز هذا التناقض الذي يصادم العقل والدين!!، فقد وجدوه مثبتا في كتب مراجعهم حيث أثبته:
-الكليني في الكافي في الفروع (6/ 115)،
-والطوسي في تهذيب الأحكام (باب عدد النساء ج8/ص 148) وفي (2/ 380)، وفي كتابه الاستبصار (3/ 356)،
-والمازنداراني في مناقب آل أبي طالب، (3/ 162)،
-والعاملي في مسالك الأفهام، (1/كتاب النكاح)،
-ومرتضى علم الهدى في الشافي، (ص 116)،
-وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، (3/ 124)،
والأردبيلي في حديقة الشيعة، (ص 277)،
-والشوشتري في مجالس المؤمنين، (ص76، 82)،
-والمجلسي في بحار الأنوار، (ص621)،
- وأبو معاذ الإسماعيلي في (زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ـ حقيقة لا افتراء) ..
بين رفض أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق الزواج من عمر، وقبول أم كلثوم بنت علي!!
http://www.ansaaar.net/vb/showpost.php?p=513674&postcount=62
0000(/)
ماوراء المخطَّط الأمريكي الإيراني لتقسيم اليمن - حامد بن عبدالله العلي
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 09:34]ـ
ماوراء المخطَّط الأمريكي الإيراني لتقسيم اليمن
حامد بن عبدالله العلي
"أنتم على مقربة من مكة .. فين رايحين بهذا التشدّد وهذا التطرّف؟!! ". سفير الإتحاد السوفيتي السابق منبّها، ومهدّئا، القيادات الإشتراكية اليمنية الجنوبية التي كانت مندفعة لتصدير ثورتها إلى السعودية، ودول الخليج، في سبعينيات القرن الماضي، بحسب لقاء برنامج زيارة خاصة بسالم صالح محمد، الذي أجرته الجزيرة 13 يناير 2004م
إنَّ دوافع السبعينيات تختلف عن اليوم، غير أنَّ مخطَّطا جديداً يندفع إلى مكّة أيضا!
(مجموعة من التجار الشيعة من الكويت، عقدوا سلسلة اجتماعات مع قيادات ما يسمى بالتجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) ـ تستضيفه بريطانيا وأمريكا مع قيادات أخرى تخطّط لتقسيم اليمن ـ في لندن، وديترويت، وليبيا، والبحرين وسوريا .. صبَّت في سياق مضامينها على ضرورة تحريك ملف ما يسمى (القضية الجنوبية وأبناء الجنوب). مجلة الشموع اليمنية بتاريخ: 4/ 8/2007م
وتنقل مصادر ـ وزَّعت أشرطة مدمجة تحتوي على تصوير لمسلحين يحملون علم الجنوب اليمني ـ أنَّ ثمة معسكرات سرية، يتم فيها إعداد تجمعات مسلحة، إستعدادا للقيام بثورة تؤدي إلى تقسيم اليمن!
أما السفير الأمريكي السابق (أدموند هول) فقال ـ في إشارة فهمت على أنها ضوء أخضر للبدء في مخطط تقسيم اليمن ـ في إحدى زيارته لحضرموت، وفي أثناء اجتماعية بأعيان حزبيين، وإجتماعيين في المنطقة، بأنّ حضرموت تمتلك مقدرات دولة!
وفي بيان لحركة (تاج) ـ بمناسبة الذكرى الأربعين لاستقلال الوطني للجنوب 30 نوفمبر 2007م ـ الذي وجهه لأبناء الجنوب المحتل! أكَّد أن "الجنوب يقع تحت الاحتلال الكامل لنظام الجمهورية العربية اليمنية منذ 7 يوليو 1994م" ..
و"أن المهمة المباشرة التي تقف أمام أبناء الجنوب، تتمثل في العمل بكل أشكال وأساليب النضال السلمي، لتخليص وطننا من هذا الاحتلال، وتحرير شعبنا منه، واستعادة السيادة، وإقامة الدولة الحرة المستقلة على أرض الجنوب، وفقا لوثائق الاستقلال الأول عن بريطانيا في 30 نوفمبر 1967م".
وأن (تاج) "تتعاطى مع أي مشاريع مقدمة من أي فصيل جنوبي / طالما حافظ على استقلال الجنوب وهويته".
و"أن المشاريع المطروحة حاليا، أو في المستقبل، كالفيدرالية، وفيدرالية المحافظات، أو القبول بالحكم المحلي، في إطار الجمهورية اليمنية، هي تفريط بالوطن، وبحقوق شعبنا وحريته، واستقلالنا، وجريمة لا تغتفر".
وأن "أي مفاوضات تتم مع نظام الاحتلال، لابد أن تكون تحت إشراف دولي، وأن تضمن الحقوق الشرعية لشعبنا في الحرية، والسيادة، والاستقلال، وفقا لمواثيق الأمم المتحدة، والقانون الدولي". أ. هـ من البيان
وفي فبراير 2008م أقيم مهرجان جماهيري بمديرية الحصين شرق مدينة الضالع، ورُفعت فيه أعلام دولة الجنوب، وفي مارس 2008م قام متظاهرون في الضالع بوضع عدد من البراميل في منطقة (سناح) - حدود الشطرين سابقا- كناية عن نقاط التفتيش الحدودية، وحدث الشيء نفسه في مهرجان مشابه في منطقة كرش بمحافظة لحج، حيث قامت مجموعة من المشاركين بوضع براميل في منطقة (الشريجة) – تحمل المدلول ذاته.
وقف ـ دائما ـ وراء مشروع تقسيم اليمن، إضافة إلى الشيعة المدعومين من النظام الإيراني، الحزب الإشتراكي اليمني الذي كان يحكم اليمن الجنوبي، وما سالم البيض الذي أطلَّ برأسه اليوم يطالب بإنفصال الجنوب، إلاَّ أحد الذين نجوْا من أحداث 13 يناير 1986م الدموية، وما أدراك ما هي؟
هي صراع داخلي في نفس اليمن الجنوبي، قُتل فيه الآلاف من قيادات، وأتباع، الحزب الإشتراكي اليمني صاحب التاريخ الإجرامي، في تصفيات ومجازر مروِّعة، حتى قيل إنَّ عدد القتلى بلغ 12 ألف بمن فيهم المدنيون الأبرياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أنَّ هذا الحزب الإشتراكي اليمني الذي كان يسيطر على الجنوب، ترنَّح بعد سقوط الإتحاد السوفيتي بنهاية الثمانينات، لاسيما وأحداث 1986م، كانت قد أضعفته جداً، ثمَّ وجد العالم كلَّه متجها إلى واشنطن، حيث المعسكر الغربي أصبح يتلقف كلَّ الساقطين من قبضة المعسكر الشرقي، فقرَّر الحزب أن يتَّخذ من اليمن الشمالي جسراً يعبر عليه إلى المعسكر الغربي عن طريق دول الخليج أيضا، ففعل، مع بقاء صدره مليئا بالتعطش لماضيه الإنفصالي، والإجرامي.
ثمَّ في 22 مايو 1990 م، قامت الوحدة، ولم تمض عليها 3 سنوات، حتى تعالت أصوات الإنفصال، والعودة بالجنوب إلى قيادة الحزب الإشتراكي، وكان وراء تلك الأصوات، نعيقٌ منكر، يُبدي هذا الإنفصال على أنَّه ضرورة للوقوف في وجه (أصولية إسلامية) تستشري في اليمن بسبب تحالفها مع اليمن الشمالي،
ولهذا كان من ضمن ذرائع هذا الحزب ـ إضافة إلى المطالبة بعلمانية الدولة ـ (وجود الجهاديين في اليمن) الذين وصفهم منذ ذلك الوقت بالإرهابيين، والمتطرفين!
وبعد إنتخابات 1993م، اكتسح المؤتمر الشعبي العام، والتجمُّع اليمني للإصلاح، الإنتخابات، فزاد خوف الحزب الإشتراكي من قوة الإسلاميّين.
ثم تدخلت ـ بإعتراف سالم صالح محمد وفق المصدر السابق نفسه ـ دولٌ دولية، وإقليمية، تحرِّض على تقسيم اليمن، وانطلق سالم البيض في جولة إلى دول عربية، وواشنطن، ثم عاد، فقرر التصعيد! وأعلن مع قيادات أخرى مقاطعتهم العودة إلى صنعاء.
واندلعت المواجهات المسلحة منتصف عام 1994م، أعلن خلالها البيض إنفصال الجنوب، وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ومجلس رئاسة، وحكومة مؤقتة، غير أنَّ القوات اليمنية اكتسحت كلَّ شيء في زحف عسكري نحو الجنوب، وسقطت عدن ـ رغم تحذير الأمم المتحدة من دخولها ـ فالمكلاّ، حتى أُجهز على مشروع الإنفصال في يوليو 1994م.
والملاحظ أنَّ إيران في ذلك الوقت لم تستنكر الإنفصال، واكتفت بالإعراب عن أسفها لما يحدث!
وكان الهاربون من الجنوب بعد الإجهاز على مشروع الإنفصال عام 1994م، كما أسلفنا، قد فرُّوا إلى دول غربية، وعربية، حتّى تمّ الإعلان في بريطانيا، عن التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج، وفُسِّر الموقف السلبي، الأوربي، والأمريكي، منه، على أنه موقف داعم لهذه الحركة الإنفصالية، ولهذا أفصحت هذه الحركة عن مخطّطها بكلِّ وضوح، وهو: تحرير اليمن الجنوبي، المحتل من الشمال!
ثم جاء دور الشيعة، يدعمهم النظام الإيراني في مخططه للتمدد إقليميا، ودوليا، ولشيعة اليمن تاريخ حافل في التحالف مع الحزب الإشتراكي، الذي بدوره لم يزل يؤيّد فتن الحوثيين في صعدة،
فألقوا بثقلهم مع مشروع الإنفصال، لتقسيم اليمن،
إذ كان أيّ إضعاف لوحدة اليمن، سيكون في صالح مشروع الثورة الشيعية فيه، ولأنَّ الإنفصال سيقلل من نسبة التعداد السكاني للسنة، فيجد المخطط الشيعي متسعا يحرِّك فيه فتنته.
ولايخفى ما في صحيفتي (الأمة)، و (البلاغ)، الأسبوعيّتين الشيعيّتين في اليمن، من نشر لمذهب الرافضة، والثناء على الثورة الخمينية، وتمجيد زعاماتها، وأنَّ كثيرا من الأقلام فيها، هم من الدارسين في حوزات قم، والصحيفتان إضافة إلى منابر إعلامية أخرى، تتلقى دعما إيرانيا واسعا.
ومعلوم أن المخطّط التوسُّعي الإيراني يتطلَّع إلى الوصول إلى مكَّة، والحرمين، من طريق اليمن بعد تمدُّد شيعي يجد له مكانا في تقسيم اليمن، ثم ينتقل إلى توسُّع أكبر ليشمل السيطرة على جنوب الجزيرة العربية كلَّه.
ليلتقي مع المخطط الشيعي شرق الجزيرة العربية، على طول الساحل من شمال الكويت إلى البحرين، متعانقا مع الهيمنة الشيعية على العراق، ومكمّلا الهلال الشيعي عبر سوريا، ولبنان.
ولهذا فالإيرانيون اليوم هم الذين يحشُّون النار تحت فتنة تقسيم اليمن بكلِّ ما أوتوا من قوّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أنَّه ليس بخافٍ، أنَّ يمنا موحَّدا، بكثافة سكانية كبيرة، وأرض شاسعة، وسواحل طويلة تمتد إلى 2400كم، على بحر العرب، وخليج عدن، والبحر الأحمر، متنوّع الثروات، تتنامى فيه الحالة الإسلامية، وتزداد يوما بعض يوم، وتتحكم بالحالة الإجتماعية فيه، أعرافٌ قبلية ذات نزعة محافظة، وداعمة لقضايا الأمة الإسلامية، وتنطلق منه مواقف مؤثِّرة إقليميا، وعالميا، مناهضة للمشروع الصهيوأمريكي،
أنَّه لايمكن أن يُطمئِن المشروع الغربي المخرّب في المنطقة، ولا الجهات الإقليمية الدائرة في فلكه.
ولهذا التقى الهدف الصهيوأمريكي مع المخطط الصفوي في مؤامرة تقسيم اليمن، بالعمل على تحريك ملف اليمن الجنوبي.
ولا يخفى أنَّ المخططات الخارجية لا تحتاج إلى عناء لتجد في أيّ نظام عربي، وكلُّها مثقلة بالفساد، والإستبداد، والتخلّف، ذرائع شتّى لتمرير مخططات التقسيم، وقد وجدت في اليمن بُغيتها بسهولة.
بيد أن هذا لايبيح أيّ نوع من المشاركة في دعم هذه المخططات الخارجية الخبيثة لمزيد من التجزئة للأمّة، ومثل ذلك الإسترسال مع توظيف هذه المؤامرات لحركة إسلامية، أو جهادية، لتُحرق في أطماع المؤامرات العالمية على العالم الإسلامي.
وقد ذكرنا فيما مضى أنَّ المخطط الصهيوأمريكي، لايبالي بالأنظمة الحاكمة التي هي معرضة للزوال حتَّى لو كانت موالية له، بقدر ما يحمل همَّ تفكيك الأمة الإسلامية، لاسيما في البلاد التي تنتشر فيها الحالة المناهضة للهيمنة الغربية، مثل باكستان، العراق، السودان، اليمن، .. إلخ، لإبقاءها في متوالية التجزئة، والصراعات الداخلية.
ولهذا فالواجب على العلماء، والمفكّرين، والحركات الإسلامية الدعوية، والجهادية، أن يحولوا دون نجاح هذه المخططات التقسيميّة، بل أن يعملوا بضدها، فهو جزء أساس من مشروع توحيد الأمّة الإسلامية، في إطار نهضتها الشاملة.
كما ذكرنا مرارا أن أيَّ مشروع إسلامي، لايستهدي بالشريعة في حكمة التمرحل، وبالسيرة في تقديم الأوليّات على ما سواها، وبخطاب التكامل مع الآخر المشارك بصدق في مشروع الأمَّة، سيكون ـ من غير أن يشعر ـ عرضة للتوظيف، وأداة سياسية بيد المخططات الكبيرة، ذلك أنَّ حظَّ العجلة، والغلو، وإقصاء الآخر، من الفشل، هو أعظم الحظوظ، والتاريخ الماضي، والواقع الحاضر، شاهدان عدلان لايكذبان.
والله الموفق،،،
التاريخ: 23/ 05/2009
المصدر* ( http://www.h-alali.cc/m_open.php?id=1c845346-988d-102c-834e-00e04d932bf7)
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 11:21]ـ
صدقت أخي
وأدام الله الشيخ العليّ ذخرا لهذه الامة
بينما نحن أبناء السنة والجماعة نلهو ونضيع أوقاتنا فيما لا فائدة فيه رغم حاجة الامة الماسة لأيّ جهد
بينما نحن على هذه الحال فإنّ أبناء الرافضة أبناء المتعة يعدّون العدّة ويشحذون الهمم ويسنون الرماح ويتدربون في المعسكرات
والله إنّ الأيام الآيتة لأشدّ ظلمة وأعتى شدّة فكان الله في العون(/)
الحملة الفرنسية على مصر الشيخ محمد موسى الشريف
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 04:38]ـ
http://www.altareekh.com/new/dep/images/i-30.gif (http://www.altareekh.com/new/dep/index-sa2.shtml)
* من مواليد جدة عام 1381 هـ، و أسرته من المدينة المنورة، ويتصل نسبهم بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
* بكالوريوس الشريعة 1408هـ، كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
* ماجستير في الكتاب و السنة 1412هـ، كلية الدعوة و أصول الدين، بجامعة أم القرى.
* دكتوراة في الكتاب والسنة 1417هـ كلية الدعوة و أصول الدين، بجامعة أم القرى.
* لديه إجازة في رواية حفص من طريق الشاطبية والطيبة.
* عضو لجنة اختيار الأئمة والمؤذنين، بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمدينة جدة سابقاً.
* عضو الهيئة التأسيسية للهيئة العالمية للقران الكريم، وعضو مجلس إدارتها سابقاً.
*عضو لجنة الدعوة والقرآن الكريم بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية سابقاً.
* عضو الجمعية العمومية للهيئة العالمية للإعجاز في القرآن الكريم والسنة النبوية.
* إمام مسجد الإمام الذهبي بحي النعيم، وخطيب مسجد التعاون بحي الصفا بمدينة جدة.
* يعمل حالياً قائد طائرة (قبطان) في الخطوط الجوية السعودية.
* درّس في معهد مكة المكرمة للعلوم الشرعية.
* درّس أستاذاً متعاوناً بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز بمدينة جدة.
* درّس في قسم الدراسات العليا الشرعية في جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية فرع جدة
* مقدم برامج في التلفزيون السعودي وقناة الفجر وقناة اقرأ وقناة المجد.
* درّس عدة كتب شرعية.
*له درس بمسجد التعاون كل يوم جمعة بعد صلاة العشاء في تفسير القرآن الكريم.
* له مقالات في مجلة المجتمع
*رئيس مجلس إدارة شركة أبحاث للإعجاز في الكتاب والسنة / القاهرة.
http://www.altareekh.com/new/dep/images/i-31.gif
1- تحقيق ودراسة كتاب التلخيص في القراءات الثمان، للامام عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري - رسالة ماجستير.
2 - إعجاز القرآن الكريم بين الإمام السيوطي و العلماء، دراسة مقارنة - رسالة دكتوراة.
3 - نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء (1/ 4).
4 - المختار المصون من اعلام القرون (1/ 3).
5 - مختصر الروضتين في أخبار الدولتين.
6 - استجابات إسلامية لصرخات أندلسية.
7 - مختصر الفتح المواهبي في مناقب الإمام الشاطبي.
8 - الطرق الجامعة للقراءة النافعة.
9 - حصول الطلب بسلوك الأدب.
10 - التنازع و التوازن في حياة المسلم.
11 - الهمة طريق إلى القمة.
12 - الثبات.
13 - أثر الدعاء في دفع المحذور و كشف البلاء.
14 - عجز الثقات.
15 - تسبيح ومناجاة و ثناء على ملك الأرض و السماء.
16 - المختار من الرحلات الحجازية إلى مكة و المدينة النبوية.
17 - المقالات النفيسة في الحج إلى مكة و المدينة الشريفة.
18 - مقالات الإسلاميين في شهر رمضان الكريم (1/ 2).
19 - العاطفة الإيمانية وأثرها في الأعمال الإسلامية.
20 - التدريب وأهميته في العمل الإسلامي.
21 - التوريث الدعوي.
22 - العبادات القلبية وأثرها في حياة المؤمنين.
23 - معجم المصطلحات والتراكيب والأمثال المتداولة.
24 - ظاهرة التهاون في المواعيد.
25 - القدوات الكبار بين التحطيم والانبهار.
26 - التقارب والتعايش بين غير المسلمين.
27 - الأمن النفسي.
28 - جدد حياتك (رسالة إلى من جاوز سن الأربعين).
29 - الشوق والحنين إلى الحرمين.
30 - قصص وطرائف في الحج من القرون السوالف.
31 - الاختيارات من مجلة معهد المخطوطات.
32 - الترف وأثره في الدعاة والصالحين.
33 - مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس
34 - معجم فتاوى القرآن الكريم.
35 - مصطلح حرية المرأة بين كتابات الإسلاميين وتطبيقات الغربيين.
36 - وصايا ونصائح إلى الملاحين.
37 - العلم أهميته وفضله.
38 - المرأة شؤون وشجون.
39 - عمر المختار البطل المغوار.
40 - عبدالحميد بن باديس داعية الجزائر.
41 - صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين.
42 - محمد عبدالكريم الخطابي بطل من الريف.
43 - الحسن البصري الزاهد العارف.
44 - الصواف بطل العراق.
45 - مآسي الافتراق .. نماذج تاريخية ومعاصرة (تحت الطبع)
http://www.altareekh.com/new/dep/index-sa.shtml
منقول
الحلقة الأولى
مرئي:
http://ia301503.us.archive.org/1/items/masr-1/masr-1.avi (http://ia301503.us.archive.org/1/items/masr-1/masr-1.avi)
صوتي:
http://ia301503.us.archive.org/1/items/masr-1/masr-1_vbr.mp3 (http://ia301503.us.archive.org/1/items/masr-1/masr-1_vbr.mp3)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 04:44]ـ
2
م
http://ia310103.us.archive.org/3/items/masr-2/masr-2.avi (http://ia310103.us.archive.org/3/items/masr-2/masr-2.avi)
ص
http://ia310103.us.archive.org/3/items/masr-2/masr-2_vbr.mp3 (http://ia310103.us.archive.org/3/items/masr-2/masr-2_vbr.mp3)
3
م
http://ia350639.us.archive.org/0/items/masr-3/masr-3.avi (http://ia350639.us.archive.org/0/items/masr-3/masr-3.avi)
ص
http://ia350639.us.archive.org/0/items/masr-3/masr-3_vbr.mp3 (http://ia350639.us.archive.org/0/items/masr-3/masr-3_vbr.mp3)
4
م
http://ia350605.us.archive.org/0/items/masr-4/masr-4.avi (http://ia350605.us.archive.org/0/items/masr-4/masr-4.avi)
ص
http://ia350605.us.archive.org/0/items/masr-4/masr-4_vbr.mp3 (http://ia350605.us.archive.org/0/items/masr-4/masr-4_vbr.mp3)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 09:45]ـ
لعل من أفضل من تكلم عنها هو العلامة: أبو فهر , محمود بن محمد شاكر -رحمه الله- ..
في مقدمة كتاب المتنبي ((رسالة في الطريق إلى ثقافتنا)) ..
ـ[السلطان بايزيد]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 02:45]ـ
أبشركم بأن الحلقات تم تسجيلها تباعا وتنزلها بجودات مختلفة ....
وذلك فى قسم المرئيات ( http://www.forsanelhaq.com/forumdisplay.php?f=43) بمنتدى فرسان السنة
تجدون الحلقات فى قسم مرئيات فضائية أخرى
أُشهد الله أنى احب الشيخ محمد بن موسى الشريف فى الله
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 03:10]ـ
هل هناك حلقات مفرغة?
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 12:04]ـ
هل هناك حلقات مفرغة?
اخي لا اعلم هناك حلقات مفرغة
و اذا توفرت لا ابخل عليك
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 06:02]ـ
5
م
http://ia311220.us.archive.org/3/items/islamway_228/masr-5.AVI
ص
http://ia350617.us.archive.org/2/items/masr-5/masr-5_vbr.mp3
6
م
http://ia350606.us.archive.org/2/items/islamway_229/masr-6.AVI
ص
http://ia350607.us.archive.org/2/items/islamway_229/masr-6_vbr.mp3
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 02:32]ـ
اخي لا اعلم هناك حلقات مفرغة
و اذا توفرت لا ابخل عليك
بارك الله فيك
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 09:25]ـ
و فيك بارك الله
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 02:19]ـ
15 - تسبيح ومناجاة و ثناء على ملك الأرض و السماء.
حمل الكتاب: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159622
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 01:27]ـ
7
م
http://ia301517.us.archive.org/3/items/masr-7/masr-7.avi
ص
http://ia301517.us.archive.org/3/items/masr-7/masr-7_vbr.mp3
8
م
http://ia341227.us.archive.org/1/items/masr-8/masr-8.avi
ص
http://ia341227.us.archive.org/1/items/masr-8/masr-8_vbr.mp3
ـ[نور الدرب]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 07:56]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 11:21]ـ
جزاكم الله خيرا
امين و لك مثله
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 09:06]ـ
9
م
http://ia301509.us.archive.org/1/items/masr-9/masr-9.avi
ص
http://ia301509.us.archive.org/1/items/masr-9/masr-9_vbr.mp3
10
م
http://ia350611.us.archive.org/1/items/masr-10/masr-10.avi
ص
http://ia350611.us.archive.org/1/items/masr-10/masr-10_vbr.mp3
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 02:38]ـ
انتهت السلسلة فالحلقة العاشرة هي الاخيرة
ـ[جلصم]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 04:33]ـ
بارك الله فيك ياأخي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 04:40]ـ
و فيك بارك الله(/)
تقارب السنة والشيعة .. بين محب الدين الخطيب و حسن البنا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 05:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- الأستاذ محب الدين الخطيب – رحمه الله – كاتب إسلامي شهير، تميز بكتاباته المهمة في التحذير من مذهب الشيعة، بعد أن خبره وعلم أنه دين آخر غير دين الإسلام في أصوله، وتبين خطر أهله على أمة الإسلام، وأن فكرة التقارب معهم مجرد وهم وخداع بسبب هذا التفاوت؛ وبسبب مارآه شخصيًا من ألاعيب ملاليهم، وأن معنى التقارب عندهم هو تصدير مذهبهم الباطل بين أهل السنة. وهو - رحمه الله - ليس بغريب عن جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها حسن البنا رحمه الله، فقد شهد نشأتها، وكان مرشدها يتردد على مكتبته ويستفيد من جهاده وجهوده، ويكتب في صحيفته " الفتح ". إلا أن هذه العلاقة الودية بينهما لم تمنعه من قول الحق، ونُصح الجماعة في موقفها السلبي تجاه مخططات الشيعة منذ أيام مرشدها. وهذا هو شأن العالم والداعية " المتجرد " من الحزبيات، الذي يفرح بجهود " أهل السنة "، ويتواصى معهم بالحق والتعاون النافع.
- والأستاذ حسن البنا – رحمه الله – أسس جماعته الإخوان تأثرًا بسقوط الدولة العثمانية، وماتبعه من تفرق للأمة، فلذا اقتصر همه الأكبر على الجانب السياسي و " الحكم "، وماعداه - مهما كان مهمًا - فيأتي تبعًا له، مما جعله يحرص على " التجميع " بين أهل السنة والمبتدعة، ومن ثمَّ الاغترار بفكرة التقريب بين السنة والشيعة، التي كان مآلها " تخدير " السنة تجاه الخطر الرافضي، وإفساح المجال لهم للتفرد بعامة المسلمين ومحاولة تشييعهم. وقد أصبح رأي البنا في هذه المسألة – للأسف – حجر عثرة أمام تنبه " الإخوان " لهذا الخطر، إلا من أفراد معدودين؛ كمصطفى السباعي وسعيد حوى – رحمهما الله -.
- وهنا: مقال للأستاذ محب الدين الخطيب نشره في مجلته " الفتح " (العدد 862)، علّق فيه على فكرة التقريب التي كانت مثارة في تلك الأيام، عندما أنشأ الشيعي القمي ومجموعة مغترة به دارًا في القاهرة، سموها " دار التقريب "، وموقف " الإخوان المسلمين " منها. وقد أقام فيه الحجة على الجماعة ومرشدها، منذ ذلك الحين .. ولكن!
كلام صريح وكلام مبهم
حول خرافة التقريب بين المذاهب
وجه أحد المسلمين – بل أحد الإخوان المسلمين – في المحلة الكبرى سؤالاً إلى رصيفتنا مجلة الإخوان المسلمين الغراء الأسبوعية يقول لها فيه: "نرجو إيضاح موقف الإخوان من مذهب التقريب بين المذاهب الإسلامية بعد أن أعلن عنه الأستاذ تقي القمي محبذًا ومتفائلا بانضمام فضيلة المرشد العام، ثم رد عليه الأستاذ محب الدين الخطيب ناقدًا".
فأجابت مجلة الإخوان المسلمين على ذلك في العدد 217 من سنتها السادسة بما نصه: "يرى الأستاذ محب الدين الخطيب أن التقريب بين المذاهب مستحيل، لأنها مذاهب مقررة وموضوعة على أسس ثابتة، والتقريب بينها يتطلب نقض هذه الأسس وإنشاء مذهب ثالث، ويرى أن الممكن هو العمل على التعاون في المصالح المشتركة. ويرى الإخوان أنه يجب العمل على إزالة الفوارق أو بعضها ما أمكن، وكلما قلت الاختلافات كلما أمكن التعاون والتوفيق".
وبما أن المسألة مسألة دين، والكلام في الدين يجب أن يكون صريحًا وواضحًا، فلابد لنا أن نكون صرحاء واضحين في تفهم الغرض المقصود من "العمل على إزالة الفوارق أو بعضها ما أمكن" ومبدأ أن إمكان التعاون متوقف على الإقلال من الاختلافات "وكلما قلت الاختلافات أمكن التعاون والتوفيق".
إن المذهب الذي يتبعه تقي قمي هو المذهب الشيعي، والمذهب الشيعي يختلف عن المذهب الذي يتبعه الإخوان المسلمون والشيخ شلتوت والشيخ عبد المجيد سليم والشيخ الزهاوي في أمرين: أحدهما يتناول أصول الدين، والآخر يتناول فروع الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنحن – معشر أهل السنة والجماعة – نرجع في أصول الدين إلى ما جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب الذي أوحي إليه من الله، وفي السنة التي لا ينطق فيها عن الهوى، وإنما هي من تعليم الله له ووحيه. ومضت سنة أهل السنة في فهم كتاب الله أن يتحروا ما فهمه الصحابة رضي الله عنهم من النبي صلى الله عليه وسلم، وما فهمه التابعون من الصحابة، وما فهمه أئمتنا الأربعة وإخوانهم الذين في طبقتهم عن شيوخهم من التابعين أو التابعين لهم بإحسان. والعقائد الإسلامية، وأصول الدين قد تلقاهما أهل السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الطريق: طريق التابعين عن شيوخهم من الصحابة الذين هم تلاميذ الهادي الأعظم. فكل أصل في الإسلام أو عقدية مستمدة من كتاب الله بمفهومه الذي فهمه أصحاب رسول الله، أو من سنة رسول الله، منقولة بلسان أصحابه.
والمذهب الشيعي مبني على بغض أصحاب رسول الله وشتمهم ولعنهم – يستثنون منهم عددًا قليلاً جدًا – وقد بلغ بهم الحقد على أكمل خلق الله بعد رسول الله أن كذبوا على سلمان الفارسي فادعوا عليه في كتاب الوافي (2/ 45) وهو من أمهات كتبهم الشرعية المعتمدة أن علي بن أبي طالب قال: "إن أول من بايع أبا بكر هو إبليس"!! وفيه (2/ 47) أن جعفرًا الصادق قال في آية {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه مجنون} نزلت في أبي بكر وعمر. ويقول شيخهم الكذوب أبو جعفر الكليني في كتابه (الكافي) 3/ 325 عن آية {إن الذين آمنوا ثم كفروا ... } نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان.
هذا قول أئمتهم الأولين في صفوة البشر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما علماؤهم المتأخرون؛ فهذا علامتهم المجتهد محمد مهدي السبزواري يقول في كتاب تاريخه 4 ربيع الآخر سنة 1347 بعث به إلى السيد إبراهيم الراوي من علماء بغداد: "قلتم أدام الله ظلكم: وإذا صدق قول الشيعة في ارتداد الصحابة كلهم الذين يتجاوز عددهم مائة ألف إلا خمسة أو ستة أوسبعة (والصواب ثلاثة) فلمَ يقاتل أبو بكر أهل الردة ويردهم إلى الإسلام؟ وكفره كفر حكمي لا كفر واقعي كعبادة الوثن والصنم. وقلتم وفقنا الله وإياكم: وهذا النبي مدة ثلاث وعشرين سنة يصحبه أصحاب كفار، ومدة طويلة أيضًا تصحبه زوجة كافرة لا يعلمهم ... أقول: لم يعتقد الشيعة كفر الصحابة وعائشة في حياة النبي، وإنما قالوا إنهم ارتدوا بعد النبي ".
فإذا كان هذا اعتقاد الشيعة في الصحابة فبديهي أنهم ينكرون فهم الصحابة لأصول الدين، ويرفضون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها هؤلاء الأصحاب، ودونها أقطاب المحدثين من أهل السنة، وفي طليعتهم الإمامان العظيمان البخاري ومسلم وسائر أصحاب الكتب الستة ومن في منزلتهم. وتمتاز الأحاديث التي رواها أمثال هؤلاء بأن رواتها معروفون بالصدق والعلم والأمانة والتقوى وسائر ما تستلزمه عدالتهم في أخبارهم، وإن تفاوتوا في ذلك كما هو المشاهد في خيار الناس في كل زمان ومكان. وإذا توفرت هذه الصفات الطيبة في شيعي أو زيدي أو إباضي أو معتزلي فإنهم يقبلون روايته في كل شيء إلا فيما يتعلق بالمعاني التي انفردت بها نحلتهم فإنهم يجتنبونها من هذه الناحية ويقبلون سائر ما يروونه. مثال ذلك: الحسن بن صالح بن حي الثوري الهمداني وأخوه علي كانا من الشيعة الزيدية وكانا عونا لكل من يقوم من آل البيت بحركة أو ثورة، وفي بيتهما اختبأ عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بعد وقعة باخمرى التي قُتل فيها إبراهيم بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان سفيان الثوري ينكر عليهما تشيعهما وافتراقهما عن الجماعة حتى في الجمعة والجهاد. ولكنهما لصلاحهما وصدقهما وتقواهما يقبل أهل السنة ما يرويانه على القاعدة التي ذكرناها، أما الشيعة الاثنا عشرية فيتبرأون منهما ويذمونهما في كتبهم المعتمدة؛ لأنهما من الشيعة الزيدية وليسا من الشيعة الاثنى عشرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حصر الشيعة الاثنا عشرية تشيعهم باثنى عشر رجلا من أهل البيت لا يعترفون بغيرهم لا من الصحابة ولا من آل البيت، فكما لا يعترفون بأبي بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين حفصة لا يعترفون بالإمام زيد ولا بغيره من أعلام آل البيت. ولا يكتفون بذلك، بل يعتقدون العصمة بهؤلاء الاثنى عشر، ويعتبرونهم مصدر التشريع، وأول من اخترع لهم هذه العقدية الضالة خبيث يسميه المسلمون (شيطان الطاق) وتسميه الشيعة (مؤمن آل محمد) واسمه محمد بن علي بن النعمان الأحول. دخل الإمام زيد بن علي (الذي يرجع إليه مذهب الزيدية) على ابن أخيه جعفر الصادق ذات يوم فوجد عنده هذا الملعون شيطان الطاق، وكان قد بدأ يذيع عقيدة العصمة لأناس مخصوصين من آل البيت وحصر الإمامة والتشريع فيهم، فقال له الإمام زيد: يا محمد بن علي أنت تزعم أن في آل محمد إمامًا مفترض الطاعة معروفا بعينه؟ فأجابه: نعم، أبوك أحدهم. قال له الإمام زيد: ويحك، وما يمنعه أن يقول لي؟ فوالله لقد كان يؤتى بالطعام الحار فيقعدني على فخذه ويتناول البضعة فيبردها ثم يلقمنيها، أفتراه كان يشفق علي من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار؟ فأجابه شيطان الطاق: كان يكره أن يقول لك فتكفر فيجب عليك من الله الوعيد، ولا يكون له فيك شفاعة، فتركك مرجئًا لله فيك المسألة وله فيك الشفاعة!
ومن ذلك اليوم قرر الشيعة عقيدة العصمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأشخاص عينوهم وجعلوهم مصدر تشريع، ولو اقتصر الأمر على ذلك لكان هينًا، ولكنهم جاءوا برواة عن هؤلاء الاثنى عشر لم يشترطوا فيهم ما اشترطه أهل السنة في الرواة من الصدق والعلم والأمانة والتقوى، ولو اشترطوا ذلك لقبلوا أمثال الحسن بن صالح بن حي الثوري وأخيه علي، بل لقبلوا أمثال الإمام مالك والإمام أحمد بن حنبل وشيوخهما وتلاميذهما. إن العبرة عندهم ليست للصدق والعلم والأمانة والتقوى، بل للعصبية والحب والبغض، فكل من كان أشد بغضا لأبي بكر وعمر وسائر أصحاب رسول الله وأزواجه الطاهرات (عدا ذلك العدد القليل من الصحابة) وكان لا يسمي عائشة إلا ويكتب في جانب اسمها "الملعونة" فهو أوثق تشيعًا وأصدق حديثًا، حتى لو عرف في حياته الشخصية بأنه أكذب الناس.
كان سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول "اعرفوا الرجال بالحق ولا تعرفوا بالحق بالرجال" فلوى هؤلاء الملتوون مذهبه وعكسوا أمره وصاروا يعرفون الحق بالرجال، وقد بلغ من تحزبهم وتعصبهم (لأسماء) عدد قليل من آل البيت أن اخترعوا لهذا العدد القليل من آل البيت مذهبًا يرويه عنهم أشخاص عرفهم معاصروهم بالكذب والخبث والدس، ولخبثهم كذبوا ودسوا على هؤلاء الاثنى عشر من آل البيت ما لا علم لهم به، وقالوا: إن هذا هو المذهب الشيعي.
ولو قام أساس المذهب الشيعي على شريعة مصدرها معصومون بعد النبي صلى الله عليه وسلم ويرويها عنهم كذابون امتازوا عندهم بالعصبية لأناس والبغضاء لأناس آخرين لكان ذلك أقل شرًا من حكاية الرقاع التي كانوا يكتبون بها الاستفتاء في شرع الله ويدسونها ليلا في ثقب شجرة على مقربة من السرداب الذي غاب فيه إمامهم الثاني عشر وهو صبي دون الحلم ليجيبهم عليها بزعمهم، فإذا كان الصباح وجدوا الجواب الشرعي مكتوبًا عليها بخط مجهول ووسائط مجهولة، ومثل هذه الرقاع لا يقام لها وزن في قضاء ولا في منطق ولا في عقل من عقول البشر، وهي من مصادر تشريعهم الذي يريد القمي أن يقرب بينه وبين التشريع الإسلامي الذي يعتمد على كتاب الله كما فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى السنة المحمدية كما رواها الصادقون عن الصادقين عن هؤلاء الصحابة الكرام البررة المتقين.
وهذا الشاب الأنيق الذي يسمى تقي قمي جاءنا من بلاد هؤلاء، وفتح لعلمائنا وباشواتنا ناديًا في الزمالك سماه دار التخريب بين المذاهب، ينفق فيه وعليه عن سعة، ويريد منا أن نقرب بين مذهبنا ومذهبه، مع أنه لم يقم بهذه الدعوة في بلاده؛ لأنه لا يستطيع أن يقوم بها، ولا يجرؤ لا هو ولا غيره على الجهر بها، ولا يملك لا هو ولا أي عالم من علمائهم أن ينقض عقيدته أو يغير من مذهبه قيد شعرة. وهو يعلم أنه ليس في أهل السنة رجل يجرؤ على أن يعطي لنفسه الحق بأن ينقض عقيدة من عقائد أهل السنة، ولا أن يحول المسلمين عن كفرهم بكل عصمة للبشر غير عصمة
(يُتْبَعُ)
(/)
الأنبياء، أو أن يزحزح أهل السنة شعرة عن الاعتقاد بأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كالنجوم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا: "بأيهم اقتديتم اهتديتم"، فجاء الشيعة يقولون لنا: إن اقتديتم بهم ضللتم.
أنا صريح في أن من المستحيل التقريب بين مذهبين هذا أساسهما. وأسمع من يقول ينبغي "إزالة الفوارق أو بعضها ما أمكن" و"كلما قلت الاختلافات أمكن التعاون"!
ماذا يريدون أن يزيلوا من الفوارق؟
هل يريدون أن نلعن معهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات وهن أهل البيت كما سماهن الله عز وجل في سورة الأحزاب {وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}؟
أم يريدون منا أن نمزق صحيحي البخاري ومسلم وبقية الكتب الستة وما في درجتها؛ لأن ما فيها من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم رواه هؤلاء الأصحاب المغضوب عليهم من الشيعة؟
أم يريدون منا أن نعتقد العصمة في غير الأنبياء، وأن نتخذهم مصدر تشريع، عملاً بما اخترعه شيطان الطاق لهؤلاء الضالين، وأن نقبل من التشريع المنسوب إليهم ما رواه الكذابون المحترقون تعصبًا وبغضًا لخير أمة أخرجها الله للناس؟
وإذا كانت إزالة الفوارق من جانبنا في هذه الأمور مستحيلة؛ لأن الإسلام نفسه يتغير بها، فأشد منها استحالة أن يتحول شيعي عن شيعيته إلا بالرياء والتقية لدسيسة ينويها أو مكيدة يدبرها، لأن المذهب بني عندهم على التشيع، أي على التحزب والتعصب. وإذا كنا نحن نقبل في صفوفنا من يخالفنا على صدق وصلاح كالحسن بن صالح بن حي وهو شيعي زيدي، فإن جماعة تقي قمي لا يقبلونه على شيعيته لفرق فرعي بينه وبينهم. وهل الذين هذا موقفهم من الزيدية يمكن أن يزيلوا شيئًا من الفوارق التي بينهم وبين أهل السنة أو الإباضية.
ثم من ذا الذي زعم أن المذاهب ملك لأفراد يعبثون فيها كما يريدون؟
إن المذاهب الفرعية المتقاربة التي ترجع إلى أصل واحد - وهي مذهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل - لا يستطيع فقهاء أي مذهب منها في أي عصر من عصورها أن يزعموا أن لهم سلطانًا في إلغاء شيء من أحكامها أو تعديل شيء منها. فإذا كان لمس المتوضئ يد المرأة الأجنبية ينقض وضوءه عند الشافعي، هل يستطيع جميع علماء الشافعية – من بلاد الأكراد إلى حضرموت فأندونيسيا – أن يعدلوا فيه ويقولوا شيئًا جديدًا غير المعروف في المذهب؟
وإذا كان هذا في اختلاف فرعي صغير بين مذهبين متقاربين بل متحدي الأسس كالشافعي والحنفي، فكيف باختلاف جسيم يقلب الدين كله رأسا على عقب؟!
نحن نعرف أن البابا له أن يعدل في بعض شئون الكاثوليكية إلى حد ما، ولكن لم نكن نعرف أن في الذين يترددون على دار التخريب من ينتحل لنفسه في الإسلام مثل سلطان البابا في الكاثوليكية!
وبعد؛ فإن أصحاب رسول الله على مراتبهم – من أبي بكر وعمر إلى من يليهم – هم صفوة البشر والطبقة الممتازة من بني الإنسان في تاريخ الإنسانية، ونحن لا نقبل سبهم والبغي عليهم من يهودي فضلاً عن أن نقبله ممن يزعم الانتساب إلى الإسلام. ودار التخريب يجب أن تُقفل من الزمالك وتُفتح في طهران وأصبهان وقم وزنجان، وأن يكون رأس الدعوة فيها هناك الخجل من التاريخ – بعد الخجل من الله – في ذلك الموقف المزري الذي يقفه الشيعة من خير أمة أخرجت للناس، فإذا غيروا هذا الموقف، وعدلوا عن القول بعصمة غير الأنبياء، وتبرأوا من كل ما بني على هذين الأساسين، حصل التقريب بذلك وتم ما يريدون، وإلا فالعلم وأهله لهم بالمرصاد.
تعليق
1 - رحم الله الأستاذ محب الدين الخطيب، فقد نصح أهل السنة أن لايغتروا بخداع الشيعة – هداهم الله وردهم للحق -.
وهنا رابط كتابه الشهير " الخطوط العريضة للأسس التي يقوم عليها دين الشيعة ":
http://www.saaid.net/book/open.php?book=3291&cat=89 (http://www.saaid.net/book/open.php?book=3291&cat=89)
2- الواجب على " جماعة الإخوان " بعد أن تبينت حقيقة الشيعة وشعاراتهم ومآلات التقارب معهم، أن لا تظل أسيرة لاجتهاد مرشدها الذي تبين خطأه، وأن لاترضى أن تكون " محيَّدة " في هذه القضية المهمة، وهي تشاهد استغلال دعاة التشييع لهذا الحياد غير الشرعي. وليس المطلوب منها أن تهاجم أو تسب الشيعة – كما قد يتوهم البعض -، إنما المطلوب أن تُساهم في تحصين أهل السنة عن مذهبهم المنحرف، وتحذر من استغلال الشيعة لها في خدمة أهدافهم، وأن لاتجعلها معارضتها للحكام تتخندق في صف الشيعة، فتكون كمن يستجير من الرمضاء بالنار ..
3 - ومثله يُقال لوسائل الإعلام المحسوبة على الإخوان – لاسيما القنوات؛ كالرسالة واقرأ والحوار وغيرها – أن تُشارك في التحصين السابق، من خلال طرح البرامج التي تبرز مكانة الصحابة رضي الله عنهم، وحكم من ينالهم بسوء، والتي تحث على وحدة الأمة وفق ماكانوا عليه – رضي الله عنهم - .. إلخ العقائد المناقضة لمذهب الشيعة وغيرهم من المنحرفين.
4 - هنا: رسالة " مسألة التقريب بين السنة والشيعة " (2 مجلد)؛ للدكتور ناصر القفاري. وفيها عبرة لمن لازال مغترًا بوهم التقارب:
http://s203978783.onlinehome.us/waqfeya/books/08/0743/0743_01.rar (http://s203978783.onlinehome.us/waqfeya/books/08/0743/0743_01.rar)
http://s203978783.onlinehome.us/waqfeya/books/08/0743/0743_02.rar (http://s203978783.onlinehome.us/waqfeya/books/08/0743/0743_02.rar)
والله الموفق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 06:35]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 07:40]ـ
وجزاك الله مثله أخي الكريم
مقالان مهمان
فتوى الشيخ شلتوت - رحمه الله - وخدعة التقريب بين السنة والشيعة!!
للشيخ أشرف عبدالمقصود
http://albainah.net/Index.aspx?function=Item&id=12794&lang (http://albainah.net/Index.aspx?function=Item&id=12794&lang)=
الأضرار التي لحقت بالإخوان لعلاقتهم بإيران و"حزب الله"
للباحث: أمير سعيد
http://almoslim.net/node/111658 (http://almoslim.net/node/111658)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 08:44]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا سليمان! ..
ولا عطر بعد عروس! ,,
لكن؛ أحب أن أشارك في موضوعك بشيء من الرأي المتواضع, عله يثري الموضوع, ويظهر ما يخفى على البعض.
من المهم إدراكنا أن عناصر جماعة الإخوان تختلف من منطقة لأخرى, ومسألة التقريب بين المذهبين كالتقريب بين الماء والنار وهيهات! ..
ففي مصر وسوريا قد طفح الأمر, وأصبح معرّة لكل طاعن, وجلاء لكل ناظر, وما يوم حليمة بسرّ!
وحسب قراءتي المتواضعة في هذا الموضوع, تبين لي ما ذكرت في مقالك يا شيخنا, وأن الأمر يزداد سوءاً بعد سوء.
وهنا مقال جيد في هذا الباب يزيد ثراء الموضوع على هذا الرابط:
الإخوان وإيران ... المعتقدات المذهبية والحسابات السياسية ( http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1198597&Sec=1)
أما بالنسبة للإخوان في غير هاتين المنطقتين كالذين في الكويت والسعودية واليمن والخليج عموماً فهم في الغالب نائين عن هذا الأمر, ولم يصبهم كثيرٌ من أذاه.
وأما بالنسبة للإخوان في فلسطين, والذين يتمثلون في حركة حماس المجاهدة, فالأمر نسبي آينشتايني, وعلاقتهم الظاهرة بالشيعة ما زالت على ضوابط جيدة في غالبها, حيث أنها لم تجنح لكثير من ترهات الشيعة, ولم تقل بما قال به إخوانها في مصر وسوريا, وأغلب علاقاتهم مع إيران سياسية لا دخل لها بالعقيدة, ولا شأن لها في ذلك الأمر.
والعلاقة مع أنها قديمة, لكن الشيخ أحمد بن ياسين رحمه الله كان دائماً ينبه عوار الشيعة ويحذر من خطرهم وانقلابهم وخبثهم في الغدر كيهود! ..
وهذا ما ذكره لي كثير ممن قابلتهم من المنتمين لحماس أو الممسكين بزمامها! ..
وقد تناقشنا مع قادتهم مرات ومرات, وأوضحو لنا أن العلاقة مجردة من الأهواء, غير آبهة بتغرير الشيعة وإغداقهم بالمنح والأعطيات طلباً لتألف القلوب .. ولكن ذلك لم يحصل بتاتاً, اللهم إلا أن يكون في بعض الفصائل العسكرية قلة من القادة من شيعة فلسطين! ..
ويجب علينا أن ننبه لهذا الأمر, حتى لا يكون مثاراً للطعن في حركة مجاهدة نصرت الإسلام والمسلمين -ومازالت-, والكمال عزيز, ومن طلبه ذل! .. ولا يسلم بشر من الخطأ إلا من عُصمْ.
كما يجب على العلماء والمفكريين الإسلاميين وكل من وهبه الله قلماً أن يتيقظ لكل ما يحيكه أعداء الملة الرفض, وألا يثقو في عهودهم الكاذبة, وحال مقالهم مع أعداء الملة كما قال عاصم بن ثابت -رضي الله عنه- حين حوصر في موقعة بئر معونة مع صحبه, وقيل له لا نريد الغدر بك, إنما هي حاجة لنا في قريش, نود إيفائها .. ولكنه أعلنها حين قال: ((أما أنا فلا أنول في ذمة مشرك أبداً, ولا أقبل منه عقداً ولا عهداً ..
ماعلتي وأنا جلد نابلُ:: والقوس فيها وَتَرٌ عُنابلُ
والموت حقٌّ والحياةُ باطلُ:: وما قضى الإله فهو نازلُ
إلمّ أقاتلْكم فأُمِّي هابلُ
إلمّ أقاتلْكم فأمِّي ثاكلُ
شيخنا سليمان؛ بورك فيكم ..
وللحديث بقية بإذن الله.
ابنكم.
* ملاحظة: رابط/ الأضرار التي لحقت بالإخوان لعلاقتهم بإيران و"حزب الله" للباحث: أمير سعيد
لا يعمل
ـ[أبو أنَسٍ الأنْصارِيّ]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 08:44]ـ
جزاكَ اللهُ خيرًا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 06:17]ـ
الأخ الكريم: أباالليث:
بارك الله فيك، وفي إضافتك وتحليلك لتذبذب مواقفهم - هداهم الله -.
وهنا رابط آخر لمقال الأستاذ أمير:
http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=28397&lang (http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=28397&lang)=
ـ[أفلاطون]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 02:51]ـ
الأخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تعليقا على هذا الموضوع أرفق هذين المقالين الذين كنت قد قرأتهما بجريدة أخبار اليوم منذ فترة طويلة وأحسب أنهما يكشفان عن بعض جوانبه.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 10:46]ـ
الشيخ سليمان الخراشي جزاك الله خيراً على هذا التوضيح.
وكم غاضني مرشد الأخوان مهدي عاكف هداه الله وهو يقول - عندما قامت الحرب بين اليهود أحفاد القرود وحزب حسن نصر الرافضي - أننا والشيعة يجمعنا دين واحد وهذا هو موقف الأخوان من زمن مرشدهم الأول حسن البنا، ويصف العلماء الصادقين الذين يحذرون الأمة من الخطر الرافضي بأنهم يشغلون أنفسهم بالأمور التافه
ومثل هذا الكلام ليس بمستغرب من أمثال مهدي عاكف أو الأخوان على وجه الخصوص.
ولكن الذي أغاصني أشد هو أن نرى الذين ينتسبون إلى الدعوة النجدية وهم يرفعون راية التقارب من أهل الكفر والبدع ويعقدون من أجل ذلك المؤتمرات واللقاءات.
فقد رأيناهم في بلدانهم وبجوار بيت الله الحرام وبحضور المجوسي رفسنجاني يصفون الرافضة بأنهم أخوانهم في الدين تجمعهم رابطة العقيدة الواحدة مع أنهم هم الذين كانوا قبل سنين قليله يكفرون الروافض على المنابر .. فيا لله العجب.
أهكذا كان حال أئمة الدعوة الذين يزعم هؤلاء أنهم على طريقتهم؟!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 10:51]ـ
كان اذا أتى آت للشيخ البنا ليناظره فى الشيعة كان البنا يأخذه للخطيب فى بيت الخطيب ويسلمه له فى زاوية معينة من البيت لما يعلم البنا من نفسه الجهل بدين الشيعة - قال هذا الكلام بن الشيخ الحطيب للشيخ المقدم وأشار له بيده الى زاوية البيت من الداخل
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 01:55]ـ
اما عن سبب ضلال الاخوان فى التقريب
فقد أرجعه الشيخ المقدم قائلا لعن الله مادة ساس يسوس سياسة
ولعلى هنا أنبه الى قصد الشيخ المقدم - لأنه يوجد أناس من سذج المغفلين يتربصون بى ويقرؤن لى هنا أخزاهم الله وأعتذر لأهل المنتدى أن كنت سببا فى سقوط أشعة أعين المغفلين الخبيثة على صفحات المنتدى المباركة
وقصد الشيخ المقدم السياسة العصرية التى لاتعرف حرمة لأة مبدأ ولا يقصد طبعا السياسة الشرعية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 07:47]ـ
وسبب أخر من كلام الشيخ المقدم
قال أنه لما صرح القرضاوى بحقيقة الشيعة. انزعج الدكتور محمد سليم العوا وصرخ صراخا عجيبا وأنكر على القرضاوى وقال انه اجتهاد شخصى من القرضاوى وظل العوا يوؤل كلام القرضاوى والسبب أن لجنة علماء المسلمين التى أسسها القرضاوى تتكون من ثلاثة روؤس القرضاوى وواحد رافضى والثالث اباضى
فاضطر العوا لتحسين علاقات مع قسيميه وأكيد أنهما اشتكوا له انتهى
وأى خدمة
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Feb-2010, صباحاً 07:53]ـ
قد يكون السبب ان جماعة الإخوان لايعرفون قدر التوحيد وخطر الشرك لجهلهم
فإن الروافض قبورية يعبدون الأئمة نسأل الله العافية
ويشترك معهم الصوفية الخرافية عباد القبور
ـ[أبوصلاح الدين]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 03:11]ـ
لماذا هذا اللهمز واللمز للإخوان المسلمين؟
مسألة التقريب بين السنة والشيعة ستبقي إلي يوم القيامة تراوح مكانها لأن اجتهادات العلماء تتفاوت
وإني أري هنا أيضا همزا ولمزا للاشاعرة والحق أن هذا يضر بنا كمسلمين
يقول البعض متي نتوحد
ويقول الآخر:علي ما نتوحد؟
وتبقي المسألة تراوح مكانها
متي نخرج من هذا التقوقع
لاينبغي لأيث أحد منا ان يغتر بان يجد من يأنس من يتقاسم معه نفس الأفكار ثم يكتفي بهذا
فللسلفية جماعتهم
وللإخوان جماعتهم
ولكل فرقة جماعتها
وينبغي التحرك عاجلا لاحتواء هؤلاء جميعا تحت مظلة كبيرة
تقولون التصفية وقد يبقي أمر اتلتصفية يراوح مكانه
يري البعض أن الحق معه وحده وقد يموت علي ذالك وهو مطمئن علي ماهو عليه
ونفس الأمر يقع للفريق المخالف
فيفسر هذا علي أنه يقين العلماء والثبات والاستقامة
ويفسر الآخر بانه غرور الشيطان وخطر الاستئناس بالبدعة وهلم جرا
ومثل هذه المسائل حين تضعها علي محك قواعد الفقه وأصوله وتستمع إلي العلماء الربانيين تجدها لاتخرج عن دائرة المسائل الخلافية.
إسمحوا لي
إني أعبر عن رأيي بصراحة أتمني اليوم الذي أري فيه اختفاء هذه الملاسنات والحط من قيمة بعضنا البعض
فلا هو مما يرضي الله
ولا هو مما يزيدنا تقدما إلي الامام
والمسألة ذات ذيول كثيرة ونسأل الله أن يختم لنا بالحسني أن يرزقنا رضاه جل وعلا
الحمد لله أن مغفرة الذنوب ورحمة رب العالمين ودخول الجنة بيد الله وحده
وإلا كان البعض سيحرمها علي جمع كبير ممن يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 05:10]ـ
اخي ابا الليث هداك الله وجعل مثوانا ومثواك الجنة افهم من كلامك انك تنأي بحركة حماس عن الاخوان في علاقتها مع الشيعة (ايران) لا يا اخي اقولك ان من قرب حب الشيعة لقلوب حركة حماس هو فكر الاخوان وحركة حماس لا تعد سوى اداة لفكر الاخوان وان تجربة الاخوان في ادارة حكم تتحقق الان في غزة بمعنى ان حماس والاخوان وجهان لعملة واحدة بالرغم من تنكر العديد منهم لذلك واتسأل لما تتنكرون من حبكم ال بيت رسول الله اهو من اجل الاموال او الدعم العسكري والسياسي الهزيل من راس حربتكم كما يهيئ لكم افبقوا يا اهل السنة انهم يغزونكم من قلب انفسكم وبأيديكم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 05:10]ـ
وليس المطلوب منها أن تهاجم أو تسب الشيعة – كما قد يتوهم البعض -
الشيخ الكريم بارك الله فيك على هذاالكلام الجميل ..(/)
خطوات عملية للحد من التمدد الايراني في المنطقة!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 02:11]ـ
من أبرز ما يميز الطائفة الشيعية عن غيرها , هو ما استحدثته من طقوس اللطميات و البكائيات , و هي تكتفي بذلك عن كثير من العبادات , في حين نجد أن أهل السنة يرفضون هذا النوع من البدع, و يميلون أكثر في عباداتهم إلى الناحية العملية , فنجدهم في يوم عاشورا مثلاً يصومون و لا ينوحون.
غير أن الوضع عن الصعيد السياسي يكاد يكون مختلف اختلافاً جذرياً , ذلك أن الناظر إلى الوضع السياسي للدولة الفارسية الشيعية (إيران) , و إلى الدول السنية (العربية) , يخُيَّل إليه في الوهلة الأولى انه أمام دولة فارسية سنية و دول عربية شيعية!!
ذلك انه في الوقت الذي تعمل فيه إيران بجدية و عزم و جلد في سبيل الأخذ بأسباب استعادة أمجادها الفارسية التي قضى عليها العرب (كما يتصورون) , نجد أن العرب يكتفون باللطميات و البكائيات المحزنة المطربة! على جزر تم احتلالها و دول تم اختراقها و مذهب تم ترويجه , و ذلك عبر حسينيات القمم العربية و عزاءات المؤتمرات الخليجية!!
إن أغلب العرب اليوم باتوا يُجمعون (بعد تغابٍ وتعامٍ طويلين) على خطورة المد الإيراني داخل المنطقة العربية , بل أنهم أصبحوا أكثر شجاعة و قدرة على التصريح بذلك , و لكن , هل يكفي ذلك الآن؟ وهل ذلك كل ما نحتاجه اليوم؟ , هل يكفي أن نعلن الآن أن الخطر الإيراني يساوي الخطر الإسرائيلي؟
اعتقد انه و في الوقت الذي باتت فيه إيران على مرمى حجر من عيدها النيروزي الأكبر (إعلان دخولها النادي النووي) , و في الوقت الذي أصبحت فيه التنظيمات الموالية لإيران تمارس التخريب في البلدان العربية دون خوف أو حياء, ابتداء بما يمارسه حزب الله , مرورا بالحوثيين و انتهاء بمثيري الشغب في دول الخليج (و الذين كان من آخر أنشطتهم أحداث البقيع الأخيرة) , وفي الوقت الذي تحاصرنا القواعد و البوارج الإيرانية من عدة اتجاهات (1) , و في الوقت الذي يعج الفضاء العربي بقنوات لنشر المذهب الإيراني و الأخلاق الفارسية , في الوقت الذي يحدث فيه كل ذلك , يبقى الحديث عن خطر المشروع الإيراني على أهميته مضيعة للوقت!
إن التحدي الحالي لا يكمن في تكرار تلك المعزوفة المشروخة , بل في اتخاذ خطوات أكثر عملية على المدى القصير و البعيد.
و من تلك الخطوات التي أعتقد أنه من المهم القيام بها:
1. التعجيل بإنشاء مفاعل نووي عربي أو على الأقل خليجي, و ليكن سلمياً (على الطريقة الإيرانية)!
2. الدفع باتجاه إحداث شرخ في العلاقة بين المشروعين الأمريكي و الإيراني , و اللذين أثبتا أنهما و إن اختلفا على بعض المصالح , إلا أنهما يتفقان في أهمية توحيد الجهد نحو العدو المشترك (الإسلام السني) , و يمكن أن يكون ذلك عبر لعبة المصالح , و مع أن هناك من يرى أن الوقت قد ضاق عن إمكانية فعل ذلك , بسبب حدوث (زواج متعة كاثالوكي!!) بين إيران و أمريكا , جعل من علاقتهما أهم عند أمريكا من علاقاتها مع العرب , بسبب أن إيران بات بيدها الكثير من الملفات الهامة (2) , إلا أن النجاح في فك الارتباط بين هذين المشروعين يبقى من شانه أن يقلص من قدرة إيران على التمدد الذي لم يكن له أن يكون لولا الإذن الأمريكي الواضح , فأمريكا التي تسعى لإحداث نوع من التوازن بين القوى السنية و الشيعية في المنطقة , هي من سلمت مفاتيح العراق لإيران , و هي أيضاً من تستمع لتلميحات إيران بإمكانية ضمها لدولة عربية خليجية دون إنكار! (3)
3. السعي إلى اختراق المجتمع الإيراني ثقافياً , و السعي إلى تنوير و تحرير العقل الإيراني الرازح تحت سلطة سياسية توسعية , و سلطة دينية طائفية عنصرية , تغذي فيه عقيدة بغض العرب و تصورهم كأعدى الأعداء , و لا يمكن بأي حال أن يكون ذلك عبر ما يوجد اليوم من محاولات رديئة لبعض شركات الإعلام (العربية التمويل الغربية المنهج) , والتي وجهت بعض قنواتها و مواقعها الالكترونية للمشاهد و القارئ الفارسي , فهذه المحاولات (التجارية) و على فرض قدرتها على إحداث اختراق ما , فإن ما تقوم به سيكون في النهاية لمصلحة المشروع الغربي , حيث أن جهدها ينصب على ترجمة الثقافة الغربية إلى اللغة الفارسية!
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك فالمطلوب اكبر من ذلك , و أعني أنه لابد من و جود منظومة إعلامية متكاملة ذات خطط إستراتيجية , كما يجب دعم المحاولات الإعلامية القائمة و التي يقوم عليها بعض أبناء إيران نفسها , و الذين يجاهدون بصدق لتحرير العقلية الإيرانية من ربقة السلطتين الآنفتين , و هي محاولات ذات اثر مشجع بالرغم من ضعفها (4)
و يمكن الاستفادة من التجربة الإيرانية نفسها ,حيث بات جلياً أن الإيرانيين قد استطاعوا و عبر جهودهم الإعلامية اختراق الكثير من المجتمعات العربية , فهنالك القنوات الإيرانية الرسمية الموجهة للمشاهد العربي كقناة العالم , ناهيك عن القنوات الطائفية الممولة إيرانيا ,بل كشف باحث مصري متخصص في شؤون التبشير، أن ما يقارب الأربعين من القنوات التبشيرية الشيعية تبث عبر القمرين الصناعيين نايل سات و عرب سات، وأن جلها موجه للأطفال في صورة مواد ترفيهية أو حوارية أو تعليمية أو دينية وتراثية , و أن تلك القنوات تصاغ مادتها الإعلامية وفق العقيدة الشيعية وموجهة لخلخلة عقيدة أهل السنة والجماعة بل والسعي لتشييع أكبر قدر ممكن منهم (5)
و قد أصبحت هذه القنوات تتابع و ترصد أغلب الأحداث الداخلية للبلدان العربية , و لعلنا نذكر التغطية الإعلامية لأحداث الشغب التي أحدتها بعض الموالين للنظام الإيراني في البقيع , حيث عمدت هذه القنوات إلى محاولة خلق رأى عام يصور السعوديين كأعداء للزوار و المعتمرين , و كلنا نذكر العبارات الطائفية و التهييجية التي كانت تعج بها النشرات و الأشرطة الإخبارية لتلك القنوات و من قبيل (الوهابية النواصب , التكفيريون , ميليشيا الهيئة , الخ) , بل أن قناة press tv الإيرانية و الناطقة باللغة الانجليزية ذهبت إلى أبعد من ذلك , حيث زعمت أن السلطات السعودية قد أقدمت على قتل بعض الزوار , كما تحدثت عن اضطهاد كبير للأقلية الشيعية في البلاد.
ومن وسائل الاختراق الثقافي المطلوب , دعم الرموز الثقافية الإيرانية المعتدلة و المناوئة للمشروع الصفوي الجديد , و هذا الأسلوب نستفيده أيضاً من التجربة الإيرانية في اختراقنا, حيث أن الإيرانيين استطاعوا , و عبر بريق التومان (العملة الإيرانية) أن يعموا أبصار شريحة من المفكرين القوميين و الإسلاميين الكبار عن الخطر الإيراني , بل جعلوهم يرون في ذلك مصدر قوة للأمة , فكان أن شنوا حملة لتوهين جهد أحد علماء الأمة الذي انتقد بقوة حملة التشييع القائمة.
و الخلاصة في هذا الباب , أنه ينبغي توجيه الجهود نحو توسيع مفهوم المواجهة , فليست المسالة حسماً عسكرياً , بل مشروع ضخم يهدف إلى إعادة الوعي إلى العقل الإيراني و يعود به إلى فترة ما قبل العهد الصفوي , حيث كانت أكثرية أهل تلك البلاد على العقيدة الصحيحة , و على الاحترام المتبادل مع جيرانهم و اخوانهم العرب , و أظن أن هذا الهدف و إن بدا صعباً , إلا انه يبقى أقرب نظرياُ إلى التحقيق من الهدف الإيراني الرامي إلى تشييع العرب , حيث أننا إزاء 23 دولة سنية في مواجهة دولة شيعية!
4. السعي إلى احتواء الأقليات الشيعية الموجودة في الدول السنية , و ذلك بإعطائها كافة حقوقها الوطنية, و تذكيرها بانتمائها وواجبها الوطني و القومي , و لكن و في الوقت نفسه ينبغي عدم التساهل مع أية محاولة لزعزعة الوحدة الوطنية لتلك الدول أو العبث بأمنها , فاللين في غير موضعه هو في الحقيقة ضعف بيِّن.
و أخيرا , فهذه رؤية متواضعة , مبعثها الغيرة على أمننا الوطني و القومي و قبل ذلك الديني , و تبقى الإرادة السياسية هي العامل الأكبر المناط به تحقيق تلك الخطوات.
حامد خلف العُمري
Hamid.alumary@gmail.com
****************************
1) أشارت بعض التقارير إلى أن إيران تمكنت من بناء قاعدة عسكرية بحرية بالقرب من ميناء عصب الإريتري , كذلك فقد أفاد موقع التلفزيون الرسمي الإيراني بتاريخ 14مايو الجاري أن إيران سترسل بارجتين حربيتين إلى خليج عدن لحماية بحريتها التجارية وسفنها النفطية من القراصنة الصوماليين.
2) http://www.middle-east-online.com/iraq/?id=75806 (http://www.middle-east-online.com/iraq/?id=75806)
3) كنت قد كتبت مقالا عن حقيقة العلاقات الأمريكية الإيرانية , و ذلك قبل التوجه الأخير لإدارة اوباما تجاه إيران , و قد جاء ذلك التوجه الجديد ليؤكد صحة ما كتبت , انظر مقال: (في ذكرى الثورة الخمينية , تأملات في حقيقة العلاقات الإيرانية الأمريكية!)
http://www.alfekar.com/news.php?action=view&id=69 (http://www.alfekar.com/news.php?action=view&id=69) 4)
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=63995&Page=7&Part=1 (http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=63995&Page=7&Part=1) 5)
المصدر ( http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=8497)(/)
ـ ما قول أئمة السنة في من لم يكفر ساب الله بالعين واشترط فيه إقامة الحجة؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 04:00]ـ
ـ ما قول أئمة السنة فيمن لم يكفر ساب الله بالعين واشترط فيه إقامة الحجة؟
وقال: السب كفر ولا أعيِّن أدا حتى تقام الخجة.
هل من نقولات عن أئمة العلم في بيان الحق في هذه المسألة. بارك الله فيكم.
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 06:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبو نافع هده فتوى لفضيلة الشيخ علي الخضير نقلتها لك لبيان ما أشكل عليك في مسألة تكفير ساب الله و الرسول
وأنصح أخي بقراءة كتاب تكفير المعين للشيخ إسحاق آل الشيخ و كتاب تكفير المعين عند شيخي الإسلام بن تيمية و محمد بن عبد الوهاب لراشد بن أبي العلا الراشد قرأه و قرضه الشيخ صالح بن فوزان حفظه الله.
هدا نص الفتوى وهو عبارة عن سؤال طرح على الشيخ:وهو العلماني تركي الحمد الدي قال مقولته المشهورة: الله و الشيطان وجهتان لعملة واحدة. نعود بالله من الخدلان. آميييييين
فضيلة شيخنا الشيخ علي بن خضير الخضير - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نبعث إليكم صورة من جريدة "اليوم" الأسبوعية [العدد 10276 | يوم الجمعة 13/ 5/1422 هـ]، وفيها اعتراف تركي الحمد، حيث قال: (رواياتي كلها حقيقة، وسيرة ذاتية لا تخيلا روائيا، أنا بطل أعمالي الروائية، لقد تعبت من الإنكار، مللت المواربة، سئمت ليّ عنق الحقيقة، وها أنا - في هذا الاستجواب - اعترف بكل شيء).
نبعث لك ذلك تأييدا لكم، حيث كنت تحدثنا عن حكم هذا الرجل في الشريعة بعدما ذكر ما ذكر في رواياته المعروفة، وقد سمعنا من بعض الناس من يتهمكم في هذا الأمر بالاستعجال والتهور في أمر التكفير وعدم التثبت، وغيره من الأقاويل التي قيلت فيكم وليست بصحيحة، والآن حصحص الحق، وفي هذا رد أيضا على المتميعين والانهزاميين الذين عندهم جهل وقلة علم بهذه المسائل. كما نأمل بيان مسألة إقامة الحجة، وبيان قول من فرق بين القول و القائل في هذه المسألة.
وفقكم الله يا شيخنا وأعانكم، وبقية الطلاب يبلغونكم السلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعض طلابكم.
* * *
الجواب:
الحمد لله وحده و أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وصلت رسالتكم وفقكم الله، واطلعت على ما فيها، وليس هذا بغريب، وقد سبقني في الحكم عليه أئمة معاصرون، أمثال شيخنا العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي وفقه الله وتجدون فتواه برفقة هذه الرسالة، وأيضا شيخنا محمد بن صالح المنصور رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وتجدون فتواه برفقة هذه الرسالة.
والحكم عليه وعلى أمثاله هو محل إجماع، لاسيما وهو الآن يقر على نفسه بما قاله في رواياته فزاد في ذلك الجهر وعدم المبالاة، والاستخفاف بالمسلمين وعلمائهم، حيث قال في بعض كتبه - وهي مذكورة في فتوى المشايخ -
1) (مسكين أنت يا الله نحملك ما نقوم به من أخطاء).
2) ويقول: (الله والشيطان واحد هنا، وكلاهما وجهان لعملة واحدة).
3) والاستهزاء بالملائكة.
أما الأدلة على حكم هذا وأمثاله من الكتاب والسنة فهي:
1) قوله تعالى: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ... الآية}.
2) وقال تعالى: {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم ... الآية} , فوصفهم بأنهم أئمة كفر لما طعنوا في ديننا.
3) ومن السنة: قوله عليه الصلاة والسلام: (من بدل دينه فاقتلوه).
أما الإجماع فهو كالتالي:
1) قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: (لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم).
2) قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: (ومن شتم الله تبارك وتعالى أو شتم رسوله صلى الله عليه وسلم أو شتم نبيا من أنبياء الله صلوات الله عليهم قتل إذا كان مظهرا للإسلام بلا استتابة).
3) وقال ابن حزم رحمه الله تعالى: (أما سب الله تعالى فما على ظهر الأرض مسلم يخالف أنه كفر مجرد).
(يُتْبَعُ)
(/)
4) قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: (وإن من سب الله أو رسوله كفر ظاهرا وباطنا سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلا أو كان ذاهلا عن اعتقاده هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل) [1].
5) وقال سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله تعالى في "تيسير العزيز الحميد": (فمن استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه كفر، ولو هازلا لم يقصد حقيقة الاستهزاء إجماعا) اهـ
ومن كانت هذه أقواله وقد اعترف بها فيجب محاكمته بها وأخذه بإقراره.
وأما دعوى؛ لابد من إقامة الحجة عليه - ويقصدون بالحجة هنا الحوار معه وتنبيهه وتحذيره، هذا قصدهم في الحجة فقط –
وأيضا دعوى؛ التفريق بينه وبين أقواله، فيقولون؛ "قوله كفر، أما هو فليس بكافر حتى تُقام عليه الحجة"، ويقصدون بالحجة ما قاله مَنْ قبلهم؟
هاتان الدعوتان في هذا الشخص باطلة وزلة وطامة وخيمة لأسباب:
1) أن ما وقع منه مناقض لأصل الرسالة، فإن أصل الرسالة هو الشهادتان، وهذا لا يُقبل فيه الجهل ولا التأويل أصلا.
2) ولو تنزلنا معهم وقلنا بالعذر بالجهل في ذلك وأنه يحتاج لإقامة الحجة التي وصفوا، فإن هذا الشخص عائش بين المسلمين ومتمكن من العلم، ومن كان عائشا بين المسلمين متمكنا من العلم فقد قامت عليه الحجة بالمكان، ومن الباطل جعل الحجة هي الحوار والنقاش فقط، فهذا نوع وهناك نوع آخر وهو المكان والتمكن.
وسبب الخطأ في مثل هذه المسائل راجع إلى عدم إتقان مسألة الأسماء والأحكام الدينية والخلط فيهما، وعدم فهم علاقة الأسماء والأحكام بالحجة، وهل كلها مرتبطة بالحجة أم هناك تفصيل؟
ومن الأدلة على أن المكان والتمكن حجة في المسائل الظاهرة - ومنها أصل تعظيم الله ومحبته وأصل احترام الرسول وتوقيره وأن الساب لهما يُناقض ذلك - ما يلي:
1) قال ابن تيمية رحمه الله: تعليقا على قوله تعالى {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه}: (والحجة قامت بوجود الرسول المبلغ وتمكنهم من الاستماع والتدبر لا بنفس الاستماع ففي الكفار من تجنب سماع القرآن واختار غيره) [2] اهـ.
2) وقال ابن تيمية رحمه الله أيضا: (حجة الله برسله قامت بالتمكن من العلم فليس من شرط حجة الله علم المدعوين بها ولهذا لم يكن إعراض الكفار عن استماع القرآن وتدبره مانع من قيام حجة الله عليهم) [3].
3) وقال ابن تيمية رحمه الله أيضا: (ليس من شرط تبليغ الرسالة أن يصل إلى كل مكلف في العالم بل الشرط أن يتمكن المكلفون من وصول ذلك إليهم ثم إذا فرطوا فلم يسعوا في وصوله إليهم مع قيام فاعله بما يجب عليه كان التفريط منهم لا منه) [4].
4) قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالة له بعدما ذكر من كفره السلف قال: (واذكر كلامه في الإقناع وشرحه - أي منصور البهوتي - في الردة كيف ذكروا أنواعا كثيرة موجودة عندكم ثم قال منصور؛ "وقد عمت البلوى في هذه الفرق وأفسدوا كثيرا من عقائد أهل التوحيد نسأل الله العفو والعافية"، هذا لفظه بحروفه ثم ذكر قتل الواحد منهم وحكم ماله، هل قال واحد من هؤلاء من الصحابة إلى زمن منصور إن هؤلاء يكفر أنواعهم لا أعيانهم) [5]، والطوائف التي ذكرها هي أهل الاتحاد و أهل الحلول وغلاة الصوفية والرافضة والقرامطة والباطنية، فانظر إلى نقل الشيخ محمد للإجماع على عدم التفريق بين القول والقائل في الطوائف التي ذُكرت.
5) قصة المرتدين زمن أبي بكر، لأنهم أنكروا معلوما ظاهرا، فلم يفرق الصحابة بينهم وبين أقوالهم.
6) وقال الشيخ أبا بطين رحمه الله في "الدرر" [6]: (نقول في تكفير المعين ظاهر الآيات والأحاديث وكلام جمهور العلماء تدل على كفر من أشرك بالله فعبد معه غيره ولم تفرق الأدلة بين المعين وغيره، قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به}، وقال تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}، وهذا عام في كل واحد من المشركين).
(يُتْبَعُ)
(/)
7) وقال أيضا رحمه الله في "الدرر" [7]: (العلماء يقولون: فمن ارتد عن الإسلام قتل بعد الاستتابة، فحكموا بردته قبل الحكم باستتابته، فالاستتابة بعد الحكم بالردة والاستتابة إنما تكون لمعين ويذكرون في هذا الباب حكم من جحد وجوب واحدة من العبادات الخمس أو استحل شيئا من المحرمات كالخمر والخنزير ونحو ذلك أو شك فيه يكفر إذا كان مثله لا يجهله ولم يقولوا ذلك في الشرك ونحوه مما ذكرنا بعضه، بل أطلقوا كفره ولم يقيدوه بالجهل، ولا فرقوا بين المعين وغيره، وكما ذكرنا أن الاستتابة إنما تكون لمعين) اهـ.
وقوله: "إذا كان مثله لا يجهله"؛ يُريد بهذا التعبير غير من كان عائشا مع المسلمين مثل من عاش في بادية بعيدة أو بلاد كفر أو حديث عهد بكفر، أما من كان عائشا بين المسلمين فلا يُقبل منه العذر في الصلاة ولا الزكاة ونحوه، فكيف بسب الله ورسوله؟ هذا من باب أولى.
8) قال صاحب "المغني" رحمه الله في كتاب الزكاة فيمن أنكر وجوبها: (وإن كان مسلما ناشئا ببلاد الإسلام بين أهل العلم فهو مرتد تجري عليه أحكام المرتدين).
9) وقال ابن تيمية رحمه الله: (اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان وكان حديث العهد بالإسلام فأنكر شيئا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول) [8] اهـ.
أما إذا كان عائشا بين المسلمين فلا يعذر، وهذا إذا كان في الأحكام الظاهرة فكيف بسب الله ورسوله ولو كان هازلا؟ ولو كان روائيا مقررا؟
10) قال إسحاق بن عبد الرحمن رحمه الله: (كلام أئمة الدين أن الأصل عند تكفير من أشرك بالله، فإنه يُستتاب فإن تاب وإلا قتل، لا يذكرون التعريف في مسائل الأصول، إنما يذكرون التعريف في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض المسلمين، كمسائل نازع فيها بعض أهل البدع كالقدرية والمرجئة أو في مسالة خفية) [9] اهـ.
والكلام السابق يدل على أن مسائل الأصول لا تحتاج للتعريف لمن كان عائشا بين المسلمين لوجود التمكن من التعريف، فإن تعظيم الله وتوقير واحترام رسوله من مسائل الأصول الظاهرة فلا تعريف فيها لمن ناقضها وكان في مكان التعريف.
أما الأدلة على أن من سب الله ورسوله لا يفرق بينه وبين أقواله، ولا يدخل في قاعدة التفريق بين النوع والعين، ما يلي:
1) قال ابن تيمية رحمه الله: (وإن من سب الله أو رسوله كفر ظاهرا وباطنا سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلا أو كان ذاهلا عن اعتقاده هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل) [10].
فأجرى عليه الكفر في الظاهر والباطن حتى ولو كان ذاهلا لم يقصد أو يعتقد، بل ولو كان روائيا مقررا ولم يقصد الكفر.
2) وقال ابن نجيم الحنفي رحمه الله: (إن من تكلم بكلمة الكفر هازلا أو لاعبا كفر عند الكل ولا عبرة باعتقاده) [11].
ومن سب الله ورسوله فقد تكلم بكلمة الكفر، فلا عبرة باعتقاده , بل كيف يقال إن قوله الذي هو السب كفر, أما القائل فلا، مع أنه هنا قال فلا عبرة باعتقاده.
3) وقال ابن تيمية رحمه الله: (اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان وكان حديث العهد بالإسلام فأنكر شيئا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول) [12].
4) قال صاحب "المغني" رحمه الله في كتاب الزكاة فيمن أنكر وجوبها: (وإن كان مسلما ناشئا ببلاد الإسلام بين أهل العلم فهو مرتد تجري عليه أحكام المرتدين).
وهنا لم يعذر من كان عائشا بين المسلمين في إنكار الزكاة فكيف بالسخرية بالله ورسوله؟
5) وعن البراء: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد له راية وبعثه إلى رجل نكح امرأة أبيه أن اضرب عنقه وخذ ماله) [13]، لأنه استحل أمرا معلوما بالضرورة تحريمه وكان عائشا بين المسلمين متمكنا من العلم، فلم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم؛ أقم الحوار معه! لأن الحجة قامت بالمكان في المسائل الظاهرة.
6) وقال ابن أبي عمر رحمه الله في "الشرح الكبير" فيمن جحد الصلاة: (وإن كان ممن لا يجهل ذلك كالناشئ بين المسلمين في الأمصار لم يُقبل منه ادعاء الجهل، وحكم بكفره، لأن أدلة الوجوب ظاهرة) , فكيف بمن سب الله ورسوله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
7) قال الشافعي رحمه الله: (العلم علمان: علم عامة لا يسع بالغا غير مغلوب على عقله جهله مثل الصلوات الخمس وأن لله على الناس صوم شهر رمضان وحج البيت إذا استطاعوه وزكاة في أموالهم وأنه حرم عليهم الزنا والقتل والسرقة والخمر وما كان في معنى هذا مما كلف العباد أن يعقلوه ويعلموه, ويعطوه من أنفسهم وأموالهم وأن يكفوا عنه ما حرم عليهم منه, وهذا الصنف كله من العلم موجود نصا في كتاب الله وجودا عاما عند أهل الإسلام ينقله عوامهم عمن مضى من عوامهم يحكونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتنازعون في حكايته ولا وجوبه عليهم وهذا العلم الذي لا يمكن فيه الغلط من الخبر والتأويل ولا يجوز فيه التنازع) [14] اهـ.
ومن العلم العام تعظيم الله وهو من أعظم الأصول، فلا يمكن الغلط فيه ولا التأويل أو الجهل.
8) وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (ابن تيمية لا يعذر في المسائل الظاهرة) [15] , أي يُجرى عليه ما يستحقه فيها، ومن ذلك إجراء اسم الكفر والردة فيمن وجد فيه ذلك.
9) ونقل ابا بطين رحمه الله من كلام ابن تيمية: (إن الأمور الظاهرة التي يعلم الخاصة والعامة من المسلمين أنها من دين الإسلام، مثل الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ومثل معاداة اليهود والنصارى والمشركين، ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك فيكفر مطلقا) [16].
ونقل عن ابن تيمية رحمه الله: (ما ظهر أمره وكان من دعائم الدين من الأخبار والأوامر فإنه لا يعذر) [17].
10) وقال مثل ذلك عبد اللطيف رحمه الله في المنهاج [18].
11) وفي الدرر [19]: (والعلماء رحمهم الله تعالى سلكوا منهج الاستقامة وذكروا باب حكم المرتد، ولم يقل أحد منهم إنه إذا قال كفرا أو فعل كفرا وهو لا يعلم أنه يضاد الشهادتين أنه لا يكفر بجهله، وقد بين الله في كتابه أن بعض المشركين جهال مقلدون فلم يرفع عنهم عقاب الله بجهلهم، كما قال تعالى: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ... }، إلى قوله: { ... إلى عذاب السعير}).
والخلاصة:
أن من سب الله أو رسوله أو آياته ونحوه، فهذا كافر باطنا وظاهرا، ولا يصح فيه العذر بالجهل ولا التأويل، ولو كان هازلا أو روائيا مقررا، وأن دعوى إقامة الحجة معه - التي هي الحوار والنقاش والتنبيه فقط لاغير - وأن كونه عائشا بين المسلمين لا يكفي وليس حجة، أو أن يُفرق بين القول والقائل في باب سب الله ورسوله، فكل ذلك من الدعاوى الباطلة التي ليس عليها دليل كما سبق ذكره.
وبلغوا سلامنا للإخوان عندكم، وجزاكم الله خيرا على ما قلتم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[أخوكم؛ علي بن خضير الخضير | 25/ 5/1422 هـ | القصيم / بريدة]
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 09:01]ـ
قال محمد بن سحنون (نقلا عن الصارم المسلول) أجمع العلماء؛ على أن شاتم النبي، المُتنقص له؛ كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة؛ القتل، ومن شكّ في كفره وعذابه؛ كفر. انتهىقال الشيخ عبد العزيز الطريفي (الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام) وخلاصه هذا الناقض: أن الكافر بالله تعالى لا يخلو من حالين: الأولى: أن يكون كافراً أصلياً كاليهودي والنصراني والبوذي وغيرهم، فهذا كفره ظاهر جلي، ومن لم يكفِّره أو شك في كفره أو صحح مذهبه فقد كفر وخرج من ملَّة الإسلام بذلك، وهو داخل فيما ذكرناه فيما سبق. الثانية: أن يكون مسلماً فارتكب ناقضاً يخرجه من الإسلام، مع زعمه ببقاءه على إسلامه، فإن كان ما ارتكبه من النواقض صريحاً ومحل إجماع عند أئمة الإسلام، كمن استهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم أو سبَّه أو جحد شيئاً معلوماً من دين الإسلام بالضرورة، فلا يخلو الممتنع من تكفيره من حالين: الأولى: أن ينكر أن يكون ما وقع فيه ناقضاً من نواقض الإسلام، فهذا حكمه حكمه، بعد قيام الحجة عليه. الثانية: أن يُقرَّ بكون ما وقع فيها ناقضاً من نواقض الإسلام، لكنه احترز من تكفيره، لاحتمال ورود العُذر عليه، فهذا لا يَكفر. انتهىأبو معاذ.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 04:32]ـ
الحمد لله لم يُشكل عليَّ شيء من ذلك إنما أردت الرد على بعض الأغمار الذين يلهجون بعذر من سب ربّ العزة.
ـ قلتُ في ذلك ناظما بعون الله:
ـ من سَبَّ ربَّ العِزَّةِ العَلِيْ كَفَرْ .... فِي ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ كَذَا ذَكَرْ.
ـ بَحْرُ العُلُومِ العَالِمُ الحَرَّانِي ............ كَفِّرْهُ بالعَيْنِ بِلاَ تَوَانِ.
ـ واسْتَثْنِ مُكْرَهاً وَمُخْطِئاً غَلِطْ .... أَصَّلَهُ أَحْبَارُنَا ذَرِ الشَّطَطْ.
ـ وَمَنْ أَبَوْا تَكْفِيرَهُ بالعَيْنِ أَوْ .... تَوقَّفُوا فِي حُكْمِهِ نُكْراً أَتَوْا.
ـ ضّلُّوا فَأَثْبَتُوا لَهُ إِيمانَا .......... فَوَافَقُوا جَهْمِيَّةً عُمْيّانَا.
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 05:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست من أهل العلم أو قريب منهم، لكن ما رأيك فيمن حصل منه سبق لسان فعوض أن يسب شيئا سب الله تعالى؟ في خضم حديث أو محاضرة يكون حصر فيه صدره وارتبك فقال ما قال
أو سبق قلم، فكتب في رسالة ما ما يحتوي سبا لله تعالى ولم ينتبه، هل هذا يكفر بعينه أم يُبيّن له ويُسأل؟ فلعله مثلا لم يكن قاصدا ونُبّه إلى فعله فيتراجع عنه، قبل التسرع بالحكم عليه، وكلامي هنا عن الحكم مباشرة دون النظر أو التأني
ربما دائما هناك ضوابط من الموانع تتسع وتضيق بحسب الحالة أو النوع، وربما كان كلامي خارج سياق مبحثك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 01:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست من أهل العلم أو قريب منهم، لكن ما رأيك فيمن حصل منه سبق لسان فعوض أن يسب شيئا سب الله تعالى؟ في خضم حديث أو محاضرة يكون حصر فيه صدره وارتبك فقال ما قال
أو سبق قلم، فكتب في رسالة ما ما يحتوي سبا لله تعالى ولم ينتبه، هل هذا يكفر بعينه أم يُبيّن له ويُسأل؟ فلعله مثلا لم يكن قاصدا ونُبّه إلى فعله فيتراجع عنه، قبل التسرع بالحكم عليه، وكلامي هنا عن الحكم مباشرة دون النظر أو التأني
ربما دائما هناك ضوابط من الموانع تتسع وتضيق بحسب الحالة أو النوع، وربما كان كلامي خارج سياق مبحثك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم هناك فرق بين أن نقول كفر وأن نقطع رأس من قال أو فعل الكفر، فالحكم غير الأسم.
فقد يقع عليك أم الكفر ولا يقع حكمه وقد يقع أسم الكفر وحكمه كمن سب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فهذا لا يتنظر الفرج في يومه يقتل وحكمه إلى الله إن تاب أو لم يتب.
والله أعلم.
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 02:44]ـ
اخي الكريم هناك فرق بين أن نقول كفر وأن نقطع رأس من قال أو فعل الكفر، فالحكم غير الأسم.
فقد يقع عليك اسم الكفر ولا يقع حكمه وقد يقع أسم الكفر وحكمه كمن سب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فهذا لا يتنظر الفرج في يومه يقتل وحكمه إلى الله إن تاب أو لم يتب.
والله أعلم.
أظنني أوافقك لو فصلت كلامك أكثر وفقك الله
لأنني لن أوافقك لو قلت لي مثلا، أنني دست ورقة مكتوب فيها آيات من القرآن وأنا لا أعلم، فهل في هذه الحالة تقول أنه وقع عليّ -عينا- اسم الكفر؟ بمعنى تقول أنني كافر أم تقول أن عملي ذلك كفر حتى تتبيّن حالي، هل فعلت ذلك عامدا أم عن غير قصد، عالما أم جاهلا؟
أو مثال آخر: مدني أحدهم بكتاب لأنسخه له، ولم أطلع على مضمونه، بينما في طياته يحمل سبا لله تعالى ولنبيّه عليه الصلاة والسلام، فنسخت له الكتاب، فهذا العمل مكفر لكن هل نقول مباشرة بأنني كافر؟ أظن لابد من تبيّن حال الفاعل أولا، وهذا ما قصدته من المشاركة السابقة، النظر في حال مرتكب الفعل، أليس هذا من البديهيات؟
مع الإشارة أنني أتفق معك في من أتى أعمالا شركية -عبادة غير الله- فيقع عليه الاسم دون الحكم لو كان جاهلا مثلا دون الخوض في التفاصيل
ـ ما قول أئمة السنة فيمن لم يكفر ساب الله بالعين واشترط فيه إقامة الحجة؟
وقال: السب كفر ولا أعيِّن أدا حتى تقام الخجة.
هل من نقولات عن أئمة العلم في بيان الحق في هذه المسألة. بارك الله فيكم.
من يقول لا أكفر حتى أنظر في الشروط والموانع مصيب، أما حتى تقام الحجة، فما الذي تقصده بالضبط بـ"حتى تقام الحجة"؟ (لهذا قلت قد يكون كلامي خارج سياق بحثك)
لو تعطي مثالا يقرّب الصورة أظن حينها يمكن لطلبة العلم والمشايخ أن يردوا، كأن تقول سب فلان الله تعالى عامدا غير مكره ...
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 03:55]ـ
ـ واسْتَثْنِ مُكْرَهاً وَمُخْطِئاً غَلِطْ .... أَصَّلَهُ أَحْبَارُنَا ذَرِ الشَّطَطْ.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 04:10]ـ
أظنني أوافقك لو فصلت كلامك أكثر وفقك الله
لأنني لن أوافقك لو قلت لي مثلا، أنني دست ورقة مكتوب فيها آيات من القرآن وأنا لا أعلم، فهل في هذه الحالة تقول أنه وقع عليّ -عينا- اسم الكفر؟ بمعنى تقول أنني كافر أم تقول أن عملي ذلك كفر حتى تتبيّن حالي، هل فعلت ذلك عامدا أم عن غير قصد، عالما أم جاهلا؟
أو مثال آخر: مدني أحدهم بكتاب لأنسخه له، ولم أطلع على مضمونه، بينما في طياته يحمل سبا لله تعالى ولنبيّه عليه الصلاة والسلام، فنسخت له الكتاب، فهذا العمل مكفر لكن هل نقول مباشرة بأنني كافر؟ أظن لابد من تبيّن حال الفاعل أولا، وهذا ما قصدته من المشاركة السابقة، النظر في حال مرتكب الفعل، أليس هذا من البديهيات؟
اخي الكريم قولك فيه نظر لأسباب:
اولاً الذي ذكرته لم يفعله متعمداً وقد رفع عن الأمة الخطأ الغير المتعمد والنسيان بارك الله فيك.
وليس كل فعلٍ ينظر في حال صاحبه، من الأمثلة على من ينظر في حاله: وجد رجلٌ يصلي أمام قبرٍ ولا يعلم حال هذا الرجل؟ فهل تكفره عيناً لفعله وتلقي هليه الأسم والحكم؟ أم تتركهُ ولا تطلق على الفعل الكفر؟ (أم أن تقول هذا الفعل كفر وفاعله كافر دون إلقاء الحكم) حتى ينظر في حاله فقد يكون أعمى.
ولكن كذلك من الأفعال من نقول لصاحبه كفرت كسب الله ونلقي عليه أسم الكفر ولا نعطيه حكمه حتى يصر على الفعل بتكرر القول أكثر من مرة ويشهد على ذلك الشهود أنه قد تكرر منه الفعل في أكثر من موقف. فنقع عليه الأسم والحكم ويخرج من هذه القاعدة ساب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، فهل تحرجهُ من الأسم والحكم بارك الله فيك؟
ومن هذه الأحكام التي نعطي صاحبها الأسم من حكم بغير ما أنزل الله جاهلاً للأحكام الشرعية وأخذاً بالسواليف قبل وصول الحجة حفظك الله.
مع الإشارة أنني أتفق معك في من أتى أعمالا شركية -عبادة غير الله- فيقع عليه الاسم دون الحكم لو كان جاهلا مثلا دون الخوض في التفاصيل.
ولكن االسؤال هنا هل إذا مات تعطيه الأسم والحكم أم أنك تشك في شركه هذا؟
من يقول لا أكفر حتى أنظر في الشروط والموانع مصيب، أما حتى تقام الحجة، فما الذي تقصده بالضبط بـ"حتى تقام الحجة"؟ (لهذا قلت قد يكون كلامي خارج سياق بحثك)
لو تعطي مثالا يقرّب الصورة أظن حينها يمكن لطلبة العلم والمشايخ أن يردوا، كأن تقول سب فلان الله تعالى عامدا غير مكره ...
أما إشتراط قيام الحجة فيمن سب الله فهذه بدعةٌ محدثة ولم يقل بها حتى المرجئة الأولين فنسأل الله السلامة هذا حسب علمي والله أعلم.
اخي الكريرم ردي عليك بين السطور حفظك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 04:38]ـ
من سب الله عز وجل سبا صريحا فهو كافر ليس له أي عذر إلا أن يكون مكرها أو لم يقصد كلمة الكفر (ما يعبر عنه بانتفاء القصد) و مثال الأخير كالذي أخطأ من شدة الفرح فقال اللهم أنت عبدي و أنا ربك.
أبو معاذ.
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 05:48]ـ
ـ واسْتَثْنِ مُكْرَهاً وَمُخْطِئاً غَلِطْ .... أَصَّلَهُ أَحْبَارُنَا ذَرِ الشَّطَطْ.
جزاك الله خيرا على التوضيح، لا نختلف أبدا إذا، وإلا فمن يعذرون أولئك بالجهل فهو لا شك قول من أبطل الباطل أو ربطه بالاستحلال
اخي الكريم قولك فيه نظر لأسباب:
اولاً الذي ذكرته لم يفعله متعمداً وقد رفع عن الأمة الخطأ الغير المتعمد والنسيان بارك الله فيك.
وليس كل فعلٍ ينظر في حال صاحبه، من الأمثلة على من ينظر في حاله: وجد رجلٌ يصلي أمام قبرٍ ولا يعلم حال هذا الرجل؟ فهل تكفره عيناً لفعله وتلقي هليه الأسم والحكم؟ أم تتركهُ ولا تطلق على الفعل الكفر؟ (أم أن تقول هذا الفعل كفر وفاعله كافر دون إلقاء الحكم) حتى ينظر في حاله فقد يكون أعمى.
ولكن كذلك من الأفعال من نقول لصاحبه كفرت كسب الله ونلقي عليه أسم الكفر ولا نعطيه حكمه حتى يصر على الفعل بتكرر القول أكثر من مرة ويشهد على ذلك الشهود أنه قد تكرر منه الفعل في أكثر من موقف. فنقع عليه الأسم والحكم ويخرج من هذه القاعدة ساب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، فهل تحرجهُ من الأسم والحكم بارك الله فيك؟
جزاك الله خيرا أخي،
بل أطلق على الفعل أنه كفر دون تسمية مرتكبه بذلك ولا إلحاق الحكم لحين التثبت والله أعلم، بمعنى وقع في الكفر ولم يقع الكفر عليه حتى نتثبت في الموانع مثلا، فإذا انتفت الموانع في حقه نقول له كفرت
لا يشترط في الإصرار التكرار والله أعلم بل يكفيه أن يقولها مرة واحدة قاصدا وغير مكره، وحتى إذا سألناه، لم قلت كذا أو تعرف أنك قلت كذا؟ فردّ بأنه يعلم أو يقول بأنه قصد ذلك وهو غير مكره (أو غير ذلك من الموانع والشروط) ويقول بأنه لم يخطئ ولا يتراجع أو يتوب مما صدر منه (وإن قالها مرة واحدة) فهذا مصرّ فيقع عليه الحكم فيستتاب فإن تاب يترك (إلا ساب الرسول عليه الصلاة والسلام حتى إن تاب فلا يترك)
قرأت مرة أن أحد الخطباء استهل خطبته بدعاء الحاجة، ويبدو أنه اضطرب في كلامه فقال: إن الحمد لله نحمدك ونستعينك ونشرك بك (ناقل الكفر ليس بكافر حتى لا تكفرني -ابتسامة-)
فهل يقال في هذا لحقه اسم الكفر؟ أم نقول عنه وقع في مكفر عن غير قصد؟ أي هو مسلم باق على إسلامه لكنه وقع في مكفّر؟ هذا ما أعلمه وأعتقده
ومن هذه الأحكام التي نعطي صاحبها الأسم من حكم بغير ما أنزل الله جاهلاً للأحكام الشرعية وأخذاً بالسواليف قبل وصول الحجة حفظك الله.
لا داعي لمناقشة هذه المسألة، لأنها تتضمن صورا كثيرة ومتشعبة وقد نوقشت كثيرا
ولكن االسؤال هنا هل إذا مات تعطيه الأسم والحكم أم أنك تشك في شركه هذا؟
لا شك أن من أشرك مع الله تعالى شيئا في عبادته هو مشرك سواء كان جاهلا أم لا، أما إلحاق الحكم ونحن لا نعلم حاله فمرده إلى الله، هناك تفاصيل متعلقة بالحكم كبلوغ الحجة، أو التمكن من العلم، والرضى بالحال، وغير ذلك (لست متأكدا لكن أظنني قرأت كلاما لابن القيم رحمه الله يُعنى بمختلف هذه الصور)، لكن بالنسبة لنا نحن هو مشرك لا يُستغفر له ولا يصلى عليه وما إلى ذاك
أما إشتراط قيام الحجة فيمن سب الله فهذه بدعةٌ محدثة ولم يقل بها حتى المرجئة الأولين فنسأل الله السلامة هذا حسب علمي والله أعلم.
أتفق معك بارك الله فيك فلا عذر بجهل في مثل هذا، لكن أظن مرة قرأت أن هناك من يجعل "العادة" من الموانع، بمعنى نشأ في قوم جرى على لسانهم السب والعياذ بالله، فيقول بأن هذا قد يعتبر من الموانع نسأل الله السلامة والعافية
الحمد لله لم يُشكل عليَّ شيء من ذلك إنما أردت الرد على بعض الأغمار الذين يلهجون بعذر من سب ربّ العزة.
ـ قلتُ في ذلك ناظما بعون الله:
ـ من سَبَّ ربَّ العِزَّةِ العَلِيْ كَفَرْ .... فِي ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ كَذَا ذَكَرْ.
ـ بَحْرُ العُلُومِ العَالِمُ الحَرَّانِي ............ كَفِّرْهُ بالعَيْنِ بِلاَ تَوَانِ.
ـ واسْتَثْنِ مُكْرَهاً وَمُخْطِئاً غَلِطْ .... أَصَّلَهُ أَحْبَارُنَا ذَرِ الشَّطَطْ.
ـ وَمَنْ أَبَوْا تَكْفِيرَهُ بالعَيْنِ أَوْ .... تَوقَّفُوا فِي حُكْمِهِ نُكْراً أَتَوْا.
ـ ضّلُّوا فَأَثْبَتُوا لَهُ إِيمانَا .......... فَوَافَقُوا جَهْمِيَّةً عُمْيّانَا.
عسى أن تزيد بيتا في نظمك حول من يعتذر بالعادة -ابتسامة-
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم جميعا
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 08:31]ـ
بارك الله فيك أخي الغالي يحيى على الرد الطيب.
قولك:
قرأت مرة أن أحد الخطباء استهل خطبته بدعاء الحاجة، ويبدو أنه اضطرب في كلامه فقال: إن الحمد لله نحمدك ونستعينك ونشرك بك (ناقل الكفر ليس بكافر حتى لا تكفرني -ابتسامة-)
فهل يقال في هذا لحقه اسم الكفر؟ أم نقول عنه وقع في مكفر عن غير قصد؟ أي هو مسلم باق على إسلامه لكنه وقع في مكفّر؟ هذا ما أعلمه وأعتقده ...
هو كما قلت بارك الله فيك وحكمه كما جاء في حديث صاحب البعير الضائع عندما عاد إليه حفظك الله اخطاء من شدة الفرح فلا يحكم عليه بشيء لقصده التعظيم فسبق اللسان.
أما قولك بارك الله فيك:
لكن أظن مرة قرأت أن هناك من يجعل "العادة" من الموانع، بمعنى نشأ في قوم جرى على لسانهم السب والعياذ بالله، فيقول بأن هذا قد يعتبر من الموانع نسأل الله السلامة والعافية ....
فلا حجة فيه لأحد لأن الحكم عام ولا يدخل تحته أي شيء أخرى بارك الله فيك وراجع الصارم المسلول لشيخ الإسلام ابن تيمية حفظك الله ففيه الغناية عن سرد الأدلة هنا حفظك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 12:45]ـ
هو كما قلت بارك الله فيك وحكمه كما جاء في حديث صاحب البعير الضائع عندما عاد إليه حفظك الله اخطاء من شدة الفرح فلا يحكم عليه بشيء لقصده التعظيم فسبق اللسان.
أما قولك بارك الله فيك:
لكن أظن مرة قرأت أن هناك من يجعل "العادة" من الموانع، بمعنى نشأ في قوم جرى على لسانهم السب والعياذ بالله، فيقول بأن هذا قد يعتبر من الموانع نسأل الله السلامة والعافية ....
