وإذا كان كذلك فالرسل صلوات الله عليهم أخبروا بالقضايا التي هي حق في نفسها لا تكون كذبا باطلا قط، وبينوا من الطرق العلمية التي يعرف بها صدق تلك القضايا ما هو مشترك ينتفع به جنس بني آدم وهذا هو العلم النافع للناس.
وأما هؤلاء المتفلسفة فلم يسلكوا هذا المسلك، بل سلكوا في القضايا الأمر النسبي فجعلوا البرهانيات ما علمه المستدل وغير ذلك لم يجعلوه برهانيات وإن علمه مستدل آخر، والجدليات ما سلمه المنازع، وإن لم يسلمه غيره.
وعلى هذا فتكون من البرهانيات عند إنسان وطائفة ما ليس من البرهانيات عند إنسان وطائفة أخرى، فلا يمكن أن تحد القضايا العلمية بحد جامع مانع بل تختلف باختلاف أحوال من علمها، ومن لم يعلمها، حتى أن أهل الصناعات عند أهل كل صناعة من القضايا التي يعلمونها ما لا يعلمها غيرهم، ومن هنا يظهر استغناء جميع العلوم بنفسها عن علم المنطق الذي لا يكفي نفسه بنفسه.
وحينئذ فيمتنع أن يكون علم المنطق طريقة مميزة للحق من الباطل والصدق من الكذب، باعتبار ما هو الأمر عليه في نفسه، ويمتنع أن تكون منفعته مشتركة بين الآدميين،بخلاف طريقة الأنبياء فإنهم اخبروا بالقضايا الصادقة التي تفرق بين الحق والباطل، والصدق والكذب، فكل ما ناقض الصدق فهو كذب، وكل ما ناقض الحق فهو باطل، فلهذا جعل الله ما انزله من الكتاب حاكما بين الناس فيما اختلفوا فيه، وانزل أيضا الميزان وهو ما يوزن به ويعرف به الحق من الباطل، ولكل حق ميزان يوزن به، بخلاف ما فعله الفلاسفة المنطقيون فانه لا يمكن أن يكون هاديا للحق، ولا مفرقا بين الحق والباطل، ولا هو ميزان يعرف بها الحق من الباطل.
وعليه فما عينوه من مواد العلم لم يكن مستوعبا لجميع ما عند البشر لان البشر علموا إما بالحس او العقل او الخبر الصادق من المعارف و العلوم الكثيرة من غير طريقهم فتبين أنهم كاذبون فيما زعموه من ان طريقتهم محيطة بطرق العلم الحاصل للبشر، و إن لم يعينوا مواد العلم و هذا هو المعروف عن المنطق فقد بطل أهم جزء في المنطق الصوري.
ومما علمه البشر من غير المنطق ما تلقوه عن الأنبياء صلوات الله عليهم فأراد المناطقة إجراء ذلك على قانونهم الفاسد، فجعلوا علوم الأنبياء تحصل بواسطة القياس المنطقي، فقالوا: النبي له قوة أقوى من قوة غيره في العلم والعمل، وربما سموها قوة قدسية كما فعل ابن سينا، و المقصود بالقوة القدسية قوة حدسية أي علم حدسي بديهي متى تصور طرفي القضية ينتهي إلى النتيجة من غير حاجة إلى الحد الأوسط الذي يعجز غير الأنبياء عن إدراكه بغير تعلم.
لأن قوى الأنفس في الإدراك غير محدودة، فجعلوا ما تخبر به الأنبياء من أنباء الغيب إنما هو بواسطة القياس المنطقي وهذا في غاية الفساد.
فان القياس المنطقي إنما يعرف به أمور كلية كما تقدم وهم يسلمون ذلك والرسل أخبروا بأمور معينة شخصية جزئية ماضية وحاضرة ومستقبلة كما في القرآن من قصة نوح والخطاب والأحوال التي جرت بينه وبين قومه وكذلك هود وصالح وشعيب وسائر الرسل وكذلك ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من المستقبلات فعلم بذلك أن ما علمه الرسول لم يكن بواسطة القياس المنطقي.
على كل حال فإن الفلاسفة عندما أعجزهم علم النبوة قالوا:إن غاية ما عند النبي قياس من جنس القياس الفلسفي أو خيال من جنس الخيال الصوفي ولهذا كانت النبوة عندهم مكتسبة وصار كثير منهم يطلب أن يؤتى مثل ما أوتي رسل الله وأن يؤتى صحفا منشرة كما طلب ذلك غير واحد في زماننا وكما طلبه السهروردي المقتول وابن سبعين وغيرهما وسبب ذلك أن هذه النبوة التي أثبتوها أمرها من جنس منامات الناس.
ولهذا كان عمدتهم في إثبات النبوة هو المنامات كماهو ثابت في كتبهم في كتب ابن سينا و الغزالي و السهروردي وغيرهم ليس لهم دليل على النبوة إلا المنامات.
الفرق بين الجدل المنطقي و الجدل الأصولي:
نعم ينطبق هذا الفصل بين الجدل و المنطق على الجدل الأرسطي لا على الجدل بمعناه العام، إذ الجدل في المنطق الصوري هو صناعة تلمس المعرفة أو فحص المعرفة و يستعمله المناطقة كمساعد على اكتشاف المبادئ المشتركة للعلوم أو البديهيات لا سيما مبدأ التناقض، الذي يقرره الجدل عن طريق إبطال الاحتمالات الوهمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الجدل عند المسلمين فهو غير خاضع لهذا التعريف، فالمقصود منه ليس مجرد إقناع الخصم ولو بالمقدمات الوهمية و الباطلة، فهذا جدل شيطاني، بل لإقرار الحق للخصم المعاند بالمقدمات التي يسلم بها، وهو قد يسلم بالمقدمات الظنية و قد يسلم باليقينيات و البديهيات، وحينئذ يكون يقيني برهاني.
وتوقيف التصور على البرهان بقولهم الحقائق لا تعلم إلا بالبرهان باطل و خطأ إذ التصور يسبق التصديق.
إن حصر العلم في المعنى العام الذي هو الكلي و الماهية و الذي يمثل عمود المنطق الصوري هو ما جعل هذا العلم عقلانيا بإطلاق بعيدا عن الواقع و معلوم ان الحقيقة يمثلها الواقع، والواقع هو الفرد و الجزء وعليه لزم أن التصورات الجزئية هي موضوع العلم عندما نقوم بربطها ببعضها البعض للحصول على صورة للواقع الحقيقي الوحيد الذي هو واقع الأفراد، فحقيقة الإنسان ليست الإنسانية التي يتصورها العقل في المنطق الصوري كماهية فيخرج علينا بحكم وتعريف هو أن الإنسان هو كل حي متحرك بإرادة بل هي الإنسان في الواقع بكل صفاته الذاتية اللازمة و العرضية اللازمة وغير اللازمة.
إن المنطق الصوري هو عمل تحضيري لعلم الميتافيزياء اهتم بالمضمون الذهني للتصور حتى اصرف في الاستدلالات الصورية الصرفة و المحضة يتردى في الآلية الصرفة و يتيه في ممحاكات سخيفة وينتهي إلى الاستدلال الفارغ من كل مضمون، فتجريد التصور من مضمونه الواقعي بإلغاء صفات الأفراد الموجودة في الواقع أثقل المنطق بتعقيدات لا طائل وراءها وجعله ضربا من الجهل والضلال لا يليق بمن تشبع بنور النبوة أن يعظمه و لا أن يظن به خيرا.
إن المنطق الذي يعتقد بعض المسلمين خطا ووهما أنه يمكن تجريده من مصطلحاته الميتافيزيقية كالهيولي هو نفسه ميتافيزيقي إذ ليس هو إلا فلسفة للصورة و للتصور منظورا إليها من جانبها الكيفي، فإن واضعه الأول قسم الوجود إلى عالم الصور و المثال و العقل، وعالم المادة و الحس.
شكلية المنطق:
المنطق في حقيقته لا ينظر إلى الفكر من حيث هو عملية الفكر بل من حيث هو نتاج الفكر فهو لا يعالج التصور و الحكم و الاستدلال بل التصورات و الأحكام و الاستدلالات وهو لا يقدر على غير ذلك، بمعنى لا يهتم بمادة الفكر او العلم ولكن بصورة الفكر و العلم أي بشكله لا بموضوعه، و لذلك يفرق المناطقة بين الحقيقة المنطقية و الحقيقة الضرورية، و إذا كان المنطق بهذه الصورة بحيث صار لا يعالج التصور و الحكم و الاستدلال بل التصورات و الأحكام و الاستدلالات وجب الفصل بين الضرورة المنطقية و الضرورة العلية بين الحقيقة المنطقية الخاصة بالإمكان الذهني التي تجري في عالم مثالي بحيث تثبت لنا الإنسانية و بين الحقيقة الطبيعية الخاصة بالموجود خارج الذهن والتي لا توجد فيها الإنسانية بل الإنسان بكل مميزاته و خصائصه.
إن الحقيقة المنطقية عديمة التأثير على العمليات الفكرية الواقعية ولذلك استغنت العلوم عن المنطق ولم تعمل بأي مبادئه ومع ذلك أنتجت علما و أدركت حقائق لأنها علوم لا تكترث بالصواب و الخطأ المثالي أو التجريدي بل بالصواب و الخطأ في الواقع.
فالمنطق علم صوري بحثا فهو علم تطابق الفكر مع نفسه بقطع النظر عن التجربة و الواقع فقط الاستناد إلى مبدأ التناقض لا غير، بحيث أن التصورات و الاستدلالات و القضايا تثبت نفسها بمجرد فعل قوانين العقل الذي قررها و بدون اهتمام بشيء آخر عدا اجتناب التناقض، وهو بذلك يجتنب كل ما يتعلق بمادة المعرفة ولا يأخذ بعين الاعتبار إلا الصورة المشتركة الكلية فهو لا يهتم بالوجود الواقعي بل فقط بالوجود الذهني و بالعلاقات التي تظهر تحت شروط الفكر و يتحكم فيها الفكر أي ليست خارجة عن سيطرته أو تصوره، ففي المنطق كل ما ليس متناقضا هو صادق.
و يمكن أن نقول: إن علم المنطق هو علم الممكن من حيث هو ممكن أو هو العلم الذي يأخذ بعين الاعتبار صورة الفكر دون مادته.
(يُتْبَعُ)
(/)
و المنطق الصوري منطق يدور بين المنطق الخالص و المنطق التطبيقي، أن التصور الذي هو وعي العقل للوحدة ضمن التمثلات الحسية والذي هو في المنطق الصوري محور الحكم و الاستدلال لا وجود له، فالصور الجزئية التي هي تعبير مباشر وفوري عن الواقع الشخصي هي التي يمكن أن تتكون و أن تترابط، وعلى هذا يكون المنطق اسميا مثل منطق الرواقيين، فكل قضية وكل استدلال سواء أكان استنتاجيا أو استقرائيا يؤولان إلى مجرد استنباطات من الجزئي إلى الجزئي، تؤل بدورها إلى ترابط بين تمثلات، و إذا كان هذا المنطق اسميا فيكون كذلك واقعيا ليس بمعنى أرسطو يبحث عن إدراك الماهية بل لأن موضوعه الأشياء و الظواهر الشخصية التي هي وحدها الظواهر الواقعية من الناحية الذاتية ولذلك يسمي ستوارت مل منطقه بمنطق الصدق في مقابل المنطق الصوري الذي هو منطق اللزوم.
و إذا كان كل استدلال يرتد إلى استنباط ينصب على الجزئي يصبح المنطق الصوري في صورته القياسية بلا موضوع ما دامت القضايا الكلية غير موجودة، وهنا يفارق ستوارت مل المنطق الاستقرائي الذي ينطق من الوقائع لكي يرتفع بتجمع الاستنباطات الجزئية إلى قوانين عمومها عموم تجريبي و ضامنها مبدأ العلية الكلية متكون هو في ذاته من التجربة. فالمنطق التجريبي نوعان: المنطق الاسمي الواقعي، و المنطق الاستقرائي.
تعريف المنطق:
المنطق الأرسطي: العلم موضوعه التصور و المعنى العام و الكلي فموضوع العلم هو العام و الواقعي هو الفرد فقط فلا يوجد العام إلا في الجزئي و لذلك ينبغي تفسير المثال تفسيرا مفهوميا فيجب على العلم أن يطلب الماهية أي مجموع الصفات الضرورية للفرد ولا تعود كلية المعنى إلا نتيجة لضرورته و دليلا عليها و يحل تعريف الشيء القائم على الماهية محل التصنيف الذي يتوصل إليه المنطق الجدلي منطق أفلاطون الذي يعمل بالتفسير الماصدقي.
فائدة المنطق عند أصحابه:
قال ابن سينا في كتاب"المنطق" {203/ 1}:"وقصدنا الأول وبالذات في صناعة المنطق هو: معرفة القياسات، والقسم الناظر منها في القياسات البرهانية. ومنفعة ذلك لنا هي، التوصل بهذه الآلة إلى اكتساب العلوم البرهانية. وقصدنا الثاني: معرفة أصناف القياسات الآخرى، فبعضها ينفعنا بالارتياض فيها، والتخلص الى العلوم البرهانية، كالجدليات، ولها منافع أخرى؛ وبعضها ينفعنا العلم بها في التحرز عنها عند ابتغاء العلوم البرهانية، كالسوفسطائية؛ وبعضها ينفعنا في مصالح المدينة، ونظام المشاركة، كالخطابة والشعر. وجميع هذه كالمشتركة إما بالفعل، وإما بالقوة، في هيئة القياس وصورته. وأكثر اختلافها في موادها."
يقصد ابن سينا أن الغرض الأقصى من صناعة المنطق هو الوصول إلى القياس البرهاني، الوسيلة الوحيدة عندهم التي تفيد علما يقينيا و بالتالي التوصل إلى حقائق الأشياء، وما سوى ذلك لإما غرضه التمهيد لنظرية البرهان أو الاحتراز من الوقوع في أنواع القياسات التي لا تفيد علما يقينيا او معرفة الصناعة الأدبية من الخطابة و الشعر و ما ينفع في تدبير المدن و السياسة.
وقال الفارابي في"اللفاظ المستعملة في المنطق" {23/ 1}:" والمقصود الأعظم من صناعة المنطق هو الوقوف على البراهين. وسائر أصناف المقاييس إذا عرفت وتميزت عند الإنسان عن البراهين وقف بتلك على ما ينبغي أن يستعمله إذا قصد الاعتقاد الحق، وما ينبغي أن يتجنبه."
قلت: كانت نظرية أرسطو في القياس عمل تحضيري لنظرية العلم و البرهان.
إذا قدر بعض الناس كابن سينا و الغزالي [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2) و غيرهم أن المنطق هو علم الشروط العليا للصادق و الصدق المعرفي لأنه أداة عصمة العقل من الزلل، وقد تبينا من خلال هذا البحث أن المنطق الصوري لا يكفي نفسه بنفسه و انه محتاج دائما أن يطبق على شيء و أن يكون معلوما من اجل العلم الفلسفي فهو غير خارج عن أصول الفلسفة ومعمول لتبرير هذه الأصول، فنظرية القياس فيه ليست سوى عمل تمهيدي لنظرية البرهان و العلم الموجودة في التحليلات الخيرة عند أرسطو و التي الغرض منها تبرير فلسفة أرسطو في الوجود وتقسيمه إلى مادة وصورة وجعل منتهى العلم غدراك العلة الأولى، و إذا عجزت فلسفة أرسطو و أفلاطون عن تبرير صدور الكثرة عن الواحد المحض البسيط وعجزت عن تبرير و شرح الاتصال بين عالم الوجود الحسي و عالم المثل عند
(يُتْبَعُ)
(/)
أفلاطون و عالم العقل عند أرسطو رغم أن الإسنكدرانييين أسعفوها بنظرية الفيض و الصدور لزم أن المنطق المعلوم لعصمة العقل من الزلل وليكونه معارف صادقة في أعلى شروط الصدق قد اخفق هو الآخر و بالتالي كان عقيما في أخص خصائصه لا يولد علما متساوقا مع فطرة الإنسان خال من التناقض وهو علم يزعم له الخلو من التناقض.
لماذا نحن في غنية عن القياس المنطقي:
الطريق الطبيعي و الفطري لتحصيل المعارف هو الاستدلال المبني على الترابط بين العلة و المعلول، و الاستدلال القياسي هو استدلال طبيعي فطريته تغني عن اكتسابه بالتعلم، فالمنطق الصوري الصناعي ليس سوى تعقيد لمنطق طبيعي هو أوضح منه و أدل على مسالك التفكير.
إن المنطق الصوري ليس مفاهيم ثابتة وصائبة نهائيا بل هو قابل للنقد في كل جزئياته فلو كان المنطق ذاك العلم الذي يسير العمل العقلي بشكل منظم وبدون خطأ لما اختلف من يستعمله فيما بينهم وفي كل شيء و بذلك يتبين انه لا يعصم من الخطأ و التناقض، و إذا كان المنطق عند واضعه الأول هو دراسة قوانين الفكر المجرد من كل مضمون بحيث يعالج القياس من حيث هو قياس ولذلك يسمى بالمنطق الصوري بينما علم المناهج هو علم مطابقة الفكر لموضوعاته وهو يشمل مجموع المناهج و الطرق التي يمكن تطبيقها على العلوم الخاصة سواء أكانت عقلية أو تجريبية لم يعد الناس بحاجة إلى المنطق الصوري بشكله المعهود إلا ما استبطن من منطق فطري.
فالمنطق الصوري هو علم مطابقة الفكر لذاته لا علم استنباط العلم أو هو علم اللزوم أو علم الصدق الصوري أو علم الممكن و اللزوم الضروري فهو منتج بمقتضى الصورة بقطع النظر عن المضمون حيث أنه ينطلق من تصورات خالية من التناقض بتجريد الأشياء و تمثلها في الذهن وهذا ما يسميه الماهية و العام.
فإذا لم يكن الممكن مطابقا للواقع ولم يكن التصور مطابقا للحقيقة كما في المباحث الدينية فإنه الله ليس كمثله شيء سبحانه فكيف يجعل مقدمة أو نتيجة لقياس شمول أو قياس تمثيل، ومن جهة كونه علم اللزوم الضروري أي علم تمييز الأحكام التحليلية التي يستبطن محملوها مفهوم الموضوع كقولك: المثلث مضلع ذو ثلاثة أضلاع، ومن هنا يفارق الأحكام التركيبية التي يحتوي موضوعها على المحمول بالمفهوم مثل: الجبال عالية، فالمنطق الصوري لا يعالج إلا الأحكام التحليلية التي تعبر عن العلاقة بين المحمول و الموضوع إذ المحمول محتوى في الموضوع،
لماذا لا يمكن أن نجرد المنطق من خلفيته الميتافيزيقية:
لابد ان نعلم أن الفلسفة هي التي انجبت المنطق و ليس العكس، وبالتالي هو نتاج نظر فلسفي، ومعلوم ان الفلسفة كما قال ابن سينا"المنطق" {2/ 1}:" إنَّ الغرضَ في الفلسفة أنْ يُوقَفَ على حقائِق الأشياءِ كلِّها على قدر مايمكن الإنسان أن يقف عليه [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3). والأشياء الموجودةُ إما أشياء موجودةٌ ليس وجودُها باختيارنا وفِعُلِنا، وإما أشياء وجودها باختيارنا وفعلنا. ومعرفة الامور التي من القسم الأول تسمى فلسفةً نظرية، ومعرفة الأمور التي من القسم الثاني تسمى فلسفةً عملية. والفلسفة النظرية إنما الغاية فيها تكميل النفس بأن تعلم فقط، والفلسفة العملية إنما الغاية فيها تكميل النفس، لا بأن تعلم فقط، بل بأن تعلم ما يُعْمَل به فتَعْمَل. فالنظريةُ غايَتُها اعتقادُ رأىٍ ليس بعمل، والعملية غايَتُها معرفة رأى هو في عمل، فالنظرية أوْلى بأن تُنْسب إلى الرأى."
يقصد ابن سينا ان الفلسفة النظرية هي المتعلقة بالإلهايات و العملية هي المتعلقة بالأخلاق و السياسة و غيرها، و المنطق إنما وضع لإدراك الحقائق المتعلقة بالفلسفة النظرية.
فهذا المنطق علم يجري استنتاجاته وفقا لقوانين العقل الذي يعمل به وهو عقل وثني عميق في الميتافيزيقا اليونانية بل أي عقل آخر كيف له أن يضع قوانين توجب لله هذا و تمنع عنه ذاك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يعتبر كنط المنطق علما صوريا صرفا لا يبالي بمضمون التصورات، فالفكرة الصادقة هي التي لا تتضمن تناقضا، وقد وضع كنط إلى جانب المنطق الصوري منطقا آخر يسميه" منطق متعال" كما في كتابه" نقد العقل الخالص" وفي هذا المنطق يثبت وجود تصورات أو مقولات للفهم بإمكانها أن ترتبط قبليا و أن تتعلق قبليّا بموضوعات، فهو يعمل على تحديد أصل للمعرفة الخالصة بهذه الطريقة وعلى تحديد مداها و قيمتها، فالمنطق المتعالي صوري نوعا ما من حيث هو يدرس المقولات القبلية و لكنه يدرسها في مقابل مادة المعرفة المتكونة من العناصر التجريبية.
ويقابل كنط التحليلات الصورية بالجدل الذي هو منطق الظاهر بحيث يعالج المعرفة التي نعتقد أننا نحصل عليها عندما نطبق على عالم " النومينات" "أفكار العقل الخالص" التي هي: الروح و العالم و الإله.
فهذه المعرفة في نظر كنط معرفة وهمية، وذلك لأن أفكار العقل الخالص ليست سوى القواعد التي تقود التفكير الذاتي و التي تبين قدرته على التركيب و قد تولدت من هذا الاستعمال غير المشروع"نقائض العقل الخالص" التي تثير أيضا قضاياه و نقائضها صعوبات لا حل لها.
بمعنى أن امتداد المنطق الميتافيزيائي لا يمكن التخلص منه أولا فمنبعه تأملات ميتافيزيائية ونهايته ميتافيزيائية بدون حل.
إن المنطق والميتافيزيقا شيء واحد كما يقول ذلك الرواقيون، فهو لا يدرس الادراكات الحسية كما تفعل الهندسة في تمثلات مجردة مستمدة من الحواس، وإنما هو يبحث في تجريدات خالصة،وهو صعب لأنه يتطلب مقدرة ومهارة على الانسحاب إلى الفكر الخالص والمحافظة على البقاء فيه، أقصد بالفكر الخالص الفكر المجرد عن كل المحسوسات.
فالمنطق بهذا الاعتبار تفكير مستحيل،فكيف لرجل أن يتصور في ذهنه إنسانا مجردا عن كل المحسوسات، كيف له أن يضع إنسانا وسط العدم لينظر إليه محاطا بالعدم؟ هذا جهل ألبس صورة الفكر والمعرفة.
و إذا كان المنطق هو الأداة للبحث عن الحقيقة، فإن الدين هو الحقيقة فما لم ينته المنطق إلى طلب الدين و أخبار الأنبياء علمنا أنه أداة للضياع والجهل.
لماذا لا يصلح المنطق في العلم الإلهي:
إن علم المنطق هو علم الكلي و الكليات و قال أرسطو أن العلم موضوعه التصور و المعنى العام و الكلي، لذلك كانت قواعده تجري في عالم مثالي هو العالم الذهني وهذه القواعد عديمة التأثير على العمليات الفكرية الواقعية لأنها لا تفرق بين الحقيقة المنطقية التي هي حقيقة ذهنية و بين الحقيقة الطبيعية التي هي حقيقة واقعية، ولا تفصل بين الضرورة المنطقية التي همها إرجاع العلل إلى العلة الأولى بناء على تصور أرسطو للوجود وبين الضرورة العلية التي لا تغفل العلل الثانوية والتي هي مناط التجربة و الحس، فالحد الوسط في المنطق الصوري الذي هو العلة و هو الماهية و هو الكلي يمثل العلة الساكنة أو العلاقة السكونية بين الجناس و الأنواع، لان الماهية لا تستخلص إلا من الصفات الساكنة في كل جنس ونوع و تغفل الصفات المتحركة التي هي عندهما عرضية غير ذاتية ومعلوم أن العلل الثانوية علل متحركة هي مناط التأثير والحكم الحقيقي بمعنى الواقعي لا العلاقات الساكنة.
ومعلوم أن الوجود متحرك غير ساكن فالأولى به العلل المتحركة لا الساكنة، و إذا جاز أن نقول إن الحد الأوسط و إن كان هو العلة و يمثل الجانب التجريبي في المنطق الصوري إذ لا يستخلص الحد الوسط إلا من الحس وهذا يعطينا قيمة التجربة الحسية في بناء المعرفة التي لم يتركها أرسطو تنطلق إلى وجهتها حتى جاء المنطق التجريبي ومنطق الاستقراء لان المنطق وقياسه بقي رغم تجريبية الحد الوسط بقي مرتبطا بمتيافزياء الوجود التي هو أداتها رغم انف المتكلمين فهو في الحقيقة منهجية موضوعة لعلم الطبيعة وهنا لا يجب أن نقف بل نستمر لنقول: علم الطبيعة الذي هو أساس و أصل علم ما وراء الطبيعة عند أرسطو.
فأرسطو يرى أن الطبيعة كلها في متناول العقل باستثناء المصادفات و لذلك عجز عن تبرير الاتصال بين عالم المادة و الصورة وعدم العقل وهذا يناقض مقولته هذه.
(يُتْبَعُ)
(/)
و إذا زعم أرسطو أن تفسيرها بالاستنتاج ممكن فقد تبين لنا بعده أنه عجز كل من سلك منطقه عن تفسير ظواهرها حتى جاء منطق الاستقراء، فالقياس هو الأداة الضرورية للعلم المشائي ونحن لا نناقش هذا ولكن نناقش هل العلم المشائي في شقه الطبيعي و الميتافيزيائي علم صادق خال من التناقض أو علم انتهى أتباعه إلى اليأس منه و الاكتفاء بدراسة النبات و الحيوان، كما بينته في مقدمة المراحل الفلسفة.
3 ـ من معلوم لكل قارئ يقرا أقسام العلوم عند الفلاسفة و مقدمتهم في المنطق أنهم جعلوه علما يكتسي طابعا وثوقيا ذهنيا ثم يتبين أن القائلين به لم يتفقوا على شيء واحد مما ينتجه هذا المنطق عند ممارسته في المعرفة، نعم قد يكونون متوافقين عليه في إطاره النظري أو قل متوافقين على المنطق اللفظي منه أما عند إعماله لم نجدهم متفقين على شيء حتى المقولات أو المحمولات اختلفوا فيها زيادة و نقصا وهذا يدل على عقمه.
4 ـ إن المنطق الصوري في جوهره يمثل فلسفة للصورة و التصور في الجانب الكيفي في حين أن العلم الحديث أصبح كميا ورياضيا وهذا هو السبب في نجاحه و إخفاق المنطق الصوري.
من المعلوم إن إمكان التصور هو صلاحيته الميتافيزيائية للوجود، فالموجودات المنطقية إنما ينظر إليها من حيث هي ممكنات سيان وجودها بالفعل و عدمها، بل يمكن أن تكون موجودات ذهنية أو تعبيرا عن مجرد نفي"العدم" وهذا هو العقم بعينه.
إشكالية التصور الفلسفي:
إن المنهج المعرفي في الفلسفة يعتمد على مبدأ تعليق المعارف والأفكار الموجودة ولو كانت حقا قام عليه الوجود شاهدا، فالفيلسوف لا يسلم بما هو موجود حتى يثبت هو بعقله أنه موجود، ولو جاز لنا التعبير عن هذا الموضوع لقلنا: إن الموجود بالنسبة للفلسفة لا يكون موجودا حتى تثبت الفلسفة انه موجود،ومع ذلك نقول: إذا لم تستطع الفلسفة إثبات وجوده وهو مع ذلك موجود وعرفنا وجوده بما رفضت الفلسفة استعماله من طرق المعرفة النبوية والفطرية الضرورية،أفيكون الخلل في الموجود أم في منهجها في المعرفة؟
فإذا كان الذهن المفكر لا يرتفع إلى المعرفة إلا بتكوين أفكار شاملة هي تمثلات ذهنية، كان هذا افتراض للوجود الذهني، ومعلوم بالاتفاق وببداهة العقول أن وجود الأشياء لا يفتقر إلى وجودها في الأذهان.
وعليه كان وجود الموجودات في الفلسفة وجودا ذهنيا لا حقيقة له في الواقع، فثبت إذن الشك في قدرة الذهن على إثبات الحق الموجود بكل صفات وجوده كما يثبته الأنبياء إلها موصوفا بصفات الكمال.
وبهذا تعرف أن التصور لم يكن ولن يكون مناط لمعرفة الحق الموجود فلم تبق إلا الضروريات وأخبار الصادقين و هي عند الأنبياء و أتباعهم.
الفلسفة ـ كما عند هيجل ـ فكر ثان أو لاحق أو تال، وهو يقصد أن هناك فكرا أولا، هو الذي يكون في حياة الناس اليومية، والفلسفة تدرس هذا الفكر وتستخلص منه فكرا ثان، فالفلسفة تأتي متأخرة بعد أن تكون الحياة قد دبت بين الناس بالفعل، فلا تظهر الفلسفة حتى يكتمل بناء الواقع، وهكذا كان في التاريخ البشري لم تظهر حتى عرف الناس كل الحقائق المتعلقة بوجودهم ومصيرهم فظهرت متأخرة بعد عصر موسى عليه السلام.
و إذا كانت الفلسفة فكرا ثان فتصورها للأشياء تصور ثان، ولذلك لم تستطع التخلص من إشكالية الدور في التعريف فإذا كان الحاد للشيء لا يحده إلا بمعرفة سابقة للحد قد تكون مجملة تعقبها بواسطة الحد معرفة أكثر تفصيلا منها، علمنا أن عملية التحديد التي يجريها الفيلسوف هي عملية استثمار للمعرفة المجلة يبقى الإشكال هو ان المعرفة المجملة هي الفكر الأول و المعرفة التي تعقب التحديد المنطقي فكر ثان، ولم تبرهن الفلسفة أن الفكر الثاني أحسن و أصدق من الفكر الأول في كل ما ادعته، فهاهنا قضيتان:
1 ـ ليس التحديد وحده من طرق التعريف و التمييز، مادام مسبوقا بمعرفة وهذه المعرفة أنتجت معارفا منها المنطق، بينما بقي المنطق عقيما لا ينتج معرفة ملموسة بحيث أننا وجدنا المعارف المنطقية عند ممارسة المعرفة تصطدم دائما بالمعارف الحسية و التجريبية وتصير مجرد نظرية لها نوعا من القوة و الوجود ما دامت في إطار التجريد الذهني.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ التحديد هو وصف اصطلاحي لعملية فكرية فطرية، فمن المتفق عليه بين العقلاء أن الإنسان يمكنه أن يفكر بدون المنطق، تماما كما يمكنه أن يبصر دون أن يدرس البصريات، فإذا كان تفكيره بعد دراسة المنطق لا يعدو القدرة على التصنيف والمقابلة لم يكن في هذا أي مدح للمنطق، فلإن قدرة الإنسان على الإبصار دون أن يدرس البصريات لا تتغير بعد أن يدرسها.
الفرق بين التصور الفطري عند المسلم والتصور المنطقي:
إذا كان التصور هو الفكر بارتسام الصور في الذهن مجردة عن المحسوسات، و كان الحسي هو الجزئي المفرد في الخارج،كان تصور الحسي هو عرض هذه الأجزاء مصفوفة إلى بعضها البعض لاستخلاص كلياتها، فهذه الكليات كليات لحسيات هي جزئيات وأفراد، وهذه الكليات بالتالي هي الكليات الحق التي لابد منها في كل علم، ومن دونها يكون العلم ضربا من التخييل،وهي القواعد المستخلصة بالفكر الاستقرائي.
ومع ذلك نقول: إن هذا التصور الذي تنتج عنه هذه الكليات تصور حسي، وهناك التصور المعنوي،مثل تصور الدين والأخلاق والعقائد، وإن لم يكن هذا التصور فكرا بارتسام الصور الحسية، فإنه فكر بارتسام المعاني الحسية وليس الصور الحسية، لأنه وإن لم يكن الحياء والتقوى والصبر والتوكل صورا حسية فإنها إحساسات ومشاعر، فالحس إما يكون خارجيا ظاهريا و غما يكون داخليا باطنيا وهذه من قسم المحسوسات الباطنية وهي المشاعر والأحاسيس، التي يأخذها المفكر من نفسه وباطنه لينظر فيها في ذهنه، فلا العقل البشري لم يزود فقط لتصور المادة و إنما زود ليتصور المعاني أكثر من تزوده لتصور المادة.
أما الكليات عند الفلاسفة فهي نابعة من تجريد الأشياء من كل وجود حسي خارجي وباطني، فهي كليات لا حقيقة لها، لأنها كليات لأشياء لا وجود لها في الواقع المحسوس ظاهرا وباطنا، فلا يوجد في الواقع إنسان من حيث هو إنسان، وإنما يوجد إنسان ليس هو الملك ولا هو الشيطان ولا هو الحيوان ولا هو النبات ولا هو الجماد ولا هو الهواء ولا هو أي شيءمن الأشياء الموجودة معه والتي لا يسميها أغبى الناس إنسانا،
إن كليات الفلاسفة ومن اتبعهم من المتكلمين تصور قاصر للموجود.
فقوة افنسان الشعور والاعتقاد والإدراك، فما شعر به بحسه الباطن أو بحسه الخارج كان موجودا في الخارج فهو بالتالي تصور صحيح، وما اعتقده وطابق اعتقاده كان اعتقاده اعتقادا صحيحا، وما أدركه على ماهو عليه كان موجودا فالإنسان لا يدرك ولا يحس بالمعدوم، نعم قد يدرك ذهنيا مالا وجود له في الخارج ولكن ليس هذا إحساسا، فإن كانت كليات الفلاسفة لا شعور فيها،ولا غدراك لموجود محسوس لم تكن صورتها في عقل افنسان إلا وهما وخيالا، ولم تكن في الحقيقة إلا كذبا وزورا.
فأي فكر يصدر عن الإنسان لا ينبع من شعوره وإدراكه و اعتقاده الموافق للفطرة والضرورة فهو فكر يمكن أن نقول عنه إنه جنون مرصوص أو منضود أو الجنون المعقلن إذا صح التعبير.
إن كليات المسلم أن الله هو الخالق البارئ المصور الرازق الغفور الحليم المحي المميت الجبار العلي المستكبر القيوم، وكليات الفيلسوف أن الله هو الله لأنه لا يعدو أن يقول: إن الله هو العلة الأولى، أو المحرك الأول ومع ذلك يبقى اسم الله أكثر دلالة و أعمق تأثيرا في النفس من أن نقول عنه هو العلة الأولى أو واجب الوجود.
فالفيلسوف الحق عنده إن عرفه هو الحق بمعنى الحق من حيث هو الحق هو الوجود المطلق والعقل الكلي، بينما الحق عند المسلم هو الإله الخالق الرازق التواب الشديد العقاب المستحق للعبادة وحده لا شريك له.
إن معرفة المسلم بربه معرفة ترتبط ارتباطا وثيقا بمعرفته بالجنة والنار والحشر والعقاب والموت وعذاب القبر والحسنة والسيئة، بينما معرفة الفيلسوف بالله سبحانه ليست مرتبطة إلا بالوجود كوجود، ولذلك لا يترتب عن علمهم أي عمل.
إن الفرق بين تصور الفيلسوف وعلمه وتصور المسلم وعلمه، هو أن تصور وعلم الفيلسوف مجرد ترتيب لصور جوار بعضها البعض باتصال غير مؤثر، فما يفصل المقدمة الأولى عن المقدمة الثانية مجرد حرف الواو، بينما علم المسلم السني هو ربط العلاقة بين الكلي والجزئي، بين السبب والنتيجة، بين العلم والعمل، بين العمل والجزاء.
علم المنطق ثلاثة أشياء:
(يُتْبَعُ)
(/)
ينقسم المنطق إلا ثلاثة أقسام: نظرية التصور والحد و نظرية الحكم و القضية و نظرية الاستدلال الذي يعبر عنه في الغالب بالقياس.
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) ـ
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) ـ قال الغزالي في" معيار العلم" {53/ 1}:" وموضوع المنطق تمييز المعقولات وتلخيص المعاني".
قلت:
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) ـ يعرف الفارابي الفلسفة بأنها العلم بالموجودات بما هي موجودة، و يعرفها ابن سينا في"الشفا" حيث يقول: موضوع العلم الإلهي الوجود المطلق، و منه أخذه الجرجاني في" التعريفات" عندما قال: هي العلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه، وكذلك قال ابن خلدون في "المقدمة":علم الإلهيات علم ينظر في الوجود المطلق".
وهذه العبارات كما ترى أخذت من كتاب أرسطو "ما بعد الطبيعة" من المقالة الأولى.
2 ـ ولو نظرنا في قول الغزالي:"ليس بالإمكان أكثر مما كان" ثم نظرنا في قول أفلاطون و أرسطو: إن بداية الفلسفة التعجب ومنتهاها عدم التعجب، حيث يتحقق الإنسان أن الوجود لا يمكن أن يكون على غير ما هو عليه علمنا مأخذ الغزالي وكيف أن المتكلمين دخلوا في الفلسفة ولم يستطيعوا الخروج منها.
و الفلسفة منذ أن وجدت لم تنقطع عن مهاجمة الدين، فأنكرت عقائد راسخة في الملل، لأنها مهما ادعت لنفسها من فكر وعقلانية ومعرفة فإنها عجزت عن إنجاز ما أخذت على عاتقها وهو إسعاد البشر في الدنيا والآخرة، إن الدين الذي جاء به الأنبياء دين متكامل يدبر شؤون الحياة في جميع نواحيها بينما الفلسفة لا دين فيها ولا حقيقة، إلا أن لهذا العالم محرك أول، أو علة أولى،و أحمق بني البشر يفرق بين هذا وبين الدين،ولا يعد هذا معرفة بالله بله أن يعده دينا. .
و إذا كان الأمر كذلك فحتى الدين في أقصى ما يدعيه في معرفة الباري يقر بجهل كيفية صفاته فيأتي المنطق بجملة معارف سلبية تصب كلها في إثبات الكيف للباري، لأن معرفة كيفية الشيء إما بإثبات خصائصه أو نفيها لا فرق في ذلك.
يقول أهل الإسلام من أهل السنة والحديث: إن إثبات الله إثبات وجود لا إثبات تكييف، فهم يعرفون الله، ويعرفونه بأسمائه و صفاته، لكن لا يعرفون كيفية ذاته،فإذا كانت الحقيقة المطلقة عند الفلاسفة هو الله، وكانت معرفتنا بالله معرفة ظاهرية، لكن ظاهريتها لا تتنافى وكونها معرفة عميقة، لأنها أولا معرفة فطرية غريزية ضرورية، فهي كامن في أعماق النفس الإنسانية، فليس كل ماهو ظاهري يكون سطحيا ثانويا مهملا مادام يفي بغرض التعريف و التمييز، فالاعتبار يتعلق بالمعروف،فمعرفة الإنسان غير معرفة الله، فميزة الإنسان أنه محدد مخلوق مفتقر قابل للعدم والفناء يمكن أن تحيط به المعرفة، بينما الأول والأخر الكبير المتعال فإن من لوازم ذاته عدم مماثلتها لشيء للمخلوقات، فلا يحيطون به علما، فإذا عدم معرفة كيفية ذاته من لوازم إلهيته فلا تنافي بين كون معرفتنا به لا تتوقف على معرفتنا بكيفية ذاته.
إن معرفة المسلمين بربهم ليست معرفة عقلية فلسفية، إنها معرفة مقتبسة عن الأنبياء فهي معرفة مستمدة منه سبحانه، ولذلك اتسمت معرفة المسلمين بربهم بمعرفة صفاته و أسمائه، لأن العقل إذا أدرك أن الله مبدع خالق قوي عليم عزيز لا يستطيع أن يدرك أنه مستو على عرشه و ينزل في كل ليلة، فمن صفات الله ما يدرك بالعقل، ومنها ما لا طريق إلى معرفته إلا السمع.
لقد شعر الفلاسفة أن الله الذي أحسن صور خلقه، وهداهم لأكمل المعارف في معاشهم، لا يتركهم بدون حبل منه يصلهم به فيعرفونه، ويعرفون مصيرهم عنده، فقال هيجل: وتبدأ الشكوك تظهر حول ما إذا كان يمكن أن يكون هناك جسر بين المتناهي واللامتناهي، ولكن كبرهم الفلسفي منعهم من اللجوء إلى الأنبياء والنظر فيما عندهم، وهذا حال المبطلين لا يكترثون بالحقيقة التي يصلون إليها لأنهم غرقوا في الوسيلة وصارت غاية عندهم لغرورهم بذاتهم.
وعليه فثقة الإنسان في قدرته الخاصة على معرفة الحقائق باستقلال عن تعليم الله بواسطة الأنبياء ليست إلا اعتقادا فاسدا، ظهر فساده بتناقض الفلاسفة في جميع المسائل بدون استثناء، لم يتفقوا على شيء واحد حتى في أصول الطبيعيات ولزمتهم الحيرة في أواخر أعمارهم فانتهوا إن نوع من التصوف.
إشكالية التصور المنطقي في مبحث الإلهيات:
(يُتْبَعُ)
(/)
المحمولات في علم المنطق ليست سوى صيغ محدودة للفهم تفرض حدا للحقيقة بدلا من أن تعبر عنها، والذهن الإنساني يشعر شعورا فطريا بأن المحمولات التي موضوعها الله أو الغيب تخفق في استيعاب الموضوع فمما لا شك فيه أن كل ما يتصوره الإنسان محدود إلا الله فإنه لا يمكنه تصوره كما يتصور ما سواه.
والفهم الإنساني يجد نفسه في مجاله الفطري عندما يحدد المحدود الطبيعي فهذا نشاطه لأنه لا يعرف من الصور إلا ما كان محدودا لكنه يدرك عدم قدرته على التصور إذا كان موضوع التصور هو الله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار ولا تدرك كنهه العقول كما يقول أهل السنة والجماعة.
ولما كان الله ليس كمثله شيء فإن أي قياس منطقي يكون محموله الله تبقى مقدمات هذا القياس منفصلة عن محمولها ومنعزلة لأنها غريبة عن محمولها الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
إن الفلاسفة يسوقون موضوعاتهم على نسق شمولات وإطلاقات وعليه جعلوا الله هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق،فلهم تصورات شائعة في عقائدهم المنطقية منها يفترضون موضوعاتهم، فخذ أية قضية تجد المحمول محتاج إلى التصور الشائع، وهذه التصورات الشائعة تجدها تحتاج إلى تعريف ثابت ودائم وهم لا يعرفون الله ولا يستطيعون التعريف به لاتهم ينفون صفاته وأسمائه فكيف يعرف بدون صفاته و أسمائه؟ وعليه تجد محمولات القياس الفلسفي الكلامي مناطا لكثير من التأويلات التي يتنازعون حولها و ما كان كذلك لم يصلح أن يكون مقدمة القياس.
فالله سبحانه وتعالى ليس قضية جزئية تقع تحت قياس تمثيلي ولا قاعدة كلية يناط بها الحكم في قياس شمولي إنه رب العالمين و مالك يوم الدين ن لا يحيطون بشيء من علمه و سع كرسيه، كرسيه السموات والأرض.
لا يمكن استبعاد التصور في دراسة الواقع فلكي ننظر في شيء ما يجب أن نكون متصورين له لكنه لا يلزم من ذلك أن يكون للتصور وجود مسبق بالضرورة أو أن يكوّنه العقل بدون مواد من الخارج و الواقع، وعليه فالعلم يكون بالاهتمام بالمضمون الواقعي للتصور لأنه هو المضمون الحقيقي للتصور، فإن تجريد التصور يوقعنا في مكننة الفكر و يتردى بنا في الآلية الصرفة التي لا تنسجم مع نفسية الإنسان و نفسية الفكر، فجرد التصور من كل مضمونه الواقعي يتيه معه الإنسان في مماحكات سخيفة تنتهي به إلى الاستدلال الفارغ من كل مضمون، و إذا كان التصور هو إدراك العقل موضوعه في ماهيته دون إثبات ولا نفي، وقد علمنا أن هذا لا يكون إلا في الذهن فإنه في الخارج لا واسطة بين النفي و الإثبات، ومن هنا لم يكن التصور واقعيا بل كان نظريا بحثا،ففكرة العلة فطرية في الإنسان كما هوة فطري طلبها و العقل يكون فعالا في إدراكها عند ملاحظة اطراد الوقائع.
وبهذا تعرف أن الاستمرار في تحليل الظواهر الذهنية إلى أقصى حد كما هو في المنطق الصوري يكدر العقل البشري ولا ينتج معرفة ذات قيمة واقعية، و التصور تعتريه أحوال النفس فمن جهة قد يكون مجرد وعي بقضية وقد يكون هو فعل العقل كما في التصور الصوري، و يكون موضوعيا عندهم إذا تكون من الماهية.(/)
لماذا لا يجوز للمسلم الاشتغال بالمنطق؟
ـ[عبد القادر ابن احمد]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 11:30]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
لماذا لا يجوز للمسلم الاشتغال بالمنطق؟
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، وبعد .....
فقد اطلعت على بعض ما يكتبه إخواننا على الشبكة من مقالات وبحوث حول المنطق الصوري، إما اتباعا للتيار العام الجاري في الأمة، حيث يعتبر المنطق من العلوم التي لا يسع طالب العلم جهلها، و إما تقليدا لبعض الشيوخ السلفيين الذي اشتبه عليهم الأمر فأطلقوا كلامات مجملة في مدح المنطق، ولم يدركوا مخاطره على الدين، بحكم خلفيتهم العلمية التي لم تمسح لهم بإدراك هذه المخاطر، و بالتالي وقعوا في تناقض شديد [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، إذ أن من يستحسن المنطق فقد استحسن نظرية المعرفة الفلسفية، فالمنطق ليس إلا أداة لها، و نظرية المعرفة الفسلفية تتعارض كلية مع نظرية المعرفة الشرعية،فالعلم و المعرفة في الأولى لا يتلقى إلا عن العقل و القياس المنطقي، وكل ما سواه تعتبره من قسم الخطابة، بينما في الثانية فإن تلقي أحكام الدين و المعرفة الدينية لا يكون إلا عن الرسول صلى الله عليه و سلم، وهذا يتنافى و اعتبار المنطق علما صالحا للاشتغال به أو إعماله في العلوم الدينية، ذلك أن الطريقة الكلامية و الفلسفية تعتمد على تحصيل ذاتيات المسائل و التكلف بإيجاد حد جامع لها، وهذا فيه عجز كبير عن تلقي جميع الأحكام الشرعية من الرسول صلى الله عليه و سلم.
و إنما صار أهل الكلام إلى كتب اللغة و المنطق ليس لان أهل اللغة و المناطقة أعلم بدلالة النصوص من المفسرين و المحدثين، ولكن طلبا للمذاهب الفاسدة.
ولو أن السني السلفي سلم بمقدمات المنطق، فإنه لا يمكنه أبدا إثبات عقيدة السلف إلا إذا كان متناقضا، لا يعلم ما يثبت، ولا يعرف حقيقة المقالات المنطقية، فمن اثبت قواعد المنطق ليس له إلا أن يعتبر النصوص من موارد الظنون، وظواهر، و أنها لا تفيد علما قطعيا، و إنما هي مجرد أخبار من قبيل المسلمات و الخطابيات غير خاضعة لقوانين البرهان، وحتى القياس الفقهي يعتبرونه قياسا ظنيا لا يفيد علما موثوقا، فإن اثبت منهج السلف الصالح وطريقتهم في العلم مع إثباته لصلاحية المنطق فإنه بدون شك لا يدري ما يقول، و إنما جره التيار العام.
نبذة تاريخية عن نقض المنطق:
ودرءا لهذه المخاطر الشديدة على العقيدة و المنهج السلفيين سنناقش بحول الله وقدرته علم المنطق مناقشة دقيقة، بحيث نتعرض لكل جزئية منه ببحث مستقل تبين أنه من أفسد العلوم، بل هو ترهات عقل وثني متخبط في الجهل لم يعرف نور النبوة،ولا حقائق المعارف البشرية الحقيقية.
ومن أجل بيان أمر بالغ الأهمية و هو تمتع المسلمين بمنهج للبحث العلمي فريد و أصيل، يجعلهم في غنى عن المنطق الصوري، لابد لنا من أن نستعرض ـ كمرحلة أولى ـ هذا المنهج بشيء من التفصيل من خلال قراءته عند احد مفكري الإسلام البارعين ألا وهو شيخ الإسلام ابن تيمية، ولم اختر هذه الشخصية من نظرة اختزالية للفكر الإسلامي، أو لأن هذه الأمة لم تنجب إلا ابن تيمية، ولكن لعوامل موضوعية في الصميم منها:
1 ـ لا يمكن أن نستبصر مدى بعد الطائفة المقرة بصلاحية علم المنطق عن مقاصد الدين الكبرى، و إشكالية تناقضها مع مراجعها وممثليها من الأئمة إلا من خلال نقض شيخ الإسلام ابن تيمية للمنطق.
2 ـ لدى ابن تيمية منهج علمي صارم، ولد لديه روحا نقدية عالية، نلمسها من خلال ردوده إذ لم يستثن أحدا حتى أقرب الناس إليه، مما يعني انه تخلص من المذهبية و الطائفية، بل صرح في كثير من المناسبات بأن معيار الصدق عنده هو الكتاب و السنة، و القاعدة التي من المفروض أن يعمل بها كل سلفي يعظم النصوص هو أن كل علم يبعدك عن النصوص، أو يقلل من أهمية النصوص في استنباط العلم الديني أو يجعلها في مرتبة أقل من مرتبة البرهان المنطقي فهو علم رديء وفاسد،و آلة من آلات الزندقة.
وحتى لو زعم بعضهم أنه يمكن استعمال المنطق في مباحث أصول الفقه، فحتى هذه ليست أقل خطرا من سابقتها، نعرف ذلك في فصل المقارنة بين مسالك العلة عند المسلمين ومسالك العلة عند المناطقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3ـ يتمتع ابن تيمية بشجاعة أدبية فريدة سببت له دخول السجن في غالب فترات حياته، بل يمكن أن نقول انه قضى معظم حياته في السجن، و فتاويه الجريئة التي أثارت ضده الناس والفقهاء القضاة و المتكلمون معروفة و تدل على روحه العلمية و النقدية العالية.
4ـ لا يتوانى في مخالفة كبار الأئمة إذا ظهر له الدليل المخالف لهم، كما لا يتوانى عن الخروج عن المألوف، و لذلك يتمتع بموضوعية كافية للإقرار بالحق و الصواب لمخالفه، ولو كان من أشد أعدائه.
وهنا يجب التمييز بين النعرة المذهبية التي تبطل أصلا الموضوعية في العلم، و بين حدة اللهجة التي كانت تعتريه، إذ مرجع الثانية السلوك النفسي للمفكر و العالم الغيور على دينه، ومعلوم أن لهجة الخطاب لا علاقة لها بالموضوع و بقيمة النقد.
5ـ ترك لنا ابن تيمية مجموعة مؤلفات يمكن دراسته من خلال دراسة جامعة و متكاملة الجوانب بحيث نضبط المنهج العلمي عنده بتمامه.
6ـ بعض الأئمة كابن حزم و الغزالي و إن كان لهما أثر بالغ في الفكر الإسلامي، إلا أنهما لا يمثلان أصالة التفكير الإسلامي في بعض الجوانب، كالجانب الفلسفي و المنطقي، مما يعني أنهما لم يدركا أبعاد الفكر الإسلامي خاصة الأصولي منه، فلم يكونا إلا مرددين للمنطق الأرسطي بدون براعة ولا ابتكار، مما لا يمكن معه البرهنة على استقلال المسلمين بمناهج بحث خاصة بهم.
ونحن من خلال هذه الدراسة التحليلية لمنهج ابن تيمية في أهم عناصر الفكر و الثقافة الإسلامية و بعيدا عن مؤثرات التاريخ و الروح الطائفية سنتبين أن فكر الرجل ومنهجه بعيد جدا عن فكر و منهج بعض من ينتحل إتباعه، و أننا إذا ما وضعنا التعصب و لغة المؤلف و روحه النقدية جانبا سنتبين شخصية علمية أصيلة و معتدلة تغلب النظر في المقاصد و المآلات النصية و تنظر للأشياء وفق قاعدة المصالح و المفاسد، قاعدة الإمكان العلمي و الإمكان في القدرة و الاستطاعة، و أن منهجه و فكره يمكن أن يكون قاعدة صلبة لنهضة علمية و اجتماعية و سياسية حقيقية.
ذم المنطق:
إن السلفيين الذين هم على منهج الأوائل علما وعملا، اعتقادا وسلوكا درع الإسلام الذي يرد عنه ضربات العدو الظاهرة و الخفية، و المنطق بلا شك من الضربات الخفية التي توجه للكتاب و السنة.
إنهم يصولون ويجولون في ميادين الفكر والمعرفة الهادفة بدافع الإيمان، و إن كان في لهجتهم حرارة فهي حرارة الإيمان المنافية لبرودة البدعة، و حرارة اليقين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، واليقين بأن أصل المعرفة وجذعها وغصنها وثمرتها في كتاب الله وسنة نبيه، لا يشكون في ذلك أدنى شك، إنهم ليسوا مجرد ناعقين أو مرددين مقلدين، إنهم يحملون للعالم نور المعرفة الحقيقية، وجمال الإنسانية العابدة لربها الموقنة بآخرتها، المقتدية بنبيها في أبهى الصور و أجمل الأمثلة.
إنهم رواد المعرفة الشرعية والعقلية، وحماتها من الطفيليين والصابئة والمتهوكين، مهما سمى المخالفون معرفتهم بأنها نقلية أو سمعية أو حشوية، فإن الله ورسوله، قد حكم بأن الحق في كتابه وسنة نبيه.
النقد عند السلفيين:
إن مصدر النقد عند السلفيين إيماني ديني، ولذلك يقع بين النفي والإثبات، نفي الباطل وما يقود إلى الباطل، و إثبات الحق وما يقود إلى الحق، ولعل جميع النظريات الكبرى في الفكر البشري التي أثرت عليه جاءت ضمن هذا المنطلق: مواقف عقدية، إذ إن الحافز عامل هام في النقد، ولذلك نجد البحوث الخالية من هذا العامل تحت عذر الحياد أو الموازنة بحوثا عقيمة لا تولد نتائج معتبرة، ولا تحسم النزاع بشكل ملاحظ وجلي.
يعتقد كثير من الناس أن تحريم أهل السنة الاشتغال بالمنطق ينطلق من نزعة نقلية لا عقلية، وهؤلاء لم يحددوا معنى نقلي تحديدا صحيحا، وحصروه في مفهوم عقيم لم يقم عليه أي برهان، إذ كيف تسمى أدلة نقلية والعقل هو الذي يحكم عليها بالصدق أو الكذب من حيث عملية النقل، ومن حيث مطابقتها لواقع الدين ومقاصده، فكلام الله ورسوله بغض النظر عن المنطلق الإيماني الذي هو في حد ذاته معتمد على مقدمات عقلية يقينية غير خاضعة للمطابقة أو المخالفة للحقيقة العقلية الكلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المنطق المشائي أو الصوري ليس إلا تشكيكات وجدليات عقلية لا يطابق القياس الفطري أو القياس الفقهي عند المسلمين، فالمناطقة قلبوا الموازين فجعلوا الجزئي مناط الظن والكلي مناط اليقين، أي المعرفة الحسية ظنية والمعرفة الذهنية يقينية، وليس لهم أصلا معرفة ذهنية أو كلية لا تعتمد على المعرفة الحسية.
وإذا كان نقض المنطق عند شيخ الإسلام ومن سبقه يمثل اتجاها فكريا إسلاميا مبدعا كفيل بل دليل على استقلال المسلمين بمنهج تفكير مستقل و فذ لم يدرك الباحثون بعده بعد.
فهاهنا عاملان بالغي الأهمية في تحديد معالم نقض المنطق عند ابن تيمية هو أن الشيخ الإسلام انتقد الفلسفة على مراحل أو بمقدمات أنتجت نتيجة يقينية:
ألف كتاب " الدرء" كتدليل برهاني عقلي جدلي عميق الأبعاد أظهر فيه أن الأدلة النقلية أدلة برهانية عقلية لا يجوز فصلها عن الدليل العقلي مادامت أدلة يدل عليها العقل وتقع تحت محكه، ولكن العقل الصحيح لا العقل الفلسفي الكلامي المنطقي.
ثم في كتاب" الربوبية " بين نظرية المعرفة عند المسلمين وهي الإيمان والنظر والتجرد، والفرق بين النظر في القرآن الذي يسميه الآيات، وبين القياس العقلي المنطقي، ثم نقض المنطق نقضا علميا دقيقا من خلال نقضه الفلسفة المشائية في كتبه السابقة، وانتهى إلى "النبوات" حيث قرر فيها وجوب تصديق الأنبياء واتباعهم، وان منتهى العلوم يقف عندهم [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، كما بين فيه ضوابط الدليل بشكل دقيق، فكان نقده للمنطق ثمرة هذا العمل الذي حاصر به الفلسفة من كل جهة، فكان نقضا عقليا برهانيا محضا.
لقد أدرك شيخ الإسلام خطورة المنطق على العقيدة الإسلامية خصوصا، وعلى أساليب التفكير عند المسلمين عموما، لقد أدرك بحكم سعة اطلاعه على الكتب الكلامية والفلسفية أن المنطق هو السم النقاع الذي يتجرعه المسلمون المشتغلون به، وهم لا يدرون في غالب الأحيان.
لقد أدرك شيخ الإسلام من خلال تشبعه بطريقة القرآن والسنة في تقرير الحقائق أن المنطق المشائي ماهو إلا شروط القياس الفلسفي اقتضتها التصورات الميتافيزيقية لعقيدة وثنية خرافية [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)، لقد من الله على شيخ الإسلام بالمعارف القرآنية السنية فأدرك أن الفطرة أساس جميع العلوم، وانه بفسادها تفسد طرق الاستدلال وبسلامتها تسلم هذه الطرق، والفطرة هي عقيدة التوحيد، فمن لم يحقق التوحيد لا يمكنه الاستدلال في العلم الإلهي بطرق صحيحة لأن فطرته فسدت، وفساد الفطرة يقتضي فساد الضروريات، فإن الناس لم يزالوا يفكرون بدون منطق، كما لم يزل المناطقة يفكرون بدون منطق، و إن استعملوه فإنما يستعملوه لتحليل فكرهم لا للتفكير به، فما هو إلا صناعة نظرية من باب تحصيل الحاصل.
و أنا لست في هذا الاستدراك على إخوتنا الأفاضل لاعتنائهم بالمنطق واستعمالهم له في مباحثهم وتعليقاتهم الأصولية أريد استيفاء الموضوع، وإنما غرضي التنبيه بما يفي بالقصد.
إنه من الإنصاف العلمي، ومن باب العدل في التحقيق العلمي أن نقول إن من روائع النقد العلمي عند شيخ الإسلام، والتي يشهد له بها خصومه ونحن بصدد نقضه المنطق استفادته من علوم من قد سبقه، بخلاف من فضحهم التاريخ ممن ضربوا صفحا عن تحليلاته و أدلته العلمية رغم أشد حاجتهم إليها، بل إن إعراضهم عن دراسة فكره قد أخل بعلومهم وجعلهم لا يتقدمون فيها، ولا يواكبون المجهود البشري في العلم الذي قلدوا فيه غيرهم.
إن هذا العامل ليطفح بشكل مخز على سطح نقودهم ومناهجهم ومعارفهم المنطقية المحدودة، حتى إنهم وفي نقد بعضهم للمنطق لم يستطعوا أن يأتوا بجديد و قد رأوا الغربيين يتخلون عن المنطق المشائي الذي أعاقهم عن التقدم، و استبدلوه بمنطق يشبه منطق شيخ الإسلام التجريبي الحسي الفطري فوصلوا إلى ماهم عليه.
إن أوروبا بتخليها عن المنطق الصوري تخلت عن الوجدانية والمثالية اليونانية، وبالتالي ازدهرت العلوم بعد أن تجردت من المنطق اليوناني، وبنت لأنفسها مناهج مستقلة مما أدى إلى تقدمها بسرعة وبكفاءة كبيرة أثمرت النهضة العلمية والتقنية، وماكان ليكون هذا لولا جهود ديكارت وجون استوارت مل وغيره من التجريبيين الذي رأوا في المنطق المشائي مضيعة للوقت، وكما وصفه هيجل: متاع قديم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المسلمون اليوم من صنف الأشاعرة والعقلانيين، ومن صنف بعض الأصوليين فلم يدركوا بعد خطورة المنطق الصوري وتفاهته، و كونه عائقا أمام العقلية الإسلامية للانطلاق بحضارتها، رغم أن الشيخ الإسلام انتقده وبين البديل عنه منذ ثمانية قرون.
لقد حرم فقهاء الإسلام المعتبرون الاشتغال بالمنطق، فمالك وأحمد وسفيان الثوري والأوزاعي وغيرهم حرموا الاشتغال بعلم الكلام فما بالك بالمنطق، ولم يلتزم بفتاويهم إلا المتكلمة ولا أحسب إخواني منهم.
أما الشافعي فحرم المنطق صراحة، ومثله ابن الصلاح الذي قال:" وأما المنطق فهو مدخل الفلسفة ومدخل الشر شر، وليس الاشتغال بتعليمه وتعلمه مما أباحه الشارع ولا استباحه أحد من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين والسلف الصالحين " {الفتاويً35}، وقال في المصدر نفسه:" لقد تمت الشريعة وعلومها وخاض في بحر الحقائق والدقائق علماؤها حيث لا منطق ولا فلسفة ولا فلاسفة".
وكذلك حرمه النووي، وقال فيه الشاطبي" الموافقات" {4/ 337}:" التزام الاصطلاحات المنطقية والطرائق المستعملة فيها مبعد عن الوصول إلى المطلوب في الأكثر، لأن الشريعة لم توضع إلا على شرط الأمية، ومراعاة علم المنطق في القضايا الشرعية مناف لذلك""
كذلك نقد المنطق المازري، وابن خلدون في "المقدمة"، وابن الوزير الصنعاني في "ترجيح أساليب القرآن"، والسيوطي في "صون المنطق" وغيرهم كثير، ولم يبح الاشتغال به إلا من كان من أهل الكلام أو الفلاسفة أو دخلت عليه شبههم ولم يحقق علم السنة والآثار.
ويمكن القول من جهة أخرى أن ما يذكره الأصوليون من أقيسة منطقية أو حدود منطقية ليس بقوة المنطق عند أصحابه الفلاسفة كابن سينا والفارابي، بل مستوى المنطق الصوري عند المسلمين في هذا العصر لا يواكب النظريات المنطقية الجديدة لأنصاره في الغرب، و إن اعتقد هؤلاء إتباعا للتفتزاني، والسبكي، وابن الحاجب وغيرهم أنهم يمكنهم تجريد المنطق من صوره الميتافيزيقية، فهذا يعني أنهم لم يفهموا شيئا مهما في المنطق المشائي.
على كل حال هذا الاستدراك لا يحتمل مزيدا من البسط، المهم أن يعرف السلفي أن الاشتغال بالمنطق لا يليق به، ولا يليق بالسنة التي يحملها، فلا يجوز الكلام عن المنطق إلا في حدود نقضه والتحذير منه، أما إِشباع المباحث الأصولية بقواعده فهذا يصب رأسا فيما كان ينهي عنه السلف قاطبة.
و الحقيقة تقال: المسلمون ليسوا في حاجة إلى منهج علمي جديد، بل عندهم منهج علمي قوي جدا، لكنه ضاع بين ثنيات الكتب و قتله التخلف و التقليد، فهم أحوج منهم إلى تجديد عقليتهم منهم إلى تجديد منهجهم العلمي، فمنهج البحث قد ضبطه المسلمون بعلمين دقيقين مؤصلين علم الحديث و أصول الفقه، و علم أصول الفقه يشكل فعلا مناهج البحث العلمي ولكنه بحاجة إلى خدمة و إعادة صياغة لغوية و تبويب و ترتيب.
فمن خلال علم أصول الفقه الذي ابتكره المسلمون الأوائل يمكن استخراج و استخلاص المنهج العلمي القائم عل تحديد قواعد الاستقراء للعلة الشرعية الذي يقود حتما إلى القدرة على استقراء العلة الطبيعية في العلم لحديث.
لقد زعم المفكرون الأوروبيون أن قواعد الاستقراء للعلة الطبيعية التي هي عماد التفكير الاستقرائي و أساس المنهج التجريبي أمر لم تعرفه الحضارات الأخرى، فخرجوا بذلك عن وقائع التاريخ و سنن العادة، فوقائع التاريخ تثبت مدى صلة الغرب بالحضارة الإسلامية، و انه استمد منها كل شيء بنى عليه، و سنن العادة تمتنع من الإقرار بالانبثاق الفجائي لأي فكر علمي، فلابد أن يقوم على فكر سبقه، أما التولد والانبثاق من العدم فأمر لا يقره العقل ولا التاريخ.
ونحن إذا نظرنا كما فعل بعض الباحثين في مسالك العلة عند علماء الأصول المسلمين وجدناها تتشابه إلى حد بعيد مع قواعد الاستقراء في شكلها العام عند فرنسيس بيكون و في صورتها النهائية عند ستورت مل، فلابد أنهم أخذوها عمن سبقهم وهم المسلمون.
لقد امتاز علماء الإسلام بقيمة علمية منهجية عالية أثرت بشكل أو بآخر في المنهج العلمي المعاصر و يمكننا استخلاصها من مثالين أساسيين لهذا التحليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ المثال الأول تفوق المسلمين في بيان مسالك العلة، وهي نفس المسالك للاستخراج العلة في النحو أو الطب أو غير ذلك، ومما يدل على انحياز أكثر المفكرين الغربيين إلى العرقية عندما زعموا أن القياس أخذه المسلمون من الرومان، و أن فكرهم الأصولي يقوم على التراث الفلسفي اليوناني هو غياب مفهوم العلة الأرسطية عند علماء الأصول المسلمين، وهذا يدل من جهة على أنهم ابتكروا علما لا علاقة له بمن سبقهم، ومن جهة أخرى يدل على أن الذين طعموا أصول الفقه الإسلامي بمباحث المنطق لم يفهموا جدية هذا العلم عند المسلمين، ولا تخلف المنطق عن مواكبة علم أصول الفقه كما سنبينه في المثال الثاني.
لاشك أن الباحث في هذا المجال قد يدرك انفصالا تاما بين العلة الأرسطية طريق الوصول إليها و مسالك العلة عند الأصوليين و طريق استخراجها
2 ـ نقد المسلمين لعلم المنطق الصوري، فإنه لا يمكنهم نقضه إلا من خلال منهج تجريبي يقابله، فإن ثبت تمكن المسلمين من نقض المنطق الصوري نقضا منهجيا فهذا يعني أنهم سبقوا الغرب في معرفة المنهج التجريبي.
ولبيان هذه النقطة أنقل شهادة أهل العلم و الفكر في هذا العصر كما نقلها الدكتور محمود يعقوبي في كتابه القيم" ابن تيمية و المنطق الأرسطي" نستشف القيمة المنهجية والعلمية لدى نظار و فقهاء الإسلام، و قيمة الروح النقدية المتأججة التي كان يمتاز بها ابن تيمية في حين قتلت الطائفية و النعرات المذهبية هذه الروح عند بعض العلماء فتجاهلوا عمله و تخلفوا عن مواكبة التطور العلمي، فهذا مثال صالح على خطورة التعصب المذهبي ومدى عمقه في فكر المسلمين المتأخرين.
قال الدكتور في الفصل الثالث: نقد المنطق بعد ابن تيمية {ص:230}:"و الآن بعد تعرف مختلف هذه المواقف يمكننا أن نتعرف قيمتها بإزاء موقف شيخ الإسلام في نقده للمنطق المشائي، و إذا كان معنى النقد في الأصل هو النظر إلى الدراهم لمعرفة جيدها و زيفها، و بالتالي لمعرفة قيمتها و إصدار حكم قيمي في شأنها، فإن هذا المعنى إذا نقلناه إلى ميدان المنطق، كان نقد المنطق معناه النظر في أصوله وفي وقائعه للحكم عليها إيجابا أو سلبا، وفي ضوء هذا يمكننا أن نلاحظ أن شيخ الإسلام قد نظر في أصول المنطق المشائي، فوجد بعضها صحيحا و متينا لأنه ثابت في طبيعة العقل بالفطرة، و بعضها عليلا و هشا لأنه مصطنع ولدته لدى بعض الناس مقتضيات غير طبيعية يمكن اجتنابها لأنها ليست ضرورية.
وقد تبين لنا من خلال تتبع هذا النقد أن صاحبه على بينة تامة من آراء خصومه و أن له معرفة عميقة بالإسلام عقيدته و شريعته، و أن له نظرا ثاقبا و غيرة متبصرة على الإسلام ولدا فيه روح نقدية قد عدها بعض المفكرين الإسلاميين المحدثين ضربا من النعرة [الأستاذ إبراهيم مدكور في"أورقانون أرسطو" التي تكون قد صغرت في عين صاحبها منطق اليونان و فلسفتهم، إلا أننا نعتقد أن شيخ الإسلام ما كان لينقد المنطق اليوناني لولا حرصه على حماية الدين الإسلامي مما شأنه أن يفسد أصوله، ويهون عليه التحول عنها عن طريق ممازجة الصحيح للفاسد، ومداخلة الفطري للاصطناعي، ومصاحبة المنطق للميتافيزياء اليونانية عامة و المشائية خاصة.
لقد انبرى لنقد المنطق المشائي لأنه سبق له أن نقد الفلسفة اليونانية التي كان خصوم الإسلام يستعملون بعض آرائها للطعن فيه، والتي وجد هو أصولها دعائم استند إليها المنطق الأرسطي و خليفته المنطق المشائي حتى في ثوبه الإسلامي الأول.
إن نقد الإمام ابن تيمية للمنطق المشائي جزء من نقده الشامل للفلسفة اليونانية، و إذا كان بعض الناس يعدون الحماسة في النقد عيبا، فإن هذا العيب إن جازت نسبته لسلوك الناقد، فإنه لا يمكن نسبته إلى طبيعة النقد و قيمته، فالقول الحق لا تعيبه اللهجة التي يقال بها، ومع ذلك فإننا لا نرى أن غيرة ابن تيمية على دينه هي وحدها التي جعلت منه ناقدا للمنطق المشائي، إذ الغيرة على الدين هي التي حركت جميع من أفتوا من أئمة الإسلام بتحريم الاشتغال بالمنطق المشائي تعليما و تعلما، لكننا نرى أن الروح النقدية المتأججة و المعرفة الدقيقة بمسائل المنطق المشائي و أصوله، و بالعلوم العقلية عامة، و الدراية الشاملة بالعلوم النقلية، هي التي عندما اجتمعت فيه جعلت منه ناقدا للمنطق المشائي.
(يُتْبَعُ)
(/)
و يمكننا أن نرتب على هذا الرأي أن سائر أئمة الإسلام الذين استعرضنا مواقفهم من المنطق المشائي لم تجتمع فيهم هذه المؤهلات الثلاثة في وقت واحد، مما جعل بعضهم يحرم المنطق بناء على أقوال مخالفة للدين قالها بعض المشتغلين به، وليس بناء على كشف الدراسة و النقد عن وجود خلل ذاتي فيه يوجب تعليق العمل به، و إذا وجد بين هؤلاء من كان قد عرف ذلك و أدركه فإنه لم يصرح به ولم ينقل عنه انه اعتمده في حكمه على المنطق، إذ لو كان ذلك قد حصل بالفعل لعلمه شيخ الإسلام ولاستشهد به وهو الحريص على دعم موقفه بأقوال أئمة الإسلام، فلم يعرف عن الأئمة المجتهدين ولا عن ابن الصلاح و النووي أنهم اشتغلوا بالمنطق دراسة أو تدريسا، و إن كان ليس من المستبعد أن يكون هذان الإمامان قد عرفا منه بعض المسائل عند طلبهما العلم في مؤسسات القرن السادس الهجري الذي كانت فيه كتب المنطق التي تركها ابن سينا و الغزالي رائجة متداولة بين الناس، لاسيما بعدما مزج حجة الإسلام علم الأصول بالمنطق، إلا انه لا يفوتنا أن نلاحظ أن الأئمة المجتهدين إنما صرحوا بمنع الاشتغال بالفلسفة اليونانية القائمة على أصول مخالفة لأصول الشريعة، ولم يبادر إلى تحريم المنطق إلا الإمام ابن الصلاح الذي ضمن فتواه قياسا منطقيا منه تولدت فتواه، و إذا كان الإمام السيوطي قد عمل على ترويج فتوى تحريم المنطق بعد ابن الصلاح و النووي حتى بالتأليف، فإنه قد حرص في كتابه "صون المنطق و الكلام" على دفع الاتهام الذي وجهه إليه بعض خصومه بأنه لا يعرف المنطق بالقدر الذي يؤهله للاجتهاد الذي ادعاه لنفسه، ولعل في هذا ما يكفي لبيان أن إفتاءه بالتحريم إنما كان في حدود إثبات صحة ما ادعاه ابن الصلاح من نسبة نفي الإباحة إلى علم الكلام و المنطق، وفي حدود ما اطلع عليه من أفكار لابن تيمية لخصها من كتابه" الرد على المنطقيين" فلم ينقد السيوطي المنطق و إنما روح التنفير من استنادا إلى أقوال ينقلها عن أئمة اتفقوا على اعتباره غير ضروري للعلوم الشرعية.
و إذا كان بعض الأئمة قد وقفوا من المنطق موقفا نسبيا مثل موقف الإمام السبكي و الأخضري فهم إنما فعلوا ذلك إقتداء بشيخ الإسلام الذي ماز المقبول من غير المقبول منه، ولم يكن ذلك منهم نتيجة بحث و نقد كما كان ابن تيمية.
أما الذين دافعوا عن المنطق في غمرة موجة تحريمه كالإمام المغيلي [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4) و طاش كبرى زاده و حاجي خليفة و صديق بن حسن القنوجي، فإنهم لم يفعلوا ذلك نتيجة دراسة نقدية، بل لمجرد المحافظة على ما ألفوه، و إذا كانت أهمية هؤلاء المدافعين إنما تتمثل في إيرادهم أقوال الرافضين للمنطق و حججهم، فإن الرافضين للمنطق بالتحريم الكلي أو الجزئي لم يوردوا هم الآخرون الموجبات الموضوعية من داخل المنطق ذاته بصورة مباشرة.
و أما الذين نقدوه كالصنعاني و ابن خلدون ومحمد مبين و الشربيني و باقر الصدر فإنهم جميعهم لم يبلغوا بنقدهم الشأو الذي بلغه ابن تيمية، و إن كانوا جميعا يرون مثلما يرى أن المنطق الطبيعي يغني عن المنطق الصناعي المعقد، إلا أن الغريب في الأمر هو أن هؤلاء النقاد الذين ظهروا بعد ابن تيمية يبدو أنهم لم يذكروا آراءه النقدية، إما لأنهم لم يعرفوها، و إما لأنهم سكتوا عنها لمخالفة مضامينها لمضامين العقيدتين الأشعرية و الماتريدية اللتين كانتا تتقاسمان البلاد التي نشأ فيها هؤلاء النقاد [أبو زهرة في" ابن تيمية" و غولدسيهر في" العقيدة و الشريعة في الإسلام"].
إنهم لم يبنوا عملهم النقدي على عمله الذي سبقهم به، بينما بنى هو نقده على نقد من سبقه و استفاد منه في توسيع آرائه و في تنويع حججه وفي دعمها في جميع الحالات، فجاء نقده متضمنا لنقد جميع الذين تمكن من توجيه آرائهم الوجهة التي اقتنع أنها الوجهة الصحيحة التي ينبغي أن تكون للمنطق في الثقافة العربية الإسلامية، و إذا كان بعض المؤلفين المسلمين الهنود الذين تعرضوا لفكرة كفاية المنطق الطبيعي عن المنطق الصناعي مثل الشيخ صديق بن حسن القنوجي صاحب"أبجد العلوم" قد عرفوا آراء شيخ الإسلام بإطلاعهم عليها في كتاب"الرد على المنطقيين" الذي كان معروفا في الهند، فإن القنوجي قد اكتفى بإحالة القاريء على كتاب شيخ الإسلام قائلا:" ارجع إلى كتاب رد المنطقيين لابن تيمية رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
و اعلم أن جواباته كثيرة و كلها صواب حق [أبجد العلوم ج2، ص:523] وهو بهذه الإشارة المقتضبة يعطينا فكرة واضحة عن موقف النظار المسلمين من عمل شيخ الإسلام حتى القرن الثالث عشر وهو موقف لم يكن ليبلغ مستوى موقف ابن تيمية النقدي إلا لو تظافرت على توليده لديهم المؤهلات التي اجتمعت للإمام ابن تيمية، وهي التضلع في الشريعة، و المعرفة العميقة بالفلسفة اليونانية و المنطق المشائي، وتوفر الروح النقدية المتولدة من الغيرة المتبصرة على الدين، و الشعور بالأخطار التي أحذقت به حتى في عقر داره في عهد الحروب الصليبية، وهو الذي خاض غمارها بقلبه و لسانه و سيفه، ولعل روح النقد إنما أججتها في نفسه أوضاع التحدي التي ألمت بالحضارة الإسلامية التي كان هو أحد أساطينها في نهاية القرن السابع و بداية القرن الثامن الهجري.
و بهذا يتبين لنا أن نقد ابن تيمية للمنطق المشائي قد بقي نسيج وحده في الفلسفة الإسلامية، لأن أسبابا موضوعية حالت دون معرفة قيمته و الاستفادة منه تؤول في جملتها فيما يبدو لنا إلى ضعف الباحثين الذين خلفوه في العلوم العقلية و النقلية وخمود روح النقد فيهم، إذا لولا ذلك لكان بإمكان الفلسفة الإسلامية أن تسلك بمواصلة نقد المنطق المشائي في الاتجاه الذي ابتدأه الإمام ابن تيمية المسلك الذي كان ينبغي أن تسلكه منذ عهد الإمام الشافعي الذي وضع أصول [علم الأصول] الذي يمكن أن يعد بحق " منطق الشريعة" الذي يستمد مبادئه منها، و الذي يكون أداة لمعالجة المسائل المعرفية و العملية التي تعكسها في ذهن المسلم وقائع الحياة كما تجري في تجربته الحسية، لأن النظار المسلمين مجمعون على أن مصدر المعرفة إنما هو التجربة الحسية، و أن مباديء المعرفة و العمل واحدة، فلم يكن بالإمكان أن يكون المنطق الذي يصدر عنه الفكر الإسلامي إلا منطقا تجريبيا على النحو الذي لجأ إليه شيخ الإسلام من خلال نقده للمنطق المشائي، و الذي لم يتعرفه عن كثب كثير من علماء الدين الأزهريين حتى في القرن الرابع عشر الهجري مثل الشيخ عبد المتعال الصعيدي الذي رأى أن:" ابن تيمية تعسف في إبطال الحد بتعذر الوصول إلى ذاتيات الأشياء وكما تعسف في إبطال القياس بأن الدليل لا يلزم أن يكون مركبا من مقدمتين" [مقدمته لكتاب"تجديد علم المنطق في شرح الخبيصي على متن التهذيب للتفتازاني"].
لكن الذين عرفوا جهد الإمام ابن تيمية عن كثب و تعمقوا دراسته ولو من خلال أصغر النصوص النقدية التي تعبر عنه مثل كتاب"نقض المنطق" قد أدركوا قيمة هذا الجهد و قدروه حق قدره كما فعل أحد الأئمة الأزهريين المعاصرين هو الشيخ محمد أبو زهرة الذي وافق شيخ الإسلام على آرائه في المنطق المشائي [كتابه"ابن تيمية"ص:255].
ومن هنا يتبين لنا أن نقد ابن تيمية للمنطق المشائي كان في حاجة إلى من يعرفه معرفة مباشرة و يدرسه دراسة عميقة، بحيث يحق لنا أن نقول: إن هذه المعرفة و هذه الدراسة لو توفرتا للناظرين منذ الوهلة الأولى ولو تناولته النظار بالتأمل و التنمية لكان له الأثر الحسن في تصفية الفكر الإسلامي من شوائب الفلسفة اليونانية التي عكرت صفوه ردحا من الزمان وفي توجيه مناهج البحث عند المسلمين الوجهة الطبيعية التي تطابق روح شريعتهم، فلقد تمكن الدكتور علي سامي النشار المتوفى في سنة 1983 من إماطة اللثام عن وجود مناهج للبحث عند مفكري الإسلام من خلال نقدهم للمنطق الأرسطي و قد وجد أن " ابن تيمية نقد المنطق الأرسططاليسي نقدا تفصيليا، و أنه ترك لنا بهذا النقد تراثا علميا ممتازا" [مناهج البحث عند مفكري الإسلام ص:200].
إلا أن الذي لا مراء فيه هو أن هذا النقد لم يقيض له الله في العصور السالفة من يقف عليه وقفة العارف بخطر مداه، الواعي لقيمة فحواه القادر على فهم جدواه في حماية الأصالة و تحقيق التقدم في ميادين الفكر، ومناهج التفكير و الاستدلال، إذ كما يقول الشيخ مصطفى عبد الرزاق:"لو أن الدراسات المنطقية سارت منذ عهد ابن تيمية عل مناهجه في النقد بدل الشرح و التفريع و التعمق لبلغنا بهذه الدراسات من التجديد و الرقي مبلغا عظيما" [فيلسوف العرب و المعلم الثاني ص:125 نقلا عن عبد الرحمن الوكيل في مقدمته لكتاب "نقض المنطق"لابن تيمية"].
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد تميز منهج ابن تيمية فيما يخص نقده العلمي و المنهجي لمنطق المشائين بسيولة علمية متناسقة و بانسجام في الطرح فجاء نقده في سياق علمي مضبوط بحيث ذكر أسباب نقده للمنطق و تعليلات توجهاته ثم لخص نظريته في المعرفة و التعريف و العلاقة بين التعريف و التمييز فبحث التصور و الماهية بحثا دقيقا خلص منه إلى ضبط آليات الدليل العلمي و الروح التي تديره و التي هي اللزوم أو الاستلزام فاستعرض القياس و الاستقراء و العلية و عرضهما على الفطرة ليستخلص قيمة القياس في المعرفة بناء على قيمة صحة الاستلزام.
وبعد هذه المقدمة المقتضبة عن مجهود ابن تيمية في صيانة الدين من خلال نقض المنطق و بيان عقمه لابد أن نتعرف مميزات المنهج المعرفي عند المسلمين ولماذا نحن به في غنى عن المنطق و تشدقاته كما أظهرها شيخ الإسلام، ثم بعد ذلك ننقض المنطق نقضا معرفيا مذهبيا منهجيا،وفي حلقات أخرى ننقده نقديا تفكيكيا من خلال نقد أهم كتب المتأخرين التي اعتنت بشرحه.
الأساس الشرعي لنقض المنطق عند ابن تيمية:
أنواع العلم الديني:
العلم الديني و كشفه نوعان:1 ـ أمور خبرية اعتقا دية 2 ـ و أمور طلبة عملية.
الأول:
كالعلم بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، ويدخل في ذلك إخبار الأنبياء و أسمهم و مراتبهم في الفضائل و أحوال الملائكة و صفاتهم و أعمالهم و يدخل في ذلك صفة الجنة و النار، وما في الأعمال من الثواب و العقاب، و أحوال الأولياء و الصحابة و فضائلهم و مراتبهم و غير ذلك.
و قد يسمى هذا النوع أصول الدين و يسمى العقد الأكبر و يسمى الجدال فيه بالعقل كلاما، ويسمى عقائد و اعتقادات، ويسمى المسائل العلمية و المسائل الخبرية، ويسمى علم المكاشفة.
الثاني:
الأمور العملية الطلبية من أعمال الجوارح و القلب كالواجبات و المحرمات و المستحبات و المكروهات و المباحات، فإن الأمر و النهي قد يكون بالعلم و الاعتقاد فهو من جهة كونه علما و اعتقادا أو خبرا صادقا أو كاذبا يدخل في القسم الأول، و من جهة كونه مأمورا به أو منهيا عنه يدخل في القسم الثاني، مثل: شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، فهذه الشهادة من جهة كونها صادقة مطابقة لمخبرها فهي من القسم الأول، ومن جهة أنها فرض و اجب و أن صاحبها بها يصير مؤمنا يستحق الثواب، وبعدمها يصير كافرا يحل دمه و ماله فهي من القسم الثاني.
و قد يتفق المسلمون على بعض الطرق الموصلة إلى القسمين كاتفاقهم على أن القرآن دليل فيهما في الجملة، وقد يتنازعون في بعض الطرق كتنازعهم في أن الأحكام العملية من الحسن و القبيح و الوجوب و الحظر هل تعلم بالعقل كما تعلم بالسمع أم لا تعلم إلا بالسمع؟
و أن السمع هل هو منشأ الأحكام أو مظهر لها كما هو مظهر للحقائق الثابتة بنفسها؟
و كذلك الاستدلال بالكتاب و السنة و الإجماع على المسائل الكبار في القسم الأول، مثل: مسائل الصفات و القدر و غيرهما مما اتفق عليه أهل السنة و الجماعة من جميع الطوائف، و أبى ذلك كثير من أهل البدع المتكلمين بما عندهم على أن السمع لا تثبت به تلك المسائل، فإثباتها بالعقل، حتى يزعم كثير من القدرية و المعتزلة أنه لا يصح الاستدلال بالقرآن على حكمة الله و عدله، و انه خالق كل شيء و قادر على كل شيء، وتزعم الجهمية من هؤلاء و من اتبعهم من بعض الأشعرية و غيرهم أنه لا يصح الاستدلال بذلك على علم الله و قدرته و عبادته، و انه مستو على العرش.
نوع الأدلة في القرآن:
1 ـ طريقة القرآن في تقرير الحقائق و مخاطبة الناس:
القرآن جاء بالبينات و الهدى، بالآيات البينات وهي الدلائل اليقينيات، و قد قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن} "النحل"، و الفلاسفة [مثل الغزالي في"القسطاس المستقيم] يفسرون ذلك بطرقهم المنطقية في البرهان و الخطابة والجدل، وهو ضلال من وجوه، بل الحكمة هي معرفة الحق و العمل به، فالقلوب التي لها فهم و قصد تدعى بالحكمة فيبين لها الحق علما و عملا فتقبله و تعمل به.
(يُتْبَعُ)
(/)
و آخرون يعترفون بالحق لكن لهم أهواء تصدهم عن اتباعه، فهؤلاء يدعون بالموعظة الحسنة المشتملة على الترغيب في الحق و الترهيب من الباطل، والوعظ أمر ونهي بترغيب وترهيب، كما قال تعالى: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به} "النساء"، وقال: {يعضكم الله أن تعودوا لمثله أبدا} "النور"فالدعوة بهذين الطريقين لمن قبل الحق، ومن لم يقبله فإنه يجادل بالتي هي أحسن.
و القرآن يشتمل على النوعين، ولهذا إذا جادل يسأل و يستفهم عن المقدمات البينة البرهانية التي لا يمكن أحد أن يجحدها، لتقرير المخاطب بالحق و لاعترافه بإنكار الباطل كما في مثل قوله: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} "الطور"، وقوله: {أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد} "ق"، وقوله: {أوليس الذي خلق السموات و الأرض بقادر على أن يخلق مثلهم} "يس"، وقوله: {أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أن نحن الخالقون} "الواقعة"، إلى أمثال ذلك مما يخاطبهم باستفهام التقرير المتضمن إقرارهم و اعترافهم بالمقدمات البرهانية التي تدل على المطلوب، فهو من أحسن جدل بالبرهان، فإن الجدل إنما يشترط فيه أن يسلم الخصم بالمقدمات و إن لم تكن بينة معروفة، فإذا كانت بينة معروفة كانت برهانية.
والقرآن لا يحتج في مجادلته بمقدمة لمجرد تسليم الخصم بها، كما هي الطريقة الجدلية عند أهل المنطق و غيرهم، بل بالقضايا و المقدمات التي تسلمها الناس وهي برهانية و إن كان بعضهم يسلمها، وبعضهم ينازع فيها ذكر الدليل على صحتها، كقوله تعالى: {و ما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا و هدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها و تخفون كثيرا و علمتم مالم تعلموا أنتم ولا آباؤكم} "الأنعام".
فالخطاب في هذه الآية مع من يقر بنبوة موسى وهم أهل الكتاب اليهود و النصارى ومع من ينكرها من المشركين، ذكر ذلك بقوله: {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى} عقب قولهم: {ما أنزل الله على بشر من شيء}.
فإذا ثبت بالبراهين صدق موسى ثبت صدق محمد، فاحتج على أهل الكتاب بنبوة موسى، وجعل نبوة موسى دليلا على نبوة محمد، فكان دليل ما عرفوه دليلك على مالم يعرفوه.
و أظهر الله بقصة موسى البراهين و الآيات التي هي أظهر من البراهين و الأدلة المنطقية حتى اعترف بها السحرة، فأتى الله موسى من الأدلة التي علم بالاضطرار أنها من الله، و ابتلعت عصاه الحبال و العصي التي أتى بها السحرة ليسحروا أعين الناس و يسترهبوهم فجاؤا بسحر عظيم أبطله الله بالحق فانقلبوا صاغرين، قال السحرة: {لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات} "طه"، وهذه البينات هي الدلائل القطعية التي يبطل معها كل قول وقياس.
و تعدد قصة موسى في القرآن ليس تكرارا كما يظنه بعض المتهوكين، و إنما يبين في كل موضع منها من الاعتبار و الاستدلال نوعا غير النوع الآخر، وهذا مثل أسماء النبي صلى الله عليه و سلم هي صفات متعددة لذات واحدة.
إبطال القرآن للقياس المنطقي:
قال الله ـ عز وجل ـ في فيلسوف قريش الوليد بن المغيرة: {إنه فكر و قدر، فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس و بسر ثم أدبر و استكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر} "المدثر".
فإنه صنع مثل الفيلسوف المخالف للرسل في تفكيره: الذي هو طلب الانتقال من تصور طرفي القضية إلى المبادئ الموجبة للتصديق ليظفر بالحد الأوسط، ثم قدر ثانيا و التقدير هو "القياس" وهو الانتقال من المبادئ إلى المطلوب بالقياس المنطقي الشمولي و لعمري إنه لصواب إذا صحت مقدماته، و إن كانت النتيجة في الأغلب أمورا كلية ذهنية، ثبوتها في الأذهان لا في الأعيان، كالعلوم الرياضية من الأعداد و المقادير، فإن العدد المجرد عن المعدود و المقدار المجرد عن الأجسام إنما يوجد في الذهن، لكن أنى و أكثر مقدماته في الإلهيات دعاوى يدعى فيها العموم؟
و أن القضية من المسلمات بلا حجة، ومتى لم يكن في القياس قضية كلية معلومة لم تفد المطلوب وهم يلبسون المهملات التي هي في معنى الجزئيات بالكليات العامة المسلمات، أو يدعي فيها العموم بنوع قياس تمثيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أنه لا بد في كل قياس من قضية كلية، وعامة القضايا الكلية التي لهم فيها المطالب الإلهية لا يعلم كونها كلية عامة، إذ عمومها لا يعلم إلا بمجرد قياس التمثيل الذي قد يكون من أفسد القياس المقتضي لتشبيه الله بخلقه، كما يقولون: الواحد لا يصدر عنه إلا واحد، وليس معهم إلا تشبيه خالق السموات و الأرض ورب العالمين بالطبائع كطبيعة الماء و النار، مع أن الواحد الذي يثبتونه في الإلهيات وفي المنطق، أيضا الذين يجعلون قضية الأنواع المركبة منه وهو "الجنس" و "الفصل" لا حقيقة لها ولا توجد إلا في الأذهان لا في الأعيان.
فإن ما يثبتونه من العقليات التي هي "الجواهر العقلية" المجردة عن المادة، وهي العقل و النفس و المادة و الصورة التي ليست بجسم و لا عرض، لا حقيقة لها في الخارج، و إنما تقدر في الأذهان لا في الأعيان، وكذلك ما يثبتونه من الواحد الذي يصفون به واجب الوجود، ومن الواحد الذي يجعلون الأنواع تتركب منه، إنما يوجد في الأذهان لا في الأعيان، و "القياس العقلي" الذي يحتجون به لا بد فيه من قضية كلية.
أنواع القياس:
القياس نوعان: قياس الشمول و قياس التمثيل.
و الناس متنازعون في مسمى "القياس" فقيل: هو حقيقة في "التمثيل" مجاز في" الشمول" كما ذكر ذلك أبوحامد و أبو محمد المقدسي وغيرهما، وقيل هو حقيقة في عكس ذلك، كما قاله ابن حزم و غيره من نفاة قياس التمثيل و قيل: بل اسم القياس يتناولهما وهذا قول جمهور الناس.
و اسم"القياس العقلي" يدخل فيه هذا وهذا، لكن الناس من ظن أن "قياس التمثيل" لا يفيد اليقين، ولا يستعمل في العقليات، كما ذهب إليه أبو المعالى و أبو حامد والرازي و أبو محمد و الآمدي و آخرون من أهل المنطق.
و أما الجمهور فعندهم كلا القياسين سواء، وهذا هو الصواب.
بيان تماثل قياس الشمول و قياس التمثيل:
إن مآل القياسين إلى شيء واحد و إنما يختلف ترتيب الدليل فإن القائل: النبيذ المتنازع فيه حرام لأنه مسكر فكان حراما قياسا على خمر العنب، فلابد له أن يثبت أن السكر هو مناط التحريم وهو الذي يسمى في قياس التمثيل "مناطا" و "علة" و "أمارة" و "مشتركا" و"وضعا"ونحو ذلك.
ولابد في القياس الصحيح من أن يقيم دليلا على أن السكر مناط التحريم، بحيث إذا وجد السكر وجد التحريم، فإذا صاغ الدليل بقياس الشمول فإن النبيذ مسكر و كل مسكر حرام، فالسكر في هذا النظم هو الحد الأوسط المكرر، وهو العلة في قياس التمثيل، ولابد له في هذا القياس من أن يثبت هذه القضية الكلية الكبرى وهي قوله: كل مسكر حرام، فما به ثبتت هذه القضية في هذا النظم يثبت به أنه مناط التحريم في ذلك النظم لا فرق بينهما.
و إذا قال القائل: إثبات تأثير الوصف وكونه مناط الحكم هو عمدة القياس وهو جواب"سؤال المطالبة" وبيان كون الوصف بالشمول هو مناط الحكم، وهذا لا يثبت إلا بأدلة ظنية.
قيل له: و إثبات عموم القضية الكبرى في قياس الشمول هو عمدة القياس، فإن الصغرى في الغالب تكون معلومة، كما يكون ثبوت الوصف في الفرع معلوما، و إذا كان ثبوت الوصف في الفرع قد يحتاج إلى دليل، كما قيل: تحتاج المقدمة الصغرى إلى دليل، و إثبات المقدمة الكبرى لا يتأتى إلا بأدلة ظنية ونفس ما به يثبت عموم القضية يثبت تأثير الوصف المشترك لا فرق بينهما أصلا، و استعمال كلا القياسين في الأمور الإلهية لا يكون إلا على وجه الأولى و الأحرى.
ـ وبهذه الطريقة جاء القرآن وهي طريقة سلف الأمة و أئمتها، فإن الله سبحانه لا يماثله شيء من الموجودات في"قياس التمثيل" و لا أن يدخل في "قياس شمول" تتماثل أفراده، بل ما ثبت لغيره من الكمال الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه فهو أحق به، وما نزه عنه غيره من النقائص فهو أحق بالتنزيه منه كما قال: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء و لله المثل الأعلى} "النحل"، وقال: {ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم} "الروم".
(يُتْبَعُ)
(/)
فما يستفاد من القياس الشمولي في عامة الأمور قد يستفاد بدون ذلك، فتعلم أحكام الجزئيات الداخلة في القياس بدون معرفة حكم القضية الكلية، كما إذا قيل: الكل أعظم من الجزء، و الضدان لا يجتمعان فما من كل معين و ضدين معينين إلا و إذا علم أن هذا جزء هذا، و أن هذا ضد هذا علم أن هذا أعظم من هذا، و أن هذا لا يجامع هذا، بدون أن يخطر بالبال قضية كلية: أن كل ضدين لا يجتمعان، و أن كل فهو أعظم من جزء، وكذلك إذا قيل: النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، فما من نقيضين يعرف أنهما نقيضان إلا و يعرف أنهما لا يجتمعان ولا يرتفعان بدون أن يستحضر أن كل نقيضين لا يجتمعان و لا يرتفعان.
فعامة المطالب يستغنى فيها عن القياس المنطقي المتضمن الكبرى الذي لا بد فيه من قضية كلية، و الأمور المعينات لا تعلم بمجرد القياس العقلي، و إنما يعلم بالقياس القدر المشترك بينهما و بين غيرها، وهم يسلمون ذلك و بينا أن الأدلة الدالة على الصانع هي آيات تدل بنفسها على نفسه المقدسة، و بينا الفرق بين دلالة الآيات و دلالة القياس، و أن الأدلة أكمل و أنفع، وطريقة القياس تابعة لها ودونها في المنفعة و الكمال، والقرآن جاء بهذه و هذه ومعرفة الإلهيات و النبوات و غيرها، فتلك الطريقة أكمل و أتم.
وهؤلاء يزعمون أنه لا ينال مطلوب فطري إلا بطريقة القياس الذي لابد فيه من قضية كلية، و القضية الكلية لا تفيد إلا أمرا كليا عقليا، لا تفيد معرفة شيء معين، وكل موجود فهو معين، فكيف يقول عاقل مع هذا: إنه لا ينال علم إلا بهذه الطريق؟
ثم إنهم في ضلالهم يظنون أن علم الأنبياء بل وعلم الرب سبحانه إنما حصل بواسطة القياس المنطقي، و أن المبني له قوة حدسية يظفر بالحد الأوسط في القياس المنطقي بدون معلم، فيكون أكمل من غيره، فيجعلون علمه بالغيب من هذا الباب و لم يدرك بمثل هذا القياس علوما طبيعية أو حسابية و نحو ذلك، فمن أين أنه لا ينال علم إلا به؟ ومن أين انه لا مواد يقينية إلا ما يدعيه المدعي مما عنده من الحدسيات المعتادة الظاهرة و الباطنة و البديهيات المعتادة و المتواترات و المجربات المعتادة و الحدسيات المعتادة و الحس الباطن و الظاهر و التجربة ونحو ذلك لا يعلم بمجرده إلا أمر معين جزئي، وذلك لا يصلح أن يكون مقدمة في القياس، ولكن يعلم في العموم إما بواسطة قياس تمثيل و إما بعلم ضروري يحدثه الله في القلب ابتداء و إذا أحدث علما ضروريا عاما لأفراد فإحداث العلم ببعض تلك الأفراد سها، فقل أن يستفاد بطريقهم علم نتيجة إلا و العلم بالنتيجة فيه ممكن بالطريق الذي به عرفت المقدمات أو أسهل، فلا يكون في قياسهم إلا زيادة تطويل و تهويل و تضليل.
ونفي العلم إلا بهذا القياس و نفي كون القياس يقينيا إلا بهذه المقدمات قول بلا علم، وتكذيب بما لم يحط المكذب بعلمه، ولهذا كانت الطريقة النبوية السلفية أن يستعمل في العلوم الإلهية "قياس الأولى" كما قال تعالى: {ولله المثل الأعلى} "النحل" إذ لا يدخل الخالق و المخلوق تحت قضية كلية تستوي أفرادها ولا يتماثلان في شيء من الأشياء بل يعلم أن كل كمال لا نقص فيه بوجه ثبت للمخلوق فالخالق أولى به، و كل نقص وجب نفيه عن المخلوق فالخالق أولى بنفيه عنه، و أمثال هذه الأقيسة العقلية التي من نوع الأمثال المضروبة في القرآن، ولله المثل الأعلى.
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) ـ هنا في الجزائر، قام بعض طلبة العلم بدراسة المنطق في جميع مراحل تطوره عبر التاريخ إلى غاية النهضة الأروربية حيث تم التخلي عن المنطق الصوري و استبدل بالمنطق الاسمي و التجريبي و الرياضي بخلاف المسلمين الذي بقوا عالقين في منطق القرون الوسطى، وهو منطق رديء يفسد العقلية الإسلامية كما يفسد العلوم الإسلامية، ويقود إلى الزندقة مباشرة، وهذا ما سندلل عليه و نبينه بأوضح الأدلة و أقوم السبل.
وحيث يكون الشيعة و المتكلمون يحتاج السلفي الإحاطة بعلم المنطق تصورا و الإحاطة به نقضا، فإنه أقوى أسلحتهم لبث الشبهات و تشكيك الناس في معتقداتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) ـ هنا مربط الفرس، وهنا يكمن السبب الحقيقي الذي يجعل السلفي يرفض المنطق رفضا قاطعا، من المعلوم أن خرق العادة عند المتكلمين جائز مطلقا وكل ما يخرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره بشرطين:1 ـ خرق العادة للنبي يقترن به دعوى النبوة وهو التحدي عندهم.
2 ـ لا يمكّن الله أحدا أن يعارضها إن كان كاذبا، وهذا إيجاب على الله لا يقول به الأشاعرة أصلا، ومعلوم انه بناء على هذا الأصل لم تكن معجزات الأنبياء دالة على صدقهم كما هو معروف عند الغزالي في قصة انشقاق القمر، وعند الجويني في كتابه " البرهان" في قصة عصا موسى، ومع أن هذا الكلام باطل مخالف للقرآن فسحرة فرعون لم يسجدوا لان عصا موسى انقلبت ثعبانا فهذا يقدر عليه السحرة ولكنهم سجدوا لما رأوها تبلع عصيهم و حبالهم فعلموا أن ذلك في غير مقدور البشر فهذا الذي دعاهم للإيمان، ولما كانت المعجزات من جنس الخبريات فقد جعلها هؤلاء في المرتبة السابعة من مراتب العلم.
أما عند الفلاسفة فغن النبوة هي من قوى النفس و الفرق بين النبي و الصالح و الساحر أن النبي و الصالح نفسه طاهرة يأمر بالخير و الساحر نفسه خبيثة يأمر بالشر، أما الفرق بين النبي و الصالح فمتعذر عندهم.
فابن سينا جعل النبوة من قسم الفلسفة العملية التي يدخل فيها تدبير المدن و المنازل و الحدائق و الأبدان و الخلاق فهي من جنس السياسة.
أما كون النبوة من قوى النفس فيعني أنها قوى حدسية تمكن بعض الناس من الاتصال بالعقل الفعال بدون حاجة إلى تعلم فيعرف كل شيء بنفسه و القوى القدسية أعلى مراتب القوى الإنسانية، فالنبوة عندهم طور من أطوار الإدراك ليس إلا.
فلهذا لا يعتقدون أن الأنبياء يعلمون حقائق الأشياء أو أنهم علموها و لم يبلغوها و إذا كان المر كذلك فإن من تتشوف نفسه إلى إدراك الحقائق فعليه بعلم المنطق، ولهذا حصروا طرق المعرفة ابن سينا الغزالي ابن رشد في طريقة أهل البرهان الفلاسفة و طريقة أهل التجرد وهم الصوفية و أكثرهم جمعها في التصوف الكشفي أي التصوف الفلسفي.
أما السلفي فعنده جنس الآيات الخارقة نوعان: جنس في نوع العلم و جنس في نوع القدرة، فما اختص به النبي صلى الله عليه و سلم خارج عن علم الإنس و الجن و خارج عن قدرة الإنس و الجن، إن جنس آيات الأنبياء خارج عن مقدور البشر وعن مقدور جنس الحيوان، فما يدل على النبوة هو آية النبوة وبرهان عليها فلابد أن يكون مختصا بها ولا يكون مشتركا بين الأنبياء و غيرهم فإن الدليل هو مستلزم لمدلوله لا يجب أن يكون أعم وجودا منه بل إما يكون مساويا له في العموم و الخصوص أو يكون اخص منه وحينئذ آية النبي لا تكون لغير النبي، وعليه لا يستمد السلفيون أية معرفة شرعية سواء تعلقت بالله تعالى أو بأمره وحكمه إلا من جهة النبي صلى الله عليه و سلم إذ هو الوحيد الذي يعلم ذلك.
و أما فهم النصوص فلا يحتاج فيه السلفي إلى علم المنطق بل يحتاج إلى فهم السلف الصالح،فهذا باختصار شديد سبب فساد المنطق و سبب نفور أهل السنة العالمين بالسنة إثبات لها ونفيا لما يضادها من المنطق.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) ـ يعتقد بعض الباحثين أن المسلمين قد تمكنوا من تخليص المنطق الصوري من مباحثه الميتافيزيقية هذا غير صحيح بالمرة إذ ليس المقصود العبارات الميتافيزيقية بل المنطق نفسه وليد تصورات ميتافيزيقية، فمن أراد أن يفهم المنطق جيدا عليه أن يرجع إلى فترة نشوئه فيكون عنده نوع إلمام بموجز عن المذاهب الفلسفية حتى يعرف الخلفية الفكرية التي نبع منها المنطق.
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) ــ أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم المغيلي ينتسب إلى قبيلة مغيلة القاطنة في نواحي تلمسان بالجزائر إلى يومنا هذا، تتلمذ على الشيخ الإمام عبد الرحمن الثعالبي و الشيخ يحي بن يدير، كان عالما صالحا قوي الشكيمة قال عنه ابن مريم:" القدوة الصالح الحبر أحد أذكياء العالم و أفراد العلماء الذين أوتوا بسطة في العلم و التقدم" [البستان: ص253]، و يمكن اعتباره من حيث مقاومته للبدع و مطالبته بتجديد الدين عالما سلفيا متحمسا، ناهض حكام عصره و طالبهم بتطبيق الشريعة مما اضطره إلى الهجرة إلى السودان [المقصود بالسودان إفريقية الغربية مالي و النيجر و غيرها أما السودان الحالي
(يُتْبَعُ)
(/)
فكان يسمى آنذاك بلاد الزنج و بلاد سنار و بلاد الفونج]، قال عنه العلامة محمد السنوسي:" القائم بما اندرس في فاسد الزمان من فريضة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، التي يكون القيام بها، لا سيما في هذا الوقت علم على الاتسام بالذكورة العلمية و الغيرة الإسلامية و عمارة القلب بشرف الإيمان" [البستان]، ومن هناك تزعم المشكلة التي ثارت في توات، فإنه عندما وصلها وجد اليهود قد تنفذوا بها حتى صار المسلمون أشبه بأهل الذمة، فقد اشترى اليهود ذمم الحكام و استولوا على طرق التجارة بين أعالي النيجر و المغرب العربي، و قد حاول بعض المفكرين الغربيين تشويه هذه القضية كمرتين و مالفونت، و الواقع أن المغيلي لم يظلم اليهود بل كان رأيه الفقهي فيهم قائما على مطالبتهم باحترام و ضعيتهم القانونية في البلاد الإسلامية، لأنه وجدهم قد استولوا على الثروات و صاروا يتحكمون في السياسة و أمور الحكم، و قد وصف ملفانت أحوال اليهود قبل أن يصل المغيلي إلى توات بنصف قرن فقال:" يتكاثر اليهود هنا في تمنطيط و تسير حياتهم في سلم تحت ظل الرؤساء الذين يدافع كل منهم عن أتباعه و لهذا يتمتع اليهود بحياة سهلة، و تسير التجارة بواسطتهم، وهناك الكثيرون هنا يضعون ثقتهم فيهم .. ".
و قد أثار حفيظة المغيلي أولا أن اليهود بنوا لأنفسهم بيعة تجاوزت ضخامتها تلك الحدود التي كان بإمكان المسلمين السماح بها فناهضهم، و لكن اليهود وجودوا عونا لهم في شخصية قاضي توات أبو عبد الله العصنوني فاضطر المغيلي إلى مكاتبة الفقهاء في فاس و غيرها فوافقه بعضهم و خالفه بعضهم، بل منهم من اتهمه بالطموح إلى أكثر من مجرد القضايا الشرعية، و قد كتب المغيلي عن هذه القضية كتابه:"مصباح الأرواح في أصول الفلاح".
هذا عن شخصية المغيلي، أما فيما يخص موضوعنا فقد وقعت مراسلات بينه و بين السيوطي حول المنطق و جديته، و قد كان المغيلي من أنصاره، ولكن المهم أن خلافهما حول المنطق لم يمنعهما من العمل معا على تقوية نفوذ الأسقيا محمد الكبير حاكم المنطقة، خاصة و انه كان ينشر الإسلام في جنوب مملكته، و يرسل بالعلماء من أجل ذلك، وقد حوت رسالته إلى الأسقيا محمد و التي ضمنها آراؤه السياسية و الاجتماعية مواقف هامة جديرة بالدراسة.
عن دراسة للدكتور عبد القادر زبادية.
ـ[عبد القادر ابن احمد]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 11:30]ـ
الفرق بين الأقيسة القرآنية و الأقيسة العقلية المنطقية:
الأقيسة العقلية:
هي: البرهانية و الخطابية و الجدلية، و الأقيسة القرآنية تجمع نوعي العلم و العمل، الخبر و الطلب على أكمل الوجوه، بخلاف الأقيسة المنطقية التي تنحصر فائدتها في مجرد التصديق في القضايا الخبرية، سواء تبع ذلك عمل أو لم يتبعه، فإن كانت مواد القياس يقينية كان برهانا، سواء كانت مشهورة أو مسلمة، أو لم تكن، وهو يفيد اليقين و إن كانت مشهورة أو مقبولة سمي خطابة، سواء كانت يقينية أو لم تكن، وذلك يفيد الاعتقاد و التصديق الذي هو بين اليقين و الظن، ليس له أن يفيد الظن دون اليقين إذ ليس في كونها مشهورة ما يمنع أن تكون يقينية مفيدة لليقين.
الفرق بين ما يجب أن يفيد اليقين و ما يمنع إفادة اليقين:
فالمشهورة من حيث هي مشهورة تفيد التصديق و الإقناع و الاعتقاد، ثم إن عرف أنها يقينية أفادت اليقين أيضا، و إن عرف أنها غير يقينية لم تفد إلا الظن، و إن لم تشعر النفس بواحد منهما، بقي اعتقادا مجردا لا يثبت له اليقين و لا ينفى عنه.
الفرق الجوهري بينهما:
إن كلام الله لا يشتمل إلا على حق يقين، لا يشتمل على ما تمتاز به الخطابة و الجدل عن البرهان: بكون المقدمة مشهورة أو مسلمة غير يقينية بل إذا ضرب الله مثلا مشتملا على مقدمة مشهورة أو مسلمة فلابد و أن تكون يقينية فأما الاكتفاء بمجرد التسليم المنازع من غير أن تكون المقدمة صادقة، أو مجرد كونها مشهورة، و إن لم تكن صادقة فمثل هذه المقدمة لا يشتمل عليها كلام الله الذي كله حق و صدق و هو أصدق الكلام و أحسن الحديث.
ـ فالقياس القرآني يتكون من المقدمات الصادقة سواء كانت مشهورة أو مسلمة أو لم تكن، لما فيه من إدراك الحقائق على ماهي عليه في الخارج و ليس في الذهن التي تتفاوت مداركه من رجل للآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فبعض الناس من المتكلمة و المتفلسفة يظن أن القرآن جاء بالطريقة الخطابية و عري عن البرهانية، ولم يعلم أن جميع ما جاء به القرآن يشمل الطريقة البرهانية و قد تكون تارة خطابية أو جدلية مع كونها برها نية.
فهي خطابية بمعنى وعظية لمن قد لا يفهم الحقائق الخفية لكنه لا ينازع في المشهورة و هي جدلية لمن لا ينقاد إلى مالا يسلمه، سواء كان جليا أو خفيا فتاتي جدلية بمعنى مبنية على مسلمات للمنازع سواء كانت جلية أو خفية و إلا في الخطاب العام فإنها برها نية.
قال تعالى: {و لقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل} "" و المثل هو القياس و لهذا اشتمل القرآن على خلاصة الطرق الصحيحة ذلك أن المقدمة المذكورة في القياس الذي هو [مثل] لها وصف ذاتي ووصف إضافي.
اعتبار الوصف الذاتي و الوصف الإضافي في مقدمة القياس القرآني:
الوصف الذاتي لها:
أن تكون مطابقة للحق في الواقع فتكون صدقا، أو لا تكون مطابقة له فتكون كذبا، وجميع المقدمات المذكورة في أمثال القرآن هي صدق يثبته العقل.
الوصف الإضافي:
فكونها معلومة عند زيد أو مظنونة أو مسلمة أو غير مسلمة فهذا أمر لا ينضبط، فكثير من المقدمات هي يقينية عند شخص قد علمها و هي مجهولة فضلا عن أن تكون مظنونة عند من لا يعلمها، فكون المقدمة يقينية أو غير يقينية أو مشهورة أو غير مشهورة أو مسلمة أو غير مسلمة أمور نسبية أو إضافية لها تختلف حسب الإنسان، ولهذا تنقلب المظنونة أو المجهولة في حقه يقينية أو معلومة و الممنوعة مسلمة، و المسلمة ممنوعة، و القرآن كلام الله الذي أنذر به جميع الخلق لم يخاطب به و احدا بعينه حتى يخاطب بما هو عنده يقيني من المقدمات أو مشهور أو مسلم.
ـ فمقدمات الأمثال في القرآن اعتبر فيها الصفة الذاتية وهي كونها صدقا و حقا يجب قبوله و أما جهة التصديق فتتعدد و تتنوع إذ هي ليست شرط في صحة القياس، فقد يكون لهذا من طرق التصديق بتلك المقدمة ما ليس لعمرو، مثل أن يعلمها أحد بالإحساس و الروية و يعلمها الآخر بالسماع و التواتر كآيات الرسول، ومثل هذا الطوفان فمن يعلمه من جهة خبر الرسول و من يعلمه من جهة الآثار التي تركها على أعالي الجبال، و لهذا خاطب القرآن الناس بما عندهم يقيني أو مشهور من اليقين أو مسلم به.
و بهذا يتبين أن تقسيم المنطقيين لمقدمات القياس إلى المستيقن و المشهور والمسلم ليس و صفا لازما للقضية، بل هو حسب ما اتفق للمصدق بها، فهو في حق قوم معينين لا في حق جميع البشر، و القياس حق ثابت لا يتبدل، و ما يقوله المناطقة يتغير و يتبدل و لا يستمر إلا في الأمور التي جعلها الله مشتركة بين الناس كالحساب و الطبيعيات.
وهذان العلمان ليسا مقصود الأنبياء ولا معرفتهما شرطا في السعادة الأبدية و لا محصلا لها و غنما المقصود العلم الإلهي، و مقدمات القياس فيه هي من القسم الأول الذي تختلف فيه أحكام المقدمات بالنسبة و الإضافة، فتبين أن لا حاجة للقياس المنطقي في علوم الدين.
القياس المنطقي النظري:
ـ إن طريقة أهل النظر و القياس مدارها على مقدمة لابد منها في كل قياس يسلكه الآدميون، وهي مقدمة كلية جامعة تتناول المطلوب و تتناول غيره، بمعنى أنها لا تمنع غيره من الدخول و إن لم يكن له وجود في الخارج، فهي لا تتناول المطلوب لخاصيته، بل بالقدر المشترك بينه و بين غيره، و المطلوب بها هو الله تعالى، فلم يصلوا إليه إلا بجامع ما يشترك فيه هو وغيره من القضايا الإيجابية و السلبية، و المشترك بينه و بين غيره لا يعرف بخصوصه أصلا، فلم يعرفوا الله بل لما اعتقدوا فيه القدر المشترك صاروا مشركين به، وحكموا على القدر المشترك بأحكام سلبية أو إيجابية فإنها تصح في الجملة لأن ما انتفى عن المعنى العام المشترك انتفى عن الخاص المميز، وليس ما انتفى عن الخاص المميز انتفى عن العام، فما نفيته عن الحيوان أو عن النبي انتفى عن الإنسان و الرسول، وليس ما نفيته عن الإنسان أو الرسول انتفى عن الحيوان أو النبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
و لهذا كان قوله "لا نبي بعدي" ينفي الرسول، و كذلك ما ثبت للمعنى المشترك بصفة العموم ثبت للخاص، و ما ثبت له بصفة الإطلاق لم يجب أن يثبت للخاص، فإذا ثبت حكم لكل نبي دخل فيه الرسول، و أما إذا ثبت للنبي مطلقا: لم يجب أن يثبت للرسول، و قد تتألف من مجموع القضايا السلبية و الإيجابية: أمور لا تصدق إلا عليه، ولا يصح أن يوصف بها غيره كما إذا وصف نبي بمجموع صفات لا توجد في غيره.
لكن هذا القدر يعرف انتفاء غيره أن يكون إياه، و أما عينه فلا يعرف بمجموع تلك القضايا الكلية، فلا يحصل للعقل من القياس في الرب إلا العلم بالسلب و العدم إذا كان القياس صحيحا.
ولهذا جاءت الأمثال المضروبة في القرآن وهي المقاييس العقلية دالة على النفي في مثل قوله: {ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم}، و مثل قوله: {ضرب الله مثلا رجلين}، وقوله: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله}، وقوله: {قل لو كان معه آلهة كما تقولون}، وقوله: {ما اتخذ الله من ولد و ماكان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض}، و أمثال ذلك من الأمثال وهي القياسات التي مضمونها نفي الملزوم للانتفاء لازمه أو نحو ذلك.
لماذا معارفهم في الربوبية سلبية؟
ولهذا كان الغالب على أهل القياس من أهل الفلسفة و الكلام في جانب الربوبية إنما هي المعارف السلبية [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، ثم لم يقتصروا على مقدار ما يعلمه العقل من القياس بل تعدوا ذلك فنفوا أشياء مشبهة القياس الفاسد مثل نفي الصفات النبوية الخبرية بل و نفى الفلاسفة و المعتزلة الصفات التي يثبتها متكلموا أهل الإثبات و يسمونها الصفات العقلية لإثباتهم إياها بالقياس العقلي.
ومعلوم أن العقل لا ينفي بالقياس إلا القدر المشترك الذي هو مدلول القضية الكلية التي لا بد منها في القياس، مثل أن ينفي الإرادة أو الرحمة أو العلم المشترك بين مسميات هذا الاسم، و القدر المشترك في المخلوقين تلحقه صفات لا تثبت لله تعالى، فينفون المعنى المشترك المطلق على صفات الحق و صفات الخلق تبعا للانتفاء ما يختص به الخلق، فيعطلون كما أن أهل التمثيل يثبتون ما يختص به الخلق تبعا للقدر المشترك وكلاهما قياس خطأ.
ففي هذه الصفات بل وفي الذوات ثلاث اعتبارات:
1 ـ ما تختص به ذات الرب و صفاته 2 ـ ما يختص به المخلوق و صفاته 3 ـ المعنى المطلق الجامع.
فاستعمال القياس الجامع في نفي الأول خطأ و كذلك استعماله في إثبات الثاني، و أما استعماله في إثبات الثالث فيحتاج إلى إدراك العقل لثبوت المعنى الجامع الكلي، وهذا أصل القياس و الدليل فإن لم يعرف العقل بنفسه أو بواسطة قياس آخر ثبوت هذا و إلا لم يستقم القياس.
و كذلك في معارفهم الثبوتية لا يأتون إلا بمعاني مطلقة مجملة مثل ثبوت الوجود ووجوب الوجود أو كونه ربا أو صانعا أو أولا أو مبدأ أو قديما، و نحو ذلك من المعاني الكلية التي لا يعلم بها خصوص الرب تعالى، إذ القياس لا يدل على الخصوص، فإنه إذا استدل بأن كل ممكن فلابد له من موجب و بان كل محدث فلابد له من محدث كان مدلول هذا القياس أمرا عاما، و لهذا خالفوا القرآن فصاروا إلى النفي مفصل و إثبات مجمل، لأن الخصوص يثبت بالإثبات المفصل الذي هو إيجاب و ليس بالنفي المفصل الذي هو سلب كعدم.
ـ و كذلك أصحاب الرياضة و التجرد فإن صفوتهم الذين يشتغلون بذكر بسيط مثل: لا إله إلا الله إن لم يغلوا فيقتصروا على مجرد الله الله و يعتقدون أن ذلك أفضل و أكمل، كما فعله كثير منهم، وربما اقتصر بعضهم على: هو هو أو على قوله: لاهو إلا هو لأن هذا الذكر المبتدع الذي هو لا يفيد بنفسه إلا انه مطلق ليس فيه بنفسه ذكر الله إلا بقصد المتكلم.
فقد ينضم إلى ذلك اعتقاد صاحبه أنه لا وجود إلا هو، كما يصرح به بعضهم و يقول: لا هو إلا هو أو لا موجود إلا هو.
و قالوا: لا إله إلا الله ذكر العابدين و الله الله ذكر العارفين وهو ذكر المحققين، و إذا قال الله الله إنما يفيد مجرد ثبوته بخلاف ما إذا ذكره بصفته كما كان يفعل النبي صلى الله عليه و سلم فحينئذ فإنه يتعين لأنه تخصص عن غيره بصفاته.
و قد ينضم إلى ذلك نفي غيره لا نفي إلهية غيره، فيقع صاحبه في وحدة الوجود.
الفرق بين الآيات و القياس:
(يُتْبَعُ)
(/)
الآية هي العلامة و هي ما تستلزم نفسها لما هي آية عليه من غير توسط حد أوسط، فينتظم به قياس مشتمل على مقدمة كلية، كالشعاع فإنه آية الشمس، وكذلك النبات للمطر في الأرض القفر، و الدخان للنار، و إن لم ينقدح في النفس قياس، بل العقل يعلم تلازمهما بنفسه فيعلم من ثبوت الآية ثبوت لازمها، و العلم بالتلازم قد يكون فطريا و قد لا يكون.
ـ كذلك أن تينك الطريقين ليستا باطلا محضا، بل يفضي كل منهما إلى حق ما لكن ليس هو الحق الواجب، وكثيرا ما يقترن معه الباطل، فلا يحصل المقصود الذي هو سعادة العبد، فالطريقة النظرية القياسية: فإنه لابد فيها من الاستدلال بالممكن على الواجب أو المحدث على المحدث، أو بالحركة على المحرك، وذلك يعطي فاعلا عظيما من حيث الجملة.
و كذلك الطريقة الرياضية الذوقية تعطي انقياد القلب و خضوعه إلى الصانع المطلق و كل منهما لا بد فيها من علم اضطراري يضطر القلب إليه إذ القلب لا يحصل له علم إلا من جنس الاضطراري ابتداء بتوسط الضروري، فإن النظر يبنى على مقدمات تنتهي إلى ماهو جنس الضروري إما بتوسط الحس أو مجردا عن الحس.
ـ فالطريق القياسية تفيد العلم بتوسط مقدمات ضرورية، مثل أن يقال الوجود المعلوم إما ممكن و غما واجب و الممكن لا يوجد إلا بواجب، فثبت الواجب على التقديرين.
و مثل أن يقال: العالم محدث أو كثير منه محدث و الثاني ضروري و الأول يستدل عليه ثم يقال و كل محدث فله محدث.
أو يقال: لاشك أن ثم وجودا وهو إما قديم و إما محدث، والمحدث لابد له من قديم فيثبت وجود القديم على التقديرين.
كما يقال: لا ريب أن ثم وجودا وهو إما مصنوع أو غير مصنوع أو مخلوق أو غير مخلوق أو مفطور أو غير مفطور، و المصنوع أو المخلوق أو المفطور لابد له من صانع، وخالق و فاطر فثبت وجود ما ليس بمصنوع ولا مفطور ولا مخلوق على التقديرين.
ـ فهذه الوجوه و ما يشبهها تدل على وجود واجب قديم ليس بمصنوع لكن الشأن في تعيينه فإن عامة الدهرية يقولون: هذا هو العالم أو شيء قائم به، ثم إن افتقار الممكن إلى الواجب، و المحدث إلى القديم، و المصنوع إلى الصانع مقدمة ضرورية، و إن كان طائفة من النظار يستدلون على هذه المقدمة، وعلى أن الممكن لا يترجح أحد طرفيه على الآخر إلا بمرجح و الجمهور على الاكتفاء بالضرورة فيهما.
و الطريقة العبادية تفيد العلم بتوسط الرياضة و صفاء النفس فإنه حينئذ يحصل للقلب علم ضروري كما قال الشيخ إسماعيل الكوراني للعز بن عبد السلام [ص:76].
و العلم الضروري: هو الذي يلزم نفس العبد لزوما لا يمكنه الانفكاك عنه، فالقائس إن لم يحصل له العلم الضروري ابتداء و إلا فلابد أن يبني نظره و قياسه على مقدمات ضرورية ثم حينئذ يحصل له العلم.
و لهذا قال أبو المعالي الجويني:" إن جميع العلوم ضرورية باعتباراتها بعد وجود النظر الصحيح في الدليل تحصل العلم ضرورة، لكن منها ماهو ضروري عند تصور طرفي القضية، ومنها ماهو ضروري بعد تأمل و نظر، ومنها ماهو ضروري بعد النظر في دليل ذي مقدمتين أو مقدمات.
لكن مجرد النظر و العمل مجتمعين و منفردين لا يحصلان إلا أمر مجملا، كما هو الواقع، وذلك صحيح فإن ثبوت الأمر المجمل حق فإن ضما إلى ذلك ما يعلم بنور الرسالة من الأمر المفصل حصل الإيمان النافع وزال ما يخاف من سوء عاقبة ذينك الطريقين.
و هذه حال من تحيز من أهل النظر الكلامي و العمل العبادي إلى اتباع الرسول و الإيمان به، فقبل منه و أخذ عنه.
و إن لم يضم أحدهما إلى ذلك ما جاء به الرسول فإما أن يضم ضده أو لا يضم شيئا، فإن ضم إلى ذلك ما جاء به الرسول وقع في تكذيب و الجهل المركب و عن لم يضم إليه شيء بقي في الجهل البسيط سواء كان في ريب أو غفلة أو إعراض.
فإن أي إنسان على الأرض لا يخلو من أن يتصور الرسالة أولا، فإن لم يتصورها فهو في غفلة منها، وعدم إيمان بها، كما قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا}، لكن الغفلة المحضة لا تكون إلا لمن لم تبلغه الرسالة، و الكفر المعذب عليه لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة، و إن تصور ما جاء به الرسول و انصرف فهو معرض عنه كما قال تعالى: {و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}، و إن كان مع ذلك لاحظ له، لا مصدق و لا مكذب و لا محب و لا مبغض فهو في ريب منه كما قال: {إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر و ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون}.
ـ فاخبر الله عن مناظرة الكفار الرسل في الربوبية أولا، فإنهم في شك من الله الذي يدعونهم إليه و في النبوة ثانيا بقولهم: {إن أنتم إلا بشر مثلنا،} و هذا بحث كفار الفلاسفة بعينه.
هذا باختصار الأساس الفكري الذي قام عليه ذم ابن تيمية للمنطق،وهو أساس ـ كما يرى القارئ ـ قوي ومتين يهدم نظرية القياس المنطقي ليبني نظرية القياس القرآني، بين فيه ابن تيمية أن المسلمين ليسوا بحاجة إلى علم المنطق لمعرفة دينهم.
كما أن النبذة التاريخية عن العمل الجبار الذي قام به شيخ الإسلام من خلال نقضه المنطق الصوري تضع الإخوة في الصورة لفهم مجريات الأمور و عللها الحقيقة وكيف تلبس الأمر على بعض الناس و تغافل عنه آخرون، في الأسبوع القادم إذا يسر الله و أعان نبدأ بنقض المنطق التفصيلي، و الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرزيو، الجزائر،في2009 - 02 - 20
مختار الأخضر طيباوي
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) ـ طريقة السلوب في المعرفة و بيان قصورها قد خصصت له بحثا أنزله الأسبوع القادم إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 10:59]ـ
جزاك الله خيرا .. يحتاج الى نفس!
ـ[شموخ أنثى]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 03:30]ـ
جزاك الله كل الخير
عند دراستي لمادة المنطق واجهتني صعوبة بالغة واحسست انه ضياع للجهد والعقل والتفكير , ولكن ادركت أهمية دراسته ومعرفة مصطلحات المناطقة في باقي المواد وخاصة مادة دراسة نصية في (شرح العقيدة الاصبهانية) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
فهو شر لا بد منه
ـ[محمد الحلبي]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 06:25]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك بكم. وكما قيل لان يعيش المسلم أخرس أبكم خير له من أن يمتلئ باطنه كلاما وفلسفة!.
ـ[ياسين الشنتوف]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 07:08]ـ
لا يمكنك أن تفهم بعض كتب الأصول: "كحاشية البناني على شرح الجلال المحلي على متن جمع الجوامع" إلا إذا درست علم المنطق فهذا العلم قد تغلغل في كتب الأصول والعقائد فأصبح كما قالت الأخت شرا لا بد منه،
وهنا أفتح مشروعا للعلماء وطلبة العلم، وهو أن نخلص هذه الكتب "المفيدة" من هذا العلم "الدخيل" حتى يترضى عنا خلفنا، ويستغنوا عن دراسته،
والله أعلى وأعلم.(/)
إسرائيل تخاف من قناة المجد والناس ... تقرير إسرائيلي!!
ـ[المحدثة]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 11:07]ـ
إسرائيل تخاف من قناة المجدوالناس ... تقرير إسرائيلي
قالت دراسة أعدتها جامعة تل أبيب ونشرت صحيفة «لوبون» الفرنسية مقتطفات منها إن هناك نموًا دينيًا وتربويًا للشباب المصري أصبح ظاهرا للعيان خلال الفترة الأخيرة، ما اعتبرته يشكل «خطرًا كبيرًا» على إسرائيل.
وذكرت أن الشباب في الفترة العمرية ما بين 16 إلى 25 عامًا يكونون في مرحلة تكوين عقلي وتتسم عقولهم بالانفتاح ويتأثرون بالعاطفة، ومن هنا رأت الدراسة خطورة تأثرهم بالفضائيات الدينية التي استطاعت التأثير عليهم بشكل كبير.
وأوضحت أن تلك الفضائيات لعبت دورًا مؤثرًا في نفوس الشباب بدعوتها إياهم إلى التحلي بمكارم الأخلاق والعبادة والتقرب إلى دينهم وتصفح القرآن وتناول الآيات التي تتحدث عن اليهود وحياتهم وطبائعهم، وهو ما يعني زيادة العداء لإسرائيل الذي ربما يصل إلى حد العنف، وفق الدراسة.
ولفتت الدراسة إلى أن هناك عددًا من القنوات الإسلامية التي استطاعت جذب الشباب إليها وأهمها «الناس» و» المجد» وقنوات اخرى، بالإضافة إلى اسطوانات دينية تباع بأسعار زهيدة ويتبادلها الشباب.
وقالت إن الشباب أقبل على هذه القنوات، لأن وعاظها تقربوا للشباب بعقولهم وتحدثوا لغتهم وارتدوا زيا معاصرا بعيدا عن الزي الإسلامي التقليدي، كما أصبحت لغة الخطاب الديني في تناول القضايا بها الكثير من المرونة.
وأوضحت الدراسة أن أكثر من 85% من الفتيات المصريات أصبحن يرتدين غطاء الرأس، و60% من الشباب يحمل في أمتعته القرآن وتتسم تصرفاتهم بقدر كبير من العقلانية والتروي بخلاف ما كان عليه الشباب قبل عشر سنوات حيث كان يظهر عليه التوحش الجنسي والإقدام على الخطايا وحب الذنوب.
وأوصت الدراسة، الشباب الإسرائيلي المستخدم لشبكة الإنترنت بأن يؤدي واجبه ويعمل ما يقدر عليه لإلهاء الشباب المسلم عن الدين الاسلامي.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 11:46]ـ
اللهم الق الرعب في قلوبهم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 01:44]ـ
أين مصدره؟
ـ[ابو عرب]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 03:35]ـ
حبذا لو كتب أحدكم خبرا أن يذكر مصدره(/)
الغزو الفكري الصلبيي وسلاحهم:: الاستشراق .....
ـ[أحمر العين]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 01:31]ـ
مقتبس من بحث شخصي بعنوان: حوار مع مثقف ..
****************************** **********
بسم الله الرحمن الرحيم
---
أولاُ: معنى الغزو الفكري:
كلمة الغزو من غزاه يغزو غزواً. وهي تحمل معنى القصد والإرادة والطلب. فمغزى الكلام هو مقصوده والمراد منه. وغزوت القوم أي قصدتهم بالحرب والغازي قاصد الحرب (1).
--------------------
(1) الثقافة الإسلامية ص143 عن كتاب الغزو الفكري وأثره على المجتمع الإسلامي
------------------
وهو اصطلاحاً يأتي بمعنى: دخول بلد عن طريق شيء غريب أو أجنبي.
ولكل نوع من أنواع الغزو أسلحته الخاصة به. فالغزو العسكري أسلحته الجند والمدافع والدبابات والطائرات وأما الغزو الفكري فأسلحته كل ما يؤثر على العقل والنفس وبالتالي في الفكر والعقيدة. ومن هذه الأسلحة الكتاب والندوة والمحاضرة والتعليم والثقافة والتربية والنظريات والشبهات و ..
ويمتاز الغزو الفكري عن العسكري بالشمول والامتداد فهو حرب دائمة وذاتية لا يحصرها ميدان بل إنها تمتد إلى جميع شؤون الحياة , وهو يسبق الغزو العسكري ويواكبه ويستمر بعده.
ثانياً: بدايته:
بدأ الغزو الفكري الصليبي للفكر الإسلامي بعد ما فشل الصليبيون بالغزو العسكري وكانت انطلاقته عن وصية لويس التاسع ملك فرنسا وقائد الحملة الصليبية السابعة حيث سجن في سجن المنصورة أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 647 - 648هـ
فجعل يتفكر في سجنه ويتدبر حتى خرج من أسره عام1250م وجاء في وصيته: إنه لا سبيل إلى السيطرة على المسلمين عن طريق الحرب أو القوة. ذلك لأن في دينهم عاملاً حاسماً هو عامل المواجهة والمقاومة وبذل النفس وهدم الرخيص في سبيل حماية العرض والأرض.
وأنه مع وجود هذا المعنى عند المسلمين فمن المستحيل السيطرة عليهم لأنهم قادرون دوماً انطلاقاً من عقيدتهم على المقاومة ودحر الغزو الذي يقتحم بلادهم.
وأنه لابد من إيجاد سبيل آخر من شأنه أن يزيف هذا المفهوم عند المسلمين حتى يصبح مفهوماً أدبياً أو وجدانياً , وإيجاد ما يبرره على نحو من الاتجاهين ما يسقط خطورته واندفاعه. وأن ذلك لا يتم إلا بتركيز واسع على الفكر الإسلامي وتحويله عن منطلقاته وأهدافه حتى يستسلم المسلمون أمام بقاء القوة الغربية وتروض أنفسهم على تقبلها على نحو من اتجاه الأهواء والصداقة والتعاون أ. ه (2)
-----------------
(2) من كتاب الثقافة الإسلامية ص144 نقلاً عن الإسلام في وجه التغريب ص7. وذكرها بالمعنى صاحب كتاب مذاهب فكرية معاصرة ص576
----------------
إذاً فالهدف تحويل وتزييف العقيدة الإسلامية التي تحمل فكرة الجهاد وتحويل الحملات العسكرية الصليبية إلى حملات سلمية فكرية!
وفعلاً لقد غزونا فكرياً في شتى المجالات التعليم والتطبيب والتثقيف .. حتى في مجال العلوم الإسلامية عن طريق المستشرقين!
ثالثاً: أسلحتهم:
أذكر منها واحداً فقط:: وهو: الإستشراق:
أي تعلم علوم الشرق وهي حركة ظهرت في الغرب بتخصيص جماعة لدراسة علوم الإسلام من دين وأدب وتأريخ وغيرها ..
وذلك لمعرفة قوة المسلمين وعقليتهم وأفكارهم , فشكلت جمعيات فرنسية وألمانية وأمريكية وبريطانية (3)
-----------------
(3) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة
----------------
وغيرها وأهم مجالاتهم وأهدافهم:
التشكيك في مصادر الإسلام من كتاب الله وسنة رسوله
التشكيك في الشريعة بوصفها بالقسوة والرجعية
التشكيك في الفكر والتأريخ والثقافة الإسلامية
إثارة الشبهات الدينية.
وأمور أخرى كثيرة كفهم النصوص على غير حقيقتها وإخضاعها لما يهووه.
محاولات التقريب بين الإسلام وحضارة الغرب.
إثارة الفرق الباطنية المنحرفة عن أصول الإسلام.
كل ذلك عن طريق الكتاب والصحف والمجلات (4) وغيرها
----------------
(4) ما سبق مأخوذ من الفصل الثاني من كتاب الثقافة الإسلامية د/ علي هود با عباد. وهو فصل مفيد وفيه فوائد عظيمة وانظر خاصة ص143 - 153
---------------
وأختم ما بدأت بكلماتهم:
يقول المستشرق الأمريكي روبرت بين في مقدمة كتابه السيف المقدس The Sacred Sword:
إنا لدينا أسباباً قوية لدراسة العرب والتعرف على طريقتهم, فقد غزو الدنيا كلها من قبل وقد يفعلونها مرة أخرى. إن النار التي أشعلها محمد [صلى الله عليه وسلم] ما تزال تشتعل بقوة , وهناك ألف سبب للاعتقاد بأنها شعلة غير قابلة للانطفاء (5).
-----------
(5) مذاهب فكرية معاصرة ص597
-------------
ويقول المستشرق النمساوي المعاصر فون جرو نيباوم في كتاب له يسمى الإسلام الحديث Modern Islam: إن الحاجز الذي يحجز المسلم عن التغريب هو استعلاؤه بإيمانه وأنه لا بد من تحطيم ذلك الحاجز لكي تتم عملية التغريب! (6).
--------------
(6) المصدر السابق ص593.وعلق الأستاذ محمد قطب على عنوان الكتاب بقوله: لا يتسع المجال للتعليق على عنوان الكتاب الذي يقصد به أن الإسلام ليس شيئاً ثابتاً محدد المعالم, وإنما هو شيء دائم التغيير فالإسلام الأول: شيء .. وإسلام القرون لوسطى (وهذا عنوان آخر لنفس المؤلف) شيء آخر. والإسلام الحديث شيء ثالث. وهذه القضية ذاتها من وسائل الحرب التي يستخدمها المستشرقون ضد الإسلام أ. ه من حاشية كتابه
--------------
....... للتدبر ...........
والحمد لله على توفيقه
****************
وللأمانة أذكر: أن هذا العمل لم يخلو من نفع للأمة الإسلامية كغيره من الأعمال .. فكما قد قرر العلامة ابن القيم أنه لا يوجد في الدنيا شر محض.
والاستشراق بجانب ما جر على الأمة من ويلات،، فقد خدم العلوم الإسلامية في بعض الجوانب من حيث يدري أو لا يدري رؤوس الإلحاد ..
وهذا غير جمع كبير منهم كان تعمقه في علومنا سبب في إسلامه، وبعضهم سبب في توازن نظرته وإيجابية نقده ..
إلا أن الغالب سموم وحقد ..
والله المستعان
---
أبو محمد (أحمر العين)(/)
ضابط اهل الفترة؟
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 04:18]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
ما هو ضابط اهل الفترة؟
هل ما بين سيدنا عيسى عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم اهل فتره؟
اقوال اهل العلم في تلك المسألة؟
وجزاكم الله خيرا وكتب الله لكم المثوبة والاجر
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 05:54]ـ
من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى (نور على الدرب)
من هم اهل الفتره
من هم أهل الفترة، وهل صحيح أنه يوجد منهم أحد الآن, علماً بأن البعض يقول بأنهم في مناطق في العالم يعيشون بمعزل عن العالم الخارجي، مثل: أدغال إفريقيا وغابات الصين وغير ذلك؟
أهل الفترة هم الذين لم تبلغهم الرسالة، هؤلاء هم أهل الفترة، لا سمعوا بالقرآن ولا بالرسول-صلى الله عليه وسلم-، هؤلاء يقال لهم أهل الفترة، أما من بلغه القرآن أو بلغه خبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن الله بعثه إلى الناس يدعوهم ولم يبال ليس من أهل الفترة، لكن من لم يبلغه ذلك يقال له من أهل الفترة، والصواب فيهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، يمتحنهم الله يوم القيامة فمن أجاب دخل الجنة ومن عصا دخل النار، نسأل الله العافية.
بارك الله فيكم و نفع بكم
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 11:37]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
جزاكم الله خيرا اخي الكريم وكتب الله لكم المثوبة والاجر
اين الرد يا اخوه بارك الله فيكم
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 02:51]ـ
مصير أهل الفترة
يقول السائل: نعلم أن من كان من أهل الجاهلية، أي: قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من أهل الفترة، وسؤالي عن حكم أهل الفترة لأنني سمعت حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه جاءه رجل فقال: أين أبي؟ فقال: ((في النار)) فذهب الرجل يبكي فناداه فقال له إن: ((أبي وأباك في النار)) فهل هذا الحديث صحيح؟ أفيدونا أفادكم الله؟
الصحيح من أقوال العلماء أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة، ويؤمرون فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار، وجاء في هذا عدة أحاديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعن الأسود بن سريع التميمي، وعن جماعة، كلها تدل على أنهم يمتحنون يوم القيامة، ويخرج لهم عنق من النار، ويؤمرون بالدخول فيه، فمن أجاب صار عليه برداً وسلاماً، ومن أبى التف عليه وأخذه وصار إلى النار، نعوذ بالله من ذلك.
فالمقصود: أنهم يمتحنون فمن أجاب وقبل ما طلب منه وامتثل دخل الجنة، ومن أبى دخل النار، وهذا هو أحسن ما قيل في أهل الفترة.
وأما حديث: ((إن أبي وأباك في النار)) فهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه: أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: ((في النار)) فلما ولى دعاه، وقال له: ((إن أبي وأباك في النار)).
واحتج العلماء بهذا على أن أبا النبي صلى الله عليه وسلم كان ممن بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة، فلهذا قال: ((في النار))، ولو أنه كان من أهل الفترة لم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام في حقه، وهكذا لما استأذن ربه أن يستغفر لأمه نهي عن ذلك، ولكنه أذن له أن يزورها، ولم يؤذن له في الاستغفار لها، فهذا يدل على أنهما بلغتهما الدعوة، وأنهما ماتا على دين الجاهلية، وعلى دين الكفر، وهذا هو الأصل في الكفار أنهم في النار، إلا من كان لم تبلغه الدعوة - أعني دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام - فهذا هو صاحب الفترة، فمن كان في علم الله أنه لم تبلغه الدعوة والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين وهو الحكم العدل، فيمتحنه يوم القيامة.
أما من بلغته دعوة الرسل في حياته، كدعوة إبراهيم وموسى وعيسى، وعرف الحق، ثم بقي على الشرك بالله فهذا ممن بلغتهم الدعوة، فيكون من أهل النار; لأنه عصى واستكبر عن اتباع الحق، والله جل وعلا أعلم. بن الباز رحمه الله.
أهل الفترة ليس الذين جاؤوا في عصر ليس فيه رسل فنحن اليوم مثلا في عصر لا رسول فيه لكن لا نعتبر من أهل الفترة لأن دعوة الرسل وصلتنا، لكن لو فرضنا قرى في ادغال الأمازون مثلا لم تصلهم الدعوة و لا سمعوا بالرسول عليه الصلاة و السلام فهؤلاء من أهل الفترة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك ما بين عيسى عليه السلام و رسلونا محمد صلى الله عليه و سلم، اهل الفترة منهم من لم تبلغه دعوة سيدنا ابراهيم و اسماعيل و عيسى عليهم السلام لكن الذين وصلتهم هذه الدعوة اي دعوة التوحيد فلا يعتبرون من أهل الفترة
فعلى هذا نقسم اهل الفترة إلى قسمين:
القسم الأول: هم أهل الفترة من جهة انقطاع الرسل، أو تباعد الزمان بينهم وبين من أرسل إلى الذين قبلهم.
القسم الثاني: هم أهل الفترة من جهة عدم بلوغهم النذارة من الرسل.
قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل بعثته عليه الصلاة والسلام معذبون بشركهم وكفرهم، وذلك يدل على أنهم ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة نبي؛ خلافاً لما يظنه بعض المتأخرين، إذ لو كانوا كذلك؛ لم يستحقوا العذاب؛ لقوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) " السلسلة الصحيحة:1/ 297.
وقال النووي رحمه الله: " فيه أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تنفعه قرابة المقربين، وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم "، شرح صحيح مسلم: 7/ 45.
و قد شهدت الجاهلية مسلمين منهم زيد بن عمرو بن نفيل:
قال ابن إسحاق: وأما زيد بن عمرو بن نفيل فوقف فلم يدخل في يهودية ولا نصرانية وفارق دين قومه فاعتزل الأوثان والميتة والدم والذبائح التي تذبح على الأوثان ونهى عن قتل الموءودة وقال أعبد رب إبراهيم وبادى قومه بعيب ما هم عليه.
قال ابن إسحاق: وحدثني هشام بن عروة عن أبيه عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قال لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل شيخا كبيرا مسندا ظهره إلى الكعبة، وهو يقول يا معشر قريش، والذي نفس زيد بن عمرو بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري، ثم يقول اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به ولكني لا أعلمه ثم يسجد على راحته
قال ابن إسحاق: وحدثت أن ابنه سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعمر بن الخطاب، وهو ابن عمه قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنستغفر لزيد بن عمرو؟ قال نعم فإنه يبعث أمة وحده
اخرج البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يأكل منها ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له.
فها هو زيد بن عمرو بن بفيل يدين بدين سيدنا ابراهيم عليه السلام فعلى هذا كانت دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام معروفة في الجاهلية عند العرب لكنهم اشركوا و عبدوا الأوثان، اذن لا يعتبرون من أهل الفترة
و الله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 01:32]ـ
فائدة عزيزة
قال الشيخ العلامة والحبر الفهامة (عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين) رحمه الله رحمة واسعة:
وأما حكم من مات في زمان الفترات ولم تبلغه دعوة رسول، فالله سبحانه أعلم بهم.
واسم الفترة لا يختص بأمة دون أمة، كما قال الإمام أحمد في خطبة على الزنادقة والجهمية: الحمد الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، ويروي هذا اللفظ عن عمر رضي الله عنه.
والكلام في حكم أهل الفترة لسنا مكلفين به، والخلاف في المسألة معروف.
لما تكلم في (الفروع) على حكم أطفال المشركين، وكذا من بلغ منهم مجنونا، قال: ويتوجه مثلهما من لم تبلغه الدعوة، وقاله شيخنا.