فلا حجة فيه لأحد لأن الحكم عام ولا يدخل تحته أي شيء أخرى بارك الله فيك وراجع الصارم المسلول لشيخ الإسلام ابن تيمية حفظك الله ففيه الغناية عن سرد الأدلة هنا حفظك الله.
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي وحفظك من كل سوء
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 09:15]ـ
أجمعين اللهم آمين آمين آمين
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 03:58]ـ
جزاك الله خيرا على التوضيح، لا نختلف أبدا إذا، وإلا فمن يعذرون أولئك بالجهل فهو لا شك قول من أبطل الباطل أو ربطه بالاستحلال
أتفق معك بارك الله فيك فلا عذر بجهل في مثل هذا، لكن أظن مرة قرأت أن هناك من يجعل "العادة" من الموانع، بمعنى نشأ في قوم جرى على لسانهم السب والعياذ بالله، فيقول بأن هذا قد يعتبر من الموانع نسأل الله السلامة والعافية
عسى أن تزيد بيتا في نظمك حول من يعتذر بالعادة -ابتسامة-
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم جميعا.
ـ قلتُ بحمد الله ناظما:
ـ من سَبَّ ربَّ العِزَّةِ العَلِيْ كَفَرْ .... فِي ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ كَذَا ذَكَرْ.
ـ بَحْرُ العُلُومِ العَالِمُ الحَرَّانِي ............ كَفِّرْهُ بالعَيْنِ بِلاَ تَوَانِ.
ـ واسْتَثْنِ مُكْرَهاً وَمُخْطِئاً غَلِطْ .... أَصَّلَهُ أَحْبَارُنَا ذَرِ الشَّطَطْ.
ـ وَمَنْ أَبَوْا تَكْفِيرَهُ بالعَيْنِ أَوْ .... تَوقَّفُوا فِي حُكْمِهِ نُكْراً أَتَوْا.
ـ ضّلُّوا فَأَثْبَتُوا لَهُ إِيمانَا .......... فَوَافَقُوا جَهْمِيَّةً عُمْيّانَا.
ـ مَنْ قَالَ: لاَ تُكَفِّرَنَّ مَنْ نَشَا .. فِي بَلَدٍ سَبُّ الْعَلِي فِيهَا فَشَا.
ـ إن شئتَ قُلْ:
ـ مَنْ قَالَ: لاَ تُكَفِّرَنْ إِذَا نَشَا ...........................
ـ فَقَوْلُهُ مِنْ أَبْطَلِ الأَقْوَالِ ....... حَفِظََنَا اللهُ مِنَ الضَّلاَلِ.
ـ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ أُخَيَّ سَلَفَا ..... مِنَ الأَئِمَّةِ الْكِبَارِ فَاعْرِفَا.
ـ أَعْنِي بِهِمْ كَالشَّافِعِي وَمَالِكِ ... وَأحْمَداً وَوَلَدِ الْمُبَارَكِ.
ـ وَمَنْ نَحَى نَحْوَهُمُ مِنَ الْكِبَارْ ... لاَ تَرْجِعُوا فِي دِينِكُمْ إِلى الصِّغَارْ.
ـ قال شيخ الاسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي: وَلَكِنْ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِعِبَادِهِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الْأَئِمَّةَ الَّذِينَ لَهُمْ فِي الْأُمَّةِ لِسَانُ صِدْقٍ مِثْلَ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ
وَغَيْرِهِمْ كَمَالِكِ وَالثَّوْرِيِّ والأوزاعي وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَكَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاقَ وَأَبِي عُبَيْدٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَأَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ؛ كَانُوا يُنْكِرُونَ عَلَى أَهْل
الْكَلَامِ مِنْ الجهمية قَوْلَهُمْ فِي الْقُرْآنِ وَالْإِيمَانِ وَصِفَاتِ الرَّبِّ وَكَانُوا مُتَّفِقِينَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ مِنْ أَنَّ اللَّهَ يَرَى فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ
مَخْلُوقٍ وَأَنَّ الْإِيمَانَ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ فَلَوْ شَتَمَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كَانَ كَافِرًا بَاطِنًا وَظَاهِرًا عِنْدَهُمْ كُلِّهِمْ وَمَنْ كَانَ مُوَافِقًا لِقَوْلِ جَهْمٍ فِي الْإِيمَانِ
بِسَبَبِ انْتِصَارِ أَبِي الْحَسَنِ لِقَوْلِهِ فِي الْإِيمَانِ يَبْقَى تَارَةً يَقُولُ بِقَوْلِ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ وَتَارَةً يَقُولُ بِقَوْلِ الْمُتَكَلِّمِينَ الْمُوَافِقِينَ لِجَهْمِ؛ حَتَّى فِي مَسْأَلَةِ سَبِّ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ رَأَيْت طَائِفَةً مِنْ الْحَنْبَلِيِّينَ وَالشَّافِعِيِّينَ وَالْمَالِكِيِّينَ إذَا تَكَلَّمُوا بِكَلَامِ الْأَئِمَّةِ قَالُوا: إنَّ هَذَا كُفْرٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا. وَإِذَا تَكَلَّمُوا بِكَلَامِ أُولَئِكَ قَالُوا: هَذَا
كُفْرٌ فِي الظَّاهِرِ وَهُوَ فِي الْبَاطِنِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِنًا تَامَّ الْإِيمَانِ فَإِنَّ الْإِيمَانَ عِنْدَهُمْ لَا يَتَبَعَّضُ. وَلِهَذَا لَمَّا عَرَفَ الْقَاضِي عِيَاضٌ هَذَا مِنْ قَوْلِ بَعْضِ أَصْحَابِهِ
أَنْكَرَهُ وَنَصَرَ قَوْلَ مَالِكٍ وَأَهْلِ السُّنَّةِ وَأَحْسَنَ فِي ذَلِكَ. وَقَدْ ذَكَرْت بَعْضَ مَا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا فِي كِتَابِ " الصَّارِمِ الْمَسْلُولِ عَلَى شَاتِمِ الرَّسُولِ " .. انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 01:58]ـ
أحسنت بارك الله فيك،
زادك الله من فضله ورزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 03:33]ـ
وإياك آمين.(/)
تعريف الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم شقرة أبو مالك بعلم الشيخ أبو عزير
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 04:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبدهِ الذي اصطفاه وعلى من تبعهُ بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
هذه كلمة قصيرة للشيخ الفاضل والوالد أبي مالك محمد بن إبراهيم شقرة في تعريفة علم الشيخ أبو عزير عبد الإله يوسف اليوبي الحسني الجزائري
ونسأل الله الصدق والإخلاص في القول والعمل
http://www.fileupyours.com/files/246...0Track%202.wma (http://www.fileupyours.com/files/246695/02%20Track%202.wma)
http://files.filefront.com/02+Track+.../fileinfo.html (http://files.filefront.com/02+Track+2wma/;13800125;/fileinfo.html)
http://uploadingit.com/files/1119595...0Track%202.wma (http://uploadingit.com/files/1119595_9l4w5/02%20Track%202.wma)
http://www.divshare.com/download/7469592-c39 (http://www.divshare.com/download/7469592-c39)
http://www.turboupload.com/5xskphabh...ack_2.wma.html (http://www.turboupload.com/5xskphabhgev/02_Track_2.wma.html)
http://ul.to/13sy4g (http://ul.to/13sy4g)
http://www.willhostforfood.com/access.php?fileid=67415 (http://www.willhostforfood.com/access.php?fileid=67415)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 07:54]ـ
أخي الفاضل, جزاك الله خيرا على ما تفضلت به علينا و لعلك إن شاء الله تضع الشريط على روابط أخر و بصيغة أخرى لصعوبة حمله و سماعه حتى نتمكن من سماع مضمون الشريط ... و أجرك على الله.
أخوك و محِبُّك.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 11:46]ـ
حفظك الله أفعل بإذن الله إن مكن الله لي بارك الله فيك.
واعلم بأنا نحبكم في الله كما أحببتمونا فيه(/)
ايهما أصاب الشيخ يوسف الأحمد أم الشيخ سلمان العودة في قضية سفر وفد نسائي سعودي لتونس؟
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 09:51]ـ
ايهما أصاب الشيخ يوسف الأحمد أم الشيخ سلمان العودة؟
في قضية سفر وفد نسائي سعودي لتونس, الأمر الذي أثار حفيظة المشايخ فاعتبروها حلقة جديدة من حلقات المشروع الأمريكي التغريبي لإفساد المرأة السعودية.
فقد قال الدكتور يوسف بن عبد الله الأحمد عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام بالرياض في فتوى صدرت أمس:
(أن خروج وفد نسائي من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إلى تونس لدراسة التعاون الثنائي في مجال التدريب التقني النسائي يؤكد وجه الانحراف في تحقيق المشروع الأمريكي التغريبي في إفساد المرأة السعودية وإبعادها عن شرع الله تعالى بالتدرج).
كما قال الأحمد رداً على سؤال حول سفرهن بلا محرم وهل يجب الاحتساب عليه حيث:
(الموضوع أخطر من سفرهن بلا محرم وإن كان محرماً للنصوص الصريحة الصحيحة في تحريمه، فحكومة تونس هي أسوأ حكومة في العالم في محاربتها لشعبها في دينه فهي تمنع الحجاب الشرعي في الدوائر الحكومية والجامعات، وتضيق على المسلمات، وتتبنى الاختلاط المحرم بأسوأ صوره، وتقنن دور البغاء رسمياً، وتحرم التعدد، وتحارب الدعوة إلى الله تعالى).
وأضاف الأحمد:
(نصيحتي لرئيسة الوفد والمشاركات بالتوبة إلى الله تعالى، وأن لا يكُنَ سبباً في تمييع الدين وطعماً يصطاد به المنافقون وهن غافلات. والنصيحة نفسها إلى القائمين على المؤسسة العامة.
والواجب على أهل الخير والصلاح رجالاً ونساءً الاحتساب على هذا المنكر بالوسائل الشرعية).
بينما في الجانب الآخر الشيخ سلمان العودة, الذي سبق وأن زكى النظام التونسي, وأثنى عليه وبرأه من التهم المنسوبة إليه قائلاً:
((زرت بلداً إسلامياً, كنت أحمل عنه انطباعاً غير جيد، وسمعت غير مرّة أنهُ يضطهد الحجاب، ويحاكم صورياً، ويسجن ويقتل, وذات مؤتمر أهداني أخ كريم كتاباً ضخماً عن الإسلام المضطهد في ذلك البلد العريق في عروبته وإسلاميته .. بيد أني وجدت أن مُجريات الواقع الذي شاهدته مختلفاً شيئاً ما؛ فالحجاب شائع جداً دون اعتراض، ومظاهر التديّن قائمة، والمساجد تزدحم بروّادها من أهل البر والإيمان، وزرت إذاعة مخصصة للقرآن؛ بل وسمعت لغة الخطاب السياسي؛ فرأيتها تتكئ الآن على أبعاد عروبية وإسلامية، وهي في الوقت ذاته ترفض العنف والتطرف والغلو، وهذا معنى صحيح، ومبدأ مشترك لا نختلف عليه. استوحيت من التفاوت الذي أدركته بين ما شاهدته وبين ما كنت أسمعه أهمية الانفتاح بين الأمصار الإسلامية, وضرورته في تصحيح الصورة الذهنية المنقولة، وأنه في جو العزلة والانغلاق تشيع الظنون، وتكبر الأحداث الصغيرة، وتتسع الهوّة والفجوة، ويفقد الناس المعلومات فيلجؤون إلى الشائعات، وهذا ما حدا بي إلى أن أقول لجلسائي إن علينا أن نفرّق بين الإسلام وبين الحركات الإسلامية)).
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 10:32]ـ
مما لا شك فيه أن الشيخ سلمان العودة أخطأ مائة بالمائة و ليست زيارة أسبوع أو أيام كافية للحكم هكذا, كما أنه لم يزر الأهالي و لا العوام من الناس فيسألهم ...... و صدق الشيخ الأحمد حيث قال عنها أسوأ حكومة في محاربة التدين في العالم. و الله المستعان. أبو معاذ.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 10:34]ـ
.........
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 02:32]ـ
كلام الشيخ سلمان العودة في وصف تونس .. لا يليق أن يصدر عن مثله
فهل يريد أن يقنع السامعين بأن ما سمعه كان مغايرا للواقع!.سبحان الله العظيم
لاشك أن هذه حلقة من حلقات منهجه التوسعي التمييعي ..
والله المستعان
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 09:40]ـ
أخي الكريم:
الشيخان الفاضلان لا يتحدثان في نفس الموضوع فالشيخ يوسف حفظه الله يتحدث عن خطورة التغريب ويستنكر مظهرا من مظاهره بينما يتحدث الشيخ العودة عن مشاهداته في تونس وذاك رأيه الذي لم يلزم به أحداً وعليه فالواجب هو تغيير صيغة السؤال ولعل أهم ما استوقفني هو قول الشيخ يوسف -وفقه الله- (يؤكد وجه الانحراف في تحقيق المشروع الأمريكي التغريبي في إفساد المرأة السعودية وإبعادها عن شرع الله تعالى بالتدرج) وهذا -لعمري- الحق الذي ندعوا مشائخنا ومثقفينا وولاة أمورنا لترصده وتنبيه الناس عليه لخطورته وخبث مروجيه أما عن الشيخ سلمان فأهم ما استوقفني في كلامه هو قوله (إن علينا أن نفرّق بين الإسلام وبين الحركات الإسلامية) والذي أدين الله بأنه هو الحق الذي لا مرية فيه فالحركة الاسلامية هي تصور طائفة من المسلمين للإسلام وعملها من خلال أطر خاصة لتحقيق هذا التصور .. وليست هي الاسلام نفسه ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 10:01]ـ
فحكومة تونس هي أسوأ حكومة في العالم في محاربتها لشعبها في دينه
وتليها حكوماتٌ أخرى ـ طهّر الله من نجاستها أرض الإسلام ـ
صدق الشيخ يوسف وأصاب أحسن الله إليه ...
وليتقين الله قليلًا هؤلاء النسوة .. ! ويخجلن مما سيفعلن ..
أسأل الله تعالى أن يذل أعداء دينه ..
و أن ينصر الأمة نصرًا مؤزرًا نراها فيه عزيزة، قد حُكِّم شرعه وعلى دينه ..(/)
تلخيص الباب الثاني عشر والثالث عشر لفرق معاصرة
ـ[محمد الظفيري]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 03:43]ـ
الباب الثاني عشر
الجهمية
- هي إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلى الإسلام وهي ذات مفاهيم وآراء عقدية خاطئة.
- ومؤسسها جهم بن صفوان من أهل خرسان ظهر في السنة الثانية للهجرة.
- وقد نشأة الجهمية من ترمذ وقسمهم العلماء إلى 3 درجات الغالية و المعتزلة والصفاتية.
- وكان مصدر مقالة الجهميةأنها ترجع إلى اليهود والصائبين والمشركين والفلاسفة.
- ومن أهم عقائدهم: إنكار جميع الأسماء والصفات , القول بالجبر والإرجاء , إنكار أمور الآخرة , وغيرها.
- الحكم على الجهمية ذهب كثير من علماء السلف إلى تكفير الجهمية زإخراجهم من أهل القبلة.
الباب الثالث عشر
المعتزلة
- من حيث نشأتهم أكثر العلماء أن أصل بدء الإعتزال هو ما وقع بين الحسن البصري وواصل بن عطاء من خلاف في حكم الذموب.
- من أسماء المعتزلة: المعتزلة , الجهمية , القدرية , المجوسية , الوعيدية , المعطلة.
- من مشاهيرهم: بشر بن السري , حسان المحاربي , الحسن بن ذكوان , داود بن الحصين , سلام بن عجلان ,شريك بن أبي نمير.
- ومن أهم عقائدهم: أختلفوا في مكان الله , أن الله في كل مكان بتدبيره , أن الإستواء بمعنى الإستيلاء.
- الأصول الخمسة للمعتزلة: التوحيد , العدل , الوعد والوعيد , القول بالمنزلة بين المنزلتين.(/)
سلسة التحذير من تتبع الرخص 5 رد الشيخ البراك على إباحتهم السينما
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 06:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد المتعال ونصلي ونسلم على رسولنا ونبينا محمد واله وصحبه أجمعين أما بعد:
ففكرة فتح دور السينما في المملكة العربية السعودية لم يكن لها ذكر على لسان مسؤول ولا كاتب ولا صحفي في عمر الدولة_ وإن كانت السينما موجودة في أماكن خاصة_ إلا في عام 1426 هـ عندما صرح وزير الإعلام السابق وهو في تونس بهذه الفكرة وقد تلا ذلك كتابات صحفية تشيد بها وقد تحقق شيء من هذه الإرهاصات لذلك التوجه في ذلك العام.
وفي أيام عيد الأضحى المبارك لعام 1429 هـ والحجاج في المشاعر المعظمة وقلوب المسلمين متوجهة إلى هذه البقاع في هذا الوقت يفاجأ الناس في هذا البلد المبارك بدعوة إلى حضور عرض سينمائي بجدة والطائف، فضجت الصحف استبشاراً بتحقق أملهم المنشود ولا يزال هؤلاء الكتاب والصحفيون يواصلون دعوتهم لفتح دور السينما ويشيدون بفلان وفلان من المهتمين بذلك والمحترفين لهذه المهنة.
ومما زاد في البلاء ما بدر من بعض العلماء من كلمات عابرة مثل: (السينما فيها خير وشر) أو (إنها سلاح ذو حدين) مما كان فتنة لأصحاب الأهواء.
وأما دعوة بعضهم إلى فتح دور سينما إسلامية ودعوة العلماء إلى الأخذ بزمام المبادرة في ذلك فتلك طامة لا تصدر إلا من مبطل مغالط أو متأول مغرق في التأويل ويزيد الأمر شدة إذا أوتي بياناً وقدرة على زخرف القول مما يغلب به المبطل صاحب الحق – فلعل أحدكم يكون ألحن بحجته من صاحبه .. الحديث –
وهل يقول صاحب سياسة المناعة لا المنع (1) بهذه السياسة في المخدرات وغيرها من المحرمات وهي سياسة باطلة عقلا وشرعا ولهذا لا يمكن أن يستقيم على هذه السياسة المزعومة أمر أمة من الأمم بل صاحب الدعوة إلى هذه السياسة لا يمكن أن يأخذ بها في أسرته كمن يقول بالجبر لا يمكن أن يلتزم به في نفسه ولا يستقيم عليه أمر الحياة
وعبارة سياسة المناعة لا المنع أشبه ما تكون بسجع الكهان.
وبعد فمعلوم أن دور السينما إنما نشأت في البلاد العربية بكيد من النصارى أيام استيلائهم عليها فكانت هذه الدور من أعظم العوامل في تدمير أخلاق المسلمين والمسلمات وتغريب عقولهم وإفساد دينهم فهي أوكار للفساد والإفساد وروادها هم فسقة الأمة من الرجال و النساء الذين فقدوا الحياء وهان عليهم شرف الطهر والعفاف ففتحها في بلاد الحرمين بادرة سيئة خطيرة تنذر بشر مستطير وتدل على تحول في مسيرة هذه البلاد.
هذا ومن المعلوم أن القنوات الفضائية قد أدت وظيفة دور السينما من حيث البرامج المتنوعة المنشودة لهواة السينما إلا أنها لا تتطلب الخروج إليها بخلاف دور السينما فإنه لابد من الحضور في صالاتها المظلمة لمشاهدة برامجها من الرجال والنساء بصورة مختلطة وهذه الصورة لا تكون في السينما الناشئة، لكنها الغاية لها وهي الصورة الواقعة لدور السينما في سائر البلاد الإسلامية المغرَّبة.
ولا نكون مبالغين إذا قلنا إنه لا ينتظر بعد أن تأخذ دور السينما طريقها إلى فتح حانات الخمر وما بعدها ولا حول ولا قوة إلا بالله
لذلك نقطع بأن فتح دور السينما حرام يشترك في إثمها كل من أعان عليها بدعوة أو رأي أو مال ويحمل كبر ذلك الشركات المنتجة والمؤسسون والمحترفون للمهنة ونحن نقول ذلك تذكيراً وتحذيراً من عواقب هذا التحول المتسارع في أوضاع هذه البلاد العزيزة حرسها الله، المجتمع الذي يعد بحق أفضل المجتمعات الإسلامية عقيدة وخلقاً.
لذا يجب على ولاة الأمر وفقهم الله ونصر بهم دينه وهم المسؤولون عن أمن هذه البلاد على الدين والأنفس والأعراض والأموال سد هذا الباب حفظا للحرمات وتأمينا لمستقبل الأمة وقاها الله شر المفسدين وكيد أعداء الدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حرر في 14/ 5/1430هـ
(1) قال ناقلة هذه الكلمة تنسب لسلمان العودة
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 08:18]ـ
(لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي).
الله يصلح الحال جزاك الله خير
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 03:01]ـ
لله در الشخ العلامة بقية السلف عبدالرحمن البراك .. اللهم احفظه وعلمائنا الراسخين الثابتين على الحق .. اللهم آمين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 03:09]ـ
بارك الله في الشيخ ومسلكه مسلك اجتهادي متبع ..
لكن ما علاقة المخدرات بالسينما؟؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 03:59]ـ
كلام الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله واضح جداً
فقد قال وفقه الله: ( .. ولا نكون مبالغين إذا قلنا إنه لا ينتظر بعد أن تأخذ دور السينما طريقها إلى فتح حانات الخمر وما بعدها ولا حول ولا قوة إلا بالله) إهـ.
فلماذا يتعجب البعض من ذلك وهم يرون بنوك الربا والسحت منتشرة في بلاد الحرمين بتصريح ولي أمرهم!!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 10:23]ـ
بارك الله في الشيخ ومسلكه مسلك اجتهادي متبع ..
لكن ما علاقة المخدرات بالسينما؟؟
بارك الله فيك الشيخ يقول لمن ينادي بنشر ثقافة المناعة واهمال ثقافة المنع -أي التحريم- في التعامل مع السينما وما شابهها هل ستقول بذلك في مقابلة المخدرات؟؟
فقد خرج أحدهم ببدعة ثقافة المناعة وتهميش المنع ونسي -أو تناسى- أن الدين كله مبني على طلب الفعل وطلب الترك -التحريم-، وحقيقة الأمر أن القول بنشر ثقافة المناعة بتفق تماما مع دعوة التغريبيين الذين يبذل لهم القائل الود ويطلب منهم القرب!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 01:33]ـ
ولكن هناك فرق بين الاثنين ..
فالمخدرات حرام من كل وجه لا مناعة مع تناولها ...
أما السينما فكلام المتكلم فيها مبني على جوازها من بعض الوجه مع الضوابط وهذا الكلام من الناحية النظرية صحيح فالسينما من جنس التلفاز .. ليست متمحضة للحرمة عكس الخمر والمخدرات ...
لست الآن أدافع عن هذا الاجتهاد المذكور .. فقط أوضح أنه لا مدخل لقضية المخدرات هاهنا وليست هي مما يصلح إيراده على صاحب ثقافة المناعة لا المنع ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 08:51]ـ
ولكن بالتجربة ثبت أن السينما شر محض .. ولم نعلم في بلاد المسلمين من استخدمها في الخير أو الدعوة!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 10:02]ـ
بارك الله فيكِ ...
كذلك كان التلفاز قبل المجد وأخواتها!
وأنا هنا لا أوافق من يريد إدخال السينما بدعوى أنها ستكون من جنس التلفاز ...
ولكني كذلك أرد قوله من جهة السياسة الشرعية وفقه واقع المسلمين وأحوالهم، وجهات أُخر من الاستدلال ..
وهذا اجتهادي ..
غاية ما علقت عليه .. هو حسن التأتي لبيان الحجة؛ فإدخال الشيخ العلامة البراك لمسألة المخدرات هاهنا هو مما يُضعف حجته ولا يقويها ...
بوركتم ...
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 11:17]ـ
يا أبا فهر جزيت معروفا
علماؤنا أدرى بما يحاك لبلادنا من الشرور، وما يراد لها من الانفتاح، وهي خطوات يتبعها هؤلاء، وتبرير بعض الأولويات عندهم من قبل المحسوبين على العلم = يعجل بالتسارع إلى ما يريدون من الانفتاح.
والسينما لا يرد به الخير في بلادنا قطعا لأن من يتولها وطالب بها إنما يريد غير ذلك، وكذلك المحرمات التي لا يكاد يخالف في تحريمها الآن كالدخان .. روعي فيها ما زعموه والخمور وغيرها من المنكرات سيجرى بها نفس المجرى.
وكلام الشيخ البراك واضح وهو إلزام لمن يقول بهذا المبدإ لأن من يقول به = هو موافق على منعه وكونه غير شرعي، لكن يرى أن المنع لا يجدي بل المجدي هو التحصين الذاتي.
وهذا هو الذي عناه الشيخ.
وأرجو أن يراعى في التعليق على مثل هذه المواضيع أن الليبراليين والشهوانيين يستفيدون من اعتراض بعض طلبة العلم ـ ولو كانت ضعيفة ـ في الرد على العلماء وتبرير ما يريدون.
فلا نكون عونا لهم.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 12:22]ـ
سبحان الله لما قرأت المقال انقدحت تساؤلات في عقلي
وصدفة رأيت أن أبا فهر يوافقني نفس الكلام
قلت (وافق شن طبقة)
وهنا وجهة نظري على استدراك على علامتنا البراك فأقول:
1 - هل نحن في زمن مغلق أم مفتوح؟
فلا ينكر عاقل أنا في زمن ثورة الإتصالات وبيئة العولمة التي سادتنا
فنحن غير قبل خمسين سنة وكلما تقدم الزمن انفجرت من ثورة الإتصالات مالله به عليم
وصرنا كقريةواحدة
ومانقوله يتفق عليه جميع العقلاء
فزمننا لايمكن التحكم فيه مطلقا
وشاهد آخر على ماتقول
إن كل مايكتب في المنتديات ليس كله مما يروق لنا وبالتالي لانستطيع
منع ما يكتب
لكننا نستطيع أن نبدي آرائنا وندحض رأي المبتدع ونثبت وجهة نظرنا لمن خالفنا من غيره
تلك الطريقة الوحيدة والأجدى
نحن في زمن سياسة المنع فيه تتلاشى
وسياسة المناعة هي المخرج لما هو على خلاف مانعتقد أو نرى
وصور كثيرة أخرى سياسة المنع فيها لاتجدي
معروفة بالتجربة.
2 - وأرى أن قياس السينما بالمخدرات لايستقيم
فكيف يقاس محرم قطعي بوسيلة يمكن
استغلالها في خير أو شر
فهل المخدرات تجتمع مع السينما في العلة؟
فكيف يجتمعان في الحكم!؟
3 - وهل القول بالتحريم المطلق للسينما يبطئ أو يمنع من فتحها؟
كثي من الأشياء التي قال بها العلماء بالتحريم اكتسحت كثير من الأماكن
وصوره لاتخفى (كالدش)
4 - وما أورده الإخوة من خوف استغلال العلمانيين لما نقول
فهو لايخرج أن يكون ماقالوه: (العلمانيين)
-حقا فالحمدالله
-أو لمصلحة شخصية فما لنا وللنيات
-أو حقا لبسوه هم بباطل
بينا الحق وفندنا الباطل
أما أن نسكت خوفا من أن يستغل كلامنا خاطئا
لماتت عقولنا
ولندثر كثير من العلم
إنما علينا أن نقول مانراه حقا وندين الله تعالى به
ولا نكتمه.
وأطال الله عمر شيخنا فهو من القلائل في زمننا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 01:47]ـ
الأخ الفاضل حارث بارك الله فيك ...
تبيّن لي من خلال كلامك أن سياسة المنع تلاشت ولاينبغي طرحها ... هذا فهمي أم أنا أخطأت ...
أقول: إن سياسة المنع والحمدلله وجدت ثمارها ... ولولا هذه السياسة لوجدت بلاد الحرمين منذ زمن مرتعاً ومهبطاً للشهوانيين والمتفسخين ... ولولا هذه السياسة لوجدت أن الأمر لاتحمد عاقبته ... ولاغرو ولاعجب إذا كانت لاتجدي هذه السياسة, إنما المراد تبليغ الحجة وبيان المحجة ... بل إنها والحمدلله أنبتت ثمارها واقتطفت آثارها .. والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام دعا قومه إلى توحيد الله ونبذ المنكرات وتحطيم الوسائل إليها .. وهو لوحده ولم تكن هناك بدائل .. إنما هو الإخلاص والتضحيات من أجل إقامة دين الله ...
وإذا كنا في زمن الانفتاح فلايعني هذا أن نجعل الآراء والأهواء حاكمة على دين الله عز وجل .. بل الشرع هو الذي ينبغي أن يكون حاكماً لتلك الأهواء والآراء ... بحيث نعرضها على الشرع فإن كانت موافقة فحي هلا .. وإن كانت سوى ذلك فلا ولا كرامة ... ومن تدبّر الأمر ودرسه من جميع نواحيه, علم أن السينما تنذر بقدوم شر مستطيروزحف خطير ... فينبغي مقابلة هذا الشر بسياسة المنع ولو لا المنع لرأيت أمراً عجباً ولاحول ولا قوة إلابالله ... وبإذن الله أن سياسة المنع لاتتلاشى مادام أن هذا الدين باقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ... انظر إلى شيخ الإسلام فلقد كان لوحده يدافع وينافح عن هذا الدين وأيّده الله بتأييده ووفقه لنصرة دينه ... بصدعه بالحق لايخشى في الله لومة لائم ...
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ...
ـ[حارث البديع]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 02:48]ـ
أخي أبا مساعد بارك الله فيك ووفقك ويسر أمرك
أقول:
من خلال ماقرأت
-نتفق على أننا في زمن مفتوح
ويتفق معنا كل عاقل
-يعني السيطرة على كل شئ بات مستحيلا الى حد ما
فإن منعت ابناءك عن مشاهدة شئ في التلفاز وسلكت سبل المنع مع التعنيف والتهديد
فقد يشاهدونه عند غيرك
أما إن ربيناهم وزرعنا في نفوسهم مراقبة الله تعالى فالأمر يختلف
وأظنك تتفق معي على ماقلت وكل من درس العلوم الإنسانية أو له إلمام بسيط اعترف وأقر
بأن سياسة المناعة هي الأجدى خاصة في زماننا
-ولايفهم من كلامي أننا لانقيم الحجة
ولانجعل الشرع مرجعا
أو تنازل عن مبادئنا
-تقول سياسة المنع آتت أكلها
في بلاد الحرمين شرفها الله وحر سها
فعلى فرض ماتفضلت
فليس بالضرورة أن مانفع هنا
أن يصلح أن يطبق في بلاد أخرى
وشكرالك.
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 03:03]ـ
أحسنت التوضيح والبيان ... بارك الله فيك ونفع بك ...
مشاركتك الأولى مجملة وهذه تفصيلها وبيانها ....
جعلك الله من أنصار دينه ...
ـ[حارث البديع]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 09:49]ـ
بارك الله فيك ياأبا مساعد وكنت من أنصار دينه
وبارك الله في أبا فهر لجرئته
فنتمنى من إخواننا أن يطرحوا رأيهم
ويزيل البعض هالة التقديس من عينيه.
ونقدنا أو طرح وجهة نظرنا لاتعني استنقاصنا من أحد أو قلة احترام
وماكان خطئا بينا رددناه
وماكان صوابا قبلناه
كله في إطار الأدب وحسن الحوار
وبالنقاش تتفتح العقول
وتتلاقح الأفكار
وتتنمى الخبرات
ونكتسب ملكة العلم.
والله الموفق.
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 12:36]ـ
و التفصيل دوما شأن المحققين فلنتشبه بهم:
فأنا مثلا و جاري كثير منكم ليس بأيدينا المنع العام فلم نتكلم في شأنه؟
و لكن باستطاعتنا التمنيع في دوائر قليلة مما حولنا:
بدءا من دائرة النفس إلى الأسرة فالحي و البلدة ربما؟
و لكن السؤال:
هل تعلمنا التمنيع بإنشاء الرغبة أم حتى و نحن نحاول التمنيع نمنع؟!؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 03:17]ـ
وهذه مقالاتٌ للشيخ إبراهيم الحقيل - حفظه الله:
http://www.alukah.net/articles/1/5844.aspx?cid=145
http://www.alukah.net/articles/1/6308.aspx?cid=65
http://www.alukah.net/articles/1/5783.aspx?cid=65
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Sep-2009, صباحاً 01:07]ـ
جزى الله الإخوة خيراً
و أنبه على خطأ في رقم الموضوع فهو رقم 5 في السلسلة و ليس 4 أرجو من المشرفين التعديل(/)
ماوراء المخطَّط الأمريكي الإيراني لتقسيم اليمن الشيخ حامد بن عبدالله العلي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 12:19]ـ
ماوراء المخطَّط الأمريكي الإيراني لتقسيم اليمن
الشيخ حامد بن عبدالله العلي
http://tbn0.google.com/images?q=tbn:EnqgBWanDxTazM:ht tp://www.ayemen.com/yemen-1.gif
" أنتم على مقربة من مكة .. فين رايحين بهذا التشدّد وهذا التطرّف؟!! ". سفير الإتحاد السوفيتي السابق منبّها، ومهدّئا، القيادات الإشتراكية اليمنية الجنوبية التي كانت مندفعة لتصدير ثورتها إلى السعودية، ودول الخليج، في سبعينيات القرن الماضي، بحسب لقاء برنامج زيارة خاصة بسالم صالح محمد، الذي أجرته الجزيرة 13 يناير 2004م
إنَّ دوافع السبعينيات تختلف عن اليوم، غير أنَّ مخطَّطا جديداً يندفع إلى مكّة أيضا!
(مجموعة من التجار الشيعة من الكويت، عقدوا سلسلة اجتماعات مع قيادات ما يسمى بالتجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) ـ تستضيفه بريطانيا وأمريكا مع قيادات أخرى تخطّط لتقسيم اليمن ـ في لندن، وديترويت، وليبيا، والبحرين وسوريا .. صبَّت في سياق مضامينها على ضرورة تحريك ملف ما يسمى (القضية الجنوبية وأبناء الجنوب). مجلة الشموع اليمنية بتاريخ: 4/ 8/2007م
وتنقل مصادر ـ وزَّعت أشرطة مدمجة تحتوي على تصوير لمسلحين يحملون علم الجنوب اليمني ـ أنَّ ثمة معسكرات سرية، يتم فيها إعداد تجمعات مسلحة، إستعدادا للقيام بثورة تؤدي إلى تقسيم اليمن!
أما السفير الأمريكي السابق (أدموند هول) فقال ـ في إشارة فهمت على أنها ضوء أخضر للبدء في مخطط تقسيم اليمن ـ في إحدى زيارته لحضرموت، وفي أثناء اجتماعية بأعيان حزبيين، وإجتماعيين في المنطقة، بأنّ حضرموت تمتلك مقدرات دولة!
وفي بيان لحركة (تاج) ـ بمناسبة الذكرى الأربعين لاستقلال الوطني للجنوب 30 نوفمبر 2007م ـ الذي وجهه لأبناء الجنوب المحتل! أكَّد أن "الجنوب يقع تحت الاحتلال الكامل لنظام الجمهورية العربية اليمنية منذ 7 يوليو 1994م" ..
و"أن المهمة المباشرة التي تقف أمام أبناء الجنوب، تتمثل في العمل بكل أشكال وأساليب النضال السلمي، لتخليص وطننا من هذا الاحتلال، وتحرير شعبنا منه، واستعادة السيادة، وإقامة الدولة الحرة المستقلة على أرض الجنوب، وفقا لوثائق الاستقلال الأول عن بريطانيا في 30 نوفمبر 1967م".
وأن (تاج) "تتعاطى مع أي مشاريع مقدمة من أي فصيل جنوبي / طالما حافظ على استقلال الجنوب وهويته".
و"أن المشاريع المطروحة حاليا، أو في المستقبل، كالفيدرالية، وفيدرالية المحافظات، أو القبول بالحكم المحلي، في إطار الجمهورية اليمنية، هي تفريط بالوطن، وبحقوق شعبنا وحريته، واستقلالنا، وجريمة لا تغتفر".
وأن "أي مفاوضات تتم مع نظام الاحتلال، لابد أن تكون تحت إشراف دولي، وأن تضمن الحقوق الشرعية لشعبنا في الحرية، والسيادة، والاستقلال، وفقا لمواثيق الأمم المتحدة، والقانون الدولي". أ. هـ من البيان
وفي فبراير 2008م أقيم مهرجان جماهيري بمديرية الحصين شرق مدينة الضالع، ورُفعت فيه أعلام دولة الجنوب، وفي مارس 2008م قام متظاهرون في الضالع بوضع عدد من البراميل في منطقة (سناح) - حدود الشطرين سابقا- كناية عن نقاط التفتيش الحدودية، وحدث الشيء نفسه في مهرجان مشابه في منطقة كرش بمحافظة لحج، حيث قامت مجموعة من المشاركين بوضع براميل في منطقة (الشريجة) – تحمل المدلول ذاته.
وقف ـ دائما ـ وراء مشروع تقسيم اليمن، إضافة إلى الشيعة المدعومين من النظام الإيراني، الحزب الإشتراكي اليمني الذي كان يحكم اليمن الجنوبي، وما سالم البيض الذي أطلَّ برأسه اليوم يطالب بإنفصال الجنوب، إلاَّ أحد الذين نجوْا من أحداث 13 يناير 1986م الدموية، وما أدراك ما هي؟
هي صراع داخلي في نفس اليمن الجنوبي، قُتل فيه الآلاف من قيادات، وأتباع، الحزب الإشتراكي اليمني صاحب التاريخ الإجرامي، في تصفيات ومجازر مروِّعة، حتى قيل إنَّ عدد القتلى بلغ 12 ألف بمن فيهم المدنيون الأبرياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أنَّ هذا الحزب الإشتراكي اليمني الذي كان يسيطر على الجنوب، ترنَّح بعد سقوط الإتحاد السوفيتي بنهاية الثمانينات، لاسيما وأحداث 1986م، كانت قد أضعفته جداً، ثمَّ وجد العالم كلَّه متجها إلى واشنطن، حيث المعسكر الغربي أصبح يتلقف كلَّ الساقطين من قبضة المعسكر الشرقي، فقرَّر الحزب أن يتَّخذ من اليمن الشمالي جسراً يعبر عليه إلى المعسكر الغربي عن طريق دول الخليج أيضا، ففعل، مع بقاء صدره مليئا بالتعطش لماضيه الإنفصالي، والإجرامي.
ثمَّ في 22 مايو 1990 م، قامت الوحدة، ولم تمض عليها 3 سنوات، حتى تعالت أصوات الإنفصال، والعودة بالجنوب إلى قيادة الحزب الإشتراكي، وكان وراء تلك الأصوات، نعيقٌ منكر، يُبدي هذا الإنفصال على أنَّه ضرورة للوقوف في وجه (أصولية إسلامية) تستشري في اليمن بسبب تحالفها مع اليمن الشمالي،
ولهذا كان من ضمن ذرائع هذا الحزب ـ إضافة إلى المطالبة بعلمانية الدولة ـ (وجود الجهاديين في اليمن) الذين وصفهم منذ ذلك الوقت بالإرهابيين، والمتطرفين!
وبعد إنتخابات 1993م، اكتسح المؤتمر الشعبي العام، والتجمُّع اليمني للإصلاح، الإنتخابات، فزاد خوف الحزب الإشتراكي من قوة الإسلاميّين.
ثم تدخلت ـ بإعتراف سالم صالح محمد وفق المصدر السابق نفسه ـ دولٌ دولية، وإقليمية، تحرِّض على تقسيم اليمن، وانطلق سالم البيض في جولة إلى دول عربية، وواشنطن، ثم عاد، فقرر التصعيد! وأعلن مع قيادات أخرى مقاطعتهم العودة إلى صنعاء.
واندلعت المواجهات المسلحة منتصف عام 1994م، أعلن خلالها البيض إنفصال الجنوب، وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ومجلس رئاسة، وحكومة مؤقتة، غير أنَّ القوات اليمنية اكتسحت كلَّ شيء في زحف عسكري نحو الجنوب، وسقطت عدن ـ رغم تحذير الأمم المتحدة من دخولها ـ فالمكلاّ، حتى أُجهز على مشروع الإنفصال في يوليو 1994م.
والملاحظ أنَّ إيران في ذلك الوقت لم تستنكر الإنفصال، واكتفت بالإعراب عن أسفها لما يحدث!
وكان الهاربون من الجنوب بعد الإجهاز على مشروع الإنفصال عام 1994م، كما أسلفنا، قد فرُّوا إلى دول غربية، وعربية، حتّى تمّ الإعلان في بريطانيا، عن التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج، وفُسِّر الموقف السلبي، الأوربي، والأمريكي، منه، على أنه موقف داعم لهذه الحركة الإنفصالية، ولهذا أفصحت هذه الحركة عن مخطّطها بكلِّ وضوح، وهو: تحرير اليمن الجنوبي، المحتل من الشمال!
ثم جاء دور الشيعة، يدعمهم النظام الإيراني في مخططه للتمدد إقليميا، ودوليا، ولشيعة اليمن تاريخ حافل في التحالف مع الحزب الإشتراكي، الذي بدوره لم يزل يؤيّد فتن الحوثيين في صعدة،
فألقوا بثقلهم مع مشروع الإنفصال، لتقسيم اليمن،
إذ كان أيّ إضعاف لوحدة اليمن، سيكون في صالح مشروع الثورة الشيعية فيه، ولأنَّ الإنفصال سيقلل من نسبة التعداد السكاني للسنة، فيجد المخطط الشيعي متسعا يحرِّك فيه فتنته.
ولايخفى ما في صحيفتي (الأمة)، و (البلاغ)، الأسبوعيّتين الشيعيّتين في اليمن، من نشر لمذهب الرافضة، والثناء على الثورة الخمينية، وتمجيد زعاماتها، وأنَّ كثيرا من الأقلام فيها، هم من الدارسين في حوزات قم، والصحيفتان إضافة إلى منابر إعلامية أخرى، تتلقى دعما إيرانيا واسعا.
ومعلوم أن المخطّط التوسُّعي الإيراني يتطلَّع إلى الوصول إلى مكَّة، والحرمين، من طريق اليمن بعد تمدُّد شيعي يجد له مكانا في تقسيم اليمن، ثم ينتقل إلى توسُّع أكبر ليشمل السيطرة على جنوب الجزيرة العربية كلَّه.
ليلتقي مع المخطط الشيعي شرق الجزيرة العربية، على طول الساحل من شمال الكويت إلى البحرين، متعانقا مع الهيمنة الشيعية على العراق، ومكمّلا الهلال الشيعي عبر سوريا، ولبنان.
ولهذا فالإيرانيون اليوم هم الذين يحشُّون النار تحت فتنة تقسيم اليمن بكلِّ ما أوتوا من قوّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أنَّه ليس بخافٍ، أنَّ يمنا موحَّدا، بكثافة سكانية كبيرة، وأرض شاسعة، وسواحل طويلة تمتد إلى 2400كم، على بحر العرب، وخليج عدن، والبحر الأحمر، متنوّع الثروات، تتنامى فيه الحالة الإسلامية، وتزداد يوما بعض يوم، وتتحكم بالحالة الإجتماعية فيه، أعرافٌ قبلية ذات نزعة محافظة، وداعمة لقضايا الأمة الإسلامية، وتنطلق منه مواقف مؤثِّرة إقليميا، وعالميا، مناهضة للمشروع الصهيوأمريكي،
أنَّه لايمكن أن يُطمئِن المشروع الغربي المخرّب في المنطقة، ولا الجهات الإقليمية الدائرة في فلكه.
ولهذا التقى الهدف الصهيوأمريكي مع المخطط الصفوي في مؤامرة تقسيم اليمن، بالعمل على تحريك ملف اليمن الجنوبي.
ولا يخفى أنَّ المخططات الخارجية لا تحتاج إلى عناء لتجد في أيّ نظام عربي، وكلُّها مثقلة بالفساد، والإستبداد، والتخلّف، ذرائع شتّى لتمرير مخططات التقسيم، وقد وجدت في اليمن بُغيتها بسهولة.
بيد أن هذا لايبيح أيّ نوع من المشاركة في دعم هذه المخططات الخارجية الخبيثة لمزيد من التجزئة للأمّة، ومثل ذلك الإسترسال مع توظيف هذه المؤامرات لحركة إسلامية، أو جهادية، لتُحرق في أطماع المؤامرات العالمية على العالم الإسلامي.
وقد ذكرنا فيما مضى أنَّ المخطط الصهيوأمريكي، لايبالي بالأنظمة الحاكمة التي هي معرضة للزوال حتَّى لو كانت موالية له، بقدر ما يحمل همَّ تفكيك الأمة الإسلامية، لاسيما في البلاد التي تنتشر فيها الحالة المناهضة للهيمنة الغربية، مثل باكستان، العراق، السودان، اليمن، .. إلخ، لإبقاءها في متوالية التجزئة، والصراعات الداخلية.
ولهذا فالواجب على العلماء، والمفكّرين، والحركات الإسلامية الدعوية، والجهادية، أن يحولوا دون نجاح هذه المخططات التقسيميّة، بل أن يعملوا بضدها، فهو جزء أساس من مشروع توحيد الأمّة الإسلامية، في إطار نهضتها الشاملة.
كما ذكرنا مرارا أن أيَّ مشروع إسلامي، لايستهدي بالشريعة في حكمة التمرحل، وبالسيرة في تقديم الأوليّات على ما سواها، وبخطاب التكامل مع الآخر المشارك بصدق في مشروع الأمَّة، سيكون ـ من غير أن يشعر ـ عرضة للتوظيف، وأداة سياسية بيد المخططات الكبيرة، ذلك أنَّ حظَّ العجلة، والغلو، وإقصاء الآخر، من الفشل، هو أعظم الحظوظ، والتاريخ الماضي، والواقع الحاضر، شاهدان عدلان لايكذبان.
والله الموفق،،،
http://www.h-alali.cc/m_open.php?id=1c845346-988d-102c-834e-00e04d932bf7
ـ[الهزبر]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 11:51]ـ
نعم تاجٌ هي إحدى المحركات , لكن ليس كل الحراك , وإن كان الإعلام هو من يصور تاج لقراءة الحدث!
كلام الشيخ العلي في مجمله جميل , لكنه بعيد قليلاً وماذلك إلا أن إنطلاقتها تعاطفيه فحسب!
الشمال سواء كان إصلاحاً أو مؤتمرياً يتبع الرئيس مبني على القبيلة كجزء من المجتمع وحاكم على المدنية , ففك الأرتباط بالأنفصال سنة 94م لأن الأغلبية الكاثرة هي للشمال سواء إسلاميين أو بعثيين وطبيعي لأن عدد شعب الجنوب مليونين بخلاف الشمال فيزيد عن عشرين مليون!
وحيث أن المنتصر هو الشمال في حرب 94م فقد نظر للجنوب كغنيمة حرب , وليس مناصفة توزيع ثروة على أن موارد الطبيعة هي بالجنوب ويكفي أن يعلم الجميع أن محافظة شبوة بجنوب اليمن لديها مخزون من النفط يعادل ماعليه قطر!
ولديها من الغاز الذي لم يفصح عنه بعد و ليجعل من اليمن في مصاف قائمة الدول المصدره للغاز الطبيعي!
وكل الثروات للأسف تذهب لحاشية الرئيس وأولاده وعصبته!
فإن كان الحكم سواء شيوعياً أو بعثياً فلا فرق بين ملل الكفر إلا أن الأرحم فيهم من يعدل ويوفر الأمن والأمان المفقود , وهذا المفقود في هذه الوحدة اللا مباركة!(/)
ما هي آيات الصفات؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 05:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يدور جدلٌ منذ زمنٍ سحيق حول التأويل
ويستشهدُ قومٌ بتأويل بعض السلف لآياتٍ من القرآن الكريم
فيردُّ عليهم قومٌ بأنّ آيةً ما ذُكِرَت ليست من آيات الصفات
والسؤال:
هل ثمّةَ من حصرٍ وعدٍّ دقيق قام به أحد أهل العلم للآيات التي هي آياتُ صفات؟؟
وهل ثمة من حصر وعدٍّ دقيق للأحاديث التي هي أحاديث صفات؟؟
أرجو الإجابة والتواصل ((بعلمٍ وحِلم))
وجُزيتم خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 07:45]ـ
الشيخ علوي السقاف له كتاب في مطبوع(/)
البحث عن كتاب
ـ[عبدالله عمران]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 08:06]ـ
السلام عليكم .. أبحث عن تعقيبات على كتاب حد الاسلام للشيخ صلاح الصاوي فمن كان لديه فليسعفني به وله جزيل الشكر(/)
اعظم المعجزات و اسمى الخوارق
ـ[علي القاضي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 08:59]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
والحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير الخلق أجمعين و على اله الطيبين
لما خلق الله البشر و استعمرهم في الأرض و أمرهم إن يعبدوه وحده , خاطبهم عن طريق رسل و أنبياء اصطفاهم و فضلهم على بقية الخلق.
و لكي يقيم عليهم الحجة , أجرى على أيدي رسله معجزات و خوارق تأييدا لهم و تكبيتا للمكذبين و المشككين (كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين و انزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ...... البقرة 213)
و في أخر الزمان اختار الله عز و جل العرب ليكونوا حملة لرسالته الخاتمة و يكونوا خير الأمم
فبعث فيهم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و جعله خاتم الرسل و أفضلهم و أعظمهم قدرا
و لما كان محمد, صلى الله عليه و سلم ,أفضل الأنبياء (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات ..... البقرة252)
لا بد أن تكون معجزته هي أعظم المعجزات , فقد اجمع المسلمون عبر العصور على إن اكبر معجزات نبينا محمد هي القران الكريم , ذلك الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه الهدى و النور و الفرقان
ترى ماذا يميز هذا الكتاب كمعجزة عن غيره من معجزات الأنبياء السابقين عليهم السلام؟
**-إن الكتب السماوية السابقة للقران (التوراة الإنجيل الزبور .. ) كانت فعلا كلام الله و لكن على سبيل المجاز إذ أن المعنى فقط كان إلهاميا من لدن رب العزة أما اللفظ فكان للأنبياء أما القران فهو كلام الله لفظا و معنى و في هذا أعظم الميزات
**-إن معجزات الأنبياء كانت آنية حدثت في فترة محدودة وشاهدها مجموعة معينة من الناس (مثل فرق البحر نصفين و رفع الجبل و إحياء الموتى و تحول العصا إلى ثعبان)
أما معجزة القران فهي مستمرة من أكثر من 14قرن إلى أن يرث الله الأرض لأنه كلام الله منه بدا و أليه يعود
**-ان الكتب السماوية تعرضت للتحريف و التبديل لان الله اوكل حفظها للعلماء و الاحبار و الرهبان (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى و نور يحكم بها النبيون اللذين اسلموا للذين هادوا و الربانيون و الاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانو عليه شهداء .... المائدة44)
اما القران الكريم فقد تكفل الباري عز و جل بحفظه و هذا اعظم تشريف (انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون ... الحجر9)
**-ان الله و ليحفظ كتابه قيض له ابناء هذه الامة ليحفظوه في صدورهم قبل صحفهم فتواتر نصه اجيالا بعد اجيال بلا تغيير او تحريف
فلو اننا احصينا ,مثلا ,عدد كل اليهود او النصارى الذين يحفظون كتابهم لوجدنا ه ضئيلا مقارنة بعدد حفظة القران في اصغر قرية من قرى المسلمين من الاطفال دون الكبار.
**-ان حب المسلمين لكتابهم جعلهم يحترمونه و يجلونه ايما اجلال ما لم و لن يحظى به أي كتاب
اخر على وجه الارض و هذا دليل على عظمته
**-كما انه مع تقدم العلوم ثبت تناقض الكثير من نصوص الكتب الدينية مع الحقائق العلمية و هذا ما لم و لن يحدث مع القران لان مصدره هو الحق سبحانه و تعالى و هذا ما اثبته الطبيب الفرنسي (موريس بيكاي) في كتابه (الكتاب المقدس و القران و العلم)
اخيرا لا شك ان كل ما اوردته لا يعد الى نقطة في بحر العظمة الذي يمثله القران الكريم
فالحمد لله على نعمة الاسلام و الحمدلله على نعمة القران
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 12:32]ـ
فتح الله عليك
**-إن الكتب السماوية السابقة للقران (التوراة الإنجيل الزبور .. ) كانت فعلا كلام الله و لكن على سبيل المجاز إذ أن المعنى فقط كان إلهاميا من لدن رب العزة أما اللفظ فكان للأنبياء
هل هناك دليل علي هذا القول يلرك الله فيك
ـ[علي القاضي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 01:07]ـ
بارك الله فيك على هذا السؤال
الدليل على ذلك وقوع التحريف في هذه الكتب فلو انها كلام الله لفظا و معنى لما تجرؤو على تبديلها.اضف الى ذللك ان موسى عليه السلا م كان ناطقا بالمصرية (الفرعونية) ولا توجد اي نسخ للتوراة بهذه اللغة
كما ان سيدنا المسيح عليه وعلى امه السلام كان ناطقا بالسريانية و الاناجييل الاولى كتبت بالارامية او اليونانية
فلو انها كلام الله باللفظ لنزلت بلسان النبي
اخيرا يمكن تشبيه هذه الكتب بالاحاديث النبوية الشريفه التى هي وحي الله (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى .... النجم) اما اللفظ فهو لسيد الاولين و الاخرين صلى الله عليه وسلم
لذا فقد تعرضت للوضع و الزيادة لولا ان قيض الله لهذه الامة من يحفظ الاحاديث من الوضع بواسطة ائمة الحديث =رضي الله عنهم=
وهذا مالم يحدث مع القران الكريم لانه كلام الله حقيقة فلم يجرؤ احد على محاولة تغييره او تحريفه
و الله اعلى و اعلم و صل اللهم على سيدنا و مولانا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي القاضي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 01:15]ـ
السلام عليكم
اما ان كان اعتراضك على عبارة و لكن على سبيل المجاز
فالمقصود هنا انك عندما تنقل فكرة او معنى من اي شخص اخر يمكن ان تقول من كلام فلان رغم انك نقلت المعنى دون اللفظ
اوتنقل كلام فلان بنصه فتقول ايضا هذا كلام فلان.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 03:37]ـ
الدليل على ذلك وقوع التحريف في هذه الكتب فلو انها كلام الله لفظا و معنى لما تجرؤو على تبديلها.اضف الى ذللك ان موسى عليه السلا م كان ناطقا بالمصرية (الفرعونية) ولا توجد اي نسخ للتوراة بهذه اللغة
كما ان سيدنا المسيح عليه وعلى امه السلام كان ناطقا بالسريانية و الاناجييل الاولى كتبت بالارامية او اليونانية
فلو انها كلام الله باللفظ لنزلت بلسان النبي
بارك الله فيك .. هذا ليس بدليل صحيح ولا كافٍ! إذ التوراة والإنجيل قد حصل فيهما التبديل في الألفاظ والمعاني، وكونها حرِّفت ليست دليلًا على كونها كانت من الله بالمعاني.
فالله تكلَّم التوراة بالعبرانيَّة والإنجيل بالسِّريانيَّة.
وفي الآية: ((وكتبنا له في الألواح من كل شيءٍ موعظة وتفصيلًا لكل شيء))، وفي الحديث: ((أنَّ الله كتب التوراة بيده))، فهل كتب المعاني دون الألفاظ؟!
ثمَّ ما الدليل على أنَّ التوراة أنزلت بالفرعونيَّة القديمة لا بالعبرانية كما هو مشهور؟
وأمَّا الدَّليل الآخر من كوننا لم نجد نسخًا لها بالعبرانية والسريانية فغريب؛ إذ عدم الوجدان ليس دليلًا على العدم.(/)
جهل الصوفية كان أمرا مستقرا في نفوس الناس منذ القدم!!
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 02:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جهل الصوفية كان أمرا مستقرا في نفوس الناس منذ القدم!!
* قال الحافظ أبو سعد السمعاني [توفي:562]_ في ترجمة أبي القاسم القايني, بعد أن وسمه بالعلم _:
" ... ولا يظهر أنه يعلم شيئا من العلم البتة, حتى يظنه من يراه أنه من جملة الصوفية!! "
[المنتخب من معجم شيوخ أبي سعد السمعاني 1/ 552]
وصلتني هذه الفائدة فأحببت إتحافكم بها.
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 03:44]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: قلتُ لأبي: "هل كان مع معروف الكرخي شيء من العلم؟ فقال لي: "يا بُنَي! كان معه رأس العلم: خشية الله تعالى."
تقرير استقرار جهل الصوفية منذ القدم فيه تعميم، ومبالغة، ومغالطة للحقائق التاريخية. ومن نظائر هذا الحكم، قول بعضهم: المحدِّثون لا دراية لهم بالفقه، أو: الفقهاء لا علم لهم بالحديث ... وما إلى ذلك من التعميمات الموقعة في انزلاقات علمية ومنهجية لا تخفى على المتبصّر.
ثم إنّ ضابط القِدم هنا مفقود، لأنَّ أبا القاسم القايَني توفي سنة 547 هـ؛ والتصوف ظهر قبل ذلك بقرون. وبناء على ذلك، فإنّ قديم الذاهب إلى هذه الدعوى العريضة "لا يقال له قديم"!
ولفظ "الصوفية" قد يُطلَق ويراد به: الزُّهَّاد والعُبَّاد تحديدًا، أو مَن غَلَب عليهم ذلك.
ومن المعروف عن أوائل المتصوِّفة أنهم كانوا يعتنون بالسلوك وتصفية النفس من الآفات، ولكنهم كانوا يقررون أنَّ معيار ذلك كلّه الكتاب والسنّة، أي العلم. وكونهم لم يتفرَّغوا للعلم أو لم يصنِّفوا فيه لا يعني أنهم كانوا جَهَلَةً.
قال أبو بكر الشبلي، وهو الملقَّب بشيخ الطائفة، وكان مالكيَّ المذهب: "كتبتُ الحديث عشرين سنة، وجالستُ الفقهاء عشرين سنة."
وقد حاول بعض أصحاب أبي عمران الفقيه إحراجه وامتحانه في الفقه، فقال له: "يا أبا بكر! إذا اشتبه على المرأة دم الحيض بدم الإستحاضة، كيف تصنع؟ " فأجاب بثمانية عشر جوابًا. فقام أبو عمران، وقبَّل رأسه، وقال: "يا أبا بكر! أعرف منها اثني عشر، وستة ما سمعت بها قط! "
وإذا عدنا إلى النص المنقول عن السمعاني، لم نجد فيه شيئا يؤكِّد جهل الصوفية. والفقرة المنقولة، لا يُمكِن فهمها إلا بقراءة ما قبْلَها. وهذا نص السمعاني كاملاً:
" أبو القاسم، الجنيد بن محمد بن علي القايني، الصوفي، المعروف والده بالدبَّاغ، نزيل هراة.
كان إماماً، فاضلاً، متقناً، ورعاً، عالماً، عاملاً بعلمه. كثير العبادة، دائم التهجد والتلاوة. تفقّه على جدّي الإمام أبي المظفر السمعاني، وعلى أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد الزاز السرخسي، وغيرهما. وشيخه في التصوف: عبد العزيز بن عبد الله القايني. وكان شيخ الصوفية في رباط فيروز آباد بظاهر هراة أربعين سنة ومقدَّمهم. وما كان يعرفه أحد منهم، لأنه ما كان يتقدم عليهم، ويعاشرهم معاشرة واحد منهم، ولا يخص نفسه بشيء دونهم، ولا يُظْهِر أنه يعلم شيئاً من العلم ألبتة، حتى يظنّه من يراه من جملة الصوفية. وكان متواضعاً، سخيَّ النفس، مكرَّماً للغرباء."
السمعاني هنا يقرِّر جملة أشياء عن أبي القاسم القايني، وهي: أنه كان إمامًا، وعالمًا، ومتقنًا. ويقرَِّر أيضًا أنَّه كان شيخ الصوفية في رباط فيروزآباد. ثم يشهد له بخصلة هي من مناقبه، وهي أنه كان متواضعًا لا يفاخِر بعلمه ولا يُظهره.
على ضوء ما سبق يتضح المعنى، وهو واضح لا يحتاج إلى إيضاح. وهو أنّ أبا القاسم القايني كان لا يُظهر علمه، حتى إنّ مَن لا يعرفه يظنّه من الصوفية المنقطعين للزهد والتعبُّد، لا من العلماء.
ولو كان المعنى هو الذي بُنِي عليه عنوان الأخ الكريم "عبد العزيز"، لما استقام كلام السمعاني؛ لأنه سيكون كالتالي:
الصوفية جهَّال، وأبو القاسم القايني كان من شيوخهم في فيروزآباد، أي: كان يمثِّل قمَّة جهل الجهَّال!
وهذا المدلول يناقض شهادة السمعاني له بالعلم والفضل والإتقان.
والله أعلم.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 09:26]ـ
أخي الواحدي ...
بارك الله فيك ..
ونفع بك ..
وأسكنك فسيح جناته ..
* من المعلوم أن مصطلح الصوفية مصطلح مطاط ..
إذ كان يطلق قديما على أهل العبادة والزهد , وهذا لايعني أن من يطلق عليه ذلك لايكون من أهل العلم, بل المراد أنه من المكثرين من العبادة.
× قال ابن تيمية" وكان السلف يسمون أهل الدين والعلم: القراء, فيدخل فيهم: العلماء والنساك, ثم حدث بعد ذلك اسم: الصوفية والفقراء ... " [الفرقان ص74]
فهذا القسم ليس داخلا في كلامي السابق , لأنه بالمعنى العام أكثر أهل العلم داخل فيه.
إنما المراد بما سبق_ وهو ظاهر_: من جعلوا اسم الصوفية ذلولا لإدخال البدع والمحدثات على أهل الإسلام, ممن هم أبعد الناس عن العبادة واستشعارها.
بل غاية ما معهم خرافات وأباطيل وتلبيس ابليس.
وهم مع ذلك يزعمون أن أصل العلم معهم, وأن الناس أصحاب ظواهر , وأما علمهم فباطن.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 02:56]ـ
وقال _ رحمه الله_ عن محاولة بعض أهل البدع والإلحاد التستر خلف اسم الصوفية:
"فإن ابن عربي وأمثاله _وإن ادعوا أنهم من الصوفية_ فهم من صوفية الملاحدة الفلاسفة , ليسوا من صوفية أهل الكلام فضلا عن أن يكونوا من مشايخ أهل الكتاب والسنة , كالفضيل بن عياض , و إبراهيم بن أدهم , و أبي سليمان الداراني , و معروف الكرخي ,والجنيد بن محمد ,و سهل بن عبد الله التستري , وأمثالهم , رضوان الله عليهم أجمعين."
[الفرقان ص142, ط: اليحيى]
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 04:00]ـ
* من المعلوم أن مصطلح الصوفية مصطلح مطاط ..
إذ كان يطلق قديما على أهل العبادة والزهد , وهذا لايعني أن من يطلق عليه ذلك لايكون من أهل العلم, بل المراد أنه من المكثرين من العبادة.
× قال ابن تيمية" وكان السلف يسمون أهل الدين والعلم: القراء, فيدخل فيهم: العلماء والنساك, ثم حدث بعد ذلك اسم: الصوفية والفقراء ... " [الفرقان ص74]
فهذا القسم ليس داخلا في كلامي السابق , لأنه بالمعنى العام أكثر أهل العلم داخل فيه.
أكثر من حرر هذه المسألة د. مصطفى حلمي
في كتبه: * مع المسلمين الأوائل في نظرتهم للحياة والقيم.
* ابن تيمية والتصوف
* أعمال القلوب بين أهل السنة والصوفية.
كتب قيّمة أنصحكم بالإفادة منها حول هذا الموضوع.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[03 - Oct-2009, مساء 04:36]ـ
أكثر من حرر هذه المسألة د. مصطفى حلمي
في كتبه: * مع المسلمين الأوائل في نظرتهم للحياة والقيم.
* ابن تيمية والتصوف
* أعمال القلوب بين أهل السنة والصوفية.
كتب قيّمة أنصحكم بالإفادة منها حول هذا الموضوع.
بارك الله فيك(/)
تكذيب خبر تنصر المدون السعودى حمود صالح - صوره من السعوديه نيوز
ـ[المحدثة]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 02:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://photos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc1/hs017.snc1/4223_1141113533826_1407077292_ 360889_7263885_n.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?op=1&view=all&subj=59353661964&aid=-1&pid=10278&id=1754144386&oid=59353661964)
http://photos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc1/hs017.snc1/4223_1141113493825_1407077292_ 360888_1950654_n.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?op=1&view=all&subj=59353661964&aid=-1&pid=360889&id=1407077292&oid=59353661964)
ـ[المحدثة]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 03:40]ـ
السيد رئيس تحرير صحيفة السعودية نيوز .... المحترم
انا حمود بن صالح المفترى عليه والذي تناقلت بعض المواقع والصحف خبر تنصره أحببت ان اوضح عبر منبركم ان تنصري وسجني بسبب ذلك محض اكاذيب وهذه هي القصة الكامله لملابسات خبر تنصري المكذوب نشرتها في مدونتي المكرسه لكشف زيف وحيل المنصرين .. ارجو نشرها والمساهمه برفع الظلم عني ولحضرتكم وافر التقدير
____________
المني انتشار كذبة تزعم تنصري وسجني بسبب ذلك. وأني لاعلن اني بريء براة الذيب من دم يوسف من هذة الفرية فلازلت مسلم موحد وللة الحمد ولم أكن نصرانيا يوما. الحكاية اني على قدر لابأس به من العلم الشرعي او أحسبني كذلك ولله الحمد وقرأت كثيرا في كتب الرد على النصارى لمشائخنا الاجلاء و كنت مقاوم للنصرانية ومجادل لايكل للنصارى عبر روماتهم في البالتوك التي منعت جميعها دخول معرفي اليها فيما بعد, وكنت مجادل لهم في منتدياتهم وكانت لدي مدونة اجتماعية اكتب بها باسمي الصريح وانشر بها صوري , المهم قاطعت فيما بعد النت كله قرابة السنه بعد انشغالي بالعمل , وفوجئيت بمن يخبرني ان النصارى ينشرون صوري ويقولون باني متنصر بل يبدو انهم انتحلوا أسمي واخذو صورتي وكتبوا مايوحي بذلك, الواقع ان هناك هجمة تنصيرية شرسة على السعوديه والخليج والمنصرين لايجدون وسيلة لتقريب دينهم الباطل لشعبنا انجع من الترويج لتنصر مواطنين سعوديين مصورين لشعبنا ان المواطنيين لدينا يقبلون على دينهم و في سبيل ذلك طالما روجوا اكاذيب تنشرها وسائل الاعلام بين كل فينة وأخرى مثل حكاية تنصر الفتاة المطيريه المكذوبة وحكاية تنصر هند الحريري وحكاية تنصر الفنان بندر الحمود وغير ذلك كثير.بل انهم عبر قنواتهم لم يجدو مشكله في تقمص شخصيات لمشائخ سعوديين يزعمون انهم تنصروا.شاهد في يوتوب مثلا مسيحي مصري يرتدي الزي السعودي وملتحي ويحاول تقليد اللهجه السعودية بشكل مكشوف تجري معه احد قنواتهم لقاء يزعم عم به انه شيخ سعودي تنصر!! وعلى اليوتوب بالمناسبة الكثير من الافلام التي وضعها بعض الاخوه والتي تكشف زيف وكذب المنصرين.هذا ماأردت ايضاحة واللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبة وسلم
مدونتي المكرسة لكشف حيل وزيف المنصرين
( http://muslimsaudiarabia.blogspot.com/)
نشرنا رسالته كما ارسلها لنا بدون تعديل
ـ[عالي السند]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 10:03]ـ
أسأل الله أن يثبته ويثبت كل مسلم ومسلمة على دين الإسلام، ويكفينا شر الهجمات التنصيرية
على بلاد المسلمين، وهذه الرسالة درس في التثبت، وعدم إشاعة الأخبار كما درجت على ذلك
الصحف والمجلات التي تبحث عن السبق الصحفي وأخبارها غلط في غلط.(/)
هل ينتهي فقر المسلم إلى ربه بعد دخول الجنة؟
ـ[أبوهناء]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 12:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد والثناء على رب العرش العظيم
الحمد لله الذي كرمنا بعبوديته سبحانه وتعالى لا نحصي ثناء عليه.وبعد
هذا سؤال خطر على بالي ليس من باب التنطع ولكن فقط أردت استثارة أصحاب العقول النيرة وفطاحلة المنتدى حتى يتحفونا بما يفيدنا في عقيدتنا السمحة.
فقد يأتي سائل ويقول: بعد دخول المسلم الجنة وفيها كل شيء لن يكون فقيرا لربه كما كان حاله في الدنيا، أليس كذلك؟
حاش وكلا. أنتظر مساهماتكم بفارغ الصبر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 03:05]ـ
بارك الله فيك
نعم هو من من باب التنطع اذهذا السؤال لم يساله الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعون لهم باحسان
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 03:17]ـ
بعد دخول المسلم الجنة وفيها كل شيء لن يكون فقيرا لربه كما كان حاله في الدنيا، أليس كذلك؟
سيكون فقيرا إلى ربِّه لأنَّ دوام ما بالجنَّة مِن النَّعيم مِنْ قيوميَّة الله له ورعايته، وهو محتاج لهذا.
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 05:10]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
إنما وجودك منوطٌ بافتقارك إلى موجد الوجود، أمّا هو فإنه هو الغنيُّ الحميد؛ إنْ يشأ يُذهِبْكم ويأتِ بخَلْقٍ جديد.
افتقارك إليه صفة لازمة لك، وغناه عنك صفة خاصة به. وأنَّى لكاف وجودك أن ترتسم، لولا هاء جوده! فوجودك مِن جوده.
(أنتم الفقراء إلى الله)؛ أمَّا الفقراء إلى النَّعيم فهُمْ دون ذلك ...
وإنما يتحقق الافتقار، بالشوق إلى تلك الديار؛ لا لأنها دار النعيم، بل لأنها مقام رؤية الملِك الكريم. هَبْ فقرك إليه زال بالوصول إليه؛ هل ستزول حاجتك إلى إقباله عليك؟
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 05:24]ـ
أسأل الله ان يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم -جل في علاه-
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 06:12]ـ
بارك الله فيكم، لا مزيد على كلام الشيخ عدنان، وزينه الشيخ الواحدي، حفظهما الله وبارك فيهما ..
ولكن عندي إضافة على ما تفضل به، أرجو أن ينفع الله بها وأن يزول بها الإشكال مع ما شابهه من إشكالات.
أقول وبالله التوفيق، ينبغي هنا التمييز بين معنيين:
/// حال المخلوق من الخالق، وهي حال افتقار دائم من جهة قيومية الله الأبدية على خلقه ..
/// حال العبد المكلف من الرب الخالق في دار الابتلاء، ثم في دار الجزاء، من جهة عمل العبد وتألهه لخالقه.
فالسؤال عن الافتقار إلى الله على المعنى الأول مستقيم .. وجوابه: نعم، كل المخلوقات مفتقرة إلى خالقها الذي أوجدها والذي يبقيها بحوله وقولته ما يشاء لها أن تبقى، ولا قيام لها إلا به سبحانه، ولا ريب.
أما على المعنى الثاني، على معنى حال العبد القلبية وعمله في هذه الدار والأخرى، ففي الدار الدنيا نحن مكلفون بإدراك هذا المعنى والإقرار به والعمل بمقتضاه توحيدا وإخلاصا وتألها .. أما في الدار الآخرة فلا تكليف في الجنة لأحد من الخلق، والذي دخلها قد جاوز قنطرة الامتحان، وهو حالئذ في محل التنعم والتلذذ، لا محل الامتحان والاختبار، فالسؤال عن تعبد هذا المنعم بعبادة الافتقار إلى الله غير صحيح .. ولا يلزم من قولنا أنه ليس متعبدا بهذا الحال القلبي، أنه يكون في غنية عن ربه! فلا هو في حال افتقار ومذلة، ولا هو في حال استغناء وتكبر! بل هو في شأن آخر في حال أخرى! يرى الله تعالى يفيض عليه من فيض نعمائه فلا يزداد إلا سعادة ورضًا، يتطلب وجه الرب تعالى والنظر إليه والأنس به ليصيب مزيدا من التنعم والتلذذ بذلك، لا لأنه في حال ابتلاء بالحاجة والضرورة وغيرها مما جعله الله في الدار الدنيا ليتبليَ العباد بعبادة الافتقار والتذلل إليه في الغيب سبحانه وتعالى .. فتأمل أحسن الله إليك.
جمعني الله وإياك في دار النعيم السرمدي في فردوسها الأعلى، آمين.
وهذا السؤال يجلب إلى ذهني سؤالا مشابها في الحقيقة، يتلقفه بعض النصارى في جملة شبهاتهم .. إذ ترى المرأةَ منهم تسأل: "ألن تغاري أيتها المسلمة من الحور العين في الجنة؟ " والجواب كلا لن تغار ولا شك! هذا سؤال في غير محل، سؤال فاسد أصلا! نقول لن تغار لا لأنها ستكون قانعة راضية خاضعة لإرادة الله في تلك الدار، فالمقام ليس مقام تكليف أصلا، وإنما لأنها ستنزع منها تلك الخصلة: خصلة الغيرة! تلك الأشياء لا محل لها هناك! فالسؤال جاء فساده من جهة أنه يقيس أحوال العباد في دار التكليف على أحوالهم في دارٍ ما جُعلت إلا للتنعيم الخالص، رفع الله فيها ما في قلوب الناس من غل وخلصهم مما جعله في قلوبهم ونفوسهم في الدنيا من خصائص وأحوال ونقائص على سبيل الابتلاء والتكليف! فالمرأة في الجنة لا تغار من الحور ولا تتضرر منهن، فكلٌ في شغل فاكهون، وليست المرأة من نساء المؤمنين في الجنة مبتلاة بالغيرة الفطرية التي ابتليت بها النساء ههنا في الدنيا لينظر الله ما هي فاعلة في ذلك فإما يكون ثواب وإما عقاب! ليس كذلك! هذا تكليف قد مضى في دار الابتلاء وهي الآن في دار الجزاء، في شأن آخر!
والرجل في الجنة إنما يُلهم التسبيح كما يلهم النفس، يعني أنه لا يتكلفه كما يتكلفه هنا، ولا يكاد يشعر به .. فهل هو من حيث المعنى، مفتقر إلى الله؟ نعم ولا شك، على المعنى الأول، إذ كل الخلق مفتقر إلى الله تعالى، ولولا أن رحمه الله ما جعله فيما هو فيه! ولكن هل هو مكلف بعمل تعبدي في الجنة من أجل هذا، كأن يتعبد لله بعبادة مخصوصة من خوف أو رجاء أو حضوع أو نحو ذلك؟ فنقول لا ليس مكلفا! وهو في دار تنعيم وتلذذ أبدي، لا يمل منه العبد ولا يفقده في حال ..
هذا والله أعلى وأعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عيسى الأثري]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 07:37]ـ
والرجل في الجنة إنما يُلهم التسبيح كما يلهم النفس، يعني أنه لا يتكلفه كما يتكلفه هنا، ولا يكاد يشعر به .. فهل هو من حيث المعنى، مفتقر إلى الله؟ نعم ولا شك، على المعنى الأول، إذ كل الخلق مفتقر إلى الله تعالى، ولولا أن رحمه الله ما جعله فيما هو فيه! ولكن هل هو مكلف بعمل تعبدي في الجنة من أجل هذا، كأن يتعبد لله بعبادة مخصوصة من خوف أو رجاء أو حضوع أو نحو ذلك؟ فنقول لا ليس مكلفا! وهو في دار تنعيم وتلذذ أبدي، لا يمل منه العبد ولا يفقده في حال ..
هذا والله أعلى وأعلم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في أساتذتنا الفاضلين
وددت أعلق على جزء من كلام أخينا أبي الفداء أثابه الله بضرب مثال موافقا لكلامه
وهو حال المخلوقات الغير مكلفة في الدنيا فمع كامل افتقارها للرب سبحانه وتعالى تسبح بحمده وتعبده وهي غير مكلفة , فلا يقال أن افتقارها لباريها منعدم لعدم التكليف , فافتقار المخلوق للخالق صفة لازمة له لا تنفك عنه أبدا في الدنيا ولا في الآخرة مع كمال غنى الله عز وجل عن مخلوقاته , وكيف لا وقوام معيشتهم وحالهم في دار النعيم من رزقه وفضله سبحانه وتعالى و ما دخلوها إلا بافتقارهم لمولاهم في الدنيا
وثمة مثال آخر وهو افتقار سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم في عرصات القيامة لربه عز وجل مع ما وعده الله من صادق الوعد المفعول المنجز له يوم القيامة , وتأمل حال الأنبياء والمرسلين عند طلب الشفاعة وخوفهم ووجلهم مع وعد الله لهم بالمنازل العلى من الجنة
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 07:43]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الأخ الحبيب أبا الفداء
أحسن الله إليك ونفع بك.
بوركت على هذا التحرير الجيد وما واكبه من تقريرات مفيدةة.
لكن تأمَّلْ: (إنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ)
إذا تقرَّرَ أنَّ جميع الخلائق مفتقرة إلى الله، تَبيَّنَ أنَّ القدر المشترك من افتقارها إليه إنَّما هو الحاجة إلى الموجِد من الموجود، لا حاجة المتعبّد إلى المعبود.
والله أعلم.
** تنبيه= لا يلزم من فقر الفقير: شعوره بالافتقار.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 07:58]ـ
قوله تعالى ((إن يشأ يذهبكم)) لا يخفاك أن المخاطب به إنما هم المكفلون هنا في دار التكليف، وهو خطاب ترهيب وتخويف واستنهاض للهمم، وليس متوجها إلى القوم الذين جازوا وفازوا ودخلوا دار الخلد وحازو رضا الله وقد أنجز لهم ما وعدهم به سبحانه فلا يغضب عليهم بعده أبدا (جعلني الله وإياك منهم).
إذا تقرَّرَ أنَّ جميع الخلائق مفتقرة إلى الله، تَبيَّنَ أنَّ القدر المشترك من افتقارها إليه إنَّما هو الحاجة إلى الموجِد من الموجود، لا حاجة المتعبّد إلى المعبود. لا أخالفك في هذا قيد أنملة، أحسن الله إليك.
فحاصل كلامي = تقريرُ القدرِ المشتركِ من الافتقار إلى الخالق جل وعلا بين سائر الخلائق، - وهو الذي تقصده أنت - ولكني في ذات الوقت أنفي عن أهل الجنة القدرَ المرتبطَ بفعل التأله والتعبد من جانبهم، فهو القدر الذي يفارقُ فيه العبدُ المكلفُ المبتلى في الدنيا العبدَ الفائزَ المنعم في الآخرة، والله أعلم.
تنبيه= لا يلزم من فقر الفقير: شعوره بالافتقار.
صدقت .. وهذا هو وجه التفريق عندي بين المعنيين، بارك الله فيك. فحال الفقر حال كائنة لا ينفك عنها الخلق جميعا، مكلفين وغير مكلفين، أما تكليف بعضهم بالتعبد بهذا الافتقار بالقلب والجوارح وابتلاؤهم به في دار الابتلاء فشأن آخر.
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 09:50]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جوزيت خيرًا، أخي الحبيب.
ومن نعيم الجنَّة: لذّة الطلب، لاقترانها بلذَّة الخطاب والجواب: (ولَهُمْ فِيهَا ما يَدَّعُون). والطلب: دعاء. والطلب رديف الحاجة، والحاجة من أعراض الافتقار. والدعاء هو العبادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وممّا أخبرنا به الصادق المصدوق (صلَّى الله عليه وسلَّم) عن حال أهل الجنَّة أنَّ الشهيد يتمنَّى العودة إلى الدنيا. وقد ثبت أنَّ الله تعالى يقول له: "كيف وجدتَ منزلَك؟ " فيقول: اي ربِّ خيرَ منزل." فيقول: "سَلْ وتَمَنَّه." فيقول: "يا ربّ! ما أسأل وأتمنَّى إلاَّ أنْ تردَّني إلى الدنيا، فأُقتَل في سبيلك عَشْر مرَّات"، لما يرى من فضل الشَّهادة."
وهذا مقام الاستزادة، والاستزادة: طلب المزيد، والطلب افتقار.
وقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) جدير بالتأمُّل في هذا الباب.
والله أعلم.
أسعِدْنا بما فتح الله عليك حول هذا الاعتراض الوارد، رزقني الله وإياك سعادة الدارين.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 07:00]ـ
أحسن الله إليك.
هذا إيراد جدير بالتأمل ..
وأقول كما تقدم فالافتقار إلى الله تعالى لا ينفك منه المخلوق بحال من الأحوال. والشهادة على النفس بهذا المعنى واقعة من المؤمن الصادق في الدنيا وفي الآخرة كذلك ولا شك. ولكن في الدنيا يكون هذا الإقرار القلبي وما ينبني عليه من عمل الجوارح مطلبا شرعيا تكليفيا من العبد، مرتبطا ببلايا ونوازل تستجلبه من النفس لتحصيل الأجر واتقاء العقوبة، أما في الجنة فالحال ليست هكذا! ولكنها كما تفضلتَ: (لذة الطلب) فهي لهم من جملة ملذات الجنة.
فعندما يكون الطلب لا للحاجة ولكن لزيادة التلذذ بما لا يضار العبد لو فقده ولم يجبه الله إليه، (وليس من المحتمل ولا المتصور ألا يجيبه الله إليه أصلا إذ هو إنجاز لما وعده به .. وقد ورد - ولا أذكر صحة الرواية - أن العبد يأتيه ما يشتهي من قبل أن يتكلم بطلبه) .. فأين تحقق معنى (الافتقار التعبدي) في طلب العبد والحال كذلك؟
ومن جهة المعنى الشرعي الاصطلاحي فما تفضلتَ بنقله من أقوال وأفعال أهل الجنة في خطابهم ربهم هناك، هذا في وصفه بالفعل التعبدي نظر. إذ التعبد هو الإتيان بما يحبه الله ويرضاه تكلفا، طلبا للأجر ودفعا للوزر .. أما فعلهم هذا فليس كذلك ولكنه من التلذذ المحض! والذكر والتسبيح هم لا يتكلفونه هناك التكلف التعبدي الذي يكون منهم هنا في هذه الدار، وإن كانوا به في صلاة وعبادة شأنهم شأن سائر المخلوقات التي جعل الله لها صلاتها وتسحبيها اللائق بها وبحالها!
فقولك أحسن الله إليك:
والطلب: دعاء. والطلب رديف الحاجة، والحاجة من أعراض الافتقار. والدعاء هو العبادة. يرِدُ عليه أن الدعاء عبادة على وجه التكليف، والعبادة مفهومها: كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة .. فمن جهة المعنى اللغوي هي عبادة نعم، لأن الله يحب هذه الأعمال منهم ويرضاها، ولكن من جهة المعنى الشرعي فليست كذلك إذ ليسوا مكلفين بها، لا على وجه الوجوب ولا الاستحباب ولا غيره! والله لا يجيب لهم طلبهم فيها جزاءا على ذلك الطلب نفسه إذ بذلوه في ذلك المقام، ولكن إمضاءا للوعد بالجزاء الأخروي على ما كان منهم في الدنيا، فتأمل.
فهي إنما تخرج منهم حبا في ذلك، تلذذا وتنعما، بما فيها من الثناء على الرب الكريم جل وعلا، هذا كله يتلذذون به، دون أن يكون السؤال والفعل نفسه في ذلك الموضع = من حاجة و"افتقار" على نحو ما تفضلت .. والله أعلم.
وكما أسلفتُ فلا يلزم من ذلك غياب معنى الافتقار عن نفوس العباد في تلك الأحوال هناك، فضلا عن انعدام حقيقته الكونية، ولكن حضور المعنى في نفوسهم لا يلزم أن يرتبط ببذلهم ذلك الطلب، وإذا حضر فإنما يكون لذة لهم لا ابتلاءا يمتحنون به وبما يلازمه من حاجة وضرورة كما هو الحال هنا!
هذا والله أعلى وأعلم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 12:32]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بارك الله فيك على ما تفضَّلت به من بيان وتفصيل، زادني الله وإياك من فضله.
وأرانا متَّفقين في المعنى، مختلفين في اللفظ.
على أنَّ هذا لا يتم إلا بالتسليم بتقسيم الفقر إلى نوعين أو حالين: من حيث تعلُّقه بالربيوبية، ومن حيث تعلُّقه بالألوهية. أو: من حيث الحاجة إلى الإيجاد والإمداد، ومن حيث الحاجة إلى التعبُّد للسعادة في دار الابتلاء وفي المعاد.
وهذا التقسيم فيه نظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى ضوء الآية، فإنَّ المعنى الأوَّل هو المراد بالفقر، أي: أي الفقر المطلَق، الملازم، الدائم. ولو اعتبرنا لفظ الفقر في الآية يشمل المعنيين، لما صحَّ ذلك؛ لأن المخاطَب عموم الناس، وذلك يشمل المؤمن والكافر. إذ لو نزّناه على المعنى الثاني، لانتفت صفة الفقر عن الكافر؛ لأنّه بحكم كفره أبى الانقياد للتكليف.
قال شيخ الإسلام:
والفقرُ لي وصْفُ ذاتٍ لازمٌ أبدًا --- كما الغنى أبدًا وصفٌ له ذاتِي
وفرقٌ بين الفقر، والتحقُّق بالفقر. الأول اضطراري، والثاني كسبي بتوفيق من الله. وما كان كسبيًّا، صحَّ وقوعه وانتفاؤه، فخرج بذلك عن شموله لجميع البشر. فالفقر يشمل كل مخلوق، وهو ملازم له ما دام موجودًا. أمَّا التحقُّق بالفقر، فهو استجابة المخلوق للتكليف بالعبودية؛ وهو بهذا المعنى منحصر في دار التكليف وملازم للمؤمن لا الكافر. فالعبادة من لوزم الافتقار، وليست عين الفقر.
وقد قرَّر التقسيم الذي تفضَّلتَ به ابن القيّم، رحمه الله، تبعًا لاصطلاح مشايخ الصوفية. إذ يقول في "طريق الهجرتين":
" إذا عُرِف هذا، فالفقر فقران:
1_ فقرٌ اضطراري: وهو فقر عام، لا خروج لِبَرٍّ ولا فاجر عنه. وهذا الفقر لا يقتضي مدحًا ولا ذمًّا، ولا ثوابًا ولا عقابًا؛ بل هو بمنزلة كونِ المخلوق مخلوقًا ومصنوعًا.
2_ والفقر الثاني فقر اختياري: هو نتيجة عِلمَين شريفَين: أحدهما معرفةُ العبد بربِّه، والثاني معرفته بنفسه. فمتى حصلت له هاتان المعرفتان، أنتجتا فقرًا هو عينُ غناه وعنوان فلاحه وسعادته. وتفاوُت الناس في هذا الفقر بحسب تفاوُتهم في هاتين المعرفتين."
والصوفية إنّما ذهبوا إلى هذا التقسيم مراعاةً لمصطلح الفقر عندهم، وهل هو من مقامات السير إلى الله؟ أم لقبٌ ينطبق على كل مَن سلَك الطريق؟ ومصطلح الفقر بهذا المعنى إنَّما هو مصطلح متأخِّر عن مصطلح التصوُّف، وقد استقر به "عُرفٌ حادِث"، حتّى تنازَع الناس أيّهما أفضل: مسمَّى الصوفي، أو مسمَّى الفقير؟
والذي يؤكِّد تأثُّرَ ابن القيِّم بالصوفية في تقسيمه الفقر إلى نوعين: قوله في "طريق الهجرتين":
"فتأمَّلْ قولَه تعالى في الآية: (أنتم الفقراء إلى الله)، باسم الله دون اسم الربوبية؛ ليُؤْذِن بنوعَي الفقر. فإنه -كما تقدَّم- نوعان: فقرٌ إلى ربوبيته، وهو فقر المخلوقات بأسرها؛ وفقر إلى ألوهيته، وهو فقر أنبيائه ورسله وعباده الصالحين، وهذا هو الفقر النافع. والذي يشير إليه القوم، ويتكلمون عليه، ويشيرون إليه هو الفقر الخاص لا العام. وقد اختلفت عباراتهم عنه ووصفهم له، وكلٌّ أَخبَر عنه بقدر ذوقه وقدرته على التعبير."
وهذا النص يشي بأنَّ ابن القيِّم إنّما ذهب إلى هذا التقسيم تبعًا للصوفية. كما أنَّه يؤكِّد أنَّ مراده بالفقر الخاص إنّما هو التحقُّق بالفقر. وهذا لا يستقيم مع ظاهر الآية، حيث الخطاب موجَّه إلى الناس كافّة، مؤمنهم وكافرهم، وفيه إخبار بصفة هي من لوازمهم الذاتية. فبالمعنى الأوّل يتحقق استغراق معنى الفقر لكافّة الخلق، أمّا بالمعنى الثاني فلا.
ولقوله تعالى: (أنتم الفقراء إلى الله) معنى آخر ذكره المفسِّرون، وهو: أنتم الفقراء إلى فضل الله. والإنسان أحوج ما يكون إلى فضل الله وثوابه في الآخرة.
والله أعلم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 03:32]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
والصوفية إنّما ذهبوا إلى هذا التقسيم مراعاةً لمصطلح الفقر عندهم، وهل هو من مقامات السير إلى الله؟ أم لقبٌ ينطبق على كل مَن سلَك الطريق؟ ومصطلح الفقر بهذا المعنى إنَّما هو مصطلح متأخِّر عن مصطلح التصوُّف، وقد استقر به "عُرفٌ حادِث"، حتّى تنازَع الناس أيّهما أفضل: مسمَّى الصوفي، أو مسمَّى الفقير؟
سقط هنا: كما قرَّر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، وأثبته التطور التاريخي للتصوف.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 10:13]ـ
أحسن الله إليك .. أنا مستمتع والله بهذه المدارسة .. (ابتسامة)
متعني الله وإياك بخير الزاد.
وقد أثريتَ الكلام بفوائد طيبة في مشاركتك الأخيرة، فجزاك الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
على أنَّ هذا لا يتم إلا بالتسليم بتقسيم الفقر إلى نوعين أو حالين: من حيث تعلُّقه بالربيوبية، ومن حيث تعلُّقه بالألوهية. أو: من حيث الحاجة إلى الإيجاد والإمداد، ومن حيث الحاجة إلى التعبُّد للسعادة في دار الابتلاء وفي المعاد.
وهذا التقسيم فيه نظر.
التفريق الذي أقصده هو تفريق بين الحال الكونية، حال الفقر الكوني الذاتي في كل المخلوقات للخالق جل وعلا من جهة، (وهو كائن في الدارين جميعا) والافتقار التعبدي التكليفي الذي هو إقرار العبد بهذا الفقر وبناء القول والعمل عليه ظاهرا وباطنا من جهة أخرى (وهو خاص بهذه الدار دون الأخرى). فهو إقرار بالفقر الكوني، يزيد عليه افتقار العبد إلى رضا الله وتلمس الطريق إليه بالتأله وحسن التعبد والإنابة، وليس فقط الاقرار بالافتقار إلى رزقه وعطائه وكلئه ورحمته العامة التي تكون للمؤمن والكافر على السواء! ولهذا فقولهم أن الافتقار منازل لا إشكال فيه في نظري، إذ هي بعينها منازل العبودية والقرب من الله على أي تقسيم قسمتها، والتي أعلاها منزلة الإحسان، جعلني الله وإياك من المحسنين.
فعلى هذا المعنى وهذا التفريق، لا أتصور أنك تخالفني، ولا أتصور أن يكون هذا التفريق فيه نظر عندك، بارك الله فيك.
وعلى ضوء الآية، فإنَّ المعنى الأوَّل هو المراد بالفقر، أي: أي الفقر المطلَق، الملازم، الدائم.
أحسن الله إليك. إن سلمنا بهذا التوجيه للآية فلا يلزم منه إضعاف التفريق نفسه كما هو ظاهر.
ولو اعتبرنا لفظ الفقر في الآية يشمل المعنيين، لما صحَّ ذلك؛ لأن المخاطَب عموم الناس، وذلك يشمل المؤمن والكافر. إذ لو نزّلناه على المعنى الثاني، لانتفت صفة الفقر عن الكافر؛ لأنّه بحكم كفره أبى الانقياد للتكليف.
بارك الله فيكم، نعم الآية متوجهة لخطاب البشر كافة مؤمنهم وكافرهم سواء، هنا في دار الابتلاء، دار الخطاب بالقرءان .. واللفظ هنا كما تفضلتَ لا يشمل المعنيين، إذ لا يتصور أن يقول الله للناس بما فيهم الكفار: "أنتم المتقربون إلى الله بعبادة الافتقار والله هو الغني الحميد"!! ليس كذلك. ولكنه يقرر لهم معنى الافتقار الأول الذي هو لازم فيهم، أقروا به أو لم يقروا، فيُلزم السامعين بالمعنى الثاني تأسيسا .. فأنت إن علمت أنك في هذه الدار متعرض لإهلاك وإفناء وحرمان، يعقبه الخلود في العذاب والخذلان، فأدركت شدة افتقارك إلى ربك الكريم المنان، فسيثمر ذلك في قلبك ثمرة الافتقار التعبدي، ألا وهي كمال التعبد والتزلف والإحسان .. فيكون الخوف والطمع الواجب التحقق بهما في هذه الدنيا على النحو المطلوب: هو الثمرة المرجوة من خطاب الترهيب في الآية.
فالآية تبين للناس – كافة - أنهم في هذه الحياة الدنيا لا ينفكون عن حال الافتقار لربهم، وأنه لو شاء سبحانه أن يذهبهم جميعا عنها لأذهبهم وما عزّ عليه ذلك. فهو تقرير للمعنى الأول، بغية إلزام البشر جميعا بضرورة أن يخضعوا للمعنى الثاني، المعنى التعبدي الدنيوي .. فأما من فاز منهم وتحقق له دخول الجنة، فقد انفك عنه هذا الخطاب كما هو واضح .. إذ قد انتقل إلى دار الجزاء التي علم أنه فيها خالد مخلد منعم أبدا بفضل من ربه ورضوان .. فلم يعد حالئذ مخاطبا بالتخويف الذي في قوله تعالى ((إن يشأ يذهبكم))! ولو تأملتَ لِحاق الآية حتى قوله تعالى: ((وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)) [فاطر: 18] لتبين لك أن الافتقار المراد من الآية ليس فقط إقرار الناس بالافتقار الخَلقي التكويني الذي تتصف به الخلائق كافة، وإنما المراد حملهم على الإقرار بالافتقار إلى رضا الله جل وعلا كذلك، الذي ينفع العباد يوم لا يغني أحدهم عن الآخر شيئا، ولا يحمل أحدهم عن الآخر حملا، وهذا هو المعنى التعبدي الذي لا يتكلفه أهل التنعيم في الجنة، وإنما هم مكلفون به في الدنيا.
وفرقٌ بين الفقر، والتحقُّق بالفقر. الأول اضطراري، والثاني كسبي بتوفيق من الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أحسن الله إليك وبارك فيك. ما أحكم هذه العبارة! هذا أيها الحبيب هو خلاصة الخلاصة، وحري به أن تفرغ له مشاركة مستقلة .. فأنا وأنت نتفق على هذا المعنى ولله الحمد، وهو غاية ما أريد الإفصاح عنه .. ويكفي أن نضيف لعبارتك في هذا الثاني كلمة "تكليفي"، أو "اختياري" بحسب عبارة ابن القيم التي تفضلت بها في ذلك النقل القيم عنه، إذ هو ما قررتُ فيما أسلفت أنه خاص بدار التكليف من حيث هو تكليف وعبادة، فلا تعلق له بأهل الجنة!
والصوفية إنّما ذهبوا إلى هذا التقسيم مراعاةً لمصطلح الفقر عندهم، وهل هو من مقامات السير إلى الله؟ أم لقبٌ ينطبق على كل مَن سلَك الطريق؟ ومصطلح الفقر بهذا المعنى إنَّما هو مصطلح متأخِّر عن مصطلح التصوُّف، وقد استقر به "عُرفٌ حادِث"، حتّى تنازَع الناس أيّهما أفضل: مسمَّى الصوفي، أو مسمَّى الفقير؟
لوهلة كدت أتوهم أن يكون قد انبني عندكم الاعتراضُ على هذا التقسيم ونحوه، وعلى إقرار ابن القيم له ههنا، على مجرد أن مصدره فيه = كلام بعض الصوفية! ولكن قلتُ لا سبيل لهذا الاعتراض - ولو تعريضا - من مثل الواحدي .. فهو أجلُّ شأنا من هذا وأعمق نظرا ..
وعلى أي حال فأنبيك – بارك الله فيك - بأني لا شأن لي بما أفرط فيه الصوفية من تنظيرات وتقعيدات لطرق ومسالك بدعية لتحقيق منازل ومقامات "الفقير" ونحو ذلك .. فالأمر أسهل من هذا! وقد جاءنا ابن القيم رحمه الله بزبدة ما قالوا فيه .. فكل عبد صالح قد قرُب من تقوى الله بحقها فهو متحقق بالافتقار ولابد .. إذ كل صور التعبد يظهر فيها الافتقار .. فإن كان السبيل المطروق في ذاك التعبد سبيل سنة وهداية، فهو الحق وهو ديننا .. وإلا فمنهجنا ولله الحمد والمنة ليس فيه متسع للبدع والخرافات والشطحات. ولولا أن كان هذا هو منهج ابن القيم رحمه الله تعالى لما أتحفنا بهذا الكلام الطيب الذي أخذه عن بعض المتصوفة.
ولقوله تعالى: (أنتم الفقراء إلى الله) معنى آخر ذكره المفسِّرون، وهو: أنتم الفقراء إلى فضل الله. والإنسان أحوج ما يكون إلى فضل الله وثوابه في الآخرة.
والله أعلم.
قلت بعد الحساب ونزول أهل الجنة منازلهم، يؤول الفقر إلى المعنى الأول دون الثاني، فلا إشكال فيما يظهر لي في الجمع بين هذا التفسير وبين ما قررتُه من التفريق بين حال أهل الدنيا وحال أهل الجنة، والله أعلم.
ملحوظة: قد أطلتُ الكلام في هذه المشاركة بما قد لا تدعو إليه الحاجة إذ أكثر ما كتبتُه فيها مكرور وأكاد أجزم بأننا نتفق عليه أصلا، فالله أسأل أن يغفر لي ذنوبي، فلولاها ما طال الكلام مني بلا حاجة على هذا النحو .. سلمني الله وإياك من الزلل .. ولعلي أرجع عليها فيما بعد بالتحرير إن يسر الله وأعان.
والله الموفق المستعان
ـ[الواحدي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 10:34]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي أبا الفداء: أحسن الله إليك، ونفع بك، وأفاض عليك من العلم مكنونَه، ومن الفضل مخزونَه.
كلانا ناظرٌ قمرًا، ولكنْ --- رأيتُ بعيْنها ورأتْ بِعيْنِي
ولكن لعينك مزيد فضل، حفظها الله من العين!
وتقسيمك الفقر إلى: افتقار كوني، وافتقار تعبُّدي منوط بالتكليف: تقسيم لطيف. ولو كان ابن القيّم، رحمه الله، بين ظهرانينا لغبطك عليه!
وكذا قولك: "فهو تقرير للمعنى الأول، بغية إلزام البشر جميعا بضرورة أن يخضعوا للمعنى الثاني، المعنى التعبدي الدنيوي" تقرير جيِّد، وزاد في جودته وجازة العبارة المؤدية للمعنى. بارك الله فيك.
أمَّا ما ذكرتُه عن ابن القيِّم، فلم يكن اعتراضًا على كلامه ولا على كلام الصوفية في هذا الباب؛ بل أردتُ الإشارة إلى علَّة قسمته الثنائية ودافعها.
وبالرجوع إلى "مدارج السالكين" (في الفصل المفرَد للحديث عن منزلة الفقر)، تجده يُقِرُّ بأنَّ للفقر معنى خاصًّا في اصطلاح القوم، وأنَّ هذا المعنى أخصُّ من معناه الأصلي الوارد في القرآن. ثم يقرِّر أنَّ "مراد القوم بالفقر: شيءٌ أخَصُّ مِن هذا كلِّه، وهو: تحقيق العبودية والافتقار إلى الله تعالى في كل حالة."
لكنّه يتعقَّب ذلك قائلاً: "وهذا المعنى أَجَلُّ مِنْ أنْ يُسمَّى فقرًا، بل هو حقيقةُ العبوديَّة ولبُّها، وعزل النفس عن مزاحمة الربوبية."
وهذا يعني أنّ ابن القيِّم نفسه، في "مدارج السالكين"، استشكل إطلاق "الفقر" على العبودية. والله أعلم.
ولست أقرّر هذا مخالِفًا، بل من باب الفائدة.
والإشكال الذي في ذهني، وتردّدتُ في البوح به، ليس في كون التكليف منقطعًا في الآخرة؛ بل يتعلَّق بالمسألة التالية:
هل يخرج الخلق في الآخرة (في أيّ دار كانوا) عن حال العبودية؟ وإذا كانت عبوديتهم اضطرارية، فكيف نفسِّر بعض النصوص التي تثبت وقوع الفعل الاختياري منهم (كالسجود، والتمنِّي، والاستزادة، والطلب، وغيرها ... )؟ وقد ثبت عن الحسن البصري أنه قال إنّ أهل الجنَّة في الجنَّة إنَّما يدعون الله تقرُّبًا إليه، والتقرُّب طاعة، والطاعة عبادة.
ويتعلّق بهذه المسألة مسألة أخرى، وهي: حال العقل (الذي هو مناط التكليف) كيف ستكون في الجنَّة؟ وكذا الأمر بالنسبة لأفعال القلوب، أو العواطف.
وأرجو ألاّ يُدرج استشكالي هذا في باب التنطُّع، فإنّ له بعض تعلِّق بموضوعنا. وهو استشكال استبدّ بي في ظرف لا يسمح لي بالتركيز ولا باستجماع الفكر ... فقلتُ لعلّ مَن له علم بالمسألة مِن إخواننا يفيدنا بالجواب مأجورًا.
رزقنا الله الجنَّة، ووقانا سوء الدار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 04:16]ـ
أخي أبا الفداء: أحسن الله إليك، ونفع بك، وأفاض عليك من العلم مكنونَه، ومن الفضل مخزونَه. آمين وإياك والمسلمين
تجده يُقِرُّ بأنَّ للفقر معنى خاصًّا في اصطلاح القوم، وأنَّ هذا المعنى أخصُّ من معناه الأصلي الوارد في القرآن. ثم يقرِّر أنَّ "مراد القوم بالفقر: شيءٌ أخَصُّ مِن هذا كلِّه، وهو: تحقيق العبودية والافتقار إلى الله تعالى في كل حالة." قلت على تقريره هذا رحمه الله، فلا يكون المعنى المقرر أخص مما في القرءان، فالقرءان فيه المعنى العام والمعنى الخاص كذلك.
/// فالله تعالى يقول: ((هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)) [محمد: 38]
فجاء وصف الفقر للعباد في مقام عتابهم على ترك الإنفاق في سبيل الله، حتى يفهم السامعون أنهم من فقرهم فإنهم يلزمهم الإنفاق لا الإمساك، فهم لا ينفقون لأن الله به حاجة إلى أموالهم وحاشاه سبحانه، ولكن لأنه هو الغني وهم الفقراء إليه .. فلإن بخلوا بالمال والحال كذلك فإنما يبخلون على أنفسهم! ولو حضرهم في نفوسهم فقرهم إلى ربهم (بالمعنى الخاص) في حال راودتهم النفس على الإمساك لما أمسكوا! وهذا من تقرير المعنى الخاص للفقر (إضافة إلى المعنى العام) والإلزام به وبالعمل بمقتضاه!
/// وتأمل أيها الحبيب الأريب في قوله تعالى: ((فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)) [القصص: 24] ترى صورة رفيعة من صور إظهار الافتقار التعبدي لله تعالى تكتب فيها مجلدات!
فموسى عليه السلام كان حال دعائه ذاك في موقف المعطي المتصدق لا في موقف المحتاج المأزوم، إذ قد فرغ لتوه من قضاء حاجة المرأتين والسقاية لهما، فإذا هو يذكر نفسه بعبوديته وافتقاره لربه الغني تبارك وتعالى، ويتوجه إليه بالدعاء بتقرير ذلك الافتقار تطهيرا للنفس مما قد يشوبها من الرضى بالعمل الصالح فضلا عن المنّ بالصدقات وبقضاء حوائج الخلق! فلا ينتبه إلى هذا المعنى في مثل ذلك المقام إلا عبدٌ قد تحقق بأخص معاني العبودية على هذا النحو الذي قرره ابن القيم رحمه الله.
/// وعند هذا يتبين لك أنه رحمه الله لم يستشكل وصف العبودية بالفقر، فالخوف داخل في معنى الفقر، والرجاء كذلك، وهما الخوف والطمع المشمول عليهما في قوله تعالى: ((وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً)) ونحوه مما في معناه .. وما العبادة إلا الدعاء! فتحقق معنى الافتقار في النفس هو الذي يُخضِعها لربها على الوجه الصحيح تحقيقا للعبودية .. فتأمل.
والإشكال الذي في ذهني، وتردّدتُ في البوح به، ليس في كون التكليف منقطعًا في الآخرة؛ بل يتعلَّق بالمسألة التالية:
هل يخرج الخلق في الآخرة (في أيّ دار كانوا) عن حال العبودية؟ وإذا كانت عبوديتهم اضطرارية، فكيف نفسِّر بعض النصوص التي تثبت وقوع الفعل الاختياري منهم (كالسجود، والتمنِّي، والاستزادة، والطلب، وغيرها ... )؟ وقد ثبت عن الحسن البصري أنه قال إنّ أهل الجنَّة في الجنَّة إنَّما يدعون الله تقرُّبًا إليه، والتقرُّب طاعة، والطاعة عبادة.
ويتعلّق بهذه المسألة مسألة أخرى، وهي: حال العقل (الذي هو مناط التكليف) كيف ستكون في الجنَّة؟ وكذا الأمر بالنسبة لأفعال القلوب، أو العواطف.
أحسن الله إليك.
الخلق لا يخرجون عن معنى العبودية بحال من الأحوال، فهم في كل أحوالهم عبيد لله، كما أن الحجر والشجر والثقلين والملائكة وجميع الخلق عبيد لله في كل حال وفي كل حين. ولكن الناس إذا ما دخلوا دار المستقر بعد الحساب فإنهم يخرجون عن معنى التكليف والابتلاء تحديدا، ليدخلوا في معنً آخر .. أما العبودية فلا ينفك عنها مخلوق. وهنا فرق دقيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا ترى أنهم يُلهمون التسبيح كما نُلهم النفس؟ فهم عباد يعبدون الله تعالى دون تكلف للعبودية ودونما اختيار لها، ذلك أنهم في تلك الدار لا شغل لهم إلا التلذذ والتنعم أو العذاب والتألم، نسأل الله العافية. مثلهم في ذلك كمثل الدواب المخلوقة في هذه الدنيا بلا تكليف .. فهل يقال أنها – تلك الدواب والأنعام - تخرج عن معنى العبودية لله؟ كلا ولا شك! هم عبيد لله جميعا في كل أحوالهم ولكن كلُ خلق منهم قد علم صلاته وتسبيحه، وصلاة هؤلاء وتسبيحهم تكون على النحو الذي يناسب ما جعلهم الله في تلك الدار من أجله، وهو أن يكونوا مسخرين لبني آدم في الأرض.
فإذا تقرر هذا المعنى، عُلم أنهم في دار المقامة لا يعملون عملا ظاهره من أعمال التعبد التي يتكلفها العباد في الدنيا = بقصد التعبد (على أساس من الخوف والطمع)! فما ذكرته من أعمال فيه تفصيل ..
/// فأما السجود للساق فسجود تكليف وعبادة، دل النص على أنه يكون في الآخرة قبل دخول دار المستقر، وهو آية على نجاة الناجين وهلاك الهالكين، ولهذا خطّأ أهلُ العلم من أطلق القول بأن الآخرة لا تكليف فيها، إذ أن هذا تكليف، ومثله تكليف أهل الفترة المنصوص عليه في السنة، فهذا تكليف تعبدي من جنس ما يتكلفه العباد في الدنيا ولا إشكال فيه. وهو واقع في حال الحساب وليس في حال الاستقرار في الجنة أو في النار.
/// وأما التمني والاستزادة والطلب فليس بصواب عدها من أعمال التعبد، بل هي تحقيق ما وعدهم الله به من التلذذ في الآخرة، أنهم ما يطلبون من شيء إلا ويأتيهم من فوره خيرا مما يشتهون .. فكما أن الشهوة ثم مركبة للتلذذ لا للابتلاء، فكذا الطلب والسؤال مبذول للتلذذ لا للتعبد التكليفي .. والله أعلم.
وفيما تفضلت بنقله عن الحسن البصري رحمه الله إشكال .. إذ لو كان يريد أنهم في ذلك يكونون على حال تعبد كالتي يكون فيها العبد في هذه الدار فليس بصحيح. وكيف يقال أنهم في طاعة والطاعة لا تكون – كما هو ظاهر معناها - إلا لأمر تكليف؟ صحيح أنهم في تقرب وتحبب وتودد إلى الرب جل وعلا ولكنه ليس على وجه الطاعة، ولا على وجه التعبد ولكنه على وجه التنعم والتلذذ بالقرب من الملك الودود جل وعلا يوم تكون رأس الملذات جميعا لأهل تلك الدار – جمعني الله وإياك فيها – النظر إلى وجهه الكريم جل وعلا .. وأما وصف تلك الأفعال منهم بالعبادة، فلا إشكال فيه، فكل مخلوق يأتي من الأفعال ما خلقه الله من أجله فهو حالئذ على عبادة!
ولك في المخلوقات من غير الثقلين المكلفين في الدنيا مثال ظاهر على هذا المعنى. فإن كان الناس لا يدخلون الجنة إلا ليتنعموا فيها، فيصح حينئذ أن يقال أن سائر صور تنعمهم فيها – بما في ذلك شربهم لما يشربون وأكلهم لما يأكلون ولهوهم بما يلهون به – هو في حقهم عبادة، ولا دخل لذلك بمسألة النية التي جعلها الله في الدنيا ابتلاءا للمكلفين، إذ هم هناك ليسوا بمكلفين أصلا. فنحن نقول أن الفعل الاعتيادي لا يكون من العبادة في الدنيا إلا باصطناع النية لأننا في دار تكليف وابتلاء، أعمالنا تعد علينا حتى نحاسب عليها، فما كان لله فلله وما كان لغيره فلغيره!
أما في الآخرة فالعمل ليس اتبلاءا ولا تكليفا وليس عرضة لأن يرده الله على فاعله! إذ قد رضي الله عليهم أبدا، وشهد لهم بذلك، فلا يُتصور أن يكتب لهم رضاه أبدا ثم هم يأتون بعدها من الأعمال ما لا يرضاه سبحانه! وهذا المعنى ملازم لمعنى الخلو من التكليف والابتلاء من كل وجه! أذ لا يتصور الإتيان بالعمل غير المرضي عند الله تعالى إلا من مخلوق في حال تكليف وابتلاء، فإما كان اختياره لعمل يرضاه الرب أو كان خلاف ذلك! أما في الآخرة فأيما عمل يختاره العبد فهو في خير وفي مرضاة من ربه، وعلى معنى العبودية وحدها المشهور فجميع أعمال العبد في تلك الدار إذن = عبادة ولابد!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما حال العقل والمشاعر ونحو ذلك، فلك أن تتصور دارا لم يُجعل فيها العبد إلا للتلذذ والتنعم، لا تشوب ذلك عنده شائبة .. فإن استطعت أن تقيس ذلك على حالٍ تراها ها هنا في تلك الدار الدنية التي نحن فيها، فلك أن تتأمل في حال العقل وحال المشاعر وغير ذلك حينئذ، ولكن أنى لك هذا؟ نحن أصلا لا ندري كيف يكون لأهل الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر! ونعيم أهل الجنة معلوم أنه لا يشترك مع نعيم الدنيا إلا في الأسماء! فإن كان لنا نص قلنا به في هذا وإلا فلا، والله أعلى وأعلم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 07:26]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بوركت، أخي الحبيب، على ما تفضّلتَ به وأفضتَ فيه. لا فضّ فوك!
وأبادر إلى التأكيد على أنّ الخوض في مسائل الغيب مسلك شائك، اللهم إلا إذا كان استنادًا إلى نصٍّ صحيح صريح.
كما أبادر إلى الإقرار بأنّ ما قدَّمتُ من استشكال حول حال العقل في الجنّة هو من تعنُّت العقل نفسه. وعنتُ العقل في تعنُّته ...
وكان يكفيني أن أذكر قول أبي الطَّيِّب:
ذو العقل يشقى في النَّعيم بعقله
ولكن الذي ساقني إلى السؤال هو بعض ما جال في خاطري، ثم تفضَّلتَ أنت بالإفصاح عنه في شرح معنى العبودية. وهو معنى يتبادر إلى الذهن، لكن قد تعترضه بعض الاعتراضات ... والذي أقصده هنا هو ما كان مجرَّدًا عن التكليف.
إذا فسَّرنا العبودية بحصرها في الخضوع المحض، نقع في إشكال المساواة بين المخلوقات، وبالتالي: نفي التفاضل، وكذلك غياب علّة التفضيل لبعضها على بعض.
كذلك: اعتبار غياب التكليف رديفا لقيام العبودية الاضطرارية لا يعني ضرورةً حصول السعادة والنعيم. وكذلك حصول السعادة والنعيم لا يلزم عنه وقوع العبودية الاضطرارية حصرًا. وبيانه:
قولك: "مثلهم في ذلك كمثل الدواب المخلوقة في هذه الدنيا بلا تكليف". يعكِّر عليه أنَّ الدواب المخلوقة في هذه الدنيا، رغم انتفاء الاختيار عنها، ليست في نعيم مطلق أو دائم؛ بل يقع عليها الألم، والمرض، والتعب، والخوف، وما إلى ذلك من العوارض ...
ويعكِّر عليه أيضًا وجود التفاضل بين المخلوقات غير المختارة؛ سواء كانت من عالم الملائكة، أو الحيوان، أو الجماد.
والاشتراك في الخضوع والتسبيح لا يلزم منه منه التطابق في معنى التنعُّم أو الإحساس به؛ لأنّ التمايز بين الانسان والحيوان واقع بوجود الإرادة، والإرادة واقعة من المؤمن في الجنة أيضا. وإذا سلّمنا باشتراك الانسان والحيوان في إرادة المحسوسات، فإنّ إرادة الإنسان تتجاوزها إلى إرادة اللذة المعنوية.
ومن هنا كان معنى العبودية أدق وأشمل وأسمى من مجرَّد الخضوع، اضطراريا كان أو اختياريا؛ وإن كان الخضوع والتذلُّل أصل الكلمة ومعناها الأوّل. وهي، بتعريف شيخ الإسلام: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه". وهي "تتضمن معنى الذل ومعنى الحب".
وهذا يعيدنا إلى معنى الافتقار إلى الله، وهل هو في الجنّة بمعناه التكويني فحسب؟ أم يتَّسع لمعنى آخر يتجاوز الخضوع التكويني والتكليف معًا؟
وبما أنّنا في مدارسة، سأسمح لنفسي بتقرير ما يجول في خاطري، وأرجو أن تتكرَّم بالتعقيب عليه، واعذرني إذا استعرتُ لغة أهل السلوك:
علاقة المؤمن بربِّه هي علاقة خضوع مشفوعة بحُب. والحب الصادق لا حد له ولا نهاية، فهو في ازدياد مستمر. والحب له ارتباط بالافتقار إلى الحبيب. وهذا الافتقار إنّما هو شوق المحب إلى الحبيب. والشوق في مقامِ علاقةِ العبد بربِّه إنّما هو شوقٌ إلى القرب وإلى المعرفة. ومِنْ هنا كانت حقيقة الرؤية، وكانت الرؤية من أعلى درجات النعيم. ومِن هنا أيضا كان للرؤية معنى آخر، يتجاوز الرؤية الحِسِّية ويفوقها، ألا وهو المعرفة؛ والمعرفة من معاني القرب. والمعرفة لا تتأتَّى جملةً واحدةً، بل على مراحل؛ ومِن هنا كان تجدُّد الرؤية. والناس في هذا مقامات ... وهذا هو المعنى الذي أومأتُ إليه بالافتقار، أي: الشوق. وهو افتقار كلّه لذة، وراحة، وسعادة؛ وليس مِن جِنس الافتقار الآخر. والشوق معنى إرادي ناتج عن حركة قلبية.
وأظننا نتفق في هذا؛ وإنما اختلفت عباراتنا. والله أعلم.
وعلى ذِكر ما أشرتَ إليه من تفسير لقوله تعالى: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ): كنتُ في عهد سابق في حالة ضيق، فقرأتُ في شرح الحكم العطائية قولَ أبي عليّ الدقّاق: "مِن علامة المعرفة: أن لا تَسأل حوائجك كلّها إلا مِن الله، قلَّتْ أو جلَّت. مثل موسى، عليه السلام: اشتاق إلى رؤيته، فقال: (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْك)؛ واحتاج يومًا إلى رغيف، فقال: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير) ". فخجلتُ مِن نفسي ...
ثم توجَّهت إلى المسجد. وعند دخولي، سمعتُ الشيخ على كرسيِّ الدرس يردِّد كلام أبي عليٍّ الدقّاق نفسَه! فاستبشرت.
فكان ما كان مِمَّا لستُ أذكُرُه --- فظُنَّ خيرًا ولا تَسألْ عنِ الخبرِ
والحمد لله، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 04:41]ـ
والذي أقصده هنا هو ما كان مجرَّدًا عن التكليف.
إذا فسَّرنا العبودية بحصرها في الخضوع المحض، نقع في إشكال المساواة بين المخلوقات، وبالتالي: نفي التفاضل، وكذلك غياب علّة التفضيل لبعضها على بعض
أحسن الله إليك أيها الحبيب، ما قدمتُ تقريرَه في المشاركة الآنفة هو تأسيسٌ على ما قرره شيخ الإسلام من تعريف العبودية الأشمل، أنها اسم جامع لجميع ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. فبما أن أهل الجنة قد رضي الله عنهم فلا يسخط عليهم أبدا، وبما أنهم في دار تنعيم لا تكليف، فلا يتصور منهم الإتيان بأفعال لا يرضاها الله منهم، بل كل فعل يتنعمون به هو مما يرضاه الله، فهم إذن على عبودية بهذا المعنى وإن لم يتكلفوا ذلك.
/// ولا إشكال في تصوري في حصر معنى العبودية في الجنة في الخضوع التكويني المحض، بارك الله فيك، وهو في حق سائر المخلوقات شامل للوجه الحسي والمعنوي كذلك،
/// وليست سائر صور الخضوع التعبدي الذي هو دون منزلة التكليف بالاستخلاف (الذي اتفقنا على الاصطلاح عليه ههنا بالخضوع التكويني) = على درجة واحدة. بل هي مراتب ولا شك، أدناها فعل المخلوق المسخر الذي لا يملك اختيارا، وأعلاها فعل المخلوق المكلف الذي ابتلاه الله بالاختيار فاختار ما علم أنه يرضاه سبحانه، فالتفاضل كذا يكون على وجه العبودية الخاصة والعبودية العامة – إن شئت التفريق على هذا اللفظ.
/// وهنا يدخل مبحث التفاضل بين بني آدم والملائكة، وخلاصة القول الصحيح فيه – والله أعلم - أن العبد المكلف بالغيب، الطائع الخاضع اختيارا، وعلى رأس ذلك الأنبياء ولا شك، أرفع درجة من الملك الذي لا ينفك عن طاعة الله دائما وأبدا ولكن دونما ابتلاء بالغيب والتكليف من وراء حجاب الغيب، ولهذا أجاب الله تساؤل الملائكة لما قالت ((أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بمحدك ونقدس لك)) بقوله تعالى ((إني أعلم ما لا تعلمون)) ولهذا أسجد سبحانه الملائكة جميعا على رفعة منزلتها لآدم عليه السلام تشريفا وتكريما له، وهذا استطراد يطول بنا في غير مقام.
/// وقد دل النص على أن السماوات والأرضين خَيَّرها الله بين الإتيان طوعا والإتيان كرها، فاختارتا الطاعة، ثم خيرهما بحمل أمانة التكليف والاستخلاف والابتلاء فأشفقن منها، فكانت منزلتها فوق منزلة المخلوق العابد كرها (إذ كان إتيانها الأول بالطاعة والاختيار) ودون منزلة المخلوق العابد المكلف المبتلى بالغيب المحاسب على تلك الأمانة الخاصة التي أشفقت منها السماوات والأرض.
/// هذا وفيما بين المخلوقات غير المكلفة تفاضل أيضا من جهة أن الله قد رفع بعضها فوق بعض درجات في التشريف والتكريم دونما كسب منها لذلك، فالملائكة لم يكن تشريفها وتكريمها ورفعها فوق دواب الأرض في المنزلة لعمل عملته فارتقت درجتها به عند الله، كلا ولكنه كان لرفعة العمل نفسه الذي خلقها الله من أجله حيث خلقها، فلا هي مبتلاة بالطاعة فيه ولا هي تملك اختيارا. فهي في عبودية أسمى وأرفع – مع كونها غير مبتلاة بالتكليف – من عبودية دواب الأرض، وكلٌ يخضع لأمر الله على نحو ما أراد الله منه، والله أعلم.
فالحاصل أن تقريري الآنف لا يلزم منه نفي التفاضل في ذلك كله، والله أعلم.
كذلك: اعتبار غياب التكليف رديفا لقيام العبودية الاضطرارية لا يعني ضرورةً حصول السعادة والنعيم. وكذلك حصول السعادة والنعيم لا يلزم عنه وقوع العبودية الاضطرارية حصرًا.
/// صدقت وأبررت .. هو كما تقول، لا تلازم.
وبيانه:
قولك: "مثلهم في ذلك كمثل الدواب المخلوقة في هذه الدنيا بلا تكليف". يعكِّر عليه أنَّ الدواب المخلوقة في هذه الدنيا، رغم انتفاء الاختيار عنها، ليست في نعيم مطلق أو دائم؛ بل يقع عليها الألم، والمرض، والتعب، والخوف، وما إلى ذلك من العوارض ...
(يُتْبَعُ)
(/)
أحسن الله إليك، أنا ما سقت هذا المثال إلا لبيان أن العبوية لا يلزم منها وجود التكليف، فهذه الكائنات متعبَّدة بما هي مسخرة لفعله، تسبيحهم لا يعلمه إلا الله، وقطعا لا يلزم من ذلك لا سعادة ولا نعيم ولا انتفاء تلك العوارض التي تفضلت بذكرها، فهي في حق تلك الكائنات ليست من الابتلاء والتكليف في شيء، ولعلها تكون في حقهم على وجه الجزاء على ظلم أو عدوان يقع من دابة على الأخرى، فحقوق الله عليهم مكفولة بالتسخير، أما حقوق بعضهم على بعض فمنصوص على أنهم يحاسبون عليها يوم القيامة ثم يكونون ترابا، والله أعلم.
وعلى أي حال، فأيا ما كان وجه تعرضهم لتلك العوارض فهو من تمام حكمة خلقهم في الدنيا دونما ابتلاء على نحو ما يكون ابتلاء الثقلين بمثل تلك العوارض. القصد أن وجه ذكري لتلك الدواب حيث ذكرتها ومثلت بها ليس كونها في نعيم دائم أو نحو ذلك وإنما كونها في عبودية دائمة دون عبودية التكليف، وإن اختلفت الصورة والمنزلة.
والاشتراك في الخضوع والتسبيح لا يلزم منه منه التطابق في معنى التنعُّم أو الإحساس به؛ لأنّ التمايز بين الانسان والحيوان واقع بوجود الإرادة، والإرادة واقعة من المؤمن في الجنة أيضا. وإذا سلّمنا باشتراك الانسان والحيوان في إرادة المحسوسات، فإنّ إرادة الإنسان تتجاوزها إلى إرادة اللذة المعنوية.
ومن هنا كان معنى العبودية أدق وأشمل وأسمى من مجرَّد الخضوع، اضطراريا كان أو اختياريا؛ وإن كان الخضوع والتذلُّل أصل الكلمة ومعناها الأوّل. وهي، بتعريف شيخ الإسلام: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه". وهي "تتضمن معنى الذل ومعنى الحب".
وهذا يعيدنا إلى معنى الافتقار إلى الله، وهل هو في الجنّة بمعناه التكويني فحسب؟ أم يتَّسع لمعنى آخر يتجاوز الخضوع التكويني والتكليف معًا؟
بارك الله فيك.
/// قولك: " لأنّ التمايز بين الانسان والحيوان واقع بوجود الإرادة، والإرادة واقعة من المؤمن في الجنة أيضا. وإذا سلّمنا باشتراك الانسان والحيوان في إرادة المحسوسات، فإنّ إرادة الإنسان تتجاوزها إلى إرادة اللذة المعنوية." هذا غير مسلّم. لأن الإرادة من حيث المعنى يشترك فيها الإنسان والحيوان كذلك، على الوجه المعنوي والحسي ولا فرق. حتى الجماد له إرادة وطلب للذة المعنوية، وقد علمتَ ما كان من خبر الجذع الذي كان يخطب عليه النبي عليه السلام وحنينه إليه، فهذه ليست إرادة حسية كما هو واضح. فالتفريق بين إرادة الإنسان وإرادة غيره من المخلوقات على هذا النحو ليس بوجيه، ولا تأثير لها على تفاضل الكائنات المخلوقة في مقامات العبودية ومنازلها التي أنزلها الله فيها، ولا على طبيعة التنعم والتلذذ ووجود الإحساس به في تلك الكائنات، والله أعلم.
/// أما قولك سددك الله: " وهذا يعيدنا إلى معنى الافتقار إلى الله، وهل هو في الجنّة بمعناه التكويني فحسب؟ أم يتَّسع لمعنى آخر يتجاوز الخضوع التكويني والتكليف معًا؟ " فأقول المعنى التكويني – إن صح الاصطلاح – في تصوري لا يخلو من الجانب الحسي المعنوي بحال من الأحوال، بمعنى افتقار النفس المنعمة للأنس بالله تعالى على نحو ما جبل الله فيها في تلك الدار، ولكنّ شيئا من هذا لا يلزم منه – كما نحن الآن متفقون – لحاق الوجه التكليفي بمعنى الافتقار .. أما أنه يكون على وجه أسمى وأرقى من افتقار الدواب المسخرة في الأرض، فمدار ذلك ما تريده تدقيقا وتحقيقا من معنى "الافتقار"، فإن كان المراد الوجه الذي يورث في نفس العبد ذلة وتضرعا ونحو ذلك مما يكون في الدنيا في النفوس المكلفة المبتلاة بتحقيق ذلك فيها تعبدا، فليس كذلك.
/// والذي يقول أن الذلة والخضوع تكون يومئذ مما يتلذذ العباد به في الجنة، - وهذا ليس ما أنت قائل به ولكنه للتذاكر - فهذا قد أتى بتصور غير مستقيم! ذلك أن التذلل والانكسار والمسكنة في معناها منافاة لسعة النعيم والتلذذ المحض الذي يكون فيه أهل الجنة! فكيف يقال أنهم يومئذ يتلذذون بالذل والمسكنة، التي بمثلها يتحقق المعنى الخاص للافتقار في الدنيا؟ وكيف يتصور أن يكون ذلك منهم في الجنة على غير وجه التكليف والابتلاء الذي يكون في الحياة الدنيا؟
علاقة المؤمن بربِّه هي علاقة خضوع مشفوعة بحُب. والحب الصادق لا حد له ولا نهاية، فهو في ازدياد مستمر. والحب له ارتباط بالافتقار إلى الحبيب. وهذا الافتقار إنّما هو شوق المحب إلى الحبيب. والشوق في مقامِ علاقةِ العبد بربِّه إنّما هو شوقٌ إلى القرب وإلى المعرفة. ومِنْ هنا كانت حقيقة الرؤية، وكانت الرؤية من أعلى درجات النعيم. ومِن هنا أيضا كان للرؤية معنى آخر، يتجاوز الرؤية الحِسِّية ويفوقها، ألا وهو المعرفة؛ والمعرفة من معاني القرب. والمعرفة لا تتأتَّى جملةً واحدةً، بل على مراحل؛ ومِن هنا كان تجدُّد الرؤية. والناس في هذا مقامات ... وهذا هو المعنى الذي أومأتُ إليه بالافتقار، أي: الشوق. وهو افتقار كلّه لذة، وراحة، وسعادة؛ وليس مِن جِنس الافتقار الآخر. والشوق معنى إرادي ناتج عن حركة قلبية وأظننا نتفق في هذا؛ وإنما اختلفت عباراتنا. والله أعلم ..
نعم هو كذلك بارك الله فيك، هذه نتفق فيها، على أن الافتقار حينئذ يكون ملاصقا لمعنى الشهوة والرغبة والتطلع للمزيد من التلذذ والتنعم، وليس لمعنى الخوف من الفقد والنقص والحاجة والضرورة التي هي حقيقة معنى الافتقار في الدنيا، وفي هذا نحن على اتفاق كما تفضلت، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 06:19]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الحبيب:
أفدتَ وأجدتَ. وإنّ مذاكرتك لتزيد في العقل والأدب.
زادك الله فضلا وعلما، وأحسن إليك ونفع بك.
ولو لم يكن في هذه المذاكرة إلا تذكيرنا بأنّ الغاية من وجودنا هي نيل مرضاة الله تعالى، لكفى بها زادًا وذخرًا.
جزاك الله خيرًا، وجمعنا في الفردوس الأعلى من جنّته.
وما ذلك على الله بعزيز ...(/)
ـ نظم الردّ على من عذر ساب الله تعالى بدعوى الجهل ولم يكفره بالعين.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 04:36]ـ
ـ قلتُ في ذلك ناظما بعون الله:
ـ من سَبَّ ربَّ العِزَّةِ العَلِيْ كَفَرْ .... فِي ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ كَذَا ذَكَرْ.
ـ بَحْرُ العُلُومِ العَالِمُ الحَرَّانِي ............ كَفِّرْهُ بالعَيْنِ بِلاَ تَوَانِ.
ـ واسْتَثْنِ مُكْرَهاً وَمُخْطِئاً غَلِطْ .... أَصَّلَهُ أَحْبَارُنَا ذَرِ الشَّطَطْ.
ـ وَمَنْ أَبَوْا تَكْفِيرَهُ بالعَيْنِ أَوْ .... تَوقَّفُوا فِي حُكْمِهِ نُكْراً أَتَوْا.
ـ ضّلُّوا فَأَثْبَتُوا لَهُ إِيمانَا .......... فَوَافَقُوا جَهْمِيَّةً عُمْيّانَا.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 04:53]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
أبو معاذ
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 04:16]ـ
ـ وفيكم بارك الله العظيم. وأزيد هنا قائلا:
ـ مَنْ قَالَ: لاَ تُكَفِّرَنَّ مَنْ نَشَا .. فِي بَلَدٍ سَبُّ الْعَلِي فِيهَا فَشَا.
ـ إن شئتَ قُلْ:
ـ مَنْ قَالَ: لاَ تُكَفِّرَنْ إِذَا نَشَا ...........................
ـ فَقَوْلُهُ مِنْ أَبْطَلِ الأَقْوَالِ ....... حَفِظََنَا اللهُ مِنَ الضَّلاَلِ.
ـ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ أُخَيَّ سَلَفَا ..... مِنَ الأَئِمَّةِ الْكِبَارِ فَاعْرِفَا.
ـ أَعْنِي بِهِمْ كَالشَّافِعِي وَمَالِكِ ... وَأحْمَداً وَوَلَدِ الْمُبَارَكِ.
ـ وَمَنْ نَحَى نَحْوَهُمُ مِنَ الْكِبَارْ ... لاَ تَرْجِعُوا فِي دِينِكُمْ إِلى الصِّغَارْ.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 05:13]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 05:44]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 03:27]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.(/)
جونفياف شوفال .. كتاب السيدة عائشة رضي الله عنها
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 05:01]ـ
منذ فترة وجيزة عرض في قناة الجزيرة فيلم وثائقي عن كاتبة فرنسية قامت بتأليف كتاب عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها .. ولما لهذا الموضوع من الأهمية بحثت في موقع القناة فوجدت لقاءًا مع هذه الكاتبة .. فأحببت نقله إليكم لتعم الفائدة .. والله من وراء القصد.
هدف الكتاب وردود الفعل عليه
نور الدين بوزيان: سيداتي وسادتي السلام عليكم وأهلا وسهلا بكم إلى هذا الموعد الجديد من برنامج لقاء اليوم الذي يستضيف الكاتبة والصحفية الفرنسية جونفياف شوفال صاحبة كتاب عائشة إحدى زوجات الرسول الكريم. هذا الكتاب الذي صدر مؤخرا في فرنسا أثار بعض اللغط وأثار أيضا سجالا وحراكا إعلاميا وأيضا حتى في بعض الأوساط الدينية هنا في فرنسا، كتاب سنحاول التعرف على أهم معالمه ومحتوياته وكيف كتبته وألفته السيدة جونفياف شوفال كل ذلك في هذا اللقاء الذي نبدأه طبعا السيدة شوفيل بعد أن نرحب بك، ماذا يعني تأتي أو لماذا تقتحم فرنسية مسيحية غربية عالما يعني بالنسبة للكثير من الفرنسيين والمسيحيين ربما لا يهمهم كثيرا، ما هي السيدة شوفيل في البدء الأسباب التي جعلتك تكتبين عن السيدة عائشة وإلى حد ما عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
جونفياف شوفال: لقد عشت منذ طفولتي في بلدان عربية سواء في سوريا أو الجزائر وبعد ذلك تزوجت رجلا يعمل صحفيا في البلدان العربية متخصصا في شؤون العالم العربي وذهبت ولمدة نحو أكثر من عشرين عاما كنت صحفية في الشرق الأدنى وبعد هذا كله أحببت أن أكتب أن أفيد من كل ما تعلمته فكتبت عن صلاح الدين، تاريخ صلاح الدين، كان تاريخ الحروب الصليبية كنت أبحث عما يقرب بين الشرق والغرب فإذاً الحروب الصليبية المواجهة بين الإسلام والمسيحية كانت هناك صدامات وعنف وكان هناك أيضا تبادلات. وبعد ذلك قلت في نفسي إن التاريخ ليس هو الوسيلة للدخول إلى الروح العربية فذلك يتطلب معرفة الإسلام والتاريخ لا يكفي، ولكن أي إسلام؟ فعن الإسلام توجد كتب كثيرة في أيامنا هذه كتبها رجال معاصرون، الإسلام والعلمانية، الإسلام والحداثة، وما أشبه ذلك، لكنني تساءلت عن الإسلام الأول الذي أعرفه فرأيت أنه لا بد من العودة إلى إسلام الرسول أي الأصل، وهكذا أخذت قلمي وتوجهت إلى مكة -في الخيال بالطبع- في القرن السابع لأعرف كيف كانت هذه المدينة في العصر الذي كان يعيش فيه النبي وكيف تلقى الوحي، كيف بدأ الدين وكيف رسخ هو نفسه عقيدته، وشيئا فشيئا وبما أنني أتتبع النبي خطوة خطوة أرى كيف يعيش في ود مع أصحابه ومع أزواجه كذلك كانت هناك خديجة ثم -وهي الأهم حسب رأيي- اكتشفت فجأة أنها عائشة لأن عائشة كانت فتاة صغيرة عندما تزوجها، لم تكن بلغت العاشرة من العمر بعد وهي الزوجة التي رافقته خلال أعوامه العشرة في المدينة وكانت ذات ذكاء خارق وكانت معه بمثابة صاحبة مستنيرة وتلقت هذا التعليم المتميز من النبي. ما جذبني حقيقة في البداية -وأعترف بذلك صراحة- هو قصة الحب لأنه كما اعترف بذلك كل المؤرخين والجميع كذلك اليوم، الرسول كانت لديه عاطفة كبيرة تجاه عائشة وكانت لعائشة أيضا عاطفة كبيرة في ذلك، أحبت الرسول حتى آخر رمق وكانت رسوله وكانت الذاكرة الحية وهذا ما جعلني أهتم بعائشة.
نور الدين بوزيان: سيدة شوفيل يعني الحياة الثرية والغنية لزوجة الرسول أو إحدى زوجات الرسول السيدة عائشة التي يتناولها كتابك يعني ما هي أهم الأشياء التي استوقفتك مثلا وأنت تكتشفين السيدة عائشة وما قامت به من أدوار وهي بالقرب من الرسول عليه الصلاة والسلام؟
جونفياف شوفال: صحيح أن خديجة كانت امرأة مهمة في حياة الرسول، كان يقول ذلك دائما، لقد كانت أم أولاده، زوجته، مستودع سره، عمل لديها، كان هذا في البداية فقد عمل لديها فخديجة إذاً توفيت عام 619 وعندما هاجر إلى المدينة وفي عام 619 كان قد تلقى الوحي وكانت أول من آمن به، لكنها بعد ذلك كانت الزوجة الوحيدة وبعد موت خديجة وجد الرسول نفسه وحيدا وكان لا بد من أن يتزوج من جديد. وعائشة بنت أبي بكر التي لم تكن بلغت العاشرة بعد عندما تزوجها، تزوجها في المدينة، وهذه البنت فور زواجه بها كانت طفلة تلعب بدميتها أصبحت امرأة صغيرة وبسرعة
(يُتْبَعُ)
(/)
استملت دورها وقد تأثرت كثيرا لأنها تزوجت من النبي رسول الله. وصحيح أنه في هذا المجتمع الشرقي وخاصة في ذلك العصر كانت النساء تتزوجن في سن مبكرة، البنات كن يتزوجن في سن مبكرة منذ الاحتلام وكن بالتالي يؤهلن منذ الطفولة من أجل الزواج وكن يعرفن مبكرا أنهن سيتولين رعاية المنزل وينجبن أطفالا، وكانت هي من كان الملك يأتي حاملا الوحي بحضورها فلم يكن الملك يأتي بالوحي إلى الرسول عندما يكون مع غيرها من الزوجات، كان ذلك يحدث دائما مع عائشة، فهي إذاً شاهدة ولها السبق في حضور نزول سور وآيات طرية وحديثة، إن أمكن القول، فكانت تطلع عليها فورا وكانت تعرف الكتابة لأن أبا بكر فور علمه بخطبتها أخذ يربي ابنته ويعدها وكانت تعرف الكتابة والقراءة وكانت تعرف كذلك أعطاها دروسا في الخطابة لتعلم طريقة الكلام لتعرف كيف تنطق بجمل وتعرف كيف تنطق بكلمات بليغة. اللغة العربية لغة بلاغة جميلة وشاعرية فمن المهم إذاً أن تعرف أدب الكلام، وفيما بعد سنرى ذلك عندما كانت تخطب في مكة لإثارة الحماس بين الناس وحثهم على الدخول في معركة الجمل الشهيرة، فكان لديها إذاً صوت جميل دافئ عميق، كانت قد تلقت تعليما، كانت تعرف القراءة والكتابة وبالتالي كانت تكتب الآيات بمجرد تلقيها وبفضل ذاكرتها الثرية كانت تحفظ القرآن عن ظهر قلب. كانت هناك عشر سنوات من الانتصار في صحبة النبي في حياة النبي وهي حاضرة كشاهدة وحيدة، يمكن أن أقول إلى آخر نفس من حياة الرسول، ثم بعد ذلك لم تكتف أن تعيش ببساطة مع ذكرياتها، أصبحت امرأة نشطة امرأة ذات تأثير ساعدت أباها على جمع وترتيب كل آيات القرآن وبعد ذلك على ترتيب السور والآيات بالطريقة المناسبة وفق النزول ثم بعد ذلك كان لها وزن، كانت تحظى باحترام جميع الخلفاء الذين تتابعوا وخاصة الخليفة عمر وكانت صديقة جدا لابنة عمر حفصة، ثم بعد ذلك تأتي معركة الجمل الكبيرة التي كانت كما يقال بداية أو مقدمة أو صورة ما للشرخ في المستقبل. ثم تعمقت في التعلم من جديد، تفسير القرآن، أصبحت متخصصة في تفسير القرآن، في فقه النساء لأنها تدافع عن النساء وتدافع عن هذه المكانة التي منحهن إياها الرسول، لأن من المهم هنا أيضا حيث جذبتني كثيرا هذه القصة أثرت فيّ، أنني اكتشفت أن النبي كان ثوريا لصالح النساء وهكذا أردت من خلال عائشة أن أبين كيف كان موقف النبي من النساء وما هي الحقوق التي منحهن إياها وكيف كان ينظر إليهن ويحترمهن وكيف كان يعيش مع نسائه وكيف كان ينظر إلى جميع نساء الأمة الأولى.
يتبع ..
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 05:04]ـ
نور الدين بوزيان: سيدة شوفيل هناك من انتقد طريقة يعني تأليف هذا الكتاب، البعض يقول إنه كتب بطريقة قصصية بطريقة أدبية أكثر منه ما يتعلق بأسس معروفة، مثلا أنه تفادى بشكل كبير الطرح الذي يعتمد عليه الكثير من القراء وهو معرفة الإسلام وكيف انتشر الإسلام، أنت كتبت تقريبا قصة، بماذا تردين على الذين انتقدوك في هذا الأسلوب؟
جونفياف شوفال: بالضبط، أردت أن أروي بهذه الطريقة كما رأيتها أنا بوصفي صحفية وروائية، إنها رواية الرسول، رواية الرسول ومعها رواية المجتمع الأول من المسلمين، الأمة الأولى التي تكونت في المدينة والتي تطورت بعد ذلك، وأحسست أن ذلك كله أثر فيّ وهذا ما جعلني أرويه بهذه الطريقة وكنت على صواب لأن المجتمع الغربي تلقى كتابي بتقدير كبير وهم يشكرونني قائلين أخيرا بدأنا نعرف شيئا عن الإسلام، أصبح شيئا، عندما يقرؤون كتابي كأنهم يعيشون مع النبي مع المسلمين الأوائل وبالتالي عندما يكون لأحدهم جار أو في الشارع أو يلتقي مع أحد ويكونون مسلمين وعندما يأتي رمضان وما إلى ذلك فبقراءة هذا الكتاب يفهم الشخص أفضل ماذا يعني ذلك. لا يمكنني، لست عالمة دين لست جامعية لست متخصصة في الإسلام لا أتحدث العربية لا يمكنني الرجوع إلى المصادر، فما عملته إذاً فعلته بقناعتي بما لدي بالموهبة وبالقلم الذي لدي وبمعرفتي بالعالم العربي وهي معرفة إنسانية مقاربة إنسانية حيث خالطت العرب على مستويات مختلفة من المجتمع في بلدان مختلفة من الشرق الأدنى ومن أفريقيا الشمالية.
نور الدين بوزيان: سيدة جنيفيف، كتابك يعني بالمقارنة مع كتب أخرى أنا شخصيا تابعتها هنا في فرنسا لم ينل التغطية الإعلامية أو الدعاية الإعلامية، الكثير من وسائل الإعلام مثلا تجاهلت هذا الكتاب، بماذا تفسرين هذه المقاطعة الإعلامية إن جاز التعبير؟
جونفياف شوفال: المسيحية غير قابلة للتصديق، هناك أمران إما أننا نريد الثقة بالنفس، الكل قالوا احذري، الموضوع حساس، ابتعدي لا تقربي، عائشة لا يُتعرض لها، ابتعدي عن هذا. بعض الصحفيين الأصدقاء قالوا لي ذلك واعترفوا لي بأن بعض رؤساء التحرير لم يرغبوا في الأمر لم يريدوا أن يكونوا في المواجهة، ولكن عندما نشر سليم بشير كتابه وعندما نشر آخرون كتبا حول الإسلام بالتأكيد يبدو أن ابن عمار وجميع الكتاب المسلمين الآخرين بدا أن الأمر سهل وقالوا هذا كاتب مسلم ويتحمل مسؤوليته بينما المحاور لا يعرف شيئا عن الموضوع ويسألك ما هي الأسئلة التي تريد أن نطرحها عليك؟ ثم لماذا تهتم مسيحية بالإسلام هكذا؟ وبما أنها ليست عالمة دين لا تنبغي المغامرة، هكذا. لكنني حظيت بمقابلات إذاعية كثيرة وفي كل مكان، الصحفيون الذين اعتنوا بقراءة كتابي أحبوه كثيرا وكتبوا عنه مقالات وبرامج إذاعية ومقابلات إذاعية كلها تشيد به، وأخيرا قبل ستيفان دوفالكيه أن ينشر الكتاب ولكن بعد ذلك الصحافة المكتوبة أعرضت عنه، التلفزيون، الصحف الكبيرة وعندما طرحنا يوما السؤال لماذا لا تريدون أن تتحدثوا عن هذا الكتاب؟ لا تريدون أن تتحدثوا عن كتاب حول الإسلام؟ كانوا يردون لا أبدا لكنك تعرفين لأن لدينا متحدثين يتحدثون عن الإسلام لكنهم مسلمون أما هذا الكتاب فمؤلفته مسيحية فهي غير ذات مصداقية.
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 05:08]ـ
الموقف من العالم العربي والمرأة المسلمة
نور الدين بوزيان: سيدة جنيفيف البعض هنا في الغرب يعتقد بأن المرأة هي حجاب -المرأة المسلمة- واضطهاد وأنها تخلف، امرأة متخلفة، برأيك لماذا الكثير من الكتاب الغربيين يكتبون في هذا الاتجاه بهذه الأحكام المسبقة وبهذا النوع من الاستهجان للمرأة المسلمة؟
جونفياف شوفال: هناك على كل حال موقف المسلمين الذين يسمون أصوليين ومتشددين، الصارمين جدا والذين يُعرف أنهم يفرضون على النساء أن يكن منقبات ويضعونهن في عزلة ومع ذلك منهن من يذهبن إلى الجامعة وهن يلبسن النقاب وقد تم إقناعهن بذلك جيدا وربما تكون المسألة أيضا رأيا شخصيا، هؤلاء النساءقد يرين أن من الأفضل أن يلبسن بهذه الطريقة وربما يرتحن أكثر هكذا، فهذه حرية لا أريد مناقشتها. لكن من الممنوع في القرآن أن يضرب الرجل امرأته، النبي قال ذلك هو نفسه، إذاً لماذا هذا العنف في زمننا هذا؟ ولكن علينا أن نقول إن المجتمع الغربي أيضا يعرف هذا العنف، انظروا إلى جميع هذه الروابط التي تدافع عن النساء ضحايا الضرب، هؤلاء لسن نساء مسلمات أعني التي تدافع عنها هذه المؤسسات، صحيح أن الناس لا يرون اليوم إلا الجانب السلبي من المجتمع الإسلامي، ربما لأن الإسلام يزعج، يلاحظ أن هناك عددا متزايدا من الداخلين إلى الإسلام والناس ينزعجون لذلك، لكنني إذا كنت كتبت هذا الكتاب فيمكن أن أقول إن ذلك يندرج في الاهتمام بالحوار، أردت أن أري حقيقة الإسلام، أن أري كيف كانت هذه المغامرة الكبرى للنبي، من كان هذا الشخص. ولدي انطباع أن هناك على كل حال تيارا في الغرب يريد الحفاظ على هذه النظرة السلبية عن الإسلام عمدا لأن ذلك جزء من هذه الأمور التي تجعلهم يريدون إقصاء الإسلام، يحذرون من الإسلام فلا بد لهم من إيجاد عدو والعدو اليوم هو الإسلام.
نور الدين بوزيان: سيدة شوفيل أتمنى أن تبقي معنا لمواصلة الحديث هذا عن كتابك عن عائشة، سنتوقف قليلا لنعود إلى السادة المشاهدين بعد هذا الفاصل.
يتبع ...
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 05:10]ـ
نور الدين بوزيان: سيدة جونفياف شوفال، رغم هذه الكتب التي تخرج من حين لآخر في الغرب من قبل بعض الكتاب يعني المحايدين والموضوعيين لا زالت الفكرة السائدة لدى البعض في الغرب يعني أن الإسلام خطر والمسلمون خطر على المجتمعات الغربية، بماذا تفسرين كره الإسلام والمسلمين في بعض الدوائر الغربية المؤثرة في الرأي العام الغربي؟
جونفياف شوفال: تعرفون، هذا يرجع إلى قرون خلت، هذا ماض يتعين مراجعته كليا إذ كانت هناك أفريقيا الشمالية وكان هناك الشرق الأدنى، كانت هناك الحروب الصليبية ومنذ الحروب الصليبية كانت هناك دائما رغم ما علمتنا إياه تلك الحروب، فبفضل الحروب الصليبية استطعنا أن نحقق النهضة، كما أن هناك أيضا معاداة السامية، هناك كراهية الإسلام، انظروا إلى الولايات المتحدة حيث أبيد الهنود الذين كانوا السكان الأصليين، أعرفهم جيدا لأنني كنت عملت تقارير عنهم وحتى أفلاما وثائقية، فلا يمكن أن نمنع الناس من أن يعارضوا شيئا ما. أعتقد أن .. لا أريد أن أذهب بعيدا إن شئتم، لكن يمكنني أن أفهم، ومنذ فترة قصيرة وصلتني رسائل إلكترونية من أناس عنيفين جدا. إذاً أنا أسير في هذا الطريق وسأستمر في الدفاع عن قيم الحضارة العربية وهي قيم إنسانية، وفي الكتاب المقبل -ولست أدري كيف سينظر إليه- ربما أنني سأتعرض مرة ثانية لبعض السهام أكثر مما مضى إذ لم أتعرض كثيرا هذه المرة وربما أتعرض كثيرا في المستقبل لكن لا بأس أشعر أن علي أن أكتبه وسأكتبه.
نور الدين بوزيان: ما هي نظرتك الحالية للمرأة المسلمة؟ أنت كغربية هل تختزلين هذه النظرة فقط في الحجاب والبيت وتربية الأطفال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جونفياف شوفال: كثير من النساء اليوم عندما ننظر إلى المجتمع الغربي يقلن آه إنهن نساء خاضعات يجبرن على البقاء في بيوتهن، وبداهة عندما نرى النساء المنقبات في الشارع نلاحظ فورا، ها هي امرأة خضعت للزوج. ولكن إلى جانب هذا أنا أعرف كثيرا من النساء العربيات حيويات إلى درجة كبيرة للغاية، بعضهن يلبسن الحجاب، رأيتهن كذلك لأنهن في بلدانهن كعمان مثلا أو في العربية السعودية أو الكويت وأبو ظبي ولكن هنا في باريس وفي نيويورك ولندن تلقى نساء مندمجات كليا في المجتمع الغربي وبينهن نساء أعمال، نساء مسؤولات شركات حيويات للغاية وغنيات ذوات مبادرة ويعملن أشياء كثيرة ولديهن أسر وأطفالهن متعلمون جيدا وفوق ذلك يذهبن إلى مكة للحج، لكن عندما يكن في المجتمعات الغربية في شوارع باريس يلبسن مثلي أنا ويعشن في شقق فاخرة وفي أوضاع جيدة ومندمجات تماما وهناك نساء منفتحات كليا لديهن ثقافة عالية، إذاً أعتقد أن في المجتمع الغربي أناسا أقل تطورا من غيرهم، صحيح أننا لا نلبس الحجاب لكن هناك نساء ما زلن يلبسن لباس الفلاحين في وسط فرنسا نساء ليست لديهن ثقافة أو المهارات المناسبة فهناك شيء من كل شيء في كل بلدان العالم، فليس علينا إذاً أن نحكم لكنني أعتقد أن المرأة المسلمة اليوم تتكون بشكل كبير وتتحرك بنشاط كبير، أعتقد أنه سيأتي يوم تكون فيه هي التي تحرك العالم العربي.
نور الدين بوزيان: سيدة جونفياف شوفال، أنت زرت العالم العربي طولا وعرضا إن صح التعبير، ما هي الآن يعني علاقتك بالعالم العربي وهل يمكن القول بأن لديك شغفا مثلا بالاحتكاك الدائم بالعالم العربي؟
جونفياف شوفال: أعشق أن أكون في العالم العربي، عندما أذهب إلى دمشق أذهب إلى عمان وأذهب حتى إلى تونس أما الجزائر فلم أرجع إليها منذ عام 1961 وأحب أن أرجع إليها لكن في تونس أحب ذلك الجو، الموسيقى، السوق، الطعام، الروائح، لدي شعور بأنني زهرة تتفتق، عندما أذهب إلى أبو ظبي وكذلك إلى العربية السعودية وفي الفترة الأخيرة كنت في تركيا في شهر أكتوبر، قد تقول لي إنها غير عربية لكنه العالم الشرقي، أحب هذه الحضارة أحبها كثيرا وأجد في العالم العربي أناسا متعلمين بدرجة كبيرة نوابغ وعباقرة ربما يعرفون عن الأدب الفرنسي أكثر مما يعرفه كثير من الفرنسيين الذين يمكن أن ألتقيهم في باريس وفي الشارع. كنت دائما أحظى باحترام كبير، لم يعتد علي أحد قط ولم توجه إليه كلمة غير مناسبة ولا إشارة مشبوهة أو عنيفة، لم يحدث ذلك قط على العكس كنت محط عناية، كان هناك دائما أناس يرغبون في مساعدتي رجالا كانوا أم نساء وهذا ما جعلني أقول إنني أحب أن أعيش في العالم العربي لو أمكنني، حتى أنني تساءلت في نفسي مرة لماذا لا أذهب في يوم من الأيام لأسكن في بيت صغير في تونس أو الأردن، الأردن ربما يكون بعيدا لا أدري، ربما في دمشق، لم لا؟ لأجد نفسي في مكان، تعرف، هذا المعمار العربي أحبه، التفاصيل، النوافير كل ذلك كل ما أمكنني أن أكون في مكان كهذا أحب ذلك.
نور الدين بوزيان: سيدة جونفياف شوفال شكرا جزيلا على تلبيتك دعوة قناة الجزيرة وشكرا جزيلا على هذه الإجابات الصريحة ونأمل طبعا أن يباع بكثرة كتابك عن السيدة عائشة ولماذا لا يترجم إلى لغات أخرى كما ترجم كتابك عن صلاح الدين. أما أنتم السادة المشاهدون فأشكركم أيضا على بقائكم معنا حتى نهاية هذه الحلقة من لقاء اليوم على أمل أن نلقاكم ربما قريبا عبر الجزيرة، أحلى الأوقات وأهنأها أتمناها لكم في متابعة بقية البرامج، شكرا وإلى اللقاء ..(/)
كلا ... لا تفعلها يا شيخ عائض
ـ[البتيري]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 08:48]ـ
بسم الله .. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
قرات في شبكة الاسلام ما نصه -منسوبا للشيخ عائض القرني:"
محمد عبده سوف ينشد قصيدتي: (لا إله إلا الله) بصوته نشيداً بلا موسيقى ولا آلة عزف ..
وأحب هو أن يتوج أعماله بها، وقال: لعل الله يسقيه بإنشادها من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم .. وهو رجل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويستمع له الملايين."
فهل انعدم المنشدون الصلحاء -نحسبهم ولا نزكيهم-من الساحة الاعلامية حتى يلجا الشيخ غفر الله له لمثل هذا المطرب الذي ما عرف عنه سوى الغناء والموسيقى لانشاد قصائده؟
نرجو من فضيلة الشخ ان يتراجع عن قراره اعزازا للاناشيد الدينية،
ومحاربة للموسيقى واهلها ودعاتها
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 05:53]ـ
بارك الله فيكم ..
نصيحة الشيخ سلطان العمري
للدكتور عايض القرني
- هداه الله -
نشرت جريدة الجزيرة في يوم الإثنين 1 - 6 - 1430 هـ أن د عائض القرني كتب قصيدة عن لا إله إلا الله وأنه عرضها على محمد عبده ليلحنها بدون موسيقى وقال ما نصه:محمد عبده سوف ينشد قصيدتي: (لا إله إلا الله) بصوته نشيداً بلا موسيقى ولا آلة عزف .. وأحب هو أن يتوج أعماله بها، وقال: لعل الله يسقيه بإنشادها من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم وهو رجل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويستمع له الملايين.
والخبر موجود في موقع د عائض القرني:
ومن باب (الدين النصيحة) كتبت هذه الهمسات له:
1 - يا شيخ عائض , ألا يستحق محمد عبده ومن سار على شاكلته من المطربين الذين أفسدوا الشباب والفتيات ألا يستحق هؤلاء إلى نصيحة بأسلوبك الجميل تكون على طريقة قصيدة.
2 - أليس الأولى بك وبكل داعية أن يُظهر البغض في الله لكل أصحاب الغناء من باب (البغض في الله) الذي هو من علامات الإيمان كما في الحديث (أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله و البغض في الله). صحيح الجامع 2539
3 - عجبا لك!! أن تجعل ذلك الفنان الذي ملأ الدنيا بأغاني الفجور أن يؤدي قصيدة عن التوحيد الذي هو أعلى مقامات العبودية , وكان الأولى بك أن تهديها للخطباء والدعاة لتكون زادا لهم على المنابر وفي المحاضرات.
4 - ياشيخ عائض , ألا تخشى من هذا التساهل أن يقودك في المستقبل إلى القرب من مبدأ (التصوف) الذين من سماتهم التعبد بالألحان والرقص.
5 - ويزداد عجبي من هذا التساهل الغريب مع رجالات الفن الذين لا يخفاك ماذا صنعوا في تاريخنا من دعوة للرذيلة عبر كلماتهم وألحانهم وأعمالهم.
6 - ماذا لو طلبتْ منك يا شيخ عائض (مطربة) أن تكتب لها قصيدة عن الحجاب والحياء لكي تلحنها بدون موسيقى وآلات عزف , هل ستوافق أم لا؟
7 - ياشيخ عائض , إنك ممن يراك جمهور الناس (قدوة) فاتق الله أن يظهر منك هذا القرب من أهل الفسق , وكان الواجب أن يراك الجمهور في صف الدعاة الذين يواجهون تيار الغناء بكل أساليب الدعوة المشروعة.
8 - قولك في رسالتك (ويستمع له الملايين) هل معنى ذلك إقرارك له على ما يصدر منه؟ أم أن هذه تزكية له وثناء على هذا الجمهور لذلك المطرب؟ أم أن هذا سكوت منك على جريمة الغناء؟ أم أنك ترى أن الغناء فيه خلاف ولا بأس من سماعه؟ أم ماذا تقصد من إطلاقك لهذه العبارة؟
9 - قولك (لعل الله أن يسقيه بها من حوض النبي صلى الله عليه وسلم) نحن لا نكفر , ولا نقنط الناس من رحمة الله تعالى , ولكن أليس في سهولة عبارتك وكبير رجاءك نوعًا من التساهل في جانب الإفساد في الأرض، وأنه مع قليل من العمل قد ينال الإنسان الرحمة الواسعة من الله تعالى , وبالتالي لو جاءنا رجل له مجال كبير في الدعوة للرذيلة والإفساد والدعوة الغير صريحة للزنا عبر مقاطع الفديو كليب وكلمات الغناء الفاحش التي تحرك الغرائز , فياترى هل نقول لهذا المفسد إن كتابة قصيدة عن الله كفيلة بمحو الخطايا والذنوب؟!!
10 - لعلك تفرق يا شيخ عائض بين الفاسد والمفسد , وفرق بين صاحب الذنب الذي يقع فيه وهو يعرف خطأه , وعظيم جرمه , وفرق بين من يدعو للفاحشه بطريقة غير مباشرة , ويحيي ليالي الناس باللهو والغناء والسهر على المحرمات.
11 - أليس من محفوظاتك يا شيخ عائض , ماقاله ابن مسعود: الغناء بريد الزنا. وقول الفضيلُ بن عياض: الغناءُ رقيةُ الزنى، وما قاله يزيد بن عبد الملك: " يا بني أمية: إيَّاكم والغناء، فإنَّهُ يُذهبُ الحياء، ويزيدُ في الشهوة، ويهدمُ المروءة، وإنَّهُ لينوبُ عن الخمر، ويفعلُ ما يفعلُ السكر.
12 - بصراحة ياشيخ عائض , لو سألك محمد عبده عن حكم الغناء فما هو جوابك؟ ولو قال لك: ماحكم الفديو كليب؟ فما هو جوابك؟ إن كان (الجواز) فهذه مصيبة , وإن كان (لا) فكيف تتعامل مع من حياته في هذا العفن الفني بكل صوره وأشكاله؟!
13 - إن الدعاة والعلماء قادة الأمة وأفعالهم مُلاحَظة , والتاريخ يسجل , فاختر موقفا تحب أن يسجله التاريخ.
14 - إن الواجب على العلماء أن يقفوا في وجه المنكرات وأهلها ويبينوا للأمة الدواء والمخرج من كل الفتن والمصائب.
15 - إن منصبك يا شيخ عائض يستوجب أن تتقي الله في كل ما يصدر عنك، وتضع له دراسة قبل أن يخرج.
16 - إن موقفك هذا مع محمد عبده , يُفرح الأعداء والمخالفين والعلمانيين لأنهم يرون فيه قربًا منهم ومما يحملون، وهذا القرب له ضريبة كبيرة ستعرفها بعد حين!
17 - إن فتاوى العلماء بتحريم الغناء وفسق أهله يستوجب هجر كل مطرب وداخل في هذا الفن إلا إذا استوجبت المصلحة القرب لأجل المناصحة.
18 - إن مواقف العلماء على مر الزمان واضحة في العناية بالثوابت والحرص على الاعتزاز بالدين وعدم تعريضه أو تعريض أهله لأسلوب التمييع.
وختامًا يا شيخ عائض , رويدًا رويدًا , وكن شجاعًا في الثبات على الحق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 08:45]ـ
قال إن التعاون سيضيف له من "جماهير الصحوة"!!!!! .. محمد عبده:
سأغني قصيدة القرني كي نردم التباعد بين فنوننا وفنونهم!!!!!
(سبق) الرياض: قال الفنان محمد عبده إنه سيغني قصيدة الشيخ الدكتور عايض القرني (لا إله إلا الله) التي قال إنها ستضيف له كفنان وتضيف له جمهوراً من محبي هذا النوع من الشعر وكذلك من محبي شاعر القصيدة الدكتور عايض القرني.
ووفقا لما نشرته " الجزيرة " اليوم قال محمد عبده " إنه كان وزملاؤه الفنانون يغنون هذا النوع من الأغاني الإسلامية والأناشيد والابتهالات مع نشأة الإذاعة والتلفزيون في فترة الستينات وأوقف هذا النوع من الأغاني الإسلامية ولا يعلم لهذا المنع سبباً". وأضاف: "أرى أنها تعود اليوم من خلال فضائيات خاصة وأصوات خاصة وكأنما القصد منها الفصل بين فنوننا وفنونهم مما يدل على نية بتعميق هوّة التباعد رغم أننا مسلمون وموحدون ونحافظ على الخمس، ونعامل الآخرين بصدق وحسن خلق".
وأضاف محمد عبده "أنه يشجع شباب الصحوة وعلى رأسهم الدكتور عايض القرني وحتى لا يكون هناك عائق بيننا وبينهم ويرى بأنه سيأتي اليوم الذي سيشهد مزيداً من التقارب والتعاون وردم الهوّة".
وأوضح محمد عبده انه سبق أن تعاون مع أحد الكتاب الإسلاميين خلال مهرجان الجنادرية الثامن عشر حيث وقال: "غنيت للدكتور عبدالرحمن العشماوي أوبريت (خيول الفجر) سنة 2003م ".
محمد عبده قال أيضاً:" احمد الله أن تربينا نحن وإياهم في فترة العلماء الكبار الذين استقينا منهم العلوم الصحيحة".
ـ[جذيل]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 03:01]ـ
ويستمع له الملايين."
ماذا يستمعون له .. ؟
هل هذا في مقام الثناء .. !؟
او بلبلة العامة وتشتيت اذهانيهم .. ؟!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 01:29]ـ
سلمت يمينك ياشيخ سليمان الخراشي وكتب الله لك الاجر
ـ[الدرة المصونة]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 01:13]ـ
أشغلتنا وسائل الاعلام بقصة عائض القرني ومحمد عبده
وكان اولى بشيخنا عائض اختيار منشد من المنشدين المبدعين وهم كثر لاداء قصيدته وترك هذا المسمى بمحمد عبده
والفن الهابط لا يجتمع مع الفن الهادف فهذا ملح اجاج وهذا عذب فرات لان مايقدمه للناس هو في حقيقته مجون وفسوق يمرض القلوب ويصدها عن ذكر الله
مع اعتقادي انه لا يوجد في الوسط الفني اناس محترمين ولهم قيم ومبادئ كما يدعون البعض فلماذا يحرصون على تلميعه بهذا المجون فكيف بباطنهم الذي يخفى ماوراء كمرة العفن الفني،،،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (البرّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس)
فيا ليت شيخنا الكريم عائض ابتعد عن هذا الطريق فتاريخك وعلمك وابتلاءك في سبيل الدعوة تعني لنا كمسلمين الكثير الكثير
ولا اعتقد ان غناء بما يسمى هذا لقصائدك سيكون افضل تأثيرا من انجازاته السابقة
وقد شاهدت لقاءا على احدى القنوات يخص هذا الموضوع تعمدت وضع صورة وصوت الشيخ عائض القرني وقارنته بصورة محمد عبدو وهو يدندن على العود
وهذا الامر يشكل رسائل خطيرة مع تكرارها عبر وسائل الاعلام قد تؤدي الى زعزعة القيم والثوابت المتفق عليها والثابته في الكتاب والسنة
وهذه احدى ثمرات التساهل في التعامل مع بعض القنوات من قبل الدعاة والمشايخ
فاسال الله ان يحفظ مشايخنا ودعاتنا من كل شر وأذى،،فهم نور زماننا
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 08:45]ـ
القرني يرصد مليون ريال لمن يجاري قصيدته «لا إله إلا الله»
أعلن الشيخ عائض القرني عن جائزة قدرها مليون ريال لمن يجاري قصيدته «لا اله الا الله»، وتشكيل لجنة للجائزة لتلقي القصائد. ووصف القرني جائزة المليون ريال المخصصة لمجاراة قصيدته بأنها الجائزة التي ترصد لأول مرة في تاريخ البشرية للثناء على البارئ سبحانه وتعالى. وتتكون لجنة الجائزة من الرئيس التنفيذي لشركه «مبدؤنا» الشركة المنظمة عبدالله بن سعد الشمراني ورئيس لجنة التحكيم الشاعر ناصر القحطاني مدير عام قناة الساحة، وأعلنت قناة MBC استعدادها لرعاية الجائزة وإقامة كامل الترتيبات اللازمة لنجاحها. ويأتي ذلك في خطوة تالية للشيخ عائض بعد إعلانه ان فنان العرب محمد عبده سوف يقوم بإنشاد قصيدته دون
(يُتْبَعُ)
(/)
موسيقى أو معازف، وهي نفس القصيدة التي انشدها مشاري العفاسي والمكونة من 53 بيتا. وقال الشيخ القرني ان محمد عبده سوف ينشد قصيدتي: (لا إله إلا الله) بصوته نشيداً بلا موسيقى ولا آلة عزف، وأحب هو أن يتوج أعماله بها ولعل الله يسقيه بإنشادها من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم وهو رجل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويستمع له الملايين. يذكر ان الشيخ عائض القرني اثنى على صوت فنان العرب محمد عبده، مؤكدا أنه تأثر كثيرا عندما سمع صوته وهو ينشد مقطعًا من قصيدة «لا إله إلا الله» حتى أنه بكى ووقف شعره. وقال القرني -في مداخلة صوتية مع برنامج «ليلة خميس» على MBC FM الذي استضاف محمد عبده إن فنان العرب عظيم في مجاله مثلما كان المتنبي عظيما في الشعر. كلمات قصيدة (لا اله الا الله):
لا إله إلا الله أبدأ بها حق وصواب
كلمة من عالم الغيب ربك جاء بها
لا إله إلا الله فضاضة الصخر الصلاب
أحمد المختار للخلد يسبق نابها
و لا إله إلا الله الريح تشهد والسحاب
والجبال الراسية كلها وهضابها
و لا إله إلا الله أكبر سؤال أعظم جواب
الرعود أصواتها والبروق أثوابها
و لا إله إلا الله القاهر الفرد المُهاب
جابر العثرات معطي الكنوز أصحابها
و لا إله إلا الله أول كلام أصدق متاب
الحِكَم في سرها والهدى بأهدابها
و لا إله إلا الله تخضع لها كل الرقاب
حظ والله من حملها وجاء يسعى بها
و لا إله إلا الله ترجح بميزان الثواب
بالسماء والأرض بحجارها وأترابها
و لا إله إلا الله حصن من الشرك الكُذاب
ما تمس النار من جاءه في جلبابها
و لا إله إلا الله ذخر ولي يوم الحساب
يوم تدنو الشمس والكرب بعض أسبابها
و لا إله إلا الله أجمل خبر وأكمل نصاب
تشرح الخاطر وهي مفزع لا غِنى بها
و لا إله إلا الله ننسج بها حسن الثياب
هي نشيد المجد والنور من محرابها
و لا إله إلا الله فكّر وهن عتق الرقاب
طهرة للخلق بحسابها وأسبابها
و لا إله إلا الله يفتح لها سبعين باب
كل باب فاح من عودها وأطيابها
ولا إله إلا الله لو نُزّلت في الصخر ذاب
هي سلاح الجند وسيوفها وأحرابها
و لا إله إلا الله خذها معك وقت الذهاب
جنة الفردوس وين إنتِ يا طلابها
يا الله يا غفار سهّل لنا كل الصعاب
فكّنا من كربةٍ مظلمٍ سردابها
مالنا غيرك ملاذ ولا دونك حجاب
يرتجيك الخلق عنوانها وأحبابها
فالق الإصباح باني السماء مرسي الهضاب
عالم الأسرار هازم جميع أحزابها
محييَ الميت مبيد الجيوش أهلَ الخراب
كاسر الجبار جابر كسير أطنابها
مغنيَ المحتاج مشبع أهل المخلب وناب
مروي الظامي مفرج جميع أكرابها
حيِّ يا قيوم أنا بأسألك بأم الكتاب
حاجة في كامن القلب وإنتَ أدرى بها
اعفو عنا يا مجير النبي من العذاب
واعفو عن أمة محمد فهو وصّى بها
أنا عبدك وإنتَ بالخير تبدأ والثواب
رجمتك تسبق عذابك تبشرنا بها
أسألك باسمك ووجهي لمجدك في التراب
الملوك بجندها سلمت بأرقابها
أنت يا رحمان من رحمتك كشف العذاب
إلتجينا بك وغيرك نصّب حجّابها
السلاطين المُهابة هباب في هباب
كلهم في قبضتك لو علت بأشنابها
ما عليه من البشر لو بنت فوق السحاب
دود فقر يحطم الموت ركن أقبابها
بأسألك بأسمائك الغُر والوصف المهاب
بالفواتح والخواتيم كم من قرأ بها
أسألك بحروف كتاب إي والله من كتاب
بالسور إجازها بأهل وأسهابها
بالطوال السبع في شرحها فصل الخطاب
وسورة الإخلاص يا ربنا عُذنا بها
ونسألك بالاسم الأعظم وبه كشف المُصاب
وآية الكرسي وكم قلب تهجا بها
تغفر الذلة وتفتح لنا للخلد باب
واحمنا من نارك الموقدة وعقابها
والله إني بالخجل مثل محموح مُصاب
جيت بالتقصير والذنب نفسي عابها
لكن إن العبد لا مارجع بعد الغياب
يغتفر له شردته بعد طول غيابها
مين أنا حتى أمدحه من تراب في تراب
جوده الواسع رفعني على مرقابها
أتوسل بالشهادة وهي رأس الزهاب
وأعترف بذنوب عبد وأنا قصابها
من شكر ولا كفر ما يزيد الله مهاب
الله مستغني عن الكل هو وهابها
الخليقة في موازين تقديرها ذباب
والله ما تنقص من الملك وزن ذبابها
كلهم ريشة بعوضة على نسمة هباب
الله كم من جمجمة حُنطت بأترابها
دمر الأملاك وكنوزها صارت مَهَاب
زلزل الباغين حط الفنى قصابها
الله كم فرعون حطه على رأس الحراب
الله كم جبار دق الوتد بأطنابها
الله كم من واسطه موت جرته الكلاب
الله كم من دولة جت ولا يُدرى بها
الله كم من قائد في البرايا ما يُهاب
صار زاد الدود سلاّبها وهابها
لا تقل هذا عظيم وذا حضرة جناب
العظيم الله يكفي البشر ما صابها
كلما تبصر من البشوات أهل القباب
مثل دود القز سم الفنى بثيابها
من غباهم علّم الدفن قابيل الغراب
وانتزل هدهد لبلقيس في محرابها
وسد مأرب في سبأ جد فاره في الخراب
ونامسه في رأس نمرود أمثال ألعابها
شوف ثمود البغي ماتوا بناقة في شراب
وغار ثور بالحمامة يرد أعرابها
وقوم نوح كالضفادع بطوفان عُباب
وصار قوم شعيب مثل الجيف بأشعابها
كلهم عبد الطمع يا ذئاب في ثياب
كشرّت بأنيابها واحتمى بأخلابها
لا ترجاهم تراهم سراب في سراب
فوّض أمرك للمهيمن يفتّح بابها
وإيش بقي من مال قارون وأصحاب العياب
زر مقابرهم ترى البوم قد غنّى بها
وللاستماع للقصيدة ملحنة بصوت القارئ / مشاري العفاسي
من هنا
http://www.rofof.com/4wgdof16/Nshyd_alwahd.html
مصدر الخبر: جريدة المدينة (السبت 6/ 6 / 1430هـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 09:30]ـ
هذا منهج .. فليست القضية قصيدة تعاون فيها مع الفاسق
وليس هذا بأغرب من مدحه الفرنسيين وذمه جلافة العرب
في مقال سابق له .. وقد رد عليه الشيخ محمد موسى الشريف
آنذاك مجزيا خيرا ... والله المستعان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 12:41]ـ
قال الشيخ وفقه الله ورده الى الحق والصواب في محاضرة له بعنوان
رسالة الى المغنين
في الرد على من قال بإباحة الغناء
ورد في الساحة ونشرت بعض الصحف أن بعض المفكرين سئل عن الغناء هل تستمعه؟ قال: نعم أستمعه، ولا بأس به وهو حلال، ولم يأتِ فيه حديث صريح يحرمه.
مواقف في الرد على شبهة من أباح الغناء
]
ونحن نقف منه ثلاثة مواقف:
أولها: أن نقول له: كيف افتريت على الكتاب والسنة؟ أما أوردنا الآيات؟! أما أوردنا الأحاديث؟! أما ذكرنا كلام أهل العلم؟! فأين دليلك الذي يعارض دليلهم؟! ما هو دليلك الذي تبيح به الغناء؟
قال سبحانه: [] وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ] [النحل:116].
ثانيها: أن نقول له: إن كتاب الله قد بين المحرمات وما أحل سبحانه، فإن الله قد فصل في الكتاب كل شيء، وقال سبحانه:] فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [] [الأنبياء:7] فسألناهم كابن عباس ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000049&spid=264) وجابر ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000269&spid=264) وابن عمر ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000108&spid=264) وعائشة ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000109&spid=264) ، وجل الصحابة وعلماء التابعين، والفقهاء الأربعة، وابن تيمية ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000038&spid=264) وابن القيم ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000066&spid=264) وابن باز ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000002&spid=264) والألباني ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000383&spid=264) فقالوا بتحريمه، فأين العلماء إلا هؤلاء؟ أين نذهب؟ بتحليله إلا قوم ليس لهم دليل
. ثالثها: ألم ينظر هذا المفكر إلى ما حدث في المجتمع من فساد؟ ألم ينظر إلى ما طم من بلاء؟ ألم ينظر إلى المنكرات؟ ألم ينظر إلى الفجور؟ ألم ينظر إلى ما أحدثه الغناء؟ ألم ينظر نتائجه الوخيمة في المجتمعات؟ ألم ينظر إلى الفاحشة والتسيب؟ فتاة في السادسة عشرة وفي العشرين تكشف صدرها وذراعيها، وتمشط شعرها وتتجمل وتتطيب وتتمكيج، ثم تظهر أمام الجماهير وأمام الألوف المؤلفة، فتنقل في الشاشات، وعلى الصحف، وفي وجه المجلات بصوت رخيم، فتفتن القلوب وتعدم الأرواح، فلا إله إلا الله أي ذنب اقترفت!! وأي خطيئة ارتكبت!! وأي رب أغضبت!! وأي شرع خالفت!
! نسأل الله أن يهدي هؤلاء، فما اجتمعنا إلا لنقول النصيحة، ولندعو لهم بظهر الغيب علَّ الله أن يسعدهم في الدنيا والآخرة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 11:59]ـ
فوجئ (1) الناس خلال الأيام الماضية بخبر التعاون العجيب بين عائض القرني "الداعية" وبين محمد عبده "المغني" أو كما يسمونه فنان العرب، ويتلخص هذا التعاون في إنشاد محمد عبده لقصيدة الشيخ عائض القرني (لا إله إلا الله)، وتأتي هذه الخطوة ضمن التغيير المنهجي الذي طرأ على الشيخ في مرحلة ما بعد المراجعة التي أعلنها الشيخ في وقت مضى بعد خروجه من الاعتقال!
ومن الأمور المؤسفة أنه رغم ظهور ووضح الخطأ في مسلك الشيخ إلا أن البعض وبدافع التعصب يصرون على الذب عنه وتبرير مسلكه هذا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأن الخوض في هذه المسألة طال والسجال بين المؤيدين والرافضين امتد بلا طائل رأيت أن التصرف الصحيح حيال هذا المسلك الغريب من الشيخ أن نؤصله وننظر في موقف الشرع منه، وهل يسوغ قول من قال أنه يتألف محمد عبده تحبيبا له في الدين؟؟
فأقول مستعينة بالله طالبة منه التوفيق لقول الحق وتحري العدل والإنصاف بعيدا عن الظلم الذي حرمه الله تعالى على نفسه وجعله محرما على العباد:
1 - حكم أهل الغناء (2):
َسُئِلَ مَالِكٌ عَمَّا يُرَخِّصُ فِيهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ الْغِنَاءِ , فَقَالَ إنَّمَا يَفْعَلُهُ عِنْدَنَا الْفُسَّاقُ.
قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: وَصَاحِبُ الْجَارِيَةِ إذَا جَمَعَ النَّاسَ لِسَمَاعِهَا فَهُوَ سَفِيهٌ تُرَدُّ شَهَادَتُهُ , وَغَلَّظَ الْقَوْلَ فِيهِ وَقَالَ هُوَ دِيَاثَةٌ , فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ دَيُّوثًا.
قَالَ الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ: وَإِنَّمَا جُعِلَ صَاحِبُهَا سَفِيهًا لأَنَّهُ دَعَا النَّاسَ إلَى الْبَاطِلِ , وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إلَى الْبَاطِلِ كَانَ سَفِيهًا فَاسِقًا.
هذا فيمن اقتنى جارية وجمع الناس لسماعها .. فكيف بمن غنى بنفسه ليغوي الناس، وكيف بمن جمع بين أن يغني بنفسه وأن يغني بصحبة امرأة مغنية يرددان معا (3)؟؟
ولا يخفاكم البون الشاسع بين الغناء في عصر مالك والشافعي وغناء اليوم الذي هو غاية في التفسخ والدعوة للزنا وتهييج الشهوات وتزيين المحرمات .. مع كثرة آلات الطرب المستحدثة المقترنة به ومكبرات الصوت ومحسناته والأدهى والأعظم اقترانه بالتصوير ما يسمى عندهم بالفيديو كليب وهو نوع من التصوير العاهر للمغني مع مشاهد مخلة وإيماءات فاضحة مخلة!
وكل هذا على حد علمنا مارسه المغني محمد عبده ولم نسمع أنه قرر التوبة أو أظهر ندما عليه.
وعليه فيكون حكم ممتهن الغناء على الصورة السابقة أنه "فاسق" داعية للزنا مروج للحرام مهييج للشهوة.
2 - الموقف الصحيح من الفساق وأهل المعاصي المجاهرين:
يلخص لنا موقفهم شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول في سياق إجابته على من سأل عن الهجر الشرعي:
النوع الثاني: الهجر على وجه التأديب، وهو هجر من يظهر المنكرات، يهجر حتى يتوب منها، كما هجر النبي صلى الله عليه وسلّم والمسلمون: الثلاثة الذين خلفوا، حتى أنزل الله توبتهم، حين ظهر منهم ترك الجهاد المتعين عليهم بغير عذر، ولم يهجر من أظهر الخير،
فالمنكرات الظاهرة يجب إنكارها؛ بخلاف الباطنة فإن عقوبتها على صاحبها خاصة. وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم، فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله. فإن كانت لمصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً، وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك، بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف، بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهجر؛ بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر.
والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلّم يتألف قوماً ويهجر آخرين. انتهى بتصرف.
وهنا قد يقول قائل إن فعل القرني هذا من باب التأليف لمحمد عبده،
فيقال إن ظن القرني ذلك فقد أخطأ وجانب الصواب إذ كان بالإمكان تألفه بغير هذا الفعل الذي يؤيد ويدعم منكره الذي لا زال مقيما عليه!
فكان حريا به ان يتألفه بعيدا عن صنعته .. وبعيدا أيضا عن الإعلام الذي استغل هذا التعاون شر استغلال حتى أن إحدى القنوات قامت بعرض برنامج أو فقرة عن هذا التعاون ووضعت صورة القرني "الشيخ" بجوار صورة محمد عبده وهو يمسك بالعود!!
ولا يستبعد أن يجير الإعلام الخبيث هذا التعاون لصالح إباحة الغناء المجمع على تحريمه من عامة المذاهب.
كما أن مثل هذا التعاون يهون من أمر الغناء وأهله عند عامة الناس، فتعاون داعية مع مغني يعني أن المغني ليس على مخالفة كبيرة، وطالما أن من يدعو الناس للخير يتعاون معه في مجاله وصنعته فلا باس أن يحبه الآخرون ويستمعون له فالأمر هين وليس ذي بال!!.
3 - محمد عبده وورود حوض النبي –صلى الله عليه وسلم-
ومن ثمار هذا التعاون أن الفنان محمد عبده كما نقل ذلك عنه الشيخ القرن يرجو أن يرد حوض النبي بإنشاده قصيدة القرني!!، والقرني يقره على ذلك!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا لعمري من عجيب الأمور وغريبها فلا نعلم أن من أسباب ورود المسلم حوض النبي –صلى الله عليه وسلم- أن ينشد قصيدة دينية!!
بل إن ما يقرره علماؤنا سابقا ولا حقا أن إنشاد القصائد على جهة التعبد والتقرب إنما هو من فعل الصوفية أهل التغبير! وهو إحداث في الدين، والإحداث في الدين مما يحول بين المرء وبين ورود حوض -النبي صلى الله عليه وسلم-
سواء كان ذلك ببدع أو المعاصي.
وكان حريا بالشيخ بدلا من موافقة شريكه المغني أن يبين له الأسباب الصحيحة التي تورد العبد حوض النبي –صلى الله عليه وسلم- ويحذره من الأسباب التي قد تحول بينه وبين وروده .. والتي ربما هو واقع فيها .. إن لم يتغمده الله برحمته ويمنن عليه بتوبة من عنده أو فضل يتجاوز به عن ذنوبه,
4 - إشادة القرني بصوت محمد عبده،
وقال القرني -في مداخلة صوتية مع برنامج «ليلة خميس» على mbc fm الذي استضاف محمد عبده: (إن فنان العرب عظيم في مجاله مثلما كان المتنبي عظيما في الشعر) نقلا عن الرياض الصحيفة التي يديرها الليبرالي المنفتح تركي السديري والتي تلقت الخبر بغاية السرور والفرح كباقي وسائل الإعلام.
ولعمري إن هذه لثالثة الأثافي .. فالشيخ –هداه الله- داخل في برنامج غنائي يذاع في إذاعة غنائية!!، وأشاد بمغنٍ معروف في مهنته التي النفاق في قلوب الملايين من المسلمين ممن يستمع له،
فهل ننتظر منه عما قريب فتوى تبيح الغناء؟؟ ربما!!
5 - القرني وملايين محمد عبده:
أيضا جاء ضمن تصريح القرني بهذا الخصوص قوله عن محمد عبده: "هو رجل مسلم يشهد أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله ويستمع له الملايين".
هل يكفي في التعاون مع عبده كونه يشهد أن لا إله إلا الله؟؟ أليس لهذه الشهادة شروط ومقتضيات، أليس لها مكانة علية في نفوس أهلها الذين عرفوا معناها واجتهدوا في العمل بمقتضاها؟؟
وكيف سيكون موقف "الشيخ" غدا من هذه الكلمة التي يبرر بها تعاونه مع محمد إذا رآه يصور فيديو كليب بصحبة أحلام أو شمس؟؟؟
ثم ليته لم يأتِ على ذكر ملايين محمد عبده من المستمعين لأن كل من قرأ كلامه بتمحيص فهم أنه يبحث عن مزيد من الأضواء والشهرة، وهذا لعمري مسيء للدعوة والدعاة، بل رأينا في بعض المنتديات عواما يعممون ما جرى من القرني على باقي الدعاة وطلبة العلم!!
وهل نسي القرني أن العبرة ليست بكثر الأتباع من الغوغائية، وإنما العبرة بصحة المنهج والثبات على الحق، فعلام الاغترار بكثرة الهالكين؟؟ وأين أنت يا شيخ من قول الله تعالى: {وإنْ تُطِعْ أكثَرَ مَنْ في الأرضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبيلِ اللهِ}.؟؟
يا شيخ عائض إن كنت تريد نصرة الدين –ونحسبك كذلك- فالدين لا ينصر بكثرة الغثائية ولا بفساق الأمة، والدعاة والمصلحون ليسوا مكلفين بخلق الإيمان في نفوس المدعوين ولا بهدايتهم، إذ ذلك ليس بمقدورهم ولا بملكهم فغاية التكليف في حقهم أن يبلغوا دين الله كما هو، أن يعلموا الناس المحجة البيضاء التي تركنا عليها نبي الأمة وهاديها –عليه الصلاة والسلام-
6 - السعيد من اتعظ بغيره!:
يقال في المثل السعيد من اتعظ بغيره وأقول هنا ليت القرني اتعظ بنفسه لا بغيره، فبعد لقاء هيفاء المنصور والذي خرجت بعده لتقول للإعلام أن القرني يفتي بجواز كشف الوجه وأنه يقول أن مسألة الوجه خلافية الخ، وليس كذلك وحسب بل كانت نتيجة ذلك اللقاء في بيت هيفاء فشل ذريع ومخزي.
واليوم هاهو الشيخ –أنار الله بصيرته- يعيد الكرة مع شخص آخر يعمل في نفس مجال الفن العفن .. وسنرى مخرجات هذا اللقاء والتعاون في القريب العاجل.
نسأل الله الثبات حتى الممات على دينه الحق الذي بعث به محمدا –صلى الله عليه وسلم- وفمهم عنه سلفنا الصالح .. اللهم آمين
كتبته ليلة البارحة على عجالة .. فإن كان صوابا فهو من توفيق الله وفضله علي وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان غفر الله لي وللجميع .. آمين
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
1 - بالنسبة لي لم تكن مفاجأة ومن قرأ في عصر التحولات في مصر وغيرها وبداية العصرنة .. سيوقن أن الأيام حبلى .. فاللهم سلم سلم.
2 - لم أعرج على ذكر حكم الغناء لعجالة الكتابة ولعلمي أن حكمه معلوم عند غالب الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - حدث ذلك من محمد عبده مع مغنية تدعى أحلام وأخرى تدعى شمس هذا ما عرفته من خلال البحث في النت وأشهد الله أني لا أعرفهن لا شكل ولا صوتا .. ولله الحمد والمنة وأساله مزيد فضل وتثبيت وهداية وعفو فالزلل كثير والتقصير حاصل وعزائي ومسكني أن ربي الله غفور رحيم.
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 12:57]ـ
أما بعد
وليتسع للكلام صدر الإخوة والأخوات
حكم الغناء محل خلاف قديم لا ينكره طالب علم، وإذا كان كذلك فلا أجد مبررا لهذا الهجوم الشنيع
ليس موضوعنا هنا حكم الغناء ولكن الموضوع هو حكم هذا التعاون الذي بسط الحديث فيه وأنكر على عايض القرني بسببه
حتى أصبح الكلام عاما متشعبا لا معنى له ولا فائدة إلا أن الغناء حرام وأن المغني فاسق ...
ويقفز هنا سؤال
ما الفوائد التي يمكن أن تتحقق من إنشاد هذا المطرب للقصيدة؟؟
من الفوائد أن (الملايين) من الناس الذين ذكرهم عايض القرني وهم يستمعون لمحمد عبده سوف يسمعون شيئا جديدا
له هدف نبيل ومعنى سامي ولا شك أن هذا خير كبير أفضل من سماع اللهو الذي لا فائدة من ورائه حتى عند من يجيز السماع
ومن الفوائد أن هؤلاء المستمعين سيجدون كلاما يستحق أن يسمع وسيقضون وقتا في سماعه وهم (ملايين) فيشغلهم بل ويجعلهم يتوجهون لهذا الفن أكثر من توجههم لغيره
وفيه مصلحة للمؤدي الذي سيقوم بهذا العمل فهو عمل صالح له قد ينفعه عند ربه، ونحن نتمنى لكل مسلم العمل الصالح والهداية، وأن ينقذه الله من النار،
وفيه دعوة إلى الله لفئة لا يسمعون دروسا ولا محاضرات وهم منشغلون عنها تماما، فتدخل إليهم في عقر فنهم ليلتفتوا إلى شيء جديد فيه بركة وخير
ثم يطرأ لي سؤال هنا
هل العبرة بالكلام الذي سينشد أم بالمؤدي الذي يؤديه
أظن العبرة بالكلام وهنا سيكون المؤدي (محمد عبده) معينا على انتشار الكلام في أوساط الكثيرين أكثر من غيره
فما الضرر في ذلك
ثم الكثير يعلم أن بعض المقرئين الذين يتلون كتاب الله وهو أجل وأقدس متلبسين ببعض البدع والشركيات ولهم أصوات جميلة ونسمعهم في الإذاعات صباحا ومساء، وفرق بين الشرك والبدع وبين مسألة فيها خلاف ولو كان ضعيفا
والله من وراء القصد
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 01:50]ـ
السلام عليكم
أرجو من إخواني تهدئة الأمر ..
ينبغي إذا رأينا أمراً نعتقد أنه خطأ أن نقول: إنه خطأ، و لكن نعطي الخطأ حجمه المناسب، من دون تضخيم و لا تحقير ..
أرى من تعليقات عددٍ من الإخوة الكلام عن حرمة الغناء، و هذا أمرٌ خارج النزاع.
المسألة في أصلها و هي: قصيدة، و تُنشد .. أيضاً لا إشكال
الإشكال: أن يكون المنشد لهذه القصيدة مغنّياً!
ما رأيكم أيها الأحباب لو قيل: هذا هو استغلال للموهبة على الوجه الشرعي الصحيح .. !
الرجل ذو موهبة فذّة لم توظّف بالطريقة السليمة فهذا نوع من التوظيف الصحيح لها، علاوةً على ذلك فالرجل له جمهور .. و إذا انشد هذه القصيدة سيستمع له الكثير ..
و لا يلزم من قول الشيخ: إن له جمهوراً إقراره على جواز الغناء!
هاتوا أراءكم
و لكن!
هدّي السرعة مع التعشيق
شكراً
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 02:46]ـ
الإشكال يكمن في أمرين جوهريين:
1/ تعاون الشيخ مع رأس من رؤوس الفسق والمجون, ومع كبير من كبراء المجاهرين بالكبائر.
2/ كون ((فنان العرب)) هو من ينشد هذه القصيدة!.
ـ[الفهد]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 02:52]ـ
بعيداً عن الموضوع ... انتقادي ليس لأن محمد عبده سينشدها!
وإنما القصيدة ذاتها: موضوعها جميل، لكن: ليست قوية ومتماسكة،و تفقد الجزالة في الألفاظ!
فلو كانت بالفصيح لأصبحت أجمل بلا شك!
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 04:29]ـ
الإشكال يكمن في أمرين جوهريين:
1/ تعاون الشيخ مع رأس من رؤوس الفسق والمجون, ومع كبير من كبراء المجاهرين بالكبائر.
2/ كون ((فنان العرب)) هو من ينشد هذه القصيدة!.
رأس من رؤوس الفسق!!!
ومع كبير من كبراء المجاهرين بالكبائر!!!
على رسلك يا صاح
كما أن أهل السنة لا يكفرون المعين فكذلك لا يفسقون المعين
ثم ما هي أكبر الكبائر التي يجاهر بها هذا الرجل؟؟؟
هل تقصد الغناء أكبر الكبائر؟؟؟
أما كونه هو من ينشد القصيدة فهذا هو محل نزاعنا لم أرك جئت بعلة إلا أنك اعتمدت على الرأي وجعلته دليلا على نفسه!!!
هلا تأملت يا عزيزي
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 04:45]ـ
سؤال
ما رأيكم لو شاهدتم الشيخ ابن عثيمين - رحمة الله عليه - لابسا لباس الموضى (الجينس)
هل هذا يليق بمقامه؟
أظن أن المقصد من هذا الكلام قد وصلكم!!!
للأسف - عائض القرني - لم يكن هكذا ...
فما دهاه ....
نسأل الله - العفو و العافية -
عندما أسمع قصص الصحابة لـ (عائض القرني) وكيف يستنبط منها (العبر، و الحكم) أكذب ما نسب إليه (الآن) من اتفاقه مع الفنان المغني (محمد عبده)
الفنانون و المسيقيون أغلبهم فساق، إلا من رحم ربي ...
حليق اللحية، ومسبل الثياب، إضافة إلى الجو الصاخب المحيط به، من فنانين، و فنانات ...
لاشك أن التعاون مع هؤلاء الناس (يعتبر سفه) ...
وهل أموالهم حلال؟!!!
وهل ما يبذلونه ينفع الدين؟!!!
*
*
موضوع الغناء أو الأناشيد موضوع فصل فيه العلماء ....
فلا يأتي أحد ويقول (أن في الأمر سعة) ....
الأناشيد قد يضطر إليها بعض الناس، أو يحتاجونها في أسفارهم، و رحلاتهم؛ فمثل هذا قد تباح (للحاجة) ...
أما الغناء و ما أشبهه؛ فهذا لا يجوز، و ويشتد الحكم إذا صاحبته المعازف و الطبل ...
و الله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفهد]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 06:15]ـ
حليق اللحية، ومسبل الثياب!!
لماذا نجعلها مقياساً للرجل!!!
والله أعرف أخوين شقيقين يسكنان في بيتٍ واحد الأول مُلتحي وسيماه سيما أهل الصلاح، والآخر حليقٌ ومُسبل!
الحليق المسبل: لا يُفارق الروضة من سنوااااات
والملتحي: لا أذكر أني رأيته بالروضة وكثيراً ما يُصلي مع الجماعة الثانية!!
صدقوني ليست مقياس .. والتركيز (دائماً) عليها ليس صحيحاً
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 07:32]ـ
حليق اللحية، ومسبل الثياب!!
لماذا نجعلها مقياساً للرجل!!!
والله أعرف أخوين شقيقين يسكنان في بيتٍ واحد الأول مُلتحي وسيماه سيما أهل الصلاح، والآخر حليقٌ ومُسبل!
الحليق المسبل: لا يُفارق الروضة من سنوااااات
والملتحي: لا أذكر أني رأيته بالروضة وكثيراً ما يُصلي مع الجماعة الثانية!!
صدقوني ليست مقياس .. والتركيز (دائماً) عليها ليس صحيحاً
أخي الكريم
مقياس صلاح الظاهر مرهون بصلاح الباطن، وقد سمعت من الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله تعالى عندما سئل لماذا أيها المشايخ ليس لكم سوى الكلام عن هذه المسائل، أليس لكم غير هذه المسائل حتى تَكَلَّمُوا فيها؟
فأجاب وأنقله من حفظي: قال: إن الطحاوي رحمه الله تعالى لما كتب في عقيدته المعروفة بالعقيدة الطحاوية (ونرى المسح على الخفين في السفر والحضر) فلما كتب هذه المسألة في باب العقيدة وهو يعلم علم اليقين أنها من مسائل الفقه، فنبه عليها في باب العقيدة لما اشتهر في عصره الرفض والتشيع، وهم لا يقولون بالمسح، فكان سمة أهل السنة في ذلك العصر أنهم ينبهون على هذه المسائل المشتهرة في عصرهم، كذلك اللحية فلما اشتهر أهل السنة بها في هذا العصر كان الواجب أن ينبه عليها أئمة الدعوة والمشايخ؛ وذلك لأن لكل عصر سمة لأهل السنة فيه.
هذا ما تذكرته.
والله أعلم
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 07:44]ـ
الإخوة الذين استسهلوا هذه المسألة ألم يقرأوا رد محمد عبده؟!! محمد عبده جعل المسألة فرصة ليبين للناس!! -يضل- أنّ ما يفعلونه صواب!، وأنه لا إشكال بين أهل الديانةوبين المطربين!! ألا ترون أنّ شيخ الصحوة القرني سيتعاون معي، وسأغني له هذه القصيدة؟!!!
إذن القضية سهلة، ولا فسّاق، و لا مطربين، الحمد لله، نحن إيش فعلنا؟!!
نصلي الخمس، كون بعض النساء تنحرف، كون بعض الشباب ينحرفون، هذه المسألة خلل سلوكي عندهم، لأننا نصلي الخمس!! فليس ذنبي أن تهز الأرداف على نغمات موسيقاي!!
و هل من ذنبي أن يرتقي من يرتقي لرؤية معشوقته؟!!! لأنه طرب لأغنيتي!!
إنكم تظلمونني!!! ذنبي أن تتيه الشابة بالغرام لأنها سمعت أغنيتي الفلانية؟!!! هذا خلل في التطبيق!!! ما هو ذنبي!!
و الحمد لله الدليل: أنني سأتعاون مع شيخ الصحوة، وليت العلماء أيضا، يتركون شدتهم!! و لو يكملون جميلهم ويتعاونون معي!!!!!!!!!
هذا كله لسان الحال!!!!
يا أيها المدافعون ما لكم؟!!!! ويحكم، أهذه شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -؟!!!
(و من يضلل الله فما له من هاد).
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 08:08]ـ
الإخوة الذين استسهلوا هذه المسألة ألم يقرأوا رد محمد عبده؟!! محمد عبده جعل المسألة فرصة ليبين للناس!! -يضل- أنّ ما يفعلونه صواب!، وأنه لا إشكال بين أهل الديانةوبين المطربين!! ألا ترون أنّ شيخ الصحوة القرني سيتعاون معي، وسأغني له هذه القصيدة؟!!!
إذن القضية سهلة، ولا فسّاق، و لا مطربين، الحمد لله، نحن إيش فعلنا؟!!
نصلي الخمس، كون بعض النساء تنحرف، كون بعض الشباب ينحرفون، هذه المسألة خلل سلوكي عندهم، لأننا نصلي الخمس!! فليس ذنبي أن تهز الأرداف على نغمات موسيقاي!!
و هل من ذنبي أن يرتقي من يرتقي لرؤية معشوقته؟!!! لأنه طرب لأغنيتي!!
إنكم تظلمونني!!! ذنبي أن تتيه الشابة بالغرام لأنها سمعت أغنيتي الفلانية؟!!! هذا خلل في التطبيق!!! ما هو ذنبي!!
و الحمد لله الدليل: أنني سأتعاون مع شيخ الصحوة، وليت العلماء أيضا، يتركون شدتهم!! و لو يكملون جميلهم ويتعاونون معي!!!!!!!!!
هذا كله لسان الحال!!!!
يا أيها المدافعون ما لكم؟!!!! ويحكم، أهذه شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -؟!!!
(و من يضلل الله فما له من هاد).
أبا أحمد
هل هذا نص كلام محمد عبده أم هو كما ذكرت لسان الحال
هلا تفضلت بالرابط
إذا كان كلامه كذلك فهذه كارثة
أما إذا كنت افترضت كلامه فهذا شي آخر
ـ[الفهد]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 08:14]ـ
مقياس صلاح الظاهر مرهون بصلاح الباطن، وقد سمعت من الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله تعالى عندما سئل لماذا أيها المشايخ ليس لكم سوى الكلام عن هذه المسائل، أليس لكم غير هذه المسائل حتى تَكَلَّمُوا فيها؟
فأجاب وأنقله من حفظي: قال: إن الطحاوي رحمه الله تعالى لما كتب في عقيدته المعروفة بالعقيدة الطحاوية (ونرى المسح على الخفين في السفر والحضر) فلما كتب هذه المسألة في باب العقيدة وهو يعلم علم اليقين أنها من مسائل الفقه، فنبه عليها في باب العقيدة لما اشتهر في عصره الرفض والتشيع، وهم لا يقولون بالمسح، فكان سمة أهل السنة في ذلك العصر أنهم ينبهون على هذه المسائل المشتهرة في عصرهم، كذلك اللحية فلما اشتهر أهل السنة بها في هذا العصر كان الواجب أن ينبه عليها أئمة الدعوة والمشايخ؛ وذلك لأن لكل عصر سمة لأهل السنة فيه.
هذا ما تذكرته.
والله أعلم >
قياس مع الفارق! ولا علاقة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 08:28]ـ
سيتبين الأمر جداً عندما ننظر إلى أكثر المؤيدين والمستبشرين بهذا التعاون الغريب من هم يا تُرى؟
هل هم أكابر علمائنا وطلبة العلم عندنا؟
أم هل هم أهل الدين والفضل والإستقامة؟
أم أهل الإنحلال والفساد والهمج الرعاع من العلمانية واليبرالية؟
سيتبين الأمر عندما نرى أن أول المؤيدين هم ..........
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 08:37]ـ
سيتبين الأمر جداً عندما ننظر إلى أكثر المؤيدين والمستبشرين بهذا التعاون الغريب من هم يا تُرى؟
هل هم أكابر علمائنا وطلبة العلم عندنا؟
أم هل هم أهل الدين والفضل والإستقامة؟
أم أهل الإنحلال والفساد والهمج الرعاع من العلمانية واليبرالية؟
سيتبين الأمر عندما نرى أن أول المؤيدين هم ..........
لم أكن أعلم أن (الأكثر) هم الأصلح
ولم أكن أعلم أن المسألة قطعية
ولم أكن أعلم أننا من المؤيدين الذين هم ....
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)(/)
فقاعات بعض الدعاة (فتوى التصفيق نموذجا) .. !!
ـ[جذيل]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 12:40]ـ
نعم .. اعلم انه يحزنك ان أشغل بالك بقضية لا وجود لها في ذهنك ..
بل في ذهن الامة .. !!
لكنني لا علم كيف اسحبك الى حلبتي – على وزن (حلقتي) - حتى تعلم بوجودي ..
لا عليك ..
فاليوم يوم الغرائب .. !
إن كانت بعض النسوة تبحث لها عن اغرب ما في الاسواق ..
من الاكسسوارات والبلدوزرات والكلاشنات والمعلبات والخياش (مفرد خيشة) .. لتعلقها على ثيابهن .. !!
فلا عليك ان تعلم ان بعض الرجال يبحثون عن اغرب ما في الغرائب .. مما يصعب ان اصوره لك ..
جرد ذهنك قليلا .. وانظر الى من بجانبك لتعلم اننا لا زلنا بحاجة لأن نفهم كيف نقرأ الواقع ..
وكيف نستصدر العقلاء .. !!
أبك معي:
التصفيق حلال ..
لأ .. بل حرام ..
لأ بل محتمل ..
لأ .. المسألة خلافية ..
لأ .. يحتمل انها اجماعية .. !!!
طيب ما علاقة الامة أن تشغل بمثل هذه الفقاعات .. !!؟؟
ما ذنب شباب الامة ونسائها ورجالها بأن تشتت اذهانها بمثل هذه المقولات .. !!؟
المجالس الان تتحدث عن حكم التصفيق ..
هل يخص الرجال او النساء ..
وهل هو في العبادة او العادة ..
وهل هو من خصائص النصارى او لأ ..
هذه الاوقات التي اهدرت من اجل قضية ليست ثانوية .. بل اقل من ذلك بكثير ..
من يتحمل وزرها .. !؟
ليس التصفيق فقط هو المتداول الان ..
بل القى نظرة الى أطراف قدميك .. لتعلم اننا بحاجة لنعلم هل كره (نادي النصر) لله او لغير الله .. وهل ابن سعيد عماني ولا افغاني ... !
دقق مرة اخرى معي ..
سينشد قصيدتي المطرب الفلاني ...
لا اله الا الله ... !!!؟
هل إحنا ناقصين منشدين .. حتى نستعين بأهل العربدة .. ؟
هذه الفقاعة من هذا الاديب الالمعي ما شاني وشأنك وشأني اختي واختك ان نشغل أوقاتنا بها ..
هم قالوا لنا:
لا تفرقوا الامة ..
لا تتكلموا عن امور تشتتها ..
دعوكم من بعض مسائل العقيدة ..
وعليكم بالاقتصاد والمال والاعمال والانتاج والابداع وكيف تستغفل عقلك حتى تكون اداريا ناجحا .. !؟
فلما فكرنا قليلا ..
وإذا بهم يعنون التصفيق والاناشيد ونادي الهلال والنصر وابن سعيد .. !!!
والقائمة تطول .. !
والسؤال الملح والمهم:
ماهي الفقاعة القادمة ... ؟!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 12:55]ـ
كل فقاعة تدل على أمراضٍ في المجتمع المسلم!
يتفاوت الناس في حلِّها.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 01:05]ـ
أرى أن الأخ جذيل يلمح من بعيد أو من قريب بالموضوع المثار نقاشه حاليا في المجلس الشرعي تحت هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=34041
وبعدة موضوعات مثارة أيضا للنقاش في المجالس الأخرى
ـ[جذيل]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 01:11]ـ
الاخ عدنان /
شكرا لمرورك ..
الاخ عبدالله الحمراني /
ما نقلتَ كان من اسبابه .. !
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 01:13]ـ
ما الموضوع الأكبر الذي قصدَّته؟
من باب الإيضاح للضعيف، فهو أمير الركب.
والرمزية لا يحسنها كل قاريء.
ـ[جذيل]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 01:19]ـ
الاخ عدنان المبارك /
نريد ان نستخدم ما يقوله بعض اكابرنا:
عليك بالفكرة ودعك من صحابها ..