وفي (الفنون) عن أصحابنا: لا يعاقب، وذكر عن ابن حامد: يعاقب مطلقا، إلى أن قال القاضي أبو يعلى في قوله تعالى: [وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً]: في هذا دليل أن معرفة الله لا تجب عقلا، وإنما تجب بالشرع، وهو بعثة الرسل، وأنه لو مات الإنسان قبل ذلك لم يقطع عليه بالنار، انتهى.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في (طبقات المكلفين):
(يُتْبَعُ)
(/)
الطبقة الرابعة عشر: قوم لا طاعة لهم ولا معصية، ولا كفر ولا إيمان، قال: وهؤلاء أصناف: منهم من لم تبلغه الدعوة بحال ولا سمع لها بخبر، ومنهم المجنون الذي لا يعقل شيئا، ومنهم الأصم الذي لا يسمع شيئا أبدا، ومنهم أطفال المشركين الذين ماتوا قبل أن يميزوا شيئا؛ فاختلفت الأمة في حكم هذه الطبقة اختلافا كثيرا، وذكر الأقوال، واختار ما اختاره شيخه أنهم يكلفون يوم القيامة.
واحتج بما رواه الإمام أحمد في مسنده عن الأسود بن سريع مرفوعا، قال: "أربعة يمتحنون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في الفترة. أما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وأنا ما أسمع شيئا. وأما الأحمق فيقول رب لقد جاء الإسلام والصبيان يرمونني بالبعر. وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل. وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني من رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار، فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما" ثم رواه من حديث أبي هريرة بمثله، وزاد في آخره: "ومن لم يدخلها رد إليها" انتهى.
وذكر ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: [وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً]، قال: وهنا مسألة اختلف الأئمة فيها، وهي مسألة الوِلْدان الذين ماتوا وهم صغار، وآباؤهم كفار، وكذا المجنون، والأصم، والخَرِف، ومن مات في الفترة. وقد روي في شأنهم أحاديث، أنا ذاكرها بعون الله وتوفيقه.
ثم ذكر في المسألة عشرة أحاديث، افتتحها بالحديث الذي ذكرناه، ثم أشار إلى الخلاف، ثم قال: ومن العلماء من ذهب إلى أنهم يمتحنون يوم القيامة: فمن أطاع دخل الجنة، وانكشف علم الله فيه، ومن عصى دخل النار، وانكشف علم الله فيه، وهذا القول يجمع بين الأدلة، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض. وهذا قول حكاه الأشعري عن أهل السنة، ثم ردَّ قول من عارض ذلك بأن الآخرة ليست بدار تكليف ... إلى أن قال: ولما كان الكلام في هذه المسألة يحتاج إلى دلائل صحيحة، وقد يتكلم فيها من لا علم عنده، ذكر جماعة من العلماء الكلام فيها، روي ذلك عن ابن عباس، وابن الحنفية، والقاسم بن محمد، وغيرهم، قال: وليعلم أن الخلاف في الوِلْدان مخصوص بأولاد المشركين.
فأما وِلْدان المؤمنين فلا خلاف بين العلماء؛ حكاه القاضي أبو يعلى الحنبلي عن الإمام أحمد أنه قال: لا يختلف فيهم أنهم من أهل الجنة.
فأما ما ذكره ابن عبد البر: أنهم توقفوا في ذلك، وأن الوِلْدان كلهم تحت المشيئة، وهو يشبه ما رسم مالك في موطّئِه في أبواب القدر، فهذا غريب جدا، وذكر القرطبي في التذكرة نحوه).
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 01:54]ـ
وانظر لزاما لا اختيارا كتاب الملا علي القاري (أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول) من ص91 وما بعدها من الصفحات.
فقد تكلم بما لا مزيد عنه في المسألة فستجد فيه نوادر ودرر لا توجد في غيره
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 06:20]ـ
أهل الفترة و من لم تبلغه الدعوة
هم الذين جاءوا على فترة من الرسل أي على انقطاع من الرسل فالفترة (هي ما بين كل نبيين كانقطاع الرسالة بين عيسي عليه السلام ومحمد ( r، فالفترة في هذا الموضع معناها: السكون، يراد به سكون مجيء الرسل، وقد كانت الفترة بين عيسى u محمد r ستمائة سنة على ما في صحيح البخاري.
فمن كان من أهل الفترة فإما أن يكون قد بلغته دعوة نبي سابق، وإما أن لا يكون كذلك، فإن كان قد بلغته وآمن بها كقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل كان من أهل التوحيد بلا نزاع، وقد جاء عند البيهقي بإسناد صحيح عن أسماء أنها قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة، وهو يقول: ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري، وكان يقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم، قال: وذكره النبي r فقال: " يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى" ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftn1)) . وإن كان ممن بلغته الدعوة فلم يؤمن بها، كعمرو بن لحي الخزاعي فهو من أهل النار، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً: " رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار وكان أول من سيب السوائب " ([2]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftn2))
وأهل الفترة قسمان:- قسم بلغته نذارة الرسل فلا يعذر بالجهل،وهم محجوجون بنذارة الرسل الذين أرسلوا إلى من قبلهم، وقسم آخر لم تبلغه نذارة الرسل فيعذر بالجهل، فالعبرة في اعتبار أهل الفترة المعذورين عدم بلوغ نذارة الرسل،وليس طول الفترة بين الرسول والرسول، أو بينهم وبين إرسال الرسول،وقد أرسل الله الرسل عليهم السلام مبشرين ومنذرين، وأقام سبحانه للناس أسباب الهداية، ومن تمام حكمته وعدله أنه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه،، ولذلك لا يعذب الله من لم تبلغهم نذارة الرسل في أي زمان ومكان، فإن الله لا يحاسبه ولا يعاقبه يقول ابن القيم: ((والتحقيق في هذا أن سبب العقاب قائم قبل البعثة ولكن لا يلزم من وجود سبب العذاب، حصوله لأن هذا السبب قد نصب الله تعالى له شرطاً، وهو بعثة الرسل وانتفاء التعذيب قبل البعثة، هو لانتفاء شرطه لا لعدم سببه ومقتضيه وهذا فصل الخطاب)) ([3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftn3)) وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (? ? ? ? ? ? ?) ([4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftn4)) أن الله تعالى لا يدخل أحداً النار إلا بعد إرسال الرسول إليه) ([5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftn5)) وقال البغوي: ((وذلك أن الله تعالى أجرى السنة أن لا يأخذ أحداً إلا بعد وجود الذنب، وإنما يكون مذنباً إذا أمر فلم يأتمر أو نهي فلم ينته، وذلك بعد إنذار الرسل، ولا عذاب على كافر أصلاً حتى تبلغه نذارة الرسول، فالحجة لا تقوم إلا بعد العلم والبيان)) ([6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftn6)) ، ولكن هل ثبت أن الله يعقد له امتحاناً فقد ذكر الإمام ابن حجر والبيهقي، أن من مات من أهل الفترة والمجنون وغيره فإن الامتحان والمسائلة قد صحت في حقه في عرصات يوم القيامة روى الإمام البيهقي بسنده عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ r قَالَ: ((أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ – يدلون على الله بحجة - رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا، وَرَجُلٌ أَحْمَقُ،وَرَجُلٌ هَرَمٌ، وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ، فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ: رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ، وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ: رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ: رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا)) ([7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftn7)) .
وبذلك يظهر أن الدليل مع من حكم بنجاة أهل الفترة مع امتحانهم في الآخرة، لأن الحديث السابق صح عند العلماء والله أعلم.
من خلال ما سبق من أدلة أن أهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة،فإن الله هو المختار سبحانه يقيم الحجة عليهم ويمتحنهم، فإما أن يكونوا مسلمين وإما أن يكونوا كفاراً، فإذا كانوا الأول شملهم الوزن إذ لا دليل يخرجهم وحيث إنه حكم بإسلامهم فلأعمالهم أثر، وإذا كانوا الثاني فعلى القول بأنه توزن أعمالهم وزنوا كذلك، ولاشك حينئذ أن تلوث سجلهم بالشرك الأكبر، كفيل بأن تطيش كل أعمالهم الحسنة، إذ لا وزن لها مقابل ذلك "فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا" وعلى القول بأنه لا توزن أعمالهم .. فالنتيجة واحدة، لأنه يدخل ضمن غير المكلف، فإن الله تعالى لا يعذب أحداً إلا بعد إقامة الحجة عليه، وبعث الرسل إليه لقوله تعالى (? ? ? ? ? ? ?) ([8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftn8)) فالله تعالى عادل لا يظلم مثقال ذرة سبحانه وتعالى ومن عدله تعالى أنه لا يعذب أحداً من خلقه إلا بعد إقامة الحجة عليه، وأري أن الله من أدخله الجنة من هؤلاء فبرحمته تعالى، ومن أدخله النار فبعدله سبحانه وتعالى.
[/ URL]([1]) انظر صحيح السيرة النبوية:ص (94) محمد ناصر الدين الألباني – المكتبة الإسلامية – عمان – الأردن – الطبعة الأولى.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftnref 1)([2]) انظر صحيح البخاري: (3/ 1297) من حديث أبي هريرة t، ومسلم: (4/ 2191) من حديث عائشة.
([3]) انظر مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة: (2/ 39) تأليف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله، دار الكتب العلمية – بيروت.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftnref 3)([4]) سورة الإسراء: آية 15.
([5]) تفسير القرآن العظيم: (2/ 462).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftnref 5)([6]) انظر تفسير البغوي: (2/ 132).
([7]) رواه أحمد في المسند: رقم ح (4/ 24)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 418) رقم ح (1434).
[ URL="http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftnref 8"] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32599#_ftnref 7)([8]) سورة الإسراء: آية 15.(/)
دعوه لتنظير فكري لانسحاب القوات الأمريكيه من العراق
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 05:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله العظيم وبحمده وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد
مع اقتراب انسحاب القوات الامريكيه من العراق وفي الوقت الذي تتربص به عدة قوى داخل العراق لفرض خياراتها على الحكومه العراقيه وهي قوى لاتقل أهميه عن الحكومه العراقيه ذاتها وأخص القوى الشيعيه والحقيقه انه من المستحيل بحكم تاريخ صراعات هذه القوى القريب وتقلب الحكومه بين ارضاء طرف بمقاتلة آخر يستحيل ان يكون انسحاب القوات الامريكيه الماسكه بكل الخيوط في مصلحة العراق فمالذي يخفيه قرار الانسحاب
هناك عدة احتمالات:
1 - ان تنقض القوى الشيعيه على بعضها البعض لفرض الأمر الواقع بسيطرتها على المدن وجذب اكبر عدد من التابعين
2 - انقضاض القوى الشيعيه على أهل السنه في العراق بحكم خلق عدو مشترك وهذا ان تم فلن يكون ذا جدوى والتجربه قد تجعلهم يغضوا النظر عنها بحكم استسلام السنه عسكريا في الوقت الحالي وتفرق قواتها عديمة النفع في دهاليز القرى والمدن السنيه ولعدم امكانية استمرار خلق عدو مشترك يضمن المصالحه الشيعيه التي لن تقووم الا على المصلحه المشبعه والمشغله
3 - خلق عدو قوي ويكتنز بالعديد من الثروات وبحكم ان دول الخليج هي الأقرب من اسرائيل ولاستحالة ان تسمح ايران لهم بقتال اسرائيل وللبعد الجغرافي عن اسرائيل والملاصقه للدول الخليجيه ولوجود أقليات شيعيه تتباكى وتتوعد وتصتنصر في كل حين ضد الحكومات الخليجيه ومعاناتها من الظلم فالاحتمال هذا يجعل القدره على خلق عدو يجمع كافة القوى الشيعيه ويمكن ضم آخرين معهم ضد حكومات وشعوب دول الخليج المشوهه أصلا في فكر واحلام الشعوب العربيه ... فلدي قناعه ان الحرب القادمه قريبا هي حرب شيعيه سنيه على مستوى دول تفتعلها ايران وهي قادره ولن يوقفها احد لعدم توفر مصلحه قدتفوق المصلحه القادمه من ايران لدول الغرب بقيادة امريكا ولتزعزع العلاقه بقيادة اسرائيل بين العرب السنه وامريكا.
وهذه دعوه لتنظير فكري هل انسحاب القوات الامريكيه خطر على دول الخليج وخاصة الكويت والسعوديه أم ان خطرها سيكون محصورا بين القوى الشيعيه وفي طياته السنيه في العراق وان ايران سترضى بذلك وتتفرج بدون توجيه مسبق او لاحق وان اسرائيل لن تستغل هذا الانسحاب لصالح وجودها في كافة دول المنطقه الذي تسمح به العقيده الايرانيه بخلاف الدول التي تتمنى الترحم عليها وتشكل قوة ردع معنوي ضد اسرائيل من خلال شروط يستحيل على الشعب الاسرائيلي وحكوماته الموافقه عليها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 09:01]ـ
السؤال أكبر من أعضاء المنتدى ألف مرة!!
لا إشكال ...
نتضامن معك في رفع هذه الدعوة إلى الهيئات العلمية ومراكز الدراسات الاستراتيجية والمحللين السياسيين والخبراء العسكريين!!
سؤالك كبير يا عم!!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 11:14]ـ
السلام عليكم
السؤال مؤداه والدال عليه هو الخطير وليس هناك أسوأ من ان نضع أيدينا بطريقه مبدعه على آذاننا وأعيننا في وقت واحد ولمده طويله
في الحقيقه مر علي تسجيل بعد كتابة هذا الموضوع قد يساعد في مشاركة الأخوه الأعضاء بآرائهم مع ان مضمونه معلوم في اجماله وهنا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=59036
ومع احترامي لك ولرأيك الا اني اعتقد ان الفكره مطروحه بقوه في أذهان الكثيرين وحتى التوقيت قد لايخفى خطره وكونه مرحله مفصليه يمكن معها احتمالات كثيره
بارك الله في الجميع(/)
أقرب وأوضح الأمثلة في إبطال مسألة التعارض الذي يزعمونه بين النقل وبين العقل
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 09:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"الأشاعرة يقولون: إن العقل هو الذي دلنا عَلَى صحة النقل ومن ثُمَّ وجب عند التعارض أن نحكم العقل ونحن عكسنا عليهم القضية وقلنا: العقل قد دل عَلَى صحة النقل، ومن ثُمَّ وجب عند التعارض أن نحكم النقل؛ لأننا إذا حكمنا العقل أبطلنا العقل والنقل معاً؛ لأن العقل هو الدليل، وهو الآلة التي عرفنا بها صحة النقل، فإذا قلنا: إن الدليل الذي دل عَلَى صحة شيء من الأشياء وكان هذا الشيء باطلاً، فإن الدليل الذي دل عليه باطل، فيكون النقل غير صحيح ويقدم عليه العقل، وكيف يدلنا عَلَى صحته وهو باطل؟
وعليه فإن هذا العقل غير صحيح وفي هذه الحالة نكون قد أبطلنا النقل لأن العقل دل عَلَى بطلانه، وعطلنا العقل لأنه دلنا عَلَى شيء باطل إذاً فهو باطل، فيتبين بهذه القاعدة العقلية السليمة أن تقديم العقل عَلَى النقل إبطال للعقل وللنقل معاً. لكن تقديم النقل عَلَى العقل بخلاف ذلك؛ لأن الدليل العقلي دل عَلَى صحة النقل، فنقدم النقل؛ لأنه قد دلنا العقل عَلَى صحته قطعاً فإذا وجد في العقل ما يعارض فإننا نرد هذا القول بنفس القاعدة التي قررها هذا العقل وهي: أن النقل صحيح مقدم.
ويضرب لذلك شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ مثلاً فَيَقُولُ: كمثل رجل جَاءَ إِلَى مدينة فيها عالم كبير حجة، يرجع إليه في العلم والدين، ووجد رجلاً سليماً صحيحاً معافىً يعرف أهل البلد فوجده وقال له: أريد عالماً أطلب عنده العلم فقَالَ: أنا أعرفه، وأخذ بيده وذهب به إِلَى ذلك العالم الكبير المشهور في البلد وقال له: هذا هو العالم ولما رأى ذلك الرجل هذا العالم واسع العلم، ووجد التعظيم له عند الناس، ووجد الكتب، ووجد النَّاس يرجعون إليه في الفتاوى تيقن صدقاً وقطعاً أن هذا فعلاً عالم، وأن الرجل الذي دله عليه كَانَ فعلاً صادق لم يكذب عليه فأخذ هذا الرجل العلم من العالم وتلقاه منه فلما فهم هذا الرجل مسألة من مسائل العلم الكبرى، وأخذ يبلغها ويدعو النَّاس إليها جَاءَ ذلك الرجل الذي دله وقال له: هذا الكلام غير صحيح، قَالَ: كيف يكون هذا الكلام غير صحيح وأنا أخذته من الشيخ الذي أنت دللتني عليه؟
قَالَ: الذي دللتك عليه قال لك هذا؟!
قَالَ: نعم.
قَالَ: بما أنني أنا الذي دللتك عليه، فأنا أقول لك: لا تأخذ هذا الكلام، فإنه يتعارض مع كلامي ويجب أن تقدم كلامي؛ لأنني أنا الذي دللتك عليه!
فماذا يكون الجواب الصحيح؟
الجواب الصحيح أن يقول له: أنت أصبت عندما دللتني عليه، ولكنك أخطأت عندما عارضت ما عنده من العلم بكلامك، فكونك أصبت بالدلالة عليه لا يعني أنك تحكم في كل شيء يقوله الشيخ! وإلا لو كَانَ كذلك لم يجتمع النَّاس عَلَى الشيخ ولم يأخذوا العلم منه وأنت موجود، فلنرجع إليك ولنأخذ منك العلم ما دمت أنت واقف بالباب وكل من أتى بمسألة من عند الشيخ قلت له: اعرضها عليَّ فإن وافقت عليها وإلا ردها لأنني أنا الذي دللتكم عليه! وهذا كلام -بلا شك- فاسد.
هذا أقرب وأوضح الأمثلة في مسألة التعارض الذي يزعمونه بين النقل وبين العقل."اهـ
(من شرح العقيدة الطحاوية العلامة سفر الحوالي)
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Mar-2010, مساء 11:39]ـ
جزاك الله خيراً!
وأضيف فائدة أخرى: هي أن جميع الذين يقولون بتقديم (العقل) على النقل لم يأت واحد منهم حتى هذه اللحظة بتعريف شاف واف كاف للعقل! ثم لم يأتوا حتى هذه اللحظة ببرهان علمي مبين على تقديمه على النقل أو على صحة تقديمه على النقل!(/)
أيهما أولى بالصبر عقوبة التعذيب أم عقوبة الاعدام؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 11:12]ـ
فى قصة غلام الاخدود قال الدكتور صاحب كتاب الاسلام بين كيج أعدائه وجهل أبنائه
ان الغلام صبر على الموت ولم يصبر على العذاب انتهى
مع ان الموت أشد وجع على الاطلاق -فى الدنيا -قال الشيخ ياسر برهامى ان المحتضر لايستطيع أن يبلع ريقه
وأن الانسان الذى تصيبه فى جلده قرحة ما يحس مكانها بألم شديد قال الشيخ وهذا الألم يأتى لكون الخلايا التى تحت هذه القرحة ماتت فانظر للمحتضر وملايين الخلايا فى جسمه تموت تباعا الى أن تخرج روحه فالانسان وقت توجعه من القرحة يضرب هذا الوجع فى ملايين المرات ليتخيل عظم الهول الذى سيعانيه فى سكرات الموت ولاحول ولا قوة الابالله
ننتظر مشاركاتكم بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 11:20]ـ
قد يكون الموت أشد وقد يكون التعذيب أشد
بحسب ما يحتف بصفات كل ذلك وأسبابه
وقد أرسل بعض الجزائريين يستفتون الشيخ محمد بن إبراهيم
عن حكم قتل النفس تخلصا من العذاب الرهيب
فأفتاهم بالجواز
والله أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 01:33]ـ
قد يكون الموت أشد وقد يكون التعذيب أشد
بحسب ما يحتف بصفات كل ذلك وأسبابه
وقد أرسل بعض الجزائريين يستفتون الشيخ محمد بن إبراهيم
عن حكم قتل النفس تخلصا من العذاب الرهيب
فأفتاهم بالجواز
والله أعلم
جزاك الله خيرا
ممكن ان امكن تحضر نص الفتوى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 01:44]ـ
تجدها في فتاوي الشيخ ولا أعلم إن كانت على الشبكة أم لا
ومما يدل على أن العذاب يكون أشد -حين يكون رهيبا لا يطاق مثلا-
قول الله تعالى "لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها"
اللهم أجرنا من النار ..(/)
ما عظم الخطأ فى هذا الكلام بخصوص النية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 11:26]ـ
قال أحد المؤلفين فى بحث له عن النية
وقد استشعر السلف أهمية النية فكانوا يمتنعون عن جملة من الطاعات اذا لم تحضرهم النية وكانوا يقولون لم تحضرنا فيه نية حتى ان بن سيرين لم يصل على جنازة الحسن البصرى وقال لم تحضرنى نية ثم ذكر اثار مثل ذلك عن السلف انتهى
وطبعا هذا خطأ لأنه اذا لم يكن ثم نيه صالحة للعمل فلا نقول لاتعمل العمل ولكن نقول صحح النية ثم اعمل العمل كمسألة الرجل يرتكب المنهى عنه هل يجوز له أن يمتنع عن اكار هذا المنكر اذا فُعل أمامه من غيره؟ فنقول ان نهيه عن هذا المنكر -معروف - فلا نمنعه من فعل المعروف ولكن نقول له افعل المعروف ويجب عليك أنت تنتهى عن هذا المنكر فى خاصة نفسك - قال هذا اكلام الشيخ محمد اسماعيل أثناء قرائته لكتاب مقاصد المكلفين لعمر الاشقر ولا أدرى هل هذا الكلام كلام الشيخ المقدم أم هو يقرأه من الكتاب
فليت أحدكم يزيدنا فى بيان خطورة قائل هذا الكلام الخطأ(/)
مخاطر الغلو في استخدام شعار "السلفية"
ـ[عبد القادر ابن احمد]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 12:03]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
مخاطر الغلو في استخدام شعار "السلفية"
الحمد لله وكفى و الصلاة و السلام على النبي المصطفى؛ وبعد .......
إن الاسم المحمود متى استعمل للتفريق، أو أدى إلى الصراع بين المسلمين يصبح من دعوة الجاهلية، روى أبو داود من حديث محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن ابن أبي عقبة عن أبي عقبة، وكان مولى من أهل فارس أنه قال:" شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أحد فضربت رجلا من المشركين فقلت: خذها مني و أنا الغلام الفارسي، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال:" هلا قلت: خذها مني و أنا الغلام الأنصاري؟ " [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
فهذا الصحابي حضه النبي صلى الله عليه و سلم على الانتساب إلى الأنصار، و إن كان بالولاء مع انه انتسب نسبة حق ليست محرمة، وهي كونه من أهل فارس.
ومع ذلك نقول: الانتساب إلى الاسم الشرعي يجب أن لا يكون سببا لمحنة الأمة و تفريقها، فإن الأمر المحمود إذا أفضى إلى مفسدة نهي عنه، روى الإمام مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر ـ رضي الله عنه، أنه قال:" اقتتل غلامان، غلام من المهاجرين و غلام من الأنصار، فنادى المهاجري: يا للمهاجرين، و نادى الأنصاري: يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال:" ما هذا؟، أدعوى الجاهلية؟ "، قالوا: لا يا رسول الله، إلا أن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر، فقال:" لا بأس لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما فلينهه فإنه له نصر، و إن كان مظلوما فلينصره".
فتبين أن الانتساب إلى المهاجرين و الأنصار الذين هم سلف الأمة انتساب محمود، وتداع إلى ما أمرنا شرعا بإتباعهم، مالم يفض إلى دعوى جاهلية و امتحان الآمة وتفريقها على مفاسد عظيمة. نقلا عن رسالتي"حكم الانتساب".
يكثر بعض الناس من استعمال شعار السلفية بكثافة في كل صغيرة و كبيرة، فلا يخلو لهم كلام أو بحث أو رسالة من هذا الشعار، بمناسبة أو بغير مناسبة،حتى في الخلافات الأكاديمية الدقيقة لا يتوانون عن استخدامه لإضفاء المصداقية و الأحقية عليها.
ومعلوم أن الشعار الديني يأخذ كل بعده العملي في العقل و النفس لما يتمتع به من سلطة معنوية خاصة عند عوام الناس، فإن لم يترجم مدلوله عمليا أولم نجيد استعماله، كإخراجه عن إطاره من خلال تغطية الخطاب المفرط في التشدد و التصلب، و المناهج البدعية في الجرح و التعديل بهالة من التبجيل و التمجيد بهذا الشعار الديني، و مجاملة الذات به كـ "السلفية" و" أهل السنة" و" أهل الحق" و "الطائفة المنصورة" و "الفرقة الناجية" فسيتحول إلى الهوة التي سيجد فيها كل فكر أو دعوة تبحث عن الانتشار حتفها، لأننا سنولد نزاعا حول هذه الشعارات داخليا و خارجيا أي داخل الجماعة الواحدة،وعلى مستوى الملة، قد يولد جماعات كثيرة تتنازع وتتجاذب هذه الشعارات و الرموز، وهذا ما حصل بالضبط بحيث صارت السلفية سلفيات،وكل فرقة تدعي أن الآخرين "أدعياء السلفية" فحتى ما سمي بـ" السلفية العلمية" أصبحت سلفيات، وهكذا علامة الباطل التفرق و الاختلاف بل و التناحر.
فهذه الشعارات تصبح متهاوية وساقطة، و غير مؤثرة بحكم الممارسات الخاطئة،كالتلاعب بها في تصفية النزاعات الشخصية بين أهل العلم،بأن نجعلها بديلا عن الحجج و البراهين، فنأتي الخلاف الموروث من زمن السلف الصالح أي الخلاف السائغ، و نحاول فضه بالشعار: أنا سلفي، وهذا مضيع، مميع.
أو التشدق بها، في حين أننا لا نعمل عمل السلف الصالح، ولا نشبههم لا في سلوك، ولا في ترتيب الأوليات، أو التلويح بها كسلاح يستعمل لإقصاء المخالف،أو التهديد بها كما هو واقع و مشاهد في الساحة العلمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه، فالإكثار من استخدام هذه الشعارات، والغلو في مدلولاتها يبين مدى ما استغل بعض المسلمين هذه الشعارات الدينية لأهداف غير شرعية، كالترؤس على الناس بغير وجه حق، و الحصول على بعض المزايا، حتى أصبحت عند بعض الأفراد ونتيجة لممارستهم المتعارضة مع مدلولاتها مجرد قوالب لغوية فارغة من المعاني،لأن من عرف الحق رحم الخلق هذا إن عرفه بحق، و أما إذا لم تظهر الرحمة في علمه وكلامه و أفعاله، بل ظهر عليه التشدد و التصلب و الغلو في الذم و تصيد المثالب، فهذا يدلك على أنه لم يعرف الحق المعرفة الواجبة، قال ابن تيمية في "شرح الأصفهانية:" فإن من عرف حقائق أقوال الناس وطرقهم التي دعتهم إلى تلك الأقوال حصل له العلم والرحمة فعلم الحق ورحم الخلق، وكان مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهذه خاصة أهل السنة المتبعين للرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم يتبعون الحق ويرحمون من خالفهم باجتهاده حيث عذره الله ورسوله، وأهل البدع يبتدعون بدعة باطلة ويكفرون من خالفهم فيها".
إن الإفراط الذي يظهره بعض الناس في استخدام هذه الشعارات، و تزيين كلامهم بها قادهم حتما إلى التظاهر على أنهم الممثلين الصادقين و الوحيدين لأهل السنة و الجماعة، و بالتالي احتكار الكلام باسم الله ورسوله، لذلك لا تتجاوز مهمتهم العلمية إطار مراقبة غيرهم، والانقضاض عليهم نقدا ونقضا وتجريحا متى اصطادوا ما يعتقدون انه خطأ في العلم أو المنهج، وهم بهذا لا ينتجون اية معرفة حقيقية،و إنما يراقبون من ينتج المعرفة عن طريق الاجتهاد و الدراسة،
و هذا الشعور الزائف لدى هذه الفئة من السلفيين، و النابع من الارتكاز على الشعار الديني بدلا من الدليل العلمي، ولد لديهم عقدة التفوق و التعالي، و التي هي في الحقيقة عقدة نقص أمام كل خطاب علمي دقيق و نزيه،لأن الفوقية العلمية من المفروض بها أن تدفعه إلى الانغماس في المجتمع في جميع مجالاته مادام يملك الحقيقة، ولكنه بخلاف ذلك انزوى على نفسه و تقوقع، واتخذ مجموعة تدابير ليحمي نفسه من مؤثرات الخارجية،دون أن يعمل على إضعاف هذه المؤثرات أو تغيير واقعها.
كذلك ساهمت هذه الشعارات التي يتزين بها هؤلاء في تشتيت أهل السنة و الجماعة، و ضياع طاقاتهم العلمية و العملية في تجاذبها،،وعندما تحولت إلى عقدة فوقية تكمن في نفوس هؤلاء أكسبتهم الجرأة والتهور للهجوم الشرس و العدواني على كل روافد أهل السنة و الجماعة، و قذعهم بأوصاف شتى، حتى أئمة الإسلام و أعلامه لم يسلموا منها، مما يدل على أن هذه الفئة تريد احتكار هذه الشعارات لصالحها، في حين هي ملك لكل المسلمين،لا يقوم الإشكال في التغني بها بل في تقمص معانيها في الواقع.
وعندما أقول: كل روافد أهل السنة فأعني أن عقيدة أهل السنة و الجماعة في مسألة "الأسماء و الأحكام" مبنية على أن المسلمين يتفاضلون في كل شيء: في التصديق، في إيمان القلب: قول القلب و عمل القلب، يتفاضلون في التعظيم، في الخشية، في اليقين، في المعرفة، و كل اعتقاد يعم القلب وكل قول يعم العقل يتفاضل فيه المسلمون، فلزم حتما وضرورة أنهم يتفاضلون في حب السنة، في الدعوة إلى السنة، في فهم السنة، ولذلك كانت أصول الانتماء إلى أهل السنة هي القول بالكتاب و السنة و الإجماع، فمن قال بهذه الأصول فهو من أهل السنة و الجماعة، ثم يتفاضل في العلم بالسنة فمنهم من يعرف السنة جملة و تفصيلا، ويتلقاها في الاعتقاد و الأحكام، ومنهم من يتلقاها في الأحكام، وفي العقائد يتلقى بعضها، و بعضها الآخر يتلقاه من غير هذه المصادر: الكتاب و السنة و الإجماع، أو ما يسمى الدليل العقلي.
وعليه فخطاب أهل السنة و الجماعة الحقيقي خطاب له مستويات، فعندما آتي إلى مسألة من مسائل الصفات و أجد بعض من يقول بأصول أهل السنة و الجماعة يتلقى معتقده من غير هذه الأصول فقوله بلا شك بدعة، ولكن هل هو مجتهد أخطا الأصول أو تلقى قواعد عقلية بدعية ظنها صحيحة ثم لما طردها ابتعد عن معتقد أهل السنة و الجماعة في الصفات،فهذا مستوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن عندما آتي إلى أصوله العملية أقصد الفقه و أصوله السياسية كمبحث الإمامة فهو بلا شك من أهل السنة و الجماعة فهاهنا مستوى آخر للخطاب،و لذلك نجد بعض الأئمة الأشاعرة قد أجادوا في الرد على المعتزلة و الشيعة و الفلاسفة و النصارى،فأحيانا يردون عليهم بحق و أحيانا يردون بدعة ببدعة أخرى، و لكن هم اقرب إلى الحق، و بدعتهم أخف.
هذا فضلا عمن هو من أهل السنة و الجماعة اعتقادا و طريقة في التعامل مع النصوص، أخرجه أهل الغلو من السلفيين منها لأسباب يعلمها الجميع.
و عليه فمراعاة مستويات الخطاب يدل على فهم تاريخ التشريع، و تاريخ نشوء الفرق و تطورها، و تاريخ تطور الفكر العقدي عند المسلمين، و التمييز بين من كانت أصوله سنية انحرف عنها في مرحلة من مراحل التلقي، و بين من كانت أصوله بدعية،فإن السنة مبناها على العلم و الاعتدال و الاقتصاد. فمن كان سنيا ولم يكن عادلا مع الفرق الأخرى فهو مبتدع باغ عليهم، ومن كان عادلا معهم غير منطلق من أصول أهل السنة فهو كذلك مبتدع.
فالتقصير في السنة بدعة، و الغلو في السنة بدعة، فالتقصير دون ما قررته السنة بدعة، و الزيادة على ما قررته السنة بدعة، و السنة الحقة العلم بالسنة و الاقتصاد فيها و الاعتدال مع المخالف.
ولا أريد أن أطيل الوقوف عند هذه المسألة التي تقرر في مبحث العقائد،ولكن متى أدركنا مستويات الخطاب، أمكن جمع الأمة وجلب المصالح و تحقيقها و درء المفاسد و تقليلها.
إن الشعارات الدينية التي لها قداسة عند الناس أدى استعمالها المفرط وبغير منهجية إلى إحداث نتائج عكسية لدى هذه الفئة من السلفيين.
فتغذية العقل بها باستمرار يجعلها تحل محل معيار الصدق في معارفنا، فتحل بدل العلم و أدلته، بل بدل النصوص الشرعية، وتصير هي معيار الصدق، أي على أساسها يقبل القول أو يرد، فتؤثر في لا وعي المتلقي، خاصة إذا ما تم تحوير معناها و تضييق دلالاتها على طائفة أو جماعة معينة لخدمة أغراض مختلفة لهذه الطائفة.
أي عندما يتم استخدامها في الدعوة، وفي الاختلاف العلمي مع الغير كسلاح لإقصائه و إحراجه بإثارة الناس عليه، هنا يصير المتغذي بها يشعر أنه الممثل الرسمي لمعاني هذه الشعارات ودلالاتها، و بالتالي يرفض في وعيه، وفي اللاوعي إي مناقشة مع الآخر، لأني مادمت امتلك الحقيقة و أمثلها فمن يخالفني يخالف الحق،ومن يخالف الحق مبطل، ثم تنهار الأحكام، فبينما الحق يدل عليه الدليل صار عند هذه الفئة يدل عليه الاسم، وهذه مصيبة عظيمة، عندما نطردها نبدأ بالمخالف البعيد الخارج عن أصول أهل السنة و الجماعة، ثم نصل تدريجيا في عملية الإقصاء إلى من هو من أهل السنة و الجماعة يخالفنا في مسائل يسوغ فيها الخلاف، و تبدأ الدائرة تضيق، حتى ترتد هذه القاعدة على صاحبها فيذم بها أقرب الناس إليه ويذمه الآخر، و يضيع الحق بينهما.
وهنا تتولد لدي من يعتقد نفسه الممثل الرسمي للكتاب و السنة عقد الفوقية، فكل الناس يصيرون في نظره خارجون عن مدلول هذه الشعارات، و بالتالي هم من أهل الباطل و الزيغ، وهو وحده الممثل للحق في كل صوره وتجلياته، وهذا يدعوه من خلال اللاوعي إلى رفض الاختلاف واعتباره موازاة ومساواة بين الحق و الباطل، وجدال حول الثوابت، و بالتالي يرفض النقاش والحوار في الدين ليس مع الشيعة و الخوارج و المعتزلة و العلمانيين بل مع السلفيين مثله.
إن الثوابت الإسلامية فوق تاريخية بمعنى أنها تتجاوز التاريخ و تتفوق على إشكالياته و تجدد عناصره،فهي خالدة،في حين أن المستجدات غير خالدة و لا مستمرة في المستقبل، ولذلك فلكل عصر مستجدا ته، و الإسلام فيه جزء مرن يحيط بالمستجدات و يهضمها يسمى المتغيرات، وجزء ثابت و مستقر لا يتأثر بالمستجدات وهو الثوابت.
وبذلك تعلم أن من المسائل التي يرفع فوقها هؤلاء الناس الشعارات الدينية كلافتة ليست من الثوابت، و أحيانا ليست حتى من المسائل الدينية، فهي إما دنيوية محضة بمعنى عرفية خالصة أو دينية دنيوية أي ليست دينية محضة.
أقول هذا لأن كثيرا من المسائل التي تضع عليها هذه الفئة شعارات:"الفرقة الناجية،الطائفة المنصورة، مذهب أهل السنة و الجماعة " ليست من الثوابت، فهي إما مسائل اعتبارية أو خلافية حتى بين أهل السنة أنفسهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن استعمال الشعارات الدينية بكثافة بدل العلم و أدلته و اتخاذها كسلاح في الدعوة ومواجهة الآخر يولد سلبيات عديدة منها:
1 ـاعتبارها معيارا للحقيقة بدل الدليل، وبذلك يكسب القول شرعيته بمجرد صدوره عن أحد زعامات الجماعة أو ممثليها، أي لا يقبل القول مالم يكفله أحد المنتمين لهذه الجماعة.
2ـ اعتبار المتمسك بها ممثلا للحق، وقد يقود ذلك إلى إضفاء نوع من القداسة عليه فيحرم على غيره مخالفته أو مناقشته، وهم و إن لم يصرحوا به قولا، فهذا لسان حالهم، لا يقبلون انتقاد شيخهم بعلم و عدل، وكل من انتقده أو خالفه ولو كانت معه قناطير الأدلة فليس بسلفي في فهمهم.
إن الخطاب الديني المشبع بهذه الشعارات، والغارق في جعلها على مقاسه،المبتعد عن مجريات الواقع و إشكالاته، المتجاوز بهذه الشعارات حد التعريف إلى عملية التهويل و المبالغة في مدح الذات و تزيلاتها، و الشهادة لها بالصحة العلمية و الأحقية الشرعية فوق ما تحتمله الشعارات و الرموز المستخدمة، قد يجعل أسماء الشخصيات العلمية المشهورة بالانتساب لهذه الشعارات في مستوى النص الشرعي من حيث قوة التدليل، ويرفعها آراءها إلى مصاف النص المعصوم.
3ـ عقدة الفوقية ورفض الاختلاف، لأن من يملك الحقيقة كيف للناس أن يجادلوه؟
4ـ إقصاء الآخر و إخراجه من مدلولها، خاصة استعمالها بازدواجية مع الجرح و التعديل، فإن المبدأ العام الذي يعتمد عليه من يغلو في استعمال الشعارات الدينية و يحتكرها لنفسه لتصنيف الأشخاص و الأفراد و الجماعات هو علم الجرح و التعديل أو استعارات مشبوهة و اقتباسات مختزلة من هذا العلم الحديثي، فكل مخالف يسلط عليه الأتباع ولابد من جرحه و قذفه لإخراجه من مدلولها، ومقاطعته في إطار استراتيجيات الرفض.
ولعل المتتبع لهذا الفئة يعلم الكيفية التي تهاجم بها خصومها أو بالأحرى غيرها بمعنى كل غيرها، زاعمة أنها تمارس النقد، أو تحمي السنة، وهي في الحقيقة تمارس الاغتيال الأدبي و الذبح العلمي، وتحمي مناصبها العلمية التي اكتسبتها بحشد العوام و بسكوت أهل الحق و العلم.
إن الكتاب و السنة هو المستودع المشترك بين جميع فئات المسلمين التي تعتمدهما كأصلين، و احتكار هذه الفئة للخطاب باسمهما، و تحويلهما إلى رمز من رموزها لجرأتها على أن تسمى اجتهاداتها ورؤيتها الخاصة بهما هو محض مصادرة، في حين أن علماء آخرين أكثر موضوعية و إنصافا يفرقون بين دلالة الكتاب و السنة القاطعة،و بين فهمهم و اجتهادهم، و لذلك يحترمون الخلاف العلمي السائغ، ويتركون مجالا للالتقاء ومساحة للتلاقح العلمي.
5 ـ شل قدرة العقل على الاجتهاد والاستنباط، لأنه يسجن نفسه في داخلها، فتدعوه إلى التقليد و تصبح المسائل عنده شرعية بمجرد أن قائلها ينتمي إلى هذه الشعارات أو ينسب نفسه إليها، فمن يجعل هذه الشعارات ديدنه في العلم لا يعتقد أن الفكر و العلم يتجددان، لا المصطلحات قابلة للتجديد و لا معانيها.
6 ـ تقديس كلام الأوائل و المتسمين بها بغض النظر إن كان موافقا للكتاب و السنة أم لا؟،فمجرد أن قائل هذا الكلام من الأقدمين يصبح كلامه مقبولا، ولو خالفه غيره من أئمة السنة.
7 ـ تؤدي إلى الذوبان نتيجة الاختلاف الداخلي و النزاع حول من الأحق بها، لأن هؤلاء الذين غلوا في استعمالها لإضفاء الشرعية على آرائهم، كما استعملوها كسلاح في وجه من يخالفهم، فأول ما يرمون به مخالفهم هوتجريده من مدلول هذه الشعارات ثم يختلقون له اسما يكررونه باستمرار حتى يشتهر بذاك الاسم، و يصبح خروجه عن مدلول هذه الشعارات الدينية أمرا لازما.
كذلك بمجرد أن ينشب الخلاف بينهم يلجؤون إليها لتصفية حساباتهم، و يصير جل اختلافهم العلمي فيما بينهم هو تجاذب هذه الشعارات نفيا و إثباتا. أنا سلفي أنت لست بسلفي.
إن من وسائل الإكراه و القسر ولي الذراع التي تستخدمها هذه الفئة من السلفيين حديث "الفرقة الناجية" الذي تستخدمه كسلاح ردع تلوح به في عملية الإكراه، و نحن إذا ما عدنا إلى فهم كبار الأئمة كابن تيمية لهذا الحديث، لتبينا أن هذه الممارسة من هذه الفئة محض احتكار دعائي لا يرتكز على أي أساس شرعي، ولعل عدم تفريق هذه الفئة بين المعين و المطلق مشكلة ضخمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن بدعها الظاهرة في هذا الباب أنها تنزل هذه الأحاديث على المعين، بينما مذهب أهل السنة إنزالها على المطلق، فنقول أحق الناس بان يكونوا الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة هم أهل الحديث، ولكن لا ننزلها على معين، فإن الشهادة لمعين بأنه من الفرقة الناجية أو من الطائفة المنصورة هو تقول على الله وتزكية لهذا المعين بغير نص، فلماذا نقول العشرة المبشرين بالجنة، و لا نقول الصحابة المبشرين بالجنة لان العشرة ثبت فيهم النص، فنحن يجب أن نتقيد بالنص.
إن من وسائل الإكراه الظاهر في فكر هذه الفئة من السلفيين أن الشعار الديني بطبيعته منفتح ومرن، و لكنهم أغلقوه على أنفسهم كمصطلح "أهل السنة"، بل داخل هذه الفئة نفسها عملية شذ وجذب لهذا المصطلح،و بالتالي تم تحويله إلى كلمة جامدة، ولافتة لا حياة داخلها، فهو لافتة خارجية ما يقع تحته لا يعبر عن مضمونه، فهل كان أهل السنة جل اهتمامهم الكلام في العلماء و تتبع زلاتهم، و الكلام في الجرح و التعديل أم كان جل اهتمامهم العناية بالقرآن قراءة و تدبرا و تفسيرا و تعليما للناس، و العناية بالحديث النبوي تنقية لأسانيده و تحفيظه و دفع الناس للتفقه فيه، ثم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟
ما هي مرتبة علم الجرح و التعديل في العلوم الإسلامية، هل هو مما يخاطب به العامة و يدر س على المنابر أم هو علم خاص الخاصة، بحيث هو اختصاص فئة من المحدثين تعد على الأصابع سخرت كل حياتها لهذا العلم الجليل خدمة للسنة النبوية، فإن كان من علم الخاصة فكيف يحكم فيه العوام؟
فإذا كان اسم "أهل السنة و الجماعة " يعبر عن التجمع حول سنة النبي صلى الله عليه و سلم،و صار هؤلاء يدعون إلى الفرقة بلسان المقال أو بلسان الحال، أصبح هذا الشعار لا يدل في الحقيقة على شيء، وهذا من أشد الأفكار المدمرة لروح السنة وجوهرها.
وفي الأخير فإن العلماء الحقيقيين هم وحدهم الأكفاء على تقديم خطاب علمي موضوعي وواقعي يضع هذه الشعارات في موضعها، و يسفه كل التلاعبات بها التي تستغلها هذه الفئة المتشددة المنحرفة من السلفيين لأغراض أقل ما يقال عنها: إنها شخصية.
إن الفكر السني الحر و المستقل عن أي تبعية إلا التبعية للكتاب و السنة، و المتجرد عن أية مديونية للغير، إلا لله سبحانه و تعالى هو القادر على أن يسفه كل استغلال للدين غير شرعي ولو رفع فوق هذا الاستغلال الشعارات الدينية، كما أنه قادر على تسفيه كل عداء للدين يناصب العداء للمعاني الحقة لهذه الشعارات الصحيحة سندا و متنا، لمصلحة الأمة ككل، ولفائدة الكل.
إن تشكيل فكر سني له خلفية و أرضية سنية مطلوب، ويجب قبوله حتى من المتصلبين و المتشددين الذين عليهم أن يفرقوا بين هذا الفكر الذي يستلهم مناهجه و مبادئه و يقترح أطروحات و حلولا من خلال التراث الإسلامي السني، و بين فكر يستلهم من شرق وغرب،يستغل فجوات في التراث الإسلامي العام، ولا ينسجم مع الكتاب و السنة،بحيث يظهر في ثوب مخالف لثوابت أهل السنة و الجماعة، ربما يريد أن يستفيد من سلطة الدين على الناس ليضف على نفسه نوعا من الشرعية السنية.
إن الرهان الأكبر للصراع الدائر بين فئة من السلفيين يقتصر دورها على ذم بقية أهل السنة و الجماعة و نبذهم وتتبع العثرات، و البحث على نقاط الاختلاف لإبرازها و تضخيمها، وبين العلماء و المفكرين و الدعاة المتخلصين من هذه النعرة أو البدعة، هو التنافس المستمر بين تقديس التقليد الأعمى، و تجديد العلوم الإسلامية و تحديثها بعد تصفيتها، بين التجريد النظري و العمل لإصلاح الأمة و جمعها على الأقل على شروط وجودها الملي، لا الصراع من أجل السيطرة على الشعار الديني دون التمثل به عمليا.
إن نزع المشروعية السنية السلفية عن أي مخالف للتصور الديني لهذه الفئة من السلفيين الغرض منه إقصاء و استبعاد كل من تسول له نفسه مخالفتهم أو الخروج عن سلطتهم، فبمجرد دعوى هذه الفئة الانتساب إلى السلف تعتبر مخالفها خارجا عن الإيمان الحقيقي و الصحيح، فكل فكر تعتبره هذه الفئة من السلفيين مخالفا لها تعتبره منحرفا عن الإسلام الصحيح، لأنها تعتبر نفسها الممثلة للإسلام الصحيح و الناطقة باسمه، لأن المخيل و الشعور لدى الفرد المنتمي إليها هو أنك بمخالفته تخالف النبي صلى الله عليه و سلم،لا تخالف فهمه هو، وتصوره هو؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أرادت هذه الفئة فرض تصورها للدين على الناس في كل مكان، وهي في الحقيقة لا تحمل تصورا كاملا للدين، و لامشروعا جديا لهذه الأمة، تصورها ليس هو تصور أهل السنة،و إنما تصور بعض أئمة أهل السنة، ولكنها ترجحه و تفضله وتريد فرضه على الكل لأنه يوافق منظومتها المعرفية المتميزة بالتشدد،وعليه كان حقيقة ما طرحته من تصور يظهر تناقضا كبيرا بين التصور الكامل لأهل السنة و الجماعة، و بين تصور هؤلاء الأتباع.
إن الفصل بين أهل السنة و الجماعة وهذه الفئة المنتسبة إليهم ظاهر بفوارق وفواصل علمية عملية واضحة تلغي أية مصادرة لهذه الفئة على شعار السلفية و أهل السنة و الجماعة، فإنه وإن كان قولها سنيا من حيث النسبة فحالها في أحيان كثيرة بدعي يقترب من تصور الخوارج القعيدية أكثر من اقترابه من تصور أهل السنة و الجماعة.
نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رسالة الإمام أحمد إلى عبد الملك بن عبدوس أنه قال:"الخصومة في الدين ليست من طريق أهل السنة".
فأهل السنة لا يبدؤن أحدا بالخصومة، ولا يعتبرون الدين بالمغالبة، ولكن الدين عندهم الكتاب و السنة و الإجماع، و العلم عندهم ما قام عليه الدليل و النافع منه ما جاء به الرسول وسوى ذلك خزف مزوق أو باطل ملفق.
و إنما يناظرون و يخاصمون و يجادلون عندما تحدث البدع فيردون على البدع، ولو سكت المبتدعة سكت عنهم أهل السنة، فما لم يكن دينا عند النبي صلى الله عليه و سلم لا يصير دينا اليوم، وما لم يمتحن به النبي صلى الله عليه و سلم لا يجوز الامتحان به اليوم.
هذا المقال نقد لفئة من السلفيين يعرفها كل السلفيين، و كل الناس، متشددة متصلبة مبتدعة لمنهج جديد، ضعيفة في حججها، قاصرة في دلائلها، يجب القيام عليها بالحق، و بالنصح، والإرشاد و التعليم فإن أبت فيجب كشفها و التحذير منها،فإنها خطر على السنة المطهرة.
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين.
أرزيو / الجزائر في 2009 - 04 - 30
مختار الأخضر طيباوي
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) ــ قال الهيثمي في" مجمع الزوائد" {115/ 6}:" رواه أبو يعلى ورجاله ثقات".
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 01:11]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع المهم شكرا.(/)
الرفق و اللين في الدعوة من منهج أهل السنة و الجماعة
ـ[عبد القادر ابن احمد]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 12:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرفق و اللين في الدعوة من منهج أهل السنة و الجماعة
إن الحمد لله نحمد و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضِل له، ومن يُضلِل فلا هادي له، و اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده ورسوله.
المقدمة:
من المعلوم البديهي من أصول أهل السنة و الجماعة أن المسلم في أحكامه و أقضيته و محاورته و مناظراته يجب أن يعود أولا إلى الكتاب و السنة و الإجماع، ثم يستشهد بكلام أهل العلم، أما الرجوع إلى كلام بعض السلف دون جميعهم، وعلى حساب نصوص الكتاب و السنة فليس هو من أصول أهل السنة و الجماعة في شيء، ولذلك يتناظر أهل السنة بالكتاب و السنة و الإجماع، ولا يتناظرون بأسماء الرجال.
وإذا عدنا إلى الكتاب و السنة و الإجماع عرفنا الأصول وعرفنا الاستثناء، عرفنا العموم وعرفنا الخاص، عرفنا الناسخ و عرفنا المنسوخ، عرفنا المحكم و عرفنا المتشابه.
وفي هذه المسألة المتعلقة بأسلوب الدعوة سنرى من خلال هذا البحث حث القرآن و السنة على اللين و الرفق و المداراة، و أن الشدة و الغلظة استثناء له موضعه، و لكن ليس هو القاعدة العامة، ولا الأصل الجامع.
كذلك يجب على المسلم أن ينتبه إلى شيئين مهمين جدا هما:
1 ـ لقد أمر الله في كتابه بالحكمة و الموعظة الحسنة و بالجدال بالتي هي أحسن: {ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن}، وليس في واحدة من هذه الثلاثة الشدة و الغلظة، بل كلها تدل على اللين و الرفق و المداراة و الرحمة.
2 ـ هذا يقتضي أن الناس ثلاثة أصناف: العلماء العقلاء الذين تكون دعوتهم بالحكمة و العلم و الحوار الهاديء و تبليغ الحجة.
و الصنف الثاني: أصحاب القلوب الطيبة المتذكرة، الذين أبعدهم الجهل أو الغفلة عن طريق الله، فهؤلاء يتم دعوتهم بالموعظة الحسنة التي هي التذكير بالترغيب و الترهيب و الوعظ و القصص.
و الصنف الثالث: هو من عنده شبهة و نوع علم أو جهل مركب، فهؤلاء يتم دعوتهم بالمجادلة بالتي هي أحسن، بنقض قواعدهم، و بيان عوار مذهبهم، و قرع الحجة بالحجة.
فلا الناس كلهم يحتاجون إلى الحكمة، و لا الناس كلهم يحتاجون إلى الموعظة، ولا الناس كلهم يحتاجون على الجدال بالتي هي أحسن، و إن كان الغالب منهم بحاجة إلى الوعظ لأن الغالب هم العوام.
وهذه الحقيقة تقودنا إلى نتيجة هامة جدا: وهي أن من التزم أسلوب النقض و الرد و الجدال وحده، فلا شك أن قسما كبيرا من الناس لن يقبل على علمه، فإما يُنوِع في خطابه للناس، و إما يترك القائمين بالخطابات الأخرى يقومون بدورهم، ولا يعكر عليهم مالم يكونوا دعاة إلى ضلالة.
فليس كل الناس يخالف الحق لسوء القصد و سوء النية، ولا كلهم يخالفه لفساد التصور و عدم العلم، فلا يجب أن يخلط بين الأمرين.
قيمة اللين في الخطاب الدعوي:
قال القرطبي في" تفسيره" {16/ 2}:" فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا ووجه منبسطا طلقا مع البر والفاجر و السني و المبتدع، مداهنة أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون:"فقولا له قولا لينا" [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، فالقائل ليس بأفضل من موسى و هارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، و قد أمرهما الله تعالى باللين معه، وقال طلحة بن عمر قلت لعطاء:" إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة و أنا رجل فيّ حدة فأقول لهم بعض القول الغليظ، فقال: لا تفعل، يقول الله تعالى:" وقولوا للناس حسنا" فدخل في هذه الآية اليهود و النصارى فكيف بالحنيفي؟ ".
و الأمر بالرفق و اللين ورد في كثير من آيات القرآن مما يدل على انه الأصل في معاملة الناس، و أن الشدة و الغلظة استثناء له موضعه وشروطه الدقيقة، فمنها:
قوله تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} "الفرقان".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيم في "مدارج السالكين" {327/ 2}:" أي سكينة ووقارا متواضعين غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين، قال الحسن: علماء رحماء، وقال محمد بن الحنفية: أصحاب و قار و عفة لا يسفهون و إن سفه عليهم حلموا، والهون بالفتح في اللغة: الرفق و اللين، و الهون بالضم: الهوان، فالمفتوح منه صفة أهل الإيمان و المضموم صفة أهل الكفران، وجزاؤهم من الله النيران".
و قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} "المائدة".
قال ابن القيم في المصدر نفسه:" وهذا الذل منهم ذل رحمة وعطف و شفقة و إخبات و لذلك عداه بأداة "على" تضمينا لمعاني هذه الأفعال، فإنه لم يرد به ذل الهوان الذي صاحبه ذليل، و إنما هو ذل اللين و الانقياد الذي صاحبه ذلول، فالمؤمن كما في الحديث:" المؤمن كالجمل الذلول، والمنافق و الفاسق ذليل". [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
ـ وروى الطبري من طريقه عن عكرمة في قول الله: {فقل لهم قولا ميسورا} قال: الرفق".
و قال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}، فمن كان طبعه الغلظة ولا يعفو عن الناس، فإنه سرعان ما ينفض عنه الناس و أصحابه ولا يبقى معه إلا من يشبهه في خلقه، وهذا إن كان رجلا عاديا فالأمر هين، و لكن عندما يكون داعية يكون فاشلا في مهمته، و الإنسان لا يمنعه اللين و الرفق من قول الحق ونصيحة المخطيء،ولكن كذلك لا يدعوه النصح و الرد و بيان الخطأ إلى ترك اللين و الرفق، و الموفق من جمع بينهما.
وروى عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال لعائشة:" لا تكوني فحاشة فإن الفحش لو كان رجلا لكان رجل سوء" [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3).
قال في "فيض القدير" {519/ 5}:" من ابتلى بمخالطة الناس معاملة و معاشرة فألان جانبه و تلطف و لم ينفرهم كتب له صدقة، قال ابن حبان: المداراة التي تكون صدقة للمداري تخلقه بأخلاقه المستحسنة مع نحو عشيرته مالم يشنها بمعصية، و المداراة محثوث عليها مأمور بها ومن ثم قيل: اتسعت دار من يداري، وفي شرح البخاري: قالوا: المداراة الرفق بالجاهل في التعليم و بالفاسق بالنهي عن فعله وترك الإغلاظ عليه" [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
وقال {2.7/ 6}:" كان صلى الله عليه و سلم في غاية اللين فكان إذا ذكر أصحابه الدنيا ذكرها معهم، و إذا ذكروا الآخرة ذكرها معهم، و إذا ذكروا الطعام ذكره معهم".
و قد جاء الأمر بالرفق في عدة أحاديث صحيحة تبلغ العشرات، وقد صح عن نبينا الأمر بالرفق بالنساء، و الرفق بالأطفال، والرفق بالبهائم، والرفق بالجاهل، و الرفق بالميت وغير ذلك، و اجمع ما صح في الرفق قوله صلى الله عليه و سلم:
ـ "إن الله رفيق يحب الرفق و يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف". [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)
ومعلوم أن الرفق و اللين من أسباب المحبة بين الناس، فإن الناس يحبون من يرفق بهم و يقودهم بلطف إلى الخير، ومتى شعروا منك بالرفق و اللين أحبوك، و إذا أحبوك قبلوا منك النصح و العتاب، ألم تر كيف يقبل المحب العتاب من حبيبه، وربما يجده حلوا.
فهذا أثر الرفق في توليد المحبة بين الناس لغرض خدمة الخير و المعروف، وكما قال الشاعر:
أحب أبا ثروان من أجل تمره***** و اعلم أن الرفق بالجار أرفق
والله لولا تمره ما حببته ***** ولا كان أدنى من عبيد ومشرق
ـ وقوله صلى الله عليه و سلم:"مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولانزع من شيء قط إلا شانه". [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)
ـ:" إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق و يعين عليه مالا يعين على العنف". [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)
ـ:" من يحرم الرفق يحرم الخير كله". [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)
ـ:" من يعط الرفق في الدنيا ينفعه في الآخرة". [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)
ـ:" يا عائشة أرفقي فأن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق". [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)
وفي "فتح الباري" {325/ 1}:" في قصة بول الأعرابي في المسجد:" فيه الرفق بالجاهل و تعليمه ما يلزمه دون تعنيف إذا لم يكن ذلك منه عنادا، وفيه رأفة النبي صلى الله عليه و سلم و حسن خلقه".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ و قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم:"أنا طبيب، قال له:" أنت رفيق و الله الطبيب".
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في قمة الرفق و اللين، فكان إذا أتاه طالب حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول،فلما تحاكم إليه علي وزيد و جعفر في ابنة حمزة، فلم يقض بها لواحد منهم،و لكن قضى بها لخالتها، ثم طيب قلب كل واحد منهم بكلمة حسنة فقال لعلي: "أنت مني و أنا منك"، وقال لجعفر:" أشبهت خلقي وخلقي"، و قال لزيد:" أنت أخونا ومولانا".
وجاء في " الزهد"لابن مبارك {47./1}:" عن حبيب بن حجر القيسي أنه قال:" كان يقال: ما أحسن الإيمان يزينه العلم، و ما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرفق، و ما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم".
ـ وكان عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ يقول:" و الله لأريدن أن أخرج لهم المرة من الحق فأخاف أن ينفروا عنها فأصبر حتى تجيء الحلوة من الدنيا فأخرجها معها فإذا نفروا لهذه سكنوا لهذه". {السياسة الشرعية} {114}.
وروى الخطيب في" تاريخ بغداد" {287/ 13}:" عن نصر بن علي انه قال:" دخلت على المتوكل فإذا هو يمدح الرفق فأكثر، فقلت: يا أمير المؤمنين أنشدني الأصمعي:
ولم أر مثل الرفق في لينه**** أخرج العذراء من خدرها
من يستعين بالرفق في أمره**** يستخرج الحية من جحرها
فقال: يا غلام الدواة و القرطاس فكتبهما".
وقد جمع ابن القيم مقالا فريدا في صفة المؤمن الداعية إلى الله، وكيف يكون المؤمن الحقيقي متصفا بالصفات التي يحبها الله، وهو قمة التعامل بين المسلمين فتأمله، قال ـ رحمه الله ـ في " الوابل الصيب" {54}:" وهو سبحانه و تعالى رحيم يحب الرحماء، و إنما يرحم من عباده الرحماء، وهو ستير يحب من يستر على عباده، وعفو يحب من يعفوا عنهم من عباده، وغفور يحب من يغفر لهم من عباده، ولطيف يحب اللطيف من عباده و يبغض الفظ الغليظ القاسي الجعظري الجواظ، ورفيق يحب الرفق، وحليم يحب الحلم، وبر يحب البر و أهله، وعدل يحب العدل، وقابل للمعاذير يحب من يقبل معاذير عباده، ويجازي عبده بحسب هذه الصفات فيه وجودا وعدما، فمن عفا عفا عنه، ومن غفر غفر له، ومن سامح سامحه، ومن حاقق حاققه، ومن رفق بعباده رفق به، ومن رحم خلقه رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن صفح عنهم صفح عنه، ومن تتبع عورتهم تتبع عورته، ومن هتكهم هتكه وفضحه، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن شاق شاق الله تعالى به، ومن مكر مكر به، ومن خادع خدعه، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا و الآخرة.
فالله تعالى لعبده على حسب ما يكون العبد لخلقه، ولهذا جاء في الحديث:" من ستر مسلما ستره الله تعالى في الدنيا و الآخرة، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله تعالى عنه كربة من كرب يوم القيامة [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، و"من يسر على معسر يسر الله تعالى حسابه [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)، و"من أقال نادما أقال الله تعالى عثرته" [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)، و "من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله تعالى في ظل عرشه" [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، لأنه لما جعله في ظل الأنظار و الصبر و نجاه من حر المطالبة و حرارة تكلف الأداء مع عسرته و عجزه نجاه الله تعالى من حر الشمس يوم القيامة إلى ظل العرش.
وكذلك الحديث الذي في الترمذي و غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في خطبته يوما:" يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوارتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته" [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15) كما تدين تدان، وكن كيف شئت فإن الله تعالى لك كما تكون أنت لعباده."
المنهج الجامع في الدعوة إلى الله:
تختلط على الناس الأقوال بين متشدد و متساهل فلا يدرون إلى أي منهج يتجهون، فبعضهم يجعل الغلظة و الشدة سيمته، و الآخر يجعل السهولة و اللين وربما التميع سمته، وخير الأمور أوسطها وكما جاء في الحكمة: "لا تكن حلوا فتبلع ولا مرا فتلفظ."
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيم في"الوابل الصيب" في صفة قلب المؤمن:"هي الصفاء و الرقة، فيرى الحق و الهدى بصفائه و تحصل منه الرأفة و الرحمة و الشفقة برقته، ويجاهد أعداء الله تعالى و يغلظ عليهم و يشتد في الحق و يصلب فيه بصلابته ولا تبطل صفة منه صفة أخرى، ولا تعارضها بل تساعدها و تعاضدها {أشداء على الكفار رحماء بينهم} ".
فقد بان موضع الشدة و موضع الرحمة.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" أكره أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه"، وقال:" فيما عامل به ابن أبي من الكرامة:" رجوت أن يؤمن بذلك ألف من قومه فحقق الله رجاءه""الصارم المسلول" {ص:828}.
فعلينا اعتبار هذه الحكمة، و الإحسان إلى الرؤوس في الخطاب و تليينه معهم رجاء نفع أتباعهم و إبلاغهم الهدى و الحق.
مع العلم أن القتل جنس يقع تحته أنواع من القتل، فالواحد منا إذا صار يذم أصحابه أمام الناس، و يشهر بهم بأسمائهم، و يعيب عليهم أخلاقهم، أو أقوالهم، و لا يترك لهم مكانة عند الناس، بل يسلط عليهم الجهال،فإن ذلك ولابد أن يعود عليه بالأثر السيء، فيصير الناس يخشون من مقاربته و مخاطبته و مجالسته وغير ذلك.
و إذا حصل مثل هذا لأحدنا بالحق، لأنه تكلم بحق في مقال ضال، فهذا مثله مثل عمر ـ رضي الله عنه ـ لم يترك له الحق أصحابا، وهذا فضل و جهاد وقوة لا تجدها إلا عند الصديقين، ولكن يفرق بين الكلام عن المقال و بين الكلام في صاحب المقال الذي له أخطاء، له عليها حجج و أدلة أو شبهات علمية أو أقوال مرجوحة، و لكن يصعب علينا إقامة الحجة عليه بشكل قاطع،و نعرف منه حب السنة و الذود عنها،و القول بالحق،فمثل هذا الإبقاء عليهم، و حسن مخاطبته، و اللين معه هو الأفضل وهو المشروع و الله اعلم.
إلا أن ما سأعرضه عليك الآن يشكل المنهج الجامع في الدعوة إلى الله، الجامع لأصل الدعوة الشرعية و أخلاقها و آدابها عند علماء و أئمة السلف الصالح، فمن خلاله تعرف أن اللين و الرفق و المدارة في الدعوة إلى الله هي الأصل و الشدة استثناء له موضعه وشروطه وليس العكس.
كذلك مما يوضحه هذا النقل الجامع الغرض من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و انه ليس صدقة نتصدق بها على المسلمين فحسب، أو خيرا نتفضل به عليهم فنعاملهم من فوق، بل مبدأ:"كذلك كنتم" هو المقرر لتوجيهنا في القيام بهذا الأمر الذي هو واجب علينا وجوبا شرعيا، فحق المسلمين أن نأمرهم و ننهاهم، فإليك المقال فتأمل فيه جيدا تعرف حقيقة مذهب أهل السنة و الجماعة، و ما أوتوه من العلم بالحق و الرحمة بالخلق.
قال ابن رجب الحنبلي في" جامع العلوم والحكم" {325/ 1}:" واعلم أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يحمل على رجاء ثوابه، وتارة خوف العقاب في تركه، وتارة الغضب لله على انتهاك محارمه، وتارة النصيحة للمؤمنين و الرحمة لهم، ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا أنفسهم فيه من التعرض لعقوبة الله و غضبه في الدنيا و الآخرة، وتارة يحمل عليه إجلال الله و إعظامه و محبته، و انه أهل أن يطاع و يذكر فلا ينسى و يشكر فلا يكفر، و انه يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس و الأموال، كما قال بعض السلف:" وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله و أن لحمي قرض بالمقاريض" [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)، وكان عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز يقول لأبيه:"وددت أني غلت بي و بك القدور في الله تعالى".
ومن لحظ هذا المقام و الذي قبله هان عليه كل ما يلقى من الأذى في الله تعالى، وربما دعا لمن آذاه كما قال ذلك صلى الله عليه و سلم لما ضربه قومه فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول:" رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17).
و بكل حال فتبين الرفق في الإنكار، قال سفيان الثوري:" لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر عدل بما ينهى، عالم بما يأمر عالم بما ينهى". [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)
و قال أحمد:" الناس محتا جون إلى مداراة ورفق الأمر بالمعروف بلا غلظة إلا رجل معلن بالفسق فلا حرمة له".
قال وكان أصحاب ابن مسعود إذا مروا منهم ما يكرهون [أي مروا بأصحاب المنكر] يقولون:"مهلا رحمكم الله، مهلا رحمكم الله".
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال أحمد:" يأمر بالرفق و الخضوع فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب، فيكون يريد أن ينتصر لنفسه".
حل شبهة في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:
ينتقد بعض الناس من أهل العلم أو غيرهم بعض الدعاة و الوعاظ على أشياء يرون أنها لا تليق بالداعية، ككونه يلبس بذلة أو بنطلون أو انه يخالف ما يقول وغير ذلك من أخطاء يتصيدونها أو يستنبطونها باستخراج لوازم اللوازم، أو قد تكون فعلا في هؤلاء الدعاة، أو قد تكون من المسائل المختلف فيها، فيرى المنتقد أن المنتقد عليه لا يصلح للدعوة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لأجلها، وهذه شبهة كثيرا ما تقال.
و لكن عندما نعود إلى أهل العلم العارفين بأمر الله و نهيه، العارفين بحقيقة النفس البشرية بمداخلها و مخارجها، بتقلباتها و ضعفها و قوتها، لا تجد مثل هذه الشبهة عندهم، وقد ذكر إبطال هذا الشرط عدة من العلماء الأجلاء منهم النووي في"شرح صحيح مسلم"، والحافظ ابن حجر العسقلاني في"فتح الباري" و غيرهم، إلا أن أجمع ما قرأته كلمة لشيخ الإسلام في كتابه "الاستقامة" {23./2} قال:" وليعلم أن اشتراط هذه الخصال في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر [العلم و الحلم و الصبر] مما يوجب صعوبته على كثير من النفوس فيظن أنه بذلك يسقط عنه فيدعه، وذلك يضره أكثر مما يضره الأمر بدون هذه الخصال أو قل فإن ترك الأمر الواجب معصية وفعل ما نهى عنه في الأمر معصية، فالمتنقل من معصية إلى معصية أكبر منها كالمستجير من الرمضاء بالنار، والمنتقل من معصية إلى معصية كالمنتقل من دين باطل إلى دين باطل قد يكون الثاني شرا من الأول، وقد يكون دونه، وقد يكونان سواء، فهكذا تجد المقصر في الأمر و النهي و المعتدي فيه قد يكون ذنب هذا أعظم و قد يكون ذنب ذاك أعظم و قد يكونان سواء".
والمسلم يحرص على فعل الخير و الدعوة إلى الله بقدر المستطاع، و لكنه لا يترك ذلك بأي حال، و الإنسان العاقل إذا جاء إلى شجرة تفاح فإنه يأكل ثمرها، ولا يأكل أغصانها و أوراقها و جذورها و جذعها إلا إذا فقد عقله، فهكذا بالنسبة للمستمع و المتعلم يأخذ من الداعي و الواعظ العلم النافع و لا شأن له به هو.
الرفق من المتشددين:
كنت قد ذكرت في مقال سابق ـ"كيف نعامل المخالف لنا " ـ أن أهل العلم منهم من كان يجالس بعض المبتدعة ولا يجالس آخرين، و أن سبب مجالسة المبتدعة تتعدد بحسب الظروف و الأحوال، و أن الرجل قد يكون سنيا محبا للسنة و أهلها عنده شبهات يتمسك بها، يصعب محاورته فيها أو إقناعه في تركها، ومن هؤلاء الحافظ ابن بطة العكبري الذي عرف بشدة تمسكه بالسنة و نضاله عنها، كان كغيره من السلف الذين كانوا يجالسون من لا يخاصم و يصحبهم بالجميل، كان في أصحابه أبو القاسم عبد الواحد بن علي العكبري المعروف بابن برهان، قال في"سير أعلام النبلاء" {123/ 18}:" سمع الكثير من أبي عبد الله بن بطة و لم يرو عنه.
قال ابن ماكولا:" هو من أصحاب ابن بطة ... وكان حنفيا تفقه و أخذ الكلام عن أبي الحسين البصري و تقدم فيه.
قال الذهبي: وكان يميل إلى مذهب مرجئة المعتزلة، و يعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار."
لقد لا يعجب بعض الناس هذا المثال لحساسية عنده ولكن لنا على هذا الأمر عشرات الأمثلة و القواعد العلمية أتركها لمقال آخر.
فلا يلزم أن نجعل من هذا المثال قاعدة مطردة، ولا أن نجعل من مثال آخر قاعدة مطردة هي الأخرى، بل علينا أن ننزل كل مثال في موضعه، و نميز بين الأصل العام الذي هو الحوار و اللين و الرفق و المناظرة و الدعوة و الجدال بالتي هي أحسن، و بين الشدة و الهجر وترك المكالمة الذي هو عقوبة شرعت لحكمة و فائدة مرجوة.
فإن المسلم يسأل لمادا نقطع السارق، و نجلد المخمر، و نرجم الزاني المحصن؟
فيجد الجواب أننا نفعل ذلك في شريعتنا لحفظ الأموال و الأنساب و الأخلاق، و لحفظ الفاعلين حتى لا يقعوا في هذه الجرائم فيقعوا تحت غضب الله، فهو من باب العقوبة لهم لتطهيرهم وردع غيرهم.
ثم يسأل لماذا لا يقام حد السرقة عام المجاعة و أثناء الحروب؟
فيجد أن في المجاعة تشتد حاجة الناس إلى الطعام، فيضطر بعضهم للسرقة، و نحن لا نقطع و نعاقب من يريد أن يطعم عياله و نفسه، و لكن نعاقب من يعتدي على المسلمين، وفي الحرب نخاف إن أقمنا الحدود فر من عليه الحد إلى العدو، وهذا شر له من الحد نفسه
(يُتْبَعُ)
(/)
فكذلك على المسلم أن يسأل نفسه لماذا نهجر المبتدع، و نترك تشييخه، وعدم مجالسته ومتى لا نفعل ذلك؟
فيجد إننا إنما نفعل ذلك رحمة له ليعود إلى الحق، وحفاظا للمسلمين و لدينهم من بدعته، إذا كنا قادرين عليه، فمتى لم نكن قادرين عليه، أو لا رجاء في عودته و توبته، أو أن بدعته هي المشهورة المنتشرة، فأي شيء نحفظ بمثل هذه العقوبات؟ إن لم تكن البدعة بانعزالنا عنه، و عدم مناظرته و مجادلته و كشفه للأمة
إن على المسلم أن ينظر في كلام السلف بعقله، فيجمع بين المتماثلات و يفرق بين المختلفات، ولا يعزل السنة عن علتها و حكمتها، و الأفعال عن مآلاتها و مقاصدها فيصير يضع الأشياء في غير موضعها، فيكون كمن يضع الدواء على غير دائه.
شبهات في أسلوب الدعوة:
لقد نفع الحوار الهاديء كثيرا من الناس عبر التاريخ الإسلامي، فانتفعت به طائفة عظيمة من الخوارج ناظرها ابن عباس فعادت إلى الجادة، وكذلك عمر بن عبد العزيز، وهذه قصة إمام من أئمة الحديث كان على رأي يعده بدعة، نفعه الحوار العلمي الهاديء فها هو يتكلم عن قصته فلتكن لنا عبرة و مثالا في الدعوة إلى الله:
جاء في " تاريخ بغداد" {68/ 6}:" وذكر جماعة من العراقيين:" ما تركنا بدعتنا حتى رأينا الشافعي"، قال أبو عثمان: و حدثنا أبو عبد الله النسوي عن أبي ثور قال: لما ورد الشافعي العراق جاءني حسين الكرابيسي و كان يختلف معي إلى أصحاب الرأي، فقال: قد ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه فقم بنا نسخر به، فقمت وذهبنا حتى دخلنا عليه فسأله الحسين عن مسألة، فلم يزل الشافعي يقول: قال الله و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اظلم علينا البيت فتركنا بدعتنا و اتبعناه".
قلت: هذا هو منهج أهل السنة قد يخالفه بعضهم لأسباب لا يعلمها إلا الله، و لكن الحجة في النقل عنهم و إسناد الأقوال، و بعد هذا لا يهمك من خالف، و قد يطعن عليك، فاعمل بنصيحة الشافعي ـ رحمه الله ـ:"قال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي: ليس إلى السلامة من الناس سبيل فانظر الذي فيه صلاحك فألزمه".
و أعود فأذكر نفسي و إخواني الشباب أن الجرح و التعديل ليس من أركان الإسلام الخمسة، و لا من أركان الإيمان الستة، و إنما هو علم خص به الله أهل السنة و الجماعة ميزهم به عن غيرهم، فهو علم تاه فيه علماء كبار، فتكلم فيه بعضهم بالتعصب، و آخرون بالتمذهب، و آخرون بالتقليد، و أنصف فيه آخرون و تكلموا بعلم وعدل وحكمة، وهم معروفون للجميع، ولذلك قال ابن تيمية في " المسودة": الناس فيه بمنزلة القضاة و الشهود، وقال في" الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر": هو فرض كفاية "، و معلوم أنه فرض كفاية على أهل العلم.
وعليه، فإنه ليس فينا نحن معشر الشباب من يحق له شرعا الخوض فيه بله الاجتهاد للجرح، فهذا حفرة من حفر النار وقف على شفيرها المحدثون و الحكام، ومن منا يعد نفسه محدثا، فإذا كان ولابد منه فقولوا: قال فلان، ولا تجزموا بشيء لا تعرفوا مخرجه و محمله وحكم الأئمة في مثله، فإن العالم المستقل بمعرفة هذا العلم قد يخطيء فيه، و خطأه يغفر له، لأنه مجتهد قد حصل أسباب و أدوات الاجتهاد، أما نحن فما حجتنا عند الله إلا أننا قلدنا فلان أو فلان، فيقال لنا: من يحكم بين اثنين يسمع من اثنين، وقد سمع الكثير منا ما قاله المتنازعون، و قل من وفقه الله و يستطيع الحكم بينهم، فالزموا التقوى يرحمكم الله و يعلمكم و يهديكم سبيل الرشاد، ولا حول ولا قوة إلا بالله
و اعلموا أن سبيل المؤمنين من أهل العلم: لا يقبلون فتوى بدون أساسها الشرعي، فكل من قال أو حكم و لم يذكر أساسه الشرعي فقوله مردود عليه، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
و لا خير في الوقيعة في الناس إن لم يكن نصيحة لدين الله بالعدل و الإنصاف وعدم تجاوز الحد، فالأصل في المسلم أن يعمل صالحا، و يقول طيبا، فإن هو تكلم في الناس لغرض النصح و التحذير فليتحر الدقة و الصواب و عدم تجاوز الحد، ولا يجعل همه و نهمته في الكلام في الناس فيأتي يوم القيامة و ليس في صحيفته إلا الكلام في الناس، فإن هو أصاب فقد نجا، و إن لم يصب ولو كان مجتهدا مغفورا خطاه يجد صحيفته خلوا من العمل الصالح، قال الشافعي:" بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد".
(يُتْبَعُ)
(/)
و إن رجلا تعلمه سنة و تهديه إلى خير أو تنزع عنه شركا و بدعة بكلمة طيبة و صحبة صادقة تعينك على ذلك، لهو خير لك من حمر النعم و من الدنيا و متاعها.
و الله اعلم.
والحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
أرزيو، الجزائر في 2 .. 3 - .2 - 26
مختار الأخضر طيباوي
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) ـ روى البيهقي في" شعب الإيمان" {272/ 6 رقم:8125} أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:" على من حرمت النار؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:" على الهين اللين السهل القريب".
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) ــ لم أجده بهذا اللفظ، و حفظ ابن القيم خير من بحوثنا ومع ذلك فقد صح معناه من طريق عديدة عن العرباض بن سارية بلفظ:" المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد".
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) ــ القرطبي في"التفسير" {16/ 2} ولم يذكر سنده.
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) ــ يجب التفريق بين المداراة و المداهنة التي هي معاشرة الفاسق و إظهار الرضى بما هو فيه
قال ابن القيم في كتاب"الروح" {231}:" المداراة صفة مدح و المداهنة صفة ذم، والفرق بينهما أن المداري يتلطف بصاحبه حتى يستخرج منه الحق أو يرده عن الباطل، و المداهن يتلطف به ليقره على باطله ويتركه على هواه.
فالمداراة لأهل الإيمان و المداهنة لأهل النفاق، وقد ضرب لذلك مثل مطابق وهو حال رجل به قرحة قد آلمته فجاءه الطبيب المداري الرفيق فتعرف حالها ثم أخذ في تليينها حتى إذا نضجت أخذ في بطها برفق و سهولة حتى أخرج ما فيها ثم وضع على مكانها من الدواء و المرهم ما يمنع فساده و يقطع مادته ثم تابع عليها بالمراهم التي تنبت اللحم ثم يذر عليها بعد نبات اللحم ما ينشف رطوبتها ثم يشد عليها الرباط، ولم يزل يتابع ذلك حتى صلحت، و المداهن قال لصاحبها: لابأس عليك منها وهذه لا شيء فاسترها عن العيون بخرقة ثم اله عنها فلا تزال مادتها تقوى و تستحكم حتى عظم فسادها.
فإذا كانت هذه حال قرحة بقدر الحمصة فكيف بسقم هاج من نفس أمارة بالسوء هي معدن الشهوات و مأوى كل فسق و قد قارنها شيطان في غاية المكر و الخداع؟ ".
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) ــ رواه الإمام مسلم في"الصحيح" {2 .. 3/ 4 رقم:2593} عن عائشة، ورواه غيره
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) ــ البخاري في" الصحيح" {2242/ 5 رقم5678} و في مواضع أخرى منه.
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) ــ المقدسي في"الأحاديث المختارة" {124/ 6 رقم:2118} عن انس و قال:" رواه أبو داود عن عمرو بن علي ثم إسناده حسن".
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) ــ مسلم في" الصحيح" {2 .. 3/ 4 رقم:2592 عن جرير باب فضل الرفق.
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) ــ "مسند بن أبي أوفى" {1.4/ 1 رقم:9} موقوف على قيس بن أبي حازم، وفي"الآحاد و المثاني" {349/ 5 رقم:2926} مرفوع من مرسل قيس بن أبي حازم، وفي" مصنف بن أبي شيبة" {2.9/ 5 رقم:253.9} عن قيس بن أبي حازم بلفظ:" كان يقال ... الحديث".
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) ــ الإمام احمد في "المسند" {1.4/ 6 رقم:24778} عن عائشة بسند صحيح.
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) ـ أحمد في " المسند" {1.4/ 4}، و ابن ماجة في"السنن" {85./2 رقم:2.44}، و البخاري في"الأدب المفرد".
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) ــ "مجمع الزوائد" {133/ 4} و قال:" رواه احمد و أبو يعلى إلا انه قال:
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) ــ ابن حبان في" صحيحه" {4.2/ 11 رقم:5.29}، و البيهقي في" السنن الكبرى" {27/ 6رقم:1.911}.
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) ــ عبد الله بن احمد في" المسند" وفيه عباس بن الفضل الأنصاري و نسب إلى الكذب، ورواه احمد وفيه عبد الله بن جعوبة السلمي قال الهيثمي: ولم أجد من ترجمه و بقية رجاله رجال الصحيح، ثم ذكر أسانيد أخرى في الطبراني كلها و في احدها قال: بإسناد حسن".
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) ــ "مسند الروياني" {336/ 2 رقم:1312} بلفظ:" لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم"، وفي"الفردوس بمأثور الخطاب" {29./5 رقم:8215} عن البراء بن عازب.
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) ـ "صفة الصفوة" {9/ 4}، وفي" تهذيب التهذيب" {3.4/ 3}:"قال سلمة بن شبيب عن سهل بن عاصم سمعت زهيرا [يعني ابن نعيم البابي] وذكره".
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) ــ البخاري في "الصحيح" {2539/ 6 رقم:6528}، ومسلم في" الصحيح" {2539/ 6رقم:1791} عن أنس.
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) ــ "الورع لابن حنبل" {155/ 1}، ومعلوم أن الداعي ولا بد أن يتعرض للأذى من شتم ووقيعة و سب وتهديد و غير ذلك، فإنه يدعو الناس إلى مفارقات عاداتهم الباطلة و أعرافهم الجاهلية و شهواتهم، فلابد أن يأذوه، و لكن عليه الصبر، "لأن درجة الحلم و الصبر على الأذى و العفو عن الظلم أفضل أخلاق أهل الدنيا و الآخرة، يبلغ الرجل بها مالا يبلغه بالصيام و القيام، قال تعالى: {و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين} "الصارم المسلول" {435}.(/)
الرد على جريدة عكاظ في النوادي الرياضية النسائية الشيخ ذياب الغامدي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 11:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الإخوة القائمين على جريدة عكاظ ... هدانا الله وإياهم لما فيه خير!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فقد وقفتُ على مقالكم برقم (12307)، وتاريخ (3/ 2/1421) تحت عنوان "تصويت: نوادٍ رياضية للسيدات "، وهو عبارة عن استبيان واستطلاع عن الآراء والاقتراحات حول القضية التي طرحتموها للتصويت وهي: "إنشاء نوادٍ للسيدات بإشراف الأندية الرياضية ".
* * *
قلتُ: لاشك أنَّ الجميع على يقينٍ بأنكم تريدون بهذا التصويت طرح الآراء والاقتراحات ومطارحتها للمناقشة؛ ومن ثمَّ أخذُ ما كان منها حقًّا وطرح ما سواه.
وهذا هو حسن ظننا بكم ـ إن شاء الله ـ لا مجرد مداعبة المشاعر، أو العبث بعقول القراء، أو تهميش آراء المشاركين.
لذا كان من حقنا أن نشارك ببعض ما نراه مناسبًا حول القضية المطروحة من خلال أمور مختصرة:
أولا: لا ننسَ بأن النوادي الرياضية التي أُنشئت من زمنٍ بعيدٍ للشباب؛ لهي جديرةٌ بأن تكون مثالاً واقعياً حياً نستطيع من خلاله أن نأخذَ العبرةَ والأحكامَ منها؛ والحالة هذه نستطيع حينئذٍ أن نحكمَ على النوادي النسائية وهذا ما يسمى بالقياس الأصولي.
فإذا كان الأمر كذلك؛ فلنا الحق أن نُفصح بشئٍ ممَّا سمعناه أو رأيناه في هذه النوادي الرياضية – للأسف – فنقول: إنّنا لم نجنِ منها منذُ عرفناها إلاَّ الثِّمار الرَّدية، والأشواك الوخيمة: كقتل الأوقات، وهدر الطاقات، وضياع الأموال ... كما أنها حملت الناشئة من شباب الأمة على سفاسف الأمور، وسيء الأخلاق، في حين أنها أبعدتُهم عن معالي الأمور، وجميل الأخلاق؛ حتى وصل الحال عند أكثر الناشئة أنَّ غاية علمهم ما كان من الأخبار الرياضية، وحياة الرياضيين: كيف يلعبون ومتي ينامون، وماذا يأكلون، وما يشتهون وما يألفون ... ؟ وهكذا غاية ثقافتهم!، فأوقاتهم فارغة، وطاقاتهم مهدرة، وأهدافهم صبيانية، وحياتهم عشوائية ... وهذا الغالب والحكم للأعمِّ.
فليت شعري لو أن أحدًا من العقلاء أراد أن يجلس ساعةً بين صفوف الجماهير الرياضية ليسمعَ ويرَى ما تلفظه ألسنتهم، وتُكِنُّه قلوبهم ... لعلمَ أنَّ الأمرَ جدُّ خطير، والشرَّ مستطير، وهذا كلَّه لا يحتاج إلى كبيرِ مخافتةٍ أو مجاملةٍ؛ فالواقع أكبر شاهد على ما أقول.
ـ أمَّا إذا سألت عمَّا تلفظه أفواههم: فالسباب، والكلمات النابية، والعبارات السوقية، والصيحات الجماعية، والصرخات الأجنبية ... !
ـ أمَّا ما تُكنُّه قلوبهم: فالحقد، والحسد، والبغض، والحنق تُجاه بعضهم بعضَا!
ـ أمَّا إذا سألت عن ألويتهم وشعاراتهم التي ينضوون تحتها، أو يستظلون بظلها: فألوان ما أنزل الله بها من سلطان؛ فعليها يتقاتلون، ويُبغضون، ويسبون، ويبكون، ويُصعقون، وربما يَموتون ... !
فإذا كانت الحالة هذه فلا تسأل بعد هذا عن واجبهم نحو أمتهم، وكتابهم، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ علماً أن الأمة الإسلامية هذه الأيام أحوج ما تكون إلى شبابها الذين هم أركانُها وعمادُها فكراً، وعقيدةً، وأخلاقاً، وهمةً، ونصرةً ... فإلى الله المشتكى وعليه التكلان!
فإذا سلَّمنا ما ذكرناه، أو بعض ما حققناه فهل يأتي بعد هذا مسلمٌ غيورٌ، أو عاقلٌ رشيدٌ فينادي أو يُطالب بإنشاء نوادي رياضية للنساء؛ إنَّ هذا لشيء عجاب؛ بل هذا فسادٌ في الألباب.
فكان الأولى بنا جميعاً أن نسعى في استدراك وإصلاح ما يمكن إصلاحه تجاه نوادي الشباب لا أن نَزيد الطِّينةَ بِلَّة، وأن نأخذ بأيدي شبابنا إلى معالي الأمور ومحاسنها، ورفع هِمَمِهم إلى أعلى الغايات وأفضلها.
فكان الأولى بجريدة "عكاظ" أن تَطلُبَ من قُرائها تصويتاً لذكرِ آرائهم واقتراحاتهم حول نوادي الشباب القائمة لا النساء القادمة.
* * *
ثانيًا: وهل بناتنا في هذه البلاد - بلاد التوحيد ومهبط الوحي - كنَّ يومًا من الأيام في حاجةٍ إلى هذه النوادي؟، أو هل رفعن أصواتهنّ وطالبن بهذه النوادي؟، فالله المستعان على ما يصفون، إنَّ هذه الأسئلة لا تحتاج إلى كبير إجابات لأن واقع بناتنا في هذه البلاد الإسلامية أبعد ما يكون عن هذه المطالبات المختلقة، والنِّداءات المفتعلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فبناتنا في هذه الجزيرة - ولله الحمد - قد بلغنا غاية العفة، وأحسن الأخلاق حيث ارتدين جلباب الحياء الذي فرضه الله تعالى عليهنَّ في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ فهنَّ عفيفاتٌ غافلاتٌ عن هذه القضية المطروحة؛ بل إخالها قضيةً مفضوحةً مجروحةً في شهادتها وطرحها.
* * *
ثالثًا: لو فرضنا جدلا – لا قدر الله – أنَّ امرأةً مسلمةً عفيفةً أرادت أن تُشارك في أحدِ النوادي الرياضية؛ فماذا يا تُرى سيكون لباسها حينئذٍ؟ سافراً أم ساترًا؟ وهل يكون ضيقاً أم واسعاً؟ وهل شعرها يكون مكشوفاً أم مستوراً؟
وهل يا تُرى المدرباتُ سيكنَّ كافرات أم مسلمات؟ وهل سيكنَّ النساءُ المشاركات في النادي فاسقات متبرجات أم عفيفات محتشمات؟ وغير ذلك من الأسئلة التي يُمليها واقع النوادي النسائية التي تركناها خشية الإطالة.
ـ فإذا كان الجواب ما كان من الاختيار الأول من كلِّ سؤال:
فهذا لا يجوز شرعاً وطبعاً، كما أنه لا يتماشى مع عادات بناتنا، وحسن أخلاقهن؛ والحالة هذه فليس إذاً لوجود النوادي النسائية مكانٌ بيننا، وكفى الله المؤمنين القتال.
ـ أما إذا كان الجواب ما كان من الاختيار الثاني من كلِّ سؤال؛ فلا يخلو من ملحوظات:
1ـ إنَّ اللِّباسَ الساترَ الواسعَ المحتشمَ لا يصلح للحركات الرياضية سواء كرة القدم منها، أو اليد، أو السباحة ... لأنه يخالف الحركة الرياضية ضرورةً.
2ـ وإن كنَّ عفيفاتٌ صالحاتٌ محتشماتٌ وهو كذلك ... فهنَّ إذاً لا يحتجن إلى شيء من هذه التُّرهات والمتاهات؛ بل هنَّ مشغولات بمعالي الأمور، ومحاسن الأخلاق، ومتفرغات لأعمالهنَّ نحو بيوتِهن، وطاعة أزواجِهنَّ، وتربيةِ أبنائِهن وهذا كلُّه لا يليق قطعاً مع هذه الفراغات والترهات الكامنة فيما يسمى بالنوادي الرياضية.
* * *
رابعًا: أنه لا يجوز شرعاً لأيِّ مسلمٍ أن يطرحَ مسألةً شرعيةً لأذواق الناس وتحت أصواتهم لاستطلاع آرائهم.
فكان الواجب على جريدة عكاظ أن تأتي البيوت من أبوابها!
لذا كان واجباً عليها شرعاً أن ترفعَ هذه القضية وقبل كل شيء إلى علمائنا الأفاضل كي يدلوا بحكمهم الشرعي؛ لا أن تُترك في مهب رياح الأهواء والأذواق.
علمًا أن ما يسمونه (استطلاع الرأي العام) ما هو إلاَّ تغليفاً للباطل بأسماء، وعبارات مفخمة ـ ملغمة ـ يحسبها الظمآن ماءً حتى إذا جاءها وجدها سراباً، وهذا ـ الاستطلاع العام ـ هو في الحقيقة (ديمقراطيةٌ) أي حكم الشعب بالشعب، لا شريعة الربِّ، لذا ألبسوها لبوس الظآن، ومرَّروها على الصُّمِّ والعميان!
وصدق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حينما قال: " سيأتي على الناس سنواتٌ خدَّعاتٌ، يصدَّقُ فيها الكاذبُ، ويكذَّبُ فيها الصَّادقُ، ويؤتمنُ فيها الخائنُ، ويخوَّنُ فيها الأمينُ، وينطقُ فيها الرُّويبضةُ. قيل: وما الرُّويبضةُ؟ قال: الرجلُ التَّافهُ يتكلَّمُ في أمور العامةِ " ([1] ( http://www.islamlight.net/thiab/ المدير التقني/ index2.php#_ftn1)) رواه أحمد، وابن ماجه، والحاكم.
فإن تعجب فعجب لمن ذهب يُحَكِّم أذواقَه في قضايا الأمة الإسلامية مع قلة علمه، وفساد لسانه!
وقد أحسن أبو الطيب المتنبي في قوله:
ومَن يَكُ ذا فمٍّ مُرٍّ مَريضٍ يجد مُرَّاً به الماءَ الزُّلالا
ولو أننا أردنا هذه المسألة وأمثالها "ديمقراطية" ـ عياذاً بالله ـ فليكن استطلاع الرأي حينئذ على كافة أهل هذه البلاد العزيزة، ولو حصل ـ جدلاً ـ لتجاوزت الأرقام الحسابات، وعلت الأصوات كل مكان؛ حتى أنك لا تجد أهل بيت مَدَرٍ، ولا حَجَرٍ إلاَّ ونادى: بمنع وحرمة (النوادي الرياضية للنساء)، في هذه البلاد، في حين تَخفق أصوات الآخرين، وتتلاشى أرقامهم بين الملايين ... فلله الأمرُ من قَبلُ، ومن بَعدُ.
وكذا نذكركم بقول الله تعالى: " واتقوا فتنةً لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله شديدُ العقاب) الأنفال 25، وبهذا نكتفي بما أجراه القلم بصدد (إنشاء نوادٍ رياضية للنساء)
فأستودعكم الله تعالى في السِّرِّ والعلن، وأسألُه تعالى أن يحفظ بلادَنا، وبلادَ المسلمين من كلِّ سوء، وأن يَعصمَ نساءَ المسلمين من الفتنِ ما ظهر منها، وما بَطن، آمين.
والصلاة والسلام على محمد المختار، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار
[1] ( http://www.islamlight.net/thiab/ المدير التقني/ index2.php#_ftnref1) ـ أخرجه أحمد (2/ 291)، وابن ماجة (4042)، والحاكم (4/ 465،512)، وهو صحيح. انظر الجامع الصحيح (1/ 681)، والسلسلة الصحيحة (1888) كلاهما للشيخ الألباني.(/)
رثاء شيخ الإسلام محمد العثيمين رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى الشيخ ذياب الغامدي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 12:00]ـ
رثاء شيخ الإسلام محمد العثيمين
رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى
تَألِيْفُ
ذِيَابِ بنِ سَعَدٍ آلِ حَمْدَانَ الغَامِدِيِّ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى عَبْدِه ورَسُوْلِهِ الأمِيْنِ.
أمَّا بَعْدُ: فَمَعَ غُرُوْبِ شَمْسِ يَوْمِ الأرْبِعَاءِ النِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ لِعَامِ ألْفٍ وأرْبَعْمَائَةٍ ووَاحِدٍ وعِشْرِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ (1421)؛ جَاءنِي مَا كُنْتُ أُحَاذِرُهُ، والحَذَرُ مِنَ القَدَرِ سَفَاهَةٌ وعَمَايَةٌ: بأنَّ شَيْخَنا مُحَمَّدَ العُثَيْمِيْنِ مَاتَ اليَوْمَ!
فَحِيْنَئِذٍ مَا كَانَ لِي أنْ أحْبِسَ دَمْعًا ظَنَنْتُهُ عَصِيًّا!، فَعِنْدَهَا فَاضَتِ العَيْنَانِ، وبَرَدَ اللِّسَانُ، ولَمْ أَمْلِكْ عِنْدَها إلاَّ تَرْجِيْعَاتٍ ورَحَمَاتٍ أُرَدِّدُها ... نَرْبِطُ بِهَا خَفَقَانَ قُلُوْبِنَا، ونَتَسَلَّى بِهَا فِي مُصَابنَِا!
ومَا عَليَّ أنْ أُرِيْقَ دَمْعًا مَا لَمْ يَكُنْ لَغْوًا، ولا لَقْلَقَةً، وهَلْ يَمْلِكُ مِثْلِي سِوَى دَمَعَاتٍ طَالَمَا جَنَّدَهَا وجَيَّشَهَا لِيَوْمِ الكَرِيْهَةٍ؟!، والمَوْتُ حَقٌّ لاشَكَّ فِيْه!
وقَدْ ذَكَرْتُ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ:
لَعَلَّ انْحِدَارَ الدَّمْعِ يُعْقِبُ رَاحَةً مِنَ الوَجْدِ أو يَشْفِي شَجِيَّ البَلابِلِ
وهَذَا الفَرَزْدَقُ أيْضًا فِي نَفْسِ المَعْنَى:
ألَمْ تَرَ يَوْمَ جَوِّ سُوَيْقةٍ بَكَيْتُ فَنَادَتْني هُنيْدَةُ مَا لِيَا
فَقُلْتُ لَهَا إنَّ البُكَاءَ لَرَاحَةٌ بِه يَشْتَفِي مَنْ ظَنَّ أنْ لا تَلاقِيَا
* * *
نَعَمْ؛ مَاتَ حَسَنَةُ الوَقْتِ، وكَهْفُ العِلْمِ ... يَوْمَ نَحْنُ أحْوَجُ مَا نَكُوْنُ إلَيْهِم مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ؛ فِي زَمَنٍ تَكَاثَرَتْ رُوَيْبِضَاتُه، وطُفِّفَتْ مَوَازِيْنُه، وأقْبَلَتْ فِتَنُهُ كأمْوَاجِ لَيْلِ الدَّالِجِيْنَ!
وَهَلْ كَانَ البَقَاءُ يَوْمًا لأحَدٍ مِنَ العَالَمِيْنَ؟! لا؛ فَهَذِه تَعْزِيَةٌ فَخُذْهَا يَوْمَ تَقِلُّ التَّعَازِي!
فَرَحِمَكَ اللهُ: أبَا عَبْدِ اللهِ!؛ فإنْ عَزَّتْ حَيَاتُكَ فَلَقَدْ هَدَّتْ وَفَاتُكَ، ولَنِعمَ الرُّوْحُ رُوْحٌ ضَمَّهُ بَدَنُكَ، ولَنِعْمَ البَدَنُ بَدَنٌ ضَمَّهُ كَفَنُكَ!، فَطِبْتَ حَيًّا ومَيِّتًا، وإنْ كَانَتْ أنْفُسُنا غَيْرَ طَيِّبَةٍ بِفِرَاقِكَ، ولا شَاكَّةٍ فِيْما اخْتَارَهُ اللهُ لَكَ!، فَقَدْ شَهَرَك ربُّكَ عِنْدَ مَوْتِكَ بِفَضْلِكَ، وألْبَسَكَ رِدَاءَ عَمَلِكَ، فَلَوْ رَأيْتَ مَنْ حَضَرَكَ عَلِمتَ: أنَّ رَبَّكَ قَدْ أكْرَمَكَ وشَرَّفَكَ، واللهُ حَسِيْبُكَ! وعِنْدَه يَقُوْلُ غَيْرِي:
ومَا الدَّهْرُ والأيَّامُ إلاَّ كَمَا تَرَى رَزِيَّةُ مَالٍ أو فِرَاقُ حَبِيْبِ
* * *
أمَا واللهِ! لَئِنْ فَاتَنِي أنْ أُصَلِّيَّ عَلَيْكَ صَلاةَ الحَاضِرِيْنَ، لا فَاتَنِي حُسْنُ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ قُرْبَةً لِرَبِّ العَالَمِيْنَ، و"هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ"؟!، وحَسْبِي قَوْلُه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ:"لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكِرِ النَّاسَ" التِّرْمِذِيُّ، وهُوَ تَصْدِيْقُ قَوْلِهِ تَعَالَى: "وَقَلِيْلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُوْرُ"!
* * *
نَعَمْ؛ قَدْ يَكْتُمُ بَعْضُ الشَّاكِرِيْنَ شُكْرَهُم حَالَ حِرَاكِ المَشْكُوْرِيْنَ، رَجَاءَ حَاجَةٍ فِي نُفُوْسِهِم، أو غَيْرَ ذَلِكَ!؛ أمَا وَقَدْ أُسْلِمَ المُتَفَضِّلُ فِي قَبْرِهِ، أو سُجِّيَّ فَوْقَ نَعْشِهِ؛ فَحِيْنَئِذٍ لا، يَوْمَ لا خَوْفَ ولا رَجَاءَ عِنْدَ مَنْ لا حِرَاكَ لَهُ؛ إلاَّ مِنَ الحَيِّ الَّذِي لا يَمُوْتُ (سُبْحَانَهُ)!
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
وبَعْدَ هَذَا؛ لا يَخْفَى أهْلَ الذِّكْرِ أنَّ كَثِيْرًا مِنْ أهْلِ العِلْمِ كَتَبُوا الكَثِيْرَ عَنْ سِيْرَةِ وتَرْجَمَةِ الشَّيْخِ العُثَيْمِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ، لاسِيَّما طُلابُه وعَارِفُوْه، إلاَّ أنَّ مَا كُتِبَ عَنْه لَمْ يَبْلُغْ بَعْضَ حَقِّهِ فَضْلاً عَنْ حَقِّه!، وعُذْرُهُم (وَفَّقَ اللهُ الجَمِيْعَ) أنَّهُم تَرْجَمُوا لَهُ حَالَ حَيَاتِهِ.
ومِنَ المَعْلُوْمِ: أنَّ مَا يُكْتَبُ للشَّخْصِ بَعْدَ مَمَاتِه أوْسَعُ آفَاقًا، وأسْلَمُ وِفَاقًا مِمَّا لَوْ كَانَ حَالَ حَيَاتِهِ (لأمْرٍ أو لآخَرَ!)، فَحِيْنَئِذٍ لا عُذْرَ لِمُتَرْجِمٍ بَعْدَ الآنَ!
* * *
فَقَمِنٌ لِشَادِي العِلْمِ إذَا مَا أجْمَعَ أمْرَه، وشَدَّ مِأزَرَه فِي جَمْعِ تَرْجَمَةِ الشَّيْخِ العُثَيْمِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ؛ أنَّه سَيَجِدُ مَنْهَلاً ومَعِيْنًا فَيَّاضًا يَرْوِي غُلَّةَ الطَّالِبِ، ويَشْفِي عِلَّةَ السَّائِلِ، فَدُوْنَكُم سِيْرَتَه الزَّاخِرَةَ فِي أعْطَافِ ومَثَانِي ومُقَدِّمَاتِ المُؤلَّفَاتِ والمُصَنَّفَاتِ، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَظَانِّ المَعَارِفِ والتَّرَاجِمِ؟!
* * *
ومِنْ قَبْلُ؛ فَعَوْذًا باللهِ ولَوْذًا بِه!؛ أنْ يَتَرَامَى أقْزَامٌ فِي غَيْرِ مَيَادِيْنِهِم، أوْ تَتَنَافَسُ أقْلامٌ فِي غَيْرِ فُنُوْنِهَا يَوْمَ يَتَسَارَعُ مَنْ لَيْسَ أهْلاً (فِي عِلْمِه وقَدْرِه) ([1] ( http://www.islamlight.net/thiab/administrator/index2.php#_ftn1))، فِي تَرَاجِمِ سِيْرَةِ أهْلِ العِلْمِ الكِبَارِ دُوْنَ رَوِيَّةٍ أو بَصِيْرَةٍ، ظَنًّا مِنْهُم أنَّهُم يُحْسِنُوْنَ صُنْعًا، أو يَعْرِفُوْنَ وَضْعًا، لا وَاللهِ! مَا هَذا إحْسَانٌ ولا عِرْفَانٌ؛ بَلْ سُوْءٌ وبُهْتَانٌ!، وهَلْ يَقْبَلُ أحَدٌ مِنَ العَاقِلِيْنَ سِيْرَةَ الأئِمَّةِ الكِبَارِ إلاَّ مِنْ أقْلامِ أسَاطِيْنِ العِلْمِ، أو مُقَارِبِهِم، فإنْ لَمْ يَكُنْ فَمِنْ طُلاَّبِه النَّابِغِيْنَ، وخَوَاصِهِ المُلازِمِيْنَ؟!
* * *
ولأجْلِ هَذا أو ذَاكَ؛ جَهَدْتُ نَفْسِي، وأشْهَرْتُ قَلَمِي عَسَانِي أكْتُبُ مَا أحْسِبُه مِنْ بِرِّ الطَّالِبِ لشَيْخِه، أو إبْرَاءِ ذِمَّةٍ نَذَرَها فِي حَقِّ أشْيَاخِه، عِلْمًا أنَّنِي كَمَا ذَكَرْتُ آنِفًا لَنْ أُحِيْطَ بشَيْخِنَا تَرْجَمَةً حَافِلَةً تَسُرُّ النَّاظِرِيْنَ، وتُطْرِبُ السَّامِعِيْنَ لضِيْقِ الوَقْتِ، وقِلَّةِ البُضَاعَةِ والمَعْرِفَةِ بِمَدَاخِلِ ومَخَارِجِ الشَّيْخِ؛ فِي حِيْنَ أنَّ هُنَالِكَ مِنْ أهْلِ العِلْمِ وطُلابِه مَنْ هُوَ أجْدَرُ وأقْدَرُ عَلَى ذَلِكَ وفَوْقَه، ونَحْنُ وغَيْرُنا عَلَى انْتِظَارٍ مِنْهُم، والعُهُوْدُ وُعُوْدٌ ([2] ( http://www.islamlight.net/thiab/administrator/index2.php#_ftn2))!
فعِنْدَئِذٍ؛ سَأُبْدِي لَكَ أيُّها القَارِئ الكَرِيْمُ مَا جَادَ بِه قَلَمِي، ونَظَرَتْهُ عَيْنَاي، وسَمِعَتْهُ أُذُنَاي عَنْ شَيْخِِنا وشَيْخِ عَصْرِه بِلا مَيْنٍ، وذَلِكَ مِنْ خِلالِ وَمَضَاتٍ، ونُتَفٍ مُخْتَصَرَةٍ تَبْصِرَةً للسَّائِلِيْنَ، وعَوْنًا للمُتَرْجِمِيْنَ، أمَّا التَّوَسُّعُ فِي سِيْرَةِ الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللهُ؛ ابْتِدَءً مِنْ مَرَاحِلِ تِعْلِيْمِهِ، وانْتِهَاءً بِسَرْدِ كُتُبِهِ، وشُيُوْخِه، وتَلامِيْذِه ... إلخ؛ فَلَيْسَ شَرْطِي هُنَا.
* * *
أقُوْلُ؛ وباللهِ التَّوْفِيْقُ:
هُوَ شَيْخُنا أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ بنِ عُثَيْمِيْنَ الوَهَيْبِيِّ التَّمِيْمِيِّ، وُلِدَ فِي السَّابِعِ والعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ لعامِ ألْفٍ وثَلاثَمَائَةٍ وسَبْعَةٍ وأرْبَعِيْنَ للهِجْرَةِ عَلَى صَاحِبِها أفْضَلُ الصَّلاةِ وأتَمُّ التَّسْلِيْمِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَهُوَ شَيْخُ الإسْلامِ، وأحَدُ الأئِمَّةِ الأعْلامِ، نَاصِرُ السُّنَّةِ وقَامِعُ البِدْعَةِ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، وقُدْوَةُ الخَلَفِ، الفَقِيْهُ، الأُصُوْلِيُّ، المُفَسِّرُ، النَّحْوِيُّ، كَمَا لَهُ مُشَارَكَاتٌ فِي فُنُوْنٍ كَثِيْرَةٍ، حَتَّى إنَّك إذَا سَمِعْتَهُ يَتَكَلَّمُ فِي فَنٍّ مِنْ فُنُوْنِ العُلُوْمِ الشَّرْعِيَّةِ، قُلْتَ (بَدَاهَةً): مَا أظُنُّ الشَّيْخَ يُحْسِنُ أمْثَلَ مِنْ هَذَا!، ومَعَ هَذا التَّفَنُّنِ فِي عُلُوْمِ الشَّرِيْعَةِ، والنُّبُوْغِ العِلْمِيِّ الرَّاسِخِ الَّذِي حَصَّلَهُ الشَّيْخُ مِنْ بَيْنَ أقْرَانِه، كَانَ (أيْضًا) آيَةً فِي أُصُوْلِ الدِّيْنِ والفِقْهِ واللُّغَةِ، حَيْثُ تَرَكَ خَلْفَهُ جِبَالاً جُدُدًا وزَمَائِلَ مِنَ العِلْمِ الشَّرْعِيِّ مِمَّا تَنُوْءُ بِهِ أوْلُو العُصْبَةِ مِنَ أهْلِ العِلْمِ الأشِدَّاءِ، سَوَاءٌ عَبْرَ الأشْرِطَةِ (الكَاسِيْتِ) المَسْمُوْعَةِ، أو المُؤلَّفَاتِ الَّتِي حَرَّرَهَا، أو الفَتَاوَى الَّتِي أمْلاهَا هُنَا وهُنَاكَ، أو مَا حَفِظَهُ لَهُ طُلاَّبُه مِنْ بَدِيْعِ الفَوَائِدِ، وعَوِيْصِ المَسَائِلِ مَا تَسْتَحِقُّ أنْ تُنْظَمَ فِي عِقْدٍ مِنَ الزَّبَرْجَدِ وذَلِكَ ضِمْنَ مُؤلَّفٍ بَدِيْعٍ، وهُوَ كَذَلِكَ، وغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا شَغَلَ النَّاسَ بَعْدَهُ مِنَ المَعَارِفِ والعُلُوْمِ!
* * *
كَانَ رَحِمَهُ اللهُ عَالِي القَدْرِ، سَامِي الذِّكْرِ، ثِقَةً، أمِيْنًا، صَادِقًا، حُجَّةً فِيْمَا يَقُوْلُه، مُحَصِّلاً لِمَا يَحْكِيْهِ، صَنَّفَ كُتُبًا كَثِيْرَةً، وجَمَعَ عُلُوْمًا جَمَّةً، وانْتَفَعَ بِه خَلْقٌ عَظِيْمٌ؛ لا يُحْصَوْنَ!
وطَارَتْ فَتَاوَاهُ بِلا جَنَاحَيْنِ، وسَارَ بِها الرُّكْبَانُ بين المَشْرِقَيْنِ، صَاحِبُ الفُتْيا الوَاسِعَةِ، والتَّصَانِيْفِ النَّافِعَةِ، فَتَصَانِيْفُه فِي العَالَمِيْنَ دَائِرَةٌ، وكُتُبُه فِي الخَافِقِيْنَ سَائِرَةٌ مَا بَيْنَ تَألِيْفٍ مُفِيْدٍ، أو شَرْحٍ سَدِيْدٍ، أو تَعْلِيْقٍ مَجِيْدٍ ... !
وكَانَ رَحِمَهُ اللهُ عَالِمًا بَارِعًا فِي عُلُوْمٍ كَثِيْرَةٍ، ورَاسِخًا فِي مَذْهَبِ أبِي عَبْدِ اللهِ الإمَامِ أحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللهُ، فَهُوَ إمَامُ الحَنَابِلَةِ فِي عَصْرِه، بَلْهَ عَالِمُهُم ومُدَرِّسُهُم، ونَاشِرُ المَذْهَبِ فِي الأفَاقِ بلا شِقَاقٍ، وكَانَ حَسَنَ الكَلامِ فِي مَسَائِلِ الخِلافِ، كَمَا لَهُ كِتَابَاتٌ ومُرَاسَلاتٌ كَثِيْرَةٌ بِخَطِّ يَدِه؛ وفِي خَطِّهِ رَدَاءةٌ مَلِيْحَةٌ!
ولَهُ تَخَارِيْجُ حَسَنةٌ فِي المذْهَبِ، كَمَا جَمُلَ بِه المَذْهَبُ وَزَانَ، ولَهُ تَحْقِيْقَاتٌ فِي كَثِيْرٍ مِنَ المَسَائِلِ المَشْهُوْرَةِ فِي المَذْهَبِ، وتَرْجِيْحَاتٌ مُسَدَّدَةٌ فَدُوْنَكَ كِتَابَه العُجَابَ المُسْتَطَابَ "الشَّرْحُ المُمْتِعُ"، كُلُّ ذَلِكَ أخْذًا بنَاصِيَةِ الدَّلِيْلِ لا التَّعَصُّبِ والتَّقْلِيْدِ، كَمَا لَهُ مُشَارَكَاتٌ فِي الشِّعْرِ لاسِيَّمَا إنْشَادِ المَنْظُوْمَاتِ فِي الفِقْهِ والأُصُوْلِ وغَيْرِهِما.
* * *
وقَدِ اجْتَمَعَتْ عَلَيْه الكَلِمَةُ، وقَصَدَه الطَّلَبَةُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، وقَامَتْ سُوْقُ العِلْمِ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ فَمَرَّةً يَأخُذُ بأيْدِي الشُّدَاةِ إلى وَاحَاتِ اللُّغَةِ ابْتِدَاءً بـ"الآجُرُّوْمِيَّةِ"، وانْتِهَاءً بشَرْحِ "ألْفِيَّةِ ابنِ مَالِكٍ"، ومَرَّةً يَبْسُطُ "الكَافِي" فِي الفِقْهِ شَرْحًا وتَعْلِيْقًا ومِنْ قَبْلِهِ "زَادَ المُسْتَنْقِعِ"، ومَرَّةً يَشْرَحُ "صَحِيْحَ البُخَارِي"، ومَرَّةً يُرَوِّضُ النُّفُوْسَ عَلَى كُتُبِ الآدَابِ تَنْكِيْتًا وشَرْحًا كـ"رِيَاضِ الصَّالِحِيْنَ" وغَيْرُهَا الكَثِيْرُ الكَثِيْرُ!
وقَبْلَ هَذَا كُلِّهِ يُرَسِّخُ التَّوْحِيْدَ فِي قُلُوْبِ الطَّالِبِيْنَ مُبْتَدِءً بِكُتُبِ شَيْخِ الإسْلامِ ابنِ عَبْدِ الوَهَّابِ رَحِمَهُ اللهُ؛ حَتَّى يَرْتَقِي بِهِم إلى مَدَارِجِ كُتُبِ شَيْخَي الإسْلامِ ابنِ تَيْمِيَةَ وتَلْمِيْذِه ابنِ القَيِّمِ رَحِمَهُمَا اللهُ، وهَكَذَا دَوَالِيْكَ فِي غَيْرِ مَا ذُكِرَ مِنْ وَاحَاتِ العِلْمِ ورِيَاضِ التَّعْلِيْمِ!
(يُتْبَعُ)
(/)
فَتَرَاهُ يَصُوْلُ ويَجُوْلُ كَاللَّيْثِ فِي مَيَادِيْنِ العِلْمِ: مُعَلِّمًا ومُتَعلِّمًا، ودَارِسًا ومُدَرِّسًا؛ فَلا تَفْتَرُ لَهُ عَزِيْمَةٌ، ولا تَضْعَفُ لَهُ إرَادَةٌ، ولا تَكِلُّ لَهُ هِمَّةٌ ... وهَلْ دَرْسُهُ وإفْتَاؤُهُ فِي الحَرَمِ المَكِّيِّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لهَذِه السَّنَةِ (1421) وهُوَ طَرِيْحُ الفِّرَاشِ عَنَّا ببَعِيْدٍ؟!
فَهُوَ البَحْرُ لا سَاحِلَ لَهُ، ولا يُشَقُّ لَهُ غُبَارٌ، فأنَّى جِئْتَهُ وَجَدْتَّهُ؛ يَوْمَ فَازَ بقَصَبِ السَّبْقِ، وحَازَ القِدْحَ المُعَلَّى فِي حَلَبَةِ العِلْمِ والتَّعْلِيْمِ!
إذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوْهَا فإنَّ القَوْلَ مَا قَالَتْ حَذَامِ
* * *
وقَدْ تَخَرَّجَ بِهِ أئِمَّةٌ، ومَشَاهِيْرُ مِنْ أهْلِ العِلْمِ، وأسَاتِذَةُ الجَامِعَاتِ، وأعْيَانُ البِلادِ؛ ومَعَ هَذَا لَمْ يَكُنْ أحَدٌ يَسْتَطِيْعُ أنْ يَتَكَلَّمَ بَيْنَ يَدِيْه هَيْبَةً ووَقَارًا لِغَزَارَةِ عِلْمِهِ، وقُوَّةِ حُجَّتِهِ، وحِدَّةِ ذَكَائِهِ، ووُفُوْرِ عَقْلِهِ، وفَوْقَ هَذَا رَأى النَّاسُ مِنْ تَلامِيْذِهِ مَنْ نَاظَرَ ودَرَّسَ وأفْتَى فِي حَيَاتِهِ، فَأَكْرِمْ بِثِمَارٍ جَنَتْها يَدَاكَ بَعْدَ أنْ رَعَتْهَا عَيْنَاكَ!
* * *
وكَانَ رَحِمَهُ اللهُ عَظِيْمَ الحُرْمَةِ، وَافِرَ الجَلالَةِ، ذَا حُشْمَةٍ ووَجَاهَةٍ عِنْدَ السُّلْطَانِ، والأعْيَانِ، ومَعَ هَذَا أيْضًا لَمْ يَفْتَأ رَحِمَهُ اللهُ يَتَألَّفُ الغُرَبَاءَ ويُقَرِّبُهُم، ويتَلَطَّفُ بِهِم، حَتَّى صَارَ مِنْ أخِصَّاءِ تَلامِيْذِهِ بَعْضُ العَجَمِ، وكَانَ يَتَفَقَّدَهُم، ويَسْألُ عَنْ حَالِهِم، ولَقَدْ صَحِبَهُ ثُلَّةٌ مِنْ أهْلِ المَذَاهِبِ فَرَجَعُوا عَنْ مَذَاهِبِهِم لِمَا شَاهَدُوْهُ فِيْهِ مِنْ فَقَاهةِ النَّفْسِ، وفِقْهِ الشَّخْصِ عِنْدَ تَقْرِيْرِ الدَّلِيْلِ، وتَحْرِيْرِ التَّعْلِيْلِ، ومَا ذَاكَ إلاَّ أنَّ الدَّلِيْلَ دَلِيْلُهُ، والتَّعْلِيْلَ الصَّحِيْحَ أنِيْسُهُ!
كَمَا كَانَ رَحِمَهُ اللهُ مُتَوَاضِعًا فِي مَلْبَسِه ومَأكَلِهِ لا تَرَى عَلَيْهِ أثَرَ الفَارِهِيْنَ، أو لُبْسَةَ المُتَنَعِّمِيْنَ؛ بَلْ أثَرُ الزُّهْدِ عَلَيْهِ ظَاهِرٌ، وعَلامَةُ الخُشُوْعِ والتَّوَاضُعِ عَلَى قَسَمَاتِهِ سَافِرٌ!
* * *
وقَدِ اجْتَمَعَ حَوْلَهُ طَلَبَةُ العِلْمِ مِنْ كُلِّ فَوْجٍ عَمِيْقٍ، وقَصَدَهُ التَّلامِيْذُ مِنْ زَوَايَا الأرْضِ حَيْثُ بَنَى لَهُم المَسَاكِنَ والدُّوْرَ، وأجْرَى عَلَيْهِم الأمْوَالَ الكَثِيْرَةَ، والمَعَائِشَ الوَفِيْرَةَ ... حَتَّى غَدَتْ مَدِيْنَةُ "عُنَيْزَةَ" مَعْقَلاً للعِلْمِ والتَّعْلِيْمِ، فلْيَفْخَرْ أهْلُهَا عَلَى العَالَمِيْنَ؛ إذَا تَفَاخَرَتْ طَئٌ وتَمِيْمٌ!
* * *
أمَّا كُتُبُ الشَّيْخِ وتَصَانِيْفُه فَشَيءٌ آخَرَ، تَصْلُحُ أنْ تَكُوْنَ مَكْتَبَةً شَامِلَةً لغَالِبِ العُلُوْمِ الإسْلامِيَّةِ، والفُنُوْن المَعْرِفِيَّةِ، بَلْهَ قَدْ يَعْجَزُ البَلِيْغُ وَصْفَها، ويَتْعَبُ البَاحِثُ عَدَّهَا أو حَتَّى تَقَصِّيْها، فَلَيْسَ لأحَدٍ (كَائنًا مَنْ كَانَ) أنْ يَقِفَ عِنْدَ مُسَمَّيَاتِ كُتُبُهِ وتَوَالِيْفِه المَشْهُوْرَةِ المُتَدَاوَلَةِ، بَلْ للشَّيْخِ مِنَ الفَتَاوَى والرَّسَائِلِ العَامَّةِ والخَاصَّةِ مَا يَعْجَزُ الخَوَاصُ مِنْ تَقَصِّيْهَا.
فَقِفَا نَذْكُرُ كَشَّافَ أسْمَاءِ كُتُبِ شَيْخِنا مِمَّا يَقْطَعُ بِعُلُوِّ كَعْبِهِ، وغَزَارَةِ عِلْمِهِ، ونُبُوْغِ تَفَنُّنِهِ، وجِمَاعِ مَعَارِفِهِ ... مَا سَنَحَتْ بِهِ الذَّاكِرَةُ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ:
(يُتْبَعُ)
(/)
"القَوَاعِدُ المُثْلَى في صِفَاتِ اللهِ وأسْمَائِهِ الحُسْنَى"، و"عَقِيْدَةُ أهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَة"، و"فَتْحُ رَبِّ البَرِيَّةِ بتَلْخِيْصِ الحَمَوِيَّةِ"، و"تَقْرِيْبُ التَّدْمُرِيَّةِ"، و"مَجَالِسُ شَهْرِ رَمَضَانِ"، و"المَنْهَجُ لِمُرِيْدِ العُمْرَةِ والحَجِّ"، و"تَسْهِيْلُ الفَرَائِضِ"، و"شَرْحُ العَقِيْدَةِ الوَاسِطِيَّةِ"، و"القَوْلُ المُفِيْدُ شَرْحُ كِتَابِ التَّوْحِيْدِ"، و"الشَّرْحُ المُمْتِعُ شَرْحُ زَادِ المُسْتَقْنِعِ"، و"أصُوْلُ التَّفْسِيْرِ"، و"الأُصُوْلُ مِنْ عِلْمِ الأُصُوْلِ"، و"مَجْمُوْعُ فَتَاوَى ورَسَائِلِ الشَّيْخِ "، و"مُصْطَلَحُ الحَدِيْثِ"، وغَيْرُها الكَثِيْرُ مَا بَيْنَ كُتُبٍ وكُتَيِّبَاتٍ، ورَسَائِلَ وفَتَاوَى، وشُرُوْحٍ لِكَثِيْرٍ مِنْ كُتُبِ العِلْمِ، ومِنْ وَرَاءهَا ذَخَائِرُ عِلْمِيَّةٌ مُسَجَّلَةٌ ضِمْنَ شَرَائِطَ صَوْتِيَّةٍ، لَمْ تَزَلْ مُخَبَّأةً عَنْ كَثِيْرٍ مِنْ طُلابِ العِلْمِ ([3] ( http://www.islamlight.net/thiab/administrator/index2.php#_ftn3)) .
* * *
أمَّا طَرِيْقَةُ شَرْحِهِ ودُرُوْسِهِ فَهِي باخْتِصَارِ للاعْتِبَارِ: كَانَ رَحِمَهُ اللهُ سَهْلَ العِبَارَةِ قَوِيَّ الإشَارَةِ قَدْ أخَذَ بِنَاصِيَةِ اللُّغَةِ فِيْمَا يَقُوْلُ أو يَكْتُبُ، يُقَرِّبُ البَعِيْدَ ويُرَسِّخُ القَرِيْبَ، ولَهُ فِيْمَا يَقُوْلُ ويَشْرَحُ تَصْوِيْرٌ بَلِيْغٌ للمَسَائِل مِمَّا زَانَتْ بِه دُرُوْسُه وفَاقَتْ؛ حَيْثُ كَانَ حَرِيْصًا ومُكْثِرًا مِنْ تَقْرِيْبِ المَسَائِلِ وتَهْذِيْبِ الدَّلائِلِ للطُّلابِ مِنْ خِلالِ تَصْوِيْرِها بأمْثِلَةٍ سَهْلَةٍ يَفْهَمُها الجَمِيْعُ!
وكَانَ رَحِمَهُ اللهُ لا يَذْهَبُ لِمَسْألةٍ أو يَذْكُرُ حُكْمًا أو يُرَجِّحُ قَوْلاً إلاَّ بِدَلِيْلِهِ الشَّرْعِيِّ، وتَعْلِيْلِهِ المُعْتَبَرِ، فَكَانَ غَايَةً في تَذْلِيْلِ صِعَابِ المَسَائِلِ العَقَدِيَّةِ مِنْهَا والفِقْهِيَّةِ بالأمْثِلَةِ والمَعَانِي، ومَعَ هَذَا كَانَ يَأخُذُ بألْبَابِ الطُّلابِ الحَاضِرِيْنَ شَحْذًا وهِمَّةً وحُضُوْرًا فَقَلِيْلٌ مَا يَغْفَلُ الطَّالِبُ منَّا أو يَفْتُرُ في الدَّرْسِ أو الشَّرْحِ، فالشَّيْخُ لا يَسْأمُ في مَثَانِي دَرْسِه مِنْ مُشَارَكَةِ الطُّلابِ، فَمَرَّةً يَسْألُهُم، ومَرَّةًّ يَطْلُبُ مِنْهُم البُحُوْثَ وتَحْرِيْرَ بَعْضِ المَسَائِلِ، ومَرَّةً يَدْفَعُهُم للمُشَارَكَةِ في الدَّرْسِ حَثًّا مِنْهُ عَلَى تَعْوِيْدِهِم عَلَى الاسْتِنْبَاطِ، وهَكَذَا كَانَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ مُعَلِمًا ومُوَجِّهًا ومُرَبِّيًّا، وقَبْلَ ذَلِكَ كُلِّه كَانَ للطُّلابِ أبًا نَاصِحًا مُشْفِقًا!
فَكُلُّ مَا هُنَا (وهُنَاكَ) مِمَّا ذُكِرَ مِنْ شَمَائِلِ وسَجَايَا الشَّيْخِ العِلْمِيَّةِ والعَمَلِيَّةِ كَانَتْ مِنَ اللهِ تَعَالى مِنْحَةً ومِنَّةً أوَّلاً، ثُمَّ كَانَتْ تَأثُّرًا كَبِيْرًا بطَرِيْقَةِ شَيْخِه عَلاَّمَةِ القَصِيْمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ نَاصِرٍ السَّعْدِيِّ رَحِمَهُ اللهُ المُتَوَفَّي عَامَ (1376).
* * *
أمَّا وَفَاتُهُ: فَلا نَامَتْ أعْيُنُ الجُهَلاءُ، يَوْمَ نَعَى النَّاسُ مَوْتَ شَيْخِ الإسْلامِ وحَسَنَةِ الوَقْتِ العَالِمِ الرَّبَّانِيِّ، وعِنْدَهَا بَكَتْ عَلَيْهِ العُيُوْنُ بِأسْرِهَا، وحُقَّ لَهَا البُكَاءُ، وعَمَّ مُصَابُهُ جَمِيْعَ المُحِبِّيْنَ، فأَيُّ دَمْعٍ مَا سُجِمَ، وأيُّ رُكْنٍ مَا هُدِمَ، وأيُّ فَضْلٍ مَا عُدِمً؟!، يَالَهُ مِنْ خَطْبٍ مَا أعْظَمَهُ، ومُصَابٍ مَا أفْخَمَهُ!
فَلَيْتَ شِعْرِي!؛ لَوْ رَأيْتَنَا ونَحْنُ نَتَعَازَى؛ وكُلُّنَا مُصَابٌ، فَعِنْدَهَا سَتَعْلَمُ: أنَّ المُعَزِّيَّ هُوَ المُصَابُ؟!
وأيْمُ اللهِ!؛ ذَهَبَ حَسَنَةُ الوَقْتِ؛ والأمَّةُ بَعْدُ فَقِيْرَةٌ إلى عِلْمِه، أمَّا طُلاَّبُهُ فِي "عُنَيْزَةَ" فَلا تَسْألْ؟، فَحَسْبُهُمُ اللهُ ونِعْمَ الوَكِيْلُ، فَمَنْ لَهُمْ بَعْدَهُ غَيْرُ اللهِ؟، ومَنْ يَأْوِيْهِم بَعْدَهُ غَيْرُ اللهِ؟؛ كَأنَّهُم قَطِيْعُ شَاةٍ فِي أرْضٍ مُسْبِعةٍ شَاتِيَةٍ!
وكَأنِّي بأمْرِئِ القَيْسِ يَصِفُ أطْلالَهُم:
(يُتْبَعُ)
(/)
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُوْلِ فَحَوْمَلِ
تَرَى بَعَرَ الآرَامِ فِي عَرَصَاتِها وقِيعَانِها كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
وُقُوفًا بِها صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُمُ يَقُوْلُوْنَ: لا تَهْلَكْ أَسَىً وتَجَمَّلِ
فَدَعْ عَنْكَ شَيْئًا قَدْ مَضَى لِسَبِيلِهِ ولَكِنْ عَلَى مَا غَالَكَ اليَوْمَ أقْبِلِ
وَقَفْتُ بِها حَتَّى إذَا ما تَرَدَّدَتْ عَمَايةُ مَحْزُونٍ بِشَوْقٍ مُوَكَّلِ
وإنَّ شِفائِي عَبْرةٌ مُهْرَاقَةٌ فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
* * *
فَلَمَّا بَلَغَ هَذَا الشَّيْخُ الكَبِيْرُ مِنَ العُمْرِ أرْبَعَةً وسَبْعِيْنَ عَامًا قَامَ يُكَابِدُ وَقْتَئِذٍ الأمْرَاضَ والأوْصَابَ الآذِنَةَ بالرَّحِيْلِ والتِّرْحَالِ عَلَى ضَعْفٍ مِنْهُ واسْتِثْقَالٍ، يَوْمَ عَلِمَ أنَّ الَّذِي اعْتَرَاهُ مَرَضٌ اسْتَعْصَتْ أدْوَاؤُهُ عَلَى أرْبَابِ الطِّبِّ، وتَصَاغَرَتْ عِنْدَهُ هَيْمَنَةُ وكِبْرِيَاءُ عُظَمَاءِ الدُّنْيَا، ومُلُوْكِ الأرْضِ!، فَلا عِلاجٍ عَرَفُوْهُ، ولا سَبَبٍ أدْرَكُوْهُ ... إنْ هِيَ إلاَّ ظُنُوْنٌ لا فُنُوْنٌ، وحَالَ حِيْنَئِذٍ بَيْنَهُ وبَيْنَ العِلاجِ إيْمَانُهُ؛ يَوْمَ تَقَطَّعَتِ الأسْبَابُ، إلاَّ مِنْ رَبِّ الأرْبَابِ الرَّحِيْمِ التَّوَّابِ!
وفِي لَيْلَةِ الخَمِيْسِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَوَّالٍ لِعَامِ ألْفٍ وأرْبَعْمَائَةٍ وإحْدَى وعِشْرِيْنَ للهِجْرَةِ؛ حِيْنَ كَانَ الشَّيْخُ تَحْتَ العِنَايَةِ والعِلاجِ فِي أحَدِ المُسْتَشْفَيَاتِ الكَبِيْرَةِ فِي مَدِيْنَةِ جُدَّةَ؛ إذْ بالمُسْلِمِيْنَ يَتَلَقَّوْنَ خَبَرَ وَفَاتِهِ ... فإنَّا للهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُوْنَ!
* * *
فعِنْدَها تَسَامَعَ النَّاسُ بِأنَّ الصَّلاةَ عَلَى فَقِيْدِ الأمَّةِ وحَسَنَةِ الوَقْتِ، سَتَكُوْنُ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ بِمَكَّةَ شَرَّفَهَا اللهُ، وذَلِكَ عَصْرَ يَوْمِ الخَمِيْسِ مِنَ اليَوْمِ الثَّانِي مِنْ وَفَاتِه رَحِمَهُ اللهُ، (16/ 10/1421)، وبَعْدَ أنْ أشْرَقتْ شَمْسُ الخَمِيْسِ تَسَابَقَ النَّاسُ زَرَافَاتٍ ووُحْدَانًا رِجَالاً ورُكْبَانًا يَتَدَافَعُوْنَ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ، وقَدْ رَكِبُوا الصَّعْبَ والذَّلُوْلَ، لا يَلْوُنَ عَلَى أحَدٍ، ولا يَسْتَأخِرُوْنَ!
وكَأنِّي بالتَّمِيْمِيِّ قَدْ وَصَفَهُم بقَوْلِه:
لا يَسْألُوْنَ أخَاهُم حِيْنَ يَنْدُبُهُم فِي النَّائِبَاتِ عَلَى مَا قَالَ بُرْهَانَا
* * *
فَكَأنِّي بالطُّرُقَاتِ قَدْ ضَاقَتْ بِهِم، والمَسْجِدِ الحَرَامِ قَدِ ازْدَحَمَ بِهِم؛ حَتَّى أنَّكَ لا تَجِدُ مَوْضِعَ قَدَمٍ وَقْتَئِذٍ، ولِسَانُ حَالِهِم يَقُوْلُ: "بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ الجَنَائِزُ"، فأَكْرِمْ!
وفِي مِثْلِ هَذَا قَالُوا:
مَنْ شَاءَ بَعْدَكَ فَلْيَمُتْ فَعَلَيْكَ كُنْتُ أُحَاذِرُ
إنِّي وغَيْرِي لا مَحَا لَةَ حَيْثُ صِرْتَ لصَائِرُ
والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى رَسُوْلِه الأمِيْنِ
وكَتَبَهُ مُعَزِّيًا مُصَابًا
يَوْمَ الخَمِيْسِ قُبَيْلَ المَغْرِبِ السَّادِسُ عَشَرَ مِنْ شَوَّالٍ لِعَامِ ألْفٍ وأرْبَعْمَائَةٍ ووَاحِدٍ وعِشْرِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ عَلَى صَاحِبِها أفْضَلُ الصَّلاةِ، وأتَمُّ التَّسْلِيْمِ
(16/ 10/1421هـ)
ذِيَابُ بنُ سَعَدٍ آلِ حَمْدَانَ الغَامِدِيُّ
الطَّائِفُ
[/ URL]([1]) نَعَمْ؛ لَقَدْ تَسَارَعَ (للأسَفِ) بَعْضُ المُنْتَسِبِيْنَ للعِلْمِ فِي إخْرَاجِ سِيْرَةِ الشَّيْخَيْنِ ابنِ بَازٍ والعُثَيْمِيْنِ رَحِمَهُمَا اللهُ، تَحْتَ عَنَاوِيْنَ جَذَّابَةٍ، وطَبَاعَاتٍ خَلاَّبَةٍ زِيَادَةً فِي التَّدْلِيْسِ، ومَنْ أجَالَ النَّظَرَ فِي ما كَتَبَه هَؤلاءِ عَلِمَ أنَّ القَوْمَ لَمْ يُدْرِكُوا أبْجَدِيَّاتِ فَنِّ التَّرَاجِمِ والسِّيَرِ فَضْلاً عَنْ سُمُوِّ العِلْمِ ورُسُوْخِه، وأدَلُّ شَيْءٍ عَلَى ذَلِكَ مَا سَمِعْنَاهُ عَنْ بَعْضِهِم أنَّه لَمَّا سُئِلَ عَنِ الحَشْوِ الَّذِي حَشَرَ بِهِ كِتَابَيْهِ الكَبِيْرَيْنِ (!) الَّذَيْنِ لَيْسَ فِيْهِمَا إلاَّ قَصَاصَاتُ الجَرَائِدِ، وغَرَايِبُ النَّاسِ، وبَعْضُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أقْوَالِ الشَّاذِّيْنَ فِكْرِيًّا، قَالَ: أنَا لَمْ أُتَرْجِمْ تَرْجَمَةً عِلْمِيَّةً بِقَدْرِ مَا أرَدْتُ أنْ أرْصُدَ مَا قِيْلَ عَنِ الشَّيْخَيْنِ!، فإذَا أصْبَحَ "حَاطِبُ اللَّيْلِ" مُتَرْجِمًا لأهْلِ العِلْمِ الكِبَارِ؛ فَحَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أنْ يَرْجُمَ كُتُبَ المُتَرْجِمِ!
هَذَا إذَا عَلِمْنَا أنَّ أكْثَرَ أصْحَابِ هَذِه الكُتُبِ لا يَسْتَأخِرُوْنَ سَاعَةً فِي غَزْوِ المَكَاتِبِ الإسْلامِيَّةِ بكُتُبِهِم (التَّرْجَمَاوِيَّةِ) والشَّيْخُ بَعْدُ لَمْ يَمْضِ عَلَى وَفَاتِه شَهْرٌ أو شَهْرَانِ! فَهْلَ يَدُلُّ هَذَا عَلَى عِلْمٍ كَبِيْرٍ عِنْدَ القَوْمِ (المُتَرْجِمِيْنَ!)، أو أنَّهُم تَرْجَمُوا للشَّيْخِ قَبْلَ أنْ يَمُوْتَ؟!، فإنْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ (وهُوَ كَذَلِكَ) فَلَعَلَّهُم (واللهُ أعْلَمُ) يُتَاجِرُوْنَ لا يُتَرْجِمُوْنَ، أو لَعَلَّهُم صَرْعَى شُهْرَةٍ لا مُحَقِّقُو سِيْرَةٍ (عَيَاذًا باللهِ)!
( http://www.islamlight.net/thiab/administrator/index2.php#_ftnref1)([2]) وبَعْدَ سَنَةٍ تَقْرِيْبًا مِنْ كِتَابَتِي لِهَذِه الشَّذَرَاتِ عَنْ شَيْخِنا العُثَيْمِيْنَ رَحِمَه، وَجَدْتُ كِتَابًا حَافِلاً بتَرْجَمَةِ الشَّيْخِ العُثَيْمِيْنَ، وهِي لأحَدِ طُلابِ العِلْمِ الفُضَلاءِ مِمَّنْ لَهُم مَعْرِفَةٌ كَبِيْرَةٌ بالشَّيْخِ، وهَذَا مِمَّا زَادَ التَّرُجَمَةَ دِقَّةً وشُمُوْلاً لِحَيَاةِ وعِلْمِيَّةِ الشَّيْخِ، وذَلِكَ تَحْتَ عُنْوَانِ " ... " وهُوَ للأخِ الشَّيْخِ وَلِيْدٍ الزُّبَيْرِيِّ، فَجَزَاهُ اللهُ خَيْرًا.
[ URL="http://www.islamlight.net/thiab/administrator/index2.php#_ftnref3"]([3]) و» مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ لا يَشْكُرُ اللهَ «تَعَالى؛ فَقْدَ قَامَ مُؤخَّرًا طُلابُ الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللهُ بِرًّا بشَيْخِهِم، وحَقًّا لطُلابِه، ونَفْعًا للأمَّةِ أجْمَعَ في إخْرَاجِ هَذِه الذَّخَائِرِ المُخَزَّوْنَةِ في الأشْرِطَةِ العِلْمِيَّةِ الَّتي ألْقَاهَا الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ خِلالِ دُرُوْسِهِ ومَجَالِسِهِ وفَتَاوِيْه، حَيْثُ خَرَجَتْ مُؤخَّرًا مُفَرَّغَةً مَطْبُوْعَةً مُحَرَّرةً، تَحْتَ إشْرِافِ مُؤسَّسَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ العُثَيْمِيْنَ الخَيْرِيَّةِ، فَجَزَاهُم اللهُ خَيْرًا.
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 03:49]ـ
» ومَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ لا يَشْكُرُ اللهَ «تَعَالى؛ فَقْدَ قَامَ مُؤخَّرًا طُلابُ الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللهُ بِرًّا بشَيْخِهِم، وحَقًّا لطُلابِه، ونَفْعًا للأمَّةِ أجْمَعَ في إخْرَاجِ هَذِه الذَّخَائِرِ المُخَزَّوْنَةِ في الأشْرِطَةِ العِلْمِيَّةِ الَّتي ألْقَاهَا الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ خِلالِ دُرُوْسِهِ ومَجَالِسِهِ وفَتَاوِيْه، حَيْثُ خَرَجَتْ مُؤخَّرًا مُفَرَّغَةً مَطْبُوْعَةً مُحَرَّرةً، تَحْتَ إشْرِافِ مُؤسَّسَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ العُثَيْمِيْنَ الخَيْرِيَّةِ، فَجَزَاهُم اللهُ خَيْرًا»
رحم الله الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ... كانت وفاته فقداً للإسلام والمسلمين حيث إفتقده الجميع كأب ومعلم وموجه، وعزاؤنا أنه رحمه الله ترك إرثاً علمياً هائلاً وتراثا عظيما، أسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين، كما إن إنشاء مُؤسَّسَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ العُثَيْمِيْنَ الخَيْرِيَّةِ التي تحمل إسمه رحمه الله وتتعهد بحفظ ونشر إرثه العلمي ومواصلة أعماله في أوجه البر المختلفة، نسأل الله العلي القدير أن يكون فيها رفعة في درجاته إنه سميع مجيب.
ومن المراثي التي قيلت في الشيخ العثيمين رحمه الله بعد موته
مات العثيمين بحر العلوم واأسفي على بحور له طابت شواطيها
إن العثيمين مني حل منزلة من الفؤاد فدمع العين يبديها
هذه جموع الورى جاءت مفزعة تكفكف الدمع ثراً في مآقيها
هذا هو العز لا جمع الحطام ولاتشييد أبنية تعلو مبانيها
رحم الله الشيخ الجليل ورزقنا من يرفع رايته ويسير على منهاجه
وعوضنا عنه خيرًا، وإنا لله وإنا إليه راجعون،،
المحب للفقيد وعلمه
الفقير الى الله(/)
متى يكون العلم نافعاً؟ الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 12:35]ـ
نستقبل في هذه الأيام موسم الحصاد العلمي لأبنائنا وبناتنا، ولإخواننا من طلاب العلم، أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل ما يتعلمونه عوناً لهم على طاعة الله، وبصيرة لهم في دينهم، ورفعة وعزة لأمتهم الإسلامية، كما أسأله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقنا جميعاً التوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة.
إن طرائق الدراسة والامتحانات مما أطبقت عليه في الجملة الأمم كلها مؤمنها وكافرها، فما الذي يميز أمة الإسلام في هذا العلم على مختلف فروعه وتخصصاته؟
العلم الذي يتميز به المسلمون عن غيرهم هو علم الشرع:
إن العلم في منهاج الإسلام قسمان:
القسم الأول: علم شرعي، عماده الكتاب والسنة والإجماع وأقوال سلف الأمة، وهذا العلم مما تميزت به أمة الإسلام في كونه علم عقيدة وشريعة تشمل جميع نواحي الحياة، وفي كونه علماً نابعاً من مصادر صحيحة ثابتة لا يتطرق إليها شك، ولا يدخلها تحريف، ولا تأويل؛ لأن الذي جاء بها هو خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولأن الله تكفل بحفظ كتابه، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يبلغ البلاغ المبين؛ فبلغ، ووصلت سنته صلى الله عليه وسلم إلينا بجهود علماء الإسلام قديماً وحديثاً. وهذه العلوم التي تميزت بها أمة الإسلام تختلف جذرياً في هذا الباب عن علوم وكتب أهل الكتاب المحرفة فضلاً عن علوم الأمم الأخرى الوثنية، هذا هو القسم الأول الذي تميزت به أمة الإسلام، وبه تفخر، وبه عزتها، وبتطبيقه والعمل به رفعتها إنه العلم الشرعي الذي ليس لأحد من أهل الأرض مثله إلا أن يؤمن بما آمنوا به ويتبع سبيلهم.
أما القسم الثاني: فهو بقية العلوم غير الشرعية، العلوم المادية التي تتساوى فيها أمم الأرض متى ما أخذت بأسبابها، وهذه العلوم لابد فيها -في منهاج الإسلام- من أمرين حتى يتحول هذا العلم إلى علم مطلوب في أمة الإسلام:
أحدهما: أن يكون هذا العلم مفيداً غير ضار، وبهذا تخرج العلوم الضارة، أو العلوم التي لا فائدة منها على الإطلاق؛ لأن الانشغال بها مضيعة للوقت إن لم تكن مضرة.
الأمر الثاني: النية الحسنة بالنسبة لطالبه، وهذه النية مرتبطة بحاجة الأمة الإسلامية وضروراتها، وما يؤدي إلى استغنائها عن غيرها من الأمم، وهذه النية هي التي تحول تلك العلوم إلى علوم نافعة ينال أصحابها بها أجراً عند الله تبارك وتعالى، وبها تتحول جهودنا وما نبذله من أوقات ومال من أجل إغناء الأمة الإسلامية عن أن تحتاج إلى غيرها من الكفار عبادة، ويتحول هذا العلم في منهاج الإسلام إلى علم مطلوب ينال عليه أصحابه أجراً عند الله تبارك وتعالى.