لو ذكرت لك السبب فقد اكون محتاجا لأن تكتبَ فيّ:
فقاعات جذيل ...
المهم لدينا ان نفهم كيف نقدم وكيف نؤخر ..
ومن نقدم ومن نؤخر من خلال ما نقرأ لهم ..
كفيت همك ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 01:22]ـ
بارك الله فيك، لا عليك، تكفينا الفقاعات السابقة سائر ليلتنا.
ولم أرِدْ منك التَّمثيل، بل شرح الفكرة دون إبهام أوإلباس.
ـ[الواحدي]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 02:06]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بارك الله فيك، لا عليك، تكفينا الفقاعات السابقة سائر ليلتنا.
ولعل الشيخ يقصد:
بارك الله فيك. لا عليك! تكفينا الفقاعات السابقة سائر ليلتنا.
وقد بادرت بالتصويب، تجنُّبًا لأية "فقَّاعة" جانبية ...
ثم ما بالنا نتذمَّر من الفقاقيع! أليس منظرها متحرِّكةً على البِرَك، وهي تظهر وتختفي، من أبهى المشاهد شاعرية وجَمالا؟ حتى قال الشاعر: "سُمُوَّ حباب الماء حالا على حال"!
وإذا كنَّا من متذوِّقي القهوة الأصيلة، أليس توشُّح فنجانها بالفقاقيع من بصمات جودتها؟
ولولا الفقاقيع، لتسمَّم الماء الراكد؛ فإنها من عوامل جلب الأكسجين إليه والتخفيف من تلوُّثه ...
رجاءً! لا تظلموا الفقاقيع!
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 05:24]ـ
كل من تتبع شيئا يستطيع أن يجعل منه قضية
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 08:59]ـ
يوم امس اطلعت على موضوع في احد المنتديات لرافضي قام بجمع روايات استواى الرحمن على العرش
واخذ يضرب بعضها ببعض ويستنبط منها استنباطات باطله بهدف الطعن في عقيدة اهل السنة والجماعة
اقول: انه لدين لو كان له رجال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 11:52]ـ
أنا أتنفس ..
غيري يقابل تنفسي بما يجعله فقاعة ..
هل هذا ذنبي؟؟!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 02:14]ـ
/// تتنفس داخل الماء أوخارج الماء. (ابتسامة)
لأنَّ سبب نشوء الفقَّاعة هو الأول.
ـ[الواحدي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 02:33]ـ
"غيره" يراه يتنفَّس داخل الماء، وإن كان خارجه، ليلصق بكلامه صفة "الفقاعية"!
ولذلك سبب آخر:
فهو يتخيَّله "يتنفس تحت الماء"، ليراه:
يغرق .. يغرق .. يغرق ..
وبالمناسبة: لعلّ "القبّاني" هو أوّل من استعمل "الفقاقيع" بالمعنى السلبي.
وإن لم يكن هو، فابن عم له من المحدَثين المحدِثين.
ولا زلت أصرّ على استملاح الفقاقيع، واعتبارها مشهدًا جماليا، "مليئًا" بالمعاني ...
رجاءً، مرَّةً أخرى! لا تظلموا الفقاقيع!
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 03:04]ـ
"غيره" يراه يتنفَّس داخل الماء، وإن كان خارجه، ليلصق بكلامه صفة "الفقاعية"!
ولذلك سبب آخر:
فهو يتخيَّله "يتنفس تحت الماء"، ليراه:
يغرق .. يغرق .. يغرق ..
وبالمناسبة: لعلّ "القبّاني" هو أوّل من استعمل "الفقاقيع" بالمعنى السلبي.
وإن لم يكن هو، فابن عم له من المحدَثين المحدِثين.
ولا زلت أصرّ على استملاح الفقاقيع، واعتبارها مشهدًا جماليا، "مليئًا" بالمعاني ...
رجاءً، مرَّةً أخرى! لا تظلموا الفقاقيع!
ليستِ المشكلةُ في فُقَّاعيةِ الفُقاعة، إنما المشكلةُ في بَلْوَرة الفقاعة حتى يكون لها شكل غير الشكل ومنظر غير المنظر.
هل ننتظر أن تخرج الفقاقيع بعد ذلك في عُلَبٍ مَدْعُومة بِقماشٍ من القَطِيفة، أم ننتظر أن تأخذ معنى سلبيًّا كالذي تكلم عليه الأخ الواحدي (ابتسامة)
إن هذه الأمور - أقصد الفقاقيع - تتراءى وتتقارب وتتباعد حسب الاندفاع النفسي والرؤية الشخصية المحورية للفقاعة، فمن راءٍ لها على أنها فقاعة، ومن راءٍ لها على أنها قناعة لا بد منها، ومن راء لها على أنها لا شيء!!
ومعذرة على المرور، وكما قالوا: العَتَب على النَّظَر!!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 04:31]ـ
إلم أخطئ في فهم الرمزية فالموضوع مغرض!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 05:10]ـ
إلم أخطئ في فهم الرمزية فالموضوع مغرض!
/// نرجو أن لا يكون كذلك لو أبان لنا صاحبه عن المستور. (ابتسامة)
وبالمناسبة: لعلّ "القبّاني" هو أوّل من استعمل "الفقاقيع" بالمعنى السلبي!
الناس أذواق يا شيخ.
ولا زلت أصرّ على استملاح الفقاقيع، واعتبارها مشهدًا جماليا، "مليئًا" بالمعاني ...
رجاءً، مرَّةً أخرى! لا تظلموا الفقاقيع!
/// هل هذا منها:
كَأَنَّ صُغرى وَكُبرى مِن فَواقِعِها /// /// حَصباءُ دُرَّ عَلى أَرضٍ مِنَ الذَهَبِ
كَأَنَّ تُركاً صُفوفاً في جَوانِبِها /// /// تُواتِرُ الرَميَ بِالنُشّابِ مِن كَثَبِ
.... الخ.
(ابتسامة)
استغفر الله ..
ـ[جذيل]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 06:13]ـ
ابو فهر السلفي /
كلامي في غير ما فهمت ..
اخوك يعني المنع من الاغراق او التحدث عن قضايا لسنا بحاجة لها في هذا الوقت .. مما يرهق الامة ويشتتها عن معرفة قضيتهم الكبرى ..
ولست اعني التهوين او ما شابه ذلك ..
ليست القضية حول موضوع كتب في هذا المنتدى او غيره , مما لم يتجاز قراؤه عشرة او عشيرن او يكثرون قليلا , حول مسألة فقهية ولو كانت بقدر مسألة حكم مالا نفس له سائلة ..
بل القضية ان تشغل الامة بقضايا ومسائل يدورون فيها بجعجعة لا طحن فيه ..
حتى يتدرب الشباب على مثل هذا المنهج ..
وينشغل الكبار بمالا اهمية له ..
ويتكاسل أهل العلم عن ان يفهموا الناس بحقيقة ما يراد بهم ..
لا زلنا اخي الكريم بحاجة الى توعية الناس بأهمية التوحيد ومعرفة العدو الحقيقي , وترك اشغال الناس بفتات القضايا ..
كتبت بمثل هذا الاسلوب لظني انني اكتب لطلبة علم ومشايخ ومطلعين .. وما ظننت ان تاتي مثل الاخت شذى الجنوب لتقول ان الموضوع مغرض ... !!
غفر الله لك يا اخت شذى ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 07:36]ـ
المنع من الاغراق او التحدث عن قضايا لسنا بحاجة لها في هذا الوقت .. مما يرهق الامة ويشتتها عن معرفة قضيتهم الكبرى ..
ولست اعني التهوين او ما شابه ذلك ..
ليست القضية حول موضوع كتب في هذا المنتدى او غيره , مما لم يتجاز قراؤه عشرة او عشيرن او يكثرون قليلا , حول مسألة فقهية ولو كانت بقدر مسألة حكم مالا نفس له سائلة ..
بل القضية ان تشغل الامة بقضايا ومسائل يدورون فيها بجعجعة لا طحن فيه ..
حتى يتدرب الشباب على مثل هذا المنهج ..
وينشغل الكبار بمالا اهمية له ..
ويتكاسل أهل العلم عن ان يفهموا الناس بحقيقة ما يراد بهم ..
لا زلنا اخي الكريم بحاجة الى توعية الناس بأهمية التوحيد ومعرفة العدو الحقيقي , وترك اشغال الناس بفتات القضايا ..
/// هذا ممَّا تُنَازع فيه أيضًا يا أخانا ..
/// وما صيَّر الأمر إغراقًا هي الوسائل الملهية للأمَّة، وإلَّا فكل شيءٍ مهم عند الأمَّة، وإن كانت ثَمَّ أولويَّات مغيَّبة وما هي أقل منها مظهرة "ظاهرة الفقاقيع! " فهذا دورٌ مشبوهٌ لوسائل الإعلام المخدِّرة التي تتلقَّف مثل هذه القضايا للضرب في وتر الإشغال والضجَّة المصطنعة "المغرضة أكثر الأحيان".
/// فمرَّةً مسألة قتل ملَّاك القنوات تعزيرًا من الحاكم! ومرَّةً الفأر ميكي ماوس .. الخ.
/// وإلَّا .. فما ذنب شيخٍ تكلَّم عن حكم التصفيق وقد سُئل عنه، فهل يرجئ الجواب لأنَّه هناك ما أولى، وما ذنب طلَّاب العلم حين يتحاورون ليصلوا إلى الحقِّ في مسألةٍ تحتاج إلى تنقيح وإعادة نظر، فهل يرجؤنها حتى تنجلي!
/// وإلَّا أين الإغراق؟ ومن المسؤول عنه حقيقةً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 08:04]ـ
/// هذا ممَّا تُنَازع فيه أيضًا يا أخانا ..
/// وما صيَّر الأمر إغراقًا هي الوسائل الملهية للأمَّة، وإلَّا فكل شيءٍ مهم عند الأمَّة، وإن كانت ثَمَّ أولويَّات مغيَّبة وما هي أقل منها مظهرة "ظاهرة الفقاقيع! " فهذا دورٌ مشبوهٌ لوسائل الإعلام المخدِّرة التي تتلقَّف مثل هذه القضايا للضرب في وتر الإشغال والضجَّة المصطنعة "المغرضة أكثر الأحيان".
/// فمرَّةً مسألة قتل ملَّاك القنوات تعزيرًا من الحاكم! ومرَّةً الفأر ميكي ماوس .. الخ.
/// وإلَّا .. فما ذنب شيخٍ تكلَّم عن حكم التصفيق وقد سُئل عنه، فهل يرجئ الجواب لأنَّه هناك ما أولى، وما ذنب طلَّاب العلم حين يتحاورون ليصلوا إلى الحقِّ في مسألةٍ تحتاج إلى تنقيح وإعادة نظر، فهل يرجؤنها حتى تنجلي!
/// وإلَّا أين الإغراق؟ ومن المسؤول عنه حقيقةً؟
لا شُلَّتْ يمينك.
حقيقةً ما أردتُ بكلامي السالف الذي لم أفهمه (ابتسامة) إلا سبيل التعمية وزيادة الإبهام على كاتب الموضوع حتى يبين لنا ما يقصد.
من كلامه تحس أنه قد تجول في المجالس ورأى ما فيها من قضايا وآراء مثارة للنقاش، فأخذته حميةٌ ليست بحميِّة لتسطير هذا الموضوع هنا.
ثم إن كلامه عن الإغراق غير واقعي ولا موضوعي إن كان يريد أن يدرس الأمر من ناحية الموضوعية.
أليس الله تعالى يقول {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} فما صنع من تكلم عن حكم التصفيق أو تكلم عن حكم الشيء الفلاني أو نقل خبرًا ما عن شيخ أو داعية إلا تكلم عن [وَمَحْيَايَ] وهل مثل طرح الإخوة تلك المواضيع إلا من باب [ومحياي]
فالحياة إما أن تكون لله أو لغيره، فإن كانت له فنعيشها على النهج الذي طلبه منا، وإن كانت لغيره فشرك نعوذ بالله منه.
وحيث إن طَرْح الإخوة من الباب الأول (أن تكون لله) فلا داعي لما يسمه الكاتب بفقاعات، فإن كان يقصد بفقاعة أي أمر هين، فمن استهان بالخطر القليل، لن يشعر بمداهمة الخطر الكبير، فما السوس إلا قليل ناخر، ولماذا جعلنا المجالس العلمية إذن ألتحدث عن الأمور العظام الكبار التي لا تحتاج لمثلي أو لمثل الكاتب أو المشاركين لحلها، فحاجة تلك الأمور للعلماء الكبار أحوج من حاجتها لمثلنا، وإن كنا لا نحقر من شأن تلك الأمور.
ثم ماذا يقصد الكاتب بقوله (الدعاة) فهو يحتاج إلى توضيح، فسبيل الكاتب في الموضوع الرمزية فليبن عن ذلك؟
وأختم بكلمة أخيرة: لن نستطيع الصلاة إلا إذا تعلمنا الوضوء.
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 08:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حبيبي الغالي الجذيل حفظه الله
كل علم اتصل بأمر الله ورسوله ونهيهما هو علم شريف لا فقاقيع به!
ولا يشغل الناس عن الحقيقة (العظمى) وعن حقائق التوحيد وعن ما يراد بالأمة وعن .... وعن ... الخ
على كل حال .....
تأمل معي الله يسعدك ويحفظك ما قيل للصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه وتأمل رده البديهي على ما قيل!!
قال مسلم بن الحجاج حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبومعاوية ووكيع عن الأعمش ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له أخبرنا أبو معاوية عنالأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان قال قيل له قد علمكم نبيكم صلىالله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة قال فقال أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائطأو بول أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيعأو بعظم.
وأنظر هنا رد سلمان رضي الله عنه على هذا المشرك المتندر بعلم نبينا صلى الله عليه وسلم ..
قال مسلم ايضآ حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عنالأعمش ومنصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان قال قال لنا المشركون إنيأرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم الخراءة فقال أجل إنه نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينهأو يستقبل القبلة ونهى عن الروث والعظام وقال لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار.
وأخيرا انقل لك هذه الكلمات للحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى- قال: (فالذي يتعين على المسلم الاعتناء به والاهتمام أن يبحث عما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم يجتهد في فهم ذلك والوقوف على معانيه ثم يشتغل بالتصديق بذلك إن كان من الأمور العلمية وإن كان من الأمور العملية بذل وسعه في الاجتهاد في فعل ما يستطيعه من الأوامر واجتناب ما ينهى عنه فيكون همته مصروفة بالكلية إلى ذلك لا إلى غيره وهكذا كان حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان في طلب العلم النافع من الكتاب والسنة)
وقال أيضا: (فقهاء أهل الحديث العاملون به فإن معظم همهم البحث عن معاني كتاب الله وما يفسره من السنن الصحيحة وكلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحها وسقيمها ثم التفقه فيها وفهمها والوقوف على معانيها ثم معرفة كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان في أنواع العلوم من التفسير والحديث ومسائل الحلال والحرام وأصول السنة والزهد والرقائق وغير ذلك .... )
وقال رحمه الله: (وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا يسألونه عن حكم حوادث قبل وقوعها لكن للعمل بها عند وقوعها)
فلا بأس إن شاء الله بالسؤال المفيد الخالي من الاغاليط ولا بأس بتفصيل الإجابة له ولا بأس أيضا من تناول المتحاورين لذلك إن احتسبوا أجر تدارس العلم.
والله اعلم
محبك محب الإمام ابن تيمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 09:44]ـ
كل علم اتصل بأمر الله ورسوله ونهيهما هو علم شريف لا فقاقيع به!
لا فض فوك ..
ولله لقد أرحتني بهذه العبارة .. وقد كنت أنتظر من يأتي ويرد بذلك ..
جزاك الله خيرًا و زادك علمًا وفقهًا ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 12:12]ـ
أنا أجيبُ .. وأبحث .. وأتكلم بالعلم في العلم .. ولم أُضع ما هو أهم .. ولم أعط الأمور أكبر من حجمها ...
ما ذنبي إن تلقفها من جعلها زاد مجلسه وشهوة تحدثه؟؟
ـ[جذيل]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 02:15]ـ
بعض الاخوة غفر الله له يظن انني اعني ترك الدروس والمحاضرات والدورات .. !!
وترك تعليم الناس حتى دقائق الفية ابن مالك ..
بالبا استعن وعد عوض الصق .. ومثل مع ومن وعن بها انطق .. !
الباء للاستعانة , وتاتي للتعدية , وتكون للعوض , وشد حيلك في بقية مشابهاتها ..
علم طلبة العلم وانشر ذلك بين محبي هذه الفنون .. فضلا عن غيره.
لا زلت ادعو لذلك ..
ولا تعينوا الشيطان على اخيكم .. ؟
كلامي على غير هذا النسق الذي فهمه بعض الاخوة ..
ذكرت للاخ ابي فهر انني لا اعني موضوعا يكتب في منتدى يقرأه البعض ..
حديثي عن تسنم القنوات الاعلامية التي يطلع عليها الملايين , ممن هم غنيون عن ان يشغلوا بمثل هذه القضايا ..
بدل ان يفهّموا اركان لا اله الا الله وشروطها وواجباتها والولاء والبراء ونواقض الاسلام , وعدوه من صديقه ..
صار هم كثير من نسائنا تشقير الحواجب ..
من السبب في ذلك .. ؟!
لو كان السؤال عن قضية محرجة .. كبعض القضايا السياسية ..
لرأيت كيف يعترض المذيع ويقاطع السائل ..
وكيف يفر الشيخ من الاجابة .. !
لماذا لا يفعل هذا ببقية القضايا الغير مهمة .. !!
دقائق المسائل الفقهية من الممكن ان يفهمها عن طريق طلبة العلم القريبين منه ,
او امام مسجده ..
او موقع في الانتر نت يراسله ..
او حتى ان يقلد شيخا فيها ..
اما ان تكون عن طريق قناة اعلامية يصبح حيز هذه الفكرة في ملايين لا حاجة لهم بمعرفتها ..
ويظنون ان هذه هي قضية الامة .. !؟
هذا هو الاعتراض ..
البعض من الاخوة يضع في باله انني اتحدث عن موضوع كتبه هنا او هناك .. !
لأ .. الكلام يدور عن مسائل تطرح للعامة بصورة كبيرة تشغلهم عن قضايا أخر أهم منها ..
مرعيون وموفقون ..
ـ[أبو محمد بن سعيد]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 09:49]ـ
اخي الكريم جذيل:
الفكرة التي يدورعليهااصل موضوعكم صحيحة وان الامة لاتشغل عن مهمات الامور بامور اقل منها اهمية.
ولاأحد يخالفكم في ذلك.
لكن موضوعكم فيه اشكالات كثيرة لعلها تدل على ان فيه خللا ومن ذلك ما ذكره مشايخ المنتدى الافاضل.
ولعلي اذكر بعض الاشكالات:
اصل الموضوع اعتراض على من؟
على العلماء او المفتين؟
فماذنبهم اذا كانت اغلب اسئلة المستفتين مثلا عن التشقير.
وبعضهم يقول قد تكلمنا عن هذا ثم يذكر الخلاصة في اقل من دقيقة فهل اقل من دقيقة فيها خطا.
ام على العامة وهذا ايضا لا وجه له لان العامة تتكلم بالمجريات ياتي خبر اي خبر فتوى دينية. خبر سياسي. حادث غريب ..... فيتكلمون عنه ..
ام على القنوات الفضائية فهذا ايضا لا وجه له لامور:
اولا الاعلام يهتم بما يثير انتباه العامة وليس هذا خاصا بفتوى دينية بل لو حدث خبر سياسي او جاء رجل بفكر غريب او .. او اهم شيء يكون مثيرا فانك تجد الاعلام بعض الفضائيات الصحف اليومية تجدها محور حديثهم.
ثانيا تكلموا في مسالة التصفيق كم المدة التي مكثوا فيها لتكن ساعة او ساعتين او ثلاث طيب وبعدين اش البرامج التي تعرض نفس الفكرة موضوع اخر مثير للانتباه او اناشيد او برامج لا معنى لها يعني نتكلم عن التصفيق وشرع الله ارحم
هل ترى ان ساعتين مثلا او لتكن ثلاث ساعات -وهذا اقوله مبالغة - كم نسبتها مما يعرض من برامج القناة.
يعني ياثمون ان اشغلوا الامة بمسائل الدين؟ كم ذكرتم في اصل الموضوع
هذه الاوقات التي اهدرت من اجل قضية ليست ثانوية .. بل اقل من ذلك بكثير ..
من يتحمل وزرها .. !؟
ولعله اسلوب ادبي فحسب ..
والاشكال الاكبر من ذلك في هذا الموضوع:
انه وان كانت فكرته في الاصل صحيحة لكنه يولد عند بعض العامة وبعض طلاب العلم حساسية زائدة من بحث المواضيع الدقيقة في العلم يعني مثلا في احداث غزة الامة والحمد لله كلها مهتمة بالموضوع واشبع المشايخ الكلام في الموضوع في هذه الاثناء بعض الاخوة لايطرب الا لهذا الموضوع يعني لو سمع كلام بعض المشايخ في تحقيق مسالة علمية مثلا في قناة فضائية وقد اطال الكلام فيها مباشرة يكلم من بجواره: اش هذا الامة في حرب وهذا يتكلم ويفصل في هذه المسالة.
هذا الشيخ نفسه تكلم مرارا عن موضوع الحدث فهل يجبران يتكلم في كل موضع عن هذا الحدث اعتقد انك توافقني الجواب بالنفي.
حتى في غير الاحداث اصبح عند بعض العامة او حتى طلبة العلم حساسية من بحث المسائل الدقيقة وتطويل الكلام فيها يعني يقول لو اشغل وقته ببحث مسائل العقيدة والرد على الرافضة والعلمانيين والحداثيين لكان اولى.
وهذه مسالة لعلك تخلفني او توافقني فيها:
لو قال قائل حتى طالب العلم المتخصص لو اشغل نفسه بمثل هذه المسائل لا حرج عليه كما قيل اذا طلبت العلم فدقق حتى لا يضيع دقيق العلم.
اما مسائل العقيدة والتوحيد وقضايا الامة فاشغاله نفسه بذلك خطأ لو لم يقم غيره بذلك اما والحمد لله هذه المسائل مشبعة بحثا ولانقص فيها وهذا ظاهر والحمد لله في القنوات الجيدة ومواقع الانترنت الجيدة والمؤلفات الجيدة.
فاذا قال طالب العلم الايمكنني وقد قام غيري بالواجب ان انشغل بدقيق العلم حتى لايذهب مع اهتمامي وعنايتي بالمسائل المذكورة بحيث لو وجدت نقصا في الرد اوخللا او ضعفا سددته واكملته.
يعني هذا الكلام موجه للاخوة في الجهة المقابلة التي يتكلم عنها اخونا وهي الفئة التي اذا تكلم المشايخ في القنوات اوغيرها عن الحيض او النفاس او المسائل الدقيقة قاموا وشغبوا وقال الامة الان تحتاج الى الاهتمام بالمسائل الكبار.
معذرة اخي جذيل فهذه صورة اخرى على الضد مما ذكرته وانما اول خطوات الاصلاح بيان موطن الخلل ثم اصلاحه.
وفقكم الله وسددكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 10:16]ـ
بعض الاخوة غفر الله له يظن انني اعني ترك الدروس والمحاضرات والدورات .. !!
وترك تعليم الناس حتى دقائق الفية ابن مالك ..
بالبا استعن وعد عوض الصق .. ومثل مع ومن وعن بها انطق .. !
الباء للاستعانة , وتاتي للتعدية , وتكون للعوض , وشد حيلك في بقية مشابهاتها ..
علم طلبة العلم وانشر ذلك بين محبي هذه الفنون .. فضلا عن غيره.
لا زلت ادعو لذلك ..
ولا تعينوا الشيطان على اخيكم .. ؟
كلامي على غير هذا النسق الذي فهمه بعض الاخوة ..
ذكرت للاخ ابي فهر انني لا اعني موضوعا يكتب في منتدى يقرأه البعض ..
حديثي عن تسنم القنوات الاعلامية التي يطلع عليها الملايين , ممن هم غنيون عن ان يشغلوا بمثل هذه القضايا ..
بدل ان يفهّموا اركان لا اله الا الله وشروطها وواجباتها والولاء والبراء ونواقض الاسلام , وعدوه من صديقه ..
صار هم كثير من نسائنا تشقير الحواجب ..
من السبب في ذلك .. ؟!
لو كان السؤال عن قضية محرجة .. كبعض القضايا السياسية ..
لرأيت كيف يعترض المذيع ويقاطع السائل ..
وكيف يفر الشيخ من الاجابة .. !
لماذا لا يفعل هذا ببقية القضايا الغير مهمة .. !!
دقائق المسائل الفقهية من الممكن ان يفهمها عن طريق طلبة العلم القريبين منه ,
او امام مسجده ..
او موقع في الانتر نت يراسله ..
او حتى ان يقلد شيخا فيها ..
اما ان تكون عن طريق قناة اعلامية يصبح حيز هذه الفكرة في ملايين لا حاجة لهم بمعرفتها ..
ويظنون ان هذه هي قضية الامة .. !؟
هذا هو الاعتراض ..
البعض من الاخوة يضع في باله انني اتحدث عن موضوع كتبه هنا او هناك .. !
لأ .. الكلام يدور عن مسائل تطرح للعامة بصورة كبيرة تشغلهم عن قضايا أخر أهم منها ..
مرعيون وموفقون ..
والله -شف- يا أخ جذيل - في الواقع- على كل حال!! - والمهم أن مثل هذه الأمور ليس هذا موضعها!!!!.اهـ
هكذا يفر بعضهم إلى فقاقيعه!!
لقد هممت أن (أبط) فقاعتك لولا توضيحك هذا الأخير،والحقيقة أن هذا أمر واقع ما له من دافع، ولكن لا على سبيل العموم، وإنما عند بعضهم.
وأنا أطالب من هذا المنبر بإنشاء منظمة بطّ الفقاقيع والبلونات العامة.
والسلام عليكم.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 11:44]ـ
إن قصدت من يفخم بعض القضايا ويعظمها عبر بعض وسائل الإعلام لغرض وغاية لا نعلمها -قد تكون لله وقد تكون لحظ النفس-، ثم يركبها يظنها سفينة ستحمله حيث يقصد وهي لا تعدو أن تكون فقاعة -أقصد صنيعه لا ذات المسألة- فنعم يا فاضل.
وإن قصدت تحقير بعض المسائل فلا (مؤكدة ثلاثا)؛ فعلم الحلال والحرام كله محترم وكله ذي شأن وإن تفاوت في المرتبة.
وهذا قد يشبه تقسيم بعضهم مسائل الشرع إلى قشور ولباب، وكليات وجزئيات.
وفقك الله.
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Mar-2010, صباحاً 07:47]ـ
اخي ابا محمد بن سعيد
في الحقيقة - كرأي شخصي - لا تعجبني برامج الافتاء الموجودة في بعض القنوات
نعم لها فوائد لا شك فيها , لكنها تثير قضايا لا حاجة لكثير من الناس لها
وتجعل تفكير اكثر المستمعين يدور حول قضايا ليست ذات اهمية
بل وتضخم وتبرز بعض المسائل التي لا اهمية لها لتجعلها في المقدمة
وفي المقابل تترك او تؤخر قضايا اخرى اكبر بكثير منها
مع كون المذيع يتصرف في بعض المسائل الضرورية , والتي هي في نظره حساسة
ليجعلها بمستوى معين من ضعف الحاجة لها
والمطلعون على هذه البرامج بما لا يحصيهم الا الله تعالى
الكلام يطول .. ولعل في المشاركات السابقة ما يبين المقصود
========
الاخ ابا احمد المهاجر
شكرا على مرورك
والله يستر من بطك ..
========
الاخت الكريمة شذى الجنوب
لا قشور في الاسلام
بل كل مسائل الاسلام لب وجمّار
وقد استغربت من الشيخ احمد شاكر حينما اشار الى شيء من هذا التصنيف لبعض مسائل العلم في احدى رسائله
ليست المسائل العلمية هي الفقاعات .. !
انما الفقاعات هي فعل بعضهم حينما يثير بعض القضايا قليلة الاهمية فيجعلها هي قضية الأمة الكبرى ..
نحن بحاجة الى غربلة ما يعرض على العامة - ونحن نراهم في تشتيت لما يحتاجونه , ولما هو الاولى في معرفتهم وادراكهم له .. ولينظر الى اهتمامات الناس من نساء وشباب واطفال ورجال لندرك حاجتهم الى توعيتهم .. وما هو الذي يحتاجونه في الوقت الراهن .. ولعل في ضحك بعض الصحف والانترنت من مقالات تقوم بتشذيب الاسلام .. ما يبين مثل هذا الامر
ولعل ان يكون لي عودة
والسلام عليكم
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[23 - Mar-2010, صباحاً 06:16]ـ
ولعل في ضحك بعض الصحف والانترنت من مقالات تقوم بتشذيب الاسلام .. ما يبين مثل هذا الامر
سبحان الله أصبحنا ننظر فيما يرضي الطرف الآخر ونجعله من أهم المهمات ... عجيييييييييييب .. !!!!
ـ[جذيل]ــــــــ[23 - Mar-2010, صباحاً 06:35]ـ
لا يا اخي الكريم
اقصد ان ننظر الى اي مستوى وصل اليه الناس
وكيف سنقوم بتوعيتهم
لا اقول ما يحتاجونه ان ننزل الى ما يريدونه فنصيغ الفتوى على ذلك .. لأ
بل ننظر ما يحتاجونه مماينقصهم من معرفه فنقوم بتوعيتهم
وكون بعض الصحافة استطاعة ان تفعل ما تفعل على مرآى ومسمع يدل على أن المسألة ليست بالسهلة
هؤلاء صاروا يقولون ما يريدون لا ما يريده ديننا
ولعل في العجلة ما تسبب في الايهام
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 11:45]ـ
الفقاعة الاخيرة ..
فتوى الارضاع نموذجا .. !
فهل فهم المقصود.؟
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 12:00]ـ
السلام عليكم ..
كلمةٌ جميلةٌ للشيخِ الفاضلِ إبراهيمَ الحقيلِ "وحماية الثغور العقدية والفكرية التي يحاصرها الأعداء خير من الترف العلمي، وأهم من تحقيق بعض المسائل الخلافية التي يسوغ الاجتهاد فيها، وأفضل من نوافل العبادات، وهو ضرب من ضروب الجهاد في سبيل الله تعالى"
باركَ اللهُ فيكم
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 01:54]ـ
الفقاعة الاخيرة ..
فتوى الارضاع نموذجا .. !
فهل فهم المقصود.؟
أنا كنت من المهاجمين للنشر الأخير في الجريدة لهذا الموضوع لظني أنه تكلم بها تأسيسا! فتبين أن أصلها سؤال سئل فيه عن هذه المسألة في بعض برامج الفتيا، فالله أعلم من الذي نشر الفتوى على الجرائد حتى فتن العامة!!
فإن كان ليس هو من نشرها في الجرائد ودعا لها الصحفيين، فالحق يقال أن له سلفا فيها.
واعتراضي أصلا كان على نشرها في الجرايد أمام العامي وغيره.
والله الموفق.
ـ[جذيل]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 06:27]ـ
أنا كنت من المهاجمين للنشر الأخير في الجريدة لهذا الموضوع لظني أنه تكلم بها تأسيسا! فتبين أن أصلها سؤال سئل فيه عن هذه المسألة في بعض برامج الفتيا، فالله أعلم من الذي نشر الفتوى على الجرائد حتى فتن العامة!!
فإن كان ليس هو من نشرها في الجرائد ودعا لها الصحفيين، فالحق يقال أن له سلفا فيها.
واعتراضي أصلا كان على نشرها في الجرايد أمام العامي وغيره.
والله الموفق.
اذن .. لابد ان نعالج القضية
والسؤال
ماهو مستوى الفائد والضرر من برامج الافتاء.؟
اعني طريقة ايصال الفائدة للعامة
سواء كانت الفائدة فتوى او نصيحة او توجيه
كم عدد الدعاة الذين دخلوا الاعلام
والدعاء الذين لم يدخلوا الاعلام
والذين هما في سبيل توجيه الناس واصلاحهم
ماهو مستوى نجاح هؤلاء وهؤلاء
وماهو مستوى استفادة التيار الاخر من تصريحات بعض الدعاء
واستفادته من قضايا قد لا يعيها اكثر الامة
كنا في السابق نرى طريقة ناجحة نافعة
لم يكن فيها تشتيت لاذهان الناس
بينما الان وبعد القنوات الفضائية .. والمستوى المتاح والمسموح به من شذب الدين وتشويه الدعاة
والمعبر عنها بحرية الرأي والفكر .. !!
صار لدى بعض الاعلاميين القدرة على تشويه اهل الدين بسبب بعض القضايا التي لم يكن للعامة ان يستوعبوها او يفهموها ولو كانت بمستوى بعض مسائل النكاح ..
كزواج الصغيرة مثلا
طيب أليس هناك اسلوب اخر وطريق اخر نسلكه حتى نخفف من الوطأة .. ؟
بلى .. فيه الف طريق وطريق
سؤال آخر
لماذا يبحث امام العامة عن فتاوى لا تستوعبها قلوبهم
مثل فتوى الارضاع ... !
ستقول انها فتوى معروضة والاعلام اخذها وفخمها بصورة مشوهة
اقول لك هذا ما اتحدث عنه الان
نعم المسألة مطروحة في كتب الحديث والفقه وتكلم عنها الفقهاء
وناقشوها
لكن المشكلة في قلوب الناس هل لها قدرة على استيعبها
لا طبعا
ليست مسألة الارضاع
بل مسائل اخرى
ولو اطلعنا على طريقة النبي عليه الصلاة والسلام في ايصال الجواب للصحابة لتبين لنا اننا فعلا بحاجة الى اسلوب اخر غير اسلوب الافتاء العام الذي نراه في القنوات الفضائية
وعلى سبيل المثال
بعض فتاوى النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يعلم بها بعض صحابته
وقد تعجبوا من بعض الاحاديث واقوال النبي عليه الصلاة والسلام التي لم تصلهم .. بل لم يعلم بها سوى احدى النساء .. !
وكان جوابه عليه الصلاة والسلام لها على سبيل ضيق لا لكونه لا يريد ان ينتشر قوله .. لكن لكون مستوى الفتوى لا تحتمل ان تكون بذلك لانتشار الذي يطلبه اكثر الناس اليوم .. !
وفي المقابل لو نظرت الى الفتاوى التي يهتم بها النبي عليه الصلاة والسلام في ايصالها للناس لرأيت انها فتاوى تمس الامة وحاجة الامة ككل ..
وعلى سبيل المثال حديث ابن اللتبية الذي استعمله النبي عليه الصلاة والسلام في اخذ الزكاة .. حينما اخذ الهدية .. !
وحديث الافك الذي خطب فيه النبي عليه الصلاة والسلام لكونه يمس الامة ككل وليس بيت النبي عليه الصلاة والسلام فقط
بل في عدة روايات يقول فيها النبي عليه الصلاة والسلام:
ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله
مابال اقوام يتنزهون عن الشيء اصنع
وغير ذلك
لكن
هل بلغنا عنه انه وقف يوما من الايام خطيبا يتكلم فيه عن بعض احكام الحيض والنفاس والرضاعة او ما يماثلها
لا اظن ذلك الا ان يكون في النادر
الكلام يطول
ادع باقيه للاخوة
والله اعلم
ـ[برهان الدين اليماني]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 03:17]ـ
القضية ليست قضية فقاعات وأنما صرف عن المسائل المهمة والاعتناء بما هو دونها اهمية
وإلا فلا يقال لشي فيه حلال وحرام فقاعات
وحاشا ان يكون في الدين فقاعات
وهذا مثل ما قالوا لب وقشور
إذا كنت اعتقد انه حلال وانت تعتقد انه حرام فشتان بيننا
المهم القضية ان من لم يشهد له اهل العلم بالعلم ينبغي ان يسكت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 04:47]ـ
اهلا اخير برهان الدين
لعلي ذكرت سابقا ان قصدي بذلك فعلهم وليس ما يقولون
اما من ذكرت فقصدهم باللب والقشور هي نفس المسائل التي طرحت
شكرا على مداخلتك ..
ـ[أبو عمير الكريمي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 09:25]ـ
أخشى أن يكون موضوع الأخ جذيل تحول إلى فقاعة من كثرة الظنون والتصورات وإن عذرني القاريء أنبه بعض التنبيهات:
قضية الإعلام: الواقع يشهد أن هناك جيوشا مجيشة للرقابة على كل مايصدر من أهل العلم فيه ولا يخفى القراء قصة الشيخ اللحيدان -قاضي القضاة في البلد- التي نبشت بعد خمسة أشهر، ثم استنفر القوم وقسموا بينهم مراقبة القنوات الإسلامية، فنتجت قصة الشيخ الشثري في اليوم الثاني مباشرة. وما أعنيه هو أن أهل الباطل تجلدوا وطبلوا للحرب الإعلامية فأين أهل الحق؟؟ نحتاج إلى الاستعداد من عدة نواحي منها:
الوعي بخطورة هدف القوم الخبيث وهو تشويه الدين وأهله في نظر الناس، وكذلك تشويه أشخاص العلماء أمام ذوي السلطان لينحوهم عن المناصب التي تعلي شأن أهل الدين وإلصاق التهم بهم ومن نتائج هذا الفعل ترهيب كل من يتقلد هذه المناصب فإما أن يواليهم ويقول ما أرادوا أو يخوف بعصا تتبع أقواله.
وهنا أقول يا أهل العلم وحملته الله الله في دين الله لا تجاملوا فيه أحدا واعلموا انكم حراس هذا الدين إن ذهبت المناصب فالله حي لا يموت، وأؤكد لا يمنعنكم تسلط القوم من قول الحقيقة أو تغييرها شاء من شاء وأبى من أبى ((وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه)) وإياكم وتتبع أهواء الناس وأمزجتهم وما تطيب نفوسهم لسماعه ((ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا)) والمفاصلة حتم لازم بين أهل الحق واهل الباطل ويجب أن نعلم أن هذا دأب المنافقين من لدن زمان النبي ألم يطعنوا في عرض عائشة لما رأوها مع صفوان رضي الله عنهما -قارن هذا بما ذكره الإخوة وسموه فقاعات- وهو أمر بعيد عن أن يظن فيه السوء أحد من الصحابة لكن إعلام المنافقين الخبيث لم يتحرز من الطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم -قاتلهم الله- ولم يحرج النبي على صفوان فعله بل كان القرآن ينزل صريح الذم لأهل النفاق.
وأرى والعلم عند الله أن هذا هو الحل أن يبين أهل الفساد ويرد عليهم ولا يتركوا خوف فتنة متوهمة بل الفتنة هم أهلها ومؤججوها ومتى سكت أهل الحق تكلم أهل الباطل وكلنا مقصرون ويجب شحذ الهمم والتواصي بالكتابة ومزاحمتهم في سلاحهم الذي هو الصحافة وفضح باطلهم وتعريتهم في المجالس والمنتديات وكل ما فيه نصر للدين. وقد ذكر الشيخ الحقيل بادرة لتجييش الجميع من كافة طبقات المجتمع للرد على هؤلاء في مقال له رائع:
مقترح لصد الهجمة الليبرالية
الرابط:
http://www.alukah.net/Sharia/0/21123/
وفقكم الله
ـ[جذيل]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 10:58]ـ
أخشى أن يكون موضوع الأخ جذيل تحول إلى فقاعة من كثرة الظنون والتصورات
اهلا ابا عمير
ليست المسألة ظنون او غير ذلك بل هي حقيقة
الاعداء استغلوا بعض المسائل التي لا تستوعبها عقول بعض الناس ففخموها وعظموها
مستغلين جهلهم بمعانيها ومدلولاتها
وقد كان فعلهم هذا مقدمة لتفكيك وخلخلت الصف
كما صرح خاشقجي في بعض لقاءاته
وقد ذكر انه في صحيفة الوطن نجح في تفكيك الصف والحصار
حتى ادخل معه في صحيفته من هم محسوبون على التيار الاسلامي
كما رأينا من استغلاله لبعض المنتسبين للعلم
تماما كما فعل محمد علي في مصر حينما ضرب الشيخ عمر مكرم ببقية المشايخ
ذكر ذلك محمود شاكر في رسالة في الطريق الى ثقافتنا
ارجو الا يفهم قولي بخلاف ما كررته سابقا من ان هذا الكلام جاء لاصلاح ما تطاير من شظايا الصف ..
وقد ضرب بعض المشايخ بعضهم ببعض
إما صراحة .. او ضمنا ..
حتى العامة اختلت مفاهيمهم حول قضايا كثير
وخذ الحجاب مثالا
او قيادة المرأة
ستقول لي كما يقول الدكتور سلمان العودة: لماذا يتخوف البعض من الخلاف ... !
اقول لك نعم نتخوف من الخلاف لان عامة المسلمين لا يفهمون معنى الخلاف
ويظنون انه اذا اختلف اهل العلم في قضية ما فإن المسألة تعني الخلاف في اصول الاسلام
تقول نعلمهم
وأقول لك دون ذلك خرط القتاد
نحن نشكوا من بعض المنتسبين للعلم ونظرتهم الخاطئة للخلاف
ثم يقال نعلم الناس
فالاكيد ان هذا مستوى فهم العامة ..
فالقضية كبيرة والواقع مؤلم
والاعداء يتصيدون
وبنظرة سريعة ومثال سريع
انظر كيف ضرب الاعلام الماجور بين الدكتور يوسف الاحمد
وغيره من اهل العلم في قضية هدم الحرم
او الغامدي ببقية اهل العلم
او عيسى الغيث كذلك
ستقول هؤلاء فيهم وفيهم
اقول لك ما يدري العامة ان هؤلاء فيهم وفيهم
ومايدري سعد بن عبادة رضي الله عنه بنفاق ابي بن سلول وقد جادل عنه ... !
وعلى كل حال
فالنظرة تعني ان يكف عن الفتاوى التي لا تمس حاجة بعض العامة
وان ينظر الى الموضوع بصورة عامة
وبطرح مواضيع يحتاجها كل الناس
من توجيه واصلاح للاسرة والمجتمع ككل
اما الفتاوى التي لا تزيد الا شقا وفتقا في الامة
والتي هي لا تمس حاجة الناس كلهم
كهذه الفتاوى الاخيرة
فلا اظن ان نشرها بهذه الصورة ضروري
وقد ذكرت سابقا اني لا اعرف ان النبي عليه الصلاة والسلام
قام خطيبا يتكلم في موضوع كالارضاع
او النفاس
او الطهارة
او ما يماثلها
وقد كان يخرج عليه الصلاة والسلام يجمع الناس (الصلاة جامعة) في غير وقت الصلاة
ليتكلم عن المسيح الدجال (العدو الخارجي) ... !! كما في مسلم
ارجو ان اكون اوصلت الفكرة
اشكرك اخي ابا عمير على مداخلتك(/)
وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 06:54]ـ
وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟
الحمد لله, أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه, وأؤمن به ولا أكفره, وأعادي من يكفره, وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له, وأنّ محمدا عبده ورسوله, أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل, وقلة من العلم, وضلالة من الناس, وانقطاع من الزمان, ودنو من الساعة, وقرب من الأجل.
من يطع الله ورسوله فقد رشد, ومن يعصهما فقد غوى وفرط, وضلّ ضلالا بعيدا, وأوصيكم بتقوى الله, فانه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضّه على الآخرة, وأن يأمره بتقوى الله, فاحذروا ما حذركم الله من نفسه, ولا أفضل من ذلك نصيحة, ولا أفضل من ذلك ذكرا, وانّ تقوى الله من عمل به على وجل ومخافة من ربه, عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة, ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السر والعلن, لا ينوي بذلك الا وجه الله, يكن له ذكرا في عاجل أمره, وذخرا فيما بعد الموت, حين يفتقر المرء الى ما قدّم, وما كان من سوى ذلك, يودّ لو أنّ بينه وبينه أمدا بعيدا, ويحذركم الله نفسه, والله رؤوف بالعباد, والذي صدّق قوله, وأنجز وعده لا خلف لذلك, فانّه يقول عزّ وجل: ما يبدل القول لديّ وما أنا بظلام للعباد. فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية, فانه من يتق الله يكفّر عنه سيئاته, ويعظم له أجرا, ومن يتق الله, فقد فاز فوزا عظيما, وانّ تقوى الله يبيّض الوجوه, ويرضي الرب, ويرفع الدرجة.
خذوا بحظكم ولا تفرّطوا في جنب الله, قد علمكم الله كتابه, ونهج لكم سبيله, ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين, فأحسنوا كما أحسن الله اليكم, وعادوا أعداءه, وجاهدوا في الله حق جهاده, هو اجتباكم وسمّاكم المسلمين, ليهلك من هلك عن بيّنة, ويحيا من حيّ عن بيّنة, ولا قوة الا بالله, فأكثروا ذكر الله, واعملوا لما بعد اليوم, فانه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس, ذلك بأنّ الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه, ويملك من الناس ولا يملكون منه, الله أكبر ولا قوة الا بالله العظيم.
هذه المقدمة هي خطبة كاملة من احدى خطب الجمعة للنبي صلى الله عليه وسلم, كما أوردها كل من ابن جرير والقرطبي رحمهما الله.
ان الذي دعاني للخوض في هذا الموضوع الهام هو ازدياد التقوّل من الرافضة ومن والاهم على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم خير خلق الله بعد الأنبياء والرسل على نبينا وعليهم جميعا صلوات ربي وسلامه, هذه الشعلة المباركة المضيئة قليل منا من يعرفها, وان كان الكثير من المسلمين اليوم لا يدرك أسماء انبياء ورسل الله تعالى الخمس وعشرون , ولا أسماء العشرة المبشرين بالجنة, ولا ترتيتب الأشهر القمرية, ولا حتى يدركون في أي يوم هم الآن من التقويم الهجري وي أي شهر, حتى الأشهر الحرم الأربعة لا يدركونها, على حين جميعنا ودون استثناء ندرك الأشهر القمرية ترتيبا وحسابا , حتى الأعياد الغربية نحفظها بصما عن ظهر قلب, ويحصيها كما لو أنه يحصي أسماء أولاده.
هذه هي الحيققة المرة التي يعيشها معظم مسلموا اليوم مع الأسف الشديد, بعدما تركنا لأبناءنا الحبل على الغارب وبتنا يقضينا معظم ساعات نهارهم وليلهم في متابعة القنوات التلفزيونية الماجنة والمسلسلات المدبلجة التركية منها والمكسيكية وكل ذلك بسبب قلة أو انعدام الوازع الديني لدى الرعاة الذين قل فيهم النبي صلى الله عليه وسلم بحديث رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته.
ثم قال ابن عمر رضي الله عنهما: سمعت هؤلاء من النبي صلى الله عليه وسلم، وأحسبه قال: الرجل في مال أبيه راع وهو مسؤول عن رعيته.
وعندما أقول معظم أو بعض فهذا يعني أنه لا زالت هناك فئة صابرة على الحق, لازالت قابضة على دينها كالقابض على جمرة من نار, وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم قولا بليغا بحديث رواه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون
وفي رواية عن معاوية رضي الله عنه:
لاتزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خافهم حتى ياتي امر الله وهم ظاهرون على التاس
انّ الهدف من عرض هذه النبذة عن مآثرالصحابة الكرام كي ندرك كيف كان هؤلاء يعبدون الله ويخلصون له العمل سبحانه وتعالى , وكيف كانوا يطيعون النبي صلى الله عليه وسلم, طاعة عمياء لصدقه وأمانته ودماثة خلقه صلوات ربي وسلامه عليه, القائل فيه تبارك وتعالى في مستهل سورة القلم: وانكَ لعلى خُلُقٍ عظيم
لقد كانوا يتدافعون ويتنافسون على خدمته عليه الصلاة والسلام طمعا بالثواب والأجر العظيم , وكانوا يذودون عن دينهم ومقدساتهم ذود الأم على وليدها في حمايته من الاخرين , وفيما بينهم كانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا محققين قوله عليه الصلاة والسلام: المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا,
فما أحوجنا لعودة أمثال هؤلاء فينا كي يعيدونا الى جادة الصواب بعدما تهنا في وهن الدنيا ووحلها.
ان عصر الصحابة رضي الله تعالى عنهم هو عصر المثل والآخلاق ولن يتكرر الا بالرجوع الصادق الى الله تبارك وتعالى كما يحب الله ويرضى, وليس كما يتمنى المرء ويشتهي, فقد كان ذاك عصرا ذهبيا يزخر بقوم كانوا يتسابقون فيه الى الكمال الانساني الرائع , فكان منهم الطائر المحلق, وكان منهم المهرول, وكان منهم المقتصد, وجميعهم رضي الله عنهم كانوا في قافلة الخير يسيرون , الى أن وافاهم
الأجل وهم على ما عاهدوا الله عليه , ونفوسهم آمنة مطمئنة, ولأنهم كذلك فقد باتوا أهلا لرضوان الله
تبارك وتعالى ومحبته , فرضي الله تعالى عنهم اجمعين ورضوا عنه تبارك وتعالى كما في قوله جلّ وعلا في آية عظيمة ختم بها سورة البينة:
رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ؤبه
يوصي النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه الكرام رضوانه الله عنهم أجمعين, والذين لا زالوا ينتظرون دورهم في المضي الى دار الخلود: ايها الناس! زوروهم وسلموا عليهم فو الذي نفسي بيده: لا يُسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة الا ردوا عليه السلام.
وأختم مقدمة البحث بحديث نعيش هذه الأيام بوداره , خاصةً بعدما كثرت الملل وتعددت التبعيات وانقسم الناس الى فرق عديدة, كل فرقة تعتقد أنها الفرقة الناجية, يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رواه ابن عمر رضي الله عتنهما:
ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى لو كان منهم من يأتي أمه علانية لكان من أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت اثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام:
ما أنا عليه وأصحابي
اللهم اجعلنا من ملة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, ومما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عنهم أجمعين, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين, واجعلنا ومن الذين يهتدون بسنته صلى الله عليه وسلم , ومن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم اجزي عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بخير ما جزيت به نبيا عن أمته واسقنا من حوضه الشريف شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا يا رب العالمين, ونعوذ بك ربنا ومولانا ألا تجعلنا ممن سيُقال لنبيهم صلى الله عليه وسلم يوم القيامة: انك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك.
يقول المولى تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الآيات التالية وهي غيض من فيض, ففي سورة الفتح 29:
محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود
وقال جلّ وعلا في سورة التوبة 100:
والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم
وقال الله عزوجل في سورة التوبة 88:
لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون
وفي الصحيحين برواية الامام الترمذي رحمه الله عن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
(يُتْبَعُ)
(/)
وروي عنه عليه السلام والسلام في الصحيحين أن:
لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
وفي رواية للامام الترمذي رحمه الله:
الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه
وان كان البعض قد ضعّفَ بعضا من هذه الأحاديث فيكفينا قوله تبارك وتعالى فيهم رضوان في سورة الفتح 18:
لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً
وماذا بعد رضا الله؟ حتما: جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك, نعم الثواب وحسنت مرتفقا
هذه هي منزلة الصحابة وهذه هي مكانتهم عند الله تبارك وتعالى وعند رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, وهذا أمر مُسَلّمٌ لكل مُسْلِمٍ يؤمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم, لكل مسلم صادق في ايمانه لا تشوبه شائبة أبدا.
لذا لا يجوز لأحد أن يطعن في الصحابة رضوان الله تعالى عنهم أبدا, ومن يفعل فقد خرج من الملة لقوله تعالى في الحديث القدسي الجليل: من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب.
وكيف لا يعلن الحرب على أولياءه الصالحين وهم قوم اصطفاهم الله عزوجل بمحبّته، وآثرهم بفضله ورحمته، رجالٌ اعتصموا بأسباب السعادة والنجاح، واجتهدت نفوسهم في نيل الرضا والفلاح، ولم تملّ أبدانهم قطّ من طول العبادة، فأفاض الله عليهم من أنواره، وجعل لهم مكانة لم يجعلها لغيرهم، وتولاّهم بنصرته وتأييده، أليس من يتصف بصفات كهذه يكون من أولياء الله عزوجل القائل فيهم في سورة يونس 62:.
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون
ولأنهم رجال مؤمنون مخلصون فقد عصمهم الله جلّ وعلا برحمته من مزالق الهوى والضلال , فبشروا بالأمن والسعادة في الدارين الدنيا والآخرة لما اعتمر قلبهم من صدق في الايمان , وصدق في التوكل على الحنان المنان, فأثمر عملهم الصالح رضوان من الله عزوجل ليمنحهم سكينة في النفس والفؤاد ويقينا في القلب, فرضي الله عنهم وأرضاهم, لما بلغوا فيه من علو الشأن وسمو القدرأن أعلن ربّ العزة تبارك وتعالى الحرب على كل من أراد بهم سوءاً , أو ألحق بهم أذىٍ.
انّ الله لا يُحارب الا الكفرة الملحدين المشركين الخارجين على الملة , الخارجين عن صراط الله المستقيم, الخارجين عن الدين القويم الذي ارتضاه الله لعباده وختم به الرسالات السماوية , ومن يسلك غير منهجه فهو كافر بنص القرآن الكريم كما في قوله تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم في سورة ىل عمران 19: انّ الدينَ عندَ اللهِ الاسلام
وقوله عزوجل في سورة آل عمران أيضا:
ومَنْ يبْتغِ غيرَ الاسلامِ ديناً فلنْ يُقبل َمنهُ وهوَ في الآخرةِ مِنَ الخاسرين
وقوله تبارك وتعالى في سورة المائدة 3:
اليومَ أكملتُ لكمْ دينَكُمْ وأتممتُ عليكُمْ نِعمتي ورضيتُ لكُمُ الاسلامَ ديناً
وفي حديث رواه الامام مسلم رحمه الله: ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم، تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء، وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يارب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول:
وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليردن علي ناس من أصحابي الحوض، حتى عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أصحابي فيقول:: لا تدري ما أحدثوا بعدك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحشرون حفاة عراة غرلاً ثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين فأول من يُكسى إبراهيم، ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال، فأقول أصحابي: فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: عيسى ابن مريم: وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد * إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم-: إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم
و زاد أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غير بعدي
من مما سبق من خير الحديث قول الله تبارك وتعالى, ومن هدي نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين , يمكننا القول في هذه الشعلة المباركة: أنهم حملة شريعة هذه الأمة وأمناءها , وهم رضوان الله تعالى عنهم من نقلوا لنا حياة النبي صلى الله عليه وسلم تفصيلا، ولأجل منزلتهم العالية جدا عند المولى تبارك وتعالى وعند نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم فانّ الطعن فيهم والتشكيك في عدالتهم ونزاهتهم وأقوالهم يقودنا الى عدم الوثوق بشيء من مصادرهؤلاء المشككين ,،وهذا بالتالي ليس في صالح الدين الذي ارتضاه الله لنا, لأنه يفضي ابلاطاحة بجملة وافرة من النصوص والأحاديث التي ما وصلتنا الا عن طريق هذه الثلة التي جمعت لنا الكتاب والسنة, والتي التفت يوما حول خير الأنام صلوت الله وسلامه عليه, ولولاهم ما وصلنا القرآن الكريم الذي تمّ جمعه في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه ومن بعده أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بمصحف واحد سماه مصحف عثمان,
ولا ندري كيف يجرؤ هؤلاء الزنادقة المارقين بالطعن بنزاهة هؤلاء والله تبارك وتعالى قد رضي الله عنهم, وكذلك نبيه صلى الله عليه وسلم ترضى ودافع عنهم , وبشرهم م بالجنة, كما في الامام الترمذي رحمه الله عن خير الأنام صلى الله عليه وسلم قال: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة
وفي رواية للامام أحمد رحمه الله وبسند صحيح عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية
فهل من الممكن أن يتناقض قول الرسول صلى الله عليه وسلم مع نفسه ويقول للصحابي أنت في الجنة ثم يجده ممن ارتد عن الحوض!؟ أليس هذا طعن صريح في كلام النبي صلوات الله وسلامه وعليه الذي قال عنه المولى تبارك وتعالى: وما ينطق عن الهوى * انْ هو الا وحْيٌ يُوْحى
لأجل ما سبق من القول المختصر عن هؤلاء المرضي عنهم بكتاب الله العظيم’ فقد وقف علماء الأمة الصادقين موقفا صارما في وجه كل من يتقوّل ويطعن في صدق الصحابة رضوان الله تعالى عنهم أجمعين , خصوصا أبو بكر وعائشة وعمر وحفصة رضي الله تعالى عنهم أجمعين, وعليه فانّ من سب ويسب أحداً من الصحابة فهو ليس أهلٌ في أن يرُوى عنه أو يؤخذ بحديثه وكلامه لأنه أكذب الكاذبين.
لقد عمد هؤلاء الزنادقة المارقين الخارجين عن الملة لقولهم في ثلة رضي الله عنهم وبذلك خالفوا قول القرآن فيهم , ومن يخالف قول القرآن فقد كفر بالقرآن ورب القرآن، ورسول القرآن الكريم, ذلك أنّ من يُشوّهُ صور هذه الشعلة المباركة , ويتهمهم بالنفاق والخيانة وهم أساسا لم يلتقوا فيهم, يكونون من الذين قال فيهم المولى تبارك وتعالى: ولا تقف ما ليس لك به علم, انذ السمع والبصر والفؤاد, كل أولئك كان عنه مسئولا
انّ من ينتقص أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو زنديق مارق على الدين , تماما كما وصفهم لنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رواه ابن عباس رضي الله عنهما:
ليقرأن القرآن أقوام من أمتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن يسير بن عمرو رضي الله عنه قال: سألت سهل بن حنيف رضي الله عنه: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر هؤلاء الخوارج؟ قال: سمعته يقول وقد وأشار بيده نحو المشرق: يخرج منه قوم يقرءون القرآن بألسنتهم لا يعدوا تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجيء قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
وعن أبي برزة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج قوم من المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يرجعون إليه
وعن زياد بن لبيد رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال: وذاك عند أوان ذهاب العلم، قال: قلت: يا رسول الله، كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة، قال: ثكلتك أمك يا زياد!، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل، لا يعملون بشيء مما فيهما.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما آمنَ بالقُرآن مَنْ استحلَّ محارمَهُ
وهذا الامام ابو زرعة رحمه الله يقول قولة حق في الصحابة رضي اله عنهم, في مجلد الكفاية في عدم الرواية صفحة 97:
إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة ..
وقال الخطيب البغدادي رحمه الله في شرح الكفاية في علم الرواية الصفحة 48 في فضائل الصحابة رضي الله عنهم: كلها مطابقة لما ورد في نص القرآن، وجميع ذلك يقتضي طهارة الصحابة، والقطع على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله تعالى لهم المطلع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلق له .... على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين القطع على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين، الذين يجيئون من بعدهم أبد الآبدين وهو مذهب كافة العلماء.
ومما سبق نستنتج أنّ المقصودين بالقول: لا تدري ماذا أحدثوا بعدك هم المنافقون الذي بدلوا وغيروا , سواء في حياته الشريفة صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته الى أن تقوم الساعة, ومن الواضح والمعلوم لدينا أنّ هناك منافقون كثر قد عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم, وما نزول سورة التوبة الا لهؤلاء المنافقون التي أطلق عليها الصحابة سورة الفاضحة , لأنها فضحتهم في عقر دارهم أمام أهل المدينة , وذلك عندما جمع النبي صلى الله عليه وسلم أهل المدينة في المسجد وبات ينطق اسماء المنافقين واحدا تلو الآخر بهدف أن يحتاط الصحابة رضوان الله عنهم منهم كي اذا أدركه الموت عليه الصلاة والسلام يكونوا قد عرفوهم فيحذروهم, وان كان منهم من شهد المشاهد والمغازي مع النبي صلى الله عليه وسلم , الا أنهم عندما ارتابوا بدينهم وشككوا فيه باتوا يبطنون خلاف ما يظهرون , حتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليعلمهم لولا نزول جبريل عليه السلام بأسماءهم , وهذا ما تجلى في قوله تعالى في سورة التوبة 101:
وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم
ان الصحابي الجليل أمين سر الوحي حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما عندما سمع رجلاً يقول: اللهم أهلك المنافقين؛ فقال رضي الله عنه: يا ابن أخي، لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم من قلة السالك
وما قوله رضي الله عنه ذاك الا لكثرتهم وقلة المؤمنين يومذاك, فكيف بهم اليوم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
و عن الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال الإمام البغدادي رحمه الله في كتابه الفَرْق بين الفِرق: أجمع أهل السنة على أن الذين ارتدوا بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم- من كندة، وحنيفة وفزارة، وبني أسد، وبني بكر بن وائل، لم يكونوا من الأنصار ولا من المهاجرين قبل فتح مكة، وإنما أطلق الشرع اسم المهاجرين على من هاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- قبل فتح مكة وأولئك بحمد الله ومنِّه درجوا على الدين القويم والصراط المستقيم.
وقد أجمع أهل العلم في أولئك المبعدين يوم القيامة عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم , انما كل من أحدث في الدين من بعد النبي صلى الله عليه وسلم الى أن تقوم الساعة, لقوله عليه الصلاة والسلام: الا ان كل محدثة بدعه و كل بدعة ضلاله و كل ضلالة في النار وعلى هذا فانّ الصحابة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بنزاهتهم رضي الله عنهم فهم غير معنيين بذلك ان شاء الله.
ولو ناقشنا قضية الابتداع في الدين, فالصحابة رضوان الله عنهم قد عُرف عنهم لم يبتدعوا في الدين, بل كانوا يحاربون من يبتدع, ولم يعرف عن الابتداع الا بعد انقضاء عصرهم رضوان الله تعالى عنهم, ودليل ذلك مارواه الامام مسلم رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم: النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون
وقال الإمام النووي رحمه الله شارحا قوله عليه الصلاة والسلام: وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون): معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان، وظهور الروم وغيرهم عليهم، وانتهاك مكة والمدينة وغير ذلك، وهذه من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
ودليل آخر أن الصحابة كانوا يقامومون ويحاربون البدع , ما قاله ابن عمر رضي الله عنهما لمن أخبره عن مقالة القدرية: إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء، وهم منه برآء ثلاث مرات
وأيضا رأي ابن عباس رضي الله عنهما فيهم حيث قال: ما في الأرض قوم أبغض إلىَّ من أن يجيئوني فيخاصموني في القدر من القدرية
ونقل البغوي إجماع الصحابة وسائر السلف على معاداة أهل البدع فقال في كتابه شرح السنة المجلد الاول صفحة 194: وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنن على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدع ومهاجرتهم
ولعلّ هذه الشواهد وهذه المواقف العظيمة التي وقفها الصحابة رضوان الله تعالى عنهم في وجه المبتدعين من أهل الردة والخوارج والقدرية تثبت صدق نيتهم، وقوة إيمانهم وتعففهم وزهدهم وورعهم , وعلى هذا وبمشيئة الله تعالى سيكونوا أول الواردين حوضه الشريف صلى الله عليه وسلم.
اللهم احشرنا تحت لواء سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وارحمنا برحمتك يوم تبعث عبادك واجعلنا من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب, انك على ما تشاء قدير وبالاجابة جدير, وصلى اللهم وسلم وبارك على خير البرية صلوات ربي وسلامه عليه, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الرجاء من الأخوة والخوات من يقف على خطأ ما في نص قرآني أو حديث شريف فليحيطني علما وأجْرُهُ على الله عز وجل
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 06:25]ـ
جزاك الله خيرا(/)
«الولاء والبراء من أصول عقيدتنا» رد شيخنا العلَّامة صالح الفوزان على ممدوح المهيني
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 02:44]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«الولاء والبراء من أصول عقيدتنا»
رد شيخنا العلَّامة صالح الفوزان على ممدوح المهيني
قرأت في جريدة «الرّياض» العدد 14927 وتاريخ 12/ 5/1430هـ مقالاً بعنوان: (كن فأر تجارب) للكاتب ممدوح المهيني شبه فيه الطفل المسلم الذي يدرس عقيدة الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين كما ورد في الكتاب والسُّنَّة شبهه بالفأر الذي تجرى عليه التجارب الطبية، وهذا استهانة بهذه العقيدة القرآنية واستهانة بأطفال المسلمين واستهانة بعلماء المسلمين الذين يدرسون هذه العقيدة ويرسخونها في قلوب أبناء المسلمين.
وقال الكاتب: (لكي تحمي طفلك من أن يكون فأرًا سيئًا مثلك إذا كبر يجب أن نتعلم كيف يُبدأ بتحميل روح الصغير عبء كراهية العالم من حولنا. ومن المثير أن هذه الكراهية لا تنبع على مستوى دنيوي فقط بل هي آتية كما يتم إقناعك من السماء وهذا غير صحيح بالطبع) كذا قال الكاتب.
وأقول له: إن عقيدة الولاء والبراء جاءت من السماء من عند الله وأطفال المسلمين لا يحملون كراهية العالم عموماً وإنما يحملون كراهية أعداء الله وأعداء المسلمين من الكفار كما قال الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ? [الممتحنة: 1] وقال: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ? [المائدة: 51] وقال تعالى: ? لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ? [المجادلة: 22].
ثم قال الكاتب: (إنك إذا علمت طفلك هذه العقيدة غرست في روحه أول بذرة السوء).انظر كيف وصف الكاتب غرس عقيدة الولاء والبراء الواردة في الكتاب والسنة بأنها بذرة سوء.
ثم قال: (لقد كانت المدرسة منذ البداية وحتى النهاية سبباً في صنع مثل هذه الروح السيئة) ـ ويعني الكاتب بالروح السيئة روح الولاء والبراء ـ ثم قال: وبخلاف كل الهراء الذي نسمعه الآن أن المدرسة تعلم الأخلاق الحسنة فهذا غير صحيح فالكاتب يعتبر تعلم عقيدة الولاء والبراء في الإسلام تعليماً للأخلاق السيئة وليس تعليما للأخلاق الحسنة وهو ينطبق عليه قول الشاعر:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ... وينكر الفم طعم الماء من سقم
ثم قال الكاتب: (بالإضافة إلى دور المدرسين الأفاضل يشحن الأطفال الصغار بكراهية العالم وشطر عقولهم وأرواحهم هي أيضاً سبب رئيسي بتحويلهم إلى فئران خائفة لا تعرف الاعتراض والنقد والسؤال والحوار خشية أن تتعرض للتعثر).
وأقول: انظر أيها القارئ الكريم كيف شبه الكاتب الطلاب الذين يتلقون عقيدتهم من القرآن والسنة وفيها الولاء والبراء شبههم بالفئران المفسدة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم انها من الفواسق التي تقتل في الحل والحرم - ثم طالب الكاتب في آخر مقاله بأن يعلم الطفل بدل أن يعلم الولاء والبراء يعلم قيم التسامح والحب للجميع - يعني حب المؤمنين والكفار من غير فرق وستشرق روحه فالكاتب يعتبر تعليم الولاء والبراء الذي يفرق به بين المؤمن والكافر وبين ولي الله وعدو الله يعتبر ذلك ظلمة في عقلية الطفل - وأقول سبحان مقلب القلوب القائل في كتابه الكريم: ? أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ?
هذا وليعلم الكاتب وغيره أن التسامح مع الكفار والمشركين ليس معناه ترك عقيدتنا أو ترك شيء من ديننا إرضاء للكفار. وإنما معناه كف الأذى والعدوان وبذل النصح لبني الإنسان والوفاء بالعهود واحترام دم المعاهد والمستأمن من الكفار والتعامل معهم بما أباح الله من البيع والشراء والمعاملات التجارية والطلاب في المدارس يدرسون هذه المسائل وغيرها ولا يقتصر تدريسهم على مسألة الولاء والبراء كما يتصور الكاتب أو يتجاهل بل يربى الطلاب على الأخلاق الحميدة والسلوك الحسن وإنزال الناس منازلهم حتى يتسلحوا بالعلم النافع والعمل الصالح ليكونوا خير أمة خرجت للناس كما أمرهم الله بذلك يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله ليكونوا صالحين مصلحين لا فئراناً مفسدين، فالفأر المفسد في الحقيقة هو الذي يموع العقيدة ويدعو إلى ضدها.
وفقنا اللَّهُ جميعًا لِمَا يحبّ ويرضى.
وصلّى اللَّه وسلّم على نبيّنا مُحمَّد.
صَالِحُ بْنُ فَوْزَانَ الْفَوْزَانُ
عُضو هيئة كبار العُلماءِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 02:44]ـ
المصدر: موقع شيخنا.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=151
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 11:25]ـ
بارك الله تعالى فيك يا شيخ، وجزاك الله تعالى خيراً.
هذا تعقيب الشيخ الفوزان على تعقيب المهينى على هذا المقال الطيب.
http://majles.alukah.net/editpost.php?do=updatepost&postid=249199 (http://majles.alukah.net/editpost.php?do=updatepost&postid=249199)
وفقكم الله تعالى لكل خير.(/)
أليس أوباما أخطر على المسلمين من بوش
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 03:18]ـ
أليس أوباما أخطر على المسلمين من بوش
الشيخ / عبد العزيز بن ناصر الجليل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وبعد:
فإن الدافع إلى كتابة هذه المقالة ما رأيته وسمعته من تفاؤل و استبشار لدى كثير من المسلمين بما في ذلك بعض مثقفيهم ودعاتهم بمجيء رئيس أمريكا الجديد (أوباما) والتعويل على مجيئه في رفع المعاناة عن بلدان المسلمين ورفع الظلم عن أهلها.
ولقد أسفتُ لهذه السذاجة في النظرة إلى الأعداء والانسياق وراء العاطفة المخدوعة بمعسول الكلام وبريق الشعارات.
وقد يستغرب بعض القراء بل وقد يستنكر بعضهم عنوان هذه المقالة إذ كيف يكون الشيطان بوش الذي غزا بلدان المسلمين وقتلت طائراته ودباباته أطفال المسلمين ونساءهم وأعلنها حرباً صليبية على المسلمين أقل خطراً من (أوباما) ذي الأصول الإسلامية والذي أبدى في خطاباته التعاطف مع المسلمين وأعلن أمام البرلمان التركي أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام وجسد هذا بانحنائه أمام الملك عبد الله عند لقائهما على هامش قمة العشرين في لندن!!.
وحتى يزول هذا الاستنكار وهذا الاستغراب الذي باعثه العاطفة وليس العقل أسوق بعض الأدلة على صحة عنوان هذه المقالة:
الدليل الأول:
إن الجرائم التي قام بها المجرم بوش في عهده هي من الفظاعة والشهرة بحيث لا تحتاج إلى ذكر وتفصيل ومع مافي هذه الجرائم من آلام ومعاناة على المسلمين إلا أن ماترتب على هذه الحماقات والجرائم من الخير للمسلمين والشرور على الأمريكان تربو على ما أصابهم من الشرور والمفاسد. ولو كان المجرم بوش يعلم ماتؤول إليه حماقاته ومؤامراته ماقدم على فعائله وجرائمه.
ومن أعظم هذه الثمار التي قدمتها سياسة بوش للمسلمين تلك اليقظة المباركة التي سرت في أبناء المسلمين نحو عدوهم الكافر ومعرفته على حقيقته وإحياء عقيدة الولاء والنصرة بين المؤمنين والعداوة والبراءة من الكافرين وارتفاع علم الجهاد في أكثر ميدان وثغر.
ومن هذه الثمار أيضاً افتضاح أمريكا الطاغية في العالم وسقوط أقنعتها الكاذبة التي تروج لحقوق الإنسان ورفع الظلم وحماية الحريات , حيث تهاوت هذه الدعاوى الكاذبة وعرفها القاصي والداني وأصبحت أمريكا في نظر العالم داعية للظلم ومهددة لحقوق الإنسان ومهلكة للحرث والنسل والأخضر واليابس.
ومن هذه الثمار: ماحق عليها من بأس الله عز وجل وظهور تداعيات انهيار نظامها الاقتصادي والسياسي والعسكري. وكل هذه الثمار السابقة ماكانت لتحصل لو لا أن الله عز وجل أغفل بوش وإدارته المجرمة عما يترتب على حماقاتهم من هذه المصالح للمسلمين و المفاسد العظيمة لتي حقت عليهم.
ولما شعر الأمريكان بهذه المخاطر والمصائب التي حلت بهم جراء سياسة بوش الحمقاء ذهبوا لترميم أخطاء هذه السياسة في محاولة يائسة لإعادة الهيبة لدولتهم المتداعية وتحسين صورتها في العالم فجاءوا بالرئيس الجديد (أوباما) وجاء بسياسته الماكرة ومحاولاته الخادعة للعالم ولاسيما العالم الإسلامي وأظهر محبته للسلام ونقده الشديد لسياسة سلفه العدوانية , فانخدع بمعسول كلامه كثير من المسلمين وعلقوا على مجيئه الأمل في رفع المعاناة عن المسلمين وإزالة الظلم عنهم!!! وبانطلاء هذه الخدعة والمكر الكُبار على المسلمين يكون إجرام هذا الرئيس الجديد أشد خطراً من إجرام سلفه وذلك لما يترتب على هذه المخادعة من ضعف العداء لأمريكا الطاغية وإحسان الظن بسياستها المستقبلية. وهذا يترتب عليه استنامة المسلمين وخفوت الشعور بكره الكافر وإعلان البراءة منه وترك جهاده ومحاربته , وفي هذا شرٌ كبير وخطر عظيم على عقيدة الولاء والبراء وعلى قيام شعيرة الجهاد مع مافيه من إعطاء الفرصة لدولة الطغيان أمريكا في أن ترمم مافسد من سياستها واقتصادها , وتحسين صورتها المنهارة في العالم , وليس هذا من مصلحة المسلمين , بل من مصلحتهم استمرار الانهيار في الدولة الطاغية وازدياد عوامل السقوط والتدمير في مفاصلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحاصل أن سياسة المكر والنفاق التي تؤدي إلى هبوط مستوى العداوة والبراءة والمدافعة للكفار أخطر من سياسة التحدي والعدوان الذي تقوى فيه عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين وتستنفر فيه الهمم ويقوى فيه روح الجهاد والمدافعة للكفار المعتدين
الدليل الثاني:
يخطأ من يظن أن السياسة الأمريكية العدوانية تقوم على فرد يتربع على عرشها وأنها تتأثر بوجهته ونفسيته ورؤيته الشخصية إنما السياسة الأمريكية سياسة مؤسسية لها أهدافها وأجندتها ولها مراكزها ومخططوها. دور الرئيس تنفيذ هذه السياسة والسير في ضوئها , ولذا فإن تغير شخصية الرئيس الأول في أمريكا لايغير من الأمر شيء يذكر وإنما الذي يتغير سياسة كل رئيس ووسائله في تنفيذ هذه الأهداف فبينما هي عند بوش العجلة والتهور والحماقة وفي هذا مصالح للمسلمين سبق ذكر أهمها , فهي عند (أوباما) سياسة المكر والمخادعة ومعسول الكلام لتنفيذ نفس الأهداف التي رسمت لسلفه , فهما وجهان لعملة واحدة.
الدليل الثالث:
ومما يؤيد القول بأن السياسة الأمريكية وأهدافها لاتتغير بتغير الرئيس وإنما الذي يتغير هو الوسائل مانراه بعد تولي (أوباما) سدت الرئاسة في أمريكا من استمرار العدوان الأمريكي الصليبي على بلدان المسلمين وتأييد دولة اليهود ودعمهم والسعي لتفتيت البلدان الإسلامية وتقسيمها إلى دويلات طائفية. هذا مايجري على الأرض في الوقت الذي ينافق فيه أوباما ويخادع المسلمين بمحبته للإسلام ونقده لسياسة سلفه وتعاطفه مع قضايا المسلمين ولكن هذا شيء وما ينفذه في الواقع شيء آخر.
فها هو يخرج في وسائل الإعلام وهو يتخشع أمام حائط المبكى اليهودي.
وهاهو ينحاز مع اليهود في محرقة غزة ويبيح استخدام الأسلحة المحرمة ضد المدنيين هناك بل إنه أعطاها لليهود ليجربوها في أطفال وأهل غزة.
وهاهو يصرح في خطاب له أمام منظمة إيباك المؤيدة لدولة اليهود ويصرح بأن القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ويجب أن تبقى موحدة.
وهاهو يصعد الهجمات الصاروخية على المسلمين المدنيين في أفغانستان وباكستان.
وهاهو يأمر بزيادة قواته في أفغانستان ويعلن عزمه على إبقاء قواعد عسكرية في العراق إلى أجل غير مسمى , فماذا أبقى لبوش بعد ذلك؟
فأي أخوة وأي تعاطف يعلنه هذا المجرم الماكر مع المسلمين وهاهي أفعاله ونواياه؟
فالحذر الحذر من هذا الشيطان الماكر فإنه أخطر من الشيطان الأحمق وسيفشله الله عز وجل كما أفشل سلفه من قبله – قال سبحانه – {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ... }} الأنبياء:18 {.
نسأل الله عز وجل أن يرد كيد الكفرة الصليبين في نحورهم وأن يقي المسلمين من شرورهم كما نسأله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 11:24]ـ
بارك الله فيك أخي
أبو معاذ
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 09:00]ـ
الكفر ملة واحدة ..
جزاك الله خيرًا ..(/)
بيان توحيد المرسلين وما يضاده من دين الكفار والمشركين
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 04:29]ـ
للشيخ العلامه عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
بيان توحيد المرسلين وما يضاده من دين الكفار والمشركين
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع النبيين والمرسلين، وآل كل وسائر الصالحين .. أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى بعث رسله الكرام معرفين به، ودعاة إلى توحيده وإخلاص العبادة له، كما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn1).
فأبان الله سبحانه في هذه الآية الكريمة أنه بعث في كل أمة من الناس رسولاً يدعوهم إلى أن يعبدوا الله وحده ويجتنبوا عبادة الطاغوت.
والعبادة هي التوحيد، لأن الخصومة بين الرسل وأممهم في ذلك؛ لأن المشركين يعبدون الله سبحانه ويعبدون معه غيره، فبعث الله الرسل تأمرهم بعبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه، كما قال تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ [2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn2) الآية.
أخبر سبحانه عن خليله إبراهيم أنه تبرأ من معبودات قومه، إلا الله وحده، وهو معنى قوله: إِلا الَّذِي فَطَرَنِي، فدل ذلك على أنهم يعبدون الله، ويعبدون غيره، فلهذا تبرأ من معبوداتهم كلها سوى الذي فطره، وهو الله وحده، فإنه سبحانه هو المستحق للعبادة لكونه خالق الجميع ورازقهم.
ومعنى فطرني: أي خلقني على غير مثال سبق، ومن كان بهذه المثابة فهو المستحق أن يعبد دون كل ما سواه، وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [3] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn3)، فبين عز وجل أنه أوحى إلى جميع الرسل قبل خاتمهم نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم أنه لا إله غيره يستحق العبادة، وأنه أمرهم بعبادته وحده.
فدل ذلك على أن جميع الآلهة المعبودة من دونه من أنبياء وأولياء وأصنام وأشجار وجن وملائكة، وغير ذلك، كلها معبودة بالباطل.
ومما يوضح هذا المعنى قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [4] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn4)، وقوله عز وجل عن المشركين لما دعاهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن يقولوا: لا إله إلا الله، أنهم قالوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [5] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn5)، وقوله سبحانه: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ [6] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn6)، فدل ذلك على أنهم عرفوا أن كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله تبطل ما هم عليه من الشرك وتدل على أن آلهتهم باطلة.
فعلم بذلك أن لا إله إلا الله تقتضي إخلاص العبادة لله وحده، وتدل على أنه سبحانه المعبود بالحق، ولولا ذلك لم يستكبروا عن قولها، ولم يقولوا إنها تقتضي إبطال الآلهة جميعها.
وهذا مما خفي على أكثر الخلق، حتى ظنوا أن من قال: لا إله إلا الله فهو مسلم معصوم الدم والمال، ولو صرف الكثير من العبادة لغير الله، كالدعاء والخوف والرجاء والتوكل والذبح والنذر وغير ذلك. وهذا هو الواقع من عباد القبور، فإنهم يقولون: لا إله إلا الله، وهم مع ذلك يلجؤون إلى أصحاب القبور ممن يسمونهم بالأولياء، فيسألونهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، والنصر على الأعداء، تارةً عند قبورهم، وتارةً مع البعد عنهم.
وقد يفعلون ذلك مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومع غيره من الأنبياء، وقد يلجؤون في حاجاتهم إلى الجن فيستغيثون بهم، ويذبحون لهم، يرجون نفعهم والشفاء لمرضاهم، والدفاع عن أنفسهم وزروعهم وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل هذه الأمور معلومةً مشهورة، لا تخفى على من اتصل بعباد القبور، ورأى ما هم عليه من الشرك الصريح، والكفر البواح. فأرسل الله الرسل جميعهم، تنكر هذا الشرك، وتحذر منه، وتدعو إلى عبادة الله وحده، كما سبق ذلك في الآيات الكريمات.
وقد أمرهم الله سبحانه وتعالى، أن يعرفوا الناس بربهم وخالقهم ورازقهم، وأن يذكروا لهم أسماءه الحسنى، وصفاته العلا، الدالة على كمال عظمته وقدرته، وعلمه وإحسانه إلى عباده ورحمته إياهم، وأنه سبحانه هو النافع الضار، المدبر لجميع شئون خلقه، الخبير بأحوالهم، فلا يليق أن يعبدوا غيره، أو يسألوا حاجاتهم من سواه، لأنه سبحانه هو القادر على كل شيء المحيط علمه بكل شيء، وما سواه فقير إليه، كما قال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [7] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn7)، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [8] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn8)، إلى قوله سبحانه: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [9] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn9)، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ [10] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn10)، وأخبر عن المرسلين عليهم الصلاة والسلام أنهم بلغوا أممهم عظمة الله سبحانه، وقدرته على كل شيء، وعلمه بكل شيء، وأنه سبحانه هو الذي يسمع الدعاء، ويجيب المضطر، وأنه النافع الضار، وأن يخبروهم عن معبوداتهم أنها لا تنفع ولا تضر، ولا تسمع دعاء الداعي ولا تجيبه، كما أخبروهم عن أصنامهم أنها لا تكلمهم، ولا تهديهم سبيلا، ولا تملك لهم ضراً ولا نفعاً، وكل ذلك مما يوجب إخلاصهم لله في العبادة، وتوبتهم إليه، وطلب حاجاتهم منه، وتصديق أنبيائه والتزام شريعته، كما قال تعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [11] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn11)، وقال عن هود عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [12] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn12)، وقال عن نبيه صالح عليه الصلاة والسلام إنه قال لقومه: أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ * وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يفسدون فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ [13] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn13) الآيات، وقال عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [14] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn14) إلى قوله: إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [15] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn15).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في قصة بني إسرائيل وعبادتهم العجل: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا [16] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn16) الآيات. وقال في سورة طه في القصة نفسها: أَفَلا يَرَوْنَ أَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا [17] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn17)، والمعنى: أين ذهبت عقول هؤلاء حتى عبدوا صورة عجل، لا يرد إليهم قولاً، ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً، ولا يكلمهم ولا يهديهم سبيلاً. فعلم بذلك أن الله سبحانه هو الضار النافع الذي يسمع الدعاء، ويجيب المضطر إذا دعاه، ويتكلم إذا شاء، وأن هذه الصفات من صفات الكمال التي يجب أن يكون المعبود بحق موصوفاً بها، بخلاف الأصنام ونحوها فإنها لا تسمع ولا تنفع ولا تضر ولا تجيب من دعاها، ولا ترجع إليه قولاً، ولا تهديه سبيلاً.
فكيف يجوز أن تعبد مع الملك الحق السميع المجيب، النافع الضار، العالم بكل شيء، والقادر على كل شيء لا إله غيره، ولا رب سواه. والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكلها ترشد إلى أن الله سبحانه موصوف بصفات الكمال منزه عن صفات النقص والعيب، وذلك مما يوجب توحيده وإخلاص العبادة له سبحانه وتوجيه القلوب إليه، والتوكل عليه في جميع الأمور دون كل ما سواه، لكونه الخلاق الرزاق المالك لكل شيء، المدبر لجميع الأمور، فلا يجوز أن يعبد معه غيره.
وقد أخبر الله سبحانه عن أنبيائه: نوح وهود، وصالح وشعيب: أنهم قالوا لقومهم: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [18] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn18)، كما أخبر عن جميع المرسلين أنهم قالوا لأممهم ذلك كما سبقت الآيات في ذلك.
وقال تعالى: وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ ترجعون [19] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn19)، وقال تعالى في سورة الصافات: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ * أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ * فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ [20] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn20)، وقال سبحانه في سورة مريم عن إبراهيم الخليل نفسه عليه الصلاة والسلام: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا * وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا * فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا [21] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn21)، وقال سبحانه في سورة الأعراف عن قوم هود: أنهم قالوا لهود عليه الصلاة والسلام: أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الصَّادِقِينَ [22] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn22)، وقال في سورة يونس عن مشركي العرب، الذين بعث إليهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [23] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn23)، فرد الله - جل وعلا - عليهم بقوله: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [24] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn24)، وقال في سورة الزمر: تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [25] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn25)، فأوضح سبحانه في هذه الآيات أن المشركين الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم لم يعبدوا الأصنام والأوثان والأنبياء والصالحين وغيرهم لأنهم يضرون وينفعون، أو يخلقون أو يرزقون، وإنما عبدوهم يرجون شفاعتهم عند الله، وتقريبهم لديه زلفى، فحكم عليهم سبحانه وتعالى بعملهم هذا: أنهم كفار مشركون.
وفي هذا المعنى يقول تبارك وتعالى: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [26] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn26)، فأخبر سبحانه في هذه الآية: أن الملك لله وحده، وأنه المتصرف في جميع خلقه، وأن جميع معبودات المشركين من دون الله من جن وإنس وشجر وحجر وغير ذلك كلهم لا يملكون من قطمير، وهو القشرة التي على نواة التمر، وأنهم لا يسمعون دعاء الداعي، وأنهم لو سمعوا ما استجابوا؛ لأنهم ما بين ميت وغائب، أو جماد لا يفعل شيئا، وأوضح سبحانه أن معبوديهم من دون الله، يكفرون بشركهم يوم القيامة، وينكرونه، فدل ذلك على أن تعلقهم بهم، ودعاءهم إياهم شرك بالله سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل: وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ * فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ [27] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn27)، وقال عز وجل وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [28] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn28)، فأبان سبحانه في هذه الآيات أن جميع المعبودين دون الله يتبرءون من عابديهم يوم القيامة، ويكفرون بعبادتهم، ويخبرونهم إنهم كانوا عنها غافلين.
فما أعظم حسرة أولئك المشركين، وما أعظم خسارتهم يوم القيامة، حيث باؤوا بالخيبة والندامة واستحقوا غضب الجبار ونقمته بكفرهم به وعبادتهم معه من لا يضر ولا ينفع، ولا يغني عنهم شيئاً، وقال عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [29] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn29)، والآيات في بيان بطلان الشرك، وسوء عاقبة أهله وعظم خسارتهم يوم القيامة في كتاب الله كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا جاء في السنة الصحيحة عن رسول الله ما يبين ضلال المشركين، وسوء عاقبتهم، وعظم خسارتهم، وأنهم لم يشركوا في توحيد الربوبية، بل هم يعلمون أن الله هو الخالق الرازق، مدبر أمورهم، وإنما أشركوا في عبادتهم مع الله غيره بالدعاء والخوف والرجاء، والذبح والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة كما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: ((إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله)) وفي رواية: ((فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله))، وفي رواية للبخاري رحمه الله: ((فادعهم إلى أن يوحدوا الله)) وفي صحيح مسلم عن سعد بن طارق الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه وحسابه على الله))، وفي رواية لمسلم بلفظ: ((من وحد الله، وكفر بما يعبد من دون الله)). الحديث ..
وهذان الحديثان صريحان في وجوب توحيد الله سبحانه، وإخلاص العبادة له، والكفر بما يعبد من دونه.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبرائيل عليه السلام لما سأله عن الإسلام قال: ((أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المفروضة، وتؤدي الزكاة المكتوبة)) الحديث. وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بني الإسلام على خمس: على أن يوحد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت))،وفي رواية أخرى له: ((على أن يعبد الله ويكفر بما دونه)) الحديث. وأصله في الصحيحين مرفوعا بلفظ: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)).
وروى مسلم رحمه الله حديث سؤال جبريل عن الإسلام والإيمان والإحسان من حديث عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل لما سأله عن الإسلام: ((الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)).
فدلت هذه الأحاديث، وما جاء في معناها على أن معنى شهادة أن لا إله إلا الله: هو توحيد الله وإخلاص العبادة له والكفر بما يعبد من دونه. وهذا المعنى هو حقيقة التوحيد الذي بعث الله به المرسلين، وأنزل به الكتب، وقام عليه سوق الجهاد، وانقسم الناس فيه إلى كافرٍ ومؤمن، وشقيٍ وسعيد. فالواجب على كل مكلف أن يحرص على أسباب النجاة، وأن يلتزم بتوحيد الله سبحانه، ويخلص له العبادة جل وعلا، ويكفر بعبادة ما سواه، ويتبرأ منها، ويوالي على ذلك، ويعادي عليه، كما قال الله عز وجل: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا برءاؤا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [30] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn30)، فهذا هو دين المرسلين جميعاً، وهو الدين الذي بعث الله به خاتمهم وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فعلى كل مسلم أن يعض عليه بالنواجذ، وأن يستقيم عليه، وأن يدعو الناس إلى ذلك بكل صدقٍ وإخلاص، وأن يصبر على ما أصابه في سبيل التمسك به، والدعوة إليه كما قال الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [31] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn31) الآية، وقال تعالى: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ [32] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn32)، وقال سبحانه: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [33] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn33)، وقال عز وجل: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [34] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn34)، وقال سبحانه وتعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [35] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftn35)، والآيات في هذا المعنى كثيرة والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين وجميع الدعاة إلى الحق لكل ما فيه رضاه وصلاح أمر عباده، وأن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين لكل ما فيه صلاح شعوبهم وهدايتهم إلى صراطه المستقيم؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
[1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref1) سورة النحل الآية 36. [2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref2) سورة الزخرف الآية 26، 27. [3] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref3) سورة الأنبياء الآية 25. [4] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref4) سورة الحج الآية 62. [5] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref5) سورة ص الآية 5.
[6] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref6) سورة الصافات الآية 35، 36. [7] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref7) سورة الذاريات الآية 56 – 58. [8] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref8) سورة البقرة الآية 21.
[9] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref9) سورة البقرة الآية 22. [10] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref10) سورة فاطر الآيات 15 – 17. [11] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref11) سورة نوح الآيات 10 – 12. [12] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref12) سورة الشعراء الآيات 128 – 135
[( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref13)13] سورة الشعراء الآيات 146 – 152. [14] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref14) سورة الشعراء الآيات 69 – 74. [15] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref15) سورة الشعراء الآية 89.
16] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref16) سورة الأعراف الآية 148. [17] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref17) سورة طه الآية 89. [18] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref18) سورة هود الآية 50. [19] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref19) سورة العنكبوت الآيتان، 17.
[20] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref20) سورة الصافات الآيات 83 – 87. [21] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref21) سورة مريم الآيات 41 – 50. [22] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref22) سورة الأعراف الآية 70. [23] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref23) سورة يونس الآية 18
[24] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref24) سورة يونس الآية 18. [25] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref25) سورة الزمر الآيات 1 - 3. [26] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref26) سورة فاطر الآيتان 13، 14. [27] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref27) سورة يونس الآيتان 28، 29.
[28] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref28) سورة الأحقاف الآيتان 5، 6. [29] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref29) سورة المؤمنون الآية 117. [30] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref30) سورة الممتحنة الآية 4. [31] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref31) سورة الأحقاف الآية 35.
[32] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref32) سورة النحل الآية 127. [33] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref33) سورة الأنفال الآية 46. [34] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref34) سورة العصر كاملة. [35] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8554#_ftnref35) سورة الزمر الآية 10.
رحمك الله يا شيخ واسكنك الجنه امين(/)
عجوز الفاتيكان وخفايا زيارته للمنطقة!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 11:10]ـ
عجوز الفاتيكان وخفايا زيارته للمنطقة!
2009 - 05 - 27
بقلم أسامة نبيل ( http://www.royaah.net/Writer_editor.php?id=86)
استفزاز بابا الفاتيكان للمسلمين لم يَقِفْ عند حَدِّ هجومه عليهم فقط، بل تَعَدَّى بتحريضه نصارى المشرق على ما سَمَّاه "الوفاء لجذورهم"، وهو ما فَسَّرَهُ البعض بأنه دعوةٌ للتحريض على الحكومات المسلمة التي تَحْكُمُ هذه الدول، ناسيًا أن المنطقة بِأَسْرِها تَدِينُ بالإسلام إلا القليلَ
لم يأتِ لِيَحُجَّ كما سبق وأعلن .. وإنما جاء لِيَسْتَفِزَّ المسلمين، ويُعْلِنُها صراحةً، أنه أتى خدمةً لليهود، بعدما أَقْدَمَ على مجموعةٍ من التصرفات التي تُثْبِتُ ذلك .. منها إصرارُهُ على عدم الاعتذار للمسلمين عن إساءاتٍ سابقةٍ، ودخوله أكبرَ مساجد الأردن بـ"الحذاء"، وإعلانُه إنشاءَ أوَّلِ جامِعَةٍ نصرانيَّةٍ تبشيريَّةٍ في المنطقة العربية بالأردن، وكانت الطامَّةُ الكبرى تصريحه أن زيارته تَوْثِيقٌ للعلاقات التي تربط الكنيسة الكاثوليكية باليهود شَعْبًا ودولة .. كل ذلك كان كافيًا لاستفزاز مشاعر المسلمين الذين أَمَّلُوا في أن تنهي زيارَتُه للمنطقة على عداءٍ اختَلَقَهُ هو مع بداية عَهْدِهِ، منذ أساء للإسلام والمسلمين.
عداء مُتَأَصِّلٌ
عداء البابا للمسلمين كشف عنه منذ بداية عهده بتَوَلِّيه المنصبَ الذي يعتبره نصارى الكاثوليك أَرْفَعَ منصبٍ ديني لَدَيْهِم؛ حيث فوجئ المسلمون في شتى بقاع الأرض في سبتمبر عام 2006 بعاصفةِ حِقْدٍ هوجاء، تَهُبُّ على الإسلام عقيدةً ورسولًا، كان بطلها بينديكتوس السادس عشر، بابا الفاتيكان الألماني الأصل، في خطابٍ له في إحدى جامعات ألمانيا، بحضور مئاتِ الكهنة والرهبان الكاثوليك من شَتَّى أنحاء العالم الكاثوليكي؛ حيث عَمِد إلى اقتباسِ حوارٍ دار في القرن الرابِعَ عَشَرَ بين الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني، وفيلسوف فارسي حول دَوْرِ النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
واقتطف البابا من هذا الحوار ما قاله الإمبراطور للفيلسوف: "أَرِنِي ما هو الجديد الذي جاء به مُحَمَّدٌ؟ إنك لن تَجِدَ إلا الأشياء الشريرة وغير الإنسانية، ومثالًا تبشيره بالدين الذي جاء به بِحَدِّ السيف والإكراه".
وفجرت تصريحات البابا غَضَبًا عارمًا بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم. ونَدَّدَ العديد من علماء المسلمين بتلك التصريحاتِ، وقالوا: إنها تفضح ما يُكِنُّه البابا من حقدٍ وكراهِيَةٍ على نبي البشرية ورسولها، بعد أن وصفه جهلًا وظلمًا وسَفَها بأنه نَشَرَ الإسلام بالسيف والعنف, وهذه المواقف تعكس النَّزْعَةَ الصليبِيَّةَ القديمةَ الجديدةَ الْمُتَجَدِّدَةَ في نفوس الصليبين الجُدُدِ .. وحينها، رَفَضَ البابا الاعتذار للمسلمين على إهانِتِه وإساءته لخير خَلْقِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، مُكْتَفِيًا فقط بالإعراب عن أَسَفِه لتأذي مشاعر المسلمين بسبب كلماته!
تحريض نصارى المشرق
استفزاز بابا الفاتيكان للمسلمين لم يَقِفْ عند حَدِّ هجومه عليهم فقط، بل تَعَدَّى بتحريضه نصارى المشرق على ما سَمَّاه "الوفاء لجذورهم"، وهو ما فَسَّرَهُ البعض بأنه دعوةٌ للتحريض على الحكومات المسلمة التي تَحْكُمُ هذه الدول، ناسيًا أن المنطقة بِأَسْرِها تَدِينُ بالإسلام إلا القليلَ، ويؤكد هؤلاء تفسيرهم بما قاله البابا بأنّ "المجتمع الكاثوليكي هنا –يقصد المنطقة العربِيَّةَ- مُتَأَثِّرٌ جِدًّا بالصعوبات والتقَلُّبَات التي تُؤَثِّرُ على جميع شعوب الشرق الأوسط". وتابَعَ مُوَجِّهًا حديثه لنصارى المشرق: إن "التَّشَبُّث بالجذور المسيحية الخاصة بكم، والإخلاصَ لرسالة الكنيسة في الأراضي المقدسة، يتَطَلَّبُ من كل واحد منكم نوعًا خاصًّا من الشجاعة؛ شجاعة الاعتقاد التي تُولَدُ من الإيمان الشخصي، وليس من التقاليد الاجتماعية أو العائلية".
فما هي نوايا البابا من هذه التصريحات؟! هل يدعو البابا لانقلاب نصارى المشرق على دولهم المسلمة؟ أم أنها دعوةٌ حَسَنَةٌ من زعيم النصارى لمريديه وتَابِعِيهِ لا علاقة لها بالسياسة، أو بعلاقتهم بالأرض؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يذهب المفسرون إلى أن خطواتِ البابا وتصريحاتِه المباشِرَةَ ضِدَّ المسلمين منذ بداية عهده للآن تُؤَكِّدُ أن نواياه غير سليمةٍ، وأنه جاء لِيُحَرِّضَ ويُوَاصِلَ هُجُومَهُ ضد المسلمين، في إعادةٍ للعصور الوسطى التي كانت الكنيسةُ فيها تَدْعَمُ الحملاتِ الصليبِيَّةَ ضِدَّ الإسلام، ولعل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كان قد أَلْمَحَ أكثرَ من مَرَّةٍ إلى أنه حامِلُ رايةِ الصليبِ بحروبِه على المنطقة العربية .. مما يعني أن هذا البنديكتوس يُرِيدُ مواصَلَةَ دَعْمِ خُطى بوش الاستعمارية.
مداعبة اليهود
ومواصلًا إصرارَهُ على استفزاز المسلمين، داعَبَ بابا الفاتيكان اليهودَ خلال زيارته للمنطقة، رُغْمَ أنها بدأتْ بأرْضٍ عَرَبِيَّةٍ وهي الأردن، ربما أراد من هذه المداعبة أن يقول لهم: إنه جاء لهم، وليس للمسلمين، ودعا من على جبل نبو –الذي يُقَدِّسُه اليهود-، النصارى واليهودَ إلى المصالحة، قائلًا لهم: إن "التقليد القديمَ بالحج إلى الأراضي المقدسة يُذَكِّرُنَا بالرابط غيرِ القابل للكَسْرِ الذي يُوَحِّدُ الكنيسةَ والشعبَ اليهودي"، ربما تناسى أن الكتاب الْمُقَدَّسَ -لديهم- يشير صراحةً إلى أن اليهود هم مَنْ صلبوا يسوعهم.
ومضى البابا بكلماته التي تكشف المخطط الخطير الذي يُحَاك للمنطقة، تمهيدًا لمعركة فناء الكون (الهرمجدون) للعَيْشِ في الألفية السعيدة "مخطط الخلاص"، والعودة الثانية للسيد المسيح، بعد إقامةِ الدولةِ اليهودِيَّةِ الخالِصَةِ على أرضِ فلسطين التاريخية، بحسب اعتقادهم، وقال:"لِنَرْفَع عيوننا وقلوبَنَا نحو العَلِيّ، نحن المجتمعين في هذا المكان الْمُقَدَّس، وفيما نستعد لتلاوة الصلاة التي عَلَّمَنا إياها الرب يسوع، فلنسأله أن يُعَجِّلْ مجيءَ ملكوتِهِ، فنُشَاهِدَ ونرى هكذا تحقيقَ مُخَطَّطِ الخلاص وتمامه".
وعبَّر بنيديكتوس عن أمله بأن يكون لقاؤه إلهامًا للمَحَبَّةِ المتجددةِ لكتابات "العهد القديم"، والرغبة بالتغَلُّبِ على كل العقباتِ التي تُوَاجِهُ المصالحةَ بين النصارى واليهود، بالاحترام المتبادل، والتعاون في خدمة السلام، وبالطبع حديثه هنا عن كتابات العهد القديم يستبعد وجود الإسلام، مما يعني أن أعداء الأمس –النصارى واليهود- يجب أن يتحدوا اليوم ضد عَدُوِّهُم الجديدِ، ألا وهو "الإسلام".
دخوله المسجد بالحذاء
لم يعبأ بابا الفاتيكان بمشاعر للمسلمين، واحترام مقدساتهم عندما دخل مسجد الحسين بن طلال في عمان بالحذاء، ثم ادعى معاونوه بأنه لم يُبَلَّغْ بِخَلْعِهِ قبل الدخول، وكأنه لا يعلم حرماتِ المسلمين، وكيف يتعامَلُون مع مُقَدَّسَاتِهِم ومساجِدِهم!
ولم يُفَوِّتِ الفرصةَ لِصَبِّ مزيدٍ من الزيت على النار، عندما وضع حجر الأساس لبناء جامعة نصرانية لاهوتية في محافظةِ مأدبا بالأردن؛ لتكون أول جامعة تُقام في الأردن، تُشْرِفُ عليها الكنيسة، وتعمل على التَّنْصِير بالدول العربية.
ولقيت هذه الخطوة إدانةً واستنكارًا شديدَيْنِ من قِبَلِ شخصياتٍ إسلامِيَّةٍ وسياسيَّةٍ ونقابِيَّةٍ أُرْدُنِّيَّة، معتبرين تأسيسَ الجامعة مرحلةً أولى لعمليةِ تنصيرٍ واسعةٍ بين أبناء المنطقة.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 10:06]ـ
بارك الله فيك على هذا التوضيح والمقال الطيب(/)
ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة من كلام الشيخ فركوس
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 12:16]ـ
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فلا يتوقَّف النظر في مسألة تلقي العلم على أهل البدع والاستفادة من كتبهم ومؤلفاتهم على صدق المبتدع أو عدمه بقدر ما ينظر فيها إلى نوع العلم الذي يلقيه أو يسطِّره في كتابه، ومدى تأثر الناس به وببدعته، ومن زاوية هذه الرؤية يُفرَّق بين من يمتلك آلة التمييز بين الحقِّ والباطل وبين فاقد أهلية التمييز.
فإن كان نوع العلم الذي تضمَّنه مؤلَّفهم يحتوي على فسادٍ محضٍ من زيغٍ وضلالٍ وخرافةٍ في الاعتقاد وتحكيمٍ للهوى وعدولٍ عن النصوص الشرعية وانحراف عن الأصول المعتمدة، ككتب أهل الكلام والتنجيم سواء صدر من رافضي أو خارجي أو مرجئٍ أو قدريٍّ أو قُبوريٍّ، فإنَّ نصوص الأئمة في كُتُب السِّيَر والاعتصام بالسُّنة حافلة بمنابذة المبتدعة والتخلي عن الاستفادة من مؤلفاتهم وكتبهم خشية الافتتان بآرائهم المخالفة للسُّنة والتأثر بفساد أفكارهم والانزلاق في بدعتهم وضلالهم، وقد حذّروا من النظر في كتب أهل الأهواء، وحثُّوا على إبعادها وإتلافها تعزيرًا لأهل البدع، وتفاديًا لمفسدة التأثر بها. ويدلُّ عليه قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: «أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الخَطَّابِ؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لاَ تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبَعَنِي» (1 - أخرجه أحمد في «مسنده»: (3/ 378، 387)، والدارمي: (1/ 115)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وفي سنده مجالد وهو ضعيف، وله شاهد بنحوه من حديث عبد الله بن شداد رضي الله عنه عند أحمد: (3/ 470، 471)، وفي سنده جابر الجعفي، والحديث حسّنه الألباني في «ضلال الجنة»: (1/ 27)، وقال: «إسناده ثقات غير مجالد، وهو ابن سعيد فإنه ضعيف، لكن الحديث حسن، له طرق أشرت إليها في "المشكاة" (177) ثم خرجت بعضها في "الإرواء"». ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_1'))).
وضمن هذا المعنى يقول ابن القيم ?رحمه الله-: «وكلُّ هذه الكتب المتضمِّنة لمخالفة السُّنَّة غير مأذون فيها بل مأذون في محقها وإتلافها وما على الأمة أضر منها، وقد حرق الصحابة جميعَ المصاحف المخالفة لمصحف عثمان لَمَّا خافوا على الأُمَّة من الاختلاف، فكيف لو رأوا هذه الكتب التي أوقعت الخلاف والتفرق بين الأمة» (2 - «الطرق الحكمية» لابن القيم: (233 وما بعدها) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_2')))، ويقول أبو القاسم الأصبهاني: «ثم من السنة: ترك الرأي والقياس في الدين، وترك الجدال والخصومات، وترك مفاتحة القدرية وأصحاب الكلام وترك النظر في كتب الكلام وكتب النجوم، فهذه السنة التي اجتمعت عليها الأمة» (3 - «الحجة في بيان المحجة» للأصبهاني: (1/ 252) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_3'))).
أمَّا إذا كان نوع العلم في كتبهم ومصنَّفاتهم ممتزجًا بين الحقِّ والباطل من الكتب الأصول، فإن كان طالب العلم فاقدًا لأهلية النظر لا يقتدر على التمييز بين الممزوج ولا يعرف حدود الحقِّ من الباطل فحكمه ترك النظر -أيضًا- في هذه المصنفات والكتب خشية الوقوع في تلبيساتهم وتضليلاتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمَّا إن كان طالب العلم الناظر فيها متشبعًا بالعلم الشرعي الصحيح ويملك آلة التمييز بين الحقِّ والباطل، والهدى والضلال، واحتاج إلى الاطلاع عليها: إمَّا لدراستها وتحقيق صوابها من خطئها، وإمَّا للردِّ على ما تتضمَّنه من انحرافٍ وزيغٍ وخرافةٍ، فله أن يُقبِل عليها، ويَقْبَل الحقَّ من أيِّ جهةٍ كان، فقد كان من عدل سلفنا الصالح قَبول ما عند جميع الطوائف من الحقِّ ولا يتوقَّفون عن قبوله، ويردون ما عند هذه الطوائف من الباطل، فالموالي منها والمعادي سواء، إذ لا أثر للمتكلِّم بالحقِّ في قبوله أو رفضه، وفي هذا السياق قال ابن القيم -رحمه الله-: «فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحقِّ حيث كان ومع من كان ولو كان مع من يبغضه ويعاديه، ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه فهو ممَّن هُدِي لما اختلف فيه من الحق» (4 - «الصواعق المرسلة» لابن القيم: (2/ 516) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_4'))).
وعليه، فلا يجوز الإحالة على كتب المبتدعة ومصنفاتهم إن كان ضررها يماثل نفعها أو أعظم منه، بل الواجب التحذير منها وهجرها، أمَّا إن كان نفعها أعظم من ضررها فله أن يحيل عليها في البحوث والمقالات مع بيان ما حوته من شرٍّ أو فسادٍ إن أمكن، أو تنبيه على جوانب ضررها ولو في الجملة قصد الاحتراز منها على حدِّ قولهم: «اجن الثمار وألق الخشبة في النار» وفي هذا المعنى من تحصيل النفع بمن فيه بدعة يقول ابن تيمية -رحمه الله-: «فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب، كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيرًا من العكس، ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل» (5 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (28/ 212) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_5'))).
هذا، ولا يقال في حقِّ هذه المصنفات: «خذ الحقَّ منها واترك الباطل» مطلقًا إلاَّ من كان محصنًا بالعلم الشرعي النافع، قادرًا على محاصرة كتب أهل البدع المخالفين لمنهج أهل الحقِّ، وتطويق آرائهم وشبهاتهم، حفظًا لعقيدة المؤمنين من الفساد العقدي، وحماية لقلوبهم من الشبه والتلبيس، وصيانة لعقولهم منها، علمًا أنَّ مشروعية ترك النظر في كتب المخالفين لمنهج أهل الحق إنما تندرج تحت قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي تعد من أهم أسس هذا الدين وقواعده.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.(/)
مفهوم عقيدة الولاء والبراء في الاسلام
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 09:23]ـ
مفهوم عقيدة الولاء والبراء في الاسلام
من خصائص المجتمع المسلم الصحيح الذي أمر الله عزوجل بناءه في الدولة الاسلامية يعتمد على خاصتين اثنتين , لا يستقيم الدين الا عليهما ألا وهما عقيدة الولاء والبراء ... فما هما هاتان العقيدتان أو الخاصتان, وسنتناول كل واحدة على حدة كي ندرك أين موقع المجتمع الاسلامي المعاصر منهما.
الولاء يكون لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين ... والبراء هو من كل كافر ومشرك وملحد وكل من يعاند شرع الله وحادّ الله ورسوله, واتبع طريقا مخالفا لطريق المؤمنين من المشركين والكفرة ومن والاهم الى يوم الدين.
وقد تناول القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هاتان الخاصتان باسهاب, ولأنّ الصحابة رضوان الله عليهم كانوا قد تفاعلوا معها باخلاص تام فقد استحقوا مدح الله عزوجل باسباع رضاه تبارك وتعالى عليهم كما في قوله تعالى في سورة المجادلة 22:
رضيَ اللهُ عنهُم ورضوا عنهُ, أولئكَ حزبُ اللهِ, ألا انّ حزبَ همُ المفلحون
انّ هاتان الصفتان الولاء والبراء هما من أهم روابط المجتمع الاسلامي, وان تحققتا في مجتمع ما جعلته مجتمعا مترابطا متماسكا تسودة المحبة والالفة والنصرة, وتصونه من كل ما يعترض مجتمعاتنا من محاكاة الغرب على كافة المستويات, الغرب الذي ينتهج سياسة فرّق تسد, وقد نجح فيها الى حد ما, ودليل ذلك الخنوع والتراجع الذي تعيشه المجتمعات الاسلامية التي لم تعد تسير على نهج الله تعالى بالشكل المطلوب كما رسمه لهم القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم, ولقد قالها النبي صلى الله عليه وسلم نصيحة لأمته من بعده قبل ما يزيد عن أربعة عشرة قرنا: لن تضلوا أبدا ما ان تمسكتم بكتاب الله وسنتي عضوا عليها بالنواجذ .... وفي رواية أخرى: عليكم بكتاب الله وسنتي وسنة الخلفاء الراشدون من بعدي عضوا عليها بالنواجذ.
انّ الايمان الحقيقي يتركزفي هاتين الركيزتين اللتين ترتكز عليهما العقيدة الاسلامية فريضة من الله عزوجل , وليس أدلّ من فرضيتها وأهميتها من اعتناء القرآن بتقريرها،, فمرة يذكرها على اعتبار أنها الرابطة الإيمانية التي تجمع المؤمنين فتحثهم على فعل الصالحات، قال تعالى في سورة التوبة 71: والمؤمنونَ والمؤمناتِ بعضُهُمْ أولياءُ بعضٍ يأمرونَ بالمعروفِ وينهوْن عن المنكرِ ويقيمونَ الصلاةَ ويؤتونَ الزكاةَ ويطيعونَ اللهَ ورسولهُ, أولئك سيرحمُهُمُ الله, إنَّ الله َعزيزٌ حكيم ٌ.
ومرة يذكرها محذرا من الانسياق وراء تحالفات تضع المسلم جنبا الى جنب مع الكافر في معاداة إخوانه المسلمين، قال تعالى في سورة آل عمران 28: لا يتخِذِ المؤمنونَ الكافرينَ أولياءَ من دونِ المؤمنينَ, ومن يفعلْ ذلكَ فليسَ مِنَ اللهِ في شيءٍ إلاّ أنْ تتقوا منهُمْ تُقاةً, ويحُذرِّكُم ُاللهُ نفسَهُ, وإلى اللهِ المصيرُ.
ومرة يذكر عقيدة الولاء والبراء على أنها الصبغة التي تصبغ المؤمنين ولا يمكن أن يتصفوا بما يناقضها، قال تعالى في سورة المجادلة 22: لا تجدُ قوماً يؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخرِ يُوادّونَ مّنْ حادَّ الله َورسولهُ ولو كانوا آباءَهُمْ أو أبناءَهُمْ أو إخوانهُمْ أو عشيرتهَمْ, أولئك كتبَ في قلوبهمْ الإيمانَ وأيدّهُمْ بروحٍ منه ويُدخلَهُمْ جناتٍ تجري من تحتها الأنهارُ خالدينَ فيها , رضيَ الله عنهُم ورضوا عنهُ, أولئكَ حزبُ اللهِ, ألا إنَّ حزبَ اللهِ همُ المفلحون.
اذا أردت أن تعلم مكانة الاسلام من أهله , فلا تنظر الى زحامهم على أبواب المساجد يوم الجمع والأعياد, وانما انظر الى زحامهم على أبوابها في العتمات والظلم, وهؤلاء وصفهم الله عزجل بقوله في سورة النور 36 - 37 بقوله: في بيوتٍ أذِنَ اللهُ أنْ ترُفعَ ويُذكرَ فيها اسمُهُ, يُسبح لهُ فيها بالغُدوِّ والآصالِ* رجالٌ لا تُلهيهِمْ تجارةٌ ولا بيعٌ عنْ ذكْرِ اللهِ واقامِ الصلاةِ وايتاءِ الزكاةِ, يخافونَ يوماً تتقلَّبُ فيهِ القلوبُ والأبصارُ ...
. وفي قوله تعالى يشهد لهم بالايمان والهداية كما في قوله في سورة التوبة 18: انما يَعْمُرُ مساجدَ اللهِ مَنْ آمنَ باللهِ واليومِ الآخرِ وأقامَ الصلاة َوآتى الزكاةَ , أولئك عسى أنْ يكونوا مِنَ المُهتدينَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبشرهم المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه بالنور التام على الصراط كما في قوله عليه الصلاة والسلام: وبشّر المشائين الى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة.
واذا أردت ان تعلم مكانة الاسلام من أهله فلا تنظر الى صلاة المرء ولا الى صيامه بل انظر الى كلمة الصدق والوفاء بالعهد وحفظ الأمانة, تماما كما قال الفاروق رضي الله عنه: لا تنظروا الى صلاة المرء ولا الى صيامه ولكن انظروا الى صدقه في الحديث.
انّ أبرز صور ولاء المؤمن لأخيه المؤمن هو ولاء الود والمحبة: وهذا يعني أن يحمل المسلم لأخيه المسلم كل حب وتقدير، فلا يكيد له ولا يعتدي عليه ولا يمكر به. بل يمنعه من كل ما يمنع منه نفسه، ويدفع عنه كل سوء يراد له، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الامام مسلم رحمه الله: (مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
الاسلام دين الحياة الاجتماعية السليمة, ويريد من أتباعه أن يكونوا كالجبل الشامخ لا تهزه ريح ولا تؤثر فيه العواصف والرياح العاتية, ويريد من أتباعه أن يكونوا كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر, اذا وصلنا الى هذه الدرجة من الحياة عندها نستطيع أن نعيش بأمن وامان وطمأنينة وسلام, عندها ترفرف علينا أجنحة الحب والرفاهية والشعور بالسعادة, عندها نشعر اننا لسنا وحدنا في المعاناة , فهناك اخواننا المؤمنين يمسحون عنا ألامنا وأحزاننا ويقيلون عثراتنا , ويعينوننا على هموم الدنيا ومصائبها ... اذا وصلنا الى هذه الدرجة من الايمان عندها نسود على كل من يعادينا بفضل الله تعالى وارادته ومنته.
روى الحاكم وقال صحيح الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته، وأشار بأصبعه , أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين.
وروى الامامين البخاري ومسلم رحمهما الله , عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: على كل مسلم صدقة. قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق. قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف.
فالأصل أنّ المسلم يساعد أخاه المسلم, بقدر إمكانياته بيده، بماله، ولا يضيق به مؤثراً السكينة وقد أخلد إلى الراحة .. بينما نجد غيره من إخوته تؤرقهم الهموم، وتقض مضاجعهم المحن .. وبإمكانه أن يمسحها بشيء من الإيثار ولو على حساب راحته.
راغبون وفي كل ذلك يلتمسون الأجر والقرب منه تعالى.
ومن صور الولاء أيضا ولاء النصرة والتأييد: وذلك في حال ما إذا وقع على المسلم ظلم أو حيف، فإن فريضة الولاء تقتضي من المسلم أن يقف إلى جانب أخيه المسلم، يدفع عنه الظلم، ويزيل عنه الطغيان، وروى الامام البخاري رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا يا رسول الله: هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟ قال: تأخذ فوق يديه , أي تمنعه من الظلم.
فمن هذا الولاء يرث المجتمع المسلم حماية ذاتية، تحول دون نشوب العداوات بين أفراده، وتدفعهم جميعا للدفاع عن حرماتهم وعوراتهم. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
ومن صور الولاء أيضا النصح لهم والشفقة عليهم: وفي الحديث المتفق عليه روى جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.
هل البراءة من الكافرين ومن والاهم فرض؟
أجل!! وليس هذا فحسب بل هو أمر الهي مُدوّن في القرآن الكريم يُعمل به الى قيام الساعة, لقوله عزوجل قي سورة آل عمران 28: لا يتخِذِ المؤمنونَ الكافرينَ أولياءَ مِنْ دونِ المؤمنينَ, ومَنْ يفعلْ ذلكَ فليسَ مِنَ اللهِ في شيءٍ إلاَّ أن تتقوا منهُمْ تُقاةً, ويحُذِّرَكُمْ اللهُ نفسَهُ, وإلى اللهِ المصيرُ
ومن أخطر صور الموالاة التي يحرمها الإسلام ويقضي على صاحبها بالردة والكفر ما يلي:
1 - ولاء الود والمحبة للكافرين: فقد نفى الله عز وجل وجود الإيمان عن كل من وادّ الكافرين ووالاهم، لقوله تعالى في آخر آية من سورة المجادلة 22 الآنفة الذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تجدُ قوماً يؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخرِ يُوادّونَ مّنْ حادَّ الله َورسولهُ ولو كانوا آباءَهُمْ أو أبناءَهُمْ أو إخوانهُمْ أو عشيرتهَمْ, أولئك كتبَ في قلوبهمْ الإيمانَ وأيدّهُمْ بروحٍ منه ويُدخلَهُمْ جناتٍ تجري من تحتها الأنهارُ خالدينَ فيها , رضيَ الله عنهُم ورضوا عنهُ, أولئكَ حزبُ اللهِ, ألا إنَّ حزبَ اللهِ همُ المفلحون.
وهذه الآية الكريمة نزلت في أبو عبيدة بن الجراح, وأبو بكر الصديق, ومصعب بن عمير , وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وحمزة وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم أجمعين, فقوله تعالى ولو كانوا آباءهم: نزلت في أبو عبيدة عندما قتل أباه في معركة بدر .. وقوله تعالى: أو أبناءهم: نزلت في أبو بكر عندما همّ يومئذ بقتل ابنه عبد الرحمن, لولا أن منعه النبي صلى الله عليه وسلم من قتله, وما كان منعه عليه الصلاة والسلام الا لحكمة الهية بأنه سيسلم وسيكون علما من أعلام المسلمين رضي الله عنه وأرضاه .. واما قوله تعالى: أو اخوانهم: فقد نزلت في أول سفير للاسلام مصعب بن عمير عندما قتل أخاه عبيد يومئذ .. ,اما قوله تعالى: أو عشيرتهم: فقد نزلت في الفاروق عمر عندما قتل قريبا له يومئذ, وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم, عندما قتلوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة يومئذ والله اعلم.
إلا أن هذه المفاصلة والمفارقة لا تمنع من البر بالكافرين المسالمين والإحسان إليهم - ما لم يكونوا لنا محاربين – لقوله تعالى في سورة الممتحنة 8: لا ينهاكُمُ اللهُ عنِ الذين لمْ يُقاتلوكُمْ في الدينِ ولمْ يخُرجوكُمْ مِنْ ديارِكُم ْأنْ تَبرُّوهُمْ وتُقسِطوا إليهِمْ إنَّ اللهَ يحبُّ المقسطينَ.
2 - ولاء النصرة والتأييد للكافرين على المسلمين: ذلك أن الإسلام لا يقبل أن يقف المسلم في خندق واحد مع الكافر ضد إخوانه المسلمين، لقوله عزوجل في سورة النساء 44:
يا أيها الذينَ آمنوا لا تتخذوا الكافرينَ أولياءَ مِنْ دونِ المؤمنينَ أتريدونَ أنْ تجعلوا للهِ عليكُمْ سُلطاناً مُبيناً.
ولقوله عزوجل في سورة المائدة 81: ولو كانوا يُؤمنونَ باللهِ والنبيِّ وما أنُزلَ إليهِ ما اتخذوهُمْ أولياء, ولكنَّ كثيراً منهُمْ فاسقونَ.
ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذه الآية: فذكر جملة شرطية تقتضي أن إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف لو التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط فقال: ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء فدلّ ذلك على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، لا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب، ودلَّ ذلك على أن من اتخذهم أولياء، ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي، وما أنزل إليه.
صور من الولاء المحرّم في الاسلام
1 - تنصيب الكافرين أولياء أو حكاما على المسلمين: بأي نوع من التسلط , لقوله تعالى في سورة النساء 141: ولنْ يجعلَ اللهُ للكافرينَ على المؤمنينَ سبيلا ًولأن أبا موسى الأشعري قدم على عمر رضي الله عنهما, ومعه كاتب نصراني فانتهره عمر وقال: لا تأمنوهم وقد خونهم الله، ولا تدنوهم وقد أبعدهم الله، ولا تعزوهم وقد أذلهم الله.
ويقول النووي رحمه الله فيما نقله صاحب الكفاية: لأن الله تعالى قد فسّقهم فمن ائتمنهم فقد خالف الله ورسوله وقد وثق بمن خونه الله تعالى.
2 - اتخاذهم أصدقاء وأصفياء: لقوله تعالى في سورة آل عمران 118: يا أيها الذينَ آمنوا لا تتخذوا بِطانةً مِنْ دونكُمْ لا يأْلونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عنِّتُمْ قدْ بدَتْ البغضاءُ مِنْ أفواههم , وما تخُفي صدورُهُمْ أكبرُ, قدْ بيَّنا لكُمُ الآياتِ, إن كنتُمْ تعقلون.
وقال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: لا تتخذوا أولياء وأصدقاء لأنفسكم من دونكم، يقول: من دون أهل دينكم وملتكم، يعني من غير المؤمنين .. فنهى الله المؤمنين به أن يتخذوا من الكفار به أخلاء وأصفياء، ثم عرفهم ما هم منطوون عليه من الغش والخيانة، وبغيهم إياهم الغوائل، فحذرهم بذلك منهم ومن مخالتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - البقاء في ديار الكفر دون عذر مع عدم القدرة على إقامة شعائر الإسلام، لقوله تعالى في سورة النساء 97: إن الذينَ توفاهُمُ الملائكةُ ظالمي أنفُسهِمْ قالوا فيمَ كنتمْ, قالوا كُنا مُستضعفينَ في الأرضِ , قالوا ألمْ تكُنْ أرضُ اللهِ واسعةً فتُهاجروا فيها, فأولئكَ مأواهُمْ جهنَّمُ, وساءتْ مصيراً.
4 - التشبه بهم في هديهم الظاهر ومشاركتهم أعيادهم، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود رحمه الله: من تشبه بقوم فهو منهم.
وهناك أمور لا تقتضي البراء من الكافرين براءً جذرياُ
ربما ظنَّ البعض أن معاداة الكافرين تقتضي أن يقطع المسلم كل صلة بهم، وهذا خطأ، فالكافر غير المحارب إن كان يعيش بيننا أو سافرنا نحن لبلاده لغرض مشروع فالاتصال به ومعاملته يوشك أن يكون ضرورة لا بد منها، ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان قد استعان بصفوان بن أمية رضي الله عنه, في غزوة حنين وصفوان لا زال على الشرك يومها, وكان من أكبر تجار السلاح في مكة, فأمدّ المسلمين بثلاثة قطعة حربية ما بين رمح وترس وقوس.
ولأجل المصلحة العامة فقد أباح الشرع صنوفا من المعاملات مع المشركين منها:
1. إباحة التعامل معهم بالبيع والشراء، واستثنى العلماء بيع آلة الحرب لهم وما يتقووا به علينا، ولا يخفى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته كانوا يبيعون ويشترون من اليهود، بل ومات عليه السلام ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعا من شعير كما روى ذلك الامام أحمد وغيره رحمهم الله.
2. إباحة الزواج من أهل الكتاب وأكل ذبائحهم وبشروط: لقوله تعالى في سورة المائدة 5 اليوم َأُحِلَّ لكُمُ الطيباتُ, وطعامُ الذينَ أُوتوا الكتابَ حِلٌّ لكُمْ وطعامُكُمْ حِلٌّ لهُمْ, والمحصناتِ مِنَ المؤمناتِ والمحصناتِ مِنَ الذينَ أُوتوا الكتابَ من قبلِكُمْ.
3. اللين في معاملتهم ولا سيما عند عرض الدعوة عليهم: لقوله تعالى في سورة النحل 125 ادعُ إلى سبيلِ ربكَ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ وجادلهُمْ بالتي هيَ أحسن.
وبهذا أمر الله نبيه موسى عليه الصلاة و السلام أن يفعل مع الطاغية فرعون، لقوله تعالى في سورة طه 44: فقولا لهُ قولاً ليِّناً.
4. العدل معهم وعدم ظلمهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم: ولا يحق لمسلم أن ينتهك عرض الكافر والمشرك المسالم, ولا يستولي على ماله ظلما وعدوانا بغير حق, ولا يحلّ له قتله ظلما, فالكافر والمشرك في كفره حسابه على الله, لقوله تعالى في سورة الممتحنة 8:
لا ينهاكُمُ اللهُ عنِ الذين لمْ يُقاتلوكُمْ في الدينِ ولمْ يخُرجوكُمْ مِنْ ديارِكُم ْأنْ تَبرُّوهُمْ وتُقسِطوا إليهِمْ إنَّ اللهَ يحبُّ المقسطينَ
.وروى الامام البخاري رحمه الله عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما. والمعاهد هو المسالم الذي لا يريد قتال المسلمين.
5. الإهداء لهم وقبول الهدية منهم: اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بقبوله صلى الله عليه وسلم هدية المقوقس ملك القبط في مصر.
6. عيادة مرضاهم إذا كان في ذلك مصلحة: فقد روى الامام البخاري رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أسلم، فنظر الولد إلى أبيه وهو عنده. فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم. فأسلم. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار.
7. التصدق عليهم والإحسان إليهم: لقوله تعالى في سورةلقمان 15: وإنْ جاهداكَ على أنْ تُشركَ بي ما ليسَ لكَ به علمٌ فلا تُطعِهما وصاحبْهُما في الدنيا معروفاً.
وروى الامام البخاري رحمه الله عن أسماء بن أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت على أمي وهي مشركة .. فاستفتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي، قال: نعم صلي أمك.
8. الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وذلك حين دعا النبي صلى الله عليه وسلم لطوائف من المشركين منهم دوس، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد دوسا وأت بهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
من ثمرات احياء عقيدة الولاء والبراء في الأمة
1. ظهور العقيدة الصحيحة وبيانها وعدم التباسها بغيرها وتحقيق المفاصلة بين أهل الكفر وأهل الإسلام: لقوله تعالى في سورة الممتحنة 4: قدْ كانتْ لكُمْ أُسوةٌ حسنةٌ في إبراهيمِ والذينَ معَهُ إذ قالوا لقومهِمْ إنا برآءٌ منكُم وممَّا تعبدونَ مِنْ دونِ اللهِ كفرنا بكُم وبدا بيننا وبينكُمُ العداوةَ والبغضاءَ أبداً حتى تؤمنوا باللهِ وحدَهُ.
2. حماية المسلمين سياسيا بما يوجبه الإسلام من مبدأ الولاء والبراء: بحيث يمنع من الانجرار وراء الأعداء، وما تسلط الكفار على المسلمين وتدخلوا في شؤونهم إلا نتيجة إخلالهم بهذا الأصل العظيم.
3. تحقيق التقوى والبعد عن كل ما يسخط الله سبحانه منا: لقوله تعالى سورة المائدة 80: ترى كثيراً منهُم يتولوْن َالذينَ كفروا , لبئسَ ما قدَّمتْ لهُمْ أنفسُهُمْ أنْ سخِطَ اللهُ عليهمْ وفي العذابِ هُمْ خالدونَ
ولقوله تعالى في سورة هود 113: ولا تركَنوا إلى الذينَ ظَلموا فتمَسَّكُمْ النارُ.
إن عقيدة الولاء والبراء هي عقيدة صيانة الأمة وحمايتها من أعدائها، كما أنها سبب للألفة والإخاء بين أفرادها، وهي ليست عقيدة نظرية تدرس وتحفظ في الذهن مجردة عن العمل؛ بل هي عقيدة عمل ومفاصلة، ودعوة ومحبة في الله، والكره من أجله سبحانه وتعالى, والجهاد في سبيله عزوجل جهادا صادقا يبتغى فيه وجهه الكريم.
نعم انها تقتضي كل هذه الأعمال، وبدونها تصبح عقيدةً نظرية سرعان ما تزول، وتضمحل عند أدنى موقف أو محك.
وفقنا الله واياكم مرضاته سبحانه وتعالى, وجعلنا واياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه برحمتك يا أرحم الراحمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ما أصبت به في هذا البحث فمن الله وحده, وما أخطأت فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان
الرجاء من الأخوة والأخوات من يجد خطأ في نصٍّ قرآنيٍّ أو حديثٍ شريفٍ أن يحيطُنا به علما وأجرُهُ علىالله عزوجل وجلّ.
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[19 - Nov-2010, صباحاً 12:33]ـ
http://www.alukah.net/Sharia/0/9421/1/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D9%8A %D8%AA%D9%84%D9%8A/(/)
زيارة البابا كتبه د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 05:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة البابا
كتبه: د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
ففي غضون الأسبوع المنصرم، قدم البابا (بندكتوس السادس عشر) أسقف الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس حاضرة الفاتيكان، في زيارة إلى ما يسميه النصارى (الأراضي المقدسة)، وتشمل مواقع في الأردن، مثل: موقع المعمودية (المغطس) على نهر الأردن، وجبل (نيبو) و قلعة (مكاور). وفي فلسطين، مثل (المسجد الأقصى)، و (بيت لحم) و (الناصرة)، وغيرها. وغادرها اليوم الجمعة20/ 5/1430، الموافق 15/ 5/2009م. وكان سلفاه: البابا (بولس السادس: 1963 - 1978) و (يوحنا بولس الثاني: 1978 - 2005). فما سر هذه الزيارات البابوية المتعاقبة، لمنطقة إسلامية، ملتهبة، خلال العقود الخيرة؟
لا يغيب عن البال أن المرجعيات النصرانية؛ الدينية، والسياسية، عبر التاريخ، تشعر بالأسى الشديد، والغيظ العميق لكون مدارج النصرانية الأولى، ومهد المسيح عليه السلام باتت بأيدي المسلمين. فبلاد الشام الكبرى (سوريا، والأردن، وفلسطين) كانت تعج بمختلف الطوائف النصرانية المتناحرة، حين جاء الفتح الإسلامي بـ (البينة) التي لا غنى لهم عنها: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ.رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً. فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) [البينة/1 - 3]
فانخرطت أعداد هائلة من نصارى المشرق في الإسلام، ورأوا فيه الامتداد الطبيعي لدين الله، النقي من البدع، والشركيات، والفلسفات، التي جرى إدخالها في دين المسيح. وصارت بلاد الشام، والعراق، ومصر، وغيرها بلاد إسلام. بل إن أربعاً من خمس حواضر نصرانية مقدسة، صرن حواضر إسلامية؛ يرفع فيها الأذان، ويتلى فيها القرآن، ولم يبق بها سوى (أقليات) نصرانية، وهي: القدس، والقسطنطينية (استانبول)، و أنطاكية، والإسكندرية. وبقيت روما، وحدها بيد النصارى!
ولأجل هذا الغيظ التاريخي الديني، جرد الأباطرة، والبابوات، الحملات الصليبية المتعاقبة، لكنها باءت بالفشل الذريع أمام حجة الإسلام الباهرة، وجهاده المنبعث. كما فشلت الحملات الاستعمارية للغرب المتعلمن، في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية، في العصر الحديث، من أن تستقر في المنطقة الإسلامية، سواءً بسواء.
ومنذ منتصف القرن الميلادي العشرين، والمراجع النصرانية؛ ممثلةً بـ (الكنيسة الكاثوليكية)، التي يتبعها أكثر من مليار من نصارى العالم، و (مجلس الكنائس العالمي) الذي يستوعب الباقي، صارت ترفع شعار (التقارب) و (الحوار) الذي لا يسعها سواه في ظل مرحلة الضعف، والتهميش، الذي تحياه، وفي مواجهة المد الإسلامي في معاقلها العتيدة، الذي تلقاه.
وفي هذا السياق (التكتيكي) تأتي زيارات البابوات المتعاقبة للشرق الإسلامي، لتأكيد الارتباط التاريخي الديني بالمنطقة، وتعزيز الأقليات النصرانية المشرقية، رغم اختلافهم العميق فيما بينهم، من جهة، ومن جهة أخرى لترديد شعارات الحوار، والتقارب، التي يذرون فيها الرماد على العيون، في الوقت الذي يسيئون فيه للإسلام، والقرآن، ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، في تصريحاتهم.
ولعل البابا الحالي (بندكتوس السادس عشر) كان أقل حذقاً من سلفه (يوحنا بولس الثاني)، إذ لم تكد تمضِ سنة على حبريته، حتى فاه في محاضرة ألقاها في جامعة (ريغينسبورغ) الألمانية في أيلول 2006م، بتصريحات مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، أثارت ردود فعل غاضبة، لدى المسلمين. ولم يكن منه، إلا أعرب عن (أسفه) لـ (سوء فهمه)، حين قال في بيانه الشخصي: (أنني أشعر بأسف عميق لردود الفعل في بعض البلدان، لفقرات قليلة من خطابي بجامعة ريغينسبورغ، والتي اعتبرت مسيئة لمشاعر المسلمين).
وهاهنا مغالطة لفظية، لا يدركها كثير من الجمهور الإسلامي، وتحمل دلالة مميزة في التصريحات السياسية، ألا وهي التفريق بين (الأسف) و (الاعتذار)! فالبابا يأسف لسوء فهم الآخرين، ولكنه، وحتى اللحظة التي زار فيها أحد مساجد الاردن قبل أيام، لم يعتذر!
(يُتْبَعُ)
(/)
وثمَّ، كمين لفظي آخر، لا يتفطن له كثير من المسلمين، وربما تنطلي عليهم خدعته، وهو ما يرد في التصريحات الكنسية من عبارات ثناء، ومجاملة، ابتداءً مما تضمنته وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني الشهيرة: (وتنظر الكنيسة بعين الاعتبار أيضاً إلى المسلمين، الذين يعبدون الإله الواحد القيوم الرحيم .. ) وانتهاءً بتصريحات البابا الحالي (بندكتوس السادس عشر) في الأردن حين قال إنه يستغل هذه الزيارة (كي يعرب عن عميق احترامه للمجتمع الإسلامي). إن جميع العبارات التوددية الصادرة من الجهات الكنسية لا تقدم تقديراُ لـ (الإسلام) بوصفه ديناً، وإنما لـ (المسلمين) بوصفهم أفراداً، ومجتمعات. وبالتالي، فهو إمعان في الإصرار على التكذيب بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وكون الإسلام ديناً من عند الله، فضلاً، أن يكون هو الدين الخاتم، الناسخ لجميع الأديان. وقد حلل الكاتب الروسي (إلكسي جورافسكي) في كتابه العميق (الإسلام والمسيحية) العبارات الحذرة التي صيغت بها دساتير، وقرارات، وبيانات، المجمع الفاتيكاني الثاني (1962 - 1965) حتى لا تقع في شَرَك تزكية الإسلام كدين، بما لا يتسع بسطه في هذا المقام. (انظر كتابي: دعوة التقريب بين الأديان: 1/ 412 - 415
وربما قال بعض السذج: ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل وفود اليهود والنصارى؟ فالجواب: بلى! بل ويستدعيهم، ويستضيفهم، بل ويقصدهم في كنيسهم، في يوم مدراسهم! لكنه، بأبي هو وأمي، كان يدعوهم على عبادة الله وتوحيده، والإيمان برسوله، ونبذ الشرك، والغلو، كم أمره ربه بقوله: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران/64]
فأين هذا من لقاءات المجاملة، والمداهنة، والمصانعة، التي يقال فيها كل شيء، إلا: (تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ). ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
عنيزة. في 20/ 5/1430(/)
ما زلت مسرورا من هذا الحوار مع أخي الأستاذ الفاضل الشويقي
ـ[الفلوجة]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 06:11]ـ
"ما زلت مسرورا من هذا الحوار مع أخي الأستاذ الفاضل الشويقي، وما زلت مستبشرا به؛ لأني على يقين أننا بحاجة لمثل هذا الحوار لتعويد الجيل الجديد من المتدينين على تقبل الخلاف والتعامل معه على أنه حقيقة معرفية لا مناص منها، وللمساهمة في تخفيف (التأزم) الذي يعاني منه وسطنا الثقافي الإسلامي، وقد لاحظت أن رد الأستاذ الشويقي الأخير جاء متوترا جدا، محشوا بالتهويل، والكلام الخارج عن الحوار كحديثه عن (البكاء) و (العويل)، و (العبط والاستعباط)، وينضح بالاستعداء البغيض كإدخال كلام للشيخ ابن باز رحمه الله، وأنني أنسب منهج الشيخ إلى البدعة، وكلام الشيخ – رحمه الله - لا علاقة له بقولي من قريب أو بعيد كما سأوضح لاحقا، وأنا أتفهم كل هذا التوتر من الأخ الشويقي؛ لأنه جاء في سياق ورطته العلمية التي وقع فيها، فحاول استعمال أسلوب (اغلبوهم بالصوت)، طبعا لن أجاريه في أسلوبه لأني أنا أكتب لطلبة العلم المحايدين، والقراء النابهين لا لعوام القراء، وكل هذا الذي مارسه الأستاذ الشويقي لا علاقة له بالحوار والجدل، وهو مما يسمى في علم الجدل (الاستعانة بالخارج)؛ وهو أنه إذا أعيت أحد المتجادلين الحيلة لجأ إلى شيء خارج موضوع الجدل ليستعين به على خصمه، وليؤثر على القراء "
---------------------
ما سبق مقدمة لمقالة للدكتور سليمان الضحيان - جريدة عكاظ http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090528/Con20090528280651.htm الخميس 28/ 5/2009
يرد بها على الشيخ بندر الشويقي
ولأني لاحظت البعض يعلق على كتابات د / الضحيان من دون الرجوع لردود الشيخ بندر الشويقي جمعت المساجلة التي دارت بينهما في جريدة عكاظ في ملف ليطلع عليها الجميع وليعُرف:
من يلتزم بالحوار ممن لا يلتزم
من يحسن طرق الحوار ممن لا يحسن
رابط موضوع الضحيان في موقع: عاجل
http://www.burnews.com/articles-action-show-id-2358.htm
ـ[الفلوجة]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 06:19]ـ
لم يتم رفع الملف ولا أعرف السبب
إذا لم أتمكن من رفع الملف سأقوم بنشر الردود تباعاً بمشيئة الله تعالى
ـ[الفلوجة]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 01:26]ـ
هل خدع الجابريُّ سليمانَ الضحيان؟!
بقلم الشيخ بندر الشويقي:
أُصبت فعلاً بالصَّدمة وأنا أقرأ ذاك التصريح المتهور الذي كتبه الأستاذ الفاضل سليمان الضحيان دفاعاً عن د. محمد عابد الجابري في جنايته الكبرى وجريمته العظمى التي اقترفها بحق كتاب الله –جل وعلا-، حين جوَّز وقوعَ الزيادة والنقصان فيه.
أصبت بالصدمة لأني –وإن كنت لا أعرف الأستاذ سليمان شخصياً- إلا أن تصوري عنه أنه قارئ فاحصٌ يختلف عن غيره من الأغرار الذي نجح الجابريُّ في خداعهم و العبث بعقولهم بطريقته الماكرة في الدس والتشكيك.
الجابريُّ في كتابه (مدخل إلى القرآن الكريم) عقد فصلاً تحت عنوان (جمع القرآن ومسألة الزيادة فيه والنقصان) انتهى في خاتمته إلى جواز وقوع النقص و الزيادة في كتاب الله. وهو الكلام الذي بموجبه أصدر الشيخ البراك فتياه التي ذكر فيها أن الجابريَّ: "ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن".
والذي يقرأ للجابري بإمعانٍ يدرك تماماً أن هذا التوصيفَ الدقيقَ الصادرَ من الشيخ البراك، يطابق حال الجابريِّ تمام المطابقة. و قد أكد ذلك وأثبته موقفُ أخينا د. سليمان الضحيان الذي وقع –مع فضله- ضحيةً لمهارة الجابري في التمويه والخداع، حين لم يتفطن لحقيقة الفكرة التي أراد الجابري تمريرها في كتابه المذكور.
فمن عادة الجابريِّ أن يرمي طعماً يوهم القارئ أنه أمام فكرةٍ سديدةٍ محررةٍ، ثم إذا ابتلع القارئ الطعم، رمى الجابريُّ فكرته السيئة المقصود تمريرها. وهذا النوع من المكر هو الذي تفطن له الشيخ البراك، بينما غفل عنه الأستاذ الضحيان في دفاعه المتهور.
ففي كتابه (المدخل) قرَّر الجابريُّ أن القرآن الواصل إلينا هو نفسه القرآن الذي تم جمعه زمن عثمان بن عفان –رضي الله عنه-. قال الجابري: "لأنه ليس ثمةَ أدلةٌ قاطعة على حدوثِ زيادةٍ أو نقصانٍ في القرآن".
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا التقرير بمجرَّده فيه مخاتلةٌ وخداعٌ، فلو أرادَ الجابريُّ الجزمَ بنفي وقوعِ النقصان في القرآن لقال: (إن الدليل القطعيَّ يثبت استحالة وقوع الزيادة والنقصان في القرآن). لكنه عدلَ عن مثل هذه العبارة، واكتفى بالقول: إنه "ليس ثمةَ أدلةٌ قاطعة على حدوثِ زيادةٍ أو نقصانٍ في القرآن". والكلام بهذه المنطق المعكوس يوصل للقارئ رسالةً مفخخةً مؤداها أن المسألة موضع شكٍّ واحتمالٍ، لكن لم يثبت بها دليلٌ قطعيٌّ.
هذا الأسلوب يكرِّره الجابريُّ في كثيرٍ من القضايا التي يتهيَّب التصريحَ بها، فيتظاهر بالنفي المتردِّد للفكرة المتزندقة، بهدف تسريب الاحتمال ليكونَ مرحلةً أولى تمتص الحسم واليقين لدى القارئ الغافل.
لكن لندع هذا الملحظَ المستنبطَ جانباً، لأن ما جاءَ بعده أصرحُ و أخطر. فالجابريُّ حين نفى الدليل القطعيَّ على وقوع النقص أو الزيادة في القرآن منذ زمن عثمان وإلى اليومَ، جعل هذا التقرير طُعماً للقارئ، ومدخلاً للفكرة التالية المقصودة، وهي: أن من الجائز أن يكون قد وقع نقصٌ في القرآن قبل مرحلة الجمعِ وأثناءها، وبالتالي فإن الذي جمعه عثمان و وصل إلينا، لم يكن القرآن بأكمله.
وهذه عبارة الجابري أنقلها بحروفها ليتمعنَ فيها الأستاذ سليمان. فقد قال الجابريُّ في (ص232): "خلاصة الأمر أنه ليس ثمة أدلة قاطعة على حدوث زيادة أو نقصان في القرآن كما هو في المصحف بين أيدي الناس، منذ جمعه عثمان.
أما قبل ذلك، فالقرآن كان مفرَّقاً في صحفٍ وفي صدور الصحابة. ومن المؤكد أن ما كان يتوفر عليه هذا الصحابي أو ذاك من القرآن –مكتوباً أو محفوظاً- كان يختلف عما كان عند غيره كمَّا وترتيباً. ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه زمن عثمان أو قبل ذلك. فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين. وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذكر في مصادرنا. وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان و التبديل والحذف والنسخ".
هذه عبارة الجابريِّ التي لم يفهم منها الأستاذ الضحيان أيَّ تشكيك في سلامة النص القرآني، فرجع بالملامة على الشيخ البراك، وأظهره في صورة الغرِّ الساذج الذي خدعه السائل، واستحلب منه فتيا مبنية على نقلٍ محرفٍ، بينما الواقع خلاف ذلك تماماً. فالذي يقرأ ما ذكره الجابري يدرك تماماً أن الشيخَ البراك كان أقرب لفهم مغزى الجابريِّ من الدكتور سليمان الذي تكلم باندفاعٍ وتهورٍ غريبٍ.
الأستاذ الضحيان فزع مدافعاً دون رويةٍ. وحين أراد أن ينقل من كلام الجابريِّ ما ينفي التهمة عنه اقتطع جزءاً من النصِّ الذي نقلته آنفاً، وهو قوله: ((وقد وقع تدارك بعض النقص))، وبناءً على هذه الفقرة أعلن الضحيان أن الجابريَّ: "نصَّ بكلامٍ جليٍّ لا لبسَ فيه ولا غموضَ على أن جمعَ القرآن في صياغته النهائية لا نقصَ فيه إذ تدارك الصحابةُ ذلك".
هذا ما دافع به الضحيان –سامحه الله-، وهو كلامٌ يبلغ الغاية في الغرابة والعجبِ. ولست أدري كيف غاب عن فهم الأستاذ دلالة كلمة: (قد وقع تدارك بعض النقص)، فهذا الكلام ليس له معنى إلا أن الذي تمَّ تداركه إنما هو (بعض النقص)، وليس جميعه. فكيفَ جعل الأستاذ سليمان هذه الجملة تصريحاً جلياً لا غموض فيه على سلامة القرآن من النقصان، بينما هي تصريحٌ جليٌّ لا غموضَ فيه بوقوع النقصِ وثبوته؟!
أنا أقطع أن مغزى عبارة الجابريِّ لم يكن ليخفى على فطنة الأستاذ سليمان لولا الاندفاع والحماسة والرغبة الملحة في الذب عن الجابريِّ. وإن من الغرائب أن يعقد الجابريُّ مبحثاً كاملاً في عشر صفحاتٍ لمناقشة زيادة القرآن ونقصانه، ثم لا يجد الضحيان إلا نصف سطرٍ يفسر به مذهب الجابري، ثم يتبين أن هذا النصف يدل على نقيض ما أراده الأستاذ سليمان!
على أن تلك العبارة المجتزأة التي نقلها الأستاذ سليمان مع وضوحها في إثبات نقص القرآن، إلا أنها ليست وحدها الدالة على هذا المعنى في كلام الجابري، فسياق كلامه كله صريحٌ و واضحٌ في تجويزِ أن يكونَ هناك نصوصٌ قرآنيةٌ سقطت من الصحابةِ حين تصدوا لجمع القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي (ص231) قال الجابري -وهو يتحدث عن احتمال وقوع النقص في سورتي (براءة) و (الأحزاب) -: "لقد اشتملت السورتان على نقدٍ داخليٍّ ومراجعة وحساب وكشف عورات، -وخاصة سورة براءة-، لم يرد مثله في أية سورة أخرى. ولا نعتقد أن ما سقط منهما من الآيات –إذا كان هناك سقوط بالفعل-، يتعلق بهذا الموضوع، لأن ما احتفظت به السورتان كان عنيفاً وقاسياً إلى درجة يصعب معها –بالنظر إلى أسلوب القرآن في العتاب- تصور ما هو أبعد من ذلك".
ثم قال بعد ذلك: "وكل ما يمكن قوله –على سبيل التخمين لا غير- هو أن يكون الجزء الساقط من سورة براءة هو القسم الأول منها، وربما كان يتعلق بذكر المعاهدات التي كانت قد أبرمت مع المشركين. ذلك أن سور القرآن، بخاصة الطوال منها، تحتوي عادة على مقدمات تختلف طولاً وقصراً، مع استطرادات، قبل الانتقال إلى الموضوع أو الموضوعات التي تشكل قوام السورة".
ثم قال: "أما سورة الأحزاب، فيبدو أن ما سقط منها مبالَغ فيه ... ".
هذه بعضُ عبارات الجابري في كتابه، وللقارئ أن يلحظ في النص الأخير عبارة: (يبدو أن ما سقط منها مبالغٌ فيه) فتلك العبارة قد يفهم منها القارئ الساذجُ الدفاعَ عن القرآن، لكن القارئ الفطن لن يخفى عليه أنها تتضمن إثباتاً ماكراً لوقوعِ السقط والنقص من كتاب الله.
وفي النصين الآخرين نلحظ مثل ذلك التشكيك الماكر، حين يقحم الجابري في كلامه عباراتٍ احترازيةً مثل: (إن كان هناك سقوطٌ بالفعل)، ومثل عبارة: (ما يمكن قوله على سبيل التخمين لا غير، هو أن يكون الجزء الساقط من سورة براءة ... ).
فمثل هذه التعابير المشككة هي التي عناها الشيخ البراك حين تحدث عن مهارة الجابري في التمويه والمخادعة. وأحب –بهذه المناسبة- أن أذكرَ الأستاذ سليمان بأن الجابريَّ قد أقرَّ في بعض كتاباته أنه يمارس نوعاً مما يمكن أن أسميه (نفاقاً علمياً)، حين أشارَ إلى أنه لا يصرح بفكرته مراعاة لطبيعة العقل العربي الذي لا يتقبل النقد اللاهوتي حين يمسُّ المسلمات.
ففي كتابه التراث والحداثة (ص259) يقول الجابري: "لا أرى أن الوطن العربي في وضعيته الراهنة يحتمل ما يمكن أن نعبر عنه بنقدٍ لاهوتي ... لأنه لا الوضعية الثقافية والبنية الفكرية العامة المهيمنة، ولا درجة النضوجِ الثقافي لدى المثقفين أنفسهم تسمح بهذا النوعِ من الممارسة الفولتيرية، ولا السياسة تسمح. وبطبيعة الحال فالإنسان يجب أن يعيش داخل واقعه لا خارجه، حتى يستطيع تغييره".
ويقول: "هناك من يرى أن من الواجبِ مهاجمة اللاعقلانية في عقر دارها. و هذا خطأ في رأيي، لأن مهاجمة الفكر اللاعقلاني في مسلماته؛ في فروضه؛ في عقر داره، يسفر في غالب الأحيان عن: إيقاظٍ، تنبيهٍ، رد فعلٍ، وبالتالي تعميم الحوار بين العقل واللا عقل، والسيادة في النهاية ستكون خاضعةً للاعقل، لأن الأرضية أرضيته، والميدان ميدانه. والمسألة مسألة تخطيط".
هذه النصائح المتكرِّرة التي يسديها الجابري لأقرانه من المفكرين العرب تعني أنه يؤمن أن منهج الكتابة المطلوب حالياً قائم على (استراتيجيات المراوغة الفكرية) وليس الوضوح والمباشرة والصدقية البحثية! وإقراره هذا يمكن أن يكون شهادة بفطنة الشيخ البراك ودقة نقده حين وصف الجابري بـ "الماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن". فمكر الجابري وتخطيطه ونفاقه العلمي، لم ينجح في تحاشي يقظة الشيخ وردة فعله، في الوقت الذي انطلت فيه الخدعة على بعض مثقفينا وابتلعوا الطعم بكل يسرٍ وسهولةٍ.
وقد رأيتُ الجابريَّ حين تعرض لمسألة نقص القرآن رأيته يسوق المرويات الشيعية المثبتة لتحريف القرآن، ويسوق معها جملةً من المرويات الموهمة في المصادر السنية. فلما أراد الأستاذ سليمان الضحيان الدفاع عن هذا التصرف من الجابري قال: "إن مجرد إيراد الرواية أو الإشارة إليها لا يعني تبنيها".
وحيث قال الأستاذ سليمان هذا، فإني أدعوه ليتأمل قول الجابري في كتابه (التراث والحداثة ص260): "يمكن أن نمارس النقد اللاهوتي من خلال القدماء، يعني نستطيع بشكل أو بآخرَ استغلال الحوار الذي دار في تاريخنا الثقافي ما بين المتكلمين بعضهم مع بعضٍ، ونوظِّفَ هذا الحوار. لنا حرمات يجب أن نحترمها حتى تتطور الأمور، المسألة مسألة تطور".
فهل فهم الأستاذ الضحيان حقيقة الخداع الذي يمارسه الجابري؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة عند الجابري مسألة (تخطيط) يعتمد المراوغة في عرض الفكرة مراعاةً لمسيرة (التطور). وهذا التخطيط يستدعي نفاقاً علمياً مرحلياً يتحاشى ردة الفعل التي تثور تلقائياً عند المساس بالمسلمات. فهل وضحت الصورة الآن؟
الأستاذ سليمان الضحيان ختم كلامه بموعظة للشيخ البراك، قال فيها: (كان الظن بالشيخ البراك أن يتورع في فتواه، و يطلب كتاب الجابري كاملاً). ولا أدري من أين للضحيان أن الشيخ لم يطلب الكتاب كاملاً؟! ولو أنه عرف منهج الشيخ في التثبت والتحري لتردَّد كثيراً قبل أن يكتب مثل هذا الكلام. فالشيخ البراك مدرسةٌ في هذا الباب، ومن العسير جداً أن ينتزع منه أحدٌ كلاماً عبر سؤال مخادعٍ.
وليعلم الأستاذ سليمان أن رأي الشيخ البراك في الجابريِّ لم يكن وليد السؤال المطروح عليه، بل لم يكن ردة فعلٍ لاستضافة الجابري على هامش معرض الكتاب. فالذي أعلمه أن كتاب الجابري قد قرئ على الشيخ قبل أكثر من ستة أشهر، حين رغبَ الشيخ في الوقوف على قول الجابري من خلال كتابه، وليس من خلال نقل الآخرين. فحديث الأستاذ سليمان عن المصيدة التي وقع فيها الشيخ، وكلامه عما سماه منهج (استحلاب الفتيا) الذي مارسه السائل مع الشيخ، كل هذا من الظنون و التخرصات التي لا تستند على شيءٍ. وإن كان هناك من استُحلب منه الكلام، فلن يكون سوى الأستاذ سليمان الذي استُحلب منه تصريحٌ إعلاميٌّ متهورٌ ذبَّ فيه بحسن نيةٍ عمن تجرأ على كتاب الله –عز وجل-.
وحيث ختم الدكتور سليمان كلامه بالحديث عن الورع، فإني أذكره –وقد سمعت عنه الثناء الجميل- بأن الورع الحقيقيَّ يكون في الحمية لكتاب الله، وليس في الانتصار للعابثين به. وقد قرأتُ أن الضحيان سيتولى التقديم لمحاضرة الجابري المزمع عقدها، ولا أظن أن من الورع و لا من مراعاة مقام الجبار –سبحانه-، أن يستسهل الأستاذ سليمان مثل ذلك الموقف مع من تجرأ على كتاب الله. فإذا خُدع الضحيان مرةً فدافع عن الجابري، فليحذر أن يخدع مرةً ثانيةً فيتصدر للتقديم له. فتمكين الجابريِّ من ارتقاء منبرٍ في بلاد الحرمين جريمة لا علاقةَ لها بباب الورعِ، فآمل أن يستشعر الضحيان مسؤوليته أمام الله –عز وجل-، وألا يكون له إسهامٌ في تصدير ذاك العابث بدين الله.
كتبه/ بندر بن عبدالله الشويقي
13/ 3/1430هـ
-----------------------------------------------------------------------------
ـ[الفلوجة]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 01:28]ـ
رد الدكتور / سليمان الضحيان:
دفاع عن الوسطية والاعتدال لا عن الجابري
الدكتور / سليمان الضحيان
(كلامه فرح به خصوم الإسلام وأعداؤه من اليهود والنصارى والملاحدة والرافضة،) (ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن)، (يرى نقص القرآن لكنه لا يستطيع التصريح فيموه على القاريء)، (يتهيب بالتصريح بفكرته المتزندقة فيتظاهر باحتمال نفيها ليتمكن من تسريبها للقارئ الغافل) (لا يستطيع نقد الإسلام وأسسه فيقوم بالتكتيك المرحلي بنقل انتقادات وحوارات الفرق القديمة لبعضها لزعزعة قناعات القارئ).
هذه العبارات وردت في السؤال المطروح على الشيخ البراك وفي جواب البراك في فتواه عن الجابري وفي مقالة الأستاذ الفاضل بندر الشويقي بعد تلخيصها في مقالته التي رد بها علي تعليقي على فتوى البراك في موقع (العربية)، و لاشك أن القارئ لهذه الأوصاف سيستنتج أن المتحدث عنه زنديق أوقف حياته لمحاربة الإسلام والطعن فيه، فمن هو هذا المتحدث عنه؟
المتحدث عنه بهذه الأوصاف هو الدكتور محمد عابد الجابري، حسنا دعونا الآن ننقل بعض أفكاره وأطروحاته لنرى هل تصدق عليه تلك الأوصاف المخيفة البشعة التي ذكرها أولئك الأخوة المتحمسون؟
يقول الجابري ((أنا أرى أن الإسلام دنيا ودين، وأنه أقام دولة منذ زمن الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن هذه الدولة توطدت أركانها زمن أبي بكر وعمر، وإذن فالقول بأن الإسلام دين لا دولة هو في نظري قول يتجاهل التاريخ" (حوار المشرق والمغرب / ص 101) ويقول "العلمانية بمعنى فصل الدين عن الدولة غير ذات موضوع في الإسلام لأنه ليس فيه كنيسة حتى تفصل عن الدولة" (حوار المشرق والمغرب / ص 10)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول: (وهكذا نرى أن تطبيق الشريعة قد دار مع المصلحة, وهذا لا يعني أن الشريعة يجب أن تتغير بتغير المصالح, كلا. الشريعة ثابتة ومطلقة لأنها إلهية" (الدين والدولة وتطبيق الشريعة / ص 45).
ويكاد يكون الجابري المفكر العربي الوحيد الذي وافقت أطروحاته الآراء السلفية في كثير من القضايا المشكلة في التراث ومن ذلك أنه يرى أن الشيعة والجهمية والصوفية فرق استمدت فكرها من التراث الغنوصي الهرمسي الموروث من فلسفات سابقة على الإسلام (تكوين العقل العربي / 192 – 219)، ويرى أن آراء الأشاعرة تخالف طريقة السلف في صدر الإسلام والقرن الأول (تكوين العقل / 298)، ويرى أن آراء الأشاعرة المتأخرين بداية من تنظيرات الرازي تبنت فلسفة ابن سينا (مناهج الأدلة / 31) ويرى أن بداية النهضة العربية الحديثة هي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وليس الحملة الفرنسية (حوار المشرق والمغرب / 221).
و هل معنى هذا أن الجابري مفكر إسلامي؟ وأنني أتفق معه في كل أطروحاته؟
إطلاقا الجابري ليس مفكرا إسلاميا وهو نفسه يرفض تصنيفه بذلك، ولست أتفق معه في كل أطروحاته بل لدي من الانتقادات ما لو كتبتها لجاءت في مجلد كبير، وقد سبق أن كتبت نقدا لبعضها في مقال نشر لي في مجلة (المجلة) بعنوان (حقوق الله أم حقوق الإنسان)، ونقدي للجابري يأخذ مسارين؛ المسار الأول نقد منهجي إذ إن منهج الجابري في كتابته عن التراث يقوم على الانتقاء فهو ينتقي من التراث ما يوافق الأفكار التي يتبناها وليس أدل على ذلك من أمرين؛ الأمر الأول تضخيمه للدافع السياسي في تفسير كثبر من التوجهات الفكرية في التراث إلى درجة التمحل أحيانا وفي سبيل إثبات ذلك ينتقي من الحوادث التاريخية ما يؤيد تلك الرؤية ويهمل ما عداها.
والأمر الثاني أنه في حديثه عن نظم المعرفة في الثقافة العربية (البيان، والبرهان، والعرفان) - وقد ألف في دراستها كتابا ضخما وهو كتابه (بنية العقل الغربي) في 600 صفحة - أهمل الكلام فيه عن ابن تيمية تماما سوى إشارة عابرة له، مع تعرضه لمؤلفين أقل شأنا من ابن تيمية بكثير؛ وذلك لأن الجابري انتصر لنظام البرهان الذي يعبر عنه الفلاسفة وخاصة ابن رشد، وابن تيمية انتصر لنظام البيان، وله مؤلفات ضخمة في نقد نظام البرهان فقد انتقد الفلاسفة بطريقة منهجية عميقة كما في (درء التعارض) ونقض منطق أرسطو، وكل دراسة للفلسفة ونظم المعرفة في التراث العربي لا تتطرق لنقد ابن تيمية فهي ناقصة.
والمسار الثاني نقد علمي إذ إن الجابري كثيرا ما يقع في أخطاء علمية فادحة ويبني عليها نتائج كبيرة فأحيانا يبنى فكرته كلها على حديث ضعيف أو حكاية ساقطة، أو استقراء ناقص، أو خطأ في فهم ما قيل ومن ذلك رأيه في كيفية تطبيق الشريعة وذلك بدعوته إلى تبني تقديم المصلحة على النص إذا تعارضت المصلحة مع النص مستدلا على ذلك بإجماع الفقهاء على ذلك، والحق أن القول بذلك انفرد به الفقيه الحنبلي الطوفي وعد رأيا شاذا.
ومع ما لدى الجابري من أخطاء في المنهج والأفكار والمعلومات وغيرها – شأنه شأن كل عالم ومفكر وكاتب – إلا أني أعتقد جازما أنه خدم الإسلام بإنتاجه وكتبه أكثر مما خدمه الشيخ الجليل البراك؛ إذ إن الشيخ البراك لا تتعدى فائدة طرحه عددا محدودا من المتدينين ممن يتلقون عنه العلم وهم في جملتهم من طلبة العلم أصلا الذين جاؤا للاستزادة من العلم ليس غير،
و أما الجابري فإن قراءه والمتأثرين بأطروحاته ومؤلفاته أعداد لا تحصى من العلمانيين في جميع أقطار العالم العربي، وقد أثر كثيرا في نظرتهم للدين والتراث؛ فإذا كان أدونيس في أطروحاته الفكرية ساهم في إبعاد كثير من المثقفين عن الإسلام فإن الجابري أرجعهم إلى الإسلام؛ ولهذا قامت موجة عاتية من النقد وجهها له غلاة العلمانية لأنهم يرونه يدعو إلى الأصولية ويجامل في طرحه الإسلاميين، كما أحدث طرحه ظاهرة الكتابة في التراث لدى عدد كبير من المفكرين والمثقفين وهي ظاهرة لفتت نظر جورج طرابيشي فوصفها بالعصاب الجماعي، ولاقت دعوته في أنه لا نهضة للعرب إلا من خلال التراث صدى واسعا أحدثت تصالحا لكثير من العلمانيين مع الإسلام، وأيضا حرضت كتاباته بعض المفكرين الإسلاميين للكتابة في التراث كطه عبد الرحمن، وأبي يعرب
(يُتْبَعُ)
(/)
المرزوقي.
يبقى الحديث عن قضية السجال الدائر هذه الأيام بيني وبين أولئك الأخوة الفضلاء وهو عن تهمة القول بنقص القرآن؛ فهل قال الجابري بذلك كما اتهمه الأخوة المتحمسون؟
لقد قرأت كتابه (مدخل في إلى القرآن الكريم)، وجلست معه جلسة خاصة قبل المحاضرة فاتضح لي أن رأيه في هذه القضية يتلخص بما يلي: حديث الجابري عن النقص في القرآن يدور حول سورتين فقط من سور القرآن وهما سورتا (الأحزاب) و (براءة) (مدخل إلى القرآن الحكيم / 229 – 2230) فهل تبنى القول بنقصهما؟
لأنقل لكم أولا ما قاله الأستاذ الفاضل الشويقي ثم أعلق عليه؛ قال الأستاذ الشويقي:)) فسياق كلامه (يقصد الجابري) كله صريحٌ و واضحٌ في تجويزِ أن يكونَ هناك نصوصٌ قرآنيةٌ سقطت من الصحابةِ حين تصدوا لجمع القرآن الكريم؛ ففي (ص231) قال الجابري -وهو يتحدث عن احتمال وقوع النقص في سورتي (براءة) و (الأحزاب) -: "لقد اشتملت السورتان على نقدٍ داخليٍّ ومراجعة وحساب وكشف عورات، -وخاصة سورة براءة-، لم يرد مثله في أية سورة أخرى. ولا نعتقد أن ما سقط منهما من الآيات –إذا كان هناك سقوط بالفعل-، يتعلق بهذا الموضوع، لأن ما احتفظت به السورتان كان عنيفاً وقاسياً إلى درجة يصعب معها –بالنظر إلى أسلوب القرآن في العتاب- تصور ما هو أبعد من ذلك".
ثم قال بعد ذلك: "وكل ما يمكن قوله –على سبيل التخمين لا غير- هو أن يكون الجزء الساقط من سورة براءة هو القسم الأول منها، وربما كان يتعلق بذكر المعاهدات التي كانت قد أبرمت مع المشركين. ذلك أن سور القرآن، بخاصة الطوال منها، تحتوي عادة على مقدمات تختلف طولاً وقصراً، مع استطرادات، قبل الانتقال إلى الموضوع أو الموضوعات التي تشكل قوام السورة"، ثم قال: "أما سورة الأحزاب، فيبدو أن ما سقط منها مبالَغ فيه ... ".
هذه بعضُ عبارات الجابري في كتابه، وللقارئ أن يلحظ في النص الأخير عبارة: (يبدو أن ما سقط منها مبالغٌ فيه) فتلك العبارة قد يفهم منها القارئ الساذجُ الدفاعَ عن القرآن، لكن القارئ الفطن لن يخفى عليه أنها تتضمن إثباتاً ماكراً لوقوعِ السقط والنقص من كتاب الله.
وفي النصين الآخرين نلحظ مثل ذلك التشكيك الماكر، حين يقحم الجابري في كلامه عباراتٍ احترازيةً مثل: (إن كان هناك سقوطٌ بالفعل)، ومثل عبارة: (ما يمكن قوله على سبيل التخمين لا غير، هو أن يكون الجزء الساقط من سورة براءة ... ).
فمثل هذه التعابير المشككة هي التي عناها الشيخ البراك حين تحدث عن مهارة الجابري في التمويه والمخادعة)) انتهى كلام الشويقي.
ولا شك أن هذا الكلام الذي نقله الأستاذ الفاضل الشويقي يثبت بالدليل القاطع أن الجابري يقول بنقص القرآن لولا أن الشويقي مارس التمويه على القارئ فنقله مبتورا من سياقه فصار كلاما فظيعا مستبشعا؛ فما السياق الذي جاء به كلام الجابري هذا؟
كل هذا الكلام الذي نقله الشويقي قاله الجابري تعليقا على أقوال العلماء والأحاديث التي تذكر أن سورة (الأحزاب) وسورة (براءة) كانتا أطول مما هما عليه في المصحف اليوم ثم رفع جزء منهما بعلم الله ومشيئته كما قرر علماء السلف، فقد أورد الجابري قبل التعليقات التي نقلها الأستاذ الشويقي ما يلي: ((يقول القرطبي عند تفسير سورة الأحزاب ... وكانت هذه السورة تعدل سورة البقرة وكانت فيها آية الرجم ونصها: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)) وبعد أن يشير إلى أن هذا روي عن أبي بن كعب أحد كتاب الوحي وجامعي المصحف، يضيف قائلا ((وهذا يحمله أهل العلم على أن الله تعالى رفع من سورة الأحزاب إليه ما يزيد على ما في أيدينا منها وأن آية الرجم رفع لفظها، ثم يذكر رواية عن عائشة زوج النبي جاء فيها أنها قالت ((كانت سورة الأحزاب تعدل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب المصحف لم يقدر منها إلا على ما هي الآن)) انتهى كلام الجابري (مدخل إلى القرآن الكريم / 223).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عن سورة براءة: ((يذكر القرطبي في بداية تفسيره لسورة براءة (التوبة) وفي سياق عرضه للروايات التي تتناول عدم وجود البسملة في أولها ما يلي ((قال مالك في ما رواه ابن وهب وابن قاسم وابن عبد الحكم: أنه لما سقط أولها سقط (بسم الله الرحمن الرحيم) معه، وروى ذلك ابن عجلان أنه بلغه أن سورة (براءة) كانت تعدل البقرة أو قربها فذهب منها، فلذلك لم يكتب في بدايتها ((بسم الله الرحمن الرحيم))، وقال سعيد بن جبير: كانت مثل سورة البقرة، وعن حذيفة قال: ما تقرؤون ربعا؛ يعني (براءة))) انظر (مدخل إلى القرآن الكريم/ 223 - 224).
إذن قول الجابري ((ولا نعتقد أن ما سقط منهما من الآيات)) وقوله ((الجزء الساقط من سورة براءة)) وغيرها من العبارات التي أوردها الأستاذ الشويقي وشنع على الجابري بها إنما قالها الجابري تعليقا على تلك الروايات في كتب الحديث والتفسير التي تتحدث عن السقط، فكلمة (السقط) ليس من تعبير الجابري بل هي موجودة في تلك الروايات كما أورتها سابقا، ويفهم من كلام الجابري أنه يشكك بهذه الروايات وذلك في قوله ((إن كان هناك سقوطٌ بالفعل))، وكانت أمانة العلم والعدل في النقد تحتم على الأستاذ الشويقي أن يشير إلى أن كلام الجابري قاله معلقا على ما روى حول السورتين (الأحزاب وبراءة).
ولنورد أنموذجا آخرا على البتر والتمويه الذي مارسه الأستاذ الفاضل الشويقي، يقول الشويقي ((وللقارئ أن يلحظ في النص الأخير عبارة: (يبدو أن ما سقط منها مبالغٌ فيه) فتلك العبارة قد يفهم منها القارئ الساذجُ الدفاعَ عن القرآن، لكن القارئ الفطن لن يخفى عليه أنها تتضمن إثباتاً ماكراً لوقوعِ السقط والنقص من كتاب الله.))، انتهى كلام الشويفي
حسنا دعونا الآن ننقل عبارة الجابري كاملة؛ قال الجابري ((أما سورة الأحزاب فيبدو أن ما سقط منها مبالغ فيه (يقصد الروايات الحديثية التي تروي أنها كانت مائتي آية) وحجتنا على ذلك (أي على أنها مبالغ فيها) هو أن عمر بن الخطاب وغيره ذكروا آية واحدة كانت فيها وسقطت وهي آية ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)) والسؤال الذي يفرض نفسه هو التالي: لماذا وقع تذكر هذه الآية وحدها من دون الباقي المفترض فيه أنه محذوف منها؟ ومما يشكك في كون أن ما حذف من سورة الأحزاب كان أكثر من آية (الشيخ والشيخة) ما نسب إلى عائشة زوج النبي من أنها قالت ((إن هذه السورة كانت مكتوبة في صحيفة في بيتها فأكلتها الداجن))، ونحن نميل مع ابن عاشور في اعتراضه على هذا بقوله ((ووضع هذا الخبر ظاهر مكشوف فإنه لو صدق هذا لكانت هذه الصحيفة قد هلكت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده والصحابة متوافرون وحفاظ القرآن كثيرون فلو تلفت هذه الصحيفة لم يتلف ما فيها من صدور الحفاظ))، وحتى إذا استبعدنا فكرة الوضع فإنه من الجائز أن يكون ما اعتبر محذوفا من سورة الأحزاب هو نفسه في سورة أخرى كما ذهب إلى ذلك ابن عاشور حيث قال ((وأنا أقول: إن صح عن أبيّ ما نسب إليه – حول سورة الأحزاب – فما هو إلا أن شيئا كثيرا من القرآن كان أبيََُّ يلحقه بسورة الأحزاب وهو من سور أخرى من القرآن مثل كثير من سورة النساء الشبيه ببعض ما في سورة الأحزاب أغراضا ولهجة مما فيه من ذكر المنافقين واليهود، فإن أصحاب رسول الله لم يكونوا على طريقة واحدة في ترتيب آي القرآن كما ولا في عدد وتقسيم سوره) (مدخل إلى القرآن الكريم / 231 - 232) انتهى كلام الجابري.
ولا شك أن القارئ الآن أدرك فداحة التمويه الذي مارسه الأستاذ الفاضل بندر الشويقي نتيجة بتره كلام الجابري، وكأني بالجابري حينما يقرأ بتر كلامه وتشويهه يتمثل بقول الشاعر:
إذا محاسني اللاتي أُدلُّ بها ....... أضحت مساوي قل لي كيف أعتذر
إذ لا أعتقد أن الباحث المنصف سيجد كلاما أفضل من كلام الجابري - هذا الذي بتره الشويقي - في الرد على من قال بوجود نقص في سورة الأحزاب، إذ بالغ في رده حتى اضطر للحكم على حديث بالوضع لينفي النقص.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم يبقى هنا إشكال وهو أن الجابري هنا أكد سقوط آية (الرجم) فقط كما رواها عمر بن الخطاب، والجابري هنا يختلف مع علماء الحديث فالعلماء ذكروا أنها منسوخة اللفظ، والجابري يرى أن الصحابة لم يضعوها في المصحف لأنها رواية آحاد وشرط القرآن التواتر (مدخل إلى القرآن الحكيم / 224).
ونختم الحديث عن هذه القضية بطرح تساؤل: هل معنى هذا أن الجابري يتفق تماما مع رؤية أهل السنة المجمع عليها حول حفظ القرآن من الزيادة والنقصان؟
من قراءاتي المتفحصة لكتابه ومن خلال مناقشته شفهيا كفاحا اتضح لي أنه هو نفسه لا يقول بنقص القرآن ولا بزيادته، وأن الروايات التي نصت على النقص – إن ثبتت – لا تُحْمل على النسخ بل تحمل على أنها روايات آحاد، وكان الصحابة يشترطون شهادة اثنين ويردون رواية الواحد في كتابتهم للقرآن، و كل ذلك بعلم الله ومشيئته، وقد وجدته بالغ في رد بعض الروايات إلى حد حكمه على حديث عائشة عن الداجن بالوضع كما نقلت كلامه سابقا.
لكنه في الوقت نفسه يخالف الرؤية المجمع عليها عند أهل السنة بقوله: بأنه ليس هناك دليل قاطع على عدم حدوث زيادة أو نقصان في القرآن؛ لأن من قام بجمعه ليس معصوما، وإذا احتُج عليه بقوله تعالى ((إنا نحن نزلنا القرآن وإنا له لحافظون)) رد بالقول إن الضمير في (له لحافظون) راجع للرسول صلى الله عليه وسلم، أي لحافظون الرسول من الجنون لأن الآية جاءت بعد قوله تعالى ((وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون)).
وهذا التفسير قاله من قبله ابن السائب ومقاتل حيث قالا ((إنها ترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فالمعنى: لحافظون له من الشياطين والأعداء)) انظر: (زاد المسير في علم التفسير: 4/ 384)
.
وأما الاحتجاج عليه بالإجماع فيرده بأنه لا يرى الإجماع حجة.
ولا شك أن قوله هذا من وجهة النظر الشرعية خطأ كبير وقصارى القول فيه أنه شبهة تنتقد على الجابري، ويٌرد عليه بأسلوب علمي محكم بعيد عن الإثارة وتحشيد العوام واستعدائهم، والتهويل بالفتاوى واتهام النيات.
يبقى الحديث عن قول الأستاذ الفاضل الشويقي ((ولا أدري من أين للضحيان أن الشيخ لم يطلب الكتاب كاملاً؟! ... فالذي أعلمه أن كتاب الجابري قد قرئ على الشيخ قبل أكثر من ستة أشهر، حين رغبَ الشيخ في الوقوف على قول الجابري من خلال كتابه، وليس من خلال نقل الآخرين))، قلت: الذي يتضح لي من خلال قراءة فتوى البراك أن الشيخ الجليل لم يسبق أن قرأ الكتاب، ولم يطلع عليه البتة، حتى الذين عرضوا الفتوى على الشيخ لم يقرؤا الكتاب، وكانوا في عجلة من أمرهم، وكان جل مرادهم التأثير على الرأي العام، وإحداث ضجة، ولاستعداء السلطة لمنع الجابري من إلقاء محاضرته، والدليل على ذلك أن الشيخ البراك لو أنه قرأ الكتاب حقا لوجد فيه أخطا كثيرة جدا وبعضها كبيرة، ولنبه عليها وأنكرها على الجابري؛ إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فمن تلك الأخطاء أن الجابري يرى أن قصص القرآن لا تعبر عن حقائق تاريخية بل هي من ضرب المثل (مدخل إلى القرآن الكريم / 259) وهو القول الذي قال به من قبله محمد خلف الله وأثار ضجة كبيرة وصلت إلى حد تكفيره.
ومنها أيضا أنه يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف القراءة والكتابة (مدخل / 77)، وغيرها من الأخطاء التي أجزم لو أن الشيخ البراك أو الذين قدموا له الفتوى قرؤا الكتاب لكتبوا عنها في السؤال الموجه إليه.
وبعد لماذا أكتب للدفاع عن الجابري؟؟
ليس الأمر دفاعا عن الجابري بل دفاع عن المنهج الإسلامي الوسطي في التعامل مع الأشخاص والأفكار؛ إذ إن واقعنا الإسلامي المحلي يعاني من التأزم تجاه كثير من الأفكار والرؤى والأشخاص الذين يختلف معهم في قليل أو كثير، هذا التأزم أنتج لدينا شريحة من المتدينين المتحمسين تحولت مهمتها إلى ملاحقة العلماء، والمفكرين، والمثقفين المعاصرين وغيرهم عبر التاريخ الإسلامي الطويل، ونصبت لهم محاكم تفتيش من خلال نصب ميزان لقياس مدى مطابقتهم للإسلام الذي يجب أن يُفْهم من خلال فهم تلك الشريحة المتحمسة، وللشيخ سلمان العودة تعبير طريف عن تلك الشريحة حيث يسميها (جماعة الميزان)، وأصبحت محل تندر في مجالس كثير من طلبة العلم فيقول أحدهم للآخر: انتبه لقولك لئلا تزنك
(يُتْبَعُ)
(/)
جماعة الميزان بميزانها، هذه الشريحة تتعامل مع الدين والفكر على أنه مجرد معركة مع خصوم تسعى لإسقاطهم، يجوز في تلك المعركة استخدام كل الوسائل من تشويه، ومغالطات، واستحلاب فتاوى من مشايخ فضلاء مخلصين، واستعداء للسلطة وعوام المتدينين بعيدا عن منهج الإسلام في التعامل مع المخالفين القائم على الرحمة والعدل والإنصاف مصدقا لقول تعالى ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا))
وهذه الطريقة في النقد التي تمارسها (جماعة الميزان) سبق أن اتبعها فريق من الإسلاميين في التسعينات وانخرطوا في تتبع الدعاة وطلبة العلم والتفتيش الانتقائي عن أخطائهم، ووسمهم بالبدعة، وتشويههم أمام الرأي العام، وما زال يستخدمها بعض اليساريين في نقدهم للإسلاميين كما في كتابات رفعت السعيد عن جماعة الإخوان المسلمين، ويستخدمها غلاة العلمانيين في نقدهم للإسلاميين والصحوة كما في كتبات مأمون فندي، والعفيف الأخضر
.
وكل ما أخشاه أن ينجر إلى تلك الطريقة وإلى (جماعة الميزان) الأخ الفاضل الأستاذ بندر الشويقي وليس بيني وبينه معرفة شخصية لكن من متابعتي لبعض ما يكتب – خاصة حواره مع حسن المالكي ورده على حسن الصفار - وجدت لديه استعدادا فكريا جيدا للإنتاج الفكري المستقل لو انفتح على آفاق فكرية أرحب من واقعه المحلي الضيق، لكني أخشى عليه من أن يتهور بالانخراط مع تلك الجماعة من حيث لا يشعر فيفقد المصداقية ويتحول إلى منظِّر لجماعة الميزان تتركز جهوده الثقافية في تفتيش كتب العالم الفلاني، أو المفكر الفلاني في قراءة أيديولوجية انتقائية؛ ليتصيد كلمة من هنا وكلمتين من هناك ثم يبنى عليها رؤية متكاملة عنه، خاصة أن جهود تلك الجماعة تثير ضجيجا وتصفيقا مدويا عند جمهور من المتدينين البسطاء والسذج، فربما اختصر الأستاذ الفاضل بندر المجتمع بذلك الجمهور الساذج من حيث لا يشعر.
والنقد الإسلامي الحق ينظر إلى الكليات مع التجاوز عن الخطأ في الجزئيات مع حسن الظن والرفق والكلمة الطيبة والبحث عن الأعذار والرحمة بالمخالف والدعاء له وعدم غمطه حقه مصدقا لقول تعالى ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا)).
-------
د سليمان الضحيان
أستاذ في جامعة القصيم وكاتب سعودي
ـ[الفلوجة]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 01:31]ـ
رد الشيخ بندر الشويقي في جريدة عكاظ على حلقتين:
يا أستاذ أعرض عن هذا! (1/ 2)
رغم كونها فضيلةً ومنقبةً، إلا أن من أثقل الكلمات على لسان المرء وقلمه أن يقول بشجاعةٍ وتجرُّدٍ: (أخطأتُ وأصاب الآخرون).
من الناس من يفضل بدل ذلك أن يعتصم بالسكوت متى تبين له خطؤه. ومنهم من يختار سلوكاً غير لائقٍ، بافتعال ضجيجٍ وإثارة غبارٍ يغطي به خطأه وغلطته، كي يتهيأ له الانسحاب مع الاحتفاظ بكبريائه وعزة نفسه.
هذا السلوك الأخير هو ما اختاره لنفسه أخونا الدكتور سليمان الضحيان في مقالته الأخيرة المعنونة بـ (دفاع عن الوسطية والاعتدال لا عن الجابري). فالأستاذ كتبَ تلك المقالةَ بعدما تبين له أنه أخطأ في ذبه عن موقف الجابريِّ من سلامة النص القرآني. فبدل أن يقرَّ الدكتور بخطئه، اختار أن يثير ضجيجاً يغطي به تلك الحقيقةَ التي دسها على استحياءٍ في ثنايا مقالته.
ولتوضيحِ الصورة، دعونا نبدأ أولاً برصد موقف الأستاذ القديم، ثم نقارنه بموقفه الجديد الذي ربما لا يلحظ الاختلافَ بينهما الكثيرُ من القراء.
التباين بين الموقفين
حين صدرت فتيا الشيخ عبدالرحمن البراك، والتي اتهمَ فيها الجابريَّ بالتشكيك في سلامة النص القرآني من الزيادة والنقصان، غضب الدكتور سليمان الضحيان وكتب يقول: إن الجابريَّ "لم يخرج عن منهج العلماء الذين تحدثوا عن جمع القرآن"، و "لم يزد على ما ذكره العلماء في كتبهم".
هكذا كان الأستاذ سليمان الضحيان يتحدثُ لموقع (العربية نت) ولجريدة (عكاظ) قبل قبل تقديمه لندوة الجابري المقامة على هامش معرض الكتاب الدولي.
ثم بعد ذلك بأسبوعين كتب الأستاذ مقالته: (دفاع عن الوسطية)، وكان مما قاله فيها: إن الجابريَّ "يخالف الرؤيةَ المجمعَ عليها عند أهل السنة بقوله: إنه ليس هناك دليلٌ قاطعٌ على عدم حدوث زيادةٍ أو نقصانٍ في القرآن، لأن من قام بجمعه ليس معصوماً".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع أن الأستاذ في مقالته تلك لم يشر أبداً لموقفه الأول المناقض لرأيه الجديد، إلا أن من الواضحِ أننا أمامَ تغيرٍ جذريٍّ في رأي الأستاذ. فبالأمسِ: (الجابريُّ لم يخرج عن منهج العلماء). واليوم: صار الجابريُّ (مخالفاً للرؤية المجمعَ عليها عند أهل السنة).
حين قرأتُ كلام الأستاذِ الأخيرَ تمنيتُ لو أنه ملكَ الإنصافَ والشجاعة الأدبية، وأعلنَ بأدبِ العلماء وتواضعهم أنه كانَ مخطئاً في موقفه الأول. تمنيتُ ذلك، غير أن الأمانيَّ كثيراً ما يفجؤها الواقعُ بلغته الصارمة المؤلمة المعلنةِ بأن للنفسِ البشريةِ رغباتها الجامحة وشهواتها الخفية الجانحة، التي طالما عجزَ العقلُ والتدينُ عن كبحها وإلجامها.
لستُ الآن بصدد تعيير الأستاذ بخطئه الأول؛ إذ الخطأ طبيعة البشر، و ليس فينا معصومٌ من الزلل، و ما كنتُ لأكتبَ حرفاً واحداً في شرحِ تراجعِ الأستاذ، لولا أنه –سامحه الله- حين لم تسهل عليه مقولة: (أخطأتُ)، وحين لم يهن عليه الإقرار بالزلة، اختار أن يجعل الجورَ والظلمَ لمخالفيه ستاراً يغطي به موقفه المتسرع. و المؤلم للقلبِ أن الأستاذ مارس ظلمه وجوره تحت عنوان (الدفاع عن الوسطية والاعتدال)!!
مقالة الأستاذ الأخيرة مقالةٌ معكوسةٌ مقلوبةٌ، ونصيحتي لمن يطلعُ عليها أن يبدأ قراءتها من الأسفلِ إلى الأعلى، حتى يقفَ بسهولةٍ على رأي الأستاذ الجديد في قضيتنا التي كنا نختلف فيها. ذلك أن أستاذنا الفاضل –غفر الله له-، بعدما غير رأيه، آثرَ أن يدفنَ هذه الحقيقةَ وسط ركامٍ من الحديث المطول عن (مناقب الجابريِّ وفضله على أهل الإسلام)، وعن (مثالب الشويقي وتحريفه لكلام الجابري)، ثم بعدما شرق الأستاذُ في كلامه وغرب، جعل المسألة التي كنا نختلف فيها مجرد خاتمة مقتضبة مدفونةٍ في ثنايا مقالته الوسطية!
فبعدَ كلامٍ طويلٍ عريضٍ استغرقَ أكثر من ثلاثة أرباع المقالة، قال الدكتور سليمان: "نختم (!) الحديث عن هذه القضيةِ بطرحِ تساؤلٍ: هل معنى هذا أن الجابريَّ يتفق تماماً مع رؤية أهل السنة المجمع عليها حول حفظ القرآن من الزيادة والنقصان؟ ".
ثم أجابَ الضحيان: "من قراءاتي المتفحِّصة (!) لكتابه، ومن خلال مناقشته شفهياً كفاحاً، اتضح لي أنه هو نفسه لا يقول بنقص القرآن ولا بزيادته .... لكنه في الوقت نفسه يخالف الرؤيةَ المجمعَ عليها عند أهل السنة بقوله: إنه ليس هناك دليلٌ قاطعٌ على عدم حدوث زيادةٍ أو نقصانٍ في القرآن؛ لأن من قام بجمعه ليس معصوماً".
هذا ما انتهى إليه الدكتور سليمان الآن. وحسبَ ما يقوله، فإنه توصل لهذه النتيجةِ الجديدةِ بعد (قراءاتٍ متفحِّصةٍ) و بعد (مناقشة شفهية) مع الجابريِّ في جلسةٍ خاصةٍ قبيل الندوة.
أما (المناقشة الشفهية)، فهي التفسير المنطقي للتحوُّل الجذري في موقف الدكتور الضحيان. وأما (القراءات المتفحِّصة)، فأنا أجد صعوبةً شديدةً في ابتلاعها. فأين كانت تلك القراءاتُ يومَ كان الأستاذ يعلنُ أن الجابريَّ لم يخرج في كتابه عما قرره العلماء؟!
كل ما في الأمرِ أن الضحيانَ جلس مع الجابريِّ قبيل الندوةِ، وباحثه في ذلك القولِ الذي كنا ننسبه إليه، فكانت النتيجة مخيبةً لظنونِ أستاذنا الفاضل، حين اكتشف أن الجابريَّ بالفعل لا يقطع بسلامة النص القرآني، فعادَ إلينا الأستاذ ليطويَ كلامه الأول، و ليكتب لنا حديثاً جديداً عن قراءاته المتفحِّصةِ التي كشفت له أن الجابريَّ لا يقطع بسلامة النص القرآني من الزيادة والنقصان!
موضعُ الغرابةِ في موقفِ الأستاذ أن كلامَ الجابريِّ في كتابه كانَ واضحاً لدرجة أنه لم يكن بحاجةٍ إلى قراءاتٍ متفحِّصةٍ، ولا إلى مناقشةٍ شفهية حتى يُفهم. غير أن مبالغة الأستاذ في تعظيم شأن الجابريِّ لم تدع لعقله فرصةً كي يفهم الواضحات. فالأمرُ كما قال الأولون: (حبك الشيء يعمي ويُصمُّ)، وإلا فإن طالباً في قسم اللغة العربية، فضلاً عن أستاذٍ جامعيٍّ، لن يجد أيَّ صعوبةٍ في فهم قول الجابري: إن "من الجائز أن تحدث أخطاء حين جُمع (القرآن) زمن عثمان أو قبل ذلك. فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين". فالجابريُّ كانَ يعلنُ رأيه دون مواربةٍ، والأستاذُ كان يصرُّ و يجهد نفسه في نفي ذلك وتكذيبه، إلى أن سمعَ بأذنيه، فرأى ما كان غائباً عن عينيه.
كيف أوصل الجابريُّ مذهبه للقارئ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجابريُّ في كتابه (التراث والحداثة ص259 - 260) كان يقولُ: "لا أرى أن الوطن العربي في وضعيته الراهنة يحتمل ما يمكن أن نعبر عنه بنقدٍ لاهوتي". وقال: "يمكن أن نمارس النقد اللاهوتي من خلال القدماء. يعني نستطيع بشكلٍ أو بآخرَ استغلال الحوار الذي دار في تاريخنا الثقافي ما بين المتكلمين بعضهم مع بعضٍ، ونوظِّفَ هذا الحوار. لنا حرمات يجب أن نحترمها حتى تتطور الأمور، المسألة مسألة تطور".
هذا النصُّ نقلته في مقالتي الأولى، لأشرحَ نهجَ الجابريِّ في تمريرِ أفكاره التي يتوقعُ أنها سوف تلقى ممانعةً لو عرضت بطريقةٍ مباشرةٍ. فقد كانَ من رأيه أن تمرَّر هذه الأفكار من خلال أقوال السابقين ليكون قبولها أسهل. وهذه الطريقة الماكرة هي التي سلكها حين أرادَ أن يمرِّرَ رأيه المشكك في قطعية النص القرآني. فقد اعتضد لتمريرِ فكرته بنصوصٍ عن أئمة الإسلام لا علاقةَ لها بما يريده ويقصده.
هناكَ رواياتٌ ونصوصٌ عن السلفِ –رحمهم الله- حول الكيفية التي تمَّ بها جمعُ القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ زمنَ الصحابة –رضوان الله عنهم-. ومن هذه النصوص ما يتحدث عن سورٍ وآياتٍ ((تعمَّد)) الصحابةُ إسقاطها و رفعها من المصحف الذي جمعوه، باعتبارها من القرآن المنسوخِ الذي لا يجوزُ أن يبقى مثبتاً في المصاحفِ. من ذلك مثلاً ما جاء عن عمر بن الخطابِ -رضي الله عنه- أن الله أنزل في سورة الأحزاب آية رجم الزاني المحصن، ومنها ما جاء عن سعيد بن جبير: أن سورةَ الأحزابِ كانت تعدل في الطول سورة البقرة. فهذه الروايات ونحوها من النصوص السلفية البريئة أوردها الجابريُّ تحت عنوان (الزيادة والنقصان في القرآن)، و هو المبحث الذي خصَّصه لمناقشة احتمالات كمال النصِّ القرآني ونقصانه، فكانَ الجابريُّ ينقلُ تحت هذا العنوان القبيح أقوالاً للعلماء لا علاقةَ لها بما يتحدثُ عنه! ثم في نهاية المبحث (ص232) أعلن النتيجة التي انتهى إليها، والتي توصلَ فيها إلى أن "من الجائزِ أن تحدثَ أخطاءٌ حين جمعه زمن عثمان أو قبل ذلك، فالذين تولوا تلك المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص".
هذه النتيجة الخطيرةُ الفاسدة، و المناقضة للإجماع القطعي اليقيني، توصَّل إليها الجابريُّ عبر قنطرةٍ من نصوص السلفِ البعيدة عن مراده. وهذا المسلكُ المخادع هو الذي لم يتنبه له الأستاذ أولَ الأمرِ، حتى سمع بأذنه من الجابريِّ حقيقةَ رأيه في سلامةِ النص القرآني.
الغريبُ أن الدكتور الضحيانَ حتى بعد اكتشافه المتأخر لحقيقة قول الجابريِّ، إلا أنه لم يزل يتحدث تحت تأثير فهمه الأول الخاطئ الذي ظنَّ فيه أن قول الجابريِّ مطابقٌ لأقوال العلماء الذين اعتضدَ بنصوصهم. فالأستاذ الآن يتهمني بالتمويه والخداع، ليس لأني نقلتُ أقوال الجابريِّ ناقصةً، بل لأني حين نقلتُ أقواله لم أذكر أنها جاءت في سياق تعليقه على نصوصِ أهل العلم!
كلامٌ غريبٌ عجيبٌ، من الصعبِ أن أجد له معنى بعدما أعلن الأستاذ نفسه أن الجابريَّ يخالف الرؤية المجمعَ عليها في القطع بسلامة القرآن من النقصان. والضحيان حين يتحدث بهذه الطريقةِ فإنه يعيدنا لنقطة الصفر، إلى قوله القديم الذي تراجع عنه.
هذا الكلامُ من الأستاذ يؤكد أنه لا وجودَ لديه لشيءٍ اسمه (قراءات متفحِّصة)، وأن التغير الذي طرأ على رأيهِ إنما هو ثمرةُ حديثٍ شفهيٍّ مع الجابريِّ اكتشفَ بعده حقيقةَ قوله. أما الكلام المدوَّن في كتاب الجابريِّ، فالأستاذ إلى الآن لم يدرك مغزاه، ولم يزل يحسبه مطابقاً وموافقاً لما ذكره العلماء، فلأجل هذا رماني ببتر الكلام عن سياقه.
وأنا أدعو الأستاذ لقراءة عنوان المبحث الذي أورد فيه الجابريُّ تلك الروايات. فالعنوان هو: (الزيادة والنقصان في القرآن)، فهل لهذا العنوان علاقةٌ بنصوص السلف التي استشهد بها الجابري، حتى تكونَ تلك النصوص مفسرةً لمقصده؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا لم يكفِ العنوان، فليقرأ الأستاذ المقدمة التي وضعها الجابريُّ في بداية المبحث، فهو يقول معرفاً بالمسألة التي يريد الحديث عنها: "موضوعُ الزيادة و النقصان في القرآن موضوعٌ قديمٌ كثر فيه القيل والقال، وهناك الآن جدلٌ طويلٌ عريضٌ في مواقع الإنترنت حول هذا الموضوع على مستويين: مستوى الجدال مع النصارى ... ومستوى آخر من الجدل -صامت تارةً وناطق أخرى- بين بعض الكتاب من أهل السنة وآخرين من الشيعة ... ".
هذه هي المسألة التي يناقشها الجابريُّ، فهي مسألة تتعلق بشكوكٍ في سلامة النص القرآني الذي جمعه الصحابة، فهل لهذا علاقةٌ بإسقاط آية الرجم من سورة الأحزاب، أو بقول سعيد بن جبير: إن سورة (براءة) كانت تعدل سورة البقرة؟!
السلف يتحدثون عن آياتٍ منسوخةٍ أسقطها الصحابة من المصحفِ عن علمٍ وبينةٍ، والجابري يوظِّف أقوالهم تحت عنوان (الزيادة والنقصان)، لينتهي إلى أن من الجائز أن يقعَ من الصحابةِ خطأ عند جمع القرآن! فلو أنصفَ الأستاذُ سليمانُ لعلمَ أن الذي مارس التمويه والخداعَ إنما هو الجابريُّ الذي عجن باطله بنصوصِ السلفِ، فجاء الأستاذ ليهلك نفسه في الذب والدفاع عنه تحت شعار الوسطية والاعتدال.
من الإعجابِ ما قتل.
لم يكن هذا الموضعَ الوحيدَ الغريبَ في تصرفاتِ الأستاذ، فقد رأيته في أكثر من موضعٍ يتبرع بتفسير كلامِ الجابريِّ بطريقةٍ جعلتني أتساءل ما إذا كان الضحيان ملكياً أكثر من الملك، أو جابرياً أكثر من الجابريِّ!
الضحيان في مقالته الأخيرة يقولُ إن حديث الجابريِّ عن الزيادة والنقصان في القرآن الكريم يدورُ فقط حول سورتي (الأحزاب)، و (براءة). ثم أحالنا الأستاذ على كتاب (المدخل إلى القرآن ص229 - 230)، وبالرجوع للموضع المذكور، رأيتُ الجابريَّ يتحدثُ في وادٍ والأستاذ يتحدث من وراء المحيطات.
الجابريُّ في ذلك الموضع لم يكن يحصر احتمالات النقص والزيادة في هاتين السورتين، بل كان يعجبُ و يستشكل أن الروايات التي تحدثت –بزعمه- عن النقصان لم تأتِ إلا في هاتين السورتين من القرآن المدني، مع أن احتمالَ النقصان يتطرق لغيرهما أكثر مما يتطرقُ لهما. ومما قاله الجابريُّ هناك: "لم يُذكَر قطُّ أن الحذفَ طالَ شيئاً ينتمي إلى القرآن المكي، مع العلمِ أن إمكانيةَ سقوطِ آياتٍ أو سورٍ كانت أكثر احتمالاً في القرآن المكي منها في القرآن المدني، نظراً للظروف القاسية التي عاناها الرسول والمسلمون في مكةَ قبلَ الهجرةِ، ونظراً لأن ظروفَ الانتقال بالقرآن المكي إلى المدينة بعد الهجرة، وقبل فتح مكة كان يتم في ظروفٍ بالغة الصعوبة"اهـ.
وكما هو ظاهرٌ فكلامُ الجابريِّ بعيدٌ كل البعدِ عما نقله لنا الأستاذ. لن أقولَ هنا إن الأستاذ بتر وقطع، أو موَّه وخدع، لكني أقول من جديدٍ: إن رغبته في الدفاعِ والذب عن الجابريِّ هي التي حالت بينه وبين فهم مثل هذا النص الصارخِ المشكك.
على أني أعجبُ كيف يذهب عقلُ الأستاذ إلى أن الجابريَّ حين جوَّزَ وقوعَ النقصان في القرآن إنما كان يقصد سورتي (براءة) و (الأحزاب) فقط، فالجابري جعل حجته الكبرى في فتح احتمال النقصان أن الصحابة الذين جمعوا القرآن لم يكونوا معصومين. فإذا كانت هذه شبهته، فهل كان الصحابةُ الذين جمعوا سائر السور معصومين؟!
موضعٌ آخر يشككني في خرافةِ (القراءات المتفحصة). فالأستاذ حين نقلَ حديث الجابريِّ عن سقوط آية رجم الزاني من سورة الأحزاب، قال: إن "الجابريَّ يرى أن الصحابة لم يضعوها في المصحف لأنها رواية آحاد وشرطُ القرآن التواتر". ثم أحالنا الأستاذ على كتاب الجابري (ص224). ومرةً أخرى رجعتُ للموضعِ المذكور، فلم أرَ شيئاً مما نقله الدكتور، فالجابريُّ لم يذكر هناك رأيه الخاص، بل قال: "وقيل إن عمرَ أتى بهذه الآيةِ إلى زيد، وكان زيدُ بن ثابتٍ حين كان يجمع القرآن قد اشترطَ شهادة رجلين، فيما يأخذُ من القرآن ... ". فالجابريُّ يتكلم بصيغة (قيل) المشككة، ثم يأتي الأستاذ لينقل أن الجابريَّ يقول بذلك.
هل لي أن أتهم الأستاذ هنا بالقطع والبتر والتحريف؟ لا لن أفعل. ولكني أقولُ وأكرر: إن حمية الأستاذ للجابري حالت بينه وبين القراءة الواعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
في موضعٍ آخرَ من مقالة الأستاذ ذكر أن الجابريَّ يرى: "أن الروايات التي نصَّت على النقص –إن ثبتت– لا تُحْمل على النسخ بل تحمل على أنها روايات آحادٍ، وكان الصحابة يشترطون شهادة اثنين ويردون رواية الواحد في كتابتهم للقرآن". هكذا نقلَ الأستاذ هذا الرأي عن الجابريِّ، لكنه هذه المرة لم يعزه إلى أي موضعٍ في كتابه، فمن أينَ جاءنا الأستاذ بهذا النقل؟
هذا التأويل تبرعَ به الأستاذ للجابريِّ، والحقيقةُ أن الجابريَّ لم يذهب إليه قطُّ. لأن الجابريَّ لم يكن يتحدث عن اجتهاداتٍ للصحابةِ في قبول المتواترِ و ردِّ الآحادِ عن علمٍ وبينةٍ، بل كان يتحدث عن سقطٍ وقع منهم سهواً وخطأً باعتبارهم غير معصومين، كما هو نص عبارته في خاتمةِ المبحثِ. لكن الدكتور مرة أخرى أرادَ أن يكونَ جابرياً أكثر من الجابريِّ نفسه.
وليتَ الأستاذ يتأمل في حقيقةِ أن الجابريَّ لم يتحدث فقط عن احتمالات وقوعِ نقصٍ وسقطٍ، بل إنه تحدث –أيضاً- عن احتمالِ وقوع زيادة في النصِّ القرآن، كما نقل ذلك عنه الدكتور الضحيان. فإذا كان هذا رأيَ الجابريِّ، فهل من الممكنِ أن يكونَ من مذهبه أن الصحابةَ لم يكونوا يقبلون إلا المتواتر؟! فالذي لا يقبلُ إلا المتواترَ، كيف سيقع منه زيادةٌ في النص القرآني؟
هل قال الجابري بالنقصان و الزيادة؟!
الأستاذ الآن يقول: إن الجابريَّ لا يقطعُ بسلامة النص القرآني من الزيادة والنقصان. لكنه يضيف أن الجابريَّ توقف عند هذا الحدِّ ولم يقل بوقوع الزيادة والنقص. ورغمَ أن الجابريَّ بحثَ المسألة في عشر صفحاتٍ مفصلةٍ، إلا أن الضحيان لم ينقل من كلامه حرفاً واحداً يؤكد هذا النفي، واكتفى فقط بإحالتنا على قراءاته المتفحصة التي دلته على ذلك.
وكنتُ في مقالتي الأولى استوقفت الضحيانَ عند قولِ الجابريِّ: إن الصحابة –رضوان الله عنهم- تداركوا (بعض) النقص الذي حصل منهم عند جمع القرآن، و قد انتظرتُ من الأستاذ–وهو المتخصِّص في العربية- أن يسلطَ قراءاته المتفحِّصة على كلمة (بعض)، عله يفهم معناها الواضح الذي يدل على أن ما تم تداركه إنما هو (بعض) النقص وليس جميعَه. لكن الأستاذ فضل القفز فوق هذا الموضعِ من كلام الجابريِّ، وتجاهله تماماً حين كتب رده الأخير.
هذا التجاهل لكلمة (بعض) وإن كنتُ أستغربه من الأستاذ، إلا أني أرى فيه تطوراً آخر إذا تذكرتُ أن الضحيانَ سبق أن عدَّ هذه الجملة نصاً جلياً لا غموضَ فيه ولا لبس على إيمان الجابريِّ بسلامة القرآن من النقصان! لكن هذا النصَّ الجليَّ لم يعد الآن جلياً، بل لم يعد موجوداً، وأصبح الدليل الوحيد لدى الأستاذ هو قراءاته المتفحِّصة التي رأت ما لم يكتبه الجابري، ونفت ما كتبه.
و على أي حالٍ، فسواءٌ قال الجابريُّ بحصول النقصان في كتاب الله، أو قال بجواز حصوله، فكلا القولين ضلالٌ مبينٌ، ومنازعةٌ في ضروري من ضروريات الدين. ومجاملةُ من يقول بهذا الزيغِ مما يقشعرُّ له جلدُ المؤمن بالله المعظِّمِ لكتابه، إلا أن الأستاذ له منهجٌ وسطيٌّ خاصٌّ لا يرى في قولِ الجابريِّ ما يوجب التحذيرَ منه. بل الرد والتحذير فقط يجب أن يكون من أمثال الشيخ البراك، أو بندر الشويقي وأمثالهما من الذين يشوهون صورة المفكرين الكبار، ويستعدون الناس عليهم!
الجابريُّ و الدولة والدين.
لنطوِ الآن حديثنا عن موقف الجابريِّ من كتابِ الله. ولننتقل لمعضلةٍ منهجيةٍ أوسعَ تتعلق بتلك المدائح التي ساقها الدكتور الضحيان للجابريِّ، بطريقةٍ لا تنتمي أبداً لعالمِ الوسطيةِ والاعتدال، ولا إلى عالمِ القراءات المتفحصة.
فمن ذلك أن الأستاذ مدحَ الجابريَّ بأنه يرى أن الإسلام (دين ودنيا)، ولأنه يؤمن أن (القولَ إن الإسلام دين لا دولة قولٌ يتجاهل التاريخ).