وكل من العلم الشرعي أو العلم المادي -في منهج الإسلام- لابد فيه من نية صالحة تقوم على الإخلاص لله سبحانه وتعالى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي علمنا هذا، وهو الذي بلَّغ الشريعة، وهو الذي قال لأصحابه: (بلغوا عني ولو آية)، وهو الذي بعث البعوث، ونشر الرايات المجاهدة في سبيل الله، الداعية إلى الله تبارك وتعالى، لتشق طريقها في مشارق الأرض ومغاربها، وهو الذي أمر أحد الصحابة رضي الله عنهم أن يتعلم لغة غير اللغة العربية لما احتاج إلى ذلك، وهو الذي استفاد أيضاً من خبرة الفرس العسكرية في إحدى ميادين القتال، وليست هذه إلا نماذج، ولكن أحببت أن أشير إشارات، والأمر في ذلك يطول. وهنا سؤال: ما مقياس العلم الذي ينفع والذي لا ينفع في منهاج القرآن، من العلم الحديث الذي يوجد أكثره عند الكفار اليوم، ويظهر كثيراً من شبابنا وبعض مثقفينا؟ ومتى يكون العلم المادي نافعاً وصحيحاً؟ نقف ثلاث وقفات مع ثلاث آيات في كتاب الله تبارك وتعالى:
العلم الحديث يكون نافعاً إذا دل على الله وأورث خشيته:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقفة الأولى: قال الله تبارك وتعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر:27 - 28]. ففي هاتين الآيتين بيان لقدرة الله تعالى وكماله فيها، حيث يخلق الأشياء المتنوعة المختلفة من الشيء الواحد، وهو: الماء الذي ينزل من السماء، فيخرج به ثمرات مختلفاً ألوانها، فيها الأحمر والأبيض والأصفر والأسود إلى بقية الألوان! كما خلق تعالى الجبال مختلفة الألوان، بل خلق الناس والدواب والأنعام وهي مختلفة الألوان! وهذا خلق الله لا مدخل للبشر فيه، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [المؤمنون:14]. ثم قال تعالى في نهاية هذه الآية: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، قال ابن عباس ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000019&spid=127) : الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير، وهذه إشارة من ابن عباس ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000019&spid=127) إلى أن العلم المادي إذا دل على الله تبارك وتعالى يتحول إلى علم عبادة وطاعة، أي: أن علمهم بما في الكون والأنفس، وربطهم ذلك بالله تعالى القادر هو الذي يولد الخشية لله تعالى المقتضية لعبادته وحده لا شريك له.
قال ابن عباس ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000019&spid=127) رضي الله عنهما: العالم بالرحمن: من لم يشرك به شيئاً، وأحل حلاله، وحرم حرامه، وحفظ وصيته، وأيقن أنه ملاقيه، ومحاسب بعمله.
وعلى هذا فأي علم لا يوصل إلى الإيمان بالله، وخشيته وعبادته، فليس بعلم في الحقيقة، قال ابن كثير ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000161&spid=127) في هذه الآية: أي: إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة بالعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال، المنعوت بالأسماء الحسنى، أتم، والعلم به أكمل؛ كانت الخشية له أعظم وأكثر.
وبهذا الميزان يمكن أن توزن علوم الحضارة المعاصرة، هل قادت أصحابها إلى الإيمان بالله أم أنها ركزت في عقولهم غروراً؛ فتكبرت على ربها تبارك وتعالى، وصارت تحاربه بعلومها المادية ليلاً ونهاراً؟
الغاية من طلب العلم على مختلف فنونه هي عبادة الله عز وجل:
الوقفة الثانية: قال الله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [الزمر:9]، هل يستوي القانت المطيع لله ورسوله ومن أشرك بالله وجعل له أنداداً؟ إنهم لا يفهمون أبداً. وقد وصف هذا المطيع بأنه آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، هو بين الخوف والرجاء مع كثرة عمله وصلاحه، ثم قال تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9]. قال الإمام الطبري ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000300&spid=127) رحمه الله: يقول تعالى ذكره: قل -يا محمد- لقومك: هل يستوي الذين يعلمون ما لهم في طاعتهم لربهم من الثواب، وما عليهم في معصيتهم إياه من التبعات، والذين لا يعلمون ذلك فهم يخبطون في عشواء، لا يرجون بحسن أعمالهم خيراً، ولا يخافون بسيئها شراً؟ يقول: ما هذان بمستويين. ونقل القرطبي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000163&spid=127) رحمه الله عن بعض العلماء أنه قال: الذين يعلمون هم الذين ينتفعون بعلمهم ويعملون به، فأما من لم ينتفع بعلمه، ولم يعمل به فهو بمنزلة من لم يعلم. وهذا يشمل العلوم الشرعية وغيرها، ومن ثم فإن هذه الآية تدل على عدة أمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدها: أن العلم الذي لا يوصل إلى الله تعالى؛ فليس بعلم حقيقي مهما كان.
الثاني: أن العلم الصحيح هو ما نقل صاحبه إلى العمل على وفق شرع الله تبارك وتعالى رغبة فيما عند الله تعالى، وحذراً من عقابه.
الثالثة: أن غاية الحياة -ومنها: طلب العلم على مختلف فنونه وفروعه- هي عبادة الله تبارك وتعالى، وبهذا تضبط موازين الحياة.
الكفار يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون:
الوقفة الثالثة مع قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم:
الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ [الروم:1 - 5]. في هذه الآيات أخبر الله تعالى بنصر الروم على الفرس الوثنين الذين انتصروا عليهم أولاً، وفرح بذلك إخوانهم من مشركي مكة، فلما انتصر الروم فرح المؤمنون بذلك. قال القرطبي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000163&spid=127) رحمه الله تعالى: وقد ذكر الناس أن سبب سرور المسلمين بغلبة الروم، وهمهم أن تغلب؛ إنما هو أن الروم أهل كتاب كالمسلمين، وفارس من أهل الأوثان. قال النحاس ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000164&spid=127) : وقول آخر وهو أولى: أن فرحهم إنما كان لإنجاز وعد الله تعالى، إذ كان فيه دليل على النبوة؛ لأنه أخبر تبارك وتعالى بما يكون في بضع سنين فكان فيه. قال ابن عطية ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000160&spid=127) : ويشبه أن يعلل ذلك بما يقتضيه النظر من محبة أن يغلب العدو الأصغر؛ لأنه أيسر مئونة، ومتى غلب الأكبر كثر الخوف منه، فتأمل هذا المعنى مع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجاه من ظهور دينه، وشرع الله الذي بعثه به، وغلب فيه على الأمم، وإرادة كفار مكة أن يرميه الله بملك يستأصله ويريحهم منه.
وقيل: سرورهم إنما كان بنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن جبريل أخبر بذلك النبي عليه السلام يوم بدرٍ. قال تعالى بعد هذه الآيات: وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم:6 - 7]، أكثر الناس لا يعلمون، ولو بدا في الظاهر لدى عامة الناس أنهم علماء، وأنهم يعرفون الكثير من العلوم المتعلقة بالإنسان أو الأرض أو الفلك أو غير ذلك من العلوم، والسبب في ذلك أنهم كما قال الله تعالى: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).
وظاهر الحياة الدنيا محدود جداً، لا يستطيع البشر استقصاءه في حياتهم المحدودة، فنسبة علمهم كنسبة هذه الأرض إلى غيرها من الكواكب والمجرّات، وهذه الأرض والحياة منها ما هي إلا طرف صغير من هذا الوجود الهائل البعيد من ناحية الزمان والمكان. والكفار وصفوا بأنهم لا يعلمون إلا ظاهراً من الحياة الدنيا، وذلك لأمور:
أحدها: أن علومهم مادية سطحية، تتعلق بظاهر الحياة دون سننها الثابتة التي أرادها الله تعالى، فعلومهم مقطوعة عن خالقهم واهب هذه العلوم وخالقها ومقدرها، فلا يعرفون منها إلا قوانينها المادية البحتة، أما كيف جاءت؟ ولماذا جاءت؟ ومن الذي خلقها؟ فهذا كله هم عنه غافلون.
ثانياً: أنهم في خضم انشغالهم بعلومهم، ومعارفهم المادية، ومتابعتهم لتطورها في كل يوم نسوا قضية بدهية لابد أن يفكر فيها كل عاقل، ألا وهي: ما هي الغاية من خلق الوجود الإنساني؟ تأملوا حضارة عالمية كبرى، بلغت من التطور العلمي مبلغاً عجيباً، ومع هذا لا يعرف الفرد فيها الجواب الصحيح عن هذه الأسئلة البدهية: من الذين خلقني؟ ولماذا خلقني؟ وإلى أين المصير؟ وصدق الله إذا يقول عن الكفار مهما بلغ علمهم: أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ [الأعراف:179]، وأشهر متخصص في أي فن من الفنون العلمية المادية مادام لا يؤمن بالله على الوجه الحق فهو داخل في حكم هذه الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: غفلتهم عن الآخرة والوقوف بين يدي الله تعالى للجزاء والحساب، قال تعالى في ختام هذه الآية: وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم:7]، وإنكار الآخرة والبعث بعد الموت والغفلة عن ذلك يؤدي إلى اختلال عظيم في موازين الحياة الدنيا، وأي إنسان لا ينظر إلا إلى الحياة الدنيا فقط؛ فلابد أن يكون علمه سطحياً ناقصاً، ولا يمكن أن يتصور الحياة تصوراً صحيحاً بكل ما فيها من أحداث، وكل ما ينبثق منها من أمور.
أما المؤمن بالله واليوم الآخر فيختلف تماماً في ميزانه للأمور، وتعامله مع الحياة، ومقاييسه لها؛ حتى وهو يبني ويعمر، ويتقدم في علوم المادة؛ فهو يتعامل معها من خلال موازين وسنن ثابتة تربط الحياة الدنيا القصيرة الفانية بالحياة الأخرى الأبدية الباقية، وهذا هو الفرق بين ما تنتجه الأمة الإسلامية المؤمنة من حضارة، وما تنتجه حضارة العصر الكافرة من حضارة. وحين نقارن بين الأمتين في هذا المجال يتبين: أنه لا يمكن أن يلتقي إنسان يؤمن بالآخرة ويحسب حسابها مع آخر يعيش لهذه الدنيا وحدها، ولا ينتظر ما وراءها، لا يلتقي هذا وذاك في تقدير أمر واحد من أمور هذه الحياة، ولا قيمة واحدة من قيمها الكثيرة، ولا يتفقان في حكم واحد على حادث أو حالة أو شأن من الشئون، فلكل منهما ميزان، ولكل منهما زاوية للنظر، ولكل منهما ضوء يرى عليه الأشياء والأحداث والقيم والأحوال، هذا يرى ظاهراً من الحياة الدنيا، وذلك -أي المؤمن- يدرك ما وراء الظاهر من روابط، وسنن شاملة للظاهر والباطن، والغيب والشهادة، والدنيا والآخرة، والموت والحياة، والماضي والحاضر والمستقبل، وعالم الناس والعالم الأكبر الذي يشمل الأحياء وغير الأحياء. وهذا هو الأفق البعيد الواسع الشامل الذي ينقل الإسلام البشرية إليه، ويرفعها فيه إلى المكان الكريم اللائق بالإنسان. لا يمكن أن تلتقي حضارة تبنى على الإيمان بالله واليوم الآخر، وحضارة تقوم على الكفر بالله وعدم الإيمان بيوم الحساب.
يا طلاب العلم! أيها الدارسون! أيها المتعلمون في فنون المعرفة! إن الأمة الإسلامية تنتظر منكم علماً نافعاً يغنيها عن غيرها، تنتظر منكم أن تقوم هذه الأمة بعلمها الشرعي أولاً وبعلومها الأخرى، تنتظر منكم أن تتحول هذه الأمة إلى أمة كما عهدناها رافعة الرأس شامخة تقود الأمم ولا تقاد، ينظر إليها بعين الرفعة والمكانة، لا كما هو حالنا اليوم!
أسأل الله تبارك وتعالى أن يوقظ أمة الإسلام؛ حتى ترجع إلى دينها رجوعاً صحيحاً، وحتى تتعلم علومها على منهاج شرعي صحيح. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم ارفع شأن هذه الأمة الإسلامية.
اللهم إنا نسألك أن توفق كل طالب علم إلى منهاج سليم في حياته.
اللهم إنا نسألك الإيمان، والعلم النافع، والعمل الصالح.
اللهم إنا نسألك أن تحبب إلينا الإيمان، وأن تزينه في قلوبنا، وأن تكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن تجعلنا من الراشدين.
http://islamlight.net/almahmood/index.php?option=*******&task=view&id=12745(/)
شَيْخُ الطَّبَقَةِ " حُمُوْدُ العُقْلاء الشعيبي" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى الشيخ ذياب ال
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 12:44]ـ
شَيْخُ الطَّبَقَةِ
" حُمُوْدُ العُقْلاء الشعيبي"
رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى عَبْدِه ورَسُوْلِه الأمِيْنِ. أمَّا بَعْدُ:
فأشْكُرُ اللهَ تَعَالَى أنْ خَصَّنِي بكَبِيْرِ فَضْلِه، وعَظِيْمِ حِلْمِه؛ حَيْثُ أوْصَلَنِي بصِلاتٍ لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى؛ فَكَانَ مِنْها: قِرَاءةُ هَذا السِّفْرِ القَوِيْمِ، والعِلْمِ العَظِيْمِ المَزْبُوْرِ تَحْتَ مَجَامِيْعِ (فَتَاوَى ورَسَائِلِ) شَيْخِ الطَّبَقَةِ، وحَسَنَةِ الوَقْتِ، الشَّيْخِ الهُمَامِ، فَارِسِ المَنْقُوْلِ والمَعْقُوْلِ، فَضِيْلَةِ الشَّيْخِ العَلامَةِ: أبي عَبْدِ اللهِ حُمُوْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ العُقْلاءِ الشُّعَيْبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
فعِنْدَها؛ سِيْقَتْ إلَيَّ (رَسَائِلُهُ وفَتَاوَاهُ) رَجَاءَ النَّهْلَ مِنْ عِلْمِها، والثَّبَاتَ عَلَى فِعْلِها، لأتَفَيَّأ ظِلالَهَا، وأجْنِيَ ثِمَارَها؛ فَكَانَ ذَاكَ!
فحَمْدًا؛ حَيْثُ زُفَّتْ إلَيَّ هَذِه المَجَامِيْعُ فِي أثْوَابٍ حِسَانٍ، وعُقُوْدٍ جُمَانَ، قَدْ تَلألأتْ صَفَحَاتُها، وأضَاءتْ كَلِمَاتُها بنُوْرِ الوَحْيَيْنِ، ومَاءِ العَيْنَيْنِ، حَيْثُ تَضَوَّعَ مِسْكُها، وفَاحَ شَذَاهَا … لِذَا؛ كَانَ حَقًّا عَلَى المُؤْمِنِيْنَ أنْ يُسَلِّي بَعْضُهُم بَعْضًا بأنَّ الزَّمَانَ وَلاَّدُ، والأيَّامَ جِيَادُ … بعُلَمَاءَ أجِلاءَ، وأعْلامٍ نُبَلاءَ، كالشَّيْخِ العُقْلاءِ، في أيَّامٍ أظْلَمَ نَهَارُها، واغْبَرَّتْ سَمَاؤُها، فالحَمْدُ للهِ عَلَى بَقَاءِ الطَّائِفَةِ المَنْصُوْرَةِ، عَلَى رُغْمِ مُكَاثََرَةِ الطَّغَامِ، وفَسَادِ أهْلِ الزَّمَانِ!
* * *
أمَّا تَذْكِيْرُ بَعْضِ سِيْرَةِ شَيْخِ الطَّبَقَةِ، فَشَيْءٌ آخَرُ، لِمِثْلِه تُطْرَبُ الأسْمَاعُ، وتُعَطَّرُ المَجَالِسُ، وتُقَادُ نَجَائِبُ العِلْمِ، وتَنْجَرُّ سُلالَةُ سِيَرِ الصَّالِحِيْنَ.
فحَنَانَيْكَ حَنَانَيْكَ؛ لَوْ اسْتَقْبَلَ مُؤَرِّخُ الإسْلامِ (الذَّهَبِيُّ) خَبَرَ الخَالِفِيْنَ، لَمَا اسْتَأخَرَ سَاعَةً فِي ذِكْرِ (العُقْلاءِ) فِي أعْلامِ (سِيَرِهِ)، أو طِبَاقِ حُفَّاظِ (تَذْكِرَتِه)، فالعِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أهْلِه، ووَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ قَائِمُوْنَ حُجَّةً فِي كُلِّ زَمَانٍ!
فَلا يَهُوْلَنَّكَ مَا هُنَا؛ فالشَّيْخُ الشُّعَيْبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَالِمٌ عَامِلٌ، وزَاهِدٌ عَابِدٌ، ومُحَقِّقٌ مُدَقِّقٌ، ومُجَاهِدٌ رَبَّانِيُّ … فشُهْرَتُه تُغْنِي عَنِ الإطْنَابِ فِي ذِكْرِه، والإسْهَابِ فِي أمْرِه، فَقَدْ طَبَّقَ ذِكْرُه جَمِيْعَ الأمْصَارِ، وشَاعَ عِلْمُه فِي نَوَاحِي الدِّيارِ؛ لِذَا اسْتَغْنَيْنَا عَنِ التَّعْرِيْفِ بسِيْرَتِه [1] ( http://www.islamlight.net/thiab/administrator/index2.php#_ftn1).
* * *
فهُوَ البَحْرُ مِنْ أيِّ النَّوَاحِي جِئْتَه، والبَدْرُ مِنْ أيِّ الضَّوَاحِي أتَيْتَه، لَمْ يَرْضَ بغَايَةٍ، ولَمْ يُقْضَ لَهُ بنِهَايَةٍ، رَضَعَ العِلْمَ مُنْذُ فُطِمَ، وطَلَعَ الصُّبْحُ ليُحَاكِيَهُ فلُطِمْ، وَصَّلَ النَّهَارَ باللَّيْلِ دَائِبَيْنِ، واتَّخَذَ العِلْمَ والعَمَلَ صَاحِبَيْنَ؛ حتَّى لَحِقَ بالسَّلَفِ بِهُدَاه، وأنْأى الخَلَفَ عَنْ بُلُوْغِ مَدَاه.
فرَحِمَهُ اللهُ؛ كَمْ جَادَلَ أهْلَ زَمَانِه، وجَدَّلَ خُصُوْمَه فِي وَسَطِ مَيْدَانِه، وفَرَّجَ مَضَايِقَ البَحْثِ بأدِلَّةٍ قَاطِعَةٍ، ونَصَرَ أقْوَالَه فِي ظُلُمَاتِ الشُّكُوْكِ بالبَرَاهِيْنِ السَّاطِعَةِ، كأنَّ السُّنَّةَ عَلَى رَأسِ لِسَانِه، وعُلُوْمَ الأثَرِ مُسَاقَةٌ فِي حَوَاصِلِ جِنَانِه، وأقْوَالَ العُلَمَاءِ مَجْلُوَّةٌ نُصْبَ عَيَانِه فَمَا أسْبَقَ اسْتِحْضَارِه، ومَا أسْرَعَ إحْضَارِه!
فلا جَرَمَ أنَّه كَانَ فِي أرْضِ العُلُوْمِ حَارِثًا هَمَّامًا، وعَلَى مِنْبَرِ الحَقِّ مُنْذِرًا مِقْدَامًا!
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
فَقَدْ سَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ كَثِيْرَةٍ، وعَلَى رَأسِهِم: الشَّيْخُ الحَافِظُ المُفَسِّرُ الأُصُوْلِيُّ قُدْوَةُ الخَلَفِ وبَقِيَّةُ السَّلَفِ مُحَمَّدُ الأمِيْنِ الشِّنْقِيْطِي رَحِمَهُ اللهُ، وكَذَا سَلِيْلُ الدَّعْوَةِ السَّلَفِي الفَقِيْه نَاصِرُ السُّنَّةِ، وقَامِعُ البِدْعَةِ مُحَمَّدُ بنُ إبْرَاهِيْمَ آلُ الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللهُ، فَحَسْبُك بِهِما مِنْ إمَامَيْنِ: فَهَمُا السَّمْعُ والبَصَرُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ بَرَعَ الشَّيْخُ الشُّعَيْبِيُّ فِي العَقِيْدَةِ، والفِقْهِ، والتَّفْسِيْرِ، والنَّحْوِ، والأُصُوْلِ، والخِلافِ، فِي حِيْنَ كَانَ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً، قَوَّالاً بالحَقِّ، نَاهِيًا عَنِ المُنْكَرِ، مُجاهِدًا فِي ذَاتِ اللهِ بنَفْسِه، ويَدِه، ولِسَانِه.
كَمَا تَتَلْمَذَ عَلَيْه شُيُوْخُ العَصْرِ، ووُجَهَاءُ المِصْرِ، مَا يَقْضِ بإمَامَتِه وإجْلالِه، فَكَانَ حَقًّا شَيْخَ الطَّبَقَةِ، كَمَا كَانَ لَهُ وَجَاهَةٌ وإجَابَةٌ عِنْدَ العَامَّةِ والخَاصَّةِ، وهَيْبَةٌ وإمَامَةٌ عِنْدَ الرَّاعِي والرَّعِيَّةِ، ورِضَىً وقَبُوْلٌ عِنْدَ القَاصِي والدَّانِي!
* * *
فأمَّا كُتُبُه فَهِي أشْهَرُ مِنْ أنْ تُذْكَرَ؛ فَقَدْ سَارَتْ مَسِيْرَ الشَّمْسِ فِي الأقْطَارِ، وامْتَلأتْ بِهَا البَلادُ والأمْصَارُ، فَمَنْ نَظَرَ فِيْها لا سِيَّمَا "مُخْتَصَرُ عَقِيْدَةِ أهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ"، و"البَرَاهِيْنُ القَاطِعَةُ عَلَى حَتْمِيَّةِ الإيْمَانِ باللهِ والدَّارِ الآخِرَةِ"، و"القَوْلُ المُخْتَارُ فِي حُكْمِ الاسْتِعَانَةِ بالكُفَّارِ" وغَيْرُهُا؛ عَلِمَ أنَّ الشَّيْخَ قَدْ رُزِقَ حِفْظًا وَاسِعًا، وفَهْمًا وَافِرًا، لكَأنَّه يَنْزَعُ مِنْ صَخْرٍ، ويَنْهَلُ مِنْ بَحْرٍ!
أمَّا فَتَاوَاه، ورَسَائِلُه؛ فَقَدْ سَارَ بِهَا الرُّكْبَانُ، وطَارَتْ بِلا جَنَاحَيْنِ، كَمَا أنَّها سَابَقَتِ الزَّمَانَ، وسَادَتِ المَكَانَ، تَرِدُ إلَيْه الفَتَاوَى ولا يَرِدُهَا، وتَفِدُ عَلَيه فيُجِيْبُ عَلَيْها بأجْوِبَةٍ كَأنَّه كَانَ قَاعِدًا لَهَا يُعِدُّها!
* * *
وأمَّا مَاجَرَيَاتُ هَذَا الإمَامِ فَكَثِيْرَةٌ عَدِيْدَةٌ، فَلَمْ يَظْهَرْ فِي ذَلِكَ لِمُعَانِدِيْه فِيْمَا ادُّعِيَ به عَلَيْه بُرْهَانٌ، غَيْرُ تَنْكِيْدَاتٍ رَسَخَتْ فِي القُلُوْبِ مِنْ ثَمَرَاتِ الشَّنَآنِ، وحُبِّ السُّلْطَانِ، وقُصَارَى ذَلِكَ أنَّه اتُّهِمَ وأوْذِيَ فِي غَيْرِ مَا يُعَابُ بِه ويُشَانُ.
وهَذَا كُلُّه مِنْ فَسَادِ أهْلِ الزَّمَانِ؛ حَيْثُ تَصَدَّى له: إمَّا جَاهِلٌ يَدَّعِي أنَّه عَالِمٌ، أو مُنَافِقٌ يَدَّعِي أنَّه نَاصِحٌ، فَقَدْ أوْذِيَ رَحِمَهُ اللهُ؛ حَتَّى أعْلَى اللهُ مَنَارَه، وجَمَعَ قُلُوْبَ أهْلِ الحَقِّ عَلَى مَحَبَّتِه، والدُّعَاءِ لَه، وكَبَتَ أعْدَاءهُ، فَهُو أكْبَرُ مْنَ أنْ يُنَبِّهَ عَلَى سَيْرَتِه مِثْلِي!
* * *
وهَكَذَا؛ مَا زَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ رَافِعًا رَأسًا فِي العِلْمِ والتَّعْلِيْمِ، والدَّرْسِ والتَّدْرِيْسِ، مُنْقَطِعَ النَّظِيْرِ، مَعَ مَا يُمْلِيْه مِنَ الرَّسَائِلِ والفَتَاوَى هُنَا وهُنَاكَ ... حَتَّى إذَا أزِفَتِ الآزِفَةُ، وأقْبَلَتِ الفِتَنُ فِي مَسَارِبَ مُهْلِكَةٍ، مُنْقَادَةً لتُعِيْدَها حَرْبًا صَلِيْبِيَّةً عَلَى الإسْلامِ والمُسْلِمِيْنَ فِي بِلادِ أفْغَانِسْتَانَ، بأمْرٍ مِنْ إمْرِيكا وحُلَفَائِها، وتَعَاوُنٍ سَافِرٍ مِنْ (مُتَأسْلِمَةِ) العَصْرِ، حُكَّامًا كَانُوا أو مَحْكُوْمِيْنَ، فَعِنْدَها بَرَدَ الحَقُّ، ومَرَدَ البَاطِلُ، وسَكَتَ أكْثَرُ العُلَمَاءِ، ونَطَقَتِ الرُّوَيْبِضَاتُ، كُلُّ ذَلِكَ تَحْتَ أصْوَاتِ العِلْمَانِيِّيْنَ، وصَرِيْفِ أقْلامِ الإعْلامِيِّيْنَ، فَكَانَ اللَّتَيَّا والَّتِي ... حَتَّى إذَا سَكَنَ اللَّيْلُ بظَلامِهِ، ورَفْرَفَ البَاطِلُ بأعْلامِه؛ جَاءَ الشَّيْخُ الشُّعَيْبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ مُزَمْجِرًا فِي وُجُوْهِ الأعْدَاءِ بصَوْتِه، ضَارِبًا البَاطِلَ بِكُلِّ قُوَّتِه، كَاشِفًا أقْنِعَةً خَرْقَاءَ بصَوْلَتِه … حَيْثَ كَشَفَ زَيْفَ الضَّلالَةِ، بحُجَجٍ رَوَاسِخَ، فأقْدَمَ حِيْنَها إذْ كَانَ فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
الإقْدَامِ أخْطَارٌ، وبَرَزَ للنِّزَالِ حَيْنَ وَلَّى الفُرْسَانُ بالفِرَارِ، فَكَانَ مِنْه رَحِمَهُ اللهُ الثَّبَاتُ والإقْدَامُ فِي رَفْعِ أعْلامِ الحَقِّ، وتَسْوِيْقِه فِي زَمَنٍ كَسَدَ طُلابُّه، وخَافَه جُلابُه!
فَدُوْنَكَ مَا كَتَبَهُ الشَّيْخُ (رَحِمَهُ اللهُ) فِي مَجَامِيْعِه هَذِه لِتَرَى بأمِّ عَيْنَيْكَ مَا أرَى، ولتَعْلَمَ أنَّ الحَقَّ لَهُ رِجَالاتٌ لا تُلْهِيْهِم مَنَاصِبُ سُلْطَانِيَّةٌ، ولا ظُنُوْنٌ شَيْطانِيَّةٌ، فَرَحِمَ اللهُ الشَّيْخَ إذْ لَمْ يَفْتَأ يُنَافِحُ عَنِ الحَقِّ حَتَّى آخِرَ حَيَاتِه، و"الأعْمَالُ بالخَوَاتِيْمِ"، و"يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْه"، واللهُ حَسِيْبُه!
* * *
حَتَّى إذا كَانَ لَيْلَةُ السَّبْتِ لخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةِ ألْفٍ وأرْبَعْمائةٍ واثْنَتَيْنِ وعِشْرِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ عَلَى صَاحِبِها أفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، فَارَقَ الشَّيْخُ الدُّنْيا بَعْدَ سِتَّةٍ وسَبْعِيْنَ سَنَةٍ مَدِيْدَةٍ، قَضَاهَا بَيْنَ عُلُوْمٍ مُفِيْدَةٍ، وأعْمَالٍ مَشِيْدَةٍ؛ تَارِكًا وَرَاءه كُنُوْزًا عِلْمِيَّةً، وسِيْرَةً مَرْضِيَّةً؛ فرَحِمَهُ اللهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً، ورَفَعَ ذِكْرَه فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ، ونَفَعَ بعُلُوْمِه وفَتَاوَاه، وبَلَّ بالرَّحْمَةِ مَثْوَاه، وجَعَلَ جَنَّةَ الفِرْدَوْسِ مَأوَاه، آمِيْنُ!
والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى رَسُوْلِه الأمِيْنَ، وعَلَى آلِهِ، وصَحْبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُ إلى يَوْمِ الدِّيْنِ
تَمَّتْ كِتَابَتُه في عَصْرِ اليَوْمِ العِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعِ الأوَّلِ لعَامِ ألْفٍ وأرْبَعْمائة وأرْبَعَةَ عَشَرَ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ
وكَتَبَهُ
ذِيَابُ بنُ سَعْدٍ آلُ حَمْدَانَ الغَامِدِيُّ
الطَّائِفُ
(20/ 3/1424)
[1] ( http://www.islamlight.net/thiab/administrator/index2.php#_ftnref1) ـ لَقَدْ كُتِبَتْ رَسَائِلُ، ومَقَالاتٌ فِي سِيْرَةِ الشَّيْخِ حُمُوْدِ الشِّعَيْبِي رَحِمَهُ اللهُ فكَانَ مِمَّا وَقَعَ فِي يَدِي مَا سَطَّرَه أخِي الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الجِفْنُ حَفِظَه اللهُ؛ حَيْثُ ذَكَرَ سَيْرَتَه ذِكْرًا وَافِيًا، مِمَّا يُشَجِّعُ عَلَى مُطَالَعَتِه ومُذَاكَرَتِه، تَحْتَ عُنْوَان "إيْنَاسِ النُّبَلاءِ فِي سَيْرَةِ شَيْخِنا العُقْلاء" فَجَزَاهُ اللهُ خَيْرًا!
المصدر:
http://www.islamlight.net/thiab/index.php?option=*******&task=view&id=4529&Itemid=7
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 02:20]ـ
رحم الله تلك العظام و حرم ذلك الوجه على النار
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 02:28]ـ
رحم الله شيخ المجاهدين رحمة واسعة.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 03:32]ـ
هل رد الشيخ حمود العقلاء - رحمه الله تعالى - على الشيخ محمد خليل الهراس - رحمه الله تعالى - حول مسائل في شرحه على العقيدة الواسطية موجود، يرجى الإفادة بارك الله فيكم؟
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 09:01]ـ
هل رد الشيخ حمود العقلاء - رحمه الله تعالى - على الشيخ محمد خليل الهراس - رحمه الله تعالى - حول مسائل في شرحه على العقيدة الواسطية موجود، يرجى الإفادة بارك الله فيكم؟
ورد على الشيخ هراس في شرحه الأول على الواسطية، وقد فقده، كتبه على حلقات في صحيفة تعرف آن ذاك بصحيفة القصيم.
http://www.al-oglaa.com/?section=subject&SubjectID=13 (http://www.al-oglaa.com/?section=subject&SubjectID=13)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 07:53]ـ
يا اخوان
ماذا عن شرح الشيخ للطحاوية هل أجده مفرغا في غير موقعه فلم استطع تحميله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 08:15]ـ
أحسنت أخي أبا نذر على سوق هذه المقطوعة الأدبية الضافية في وصف الشيخ ورثائه ..
والله المستعان على كون الشيخ منسيّ السيرة .. مع جلالة قدره
وعليه التكلان سبحانه وتعالى
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 09:13]ـ
رحمة الله على الشيخ العلامة حمود و اسكنه الجنه اللهم امين
ولكن هل ادينا الامانه و تابعنا منهجه و طريقه؟؟؟
في الدعوه و النصح و الثبات على الحق
بارك الله في جهودكم
و اثابكم الجنه
نطالب الجميع عدم التقصير في الدعوه الى الحق و الثبات و الصبر والمجاهده على ذلك
كما كان سلفكم رحمهم الله تعالى
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 01:19]ـ
يا اخوان
ماذا عن شرح الشيخ للطحاوية هل أجده مفرغا في غير موقعه فلم استطع تحميله
تفضل أخي الكريم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=65 509&d=1238024152 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=65 509&d=1238024152)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 01:57]ـ
أحسنت أخي أبا نذر على سوق هذه المقطوعة الأدبية الضافية في وصف الشيخ ورثائه ..
والله المستعان على كون الشيخ منسيّ السيرة .. مع جلالة قدره
وعليه التكلان سبحانه وتعالى
أحسن الله اليك و رحم الله الشيخ و جميع المشايخ رحمة واسعة
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 06:37]ـ
تفضل أخي الكريم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=65 509&d=1238024152 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=65 509&d=1238024152)
جزاك الله خيرا اخي العزيز
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 08:16]ـ
امين و بارك الله فيك(/)
هل القول بتوحيد الحاكمية يعد (بدعة) وهل سيد قطب أول من أحدث (توحيد الحاكمية)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 01:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ... أما بعد.
أيها المباركون عندي سؤال مهم:
لاشك أن أقسام التوحيد المتفق عليها بين أهل العلم هي ثلاثة 1: توحيد الألوهية. 2: توحيد العبادة. 3: توحيد الأسماء و الصفات.
وهناك من زاد قسما آخرا وهو: توحيد الحاكمية، ونسب هذا التقسيم إلى سيد قطب - رحمة الله - وقيل إن هذا القسم محدث وبدعة.
الذي بدا لي - و الله أعلم - أنه تقسيم صحيح،و أصله موجود في القرآن الكريم. قال الله تعالى (إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين) الآية.
وقال (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) الآية.
قال بعض أهل العلم (إن من يقول بتوحيد الحاكمية، ويناضل من أجله يعد تكفيريا خارجيا) وقال (إن سيد قطب أول من أحدث قسم توحيد الحاكمية ويريد من خلاله تكفير الحكام و المجتمعات) وغيره من الأقوال.
ما رأيكم في هذا الكلام؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 01:36]ـ
/// لو كان أصل التَّقسيم -لأجل التَّقسيم- مبتدعًا لكان تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام مبتدعًا أيضًا.
/// ولا مشاحة في التَّقسيم العلمي العقلي للمسائل، بالتقسيم الثلاثي أوالثنائي .. الخ.
/// ولكن! ما الحاجة إلى هذا القسم (الحاكميَّة)؟ وهو داخل ضمنًا تحت توحيد الألوهيَّة؟
/// ألأجل تخصيص شيءٍ ممَّا قد يندرج تحته تأكيدًا على أهميَّته بسبب بلوى الأمَّة به في هذا العصر أكثر من غيره؟
...............
• تنبيه: ولو جعلنا (توحيد الحاكمية) قسماً رابعاً من أقسام التوحيد! وهو وجهة نظر، فيها نظَر! لأنَّه خلاف المشهور، ولأنَّه فرد من أفراد توحيد الألوهية = أقول: ولو جعلناه قسماً رابعاً لقلنا إنَّ مشركي العرب - وغيرهم كاليهود - كانوا واقعين أيضاً في شرك الحاكمية.
/// وأمَّا إطلاق القول بـ (إن من يقول بتوحيد الحاكمية، ويناضل من أجله يعد تكفيريا خارجيا) وقال (إن سيد قطب أول من أحدث قسم توحيد الحاكمية ويريد من خلاله تكفير الحكام و المجتمعات)
فإطلاقٌ غير صحيحٍ، وحكم غير مصيب.
/// وليس كل من وافق سيِّد قطب في أمرٍ التزم بلازمه -إن كان ذلك اللَّازم ثابتًا-، فليتأمَّل.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 01:40]ـ
/// لو كان أصل التَّقسيم -لأجل التَّقسيم- مبتدعًا لكان تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام مبتدعًا أيضًا.
/// ولا مشاحة في التَّقسيم العلمي العقلي للمسائل، بالتقسيم الثلاثي أوالثنائي .. الخ، ولكن ما الحاجة إلى هذا القسم (الحاكميَّة) وهو داخل ضمنًا تحت توحيد الألوهيَّة .. ألأجل تخصيص شيءٍ ممَّا قد يندرج تحته تأكيدًا على أهميَّته بسبب بلوى الأمَّة به في هذا العصر أكثر من غيره؟
أحسن الله إليك يا أبا عاصم.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 02:00]ـ
ان أقسام التوحيد المتفق عليها بين أهل العلم ليس كما قلت اخي بل هي:
1: توحيد الربوبية. 2: توحيد الألوهية {العبادة}. 3: توحيد الأسماء و الصفات
الشيخ عبد الله الغنيمان:
حقيقة توحيد الحاكمية
ما رأيكم في إنكار توحيد الحاكمية، وهل إفراده بقسم مستقل خروج عن مذهب السلف، وفي أي أنواع التوحيد يدخل هذا القسم؟.
الحمد لله توحيد الحاكمية، لا يجوز إنكاره، فهو نوع من أنواع التوحيد، ولكنه داخل في توحيد العبادة بالنسبة للحاكم نفسه كشخص، أما بالنسبة له فهو يعني: التوحيد، فهو داخل في توحيد الربوبية، لأن الحاكم هو الله تعالى.
فيجب أن يكون الرب المتصرف هو الذي له الحكم فهو يكون داخلاً في توحيد الربوبية من حيث الحكم والأمر والنهي والتصرف، أما من حيث التطبيق والعمل فالعبد مكلف باتباع حكم الله فهو من توحيد العبادة من هذه الجهة.
وجعله قسماً رابعاً ليس له وجه، لأنه داخل في الأقسام الثلاثة، والتقسيم بلا مقتضى يكون زيادة كلام لا داعي له، والأمر سهل فيه على كل حال، إذا جعل قسماً مستقلاً فهو مرادف، ولا محذور فيه.
الشيخ محمد السحيم:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل من يقول من أن التوحيد أربع أقسام منها توحيد الحاكمية يكون خارجاً عن مذهب السلف كما يقول البعض؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد.
فالتوحيد على أنواع: وهذه الأنواع إنما ثبتت من خلال الاستقراء والتتبع. بمعنى ليس هناك نص من كتاب وسنة على أن التوحيد قسمين أو ثلاث أقسام لكن بالتتبع والاستقراء أمكن التقسيم إلى قسمين أو ثلاثة.
والتقسيم الذي قسمه السلف إلى ثلاثة أقسام إنما هو بالتتبع والاستقراء من الكتاب والسنة، وهو شامل لكل ما يندرج تحت التوحيد من أنواع، وتوحيد الحاكمية إذا نظر فيه الباحث يجد أنه يتكون من قسمين القسم الأول ما يتعلق بتقدير الحكم الكوني وتشريع الحكم الشر عي وهذا داخل تحت توحيد الربوبية. وهذا من فعل الرب سبحانه، وهو المشرع وحده، وتعالى قال تعالى: (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) وقال سبحانه وتعالى منكرا على من جعل للبشر حق التشريع فقال: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ).
القسم الثاني: وهو ما يتعلق باستجابة العباد للحكم الكوني والشرعي لله رب العالمين وتحاكمهم إلى شرعه ورضاهم به قال تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) فالتحاكم من العباد عبادة لا يجوز صرفها لغير الله، وهو من إفراده سبحانه وتعالى بالعبادة في التحاكم إلى شرعه، وهذا داخل تحت توحيد الألوهية.
فأنت ترى أن تقسيم السلف رحمهم الله قد استوعب كل ما يندرج تحت هذا التقسيم من أنواع، والاكتفاء بما ورد عن السلف أولى.
لكن هذه المسألة لا ينبغي أن تكون من ضوابط التكفير والتفسيق والتبديع لأنها مسألة علمية، ولو قسم التوحيد باحث أو عالم إلى أي تقسيم آخر شريطة أن لا يتضمن باطلا أو يترك حقا - فلا إشكال في ذلك.
أما إذا قسمه إلى أقسام تتضمن بعض الباطل أو تترك بعض الحق فهنا يبين الحق كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عندما نقد تقسيم المتكلمين التوحيد إلى ثلاثة أقسام وأهملوا توحيد الألوهية فبين الحق في ذلك.
وخلاصة الكلام. أن تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام أفضل تقسم وأوضحه وأجمعه. لكن لو قسم بغير هذا التقسيم لما كان فيه بأس
وانظر كلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية وكذا كلام ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية حول تقسيم الصوفية للتوحيد، وهو تقسيم مردود. والله تعالى أعلم
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 02:46]ـ
فائدة:
زاد بعض أهل العلم - رحمهم الله تعالى - نوعاً آخر وهو توحيد المتابعة: وهو أن نفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاتباع، فلا نتبع إلا إياه اتباعاً صادقاً.
أسأل الله عزوجل أن يرزقنا اتباعه عليه الصلاة والسلام.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 03:01]ـ
هذه بعض أقوال أهل العلم في المسألة
-الشيخ أحمد نجيب
السؤال:
سمعنا كثيراً في السنوات الأخيرة عن مصطلح (توحيد الحاكمية) فما حقيقة هذا التوحيد؟ و ما حكم استعمال هذا المصطلح في الطرح الإسلامي المعاصر؟
الجواب:
أقول مستعيناً بالله تعالى:
لفظ (الحاكميّة) من الألفاظ المولّدة القائمة على غير مثال سابق في اللغة العربية، و أول من استخدمها في خطابه السياسي و الديني هو العلامة الهندي الشهير أبو الأعلى المودودي، ثم أخذها عنه الأستاذ سيد قطب رحمهما الله فبثها في كتاباته كمَعْلَم من معالم العمل الإسلامي الذي جاد بنفسه في الدعوة إليه و التركيز عليه.
هذا عن أصل استعمال (الحاكمية) كلفظٍ في لغة العرب، و قد أصبحت مرادفة للحكم في اصطلاح كثير من المتأخرين، و إذا وقف الأمر عند حد إطلاق هذا المصطلح على المراد الشرعي منه، و هو إفراد الله بالتحكيم و التشريع فلا بأس في ذلك إذ لا مشاحّة فى الاصطلاح كما هو مقرر عند الأصوليين.
(يُتْبَعُ)
(/)
و ممّا لا خلاف فيه بين الموحدين قاطبةً وجوب توحيد الله تعالى في التحكيم و الرد إلى شريعته المحكمة المنزلة في كتابه المبين، و سنة نبيّه خاتم المرسلين صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم، قال تعالى: (و لا يشرك في حكمه أحداً) و في قراءة ابن عامر، و هو من القراء السبعة: (و لا تُشرك في حكمه أحداً)، و قال سبحانه: (ألا له الخلق و الأمر)، و قال أيضاً: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون).
فمن أعطى حق التشريع أو الحكم فيما شجر بين الخلق لغير الخالق أو أقر بذلك أو دعا إليه أو انتصر له أو سلّم به دونما إكراهٍ فقد أشرك بالله شركاً أكبر يخرجه من ملة الإسلام، و العياذ بالله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [في منهاج السنّة النبويّة: 5/ 130]: (و لا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر، فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير اتّباع لما أنزل الله فهو كافر فإنه ما من أمة إلا و هي تأمر بالحكم بالعدل، و قد يكون العدل في دينها ما يراه أكابرهم ... فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز لهم الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله منهم كفار).
و قال العلاّمة الشنقيطي رحمه الله [في أضواء البيان: 7/ 162]: (الإشراك بالله في حكمه و الإشراك به في عبادته كلها بمعنى واحد لا فرق بينهما ألبتة، فالذي يتبع نظاماً غير نظام الله، و تشريعاً غير تشريع الله، و من كان يعبد الصنم، و يسجد للوثن لا فرق بينهم ألبتة؛ فهما واحد، و كلاهما مشرك بالله).
و قال رحمه الله أيضاً [في أضواء البيان: 7/ 169]: (لما كان التشريع و جميع الأحكام؛ شرعية كانت أو كونية قدرية، من خصائص الربوبية، كما دلت عليه الآيات المذكورة، كان كل من اتبع تشريعاً غير تشريع الله قد اتخذ ذلك المشرِّع رباً، و أشركه مع الله).
و خلاصة ما بينه رحمه الله تعقيباً على الآيات البينات التي سقناها آنفاً يوجزه قوله: (إن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله مشركون بالله).
و ليس بعيداً عنه قول مفتى الديار السعودية في زمنه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: (أما الذي جعل قوانين بترتيب و تخضيع فهذا كفر و إن قالوا أخطأنا و حكم الشرع أعدل؛ فهذا كفر ناقل عن الملة).
و للمشائخ المعاصرين حفظ الله حيهم و نفع به و رحم ميتهم و أجزل مثوبته من الكلام في وجوب توحيد الله في الحكم و التشريع، و تسمية العدول عنه شركاً، و الحكم على صاحبه بالكفر الأكبر الناقل عن الملة الشيء الكثير مما لا يسمح المقام بتتبعه و سرده مطولاً، و من أراد التوسع فعليه بفتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله و رسائله، و بخاصة رسالة نقد القومية العربية.
قلت: و إذا تقرر وجوب إفراد الله بالتحكيم و أن من الكفر الأكبر أن يُشرَكَ في حكمه أحدٌ من خلقه سواءً كان ملكاً أو رئيساً أو سلطاناً أو زعيماً أو مجلساً تشريعياً أو سلطةً مدنية أو عسكرية أو فرداً من العامة أو الخاصة أو غير ذلك، و أن ذلك مما أجمعت عليه الأمة، و لا يسوغ لأحد أن يخالف أو يجادل فيه، فلن يكون للخلاف حول إطلاق مصطلح (توحيد الحاكمية) أو عدمه أثر في الواقع، و لا داعي للانشغال بتقرير هذا التوحيد كقسمٍ رابع من أقسام التوحيد المعروفة، أو رده إلى الأقسام الأخرى، و خاصة توحيد الربوبية و توحيد الألوهية.
بل يجب أن يبقى الأمر في دائرة المصطلحات السائغة التي لا مشاحة فيها لأحد، مع التسليم بجدوى التقسيم إذا كان فيه مصلحة معتبرة لطالب العلم كتسهيل دراسته و تحصيله، أو لضرورة تنبيه الناس إلى ما غاب عنهم أو انشغلوا عنه بغيره من أبواب العلم و العمل.
فإن أبى من جمد على تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام إلا أن يبدّع من خالفه في هذا التقسيم و يغمز قناته بإطلاق لسانه بثلبه أو نبذه بالتحزب و الخروج و نحو ذلك؛ قلنا له: من أين لك أن تقسيم التوحيد إلى قسمين أو ثلاثة مرده إلى الكتاب أو السنة أو هدي سلف الأمة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إن اعتُرض على توحيد الحاكمية كاصطلاح و ليس على مجرد التقسيم إلى قسمين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر أو أقل، فيقال للمعترض: إن الدعوة إلى إفراد الله و رسوله بالحكم ليس مما ابتدعه المعاصرون بل هو من القدم بمكان.
قال ابن أبي العزّ الحنفي [في شرح الطحاويّة، ص: 200] في معرِض ذِكرِ ما يجب على الأمّة تجاه نبيّها صلى الله عليه وسلم: (فنوحّده بالتحكيم و التسليم و الانقياد و الإذعان، كما نوحّد المرسِلَ بالعبادة و الخضوع و الذلّ و الإنابة و التوكّل، فهما توحيدان، لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما: توحيد المرِسل، و توحيد متابعة الرسول، فلا نحاكم إلى غيره، و لا نرضى بحُكم غيره).
فإن شغب علينا من يقول: إن الإمام الطحاوي رحمه الله ذكر توحيد الرسول بالتحكيم و لم يكن حديثه عن توحيد الله.
قلنا: الأبعَدُ ثكلته أمه!! و هل ثمة فرق بين تحكيم الله و تحكيم رسوله الذي لا ينطق عن الهوى؟
و إن قيل: إن الكلام عن الطاعة و التسليم و الانقياد و ليس عن التحكيم بمعناه المستخدم عند المعاصرين و هو التحكيم في التشريع!
قلنا: أوليس ردّ التشريع إلى الله تعالى من صميم التسليم و الانقياد و الإذعان للشارع الحكيم سبحانه؟!
بل هو من أدق مسائل التوحيد في الربوبية التي تثبت لله دون سواه الحق في التشريع، و في الربوبية التي توجب صرف هذا الحق لله تعالى على الإفراد و التوحيد؛ كما هو مقرر في كتب أصول الدين، و الموفق من وفقه الله لفهم كلام السلف، و نهج نهجهم، و سلوك سبيلهم، على كان عليه، لا على ما قد يتوهمه بعض الخلف، و ينسبونه إلى السلف ظناً منهم أو زعماً أنه منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم.
هذا و الله الهادي إلى سواء السبيل، و بالله التوفيق.
-مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
هل التوحيد أربعة أقسام؟ الأول توحيد الربوبية والثاني توحيد الألوهية والثالث توحيد الأسماء والصفات فماذا عن توحيد الحاكمية؟
فقد علم بالتتبع والاستقراء لنصوص الكتاب والسنة تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أنواع، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
ومن العلماء من قسم التوحيد إلى قسمين فقط وهما:
1ـ توحيد المعرفة والإثبات. ويدخل فيه توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
2ـ توحيد الطلب والقصد. ويعني به توحيد الألوهية.
والمعنى واحد، وليس في الأمر إلا الإختلاف في الاصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح. ومن هذا الباب ما اصطلح بعض الناس على تسميته حق التشريع لله وحدة بتوحيد الحاكمية، فأفرده لأهميته، وإلا فهو في الأصل من توحيد الربوبية.
والله أعلم.
###
أبو معاذ.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 05:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت مرة الشيخ عبد المحسن العباد-حفظه الله- يقول: أن توحيد الحاكمية تابع لتوحيد العبادة وتابع لتوحيد الربوبية.إه، أما الإتفاق على التقسيم الثلاثي فليس هناك إتفاق كون كثير من السلف قسم التوحيد إلى أربع كما زاد إبن القيم-توحيد المتابعة- أو إلى تقسيم ثنائي: -توحيد المعرفة والإثبات- توحيد الطلب ..... وهكذا
التقسيمات هذه إصطلاحية وليس بسنة لازمة فالمطلوب شرعا: هو توحيد رب العباد
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 06:20]ـ
سيد قطب أخذ توحيد الحاكمية من أبو الاعلى الموددي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 07:37]ـ
لا بأس من هذا التقسيم لإظهار عناية الشارع بهذا .. والاهتمام به
وكان سيد قطب إنما يناضل عن ذلك .. والله تعالى قرن بينه وبين العبادة فقال "إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه"
فعلم أن تشريع قوانين مخالفة لحكم الله من الكفر الصريح ..
وإذا كان بهذه المثابة .. فإفراده أمر لا ينكر .. بل هو على جادة أهل العلم في التقسيم
لاسيما حين تنشأ الحاجة الماسة لذلك .. أي حين يغفل الناس عنه .. فيبرز ويعتنى به
فتوحيد الحاكمية يندرج تحت توحيد العبادة
وإفراده للاهتمام لابأس به .. لما تقدم ذكره .. ومن يسميه بدعة
فهو أولى باستحقاق هذا الوصف
وجه كونه أولى:لأنه انطلق في تبديعه لا من وجه شرعي عليه من الله برهان
فلزمه أن يبدع من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام ..
والله أعلم
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 11:59]ـ
/// لو كان أصل التَّقسيم -لأجل التَّقسيم- مبتدعًا لكان تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام مبتدعًا أيضًا.
/// ولا مشاحة في التَّقسيم العلمي العقلي للمسائل، بالتقسيم الثلاثي أوالثنائي .. الخ.
/// ولكن! ما الحاجة إلى هذا القسم (الحاكميَّة)؟ وهو داخل ضمنًا تحت توحيد الألوهيَّة؟
/// ألأجل تخصيص شيءٍ ممَّا قد يندرج تحته تأكيدًا على أهميَّته بسبب بلوى الأمَّة به في هذا العصر أكثر من غيره؟
/// وأمَّا إطلاق القول بـ (إن من يقول بتوحيد الحاكمية، ويناضل من أجله يعد تكفيريا خارجيا) وقال (إن سيد قطب أول من أحدث قسم توحيد الحاكمية ويريد من خلاله تكفير الحكام و المجتمعات)
فإطلاقٌ غير صحيحٍ، وحكم غير مصيب.
/// وليس كل من وافق سيِّد قطب في أمرٍ التزم بلازمه -إن كان ذلك اللَّازم ثابتًا-، فليتأمَّل.
أحسن الله إليكم شيخنا ..
يرد على كلامك أن في عبارات سيد قطب -رحمه الله- المتناثر في مؤلفات شتى ما يدل على التكفير لأجل الحاكمية، وما ذكرته عن عموم بلوى الأمة به -أي شرك الحاكمية- في ذلك العصر كان يمكن اعتباره لو أن الأمة كانت على الجادة في أفراد الألوهية الأخرى كالدعاء والنذر والطواف وغيره مما كان ولا زال موجودا في بلاد المسلمين.
وأما القول بأن كل من قال به فهو تكفيريا خارجيا فكما قلتم ليس على إطلاقه وهو من التجني وتعميم الحكم بغير برهان.
رحم الله سيد فقد غلا فيه فئام من الناس وتجنى عليه آخرون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 12:08]ـ
/// الأمر كما بيَّنت بارك الله فيكِ ..
/// وفي نظري أنَّ الأمَّة عامَّة -إلا ما شاء الله- لم تبتلى في عصر من العصور كما ابتليت -بلوى عامَّة- في هذا العصر بالشرك في الحاكمية ... وأمَّا قضيَّة شرك المعرفة والعبادة فهي موجودة في الأزمان السابقة وبكثرة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 02:15]ـ
/// الأمر كما بيَّنت بارك الله فيكِ ..
/// وفي نظري أنَّ الأمَّة عامَّة -إلا ما شاء الله- لم تبتلى في عصر من العصور كما ابتليت -بلوى عامَّة- في هذا العصر بالشرك في الحاكمية ... وأمَّا قضيَّة شرك المعرفة والعبادة فهي موجودة في الأزمان السابقة وبكثرة.
صدقت وربي .. جزاك الله خيرا شيخنا الكريم.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 05:01]ـ
/// الأمر كما بيَّنت بارك الله فيكِ ..
/// وفي نظري أنَّ الأمَّة عامَّة -إلا ما شاء الله- لم تبتلى في عصر من العصور كما ابتليت -بلوى عامَّة- في هذا العصر بالشرك في الحاكمية ... وأمَّا قضيَّة شرك المعرفة والعبادة فهي موجودة في الأزمان السابقة وبكثرة.
بل حتى في هذه العصور شيخنا الكريم .. ولولا الانحراف في هذا الأصل لما وقع الانحراف في الحاكمية أصلا
ـ[أبو عبد الله الرومي]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 01:32]ـ
قال الشيخ العلامة المجاهد صالح بن فوزان الفوزان:
(أقسام التوحيد ثلاثة بالاستقراء من كتاب الله وسنة رسله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما استقر عليه مذهب أهل السنة والجماعة، فمن زاد قسماً ربعاً أو خامساً فهو زيادة من عنده، لأن الأئمة قسَّموا التوحيد إلى أقسام ثلاثة من الكتاب والسنة. فكل آيات القرآن والأحاديث في العقيدة لا تخرج عن هذه الأقسام الثلاثة)
التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية
ـ[أبو عبد الله الرومي]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 02:45]ـ
إبطال توحيد الحاكمية لعبد الله العبيلان - حفظه الله -قال الشيخ - حفظه الله -: " من ذلك فهم كثير من المعاصرين وخصوصا الفكريين إلى معنى التوحيد فهما سقيما، فتجدهم مثلا يقولون التوحيد هو وحده الحاكمية، مامعنى توحيد الحاكمية؟ "
يعني معناها تنفيذ أحكام الله في الأرض كالقصاص في الحدود،تطبيق الشريعة الإسلامية، ويسمون الشرك بالشرك السياسي، ويقولون شرك الأموات وشرك الأحياء، شرك الأموات هو عبادة القبور، وشرك الأحياء عندهم هو شرك السياسة، وربما قالوا شرك القبور وشرك القصور، وربما قالوا الشرك البدائي والشرك الحضاري, ولا شك أن هذا تحريف لمعنى التوحيد ومعنى الشرك والجواب عليه من بضعة عشر وجها:
- الوجه الأول: أن منهاج الدعوة ثابت لا يتغير فالدعوة إلى الله عبادة، والعبادة لا بد فيها من الإلتزام بشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده على الرغم من اختلاف العصور وتعاقب الأمم.
- ثانيا: قد قص الله علينا في كتابه قصص بعض رسله من نوح إلى محمد على اختلاف المكان والزمان وحضارة الأقوام الذين أرسلوا إليهم وطول الفترة بين الرسل ومدة لبث الرسول في قومه، فلم يتغير أساس الرسالة ونقطة البداية في الدعوة أبدا ولو مرة واحدة.
- ثالثا " إن جميع الرسالات وجميع الرسل بدأوا دعوتهم بإفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواها وهو معنى ومقصد لا إله إلا الله،قال تعالى" {وما أرسلنا من رسول من قبلك إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}،وأخبر سبحانه وتعالى على وجه التفصيل أن نوحا ولوطا وصالحا وشعيبا كل منهم قال لقومه: {اعبدوا الله مالكم من إله غيره} نوفهم المشركون أن مقصد الرسالة هو توحيد العبودية، {وقالت عاد أنذر ماكان يعبد ءاباؤنا}،وقال كفار مكة {أجعل الآلهة إلها واحدا}،وبين سبحانه وتعالى أن التوحيد شرع الله لهذه الأمة وهو ماوصى به نوحا ومحمدا وإبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعيننقال تعالى: {شرع لكم من الدين ماوصى به نوحاوالذي أوحينا إليك وماوصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوافيه}،وفي وحدة الدعوة للأمة بالتوحيد قال تعالى: {قولوا ءامنا بالله وما أنزل إلينا وماأنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وماأوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون}
(يُتْبَعُ)
(/)
- رابعا: إن دعوة الأنبياء اتفقت في التوحيد واختلفت في الشرائع قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما: "نحن معاشر الأنبياء أبناء علات وديننا واحد. " فيجوز في شريعة ما لايجوز في أخرى،فلا يجوز حينئذ تفسير التوحيد بالحاكمية.
- خامسا: إذا كان الله تبارك وتعالى خالق العباد العليم بأحوالهم،الخبير بما يصلح لهم في كل حال قد اختار هذا المنهاج لجميع رسله ولجميع من أرسل إليهم فليس لبشر أن يغير منهج الله باختياره لنفسه أو لغيره طريقا للهداية غير هذا الطريق وهذا المنهج.
- سادسا: ليس أن نسوغ الخروج عن سبيل الله وسبيل رسله وطريق صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة بأن الظروف قد تغيرت وبأن الناس قد ملوا التكرار أو أن الحكمة تقتضي تغيير مسار الدعوة لمواجهة قضايا العصر، أوأن دعوتنا موجهة للمسلمين ولا وجود للشرك بينهم مثل هذا الجدل مع حسن النية بقصد المجادل وأن هذا مبلغه من العلم، فهو مشاقة لله ولرسوله وللمؤمنين واتباع لغير سبيل الله والمؤمنين في الدعوة إلى الله،فتغير الظروف بين نوح ومحمد ومن بعث بينهما لم يغير نهج رسالاتهم في أصولها.
- سابعا: إن شبهة تغيير منهج الدعوة لمواجهة قضايا العصر بينة البطلان،فأن أهم القضايا في هذا العصر وفي كل عصر ماخلق الله الجن والإنس لأجله من العبادة الخالصة والإستعداد بذلك للمستقبل الوحيد الذي لا شك فيه الموت وسؤال القبر والجزاء والبعث والحساب.
- ثامنا: لا يليق بمن يوظف نفسه في الدعوة إلى الله أن يظن أن المسلمين الصالحين في غير حاجة للحث على توحيد العبودية والتحذير من الشرك، فقد انتهت حياة النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ما بدأت به بعثته، روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة جعل يلقي على وجهه طرف خميصة له فإذا اغتم كشف عن وجهه،وهو يقول: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. "كانت هذه آخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لمن؟ لأهل بيته وخلفائه وصحبه وهم قدوة المسلمين إلى يوم القيامة.
- تاسعا: لا يليق بمن يوظف نفسه في الدعوة إلى الله أن يبلغ به الجهل بمعنى التوحيد الذي بدأت به كل دعوة وكل رسالة على بصيرة لتقريره والدعوة إليه أن يكون جاهلا بمعنى الشرك الذي بدأت بإنكاره والتحذير منه كل رسل الله، أفلا يميز مظاهر المخالفة بأهم أنواع التوحيد واستفحال أهم مظاهر الشرك بين مسلمي هذا العصر وأن يكون انشغاله بمنهجه المبتدع بينه وبين العلم إلى ما سيمتد إليه ذلك من سوء.
- عاشرا: لا يجوز للمسلم أن يعتبر استمرار وجود الشرك بين المسلمين بحسن النية أوالتقرب إلى الله أوالجهل،فقد وصف الله المشركين الأوائل بمثل هذه الأوصاف فقال تعالى: {إنهم اتخذوا الشياطين من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون}، وقال تعالى: {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنياوهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}، وقال تعالى: {والذين اتخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}.
- حادي عاشر: إذن لا مناص من الإعتراف بتسلل وتغلغل الشرك إلى حياة المسلم المعاصر وعبادته، وأن أكثر مسلمي هذا العصر بين مقر له أو ساكت عن التحذير منه،ومن بين هؤلاء أكثر الوعاظ والخطباء والمفكرين الإسلاميين،وهم بين جاهل بحقيقة الأمر وخائف على سمعته ومكانة حزبه بين المبتدعة،لأن الإبتداع دين الأغلبية في العصور المتأخرةنوهكذا عادت الوثنية إلى بلاد المسلمين باسم عبادة الله والتقرب إليه وحبه وحب الأنبياء والصالحين وليغمر الشيطان استساغة المسلم لذلك لم تسمى أوثانا ولا أصناما وإنما سميت الأنصاب أضرحة ومقامات ومشاهد ومزارات يحصل عندها من التقديس ما لايحصل عند بيت من بيوت الله الخالصة من الشرك، وإن من المسلمين في بلاد الإسلام من يذبح للجن في البيوت المنكوبة اتقاءا لشرهم وعلى درج البيت الجديد ومقدمة السيارة الجديدة لدرء المصائب،ويضع حذاءا وقطعة من عجين على الباب ليلة الزواج وصورة كف وعين على مؤخرة السيارة لدفع الحسد والبلوى، ويذبح بلا تسمية ليعيش الجنين،ويأتي العراف يسأله ويصدقه، وبعد هذا ومثله كثير، فهل يمنحنا انتماؤنا للإسلام حصانة من لقب الشرك وعاقبته، وإذا تلبسنا به في قلوبنا ومخازننا وبيوتنا نوهل نملك الإيمان بالتحلي
(يُتْبَعُ)
(/)
والتمني.
- الثاني عشر: إذا نظرت إلى دعوة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم للنصارى وقد كانوا كلهم أوأكثرهم تحت دولة الروم صاحبة القوانين التي مازالت مصدرا من مصادر تشريعات العالم الحديث، فقد كان أكثر نقاش القرآن معهم في عقيدتهم في عيسى أوفي الإ نقياد لفتاوى الأحبار والرهبان بلا دليل، وما تكلم معهم في البداية عن شرك الدولة السياسي وقد كان شعارهم "دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر" وهو بعينه الفصل بين الدين والسياسة، وأما سيرة علماء السلف فحدث ولا حرج عن مواقفهم من المخالفين في الأسمماء والصفات وفي غيرها من العقائد، فمن الذي قال: إن تجميع الجماهير بلا عقيدة عمل إسلامي، والله ماله مصدر إلا من الأحزاب العلمانية ومن يقول غير ذلك فعليه بالدليل وإلا فليتق الله في أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجتالهم عن دينهم ولا يصدهم عن سبيل الله وسبيل صحابته الكرام من أجل تصور سياسي بشري.
- ثالث عشر: إن من أهم رسوخ هذا الفساد في العالم الإسلامي منذ قرون الجهل بالمعنى والمقصد الأساسي لكلمة التوحيد وقاعدة الدين الحق "لا إله إلا الله" فغالب عوام المسلمين يظنون أنها تعني أولا وآخرا الإيمان بوحدانية الله في الخلق والرزق والإحياء والإماتة والنفع والضر وباختصار توحيد الربوبية، ولو كان هذا صحيحا لما ردها المشركون من قريش لما قالوا: {أجعل الآلهة إلها واحدا} و والله يشهد لهم بأنهم يشهدون له بالربوبية.
- الرابع عشر: وهكذا غالبية المثقفين المسلمين يظنون أنها تعني أول ماتعني الإيمان بوحدانية الله في الحاكمية ولو كان الأمر كذلك لما ردها مشركو قريش ولكان هذا أهون عليهم من عرض المال والملك على النبي صلى الله عليه وسلم في مقابل تنازله عن "لا إله إلا الله" ولا نازعهم ولا نازعوه في ملك أومال،ولكن من تدبر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واستقرأ سيرته لا يبقى له مجال للشك "بأن لا إله إلا الله" تعني فوق كل أمر إفراد الله باعبادة ونفيها عمن سواه،وأن أباجهل وغيره من مشركي قريش عقلوا هذا المعنى فردوا كلمة التوحيد لأنها تهدم ماوجدوا عليه آباءهم من جمع بين الخالق والمخلوق في الإلهية، إن قضية الحاكمية بمناها الشمولي يجب أن تشمل كل الأمور الدينية والدنيوية والدعوة إلى دين الله عزوجل عمل تعبدي يجب أن تتوافر فيه الشروط التي لا تقبل العبادة إلا بها وهي شرطان:
الإخلاص والصواب،فإذا كان العمل مقصودا به وجه الله سبحانه وتعالى ولم يكن على طريقة الأنبياء والرسل فهو باطل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"،وإن كان العمل مطابقا لطريقة الرسول ولم يكن خالصا لوجه الله فهو أيضا باطل، فنحن نريد حكم الشرع في هذا الموضوع وفي غيره ونحن أولى من غيرنا بالتحاكم إلى الشرع،فلا يصح أن ندعو الناس إلى التحاكم إلى الشريعة ثم نتحاكم إلى التصورات الفكرية والسياسية وإلا كان عملنا باطلا مهما كان إخلاصنا، وقد حرفت هذه الشبهة مسير وطريق كثير من الدعوات المعاصرة الموجودة في هذا الوقت.
نقلا عن شريط " سبيل المؤمنين "
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 03:46]ـ
توحيد الله عز وجل بالحكم و التشريع أمر لا يختلف فيه اثنان فالحكم لله عز وجل و التشريع لله تعالى, فمن جعل مع الله عز وجل شريكا في حكمه و تشريعه, ماذا نسميه؟
كل مسلم عاقل سيميه مشرك, لأنه جعل لله ندا فيما يختص به سبحانه, و هذا هو حال البرلمانيين و الديمقراطيين المعاصرين حيث جوزا للشعب و لنواب البرلمان التشريع المطلق و تحاكموا للدساتير الوضعية الكافرة, و حكموا القانون الوضعي ...
و صدق الشيخ محمد بن عبد الوهاب إذ ذكر من رؤوس الطواغيت الحاكم بغير ما أنزل الله و الحاكم الجائر المغير لأحكام الله.
و قال الشنقيطي في أضواء البيان
(الإشراك بالله في حكمه كالإشراك به في عبادته).
و لله در الشيخ علي الخضير فك الله أسره حيث قال (الوسيط في شرح أول رسالة في مجموعة التوحيد) عن المبدع في مسألتنا هذه
<وإنما المبدّع إما مجتهد مخطئ ـ وهذا يقال لمن عرف عنه الصدق ـ أو جاهل ضال أو مرقّع للحكام المبدلين وبوق لهم.>
و الله المستعان.
أبو معاذ.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 04:06]ـ
هذه طائفة أخرى من أقوال أهل العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
-قال الشيخ علي الخضير (الوسيط)
وهل يجوز أن تقول أن التوحيد رباعي التقسيم وتضيف توحيد الحاكمية.
يعنى إفراد الله بالحكم –والاهتمام بتوحيد الحاكمية وإفراده بالذكر لم يوجد إلا في القرون الأخيرة وهو في القرن الثالث عشر الهجري ولم يفرد إفرادا ظاهراً إلا عندما وضعت القوانين الوضعية فجاء من يتكلم به وأن الحكم لله، وإن كانت بداياته ظهرت في عصر ابن تيمية وابن كثير في ياسق التتار.
نقول هناك من له موقف خاص لمن يتكلم عن توحيد الحاكمية وهو مبنى على انتقاد تيار معين (تيار الصحوة) أو بناه على حوادث معينة لم يبنه على أنها مسألة علمية، وقد صدرت فتاوى بتبديع من أحدث توحيد الحاكمية.
والصحيح أنه لابأس بأن نضيف توحيد الحاكمية، ولا يقال عنه مبتدع، والتبديع فيه خطأ،لأن الذين قسموا التوحيد تقسيماً ثنائيا فجاء من قسمة ثلاثياً فإذاً هو مبتدع على هذا القول!.
وهناك من أهل العلم من قسم التوحيد تقسيماً خماسياً وأضاف توحيد الإتباع فهل هذا مبتدع أيضاً!، والقاعدة أنه لا مشاحة في الاصطلاح إذا كان صحيحاً، ولو اقتضى الواقع إبراز توحيد معين والاهتمام به وجعله قسماً مستقلاً وإن كان داخلاً في الأقسام قبله فلا مانع وهذا له نظائر كثيرة، والحاكمية داخل في توحيد الأسماء والصفات ومبني على اسم الحكم كما في الحديث (إن الله هو الحكم واليه الحكم) ومبني على التصرف وهو من معاني الربوبية أي التصرف في الأمر والنهي، فأي بدعة في ذلك؟ وإنما المبدّع إما مجتهد مخطئ ـ وهذا يقال لمن عرف عنه الصدق ـ أو جاهل ضال أو مرقّع للحكام المبدلين وبوق لهم.
ونقول أيضا هناك من أهل العلم من جعل شروط لا إله إلا الله سبعة، وبعضهم اجتهد وجعلها ثمانية فذكر شرط الكفر بالطاغوت، مع أنه موجود ضمن الشروط السبعة لكن نظرا لأهميته فصله عن شرط المحبة وجعله مستقلا. فهذا عند بعض هؤلاء مبتدعا؟.
ومثل ذلك الإيمان فبعض السلف جعله من كلمتين هو قول وعمل، فلما أحدث أهل البدع كلاما قال بعضهم هو قول وعمل واعتقاد، فلما تكلم المرجئة في العمل قال السلف هو اعتقاد وقول وعمل بالأركان فأضافوا كلمة الأركان للتوضيح وبعضهم جعله قول وعمل واعتقاد ونية وبعضهم أضاف واتباع.
وكل ما سبق صحيح لكن كل ما اقتضى المقام التوضيح أو الأهمية زاد السلف بقد ذلك، وهي ليست زيادة مخترعة لكنها موجودة في كلام من سبق وجود إجمال وتداخل. فعلى قاعدة بعض هؤلاء من زاد عن كلمتين في الإيمان فهو مبتدع.
مع أن من الأفضل استقرار الاصطلاحات وان لا يُولّد منها فتكثر وتطول، واستقرارها على ثلاثة أكمل (الربوبية الألوهية الأسماء والصفات) وعلموا ذلك بالتتبع والاستقراء والنظر في الآيات والأحاديث فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة فنوّعوا أو أصّلوا التوحيد إلى ثلاثة أصول أو أنواع، ولا يخرج أي تقسيم عن هذه الثلاثة، ولا يُفرد ويُلّد نوع إلا قد أُخذ من أحد الثلاثة، لذا كان أقرب التقسيمات إلى كونه جامعا مانعا دقيقا وافيا بالغرض، والله أعلم.
لكن من الخطأ تخطئة من قال قولا صحيحا هو ضمن كلام من سبقه بناء على مقررات سابقة ومقاصد فاسدة، والله أعلم.
-قال الشيخ عبد الرحمان عبد الخالق (الرد على من أنكر توحيد الأسماء والصفات)
وجاء أيضاً من قال توحيد الحاكمية وهذا عندما نشأ في المسلمين من فرق بين أمور الدين وأمور الدنيا، وظن أن للمسلم الخيار في أن يتحاكم إلى شرع الله أو شرع غيره، فجاء من قال من العلماء المحدثين أن الإيمان بالله يقتضي أن نؤمن بأنه لا حكم إلا له كما قال تعالى: {ألا له الخلق والأمر}، وقال: {والله يحكم لا معقب لحكمه} فأطلق من هذه الآيات وما شابهها وسمي نوعاً جديداً من أنواع التوحيد هو (توحيد الحاكمية)، ولا شك أن المعني الذي قصده من أطلق هذا اللفظ صحيح وإن كان الاصطلاح نفسه واللفظ حادث وكما أسلفنا ليس هذا من باب الابتداع وإنما هو من المصالح الشرعية لتقريب المعنى المراد إلى الذهن، وتفصيل العلوم وإيضاح المراد.
-قال الشيخ عبد الرزاق الشايجي (الخطوط العريضة لأدعياء السلفية)
(يُتْبَعُ)
(/)
لما كانت حركة الابتداع الجديدة هذه تقوم في بعض جوانبها على مناصرة الحكام أيّا كانوا، وإبطال فريضة الجهاد وبعض صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشويه صورة كل داع إلى الحكم بشريعة الله.
فإنهم عادوا المطالبة بتحكيم شرع الله في الأرض واعتبروا ما اصطلح على تسميته " بتوحيد الحاكمية " ابتداعا في الدين، وأنه لا يوجد نوع من التوحيد يسمى " توحيد الحاكمية "، وأن الأولى أن يدرج في أبواب الفقه.
وجهل هؤلاء أن الصحابة أنفسهم لم يقسموا التوحيد اصطلاحا إلى ربوبية وألوهية والأسماء والصفات، وإنما هذا اصطلاح حادث، وهو حق لأن كفار قريش فرقوا في الإيمان بالله بين كونه سبحانه وتعالى ربا وخالقا ومدبرا للكون، وبين كونه الإله الذي لا إله غيره سبحانه تعالى والذي لا يستحق سواه أن يعبد ...
فاصطلح على تسمية ما أقروه من الإيمان بالله " بالربوبية "، وما أنكروه من مسائل الإيمان بالله " بالألوهية " ...
ولما جاء من المسلمين من فرق بين صفة لله وصفة أخرى وآمن ببعض أسماء الله وصفاته وكفر ببعضها، فإن علماء أهل السنة سموا الإيمان بكل أسماء الله وصفاته " توحيد الأسماء والصفات " وذلك ليبينوا أن هذا داخل في مسمى الإيمان بالله سبحانه وتعالى فأصبح الإيمان الحق بالله جل وعلى مشتمل على الإيمان بكل ما وصف به نفسه وكل ما وصفه به رسوله.
والآن لما نشأ في المسلمين من قال نؤمن بالله ربا وإله، ولا نؤمن به حاكما في شؤوننا الدنيوية، بل ننظم أمورنا الدنوية كما نشاء، ونادوا بفصل الدين عن الدولة كما يقولون، وبفصل الدين عن الشؤون السياسية والاقتصادية، فإن علماء الإسلام ردوا هذه البدعة الجديدة و التي سميت باللادينية أو العلمانية، وبينوا أنه لا إسلام إلا لمن آمن بأن الله سبحانه وتعالى حاكما وأن الحكم له سبحانه وتعالى ..
وليس هذا بدعا في الدين أو ابتداعا في الإيمان والتوحيد، بل إن من أركان التوحيد إفراد الله عز وجل للحاكمية وتقديم حكم الله ورسوله وطاعة الله ورسوله على طاعة وحكم كل أحد، والإيمان بأن الحكم لله وحده وأن من رضي مختارا بحكم غيره في أي شأن من الشؤون فهو كافر بالله كما قال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به} [النساء 60].
وفي آخر هذه الآيات {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} [النساء 65].
وما دمت قد ذكرت الشيخ محمد بن إبراهيم فقد ساوى الشيخ بين الحاكم بالقوانين المدعي أنها ليست بحق، وبين الساجد للصنم المدعي أنه كافر به وهذا معنى كلامه في فتاواه المطبوعة،وقال الشنقيطي في أضواء البيان): (الإشراك بالله في حكمه كالإشراك به في عبادته) وجامع ذلك كله وأصله قوله تعالى (ألا له الخلق والأمر) حيث شمل ذلك توحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية المتضمن لتوحيد الحاكمية والتشريع، وكذا قوله تعالى (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) فتوحيد الله بالحاكمية هو من توحيد الله بالعبادة.
وقد يجعله بعض العلماء من توحيد الربوبية الذي هو توحيد المعرفة والإثبات أو توحيد الله في أفعاله، فالله يحكم بين عباده ويشرع لهم من الدين ما وصى به النبيين، فله سبحانه الحكم الشرعي كما أن له الحكم القدري ..
والخلاصة في هذا الباب أنه لا مشاحة في الإصطلاح مادام المعني المقصود بالإصطلاح صحيحا فسواء سميته توحيد الحاكميه أو توحيد الطاعة أو توحيد الحكم والتشريع أو توحيد الألوهية فكل ذلك لاحرج ولا مشاحة فيه مادام المعنى صحيحا، ويقال لمن يماحكون في هذا المصطلح ويجعلونه مبتدعا بدعوى أنه محدث: وهل توحيد الألوهية أو توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء والصفات - أعني كاصطلاحات -كانت موجودة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو عند صحابته؟؟ أم أنها حادثة كذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا ينبغي لطالب الحق أن يرد اسما أومصطلحا هكذا مطلقا دون أن يعرف مدلوله ومعناه، بل يقبل ما دل على الحق، ويرد ما دل على الباطل، وما لم يتضح له معناه فليس له أن يرده مطلقا بل يقول مفصلا: أن أريد بذلك معنى موافقا للحق فهو حق مقبول، وإن أريد به معنى باطلا فهو مردود، وقد نبه على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى .. انتهى
أبو معاذ.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 07:48]ـ
بارك الله في الجميع
و خصوصا أخي أبا معاذ
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 09:33]ـ
توحيد الله عز وجل بالحكم و التشريع أمر لا يختلف فيه اثنان فالحكم لله عز وجل و التشريع لله تعالى, فمن جعل مع الله عز وجل شريكا في حكمه و تشريعه, ماذا نسميه؟
كل مسلم عاقل سيميه مشرك, لأنه جعل لله ندا فيما يختص به سبحانه, و هذا هو حال البرلمانيين و الديمقراطيين المعاصرين حيث جوزا للشعب و لنواب البرلمان التشريع المطلق و تحاكموا للدساتير الوضعية الكافرة, و حكموا القانون الوضعي ...
و صدق الشيخ محمد بن عبد الوهاب إذ ذكر من رؤوس الطواغيت الحاكم بغير ما أنزل الله و الحاكم الجائر المغير لأحكام الله.
و قال الشنقيطي في أضواء البيان
(الإشراك بالله في حكمه كالإشراك به في عبادته).
و لله در الشيخ علي الخضير فك الله أسره حيث قال (الوسيط في شرح أول رسالة في مجموعة التوحيد) عن المبدع في مسألتنا هذه
<وإنما المبدّع إما مجتهد مخطئ ـ وهذا يقال لمن عرف عنه الصدق ـ أو جاهل ضال أو مرقّع للحكام المبدلين وبوق لهم.>
و الله المستعان.
أبو معاذ.
أخي الفاضل:
كلامك -هذا- خارج محل النزاع فلا أعلم أحد يناقش في اعتبار توحيد الحاكمية بل الخلاف في جعله قسما رابعا من أقسام التوحيد مع اندراجه تحت أفراد توحيد العبادة وهذا الذي رده أعلام العصر من مقدمي أهل السنة والجماعة من أمثال الالباني وابن عثيمين وابن باز وغيرهم
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن من أضاف إلى التوحيد قسماً رابعاً وأسماه "توحيد الحاكمية".
فأجاب: من يدعي أن هناك قسماً رابعاً للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية, يعد مبتدعاً فهذا تقسيم مبتدع صدر من جاهل لا يفقه في أمر العقيدة والدين شيئاً!!.
وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن الله يحكم بما يشاء, وتدخل في توحيد الألوهية لأن العبد عليه أن يتعبد الله بما حكم. فهو ليس خارجاً عن أنواع التوحيد الثلاثة وهي:
توحيد الربوبية والألوهية وتوحيد أسماء الله وصفاته". انظر: "جريدة المسلمون" عدد (639).
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 12:23]ـ
أخي العاصمي بارك الله فيك على المداخلة
و لكن أنا أقصد من مشاركتي من يبدع القائل بتوحيد الحاكمية و ليس فيمن يرى أنه ليس ضروريا فالمسألة اجتهادية بين من يرى زيادة هذا القسم من عدمه, لكن المصيبة الكبرى هي مسألة التبديع.
و الله أعلم.
أبو معاذ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 11:17]ـ
بل حتى في هذه العصور شيخنا الكريم .. ولولا الانحراف في هذا الأصل لما وقع الانحراف في الحاكمية أصلا
/// نعم .. جزاكم الله خيرًا ونفع بكم. ما ذكرته صحيحٌ.
/// والقدر الذي أردُّته بقولي السَّابق هو نفي فشوِّ شرك الحاكميَّة في أكثر بلاد المسلمين في الأعصر السابقة كما هو الشأن الآن، لا نفي فشوِّ غيره في هذا العصر.
/// وإضافات الإخوة بارك الله فيهم جلَّت كثيرًا وبيَّنت ما أُجْمِل.
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 02:25]ـ
قال الشيخ العلامة المجاهد صالح بن فوزان الفوزان:
(أقسام التوحيد ثلاثة بالاستقراء من كتاب الله وسنة رسله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما استقر عليه مذهب أهل السنة والجماعة، فمن زاد قسماً ربعاً أو خامساً فهو زيادة من عنده، لأن الأئمة قسَّموا التوحيد إلى أقسام ثلاثة من الكتاب والسنة. فكل آيات القرآن والأحاديث في العقيدة لا تخرج عن هذه الأقسام الثلاثة)
التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية
الحمدلله أن الشيخ لم يقل فمن زاد قسمًا رابعا فهو تكفيري خارجي ..... إلخ
ثم هل المشاحة في الاصطلاح أم في حقيقته؟
فإن كان الاختلاف في الاصطلاح فهو هيّن.
إما إن كان في حقيقة هذا الاصطلاح فهي مصيبة!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما كلام الإمام الألباني - رحمه الله - فبإمكانكم استماع جوابه في هذا الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=17811
وفيه قال - رحمه الله -:
لا يصح؛ لكن الرد ما يكون بهذا الجواب.
الحاكمية فرع ٌ من فروع توحيد الألوهية , والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدَثة في العصر الحاضر , يتخذون سلاحًا ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء و الرسل كلهم , وإنما سلاحًا سياسيًا ... [ثم ذكر الشيخ قصته مع خطيب أحد الجوامع .. ]
ثم قال:
أنا ما أرى شيئا في اصطلاح هذا لولا أنهم وقفوا عنده دعاية ولم يعملوا بمقتضاه وهو كما ذكرت آنفا؛ جزء من توحيد العبادة , فتراهم يعبدون الله كيفما اتفق لأحدهم وإذا قيل كما ذكرنا آنفا في قصتنا مع الخطيب: هذا العمل خلاف السنة .... قال: أنا مذهبي كذا ..
الحاكمية لله ليست فقط ضد الكفار و المشركين , [بل] ضد المتعبّدين أيضا الذين يتعبدون الله بخلاف ما جاء به الله في كتابه أو نبيه عليه الصلاة والسلام.
انتهى.
[ما بين المعقوفتين من تصرّفي].
..
فهذا منهج الإمام الألباني - رحمه الله - يجب أن يُبرَز كاملا حتى لا يُظهر جانب من قوم و يُخفى جانبٌ من قوم آخرين كما يحدث ذلك كثيرًا معه و مع بقية العلماء الكبار رحمهم الله وحفظ من بقيَ منهم.
و مهمٌ جدا كلام العلامة عبدالله الغنيمان حيث قال:
توحيد الحاكمية، لا يجوز إنكاره، فهو نوع من أنواع التوحيد، ولكنه داخل في توحيد العبادة بالنسبة للحاكم نفسه كشخص، أما بالنسبة له فهو يعني: التوحيد، فهو داخل في توحيد الربوبية، لأن الحاكم هو الله تعالى.
فيجب أن يكون الرب المتصرف هو الذي له الحكم فهو يكون داخلاً في توحيد الربوبية من حيث الحكم والأمر والنهي والتصرف، أما من حيث التطبيق والعمل فالعبد مكلف باتباع حكم الله فهو من توحيد العبادة من هذه الجهة.
وجعله قسماً رابعاً ليس له وجه، لأنه داخل في الأقسام الثلاثة، والتقسيم بلا مقتضى يكون زيادة كلام لا داعي له، والأمر سهل فيه على كل حال، إذا جعل قسماً مستقلاً فهو مرادف، ولا محذور فيه.
انتهى.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/11745
..
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وأصلح أحوالنا وزادنا فقها شاملاً لمنهج الحق.
..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 10:18]ـ
الحمد لله أن الشيخ لم يقل فمن زاد قسمًا رابعا فهو تكفيري خارجي ..... إلخ
ثم هل المشاحة في الاصطلاح أم في حقيقته؟
فإن كان الاختلاف في الاصطلاح فهو هيّن.
إما إن كان في حقيقة هذا الاصطلاح فهي مصيبة!
..
الحمد لله على كل حال
يا أخى وفقك الله تعالى لقول الحق ...
كنا نريد منك الحوار بإسلوب علمي بدلاً من هذه الجمل التي ليس لها أي داعي والتي تخرج بالحوار عن أصل الموضوع.
وكان الواجب عليك من باب الأمانة العلمية أن تحكم على منهج الشيخ من مجموع كلامه، ولا تعتمد على جزء واحد فقط.
وأذكر هنا أن بعض أهل العلم عند الإجابة على مثل هذه الأسئلة ينتقد من يدندن حول توحيد الحاكمية ويغفل عن أقسام التوحيد الأخرى، فيفهم الذي لا يعرف عن العلماء شيئاً أنهم ينكرون الحاكمية!! وهذا خطأ.
فالشيخ العلامة الوالد / " صالح الفوزان " حفظه الله تعالى ـ يؤيد الحاكمية ويقول عنها أنها حق ـ ولكنه متبع لما أقره علماء المسلمين قديماً لأقسام التوحيد ـ فلا ينقص منه، ولا يزيد عليه.
ولتراجع كلام الشيخ صالح الفوزان في تحكيم القوانين الوضعية ـ فهو أشهر من أن يذكر!!!!
وهذا كلام الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى في توحيد الحاكمية:
ومن المعاصرين من يقسم التوحيد إلى أربعة أقسام، فيقول:
التوحيد أربعة أنواع: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الحاكمية، ويستند في هذا إلى أن التقسيم اصطلاحي، وليس توقيفيًّا، فلا مانع من الزيادة على الثلاثة.
ويقال لهذا: ليس التقسيم اصطلاحيًا، وإنما يرجع في التقسيم إلى الكتاب والسنة والسلف حينما قسموا التوحيد إلى ثلاثة أقسام استقرؤوها من الكتاب والسنة.
أما الحاكمية فهي حق، يجب أن يكون التحاكم إلى شرع الله -عز وجل-، ولكن هذا داخل في توحيد العبادة، لأنه طاعة الله -عز وجل-، والسلف ما أهملوا توحيد الحاكمية حتى يأتي واحد متأخر فيضيفه! بل هو عندهم داخل في توحيد العبادة -توحيد الألوهية-، لأن من عبادة الله -جل وعلا- طاعته بتحكيم شرعه، فلا يجعل قسمًا مستقلاً، وإلا لزم من ذلك أن تجعل الصلاة قسمًا من أقسام التوحيد، وتجعل الزكاة قسمًا، والصيام قسمًا، والحج قسمًا، وكل أنواع العبادة أقسامًا للتوحيد، ويجعل التوحيد أقسامًا لا نهاية لها! وهذا غلط، بل أنواع العبادة كلها تندرج تحت قسم واحد وهو توحيد الألوهية، فإنه جامع لها، مانع من دخول غيرها معها.) اهـ
من كتاب: "دروس من القرآن الكريم" صفحة 17
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 01:41]ـ
..
أخي الكريم الفاضل .. صدى الذكريات
جزاك الله خيرًا .. لعلك لم تفهم مداخلتي ومقصودي.
فأنا أعوذ بالله من أن أتكلم في العلامة / صالح الفوزان أو ألمزه بسوء.
ولكن قولي: الحمدلله أن الشيخ لم يقل عمّن يضيف قسما رابعا ويسميه الحاكمية أنه خارجي تكفيري ..
كان هدفي من ذلك الرد على من يتسرع ويطلق مثل هذه الكلمات بلا بيّنة و بلا فهم شامل لمنهج من يختلفون معه.
وفق الله الجميع لما يحبّ ويرضى وجمع كلمتنا على التوحيد والبرّ و التقوى.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 02:12]ـ
..
أخي الكريم الفاضل .. صدى الذكريات
جزاك الله خيرًا .. لعلك لم تفهم مداخلتي ومقصودي.
فأنا أعوذ بالله من أن أتكلم في العلامة / صالح الفوزان أو ألمزه بسوء.
ولكن قولي: الحمدلله أن الشيخ لم يقل عمّن يضيف قسما رابعا ويسميه الحاكمية أنه خارجي تكفيري ..
كان هدفي من ذلك الرد على من يتسرع ويطلق مثل هذه الكلمات بلا بيّنة و بلا فهم شامل لمنهج من يختلفون معه.
وفق الله الجميع لما يحبّ ويرضى وجمع كلمتنا على التوحيد والبرّ و التقوى.
جزاك الله تعالى كل خير ـ وبارك فيك يا اخى
وأعتذر عن سوء الفهم، وزادك الله تعالى حباً لعلماء أهل السنة.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 02:19]ـ
أقسام التوحيد - فتوى للإمام عبد العزيز بن باز، رحمه الله تعالى
سماحة الوالد الآن هناك من يقول أن أقسام التوحيد أربعة ويقول أن القسم الرابع هو توحيد الحاكمية فهل هذا صحيح؟
ليست أقسام التوحيد أربعة وإنما هي ثلاثة كما قال أهل العلم وتوحيد الحاكمية داخل في توحيد العبادة. فمن توحيد العبادة الحكم بما شرع الله، والصلاة والصيام والزكاة والحج والحكم بالشرع كل هذا داخل في توحيد العبادة.
http://www.binbaz.org.sa/mat/4719
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[09 - May-2009, صباحاً 09:29]ـ
طيب هل من الممكن أن نقول أن هذا يجري على توحيد الاسماء الصفات و أنه داخل ضمن توحيد الربوبية
و أنا هنا أسأل و لا أقرر بما أن توحيد الربوبية اثبات فهل يكون اثبات الاسماء و الصفات من مستلزمات توحيد الربوبية
كما هو التقسيم الذي عليه اهل السنة في البداية من ان التوحيد نوعين
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 04:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا نص سؤال طرح على الشيخ المبارك محمد علي فركوس حفظه الله:
" هل من تفصيل في العلاقة بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وكذا توحيد الأسماء والصفات , ولماذا يغفل الناس عن توحيد الحاكمية الذي يمكن إتمام أقسام التوحيد به والدعوة إليه؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين ,
أمابعد:
فاعلم أنّه لا يكمل لأحد توحيده إلا باجتماع أنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد الربوبية , والأسماء والصفات , والألوهية , فلا ينفع توحيد الربوبية بدون الألوهية , ولا يقوم توحيد الألوهية بدون توحيد الربوبية , ولا يستقيم توحيد الله في ربوبيته وألوهيته بدون توحيده في أسمائه وصفاته , فهذه الثلاثة متلازمة يكمل بعضها بعضاً , ولا يسع الاستغناء ببعضها عن البعض الآخر , فالعلاقة الرابطة بين هذه الأقسام هي علاقة تلازم وتضمّن وشمول.
فتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية , ومعنى ذلك أنّ توحيد الألوهية خارج عن مدلول توحيد الربوبية , فلا يتحقق توحيد الربوبية إلا بتوحيد الألوهية , أي أنّ توحيد الربوبية لا يُدخِلُ من آمن به في الإسلام , بخلاف توحيد الألوهية فإنّه يتضمّن توحيد الربوبية , أي أنّ توحيد الربوبية جزء من معنى توحيد الألوهية فالإيمان بتوحيد الألوهية يدخل في الإسلام.
فيتقرّر عندئذ أنّ توحيد الربوبية علميّ اعتقاديّ , وتوحيد الألوهية عمليّ طلبي , والعملي متضمّن للعلمي , ذلك لأنّ متعلّقات الربوبية الأمور الكونية كالخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة وغير ذلك , بينما متعلّقات توحيد الألوهية الأوامر والنواهي , فإذا علم العبد أنّ الله ربّه لا شريك له في خلقه وأسمائه وصفاته ترتّب عنه أنّ يعمل على طاعته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه أي يعمل على عبادته , ومنه يفهم أنّ عبادة الله وحده لا شريك له هي نتيجة لاعتراف أوّلي بأنّه لا ربّ غير الله يشركه في خلقه وأوامره اي تعلّق القلب ابتداء بتوحيد الربوبية ثم يرتقي بعدها إلى توحيد الألوهية , ولهذا قال ابن القيم: " إن الإلهية التي دعت الرسل أمهم إلى توحيد الربّ بها هي العبادة والتألّه , ومن لوازمها توحيد الربوبية الذي أمر به المشركون فاحتجّ الله عليهم به , فإنه يلزم من الإقرار به الإقرار بتوحيد الألوهية ".
,,, أمّا توحيد الحاكمية فلا يمكن تعداده قسماً رابعاً من أقسام التوحيد , لأنّه إن قصد بالحاكمية هو التحاكم بالكتاب والسنة أو تجريد المتابعة لهما فلا يخرج عن توحيد الألوهية والعبادة لأنّ قبول العبادة يتوقف على شرطين وهما: الإخلاص , والاتباع , كما جاء في في قوله تعالى:" فمن كان يرجوا بقاء ربّه فليعمل عملاً صالحاً , ولا يشرك بعبادة ربّه أحداً "
أمّا إذا كان المقصود بتوحيد الحاكمية حقّ التشريع لله وحده فإنّه يدخل في توحيد الربوبية إذ التشريع من أمور الربوبية , ذلك أنّ اعتقاد حقّ التشريع لغير الله تعالى كمن أحلّ القوانين الوضعية محلّ الشريعة فإنّ هذا ينافي توحيد الربوبية بخلاف من عمل بغير الكتاب والسنّة من غير اعتقاد جواز إحلالها محلّ شرع الله فهذا ينافي توحيد الألوهية والعبادة , وعليه فإنّ توحيد الحاكمية بمعنييه لا يخرج عن توحيدي: الربوبية والألوهية , وكما قدمنا أن توحيد الربوبية جزء من معنى توحيد الألوهية.
(مجالس تذكيرية على مسائل منهجية , لأبي عبد المعز محمد علي فركوس)(/)
انفلونزاالخنازير الشيخ نبيل العوضي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 02:10]ـ
http://www.way2jana.com/s/download-1390-0.html(/)
(لا إله الا الله) وبعض تفسيراتها الباطلة.
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 11:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ الفاضل صالح بن فوزان الفوزان في كتابه عقيدة التوحيد،
بيان معنى شهادة ان لا إله الا الله: الاعتقاد والاقرار انه لا يستحق العبادة الا الله والتزام ذلك والعمل به. وقد فسرت هذه الكلمة بتفسيرات باطلة منها:
1 - ان معناه: لا معبود الا الله , وهذا باطل لأن معناه: ان كل معبود بحق او باطل هو الله.
2 - ان معناها: لا خالق الا الله , وهذا جزء من معنى هذه الكلمة ولكن ليس هو المقصود (وسبب نقصه) لأنه لايثبت الا توحيد الربوبية وهو لا يكفي وهو توحيد المشركين.
3 - ان معناها: لا حاكمية الا لله (اي لا حكم الا لله في تطبيق الشرع) وهذا ايضا حزء من معناها وليس هو المقصود لأنه لا يكفي (وسبب نقصه) لأنه لو افرد الله بالحاكمية فقط ودعا غير الله او صرف له شيئا من العبادة لم يكن موحدا وكل هذه التفاسير باطلة او ناقصة وانما نبهنا عليها لأنها توجد في بعض الكتب المتداولة.
والتفسير الصحيح لهذه الكلمة عند السلف والمحققين: ان يقال: (لا معبود بحق الا الله). انتهى.
______________________________ ______________________
تنبيه!!: ما جعلته باللون الاحمر فهو ليس من كلام الشيخ صالح بل هو من كلام شيخنا عبدالله العنقري.
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 11:48]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الأفضل أن يقال: (لا إله الا الله) وبعض تفسيراتها الباطلة، أو تختار عبارات مقاربة؛ لأنه لا وجود لمعنى باطل في كلمة التوحيد.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 12:53]ـ
بارك الله فيك، تم تحرير العنوان
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 11:00]ـ
جزاكم الله خيرا ,
لقد كنت مترددا هل اقول تفسيراتها او معانيها.
ولعلي غلبت المعنى لأن الشيخ عند كل تفسير باطل يقول ان معناها ......
ولكن صدقتم الصحيح هو ما قاله في بداية كلامه عند قوله (وقد فسرت هذه الكلمة بتفسيرات باطلة .. )
احسن الله اليكم.(/)
شروط خطبة الجمعة وخطباءها
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 11:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
إن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وسيد الأيام كما روى مسلم في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة
وقد جعله الإسلام عيدا بالنسبة للمسلمين كما قال صلى الله عليه وسلم
إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء يوم الجمعة فليغتسل
رواه ابن ماجه بسند صحيح
ومن خصائص هذا اليوم أن المسلمين يجتمعون فيه للصلاة والموعظة في المساجد، وهذا اجتماع لم يفرضه نظام ولا عرف ولكن فرضه القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة الجمعة
يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع
فأمر الأمة بترك العمل الدنيوي والاجتماع على الذكر والعبادة.
ولهذا سمي يوم الجمعة أخذا من الجمع والاجتماع بين المسلمين في هذا اليوم.
أ- شرف المنبر كما أن منبر المسجد يمتاز بعلو المكان عادة فهو يمتاز بعلو المكانة والشرف أيضا، وذلك من وجوه:
1 - أنه موقع توجه منه الأمة، ويشكل من خلاله الرأي العام في المجتمع الإسلامي، وتحرك الأمة نحو المواقف والأفكار التي يمليها شريعتها.
2 - أنه موقع تبوأه أشراف الأمة بدأً بالنبي صلى الله عليه وسلم ومرورا بالخلفاء الراشدين وانتهاءً بالعلماء والصالحين.
3 - أنه موقع تجتمع إليه الأمة في كل أسبوع مرة على الأقل في لقاء روحاني دعا إليه رب العالمين.
وهذا الاجتماع الجماهيري كما ذكرت لم يفرضه قانون أو نظام أو مصلحة دنيوية ولكن دعا إليه رب العالمين وأمر الأمة بإيقاف حركتها الدنيوية للتوجه إلى الخطباء والإنصات لتوجيهاتهم كما في قوله تعالى في سورة الجمعة
يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع
ب- مسؤولية المنبر
إن المنبر مسؤولية وأمانة يجب أداؤها على الوجه الأكمل عملا بقوله تعالى
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
وقوله نبارك وتعالى
يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا لله والرسول وتخونوا أماناتكم
قيل لعبد الملك بن مروان: عجل إليك يا أمير المسلمين! فقال: كيف لا يعجل وأنا أعرض عقلي على الناس كل جمعة
بل تكاد تكون خطبة الجمعة هي القناة الوحيدة، والمصدر الفريد للتلقي المعرفي المتعلق بالدين لدى كثير من العامة الذين شغلتهم الحياة وأعباؤها عن التعلم والتفقه، فهم للأسف لا يحضرون المساجد إلا يوم الجمعة، وكذلك في جانب التواصل الاجتماعي كما نلاحظ هذا في الغرب فإن لقاء الجمعة يكاد يكون هو وسيلة التواصل الاجتماعي الوحيد لدى كثير من الأقليات المسلمة في تلك البلاد. ولذلك كله كانت العناية بخطبة الجمعة من أهم الأمور التي تجب ملاحظتها إذا أردنا تحقيق الوعي المعرفي والتواصل الاجتماعي بين المسلمين.
أهداف المنبر
وهذا الاجتماع الأسبوعي له مقاصد منها: 1 - تذكير المسلمين بالله تعالى وإصلاح قلوبهم بالذكر والعبادة كما يدل عليه قوله تعالى
فاسعوا إلى ذكر الله
قال الإمام القرافي رحمه الله
لما كانت القلوب تصدأ بالغفلات .. كما يصدأ الحديد اقتضت الحكمة الإلهية جلاءها في كل أسبوع بمواعظ الخطب وأمر بالاجتماع
2 - الحفاظ على هوية الأمة وشخصيتها الإسلامية بتعميق المعرفة بالإسلام وتعلم آدابه وشرائعه من خلال الخطبة، ولهذا جعل الدهلوي -رحمه الله- من وسائل نصب الخطباء في المساجد حفظ الملة والدين.
3 - الإسهام في معالجة مشكلات الأمة وقضاياها في ضوء التعاليم الإسلامية.
شروط الخطبة الاساسية
أولا: الصدق والتفاعل العاطفي بالخطبة ومعانيها
إن أثر الخطبة في الناس يختلف باختلاف صدق أصحابها وصدق عاطفتهم الجياشة وتفاعلهم القلبي بالمعاني التي يذكرون الناس بها فكلما كان التفاعل أعظم كان الأثر أكبر.
وهذا من أسرار التأثير الذي نجده في بعض الخطب دون بعض، فبعضها تغير حياة الإنسان وسلوكه، وبعضها لا تجاوز الآذان، ولا تحرك ساكنا، وصاحبها كالنائحة المستأجرة التي تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مثالا عمليا للتفاعل القلبي الصادق بمعاني الخطبة والحماسة لها ولهذا قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما
(يُتْبَعُ)
(/)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش
رواه مسلم
وهذه آثار طبيعية ناشئة عن الصدق والتفاعل العاطفي دون تكلف. والخطيب يكتسب هذه المعاني العالية بالمعاملة الخاصة بينه وبين الله تعالى، وبأعمال السّر، وخبيئة الصالحين ... وقيام الليل ومجالس الذكر ... والعمل بالعلم
وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ليلة أسري به رجالا تقرض شفاههم بمقارض من نار فقال: من هؤلاء؟ فقال جبريل عليه السلام: هؤلاء الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب
ثانيا: توافر الأهلية اللازمة والمؤهلات الخاصة
إن كل عمل يتطلب نوعا من المؤهلات المعنوية والمواصفات الحسية بحيث يكون الشخص أقرب إلى النجاح وتحقيق المقصود وخاصة إذا كان من الأعمال القيادية، ومنها بلا شك خطبة الجمعة ودعوة الناس، وبالتالي فخطبة الجمعة ليست كلأ مباحا لكل أحد ولا حقا متاحا لكل من قرأ وكتب.
قال الإمام الغزالي رحمه الله
الوعظ زكاة نصابه الاتعاظ، فمن لا نصاب له كيف يخرج الزكاة
وعند استعراض التاريخ نجد أنه لم يكن يتصدر لخطابة الناس وتوجيههم إلا العلماء الراسخون الذين جمعوا بين الفقه بالدين والخبرة بالحياة والحكمة في التعامل مع الناس وحسن البيان وصدق التدين من أمثال ابن الجوزي والعز بن عبدالسلام. إن الخطأ يكمن في أن تتحول الخطابة والإمامة إلى مجرد وسيلة للتكسب وتحصيل الرزق وتحسين الدخل المادي!! مع أن المكافآت الموضوعة للأئمة والخطباء في أكثر العالم الإسلامي لا تشجع على التنافس ... فهذه النظرة المادية تفتح الباب ليعتلي المنابر من ليس أهلا لها لضعفهم العملي وفقرهم الفكري والبياني وضعف رصيدهم من التجربة والحنكة، فتكون الضحية هي الأمة المجتمعة في المساجد ما بين شخص يجد في فترة الخطبة فرصة للقيلولة وآخر يجد فيها فترة عصيبة تولد القرحة في المعدة أو رفع الضغط.
وبرنامج صناعة الخطباء يجب أن يكون له جوانب ثلاثة رئيسية
أ - التأهيل العلمي والمعرفي بإعطائهم جرعات علمية قوية تؤهلهم لفهم القضايا واستيعابها، ويشمل ذلك العلم بالشريعة والعلم بالحياة.
ب - التأهيل الروحي والأخلاقي بحيث يمتلك الخطيب الشحنة الإيمانية والجرعة الأخلاقية اللازمة للتأثير في الناس.
ت - التأهيل المهاري والفني المرتبط بأساليب الإقناع وطرائق الخطابة كتنويع نبرات الصوت ونحوه. يقول الجاحظ
رأس الخطابة الطبع، وعمودها الدربة، وجناحها رواية الكلام
ثالثا: الإعداد الجيد للخطبة
إن من أهم نجاح الخطبة الإعداد لها بصورة جيدة من باب قوله صلى الله عليه وسلم
إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه
رواه أبو يعلى
وهذا الإعداد الجيد فيه احترام لرسالة المنبر، واحترام للناس وتقدير لأوقاتهم فإنهم تركوا حركتهم الدنيوية من أجل الفائدة والذكر، وإذا لم يتحقق هذا المقصود فنكون قد تسببنا في تضييع أوقات ثمينة للأمة دون تحقيق الثمرة المرجوة.
لقد كان زهير بن أبي سلمة يصوغ قصيدته أربعة أشهر ثم يهذبها أربعة أشهر ثم يعرضها على نقاد الشعر في أربعة أشهر ثم يعلنها على الناس ولذا سميت قصيدته بالحوليات.
رابعا: الأصالة والموضوعية
فالخطبة يجب أن تستند على معلومات صحيحة وبيانات موثقة، لا الخرافات والأساطير والإشاعات والأحاديث الموضوعة، وإنما يستقي الخطيب معلوماته من المصادر الموثوق بها، وينبوع الوحي الصافي، ثم يضفي عليه من إشراقاته البيانية وأنواره الفكرية ما يعمق الفكرة في قلوب الناس ويولد التأثير فيها.
وهو في عرضه للأفكار مثل صاحب السلعة الواثق من سلامة بضاعته، فهو يحسن عرضها ويتأنق في صورتها حتى تتقبلها أذواق الناس، وإن كان الخطيب لا يروج بضاعة مادية ولكنه يشوق القلوب إلى الخير والهدى. وكان رئيس الرؤساء في بغداد قد أمر الخطباء والوعاظ ألا يرووا حديثا حتى يعرضوه على الخطيب البغدادي، فما صححه أوردوه في خطبهم، وما لم يصححه لم يذكروه
خامسا: المعاصرة و مراعاة هموم الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المقصود من الخطبة في الأساس هو تذكير الناس وتوجيههم لعلاج مشكلاتهم، وإرشادهم لتحقيق الحياة الفاضلة في واقعهم، ومن هنا كان لزاما على الخطباء العناية بهموم الناس ومشكلاتهم العملية وعلاجها في ضوء الإسلام. لقد كان الأنبياء دعاة إلى الإيمان ومصلحين ومشاركين في حل المشكلات الحياتية والأخطاء السلوكية، فهذا شعيب عليه السلام قد عني ضمن دعوته الإصلاحية بمشكلة انحراف ضمائر التجار والتطفيف في الكيل فقال قوله تعالى
أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم
وضمائر التجار إذا انحرفت نشأت عنها أزمات عامة مثل الغلاء والاحتكار والتضخم والربا ...
وعالج لوط عليه الصلاة السلام مشكلة الشذوذ الجنسي فقال قوله تعالى
أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم بل أنتم قوم عادون
وتصدى يوسف عليه الصلاة والسلام لمعالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعرض لها الشعب المصري، واستطاع من خلال خطة اقتصادية محكمة أن يتجاوز العاصفة والأزمة الاقتصادية.
إنه من الخطأ الكبير أن يتجاهل الخطباء مشكلات الناس وقضايا المجتمع وينصب حديثهم في قضايا نظرية أو مسائل مكررة ملّ الناس من كثرة الحديث عنها، وهم يساهمون في ذلك من حيث لا يشعرون في تخدير الأمة واستمرار أزماتها وتخلفها .. فهم كالطبيب الذي يحدث المريض المصاب بالسرطان مثلا عن الصداع وتسوس الأسنان.
سادسا: مراعاة ظروف الناس وتقدير أحوالهم
إن الخطيب الناجح هو الذي يراعي ظروف الناس، ويدرك أن رواد المسجد فيهم المريض والكبير والضعيف وذو الحاجة ... فلا يجعل من الخطبة سببا لتنفير الناس عن الخير ... وهذا أصل عام في الخطاب والتعامل مع الآخرين سواءً في ميدان العبادة أم ميدان الخطبة كما جاء في الحديث الشريف
إذا أم أحدكم فليخفف فإن فيهم المريض والكبير وذا الحاجة
وقال صلى الله عليه وسلم
إني لأدخل في الصلاة وأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز رحمة بأمه
ومن هنا جعل تقصير الخطبة من علامات فقه الخطيب وحكمته كما قال صلى الله عليه وسلم
إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة، وإن من البيان لسحرا
رواه مسلم
فتقصير الخطبة مستحب شرعا ولكن كما قال النووي
يكون قصرها معتدلا ولا يبالغ بحيث يمحقها
وإنما الخطيب مثل الطبيب يصف للناس القدر الكافي من الدواء الذي يحصل به المقصود. قال جابر بن سمرة رضي الله عنه
كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا
بل ذهب ابن حبان إلى وجوبه كما عنون لذلك في صحيحه 7/ 41
سابعا: الانطلاق من قاعدة الترغيب والرحمة بالناس
إن الخطيب الناجح هو الذي يدرك أن رسالته رسالة رحمة و هداية و تسامح وليست رسالة عنف وإكراه واستعلاء, فيخاطب الناس من هذا المنطلق ويترفق بهم في التوجيه عملا بقوله تعالى
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
وقوله تعالى
فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر
ولما أراد الله تعالى تكميل موسى عليه السلام أرسله لصحبة العبد الصالح الخضر لأنه جمع بين وصفين هما (العلم والرحمة) كما قال سبحانه تعالى في سورة الكهف
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدن علما
فأمره بصحبة هذا النبي الصالح لأنه جمع بين هذين الوصفين الكريمين وهما العلم والرحمة.
إن المبالغة في استخدام أسلوب الترهيب والتخويف بالنار واللعنة ينفر الناس من الدين، ويعطي الحاضرين انطباعا شديدا قاسيا عن الدين بخلاف أسلوب الترغيب والتشويق فإنه يحرك النفوس ويجعلها أقرب لتقبل التوجيه، حتى إن الجرجاني وغيره لما عرفوا الخطابة قالوا
ترغيب الناس فيما ينفعهم معاشا ومعاداً
فجعل حقيقة الخطابة هي الترغيب.
وعند التأمل في الخطاب النبوي نجد الغالب فيه هو الترغيب بذكر الأجر والثواب وفضائل الأعمال كما يدل عليه استعراض كتب السنة الشريفة.
ثامنا: البيان وحسن التعبير
من معالم الخطبة الناجحة وأسباب تأثيرها تميز الخطيب بحسن البيان، وجمال التعبير وسلامة الخطيب من اللحن وعيوب اللسان والصوت، فقد كان أهل الحي يذمون بذلك كما قال الصاحب بن عباد رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أهل سارية السلام عليكم ** قد قلّ في أرضيكم الخطباء حتى غدا الفأفأء يخطب فيكم ** ومن العجائب خاطب فأفأء
إن الله تعالى لما خاطب الناس بالقرآن الكريم, خاطبهم بلسان فصيح وعبارات جزلة، وألفاظ بليغة، حتى صار القرآن معجزا بلاغيا حتى اعترف بذلك خصوم القرآن ومنهم الوليد بن المغيرة فقال
والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطراوة، وإن أعلاه لمثمر، وأسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه
والطلاوة –بالضم والفتح- الحسن والرونق
وقد استحب الفقهاء أن تكون الخطبة فصيحة بليغة لأنها أقوى في التأثير، ولا يلقيها بالألفاظ المبتذلة ولا الوحشية التي لا يفهمها الناس، ولا يبالغ حتى يُغرب في الألفاظ فلا يفهمه الناس ولذا قال علي رضي الله عنه
حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله
رواه البخاري
ونحن لا نطالب الخطباء أن يصلوا إلى مستوى الجاحظ وابن قتيبة وواصل بن عطاء رحمهم الله الذي كان يتجنب حرف الراء في خطبه كلها!! ولكننا نريد قدراً وسطا على الأقل من البيان وجمال التعبير، وذلك يحصل بالقراءة في كتب الأدب والشعر والبلاغة فإنها تكسب لسان الخطيب فصاحة وجمالا.
تاسعا: الثقافة الواسعة المتنوعة
إن الخطيب يعرض على الناس عقله كما قال عبد الملك بن مروان، فإن كان قليل العلم ضعيف الثقافة لم يؤثر في الناس، واهتزت ثقافة الناس به فلا بد من العلم والمعرفة وإلا صار كالأعمى الذي يقود الآخرين، وفي الحديث الشريف
إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء
والعلم الذي يحتاج إليه الخطيب نوعان
1 - علم بالشريعة والدين الذي ينطلق منه لهداية الناس.
2 - علم بالحياة والأحياء وواقع الناس، فهو كالطبيب الذي يجب أن يكون على دراية بالمريض حتى يحسن علاجه.
ويدخل في ذلك أنواع من العلوم والمعارف كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم التاريخ حتى يساعده ذلك على حسن التوجيه كما قال الخطيب البغدادي في حق الفقيه المفتي يجب عليه أن يتعلق من كل علم بطرف
نقد واقع الخطباء
إن الخطباء في المساجد هم دعاة الإسلام وحماة الشريعة، ونواب النبي صلى الله عليه وسلم في توجيه أمته، ولهذا يكن لهم الجمهور الحب والاحترام والتقدير، ولكن ذلك لا يعني ادعاء العصمة لهم فهم بشر يصيبون ويخطئون، وفي كثير منهم ألوان من القصور وأنواع من التعقيد وعدم التأثير. ولهذا كان من حقهم علينا النصيحة والنقد الهادف لممارساتهم في الخطبة، كما قال صلى الله عليه وسلم
الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم
رواه مسلم
وقد مارس النبي صلى الله عليه وسلم نقد الخطيب عمليا فقال لخطيب من الخطباء
بئس الخطيب أنت
لما قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى
رواه النسائي برقم5530 وأبو داود برقم1099 وفي راوية أبي داود ولكن قل: (ومن يعص الله ورسوله فقد غوى
ورواه مسلم
واختلف العلماء في سبب الذم هنا على أقوال
1 - التشريك في الضمير لأنه يقتضي التسوية فأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما في الحديث الآخر
لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم شاء فلان
وهذا قول القاضي عياض وغيره رحمهم
2 - الاختصار في مواطن البسط والإيضاح، فالخطبة يقصد بها الاتعاظ وهذا يقتضي الإيضاح واجتناب الرموز كما جاء في خطبة الحاجة، وأما ما ورد من استعماله في بعض الأحاديث فلأنه في مقام التعليم والأحكام، وهذا اختيار النووي في شرح مسلم 6/ 159.
3 - أنه من الخصائص بذلك الخطيب دون غيره: (بئس الخطيب أنت) لما قال: (من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى) رواه النسائي برقم5530 وأبو داود برقم1099 وفي راوية أبي داود ولكن قل: (ومن يعص الله ورسوله فقد غوى
ورواه مسلم
4 - أنه واقعة عين لا عموم لها.
5 - أنه بسبب الوقف والسكوت عنه (ومن يعصهما) ثم قال فقد غوى، وبه قال يوسف الحنفي في المعتقد.
ولكن نقد الخطباء يجب أن ينطلق من دافع المحبة للمنصوح والرغبة في تكميله وليس من دافع العداوة والرغبة في تنقيصه، وهذا أمر يرجع إلى نوايا القلوب التي لا يطلع عليها إلا علام الغيوب.
ومن الإنصاف أن نقرر بأن عدم انتفاع الناس بالخطب ليس بالضرورة أن يكون سببه قصور الخطباء، ولكن قد يكون بسبب موانع لدى بعض السامعين وضعف تركيزهم وقسوة قلوبهم كما قال الشاعر
وما قبلت نفسي من الخير لفظة ** وإن طال ما فاهت به الخطباء
والله أعلم
مع الشكر الجزيل لموقع علماء الشريعة(/)
االمعلوم من الدين بالضرورة
ـ[عبد القادر ابن احمد]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 11:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المعلوم من الدين بالضرورة
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
أما بعد،
3 ـ الجملة المتعلقة بالمعلوم من الدين بالضرورة التي علقت عليها ليست من كلامي، و لكنها من كلام الدكتور البوطي [ i] (http://majles.alukah.net/#_edn1)، و أول المقال كان جوابا بالنقض، و مسألة المعلوم من الدين بالضرورة مسألة أكثر المتأخرون الاحتجاج بها في مسألة التكفير، كل على حسب هواه، فيجب ضبطها أولا ثم تعليق الأحكام عليها، و هذا أمر يتطلب بعض الجهد لعلي حين يتوفر لي الوقت المناسب أبحث فيها، ولكن لا بأس بهذه المقدمة:
ـ المسألة التي احتج بها الدكتور البوطي في مسألة" خلق أفعال العباد"، لا علاقة لها بالمعلوم من الدين بالضرورة، نعم كل الأمة برمتها تعلم أن الله خالق كل شيء، و لكن الإشكال ليس في هذا ولكن في فهم معنى الخلق [ ii] (http://majles.alukah.net/#_edn2)، و في التأويل الذي لحق بالمسألة.
فنحن نعلم أن إنكار صفات الرب التي أخبر بها القرآن و السنة الصحيحة، كوكنه يتكلم و يأمر و ينهى، و انه فوق سمواته، و أن الأمر ينزل من عنده و يصعد إليه تكذيب لما علم بالضرورة من الدين أن الأنبياء جاؤوا به.
فإن قال البوطي و طائفته: تأويلنا لهذه النصوص التي علمنا بالضرورة من الدين أن النبي صلى الله عليه و سلم جاء بها لا يستلزم تكذيبنا له، لأن التكفير بالمعلوم من الدين بالضرورة يستلزم تكذيب الرسول ورد أخباره.
قالت لهم القدرية و المعتزلة: فمن أين صار تأويلنا مستلزما لتكذيب الرسول ورد أخباره دون تأويلكم إلا لمجرد التحكم و التشهي.
ثم انتم تتأولون الخلق بنظرية الأعراض، فتزعمون أن جميع ما خلقه الله متماثل، فالجبل مثل القشة، و النار مثل العسل، لأن الجواهر متماثلة، وهذا خلاف المعلوم بالضرورة و تقولون: إن الله لا يزال يخلق الشيْ ذاته إلى أن يعدم، فيخلق الحياة للإنسان ولكنها تفنى في حينها، لأن الحياة عرض في الإنسان، و العرض لا يبقى زمانين، فيخلق له الله عرض الحياة باستمرار دون انقطاع طيلة حياته و ليس هذا مفهوم الخلق في القرآن، و لا هو مفهوم الخلق في علم الكافة الذي هو معلوم من الدين بالضرورة، فإن المسلمين يعلمون بالضرورة من دينهم أن الإنسان يموت إذا جاء أجله، و أن هناك ملائكة تأتي لتقبض روحه، ليس لأن الله يكف عن خلق عرض الحياة فيه.
و قد تأتي القرامطة و الباطنية فترد على الجميع و تقول لهم: عجبا لكم كيف تسمحون لأنفسكم بتأويل نصوص أصول الدين و تحرمون علينا ذلك، و نحن إنما غالب تأويلنا لنصوص الفروع، وهكذا يكون حالكم، و هذا ما جناه التأويل على النصوص، وعلى مراد الله و رسوله.
تعريف المعلوم من الدين بالضرورة:
المعلوم بالضرورة الدينية إنما حصل عن ظهور كونه من الدين، ظهور اشترك في معرفة كونه من الدين الخاصة و العامة، فالمعلوم من الدين بالضرورة متوقف على العلم من الدين، أي لا يحتاج إلى نظر و استدلال بحيث استوى في معرفته العام و الخاص [ iii] (http://majles.alukah.net/#_edn3).
وهنا يتبين لنا خطأ من حصر الكفر في المعلوم من الدين بالضرورة، فأولا علم العامة يتغير لأن واجبات الدين تندرس، إما في الزمان و إما في المكان، فصار المعلوم من الدين بالضرورة متغيرا من طبقة إلى طبقة، ومن مكان إلى مكان.
2 ـ إذا كان واجبا ما معلوما من الدين بالضرورة بالنسبة لرجل، غير معلوم لآخر فتوقيف التفكير بالنسبة للأولى حتى يعلمه الثاني باطل في الدين، إذ هو تعليق الأحكام العينية على علم غيره و قدرته.
و نحلم نعلم أن من الدين ما علم وجوبه بالضرورة، و ما علم وجوبه بالتواتر، فما علم بالتواتر العام أي نقل الكافة عن الكافة هو المعلوم من الدين بالضرورة، وما علم بالتواتر عند أهل العلم هو التواتر الخاص، فهو من المعلوم من الدين بالضرورة عند أهل العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان المعلوم من الدين بالضرورة هو الذي لا يحتاج إلى نظر و استدلال لظهوره ظهورا بينا، فإن كان معلوما من الدين بهذه الكيفية بالنسبة للعامة فهو المعلوم من الدين بالضرورة العام، وإن كان معلوما من الدين بهذه الكيفية بالنسبة لأهل العلم فهو المعلوم من الدين بالضرورة الخاص، أما توقيف الإنكار و الجحود و الإعراض و الاستكبار على النصوص الشرعية حتى تعرف العامة أنها من الدين من غير نظر و لا استدلال فهذا لا وجود له في شريعة الإسلام و إنما هو من تلبيس المبتدعة.
فإن كان أول من استعمل هذا المصطلح الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ فقد نقلنا كلامه بصورة واضحة و قاطعة، فلا يجب الخلط بين المعلومين من الدين بالضرورة.
أنواع الضرورة العلمية:
كذلك يجب التفريق بين المعلوم من الدين بالضرورة الشرعية وهي قد تكون نصا أو إجماعا، و المعلوم بالضرورة الفطرية البديهية، و المعلوم بالضرورة العقلية، و المعلوم بالضرورة من اللغة.
ونحن نعرف أن المعلوم بالضرورة من الدين متوقف على العلم بالدين، فمن له إلمام بالعلم ليس كمن ليس مثله، فأهل الحديث و السنة اعلم بغيرهم بما جاء به الرسول، فعلمهم بالمعلوم من الدين بالضرورة أعظم و اكبر من علم غيرهم، وهذه إحدى حجج أهل السنة في مبحث الآحاد و إفادته العلم و العمل إذا احتفت به القرائن، وهنا يغلط بعض الناس في تحديد القرائن، فإن المقصود بالقرائن عدالة الرواة و ثقتهم و تلقي أهل العلم له، فأهل العلم بالحديث عندهم يقين بأشياء من الدين، قد تكون وردت بخبر الواحد، بسبب ما يحصل لهم من قرائن تتولد لهم من معرفتهم بأحواله و كلامه صلى الله عليه و سلم، فاليقين لا يكتسب من مجرد عدد المخبرين و لكن منه ومن احتفاء القرائن و ظهور صدق الخبر و غير ذلك.
ولو كان الحكم على أهل العلم متوقفا على علم العامة لكان الدين هو الذي تعرفه العامة، وكل ما لا تعرفه العامة ليس من الدين المنزل، وقد كنت بينت في مناسبات سابقة أن الدين ثلاثة أنواع:
دين منزل و دين مؤول و دين مبدل، وما تعلمه العامة قد يكون من هذا كما قد يكون من ذاك، والحجة في الدين المنزل فقط.
بيان أن المتكلمين يخالفون المعلوم من الدين بالضرورة:
فنحن نعرف أن أهل الحديث متفقون على أحاديث الصحيحين إلا أحاديث يسيرة، متفقون عليها لفظا و معنى، كما اتفق المسلمون على لفظ القرآن و معناه، فالأمة اشتركت عامتها و خاصتها في نقل القرآن قرنا بعد قرن، وعندما نسأل عوام الأمة عن معاني القرآن نجدها تعلم بأن الله يسمع حديثها، ويرى أفعالها، و يتكلم، و يعلم، أكثر من علمهم بأحاديث الشفاعة و الربا و الحيض ووجوب الصلاة و تحريم الخمر، و بالتالي من أنكر هذه الصفات فقد أنكر المعلوم من الدين بالضرورة.
و قد نقل المسلمون عن نبيهم صلى الله عليه و سلم أنه كان يرفع يديه عند الدعاء باتجاه السماء، وكلهم يفعل ذلك فيأتي متكلم وينكر العلو و الفوقية، أو يقول: الله في كل مكان، فيخالف المعلوم من الدين بالضرورة.
و إذا علم الصحابة مراد الله و رسوله، و علمنا ذلك بالضرورة، و نقلوه إلى من بعدهم، علمنا أن مخالفة ما علمه الصحابة بالضرورة من الدين مخالف للمعلوم من الدين بالضرورة، فمن خالف المعاني الثابتة عن الصحابة، المجمع عليها عندهم، فقد خالف المعلوم من الدين بالضرورة.
فالأحاديث الصحيحة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، و قالت الأشعرية: إنها تخالف العقل هي مما علم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه و سلم جاء بها، وما كان معلوما بالاضطرار من دين الإسلام، امتنع أن يكون مردودا غير معلوم المعنى، ومن أنكره كان قوله معلوم الفساد بالضرورة من دين المسلمين، كما بيناه سابقا في مسألة كلام الله و علوه و غيره، مما يثبته عوام المسلمين و يفهموه من القرآن و السنة من غير نظر ولا استدلال.
أما ربط التكفير و حصره في إنكار المعلوم من الدين بالضرورة بدون تفصيل فهو قول ضعيف لا تدل عليه أصول الشريعة ولا واقع الناس، فإذا ثبت تغير المعلوم من الدين بالضرورة كما ونوعا لزم تغير الحكم الموقوف عليه.
و التكفير في الإسلام موقوف على توفر شروط و انتفاء موانع، فقد كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر بعض المسائل، لأنها كانت عندهم من المعلوم بالاضطرار من الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن تيمية في "الدرء" {27/ 7}:"و الأمور المعلومة بالضرورة عند السلف و الأئمة و علماء الدين، قد لا تكون معلومة لبعض الناس، إما لإعراضه عن سماع ما في ذلك من المنقول، فيكون حين انصرافه عن الاستماع و التدبر غير محصل لشرط العلم، بل يكون ذلك الامتناع مانعا له من حصول العلم بذلك، كمن يعرض عن رؤية الهلال فلا يراه مع أن رؤيته ممكنة لكل من نظر إليه، وكما يحصل لمن لا يصغي إلى استماع كلام غيره و تدبره، لا سيما إذا قام عنده اعتقاد أن الرسول لا يقول مثل ذلك، فيبقى قلبه غير متدبر ولا متأمل لما به يحصل له هذا العلم الضروري".
و نحن إذا نظرنا في مقالات بعض الفرق و جدنا منهم من أنكر وقعة الجمل و صفين و نحوهما من الوقائع المشهورة المتواترة.
بل من المنسوبين إلى العلم لا يعلمون مغازي الرسول صلى الله عليه و سلم وترتيبها، ولا يعلمون كم صام رمضان وكم حج و اعتمر، ولا كم صلى إلى بيت المقدس بعد هجرته، و في أية سنة فرض رمضان، فقد يجهل الواحد منا ما هو من الأمور المعلومة بالتواتر عند أهل العلم.
فأكثر المعتزلة و من سلك سبيلهم من الأشاعرة لا يعرفون في الرؤية إلا حديث جرير بن عبد الله البجلي:" إنكم سترون ربكم".
و أهل العلم بالحديث يعلمون أحاديث الرؤية المتواترة أعظم من غيرها، وعددها في الصحيحين أكثر من عدد أحاديث الشفعة و الطلاق و الفرائض و سجود السهو و المسح على الخفين و تحريم المرأة على عمتها و خالتها.
بل أكثر علماء الكلام لا يعرفون أقوال السلف في أصول الدين، وفي معاني القرآن، فمنهم من يظن أن السلف لم يتكلموا في هذه الأبواب أو أن مذهبهم تفويض المعنى.
قلت: فالسؤال الوجيه في هذه المسألة أن نقول: أي معلوم من الدين بالضرورة نوقف على إنكاره التكفير، المعلوم منه في وقت الصحابة و التابعين، أم في وقت عمر بن عبد العزيز وقد وجدنا في عهده من يجهل حرمة الخمر أم في المائة الرابعة و الخامسة، أم في هذه الأزمان المتأخرة؟
و قد أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم في عدة أحاديث عن اندراس الإسلام، كما في حديث الغربة، و حديث حذيفة بن اليمان، فرجع الأمر حتما إلى شرط العلم و قيام الحجة، وهو شرط يختلف من بلد للآخر و من شخص للآخر، و قد كان من المعلوم من الدين بالضرورة عند الصحابة أن من يسب الرسول يقتل، ثم جاء علماء بعد ذلك و قالوا لا يقتل، ووضعوا شروطا أخرى بسبب التأويلات المذهبية.
قال ابن تيمية في"الدرء" {28/ 7}:" و بالجملة فما من صنف من الواجبات المعلومة بالضرورة من الدين إلا و تطرق التأويل إلى نصوصه، كما تطرق إلى نصوص العلو و الصفات" [ iv] (http://majles.alukah.net/#_edn4).
فواجبات الإسلام متى ظهرت لأحد ظهورا بينا صارت معلومة له بالضرورة، و قد لا تظهر للآخر، و إذا ظهرت للكافة بهذه الطريقة بحيث صاروا لا يحتاجون لمعرفة كونها من الدين إلى نظر و استدلال صارت معلومة من الدين بالضرورة.
و قد يتوفر ذلك لطائفة دون طائفة، فالمعلوم من الدين بالضرورة عند أهل السنة و الجماعة يختلف عنه عند المعتزلة و يختلف عنه عند الأشاعرة بل الشيعة و غيرهم.
فمن المعلوم من الدين بالضرورة عند عوام أهل السنة و خاصتهم أن أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أفضل الأمة و أبرها و أصدقها، بينما عند الشيعة الأمر غير ذلك، فتبين أن المعلوم من الدين بالضرورة يختلف من طائفة إلى طائفة، و يمكن أن تجد عشرات الأمثلة.
فنحن نعرف معرفة يقينية بعد معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم، بحيث نعلم بالضرورة من دينه أنه لم يشرع لامته أن تدعوا أحدا من الأموات، لا الأنبياء و لا الصالحين ولا غيرهم، لا بلفظ الاستغاثة، و لا بلفظ الاستعاذة، ولم يشرع لأمته السجود لميت أو لحي ولا الركوع له، كما نعلم بالضرورة أنه نهى عن كل هذه الأمور [ v] (http://majles.alukah.net/#_edn5)، و أن ذلك من الشرك الذي حرمه الله، و لكن لغلبة الجهل، و قلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين، لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه".
(يُتْبَعُ)
(/)
والفقهاء الذين جعلوا من المعلوم من الدين بالضرورة الصلاة و الزكاة و الحج و صوم رمضان و تحريم الخمر و الزنا و الربا و غيرها، إذا جاؤوا إلى بعض البلاد وجدوا أن من الناس من يعلم بالضرورة من الدين أن الصلاة من الإسلام، و لكنه لا يعرف أنها من أركانه وواجباته، و غير ذلك.
وهؤلاء الذين يحصرون التكفير في المعلوم من الدين بالضرورة، كالأشعرية يقولون في كتبهم: إن العلم بإثبات الصانع و تصديق الرسول موقوف على نظرية الجواهر و الأعراض، وهم بذلك قد خالفوا المعلوم من دين الإسلام بالضرورة، فإنه من المعلوم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة و التابعين ما دعوا أحدا من الناس إلى الإقرار بالخالق وبرسله بهذه الطريق، ولا استدلوا على احد بهذه الحجة، ولا سلكوا هم في معرفتهم هذه الطريق.
و نحن إذا عدنا إلى القرآن و السنة و جدنا التكفير أنواعا منه: معارضة الرسول استكبارا أو إعراضا أو جحودا، فحصر التكفير في الجحود وحده، ليس مما دل عليه القرآن و السنة بتاتا و إنما هو من أقوال المرجئة التي قد يقول بها من ليس مرجئا بسبب شبهة أو تأويل.
و قد كفر السلف الجهمية وهم يقولون بكثير من المقالات التي لا تعرف العامة مغزاها ولا معناها، فمن بلغه أمر الشارع أو نهيه المقتضي للتكفير بطريقة متواترة ظاهرة، و فعل ما يوجب تكفيره مع انتفاء الموانع كفر، قال ابن تيمية في " المجموع" {54/ 20}:"قد تقرر من مذهب أهل السنة و الجماعة ما دل عليه الكتاب و السنة انهم لا يكفرون أحدا من أهل القبلة بذنب، ولا يخرجونه من الإسلام بعمل إذا كان فعلا منهيا عنه مثل: الزنا و السرقة و شرب الخمر، مالم يتضمن ترك الإيمان، و أما إن تضمن ترك ما أمر الله بالإيمان به مثل: الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و البعث بعد الموت فإنه يكفر به، و كذلك يكفر بعدم اعتقاد وجوب الواجبات الظاهرة المتواترة، و عدم تحريم المحرمات الظاهرة المتواترة.
فإن قلت: فالذنوب تنقسم إلى: ترك مأمور و فعل منهى عنه.
قلت: لكن المأمور به إذا تركه العبد، فإما أن يكون مؤمنا بوجوبه أو لا يكون، فإن كان مؤمنا بوجوبه تاركا لأدائه فلم يترك الواجب كله، بل أدى بعضه وهو الإيمان به، و ترك بعضه وهو العمل به، وكذلك المحرم إذا فعله، فإما أن يكون مؤمنا بتحريمه، أولا يكون، فإن كان مؤمنا بتحريمه فاعلا له فقد جمع بين أداء و اجب و فعل محرم، فصار له حسنة و سيئة، و الكلام إنما هو فيما يعذر بترك الإيمان بوجوبه و تحريمه من الأمور المتواترة، و أما من لم يعتقد ذلك فيما فعله أو تركه بتأويل أو جهل يعذر به، فالكلام في تركه هذا الاعتقاد كالكلام فيما فعله أو تركه بتأويل أو جهل يعذر به".
الخلاصة:
التكفير متعلق بالواجبات و المحرمات الظاهرة المتواترة، فإن سميت المعلوم من الدين بالضرورة فلا بأس بذلك، و لكن ظهور هذه الواجبات ظهورا متواترا يختلف من شخص للآخر، فالأمر موقوف على شرط العلم و بلوغ الحجة، فإن العلم يختلف من شخص للآخر، ومن زمن للآخر، ولكن المهم في كل هذا هو الكلام في ترك الإيمان بها، لا في تركها أو فعلها، ومع بلوغ الحجة فقد يعذر بالتأويل، فالشرائع إنما تلزم بعد العلم.
و قد ثبت أن المعلوم من الدين بالضرورة يختلف من حيث الزمان و المكان، ومن حيث نوعه، و الإسلام معرض لاندراس بنص الشارع، و عند اندراس العلم تبطل هذه الحجة، فعندما يصير المعلوم من الدين بالضرورة في زمن من الأزمان هو شهادة لا إله إلا الله فقط، و بطريقة تقليدية يصير التكفير في إنكار هذا المعلوم من الدين بالضرورة، و إن كانت واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة في يوم من الأيام من المعلوم من الدين بالضرورة، ولكنها في هذا الزمن الذي اخبر عنه الرسول في حديث حذيفة لم تصر منه، وهذا دليل قوي على تغير المعلوم من الدين بالضرورة فرجع الأمر في النهاية إلى بلوغ الحجة و السلامة من التأويل.
وقد ثبت عن أبي الدرداء أنه عاد لبيته غاضبا وهو يقول:" ما أعرف من هذه الأمة من أمر دينها إلا الصلاة" ["مسند الشاميين" {221/ 2}] وفي "الآحاد والمثاني" {237/ 4} عن انس من حديث الزهري:" والله ما أنتم على شيء مما كانوا عليه إلا الصلاة".
(يُتْبَعُ)
(/)
و ثبت عن أنس أنه قال:"إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه و سلم من الموبقات" ["صحيح البخاري" {2381/ 5 رقم:6127}].
و قال النبي صلى الله عليه إخبارا عن الأمراء و الحكام: "تعرف منهم وتنكر".
ونحن إذا ذهبنا إلى المدينة المنورة وزرنا البقيع علمنا أنه كان في عهد الصحابة و التابعين و تابعيهم من المعلوم من الدين بالضرورة ترك تجصيص القبور و البناء عليها، الأمر الذي صار اليوم في المسلمين شائعا منتشرا، و في بعض البلاد يبنون على القبور قبابا.
و عليه فإن التكفير منوط بقاعدة التكفير و التفسيق و التبديع و التحريم المبنية أساسا على توفر الشروط و انتفاء الموانع، فمن توفر فيه شرط التكفير كبلوغ الحجة إليه و انتفت الموانع كشبهة أو تأويل سائغ وجب تكفيره و إلا لم يجز، و الله اعلم.
أما مسألة تقديم العقل على النقل فتحتاج إلى جمع و تبويب و ترتيب و اخذ ورد، ولكن يكفي طالب العلم أن ينظر في كتب أصول الفقه أو الكلام في فصل"مباديء العلوم"، و "الظاهر"، و "الظن و اليقين" وغيرها ليعرف موقف الأشاعرة منها، كما يمكنه أن يعرفها عمليا من خلال تعاملهم مع النصوص الصحيحة كما كان يفعل محمد الغزالي و غيره.
و في مناسبة قريبة سنتعرض لها بالتفاصيل اللازمة إن شاء الله.
وفي الأخير نسأل الله سبحانه و تعالى أن يوفقنا للدعوة إلى دينه على بصيرة، و أن يجعل سبيلنا العلم والرأفة بالمسلمين عموما و بأهل السنة خصوصا، و أن يجعلنا من رحمته التي يصيب بها من يشاء من خلقه، و اعلموا أن الدوام يثقب الرخام، ولكن السر في صلابة الآلة وصلاحياتها، و قد يظهر الباطل و يعم الأغلبية، كما قد يظهر الحق و يعم الأغلبية، وهذا يدعونا للعلم و الرفق، و أن ندع الكلام الزائد و إن كان حقا، فليس كل ما يكون حقا يفعل و يعمل، بل ينظر في رجحان المصلحة على المفسدة، وفي القدرة عليه، و غير ذلك من شروط مبينة في موضعها.
و يمكن الإخوة الأفاضل في الموقعين المذكورين من كان منهم له قدرة و استعداد أن يلتقوا في موقع معين يحددون بعض المقالات التي ينشرها الأشاعرة وغيرهم على الشبكة، يتناولون الرد عليها و مناقشتهم فيها، إما في موقعهم، أو في موقع يخصصونه لذلك.
المهم أن يتخذوا أقوم الطرق لذلك بما لا يتعارض ومنهجهم، و لا يكون فيه مفسدة راجحة، و أعود فأكرر أن صنيع الإخوة في "الاستقامة" مما يشرف كل سني على هذه المعمورة، و إننا نستبشر الخير الكثير منه، دون أن نغفل، و نسأل الله أن لا نغفل عن ذلك طرفة عين أننا كلنا معرضون للخطأ كبيرا كان أو صغيرا هذا الخطأ، المهم المقاصد و الخطوط العامة التي ننطلق منها.
بارك الله فيكم،و الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرزيو، الجزائر، في2003 - 08 - 21
مختار الأخضر الطيباوي
[ i] (http://majles.alukah.net/#_ednref1) ــ هذه الجملة:" ما دمنا نعلم بيقين أن إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة مكفر بإجماع المسلمين الذين يعتد بإجماعهم" هي من كلام الدكتور البوطي، و قد وردت في بحثي كالتالي:" و أضاف أن هذا القول من ابن تيمية خلط و تخبط عجيبان, ما دمنا نعلم بيقين أن إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة مكفر بإجماع المسلمين الذين يعتد بإجماعهم، و مما لا ريب فيه أن إنكار قول الله: (الله خالق كل شيء) كليا أو جزئيا، إنكار لما هو معروف من الدين بالضرورة، و أنه لم يسمع ولم ير إلى هذا اليوم، أن القدرية يعتقدون أن أفعال الحيوان لم يخلقها الله، و هاهي ذي كتب الفرق أمامنا لم يجد في شيء منها مثل هذا النقل عنهم، وأنه رأى العلامة المحقق الشيخ محمد زاهد الكوثري قد سبقه إلى البحث عن هذا النقل الغريب و أصله، فكتب تعليقا عليه: " لم نر من صرح بذلك منهم في كتاب من كتبهم، و إلزام الشيء غير القول به"
(يُتْبَعُ)
(/)
[ ii] (http://majles.alukah.net/#_ednref2) ــ من معلوم أن مفهوم الخلق عند الأشاعرة يختلف عن مفهومه عند أهل السنة و الجماعة، و عن مفهومه عند المعتزلة، فالأشاعرة يفرقون بين الخلق و الجعل، و يحملون الجعل على معنى واحد هو التصيير، بينما أهل السنة ـ وهذا ظاهر في كتاب الله لا يحتاج إلى نقل ـ يفسرون كلمة جعل بمعنيين الأول بمعنى خلق و الثاني بمعنى صير، كذلك تنكر الأشعرية أن يكون الله قد خلق شيئا بيديه الكريمتين، وهم في ذلك يعاندون الحديث الصحيح و القرآن، لأنهم ينفون صفة اليد، فلم يخلق آدم بيديه، ولم يغرس أشجار الفردوس بيديه، ولم يكتب التوراة بيديه.
فإن قالوا: اليد هي بمعنى النعمة استحال المعنى و إن قالوا: هي بمعنى القدرة، قلنا لهم: كل شيء خلقه الله بقدرته فلم يعد لهذه الثلاثة مزية تذكر بها.
ونحن إذا دخلنا مع الأشاعرة في أصولهم الكلامية وجدناهم يفسرون الخلق بنظرية يونانية وثنية هي النظرية الذرية، و التي خلاصتها أن الله عاجز أن يخلق مخلوقا كاملا بدون التدخل المستمر، و أن ما يخلقه الله هو أشبه بالدمى لا حياة فيها ولا قدرة لها لأنهم ينفون عن المخلوق الفعل و الاختيار، فالله عز وجل في الاعتقاد الأشعري إله جبار قادر فقط، بينما الله في كتابه و في سنة رسوله وفي اعتقاد أهل السنة و الجماعة و أكثر العقلاء إله قادر حكيم كامل، والفرق بين التصورين هو أن التصور الأشعري يصف الله عز وجل بالقدرة المحضة فقط مما يستلزم معه نسبة العبث لفعله سبحانه و تعالى، بينما في التصور الثاني يفعل الله بحكمة و اختيار، المهم توضيح كل هذا في موضعه.
[ iii] (http://majles.alukah.net/#_ednref3) ــ قال الشافعي في " الرسالة" {ف:961، ص:357}:" العلم علمان: علم عامة لا يسع بالغا غير مغلوب على عقله جهله { ... } مثل الصلوات الخمس و أن لله على الناس صوم شهر رمضان، وحج البيت إذا استطاعوه، وزكاة أموالهم، و أنه حرم عليهم الزنا و القتل و السرقة و لخمر، وما كان في معنى هذا مما كلف العباد أن يعقلوه و يعلموه و يعطوه من أنفسهم و أموالهم، و أن يكفوا عن ما حرم عليهم منه، وهذا الصنف من العلم موجود نصا في كتاب الله، وموجود عاما عند أهل الإسلام ينقله عوامهم عن من مضى من عوامهم، يحكونه عن رسول الله، ولا يتنازعون في حكايته ولا وجوبه عليهم، وهذا العلم العام الذي لا يمكن فيه الغلط من الخبر ولا التأويل، ولا يجوز فيه التنازع".
قلت: وهذا غير متوفر بهذا الشكل في العصور المختلفة، فقد حرم الله كثيرا من الأشياء بنص القرآن و حرمه الرسول في أحاديث صحيحة، و مع ذلك تتعاطه بعض الأمة، ومنها من تعتقد إباحته مثل السحر و التعاويذ الشركية.
ثم عرف الشافعي ـ رحمه الله ـ علم الخاصة فقال:" ما ينوب العباد من فروع الفرائض و ما يخص به من الأحكام و غيرها، مما ليس فيه نص كتاب، ولا في أكثره نص سنة، و إن كانت في شيء منه فإنما هي من أخبار الخاصة لا أخبار العامة، وما كان منه يحتمل التأويل و يستدرك قياسا".
قلت: فقد جعل الشافعي علم الخاصة ما لا يوجد فيه نص من القرآن و لا من السنة إلا في النادر من الأخبار، التي لا يعرفها إلا الخاصة، ومعلوم أن كثيرا من المسائل التي تنكرها الطوائف فيها نصوص كثيرة من القرآن و السنة و أحيانا فيها إجماع السلف الصالح، ومع ذلك تنكرها هذه الطوائف كما مثلنا في هذا المقال.
وعليه و جب أن نقول: علم العامة حجة على العامة، و علم الخاصة حجة على الخاصة، و العلم المشترك بينهم وهو المعلوم من الدين بالضرورة حجة عليهم جميعا، فلا يمكن أن نحصر التكفير في هذا وحده، فإن من المسائل التي لا تعلمها العامة هي معلومة بالضرورة من دين الرسول عند الخاصة [أي لا تحتاج إلى نظر أو استدلال]، وتوقيف التكفير فيها على علم العامة توقيف المعلوم على المجهول، فإذا عرف احد الخاصة النصوص القرآنية و النبوية الكثيرة و كلام أئمة السلف من الصحابة و التابعين الثابت عنهم بالسند فينكرها، لأخذه بأصل عقلي ما أنزل الله به من سلطان كتماثل الأجسام و الجواهر، فعلمه حجة عليه.
و قد كفر السلف الصالح من ينكر علم الله السابق، ومع ذلك قد يوجد في الأمة من ينكره ولا يكفر، كما أنكرته عائشة في الحديث المشهور حتى بين لها النبي صلى الله عليه و سلم ذلك، فالتكفير موقوف على بيان الرسول وعلم كل واحد به.
[ iv] (http://majles.alukah.net/#_ednref4) ــ و ربما أحسن مثال على ذلك ـ وهو مما ينطبق على من حصر التكفير في المعلوم من الدين بالضرورة ـ أدلة وجود الله أو دليل الربوبية، فنحن نعلم أن دليل وجود الله فطري بديهي، يشعر به الإنسان قبل أن يشعر بغيره، فهو دليل مغروس في فطرته، ومع ذلك لما فسدت فطرت المتكلمين بسبب المباحث الكلامية و غفلوا عن الأدلة القرآنية راحوا يبحثون عن أدلة عقلية يثبتون بها وجود الله، و لو سألتهم و سألت غيرهم أيعقل في ذهنك أن يوجد مفعولا لا فاعل له؟ لأجابوك بالنفي كلهم، و مع ذلك اجتهدوا في تحصيل الحاصل و توضيح الواضح.