لست أفهم سبب فرح الأستاذ بمثل هذا الكلام. فلو أن غيره ممن لا يعرف مشروع الجابريِّ (النهضوي!) صفق لهذه المقولة لكان ذلك مفهوماً عندي. لكن أن يصفق لهذا من يقولُ إنه قرأ كتب الجابريِّ كلها، فهنا نكون أمامَ أزمة فهمٍ عميقةٍ.
الجابريُّ وإن كان يقول: إنه يرى الإسلام ديناً ودولة. إلا أنه في المؤدى لا يختلف عمن لا يؤمن بذلك. فهو من الذين جعلوا حديث (أنتم أعلم بأمور دنياكم) قاعدةً ناسخةً للتشريعات المتعلقة بالسياسة والحكم.
الجابريُّ يقدم المصلحة على نصِّ الكتاب والسنة، ويؤمن أن الممارسة السياسية يجب أن تصدر عن العقل. وهو يبطل الحدود الشرعية الجسدية كحد الزنا والسرقة. و من مقولاته الغريبة العجيبة أنه بما أن المقصودَ بالعقوبة الردع والتعزير، فإن جميع الأحكام التي تصدرها المحاكم اليومَ في طول العالم الإسلامي وعرضه، هي أحكامٌ قد طبقت فيها الشريعة الإسلامية بالفعلِ!! (الدين والدولة ص200).
فبعد هذا كله، ما فائدة إيمانه بأن الإسلام دين ودولة؟!
الجابريُّ لم يقل إن الإسلام دين ودولة إلا بعدما انتهى من تفريغ الإسلام من مضمونه السياسي والتشريعي. فهو يخالف العلمانيين في الشكل لكن يوافقهم في المضمون. هو يدعو لاستبعاد شعار (العلمانية السياسية) في سبيل الأخذ بشعار (العقلانية السياسية)، والنتيجة في النهاية واحدة. لأجل هذا لما قال له حسن حنفي: "إن الإسلام دين علماني في جوهره" أجابه الجابريُّ قائلاً: "هنا أجدني مضطراً إلى القولِ: إنه وإن كنتُ متفقاً معك فيما يخيل إلي أنك تريد أن تقوله، فإني أرى أن الكيفيةَ التي عبرتَ بها عنه غير مناسبة". (حوار المشرق والمغرب ص40).
وكما يرى الدكتور فإن الخلافَ هنا بين الإثنين إنما هو خلافٌ شكليٌّ لا يمسُّ المضمونَ، فهما يختلفان في الطريق المختارة للوصول إلى نقطةٍ واحدةٍ يقصدانها جميعاً، وإلا فإن الناظرَ في أطروحات العلمانيين التي تستنجد في إسناد مواقفها بالنصوص و بأقوال الفقهاء الأوائل، يراها تطابق أطروحات الجابريِّ تمامَ المطابقة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفلوجة]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 01:33]ـ
يا أستاذ أعرض عن هذا 2 ـ2
خلل في الموازين
الدكتور سليمان الضحيان –سلمه الله- بعدما وافقَ على أن الجابريَّ لا يقطعُ بسلامة النص القرآني، حاولَ تلطيفَ قولِ الجابريِّ فذكر أنه لا يمكنُ الاحتجاجُ عليه بالإجماعِ، لأنه لايؤمن بحجيةِ الإجماعِ. كما ذكر أنه لا يمكنُ الاحتجاجُ عليه بآية (إنا نحن نزلناالذكر وإنا له لحافظون)، لأن للجابريِّ رأياً في معنى الآيةِ وافقه عليه فلانٌوفلانٌ.
هذا ما كتبه لنا الأستاذ في مقالته، وهوكلامٌ لا يساوي الكثيرَ في ميزان العلم بدين الله –عز وجل-. فالأستاذ سليمان –غفرالله له- لم يفرق بين (مسائل الإجماعِ)، وبين الضرورات اليقينية المحكمة. فالإيمانبالقرآن أحد أركان الإيمان الستة، وسلامته من النقص والزيادة، مما يندرج تحتاليقينيات التي يعبر عنها بـ (ما عُلم بالضرورة من دين الإسلام).
وحين يصلُ الخلافُ إلى مثلِ هذه المسائل، فإن المقامَ لا يكونُ مقامَ أدلةٍ فرديةٍ محتملةٍ، ولا مقام وجهات نظرٍ، أو موازنةٍبين حسناتٍ وسيئاتٍ. بل هو مقامُ قطعٍ ويقينٍ عقليٍّ ونقليٍّ، كما أنه مقامُ حميةٍوذبٍّ عن دين الله –عز وجل- و عن كتابه.
وحين تُحدِّثُ أستاذاً جامعياً عن تشكيكِالجابريِّ في قطعية نص القرآن الكريم، ثم يأتي ليقولَ لك: (لكن الجابريَّ يؤمن أنالإسلامَ دينٌ ودولةٌ، و الجابري يرى أن الأشعرية يخالفون طريقةَ السلف، والجابريُّقرب العلمانيين إلى التراث). حين يحدثك أحدٌ بمثلِ هذا المنطق، فأنت تواجه معضلةًمنهجية كبرى وخللاً ضخماً في الموازين. ذلك أن التشكيك في النص القرآني، دركةٌمنحطةٌ لم ينحدر إليها سوى الملاحدة الكبار. فلا الأشعريةُ، ولا من هو أبعدُ منهم، ولا حتى الأغلبية الساحقة من العلمانيين تورَّطوا في مثل هذه البلية السوداء التيجاء بها الجابريُّ.
حول قصص القرآن الكريم
ثمةَ باقعةٌ أخرى مشابهةٌ قرَّرهاالجابريُّ في كتابه لم أكن أودُّ التعرُّضَ لها، لولا أن الأستاذَ الضحيان ذكرهاعرضاً في مقالته الأخيرة. فالأستاذ نقل لنا أن الجابريَّ لا يؤمن بحقيقةِ القصصالمذكورة في القرآن، لأنها -في رأيه- مجرد أمثالٍ مضروبةٍ ليس وراءها حقائق تاريخيةمطابقة. وقد مرَّ الأستاذُ على هذه المقولة مروراً عابراً أشارَ فيه إلى أن هذاالرأي سبقَ أن أثار ضجةً حين قال به محمد أحمد خلف الله.
وحيث أثارَ الأستاذ تلك البلية الثانيةالتي تبناها الجابريُّ في مدخله إلى القرآن. فليسمح لي الأستاذُ أن أنقلَ له طرفاًمن مواقفِ أهلِ العلمِ من (محمد خلفَ الله) حين قال بذلك القول القبيحِ، حتى يعيالأستاذ حجمَ المسائل التي نعيبها على الجابريِّ.
فحين كتب (د. محمد أحمد خلف الله) رسالتهللماجستير بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً)، وانتهى إلى أن قصصالقرآن الكريم لا تعبر عن حقائقَ تاريخية، وأنها مجرد أمثالٍ مفترضة لا تستند إلىواقعٍ تاريخي. حينذاك اهتزت الأوساط العلمية بمصر، وكتب شيخ الأزهر محمود شلتوت –رحمه الله- تقريراً وصم فيه ما تضمنته الرسالةُ بـ"الكفر، والجهل، والفساد"، و ذكر "أنها غارقة في تكذيب القرآن الكريم"، و أنها "تنتهي إلى الفوضى، وتهدمُ الأصولَالإسلاميةَ في مصر المسلمة". وكتب الشيخ مصطفى صبري كلاماً أشد من هذا، و كان مماقاله: إن ما ورد بتلك الرسالة يمثل "كفراً بالله، وانتقاصاً لمقام الألوهية". (موقفالعقل1/ 313).
وكما فزعَ الأستاذ الضحيان للذب عنالجابريِّ، فزع أحدهم تلك الأيامِ للدفاع عن (خلف الله) فذكر أنه لم يقصد سوىالدفاعَ عن القرآن في وجه الملاحدةِ الذين أثاروا إشكالات حول تلك القصص. عندها كتبالأديب الشيخ علي الطنطاوي –رحمه الله- مقالةً في مجلة الرسالة بينَ فيها أن المقصدالحسنَ لا علاقةَ له بتقييم الفكرة شرعاً، و أن ما ورد بتلك الرسالة لو قاله "معتقداً به أبو بكرٍ وعمرَ (وحاشاهما)، لكفر به أبو بكرٍ وعمرَ، وصارا أبا جهلٍوأبا لهبٍ".
كان هذا المعترك يدور منتصف القرنالمنصرم، واليومَ جاء الدكتور الجابري، ليعيدها جذعةً، وليعلنَ في كتابه (المدخلإلى القرآن ص259) أن رأيه لا يختلفُ كثيراً عن النتائج التي انتهى إليها محمد خلفالله، وإن كان يختلف معه في طريقة الوصولِ إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما يقوله الجابريُّ، وقد رأينا مواقفالعلماء ممن قال قبله بنفي حقائق قصص القرآن. وأما مسألةُ الزيادة والنقص في النصالقرآني، فلا أعلمُ أنها أثيرت يوماً من الأيامِ إلا من زنديقٍ أو كافرٍ أصليٍّ. لكن الجابريَّ اليومَ قد جمعَ بين السوأتين، فلا قطعية للنص القرآني، ولا حقيقةَلما فيه من أخبارٍ وقصصٍ عن السالفين. وكل هذا السوء مما لا يرى فيه الدكتورالضحيان ما يستدعي التحذير من قائله أو التشنيع عليه!
الجابري والأشاعرة.
من الطرائف أن الأستاذ سليمان امتدحالجابريَّ حين رآه يذكر أن الأشاعرةَ المتأخرين تبنوا فلسفةَ ابن سينا، وأن طريقتهمتخالف طريقةَ السلف في صدر الإسلام. وليت الدكتورَ سليمان سأل نفسه –قبل هذا- إنكانَ الجابريُّ أصلاً يمنعُ من مخالفةِ طريقة السلف؟ و في أي بابٍ من أبوابِ العلمالتزمَ الجابريُّ طريقة السلف، حتى يصحَّ له أن يلوم الأشعريةَ في خروجهم عن هذاالطريقِ؟!
أوليس الجابريُّ هو الذي يقولُ إن العقلَالبيانيَّ العربي عانى من "استبدادين: استبداد الحكام بالسياسة، واستبدادِ السَّلفبالمعرفة"؟! (بنية العقل العربي ص135). لو دقَّق الأستاذ سليمان، فسيكتشف أنالأشعريةَ في الواقعِ لم يزيدوا على ما يدعو إليه الجابريُّ حين طرح ضرورة التخلصمن استبداد السلف بالمعرفة.
أقولُ هذا تنزلاً مع أستاذنا الفاضل، وإلافإن الذي أوقن به أن من الظلمِ البينِ أن توزن الأشعرية برأي أمثالِ الجابريِّ، فهممع مخالفتهم لطريقة السلف، إلا أنهم يبقونَ أقرب بمراحل من طريقة الجابريِّ الشاطحةعلى غير هدى.
ثم ما رأي الأستاذ لو قلت له إن الأشعريةَالمتأخرين أنفسَهم يقرون بمخالفتهم لطريقة السلف، فهم يقولون ويعلنون أن "طريقتهمأحكم، وطريقة السلف أسلم". فمقولة الجابريِّ في الواقع تقرر أمراً يقر به الأشعريةُقبل غيرهم. لكن الدكتورَ الضحيانَ أراد أن يجعلَ من ذلك منقبةً للجابريِّ تقابلجنايته على كتاب الله –عز وجل-.
مع أن موقف الجابريِّ من الأشعريةِ لهتفسيرٌ ربما لم يتفطن له الأستاذ رغمَ قراءاته المتفحصة. فالجابريُّ حين يذمالأشعرية ويذكر تأثرهم بفلسفة ابن سينا، ليس لأجل إيمانه بالطريقة السلفية التينعرفها ويعرفها الأستاذ. بل لأن الجابريَّ ينطلق في موقفه من تعظيمه لفلسفة ابنرشدٍ (المغربية) الناقدة للأشعرية. فمن رأي الجابريِّ أن فلسفةَ ابنِ رشدٍتمثل"ثورة تجديدية في الثقافة العربية، ومنهجية التفكير العربي" (نحن والتراثص260). ومن رأيه أن ابنَ رشدٍ في نقده للأشعرية كان يرجع بالأصول إلى "طريقةالسلف"!!، (الكشف عن مناهج الأدلة ص31). فلو تركَ الجابريُّ الأشاعرة على حالهملكان خيراً له من أن يدعوهم إلى شقشقات ابنِ رشدٍ.
لكن أليسَ من المفارقات أن الأستاذ ينقلُفي مقالته أن الجابريَّ لا يؤمنُ بالإجماعِ. ثم في المقالة نفسها يمتدح الجابريَّحين يقول: إن الأشاعرةَ يخالفون طريقةَ السلفِ. فالذي لا يرى في الإجماع حجةً، ماقيمة طريقة السلف عنده؟! والذي لا يؤمن بالإجماعِ، هل يحقُّ له لومُ أحدٍ علىمخالفةِ طريقةِ السلف؟!
حول خدمة الجابري للإسلام.
الدكتور سليمان ساق في كلامه مدائحللجابريِّ ربما لو سمعها الجابريُّ نفسه لما صدقها. وقد ختمَ الأستاذُ مديحهبمقارنة غريبةٍ قال فيها: إنه يعتقد "جازماً أن الجابريَّ خدم الإسلام بإنتاجهوكتبه أكثر مما خدمه الشيخ الجليل البراك؛ إذ إن الشيخ البراك لا تتعدى فائدةطرحه عدداً محدوداً من المتدينين ممن يتلقون عنه العلم، وهم في جملتهم من طلبةالعلم أصلاً الذين جاؤا للاستزادة من العلم ليس غير".
وأقولُ للدكتور: إني أتفهم تماماً كيفتصدر منه مثل هذه المقارنة الهوجاء. فالبضاعة التي يحملها الشيخ البراك ليست ممايعرف الأستاذُ قيمته ولا مقدار أثره في الناس. ولو أن الدكتور سليمان صدر في كلامهعن ميزان الشرع الذي عظم موقع أهل العلم بدين الله، و فخمَ أثرهم في الناس، لأدركالشطط الذي ركبه في مثل هذه المقارنة (الوسطية!).
وإذا كانَ الأستاذ يرى أن تأثير الشيخمحصورٌ في عددٍ محدودٍ من المتدينين حوله، فليسمح لي الأستاذُ أن أذكره بأن أسطراًكتبها الشيخ البراك عن الجابريِّ طوت الأرضَ وطارت في الآفاق، وكان من ثمرتها أنفتحَ الدكتور الضحيان عينيه على ما لم يكن يبصره في موقف الجابري من القرآنالكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أريدُ أن أتحدث هنا عن جهودِ الشيخوآثاره على الناس في الداخل وفي الخارج. تلك الجهودُ التي لا يعرفها الأستاذ ولايدري عنها شيئاً، لكني سأختصر الكلامَ وأقولَُ: إن الشيخ البراك يحمل للناس بضاعةالهدى والإيمان واليقين، والجابريُّ يحمل لهم بضاعة الشكوك والتيه. فقد افتتح حياتهبالشك في وجود الله (حفريات في الذاكرة ص206 - 207)، وها هو يوشك أن يختمها بشكوكٍ فيالقرآن (مالم يتداركه الرحمان بأوبةٍ).
الشيخ البراك يرفع للناس رايةَ الكتابِوالسنة، في حين لم يزل الجابريُّ يباحث المسلمين في سلامة قرآنهم، وصحة ما فيه منقصصٍ، وفي صدقِ معجزاتِ نبيهم.
الشيخ البراك ترك تأليف الكتب الفلسفيةللجابريِّ وتوجه لتأليف الرجال الذين يذرعون الأرض في الدعوة إلى الله، ولايتشاغلون بمتاهات ابن رشد، ولا بمنطق أرسطو.
الشيخ البراك نزل إلى الأرض وجلس للناسيفقههم في الدين، يعلم جاهلهم، يعظُ غافلهم، يأمرهم بالخير، ويحذرهم من الزيغ، كماهي وظيفة الأنبياء. وأما الجابريُّ فقد جاء للأمة بمشروعٍ مهلهلٍ أشغلها بالشك فيقواعدها القطعية التي من المفترض أن تكونَ محل تسليمٍ ومنطلقاً تبني عليه نهضتها.
ولئن كانت الأمةُ أضاعت أكثر من قرنٍ منالزمان في نزاعٍ حول (حجية السنة)، فإن الجابريَّ قد يدشن مشروعاً جديداً لقرنٍآخرَ ضائعٍ في جدلٍ حولَ قطعية النص القرآني الذي لم يكن محلَّ جدلٍ إلا معالملاحدةِ.
وإذا كان الأستاذ الضحيانُ يقول إنالجابريَّ قرَّبَ العلمانيين للتراث، فإني أقولُ: إن الأنسبَ للتعبير عن الواقع، أنيقال: إن الجابريَّ قرب العلمانيين للعبث بالتراث. ولست بحاجةٍ لأثبت هذا بعدماأقرَّ الأستاذ في مقالته بأن الجابريَّ يمارس قراءةً انتقائيةً للتراث. والقراءةالانتقائيةُ لا تصدرُ إلا ممن يحمل فكرةً مسبقةً يريدُ الوصولَ إليها من خلالالتراث، فلينظر الأستاذُ سليمان ماهي؟
كان العلمانيون يظنون أن علمانيتهم لايمكن أن تبنى على تراث المسلمين، فجاء الجابريُّ ليقول لهم: أنتم واهمون، بإمكانكمأن تكونوا علمانيين و من خلال التراث.
هذا هو الواقع الذي قد لا يروق للدكتورسليمان. لكني أريد أسأله حتى تكون موازنته أكثرَ عدلاً: فبعدما شرح لنا الأستاذُتأثير الجابريِّ (الضخم!) على العلمانيين، لمَ لم يذكرْ لنا الأستاذُ تأثيرالجابريِّ على غير العلمانيين؟! فهلا قدم لنا الأستاذ ثمرة أفكار الجابريِّ على غيرالعلمانيين ممن يعرفهم الأستاذ تمامَ المعرفة.
حديث حول جماعة الميزان.
هل من العدلِ والوسطية أن يكتبَ أحدٌمعترضاً على عبثٍ بكتابٍ الله، في مؤلَّفٍ منشور مشهورٍ، كُتِبت ردودٌ عليه منعلماءَ ومثقفين في الداخلِ والخارجِ، ثم يأتي الأستاذ ليحذر مما سماه (جماعةالميزان) التي برزت في التسعينات، فانخرط أتباعها "في تتبع الدعاة وطلبة العلموالتفتيش الانتقائي عن أخطائهم وتشويههم أمام الرأي العام .. "؟!
هذا ما ختمَ به الأستاذ مقالته (الوسطية!)، وهو سلوكٌ وتعريضٌ غير لائقٍ يشبه سلوك الاتهام والتخوين في النقلِالذي استفتح به الأستاذ مقالته.
لكن بما أن الأستاذ حذر من الانخراط في (جماعة الميزان) التي برزت في التسعينات، فإني سأرد له الجميل، وأحذره من الانخراطفي جماعة (عمى الألوان) التي ولدت خديجةً بعد سبتمبر. تلك الجماعة التي أضاعتموازينها، فلم تعد تفرق بين الصِّديق والزنديق، ولا عادت تميز بين خلافٍ سائغٍ، وخلافٍ في الضروريات والقطعيات، جماعةٌ تغضب حين يردُّ على الزائغين، وتموت حميتهاحين يمسُّ كتاب الله. صدروها تتسع للمفسدين، لكنها تضيق بمن يكتب غضبةً لله.
أقولُ هذا لأني رأيتُ الأستاذ حين صدرتفتيا الشيخ البراك المشهورة، شن هجوماً شرساً على من طرح السؤال على الشيخ، وقال إنفي سؤاله: "محض كذبٍ وافتراءٍ رخيصٍ ممن لا يتقي الله في اتهام الغافلين والخوض فيأعراضهم".
يقولُ الأستاذ هذا مع أنه يتحدثُ في دفاعهعن الجابريِّ عن منهج الإسلام في التعامل مع المخالف، الذي يتميز بالبعدِ عن "اتهامالنيات" مع "حسن الظن والرفق والكلمة الطيبة والبحث عن الأعذار والرحمة بالمخالفوالدعاء له وعدم غمطه حقه".
فأين كان حسنُ الظنِّ والرفق، وأين كانتالكلمة الطيبةُ والبحثُ عن الأعذار، حين كان الأستاذ يتكلم عن سائلٍ أخذته الحميةُلكتابِ الله، فنقل للشيخ كلاماً تبين لاحقاً أن الأستاذ لم يكن يفهمه، فرمى ناقلهباقتطاع "نصٍ موهمٍ"، بقصد "التلبيس على الشيخ".
وقد كان أكثر ما أثارَ حفيظةَ الأستاذ أنالسائل ذكر أن تشكيك الجابريِّ في سلامة القرآن، "انتشر في وسائل الإعلام"، وأنهمما فرح به "خصوم الإسلام وأعداؤه من اليهود والنصارى والملاحدة والرافضة". فحينقرأ الأستاذ مثل هذا الكلام كتبَ متهماً السائل بالكذبِ والافتراء الرخيص وانعدامالتقوى.
فليتَ الأستاذ قبل أن يرمي هذه الاتهاماتقام ببحثٍ -ولو على عجلٍ- في المواقع المشبوهة على الشبكة، ليقف على الانتشارِ والاستبشار الذي قوبل به كلامُ الجابريِّ من بعض الأطراف المذكورة في السؤال. و قدوقفتُ بنفسي على جملة من تلك المواقع، أذكر منها: موقع الأقباط الأحرار، وموقعاللادينيين العرب، وشبكة هجر الشيعية، وغيرها كثيرٌ. فالسائل لم يبعد في كلامه عنالواقع. لكن الأستاذ هو الذي أبعد في الاتهام والقذف والتشكيك في النيات. لأنه كانيدافع عن الوسطية!
حسناً أيها الدكتور!
الشيخ البراك خُدِعَ و لبِّسعليه.
والسائل كان كاذباً عديمالتقوى.
والشويقي بتر وخدع وموَّه وكذب وافترى.
وافقناك –جدلاً- على هذا كله. فهلا سجلتَلنفسك موقفاً في الذب عن كتابِ الله تبرأ به ذمتك بعدما دافعتَ ونافحتَ.
أنت تقولُ إنك عرفتَ حقيقةَ رأي الجابريِّالمشكك في كتابِ الله في جلسة خاصةٍ قبيل الندوة. لكن –مع ذلك- لم تجد حرجاً في أنتصعدَ المنصةَ مبتسماً، لتقومَ بالتقديمِ له، ثم تسمعه بجانبك، يشتم المعترضين عليهويقول: (من حق الكلب أن ينبحَ، ومن حق الحمام أن يغني).
أهكذا الوسطيةوالاعتدال؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفلوجة]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 01:36]ـ
الشويقي لم يفهم كلام الجابري «1/ 2»
د. سليمان الضحيان
ابتداء لابد من شكر الشيخ البراك، والمفكر الجابري، والأستاذ الشويقي على إشعال هذا الحوار الممتع؛ فأنا مسرور جدا بهذا الحوار؛ إذ نحن بأمس الحاجة للحوار، والنقد، والتعود على وجود الآراء المختلفة لمعالجة التأزم الموجود في مجتمعنا تجاه المخالفين؛ إذ أن مجتمعنا تعود على تقبل الآراء التي تطرح دون مناقشة أو نقد، وأبدأ سجالي بلفتة طريفة جدا، فقد بلغ رد الأستاذ الشويقي 4261 كلمة أي 17 صفحة، منها 3265 كلمة - أي ثلاثة أرباع المقال - كتبها بناء على سوء فهم منه لكلامي أو لكلام الجابري، وقد اندهشت - والله – لذلك، وصدمت، وجعلني أعيد النظر في تقييم كل ما طرح الأستاذ الشويقي في سجالاته السابقة مع غيري؛ خوفا من أن تكون كلها كتبت بناء على سوء فهم لكلام محاوره، وأجزم أن غالب القراء سيشاركني الدهشة إذا قارن رده بردي الأول، ويستطيع قراءة ردي في موقع (عاجل ... )، ومجمل ما أثاره في رده الأخير ثماني قضايا، خمس منها بناها على سوء الفهم، وختم بنصيحة، ونبدأ بالقضيتين الأولى والثانية؛ اتهمني بأني تراجعت، وأنني استحي من الإقرار بالخطأ؛ حيث قال عن كلامي في مقالي الأخير مقارنا له بتعقيبي على فتوى الشيخ البراك قال: ((إننا أمام تغير جذري في رأي الأستاذ الضحيان، فبالأمس: (الجابري لم يخرج عن منهج العلماء)، واليوم صار الجابري (مخالفا للرؤية المجمع عليها عند أهل السنة)، وقال أيضا ((أما الكلام المدون في كتاب الجابري، فالأستاذ الضحيان إلى الآن لم يدرك مغزاه، ولم يزل يحسبه مطابقا وموافقا لما ذكره العلماء))، انتهى كلام الشويقي؛ وبناء على ظنه الخاطئ أني تراجعت، وأني استحي من إعلان تراجعي أطال في تحرير الكلام يبين أني لم أفهم كلام الجابري، وواضح أن أخانا الفاضل الأستاذ الشويقي عاد لطريقته المفضلة في الكتابة؛ وذلك بالتدليس وإيهام القارئ الساذج الغافل البسيط أني اكتشفت خطئي، واستكبرت عن الإقرار به، وإذ أردنا أن نحسن الظن به فنقول: إن أخانا الكريم الشويقي أتي من قبل سوء الفهم فجمع بين قضيتين، وظن أني أتحدث عن قضية واحدة، ومن الطرائف هنا أن الشويقي دندن كثيرا، وأعاد كثيرا حكاية أني لم أفهم كلام الجابري، وأوردها على سبيل التهكم واللمز، وما علم أنه هو الذي لم يفهم كلام الجابري، ولم يفهم كلامي أيضا؛ فوقع بغرائب طريفة في الفهم سنذكرها لاحقا؛ وما ذاك إلا لأن كل همه إثبات أن الجابري يقول بنقص القرآن، فركب الصعب والذلول بالتهويل والتضخيم وتكثير الكلام، وإليك الآن توضيح التدليس أو اللبس الذي وقع فيه الأستاذ الشويقي؛ قوله عني ((إننا أمام تغير جذري في رأي الأستاذ. الضحيان، فبالأمس: (الجابري لم يخرج عن منهج العلماء)، واليوم: صار الجابري (مخالفا للرؤية المجمع عليها عند أهل السنة))، ليعلم الأستاذ الشويقي والأخوة المتحمسون أن ليس هناك تراجع، بل الكلام هنا في قضيتين؛ القضية الأولى هي: هل قال الجابري بنقص القرآن كما أفتى الشيخ البراك وكما يؤكد الأستاذ الفاضل الشويقي؟، هذه لم يقل بها، وكل ما أوردوه لا يقوم دليلا على ذلك، وكلام الجابري لم يخرج عن كلام العلماء كما قلت في تعقيبي على فتوى الشيخ البراك: ((والجابري لم يخرج عن منهج العلماء الذين تحدثوا عن جمع القرآن وإيراد الروايات في ذلك، كما صنع السيوطي في (الإتقان) والزركشي في (البرهان))). والقضية الثانية هي قول الجابري ((بعدم وجود أدلة قطعية على حدوث نقص أو زيادة في القرآن)) أي هناك أدلة ظنية، هذه هي التي قلت عنها في مقالي: إن الجابري ((مخالف للرؤية المجمع عليها عند أهل السنة))، ومع أن هذا القول من الجابري خطأ كبير مخالف لإجماع أهل السنة، إلا أنه - لا شك - أخف من الجزم بالنقص، وغالب (ضع كلمة غالب بين قوسين) ما دندن حوله الشويقي، وأكثر من تسويده ونقل من كلام الجابري، إنما هو حول القضية الثانية، وكل هذا النقل والتسويد والتهويل واستحلاب عواطف القراء لا قيمة له إطلاقا في رده علي؛ لماذا؟؛ لأني ببساطة أتفق معه فيه، وقد قلت في مقالتي السابقة بالحرف الواحد: إن الجابري ((يخالف الرؤية المجمع عليها عند أهل السنة بقوله: بأنه ليس هناك دليل قاطع على حدوث زيادة أو
(يُتْبَعُ)
(/)
نقصان في القرآن؛ لأن من قام بجمعه ليس معصوما، ... ولا شك أن قوله هذا من وجهة النظر الشرعية خطأ كبير وقصارى القول فيه أنه شبهة تنتقد على الجابري، ويرد عليه بأسلوب علمي محكم بعيد عن الإثارة وتحشيد العوام واستعدائهم، والتهويل بالفتاوى واتهام النيات))، إذن فلا معنى إطلاقا لتسويد الأستاذ الشويقي صفحات في إثبات هذا سوى التدليس، والتمويه، وتكثير الكلام بخلط القضيتين، وإيهام القارئ البسيط الساذج، وإذا أحسنا الظن فالأستاذ الكريم أتى من سوء فهمه لكلام الجابري فخلط بين قضيتين وظنهما قضية واحدة. وأما القضية الأولى وهي: هل بنى الجابري القول بنقص القرآن؟ فقد ناقشتها في مقالي السابق؛ ولأن الشويقي أعاد القول فيها هنا، فأنا مضطر لمناقشتها بشكل موجز، ويستطيع القارئ العودة لمقالي السابق في (عكاظ) لزيادة التوضيح (أعيد نشره في موقع عاجل)، فأقول: لم يستطع أن يجد الأستاذ الشويقي ما يمكن أن يدل على أن الجابري يقول بنقص القرآن، إلا قوله في آخر كلامه: ((ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه، زمن عثمان أو قبل ذلك، فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذكر في مصادرنا))، هذا هو أقوى الأدلة التي أوردوها، ويجب أن أضع القارئ في الصورة، فأوجز ما قاله الجابري في المبحث كله حتى نصل لهذه الكلمة التي ختم بها كلامه؛ عقد الجابري مبحثا بعنوان: (رابعا الزيادة والنقصان في القرآن) بدأه بالإشارة إلى الجدال الدائر بين المستشرقين وعلماء الإسلام، وبين الشيعة والسنة، ثم ذكر أن ذلك لا يدخل في الموضوع الذي سيتحدث عنه حيث قال: ((ما يهمنا هنا، هو ما يتصل بمسألة (جمع القرآن) أعني ما يدخل في نطاق السؤال التالي: هل المصحف الإمام – الذي جمع زمن عثمان والذي بين أيدينا الآن يضم القرآن كله، جميع ما نزل من آيات وسور أم أنه سقط (أو رفعت) منه أشياء حين جمعه؟))، ثم أورد النصوص المروية في كتب الحديث وعلوم القرآن التي تتحدث عن سقوط بعض الآيات، ثم يختم المبحث بقوله: ((هذا ويعلل بعض علماء الإسلام من أهل السنة، ظاهرة سقوط آيات من القرآن (أي في الروايات التي ذكرها) بكونها داخلة في معنى النسخ، غير أن علماء آخرين أنكروا أن يكون ذلك من النسخ، وقالوا: إن ما ذكر من الزيادة والنقصان في القرآن يرجع إلى خبر الآحاد، والقرآن لا يثبت بها، وإنما يثبت بالتواتر))، ثم ذكر قول بعض علماء الشيعة كالنوري الطبرسي وإثباته للتحريف والنقص في القرآن في كتابيه ورد عليه، ثم تحدث عن أن ما ذكر في المصادر السنية فيه إشكال، وحصر الإشكال في القرآن المدني وحده، ثم ضيق دائرة الإشكال بأن السقط المذكور في المصادر لحق سورتين فقط، هما سورة الأحزاب وسورة التوبة، أما سورة التوبة فتحدث عما ورد من روايات في ما سقط منها، ثم ناقش ذلك وأورده بصورة الشك، وذلك بقوله: ((إذا كان هناك سقوط بالفعل))، وإما سورة الأحزاب فأورد الروايات والنصوص التي عرضتها في مقالي السابق وناقشها، ورد كل ما قيل إنه سقط فيها، وقد أورت دفاعه عن سورة الأحزاب في مقالي السابق (أعيد نشره في موقع عاجل) إلا آية واحدة، وهي ما رواه عمر بن الخطاب ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما .. الآية))، وهي الآية الوحيدة التي يفهم من كلامه أنها سقطت من القرآن، ومن المعلوم أن علماء أهل السنة يرون أنها مما نسخت برفع لفظها وبقاء معناها، وهو يفسر النسخ بتفسير آخر، وقد كتب في معنى النسخ في القرآن مقالا تجده في موقعه، ومفهوم كلامه أنه يرى أنها مما لم يضعه الصحابة في القرآن، لعدم تواترها عن النبي، والدليل على رؤيته هذه أنه لو كان يرى أنها سقطت من القرآن سهوا لنص على ذلك، ولكن يفهم من كلامه أن الصحابة أسقطوها قصدا لا سهوا لعدم تواترها، والدليل على ذلك أنه قال قبل إيراده روايات السقط ((هذا ويعلل بعض علماء الإسلام من أهل السنة ظاهرة سقوط آيات من القرآن (أي في الروايات التي ذكرها)، بكونها داخلة في معنى النسخ، غير أن علماء آخرين أنكروا أن يكون ذلك من النسخ، وقالوا إن ما ذكر من الزيادة والنقصان في القرآن يرجع إلى خبر الآحاد والقرآن لا يثبت بها وإنما يثبت بالتواتر)) / المدخل: ص 226، وسكوته عن رد هذا القول تعبير عن موافقته لذلك؛ لأن طريقته أنه لا يترك قولا لا يتفق معه إلا ناقشه ورده كما صنع في آراء علماء الشيعة؛ فبعد إيرادها ناقشها وردها. بعد هذا العرض نستطيع أن نفهم ما يقصد بكلمة (بعض) التي ختم بها الجابري كلامه، واستدل بها الإخوة على قوله بالنقص، قال الجابري ((ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه، زمن عثمان أو قبل ذلك، فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذكر في مصادرنا))، هنا يشير إلى الروايات التي تنص على وجود نقص خلال الجمع؛ فبعض من النقص تداركه الصحابة ووضعوه في المصحف؛ كما ورد في آخر سورة التوبة – وهو الذي أشار إليه في نصه - وبعض منه تركوه قصدا، ولم يضعوه في المصحف؛ لأنه غير متواتر، وإذا ثبت وجود (بعض) تداركوه، و (بعض) تركوه؛ فهو دليل عنده على إمكانية أن تكون هناك آيات لم يتداركوها، وسقطت لأنهم غير معصومين، وكل هذا يؤيد ما قلته إن الجابري يرى جواز أن يكون هناك نقص، لكنه لا يجزم بوجود نقص وفرق بينهما، طبعا لاشك بأن هذا القول خطأ كبير من الجابري ومخالف لإجماع أهل السنة، ويرد على الجابري بعلم مع الترفق بغية الحق لا الاستعلاء والاستعداء.
بقي الآن أن نورد أدلة طريفة عجيبة غريبة أوردها الأستاذ الشويقي، للدلالة على أن الجابري يقول بنقص القرآن، وهي في مجملها تمحل لا معنى له إلا المحاولة المستميتة من الأستاذ، لإثبات أن الجابري يقول بنقص القرآن، وإذا أحسنا الظن نقول إنه من سوء فهم الأستاذ لدلالات الكلام، من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفلوجة]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 01:37]ـ
متابعاً رده على بندر الشويقي في سجال الجابري «2/ 2»
د. سليمان الضحيان:
ذكرت في الحلقة الأولى من هذا الرد أن الأستاذ بندر الشويقي أورد في رده ثماني قضايا، ست منها بناها على سوء الفهم، وقد أوردت في الحلقة الأولى من ردي ست قضايا، ونورد في هذه الحلقة القضية السابعة، والثامنة، ثم نختم الكلام بخاتمة:
القضية السابعة: أساء الفهم الأستاذ الشويقي للمرة السابعة فظن أني فرحت بكلام الجابري حينما قال (إن الإسلام دين ودولة)، ونسبته إلى أنه يرى تحكيم الشريعة كما يقول به الإسلاميون؛ وبناء على سوء الفهم منه أطال الكلام ليدلِّل على أن الجابري يرى تقديم المصلحة على النص، وأنه يبطل الحدود لأنها غير مناسبة للعصر، وكل ما قاله وأطال فيه الأستاذ الفاضل الشويقي لم يأت فيه بجديد؛ فقد سبق أن قلته، ويكفي أني انتقدت الجابري في مقالتي نفسها التي يرد عليها الشويقي، حيث قلت: ((إن نقدي له (أي للجابري) يأخذ مسارين المسار الأول منهجي ... ، والمسار الثاني: نقد علمي إذ إن الجابري كثيرا ما يقع في أخطاء علمية فادحة ويبني عليها نتائج كبيرة ... ومن ذلك رأيه في كيفية تطبيق الشريعة وذلك بدعوته إلى تبني تقديم المصلحة على النص إذا تعارضت المصلحة مع النص مستدلا على ذلك بإجماع الفقهاء على ذلك، والحق أن القول بذلك انفرد به الفقيه الحنبلي الطوفي وعُد رأيا شاذا))، فما الجديد الذي أضافه الشويقي؟!!، طبعا هذا أنموذج على فهم الأستاذ العميق.
إبطال الحدود
وأما مسألة إبطال الحدود، وميراث المرأة؛ فقد سبق أن كتبت نقدا له في مجلة المجلة منذ تسع سنوات بعنوان (حقوق الله أم حقوق الإنسان)، وفيه زيادة على ما ذكر الأستاذ نقد له على رؤيته لشهادة المرأة، كل ذلك قبل أن يسمع غالب طلبة العلم السلفيين باسم الجابري فضلا عن أن يكتشفوا هذه الأخطاء التي ذكرها الأستاذ عنده، وكل من له اطلاع تافه على كلام الجابري في كتبه (الديمقراطية وحقوق الإنسان) و (الدين والدولة وتطبيق الشريعة)، و (مسألة الهوية)، و (حوار المشرق والمغرب) وغيرها يعرف هذا.
القضية الثامنة: أساء الفهم الأستاذ الشويقي للمرة الثامنة فحينما أوردت أن الجابري يوافق السلفيين في بعض رؤاهم حول الأشاعرة، فهم الشويقي كلامي فهما غريبا طريفا عجيبا أقرب للفانتازيا؛ حيث ظن أني بهذا أقول: إن الجابري يرى طريقة السلف ويتمثلها، وبناء على هذا الفهم الطريف جدا والمضحك؛ بدأ الشويقي يدلل على بعد الجابري عن فهم السلف وطريقة السلف، وأن الأشاعرة أقرب منه للسلف، وأورد المعلومة المشهورة عن قولهم عن أنفسهم (إن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أحكم)، وأزيده أيضا أن ابن خلدون سبق الجابري بالتنبيه على تأثر متأخري الأشاعرة بالفلسفة، ولا أظن أن عاقلا قرأ كتب الجابري، فضلا عن طالب علم يقول إن الجابري يتبع طريقة السلف، أو أنه قريب من منهج السلف، وفي الوقت نفسه لا أظن أن قارئا مبتدئا قرأ مقالي يمكن أن يفهم منه أنني أقول: إن الجابري يتبع طريقة السلف، وأنا مندهش جدا من فهم الشويقي هذا، ولا أدري من أين له هذا الفهم؟ وقد قلت بعد إيرادي تلك الأقوال مباشرة في مقالي السابق: إن الجابري ليس مفكرا إسلاميا، وأورد هنا كلامي بنصه، قلت: ((فهل معنى هذا أن الجابري مفكر إسلامي؟ إطلاقا الجابري ليس مفكرا إسلاميا، وهو نفسه يرفض تصنيفه بذلك))، وأي قارئ مبتدئ سيفهم هذا، وهنا أتساءل بدهشة كيف فهم الأستاذ الشويقي من كلامي أني أنسبه إلى التمثل بفهم السلف؟!، كيف أنفي عنه الإطار الكبير (التوجه الإسلامي) ثم أدخله في توجه أضيق (التوجه السلفي)، ما زلت مصدوما ومندهشا من فهم الأستاذ الفاضل!!، وهذا الفهم من الأستاذ يوضح الطريقة العميقة في فهم الأستاذ لما يقرأ، ثم نقده، وإصدار أحكام كبيرة على صاحبه يترتب عليها أوصاف عظيمة، ومخيفة، ولا بأس أن أوضح هنا للأستاذ الشويقي ـ وليس للقارئ ـ لماذا أوردت أقواله التي وافق فيها السلفيين مثل قوله عن الجهمية، والصوفية، وقوله عن الأشاعرة إنهم يخالفون طريقة السلف وغيرها من الرؤى؟ وأقواله التي خالف فيها جمهور المفكرين العرب المؤثرين في الساحة كقوله: إن الإسلام دين ودولة؟، لقد أوردتها لأقابل بها الأوصاف الشنيعة التي أطلقها
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه الإخوة المستفتون، والشيخ البراك، والأستاذ الشويقي، وذلك لأدلل على أنه أكثر المثقفين العرب اعتدالا في رؤيته، وقربا من الإسلاميين، وإنصافا للسلفيين، ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومع هذا فقد شنع عليه أولئك الإخوة، وحاولوا تأليب الناس عليه، وكان المفترض أن يبينوا خطأه، و يردوا عليه بعلم، وعدل، وعبارة هادئة، وقد اتبعت بصنيعي هذا المنهج الشرعي في النقد – بحمد الله وحسن توفيقه – فبينت ما للجابري، ثم أوضحت ما عليه بنقده منهجيا وعلميا (انظر مقالي السابق، أعيد نشره في موقع عاجل).
خدمة الإسلام
القضية الثامنة: خالفني الأستاذ الفاضل في قولي: إن الجابري خدم الإسلام أكثر مما خدمه الشيخ الجليل البراك، ولا شك أن هذا من حق الأستاذ أن يخالفني فيه، وذلك أن بيننا خلافا عميقا في طريقة الموازنة، الأستاذ الفاضل الشويقي يختصر خدمة الإسلام بخدمة التوجه السلفي والسلفيين، وأنا أرى الإسلام أعم من ذلك بكثير؛ فالسلفيون جزء من المسلمين، أما الإسلام بمعناه الواسع فلا مجال للمقارنة بين الرجلين أصلا، فضلا أن يقال: إن الشيخ البراك خدم الإسلام أكثر، فالمسلمون أعم من السلفيين بكثير، فأين تأثير الشيخ البراك على المثقفين، والمفكرين، والعلمانيين، والقوميين، والدارسين في تاريخ الحضارة، والفكر العربي، وتاريخ التراث من غير السلفيين؟، و أين تأثيره في الأشاعرة، والماتريدية، والزيدية، والأباضية؟، وكم عدد الذين قرؤوا للشيخ البراك، أو يعرفونه، أو سمعوا به، فضلا أن يكونوا تأثروا به، أو أفادهم في العالم العربي كله؟، ثم أين مؤلفات الشيخ البراك وكتبه؟ وأين شروحه، ومختصراته؟، بل أين فتاواه الكثيرة المحررة في العبادات والمعاملات، والقضايا الاجتماعية؟. بل أين ردوده العلمية العميقة المحكمة المفصلة على الفرق المخالفة للتوجه السلفي؟، وأين أطروحاته التأصيلية العميقة المفصلة لبيان العقيدة، وشرحها؟ , وأين جهوده العلمية العميقة في الرد على العلمانيين والفلاسفة والملاحدة والباطنية؟ وأين جهوده في تبيان ما أشكل من مسائل العقيدة كضوابط التكفير والتبديع؟، تقييم الرجال لا يكون بالعاطفة، وتدين الإنسان، وإخلاصه، وزهده، وورعه، وتقواه، وسنه لا يشفع لمحبيه أن يرفعوه أكثر من قدره، وصنيع الأستاذ الفاضل يقع فيه كثير من المتدينين حيث يختصرون العالم بمن يتفق معهم في التوجه، ويغالون في مدحه، وهضم جهد غيره من المخالفين لهم، وهذا بلا شك تحجير واسع، وقلة إنصاف للآخرين، وغفلة عن الآيات والأحاديث التي تحث على العدل والإنصاف، وابتعاد عن المنهج الشرعي الصحيح في الحكم على الناس، أسأل الله الهداية للجميع وإرجاعهم للحق، وتبصيرهم بالمنهج الشرعي العدل في الحكم على الناس.
العجيب الغريب
خاتمة: لا ينقضي عجبي من الإصرار العجيب الغريب المستميت من الأستاذ الفاضل الشويقي لإثبات أن الجابري يقول بنقص القرآن، خاصة بعد أن سمع محاضرته؛ لأنه أورد مقطعا منها في رده، وهو قوله: (الحمام يغني والكلاب تنبح)؛ وكما هي عادة الشويقي في فهم الكلام؛ فقد فهم من كلام الجابري أنه يقصد المعترضين عليه في قوله في القرآن، وكلام الجابري كان يقصد به جورج طرابيشي، نرجع إلى محاضرة الجابري؛ لقد أبان الجابري عن رأيه في المحاضرة، فقد غضب الجابري جدا ممن نسب إليه هذا القول، فقد ذكر حديث عائشة ثم رده، وذكر أن بعض الناس يحتج به على نقصان القرآن فقال: ((بعض الناس يقولون القرآن نقص، أنا أجبت عن هذا، قلت القرآن كان محفوظا في الصدور أكثر من المصاحف، والمصحف من التصحيف أي يمكن أن تزيد فيها وتمحو، أما الصدور وما فيها فلا، ... ثم كيف نحتاج إلى هذا كله بعد أربعة عشر قرنا من أنه المصحف الإمام الذي جمع باتفاق الصحابة ولم يطعن فيه أحد، وعلي كرم الله وجهه قال: لو كنت مكان عثمان لفعلت الذي فعل))، وكان الأولى بالأستاذ الشفقة على أخيه المسلم، ولأن يخطئ في حكمه على أخيه ـ هذا إن كان مازال يرى أنه أخ له ـ بأنه لا يقول بذلك أولى بأن يخطئ بنسبة هذا القول الشنيع له؛ إذ الأصل في المسلم البراءة، وأما قول الجابري باحتمال وجود النقص فهو شبهة كبيرة يرد عليها بحكمة وعلم، وأسلوب هادئ للإرشاد، والتبيان، لا للاستعلاء، والاستعداء، أما المسارعة بالبت بأنه يخالف
(يُتْبَعُ)
(/)
ما علم من الدين بالضرورة؛ أخذا بلازم القول، فلا شك أنه جرأة عظيمة تقشعر منه الأبدان، و لم أتوقع ممن هو متخصص بالعقيدة أن يقولها خاصة أنه يعلم قوة الشبهة التي قالها الجابري واعتماده في تفسير قوله تعالى (وإنا له لحافظون) على تفسير ابن السائب ومقاتل من السلف، وخاصة أنه يعلم حكم من خالف ما علم من الدين بالضرورة، ونشر ذلك أمام القراء؛ وفيهم الجاهل والمتسرع، مما يساعد في نشر منهج الحرورية، والأستاذ يعلم خطورة هذا المنهج، وتبعاته، وله في العلماء الكبار قدوة فقد التمس شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم الأعذار للهروي، وقوله أشنع من كلام الجابري بكثير، وأبو حامد الغزالي وقع بطوام عظام، ومن بعده الآمدي، والرازي وهم علماء في الشريعة، فرأينا كبار العلماء يلتمسون لهم الأعذار في وقت كانت الأمة الإسلامية لها الكلمة العليا، وللشريعة السيادة على العالم الإسلامي كله، فكيف بمفكر ليس بعالم في الشريعة قال ذلك متأولا في زمن لا سيادة للشريعة في كثير من بلاد المسلمين؟!! ولأن الشويقي حكم على القول بإمكانية النقص بالقرآن بأنه إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة، واتهمني بأني لا أفرق بين مسائل الإجماع وما علم من الدين بالضرورة، فأنا أطالبه ـ وهو المتخصص بالعقيدة ـ بتبيان حد المعلوم من الدين بالضرورة، وهل يدخل فيها لوازم الأقوال القطعية المجمع على قطعيتها؟، وما ضابط القطعي الذي يحكم على منكره بأنه منكر ما علم من الدين بالضرورة؟ وما حكم من أنكر معلوما من الدين بالضرورة؛ أو أنكر أحد لوازم ما علم من الدين بالضرورة، وهو عالم وليس بجاهل، وهل يعذر فيه من تأول؟ وإذا قيل يعذر فما حد التأول المعذور به؟، وهل يكفي البلاغ بإقامة الحجة على منكر الضروري؟ وما الحكم عليه بعد إصراره على الإنكار بعد البلاغ؟ وهل دلالة قوله تعالى (وإنا له لحافظون) قطعية على الحفظ؟ وما يراه فيمن قال إن دلالته ظنية؟ وما موقفه من تفسير ابن السائب ومقاتل لهذه الآية؟ وكيف يفسر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((لولا أن يقول الناس زاد عمر في القرآن لوضعتها فيه)) يعني آية الرجم؟.
نصيحة أخوية
وننهي الكلام بنصيحة أخوية للإخوة المتحمسين فأقول: إن خطأ الجابري بقوله بإمكان النقص في القرآن، وكذلك لو ثبت – جدلا – جزمه بالقول بالنقص يقتضي فقه الإنكار من الأستاذ كتمان ذلك، وعدم المسارعة بإشاعته؛ بل كتابة رد علمي محكم، يظل تداوله في أواسط طلبة العلم، والمثقفين الذين يقرؤون كتب الجابري، وإذا كانت حجة الإخوة أن كلامه انتشر في منتديات اللادينيين، وهجر، والأقباط، فكم مقال كتب فيه في تلك المنتديات؟، وكم عدد الذين قرؤوها؟! وكم عدد الذين اقتنعوا بكلامه؟، وماذا عن بلدنا هذا؟؛ فهذه المنتديات محجوبة فيه، والآن بعد الفتوى انتشر الكلام عن قول الجابري في منتديات السعوديين، وأصبح يقرؤه الكبير والصغير، والجاهل والمتعلم، ونفد كتابه من الأسواق، والكتب التراثية التي اعتمد عليها الجابري فيها من الأقوال والروايات روايات مشكلة تزل في فهمها الأقدام، وأحد الزملاء من الدكاترة بعد إثارة هذه الضجة ذهب وقرأ تلك الروايات، وقال: لقد أصبت بالصدمة فهذه أول مرة أعرف أن هناك مثل هذه الروايات المخيفة، إذن نحن أحوج ما نكون لتعلم فقه الإنكار؛ متى يكون؟ وعلى من يكون؟ ودرجات المنكر؟ وتنوع مقامات المنكر عليهم؟ وبأي أسلوب يكون الإنكار؟ وكيف نعمل قواعد المصلحة والمفسدة في الإنكار؟ وأنصح أولئك الإخوة المتحمسين بالاهتمام بهذا العلم إن كان مرادهم النصح والتبليغ والذب عن دين الله حقا.
-----------------------------------
ـ[الفلوجة]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 01:38]ـ
معقبا على سجال الجابري .. الشيخ بندر الشويقي للضحيان:
رضيت بدار الإفتاء والأقسام العلمية حكما بيننا
بندر الشويقي*
لو كان أخونا الدكتور سليمان الضحيان يثبت على رأي واحد لكان بالإمكان حسم المسائل معه بسهولة ويسر. لكني رأيته كثير الاضطراب، مشوش الرؤية، يُثبت اليوم ما ينفيه غدا، وقد ينفي في غده ما كان يقوله اليوم، وتلك حال من يكتب شيئا بغير قناعة. وفيما يأتي أمثلة أسوقها للتأمل:
(يُتْبَعُ)
(/)
1ــ حين ثار الضحيان على فتيا الشيخ الجليل عبد الرحمن البراك، كان يقول: إن الجابري «لم يخرج عن منهج العلماء الذين تحدثوا عن جمع القرآن». ولاحقا أعلن لنا أنه بعد قراءات متفحصة توصل إلى أن الجابري «خالف الرؤية المجمع عليها عند أهل السنة»، ثم أتعب نفسه بعد ذلك ليثبت أنه لا خلاف بين قوليه المتناقضين.
2 ــ قلت في مقالتي الأولى: إن الضحيان «أطال الحديث عن مناقب الجابري، وفضله على أهل الإسلام». فجاء الأستاذ سليمان ليعلق ببراءة، ويقول: مفهوم المخالفة هنا أن الجابري ليس من أهل الإسلام، لكني أجزم أن الأخ الشويقي لايقصد هذا؛ لأن الذي أعرفه أنه ليس تكفيريا، لكن خانه الحماس فتجوَّز في التعبير.
فالضحيان هنا يجزم ــ ببراءة ونقاء ــ أني لم أقصد تكفير الجابري لأني لست تكفيريا (على حدِّ تعبيره المهذَّب). لكن في القسم الثاني من مقالته عاد ليقول: إن الجابري «بلا شك كافرٌ باعتقاد الشويقي». ثم ارتجل الأستاذ مقطوعة بكائية مطولة تنعى المنهج البدعي في التكفير الذي يقرره الشويقي المتخصِّص بالعقيدة، فقد أصبح الشويقي تكفيريا، وليس تكفيريا في آن واحد في نظر أستاذنا.
3 ــ في مقالته الأخيرة نقل عن الجابري كلاما، ثم قال عقبه «هذا الكلام من الجابري دليل قوي على استحالة الزيادة» في القرآن. وكأن الأستاذ نسي قوله بالأمس: إنه بعد قراءات متفحصة اكتشف أن الجابري لا يجزم بسلامة القرآن من الزيادة والنقص. فكيف سيجمع الجابري بين استحالة وقوع الزيادة وبين شكوكه في انتفائها؟
4 ــ حين أراد ــ ببراءة وإخلاص ــ إلزامي بتكفير الجابري ذكر أن الجابري عالمٌ، فلماذا لا يكفره الشويقي إذا كان يراه مخالفا لما علم من الدين بالضرورة؟ ثم لم يلبث الأستاذ أن تساءل: لماذا لا يعذر الشويقي الجابري في خطئه، مع أنه مفكر، وليس بعالم في الشريعة!
فالجابري عالم وليس بعالم في مقالة واحدة كتبها قلم واحد! تماما كما أن الشويقي تكفيري وليس تكفيريا، وكما أنه لم يقصد جزما تكفير الجابري، لكنه ــ بلا شك ــ كفَّر الجابري. وتماما كما أن الجابري خالف الرؤية المجمع عليها، لكنه لم يخرج عن أقوال أهل العلم. وتماما كما أن الجابري لا يجزم بسلامة القرآن من الزيادة، لكنه قدم دليلا على استحالتها.
5 ــ في ثورته على فتيا الشيخ، ذكر الأستاذ الضحيان أن الجابري أورد روايات في جمع القرآن. ثم قال الأستاذ: إن مجرد إيراد الرواية أو الإشارة إليها لا يعني تبنيها.
لكن في مقالة لاحقة أحالنا الأستاذ على (ص224) من كتاب الجابري ليثبت لنا أن الجابري «يرى أن آية الرجم لم تسقط من الصحابة سهوا، بل أسقطوها عمدا، لأنها من قبيل الآحاد». رجعنا للصفحة المذكورة، فلم نجد هناك رأيا للجابري، بل لم نجد سوى صفحة مملوءة بالروايات يسوقها الجابري دون تعليقٍ، فقد تغير منهج الأستاذ الضحيان، وصار إيراد الرواية يقتضي القول بمضمونها حين يحتاج الأستاذ لذلك، لكن حين لا يهوى الأستاذ، فإن إيراد الرواية لا يعني القول بمضمونها.
6 ــ حين ذكرتُ للأستاذ أن (ص224) لا يوجد فيها سوى رواية، وليس فيها كلام للجابري قطُّ، تجاهل الأستاذ كلامي، ثم قفز ببهلوانية (وسطية) وأحالنا على صفحة جديدة (ص226).
والعجيب أن تلك الصفحة، أيضا، لا يوجد فيها رأي للجابري.
ففي الصفحة المذكورة يقول الجابري: هذا ويعلل بعضُ علماء الإسلام من أهل السنة ظاهرة سقوط آيات من القرآن، بكونها داخلة في معنى النسخ، غير أن علماء آخرين أنكروا أن يكون ذلك من النسخ، وقالوا إن ما ذكر من الزيادة والنقصان في القرآن يرجع إلى خبر الآحاد والقرآن لا يثبت بها وإنما يثبت بالتواتر.
فأين رأي الجابري هنا؟ هو يقول: بعض العلماء يقول كذا، وبعضهم يقول كذا. ولم يعلق على ذلك بحرف واحد. لكن الأستاذ الضحيان له طريقة عجيبة في استنباط آراء الجابري، وهي طريقة لا علاقة لها بالتكلف والتمحل، فهو يقول: إن سكوته ــ الجابري ــ عن رد هذا القول تعبير عن موافقته لذلك؛ لأن طريقته أنه لا يترك قولا لا يتفق معه إلا ناقشه.
فقد انقلبت القاعدة عند أستاذنا، وأصبح إيراد الرواية وإيراد القول، يعني الأخذ به، بعدما كان ذلك ممنوعا. وإني لأعجب من الأستاذ كيف يحكي الجابري قولين مختلفين، ويسكت عنهما، ثم ينتقي الأستاذ أحدهما، وينسبه للجابري؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ما رأي الأستاذ لو قلت له إن الجابري في (ص18) ذكر أن من العلماء من لا يؤمن بتواتر القرآن، وسكت عن هذا القول ولم يتعقبه. فهل سيطبق هنا قاعدة (السكوت على القول يعني الموافقة عليه)؟
هناك اضطراب كثير في كلام الأستاذ سليمان الضحيان، علاوة على أخطاء علمية كبرى، مكتوبة بنفس هائج، ومزاج متقلب. مع اجتهاد غير موفَّق أضاعَ فيه الأستاذ وقته، كي يثبت أن الشويقي رجلٌ لا أمانة له، يدلس على القراء ويخادعهم.
الأستاذ سليمان –عافاه الله- سبق أن حذرنا مما سماه جماعة الميزان التي «تتعامل مع الدين والفكر على أنه مجرَّد معركة مع خصوم تسعى لإسقاطهم، يجوز في تلك المعركة استخدام كل الوسائل من تشويه، ومغالطات». هذا ما قاله الأستاذ سليمان قبل شهر مضى، فأحببت تذكيره بمقولته تلك بعدما رأيتُه يوشك أن يحوز عضوية جماعة الميزان ــ إن لم يكن حازها بجدارة ــ حين أجهد نفسه في خلق معركة من ذلك النوع الذي حذرنا منه.
ومع ذلك كله مازلت أحسن الظنَّ بأخي الدكتور سليمان، ولم أزل ألتمس له المعاذير ما استطعتُ إلى ذلك سبيلا. فليقل ما شاء، وليلصق بأخيه ما يحب من التهم المختلقة المعلبة، إن كان يرى في ذلك تنفيسا وخلاصا لنفسه من عذاباتها، ليقل إن الشويقي «حرف، وبتر، وقطع، وموه، ودلس»، ليقل ذلك ما دامت نفسه تهنأ به، ومادام يرى في مثل هذه السلوكيات التي يستخدمها وسطية واعتدالا. فأنا قد جعلته في حل من ذلك كله، وسوف أكتب واضعا نصب عيني أن الأستاذ سيعيد قراءة هذا الكلام يوما ما، حين يذهب عنه ضغط الخصومة وأثر اللجاج.
الموقف الجديد
كان الأستاذ في مرافعته الأولى يقول: إن الجابري «نصّ بكلام جلي لا لبس فيه ولا غموض، على أن جمع القرآن في صياغته النهائية لا نقص فيه، إذ تدارك الصحابة ذلك».
هذا ما ذكره الأستاذ في هجمته على فتيا الشيخ البراك. لكنَّ الجديد الآن في موقف أستاذنا أنه لم يعد يتمسك بمثل هذا الكلام. ولم يعد لديه نص (لا لبس فيه ولا غموض) ينفي فيه الجابري القول بنقصان القرآن الكريم. فمع أن الجابري عرض المسألة في عشر صفحات بكلام مفصَّل، إلا أن الأستاذ سليمان لم يجد جملة واحدة ينفي فيها الجابري النقص عن القرآن. وكل الذي يتمسك به الأستاذ الآن أنه لا دليل يثبت أن الجابري يقول بالنقصان. فقد تقدمنا الآن مع الأستاذ خطوتين إلى الأمام.
1ــ أصبحنا نقول: إن الجابري يخالف إجماع العلماء في الجزم بسلامة القرآن من الزيادة والنقص، بعدما كنا نعتقده (لم يخرج عن منهج العلماء).
2 ــ صرنا نقول: لايوجد في كلام الجابري ما يدل على نفيه النقصَ عن القرآن، بعدما كنا نقول: إن الجابري نفي النقصان (بكلام جلي لا لبس فيه ولا غموض).
ومع خطأ الأستاذ الواضح، بالنسبة لي، في النقطة الثانية، إلا أن ما وصلنا له الآن يعد تقدما لا بأس به. وقد يأتي بعد ذلك تقدم آخر، حين يتخلص الأستاذ من آثار عشقه للجابري، ويقرأ قراءات حقيقية متفحصة، بعقل واع متحرر من آصار الإعجاب والتبعية.
خطأ الجابري
قلت ــ ومازلت أقول ــ: إن الجابري أثبت وقوع النقصان في القرآن الكريم، وقدمت على ذلك دليلي الذي لم يقتنع به الأستاذ، لكن بما أن صاحبي وافق على أن الجابري لا يجزم بنفي النقص والزيادة، فدعونا نتوقف، مؤقتا، عند هذا القدر، ولننظر في حجم تلك الضلالة. فمن الواضح أن أستاذنا ــ رعاه الله ــ لم يتصور خطرها في ميزان الشرع. فقد رأيته يقول: إن هذا القول من الجابري خطأ كبير مخالف لإجماع أهل السنة، إلا أنه، لا شك، أخف من الجزم بالنقص.
وأقول للأستاذ: نعم، هناك فرق بين القولين من جهة التوصيف، لكن من جهة الحكم فالقولان متساويان لمناقضتهما قطعية النص القرآني. فلا فرق في الحكم بين من يثبت وقوع نقص وزيادة في نص القرآن، وبين من يشكك في سلامته من ذلك. كما أنه لا فرق في الحكم بين من ينكر وجوبَ الصلاة والصيام، وبين من يشكك في وجوبهما. فكلا القولين مناقض للإجماع القطعي اليقيني المعلوم بالضرورة من دين الإسلام. فالعلماء كلهم ــ حاشا غالية الروافض ــ متفقون على أن نص القرآن الكريم متواتر مجزوم بصدقه وكماله، ولأجل القطع واليقين بكمال نص القرآن، فرع أهل العلم أحكاما فيمن جحد شيئا منه، أو شك فيه، أو زاد فيه ونقص، وهي الأحكام التي لي معها وقفة لن تروق للأستاذ سليمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل شرب الضحيان شبهة الجابري؟
لماذا يفخم الأستاذ سليمان الضحيان أثر الجابري على العلمانيين، في حين يغفل أثره السيئ في غير العلمانيين ممن يعرفهم الأستاذ تمام المعرفة؟.
سؤال طرحته على الأستاذ سليمان فتجاهله، ولم يعلق عليه، وفضل أن يحصر حديثه في إنجازات الجابري وخدماته الضخمة لدين الإسلام. لكن من غرائب الموافقات، أن الأستاذ حين كان يكتب في الصفحة اليمنى متجاهلا آثار الجابري السيئة على الأمة، كان كاتب آخر قد شرب شبهة الجابري وتخطفته زيغته، فاحتل نصف الصفحة اليسرى المقابلة، ليقرر باندفاع وتهور قناعته برأي الجابري «أن القرآن غير محفوظ من النقصان»، أي أنه ــ حسب رأي الأستاذ نفسه ــ خالف الرؤية المجمع عليها، تماما كما فعل الجابري.
ولئن كان ذاك الشاب قد شرب شبهة الجابري وتضلَّع منها، فإن الأستاذ الضحيان في الأسبوع التالي قرَّب كأس الشبهة إلى فمه، وكاد يتذوقها، حين كتب مستنكرا بشدة أن تكون قضية «سلامة القرآن من النقص والزيادة، مما يندرج تحت اليقينيات التي يعبر عنها بـ (ما عُلم بالضرورة من دين الإسلام)». فمع كونِ هذه المعلومة من البدهيات الشرعية المتفق عليها، إلا أن الأستاذ سليمان هبَّ واقفا حين رآني أتكلم بذلك، وأعلن «أن هذه جرأة عظيمة تقشعر منها الأبدان». وذكر أنه «لم يتوقع ممن هو متخصص بالعقيدة أن يقع في مثل هذه الزلة العظيمة»، ثم أطال النحيب من هذا المنهج الفاسد، الخطير، الشنيع، المخيف، البدعي. وتساءل: أي باب للتكفير فتحه الأستاذ الشويقي ــ المتخصص في العقيدة ــ بهذا التقرير الفاسد المخيف؟. وقال: لقد ركب الأستاذ الفاضل مركبا وعرا، وأصل للتكفير تأصيلا مخيفا لم يسبق إليه.
كل هذا الصياح والنواح المتكلَّف، يعترض به الأستاذ على قولي: إن سلامة القرآن من الزيادة والنقصان من اليقينيات المعلومة بالضرورة من دين الإسلام، مع أن هذا المعنى مما اتفقت عليه كلمة أهل العلم، لو كان الأستاذ يدري، لكن يبدو أن الجابري نجح في زلزلة يقين الأستاذ، فبدأت الأرض تمور من تحت رجله.
حين قرأت هذه المناحة واللطمية ــ التي أقامها الأستاذ الضحيان ــ حسبت أني أنا الذي شككت في نص القرآن الكريم، وليس الجابري. وكم تمنيتُ لو أن الأستاذ جادل بحجة وعلم، حول القطع بكمال النص القرآني، وسأل عن الحجة في ذلك، إذ خفيت عليه، وترك عنه نهج النياحة وإراقة الدموع المتكلفة، التي لم نر لها أثرا حين شكك الجابري في نص الكتاب العزيز.
إن كان ما ذكرته قد كبر على الأستاذ، فقد رضيت حكما بيني وبينه دار الإفتاء، أو الأقسام العلمية المتخصصة في جامعاتنا. وإن كانت تلك الجهات لا تملأ عين الأستاذ فليتوجه للأزهر، فالنتيجة لن تختلف، فما ينازع فيه الأستاذ ليس محل تردد لو أدرك الأستاذ.
15/ 5/2009 عكاظ
ـ[الفلوجة]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 01:40]ـ
الشويقي مواصلا سجال الجابري:
أدعو الضحيان للتخلي عن وسطية «المطففين»
تركنا الأخ سليمان الضحيان الأسبوع المنصرم، وبدنه يقشعر من قولي: إن «سلامة القرآن من النقص والزيادة، مما يندرج تحت اليقينيات المعلومة بالضرورة من دين الإسلام» وقد كنت أنتظر من الضحيان شكراً وتقديراً نظير تذكيره بتلك البدهية التي غفل عنها في غمرة اندفاعه للذب عن الجابري. لكن يبدو أن الأستاذ لم يكن بحاجة إلى مجرد تذكير وحسب؛ إذ من الواضح أن المسألة كلها لم تكن قد مرت بخاطره من قبل. أو أنها معلومة قديمة طمرتها (القراءات المتفحصة) لكتب الجابري. الضحيان فوجئ بتلك البدهية الشرعية، فهب مستنكراً، وكتب يقول: إن ما قاله الشويقي «جرأة عظيمة تقشعر منها الأبدان»، وذكر أنه «لم يتوقع ممن هو متخصص بالعقيدة أن يقع بمثل هذه الزلة العظيمة». وتساءل الأستاذ «أي باب للتكفير فتحه الأستاذ الشويقي -المتخصص بالعقيدة- بهذا التقرير الفاسد المخيف؟!!»، «الخطير» «الشنيع» «المخيف»، «البدعي» ... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما قاله الضحيان، ولقد تساءلت –ولازلت أتساءل-: كيف لم يقشعر بدن الأستاذ وهو يقرأ ويسمع بأذنه قول الجابري: إن من الجائز أن يكون في القرآن نقص وزيادة؟! فبلية الجابري هذه يقول عنها الأستاذ بكل نعومة و حنان: «هذا من وجهة النظر الشرعية خطأ كبير. وقصارى القول فيه إنه شبهة تنتقد على الجابري، ويرد عليه بأسلوب علمي محكم بعيد عن الإثارة وتحشيد العوام واستعدائهم، والتهويل بالفتاوى».
هذه النعومة يتعامل بها الاخ مع من يشكك في سلامة القرآن من الزيادة والنقص. أما من يعتبر سلامة القرآن مسألة ضرورية قطعية يقينية، فإن قوله: «جرأة عظيمة تقشعر منها الأبدان، ومنهج فاسد، ومخيف، وشنيع، وبدعي، وخطير ... إلخ». فهل علي لوم بعد هذا حين حذرت الأستاذ من منهج (جماعة عمى الألوان)، التي اختلت موازينها الشرعية، وأصيبت بالحول الفكري المستعصي، والرمد الثقافي المزمن؟!
حسنا -: «أستغفر الله وأتوب إليه. القرآن ليس مقطوعاً بصحته، ولا مجزوماً بسلامته من الزيادة و النقصان. بل ذلك كله محل شك وتردد، إكراماً لعيني الإمام الجابري». هل هذا ما تريد أن أقوله حتى تجف دموعك، و لا يقشعر بدنك، وحتى تنام قرير العين، هادئ البال؟ إن كان هذا ما تريده، فأنا أعتذر إليك من إجابة مطلبك، فكتاب الله أعز علي منك ومن الجابري، و من سائر المرتابين.
تناقض آخر
ظل الضحيان يتساءل: لماذا لا يحكم الشويقي على الجابري بالكفر؟ لماذا لا يصدع بالحق ولا تأخذه في الله لومة لائم؟. هذا السؤال لو طرحه شاب غر لفهمنا دوافعه. لكن حين يطرحه ويلح عليه أستاذ جامعي، يقول إنه «يدافع عن الوسطية والاعتدال»، فهنا تتشكل أمامنا علامة استفهام كبيرة، حول طبيعة تلك الوسطية التي يلوكها قلم الأستاذ، وهل هي منهج راسخ ورؤية صادقة، أو هي مجرد شعار يرفعه في وجه من انتقد تفريطه في الحمية لكتاب الله. والعجيب أنه في لقائه مع (قناة الحرة) اعترض على إتاحة الحكم بالتكفير لآحاد المفتين، و ذكر أن هذا النوع من الفتاوى مما يتعين تقنينه، بحيث لا يفتي به كل أحد. لكنه الآن يعود ليطالب الشويقي بألا تأخذه في الله لومة لائم، فيصدر فتياه بكفر الجابري! فلتضف هذه المسألة إلى ملف تناقضات الأستاذ التي لا تبدو لها نهاية.
أعجب من هذا وأغرب أن الشيخ البراك قال في فتياه المشهورة: «أجمع المسلمون على كفر من زعم تحريف القرآن أو جوز ذلك». قاله الشيخ تعليقا على دعوى الجابري جواز حصول نقصان في القرآن. وقد سمعنا الأستاذ على (قناة الحرة) يقول: «حتى نكون عادلين، واضح أن الشيخ البراك لم يكفر الجابري». ثم استدرك الأستاذ وتحدث عن مشكلة المتلقين للفتوى من الصغار والعوام الذين سيفهمون أن الشيخ حكم بكفر الجابري. فلنجمع كلام الأستاذ هذا، مع تصرفه حين استنبط تكفيري للجابري من قولي إن آراءه تعد «منازعة في ضروري من ضروريات الدين»، فقد عد الأستاذ هذه الكلمة تكفيراً للجابري (بلا شك!). فها نحن نرى أستاذنا الجامعي ينزل لمستوى فهم العوام وصغار المتلقين!
رأي أهل العلم
شرحت في مقالتي السابقة أن الحكم بمخالفة فلان لضروري من ضروريات الدين، لا يعني بالضرورة الحكم عليه بالكفر، وإن كان على خطر منه. لكن أستاذنا (الوسطي!)، له رأي آخر مختلف. فمن رأيه أن من شرط الذب عن الضروريات الشرعية الدخول في إطلاق الأحكام على مخالفيها!! و أنه لا يسع أحداً الإمساك عن الدخول في الحكم بتكفير من ثبتت مخالفته لشيء من قطعيات الشريعة! فوسطية أستاذنا قد وضعتنا بين خيارين لا ثالث لهما: فإما التنكر للحقيقة الشرعية، والتنازل عن القطع واليقين بسلامة القرآن من الزيادة والنقصان. وإما الإعلان عن مروق الجابري من دين الإسلام!! أما كاتب هذه الأحرف، فلأجل عدم إيمانه بتلك الوسطية العوجاء، فقد اختار لنفسه الاقتصار على البحث في القدر المجمع عليه، وهو «أن سلامة الكتاب العزيز من الزيادة والنقصان ضرورة شرعية قطعية يقينية». فإن كان هذا السلوك لا يروق لأستاذنا، وكان يريد حكماً على الجابري نفسه فتلك دار الإفتاء تعرض نفسها إن كان لم يزل يثق برأيها. ونصيحتي له إن اختار ذلك أن يعد نفسه للمزيد من النواح واللطم، قبل أن يسمع رأي أهل الفتيا. فنحن نتحدث عن تشكيك في كمال كتاب الله، ولسنا نبحث في حكم من لا يشرب اللبن في الصباح.
(يُتْبَعُ)
(/)
في ظني أن الدكتور بطريقته تلك يضر بالجابري من حيث أراد الدفاع عنه. لأن الجابري حين مس كتاب الله بالتشكيك في كمال نصه، يكون قد جاوز حدود الخلاف السائغ والمحتمل، ودخل دائرة مظلمة ترشحه ليكون موضوعاً لفتاوى لا أظنها ستروق لا للجابري نفسه، ولا لمريديه الذين أهلكهم الدفاع عن أوابده. وليقرأ الأستاذ –إن أحب- هذه الفتاوى التي وقع عليها أعيان أهل العلم و (الوسطية الحقة) في زماننا، حتى يدرك حجم المسألة التي يخوض فيها بغير علم.
ففي فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (4/ 9) برئاسة الشيخ ابن باز –رحمه الله-: «من قال: إن القرآن غير محفوظ (وهذا أقل ما قال به الجابري بإقرار الأستاذ)، أو دخله شيء من التحريف أو النقص، فهو ضال مضل، يستتاب فإن تاب وإلا وجب على ولي الأمر قتله مرتداً». فليقرأ الأستاذ هذه الفتيا، وليقشعر بدنه، ثم ليرفع صوته بالنواح واللطم من منهج ابن باز «الفاسد»، «الخطير» «الشنيع» «المخيف»، وليتحدث ما شاء عن باب «التكفير البدعي» الذي فتحه ابن باز على الأمة! فإذا انتهى الأستاذ من نواحه وجف الدمع من مآقيه، فليرجع لفتيا أخرى «مخيفة» و «خطيرة» و «شنيعة» و «بدعية» و «فاسدة» صدرت من اللجنة الدائمة (22/ 240)، تنص على أن «من شكك بحفظ القرآن من التغيير والتبديل (كما فعل الجابري)، فهو كافر». والفتيا –أيضاً- عليها توقيع أعيان أهل العلم وأعلامهم: الشيخ ابن باز، و آل الشيخ، والفوزان، وبكر أبو زيد، والغديان
فهل هذا المسار في الحوار، هو ما يريده الأستاذ؟
ولا يذهبن الظن إلى أن تلك الفتاوى تعبر عن رأي محلي، بل هي تصدر عن إجماع إسلامي مشهور، لم يخرج عنه سوى غالية الروافض. وهناك الكثير من الفتاوى المماثلة من خارج البلد تصب في المعنى نفسه، إن عجز الأستاذ عن تطلبها أرشدته إليها. أما إن أراد الأستاذ شيئاً من كلام القدماء، فهو كثير لا يقدح في شهرته جهل الأستاذ به. فمن ذلك قول الإمام البيهقي –رحمه الله-: «من أجاز أن يتمكن أحد من زيادة شيء في القرآن، أو نقصانه منه (وهذا قول الجابري بإقرار الأستاذ)، أو تحريفه، أو تبديله، فقد كذب الله في خبره، وأجاز الوقوع فيه، وذلك كفر». (شعب الإيمان 1/ 468). وقريب من هذا المعنى قول ابن حزم فيمن جوز أن يكون عثمان أسقط شيئاً من القرآن: «تالله إن من أجاز هذا غافلا، ثم وقف عليه وعلى برهان المنع من ذلك وأصر، فإنه خروج عن الإسلام لا شك فيه». (الإحكام 4/ 521).
هل يريد المزيد مما يثير بكاءه وأشجانه؟ هناك المزيد والمزيد من مثل تلك الأقوال المشهورة المعروفة المبنية على العلم والبصيرة بدين الله، وليس على التشغيب والمزايدة الإعلامية على ثنائية (التكفير) و (الوسطية). ومع قناعتي التامة بأن مثل هذا الحكم الظاهر المشهور ليس مما يحتاج فيه لنقول عن الشيخ ابن باز، أو لجنة الإفتاء، إلا أني سقت هذه النقول بعدما رأيت فزع الأستاذ من تقرير تلك البدهية الشرعية، ورأيته يتساءل بغرابة عمن سبقني لها. فإن أحب الأستاذ الانتقال من البحث العلمي المبرهن، إلى المزايدة والمناورة والتشغيب، فليملك الشجاعة، وليعلن أن أولئك الأعلام كلهم «تكفيريون»، وليجعل خصومته مع أهل العلم كافة، وليس مع الشويقي وحده. وقد سبقه لقريب من هذا بعض أصحابه ممن تضلعوا تشكيكات الجابري، فعادوا على أئمة الإسلام بالتضليل والتجهيل.
ماذا عن السرقة؟
إن كان الأستاذ الضحيان قد داخلته الشكوك حول القطع واليقين بسلامة القرآن من النقصان وكون ذلك من الضروريات الشرعية، فسوف أنقله لمسألة قطعية ضرورية أخرى شذ فيها الجابري، و أرجو أن يكون يقين الأستاذ بها لم يزل متماسكا.
فالحدود الشرعية، كحد الزنا وحد السرقة، وغيرها من العقوبات البدنية المقررة في كتاب الله –عز وجل-، بالنص المحكم الذي لا يحتمل التأويل، كل ذلك مما يعلم الأستاذ أن الجابري يرفضه، ويخصصه بالمجتمع البدوي القديم. فليبين لنا الأستاذ ما إذا كان قطع السارق وجلد الزاني من الأحكام المعلومة ضرورة من دين الإسلام أو لا؟ ثم ليطبق بعد هذا قاعدته في التكفير التي أراد إلزامي بها، وليصدع بالحق، ولا تأخذه في الله لومة لائم. وإن أحب أستاذنا فتيا غير محلية تساعده في اتخاذ قراره، فليرجع لكتاب (الاجتهاد في الشريعة الإسلامية ص147) للشيخ القرضاوي، وسيجد فيه أن حد السرقة والزنا مما
(يُتْبَعُ)
(/)
يعلم بالضرورة من دين الإسلام. وإن أحب الأستاذ شيئاً من كلام القدماء، فليرجع لكتاب (منهاج السنة 5/ 74)، وسيجد مثل ذلك.
وحسب منهج أستاذنا فلا بد له من أحد خيارين: فإما أن يقشعر بدنه و يستفتح مناحة على باب التكفير المخيف الشنيع البدعي الخطير الذي فتحه القرضاوي وابن تيمية على الأمة. وإما أن يصدع بالحق، ولا تأخذه في الله لومة لائم، فيصدر فتياه بمروق الجابري من الدين. وليس أمام الأستاذ خيار ثالث بعدما ضيق على نفسه، و أعلن التلازم الكامل التام بين تقرير القطعيات الشرعية، وبين وجوب الدخول في إطلاق الأحكام على مخالفيها.
.. وقصص القرآن
الجابري في كتابه (المدخل) اعتبر القصص الواردة في القرآن مجرد أمثلة مضروبة للعبرة لا تعبر عن حقائق تاريخية واقعية. وقد رأيت الأستاذ الضحيان يستسهل هذه المقولة فيقرنها بمذهب من حمل نصوص الصفات على المجاز. فليسمح لي الأستاذ أن أشرح له ما الذي يعنيه إنكار حقائق قصص القرآن.
معنى هذا القول باختصار: أنه ليس بالضرورة أن يكون قد وجد في التاريخ شيء اسمه أصحاب الكهف، حتى مع تنصيص القرآن على ذلك. كما أنه ليس بالضرورة أن يكون إبراهيم قد قال لأبيه آزر: (أتتخذ أصناماً آلهة). ولا قال الملك لإبراهيم (أنا أحيي الموتى)، ولا قال له إبراهيم (ربي الذي يحيي ويميت). ولا أمر الله إبراهيم بذبح ولده. ولا وكز موسى رجلا فقضى عليه. ولا قال موسى للسحرة (ألقوا ما أنتم ملقون). ولا قال عيسى لقومه: إنه (يبرئ الأكمه والأبرص). ولم يلق يوسف إخوته في الجب. ولا راودته امرأة العزيز عن نفسه. ولا لبث في السجن بضع سنين. ولا قال له أحد (إني أرى سبع بقرات سمان). ولا وجد رجل أماته الله مائة عام ثم بعثه. ولا قال لقمان (لابنه وهو يعظه لا تشرك بالله). ولا قال سليمان للنمل (ادخلوا مساكنكم). ولا قال شعيب لقومه (أوفوا المكيال والميزان). ولا قال لوط لقومه: (أتأتون الفاحشة). ولا قالت (الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك).
كل هذه القصص وغيرها كثير مما هو منصوص في كتاب الله بعبارات مفصلة لا تحتمل أي تأويل، كل ذلك لا يعدو أن يكون مجرد أمثلة مضروبة ليس بالضرورة أن يكون وراءها واقع تاريخي حسب مذهب الجابري. فلعل الأستاذ يدرك الآن أنه لا مناسبة إطلاقاً بين هذا المذهب الشاذ، وبين مذهب تأويل الصفات. فنفي حقائق قصص القرآن من جنس تأويلات الباطنية القدماء الذين قالوا: إن ظواهر نصوص المعاد و البعث الجسماني وردت على سبيل ضرب الأمثال للعبرة والعظة. وهو الرأي الذي تصدى لإنكاره أبو حامد الغزالي في (التهافت)، وحكم على قائليه بالمروق من الدين، ووافقه على ذلك كثير من أئمة الإسلام.
وكنت قد نقلت للأستاذ نصوصاً عن ثلاثة من أعيان العصر: شيخ الأزهر محمود شلتوت، والشيخ مصطفى صبري (آخر من تولى منصب شيخ الإسلام في الدولة التركية)، والشيخ الأديب علي الطنطاوي –رحمه الله-. كل هؤلاء ذكروا أن إنكار حقائق القصص القرآنية مما يدخل في حيز الكفر بالقرآن. وقد حرصت كثيراً ألا أنقل عن أحد من علماء البلد، لأني رأيت الأستاذ يكثر الحديث عن تأزم مجتمعه تجاه الرأي المخالف، كما رأيته يدعوني للانفتاح على «آفاق فكرية أرحب من واقعي المحلي الضيق». فلأجل هذه اللهجة التي توحي بتأصل عقدة المستورد لدى أستاذنا، تعمدت أن أنقل له عن علماء من وراء الحدود. وكان مقصودي بذلك كله بيان حجم المصيبة التي جاء بها الجابري في ميزان أهل العلم بدين الله. غير أن أستاذنا لا رغبة لديه في مناقشة ذلك بجدية؛ إذ همته كلها مصروفة للمناورة والتشغيب بفزاعة «التكفير». فإن كان الأستاذ يصر على ذلك المسلك، فأنا أخبره بوضوح أني راض وموافق على جميع ما قاله أولئك الكبار. كما أني موافق على جميع تلك الفتاوى التي نقلتها في حكم من يجوز النقص على كتاب الله. فليحشرني الأستاذ مع هؤلاء، وليلحق بنا سائر أئمة الإسلام، وليطبع على الجميع بخاتم «تكفيريين»، وليبق هو والجابري بعد ذلك أئمة الوسطية والاعتدال.
«عبط» .. أم «استعباط»؟
(يُتْبَعُ)
(/)
حين يذكر الأستاذ من مناقب الجابري: «أنه يرى الأشعرية مخالفين لطريقة السلف». ثم اعترض عليه، بأن الجابري لا يحق له لوم الأشعرية بمثل هذا، لأنه هو نفسه لا يؤمن بإجماع السلف، بل من رأيه أن طريقة السلف تمثل استبداداً وعائقاً معرفياً يتعين الخلاص منه. حين اعترض على الأستاذ بمثل هذا، فإني أفترض أني أخاطب رجلا يفهم وجه الاعتراض، ويدرك أن معنى كلامي أنه لا منقبة ولا فضيلة في مقولة الجابري عن الأشعرية. غير أن الأستاذ تعمد المغالطة في فهم الاعتراض، وجاء ليقول: إنه «مندهش»، و «مصدوم» من فهم الشويقي الذي حسب أن الضحيان يعتبر الجابري سائراً على طريقة السلف!. فهل الأستاذ حقا «مصدوم»، و «مندهش»؟! .. لا أظن ذلك. فليس هناك دهشة ولا صدمة، ولكنه «الاستعباط» الذي تعامل به الأستاذ مع اعتراضاتي على كلامه، كي تصح له دعوى أن: الشويقي لا يفهم!
كذلك حين عد الضحيان في مناقب الجابري أنه: يرى (الإسلام ديناً ودولة)، ثم شرحت له أنه لا يوجد فرق حقيقي بين الجابري وبين من لا يؤمن بذلك. إذ جميعهم يرى أن الممارسة السياسية يجب أن يصدر فيه عن العقل وحده. فالجابري يختلف مع العلمانيين الصرحاء في الطريق، لكنه يصل معهم إلى نقطة واحدة. حين اعترض على الأستاذ بمثل هذا، فإني –أيضا- أفترض أن الأستاذ سيفهم وجه الاعتراض، ثم يوضح لنا ثمرة إيمان الجابري بأن (الإسلام دين ودولة). لكن الأستاذ –مرة ثانية- تعامى عن وجه الاعتراض، وجاء ليتحدث طويلا عن الشويقي الذي أساء الفهم، وظن أن الضحيان يقول: إن الجابري يؤمن بتحكيم الشريعة كما يقول به الإسلاميون!
الأخ هذه المرة نسي أو استحيا أن يقول إنه «مصدوم»، و «مندهش» من مستوى فهم الشويقي كما قال في المرة السابقة. ربما لأنه في كلا الموضعين لم يكن «مصدوما»، ولا «مندهشاً»، غير أنه يمارس «الاستعباط» بكفاءة عالية، ليتهرب من حقيقة أن ما توهمه منقبة وفضيلة للجابري، ليس سوى كلام مفرغ من أي معنى.
وسطية المطففين
المستفتي الذي طرح السؤال على الشيخ البراك، ذكر أن كلام الجابري في القرآن انتشر وفرح به خصوم الإسلام، فجاء الأستاذ ثائراً، متهجماً، وقال: هذا «كذب، وافتراء، رخيص ممن لا يتقي الله في اتهام الغافلين والخوض في أعراضهم، فلا انتشار ولا فرح ولا غيره، وإنما قالوه لأنهم يريدون به التهويل على المفتي وحمله على الإفتاء بما يريد المستفتون». هذا ما قاله الأستاذ الذي يدعو للعدل والإنصاف، وإحسان الظن بالمخالف، والتعامل معه بأدب الإسلام. وقد ذكرت له في مقالتي السابقة (بعض، وليس جميع) المواقع المشبوهة التي استبشرت بكلام الجابري، لأثبت له صحة ما ذكره السائل. فماذا كان جواب الأستاذ؟ كل الذي استطاع الأستاذ أن يجيب به، أن تلك المواقع محجوبة! فهل إذا كانت تلك المواقع محجوبة، يكون السائل كاذباً مفترياً في حديثه عن انتشار كلام الجابري؟! ألا يملك الأستاذ بعض الشجاعة والإنصاف ليعتذر عن إقذاعه في حق ذاك السائل؟!
-------------------------------
بندر الشويقي.
ـ[الفلوجة]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 01:42]ـ
رد الدكتور الضحيان:
تلخيص الرد
الرد يحتوي على:
1 - تبيان لتهافت منهج الشويقي في الجدل، ورد على قوله بأني تناقضت في ستة مواضع.
2 - تحرير لموطن الخلاف بيني وبينه في مسألتين.
3 - تبيين أن الشويقي فر من التكفير إلى الإرجاء
4 - إثبات أن الشويقي خالف إجماع العلماء في مسألة عقدية، وخالف تعقيد علماء أصول الفقه في مسألة أخرى.
5 - تحدي الشويقي في الإجابة على سؤالين، وإمهاله عشرين سنة للإجابة عن السؤالين.
6 - دعوة الشويقي لعد مناظرة بيني وبينه على هواء مباشرة في أي قناة تلفزيونية
تفصيل الرد على رد الشويقي الأخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ما زلت مسرورا من هذا الحوار مع أخي الأستاذ الفاضل الشويقي، وما زلت مستبشرا به؛ لأني على يقين أننا بحاجة لمثل هذا الحوار لتعويد الجيل الجديد من المتدينين على تقبل الخلاف والتعامل معه على أنه حقيقة معرفية لا مناص منها، وللمساهمة في تخفيف (التأزم) الذي يعاني منه وسطنا الثقافي الإسلامي، وقد لاحظت أن رد الأستاذ الشويقي الأخير جاء متوترا جدا، محشوا بالتهويل، والكلام الخارج عن الحوار كحديثه عن (البكاء) و (العويل)، و (العبط والاستعباط)، وينضح بالاستعداء البغيض كإدخال كلام للشيخ ابن باز رحمه الله، وأنني أنسب منهج الشيخ إلى البدعة، وكلام الشيخ – رحمه الله - لا علاقة له بقولي من قريب أو بعيد كما سأوضح لاحقا، وأنا أتفهم كل هذا التوتر من الأخ الشويقي؛ لأنه جاء في سياق ورطته العلمية التي وقع فيها، فحاول استعمال أسلوب (اغلبوهم بالصوت)، طبعا لن أجاريه في أسلوبه لأني أنا أكتب لطلبة العلم المحايدين، والقراء النابهين لا لعوام القراء، وكل هذا الذي مارسه الأستاذ الشويقي لا علاقة له بالحوار والجدل، وهو مما يسمى في علم الجدل (الاستعانة بالخارج)؛ وهو أنه إذا أعيت أحد المتجادلين الحيلة لجأ إلى شيء خارج موضوع الجدل ليستعين به على خصمه، وليؤثر على القراء، ورد ي عليه اليوم سيكون نقدا لجانبين لدى الأستاذ الفاضل:
الجانب الأول: تعرية منهج الشويقي في الحوار والجدل.
والجانب الثاني: تبيين تهافته العلمي، ووقوعه بفضيحة علمية مدوية،
وإليك التفصيل:
الجانب الأول: تعرية منهج الشويقي في الجدل و الحوار
الأستاذ الشويقي مكثر جدا من الجدل والردود؛ والمطلع على حواراته وردوده الكثيرة جدا يجد لديه أمرين:
الأمر الأول:
أنه لا يلتزم بالحوار؛ فهو يفر من الإجابة عن أي سؤال يطرحه عليه محاوره حينما يرد عليه ليلزمه إما بموافقته أو الإجابة عن السؤال، فهو لا يسلم بالموافقة، ولا يجيب عن السؤال، وهذا الصنيع منه بحد ذاته عجز و يسميه علماء الجدل (انقطاع عن الجدل)، وقد صنع معي ذلك فقد طرحت عليه سبعة عشر سؤالا، من واقع أقواله و تقريراته؛ أريده أن يجيب عليها لألزمه بنتيجة قوله، أو خطأ تقريره ولوازمه، فأجاب عن واحد فقط، وأهمل الباقي، وهذا بلا شك عجز وانقطاع.
والأمر الثاني:لا يحسن من طرق الحوار والجدل سوى طريقة (الإبطال بدعوى التناقض)، فهو لا يعرف الإبطال بـ (السبر والتقسيم)، و (المنع)، و (النقض) و (المعارضة)، و (الإلزام)، وغيرها من طرق الإبطال المعروفة، ولأنه لا يعرف سوى طريقة (الإبطال بالتناقض)، فجل ما يصنعه البحث عن التناقض في كلام الخصم، إلى حد الهوس المضحك، وغالب ما طرحه في ردوده على مخالفيه – وهي كثيرة جدا- تناقض موهوم ساقه إليه سوء فهمه، وولعه بإسقاط خصمه مهما كانت الطريقة، فهو يأخذ كلمة قيلت في كلام شفهي، ويناقض بها كلمة من مقال محكم، أو يأخذ كلاما من سياقه ويضعه في سياق آخر، أو ينقض قولا بلازم قول آخر، ولو تتبع أحد ردوده وحواراته الكثيرة السابقة لوقف على كم هائل من دعاوى التناقض التي ذكرها الشويقي، وهي في مجملها دعاوى متهافتة عند التحقيق، وهذه الطريقة قد تنطلي على القارئ العادي الذي ينبهر بالتلاعب اللفظي، والمجيء بكلمة من كلام الخصم ووضعها بين قوسين، ثم وضع كلمة ظاهرها التناقض معها، ثم الصياح: "انظروا إلى التناقض"، لكن القارئ الذكي، وطالب العلم المحايد سيكتشف عند أول قراءتها تهافتها المضحك.
وحتى لا نلقي الكلام على عواهنه، تعالوا نستعرض ما ذكره في رده الأخير عليَّ، وزعم فيه أني تناقضت في مواضع؛ لتعرفوا حجم الهوس الذي يعاني منه الأستاذ في بحثه عن تناقضات ليست موجودة في الحقيقة إلا في ذهنه.
ذكر الأستاذ أني تناقضت في ستة مواضع هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) - قال الأستاذ الفاضل الشويقي: ((الأستاذ الضحيان في مقالته الأخيرة نقل عن الجابريِّ كلاماً، ثم قال عقبه: "هذا الكلام من الجابري دليلٌ قويٌّ على استحالة الزيادة" في القرآن. وكأن الأستاذ نسي قوله بالأمس: إنه بعد (قراءات متفحصة) اكتشف أن الجابريَّ لا يجزم بسلامة القرآن من الزيادة والنقص. فكيف سيجمع الجابري بين استحالة وقوعِ الزيادة و وبين شكوكه في انتفائها؟!))، انتهى كلام الشويقي.
قلت: واضح أن الأستاذ الفاضل يجهل طرق نقض الحجج في علم الجدل، فهو يفهم من إبطالي لأحد أدلته بذكري أن لازم قول الجابري نتيجته تعاكس نتيجة فهم الشويقي تماما، ففهم الأستاذ الشويقي – لله دره - أن ذكري للازم قول الجابري هنا , يناقض ذكري لصريح قول الجابري لاحقا، وهذا استنباط طريف جدا في علم الجدل، وهو من طرائف الأستاذ التي لم يسبق إليها – وما أكثر تقعيده الذي لم يسبق إليه - ولا بأس أن أوضح الصورة للقراء ليقفوا على فهم الأستاذ العميق لما يقرأ؛ الكلام الذي ذكره الأستاذ الفاضل في مقاله لم أورده أنا ابتداء، بل الأستاذ هو الذي أورده ليستدل به على أن الجابري يقول بنقص القرآن؛ فأنا أردت إبطال استدلاله به على قول الجابري بنقص القرآن، وأثبت أنه يدل على عكس مراد الشويقي لا بـ (نصه) بل بـ (لازمه)، ولازم القول ليس بقول إلا إذا التزمه صاحب القول؛ كما هو معلوم عند عامة من يفهم أصول علم الجدل، فجاء الأستاذ بفهمه العميق – بارك الله فيه – فأنزل القول، ولازم قول آخر بمنزلة واحدة، وظن أن في هذا تناقضا، فطار به، وإنما أوتي من سوء فهمه، وضعف تصوره لقوانين علم الجدل، وإذا كان الأستاذ الفاضل لا يدرك الفرق بين القول، ولازم القول، ويجعلها بمنزلة واحدة، ولا يدرك الفرق بين اللازم البين، واللازم الخفي، وهو المكثر من الجدل والردود على كثيرين ممن يخالفونه في فهمه لمنهج السلف فهذه مصيبة، فأي تخبيط، وسوء فهم سيقع فيه؟!
وهذا ما يفسر سوء الفهم الملازم له في كثير مما يقرأ، وقد سبق أن أوردت عجائب من سوء فهمه في مقالي السابق (انظر إليه أعيد نشره في موقع عاجل بريدة)، وسترى عجائب أخرى في هذا الرد.
(2) – قال الأستاذ الفاضل: ((حين أراد الأستاذ–ببراءةٍ وإخلاصٍ- إلزامي بتكفير الجابريِّ ذكر أن الجابريَّ (عالمٌ) فلماذا لا يكفِّره الشويقي إذا كان يراه مخالفاً لما علم من الدين بالضرورة. ثم لم يلبث الأستاذُ أن تساءل: لماذا لا يعذر الشويقي الجابري في خطئه، مع أنه مفكر، و (ليس بعالمٍ في الشريعة)، فالجابريُّ عالمٌ وليس بعالمٍ في مقالةٍ واحدةٍ كتبها قلمٌ واحدٌ!!))، انتهى كلام الشويقي.
قلت: دعونا نورد كلامي بنصه، قلت ((، ومن بدهيات العلم الشرعي أن من أنكر معلوما من الدين بالضرورة، وهو عالم، وانتقدت عليه هذه المخالفة، وأصر فهو كافر، والجابري عالم وقد انتقد، وبلغه النقد))، هنا فهم الأستاذ أن كلمة (عالم) هنا أي (عالم بالشريعة)، فظن أني تناقضت وطار بها، والحق أن الأستاذ الشويقي أتي من سوء فهمه – كما هي عادته - فظن أن كلمة (عالم) في الموضعين دلالتها واحدة، ولا ينقضي عجبي من هذا الفهم الطريف جدا، حسنا لأبين الفرق للشويقي، وليس للقراء؛ كلمة (عالم) في النص تعني (عالم بما يقول في هذه المسألة)، ليس بعامي جاهل يلقي الكلام هكذا، وقد يكون جاهلا حهلا مطبقا في بقية أحكام الشريعة، نعم فالجابري مفكر وليس بعالم في الشريعة، لكنه عالم بهذه المسألة مطلع على الأقوال فيها، والروايات، وتخريج العلماء للروايات، وعقد لها فصلا كاملا في كتابه، وانتقد وبلغه النقد، ومن المعلوم عقلا وشرعا أنه قد يكون الرجل عالما في الشريعة كلها، أو في المذهب، أو في الباب من العلم، أو في المسألة منه، وقد بنى الأصوليون على ذلك المسألة المشهورة: هل يجوز أن يتجزأ الاجتهاد؟
فذهب جمهور الأصوليين من أصحاب المذاهب الأربعة إلى القول بتجزىء الاجتهاد، ونصوا على أن الرجل قد يكون مجتهدا مطلقا في الشريعة، أو مجتهدا في المذهب، أو مجتهدا في باب من العلم دون ما سواه، أو مجتهدا في مسألة واحدة فقط وعالم بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) - قال الأستاذ الشويقي - محاولا إثبات أني تناقضت - ((تماماً كما أن الجابريَّ خالف الرؤية المجمع عليها، لكنه لم يخرج عن أقوال أهل العلم!))، انتهى كلامه؛ قلت: هذه الدعوى لن أجيب عنها؛ لأنها تكرار قبيح، ولجج في الجدل يتنزه عنه كل من ينتسب للعلم الشرعي الشريف؛ فقد أجبت عنه مرتين في المقالين السابقين (وليرجع القارئ المحايد للمقالين السابقين لي في موقع عاجل بريدة)، وهذا التكرار واللت والعجن هو سبب طوال الحوار وملل القراء.
و تكرار الأستاذ الشويقي لهذا اللت والعجن للمرة الثالثة في هذه الدعوى دليل على عجزه التام عن نقض جوابي، أو إيجاد ثغرة فيه، كما أنه دليل - أيضاً - على ولعه المضحك جدا بالبحث عن تناقضات موهومة يعرف هو قبل غيره أنها غير صحيحة؛ لكنها الطريقة الوحيدة التي لا يعرف غيرها في فن الجدل، ولسان حاله يقول: وما ذا أصنع إن لم أوهم القراء أن ثمة تناقضا؟
(4) - قال الشويقي - ليثبت أني متناقض -: ((قال الضحيان: ((الذي أعرفه أن الشويقي ليس تكفيرياً)) ثم قال الضحيان ((إن الجابريَّ بلا شك كافرٌ باعتقاد الشويقي))، ثم علق الأستاذ الشويقي: ((فقد أصبح الشويقي تكفيرياً، وليس تكفيرياً في آنٍ واحدٍ في نظر أستاذنا))! انتهى كلام الشويقي.
قلت: الشويقي اعتمد في هذا على نسختين نسخة (الجريدة)، وفيها يطلبون تهذيب المقال من أي كلام في التكفير، ونسخة (الانترنت) وفيه التصريح بالتكفير، (ارجع للمقال في موقع عاجل بريدة، فطريقتي أني أرسل المقال للجريدة مهذبا، ثم أنشره بحلقتيه جميعا مع بعض في (عاجل)، من دون تهذيب؛ أي أن الحلقتين جميعا ينزلان معا في (عاجل) يوم الخميس الذي تنزل فيه الحلقة الثانية في عكاظ)، وتعامل معهما على أنهما نسخة واحدة، فأخذ من كل نسخة ما يريد، وعلى كل سأحسن الظن به، وسأتعامل معه على أنه لم يطلع على نسخة (عاجل بريدة)، واكتفى بما في (عكاظ)، و (مجموعة القاسم)، وليس فيهما التصريح بأنه كفر الجابري، فأقول: ليس هناك تناقض بين القولين؛ فنفي التكفير عنه في الظاهر فقط فهو ظاهريا لم يكفر الجابري، لكن نتيجة كلامه وقوله: إن الجابري أنكر معلوما من الدين بالضرورة، والجابري – كما هو معروف - عالم بما أنكر، وانتقد، وبين له، وأصر فهو كافر قطعا بإجماع العلماء، وأنا كنت أظن الشويقي يتفق مع الإجماع، ولا يخالفه، ولهذا ألزمته بالنتيجة، ثم على إلزامه بهذه النتيجة , وبأنه يتبنى تكفير الجابري؛ فهو ليس (تكفيريا)، ومازلت أقول: إن الشويقي ليس تكفيريا حتى لو كفر الجابري، وواضح أن الشويقي لا يعرف دلالة الألفاظ في اللغة العربية، فهو لا يفرق بين دلالة النسب، ودلالة اسم الفاعل أو الفعل، فمن كفر مرة، أو مرتين، أو ثلاثا،أو خمس مرات يقال عنه: (كفَّّر) فعل ماض عُدي بتضعيف عينه، فهو مكفر (اسم فاعل)، ولا يقال عنه تكفيري؛ لأن لفظ (تكفيري) اسم منسوب إلى التكفير؛ ولا ينسب لمنهج التكفير إلا من أكثر من التكفير جدا، وصار منهجا له في تعامله مع كل من خالفه، وما زلت أعتقد وأقول: إن الشويقي ليس تكفيريا، و لو صدر منه تكفير روائي، أو مفكر، أو تكفير من دعا للديمقراطية، أو تكفير علماء طائفة من الطوائف، أو غير ذلك.