[ v] (http://majles.alukah.net/#_ednref5) ـ أما ما يذكره أمثال الدكتور البوطي في مسألة التوسل فإنها شبه ميتة يلبسون بها على الناس هذه البدع، ولا تمت للأدلة الشرعية بأية صلة، بل لا تحتاج لجهد لدحضها، فهي في معظمها من جنس قياسات المشركين التي فندها الله في كتابه.(/)
بل أنتظروا من هو أعظم من موسي
ـ[المحدث]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 06:23]ـ
بسم الله والحمد لله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك علي الحبيب المصطفي المشرف بالشفاعه المخصوص ببقاء شريعته الي قيام الساعة صلاة باقية ما تعاقب الليل والنهار.
هذه بشارة رائعة وظاهره الي أقصي درجة وهي من أنجيل يسمي بأنجيل النصرانين (أو التلاميذ الاثني عشر)) وهو أحد الاناجيل التي يرفض النصاري الاعتراف به،أو هو خارج دائرة قانونية أسفار العهد الجديد .... والفقرة التي سأنقلها لها مماثل مبتور من أنجيل متي الحالي المقبول عند كل الطوائف النصرانية:
ترجمة الفانديك
انجيل متي (17:5_19)
17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمّل.
18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.
19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السموات. واما من عمل وعلّم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات.
رابط انجيل النصرانين ((التلاميذ الاثني عشر))
http://www.thenazareneway.com/ght_section_3_lections_21_thru _30.htm
The Gospel of the Holy Twelve
Translated from the original Aramaic
by Rev. G.J.R. Ouseley
Section 3,
Lection 25
8. Think not that I am come to destroy the law, or the prophets: I am not come to destroy, but to fulfill. For verily I say unto you, Till heaven and earth pass, one jot or one tittle shall in no way pass from the law or the prophets till all be fulfilled. But behold One greater than Moses is here. and he will give you the higher law, even the perfect Law, and this Law shall ye obey.
9. Whosoever therefore shall break one of these commandments which he shall give, and shall teach men so, they shall be called the least in the kingdom; but whosoever shall do, and teach them, the same shall be called great in the kingdom of Heaven.
ترجمة الفقرة السابقة وهي مماثلة لما هو موجود في أنجيل متي عدا البشارة و باعادة الصياغة للفقرة كاملة سيتضح الامر:
لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمّل. فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. بل أنتظروا من هو أعظم من موسي الذي سوف يعطيكم الشريعة العليا والشريعة الكاملة التي يجب عليكم اتباعها.
فمن نقض احدى وصاياه الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السموات. واما من عمل وعلّم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات.
قال الله عز وجل في سورة الصف الآية السادسة:
[الصف:6]-[وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ]
مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ =
لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمّل.
وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ =
بل أنتظروا من هو أعظم من موسي الذي سوف يعطيكم الشريعة العليا والشريعة الكاملة التي يجب عليكم اتباعها .......
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[09 - May-2009, صباحاً 03:29]ـ
بارك الله فيك ..
ولكن هلا أكملت لنا الفائدة بنقولات من علمائهم المعتمدين لديهم توضح تاريخ هذا الكتاب حتى إن كانوا يرفضون اعتماده ..
نريد فقط إثبات أنه وجد قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 09:32]ـ
ألا من مجيب؟
هلا أكملت لنا الفائدة بنقولات من علمائهم المعتمدين لديهم توضح تاريخ هذا الكتاب حتى إن كانوا يرفضون اعتماده ..
نريد فقط إثبات أنه وجد قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم
ـ[المحدث]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 01:44]ـ
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
قد اقتبس هؤلاء الاباء من انجيل النصرانين وكلهم لم يتجاوزا القرن الرابع الميلادي
Cyril of Jerusalem
ترجمة القديس كيرلس الأورشليمي
http://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_1491.html
في كتاباته
( Discourse on Mary Theotokos 12a), Origen (Commentary on John 2.12.87),
2_ Clement of Alexandria في كتاباته
( Stromateis 2.9.45.5, 5.14.96.3),
ترجمة القديس اكلمينضس السكندري
http://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_175.html
3-Jerome في كتاباته
( Commentary on Isaiah 4, Commentary on Ephesians 3, Commentary on Ezekiel 6, De viris illustribus 2)., commentary on matthew
ترجمة القديس جيروم
http://www.christusrex.org/www1/ofm/1god/padri/girolamo.htm
كما ورد في كتاب The Other Gospels ل Cameron
في الصفحات 85 و 86
ومن الجدير بالذكر أن jerome يخبرنا في تعليقه على نص (متى االاصحاح 12 العدد 13) في كتاباته ( Commentary on Matthew )
الآتي:
In the Gospel which the Nazarenes and the Ebionites use, which we have recently translated from Hebrew to Greek, and which most people call the authentic [Gospel] of Matthew,
أي أنه يقول بأن انجيل النصرانين هو أصل انجيل متى الحقيقي العبري!
يمكن مراجعة هذا الكتاب لتوثيق قول jerome
Gospel Parallels
Ed. Burton H. Throckmorton
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المحدث]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 09:33]ـ
هذا رابط فيه توثيق الانجيل وكافة البيانات عنه
http://www.thenazareneway.com/origins_gh12.htm
This Gospel record is the recovered ******** from which the Four Gospels as we have them today were built upon. It was the first formulated life of the Christ and was written by St. John about the year 70 AD., when he was imprisoned in Rome and given page by page to one whom he could trust.
هذه بداية التوثيق
هذه الوثيقة التي اعتمد عليها كتاب الاناجيل الاربعه في كتابتهم الموجوده الان، وهي كانت أول تصنيف عن حياة المسيح وكتبت بواسطة القديس يوحنا في سنة 70 بعد الميلاد. حينما كان مسجوناً في روما وقد أعطى (هذه الوثيقة) صفحة بصفحة لمن كان يثق به
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 06:14]ـ
حفظك الله و بارك لك في وقتك و علمك و نفع بك و أدخلك الفردوس الأعلى.
اللهم وفقه .. اللهم سدده .. اللهم أرشده. اللهم ارض عنه.
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 03:34]ـ
رابط انجيل النصرانين ((التلاميذ الاثني عشر))
http://www.thenazareneway.com/ght_section_3_lections_21_thru _30.htm
تصحيح الرابط:
http://www.thenazareneway.com/ght_section_3_lections_21_thru _30.htm#Lection%2025(/)
حديث شريف يحتج به الزنادقة في عقيدتهم .. !!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 09:48]ـ
في الحديث المشهور: قال صلى الله عليه وسلم: " ان اول ما خلق الله القلم فقال اكتب. فقال ما اكتب قال اكتب القدر ما كان وما هو كائن الى الابد " رواه الترمذي
قالت الزنادقة والفلاسفة انا القلم هو (العقل الاول) وان مبدعه هو الله عز وجل فيقولون العقل الاول ومبدعه
جاء في كتاب (كنز الولد) للداعي ابراهيم ابن الحسين الحامدي الاسماعيلي:
وقد جاء عن الشخص الفاضل صاحب الرسائل* في الرسالة الجامعة قال: وأما الواحد الموضوف بالجلالة والعظمة المشار إليه بالوجود وانه مبدأ كل موجود يقبل فيض الجو وإليه تنتهي الحدود, فهو العقل الأول ومبدعه يجل عن صفة الواصفين, ونعت الناعتين, وإنما يقال: هو لا إله إلا هو إيماناً وتسليماً ... اهـ
*صاحب الرسائل كما ذكر المحقق شخصية مجهولة عند الشيعة الاسماعيلية ويعتقد انه الامام المستور!!
السؤال يا اخوان ماهي عقيدة اهل السنة والجماعة في (القلم) وماهو شرح هذا الحديث؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 10:15]ـ
قال الشيخ سفر الحوالي في شرح لشرح العقيدة الطحاوية:
إن اللوح والقلم مخلوقان من مخلوقات الله تبارك وتعالى، يؤمن بهما المؤمن؛ لما جاء عنهما؛ تبعاً للقاعدة الكبرى التي نؤمن بها جميعاً، والتي لا يكون المؤمن مؤمناً إلا بها، وهي الإيمان بالغيب، ومن هذا الغيب اللوح والقلم والعرش والكرسي، فهذا وغيره مما أخبرنا الله عنه ورسوله، فنؤمن به وإن كان محيراً لعقولنا القاصرة وخيالنا المحدود.
وهذا مما اجتمعت عليه الأمة والحمد لله، ولم يشتهر الخلاف فيه -في الجملة- إلا عن فئة ممن تنكبت جادة الحق وتنكرت لعالم الغيب بالكلية، وهذه الفرقة هي الفلاسفة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000008) الذين ينكرون اللوح والقلم أو يؤولونها، وقد حذا حذوهم بعض الصوفية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000002) وبعض المتكلمين الذين اتبعوا الفلاسفة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000008) ، والرأي في الأصل هو لأولئك الفلاسفة ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000008) الذين من أبرزهم وأشهرهم ابن سينا ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000035) ، وهؤلاء القوم أصل مقولاتهم يرجع إلى الفكر اليوناني، فهم لم يأخذوا الحق من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما ظنوا أن الوصول إلى الغاية والعلم الحقيقي يكون عن طريق علوم الأوائل -علوم اليونان- فأخذوا فلسفة اليونان وكلامهم مما نقل أو أثر عن أرسطو ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000040) أو أفلاطون ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=alam&id=1000041) وأمثالهما، وجعلوه هو العقيدة التي يعتقدونها، ولما رأوا أن المسلمين ينكرون عليهم إذا خالفوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ عمدوا إلى التأويل ولجئوا إليه، ولم يستطيعوا أن ينكروا صراحة وجهاراً بأنه ليس هنالك لوح ولا قلم ولا عرش ولا كرسي، وإنما عمدوا إلى تأويل هذه الكلمات لتوافق ما عليه علماء اليونان.
المصدر
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.show**** ... &*******ID=4742
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 10:18]ـ
وقال الشيخ سفر الحوالي ايضاً في موقع اخر:
حين تكلم الفلاسفة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000008) الذين ينتسبون إلى الإسلام عن العرش، قالوا: ما دام أن الحديث قد ورد في العرش أنه أكبر المخلوقات، وأنه محيط بها، فهو إذاً أي -العرش- ما يسميه علماء الفلك اليونانيون: الفلك التاسع، ثم جاءوا إلى اللوح والقلم فقالوا: إن المقصود باللوح هو النفس الكلية التي تنشأ عنها جميع النفوس، والمقصود بالقلم هو العقل الأول الذي تنشأ منه العقول العشرة، ثم بعد ذلك ينشأ الكون، حسب الخيال الذي تخيله أفلاطون ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000041) ومن تبعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهم ينطلقون من مبدأ فج ساذج لا يمكن لأي عاقل من أي ملة أو من أي دين أن يقره، وهو قولهم: إن الكون ناقص والله كامل، والكامل لا يشغل نفسه بالناقص، فحتى لا يشتغل الله بهذا الكون؛ خلق النفس الكلية وخلق العقل الأول، ثم إن العقل الأول خلق الثاني ... وهكذا إلى العاشر، والعقول العشرة هي التي خلقت الكون، وهي التي تدبره وتديره .. !
أنى لك هذا يا أفلاطون ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000041) ؟! هل أنت رسول من عند الله أوحي إليك؟!
وهو لا يقول: إنه رسول.
كيف عرفت؟! ومن أين جاءك العلم؟! ولم لا تكون هذه العقول عقلاً واحداً مثلاً؟! أو لم لا تكون هذه العقول ألفاً أو مليوناً أو بعدد الأشياء الموجودة؟!
أسئلة عقلية كثيرة لا يستطيع أن يجيب عليها أفلاطون ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000041) ولا أتباعه، وهم أقل من ذلك وأحقر؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gif مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=ayat&id=6002190) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[ الكهف:51]، متى أشهدهم الله أنه خلق الكون عن طريق العقول العشرة؟! ما أشهدهم الله سبحانه وتعالى ذلك، ولا أراهم إياه ولا أطلعهم عليه، لكنهم تخيلوه وتخرصوه، فلما جاء الفلاسفة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000008) الذين يدعون الإسلام، أخذوا في المبالغة والتعظيم لليونانيين ولما أثر عنهم، فرأوا أنه لا بد أن يؤول ما في القرآن والسنة ليوافق ما قاله أولئك، ولهذا نجدهم في عدة أبحاث يتكلمون عن العقل، وضرورة العقل، وأهمية العقل، ويدخلون من هذا الباب إلى إفساد الدين والدنيا والآخرة، فقالوا: بما أننا نجد في الأحاديث أن القلم هو الذي كتب الله به كل المقادير، فإذاً هو العقل الأول ... وهكذا.
حتى الشفاعة؛ يقولون أنها ليست كما جاء في القرآن والسنة، وإنما هي فيض يفيض من الشفيع (أو المشفع) على المستشفع (أو طالب الشفاعة) دون علم الله به .. إلى آخر ما يهذون من الخرص والظن الذي لا دليل عليه.
المصدر
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=5594
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 10:21]ـ
المشكلة يا اخوان ان الشيعة الاسماعيلية الباطنية ينقلون امثال هذا الكلام عن جعفر الصادق رحمه الله وعن الدعاة الاسماعيلية وينسبونه لهم ولاينسبونه لافلاطون او ارسطو ويقولون انه وحي من عند الله فهم يؤمنون بان الائمة معصومون وان الادعياء يطلعون على اسرار الائمة وعلومهم .. !!!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 11:37]ـ
اين طلبة العلم .. ؟!!
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 11:39]ـ
السند يا اخي، من نسبه لجعفر الصادق رحمه الله فليأتينا بسند صحيح و أنى لهم ذلك
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 12:19]ـ
المشكلة يا اخوان ان الشيعة الاسماعيلية الباطنية ينقلون امثال هذا الكلام عن جعفر الصادق رحمه الله وعن الدعاة الاسماعيلية وينسبونه لهم ولاينسبونه لافلاطون او ارسطو ويقولون انه وحي من عند الله فهم يؤمنون بان الائمة معصومون وان الادعياء يطلعون على اسرار الائمة وعلومهم .. !!!
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله -عنهم: الرافضة في الأصل ليسوا أهل علم وخبرة بطريق النظر والمناظرة ومعرفة الأدلة ومايدخل فيها من المنع والمعارضة, كما أنهم من أجهل الناس بمعرفة المنقولات والأحاديث والآثار والتمييز بين صحيحها وضعيفها ... وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف, والكذب فيهم قديم .. انتهى
فهم كذابون لانقل ولاعقل لهم, ولاغرابة في سرقتهم من هؤلاء, بل أنهم حينما خالفوا أهل السنة في توحيد الأسماء والصفات أخذوا بالأدلة والنقول العقلية للمعتزلة في ذلك, ومن جادلهم في دينهم رأى فيهم التخبط والمراوغة بل الفرار والهروب من النقاش.
وماأئمتهم إلا أصنام معبودة عندهم صنعوها هم وأعطوهم العصمة حتى يكونوا لهم مرجع في كذبهم.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 02:18]ـ
اخي التقريتي والاخت عالمة المستقبل الاسماعيلية ليسوا كالاثنى عشرية فهم لا يعرفون شيء اسمه السند
ويتحاكمون إلى العقل ثم يفسرون القران طبقاً لما توصلت إليه عقولهم ..... !!!
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 07:03]ـ
ادن لا تحاججهم بالعقل و انما حاججهم في مصداقية تقديم العقل على النقل
ـ[جذيل]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 02:44]ـ
مذهب اهل السنة ان الله كتب باللوح المحفوظ بالقلم الذي اقسم به في قوله تعالى (ن والقلم وما يسطرون).
وفي العادة عند الحديث عن حديث (اول ما خلق الله القلم) يتكلم اهل السنة ايهما خلق اولا: القلم او العرش؟ فقال بعضهم اول مخلوق القلم لهذا الدليل , وقال اخرون العرش لحديث (كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء) , والصحيح ان اول ما خلق الله العرش لقوله (ولم يكن شيئ قبله) اما حديث القلم فقال ابن ابي العز رحمه الله وتبعه على ذلك الشيخ العقلاء في شرح الطحاوية وكذلك الشيخ سفر قالوا فقوله (اول ما خلق الله القلم) يعني من هذا العالم الذي نشاهده امامنا , بدليل قصة الحديث أن قوما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله جئنا نسألك عن أول هذا الأمر , فقال صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما خلق الله القلم .. ) فهم سألوا عن اول هذا الامر الذي يرونه .. لا الخلق كله. ولهذا قال ابن القيم رحمه الله بعد ذكره للخلاف في المسألة:
والحق أن العرش قبلُ لأنه ... قبل الكتابة كان ذا أركان
والله تعالى اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 02:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: [ن والقلم وما يسطرون].
والقلم في اللغة: ما يكتب به، والمراد به هنا شرعا: القلم الذي خلقه الله، وكتب به المقادير في اللوح المحفوظ.
فنؤمن بجميع ما كتب به القلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عبادة بن الصامت: "إِنَّ أَوَّلَ ما خَلَقَ الله الْقَلَمَ فقال له: اكْتُبْ. قال: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ. قال: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كل شَيْءٍ حتى تَقُومَ السَّاعَةُ".
وقد اختلف العلماء في القلم والعرش أيهما أسبق في الوجود؟ على قولين: أصحهما أن العرش كان قبل القلم.
والدليل على ذلك: ما ثبت في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: "كَتَبَ الله مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قبل أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وكان عَرْشُهُ على الْمَاءِ".
ووجه الدلالة: أن الحديث صريح في أن التقدير إنما وقع بعد خلق العرش، فدل على أن العرش مخلوق قبل القلم، والتقدير وقع عند أول خلق القلم بلا مهلة، بمعنى: أن الله أول ما خلق القلم كتب به المقادير؛ لما رواه أبو داوود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ أَوَّلَ ما خَلَقَ الله الْقَلَمَ فقال له: اكْتُبْ .. " الحديث، يعني: أنه عند أول خلقه القلم قال له اكتب بدليل الرواية الأخرى "أول ما خلق الله القلمَ قال له: اكتب" بنصب (أول) على الظرفية، ونصب (القلمَ) على المفعولية؛ فيكون قوله: "إن أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب" جملة واحدة.
أما على رواية رفع (أولُ) و (القلمُ) فيتعين حمله على أنه أول المخلوقات من هذا العالم المحسوس المشاهد، ويكون قوله: "أول ما خلق الله القلم وقال له: اكتب" جملتين ليتفق الحديثان.
إذا: حديث عبد الله بن عمرو أفاد أن العرش سابق على التقدير، وحديث عبادة بن الصامت أفاد أن التقدير مقارن لخلق القلم؛ يوضحه اللفظ الآخر: "لما خلق الله القلم قال له: اكتب، فجرى القلم بما هو كائن على يوم القيامة" فهو يوضح أن الأولية بالنسبة للكتابة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى ج11/ص230):
وهؤلاء يزعمون أن الصادر الأول هو (العقل الأول) وعنه صدر كل ما دونه، و (العقل الفعال العاشر) رب كل ما تحت فلك القمر.
وهذا كله يعلم فساده بالاضطرار من دين الرسل، فليس أحد من الملائكة مبدع لكل ما سوى الله، وهؤلاء يزعمون أنه العقل المذكور في حديث يروى "إن أول ما خلق الله العقل فقال له: اقبل فأقبل، فقال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزتي ما خلقت خلقا أكرم على منك، فبك آخذ، وبك أعطي، ولك الثواب، وعليك العقاب" ويسمونه أيضا (القلم) لما روي "إن أول ما خلق الله القلم .. " الحديث، رواه الترمذي.
والحديث الذي ذكروه في العقل كذب موضوع عند أهل المعرفة بالحديث، كما ذكر ذلك أبو حاتم البستي والدار قطني وابن الجوزي وغيرهم، وليس في شيء من دواوين الحديث التي يعتمد عليها، ومع هذا فلفظه لو كان ثابتا حجة عليهم؛ فان لفظة "أول ما خلق الله تعالى العقل قال له" ويروى "لما خلق الله العقل قال له" فمعنى الحديث: أنه خاطبه في أول أوقات خلقه، ليس معناه أنه أول المخلوقات، و (أول) منصوب على الظرف كما في اللفظ الآخر "لما"، وتمام الحديث: "ما خلقت خلقا أكرم على منك" فهذا يقتضى أنه خلق قبله غيره، ثم قال: "فبك آخذ وبك أعطى ولك الثواب وعليك العقاب" فذكر أربعة أنواع من الأعراض، وعندهم أن جميع جواهر العالم العلوي والسفلى صدر عن ذلك العقل فأين هذا من هذا.
وسبب غلطهم: أن لفظ (العقل) في لغة المسلمين ليس هو لفظ العقل في لغة هؤلاء اليونان؛ فإن (العقل) في لغة المسلمين مصدر عقل يعقل عقلا كما في القرآن [وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير] [إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون] [أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها] ويراد (بالعقل): الغريزة التي جعلها الله تعالى في الإنسان يعقل بها، وأما أولئك فالمراد (بالعقل) عندهم: جوهر قائم بنفسه كالعاقل، وليس هذا مطابقا للغة الرسل والقرآن، وعالم الخلق عندهم كما يذكره أبو حامد: عالم الأجسام العقل والنفوس، فيسميها عالم الأمر، وقد يسمى العقل (عالم الجبروت) والنفوس (عالم الملكوت) و الأجسام (عالم الملك) ويظن من لم يعرف لغة الرسل ولم يعرف معنى الكتاب والسنة أن ما في الكتاب والسنة من ذكر الملك والملكوت والجبروت موافق لهذا وليس الأمر كذلك.
وهؤلاء يلبسون على المسلمين تلبيسا كثيرا.
قال: وغاية حقيقة هؤلاء إنكار (أصول الإيمان) بأن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وحقيقة أمرهم جحد الخالق؛ فإنهم جعلوا وجود المخلوق هو وجود الخالق وقالوا: الوجود واحد، ولم يميزوا بين الواحد بالعين والواحد بالنوع، فان الموجودات تشترك في مسمى الوجود كما تشترك الأناسي في مسمى الإنسان والحيوانات في مسمى الحيوان؛ ولكن هذا المشترك الكلى لا يكون مشتركا كليا إلا في الذهن، وإلا فالحيوانية القائمة بهذا الإنسان ليست هي الحيوانية القائمة بالفرس ووجود السماوات ليس هو بعينه وجود الإنسان، فوجود الخالق جل جلاله ليس هو كوجود مخلوقاته.
وليس هذا موضع بسط إلحاد هؤلاء ولكن لما كان الكلام في أولياء الله والفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وكان هؤلاء من أعظم الناس ادعاء لولاية الله وهم من أعظم الناس ولاية للشيطان نبهنا على ذلك ولهذا عامة كلامهم إنما هو في الحالات الشيطانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 08:54]ـ
الاخ الفاضل التقريتي كما قلت لك هؤلاء يؤولون النصوص على هواهم ويرون ان كلامهم مطابق للنقل والعقل كما انهم يروون نصوص عن ائمتهم المزعومين ويرون انه وحي فهم يقولون ان لا اختلاف بين الامام الاسماعيلي والنبي إلا في ختم النبوة!!.
الاخ الفاضل جذيل جزاك الله كل خير على ما كتبت ومسألة اول مخلوق مشهورة ولكن الخلاف فيها معروف ايضاً وماذا نفعل بهم لو زعموا انهم مع الطائفة التي تقول بان اول مخلوق هو القلم؟!!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 09:29]ـ
الشيخ السكران التميمي لله درك وحفظك الباري ورحم الله شيخ الاسلام محي السنة وقامع البدعة ابن تيمية
ماذا اقول وهل ترك طائفة من اهل البدع والضلال ما كسر قناتهم وكشف بدعتهم ورماهم بشهب القران والسنة
والله ما اعلم رد اقوى من رد شيخ الاسلام عليهم وتوضيحهم لعدة امور تبين تناقضهم في خلط القران بالاحاديث الصحيخ
واحاديثهم المكذوبة والفلسفة اليوانية وتبني لرأى الفلاسفة اليونان في العقول العشرة وقولهم بان العقول هي الملائكة
فسبحان الله هل عدد الملائكة عشرة ام ان اسماء الملائكة عشرة (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)(/)
البنية العقدية والخطط الأمريكية لتحريف الشريعة الأستاذ/محمد بن شاكر الشريف
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 08:55]ـ
البنية العقدية والخطط الأمريكية لتحريف الشريعة
لقد بذلت أمريكا والصليبيون الكثير من الوقت والجهد والمال في سبيل تحريف الإسلام، وقد وفروا الإمكانات الكبيرة على مختلف المستويات، والدعم السخي لمن يتعاونون معهم من المسلمين في سبيل تحقيق مشروعهم التخريبي، وفي سبيل ذلك تغاضت تلك الأمم عما ترتكبه الحكومات الموالية لهم بحق شعوبها من بطش وتنكيل، بل ومجازر، وخاصة عندما يرتكب ذلك ضد أصحاب الاتجاهات الإسلامية، رغم تبجحها بالدعوة إلى احترام حقوق الإنسان.
ورغم كل ما بذل على كل صعيد لم تكن النتائج المتحققة بخصوص التغريب وإماتة الدين مرضية، فما أن يضعف في منطقة حتى يقوى في منطقة أخرى، كالبخار إذا أغلقتَ عليه وحبسته من ناحية خرج من ناحية أخرى، لأن هذا طبيعته.
لذلك لم يشعر الصليبيون أنهم قاربوا على تحقيق حلمهم وهدفهم في تحريف الدين الإسلامي، وتحويله إلى نسخة من النصرانية المحرفة، وقد يسر الله من شاء من عباده الصالحين من يقف لهذه المخططات بالمرصاد، ويسعى في كشفها وفضحها، وهؤلاء الصالحون وإن كانوا لم يتمكنوا من إيقاف هذه المشاريع التخريبية كليةً إلا أنهم تمكنوا من تعطيل سيرها بعضًا من الوقت، ومن إبطاء سرعتها وإيقافها في بعض المحطات.
ولقد نفذ صبر الصليبيين من هذا الصمود الطويل للبنية العقدية للدين الإسلامي، حتى إنهم لم يعودوا يرون نهاية لهذا الأمر، فها هم قد قوضوا أركان الخلافة الإسلامية بصورة رسمية عام 1924م، (أي منذ ثلاثة أرباع قرن من الزمان)، وهدموا بنيانها، وأقاموا على أنقاضها دولًا علمانية، نصَّ بعضها في الدستور على علمانية الدولة، بينما جعل الباقون العلمانية مسلكًا عمليًا في القانون، وفي مؤسسات الدولة، وفي الحياة الأخلاقية والثقافية، ومع هذا ورغم معاول الهدم الخارجية والداخلية، في ظل الإمكانات الضخمة المرصودة لذلك، ومع التضييق الشديد على الحركة الإسلامية، فما زال الإسلام يقف صامدًا شامخًا كالطود العظيم الأشم، ينظر إليهم من علٍ، وهم بعْدُ في السفح، مستعصيًا على التغيير والتبديل، وقد باءت كل المحاولات بالإخفاق، ومن باع نفسه للشيطان من أشباه العلماء، وحاول ذلك انكشف علمه، وافتُضح أمره، ولفظته الجماهير المسلمة، وباء بالخيبة والخذلان، لذا لم يكن هناك من بدٍّ لدى الصليبيين من فرض التغيير فرضًا، عن طريق التلويح بالقوة والتهديد باستخدامها، واستخدامها فعلًا في نهاية المطاف.
وقد سارت الخطة في اتجاهين متوازيين، لكنهما يتفقان في النهاية على هدف واحد: أحدهما قصير المدى يقوم على استخدام القوة في محاولة اجتثاث الإسلاميين الذين لا تجدي معهم المحاورات والإغراءات، والثاني: طويل المدى عن طريق التغيير في مناهج التعليم، والإعلام بجميع وسائله ونحو ذلك، لمنع تكرار حدوث الظاهرة الإسلامية مرة أخرى، وعلى ذلك فهدف الاتجاه الأول: هو مواجهة الوضع القائم، أما هدف الاتجاه الثاني: فهو الحيلولة دون تكوُّن جيل جديد يتمسك بفهم السلف الصالح للدين.
العوامل التي ساعدت على اللجوء إلى القوة لفرض التغيير:
أولًا: انهيار توازن القوى الذي كان سائدًا في الفترة التي عرفت باسم "حقبة الحرب الباردة"، مما أدى إلى انفراد أمريكا بالقوة، وفرض نفسها على العالم وعلى المؤسسات الدولية، فلم تعد تخشى مساءلة أو حسابًا، بل لا يقدر أحد على ذلك.
ثانيًا: طول الطريق السابق وبطؤه، واحتمال امتداده لعقود طويلة، بل قرون، قد يحدث في أثنائها أن تعود العافية إلى الأمة الإسلامية بظهور شخصيات مثل: صلاح الدين رحمه الله، فتعود الأمة إلى مركز الصدارة من جديد، وتضيع عليه بذلك الفرصة الحالية النادرة.
ثالثًا: وجود معوقات حقيقية تقف بشدة في وجه الطريق السابق تتمثل في أمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - طبيعة الدين الإسلامي الذي يستحيل عمليًا تغييره أو تبديله، وذلك للترابط الشديد بين أحكامه وتشريعاته وأدلته في سائر الجوانب، لذلك فإن محاولة التغيير في جانب يكشفه جانب آخر، ولذلك فإن التغيير لا يمكن حدوثه عمليًا إلا إذا حدث التغيير في جميع الجوانب: في العقيدة والشريعة، في التفسير والحديث، وفي التاريخ والتراث، في الأوضاع الاجتماعية والشرائع العملية التي تمثل نوعًا من الإجماع العملي بين المسلمين، وهذا الأمر ليس بالهين ولا اليسير، فهناك عشرات الآلاف من الكتب المؤلفة في العقيدة والحديث والفقه والتفسير والتاريخ والسير والغزوات وغير ذلك، وكل ذلك مكتوب بلغات متعددة، فكيف يمكنهم ذلك؟ إنه أمر فوق طاقتهم رغم تقدمهم وإمكاناتهم وإرادتهم، وهذا يمثل نوعًا من التحدي لهم، وصدق ربي العظيم إذ يقول: ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر: 9].
2 - وجود فئة من الناس قيدهم الله http://www.al-oglaa.com/j******s/tiny_mce/plugins/emotions/img/sbh.gif لحفظ دينه ونصرته، أخذت على عاتقها رصد محاولات التغيير والتزييف وكشفها والإعلان عنها، رغم كل الصعوبات التي تواجههم، وهذه الفئة هي جزء من الطائفة المنصورة التي امتدحها الرسول http://www.al-oglaa.com/j******s/tiny_mce/plugins/emotions/img/slm.gif بقوله: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» [رواه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، (225)، ومسلم واللفظ له، كتاب الإمارة، باب قول النبي لا تزال طائفة من أمتي، (3544)].
رابعًا: حالة الضعف الشديد التي تخيم على المنطقة العربية والإسلامية، حيث دوله مفككة، وأغلب زعاماته هزيلة جوفاء، وشعوبه ما بين مقهور مغلوب على أمره وبين جاهل غارق في تحصيل شهوات الدنيا وحطامها، وهو بذلك قد وصل إلى درجة شديدة جدًا من الضعف، لم يصل إليها من قبل، لا في زمن الحروب الصليبية، ولا في زمن التتار، ولوصاح صائح فيهم لخرَّ كثير منهم لإستهم من شدة الخوف.
خامسًا: حالة الاستعجال الشديد لإحداث ذلك التغيير، لقد بدأ الأمريكان في حرصهم الشديد على إحداث التغيير، وضغطهم في سبيل تحقيقه، وكأنهم يسابقون شيئًا يخشون أن يسبقهم.
هذه العوامل- فيما رأيت- التي ساعدت على اللجوء إلى خيار القوة، لقد كانت الخطط معدَّة وجاهزة لضرب بعض بلاد المسلمين وغزوها واحتلالها، ولا ينقص إلا صدور الأوامر بالتنفيذ، وظل الأمريكيون يتحينون الفرصة المناسبة لإعطاء الأوامر بتنفيذ الخطط المعدَّة، ولم يطل بالأمريكيين الصبر- بعد إعداد خططهم وترتيب أمورهم- فقد جاءتهم الفرصة التي كانوا ينتظرون مثلها، ووقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر للسنة الأولى بعد الألفين بالتقويم الميلادي، وكانت بالنسبة لهم فرصة ما بعدها فرصة، فقد هيأت لهم الجو بالكلية، وأفسحت الطريق أمامهم بلا منازع، حتى لم يتمالكوا أنفسهم- من شدة حقدهم على المسلمين وفرحهم بالفرصة التي واتتهم- أن يحددوا الجاني ومكانه، والعقوبة التي ينبغي إنزالها به، من قبل أن تتوفر أية أدلة أو قرائن أو شيء، وظهر على ألسنتهم ما كان مخبوءًا في صدورهم، حتى قال رئيس أمريكا معلنًا عن خطوته القادمة: (سنشنها حربًا صليبية)، وبدأ يعلن كثير من الساسة في أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وغيرهم القدح في الإسلام وشريعته.
المصدر:
http://www.al-oglaa.com/?section=article&SubjectID=505(/)
الجواب بالمعقول والمأثور على شبهة استجابة الدعاء عند القبور
ـ[عبد القادر ابن احمد]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 12:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
«الجواب بالمعقول والمأثور على شبهة استجابة الدعاء عند القبور «
إبطال أدلة القائلين بجواز تحري الدعاء عند القبور و الاستغاثة و التوسل بالمقبورين و بيان لحقيقة التوحيد عند السلف(/)
خدعة التشيع الصفوي
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 08:36]ـ
خدعة التشيع الصفوي
(التشيع الصفوي والتشيع العلوي)
كتاب ألَّفه المفكر الإيراني الشيعي (علي شريعتي)، قصد من خلاله تصحيح بعض جوانب الغلو في التشيع الحالي ـ الذي دعاه بالتشيع الصفوي ـ رأى أنها لا تمتُّ بصلة إلى التشيع الأصيل ـ في زعمه ـ والذي يسميه بالتشيع العلوي، حيث كرَّس التشيع الصفوي مبدأ الطقوس الوثنية والنصرانية والشرك والخنوع والكذب والتقليد الأعمى المقيت الذي تبنَّته الدولة الصفوية؛ لإحداث شرخ في تدين الناس؛ حتى لا يتأثروا بالدولة العثمانية المنافسة والمخالفة لها في المذهب، وتغذية العداء التاريخي بين الطائفتين السنية والشيعية والتمايز بينهما؛ من خلال المغالاة في التشيع لإحكام السيطرة على العامة، حيث استطاع الصفويون خلال مدة وجيزة تحويل بلاد فارس ذات الأغلبية السنية إلى المذهب الشيعي الغالي تحت تهديد السلاح والفتك بعشرات الآلاف من السنة؛ تحقيقاً لأطماع سياسة طائفية توسعية.
ثم تلقف هذا التصنيف واشتهر على ألسنة الكُتّاب والنقاد مع تحويره إلى التشيع الصفوي، مريدين به: التشيع الخاضع للسيطرة الإيرانية ومرجعياتها الفارسية في قم، والعامل وفق أجندتها السياسية، والمؤمن بما يسمى (ولاية الفقيه) في طهران.
أما التشيع العربي فأريد منه: التشيع الرافض للسيطرة الإيرانية، المعتز بعروبته، والذي يقلد مرجعيات عربية في النجف، والرافض لولاية الفقيه.
ولا شك أن التشيع بشقّيه الصفوي والعربي واقع في حمأة الغلو والتطرف؛ فالتشيع قائم على ركيزتين أساسيتين:
ـ الأولى: الغلو في آل البيت، ودعوتهم من دون الله في الرخاء والشدة، وصرف كثير من العبادات إليهم؛ نسأل الله العافية.
ـ والثانية: الطعن في الأصحاب ـ رضوان الله عليهم ـ بخاصة الشيخين ـ رضي الله عنهما ـ، وكذلك الطعن في أمهات المؤمنين زوجات المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وخصوصاً عائشة وحفصة رضوان الله عليهما؛ بكلام يعف عنه الإنسان السوي فضلاً عمن يدعي النسبة إلى الإسلام.
وللأسف؛ فإن التشيع أصبح قابلاً للانحدار نحو الأسوأ، فكلما ازداد أحدهم غلواً ازدادت شعبيته والاحتفاء به، فنتج عن ذلك أن ما يُعدّ من أقوال الغلاة سابقاً أصبح في وقتنا الحالي من ضروريات المذهب الشيعي؛ كما يقول أحد أئمتهم.
فالغلو في التشيع سابق لقيام الدولة الصفوية بمئات السنين، فنظرة إلى كتاب (الكافي) للكليني كافية لمعرفة ما وصل إليه الغلو الفاحش في كتابٍ من أشهر كتبهم المتقدمة، لذا من الخطأ الاعتقاد بأن التشيع كان معتدلاً حتى جاء الصفويون فغلوا فيه، فالغلو بدأ مع بداية التشيع حيث حرّق علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أوائلهم في زمنه.
وليس ثمّة شك أن التشيع الصفوي الإيراني الحالي جمع السوأتين معاً؛ سوأة التشيع الغالي وسوأة الشعوبية الحاقدة على العرب، حيث طالت هذه النزعة الشعوبية المقيتة الشيعةَ العرب؛ حتى من كان منهم في منطقة الأحواز العربية ذات الأغلبية الشيعية والذين يعاملون مواطنين من الدرجة الثانية؛ بل لا يُعترف باللغة العربية لغةِ القرآن ولغة أهل البيت لغةً للتعليم في مدارسهم. ولم يسلم من حقد هذه النزعة الشعوبية الشيعةُ العراقيون اللاجئون إليها، حيث التنكيل بهم، وعدم الاعتراف بمرجعياتهم، وحشرهم في معسكرات تشبه معسكرات الفلسطينيين سابقاً بعد أن امتصت دماء أبنائهم في حربها مع العراق حيث جندت الكثير منهم في فيلق بدر لمقاتلة بلدهم تحت مظلة التشيع، فإيران تستخدم التشيع وسيلة لتخوين الأقليات الشيعية ضد بلدانهم؛ لتحقيق مكاسب سياسية لها، لكنها تخذلهم إذا تعارضت مصالحها مع مصالحهم، وتتناسى حينئذ تشيعهم!
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن إذا كان التشيع الصفوي بهذه القتامة فليس يعني ذلك أن التشيع العربي بريء من هذا التطرف والغلو العقدي وإن اختلف سياسياً مع إيران، إذ إن من الخداع الذي يمارسه بعض الكُتّاب ـ للتسويق لبعض الأحزاب الشيعية العربية ـ الزعمَ أن التشيع العربي تشيّع متسامح خالٍ من الغلو وقابل للتقريب؛ لكون الخلاف معه ـ حسب زعمهم ـ محصور في جزئيات قليلة؛ لأنه رافض للهيمنة الإيرانية. فكأنما الخلاف مع الشيعة خلاف سياسي فحسب، فمتى ما رأينا منهم تبايناً سياسياً مع إيران تناسينا خلافنا العقدي الذي هو أسُّ المشكلة وسبب التنافر والتكفير.
ونظرة إلى واقع العراق يدرك من خلالها العاقل خطورة مثل هذا التصنيف حين يؤمن به بعض أهل السنة، فكثيراً ما تقرأ أن حزب المجلس الأعلى الشيعي بقيادة (الحكيم) وجناحه العسكري (فيلق بدر) ـ وهو حزب صفوي ـ يعمل وفق مصالح إيران، بينما التيار الصدري فهو على الخلاف منه يحركه التشيع العربي، الرافض للهيمنة الفارسية على بلاد العراق؛ لذا ينبغي التماهي مع مشروعه والعمل على تشجيعه والثناء عليه وإشراكه في تجمعات أهل السنة ومؤتمراتهم، ظناً أن عروبة هذا التيار ستنسيه الخلاف العقدي، حتى تفاجأ كثير من المتابعين للشأن العراقي من أهل السنة ـ ممن ليس للتحليل العقدي عنده كبير شأن ـ من وحشية هذا التيار وخصوصاً جناحه العسكري المسمى (جيش المهدي) حيث أعاد لذكراهم وحشية الصرب مع مسلمي البوسنة، حيث التفنن في التعذيب بصورة مقززة، وسحق العلماء وأئمة المساجد، والقيام بمجازر يذهب ضحيتها النساء والأطفال كما وقع في حي الجهاد، وتعظم المصيبة حين يكون القائم بمثل هذه الجرائم ممن ينتمي إلى القبيلة نفسها والمجرم جار للضحية وممن تربطه بها روابط النسب والقرابة، عند ذلك تدرك أن خداع تغييب التحليل العقدي في التعامل مع الفرق والجماعات أعظم مصيبة من خداع الانكفاء على التحليل العقدي وحده!
وإنك لتعجب من اختلاف الشيعة في العراق؛ فمن شيعة عَلْمانية إلى شيعة حركية إسلامية إلى شيعة صفوية أو عربية، ولكن عند عداء أهل السنة لا تلحظ هذا الافتراق، بل تجد تنافساً في إبادة أهل السنة، فاختلافهم اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد كما يتوهمه البعض، بل هو ـ فيما أحسب ـ شبيه باختلاف اليهود الشرقيين (السفارديم) واليهود الغربيين (الاشكنازيم) داخل فلسطين مع اتحادهم حيال المسلمين، بل إن عداء اليهود العرب أعظم وأشد من عداوة اليهود الغربيين!
فمن لم يعتبر من التاريخ، ولم تزل شلالات الدم في العراق غشاوة عينيه فيعرف عدوه من صديقه؛ فهو لن يتّعظ إلا بنفسه ساعةَ لا ينفعه ذلك.
ولا أحسب أن هناك حاجة إلى التذكير أنه لا مشاحة في استخدام هذا التصنيف ما دام في دائرة أن بعض الشر أهون من بعض، أو في دائرة توصيف فرق الشيعة وخلافاتهم الداخلية، أو استثمار هذا الخلاف بما يعود نفعه على المسلمين، ولكن ما نرفضه هو تسويق أن الخلاف السني الشيعي إنما هو خلاف سياسي لا عقدي، وحصره في التشيع الصفوي وحده، وخداع السنة ومخاتلتهم بأن التشيع العربي هو تشيع معتدل قريب لأهل السنة حتى يلدغوا من جحره مرات ومرات
منقول
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 01:06]ـ
لا أتفق مع نظرتك بارك الله فيك!
فمصطلح (صفوي) يعبر فعلاً عن واقع الغلو الشيعي، ويختصر الملاحظات عليه في لفظة جامعة!
وكون بعض الجهلة يخطئون في فهم الكلمة ليس معناه أنها باطلة وأنها خدعة!
ولا يُتصور أن علي شريعتي - وهو إيراني صميم - أراد به نصرة التشيع العربي على التشيع الفارسي، بل أراد به التشيع الوثني الدخيل على الإسلام، سواء في العراق أو في إيران أو في أي بلد آخر
وقد صاغ هذا التفسير عندما كان الشعب الإيراني يكافح النظام البهلوي، ويتلمس الطريق للمستقبل، ومات الرجل قبل أن ينتصر الخميني ويقضي على جميع أجنحة الثورة ما عدا الجناح الصفوي!
مع العلم بأننا لا نأخذ ديننا من علي شريعتي ولا من أمثاله، ولكن تحليله هذا حجَّة عليهم. وهي حجَّة بالغة، بدليل أن الشيعي يضطرب أشد الاضطراب إذا قيل له (صفوي)
وأما التشيع العربي الذي أشرت إليه فهو يدخل ضمن مصطلح (صفوي)، ومرجعياته إيرانية، كالسستاني وغيره.
والقول بأن الصدر عدوّ لإيران غير صحيح، ومشكلته مع حزب الدعوة والمجلس هي تنافس على الزعامة فقط، وقد سبقوه إلى محالفة أمريكا، فرفع لواء مقاومة أمريكا لإخراجها من العراق، وهذا ما تنادي به إيران، مع أن الوجود الأمريكي يخدمها.(/)
التحالف الأمريكي الرافضي اللبرالي في بلاد الحرمين
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 11:03]ـ
التحالف الأمريكي الرافضي اللبرالي في بلاد الحرمين
عبدالعزيز الجليّل | 9/ 5/1430
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن من سنن الله عز وجل التي لا تتبدل سنة الصراع بين الحق والباطل والتدافع بينهما حتى يرث الله الأرض ومن عليها. قال الله عز وجل: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة الحج: 40] وقال سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [سورة الأنعام: 123] وقال الله عز وجل: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ} [سورة محمد: 4].
ومن أشد هذه التدافعات والابتلاءات التي تدور في واقعنا المعاصر ما تشهده بلاد الحرمين اليوم من هجوم منظم وحملة حاقدة على عقيدة أهل السنة ورموزها يقوم به تحالف مشبوه يتوزع فيه الحلفاء الأدوار بينهم ويتمثل هذا الحلف المشئوم في أمريكا الصليبية، والرافضة الباطنية، والليبرالية العلمانية. ويُجمع هؤلاء الحلفاء على توهين عقيدة التوحيد القائمة على الولاء لله عز وجل وعبادته وحده لا شريك له والولاء للمؤمنين والبراءة من الكفر والكافرين والشرك والمشركين ويصفون المتمسكين بها الداعين إليها بالأصوليين والوهابيين والإرهابيين. وأدلتنا على هذا التحالف وأهدافه ما يلي:
أولاً: جاء في تقرير تم إعداده بواسطة (مؤسسة راند) الأمريكية بعنوان (الإسلام الديموقراطي المدني: الشركاء والمصادر والإستراتيجيات) بعض المقترحات لمحاربة التيار الأصولي فمن ذلك
ما يراه التقرير من تحديد أربعة اتجاهات فكرية في المجتمعات المسلمة للمنافسة في التحكم بقلوب المسلمين وعقولهم وهم:
1 - المتشددون الأصوليون الذين يرفضون قيم الديموقراطية والحضارة الغربية المعاصرة.
2 - التقليديون الذين يشككون في الحداثة والتغيير.
3 - الحداثيون (العصرانيون) الذين يريدون من العالم الإسلامي أن يكون جزءاً من التقدم الذي يسود العالم.
4 - العلمانيون الذين يريدون من العالم الإسلامي أن يتقبل فكرة فصل الدين عن الدولة.
ويقول التقرير إن فئتي أنصار الحداثة والعلمانيين هما أقرب هذه الفئات للغرب ولكنهما بشكل عام في موقف أضعف من المجموعات الأخرى حيث تنقصهم البنى التحتية والبرنامج السياسي.
ويقترح التقرير استراتيجيةً لدعم أنصار الحداثة والعلمانيين وذلك عن طريق طباعة كتاباتهم مقابل تكاليف مدعومة وذلك لتشجيعهم على الكتابة لمزيد من القراء وطرح وجهات نظرهم في مناهج المدارس الإسلامية ومساعدتهم في عالم الإعلام الجديد الذي يهيمن عليه المتشددون والتقليديون.
كما يقترح التقرير أيضاً أن يتم دعم التقليديين ضد المتشددين وذلك من خلال ممارسة الولايات المتحدة سياسة (تشجيع عدم الاتفاق) بين الطرفين.
ومن الاستراتجيات المقترحة أيضاً في هذا التقرير مواجهة ومعارضة المتشددين من خلال تحدي تفسيرهم للإسلام ومن خلال فضح ارتباطهم بمجموعات وأنشطة غير قانونية.
ويقول باول شميدس في كتابه الخطير: (الإسلام قوة الغد العالمية): (إنه قد تبين من التاريخ أو من استقرائه أنه أينما وجدت هذه الحركة الوهابية فإنه يوجد معها مقاومة الغرب ومقاومة المستعمر).
وفي تقرير مطول يصل إلى (120صفحه) أعده (مركز الحرية الدينية ببيت الحرية) عن نشاط الوهابيين في أمريكا نشره موقع ( www.islmdaily.net (http://www.islmdaily.net)) جاء فيه: (إن انتشار التطرف الإسلامي من قبيل المذهب الوهابي يعتبر من أخطر التحديات الفكرية التي نواجهها في وقتنا الحاضر)
وجاء فيه عن نظرة الوهابيين للمرأة:
(إن الوهابية وغيرها من السلفيين يعتبرون المرأة مصدراً أساسيا للفتنة من الناحيتين الاجتماعية والأخلاقية وتستدعي هذه الحالة يقظة دائمة في جانب الرجال).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: التحالف الأمريكي الليبرالي في بلاد الحرمين
إن المتتبع لكتابات الحداثيين الليبراليين في صحفهم ومجلاتهم في بلادنا ليرى تطابقاً شديداً في الأهداف بينها وبين ما ذكر آنفاً في تقارير مؤسسة راندا ومراكز الأبحاث الأمريكية مما يدل على تحالف مشبوه بين كتاب الصحافة في بلادنا وبين الأمريكان الكفرة في الهجوم على عقيدة السلف وأخلاقهم تحت مسمى الإرهاب والتطرف والأصولية المتشددة وأن كلاً منهما يخدم الآخر ويوظفه.
والدليل على هذا التحالف ما يقوم به الليبراليون العلمانيون في بلادنا من خلال الكتابة في الصحف المحلية منها الرياض والجزيرة وعكاظ والوطن أو الصحف الخارجية المحسوبة على هذا البلد كالحياة والشرق الأوسط، وما يقومون به في نواديهم الأدبية من طروحات تتفق مع الأهداف الأمريكية في التطاول على الأصول العقدية والأخلاقية مما يدل على أن القوم قد ربطوا مصيرهم بمصير أمريكا الطاغية وظنوا أن الهيمنة الأمريكية على الحكومات العربية والإسلامية الضعيفة فرصة سانحة لتغيير عقائد الناس وأخلاقهم وقيمهم ولو بالقوة والاعتماد على الضغوط الأمريكية في فرض أنماط التغريب على المجتمع من خلال قرارات سياسية في المجتمع الإسلامي مثل إلغاء التحاكم إلى الشريعة وإلغاء الولاء والبراء وتغريب المرأة وتغيير المناهج ومحاصرة العمل الخيري والنيل من الرموز العلمية السلفية ومحاولة إسقاطها وإسقاط نظام الحسبة والدعوة وكل ذلك مما تسعى أمريكا إلى فرضه على بلادنا وتتحالف مع الليبراليين العلمانيين على تنفيذه.
وهاهو أحد المغرمين بحب أمريكا يتباكى على ما أصابها من الانهيارات ويدافع عنها ويرى أن وجودها ضمانة حقيقية للأمن العالمي: يقول محمد المحمود في جريدة الرياض العدد (14731) وتاريخ 23/ 10/1429هـ (فأمريكا رغم كل شيء ورغم كل الأخطاء هي في النهاية قوة وإيجابية وضمانة حقيقية للأمن العالمي وبدونها قد ينهار نظام الأمن في العالم فلا تستطيع الدول – باستثناء دولتين أو ثلاث – أن تضمن حدودها، ولا أن تحمي نفسها مما يشبه شريعة الغاب.
ما لا يريد أن يعترف به التقليديون والغوغائيون أن أمريكا هي أقل الإمبراطوريات عبر التاريخ إضراراً بالآخرين وأن أخطاءها – رغم كل ما يقال – أقل بكثير من أخطاء الآخرين بل إن العائد الإيجابي الأممي للقوة الأمريكية يفوق كل ما قدمته الإمبراطوريات عبر التاريخ البشري كله وهي حقائق يعرفها الجميع ومع هذا يحنق عليها الجميع لأن ضريبة النجاح والتفوق تفرض مثل هذا السلوك وخاصة من قبل أولئك الفاشلين الذين لا يملكون إلا جذوة الحسد السلبي الذي نراه منهم في عبارات الشماتة الجوفاء).
وهذا هو أحد كتاب هذا التيار المدعو (يوسف أبا الخيل) يكتب في مقال له بعنوان (الآخر في ميزان الإسلام) في صحيفة الرياض بتاريخ 6/ 12/1428هـ يصحح فيه دين النصارى الصليبيين ولا يكفرهم حيث يقول: (إن الإسلام لا يكفر مخالفيه لمجرد عدم أتباعهم رسالته بل يكفر منهم فقط من يحول بين الناس وبين ممارستهم لحرية العقيدة التي كفلها لهم) وفي مقال آخر وبنفس الصحيفة في تاريخ 15/ 5/1429هـ ينظر إلى اليهود والنصارى أنهم (أتباع الديانات التوحيدية)!!
ثالثاً: التحالف الأمريكي الرافضي على عقيدة السلف في بلاد الحرمين
لم يعد خافياً على أحد ذلك التحالف الباطني بين الرافضة المجوس وأمريكا الصليبية وذلك في هجومهم الموحد على عقيدة أهل السنة ورموزها. وإنه لمن الغباء والتلبيس أن يعتقد أحد بوجود عداء عقدي بين أمريكا والرافضة وإنما هو تعارض مصالح سرعان ما يتفق عليها بينهما ويبقى العداء التاريخي المشترك منهما على أهل السنة وأصولهم فبينما يشن الأمريكان هجومهم على الأصوليين المتشددين وما يسمونه بالوهابية الرافضة للتبعية الأمريكية والداعية إلى جهاد الغزاة المحتلين والمحاربة للشرك والخرافة نجد هذا الهجوم نفسه من الرافضة على عقيدة أهل السنة وأهلها. وما تصريحاتهم الكثيرة ضد أهل السنة ولا سيما من يسمونهم بالوهابيين ومشاغباتهم المتكررة في المدينة النبوية وفي القطيف ومصادماتهم مع أهل الحسبة والشرط ورفعهم لشعارات الشرك هنا وهناك إلا دليل على تحالف وجهد مشترك بينهم وبين الأمريكان في محاربة التوحيد وأهله، وهذا ما يريده الأمريكان حيث يختصر الرافضة عليهم الوقت والجهد في
(يُتْبَعُ)
(/)
محاربة أهل السنة وعقيدتهم.
ومن أكبر الأدلة أيضاً على تعاون وتحالف الرافضة مع الأمريكان في محاربة أهل السنة ما يدور الآن وقبل الآن من تعاون شديد بينهما على تصفية أهل السنة في العراق والزج بالآلاف المؤلفة في سجون الاحتلال والحكومة الرافضية العميلة وما يقوم به الطرفان من تعذيب وتصفية لأهلنا أهل السنة هناك وقد ظهرت دلائل هذا التحالف والتعاون بشكل جلي موثق لا يماري فيه أحد.
ومن الأدلة كذلك على هذا التحالف الصليبي الرافضي سكوت أمريكا على ما تقوم به دولة الروافض إيران من اضطهاد وتصفية لأهل السنة في إيران على مرأى ومسمع من أمريكا الصليبية التي تدعي حماية الأقليات من الظلم.
وكذلك سكوتها على احتلال إيران للجزر الإماراتية وتهديدها لاحتلال البحرين ومساندتها القوية للحوثي الرافضي في اليمن. كل ذلك يجري بسكوت أمريكا بل مباركتها وسرورها بما يحدث من الرافضة على أهل السنة التي تكن لهم أمريكا أشد الحقد لإعلانهم البراءة منها ورفعهم لراية الجهاد في سبيل الله ضدها، ولأن مثل هذه الاعتداءات الرافضية على مناطق أهل السنة تسهم في تحقيق المخطط الأمريكي في تقسيم وتفتيت الدول الإسلامية إلى دويلات وإشعال الحروب والفتن فيها، ولعلم الأمريكان أن الخطر عليهم من أهل السنة الملتزمين بها المجاهدين في سبيلها وليس من الشيعة الذين لا يعرف عنهم إلا العمالة والمظاهرة للكفر وأهله على الإسلام وأهله في قديم التاريخ وحديثه.
ومن هذا التحالف أيضاً ما قامت به إيران من التسهيلات لإسقاط حكومة طالبان واحتلال العراق. وقد اعترفوا بمساهمتهم الفعالة في ذلك، كما أن علاقتهم بإسرائيل غير خافية بعد فضيحة (إيران جيت) التي قال الخميني على إثرها: أنا على استعداد للتعاون مع الشيطان.
رابعاً: التحالف اللبرالي العلماني مع الرافضة
وقد أصبح هذا التحالف بادياً للعيان بعد أن كان خفياً. فالعلمانيون الليبراليون في بلاد الحرمين يلتقون ويتفقون مع إخوانهم الرافضة في حرب السنة الصحيحة وأهلها ويتنافسون في الهجوم على عقيدة السلف وأخلاقهم تحت مسمى الوهابية والأصولية المتشددة والإرهابيين ومن المواطن التي ظهر فيها اتفاق هذين المتحالفين على أهل السنة:
• هجومهم على رموز أهل السنة وعلمائهم وما هجوم الليبراليين العلمانيين على الشيخ البراك والفوزان و اللحيدان وغيرهم بخاف على المتتبع لمقالاتهم في الصحف المحلية وكذلك الشأن في المواقع الرافضية.
• هجومهم على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعمالها الاحتسابية وعلى رأس الأعمال محاربة الشرك ومنعه في المدينة النبوية وغيرها وهذا ما يغيظ أهل الرفض والخرافة والعلمنة.
• تساهل الليبرالية مع الشيعة الرافضة بل والثناء عليهم والتعنيف على من يعاديهم ويبين شركهم وأصولهم الكفرية بحجة أنهم أبناء الوطن وأنا وإياهم إخوة والفروق بيننا وبينهم فروق فقهية فرعية ورمي من يتصدى لهم بأنه عدوا الوطنية وداعية فرقة وفتنة ومثالاً على ذلك ما كتبه د. علي الخشيبان في جريدة الرياض بتاريخ 21/ 10/1429هـ بعنوان (خلاف فقهي أو صراع سياسي) خلاصته أن الخلاف بين أهل السنة والشيعة خلاف فقهي وليس في أصول الدين ولا ينبغي أن تكون هذه الفرقة موجودة بين مذهبين من المذاهب الإسلامية تقوده فيما يبدو السياسة وليس الفقه.
والمثال الثاني ما كتبه عبد الله القفاري في جريدة الرياض أيضاًً بتاريخ 19/ 6/1429هـ بعنوان (الفجور المذهبي وصرخة الأمين العام) وخلاصته أنه يصف الذين يحذرون من الطوائف الشركية كالرافضة القبورين بأنهم مثيرون للفتنة المذهبية معرضاً بالبيان الذي أصدره ثلة من علماء السنة ينبهون فيه على خطر الرافضة وما يحملون من عقائد شركية وعداوة لأهل السنة الموحدين وسماهم (أهل الفجور المذهبي).
(يُتْبَعُ)
(/)
• والغريب العجيب أن المتابع لأهل العلمنة والليبرالية الذين يدعون لأنفسهم التنوير والعصرانية والعقلانية يرى سكوتهم عن جرائم وعقائد الرافضة وخرافاتهم التي تغتال العقل وتطفئ نوره في الوقت الذي يشنون هجومهم على عقيدة أهل السنة المنيرة التي تزكي العقل والفطر السليمة ويصبون جام غضبهم على أهلها الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وينبشون عن أخطائهم ونحن نتساءل: أين كلام هؤلاء الليبراليين والعلمانيين عن جرائم الرافضة عند مقبرة البقيع في المدينة النبوية، وأين كلامهم ونقدهم لمظاهرات الرافضة في القطيف والإحساء وتمردهم على الأمن والشرطة؟ وأين كلامهم عن ما ينادي به رموزهم مثل الصفار ونمر النمر في المطالبة بالاستقلال عن بلاد الحرمين و إعلان الولاء والتبعية لمرجعيات الشيعة في إيران؟ وأين كلامهم عن الرافضة الإسماعيلية الذين رموا قصر الأمارة في نجران بالأسلحة الرشاشة؟ لماذا كل هذا السكوت؟ ألا يدل على تحالف ليبرالي رافضي لتمزيق البلد وأهله الموحدين؟.
• ومن تأمل واقع متنوري هذا العصر من الليبراليين سيجدهم يكثرون من نقد المؤسسات الخيرية والدعوية، حتى صار دعم العمل الخيري جريمة وتهمة يتهم بها كل منتسب للجمعيات والمؤسسات الخيرية الإسلامية، وفي المقابل نجد سكوتاً منقطع النظير من كتابنا المتنورين عن أخماس الشيعة والتي تصب في جيوب الآيات والملالي والأسياد، وهي أضعاف ما يدفع للعمل المؤسسي التطوعي الخيري، فقد ضاقوا ذرعاً ب (2.5%) تدفع لمصاريف الزكاة، بينما نجدهم يغضون الطرف عن أخماس الشيعة والتي تبلغ (20%) تذهب لجيوب الآيات في دولة تعلن العداء للبلد الذي يسبحون بوطنيته صباح مساء!! ونجد أن متنوري هذا العصر العجيب يكثرون من نقد تعدد الزوجات وأنه ظلم للمرأة، ويسخرون من بعض صيغ الزواج الحديث كالمسيار والزواج بنية الطلاق وغيرها مما أسيء استخدامه من قبل بعض الشهوانيين المتحايلين مع سكوتهم المخجل عن جريمة زواج المتعة والذي أضر بالمرأة الشيعية أيما إضرار، فقد جعلها زوجة لساعات معدودة، وربما دقائق قليلة!! وعندما حاول أحد المسلسلات التعرض لزواج المتعة بمشهد واحد ثارت ثائرة الشيعة وطلبوا إلغاء المسلسل كاملاً فما كان من القناة المنتجة إلا تلبية نداء الحلفاء بإلغاء عرض المسلسل!!
كما نجد أن متنوري هذا الزمان يكثرون التشكيك حول قدسية النص الشرعي – مع أنه كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم – ومن يملك الحق في تفسيره ويلمزون كل من ينتسب إلى العلم الشرعي من السلفيين حينما يتكلمون عن منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال في الوقت الذي يُعرضون فيه إعراضاً تاماً عن مناقشة قضية عصمة الأئمة عند الشيعة.
ونجدهم ينتقدون الدعاة حينما يطالبون بحقوق أهل العلم واحترامهم وتقديرهم لعلمهم ولسنهم، بينما نجد سكوتاً مطبقاً حول موضوع التبرك بالأسياد والأولياء والتمسح بهم وبآثارهم والطواف حول قبورهم والسجود لها ودعائها من دون الله وربما تجاوزوا إلى المطالبة بهذه الممارسات من باب حرية الأديان والمذاهب والمعتقدات .. !
وحينما يأتي وقت الصيف يكثر نقد المراكز الصيفية والملتقيات الدعوية مع التشكيك في نوايا القائمين عليها مع أنها تحت إشراف مباشر من الوزارات التابعة لها ولكن هذه الأقلام تجف وهذه الأفواه تخرس حينما يأتي وقت اللطم والتطبير يوم عاشوراء وحينما يأتي وقت حجهم الى النجف وكربلاء فلا تجد من ينتصر للعقل ويساهم في إخراج هؤلاء من الظلمات إلى النور!! إن كل هذا السكوت عن جرائم وعقائد الرافضة ليدل دلالة واضحة على تواطيء وتحالف خطيرين بين الليبرالية والرافضة في بلاد الحرمين.
ومن الأدلة على هذا التحالف مايكون من اللقاءات بينهم في منتديات وتجمعات فكرية ثقافية , ومشاركتهم في توقيع بيانات سياسية.
خلاصة ما سبق:
وخلاصة الكلام أن هناك تحالفاً خطيراً يشترك فيه الأمريكان والليبراليون العلمانيون والرافضة في بلاد الحرمين يهدفون منه إلى تحقيق أمرين خطيرين:
أحدهما: إفساد عقائد الناس وأخلاقهم وإضعاف عقيدة التوحيد وما تقوم عليه من ولاء وبراء وجهاد للكافرين بما يبثونه من الشبهات والشهوات ووسائل متنوعة لنشر الشرك والبدع والأخلاق الرذيلة في سعي منهم لتغريب المجتمع وتفكيكه، ولا سيما ما يقومون به من إفساد المرأة والأسرة المسلمة.
الثاني: الخطر السياسي وذلك بتحقيق الهدف الأمريكي في المنطقة , ألا وهو تفتيت البلدان الإسلامية إلى دويلات متناحرة , وبما أن أمريكا اليوم قد حل بها بأس الله عز وجل , وبدأت مظاهر انهيارها , فلم تعد قادرة على تحقيق هذا الهدف بنفسها , لأنها منشغلة بمشاكلها السياسية والعسكرية والاقتصادية , فهي الآن منكمشة على نفسها , ولكنها قد أوكلت مهمتها إلى عملائها من الرافضة والليبراليين في تحقيق هذا الهدف الخطير وبوادر التفتيت والتقسيم والدعوة إليه من رموز هذا التحالف المشبوه ظاهرة للعيان.
وكلمة أخيرة نوجهها بهذه المناسبة إلى من استرعاهم الله سياسة البلد وإدارته بأن يتقوا الله عز وجل في عقيدة الأمة وأخلاقها فلكم تكلم الناصحون وارتفعت أصواتهم بالتحذير من خطر هذه التحالفات التي تريد بالبلد السوء والفتنة ومع ذلك فهم مستمرون في مخططاتهم وممارساتهم من غير أن يردعهم رادع.
نسأل الله عز وجل أن يصلح الراعي والرعية وأن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يرد كيد المفسدين في نحورهم إنه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين.
http://www.almoslim.net/node/111358
فهل نعتبر و نفيق من هذه الغفله؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 11:41]ـ
جزاك الله كل خير اخي ابو البراء العنزي ووفق الله الشيخ المجاهد عبد العزيز الجليل
والتحالف الامريكي الرافضي الليبرالي في بلاد الحرمين اصبح مكشوف للمتابعين
والشيخ بارك الله فيه افاض في ذلك واطنب وينبغي علينا جميعا ان نتحرك بما نستطيعه(/)
هذه قصة حقيقية
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 01:42]ـ
عن إسلام الداعية إلاسلامي جاد الله القرآني
تاريخ النشر: 2008 - 06 - 21
هذه قصة حقيقية .. تم انتاجها بفلم فرنسي بطولة عمر الشريف
في مكان ما في فرنسا قبل ما يقارب الخمسين عاماً كان هناك شيخ -بمعنى كبير السن- تركي عمره خمسون عاماً اسمه إبراهيم ويعمل في محل لبيع الأغذية ..
هذا المحل يقع في عمارة تسكن في أحد شققها عائلة يهودية، ولهذه العائلة اليهودية إبن اسمه (جاد)، له من العمر سبعة أعوام ..
اليهودي جاد ..
اعتاد الطفل (جاد) أن يأتي لمحل العم إبراهيم يومياً لشراء احتياجات المنزل، وكان في كل مرة وعند خروجه يستغفل العم إبراهيم ويسرق قطعة شوكولاته ..
في يوم ما، نسي (جاد) أن يسرق قطعة شوكولاتة عند خروجه فنادى عليه العم إبراهيم وأخبره بأنه نسي أن يأخذ قطعة الشوكولاتة التي يأخذها يومياً!
أصيب (جاد) بالرعب لأنه كان يظن بأن العم إبراهيم لا يعلم عن سرقته شيئاً وأخذ يناشد العم بأن يسامحه وأخذ يعده بأن لا يسرق قطعة شوكولاته مرة أخرى ..
فقال له العم إبراهيم:” لا، تعدني بأن لا تسرق أي شيء في حياتك، وكل يوم وعند خروجك خذ قطعة الشوكولاتة فهي لك” ..
مرت السنوات وأصبح العم إبراهيم بمثابة الأب والصديق والأم لـ (جاد)، ذلك الولد اليهودي ..
كان (جاد) إذا تضايق من أمر أو واجه مشكلة يأتي للعم إبراهيم ويعرض له المشكلة وعندما ينتهي يُخرج العم إبراهيم كتاب من درج في المحل ويعطيه (جاد) ويطلب منه أن يفتح صفحة عشوائية من هذا الكتاب وبعد أن يفتح (جاد) الصفحة يقوم العم إبراهيم بقراءة الصفحتين التي تظهر وبعد ذك يُغلق الكتاب ويحل المشكلة ويخرج (جاد) وقد انزاح همه وهدأ باله وحُلّت مشكلته ..
مرت السنوات وهذا هو حال (جاد) مع العم إبراهيم، التركي المسلم كبير السن غير المتعلم!
وبعد سبعة عشر عاماً أصبح (جاد) شاباً في الرابعة والعشرين من عمره وأصبح العم إبراهيم في السابعة والستين من عمره ..
توفي العم إبراهيم عام 1985م وقبل وفاته ترك صندوقاً لأبنائه ووضع بداخله الكتاب الذي كان (جاد) يراه كلما زاره في المحل ووصى أبناءه بأن يعطوه (جاد) بعد وفاته كهدية منه لـ (جاد)، الشاب اليهودي!
علم (جاد) بوفاة العم إبراهيم عندما قام أبناء العم إبراهيم بإيصال الصندوق له وحزن حزناً شديداً وهام على وجهه حيث كان العم إبراهيم هو الأنيس له والمجير له من لهيب المشاكل .. !
ومرت الأيام ..
في يوم ما حصلت مشكلة لـ (جاد) فتذكر العم إبراهيم ومعه تذكر الصندوق الذي تركه له، فعاد للصندوق وفتحه وإذا به يجد الكتاب الذي كان يفتحه في كل مرة يزور العم في محله!
فتح (جاد) صفحة في الكتاب ولكن الكتاب مكتوب باللغة العربية وهو لا يعرفها، فذهب لزميل تونسي له وطلب منه أن يقرأ صفحتين من هذا الكتاب، فقرأها!
وبعد أن شرح (جاد) مشكلته لزميله التونسي أوجد هذا التونسي الحل لـ (جاد)!
ذُهل (جاد) وسأله: ما هذا الكتاب؟
فقال له التونسي: هذا هو القرآن الكريم، كتاب المسلمين!
فرد (جاد) وكيف أصبح مسلماً؟
فقال التونسي: أن تنطق الشهادة وتتبع الشريعة
فقال (جاد): أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
المسلم جاد الله ..
أسلم جاد واختار له اسماً هو “جاد الله القرآني” وقد اختاره تعظيماً لهذا الكتاب المبهر وقرر أن يسخر ما بقي له في هذه الحياة في خدمة هذا الكتاب الكريم ..
تعلم (جاد الله) القرآن وفهمه وبدأ يدعو إلى الله في أوروبا حتى أسلم على يده خلق كثير وصلوا لستة آلاف يهودي ونصراني ..
في يوم ما وبينما هو يقلب في أوراقه القديمة فتح القرآن الذي أهداه له العم إبراهيم وإذا هو يجد بداخله في البداية خريطة العالم وعلى قارة أفريقيا توقيع العم إبراهيم وفي الأسفل قد كُتبت الآية: “أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”!
فتنبه (جاد الله) وأيقن بأن هذه وصية من العم إبراهيم له وقرر تنفيذها ..
ترك أوروبا وذهب يدعوا لله في كينيا وجنوب السودان وأوغندا والدول المجاورة لها، وأسلم على يده من قبائل الزولو وحدها أكثر من ستة ملايين إنسان .. !
..
(يُتْبَعُ)
(/)
(جاد الله القرآني)، هذا المسلم الحق، الداعية الملهم، قضى في الإسلام 30 سنة سخرها جميعها في الدعوة لله في مجاهل أفريقيا وأسلم على يده الملايين من البشر ..
توفي (جاد الله القرآني) في عام 2003م بسبب الأمراض التي أصابته في أفريقيا في سبيل الدعوة لله ..
كان وقتها يبلغ من العمر أربعة وخمسين عاماً قضاها في رحاب الدعوة ..
الحكاية لم تنته بعد .. !
أمه، اليهودية المتعصبة والمعلمة الجامعية والتربوية، أسلمت في العام الماضي فقط، أسلمت بعد وفاة إبنها الداعية ..
أسلمت وعمرها سبعون عاماً، وتقول أنها أمضت الثلاثين سنة التي كان فيها إبنها مسلماً تحارب من أجل إعادته للديانة اليهودية، وأنها بخبرتها وتعليمها وقدرتها على الإقناع لم تستطع أن تقنع ابنها بالعودة بينما استطاع العم إبراهيم، ذلك المسلم الغير متعلم كبير السن أن يعلق قلب ابنها بالإسلام! وإن هذا لهو الدين الصحيح ..
والآن هي داعية لله في جنوب السودان وعمرها 74 سنة ..
أسأل الله أن يحفظها ويثبتها على الخير ..
ولكن، لماذا أسلم؟
يقول جاد الله القرآني، أن العم إبراهيم ولمدة سبعة عشر عاماً لم يقل “يا كافر” أو “يا يهودي”، ولم يقل له حتى “أسلِم” .. !
تخيل خلال سبعة عشر عاما لم يحدثه عن الدين أبداً ولا عن الإسلام ولا عن اليهودية!
شيخ كبير غير متعلم عرف كيف يجعل قلب هذا الطفل يتعلق بالقرآن!
تحدث نفس الموقع عن لقاء حدث بين الدكتور صفوت حجازى التقى جاد القرآنى وجاء فيه:
سأله الشيخ صفوت حجازي عندما التقاه في أحد اللقاءات عن شعوره وقد أسلم على يده ملايين البشر فرد بأنه لا يشعر بفضل أو فخر لأنه بحسب قوله رحمه الله يرد جزءاً من جميل العم إبراهيم!
*: هذه القصة ذكرها الشيخ صفوت حجازي في ندوة على قناة النجاح وقد أتبعها بعدة استنتاجات وفوائد فضلت عدم ذكرها لترك مجال التفكر مفتوح
يقول الدكتور صفوت حجازي بأنه وخلال مؤتمر في لندن يبحث في موضوع دارفور وكيفية دعم المسلمين المحتاجين هناك من خطر التنصير والحرب، قابل أحد شيوخ قبيلة الزولو والذي يسكن في منطقة دارفور وخلال الحديث سأله الدكتور حجازي: هل تعرف الدكتور جادالله القرآني؟
. وعندها وقف شيخ القبيلة وسأل الدكتور حجازي: وهل تعرفه أنت؟
. فأجاب الدكتور حجازي: نعم وقابلته في سويسرا عندما كان يتعالج هناك ..
. فهم شيخ القبيلة على يد الدكتور حجازي يقبلها بحرارة، فقال له الدكتور حجازي: ماذا تفعل؟ لم أعمل شيئاً يستحق هذا!
. فرد شيخ القبيلة: أنا لا أقبل يدك، بل أقبل يداً صافحت الدكتور جاد الله القرآني!
. فسأله الدكتور حجازي: هل أسلمت على يد الدكتور جاد الله؟
. فرد شيخ القبيلة: لا، بل أسلمت على يد رجل أسلم على يد الدكتور جاد الله القرآني رحمه الله!!
سبحان الله، كم يا ترى سيسلم على يد من أسلموا على يد جاد الله القرآني؟!
والأجر له ومن تسبب بعد الله في إسلامه، العم إبراهيم المتوفى منذ أكثر من 30 سنة
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 07:08]ـ
قصة تسعد و تبكي اما انها تسعد فلوجود امثال هؤلاء الدعاة و اما انها تبكي لتقصيرنا في عمل ما فعلوه!!!! غفر الله لجميع المسلمين
بارك الله فيك
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 11:47]ـ
ياليت قومى يعلمون
هناك من بيننا من ينطبق عليه قول النبى صلى الله عليه وسلم (وإن منكم لمنفرين)
لا اقول ينفر الكافر بل يجعل المسلم يضيق صدره منه لغلظته فى التعامل
لو كان احدهم مكان العم ابراهيم لما جالس الفتى جاد ابدا وعبس فى وجهه ولايرد عليه متصورا ان هذا هو الولاء والبراء
عادوا الناس بحجة هذا حليق هذا مسبل هذا خارجى هذا مرجىء
إلى الله المشتكى
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 11:50]ـ
ربما هذه القصة ترد لك روحك قليلا اخي أبومعاذالمصرى
هذه قصة للشيخ العثيمين رحمه الله:
كان خارج من البيت رحمه الله وبيده المبخره متوجه للمسجد واذا بأحد الشباب الطايش يقرب للشيخ ويقول له:يا شيخ ممكن اولع السيجاره؟
فقال له الشيخ: تفضل يا ولدي!!!!!
فاستحى الشاب ثم اصبح بعد هذا الموقف واحد من طلبة الشيخ والملازمين له.
فشتان بين العلماء و الاتباع
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 12:46]ـ
مشاء الله لاقوة إلا بالله
فعلا اسعدتنى اخى التقرنى رحم الله الشيخ الجليل
شتان بين الثرى والثريا(/)
نفاق المثقفين .. !
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 02:14]ـ
نفاق المثقفين .. !
بقلم سلطان الجميري
هذا النوع من النفاق يمارسه بعض المثقفين الليبراليين والاسلاميين معاً دون تفريق .. !
بعض مثقفينا الغير كرام يعيدونا الى القرن العاشر الهجري وتحديداً الى الصوفي ” الشعراني ” وقواعده العجيبة في النفاق تجاه الحاكم. فقد كان الشعراني يحذر المظلوم من الدعاء على الحاكم الظالم مبرراً ذلك بقوله:إن ظلمه لم يصدرفى الحقيقة إلا عن حال المظلوم، وأن الحاكم الظالم إنما هو مسلط على الناس بحسب أعمال الناس،فالظالم حكمه حكم السوط الذى يضرب به، وليس الذنب ذنب السوط ولكن ذنب الواقع فى الأثم واستحق عليه عقوبة الله!!
وكان يقول:” أخذ علينا العهود أن ندور مع أهل زماننا وننخدع لهم .. ونتلون لهم كما يتلونون لنا .. وأن نأمر اخواننا بأن يدوروا مع الزمان وأهله كيف داروا .. “.
ومن الأمور التي قعدها ايضاً وبالغ في الاسفاف حين كان يوصي الناس بقوله” وإذا حبس الحاكم مظلوما فينبغى الكف عن زيارته وارسال الاطعمة له حتى لايغضب أولو الأمر وأيضا لأن المحبوس كلما ضاقت عليه كلما قصرت مدة حبسه “!!
ويتشابه بعض مثقفينا مع الشعرانى في مسألة أن نفاق الحاكم يكون طيلة فترة حكمه وسلطانه فان عزل من سلطانه فلا تعظيم ولانفاق لأن التعظيم حقيقة انما هو للرتب لا للذوات!! يختلفون معه بأنهم يتناقلون هذه اللوثة ويورثوها للناس .. !
استطيع ان اتفهم تواجد شاعر شحاذ .. وعامي كذاب .. ومتزلف منافق .. هؤلاء موجودون في كل زمن .. !
لكنني لا استسيغ ولا اقبل ان ارى رجلاً يحدثنا عن المباديء والعقل والانسان .. والحرية وجمالها .. ثم يكتب مقالاً فيه من التزلف والكذب مايدفعك لأن تقترح عليه ان يجعل عنوان مقاله “عمر بن عبدالعزيز ”!
كيف يعلمنا الحرية مالايعيشها في داخله .. وكيف نفهم الثبات من المتأرجح .. !
في زماننا البائس اصبحت ” فقرة النفاق” امر حتمي وضروري لأي محفل من المحافل الرسمية في البلاد .. فبسبب وبدون سبب لابد أن يتواجد شعراء البلاط .. ولابد ان تكتب كلامات الإطراء والكذب والخداع .. واكثر من يعلم هذا هو الشخص المكتوبه لأجله .. !
هذه العادة السيئة ساهمنا جميعاً في جعلها الطريق الوحيد للترقية ومعيار للتمايز الاجتماعي .. حتى تصور الناس ان حقوقهم لا تأتي دون قصيدة .. وان حاجاتهم لاتقضى دون تزلف وكذب .. !
المشكلة حين يصبح لدى الناس شعور ان هذا النفاق “واجب” مهني .. ومن ادبيات العمل! سنين وايام حتى تحول الاشمئزاز تجاه هذا النفاق الى تلذذ وصنعة يتفاوت الناس في اتقانها .. !
عند هذه النقطه ننحدر جميعاً .. وتنحدر المفاهيم الانسانية .. تنحدر القيم .. ويصبح موضوع انتشال الناس امراً في غاية الصعوبة لإن النفوس اعتادت الوضاعه .. وتعايش الناس مع هذه المفاهيم الجديدة برضا تام .. كأمر بديهي وجزء من التركيبة الثقافية .. وأصبح المنكر لها في موضع ” الجاني ” الذي يعمل مايخالف ” الأدب والذوق العام ”!
هل هناك مشكلة ان يتربى الناس على القول للمحسن ” احسنت “ فقط! وكلاماً معقولاً في حدود دون الملحقات الكاذبه المزيفة!! “احسنت” تكفي بقدر العمل!
في مجتمعنا لم يعد شرطا ان يمارس النفاق لأجل لمال والجاه فقط.النفاق عند بعض المثقفين يبقى لاعباً مهما للأزمات المستقبلية .. ورصيداً لليوم” الأسود” .. ! هذا النوع من النفاق يمارسه بعض المثقفين الليبراليين والاسلاميين معاً دون تفريق .. !
بعض الاسلاميين يمارس هذا النوع الردىء من المجاملات ليقدم للسلطان شهادة “براءة” من اي مطامع سياسية واشارة الى الموافقة وعدم الاعتراض .. كل مافي مخيلته ان يبقى طليقاً يمارس مشروعه “الخيري” كما يعتقد! وكأن الحرية ليست حقا مشروعا لاتسأل ولا تستجدى من احد بل اصبحت تتطلب من خلال التزلف والنفاق!
(يُتْبَعُ)
(/)
الليبرالي اسوأ حالا من الاسلامي .. ففي الجانب الديني ينادي بالحرية والتجرد .. وينبذ الوصاية والكهنوتية .. ! وفي الجانب السياسي وعند سدة السلطان يتحول الى عبد لا يفعل فقط ما يؤمر .. ! بل يفعل مالم يخطر حتى على بال سيده! لايمكن ان يفوت موقفا يحتمل المنافقه والكذب الا ويكون حاضراً ومساهماً .. هكذا تقوده نفسه دون اشارة من احد .. ! فهو ليبراعبدي .. لم يعرف ماينادي به حتى! لذا كان حقاً ان نعلم انه لايوجد لدينا ليبرالية حقيقية في السعودية .. !
وحين يعترك الاسلامي مع الليبرالي يآتي المفهوم النجس الذي تحدثنا عنه .. حين يحاول كل طرف ان يستمر في معركته مع ملازمة التذكير بين الفينه والأخرى ان السلطة ” تدعم ” مايدعو اليه .. ! بل يصل الامر احيانا الى ” خسة ” من احد الاطراف فيستعدي احدهما السلطه ضد الأخر ويحاول توريطه .. !
ليس هناك اي اشكال ان يكون هناك اعتراك فكري داخل المجتمع .. ربما يكون حراكاً شديداً .. لكنه يظل صحياً .. المشكلة حين نقترب من منطقة السلطة نبدأ ننافق ونجامل .. فتسقط كل المبادىء والقيم التي نحارب لأجلها …!
ربما يشترك بعض افراد “السلطة ” في الصفات التي نشتم بها “الأخر” .. لكن ولأنها السلطة .. تأتي الاستثناءات .. ! والتبريرات .. والالتفاتات …!
المثقف المنافق” المتمجد ” كما يسميه الكواكبي في طبيعة الاستبداد .. سواء كان اسلاميا او ليبرالياً لن يبني لنا مشروعاً ولن يشفي المجتمع من علاته على العكس .. المثقف اصبح ازمه ومرض يحتاج الى علاج .. ! واصبح لدينا بيئة ملوثه متناقضه تؤثر سلباً على بقية افراد المجتمع…
هذي الحالة المرضية تجعلنا في بيئة تحاول ان تصحح كل شيء .. لكنها تبتعد عن الإصلاح في الجانب السياسي والذي هو جزء مهم في العملية الإصلاحية الشاملة .. !
الاحداث الامنية التي حدث في البلد في السنوات الاخيرة عقدت الموضوع بشكل كبير … واصبح الاقتراب من “السياسية” والنقد تهمة تجعل من صاحبها اما “ارهابي ” او ” مأجورا من السفارات ” .. وقد يكون الامر لا هذا ولا ذاك .. !
امتحان اخر .. ” الوطنية ” و” المواطنة “ .. المثقف متهم في وطنيته حتى يثبت خلاف ذلك .. ! والإثبات اختير له طريق واحد ” المنافقة ” و” الإطراء” .. واقل مايقبل في اثبات صدقك ان تبتعد عن ” النقد ” و”الحديث عن الاخطاء ”!
لاتكن ارهابياً ولاتحرض احداً على ذلك .. وفي نفس الوقت لاتكن منافقاً ولا تكتب ولاتقل ما انت تعلم كذبه وعدم صحته .. !
لن تكون وطنياً في نظر البعض اذا لم تصفق كل ثانيتين اثناء قراءة الامير الشاعر لقصيدته .. عليك انت تصفق فقط فهمت ام لم تفهم .. !! ربما تكون قاصراً عن استيعاب الكلام البليغ .. !! المهم صفق لا تتصفق .. !
وفي انتمائك نظر لو شاركت في احتفال مدرسي دون ان تكتب للطلاب مقدمة عن دور الامير في اكتشاف ثقب الأوزون (!!) ..
هل هذا يافضلاء مايريده الوطن .. !
بعد وفاة الملك فهد رحمه الله طلب من احد المذيعين ان يقدم برنامجاً تسجيلياً كنت اعده .. فمكث في الاستديو ساعات يحاول (التظاهر) بالبكاء .. وفي كل مره يعيد المخرج التسجيل لأن ملامحه لم تكن حزينه كما يجب!!
ياعالم .. لماذا النفاق والخداع .. اذا لم تشعر بالبكاء فلا تبكي .. لن يقبض عليك لأنك لم تبكي .. ! ولن تعين في مجلس الشورى بعد النواح المستأجر .. !
وفي المقابل .. اذا لم تفرح بقرار ومرسوم ملكي فلا تقل ان الشارع السعودي لم ينم من الفرحه … اشياء لم يطلبها منك احد .. ياسعادة الزائد عن حاجة المجتمع!
لاداعي لإن نرخص عقولنا .. وانفسنا .. اذا جامل الشيخ يوماً وقال كلاماً حسناً في “امير” فليست فتوى في الحث على المبادرة بالنفاق كل ماحانت الفرصة .. !
كن طبيعياً .. لاتكلف نفسك مايحط من قدرك وقيمتك التي شرفك الله بها .. !! للأسف اصبح ” النفاق” ثقافة يسارع اليها حتى المثقفين .. !
بعد مداخلة الامير سلطان بن فهد في استديو التحليل الرياضي واساءته للحاضرين .. كنت اعتقد ان يتم تجاهل الموضوع من بعض الكتاب الذين اعرف انهم لن يتجرأوا ويقيموا الموقف بشجاعة .. فضلاً أن يعلنوها صراحة: اخطآ ولد بن فهد امام الجميع .. !!
(يُتْبَعُ)
(/)
تفاجآت اليوم التالي وانا اقرآ مقالات تثني وتطري على المداخلة .. فهذا كاتب يشرح لنا مواطن الحكمة في حديث الامير .. وآخر يحدثنا عن غيرة المسلم الحقيقية والوطنية الناصعة!
تأملوا .. الى اي درجات النفاق ينحط هؤلاء المتمجدون .. ! انه خراب وتدمير لمعنى”الإنسان ”!
لا تكتب حقاً اذا لم تستطع .. فهذا خيارك وقد يتفهم الناس ملابسات الصمت .. لكن لا ترينا في نفسك قبح النفاق!
عرض عليً احد” الأخيار” مقالة يريد كتابتها في أحد “الأمراء” لم تطلب منه ولم يمتحنه احد بها .. هكذا من تلقاء نفسه تواردت اليه الفكرة .. واصابته عدوى نفاق الطيبين .. ربما وجد متسعاً من الوقت للكتابة عن شيء ينفعه يوماً حين يجره لسانه بالخطآ للمناطق السياسية المحظوره .. !
كتب اخونا ما يكتبه احدنا في الزاهد “بشر الحافي” او الامام “سفيان الثورى “ .. ولم يترك فضيلة تقدم بها الخلافاء الراشدين الا كساها هذا الامير!!
ما اوهن الخلق حين يختاروا عبودية غير الله .. وخوفا مما سواه .. !
اخونا الطيب يعلم في قرارة نفسه ان كل سطر كتبه في المقال كذب في كذب .. ! ومع ذلك حاول ان يمارس ادب ” المهنة ” .. !
ماحملك ياصديقي .. ! اغسل نفسك وروحك من هذه الادران .. هذه ” وساخات الدنيا ” .. !
موقف آخير .. احد الاصدقاء وهو اعلامي مشهور لا أشك في نيته ولا في طيبة قلبه .. عهدته حراً يقول مايعتقده دون التفاف صدمت مؤخراً وانا اشاهده يتحدث عن احد الأمراء بنفاق ممجوج قبيح .. بالغ في الثناء والوصف … بالغ مسكين حتى ازرى بحاله امام الشاشه وانقص من عقله واسقط نفسه من عيني وترحمت عليه وعلى ثقافته وافكاره .. ! اصابته العدوى .. شافاه الله .. ونقى عقله من لمعات البشوت المغريه .. !
ليته قال كلام معقولاً وباختصار لإنه ليس موضوعه الذي كان يتحدث فيه .. لكن مره اخرى رأيت كيف يكون النفاق ” مخلوقاً” قبيحاً .. !
هذه الاصناف من البشر تحط من قيمة الإنسان وقدره .. ليس لها علاقة بالدين …ولا بالقيمة الاجتماعية، لها علاقة بالجنس البشري والتركيبة النفسية للناس .. هي طباع لكنها طباع معدية .. !
” المتمجدون ” هؤلاء .. لا يعول عليهم اصلاح .. هم انفسهم ” عطب” يحتاج الى اصلاح ..
ـ[ابو الليل]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 02:36]ـ
قال الجميري: ما اوهن الخلق حين يختاروا عبودية غير الله .. وخوفا مما سواه .. ! هل يعتبر مدح الامير (عبودية لغير الله) سبحان الله!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 11:36]ـ
السلام عليكم
انا لست مخول بالحديث عن الفاضل الجميري فكل من يخرجنا من هذا التكلف المعاش بكل صفاته هو فاضل أما عن الملاحظه فيتضح لي انه يقصد الكذب والتدليس والافتراء في من لايستحق كشخص وقلب الحقائق من سيء الى رائع وفذ وغير مسبوق في الحسن كل هذا يعتبر تملص من منهج عبادة الله وحده فهنا شريعه قائمه لاتشترك معها ملاحظات الكاتب بارك الله فيه الا بعبادة الدنيا وأربابها دون رب الآخره سبحانه وتعالى فهو لم يخرجهم من الاسلام ولكنه جعلهم حثالته بدون ان يعرج على من سنوا واستحسنوا هذا السلوك ولم يعرف انهم استحسنوا غيره او تقبلوه
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 01:12]ـ
اصبحنا في زمان حتى لو تنكر على السلطان في قلبك فانت خارجي من كلاب النار
بل حتى لو لم تدافع عنه وتثني عليه فانت كذلك
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 12:55]ـ
أخي ماجد شكرا لمرورك
والحقيقه انني أخشى أن أكون أخطئت في بعض ماسبق من الرد
فاليوم عجب لي أن رأيت رجل من أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود لله دره ماأعظم منزلته في قلبي حين رأيته وحيدا لاتفرق بينه وبين البسطاء من الناس بلا زينه ولا تأنف يردد السلام هو في غنى عن ذكري لاسمه ولن تأتي أذية العفيف مني(/)
خطاب من أهالي الشرقية إلى علماء وقضاة ومشايخ المنطقة بشأن منتدى المرأة الاقتصادي
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 02:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خطاب إلى العُلَمَاءِ وَقُضَاةِ ومَشَايِخَ المِنْطَقَةِ الشَرْقِيَةِ
الحَمْدُ للهِ رَبِ العَالمَيِنَ وَالصَلاةُ وَالسَلامُ عَلَى أَشْرَفِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِيْنَ .. أَمَا بَعْدُ
فَإنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَعَلَ العُلَمَاءَ وَرَثَةَ الأنْبِيَاء، وَنَحْنُ نُحِبُهُم وَنُحْسِنُ الظَنَّ فِيهِمُ والأَمَلُ بَعْدَ اللهِ مَعْقُودٌ بِهِمُ، ولِذَا نُوَجِهُ هَذَا الخطاب إلى العُلَمَاءِ وإلى قُضَاةِ ومَشَايِخِ ودُعَاةِ وَطَلَبَةِ العِلْمِ في المِنْطَقَةِ الشَرْقِيَةِ بِشْأنِ مُنْتَدى المَرْأَةِ الاقتِصَادِي (اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)
· سَيَطِلُّ عَلَى المِنْطَقَةِ الشَرْقِيَةِ بَعْدَ أَيَامٍ قَلِيلَةٍ مُنْتَدَى المَرْأَةِ الاقتِصَادِي – النُّسْخَةُ الثَانِيَةُ – تَحْتَ شِعَارِ (المَرْأَةُ شَرِيْكٌ فِي التَنْمِيَةِ) بِتَنْظِيْمٍ مِنْ الغُرْفَةِ التِجَارِيَةِ بِالمِنْطَقَةِ الشَرْقِيَةِ، وَرِعَايَةٍ مِنْ حَرَمِ سُمُوِ أَمِيْرِ المِنْطَقَةِ الشَرْقِيَةِ.
ولَعَلَ مِنْ أَهْمِ الأُمُورِ التِي يَهْدِفُ إلَيْهَا هَذا المُنْتَدَى – كَمَا أُعْلِنَ -:
1 - ضَرُورَةُ مُشَارِكَةِ المَرْأَةِ السُعُودِيَةِ اقْتِصَادِيَاً!
2 - التَغَلُبُ عَلَى المُعَوِقَاتِ التَشْرِيعِيةِ وَالاجْتِمَاعِيَةِ التِي تُوَاجِهُ المَرْأَةَ السُعُودِيَةَ لِغَرَضِ فَتْحَ الأَبْوَابِ أَمَامَهَا لِلحِرَاكِ الاقْتِصَادِيِّ الحُرِّ.
وَسِيلَتُهُمُ لِتَحْقِيِقِ الَهَدَفِ: عَرْضُ تَجَاربٍ - غير تقليدية - لِسَيدَاتِ أَعْمَالٍ، لِنَقْلِ تَجَاربهِنَّ لِلمَرْأَةِ السُعُودِيةِ لِلتَخَلُصِ مِنْ القُيُودِ الدِينِيَةِ وَالاجْتِمَاعِيةِ!.
· القضية شرعية لا اقتصادية:
إنَنَا نَعْلَمُ عِلْمَ اليَقِينِ أَنَّ القَضِيَةَ قَضِيَةٌ شَرْعِيَةٌ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ اقْتِصَادِيَةً، والاقْتِصَادُ - بمثل هذه المنتديات - بَوَابَةٌ لِلوصُولِ إلى غَايَاتٍ لِتَغْرِيْبِ المْرِأةِ السُعُودِيَةِ، وَخَطَرُهَا يَتَمَثَلُ فِيْمَا يَلِي:
أ) خُرُوجُ النِّسَاءِ المُسْتَضَافَاتِ مُتَبَرِجَاتٍ عَبْرَ بَوَابَةِ الإعْلامِ الصَحَفِيةِ، كَمَا طَالَعَتْنَا بِذَلِكَ صُحُفُنَا المَحَلِيَّة، وهَذا الأمْرُ مُحَرَمٌ شَرْعَاً، وخُرُوجٌ عَلى القِيَمِ وَالأَخْلاقِ، التَي تَرْعَاهُا أَنْظِمَةُ هَذِهِ البِلادِ.
ب) مَا عُرِفَ عَنْ بَعْضِ المُسْتَضَافَاتِ المُتَحَدِثَاتِ مِنْ أُمُورٌ مَشِينَةٍ بِحَرْبِهِنَّ عَلَى العَقِيْدَةِ وَعَلَى الفَضِيْلَةِ وَعَلَى نَهْجِ سِيَاسَةِ الدَّوْلَةِ حولَ المَرْأَةِ بِدَعَوَاتٍ تَغْرِيبِيةٍ، وَحِيْنَ تَسْتَعْرِضِ الأَسْمَاءَ سَتَجِدُ العَجَبَ مِمْا يَطْرَحْنَ.
ج) أَنَّ مُجْتَمَعَنا وَخَاصَة النِّسَاءُ الفَاضِلاتُ يَرْفُضُونَ رَفْضَاً تَامّاً أَنْ يُمَثِلْنَّ هَؤلاءِ النِّسَاءُ المُسْتَضَافَاتُ النَّهَضَةَ الاقْتِصَادِيَةَ - وَالتِي مِنْ أَخْطَرِ مَا فِيْهَا - تَمْرِيْرُ المُخَطَطَاتِ التَغْرِيبِيةِ تَدْرِيجِياً عَبْرَ بَوَابَةِ الاقْتِصَادِ عَنْ طَرِيِقِهِنَّ.
د) أَنَّ هَذَا المُنْتَدَى سِلْسِلَةٌ مِنْ مُخَطَطٍ خَطِيْرٍ لِمَشْرُوعٍ يَسْعَى لَهُ الِليبْرَالِيين َوالعِلْمَانِيينَ المُنْسَلِخِينَ عَبْرَ بَوُابَةِ المِنْطَقَةِ الشَرْقِيَةِ، وَيُلْبِسُونَهَا الشَرْعَنْةَ بِعْدَمِ الاخْتِلاطِ لِفَشَلهِ بِمُنْتَدَى جِدْة الاقْتِصَادِي فَخَصَصُوه بِزَعْمِهِم لِلمَرْأةِ، وَكَأَنَّ القَضْيَةَ قَضِيَةٌ شَهْوَانِيَةٌ بَحْتَةٌ بَلْ سَيفْتَتِحُونَه بَآيَاتٍ قُرَآنِيَةٍ!!، والحَقِيْقَةُ أَنَهْا قَضِيَةُ انْحِرَافٍ فِكْرِيٍ خَطِيْرٍ لِتَحْقِيقِ مَطَالِبِهُم أَو بَعْضِهَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
هـ) تَغْلِيفُ مُنْتَدَى المَرْأةِ الاقْتِصَادِي بِرِعَايَةٍ مِنْ حَرَمِ سُمُوِ الأمِيْرِ يَجْعَلُ لَهُ حِمَايَةً لإضْعَافِ المُحْتَسِبِ عَنْ الإنْكَارِ، بَلْ إنَّ المُتَوَقَعَ تَرددُ البَعْضِ فِي الإنْكَارِ، وَأَنََّ السَعْيَ لإيْقَافِهِ مِنْ المُسْتَحِيلِ، وَمِنْ الضَعْفِ تَأَثُرِ أَمْثَالُكُمْ بِذَلِكَ.
· الواجب الشرعي:
وَنَظَرَاً لمِا لِلعُلَمَاءِ مِنْ مَكَانَةٍ وَقِيْمَةٍ وَأَثَرٍ فِي مُجْتَمَعِنَا – ولله الحمد -، فَإنَّ وَاجِبَهُم أَنْ يُوقِفُوا هَذا السَيْلَ مِنْ الفَسَادِ والإفْسَادِ مِنْ هَؤلاءِ الذِيْنَ يَسْتَغِلُونَ أَجْنِدَتَهُم التَغْرِيبِيةِ عَلَى حِسَابِ مُجْتَمَعِهِم، فَأَثَرُكُمْ عَلَى النَّاسِ أَقْوَى مِنْ أَثَرِهِم، وَقُرْبُكُم مِنْ وُلَاةِ الأَمْرِ أَحَبُّ إلينَا مِنْ قُرْبِهم - فالعالم والحاكم بتعاونهما على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحصل صلاح العباد والبلاد، فالعالم ورث مقام النبوة في العلم والحاكم ورث مقام النبوة في القوة -، وَمَا قِيَامُ الدَّولَةِ السُعُودِيةُ إلا بِاجْتِمَاعِ الإمَامَيْنِ، فَمِنْكُمُ المُنَاصَحَةُ وَالمُدَافَعَةُ ومنها التَواصُلُ مَعَ سُمُوِ أَمِيْرِ المِنْطَقَةِ الشَرْقِيَةِ وَنَائبَهُ، وَمَعَالي وَزِيْرَ التِّجَارَةِ، وَالقَائمِيْنَ عَلَى الغُرْفَةِ التِّجَارِيَةِ بالمِنْطَقَةِ الشَرْقِيَةِ، فَلِذَا فَإنَنَا نُؤمِّل مِنْ عُلَمَائنَا وَمَشَايِخِنَا:
- المُطَالَبَةُ بِإيْقَافِ مُنْتَدَى المَرْأةِ الاقْتِصَادِي القَائمُ بِهَذِهِ الصُورَةِ.
- تَبْصِيرُ النَّاسِ بِمَكَانَةِ المَرْأَةِ فِي الإسْلامِ بِكُلِ الوَسَائلِ المُتَاحَةِ والمُمْكِنَةِ، وَكَذَلِكَ اسْتِغْلالُ الخُطَبِ وَالكَلِمَاتِ مِنْ قِبَلِ الأئمَةِ والدُعَاةِ.
- التَحْذِيرُ مِنْ الخَطَرِ التَغْرِيبي الَّذِي يُوَاجِهُ المَرْأَةَ السُعُودِيَةَ لإخْرَاجِهَا مِنْ حِشْمَتِهَا وَتَرْكِهَا لرِعَايَةَ بَيْتَهَا.
- لا يُسْمَحُ لِكُلِ مَنْ تُمَارِسُ التَطَرُفَ الفِكْرِي – الليبرالي، العلماني، وبخاصة من استهزأت وسخرت بالدين عموماً أو الذات الإلهية أو بكلام الله أو بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أو الأحكام الشرعية أو سياسة البلاد - أَنْ تَكُونَ مُسْتَضَافَةً أَو مُتَحَدِثَةً أَو رَئيْسَةً فِي مِثْلِ هَذه المَوَاقِعَ الهَامَةَ وَالخَطِيْرَةَ، فَالسُكُوتُ عَنْهُنَّ تَشْجِيعٌ وَمُوَافَقَةٌ لَهُنَّ.
- حُكَامُنَا فَتَحُوا أَبْوَابَهُم لأمْثَالِكُمْ، لا يَردُونَ زَائراً نَاصِحَاً، أَو مُتَصِلاً مُخْلِصَاً، أو مُخَاطِبَاً صَادِقَاً، فَكُلُّ وَسِيْلَةٍ مِنْ أَهْلِ الدِّيْنِ يَبْذُلُونَهَا لَهَا أَثَرٌ، وَهُمْ لا يَرْضَونَ بِمَا يُسْخِطُ الله مهَمَا حصَل.
وختاماً:
نَسْأَلُ اللهَ أنْ يِجْعَلَكُم مَفَاتِيحَ للخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَرِ، وَأَنْ يَرُدَّ بِكُمُ كَيْدَ الكَائديِنَ، وأَنْ يَجْمَعَ كَلِمَةَ عُلَمَائنَا عَلَى الحَقِ، وصَلَى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِينَا مُحَمَدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْن.
أهالي المنطقة الشرقية
الثلاثاء 10 – 5 – 1430هـ
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 02:57]ـ
ممكن الاستفادة من هذا ..
http://www.fadelh.com/vb/showthread.php?t=1935
وهذا ..
http://www.fadelh.com/vb/forumdisplay.php?f=22
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 01:32]ـ
أهالي الشرقية: منتدى المرأة الاقتصادي سلسلة لمخطط خطير يسعي له الليبراليون والعلمانيون المنسلخين عبر بوابة المنطقة الشرقية
الدمام - الوئام - فهد العبدالله:
ناشد أهالي المنطقة الشرقية الجهات الرسمية اليوم بتقوى الله وضرورة التدخل لوقف ماأسموه بعمليات (تغريب المرأة) في المجتمع السعودي، معلنين الإدانة الكاملة والمقاطعة الرسمية لمنتدى المرأة الاقتصادي الذي تنظمه الغرفة التجارية والذي سيعقد خلال الأيام المقبلة برعاية حرم سمو أمير المنطقة الشرقية.
وأوضح عدد من أبناء المنطقة في رسالة بعثوا بها (للعلماء والمشايخ) أن القضية الكبرى في هذا المنتدى الآن أصبحت شرعية لا اقتصادية بكل المقاييس، فهذه المنتديات تهدف في المقام الأول لتغريب المرأة السعودية وهدفها الواضح يتمثل في خروج النساء متبرجات عبر بوابة الإعلام الصحفية وهذا الأمر محرم شرعا ويعتبر خروج على القيم والأخلاق التي ترعاها أنظمة هذه البلاد.
واحتجوا خلال الرسالة عن وجود بعض السيدات المشاركات بالمنتدى حيث أن ماعرف عن بعض المستضافات المتحدثات من أمور مشينه بحربهن على العقيدة والفضيلة وعلى نهج سياسة الدولة حول المرأة بدعوات تغريبية تثير كثير من الشكوك.
وقالوا أن مجتمعنا وخاصة النساء الفاضلات يرفضن تماما أن يمثلن هؤلاء النساء المستضافات النهضة الاقتصادية في البلاد والتي من اخطر ما فيها تمرير المخططات التغريبية تدريجيا عبر بوابة الاقتصاد عن طريقهن.
واعتبروا أن المنتدى عبارة عن سلسلة من مخطط خطير لمشروع يسعي له الليبراليون والعلمانيون المنسلخين عبر بوابة المنطقة الشرقية ملبسين إياه ثوب الشرعنة الرسمية بعدم الاختلاط لفشله بمنتدى جده الاقتصادي فخصصوه بزعمهم للمرأة.
وطالب الاهالى بضرورة إيقاف المؤتمر القائم بهذه الصورة وتبصير الناس بمكانة الإسلام بكل الوسائل المتاحة والممكنة وكذلك استغلال الخطب والكلمات من قبل الأئمة والدعاة بالمنطقة، مع التحذير الرسمي من الخطر التغريبي للمرأة السعودية والذي أصبح يواجهها لإخراجها من حشمتها وتركها لرعاية بيتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 01:39]ـ
جزاك الله كل خير يا ابو احمد العنزي
وهذه المؤتمرات او المؤامرات التي اصبحت اشبه بالحفلة السائبة إن لم نتحرك وننكر عليه فمن يقوم بذلك
والعجيب انه مؤتمر اقتصادي ولا بد التعرض للدين فيه من قبل الضيوف الكفار قبل المسلمين العلمانيين(/)
هل يوجد عوالم غيرنا!!!
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 02:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
وبعد.
قرات فى بعض المجالات التى نشرت قديما فى مصر وهى تنتسب الى الاسلام , بأننا ليس وحدنا فى الكون الذى خلقه الله لنا سبحانه وتعالى.
أى بى المعنى الادق أننا عالم من 6000 عالم قد خلقة الله عزوجل بخلاف (الجن , والانس , والملائكه ,) أى بخلاف ما قد ذكره الله لنا فى القرأن الكريم ..
فهل فعلا نحن عالم من عوالم كثيرة قد خلقها الله عزوجل , بخلافنا!!
وهم قد أستشهدوه بحديث قدسى لله سبحانه وتعالى الذى كان يخاطب الله عزوجل سيدنا جبريل عليه الصلاه والسلام فى (عدم طاعة من خلقهم الله عزوجل بلا استثناء بما فيهم , الملائكه , والملائكه المقربون , والجن , والانس , والنجوم , والشمس والقمر) فكان خطاب الله عزوجل الى سيدناجبريل عليه الصلاه والسلام ان قال (أرسل عليهم دابه من دوابى! تبتلع من فى السموات والارض) صدق الله وهو احسن الصادقين سبحانه هو ربنا ورب العالمين ..
ارجوه الافاده اخوانى وجزكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمته الله تعالى وبركاته
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 03:00]ـ
ماذا ينبني على الجواب؟
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 03:07]ـ
ماذا ينبني على الجواب؟
السلام عليكم أخى (التقرتى)
أرغب فى ان أفهم هل خلق الله سبحانه وتعلى جل علاه (عولم غيرنا) ولم يذكرها لنا القرأن الكريم!!
وكذلك هل يوجد حديث صريح وصحيح يتبنى هذا الاتجاه فى ذكر ما اسلفت أنفا!!
وهل يوجد حديث شريف عن الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ذكر أن الله عزوجل قد خلق (مخلوقات غيرنا) بعيدا عن الذى نحن نعرفه ونسلم به ..
أرجوه الافاده أخى فى الاسلام , حتى يتسنى لى الرد على هذة المقولة.
والسلام عليكم وحمته الله تعالى وبركاته أخى التقرئى ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 03:33]ـ
لم يثبت من العوالم الا ما هو مشهور في الارض الجن و الانس و في السماء الملائكة و الجنة و النار و ما اخبر من غيبيات كالبراق و دابة اخر الزمان مثلا
اما غير هذا لم يثبته إلا من تكلف في النصوص و حملها اكثر من دلالتها و الله اعلم
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 04:38]ـ
لم يثبت من العوالم الا ما هو مشهور في الارض الجن و الانس و في السماء الملائكة و الجنة و النار و ما اخبر من غيبيات كالبراق و دابة اخر الزمان مثلا
اما غير هذا لم يثبته إلا من تكلف في النصوص و حملها اكثر من دلالتها و الله اعلم
السلام عليكم ..
ماحقيقة هذا الحديث القدسى الذى ذكرته لك أخى!!! وهل له سند فى كتب السنه!!
والسؤال هو: الله سبحانه وتعالى له القدرة على كل شى سبحانه وتعالى , وله الحكمة الكبيرة لخلق السموات والارض كما ذكرها لنا القرأن الكريم , ولكن هل التفكير فى العوالم التى قد خلقها الله سبحانه وتعالى , ولم يخبر بها أحدا حتى من الملائكه المقربين مجرد التفكير بها يكون شطحا!!
ونظرا لما نجده كل يوم من الاعجاز العلمى الكبير الذى يثبت قدره الله تعالى فى خلق هذا الكون الفسيح الذى بلا نهايه تذكر , لانه مجرد التفكير فى هذة الامور تذهب بها العقول , وهل نقع فى المحظورات أن فكرنا ان الله سبحانه وتعالى يخلق (عوالم) غيرنا ولا أحدا يعرف عنها شى ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 04:57]ـ
ذكر هذا الحديث القرطبي في الجامع لأحكام القرآن في تفسير سورة فصلت و نسبه للثعلبي و كما تعلم ان الثعلبي يذكر كثيرا من الاحاديث الضعيفة و الموضوعة في تفسيره لذلك تهتم به الرافضة لكثرة ذكره لفضائل اهل البيت.
و لم اعثر على هذا الحديث في كتب السنة مع العلم انه لا يفيد وجود عوالم اخرى يقينا إلا ان تكلفنا في فهم الحديث
و في الحديث علامات الوضع هذا نص الحديث:
إن موسى عليه الصلاة والسلام قال: يا رب لو أن السموات والأرض حين قلت لهما} ائتيا طوعا أو كرها} عصياك ما كنت صانعا بهما؟ قال كنت آمر دابة من دوابي فتبتلعهما. قال: يا رب وأين تلك الدابة؟ قال: في مرج من مروجي. قال: يا رب وأين ذلك المرج؟ قال علم من علمي
و قد دلت الاية على خلافه لأن الله سبحانه امرهما ان يأتيا طوعا او كرها فكيف تعصيانه و ن عصته كيف لا تأتيان كرها؟ فإنما امره ان اراد شيئا ان يقول له كن فيكون
الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيئ، تبقى القاعدة ان الغيبيات لا نثبتها الا ان دلت عليها الأحاديث الصحيحة و ما دام لم يرد حديث صحيح بوجود عوالم اخرى فنكتفي بما وصلنا و لا نتكلف امورا اخرى
اذن الايمان بان الله سبحانه و تعالى قادر على كل شيئ هذا لا بد منه لكن التكلف و تحميل النصوص اكثر من دلالتها فهذا هو المحظور
لذلك ما سكت عليه الله سبحانه و تعالى نسكت عليه و ما اثبته نثبته و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 05:53]ـ
يا استاذ تقرتي ..
هذه المسألة التي ذكرت هي التي تسمى تسلسل الحوادث .. وهل هذا العالم قديم او هو حادث وهل هناك عالم قبله ام لا , وينبني عليها ايضا الحديث عن صفات الله تعالى , كالخلق والارادة وغيرها , هل من الممكن ان يقال ان الله يوصف بالخلق قبل خلقه لهذا العالم , وهل يسمى مريدا قبل ان يريد خلق هذا العالم.
مذهب اهل السنة الذي حرره ابن تيمية رحمه الله تعالى هو ان الله تعالى موصوف بصفة الخالق قبل ان يخلق هذا العالم , وإذا كان كذلك فإنه ولابد وانه خلق خلقا آخر قبل هذا العالم , وقبل هذا العالم عالم والعالم الذي قبله قبله عالم وهكذا , فهذا العالم قديم النوع لكنه حادث الافراد. لان نفي ذلك يلزم منه تنقيصا للخالق سبحانه , وهو انه في وقت من الاوقات لم يتصف بصفة الخلق او الارادة.
وبهذا لا نحتاج ان ننظر هل قبل الجن عالم او ليس قبله عالم , بل قبل الجن خلق وقبل ذلك الخلق خلق , لكن ليس بينهما ارتباط او تولد كما تقوله المتفلسفة , وكما اخطا في ذلك الشيخ الالباني رحمه الله حينما نسب قول ابن تيمية لقول الفلاسفة.
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 06:09]ـ
يا استاذ تقرتي ..
هذه المسألة التي ذكرت هي التي تسمى تسلسل الحوادث .. وهل هذا العالم قديم او هو حادث وهل هناك عالم قبله ام لا , وينبني عليها ايضا الحديث عن صفات الله تعالى , كالخلق والارادة وغيرها , هل من الممكن ان يقال ان الله يوصف بالخلق قبل خلقه لهذا العالم , وهل يسمى مريدا قبل ان يريد خلق هذا العالم.
مذهب اهل السنة الذي حرره ابن تيمية رحمه الله تعالى هو ان الله تعالى موصوف بصفة الخالق قبل ان يخلق هذا العالم , وإذا كان كذلك فإنه ولابد وانه خلق خلقا آخر قبل هذا العالم , وقبل هذا العالم عالم والعالم الذي قبله قبله عالم وهكذا , فهذا العالم قديم النوع لكنه حادث الافراد. لان نفي ذلك يلزم منه تنقيصا للخالق سبحانه , وهو انه في وقت من الاوقات لم يتصف بصفة الخلق او الارادة.
وبهذا لا نحتاج ان ننظر هل قبل الجن عالم او ليس قبله عالم , بل قبل الجن خلق وقبل ذلك الخلق خلق , لكن ليس بينهما ارتباط او تولد كما تقوله المتفلسفة , وكما اخطا في ذلك الشيخ الالباني رحمه الله حينما نسب قول ابن تيمية لقول الفلاسفة.
لا يا اخي لا تخلط على اخينا فهو لا يريد هذه المسألة انما يريد هل توجد عوالم اخرى ام لا و قد بين قصده فما ذكرته لا علاقة له بموضوعنا
الأخ يتكلم عن الاعجاز العلمي و عن وجود عوالم اخرى فلا دخل لذلك بذلك
هذا كلام الاخ
بأننا ليس وحدنا فى الكون الذى خلقه الله لنا سبحانه وتعالى
ليس وحدنا اي يقصد مخلوقات اخرى او بالمصطلح الحديث كواكب اخرى معمورة او اشياء من مثل هذا القبيل و الله اعلم
ـ[جذيل]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 06:29]ـ
الاخ التقرتي ..
جزاك الله خيرا ..
هو لم يحدد , بل سأل هل هناك عالم آخر , او عوالم اخرى.؟
حتى قوله (لوحدنا) لا يفهم منه ما ذكرت.؟
وعلى كل حال هذه مذاكرة ولن نخسر شيئا.
وفقت للخير.
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 06:55]ـ
نحاول ان لا ندخل في موضوع الاخ ما ليس فيه و على كل حال ننتظر عودة الاخ فان اذن لنا في مذاكرة الموضوع من الناحية التي ذكرتها فلا بأس في ذلك و وفق الله الجميع إلى الصواب
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 08:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى التقرئى , واخى جزيل , بارك الله فيكم أخوانى ..
ولكن الان الموضوع (تشعب) أى تدخلت فيه بعض الاراء الجميلة التى من الممكن ان تضيف بعض المعلومات لى شخصيا والقراء عامه ..
نعم أنا اسال هل نحن (نعيش) وحولنا (عوالم) أخرى!!!
وليس اقصد من سؤالى أن نذكر (الكويكبات) التى نرها بعيوننا المجرده أو غير المجرد أو التى لم يستطيع العلم الوصول اليها.
بمعنى انا لم اقصد (العالم) الذى ذكره القرأن لنا أخى الحبيب , وانما أسال هل العوالم الاخرى فى (علم الغيب) عند الله عزوجل سبحانه وتعالى , ولم اقصد العوالم التى يتحدث بها بعض (المخرفون) أن الكون ربما يوجد به (حياة) أخرى!!
ولى اهمية الموضوع اريد أن أعرف رأى سيادتكم فى ذلك حتى لو ابتعدنا عن صلب الموضوع نظرا لى اهميته عندى ..
وانا أسف على الاطاله ولكن العلم بشى أفضل من الجهل به أخى
ومنتظر الجديد من اخوانى (جزيل , التقرئى) وشكرا
ـ[جذيل]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 03:06]ـ
اخي خالد عبدالمعطي وفقه الله
هذا الموضوع يتعرض له السلف عند الحديث عن صفات الله , هل هذه الصفات حادثة بمعنى ان لها مبتدأ او انها ازلية قديمة لا اول لوجودها , مذهب اهل السنة ان صفات الله لا اول لوجودها , ولا مبتدا لها , وانها قديمة بقدم الله عز وجل الذي لا اول له , ومذهب الاشاعرة والكلابية ان صفات الله الفعلية كالخلق والارادة والنزول والمجئ صفات حادثة لها مبتدأ , ولهذا الزمنا الكلابية او الاشاعرة بأننا نقول بحلول الحوادث في الله سبحانه وكذبوا.
وابن تيمية رحمه الله فيما يبدو هو اول من فصل وتوسع في المسألة وناقش الفلاسفة والكلابية والاشاعرة وغيرهم ممن يقول بمبدئية صفات الله الفعلية , وقد توسع في ذلك في مواضع كثيرة , منها على سبيل المثال منهاج السنة في اول أجزائه , حتى اثبت لهم ان صفات الله - كالخلق - لازمة له سبحانه وأنه موصوف بهذه الصفة قبل ان يخلقنا , ولم يتصف بهذه الصفة الا لانه خلق خلقا آخر غيرنا لا نعلم كنهه , ولو لم نقل بهذا القول للزمنا ان نقول ان صفة الخلق - مثلا - صفة حادثة , وان الله كان في وقت من الاوقات متوقف عن هذه الصفة , وهذا في الحقيقة تنقص له سبحانه وقول مخالف لصحيح المنقول والمعقول بل ومخالف للفطرة التي فطر عليها الخلق.
ما ادري , يحتمل انني كررت الكلام السابق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 12:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا اخوانى على هذة المعلومات الطيبة القيمة فى معانيها ومدلولاتها الشرعية , وكاننا اخوانى نراه أن الله عزوجل لم يترك لنا صغيرة ولا كبيرة الا وقد اخبرنا بها , بنصوص القران الكريم , أو سنه النبى محمد صلى الله عليه واله وسلم , او بتفسير علمائنا الاجلاء رحمه الله عليهم وجعل هذا العلم فى ميزان حسناتهم يوم القيامة اللهم أمين ,,
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اهله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
والحمد لله على نعمة الاسلام .... وكفى بها نعمة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 07:00]ـ
أرغب فى ان أفهم هل خلق الله سبحانه وتعلى جل علاه (عولم غيرنا) ولم يذكرها لنا القرأن الكريم!!
انظر كلام الشيخ سفر الحوالى فى حديث اول ماخلق الله القلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 07:14]ـ
اما كون هل هناك عوالم غيرنا
فأنتم تعرفون الحديث المُتكلم فيه مابين مصحح ومضعف ان مالارض فى السماء الاكذا ومالسماء فى غيرها الا كذا حديث معروف وكلنا نعرفه فهذا الحديث يثثبت انه ثم مساحات مخلوقة غير كوكب الارض الذى نعيش عليه و النصوص الاخرى تدل كما فى القرءان
لكن هل ثم مخلوقات وارواح تسكن تلك المساحات فهذا للعلم لتجريبى يُثبت بالادلة ولا اعلم ان كان فيه نصصو تُبت وجود أرواح حية اخرى فى تلك المساحات ام لا
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 03:21]ـ
شكرا أخى خالد المرسى على الاشارة الى ما كتبته , وكذلك فى ارسال الموقع الذى يناقش هذة المقولة ..
ولى راجعة باذن الله تعالى بعد الرجوع للمصدر
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:41]ـ
فائدة
قال العلامة الزرقاني رحمه الله في جوابه على الأسئلة الواردة إليه (يسير الله طبعها آمين):
الأول (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn1)4 ): هل كان قبل آدم (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn2)5 ) أوادم وأمم (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn3)6 )؟ جوابه:
هذا شيء لا يصح، كما ذكره غير واحد، حتى أن الحافظ {الذهبي} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn4)7 ) قال في الجزء الذي ألفه في رتن الهندي: لعمري ما يصدق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمد بن الحسن في السرداب وينتظر خروجه، أو من (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn5) يؤمن برجعة عليّ رضي الله {تعالى} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn6)2 ) عنه إلى الدنيا، أو يصدق بسيرة (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn7)3 ) البطّال، أو وجود الحنّ (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn8)4 ) والبنّ (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn9)5 )، أو (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn10) 6) بكذا، {و} كذا آدم قبل آدم، وهؤلاء لا يصلح لهم مزاج، ولا ينجع فيهم بالمعالجة (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn11) 7) علاج (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn12) 8). انتهى (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftn13) 9)
( (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 1)4) في باقي النسخ ما عدا (أ) و (ز): الأولى.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 2)5) تكررت في الأصل.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 3)6) في (أ): آدم أو أمم.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 4)7) ساقط من (ب).
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 5) ساقط من (أ).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 6)2) زيادة من (ب) و (ج) و (هـ).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 7)3) في حاشية (الأصل) كتب: برسالة. وأشار إلى أنه الصحيح.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 8)4) في باقي النسخ: الجن، والمثبت من (د)، وأتى في الحاشية: بالحاء المهملة، ضرب من الجن، قال أبو عمر الزاهد: الحنّ كلاب الجن وسفلتهم. انتهى.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 9)5) ساقط من (أ).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 10)6) في (أ): و.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 11)7) في باقي النسخ: بالمناظرة.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 12)8) ساقط من (أ).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32772#_ftnref 13)9) انظر الإصابة في تمييز الصحابة 2/ 529.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 06:20]ـ
شكار اخى السكران: وجزك الله خيرا
سوف ارجع الى المصدر
يارك الله فيك(/)
القدس عاصمة الثقافة العربية .. خطوة للأمام وأخرى للخلف
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 09:04]ـ
http://www.yemenm7bh.org/upfiles/files/upload_8lbal8s.jpg
http://www.yemenm7bh.org/upfiles/files (http://www.yemenm7bh.org/upfiles/files/upload_8lbal8s.jpg)
/upload_8lbal8s.jpg (http://www.yemenm7bh.org/upfiles/files/upload_8lbal8s.jpg)
القدس عاصمة الثقافة العربية .. شعار أطلقته الأمة على القدس في عام 2009 ميلاديا / 1430 هجريا .. وبدأ يرتاد المحطات والقنوات وشاشات التلفزة وحتى المواقع .. خطوة جيدة في سبيل عدم نسيان القضية وجعل القدس والأقصى حاضرة الذهن في كل وقت بعد أن كادت الأمة تنسى الأقصى والقدس .. ولكن الله سلّم!!
القدس عاصمة الثقافة العربية .. شعار نرى فيه الخير الكثير والمعاني السامية وفي ظاهره خطوة للأمام .. ولكن وكما قال الشيخ كمال الخطيب ما معنى أن نقول القدس عاصمة الثقافة العربية ونقيم المهرجان في بيت لحم , وكأننا نتقدم لنتراجع
قدمنا الشعار للقدس ثم تنازلنا عن إقامته في داخل القدس!!
وأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فما فارق المدينة إلا من أجل الأقصى المبارك
فهل فينا من يفارق مضجعه بعض الوقت ليسمع فقط ماذا حل بالأقصى اليوم؟ أو حتى ليعرف أين هو وكيف هو فمنهم من يظنه ذا القبة الذهبية ومنهم من يظنه ذا القبة الرمادية ..
أليس من الأجدر بنا أن نعرفه أولا كي تكون شعاراتنا نابعة من قضية وليست مجرد شعارات فنية
فاعلم أخي يرعاك الله أن المسجد الأقصى هو الساحة التي تشمل مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي للساحة (ذو القبة الرمادية) فكلاهما جزء من المسجد الأقصى
ولعل العاقل اللبيب حين يرى المسلمين يصلون في القنوات يراهم يصلون في الساحة الكبيرة التي تشمل المسجدين يدرك أن ذاك هو الأقصى
ولكن للقدس أختا لم ولن تنساه .. هي التي كانت مقبرة للغزاة لتذود عن المسجد الأقصى
فكلما أراد محتل أن يدمر المسجد الأقصى مر بها فأردت به إلى الهزيمة المحققة .. فحينما كانت الهزيمة في عين جالوت - قرب بيسان – كان المدخل لهذه الهزيمة هو قطاع غزة
فنصر غزة دفاع عن الأقصى وذود عنه وحماية له ومقبرة لمن عاداه وتآمر عليه
وكل فلسطين درع للأقصى والقدس
وكل نصر هو دفاع عن الأقصى
وإن لم تحمه الدروع الحجرية فعندنا الدروع البشرية والنفوس التقية
ويبقى الشعار على أمل التطبيق
القدس عاصمة الثقافة العربية والإسلامية(/)
إراقة الدم لله أبلغ فى الخضوع و العبادة له
ـ[الدرة المصونة]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 11:51]ـ
إراقة الدم لله أبلغ فى الخضوع و العبادة له
========
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
قال شيخ الاسلام في تفسير سورة الكوثر (الفتاوى (16/ 531):
وَقَوْلُهُ: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ هَاتَيْنِ الْعِبَادَتَيْنِ الْعَظِيمَتَيْنِ:
وَهُمَا الصَّلَاةُ وَالنُّسُكُ الدَّالَّتَانِ عَلَى: الْقُرْبِ وَالتَّوَاضُعِ وَالِافْتِقَارِ وَحُسْنِ الظَّنِّ وَقُوَّةِ الْيَقِينِ وَطُمَأْنِينَةِ الْقَلْبِ إلَى اللَّهِ وَإِلَى عُدَّتِهِ وَأَمْرِهِ وَفَضْلِهِ وَخُلْفِهِ عَكْسُ حَالِ أَهْلِ الْكِبْرِ وَالنُّفْرَةِ وَأَهْلِ الْغِنَى عَنْ اللَّهِ الَّذِينَ لَا حَاجَةَ فِي صَلَاتِهِمْ إلَى رَبِّهِمْ يَسْأَلُونَهُ إيَّاهَا وَاَلَّذِينَ لَا يَنْحَرُونَ لَهُ خَوْفًا مِنْ الْفَقْرِ وَتَرْكًا لِإِعَانَةِ الْفُقَرَاءِ وَإِعْطَائِهِمْ وَسُوءِ الظَّنِّ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ وَلِهَذَا جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا. فِي قَوْله تَعَالَى {قُلْ إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وَأَجَلُّ الْعِبَادَاتِ الْمَالِيَّةِ النَّحْرُ وَأَجَلُّ الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ الصَّلَاةُ وَمَا يَجْتَمِعُ لِلْعَبْدِ فِي الصَّلَاةِ لَا يَجْتَمِعُ لَهُ فِي غَيْرِهَا مِنْ سَائِرِ الْعِبَادَاتِ كَمَا عَرَفَهُ أَرْبَابُ الْقُلُوبِ الْحَيَّةِ وَأَصْحَابُ الْهِمَمِ الْعَالِيَةِ وَمَا يَجْتَمِعُ لَهُ فِي نَحْرِهِ مِنْ إيثَارِ اللَّهِ وَحُسْنِ الظَّنِّ بِهِ وَقُوَّةِ الْيَقِينِ وَالْوُثُوقِ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَمْرٌ عَجِيبٌ إذَا قَارَنَ ذَلِكَ الْإِيمَانَ وَالْإِخْلَاصَ.
وقال رحمه الله في الفتاوى أيضا (17/ 484):
إراقة الدم لله أبلغ فى الخضوع و العبادة له
و لهذا كان عباد الشياطين و الأصنام يذبحون لها الذبائح أيضا فالذبح للمعبود غاية الذل و الخضوع له
ولهذا لم يجز الذبح لغير الله و لا أن يسمى غير الله على الذبائح و حرم سبحانه ما ذبح على النصب و هو ما ذبح لغير الله و ما سمى عليه غير إسم الله و إن قصد به اللحم لا القربان و لعن النبى صلى الله عليه و آله و سلم من ذبح لغير الله و نهي عن ذبائح الجن و كانوا يذبحون للجن بل حرم الله ما لم يذكر إسم الله عليه مطلقا كما دل على ذلك الكتاب و السنة فى غير موضع.
وقال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه لثلاثة أصول ص42 وما بعدها:
الذبح والنحر عبادة، المقصود منها إراقة الدم، وإراقة الدم -من حيث هو- لا يكون إلا بتعلقٍ للقلب، فإذا أراق الدم لله جل وعلا تعلق القلب بالله جل وعلا. فالذبح عبادة ظاهرة يتبعها أو يكون معها عبادة باطنة قلبية، فمن ذبح لغير الله وقع في شرك ظاهر؛ لأن هذه عبادة صرفها لغير الله، وكذلك قلبه تعلق بغير الله فصار شركه من جهتين ......
الذبح كما أنه عمل ظاهر وهو إراقة الدم، والدم الذي بَثَّهُ في أعضاء المذبوح هو الله جل وعلا، وهو علامة الحياة، فلا يُزهق إلا لمن خلَقه، ولمن بثه في أعضاء من به الحياة.
ولهذا قال العلماء إن العبد حال الذبح يجتمع في قلبه أنواع من العبوديات:
* منها الذل لربه جل وعلا.
* ومنها التعظيم له جل وعلا.
* ومنها الرجاء؛ رجاء ما عنده حال ذبحه.
* ومنها طلب البركة؛ لأنه ما ذبح إلا لله.
وهذه كلها عبادات قلبية، فكما أن الذبح عمل ظاهر؛ به تحريك اليد، تحريك اللسان ببعض القول، كذلك يقوم بالقلب حال الذبح أنواع من العبوديات، قد ما يقوم بالقلب شيء البتة، مثل ما يُذبح لضيافة أو نحو ذلك، فهذا يجب أن يكون ظاهرا لله جل وعلا وحده، وإذا اجتمع أن يكون في الذبيحة، أن تكون اجتمعت فيها العبادة الظاهرة والعبادة الباطنة؛ العبادة القلبية، كانت أكمل في رجاء ثواب الذبح، ولو كان في الأمور العادية من ضيافة ونحوها، فيكون الذبح لله جل وعلا ظاهرا لم يُرد بهذا إلا الله جل وعلا، وباسمه لم يذكر إلا اسم الله جل وعلا، ثم يكون بالقلب ذل لله جل وعلا وخضوع وتعظيم ورجاء المثوبة منه وحده، فتجتمع العبادات القلبية وعبادات الجوارح حال الذبح.
لهذا، الذبح من العبادات العظيمة، لكن قد يغفل الناس عن تعلق القلب وفعل الجوارح حين الذبح، وكيف تكون لله جل وعلا، ولهذا على طالب العلم أن يتعلم هذا إن لم يحسنه، يتعلم كيف يكون حال الذبح؛ حال ذبحه لذبيحته للأضحية وهي آكد وآكد وآكد، أو لغيرها، أن يكون موحدا تماما، يرجو في ذبحه أن يكون على غاية من العبودية في لسانه وقلبه وجوارحه:
لأنه فيه حركة لسان للتسمية والتكبير
وفيه عمل القلب بأنواع من العبوديات ذكرت بعضها، وفيه أيضا حركة اليد، وهذا كله مما يجب أن يكون لله جل وعلا وحده.
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 10:50]ـ
جزاك الله خيرًا ..
وهذه سطور للمشاركة فى الموضوع
ما المقصود بالأضحية؟ وهل هي واجبة أم سنة؟.
السؤال: ما المقصود بالأضحية؟ وهل هي واجبة أم سنة؟.
الأضحية
ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله عز وجل وهي من شعائر الإسلام المشروعة بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، وإجماع المسلمين.
أما الكتاب
1 - فقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.
2 - وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. والنسك الذبح، قاله سعيد بن جبير، وقيل جميع العبادات ومنها الذبح، وهو أشمل.
3 - وقال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاَْنْعَمِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}.
ومن السنة:
1 - ما جاء في صحيح البخاري (5558) ومسلم (1966) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «ضحى النبي صلى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما».
2 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «أقام النبي صلى الله عليه وسلّم بالمدينة عشر سنين يضحي». رواه أحمد (4935) والترمذي (1507)، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (1475)
3 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قسم بين أصحابه ضحايا فصارت لعقبة جذعة فقال: يا رسول الله صارت لي جذعة فقال: «ضح بها» رواه البخاري (5547).
4 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين». رواه البخاري (5545).
فقد ضحى صلى الله عليه وسلّم وضحى أصحابه رضي الله عنهم، وأخبر أن الأضحية سنة المسلمين يعني طريقتهم.
ولهذا أجمع المسلمون على مشروعيتها، كما نقله غير واحد من أهل العلم.
واختلفوا هل هي سنة مؤكدة، أو واجبة لا يجوز تركها؟
فذهب جمهور العلماء إلى أنها سنة مؤكدة، وهو مذهب الشافعي، ومالك وأحمد في المشهور عنهما.
وذهب آخرون إلى أنها واجبة، وهو مذهب أبي حنيفة وإحدى الروايتين عن أحمد، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: هو أحد القولين في مذهب مالك، أو ظاهر مذهب مالك." انتهى
من رسالة أحكام الأضحية والذكاة قال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله
" الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها، فيُضحي الإنسان عن نفسه وأهل بيته "
فتاوى ابن عثيمين 2/ 661
المصدر: موقع سؤال وجواب(/)
الرفق و اللين في الدعوة من منهج أهل السنة و الجماعة
ـ[عبد القادر ابن احمد]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 01:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرفق و اللين في الدعوة من منهج أهل السنة و الجماعة
إن الحمد لله نحمد و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضِل له، ومن يُضلِل فلا هادي له، و اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده ورسوله.
المقدمة:
من المعلوم البديهي من أصول أهل السنة و الجماعة أن المسلم في أحكامه و أقضيته و محاورته و مناظراته يجب أن يعود أولا إلى الكتاب و السنة و الإجماع، ثم يستشهد بكلام أهل العلم، أما الرجوع إلى كلام بعض السلف دون جميعهم، وعلى حساب نصوص الكتاب و السنة فليس هو من أصول أهل السنة و الجماعة في شيء، ولذلك يتناظر أهل السنة بالكتاب و السنة و الإجماع، ولا يتناظرون بأسماء الرجال.
وإذا عدنا إلى الكتاب و السنة و الإجماع عرفنا الأصول وعرفنا الاستثناء، عرفنا العموم وعرفنا الخاص، عرفنا الناسخ و عرفنا المنسوخ، عرفنا المحكم و عرفنا المتشابه.
وفي هذه المسألة المتعلقة بأسلوب الدعوة سنرى من خلال هذا البحث حث القرآن و السنة على اللين و الرفق و المداراة، و أن الشدة و الغلظة استثناء له موضعه، و لكن ليس هو القاعدة العامة، ولا الأصل الجامع.
كذلك يجب على المسلم أن ينتبه إلى شيئين مهمين جدا هما:
1 ـ لقد أمر الله في كتابه بالحكمة و الموعظة الحسنة و بالجدال بالتي هي أحسن: {ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن}، وليس في واحدة من هذه الثلاثة الشدة و الغلظة، بل كلها تدل على اللين و الرفق و المداراة و الرحمة.
2 ـ هذا يقتضي أن الناس ثلاثة أصناف: العلماء العقلاء الذين تكون دعوتهم بالحكمة و العلم و الحوار الهاديء و تبليغ الحجة.
و الصنف الثاني: أصحاب القلوب الطيبة المتذكرة، الذين أبعدهم الجهل أو الغفلة عن طريق الله، فهؤلاء يتم دعوتهم بالموعظة الحسنة التي هي التذكير بالترغيب و الترهيب و الوعظ و القصص.
و الصنف الثالث: هو من عنده شبهة و نوع علم أو جهل مركب، فهؤلاء يتم دعوتهم بالمجادلة بالتي هي أحسن، بنقض قواعدهم، و بيان عوار مذهبهم، و قرع الحجة بالحجة.
فلا الناس كلهم يحتاجون إلى الحكمة، و لا الناس كلهم يحتاجون إلى الموعظة، ولا الناس كلهم يحتاجون على الجدال بالتي هي أحسن، و إن كان الغالب منهم بحاجة إلى الوعظ لأن الغالب هم العوام.
وهذه الحقيقة تقودنا إلى نتيجة هامة جدا: وهي أن من التزم أسلوب النقض و الرد و الجدال وحده، فلا شك أن قسما كبيرا من الناس لن يقبل على علمه، فإما يُنوِع في خطابه للناس، و إما يترك القائمين بالخطابات الأخرى يقومون بدورهم، ولا يعكر عليهم مالم يكونوا دعاة إلى ضلالة.
فليس كل الناس يخالف الحق لسوء القصد و سوء النية، ولا كلهم يخالفه لفساد التصور و عدم العلم، فلا يجب أن يخلط بين الأمرين.
قيمة اللين في الخطاب الدعوي:
قال القرطبي في" تفسيره" {16/ 2}:" فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا ووجه منبسطا طلقا مع البر والفاجر و السني و المبتدع، مداهنة أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون:"فقولا له قولا لينا" [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، فالقائل ليس بأفضل من موسى و هارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، و قد أمرهما الله تعالى باللين معه، وقال طلحة بن عمر قلت لعطاء:" إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة و أنا رجل فيّ حدة فأقول لهم بعض القول الغليظ، فقال: لا تفعل، يقول الله تعالى:" وقولوا للناس حسنا" فدخل في هذه الآية اليهود و النصارى فكيف بالحنيفي؟ ".
و الأمر بالرفق و اللين ورد في كثير من آيات القرآن مما يدل على انه الأصل في معاملة الناس، و أن الشدة و الغلظة استثناء له موضعه وشروطه الدقيقة، فمنها:
قوله تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} "الفرقان".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيم في "مدارج السالكين" {327/ 2}:" أي سكينة ووقارا متواضعين غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين، قال الحسن: علماء رحماء، وقال محمد بن الحنفية: أصحاب و قار و عفة لا يسفهون و إن سفه عليهم حلموا، والهون بالفتح في اللغة: الرفق و اللين، و الهون بالضم: الهوان، فالمفتوح منه صفة أهل الإيمان و المضموم صفة أهل الكفران، وجزاؤهم من الله النيران".
و قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} "المائدة".
قال ابن القيم في المصدر نفسه:" وهذا الذل منهم ذل رحمة وعطف و شفقة و إخبات و لذلك عداه بأداة "على" تضمينا لمعاني هذه الأفعال، فإنه لم يرد به ذل الهوان الذي صاحبه ذليل، و إنما هو ذل اللين و الانقياد الذي صاحبه ذلول، فالمؤمن كما في الحديث:" المؤمن كالجمل الذلول، والمنافق و الفاسق ذليل". [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
ـ وروى الطبري من طريقه عن عكرمة في قول الله: {فقل لهم قولا ميسورا} قال: الرفق".
و قال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}، فمن كان طبعه الغلظة ولا يعفو عن الناس، فإنه سرعان ما ينفض عنه الناس و أصحابه ولا يبقى معه إلا من يشبهه في خلقه، وهذا إن كان رجلا عاديا فالأمر هين، و لكن عندما يكون داعية يكون فاشلا في مهمته، و الإنسان لا يمنعه اللين و الرفق من قول الحق ونصيحة المخطيء،ولكن كذلك لا يدعوه النصح و الرد و بيان الخطأ إلى ترك اللين و الرفق، و الموفق من جمع بينهما.
وروى عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال لعائشة:" لا تكوني فحاشة فإن الفحش لو كان رجلا لكان رجل سوء" [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3).
قال في "فيض القدير" {519/ 5}:" من ابتلى بمخالطة الناس معاملة و معاشرة فألان جانبه و تلطف و لم ينفرهم كتب له صدقة، قال ابن حبان: المداراة التي تكون صدقة للمداري تخلقه بأخلاقه المستحسنة مع نحو عشيرته مالم يشنها بمعصية، و المداراة محثوث عليها مأمور بها ومن ثم قيل: اتسعت دار من يداري، وفي شرح البخاري: قالوا: المداراة الرفق بالجاهل في التعليم و بالفاسق بالنهي عن فعله وترك الإغلاظ عليه" [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
وقال {2.7/ 6}:" كان صلى الله عليه و سلم في غاية اللين فكان إذا ذكر أصحابه الدنيا ذكرها معهم، و إذا ذكروا الآخرة ذكرها معهم، و إذا ذكروا الطعام ذكره معهم".
و قد جاء الأمر بالرفق في عدة أحاديث صحيحة تبلغ العشرات، وقد صح عن نبينا الأمر بالرفق بالنساء، و الرفق بالأطفال، والرفق بالبهائم، والرفق بالجاهل، و الرفق بالميت وغير ذلك، و اجمع ما صح في الرفق قوله صلى الله عليه و سلم:
ـ "إن الله رفيق يحب الرفق و يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف". [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)
ومعلوم أن الرفق و اللين من أسباب المحبة بين الناس، فإن الناس يحبون من يرفق بهم و يقودهم بلطف إلى الخير، ومتى شعروا منك بالرفق و اللين أحبوك، و إذا أحبوك قبلوا منك النصح و العتاب، ألم تر كيف يقبل المحب العتاب من حبيبه، وربما يجده حلوا.
فهذا أثر الرفق في توليد المحبة بين الناس لغرض خدمة الخير و المعروف، وكما قال الشاعر:
أحب أبا ثروان من أجل تمره***** و اعلم أن الرفق بالجار أرفق
والله لولا تمره ما حببته ***** ولا كان أدنى من عبيد ومشرق
ـ وقوله صلى الله عليه و سلم:"مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولانزع من شيء قط إلا شانه". [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)
ـ:" إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق و يعين عليه مالا يعين على العنف". [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)
ـ:" من يحرم الرفق يحرم الخير كله". [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)
ـ:" من يعط الرفق في الدنيا ينفعه في الآخرة". [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)
ـ:" يا عائشة أرفقي فأن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق". [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)
وفي "فتح الباري" {325/ 1}:" في قصة بول الأعرابي في المسجد:" فيه الرفق بالجاهل و تعليمه ما يلزمه دون تعنيف إذا لم يكن ذلك منه عنادا، وفيه رأفة النبي صلى الله عليه و سلم و حسن خلقه".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ و قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم:"أنا طبيب، قال له:" أنت رفيق و الله الطبيب".
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في قمة الرفق و اللين، فكان إذا أتاه طالب حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول،فلما تحاكم إليه علي وزيد و جعفر في ابنة حمزة، فلم يقض بها لواحد منهم،و لكن قضى بها لخالتها، ثم طيب قلب كل واحد منهم بكلمة حسنة فقال لعلي: "أنت مني و أنا منك"، وقال لجعفر:" أشبهت خلقي وخلقي"، و قال لزيد:" أنت أخونا ومولانا".
وجاء في " الزهد"لابن مبارك {47./1}:" عن حبيب بن حجر القيسي أنه قال:" كان يقال: ما أحسن الإيمان يزينه العلم، و ما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرفق، و ما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم".
ـ وكان عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ يقول:" و الله لأريدن أن أخرج لهم المرة من الحق فأخاف أن ينفروا عنها فأصبر حتى تجيء الحلوة من الدنيا فأخرجها معها فإذا نفروا لهذه سكنوا لهذه". {السياسة الشرعية} {114}.
وروى الخطيب في" تاريخ بغداد" {287/ 13}:" عن نصر بن علي انه قال:" دخلت على المتوكل فإذا هو يمدح الرفق فأكثر، فقلت: يا أمير المؤمنين أنشدني الأصمعي:
ولم أر مثل الرفق في لينه**** أخرج العذراء من خدرها
من يستعين بالرفق في أمره**** يستخرج الحية من جحرها
فقال: يا غلام الدواة و القرطاس فكتبهما".
وقد جمع ابن القيم مقالا فريدا في صفة المؤمن الداعية إلى الله، وكيف يكون المؤمن الحقيقي متصفا بالصفات التي يحبها الله، وهو قمة التعامل بين المسلمين فتأمله، قال ـ رحمه الله ـ في " الوابل الصيب" {54}:" وهو سبحانه و تعالى رحيم يحب الرحماء، و إنما يرحم من عباده الرحماء، وهو ستير يحب من يستر على عباده، وعفو يحب من يعفوا عنهم من عباده، وغفور يحب من يغفر لهم من عباده، ولطيف يحب اللطيف من عباده و يبغض الفظ الغليظ القاسي الجعظري الجواظ، ورفيق يحب الرفق، وحليم يحب الحلم، وبر يحب البر و أهله، وعدل يحب العدل، وقابل للمعاذير يحب من يقبل معاذير عباده، ويجازي عبده بحسب هذه الصفات فيه وجودا وعدما، فمن عفا عفا عنه، ومن غفر غفر له، ومن سامح سامحه، ومن حاقق حاققه، ومن رفق بعباده رفق به، ومن رحم خلقه رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن صفح عنهم صفح عنه، ومن تتبع عورتهم تتبع عورته، ومن هتكهم هتكه وفضحه، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن شاق شاق الله تعالى به، ومن مكر مكر به، ومن خادع خدعه، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا و الآخرة.
فالله تعالى لعبده على حسب ما يكون العبد لخلقه، ولهذا جاء في الحديث:" من ستر مسلما ستره الله تعالى في الدنيا و الآخرة، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله تعالى عنه كربة من كرب يوم القيامة [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، و"من يسر على معسر يسر الله تعالى حسابه [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)، و"من أقال نادما أقال الله تعالى عثرته" [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)، و "من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله تعالى في ظل عرشه" [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، لأنه لما جعله في ظل الأنظار و الصبر و نجاه من حر المطالبة و حرارة تكلف الأداء مع عسرته و عجزه نجاه الله تعالى من حر الشمس يوم القيامة إلى ظل العرش.
وكذلك الحديث الذي في الترمذي و غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في خطبته يوما:" يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوارتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته" [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15) كما تدين تدان، وكن كيف شئت فإن الله تعالى لك كما تكون أنت لعباده."
المنهج الجامع في الدعوة إلى الله:
تختلط على الناس الأقوال بين متشدد و متساهل فلا يدرون إلى أي منهج يتجهون، فبعضهم يجعل الغلظة و الشدة سيمته، و الآخر يجعل السهولة و اللين وربما التميع سمته، وخير الأمور أوسطها وكما جاء في الحكمة: "لا تكن حلوا فتبلع ولا مرا فتلفظ."
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيم في"الوابل الصيب" في صفة قلب المؤمن:"هي الصفاء و الرقة، فيرى الحق و الهدى بصفائه و تحصل منه الرأفة و الرحمة و الشفقة برقته، ويجاهد أعداء الله تعالى و يغلظ عليهم و يشتد في الحق و يصلب فيه بصلابته ولا تبطل صفة منه صفة أخرى، ولا تعارضها بل تساعدها و تعاضدها {أشداء على الكفار رحماء بينهم} ".
فقد بان موضع الشدة و موضع الرحمة.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" أكره أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه"، وقال:" فيما عامل به ابن أبي من الكرامة:" رجوت أن يؤمن بذلك ألف من قومه فحقق الله رجاءه""الصارم المسلول" {ص:828}.
فعلينا اعتبار هذه الحكمة، و الإحسان إلى الرؤوس في الخطاب و تليينه معهم رجاء نفع أتباعهم و إبلاغهم الهدى و الحق.
مع العلم أن القتل جنس يقع تحته أنواع من القتل، فالواحد منا إذا صار يذم أصحابه أمام الناس، و يشهر بهم بأسمائهم، و يعيب عليهم أخلاقهم، أو أقوالهم، و لا يترك لهم مكانة عند الناس، بل يسلط عليهم الجهال،فإن ذلك ولابد أن يعود عليه بالأثر السيء، فيصير الناس يخشون من مقاربته و مخاطبته و مجالسته وغير ذلك.
و إذا حصل مثل هذا لأحدنا بالحق، لأنه تكلم بحق في مقال ضال، فهذا مثله مثل عمر ـ رضي الله عنه ـ لم يترك له الحق أصحابا، وهذا فضل و جهاد وقوة لا تجدها إلا عند الصديقين، ولكن يفرق بين الكلام عن المقال و بين الكلام في صاحب المقال الذي له أخطاء، له عليها حجج و أدلة أو شبهات علمية أو أقوال مرجوحة، و لكن يصعب علينا إقامة الحجة عليه بشكل قاطع،و نعرف منه حب السنة و الذود عنها،و القول بالحق،فمثل هذا الإبقاء عليهم، و حسن مخاطبته، و اللين معه هو الأفضل وهو المشروع و الله اعلم.
إلا أن ما سأعرضه عليك الآن يشكل المنهج الجامع في الدعوة إلى الله، الجامع لأصل الدعوة الشرعية و أخلاقها و آدابها عند علماء و أئمة السلف الصالح، فمن خلاله تعرف أن اللين و الرفق و المدارة في الدعوة إلى الله هي الأصل و الشدة استثناء له موضعه وشروطه وليس العكس.
كذلك مما يوضحه هذا النقل الجامع الغرض من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و انه ليس صدقة نتصدق بها على المسلمين فحسب، أو خيرا نتفضل به عليهم فنعاملهم من فوق، بل مبدأ:"كذلك كنتم" هو المقرر لتوجيهنا في القيام بهذا الأمر الذي هو واجب علينا وجوبا شرعيا، فحق المسلمين أن نأمرهم و ننهاهم، فإليك المقال فتأمل فيه جيدا تعرف حقيقة مذهب أهل السنة و الجماعة، و ما أوتوه من العلم بالحق و الرحمة بالخلق.
قال ابن رجب الحنبلي في" جامع العلوم والحكم" {325/ 1}:" واعلم أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يحمل على رجاء ثوابه، وتارة خوف العقاب في تركه، وتارة الغضب لله على انتهاك محارمه، وتارة النصيحة للمؤمنين و الرحمة لهم، ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا أنفسهم فيه من التعرض لعقوبة الله و غضبه في الدنيا و الآخرة، وتارة يحمل عليه إجلال الله و إعظامه و محبته، و انه أهل أن يطاع و يذكر فلا ينسى و يشكر فلا يكفر، و انه يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس و الأموال، كما قال بعض السلف:" وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله و أن لحمي قرض بالمقاريض" [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)، وكان عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز يقول لأبيه:"وددت أني غلت بي و بك القدور في الله تعالى".
ومن لحظ هذا المقام و الذي قبله هان عليه كل ما يلقى من الأذى في الله تعالى، وربما دعا لمن آذاه كما قال ذلك صلى الله عليه و سلم لما ضربه قومه فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول:" رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17).
و بكل حال فتبين الرفق في الإنكار، قال سفيان الثوري:" لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر عدل بما ينهى، عالم بما يأمر عالم بما ينهى". [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)
و قال أحمد:" الناس محتا جون إلى مداراة ورفق الأمر بالمعروف بلا غلظة إلا رجل معلن بالفسق فلا حرمة له".
قال وكان أصحاب ابن مسعود إذا مروا منهم ما يكرهون [أي مروا بأصحاب المنكر] يقولون:"مهلا رحمكم الله، مهلا رحمكم الله".
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال أحمد:" يأمر بالرفق و الخضوع فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب، فيكون يريد أن ينتصر لنفسه".
حل شبهة في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:
ينتقد بعض الناس من أهل العلم أو غيرهم بعض الدعاة و الوعاظ على أشياء يرون أنها لا تليق بالداعية، ككونه يلبس بذلة أو بنطلون أو انه يخالف ما يقول وغير ذلك من أخطاء يتصيدونها أو يستنبطونها باستخراج لوازم اللوازم، أو قد تكون فعلا في هؤلاء الدعاة، أو قد تكون من المسائل المختلف فيها، فيرى المنتقد أن المنتقد عليه لا يصلح للدعوة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لأجلها، وهذه شبهة كثيرا ما تقال.
و لكن عندما نعود إلى أهل العلم العارفين بأمر الله و نهيه، العارفين بحقيقة النفس البشرية بمداخلها و مخارجها، بتقلباتها و ضعفها و قوتها، لا تجد مثل هذه الشبهة عندهم، وقد ذكر إبطال هذا الشرط عدة من العلماء الأجلاء منهم النووي في"شرح صحيح مسلم"، والحافظ ابن حجر العسقلاني في"فتح الباري" و غيرهم، إلا أن أجمع ما قرأته كلمة لشيخ الإسلام في كتابه "الاستقامة" {23./2} قال:" وليعلم أن اشتراط هذه الخصال في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر [العلم و الحلم و الصبر] مما يوجب صعوبته على كثير من النفوس فيظن أنه بذلك يسقط عنه فيدعه، وذلك يضره أكثر مما يضره الأمر بدون هذه الخصال أو قل فإن ترك الأمر الواجب معصية وفعل ما نهى عنه في الأمر معصية، فالمتنقل من معصية إلى معصية أكبر منها كالمستجير من الرمضاء بالنار، والمنتقل من معصية إلى معصية كالمنتقل من دين باطل إلى دين باطل قد يكون الثاني شرا من الأول، وقد يكون دونه، وقد يكونان سواء، فهكذا تجد المقصر في الأمر و النهي و المعتدي فيه قد يكون ذنب هذا أعظم و قد يكون ذنب ذاك أعظم و قد يكونان سواء".
والمسلم يحرص على فعل الخير و الدعوة إلى الله بقدر المستطاع، و لكنه لا يترك ذلك بأي حال، و الإنسان العاقل إذا جاء إلى شجرة تفاح فإنه يأكل ثمرها، ولا يأكل أغصانها و أوراقها و جذورها و جذعها إلا إذا فقد عقله، فهكذا بالنسبة للمستمع و المتعلم يأخذ من الداعي و الواعظ العلم النافع و لا شأن له به هو.
الرفق من المتشددين:
كنت قد ذكرت في مقال سابق ـ"كيف نعامل المخالف لنا " ـ أن أهل العلم منهم من كان يجالس بعض المبتدعة ولا يجالس آخرين، و أن سبب مجالسة المبتدعة تتعدد بحسب الظروف و الأحوال، و أن الرجل قد يكون سنيا محبا للسنة و أهلها عنده شبهات يتمسك بها، يصعب محاورته فيها أو إقناعه في تركها، ومن هؤلاء الحافظ ابن بطة العكبري الذي عرف بشدة تمسكه بالسنة و نضاله عنها، كان كغيره من السلف الذين كانوا يجالسون من لا يخاصم و يصحبهم بالجميل، كان في أصحابه أبو القاسم عبد الواحد بن علي العكبري المعروف بابن برهان، قال في"سير أعلام النبلاء" {123/ 18}:" سمع الكثير من أبي عبد الله بن بطة و لم يرو عنه.
قال ابن ماكولا:" هو من أصحاب ابن بطة ... وكان حنفيا تفقه و أخذ الكلام عن أبي الحسين البصري و تقدم فيه.
قال الذهبي: وكان يميل إلى مذهب مرجئة المعتزلة، و يعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار."
لقد لا يعجب بعض الناس هذا المثال لحساسية عنده ولكن لنا على هذا الأمر عشرات الأمثلة و القواعد العلمية أتركها لمقال آخر.
فلا يلزم أن نجعل من هذا المثال قاعدة مطردة، ولا أن نجعل من مثال آخر قاعدة مطردة هي الأخرى، بل علينا أن ننزل كل مثال في موضعه، و نميز بين الأصل العام الذي هو الحوار و اللين و الرفق و المناظرة و الدعوة و الجدال بالتي هي أحسن، و بين الشدة و الهجر وترك المكالمة الذي هو عقوبة شرعت لحكمة و فائدة مرجوة.
فإن المسلم يسأل لمادا نقطع السارق، و نجلد المخمر، و نرجم الزاني المحصن؟
فيجد الجواب أننا نفعل ذلك في شريعتنا لحفظ الأموال و الأنساب و الأخلاق، و لحفظ الفاعلين حتى لا يقعوا في هذه الجرائم فيقعوا تحت غضب الله، فهو من باب العقوبة لهم لتطهيرهم وردع غيرهم.
ثم يسأل لماذا لا يقام حد السرقة عام المجاعة و أثناء الحروب؟
فيجد أن في المجاعة تشتد حاجة الناس إلى الطعام، فيضطر بعضهم للسرقة، و نحن لا نقطع و نعاقب من يريد أن يطعم عياله و نفسه، و لكن نعاقب من يعتدي على المسلمين، وفي الحرب نخاف إن أقمنا الحدود فر من عليه الحد إلى العدو، وهذا شر له من الحد نفسه
(يُتْبَعُ)
(/)
فكذلك على المسلم أن يسأل نفسه لماذا نهجر المبتدع، و نترك تشييخه، وعدم مجالسته ومتى لا نفعل ذلك؟
فيجد إننا إنما نفعل ذلك رحمة له ليعود إلى الحق، وحفاظا للمسلمين و لدينهم من بدعته، إذا كنا قادرين عليه، فمتى لم نكن قادرين عليه، أو لا رجاء في عودته و توبته، أو أن بدعته هي المشهورة المنتشرة، فأي شيء نحفظ بمثل هذه العقوبات؟ إن لم تكن البدعة بانعزالنا عنه، و عدم مناظرته و مجادلته و كشفه للأمة
إن على المسلم أن ينظر في كلام السلف بعقله، فيجمع بين المتماثلات و يفرق بين المختلفات، ولا يعزل السنة عن علتها و حكمتها، و الأفعال عن مآلاتها و مقاصدها فيصير يضع الأشياء في غير موضعها، فيكون كمن يضع الدواء على غير دائه.
شبهات في أسلوب الدعوة:
لقد نفع الحوار الهاديء كثيرا من الناس عبر التاريخ الإسلامي، فانتفعت به طائفة عظيمة من الخوارج ناظرها ابن عباس فعادت إلى الجادة، وكذلك عمر بن عبد العزيز، وهذه قصة إمام من أئمة الحديث كان على رأي يعده بدعة، نفعه الحوار العلمي الهاديء فها هو يتكلم عن قصته فلتكن لنا عبرة و مثالا في الدعوة إلى الله:
جاء في " تاريخ بغداد" {68/ 6}:" وذكر جماعة من العراقيين:" ما تركنا بدعتنا حتى رأينا الشافعي"، قال أبو عثمان: و حدثنا أبو عبد الله النسوي عن أبي ثور قال: لما ورد الشافعي العراق جاءني حسين الكرابيسي و كان يختلف معي إلى أصحاب الرأي، فقال: قد ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه فقم بنا نسخر به، فقمت وذهبنا حتى دخلنا عليه فسأله الحسين عن مسألة، فلم يزل الشافعي يقول: قال الله و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اظلم علينا البيت فتركنا بدعتنا و اتبعناه".
قلت: هذا هو منهج أهل السنة قد يخالفه بعضهم لأسباب لا يعلمها إلا الله، و لكن الحجة في النقل عنهم و إسناد الأقوال، و بعد هذا لا يهمك من خالف، و قد يطعن عليك، فاعمل بنصيحة الشافعي ـ رحمه الله ـ:"قال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي: ليس إلى السلامة من الناس سبيل فانظر الذي فيه صلاحك فألزمه".
و أعود فأذكر نفسي و إخواني الشباب أن الجرح و التعديل ليس من أركان الإسلام الخمسة، و لا من أركان الإيمان الستة، و إنما هو علم خص به الله أهل السنة و الجماعة ميزهم به عن غيرهم، فهو علم تاه فيه علماء كبار، فتكلم فيه بعضهم بالتعصب، و آخرون بالتمذهب، و آخرون بالتقليد، و أنصف فيه آخرون و تكلموا بعلم وعدل وحكمة، وهم معروفون للجميع، ولذلك قال ابن تيمية في " المسودة": الناس فيه بمنزلة القضاة و الشهود، وقال في" الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر": هو فرض كفاية "، و معلوم أنه فرض كفاية على أهل العلم.
وعليه، فإنه ليس فينا نحن معشر الشباب من يحق له شرعا الخوض فيه بله الاجتهاد للجرح، فهذا حفرة من حفر النار وقف على شفيرها المحدثون و الحكام، ومن منا يعد نفسه محدثا، فإذا كان ولابد منه فقولوا: قال فلان، ولا تجزموا بشيء لا تعرفوا مخرجه و محمله وحكم الأئمة في مثله، فإن العالم المستقل بمعرفة هذا العلم قد يخطيء فيه، و خطأه يغفر له، لأنه مجتهد قد حصل أسباب و أدوات الاجتهاد، أما نحن فما حجتنا عند الله إلا أننا قلدنا فلان أو فلان، فيقال لنا: من يحكم بين اثنين يسمع من اثنين، وقد سمع الكثير منا ما قاله المتنازعون، و قل من وفقه الله و يستطيع الحكم بينهم، فالزموا التقوى يرحمكم الله و يعلمكم و يهديكم سبيل الرشاد، ولا حول ولا قوة إلا بالله
و اعلموا أن سبيل المؤمنين من أهل العلم: لا يقبلون فتوى بدون أساسها الشرعي، فكل من قال أو حكم و لم يذكر أساسه الشرعي فقوله مردود عليه، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
و لا خير في الوقيعة في الناس إن لم يكن نصيحة لدين الله بالعدل و الإنصاف وعدم تجاوز الحد، فالأصل في المسلم أن يعمل صالحا، و يقول طيبا، فإن هو تكلم في الناس لغرض النصح و التحذير فليتحر الدقة و الصواب و عدم تجاوز الحد، ولا يجعل همه و نهمته في الكلام في الناس فيأتي يوم القيامة و ليس في صحيفته إلا الكلام في الناس، فإن هو أصاب فقد نجا، و إن لم يصب ولو كان مجتهدا مغفورا خطاه يجد صحيفته خلوا من العمل الصالح، قال الشافعي:" بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد".
(يُتْبَعُ)
(/)
و إن رجلا تعلمه سنة و تهديه إلى خير أو تنزع عنه شركا و بدعة بكلمة طيبة و صحبة صادقة تعينك على ذلك، لهو خير لك من حمر النعم و من الدنيا و متاعها.
و الله اعلم.
والحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
أرزيو، الجزائر في 2 .. 3 - .2 - 26
مختار الأخضر طيباوي
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) ـ روى البيهقي في" شعب الإيمان" {272/ 6 رقم:8125} أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:" على من حرمت النار؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:" على الهين اللين السهل القريب".
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) ــ لم أجده بهذا اللفظ، و حفظ ابن القيم خير من بحوثنا ومع ذلك فقد صح معناه من طريق عديدة عن العرباض بن سارية بلفظ:" المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد".
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) ــ القرطبي في"التفسير" {16/ 2} ولم يذكر سنده.
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) ــ يجب التفريق بين المداراة و المداهنة التي هي معاشرة الفاسق و إظهار الرضى بما هو فيه
قال ابن القيم في كتاب"الروح" {231}:" المداراة صفة مدح و المداهنة صفة ذم، والفرق بينهما أن المداري يتلطف بصاحبه حتى يستخرج منه الحق أو يرده عن الباطل، و المداهن يتلطف به ليقره على باطله ويتركه على هواه.
فالمداراة لأهل الإيمان و المداهنة لأهل النفاق، وقد ضرب لذلك مثل مطابق وهو حال رجل به قرحة قد آلمته فجاءه الطبيب المداري الرفيق فتعرف حالها ثم أخذ في تليينها حتى إذا نضجت أخذ في بطها برفق و سهولة حتى أخرج ما فيها ثم وضع على مكانها من الدواء و المرهم ما يمنع فساده و يقطع مادته ثم تابع عليها بالمراهم التي تنبت اللحم ثم يذر عليها بعد نبات اللحم ما ينشف رطوبتها ثم يشد عليها الرباط، ولم يزل يتابع ذلك حتى صلحت، و المداهن قال لصاحبها: لابأس عليك منها وهذه لا شيء فاسترها عن العيون بخرقة ثم اله عنها فلا تزال مادتها تقوى و تستحكم حتى عظم فسادها.
فإذا كانت هذه حال قرحة بقدر الحمصة فكيف بسقم هاج من نفس أمارة بالسوء هي معدن الشهوات و مأوى كل فسق و قد قارنها شيطان في غاية المكر و الخداع؟ ".
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) ــ رواه الإمام مسلم في"الصحيح" {2 .. 3/ 4 رقم:2593} عن عائشة، ورواه غيره
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) ــ البخاري في" الصحيح" {2242/ 5 رقم5678} و في مواضع أخرى منه.
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) ــ المقدسي في"الأحاديث المختارة" {124/ 6 رقم:2118} عن انس و قال:" رواه أبو داود عن عمرو بن علي ثم إسناده حسن".
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) ــ مسلم في" الصحيح" {2 .. 3/ 4 رقم:2592 عن جرير باب فضل الرفق.
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) ــ "مسند بن أبي أوفى" {1.4/ 1 رقم:9} موقوف على قيس بن أبي حازم، وفي"الآحاد و المثاني" {349/ 5 رقم:2926} مرفوع من مرسل قيس بن أبي حازم، وفي" مصنف بن أبي شيبة" {2.9/ 5 رقم:253.9} عن قيس بن أبي حازم بلفظ:" كان يقال ... الحديث".
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) ــ الإمام احمد في "المسند" {1.4/ 6 رقم:24778} عن عائشة بسند صحيح.
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) ـ أحمد في " المسند" {1.4/ 4}، و ابن ماجة في"السنن" {85./2 رقم:2.44}، و البخاري في"الأدب المفرد".
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) ــ "مجمع الزوائد" {133/ 4} و قال:" رواه احمد و أبو يعلى إلا انه قال:
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) ــ ابن حبان في" صحيحه" {4.2/ 11 رقم:5.29}، و البيهقي في" السنن الكبرى" {27/ 6رقم:1.911}.
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) ــ عبد الله بن احمد في" المسند" وفيه عباس بن الفضل الأنصاري و نسب إلى الكذب، ورواه احمد وفيه عبد الله بن جعوبة السلمي قال الهيثمي: ولم أجد من ترجمه و بقية رجاله رجال الصحيح، ثم ذكر أسانيد أخرى في الطبراني كلها و في احدها قال: بإسناد حسن".
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) ــ "مسند الروياني" {336/ 2 رقم:1312} بلفظ:" لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم"، وفي"الفردوس بمأثور الخطاب" {29./5 رقم:8215} عن البراء بن عازب.
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) ـ "صفة الصفوة" {9/ 4}، وفي" تهذيب التهذيب" {3.4/ 3}:"قال سلمة بن شبيب عن سهل بن عاصم سمعت زهيرا [يعني ابن نعيم البابي] وذكره".
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) ــ البخاري في "الصحيح" {2539/ 6 رقم:6528}، ومسلم في" الصحيح" {2539/ 6رقم:1791} عن أنس.
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) ــ "الورع لابن حنبل" {155/ 1}، ومعلوم أن الداعي ولا بد أن يتعرض للأذى من شتم ووقيعة و سب وتهديد و غير ذلك، فإنه يدعو الناس إلى مفارقات عاداتهم الباطلة و أعرافهم الجاهلية و شهواتهم، فلابد أن يأذوه، و لكن عليه الصبر، "لأن درجة الحلم و الصبر على الأذى و العفو عن الظلم أفضل أخلاق أهل الدنيا و الآخرة، يبلغ الرجل بها مالا يبلغه بالصيام و القيام، قال تعالى: {و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين} "الصارم المسلول" {435}.(/)
لا تدعي الرجل يفكر بدلا عنكي!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 03:57]ـ
محمد الصوياني ( http://www.alarabiya.net/writers/writer.php?*******_id=68817)
كتاب معادون للاسلام يساهمون مع الإعلام الغربي المسيس في تقديم الإسلام للمرأة على شكل مجموعة من الأقفال: حجاب، تعدد زوجات، ولي، محرم .. هذا هو الإسلام يا امرأة فاهربي، فما نتيجة هذا الشحن الغبي على مدى أكثر من قرن؟
الأرقام تقول ان أوروبا ستغدو ذات أغلبية مسلمة بعد نصف قرن، لدرجة أطلق معها سكرتير البابا صرخته الشهيرة: أوقفوا أسلمة اوروبا، أما المفارقة العجيبة، فهي أن النساء الغربيات أكثر اقبالاً من الرجال على الإسلام! وأين؟ في بلاد الصناعة والتكنولوجيا والانفتاح والليبرالية والحرية والمراقص والشواطئ العارية.
هاهي ذي إحدى الأوروبيات المثقفات، صحفية بريطانية تدعى (ايفون ريدلي) تؤسر في بلاد الارهاب والتطرف في نظر الغرب (أفغانستان) فتسجن بتهمة التجسس، ثم يطلق سراحها بعد ان ثبتت براءتها، فتعود إلى بريطانيا، وبدلا من أن تنتقم وتشفي غليلها بتلفيق التهم وإلصاقها بدين الإسلام، وبدلا من أن تؤلف كتابا عن معاناة المرأة من الإسلام والحجاب .. و .. و .. وهي التي تذرع الأرض دفاعا عن المرأة، بدلا من ذلك كله تكتفي (ايفون ريدلي) باعلان إسلامها، لتصبح أكثر نشاطا وشهرة.
ما الذي يفعله الإسلام في المرأة وما الذي تنجزه المرأة بالإسلام؟ أشياء عظيمة متى مارست منافسة الرجل في التعرف إلى هذا الدين، وتخلت عن أن تكون عالة على الرجال في ذلك، لأنها ستشربه كما شربته خديجة وعائشة .. من النبع مباشرة: ستبحر بنفسها .. بعقلها، بروحها، وستراه بعينيها لا بعيني الرجل وعقله وإملاءاته ..
إبحارها في روائع الإسلام يريها ان ما يمنحها الاسلام اضعاف اضعاف ما يطالبها به ربها، ولابد للرب أن يطاع حسب المستطاع، وإلا ما معنى أن يكون إلهاً، أما إن كانت ترى أن حياتها مجرد أزياء وجنس وصخب، فالحياة أكثر من ذلك بكثير، وحتى لو اختارت هذا الطريق، فالإسلام يتسع لها، لا ينفيها، يبقيها في رحاب أحن عليها من قلب أمها، علها تكتشفه يوما، لكنها لن تكتشفه الا إذا تحررت من عقلية الرجل الذي يريد تسليعها وتحويلها الى شيء يكتب بيديه تاريخ صلاحيته، جميل أن تتلمذ على الرجل، لكن العيب ان تترك الرجل ان يفكر عنها ويكتب عنها ويتحدث عنها ويفهم عنها ويستغلها وقد يحولها إلى دمية، وهي التي خلقها الله شريكة ومكملة له.
لم تتفوق المرأة في العلم الشرعي بعد عائشة إلا ما ندر؟ أوليست تتفوق على الرجال احيانا في الرياضيات والكيمياء والفيزياء؟ فلم تتسول الرجل فتوى أو حكما شرعيا في أخص خصوصياتها؟ لم تعجز المرأة عن منافسة الرجال في الفقه والتفسير والاستنباط، وهي التي ترى (أثناء دراستها) أن تلك المواد سهلة يسيرة ومن العيب الرسوب فيها؟ يقول أحدهم: في بيتي ومع زوجتي وبناتي أرفض كلمة (يقول الشيخ الفلاني: حرام) فلتقل دليلها ودليل شيخها والا فلا مكان لأقوال بلا دليل، فستموت الواحدة منهن لوحدها وستبعث وتحشر وتحاسب لوحدها، وستلقى مصيرها لوحدها، فلتتحمل مسؤوليتها منذ الآن، بعدها صرنا نتداول قال الله وقال رسوله، ويحتدم النقاش وتتداعى الآراء، ثم اكتشفنا أدلة أخرى وآراء أخرى نستمع لها ثم نناقشها، يقول: ما زلت غير مصدق ما يحدث في بيتي من سعة أفق أحيانا أصوب آرائى بآرائهن، صرت اشعر بالخجل والحرج عندما تحاجني ابنتي بقال الله وبقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنا أحاول فرض رأيي دون دليل! فأقول: اي باب فتحته على نفسي؟ لكن مع الأيام اكتشفت نعمة الاعتراف بالخطأ وعدم المكابرة، وأدركت أحد أسباب اعتناق أولئك الأوروبيات الإسلام، انهن لا يتنازلن للرجال عن مهمة التفكير والبحث عن الحق.(/)
القضية الفلسطينية قضية إسلامية أولا وآخرا ... (قاله ابن باز)
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 05:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شريط بعنوان (ثوابت شرعية في القضية الفلسطينية)
محاضرة الشيخ محمد يسري إبراهيم
يبين الشيخ فيه حقيقة القضية الفلسطينية التي يحتاج الكل من أهل الملة معرفتها ...
وقد قرأ فيه فتوى لفضيلة العلامة ابن باز بخصوص هذه القضية ..
وهنا أنقل ما قرأها من الفتوى:
سئل الشيخ ابن باز عن القضية الفلسطينبة
فقال رحمه الله تعالى:
بعد مقدمة ... قال: ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد أن القضية الفلسطينية قضية إسلامية أولا وأخيرا ولكن أعداء الإسلام بذلوا جهود جبارة لابعادها عن الخط الإسلامي وإفهام المسلمين من غرب العرب، أنها قضية عربية لا شأن لغير العرب بها، ويبدو أنهم نجحوا إلى حد ما في ذلك، ولذا فإنني أرى أنه لا يمكن الوصول إلى حل لتلك القضية إلا باعتبار القضية إسلامية وبالتكاتف بين المسلمين لانقاذها وجهاد اليهود جهادا إسلاميا حتى تعود الأرض إلى أهلها، وحتى يعود شذاذ اليهود إلى بلادهم التي جاءوا منها ويبقى اليهود الأصليون في بلادهم تحت حكم الإسلام، لاحكما شيوعيا ولا العلمانية وبذلك ينتصر الحق ويخذل الباطل ويعود أهل الأرض إلى أرضهم على حكم الإسلام لا على حكم غيره ... والله الموفق اهـ(/)
الأدلة العقلية للقراَن الكريم في إثبات الخلق والتوحيد والبعث
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 11:02]ـ
الأدلة العقلية للقراَن الكريم في إثبات الخلق والتوحيد والبعث
معجزة خلق الإنسان هي من أعظم المعجزات الدالة على وجود خالق عليم قادر على بعث الناس وخلقهم من جديد يوم القيامة
أ د/مصطفي عبد المنعم
الأستاذ بكلية الطب – جامعة طيبة المدينة المنورة
لا شك أنه قد بذلت جهود حثيثة على مدار التاريخ الإسلامي في الرد على أهل الكتاب وإثبات فساد عقيدتهم والتحريف الذي في كتبهم، كان منها جهود العلامة إبن حزم في كتابه الرائع (الفصل في الملل والنحل) وكتاب العلامة رحمة الله هندي (إظهار الحق) وكتاب العلامة الشيخ أبو زهرة (محاضرات في النصرانية) ثم الجهود المباركة التي أحياها الشيخ أحمد ديدات ومن بعده خليفته الرائع الدكتور ذاكر نايك والذي هو ظاهرة فذة قلما تتكرر في الزمان ومع ذلك فيكاد يكون غير معروف في العالم العربي المسلم.
هذا غيض من فيض من جهود المسلمين الحثيثة في مخاطبة وجدال أهل الكتابكما أمر الله تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت/46)
أدلة البعث في القراَن الكريم
لا شك أن التكذيب بالبعث كان من أكثر الشبهات لدى الكافرين ومن أشد العقبات التي واجهها الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة الإسلامية .. وكان للكفار مواقف متباينة من هذا الأمر العظيم حالت بينهم وبين الإسلام، ولهذا فقد أطال القراَن الكريم في الرد عليهم وإثبات حتمية القيامة .. وقد تنوعت أساليب القراَن الكريم لإقامة الحجة على المخالفين .. فإذا استحضرنا ما سبق ذكره من أن أكثر من نصف سكان الأرض الآن لا يؤمنون ببعث ولا حساب، علمنا مدى أهمية دراسة منهج القراَن الكريم في إثبات حتمية البعث ومحاولة تدبر هذه الآيات الكريمة لنقيم عليهم الحجة، ولعل الله تعالى أن يهدي بنا رجلاً واحداً فنفوز في الدنيا والآخرة. ولأن القراَن الكريم قد أطال في بيان هذه المسألة، فسنتناولها بشيء من التفصيل، وسنبدأ بإذن الله ببيان موقف الكفار من قضية البعث وأسبابه ثم نوضح الدلائل التي ساقها القراَن الكريم لحسم هذه القضية من الناحية العقلية.
أدلة القراَن الكريم على البعث:
1 - دليل عدم عبثية الخلق:
قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} (المؤمنون / 115).
هذا دليل عقلي .. إن هذا الخلق العظيم لا يمكن أن يكون عبث .. فكيف تكون نهايته إلى تراب .. فيتساوى الصالح والطالح .. القتيل والقاتل .. الظالم والمظلوم .. فيكون الأمر عبث .. بل ويكون مدعاة للفساد في الأرض .. إن عدم العبثية في الخلق تستوجب أن تكون هناك قيامة يحاسب فيها الناس على أعمالهم. أنظر إلى أي جهاز من أجهزة الجسم لتجده ليس بعبث، انظر إلى المخ البشري كيف خلق الله فيه مائة وعشرين مليار خلية عصبية ترتبط كل خلية في المتوسط بنحو عشرة آلاف خلية أخرى في ترابط معجز ليتم الشعور بالإبصار والسمع والشم واللمس وكذلك لتكون هناك قدرة على الكلام والحركة والتفكير والإدراك وتخزين ملايين الكلمات والصور والأسماء والأماكن والروائح والقدرة على تذكرها فور رؤيتها ولو بعد سنين، ومن الناس من يُسَخِرَ ذلك العطاء المبهر في الطاعة ومنهم من يسخره في المعاصي .. منهم الأنبياء والصديقين والشهداء وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي .. ومنهم هتلر وقارون وهامان .. ثم بعد ذلك يموت الإنسان، وينتهي الأمر، فيتساوي الأخيار والفجار!؟ أليس هذا عبث؟ لقد شنع الله تعالى على من هذا ظنه
قال تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (الجاثية آية 31)
وقال تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ) (غافر آية 58)
وقال تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (السجدة آية 18).
وقال تعالى: (أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) (القيامة / 36).
أي يترك هملاً وهو الذي خلقه الله تعالى بعنايته منذ كان نطفة فعلقة ثم سواه الله تعالى فجعل منه الذكر والأنثى، فإذا كان منذ بداية حياته في عناية الله ورعايته، فكيف يهمل في اَخرها؟
للمزيد من المعلومات نأمل مراجعة الرابط التالى
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1891&select_page=13(/)
عقيدة الكتاب المقدس في الأنبياء
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 11:06]ـ
عقيدة الكتاب المقدس في الأنبياء
بقلم الأخ / عماد المهدي
شماس سابق ـ وداعية إسلامي
هي مجرد محاولة تأمل في هذا الكتاب الذي يتعبد به اليهود والنصارى والذي أخذوا منه التشريعات والأخلاق وإستوقفني في هذه المحاولة إعتقادهم فى الأنبياء .. فهيا بنا أخي القارئ الكريم نستخرج الفقرات التي تتحدث عن الأنبياء
للمزيد من المعلومات نأمل مراجعة الرابط التالى
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1896&select_page=23
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 03:12]ـ
عقيدة النصارى في الانبياء سهلة: هي عصمة البابا و الطعن في الانبياء
انظر سفر التكوين، اصحاح 19، 30 في قصة سيدنا لوط عليه السلام مع ابنتيه تجد ما يندى له الجبين و الله المستعان
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 08:41]ـ
عقيدتهم في الانبياء او موقف كتابهم منهم هو انهم -اي الانبياء-مصابون بالنجاسة الموروثة-المزعومة! - اي نجاسة الخطية الموروثة-خطية ادم-المزعومة ايضا!
وواقعون في اللعنة الموهومة!
هذا في التصور المسيحي العام لكل الفرق المسيحية!
اي نجاسة الانبياء ولعنهم كما البشر تماما!
الي ان يتم رفع اللعنة!
واصله وفصله في الكتاب المقدس
ووصله ونصله في عقيدة قتل الرب-المزعوم ايضا اي الرب المصلوب! والذي بقتله علي ايدي البشر وتهليل المؤمنين (---) لذلك ورضاهم به ترفع اللعنة المزعومة!!! ولاحول ولاقوة الا بالله
فلسبب الخطية ولعنتها ونجاستها لابد من دم لفداء البشرية المنجسة الملعونة-بزعمهم طبعا! -وكلها مزاعم سبحان الله
فالانسان منجس ومنه الانبياء-تعالي الله عمايقولون ويصفون علو كبيرا
والرب -ربهم الذي نادي علي الصليب يعلن انه لايعرف شيء عن اي شيء مما يقولون عن سبب نزوله المزعوم!!! -ربهم هو مقتول للفداء وللخلاص من اللعنة والنجاسة وبايديهم!! وقتله هو بأمر منه!!!
وذلك لايكون الا بقتله هو نفسه وفي مكان المحاكمات وعلي يد الكهنة وايديهم!!!! وهو الاله الاسطوري المتصور في الاذهان عندهم وفي الحقيقة ليس هو الله تعالي وهذه العقيدة جعلت اهلها يتركونها للالحاد -والعلمانية والديمقراطية والدهرية!! - ورمي الدين والغيب والوحي بالاسطورة!!! (وعنهم اخذ العلمانيين العرب النتيجة المتطرفة الاشد اسطورية من الاولي!!) وهم اي النصاري وان كانوا يتعبدون لله او يؤمنون به الا ان ذلك لايكون عندهم الا بخلط هذه التصورات وغيرها مما يخلطون بحقائق الربوبية والعبودية والالهية
اما التفصيل اي عن موقفهم من الانبياء فحدث ولاحرج
فقد امتلئت كتب المسلمين بعرضها وكشفها وفضحها وبيان خزيها وضلالها ونقصها
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 11:41]ـ
جزاكم الله خيرا على مشاركتكم معنا .. ومروركم الكريم
.. وشكرا لكم ..(/)
تأملات على الخطاب الإسلامي المعاصر
ـ[ابوعبد]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 11:39]ـ
يقول أحد الكتاب المعاصرين: (هناك مايشبه أن يكون قانونا عاما يحكم العمل الدعوي دينيا كان أواجتماعيا أوسياسيا يمكن التعبيرعنه كمايلي (إن التعبئة،تعبئةالجماهيرتنقلب إلى احترق ذاتي إذا لم يتبعها تفريغ ملائم وسريع في المكان الملائم)
فمن يسبر خط التيارالإسلاميا المعاصرصعودا وانخفاظا يجد أنه قد استطاع بناء الفرد المسلم من الجوانب الإيمانة في مراحل تاريخية متفرقة، وأجاد غرس البذرة على ضوء المبادئ التي كان ينادي بها في صفوف الأتباع،
ولكنه على الرغم من هذه الجهودالجبارة في بناءالفرد المسلم إيمانيا إلا أنه يصاب بالتراجع والتقهقر إذا أينع قطاف الثمر، فإذا أراد أن ينقل المجتمع من مرحلة الفردية والتمحور حول الذات إلى مرحلة الشمولية وسعة الأفق والبناء الأممي بدأ التفلت من هذا التيار سمة بارزة له في هذه المرحلة، حتى يكون الصوت المرتفع من الوسط هو الحفاظ على المكتسبات فقط دون العمل للنهوض بالأعمال المرحلية، وتظهر موضات المراجعات لا للتقويم الأعمال ولكن للإنقاض على المبادئ التي كان يناضل من أجلها، ويدعوا الناس للتمسك بها.
وإن دلت هذه الظاهرة على شيء فإنما تدل على أن هناك خلل في منهجية التربيةالفردية في مرحلة التكوين الفردي يكون من مخرجاتها أفراد لايستوعبون الانتقالات المرحلية وماتتطلبه المراحل من مد وجز وسعة أفق ووضوح في المبادئ والرؤى التي ينادىب ها في أدبيات هذا التيار،
فعلى المنظرين لهذا التيار أن يعيدوا حساباتهم ومناهجهم في بناء الفرد المسلم ليستوعب كل مايطرأعلى التاريخ من تغيرات مرحلية وأن يكون هناك شمولية في بناء الفرد المسلم من جميع جوانبالحياة المعاصرة مع الثبات على ثوابت الخط الإسلامي، وكذلك التغيير في لغة الخطاب وأسلوب الخطاب والإرتقاء بالتفكير لمن يستمع لهذا الخطاب والانتقال إلى مرحلةأكثرجدية وأعمق في الطرح من أجل ألا تصاب الجماهير بلوثة الإحتراق الذاتي.(/)
شمس هذه الأمة العظيمة ,,, كان فيها المسلمين امة واحدة
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 03:50]ـ
قرن بأكمله غيبت فيه شمس هذه الأمة العظيمة عن سماء الحضارة والقيادة والمجد , بعد أن أضاءت تلك الشمس سماء الدنيا لعقود طويلة , كان فيها المسلمين امة واحدة , ودولة واحدة , ومنهج رباني واحد, فأنقذوا البشرية من طغيان الجاهلية وعبوديتها ومفاسدها , فكفل لهم ذلك أحقية قيادة أمم الأرض جميعها , ولكن - وللأسف - , هاهي تلك الأمة الواحدة اليوم قد تفرقت الى طوائف وطرائق وملل ونحل , وانقسمت الدولة الواحدة الى دويلات صغيرة وضعيفة ومتفرقة ومتناحرة , وجزء المنهج الرباني الواحد الى أفكار أيديولوجية بشرية كثيرة , تنخر فيها المادية وثقافات الانحطاط والانحلال والتردي 0
وبالطبع فان هذا التراجع الحضاري الذي تعيشه هذه الأمة منذ ما يقارب المائة سنة , والذي حولها الى مجرد رقم تكميلي بين أمم الأرض الراهنة , يعود الى أسباب كثيرة ومختلفة , يقبع على رأسها عامل التدمير السياسي , والذي تمثل بالقضاء على وحدة الأمة وفكرة الدولة الإسلامية الواحدة , كذلك من خلال فقدان الإرادة السياسية والإدارة الذاتية للدولة ومواردها وثرواتها , كما كان للغزو الثقافي والأيديولوجي الغربي الأسود , والمتمثل في محاولات القضاء على أخلاق المسلمين وعقولهم , وصلتهم بالله وإطلاق شهواتهم وتشكيكهم في دينهم ونشر الانحراف والانحلال بين أبناءهم , دور لا يقل خطورة عن العامل السياسي سالف الذكر , وأخيرا وليس آخرا , كان الوهن الاقتصادي والعجز الصناعي الذي دب في كيانها , لأسباب عديدة ومختلفة , وهو العامل الذي ابعد المسلمين عن تحصيل القوة الصناعية والتكنولوجية المتقدمة , فأبقاهم ضعفاء مستهلكين لسلع الغرب , لدرجة الانقياد والتبعية العمياء , وليس اصدق في تمثيل ما نحن عليه اليوم من حالة ووهن وضعف , من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً , حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ " , صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , [رواه البخاري].
وبالطبع فإننا ومن خلال هذا الطرح الذاتي المختصر , لن نتناول تاريخ ودور الحضارة الإسلامية ومفاخرها وانجازاتها التي لعبتها على مدى عقودها الذهبية , فذلك موثق بالأدلة النقلية والعقلية من خلال الملايين من الكتب والدوريات الأجنبية والغربية , قبل العربية والشرقية , والتي تتحدث ولا زالت الى يومنا هذا , عن تلك الانجازات والمفاخر العظيمة الشاهدة على الحضارة الإسلامية وثقافتها , وفي مختلف دول العالم في الغرب والشرق , والحق ما شهدت به الأعداء , (انظر مقالنا: المستقبل لهذه الأمة) , وإنما سنحاول بقدر المستطاع اختصار واقعها المتأزم الذي عاشته ولا زالت تعيشه خلال القرن العشرين , وحتى يومنا هذا من القرن الحادي والعشرون , باحثين عن أسباب الخلل والانحطاط والتبعية والتردي الذي حولها من دور القيادة والريادة والسيادة والفاعلية , الى ما هي عليه اليوم من ترهل وتقزم وانحطاط وتبعية حضارية عمياء , سنسال عنها جميعا دون استثناء يوم القيامة 0
وبداية وقبل الدخول الى تفاصيل طرحنا هذا , كان من الحق والواجب أن نؤكد على بعض النقاط المهمة , وأولها أن هذا الوضع المحزن الذي تعيشه هذه الأمة اليوم , قد عاشته واسوا منه بكثير من قبل , ولكن – وللأسف - فان ذلك السوء لم يصل بأبنائها وقادتها ومن يتحملون مسئولية رفعتها وعزتها الى هذا الوضع المتخاذل المنحط , والذي يتحمل الجزء الأكبر من مسئوليته التاريخية والحضارية , من قدر لهم أن يكونوا أجيالها خلال القرن العشرون على وجه الخصوص , قادة وقياديين وعلماء ومثقفين وكتاب وشعراء 000 الخ , أما النقطة الثانية والتي نؤكد جازمين عليها , وهي استحالة بقاء هذه الأمة على هذا الوضع المتردي , فهي لم تعتد على ذلك كما يؤكد التاريخ , مؤكدين بكل ثقة بان الأجيال القادمة , ستعيش دورة الصحوة وعودة القوة الى هذه الأمة العظيمة خلال السنوات القليلة القادمة من عمر القرن الحادي والعشرون , فما نعيشه اليوم من ضعف وخنوع ونوم لن يتجاوز – بإذن الله – غفوة طال أمدها , ولابد للنائم أن يستيقظ في نهاية المطاف , - ومن
(يُتْبَعُ)
(/)
يدري – فقد يظهر الرجل الذي يوجه خلافات المسلمين الى أعدائهم , كما أشار الى ذلك ديكتاتور البرتغال السابق سالازار , او يظهر في العالم العربي محمد جديد , كما قال ذلك رئيس وزراء إسرائيل بن غوريون 0
المهم في الأمر , هو ما أردنا توضيحه من خلال هذا الطرح الذاتي المختصر, وهو قضية المسؤولية الشخصية أمام الله عزوجل , ورسول العالمين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام , وأمام التاريخ والأجيال القادمة , حيث سنقف جميعا كبارا وصغارا , قادة وشعوبا أمام الله عزوجل لنسال عن ضياع هذه الأمة وانحطاطها وتقزمها وتردي حالها وقوتها بين الأمم , قال تعالى {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} , كما يقول عزوجل {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} صدق الله العظيم , فماذا سيكون رد من سيقف أمام الله عزوجل فردا , كل في مجال عمله واختصاصه ومسؤولياته , قادة وقياديين وعلماء ومثقفين وكتاب وشعراء 000 الخ , عما تعانيه الأمة الإسلامية وأبناءها في مختلف أرجاء المعمورة؟ كما أننا نتساءل هنا - بكل حزن وأسئ - , عما سيكتبه التاريخ في سفره عن هذا الجيل؟ بل ماذا ستقول الأجيال القادمة عنا , عندما تقرا ذلك؟ 0
حيث تعود المسؤولية هنا عما يحدث لامتنا خلال المائة سنة الماضية , من ضعف وقوة او تراجع وتقدم , الى ففقدان المسؤولية الفردية او تحملها لأبناء هذا الجيل من قادة وقياديين وعلماء ومثقفين وكتاب وشعراء 000 الخ , فقادة هذه الأمة وحكامها بشكل عام , وخصوصا العرب منهم , كون الرسالة السماوية قد نزلت في بلاد العرب , واختار الله رسولها عربيا , بل واختار اللغة العربية كسفير لبقية الأمم , (انظر مقالنا – بلاد العُرب أوطاني) , يتحملون الجزء الأكبر من تلك المسؤولية الحضارية والتاريخية والإنسانية
أمام الله عزوجل والأجيال القادمة , {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} , عما حدث ويحدث لهذه الأمة في كل من العراق وفلسطين وبلاد المسلمين جميعها , وكما قال المستشرق البريطاني مونتجومري وات في جريدة التايمز البريطانية في آذار من العام 1968م بأنه (إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام , فان من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى) 0
كما يتحمل المسؤولية كذلك , علماء هذه الأمة كل في مجال اختصاصه , فهم حراس العقيدة كما يفترض بهم , يقول الله عزوجل {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} , صدق الله العظيم , فإذا (أردنا أن نستشرف الآفاق المستقبلية لمصير الأمة الإسلامية فإنها متقومة بالصحوة الإسلامية المعاصرة وتعاظمها وتناميها الحضاري , فلابد من التعرف على ما تعنيه الصحوة الإسلامية ودراسة أسبابها الداخلية والخارجية لكي يمكننا بالتالي تحديد مواضع أقدامنا والانطلاق نحو المستقبل برؤية واقعية ومخطط علمي مدروس ومن ثم تحديد الدور الكبير الذي يجب أن تنهض به الحوزات العلمية وعلماء الإسلام في هذا البناء الحضاري المستقبلي) , لذا فانه لابد للعالم المسلم أن لا يغمض عينيه عما يقع ويجري حوله , بسبب يأسه من الإصلاح , او أن يقف حائد منعزلا منشغلا بخاصة نفسه بعيدا عن هموم هذه الأمة وتحدياتها ومشاكلها , او أن يقف مع طرفا على حساب دينه ومسؤولياته , ولكل ما نوى 0
كذلك فان لصفوة أبناء هذه الأمة من أدباء و شعراء ومثقفين وكتاب , – وخصوصا العرب منهم , - ولنفس السبب السابق - دور لا يقل مسؤولية عن حكامها وعلماءها , فلا يفترض بهم أن يعيشوا حياة نباتات الظل دون أن يتذوقوا معاناة نباتات الغابة – على حد تشبيه الدكتور شاكر النابلسي - , حيث يقول هذا الأخير , مؤكدا على قدرة المثقفين ودورهم الحضاري والنضالي والإنساني بشكل عام , والعرب على وجه الخصوص , متمثلا بما شهده النصف الأول من القرن العشرون على تلك القدرات والبطولات , بان على المثقفين العرب أن يبدأوا بتذوق قسوة الحياة مع قهوة صباحهم , (فلقد شهد النصف الأول من هذا القرن حركة ثقافية مناضلة , استطاعت أن تخرج ألوانا شتى من الاستعمار من العالم العربي 000 ولكن فجأة , وبعد أن كانت هذه الثقافة ثقافة النضال والغابة , دخلت المكاتب الرسمية , وأصبحت ثقافة تنمو أوراقها على شكل سيف – كنبات الخنشار – ولكن أوراق هذا السيف لا تلبث أن تتهاوى بسرعة , فيما إذا ضعف النور الساطع الآتي من خلف الواجهات الزجاجية الرحبة) , (انظر مقالنا: رسالة الى ضمير الكتاب العرب) 0
وختاما فان مسؤولية وضع الأمة اليوم , لا يتحمله فرد دون مشاركة البقية بشكل من الأشكال فيه , لذا فان ما يحدث اليوم لهذه الأمة العظيمة , من تقوقع حضاري وتراجع قيادي وأممي , هو مسؤولية الجميع بدون استثناء , فوربك ليسالون عن ذلك جميعا , كبارا وصغارا , حكاما ومحكومين , فلكل منهم دوره ومسؤوليته الملقاة على عاتقه , فماذا سيكون الرد؟ وكيف سنجيب الله عزوجل عن ذلك يوم القيامة؟ وماذا سيكتب التاريخ عن انكسارنا وتخاذلنا وتراجعنا هذا؟ وماذا سيكون رد فعل وقول الأجيال القادمة؟ حين تنقل لهم هذه الصورة المحزنة عن أمتهم العظيمة , وكما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم , (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في مال الزوج ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، والإمام راع ومسئول عن رعيته، ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين(/)
ساهم فى انجاز هذا المشروع اكذوبة العلم ... العلم فى وظيفة الايدلوجية!!
ـ[أبوهمام البدرى]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 06:37]ـ
اكذوبة العلم ما اراد متنطع من العلمانيين متفيقه من الليبراليين الطعن فى شريعة من شرائع الاسلام الا وزعم ان هذا الامر يخالف العلم وان ما ذهب اليه من مفاهيم وآراء قد ثبت بطريقة علمية والناس يكتشفون فى كل يوم اكذوبة ما يسمى بالعلم وكيف ان كثيرا من النظريات المسماة علمية ثبت انها ما سيقت الا لتخدم اجندة سياسية او فكرية وان المختبرات العلمية تبع لمن يدفع لها ويقوم على رعايتها وقد هممت بجمع معظم النظريات المسماة علمية فى دراسة وبيان شهادات العلماء لاحقا على كذبها وكشفهم لمن وقف وراءها وارجو شاكرا من زوار وكتاب مجلسنا العلمى لما عرف عنهم من عمق فكرى وبحث وتقص المساهمة فى ذلك(/)
نقد نظرية دارون
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 11:00]ـ
نظرية دارون التي تثبت بأن الإنسان تطور من القرد، أليست هذه النظرية تخالف الإسلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
قبل الحديث عن هذه النظرية وموقف الإسلام منها نحب أن نعرف بصاحبها بإيجاز، فدارون هو: (تشارلس روبرت دارون) ولد سنة 1809م، وتوفي سنة 1882م. وكما تقول الموسوعة العربية الميسرة: هو عالم طبيعي إنجليزي درس الطب بأدنبرة ... ثم تخصص في التاريخ الطبيعي، وقد وضع دارون في كتابه (أصل الأنواع) 1859م. أسس نظريته والدلائل عليها بطريقة فذة رائعة، كما وضع نظريته عن أصل الشعاب المرجانية، وقد قبلها الكثيرون. ومن أعماله الأخرى: (أصل الإنسان والانتخاب بالنسبة للجنس) سنة 1871م، و (تنوع النباتات والحيوانات تحت الاستئناس سنة 1867م) انتهى.
أما نظرية دارون فقد قامت على عدة أمور منها:
أن الإنسان ما هو إلا حيوان من جملة الحيوانات، حادث بطريق النشوء والارتقاء، وأنه لمشابهته القرد، لا يمنع أن يكون قد اشتق هو وإياه من أصل واحد.
وقد شرح دارون عملية التطور، وكيف تمت، في عدة نقاط أهمها:
(الانتخاب الطبيعي) حيث تقوم عوامل الفناء بإهلاك الكائنات الضعيفة الهزيلة، والإبقاء على الكائنات القوية، وذلك يسمى بقانون (البقاء للأصلح) فيبقى الكائن القوي السليم الذي يورث صفاته القوية لذريته، وتتجمع الصفات القوية مع مرور الزمن مكونة صفة جديدة في الكائن، وذلك هو (النشوء) الذي يجعل الكائن يرتقي بتلك الصفات الناشئة إلى كائن أعلى، وهكذا يستمر التطور وذلك هو (الارتقاء).
وقد رد كثير من العلماء هذه النظرية وفندوها: يقول الدكتور (سوريال) في كتابه "تصدع مذهب دارون": إن الحلقات المفقودة ناقصة بين طبقات الأحياء، وليست بالناقصة بين الإنسان وما دونه فحسب، فلا توجد حلقات بين الحيوانات الأولية ذات الخلية الواحدة، والحيوانات ذوات الخلايا المتعددة، ولا بين الحيوانات الرخوة ولا بين المفصلية، ولا بين الحيوانات اللافقرية ولا بين الأسماك والحيوانات البرمائية، ولا بين الأخيرة والزحافات والطيور، ولا بين الزواحف والحيوانات الآدمية، وقد ذكرتها على ترتيب ظهورها في العصور الجيولوجية. انتهى.
كما قام كثير من علماء الطبيعة برد النظرية ومنهم (دلاس) حيث قال ما خلاصته: (إن الارتقاء بالانتخاب الطبيعي لا يصدق على الإنسان، ولابد من القول بخلقه رأسا) ومنهم الأستاذ (فرخو) قال: إنه يتبين لنا من الواقع أن بين الإنسان والقرد فرقاً بعيداً فلا يمكننا أن نحكم بأن الإنسان سلالة قرد أو غيره من البهائم، ولا يحسن أن نتفوه بذلك) ومنهم (ميغرت) قال بعد أن نظر في حقائق كثيرة من الأحياء: إن مذهب (دارون) لا يمكن تأييده وإنه من آراء الصبيان. ومنهم (هكسلي) وهو صديق لـ (دارون) قال إنه بموجب مالنا من البينات لم يثبت قط أن نوعاً من النبات أو الحيوان نشأ بالانتخاب الطبيعي، أو الانتخاب الصناعي. انتهى.
وغيرهم كثير تركنا ذكرهم للاختصار.
ثم إن كلام (دارون) نظرية، وليست حقيقة أو قانوناً، فهي تحتمل التصديق والتكذيب، ومع ذلك فلا يؤيدها الواقع المشاهد إذ لو كانت حقاً لشاهدنا كثيراً من الحيوانات والناس تأتي إلى الوجود عن طريق التطور لا عن طريق التناسل فقط.
كما أن القدرة على التكيف التي نشاهدها في المخلوقات ـ كالحرباء ـ مثلاً، (تتلون بحسب المكان) هي مقدرة كائنة في تكون المخلوقات تولد معها، وهي عند بعضها وافرة، وعند البعض الآخر تكاد تكون معدومة، وهي عند جميع المخلوقات محدودة لا تتجاوز حدودها. فالقدرة على التكيّف صفة كامنة، لا صفة متطورة تكوّنها البيئة كما يزعم أصحاب النظرية، وإلا لفرضت البيئة التكيف على الأحجار والأتربة وغيرهما من الجمادات.
أما موقف الإسلام من هذه النظرية فنوضحه في نقاط:
1_ قولهم إن الطبيعة هي التي تخلق عشوائياً وإن الإنسان ليس له خالق مصادم للقرآن الكريم لقوله تعالى: (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) [الزمر: 62].
ولقوله: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) [القمر: 49] إلى غير ذلك من الآيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
2_ ادعاؤهم معرفة كيفية نشأة الأحياء على الأرض يرده قوله تعالى: (ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم) [الكهف: 51]. ولقد أخبرنا الله سبحانه أنه خلق الإنسان خلقاً مستقلاً مكتملاً، وقد أخبر ملائكته بشأن خلقه قبل أن يوجده فقال: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) [البقرة: 30].
وحدثنا عن المادة التي خلقه منها، فقد خلقه من ماء وتراب (طين) (فإنا خلقناكم من تراب) [الحج: 5].
وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تبارك وتعالى: خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسهل والحزْنُ، والخبيث والطيب" أخرجه الترمذي وأبو داود.
والماء عنصر في خلق الإنسان (والله خلق كل دابة من ماء) [النور: 45]. وقد خلقه الله بيديه (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ) [ص: 75].
وهذا الطين تحول إلى صلصال كالفخار (خلق الإنسان من صلصال كالفخار) [الرحمن: 14] والإنسان الأول هو آدم عليه السلام، ولم يكن خلق الإنسان ناقصاً ثم اكتمل كما يقول أصحاب نظرية التطور! بل كان كاملاً ثم أخذ يتناقص الخلق، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله آدم عليه السلام وطوله ستون ذراعاً"، ولذلك فالمؤمنون يدخلون الجنة مكتملين على صورة آدم ففي بقية الحديث السابق "فكل من يدخل الجنة على صورة آدم" ثم يقول صلى الله عليه وسلم: "فلم يزل ينقص الخلق حتى الآن".
3_ قولهم بأن البقاء للقوي والكوارث هي سبب هلاك المخلوقات الضعيفة مردود بأن الموت يكون للأقوياء والضعفاء قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك: 2].
4_ وأخيراً نذكر بالأصل العظيم الذي يبطل هذه النظرية وهو تكريم الله لبني آدم الذي لا يتناسب مع ردّ أصل الإنسان إلى قرد: قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) [الإسراء: 70]. وقال: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) [التين: 4].
هذا بعض ما أثير حول نظرية دارون مع بعض الردود عليها، ومن أراد الاستزادة فيمكنه الرجوع إلى الكتب التي ألفت في نقد النظرية ومنها: "العقيدة في الله" للأستاذ عمر سليمان الأشقر و "الإسلام في عصر العلم" لـ محمد فريد وجدي ص (797) ومجلة الأزهر: المجلد الثاني، السنة 48، ص (1341 ــ 1348) .. والله أعلم.
مركز الفتوى اسلام ويب
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 04:23]ـ
الداروين هذا حاقد على الدين , وإني لأسأل متى مات هذا!! وما هو أصله!!
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 02:25]ـ
هذه ترجمة داروين التي طلبها الاخ:
تشارلز روبرت داروين عالم حيوان، إنجليزي الجنسية، اشتهر بنظرية التطور ومبدأ الانتخاب الطبيعي، حول نشأة الإنسان.
ولد في إنجلترا في 12 فبراير 1809 وتوفي في 19 إبريل 1882 م هو عالم تاريخ طبيعي بريطاني اكتسب شهرته كواضع لنظرية التطور بدأ اهتمام داروين بالتاريخ الطبيعي أثناء دراسته للطب ثم اللاهوت في الجامعة. أدّت رحلته على متن سفينة البيغل والتي دامت خمس سنوات إلى تميّزه كجيولوجي وانتشار اسمه كمؤلف. ومن خلال ملاحظاته للأحياء قام داروين بدراسة التحول في الكائنات الحية عن طريق الطفرات وطوّر نظريته الشهيرة في الانتخاب الطبيعي عام 1838 م. ومع إداركه لردّة الفعل الذي يمكن أن تحدثه هذه النظرية، لم يصرّح داروين بنظريته في البداية إلا إلى أصدقائه المقربين في حين تابع أبحاثه ليحضّر نفسه للإجابة على الاعتراضات التي كان يتوقعها على نظريته. وفي عام 1858 م بلغ داروين أن هنالك رجل آخر، وهو ألفريد رسل ووليس، يعمل على نظرية مشابهة لنظريته مما أجبر داروين على نشر نتائج بحثه.
نهاية أسطورة داروين
بقلم: هارون يحيى
إنّ فكرة هذه الأسطورة تمتد إلى اليونانيين القدماء، وفي القرن التاسع عشر طرحت هذه النظرية بشكل واسع. ومن العوامل التي جعلت هذه النظرية تأخذ مكاناً عريضا في الأوساط العلمية كتاب يبحث في أصل الأنواع لشارلز داروين ظهر في عام 1859.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي هذا الكتاب كتب داروين أن الكائنات الحية الموجودة على الأرض لم تُخلق من قبل الله تعالى وأن كل صنف من هذه الأصناف لم يوجد مستقلا عن الآخر. وترى هذه النظرية أن المخلوقات لها أصل واحد مشترك انبثقت منه، وبمرور الزمن حصلت لها تغيّرات حتى أصبحت على ما هي عليه الآن.
زعمت نظرية داروين هذه المزاعم والادعاءات دون أن يكون لها أي سند علمي تقوم عليه. وقد جاء في اعتراف مطول في مقدمة كتاب لداروين تحت عنوان "المصاعب التي واجهت النظرية" ما مفاده أن النظرية لم تعثر على إجابات لكثير من الأسئلة المحيّرة.
إنّ الصعاب التي واجهت نظرية داروين كان من المتوقع أن يزيلها التقدم العلمي، وكان من المنتظر أن تشكل الأبحاث العلمية الحديثة المتقدمة دعماً لنظرية داروين، ولكن النتائج جاءت على عكس المتوقّع، فالأسس التي كانت تعتمد عليها النظرية كانت تتهاوى وتتحطم الواحدة تلو الأخرى. وبالرغم من الدّعاية التي روجت لنظرية داروين إلاّ أن عالم الأحياء المشهور ميشيل دانتون ذكر في كتابه "نظرية في أزمة" أسباب انهيار نظرية داروين واندحارها أمام العلم، ويمكن أن ندرجها تحت ثلاث نقاط:
1 – لم تتمكن النظرية إلى حد الآن من تفسير كيف بدأت الحياة على وجه الأرض.
2 – إن ما عرضته النظرية أمامنا من "آليات للتطور والنشوء والإرتقاء" لم تكن في الحقيقة مولدة لأيّ تطوّر.
3 – أثبتت المتحجرات عكس ما زعمته سابقًا نظريّة التّطور.
عدم صحة ادّعاء " ظهور الحياة مصادفة"
تطورت نظرية داروين في أواسط القرن التاسع عشر، والنقطة الملفتة للنظر في تلك الفترة هي أن العلم كان متخلفا بالنظر إلى ما وصل إليه في الوقت الحاضر. ولم يكن لداروين أو الذين سبقوه من رواد هذه النظرية أيّة معلومة عن كيفية تكاثر الكائنات الحية والتركيب العلمي الكيمياوي لها، ولم يكن لهم كذلك علم بكيفية استمرارها في الحياة، وذلك بسبب عدم كفاية درايتهم بتفاصيل الكائنات الحية. ومن أجل الإقناع بنظريتهم قاموا بنشر الادعاء القائل بأن الحياة ظهرت عن طريق المصادفة ثم تطورت كذلك بالمُصادفة.
إلاّ أنّ العلم في القرن العشرين تطوّر تطورا كبيرا وأظهر أنّ تفاصيل حياة الكائنات الحيّة معقدة في تصميمها، وهي ليست على النحو الذي ادّعاه أصحاب نظرية التّطور، بل على العكس من ذلك تماما. وكان التطوريون يزعمون أن تكوين الخلية الحية بسيطٌ، ويمكن صناعة الخلية من خلال توفير المواد الكيمياوية اللازمة لذلك، وبعد مرور فترة من الزمن يمكن الحصول عليها. بيد أن التحاليل التي أجريت بواسطة الميكروسكوب الإلكتروني الحديث خلال القرن العشرين أظهرت نتائج مختلفة تمامًا. ففي الخلية توجد تصاميم معقدة بحيث لا يمكن أن تكون عبارة عن مصادفات، وهذا ما صرّح به عالم الرّياضيات والفلكي الشهير الإنكليزي الأصل السيد فريد هويل قائلا: "كومة من خردة الحديد أخذتها عاصفة هوجاء، ثم تناثرت هذه القطع وتكونت طائرة بوينغ 747 بالمصادفة"، إن مثل هذه النتيجة غير ممكنة ومستحيلة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تكوين الخلايا الحية. ويمكن القول إنّ التشبية غير كاف وذلك لأن الإنسان تقدم بحيث استطاع أن يصنع طائرة "بوينغ 747" ولكنّه مع تقدمه هذا لم يستطع أن يقوم بتركيب خلية حية واحدة في أيّ مختبر علمي.
إذن ماهي النتيجة؟ إنّ مثل هذا التركيب المعقد لا يمكن أن يظهر مصادفة للوجود كما ادّعت النظرية، ومثلُها مثل السّاعة لا يمكن أن تتكون من تلقاء ذاتها فيجب أن يكون هناك من يصنع هذه الساعة. والكائنات وجميع الموجودات الأخرى يجب أن يكون لها صانع، وهذا دليل على وجود الله الذي له القدرة على الخلق. وهذه هي إحدى الحقائق التي وضعت نظرية داروين في أزمة. وبالإضافة إلى ذلك فإن أيّا من التطوّريين لم يقم بإثبات كون المخلوقات الحية ظهرت مُصادفة.
الآليات الخيالية للتطور
(يُتْبَعُ)
(/)
مثلما أن وجود الكائنات الحية وتكوّنها غير ممكن عن طريق المصادفة، فكذلك تطوّر الكائنات الحية بعضها إلى بعض غير ممكن، لأن الطبيعة وحدها لا تملك هذه القدرة، فالطبيعة ليست سوى ترابا؛ حجر وهواء وماء، أي أنها عبارة عن تجمّع لذرّات بعضها مع بعض. فالمصادفة تعني أن كومة من هذه المواد غير الحيّة، يمكنها أن تغيّر الدودة إلى سمكة، ومن ثم تخرج السمكة إلى اليابسة وتتحول إلى نوع من أنواع الزواحف، ثم تتحول إلى طير فتطير، وبعد كل هذا يتكون منها الإنسان، ولكن هذا ما لا تستطيع الطبيعة أن تفعله.
ولكنّ الداروينيين ادعوا أن هذا الأمر ممكن في ما سموه بحركة النشوء والإرتقاء (أي التّطور) الآلي. فهناك مفهوم واحد يروجون له وهو الحركة الآلية: بمعنى الحركة الطبيعة. فالحركة الطبيعية تعني الاختيار الطبيعي. وتعتمد على فكرة أن الأقوى القادر على التلاؤم مع الظروف الطبيعية هو الذي يستمر ويبقى. ومثال على ذلك قطيع حمار الوحشي الذي يكون تحت تهديد الأسد، فالذي يستطيع أن يجري بسرعة يمكنه أن يبقى على قيد الحياة، ولكن هذه الحركة لا تُحوّل الحمار الوحشي إلى نوع آخر مثلا كأن يصبح فيلا.
وبالاضافة إلى ذلك ليس هناك دليل مُشاهد على الحركة الآلية (النشوء والارتقاء) للكائنات الحية. وقد صرّح التطوري الانكليزي المشهور بلانتوللوك كولين باترسيون بهذه الحقيقة معترفا بما يلي: "ليس هناك كائن استطاع أن يولّد نوعا جديدا من الأنواع الأخرى بواسطة الحركة الآلية للطبيعة، أي عن طريق النشوء والارتقاء من حيوان إلى آخر، وليس هناك أيّ كائن اقترب من هذا الاحتمال. واليوم هناك جدل كبير في أوساط الداروينيين حول هذا الموضوع ".
وبما أنّ آلية حركة الطبيعة ليست لها تأثير في عملية التطور، قام التطوريون بإضافة مفهوم "الطّفرة"، أي التغييرات الفجائية على الجينات الوراثية، والتي ترجع أسبابها إلى التأثيرات الخارجية مثل أشعة الراديوسيوم التي لها تأثير سيّء على الجينات الوراثية إذ تسبب لها التخريب، ويزعم أنصار النظرية أن عملية التغير التي تحصل للجينات الوراثية هي التي تفرز مظاهر التّطور لدى الأحياء.
ولكن هذا الادّعاء تم دحضه بواسطة الأبحاث والحقائق العلمية، وذلك لأن جميع التأثيرات الخارجية على الأحياء أحدثت لها عمليات تخريبية، وهذه التأثيرات الخارجية على الإنسان تسبب له الكثير من الأمراض الذهنية والبدنية، بل وتؤدي إلى إصابته بالسرطان. وحتى اليوم لم نشاهد أن التغييرات الفجائية على الجينات قد قادت إلى تقدم، ولهذا السبب يقول العالم الفرنسي والرئيس السّابق للأكاديمية العلمية "بيير بول كراسي" بالرغم من كونه من التطوريين: "مهما كان عدد التأثيرات الخارجية على الجينات فإنه لم يَنتجْ عنه أيُّ تطوّر".
سجلّ المتحجّرات وهزيمة التطوريين
في القرن العشرين لحقت بنظرية التطور هزيمة أ خرى من خلال سجلّ المتحجرات. فما قيل عن تطور الأحياء من شكلها البدائي إلى شكلها الحالي ومرورها بمرحلة وسيطة (مثلا كأن يكون نصف الكائن سمكة ونصفه الآخر طيرا أو نصفه من الزّواحف ونصفه اللآخر من الثدييات)، هذه المراحل الوسيطة لم يعثر لها على متحجرات. إذن لو كانت الأحياء فعلا قد عاشت مثل هذه المرحلة فيجب أن يكون هناك عددٌ كبير منها، ليس فقط بالمئات بل بالملايين، وكذلك يجب أن توجد لها بقايا متحجرات على الأقل.
ففي القرن التاسع عشر قام التطوريون بالبحث مطوّلا عن هذه المرحلة في سجلّ المتحجرات، ولكن دون جدوى. فعالم المتحجرات الأنكليزي الشهير "و. دارك" بالرغم من كونه من التطوّريين يعترف بالقول: مشكلتنا أنه عندما قمنا بالبحث في المتحجرات واجهتنا هذه الحقيقة في الأنواع أو في مستوى الأصناف، فليس هناك تطوّر عن طريق التدريج. بل وجدنا أن الأحياء قد ظهرت إلى الوجود فجأةً وفي آن واحد وعلى شكل مجموعات. فإثر جميع الحفريات والأبحاث جاءت بنتيجة على عكس ما توقع التطوريون". فهذه النتيجة أظهرت أن الأحياء ظهرت بجميع أنواعها في آن واحد بدون أدنى نقص. وهذا ما يثبت أن الله تعالى هو خالقها جميعا.
الخلاصة
جميع هذه الإكتشافات في نهاية القرن العشرين توصلت إلى أن نظرية داروين غير مُجدية، ولكن هذه الحقيقة قد تم إخفاؤها عن الرأي العام في كثير من دول العالم، ومازال عوام الناس مخدوعين بهذه النظرية التي أُسست على التلفيق. وهناك من يدافع عن هذه النظرية، والسبب في ذلك هو رغبتهم في الحفاظ على مراكزهم ومصالحهم، وهم لا يريدون قبول حقيقة الخلق وحقيقة وجود الله تعالى وكونه هو الخالق لكل شيء. ولعدم وجود بديل آخر لحقيقة الخلق غير هذه النظرية الخيالية التي لا تستند إلى الحقيقة عملوا على دعمها وإسنادها لكي تبقى هي السائدة من أجل مصالحهم الخاصة. ولكن الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وكل ذي عقل سليم يدرك هذه الحقيقة بلا عناء، فالكائنات الحية والسّماء والأرض كلّها قد خلقت من قبل خالق قدير، خلق وأوجد كلّ شيء. ونحن نشعر بمدى مسؤوليتنا إزاء هذا الخالق الذي خلقنا من العدم، هذا الخالق هو الله عز وجلّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 06:34]ـ
جزاك الله خيرا بارك الله فيك
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 03:24]ـ
ومن أراد الاستزادة فيمكنه الرجوع إلى الكتب التي ألفت في نقد النظرية ومنها: "العقيدة في الله" للأستاذ عمر سليمان الأشقر
الكتاب ليس مؤلفاً خصيصاً لنقد النظرية، بل كل كلام الشيخ الأشقر حول النظرية منقول من كتاب التوحيد للشيخ الزنداني.
و أفضل من نقد النظرية العالم التركي هارون يحيى، حتى أنه طلب مناظرة مع داعية الالحاد الأول ريتشارد دوكنز حول نظرية التطور .. لكن الأخير رفض ذلك رغم تكرار الطلب و التحدي من هارون يحيى ..
أسأل الله أن يوفق الأستاذ هارون يحيى و أن يجزيه خير الجزاء
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 03:36]ـ
و من الكتب الجيدة في نقد النظرية، كتاب Devils Delusion للبرفسور ديفد برنلسكي(/)
يا وهابية العالم استيقظوا الشيخ أبو المنتصر البلوشي ردا على مخططات عصابات الشيعة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 11:44]ـ
منقول:
يا وهابية العالم استيقظوا الشيخ أبو المنتصر البلوشي ردا على مخططات عصابات الشيعة الروافض الكفار
http://74.125.6.144/videoplayback?sparams=id%2Cexp ire%2Cip%2Cipbits%2Citag&itag=34&ip=85.69.239.225&signature=153A7E15E8DFDD226299 BA72D00C1A49CE168599.A91E5A224 87C3DB02902DC8EC88243EF2CA8DA8 B&sver=3&expire=1241793582&key=yt1&ipbits=0&id=a96c605f21bc95d4
ـ[أبو خالد]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 04:24]ـ
يكفينا ما سمانا الله به، وامتن علينا به: {هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس} الحج 78، وهو وصية الله لخلقه، ووصية الأنبياء لأتباعهم.
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 04:34]ـ
يا أخى أبو منذر: لا يجوز أن ننسب أنفسنا الى طائفه (واحدة) فقط من بين جموع المسليمن (الموحدين) كلنا مسلمين , وان كان فضل الشيخ رحمه الله (محمد بن عبد الوهاب) فى تجديد الدين الاسلامى فهو من فضل الله عليه سبحانه وتعالى ,
وكلنا ليس (وهابيون) وانما كلنا ننتسب الى المدرسة الاسلامية المحمدية السنية فكرا ومنهج حياة ..
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 08:42]ـ
اخوة التوحيد لماذا التسرع في الحكم على الاخرين بدون تريث و علم فهذه صفة لا يحبها الله و رسوله
اولا:
المقطع منقول بعنوانه لا ادري لماذا غفلتم عن ذلك
ثانيا:
فنحن لم نسمي انفسنا بالوهابية فأعداءنا هم الذين سمونا بهذه التسمية
ثالثا:
قولكم: لا يجوز ان ننتسب لهذه التسمية
فيلزمنا:
ان لا ننتسب الى اهل السنة و الجماعة
و كذلك الى السلفية
و كذلك لا يجوز لنا ان ننسب فرق المسلمين كالمرجئة و الخوارج لهذه التسميات فهؤلاء مسلمون موحدون
اخوة التوحيد:
هذه التسميات للتميز عن اهل الشرك و البدع فقط ليس الغرض منها تفريق المسلمين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 08:53]ـ
بل يجوز النسبة إلى أهل السنة والجماعة ..
ما الضير في ذلك؟
أما الوهابية فنبز رمانا به الأعداء .. فلايجوز مجاراتهم في ذلك
والله يرعاكم
ـ[أم شهد]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 09:32]ـ
يكفينا ما سمانا الله به، وامتن علينا به: {هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس} الحج 78، وهو وصية الله لخلقه، ووصية الأنبياء لأتباعهم.
أنا أؤيد
وأيضًا النسبة إلى وهَّاب تكون وَهَّابِيّة وليس وهابية كما أطلقوها علينا!!
ملاحظة: المقطع لم يعمل معي ... كأن الموقع محجوب.
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 10:13]ـ
بل يجوز النسبة إلى أهل السنة والجماعة ..
ما الضير في ذلك؟
أما الوهابية فنبز رمانا به الأعداء .. فلايجوز مجاراتهم في ذلك
والله يرعاكم
هو ذاك
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 10:42]ـ
أنا أؤيد
وأيضًا النسبة إلى وهَّاب تكون وَهَّابِيّة وليس وهابية كما أطلقوها علينا!!
ملاحظة: المقطع لم يعمل معي ... كأن الموقع محجوب.
يا أم الشهيد , الروافض يطلقون علينا اسم الوهابية!!
الصوفية يطلقون علينا (الخوارج) أى الوهابيون!!
الناصريون يطلقون علينا (الوهابية) وكذلك العلمانيون , واليساريون , واللبراليون , والشيوعين!!
فلماذا نطلق على أنفسنا أسم (وهابيون) نحن أهل السنه والجماعة , نحن أمة الاسلام , نحن المسلمون:
وهكذا يكفينا أننا كما ذكرت (أهل التوحيد) المسلمون
والحمد لله على نعمة الاسلام
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 11:05]ـ
أنا أؤيد
وأيضًا النسبة إلى وهَّاب تكون وَهَّابِيّة وليس وهابية كما أطلقوها علينا!!
ملاحظة: المقطع لم يعمل معي ... كأن الموقع محجوب.
تفضلي اختي الرابط:
http://www.*******.com/watch?v=qWxgXyG8ldQ (http://www.*******.com/watch?v=qWxgXyG8ldQ)
ـ[عاشق الحور العين]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 02:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذا الشيخ هو نفسه الشيخ عبدالرحيم ملا زادة أم يختلف عن ابو منتصر البلوشي افيدونا لان الدكتور محمد الهاشمي قدمه على انه عبدالرحيم ملازادة وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 01:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذا الشيخ هو نفسه الشيخ عبدالرحيم ملا زادة أم يختلف عن ابو منتصر البلوشي افيدونا لان الدكتور محمد الهاشمي قدمه على انه عبدالرحيم ملازادة وجزاكم الله خيرا
نعم ابو منتصر البلوشي هو عبدالرحيم ملازادة
و هذه الرسالة تثبت ذلك:
http://www.h-alali.cc/z2_open.php?id=aec62794-899c-102b-9f09-0010dce2d6ae (http://www.h-alali.cc/z2_open.php?id=aec62794-899c-102b-9f09-0010dce2d6ae)(/)
الشيخ سعيد عبد العظيم: مع فناوي الشيخ القرضاوي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 12:37]ـ
منقول:
http://www.islamway.com/inc/units/Lesson/view/video_title.jpg
http://download.media.islamway.com/lessons/sabdulazim/315_S_AbdelAzeem_Qaradawy_Ejma 3_video.wmv
http://www.islamway.com/inc/units/Lesson/view/mp3_title.jpg
http://download.media.islamway.com/lessons/sabdulazim/315_S_AbdelAzeem_Qaradawy_Ejma 3.mp3(/)
حوادث قبل خروج الدجال
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 02:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من الحوادث التي تكون قبل خروج الدجال ما يلي:
1 - صلح بين المسلمين والروم (النصارى) على قتال عدو لهم يتحقق بسببه النصر والغنيمة.
2 - ثم يغدر الروم بالمسلمين ويأتونهم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا.
3 - يحدث قتل عظيم من قبل الروم للمسلمين ثم ينتصر المسلمون عليهم ويقع قتل لا مثيل له في الروم من قبل أهل الإسلام.
4 - تتحقق فتوحات عظيمة للمسلمين فيفتحون القسطنطينية ومدينة جانب منها في البر وجانب في البحر يفتحها مسلمون من بني إسحاق بالتهليل والتكبير ويظهر المهدي ويملك سبع سنين قبل خروج الدجال يدل على ذلك ما صح من كون عيسى عليه الصلاة والسلام يصلي خلفه.
5 - وقبل خروجه تكون فتن عظيمة وردة شديدة بعدها يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فيه.
6 - وقبل خروجه يكون فرقة واختلاف وقحط وجوع شديد.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها [م] فيحتمل أن غضبه يحصل عند تحقيق الانتصارات العظيمة للمسلمين فحينئذ يخرج لكسر شوكة المسلمين والقضاء على قوتهم ولا يستطيع المسلمون مواجهته فيفرون إلى الجبال ومكة والمدينة والطور وبيت المقدس فيمكث الدجال أربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامنا ثم ينزل عيسى عليه السلام ويقتله عند باب لد الشرقي ويمكث عيسى عليه السلام أربعين سنة ويموت ويصلي عليه المسلمون.
هذا ملخص ما يكون من حوادث قبل خروج الدجال وإليك ما يوضحه ويدل عليه من الأحاديث الصحيحة:
- ورد في صحيح ابن حبان - (ج 15 / ص 103) أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (ستصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتسلمون وتغنمون حتى تنزلوا بمرج فيقول قائل من الروم: غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين: بل الله غلب ويتداولونها وصليبهم من المسلمين غير بعيد فيثور إليه رجل من المسلمين فيدقه ويثورون إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة فيأتون ملكهم فيقولون: كفيناك جزيرة العرب فيجتمعون للملحمة فيأتون تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا) قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى لاَ يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلاَ يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ. ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا - وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأْمِ - فَقَالَ عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لأَهْلِ الإِسْلاَمِ وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الإِسْلاَمِ. قُلْتُ الرُّومَ تَعْنِى قَالَ نَعَمْ وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ فَيَفِىءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ فَيَفِىءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِىءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الإِسْلاَمِ فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً - إِمَّا قَالَ لاَ يُرَى مِثْلُهَا وَإِمَّا قَالَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا - حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ كَانُوا مِائَةً فَلاَ يَجِدُونَهُ بَقِىَ مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ فَبِأَىِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ أَوْ أَىُّ مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَجَاءَهُمُ الصَّرِيخُ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِى ذَرَارِيِّهِمْ فَيَرْفُضُونَ مَا فِى أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنِّى لأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ». أخرجه مسلم.
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: «تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ». فَقَالَ نَافِعٌ يَا جَابِرُ لاَ نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ. أخرجه مسلم.
- وعن أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقَ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لاَ وَاللَّهِ لاَ نُخَلِّى بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا. فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لاَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لاَ يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطُنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِى أَهْلِيكُمْ. فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّهُمْ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِى الْمَاءِ فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِى حَرْبَتِهِ» أخرجه مسلم.
- وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح قسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ثم قال إن هذا لحق كما أنك هاهنا أو كما أنك قاعد يعني معاذ بن جبل " أخرجه أبو داود وحسنه الألباني.
- وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام" أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
- وعن أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِى الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِى الْبَحْرِ». قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِى إِسْحَاقَ فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلاَحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ قَالُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا». قَالَ ثَوْرٌ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ «الَّذِى فِى الْبَحْرِ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَرُ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ فَقَالَ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ. فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَىْءٍ وَيَرْجِعُونَ» أخرجه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:" كنا قعودا عند رسول الله فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل يا رسول الله وما فتنة الأحلاس قال هي هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده"رواه أبو داود وصححه الألباني.
- وقال - صلى الله عليه وسلم -:"وَإِنَّ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ثَلاَثَ سَنَوَاتٍ شِدَادٍ يُصِيبُ النَّاسَ فِيهَا جُوعٌ شَدِيدٌ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِى السَّنَةِ الأُولَى أَنْ تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِهَا وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا ثُمَّ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فِى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ فَتَحْبِسُ ثُلُثَىْ مَطَرِهَا وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَىْ نَبَاتِهَا ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِى السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَتَحْبِسُ مَطَرَهَا كُلَّهُ فَلاَ تَقْطُرُ قَطْرَةٌ وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ فَلاَ تُنْبِتُ خَضْرَاءَ فَلاَ تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ إِلاَّ هَلَكَتْ إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ». قِيلَ فَمَا يُعِيشُ النَّاسَ فِى ذَلِكَ الزَّمَانِ قَالَ «التَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَيُجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مَجْرَى الطَّعَامِ» رواه ابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع.
- وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة فيبلغ ما شاء الله من الأرض في أربعين يوما الله أعلم ما مقدارها الله أعلم ما مقدارها - مرتين - وينزل الله عيسى ابن مريم فيؤمهم فإذا رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده قتل الله الدجال وأظهر المؤمنين) أخرجه ابن حبان وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي وقال الألباني: إسناده صحيح.
يا إخواني! إن ما مضى يبين أن أمامنا من الأهوال والفتن والشدائد ما لا يثبت أمامه إلا من اعتصم بحبل الله وتشبث بالعروة الوثقى.
نسأل الله تعالى أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحسن خاتمتنا بمنه وكرمه!
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com)(/)
هل توجد أدلة على أن من رأى النبي مؤمنا به كان صحابيا؟
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 02:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"الصّحبة في اللّغة: الملازمة والمرافقة، والمعاشرة. يقال: صحبه يصحبه صحبةً وصحابةً بالفتح وبالكسر: عاشره ورافقه، ولازمه ". [الموسوعة الفقهية الكويتية - (ج 27 / ص 316)].
والصحابي، لغة من صحب غيره بما ينطلق عليه اسم الصحبة [فيض القدير - (ج 1 / ص 24)]
ومن المشهور عند أهل السنة أن الصحابي هو "كل مسلم رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو لحظة" [شرح مسلم للنووي].
قال ابن حجر العسقلاني معرفا الصحابي:
"من لقي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام: ولو تخللت ردة في الأصح". [نخبة الفكر].
ولك الحق أخي القارئ الكريم أن تسأل عن دليل هذا التعريف للصحابي.
لقد أوضح شيخ الإسلام بعض أدلته في قوله في كتابه "منهاج السنة النبوية" - (ج 8 / ص 382 - 389):
"ومما يبين هذا أن الصحبة فيها عموم وخصوص فيقال صحبة ساعة ويوما وجمعة وشهرا وسنة وصحبة عمره كله
وقد قال تعالى {والصاحب بالجنب} [سورة النساء 36] قيل هو الرفيق في السفر وقيل الزوجة وكلاهما تقل صحبته وتكثر وقد سمى الله الزوجة صاحبة في قوله {أني يكون له ولد ولم تكن له صاحبة} [سورة الأنعام 101] ولهذا قال أحمد بن حنبل في الرسالة التي رواها عبدوس بن مالك عنه:"من صحب النبي صلى الله عليه و سلم سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه مؤمنا به فهو من أصحابه له من الصحبة على قدر ما صحبه".
وهذا قول جماهير العلماء من الفقهاء وأهل الكلام وغيرهم يعدون في أصحابه من قلت صحبته ومن كثرت وفي ذلك خلاف ضعيف
والدليل على قول الجمهور ما أخرجاه في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
"يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من رأى من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم" وهذا لفظ مسلم وله في رواية أخرى:
" يأتي على الناس زمان يبعث منهم البعث فيقولون انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيوجد الرجل فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون هل فيكم من رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقولون نعم فيفتح لهم به ثم يبعث البعث الثالث فيقال انظروا هل ترون فيكم من رأى من رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقولون نعم ثم يكون البعث الرابع فيقال هل ترون فيكم أحدا رأى من رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيوجد الرجل فيفتح لهم به" ........ ففي الحديث الأول هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال هل فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فدل على أن الرائي هو الصاحب وهكذا يقول في سائر الطبقات في السؤال هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله ثم يكون المراد بالصاحب الرائي وفي الرواية الثانية هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم يقال في الثالثة هل فيكم من رأى من رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعلوم إن كان الحكم لصاحب الصاحب معلقا بالرؤية ففي الذي صحب رسول الله صلى الله عليه و سلم بطريق الأولى والأحرى ولفظ البخاري قال فيها كلها صحب وهذه الألفاظ إن كانت كلها من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه و سلم فهي نص في المسألة وإن كان قد قال بعضها والراوي مثل أبي سعيد يروي اللفظ بالمعنى فقد دل على أن معنى أحد اللفظين عندهم هو معنى الآخر وهم أعلم بمعاني ما سمعوه من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم وأيضا فإن كان لفظ النبي صلى الله عليه و سلم رأى فقد حصل المقصود وإن كان لفظه صحب في طبقة أو طبقات فإن لم يرد به الرؤية لم يكن قد بين مراده فإن الصحبة اسم جنس ليس لها حد في الشرع ولا في اللغة والعرف فيها مختلف
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقيد الصحبة بقيد ولا قدرها بقدر بل علق الحكم بمطلقها ولا مطلق لها إلا الرؤية
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا فإنه يقال صحبه ساعة وصحبه سنة وشهرا فتقع على القليل والكثير فإذا أطلقت من غير قيد لم يجز تقييدها بغير دليل بل تحمل على المعنى المشترك بين سائر موارد الاستعمال
ولا ريب أن مجرد رؤية الإنسان لغيره لا توجب أن يقال قد صحبه ولكن إذا رآه على وجه الاتباع له والاقتداء به دون غيره والاختصاص به ........ ودليل ثان ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:" وددت أني رأيت إخواني قالوا يا رسول الله أولسنا إخوانك قال بل أنتم أصحابي وإخواني الذين يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني ومعلوم أن قوله إخواني أراد به إخواني الذين ليسوا بأصحابي وأما أنتم فلكم مزية الصحبة ثم قال قوم يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني فجعل هذا حدا فاصلا بين إخوانه الذين ود أن يراهم وبين أصحابه فدل على أن من آمن به ورآه فهو من أصحابه لا من هؤلاء الإخوان الذين لم يرهم ولم يروه فإذا عرف أن الصحبة اسم جنس تعم قليل الصحبة وكثيرها وأدناها أن يصحبه زمنا قليلا فمعلوم أن الصديق في ذروة سنام الصحبة وأعلى مراتبها"انتهى كلام شيخ الإسلام.
ومن الأدلة التي استدل بها الشيخ العلامة عبد المحسن العباد في كتابه "الانتصار للصحابة الأخيار في رد أباطيل حسن المالكي - (ج 1 / ص 21) " لصحة هذا التعريف ما رواه "البخاري في الأدب المفرد (87) قال: حدَّثنا بِشر ابن محمد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا صفوان بن عمرو قال: حدَّثني عبد الرحمن بن جبير بن نُفير، عن أبيه قال: ((جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوماً، فمرَّ به رجلٌ، فقال: طوبَى لِهاتَين العينين اللَّتين رأَتا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، والله! لوَدِدنا أنَّا رأينا ما رأيتَ، وشهدنا ما شهدتَ، فاستُغضِب، فجعلت أَعْجَب: ما قال إلاَّ خيراً! ثمَّ أقْبَلَ عليه فقال: ما يَحمل الرَّجلَ على أن يتمنَّى مَحضراً غيَّبه الله عنه؟ لا يدري لو شَهدَه كيف يكون فيه؟ والله! لقد حضر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أقوامٌ كبَّهم الله على مناخرِهم في جهنَّم؛ لَم يُجيبوه ولَم يُصدِّقوه، أوَ لا تَحمدون الله عزَّ وجلَّ إذ أخرجكم لا تعرفون إلاَّ ربَّكم فتُصدِّقون بِما جاء به نبيُّكم - صلى الله عليه وسلم -، قد كُفيتُم البلاء بغيركم ... )) الحديث ..... وقد أورد الحديثَ ابنُ كثير في تفسيره في آخر سورة الفرقان من مسند الإمام أحمد، وقال: (هذا إسنادٌ صحيح ولَم يخرجوه).
وهو يدلُّ على أنَّ التابعين يَرون أنَّ شَرَفَ الصُّحبةِ يَحصُل برؤيتِه - صلى الله عليه وسلم - مع الإيمان به؛ ولَم يُنكر ذلك المقداد رضي الله عنه، وإنَّما غضب لِتمنِّي أمرٍ لا يدري المُتمنِّي ماذا يكون حالُه عند حصولِه، "انتهى كلام العباد حفظه الله.
وقد صحح الحديث الذي احتج به أيضا شيخنا الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم - (ج 1 / ص 35)
"فأما الصحابى فكل مسلم رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو لحظة هذا هو الصحيح فى حده وهو مذهب أحمد بن حنبل وأبى عبد الله البخارى فى صحيحه والمحدثين كافة وذهب أكثر أصحاب الفقه والأصول إلى أنه من طالت صحبته له صلى الله عليه و سلم قال الإمام القاضي أبو الطيب الباقلانى لاخلاف بين أهل اللغة أن الصحابى مشتق من الصحبة جار على كل من صحب غيره قليلا كان أو كثيرا يقال صحبه شهرا ويوما وساعة قال وهذا يوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب النبي صلى الله عليه و سلم ولو ساعة هذا هو الأصل قال ومع هذا فقد تقرر للأمة عرف في أنهم لايستعملونه الا فيمن كثرت صحبته واتصل لقاؤه ولا يجرى ذلك على من لقي المرء ساعة ومشى معه خطوات وسمع منه حديثا فوجب أن لا يجرى في الاستعمال إلا على من هذا حاله هذا كلام القاضي المجمع على أمانته وجلالته وفيه تقرير للمذهبين ويستدل به على ترجيح مذهب المحدثين فإن هذا الإمام قد نقل عن أهل اللغة أن الاسم يتناول صحبة ساعة وأكثر أهل الحديث قد نقلوا الاستعمال فى الشرع والعرف على وفق اللغة فوجب المصير إليه والله أعلم" انتهى كلام النووي.
وقد رد ابن حزم رحمه الله على من يشترط في الصحابي تكرر رؤيته رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله في كتابه " الإحكام " - (ج 5 / ص 665):
(يُتْبَعُ)
(/)
"وقد قال قوم: إنه لا يكون صاحبا من رأى النبي (ص) مرة واحدة لكن من تكررت صحبه.
قال أبو محمد: وهذا خطأ بيقين لأنه قول بلا برهان، ثم نسأل قائله عن حد التكرار الذي ذكر، وعن مدة الزمان الذي اشترط، فإن حد في ذلك حدا كان زائدا في التحكم بالباطل، وإن لم يجد في ذلك حدا كان قائلا بما لا علم له به، وكفى بهذا ضلالا، وبرهان بطلان قوله أيضا، إن اسم الصحبة في اللغة إنما هو لمن ضمته مع آخر حالة ما، فإنه قد صحبه فيها، فلما كان من رأى النبي (ص) وهو غير منابذ له ولا جاحد لنبوته قد صحبه في ذلك الوقت، وجب أن يسمى صاحبا "انتهى كلام ابن حزم
فكل من صحب النبي صلى الله عليه وسلم بأن رآه ولو مرة واحدة مؤمنا به يتناوله قوله تعالى في سورة التحريم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)}
يقول ابن عاشور في "التحرير والتنوير - (ج 15 / ص 189) ":
"ومعية المؤمنين مع النبي صلى الله عليه وسلم صحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم ....... وفي هذه الآية دليل على المغفرة لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم".
فتبين من خلال ما سبق صحة تعريف الصحابي الذي ذهب إليه جماهير أهل السنة وأن كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام يدخل في الأحاديث التي تذكر فضل الصحابة كقوله صلى الله عليه وسلم: " النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ". رواه مسلم.
وقوله - فداه أبي وأمي-:
" من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " رواه الطبراني وصححه الألباني.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يحب جميع أصحاب نبيه وأن يحشرنا معهم بمنه وكرمه!
كتبه غالب الساقي(/)
ذكر بعض الأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 02:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة النبوية":"الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن مسعود:" لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه رجل منى أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما" ورواه الترمذي وأبو داود من رواية أم سلمة وأيضا فيه "المهدي من عترتي من ولد فاطمة" ورواه أبو داود من طريق أبي سعيد وفيه "يملك الأرض سبع سنين" انتهى كلامه رحمه الله.
- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحا، وتكثر الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعا أو ثمانيا " يعني حججا "رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والألباني.
- وعَنْ مُعَاوِيَةَ بن قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لَتُمْلأَنَّ الأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا كَمَا مُلِئَتْ قِسْطًا وَعَدْلا، حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رَجُلا مِنِّي، اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي، فَيَمْلأَهَا قِسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا، يَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعًا، أَوْ ثَمَانِيًا، فَإِنْ كَثُرَ فَتِسْعًا، لا تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا، وَلا الأَرْضُ شَيْئًا مِنْ نَبَاتِهَا"" أخرجه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع.
- وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ "الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ" أخرجه أبو داود وغيره وصححه الألباني.
- وعَنْ عَلِيٍّ- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ " أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني وأحمد شاكر.
- وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ-رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الْأَنْفِ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ " قال ابن القيم في المنار المنيف:"رواه أبو داود بإسناد جيد". وحسنه الألباني.
- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ إِنْ قُصِرَ فَسَبْعٌ وَإِلَّا فَتِسْعٌ فَتَنْعَمُ فِيهِ أُمَّتِي نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ تُؤْتَى أُكُلَهَا وَلَا تَدَّخِرُ مِنْهُمْ شَيْئًا وَالْمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُوسٌ فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي فَيَقُولُ خُذْ " أخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني.
- وقال صلى الله عليه وسلم: "ينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا، فيقول: لا إن بعضهم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة ". أخرجه الحارث بن أسامة في مسنده وقال ابن القيم في المنار المنيف:وهذا إسناد جيد وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة ".
كتبه غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com)(/)
الوحدات الخاصة الأمريكية وعملياتها القذرة في العراق
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 03:23]ـ
إلقاء الضوء على العمليات السرية الإجرامية غير المعروفة للرأي العام والتي تقوم بها الوحدات الأمريكية الخاصة التي تتواجد مجموعات منها حالياً في العراق.
في عالم المجتمعات الغربية، والأمريكية منها على وجه الخصوص، لا يكون أي حدث، مهما كان صغيراً أو كبيراً وسواء كان محلياً أو عالمياً، قد وقع فعلاً وعلى الإطلاق ما لم تنشره وسائل الإعلام، حتى لو كان من قبل صحيفة محلية مغمورة في إحدى المدن الصغيرة. وإنطلاقاً من هذه الحقيقة التي تتميز بها تلك المجتمعات، تعمد الإدارات الأمريكية على طمس أحداث إجرامية يندى لها جبين الإنسانية من خلال التعتيم الإعلامي الشديد على وقوعها.
وقد كان لتجربة الأمريكان في فيتنام درساً لهم في إتخاذهم هذا المنحى الخبيث في تغيير الوقائع وطمس الحقائق.
فعلى سبيل المثال، لولا وجود المراسلين الصحفيين مع الجيش الأمريكي أثناء قتاله مع الفيتناميين ومشاهدة هؤلاء الصحفيين للمذابح التي إرتكبتها القوات الأمريكية بحق المدنيين هناك ونشرها في مختلف وسائل الإعلام، لما أدى الأمر في النهاية إلى الإنسحاب المخزي للقوات الأمريكية من فيتنام.
ومن تجربتهم في فيتنام وكوريا وغيرها من الدول التي إنغمسوا فيها بحروب عدوانية تعلم الأمريكان وطوروا أساليب التعتيم الإعلامي على جرائمهم في كل مكان تواجدوا فيه، وما العراق إلا أنصع مثال على سياسة التعتيم الإعلامي على الجرائم التي قامت وتقوم بها قوات الإحتلال الأمريكية بحق شعبنا في جميع مناطق العراق، وخصوصاً تلك الجرائم التي لا يعلم العالم حقيقة من قام بها والتي هي في الواقع من فعل وحدات خاصة سرية تابعة للجيش الأمريكي تتواجد مجموعات منها حالياً في العراق.
ومن أجل إلقاء الضوء على العمليات السرية الإجرامية غير المعروفة للرأي العام والتي تقوم بها هذه الوحدات الأمريكية الخاصة، لا بد لنا أن نوضح أولاً متى بدأ تخطيط وتنفيذ مثل تلك العمليات القذرة ومن يقوم بها، حيث يبدو لنا واضحاً الآن أن البنتاغون ودوائر المخابرات الأمريكية قد خططوا، ومنذ زمن بعيد، للقيام بأعمال إجرامية تلقى تبعتها على «منظمات إرهابية» سواء كانت حقيقية أو وهمية وحتى لو كان المتضرر من هذه العمليات هم المواطنون الأمريكان طالما تخدم تلك العمليات الإجرامية تنفيذ سياسة الإدارات الأمريكية.
ففي عام 1962 ناقش كبار قادة هيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية وإتفقوا على عملية سرية جداً أطلق عليها «عملية نورثوودز»، والتي هي خطة لتدمير ممتلكات أمريكية وقتل مواطنين أمريكان الهدف منها إعطاء مبرر لأمريكا لكي تغزو كوبا.
وفي عام 1970نشر الجيش الأمريكي «دليل العمليات الميدانية» المرقم 30 - 31 B والمعنون «إستخبارات عمليات الإستقرار والتوازن - الميادين الخاصة» المؤرخ في 18 آذار 1970 والذي وقعه الجنرال «وليام ويستمورلاند»، حيث شجع الدليل على القيام بعمليات «إرهابية» و «زرع» أدلة كاذبة في أماكن عامة لكي يتهم بها الإتحاد السوفيتي بعدئذ.
وبصريح العبارة، يذكر الدليل ضرورة القيام بهجمات إرهابية في عموم أوربا الغربية تقوم بها شبكة من الوحدات الخاصة للجيش الأمريكي وجيوش دول حلف الناتو، الغرض منها هو إقناع الحكومات الأوربية بالخطر الكبير للإتحاد السوفيتي.
وبعد عدة سنوات على نشر ذلك الدليل، تبعه تعديلات وتفسيرات وضعتها أجهزة المخابرات الأمريكية، تقول ما خلاصته أن على أجهزة المخابرات كافة القيام بـ «عمليات خاصة» توقع اللائمة فيها على «تنظيمات إرهابية».
أي بمعنى آخر أن تقوم أجهزة المخابرات الأمريكية بأعمال إجرامية يوقع اللوم فيها على «المتمردين»، حسب تعبيرهم، بحيث يستدعي الأمر أهمية التدخل العسكري الأمريكي في ذلك البلد الذي يقومون هم أنفسهم بعمليات «إرهابية» فيه، وكذلك إستمرار حربهم على مايسمى اليوم بالإرهاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قادتنا تلك المعلومات إلى البحث أكثر فيما تقوم به قوات الإحتلال في العراق من عمليات سرية، فوجدنا أن «جون يو» أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا - بيركلي والباحث في منظمة اليمين المتطرف الإجرامية المعروفة بإسم American Enterprise Institute، إقترح في مقال نشره مؤخراً في صحيفة «لوس أنجيليس تايمز»، إنشاء منظمات إرهابية وهمية كطريقة لمقاتلة منظمات إرهابية أخرى، وأن يكون لهذه المنظمات الوهمية مواقع على الإنترنت، ومراكز تجنيد ومعسكرات للتدريب إضافة إلى تسهيل عمليات جمع الأموال لها.
والسبب كما ذكره «يو»، هو من أجل بذر الشقاق بين الحركات الإرهابية، على حد تعبيره.
أي بمعنى آخر أن تقوم تلك المنظمات الإرهابية بأعمال إجرامية بحق مواطنين أبرياء تماماً كما حدث مرات عديدة في العراق حين شاهدنا إستهداف المدنيين الأبرياء، إدعت بعدها قوات الإحتلال وقوات السلطة العميلة لها أنها من فعل فصائل المقاومة الوطنية العراقية الشريفة.
وبعبارة أخرى، يقترح «يو» محاربة الإرهاب بالقيام بأعمال إرهابية لكي تستمر الإدارة الأمريكية اليمينية الفاشية بتسويق ما يعرف بالحرب على الإرهاب من خلال القيام بالكثير منه بنفسها في دول تريد الولايات المتحدة أن تشن حروباً عليها أو تستمر بإحتلالها لها.
ويقودنا التحليل لما جاء في مقال «جون يو» أن هذا الأكاديمي المختص بالقانون لم يكن في الواقع ليطرح آرائه كمقترحات، بل إن ما قاله هو عين الحقيقة لما يحدث على أرض الواقع الآن.
فقوله بضرورة (إنشاء منظمات إرهابية وهمية كطريقة لمقاتلة منظمات إرهابية أخرى، وأن يكون لهذه المنظمات الوهمية مواقع على الإنترنت) هو ما حدث فعلاً مؤخراً خصوصاً ما يتعلق ببعض أسماء فصائل المقاومة العراقية، إذ ظهرت أسماء لبعض فصائل المقاومة تشبه أسماء فصائل حقيقية تعمل على الساحة الجهادية العراقية.
وطبيعي أن الغاية من ذلك هو الإساءة إلى الفصيل المقاوم الحقيقي وخلط الأمور على المواطن العراقي بشكل خاص والعربي بشكل عام، خصوصاً عندما قامت أجهزة المخابرات بإستخدام إسم ذلك الفصيل الوهمي للإيقاع بين الفصائل الحقيقية، تماماً كما حدث عندما أصدر ذلك الفصيل الوهمي بيانات معادية للإحتلال والإعلان عن عمليات جهادية وهمية.
والحقيقة الأخرى التي حاول «يو» هذا إخفائها هو معرفته الأكيدة بوجود وحدات خاصة سرية متدربة تماماً على أعمال قذرة من النوع الذي ذكره في إقتراحه، أوجدتها دوائر البنتاغون ومدعمة بأنشطة مخابراتية عالية جداً، وتعرف هذه الوحدات بإسم «مجموعة العمليات الإستباقية كاملة الإستعداد سلفاً» والتي يطلق عليها إسم P2OG.
وتتكون هذه الوحدات من كادر محترف جداً جلّهم من المحاربين ورجال المخابرات المتقاعدين والإحتياط المدربين والمؤهلين تماماً للخدمة حال إستدعائهم للقيام بعمليات «قذرة» في المناطق الساخنة من العالم.
وقد أنشئت تلك الوحدات بتوصية من «مجلس علوم الدفاع» في البنتاغون عام 2002 وأدخلت إلى الخدمة أول مرة في أفغانستان حيث عملت مجموعة منها تحت إسم «الثعلب الرمادي» مع قوات قتالية خاصة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتعمل المجموعة الآن بإمرة «المكتب التنفيذي للعمليات الخاصة» المرتبط بمجلس الأمن القومي الأمريكي الذي جميع أعضاءه من عتاة اليمين المتطرف.
وحسبما جاء في مقال كتبه الصحفي «ديفيد آيزنبيرغ» في صحيفة «آسيا تايمز» تحت عنوان «الـ P2OG تسمح للبنتاغون بالقتال بقذارة» قال فيه، "نظراً للأهمية الكبرى التي توليها الإدارة الأمريكية لهذه الوحدات السرية الخاصة، فقد تم تخصيص مبلغ خيالي لنشاطاتها، يشتمل على 1.7 مليار دولار لتطوير إمكانياتها في «النفاذ إلى عمق تنظيمات العدو»، و100 مليون دولار سنوياً للتدريبات والتمارين، و800 مليون دولار سنوياً لتطوير قابلياتها التقنية وتجنيد 500 عضو جديد فيها، و 500 مليون دولار سنوياً لإنشاء مراكز تساعدها في التعامل مع الزيادة في متطلبات عملها، إضافة إلى 100 مليون دولار سنوياً لتوسيع نشاطاتها في تقييم شبكات القوات المشتركة التي تتعامل معها.
وبهذا فإن إجمالي المبالغ المخصصة لهذه الوحدات هو 3.3 مليار دولار، إضافة لتزويدها بأكثر المعدات القتالية والإستخبارية تطوراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذه المعدات على سبيل المثال طائرات تطير على إرتفاعات شاهقة جداً مخصصة للتجسس، وأسلحة ضغط حرارية ضد الأفراد والمعدات غير معروفة مسبقاً، إضافة إلى أجهزة ومعدات تجسس ذات تقنية عالية الكفاءة منها أشرطة حساسة جداً لمراقبة تحرك الأفراد والعربات بواسطة قمر صناعي خاص".
ومن هنا يتبين إن عمل هذه الوحدات الخاصة مصمم بالذات للقيام بعمليات غاية في السرية مع مجاميع قتالية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مستهدفة من وراءها المدنيين والبنى التحتية، الغرض منها هو خلق خوف ورعب مستمرين لدى المواطن الآمن مما يطلقون عليه «العمليات الإرهابية».
وبمعنى آخر، أن هذه الوحدات لا تتورع عن تنفيذ عمل «إرهابي» حتى داخل الولايات المتحدة نفسها تكون الغاية الرئيسية منه هو الحصول على الدعم الشعبي المطلوب لحروب أمريكا القذرة في الدول التي تريد التدخل فيها بشكل مباشر كالعراق وإفغانستان وغيرها، وتلك هي أحد أساليب عمل اليمين الفاشي المتطرف في الإدارة الأمريكية، وكما جاء على ذكره «دليل العمليات الميدانية» المنوه عنه أعلاه.
هذا إضافة إلى قيام تلك الوحدات بحرب المعلومات والمخابرات والخداع والتضليل والحرب النفسية وتخريب البنى التحية للدول التي تعمل فيها، والتي هي الأخرى سمات رئيسية لطريقة عمل اليمين المتطرف الأمريكي وتسويق أيديولجيته.
ومن أهم أهداف هذه الوحدات هو القيام بأعمال تهدف إلى ما يسمي بـ «ردود فعل محفزة» لدى تنظيمات المقاومة، من خلال قيام مجموعات من تلك الوحدات الخاصة بأعمال إجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية التي تخدم المواطنين بشكل مباشر، وذلك للقضاء على مقاتلي فصائل المقاومة بعد أن تنتظر منهم ردود فعل على العمليات الإجرامية لتلك الوحدات بحق المواطنين الأبرياء.
كما أن أحد أساليب الوحدات الخاصة هذه هو إستهداف عوائل الأشخاص الذين يعتقد أنهم منضوين في فصائل المقاومة، وتشتمل أساليبها على قتل وإعتقال أفراد عوائل هؤلاء الأشخاص ونسائهم بشكل خاص والإعتداء على أعراضهن، إضافة إلى إستعمال المخدرات للتأثير على بعضهم.
وعلى سبيل المثال إن ما حدث مؤخراً في بغداد، نقلاً عن شهود عيان، من تخريب لمحطات ضخ مياه الشرب في جانب الكرخ من بغداد هو أحد العمليات التي قامت بها مجموعة من تلك الوحدات الخاصة، إضافة لقيامها بعمليات إجرامية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء وخصوصاً النساء والشيوخ والأطفال كما حدث مؤخراً في جريمة قذرة نفذتها في منطقة بغداد الجديدة على طريق المرور السريع بعد قيام قوات الإحتلال بتوزيع الحلوى على الأطفال بهدف تجميعهم وإستهدافهم بسيارة مفخخة راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء والتي أعلنت جميع فصائل المقاومة عدم مسؤوليتها عنها.
إن الغاية الرئيسية من عمليات الوحدات الخاصة هذه هي إلصاق تهمة أعمالها الإجرامية بقوى المقاومة الشريفة، تبدأ بعدها بتسويق تلك الأحداث إعلامياً وبشكل واسع من خلال وسائلهم الكثيرة بحيث ينتهي الأمر بالإدارة الأمريكية الشريرة للإعلان عن أن هدف وجودها في العراق هو إستمرار لعملياتها في محاربة الإرهاب، الإرهاب الذي تخلقه تلك الوحدات الخاصة المدربة لهذا الغرض والذي ينتهي حسبما مخطط له ببقاء قوات الإحتلال متمركزة في قواعد ثابتة في العراق بحجة محاربتها للإرهاب في المنطقة.
وما يعزز تأكيدنا على وجود مجموعات من تلك الوحدات الخاصة هو ما جاء في تقرير خاص بموقع «الكفاح» على شبكة الإنترنت ( http://www.kifah.org/?id=1877)، (http://www.kifah.org/?id=1877)،) ذكر فيه أن قوة عسكرية أمريكية خاصة تسمى «الفئران القارضة» وصلت العراق مؤخراً، وأن هذه القوة قد تم إعدادها وتدريبها تدريباً خاصاً من أجل القيام بعمليات إجرامية قذرة كالتفجيرات والإغتيالات وتخريب منشآت البنى التحتية وخصوصاً المرافق الخدمية العامة من أجل إلصاقها بالمقاومة العراقية وبهدف التأثير عليها وعلى زخم الدعم الشعبي الواسع لها.
كما جاء في التقرير أن قيادة هذه القوة الخاصة ترتبط مباشرة بالقيادة العسكرية الأمريكية العليا في البنتاغون وليس لقيادة قوات الإحتلال في العراق أي إشراف مباشر على عملها.
وقد إتخذت هذه القوة أحد أجنحة قصر السجود الرئاسي في بغداد مقراً لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما لا بد أن نذكر أيضاً ما تقوم به في العراق عناصر عملت سابقاً في مجموعات لتلك الوحدات الأمريكية الخاصة، حيث جاء مؤخراً في تقرير كتبه «بيتر ماس» في مجلة «نيويورك تايمز» في الأول من شهر مايس 2005، ذكر فيه أن إثنين من كبار «المستشارين» الأمريكان العاملين في وزارة الداخلية العراقية هم من المختصين بتقديم «الإستشارة» للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة العميلة وكذلك للمليشيات التابعة لأحزابها كفيلق غدر والبيشمركة.
وأن أحدهم، المدعو «جيمس ستيل»، كان يعمل في السلفادور في مجال ما يسمى «مكافحة التمرد» حيث كان يقود مجموعة من 55 عنصراً من القوات الأمريكية الخاصة، وأنه متهم بعدد كبير من الممارسات اللاإنسانية المتعلقة بإنتهاك حقوق الإنسان هناك.
كما أنه مهتم جداً بتحويل العراق إلى سلفادور ثانية من خلال تدريب المليشيات العراقية على نفس الأساليب القذرة التي كانت تقوم بها مجموعته في السلفادور.
وبهذا يجب أن لا نعجب إذاً لما نسمعه من قيام الأجهزة الأمنية للسلطة العميلة وميليشيات غدر والبيشمركة بأعمال إجرامية قذرة بحق المواطنين الأبرياء في القصبات والمدن العراقية الرافضة للإحتلال وعملاءه طالما أن مستشارها وعرابها هو مجرم محترف ومعروف.
أما الشخص الآخر الذي ذكره «بيتر ماس» في تقريره فهو المستشار الأمريكي الأقدم لوزارة الداخلية العراقية المدعو «ستيف كاستيل» والذي كان قائداً لمجموعات في دائرة مكافحة المخدرات الأمريكية، حيث عمل في بوليفيا والبيرو وكولومبيا.
علماً أن دائرة مكافحة المخدرات الأمريكية، ومن خلال مجموعاتها العاملة في أمريكا اللاتينية، كانت تعمل أيضاً في عمليات ما يسمى «مكافحة التمرد» مطبقة طرقاً «إرهابية» لغرض تحقيق هدفين هما: محاربتهم الحقيقية لـ «المتمردين»، والثانية هو لخلق حالة من الفزع والخوف والرعب لدى المواطنين العاديين من خلال قيامهم بعمليات إرهابية يضمنوا من جرائها إستمرار الوجود الأمريكي في تلك الدول بحجة مساعدتها على «مكافحة التمرد» الذي يخلقوه بأنفسهم.
وأخيراً لا بد لنا أن نحذر من مخاطر عمليات تلك الوحدات العسكرية الأمريكية المجرمة على فصائل المقاومة الوطنية العراقية، لأنها تعمل حثيثاً على زرع جواسيس داخل تجمعات المقاومة كما نجحت به في أفغانستان حين تعرفت على العديد من الأفغان والعرب العاملين مع طالبان وتنظيمات القاعدة من خلال عملائها الذين زرعتهم داخل تلك التنظيمات والذين كانوا يزودوها بمعلومات يومية مفصلة عن كل ما يجري هناك.
إن عمل مجموعات من تلك الوحدات يتضمن كذلك القيام بعمليات إجرامية حتى في الدول المستقرة أمنياً والتي لا تحدث فيها أعمال تخل بأمنها، الأمر الذي يدفع بالولايات المتحدة من خلال ضغوطها المستمرة على قادة تلك الدول أن تتدخل بشكل مباشر بحجة محاربة الإرهاب الذي يقودها في النهاية إلى بسط سيطرتها الكاملة على سياسات تلك الدول وتحويلها إلى تابع هزيل يأتمر بأوامر الإدارة الأمريكية.
وقد تكون الأحداث التي تجري في السعودية ومصر ولبنان هي من أفعال تلك الوحدات الإجرامية، ومن يدري، فربما كان إغتيال وفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان السابق، بعملية إجرامية فائقة الدقة من حيث التخطيط والتنفيذ هو إحدى عملياتها القذرة من أجل تأليب المجتمع اللبناني بشكل خاص والعربي والدولي بشكل عام على سوريا وعلى حزب الله كما رأيناه يحدث والذي إنتهى بالضغط الشديد على سوريا كي تسحب قواتها من لبنان، وهو ما فعلته، وكذلك على حزب الله من أجل نزع أسلحة قواته.
المصدر
http://www.inbaa.com/modules.php?name=*******&pa=showpage&pid=92
ـ[إيهاب محمد عبد الشهيد]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 02:30]ـ
نود الكثير من المقالات الكاشفة عن خبث ومكر هؤلاء الأنذال، لكن بلا تهويل أو مبالغات
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 08:10]ـ
نود الكثير من المقالات الكاشفة عن خبث ومكر هؤلاء الأنذال، لكن بلا تهويل أو مبالغات
لا أدى أتتحدث معى ام تتحدث مع شخص أخر!!!
يا أخى الموضوع لو تريد مراجعته راجع الرابط الذى كان ملصق دخل محتوى المقال!!
وسنعيد سيرتها الاولى ,, وها هو الرابط: شبكة الإنترنت ( http://www.kifah.org/?id=1877)، (http://www.kifah.org/?id=1877)،)
شكرا على عدم قراءة الموضع بشفافية!!(/)
هل نحن الفرقة الناجية؟
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 03:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة الأنفال 25
وَ?تَّقُواْ فِت?نَةً? لَّا تُصِيبَنَّ ?لَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُم? خَا?صَّةً? ? وَ?ع?لَمُو?اْ أَنَّ ?للَّهَ شَدِيدُ ?ل?عِقَابِ
روى الامام الترمذي وابن ماجة وابو داوود رحمهم الله عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: انّ اليهود افترقت على احدة وسبعين فرقة, والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة, وأنّ هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة, كلها في النار الا واحدة, قالوا فمن هي يا رسول الله: قال عليه الصلاة والسلام:
ما أنا عليه وأصحابي
وروى الامام البخاري رحمه الله عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال طائقة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرين
وفي الحديث المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد, أي غير مقبول ومردود على صاحبه
وفي رواية لمسلم رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم الذين يقتلون أهل الاسلام ويتركون أهل الاوثانو ويكفرون الصحابة, فقال في وصفهم: هم قوم يقرؤون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم, يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية, فاذا لقيتموهم فاقتلوهم, فانّ في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة
وقد أجمع أهل العلم على أنهم الخوارج الذي تبعوا عبد الله بن سبأ فقتلوا عثمان وخرجوا على علي وقتلوا الزبير بن العوام رضي الله عنهم ظلما وعدواناً, و وكفَّروا الصحابة وتقوّلوا عليهم بما لا يليق بهم , وقد امتدحهم الله عزوجل في كتابه الكريم بقوله تعالى في آية كريمة ختم بهاسورة الفتح: محمد رسول الله, والذين معه, أشداءُ على الكفار رحماءُ بينهم , تراهم رُكّعاً سُجّدا يبتغون فضلاً من الله ورضواناً, سيماهم في وجوههم من آثر السجود
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن ما الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ هل هذه الطائفة موجودة الآن؟ وان كانت موجودة فما هو منهجها؟ وأين مكانها؟ وهل لها امام يقودها بكتاب الله عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما الذي سنأتي على ذكره لاحقا؟
أيها الأخوة والأخوات الأفاضل, سنجيب على كل هذه التساؤلات باختصار كي نستوعب ما نقرأ وندرك انفسنا في الانتماء للفرقة الناجية سائلين المولى عزوجل أن يكتبنا منها برحمته تعالى.
سأذكر البنود الأساسية لمنهج الفرقة الناجية, ومن خلالها سيدرك كل منا ان كان ينتمي اليها أم لا, فان كان منها فليحمد الله عزوجل ولتابع سيره على ما هو عليه فانه والله على الحق, وان يجد نفسه بعيدا عنها بعد المشرقين فليحاول اعادة جدولة حياته من جديد مع وضع يده على بنود الخلل فيه قبل أن يدركه الموت , فالتوبة مقبولة ما لم تغرغر النفس أو تشرق الشمس من الغرب, والسعيد من اعتبر واتعظ وعمل الى ما بعد الموت.
أولا: منهج الفرقة الناجية هو المنعج الذي كان ينتعجه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
* ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته كان يعتمد على اتباع القرآن الكريم, يحللون حلاله ويحرمون حرامه ويقيمون حدوده, ويتمسكون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم المبينة الشارحة المفسرة لكتاب الله عزوجل ذلك أن السنة هي الوحي الثاني كما في قوله تعالى في سورة النحل 44: وأنزلنا اليك الذكر لتُبيّنَ للناسِ ما نُزّلَ اليهم
وقوله تعالى في مستهل سورة النجم 3 - 4: وما ينطقُ عنِ الهوى * انْ هوَ الاَّ وحْيٌ يُوْحى
* هؤلاء ساروا على الايمان بالله عزوجل الها واحدا لا شريك له, فصرفوا جميع أنواع العبادة من الاعتقادات والأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة اليه وحده سبحانه وتعالى.
* الايمان بأسماءه الحسنى وصفاته العلا كما وصف الله عزوجل نفسه في كتابه الكريم, ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل (تحريف أو تبديل) بل اثبات تلك الصفات لله عزوجل على اساس قوله تعالى في سورة الشورى 11: ليس كمثله شيءٌ وهو السميعُ البصير
(يُتْبَعُ)
(/)
وحكموا بما أنزل الله عزوجل, فقطعوا يد السارق والسارقة امتثالا لقوله تعالى: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كَسَبا نَكالاً
وأقاموا الحدود على الزناة اما بالرجم حتى الموت للزناة المحصنين أو من سبق لهم الزواج ولو حتى مرة واحدة , حتى وان كانوا مطلقين أو أرامل , والجلد والنفي بتغريب عام عن مكان اقامتهم لمدة عام حدا وتعزيرا, والجلد لشراب الخمر حدا وتعزيراً.
* وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر لا يخافون في هذا في الله لومة لائم, وما كنت تسمع من أحدهم عبارة وأنا مالي , ذلك أنّ قضيىة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبة على كل مسلم ومسلمة بالغين, , كما في قوله تعالى آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة يوسف 108: قل هذه سبيلي أدعوا الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين
وقوله تعالى في سورة النحل 125: ادعُ الى سبيلِ ربّكَ بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلْهُمْ بالتي هيَ أحسن, انّ ربّكَ هو أعلم بمَنْ ضلّ عن سبيلهِ وهوَ ألعلمُ بالمهتدين
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ضوء هاتين الايتين: العلم أولا ثم الحكمة, والدعوة على هذا المنهج تعمُّ المسلمين جميعا كلٌّ بقدر استطاعته وفي المجال المختص به, لا يكلف الله نفسا الا وسعها, وكما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:: دعوني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم
وقوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: من رأى منكرا فليُغيّرهُ بيدهِ, فان لم يستطعْ فبلسانهِ, فانْ لمْ يستطع فبقلبه وذلك أضعفُ الايمان
ومن هذا الحديث نستخلص أنّ التغيير باليد يكون بيد الحاكم, وباللسان لكل مسلم ومسلمة, فمن لم يستطع فيلزمه كراهة هذا المنكر بقلبه وهذا أضعف الايمان,
* والجهاد في سبيل الله تعالى لنشر هذا الدين العظيم وانقاذ العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد كما في قوله تعالى في سورة فصلت: ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال قال اني من المسلمين
عكذا علينا أن نتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الموافقة للقرآن الكريم , وليس صعبا ولا مستحيلا تحقفيق ذلك طالنا الصحابة رضي الله عنهم انتهجوه وهم ليسوا أنبياء, لأجل هذا نجدهم وقد استحقوا مدح الله عزوجل لهم: رضي الله عنهم ورضوا عنه.
هذه هو منهج اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وعلى هذا المنهج سارت الفرقة الناجية, ومن خلال ما تقدّم هل تجد نفسك منها؟
انّ مكان وجود هذه الفرقة الناجية في كل ارجاء المعمورة لا يحدها حد ولا يحصرها بلد دون آخر.
أما الجانب الثاني من السؤال الأهم هل لهذه الفرقة امام يقودها بكتاب الله الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, هيا بنا جميعا نُصغي الى حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما علّنا نُدركُ الاجابة على تساؤلاتنا كلها.
روى الامامين البخاري ومسلم رحمهما الله عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة أن يدركني, فقلت يا رسول الله! انا كنا في جاهلية وشر, فجاءنا الله بهذا الخير, فهل بعد هذا الخير من شر؟
قال: نعم
قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير
قال: نعم وفيه دخن
قلت: وما دخن؟
قال: قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتُنكر
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟
قال: نعم , دعاةٌ على أبواب جهنم, مَنْ أجباهم اليها قذفوه فيها
قلت: يا رسول الله! صفهم لنا.
قال: هم من جَلدَتِنا ويتكلمون بألسنتنا.
قلت: ما تأمرني ان أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وامامهم.
قلت: فان لم يكن لهم جماعة ولا امام؟
قال: فاعتزل تلك الفرق كلها, ولو أن تعضُّ بأصل شجرة حتى يدؤكك الموت وأنت على ذلك
يقول الامام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث: دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها .. قال العلماء رحمهم الله: هؤلاء من كان من الامراء يدعو الى بدعة أو ضلال آخر, كالخوارج والقرامطة وأصحاب المحنة, وفي الحديث لزوم جماعة المسلمين وامامهم ووجوب طاعته وان فسق وعمل المعاصي.
يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم في سورة الانقال
(يُتْبَعُ)
(/)
واتقوا فتنةً لا تُصيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب
قال الآلوسي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة: من هذه الفتن المداهنة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومنها التفرق والاختلاف, ومنها ترك انكار البدع اذا ظهرت, وما شابه ذلك.
يعني اذا كان الزمان زمان تفرق واخلاف كأيامنا هذه, علينا أن نُحذّرُ بعضنا بعضا ن مغبة الفتن أن تصيبنا, فان لم نتقي التفرق والاختلاف القائم الآن فيما بيننا فانّ مساويء الفتن لا تصيبُ فقط الذين ظلموا وانما تصيبُ الجميع.
لأجل هذا ونحن في هذا المقام ونحن نتحدث عن الفتن أردنا أن نثنّبهَ ونذكّر بهذا الأمر خاصةً وأنّه لا زالت هناك ثلةٌ قائمة بدعوة التوحيد في هذا الزمان, وكان لزاما علينا أن نُذكّر بعضنا بعضا من مغبة العقاب الجماعي, والمخرج الوحيد مما نحن فيه من البلاء الذي يعمنا من رؤوسنا حتى اخمص قدمينا هو العلم النافع والالتزام ما أمكننا بمنهج وعقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة.
وهذه التأويلات هي التي تدعمها الأحاديث الصحيحة ; ففي صحيح مسلم رحمه الله عن أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله!، أنُهلكُ وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث
وهل هناك خبثٌ أكثر من الخبث الذي يعيش بيننا نحن مسلموا هذه الأيام؟
حديث تعذيب العامة بذنوب الخاصة
ففي صحيح الترمذي رحمه الله: إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده
وفي صحيح البخاري والترمذي رحمهما الله عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا.
ففي هذا الحديث [ COLOR=red] تعذيب العامة بذنوب الخاصة استحقاق العقوبة وذلك نتيجة لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال علماؤنا رحمهم الله: فالفتنة إذا عمت هلك الكل. وذلك عند ظهور المعاصي وانتشار المنكر وعدم التغيير، وإذا لم تغير وجب على المؤمنين المنكرين لها بقلوبهم هجران تلك البلدة والهرب منها كما في قوله تعالى في سورة النساء 79: إن الذين توفّاهمُ الملائكة ظالمي أنفسهم، قالوا فيمَ كنتم , قالوا: كنا مستضعفين في الأرض. قالوا: ألم تكُنْ أرضُ الله واسعةً فتُهاجروا فيها, فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً،
وقال ابن ابن وهب عن مالك رحمهما الله أنه قال: تهجر الأرض التي يصنع فيها المنكر جهارا ولا يستقر فيها.
وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب مَن كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم
وهذا الحديث يدل على أن الهلاك العام منه ما يكون طُهرة للمؤمنين ومنه ما يكون نَقمة للفاسقين.
وروى مسلم رحمه الله عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما, أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه، فقلت: يا رسول الله، صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله؟ فقال: العجب أن ناسا من أمتي يؤمون هذا البيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم. فقلنا: يا رسول الله، إن الطريق قد يجمع الناس. قال: نعم، فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله تعالى على نياتهم.
وسأتناول في بحثي المتواضع هذا ما جمعته من كلام أئمتنا ومن كلام أهل السنة والجماعة الذي بنوه على كلام المولى تبارك وتعالى, ومن ثمّ استنبطنوه من كلام الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
انّ الفتن ان لم نرعوي منها ولم ننظر الى نتائجها مآلها ستحرقنا جميعا بلهيبها الذي لن يخمد الا باتباعنا لكتاب الله عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلمو فهما المعيار الأساسي في كل أمر, ووجوبا علينا اتباعهما حتى يتسنى لكل منا أن يعصم نفسه من أن ينساق الى مالا يُحمد عقباه, ولكي نقي أنفسنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن علينا أن نراعي االقوانين والقواعد التي بينها أهل السنة والجماعة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم
انه مَن يعشْ منكم فسيرى اختلافا كثيراً, فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي, تمسّكوا بها, وعضّوا عليها بالنواجذ
أي تمسكوا بها بأسنانكم وعضوا عليها بقوة, ولأنّ الصحابة رضوان الله تعالى عنهم تمسكوا بها فقد نجوا وفازوا في الدنيا والآخرة.
ولكي ننجوا نحن من هذه الفتن علينا بالتمسك بكتاب الله الكريم, وأن نغذي عقولنا وقلوبنا وكل جوارحنا من نوره الفياض, فنُحلُّ حلالَه ونُحرَمُ حرامَه ونُقيمُ حُدودَهُ, ونتجنب كل ما يخالف الشرع حتى يحل علينا رضوان الله عزوجل, ومن رضي الله عنه أدخله في حصنه, ومن دخل حصن الله عزوجل فلا يعذبه أبدا.
أيضا هناك وجوب ملازمة أهل السنة والجماعة, لأننا اذا كنا بمعزل عنهم من حيث لا ندري, تجدنا وقد جارينا عقولنا فيما تريد وتهوى وساقتنا وراء الفتن من حيث لا ندري, لذا من سار خلف أهل السنة والجماعة وفق ما جاء في الكتاب الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم, فانه لن يندم بعد ذلك أبدا.
أمرٌ آخر البعد ما أمكننا عن المعاصي والآثام وذلك بتجنب الطرق والمسالك المؤدية اليها, ولأنّ من حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه, فقد حرّم الله عزوجل الفواحش ما ظهر منها وما بطن, اذ متى تمكن المسلم من السيطرة على ظواهر الفاوحش فانه وبسهولة يسيطر على بواطنها.
انّ صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين من بعدهم كان لهم سيرة طيبة في تجنب الفتن, لذا علينان نسلك مسلكهم في الاتباع , فطوبى ثم طوبى لمن سار خلف مهتدٍ, وطوبى له في سيره وممشاه واقتفاء أثر الصالحين, فانه لن يندم ان شاء الله أبداً.
ومن هذه الأحكام والقوانين والقواعد الواجب علينا اتباعها فيما اذا ظهرت الفتن أو نحوها: الرفق واللين والحلم والتأني, فالعجلة دوما من الشيطان, ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة حين لن ينفع الندم.
وعن الرفق قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
ما كان الرفق في شسيءس الا زانه, ولا نزع من شيءٍ الا شانه
وهذا يعني أن الرفق أمر محمود في الأمر كله
نعم في كل أمر علينا بالرفق والتأني , وأن نبتعد عن الغضب ما أمكننا, فالرفق نجاة ولا ندم بعده أبدا, فالرفق محمود في كل شيء في التفكير والمواقف وفي كل شيء , اذ على العقل نعول فيما نريد أن نتخذ من قرارات ومواقف ..
فلناخذ دوما بالزين والأمر الحسن, ولنحذر الأمر المشين الذي ينزع الهيبة والوقار من صاحبه قولا وفعلا.
أما عن التأني فيقول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج بن القيس رضي الله عنه: انّ فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة
والتأني خصلة محمودة , لأنّ في العجلة الندامة كما في قوله تعالى في سورة الاسراء: ويدعو الانسانُ بالشرِّ دعاءَهُ بالخيرِ, وكان الانسانُ عجولا
وأما في الحلم فقد روى الامام مسلم رحمه الله عن الليث بن سعد رضي الله عنه قال أن المستورد القرشي وكان عنده عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سيمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس, فقال عمرو بن العاص رضي الله عنه: أبصر ما تقول؟ فقال: وما لي ألا أقول ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ان كان كذلك فلأنّ في الروم خصالاً أربعْ وذكر منها: أنهم أحلمُ الناسِ عند الفتنة, أنهم أسرعُ الناس افاقةً بعدَ مصيبة.
وهذا يعني أنه اذا ظهرت الفتن فانهم يحلمون ولا يغضبون ولا يعجلون ليقوا أصحابهم النصارى القتل وشرّ الفتن, لأنهم يعلمون أن الفتنة اذا ظهرت فانها ستأتي عليهم, لأجل تلك الخصلة الحميدة فيهم, فهم سيكونوا أكثر الناس الى قيام الساعة, وان كانت فيهم تلك الخصلة الحميدة وهم نصارى , أليس نحن أهل الاسلام أولى بهم بهذا الخير؟
الحلم محمود في الأمر كله, فانه يُبصرُ عقل العاقل في الفتنة بحلمه وأناته
(يُتْبَعُ)
(/)
ورفقه, فيدل على تعقله وعلى بصره.
مما سبق نستنتج ان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام رضي الله عنهم هم السلف الصالح, والسائرون على منهجهم وسنتهم الى يوم الدين هم التابعون, كما في قوله تعالى في سورة التوبة 100: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان, رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا , ذلك الفوز العظيم
وهذه الطائفة التي تسلك هذا المنهج وان كانت قليلة الا أنها موجودة في الدنيا كلها وستبقى عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: الخير فيَّ وبأمتي الى يوم القيامة ...
نعم , جماعة لا يحدها زمان ولا مكان, ولا يحصرها بلد دون آخر, وهم جماعة المسلمين السائرون على الحق والهدى, وقد يكون لهم امام يقودهم بكتاب الله وسنة رسوله, وقد لايكون لهم امام, وهم يخطئون ويستغفرون اذ ليس هناك معصوم الا من عصمه الله عزوجل, والمعاصي والاخطاء طبيعة البشر جميعا.
ففي عهد النبوة والخلفاء الراشدون كان الناس يرتكبون الأخطاء والمعاصي الى يومنا هذا والى أن يرث الله عزوجل الأرض ومن عليها, وليس العيب في الخطأ أو وجود المعاصي وانما العيب في عدم اقامة الحدود الرادعة على من ارتكب تلك المعاصي , وهذه الفرقة ان شاء الله هي بلا شك موجودة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ومسلم رحمهما الله: انّ الايمان ليأزر الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها .. وفي رواية: وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية الى جحرها
اللهم اجعل خاتمتنا على الهدى والايمان ا في مدينة رسولك صلى الله عليه وسلم.
ان نصح الأمة وولاة الأمر واجب على جميع علماء الأمة كما في صحيح مسلم رحمه الله: الدين النصيحة, الدين النصيحة, الدين النصيحة, قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه وولأئمة المسلمين وعامتهم
أما كيفية تقديم النصيحة لهم فهنا مربط الفرس , وكما قال العلامة عبد الرحمن بن السعدي وهو من العلماء المعاصرين في كتابه الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في وجوب النصيحة وفوائدها في شرح الحديث: وجوب طاعتهم بالمعروف, وعدم الخروج عليهم , وحث الرعية على طاعتهم, ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله, وبذل ما يستطيع الانسان من نصحتهم, وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون اليه في رعايتهم, كلُّ أحد بحسب حاله, والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق, فانّ صلاحهم صرح لرعيتهم.
واجتناب سبهم والقدح فيهم واشاعة مثالبهم, فانّ في ذلك شراً وضراراً وفساداً كبيراً , فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك.
وعلى من رأى فيهم مالا يحلذث أن ينبههم سراً لا علناً بلطفِ وعبارةٍ تليقُ بالمقام ويحصل بها المطلوب.
واحذر ايها الناصح لهم أن تفسد نصيحتك بالقول امام الناس: اني نصحتهم وقلت وقلت, فهذا عنوان الرياء وعلامة ضعف الاخلاص, لأنّ الهدف هو الاصلاح, وبهذا الاسلوب يتحقق الاصلاح ان شاء الله
وأختم حديثي بمسك الختام قوله تعالى
سبحان ربك ربّ العزّةِ عما يصفون * وسلامٌ على المرسلين * والحمد لله رب العالمين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - May-2009, صباحاً 01:36]ـ
وما انتهيت اليه؟
اننا الفرقة الناجية؟ ام ماذا؟
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 05:48]ـ
أشكر لك مرورك الطيب أخي في الله خالد المرسي, واعذرني أخي الكريم في التأخير بالرد لظروف خارجة عن ارادتي غبت فيها عن المنتدى ما يزيد عن شهور أربعة, واقول لك عزيزي ان شاء الله نحن أمة الاسلام المهتدين بهديه صلى الله عليه وسلم من الفرقة الناجية, عملا بقوله تعالى: قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله , وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم بما معناه: ما أنا عليه وأصحابي
نسأله تعالى أن يجعلنا من متبعي هديه صلى الله عليه وسلم , وممن كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ... فان نحن اقتفينا أثرهم كما يريد الله لنا ويرضى , كنا من الفرقة الناجية باذن الله.(/)
هل بدأ الدور الصفوي في أفغانستان؟
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 04:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل بدأ الدور الصفوي في أفغانستان؟
المأزق الأمريكي
(1)
د. أكرم حجازي
19/ 4/2009
قبل الهجوم الأمريكي على إمارة أفغانستان طالبت الولايات المتحدة بتسليم بن لادن لها باعتباره مسؤولا عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ولم يكن هذا المطلب بالنسبة لطالبان ليعني، بأي حال، استمرار نظام الإمارة وتوجهاتها ولا السماح باستمرار نشاط القاعدة دون بن لادن. فالأمريكيون، بحسب الملا محمد عمر، سعوا لإسقاط الإمارة منذ إعلانها، ولو لم يكن حدث 11 سبتمبر مبررا قويا لسعوا لإيجاده. كما أن الأمريكيين كانوا موقنين، أيضا، بأن مطلبهه ليس سوى تعلة لغزو البلاد، وعليه فقد ذهبوا إلى المعارضين للإمارة وخيّروهم بين التعاون معهم لإسقاط الإمارة وإعادة إعمار البلاد أو الوقوف إلى جانب طالبان وخسارة كل شيء.
وعلى شدة الهجوم الأمريكي والمجازر الفظيعة التي ارتكبت في أفغانستان ما كان لأحد أن يتوقع قيامة لطالبان أو القاعدة وهما وسط أهوال من الركام التي طمرتهما تحت أشد الأسلحة الأمريكية تدميرا وفتكا. فما تعرضت له الجماعتان كان كافيا لاختفائهما عن وجه الأرض لألف سنة قادمة. ولو أصيبت جماعة أخرى ما أصاب طالبان والقاعدة لما قامت لها قيامة أبد الدهر.
لكن مع مضي سنوات الحرب الطاحنة كانت الاستراتيجية الأمريكية تتآكل كلما تبين أن طالبان تتضخم ويثمر جهادها ابنة شرعية هي طالبان الباكستانية ونفوذ واسع النطاق، حينها أدرك الأمريكيون أن استمرار تراجع قوات الناتو في أفغانستان سيعني بالنهاية سيطرة طالبان والقاعدة، وهذا لن يهدد المنطقة برمتها وفي مقدمتها باكستان فحسب بل سيكون وبالا على الغرب. لهذا أعلنت الولايات المتحدة عن استراتيجية جديدة في المنطقة لوقف الزحف الطالباني وتأمين المنطقة. والسؤال: لماذا تبدو باكستان بعد كل هذه الخدمات تحت المطرقة الأمريكية والتهديد بتفكيكها؟ وفي المقابل تبدو الولايات المتحدة مضطرة إلى الاستعانة بإيران بصورة غير مسبوقة وهي التي فضلت احتكار الملف الأفغاني منذ احتلال البلاد؟ ما الذي لم تقدمه باكستان ويمكن أن تقدمه إيران؟
لما تتحدث الولايات المتحدة عن الحاجة إلى استراتيجية جديدة فهذا يعني أن القديمة إما أنها فشلت تماما أو أنها لم تعد كافية لمواجهة المستجدات على الساحة. أما القديمة فقد استندت بالدرجة الأساس إلى معيار القوة عبر التدخل العسكري العنيف الذي لم يأخذ بعين الاعتبار مصالح أي طرف آخر. ولتحقيق أهدافها اعتمدت على باكستان كقاعدة انطلاق في تدمير أفغانستان وضرب طالبان والقوى الجهادية فيها سواء كانت القاعدة أو أية قوة أخرى. وباعتبارها قوة غزو فقط، فمن الطبيعي أن تمارس أمريكا المراوغة والكذب، كعادتها، فيما يتعلق ببناء أفغانستان والقضاء على تجارة المخدرات فيها والتي نمت صادراتها أضعافا مضاعفة في ظل احتلالها العسكري للبلاد. وكعادتها أيضا جاءت بعملائها ونصبت منهم حكاما على البلاد وأفسحت المجال لأوكار الفساد والإفساد حتى تجري عملية النهب للثروات دون أن تجد من يحاسبها.
ولأن الاستناد إلى معيار القوة كان مصحوبا، كالعادة، بحزمة من القيم الوحشية التي تميز الأمريكيين وتهيمن على عقليتهم كالغرور والحقد والاستعلاء والرغبة في الانتقام فقد اعتقدوا أن بمقدورهم تحقيق أهدافهم في أفغانستان دون عناء كبير، بل أنهم نزلوا في أفغانستان، كما غيرها من البلدان، وهم محملين بثقافة الصيد والقتل العشوائي والتدمير والاستخفاف بالسكان والإثخان فيهم. وفي ضوئها هاجمت الولايات المتحدة أكثر من 500 هدف مدني كالمدارس والمساجد والأعراس ودور تحفيظ القرآن والقرى النائية في محاولة لإرهاب السكان وفك أي ارتباط بينهم وبين المقاتلين، فضلا عن أن جرائمهم الوحشية ارتكبت كما لو أنها عربون نقاهة في معالجة آثار الصدمة النفسية التي خلفتها هجمات 11 سبتمبر. وفي المحصلة بدت التصرفات الدموية للأمريكيين في أفغانستان أقرب إلى تلبية احتياجاتهم النفسية من قربها لأية احتياجات أمنية أو استراتيجية كما زعمت الولايات المتحدة بقيادة المحافظين.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذا، فبعد سنوات من الحرب الظالمة عادت طالبان والقاعدة إلى الساحة كقوى متمرسة وأشد بأسا وخبرة وعدة وعتادا من ذي قبل، وتبعا لذلك لم يعد قتل قياداتهما ورموزهما أو اعتقالهم أهدافا استراتيجية لا للأمريكيين ولا للناتو ولا حتى للأمم المتحدة. ولا ريب أن هذا التوصيف، للوضع الراهن وفي هذه اللحظات بالضبط، يعني لكل مراقب أن الولايات المتحدة منيت بخسائر فادحة في أفغانستان لدرجة أن تصريحات القوى الجهادية بدت أكثر تفاؤلا وهي تتحدث عن تباشير النصر القادمة مقارنة بتشاؤم تصريحات الكثير من المصادر الغربية وهي تتحدث، بنوع من التسليم، عن انتصار طالبان أو على الأقل استحالة هزيمتها عسكريا. ولما يكون الأمر بهذه القتامة والخطورة فما هو المبرر لوجود قوات احتلال، في مكان ما، بلا أهداف قابلة للتحقيق ولو في حدها الأدنى؟ لا شيء يذكر.
هكذا تبدو الاستراتيجية القديمة، على فرض وجودها أصلا، قد ولت إلى غير رجعة. وبات الحديث عن لغة جديدة ضرورة يعكسها شبه الإجماع العالمي الذي أقرّ بفشل معيار القوة العسكرية، وحدها، في التعامل مع الملف الأفغاني بصورة مريعة ومخزية مقابل تقدم بارز للمشروع الجهادي، في المنطقة، على المستوى الميداني وعلى مستوى الأطروحة الجهادية ذاتها. وزيادة على ذلك؛ فالذين لفظوا طالبان والمجاهدين، من السكان، حين الغزو الأمريكي وازدروهم في أفغانستان ووزيرستان وباعوا الكثير منهم إلى القوات الباكستانية وعبرها إلى الولايات المتحدة هم اليوم في صفوف طالبان والقاعدة مقاتلين أشداء ومساندين لهم ودعاة لتطبيق الشريعة ومواصلة الجهاد في مناطق أخرى.
لكن لأن الأمن القومي الأمريكي والأوروبي والإقليمي مرتبط بواقع الحال في أفغانستان فمن الصعب توقع انسحاب مفاجئ للناتو ناهيك عن انسحاب أمريكي في المدى المنظور. إذ أن الانسحاب سيعني انتحارا ميدانيا وتهديدا إقليميا خطيرا وتوترا دوليا شديدا كونه سيسمح للقوى الجهادية بالانتصار الساحق ويعزز من أطروحة الجهاد العالمي في مناطق أخرى. وعليه فالمأزق أبعد من الساحة الأفغانية، بما أن طالبان الباكستانية باتت أشد خطرا وفتكا من طالبان الأفغانية، وبما أن التمدد باتجاه الأقاليم الباكستانية يهدد بابتلاع البلاد وجرها إلى عرين الشريعة وعبرها إلى عرين الجهاد العالمي. وبما أن العالَم الرسمي لم يتحمل بضعة جبهات جهادية فمن الأولى به ألا يتحمل انفجارات كبرى في مناطق عديدة من البلاد الإسلامية.