(5) - قال الشويقي: ((قال الجابري "هذا ويعلل بعضُ علماء الإسلام من أهل السنة ظاهرةَ سقوط آياتٍ من القرآن، بكونها داخلةً في معنى النسخ. غير أن علماءَ آخرين أنكروا أن يكونَ ذلك من النسخ، وقالوا إن ما ذُكر من الزيادة والنقصان في القرآن يرجع إلى خبر الآحاد والقرآن لا يثبت بها وإنما يثبت بالتواتر".اه، قال الضحيان: إن "سكوته (الجابري) عن ردِّ هذا القول تعبير عن موافقته لذلك؛ لأن طريقته أنه لا يترك قولاً لا يتفق معه إلا ناقشه"، فقد انقلبت القاعدة عند أستاذنا، وأصبح إيراد الرواية وإيراد القول، يعني الأخذ به، بعدما كان ذلك ممنوعاً، وإني لأعجب من الأستاذ كيف يحكي الجابريُّ قولين مختلفين، ويسكت عنهما، ثم ينتقي الأستاذ أحدهما، وينسبه للجابريِّ؟!)) انتهى كلام الشويقي
قلت: في كلامه دعويان:
(يُتْبَعُ)
(/)
الدعوى الأولى: دعوى أن الجابري أورد قولين مختلفين وسكت عنهما، وأني انتقيت احدهما ونسبته للجابري، ولا أدري هنا هل أساء الفهم الشويقي – كما هي عادته - أو دلس؟!
نعم الجابري ذكر قولين وهما (النسخ) و (يرجع إلى خبر الآحاد)، لكنه لم يسكت عنهما كليهما بل رد أحدهما، فقد نصصت على أنه لا يرى النسخ، فقد قلت قبل هذا الموضع بأسطر: ((ومن المعلوم أن علماء أهل السنة يرون أنها مما نسخت برفع لفظها وبقاء معناها، وهو يفسر النسخ بتفسير آخر، وقد كتب في معنى النسخ في القرآن مقالا تجده في موقعه))، أي أنه أبطل أحد القولين، وسكت عن رد الآخر، وهذا دليل على تبنيه؛ لأنه إذا كان في معرض الترجيح لا يترك رأيا لا يتفق معه من دون نقاشه ورده كما صنع في رأي علماء الشيعة، وكل منصف ممن مارس دراسة الأقوال يعرف هذا , وعليه فأنا لم أنتقِ – كما زعم الأستاذ الكريم -، ولا أدري من أين للشويقي هذا الفهم العميق؟!!
لا شك أنه بان للقراء البراعة المدهشة جدا للأستاذ الشويقي في استخراج المتناقضات!!
الدعوى الثانية: أني قد قررت سابقا أن الجابري أورد أقوالا وروايات، وسكت عنها، ومع هذا منعت أن تنسب إليه، ثم ناقضت نفسي وقررت أنه إذا سكت عن مناقشة رأي ينسب إليه، وهذه الدعوى من الأستاذ محض افتراء، كان الظن به الترفع عن مثله، فهو لم يستطع – مع منهجه المضحك الملازم له في التفتيش عن التناقض – أن يأتي بمثال واحد صحيح يثبت أني أوردت أقوالا للجابري وقد سكت عنها، ومع هذا منعت أن تنسب إليه.
نعم عقب الأستاذ الفاضل على ما سبق منتشيا بقوله: ((ثم ما رأي الأستاذ لو قلت له إن الجابري في (ص18) ذكر أن من العلماء من لا يؤمن بتواتر القرآن، وسكت عن هذا القول ولم يتعقبه. فهل سيطبق هنا قاعدة (السكوت على القول يعني الموافقة عليه)؟!)).
قلت: لا ينقضي عجبي من سوء فهم الأستاذ الطريف العجيب الغريب؛ كل من قرأ كلامي يفهم أني أريد أن من منهجه خلال إيراد الأقوال المتعارضة - وهو في معرض مناقشتها والمفاضلة بينها - أنه إذا سكت عن قول فإنه دليل على تبنيه، الأستاذ الفاضل - بفهمه العميق - ظن أني أقرر أنه في أي موضع يورد الجابري قولا ويسكت عنه فهو دليل تبنيه، ولهذا ذهب يقرأ الكتاب من أوله ليبحث عما يبطل هذه القاعدة التي ساء فهمه لها، فوجد هذا المثال فطار به، طبعا هذا فهم فانتازي من غرائب الأستاذ وولعه بالبحث عن التناقض.
(6) - قال الأستاذ الفاضل الشويقي ((أعجبُ من هذا وأغربُ أن الشيخ البراك قال في فتياه المشهورة: "أجمع المسلمون على كفر من زعم تحريف القرآن أو جوَّز ذلك". قاله الشيخ تعليقاً على دعوى الجابريِّ جواز حصول نقصان في القرآن. وقد سمعنا الأستاذ على (قناة الحرة) يقول: "حتى نكونَ عادلين، واضحٌ أن الشيخ البراك لم يكفِّر الجابريَّ" انتهى كلام الشويقي، الأستاذ الفاضل الشويقي هنا يرى أني تناقضت؛ فكيف أقول: الشيخ البراك لم يكفر الجابري، و أقول: إنه هو يكفره، طبعا لا يخفى على الفقيه المطلع الفرق بين الواقعتين، الشيخ البراك كلامه مطرد , فقد حكم على الحالة بأنها كفر، ولم يكفر الجابري؛ لأنه لم تقم على الجابري آنذاك الحجة بعد؛ إذ لم يبلغه النقد، أما الشويقي فكلامه بعد بلوغ الفتوى للجابري وبلوغه النقد، وإصراره على قوله، أي أن هناك فرقا بين الواقعتين، لكن فقه الشويقي وعلمه لم يحط بهذا للأسف، فتوهم التناقض لولعه بالبحث عنه
خلاصة منهج الشويقي في الحوار
وبعد فواضح من حوارات وردود الأستاذ الفاضل الشويقي على المخالفين له أن المقصود بها إسقاط الخصم، والتشويش عليه، وتشويهه عند القراء، و التشغيب عليه؛ لهذا فهو لا يلتزم في حواره بالفكرة المختلف فيها، أو بالأفكار التي يريد الرد على صاحبها ابتداء فيناقشها بهدوء، وعلم؛ لإظهار الحق، ونصح الخلق، بل يذهب يبحث في مجمل ما كتبه خصمه بغض النظر عن تاريخ الكتابة، أو ما قاله شفويا، وما قاله كتابة، وتحريرا، فيقتنص منه ما ظاهره التناقض، فيبرزه في سياق التهكم واللمز، والسخرية، وهو منهج يقبح بالمنتسب للعلم الشرعي الشريف أن يستعمله، إذ هو لا يفيد القارئ في شيء؛ إذ إن التناقض، والخطأ من الأمور التي تعرض لأي إنسان مهما كان علمه وتدينه وفضله
(يُتْبَعُ)
(/)
، وما يفيد حقا في الردود والحوار هو نقاش الأفكار، والرد عليها، وتفنيدها، نصحا للخلق، وطلبا للحق، ثم إن النص على التناقض - في الغالب - غير موضوعي وغير علمي؛ ذلك أنه يخضع لفهم الناظر، وتصوره في مجمله، وقد رأينا في ما نسبه لي من تناقضات - فيما سبق - كيفية فهم الأخ الشويقي، وضعف تصوره وإدراكه، وتمحله الطريف في إثبات التناقض، وأرجو من القارئ الكريم حينما يقرأ للأخ الأستاذ الشويقي لاحقا أن يستحضر هذا المنهج، وسيكتشف - حتماً - مساحة التجني التي يقع فيها الشويقي عند سجاله مع خصومه، أو ردوده على مخالفيه.
تنبيه أخير
كرر الشويقي سؤالي عن الأثر السيئ للجابري، ولماذا لا أذكره؟ وضرب مثلا على أثره السيئ ببعض الكتاب الذين تأثروا بقول الجابري، وأنا لم أجب لظني أن الإجابة معروفة لا تستحق الوقوف عندها، أما إذ كرر السؤال منتشيا فأقول:
كلام الشويقي هذا أنموذج على المنهج (المأزوم) الذي نعاني منه في واقعنا، وهو أنه لابد أن يتفق معنا الآخرون في كل شيء في المنهج، و الرؤى، والأفكار، والحكم على الأشخاص، والوقائع، والتاريخ، أما إن اختلفوا معنا في قليل أو كثير، فلا نكتفي بالرد العلمي الهادئ المحكم المنضبط في الرد عليهم، بل يجب ملاحقتهم، والتحذير منهم، والرد عليهم بعنف، وإسقاطهم، وتبيان إثرهم السيئ، وهذا ما جعل كثيرا من الشباب المتدينين الفضلاء الصالحين، يتوجسون من كل ما يكتب، وساحات الانترنت والتعليقات فيها شاهدة على هذا التأزم، والتوجس.
وإذا قلد الجابري في أخطائه الشنيعة كاتب أو ألف كاتب؛ فكان ماذا؟ هناك علماء فضلاء فطاحلة أفذاذ وقعوا في أخطاء شنيعة وتابعتهم عليها أمم من الناس كأبي الحسن الأشعري، والغزالي، وابن عقيل الحنبلي، وابن الجوزي الحنبلي، وغيرهم من الفضلاء، وهل عُصِم أحد من الخطأ خلا الرسل عليهم السلام.
العلم والثقافة والفكر تراكم معرفي فيه الصواب والخطأ، والحسن والقبيح، ولا يلزم من ذكر الأثر الحسن لعالم، أو مفكر، أو داعية، أو طالب علم، أو مثقف أن نذكر الجانب السيئ، وهذه من البدهيات التي لم أر داع لذكرها لولا التكرار الغريب من الأستاذ.
الجانب الثاني
تبيين تهافت الأستاذ الشويقي العلمي، وضعفه في تصور المسائل، وضعف تحريره لموطن الخلاف بيني وبينه
الأستاذ كتب ردا طويلا جدا محشوا بكلام، وتهويل لا علاقة له بالخلاف بيني وبينه إطلاقا، وهو ما يسميه علماء الجدل (الاستعانة بالخارج) كما سبق أن نبهت، ولنضع النقاط على الحروف لابد من تحرير موطن الخلاف بيني وبينه.
الخلاف بيني وبينه مر بأربع مراحل وهي:
المرحلة الأولى:
الخلاف بيني وبينه في الإجابة عن سؤال: هل قال الجابري بنقص القرآن أو لا؟
الشويقي يقول: إن الجابري جزم بنقص القرآن، وأنا قلت: إنه لم يجزم بنقص القرآن، بل قال: إنه ليس هناك أدلة قاطعة على وجود زيادة أو نقص في القرآن، أي إن أدلة كمال القرآن ظنية، وقلت: إن قول الجابري يخالف الإجماع عند أهل السنة والجماعة.
المرحلة الثانية:
رد الشويقي وأصر على أن الجابري يقول بنقص القرآن، ثم تنزل معي – من باب الجدل وليس الموافقة على كلامي – و قرر أن مجرد قوله: إن أدلة كمال القرآن ظنية هو مخالفة للمعلوم من الدين بالضرورة، وليس مخالفة للإجماع فقط.
المرحلة الثالثة:
رددت عليه وقلت: بل مخالفة للإجماع، و إذا كان الشويقي يحكم على قول الجابري بأن أدلة كمال القرآن ظنية بأنها مخالفة للمعلوم من الدين بالضرورة، ونحن نعلم أن الجاري عالم بالمسألة، وقد انتقد وبلغه النقد فمعنى كلام الشويقي تكفير للجابري.
المرحلة الرابعة:
رد الشويقي مصرا على أن قوله مخالفة للمعلوم من الدين بالضرورة، وقرر أن من خالف المعلوم من الدين بالضرورة، وانتقد وبلغه النقد وأصر لا يستلزم تكفيره إذا كانت لديه شبهة تأويل، واستشهد بنقولات من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
إذن انتهى الخلاف بيني وبينه إلى مسألتين وهما:
المسألة الأولى: (حكم من أنكر المعلوم من الدين بالضرورة وهو عالم، وانتقدت مخالفته، وبلغه النقد، وأصر).
(يُتْبَعُ)
(/)
والمسألة الثانية: (القول بأن أدلة كمال القرآن من النقص والزيادة ظنية، هل هذا القول مخالف لما علم من الدين بالضرورة أو مخالف لإجماع العلماء؟).
وهما مسألتان مركزيتان في حوارنا هذا، وعليه فإن إخفاق أي واحد منا في هاتين المسألتين يعني الإخفاق في الحوار، وإليك تفصيل الكلام فيهما:
المسألة الأولى
حكم من أنكر المعلوم من الدين بالضرورة وهو عالم وانتقدت مخالفته، وبلغه النقد وأصر:
قلت أنا: حكمه كافر بإجماع العلماء، وهذا من بديهيات العلم الشرعي، وبما أن الشويقي قرر أن قول الجابري: (إن أدلة كمال القرآن ظنية) مخالفة للمعلوم من الدين بالضرورة، والجابري عالم بما قال وانتقد وبلغه النقد واصر على قوله إذن هو كافر، رد الأستاذ الشويقي بأنه لا يكفر إذا كانت لديه شبهة تأويل حتى لو انتقد وبلغه النقد، ونقل من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ما تصور أنه يؤيد قوله، و سأذكر ما ذكره من كلام شيخ الإسلام لاحقا، وأبين خطأ الأستاذ في فهمه.
وحقيقة لقد اندهشت من تأصيل الشويقي هذا، ولم يخطر ببالي إطلاقا أنه بهذا الضعف العلمي، فسالت أحد الزملاء من طلبة العلم: كيف يتصور أن يجهل المتخصص في العقيدة هذا الحكم؟.
فأوضح لي أن الرجل متخصص في السنة، وليس في العقيدة، فعذرته؛ إذ إن كثيرا من المتخصصين في السنة يهتمون بدراسة الأسانيد، وتخريج الأحاديث، مع إهمالهم لفقه الحديث، وضبط علوم الآلة كعلم أصول الفقه، و علم اللغة، وعلم الكلام، والمنطق، وعلم الجدل.
ولكي ندرك الخطأ الفادح والفضيحة العلمية المدوية التي وقع فيها الأستاذ الفاضل الشويقي ووعدت بها القراء
إليك أقوال العلماء في حكم من أنكر معلوما من الدين بالضرورة وهو عالم وأصر:
فقد أجمعوا على كفره، جاء في فتوى الهيئة الدائمة للإفتاء الإجماع على كفره، ففي فتوى لهم ((وأجمع العلماء على أن من جحد شيئا معلوما من الدين بالضرورة فهو كافر))، فتوى برقم (21546) وتاريخ 26/ 6 / 1421هـ.
ومن أقوال علماء الحنفية:
قال الملا على القاري: ((وإنكار وجوب المجمع عليه إذا كان معلوما من الدين بالضرورة كفرٌ اتفاقا، بل قال جماعة إن إنكار المجمع عليه كفرً وإن لم يكن معلوما بالضرورة)) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 6/ 74.
ومن علماء الشافعية:
قال النووي ((وإن جحد ما يعلم من دين الإسلام بالضرورة حكم بردته وكفره، وكذا من استحل الزنا أو الخمر أو القتل أو غير ذلك التي يعلم تحريمها ضرورة)) شرح مسلم للنووي 1/ 100، وقال الزركشي ((فكم من قطعي لا يكفر منكره بل لا بد أن يكون مجمعا عليه معلوما من الدين بالضرورة)) البحر المحيط 2/ 119، وقال الذهبي ((لو أنكر الإنسان أمرا معلوما من الدين بالضرورة متواترا قطعي الثبوت لكان بذلك كافرا)) سير أعلام النبلاء 1/ 37.
ومن أقوال علماء الحنابلة:
قال ابن النجار ((لكن التكفير بمخالفة المجمع عليه لا بد أن يكون معلوما من الدين بالضرورة)) شرح الكوكب المنير 1/ 452.
ومن أقوال علماء المالكية:
قال الزرقاني:: ((إنَّما يكفر من أنكر متواترًا معلومًا من الدِّين بالضرورة)) مناهل العرفان"، (1/ 328).
ومن علماء الدعوة السلفية في نجد:
قال ابن سحمان ((وهذا إذا كان في المسائل الخفيَّة، فقد يقال بعدم التكفير، وأمَّا ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجليَّة، أو ما يعلم من الدِّين بالضرورة، فلا يتوقَّف في كفر قائله)) كشف الأوهام والالتباس 144
وقال الشيخ حافظ الحكمي في: ((فمن جحد أمرًا مجمعًا عليه معلومًا من الدِّين بالضَّرورة، فلا شكَّ في كُفْرِه)) معارج القبول: 3/ 104.
ومن علماء السعودية المعاصرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ صالح الفوزان ((الثابت من الدين بالضرورة هو ما ثبت بدليل قطعي إما عن طريق التواتر أو عن طريق الإجماع القطعي من الأمة والذي يعد من جحده كافرًا، وذلك مثل وجوب الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج وأركان الإسلام وكذلك تحريم الخمر والربا والزنا أو كذلك المباح الذي علمت إباحته بالضرورة من دين الإسلام مثل لحم بهيمة الأنعام المذكاة والخبر وما أشبه ذلك وما ثبت حكمه بالضرورة من دين الإسلام حلاً أو حرمة فإن هذا يعد من أنكره كافرًا بالله عز وجل ومرتدًا عن دين الإسلام)) المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - (ج 4/ ص 269).
ومن فتاوى الجنة الدائمة برئاسة الشيخ بن باز- رحمه الله -:
((وتكفير المعين إذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة كالصلاة أو الزكاة أو الصوم بعد البلاغ واجب، وينصح، فإن تاب وإلا وجب على ولي الأمر قتله كفرا)) عبد الله بن حسن بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز / مجلة البحوث الإسلامية 28/ 229.
هذه هي أقوال العلماء الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وعلماء الدعوة السلفية في نجد، وفتاوى اللجنة الدائمة، برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله، ولم أورد فتاوى القرضاوي وشيوخ الأزهر لعلمي بعدم اعتداد الأستاذ بها.
ويمكن القول بعد هذا إن الأستاذ الشويقي – أصلحه الله ورده إلى الحق – أراد أن يخرج من إلزامي له بنتيجة قوله (إن الجابري أنكر معلوما من الدين بالضرورة) فذهب ينتصر لنفسه، وقرر قولا خالف فيه إجماع علماء الأمة قاطبة، ولعلي لا أكون قاسياً على الأستاذ إذا قلت إن هذا التصرف في حقيقته فرار من التكفير إلى الإرجاء،فالأستاذ يصدق عليه بفراره هذا مثال الفقهاء (غسل الدم بالنجاسة)، ويذكرني بقصة بشار بن برد حيث كان له صديق مجوسي فأسلم وصار يشتم الصحابة؛ فقال له: يا فلان أنت لم تصنع شيئا إنما تحولت من يسار النار إلى يمينها
ولست أنا الذي يقرر أن هذا التصرف من الشويقي إرجاء بل هذا قول الشيخ الدكتور سفر الحوالي؛ فقد ذكر أن القول بكفر المنكر للمعلوم بالضرورة كفر بالإجماع، وأن عدم تكفيره من باب (عدم تكفير أحد من أهل القبلة) إرجاء؛
انظر شرحه للطحاوية في موقعه http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub) *******&*******ID=6391&keywords= المعلوم, من, الدين, بالض رورة)،
طبعا لن أسود الصفحات عن (النحيب)، و (العويل) وغيره من التهويلات كما صنع الأستاذ الشويقي، ولن أقول إن الأستاذ الشويقي اعتنق مذهب الإرجاء لعلمي بجهله حينما قرر ذلك، وإنما مرادي من ذلك كله العلم والحقيقة، وإطلاع القارئ المحايد على حقيقة علم الأستاذ وفهمه
يبقى الإجابة عما أورده الأستاذ الشويقي من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية مما تصور أنه يؤيد قوله الفاسد
فقد أورد الشويقي مقولات لابن تيمية نص على أنها من المعلوم من الدين بالضرورة وهي:
(فساد القول بأن تعلم المنطق فرض كفاية، والصلاة عند القبر لا فضل فيها، وأن البناء على القبور غير مشروع، و حرمة التمسح بمساجد منى وتقبيلها).
يرد عليه بثلاثة إجابات لا يستطيع الأستاذ نقضها، وهي:
(1) – الإجابة الأولى: واضح من إيراد الأستاذ لهذه المقولات أنه غير مطلع على فقه شيخ الإسلام؛ فابن تيمية يستعمل مصطلح (المعلوم من الدين بالضرورة) باعتبارين، اعتبار إضافي؛ فكل ما ثبت في الشريعة وعرفه أحد العلماء فهو معلوم من الدين بالضرورة لدى هذا العالم؛ قال ابن تيمية ((فكون الشيء معلوما بالضرورة أمر إضافي ... فكثير من العلماء يعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد للسهو وقضى بالدية على العاقلة، وقضى أن الولد للفراش، وغير ذلك مما يعلمه الخاصة بالضرورة، وأكثر الناس لا يعلمه البتة)) مجموع الفتاوى: 13/ 118.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعتبار آخر وهو المعلوم من الدين بالضرورة الذي لا يسع أحد جهله وهو الذي يكفر منكره إذا بين له وأصر، وهو يكثر من ذكر الاعتبار الأول في سجاله وردوده، ويتضح لأي طالب علم يمعن النظر في هذه المقولات التي نقلها الشويقي أن مقصود ابن تيمية أنها معلومة بالضرورة للعالم المطلع، لا أنها مما يصدق عليه مصطلح (معلوم من الدين بالضرورة) بالاعتبار الثاني الذي يكفر منكره، وأن ابن تيمية قالها من باب الحجاج.
نعم يبقى الجواب عن قولين مشكلين من أقوال أبن تيمية التي أوردها الشويقي، وهما:
القول الأول: قول ابن تيمية في الحكيم الترمذي؛ فأقول: إن كان صدر من الحكيم الترمذي مخالفة لما يعلم من الدين بالضرورة حقيقة فإنه لا يمكن أن يكفره ابن تيمية؛ لأنه غير معاصر له، ليقيم عليه الحجة، ولا يعلم هل قامت عليه الحجة وبين له أو لا؟ ولا تقليد في التكفير خاصة من المجتهدين أمثال ابن تيمية.
القول الثاني: قول ابن تيمية في (العلو) حيث استشهد به الأستاذ الشويقي، حيث قال ((قال: ابن تيمية –رحمه الله- (في درء التعارض 5/ 302) إن "إثبات الصفات والعلو والأفعال معلومٌ بالاضطرار من دين الرسول". فليأخذ الأستاذ من هذا أن ابن تيمية يكفر علماء الأشعرية، والماتريدية، وسائر الفرق الكلامية التي لا تثبت صفة العلو لله –سبحانه-. فهؤلاء كلهم علماء، وقد بلغهم نقد أهل السنة لهم، فأصروا، بل منهم من عدَّ إثبات العلو كفراً!!)) أ. هـ.
قلت: استشهاد الأستاذ الشويقي بمقولات ابن تيمية هذه دليل على ضعفه في تصور مسائل العلم، فمراد ابن تيمية أن العلو بمعناه الذي يقرره هو معلوم من الدين بالضرورة للعلماء الذين اتبعوا منهج السلف، فهو يتحدث عن (المعلوم من الدين بالضرورة) بالاعتبار الأول الذي سبق أن ذكرته، لا أنه معلوم من الدين بالضرورة لا يسع أحد جهله، نعم أجمعت فرق الأمة قاطبة من دون استثناء أهل الحديث أتباع السلف، والأشاعرة، والماتريدية على أنه معلوم من الدين بالضرورة لا يسع أحد جهله أن أن الله منزه عن النقص، وأنه معلوم من الدين بالضرورة أن الله وصف نفسه في كتابة بأنه علي، ورحيم، وسميع، ويغضب، فمن أنكر ذلك وبين له , وأصر فهو كافر بلا خلاف بين الفرق، لكنهم اختلفوا في المعنى المراد بهذه الصفات، فأهل الحديث أتباع السلف أجمعوا على أن العلو مراد به علو الذات وعلو القدْر، وعلو القهر، وخالفهم الأشاعرة والماتريدية في علو الذات؛ وشبهتهم في نفي علو الذات أن إثبات علو الذات يستلزم الجهة، والجهة تستلزم التحيز، والتحيز يستلزم أن يحيط به شيء إلى آخر المستلزمات التي ذكروها، فالأشاعرة والماتريدية لم يخالفوا المعلوم من الدين بالضرورة مما لا يسع أحد جهله، بل خالفوا إجماع السلف في تفسير المراد بهذه الصفات لشبهة عرضت لهم، ولم يكفرهم علماء الحديث أتباع السلف نتيجة لشبهة التأويل؛ وإن كان لازم كلامهم – حسب قول ابن تيمية - شنيعا مؤديا إلى الكفر؛ لأن لازم القول ليس بقول إلا إن التزمه صاحبه، وقد أجمع العلماء على عدم التكفير باللازم، ويسميه الشاطبي التكفير بالمآل، قال ابن تيمية: ((والصواب أن لازم مذهب الإنسان ليس بمذهب إذا لم يلتزمه ... ، ولو كان لازم المذهب مذهبا للزم تكفير كل من قال عن الاستواء وغيره من الصفات انه مجاز ليس بحقيقة، فان لازم هذا القول يقتضي أن لا يكون شيء من أسمائه وصفاته حقيقة)) مجموع الفتاوى 20/ 217، ولهذا كان ابن تيمية في حواره مع علماء الأشاعرة يقول لهم: أنا لا أكفركم لوجود الشبهة لديكم، لكن لو قلت بقولكم لكفرت لعلمي بلوازم قولكم الفاسد، ونقل الذهبي في (سير أعلام النبلاء) أن ابن تيمية في مرض موته قال: انقلوا عني أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة فكلهم إنما يريد تنزيه الخالق. أ. هـ.
ولو أن أحدا نسب إلى الله النقص، ولم ينزهه لكان منكرا ما علم من الدين بالضرورة، ولكان كافرا إن أصر على ذلك بعد البيان ولم يعذر لا بتأويل ولا بغيره، بإجماع فرق الأمة.
(2) - الإجابة الثانية: ثم ما رأي الأستاذ الشويقي إذا أثبتنا له أن ابن تيمية نفسه يتفق مع علماء الأمة على كفر من أنكر المعلوم من الدين بالضرورة، بل ما رأيه أنه يقرر الإجماع على ذلك؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد ثبت أن الصحابي قدامة ابن مظعون و جماعة معه شربوا الخمر معتقدين حلها، و استشهد قدامة على حلها بقوله تعالى ((ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا))، قال ابن تيمية ((لما ذكر ذلك لعمر بن الخطاب اتفق هو وعلي بن أبي طالب وسائر الصحابة على أنهم إن اعترفوا بالتحريم جلدوا، وإن أصروا قتلوا ... وهذا الذي اتفق عليه الصحابة هو متفق عليه بين أئمة الإسلام،لا يتنازعون في ذلك، ومن جحد وجوب بعض الواجبات الظاهرة المتواترة كالصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان،وحج البيت العتيق،أو جحد تحريم بعض المحرمات الظاهرة المتواترة كالفواحش، والظلم، والخمر، والميسر، والزنا، وغير ذلك، أو جحد حل بعض المباحات الظاهرة المتواترة كالخبر واللحم والنكاح فهو كافر مرتد يستتاب فان تاب وإلا قتل)) مجموع الفتاوى 11/ 403 - 405.
فهنا ابن تيمية يقرر أن من انكر معلوما من الدين بالضرورة وبين له , و أصر فهو كافر مرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل، ويحكي اتفاق الصحابة والعلماء فهو يقول ((وهذا الذي اتفق عليه الصحابة هو متفق عليه بين أئمة الإسلام لا يتنازعون في ذلك)).
(3) – الإجابة الثالثة: وإن ظل الشويقي مصرا على قوله بعد كل هذه النقول والتوضيحات، فأقول: حسنا دعونا نتنزل – جدلا – ونقول: إن ما أورده الشويقي من أقوال ابن تيمية وهي (فساد القول بأن تعلم المنطق فرض كفاية، والصلاة عند القبر لا فضل فيها، و البناء على القبور غير مشروع، و حرمة التمسح بمساجد منى وتقبيلها) أن هذا كله معلوم من الدين بالضرورة على الحقيقة، ماذا نستنتج من هذا؟
نستنتج من هذا أن مخالفة المعلوم من الدين بالضرورة أمر هين، لا يستدعي التهويل، أقرب المسألة للشويقي بأسلوب مبسط؛ ليدرك ضعف تصوره لمسائل العلم، وخطأ استشهاده بكلام ابن تيمية للمسألة المتنازع عليها بيني وبينه فأقول
هل حكم من استحل الزنا و بين له وأصر، أو قال: بأن الرسول صلى الله عليه وسلم جحد بعض الرسالة وبين له وأصر مثل حكم من قال: إن تعلم المنطق فرض كفاية وبين له وأصر على قوله؟
إن قال الشويقي: لا الأمر يختلف – وهو كذلك بلا شك – بطل استشهاده بكلام ابن تيمية، وبطل كل تقريره واتضح انقطاعه وصواب قولي، وإن قال: نعم الحكم واحد، فقد جاء بما يضحك الثكلى، فليختر له احد الجوابين و (ليجب على هذا السؤال)؛ ليريح ويستريح.
وعلى كل فأنا أمهل أخي الأستاذ الفاضل الشويقي عشرين سنة أن يأتي بقول لعالم معتبر من علماء الإسلام يقول: إن من أنكر معلوما من الدين بالضرورة حقيقة مما يقول عنه كل العلماء: إنه على أنه معلوم من الدين بالضرورة كالقول بحل الخمر أو إباحة الزنا، وهو عالم وأنكر عليه، وأصر لا يكفر إذا كانت له شبهة تأويل، وهيهات له أن يجد، وليعرض قولي هذا وتقريري على من شاء من العلماء، والهيئات العلمية، وأقسام العقيدة في الجامعات ليعلم جهله وتخبطه.
طرفة
الطريف البالغ إلى حد الضحك أن الأستاذ الشويقي قرر في الحلقة الأولى أن تقريره لا يلزم منه تكفير الجابري؛ حتى وإن أنكر المعلوم من الدين بالضرورة وانتقد وأصر، وجاء بنقولات لابن تيمية ليقرر أنه لا يلزم من تقريره تكفير الجابري، ثم في الحلقة الثانية نسي ما قرره في الحلقة الثانية وجاء بنقولات من الهيئة الدائمة للإفتاء ومن ابن باز ومن البيهقي تقرر كفر من قال كقول الجابري؛ أي أنه ناقض نفسه (تناقضا حقيقيا)، إلا إن قال: إني أعارض ابن باز والبيهقي وفتوى اللجنة الدائمة، وهذا مستحيل لأن كلامه يدل على موافقتهم؛ لأنه كتب يشنع عليَّ لأنه ظن أني أعارض هؤلاء.
ومحصل هذا التناقض من الأستاذ أنه هو وآراؤه الثابتان، والحكم الشرعي متغير، ففي الحلقة الأولى خالف الإجماع ليقرر أنه لا يلزم من تقريره تكفير الجابري، ثم في الحلقة الثانية نقل عن هيئة العلماء وابن باز والبيهقي تكفير من قال بمثل ما قاله الجابري
المسألة الثانية
وهي (القول بأن أدلة كمال القرآن من النقص والزيادة ظنية، هل هذا القول مخالف لما علم من الدين بالضرورة كما يقول الشويقي، أو مخالف لإجماع العلماء كما قلت أنا؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه المسألة خبط الأستاذ الشويقي فيها تخبيطا عجيبا غريبا، وقد ذهلت حينما قرأت رده، فكلامي وتقريري في واد، ورده في واد آخر، وعرفت أن الأستاذ جاهل جهلا مطبقا بعلم أصول الفقه؛ إذ إنه لم يتصور الخلاف فيها حق التصور، فقد قال معلقا على رأيي فيها بقوله:
((تركنا الأستاذ سليمان الضحيان الأسبوع المنصرم، وبدنه يقشعرُّ من قولي: إن "سلامة القرآن من النقص والزيادة، مما يندرج تحت اليقينيات المعلومة بالضَّرورة من دين الإسلام) ". وكتب يقول: إن ما قاله الشويقي: "جرأةٌ عظيمةٌ تقشعر منها الأبدان"، وذكر أنه "لم يتوقع ممن هو متخصِّص بالعقيدة أن يقع بمثل هذه الزلة العظيمة". وتساءل الأستاذ: "أي بابٍ للتكفير فتحه الأستاذ الشويقي-المتخصِّص بالعقيدة- بهذا التقرير الفاسد المخيف؟!! "، "الخطير" "الشنيع" "المخيف"، "البدعي" ... إلخ.)) ثم أطال بذكر (النحيب) و (العويل) وأني أنسب منهج الشيخ ابن باز وهيئة العلماء الدائمة للبدعة، وغيرها من الكلام العاطفي الذي يقبح بطالب العلم الشرعي الشريف ذكره في الحوار.
قلت: إن كان الشويقي قال هذا القول منه بناء على سوء فهم لقولي فغفر الله له وسامحه، وإن كان قاله مدلسا يريد تشويه سمعتي قصدا عند القراء فأفوض أمري إلى الله؛ فهو حسيبه، أما أنا فأقول: لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من قال: إن قول الشويقي "سلامة القرآن من النقص والزيادة، مما يندرج تحت اليقينيات المعلومة بالضَّرورة من دين الإسلام) " جرأة تقشعر منها الأبدان أو منهج بدعي إلخ مما نسبه إليَّ.
إذن ما الذي قلته؟!!.
أنا قلت: إن تكفير الجابري المفهوم من تقرير الشويقي للمسالة جرأة تقشعر منها الأبدان، ثم قلت بعد ذلك بالنص ((والمخيف هنا هذا المنهج البدعي في التكفير الذي يقرره المتخصص بالعقيدة، وهو القول بأن لوازم ما علم من الدين بالضرورة هي نفسها من المعلوم من الدين بالضرورة، ولا أعلم أنه سبقه أحد إلى هذا التأصيل الشنيع الفاسد الخطير).
إذن كلامي منصب على التأصيل بأن (لازم ما علم من الدين بالضرورة هو معلوم من الدين بالضرورة)، وسيعرف القراء بعد قليل لماذا قلت هذا؟
ولابد هنا من تحرير موضع الخلاف ليعرف القارئ ضعف تصور الأستاذ الشويقي للخلاف، وتخبطه، وخلطه.
الخلاف بيني وبينه في مسألة محددة وهي:
((القول بأن أدلة كمال القرآن من النقص والزيادة ظنية، هل هذا القول مخالف لما علم من الدين بالضرورة كما يقول الشويقي، أو مخالف لإجماع العلماء كما قلت أنا؟))، إذن الشويقي يقول: (معرفة أن أدلة كمال القرآن قطعية معلومٌ من الدين بالضرورة).
وأنا أقول: (معرفة أن أدلة كمال القرآن قطعية معلومٌ بالإجماع)
فالخلاف في (كيفية معرفة القطعية في الأدلة) فقط
ولأقرب المسألة للأستاذ الشويقي، ولمن لا علم له بأصول الفقه من القراء وأضعها على شكل سؤال وجواب فأقول:
(س 1 - يا ضحيان: ما الوصف الذي يطلق على كمال القرآن من النقص والزيادة؟
الجواب: معلوم من الدين بالضرورة.
س 2: كيف عرفت بأنه معلوم من الدين بالضرورة؟
الجواب: لأن أدلته قطعية.
س 3: كيف عرفت بأن أدلته قطعية؟
الجواب: بالإجماع)
وبناء عليه فمن قال: إن أدلته ظنية فهو مخالف للإجماع.
نبدأ الآن بسؤال الأستاذ الشويقي:
(س1 - يا شويقي: ما الوصف الذي يطلق على كمال القرآن من النقص والزيادة؟
الجواب: معلوم من الدين بالضرورة.
س 2: كيف عرفت بأنه معلوم من الدين بالضرورة؟
الجواب: لأن أدلته قطعية.
س 3: كيف عرفت بأن أدلته قطعية؟
الجواب: لأنه معلوم من الدين بالضرورة)
وبناء عليه فمن قال: إن أدلته ظنية فهو مخالف للمعلوم من الدين بالضرورة.
من هذا الشرح المبسط نستنتج أمرين:
الأمر الأول: أن قول الأستاذ الشويقي يلزم عليه (الدَّور) فكمال القرآن من الزيادة والنقص؛ لأن أدلته قطعية، وأدلته قطعية؛ لأنها معلومة من الدين بالضرورة، والأستاذ وطلبة العلم يعلمون أن (الدّور) نتيجته الاستحالة (هذا إذا كان الشويقي يعرف ما (الدّور)؟، ويعرف أن نتيجته الاستحالة).
الأمر الثاني: الذي نستنتجه من تعقيد الشويقي هو: أن الدليل القطعي يعلم من الدين بالضرورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من غرائب الأستاذ التي لم يسبق إليها، فلم يقل أحد من الأصوليين إن (القطعي) يعلم من الدين بالضرورة، بل العكس، وقد نص الأصوليون على أن (القطعي) يعلم بأحد أمور خمسة لا سادس لها وهي: 1 - بنص من القرآن لا يحتمل إلا وجها واحدا
2 - بخبر ثبت بالتواتر.
3 - بالإجماع المستكمل الشروط.
4 - بالقياس الذي قطع فيه بالتعليل ثم قطع بوجود العلة في الفرع.
5 - بخبر الآحاد إذا حفت به قرائن حالية أو مقالية
زاد الأستاذ الشويقي – عفا الله عنه وبارك في علمه - طريقا سادسا وهو (أن يعلم من الدين بالضرورة)
وعلى هذا فأنا أمهل الأستاذ الكريم عشرين سنة بأن يثبت أن الدليل القطعي يعلم من الدين بالضرورة، وليعرض كلامي هذا على فطاحلة المتخصصين بعلم أصول الفقه، وعلى الأقسام العلمية ليعرف ضعف تصوره، وجهلة المطبق بأصول الفقه
لم يبق إلا أن يقول: إني قلت ذلك أخذا باللازم، فلازم المعلوم من الدين بالضرورة هو نفسه معلوم من الدين بالضرورة، وهذا الذي قلت فيه: تأصيل مخيف، و به يفتح بابا واسعا على نفسه؛ لأن كل معلوم من الدين بالضرورة له مئات اللوازم، وإذا كان منكر المعلوم بالضرورة كافرا إذا كان عالما بما أنكر وانتقد ونبه وأصر، فعليه يجب تكفير كل من أنكر لازما من لوازمه.
وبهذا يتضح صواب قولي بما لا يدع مجالا للشك بأن الجابري خالف أجماع أهل السنة والجماعة.
ويبقى الإجابة عن إيراد الأستاذ الشويقي لفتوى الشيخ ابن باز، وقول البيهقي، وابن حزم، وفتوى الهيئة الدائمة التي أراد التشنيع بها علي، وتصويري مخالفا لهم وكتبها مهولا بـ (العويل) و (النحيب)، فأقول: نعم كلامهم حق بلا شك، وأنا متفق معهم تماما، ومشكلة الشويقي كأنه يُهوِّن من مخالفة الإجماع، فمن الإجماع؛ الإجماع على قطعية كمال القرآن وعدم نقصه، و من جوز ذلك عنادا من دون شبهة تأويل فهو كافر كما هو رأي ابن باز و البيهقي وغيرهم - وما كانت هناك حاجة بالشويقي لنقل أقوالهم - لو كان فهم الخلاف بيني وبينه حق الفهم - فالمسالة لا تحتاج للنقل فهي معروفة عند كل طالب علم، أما من تأول، وكانت لديه شبهة كالجابري فقد ضل، وقد قلت عن كلام الجابري (خطأ كبير)، وقلت في قناة الحرة (خطأ شنيع)، الطريف أن الشويقي اتضح أنه يوافقني في هذه النتيجة ويخالفني في المقدمة، فهو يرفض النتيجة التي ألزمته بها وهي تكفير الجابري بناء على أنه مخالف للمعلوم من الدين بالضرورة وهو عالم وبين له وأصر، ويصر أنه يمكن عذره، مع أن المخالف للمعلوم من الدين بالضرورة لا يقبل منه التأويل أو غيره كما نقلت إجماع العلماء في المسألة الأولى؛ فعليه
وعليه، فلابد للشويقي من أحد أمرين:
إما تكفيره كما عليه إجماع العلماء في من خالف الضروري، وبين له وأصر، وإما أن يوافقني ويقول: إنه خالف الإجماع، ويدرأ عنه التكفير لشبهة التأويل (حيث إن الجابري لا يرى الإجماع في هذه المسألة، ويختار تفسير مجاهد، وابن السائب لقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
فليختر الأستاذ أي الأمرين، إما إلزامي له بأنه كفر الجابري، أو موافقتي على قولي بأنه خالف الإجماع.
خاتمة
مشكلة الأستاذ الفاضل الشويقي ضعفه العلمي، وسوء فهمه، وضعف تصوره لمسائل العلم، فقد بان لي أنه ضعيف بمعرفة علم المنطق، و علم الجدل، وعلم أصول الفقه، وعلم العقيدة، وعلم اللغة؛ لهذا فهو في حواره يبعد كثيرا عن تحرير موضع الخلاف، وجل همه البحث عن التناقضات كما هي عادته، ويخطئ في تحريره للمسائل؛ فيفهم كلام محاوره خطأ، ثم يبني على سوء الفهم نتيجة، ثم يلزم محاره بهذه النتيجة، ثم يذهب يبحث من أقوال أهل العلم ما يعتقد أنها تؤيد ما فهمه، ثم يجعل قول محاوره (الذي فهمه خطأ) في مقابل قول أهل العلم، ثم يبدأ بالكلام العاطفي، والتشنيع، والتهويل، والأصل في الحوار أن يحرر موضع الخلاف، ثم يذكر أدلته، وبعدها ينقض أدلة مخالفه، من دون تهويلات، وتشنيعات مما يسميه علماء الجدل (الاستعانة بالخارج).
وأختم حواري معه بأمرين:
الأمر الأول
بإعادة السؤالين الذين طرحتهما عليه وهما:
السؤال الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
(يا أستاذ بندر هات لي نقلا موثقا عن عالم معتبر من علماء الإسلام أنه يقول: إن من أنكر معلوما من الدين بالضرورة، مما لا يسع أحد جهله كالقول بحل الخمر أو إباحة الزنا، وأنكر عليه، وانتقد، وأصر لا يكفر إذا كانت له شبهة تأويل).
والسؤال الثاني:
(يا أستاذ بندر: هات لي نقلا موثقا عن عالم معتبر من علماء الأصول يقول: إن الدليل القطعي يعلم من الدين بالضرورة)
وأمهل الأستاذ الكريم عشرين سنة للإجابة عن هذا التحدي، وأي حيدة عن الإجابة، أو تشغيب بالكلام عن تناقض، أو غيره مما اعتاد على الاستعانة به في ردوده، فلن أرد عليه، وسألتزم بمطالبته بالإجابة عن أسئلتي التي أبانت بما لا يدع مجالا للشك عن جهله وتخبطه العلمي، و أنا أنتظر إجابته كما قلت لمدة عشرين سنة هيهات له أن يجد إجابة.
كما أنني لن أجيب بحرف واحد عن أي واحد يحاول الإجابة، أو يحاول الدخول في الحوار مهما كانت صفته العلمية، أو مركزه، أو سنه، إلا بعد انقضاء فترة التحدي التي ضربتها للأستاذ الشويقي
الأمر الثاني
الأستاذ الفاضل شغب علي قبل قراءة ردي – وهذا من غرائب الجدل – ودعاني للمناظرة في أي منتدى علمي، وقد عجبت من دعوته أشد العجب، فما الذي نصنعه نحن منذ أشهر؟
نحن نتناظر من ثلاثة أشهر تقريبا، وكلما رد علي جهزت الرد عليه مباشرة بيومين أو ثلاثة على الأكثر، ولولا ظروف النشر في الجريدة لنزل ردي مباشرة بعد رده.
والآن وقد طرحت عليه أسئلتي التي أنقض بها تقريره الفاسد من أساسه، فمعناه أن مناظرتي له مفتوحة لمدة عشرين سنة؛ لأني أنظرته للإجابة عن أسئلتي عشرين سنة، وإن شاء زدته إلى خمسين سنة، وإن شاء زدته أكثر، ولا باس أن يوصي أبناءه وأحفاده في مواصلة البحث لعل وعسى أن يجدوا جوابا لهذه الورطة، والفضيحة التي وقع فيها.
وإن شاء أن نعقد بيني وبينه مناظره على الهواء مباشرة في أي قناة فضائية فانا على استعداد تام، والدعوة مفتوحة لمدة عشرين سنة، وإن شاء أكثر فلا باس.
وصلى الله على الهادي البشير وعلى آله وصحبه أجمعين.
د سليمان الضحيان
ـ[الفلوجة]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 02:15]ـ
يرفع
ـ[حمد الصالح]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 08:45]ـ
نعم هي فضيحة مدوية يا ضحيان .. ولكن لمن؟
عبدالله بن صالح العجيري
لا عجب أن يتعب الدكتور سليمان الضحيان نفسه، ويضطرب في نسبة الأقوال المتناقضة للشيخ بندر الشويقي، ولا غرابة حين نراه حائراً في سطرين واضحين كتبهما الشويقي، فمرةً يستنبط منهما وقوع الشيخ في التكفير الغالي، ومرةً يستنبط منها وقوعه في الإرجاء المذموم، ومرةً ينسب له تكفير الجابري، ومرةً ينفي عنه ذلك. لا عجب في ذلك كله، فالعبارات العلمية الرصينة الموزونة تجعل الخصم العابث حائراً في البحث عن متكأ للتشغيب والمناورة.
فحين يضبط الشيخ الشويقي قلمه، ويقول بعبارة علمية متزنة: إن الجابري حين جوز نقص القرآن، يكون قد نازع فيما يعلم بالضرورة من دين الإسلام.
حين يقول الشويقي هذا ويمسك عن الخوض في الحكم على الجابري، فإنه يكون قد سار على جادة العلماء الذين لا يتحرجون في إطلاق التقعيد العام الواضح الجلي المجمع عليه، لكنهم يدققون ويتحرون عند تنزيل الحكم الأعيان. فالحكم العام يشبه القاعدة القانونية المطلقة التي تحتاج إلى خطواتٍ إجرائية قبل تنزيلها على الشخص المعين.
ومعلوم أن الشيخ بندر حين قال هذه الكلمة لم يتعرض فيها لتنزيل حكم التكفير على شخص الجابري لا سلباً ولا إيجاباً، وإن حاول الدكتور عبثاً أن ينسب هذا إليه، وينفيه، وإنما تكلم فيها عن حقيقة المخالفة التي وقع فيها الجابري، ووزنها في ميزان الشريعة.
لكن الضحيان أساء لنفسه كثيراً حين حاول أن ينتزع من كلام الشويقي تكفير الجابري، ويستنطق من كلمته هذه تهمةً يقذف بها في وجه الشيخ، فلما أعياه ذلك، وانكشف عبثه، وأيقن أن عبارة الشويقي لا تساعده على ما يريد، لجأ إلى افتراء جديدٍ، فزعم أن الشويقي ينازع في القاعدة الشرعية العامة، وأنه يحكم بإسلام كل من خالف ضرورياً وقامت عليه الحجة الشرعية. ومن ثم بدأ التهويل الشيخ وقع في (الإرجاء) وانظروا في هذه (الفضيحة العلمية المدوية)، مع أن الشويقي لم يقل بهذا التأصيل، والدكتور يعرف ذلك جيداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
الضحيان بعدما كتب فريته شرع يستعرض ويتشبع ويستكثر بنقل أقوال أهل العلم في حكم من خالف الضروريات الشرعية موهماً أن الشيخ بندر مخالف لتأصيلاتهم. ثم زاد الدكتور في الاستعراض المفضوح، فذكر أنه يمهل الشيخ الشويقي عشرين سنة، كي يأتي بمن سبقه لهذا القول، الذي لم يقل به الشويقي أصلاً!
أوليس هذا من الفجور في الخصومة التي هي من خصال من يعرفهم الدكتور؟
لقد وعدنا الدكتور الضحيان بأن يأتي بفضيحة علمية مدوية للشيخ بندر الشويقي. وأنا أشهد أن الدكتور قد وفى بنصف وعده، فجاءنا بفضيحة مدوية بحقٍ. لكنها ليست في الشويقي.
وإذا كان الضحيان أمهل الشيخ بندر عشرين سنة لإثبات من سبقه إلى ذاك الرأي الذي لم يقله. فإني أتحدى الضحيان أن يثبت أن الشويقي أطلق القول بأن مخالف الضروريات الشرعية لا يكفر حتى بعد إقامة الحجة الشرعية عليه. لكني لن أنتظر عشرين سنة، لأني أعلم أن الدكتور لن يفلح في إثبات ذلك، ولو أعطي عمر نوحٍ.
كل الذي قاله الشويقي: إن قول القائل: إن "فلاناً" نازع في ضروري من ضروريات الدين، لا يساوي القول بأن فلاناً كافر. فهناك فرقٌ بين القاعدة العامة، وبين تنزيلها على الأعيان. والشيخ هنا يتكلم عن حكم التنزيل على المعين، وأن إطلاق القول بأن المعين وقع في المخالفة لا يساوي القول بأنه كافر، فليس للدكتور أن ينتزع تكفير الجابري من مجرد قول الشيخ الشويقي إنه نازع في ضرورة شرعية.
وحتى لو توصل الدكتور الضحيان بتسرعه إلى أن الحجة قائمة على الجابري، وأنه لاعذر يعصمه من حكم التكفير. فهذه القناعة إنما تلزم الضحيان وتوجب منه أن يحكم في ضوئها، ولا تلزم الشويقي الذي أعرض بحكمةٍ و علمٍ عن الدخول في هذا المضيق. لكن الذي يلزم الضحيان والشويقي إعطاء هذه المخالفة وزنها الشرعي اللائق بها، وهو ما قرره الشيخ بندر واضطرب فيه الضحيان.
****
كان الدكتور سليمان الضحيان يعتذر عن التعليق على أي مداخلة جانبية، بحجة أنه لا يريد تشتيت الحوار، وأنه ملتزم بآداب الحوار والمناظرة. وكان يقول: إنه لن يجيب على أحدٍ حتى ينتهي سجاله مع الشيخ بندر الشويقي. لكنه الآن عَدَلَ عن موقفه، فبمجرد أن أعلن الشويقي توقفه عن مواصلة الجدل معه، وتوقعنا أن الدكتور سيجيب عن مداخلاتنا معاشر القراء والمتابعين. جاء ليعلن أنه يمهل الشويقي عشرين سنة للإجابة عن أسئلته، وأنه لن يجيب على أي مداخلة جانبية حتى تنتهي تلك المهلة!!
إذن فقدرنا نحن -الذين تحملنا متابعة هذا الجدل على مدى ثلاثة أشهر مضت- أن ننتظر عشرين سنة أخرى حتى يلتفت إلينا الضحيان ويجيب عن مداخلاتنا بما أوتي من علم وفهمٍ.
المثير للسخرية أن الدكتور كان خلال تلك المساجلة يظهر نفسه في صورة الراعي الرسمي لمسيرة تنمية ثقافة الحوار في مجتمعنا الذي يعاني تأزماً تجاه الرأي المخالف. فكيف يريد الضحيان أن يعلمنا ثقافة الحوار وهو يرفض السماع منا والإجابة عن تساؤلاتنا؟ أم أنه قرر تأجيل دروسه لنا في الحوار لعقدين قادمين من الزمان.
الطرائف في مواقف الدكتور وتقلباته لا تنتهي. ولقد أضحكني ما لمز به الشيخ بندر الشويقي حين ذكر أنه غير متخصص (أكاديمياً) في العقيدة، وأنه لهذا السبب وقع في "الإرجاء" وجاء "بالفضيحة العلمية المدوية" التي لفقها الدكتور. ومبعث هذا الضحك ليس في غفلة الدكتور سليمان عن لوازم قوله الذي ينتهي إلى اللمز فيه هو قبل غيره، بل كان مبعث ضحكي تلك الموعظة القريبة التي كان الدكتور سليمان يعظ بها الشيخ سعد العتيبي حين رآه يؤكد على أهمية مراعاة التخصص ومن يحق له التكلم في الشرعيات، فقلت في نفسي: رحم الله دجاحة أبي الهذيل.
لماذا يرفض الدكتور التعليق على المداخلات، حتى بعد نهاية السجال؟ وهل لنا أن نقول: إنه لا يريد أن يسمع رأي القراء فيما يكتب؛ و أنه حريصٌ على إيهام نفسه بأن المتابعين صدقوا تلك العبثيات التي كان ينثرها في مقالاته، والتي كان يتعمد فيها تحوير كلام الشيخ بندر وتحريفه كي يتسنى له مواصلة عبثه المبني -ويا للأسف- على البهت والافتراء، والفجور في الخصومة، وتغيير القناعات والتنقل بين الأقوال، دون إشارة إلى التراجع، والشهادة لأهل الفضل بالفضل.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ الشويقي الذي يصفه الضحيان بالقصور في الفهم هو الذي نبه الضحيان لموضع الخلل في كلام الجابري بعدما كان ينكره. والشيخ الشويقي هو الذي علَّم الضحيان حجم هذا الخطأ. لكن الضحيان يكابر في هذه الحقيقة التي لن يفلح أبداً في تغطيتها.
الدكتور سليمان ابتدأ هذا السجال الحامي بقوله: (الجابري لم يخرج عن منهج العلماء الذين تحدثوا عن جمع القرآن). ثم عاد بعد ذلك ليقول: إن الجابري (يخالف الرؤية المجمع عليها عند أهل السنة بقوله: بأنه ليس هناك دليل قاطع على عدم حدوث زيادة أو نقصان في القرآن).
هل هذا تناقض؟
نعم، هو تناقض عند العقلاء. لكنه ليس كذلك عند صاحبنا الدكتور.
وحتى لو أدرك صاحبنا حقيقة هذا التناقض، ثم عدّل في أقواله دون إبداء التراجع، ووقع في تقرير الفكرة وضدها، فإن التناقض لا يقدح في الفكرة حسب تقريرات الدكتور سليمان الضحيان المتقن لأصول الحوار والجدل وعلم المنطق!
****
كان تحرير حقيقة قول الجابري نقطة انطلاق السجال. لكن بجهود الدكتور الضحيان سرعان ما تحول السجال إلى معالجة مسألة (حكم القول بجواز وقوع النقص في القرآن الكريم) بعدما أذعن الضحيان لحقيقة أن الجابري يتبنى هذا الرأي.
وإنصافاً للدكتور فهو قد بين أن هذا القول من الجابري (خطأ كبير)، لكن هذا (الخطأ الكبير) ظل صغيراً في وعي الدكتور، فهو لا يعدو أن يكون (شبهة) لا تستدعي التهويل والتضخيم والإثارة، ولا ترقى بحال إلى أن توضع في مصاف (المعلوم من الدين بالضرورة) كما يقوله الشويقي.
هكذا كان يتحدث الدكتور، وكان يطالب الشويقي ببيان من سبقه إلى قوله، وحين نقل له الشويقي نصوص العلماء في تقرير تلك البدهية الشرعية، ارتفع صوت الضحيان بالصياح متهماً الشيخ بندر (بالاستعداء البغيض) (والاستعانة بالخارج)، وأنه أدخل الشيخ ابن بازٍ بقصد الاستعداء عليه، متناسياً أنه هو من طالب الشويقي ببيان من سبقه إلى قوله!
الطريف أن الدكتور سبق أن قرر أثناء أحد تعليقاته أن خلافه مع الشيخ بندر في دعواه أن المسألة من قبيل (المعلوم من الدين بالضرورة)، فيما يرى الدكتور أنها لا تعدو أن تكون (إجماعاً) لا يرقى لأن يصنف في قائمة الضروريات.
لكنه -وكالعادة- لما أدرك خطأه سرعان ما تناسى كلامه الأول، وعاد ليسحبه بخفة يدٍ، ليجيء بعدها ويزعم أنه لم ينكر أن هذه القضية (من المعلوم بالضرورة من الدين) وأن هذا الحكم محل اتفاق، وإنما خلافه مع الشيخ بندر يكمن في مرتبة دليل هذه القضية المعلومة بالضرورة من دين الإسلام. فالدكتور بعدما كان ينكر أن يكون كمال القرآن مما يعلم بالضرورة من الدين، عاد ليبدل قوله، ويعلن موافقته على ذلك، وحاول صرف الخلاف إلى دليل ثبوت هذه الضرورة الشرعية مراهناً على أن القارئ نسي قوله الأول.
****
آخر قول انتهى إليه الضحيان في مسيرة تقلباته أن سلامة القرآن من النقص مما يعلم بالضرورة. لكن طريق العلم بذلك -في رأي الدكتور- هو الإجماع الذي لا يرتقي للضروريات التي يكفر منكرها.
وهذا التقرير من الدكتور إضافة إلى كونه (طُرفة) تستحق أن تسير بها الركبان، ويبين الإشكال العميق في فهم الدكتور لآلية ترتيب النتائج على المقدمات، فإنه يوقع الدكتور في مأزق لن يقوى على الخروج منه. فالجابري بإقرار الدكتور المتأخر يُجوّز وقوع النقص في القرآن، فهو بالتالي ينازع فيما أقر الدكتور أنه من الضروريات الشرعية. فقد أصبح الضحيان هو الملزم الآن بتنزيل تلك النصوص التي نقلها لنا في حكم منكر الضروريات، وأصبح لزاماً عليه أن يصدر فتياه بكفر الجابري، أو أن يقع في الإرجاء الذي أراد إلصاقه بمن هو أفهم منه بقواعد هذا الباب.
إلا إذا كان الضحيان سيأتينا بواحدة أخرى من طرائفه ومضحكاته، ويعلن لنا أن قول الجابري بجواز نقصان القرآن لا يناقض القطع بسلامة القرآن من النقصان.
المثير للعجب أن الدكتور الضحيان الذي ظل يتحدث في دفاعه عن الجابري عن تأزم مجتمعنا تجاه الرأي المخالف، والذي كان يؤكد أن خطأ الجابري لا يعدو أن يكون شبهةً لا تستدعي التهويل والإثارة. عاد مؤخراً ليقول بالفم المليان: (لعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من شكك بسلامة القرآن أو شكك بقطعية كماله)!
فهاهو الدكتور ينقلب على رأيه الأول. فالمسألة لم تعد مجرد شبهة يرد عليها بالعلم دون تهويل، بل أصبحت مسألة يستحق المخالف فيها أن تصب على رأسه اللعنات؛ لعنة الله، ولعنة الملائكة، ولعنة الناس أجمعين!
فأين هذه اللغة المنفعلة التي جاءت متأخرة، من لغة الشويقي العلمية الموزونة من البداية. وكيف يمكن أن نقارن بين لغة من يقرر أن القول الفلاني (يخالف المعلوم بالضرورة من دين الإسلام)، وبين لغة من يقول: (لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من يقول بهذا القول).
ويؤسفني أن أقول إن تلك اللعنات لم تنشأ من تعظيم لكتاب الله، بل جاءت بقصد تغطية الموقف الأول للدكتور. وإلا فلو كان الدكتور مقتنعاً بصدق لعناته، لما تصدى للتقديم لمحاضرة يلقيها من تتوجه لآرائه هذه اللعنات.
ومن عوفي من مثل هذه السلوكيات المرذولة فليحمد الله عز وجل .. والله يرعاكم.(/)
(عجيبة للذهبي): أبو جهل + إبليس + وصفة خاصة لإبليس!
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 07:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى:
وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد، وهات " العقل " فاعلم أنه أبو جهل، وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول: دعنا من النقل ومن العقل، وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر، أو قد حل فيه، فإن جبنت منه، فاهرب، وإلا فاصرعه وابرك على صدره واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه.
محبكم محب الإمام ابن تيمية.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 08:06]ـ
أحسن الله إليك ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8491&highlight=%E4%D5%ED%CD%C9
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 08:23]ـ
المعذرة يا أخي الكريم
إن رأيت حذفها لتجنب التكرار فلا بأس
بارك الله فيك وجزاك الله خير.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 08:56]ـ
بارك الله فيك
لو كنا نريد الحذف، فالأولى - وهو الحق - أن نحذف موضوعي، لأنك وفقت في اختيار عنوان الموضوع
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 09:30]ـ
بارك الله فيك
وما أكثرهم الذي يستدلون بالاذواق
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 04:50]ـ
يعنى (ذوق فاسد) مخالف للواقع و (عقل فاسد) مخالف للفطرة.(/)
بندر الشويقي يكشف ما تتعرض له السلفية السعودية والموقف الإعلامي منها
ـ[عبدالله فطاني]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 08:39]ـ
في أول ظهور إعلامي له
بندر الشويقي يكشف ما تتعرض له السلفية السعودية والموقف الإعلامي منها
عبدالفتاح الشهاري - الرياض (سبق): سيحل الباحث المعروف والكاتب بندر الشويقي ضيفا على برنامج البيان التالي بقناة دليل، في حلقة تتناول موضوع (السلفية السعودية بين الهدم والبناء).
وسيحاور الشويقي في أول ظهور له في الفضائيات الإعلامي المعروف عبدالعزيز قاسم، حيث سيناقش مع ضيفه الاتهامات التي تطال السلفية السعودية وأنها تجيد الهدم فقط دون تقديم البدائل، وليس لها مشروعات بناء. فضلا عن عدم وضوح الفكرة السلفية وتشظيها إلى سلفيات متعددة، وكذلك بؤس التعاطي الإعلامي للتيار السلفي.
فضلا عن اتهامات سيسوقها القاسم للشويقي بأنه ينبري للرد في كل التخصصات، وتوظيفه العبارات الشديدة والجافة التي تخندق الآخر في التيارات المضادة، وتقديمه سوء الظن على الرفق والأخوة الاسلامية، فضلا عن عزوفه الإعلامي الشديد.
وستشهد الحلقة مداخلات من د. محمد الأحمري والكاتب سلطان العامر وبعض المتابعين المهتمين، وسيتم بث الحلقة مباشرة على الهواء الساعة الثانية والربع بعد ظهر الجمعة وتعاد يوم السبت الساعة الرابعة عصراً ..(/)
الأدلة الشرعية في بيان بطلان الألفاظ العامية في المسائل الإعتقادية
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 11:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أمعين.
وبعد:قال صلى الله عليه وسلم " إن الإنسان ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بال فتهوي به في جهنم "
فإن أهم ما يستفاد من هذا الحديث هو الحيطة والحذر من الألفاظ التي تجري على اللسان ولا يضع لها المسلم ميزانا يقيس به مدى مطابقة هاته الألفاظ لما أمر به الشرع , فإن هذا الأمر مما عمت به البلوى في زماننا الذي انتشر فيه الجهل بأحكام الاعتقاد , ومن هذا المنطلق آثرنا أن نبينا خطر بعض الألفاظ التي تجري على ألسن الناس ونبين مدى مخالفتها للشرع بشرح موجز ومن هاته الألفاظ:
1 - لا سمح الله: فبعض الناس قد يتوهم ويظن أنه قد يجبر الله على شيء فيقول هذه العبارة والأصل أن يقول لا قدر الله.
2 - دفن في مثواه الأخير: هذا اللفظ مقتضاه أن القبر هو المثوى الأخير للميت وبالتالي إنكار البعث والمثوى الأخير هو إما جنة وأما نار.
3 - أطال الله بقاءك: والأحسن قول أطال الله بقاءك على طاعته فالبقاء ممكن أن يكون خيرا أو شرا.
4 - أنا حر في تصرفاتي: الإنسان ليس حرا على إطلاق فهو ليس بالحر في معصية الله , فإذا عصى خرج من العبودية لله إلى العبودية الشيطان والهوى.
5 - لو أني فعلت كذا لكان كذا: هذا اللفظ يفتح عمل الشيطان وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا فقال " إذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان ولكن قل قدر الله وما شاء فعل "
6 - لماذا يا ربي: فهذا اللفظ مقتضاه الاعتراض على قدر الله عز وجل فالمؤمن يسلم لقدر الله مهما كانت المصائب فالله سبحانه وتعالى هو الذي بيده كل شيء يسيرها متى شاء وكيف شاء.
7 - الإيمان في القلب: هذا اللفظ يستشهد به كثير من العوام؛بل قد تجد من يدعي الالتزام والاستقامة يول به , فهذا مما ابتلى الله عز وجل الأمة في هذا الزمان. فنقول في الرد عليهم أن منهج أهل السنة والجماعة هو التلازم بين الظاهر والباطن ودليل ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه مسلم من حديث النعمان بن بشير قال " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" أصل الإيمان في القلب والعمل الظاهر لازمه "
فإذا كان الإنسان مؤمنا في قلبه فمن المستحيل أن لا يدفعه إيمانه إلى العمل كالصلاة .... إلخ ذلك أن انتفاء اللازم وهو العمل دلالة على انتفاء الملزوم كما قال شيخ الإسلام.
8 - مسكين ما يستاهل: هذا يكثر عند حدوث المصيبة لشخص ما وهو كالذي قبله في المثال رقم 6 ويكي في الرد عليه قوله تعالى " ومن يؤمن بالله يهدي قلبه "
قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيهلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.
هذه بعض الكلمات أردنا التحذير منها وبيان وجه المخالفة الشرعية فيها ولو أردنا الاستزادة لوجدنا الكثير وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
محمد أبوجوشن
في: 28 ماي 2009
ـ[آبو يحيى الشآمي]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 03:27]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك وهناك ألفاظ طامة ايضا ..
يا حبذا لو يكون الموضوع متجددا وعليه اهتمام أكبر لانه مهم للغاية ومصيبتنا تكمن هنا ..
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 06:44]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
ـ[عبد المنعم الثاني]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 12:33]ـ
يرفع رفع الله قدر الأخ العزيز أبو جوشن
ـ[عبد المنعم الثاني]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 10:50]ـ
يرفع رفع الله قدرك بيننا
ـ[عبدالله الإماراتي]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 06:38]ـ
للشيخ الفاضل عبدالعزيز السدحان شريط بعنوان
المؤاخذات الشرعية على الألفاظ والعبارات والأمثال الشعبية
موجود في موقع طريق الإسلام
ـ[عبد المنعم الثاني]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 06:09]ـ
هلا عزوت ما أتيت به إلى مصادره فإن الكثير مما جئت به هو من المناهي اللفظية للعلامة ابن عثيمين.(/)
فوائد تتعلق بيأجوج ومأجوج
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 12:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خروج يأجوج ومأجوج من أشراط الساعة الكبرى
قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)} [الأنبياء].
جاء في التفسير الميسر (ج 6 / ص 12):
"فإذا فُتِح سد يأجوج ومأجوج، وانطلقوا من مرتفعات الأرض وانتشروا في جنباتها مسرعين، دنا يوم القيامة وبدَتْ أهواله فإذا أبصار الكفار مِن شدة الفزع مفتوحة لا تكاد تَطْرِف، يدعون على أنفسهم بالويل في حسرة: يا ويلنا قد كنا لاهين غافلين عن هذا اليوم وعن الإعداد له، وكنا بذلك ظالمين".
وقد تواترت الأحاديث في أن خروج يأجوج ومأجوج من أشراط الساعة
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِىِّ قَالَ اطَّلَعَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ «مَا تَذَاكَرُونَ».
قَالُوا نَذْكُرُ السَّاعَةَ. قَالَ «إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ». فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ -صلى الله عليه وسلم- وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلاَثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ"رواه مسلم.
بناء سد يأجوج ومأجوج
قال تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)} [الكهف].
إيضاح هذه الآيات الكريمات أن ذا القرنين وصل إلى مكان بين السدين والسدان هما جبلان عظيمان فوجد من دونهما أي أمامهما قوما لا يكادون يفقهون قولا أي لا يفهمون إلا ببطء وصعوبة قالوا يا ذا القرنين إن قبيلتي يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض أي بالقتل ونهب الأموال وغير ذلك فهل نجعل لك خرجا أي أجرا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا فأبى ذو القرنين أن يأخذ منهم أجرة وأراد أن يدفع فساد يأجوج ومأجوج لوجه الله تعالى فقال ما مكني فيه ربي خير أي ما أعطاني ربي من المال وغيره خير مما تبذلونه لي فأعينوني بقوة أي باليد العاملة والآلات أجعل بينكم وبينهم ردما أي حاجزا فأخبرهم أنه لا يريد المال ولكن يريد الإعانة بالأبدان والقوة
آتوني زبر الحديد أي قطع الحديد فجعل قطع الحديد بين الجبلين حتى حاذى بقطع الحديد رؤوس الجبلين قال انفخوا أي بالكيران حتى إذا جعله نارا أي صارت قطع الحديد نارا متوهجة قال آتوني أفرغ عليه قطرا أي نحاسا مذابا ليتخلل الحديد ويسلك بين فجواته ويختلط به فيزيده قوة وصلابة فلما فرغ ذو القرنين من بناء السد أراد يأجوج ومأجوج أن يظهروا عليه أي يعلوا عليه فما قدروا على ذلك لارتفاعه وملاسته فأرادوا أن يثقبوه فما قدروا على ذلك لصلابته وسمكه وقوته
فقال ذو القرنين هذا أي السد رحمة أي نعمة من ربي فله الفضل في القدرة على صنعه "فإذا جاء وعد ربي" أي موعد خروج يأجوج ومأجوج قبيل قيام الساعة جعله دكاء أي ألصق السد بالأرض وحدث له الانهدام التام.
" وكان وعد ربي " بخروج يأجوج ومأجوج "حقا" لا بد أن يقع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذو القرنين هو رجل صالح ولا ندري هل هو نبي أم لا قال صلى الله عليه وسلم: " ما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا؟ " (ك هق) وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وليس هو الإسكندر المقدوني فالإسكندر وثني كافر وذو القرنين مسلم اختلف في نبوته.
محاولة فتح ردم يأجوج ومأجوج ثم فتحه في آخر الزمان
عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم:" دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بين أصبعيه الإبهام والتي تليها فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث" رواه البخاري ومسلم
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فسنحفره غدا فيعيده الله أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله تعالى واستثنوا فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون الماء ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع عليها الدم الذي اجفظ فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم" أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.
وقت خروجهم وهلاكهم
بعد نزول عيسى عليه السلام من السماء وقتله الدجال يخرج يأجوج ومأجوج وعند خروجهم يوحي
" اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّى قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِى لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِى إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ" [رواه مسلم].
"ويظهرون على الأرض فيقول قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم ولننازلن أهل السماء حتى إن أحدهم ليهز حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم فيقولون قد قتلنا أهل السماء" [رواه ابن ماجه وقال الألباني حسن صحيح].
." وَيُحْصَرُ نَبِىُّ اللَّهُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهُمُ النَّغَفَ فِى رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ" [رواه مسلم].
"فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حسا فيقولون من رجل يشري نفسه وينظر ما فعلوا فينزل منهم رجل قد وطن نفسه على أن يقتلوه فيجدهم موتى فيناديهم ألا أبشروا فقد هلك عدوكم فيخرج الناس ويخلون سبيل مواشيهم فما يكون لهم رعي إلا لحومهم فتشكر عليها كأحسن ما شكرت من نبات أصابته قط " [أخرجه ابن ماجه وقال الألباني حسن صحيح].
"ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الأَرْضِ فَلاَ يَجِدُونَ فِى الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ فَيَرْغَبُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لاَ يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ أَنْبِتِى ثَمَرَتَكِ وَرُدِّى بَرَكَتَكِ. " [رواه مسلم].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
يأجوج ومأجوج من بني آدم وهم من أهل النار
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله تعالى: يا آدم فيقول: لبيك وسعديك والخير كله في يديك. قال: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فعنده يشيب الصغير (وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)
قالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد؟ قال: " أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألف " ثم قال: " والذي نفسي بيده أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة " فكبرنا فقال: " أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة " فكبرنا فقال: " أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " فكبرنا قال: " ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود ". متفق عليه
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره (ج 6 / ص 106):
"وبهذا نعرف خطأ من قال: إنهم ليسوا على شكل الآدميين وأن بعضهم في غاية ما يكون من القِصَر، وبعضهم في غاية ما يكون من الطول، وأن بعضهم له أذن يفترشها، وأذن يلتحف بها وما أشبه ذلك، كل هذا من خرافات بني إسرائيل، ولا يجوز أن نصدقه، بل يقال: إنهم من بني آدم، لكن قد يختلفون كما يختلف الناس في البيئات، فتجد أهل خط الاستواء بيئتهم غير بيئة الشماليين، فكل له بيئة، الشرقيون الآن يختلفون عن أهل وسط الكرة الأرضية، فهذا ربما يختلفون فيه، أما أن يختلفوا اختلافاً فادحاً كما يذكر، فهذا ليس بصحيح".
لماذا لم يعرف مكان السد إلى الآن?
يحتج بعض المبطلين على إنكار خروج يأجوج ومأجوج بعدم ظهور السد للناس مع ما بلغوه من تقدم علمي كبير وهذه شبهة داحضة قد تدل على شكهم في مصادر الإسلام وضعف إيمانهم بالغيب ويكذب الله سبحانه مثل هذه الادعاءات بقوله: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} [الإسراء:85].
فعدم اكتشاف هذا السد إلى هذا الزمان لا يدل على عدم وجوده فإن الإنسان لم يحط بكل شيء علما ولم يصل إلى كل بقعة في الأرض فهو أضعف وأقل من ذلك.
وقد قيل إن بعض الأماكن من الأرض لا يتمكن أحد من الوصول إليها.
ثم إن الله سبحانه قادر على أن لا ييسر للإنسان مهما علمه من علم أن يصل إلى هذا السد لحكمة هو يريدها سبحانه.
وكم من أمور هي أقرب إلينا من السد ونحن لا نراها كالجن والملائكة فقد يكون السد مما لا يرى أو يكون مما يرى ولكن لم يصل الناس إلى موضعه إلى هذا الوقت أو يكون وصل إليه البعض ولكن لم يعلنوا عن ذلك وأخفوه وقد حدثنا التاريخ أن الخليفة الواثق بعث جيشا للبحث عن سد يأجوج ومأجوج وبعد أن غابوا أكثر من سنتين رجعوا إلى بلادهم وأخبروا بأنهم شاهدوه.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يؤمن بالغيب ويصدق بالحق إنه سميع مجيب.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين salafien.com
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 05:52]ـ
بارك الله فيك أخي غالب ونفع الله بك ..(/)
الشيخ بندر الشويقي على قناة دليل في اول ظهور له اليوم الجمعة6/ 5.الساعة 2:15
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 03:22]ـ
وعذرا على التأخر في الاعلان لأن كثيرا لن ينتبه للموضوع الابعد فراغ الحلقة واوقات العرض في الاسفل
الشويقي يكشف ما تتعرض له السلفية السعودية وموقف الإعلام منها
سيحل الباحث المعروف والكاتب بندر الشويقي ضيفاً على برنامج البيان التالي بقناة دليل في حلقة تتناول موضوع (السلفية السعودية بين الهدم والبناء).
وسيحاور الشويقي في أول ظهور له في الفضائيات الإعلامي المعروف عبدالعزيز قاسم، حيث سيناقش مع ضيفه الاتهامات التي تطال السلفية السعودية وأنها تجيد الهدم فقط دون تقديم البدائل وليس لها مشروعات بناء، فضلاً عن عدم وضوح الفكرة السلفية وتفرعها إلى سلفيات متعددة، وكذلك بؤس التعاطي الإعلامي للتيار السلفي.
وسيسوق القاسم اتهامات للشويقي بأنه ينبري للرد في كل التخصصات، ويوظف العبارات الشديدة والجافة التي تخندق الآخر في التيارات المضادة، ويقدم سوء الظن على الرفق والأخوة الإسلامية، فضلاً عن عزوفه الإعلامي الشديد.
وستشهد الحلقة مداخلات من د. محمد الأحمري والكاتب سلطان العامر وبعض المتابعين المهتمين، وسيتم بث الحلقة مباشرة على الهواء الساعة الثانية والربع بعد ظهر الجمعة وتعاد يوم السبت الساعة الرابعة عصراً.(/)
قال السنوسي: وبها ينجو المكلف من أبواب جهنم السبعة!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 03:52]ـ
قال السنوسي: وبها ينجو المكلف من أبواب جهنم السبعة!
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من هذه المسائل التي يعجب منها طالب الإنسان , مسألة إثبات وجود الله عند الأشاعرة , والتعويل عليها كثيرا , مع أن المعلوم أن وجود الله سبحانه لم ينكره إلا شرذمة قليلة من الناس , وحتى مشركي العرب كان يقرون بوجود الخالق كما أشار الله إلى ذلك في آيات كثيرة.
وقد رتب الأشاعرة لهذه المسألة – إثبات وجود الله – مطالب سبعة وبمعرفتها النجاة من النار حتى قال السنوسي كما في تحفة المريد (52) للبيجوري: وبها ينجو المكلف من أبواب جهنم السبعة!.
قال السنوسي: فمجموع الأصول التي ينبني عليها برهان حدوث العالم سبعة:
الأول: إثبات زائد على الأجرام.
الثاني:إبطال قيامه بنفسه.
الثالث: إبطال انتقاله.
الرابع: إبطال كمونه وظهوره.
الخامس:إثبات استحالة عدم القديم.
السادس: إثبات كون الأجرام لا تنفك عن زائد الزائد.
السابع: إثبات استحالة حوادث لا أول لها.
ووجه الاستدلال على هذه الأصول السبعة باختصار أن نقول: أما الأول وهو إثبات زائد على الأجرام تتصف به كالحركة ولا سكون فهو ضروري لا يحتاج إلى دليل إذ ما من عاقل إلا وهو يحس أن في ذاته معاني زائدة عليها ... .
وأما الثاني: وهو إبطال قيام العرض بنفسه.
والثالث: وهو إبطال انتقاله , فدليلهما أنه لو قام العرض بفسه أو انتقل لزم قلب حقيقة العرض , فإن الحركة مثلا حقيقتها انتقال جوهر من حين إلى حين.
فلو قامت بنفسها أو انتقلت هي قلب هذه الحقيقة وأيضا لو انتقلت لزم قيام انتقاله بها , وذلك الانتقال ينتقل أيضا فيقوم به انتقال آخر ويلزم التسلسل وقيام المعنى بالمعنى.
وأما الرابع: وهو إبطال الكمون والظهور فوجهه أن الكمون والظهور يؤدي إلى اجتماع الضدين في المحل الواحد لأن الجوهر إذا تحرك مثلا , والسكون كامن فيه زمان حركته لزم اجتماع الضدين فيه , وهما الحركة والسكون ضرورة ويؤدي أيضا إلى وجود العرض بدون صفة نفسه فإن الحركة مثلا من صفة نفسها أن ينتقل بها الجوهر فلو كمن لانقلبت حقيقتها وفارقتها صفة نفسها وأيضا فالكمون والظهور اللذان قاما بالعرض أو تعاقبا عليه على قولهم يلزم أن يكون عرضين أيضا في نفسها كالحركة والسكون المتعاقبين على الجوهر ... .
وأما الخامس: وهو إثبات استحالة عدم القديم فوجهه أنه لو انعدم لكان وجوده جائزا لا واجبا والجائز لا يكون حادثا فيكون القديم حادثا وهو تناقض.
وأما السادس: وهو إثبات كون الأجرام لا تنفك عن ذلك الزائد فهو ضروري لأنه لا يعقل كون الجرم منفكا عن كونه متحركا أو ساكنا مثله.
وأما السابع: وهو إثبات استحالة الحوادث لا أول لها ... .
العقيدة الوسطها وشرحها (94)
وقال البيجوري: بيان المطالب السبعة التي بمعرفتها النجاة من النار
واعلم أن اهم مطالب سبعة نظمها بعضهم بقوله:
زيد م قام ما انتقل ما كمنا ... ما انفك لا عدم قديم لا حنا
فقوله (زيد) رد لقول الفلاسفة لا نسلم ثبوت زائد على الأجرام حتى يصح الاستدلال به على حدوث الأجرام , ودليل ثبوت الزائد الذي هو العرض: المشاهدة.
وقوله (م قام) بحذف ألف (ما) للوزن رد لقولهم: لا نسلم عدم العرض لجواز أنه يقوم بنفسه إذا لم يتصف به الجرم , ودليل أنه لا يقوم بنفسه أنه لا يعقل صفة من غير موصوف فلا يعقل حركة من غير متحرك مثلا.وقوله (ما انتقل) رد لقولهم: لا نسلم عدم العرض لجواز أن ينتقل من جرم إلى جرم آخر , ودليل أنه لا ينتقل: أنه لو انتقل لكان بعد مفارقة الأول وقبل وصول الثاني قائما بنفسه وقد بطل قبل ذلك. وقوله (ما كمنا) رد لقولهم: لا نسلم عدم العرض لجواز أنه كمن في الجرم فتكمن الحركة في الجرم إذا سكن مثلا , ودليل أنه لا يكمن أنه لا يلزم عليه جمع الضدين وهو باطل , وقوله (ما انفك) رد لقولهم لا نسلم ملازمة الجرم للعرض لجواز أن ينفك عنه , ودليل أنه لا ينفك عنه: أنه لا يعقل جرم خال عن حركة ولا حركة مثلا لاستحالة ارتفاع النقيضين. وقوله (لاعدم قديم) رد لقولهم: لا نسلم حدوث العرض لجواز أن يكون قديما وينعدم , ودليل أن القديم لا ينعدم أن القديم لا يكون وجوده واجبا فلا يقبل العدم. وقوله (لا حنا) منتحت من قولنا حوادث لا أول لها , وهو رد لقولهم: لا نسلم أن ملازم الحادث حادث لجواز أن تكون الأعراض حوادث لا أول لها فيكون ملازمها قديما ... .
تحفة المريد (52)
نقد هذه الكلام
1 - قال شيخ الإسلام: فأما القول الباطل؛ فإذا بين؛ فبيانه يظهر فساده حتى يقال كيف اشتبه هذا على أحد , ويتعجب من اعتقادهم إياه , ولا ينبغى للإنسان أن يعجب؛ فما من شىء يتخيل من أنواع الباطل إلا , وقد ذهب إليه فريق من الناس.
مجموع الفتاوى (2|145)
لا شك أن تصور الإنسان للكلام المتقدم الذي لا يخلو من تكلف وتعقيد فضلا عن صعوبة فهم بعد عصر الذهن , يظهر حسن مذهب السلف الذي يستقي عقائده من كلام الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم , وأين فلسفة أهل الكلام من يسر وسهولة مذهب السلف.
2 - معرفة الله تعالى والإقرار بحدوث العالم , مستقر في نفوس الخلق ولم ينكر ذلك حتى باعتراف أهل الكلام إلا شرذمة قليلة من الناس؛ وخذ مثال ذلك العرب في جاهليتهم قبل الإسلام وقد بين الله ذلك في كتابه كثيرا.
3 - من التقول والتألي على الله أن معرفة هذه المطالب تنجي العبد من النار بل ومن أبواب جهنم السبعة , ومن العجب أن هذه المطالب جاءت سبعة بعدد أبواب جهنم , والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام محمود]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 09:35]ـ
زادكم الله من فضله وجزاكم خيراً
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 10:37]ـ
وجزاكم مثله وبارك فيك
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 11:08]ـ
زادكم الله من فضله وجزاكم خيراً
يا شيخنا عبد الباسط
آآمين
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 04:54]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك(/)
قياس الغائب على الشاهد بين أهل السنة والأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 07:13]ـ
قياس الغائب على الشاهد بين أهل السنة والأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
هل اعتمد الأشاعرة على قياس الغائب على الشاهد؟
قال سعيد فودة في كاشفه (44):"اعلم أن قياس الغائب على الشاهد هو أصل أصيل عند ابن تيمية , وقاعدة أكيدة لا يستطيع أن يستغني عنها الإنسان لا في مجال المخلوقات , ولا في مجال الخالق , ومذهبه في العقائد وهو مذهب التجسيم قائم على هذه القاعدة .... .انتهى
وهذا الذي اتهم به سعيد فودة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ قد اعتمد عليه الأشاعرة في إثبات الصفات ونفيها مع تناقض واختلاف بينهم.
فأولا: " لا يخفى أن أقوى الأدلة التي استدلت بها الأشعرية على وجود الله وإثبات صفاته هو قياس الغائب على الشاهد يقول الإيحي: (احتج الأشاعرة بوجوه، الأول: ما اعتمد عليه القدماء، وهو قياس الغائب على الشاهد، فإن العلة والحد والشرط لا يختلف غائبًا وشاهدًا).
" عقيدة العادة عند الأشاعرة (18) للشيخ جابر السميري
وثانيا: أن السبب في نفي صفات الله الخبرية أو الاستواء والنزول أو غيرها من الصفات هو الفرار مما يتوهمه العقل من مشابهة المخلوقات وهذا عند التحقيق هو قياس الغائب على الشاهد.
قال حسن الشافعي في كتابه " الآمدي وآراؤه الكلامية " في مبحث قياس الغائب على الشاهد , وبيان شيوعه لدى المتكلمين.
: " ولكن القياس الفقهي مشروع ومبرر تماما مادام الأصل والفرع مشتركين في الوصف المؤثر في استحقاق الحكم , ولدينا الوسائل المختلفة لاختبار تحقق هذا الوصف فيهما , فيما يعرف (بمسالك العلة) أما بالنسبة للمسائل الإلهية فكيف يمكن التحقق من اشتراك الغائب والشاهد في وصف يعمهما أو في حكم يترتب على ذلك؟ وهل يجوز للعقل أن يطبق المقولات الإنسانية في ذات الله تعالى وما يتصل بها من صفات وأفعال؟ تلك هي أزمة هذا القياس الكلامي ومع ذلك فقد استخدمه المتكلمون بعد أن استعاروه من (أصول الفقه) ...
يقول الجرجاني: وإنما يسلكونه إذا حاولوا إثبات حكم لله تعالى فيقيسونه على الممكنات قياسا فقهيا ويطلقون اسم الغائب عليه تعالى. وقد شاع استخدامه لدى مختلف المدارس الكلامية: فالحشوية القائلون بأن الله جسم يعتمدون على أن كل موجود في الشاهد فهو كذلك.
والمعتزلة – المشهورون بالتنزيه - أخذوا به فيما يتعلق بأفعال الله تعالى فحكموا بحدوثها وأوجبوا عليه بعض الأمور طبقا لقواعد التحسين والتقبيح الإنسانية ... .
ومع ذلك فهم لا يسرفون في استخدامه في مجال الصفات إسراف الأشاعرة الذين يعترف بعضهم بذلك , والآمدي يحكي " اتفاق الأصحاب على إلحاق الغائب بالشاهد ". ولكنهم بدورهم يقللون من استخدامه بالنسبة لأفعال الله تعالى بعكس المعتزلة ... .
لكن الأشاعرة ومن وافقهم من المتكلمين حين قاسوا الغائب على الشاهد حاولوا أن يلتمسوا لذلك جامعا فقالوا: إن الحقائق أو التعريفات والأدلة والشروط والعلل يجب أن تطرد شاهدا وغائبا وأن توجب في الغائب ما توجبه في الشاهد من الأحكام والآمدي يحكي اتفاقهم على ذلك ويضرب له أمثلة توضيحية ويشير إلى ما ذهب إليه الإسفراييني من أن كل أمرين ثبت تلازمهما في الشاهد لزم أن يتلازما غائبا ولم يعتبر في ذلك جامعا -ثم نقل نقد الآمدي لذلك-.
وخلاف الأشاعرة في هذه المسألة.
" الآمدي وآراؤه الكلامية " (142)
وقال السنوسي: اعلم أن المعتزلة لما ساعدت على أن العالم القادر الحي المريد في الشاهد عالم بعلم وقادر بقدرة ومريد بإرادة وحي بحياة ألزمهم أهل السنة اعتبار الغائب بالشاهد.
قالوا: والجمع بين الغائب والشاهد يفتقر إلى جامع وإلا جر إلى التعطيل والتشبيه وعنوا بالشاهد الحادث وبالغائب القديم ...
قالوا: والجوامع أربعة:
1 - جمع بالحقيقة كقولهم العالم شاهدا من له العلم أو ذوي العلم والباري عالم فلع علم وهذه عمدة من ينفي الأحوال.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - والجمع بالدليل كقولهم الأحكام شاهدا دليل في العقل على أن لفاعله علما به والباري تعالى محكم متقن لأفعاله فدل أن له علما.
3 - والجمع بالشرط كقولهم الباري مريد وكل مريد قاصد لفعله والقصد مشروط بالعلم والباري له علم وإلا لثبت المشروط بدون الشرط.
4 - والجمع بالعلة وهو عمدة من يثبت الأحوال كقولهم العلم واتلعالمية متلازمان والعالمية مترتبة على العلم .. .
" شرح العقيدة الكبرى " (175) للسنوسي
عندما يقارن طالب العلم بين كلام أهل السنة والجماعة وبين كلام غيرهم من أهل الكلام والفلسفة يجد الثبات والوضوح في منهج أهل السنة والجماعة , ويجد الاختلاف والتناقض في كلام أولئك الذين خالفوا منهج أهل السنة والجماعة , وخذ مثالا على ذلك هذه المسألة , وهي مسألة قياس الغائب على الشاهد عند الأشاعرة؛ فمن مثبت لها إلى ناف لها إلى متناقض في مطالبها.
فالآمدي يحكي اتفاق الأشاعرة على هذه المسألة وينقل قول الإسفراييني من أن كل أمرين ثبت تلازمهما في الشاهد لزم أن يتلازما غائبا ولم يعتبر في ذلك جامعا, والجرجاني يعتمده طريقا لإثبات الصفات , ومن قبله شيخ المذهب الأشعري يعتمده في اللمع , والباقلاني يعتمده وخصوصا في جامع العلة والدليل , والجويني والغزالي والرازي ينقدون هذه المسألة ولا يعتمدونها.
وانظر لذلك " الآمدي وآراؤه الكلامية " في مبحث قياس الغائب على الشاهد.
ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إذا تبين ذلك فنقول المتكلمون والفلاسفة كلهم على اختلاف مقالاتهم هم في قياس الغائب على الشاهد مضطر بين كل منهم يستعمله فيما يثبته , ويرد على منازعه ما استعمله في ذلك , وإن كان قد استعمل هو في موضع آخر ما هو دونه وسبب ذلك أنهم لم يمشوا على صراط مستقيم بل صار قبوله ورده هو بحسب القول لا بحسب ما يستحقه القياس العقلي.
بيان تلبيس الجهمية (1|310)
ضابط أهل السنة في مسألة قياس الغائب على الشاهد
1 - قياس الغائب على الشاهد منه الحق ومنه الباطل
قال شيخ الإسلام: وإذا استدلوا بالنظر والقياس والمعقول والبراهين التي يحتج بنظيرها مخالفوهم بل بالبراهين التي هي أصح من ذلك وهي حق في أنفسها قرروا ذلك من وجوه:
أحدها: وفيه قاعدة جليلة جامعة وهو أن يقال لا ريب أن قياس الغائب على الشاهد يكون تارة حقا وتارة باطلا , وهو متفق عليه بين العقلاء؛ فإنهم متفقون على أن الإنسان ليس له أن يجعل كلما لم يحسه مماثلا لما أحسه؛ إذ من الموجودات أمور كثيرة لم يحسها ولم يحس ما يماثلها من كل وجه؛ بل من الأمور الغائبة عن حسه مالا يعلمه أو ما يعلمه بالخبر بحسب ما يمكن تعريفه به كما أن منها ما يعلمه بالقياس والاعتبار على ما شاهده , وهذا هو المعقول كما أن الأول هو المسموع والمحسوس ابتداء هو ما يحسه بظاهره أو باطنه , وهذا بين.
بيان تلبيس الجهمية (1|303)
2 - لا يلزم من الاشتراك اللفظي التشابه في الحقائق
قال ابن أبي العز الحنفي في شرحه للطحاوية (105)
" وأما ما يخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمور الغائبة فقد يكون مما أدركوا نظيره بحسهم وعقلهم كإخبارهم بأن الريح قد أهلكت عاداً؛ فإن عاداً من جنسهم , والريح من جنس ريحهم , وإن كانت أشد.
وكذلك غرق فرعون في البحر , وكذا بعينه الإخبار عن الأمم الماضية , ولهذا كان الإخبار بذلك فيه عبرة لنا كما قال تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}.
وقد يكون الذي يخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يدركوا مثله الموافق له في الحقيقة من كل وجه لكن في مفرداته ما يشبه مفرداتهم من بعض الوجوه كما إذا أخبرهم عن الأمور الغيبية المتعلقة بالله واليوم الآخر فلا بد أن يعلموا معنى مشتركاً وشبهاً بين مفردات تلك الألفاظ , وبين مفردات ما علموه في الدنيا بحسهم وعقلهم.
فإذا كان ذلك المعنى الذي في الدنيا لم يشهدوه بعد , ويريد أن يجعلهم يشهدونه مشاهدة كاملة ليفهموا به القدر المشترك بينه وبين المعنى الغائب أشهدهم إياه , وأشار لهم إليه وفعل قولا يكون حكاية له وشبها به يعلم المستمعون أن معرفتهم بالحقائق المشهودة هي الطريق التي يعرفون بها الأمور الغائبة فينبغي أن يعرف هذه الدرجات:
أولها: إدراك الإنسان المعاني الحسية المشاهدة
وثانيها: عقله لمعانيها الكلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثالثها: تعريف الألفاظ الدالة على تلك المعاني الحسية والعقلية
فهذه المراتب الثلاث لا بد منها في كل خطاب.
فإذا أخبرنا عن الأمور الغائبة فلا بد من تعريفنا المعاني المشتركة بينها وبين الحقائق المشهودة والاشتباه الذي بينهما , وذلك بتعريفنا الأمور المشهودة ثم إن كانت مثلها لم يحتج إلى ذكر الفارق كما تقدم في قصص الأمم , وإن لم يكن مثلها بين ذلك بذكر الفارق بأن يقال ليس ذلك مثل هذا ونحو ذلك.
وإذا تقرر انتفاء المماثلة كانت الإضافة وحدها كافية في بيان الفارق وانتفاء التساوي لا يمنع وجود القدر المشترك الذي هو مدلول اللفظ المشترك , وبه صرنا نفهم الأمور الغائبة , ولولا المعنى المشترك ما أمكن ذلك قط. انتهى
وقال رحمه الله: ويقال لهم: هذا كاشتراك الموجود الواجب والموجود الممكن في مسمى الوجود مع امتياز هذا بما يخصه وهذا بما يخصه؛فإن الوجوب المشترك الكلي ليس هو ثابتا في الخارج بل للواجب وجود يخصه وللممكن وجود يخصه كما أن لهذا حقيقة تخصه ولهذا حقيقة تخصه.
وكذلك إذا قيل لهذا ماهية تخصه ولهذا ماهية تخصه فإنهما يشتركان في مسمى الماهية ويمتاز أحدهما عن الآخر بما يختص به وإنما اشتركا في المسمى المطلق الكلي وامتاز كل منهما عن الآخر بالوجود الذي في الخارج.
درء التعارض (2|391)
وقال أيضا: وبين فيها أن القدر المشترك الكلي لا يوجد في الخارج إلا معينا مقيدا وأن معنى اشتراك الموجودات في أمر هو تشابهها من ذلك الوجه وأن ذلك المعنى العام يطلق على هذا وهذا لأن الموجودات في الخارج لا يشارك أحدهما الآخر في شيء موجود فيه بل كل موجود متميز عن غيره بذاته وصفاته وأفعاله.
ولما كان الأمر كذلك كان كثير من الناس متناقضا في هذا المقام فتارة يظن إثبات القدر المشترك يوجب التشبيه الباطل فيجعل ذلك له حجة فيما يظن نفيه من الصفات حذرا من ملزومات التشبيه وتارة يتفطن أنه لا بد من إثبات هذا على تقدير فيجب به فيما يثبته من الصفات لمن احتج به من النفاة.
مجموع الفتاوى (3|76)
3 - لا يستعمل في حقه تعالى قياس الشمول وقياس التمثيل بل يستعمل في حقه قياس الأولى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله: والأقيسة العقلية وهي الأمثال المضروبة كالتي تسمى أقيسة منطقية وبراهين عقلية , ونحو ذلك استعمل سلف الأمة وأئمتها منها في حق الله سبحانه وتعالى ما هو الواجب وهو ما يتضمن نفياً وإثباتاً بطريق الأولى لأن الله تعالى وغيره لا يكونان متماثلين في شيء من الأشياء لا في نفي ولا في إثبات بل ما كان من الإثبات الذي ثبت لله تعالى ولغيره؛ فإنه لا يكون إلا حقا متضمنا مدحا وثناء وكمالا , والله أحق به ليس هو فيه مماثلاً لغيره ,وما كان من النفي الذي ينفي عن الله وعن غيره؛ فإنه لا يكون إلا نفي عيب ونقص , والله سبحانه أحق بنفي العيوب والنقائص عنه من المخلوق فهذه الأقيسة العادلة والطريقة العقلية السلفية الشرعية الكاملة , فأما ما يفعله طوائف من أهل الكلام من إدخال الخالق والمخلوقات تحت قياس أو تمثيل يتساويان فيه؛ فهذا من الشرك والعدل بالله , وهو من الظلم , وهو ضرب الأمثال لله , وهو من القياس والكلام الذي ذمه السلف وعابوه , ولهذا ظن طوائف من عامة أهل الحديث والفقه والتصوف أنه لا يتكلم في أصول الدين , ولا يتكلم في باب الصفات بالقياس العقلي ,وأن ذلك بدعة , وهو من الكلام الذي ذمه السلف , وكان هذا مما أطمع الأولين فيهم لما رأوهم ممسكين عن هذا كله إما عجزاً أو جهلاً.
وإما لاعتقاد أن ذلك بدعة وليس من الدين وقال لهم الأولون: ردكم أيضاً علينا بدعة؛ فإن السلف والأئمة لم يردوا مثل ما رددتم , وصار أولئك يقولون عن هؤلاء إنهم ينكرون العقليات , وأنهم لا يقولون بالمعقول , واتفق أولئك المتكلمون مع طوائف من المشركين والصابئين والمجوس وغيرهم من الفلاسفة الروم والهند والفرس وغيرهم على ما جعلوه معقولاً يقيسون فيه الحق تارة والباطل أخرى , وحصل من هؤلاء تفريط وعدوان , ومن هؤلاء تفريط وعدوان أوجب تفرقاً واختلافاً بين الأمة ليس هذا موضعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ودين الإسلام هو الوسط وهو الحق والعدل وهو متضمن لما يستحق أن يكون معقولاً ولما ينبغي عقله وعلمه ومنزه عن الجهل والضلال والعجز وغير ذلك مما دخل فيه أهل الانحراف فسلك الإمام أحمد وغيره مع الاستدلال بالنصوص وبالإجماع مسلك الاستدلال بالفطرة والأقيسة العقلية الصحيحة المتضمنة للأولى , وذلك أن النجاسات مما أمر الشارع باجتنابها والتنزه عنها , وتوعد على ذلك بالعقاب كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: تنزهوا عن البول فإن عامة عذاب القبر منه.
وهذا مما علم بالاضطرار من دين الإسلام, وهي مما فطرت القلوب على كراهتها والنفور عنها واستحسان مجانبتها لكونها خبيثة؛ فإذا كان العبد المخلوق الموصوف بما شاء الله من النقص والعيب الذي يجب تنزيه الرب عنه لا يجوز أن يكون حيث تكون النجاسات , ولا أن يباشرها ويلاصقها لغير حاجة , وإذا كان لحاجة يجب تطهيرها ثم إنه في حال صلاته لربه يجب عليه التطهير؛ فإذا أوجب الرب على عبده في حال مناجاته أن يتطهر له وينزه عن النجاسة كان تنزيه الرب وتقديسه عن النجاسة أعظم وأكثر للعلم بأن الرب أحق بالتنزيه عن كل ما ينزه عن غيره.
"بيان تلبيس الجهمية " (2|536)
وقال شيخ الإسلام: " والله تعالى له المثل الأعلى فلا يجوز أن يقاس على غيره قياس تمثيل يستوي فيه الأصل والفرع , ولا يقاس مع غيره قياس شمول تستوي أفراده في حكمه؛ فإن الله سبحانه ليس مثلاً لغيره ولا مساوياً له أصلاً بل مثل هذا القياس هو ضرب الأمثال لله وهو من الشرك ,والعدل بالله , وجعل الند بالله , وجعل غيره له كفوا وسميا , وهم مع هذا كثير والبراءة من التشبيه والذم له وهم في مثل هذه المقاييس داخلون في حقيقة التمثيل والتشبيه والعدل بالله , وجعل غيره له كفواً ونداً وسمياً كما فعلوا في مسائل الصفات والقدر وغير ذلك.
ولهذا ذكر الوزير أبو المظفر ابن هبيرة في كتاب" الإيضاح في شرح الصحاح" أن أهل السنة يحكون أن النطق بإثبات الصفات وأحاديثها يشتمل على كلمات متداولات بين الخالق وخلقه , وتحرجوا من أن يقولوا مشتركة لأن الله تعالى لا شريك له بل لله المثل الأعلى , وذلك هو قياس الأولى والأحرى فكلما ثبت للمخلوق من صفات؛ فالخالق أحق به وأولى وأحرى به منه لأنه أكمل منه , ولأنه هو الذي أعطاه ذلك الكمال فالمعطي الكمال لغيره أولى وأحرى أن يكون هو موصوفا به إذ ليس أعطى , وأنه سلب نفسه ما يستحقه وجعله لغيره؛ فإن ذلك لا يمكن بل وهب له من إحسانه وعطائه ما وهبه من ذلك كالحياة والعلم والقدرة , وكذلك ما كان منتفياً عن المخلوق لكونه نقصاً وعيباً , فالخالق هو أحق بأن ينزه عن ذلك وقد بسطت هذه القاعدة في غير هذا الموضع.
وعلى هذا فجميع الأمور الوجودية المحضة يكون الرب أحق بها لأن وجوده أكمل , ولأنه هو الواهب لها فهو أحق باتصافه بها , وجميع الأمور العدمية المحضة يكون الرب أحق بالتنزيه عنها لأنه عن العدم أبعد من سائر الموجودات.
ولأن العدم ممتنع لذاته على ذاته , وذاته بذاته تنافي العدم , وما كان فيه وجود وعدم كان أحق بما فيه من الوجود وأبعد عما فيه من العدم فهذا أصل ينبغي معرفته؛ فإذا أثبت له صفات الكمال من الحياة والعلم والقدرة والكلام والسمع والبصر وغير ذلك بهذه الطريق القياسية العقلية التي لله فيها المثل الأعلى كان ذلك اعتباراً صحيحاً , وكذلك إذا نفي عنه الشريك والولد والعجز والجهل ونحو ذلك بمثل هذه الطريق , ولهذا كان الإمام أحمد وغيره من الأئمة يستعملون مثل هذه الطريق في الأقيسة العقلية التي ناظروا بها الجهمية.