هكذا تبدو أمريكا قد جنت على نفسها بسياساتها وغطرستها. فمشكلتها التاريخية الأعوص أنها لا تقيم وزنا للخصم ولا تسعى لإدراكه، ولا تعترف بمرارة الواقع إلا بعد فوت الأوان، وما أن تقع في ورطة حتى تستفيق وتبدأ بالصراخ والعويل وإطلاق التهديدات. فكل التصريحات والتقارير والنصائح والتقييمات التي تتناقلها وسائل الإعلام العالمية، منذ عام وحتى الآن، عن العسكريين والسياسيين والمحللين والاستراتيجيين والخبراء تدور في حلقة مفرغة وهي تبحث عن مخرج لنتائج السياسات الأمريكية والغربية وفعالياتهما العسكرية في المنطقة. وهذا مؤشر دقيق على أن الأمريكيين وحلفائهم لم يدركوا خصومهم، ولم يعرفوا بعد لا طالبان ولا القاعدة ولا أنماط تفكيرهما ولا خلفيات العقل الجهادي لما تكون مرجعياته ومصادر تشكله الشريعة الإسلامية وليس السياسات الوطنية ولا الرغبات النفسية. فهل يمكن محاربة خصم لا يُعرف منه سوى أهدافه؟ وهل يمكن للمنطق الغربي أو الوطني فهم العقلية الجهادية بسهولة؟
إذن وسط قناعة باستحالة الانتصار أو تحقيق أي حسم عسكري برزت الحاجة إلى إعادة النظر في الأداء السياسي والعسكري للقوات الأمريكية في أفغانستان وباكستان على السواء. لكن الخروج من المأزق الأفغاني لا يعني بالضرورة الاستعداد للانسحاب بقدر ما يعني البحث عن وسائل مهمتها وقف اندفاع طالبان والقاعدة وخفض وتيرة العمليات العسكرية لهما وحماية القوى الدولية من خطر الاستنزاف البشري. وعلى امتداد السنة الماضية، حيث وقائع الانتخابات الأمريكية، لوحظ أن الأمريكيين في حالة تمايز في المواقف تجاه ما يجب القيام به في أفغانستان. فقد تحدثت أمريكا بلسان الجمهوريين عن مفاوضات مع طالبان ثم تحدثت بلسان الديمقراطيين فقط عن زيادة في عدد القوات لكنها اليوم، بعد فوز أوباما، تتحدث
(يُتْبَعُ)
(/)
عن استراتيجية جديدة.
يتبع ...
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 04:37]ـ
هل بدأ الدور الصفوي في أفغانستان؟
إعادة التأهيل
(2)
د. أكرم حجازي
20/ 4/2009
لعل أقصى ما أدركته أمريكا من الوضع في أفغانستان وباكستان أنه يحتاج إلى جهد دولي وإقليمي لمواجهته! هذه المحصلة، من وجهة نظر عسكرية وسياسية بعيدا عن الأزمة الاقتصادية، جاءت:
• على خلفية سيطرة طالبان على 72% من الأراضي الأفغانية واحتمال سقوط البلاد بيدها.
• وفي أعقاب الإقرار بخطورة طالبان الباكستانية واحتمال تمددها إلى أقاليم باكستانية أخرى، وترجيح الحل الجذري للأزمة في باكستان، وتحديدا في الحزام القبلي البشتوني وليس في أفغانستان.
• وفي أعقاب فشل الحل العسكري خاصة مع انهيار ممر خيبر الذي يمثل خط الإمداد الرئيسي لقوات الناتو بين باكستان وأفغانستان.
• والأهم أنها تأتي في أعقاب إقرار الولايات المتحدة بأنها عاجزة وحدها عن مواجهة ما تراه مخاطر جدية تهدد الأمن الأمريكي مثلما تهدد دول الجوار والعالم، وأن في المنطقة والعالم لاعبون غيرها لا يقلون دهاء وخبرة عنها في التعامل مع الملف الأفغاني الذي احتكرت التصرف به وحدها طوال السنوات الماضية، وأنه من الحماقة عدم الاستفادة ممن يقدمون خبراتهم.
ومع ذلك فالجهد الدولي والإقليمي المطلوبين، في إطار الاستراتيجية الجديدة، سيظلان تحت سيطرة القيادة الأمريكية ورؤيتها. وعليه فإن الجهد الدولي ينبغي أن يضع بعين الاعتبار نظرية الجنرال ديفيد بتريوس قائد المنطقة الوسطى للقوات الأمريكية والقائمة على تبادل التفاهم في إطار تبادل "المصالح المشتركة"، وفي السياق لا خلاف على أن بقاء الاحتلال قائما في أفغانستان هو ضرورة ملحة للجميع، وهو ما عبر عنه أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصولا إلى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي.
أما الجهد الإقليمي، وفقا للجنرال بتريوس، فيقضي بتوجيه السياسة الأمريكية ذاتها للعمل على أساس مبدأ: "الموازنة بين المصالح المتعارضة والمصالح المشتركة". فالسياسيون ينبغي أن يوازنوا بدقة بين ما هو مشترك وما هو متعارض خاصة فيما يتعلق بالملفات الساخنة. لكن ما هي حيثيات الجهد الإقليمي؟ ومن هي القوى المعنية؟ وما هي الأدوار التي يمكن أن تلعبها في المنطقة؟ لنبدأ من باكستان.
فالصراع الباكستاني – الهندي يعدّ واحدا من ثلاث صراعات دولية، إلى جانب فلسطين وشبه الجزيرة الكورية، يمكن أن يؤدي الاشتباك في إحداها إلى حرب كونية ثالثة. وعليه فليس سباق التسلح بينهما إلا صراعا على البقاء. فالباكستان تأسست على خلفية صراع ديني بين "المسلمين" و"الوثنيين"، وحتى المجتمع والجيش الباكستانيين أُشبعا تاريخيا بمحتوى عقدي بارز ضد الهنود. ولأن أفغانستان تمثل بالنسبة للباكستان عمقا استراتيجيا لا مفر منه في مواجهة الهند فقد كان من الطبيعي، ولما يزل، أن تكون باكستان بمثابة القاعدة الآمنة للجهاد الأفغاني في مرحلته الأولى وأن تتبنى طالبان في المرحلة الثانية وأن تحتفظ بعض العناصر أو مراكز القوى في أجهزتها السياسية والأمنية والعسكرية، من منظور عقدي أو استراتيجي يلبي احتياجات دولة في مرحلة ما، بعلاقات واتصالات مع القوى السياسية وحتى الجهادية على السواء في مرحلة ما بعد هجمات 11 سبتمبر. وهكذا تبدو الباكستان دولة تصارع على وجودها منذ نشأتها، وليس من المنطقي أن تفرط بكل أوراقها مهما بلغت الضغوط الأمريكية.
هذه الوضعية لباكستان لم تعد مقبولة منذ زمن لدى الأمريكيين. ومنذ صعود نجم طالبان بقوة على الأرض بدأت الطعون الأمريكية في الدور الباكستاني تتوالى ابتداء من أوائل العام 2005، وغدا الرئيس برويز مشرف أقوى حليف لأمريكا متهما بالتقصير في محاربة الإرهاب. بل أن باكستان متهمة بكونها "دولة فاشلة" أو في الطريق إلى ذلك، وبالتالي فهي مهددة بالتفكك. وقد تصاعدت حدة هذه الاتهامات مع وصول الرئيس أوباما إلى الحكم وإعلانه عن استراتيجية جديدة في أفغانستان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن جهتها نشرت صحيفة النيويورك تايمز تقريرا لها (25/ 3/2009) ذكرت فيه: "أن تقييم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ربط بشكل محدد بين أعضاء بوكالة الاستخبارات الباكستانية وشبكة للمتشددين يرأسها مولاي جلال الدين حقاني الذي تعتقد الاستخبارات الأمريكية أن له صلات قوية بشخصيات بارزة في تنظيم القاعدة في المناطق القبلية بباكستان". وأن: واشنطن ستشن "حربا مفتوحة" على من قالت الصحيفة إنهم جواسيس يقدمون دعما ماليا ومعدات واستشارات استراتيجية لمسلحي طالبان في أفغانستان. وهكذا بات من الضروري تطهير الجيش وأجهزة المخابرات من العناصر والقيادات ذات الميول الدينية والتي تقول الولايات المتحدة، بلسان مبعوثها إلى المنطقة ريتشارد هولبروك، أنها تمتلك أدلة مادية قوية (روايات جنود ومخبرين ومكالمات لاسلكية ملتقطة!) على ضلوعها في تقديم الدعم لطالبان والقاعدة، واصفا الترابط بين القاعدة والمؤسسة العسكرية الباكستانية بالأمر المزعج الذي لن يتيح مجالا للنجاح في المنطقة خاصة وأن الولايات المتحدة، بحسب تصريحات لاحقة لهولبروك، لم تواجه وضعا مثيلا كالذي تواجهه في باكستان وأفغانستان، مشيرا أن الحرب ضد طالبان والقاعدة ستكون طويلة.
وفي 2/ 3/2009 أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلى أن: "الطبقة الوسطى من العاملين في جهاز المخابرات تقيم في أحيان علاقات دون علم وموافقة كبار المسؤولين". ومن جهته أكد ديفيد بتريوس وكذا قائد الجيوش الأمريكية الأميرال مايكل مولن على هذه التصريحات في رده على سؤال لمحطة “سي ان ان 28/ 3/2009” حول ما إذا كان هناك عناصر من الاستخبارات الباكستانية يقدمون الدعم للقاعدة وحلفائها الطالبان فأجاب: "هناك بالطبع مؤشرات ... إن الأمر كذلك”. مضيفا: "في الحقيقة، هذا واحد من الأمور التي يجب أن تتغير". وأوضح مولن أن: "هذه الصلات كانت قوية جدا وبعضها دون شك باق حتى يومنا هذا على ما أعتقد" مشيرا إلى أنه: "من الصعب توضيح إلى أي مستوى ما زالت هذه العلاقات قائمة".
كل هذه التقارير والتصريحات المحمومة ضد الحليفة باكستان ظهرت كمقدمة لخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما (27/ 3/2009) كي يعلن عن إستراتيجيته الجديدة في باكستان وأفغانستان حيث وصف تنظيم القاعدة بأنه "مرض سرطاني" يهدد المجتمع الباكستاني من الداخل، داعيا إسلام أباد أن تكون "شريكاً قوياً ... عليهم أن يعززوا نظامهم الأمني" لملاحقة تنظيم القاعدة وإلحاق الهزيمة بها، مما يحتم على باكستان العمل وفق ما تتطلبه الاستراتيجية الجديدة خاصة وأن أوباما كان صريحا في تهديده حين قال: " لا نستطيع أن نحرر شيكا على بياض".
إذن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لا تستطيع المضي قدما في تأمين الحزام القبلي ما لم تقم باكستان بإجراء إصلاحات جذرية في هياكل مؤسساتها العسكرية والأمنية على السواء تؤدي إلى طرد هذه العناصر من مهامها واستبدالها بأخرى. ولو طبقت مثل هذه الإجراءات، بحسب المقاييس الأمريكية، فستؤدي قطعا إلى تفكيك العقيدة القتالية للجيش الباكستاني وتحويله، ببساطة، إلى جيش ليبرالي موال بالكامل للغرب بحيث ينتفي لاحقا مبرر وجود الدولة الباكستانية ذاتها. ولعل أخطر ما في الاستراتيجية الأمريكية واتهاماتها هي تلك التي تخيّر باكستان بين القيام بهذه الإصلاحات أو تفكك البلاد في غضون عقد من الزمان، ولا شك أن هذا تهديد أكثر منه تحذير خاصة وأنه لا يسمح لباكستان لا بالتفكير ولا بالمناورة. ولأن الولايات المتحدة مصرة على مطالبها فهي تحاول جاهدة إقناع باكستان بأن الخطر الوجودي عليها يكمن في الإرهاب وفي منطقة وزيرستان على وجه الخصوص وليس في الهند، وهذه محاولة أشبه بأحلام اليقظة.
ومع ذلك فإن أوراق باكستان في المناورة ضعيفة في مواجهة الضغوط الأمريكية الملغومة، ولعلها أقرب إلى إعادة التأهيل من أي أمر آخر ولو لمرحلة معينة. فالغارات الجوية لطائرات الاستطلاع الأمريكية على معاقل طالبان لم تتوقف فضلا عن أنها تنفذ بموجب اتفاق سري بين باكستان وأمريكا خلافا للتصريحات المعلنة. لكن ماذا عن إيران؟
يتبع ...
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 04:37]ـ
هل بدأ الدور الصفوي في أفغانستان؟
تطبيقات مبدأ بتريوس
(3)
د. أكرم حجازي
22/ 4/2009
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أنْ ظهرت حكاية التفاوض، قبل عام على الأقل، حتى نفتها طالبان في أكثر من بيان رسمي جملة وتفصيلا، وسادت معادلة ساخرة منها تقول: لو قبلت طالبان بالشروط الأمريكية والغربية للحوار معها لعادت إلى نقطة الصفر! بمعنى إذا كانت طالبان قد رفضت الحوار سابقا، وهي تحت ضغط القوة العسكرية وتداعي العالم عليها والإمارة بيدها، فهل من المنطقي أن توافق عليه الآن، بعد كل التضحيات، خاصة وهي على مشارف كابول؟
الحقيقة أن المشكلة ليست بهذه الصورة حتى عند طالبان التي تدرك أن جوهر الدعوات الأمريكية والغربية ليس التفاوض معها بقدر ما هي محاولات لاختراق الحركة وتفكيكها. فالتفاوض جزء من عروض الاستراتيجية الأمريكية الجديدة. وهي آلية تمكن من إحداث فرز بين القوى ذات الميول السلمية، إن وجدت، وتلك القوى "المتشددة". أو بحسب ما يسميه الغرب فالتفاوض هو آلية عمل سياسي لفصل "المعتدلين من طالبان" عن "طالبان" نفسها. فهؤلاء المعتدلون المفترضون هم المعنيون بالتفاوض، وهم المطالبون بالعمل على فك الارتباط بين القاعدة وطالبان، وهم المطالبون بالتخلي عن "العنف"، وهم المطالبون بالموافقة على الدستور الأفغاني وهم الجسر الذي من خلاله سيتم الصعود على ظهر طالبان. ولتحقيق هذا الهدف لا بأس من التلويح بالاستعداد للعفو عن الملا محمد عمر أو شطبه من قائمة الإرهاب الأمريكية.
ومع ذلك فقد جن جنون إيران التي سبق وأن اعترفت على لسان محمد علي أبطحي نائب رئيسها السابق بتسليم العراق وأفغانستان للولايات المتحدة مبديا في الوقت نفسه أسفه على تجاهل الأمريكيين لخدمات إيران التي لولاها لما استطاعت الولايات المتحدة احتلال البلدين! فما هي مصلحة إيران أن تساهم في إسقاط بلدين مسلمين وتسليمهما لقمة سائغة للأمريكيين بينما تزعم محاربتها للشيطان الأكبر؟ وإذا تجاوزنا، جدلا، تصريحات متكي حول "التطرف" في باكستان وأفغانستان، خاصة وأن عداء إيران لطالبان سبق هجمات 11 سبتمبر، فما علاقة العراق بالتطرف زمن صدام حسين حتى يقع فريسة للاحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني؟ هل هي المصالح؟ أم هي ضرورات المتعة الحرام؟ أم كليهما معا؟
في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة طهران (19/ 10/2008) حذر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الغرب من مغبة إجراء محادثات مع حركة طالبان الأفغانية قائلا: "نحن ننصحهم بالتفكير في عواقب المحادثات التي تجري في المنطقة وفي أوروبا وتجنب أن يلدغوا من الجحر نفسه مرتين". وأضاف بأن: "على الغرب أن لا يفكر أن بإمكانه حصر التطرف في أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى"، محذرا من أن التطرف سيصل في يوم من الأيام إلى أوروبا والغرب. لكنه تخلى عن النصح والتحذير ليبدي فزعا أكبر خلال كلمته التي ألقاها لاحقا أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة حين أعلن صراحة عن وجوب دعم قوات الناتو في أفغانستان وعدم السماح بانتصار طالبان.
وفي 16/ 3/2009 تناقلت وكالات الأنباء ردودا إيجابية على مقترحات إيطاليا، الرئيسة الدورية لمجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، والتي دعت فيها إيران إلى المساعدة في احتواء الوضع في أفغانستان. إذ أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي: "أن إيران مستعدة للتعاون مع المجموعة لنقل تجاربها حول إحلال الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفغانستان".
وفي 31/ 3/2009 استجابت إيران لدعوة أوباما بتعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة حركة طالبان الأفغانية. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني محمد مهدي خوندزاده أن: "طهران ترحب بعروض التعاون التي قدمتها الدول المساهمة في أفغانستان، وتعلن استعدادها التام للمشاركة في المشاريع الهادفة لمكافحة تهريب المخدرات ومحاربة طالبان ومشاريع التنمية وإعادة الإعمار في أفغانستان".
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يطل الوقت كثيرا حتى أعلنت الحكومة الإيرانية (17/ 4/2009) أنها: "على وشك صياغة خطة جديدة تستهدف مساعدة قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان على ضبط الوضع الأمني في هذا البلد". وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي واضحا في كلمته أمام مؤتمر الدول المانحة لباكستان الذي انعقد في اليابان حين أشار إلى أن: "القلق الإيراني يتزايد من الوضع الأمني في منطقة جنوب آسيا" وهو الذي دفع "بلاده لوضع الخطة"، لذا فقد حث دول المنطقة على المشاركة في الخطة التي أعرب عن قناعته بأنها ستصدر قريبا دون أن يدلي بأية تفاصيل عنها.
هكذا لم يتبق لدى إيران إلا انتظار لحظة النشوة مع الشيطان بعد أن ولجت، عميقا، في تحالفاتها مع الولايات المتحدة، وألقت بكل ثقلها إلى جانب الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان وباكستان تماما مثلما فعلت بالعراق. فالمسألة لا تتعلق بمكافحة تهريب المخدرات خاصة وأن إيران تعرف أكثر من غيرها أن زراعتها في أفغانستان زادت بمقدار أربعين ضعفا خلال الاحتلال الأمريكي مقارنة بعهد طالبان، ولا شك أن الرعاية الأمريكية والدولية لها يقعان خارج قدرة إيران على مواجهتها، هذا إنْ لم تكن هي نفسها متورطة بها حتى بموجب شهادات عراقية رسمية، كما لا تتعلق المساهمة الإيرانية بالتنمية أو الإعمار الذي لم يحظ به العراق وهو دولة نفطية. والحقيقة أن الدور الإيراني في العراق أو أفغانستان لا علاقة له بالتطرف ولا بالحرص على الغرب والتباكي عليه بقدر ما له علاقة بالمصالح الإيرانية واستثمار الضعف الأمريكي.
فالمأزق الأمريكي في أفغانستان وتداعيات الانهيار الاقتصادي أضعفا الولايات المتحدة إلى الدرجة التي فقدت معها بامتياز صفة الدولة الأعظم التي تأمر وتنهى وباتت بحاجة إلى المساعدة. لهذا لم يعد أحد يتعامل معها إلا بموجب المصالح المتبادلة. ولكل شيء ثمنه. هذا ما فعله الروس بعد إغلاق قيرغيستان للقاعدة الأمريكية في أصعب الظروف كي يضطر الأمريكيون إلى التفاوض مع موسكو، وهذا ما يفعله الإيرانيون اليوم معها فيما يتعلق بأفغانستان. فهم يسعون إلى تحقيق أقصى المكاسب لقاء ما يقدمونه من خدمات سواء في مستوى استعداد الرئيس الأمريكي لفتح حوار بين البلدين لـ: "إنهاء ثلاثون عاما من الشقاق الدبلوماسي الظاهري" وعودة العلاقات بين البلدين أو فيما يتعلق بتنازلات حول البرنامج النووي الإيراني تقضي بالسماح لإيران بعمليات تخصيب منخفض التركيز لليورانيوم.
العجيب أن في أفغانستان ما يقارب الـ80 جهاز استخبارات تعمل ضد طالبان والقاعدة والقوى الجهادية، وإذا كانت هذه الأجهزة بكل ما تمتلكه من دعم لوجستي قد فشلت في قراءة الواقع الميداني على امتداد سنوات الحرب، فما الذي يمكن أن تقدمه إيران بخبراتها الأمنية ولم تفعله خلال السنوات الماضية؟ وما الذي يريده الأمريكيون من الإيرانيين؟ ولماذا يتطلعون إلى الدور الإيراني وكأنه المنقذ؟
• الأرجح أن الأمر يتعلق باستثمار الرغبة الإيرانية والمعطى الطائفي في أفغانستان. ففي هذا السياق يمكن أن يكون للتدخل الإيراني فاعليته، فمن جهة لم تظهر طالبان أي عداء طائفي للشيعة في أفغانستان خلال سنوات الصراع إلا فيما يتعلق بالتعامل مع الاحتلال وعزل العملاء منهم أو محاصرتهم، لكن إذا ما تدخلت إيران في هذا السياق فقد تعيث في البلاد فسادا عظيما لا يقل عما فعلته في العراق. ولعل تعيين الجنرال ديفيد بتريوس قائدا للقيادة العسكرية الأمريكية الوسطى لم يكن ضربا من الهوى. فالرجل كان صريحا أكثر من غيره حين قال بالحرف الواحد أمام مؤتمر نظمه المعهد الأمريكي للسلام: "إن الولايات المتحدة وحلفاءها لهم مصالح مشتركة مع إيران الشيعية ضد السنة في أفغانستان". وأوضح بأن إيران التي يهيمن عليها الشيعة لا تريد عودة حكم طالبان السني. وقال لصحفيين في المؤتمر: "إنهم لا يريدون أن يروا أفغانستان في قبضة قوات سنية متطرفة ... تماماً مثلنا ". لذا فإن بتريوس يقترح على السياسيين في بلده مبدأ موازنة المصالح فيقول: "إن الأمر يرجع إلى رجال السياسة ليزنوا المصالح المشتركة هناك مقابل نزاعات رئيسية بين واشنطن وطهران فيما يتعلق بقضايا أخرى".
(يُتْبَعُ)
(/)
• يمكن اعتبار شبه السقوط العسكري لممر خيبر الاستراتيجي بمثابة الورطة الحقيقية للأمريكيين في أفغانستان. فالممر الرابط بين بيشاور وأفغانستان هو الوحيد الذي يؤمن قرابة 75% من الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية في أفغانستان. وقد نجحت القوى الجهادية في باكستان وأفغانستان بشلّ حركته بصورة كبيرة جدا عبر مهاجمة قوافل الإمدادات وإحراق المئات من الآليات وغنم العشرات منها. والأسوأ أن القوى الجهادية نجحت بشن هجمات خاطفة ضد مخازن الإمداد والدعم في بيشاور نفسها بصورة أفقدت باكستان صفة القاعدة الآمنة للتحالف. أما روسيا فكانت للأمريكيين بالمرصاد عبر الإيعاز لقرغيزيا بإغلاق القاعدة الجوية في أوج الهجمات، وهكذا يكون الخناق قد ضاق كثيرا على القوات الأمريكية في أفغانستان. ولا شك أن الاستعانة بالجمهوريات الآسيوية الوسطى كأوزباكستان وكازاخستان ليس مأمونا سواء بسبب الضغط الروسي أو بسبب التوترات الشديدة التي تعاني منها هذه الدول داخليا بما لا ينفي احتمال سقوط الأنظمة الحاكمة فيها أو تعرض قوافل الإمدادات إلى خطر الهجوم من الحركات الإسلامية التي تعج بها المنطقة. وفي ظل هكذا أوضاع تبدو إيران القوية وذات الخبرات والاستعداد للتعاون أكثر ملاءمة للأمريكيين من أية دولة أخرى مجاورة حتى من باكستان.
بقي أن نقول أن التدخل الإيراني في العراق ثم في أفغانستان يذكر بنفس سيناريو توسع الدولة الصفوية في العالم الإسلامي، ومن المثير أن الأمريكيين يصرون على أن تكون إيران ضمن الاستراتيجية الجديدة لكنهم لا يتحدثون عن دور تركي ولا ندري ما إذا كان هذا الاستبعاد يفسر، إلى حد ما، الصمت التركي؟ أم أن فرح تركيا بزيارة أوباما كانت جزء من الاستراتيجية الأمريكية؟ لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ويحتاج إلى إجابة: إلى أي مدى تبدو التهديدات الإسرائيلية بضرب المفاعلات النووية الإيرانية جدية في الوقت الذي تكون فيه إيران جزء مركزيا من الاستراتيجية الأمريكية وعلى وشك تطبيع علاقاتها مع واشنطن؟
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 04:39]ـ
هل بدأ الدور الصفوي في أفغانستان؟
دروع القاعدة والطالبان
(4)
د. أكرم حجازي
25/ 4/2009
لا شك أن تنظيم القاعدة هو ما يؤرق الغرب أكثر مما تؤرقه طالبان بشقيها الأفغاني والباكستاني. لذا فالعمل على فك الارتباط بين طالبان والقاعدة، بأية وسيلة كانت، هو جوهر كل الدعوات السياسية والتحالفات والاستراتيجيات الجديدة في المنطقة. والأكيد أن القاعدة وطالبان تعلمان جيدا أن فك الارتباط بينهما هو أحد أبرز الأهداف الاستراتيجية للقوى الحليفة، لذا فالسؤال الطبيعي هو: لماذا؟ وكيف تتعامل القوى الجهادية مع الاستراتيجيات الجديدة في المنطقة بما فيها محاولات فك الارتباط؟
بعد أكثر من عشرين عاما على ظهوره وحتى اللحظة ظل تنظيم القاعدة أشبه ما يكون بالعاصفة التي لا يعرف أحد عنها شيء إلا من خلال آثارها. فكل ما نعرفه عنها هو آثار عملياتها العسكرية وبعض الشخصيات القيادية والإنتاج الإعلامي المرئي أو المسموع أو المكتوب لا أكثر ولا أقل. فلا نعرف لها تمويلا ولا مصادر تسلح ولا مؤسسات أو مواقع يمكن معاينتها ولا قيادات أو عناصر يمكن الالتقاء بها، بل أن كل ما فيها خفي حتى إعلامها ومؤسساته. وأصعب ما فيها، على الإطلاق، هو معرفة آليات اشتغالها من الداخل كتنظيم. هذه التجربة في العمل الجهادي ليست بعيدة عن طالبان التي شربتها عن آخرها، ولا هي بعيدة كثيرا حتى عن القوى الجهادية الأخرى خاصة في وزيرستان.
هذا النموذج من الانتظام جعل من الاختراق الأمني عملية بالغة الصعوبة إن لم تكن مستحيلة في مستوى القيادات بالذات. وعليه فإن كل العروض الغربية التي استهدفت طالبان بالتفاوض، حقيقة أو مخادعة، اشترطت عليها قبل كل شيء "فك الارتباط" مع (أو) "عزل" القاعدة كمبادرة طوعية وجواز مرور يسمح لطالبان بالجلوس إلى مائدة المفاوضات! ومن المثير حقا أن هذا المطلب ذو نكهة راندية في الصميم. فقد سبق لمؤسسة راند أن لاحظت فروقا جوهرية في عقائد الجماعات الجهادية ومناهجها وأهدافها في العراق مكنت القوات الأمريكية من اختراقها بسهولة، فالتيار السلفي الجهادي على النقيض من تيارات الإسلام الوطني بحيث يسهل فك الارتباط بينهما. ويبدو أن راند
(يُتْبَعُ)
(/)
تحاول اختبار النتيجة نفسها على الساحة الأفغانية بالاستناد إلى الاختلاف المذهبي بين طالبان والقاعدة. وفي المحصلة فإن "فك لارتباط" سيؤدي إلى "عزل" القاعدة في مرحلة أولى ورفع الغطاء عنها تمهيدا لمقاتلتها في مرحلة ثانية أو حتى تسليمها إلى القوى المعادية.
إذن للمطالب الغربية فيما يتعلق بفك الارتباط مبرراتها القوية. فالقاعدة وطالبان يتقاسمان مسؤولية إدارة المشروع الجهادي في المنطقة، ويدركان أن استمرارهما يستدعي بناء قاعدة آمنة غير قابلة للانقلاب عليهما أو السقوط ثانية بيد القوى المعادية كما حصل في أعقاب هجمات 11 سبتمبر حيث تعرضت القاعدة على وجه الخصوص لما يشبه الإبادة فضلا عن مطاردة ما تبقى من مقاتليها.
لكن هذه المطالب تبقى حتى اللحظة أقرب إلى الأماني من أية حقيقة ممكنة. فمن جهة تتداخل طالبان والقاعدة على المستوى التنظيمي والعملي، فالخبرة الأمنية وطول التجربة وسعتها بالنسبة للقاعدة يجعلها، بنظر طالبان، أمينة في إدارة (أو الإشراف على) بعض المراكز الحساسة فيها. وهذا ما يجعل من فك الارتباط بين الجانبين، فيما لو حصل على سبيل الاحتمال، عملية صعبة جدا وبالغة الخطورة. كما أنه يشكل، في نفس الوقت، جرس إنذار مبكر للجانبين على وجود اختراق ما يمكن محاصرته بسرعة فائقة. ومن جهة أخرى فإن فعاليات المشروع الجهادي في المنطقة يمكِّن طالبان من الفوز بحصة الأسد لأكثر من سبب، وهو ما نلاحظه عبر كثافة البيانات العسكرية والسياسية.
لكن هذا لا يعني البتة تهميشا لدور القاعدة العسكري. إذ أن القاعدة تحملت من جهتها إدارة منظومة العلاقات الاستراتيجية مع القبائل ومع القوى الجهادية في المنطقة وخاصة في المناطق القبلية الباكستانية وصولا إلى مدينة بيشاور الحدودية. ولا ريب أن هذه المنظومة شكلت في الواقع الدرع القوي والآمن الذي مكن من حماية ظهر طالبان وهي تمارس فعالياتها العسكرية باطمئنان وتضخم وسعة في الانتشار. وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى أبي الليث الليبي الذي اغتيل على الحدود بين باكستان وطالبان (29/ 8/2008) وهو في مهمة تنسيق بين القاعدة وطالبان وزعيم طالبان الباكستانية بيعة الله مسحود حول الدور الجهادي الذي يمكن أن يلعبه في أفغانستان.
ردود الجماعات الجهادية في وزيرستان
ما من قوة سياسية أو اجتماعية في باكستان خاصة فضلا عن القوى الجهادية إلا وتدرك أن الغارات الأمريكية التي تشنها طائرات الاستطلاع الأمريكية تتم بالتنسيق مع قيادة الجيش وجهاز المخابرات العسكرية ( ISI) وحتى مع أطراف في الحكومة الباكستانية. وهذا يعني أن الجيش والدولة قررا رفع الغطاء عن منطقة القبائل وتركها نهشا للتنازع وعمليات القصف والاغتيال والتدمير الأمريكي. بمعنى أن أحدا في المنطقة سواء كان فردا أو قبيلة أو جماعة لن يتمتع بأية حماية، كما أن التجربة أثبتت أن الاتفاقات مع الحكومات المحلية أو الحكومة المركزية لم تعد تشكل فارقا ولا حصانة لأحد. هذه الخلاصة تحتم على القوى الجهادية مواجهة مصيرها بيدها خاصة وأن الحديث يجري عن "حرب مفتوحة" في المنطقة وفق ما تبوح به الاستراتيجية الأمريكية ستكون قبائل المنطقة أول ضحاياها.
ولمواجهة الموقف فقد أقدمت أقوى ثلاث جماعات متنازعة تضم عشرات الآلاف من المقاتلين الطالبان في 3/ 3/2009 على خطوة لم تكن في الحسبان لا بالنسبة لباكستان ولا للأمريكيين. إذ أعلن كل من ملا بيعة الله محسود، وملا نذير أحمد، وملا جول بهادور عن توحد قواتهم المسلحة تحت مسمى "اتحاد مجلس شورى المجاهدين" استجابة لدعوة سابقة بالتوحد وجهاد الأمريكيين وجهها الملا محمد عمر. ويتشكل المجلس من 13 عضوا مهمته حل النزاعات واتخاذ القرارات التي تحكم سيره. أما القيمة الأبرز لهذا الخطوة فتكمن في أنها:
• أول تحالف باكستاني لجماعات مسلحة يعلن مبايعته للملا محمد عمر والشيخ أسامة بن لادن للرد على الاستراتيجية الأمريكية الجديدة. وبحسب ملا أحمد نذير أمير مجاهدي طالبان جنوب وزيرستان (مؤسسة السحاب – مارس / آذار 2009) فإن التحالف ولد بعد أن: " توصلنا إلى نتيجة مفادها أن الخلافات بيننا كانت أساساً بسبب تحريض وتحريش الـ ISI وأعداءنا الآخرين ... التي أججت الكراهية والعداوة بين قبيلتي محسود ووزير".
(يُتْبَعُ)
(/)
• كما أنها تعني، بحسب المصدر نفسه، أن أي هجوم قد تتعرض له المنطقة من الجيش الباكستاني أو القوات الأمريكية أو أي طرف آخر سيتم الرد عليه جماعيا وفي وقت واحد: "سوف يكون ردنا واحد على هذا الهجوم. كل القبائل والمجاهدين في شمال وجنوب وزيرستان سوف ينتقمون معاً في وقت واحد، وسوف يكون الرد أكثر إيلاماً وصرامة من قبل".
بطبيعة الحال فإن مثل هذه الخطوة ستؤدي قطعا إلى مزيد من التنسيق والسرعة في العمل والفاعلية. وبالفعل فقد تناقلت بعض وسائل الإعلام (20/ 4/2009) نبأ اكتشاف طالبان لاختراق كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية " C.I.A" قد حققته في صلب قبيلتين في وزيرستان الشمالية، وقالت الحركة أنها حصلت على معلومات من مصادر موالية لها تعمل في المخابرات الأفغانية والباكستانية مكنتها من إلقاء القبض على معظم الجواسيس حيث أعدمت حوالي 100 منهم حتى الآن.
أما على صعيد التدخل الإيراني فالمسألة مختلفة، وقد سبق وأشرنا أن إيران لم تعلن حتى اللحظة عن تفاصيل خطتها المقترحة لمساعدة القوات الأمريكية في أفغانستان على مواجهة طالبان. وبالتالي فمن الصعب الجزم بماهية التدخل الإيراني المنتظر. لكن حين تتحدث إيران عن تجاربها في إحلال الأمن والاستقرار فهي بالقطع تستلهم نفوذها وتجاربها في العراق. وإنْ كانت بصدد تكرار التجربة في أفغانستان فمن الأولى القول بأن تجربة العراق لم تعد خافية على طالبان ناهيك عن القاعدة. وبما أن العراق يشهد منذ بداية العام الجاري ملامح عودة تذكر بالأيام الخوالي سواء على صعيد استهداف الأمريكيين أو استهداف الشرطة الحكومية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ساعدت إيران حقا في وأد المشروع الجهادي في العراق كي تنجح في أفغانستان؟ لا ريب أننا نطرح السؤال:
(1) في ضوء التصريحات الأمريكية التي بدت أكثر تواضعا من التصريحات الإيرانية وهي تلتزم باستمرار، حين تقييم الوضع في العراق، وعلى لسان الجنرال ديفيد بتريوس بأن هناك: "انخفاض ملحوظ في وتيرة العنف لكن يبقى الوضع هشا"؛
(2) وفي ضوء الضربة المؤلمة التي تلقتها إيران أمس الأول في أحد مطاعم بعقوبة والتي خلفت مقتل قرابة 52 إيرانيا. وهو ما يمكن قراءته كتحذير بالغ الشدة لإيران من أنها ستدفع ثمن تحالفها مع الأمريكيين في العرق كما في أفغانستان سواء بسواء.
بقي أن نقول أنه لأول مرة بدا أن قادة القاعدة يتحدثون بدقة عن حجم النفوذ الإيراني في أفغانستان، وكأنهم أردوا بذلك تذكير إيران بحجمها الحقيقي في أفغانستان. ففي كلمته التي بثتها السحاب "ست سنوات على غزو العراق وثلاثون عاما على توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل - 20/ 4/2009) عقب د. أيمن الظواهري على الرئيس الأمريكي حول مسألة التفاهم مع إيران قائلا: "في أفغانستان لا تجرؤ إيران على أن تخطو فيها خطوة واحدة, وهي أعلم الناس بالأفغان وبتاريخهم. وكلّ ما تستطيعه إيران هو أن تُمِدَّ عملاءها في أفغانستان بالمساعدات والأسلحةِ والأموال وهو أمرٌ تصدّت له الإمارة الإسلاميّة ... من قبل وحشرت عملاء إيران في 5% من مساحة أفغانستان". فهل هؤلاء هم من تعول عليهم إيران؟
هكذا، ففي حين يبدو الهاجس الأمني هو ما يؤرق العالم في أفغانستان وباكستان ويقض مضاجع القوى الأجنبية والإقليمية، نراه لدى الطالبان والقاعدة بمثابة الحصن الحصين في الرد على الاستراتيجيات الجديدة. صحيح أن القاعدة والطالبان تتحدثان، بثقة، منذ بضعة أشهر عن تباشير للنصر، إلا أن للشهور القادمة كلمة الفصل. فلننتظر.
المصدر: مركز المقريزى للدرسات
http://www.almaqreze.net/munawaat/artcl395.html (http://www.almaqreze.net/munawaat/artcl395.html)
ـ[عمر السيف]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 05:06]ـ
التحالف الأمريكي الإيراني كان منذ بداية الغزو الصليبي لأفغانستان والعراق
فنسأل الله أن يثبت أقدام الموحدين ويجعل كيد أمريكا في نحرها
بارك الله فيك وفي
الدكتور حجازي
تحليل قيم
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 07:38]ـ
شكرا اخى وبارك الله فيك انت
وانما انا ناقل للدكتور حفظه الله تعالى
ونفعنا واياكم وجموع المسلمين بما هو حق وصواب
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 04:36]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيكم جميعا و اعلموا ان الصفويين لن يحققوا شيئا بإذن الله
تفضلوا:
لا ريب ـ كما ذكرنا ذلك مرارا ـ أن التحالف الصهيوغربي يدرك أنّ المشروع الصفوي لايشكل خطرا إستراتيجيا على الكيان الصهيوني ـ كما فضحهم ليبرمان آنفا ـ وأنَّ استعداده لعقد إتفاق مع الغرب يتنازل فيها عن دعمه للقضية الفلسطينية، لايقلِّ عن استعداد أيّ تاجر ماكر، متى وجد صفقة مناسبة.
كما تحدثنا عن أن المفاوضات السرية التي تجري على قدم وساق، بين هذين العدوِّين اللدودين لأمّتنا، تثمر مداً، يظهر أحيانا ـ مؤخَّراً ـ بصورة تصريح نجاد (إيران لاتمانع بحل الدولتين إذا وافق الفلسطينيون)!، وإطلاق الضباط الأربعة في لبنان، إنسحاب بريطانيا من جنوب العراق .. إلخ، وجَزْراً يظهر في أشلاء تتطاير من الحرب الخفية بينهما في العراق، أو التصعيد المصري ضد الجيب الإيراني في لبنان، أعني حزب حسن نصر .. إلخ.
وكلّ ما في الأمر أنَّ الأمريكيين يريدون (إيرانا) بحجم البيدق الذي يحدّدونه هم، وصفقة تناسب هذا البيدق المتوسط الحجم، أما الإيرانيّون فيطمعون بصفقة عالية المستوى جداً، والمذهل في طموحهم، أنهم يريدون صفقة تصل إلى درجة تساويهم بالصفقات الدولية التي يعقدها الغرب مع الصين، أو روسيا، أشار إليها نجاد بقوله (إيران مستعدة أن تشارك في إدارة العالم)! كما نقلتها الوكالات قبل أيام.
وهم حتَّى يصلون إلى هذه الصفقة، سيبقى إظهارهم القدرة على الإيذاء مستمراً، حتى لو وصل الأمر في تحرشهم بالأمريكيين إلى أمريكا اللاتينية.
ولهذا فقد قيل أنهم أوصلوا حتَّى إلى الطالبانيين ـ عبر وسطاء لهم علاقة بهم ـ رغبتهم (الخبيثة) في إمداد الجهاد الأفغاني بالسلاح، بشرطين أن لايستعمل ضدَّهم، ويمكَّن للشَّيعة بعد خروج الإحتلال، فأبى الملاَّ عمر الدخول مع أغدر أعداء الإسلام في التاريخ في أيِّ إتفاق.
ومعلوم أنَّ الصفوييّن لايتحركون خطوة واحدة، مع أيّ حركة جهادية سنيّة، إلاّ مؤقتاً في عملية إحراق لهذه الحركَة، في مخطَّطهم الخبيث للقضاء على الإسلام فحسب، ولكن المغترّين بهم لايعلمون.
وعلى أية حال فإنَّ تحوُّل التصعيد الصهيوغربي إلى الحالة الأفغاباكستانية، متلائم تماماً مع منطقهم، فالجهاد الأفغاباكستاني، آخذٌ بالتصاعد إلى درجة كبيرة، مستفيداً من الإنهاك الأمريكي الذي سبَّبه المستنقع العراقي، والأزمة الإقتصادية، والأعياء الشعبي الأمريكي من الحروب الخارجية، والغرق الصهيوني في ملفات عدِّة.
المصدر:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33043 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33043)
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 04:48]ـ
نعم أخى ولكن نتوقف عند بعض النقاط
أولا: ما يدور الان فى حرب الامريكان والباكستان لى سنه البلدين لهو اكبر دليل!!
ثانيا: أن ما يدور الان داخل كواليس السياسة بين الامريكان والايرانيون لهو اكبر خطر يمثل السنه فى افغانستان ..
ثالثا: الحرب الباكستانية تم تاجيجها من واشنطن بمباركة الامريكان والحكومة العميلة داخل (افغانستان , وباكستان)!!
اللهم انصر اخوننا هناك على قوى الشر التى تحاول استئصال اهل الجهاد السنه والجماعة(/)
من يشرح لي كلام الشيخ صالح ال الشيخ الذي تحته خط هل يوافق على الخروج على الحاكم الذي
ـ[الناصرلدين الله]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 06:35]ـ
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله في شرحه لكتاب مسائل الجاهلية:
س / ما رأيك عن قول من قال إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله خرج على العثمانيين، وكيف نرد عليهم؟
الجواب من جهتين:
الجهة الأولى: أنه كما ذكرت لكم نَجْد في وقت الشيخ لم تكن تحت ولاية العثمانيين، بل إن نجدا من سنة 260 هـ وهي لم تخضع لوِلاية، لا ولاية العباسيين لا ولايات أخر، كانت مستقلة، تسلط عليها بعض الخوارج من ذلك الوقت وطائفة من أهل اليمن ونحوها، يعني استقلت لم تدخل تحت طاعة من ذلك الوقت، فكانوا في تفرق فلم يُجبر أهلها ولم يخضعوا لبيعة وإنما كانوا مستقلين، لما ظهرت الدولة العثمانية كانت نجد كل بلد لها أميرها، فما خضعوا تحت الخلافة العثمانية في أول ما قامت لأنه أول ما قامت كانت على إسلام صحيح بعد ذلك انحرفت.
هذا لما أتى الشيخ وهم على هذا النحو كل بلد لها أمير، ما يقرون بطاعة لبني عثمان بخلاف الأحساء والمنطقة الشرقية وهؤلاء يقرون للولاية للعثمانيين، والوالي على الأحساء ونحوها تحت ولايته، كذلك [الأشراف] ونحوهم كان عندهم نوع استقلال لكنهم تحت الولاية العامة، أما نجد كانت مستقلة، هذا من جهة.
الجهة الثانية: أن في وقت الشيخ رحمه الله تعالى كان العثمانيون يدعون إلى الشرك الأكبر وإلى الطرق الصوفية ويحببون ذلك وينفقون على القبور وعلى عبادتها ينفقون عليها الأموال، فمن هذه الجهة لو كانت نجد داخلة تحت الولاية لما كان لهم طاعة لأنهم دعوا إلى الشرك وأقروه في عهودهم الأخيرة، أما في المائتين سنة الأولى (250 سنة الأولى) كانوا على منهج، يعني كانوا في الجملة جيدين، لكن لما في كان في سنة 1100 تقريبا وما بعدها لما كثر الشرك في المسلمين هم كانوا ممن يؤيدون ذلك تأييدا وينفقون عليه، وقد وجد من أقوال الخلفاء العثمانيين –حسب التسمية الشائعة- ولاة بني عثمان وجد منهم من يكتب أدعية في استغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم أو استغاثة بالأولياء ونحو ذلك.
فالجهة الأولى هي المعتمدة التي ذكرتُ لك، والثانية فرع عنه. ا.هـ.
السؤال / التاسع.
صفحة / 26.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 08:15]ـ
أظن بأن توجيهه هو الحاكم الكافر كفرا عينيا مع توفر القدرة على إزالته فما أطلقه الشيخ هنا ضبطه في مواطن أخرى هذا .. والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 09:36]ـ
أحسن الله إليك أخي العاصمي ونفع آمين
هذه المسألة من باب ولاية الكافر أو المشرك على المسلم، وهل يجوز للمسلم أن يطيع هذه الولاية أو لا؟
والصواب ما قرره الشيخ هنا حفظكم الله تعالى، وليس في الكلام أي أمر غامض أبدا، ومسألة إن ألزمنا على تبعات هذه الولاية الكافرة أو المشركة فهل لنا أن لا نطيع؟ وإذا أرغمنما على ذلك فهل لنا أن نقاتل؟ هذه هي المسألة رعاك الله.
فالصحيح المأمور به شرعا وهو المتقرر من ولاية الله تعالى وحده، رفض ولاية الكافر والمشرك وما تجره من تبعات، ومقاتلتهم لو لزم الأمر على الإجبار لنا عليها.
والنصوص في ذلك كثيرة متظافرة فيما قرره الشيخ.
والله تعالى أعلم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[09 - May-2009, صباحاً 10:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكما الله خيرا.
الفاضل الناصر لدين الله، ما هي تتمة سؤالك لو سمحت؟
بارك الله في الجميع.
ـ[الناصرلدين الله]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 06:14]ـ
أخي العاصمي من الجزائر ما المقصود بالحاكم الكافر عينيا وهل خلافاء الدولة العثمانين الذين كانو يرعون الطرق الصوفية ويعتقدون معتقاتهم ويتعبدون بنفس عباداتهم الشركية كالذبح لغير الله والطواف بالقبور والاستغاثة بالمقبوريين كانوا كفار بأعيانهم لوقوعهم في بعض نواقض الاسلام. بالتالي الشيخ علل سبب الخروج عليهم بالمذكور في كلمتي هذه
ـ[الناصرلدين الله]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 06:21]ـ
السكران التميمي الله يحفظكم
(يُتْبَعُ)
(/)
هل أفهم من كلامك أنه الشيخ صالح يرى مقاتل الولاة الذين يظهر منهم رعاية لشرك او السماح له بالظهور في المجتمع المسلم فضلا عن الدعوة اليه و حمايته لانه المعروف عن الشيخ صالح حفظه الله والمشهور انه لايرى جواز سل السيف على ولي الامر في اي حال من الاحوال.
ـ[الناصرلدين الله]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 06:32]ـ
أختي الفاضلى أم معاذة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك
الفاضل الناصر لدين الله، ما هي تتمة سؤالك لو سمحت؟
تتم السؤال كالاتي: هل يوافق على الخروج على الحاكم الذي يتبنى منهجا صوفيا شركيا وينافح عن معتقداتهم كالذي يصف نفسه بأنه تيجاني الطريقة وأشعري العقيدة
ـ[أبوحذيفة-الانصاري]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 06:39]ـ
الحاكم الكافر سواء كان كفره من جهة الردة أو كان كفره كفراً أصلياً ثم تسلط على بلاد المسلمين .. يجب على المسلمين ـ بالنص والإجماع ـ أن يخرجوا عليه بالقوة إلى أن يقيلوه ويستبدلوه بحاكم مسلم عدل .. يحكم البلاد والعباد، بالإسلام وشرائعه.
قال تعالى:) ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً (النساء:141. ومن السبيل للكافر على المؤمنين أن يكون حاكماً آمراً عليهم .. يحكمهم بأهوائه وقوانينه وشرائعه!
وقال تعالى:) ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يُفسدون في الأرض ولا يُصلحون (الشعراء:151 - 152. ولا مسرف أغلظ إسرافاً وإفساداً في الأرض من إسراف وإفساد طواغيت الكفر والردة الذين يحكمون الأمة بشرائع الكفر والفساد .. !
وقال تعالى:) يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين (آل عمران:149. والحاكم لا يكون حاكماً إلا ليطاع فيما يحكم ويأمر .. والله تعالى يبين بوضوح أن طاعة الذين كفروا من عواقبه الارتداد عن الدين؛ كما في قوله تعالى:) وإن أطعتموهم إنكم لمشركون (الأنعام:121.
وفي الحديث المتفق عليه، عن عبادة بن الصامت قال:" دعانا النبيُّ rصلى الله عليه وسلم فبايعناه، فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويُسرنا، وأثرةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ".
دل الحديث ـ دلالة صريحة ـ على أن الحاكم لا يُنازع فيما هو عليه من شؤون الحكم والولاية إلا أن نرى منه كفراً بواحاً ـ لا يحتمل صرفاً ولا تأويلاً ـ لنا فيه دليل صريح على كفره من الكتاب والسنة .. فإن وجد ذلك .. وتحقق فيه ذلك الكفر الصريح .. فلا سمع له ولا طاعة .. وقد تعينت منازعته على الحكم والولاية، والخروج عليه بقوة السيف ولا بد.
قال ابن حجر في الفتح 13/ 7: إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك، بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها ا- هـ.
وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم 12/ 229: قال القاضي عياض: أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر، وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل، وقال وكذا لو ترك إقامة الصلاة والدعاء إليها ا- هـ.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 07:27]ـ
أخي العاصمي من الجزائر ما المقصود بالحاكم الكافر عينيا وهل خلافاء الدولة العثمانين الذين كانو يرعون الطرق الصوفية ويعتقدون معتقاتهم ويتعبدون بنفس عباداتهم الشركية كالذبح لغير الله والطواف بالقبور والاستغاثة بالمقبوريين كانوا كفار بأعيانهم لوقوعهم في بعض نواقض الاسلام. بالتالي الشيخ علل سبب الخروج عليهم بالمذكور في كلمتي هذه
الحاكم الكافر عينيا / هو الحاكم الذي حكم العلماء بكفره بعد انتفاء موانع التكفير وتوافرشروطه والشيخ قد علل الأمر بعدم دخول نجد تحت ولاية العثمانيين وليس بالأمر الثاني وفي هذا يقول الدكتور صالح العبود:
(يُتْبَعُ)
(/)
((لم تشهد " نجد " على العموم نفوذا للدولة العثمانية فما امتد إليها سلطانها ولا أتى إليها ولاة عثمانيون ولا جابت خلال ديارها حامية تركية في الزمان الذي سبق ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ومما يدل على هذه الحقيقة التاريخية استقرار تقسيمات الدولة العثمانية الإدارية فمن خلال رسالة تركية عنوانها: " قوانين آل عثمان مضامين دفتر الديوان"، يعني: " قوانين آل عثمان في ما يتضمنه دفتر الديوان "، ألّفها يمين علي أفندي الذي كان أمينا للدفتر الخاقاني سنة 1018 هجرية الموافقة لسنة 1609م من خلال هذه الرسالة يتبين أنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري كانت دولة آل عثمان تنقسم إلى اثنتين وثلاثين ايالة منها أربع عشرة ايالة عربية وبلاد نجد ليست منها ما عدا الإحساء إن اعتبرناه من نجد…)) .... 2
أما النقطة الثانية فقد علق الشيخ الحكم فيها على الوصف لا على العين وقرر حفظه الله كفر من دعى الى الشرك وأقره (وهذا هو المعروف عنه في مثل هذه المسائل) أما إن كان يكفر أعيان حكام بني عثمان المعاصرين لجده رحمه الله فلا يكفي فيها مجرد الاستنتاج بل لابد من التصريح وهذا ما لا يمكن الظفر به إلا بتوجيه سؤال مباشر للشيخ حفظه الله خصوصا وقد جاء في مقال للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق يدفع هذا الفهم السيئ (أي تكفير العثمانيين) * فقد نقل حفظه الله نص الرسالة التي أرسلها الأمير عبدالله بن سعود إلى السلطان محمود الغازي:
(بسم الله الرحمن الرحيم. . الحمد لله الذي جعل للداء العضال دواء، وحسم وألفي نيات الأعداء السيئة بالصلح والصلاح، اللذين كانا أول مانع من الوقوع في المهالك المهلكة، والصلاة والسلام على أشرف خلقه وأصفيائه محمد خاتم أنبيائه الذي بلغ أحسن أنبائه وبعد: فإني أطوف حول الكعبة آمال العبيد التي هي أعتاب دولة مولانا قطب دائرة الوجود، وروح جسد العالم الموجود، وملاذ الحاجز والبادي، ومحط رحال آمال الرائح والغادي، علم الأعلام، إنسان عين أعيان الأنام، من نام في ظل عدله كل خائف، ولجأ إلى حماه كل عاقل عارف، ذي الأخلاق هي أرق من نسيم الصبا، مع الهيبة التي تحل من أجله الحبا، سلطان البرين، وخاقان البحرين، الذي برز بطلعته طالع السمو، السلطان ابن السلطان، سيدنا السلطان محمود الغازي، وأقدم عريضتي هذه المشتملة على الضراعة، وهي أنه لما كان عبدكم هذا من المسلمين الذين لا ينفكون عن أداء شروط الإسلام، التي هي إعلاء كلمة الشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام، ومنع الظلمة من الإضرار بالناس كف أيديهم) ا. هـ. ثم بعد ذلك سرد الأمير عبدالله بن سعود كيف أن أشراف مكة افتروا عليه عند السلطان العثماني لقتاله، وأنهم كتبوا عرائض مزورة إلى السلطات باسم الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد تعلن العصيان، ورفض الحجاج الذين يأتون من الآفاق، ويتابع الأمير رسالته قائلا: (وعلى العموم فإن كل ما نسب إلى عبدكم هذا من أمور الطغيان والخروج كلها ناشئ عن خدعة الشريف المشار إليه " دسيسة ")، ثم يقول في ختام رسالته: (قدمت عريضتي هذه التي هي أشهر من المثل السائر مصداقا لصداقتي على أن لا أنفك عن قيد الإطاعة، وأن أعد من عبيدكم القائمين بجميع خدمات الدولة العليا، فهي برهان قاطع يشهد بأني قائم بالدعوات في الأعياد والمحافل وعلى المنابر بدوام عمركم ودولتكم). (انظر الدولة السعودية الأولى لعبدالرحيم عبدالرحيم ص392 - 393). .. 2
.............................. ..
* أسميته (سيئا) لأن الحكم على مقارف النواقض دون اعتبار لما يضبطها من قواعد يعد انحرافا في باب الأسماء والأحكام
1 - 2 مستفادة عن صيد الفوائد
ـ[أم معاذة]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 09:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل الناصر لدين الله، كلام الشيخ واضح، وكما قال الفاضل السكران التميمي ليس به أي غموض، وهو كما فهمته أنت، فالمعتمد عند الشيخ أن نجد لم تكن تحت ولاية العثمانيين، وعليه فما قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يعتبر خروجا، أما ما ورد في الفقرة الثانية فكما قال الشيخ فرع عنه، أو لنقل فرضا أن نجد كانت تحت إمرتهم، فهذا ليس من الخروج على الحاكم المسلم، لأنهم كانوا كفارا- على حسب ما ورد عن الشيخ - وفي كلام الأخ أبي حذيفة الأنصاري ما يفيد فأرجو قراءة رده، أما قولك أن الشيخ لا يرى الخروج على ولي الأمر فهذا هو الصواب ولا معارضة بين ما ورد في جوابه وبين ما نقلته عنه، فالحاكم الكافر -كحال الدولة العثمانية في الحقبة المتكلم عنها في الموضوع - لا يعتبر من أولياء الأمور الواجب طاعتهم.
بارك الله في الجميع.
ـ[الناصرلدين الله]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 05:19]ـ
شكر الله مروركم وافاداتكم
ـ[أبو خبيب النجدي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 02:54]ـ
من الواضح أن الشيخ يرى كفر الدولة العثمانية كما قرر ذلك أئمة الدعوة رحمهم الله.
فالأمر الأول و هو الجهة المعتمدة عنده , لا تستقيم عندما نجد أن الدولة الأولى توسعت حتى وصلت إلى كربلاء و دخلت الأحساء و الحجاز و غيرها مما كان تحت حكم العثمانيين , فبذلك كان ينبغي أن يكون الأمر الثاني هو المعتمد و هو أن الدولة العثمانية صارت نظاماً كافراً لم يعد له ولاية على المسلمين و لذلك حاربها الشيخ خارج نجد و حاربوها في نجد عند قيام الدولة الثانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 08:47]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم ..
أرى و الله أعلم، أن جواز الخروج لا يتعلق بتعين الكفر في الحاكم ..
بل يكفي وقوعه فيه ..
فسواء كان كافرا بعينه أم لا، فقد انفرط عقد إمامته لانعدام موضوع العقد، وهو: سياسة الدنيا بالدين.
فإن ألزم الناس مثلا بتشريع عام يخالف الشرع صراحة، و يجعل الرد في كل الأمور إلى هذه القوانين دون الكتاب و السنة فقد انفرط عقد إمامته، و مثل ذلك لو تبنى نشر العقائد الشركية القبورية، فحينها يجوز للقادر أن يخرج عليه، بغض النظر إن كان كافرا بعينه أم لا.
ـ[الناصرلدين الله]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 07:19]ـ
مشكورين على المرور(/)
كلام مهم وخطير عن الفرق الكلامية لابن تيمية
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 07:35]ـ
قال الحافظ عمر بن علي البزار في كتاب [الاعلام العلية في مناقب شيخ الاسلام ابن تيمية]:
حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء النبلاء الممعنين بالخوض في أقاويل المتكلمين لإصابة الثواب وتمييز القشر من اللباب أن كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال الأصوليين ومعقولاتهم وانه لم يستقر في قلبه منها قول ولم يبن له من مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل وجلها ممعن بتكلف الأدلة والتعليل وانه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل حتى من الله تعالى عليه بمطالعته مؤلفات هذا الإمام احمد ابن تيمية شيخ الإسلام وما أورده من النقليات والعقليات في هذا النظام فما هو إلا أن وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم وعلمها حتى انجلى ما كان قد غشيه من أقوال المتكلمين من الظلام وزال عنه ما خاف أن يقع فيه من الشك وظفر بالمرام.
ومن أراد اختبار صحة ما قلته فليقف بعين الإنصاف العرية عن الحسد والانحراف إن شاء على مختصراته في هذا الشأن كشرح الأصبهانية ونحوها وان شاء على مطولاته ك تخليص التلبيس من تأسيس التقديس والموافقة بين العقل والنقل ومنهاج الاستقامة والاعتدال فإنه والله يظفر بالحق والبيان ويستمسك بأوضح برهان ويزن حينئذ في ذلك بأصح ميزان.
ولقد اكثر رضي الله عنه التصنيف في الأصول فضلا عن غيره من بقية العلوم فسألته عن سبب ذلك والتمست منه تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته ليكون عمدة في الإفتاء فقال لي ما معناه الفروع أمرها قريب ومن قلد المسلم فيها أحد العلماء المقلدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه وأما الأصول فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة والقائلين بوحدة الوجود والدهرية والقدرية والنصيرية والجهمية والحلولية والمعطلة والمجسمة والمشبهة والراوندية والكلابية والسليمية وغيرهم من أهل البدع قد تجاذبوا فيها بأزمة الضلال وبان لي أن كثيرا منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية الظاهرة العلية على كل دين وان جمهورهم أوقع الناس في التشكيك في أصول دينهم ولهذا قل أن سمعت أو رأيت معرضا عن الكتاب والسنة مقبلا على مقالاتهم إلا وقد تزندق أو صار على غير يقين في دينه واعتقاده.
فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي انه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذبا عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجلية.
ولا والله ما رأيت فيهم أحدا ممن صنف في هذا الشأن وادعى علوم المقام إلا وقد ساعد بمضمون كلامه في هدم قواعد دين الإسلام، وسبب ذلك إعراضه عن الحق الواضح المبين وعن ما جاءت به الرسل الكرام عن رب العالمين واتباعه طرق الفلسفة في الاصطلاحات التي سموها بزعمهم حكميات وعقليات وإنما هي جهالات وضلالات وكونه التزمها معرضا عن غيرها أصلا ورأسا فغلبت عليه حتى غطت على عقله السليم فتخبط حتى خبط فيها عشوا ولم يفرق بين الحق والباطل وإلا فالله اعظم لطفا بعباده أن لا يجعل لهم عقلا يقبل الحق ويثبته ويبطل الباطل وينفيه لكن عدم التوفيق وغلبة الهوى أوقع من أوقع في الضلال وقد جعل الله تعالى العقل السليم من الشوائب ميزانا يزن به العبد الواردات فيفرق به بين ما هو من قبيل الحق وما هو من قبيل الباطل ولم يبعث الله الرسل إلا إلى ذوي العقل ولم يقع التكليف إلا مع وجوده فكيف يقال انه مخالف لبعض ما جاءت به الرسل الكرام عن الله تعالى هذا باطل قطعا يشهد له كل عقل سليم لكن ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور قال الشيخ الإمام قدس الله روحه فهذا ونحوه هو الذي أوجب أنى صرفت جل همي إلى الأصول والزمني إن أوردت مقالاتهم وأجبت عنها بما انعم الله تعالى به من الأجوبة النقلية والعقلية. أ هـ
اقول يا اخوان لنا مع هذ الكلام القيم وقفتين:
الوقفة الاولى: ما ذكره البزار بان بعض اهل العلم والفضل عندما اطلعوا على كتب اهل الاهواء من المتكلمين الفلاسفة والمناطقة خافوا على انفسهم من الوقوع في التشكيك والتعطيل وهذا تحذير مهم لمن اراد ان يطرق باب الفلسفة والمنطقة وحتى لو كان من باب الرد عليهم والانتصار للاسلام.
الوقفة الثانية: كلام ابن تيمية بان الفرق الكلامية الضالة مقصدها هو صد الناس عن الشريعة المحمدية وتشكيك الناس في اصول الدين. وقوله بانه يجب على جميع من يقدر ان يدفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذبا عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجلية.
______________________________ ___
اقول انه في هذا الزمان خبت نار الفرق الكلامية ولم يعد لها تلك القوة بين الناس ولكن خرجت فرقة جديدة تحاد الله ورسولهم وهم الليبراليين وهم اضعف من من سبقهم من الفرق وتطرقهم للقرآن والسنة قليل.
ومع ذلك فموجهتهم من اهل الحق ضعيفة بالرغم من فتك الليبراليين بعقول الشباب وحملتهم المستمرة في جميع وسائل الاعلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 02:44]ـ
يرفع
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 04:02]ـ
بارك الله فيك اخي
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 11:11]ـ
رفع الله قدرك
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 11:49]ـ
الاخ ابو نذر الرحمن حياك الله وجزاك الله كل خير
الاخ زين العابدين الاثري حياك الله وبارك الله فيك وكنت اتمى لو افدتنا بشيء من علمك
وانا الاحظ متابعتك وعلمك بالعلمانيين والليبراليين واساليبهم الخبيثة في الطعن في الدين
ـ[جذيل]ــــــــ[14 - May-2009, صباحاً 12:13]ـ
قال الشيخ سفر في شرح الطحاوية:
الطائفة الثالثة دعاة الحرية وموقفهم من العبودية
وهي ليست طائفةً بالمعنى الصحيح، ولكن هي اتجاه فكري، ولم تكتب عنهم الكتب السابقة، لأنهم لم يكونوا قد برزوا في هذا الوضوح.
دعاة الحرية أو التحرر في العصور الأخيرة عصور الإلحاد في أوروبا، والتي انتقلت إِلَى بلاد الْمُسْلِمِينَ
فإذا قلت لأحدهم: هذا حرام يقول لك: أنا حر،
ولو دققنا في الكلام لوجدنا أن مفهوم كلامه: أنه خارج عن مقتضى العبودية والشرع ودائرة الحلال والحرام، الذي جَاءَ في الشريعة،
فيقول لك: أنا حر
إذا قلت له يا أخي ألبس زوجتك الحجاب،
وإذا قلت: يا أخت تحجبي، قالت: أنا حرة سُبْحانَ اللَّه!
فما معنى ذلك؟
إنه التمرد،
وعلى من هذا التمرد هل هو عَلَى الأب الذي يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر،
ويقول لكَ أو لها: اتقوا الله عَزَّ وَجَلَّ؟ لا هذا تمرد عَلَى شرع الله -عَزَّ وَجَلَّ-
وخروج وفسوق عما أنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ- أن يدعي أحد كائناً من كَانَ أنه حر، ثُمَّ يفعل ما يشاء، أبداً، هذا كما قال الله عَزَّ وَجَلَّ: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115]
ولو قدرنا أن المليار كل واحد منهم حر، فكيف ستكون الحياة الإِنسَانية،
وأين تقف حريتك؟
وحرية كل فرد؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 10:50]ـ
يرفع(/)
مجاهدون في غزة رغم الإعاقة فأين نحن منهم
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 11:06]ـ
http://www.*******.com/watch?v=n2_0qlKlXcU(/)
استمعوا للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ماذا يقول في زمانه .. ؟! كيف لو رأى حالنا اليوم!!
ـ[عمر السيف]ــــــــ[09 - May-2009, صباحاً 12:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
شيخنا و والدنا الحبيب / محمد ابن عثيمين
رحمة الله عليه
يبين لنا كيف أن اليهود والنصارى كثروا في أراضينا لا كثرهم الله
ويبين كيف أن بعضنا سابقا تقشعر جلودهم إذا سمعوا كلمة يهودي أو نصراني ويتعوذون بالله منهم بينما الأن نجدهم يلينوا معهم ويتساهلوا ويتهاونوا
ويبين كيف أن البعض يتحدث عن النصرانية واليهودية وكأنها دين من الأديان
ويساوي بينها وبين الإسلام والعياذ بالله
ويبين خطورة من يقول بهذا القول وما يجب تجاهه.
المقطع صوتي
مدته 4 دقائق
للحفظ
http://gettyfile.com/225202/
وهنا شيخنا الحبيب الفاضل/
عبدالعزيز آل عبد اللطيف
حفظه الله
يوجهنا كيف نتعامل مع الأحداث في هذا العصر
وكيف يطعن في عقائدنا
ويطعن في عقيدة الولاء والبراء
وكيف يصفوننا بأننا متشددوون
و وهابيون و و و و إلخ
وكيف أن البعض منا يتحدثون عن السماحة بينما يغفلون جانب الجهاد في حياة النبي عليه الصلاة والسلام
مقطع صوتي
مدته دقيقتان
للحفظ
http://gettyfile.com/225206/
منقول
ـ[عمر السيف]ــــــــ[09 - May-2009, صباحاً 01:05]ـ
روابط مباشرة
ابن عثيمين
رحمه
http://www.vi2tu.net/uploads/aa.mp3
آل عبد اللطيف
حفظه الله
http://www.vi2tu.net/uploads/mo7ed.mp3(/)
هل نكره العاصي على قدر ما فيه من معصية؟ أم نكره المعصية دون العاصي؟
ـ[عبدالرحمن صالح]ــــــــ[09 - May-2009, صباحاً 11:52]ـ
يا إخوة، هل نكره العاصي على قدر ما فيه من معصية؟ أم نكره المعصية دون العاصي؟
أريد جوابا مؤصلاً، ولو ذكر المصدر فحسن ..
بوركتم،،
ـ[بائع الزهور]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 12:02]ـ
هل نكره العاصي على قدر ما فيه من المعصية؟ أم نكره المعصية دون العاصي؟
*******
يا ليت اللي يجاوب يعلمنا كيف نقدر نقيس المعصية بعد ..
لكي نعرف مقدار الكراهية الواجبة تجاه العاصي
:)
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 12:40]ـ
هل تعرف احدا ليست لديه معاصي؟ ان علمت ذلك تمعن كم من واحد تريد ان تكرهه؟
ربما الأمر بالموازنة بين المعاصي و الصالحات التي يتسم بها الشخص
صحيح البخاري:
6398 حدثنا يحيى بن بكير ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=17320) حدثني الليث ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=15124) قال حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=15987) عن زيد بن أسلم ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=15944) عن أبيه ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=12313) عن عمر بن الخطاب ( http://islam ... .org/newlibrary/showalam.php?ids=2) أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله ( http://islam ... .org/newlibrary/display_book.php?idfrom=6501&idto=6502&bk_no=0&ID=3743#docu)
و الله اعلم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 12:49]ـ
هل نكره العاصي على قدر ما فيه من المعصية؟ أم نكره المعصية دون العاصي؟
*******
يا ليت اللي يجاوب يعلمنا كيف نقدر نقيس المعصية بعد ..
المعاصي متفاوتة وما يترتب عليها من عقوبات يتفاوت وعليه فما يترتب عليها من بغض راجع لمقدار الوعي الفردي بخطورتها وضررها وأثرها والله أعلم
لكي نعرف مقدار الكراهية الواجبة تجاه العاصي
:)
بنفس الطريقة التي تثمن بها الورد يا بائع الزهور (ابتسامة)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 12:55]ـ
قال فى تفسير السعدى فى قوله تعالى - {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ} الشعراء216
قال انه (ص) تبرأ من الفعل لا الفاعل
وقال العلماء اننا او كل انسان يجب علينا حبه من وجه وكذلك بُغضه من وجه ولم أسمعه فرق بين المعصية والعاصى لكن كلامهم واضح ما فيه تفريق
وباقى السؤال لااعلم جوابه ولى سؤال هو ان هل نستصحب بغضه دائما من هذا الوجه وكيف صفة الاستصحاب أو كيف نستطيع استحضار نية بُغضه فى كل الوقت من هذا الوجه أم نُبغضه فقط وقت فعله للمعصية
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 02:06]ـ
قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 28/ 209]:
فَلْيَتَدَبَّرْ الْمُؤْمِنُ الْفَرْقَ بَيْنَ هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ، فَمَا أَكْثَرَ مَا يَلْتَبِسُ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ، وَلْيَعْلَمْ أَنَّ الْمُؤْمِنَ تَجِبُ مُوَالَاتُهُ وَإِنْ ظَلَمَك وَاعْتَدَى عَلَيْك، وَالْكَافِرُ تَجِبُ مُعَادَاتُهُ وَإِنْ أَعْطَاك وَأَحْسَنَ إلَيْك؛ فَإِنَّ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ - بَعَثَ الرُّسُلَ، وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ، لِيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ، فَيَكُونُ الْحَبُّ لِأَوْلِيَائِهِ، وَالْبُغْضُ لِأَعْدَائِهِ، وَالْإِكْرَامُ لِأَوْلِيَائِهِ، وَالْإِهَانَةُ لِأَعْدَائِهِ، وَالثَّوَابُ لِأَوْلِيَائِهِ، وَالْعِقَابُ لِأَعْدَائِهِ. وَإِذَا اجْتَمَعَ فِي الرَّجُلِ الْوَاحِدِ خَيْرٌ وَشَرٌّ وَفُجُورٌ، وَطَاعَةٌ وَمَعْصِيَةٌ، وَسُنَّةٌ وَبِدْعَةٌ: اسْتَحَقَّ مِنْ الْمُوَالَاةِ وَالثَّوَابِ بِقَدْرِ مَا فِيهِ مِنْ الْخَيْرِ، وَاسْتَحَقَّ مِنْ الْمُعَادَاتِ وَالْعِقَابِ بِحَسَبِ مَا فِيهِ مِنْ الشَّرِّ. فَيَجْتَمِعُ فِي الشَّخْصِ الْوَاحِدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
مُوجِبَاتُ الْإِكْرَامِ وَالْإِهَانَةِ، فَيَجْتَمِعُ لَهُ مِنْ هَذَا وَهَذَا، كَاللِّصِّ الْفَقِيرِ تُقْطَعُ يَدُهُ لِسَرِقَتِهِ، وَيُعْطَى مِنْ بَيْتِ الْمَالِ مَا يَكْفِيهِ لِحَاجَتِهِ
قال الشيخ محمد بن عبدالطيف بن عبدالرحمن - رحم الله الجميع - في [الدرر السنية: 8/ 447 - 450]:
وقد قال - تعالى -: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاَّ تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفساد كبير} [الأنفال/73] قال بعض العلماء الفضلاء: الفتنة في الأرض الشرك، والفساد الكبير اختلاط المسلم بالكافر، والمُطيع بالعاصي، فعند ذلك يختل نظام الإسلام، وتضمحل حقيقة التوحيد، ويحصل من الشر ما الله به عليم. فلا يستقيم الإسلام، ويقوم قائم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويرتفع علم الجهاد، إلاَّ بالحب في الله والبغض فيه، وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، والآيات الدالة على ذلك، أكثر من أن تُحصر. وأما الأحاديث، فأشهر من أن تُذكر، فمنها: حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((أوثق عُرى الإيمان: الحب في الله، والبغض فيه)). وعن أبي ذر - رضي الله عنه -: ((أفضل الإيمان: الحب في الله والبغض فيه))؛ وفي حديث مرفوع: ((اللهم لا تجعل لفاجر عندي يداً، ولا نعمة فيودّه قلبي، فإني وجدت فيما أوحيته إليَّ: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} [المجادلة/22])). وفي (الصحيحين)، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((المرء مع من أحب)). وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل)). وعن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((لا تصاحب إلاَّ مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلاَّ تقي)). وعن علي - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((لا يحب رجل قوماً إلاَّ حُشِر معهم)). وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، والقوهم بوجوه مُكفهرّة، والتمسوا رضا الله بسخطهم، وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم)). وقال عيسى - عليه السلام -: ((تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، وتقرَّبوا إلى الله بالبعد عنهم، واطلبوا رضا الله بسخطهم)). وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ((من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تُنال ولاية الله بذلك))، ولن يجد عبد طعم الإيمان، ولو كثرت صلاته وصومه، حتى يكون كذلك، يعني حتى تكون محبته وموالاته لله، وبغضه ومعاداته لله؛ قال - رضي الله عنه -: ((وقد صارت عامة مؤاخاة الناس، على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً)). فإذا كان هذا كلام ابن عباس، وهو في خير القرون، فما زاد الأمر بعده إلاَّ شدة، وبعداً عن الخير، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يأتي على الناس زمان، إلاَّ والذي بعده شرٌ منه)). بل كانت موالاة الناس اليوم، ومحبتهم، ومعاشرتهم، على الكفر والشرك والمعاصي؛ فليحذر العبد كل الحذر من الانهماك مع أعداء الله، والانبساط معهم، وعدم الغلظة عليهم، أو أن يتخذهم بُطناء، وأصحاب ولآيات، ويستنصح منهم، فإن ذلك موجب لسخط الله ومقته. قال القرطبي - رحمه الله - في تفسيره، عند قوله تعالى: {لا تتخذوا بطانة من دونكم} [أل عمران/118]: ((نهى الله عباده المؤمنين، أن يتخذوا من الكفار واليهود، وأهل الأهواء والبدع، أصحاباً وأصدقاء، يفاوضونهم في الرأي، ويسندون إليهم أمورهم))؛ وعن الرُبيع: {لا تتخذوا بطانة}: لا تستدخلوا المنافقين، ولا تتولوهم من دون المؤمنين؛ ويُقال: كل من كان على خلاف مذهبك، لا ينبغي لك أن تُخادنه، وتُعاشره وتركن إليه)(/)
شيعة مصر والدور المشبوه لمؤسستا آل البيت!!!
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 03:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم ..
وبعد:
تحت عنوان (شيعة مصر والعراق يلاحقون 22 عالمًا سعوديًا بالمحاكم الدولية)
كتبت بعض الجرائد والمجالات والمواقع الالكترونية على صفحات الشبكة العنكبوتية هذة المقدمة التى يقوم بتحريضها المدعوه (محمد الدرينى) الذى ينتسب الى الجنسية المصرية , بل وينتمى الى محافظة معروفة منذ قديم الازل فى مصر بانها مدينة تعج بى التيارات الاسلامية المتشددة من فصائل عده من الجماعات الاسلامية وهى مدينة (الفيوم)!!
والذى أستغربه هو هذا التبجح والصفاقة والوضاعة التى يصف نفسه أنه حامى أل البيت فى مصر ويتشدق بهذة المقولة ويحاول أظهار نفسه انه (أمام الشيعة) فى مصر!!
فمن هو هذا (المأجور) الدرينى , وكيف وصل الى (النجومية) المزعومة التى جعلته واصيا شرعيا على (الاشراف) فى مصر المحروسة!!
أولا: هو اسمه محمد رمضان الدريني من مواليد محافظة الفيوم سنه:1962/ 11/28
ثانيا: يرأس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت, و رئيس تحرير جريدة صوت آل البيت
ثالثا: الذى شهرة هو كتاب (عاصمة جهنم) وتم أعتقاله لانه يقوم بتحريض الجماهير ضد نظام الحكم , ومهما أختلفنا مع هذا النظام , فسوف أسرد لكم بعض لمحات منه تاريخ هذا (الازعر)!!
عندما كنت معتقل فى سجون (وادى النطروان) و (الوادى الجديد) و (ابو زعبل) قابلت هذا الكافر فى هذة المعتقلات التى ذكرتها انفا , وكان هذا الشخص منبوذ من كافة الجماعات الاسلامية , وللاسف كان له وضع خاص جدا!!!
وعندما تم تطبيق (المبادرة) التى أعتمادتها وزارة الداخيلة المصرية مع الجماعات الاسلامية بداءت انفراجا حقيقيا نحوه الجماعات الاسلامية فى السجون , فى مد فتره السماح لخروج المعتقلين من غرف الحبس , وكذلك بداءت المعاملة فى التحسن التدريجى الى ان وصلت الى التحسن الشامل فى عدم التعرض للمسجونين عامه ,,
وتم أنتداب مقدم أسمه؟؟ الى سجن النطروان وكان هذا المقدم مثلا لى الشرف والنزاهة وكذلك تم باوامر شخصية منه بان لا يتعرض احدا من حراس السجون الينا , فتم ذلك , ولكن للاسف الشديد قام هذا (الدرينى) بى عمل مسرحية هزيلة بى استقطاب شخص تحت زريعة انه (قريب) له وانه يريد (زيارته) ويم له ذلك , وللعلم الجماعات الاسلامية هى التى كانت تشرف على الزيارات وكذلك تهتم بامور المعتقلين فى الداخل وتنسق هذة الاموار مع المقدم؟؟ ..
وكانت المصيبة الكبرى التى حلت علينا وعلى هذا المقدم المسكين بان الذى قام بزيارة الدرينى ماهو الا صحفى فى جريدة (الدستور) وادعى أنه ينتسب له بصله قرابه؟؟
فتم عزل هذا المقدم بعد نشر هذا الموضوع فى هذة الجريدة (الفاجرة) التى يشرف عليها (ابراهيم عيسى) الذى لا تعرف له ابدا اى نسب (صوفى , شيعى , مركسى , ليبرالى , شيوعى) الخ ..
وتم تشديد الحراسة من قبل مصلحة السجون , وتم مضاعفة الحراسة وكذلك التضيق على الجماعات الاسلامية , وتم عزل هذا الدرينى (يومين فقط) ثم أطلاق سراحه فى زنزانه اخرى يوجد بها كل ما تشتهى الانفس (تليفزيون , فديو , دش , موابيل , سرير + مرتبه سفنج الخ) للعلم الاستاذ (حامى الحماى) يشرب سجائر (كينت) الامريكية!!!
هذة نبذة عن هذة الشخصية القذرة التى تحاول المساس بى الامن القومى المصرى بل والعربى ..
ان ما يقوم به هذا الازعر الذى يحاول اظهار نفسه ان بطل (الحسين) وانه رجل الشيعة فى مصر هو محض اكاذيب وافتراء , فهو يحاول ان يوهم العامه انه ينتمى الى مذهب ال البيت (الاشراف) التى سقطت بعض الفضائح التى هزت هذة المؤسسة من رشوة وفساد ..
واليكم هذا الرابط الذى كتبه ابن عمى فى جريدة القدس العربى ..
للعلم كان معتقل معى ..
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2009\04\04-02\01qpt31.htm&storytitle=ff رئيس%20المجلس%20ا لأعلى%20لآل%20البيت%20في%20مصر:%20سأسافر%20لأمريكا%20لمقاضاة %2022%20شيخا%20سعوديا .. %20والش يعة%20مضطهدون%20في%20مصر fff&storytitleb= محمد%20نصر& storytitlec (http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2009\04\04-02\01qpt31.htm&storytitle=ff رئيس%20المجلس%20ا لأعلى%20لآل%20البيت%20في%20مصر:%20سأسافر%20لأمريكا%20لمقاضاة %2022%20شيخا%20سعوديا .. %20والش يعة%20مضطهدون%20في%20مصر fff&storytitleb= محمد%20نصر& storytitlec)=(/)
نص في عدم تعيين فرق المبتدعة فضلا عن أعيانهم (للتأمل) كتبه الشاطبي.
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 04:49]ـ
(ولكن الغالب في هذه الفرق أن يشار إلى أوصافهم ليحذر منها، ويبقى الأمر في تعيينهم مرجى كما فهمنا من الشريعة، ولعل عدم تعيينهم هو الأولى الذى ينبغي أن يلتزم ليكون سترًا على الأمة، كما سترت عليهم قبائحهم، فلم يفضحوا في الدنيا بها في الحكم الغالب العام، وأمرنا بالستر على المذنبين ما لم يبد لنا صفحة الخلاف ..... وقد قالت طائفة: إن من الحكمة في تأخير هذه الأمة عن سائر الأمم أن تكون ذنوبهم مستورة عن غيرهم، فلا يطلع عليها كما اطلعوا هم على ذنوب غيرهم ممن سلف.
وللستر حكمة أيضًا:وهي أنها لو أظهرت -مع أن أصحابها من الأمة-، لكان في ذلك داع إلى الفرقة والوحشة، وعدم الألفة التى أمر الله بها ورسوله حيث قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، وقال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُم} [الأنفال: 1]."وقال: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَات} 3" [آل عمران: 105]. وقال: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} [الروم: 31 - 32].وفي الحديث: "لا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا" , وأمر عليه الصلاة والسلام بإصلاح ذات البين، وأخبر أن فساد ذات البين هي الحالقة، وأنها تحلق الدين. والشريعة طافحة بهذا المعنى، ويكفي فيه ما ذكره المحدثون في كتاب "البر والصلة" ..... فإذا كان من مقتضى العادة أن التعريف بهم على التعيين يورث العداوة والفرقة وترك الموالفة، لزم من ذلك أن يكون منهيًا عنه، إلا أن تكون البدعة فاحشة جدًّا كبدعة الخوارج، فلا إشكال في جواز إبدائها وتعيين أهلها، كما عين رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج وذكرهم بعلامتهم، حتى يعرفون ويحذر منهم. ويلحق بذلك ما هو مثله في الشناعة أو قريب منه بحسب نظر المجتهد، وما سوى ذلك، فالسكوت عن تعيينه أولى .... وما ذكره المتقدمون من ذلك فبحسب فحش تلك البدع، وأنها لاحقة في جواز ذكرها بالخوارج ونحوهم، مع أن التعيين إذا كان بحسب الاجتهاد فهو ممكن أن يكون هو المراد في نفس الأمر أو بعضه , فمن بلغ رتبة الاجتهاد اجتهد , والأصل ما تقدم من الستر، حتى يظهر أمر فيكون له حكمه، ويبقى النظر: هل هذ الظاهر من جملة ما يدخل تحت الحديث، أم لا؟ فهو موضع اجتهاد ...... وقد قسم المتقدمون البدع إلى ما هو مكروه، وإلى ما هو محرم، ولو كانت عندهم على سواء، لكانت قسمًا واحدًا، وإذا كان كذلك، فالبدع التي تفترق بها الأمة مختلفة الرتب في القبح، وبسب ذلك يظهر أنها كثيرة جدًا , وما في الحديث محصور، فيمكن أن يكون بعضها غير داخل في الحديث، أو يكون بعضها جزءًا من بدعة فوقها أعظم منها، أو لا تكون داخلة من حيث هي عند العلماء من قبيل المكروه، فصار القطع على خصوصياتها فيه نظر واشتباه، فلا يقدم على ذلك إلا ببرهان قاطع، وهذا كالمعدوم فيها، فمن هذه الجهات صار الأولى ترك التعيين فيها.
فإن قيل: فالعلماء يقولون خلاف هذا، وإن الواجب هو التشريد بهم والزجر لهم، والقتل ومناصبة القتال إن امتنعوا، وإلا أدى ذلك إلى فساد الدين.
فالجواب: إن ذلك حكم فيهم كما هو في سائر من تظاهر بمعصية صغيرة أو كبيرة أو دعا إليها أن يؤدب أو يزجر أو يقتل إن امتنع من فعل واجب أو ترك محرم، كما يقتل تارك الصلاة، وإن كان مقرًا , إلى ما دون ذلك، وإنما الكلام في تعيين أصحاب البدع من حيث هي بدع يشملها الحديث، فتوجه الأحكام شيء والتعيين للدخول تحت الحديث شيء آخر ........ )
والله من وراء القصد
ـ[جذيل]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 06:06]ـ
المصدر لو تكرمت.
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 06:48]ـ
الموافقات للشاطبي: 5/ 151 ــــ 159.(/)
"مصطلحات يهوديَّة احذروها" عيسى القدومي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 05:33]ـ
منقول:
"مصطلحات يهوديَّة احذروها"
عيسى القدومي، نابلس، بيت المقدس للطباعة والنشر، 1423 هـ، 75 ص.
http://img106.imageshack.us/img106/7741/44807676.jpg
http://img106.imageshack.us/img106/4340/66449015.jpg
http://img106.imageshack.us/img106/8530/91751455.jpg
http://img106.imageshack.us/img106/1593/91008117.jpg
http://img106.imageshack.us/img106/5392/50934371.jpg
http://img106.imageshack.us/img106/2871/62515386.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/6586/39020998.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/2425/29332435.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/8897/11480017.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/1787/25492058.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/5355/7001.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/3015/91950068.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/5223/21574583.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/6757/75107481.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/1868/9001.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/8445/67431238.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/1959/10001y.jpg
http://img524.imageshack.us/img524/4120/10002.jpg
http://img220.imageshack.us/img220/2874/74929109.jpg
http://img220.imageshack.us/img220/4933/75460605.jpg
http://img220.imageshack.us/img220/989/64230582.jpg
يتبع ان شاء الله
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 05:55]ـ
جيد ما شاء الله.
لعنة الله على اليهود وعلى من والاهم وكشف الله غمّة المسلمين ونصرهم على أعدائهم.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 06:31]ـ
امين و بارك الله فيك(/)
هل فيكم غيور تسآءل يوما أين قناة العربية عن جرائم الصليبيين والرافضة (مرفق مقطع)
ـ[عمر السيف]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 06:30]ـ
يا شباب التوحيد هل فيكم غيور تسآءل يوما .. ؟
أين قناة العربية وبرنامجها صناعة الموت عن إرهاب الأمريكان وإرهاب اليهود والرافضة؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
نحن لا نعتب ولا نشره على رافضي خبيث
ولا على بوقا من أبواق الصليبيين من بني علماني
فهؤلاء لا نستغرب ألسنتهم الحداد
في نهش لحوم الموحدين من أبناء أهل السنة والجماعة والتربص بهم
أبدا لا نستغرب ولا نلتفت لنباحهم
وتفاهاتهم
ولكن الأمر المؤلم
أننا نرى في بعض الأحيان سكوتا من أحفاد الصحابة
تلاميذ إبن تيمية والعز ابن عبدالسلام
ومحمد بن عبدالوهاب
لا نرى وقوفا بجانب الحق ونصرة التوحيد إلا ممن رحم ربي
إن المتابع على سبيل المثال
لبرامج وأخبار القناة الأمريكية
قناة العربية
لا يكاد يسمع طعنا بالرافضة
ولا فضحا لهم
ولا لفيالقهم وجرائمهم
هل شاهدتم مرة واحدة
برنامجا في العبرية
يتحدث عن جرائم
جيش الدجال "المهدي"
وفيلق الغدر "بدر"
وحزب اللات بفروعه المنتشرة
؟!
هل شاهدتم طعنا بعقائد شيعة الشيطان في تلك القناة وأخبارها؟!
بل هل شاهدتم تحليلا وطعنا
بجرائم اليهود المستمرة
بحق أهلنا في فلسطين؟!
هل شاهدتم طعنا و فضحا
لجرائم جيش الصليب الأمريكي
عندما يقصف مساجد الله في أفغانستان والعراق
وعندما يغتصب الطاهرات العفيفات هناك
ويهدم البيوت ويقتل الأبرياء؟!
هل وقفتم لحظة واحدة
وقفة التأمل والتفكر
من مراد هذه الفضائيات
والتي جلها أصبحت أداة بيد الصليبيين والرافضة؟!
أكثر من 7 سنوات
و نحن لا نسمع إلا طالبان والقاعدة فعلت و فعلت
لا نسمع سوى رجال الهيئة فعلوا وفعلوا
لا نسمع سوى المرأة الخليجية
و المرأة اليمنية
يا أحفاد الصحابة
أإلى هذه الدرجة وصل الذل والجبن والخور ببعضنا
أن يسكت عن هذا التدليس والتلبيس والتشويه
ويدس رأسه في الرمال؟!
من المستفيد من تغيير مناهجنا
والتي تدندن حولها تلك الفضائيات
صباح مساء
؟!
من المستفيد من تشويه الجهاد والاستهزاء بالحور العين
والعمليات الإستشهادية وبموعود الله لنا
؟!
من المستفيد من تعطيل المراكز الصيفية وحلقات تحفيظ القرأن
؟!
من المستفيد من تشويه رجال الحسبة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
؟!
من المستفيد من توقف الجهاد وكسرة شوكة المجاهدين
في أفغانستان والعراق والشيشان
؟!
من المستفيد من الطعن بحجاب وستر المسلمة في بلاد الإسلام
؟!
من المستفيد من عزل الدين والتوحيد عن السياسة
؟!
من المستفيد من الترويج للديمقراطية والحرية المزعومة التي جاءت بها أمريكا
؟!
من المستفيد من الترويج والتطبيل لقوة الجيش الأمريكي وإظهار أسلحته وطائراته وقوته المزعومة
؟!
اسئلة عديدة لو تفكر بها الموحد العاقل بعيد النظر
لأدرك خطورة هذه الفضائيات
وحقيقتها وحقيقة من يديرها
وماذا تريد منا
ثم هذه طالبان
قد "قضي عليها وانتهت منذ زمن"
كما يصرح بذلك عباد الصليب الأمريكان وأذنابهم
صباح مساء
"فإن كان الأمر كذلك"
وهيهات هيهات أن يكون كذلك
فعلاما كل هذا الصراخ وكل هذه الضجة
من قبل قناة العربية وقنوات العراق الرافضية والجرائد العلمانية
ومن قبل الرانديين والروافض
؟!
لما كل هذا الصراخ والتشويه
طيلة 7 سنوات
؟!
طالما أنها انتهت وقتل جنودها وقادتها وسجنوا
فلما كل هذا الصراخ
؟!
ثم على الأقل ألا تستحق جرائم
فيلق الغدر وجيش الدجال
وحزب الله السعودي والكويتي
واللبناني والبحريني
أن تخصص لهم العربية حلقة واحدة فقط
من سلسلة حلقات
برنامج صناعة الموت
؟!
ألا يستحق أهل السنة في سجون الرافضة في إيران والعراق ولبنان وسوريا
أن تخصص العربية لهم حلقة
لإظهار أجسادهم التي نشرت بالمناشير وأطفيت بها السجائر
؟!
ألا يستحق كل من يحمل اسم عمر أو عائشة أو معاوية
أن تخصص لهم العربية
حلقة لمعرفة كيف كان ولا زال يتصرف معهم
الجيش والحرس والشرطة
الرافضية
في العراق
؟!
ألا يستحق أئمة السنة المستضعفين
في إيران والتي غصت بهم سجون الصفويين
أن تلتفت لهم العربية
؟!
ألا يستحق صحابة رسول الله عليه وعليهم الصلاة والسلام
أن تخصص لهم قناة العربية
حلقة للتحدث كيف دنس شيعة الشيطان قبورهم وبصقوا
عليها في البقيع
؟!
ألا يستحق سنة طرابلس والمخيمات في لبنان أن تخصص لهم العربية حلقة
للتحدث كيف وجه حسن نصر اللات أسلحته وكلابه
تجاههم وتجاه بيوتهم وعوراتهم
؟!
هذه التساؤلات يا ترى
هل جالت يوما في ذهن غيور موحد من أحفاد الصحابة
؟!
هل تفكر بحقيقة ما يجري
قبل أن يقدم على ربه
وقد كان كالشيطان الأخرس لم يصدع بالحق ولم يفضح
حقيقة كل جريدة أو فضائية شاركت إعلاميا في الحروب الصليبية والصفوية
والصهيونية
يا أحفاد الصحابة
يا من تربيتم على عقيدة التوحيد الصافي
إن الخطب جد جلل
وما يطبخ لكم أمر عظيم
ويكفي اللبيب العاقل منكم
أن ينظر كيف أن أمريكا بدأت تتفاهم مع إيران
في شأن العراق أفغانستان
ليدرك بعدها حقيقة القادم
إن لم نصحوا من غفلتنا
و نوحد صفوفنا
و نضع إيدينا بإيدي إخواننا
فوالله الذي نفسي بيده
إن قضي على إخوانكم وأبناءكم في أفغانستان والعراق
فإن الدور سيكون على مكة والمدينة
وستذكرون ما أقول لكم
والله أعلم أولا وأخيرا
مقطع فضيحة من فضائحها
مدته دقيقة
رابط الحفظ
http://ia331429.us.archive.org/3/items/Alarabiya_650/Alarabiya.rmvb
رابط للمشاهدة المباشرة
http://www.megavideo.com/?v=3HNAXMCB
وحسبنا الله في كل من رضى وسكت عن هذه الحرب الصليبية
والتي لن تتوقف
حتى نتبع ملة أمريكا والصليبيين وحتى نتبع ملة اليهود
وملة الرافضة
مصداقا لقول الحق تبارك تعالى:
{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}
وقوله عزوجل:
{ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول بتصرف يسير(/)
بن ـ دِيكْ ـ تيسْ متى تصهين، وكيف؟! حامد بن عبدالله العلي
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 11:08]ـ
بن ـ دِيكْ ـ تيسْ
متى تصهين، وكيف؟!
حامد بن عبدالله العلي
"أشكر الرب لامتلاك اليهود أرض أجدادهم"
هكذا اختصر مهمَّته، وبكلِّ احتقار للمسلمين، وبإصطفاف وقح مع عدوّهم، هذه هي العبارة الشهيرة التي أطلقها البابا (بن ـ ديك ـ تيس)، بنديكتيس، أو بنديكتوس، بعد أنْ وصف محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
"فقط أرني ما الّذي جاء به محمّد من جديد، لن تجد إلاّ ما هو شرّير ولا إنساني، كأمْرِه نشرَ الدّين الّذي دعا إليه بحدّ السّيف".
" إن أوروبا لا ينبغى لها أن تتجاهل المحاولات الرامية لإدخال القيم الإسلامية إلى الغرب لأن من شأن ذلك تهديد الهوية المسيحية للقارة الأوروبية "، " يجب رفض محاولات أسلمة أوروربا " جورج غاينسفاين السكرتير الخاص لبنديكتيس السادس عشر
لماذا اختار هذا المأفون الحاقد، بعد تولي حكومة نتيناهو، لتستضيفه هي، هذا الوقت ليحجّ
والإستيطان الصهيوني في أوج ثورته لإبتلاع القدس.
والمعاول الصهيونية تمعن في تخريب أساسات المسجد الأقصى.
وبعد المجازر الصهيونية الرهيبة في المسلمين في غزة.
ولماذا ركَّز في حديثه قائلا: (جئت للتذكير على عمق العلاقة الوثيقة بين الكنيسة الكاثولكية، والشعب اليهودي، والتي لاتنفصم).
الجواب واضح وسهل، وهو أن البابا ليس سوى عجوز صليبي، متصهين، عنصري، حاقد على الإسلام.
ومعلوم أنَّ كلّ حديث المحور الصهيوصليبي عن حوار الأديان، إنما هو هراء، وأنَّه ليس الهدف من إطلاق هذه المشاريع، سوى ستار لتمرير مشاريع الإحتلال، ومحاولة لتدمير الإسلام، بعد أن أغاظهم انتشاره لاسيما في عقر دارهم، وبعدما رأوا بأم أعينهم كيف أنَّ نهج الإبادة الصليبية العسكرية للمسلمين، قد ارتدَّ عليهم.
قد يتعجّب متعجّب كيف أن اليهود يشتمون من اتخذه النصارى إلها ـ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ أعني المسيح عيسى عليه السلام، ويتهمونه بأنه ابن خطيئة، وأن مريم البتول عليه السلام قد أتت بالبهتان العظيم، ومع ذلك يتفانى هذا البابا المتصهين في خدمة الصهاينة اعداء (إلهه) المسيح عليه السلام؟!
والحقيقة أن سيطرة الصهيونية على المؤسسة البابوية في روما، لم تكن قديمة جدا، فقد كان العلاقة بينهما هي العداوة منذ أن طرد بيوس العاشر، ثيودور هرتزل عام 1904م، قائلا (اليهود لم يعترفوا بالمسيح، ولذلك لن نعترف بكم).
وأكثر من هذا الموقف، فقد بعث الفاتيكان عام 1944م، إلى أمريكا محذّرا من خضوع الغرب للمخططات الصهيونية، وقبلها بعام كان الفاتيكان قد عبر عن معارضته لإنشاء دولة لليهود في فلسطين.
وكان البابا بندكتوس الخامس عشر، قد كشف عام 1921م، من مخاوفه أن تُبعد اليهودية النصارى عن مواقعها في فلسطين.
وقد استمرت الضغوط السياسية الغربية، تحثها وتحركها الصهيونية، على الفاتيكان ليغير موقفه.
حتى جاء عام 1958م، فأطلق الفاتيكان بكلّ خبث مشروع حوارات بين اليهودية والنصرانية، بهدف زعزعة الكنيسة الكاثولكية ـ البروتستانتية كانت قد تصهينت تماما تقريبا ـ عن موقفها، ثم لم يمض إلاّ عشر سنوات حتى نجح اليهود عام 1968م، في إصدار صكّ تبرئة لليهود من دم المسيح، أعلنه بولس السادس.
ثم توالى التغلغل الصهيوني في الكاثولكية، حتى أُعلن بأنّ " إسرائيل دولة اليهود" على لسان الكاردينال "لورنس شيهان" رئيس أساقفة بالتيمور في نيويورك.
ثم أقرَّ الفاتيكان وثيقة عن العلاقات اليهودية ـ الكاثوليكية، وفيها:
(الكاثوليك عليهم أن يعترفوا بالمعنى الديني لدولة "إسرائيل" بالنسبة لليهود، وأن يفهموا ويحترموا صلة اليهود بتلك الأرض، مع الدعوة إلى تأسيس علاقات أوثق بين الكاثوليك واليهود)
حتى أطلق على هذا التحول النوعي، والمتصيهن: (وعد بلفور الثاني).
ثم تبع ذلك وثيقة اللجنة الأسقفية الفرنسية التي نصت على: (ضمير المجموعة العالمية، لايستطيع أن يرفض للشعب اليهودي الحق، والوسائل، من أجل وجود سياسي بين الأمم) وأطلق على هذه (وعد بلفور الكاثوليكي)
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أعلن الفاتيكان بصورة واضحة وصريحة اعترافه بالكيان الصهيوني على أنَّه حق، وليس أمراً واقعاً، وذلك عام 1982م.
وانفتح بذلك الباب على مصاريعه، لإختراق الصهيونية للكنيسة الكاثولكية، حتى أصدر الفاتيكان كتابا عام 1985م، سماه (ملاحظات لتقديم أفضل لليهود واليهودية) والكتاب ليس سوى تسويق لليهودية داخل العقل الكنسي، حتى تجد فيه التصريح بأن المسيح (عبراني)، والدعوة إلى إزالة ما أسماه (رواسب العداء للسامية)، وإلى تفهم تمسك اليهود بفلسطين!
بعد سبع سنوات من هذا التاريخ، تم تشكيل لجنة ثنائية تقيم، وتشجع، على إستدامة العلاقات الحسنة بين الكيان الصهيوني، والفاتيكان.
وبعدها بعام أي عام 1993م، تم التبادل الدبلوماسي مع الكيان الصهيوني.
ثم جاء الدهشة التي لاتوصف وتعبر عن سيطرة تامّة للصهيونية على الفاتيكان، عندما أصدر الفاتيكان عام 1997م، وثيقة الإعتراف بالذنب، وطلب الصفح من اليهود، بسبب موقفه أثناء الهولوكست!
حتى جاء هذا البن ـ ديك ـ تيس، فدخل عام 2005م، لأول مرة في تاريخ البابوية، معبدا لليهودي في ألمانيا، في يوم ذكرى مقتل يهود مدينة كولونيا، في الفترة النازية، فأطلق الإعلام الألماني عليه آنذاك، لقب (الباب الثاني لليهود)، وأمّا الأول فكان البابا يوحنا بسبب تعاطفه معهم.
وبعدها بعام أطلق تصريحاته التي طعن فيها بالإسلام، ووصفه بأنّه دينٌ هجميٌ، وغير عقلاني، وهاجم محمدا صلى الله عليه وسلم.
ثم تجاهل بإحتقار كلّ الدعوات للإعتذار من هذا الهجوم الوقح، إلى أن جاء اليوم متحديا العالم الإسلامي، وليعلن وقوفه إلى جانب المتغتصبين، ودعمه اللامحدود لجرائم الصهاينة في فلسطين.
ولاريب أنَّ عداء الصليبية للإسلام ليس جديدا، بل إنَّ الكيان الصهيوني نفسه، إنما هو أحد موجات هذه الحرب، ولولا الدعم الصليبي الغربي لهذا الكيان، لما استطاع أن يبقى يوما واحدا.
ولازالت أصداء تصريحات قادة الصليبية العالمية، إبّان إحتلال القرن الماضي، والذي قبله، لبلاد الإسلام تتردّد في أذهاننا:
مثل قول القس سيمون: "إنّ الوَحدة الإسلاميّة تجمع آمال الشعوب الإسلاميّة وتساعد على التملّص من السيطرة الأوروبيّة، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نَحُول بالتنصير باتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية".
وقال القس لورنس براون: " إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربيّة أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا .. أما إذا بقوا متفرقين فإنّهم يظلون حينئذ بلا وزنٍ ولا تأثير".
وقال القس مستر بلس: "إنّ الدّين الإسلاميّ هو العقبة القائمة في طريق تقدم النصرانيّة في إفريقيا"
وقال القس زويمر: (إن القضاء على الإسلام في مدارس المسلمين، هوأكبر واسطة للتنصير، وقد جنينا منه أعظم الثمرات).
ولاريب أنَّ الصليبية لم تتخلّ عن هذه الأهداف قط، وهي لازالت تسير وفق مخطط يحث السير، ووجهته هو تنصير جزيرة العرب،
ولا ننسى ما صرح به القسان زويمر، وجيمس كانتين، في مؤتمر تأسيس الإرسالية العربية الأمريكية عام 1889 م،عندما قالا: (إن للمسيح الحق في استرجاع الجزيرة العربية، وإن الدلائل التي تجمعت لدينا تؤكد أن المسيحية كانت منتشرة في هذه البلاد في بداية عهدها، لهذا فإن من واجبنا أن نعيد هذه المنطقة إلى أحضان المسيحية)!
وأخيرا فإنَّ الله تعالى لم يدعنا بلا هدى، حتى أبان لنا عدوَّنا غاية البيان فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالمينْ).
فالواجب على علماء الإسلام، والقائمين على الناس بالحق، أن يكشفوا حقيقة هذا البنديكتيس، ومن يقف وراءه من شياطين الصهيوصليبية، وأن يقودوا حركة شاملة تبطل كل مخططاتهم الخبيثة في بلاد الإسلام.
والله المستعان، وهو حسبنا، ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 02:07]ـ
بارك الله فيك اخي
وجزاك الله عنا الخير
موضوع هذا الملحد المدعو بالبابا واجب علينا اثراؤه ومتابعته خاصة انه قادم الى بيت المقدس
ولكن هل تعلمون الادهى من هذا الامر؟؟؟؟؟؟؟
هو استقبال علماء الدين الرسميين وكبار المفتين لهذا الملحد الحاقد
نعم رأيناهم يصافحونه ويتبادلون معه الضحكات والابتسامات ولكن الأمرّ من ذلك هو
دخوله قبة الصخرة المشرفة في المسجد الاقصى المبارك برفقة المفتي العام للديار المقدسية محمد حسين
هذا المفتي الذي سبق ان اهدى المجرم بوش عليه من الله ما يستحق اهداه مصحفا مذهبا قبل عدة اعوام قليلة
نعم يستقبل في المسجد الاقصى المبارك ولكن ليس لانه مقدّس عند المسلمين لانه ثالث مساجدهم
بل لانه مقّس عند بني يهود لانه بزعمهم هيكلهم وقبلتهم
سيفرش له السجاد الاحمر وستفتح له ابواب المسجد ويدوس بقدميه النجستين تراب ثالث مساجدانا
برفقة من وبرعاية من؟؟؟؟؟
الا تعسا لهم
اللهم انا نبرأ اليك مما صنعوا فتوفنا غير مفتونين
والعجييييييييييب العجيييييييييييييييب عدم تعليق العلماء خاصة علماء ارض الحرميين على هذا الامر الجلل
وأفوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[11 - May-2009, صباحاً 07:30]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
لاأدري ماذا بعد هذا الضعف والذل الذي نحن فيه؟؟؟؟؟؟؟؟(/)
الدكتور عبد الكريم زيدان العالم المجاهد
ـ[صهيب العلي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 12:55]ـ
نافذة على شخصية
الدكتور عبد الكريم زيدان
العالم المجاهد
لا يخلو تاريخ الأمة من بزوغ أنوار علماء أجلاء يجددون أمر الدين ينافحون عنه ويدعون إليه، يشرحون ما استشكل من مغالقه ويفتحون أبواب التغير في الفكر والأخلاق ينيرون القلوب ويزيلون ما ران على الأنفس والأرواح من أدران المادة.
وها نحن نفتح في هذا العدد من عالم الرسالة نافذة لنطل منها على عالم جليل مجاهد متواضع الدكتور عبد الكريم زيدان.
هذا الرجل الذي نذر نفسه للعلم يعيش به وعيش له متخذاً إياه دوراً يهدي به الأجيال إلى طريق الحق والعزة والانعتاق متمما رسالة الأنبياء في التبليغ، وإجلاء الحقائق وخدمتها، مؤدياً بذلك الأمانة الملقاة على عاتقه بكل صدق وصبر، لم يثره قول حاسد ولا افتراء مفتر، وها هو ينتقل باحثاً عن مواطن الرباط ليشد إليها رحاله مترفعاً عن مكاسب الدنيا الفانية ومتاعها الزائل.
هذا العالم المجاهد الذي أبى عليه تواضعه حب الظهور، وشرفه شراء المناصب وكرامته التمسح بأصحاب الجاه والسلطان، كان علينا أن نعترف بفضل هذه الشخصية التي اطلقت من ربوع العراق في ربيع عمرها لتحط رحالها في خريفه في اليمن السعيد، بين هاتين المرحلتين وعلى امتداد أربعة وثمانين سنة بجميع تقلباتها في الدراسة والمناصب، تطلع على حياته وأعماله ومؤلفاته، لتلفت انتباه أجيال الأمة كي تنهل من علمه وتتشرب من أخلاقه وإخلاصه. فمن هو الدكتور عبد الركيم زيدان؟
ولد الدكتور عبد الكريم زيدان بهيج العاني ببغداد سنة 1917 ونشأ فيها وتدرج.
تعلم قراءة القرآن الكريم في مكاتب تعليم القرآن الأهلية.
أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في الجامعة ببغداد حيث درس الحقوق وتخرج فيها.
ثم التحق بعد ذلك بمعهد الشريعة الإسلامية من جامعة القاهرة وتخرج سنة 1962 برتبة الشرف الأولى.
تخصص الدكتور عبد الكريم في الفقه الإسلامي واطلع على مراجعه المهمة وبخاصة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية، كما دارس وناقش شيخ العلم في مسائل فقهية عديدة قبل وبعد التحاقه بمعهد الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة.
وقد تنقل بين مناصب عدة في العراق وخارجها.
تولى أستاذية الشريعة الإسلامية ورئيس قسمها بكلية الحقوق، ثم أستاد الشريعة الإسلامية ورئيس قسم الدين بكلية الآداب جامعة بغداد سابقاً.
كما تولى أستاذية الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية ببغداد.
تولى عمادة هذه الكلية كذلك وهو الآن أستاذ الشريعة الإسلامية بقسم الدراسات الإسلامية ودراسة الماجستير بجامعة صنعاء وبغداد.
نشاطاته: شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الفقهية ولا يزال. ولعل أهم ما يميز فكر هذا الرجل تمكنه من اختصاصين علميين، الحقوق والشريعة الإسلامية بل وبراعة التعامل معهما لذا فقد قام بإلغاء محاضرات في أسبوع الفقه الإسلامي في دولة الكويت في الستينات.
ـ كما استكتب في بعض المواضيع في موسوعة الفقه الإسلامية بدولة الكويت كذلك في الستينات.
شارك في الحلقة الثالثة للقانون والعلوم السياسية المنعقدة سنة 1969م ببغداد برعاية جامعة الدول العربية حيث ألقى بحثاً في القانون الدولي العام في الشريعة الإسلامية.
ـ اختير عضواً في مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في السبعينات.
ـ شارك في أسبوع الفقه الإسلامي في الرياض أوائل السبعينات وألقى محاضرة فيه.
ـ شارك في أسبوع الفقه الإسلامي بدولة قطر سنة 1995 ـ 1996.
ـ إضافة إلى إشرافه على رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعتي بغداد وصنعاء فإنه عضو في مجلس المجتمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، مما يظهر طول باعه في هذا المجال وأهمية حضوره.
وهو عضو في لجنة تحكيم لنيل جائزة المرحوم هائل سعيد للعلوم والآداب.
وقد نال جائزة الملك فيصل على أثر ظهور كتابه «الموسوعة» المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم تناول فيه الفقه على المذاهب الإسلامية المتعددة أورده في أحد عشر مجلداً.
والمتتبع لإنتاجه العلمي يرى أهمية المواضيع المطروحة، كمقارنة الأحكام الشرعية بالأحكام الوضعية في كتابه نظرات في الشريعة الإسلامية مقارنة بالأحكام الوضعية، ثم كتابه المهم السنن الإلهية في الأمم والأفراد والجماعات التي أبرز فيه آثار البطر والكفر بنعم الله والظلم والفسق على دمار الأمم ويأتي ذلك كتنبيه لهذه الأمة مما وقعت فيه الأمم الغابرة التي استحقت غضب الله.
وتجد الإشارة إلى العمل الفكري الذي تناول به مواضعيه حيث أخرج الكثير من مواضيع الفقه من نطاق التجميع إلى ساحة الإبداع وفضائه الرحب مستلهماً روح المعاصرة ومستفيداً من سعة اطلاعه على الأحكام الوضعية ساعده على فضح عوارها وعجزها عن الإحاطة بالقضايا البشرية المعقدة المتغيرة وأظهر من خلال ذلك بالحجة والبرهان عظمة التشريع الإسلامي في كل المجالات في مجال حقوق الأفراد يراجع كتابه «الفد والدولة في الشريعة الإسلامية» وأحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام وفي مجال العلاقات الدولية وغيرها.
مقتبس من موقع مؤسسة الرسالة
http://www.resalah.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 01:02]ـ
الشيخ من كبار الأصوليين المهتمين بالفقه و هم قلة في هذا الزمان
هذه بعض مؤلفاته:
من الكتب:
1 - أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام.
2 - المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية.
3 - الكفالة و الحوالة في الفقه المقارن.
4 - أصول الدعوة.
5 - الفرد والدولة في الشريعة.
6 - المفصل في أحكام المرأة وبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، وهو في 11 مجلدا.
7 - الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية.
ومن البحوث:
8 - اثر القصود في التصرفات والعقود.
9 - اللقطة وأحكامها في الشريعة الإسلامية.
10 - أحكام اللقيط في الشريعة الإسلامية.
11 - حالة الضرورة في الشريعة الإسلامية.
12 - الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام.
13 - الاختلاف في الشريعة الإسلامية.
14 - عقيدة القضاء والقدر وآثرها في سلوك الفرد.
15 - العقوبة في الشريعة الإسلامية.
16 - حقوق الأفراد في دار الإسلام.
17 - القيود الواردة على الملكية الفردية للمصلحة العامة في الشريعة الإسلامية
18 - نظام القضاء في الشريعة الإسلامية.
19 - موقف الشريعة الإسلامية من الرق.
20 - النية المجردة في الشريعة الإسلامية.
22 - مسائل الرضاع في الشريعة الإسلامية.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 05:05]ـ
بارك الله فيك.
لكني وقفت على كلام في كتابه المدخل ينبز دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بـ: الوهابية!
فهل يعلم أحد من الاخوة ما رأي الشيخ في دعوة التوحيد.
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 05:22]ـ
هل يمكن نقل الكلام او اعطاء الصفحة حتى ننظر فيه
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 10:27]ـ
ص144 السطر 16
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 10:59]ـ
هل يمكن ان تذكر الفصل فلم اجد الكلام المذكور في طبعة المدخل لدراسة الشريعة دار عمر بن الخطاب
ـ[المقدسى]ــــــــ[11 - May-2009, صباحاً 10:15]ـ
الدكتور زيدان عالم قوى في جل كتاباته وخصوصاً كتابه الماتع الوجيز في أصول الفقه الذي يمتاز بالسهولة في الشرح والقوة في المادة العلمية , جزاه الله عنا كل الخير
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 12:58]ـ
هل يمكن ان تذكر الفصل فلم اجد الكلام المذكور في طبعة المدخل لدراسة الشريعة دار عمر بن الخطاب
انا الطبعة التي لدي طبعة "الرسالة"
والكلام موجود في:
المبحث الرابع
احمد بن حنبل
..... > تدوين مذهبه و نقله
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 02:07]ـ
لا يوجد في كلام الشيخ اي شيئ يذكر، ربما فهمت خطأ قوله صاحب الدعوة الوهابية!!!!
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 02:45]ـ
وللشيخ مقبل الوادعي فيه كلام شديد
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 06:03]ـ
لا يوجد في كلام الشيخ اي شيئ يذكر، ربما فهمت خطأ قوله صاحب الدعوة الوهابية!!!!
وهل هذا كلام هين؟؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 06:42]ـ
وهل هذا كلام هين؟؟
احسن الظن في الشيخ و لا تحكم بتسرع حتى تثبت الحجة، ما قاله لا يدل على شيئ و لو قرأت ما قبله لوجدته يمدح بن تيمية و بن القيم فتمعن ذلك!!!!!(/)
الوسطية والطرفية
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 01:56]ـ
الوسطية والطَرَفيّة
الحمد لله، والصلاة والسلام على عبد ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
هذا مقالٌ للعبد الفقير، نشره موقع الألوكة، ولكن بعد أن اقتُطِعَ منه بعضُه للأسف!
وهذا هو:
يكثر في هذه الأيام استخدام مصطلح «الوسطية».
وأصلُ هذا المصطلح مأخوذٌ من قول الله تبارك وتعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة:143].
قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية:
«والوسط ـ ها هنا ـ: الخيار والأجود، كما يقال: قريش أوسطُ العرب نسباً وداراً، أي: خيرها.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطا في قومه، أي: أشرفهم نسباً.
ومنه الصلاة الوسطى، التي هي أفضل الصلوات، وهي العصر، كما ثبت في الصحاح وغيرها.
ولما جعل الله هذه الأمة وسطاً خَصَّها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب، كما قال تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78]». [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
ثم روى ابنُ كثير حديثَ الإمام أحمد الذي أخرجه في «مسنده» عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلَّغت؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. قال: فذلك قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
قال: «الوسط: العدل، فتدعون، فتشهدون له بالبلاغ، ثم أشهد عليكم» [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2).
فالوسطية ـ بالاستنارة بما سبق ـ ليست مصطلحاً مطّاطاً يُطوِّعُهُ كلُّ أحدٍ لتبرير ما يراه، ويفعله؛ كما هو شائعٌ في هذه الأيام!
حيث إنّ كلّ داعيةٍ إلى أمرٍ يُزينُه بزينة الوسطية، ويحلّيه بحلية الحكمة والاعتدال!
إنّ مرتكز الوسطية الذي تقوم عليه هو ـ كما في الحديث الشريف السابق ـ العدالة.
و «العدالة في اللغة ـ: الاستقامة، وفي الشريعة: عبارة عن الاستقامة على طريق الحق بالاجتناب عما هو محظور ديناً» [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3).
فالاستقامةُ هي أسُّ الوسطية، وليس من الوسطية في شيءٍ الانحرافُ يَمنةً أو يَسرةً، بأيِّ مسوِّغٍ يأتي به المنحرف.
فالمَيلُ نحو التشدُّد والتنطُّع والتعسير على النفس أو الغير انحرافٌ عن منهج الإسلام الأصيل.
والميلُ نحو التفلُّت والتراخي في الأحكام الشرعية، والتملُّص من حدود الله، واختراع أحكام جديدةٍ تنقض الأحكام الثابتةَ انحرافٌ من نوعٍ آخر.
وكلا الانحرافين طرَفيّةٌ مذمومة، والوسطية قائمةٌ بالحقّ بينَهما.
يقول ابن القيم رحمه الله:
«وما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وإضاعة، وإما إلى إفراط وغلو.
ودين الله وسط بين الجافي عنه، والغالي فيه؛ كالوادي بين جبلين، والهدى بين ضلالتين، والوسط بين طرفين ذميمين.
فكما أن الجافيَ عن الأمر مُضيِّع له؛ فالغالي فيه مضيِّع له، هذا بتقصيره عن الحدّ، وهذا بتجاوزه الحد» [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4).
الذي أفهمه أنّ الوسطية: ليست جماعةً بعينِها، لا مذهباً فكرياً ولا فقهياً، ولا طريقةً صوفيةً ولا غير ذلك؛ بل كلّ ذلك إلا ما خرج عن دائرة أهل السنة والجماعة الكبرى.
والوسطية: هي السنة المطهّرة، والهدي النبويُّ الحكيم، فإذا كانت الأمة بجملتِها وسطاً، فالنبيُّ عليه الصلاة والسلام أوسطُها على الإطلاق، وهو الميزان الذي توزن به الأمور، والمقياس الذي تُقاسُ به الأشياء.
وما وافقَ هديَه الرفيق وشريعته السمحة؛ فهو العروة الوثقى، وما باينه فهو باب الضلال والبَوار.
(يُتْبَعُ)
(/)
والوسطية: هي الرّاجح دليلاً من الكتاب والسنة، والضعيفُ والشاذّ ليس من الوسطية في شيء، ولو صلح لتطبيقٍ محدودٍ على سبيل الترخُّصِ في حالاتٍ بعينِها دون تعميم
الوسطية: هي عدم إلغاء الخلاف الاجتهادي السائغ، وأعني بالسائغ: ما اختلف به فطاحلُ العلماء قديماً وحديثاً.
الوسطية: ليست اتهام المخالف بالتطرُّف والتشدُّد؛ لمجرّد أنه يخالفُ ما أراه.
الوسطية: هي يُسر الإسلام، وليس اليُسرُ معناه: أسهل الأقوال وأخفّها، بل أرجحها وأقواها، بل وأحوطها وأتقاها؛ لأن الخروج من الخلاف واتقاء الشبهات من هديِ حبيبنا صلى الله عليه وسلم.
الوسطية: لا تعني تلميعَ ديننا في عيون غير المسلمين، بل الاعتزازَ به، والافتخارَ بأحكامه، رضيَ من رضيَ وسخِط من سخِط.
الوسطية في التفكير والاجتهاد: هي تحرّي مرضاة الله، وموافقة مقاصد شريعته، والتمسُّك بما هو الأرجح دليلاً مرادُهُ في نصوص الوحيَين.
الوسطية: هي التعامل مع التراث تعاملَ تقديمٍ لا تقديس، والتمييز بين ما قُرِّرَ من الأحكام متأثِّراً بظروفٍ زمانيةٍ ومكانيةٍ خاصّة، وبين ما قُرِّرَ دون ذلك التأثُّر عارياً عن التخصيص بزمانٍ أو مكانٍ، وعدم الخلط عمداً أو سهواً بين هذين النوعين.
فنسيان الأول يعني قولبة الأمة في قوالب الجمود والتحجُّر وتأليه الرجال، وعصمة غير المعصوم صلى الله عليه وسلم.
وتناسي الثاني تمييع للدين، وحلٌّ لمفاصلِ الشرع، ومقاطع الأحكام الراسخة، وخروجٌ ـ عاجلاً أو آجلاً ـ مما قد يظنُّ الظانُّ أنه لن يمسَّ به من المسلّمات؛ لأن من مشى الدربَ وصلَ به إلى غايته.
الوسطية: هي الواقعية التي تفرضُ عدم إيقاع الناس في عنتٍ ناتجٍ عن إسقاطِ واقعٍ مجلوبٍ من مكانٍ أو زمانٍ آخَرَين، ومن لم يكن عالماً بأهل زمانه فهو جاهل.
وجهله ليس لأنه لا يحفظُ النصوص، بل لأنه لا يعرف كيف الاستنباطُ منها لتصنيع أدوية الأمراضِ الناشئة المتجدّدة المتغيّرة.
واستخدام علاجٍ مجرَّبٍ نجعَ مع مرضٍ ما لا يعني بالضرورة أنه ناجعٌ مع مرضٍ ثانٍ، بل هو بالضرورة مسبّبٌ لتفاقم المرض الجديد لسببين:
- حجب المصل المضادّ عن البدن العليل.
- وإفساد هذا البدن بما لا ينفعه ـ بل بما يضرّهُ ـ من العقاقير!
الوسطية: هي نشوءُ أجيالٍ من رجالٍ يسيرون على درب الرجال الأوائل، يُتمّون ما بدؤوا، ويكملون ما به شرعوا، دون أن يتخذوا من أنفسهم عبيداً للسابقين، ولا أن يتعاظموا في أعيُن أنفسهم حتى لا يرَوا من سبَقَهم من السالفين.
ربِّ ما كان في قولي صواباً فمنك اللهمّ وحدك، وما كان خطأً فمني وأنت ورسولُك منه بريئان.
وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه
والحمد لله رب العالمين
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) « تفسير ابن كثير» 2/ 111.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) « مسند الإمام أحمد» برقم 3/ 32.
والحديث في الصحيحين: «صحيح البخاري» برقم (3339)، وغيره بنحوه.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) « التعريفات» للجرجاني ص 152.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) « مدارج السالكين» 2/ 496.(/)
المصيبة الأفغاباكستانيّة على الأطماع الصهيوأمريكانيّة الشيخ حامد العلي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 02:09]ـ
المصيبة الأفغاباكستانيّة على الأطماع الصهيوأمريكانيّة
حامد بن عبدالله العلي
،
"الوضع في باكستان "يشكل تهديدا قاتلا لأمن وسلامة بلادنا، والعالم" العبارة الشهيرة لهيلاري كلنتون الأسبوع الماضي
،
لماذا قفز الأمريكيون وراء زعيقهم عن الخطر الإيراني، وفجأة تصاعدت نبرة التخويف من باكستان، ماذا يجري وراء الأكمة؟!
،
(إنّ إيران لم تعد تشكل التهديد الاستراتيجي الأكبر على إسرائيل، بقدر ما تشكلّ كلّ من باكستان، وأفغانستان، هذا الخطر على تل أبيب.
لأنَّ باكستان دولة نووية غير مستقرة، وأفغانستان تواجه خطر سيطرة حركة طالبان على الحكم فيها.
إنّ باكستان وأفغانستان ليستا خطراً على إسرائيل فقط، وإنما على العالم كلّه، وعلينا مواجهة هذه الأخطار بالمقاربة بين واشنطن، وموسكو) وزيرالخارجية الصهيوني المتطرّف أفيغدور ليبرمان، في لقاء مع صحيفة موسكوفسكي كوموسوليتس الروسية، ترجمة عن هآرتس
أما الكاتب الصهيوني المتطرف بن دورون يميني، فذهب إلى أبعد من ذلك، فقد كتب في صحيفة معاريف أنَّ المال الإسلامي المتدفق على المدارس الدينية في باكستان، يمتدُّ أثره على العالم كلَّه فقال:
(هذا المال الفاسد يتسلَّل إلى جهاز التعليم، في الولايات المتحدة، وفي أوروبا، وإلى كل العالم .. إنَّ 50% من مساجد بريطانيا تحت سيطرة التيار "الديوبندي"، ـ هو مذهب حركة طالبان ـ الذي نشأ في شبه الجزيرة الهندية، "وهو أخ توءم للإسلام الراديكالي على النمط الوهابي") معاريف 30/ 11/ 2008م
" إن مقاتلي طالبان حطّموا الرقم القياسي في العمليات التي ينفّذونها؛ حيث فجَّروا نحو 2615 عبوة ناسفة في العام 2007، وأوقعوا أكثر من 6500 قتيل إضافة إلى أكثر من 750 قتيل آخرين في صفوف قوات التحالف" تقرير البنتاغون
،
"بيت الله محسود أحد أكثر الشخصيات المرهوبة الجانب، ليس في باكستان وحدها بل في العالم بأسره.
إنَّ بزوغ نجم محسود هو نتاج أفكار، وأحداث عدَّة, وإنَّ الشباب الغض, ومعظمهم ينحدر من عائلات فقيرة, هم وقود حركته، أمَّا من يتولى تدريبهم فهو قارئ حسين, الذراع اليمنى لزعيم طالبان باكستان.
ومن أبرز إنجازات محسود، أنه أعاد للشبكة الجهادية في أفغانستان عنفوانها, وجمع أمراء الحرب من قبائل البشتون، والمجاهدين من إقليم البنجاب، في أرجاء العالم الإسلامي تحت راية واحدة.
وقد منحه هذا المزج بين العناصر الجهادية المدربة، والمال، والقدرة على التنظيم الوسائل اللازمة، إمكان توجيه ضربات في أيّ مكان بباكستان.
ومع أن بيت الله محسود المولود عام 1970 رجلٌ أميٌ, فإنه يتمتَّع بذكاء، وجاذبية هادئة، وقدرة على التركيز، قضى محسود الجزء الأخير من ثمانينيات القرن الماضي في محاربة الروس بأفغانستان، وبرز إلى الواجهة عام 2004 م، ليملأ الفراغ الذي تركه القائد الميداني نك محمد, الذي قتل في غارة جوية أميركية) صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية
لا ريب ـ كما ذكرنا ذلك مرارا ـ أن التحالف الصهيوغربي يدرك أنّ المشروع الصفوي لايشكل خطرا إستراتيجيا على الكيان الصهيوني ـ كما فضحهم ليبرمان آنفا ـ وأنَّ استعداده لعقد إتفاق مع الغرب يتنازل فيها عن دعمه للقضية الفلسطينية، لايقلِّ عن استعداد أيّ تاجر ماكر، متى وجد صفقة مناسبة.
كما تحدثنا عن أن المفاوضات السرية التي تجري على قدم وساق، بين هذين العدوِّين اللدودين لأمّتنا، تثمر مداً، يظهر أحيانا ـ مؤخَّراً ـ بصورة تصريح نجاد (إيران لاتمانع بحل الدولتين إذا وافق الفلسطينيون)!، وإطلاق الضباط الأربعة في لبنان، إنسحاب بريطانيا من جنوب العراق .. إلخ، وجَزْراً يظهر في أشلاء تتطاير من الحرب الخفية بينهما في العراق، أو التصعيد المصري ضد الجيب الإيراني في لبنان، أعني حزب حسن نصر .. إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلّ ما في الأمر أنَّ الأمريكيين يريدون (إيرانا) بحجم البيدق الذي يحدّدونه هم، وصفقة تناسب هذا البيدق المتوسط الحجم، أما الإيرانيّون فيطمعون بصفقة عالية المستوى جداً، والمذهل في طموحهم، أنهم يريدون صفقة تصل إلى درجة تساويهم بالصفقات الدولية التي يعقدها الغرب مع الصين، أو روسيا، أشار إليها نجاد بقوله (إيران مستعدة أن تشارك في إدارة العالم)! كما نقلتها الوكالات قبل أيام.
وهم حتَّى يصلون إلى هذه الصفقة، سيبقى إظهارهم القدرة على الإيذاء مستمراً، حتى لو وصل الأمر في تحرشهم بالأمريكيين إلى أمريكا اللاتينية.
ولهذا فقد قيل أنهم أوصلوا حتَّى إلى الطالبانيين ـ عبر وسطاء لهم علاقة بهم ـ رغبتهم (الخبيثة) في إمداد الجهاد الأفغاني بالسلاح، بشرطين أن لايستعمل ضدَّهم، ويمكَّن للشَّيعة بعد خروج الإحتلال، فأبى الملاَّ عمر الدخول مع أغدر أعداء الإسلام في التاريخ في أيِّ إتفاق.
ومعلوم أنَّ الصفوييّن لايتحركون خطوة واحدة، مع أيّ حركة جهادية سنيّة، إلاّ مؤقتاً في عملية إحراق لهذه الحركَة، في مخطَّطهم الخبيث للقضاء على الإسلام فحسب، ولكن المغترّين بهم لايعلمون.
وعلى أية حال فإنَّ تحوُّل التصعيد الصهيوغربي إلى الحالة الأفغاباكستانية، متلائم تماماً مع منطقهم، فالجهاد الأفغاباكستاني، آخذٌ بالتصاعد إلى درجة كبيرة، مستفيداً من الإنهاك الأمريكي الذي سبَّبه المستنقع العراقي، والأزمة الإقتصادية، والأعياء الشعبي الأمريكي من الحروب الخارجية، والغرق الصهيوني في ملفات عدِّة.
وأخطر ما يُتوقَّع أن يحقّقه هذا الجهاد على الشقّ الباكستاني على المدى القريب، تدمير خطوط الإمداد اللّوجستي للناتو في أفغانسان، وتحرير أكبر مساحة من المناطق الحدودية عن سلطة الحكومة الباكستانية، لإبقاءها معسكراً هائلا مترامي الأطراف، وآمنا، للحالة الجهادية الإسلامية، سواء في أفغانستان أو غيرها من بقاع العالم.
وأما على الشقَّ الأفغاني فيُتوقَّع أن يحقِّق المزيد من السيطرة على أفغانستان، فالتحوُّل إلى حالة شعبية عامة، تنتفض مطالبةً برحيل الإحتلال، وحينئذ لايبقى للمحتل أيَّ أمل في البقاء.
ومعلوم أنَّ من أعظم أسباب نجاح حركة طالبان، قدرتها على كسب الأنصار، وتأجيل الخلافات الثانوية، وعقد التحالفات على أساس تقديم العدوِّ الأخطر، وإبقاء الخطوط الإستراتيجية هي الخطاب العام الذي يجتمع عليه أكبر عدد من الشعب، ولهذا تمددت بسرعة، وشكلت تهديدا حاسما لأقوى قوى عسكريَّة في العالم.
والمصيبة التي حلَّت على التحالف الصهيوصليبي الغربي، أنَّه فشل في استخدام أسلوب التدمير الساحق فشلا ذريعاً وكارثيّا عليه.
فقد فشل في القضاء على حركة طالبان في حرب أفغانستان، وفشل في حرب العراق تحت حراب المقاومة العراقية الباسلة، وفشل عام 2006م في لبنان، وفشل في حرب 2008ـ 2009م في حرب الفرقان في غزة، بسبب الصمود الأسطوري لحركة حماس، ورجالها الأبطال.
ثم جاء التهديد الأفغاباكستاني، بعد هذه السلسلة من الإحباطات الصهيوأمريكية التاريخية، وليس فهذا بحسب، بل إنَّ هذا التهديد بالغ الخطورة إلى درجة أنَّ مسؤولين في إدارة أوباما، يرون أنَّ تجاهل زردادي لخطر طالبان باكستان، لايذكرهم إلاّ بتجاهل رئيس وزراء بريطانيا نفيل تشامبرلين، لخطر النازية وهتلر في الحرب العالمية الثانية.
ولهذا قال ريتشارد هولبروك المبعوث الخاص للرئاسة في أفغانستان وباكستان: (من غير المقبول الهزيمة في هذه الحرب)!
وبعد:
فإنَّ معركة الإسلام في أفغانستان ستتصاعد في الأيام المقبلة، ممتدة إلى باكستان، وسيعيد التحالف الصهيوصليبي الغربي كلَّ محاولات الإلتفاف السياسي على الحالة الجهادية هناك، تلك التي جرَّبها في فلسطين فتبخَّرت بسبب ثبات نهج المقاومة، وفي العراق فتهاوت، وفي الصومال فسقطت، وهي في باكستان مرشحة لأن تكون أشد فشلا.
إذ كانت الحالة السياسية العامة في باكستان، حتى بعض المحسوبة على السلطة، على دراية تامة، بأنَّ العداء الصهيوغربي، إنَّما هو لباكستان كلَّها، ولقوتها النووية، ولوجودها، لحساب الهند، وليس التحريض على طالبان سوى ذريعة لتفكيك، وإضعاف باكستان لصالح التحالف الهندوصهيوني.
والواجب على الأمة الإسلامية أنَّ تقف وراء الشعبين المسلمين الباكستاني، والأفغاني، ضد المخطط الصهيوصليبي الغربي، داعمةً، وداعيةً، ومؤيدةً، يتقدمهم العلماء، والدعاة، والمصلحون، والمفكرون، كما وقفت مع الشعب العراقي في جهاده ضد المحتل، والجهاد الفلسطيني، والصومالي، فلا فرق، وبذلك أفتى علماء أفغانستان، وباكستان.
فالمعركة واحدة، والعدوّ الحاقد هو هو، والمستهدف هو الإسلام الواحد الذي يراد محوُه، وإطفاء نورِه، وتقسيم دولِه، ونهب ثرواتِه، وتدمير حضارتِه.
ولنتذكَّر دائما أننا بحمد الله منتصرون مادمنا على طريق الجهاد، وقد رأينا ما آتانا الله تعالى من ثمرات هذا الطريق المبارك في مواجهة عدونا في فلسطين،والعراق، والصومال، أفغانستان، وغيرها.
وأنَّ الثابتين على هذا النهج هم كواكب هذه الأمَّة البرَّاقة، ونجومها الوضَّاءه، وهم الذين يصنعون حاضرها، ويرسمون مستقبلها.
أما المنهزمون، والمتاجرون بقضاياها، فإلى ما هو ألعن من مزبلة التاريخ، إلى سخط الله تعالى، ولعنته، والملائكة، والناس أجمعين.
والله حسبنا، عليه توكّلنا، وعليه فليتوكّل المتوكّلون.
المصدر:
http://www.h-alali.cc/m_open.php?id=43709aae-8876-102c-834e-00e04d932bf7 (http://www.h-alali.cc/m_open.php?id=43709aae-8876-102c-834e-00e04d932bf7)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 06:30]ـ
يرفع للفائدة
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:11]ـ
اليوم انفجار هائل في صلاة الجمعة والقتلى أكثر من ستين
وهكذا في كل يوم تقريباً
وبعض الناس لا همَّ لهم إلا الأجندة الحزبية
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:59]ـ
وبعض الناس لا همَّ لهم إلا الأجندة الحزبية
و انت ما همك؟
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 12:07]ـ
لعلّ البعض يفرح لما حدث لإخواننا في وادي سوات
وما يدريك! فلعلّ تفيد التحقيق
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 12:21]ـ
بارك الله فيك اخي المكرم
الله المستعان
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:21]ـ
و انت ما همك؟
دماء المسلمين التي تسيل في المساجد!
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:25]ـ
دماء المسلمين التي تسيل في المساجد!
وهل ترى أن أخواننا لا يهمهم دماء المسلمين التي تسيل في المساجد؟؟
أم أن صاحب الفعلة لا يخفى على كل من له معرفة بالواقع وبخطط الأعداء.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:30]ـ
دماء المسلمين التي تسيل في المساجد!
و الدماء التي سالت في العراق و فلسطين و افغانستان و الباكستان و الصومال و غير ذلك من بلدان المسلمين
و مازالت تسيل لحد الان
اظنها لا تهمك
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:32]ـ
اللهم انصر طالبان باكستان على المرتدين
أبو معاذ
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:37]ـ
الله يجزيك الخير وينفع بك ..
اللهم انصر المجاهدين، اللهم بلّغنا الشهادة في سبيلك ..
اللهم آمين ..
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:44]ـ
امين و لك مثله(/)
هل استمعتم لهذا الدكتور من قبل ... ؟؟؟
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 02:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الاعزاء ثبّتكم الرحمن الرحيم على الدين وجعلكم جندا من جنده
الدكتور عبد الله عزام رحمه الله تعالى وتقبّله الله في الشهداء والعلماء العاملين
تراث هذا العلم المجاهد وعلمه لم يجد من يقوم بخدمته والقيام به وتبليغه
وحبذا لو يقم بذلك مؤسسة تبتغي بذلك الاجر من الكريم
أتدرون أكثر شيء يميّز أسلوب القائه
هو شعورك بصدقه ووصول كلامه الى القلب وحرقته على الدين والمسلمين
هذه محاضرة صوتيه له
http://download.kinguploader.com/Download.aspx?8333#8333.rm
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 02:47]ـ
الله يجزيك الخير ويرضى عنكم ..
الشيخ عبد الله عزام أصولي فقيه مجاهد(/)
ولنتذكَّر دائما أننا بحمد الله منتصرون مادمنا على طريق الجهاد الشيخ حامد العلي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 04:22]ـ
ولنتذكَّر دائما أننا بحمد الله منتصرون مادمنا على طريق الجهاد، وقد رأينا ما آتانا الله تعالى من ثمرات هذا الطريق المبارك في مواجهة عدونا في فلسطين،والعراق، والصومال، أفغانستان، وغيرها.
وأنَّ الثابتين على هذا النهج هم كواكب هذه الأمَّة البرَّاقة، ونجومها الوضَّاءه، وهم الذين يصنعون حاضرها، و يرسمون مستقبلها.
أما المنهزمون، والمتاجرون بقضاياها، فإلى ما هو ألعن من مزبلة التاريخ، إلى سخط الله تعالى، ولعنته، والملائكة، والناس أجمعين.
والله حسبنا، عليه توكّلنا، وعليه فليتوكّل المتوكّلون.
المصدر:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33043 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33043)(/)
بخصوص جملة تنسب لسيدنا على
ـ[ايمان نور]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 07:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هل سيدنا على رضى الله عنه حين سأله البعض عن الخوارج وقالوا:
من هؤلاء يا أمير المؤمنين؛ أكفار هم؟ قال: من الكفر فروا. قيل: فمنافقين، قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، وهؤلاء يذكرون الله كثيراً، قيل: فما هم؟ قال قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا
الكلام يناقض ماقاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن الخوارج فكيف يقوله على رضى الله عنه!
هذا ماأقوله لكل من يستشهد بتلك الجملة أظنها قيلت فى أهل موقعة الجمل ولكن فقط ظن لا أعرف السند وقرأت أن الرواية فى البداية والنهاية. وهناك أقوال شبيهة فى كتب الشيعة نستدل بها عليهم حول موقعة الجمل وإن كانوا ليس لهم منهجا فى التصحيح
ولكن الكلام بالأعلى المنسوب لعلى رضى الله عنه لا أعرف صحته فأخبرونى بارك الله فيكم على سنده ومتنه لأن الكثير يستشهد بتلك الجملة سواء من الشيعة أو غيرهم ممن ينكر عقيدة التكفير.
وجزاكم الله عنّا خيرا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 09:57]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز، هذا القول من الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد روي بسند مرسل عن الحسن وفيه مجاهيل، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه.
وقال ابن عبد البر: (ورواه عنه كل من حكيم بن جابر وطارق بن شهاب والحسن وغيرهم عن علي بمعنى واحد، وروي عنه أن هذا القول كان منه في أصحاب الجمل والله أعلم).
قال ابن حجر: (وهذا إن ثبت عن علي حمل على أنه لم يكن اطلع على معتقدهم الذي أوجب كفرهم عند من كفرهم).
قال ابن بطال: (ذهب جمهور العلماء إلى أن الخوارج غير خارجين من جملة المسلمين؛ لأن من ثبت له عقد الإسلام بيقين لايخرج منه إلا بيقين).
ومن المؤكد أن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما تكلم فإنه كان يقصد الوضع الراهن آن ذاك ورجالاته، ومن تتبع أحوال الخوارج في تلك الفترة عرف صدق كلام الإمام علي رضي الله عنه السابق، فإنه لم يكن يعرف عنهم ما يعرف عمن أتى بعدهم من شطحات وطامات.
وهذا الأخير هو الذي يؤيد به قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصفهم، على أن الخطابي قد التمس وجها في هذا من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "يمروون من الدين" قال: (أراد بالدين الطاعة، أي: أنه يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة، وينسلخون منها. والله أعلم).
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 10:14]ـ
ثم ظفرت بهذا النص القيم لابن القيم في (إجماع أهل السنة النبوية على تكفير المعطلة الجهمية ص108) فكان متوافقا مع ما ذكرت لك، فالله الحمد من قبل ومن بعد، حيث قال رحمه الله:
(فمن كفر بعض فرق الطوائف المبتدعة كالخوارج المتقدمين يحتج بالنصوص المكفرة لهم من كتاب الله وسنة رسوله، كقوله صلى الله عليه وسلم: "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه إلا كما يعود السهم إلى فوقه" وغير ذلك من النصوص التي يحتج بها من كفرهم، ولا يلزم من هذا تكفير من لم يكفرهم، أوشك في كفرهم؛ لأنه غير لازم، لاحتمال مانع يمنع من ذلك عنده، ولو كان لازما لقال به العلماء ووضحوه.
ومن لم ير تكفيرهم وهو الصحيح؛ فحجته: أن أصل الإسلام الثابت لا يحكم بزواله إلا بحصول مناف لحقيقته مناقض لأصله، لأن العمدة استصحاب الأصل وجودا وعدما، ولقول علي رضي الله عنه لما سئل عنهم أكفار هم؟ قال: من الكفر فروا. ولم يخالفه أحد من الصحابة.
ولا يلزم من هذا (تضليل من كفرهم) أو (تكفيرهم)، لأنه ورد في الحديث: "من كفر مسلما فقد كفر" فإنه غير لازم لما ذكرنا).
ـ[ايمان نور]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 05:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك
أخى هل لديك رابطا لتحميل هذا الكتاب؟ إجماع أهل السنة النبوية على تكفير المعطلة الجهمية
ذكرت أنه لابن القيم.
وبارك الله فيك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 11:18]ـ
لا والله ليس لابن القيم حفظك الله، بل هو للشيخ العلامة/ إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ ت 1329هـ
وأرجو منك المعذرة فقد سبق ذهني مباشرة لكتاب ابن القيم (اجتماع الجيوش الإسلامية) لقرب عهدي فيه، فسامحني على هذا السهو غفر الله لنا جميعا.
ـ[ايمان نور]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 08:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
جزاك الله خيرا أخى وبارك فيك
لا عليك أخى حفظك الله
بإذن الله أجده واقرأه نفعنا الله بكم.(/)
(بابا) الفاتيكان: روح صليبية تُخفيها مظاهر القداسة
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[11 - May-2009, صباحاً 11:01]ـ
بابا) الفاتيكان: روح صليبية تُخفيها مظاهر القداسة
د. محمد بسام يوسف | 15/ 5/1430
http://www.almoslim.net/node/111715
يقول الدكتور (غرونييه): [إني تتبّعت كل الآيات القرآنية ذات الارتباط بالعلوم الطبية والصحية والطبيعية .. فوجدتُ هذه الآيات منطبقةً كل الانطباق على معارفنا الحديثة .. فأعلنتُ إسلامي، لأنني تيقّنت أنّ محمداً (عليه الصلاة والسلام) قد أتى بالحق الأبلج .. ولو أنّ كلَّ صاحب علمٍ من العلوم قارن جيداً كلَّ الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلّمه، كما فعلتُ أنا .. لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً خالياً من الأغراض]! .. (من كتاب: محمد رسول الله، للكاتب آتين دينييه).
والدكتور (غرونييه) نائب في البرلمان الفرنسيّ، اعتنق الإسلام لسببٍ واحدٍ فقط، هو أنه وجد في هذا الدين العظيم أساساً لكل العلوم الحديثة، وأنّ القرآن العظيم الذي نزل من عند الله سبحانه وتعالى منذ أكثر من أربعة عشر قرناً مضت .. فيه من المنهج العلميّ، ما يجعله مرشداً واسعاً، لكل صاحب عقلٍ علميٍ يبتغي الوصول إلى حقائق المعرفة والعلم، ولكل مَن ينهج نهج العلم المحض والتفكير العلميّ السليم! ..
لقد قام الإسلام على الإيمان الحرّ المطلق، ودعا إلى اعتناق عقيدته بالحجة والبرهان، وأثار عند الإنسان مَلَكَةَ التفكير، واستحثّ عقلَه ليصل إلى اليقين الكامل إيماناً والتزاماً وثباتاً، وعملاً خالصاً لوجه الخالق عز وجل، ولتحرير الإنسانية من الشقاء والعذاب، وذلك بتنفيذ منهج الله عز وجل الحكيم الرحمن الرحيم العليم: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .. ) (يونس:101)، (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ .. )! .. (العنكبوت:20) .. وحين يدعو الإسلامُ الناسَ إلى الإيمان، يبيّن لهم طريقَ الخير وطريقَ الشرّ، ثم يحثّ على التفكير بكلٍ منهما، وعلى استثارة العقل بأعلى طاقاته، لاتخاذ القرار الحاسم: إما إلى الإيمان أو إلى الضلال والكفر: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ .. ) (الروم: من الآية8)، وكل مَن يُعمِل عقلَه ويفكّر ويتدبّر ويتحرّر من هوى النفس .. كل مَن يفعل ذلك عبر التاريخ .. لا شك سيؤمن بعقيدة الإسلام عن اقتناعٍ وإصرارٍ وثبات .. وحين يزداد الإنسان علماً وقدرةً على استخدام طاقاته العقلية .. فإنه سيكون أقرب ما يكون إلى الإيمان بعقيدة الإسلام: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الجاثية:13)، نعم، لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ! ..
الإنسان في نهج الإسلام حرّ في اختياره، ومسؤول عن هذا الاختيار، والإسلام لم ينتشر بالعنف ولم يُجبِر الناسَ على اعتناقه إجباراً، وإنما كان الإسلام دائماً يدعو إلى تحقيق عزّة المسلم، وإلى امتلاك القوة الكفيلة بحماية المسلمين وأوطانهم وثرواتهم وأعراضهم ودمائهم، من اعتداءات الآخرين .. وحين كان طواغيت الأرض يحولون بين الناس وبين الإسلام العادل المحرِّر لهم .. كانت القوة كفيلةً بتحطيم عروش أولئك الطواغيت، بهدف تحرير الناس من عبودية بعضهم بعضاً، إلى عبادة الله عز وجل الواحد الأحد، وليس بهدف السيطرة على الأوطان ونشر القتل والفساد والدمار، وسرقة الثروات وتحقيق المآرب العدوانية .. فقد كان الإسلام وما يزال، محرِّراً للبشر وليس محوِّلاً لهم إلى عبيدٍ يُسَبِّحون بحمد القوة التي تسيطر عليهم وعلى أوطانهم وثرواتهم وأعراضهم وإنسانيتهم! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الفرق واسع جداً، بين أن يجاهدَ الإنسان لتحرير الناس، من العبودية البشرية الظالمة بشتى أنواعها، ونقلهم إلى عبادة الخالق وحده سبحانه وتعالى .. وبين أن يقوم مَن يمتلكون القوّة ويحتكمون إليها بالسيطرة على الإنسان، لإذلاله وإخضاعه لمخططاتهم الدنيئة الطاغية الظالمة غير الإنسانية، وكذلك لنزعاتهم العدوانية الدموية، التي تسحق الإنسان، وتجرّده تماماً من كرامته وإنسانيته! .. وهل كانت (العُهْدة العُمَرية) أو وثيقة الخليفة (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، بمنح الأمان لنصارى بيت المقدس، وباحترام كرامتهم الإنسانية ودينهم وعقيدتهم النصرانية التي اختاروها لأنفسهم .. هل كانت إلا ضمن هذا السياق الإسلاميّ، الذي يمثّل تنفيذ أرقى ما يمكن من العلاقات الإنسانية بين البشر؟! .. وهل كان نهج الرسول الكريم محمدٍ صلى الله عليه وسلم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، الذي اتبعه مع مَن طردوه وطاردوه وحاصروه وعذّبوا أصحابَه وقتلوا أعز الناس إلى قلبه ونفسه .. هل كانت إلا ترجمةً حيّةً لأسطع الأدلّة على سماحة الإسلام، وعلى رقيّ الأخلاق التي يدعو إليها، لتحقيق كرامة الإنسان في أفضل حالاتها؟! .. وهل دخل الناس في دين الإسلام أفواجاً إلا باختيارهم الكامل، بعد أن ظهر الحق وزهق الباطل، وتبيّن للناس النور من الظلام؟! ..
لقد تنزّل الإسلام، على قاعدةٍ ربانيةٍ خلاّقةٍ كريمة: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ .. ) (البقرة: من الآية256)، ثم تأسّس على: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ) (الغاشية:21 و22)، ثم انتشر على غير ما يزعمه بابا الفاتيكان (بنيديكت السادس عشر)، بل على عكس ما زعمه وأصرّ عليه وافتراه: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)؟! .. (يونس:99).
* * *
( .. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ .. )؟! .. (الزمر: من الآية9) .. هي القاعدة الأساس في النهج الإسلاميّ القويم، وفي كينونته ووسيلته في الارتقاء المستمر، الذي لا ينتهي عند حدٍ من الحدود .. هي القاعدة التي يؤكّدها قول العزيز الحكيم، راسماً طريق الفكر والتفكّر المستمر، لاستمرار الحياة الإنسانية في أرقى درجاتها: ( .. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ)؟! .. (الأنعام: من الآية50) .. وعلى هذه القاعدة الربانية اعتنق ملايينُ البشر في العصر الحديث الإسلامَ، ولم يكن لهم من وسيلةٍ للوصول إليه إلا التفكير، وانطلاق العقل من عقاله، وانطلاقة العلم في إشعاعات عقلٍ سليمٍ معافى .. وعلى هذا الأساس أسلم آلاف المفكرين والسياسيين والعلماء والمتنوِّرين والمثقّفين الغربيين، من أمثال: (روجيه جارودي)، الذي اكتشف عظمة الإسلام من خلال (كشف زيف الحضارة الغربية والأميركية القائمة على العنف والقتل واستباحة الشعوب)، والبروفيسور الهندي عز الدين أو (ناشكانتا)، الذي وجد (أنّ الإسلام يتناغم منسجماً مع الحكمة والعقل) .. والمبشِّرة النصرانية الأصل (فيلما وليم) التي أسلمت فور سماعها (سورة مريم) واكتشافها من خلال ذلك (عظمة الإسلام ورقيّه الأخلاقي وشموله كلَ الخير للبشرية)، فتحوّلت من مبشِّرةٍ نصرانية إلى داعيةٍ إسلامية .. والمحامي الإيطالي (روزايو باسكويني)، الذي اعتنق الإسلام (بعد دراساتٍ معمّقة وبحثٍ عميقٍ عن الحقيقة) .. والبروفيسور الأميركي (ريكيفول)، الذي (انبهر بسماحة الإسلام ومنطقه العلميّ الدقيق وبساطته وعقلانيته وتوازنه وحَثّه على الرقيّ الحضاريّ والثقافيّ)، ومدير مكتب البابا بولس السادس (الكونت دو)، الذي أعمل عقله فاكتشف أنه (من المستحيل أن يكون يسوع ابن الله) أو (أن تكون مريم العذراء والدة الله)! .. كما اكتشف (أنّ الإسلام يحترم النصرانية واليهودية ويُجِلّ أنبياءهما لأنهما دينان سماويان)! .. (مجلة نور الإسلام).
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جسّد اعتناقُ مَن ذكرنا آنفاً دينَ الإسلام .. جسّد بكل التفاصيل قولَ العزيز الحكيم: ( .. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء .. ) (فاطر: من الآية28) .. فهل كل هؤلاء وغيرهم من ملايين الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام .. اعتنقوه بالعنف بعيداً عن العقل والعلم؟! .. وهل جسّدت مزاعم بابا الفاتيكان موقف العالِم العاقل الخالي من الأغراض المشبوهة؟! ..
لعله قد غاب عن (البابا) أنّ الحضارة الإسلامية الأندلسية وعلومها .. قد أنارت أوروبة والغرب بإشعاعاتها وفنونها، يوم كان قومه مندثرين تحت ظلاماتٍ متراكمة، وأنّ ذلك التقدّم الحضاري العلمي العقلي كله، كان الإسلام هو مادته وقوّته الدافعة الحقيقية الوحيدة! .. ولعل (البابا) لا يعرف حتى الآن، بأنّ الحضارة الغربية القائمة اليوم، قد تأسّست على حضارة المسلمين المنبثقة عن الإسلام نفسه .. بل لعله لم يكتشف أنّ كل ما يُنسَب اليوم إلى الغرب من علمٍ وعلوم، قد قام أصلاً على المنهج التجريبي الإسلاميّ، الذي أسّسه المسلمون وعلماؤهم الأفذاذ في بغداد ودمشق وقرطبة! ..
* * *
ليست تصريحات بابا الفاتيكان قبل أقل من ثلاث سنوات، التي رفض تقديم أي كلمة اعتذارٍ عنها، وما يزال يصرّ عليها .. إلا حلقةً في سياق الحرب المفتوحة، التي أعلنها ويخوضها ضد الإسلام والمسلمين، بعضُ قادة الغرب وزعماؤهم، الذين جمّدوا عقولهم، وانساقوا وراء سطوة القوة والجبروت والطغيان، وجسّدوا في سلوكهم الفرق الجوهريّ بين عقل الإسلام والعقل الغربيّ المأسور بقيد الوسيلة-الغاية، التي يستملكونها، ثم يستخدمونها بعيداً عن مقتضيات العقل والحكمة، فتتحوّل منتجات حضارتهم إلى أدواتٍ فتّاكةٍ تفتك بمصائر الشعوب والأوطان، وتقود العالَم إلى التدمير الشامل! .. بينما كان سرّ ارتقاء الحضارة الإسلامية هو الربط المحكَم بين أركان منظومةٍ محكَمة الترابط: (العلم، والخلق الإنسانيّ القويم، والإيمان)، فالعقل والعلم يبحثان عن الوسائل الراقية للتقدّم، والخلق القويم يقيّد الوسيلة بقيد السلوك الإنسانيّ الهادف البنّاء، والإيمان يضبط كل ذلك ويفتح المجالات على مصاريعها لانطلاق طاقات العقل على أشدها .. فتنتج عن هذه التفاعلات حضارة راقية تنهل من خيرها كلُ البشرية، وتحقق عمارة الأرض بأفضل صورةٍ إنسانيةٍ حقيقية .. وشتان ما بين حضارة التعمير وحضارة التدمير! .. (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (الروم:9).
قلنا: إن تصريحات (البابا) المذكورة الظالمة، لا تخرج عن السياق العام الذي رسمته الإدارة الأميركية المتصهينة، في حملتها التي أطلق عليها (بوش الصغير) اسم: (الحملة الصليبية)، وقد تكامل الدور الصليبيّ الأميركيّ مع الدورَيْن الأوروبيّ والصهيونيّ، الذي باركه ويباركه (الفاتيكان) مُمَثَّلاً بـ (باباه)، ليخلّف دماراً هائلاً لأوطاننا وشعوبنا وأرضنا، بدأ في أفغانستان، ولم ينتهِ في العراق، وما يزال يمارَس فيهما وفي فلسطين والشيشان وغيرها من أوطان المسلمين .. يمارَس بأبشع درجات الجنون والبشاعة والعنف والعدوان .. وقد سبقت تصريحَ (البابا) تصريحاتٌ متناغمة صدرت عن بعض رجالات الكنيسة ودوائر السياسة الغربية: [في كانون الثاني 2004م، وصف عضو الحزب الوطني البريطاني (نيك جريفن) الإسلامَ بأنه (عقيدة فاسدة)! .. وفي أيار 2005م دعا المذيع الأميركي (مايكل غراهام) إلى ضرب مكة المكرمة وتدمير الكعبة المشرَّفة .. بالسلاح النووي، فضلاً عن تصريحات القس الأميركي (فرانكلن غراهام)، الذي وصف فيها الإسلام بالدين الشرّير والعنيف .. وتصريحات الحاخام الأميركي (مارفين هير)، الذي وصف القرآن بالكتاب المتطرّف، .. ] .. فهل سمع (البابا) عما مارسه ويمارسه حلفاؤه هؤلاء، من عنفٍ وجنونٍ وطغيانٍ وسيطرةٍ واحتلالاتٍ وإذلالٍ وهتكٍ لإنسانية الإنسان؟! .. أفلا يحق لنا أن نتساءل: لماذا يتجاهل (البابا) كل ما يجري من عدوان، ثم يتحدّث بلسان الظالم الجلاد ضد المظلوم الضحية؟! .. ولماذا يتجاهل كلَ
(يُتْبَعُ)
(/)
التاريخ الدمويّ للكنيسة وللحملات الصليبية المتعدّدة التي أنعشها حلفاؤه اليوم، ويتجاهل عدوانَ الصهاينة المغتصِبين، الذين يمارسون القتل والتشريد والذبح والفساد في الأرض .. على مدار الساعة؟! ..
أي عقلٍ يتحدث عنه (البابا) والطائرات الحربية لحلفائه تجوب سماءَ العراق، ودباباتهم تملأ أرضَه، فتعيث فيها فساداً وقتلاً وانتهاكاً وعدواناً وتخريباً وتدميراً، وقد رُفِعَ الصليب على مقدّمة مدافع تلك الدبابات الأميركية، التي تفتك بشبابنا ونسائنا وأطفالنا؟! .. وعن أي عنفٍ يتحدّث (البابا)، وقد قُتِلَ وجُرِحَ في أفغانستان والعراق وفلسطين والشيشان أكثر من مليون نفسٍ بشرية من المسلمين حتى الآن؟! .. وهل لهذا (البابا) أن يُنبئنا: ماذا تفعل جيوش الصليب والصليبيين في أوطاننا وقد قدمت إليها من وراء البحار؟! .. وهل سمع هذا (البابا) نفسه، عن محاكم التفتيش في الأندلس وأوروبة و (أبو غريب) و (غوانتانامو)، وهل حقاً لا يعرف هوية أو جنسية المسؤولين عنها؟! ..
* * *
أيها البابا (بنيديكت السادس عشر): أي القولين يدعو إلى (العنف الذي يتنافى مع العقل) كما تزعم، قول الله عز وجل في قرآننا العظيم: (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً) (الاسراء:28) .. وكذلك قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107) .. أم هذا النص من (سفر صموئيل الأول) في الكتاب الوضعيّ المسمى بـ (الكتاب المقدس): ( .. ولا تعفُ عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً)! .. وكذلك ما ورد في (سفر أشعيا): (كل مَن وُجِدَ يُطعَن بالسيف، وتُحَطَّم أطفالهم أمام عيونهم، وتُنهَب بيوتهم، وتُفضَح نساؤهم)؟! ..
من مظاهر اختلال العقل، أن يتجاهل (البابا) كل هذا الكم الهائل من طغيان حلفائه وأهله وبني جلدته، ومن معالم الجنون وفقدان الحكمة أن تغيب عن بصيرته رؤيةُ كل هذا الحجم من عنف طغاة العصر من بني قومه .. بينما يجاهد لالتقاط ردود الفعل الصادرة عن الضحايا الأبرياء ضد جلاديهم! .. أوَبعدَ كل ذلك العمى والانحراف المتعمّد في أحكامه .. يريد (البابا) أن يعيشَ الغربُ آمناً مطمئناً، ويريد للحضارات أن تتحاور؟! ..(/)
الحلقة التي بسببها أوقف برنامج الشيخ العريفي في قناة اقرأ واعتذرت عنه القناة رسميا!
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 01:55]ـ
منقول:
حلقة مميزة من برنامج ضع بصمتك الذي بثت في قناة اقرأ للشيخ الدكتور / محمد بن عبدالرحمن العريفي
وعنوان الحلقة ((التوحيد)) والتي كانت يوم الجمعة الموافق 21/ 4/1430هـ
تحدث فيها عن التوحيد وسلط الضوء على دعاء الأموات وغيرها من الأمور التي تنحر التوحيد
http://up.arab-x.com/pic/Qyk48254.jpg (http://up.arab-x.com/)
ونقل لنا مشاهد حية للحال المزري التي وصلت إليه صوفية حضرموت وكيفية تعليم عوام المسلمين على الشرك بالله والتعلق بأصحاب القبور وبناء التوابيت وغيرها من البدع والخرافات.
http://up.arab-x.com/pic/47u48254.jpg (http://up.arab-x.com/)
عرضت الحلقة يوم الجمعة 17/ 4 / 2009م ولم تقوم قناة أقرأ بإعادتها بل قامت بتقديم إعتذار لصوفية حضرموت على شاشتها وهذا نصه:تعتذر قناة اقرأ لأئمة وعلماء حضرموت التي تكن لهم الاحترام عن الإساءة التي صدرت بحقهم في حلقة الأسبوع الماضي من برنامج (ضع بصمتك) التي تمثل رأي قائلها ولا تمثل رأي القناة التي تحمل مبدأ الوسطية والاعتدال والله الموفق
وهو ما فضح توجه هذه القناة الحقيقي وهو ما كان يدافع عنها بعض الإخوة ممن يحسن الظن فيهم ..
وفي حلقات البرنامج التي بعدها ...
أكتفت قناة إقرأ بإعادة الحلقات السابقة للبرنامج دون بث الجديد ..
http://ia301520.us.archive.org/0/items/alarefe_soufia-h/alarefe.wmv
ـ[أبو سعدة]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 06:12]ـ
الشرك وما أدراكم عن المشركين في عالمنا الإسلامي عليهم من الله ما يستحقون ...
قبل أيام كنت في مدينة حلب الشهباء فصليت العشاء في جامع السلطان الواقع عند قلعة حلب وعند خروجي منه اكتشفت فيه وجود قبرين حديثين أحدهما لعضو في مجلس الشعب السوري الإمام الشهيد الشامي!!
وكان في الجامع مجموعة من الطرقية عليهم من الله ما يستحقون فكانوا يصرخون بصوت عالي مدد مدد مدد يا فاطمة الزهراء مدد مدد يا آل البيت!! فهؤلاء الأغبياء لم يكنفوا بصوفيتهم حتى أدخلوا التشيع في توجههم والناس خارج الجامع تستمع لهذا الشرك الصارخ والمايكرفونات تصدح بصراخ هذه الفئة الضالة دع عنك النخير الذي يشبه نخير الخنازير أجلكم الله فكان صوتا كريها (للتوضيح: الصوفي عندما يصل لمرحلة من الوجد في الذكر يصدر صوتا مثل النخام أجلكم الله وهو صوت مقرف إذ تختلط الحروف ببعضها فتخرج أصواتا من الأنف) فكان هذا الصوت يسمعه الناس و النساء و الأطفال و حتى السياح الأجانب الكفار فكان دعاية خبيثة لدين الله الإسلام يخرج من مكبرات الصوت ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ...
جزى الله الشيخ العريفي على هذه الحلقة وجزاك أخي أنت خيرا على نقلك لهذا الخبر ...
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 06:34]ـ
امين و بارك الله فيك اخي المكرم
ـ[عمر السيف]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 08:07]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 09:11]ـ
صوفية حضرموت لهم نفوذ في حاضرة الحجاز حيث المصالح التجارية لصالح كامل!(/)
المخبر السري .. قاضي القضاة!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 07:40]ـ
حسين المعاضيدي
ورقة وأسم وعنوان، هو كل ما يحتاجه برنامج المخبر السري الذي تعمل به الحكومة الحالية ومعها قوات الاحتلال الأميركي ليتم تحرير أوامر الاعتقال في دولة الديمقراطية الجديدة التي ينعم بفيئها أبناء وادي الرافدين، ليصبحوا بعد ذلك مجرد رقم في سجون لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، قسوة، وظلماً، وجبروت.
(المخبر السري) مصطلح لم يعرف العراق من قبل تأريخاً له، لكنه ظهر بعد الاحتلال، وبدأ يترسّخ من قبل السلطات الحكومية شيئاً فشيئاً حتى أضحى من شهادات الإثبات التي يتم تدوينها وترفق بأوراق القضية التحقيقية.
يقوم البرنامج على تجنيد آلاف المخبرين السريين ممن يكلفون بنقل المعلومات والإخبار عن أماكن تواجد المجاهدين أو المقاومين لقوات الغزو الأميركي،
ويتم صرف ملايين الدولارات بشكل شهري على هؤلاء المجندين من ميزانية البنتاغون والسي آي إيه الأميركيتين، على اعتبار أنهم عملاء رسميون أو شبه رسميين، فرقهم عن موظفي البنتاغون أنهم من أبناء البلد المحتل، إلى جانب الفرق في النهاية، فالموظف الرسمي دائم العمل ونهايته التقاعد، وعميلهم شبه الرسمي في الأراضي المحتلة يزول وينتهي ويموت بموت الاحتلال ذاته.
قصص وحكايات بعضها خارج عن أرادة التصديق، لما يقوم به المخبر السري من كيد بالمواطنين وقتل لهم بطرق قانونية، فما يقوم به المخبر السري يعد في عرف المحتل دستوراً منزهاً وفي قانون الاحتلال كتاباً مقدساً، أحدهم حاول التخلص من جاره للتمكن من الاستيلاء على منزله الفخم، الذي يقع في أحد الأحياء الراقية ببغداد، فأعطى أسمه لقوات الاحتلال فاعتقل لتعود وتطلقه قوات الاحتلال ولكن بعد ثلاث سنوات، وآخر دفعه العداء الشخصي للإطاحة بشخص آخر فأوصله إلى زنزانات الأجهزة الحكومية، والثالث دفعه حقده الطائفي الأعمى إلى ذبح جاره الذي سكن بجواره عشرات السنين بسكين الحكومة بعدما أبلغ عنه الأجهزة الحكومية، ملفقاً له تهمة إيواء غرباء، فقتل تحت سياط التعذيب في الشعبة الخامسة بالكاظمية قبل أن يتبين إن الغرباء لم يكونوا سوى أقرباء له.
امرأة عجوز في السبعين من عمرها، قضت بعد إصابتها بجلطة قلبية، نتيجة مداهمة الجيش الحكومي لدارها، والتهمة كيدية حيث طلبت العائلة من شاغل دار تعود لها بإخلاء الدار لحاجتهم الماسة إليها، فما كان منه إلا ان اتصل بالأجهزة الأمنية الحكومية، واتهم أصحاب الدار بأنهم إرهابيون فما كان من الأجهزة الحكومية إلا ان أصدرت أمر اعتقال لكافة أفراد العائلة، وما هي سوى لحظات حتى تمت المداهمة وكسرت الأبواب بالقنابل الصوتية، ودخل الرعب والخوف الشديد إلى قلب السيدة العجوز التي انهار وضعها الصحي نتيجة الخوف الشديد، وسقطت مغشياً عليها على الأرض، رافضين معالجتها أو حتى السماح بنقلها إلى المستشفى حتى فاضت روحها لتموت على يد الأجهزة الحكومية مقتولة، قبل أن يتبين بعد التحقيقات أن العائلة بريئة وأن التهمة كانت كيدية.
أن هذا البرنامج المقيت والكريه والذي عملت به قوات الاحتلال بعد شهر واحد فقط من دخولها بغداد، صرفت عليه هذه القوات مبالغ طائلة، واستعانت بحثالات المجتمع العراقي وهو ما أدى بالتالي إلى خراب كبير في النسيج العراقي، وتسبب بنعرات طائفية كبيرة، قبل ان يقوم المحتل بتسليم تلك الحفنة غير النزيهة لحكومة الاحتلال التي جعلت منهم قضاة غير رسميين عن طريقهم تصدر أوامر الاعتقال، وتحولت أجورهم على الحكومة بعد ان كانوا يتسلمون أجورهم من مخابرات واستخبارات الجيش المحتل.
مختصون في مجال حقوق الإنسان في العراق وخارجه أكدوا ان غالبية المعتقلين في السجون الحكومية جرى احتجازهم لفترات طويلة بناء على معلومات مضللة، أدلى بها مخبرون سريون إلى الأجهزة الأمنية الحكومية انطوت على تهم كيدية لا صحة لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى الرغم من تصريحات قاسم عطا الذي أطلقت عليه بعض وسائل الإعلام لقب (كذاب بغداد) بان قيادته ملزمة بمحاسبة المخبر السري الذي يعطي معلومات مضللة أو معلومات غير صحيحة، وتأكيده بان عمليات بغداد لم يصادفها وان قام مخبر سري بتضليلها، إلا ان الواقع يدحض تصريحاته هذه خصوصاً بعد كم المعلومات الهائل الذي أدلى به آلاف المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم والذين فندوا تصريحات من يسمى الناطق باسم عمليات فرض القانون.
أحد المعتقلين المفرج عنهم من سجون القوات الحكومية بعد عدة سنوات قضاها في دهاليزها تحدث عن هذه الظاهرة حيث يقول بأسىً ان المخبر الغامض يستطيع ان يكتب قصاصة ورقية صغيرة يتهم فيها أي عراقي بتهمة الإرهاب، فتسارع القوات الأمنية إلى اعتقاله، أي إن ما يقوله المخبر يتحوّل إلى أوامر اعتقال فورية.
ولازالت السلطات الأمنيّة الحكوميّة تعتمد هذه الطريقة في عمليّاتها الأمنيّة، فيما يبدي العديد من القانونييّن العراقييّن ومنظمات حقوق الإنسان اعتراضها عليها، بل ان العديد من المسؤولين الحكوميين والمشاركين فيما تسمى بالعملية السياسة اعترفوا بوجود المخبر السري ودوره في تضليل الأجهزة الحكومية التي تعرف قبل غيرها حقيقة هذه الدعاوى الكيدية، حيث يقول في ذلك عضو مجلس النوّاب الحكومي عن جبهة التوافق (سليم الجبوري) أن ظاهرة المخبر السري ظاهرة مستحدثة على القضاء العراقي، بدأت تستخدم للتشويه السياسي، ويشير الجبوري كذلك إلى أن أعداد كبير من القضاة وبالذات قضاة التحقيق يأخذون بالاعتبار ما يدلي به شخص مجهول الهوية بصفة مخبر سري، يتهم فيه من يشاء وتصدر مذكرات القبض بناء على ذلك.
(بهاء الصفار) مستشار لجنة حقوق الإنسان في العراق أشار إلى أن هؤلاء العملاء أو المجندين تسببوا بقتل واعتقال عشرات الآلاف من العراقيين زوراً وبهتاناً، وأغلبها كان بسبب عداء شخصي أو طائفي مذهبي، وليس استنادا إلى معلومات دقيقة أو واقعية، موضحا أن النسبة الأكبر منهم من الفاشلين اجتماعيا أو المجرمين السابقين ممن لا يملكون ذمة أو ضميراً.
المحامي (بديع عارف عزّت) له رأي هو الأخر في هذا الموضوع حيث يؤكد أن المخبر السري لا يعتد به من الناحية القانونية, لأنه لا بد أن يعلن عن اسم ذلك المخبر, ليتمكن الدفاع من معرفة ما إذا كان لديه عداء شخصي مع المتهم.
ويؤكد كذلك (عزّت) أن ظاهرة المخبر السري لم تكن موجودة في السابق بالمحاكم العراقية، وأنها وليدة الاحتلال والحكومة الحالية.
(وجدان ميخائيل) مسؤولة حكومية تشغل منصب وزيرة حقوق الإنسان في الحكومة الحالية أوضحت أن المخبر السرّي سبباً في تأخير إطلاق سراح المئات من المعتقلين، الذين تتزايد أعدادهم بصورة مرعبة.
تصريحات المعتقلين العراقييّن أكدتها الأمم المتحدة، والتي كشفت في تقريرٍ صدر عنها مؤخراً عن تفشي انتهاكات حقوق الإنسان في السجون العراقية, وذكرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق أن الوضع في السجون العراقية بشكل خاص قاس.
وبيّن التقرير أن كثيراً من المعتقلين في السجون العراقية محتجزون منذ شهور أو سنوات، دون أن يوجه إليهم اتهام، أو يسمح لهم بالاتصال بمحامين أو حتى قاض.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر مسؤول في محافظة ديالى قوله إن العشرات من المعتقلين ضمن سجن مديرية شرطة مدينة المقدادية شمال شرق بعقوبة مركز المحافظة، وأن هناك العديد من المعتقلين يقضون أشهر طويلة دون ان تكون هناك تهم واضحة موجهة إليهم
ان اعتماد الأجهزة الأمنية الحكومية على أقوال المخبر السري من دون وجود أي إثبات أو قرينة قانونية زاد من نسب المعتقلين حتى وصلت أرقاماً خيالية، إذ وصلت بحسب هيئة علماء المسلمين إلى قرابة الثلاثمائة ألف معتقل، وان الاستمرار في العمل بهذا (القانون) المستحدث سيزيد من إعداد المعتقلين في السجون الحكومية أكثر مما هو عليه اليوم.
أخيراً يتساءل من ناله ظلم المخبر السري، ونام في أقبية السجون والمعتقلات، أشهراً وسنيناً طوال، دون ان توجه له تهمة محددة عن الذنب الذي جناه ليتم اعتقاله، تماماً كما تتساءل الموءودة، بأي ذنب قتلت؟!
المصدر: وكالة يقين(/)
مقاطع منهجية للعالم المحدث/ سليمان بن ناصر العلوان فك الله أسره
ـ[عمر السيف]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 08:04]ـ
*مقاطع وكلمات تخط بماء الذهب
للإمام المحدث
الأسير/
سليمان بن ناصر العلوان
فك الله أسره وفرج كربته
كفر من لم يحكم بما أنزل الله والرد على أهل الإرجاء
http://www.archive.org/download/17000/17.mp3
حكم من يسلم المجاهدين إلى الكفار
http://www.archive.org/download/18000/18.mp3
الإنصاف للمجاهدين
http://www.archive.org/download/19000/19.mp3
فساد علماء السوء
http://www.archive.org/download/44444_80/4.mp3
ماذا نفعل تجاه الحروب الصليبية
http://www.archive.org/download/55555_154/5.mp3
متى يكون الجهاد فرض عين
http://www.archive.org/download/77777_800/7.mp3
مناصرة المجاهدين باللسان
http://www.archive.org/download/88888_397/8.mp3
هل حالنا كحال الفترة المكية
http://www.archive.org/download/10000_14/10.mp3
الرد على من جعل الولاء والبراء من شؤون الخوارج
http://www.archive.org/download/11000/11.mp3
زاد المسلم الجهاد
http://www.archive.org/download/14000/14.mp3
لا ينتصر الدين بعدد ولا بعدة
http://www.archive.org/download/15000/15.mp3
هل يعذر العالم بترك التبليغ
http://www.archive.org/download/22000/20.mp3
القنوت لإخواننا
http://www.archive.org/download/21000/21.mp3
حكم الجهاد في العراق
http://www.archive.org/download/22100/22.mp3
باب المصالح والمفاسد
http://www.archive.org/download/33333_266/3.mp3
منقول للفائدة
ـ[حفيد الحسين]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 06:06]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع وفك اسر الشيخ سليمان العلوان(/)
إمام المتكلمين (الغزالي) يحدثك عن علم الكلام:
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 09:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
*إن المتأمل في مسيرة الغزالي العلمية ليرى عجبا, فإنه قد تنقل _كما قال شيخنا عبد الرحمن المحمود_ بين أطوار خمس, هاك بيانها:
أولا: عاش وغاص في علم الكلام حتى صار من المبرزين فيه ومن الأئمة فيه وصنف فيه المصنفات.
ثانيا: ثم انتقل إلى أهل الفلسفة وغاص في علومهم , حتى صنف في علم الفلسفة المصنفات, كـ "مقاصد الفلسفة".
لكنه بعد ذلك تبين له حالهم , وسوء مخبرهم, فكفرهم , وصنف كتابه المشهور" تهافت الفلاسفة".
ثالثا: عاش بين أهل الصوفية وارتشف من علومهم , حتى عُدت كتبه في الصوفية والتصوف من المراجع لديهم.
رابعا: انتقل إلى أهل الباطنية_الاسماعلية_ وخبر ما عندهم _ وكان بحاثا عن الحق_ وعلم ما عندهم , لكنه بعد ذلك كفرهم , وقال فيهم مقولته الشهيرة: ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض.
خامسا: ثم في آخر حياته من الله عليه بالرجوع إلى العلم الصافي , والمنبع الذي لاتكدره الدلاء رجع إلى المعين الذي لا ينضب: إلى الكتاب والسنة , حتى قيل أنه توفي وصحيح البخاري على وجهه.
حتى قال مقالته الشهيرة: أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام.
وإن في حياته _رحمه الله_ لعبرة , فيا عجبا للأولئك الذين بدئوا من حيث انتهى؟!! َ.
* ولقد وقفت على كلام له في كتابه "احياء علوم الدين " عن علم الكلام هو في غاية النفاسة, وفيه حجة لمن زعم أن فيه خيرا كثيرا.
وهذا أوان الشروع في المقصود:
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 09:35]ـ
قال رحمه الله"
وينبغي أن يحرس سمعه من الجدل والكلام غاية الحراسة, فإن ما يشوشه الجدل أكثر مما يمهده , وما يفسده أكثر مما يصلحه, بل تقويته بالجدل تضاهي ضرب الشجرة بالمدقة من الحديد رجاء تقويتها بأن تكثر أجزاؤها وربما يفتتها ذلك ويفسدها وهو الأغلب.
والمشاهدة تكفيك في هذا بيانا فناهيك بالعيان برهانا.
فقس عقيدة أهل الصلاح والتقى من عوام الناس بعقيدة المتكلمين والمجادلين فترى اعتقاد العامي في الثبات كالطود الشامخ لا تحركه الدواهي والصواعق, وعقيدة المتكلم الحارس اعتقاده بتقسيمات الجدل كخيط مرسل في الهواء تفيئه الرياح مرة هكذا ومرة هكذا إلا من سمع منهم دليل الاعتقاد فتلقفه تقليدا كما تلقف نفس الاعتقاد تقليدا ...
ثم الصبي إذا وقع نشوه على هذه العقيدة إن اشتغل بكسب الدنيا لم ينفتح له غيرها ولكنه يسلم في الآخرة باعتقاد أهل الحق إذ لم يكلف الشرع أجلاف العرب أكثر من التصديق الجازم بظاهر هذه العقائد فأما البحث والتفتيش وتكلف نظم الأدلة فلم يكلفوه أصلا.
فإن قلت تعلم الجدل والكلام مذموم كتعلم النجوم أو هومباح أو مندوب إليه؟!
فاعلم أن للناس في هذا غلوا وإسرافا في أطراف فمن قائل إنه بدعة أو حرام وأن العبد إن لقي الله عز وجل بكل ذنب سوى الشرك خير له من أن يلقاه بالكلام ومن قائل إنه واجب وفرض إما على الكفاية أو على الأعيان وأنه أفضل الأعمال وأعلى القربات فإنه تحقيق لعلم التوحيد ونضال عن دين الله تعالى.
* وإلى التحريم ذهب الشافعي ومالك وأحمد بن حنبل وسفيان* وجميع أهل الحديث من السلف.
قال ابن عبد الأعلى رحمه الله سمعت الشافعي رضي الله عنه يوم ناظر حفصا الفرد وكان من متكلمي المعتزلة يقول لأن يلقى الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير من أن يلقاه بشيء من علم الكلام, ولقد سمعت من حفص كلاما لا أقدر أن أحكيه وقال أيضا قد اطلعت من أهل الكلام على شيء ما ظننته قط ولأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك خير له من أن ينظر في الكلام.
[وساق أقوال باقي الأئمة]
ثم قال: وقد اتفق أهل الحديث من السلف على هذا
ولا ينحصر ما نقل عنهم من التشديدات فيه.
وقالوا: ما سكت عنه الصحابة مع أنهم أعرف بالحقائق وأفصح بترتيب الألفاظ من غيرهم إلا لعلمهم بما يتولد منه من الشر.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون " أي المتعمقون في البحث والاستقصاء.
واحتجوا أيضا بأن ذلك لو كان من الدين لكان ذلك أهم ما يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلم طريقه ويثني عليه وعلى أربابه فقد علمهم الاستنجاء و حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم الاستنجاء أخرجه مسلم من حديث سلمان الفارسي _وذكر بقية استدلالهم_
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 09:38]ـ
ثم قال:
* أما مضرته, فإثارة الشبهات, وتحريك العقائد, وإزالتها عن الجزم والتصميم, فذلك مما يحصل في الابتداء , ورجوعها بالدليل مشكوك فيه, ويختلف فيه الأشخاص.
فهذا ضرره في الاعتقاد الحق , وله ضرر آخر في تأكيد اعتقاد المبتدعة, وتثبيتها في صدورهم, بحيث تنبعث دواعيهم, ويشتد حرصهم على الإصرار عليه, ولكن هذا الضرر بواسطة التعب الذي يثور من الجدل, ولذلك ترى المبتدع العامي يمكن أن يزول اعتقاده باللطف في أسرع زمان, إلا إذا كان نشؤه في بلد يظهر فيها الجدل والتعصب, فإنه لو اجتمع عليه الأولون والآخرون لم يقدروا على نزع البدعة من صدره, بل الهوى والتعصب وبغض خصوم المجادلين وفرقة المخالفين يستولي على قلبه, ويمنعه من إدراك الحق.
* وأما منفعته, فقد يظن أن فائدته كشف الحقائق ومعرفتها على ما هي عليه, وهيهات فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف, ولعل التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف.
وهذا إذا سمعته من محدث أو حشوى ربما خطر ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا, فاسمع هذا ممن خبر الكلام, ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين, وجاوز ذلك إلى التعمق في علوم أخر تناسب علم الكلام, وتحقق أن الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود.
ولعمري لا ينفك الكلام عن كشف وتعريف, وإيضاح لبعض الأمور, ولكن على الندور في أمور جلية تكاد تفهم قبل التعمق في صنعة الكلام.)).ا. هـ[الإحياء1/ 95]
وكلامه الأخير نفيس جدا, ينبغي العناية به.
ولذا قال ابن أبي العز: وكلام مثله في ذلك حجة بالغة.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 01:07]ـ
سلمت يمينك عبد العزيز ... و رحم الله الامام الغزالي وانزل عليه شآبيب الرحمة، ووسع عليه قبره وأحسن مدخله وجزاه عنا خير الجزاء
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 12:07]ـ
سلمت يمينك عبد العزيز ... و رحم الله الامام الغزالي وانزل عليه شآبيب الرحمة، ووسع عليه قبره وأحسن مدخله وجزاه عنا خير الجزاء
جزيتم خيرا ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 01:24]ـ
بارك الله فيك ..
وليتك تُتبعها بالرد على دعاوى سعيد فودة: أن الغزالي بقي على موقفه من علم الكلام ... (راجع قوقل!) ,
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 11:10]ـ
رحم الله الامام الغزالي واسكنه فسيح جناته فقد وصف بانه من اذكيا البشرية وهو كذلك
وقد كنت اسيئ الظن والقول في الغزالي حتى قرأت كتابه فضائح الباطنية و وقفت على جهاده ضد الزنادقة
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 11:14]ـ
وقد كنت اسيئ الظن والقول في الغزالي حتى قرأت كتابه فضائح الباطنية و وقفت على جهاده ضد الزنادقة
نعمْ، صحيح، و هذا الإنصاف المطلوب / و إنْ لم تعلم فكتابُ (المستصفى في أصول الفقهِ) للإمام الغزالي، من الكتب الأساسيّة في أصولِ الفقهِ، بل يكاد يكون كتاب المستصفى أعمق كتاب أصول فقه على الإطلاق.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 08:11]ـ
بارك الله فيك ..
وليتك تُتبعها بالرد على دعاوى سعيد فودة: أن الغزالي بقي على موقفه من علم الكلام ... (راجع قوقل!) ,
الشيخ الفاضل: سليمان ..
هذا إحسان ظن منكم .. ولعل ذلك يتيسر ..
ويكفي أن نعلم أن:
الغزالي كتب قبل موته رسالة:" إلجام العوام عن علم الكلام"
والله أعلم.(/)
عقيدة أهل السنة في الخلفاء الراشدين والتفضيل بينهم
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 11:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
* يعتقد أهل السنة أن أفضل الناس بعد الأنبياء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم.
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ". رواه الترمذي وصححه الألباني.
* وقد أجمع أهل السنة على صحة خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة وأن من قدح في خلافة أحد منهم فهو أضل من حمار أهله.
عَنْ سَفِينَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «خِلاَفَةُ النُّبُوَّةِ ثَلاَثُونَ سَنَةً ثُمَّ يُؤْتِى اللَّهُ الْمُلْكَ - أَوْ مُلْكَهُ - مَنْ يَشَاءُ». قَالَ سَعِيدٌ قَالَ لِى سَفِينَةُ أَمْسِكْ عَلَيْكَ أَبَا بَكْرٍ سَنَتَيْنِ وَعُمَرَ عَشْرًا وَعُثْمَانَ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ وَعَلِىٌّ كَذَا. قَالَ سَعِيدٌ قُلْتُ لِسَفِينَةَ إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمْ يَكُنْ بِخَلِيفَةٍ. قَالَ كَذَبَتْ أسْتَاهُ بَنِى الزَّرْقَاءِ يَعْنِى بَنِى مَرْوَانَ".أخرجه أبو داود وقال الألباني [(حديث: " خلافة النبوة ثلاثون ..... ") حسن صحيح، (قول سفينة: " امسك عليك: أبا بكر ...... ") حسن].
* ويعتقد أهل السنة أن من قدم عليا على أبي بكر وعمر يكون ضالا.
عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: قُلْتُ لأَبِى:" أَىُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ عُمَرُ. وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ قُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ قَالَ مَا أَنَا إِلاَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" رواه البخاري.
وعن إبراهيم النخعي قال:" ضرب علقمة بن قيس هذا المنبر فقال خطبنا علي على هذا المنبر فحمد الله وذكره ما شاء الله أن يذكره ثم قال ألا إنه بلغني أن أناسا يفضلوني على أبي بكر وعمر ولو كنت تقدمت في ذلك لعاقبت ولكني أكره العقوبة قبل التقدم فمن قال شيئا من ذلك فهو مفتري عليه ما على المفتري إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر .... "رواه أحمد في (فضائل الصحابة) وحسن إسناده الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه (الانتصار للصحابة الأخيار) ص 61.
* اختلف أهل السنة في التفضيل بين عثمان وعلي فذهب الجمهور إلى تفضيل عثمان وذهب بعضهم إلى التوقف وبعضهم إلى تفضيل علي وهذا خلاف قديم عند أهل السنة لكن استقر الأمر عندهم على تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه و سلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم" أخرجه البخاري. ومع ذلك لا يضلل المخالف في هذه المسألة لكونها ليست من الأصول التي يضلل فيها المخالف وإن كان الراجح تقديم عثمان على علي في الأفضلية لتقديم الصحابة له.
قال الشيخ صالح الفوزان في شرح العقيدة الواسطية ص 147:
"والحاصل في مسألة تقديم علي ـ رضي الله عنه ـ على غيره من الخلفاء الثلاثة:
ـ من قدمه في الخلافة فهو ضال بالاتفاق.
ـ من قدمه في الفضيلة على أبي بكر وعمر فهو ضال أيضًا. ومن قدمه على عثمان في الفضيلة فلا يضلل وإن كان هذا خلافَ الراجح"انتهى.
والله تعالى أعلم.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 04:53]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 06:48]ـ
وفيك بارك الله وشكر لك(/)
المخدرات بين الوهم والتدمير!!
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 12:20]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإنه مما هو معلوم أن أعداء الإسلام لا يزالون منذ القديم يحاربون هذا الدين ويفتنون أهله ويسعون في إبعادهم عنه بشتى الوسائل والطرق، قال تعالى: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) [البقرة 217] فهم لا يزالون يزرعون بذور الفتنة والتفرقة بين الأمة، ويسعون في تفكيك الأسرة المسلمة، وإفساد عقول الشباب، ونشر الانحلال الخلقي بأسلحة متعددة ومتنوعة.
المخدرات سلاح فتاك
ومن أفتك هذه الأسلحة وأشدها خطرا على الأمة سلاح المخدرات، لأنه سلاح موجه إلى قلب الأمة النابض ودرعها الواقي ومجدها المؤمل، إلى الشباب المسلم الذي على عواتقه تبنى صروح المجد وعلى سواعده ترتقي الأمة، وبتضحياته تدفع قوى الشر وجحافل الطغيان، وإذا سقط الشباب سقطت الأمة وأصبحت مباحة لكل عدو ينهب خيراتها ويعبث بثرواتها ويستبيح بيضتها.
ومع الأسف الشديد فقد وقع كثير من أبناء المسلمين في هذا الفخ المنصوب، واستجابوا لداعي الهوى واستدرجهم الشيطان إلى مهاوي الرذيلة، فأصبحوا لعبة في أيدي أعدائهم، وصاروا أسارى الإدمان والهلوسة، ضيعوا دينهم وأعمارهم وصحتهم ومستقبلهم.
ومن أجل توعية الشباب من خطورة هذا السلاح الفتاك نكتب هذه الكلمات التي تبصرهم بحقيقة حرب المخدرات، ومفاسدها الدينية وأضرارها الصحية، وبعض أسباب الإدمان وعلاجها.
من مفاسد المخدرات
1 - الصد عن سبيل الله تعالى: تعاطي المخدرات يصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة، ويجعل العبد في صف المحرومين من نعمة الإيمان والاطمئنان. وأسارى الهوى والشيطان قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 91]
2 - ارتكاب أبشع الجرائم: تعاطي المخدرات يورث الأخلاق الرديئة والخصال القبيحة، فهو يذهب بالحياء ويوقع في الكذب والنفاق وعقوق الوالدين، ومن الكبائر التي تقود إليها المخدرات ما هو من أبشع الجرائم كالقتل والزنا والسرقة، خاصة من يؤذي بها أقرب الناس وأحبهم إليه.
3 - الدياثة: يؤدي تعاطي المخدرات إلى برودة النفس وفقدان الغيرة على العرض والشرف، والوقوع في الدياثة وإقرار الخبث في الأهل، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يدخل الجنة ديوث.
4 - تضييع الأبناء: المخدرات تتسبب في تفكك الأسر وتضييع حقوق الأبناء، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ» رواه أبو داود وصححه الألباني.
5 - إهدار الأموال: في تناول المخدرات إهدار لأموال طائلة استؤمن العبد عليها، ومتناول المخدرات من المبذرين إخوان الشياطين، والعبد يسأل أيضا يوم القيامة عن ماله أين أنفقه.
7 - تضييع الأعمار: الإدمان يؤدي إلى تضييع الأوقات والأعمار، والعبد يسأل يوم القيامة عن عمره وعن شبابه فيما أمضاه وعن كل لحظة من حياته، ونعمة الحياة هي أعظم نعمة بعد نعمة الإيمان.
8 - الفشل في الدراسة: المخدرات تسبب الفشل في الدراسة وضعف التحصيل العلمي، وتبث العجز عن العمل والركون إلى البطالة، وفي ذلك ضرر على الأفراد، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، وفيه ضرر على مجموع الأمة المأمورة باتخاذ أسباب العزة والكرامة، قال تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم) [الأنفال60]، وبعد أن كانت المخدرات منتشرة في الأميين، قد تمكن الأعداء من نشرها في وسط الطلاب في الجامعات والثانويات وغايتهم واضحة.
8 - حوادث الطرقات: من آثارها وأثر تناول المسكرات التسبب في حوادث الطرقات التي تأتي على العشرات من الأبرياء في أرواحهم وأعضائهم وأموالهم، وذلك ظلم عظيم فالقتل جريمة واضحة، والتسبب في تعذيب المؤمنين بكسر أعضائهم وقطعها إتلافها جريمة من أعظم الجرائم أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - الإصابة بالأمراض الفتاكة: تعاطي هذه السموم يعطل الجوارح ويفسد الحواس التي هي من نعم الله تعالى على العباد، والإنسان مستأمن على هذه النعم ومسؤول عنها يوم القيامة، ويتسبب تعاطيها في الإصابة بالأمراض المستعصية وذلك من أعظم الإجرام، قال تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) [النساء:29] وقد كشف الطب عن قائمة طويلة من الأمراض الخبيثة التي يتسبب فيها تعاطي المخدرات منها:
1 - الاضطرابات العقلية التي قد تصل إلى حد الجنون.
2 - الموت المفاجئ أو السكتة القلبية نتيجة شلل عضلة القلب.
3 - الذبحة الصدرية وزيادة عدد دقات القلب.
4 - تسمم الدم عند تراكم المواد الكمياوية التي تتركب منها.
5 - التليف الكبدي واضطراب الدورة الدموية.
6 - الارتفاع الدائم للضغط وحدوث الإغماء والغثيان.
7 - جفاف الحلق والفم وسوء الهضم والالتهاب والقرحة المعيدية.
8 - الضعف العام وصفرة الوجه واحتقان العينين وارتخاء الجفون.
9 - أمراض الجهاز التنفسي كالربو (ضيق التنفس) والتهاب الشعب الهوائية والسل الرئوي وقرحة الحلق المزمنة والتهاب البلعوم.
10 - شلل المراكز المخية المسؤولة عن التنفس.
11 - قصور في وظائف المخ (الذاكرة والوعي والفطنة).
12 - ضعف المناعة وعدم قدرة جهاز التناسل عن القيام بوظيفته.
10 - الانتحار: ومن آثارها الصحية حدوث نوبات قوية بسبب افتقاد المخدر تنتج آلاما وعذابا مستمرا يؤدي إلى الشلل أو الجنون أو الانتحار.
وكل من مات بسبب تعاطيها فهو قاتل لنفسه حكمه حكم المنتحر وجزاؤه جزاء المنتحر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنّم خالدا مخلدا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا» متفق عليه.
11 - سوء الخاتمة: تعاطي المخدرات يتسبب في سوء الخاتمة والموت على المعصية والعياذ بالله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالخواتيم» متفق عليه. ويكفي أن كثيرا منهم يموت بسبب الإكثار منها، فهذا يموت منتحرا وهذا مقتولا بيد مدمن آخر، وهذا في حادث مرور، وقصص هؤلاء كثير ليس هذه العجالة محله، يأتيهم الموت فجأة في لحظات لا يعرفون فيها الشهادة أو التوبة، وهذه أعظم المفاسد أن يلقى ربه على تلك الحال ليستحق أشد العقوبة في الآخرة.
12 - عقوبة الإدمان في الآخرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مدمن الخمر إذا مات لقي الله وهو كعابد وثن» رواه أحمد وصححه الألباني والوثن الصنم. وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث» رواه أحمد وصححه الألباني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟. قَالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ» رواه مسلم.
أسباب الإدمان وعلاجها
وفيما يأتي بيان لأهم أسباب الإدمان مع طرق مواجهتها.
1 - فقدان السعادة: أما فقدان السعادة فناتج عن ضعف الإيمان، انقطاع الصلة بالله تعالى، وإلا فمن عرف الله تعالى رجاه وطمع فيما عنده واهتدى إلى أسباب السعادة الحقيقية لا الوهمية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له» رواه الترمذي.
2 - رفقاء السوء: أما مخالطة رفقاء السوء من المدخنين فضلا عن المدمنين، فأمر قد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» رواه الترمذي وأبو داود، وعلى من أراد السلامة أو سلوك طريق التوبة أن يختار الرفقة التي تعينه على ذلك.
3 - حب التجربة: وأما حب التجربة والاستطلاع، فمشكلة في التفكير فليس كل شيء نريد أن نعرفه لابد من تجريبه ويجوز لنا أن نجربه فهل يدفع حب الاستطلاع على شعور المنتحر إلى الانتحار وهل يفعل ذلك عاقل؟
4 - التقليد الأعمى: أي تقليد بعض المشاهير من أهل الغناء والسنما، وهذا لون من ألوان ضعف الشخصية الذي لابد من علاجهِ، من ظن أن هؤلاء قد وجدوا السعادة في الإدمان فهو مخطئ وليرجع إلى تصريحاتهم واعترافاتهم من شاء أن يرجع.
5 - إهمال تربية الأبناء: لذلك فإن جزء كبيرا من العلاج يقع على عاتق الآباء والمعلمين فعليهم يقع واجب التربية الدينية والأخلاقية عموما، ثم واجب التحذير والترهيب من آفة المخدرات والتدخين.
6 - غياب المواجهة الجادة: أعني من طرف الدول وعدم تعاون الناس مع المكلفين بالأمن، وإنه من واجب كل مسلم أن ينصح المروجين لها وأن يبلغهم حكم الله تعالى فيهم وهو حكم قطاع الطرق المفسدين في الأرض، ويجب تبليغ السلطات عن كل من أصر وتمادى في نشر الفساد بين أبناء الأمة.
7 - ضعف التوعية والإعلام: ومن واجب المسلمين الغيورين على إخوانهم الحريصين على هداية المسلمين أن يقوموا بحملات التوعية على مستوى الأحياء والجامعات والثانويات بتوزيع الأشرطة والمطويات وعرض الصور التي تبين خطر التدخين والمخدرات على الفرد والمجتمع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» رواه مسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
راجع الرابط
المصدر
http://httpmajlesalukahnetshowthreadp .blogspot.com (http://httpmajlesalukahnetshowthreadp .blogspot.com/)(/)
خلاصة موقف المسلم من بني هاشم
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 05:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
إن مسألة تفضيل بني هاشم مسألة غامضة عند كثير من الناس فأحببت بعد الاطلاع على ما استطعت من نصوص وأقاويل أهل العلم في الموضوع أن أستخلص منها ما يلي لإزالة ما غمض في هذه المسألة ولدفع النفس إلى لزوم الوسط الذي يحبه الله في هذه المسألة الشريفة بإذن الله:
- أشرف أنساب الناس على الإطلاق هو النسب الهاشمي فبنو هاشم أفضل من غيرهم باعتبار الجنس.
عن واثلة بْنَ الأَسْقَعِ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ» أخرجه مسلم.
- فضيلة الأنساب فضيلة جملة على جملة ولا يلزم من تفضيل الجملة على الجملة تفضيل الأفراد على كل فرد لذلك يوجد في أتباع التابعين من هو أفضل من أكثر التابعين مع أن قرن التابعين أفضل في الجملة من أتباع التابعين.
- معنى أن جنس آل البيت أفضل من غيرهم أن هذا الجنس من حيث العموم يتصف بصفات حميدة وخصال كريمة وطبائع طيبة من شجاعة وكرم وصدق وشهامة وعقل وفهم ونحو ذلك فيُظن بمن ثبت أنه من بني هاشم اتصافه بالصفات الحميدة ما لم يثبت عكس ذلك.
- أن المسلم التقي من آل البيت ينبغي أن يكون له مزيد من الاحترام والمحبة والإكرام. قال شيخ الإسلام عن أهل السنة في (العقيدة الواسطية):
"ويحبون أهل بيت رسول الله ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم: (أذكركم الله في أهل بيتي ".
- لا يجوز لمن كان هاشمي النسب أن يعتمد على نسبه للوصول إلى ثواب الله والنجاة من عقابه ولكن عليه أن يجتهد في العمل.
قال- صلى الله عليه وسلم -:" ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" رواه مسلم.
قال النووي - رحمه الله- في شرح مسلم - (ج 9 / ص 63):
"قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَله لَمْ يُسْرِع بِهِ نَسَبه) مَعْنَاهُ: مَنْ كَانَ عَمَله نَاقِصًا، لَمْ يُلْحِقهُ بِمَرْتَبَةِ أَصْحَاب الْأَعْمَال، فَيَنْبَغِي أَلَّا يَتَّكِل عَلَى شَرَف النَّسَب، وَفَضِيلَة الْآبَاء، وَيُقَصِّر فِي الْعَمَل".
وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قال: "كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِى ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الأَحْلاَسِ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الأَحْلاَسِ قَالَ «هِىَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَىْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِى يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّى وَلَيْسَ مِنِّى وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِىَ الْمُتَّقُونَ .... » أخرجه أبو داود وصححه الألباني. وفي عون المعبود - (ج 9 / ص 286) في شرح هذا الحديث:
" قَالَ الْأَرْدَبِيلِيُّ. فِيهِ إِعْجَاز وَعَلَم لِلنُّبُوَّةِ وَفِيهِ أَنَّ الِاعْتِبَار كُلّ الِاعْتِبَار لِلْمُتَّقِي وَإِنْ بَعُدَ عَنْ الرَّسُول فِي النَّسَب، وَأَنْ لَا اِعْتِبَار لِلْفَاسِقِ وَالْفَتَّان عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ قَرُبَ مِنْهُ فِي النَّسَب اِنْتَهَى".
- لا يجوز لمن كان هاشمي النسب أن يفخر بنسبه ويتعالى به على غيره فإن الله لا يحب كل مختال فخور.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم من جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي الناس كلهم بنو آدم وآدم من تراب ". رواه الترمذي وأبو داود وحسنه الألباني.
- فضيلة الأنساب إنما تكون بين الناس أما عند الله فالفضيلة بالتقوى.
قال ابن سعدي رحمه الله في تفسيره (ج 1 / ص 802):
(يُتْبَعُ)
(/)
" {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
يخبر تعالى أنه خلق بني آدم، من أصل واحد، وجنس واحد، وكلهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحواء، ولكن الله [تعالى] بث منهما رجالا كثيرا ونساء، وفرقهم، وجعلهم شعوبًا وقبائل أي: قبائل صغارًا وكبارًا، وذلك لأجل أن يتعارفوا، فإنهم لو استقل كل واحد منهم بنفسه، لم يحصل بذلك، التعارف الذي يترتب عليه التناصر والتعاون، والتوارث، والقيام بحقوق الأقارب، ولكن الله جعلهم شعوبًا وقبائل، لأجل أن تحصل هذه الأمور وغيرها، مما يتوقف على التعارف، ولحوق الأنساب، ولكن الكرم بالتقوى، فأكرمهم عند الله، أتقاهم، وهو أكثرهم طاعة وانكفافًا عن المعاصي، لا أكثرهم قرابة وقومًا، ولا أشرفهم نسبًا، ولكن الله تعالى عليم خبير، يعلم من يقوم منهم بتقوى الله، ظاهرًا وباطنًا، ممن يقوم بذلك، ظاهرًا لا باطنًا، فيجازي كلا بما يستحق.
وفي هذه الآية دليل على أن معرفة الأنساب، مطلوبة مشروعة، لأن الله جعلهم شعوبًا وقبائل، لأجل ذلك"انتهى كلام السعدي.
عن أبي نضرة حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال:" يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي علىأعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم ... "رواه أحمد وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
- إن الله تعالى لا يفضل الإنسان بنسبه على من هو مثله في الإيمان والتقوى فضلا عمن هو أعظم إيمانا وتقوى.
- إن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون لأحد سوى من كان مسلما موحدا وبعد أن يأذن الله لنبيه ويرضى عن المشفوع فيه
عن أبي هريرة قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين)
دعا النبي صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال: " يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار. با بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها ". رواه مسلم.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحب المؤمنين من آل بيت النبوة ويكرمهم ويؤدي حقهم محبة برسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثالا لأمره.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 06:24]ـ
- إن الله تعالى لا يفضل الإنسان بنسبه على من هو مثله في الإيمان والتقوى.
أبعدت النجعة في هذه، بارك الله فيك. فلو تساوى اثنان من المسلمين في العمل وفي التقوى، وكان أحدهما من الآل والآخر من غيرهم، ثم استويا يوم القيامة في الفضل والمنزلة والعطاء الرباني تمام المساواة، لما كان إذن لخصوص النسب الشريف الذي دل النص على فضله في الآخرة أي شرف ولا فضل لصاحبه هنا، وهذا تعطيل ظاهر لذلك الفضل في حق الفاضل منهم! والنصوص الدالة على الفضل الأخروي لآل البيت كثيرة تلحق بالواحد منهم - بإذن ربه - ما دام مستحقا لرحمة الله وفضله، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) ونحوها من النصوص، لأنها لا يلزم منها أنه إن تساوت درجة التقوى بين رجلين، تساوَ الفضل والكرامة لهما ولابد! بل وُجد في أحدهما والحال كذلك، ما يوجب له الأفضلية على نظيره، ألا وهو النسب الشريف.
فالصواب - والله أعلم - أن يقال: ((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء))، وليس في مجرد التفاوت في الفضل والعطاء من الله يوم القيامة لاثنين من الصالحين العاملين المتقين أي ظلم للمفضول منهما، ما دام داخلا في واسع فضله وعميم رحمته جل وعلا، ومعلوم أنه ليس في الجنة محروم ولا مهضوم، وفضل الله واسع، جعلنا الله وإياك من أهل الدرجات العليا، آمين.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 07:48]ـ
بل ما قاله الأخ غالب الساقي هو الصواب المتفق مع الشريعة الغراء روحا ونصا
ولا دليل على تفاوت المنازل يوم القيامة بسبب النسب .. بل الأدلة قائمة على العكس من ذلك
والله الموفق
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 07:58]ـ
بارك الله فيك، حبذا لو تنقل أدلتك للحوار العلمي إن كنت راغبا فيه.
/// أنا ما ذكرت شيئا عن "المنازل" وكلامي كان أعم من هذا. فالتفاضل في الآخرة لا يلزم أن يكون في المنزلة التي يستقر فيها العبد في الجنة، والنص عام في التفاضل لا تخصيص له.
/// الأدلة التي تذكر أنها تدل على عكس ذلك، - وليتك تنقلها إن كنت مستدلا - ليس فيها ما يخصص الفضل بالدنيا دون الآخرة، وإنما تبين أن من تخلف عن كونه من أهل الفضل وساء عمله فلا ينفعه نسبه، في الدنيا ولا في الآخرة، وإلا فقد خصصت بغير مخصص، بل خالفت الشريعة الغراء روحا ونصا، والله أعلم.
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 08:02]ـ
وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا http://mosshaf.com/quran/lb.gifhttp://mosshaf.com/quran/31.gif
قال الامام ابن جرير رحمه الله
القول في تأويل قوله تعالى: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)
يقول تعالى ذكره: ومن يطع الله ورسوله منكن، وتعمل بما أمر الله به؛ (نُؤْتِهَا أجْرَهَا مَرَّتَينِ) يقول: يعطها الله ثواب عملها، مثلي ثواب عمل غيرهن من سائر نساء الناس (وَأعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا) يقول: وأعتدنا لها في الآخرة عيشا هنيئا في الجنة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل)))
قلت وورد الوعيد في نفس السورة بمضاعفة العقوبة لمن وقعت في فاحشة وحاشاهن من ذلك رضي الله عنهن
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 08:06]ـ
شكرا لك .. وفيك بارك
حدد نوع التفاضل الذي يندرج في كلامك بحيث يكون فيه النسب مسرعا بصاحبه بمعزل عن التقوى
أي لمجرد النسب وحده .. وهل هذا خاص بالهاشميين أم هو قاعدة مطردة في كل نسب هو أفضل من أخيه
ماذا عن بني هذيل مثلا وكونهم أعلى نسبا من نمير ..
وإذا قررت الدخول في النقاش .. بعد تحرير محل النزاع .. فأتمنى أن يكون الكلام بأخصر ما يكون ..
لابأس أن تضع ألف دليل .. ولكن دون استفاضة في شرح مرادك .. ليكون أقرب لديمومة الحوار
والله يرعاك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 08:08]ـ
ما قلته أخي أبا محمد خاص بالأزواج لحكم جليلة .. ونحن كلامنا عن النسب من حيث هو نسب
فإني مثلا هاشمي حقا .. أنتسب للعباس رضي الله عنه .. فهل سيكرمني الله بمزية فضل يوم القيامة لأجل ذلك؟
ثم إن ما ذكرته يشمل تضعيف العقوبة أيضا .. على الجهة الأخرى
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 08:20]ـ
حدد نوع التفاضل الذي يندرج في كلامك بحيث يكون فيه النسب مسرعا بصاحبه بمعزل عن التقوى
أي لمجرد النسب وحده .. وهل هذا خاص بالهاشميين أم هو قاعدة مطردة في كل نسب هو أفضل من أخيه
ماذا عن بني هذيل مثلا وكونهم أعلى نسبا من نمير ..
النص لم يحدد نوع التفاضل الأخروي وطبيعته، وليس فيه إلا أفضلية النسبة إلى الآل بعمومها، وقد علمت قوله عليه السلام (كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا سببي ونسبي) .. ومعلوم أن تعيين الآل أنفسهم وذراريهم أمر تنازع العلماء فيه، ولكن هذا النزاع لا يؤثر في ثبوت الفضل لهم، فلا تلزمني بتفصيل لا نعلم عليه دليلا وهو خارج محل النزاع، بارك الله فيك.
وإذا قررت الدخول في النقاش .. بعد تحرير محل النزاع .. فأتمنى أن يكون الكلام بأخصر ما يكون ..
لابأس أن تضع ألف دليل .. ولكن دون استفاضة في شرح مرادك .. ليكون أقرب لديمومة الحوار
أحسن الله إليك .. أنا لم أقرر الدخول، بل أنت من قررت ذلك، (وأنا مرحب به وبكل مدارسة نافعة من فاضل كريم) (ابتسامة)
أنت أشرت إلى وجود أدلة على خلاف كلامي ولم تذكرها.
ولن أضع ألف دليل ولا شيء من هذا ولن أستفيض في شرح مرادي، إلا إن غلب على ظني أن المحاور لم يفهمه. فهل في هذا ما تضيق به نفسك؟ الظن بك أيها الفاضل خلاف ذلك.
ثم إن ما ذكرته يشمل تضعيف العقوبة أيضا .. على الجهة الأخرى
هذه لم أنكرها ولم أتطرق إليها أصلا، بارك الله فيك.
ولو تأملت بروية ما عقبتُ به على صاحب المقال، لتبين لك أني لا أثبت إلا ما أثبته النص، ولا أزيد بتفصيل لا علم لي به ولم يسبقني إليه أحد، فالأخ الفاضل قرر أنه عند تساوي العمل والتقوى بين رجل من الآل ورجل من غيرهم، فإن الفضل عند الله يتساوى، وهذا ليس بصحيح، وإثباته يلزم منه نفي فضل النسب الذي دلت عليه النصوص كما بينت آنفا، والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 08:27]ـ
وما النص؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 08:53]ـ
وما النص؟
كل نص في فضائلهم لم يرد ما يخصصه بالمنزلة الدنيوية!
ومن أظهره قوله عليه السلام - وقد أسلفت ذكره - (كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا سببي ونسبي) .. فكيف يُفهم من هذا النص أن أهل البيت من الصالحين - وقيدتُ بهذا القيد للنصوص الدالة على أن النسب لا ينفع من لا عمل له ولا تقوى - ليس لهم فضل يوم القيامة مخصوص على غيرهم من الصالحين؟
ثم إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أراد أن يستسقي قدم العباس رضي الله عنه، لا لأنه أفضل منه رضي الله عنهما، فالنص دل على أفضلية عمر التي بها استحق أن يُولى أمر المسلمين فوق سائر آل البيت من الصحابة رضي الله عن الجميع، ولكنه قدمه لعلمه بفضل آل البيت عند الله جل وعلا، وهو حينئذ من أكبرهم وهو بمنزلة والد النبي عليه الصلاة والسلام.
ويكفيك أن جميع المسلمين مأمورون في صلاتهم بالصلاة على آل بيت النبي عليه السلام وذريته جميعا إلى يوم الدين، صلاة يسألونها لهم كالتي تفضل الرب بها على آل إبراهيم، وهي مما شرعه الله وأمرنا به رفعة لنبيه وآله، حتى لا يكون لإبراهيم من فضل على محمد عليهما الصلاة والسلام .. فسل الله أن يلحق بك - أيها الهاشمي - هذا الفضل العميم من رب منان كريم، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 09:21]ـ
هذا لا يعارض به النصوص الواضحات في أن مقياس التفاضل هو التقوى كقوله تعالى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
واستسقاء عمر بالعباس ليس فيه أي دليل على ذلك .. هو من باب حب رسول الله ومكانة رسول الله عنده
وكان يستسقي بالرسول فلما توفي استسقى بقريبه .. فلو أن عمر استسقى بأبي بكر وكان حيا لم يكن عاملا بخلاف الأولى
أما الصلاة عليهم فالصحيح أنها تشمل كل أتباعه على الهدى ..
قال تعالى "ونفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ "
والله الموفق
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 09:33]ـ
هذا لا يعارض به النصوص الواضحات في أن مقياس التفاضل هو التقوى كقوله تعالى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
لم أقل أنها تعارضها وليس في كلامي ما يفهم منه هذا، بارك الله فيك. بل الجمع بينهما واضح، في أن من تخلف به عمله لم ينفعه نسبه كما هو منصوص عليه.
أما الصلاة عليهم فالصحيح أنها تشمل كل أتباعه على الهدى ..
هذه مورد نزاع كما لا يخفاك والنزاع فيها فرع عن النزاع في تعيين الآل، فهل أنت ترى أن آل البيت هم جميع أتباعه على الهدى؟
قال تعالى "ونفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ "
هذا لا يلزم منه أنه عند تساوي منزلة العمل، - الذي لا ينفع بدونه النسب - يمن الله بمزيد فضل على الصالحين من الآل، والله أعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 09:44]ـ
أقصد ما تفضلت به ليس دليلا على ذلك .. بل هو مدفوع بنصوص القرآن والسنة
التي تجعل الإيمان والعمل الصالح هو المقياس
وأما الذي قلت عنه إنه محل نزاع .. فحيث كان كذلك لم يجز لك الاحتجاج به
وفقك الله ورعاك
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 09:54]ـ
وأما الذي قلت عنه إنه محل نزاع .. فحيث كان كذلك لم يجز لك الاحتجاج به
بارك الله فيك، قد سألتك من هم الآل عندك وما حدهم لأن مذهبك في هذا يتعلق بما نحن فيه تعلقا مباشرا. إذ لو قلت أن الآل هم جميع الصالحين من الموحدين، فقد قلت بقول ضعيف يخالفه ظاهر النصوص، وخرجت من نزاعنا ههنا بذلك إذ كل صالحي المسلمين عندك هم آل البيت، فلا عبرة عندك بالنسب في شيء أصلا!! ولو قلت بتخصيصهم بما جاء النص به، فقد وافقتني، وحينئذ لا يكون لك مناص من قبول الاحتجاج بهذا النص في محل نزاعنا، فتأمل وفقك الله.
وعلى أي الأحوال وبعيدا عما سبق، فما جوابك على قوله عليه السلام: "كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا سببي ونسبي"؟
هذا ماذا تأخذ منه؟ لا أعلم أحدا من أهل العلم عطل دلالته على الفضل يوم القيامة بدعوى أنه يعارض عموم النصوص الدالة على أن التفاضل بالتقوى والعمل، وعلى أن المفرط في العمل لا ينفعه نسبه! فما قولك فيه؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 10:21]ـ
الآل تفسيرها بحسب سياقها .. فقد تدل على عموم صالح المؤمنين .. وقد تدل على القرابة
أما الحديث فهل يصح؟ هذا محل نظر ..
لقد دل عموم قوله تعالى"والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء "
على عموم نفع القريب لقريبه بأن المؤمن لو بلغ منزلة ولم يبلغ ذووه منزلته يلحقهم الله به .. وليس فيها تخصيص بآل .. وهذا تفسير ابن عباس رضي الله عنهما
وقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمةُ، أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئاً ..
فهذا كما ترى أشبه بالنص على عدم المزية بالنسب .. لأن قوله:لا أغني عنكم من الله شيئا .. نكرة في سياق النفي وهو يعم
والله الموفق
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 11:20]ـ
الايمان والعمل الصالح هو االمقياس علي العموم لكن
اذا اجتمع النسب الي بني هاشم مع التقوي فان التفاضل هنا يدخل فيه النسب-ولأبقي في العصر الاول للدعوة لاقدم دليل-او محاولتي الضعيفة لتقديم دليل! - قد يفيد في الموضوع والله اعلم علي كل حال وبكل حال ومآل!
ولما؟
لان النسب الهاشمي مقدم عند الله بشرط التقوي وبه مع الايمان عند التساوي يحصل التفاضل
كنت منشغلا لفترة بموضوع الائمة من قريش
(يُتْبَعُ)
(/)
للشبهة العلمانية في هذا الامر ومعلوم تفضيل قريش لاسباب ذكرت! ولاحاجة للقول بان التفضيل هو للنسب والايمان ايضا او معا!
فلما درست تاريخ قريش لما آمنت او بالاحري لما آمن كبار رجالاتها وحتي صغارها وجدت ان القيادة العبقرية الخبيرة المؤمنة الثابتة التي فتحت العالم كانت اغلبها من قريش ووجدت لذلك اسباب مختلفة منها
-انهم خبروا بالدعوة والرسول ورأو الايات وعلموا نسب رسولهم وصدقه وامانته وتاريخه القديم والحديث وتاريخ الدعوة وعلموا انه ممنوع ومؤيد ورسول الله
-لكنهم ايضا اختيار الله عز وجل من بين الامم والشعوب والقبائل والمناطق والعناصر والاجناس والجغرافيا والتاريخ!
فقريش ومركزها بنو هاشم هم القيادة التي حملت الدعوة وقادت القافلة الكبري لفتح العالم ومعها الانصار والقبائل الاخري
-هل يرجع هذا لطبيعة التفضيل الجنسي-جنس قريش والعنصر الهاشمي الطاهر- والاختيار الرباني وهو اعلم به وبخصائصه وارتباطه بالنبوة والانبياء-ابراهيم واسماعيل عليهما السلام وعنصرهما- خصوصا من آمن؟ اي تفضيل الله لقريش ثم لبني هاشم
اظن ذلك لورود رواية بذلك او قل ان شئت في ذلك
والدليل المادي -الدليل التاريخي-اثبت ذلك!!!
وهو تحقق الخبر فيهم واقعا (واصبح تاريخا يمكن فحصه!! وهو دليل علي النبوة ايضا!! -فهم فعلا من حمل اعظم رسالة في الارض للبشر -رسالة الوحي الالهي - وواجهوا العالم كله لتخليص البشرية مما الم بها
-نعم التقوي -في حالتهم متينة ومكينة خصوصا بعد تحدي بعضهم للدعوة ثم خبرتهم بها ثم معرفتهم انها من عند الله وانظر حالة سهيل ابن عمرو وثباته بعد وفاة رسول الله وتثبيته لاهل مكة وقريش!!! وحالة خالد وعمرو وعكرمة وغيرهم رضوان الله عليهم جميعا-
لكن العنصر الذي اشارات اليه الروايات عامل في الامر كله واختيار الرسول صلي الله عليه وسلم لم يكن فقط لانه كان صادق وامين وانه لم يحضر حفل لهو او عرس لهو وانما لعنصر فيه ممتد الي ابراهيم عليه السلام واسماعيل الصادق الوعد وصفات موروثة
-اما من هلك من هذا العنصر البشري والجنس العربي فقد خرج عن هذا التفضيل الي ضده وانقلب الامر لضده لانسلاح حصل واجتيال تم
والله اعلم
وهذه الاخيرة تفسير لقول رسول الله (يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمةُ، أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئاً ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 12:00]ـ
أخي المكرم ابن الشاطيء .. كلامك خارج عن الموضوع وإن كنت أخالفك فيه أيضا (في بعضه)
ولو كان الأمر بالهوى والتشهي لكنت أحب أن يكون ذلك حقيقا بالقبول
لأني قرشي ..
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 12:06]ـ
بارك الله فيك
اعلم ان بعضه خارج عن الموضوع لكنه قريب ولصيق وعلي كل فانا انتظر المناقشة الطيبة التي هنا ومعذرة علي التدخل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 12:11]ـ
حياك الله .. رضي الله عنك وسددك الله .. ومرحبا بكل تدخلاتك (ابتسامة) فإنما نحن إخوة
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 01:35]ـ
أبعدت النجعة في هذه، بارك الله فيك. فلو تساوى اثنان من المسلمين في العمل وفي التقوى، وكان أحدهما من الآل والآخر من غيرهم، ثم استويا يوم القيامة في الفضل والمنزلة والعطاء الرباني تمام المساواة، لما كان إذن لخصوص النسب الشريف الذي دل النص على فضله في الآخرة أي شرف ولا فضل لصاحبه هنا، وهذا تعطيل ظاهر لذلك الفضل في حق الفاضل منهم! والنصوص الدالة على الفضل الأخروي لآل البيت كثيرة تلحق بالواحد منهم - بإذن ربه - ما دام مستحقا لرحمة الله وفضله، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) ونحوها من النصوص، لأنها لا يلزم منها أنه إن تساوت درجة التقوى بين رجلين، تساوَ الفضل والكرامة لهما ولابد! بل وُجد في أحدهما والحال كذلك، ما يوجب له الأفضلية على نظيره، ألا وهو النسب الشريف.
فالصواب - والله أعلم - أن يقال: ((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء))، وليس في مجرد التفاوت في الفضل والعطاء من الله يوم القيامة لاثنين من الصالحين العاملين المتقين أي ظلم للمفضول منهما، ما دام داخلا في واسع فضله وعميم رحمته جل وعلا، ومعلوم أنه ليس في الجنة محروم ولا مهضوم، وفضل الله واسع، جعلنا الله وإياك من أهل الدرجات العليا، آمين.
أخي بارك الله فيك
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية - (ج 4 / ص 603):
"وكذلك المؤمنون المتقون من قريش وغيرهم أفضل ممن ليس مثلهم في الإيمان والتقوى من بني هاشم فهذا هو الأصل المعتبر في هذا الباب دون من ألغى فضيلة الأنساب مطلقا ودون من ظن أن الله تعالى يفضل الإنسان بنسبه على من هو مثله في الإيمان والتقوى فضلا عمن هو أعظم إيمانا وتقوى فكلا القولين خطأ وهما متقابلان بل الفضيلة بالنسب فضيلة جملة وفضيلة لأجل المظنة والسبب والفضيلة بالإيمان والتقوى فضيلة تعيين وتحقيق وغاية فالأول يفضل به لأنه سبب وعلامة ولأن الجملة أفضل من جملة تساويها في العدد والثاني يفضل به لأنه الحقيقة والغاية ولأن كل من كان أتقى لله كان أكرم عند الله والثواب من الله يقع على هذا لأن الحقيقة قد وجدت فلم يعلق الحكم بالمظنة ولأن الله تعالى يعلم الأشياء على ما هي عليه فلا يستدل بالأسباب والعلامات
ولهذا كان رضا الله عن السابقين الأولين أفضل من الصلاة على ال محمد لأن ذلك إخبار برضا الله عنهم فالرضا قد حصل وهذا طلب وسؤال لما لم يحصل ومحمد صلى الله عليه و سلم قد أخبر الله عنه أنه يصلى عليه هو وملائكته بقوله إن الله وملائكته يصلون على النبي فلم تكن فضيلته بمجرد كون الأمة يصلون عليه بل بأن الله تعالى وملائكته يصلون عليه بخصوصه وإن كان الله وملائكته يصلون على المؤمنين عموما كما قال تعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور%2
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 04:11]ـ
الآل تفسيرها بحسب سياقها .. فقد تدل على عموم صالح المؤمنين .. وقد تدل على القرابة
ليس كذلك أكرمك الله، وإلا فمن هم الآل الذين تجري عليهم أحكام الصدقات والخمس وغيرها عندك؟
بأن المؤمن لو بلغ منزلة ولم يبلغ ذووه منزلته يلحقهم الله به .. وليس فيها تخصيص بآل .. وهذا تفسير ابن عباس رضي الله عنهما
بارك الله فيك، الصحيح في هذا أن إلحاق الذرية يقصد به الصغار كما نص عليه أهل العلم، وإلا فلو أطلق في الصغار والكبار لكان جميع ذرية المرء معه في منزلته، صالحهم وطالحهم سواء، وهذا ظاهر الفساد! وجميل أنك استدعيت هذا الفضل الرباني المذكور في تلك الآية الكريمة، لأنه مشابه لمسألتنا، من جهة أن الله تعالى يرفع للرجل الصالح ذريته بغير عمل اكتسبته، لفضله هو لا لعملهم هم، فهذه كتلك سواءا بسواء، فتأمل .. ولو علقتها على شرط هنا، وهو أهلية الفرد من تلك الذرية للحاق بأبيه - وهذا صحيح إن لم تتقيد بقيد صغر الذرية الذي ذهب إليه بعض أهل العلم - للزمك القيد نفسه في مسألتنا هذه، وهي لحاق الفضل الأخروي بالصالحين من ذرية محمد صلى الله عليه وسلم كما لا يكون فيمن يناظرونهم في التقوى والعمل، وهو القيد الذي أقول به، والذي به تتسق سائر الأدلة. وقد علمتَ أنه يصح تبعا ما لا يصح استقلالا، وفضل النسب لا يصح استقلالا، والله أعلم.
أما الحديث فهل يصح؟ هذا محل نظر ..
له طرق صحيحة وهو صحيح عندي والله أعلم. والسؤال هو، إن سلمتَ بصحته فما توجيهه عندك؟؟
لأن قوله:لا أغني عنكم من الله شيئا .. نكرة في سياق النفي وهو يعم
لا أسلم لك باستدلالك هنا، فنحن نتفق على أنهم لو لم يعملوا فلن ينفعهم النسب ولا غيره، ولن يغني عنهم من الله شيئا! ولهذا أمرهم بالعمل وإلا هلكوا، ومثله حديث "من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه"، أما زيادة الفضل للعامل الصالح منهم فهذا الحديث لا يمنعها، والله أعلم.
فأرجو أن تستصحب القيد الذي ذكرتُه آنفا لتحقق الفضل بسبب النسب، ألا وهو الصلاح والتقوى والعمل، فلا فضل بالنسب إلا لمن شاء الله له ذلك بعدما حاز بعمله رضا الله تعالى، والله يختص بفضله من يشاء، والله أعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 04:41]ـ
أخي بارك الله فيك
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية - (ج 4 / ص 603):
"وكذلك المؤمنون المتقون من قريش وغيرهم أفضل ممن ليس مثلهم في الإيمان والتقوى من بني هاشم فهذا هو الأصل المعتبر في هذا الباب دون من ألغى فضيلة الأنساب مطلقا ودون من ظن أن الله تعالى يفضل الإنسان بنسبه على من هو مثله في الإيمان والتقوى فضلا عمن هو أعظم إيمانا وتقوى فكلا القولين خطأ وهما متقابلان بل الفضيلة بالنسب فضيلة جملة وفضيلة لأجل المظنة والسبب والفضيلة بالإيمان والتقوى فضيلة تعيين وتحقيق وغاية فالأول يفضل به لأنه سبب وعلامة ولأن الجملة أفضل من جملة تساويها في العدد والثاني يفضل به لأنه الحقيقة والغاية ولأن كل من كان أتقى لله كان أكرم عند الله والثواب من الله يقع على هذا لأن الحقيقة قد وجدت فلم يعلق الحكم بالمظنة ولأن الله تعالى يعلم الأشياء على ما هي عليه فلا يستدل بالأسباب والعلامات
ولهذا كان رضا الله عن السابقين الأولين أفضل من الصلاة على ال محمد لأن ذلك إخبار برضا الله عنهم فالرضا قد حصل وهذا طلب وسؤال لما لم يحصل ومحمد صلى الله عليه و سلم قد أخبر الله عنه أنه يصلى عليه هو وملائكته بقوله إن الله وملائكته يصلون على النبي فلم تكن فضيلته بمجرد كون الأمة يصلون عليه بل بأن الله تعالى وملائكته يصلون عليه بخصوصه وإن كان الله وملائكته يصلون على المؤمنين عموما كما قال تعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور%2
(يُتْبَعُ)
(/)
ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وجيه من حيث إثباته تفاوت أفراد العام في ثبوت الفضل لجماعة جاء النص بفضلها، وذلك كالقرون الفاضلة وآل البيت، وهذا لا غبار عليه، ولكنه لا يمنع من أن يضاعف الله الفضل لرجل فاضل من أتقياء آل البيت بأن يجيب دعاء المسلمين فيه فيزيده فضلا بصلاة المسلمين على عامة الآل الذين هو منهم، وأن يجعل له من فضل النسب والصهر والسبب ما جاء النص به، فيكون له في ذلك ما لا يكون لآخر مثله في العمل من عامة أتقياء المسلمين، فليس بوسعنا أن نطلق القول بامتناع ذلك أو أن نمنع فضلا يمن الله به وبأكثر منه بسبب وبلا سبب على من يشاء، وقد ثبت عندنا النص به، وقد قدمتُ أن التقوى ورضا الله جل وعلا هي مفتاح الفضل كله ما شاء الله لمن يريد، والله أعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 08:05]ـ
الحمد لله وبعد ..
أخي الفاضل ..
حين يقال الآل بالمعنى الخاص الذين حرموا الصدقة .. هذا شيء
وحين يقال:اللهم صل على محمد وآله .. فالآل هنا شيء آخر
ولو قيل:اللهم صل على محمد وآله وصحبه فكذلك شيء آخر
ثم أقول:إن إثبات التفضيل بالنسب أمر ليس بالهين أن تقدم عليه
بحجة أن فضل الله واسع .. لأن الله عدل أيضا ورحيم ولايحابي أحدا بنسبه .. والنصوص الشرعية
ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم"إن آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله وصالح المؤمنين"
وما سبق ذكره أيضا .. ومن مثل "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" ..
فهذه كلها نصوص قاطعة أن النسب لا اعتبار له يوم القيامة "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين"
أما ترجيحك في مسألة الصغار ودعوى أن قولي فاسد .. فحسبي أنه قول قاله جماعة من السلف وهو الذي رجحه ابن جرير الطبري (انظر تفسيره) .. وكونه فاسدا أو صالحا .. لايغير في الأمر شيئا .. فهذا خارج عما نحن فيه .. والمهم أنه حصل انتفاع سواء فسرته بالصغار أو بالعموم
أما سؤالك حفظك الله عن توجيهي للحديث لو كان صحيحا -ولا يصح إلا بتكلف القول بالجمع بين الطرق-
فيرد عليه الشفاعات الثابتة للشهيد في حق أهله مثلا .. فهذه أنساب لم تنقطع ونفعت أصحابها
-ولو أن تميميا رأى الله يفضل قرشيا يوم القيامة لأجل نسبه بشيء من المزية فسيحتج على الله تعالىوالله تعالى قطع محاجة العباد له .. بكمال عدله وجعل المفاضلة في الثواب على أساس التقوى
-وأما دلالة الحديث الظاهرة فهو أن المنتسبين لآل البيت ينتفعون بهذا النسب يوم القيامة ..
غير أن هذا يحتاج لدليل قوي .. ولا أراه ينهض سندا ولا متنا
والله أعلم
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 09:08]ـ
الجملة التالية من كلام اخي غالب الساقي وموافقه ابو الفداء عليه وهو من كلام شيخ الاسلام يوافق كلامي المتقدم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية - (ج 4 / ص 603):
"وكذلك المؤمنون المتقون من قريش وغيرهم أفضل ممن ليس مثلهم في الإيمان والتقوى من بني هاشم فهذا هو الأصل المعتبر في هذا الباب دون من ألغى فضيلة الأنساب مطلقا ودون من ظن أن الله تعالى يفضل الإنسان بنسبه على من هو مثله في الإيمان والتقوى فضلا عمن هو أعظم إيمانا وتقوى فكلا القولين خطأ وهما متقابلان بل الفضيلة بالنسب فضيلة جملة وفضيلة لأجل المظنة والسبب والفضيلة بالإيمان والتقوى فضيلة تعيين وتحقيق وغاية فالأول يفضل به لأنه سبب وعلامة ولأن الجملة أفضل من جملة تساويها في العدد
وكلامي كان التالي
الايمان والعمل الصالح هو االمقياس علي العموم لكن
اذا اجتمع النسب الي بني هاشم مع التقوي فان التفاضل هنا يدخل فيه النسب-ولأبقي في العصر الاول للدعوة لاقدم دليل-او محاولتي الضعيفة لتقديم دليل! - قد يفيد في الموضوع والله اعلم علي كل حال وبكل حال ومآل!
ولما؟
لان النسب الهاشمي مقدم عند الله بشرط التقوي وبه مع الايمان عند التساوي يحصل التفاضل
كنت منشغلا لفترة بموضوع الائمة من قريش
للشبهة العلمانية في هذا الامر ومعلوم تفضيل قريش لاسباب ذكرت! ولاحاجة للقول بان التفضيل هو للنسب والايمان ايضا او معا!
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما درست تاريخ قريش لما آمنت او بالاحري لما آمن كبار رجالاتها وحتي صغارها وجدت ان القيادة العبقرية الخبيرة المؤمنة الثابتة التي فتحت العالم كانت اغلبها من قريش ووجدت لذلك اسباب مختلفة منها
-انهم خبروا بالدعوة والرسول ورأو الايات وعلموا نسب رسولهم وصدقه وامانته وتاريخه القديم والحديث وتاريخ الدعوة وعلموا انه ممنوع ومؤيد ورسول الله
-لكنهم ايضا اختيار الله عز وجل من بين الامم والشعوب والقبائل والمناطق والعناصر والاجناس والجغرافيا والتاريخ!
فقريش ومركزها بنو هاشم هم القيادة التي حملت الدعوة وقادت القافلة الكبري لفتح العالم ومعها الانصار والقبائل الاخري
-هل يرجع هذا لطبيعة التفضيل الجنسي-جنس قريش والعنصر الهاشمي الطاهر- والاختيار الرباني وهو اعلم به وبخصائصه وارتباطه بالنبوة والانبياء-ابراهيم واسماعيل عليهما السلام وعنصرهما- خصوصا من آمن؟ اي تفضيل الله لقريش ثم لبني هاشم
اظن ذلك لورود رواية بذلك او قل ان شئت في ذلك
والدليل المادي -الدليل التاريخي-اثبت ذلك!!!
وهو تحقق الخبر فيهم واقعا (واصبح تاريخا يمكن فحصه!! وهو دليل علي النبوة ايضا!! -فهم فعلا من حمل اعظم رسالة في الارض للبشر -رسالة الوحي الالهي - وواجهوا العالم كله لتخليص البشرية مما الم بها
-نعم التقوي -في حالتهم متينة ومكينة خصوصا بعد تحدي بعضهم للدعوة ثم خبرتهم بها ثم معرفتهم انها من عند الله وانظر حالة سهيل ابن عمرو وثباته بعد وفاة رسول الله وتثبيته لاهل مكة وقريش!!! وحالة خالد وعمرو وعكرمة وغيرهم رضوان الله عليهم جميعا-
لكن العنصر الذي اشارات اليه الروايات عامل في الامر كله واختيار الرسول صلي الله عليه وسلم لم يكن فقط لانه كان صادق وامين وانه لم يحضر حفل لهو او عرس لهو وانما لعنصر فيه ممتد الي ابراهيم عليه السلام واسماعيل الصادق الوعد وصفات موروثة
-اما من هلك من هذا العنصر البشري والجنس العربي فقد خرج عن هذا التفضيل الي ضده وانقلب الامر لضده لانسلاح حصل واجتيال تم
والله اعلم
وهذه الاخيرة تفسير لقول رسول الله (يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمةُ، أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئاً ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 09:11]ـ
حين يقال الآل بالمعنى الخاص الذين حرموا الصدقة .. هذا شيء
وحين يقال:اللهم صل على محمد وآله .. فالآل هنا شيء آخر
ولو قيل:اللهم صل على محمد وآله وصحبه فكذلك شيء آخر
بارك الله فيك .. ما مستندك في هذا التفريق؟ إن كان مجرد الخلاف بين أهل العلم في تعيين الآل وتحديدهم، فلا يصح الاحتجاج بوجود الخلاف، وإنما تحتج بما هو حجة عندك فيه. وعلى أي الأحوال وحتى لا نتشعب إلى بنيات لا تفيد، فسأجعل السؤال أقرب توجها إلى محل النزاع: من هم الآل الذين ترى أن نصوص الفضل جاءت فيهم - ما صح منها عندك؟
ثم أقول:إن إثبات التفضيل بالنسب أمر ليس بالهين أن تقدم عليه بحجة أن فضل الله واسع
وأقول بارك الله فيك، ليس هذا بدعا من القول وليست حجتي فيه أن فضل الله واسع، وإنما أشرت إلى سعة فضل الله تعالى لأذكرك بأن الإقدام على نفي شيء من ذلك الفضل قد دل النص عليه، ليس بالأمر الهين.
لأن الله عدل أيضا ورحيم ولايحابي أحدا بنسبه ..
يا أخانا الكريم الكلام هنا في مقام الفضل لا مقام العدل، والفرق بين المقامين بين! ولو عاملنا الله بعدله لأهلكنا جميعا! فلا تعلق للكلام هنا بالعدل! يعني لما يختص الله تعالى عبدا من عباده بفضل زائد بغيرما اكتساب أو عمل من ذلك العبد، هذا تراه عندك ظلما لغيره من العباد؟؟ من قال بمثل هذا؟ كل من يأجره الله يوم القيامة فإنما يؤتيه فوق ما يستحق بقناطير مقنطرة، ولله الحمد والمنة جل جلاله .. فما لأحد أن يقول يا رب لقد ظلمتني إذ آتيت فلانا أكثر مني!!
وشبيه بهذا أن يقال لك: لماذا فضل الله المسلمين من أمة محمد، تفضيلا عاما على المسلمين الموحدين من غيرهم من الأمم السابقة، كمسلمي بني إسرائيل مثلا؟ لماذا جعلهم أول من يحاسب وأول من يدخل الجنة، مع أن الكثرة الكاثرة منهم أقل إيمانا وعملا وصلاحا بكثير من أتباع بعض المرسلين والنببين السابقين، عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام؟؟ هذا كرامة وفضل جاءهم من الله تبعا لا استقلالا، لكونهم من أمة أكرم المرسلين صلى الله عليه وسلم! فليس للأمر تعلق بالعدل أصلا! فالحاصل أنه ينبغي أن نفرق بين مقام الفضل ومقام العدل، بارك الله فيك!
فهذه كلها نصوص قاطعة أن النسب لا اعتبار له يوم القيامة
لا ليست قاطعة، ولو سلمت لك بذلك لما كان بيننا خلاف!
.. والمهم أنه حصل انتفاع سواء فسرته بالصغار أو بالعموم
بارك الله فيك، هذا - لو تأملته - تقوم به الحجة لي لا لك .. إذ الانتفاع والعطاء الرباني جاء لأمر خارج عن عمل المنتفع وكسبه، فتأمل.
فيرد عليه الشفاعات الثابتة للشهيد في حق أهله مثلا .. فهذه أنساب لم تنقطع ونفعت أصحابها
أحسن الله إليك .. فلماذا انتفع أهل الشهيد بشفاعة الشهيد إذن مع أن غيرهم ممن ليس في قرابتهم شهداء، قد يكونوا أكثر عملا منهم؟ فإن قلت الشفاعة معلقة بشرط أن يرضى الله عن المشفوع له فيكتب له تلك الشفاعة، قلنا فمثله عندنا، هناك شروط وموانع لنيل فضل النسب، وليس الأمر لكل أحد أيا ما كان عمله!!
ولو أن تميميا رأى الله يفضل قرشيا يوم القيامة لأجل نسبه بشيء من المزية فسيحتج على الله تعالى والله تعالى قطع محاجة العباد له .. بكمال عدله وجعل المفاضلة في الثواب على أساس التقوى
لن يحتج إلا إن رأى الله يعطيه ما ليس له! ولكن قد اتفقنا على أن الفضل الإضافي التابع مشروط بشرط القبول عند الله على أي حال، أيا ما كان سبب ذلك الفضل الإضافي، سواء في ذلك شفاعة النبي أو الولي أو الشهيد، أو اللحاق بوالد صالح، أو النسب الشريف لسيد المرسلين، أو استجابة دعاء رجل صالح من الأحياء فيه أو غير ذلك! فهذا مطرد في ذلك كله، ولا حجة في شيء منه لأحد على الله! وقد اتفقنا كذلك على أن التفاضل بالعمل محفوظ لا نزاع فيه، وهو الأصل وهو الشرط، فما يزيد عليه تابع له مبني عليه، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 09:37]ـ
اقول قد ثبت فضل قريش علي العالم اجمع اذ عرفت النبي-وقد اختاره الله منها ومن نسب من اشرف انسابها- وامنت به بعد عنت وتحد ومقاومة من كثير من ابناءها وبعد خبرة بالرسالة والرسول والنبوة والنبي وسنن الله في خلقه وشريعة الله عز وجل ثم جاهدت اعظم جهاد في التاريخ البشري -جهاد ادهش العالم اجمع وعقوله وفلاسفته واهل التاريخ فيه!!!! -وفتحت العالم كقيادة تحتها رجالات الخير وصحبة النبي من كل قبيلة ومدينة وتابعيهم واهل الجهاد في الامة كلها
فتحقق علم الله فيها وعلم العلة في التفضيل من الخبر وراينا الشاهد من التاريخ-دليلا علي اختيار الحق عز وجل- وقد يكون هناك تفضيل لانعلم له حكمة الان او لايعلم له بعضنا فيه حكمة لكن الله حكيم لايضع الامر الا في موضعه المناسب له ولايعطي الفضل الا لمن يعلم منه الاستحقاق ولامعقب لحكم الله والفضل له وحده اولا واخيرا
والله اعلم
هذه نكته اكتبها اليكم من مصر المحروسة
والله اعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 10:29]ـ
قلت حججي وقلت حججك ..
وللناس عقول تحكم بها .. فقد أصبح جدالا .. والذي أدين الله به
أن زعم هذا الفضل مخالف للشريعة .. وليس عليه دليل قط
وأما ما تفضلت في ردودك الأخيرة .. فردي عليها حاضر وأحلف عليه لكني
أوثر التوقف هنا .. لاسيما والأمر ليس بالذي ينبني عليه عمل
والله المستعان
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 10:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ثم أما بعد ..
مسألة تأثير نسب الإنسان عليه في الآخرة ذات بعدين:
البعد الأول: في العقوبة.
البعد الثاني: في المكافأة.
أما في باب العقوبة: فالمتقرر عند أهل العلم أن صاحب النسب الشريف المتصل بخير البرية إذا عرف الحق وخالفه أنه يكون مضاعف العقاب، فلذلك قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: (وفيه: أن الأنساب لا عبرة بها، بل صاحب الشرف يكون ذمه على تخلفه عن الواجب أعظم، كما قال تعالى: [يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ].
والقول الثاني: أنه لا عبرة للنسب أيضا في العقوبة. والقول الأول هو الذي قرره أكثر أهل العلم.
أما في باب المكافأة: فالمتقرر عند أهل العلم أنه لا عبرة في ذلك، بل العبرة بالعمل والصلاح والتقوى، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
فلذلك قال الشيخ الإمام سليمان بن عبد الله آل الشيخ: (قوله: "اشتروا أنفسكم". أي: بتوحيد الله، وإخلاص العبادة له وعدم الإشراك به، وطاعته فيما أمر، والانتهاء عما عنه زجر، فإن جميع ذلك ثمن النجاة، والخلاص من عذاب الله، لا الاعتماد على الأنساب، وترك الأسباب، فإن ذلك غير نافع عند رب الأرباب).
والقول الثاني: أن ذلك معتبر فيها. والقول الأول هو المتقرر لذى أكثر أهل العلم؛ وهو الصواب.
وقد قرر هذا من قبلهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال:
(فلهذا كان أهل الأنساب الفاضلة يظن بهم الخير، ويكرمون لأجل ذلك، فإذا تحقق من أحدهم خلاف ذلك؛ كانت الحقيقة مقدمة على المظنة، وأما ما عند الله فلا يثبت على المظان ولا على الدلائل، إنما يثبت على ما يعلمه هو من الأعمال الصالحة، فلا يحتاج إلى دليل ولا يجتزئ بالمظنة.
فلهذا كان أكرم الخلق عنده أتقاهم؛ فإذا قدر تماثل اثنين عنده في التقوى تماثلا في الدرجة؛ وإن كان أبو أحدهما أو ابنه أفضل من أبي الآخر أو ابنه، لكن إن حصل له بسبب نسبه زيادة في التقوى كان أفضل لزيادة تقواه.
ولهذا حصل لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم إذا قنتن لله ورسوله وعملن صالحا، لا لمجرد المصاهرة بل لكمال الطاعة، كما أنهن لو أتين بفاحشة مبينة لضوعف لهن العذاب ضعفين لقبح المعصية).
قلت: وما تقرر من أن النسب لا يؤثر عند الله في مسألة المكافأة والثواب في الآخرة هو الصحيح الصواب الموافق لعموم النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة المبينة والموضحة ذلك في فحوى نصوصها.
وتقريرات العلماء وكلامهم في هذا مشهور منتشر.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 10:34]ـ
لك هذا بارك الله فيك، والله أسأل أن يلهمنا الصواب في جميع أمرنا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 10:38]ـ
من يقول بمضاعفة العقوبة على سبب النسب .. فقد أبعد النجعة حقا
اتقوا الله إخوتي .. ليس كل ما يقوله العلماء: وجيها ..
هذا من الباطل المحقق .. والقياس على أزاج النبي قياس غاية في الفساد
أرجوك أخي السكران التميمي .. أستحلفك بربك أن تقف
ولا ترد .. يكفي هذا ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 10:42]ـ
من يقول بمضاعفة العقوبة على سبب النسب .. فقد أبعد النجعة حقا
اتقوا الله إخوتي .. ليس كل ما يقوله العلماء: وجيه ..
هذا من الباطل المحقق .. والقياس على أزاج النبي قياس غاية في الفساد
أرجوك أخي السكران التميمي .. أستحلفك بربك أن تقف
ولا ترد .. يكفي هذا ..
أمرك، وبإذن الله لن أكتب حرفا واحدا هنا بعد هذه المشاركة
ولكن أنا لي طلب منك: أعد النظر مرة أخرى في مسألة العقوبة بتروي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 11:36]ـ
لا يأمر عليك ظالم أيها الحبيب
لو كانت العقوبة مضاعفة على النسب فهذا يقتضي انخرام عدل الله تعالى
ولكانت بشرى لمثلي بأن مثواي في قعر جهنم .. (مادام كل ذنب سيضرب في 2 والحسنة لا تضاعف!)
نسأل الله العافية
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 11:37]ـ
من يقول بمضاعفة العقوبة على سبب النسب .. فقد أبعد النجعة حقا
اتقوا الله إخوتي .. ليس كل ما يقوله العلماء: وجيها ..
هذا من الباطل المحقق .. والقياس على أزاج النبي قياس غاية في الفساد
أرجوك أخي السكران التميمي .. أستحلفك بربك أن تقف
ولا ترد .. يكفي هذا ..
بارك الله فيك
هذا الكلام ليس بصواب وليس في محله
فالمسئلة خلافية من مسائل الاجتهاد فلا ينكر فيها على المخالف
فقولك: "اتقوا الله إخوتي" وطلبك عدم الرد من باب الإنكار وهو لا يجوز هنا لما تقدم
وأيضا المسألة محتملة فليس من أدب الخلاف _فيما أعلم_ مجابهة المخالف بأن قوله من الباطل المحقق
وقياسك غاية في الفساد ونحو هذه العبارات
أردت فقط التنبيه على أدب الخلاف في هذا المسألة إذ لكل مسألة أدب كما هو معلوم
بارك الله في الجميع
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 11:42]ـ
محتملة عندك .. ومن حقي التعبير بما شئت
وليس كل مسائل الخلاف لا إنكار فيها
وإلا فاطردني من موقعكم يا أخي الكريم
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 11:56]ـ
ماشاء الله!
كان جوا باردا وسلاما فبارك الله في الأخوين الكريمين أبي الفداء وأبي القاسم وصاحب المقال علاوة أبي معاوية، ولكل وجهة هو موليها ولكن لا تنسوا التسابق إلى الخيرات ...
............
أخي يا أبالقاسم!
أرجو منك فضلا أن تدعو لي -دعاءا خاصا- في خلوتك وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 11:59]ـ
بارك الله فيك
هذا الكلام ليس بصواب وليس في محله
فالمسئلة خلافية من مسائل الاجتهاد فلا ينكر فيها على المخالف
فقولك: "اتقوا الله إخوتي" وطلبك عدم الرد من باب الإنكار وهو لا يجوز هنا لما تقدم
وأيضا المسألة محتملة فليس من أدب الخلاف _فيما أعلم_ مجابهة المخالف بأن قوله من الباطل المحقق
وقياسك غاية في الفساد ونحو هذه العبارات
أردت فقط التنبيه على أدب الخلاف في هذا المسألة إذ لكل مسألة أدب كما هو معلوم
بارك الله في الجميع
انت لسا فاكر!!!!!!!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 12:03]ـ
كيف أطردك من الموقع وأنا أقول لك أن المسئلة خلافية محتملة لا إنكار فيها
فإذا كنت لا أرى جواز الإنكار فيها فمن باب أولى أن لا أفعل ما ذكرت
لكني انصحك نصيحة:
لا تجزم في مواطن الظن
نعم الظن والقطع نسبي لكن هناك مواطن يتفق الناظرون فيها على أنها لا تحتمل القطع هذا أولا
ثانيا: القطع في المسائل لا يدل على كثرة علم القاطع كما أن الحكم بالظن لا يدل على قلة علم الظان لاحتمال عدم وقوف الأول على كمال الأدلة المعارضة أو إدراك حقيقتها أو لعدم إحاطته فقه المسألة كما هو الحال مع الثاني
ثالثا: كون المسألة محتملة عندك أو قطعية لا يعني أنها في نفس الأمر كذلك
وإلا لما كان هناك مسائل ظنية بتاتا
فالقطع يعرف بشيء خارج لا يتعلق باعتقادك
رابعا: أنصحك يقراءة كتاب:اختلاف المفتين للشريف حاتم فقد فصل في هذه المسائل تفصيلا حسنا
خاصة مسألة القطع والظن والخلاف السائغ من غيره
وفقك الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 12:30]ـ
نصيحتك مقبولة .. ولكن هنا كلمة والله المستعان
وكأني بك تحاول تحليل شخصيتي بقولك:القطع لا يدل على العلم .. إلخ
فلست هنا يا أخي مدعيا لعلم .. ولا مناطحا لأجل أن يقال:انظروا!
وكما أن مسالك العلماء تختلف في الحجاج والمناظرة .. فمن حقي
النضال بطريقتي .. وأنا أرى تهافت القول الذي لمتني على قولي فيه .. هذا لا يعيب في شيء
ولا يقال هنا: لا إنكار في مسائل الخلاف .. لأنك تعلم أن القاعدة ليست على إطلاقها
فدعوى أن العقوبة مضاعفة دون الثواب .. مخالف للمنقول والمعقول .. ولو كان مخالفي شيعيا مثلا لباهلته عليه
وللعلماء غرائب .. فلا يقال:العلماء العلماء! كلما خولفوا,
.. حتى يكون مخالفهم مرذولا يستحق التأديب .. بل وقع أن الجمهور يجانبون الصواب في مسائل .. يكون بطلانها واضحا
ثم أرجو أن تخف مسألة التوجيه التعليمي كأنكم علماء ونحن الجهلاء دائما .. وإن كان ثم من نصح فليكن خاصا
نعم يا سيدي أنت أعلم مني بمسيرة عام أو أكثر .. ولكن لا أوافقك على منهجك العلمي في أمور ولا على الأسلوب
أخي أبا فهر:بدل السخرية .. انظر إلى ما أفنيت عمرك فيه من الاستماتة في نفي المجاز كأنه قضية التوحيد الكبرى
حتى صار المجاز علما عليك .. كلما ذكرت اسمك لشخص قال:صاحب المجاز!
أخي الرياض النضرة: سوف أدعو لك .. في الثلث الأخير من الليل
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 12:41]ـ
كلما ذكرت اسمك لشخص قال:صاحب المجاز!
أو قد كان؟؟
الحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات .. والله الذي لا إله غيره لقد سررتني كثيراً .... فباطل المجاز هذا أفسد به المبتدعة أصناف التوحيد جميعها وأصناف النصوص جلها ...
جزاك الله خيراً
جزاك الله خيراً
جزاك الله خيراً ...
تنبيه: ليس هناك سخرية وليس الخطاب في مشاركتي موجهاً لك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 12:54]ـ
أخي الرياض النضرة: سوف أدعو لك .. في الثلث الأخير من الليل
هل لي في مثلها؟ (ابتسامة)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 12:55]ـ
الحمد لله أني كنت سببا في إدخال السرور على قلبك ..
وإن كان آذاك كلامي فأعتذر إليك ..
غير أني استهجنت تعليقك الذي لا يناسب المقام
والله الموفق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 12:58]ـ
لا عليك ...
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 01:04]ـ
بارك الله فيك قولك:
بل وقع أن الجمهور يجانبون الصواب في مسائل .. يكون بطلانها واضحا
هذا لا يكون نعم قد يكون خطأ لكن لا يكون باطلا واضح البطلان
هذا لا يعقل ولا يتصور وقوعه
قولك:
ثم أرجو أن تخف مسألة التوجيه التعليمي كأنكم علماء ونحن الجهلاء دائما
ليس كل من نصحك أو وجهك فقد تعالم عليك والأصل إحسان الظن
كما أن الأصل في أمثال هذه المنتديات الاستدراك والمذاكرة والتعقيب
خاصة وأن أكثرنا طلبة علم فلا بد أن نقع في مثل هذه الأخطاء
المقصود أن الأصل هنا المذاكرة لا التعليم
فإذا أضفت إلى هذا الأصل أصل حسن الظن اندفع ما ذكرت ولم يكن له وجه
أما ما لا يعجبك من أسلوبي فأرحب بنصائحك
المقصود: أننا ينبغي علينا _كمشرفين وأعضاء_ الارتقاء بالحوار في هذا المجلس والتقليل من السمة التي غلبت عليه في الآونة الأخيرة وهي الحدة في النقاش وما شابهها
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 01:33]ـ
إذا تُصور وقوع الخطأ .. لا مانع من زيادة أن يكون خطؤهم واضحا ..
وهذه مسائل نسبية ..
أما حسن الظن .. فلا علاقة له بما نحن فيه ..
أحسن الظن أنت أيضا ولا تظن أني أسأت الظن دون برهان
فقد اتهمت أخاك بهذا كثيرا ..
ولولا الجدل .. وطول النقاش المتعب والمرهق
لبينت تهافت القول الذي عنفتني من أجله-ولكن بأدب! - من أكثر من 20 وجها
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 01:34]ـ
أخي المكرم أبا الفداء .. الدعاء لكم دائم بإذن الله تعالى ودون توصية
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 06:42]ـ
أرجو بعد هذا المشوار الطيب تلخيص محل النزاع(/)
عندما يتناقض بابا الفاتيكان .. بين ما يدعو إليه ويمارسه
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 11:54]ـ
موقع المسلم
عبد الباقي خليفة
ماذا ينتظر المسلمون من باوبوي فاتيكاني يشكر الرب على ما يصفه بـ"استعادة اليهود لأرض أجدادهم"
بدأ بابا الفاتيكان بنديكت 16، في النصف الأول من شهر جمادى الأولى 1430 هجرية زيارة للشرق شملت الأردن، دعا فيها إلى حرية العقيدة بقوله إن "حرية العقيدة تعتبر أمرا أساسيا من حقوق الإنسان ".
وبقطع النظر عن دعوته لإحلال السلام بشكل عام (هو بالقطع سلام الصهاينة) متجنبا التفاصيل كعادة الغربيين عموما، عندما يتطرقون للقضية، دون الحديث عن الحقوق الفلسطينية، كعودة المهجرين والقدس، ولهذا سنتوقف كثيرا عند حرية العقيدة، وحقوق الإنسان، التي فشل في تقمص دور الدفاع عنهما، وهناك شكوك مؤسسة على حقائق، في مدى إيمانه الشخصي بهما.
زيارة مختلفة:
قبل الحديث عن زيارة بابا الفاتيكان إلى المشرق، يجدر بنا العودة قليلا إلى الفاتيكان، وإلى زيارته الأخيرة لبعض الدول الإفريقية، فالرجل يعاني من عزلة داخل الفاتيكان، وفي أحسن الأحوال هناك خلافات حادة بينه وبين عدد كبير من الكرادلة حول تصريحاته التي زعم فيها صحة نظرية داروين، في أصل الأنواع، وهو ما عده كثيرون داخل حظيرة الفاتيكان خروجا عن الدين، وهرطقة، وإلحاد.
وحاول الكاردينال بيرتوني التهوين مما يجري داخل الفاتيكان بوصف المناؤيين للبابا بأنهم " أصوات ناشز " وقد كانت زيارته لإفريقيا كما قيل، فرارا من تلك العزلة أو القفص الذي وجد نفسه فيه داخل بيت الأسرار الاكليروسية، ولكنه سرعان ما وقع في مشكلة أخرى عندما صرح في إفريقيا بأن " الواقي الذكري لا ينفع، ولا يقي من الأمراض الجنسية بما في ذلك مرض الإيدز "، وصدرت من مراكز مختلفة تهكمات قاسية ضد بابا الفاتيكان، بل اتهامات خطيرة بأنه " وبعض القساوسة قد يكونون مصابين بأمراض جنسية " ( .. ) وقد جر ذلك على بنديكت 16 الكثير من اللوم، لأنه تحدث في غير اختصاصه، ولم يستند في قوله إلى أي بحث علمي، ولم يشر إلى أي نتائج مختبرية.
وكانت تلك سقطات لا تقل شناعة عن زعمه السابق أن " الإسلام انتشر بالسيف " وأنه لم يضف جديدا. وقد كتبنا في حينه ما الجديد الذي جاء به الإسلام وفي مقدمة ذلك إعادة التوحيد إلى منابعه الصافية وتطهيره من شرك الإلوهية وشرك الربوبية وشرك الذات والصفات.
وزيارة بابا الفاتيكان إلى المنطقة ليست بعيدة عن محاولاته الهروب من مكان لم يعد الكثيرون يطيقونه فيه. إلى جانب ما يمكن أن تجلبه له زيارة فلسطين من دعم ومساندة من قبل الطرف الصهيوني، حيث دعا للمصالحة بين اليهود والنصارى، ولم يتحدث عن المسلمين سوى بكلام لا يؤسس لمستقبل أفضل، وركز جل كلامه عن العلاقات النصرانية اليهودية، رغم أن اليهود يعتقدون بأن مريم عليها السلام زانية وابنها عيسى عليه السلام ابن زنا، في حين يعتقد المسلمون بأن عيسى نبيا مرسلا وأمه مريم البتول أفضل نساء العالمين.
ولا نعرف بالضبط ما هي الأسباب التي تجعل النصارى يخطبون ود اليهود وهم يقولون كل ذلك عن عيسى وأمه ويكرهون المسلمين لأنهم يؤمنون بنبوة عيسى ويبرؤون أمه من إفك بني صهيون؟!
معاناة المسلمين:
لقد دعا بابا الفاتيكان إلى احترام حرية العقيدة، فهل احترم هو شخصيا، والفاتيكان والكثير من حلفائه في اليمين المتطرف الأوروبي والغربي عموما حرية العقيدة، واحترموا حقوق المسلمين؟ إذ إن ما يجري في أوربا ومواقف الفاتيكان لا تنبئ عن وجود احترام لحرية العقيدة، ولا لحقوق المسلمين في ممارسة شعائر دينهم. وسنؤجل الحديث عن التضييق على الحجاب في أوربا، إلى مجالات أخرى كبناء المساجد، وممارسة شعائر الصلاة. فضلا عن أنواع الإيذاء الأخرى والتي تتشابه وتختلف من دولة أوروبية إلى أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي مقابلة نشرتها صحيحفة لا ريبوبليكا الايطالية في وقت سابق قال بطريرك البندقية الكاردينال أنجلو سكونا، ردا على سؤال بخصوص بناء المساجد في ايطاليا " إلى جانب واجب الحكومة في ضمان الأمن القومي (انظر ربط القضية بالأمن القومي مباشرة) عليها التمييز بين الحقوق جيدا، بين الحقوق الأساسية والحقوق الأخرى، أو التذرع بالحقوق " فهو لم يجب جوابا مباشرا على السؤال، ويرى أن الحرية الدينية ليست من الحقوق الأساسية، وأن تسمية ذلك بالحقوق مجرد تذرع بها!!
وبعد أن طلب من المسلمين التضحية بتعدد الزوجات في الغرب، علق على سؤال بخصوص الحجاب قائلا " نفهم جميعا أنه من غير اللائق أن نخلق في أوربا مظاهر اجتماعية تنافر ثقافتها وتاريخها. ووفق هذا المعيار تأتي نظرتي إلى الأمر " أي أنه يرفض الحرية الدينية رغم أن الحجاب لا يختلف كثيرا عن لباس الراهبات عنده في الكنيسة.
وكان الفاتيكان قد وصف الحرب التي شنت على الإسلام في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 م بأنها " حرب عالمية رابعة " وقال رئيس الكرسي الرسولي لشؤون القضاء الكاردينال ريناتو مارتينو " الحرب الباردة ضد الشيوعية كانت حربا عالمية ثالثة ونحن الآن نخوض حربا عالمية رابعة " وقد رأينا كيف شارك الغرب بأشكال مختلفة في هذه الحرب القائمة منذ 1430 عاما لكن أوارها ازداد في العقود الأخيرة ولاسيما في مطلع الألفية الثالثة.
أين الفاتيكان من الحرب على المساجد: يتحدث بنديكت 16 عن حرية المعتقد بينما تحارب المساجد في أوربا وتغلق ويمنع تشييدها وإذا سمح بذلك وضعت لها شروط، كالبناء دون صومعة ودون وضع هلال عليها وغير ذلك؛ فقد قرر مجلس أساقفة ايطاليا في مارس الماضي إصدار وثيقة رسمية جديدة لمطالبة المجتمع والمؤسسات الايطالية بوقف بناء المساجد والمراكز الإسلامية، زاعما أن ذلك يمثل تهديدا للثقافة المسيحية. وقال رئيس المجمع الكاردينال جوزيبي بيثوري في كلمة له أمام أعضاء المجمع " إن أي قرار من البلديات يمنح أماكن للمسلمين لبناء مساجدهم سيكون على حساب الدين الكاثوليكي والثقافة الايطالية " وحاول تخويف الايطاليين قائلا " إن الإسلام إذا استحوذ على مكان يكون من الصعب إبعاده "، بل حرض الايطاليين على الإسلام والمسلمين قائلا " على الايطاليين التكتل لمواجهة المد الإسلامي " واتهم عددا من رجال الدين الكاثوليك بالتساهل مع الإسلام والمسلمين.
ورغم وجود نحو مليون مسلم في ايطاليا، كثير منهم ايطاليين بالوراثة فإن عدد المساجد لا يزيد عن الثمانمائة في البلاد كلها. وكثيرا ما قامت الشرطة بإغلاق المساجد والمصليات كما حدث في أبريل الماضي، إذ تم إغلاق مسجد مدينة بياتشيتسا بعد 4 أيام من افتتاحه بقرار من لجنة الأمن والنظام العام في قيادة شرطة المدينة. ولم تبد السلطات أي أسباب مهما كانت لتبرير الإغلاق. كما أغلق المركز الثقافي في مقاطعة ايميليارومانيا،وقال عضو مجلس رابطة الشمال المتطرفة، مارويتسو يارما " نستطيع العيش بدونه " أي المركز والمسجد.
وفي 13 يونيو الماضي عندما قامت قوات الأمن الايطالية في مدينة نريفيزو الايطالية الصناعية بمنع المسلمين من أداء الصلاة جماعة، بقرار من عمدة البلدية. وقامت الشرطة بتغريم كل من يحاول الصلاة بألف يورو وهو مبلغ كبير جدا نظرا لحالة المهاجرين الصعبة.
ووصل الأمر إلى المطالبة بإلقاء خطب الجمعة باللغة الايطالية. وهي المطالبة التي رددها وزير خارجية ايطاليا ورئيس حزب، التحالف القومي، جان فرانكو فيني. ولا يفوتنا في هذه العجالة (الأمثلة لا تعد ولا تحصى) ما قام به عضو مجلس الشيوخ الايطالي روبرتو كالديرولي الذي قام في وقت سابق بذبح خنزير في مكان كان مخصصا لإقامة مسجد. وطالب بتنظيم يوم للخنازير، يطوف بها في الأماكن التي ينوي المسلمون بناء مسجد فيها. ولم يستنكر بابا الفاتيكان ولا الكنيسة الايطالية مثل التصرفات السابقة التي تعد بلا ريب ضد حرية المعتقد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي سبتمبر الماضي وفي مدينة كولونيا الألمانية، اتحدت الأحزاب اليمينية المقربة من الكنيسة ضد ما وصفوه بانتشار الإسلام في أوربا، باسم الدفاع عن القيم المسيحية متناسين حرية المعتقد التي يتشدقون بها، كل ذلك لأن المسلمين أرادوا أن يبنوا لهم مسجدا يتسع لنحو ألفي شخص؛ فهناك ملايين المسلمين في ألمانيا ليس لديهم سوى 159 مسجدا.
وفي بريطانيا حذر أسقف مقاطعة روشستر مما وصفه بتراجع تأثير المسيحية أمام تقدم الإسلام ليملأ الفراغ الأخلاقي الذي بدأ في بريطانيا منذ عدة عقود. وفي بريطانيا نفسها اعتبرت إحدى عضوات برلمان الكنيسة الانجليكانية (سينود) آليسون روف أن الخلافات بخصوص الشاذين جنسيا داخل الكنيسة وخارجها لا يعد شيئا مقارنة بما وصفته بتهديد الإسلام. وقالت لصحيفة تلي تلغراف " على الكنيسة أن تتجاوز خلافاتها وتركز جهودها على التصدي للإسلام في بريطانيا " ودعت إلى وقف بناء المساجد محذرة من انزلاق الكنيسة نفسها إلى الإسلام.
وأدت حملات التحريض تلك إلى زيادة العداء للإسلام والمسلمين فقد أظهر استطلاع أن نحو مليوني مسلم في بريطانيا يعانون من مشاعر العداء ضدهم، والتي عبر عنها 51 في المائة من البريطانيين في نفس الاستطلاع.
وفي بلجيكا يشن اليميني المتطرف فيليب دي غنتر حملات مسعورة ضد حرية العقيدة، إلى حد المطالبة بإغلاق أبواب أوربا نهائيا أمام المسلمين. وألف كتابا سماه " أسلمة أوربا إن شاء الله " ومما قاله في حوار مع إذاعة هولندا أن " الجالية الإسلامية في البلدان الأوروبية هي المشكلة الرئيسية التي تواجه هذه المجتمعات
" وفي دول أخرى حتى السويد تعشش فيها الاسلاموفوبيا.
ماذا ينتظر من بابا الفاتيكان؟!:
كان بابا الفاتيكان نفسه قد حذر الأوروبيين في خطاب سابق له من انحسار الهوية النصرانية في ظل انخفاض عدد المواليد وزيادة عدد المسلمين خاصة وأن الكنيسة تعاني من هجر الطقوس الكنسية وقلة المواليد وثقافة تجاوزت السيطرة على حد تعبيره.
وقال " إن مستقبل أوربا المسيحية كئيب وينذر بالخطر " ومع ذلك لم يخف هوس الكنيسة بتنصير " كل البشر " معتبرا ذلك " الواجب والحق الثابت " على حد تخرصه.
كما دعا الأمين العام للتحالف الانجيلي جودون شويل روجرز إلى " تنصير المسلمين في أوربا " ووزع التحالف الإنجيلي إمساكية لشهر رمضان عليها عبارات تنصيرية.
وعودة لبنديكت 16، الذي أعرب في الذكرى 60 لنكبة فلسطين عن شكره للرب لامتلاك اليهود "أرض أجدادهم"، وإذا كان بابا الفاتيكان يعتقد أن اغتصاب فلسطين، هو عودة الأرض لأصحابها فماذا ينتظر منه ولماذا يراهن عليه أم هي خطة جديدة لاستغباء المسلمين والضحك عليهم باستمرار بتصويره داعية سلام وإمكانية مساهمته في استعادة بعض الحقوق الفلسطينية فضلا عن استرجاع فلسطين.
شهادة أوروبية:
لقد اعترف مكتب الاتحاد الأوروبي، المعني بمراقبة التميز وكراهية الأجانب، بوجود مظاهر التميز على أساس ديني ضد المسلمين في أوربا. وقالت الدكتورة بياتا فينكلر " الكراهية وصلت إلى حد الاعتداء على المسلمين لفظيا وجسديا " وأن تلك الاعتداءات " تؤدي بهم إلى فقدان الأمل وإعاقة تحقيق منجزاتهم التعليمية والعلمية "؛ فماذا فعل بابا الفاتيكان والكنيسة لوقف ذلك، أم أنه مسؤول بصفته وشخصه عن مساهمته بتصريحاته المختلفة وتصريحات القساوسة والكرادلة والبطاركة في ذلك. وقال جوزيف دي فت، مدير مركز المساواة ومكافحة العنصرية الأوروبي، العنصرية ضد المسلمين زادت ثلاثة أضعاف، وقال في تقرير بهذا الخصوص " هذه المظاهر تلاحظ في وسائل النقل وأماكن العمل وفي الشارع ".
وإذا كانت حرية التعبير مكفولة للجميع، فلماذا تنص قوانين الكثير من الدول الأوروبية بما في ذلك ايطاليا على تجريم من ينتقد بابا الفاتيكان. فيما يعتبر التخرص ضد الإسلام حرية تعبير؟! وتعرض الممثلة صابينا غوستانتي للمحاكمة بسبب انتقادها لبابا الفاتيكان؛ فأين حرية التعبير وأين حرية المعتقد أيها البابوي غير المقدس.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 12:57]ـ
جزاكم الله خيرا ..
لم يجد صلاح الدين ليردعه ..
فعاث في بلادنا بصليبه وكفره
والله المستعان(/)
عن ماقيل فى سر انجذاب القلوب الى البيت العتيق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 12:52]ـ
مارأيكم فى الرأيين القادمين
قال الشيخ سفر الحوالى
• هوس فلاسفة اليونان
ومن الأمثلة العجيبة أنه لما جَاءَ فلاسفة اليونان وقد بلغهم أن بيتاً في بلاد العرب -وهو الكعبة- يؤمه النَّاس من جميع الأقطاب؛ لأن هذا البيت من أعظم الآثار الواضحة عَلَى النبوة -كما هو معلوم- من عهد آدم عَلَيْهِ السَّلام، ثُمَّ نوح عَلَيْهِ السَّلام، ثُمَّ إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام الذي جدد بناءه، ثُمَّ بقي بناؤه من إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام إِلَى اليوم.
وهذا أيضاً مما يدل عَلَى النبوة، فتنجذب إليه قلوب البشر من أنحاء أفريقيا ( http://majles.alukah.net/CDsMake%20CD شرح%20العقيدة%20ال طحاوية%20 - %20سفر%20الحوالي1030_ htmlSafar AlHawaliindex.cfm?fuseaction=f ahrastype&ftype=amaken&id=3000019) ، ومن آسيا ( http://majles.alukah.net/CDsMake%20CD شرح%20العقيدة%20ال طحاوية%20 - %20سفر%20الحوالي1030_ htmlSafar AlHawaliindex.cfm?fuseaction=f ahrastype&ftype=amaken&id=3000040) ، ومن كل أقطار العالم، فأخذ الفلاسفة يفكرون عندما حاروا في أمر هذا البيت، فظلوا يفكرون لانجذاب القلوب نحو هذا البيت يتفق مع ما يقولون به من أنه لا نبوة، ولا دين، ولا شيء من هذا قالوا: إذاً حجر المغناطيس موضوع تحت الكعبة؛ فلذلك ينجذب إليه الناس!!
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ [الحجر:14 - 15]
فيقال لهم: ومن وضع هذا الحجر؟! فإن كَانَ من عند الله فلماذا لم يضعه إلا في هذا المكان؟! وإن كَانَ الذي وضعه بشر فلماذا وضعه في بلاد العرب؟! ومن هذا البشر الذي وضعه؟! ولماذا لم يضعه في الأرض الخصبة، والأراضي المتحضرة؟! إن ما يقولونه لا يمكن أن يقبله العقل.
انتهى
-----------------
وانا قرأت فى مجلة التبيان منذ أشهر خبر علمى وهو ان المصلى اذا وضع رأسه على الارض تجاه مكة فان الارض تمتص الاشعة الكهرومغناطيسية وهذا يحدث اذا سجد تجاه مكة فقط الى اخره لا أذكره كله
فما رأيكم؟؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 01:47]ـ
-----------------
وانا قرأت فى مجلة التبيان منذ أشهر خبر علمى وهو ان المصلى اذا وضع رأسه على الارض تجاه مكة فان الارض تمتص الاشعة الكهرومغناطيسية وهذا يحدث اذا سجد تجاه مكة فقط الى اخره لا أذكره كله
فما رأيكم؟؟
وجاء فى الخبر أن
هذا تفسير علمى للراحة التى يجدها المصلى(/)
خلفاء بمستوى عمر بن عبدالعزيز-ردا على المستشرقين
ـ[جمال الغانم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 01:43]ـ
جلال الدين السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء (تحقيق مصطفى عبدالقادر عطا) يرى من الخلفاء العباسيين من يصل الى مستوى عمر بن عبدالعزيز رحمهم الله مثل:
1. المهدي ابو عبدالله محمد بن المنصور - كان جوادا ,ممدحا, محببا الى الرعية, حسن الاعتقاد, اباد الزنادقة , جالس العلماء , امر بعمارة طريق مكة , وعمل البرك , ووسع الحرم , وكان يصلي بالناس الصلوات الخمس , عاصره سفيان الثوري وشريك وداود الطائي الزاهد.
قال نفطويه: لما حصلت الخزائن في يد المهدي اخذ في رد المظالم , فاخرج اكثر الذخائر ففرقها.
2.المتوكل على الله جعفر: اظهر ميلا الى السنة ,ونصر اهلها , وقرب المحدثين , وامات التجهم ,
3. المنتصر بالله محمد ابو جعفر
راغب في الخير , اظهر العدل وانصف الرعية ,حليم , مالت اليه القلوب
4. المكتفي بالله ابو محمد
رد البساتين والحوانيت الى اصحابها وسار سيرة جميلة فاحبه الناس ودعوا له
5. القادر بالله ابو العباس
قال الخطيب: كان من الستر والديانة والسيادة وادامة التهجد وكثرة البر والصدقات وحسن الطريقة على صفة اشتهرت عنه , حسن المذهب صحيح الاعتقاد ,فقيه
6. القائم بامر الله ابو جعفر
قال ابن الاثير: كان مؤثرا للعدل والاحسان وقضاء الحوائج
قال الخطيب: لم يزل مستقيما الى ان قبض
7. المقتدي بامر الله ابو القاسم
كان دينا خيرا قوي النفس عالي الهمة من نجباء بني العباس
كانت قواعد الخلافة في ايامه باهرة وافرة الحرمة
8. المسترشد بالله ابو منصور
كان ذا همة واقدام وراي وهيبة ضبط امور الخلافة ورتبها احسن ترتيب واحيا رسم الخلافة ونشر عظامها وشيد اركان الشريعة وباشر الحروب بنفسه
ذكره ابن الصلاح وابن السبكي في طبقات الشافعيه تنسك ولبس الصوف وانفرد في بيت للعبادة اول امره , رزق الشهادة
9. الراشد بالله ابو جعفر
فصيح اديب شاعر شجاع سمح جواد حسن السيرة يؤثر العدل ويكره الشر
10. المقتفي لامر الله ابو عبدالله
اظهر العدل وكان زاهدا , عاهد الله ان لا ياخذ من المسلمين حبة ظلما
كان من سروات الخلفاء
كانت ايامه نضرة بالعدل وجيوشه منصورة
11. المستنجد بالله ابو المظفر
كان موصوفا بالعدل والرفق , الغى المكوس كلها
ثاقب الفهم صائب الراي وباهر الفضل
12. المستنصر بالله منصور بن الظاهر بامر الله
نشر العدل والانصاف واجتمعت القلوب على محبته , راغبا في الخير مجتهدا في تكثير البر , بنى المساجد والمدارس والمارستانات والربط ونشر السنن وقام بالجهاد احسن قيام وحفظ الثغور وفتح الحصون
13.المستعين بالله ابو الفضل
يكفيه قصيدة الحافظ بن حجر فيه
14. المعتضد بالله ابو الفتح
كان من سروات الخلفاء نبيلا ذكيا فطنا يجالس العلماء جوادا سمحا الى الغاية
15. المستكفي بالله ابو الربيع
كان من صلحاء الخلفاء دينا عابدا كثير الصلاة والتلاوة حسن السيرة
شبهه بعمر بن عبدالعزيز رحمهما الله
نقلت لكم هذا مختصرا جدا جدا ,
فقط حتى لا يظن احد ان الخلافة العادلة الطاهرة التقية كانت قليلة او برهة صغيرة او فرصة نادرة كما يشيع المستشرقون واذنابهم
ولمن اراد ان يستزيد فليقرا تاريخنا كما كتبه مؤرخونا
ـ[جمال الغانم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 08:23]ـ
وهذه رزمة جديدة من نجومنا:
مراد الاول:
كان مراد الأول شجاعاً مجاهداً كريماً متديناً، وكان محباً للنظام متمسكاً به، عادلاً مع رعاياه وجنوده، شغوفاً بالغزوات وبناء المساجد والمدارس والملاجئ وكان بجانبه مجموعة من خيرة القادة والخبراء والعسكريين، شكل منهم مجلساً لشورته، وتوسع في آسيا الصغرى وأوربا في وقت واحد.
ففي أوربا هاجم الجيش العثماني أملاك الدولة البيزنطية ثم استولى على مدينة أدرنه في عام (762هـ/ 1360م) وكانت لتلك المدينة أهمية استراتيجية في البلقان، وكانت ثاني مدينة في الإمبراطورية البيزنطية بعد القسطنطينية. واتخذ مراد من هذه المدينة عاصمة للدولة العثمانية منذ عام (768هـ / 1366م)، وبذلك انتقلت العاصمة إلى أوربا، وأصبحت أدرنه عاصمة إسلامية
.............................
الب ارسلان:
(يُتْبَعُ)
(/)
ألب أرسلان الذي كان قائدا ًماهراً وشجاعاً كعمه، فنشر الأمن في سلطنته الواسعة، ثم التفت نحو توحيد العالم الإسلامي تحت راية الخلافة العباسية ونفوذ السلاجقة.وأغضبت فتوحاته هذه (دومانوس ديوجينس) إمبراطور الروم، فصمم على القيام بمعركة مضادة للدفاع عن إمبراطوريته، ودخلت قواته في مناوشات ومعارك كان أهمها ملاذكرت عام 463 هـ، فماذا جرى في هذه المعركة؟ قال ابن كثير: (وفيها أقبل ملك الروم أرمانوس في جحافل أمثال الجبال من الروم والرخوالفرنج، وعدد عظيم وعُدد، ومعه خمسة وثلاثون ألفاً من البطارقة، مع كل بطريق مائتا ألف فارس، ومعه من الفرنج خمسة وثلاثون ألفاً، ومن الغزاةالذين يسكنون القسطنطينية خمسة عشر ألفاً، ومعه مائة ألف نقّاب وخفار .. ومعه أربعمائة عجلة تحمل النعال والمسامير، وألفا عجلة تحمل السلاح والسروج والمناجيق، منها منجنيق عدة ألف ومائتا رجل، ومن عزمه قبحه الله أن يبيد الإسلام وأهله، وقد أقطع بطارقته البلاد حتى بغداد، واستوصىنائبها بالخليفة خيراً، فقال له: ارفق بذلك الشيخ فإنه صاحبنا، ثم إذااستوثقت لهم ممالك العراق وخراسان لهم مالوا على الشام وأهله ميلة واحدة .. فالتقاه السلطان ألب أرسلان في جيشه وهم قريب من عشرين ألفاً، بمكان يقال له الزهوة، في يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي القعدة، وخاف السلطان من كثرة جند الروم، فأشار عليه الفقيه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري بأن يكون من وقت الوقعة يوم الجمعة بعد الزوال حين يكون الخطباءيدعون للمجاهدين، فلما كان ذلك الوقت وتواقف الفريقان وتواجه الفئتان نزل السلطان عن فرسه وسجد لله عز وجل، ومرغ وجهه في التراب ودعا الله واستنصره، فأنزل نصره على المسلمين، ومنحهم أكتافهم فقتلوا منهم خلقاً كثيراً، وأسر ملكهم أرمانوس، أسره غلام رومي، فلما أوقف بين يدي الملك أرسلان ضربه بيده ثلاثة مقارع وقال: لو كنت أنا الأسير بين يديك ما كنتتفعل؟ قال: كل قبيح، قال: فما ظنك بي؟ فقال: إما أن تقتل وتشهرني فيبلادك، وإما أن تعفو وتأخذ الفداء وتعيدني، قال: ما عزمت على غير العفووالفداء، فافتدى منه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، فقام بين يدي الملك وسقاه شربة من ماء وقبل الأرض بين يديه، وقبل الأرض إلى جهةالخليفة إجلالاً وإكراماً، وأطلق له الملك عشرة ألف دينار ليتجهز بها،وأطلق معه جماعة من البطارقة وشيعه فرسخاً، وأرسل معه جيشاً يحفظونه إلىبلاده، ومعهم راية مكتوب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله).لم يكن جيش ألب أرسلان يعادل إلا 1/ 10 من جيش البيزنطيين، ولقد أطلق سراح الإمبراطور البيزنطي مع جماعة من أمرائه مقابل أن يطلق الإمبراطور سراح كلمسلم أسير، وأن يرسل إليه عساكر الروم لتقاتل معه في أي وقت يطلبها.ويالله ما أروع نصيحة العالم الرباني أبي نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي في المعركة عندما قال للسلطان: إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصرهوإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين. فلما كان تلك الساعة صلى بهم، وبكى السلطان، فبكىالناس لبكائه، ودعا فأمنوا، فقال لهم: من أراد الانصراف فلينصرف فماهاهنا سلطان يأمر ولا ينهى. وألقى القوس والنشاب وأخذ السيف، وعقد ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض وتحنط، وقال: إن قتلت فهذا كفني
نقلا عن موقع التاريخ بإشراف د. محمد موسى الشريف.
.............................. .................... .......
مراد الثاني:
كان سلطاناً عالماً عاقلاً عادلاً شجاعاً، وكان يرسل لأهالي الحرمين الشريفين وبيت المقدس من خاصة ماله في كل عام ثلاثة آلاف وخمس مئة دينار، وكان يعتني بشأن العلم والعلماء والمشايخ والصلحاء، مهد الممالك، وأمّن السبل، وأقام الشرع والدين وأذل الكفار والملحدين وقال عنه يوسف آصاف: (كان تقياً صالحاً، وبطلاً صنديداً، محباً للخير، ميَّالاً للرأفة والإحسان).
.............................. .................... ......
محمد الفاتح:
(يُتْبَعُ)
(/)
هو السلطان محمد الثاني (431هـ- 1481م)، يعتبر السلطان العثماني السابع في سلسلة آل عثمان يلقب بالفاتح وأبي الخيرات. حكم ما يقرب من ثلاثين عاماً كانت خيراً وعزة للمسلمين. تولى حكم الدولة العثمانية بعد وفاة والده في 16 محرم عام 855هـ الموافق 18 فبراير عام 1451م وكان عمره آنذاك 22 سنة ولقد امتاز السلطان محمد الفاتح بشخصية فذة جمعت بين القوة والعدل كما أنه فاق أقرانه منذ حداثته في كثير من العلوم التي كان يتلقاها في مدرسة الأمراء وخاصة معرفته لكثير من لغات عصره وميله الشديد لدراسة كتب التاريخ، مما ساعده فيما بعد على إبراز شخصيته في الإدارة وميادين القتال حتى أنه اشتهر أخيراً في التاريخ بلقب محمد الفاتح، لفتحه القسطنطينية. وقد انتهج المنهج الذي سار عليه والده وأجداده في الفتوحات ولقد برز بعد توليه السلطة في الدولة العثمانية بقيامه بإعادة تنظيم إدارات الدولة المختلفة، واهتم كثيراً بالأمور المالية فعمل على تحديد موارد الدولة وطرق الصرف منها بشكل يمنع الإسراف والبذخ أو الترف. وكذلك ركز على تطوير كتائب الجيش وأعاد تنظيمها ووضع سجلات خاصة بالجند، وزاد من مرتباتهم وأمدهم بأحدث الأسلحة المتوفرة في ذلك العصر. وعمل على تطوير إدارة الأقاليم وأقر بعض الولاة السابقين في أقاليمهم وعزل من ظهر منه تقصيراً أو إهمال وطور البلاط السلطاني وأمدهم بالخبرات الإدارية والعسكرية الجيدة مما ساهم في استقرار الدولة والتقدم إلى الإمام وبعد أن قطع أشواطاً مثمرة في الإصلاح الداخلي تطلع إلى المناطق المسيحية في أوروبا لفتحها ونشر الإسلام فيها، ولقد ساعدته عوامل عدة في تحقيق أهدافه، منها الضعف الذي وصلت إليه الإمبراطورية البيزنطية بسبب المنازعات مع الدول الأوروبية الأخرى، وكذلك بسبب الخلافات الداخلية التي عمت جميع مناطقها ومدنها ولم يكتف السلطان محمد بذلك بل انه عمل بجد من أجل أن يتوج انتصاراته بفتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والمعقل الاستراتيجي الهام التحركات الصليبية ضد العالم الإسلامي لفترة طويلة من الزمن، والتي طالما اعتزت بها الإمبراطورية البيزنطية بصورة خاصة والمسيحية بصورة عامة، وجعلها عاصمة للدولة العثمانية وتحقيق ما عجز عن تحقيقه أسلافه من قادة الجيوش الإسلامية.
.............................. ....................
اللمتوني وابن تاشفين:
((لقد كان أبو بكر بن عمر من أعظم قادة المرابطين، واتقاهم وأكثرهم ورعًا ودينًا وحبًا للشهادة في سبيل الله، وساهم في توحيد بلاد المغرب، ونشر الإسلام في الصحارى القاحلة وحدود السنغال والنيجر، وجاهد القبائل الوثنية حتى خضعت وانقادت للإسلام والمسلمين، ودخل من الزنوج أعداد كبيرة في الإسلام، وساهموا في بناء دولة المرابطين الفتيّة، وشاركوا في الجهاد في بلاد الأندلس وصنعوا مع إخوانهم المسلمين في دولة المرابطين حضارة متميّزة)) د. الصلابي - الجوهر الثمين بمعرفة دولة المرابطين.
يوسف بن تاشفين ومهام صعبة:
قال "الذهبي" في "سير أعلام النبلاء": كان ابن تاشفين (410 - 500 هـ= 1019 - 1106 م) كثير العفو، مقربًا للعلماء، وكان أسمر نحيفًا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسًا، حازمًا، يخطب لخليفة العراق ...
ووصفه "ابن الأثير" في "الكامل" بقوله:
كان حليمًا كريمًا، دينًا خيرًا، يحب أهل العلم والدين، ويحكّمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم، خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يحب العفو والصفح عن الذنوب العظام ...
.............................. .................... ...
الرشيد:
قال عنه الذهبي فى السير: (وكان من أنبل الخلفاء، وأحشم الملوك، ذا حج وجهاد، وغزو وشجاعة، ورأي.) ,
وكان أبيض طويلا، جميلا، وسيما، إلى السمن، ذا فصاحة وعلم وبصر بأعباء الخلافة، وله نظر جيد في الأدب والفقه، قد وخطه الشيب ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن عجيب خبره أنه لما أتم السادسة عشر من عمره, أرسله أبوه لغزو الروم, وكانت ملكتهم تُسَمَى (رنى ولقبها أغسطة) , فهزمهم الرشيد شر هزيمة, فعرضت الملكة التسليم على أن تُعطى الجزية عن يد وهى صاغرة, فقبل هارون, وليس هذا هو العجب بل العجب (الذى يبعث على التحسر على زمانهم) , أنه بعد سنين بعد أن آلت الخلافة إلى هارون عُزِلت أغسطا وتولى بعدها ملك يدعى (نقفور) فأرسل رسالة إلى هارون قال فيها:
(من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فان الملكة التي كانت قبلى أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليها وذلك من ضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي هذا فاردد إلى ماحملته إليك من الأموال وافتد نفسك به وإلا فالسيف بيننا وبينك) ,
فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حتى لم يتمكن أحد أن ينظر إليه ولا يستطيع مخاطبته وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه ثم استدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب:
(بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام) (انظر إلى العزة, رحم الله هرون) ,
وخرج بنفسه على رأس جيش حتى بلغ باب هرقلة ففتحها واصطفى ابنة ملكها وغنم من الأموال شيئا كثيرا فطلب نقفور منه الموادعه على خراج يؤدية إليه في كل سنة فأجابه الرشيد إلى ذلك فلما رجع من غزوته وصار بالرقة نقض الكافر العهد وخان الميثاق وكان البرد قد اشتد جدا فلم يقدر أحد أن يجئ فيخبر الرشيد بذلك لخوفهم على أنفسهم من البرد حتى يخرج فصل الشتاء (لأنهم يعلمون أنه لو علم سينهض للجهاد من فوره) ,
وكان مولده بالري في سنة ثمان وأربعين ومائة,
قال عنه ابن كثير: وكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم وإذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم وإذا لم يحج احج ثلاثمائة بالنفقة السابغة والكسوة التامة ,
قال الذهبي فى السير: قيل: إنه كان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات، ويتصدق بألف، وكان يحب العلماء، ويعظم حرمات الدين، ويبغض الجدال والكلام، ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه، لا سيما إذا وعظ ,
ووعظه الفضيل مرة حتى شهق في بكائه,
ولما بلغه موت ابن المبارك، حزن عليه، وجلس للعزاء، فعزاه الأكابر , (كان يجل أهل العلم) ,
قال أبو معاوية الضرير: ما ذكرت النبي -صلى الله عليه وأله وسلم- بين يدي الرشيد إلا قال: صلى الله على سيدي، وإذا سمع فيه موعظة بكى حتى يبل الثرى, ورويت له حديثه: وددت أني أقاتل في سبيل الله، فأقتل، ثم أحيي ثم أقتل فبكى حتى انتحب ,
.............................. .................... .
نور الدين زنكي:
ومن ثم كانت عادة نور الدين كما يقول أبو شامة:"إنه لا يقصد ولاية أحد من المسلمين إلا ضرورة، إما ليستعين على قتال الفرنج، أو للخوف عليها منها كما فعل بدمشق ومصر وغيرها. لقد كان الدم عنده عظيما، لما كان قد جبل عليه من الرأفة والرحمة والعدل."
قوة الشخصية
كان نور الدين محمود قوي الشخصية، قديراً على الوقوف في نقطة التوازن بين الصرامة والمرونة، والشدة واللين، والعنف والرحمة، وقد وصفه ابن الأثير بأنه كان: "مهيباً مخوفاً مع لينه ورحمته وأنه كانت إليه النهاية في الوقار والهيبة شديداً في غير عنف، رقيقاً في غير ضعف ".
مجلسه
ويصف مجلسه فيقول: "وكان مجلسه كما روي في صفة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلس حلم وحياء، لا تؤبن فيه الحرم، ولا يذكر فيه إلا العلم والدين وأحوال الصالحين والمشورة في أمر الجهاد، وقصد بلاد العدو، ولا يتعّدى هذا" ..
وقال الحافظ ابن عساكر الدمشقي:"كنا نحضر مجلس نور الدين فكنا كما قيل: كأن على رؤوسنا الطير تعلونا الهيبة والوقار وإذا تكلم أنصتنا، وإذا تكلمنا استمع لنا "
وقال ابن كثير:" لم يسمع منه كلمة فحش قط في غضب ولا رضى، صموتا وقوراً ".
تواضعه
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان مع هذه العظمة وهذا الناموس القائم، إذا دخل عليه الفقيه أو الصوفي أو الفقير يقوم له ويمشي بين يديه ويجلسه إلى جانبه، ويُقبل عليه بحديثه كأنه أقرب الناس إليه وإذا أعطى أحداً منهم شيئاً كثيراً يقول:"هؤلاء جند الله وبدعائهم ننتصر على الأعداء، ولهم في بيت الله حق أضعاف ما أعطيهم فإذا رضوا منا ببعض حقهم فلهم المنة علينا."
محبة المسلمين له
عندما تحدث ابن كثير في أحداث سنة 552ه قال: "وفيها مرض نور الدين، فمرض الشام بمرضه ثم عوفي ففرح المسلمون بذلك فرحاً شديداً " وفيما ذكره ابن كثير يظهر الحب العميق الذي تكنه الأمة لنور الدين وهذا الحب الرباني كان نابعاً من القلب، وبإخلاص، لم يكن حب نفاق وما أبلغ تعبير ابن كثير:" مرض نور الدين فمرض الشام بمرضه"، فهل هناك تلاحم بين القيادة والقاعدة مثل هذا في ذلك الزمن، ومن أسباب ذلك الحب صفات نور الدين القيادية، فهو يسهر ليناموا ويتعب ليستريحوا وكان يفرح لفرح المسلمين ويحزن لحزنهم، وكان عمله لوجه الله – نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً –
.............................. ................