"بيان تلبيس الجهمية " (1|327)
وقال ابن أبي العز الحنفي: ومما يوضح هذا أن العلم الإلهي لا يجوز أن يستدل فيه بقياس تمثيلي يستوي فيه الأصل والفرع , ولا بقاس شمولي يستوي أفراده؛ فإن الله سبحانه ليس كمثله شيء فلا يجوز أن يمثل بغيره , ولا يجوز أن يدخل هو وغيره تحت قضية كلية يستوي أفرادها, ولهذا لما سلكت طوائف من المتفلسفة والمتكلمة مثل هذه الأقيسة في المطالب الإلهية لم يصلوا بها إلى اليقين بل تناقضت أدلتهم وغلب عليهم بعد التناهي الحيرة والاضطراب لما يرونه من فساد أدلتهم أو تكافيها ولكن يستعمل في ذلك قياس الأولى سواء كان تمثيلاً أو شمولاً كما قال تعالى {ولله المثل الأعلى} مثل أن يعلم أن كل كمال للممكن أو للمحدث لا نقص فيه بوجه من الوجوه , وهو ما كان كمالاً للوجود غير مستلزم للعدم بوجه؛ فالواجب القديم أولى به ,وكل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه ثبت نوعه للمخلوق والمربوب المدبر؛ فإنما استفاده من خالقه وربه ومدبره , وهو أحق به منه وأن كل نقص وعيب في نفسه , وهو ما تضمن سلب هذا الكمال إذا وجب نفيه عن شيء من أنواع المخلوقات والممكنات والمحدثات؛ فإنه يجب نفيه عن الرب تعالى بطريق الأولى.
"شرح الطحاوية" (119)
وقال شيخ الإسلام: … والثالثة طريق قياس الأولى وهي الترجيح والتفصيل , وهو أن الكمال إذا ثبت للمحدث الممكن المخلوق فهو للواجب القديم الخالق أولى , والقرآن يستدل بهذه وهذه.
ثم قال: وأما الاستدلال بطريق الأولى فقوله {ولله المثل الأعلى} ومثل قوله {ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم}.
وأمثال ذلك مما يدل على أن كل كمال لا نقص فيه يثبت للمحدث المخلوق الممكن فهو للقديم الواجب الخالق أولى من جهة أنه أحق بالكمال لأنه أفضل.
"مجموع الفتاوى" (16/ 357)
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[11 - Jul-2009, صباحاً 01:17]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبدالباسط
وأريدك منك طلب وهو:
أن تضرب لمثال لكل من قياس التمثيل والشمول ى بما يجلي للقارئ الحد الذي ذكر لهما:
قياس التمثيل: قياس يستوي فيه الأصل والفرع
مثاله:؟
قياس الشمول: قياس تستوي أفراده في حكمه
مثاله:؟
نفع الله بكم
في انتظار اجابتكم(/)
الباطنية عبر التاريخ! .. (درس قديم للشيخ الحوالي, جدير بالقراءة)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 11:59]ـ
< LI class=title> الباطنية عبر التاريخ
للشيخ الدكتور: سفر بن عبد الرحمن الحوالي.
ملخص هذه المادّة:
في طيات هذا الدرس حديث مهم عن الحرب القائمة على هذا الدين منذ وجد، والتي ما زالت قائمة إلى يومنا هذا، مع بيان شامل لأصول الحركة الباطنية، وعرض لشيء من عقائدهم.
وقد تضمن أيضاً حديثاً عن بعض فرقهم وانقساماتهم، وعلاقة بعض الفرق بهؤلاء الباطنية في السابق وفي العصر الحديث، وسبب هذه العلاقة.
وقد اختتم الحديث بالتحذير من خطر الزلل في الاعتقاد، وأنه سبب الوقوع في هاوية البدع والضلالات، وكذا تنبيه إلى أمر مهم وهو الحذر من أعداء الله في كل زمان ومكان.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Show**** ... &*******ID=629&Full*******=1
/// /// ///
1 - تمهيد الحرب القائمة على هذا الدين ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=1078)
الحمد لله القائل في محكم كتابه: http://www.alhawali.com/sQoos.gif وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=ayat&id=6000843) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[ الأنعام:55] وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فالحمد لله تعالى الذي أرسل محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده، وأظهر الله به الدين، وأرغم به الملحدين، فأظهر الحجة، وأبان المحجة، وترك الأمة على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ورضي الله تعالى عن أصحابه الطيبين الطاهرين الذين أوصلوا لنا هذا الدين وكانوا خير حواريين لخير نبي.
وبعد: فإن هذا الدين محارب ومستهدف منذ أن بعث الله نبيه محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما قال جل شأنه: http://www.alhawali.com/sQoos.gif وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=ayat&id=6000126) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[ البقرة:120]، وكما قال جلَّ شأنه: http://www.alhawali.com/sQoos.gif لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=ayat&id=6000750) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[ المائدة:82] إلى غير ذلك مما ذكر الله تبارك وتعالى، ومما تنطق به سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد أُوذي وحُورب في مكة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000009) ثم تألبت عليه الأحزاب في المدينة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000004) من اليهود والمشركين والمنافقين في غزوة الخندق ثم كان تآلب الامبراطوريات العالمية: الامبراطورية الشرقية الفارسية المجوسية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000018) والامبراطورية الرومانية النصرانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000030) الصليبية في الغرب، وكان تعاون جميع أمم الكفر والضلال على هدم هذا الدين ومقاومته، ولكن الله تبارك وتعالى أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، وظهر أمر الله وهم كارهون، وأذلَّ الله تبارك وتعالى بدين التوحيد وبرسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عروش الطغيان، وأذل بدينه الحق ما وضعه دجاجلة وكهان الأديان، وأبطل الشرائع الظالمة والأديان المنسوخة، وأعلى كلمة الحق والتوحيد والعدل في العالمين، وهذا هو السبب الذي جلب عداوة أمم الأرض جميعاً من يهود ومجوس ونصارى وصابئة وفلاسفة ومنافقين على شتى أنواعهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) ما هي إلا صورة أو مرحلة من مرحلة محاربة هذا الدين ومقاومته ومحاولة استئصاله وإبادته، فقد بدأت المحاولة الأولى المنظمة المخططة لها في الفتنة التي ذهب ضحيتها الفاروق عمر بن الخطاب ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000033) رضي الله تعالى عنه ثم استمرت في زمن عثمان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000063) رضي الله تعالى عنه، وكان أيضاً ضحيتها طلحة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001146) والزبير ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000171) وعثمان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000063) بنفسه رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وتزعزعت الدولة الإسلامية وظهر فيها المنافقين، وانتشرت فيها البدع، رغم أن الحق كان هو الأقوى والأظهر ولله الحمد.
/// /// ///
2 - الجانب العملي الواقعي للمذهب الباطني ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=1079)
كانت المحاولة الأولى على يد عبد الله بن سبأ اليهودي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000064) الذي أسس ذلك الدين، الذي دخل منه جميع أعداء الإسلام وهو دين التشيع، فما من رجل أراد أن يطعن في الإسلام إلا ودخل من باب التشيع ثم يجد السبيل أمامه مفتوحاً.
ولهذا روى غير واحد ممن ألف في السُّنة عن المحدث الإمام الثقة أبي الربيع الزهراني ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001147) أنه كان له جار زنديق، ولكن يبدو أن الله تعالى قد مَنَّ عليه بالتوبة فقال له: ما بالك كنت تدَّعي الرفض والتشيع ثم أظهرت الزندقة؟
فقال: إنا نحن معشر الزنادقة ومعشر أعداء الدين قد فكرنا وأردنا أن نهدم الإسلام وأن نحارب أهله، فما وجدنا أيسر من أن ندخل من باب التشيع، فإن هذه الطائفة جاهلة حمقاء، وإننا إن دخلنا عن طريقها استطعنا أن نحقق ما لا نستطيعه لو دخلنا من طريق غيرها، وهذا معنى كلام ذلك الزنديق سابقاً.
فهذه الفرقة هي شر الطوائف بلا شك نظراً لما اتصفت به، كما قال الإمام الشعبي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000570) رضي الله تعالى عنه لمالك بن مغول ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001148) : ' يا مالك ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001148) إن شر الطوائف الخشبية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000069) - وكانت الشيعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) يسمون الخشبية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000069) ؛ لأنهم اتخذوا السيوف من الخشب، وقالوا: لا جهاد بالسيف إلا مع الإمام المعصوم الذي يظهر في آخر الزمان- لو كانوا من الطير لكانوا رخماً، ولو كانوا من الدواب لكانوا حميراً '.
وقال طلحة بن مصرف ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001293) رضي الله تعالى عنه: [[لو شئت لملأت الرافضة بيتي ذهباً وفضة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) http://www.alhawali.com/tips.gif ]] وأكثر من واحد قال مثل هذا، فالمهم عندهم أن يضع أحاديث في فضائل علي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) ، وأن يكذب على علي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) فيملأ بيته ذهباً وفضة.
فمن هنا كان كل عدو للإسلام يدخل فيجد هذا الباب الذي فتحه عبد الله بن سبأ اليهودي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000064) ، ولهذا من أصدق العبارات التي قيلت في وصف هذه الفرقة وفي التعبير عن حقيقتها ما قاله بعض العلماء حين قال: 'إن الشيعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) بذرة نصرانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000030) غرستها اليهودية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000032) في أرض مجوسية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000018) '.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتشيع بذرة نصرانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000030) غرستها اليهودية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000032) في أرض مجوسية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000018) ، وعند التدقيق والتحقيق في مسألة الفرق ومنها الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) يظهر لنا صحة العبارة، فإن عبد الله بن سبأ اليهودي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000064) هو من يهود اليمن ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000005) ، وهي طائفة من يهود الحبشة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000027) في الأصل، وأصل يهود الفلاشا ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000032) هو من الحبشة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000027) ، وكانوا متأثرين إلى حد كبير بالنصرانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000030) ، وكان يريد أن يضاهي ما فعله شاوُل ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000841) الذي هدم دين النصارى بالغلو في المسيح، وادعاء أن الله حل فيه، وأنه إله، فادَّعى هو مثل ذلك في علي بن أبي طالب ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) رضي الله تعالى عنه، فكانت بذرة الغلو وتقديس الأشخاص وتأليههم هذه بذرة نصرانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000030) غرستها اليهودية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000032) ، لأننا نجد أن وراء كل حركة شيعية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) أو باطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) أيادي اليهود واضحة جلية كما سيتبين لنا في المرحلة الثانية التي تسمى الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) .
وأما قوله: "وفي أرض المجوسية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000018) "؛ لأن هذا الدين الهدَّام الخطير إنما نشأ في تلك البلاد المجوسية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000018) ، حيث تظهر فيه الفتن وحيث يظهر قرن الشيطان، كما أخبر بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأحاديث الصحيحة، وتعلمون أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قال أيضاً: {يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000223) http://www.alhawali.com/tips.gif } وهذا من آيات نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن مدينة أصبهان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000223) مدينة معروفة منذ القدم بوجود اليهود فيها، وهي المدينة التي خرج منها سلمان الفارسي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000247) رضي الله تعالى عنه، فكان فيها يهود ونصارى، وكان فيها المجوس أيضاً الذين هم أكثرية أهل البلاد، ومن هنا ومن تلك البيئة التي توجد فيها هذه الأديان، ومن البيئة التي كان الحقد الشديد على الإسلام يأكل قلوبها، وتغلي مراجلها به، من هنا ظهرت تلك الفرق ومنها الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) .
والباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) تسمى بأسماء كثيرة، لأن الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) - في الحقيقة- ليست فرقة واحدة ولكنها علم واسم على فرق كثيرة، فهي أخطبوط أو شبكة من الفرق ومن الدول ومن الضلالات ومن الأفكار، أراد بها أصحابها أن يجتثوا الإسلام نهائياً، ولهذا قال بعض المؤرخين: ما بين مبعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخروج الدجال فتنة أعظم وأشد على الإسلام من الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) ، فهي أخطبوط دخل في جميع الفرق، وأعظم فرقتين أو طائفتين دمرت الحياة الإسلامية تدميراًَ واضحاً جلياً هما الشيعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) الروافض ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) والصوفية
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) ، وكلاهما متأثر وله علاقة قوية بالباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) ، لا سيما الرافضة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) كما هو معلوم وكما سنعرف.
إذاً: الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) مجمع الضلالات، الرافضي إذا غلا في الرفض أصبح باطنياً، والصوفي إذا غلا في التصوف أصبح باطنياً.
والباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) فرق منها: الخرمية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000198) ، والبابكية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000188) ، والقرامطة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000041) ، والإسماعيلية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000048) ، والعبيدية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000078) ، وغيرها فهي فرق كثيرة لا تحصى.
وكذلك الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) لها دول قامت، ومن أمثلة الدول التي قامت عليها: العبيدية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000078) التي تسمى الفاطمية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000182) ، وقامت دولة القرامطة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000041) ، وقامت في المشرق أكثر من دولة تحت اسم الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) .
فهذه إذاً حركة خطيرة عظيمة قامت لغرض ضخم وهدف كبير وهو هدم الإسلام.
/// /// ///
< LI class=withDot> أصل الباطنية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=2813)
والأصل الذي ترجع إليه الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) كما تتفق على ذلك المصادر من سنية وباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) ، أو من إسلامية وباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) ، هو إلى إسماعيل بن جعفر الصادق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) ، وجعفر الصادق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000288) هو أحد أئمة الرافضة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) ، وكان قد ولد له ولد يُسمى إسماعيل ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) ، وحدث أن مات إسماعيل ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) وهو صغير، والأمر طبيعي جداً أن يولد صبي ثم يموت وهو صغير فدفنه أبوه وانتهى الأمر، ولكن القضية ليست هكذا، حيث كان أولئك الحاقدون المندسون وعلى رأسهم رجل يقال له ميمون القداح ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001151) ومعه ابنه عبيد الله بن ميمون القداح ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001158) يحضرون إلى جعفر الصادق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000288) وينتسبون وينتمون إليه، ويقولون: نحن من شيعتكم، ونريد أن نأخذ من علمكم، فحصل أن هذا الرجل كون خلايا سرية في عدة دول، كالعراق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000014) ومصر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000001) وبلاد فارس ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000013) ، وكان هؤلاء الخلايا يتكونون في الغالب من المجوس ومن الديصانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000189) وقد اختلف في هذا الرجل فقيل: إنه يهودي، وقيل: إنه ديصاني -أي: ديانة قديمة- وقيل: إنه ثنوي، وليس في الحقيقة هناك كبير فرق ولا اختلاف؛ لأنه إن كان يهودياً فهو من يهود فارس، ومن قال: إنه مجوسي فلأن الفرس ديانتهم هي المجوسية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000018) ، ومن قال: إنه ديصاني فأيضاً الديصانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000189) فرقة من فرق المجوس، فهو كما يبدو في الغالب أنه رجل يهودي من يهود الفرس، المهم أنه نظم أولئك في تلك الخلايا السرية، وأظهر أنهم ينتمون إلى:
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001152) ، وكما قلنا إسماعيل بن جعفر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) مات وهو صبي، وأبلغت الدولة أباه بأنه يوجد لك ابن اسمه إسماعيل ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) مختفٍ وينظم خلايا ضد الدولة العباسية، فأنكر جعفر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000288) وقال: لا يوجد، فقالوا: بلى يوجد لك ابن، قال: إن ابني توفي وهو صغير ودفنته، فاضطر جعفر الصادق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000288) أن يكتب محضراً ومشهداً ويشهد عليه الناس الذين حضروا الجنازة والموت بأنني دفنت ابني هذا وهو صغير، وأنه لا وجود لإنسان اسمه إسماعيل بن جعفر الصادق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) ولكن أولئك كذبوه، فقالوا: هذا زمان غيبة الإمام -إسماعيل بن جعفر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) هذا هو الإمام الذي يغيب بناءً على عقيدة الغيبة وهي عقيدة مجوسية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000018) قديمة- قالوا: إسماعيل بن جعفر الصادق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) غاب، وفي فترة الغيبة هذه له نواب وكلاء وله بُواب يُكلمون ويبلغون الناس ماذا يريد، وماذا يخفي معه من العلم اللدني أو العلم الموروث، الذي ورثه آل البيت وحدهم دون سائر الأمة، وقالوا: أما إنكار أبيه له فإنه من باب التقية، فعندما يحتار الناس يقولون لهم بأنه أنكر تقية، ويأتون بمثل هذه التلبيسات التي يصعب على العقول -ولا سيما مع العوام السذج- أن يتبينوا حقيقتها.
فبهذا المكر اليهودي الخبيث استطاع ميمون القداح ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001151) وابنه أن يبذرا الدعوة وأن ينشراها في الآفاق، ثم قالوا: إن إسماعيل ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) توفي وخلفه محمد بن إسماعيل ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001152) الذي يقال: إنه في الحقيقة عبيد الله بن ميمون القداح ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001158) حيث جعل ميمون القداح ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001151) والده نفسه بمنزلة إسماعيل بن جعفر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) ، وجعل عبيد الله بن ميمون القداح ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001158) بمنزلة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001152) ، ومنذ ذلك الحين افترقت هذه الفرقة عن بقية فرق التشيع، وكل فرق الشيعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) نشأت لهدم الإسلام بلا شك، ولكن هؤلاء افترقوا في تعيين من هو الإمام، وأخذوا بهذه الدورة التي يسمونها دورة الغيبة أو الاستتار.
< LI class=withDot> بداية ظهور الباطنية وأسباب الظهور ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=2814)
كانت هناك مرحلة جديدة لهدم الإسلام، وهي المرحلة التي شهدها أواخر القرن الثالث، لأن الفرق التي كانت قد أنشأت من قبل -كما يبدو في التحليل التاريخي والتدقيق- لم تحقق النتيجة المطلوبة، فكانت المرحلة الجديدة وهي مرحلة الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) ، حيث أظهرت الفكرة وأظهرت الدول التي تنتسب إلى إسماعيل ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) أو إلى محمد بن إسماعيل ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001152) ، ولهذا يُسمون إلى اليوم بالإسماعيلية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000048) ، وهو أحد أسمائهم أو هي أحد طوائفهم، ولما ظهرت هذه الفرقة استفادت مما حدث في زمن المأمون ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000230) وما بعده، من ترجمة الفلسفة ومنطق اليونان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000008) وعلومهم الضالة، واستفادت من تفكك الأمة الإسلامية ومن ضعفها، وأيضاً خشيت وخافت من عودة شوكة السنة التي أعقبت انتصار الإمام أحمد بن
(يُتْبَعُ)
(/)
حنبل ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000016) رضي الله تعالى عنه في تلك المعركة الكبرى التي قادها بنفسه وقادها من بعده من أتباعه.
ولهذا ظهرت هذه الفرق وظهرت بدايات لها في أواخر القرن الثالث عندما بدأ ظهور القرامطة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000041) في سواد الكوفة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000024) حوالي سنة (285هـ) تقريباً، فبدأ ظهور هذه الفرقة الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) الإباحية المجوسية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000018) ، ثم أخذت الفرق تتشعب ولم يأتِ منتصف القرن الرابع سنة (350 أو 360هـ) إلا وكان الحال كما عبر الحافظ الذهبي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000013) رحمه الله تعالى في كتابه دول الإسلام ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000415) وفي مواضع أخرى من كتبه، قال: في سنة (360 أو 361هـ) عمَّ الرفض الدنيا شرقاً وغرباً، ففي تلك الفترة استطاعوا أن يجعلوا الرفض يعم الدنيا شرقاً وغرباً فبنو بويه كانوا شيعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) ، والعبيديون كانوا يحكمون بلاد الشام ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000022) ومصر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000001) والمغرب ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000104) وكانوا أيضاًَ رافضة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) .
وهم في الحقيقة كما قال أبو حامد الغزالي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000087) وغيره: ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض، لكن كانوا يظهرون أنهم رافضة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) للسبب الذي ذكره ذلك الزنديق لأبي الربيع الزهراني ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001147) حتى يُقبلوا عند الأمة وحتى ينتشروا.
وكان من الشعائر التي أعلنها أولئك أنهم كانوا يأتون إلى السوق وينادون أن من لعن وسب فله كيلة وإردب، فيأتي الرجل فيلعن الشيخين أبي بكر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000066) وعمر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000033) - رضي الله وتعالى عنهما ولعن من لعنهما- ويأخذ ذلك الطعام، فإذا أخبروا أن رجلاً من أهل السنة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000006) رفض أن يلعن الشيخين أو رفض أن يظهر دين أولئك الرافضة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) فإنه يقتل، وحصلت مجازر شديدة جداً في بلاد المغرب ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000104) ومصر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000001) وبلاد الشام ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000022) ، بل حكموا الحجاز ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000093) ثم نُودي لهم بالخلافة في نفس بغداد ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000018) ، وحصلَ أيضاً أَن أنشئوا دولة في اليمن ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000005) فكان كما قال الإمام الذهبي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000013) رحمه الله: عم الرفض الدنيا شرقاً وغرباً.
< LI class=withDot> دول المذهب الباطني ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=2815)
وكان هذا هو الوجود الظاهري لهذه الفرقة، كدول في القسم الشرقي من العالم الإسلامي، حيث كانت هناك دول منها القرامطة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000041) في نفس الوقت، وفي نفس التاريخ، وبنفس الفكرة والهدف، القرامطة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000041) كانت منهم قرامطة الشام ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000041) وقرامطة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000041) العراق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000014) الذين دوخوا الخلافة سنين عديدة، وأيضاً انتشروا في فارس ثم في البحرين
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000012) التي هي شرق جزيرة العرب ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000017) ، وليست الجزيرة المعروفة اليوم، وهناك أسسوا دولة لهم قوية كانت معاصرة في تأسيسها لدولة العبيديين أيضاً، والقرامطة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000041) هؤلاء وهم من نفس الفئة من الرافضة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) الغلاة -أي: من الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) - هم الذين انتقموا من المسلمين في سنة (317هـ) عندما جاءوا إلى مكة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000009) ودخلوا البيت الحرام واستحلوه في يوم التروية، وقتلوا الحجاج وألقوا بجثثهم في بئر زمزم، وكان الخبيث زعيمهم يقتل الناس ويقول:
أنا بالله وبالله أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا
فقتلهم عند الكعبة، وكان أصحابه يقولون لمن يقتلون من المسلمين: تقولون في دينكم: إن الله يسلط العذاب على من يقتل أو من يستحل هذا البيت، فأين الطير الأبابيل وأين الحجارة من سجيل؟
وجاء أشقاهم وجعل يضرب الحجر الأسود، ويقول: أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل؟
ثم أخذوا الحجر واقتلعوه وذهبوا به إلى البحرين ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000012) التي هي اليوم تسمى الأحساء ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000323) وبقي هنالك (22 سنة).
هذا ما حصل منهم، وحصل منهم أيضاً إباحة الأموال والدماء والفروج فيما بينهم، وكذلك استباحوا حرمات الأمة، وانقطع الحج سنين عديدة، فكان ركب الحجاج يخرج من بغداد ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000018) ومعه قوة تحميه، فيأتوا فيقطعون عليه الطريق ويقتلون القوة ويستبيحون أولئك الحجاج، ويمنعونهم من الذهاب إلى مكة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000009) ، وحصل ذلك في سنوات عديدة، كما هو مفصل في التاريخ.
وقد قامت هذه الطائفة بهذا العمل الحاقد انتقاماً لبيت النار المجوسية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000018) ، وثأراً وتشفياً في بيت الله الحرام، الذي هو رمز لدين الحنيفية الذي جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان الأمر هو تحقيقاً لما قاله عبد الله بن مقفع ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001154) من قبل، وهو من أحد المؤسسين للفكر الباطني المجوسي، حينما مر عبد الله بن مقفع ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001154) على بيت من بيوت النار، والنار مشتعلة فيه فتذكر دين آبائه وأجداده المجوس، فتمثل ببيتين للشاعر الأحوص ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001155) يقول فيها:
يا بيت عاتكة الذي أتغزل حذر العدى وبه الفؤاد موكل
إني لأمنحك الصدود وإنني قسماً إليك مع الصدود لأميل
فيقول: أنا أمر من عند النار وأظهر بأني أصد عنها، ولكنني مع صدودي فإن قلبي معلق بها، وهؤلاء القوم هذا هو حالهم فجميع فرق الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) قلوبهم متعلقة بالمجوسية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000018) وباليهودية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000032) ، ويريدون أن يثأروا من هذا الدين -دين الإسلام الحنيفية السمحة- وبعد فترة خضعت أيضاً الحجاز ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000093) والبلد الحرام للباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) اليمنيين -الدولة الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) التي قامت في اليمن ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000005) - ولكم أن تتعجبوا كيف تقوم في وقت واحد دولة باطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) في مصر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000001) وبلاد الشام ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000022) ، ودولة باطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) في شرق العالم الإسلامي، ودولة باطنية
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) في اليمن ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000005) في نفس الفترة، هذا بلا شك يجب أن نقف عنده وقفةً مهمة، لنعلم أن الأمر ليس صدفة عابرة، ولكنه تخطيط ومؤامرة كبيرة تعاون فيها اليهود والنصارى والمجوس وأشباههم، ففي وقت واحد تقوم هذه الدول في كل مكان ويكون لها نفس الهدف.
فما إن ذهب القرامطة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000041) إلا وخضعت مكة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000009) فترات من الزمن للصليحيين وهم من الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) اليمنيين، ثم قامت بعد ذلك دولة مشهورة للباطنيين وهي دولة الحشاشين ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000519) في قلعة الموت المشهورة في بلاد فارس ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000013) ، ونشأت من هذه الدولة فرقة خبيثة وهي من بقايا العبيديين، ولما قضى صلاح الدين الأيوبي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000418) رحمه الله على العبيديين وعلى دولتهم المسماة بالدولة الفاطمية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000182) ، فقامت لهم بقية في بلاد إيران ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000065) وسموا بالحشاشين ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000519) ، وفرقة منهم تسمى الكداوية أو الفدائيين.
وهؤلاء الحشاشون ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000519) سموا بذلك لأنهم كانوا يستخدمون الحشيش، والمعروف في تاريخ الحشيش أن أول من استخدم وعرف الحشيش هم: الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) الهند ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000015) ، فلهذا سميت شجرة الحشيش حشيشة الفقراء، ثم اختصرت وسميت الحشيشة، لأنهم كانوا يعيشون في الغابات ولا يعيشون مع الناس، ويقولون: نتعبد ونسيح في الأرض ونصوم، فما كانوا يأكلون إلا من هذه الشجرة، فكانوا إذا أكلوا منها تعطيهم الخيالات البعيدة والأحلام التي تنسيهم ذلك الواقع المؤلم، ولذلك سميت حشيشة الفقراء.
وكما تعلمون أن كلمة فقير تطلق على الفقراء أوالمتفقرة وهي من الأعلام التي تطلق على الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) .
وتعلَّم الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) من الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) هذا الشيء وعرفوا هذه المادة -الحشيش- واستخدموها وكانوا يأتون بالرجل من العوام أو ما أشبه ذلك -لا سيما إذا كان لهم تأثير في العامة- فيخدرونهم بهذه المادة وما أشبهها، ثم يدخلون به إلى بستان ضخم طويل عريض، وفيه الجواري والغناء وفيه المياه، وكل ما يتخيله الإنسان ويحبه، ويقولون له: هذه الجنة، ويجد الإمام فيها، فيقولون: هذا الإمام المستور وهذه هي الجنة، ويدخلونه وهو مبنج فيفيق فيجد هذه المناظر المهيبة الغريبة، ثم بعد ذلك يخرج إلى الخارج ويفيق فيقولون له: ماذا رأيت؟
فيقول: رأيت الإمام، ورأيت الجنة ورأيت الحور العين، فيقولون: أدخل في طاعة هذا الإمام وبايع هذا الإمام أنت ومن معك، وبهذه الطريقة وأمثالها من الحيل الكاذبة استطاعوا أن يجمعوا أعداداً كبيرة من الغوغاء ومن العوام، والفرقة المعروفة منهم بالفدائيين كانت سيفاً رهيباً مسلطاً على المسلمين، فكم قتلوا من علماء، وكم اغتالوا من أمراء ومن قادة، حتى أن بطل الإسلام في ذلك الزمن وهو صلاح الدين الأيوبي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000418) تعرض لأكثر من مرة لاغتيال أولئك الفدائيين، ولكن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يحميه، وغيره قد وقع وقد سقط ضحية لهؤلاء المجرمين.
هذا هو الجانب العملي أو الجانب الواقعي لهذه الدول.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 11:59]ـ
3 - عقائد الباطنية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=1080)
(يُتْبَعُ)
(/)
أما في الجانب الفكري فإننا نجد أن هؤلاء الناس يرتكزون في دينهم وعقيدتهم على نفس الأسس التي أصلها وأنشأها وبذرها عبد الله بن سبأ اليهودي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000064) لكنهم طوروها وأضافوا إليها ما اقتبسوه من الفلسفة اليونانية فجاءوا بدين جديد وجعلوا مادة هذا الدين وكتابه أو قرآنه -إن صح التعبير- عندهم خمسين رسالة كتبها فلاسفتهم تسمى رسائل إخوان الصفا ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000173) ، فكتبوا هذه الرسائل وجعلوها كالدستور أو كالكتاب المقدس لهذا الدين الضال المنحرف، وظهر عندهم مجموعة من الكتاب والمفكرين والشعراء، وكانوا على المستوى الفكري يبثون عقيدتهم بكل وضوح بعد أن كانوا يتخفون بها.
فمن ذلك مثلاً: أن أحد الشعراء من باطنية اليمن ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) في ذلك الزمن قال القصيدة المشهورة التي يتحدث فيها عن عقيدة الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) التي أذكر لكم بعض أبياتها يقول:
خذي الدف يا هذه واضربي وغني هزاريك ثم اطربي
تولى نبي بني هاشم وجاء نبي بني يعرب
تولى نبي بني هاشم أي: محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وجاء نبي بني يعرب أي: إمام الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) الموجودين في عهده.
فيقول:
لقد حط عنك فروض الصلاة وحط الصيام فلا تتعبي
أي: من أساس دينه أنه حط الصلاة وحط الصيام.
ثم قال:
أباح البنات مع الأمهات وزاد كذاك نكاح الصبي
أي: أحلو الزنا واللواط والعياذ بالله.
وهذه يقولها في مقام الفخر بهذه العقيدة التي جاءتهم، والتي يريدون أن يجعلوها بدل دين الإسلام، ولهذا يقول:
لكل نبي مضى شرعة وهذي شريعة هذا النبي
فهذه هي شريعتهم وهذا هو دينهم.
ثم يقول لها على عادة العرب حيث يخاطبون المرأة في الشعر:
فلا تمنعي نفسك المعرسين من الأقربين ومن أجنبي
أي: لا تمنعي نفسك أحد لا قريب ولا بعيد.
ثم ذكر بعد ذلك:
أليس الغراس لمن ربه وأسقاه في الزمن المجدب
أي: أليست البنت الأولى بها أن يتزوجها -والعياذ بالله- أبوها لأنه هو الذي سقاها.
فيبرر دين المجوس الذين يبيحون نكاح الأمهات والبنات، ويدعو بهذه الدعوى العلانية الصريحة إلى أن يكون هذا هو الدين الذي يحل محل دين محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، محل دين نبي بني هاشم ومحل شريعة الإسلام.
فأظهروا ذلك لأن الوقت لم يعد يحتمل الاختفاء، فدولهم تحكم العالم شرقاً وغرباً، فأظهروا ذلك الحقد، لكن في مرحلة قوة الإسلام يخفون دينهم ويظهرون التقية، ويقولون: لماذا لا يتوحد المسلمون؟
فإمام الإسماعيلية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000048) المعاصرين الآغاخانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000079) قرأت له مقابلة قبل أشهر في مجلة المستقبل ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000318) لأنهم لا يزالوا إلى اليوم، وهو مقيم في باريس ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000102) وهو ثري جداً، لأن هؤلاء الأئمة يوزنون بالذهب ويعطى وزنه ذهباً، ولذلك فإنه من أثرى أثرياء العالم.
يقول: إن للعالم الإسلامي أن يتوحد، وإن للأمة الإسلامية أن تنسى الخلافات، وأنا مستعد أن أقوم بوساطة لكي تتوحد الأمة الإسلامية، وأقوم بوساطة لإيقاف الحرب العراقية الإيرانية، فهذا هو ديدنهم في فترة التقية يظهرون ذلك، فإذا ظهروا فإنهم يعلنون كما يشاءون، وهذا الرجل أمه إنجليزية وزوجته إنجليزية ويعيش في باريس ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000102) ، ولو سمح المقام لحدثناكم عن الصلة بين الإنجليز والفرنسيين واليهود وبين هذه الفرق في العصر الحديث، لأن الموضوع استمر ولم يتغير، والمؤامرة على هذا الدين لا تزال.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمقصود أنهم أظهروا هذه العقائد بالنسبة لمصر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000001) والشام ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000022) والمغرب ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000104) حيث الدولة العبيدية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000078) التي تسمى الفاطمية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000182) علانية، فمن عقائدهم: أن الحاكم الذي يُسمي نفسه الحاكم بأمر الله أنه هو الإله، وكانوا يقولون: أَمَرَ الحاكم تبارك وتعالى، ولا إله إلا هو، وجل اسمه وتقدس -والعياذ بالله- فكل صفات الله عز وجل يقولونها لهذا الفاجر الذي يسمونه الحاكم، وكانوا يصرحون بذلك، وجاء شاعرهم ابن هانئ الأندلسي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001175) وهو من الشعراء المشهورين، وألقى قصيدة طويلة في مدح أحد هؤلاء يقول في أولها:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
-والعياذ بالله- قال هذه القصيدة والناس يسمعون في حفل عظيم، وذلك الملك مزهو بذلك، كانوا يعتقدون أنه الإله وأن الألوهية حلت فيهم.
< LI class=withDot> من عقائد الدروز ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=2816)http://www.alhawali.com/myfiles/cart.gif (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.cart&function=add&item=2816|link)
وما يزال الدروز ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000052) إلى يومنا هذا يعتقدون أن الإله وأن رب العالمين هو الحاكم -والعياذ بالله- فيقولون في دينهم: أشهد أن إلهنا ومولانا الحاكم هو رب العالمين -والعياذ بالله- وقد قتل زعيمهم شر قتلة ومات شر ميتة، ولكن ما يزالون على هذه العقيدة.
والدروز ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000052) هؤلاء يعتقدون بالإضافة إلى ألوهية الحاكم -لأن الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) فرق ومنها: الدروز ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000052) المعاصرين- أنه سيأتي ويظهر في آخر الزمان الإله المنتظر، ومعلوم أنهم أخذوا فكرة العودة من الشيعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) وإمامهم الذي في السرداب، وأنه سوف يحكم العالم كما تقول الرافضة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) ، وهؤلاء يقولون: الحاكم سيعود ليحكم العالم -نفس القضية والهدف واحد- وقالوا: لو عاد في آخر الزمان فإنه سيقتل جميع المسلمين، وسيهدم الكعبة حجراً حجراً، ولا يقبل الجزية من المسلمين أبداً، وإنما إن قبلها فإنه يأخذها من اليهود والنصارى، على عكس ما نعلم نحن في دين الإسلام من أن عيسى عليه السلام كما أخبر الصادق المصدوق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي سيأتي فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية وينسخ جميع الأديان إلا دين الإسلام، فهؤلاء بالعكس تماماً ويصرون أنهم سيعودون وسوف ينقضون الكعبة حجراً حجرا، وإن شئتم أن أسمي لكم زعيمهم فهو رجل مشهور كتبه موجودة وهو معروف للجميع وهو كمال جنبلاط ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001159) الزعيم اللبناني الذي هلك منذ حوالي عشر سنوات تقريباً، فهذا هو زعيم الدروز ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000052) ، وهو يذكر في مؤلفاته أن هذه عقيدة الدروز ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000052) ، وأنه سوف يكون لهم هذا الوعد، الذي هو عودة الحاكم، بالإضافة إلى عقائد أخرى لعل الحديث يأتي عنها لأنها مما يجمعها مع بقية الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) .
<LI class=withDot> عقيدة الباطن ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=2817)http://www.alhawali.com/myfiles/cart.gif (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.cart&function=add&item=2817|link)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أعظم أصول هذه العقائد التي أظهرته في القرن الخامس وما بعده هو القول بالباطن، وهذا من أعظم الأسباب أو هو السبب الذي سموا من أجله الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) ، فهو أقرب وأصح الأسباب في تسميتهم الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) ، وهو أنهم يقولون بالباطن، فما هو هذا الباطن؟
قالوا: إن الدين له ظاهر وباطن، فظاهر الدين ما يعلمه الناس من القرآن والسنة التي يقرأها أي إنسان على ظاهرها، وهذه شريعة الدين الظاهرة التي جاء بها محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن هناك الوصي -على خلاف بينهم في هذه القضية، لكن المقصود أن هناك إماماً مستوراً أو إماماً وصياً هو علي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) ، ثم بعضهم يقول: لا، إنه يبتدأ رأساً من إسماعيل بن جعفر الصادق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) كما تقدم- وهذا الإمام المستور يأتي فينسخ الشريعة الظاهرة ويحل محلها الشريعة الباطنة، ولهذا لا يبقى من الشريعة الظاهرة إلا الرسوم، وأما الحقيقة فإنه لا يعلمها إلا الإمام المستور، ومن ذلك -مثلاً- الصلوات الخمس، فهذه العقيدة عند أهل الظاهر وهي الدين الظاهر وهو كما يفعله المسلمون حيث يصلون الصلوات الخمس يومياً، يقولون: لما ظهر إسماعيل بن جعفر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000628) نسخ هذه الشريعة وجاء بشريعة الباطن، فهذه الصلوات الخمس هي عبارة عن أسماء خمسة -مثلاً- عند النصيرية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000051) الذين يسمون العلوية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000051) الصلوات الخمس أن يحفظ الإنسان أسماء الآلهة الخمسة الذين يألهونهم من دون الله، وهم علي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) وفاطمة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000071) والحسن ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000072) والحسين ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000073) ومحسن ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000381) فهذه هي الصلوات الخمس، والصيام ليس الصيام المعروف الآن وهو صيام شهر رمضان فهذا عند أهل الظاهر، لكنهم يقولون: لا، الصيام في الحقيقة وفي الباطن ذكر ثلاثين شخصاً، أو الإمساك عن أسرار الأئمة وعدم إفشاءها، فمن يفشي أي شيء من أشياء هذه الفرقة والأئمة فإنه يتعرض للموت، ويتعرض للقتل إلى غير ذلك مما أولوه تأويلاً يخرجون به من الملة، وهم بلا شك خارجون من الملة لأنهم قالوا: لا بعث، ولا حساب بعد الموت، ولا جنة، ولا نار، والأمر كله مسألة -حسب التعبير الفلسفي عندهم- روحانية ومسألة خيالية ذاتية.
فالنبوة أنكروها وقالوا: لا نبوة ولا وحي وإنما هو فيض يفيض من العقل، إلا أنَّ هذا الرجل لديه استعداد وملكة في قبول هذا الفيض من العقل الكلي، فأنكروا وجود الله، وأنكروا صفات الله، وقالوا: لا يوصف بشيء حتى أنهم قالوا: لا نقول موجود ولا غير موجود ولا نصفه بشيءٍ مطلقاً، وإنما الإله الحقيقي عندهم هو العقل الذي يتكون في الواقع من العقول العشرة، وكل عقل خلق الثاني إلى العقل الأخير الذي خلق العالم أو أفاض على العالم كما يزعمون، وهذا هو الفيض الأفلاطوني المعروف عن اليونان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000008) .
فهذا موجز سريع لبعض العقائد الفلسفية الغامضة التي يربون أصحابهم عليها، والتي نتج عنها وتقوى بها دين الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) ، فابن سبعين ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000110) وابن الفارض ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000108) وأمثالهما كانوا يرون أن النبوة مكتسبة بناءً على هذا الأصل، فيقولون: إن الإنسان إذا كان لديه استعداد نفسي يمكن أن يصبح نبياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعقيدة الباطن التي وجدت عند الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) وعند الروافض ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) وغلاة الشيعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) عموماً ووجدت في الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) ، تفسر القرآن والسنة كما تشاء، وهي أصلاً لا تؤمن بهما ولا تعترف بهما، فكل ما جاء في كتاب الله عز وجل يقومون بتأويله، فالصلوات الخمس -مثلاً- والصوم، والجهاد، والبعث، والجنة، والنار، كل ذلك يؤولونه، ويقولون: نحن نؤول هذا، والتأويل: هو العلم الباطن، ومن أين أخذتم هذا العلم الباطن؟
من فرقتين ينتهي أمرهما إلى الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) :
الأولى: الشيعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) .
الثانية: الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) .
أما الشيعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) ، فقالوا: العلم الحقيقي والذي نعرف به بواطن الأمور وحقائقها موجود في كتابين:
الأول: يسمونه الجفر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000159) .
الثاني: يسمونه الجامعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000417) .
ويقولون: إن إمام الزمان الذي يدعونه دائماً في الحج والعمرة وفي كل وقت، ولذلك فإن في أي كتاب من كتيباتهم في الحج -وهي بالآلاف- أي كتاب منها مذكور فيها أدعية لصاحب الزمان، أو لقائم الزمان عجَّل الله فرجه وسهل مخرجه! كما يقولون ويدعون ويتضرعون أن يخرج قريباً حتى يحكم العالم ويظهر دينهم كذا زعموا!!
فيقولون: هذا صاحب الزمان وهو الإمام الثاني عشر الذي دخل في السرداب كما قال الشيخ إحسان إلهي ظهير ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001162) رحمه الله: إنه ذهب إلى تلك المنطقة ووجد ما يسمونه بالسرداب وهو ثقب لا يستطيع الفأر أن يدخل فيه، أي: أنه غار صغير في الجبل، قالوا: في هذا المكان دخل الإمام الغائب، وسوف يخرج من هذا السرداب في آخر الزمان، ثم ماذا يفعل إذا خرج؟!
قالوا: سوف يبعث جميع الحكام الظالمين وأولهم: أبو بكر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000066) ، ثم عمر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000033) ، ثم جميع حكام المسلمين فيقتلهم جميعاً انتقاماً لعلي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) ولآل البيت، ويقولون: إنه دخل بالعلم الباطن الحقيقي فمعه الجفر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000159) والجامعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000417) والذي فيهما كل ما كان وما سيكون، من الأخبار، والأحوال، ومن العلوم، وحقائق الدين.
ولهذا بهذه المناسبة إذا قرأتم لأي رافضي بعد أن ثارت قضية قولهم بتحريف القرآن، يقولون: لا. نحن لا نقول هذا أبداً، تعالوا وزوروا بلادنا ليس عندنا إلا هذا القرآن، وليس عندنا شيء غيره، فهم يستخدمون التقية، فيجب أن نكون منتبهين لهذا.
فما هي التقية؟
في هذه المسألة يقولون: إن أبا عبد الله ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000288) عليه السلام -ويعنون به إذا قالوا في كتبهم: قال أبو عبد الله ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000288) عليه السلام فالمقصود به جعفر الصادق ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000288) - وأيضاًَ ينسبون هذه المقولة إلى علي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) رضي الله عنه، وهو برئ من ذلك، قال لهم: ' اعملوا بهذا القرآن الذي جمعه عثمان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000063) ، والمتخلفون من بعده -أي: أبو بكر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000066) وعمر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000033) وعثمان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000063) - اعملوا بهذا القرآن، واقرءوه إلى أن يظهر القائم من ولدي -القائم أو صاحب الزمان من ولدي- فيظهر لكم بالقرآن الحقيقي '.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالآن هم يقولون هذا الكلام أمامنا، ويقولون: إنهم صادقون وليس عندهم إلا هذا القرآن ولا يوجد كتاب آخر، وهم يقصدون بذلك أن القرآن الحقيقي موجود في السرداب، ومع ذلك فقد كتبوا من مصحفهم هذا بعض السور، كما قال أحدهم وهو الطبرسي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1003919) قال: نستطيع أن نعرف بعض السور فليس لازماً أن القرآن الحقيقي كله موجود في السرداب، فإنه من الممكن أن نكتشف مثل سورة الولاية وسورة كذا، وأخذوا يأتون بسور يكتبونها بأيديهم فجة سقيمة ركيكة، ويقولون: هذا من القرآن الناقص الذي أنقصه عثمان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000063) وعمر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000033) وأبو بكر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000066) رضي الله تعالى عنهم أجمعين وقبح أولئك المجرمين، فالمقصود أن العلم الباطن -كما يزعمون- موجود عند الإمام في السرداب.
والباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) رأوا أن المسألة إذا بقيت معلقة في السرداب فسوف تكذبها العقول ولا تصدقها، فحولوا موضوع السرداب إلى شيء آخر، فقالوا: لا، القضية ليست قضية السرداب، بل القضية أن فترة ظهور الشريعة انتهت، والآن انتقلنا إلى فترة غيبة الشريعة أو باطن الشريعة أو حقيقتها، فالإمام إلى الآن -مثلاً- الآغاخان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001157) هو من ذريته ولديه هذا العلم، كما يقولون: الإمام هو الذي يملك ويُعطي للناس العلم، فهذا العلم الحقيقي والعلم الباطن، فهو يُفسر ويبين للناس حقيقة دينهم، وهو موجود أو نوابه وأبوابه موجودين يبلغون الناس عن الإمام، فيبلغون للناس ماذا يريد الإمام وبماذا يتعبدونه.
< LI class=withDot> علاقة الشيعة والصوفية بالباطنية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=2818)http://www.alhawali.com/myfiles/cart.gif (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.cart&function=add&item=2818|link)
ومن هذا المنطلق يذكر العلماء -كابن الجوزي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000119) وهو من أكثر من فصَّل عن القرامطة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000041) - كيف تكونت الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) ، يقولون: كانت الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) أول ما نشأت تحول الناس من شيعي إلى باطني، والعملية في حقيقتها بسيطة جداً خصوصاً إذا دققنا النظر فيها، يأتون إلى الشيعي فيقولون له: ما تقول في أصحاب محمد: أبو بكر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000066) ، وعمر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000033) ، وعثمان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000063) والصحابة كلهم؟
فيقول: مرتدون كفار إلا علي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) والمقداد ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000273) وسلمان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000247) وأبو ذر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000214) من أربعة إلى اثني عشر.
وقد ظهر من كلام أبي الربيع الزهراني ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001147) أن أول ما يدعون الإنسان إليه هو أن يكون شيعياً، وعندما يكون شيعياً قد دخل في التشيع، وعندئذٍ يريدون أن يرقوه ليكون باطنياً ليعتمدوا عليه أكثر، قالوا له: فما ظنك بأبي بكر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000066) وعمر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000033) قال: كذابون ومخرفون قالوا: هل تلعنهم؟
قال: ألعنهم، فيثقون به أكثر، فيقولون: ما رأيك في علي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) ؟
قال: مولانا وإمامنا. فيضحكون منه، كيف مولاك؟
قال: نعم، قالوا: ما رأيك في العلم الباطن وفي علم الغيب؟
قال: يعلم كل شيء وعنده العلم الباطن فيقولون له: إن كان يعلم هذا العلم كله لماذا لم يخبر عنه بكلمة واحدة؟
لماذا لم يخبر أحداً من الأتباع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يقولون له: وما رأيك في شجاعة علي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) ؟
فيقول: أشجع الناس، وأعظم الناس، كما تقول الشيعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) ، فيقولون: أين الشجاعة منه؟ فهذا أبو بكر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000066) يأخذ الخلافة منه وهو ساكت، وعمر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000033) يأخذ الخلافة وهو يسكت، وعثمان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000063) يأخذها وهو ساكت، ويزوج ابنته أم كلثوم ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1003356) لعمر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000033) وهو ساكت، أين الشجاعة؟
فيقول: إذاً فما الحق؟
فيقولون: نقول لك ما هو الحق: علي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) وسلمان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000247) والمقداد ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000273) وأبو ذر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000214) كلهم كفار -ما بقي إلا الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالوا: والأنبياء كلهم يأتون بعجائب، وغرائب لكي يضحكوا بها على الناس، ويقولون: هذه معجزات وبينات، فبهذه الطريقة يخرجونه نهائياً من الإسلام.
فيقول: إذاً ما الحق؟
قالوا: الحق فيما وضعه العلماء والحكماء والفلاسفة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000008) فيلقنونهم عقيدتهم التي -كما قلنا- تقول عن الله: لا نقول هو موجود ولا غير موجود، ولا يؤمنون بجنة ولا نار، ولا كذا ولا كذا، فيخرجونه بذلك عن حقيقة الدين، وهؤلاء الذين هم في النهاية يرقون ضمن درجات معينة ويبايعون، وهم الذين ينشرون هذا الدين، الذين تشبعوا بهذه الفكرة تماماً.
فبهذا نعرف العلاقة، لماذا كان الرافضة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) من أسهل الأبواب إلى الوصول إلى الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) ؟
لأنه إذا صدق كلامهم في الصحابة وصدق أن القرآن محرف، وأنه غير موجود إلا في السرداب، وقالوا: لا، ليس في السرداب، بل القرآن مع الإمام المعصوم، أما الذي في السرداب فخرافة، فإذا اقتنع أن السرداب خرافة -وهو خرافة ولا بد أن يقتنع- ألزموه بالإلحاد، فإذا اقتنع بسب الصحابة كلهم ولم يبق إلا الأربعة قالوا: سب الأربعة وكفرهم كلهم، وتعال وادخل في ديننا.
فمن هذا الباب دخلوا للصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) أيضاً فيأتون إليه، ويقولون: أنت لماذا تذكر الله، لماذا تتعبد؟
فيقول: من أجل الفناء والاتحاد بالله، فأفنى في ذات الله، فيقولون له: فكيف تفنى في ذات الله وأنت لا تزال مثل هؤلاء العوام؟
تصلي نفس الصلاة، وتصوم نفس الصوم، ولا تترقى ولا تصل إلى درجة اليقين، وهم يعرفون أن غلاة الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) يوقنون بأن الإنسان يصل إلى مرحلة اليقين، ويفسرون قوله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gif وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=ayat&id=6001900) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[ الحجر:99] أي: اعبد ربك حتى تستيقن، فإذا استيقنت فلا تعبد الله -والعياذ بالله- مع أن اليقين هو الموت كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح في وفاة عثمان بن مظعون ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000736) : { أما عثمان فقد أتاه اليقين من ربه ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000063) http://www.alhawali.com/tips.gif } فالمقصود أنهم يقولون له: جاءك اليقين، فإذا جاءك اليقين فلا صلاة ولا صيام ولا شيء، فيترك الصلاة والصيام، فيأتون إليه، ويقولون له: وهل صدقت أنك تحب الإله؟
وأنك قد وصلت إلى درجة اليقين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هؤلاء كذابون دجالون، كل أصحاب الطريقة كذابون دجالون يريدون البنات والصبيان، فيشككونه في دينه، وهو -فعلاً- يقبل الشك، فالعقيدة الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) بالفعل قابلة للشك، والطعن عند أي عاقل من العقلاء.
فإذا ما وصلوا إلى هذه المرحلة، قال: وما الدين الحق إذن؟
بعد أن يشككوه كثيراً ويبدأ يفكر، قالوا: الدين الحق عندنا، واليقين والعلم لدينا، ثم يأخذونه، ونجد كما أن الشيعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000017) تقول: بأن العلم اللدني عند الإمام في السرداب وفي الجفر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000159) والجامعة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000417) أو أنهم يتلقونه عن الإمام المعصوم، فإن الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) تقول: إننا نتلقى عن الخضر، وجميع الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) إذا قرأتم في حياتهم يقولون: قابلني الخضر ورأيت الخضر وقال لي وكلمني.
فإذن هذا مدخلهم ليتحول الإنسان من كونه صوفياً إلى أن يصبح باطنياً، يأتون إليه ويشككونه: أنت تصدق وتؤمن بالخضر، وأن هناك رجلاً من أيام موسى حي وإلى اليوم فيشككونه وهو شك صحيح، كيف يمكن هذا الكلام؟
قال: المشايخ يقولون هذا، فيقولون: المشايخ كلهم دجالون وكلهم كذابون -وهذا صحيح- فيبدأ يشك.
فيقول: إذاً كيف نعرف الدين الصحيح وكيف نعرف الحقيقة؟
وهو يعلم أن الحقيقة عند أئمة الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) حيث أنهم يأخذون عن الخضر وعن رؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مباشرة يقظة أو في المنام، فهم بيدءون يتحدثون معه عن شيء هو مسلم بمقدمته، وهو الاقتناع أن الشريعة لا تصلح لأنها ظاهرة فقط، فيقولون له: الخضر خرافة ودجل لا يمكن أن يصدق، فيشككونه حتى يشك في الخضر، فإذا شك قال: إذاً أين العقيدة الصحيحة؟
قالوا: العقيدة الصحيحة التي يؤيدها العقل والبراهين العقلية، هي في كتبنا كتاب رسائل إخوان الصفا ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000173) وكتاب دعائم الإسلام ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000418) للقاضي النعمان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001169) وهو من قضاتهم، وفي كتاب كذا وفي كتاب كذا، فيخرجونهم من التصوف إلى الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) بسهولة.
وكذلك يأتون إلى العوام والسذج ويدعونهم للخروج من الإسلام إلى الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) عن طريق الشهوات، فيعدونهم بالشهوات وبإباحة النساء وبإباحة كل شيء كما سمعنا في قصائدهم، فيدخل ويتطوع ويتجند معهم أعداد من الغوغاء لا هدف ولا هم لهم إلا هذه الشهوات وهذه الملذات التي يقضونها في المعسكرات مع نساء أولئك الخبثاء من المتعة وغير المتعة.
وكما تعلمون أن أكثر الناس والفساق من الأحداث والصغار ومن الشباب إذا وجدوا أبواب الشهوات مفتوحة فإنهم يلجونها ويدخلون، وأولئك يبذلون لهم أعراضهم عن طريق المتعة وغيرها، وفي النهاية يقولون لهم: الأمر ليس هو أمر متعة، الأمر أن الفروج مباحة، والأموال مباحة، وكل شيء مباح، فيدخلونه في دين مزدك ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000173) دين المزدكية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000191) ، دينهم القديم، دين المجوس القديم باسم الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) وهكذا أدخلوا الناس دينهم.
4 - باطنية العصر الحديث ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=1081)
<LI class=withDot> فرقة الآغاخانية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=2819)
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالنسبة للباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) في العصر الحديث فقد استمرت سلسلة الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) وأئمتها وانقسمت إلى فرقتين: فرقة تسمى البهرة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000094) والآغاخانية وهؤلاء موجودون في الهند ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000015) في منطقة من مناطق اليمن ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000005) تُسمى جبل حراز ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000324) وما حوله، وأيضاً في جنوب الجزيرة العربية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000017) في بعض القبائل، وهؤلاء يسمون بالإسماعيلية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000048) أو الآغاخانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000079) ، على أساس أن الآغاخانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000079) هذه أو البهرة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000094) هؤلاء مختلفون هم وبقية الإسماعيلية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000048) فيمن هو الإمام؟
فطائفة تقول: إن الإمام هو نزار ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001170) وتسمى النزارية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000192) ، وطائفة تقول الإمام: هو المستعلي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001171) وتسمى المستعلية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000193) ، وهذا الآغاخان ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001157) الذي حدثتكم عنه زعيمهم الذي في باريس ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000102) ، وزعيمهم هذا من تلك الطائفة، وهو لا يزال موجوداًَ إلى اليوم، وطائفته لها وجود كبير في كينيا ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000325) كما يوجدون في الهند ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000015) وبعض الدول الأفريقية، وأيضاً أخذوا ينشرون بدعهم وعقائدهم في الدول الأوروبية والأمريكية.
و ظهرت أيضاً فرق باطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) حديثة منها البهائية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000046) وأصل البهائية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000046) من تأثير رجل يُسمى أحمد الأحسائي ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000270) حيث أنه أولاً أسس فرقة تُسمى الشيخية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000194) ؛ لأن الرافضة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) كانوا يسمونه الشيخ أحمد ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000270) فأسس فرقة اسمها الشيخية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000194) ، ومن الشيخية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000194) وجدت البهائية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000046) والبابية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000195) ، وهي منتشرة في كثير من بلاد العالم، وتقرءون عنها في هذه الأيام كثيراً، ومقرها في عكا ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000062) في أرض فلسطين ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000066) المحتلة، فتحت رعاية اليهود ينتشرون ويعيشون.
ومن الطوائف -أيضاً- التي لا تزال موجودة وهي معروفة لكم جميعاً طائفة الدروز ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000052) ، والدروز ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000052) يتفقون مع الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) في الباطن وفي التأويل، ويزيدون عنهم القول بالتناسخ وهو في العقيدة البوذية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000019) القديمة، وهو القول بأن الأرواح تتناسخ، وإنكار البعث، وينفردون عنهم بالقول بأن الحاكم بأمر الله الخليفة -كما يُسمى- العبيدي هو إلههم، وهذا مما يميزهم، ولهم
(يُتْبَعُ)
(/)
كتبهم الخاصة بهم ودينهم ومعابدهم الخاصة بهم.
وأيضاً من الفرق الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) المعروفة: الفرقة المسماة: بالعلوية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000051) ، وهي في الحقيقة اسمها الحقيقي النصيرية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000051) ، وإنما سمتهم الدولة العثمانية العلي إلاهية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000051) ، حيث كانوا يسمونهم العلي إلاهية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000051) أي الذين يقولون: إن علياً ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000050) ً إلههم، ثم حرفت إلى العلوية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000051) وهم طائفة كبيرة ومشهورة ومعروفة في بلاد الشام ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000022) وأيضاً يوجدون في تركيا ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000002) فهذه هي لمحة عن واقع الفرق الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) اليوم، وهم -كما أسلفت- يقولون: إننا في دور خمول الآن -هم بدور تقية- لأن الأمر لا يستطيعون أن يظهروه ولا أن يكشفوه.
< LI class=withDot> علاقة الصوفية والرافضة بالباطنية المعاصرة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=2820)http://www.alhawali.com/myfiles/cart.gif (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.cart&function=add&item=2820|link)
وأما علاقتهم بالصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) وعلاقتهم بالرافضة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000013) فلا أظن أنها تخفى عليكم من خلال ما سبق، فالهدف واحد وهو تدمير الإسلام وهدمه وتحطيمه، والمستقى واحد وهو المصادر الخرافية والمصادر المجهولة، إما إمام في السرداب وإما إمام مستور وإما الخضر، فالأهداف كلها تجتمع في مصادر خرافية مجهولة موهومة تريد أن تفسد على المسلمين عقيدتهم ويتوقون بذلك؛ لأنه لو تجرأ أحد، وقال: هذا القرآن باطل لقتله أي مسلم حتى ولو كان غير ملتزم بدينه، لكن لو قال: إن هذا القرآن له تفسير باطني، وله معانٍ غيبية وله كذا وكذا، أو إذا جاء وقال: نحن نحب آل البيت، ونعظم بيت الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنهم يدخلون من هذا الباب كنوع من أنواع التقية، وصلتهم بالمستعمرين وباليهود والنصارى وبالفرنسيين والإنجليز واضحة مثل الشمس في رابعة النهار، فالدعاة الإسماعيليون وأئمة الإسماعيلية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000048) في الهند ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000015) والقاديانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000047) أيضاً وهم من الفرقة التي تنحى هذا المنحى، كانوا يعلنون في كتبهم ولا تزال مكتوبة أنهم مع الحكومة الإنجليزية، وأنه لا يجوز لأي إنسان أن يخرج على الحكومة الإنجليزية في الهند ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=amaken&id=3000015) ، وأن يثور عليها، في البلاد العربية وهم قد انقسموا إلى فرقتين: الدروز ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000052) وهم على مدى تاريخهم مواليين للإنجليز.
والنصيرية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000051) : وهم على مدى تاريخهم المعاصر مواليين إلى أن كونوا دولة وهم موالون للفرنسيين، أي أن هناك نوع من الضغط والتجاذب في العلاقات الدولية، فاقتسمت الدول العظمى آنذاك أو اتفقت على أن هذه تأخذ فرقة وهذه تأخذ فرقة، ولهذا فإن هذه الدول النصرانية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000030) واليهودية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000032) هي التي تدعم وجود هذه الفرقة على مستوى البحث العلمي، وانظروا إلى إنتاج المستشرقين ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000096) .
(يُتْبَعُ)
(/)
والمستشرقون ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000096) لهم معاجم وكتب عن هذه الفرق، وهناك مؤتمرات عقدت عنهم، وأعظم ما يهتم به المستشرقون ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000096) هو هذه الفرق، وهذا الاهتمام موجود، كدائرة المعارف التي تسمى دائرة المعارف الإسلامية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000798) التي هي في الحقيقة دائرة المعارف الاستشراقية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=book&id=4000798) ، انظروا إلى التركيز الشديد فيها على الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) والصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) والروافض وعلى هذه الفرق الضالة، وكيف لا يتكلمون عن السنة وعن الحق إلا بمنتهى الكذب والطعن والإسفاف، فهؤلاء عملوا وجهدوا في نشر الكتب مع الباطنيين المعاصرين.
ومن الباطنيين المعاصرين الذين ينشرون الكتب مصطفى غالب ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001174) وله عدة كتب عن أصحاب هؤلاء، وعارف تامر ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1001185) أيضاً له عدة كتب عن هؤلاء، وأيضاً عدة منهم من الذين هم باطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) أو إسماعيلية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000048) صرحاء، أما الرافضي منهم فحدث ولا حرج، تعلمونهم جميعاً ونهايتهم واحدة ومصيرهم واحد.
فعلى المستوى الفكري الآن يريدون أن يبينوا للناس أو يطرحوا للناس هذا الفكر وينشروه ويعمموه، فيخدعوا الشباب، هذا الشباب الغض الذي بدأ يعود إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وبدأ يعود إلى الكتاب والسنة، ليقولوا له: المسلمون أمة واحدة، وهذا صحيح أن المسلمين أمة واحدة، لكن هؤلاء ليسوا من فرق المسلمين، يقولون: لا تفرقوا بيننا ودعونا نتعاون جميعاً لمحاربة إسرائيل ولمقاومة الاستعمار الغربي والشرقي لكذا وكذا، ولا تفرقوا فيما بيننا ولا تثيروا الخلافات، ولا تقولوا: هذا سني، وهذا شيعي، وهذا صوفي، وهذا بدعي وهذا كذا، لا تثيروه ودعونا هكذا، وإذا نحن سكتنا ومشت وانطلت علينا هذه الخدعة، فمعنى ذلك: أنهم سيدخلون إلى بلادنا وإلى عقول شبابنا، وسوف يضللون هذه الأمة، فلا تفيق إذا جاءتهم فترة انتهاء التقية وابتداء فترة ظهور إلا ونحن لا وجود لنا ولا كيان، وإذا بهم قد غزونا من كل ناحية، وقد ظهروا علينا من كل جانب.
5 - واجب المسلم تجاه الأعداء ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=1082)
ولهذا من أعظم ما يجب علينا -وهو ما نختتم به الحديث- أن نكون:
أولاً: على إيمان قوي بالله عز وجل، فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد توعدهم ووعدنا، فقال: http://www.alhawali.com/sQoos.gif وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=ayat&id=6000412) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[ آل عمران:120] فلا نعصي الله عز وجل فيسلط الله تبارك وتعالى علينا بمعاصينا وبذنوبنا أولئك الفجار الأشرار من يهود أو نصارى أو مجوس وما أشبههم.
وأعظم شيء يجب أن نتحلى به هو أن نتمسك بديننا علماً، فلا تكفينا العواطف، بل نريد العلم، والعمل، والجهاد بالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقضاء على كل فساد في العقائد أو في العبادات أو الأعمال التي تسربت إلى بلادنا وإلى أمتنا، لأن تحصين الجبهة الداخلية هذا هو الأساس.
وكما تعلمون أن الأعداء لا يغزون من الخارج إلا إذا ضعفنا من داخلنا، فإذا ضعفت الأمة من داخل قلوبها غزاها أعداؤها من خارجها، وهم لم يدخلوا من الناس في الباطنية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000033) إلا من كان مريضاً بالتشيع أو مريضاً بالتصوف أو ما أشبه ذلك من الضلالات، فيجب علينا أن نحمي شبابنا من هذه الضلالات هذا هو الشق الأول باختصار شديد.
ثانياً: يجب أن نكون على وعي، وبصيرة، وعلى إدراك ومعرفة بما يخطط لنا هؤلاء الأعداء، فنحن -في الحقيقة- مثل من هو مخدر أو نائم فإذا ضرب أفاق ويضل مستفيقاً ما دامت الضربة حامية، فإذا برد أثَّر الضرب عاد إلى النوم، هذا مع الأسف هو حال وواقع هذه الأمة، بينما يجب علينا أن نكون متيقظين أشد اليقظة في كل وقت، فإن الإسلام مستهدف ولم يستهدف في زمن ما مثل ما هو مستهدف في هذا الزمن.
فيجب علينا أن نتعلم من الأحداث حولنا مما يدور ومما يجري، وأن نعرف حقيقة هؤلاء الأقوام والعقائد التي تحفزهم وتدفعهم، فليس الأمر وليست القضية قضايا وقتية، ولا قضايا زعامات مؤقتة محدودة أبداً، إنما الأمر أمر عقائد موروثة من قديم الزمان يريدون أن يعيدوها، والأمر أمر حقد موروث متداول على هذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما دامت ترتفع المآذن، ويقال فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فلن يرضيهم والله أبداً هذا الأمر.
أي زعيم مهما تغير ومهما جاء الذي بعده الكل متفقون على هذا، لأنها عقيدة ثابتة وليست مواقف سياسية متغيرة، فيجب أن يكون هذا معلوماً لدينا جميعاً وأن نكون واعين وأن نكون على مستوى المسئولية في هذا الأمر.
ونحن طلبة علم -ولله الحمد- نقرأ ونأخذ العلم النافع، ونأخذ الحقائق عن هذه الفرق وغيرها من مصادرها الصحيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 10:47]ـ
للفائدة!(/)
بعض فتاوى أهل العلم في " لَعَمْري "
ـ[الورقات]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 12:13]ـ
السؤال:
ما هو حكم القَسَم بلفظة "لعمري" أو "لعمرك"،
حيث أننا نسمع كثيراً من العلماء من يردد هذا اللفظ، ومن هذا قول الإمام الشافعي: "هذا لعمرك في القياس بديع".
المفتي: عبد الرحمن بن ناصر البراك
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، قول القائل "لعمري" أو "لعمرك"، يقول أهل اللغة أن هذا صريح في القسم لأن النحاة يقدرون "لعمري": قسمي، أو يميني، وقد جاء في القرآن قوله تعالى: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}،
وجاء في تفسيرها عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الله حلف بحياة نبيه عليه الصلاة والسلام.
وقد اختلف أهل العلم في حكم هذا اللفظ.
منهم من قال إنه لا يجوز التعبير به لأنه من نوع الحلف بغير الله، والحلف بغير الله شرك.
وأكثر العلماء على أنه جائز، وذلك أنه ليس عندهم صريحاً في القسم كما قال النحاة، بل هو لفظ يؤتى به للتأكيد.
وما دام الأمر ما ذُكر فالأولى تجنبه،
لكن لا ريب أن من قال ذلك مريداً للقسم فإنه قد حلف بغير الله،
وإن جرى على لسانه على أنه أسلوب عربي في تأكيد الكلام فليس من قبيل الحلف بغير الله فلا يكون شركاً، وعلى كل حال قد قال صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"، والله أعلم.
طريق الإسلام
ـ[الورقات]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 12:15]ـ
ما حكم قول "لعمري"؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قول "لعمري " هل هو قسم بالحياة؟ أي وحياتي؟
لأني سمعت شرح الآية التي فيها "لعمرك" قيل أن الله يقسم بحياة النبي صلى الله عليه و سلم
وكثيرا ما أسمع و أقرأ الشعر القائل -لا أتذكره كله-
تعصي الاله و أنت تزعم حبه ... إن هذا لعمري في القياس شنيع
.............................. ....... إن المحب لمن أحب مطيع
أو كما قيل
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه اللفظة قالها النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك:
قوله عليه الصلاة والسلام لمن أخذ الأجرة على الرُّقية: كُلْ فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق. رواه أبو داود.
وسأل بشير بن الخصاصية رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة، وأن لا يُكَلِّم ذلك اليوم أحداً. فقال له: لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام كنت تصومها، أو في شهر، وأن لا تُكَلِّم أحدا؛ فلعمري لأن تكلم فتأمر بمعروف أو تنهي عن منكر خير من أن تسكت. رواه الإمام أحمد.
قال الإمام البخاري:
باب قول الرجل لعمر الله. قال ابن عباس (لَعَمْرُكَ): لَعيشك.
ثم ساق الإمام البخاري طرفا من حديث الإفك، وفيه: فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي، فقام أسيد بن حضير فقال لسعد بن عبادة: لعمر الله لنقتلنه.
وهذا الذي أورده الإمام البخاري فيه القَسَم بِـ " عمر الله ".
واستدل به على القسم بـ " لعمري " كما بوّب عليه.
قال الحافظ ابن حجر:
قال المالكية والحنفية: تنعقد بها اليمين؛ لأن بقاء الله من صفة ذاته، وعن مالك: لا يعجبني الحلف بذلك. وقد اخرج إسحاق بن راهويه في مصنفه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: كانت يمين عثمان بن أبي العاص: لعمري. وقال الشافعي وإسحاق: لا تكون يمينا إلا بالنية لأنه يُطلَق على العِلم وعلى الحق، وقد يراد بالعِلم المعلوم، وبالحق ما أوجبه الله. وعن أحمد كالمذهبين، والراجح عنه كالشافعي. اهـ.
وقال الراغب: والعُمْر والعَمْر واحد لكن خُصّ القسم بالعَمْر دون العُمْر، نحو: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)، وعَمَّرك الله، أي سألت الله عمرك، وخُصّ ههنا لفظ عَمْر لما قُصِد به قَصْد القَسَم. اهـ.
كما وَرَد هذا اللفظ عن الصحابة رضي الله عنهم
قال ابن عباس رضي الله عنهما: وكتبت تسألني متى ينقضي يُتم اليتيم؟ فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه، ضعيف العطاء منها، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليُتم. رواه مسلم.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ولعمري لو أن كلكم صلى في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. رواه ابن ماجه، وأصله في صحيح مسلم.
وقالت عائشة رضي الله عنها: فلعمري ما أتمّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة. رواه مسلم.
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن عائشة قالت: لما حضر أبو بكر قلتُ كلمة من قول حاتم:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حَشْرجَتْ يوما وضاق بها الصدر
فقال: لا تقولي هكذا يا بنية، ولكن قولي: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ).
قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
أما لعمري فليس بها بأس أيضا فقد جاءت في السنة وجاءت في كلام الصحابة وجاءت في كلام العلماء وليس فيها القَسم، القسم أن يصوغ الكلام بصيغة القسم وصيغه ثلاثة: الواو، والباء، والتاء، و والله بالله تالله. اهـ.
فالذي يظهر أنه لا يُراد بها القَسَم، وإنما هي كلمة تجري على ألسنة العرب لا يُراد بها ظاهرها.
وهذا معروف عند العرب، فإنهم يُطلِقون مثل لفظ " قاتَلك الله " و " ترِبَتْ يداك " ونحو ذلك.
والله تعالى أعلم.
الشيخ
عبد الرحمن السحيم
موقع مشكاة الإسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الورقات]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 12:21]ـ
فضيلة الشيخ ما حكم قول الرجل: لعمري، وهل هي من القسم بغير الله تعالى؟!
السؤال:
فضيلة الشيخ ما حكم قول الرجل: لعمري، وهل هي من القسم بغير الله تعالى؟!
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه اللفظة ليست من قبيل القسم، وإن كانت في الظاهر كذلك، غير أنها جرت على لسان العرب بغير قصد الحلف، ولهذا استثنيت من تحريم الحلف بغير الله تعالى، ولهذا وردت عن الصحابة، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: وكتبت تسألني متى ينقضي يُتم اليتيم؟ فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه، ضعيف العطاء منها، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليُتم. رواه مسلم.
وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه: ولعمري لو أن كلكم صلى في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. رواه ابن ماجه.
وقالت عائشة رضي الله عنها: فلعمري ما أتمّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة. رواه مسلم
وأخرج ابن سعد في الطبقات، عن عائشة قالت: لما حضر أبو بكر قلتُ كلمةً من قول حاتم:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حَشْرجَتْ يوما وضاق بها الصدر
فقال: لاتقولي هكذا يا بنية، ولكن قولي: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (
وكنت قد سمعت شيخنا الشيخ حماد الأنصاري، يقول: إن أحسن الأجوبة عما ورد على ألسنة الصحابة، أنها مما جرى على السنة العرب ولايراد بها ظاهرها، كقولهم: ويل أمّك، تكلتك أمّك، عقرى حلقى .. ونحو ذلك.
وقد وجدت للشيخ العثيمين هذه الفتوى: (أما لعمري، فليس بها بأس أيضا، فقد جاءت في السنة، وجاءت في كلام الصحابة ... فالذي يظهر أنها لا يُراد بها القَسَم، وإنما هي كلمة تجري على ألسنة العرب لا يُراد بها ظاهرها، وهذا معروف عند العرب، فإنهم يُطلِقون مثل لفظ " قاتَلك الله " و " ترِبَتْ يداك " ونحو ذلك).
والله أعلم
الشيخ حامد العلي حفظه ربى ورعاه
المصدر موقع الشيخ
(الفتاوى الثلاث السابقة منقولة عن منتديات الدفاع عن الصحابة)
http://www.al-shaaba.net/vb/showthread.php?t=5519
ـ[الورقات]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 12:28]ـ
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره عن قول الله تعالى: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون):
كره كثير من العلماء أن يقول الإنسان: لعمري، لأن معناه: وحياتي. اهـ
و قال العلامة الامين الشنقيطي فى تفسيره للآية الكريمة:
وقوله {لَعَمْرُكَ} [الحجر: 72] معناه أقسم بحياتك. والله جل وعلا له أن يقسم بما شاء من خلقه، ولم يقسم في القرآن بحياة أحد إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفي ذلك من التشريف له صلى الله عليه وسلم ما لا يخفى.
ولا يجوز لمخلوق أن يحلف بغير الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت». اهـ
وقال إبراهيم النخعي: يكره للرجل أن يقول: لعمري، لأنه حلف بحياة نفسه، وذلك من كلام ضعفة الرجل.
وقال ابن قدامة في المغني (13/ 457):
" إن قال: لعمر الله فهي يمين موجبة للكفارة ... وإن قال: لعمري، أو لعمرك، أو عمرك: فليس بيمين، في قول أكثرهم. وقال الحسن في قوله: لعمري: عليه الكفارة. ولنا أنه أقسم بحياة مخلوق، فلم تلزمه كفارة، كما لو قال: وحياتي، وذلك لأن هذا اللفظ يكون قسماً بحياة الذي أضيف إليه العمر، فإن التقدير: لعمرك قسمي، أو ما أقسم به، والعمر: الحياة أو البقاء ". أهـ
وقال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في تعليقه على " صحيح البخاري ":
قوله (إي لعمري) وضع (لعمري) موضع والله، بدل ما يقول إي والله قال إي لعمري، والقسم بلعمري هذا جائز وقع من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ووقع من غيره أيضاً، وليس هو القسم الممنوع لأن أداة القسم غير موجودة فيه وهي الواو والباء والتاء. اهـ
(منقول عن ملتقى أهل الحديث)
ـ[الورقات]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 01:26]ـ
قال الشيخُ العلامةُ عبدالله بن حميد - رحمه الله -:
كلمة (لعمري) ليست حلفا , لأن الحلف لا يكون باللام , بل اللام موطئة للقسم , والمعنى (والله لعمري) مثل: (لقد نصركم الله) , فعند النحاة يقولون: اللام موطئة للقسم , يعني: ممهدة للقسم , ولهذا حروف القسم ثلاثة: الواو والباء والتاء , وهناك قول بأن الهاء نحو (هالله) داخلة في ذلك , أما (لعمري) مثل: (لعمري لقد طفت المعاهد كلها) , (لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون) فهذا يشبه توطئة القسم , فنفس العمر ليس مقسما به , المقسم به محذوف , فلعمري أي: والله لعمري مثلا , إلا أن النحاة عندما تكلموا عن هذا قالوا: معنى (لعمري): في ذمتي , ولفظة (في ذمتي) ليست قسما , بل معناها: في ذمتي قسم , لا أنه يحلف بالذمة , ولهذا ذكر النحاة في باب المبتدأ والخبر أن (في ذمتي) خبر مقدم , والمبتدأ محذوف تقديره (في ذمتي قسم لأفعلن كذا) , والذمة التي تحملت هذا القسم هي: وصف يكون يه المكلف من اهل الإلزام والالتزام. انتهى
(شرح كتاب التوحيد - الشريط الخامس)
منقول عن شبكة سحاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الورقات]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 01:31]ـ
قال الشيخ بكر أبوزيد في (معجم المناهي اللفظية):
قال القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسيره عند قوله تعالى {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر:72].
(كره كثير من العلماء أن يقول الإنسان: لعمري؛ لأن معناه: وحياتي. قال إبراهيم النخعي: يكره للرجل أن يقول: لعمري؛ لأنه حلف بحياة نفسه، وذلك من كلام ضعفة الرجال، ونحو هذا قال مالك: إن المستضعفين من الرجال، والمؤنثين: يقسمون بحياتك وعيشك، وليس من كلام أهل الذكران، وإن كان الله سبحانه أقسم به في هذه القصة، فذلك بيان لشرف المنزلة والرفعة لمكانه، فلا يحمل عليه سواه، ولا يستعمل في غيره.
وقال ابن حبيب: ينبغي أن يصرف: لعمرك، في الكلام لهذه الآية. وقال قتادة هو من كلام العرب.
قال ابن العربي: وبه أقول، لكن الشرع قد قطعه في الاستعمال ورد القسم إليه.
قلت: القسم بـ لعمرك، و: لعمري، ونحوه في أشعار العرب وفصيح كلامها كثير.
قال النابغة:
لعمري وما عمري عليَّ بهين لقد نطقت بطلاً علي الأفارع
وآخر:
أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان
وقال بعض أهل المعاني: لا يجوز هذا؛ لأنه لا يقال: لله عمر، وإنما هو أزلي. ذكره الزهراوي) انتهى.
وابن القيم - رحمه الله تعالى - قد استعملها في مواضع من كتبه،
كقوله في روضة المحبين:
ولعمري لقد نزع أبو القاسم السهيلي بذنوب صحيح. اهـ
وفي زاد المعاد:
ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم. ا هـ
وللشيخ حماد الأنصاري المدني رسالة باسم (القول المبين في أن لعمري ليست نصاً في اليمين).
والتوجيه أن يقال: إن أراد القسم منع، وإلا فلا، كما يجري على اللسان من الكلام مما لا يراد به حقيقة معناه، كقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها -: ((عقرى حلقى)) الحديث، والله أعلم.
منقول عن شبكة سحاب
ـ[الورقات]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 01:34]ـ
وسئل الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي - رحمه الله- السؤال التالي:
هل لفظه (لعمري) (لعمرك) من باب القسم؟
واذا كان كذلك فهل هو قسم ممنوع أم مباح؟
فقال الشيخ رحمه الله:
كانوا فى الجاهلية يحلفون بآبائهم ثم نسخ، وقوله: (لعمري) قسم لغوي يقصد به التوكيد وهو مباح لأن القسم الشرعي يكون بالواو، والتاء، والباء، ولا يدخل فيه القسم باللام.
منقول عن الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 04:28]ـ
بورك فيك.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 07:10]ـ
جمع مُبارك ..
جزيتَ خيرًا ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 12:19]ـ
جزاك الله خيرًا على هذا الطرح والجمع الطيب ..
لقد أشغلني حكم التلفظ بها،
وقد أزلتَ المبهات، فبارك الله فيك ..
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 02:15]ـ
ألف الشيخ حماد الأنصاري فيها رسالة مطبوعة في مجموعة رسائل في العقيدة بعنوان (الإعلان بأن لعمري ليست من الأيمان) والكتاب فيه نفائس تدل على تحقيق الشيخ العلامة رحمه الله وهو من مطبوعات مكتبة الفرقان 2003
ـ[الورقات]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 02:15]ـ
وجزاكم الله خيرا جميعا على مروركم ومشاركتكم والله ينفعنا واياكم
ألف الشيخ حماد الأنصاري فيها رسالة مطبوعة في مجموعة رسائل في العقيدة بعنوان (الإعلان بأن لعمري ليست من الأيمان) والكتاب فيه نفائس تدل على تحقيق الشيخ العلامة رحمه الله وهو من مطبوعات مكتبة الفرقان 2003
نعم أخي الكريم، هي عندي وأنوي وضعها في هذا المجلس المبارك ان شاءالله، وكنتُ سأضعها مع الفتاوى السابقة ولكني أردتُ ترتيبها وتحسينها .. ولعلي أُفرد لها موضوعا جديدا لنفاستها، وسأحول ان شاءالله رفعها على صيغة ملف الورود (إن احتمل حجمه الرفع).
ـ[الورقات]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 01:20]ـ
بحثٌ في لفظة " لعمري " للشيخ حماد الأنصاري رحمه الله
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=264921&posted=1#post264921
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - Aug-2009, مساء 01:30]ـ
أمّا قول الشاعر:
أيها المنكح الثريا سهيلاً ... عمرُكَ اللهَ كيف يلتقيانِ؟!
فقد قرأت بعض الشروح - لا أتذكره الآن - أن معنى: عمرك اللهَ، أي إعمار الله لك، فهو قسم بفعل من أفعال الرب سبحانه و تعالى، و ذلك جائز بلا ريبٍ، جريا على قاعدة أهل السنة في الباب، و الله أعلمُ،،،(/)
اصول وعقائد الباطنية
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 09:51]ـ
يقول البغدادي في الفرق بين الفرق (382): " اعلموا أسعدكم الله أن ضرر الباطنية على فرق المسلمين أعظم من ضرر اليهود والنصارى والمجوس عليهم، بل وأعظم من الدهرية وسائر أصناف الكفرة عليهم"، فالباطنية ليست مذهبا إسلاميا أو فرقة من فرق أهل الإسلام، وإنما هي مذهب وطريقة أراد بها واضعوها هدم الإسلام وإبطاله عقيدة وشريعة، كما ذكر ذلك الإمام الغزالي في كتابه "فضائح الباطنية".
متى ظهر مذهب الباطنية:
اختلف الباحثون في تحديد زمن ظهور مذهب الباطنية وهو خلاف مبرر، إذ من أصول مذهبهم عدم نشر عقائدهم وأفكارهم، فهم يأخذون العهود والمواثيق على من يدخل في مذهبهم ألا يظهر شيئا منها، ويعدون ذلك من أصول دينهم وأركانه التي لا يجوز الإخلال بها، ويرى الإمام السيوطي أن أول ظهور للباطنية كان في سنة اثنتين وتسعين للهجرة، وذهب البعض إلى أن ظهورهم كان سنة 205هـ وقال آخرون سنة 250، ويرى البعض أن ظهور مذهب الباطنية كان سنة 276هـ حينما قام زعيمهم ميمون القداح بإنشاء هذا المذهب.
ألقاب الباطنية:
ألقاب الباطنية تمثل الأوصاف التي اتصفوا بها، وكان لكل لقب أطلق عليهم سبب، فمن ألقابهم:
1. الباطنية: ولقبوا به لدعواهم أن لظواهر القرآن وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم بواطن تجرى في الظواهر مجرى اللب من القشر، وتلك البواطن رموز وإشارات إلى حقائق معينة، وأن من تقاعس عقله عن الغوص في الخفايا والأسرار والبواطن، أبتلي بالأغلال والآصار التي يعنون بها التكليفات الشرعية، التي تنحل عمن ارتقى إلى علم الباطن فيستريح من أعبائه.
2. القرامطة: ولقبوا بهذا اللقب نسبة إلى رجل يقال له حمدان قرمط كان أحد دعاتهم وقادتهم، فسمي أتباعه قرامطة وقرمطية.
3. الخرمية: ولقبوا به نسبة إلى أصل هذا اللفظ "خرم" وهو اسم اعجمي بمعنى الشئ المستلذ المستطاب الذي يرتاح الإنسان بمشاهدته ويهتز لرؤيته، وهذا اللقب دال على حاصل مذهبهم وزبدته، فإنه راجع إلى طي بساط التكليف، وحط أعباء الشرع عن المتعبدين، وتسليط الناس على اتباع اللذات، وطلب الشهوات، وقضاء الوطر من المباحات والمحرمات، وربما كان سبب إطلاق هذا اللقب ما سيأتي عند الحديث عن لقب "البابكية".
4. البابكية: نسبة إلى زعيم من زعمائهم وطاغية من طغاتهم يسمى بابك الخرمي، ظهر سنة إحدى ومائتين بناحية أذربيجان، وكان زنديقا حارب جيوش المسلمين فهزمهم فاستطار شره وعلا أمره فخافه الناس، وبقي عشرين سنة يعيث في الأرض فسادا، فقتل مائتي ألف وخمسة وخمسين ألفاً وخمسمائة، وكان إذا علم أن أحداً عنده بنت جميلة أو أخت طلبها منه، فإن بعثها إليه وإلا أخذها عنوة، واشتدت وطأته على جيوش المسلمين حتى مزق جندهم وبددهم، إلى أن أذن الله بهلاكه وزوال أمره، فبعث المعتصم بالله جيوشا لحربه فهزموه وأتباعه، وأخذوا بابك وصلبوه، فتفرق أمر أتباعه وتشتتوا شذر مذر، ويذكر المؤرخون أنه بقيت من البابكية جماعة، يقال: إن لهم ليلة يجتمع فيها رجالهم ونساؤهم ويطفئون سرجهم وشموعهم ثم يثب كل رجل إلى إمرأة فيظفر بها، ويزعمون أن من استولى على امرأة استحلها بالاصطياد.
5. الإسماعيلية: نسبة إلى إسماعيل الأعرج بن جعفر الصادق الذي يزعمون أنه إمامهم، ويرون أن أدوار الإمامية انتهت به، إذ كان هو السابع بمحمد صلى الله عليه وسلم.
6. المحمرة: ولقبوا به لأنهم صبغوا ثيابهم بالحمرة أيام بابك الخرمي، ولبسوها وكان ذلك شعارهم، وقيل: سببه أنهم يقررون أن كل من خالفهم من الفرق وأهل الحق حمير.
7. التعليمية: ولقبوا بذلك لأن مذهبهم قائم على إبطال الرأي وإبطال تصرف العقول ودعوة الخلق إلى التعلم من الإمام المعصوم، وأنه لا مدرك للعلوم إلا من خلاله.
عقائد الباطنية:
(يُتْبَعُ)
(/)
مذهب الباطنية كاسمه مستبطن غير ظاهر، وإنما عرفت مذاهبهم وعقائدهم - مع حرصهموتشددهم في إخفائها- عن طريق من أسلم منهم، أما هم فينكرون تلك المذاهب، ويظهرونلكل ذي ملة أو مذهب ما يحب، فإن أتوا النصارى أظهروا لهم القول بالتثليت وأكدوا لهم ألوهية المسيح، وإن أتوا اليهود أظهروا لهم بغض المسلمين والنصارى، وإن التقوا بزاهد أظهروا الزهد في الدنيا ومجانبة أهلها، فهم يلبسون لكل حالة لبوسها، حتى إذا أمن لهم ألقوا عليه شبهاتهم، ودعوه إلى الدخول في مذهبهم، وكشفوا له عقائدهم، بعد حرص وتحر شديد خشية أن يرتد عنهم.
فمن عقائدهم:
1. قولهم بإلهين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمان، إلا أن أحدهما علة لوجود الثاني، واسم العلة السابق واسم المعلول التالي، وأن السابق هو الخالق بواسطة التالي لا بنفسه، وهو مذهب مأخوذ عن الكفار من الثنوية والمجوس في قولهم بإلاهين " إله النور وإله الظلمة " فلم يغيروا سوى الأسماء.
2. اعتقادهم أن النبي عبارة عن شخص فاضت عليه قوة قدسية من السابق بواسطة التالي.
3. اعتقادهم أن القرآن عبارة عن تعبير النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن المعارف التي فاضت عليه وتسميته كلام الله من باب المجاز.
4. اعتقادهم أن لا بد في كل عصر من إمام معصوم قائم بالحق، يُرجع إليه في تأويل الظواهر وحل الإشكالات في القرآن والأخبار والمعقولات، واتفقوا على أن الامام يساوي النبي في العصمة والاطلاع على الحقائق في كل الأمور، إلا أنه لا ينزل عليه الوحي، وإنما يتلقى ذلك من النبي، فإنه خليفته وبإزاء منزلته، ولكل زمن إمامه ولا يخلو زمن من إمام.
5. اعتقادهم أن لكل شريعة نبوية مدة زمنية، إذا انصرمت بعث الله نبيا آخر ينسخ شريعته، ومدة شريعة كل نبي سبعة أعمار، وأن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم نسخت بمجيء الإمام السابع جعفر بن محمد - وفق زعمهم -.
6. اتفق الباطنية على إنكار القيامة والبعث والنشور، وأن هذا النظام المشاهد في الدنيا من تعاقب الليل والنهار، وحصول الإنسان من نطفة وتولد النبات، وتولد الحيوانات لا يتصرم أبدا الدهر، وأن السموات والأرض لا يتصور انعدام أجسامهما، وقالوا عن القيامة: إنها رمز لخروج الإمام وقيام قائم الزمان وهو السابع الناسخ للشرع المغير للأمر.
7. أنكروا الجنة والنار، وقالوا معنى المعاد عود كل شئ إلى أصله، والإنسان مركب من العالم الروحاني والجسماني، أما الجسماني فينحل إلى ما تركب منه، ويعود كل خلط إلى أصله وطبيعته، وذلك هو معاد الجسد، وأما الروحاني وهو النفس فإنها إن كانت صالحة - وفق مذهبهم - اتحدت عند مفارقة الجسم بالعالم الروحاني الذي منه انفصالها وفي ذلك سعادتها، فأما النفوس المنكوسة فإنها تبقى أبد الدهر في العالم الجسماني، تتناسخها الأبدان فلا تزال تتعرض فيها للألم والأسقام فلا تفارق جسدا إلا ويتلقاها جسد آخر، وهذا عين مذهب البراهمة الهندوس.
8. يعتقدون الإباحية المطلقة، والتفلت التام من التكاليف الشرعية، ويرون أنها أغلال وآصار انحلت عنهم لاتباعهم الإمام المعصوم.
9. اعتقاد بعضهم ألوهية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقالوا وإنما ظهر في صورة الناموس ليؤنس خلقه، وفيه قال قائلهم:
أشهد أن لا إله إلا * حيدرة الأنزع البطين
ولا حجاب عليه إلا * محمد الصادق الأمين
ولا طريق إليه إلا * سلمان ذو القوة المتين
نماذج من تأويلات الباطنية
سبق أن دين الباطنية قائم على تحريف ظواهر الكتاب والسنة إلى معان مستبطنة، فمن أمثلة تحريفاتهم الساذجة:
قالوا: إن معنى الزنا ليس هو إيلاج فرج في فرج محرم، وإنما المراد به إلقاء نطفة العلم الباطن في نفس من لم يسبق معه عقد العهد، وعليه فلا يرى الباطنية حرجا في استباحة الزنا، وزعموا أيضا أن الطهور ليس هو الوضوء المعروف، وإنما المراد به التبري والتنظف من اعتقاد كل مذهب سوى مبايعة الامام.
وزعموا إن الصيام ليس معناه الإمساك عن المفطرات في وقت مخصوص، وإنما الصيام الامساك عن كشف السر.
أما الطواف بالبيت سبعا فقالوا هو الطواف بمحمد صلى الله عليه وسلم إلى تمام الأئمة السبعة، وأولوا الصلوات الخمس بأنها أدلة على الأصول الأربعة وعلى الإمام، وعليه فلا حاجة لأداء هذه الصلوات المعهودة عند المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن نماذج تأويلاتهم لمعجزات الأنبياء، تأويلهم طوفان نوح عليه السلام بأنه طوفان العلم الذي أغرق المتمسكين بظواهر الكتاب والسنة، وأن نار إبراهيم عليه السلام التي ألقي فيها هي عبارة عن غضب النمرود، وليست نارا حقيقة، وزعموا أن جن سليمان هم باطنية ذلك الزمان والشياطين هم الظاهرية الذين كلفوا بالأعمال الشاقة، إلى آخر هذيانهم الذي يضحك الثكلى، لسخافة عقلوهم وسذاجتها!!
من فظائع الباطنية:
إذا كان الحديث عن عقائد الباطنية يبين العمق الفكري لهذه الشرذمة، فإن ممارساتهم مع المسلمين - عندما يشعرون بنوع من القوة - تبين مدى الحقد الذي يضطرم في قلوبهم تجاه المسلمين، وللتذكير فإن تاريخ المسلمين مع الباطنية تاريخ مليء بالدماء، ونحن في هذه العجالة لن نسطر الكثير من فظائعهم، فيكفينا بعضها، وربما كان الحدث الأعظم الذي حل بالمسلمين من جهة الباطنية في أعظم بقعة وأجلها، وفي خير الأيام وأفضلها، على يد شر البرية وأرذلها، هو ما ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية والنهاية (11/ 160) حيث يقول: " فيها - أي في سنة 317هـ - خرج ركب العراق وأميرهم منصور الديلمي، فوصلوا إلى مكة سالمين، وتوافت الركوب هناك من كل مكان وجانب وفج، فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية، فانتهب أموالهم واستباح قتالهم، فقتل في رحاب مكة وشعابها، وفي المسجد الحرام، وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقا كثيرا، وجلس أميرهم أبو طاهر - لعنه الله - على باب الكعبة، والرجال تُصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس .. وهو يقول: أنا لله، وبالله، أنا أنا، أخلق الخلق وأفنيهم أنا، فكان الناس يفرون منهم، فيتعلقون بأستار الكعبة، فلا يجدي ذلك عنهم شيئا، بل يقتلون وهم كذلك، ويطوفون فيقتلون في الطواف، فلما قضى القرمطي - لعنه الله - أمره، وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة، أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم، ودَفَنَ كثيرا منهم في أماكنهم من الحرم .. ومع هذا لم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم، لأنهم محرمون شهداء في نفس الأمر، وهدم قبة زمزم، وأمر بقلع الكعبة، ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه، وأمر رجلا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه، فسقط على أم رأسه فمات إلى النار، فعند ذلك انكف الخبيث عن الميزاب، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده، وقال: أين الطير الأبابيل أين الحجارة من سجيل، ثم قلع الحجر الأسود، وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه .. في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فإنا لله وإنا إليه راجعون "
الرد على الباطنية
مذهب الباطنية - كما سبق - مذهب قائم على أنه لا طريق للعلوم إلا من خلال الإمام المعصوم، وكل سبيل سوى ذلك - وفق زعمهم - فغي وهوى، فالإمام هو الذي يفسر النصوص وتفسيره قطعي لا تجوز مخالفته، واتباعه والأخذ عنه واجب وجوب متابعة النبيصلى الله عليه وسلم وتصديقه، فهذا هو أساس مذهبهم، ولب منهجهم، فإبطاله ونقضه إبطاللسائر المذهب.
وعليه فإنا نسأل الباطنية عن سبب ترجيحهم خبر إمامهم المعصوم في إنكار الجنة والنار والحشر والنشر والقيامة وغير ذلك من شرائع الإسلام وعقائده، هذا ولا معجزة لإمامهم ولا دليل على صدقه، وتقديم خبره على خبر سيد الخلق صلى الله عليه وسلم صاحب المعجزات العظام وفي مقدمتها القرآن الكريم الذي أخبر بكل ما أنكرته الباطنية من عقائد الإسلام وشرائعه!! فإن قالوا إن ما في القرآن ظواهر، ولتلك الظواهر بواطن لم يفهمها سوى الإمام المعصوم، فتعلمنا منه، قلنا: وما يؤمنكم أن لفظ الإمام المعصوم له باطن لم تطلعوا عليه، فلا تثقوا بما فهمتوه عنه من ظاهر لفظه، فإن زعموا أنه صرح لهم، وقال: ما ذكرته لكم هو ظاهر لا رمز فيه والمراد ظاهره، قلنا وبم عرفتم أن قوله هذا أيضا ظاهر وفيه رمز إلى مالم تطلعوا عليه؟ فلايزال يصرح بلفظه، ونحن نقول لسنا ممن يغتر بالظواهر، فلعل تحته رمزا وإن أنكر الباطن، فنقول تحت انكاره رمز، وإن حلف بالطلاق الثلاث على أنه ما قصد إلا الظاهر، فنقول: في طلاقه رمز، وإنما هو مظهر شيئا ومضمر غيره، فإن قالوا: فذلك يؤدي إلى حسم باب التفهيم فلا يمكن أن يفهم أحد خطاب غيره بمثل هذا الطريقة، قلنا فأنتم حسمتم باب التفهيم على الرسول صلى الله عليه وسلم، ذلك أن القرآن مليء بوصف الجنة والنار والحشر والنشر مؤكد بالقسم والأيمان، وأنتم تقولون لعل تحت ذلك رمزا فما قلتموه في حق أخبار القرآن والسنة لزمكم في حق قول معصومكم!! وهذا إلزام لا جواب لهم عنه أبد الدهر، وعند هذا ينبغي أن يعرف الانسان أن رتبة هذه الفرقة أخس من رتبة كل فرقة من فرق الضلال.
ويقال لهم في إبطال مذهبهم: أرأيتم هذه البواطن والتأويلات التي ذكرتموها - لو سلمنا لكم صحتها - فما حكمها في الشرع أيجب إخفاؤها أم يجب إفشاؤها؟ فإن قلتم يجب إفشاؤها، قلنا: فلم كتمها محمد صلى الله عليه وسلم فلم يذكر شيئا من ذلك لا للصحابة ولا لعامة الخلق، فهل استجاز صلى الله عليه وسلم - وحاشاه - كتمان دين الله، وقد قال تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} (المائدة:67)، وإن زعموا أنه يجب إخفاؤه، فنقول: ما أوجب الرسول صلى الله عليه وسلم إخفاؤه من سر الدين كيف حل لكم إفشاؤه؟!! ولم أفشيتم هذا السر وخرقتم هذا الحجاب؟!! وهل هذا إلا خروج عن الدين، ومخالفة لصاحب الشرع، وهذا لا مخرج لهم عنه.
أولئك هم الباطنية وذاك هو تاريخهم، وتلك هي شنائعهم، عرضناها لك - أخي القاريء- لتعرف خطر تلك الفرقة التي ما نشأت إلا لهدم الإسلام وتقويض شعائره وعقائده.
المصدر
http://www.islam ... .net/media/index.php?page=article&lang=A&id=67939(/)
تشيُّع لا «قادرَ» له .. د عبدالعزيز آل عبد اللطيف
ـ[باعث الخير]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 02:36]ـ
تشيُّع لا «قادرَ» له
د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف ( http://www.shareah.com/index.php?/authors/view/id/378/s/1/)
30 - 5 - 2009
استفحل في آخر القرن الرابع الهجري التشيُّع، فانتشرت دعوة العُبَيْدِيين المنافقين انتشارَ النار في الهشيم، ونشط دُعاتهم في «تصدير» المذهب الباطني، واستجاب أمراء وأقوام لهذه الزندقة، وآلَ الواقع المهين إلى أن يَخْطب بعضُ الأمراء للحاكم العبيدي، ويُظهِروا الطاعة له، بل أفضى الأمر إلى الخطبة لهذا الزنديق في الحرمين سنة 396 هـ، وأُمِر الناس بالقيام عند ذكره.
قال الحافظ الذهبي معلِّقًا على تلك الحادثة: «فإنِّا لله وإنَّا إليه راجعون، فلقد كان هؤلاء العبيديون شرًَّا على الإسلام وأهله من الشر».
وفي حمأة هذه الأحوال المتردية قام أهل الإسلام بمدافعة هذا النفاق، والتصدي لذلك الضلال، فصنَّف القاضي أبو بكر الباقلاني كتابًا في الردِّ على الباطنية، سمَّاه «كشف الأسرار وهتك الأستار»، بيَّن فيه قباحتهم، ووضح أمرهم لكل أحد، وكان يقول فيهم: «هم قوم يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض»، ولما راسل الحاكم العبيدي بعض الأمراء داعيًا إلى مذهبه؛ كتب أحدهم على ظهر كتابه إليه: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ... } إلى آخر السورة [الكافرون: 1 - 6].
وسخر آخر من دعوة الحاكم العبيدي قائلًا: إني لا أذكرك إلا على المستراح (المرحاض).
وجاهد السلطان محمود سبكتكين رحمه الله أولئك الشيعةَ الغلاةَ، فأبلى بلاءً حسنًا، ومن ذلك: ما سطره عبد القاهر البغدادي قائلًا: «وكان أهل مولتان من أرض الهند داخلين في دعوة الباطنية، فقصدهم محمود رحمه الله في عسكره، وقتل منهم الألوف، وقطع أيدي ألف منهم، وباد بذلك نُصَراء الباطنية من تلك الناحية، ومن هذا بَانَ شؤم الباطنية على منتحليها، فليعتبر بذلك المعتبرون».
ومع الاحتفاء بتلك الجهود السالفة؛ إلا أن للخليفة العباسي القادر بالله رحمه الله النصيب الأكبر في هذا الجهاد؛ إذ تعددتْ سُبُل مدافعته لهذا الوباء، واستوعبت آكد سبل المواجهة والاحتساب، فمن ذلك أنه استتاب من خرج من السنة من الرافضة ونحوهم.
ولما أحضرت الشيعة سنة 398هـ مصحفًا يدَّعون أنه مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو يخالف المصاحف كلها، جمع القادرُ الأشرافَ والقضاة والفقهاء، وعرض المصحف عليهم، فأشار أبو حامد الأسفراييني بتحريقه، ففعل ذلك بمحضر منهم، فغضب الشيعة، وأوقعوا شغبًا وفتنة، فغضب القادر، وأرسل أعوانه لنصرة أهل السنة، وعوقب من كانت له يد في الفتنة، فهدأت البلاد، واستقرت الأحوال.
ومن أجل إخماد دجل الإعلام الشيعي آنذاك؛ عزل الخليفة القادر خطباء الشيعة، واستبدل بهم خطباء من أهل السنة.
وفي سنة 402هـ اتخذ الخليفة القادر بالله، محضرًا يتضمن الطعن في أنساب العبيديين فليسوا «فاطميين»! بل هم أدعياء، فلا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولا يتعلقون منه بسبب، وأنهم زنادقة كفار، يسفكون الدماء، ويستحلون الخمور، ويستبيحون الفروج والأموال.
لقد كشف هذا المحضر حقيقة العبيديين نسبًا ودينًا، حتى اضطُر الحاكم العبيدي في سنة 403هـ - وهي السنة التي كان فيها كتابة المحضر - إلى إظهار منع الناس من سبِّ الصحابة؛ رضي الله عنهم.
وعمد الخليفة القادر إلى إظهار معتقد السلف الصالح، فصنَّف «الاعتقاد القادري» المعروف سنة 420هـ، وأقرَّه العلماء، وذلك من أجل إظهار الإسلام والسنة، وقرئ هذا الاعتقاد في الجوامع، وحمله الحجيج إلى أطراف الأرض، ففي الاعتقاد القادري تثبيت وتأكيد لعقائد السلف، كما يتضمن ما ينقض مذهب الباطنية الملاحدة، والروافض وسائر أهل البدع.
(يُتْبَعُ)
(/)