محمود بن سبكتكين:
هو السلطان العظيم التى وطأت خيله أماكن لم يطأها خيل المسلمين من قبل ورفع رايات الإسلام فى بلاد لم يدخلها الإسلام من قبل وكانت مساحة ما فتحه من البلاد تعادل مساحة الفتوحات فى عهد الفاروق عمر بن الخطاب – رضى الله عنه!!!!
هو يمين الدولة وأمين الملة ناصر الحق ونظام الدين وكهف الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين محطم الصنم الأكبر وقاهر الهند والسلطان المجاهد العظيم.
كلها ألقاب خلعها عليه خليفة المسلمين القادر بالله رحمه الله , فمن كان محمود بن سبكتكين؟؟
.............................. .................
المنصور بن ابي عامر:
كان من أعظم من حكم الأندلس على الإطلاق , الرجل الذى وطأت خيله أماكن لم يطأها خيل المسلمين من قبل!! يكفى ذكر اسم المنصور بن أبى عامر أمام ملوك قشتالة وليون وجيليقية ليجثوا على ركبهم من الرعب والهلع , كان لربما الواحد منهم أرسل ابنته جارية عند المنصور فى قرطبة لينال رضاه .. !!
ووصلت جيوشه الى حيث لم يصل حاكم أو خليفة قبله قط , وغزا أكثر من 54 غزوة فى الأندلس فلم تنتكس له فيها راية ولم تهلك له سرية ولم ينهزم له جيشٌ قط!!!
آثاره تنبيك عن أخباره **حتى كأنك بالعيان تراهُ
تالله لا يأتي الزمان بمثله **أبدًا ولا يحمي الثغور سواهُ
فمن هذا الرجل العظيم الذى لم يأتى الزمان بمثله أبدا , ومن هذا العظيم الذى كان رمزا للرعب فى الممالك المسيحية فى أوروبا!!!
.............................. ......
الخليفة الراشد اورانك زيب:
أبطل أورانك زيْب 80 نوعا من الضرائب , وفرض الجزية على غير المسلمين بعدما أبطلها أجداده , وأقام المساجد والحمامات والخاناقات والمدارس والبيمارستانات , وأصلح الطرق وبنى الحدائق , أصبحت "دهلى " فى عهده حاضرة الدنيا , وعين القضاة وجعل له فى كل ولاية نائب عنه وأعلن في الناس أنه "من كان له حق على السلطان فليرفعه إلى النائب الذي يرفعه إليه".
وأظهر أورانك زيْب تمسكه بالإسلام والتزامه بشرائعه، فأبطل الاحتفال بالأعياد الوثنية مثل عيد النيروز، ومنع عادة تقبيل الأرض بين يديه والانحناء له، ومنع الخطب الطويلة التى تقال لتحية السلطان واكتفى بتحية الإسلام, كما منع دخول الخمر إلى بلاده، وصرف أهل الموسيقى والغناء عن بلاطه، وروى فى ذلك قصة: أنه كان يوما خارج قصره فرأى الموسيقيين والقينات يلبسون السواد ويبكون ويحملون نعشا , فسأل ماهذا؟ , قالوا: هذا الغناء والمعازف نذهب لدفنها , فقال رحمه الله: إذن أحسنوا دفنها لئلا تقوم مرة أخرى!!
وحفظ السلطان القرآن الكريم كله بعد ما أصبح سلطانا!!! , وعين للقضاة كتابا يفتون به على المذهب الحنفى , فأمر بتأليف الكتاب تحت نظره وإشرافه واشتهر الكتاب باسم "الفتاوى الهندية" أو "الفتاوى العالمكيرية" يعرفه كل طلبة العلم.
أى رجل كان!!! , وبنى مسجد "بادشاهى" فى لاهور بباكستان الآن , المسجد الذى ظل الى الآن شاهدا على عصر عز المسلمين وتمكينهم , وقضى على فتنة البرتغاليين فى المحيط , وكان رحمه الله يصوم رمضان كاملا ولا يفطر إلا على أرغفة من الشعير من كسب يمينه من كتابة المصاحف لا من بيت مال المسلمين!!
لم يستطع أن يحج الى بيت الله الحرام فاستعاض بذلك أن كتب مصحفين بخط يده وأرسل واحدا الى مكة والآخر للمدينة!!
وكان صاحب عبادة عظيمة , ويخضع للمشايخ ويقربهم ويستمع الى مشورتهم ويعظم قدرهم وأمر قواده أن يستمعوا الى مشورتهم بتواضع شديد , حتى أنه سمع أن نائبه بالبنغال اتخذ مثل العرش يجلس عليه فنهره وعنفه وأمره أن يجلس بين الناس كجلوس عامتهم!!
وكان يصوم الإثنين والخميس والجمعة من كل أسبوع لا يتركهم أبدا ويأبى إلا أن يصلى الفرائض كلها فى وقتها جماعة مع المسلمين , وكان يصلى التراوييح إماما بالمسلمين , ويعتكف العشر الأواخر فى المسجد , فكان أعظم ملوك الدنيا فى عصره.
وخصص موظفين يكتبون كل ما يقع من أحوال رعاياه ويرفعونها إليه، وأبطل عادة تقديم الهدايا إليه كما كان يفعل من قبل مع أسلافه، وكان يجلس للناس ثلاث مرات يوميًا دون حاجب يسمع شكاواهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 08:58]ـ
بارك الله فيك.
لكن في جعلهم في مستوى الامام عمر بن عبد العزيز نظر.
ـ[ابن عباس المصري]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 11:37]ـ
جزاكم الله خيرا ......
ولكن لي سؤال محرج: ماذا قال المستشرقون؟!
ـ[جمال الغانم]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 01:48]ـ
كل كتب المستشرقين - والتي تعتبرها المناهج الدراسية في بلادنا كمراجع - تقول ان الاسلام لم يطبق فعلا الا في عصر الراشدين الاربعة او الخمسة فقط وبالتالي فهي طفرة لن تتكرر وفرصة لن تعود.
الكثير من ابناء الامة الذين اعتمدوا على المناهج المدرسية يظنون ذلك ولا يتوقعون ان يتكرر الحكم العادل الطاهر التقي.
الكثير من ابناء الامة لا يصدق ان بالامكان اعادة الحكم العادل الطاهر التقي وليس مستعد ان يدعو لذلك.
نسأل الله العافية واليقين(/)
قواعد السلفية؟
ـ[أم رميساء]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 02:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحميم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أعرف
ماهي قواعد السلفية التي قال عنها الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله؟
من عنده علم يفيدنا
جزاكم الله خيرا
ـ[أم رميساء]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 12:35]ـ
؟؟؟
ـ[أم رميساء]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 05:09]ـ
هل من جواب أحسن الله إليكم؟
ـ[أبو سعدة]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 05:39]ـ
الذي كان يردده الشيخ ناصر رحمه الله تعالى عن الدعوة السلفية و المنهج السلفي هو:
1 - توحيد الله تعالى بأقسامه
2 - اتباع النبي صلى الله عليه و سلم مع الحذر من الأحاديث الباطلة و الموضوعة
3 - تزكية النفس وفق المنهج النبوي بعيدا عن الابتداع في الدين
ولو بحثت أختي الكريمة في جوجل لوجدت الكثير من المواضيع للعلامة الألباني رحمه الله تعالى في هذا الموضوع
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 05:59]ـ
انظر كتاب عمرو عبد المنعم سليم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 07:12]ـ
الشيخ الالباني القاعدة التي كان يرددها كثيرا هي (التصفية والتربية)
ـ[أم رميساء]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 04:44]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني وأحسن إليكم
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 04:53]ـ
للدكتور مصطفى حلمي كتاب قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي أنصحك بقراءته
ـ[أم رميساء]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 04:58]ـ
إن شاء الله الرحمن الرحيم .. أعزكم الله أخي المعتز بدينه(/)
حمل شريط يتكلم عن العلاقة الفكرية بين الدكتور عبد الكريم بكار وبين المفكر مالك بن نبى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 03:08]ـ
كنت حملت الشريط من توقيع احد اعضاء منتديات الكتب المصورة وكان كاتب اسم الدكتور الفاضل ملقى المحاضرة وعنوان الدورة التى تلك المحاضرة حلقة من محاضراتها لكن نسيت اسم العضو فرفعت الشريط من على جهازى الى النت
http://www.islamup.com/view.php?file=5b05133088(/)
جريمة - حامد العلي
ـ[جمال الغانم]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 08:44]ـ
جريمة تجريم الدعوة إلى نظام الخلافة الإسلامية!
،
حامد بن عبدالله العلي
،
لاريب أعظم الناس في المسلمين جرما، الذي يحول بينهم، وبين عودة الخلافة الإسلامية، التي هي نظامهم السياسي الشرعي، والقائم على سيادة شريعة الله تعالى بحاكميتها على شؤون الحياة، ووحدة الأمّة الإسلامية على أساس رابطة الأخوّة الإسلامية، لا الحدود السياسيّة الوطنيّة (السايكسبيكية).
،
فى مقدمة ابن خلدون: (إن نصب الخليفة واجب، فقد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة، والتابعين، لأنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته، بادروا إلى بيعة أبى بكر رضي الله عنه، وإلى تسليم النظر إليه في أمورهم، وكذا في كلّ عصر من الأعصار، واستقر ذلك إجماعا)
،
ومما تذكره كتب الإمامة في الفقه الإسلامي، مثل كتاب الماوردى الشافعى، وأبو يعلى الحنبلى: (عقد الإمامة واجب بالإجماع لمن يقوم بها في الأمّة).
وأن الأصل أن يكون للأمة إمام واحد، هو الخليفة الذي يمثل رأس النظام السياسي الإسلامي، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا بويع لخليفتين، فاقتلوا الآخر منهما). أخرجه مسلم
،
ولايستنثى من هذا الأصل إلاّ حالة الضرورة، قال المازري في المعلم بفوائد مسلم, 3/ 35 - 36: "العقد لإمامين في عصر واحد لا يجوز, وقد أشار بعض المتأخرين من أهل الأصول إلى أن ديار المسلمين إذا اتسعت وتباعدت, وكان بعض الأطراف لا يصل إليه خبر الإمام ولا تدبيره , حتى يضطروا إلى إقامة إمام يدبرهم, فإنّ ذلك يسوغ لهم" اهـ
،
والعجب أنه لم يشذّ عن إجماع الأمة الإسلامية بوجوب إقامة الخلافة التي تجمع المسلمين على أمر دينهم، وترفع رايتهم، لم يشذ عن هذا إلاّ بعض الخوارج، فهذه القوانين التي تجرم عودة الخلافة ليس لها مستند إلاّ دين الخوارج، فهم سلفهم في هذا الرأي الشاذ، والأصمّ من المعتزلة الذي هو عن الحق أصمّ!
،
وقد قال الإمام ابن حزم رحمه الله: (وقول هذه الفرقة ساقط يكفي من الرد عليه، وإبطاله، إجماعُ كل من ذكرنا على بطلانه).
،
ومما اتفق عليه فقهاء الملة الإسلامية أن النظام السياسي الإسلامية يقوم على أركان، أحدها: الحكم بما أنزل الله تعالى، الثاني: الخليفة ومن تحته من ولاة الأمر، وما يعينهم على سياسة الأمة بما أنزل الله، الثالث: الأمة الإسلامية وما يلحق بها من أهل ذمتها، الرابع: الدار، وهي الأرض التي تعلوها أحكام الإسلام فهي دار الإسلام، ودار الإسلام واحدة، لأن أمة الإسلام أمة واحدة، وكل دعوة للتفريق بين أمة الإسلام، هي دعوة الجاهلية، وهي رايه الجاهلية، سواء تسمت بالوطنية، أوالقومية، أو أي إسم آخر.
،
قال الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله، في كتاب نقد القومية العربية: (وقد أوجب الله على المسلمين: أن يتكاتفوا ويتكتلوا تحت راية الإسلام، وأن يكونوا جسدا واحدا، وبناء متماسكا ضد عدوهم، ووعدهم على ذلك النصر، والعز، والعاقبة الحميدة، كما تقدم ذلك في كثير من الآيات، وكما في قوله تعالي: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) الآية وقال تعالى: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)، فوعد الله سبحانه عباده المرسلين، وجنده المؤمنين بالنصر والغلبة، واستخلافهم في الأرض والتمكين لدينهم، وهو الصادق في وعده، (وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ).
وقال في نفس الكتاب القومية العربية ص 39: (كل دولة لاتحكم بشرع الله، ولا تنصاع لحكم الله، فهي دولة جاهلية كافرة، ظالمة، فاسقة، بنص هذه الآيات المحكمات) اهـ
،
(يُتْبَعُ)
(/)
والحاصل أنَّ إقامة الخلافة الحاكمة بالشريعة، الجامعة للأمة، من أعظم أحكام الله تعالى المنزَّلة، وفرائضه المبجلَّة، وقد أخذت منزلتها العظيمة في الدين، من عظيم أثرها على المسلمين، فهي التي تقام بها أركان الدين، وهي الجُنَّة التي تحيط المسلمين، وهي راية العزّ المتين، وهي قلعة الأمة، وحصنها الحصين.
،
وما ذلت الأمُّة، وضعفت قوّتها، ولا تضعضت، وتسلط عليها أعداؤها، إلاَّ بعد سقوط الخلافة، إثر الدعوة القومية الجاهلية التي نشرها المستعمرون بهدف تمزيق الأمّة الإسلامية، تمهيداً لإحتلالها، واستعبادها، ونهب ثروتها.
،
حتى آل بها الحال، أنْ غدت عاجزة حتَّى عن إنقاذ أكثر من مليون ونصف من المسلمين، من جياع غزة، ومرضاها، من الموت، فهم يموتون كلَّ يوم، ولا ناصر لهم، وقد حيل بين الأمَّة، وبين أن تمدَّ يد العون لإخوتهم في العقيدة!
،
وبهذا يعلم أنّ تجريم الدعوة إلى أحكام الله تعالى، وفرائضه، هي أعظم جريمة، وهي من أشنع ما يقترفه المجرمون، ويفتريه المفترون في الأرض، لاسيما في هذا الزمان، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّه يكثر فيه الدعاة إلى الباطل، ويعظم فيه الشرّ، ويصدّق فيه الكاذب، ويكذّب الصادق، ويخوّن الأمين، ويُؤتمن الخائن، وحسبنا الله نعم الوكيل.
،
هذا وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن نظام الخلافة، كما هو فرض شرعي، هو حتمية تاريخية، كما جاء قد جاء في مسند أحمد: (كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلا يَكُفُّ حَدِيثَهُ، فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ فَقَالَ يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأُمَرَاءِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ، فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَاشَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْيَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَاشَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ).
،
والعجب من هذا الزمان الذي يدعو فيه كلُّ داعٍ إلى باطله، فلا تُجرَّم دعوتُه، ويرفع كلُّ شيطان عقيرته بضلالاته، فلا يمسُّه أحدٌّ بسوء، تحت دعوى حرية الرأي والتعبير، ورفض الحجر على حقّ الناس في التفكير!
،
حتى إذا دعا الدعاة إلى فرائض الله تعالى، ونادوْا بأحكام الله، وصدعُوا بشريعة الله تعالى، عُوقبوا بالحبس، والتنكيل! فيتأمَّل العقلاء ما في هذا التناقض العجيب من الكذب القبيح، وما ينطوي تحته من النفاق، والتضليل.
،
فإلى الله المشتكى مما آل إليه حال المسلمين، وإليه جلَّ وعلا، نرفع أيدينا أن يُبرم لهذا الأمة أمر رشد، يعيد به خلافتها، ويعلي سلطانها بشريعتها، ويوحّد كلمتها، ويرفع راية جهادها، آمين وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير
ـ[ابن عباس المصري]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 11:41]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[جمال الغانم]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 09:05]ـ
واياك اخي الكريم(/)
الأضرار التي لحقت بالإخوان لعلاقتهم بإيران و"حزب الله"
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 09:15]ـ
الأضرار التي لحقت بالإخوان لعلاقتهم بإيران و"حزب الله"
http://www.almoslim.net/files/images/ikhwan1000.jpg
أمير سعيد 14/ 5/1430
amirsaid@gawab.com
تجر جماعة الإخوان المسلمين المصرية جبالاً من المشكلات تسببها علاقتها بإيران و"حزب الله" لا تكاد ينتهي بعضها حتى تعود حملة بغيرها.
وقد يكون ثمة مبررات لدى الجماعة تقودها إلى التمسك بهذه العلاقة الملغزة، استناداً إلى ما تتصور أنه انحياز إلى خط "المقاومة" أو على أقل تقدير، جهة لا تشاطر الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الطموحات ذاتها، بيد أن هذه المبررات تتناهى في الصغر حينما تعاكس حركة التاريخ، وتناقض الحقائق المتوافرة لدى الباحثين؛ فالفائدة المرجوة من وراء هذا التقارب لا تكاد تستقيم أمام سيل من الأضرار التي تحيق بالجماعة ذات الامتداد العالمي.
ومن الإنصاف أن نقول أن عدداً من كبار منظري جماعة الإخوان المسلمين كان لهم موقف سلبي من هذا التقارب وتلك العلاقة الملتبسة، وعلى رأسهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي مؤخراً، وعبر سلسلة من التصريحات التي لم تمس علاقة الإخوان بإيران لكنها تحدثت عن رأيه في العقيدة الشيعية وفكرها السياسي، والشيخ سعيد حوى أحد أبرز قادة الإخوان بسوريا خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، والذي ألف كتاباً أسماه "الخميني، شذوذ في العقائد، شذوذ في المواقف"، جاء فيه ما نصه: "الخمينية وعقائدها غير عقائدنا، وعباداتها غيرُ عباداتنا، ومناهج حياتها غير مناهج حياتنا، لأن الأصل عندهم هو أن يخالفونا، فما بال أناس في الفرقة الناجية يفرون من الجنة إلى النار ويسلكون غير سبيل المؤمنين.
إن بعض من نفترض عندهم الوعي غاب عنهم الوعي، فلم يدركوا خطر الخمينية، وإن بعض من نفترض عندهم العلم قصروا عن إبراز خطر الخمينية، فكادت بذلك تضيع هذه الأمة، ولذلك فإننا نناشد أهل الوعي أن يفتحوا الأعين على خطر هذه الخمينية، ونناشد أهل العلم أن يطلقوا أقلامهم وألسنتهم ضد الخمينية."
غير أن الحقيقة تؤكد على أن مسألة التقارب هذه، مع إيران بدرجة ما، ومع "حزب الله" بدرجة أكبر على أرضية اعتباره جزءاً مما تعتبره الجماعة مقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، هي أكبر مما تدفعه مثل هذه الآراء، ولو عززها مقال كتبه أحد أعضاء مكتب الإرشاد في الجماعة المصرية، وهو د. محمود غزلان بعنوان "الإخوان والشيعة مرة أخرى"، رد فيه على مقال ليوسف ندا الاقتصادي البارز بجماعة الإخوان تحدث فيه عن نظرة الإخوان للشيعة، وكلا المقالين نشر بموقع "إخوان أون لاين" الناطق باسم الجماعة، ذاك أن مقال د. غزلان لم ينفِ ما بينه بيان صادر عن الجماعة تجنب مسألة إدانة "حزب الله"، معتبراً أن "وسائل الدعم يجب ألا يشوبها أي نوع من التصرفات المنفردة"، مثلما تجنبه نواب الجماعة في مجلس الشعب المصري، حينما اكتفوا بتقرير المستقر لدى الجميع، من أن الأمن القومي المصري "خط أحمر"، علاوة على هذه التصريحات التي بادر إليها كبار قادة الجماعة للتأكيد على المعنى ذاته، فقد صرح عضو مكتب الإرشاد لاشين أبو شنب لصحيفة "المصري اليوم" المصرية بأن الاتهامات التي وجهتها النيابة إلى حسن نصر الله هي "نوع من الإفك والكذب والاختلاق وأنها ادعاء مجاف للحقيقة"، وأكد ذلك أيضاً إبراهيم منير، ونص المرشد العام لجماعة الإخوان مهدي عاكف على أنه "كان الواجب علي مصر أن تشكر حزب الله بدلا من أن تحقق مع الخلية، التي لم يقصد السيد حسن نصر الله من إرسالها التخريب أو الاعتداء وإنما دعم المقاومة الفلسطينية، وما يقوم به حسن نصر الله من مقاومة لا تستطيع مصر فعله، وقد قصرنا نحن في القيام به" [الشرق الأوسط 8/ 5/2009]، وتوالت تلك التصريحات التي أردفت لاحقاً بالحديث عن ضرورة التنسيق مع مصر أو استئذانها.
وليس ثمة داعٍ للاسترسال؛ إذ إن أي مراقب يدرك ببساطة أن الموقف الرسمي للإخوان تلخص في هذه المسألة في أن:
1 ـ "حزب الله" حركة مقاومة مشروعة، ولها الحق في دعم المقاومة الفلسطينية.
2 ـ الموقف من مسألة توقيف خليته مبالغ فيها مقارنة بالتعاطي المصري الرسمي مع مشاكل مشابهة مع الكيان الصهيوني.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ النظر للنشاط العسكري لـ"حزب الله" في مصر على أنه لا يحتاج إلى كل هذه "المهاترات الإعلامية" ـ مثلما ورد في بيان الإخوان الأخير ـ، ما يجعله بحاجة إلى علاج هادئ لا يضر مصر و"حزب الله" كطرفين أو كيانين ..
وباعتقادي أن هذا الموقف سيجد مخالفين كثيرين في عالمنا الإسلامي ـ وأنا منهم بطبيعة الحال ـ لكن الأهم من الآراء الذاتية وإن تأسست على معطيات هامة، هو ذاك السؤال الذي يشبه الأحجية، وهو الدائر حول ما ستجنيه الجماعة من موقف كهذا على الأصعدة المختلفة .. وقد تجد أنها مقتنعة بمواقفها تأسيساً على أنها:
1 ـ كحركة معارضة يمكنها أن تقتنص أي فرصة لإبراز الخلل عند خصومها، وليكن تلك اللحظة هو الحصار المضروب على غزة، وتقصير الحكومة المصرية في نجدة الأهل في غزة ..
2 ـ وكحركة تعنى بالقضية الفلسطينية منذ نشأتها يعنيها الدفاع عما قد تراه يصب في جدولها الأيديولوجي "المقاوم" للكيان الصهيوني.
3 ـ وكحركة ارتأت أنها محصورة بين أن تكون في صف "المقاومة" أو "محور الاعتدال"، لذا فقد اختارت أن تكون مع الأولى.
وعند الأولى يمكننا أن نقول أن ثمة عديداً من الملفات في هذا الصدد يمكنها أن تعتمدها نقداً للموقف الرسمي، دون أن تتكئ على حزب يعلن ابتداء أنه غارق حتى أذنيه في الولاء المطلق الديني والسياسي للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية وليس المرشد العام لجماعة الإخوان بطبيعة الحال، وأمام الحركة مسألة الغاز المصري والحصار لتتلاقى فيها مع قوى معارضة وطنية أخرى، لا أن تجد نفسها مضطرة إلى التخندق مع حزب لا ينظر إليها إلا كمطية يتبلغ بها مقصده.
وعند الثانية والثالثة، ربما تحتاج إلى مراجعة ما قاله د. غزلان ومن قبله الداعية السوري سعيد حوى الذي اعتبر مثل هذا السلوك عملاً يفتقر إلى الحجة، قائلاً عمن يكرس هذا "المفهوم المقاوم" عن "الخمينية": "ليس لهم حجة في أن ينصروا الخمينية، فنصرة الخمينية خيانة لله والرسول والمؤمنين. ألم يروا ما فعلته الخمينية وحلفاؤها بأبناء الإسلام حين تمكنوا، ألم يعلموا بتحالفات الخمينية وأنصارها مع كل عدو للإسلام، لقد آن لكل من له أذنان للسمع أن يسمع، ولكل من له عينان للإبصار أن يبصر، فمن لم يبصر ولم يسمع حتى الآن، فما الذي يبصره وما الذي يسمعه، فهؤلاء أنصار التتار والمغول وأنصار الصليبيين والاستعمار، يظهرون من جديد، وينصرون كل عدو للإسلام والمسلمين، وينفذون بأيديهم كل ما عجز عنه غيرهم من أعداء الإسلام والمسلمين، ألا فليسمع الناس وليبصروا، ولات ساعة مندم. إنه لا يزال للعذر مكان لمن أراد الاعتذار، وسيأتي يوم لا يقبل فيه من أحد الاعتذار".
وقد لا تضطر جماعة الإخوان على كل حال أن تنضم إلى محور من المحاور، ولا تجد نفسها قريبة من هذا أو ذاك، وهو ما يدعونا في الحقيقة إلى العودة إلى السؤال الأهم، وهو عما عساها تكون قد جنته الجماعة جراء ارتباطها، أو تحالفها، أو حتى اقترابها من إيران، أو ذراعها العامل في منطقة لبنان/"حزب الله".
لكن قبل الإجابة علينا أن نسأل ابتداءً عما إذا كان الخط البياني للمقاومة لابد أن يمر عبر إيران وحزبها التابع أم لا؟!
من الغريب في الواقع أن يتبادر ذلك إلى أذهان البعض ذهولاً عن حقائق الأمور، إلا إذا كان تعبيراً عن قدر من الهزيمة النفسية أمام حزب تتدفق إليه الأسلحة عبر سوريا من إيران بكافة الأنواع الحديثة، ولا يعاني مشكلة في الدعم العسكري واللوجيستي والمعنوي في أي معركة يخوضها، ومع ذلك يقنن هو استخدامها على نحو يخدم إيران بالدرجة الأولى والأخيرة، ولا يتعدى إلى مسألة تحرير القدس أو غيرها من البلدان، ومن العجيب أن يفترض البعض أن جماعة سبقت بعقود الدولة الشيعية برمتها وأذرعها في المحيط الفلسطيني في نشاطها بفلسطين وغيرها، يتوجب عليها أن ترهن مستقبلها السياسي والاجتماعي بموقف كهذا!!
ولذا؛ فنشوء هذه الفرضية مدعاة للتذكير ببعض المعطيات مع الحديث عما جلبته هذه العلاقة على جماعة الإخوان على الأصعدة المختلفة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً الصعيد العقدي والشرعي: مع إقرارنا بأن هذا الصعيد ليس منبتاً عن كافة الأصعدة الأخرى كونه المحرك والعقل لها جميعاً، لكن نفرده بنقطة منفردة إجلالاً له لا انتقاصاً من هيمنته على الأصعدة التالية؛ فالحاصل أن هذا الجانب قد انخدش حقيقة جراء هذه العلاقة التي تدفع الكثيرين أن يتساءلوا عما تمكن أن توفره علاقة لجماعة دينية بالأساس على غير ما تقتنع به في أدبياتها حقيقة، هي ككيان وليس أفرادها، وعما تملكه من مبررات شرعية يمكنها أن تسوقها لذاتها ولأفرادها في هذا المضمار الشائك، لاسيما إذا كان ثمة من أثار مثل هذه القضايا من داخل صف الجماعة ذاته، ومنهم كما تقدم، الشيخ سعيد حوى، الذي قال: "فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن الله فيقول: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) [أخرجه البخاري]، وهؤلاء الخمينيون يعادون أولياء الله من الصحابة فمن دونهم، فكيف يواليهم مسلم، وكيف تنطلي عليه خدعتهم وكيف يركن إليهم، والله تعالى يقول: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} (113) سورة هود. وهؤلاء الخمينيون ظالمون، ومن بعضِ ظلمهم أنهم يظلمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فكيف يواليهم مسلم والله تعالى يقول: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (129) سورة الأنعام، إنه لا يواليهم إلا ظالم، ومن يرضى أن يكون ظالماً لأبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة وطلحة والزبير؟ ومن يرضى أن يكون في الصف المقابل للصحابة وأئمة الاجتهاد من هذه الأمة؟ ومن يرضى أن يكون أداةً بيد الذين يستحلُّون دماء المسلمين وأموالهم؟ " [المصدر السابق].
ثانياً: الصعيد السياسي، دفعت جماعة الإخوان ثمناً باهظاً في الحقيقة لحسابات سياسية مشابهة تاريخياً، لعل من أهمها، التظاهر طلباً لطرد شاه إيران السابق في أواخر عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وقد أثبتت الأحداث تالياً أن هذا الاندفاع الذي ارتكبته معظم أطياف الحركة الإسلامية في ذلك الوقت لم يكن له ما يبرره شرعاً ولا عقلاً، وخاضت فيه الحركة معركة سياسية لم تكن ذات فائدة، واستعدت الرئيس الراحل نصرة للخميني من دون أن يحقق ذلك أي هدف مفهوم لحد الآن، أو يتوافر له مبرر شرعي، ولا حتى منطقاً إنسانياً، لكن الأهم من الغوص تاريخياً الآن، هو النظر إلى تلك الحالة الآنية، التي يعجز عندها الفهم في عمل تقدير للموقف يمكن من خلاله فهم هذا التصرف الأخير للجماعة، الذي تحجز من خلاله الجماعة لها مكاناً عدائياً مع النظام، لا يمنحها مزية داخلية ولا تفيد منه خارجياً؛ فقد يسرت الجماعة على خصومها وصمها بمجافاة الوطنية، وفهم مغزى تقليلها من استخفاف واضح من "حزب الله" بالنظام المصري، والتخندق معه في لحظة فارقة.
ولا بأس من الاستطراد هنا قليلاً، للقول بأن معظم ما قيل من مبررات نصرة لـ"حزب الله" لا يندرج في خانة الإقناع والحجة؛ فمن يرد التنسيق مع مصر أو حتى يريد تأميناً لخليته حال انكشافها لا يستعدي القيادة المصرية قبلها بأسابيع، ويقطع كل القنوات التي يمكنه ولوجها إذا لم يسر السيناريو في الاتجاه الذي يريد، ما يعني بأن نصر الله نفسه لم يغطِ هذه الخلية أمنياً، ولم يبحث لها عن طوق نجاة إذا ما وقعت بين أيدي قوات الأمن المصرية، وهو بذلك لا يرتكب خطأ فادحاً ضد النظام المصري فحسب، بل أيضاً ضد خليته ذاتها، التي سارع محامي جماعة الإخوان للدفاع عنها.
أيضاً، هو لم يغطِ سياسياً تصريحات الإخوان التي بادرت إلى القول بأن الاتهامات "ملفقة"؛ فكشف الغطاء عن جدية هذه القضية وتهافت تلك التصريحات من دون أن يعر اهتماماً حاجته إلى التنسيق مع الجماعة، ما أحرجها، وحدا بها إلى إدارة التصريحات باتجاه آخر عن "الخط الأحمر"، وهو الخط نفسه الذي تكلم عنه حسن نصر الله عن مخيم نهر البارد قبل أن يصبح حجراً على حجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل يزيد الأمر صعوبة حينما يبدو أن الطرف الآخر لا يحيي هذه المبادرات الإخوانية، كتلك التي وردت على لسان المرشد العام [المصري اليوم 18/ 3/2009] عندما قال لصحفي تركي: "إيران دولة شيعية، والشيعة ليست مذهباً دينياً، بل سياسى، ومن ثم نتعامل معها على أنها دولة سياسية لا مذهبية .. إذا أراد أحد أن يتحدث عن المذاهب، فليأت بفقهاء .. أما نحن كأشخاص، فنتحدث عن واقع ومصلحة الأمة، هذه مهمتنا ( .. ) إيران قبل 30 سنة، كانت فقيرة ومعدمة وعشّش فيها الفساد والاستبداد، إلى أن جاء الخمينى وحررها، ووقفت في وجه أعتى بلاد العالم (أمريكا) وهو ما لم يفعله أي بلد عربي أو إسلامي خلال الـ30 عاماً الأخيرة نفسها .. لذلك فنحن ننظر للمسألة باعتبارها سياسية وليست مذهبية ( .. ) وفعلا إيران لها قدر ومكان لأن موقف إيران ضد الصهاينة يرفع قدرها عند كل الشعوب العربية والإسلامية بصرف النظر عن مذهبها السياسي"؛ فبعد أسبوع واحد فقط كتب المنظر الشيعي المصري البارز د. أحمد راسم النفيس يعلق على تصريحات المرشد قائلاً: "لا شك أن أحد (إحدى) كبريات المصائب التي يعانى منها المسلمون هي جماعة الأبقار المقدسة التي تتصدى لقيادة القطيع لتنسفه في اليم نسفا، بينما تبقى هي على قيد الحياة لتواصل إطلاق جهالاتها الجاهلة وتسوق المسلمين نحو الهلاك!!.آخر هذه الجهالات التي أطلقها مرشد الإخوان المسلمين"!! [أحمد النفيس/ مرشد الإخوان والعجب الذي لا ينتهي ـ اليوم السابع 26/ 3/2009].
ويبدو الموقف أكثر إلغازاً حينما نعود إلى التصريح الآنف الذكر الذي ورد فيه على لسان المرشد قوله: "أنا أعجبني أثناء الاعتداء علي غزة موقف سوريا وهي تحتضن رموز المقاومة في فلسطين وتشكر سوريا علي هذا"؛ فبرغم تحفظه على قمع السوريين لإخوان سوريا على مدى ثلاثين عاماً إلا أنه وجه إليها شكراً ربما ساهم فيما بعد في بناء موقف لإخوان سوريا تالياً عندما انسحبت من جبهة الخلاص المعارضة دعماً لـ"المقاومة"، وهو ما يترجم تلقائياً على أن سوريا/النظام تمثلها، وينسف بدوره أسس معارضة الجماعة لها طوال ثلاثين عاماً قتلت فيه السلطات السورية من جماعة الإخوان فضلاً عن آخرين ما لم تقتله "إسرائيل" ذاتها في كل حروبها مع العرب، وكل الانتفاضات، وكل المواجهات اليومية على مدى ستين عاماً كاملة استناداً إلى معطيات حقوقية عديدة (بعضها قدر ضحايا القمع النصيري السوري بنحو 80 ألف قتيل خلال مذبحة حماة ـ ثم تدمر وغيرها ـ في فبراير1982)، وبالطبع علينا أن نقول للإنصاف في المقابل أن أكثر الإحصاءات إسرافاً فيما يخص محنة الإخوان إبان حكم الرئيس المصري جمال عبد الناصر لم تتعد أعداد القتلى فيها العشرات، فيما تتحدث مصادر تاريخية أخرى عن عدد أقل من ذلك بكثير؛ فعلى أي أساس إذن قد وضعت الحسابات السياسية الإخوان في خندق محور (إيران ـ سوريا ـ "حزب الله")؟!
فلن نقول عموماً إن إيران قد قتلت في العراق ألف ضعف ما قتلته "إسرائيل" في غزة مؤخراً، ولن نقول إن "حزب الله" قد ولد أساساً من رحم منظمة أمل التي ارتكبت مذابح هائلة ضد الفلسطينيين وقهرتهم وشلت حركتهم وأخرجتهم نهائياً من الصراع انطلاقاً من لبنان ـ بمساندة سورية ـ، لكن سنقول فيما يخص الجماعة وحدها أن إيران بعد 3 سنوات فقط من زيارة وفد رفيع المستوى من الإخوان للخميني لتقديم التهنئة بالثورة الإيرانية (ثورة المحرومين المستضعفين بالمناسبة!!) قد غضت الطرف تماماً، وصمت آذانها عن مذبحة حماة التي نفذها حلفاء السياسة والدين في دمشق.
فأي سلة تضع الجماعة فيها كراتها الآن؟! لاشك أن الحسابات السياسية ليست دقيقة (إذا ما تحلينا بالدبلوماسية)، ولا ريب أن خيار التخندق مع هذا المحور ليس موفقاً، مع أن من المفهوم تلقائياً أن البديل ليس صهيونياً بالضرورة بل مستقلاً نقياً لا يتورط لا مع هذا ولا ذاك؛ فلم تحشر الجماعة ذاتها في ضيق الخيار بين محورين كلاهما لا يرجو للأمة خيراً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ناهيك عن أن جماعة قد نشأت قبل الكيان الصهيوني، وقبل اندلاع الثورة الشيعية في إيران، تختزل كل تاريخها، وتظلم حاضرها، وتدمر مستقبلها إذا ما رهنته بهذا أو بذاك. والأولى لها أن تتخذ موقفاً تصالحياً مع مبادئها، وتنضج مقاربة فكرية مع بعض خصومها في داخل وطنها عما تجد نفسها رهينة مقامرة خارجية لا تستند إلى أي مبرر ديني أو سياسي أو أخلاقي.
وإذا كانت غزة عزيزة على كل مسلم وعربي؛ فالعراق أيضاً كذلك، وسوريا، ومصر، وفي القلب القدس وكل المقدسات من الأقصى إلى جوار البقيع المعتدى عليه مؤخراً ..
ثالثاً: الصعيد الشعبي الداخلي، ربما خال للبعض أن موقفاً مسانداً لقوى تتدثر بالمقاومة يفي للجماعة بشعبية جارفة، والتصاقاً بشخصية كحسن عبد الكريم زعيم "حزب الله" مفضٍ إلى الإفادة من "شعبيته" (المدفوعة الأجر من خلال الإعلام اليساري بمصر).
والتماهي مع أقاويل تتحدث عن دعم يقدمه الإيرانيون أو ذراعهم العامل في لبنان للفلسطينيين لن يفيد كثيراً أصحابها، كونها تصادم ما بات معروفاً لدى القاصي والداني في محيطنا العربي من اقتيات إيران وذراعها على القضية الفلسطينية واتخاذهما إياها تُرساً تدفع بها عن وجهها سهام اتهامات العالم الإسلامي لها بخيانة الأمة في العراق وأفغانستان وباكستان ولبنان واليمن وغيرها.
(دفعت إيران لغزة نحو 50 مليون دولار، مناظرة لما قدمته دولة صغيرة كقطر، وأقل كثيراً مما قدمه متبرعون في الخليج على سبيل التقدير لا الحصر، وبالمناسبة فإن المقاومة الفلسطينية تبتاع بطبيعة الحال السلاح من كل مكان ولو كان من تجار يهود أو خونة في الجيش الصهيوني، ولا منة لأحد إذا ما ثبت تزويد إيران للمقاومة بالسلاح، كونها مجرد بازار يبحث عن المقابل في عالم السياسة).
وأجدر بالجماعة ـ حفاظاً على شعبيتها ـ أن تقفز من سفينة الإيرانيين الخرقاء قبل أن تدفع الثمن من مصداقيتها شعبياً وسياسياً، وأهم من هذا وذاك دينياً ..
رابعاً: الصعيد البنيوي الداخلي، وهو لاشك مما لم تبد الجماعة مدركة لمدى تأثيره إذا ما استمر النقد داخلها يرشح في وسائل الإعلام، وعبر المنتديات، والمواقع الحوارية الجاذبة لجموع شباب الإخوان، والتي لم يعد سراً أنها تمور بخلافات لا قبل للجماعة بها مع الزمن، لاسيما، أن الجماعة لم تعد ـ في ظل انسياب المعلومة ـ قادرة على منع أبنائها من الاطلاع على الانتقادات الهائلة التي تفيض بها وسائل الإعلام، ليس للجماعة فقط بل لإيران وسوريا و"حزب الله" ما يجعل أنصار الجماعة في حيرة كبيرة، بدت نواجزها تظهر حتى في مواقع الإخوان ذاتها ومدونات شبابها، بل لاشك أن ما اندفعت إليه الجماعة في نقل نقاشها الداخلي إلى العلن ـ مثلما بدا من خلال مناظرة القطبين البارزين، يوسف ندا، ود. محمود غزلان ـ تشي بأن الجماعة باتت أمام استحقاق قوي، دونه نقاشاتها الداخلية في مسائل سياسية كمشاركة في انتخابات أو نحوها، لأن الأمر قد أضحى الآن يعالج مسائل دقيقة تمس قناعات النخبة المثقفة داخل الجماعة التي لاشك أن صحفاً ومواقع إلكترونية قد أصبحت تهزها بقوة، ناقدة مواقفها من أزمة الشيخ الدكتور القرضاوي، ثم "خلية حزب الله".
إن معطيات العقيدة والسياسة والتاريخ والجماهير والبناء لا تفي للجماعة بما يؤسس قناعة حول موقفها من إيران وذراعها العسكري، ويجعل المراقب عاجزاً عن تفسير ما يجري، وجدوى ما تمارسه الجماعة على هذا الصعيد .. وريثما تمنح الباحثين عنوان سياستها، ستجد الاتهامات تتكاثر عليها، وستظل تعاني حصاراً فكرياً مصيرياً.
موقع المسلم
http://www.almoslim.net/node/111658(/)
هل الهوية الإسلامية في خطر؟!
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 11:32]ـ
هل الهوية الإسلاميَّة في خطر؟!
بقلم: خباب بن مروان الحمد*
Khabab1403@hotmail.com
حين يندمج المجتمع المسلم مع مبادئ وأسس العقيدة الإسلامية ويمتثلها واقعاً ومنهج حياة، يكون هذا المجتمع بهذه الصورة المفاهيميَّة معبِّراً عن مصطلح الهوية الإسلامية، والهوية تقوم على أربعة أسس وعناصر (العقيدة ـ التاريخ ـ اللغة ـ الأرض) فإن تكونت هذه العناصر الأربعة في الأمَّة المسلمة عبَّرت بمجموعها عن الهوية الإسلامية المقصودة.
وقد ذكر بعض المتتبعين لأصول كلمة (الهوية) أنَّ أصلها من كلمة (هو) وهو ضمير منفصل يعود على شخص ما، ولهذا فمن الخطأ أن ننطق كلمة الهوية بفتح الهاء بل بضمها فنقول (الهُوية) وليس (الهَوية) فالهوية إذاً هي المرجعية أو الخلفية التي تتشكل منها الشخصية الإنسانية.
وتستعمل كلمة (هوية) في الأدبيات المعاصرة لأداء معنى كلمة Identity التي تعبر عن خاصية المطابقة: مطابقة الشيء لنفسه، أو مطابقة لمثيله، وفى المعاجم الحديثة فإنها لا تخرج عن هذا المضمون، فالهوية هي: حقيقة الشيء أو الشخص المطلقة، المشتملة على صفاته الجوهرية، والتي تميز عن غيره، وتسمى أيضاً وحدة الذات. [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)، وقريب من هذا عرَّف "المعجم الوسيط" الصادر عن مجمع اللغة العربية حيث عرَّفها بأنَّها: (حقيقة الشيء أو الشخص التي تميزه عن غيره)
وبعض الباحثين عرَّفها بأنها: (مجموعة العقائد والمبادئ والخصائص التي تجعل أمة ما تشعر بمغايرتها للأمم الأخرى) [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) ولهذا كانت أمة الإسلامية خير أمَّة أخرجت للناس كما قال تعالى: (كنتم خير أمَّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، وخيريَّة هذه الأمَّة نابعة من استقلاليتها التشريعيَّة والعقائديَّة والسلوكيَّة عن غيرها من الأمم الأخرى.
• هل الهوية الإسلامية تقبع في خطر الذوبان؟
ليس إدَّاً من القول بأنَّ هنالك من يريد إيقاع الهوية الإسلامية في الذوبان بالكافر الذي يسمونه (الآخر)، إلاَّ أنَّ الهوية الإسلامية كمفهوم عقائدي وكأمة مسلمة معصومة من الذوبان، فإنَّها لن تقع في خطر الذوبان أو الانمحاق في الهويات الأخرى على وجه مطلق، فالله تعالى يقول: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله).
قد تضعف الهوية الإسلامية لدى بعض المجتمعات دون بعضها الآخر، ولكن أنَّ تذوب الهوية فهذا لا ولم ولن يكون، لأنَّ هذا الدين محفوظ بحفظ الله وقد تكفل الله به.
نعم! هنالك متربصون يتربصون بهويتنا الإسلامية وأمتنا الدوائر كما قال تعالى (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم)، وهنالك تقارير معاصرة صدرت يتضح منها تمام الوضوح أنَّ أعداء الإسلام يريدون محق الهوية الإسلامية الصحيحة وإزالتها، ولو قلَّبنا صفحات تقرير من تلك التقارير كتقرير مؤسسة راند الذي يصدر تباعاً في كل سنة وقرأنا خططهم لعلمنا تلك العداوة الحقيقية لهويتنا العربية والإسلامية بشكل واضح.
لقد قال مرة الرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون" في مذكِّراته بأنه "ليس أمامنا بالنسبة للمسلمين إلاَّ أحد حلَّين:الأول: تقتيلهم والقضاء عليهم.والثاني: تذويبهم في المجتمعات الأخرى المدنيَّة العلمانيَّة".
وصدق الله ـ تعالى ـ حين قال عن أعداء المسلمين: (إنَّهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملَّتهم ولن تفلحوا إذاً أبداً) سورة الكهف.
ولهذا نجدهم يركزون كثيرا على (حرب الأفكار)، ومن أوائل من نادى بذلك (زينو باران) وهي باحثة تعمل في موقع مركز نيكسون، الصادر عنه تقرير بعنوان (القتال في حرب الأفكار) وممَّن اعتمد ذلك وبشدَّة (دونالد رامسفيلد)؛ فكثيراً ما كان يصرِّح بأهميَّة غزو العالم الإسلامي ثقافياً، ومنهم كذلك (دنيس روس) المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، فقد كان يدعو ـ ولا يزال ـ إلى علمنة الدعوة الإسلاميَّة، وجمع كبير من قادة الدول الغربيَّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل جاء على لسان أبا إيبان وزير خارجية إسرائيل عام 1967 في محاضرة له بجامعة بريستون الأمريكية بقوله: ' يحاول بعض الزعماء العرب أن يتعرف على نسبه الإسلامي بعد الهزيمة، وفي ذلك الخطر الحقيقي على إسرائيل، ولذا كان من أول واجباتنا أن نبقي العرب على يقين راسخ بنسبهم القومي لا الإسلامي'.
أذكر حادثة مهمة وهي أنَّه في عام (1948) عُقِدَ لقاء بين ضابطٍ عربيٍ كبيرٍ وقع أسيراً في الحرب، وبين قائدٍ عسكريٍّ صهيونيّ .. في هذا اللقاء: [سأل الضابطُ العربيُّ مستفسراً، عن سبب عدم مهاجمة الجيش الصهيونيّ قريةَ (صور باهر) القريبة من القدس .. فأجابه القائد الصهيونيّ: لأنّ فيها قوّةً من المتطوّعين المسلمين المتعصّبين! .. الذين لا يقاتلون لتأسيس وطنٍ كما يفعل اليهود، بل يقاتلون ليستشهدوا في سبيل الله! .. وعندما سأله الضابط العربيّ عن الأمر الذي يجعل اليهود يخافون من هؤلاء إلى هذه الدرجة، أجاب القائد اليهوديّ: إنه الدين الإسلاميّ! .. ثم استدرك قائلاً: إنّ هؤلاء المتعصّبين، هم عقدة العقد في طريق السلام، الذي يجب أن نتعاون جميعاً لتحقيقه، وهم الخطر الكبير على كل جهدٍ يُبذَل لإقامة علاقاتٍ سليمةٍ بيننا وبينكم! .. إنّ أوضاعنا وأوضاعكم لن تستقرّ، حتى يزولَ هؤلاء، وتنقطع صرخاتهم المنادية بالجهاد والاستشهاد في سبيل الله، هذا المنطق الذي يخالف منطق القرن العشرين .. قرن العلم والمعرفة وهيئة الأمم والرأي العام العالميّ وحقوق الإنسان] [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
وثمَّة مخاوف تصل إلى حدِّ الرهاب والهلع من الإسلام الذي يعرفه الأعداء كما يعرفون أولادهم، فهنالك تصريحات واضحة تظهر مدى تخوفهم من هذا الدين، فهذا أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط بوزارة الخارجية الأمريكية يقول عام 1967 'إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي بفلسفته وعقيدته المتمثلة في الدين المسيحي .. ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها'.
بل قال (فيليب فونداسي) ـ رئيس المكتب الخامس الفرنسي لمصلحة التجسس الفرنسية ـ في مقدمة كتابه: (الاستعمار الفرنسي في أفريقيا السوداء) حيث قال: (إنَّ هذا الإسلام يؤلف حاجزاً أمام مدنيتنا المبنية كلها من مؤثرات مسيحية ومن مادية ديكارتية ... فإنَّ الإسلام يهدد ثقافتنا في أفريقيا السوداء ... وعلى الرغم من أن بعض النفوس المتسامحة تميل بطبيعتها وعن رضى منها إلى عدم تقدير هذا الخطر (الإسلام) حق قدره فإنه يبدو في الظروف الحالية للتطور الاجتماعي والسياسي لعالم البشر أنه من الضروري لفرنسا أن تقاوم الإسلام في هذا العالم، أو تحاول على الأقل حصر انتشاره، وأن يعامل وفق أضيق مبادئ الحياد الديني) [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4).
ويمكن الإشارة إلى الوثيقة المسماة "الإستراتيجية المشتركة للاتحاد الأوروبي في المتوسط" والتي أصدرها مؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي في يونيو سنة 2000م. وتشير الوثيقة صراحة إلى سعي الاتحاد إلى تغيير بعض القيم الدينية في الدول العربية المطلة على البحر المتوسط بحيث تتوافق مع القيم الأوروبية. [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
فهنالك إذاً فئات متطرفة ومعادية للإسلام تحاول المكر بالمسلمين والنيل من حرماتهم وهويتهم، بغياً وإثماً وعدواناً، ولكن لن يتم لهم ذلك (والله متم نوره ولو كره الكافرون).
• تحديات تواجه هويتنا الإسلامية:
برأيي فإنَّ أخطر ما يمكن رصده من التحديات التي تواجه الهوية الإسلامية ما يلي ذكره:
1) الغزو الفكري عقائدياً واقتصادياً وثقافياً وأخلاقياً بشتَّى أنواع الغزو الإعلامي والدعائي.
2) التقليد للمستعمر المحتل بل القابلية للاستعمار.
3) ضعف عناية الناس وتمسكهم بفقه السلف الصالح ومنهجهم وإعجابهم بتقاليد اخرى.
4) استبدال الهوية الإسلامية بالهوية الطورانية اوالعربية القومية.
5) محاربة الجهاد في سبيل الله عقيدة وفكرا وسلوكا.
6) تغلغل المد الصوفي (المتطرف) والشيعي (الرافضي).
(يُتْبَعُ)
(/)
7) إعجاب الشباب بالنماذج التي لا تخدم أمَّتنا بل تفسد عقيدة وأخلاق الأمة المسلمة، كالفنانات والفنانين والمطربين والمطربات وما يقومون به من فساد أخلاقي بل عقائدي كذلك ومن يتأمل أغانيهم وكلماتهم لعلم مدى الانحدار الديني والخلقي، وصار بعض شبابنا كما قال الشاعر:
حتام نستعطي الغريب دروسه ... وتراثنا أسمى الذي في درسه
نخشى مناهلنا ونرفض رفدها ... متهافتين على ثمالة كأسه
إنا طردنا الأجنبي ولم نزل ... بعقولنا وقلوبنا في حبسه
• مقومات الهوية الإسلامية وثقافة الفرد إلى أين؟
للهوية الإسلامية أثر في تشكيل ثقافة الفرد وصناعة أفراد يعتزون بأمتهم وتاريخهم العريق المجيد، وخير مثال على ذلك ما فوجئت به فرنسا بعد أكثر من قرن من عمليات الإبادة والقهر والتخويف بأن مجموعة من الأفراد تقاطروا في إحدى المدن الجزائرية حيث خرجوا إلى الشوارع يرفعون شعار الجزائر تعود لك يا محمد، وتحدَّث الباحثون أنَّ أهم انجازات ثورة الجزائر أنها أوضحت لفرنسا ولكل العالم أن الهوية الإسلامية لا يمكن ان تنتزع من نفوس آمنت بالله، وذاقت حلاوة الإيمان.
فالهوية الإسلامية لها عظيم الأثر في تشكيل الثقافة الإسلامية لدى الفرد المسلم حيث يوقن ذلك الفرد أنَّه مسلم عزيز بإيمانه ومستقل به عن الآخرين، فيتمسك بإسلامه ودينه ويحافظ عليه، ويدعو الكافرين للدخول في هذا الدين العظيم، ويعرض عليهم صفاء هذا الدين وطهر عقيدته، وبهذا يوالي ويعادي من خلال عقيدته وهويته، ويدرك انَّ جميع أبناء المسلمين إخوة له في العقيدة والهوية، كما قال الشاعر:
ولستُ أدري سوى الإسلام لي وطناً ... الشام فيه ووادي النيل سيانِ
و كل ما ذكر اسمُ الله في بلدٍ ... عددت أرجاءه من لب أوطانِ
والذي كان يعيش فترة العز في" العالم الإسلامي كان أمة واحدة تظله راية لا إله إلا الله محمد رسول الله .. .وكان المسلم يخرج من طنجة حتى ينتهي به المقام في بغداد لا يحمل معه جنسية قومية أو هويّة وطنية، وإنما يحمل شعاراً إسلامياً هو كلمة التوحيد، فكلما حل أرضاً وجد فيها له أخوة في الإيمان وإن كانت الألسنة مختلفة والألوان متباينة لأن الإسلام أذاب كل تلك الفوارق واعتبرها من شعارات الجاهلية " [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)
حينها يدرك الفرد المسلم أنَّه بقدر تقربنا لأعداء عقيدتنا وديننا وحضارتنا الإسلامية، فإنَّه ينعكس ذلك عليهم بمزيد من الكراهية والحقد الدفين، كما قال تعالى: (ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ)، وبقدر ما يأخذ المسلم من هويات الآخرين القبيحة من ناحية الأخلاق أو القيم والمبادئ فإنَّه سيؤثر ذلك سلبا على عقيدته وفكره وتحركاته وتوجهاته، كما قال الإمام ابن تيمية: "من شأن الجسد إذا كان جائعاً فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر، حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشّم، وربما ضرّه أكْله، أو لم ينتفع به، ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلّت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع؛ فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ويتم دينه، ويكمل إسلامه" [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7).
لهذا أدرك أعداء الإسلام مدى ضرورة فتح المدارس الأجنبية في البلاد الإسلامية وذلك لعملية التطهير الديني والتبشير بعقائدهم المناقضة لدين الإسلام، حتى ولو كان في تلك المدارس بعض الأدبيات والمناهج الإسلامية، ولكن البيئة الخاصة بها والموجهين والمعلمين والسياق العام فيها يخالف ما يتبناه الإسلام ويتغياه من صناعة فرد مسلم متكامل النسيج الديني والأخلاقي، فنجد أنَّ الحاكم العسكري في مصر: (كرومر) في عهد الاحتلال البريطاني لمصر كان يؤكد على ضرورة فتح مدارس تغريبية وأهميته في إفساد عقائد المسلمين بأن أبناء مدرسة فيكتوريا سيكونون جسراً بين الثقافة الإسلامية والثقافة الأجنبية.
(يُتْبَعُ)
(/)
سيكون هؤلاء أتباعاً للغرب ينادون بالهوية الغربية ويحاربون الإسلام والمسلمين، بل حصل شيء من ذلك في الجزائر حيث أنشأت فرنسا عدداً من المدارس سميت زوراً (المدارس العربية) لكنَّ تلك الخديعة الكبرى لم تنطل على بعض مشايخ الجزائر حيث وصف الشيخ محمد السعيد الزاهري تلامذة تلك المدرسة بأنهم لا يصلون ولا يصومون ويتحدثون فيما بينهم باللغة الفرنسية بل إنهم – في رأيه- لا يكادون يؤمنون بالله وباليوم الآخر، لهذا كان للتعليم دور رئيس وعظيم ومهم وخطير في لمحافظة على الهوية الإسلامية وصيانتها ورعايتها.
لأجل هذا نجد أنَّ جمعية العلماء الجزائريين وقفت جداراً صلباً، وترسانة ضخمة في وجه الإدماج وتذويب الهوية و نشرت العلم و الهدى و النور و بنت المدارس و أسّست الصحف الإصلاحية و حاربت الشرك و البدع، وعكف الإمام عبد الحميد بن باديس على تفسير كتاب الله لربع قرن من الزمن، حتَّى بلغ عدد طلاّبه إلى ألف طالب، و ممّا كان يقوله لهم:"إن الشعب المتعلّم لا يُستعمر" ومن المأثور من كلام الإبراهيمي قوله:" الأمّة التي لا تبني المدارس تبنى لها السجون"، فكان لعلماء دور وخطَّة واضحة في التأثير على قومهم لكي تكون لديهم القابليَّة ضدَّ الاستعمار لا مع الاستعمار لكي يعود الاستقلال.
وأمَّا من يتشكك في هويته الإسلامية فإنَّك حتما ستراه قد ضعف دينه وصار مولعاً بهوية وثقافة الغير، ويضعف ترابطه بالتماسك الاجتماعي المحيط من حوله، فيفقد ذلك الفاقد لهويته مجتمعه وأفراد مجتمعه، ويذوب في الآخر (الكافر) ومن ثمَّ تراه ينتظر الفرصة حينا بعد حين للانتقال والسكن في دول الكفر لأنَّه لا يرى أنَّ مجتمعه قد يستوعبه أو أنه يتفاعل مع مجتمعه، وقد حصل هذا لكثير من الليبراليين الجدد وللأسف الشديد، على حد قول الشاعر:
مكائد أفعمت مكرا لأمتنا ... تكاد منها الصخور الصم تنفطر
ليس العجيب الذي بانت عداوته ... لنا ومنه أتانا الضيم والضرر
بل العجيب الذي من صلب أمتنا ... يكون عونا لمن خانوا ومن كفروا
وأما عن أبرز مقومات الهوية الإسلامية، فهي كما يلي:
1ـ الاعتزاز العام بالهوية الإسلامية وبهذا الدين الذي يحمله معتنقوه والمجاهرة به ونشره في الآفاق.
2ـ صناعة المنظمات والمؤسسات المعنية بالمحافظة على الهوية الإسلامية والدفاع عنها، وتصحيح الصورة النمطية المسيئة في أذهان الكثير من الكفار سواء في الشرق أو في الغرب عن نظرتهم للإسلام وتجلية صورة الإسلام بصفته السمحة النقية الخالدة.
3ـ إبراز شهادات الغرب والشرق المنصفة والمحايدة التي تدلل على عظمة هذا الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان واستيعابه لجميع الأمور الدنيوية.
4ـ مجادلة ومناقشة المتشككين بدينهم والرد عليهم، وإبراز مصادر الخلل في التلقي والاستدلال عندهم وعلى رأسهم المنتسبين لليبرالية لأنَّهم أكثر الناس انتشاراً وخصوصا في وسائل الإعلام.
• كيف نحافظ على الهوية الإسلامية؟
دين الإسلام يُعْنى بتأكيد الهوية الخاصة ويرفض أطروحات الغرب العقدية والتشريعية، ويأمر بمخالفتها، فالله تعالى يقول: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ. وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد روى الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وأهل المدينة لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان قالوا: كنَّا نلعب فيهما بالجاهليَّة، فقال صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر) أخرجه أبو داود بسند صحيح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إنَّ الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله تعالى: (لكل أمَّة جعلنا منسكاً هم ناسكوه) كالقبلة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم العيد وبين مشاركتهم سائر المنهاج، فإنَّ الموافقة في العيد موافقة في الكفر لأنَّ الأعياد هي أخص ما تتميَّز به الشرائع) [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8).
قال الحافظ الذهبي رحمه الله: (فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم) [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)
وجاء عن الشريد بن سويد قال: مرَّ بي رسول الله وأنا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتَّكأت على إلية يدي فقال عليه الصلاة والسلام: أتقعد قعدة المغضوب عليهم) أخرجه أبو داود، والمقصود بالمغضوب عليهم: اليهود، ويعلِّق الإمام ابن تيمية على هذا الحديث فيقول: (وهذا مبالغة في تجنب هديهم)
إنَّ محافظة الأمة المسلمة على هويتها الإسلامية، والاعتزاز بهذا الدين العظيم، يولِّد لديها الشعور بأنَّها الأمَّة التي اصطفاها الله بين العالمين لخيريتها وسمو تشريعاتها، ولكنَّا وللأسف نرى أناساً من المثقفين العرب وغيرهم، يكفرون بهويتهم، وينقلبون على واقعهم الإسلامي بالهمز واللمز، بل ويذوبون في المشروعات الغربيَّة المناهضة للمشروع الإسلامي، و التغريب هي القنطرة التي عبرت عليها العلمانية إلى الشرق، وهذا التغريب لم يكن لحظة انبهار؛ لأن الانبهار يزول سريعاً فتبدو الأشياء على حقيقتها، وإنما كان لحظة عمى وعمهٍ حضاري، كان لحظة تعاقد تآمري أو على حد تعبير د. محمد عمارة: (عمالة فكرية وحضارية) [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10).
وأول أمر أجده مهماً ورئيساً في الحفاظ على الهويَّة الإسلاميَّة؛ تعميق الإيمان بالله تعالى فإنَ له أثراً كبيراً في تحصين القلب ضدَّ الأفكار الهدَّامة، وقد أدرك ذلك الشيخ محمد قطب فقال: "وأول ما نبدأ به من هذا الجهد، هو تصحيح منهج التلقي ... من أين نتلقى فهمنا لهذا الدين؟ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح رضوان الله عليهم؟ أم مما دخل على هذا الفهم الواضح المستقيم من أفكار دخيلة ومنحرفة، بتأثير عوامل متعددة في أثناء المسيرة الطويلة للأمة الإسلامية، واحتكاكها الدائم بأخلاط من المذاهب، وأخلاط من الأفكار؟ .فإذا صححنا منهج التلقي، وصححنا بناء على ذلك ما انحرف في حس المسلمين المتأخرين من مفاهيم الإسلام الرئيسية، بقيت علينا مهمة أخرى لا تقل خطراً، هي مهمة التربية على المفاهيم الصحيحة لهذا الدين. والتربية هي الجهد الحقيقي الذي ترجى معه الثمرة، ولكنه لن يؤت ثمرته حتى يقوم على أساسه الصحيح" [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
لن أطيل في السرد حول ما ذكرته آنفاً لكني سأسوق قصَّة تدلل على مدى ضرورة المحافظة على الهوية لكل أمَّة تريد أن تصنع لنفسها الكينونة والخصوصية التي تتسم بها، فنحن نعلم جميعاً ما وصلته اليابان من قوة تقنية وصناعية لا ينكرها منكر، ونتذكر جيداً أنَّ اليابانيين حين ضربتهم أمريكا بالقنبلة النووية ودمَّرت ناجازاكي وهيروشيما، رأوا أنَّ من أسباب ضعفهم عدم قدرتهم على مواجهة الأمريكان، وقلَّة المعلومات التقنيَّة التي لديهم؛ فأرادوا تحقيق المناعة واستقطاب المعلومات التي يجهلونها فأرسلوا البعثات للتعلم في بلاد الغرب والنهل من علومهم الطبيعية، حتى يرجعوا إلى اليابان وينقلوا إلى أرضها تلك التجارب الغربية الطبيعية فتنهض دولتهم، وحين بعثت أول بعثة يابانية إلى دول الغرب رجعوا إلى بلادهم متحللين من مبادئهم، ذائبين في الشخصية الغربية، فما كان من اليابانيين إلاَّ أن أحرقوهم جميعاً على مرأى من الناس في
(يُتْبَعُ)
(/)
طوكيو، ليروا عاقبة من تنكر لأمته وقيمه، ولم يرعَ المسؤولية التي أنيطت به، وبعد ذلك أرسل اليابانيون بعثة أخرى، وأرسلوا معها مراقباً يراقبهم أولاَّ فأول، من ناحية ثباتهم على عقيدتهم وخصوصياتهم البوذية، ومراقبة انهماكهم في استقطاب واجتذاب المعلومات التي يجهلونها لينقلوها في واقع بلادهم، وتمضي الأيام وتكون اليابان من أكبر الدول التقنية في العالم أجمع، بل والمنافسة والمسابقة لأمريكا وأوروبا في كثير من التخصصات التقنية.
أليس في هذه القصة درس وعبرة بما يفعله الآخرون من غير المسلمين في الحفاظ على هويتهم، ومع ذلك وصلوا ونجحوا، وذلك لمحافظتهم على الخصوصية والهوية الخاصَّة بهم، فأولى بنا وبالأمة المشهود لها بالخيرية والوسطية بأن يكون أبناؤها خير أناس يحافظون على هوية الأمة الإسلامية، ويرعون هويتهم حقَّ رعايتها؟!
هنالك نقطة ذات أولويَّة في نظري وتسهم في المحافظة على الهويَّة والخصوصيَّة الإسلامية مما يسمى: (عولمة الثقافة) وإشعار هذه الأمة بخطورة هذه الفكرة، وأنًَّ فحواها ومحتواها طمس الخصوصيات الإسلاميَّة، وإشغال الأمًَّة المسلمة بما لدى الأمم الغربيَّة والأمريكيَّة على وجه الخصوص من ثقافات جديدة، وإغراقهم في المستنقع الثقافي لما يسمَّى بالقرية الكونية [وإذا كانت وزيرة الثقافة الدنماركيَّة اشتكت من هيمنة الثقافة الأمريكيَّة، وقالت:"لم يعد يحتمل هذا الغزو" وإذا كان الرئيس الفرنسي السابق (فرانسو ميتيران) وقف يخطب في الجموع المحتشدة محذِّراً من تفشِّي ظاهرة لبس الجينز بين الشباب الفرنسي لأنَّه مظهر من مظاهر الغزو الأمريكي) فإنَّا بوصفنا مسلمين يلزمنا، أن نحذر من ذلك ونكون أشدّ إصراراً على المحافظة على هويتنا وخصوصياتنا وقيمنا، وعدم التشبه والاقتداء بأعداء الإسلام، كيف ورسولنا ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ حذَّرنا من ذلك وقال: (من تشبَّه بقوم فهو منهم) أخرجه أحمد وجوَّد إسناده ابن تيمية وحسَّنه ابن حجر.
ومن ابرز الأساليب للحفاظ على الهوية الإسلامية عدة نقاط:
1ـ التعلُّق باللَّه ـ عزَّ وجل ـ والاستعانة والاستعاذة به، وسؤاله الهداية والثبات والممات على دين الإسلام من غير تبديل ولا تغيير.
2ـ الثِّقة بمنهج الله ووعده وحكمه وأوامره، واليقين به ومراقبته، والشعور بالمسؤوليَّة عن حفظ الدين من شبهات المغرضين، وعدم خلطه بالباطل.
3ـ تلقِّي العلم عن العلماء الربَّانيين، وإرجاع المسائل المشكلة إليهم ليحلُّوها ويوضِّحوا ما أبهم على صاحبها، فلا يستعجل في قبول فكرةٍ أطلقها من لا يؤمن فكره، ولا يبقي تلك الشُّبهة في صدره حتَّى تعظم، بل ينبغي عليه أن يضبط نفسه بالرجوع للراسخين من أهل العلم؛ فإن الله ـ تعالى ـ يقول: (فاسألوا أهل الذكر إن كنت لا تعلمون)
4ـ البناء الذاتي بمعرفة مصادر التَّلقي، ومناهج الاستدلال الصحيحة، وملء القلب بنور الوحي من الكتاب والسنَّة، مع ملازمة إجماع أهل السنَّة والجماعة.
5ـ التعلَُّق بكتاب الله قراءة وفقهاً وتدبُّراً وعملاً، ولو أقبل الخلق على كتاب الله والانتهاج بنهجه، لأجارهم ـ سبحانه ـ من الفتن، فالقرآن شفاء لما في الصدور، ومن يعرض عنه فسيصيبه من العذاب بقدر ابتعاده عنه (وألَّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً * لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربِّه يسلكه عذاباً صعدا).
6ـ تكثيف البرامج التوجيهيَّة، وأخصُّ بالذكر وسائل الإعلام بشتَّى أصنافها، ومحاولة زرع الثقة في قلوب المسلمين بالاعتزاز بدينهم وعقيدتهم
7ـ إنشاء مراكز الأبحاث والدراسات المعنيَّة برصد الانحرافات الفكريَّة، والتعقيب عليها بتفنيد الشُّبه، والجواب عن الشكوك و الإثارات التي تخرج من بعض المارقين من قيم الإسلام ومبادئه، والجهاد الفكري ضدَّها، من منطلق قوله تعالى: (وجاهدهم به جهاداً كبيرا)
8ـ التربية للنشء بما يرضي الله، والتحاور معه بتبيين فساد شبهات أهل الزيغ والهوى، مع قوَّة الإقناع، وأدب الحوار، فالتنشئة الصحيحة على التحصين العقدي هي أول عمليَّة في التربية.
ــــــــــ
· المصدر: موقع المسلم.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) ) http://www.islamtoday.net/files/W_E_di/P_9.htm (http://www.islamtoday.net/files/W_E_di/P_9.htm)
[2] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) ) تجديد الوعي، د. عبد الكريم بكَّار.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) ) مجلة المسلمون، العدد الأول من المجلّد الخامس، تموز 1963، مع الاختصار
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) ) مجلة هذه سبيلي العدد: 2، ص 283
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) ) ( الإستراتيجيات المفاهيمية للعولمة- وبدائلها آثار العولمة على العالم الإسلامي-: أ. د. محمد السيد سليم، موقع الإسلام على الطريق (الإنترنت) 30/ 03/2003م)
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) ) الولاء والبراء – محمد سعيد القحطاني ص451
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) ) اقتضاء الصراط المستقيم 326 - 327
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) ) اقتضاء الصراط المستقيم: (1/ 207)
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) ) تشبيه الخسيس بأهل الخميس للذهبي، منشورة ضمن مجلة الحكمة: (4/ 193)
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) ) الإسلام بين التنوير والتزوير د. محمد عمارة، ص 97.
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) ) مفاهيم ينبغي أن تصحَّح ـ أ. محمد قطب، ص:13 ـ 14.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 10:40]ـ
أتشرف بتعليقاتكم يا إخوة الإيمان
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 12:47]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب خباب و نفع بكم و بعلمكم
نطالبكم بالسير على نهج شيخكم العلامه الشعيبي رحمه الله
الله الله بشعب فلسطين فهو يحتاج امثالكم
ابو البراء الغزي
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 07:27]ـ
حياكم الله أخي الكريم أبو البراء الغزي .....
والشيخ العلاَّمة حمود بن عقلاء الشعيبي أعتزُّ بدراستي عليه وتتلمذي عليه ـ رحمة الله عليه ـ ومن ذلك قراءة كتاب تجريد التوحيد المفيد للإمام المقريزي كاملا عليه، وبعض كتاب التدمرية لابن تيمية.
وأرجو أن أسير على نهج إمامي وسيدي أبا القاسم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ونعم به من منهج وقائد وأسوة عليه الصلاة والسلام ..... فالاقتداء بسيرته خير من الاقتداء بسيرة كل البشر ولو كانوا من اهل العلم والصلاح.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[05 - Jul-2009, صباحاً 12:42]ـ
جزى الله جميع الإخوة خير الجزاء
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 12:59]ـ
لى عودة ان شاء الله
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 12:11]ـ
اهلا بكم وبعودتكم أخي الكريم خالد المرسى
والعود أحمد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 08:25]ـ
ومنهم كذلك (دنيس روس) المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، فقد كان يدعو ـ ولا يزال ـ إلى علمنة الدعوة الإسلاميَّة،
تعلمنت وانتهى الامر
ولله در الاخت رحاب بنت محمد حسان فقد كتبت مقالا بعنوان علمنة العلوم الشرعية مسئولية من؟! منشور فى موقع الالوكة
من المسئول غير ...
ان أخطر ((لامن أخطر)) سبب فى هذا العصر وهو الذى جعل علمنة العلوم الشرعية أخطر ((لامن أخطر)) تيار فكرى (مناوء أو يصب فى مصلحة الدعوات المناوءة للاسلام) وسواء هذا التيار بذاته مناوئ أو يناوئ بمساعدته للدعوات المناوءة (فالمهم حقيقة الشئ وما يؤول اليه أمره
اخطر سبب وهو الذى لايستطيع القوم فهمه (وهم لايُعذرون بهذا الجهل لا فى الدنيا ولا فى الاخرة لأنه جهل عاقبة) أنا العالم اليوم أصبح فى عصر الانترنت العصر الذى كانوا يقولون فيه ان العالم أصبح كالقرية الواحدة ثم تطورت المقولة فقالوا أصبح كالحجرة الواحدة ثم تطورت المقولة فقالوا أصبح كالجهاز الواحد!!!
ومعنى هذا أن من كان يريد العزلة والتقوقع (مع ان الواجب عليه هو الريادة) فى ماقبل عالم الانترنت كان سيكون خطره على الامة وفضيحته وتقرج الناس عليه وظنهم أن هذه صورة الاسلام (أو على الاقل انها صورة سائغة) أقل من خطره فى عالم الانترنت بصفات مراحله الثلاثة التى قلتها لكم. لأن الذى يقيم فى زاوية حجرة أقرب للكشف من الذى يقيم فى زاوية فى قرية
قال (بيل جيتس) مؤسس شركة مايكرو سوفت للكمبيوتر فى منتصف التسعينات من القرن الماضى (ان الكمبيوتر الشخصى -بمكوناته المادية المتواصلة التطور. وتطبيقاته فى عالم التجارة والعمال. وبنظم خدمة الاتصال المباشر. ووصلات الانترنت والبريد الالكترونى والعناوين متعددة الوسائط والألعاب. هو الأساس والركيزة للثورة المقبلة)
ومما لايقل خطورة عن جهلهم بهذا الأمر هو ظنهم ان المنهج الربانى بفهم سلف الامة 0 والذين هم رموز فيه لكنهم جردوه من روح العصر) يسد هذا الخلل دون تدخل مضنى من رموزه وهذا خطا كما يقول الدكتور عبد الكريم بكار لأن سد هذا الخلل بملئ تلك الفراغات (والتى تتغير طبيعتها من عصر الى عصر) لايقوم به الا الرموز انطلاقا من المنهج الربانى لا أن مجرد عرض المنهج الربانى كما عرضه السلف مثلا وباقى الائمة (الذين لم يعاصروا تغيرنا المعاصر) كاف لمسايرة التغيرات بشكل يساوى فضلا عن كونه يسبق مرونة وفاعلية التيارات الأخرى
ولى عودة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 08:31]ـ
برأيي فإنَّ أخطر ما يمكن رصده من التحديات التي تواجه الهوية الإسلامية ما يلي ذكره:
1) الغزو الفكري عقائدياً واقتصادياً وثقافياً وأخلاقياً بشتَّى أنواع الغزو الإعلامي والدعائي.
2) التقليد للمستعمر المحتل بل القابلية للاستعمار.
3) ضعف عناية الناس وتمسكهم بفقه السلف الصالح ومنهجهم وإعجابهم بتقاليد اخرى.
4) استبدال الهوية الإسلامية بالهوية الطورانية اوالعربية القومية.
5) محاربة الجهاد في سبيل الله عقيدة وفكرا وسلوكا.
6) تغلغل المد الصوفي (المتطرف) والشيعي (الرافضي).
7) إعجاب الشباب بالنماذج التي لا تخدم أمَّتنا بل تفسد عقيدة وأخلاق الأمة المسلمة، كالفنانات والفنانين والمطربين والمطربات وما يقومون به من فساد أخلاقي بل عقائدي كذلك ومن يتأمل أغانيهم وكلماتهم لعلم مدى الانحدار الديني والخلقي، وصار بعض
صحيح
لكن الأخطر من ذلك هو ان اهل دفاع اهل الحق الذين وجب عليهم الرد لايعرفون كيف يردون فضلا عن كونهم يساعدوهم بجهلهم (كما قال بكار وابو الحسن والندوى وغيرهم) وكما قلت هو جهل عاقبة لايُعذر به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 08:37]ـ
واسأل الله أن ييسر لى واخرج مقال المسمى بعودة العقل
والاسم مقتبسه من عنوان كتاب عودة الحجاب للشيخ المقدم
واسأل الله أن ييسر لرموز الأمة العود الى عقولهم عودا حميدا
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[18 - Jun-2010, صباحاً 12:17]ـ
شكرا لكم أخي خالد المرسى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jun-2010, صباحاً 11:42]ـ
شكرا لكم أخي خالد المرسى
جزاكم الله خيرا
أنا تراجعت عن الروح الهجومية السوداوية التي تكلمت بها في هذا الموضوع
وتراجعت عن نية اخراج مقالي عودة العقل وعودة الفكر
وسأبين السبب في المشاركة التالية
جزاكم الله خيرا(/)
مسألة للطرح والمناقشة:
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 12:35]ـ
نلحظ كثيراً في معرض الكتاب الذي يقام في كل سنة وجود بعض الكتب للمبتدعة وأهل الأهواء والدعوة للإباحية، وغيرها من الكتب التي تخالف تعاليم ديننا الحنيف:
والسؤال هو: ما حكم شراء مثل هذه الكتب ومن أهل الخير والفكر وطلبة العلم خاصة؟ لأن المشاهد والملحوظ الإقبال على شراء مثل هذه الكتب، والقصد هو معرفة ما فيها والرد عليها والتحذير منها ومن أصحابها. وهذا مقصد طيب بل قد يكون واجباً على من له الأمر في هذا الباب دعوة ونصحاً للمسلمين، وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر. ولكن الإشكال في شراء الكل لمثل هذه الكتب واقتنائها والذي جعل كتابها وأصحابها يفتخرون ببيع أكبر عدد من كتبهم، بل زعم بعضهم أن هذا دليل على صحة أو قبول الناس لكتاباته وأفكاره وضلاله. وهناك من دور النشر من تسارع إلى نشر مثل هذه الكتب طلباً للربح أولاً، ولعلمها ثانياً بهذا المقصد والمطلب والنظر في فكر الآخر، دون النظر إلى حكم وجواز نشر مثل هذه الكتب وما فيها من إفساد لعقيدة المسلمين و محاربة للدين والأخلاق على دعوى أن الناس في هذا الزمان على انفتاح كامل على العالم فلم يعد هناك ما يمكن إبقاؤه خافياً أومستوراً!!
فلو أهمل شراء مثل هذه الكتب، حتى يعلم أصحابها مدى رفض المجتمع لفكرهم وضلالهم، وحتى تخسر دور النشر التي تنشر لهم واقتصر على التحذير منها وبيان ما اشتملت عليه من فساد وانحراف ومخالفة لما ورد في الكتاب والسنة وما عليه علماء الأمة من أهل السنة والجماعة، وذلك من أهل الاختصاص والأمر بواجب النصح ممن يسمع قوله ويوثق بعلمه ومن كبار هيئة العلماء خاصة، أليس هذا من الأولى بل ومن الواجب؟.
أرجو من الأخوة الطرح والمناقشة لهذه المسألة للفائدة والعمل، وللجميع الشكر والثواب في الأجل.
وأنقل في هذا الباب قول الإمام ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في كتابه "جامع بيان العلم (2/ 117): " أخبرنا إسماعيل بن عبدالرحمن، قال: حدثنا إبراهيم بن بكر، قال: سمعت أبا عبدالله محمد بن أحمد بن إسحاق بن خويز منداد المصري المالكي، قال في (كتاب الإجارات) من كتابه في الخلاف: قال مالك: لا تجوز الإجارات في شيء من كتب الأهواء والبدع والتنجيم، وذكر كتبا، ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم، وتفسخ الإجارة في ذلك. قال: وكذلك كتاب القضاء بالنجوم وعزائم الجن وما أشبه ذلك ". أهـ
هذا في الإجارة فكيف بالشراء لها؟!(/)
هل ينسف الجهاد بغطاء الإرهاب؟!!
ـ[عمر السيف]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 07:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هَلْ يُنسَفُ الجِهَادُ بِغِطَاءِ الإرهَابْ؟!!
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
والحَقُّ يَعلوا وَلا يُعلا عَليهِ
إنَّ كُلِّ صَاحِبُ لِبٌّ يَعقِلُ وَيَعيَ مَا بيَنَ السُّطورِ وََيُتَرْجِمَ خَطَّ الأقلامِ، لَيرَى أنَّ الإعلامَ كَثيرَاً مَا يَظْهَرُ بِصورَةٍ عَاطِفيَّةٍ مَعَ ذَا أو ذَاك، وَمَعَ كُلٍّ دمعَةٍ مُزَيَّفَةٍ يُسْقِطُ على الجِهَادِ مَذَمَّة، وَأَخَذَ يُفبرِكُ كَثيرَاً مِنْ العُقولِ لِيَنسِفَ الجِهَادَ بِمُسَمَّى الإرهَاب، وَلا كَأنَّ اللهَ سُبحَاَنهُ وَتَعَالى جَعَلَ الإرهَابَ صِفَةً لِقَهرِ العَدو، وكُلُّ إنسَانٍ مُؤمِنٌ بِحَقٍّ المُؤمنينَ مِنْ أرَاضٍ مُحتَلَّةٍ، وَيُجَاِهِدُ بِنَفسِهِ أو بَمَالِهِ أو بِقَلَمِهِ، فَهو َإرهَابيٌّ ضِدَّ أعَدَاءِ اللهِ، وَإنْ أُلبِسَ الجِهَادُ الذي هُو ذَرَوَةُ سَنَامِ الإسلامِ الإرهَابَ لِيُظهَرَ لَلنَّاسِ بِأنَّهُ مُسمَّى هَدمٍ وَذُلٍّ وَظُلمٍ وَوَحشيَّةٍ، َفَإنَّهُ عِنَدَ القُلوبِ الصَّادِقَةِ مُصطَلَحُ رَدُّ مَظَالِمٍ وَاستِردَادُ حُقوقٍ وَحِفظُ كَرَامَةٍ وَشَرَفٍ وَتَحْكيمُ دينٍ وَشَريعَةٌ مُطَهَّرَةٌ بِكَتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبيِّهِ.
وَلَنْ نَلومَ الإعلامَ أبَدَاً عَلى مَا يُوجِّههُ ضِدَّ الإسَلامَ وَإنْ كَانَ الإعلامُ مِنْ المُسلمينْ، لأنَّ الإعلامَ مِزبَلَةُ مَنَابِرٍ لِكُلِّ سَاقِطٍ وَفَاجِرٍ إلا مَا رَحِمَ الله، غَيرَ أنَّكَ لا تَجِدُ في زَوَايَاهُ إلا كُلُّ سَاقِطٍ وَهَابِطٍ وَشَهوانيٌّ، إنْ تَكَلَّمتَ عَنْ الجِهَادِ فَأنتَ دَاعِمٌ للتَّطَرُّفِ والإرهِابِ، وَإنْ تَكَلَّمتَ عَنْ الإختِلاطِ وَ العُهرِ والخَنَا وَدورِ الزِّنَاَ، فَستَجِدُ أهلهُ يُصَفِّقونَ لَكَ بِشَغَفٍ لأنَّكَ تَتَحَدَّثُ عَنْ فَنِّ وَرُقيٌّ وَتَقَدُّمٌ في نَظَرِهم – قَبَّحَ اللهُ تِلكَ العُقول إنْ لَمْ يَهديهَا -.
صَارَ الجِهَادُ خِيَانَةً وَجَرِيمَةً = وَالرَّقْصُ وَالإيقَاعُ فِعْلٌ يُحْمَدُ
لَسْنَا قَطِيعٌ يَسُوقُه إِعْلامٌ فَاسِدٌ .. وَلَوْ كُنَّا سَنَمْشِيْ عَلى مَا يُرِيدُهُـ الإِعْلاَمُ لأَصَابَنَا مَا أصَابَ قَوْمَاً لاَ دِينَ وَلا عَقْل لَهُمْ .. إِعْلاَمُنَا إِسْلامِيٌّ لَكِنَّ عَقْلَهُ قُمَامَةٌ غَرْبِيَّةٌ: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا} الآية
إنَّ الجَهَاَدَ سَاميَاً رَفيعَاً عَمَّا يُقَالُ فيهِ وَعليهِ، وَبِهِ تُستَرَدُّ كَرَامَةُ الأمَّةِ، وَإنْ سَعَى كَثيرٌ مِنْ النَّاسِ إلى تَهميشِهِ، وَنَفيهِ في هَذا العَصْرِ، وَقولِهم بِكُلٍّ ثِقَةٍ بِنُفوسِهم " لا جِهَادَ في هَذا الزَّمَان " وَكَأنَّ كَلامَهُم تَكذيبَاً لِمَا جَاءَ عَنْ مُحمَّدٍ بنِ عبد اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ، بِأنَّ الجِهَادَ قَائِمٌ إلى قِيَامِ السَّاعَة فَهوَ القَائِلُ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلام: [لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ]، وَقَالَ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم: [لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ]
وَليتَهُم اكَتفوا بِذَلِكَ غَيرَ أنَّهم سَعوا لِتَفرِقَةِ المُجَاهِدينَ في تَصنيفَاتِهم، وَذَمٍّ أفْعَالِهم، وَتَتَبُّعِ زَلاتِهمْ، وَضَربِ الملامَةِ عَليْهِم، وواللهِ لَنْ يَزيدَهُم إلا إيمَانَاً وَتَثبيَتاً، فَهُم طَائِفَةٌ سَعَتْ لإعلاءِ كَلِمَةِ اللهِ، وَاشتَاقَتْ نُفوسَهمْ لِنُصرَةِ دينِهِ أو لِقَائِهِ، وَنَحسَبُهم إنْ شَاءَ اللهُ مِمن قَالَ اللهُ عَنْهُم: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الآية.
يَسَعى الإعلامُ لِتَتَبُّعِ المُجَاهِدينَ وَعمَليَّاتِهم، وَإلصَاقِ الدِّمَاءِ في أراضي المُسلمينَ بِهم، وَالعَدُّو المُحتَلُّ لأراضيِهم طَاِهرٌ مُطَهَّرٌ عَمَا يَحصُلْ، بَلْ جَعَلوهُ المُدَافِعُ عَنْ أرضِهم وَكَرَامَتِهم، فَتَبَّاً للعُمَلاءِ وأعوَانُهم.
إنَّ مُحَاوَلَةَ السَّعي لِطَمسِ مُصطَلَحِ الجِهَادِ، هُو سَعيٌّ لِطَمسِ عُقولٍ تَسَعى لإستِردَادِ كَرَامَةِ الأمَّةِ وَبَعدَهَا لِيَعيشَ المُسلمونَ بِدينِهم – كَمَا في تَوقيعِ أحَدِ الأعضَاءِ - عن سَيد قُطب " إنهم يريدونه إسلاما امريكانيا .. إنهم يريدون الاسلام الذي يستفتي بنواقض الوضوء. ولا يستفتي بأوضاع الامه الاقتصاديه والاجتماعيه والماليه إنها لمهزله بل انها لمأساة".
مَازَاَلَ للأمَّةِ رِجَالاً بِهِمَّتِهم يَقودونَهَا، وَلِرَايَةِ الإسلامِ يَرفَعونَهَا، وَلِجَنَّةِ اللهِ يَبغونَهَا:
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا} الآية
اللهم إن أردتَ بِعِبَادِكَ فتنَةً فاقبضنا إليكَ غَيرَ مَفتونين
اللهمَّ أرِنَا الحَقَّ حَقَّاً وارزُقنَا اتِّبَاعَهُ، وأرِنَا البَاطِلَ بَاطِلاً وارزُقنَا اجتِنَابَه ولا تَجعلُه مُلتَبِسَاً علينَا فَنَظِلَّ
وَدَاعَاً لَكِ يَا أروَاحٌ، سَتبقى في القَلبِ ذِكْرَاك
أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَاكانَ مِنْ خَطأ فَمِنْ نَفسي والشَّيطَانْ
منقول للفائدة(/)
حمل حلقة برنامج إضاءات مع تركي الدخيل يستضيف د. عبد الكريم بكار- مرئية ومفرغة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 07:46]ـ
الحلقة مرئية
http://www.*******.com/watch?v=yQuKpPrKJdE
وحمل باقى الاجزاء من القائمة على يمين الصفحة
الحلقة مفرغة
http://www.drbakkar.com/mess_details.php?recordID=149
ـ[مرثد]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 02:18]ـ
شكرا لك نفع الله بك
يمكن استبدال النجوم في الأْعلى بموقع ******* وسيعمل بإذن الله(/)
كلمات ليست كالكلمات
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 08:26]ـ
قال توماس جيفرسون ثالث رئيس للولايات المتحدة الامريكية –
حقا اننى لأرتعد خوفا على بلدى حينما أفكر فى أن الله عادل
------------
قال مصطفى أمين
ليس فى استطاعة جبار مُستبد أن يذل شعبا اذا أصر هذا الشعب على حقه فى الحرية وحقه فى الحياة
-------------------
قال بن جوريون رئيس وزراء العدو الاسرائيلى – السابق-
اننا لم نهزم العرب مرة واحدة ولكنهم يهزمون أنفسهم أمامنا فى كل مرة
--------------
ثلاثتهم من مجلة كلمات العدد الرابع
-
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 08:30]ـ
يقول الإمام عبد الحميد بن باديس
:"إن الشعب المتعلّم لا يُستعمر"
--------
ومن المأثور من كلام الإبراهيمي قوله:" الأمّة التي لا تبني المدارس تبنى لها السجون"
كلاهما من مقال هل الهوية الإسلاميَّة في خطر؟! بقلم: خباب بن مروان الحمد*
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 08:46]ـ
ومن لم يصانع في أمور كثيرة *-*-*-* يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم(/)
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "إن الله لم يأمر سائر المكلفين بالنظر"!!!!
ـ[الحافظة]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 02:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
....
......
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: " إن الله لم يأمر سائر المكلفين بالنظر "
يقول الشيخ يوسف الغفيص في شرح التدمرية:
فإن الله تعالى أمر عباده بالنظر، كما في قوله تعالى: ((أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)) [الأعراف:185] ولكن هل أمر الله سبحانه وتعالى سائر المكلفين بالنظر من جهة معرفة وجوده ومعرفة ربوبيته؟
الجواب: لم يأمر الله سبحانه وتعالى سائر العباد أن ينظروا إلى معرفة وجوده؛ لأن وجوده سبحانه وتعالى وربوبيته فطرة فطر الله سبحانه الخلق عليها، ولكن من اختلطت فطرته بشيء من الضلال والشك فإن هذا يكون النظر في حقه مشروعاً؛ لدرء هذا الإشكال، وهذه الشبهة والظلمة التي طرأت عليه.
وأما إذا قصد بالنظر: التفكر في خلق السماوات والأرض على جهة التحقيق والتأمل والتدبر، فإن هذا لا شك أنه مشروع لسائر المكلفين، يقول الله تعالى: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ)) [آل عمران:190] ولذلك فإن شيخ الإسلام ابن تيمية ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) رحمه الله يقول: "إن الله لم يأمر سائر المكلفين بالنظر"، ومقصوده بهذا النظر أي: من جهة معرفة الرب رباً موجوداً، فإن هذا فطرة في قلوب بني آدم، ولهذا لم يأمر به الباري سائر المكلفين.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 03:00]ـ
لو قلت:قال الإمام ابن تيمية .. لكان أليق وأولى ..
خصوصا أنك قلت:قال الشيخ ابن تيمية .. ثم في نفس السياق:قال الشيخ يوسف الغفيص
ومن باب العدل وإنزال الناس منازلهم ..
يسمى مثل ابن تيمية:إماما .. على أقل تقدير
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 03:05]ـ
وطبعا شكر الله لكم على الموضوع المفيد نفسه ..
وفقكم الله ونفع بكم
ـ[الحافظة]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 03:10]ـ
لو قلت:قال الإمام ابن تيمية .. لكان أليق وأولى ..
خصوصا أنك قلت:قال الشيخ ابن تيمية .. ثم في نفس السياق:قال الشيخ يوسف الغفيص
ومن باب العدل وإنزال الناس منازلهم ..
يسمى مثل ابن تيمية:إماما .. على أقل تقدير
لم انتبه لهذا الأمر فبارك الله فيكم ورفع الله قدركم على هذه الملاحظة المهمة وتنبيهي لها ولقد قمت بتعديل الكلمة(/)
تعالوا نحصر الفروق بين الكرامة عند الصوفية وأهل السنة
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 03:07]ـ
من المعلوم أن أهل السنة يثبتون الكرامة لأولياء الله فهم متفقون مع الصوفية في إثباتها ولكنهم يختلفون في ضوابطها.
وتحديد هذه الضوابط للتفريق بين الكرامة الحقيقية والكرامة الزائفة الكاذبة مع الدليل والأمثلة فيه كبير النفع في تصحيح العقائد ودفع الأباطيل عن دين الإسلام الحنيف فها أنا أفتح الباب للنقاش في هذه المسألة وعصر الأذهان وبذل الجهد لتحديد هذه الضوابط التي توضح بطلان أباطيل الصوفية في هذا الصعيد مع المحافظة على ثبات عقيدة أهل السنة في إثبات الكرامة لأولياء الله تعالى.
راجيا من الله تعالى أن يوفقنا في نهاية المطاف لحصر الفروق بين إثبات الكرامة الحقيقية ودعاوى الصوفية في شأنها دون أن يفوتنا شيء منها.
والله المستعان.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 09:33]ـ
/// عليك بالكتاب المفصَّل في ذلك: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 11:43]ـ
المقصود ذكر هذه الفروق ومحاولة حصرها من الفرقان وغيره من الكتب أما الإحالة فلا يحصل بها المطلوب في ظني لو حصرت الفروق حصرا جيدا سنقف على فوائد مهمة.
ـ[علي الزيود]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 06:17]ـ
بعض الفروق بين كرامات الأولياء وما يشبهها من الأحوال الشيطانية
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وبين كرامات الأولياء وبين ما يشبهها من الأحوال الشيطانية فروق متعددة، منها: أن كرامات الأولياء سببها الإيمان والتقوى، والأحوال الشيطانية سببها ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم. وقد قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، فالقول على الله بغير علم، والشرك، والظلم، والفواحش، قد حرمها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلا تكونون سبباً لكرامة الله تعالى، ولا يستعان بالكرامات عليها]. إن أعلى كرامة يكرم الله بها عبده هي الهداية والتوفيق لطاعته عز وجل. ثم يقول: [فإذا كانت لا تحصل بالصلاة والذكر وقراءة القرآن، بل تحصل بما يحبه الشيطان، وبالأمور التي فيها شرك، كالاستغاثة بالمخلوقات، أو كانت مما يستعان بها على ظلم الخلق وفعل الفواحش، فهي من الأحوال الشيطانية لا من الكرامات الرحمانية].
الفرقان بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان /71(/)
الردّ عَلى النُّصيريّة وفاء سُلطان وَالخَبيثُ الدُرزيّ الصامِت!!
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 04:02]ـ
للشيخ العلامة الدكتور محمد إسماعيل المقدم:
1: http://www.*******.com/watch?v=OLiC0IS14DI&NR=1
2: http://www.*******.com/watch?v=oSHzL8nUtXc&feature=related
3: http://www.*******.com/watch?v=pVI3hyZ8_W4&feature=related
وهذه قصيدة من أخ فاضل: http://www.*******.com/watch?v=qA4zsJY6Z5s&feature=related
تكلم فيها الشيخ المقدم عن هذه الخبيثة وإساءتها للإسلام كما عرض في بعضل لقنوات في حلقة من الحلقات. وتكلم فيها الشيخ السبب الواضح من إسائتهم للإسلام وما هو هدفهم وتكلم فيها الشيخ عن العلمانيين وأشياء مهمة مفيدة بإذن الله.
نسأل الله أن يَخذل كل من عادى الإسلام , وأن يختم حياته بأسوء الخواتيم.(/)
مسألة في التبرك؟ أرجو الإفادة ممن عنده علم.
ـ[أبو يعقوب البويطي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 04:30]ـ
حديث"كان يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين" حسنه الألباني
استدل به أحد إخواني علي جواز التبرك بآثار الصالحين؟
فذكرت له كلام الشاطبي وغيره فقال إن هذا الحديث حجة علي ما قال!
فهل الحديث حجة فاصلة فعلا؟
وهل هو صيحيح؟ لأني سمعت أن الشيخ الألباني رجع عن تصحيحه.
وهل لما كان الشيخ يصححه كان يقول بالتبرك بآثار الصالحين أم كان يصرف الحديث عن ظاهره؟
أرجوا أن يكون الكلام عن الحديث سندا ومتنا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[التقرتي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 05:29]ـ
تراجع الشيخ الألباني عن تصحيحه و الحمد لله أن وفقه لذلك:
قال في السلسلة الضعيفة [6479]:
(كَانَ يَبْعَثُ إِلَى الْمَطَاهِرِ فَيُؤْتَى بِالْمَاءِ فَيَشْرَبُهُ؛ يَرْجُو بَرَكَةَ
أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ).
منكر.أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 45/2/ 783)، وابن عدي
في "الكامل" (2/ 347)،وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 203) من طريق مُحْرِز بْن
عَوْنٍ قَالَ: نا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْوُضُوءُ مِنْ جَرٍّ جَدِيدٍ مُخَمَّرٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مِنَ الْمَطَاهِرِ؟ فَقَالَ:
" لَا، بَلْ مِنَ الْمَطَاهِرِ، إِنَّ دِينَ اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ ".
قَالَ:
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ ... الحديث، والسياق للطبراني، وقال:
" لَمْ يَرْوِه عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ؛ إِلَّا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ".
وكذا قال أبو نعيم.
قلت: وحسان هذا: مختلف فيه، ويتلخص من أقوال العلماء: أنه صدوق
في نفسه، ولكنه يخطئ، وبهذا وصفه الحافظ في "التقريب" مع كونه من رجال
البخاري، وفي ترجمته ساق ابن عدي الشطر الأول من الحديث في جملة ما أنكر
عليه من الأحاديث، ثم قال في آخرها:
"وله حديث كثير، وقد حدث بأفرادات كثيرة، ولم أجد له أنكر مما ذكرته من
هذه الأحاديث، وهو عندي من أهل الصدق إلا أنه يغلط في الشيء، وليس ممن يظن
به أنه يتعمد إسناداً أو متناً، وإنما هو وهم منه، وهو عندي لا بأس به".
قلت: فمثله يكون حسن الحديث؛ إذا خلا من المخالفة والنكارة، أوينتقي
من حديثه ويستشهد به، كالشطر الأول من حديثه هذا؛ فإني كنت استشهدت
به حينما كنت خرجته في "الصحيحة" برقم (2924) من طرق؛ هذا أحدها.
وليس حديث الترجمة من هذا القبيل كما يأتي.
وفي كلام ابن عدي إشارة قوية إلى أن حسان هذا قد يقع منه الخطأ في
الإسناد والمتن، وتارة في هذا، وتارة في هذا، وقد ساق العقيلي في "الضعفاء"
(1/ 255) مما أنكر عليه مثالاً لكل منهما:
1 - فروى عن الإمام أنه قال في الذي أخطأ في إسناده:
"ليس هذا من حديث عاصم الأحول، وهذا من حديث ليس بن أبي سُلَيم".
قلت: وهذا وهم فاحش جداً؛ لأنه جعل الثقة (عاصم) مكان الضعيف
المختلط (الليث)!
2 - ساق له حديثاً أخطأ في متنه؛ فروى عن أحمد أنه أنكره جداً، وقال
لابنه: "اضرب عليه"! وأقره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/ 41 - 42).
وذكر الذهبي مثالاً ثالثاً من هذا النوع؛ فقال في "الميزان":
"هذا حديث منكر تفرد به حسان، لا يتابع عليه ".
قلت: وحديث الترجمة من هذا القبيل؛ فإنه مع تفرده به - كما تقدم عن
الطبراني -؛ فإنه قد خولف في إسناده؛ فقد عقب عليه ابن عدي بإسناده الصحيح
عن وكيع قال: عبد العزيز بن أبي رواد عن محمد بن واسع الأزدي قال:
جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
قلت: فقد خالفه وكيع - وهو إمام ثقة عند الجميع -؛ فرواه عن عبد العزيز عن
محمد بن واسع مرسلاً؛ فدل على خطأ وصل حسان إياه عن نافع عَنْ ابْنِ عُمَرَ،
وثبت ضعف الحديث ونكارته، ثم وجدت عبد الرزاق في "المصنف" (1/ 74/338)
قد تابع وكيعاً على إرساله.
وبعد كتابة ما تقدم لفت نظري أحد الإخوة = جزاه الله خيراً - إلى أن الحديث
مخرج في "الصحيحة " برقم (2118). فلما قرأت التخريج فيه؛ وجدت
الاختلاف بينه وبين تخريجه هنا أمراً طبيعياً جداً، يقع ذلك كثيراً في بعض
الأحاديث؛ كما لا يخفى على المشتغلين بهذا العلم الشريف خلافاً لبعض الجهلة
الأغرار، كمثل أن يضعف حديثاً ما لضعف ظاهر في إسناده، ثم يصححه في
مكان آخر لعثوره على طريق أو طرق أخرى يتقوى الحديث بها. وعلى العكس من
ذلك يقوي حديثاً ما - تصحيحاً أو تحسيناً - جرياً على ظاهر حال إسناده، ثمينكشف له أن فيه علة تقدح في قوته، ولا سيما إذا كان الحكم عليه مقتصراً على
الحسن - كهذا الحديث مثلاً -؛ لأن ذلك يعني أن في راويه شيئاً من الضعف،
ولذلك لم يصحح.
.................
.................
.................
إذا عُرفت هذه الحقيقة؛ سهل على القارئ اللبيب أن يعلم أنه ليس سبب
إيراداي للحديث أخيراً هنا هو اختلاف رأيي في حسان بن إبراهيم عن رأيي فيه
هناك؛ فإنهما متقاربان جداً؛ كما يبدو جلياً بالمقابلة بينهما، وإنما هو أنني وقفت
على ما رجح خطأ حسان في إسناده الحديث عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وعلى استنكار ابن عدي إياه، فرأيت من الواجب علي أن أتجاوب مع هذا العلم الجديد، مع علمي أن
ذلك مما يفتح باب النقد والتهجم عليَّ من بعض الحاسدين الحاقدين، أو الجهلة
المعاندين، فإن هذا الباب لا يمكن سده، فقد تأول الكفار كلام الله الذي لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وحملوه على معانٍ باطلة، فماذا عسى أن
يفعل أحدنا بمن يعادينا من الضُلال والمضللين؟ علينا أن نمضي قدماً لبيان الحق لا
تأخذنا في ذلك لومة لائم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122915
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 01:17]ـ
الشيخ عبد الله السعد يضعف
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 05:50]ـ
هذا الحديث ضعيف سندا ومتنا ..
معاذ الله أن يكون هذا من فعل الرسول!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 10:04]ـ
للبركة(/)
كتاب جديد يصدر .. التبشير بالتشيع للاخ:مصطفى الأزهري
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 05:44]ـ
الحمدُ لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبهِ ومن اهتدى بهداه. أمَّا بعد:
فهذه دراسة عن الشيعة والتشيُّع، موثقة بإسناد أقوال الشيعة الرافضة ومذاهبهم، وآرائهم، إلى مصادرهم، والعمَدِ في مذهبهم، من خلالها يعرف المسلم حقيقة الشيعة وَتتجلَّى له فكرة دعوتهم إلى التقريب على وجهها، وَيظهر دفين مقصدها، وغاية المطالبة بها، بما خلاصته: أنها سلم للتبشير بالتشيع ونشره في إطار مذهب الشيعة ويقال: الرافضة والإمامية والإثنا عشرية والجعفرية، تحت دعوى محبة آل بيت النبِي صلى الله عليه وسلم والمناداة بشعارات: جهاد اليهود.
لبراءة من الكفَّار. وحدة الصف الإسلامي ... إلخ. فصغْت هذه الخلاصة من كتب المذهب الشيعي ذاته بورقات: ليسهل انتشارها في الأقطار، حتى لا ينخدع أهل الإسلام بالدعوى الباطلة في حقيقتها، المزخرفة بالأقوال في ظاهرها، وأنها تحمل في حقيقتها مصائب، ومصائب، منها الشرك بالله، والتحريف لكلام الله، والطعن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها: لعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكفيرهم، إلى غير ذلك مما يناقض أصول الإسلام. ومن أراد التوسع والوقوف على جملة كبيرة من مصادر التوثيق فليرجع إلى كتب علماء أهل السنة من شتى المذاهب الأربعة، التي كشفت حقيقة الشيعة، وحقيقة دعوتهم إلى التقريب، فإنها في غاية الأهمية، وما هذه النبذة إلا طليعة لها ([1] ( http://www.alburhan.com/articles.aspx?id=1564&page_id=0&page_size=20&links=True#_ftn1)) وإليكَ البيان.
مصطفى الأزهري
([1]) ومما كتب في كشف دعوة التقريب: الخطوط العريضة التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثني عشرية، واستحالة التقريب بينهم وبين أصول الإسلام، في جميع مذاهبه وفرقه، للعلامة محب الدِّين الخطيب، وقد طبعت مراراً، والحمد لله رب العالمين. وانظر: كتاب بطلان عقائد الشيعة، وبيان زيغ معتنقيها ومفترياتهم على الإسلام للشيخ محمد عبد الستار التونسوي رئيس أهل السنة بباكستان. وكتاب مسألة التقريب بين الشيعة وأهل السنة للشيخ ناصر القفاري. وهو مهم جدًّا ..
http://www.alburhan.com/images/download.gif لتحميل الكتاب انقر هنا ... ( http://java******:uploadwin('1565','1 '))
http://www.alburhan.com/articles.aspx?id=1564&page_id=0&page_size=20&links=True(/)
الخنزير من تهجين الدين إلى تهجين الأنفلونزا - الشيخ عبد المنعم الشحات
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 08:55]ـ
الخنزير من تهجين الدين إلى تهجين الأنفلونزا
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فكما اتحدت دعوة الأنبياء في الدعوة إلى توحيد الله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25)؛ كذلك اتفقت تشريعاتهم في إطارها العام؛ ولذلك كانت الفواحش الظاهرة محرمة في جميع الشرائع؛ مثل: الزنا، وشرب الخمر، وقتل النفس، وغيرها. وأما التشريعات التفصيلية؛ فاختلفت من أمة إلى أمة (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) (المائدة:48).
ومن جملة الأمور التي وُجِدت في بعض الشرائع تحريمُ بعض الطيبات من باب العقوبة؛ كما في قوله -تعالى-: (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) (النساء:160).
وبُعث محمد -صلى الله عليه وسلم- ليقرر تحريم الفواحش، وليرفع عن اليهود الآصار والأغلال التي كانت عليهم؛ ولذلك ذكر الله من مقاصد بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم-: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) (الأعراف:157).
ومن هذه الخبائث التي حرمها الله -تعالى- في شريعة الإسلام الخاتمة لحمُ الخنزير؛ كما ورد في غير ما موضع من القرآن، منها قوله -تعالى-: (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الأنعام:145).
والمسلم يتبع تشريع الله طاعة وعبودية مع اعتقاده أن الله لا يحرِّم عليه إلا ما كان خبيثًا كما تقدم، كما يحرِّم -أيضًا- ما كان فيه منفعة ومفسدة، ولكن مفسدته أغلب؛ مثل قوله -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) (البقرة:219).
ونجاسة الخنزير لم تكن خافية على الأعيان؛ حيث إن الخنزير حيوان لاحم عشبي تجتمع فيه الصفات السبعية والبهيمية، فهو آكل كل شيء، وهو نهم كانس؛ يكنس الحقل والزريبة؛ فيأكل القمامات والفضلات والنجاسات بشراهة ونهم، وهو مفترس؛ يأكل الجرذ والفئران، كما يأكل الجيف، حتى جيف أقرانه!
وفوق هذا النجَس الحسي فإن الخنزير شرسُ الطباع، شديدُ الجماع، شبقٌ، تكتنف حياتَه الجنسيةَ الفوضى، ولا يخصص لنفسه أنثىً معينةً.
ويوجد قدر كبير من الارتباط بين سلوك الإنسان ونوعِ غذائه، لا سيما اللحوم؛ أشار الشرع إلى ذلك بتحريمه لحوم السباع، وأثبتت الدراسات الطبية الحديثة قدرًا كبيرًا منها، ويمكنك أن تلاحظ ذلك من خلال سلوك القبائل التي تأكل الأسود، وسلوك القبائل التي تأكل القرود، كما تلاحظ انعدام الغيرة عند آكلي الخنزير، وبالطبع فهذا التأثير تأثير تراكمي بطيء يمكن ملاحظته من خلال رصد سلوك المجتمعات لا الأفراد.
وفوق هذا كله فقد اكتشف الطب الحديث مسئولية الخنزير عن نقل عدد كبير من الأمراض للإنسان، ولأن الأوربيين مولعون بأكل لحم الخنزير قبل اعتناقهم النصرانية؛ مما دفع بولس إلى أن يحرف لهم النصرانية، ويزعم أنها لا تحرم الخنزير، بل ولا غيره من النجاسات، ولذلك قصة نذكرها بعد قليل -إن شاء الله-؛ لذلك أصر الأوروبيون على المضي قدمًا في أكل لحم الخنزير، لا سيما وأن شياطين الإنس يبالغون في إعداده بالطرق الشهية التي تخفي طعمه الحقيقي عمن لا يستسيغه؛ فمضى الأوروبيون والأمريكيون قدمًا في طريق الخنزير متسلحين بالعلم ذاته في مواجهة هذه الأمراض؛ فسنوا تشريعاتٍ تُلزِم أصحابَ الخنازير بمعالجة القمامة بالبخار قبل تقديمها كوجبة لخنازيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما سنوا تشريعات تتعلق بطريقة التعامل مع لحوم الخنازير بعد ذبحها؛ من تبريدها إلى درجات كبيرة جدًا تحت الصفر لمدة طويلة، إلى غير ذلك من الإجراءات التي ظنوا معها التخلصَ من "رجس" الخنزير؛ حتى لا يضطروا إلى الاعتراف على مؤسِّس ديانتهم بكذبه على الله في دعواه عدم خبث الخنزير وغيرِه من الخبائث.
وجدير بالذكر أن شنودة الثالث رأس الكنيسة الأرثوذوكسية القبطية -في موعظته الأسبوعية مساء الأربعاء 1/ 8/2007 - نصح جموع الأقباط بالابتعاد عن تناول لحم الخنزير، مؤكِّدًا أنه رغم عدم تحريم أكل هذا النوع من اللحم؛ فإن تناوله يتسبب في إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض. "ورد ذكر هذه الموعظة في الـ ويكيبيديا".
وهذا يرد على من زعم أن خطر الأمراض المنتقلة من الخنزير لا يزيد على خطر الأمراض المنتقلة من البقر ونحوه؛ فالأمراض المنتقلة من الحيوانات الطاهرة تمثل استثناءً، بخلاف الأمراض المنتقلة من الخنزير؛ والتي تمثل أصلاً، وما أشبه كلام هؤلاء وسلوكَهم بشأن الخنزير بكلامهم في شأن الإباحية الجنسية -والتي اجترأ البعض -أيضًا- على الزعم بأن بعض صورها لا تنافي تعاليم المسيح -عليه السلام- كما هو حال الكنائس التي تعترف بزواج المثليين- والتي جلبت لهم الإيدز وغيرَه مِنَ الطواعين التي لم تكن في أسلافهم؛ مصداقًا لخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فما كان منهم إلا الزعم بأنهم سوف يلجئون إلى العلم لتفادي الأخطار الناجمة عن تلك الفوضى الجنسية محاولين تشبيه ذلك الخطر باحتمالات إصابة المتزوجين ببعض الأمراض الجنسية! مع أنهم يعلمون -تمامًا- البونَ الشاسع بين الحالين.
الحاصل أن دعوى عدم وجود خطر أصلاً من لحم الخنزير التي يدعيها بعض المتعصبين مخالفين بذلك تصريح كبرائهم الدينيين والدنيويين على حد سواء، أو دعوى السيطرة على هذا الخطر التي تتبناها الجهات الرسمية في أوروبا وأمريكا؛ سرعان ما وقعت في اختبار جديد؛ وهو قيام الخنزير حال حياته بدور الوسيط في نقل كثير من الأمراض الحيوانية إلى الإنسان، والتي واجهوها -أيضًا- بمزيد من التدابير الوقائية، إلا أنه اكتُشِفت مسئوليةُ الخنازير عن وباء قاتل رُصِدت أربعُ موجات عنيفة منه في أعوام 1889 و 1918 و 1957 و 1968، كان أعنفها وباء 1918؛ الذي يُعتَقد أن عدد ضحاياه تجاوز الأربعين مليونًا في العالم! بل قدَّره بعضهم بمائة مليون!! وكان أخفها وباء 1968؛ والذي يُعتَقد في مسئوليته عن وفاة مليون حول العالم!
وخلاصة الأمر على وجه التقريب أن هناك نوعًا من فيروس الأنفلونزا يصيب الطيور، وآخر يصيب الخنزير، وآخر يصيب الإنسان، وإن أمكن أن ينتقل إليه -أيضًا- فيروس أنفلونزا الطيور أو الخنزير؛ إلا أن قدرة الإنسان على تحمل ومقاومة كل هذه الأنواع من الفيروسات عاليةٌ جدًّا، ولا يكاد يموت أَحَدٌ من جرَّائها إلا إن قُدِّر له أن يأتيه الفيروس وجهاز المناعة عنده في حالة ضعف شديد لسبب أو لآخر.
كما أن الخنزير يصاب -أيضًا- بكل هذه الأنواع، وحدَث أن اتحد نوع من أنفلونزا الطيور مع نوع من الأنفلونزا البشرية ليخرج نوع آخر من الأنفلونزا الفتاكة تصيب الإنسان؛ وتؤدي في كثير من الحالات إلى الوفاة السريعة، وثمة اعتقاد أن للوباء دورة تطول أحيانًا وتقصر أحيانًا، وأن متوسطها حوالي 30 عامًا -مضى على آخر وباء نحوٌ من أربعين عامًا- بحيث يكون عدد المصابين بالمرض في كل مرة عددًا ضخمًا جدًّا، يموت منهم مَن يموت، بينما يكتسب الآخرون مناعةً ضد هذا الطور من الفيروس، في ذات الوقت الذي يواصل الفيروس دورةَ تهجين أخرى بين الإنسان والطيور عبر الخنزير؛ إلى أن يظهر فيروس بشري فتاك، وعلى الرغم من تصريح منظمة الصحة العالمية مِن أنها كانت في حالة ترقبٍ حَذِرٍ؛ انتظارًا للموجة الجديدة من هذا الوباء؛ إلا أنها لم تملك حياله إلا التشددَ بشأن أنفلونزا الطيور، والتشديد على دول العالم بشأن إعدام أي حالات اشتباه بين الطيور؛ حتى لا تضطر إلى المواجهة مع الخنازير، ولكنها -في النهاية- مع الإمبراطوريات التي تقف وراءها اضطرت الآن إلى الدعوة إلى التخلص من الخنازير!
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه هي قصة قيام الخنزير بدور الوسيط لتهجين أنفلونزا البشر بأنفلونزا الطيور، ولكن هذه القصة لم تكن لتصل إلى هذه الدرجة من الخطورة؛ لولا الدور الذي لعبه "بولس" في تهجين دين عيسى -عليه السلام- بالمبادئ والعادات الوثنية لكافة الشعوب الوثنية في ذلك الوقت، لا سيما الرومان؛ ليخرج هذا الدين "المسخ"؛ الذي يسميه أتباعُه بالمسيحية! رغم اعتراف الكثير منهم بأنه دين "بولس" لا دينُ المسيح!!
ولنذكر هنا هذه القصة فيما يتعلق بإباحة الخنزير على وجه الخصوص:
تعود القصة إلى ولع الرومانيين بلحم الخنزير؛ شأن كل الشعوب الهمجية آنذاك، والتي رأت في الخنزير حلاً مثاليًّا؛ حيث يقوم بتحويل القمامة إلى لحم وفير! ومَن يطلع على أحوال الرومان في ذلك الزمان -بل وفي هذا الزمان؛ بعد أن يزيل القشرة الظاهرية المبهرة- يعلم أن قذارة الخنزير الظاهرةَ لم تكن تمثل أيَّ شيء لأمةٍ كأمةِ الرومان.
ولمَّا سيطر الرومان على فلسطين قبل بعثة عيسى -عليه السلام- وتركوا اليهود يعيشون في أرض فلسطين، ولكن مع ضغوط وتضييق عليهم في دينهم؛ مما دفع اليهودَ إلى استيراد كثير من مظاهر العبادات الوثنية وبعضِ أساطيرهم عن آلهتهم، وكتبوها في التوراة؛ فامتلأت الكتب التي نسبوها إلى أنبيائهم -رغم تصريحها بقضية التوحيد- بالأساطير الوثنية؛ منها: وصفهم الله -تعالى- بالتعب والإعياء، وأنه خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع، ومنها قولهم: إن الله بعد أن أهلك البشر في الطوفان بكى حتى ركدت عينه وعادته الملائكة، ومع كل هذا التحريف في باب العقيدة -والذي ردَّه القرآن عليهم- حافظوا على الشريعة المكتوبة -على الأقل- على ما هي عليه، وإن خالفوا في التطبيق في كثير من الأحيان، ومن ذلك كثيرٌ مِنَ المحرمات في الأطعمة وغيرِها، وكذلك أبوابُ الحدود والعقوباتِ ونحوِها.
ومن الأمثلة على ذلك: تحريم أكل الخنزير الذي حافظوا عليه؛ وما زال موجودًا إلى يومنا هذا في الكتب التي بين أيديهم؛ كما في سفر اللاويين:
"11: 1 وكلم الرب موسى وهارون قائلاً لهما:
11: 2 كَلِّمَا بني إسرائيل قائلين: هذه هي الحيوانات التي تأكلونها من جميع البهائم التي على الأرض.
11: 3 كُلُّ ما شق ظِلْفًا وقسمه ظِلْفَيْنِ ويَجْتَرُّ مِنَ البهائم؛ فإياه تأكلون.
11: 4 إلا هذه فلا تأكلوها -مما يجتر ومما يشق الظلف-: الجمل؛ لأنه يجتر، لكنه لا يشق ظِلفًا؛ فهو نجس لكم.
11: 5 والوَبْر؛ لأنه يجتر، لكنه لا يشق ظِلفًا؛ فهو نجس لكم.
11: 6 والأرنب؛ لأنه يجتر، لكنه لا يشق ظِلفًا؛ فهو نجس لكم.
11: 7 والخنزير؛ لأنه يشق ظِلفًا ويقسمه ظِلفَيْنِ، لكنه لا يجتر؛ فهو نجس لكم.
11: 8 مِن لحمها لا تأكلوا، وجثثَها لا تلمسوا؛ إنها نجسة لكم" (1).
وهذا يدل على أن الخنزير مُحَرَّمٌ في شريعة اليهود، وأن النص المُحَرِّمَ له موجود إلى يومنا هذا، بل موجودٌ مع توسعٍ في قاعدة التحريم؛ بحيث اعتُبِرت كُلُّ الحيوانات التي لا تجمع الشرطين المذكورَيْن نجسةً (2).
ومع ذلك أَلْزَمَ الرومانيُّون اليهودَ بتربية الخنازير لصالح الجنود الرومانيين، بل وألزموهم بتقديم الخنازير كقرابين في معابدهم، وبُعِثَ عيسى -عليه السلام-، وفي الأناجيل التي بين أيدي النصارى اليوم قولٌ ينسبونه لعيسى -عليه السلام-: "ما جئت لأنقض الناموس؛ ولكن لأتممه"، ومعنى هذا التزامُ أتباع عيسى بكل تشريعات اليهود، ومنها: نجاسة الخنزير، وحرمة أكله. وتَأَكَّدَ ذلك بالقصة التي ترويها الأناجيل عن عيسى -عليه السلام- مِن أنه طرد أرواحًا شريرةً من جسد مصروع، وأذن لها أن تسكن الخنازيرَ؛ التي ماتت في الحال؛ مما يدل على أنه يراها نجسةً جديرةً بأرواح الشياطين (3).
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن بولس -والذي كان كافرًا بالمسيح ثم ادعى الإيمانَ به بعد صلبه في زعمهم- اتَّبَعَ طريقةً مداهِنةً لليهود والرومان في آن واحد؛ فأراد أن يَرُدَّ كُلَّ إنسان إلى ذوقه؛ فادَّعى حِلَّ جميع الأشياء قائلاً: "كل شيء حلال، ولكن ليس كل شيء بنافع. كل شيء حلال، ولكن ليس كل شيء يبني"، وتطور منهجه هذا بعد خراب أورشليم عام 70 ميلادية؛ حتى أنتج المسيحيةَ الفلسفيةَ الممتزجةَ بالوثنيةِ الرومانيةِ، وعلى الرغم من أن النصارى لا يرون بأسًا بنسبة هذه الأمور إلى بولس؛ إلا أنهم يفضلون نسبتها إلى المسيح مباشرة (4).
ولذلك أقحم "مرقص" في إنجيله عبارة تفسيرية في حكايته لحوار بين عيسى -عليه السلام- واليهودِ حول تشددهم بإيجاب غسل اليد قبل الأكل مخالفين شريعة موسى -عليه السلام-؛ فعاب عليهم اتباعَهم لتقليد الشيوخ وتركَ وصية موسى -عليه السلام-، كما عاب عليهم الاهتمامَ بالظاهر على حساب الباطن؛ فأدرج "مرقص" قولَه: "وبهذا بيَّن يسوع أن الأطعمة كلها طاهرة"، والتي ارتأى مترجم النسخة العربية إدراجَها في السياق وكأنها من كلام عيسى -عليه السلام-.
رغم أن القصة بذاتها في إنجيل "متى" فيها أن المسيح -عليه السلام- عاد في نهاية المناقشة ليقرر مقصوده من الكلام بمنتهى الوضوح؛ وهو أنه يريد بيان عدم لزوم غسل اليد قبل الأكل؛ لأن ذلك لم يكن لازمًا في شريعة موسى، وليس مقصودُه نقضَ تشريع موسى -عليه السلام- بحرمة الخنزير.
فعُلِمَ بذلك أن إباحة النجاسات -ومنها الخنزير- أحدُ أهم بلايا التزاوج النَّكِدِ بين النصرانية والوثنيةِ الرومانيةِ، والذي صار هو الدينَ الرسميَّ للإمبراطورية الرومانية على يد الإمبراطور قسطنطين، وعاد قسطنطين يُميِّز بين النصارى البولسيين وسائرِ النصارى، ومعظمهم كان من الموحدين قبل أن يقضي عليهم قسطنطين بأكل الخنزير.
ومن ثمَّ ارتبط الخنزير ارتباطًا وثيقًا بالرومان في وثنيتهم، وفي نصرانيتهم، فلما كشف لهم العلمُ الحديثُ أضرارَه -وكان ذلك بعد بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- وما نزل عليه من تحريم الخنزير، ووصفِه بأنه "رجس" بالمخالفة لنصرانية "بولس"- رأت أوروبا أن الاعتراف بنجاسة الخنازير يمثل طعنة لتاريخ أوروبا كلِّه؛ فاتخذوا التدابيرَ الصحيةَ المشارَ إليها آنفًا؛ كنوع من التمادي في الباطل؛ ثم ابتلاهم الله بأنفلونزا الخنازير، وهي تدل على أن خطر الخنزير لا يقتصر على لحمه بعد مماته، بل خطره قائم في حياته وبعد مماته!!
تُرى أَتُرَاجِعُ الإمبراطوريةُ الرومانيةُ "الأوروبيةُ الأمريكيةُ" نفسَها؛ وتعيد حساباتِها أم تستمر في العناد؛ وتدفع البشريةُ كُلُّها الثمنَ؟؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) وغالب الظن أن التعليل المذكور في هذه العبارة: "كل ما شق ظلفًا وقسمه ظلفين ويجتر من البهائم؛ فإياه تأكلون" هو مِن كلام الشُّراح، والذين طردوا قاعدتهم فطبقوها على الأرنب -أيضًا-، ومما يدل على أن تحريم الأرنب مِن وضعهم: أن نص تحريمه تضمن مغالطة علمية؛ حيث زعم أنه يجتر، وهو بذلك حسب دعوى اليهود قد حقق أحد شروط الإباحة؛ إلا أن المنع جاء من جهة أنه ليس له ظِلفين، بينما الواقع أنه -أيضًا- لا يجتر!
(2) قرر نائب وزير الصحة الإسرائيلي المتشدد "ياكوف ليتسمان" اعتمادَ تسمية "أنفلونزا المكسيك" بدلاً من "أنفلونزا الخنازير"؛ إذ إن الدين اليهودي يعتبر أن الخنزير حيوان نجس.
وقال "ليتسمان" خلال مؤتمر صِحَافي: "أُفَضِّل استخدامَ كلمة "أنفلونزا المكسيك"؛ حتى لا أضطر إلى التلفظ بكلمة "خنزير".
(3) نحتج على النصارى بهذه القصة لإيمانهم بها، على الرغم مِن تشككنا بشأنها مع إيماننا بمعجزات عيسى -عليه السلام- مما يفوق هذه القصةَ إعجازًا؛ إلا أن سياق الأناجيل لهذه القصة شابَهُ -كعادتهم في حكاية معجزات عيسى -عليه السلام- التوترُ الشديد والمبالغةُ في الأرقام! وكأن المعجزة لن تكون معجزة في حسهم إلا بالتهويل!! ففي القصة المذكورة: أن شخصًا واحدًا أو اثنين -على اختلاف بين الأناجيل- كان يسكنه -أو يسكنهما- نحوٌ من أَلفَيْ روحٍ شريرة وأنها اشترطت -!!! - على عيسى -عليه السلام- أن يخرجها من هذا الشخص إلى قطيع خنازير، وأن عيسى -عليه السلام- قَبِل بهذا الشرط!!! فأذن للأرواح الشريرة أن تدخل الخنازير؛ فاندفع القطيع إلى البُحَيْرَة ومات في الحال.
"ولم يدفع عيسى -عليه السلام- أيَّ تعويضات لأصحاب القطيع، ولا التزم بالبحث لهم عن عمل بديل، كما يصر بعض المنتسبين إليه مِن أنه لا ينبغي إعدام الخنازير حتى في حالة الوباء إلا بهذه الشروط!! " كما أن في الإذن للأرواح الشريرة بالدخول إلى الخنازير وما ترتب عليه من انتحارها الجماعي في الماء؛ هو نوع من إفساد الماء لا يناسب الأنبياء -فضلاً عن أن النصارى يرون عيسى -عليه السلام- إلهًا وليس نبيًّا- "وهو مخالف لدعوات الحفاظ على البيئة التي يتبناها الغرب الآن! ".
(4) يُكثِر النصارى من التشغييب على قضية النسخ في الإسلام مع أنهم يقولون به في مواطن! هذا أحدها؛ فإن تم النسخ على يد عيسى -عليه السلام- كما يزعمون؛ فهو مطابق للنسخ في الإسلام، وإن تم من عند بولس كما هو ظاهر؛ فهو من إعطاء البشر حقَّ نسخ الشرع الإلهي -والعياذ بالله-.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
نريد رجالا كصفية
ـ[عمر السيف]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 10:11]ـ
إلى علماء الأمة ودعاتها وشبابها
#اعلموا أنكم قادمون على الله لا محالة#
http://ia331410.us.archive.org/2/items/foryou84/Asd.wma(/)
التمدد الشيعي: هل يعيد الدولة الأخيضرية الشيعية إلى نجد؟
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 10:44]ـ
* دين الروافض يقوم ويعتمد على تعطيل العقول وإقفالها، وإصمام الآذان إلا عن أسيادها وطواغيتها، فأنى لهم بعد ذلك أن يهتدوا إلى صراط الله المستقيم.
- البراءة منهم:
60 - كلا ولست بشيعي أخا دغل
في قلبه لصحاب المصطفى حقدٌ
61 - كلا ولا ناصبي ضد ذلك بل
حب الصحابة ثم الآل نعتقدُ
62 - تباً لرافضة سحقاً لناصبه
قبحاً لمارقة ضلوا وما رشدوا (2)
* الخوارج والنواصب والرافضة ضلّوا وما كانوا مهتدين ... إلا إننا في عصرنا هذا نرى ونلمس شدة بأس الرافضة وتكاثرهم وانتشارهم ومجاهرتهم بمعتقداتهم بخلاف غيرهم.
- إنذار:
63 - وكذا نصير الشرك في اتباعه
أعداء رسلِ الله والإيمان
64 - نصروا الضلالة من سفاهة رأيهم
وغزوا جيوش الدين والإيمان
65 - فجرى على الإسلام منهم محنة
لم تجر قط بسالف الأزمان (3)
* لقد كان سقوط الخلافة العباسية - واحتلال بغداد وقتل مئات الآلاف من أهل السنة فيها، حدثاً مفجعاً، ومأساة عظمى، ورزية كبرى، حتى لقد حار المؤرخون عم يتحدثون، وماذا يسطرون، وكيف يكتبون!! لقد تلوث الهواء، وتغير لون الماء، وسالت الدماء أنهاراً، يقتل الصغير قبل الكبير، والمرأة قبل الرجل، وتسبى الجميلات والصغيرات، ويموت الخليفة تحت الأقدام رفساً، إلى غير ذلك من المآسي، وأما الرافضي واليهودي والنصراني فما مسوا بأذى!! لِمَ حصل ذلك لأهل السنة وحدهم إذن؟ والجواب: تقريب الرافضة وتمكينهم والوثوق بهم، وكما قال تعالى: {لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتُّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ... }.
- رد على رافضي:
66 - لا تعجبوا من منطق وكلام
يهذي به قزم من الأقزام
67 - كلب تخيل أنه بعوائه
سيدك صرح الدين والإسلام
68 - يا أيها الوغد الذي من لؤمه
سمى السقيفة مصدر الآثام
69 - كبرت وأيم الله منك جريمة
يا موغلاً في الكفر والإجرام
70 - لولا السقيفة كنت عبداً يشترى
ويباع مثل بهيمة الأنعام
71 - لولا أبو حفص العظيم لكنت من
سقط المتاع تداس بالأقدام (1)
* أين من يدافع عن الصحابة الكرام، ويفضح الشيعة الرافضة اللئام.
- بيان حال الرافضة:
72 - لا تعجبوا من منطقي وكلامي
فالقلب من يوم الفجيعة دام
73 - يوم به جاء الحسين بأهله
وبفتيه كالزهر في الأكمام
74 - عطر الربيع يفوح بين ركابهم
وعلى محياهم هدى الإسلام
75 - غدرت بهم شيع الروافض حينما
راحت تسوقهم إلى الإعدام
76 - كبرت وأيم الله تلك جريمة
للموغلين بحمأة الإجرام
77 - أنتم غدرتم بالحسين وصحبه
خير الأنام السادة الأعلام
78 - حسب الرسائل بيعة فأتاكم
يسعى وليس لسعيه من حام
79 - يا ذل من واليتموه وخيبة
لمن ارتجاكم باقتحام زحام
80 - فقعدتموا متربصين قدومه
ولحربة ظمئت نفوس لئام
81 - فغدا صريع سهامكم بدمائه
وسيوفكم يا معشر الأقزام
82 - يا عصبة الكفر الذميم ومعدن
الغدر اللئيم وبؤرة الأسقام
83 - لله ما فعل الروافض إنهم
عون لكل مخرب هدام
84 - لهفي عليه مغروراً بوعودكم
يا عصبة الأنصاب والأزلام
85 - أوما رأى غدر الروافض ظاهراً
بأبيه حيدر وهو (بعدُ) إمام
86 - يا موغلين بكل إثم فادح
والغارقين بذنبهم للهام
87 - يا قاصدي قتل الكرامة غيلة
إن الكرامة في رفيع مقام
88 - تالله ما فعل اليهود فعالكم
حتى المجوس وعابدوا الأصنام
89 - لا فرق عند الروافض محلل
ومحرم كالنقض والإبرام
90 - باسم التشيع والولاء تغلغلت
زمر اليهود وملة الأعجام
91 - وأتت على التاريخ نفس شرة
ملئت بحقد قاتل وخصام
92 - لا تحسبوا ضرب الحديد بشافع
كلا ولا هاماتكم بالقام
93 - لا تحسبوا صبغ الثياب وضربكم
فوق الرؤوس ولبسكم للخام
94 - (لا تحسبوا أن الخداع وزوركم
في هذه الأزمان والأيام)
95 - ينسى رجال المسلمين فعالكم
يا عصبة الأرجاس والآثام
96 - عجبى لضرب الركبتين وقولهم
عند الصلاة بلكنة التمتام
97 - خان الأمين وصدها عن حيدر
تالله ما كان الأمين بحام
98 - تالله ما خان الأمين وإنما
عميت قلوبهم عن الأفهام
99 - هل جاء في شرع الأئمة وطأكم
دبر النساء كحجة وصيام
100 - وكذا التمتع بالنساء ونكحكم
للأمهات تقرباً لمقام
101 - وكذا السجود لتربة معجونة
عجنت ببول الكلب والحاخام
102 - حكمت بين الملتين (1) فلم أجد
من فارق بالكفر والأجرام
(يُتْبَعُ)
(/)
104 - لابد للدين الحنيف وأهله
من ثورة تشفي من الأسقام
105 - وأرى دماء الكفر خير وسيلة
لطهارة الدنيا من الآثام (2)
* التشيع والرفض عبارة عن: بذرة نصرانية بيد يهودية في ارض مجوسية، يدعون حب آل البيت وهم أعداءهم، وانظر من الذي قتل علياً - رضي الله عنه - أليس من شيعته السابقين! من الذي أفسد في جيش الحسن بن علي - رضي الله عنه - وطعنه وجرحه وانتهب متاعه، أليسوا من شيعته! من الذي كاتب الحسين - رضي الله عنه - ثم تخلى عنه بل شارك في قتله ثم بكى عليه أليسوا من شيعته!! ولو ذهبت تقلب صفحات التاريخ لوجدت إساءاتهم إلى آل البيت لا تعد ولا تحصى، ثم بعد ذلك ينسبون ما تخجل الحيوانات العجماوات من فعله أو تصديقه إلى آل البيت، كذباً عليهم وزوراً وبهتاناً، وكفى بهذا دليلاً على حمق الرافضة وجهلهم المتعمد، وأنهم أحط درجة من الحيوانات.
- وقفات:
106 - إن الجهاد على الروافض لازم
ويثاب فاعله عليه ويؤجر
107 - من لم يعادهم فذاك مذبذب
أولم يكفرهم فذاك مكفر (3)
* من أطلع على كتب الرافضة، أو على أقوال أئمة الإسلام - رحمهم الله - لا يرتاب ولا يشك في كفر الشيعة الرافضة.
108 - ساءوا رسول الله في أصحابه
وبقولهم بالإفك وهو يكفر
109 - لُعنوا بما قالوا وغلت منهم الأ
يدي وذلوا بعدها واستحقروا (4)
* نعم لقد آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أزواجه وفي أصحابه، وكذبوا عليه وعلى ربه سبحانه وتعالى.
110 - ألم تكفر الأرفاض والكفر دينهم
وقد نسبوا صحب النبي إلى الكفر
111 - صحابة هادينا وأعلام ديننا
تسب بلا ذنب جنته ولا وزر
112 - أكان جزاء المصطفى سب جنده
وأزواجه ظلماً وأصحابه الطهر (1)
* إن الصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين أخمدوا نار الوثنية، ومزقوا المجوسية الكسروية الفارسية، وهزموا اليهودية والنصرانية، ونشروا دين رب البرية، فمن عاداهم فلا عجب!! إذ هو عدو لدين رب العالمين.
- دعاء وتشبيه:
113 - يا معهد الرفض لا حياك مبتكر
من السحاب ضحوك البرق منهمل
114 - ولا عداك البلى في كل آونة
حتى تزول الجبال الشم والقلل
115 - إذ أنت دمنة خبث طالما رتعت
فيها من الحمر الأهلية الهمل
116 - من كل من خبثت منه ضمائره
إذا انقضى دخل منها أتى دخل
117 - رأى خيار الورى طرا فجانبهم
كذا يجانب أرباب العلى السفل
118 - وصار يرميهم منه بكل هجا
وما على البدر لو أزرى به طفل
119 - وما على العنبر الفواح من حرج
إن مات من شمه الزبال والجعل
120 - أو هل على الأسد الكرار من ضرر
أن ينهق البعر مربوطاً أو البغل
121 - أو هل على أنجم الخضراء منقصة
إن عابها من حصى الغبراء منجدل
122 - فلا وربك لا يزري بشمس ضحى
أعابها الجدي أم قد عابها الحمل
123 - وقد يعيب الفتى ما ليس يدركه
إذ كل ضد بذم الضد مشتغل
124 - كما يعيب فتاة راق منظرها
قبيحة ويعيب الصائب الخطل
125 - والزج يحسد لؤماً خرص سمهره
كذلك يهجو الشجاع الباسل الفشل
126 - فلا يضر أولي الفضل الأولى سبقوا
من صحب خير الورى إن ذمهم سفل
127 - مثل الأسنة والأسياف ما برحت
بطعن أعدائهم والضرب تنصقل (1)
* كثير من أهل السنة يجهلون أنهم في نظر الشيعة الرافضة أولاد زنا، وكلاب وقردة وخنازير!!
ويجهلون ... ويجهلون ... ويجهلون .... فإلى متى هذا الجهل وهذه الغفلة!!
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 10:45]ـ
128 - تعرضت فاستهدف لوقع نبالنا
وأسيافنا المحدودة الشفرات
129 - فما في رشانا عن رشاك قاصر
ولكن ذم الكلب كالتحيات
130 - فلو لم يكن حسان ذمّ شبيهكم
ذوي الشرك والأصنام والخبثاث
131 - لنزهت نطقي عن وخيم هجائكم
بل قد يزاح الظلم بالحسنات
132 - ومن أنتم حتى تذمّوا وإنما
أجرب في أعراضكم نبلاتي
133 - لنا بلد الله الحرام وما لكم
سوى بيعٌ بالشرك متسمات (2)
- مقام وقدر:
134 - فاقصر عليك اللعن إنك قاصر
وهل وتد بالقاع للبدر طائل
135 - وهل لبغاث الطير نسر صقورها
وهل يستوي زج فخاراً وعامل
136 - ومن نطق الذكر الجميل بفضله
فكل هجاء في مزاياه باطل
137 - وحقق لي فضل الصحابة إنهم
رمتهم بأنواع الهجاء الأراذل
138 - فما زالت الأشراف يعنى بذمها الـ
خساس ويعنى في ثناها الأفاضل (3)
* الرافضة أحق بكل لعن ومنكر، قاتلهم الله أنى يؤفكون ...
139 - ألا بغلاة الرفض تمكن فرصة
فأعلم والله كيف أقاتل
140 - لأنصر أصحاب المصطفى بعد موتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
فنصرهم فرض به الله قائل (1)
* لابد لك أيها السني أن تدافع عن دينك بما تستطيع، حتى تحقق إيمانك، وتصدق في إسلامك.
141 - كفرت بلا شك لدى كل مسلم
بسبك أصحاب الرسول محمد
142 - كذبت عدو الله لست بصادق
وأنى يرجّى الصدق في قول مارد
143 - كذبت فما كانوا سوى خير معشر
وخير نجار من فخار وسؤدد (2)
* لو كان الرافضة أهل صدق، لا نمحى دينهم، وانقرض مذهبهم، وعن طريق الحوار، ولكنهم هم الكذب يمشي على الأرض.
144 - إلام التعامي وارتكاب المحارم
ورميك أعلام الهدى بالجرائم
145 - وتطمع أن ترقى السماء بسلم
لترمي أقمار الدجى بالعظائم
146 - نجوم سماء كلما انقضى كوكب
بدا كوكب يهدى به كل عالم (3)
* يتوارث الرافضة سب الصحابة وارتكاب المحرمات والشركيات، مشرك عن مشرك، ولعين عن لعين.
147 - وقطعوا ربقة الإسلام وانقطعوا
عن الجماعة أهل الحق وانخذلوا
148 - وأصبحوا مثل أتن لا رعاة لها
بلى لها من هوى شيطانها طيلُ
149 - إذ جردوا في لسان الصحب ألسنة
قد شانها الإفك والبهتان والخطلٌ (4)
* البعض يراها حكمة! وغيره يراها طيبة! والعارف بالشيعة الرافضة يدرك أنها غفلة وسذاجة! إذ كيف تمكّن من يراك أكفر من إبليس! وأشر من اليهود والنصارى!! ويستحل دمك ومالك!!.
150 - يا أمة صرف الضلال قلوبها
من ذا على نهج الشقا دلاك
151 - أعماك عن سبل الهدى أعماك
حتى ضللت وما علمت خطاك
152 - أم رأي أهواك المضلة في الردى
أهواك حتى زل منه خطاك
153 - فلقد هجوت المسلمين جميعهم
وهم الخيار كما حكى مولاك
154 - ورميت أقمار الهدى بنقائص
لما بها رب السماء رماك (1)
* إذا أردت أن ترى الضلال والظلمات تمشي على الأرض فانظر إلى الرافضي ثم أحمد الله.
155 - قال الروافض نحن أطيب مولداً
كذبوا على دين النبي محمد
156 - أخذوا النساء تمتعاً فولدن من
تلك النساء فأين طيب المولد (2)
* للزنا عند الروافض مناقب وفضائل، فباسم المتعة يزنون ويلوطون بالنساء، حتى أنه مباح أن يتمتع بالمرأة الواحدة وفي يوم واحد عدد من الرجال قد يصل إلى عشرين أو أقل أو أكثر، ولذا فهم أهل الزنا وأصحابه وأبنائه كما قرر ذلك أهل العلم والمعرفة بهؤلاء الأشقياء الفجار.
- توضيح وبيان:
157 - وذي رفض ينازعني بجهل
ولا علم لديه ولا حياءُ
158 - يقول ألا تسب أبا فلان
وصاحبه فقد برح الخفاءُ
159 - فقلت بفيك يا مخذول ترب
وشركما لخيركما الفداء (3) *
* من الممكن أن يردم فاه بتراب، والشيعة الرافضة يفطرون بعد العصر في يوم عاشوراء على قليل من تربة كربلاء، كما جاء في كتابهم "مفاتيح الجنان".
160 - الذنب لي عند أهل الرفض كلهم
أني لهدم بيوت الرفض احتشدُ
161 - يا للرجال أيغدو الفدمُ بينكم
مُعظّما وإمام العلم مضطهدُ (1)
* سقوط الرفض وهدمه يعين: تلاشي الخمس، وعدم التمتع بالزنا واللواط والمنكرات، وانتشار الإسلام وضعف الشرك، ... الخ.
162 - تشيع الأقوام في عصرنا
منحصر في أربع من بدع
163 - عداوة السنة والثلب للأ
سلاف والجمع وترك الجمع (2)
* أربع بدع كبيرة، تحتوي على بدع أخرى كثيرة وكبيرة، ظلمات بعضها فوق بعض، وكفريات بعضها فوق بعض.
164 - لكنُ فلانٌ تربت كفُّه
للسنَّة الغراء أبدى الجفا
165 - وصار في الرفض له مذهب
كان به في دينه من شفا
166 - فبغضه حق على كل مَن
يكون في نهج الهدى منصفاً (3)
* لابد من تحقيق وتطبيق مبدأ الولاء والبراءة، والحب في الله والبغض في الله.
167 - لا قدس الله أرواح الروافض ما
تبسم البرق بين العارض الهطلِ
* آمين.
168 - قبيح لا يماثله قبيح
لعمر أبيك دين الرافضينا
169 - أذاعوا في علي كل نكر
وأخفوا من فضائله اليقينا
170 - وسبُّوا - لا رُعوا - أصحاب طه
وعادوا من عداهم أجمعينا
171 - وقالوا دينهم دين قويم
ألا لعن الإله الكاذبينا (1)
* دينهم قبيح، وعقولهم قبيحة، بل حتى وجوههم فيها قبح ظاهر، فسبحان من مسخهم في الحياة قبل الممات، وفي الدنيا قبل الآخرة.
- نداء:
172 - ........................
كذا الروافض أهل الشرك والأشرٍ
173 - هم أكفر الناس لما أن غلوا وطغوا
والشتم منهم ففي الصديق مع عمر
174 - كذاك نالوا من أم المؤمنين فيا
عليهم اللعن في الآصال والبُكر
175 - آهٍ لدين غدا من بينهم هدف
يُرمى ولا في حُماة الدين ذو ظفر
176 - يا للرجال وأصحاب الرسولُ رمُوا
بالسوء عدواً وظلماً من أولي القذر
(يُتْبَعُ)
(/)
177 - هذا الزمان الذي كنا نحاذره
النكر عرف وصار العرف كالنكر (2)
* أين دعاة التوحيد وأبنائه، ليكشفوا حقيقة الرافضة وخطرهم، لأبناء السنة الغافل كثير منهم.
- خيانة الرافضة للحسين - رضي الله عنه -:
178 - قد كاتبته أولوا الخيانة إنها
جند وليس لها سواه إمام
179 - لكنهم خانوا الذمام ولم يفوا
أنّى وما للخائنين ذمام (3)
* كاتبوه وواعدوه، وأعطوه العهود والمواثيق، فلما أتاهم خانوه وخذلوه، بل حاربوه وقتلوه، ثم بكوه وعبدوه، وقد قالت لهم زينب - رضي الله عنها - تبكون علينا، فمن قتلنا غيركم!!.
180 - غواة استغاثت بالحسين جموعهم
إذا خف منهم تابع حل تابع
181 - أن اقدم إلينا يا أبن أحمد إننا
لغير ابن بنت المصطفى لا نبايع
182 - وقد نزلوا في عرصة الطف وانجلت
حقيقة ما يخفي من الغدر خادع
183 - فباءوا بذل مهطعين رؤوسهم
حيارى وما في الجمع للنصح سامع
184 - ولم يرعووا بل صاح صائح جمعهم
بصوت له تستك منه المسامع
185 - أن انزل على حكم الأمير مبايعاً
وإلا فما غير الأسنة شافع (1)
* لماذا لا يلعن الروافض آباءهم وأسلافهم الذين كاتبوا الحسين - رضي الله عنه - وأغروه بالقدوم إليهم، ثم خدعوه وتخلّوا عنه بل شاركوا في قتله وقتل أهل بيته!!.
لفتات وتنبيهات:
186 - كذاك الرفض أحسبه صديداً
وقيحاً من شياطين العباد
187 - وشر الرفض تنظره قديماً
وتنظره حديثاً في ازدياد
188 - فلا تغفل ولا تتبع بليداً
فسُمُّ القوم ينفث في البلاد
* الرافضة يتسللون إلى كل منطقة وإلى كل عمل يستطيعون الوصول إليه، فهل تعلم أن منهم - رجال ونساء - يدرسون مادة التربية الإسلامية!! وأن منهم مدراء ومديرات مدارس!! وأن منهم ... وأن منهم ...
189 - لله دٌّرك يا حذيفي من خطيب
قد قلت قول الحق في وقت عصيب
190 - إن الروافض مع يهود والصليب
أعداء دين الله فاحذر يا حبيب
* الشيخ علي الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، بين حقيقة الرافضة، وأنهم كفار، وأنه لا تقارب بين السنة والشيعة إلا بأن يدخلوا في الإسلام ويتركوا ما هم فيه من شركيات وكفريات ومنكرات، بيّن ذلك في خطبة جمعة، ومن على منبر المسجد النبوي، على نبينا صلوات الله وسلامه، وقد سمعه الملايين، فلله دره، والله يحفظه ويتولاه، ويرد عنه شر الرافضة وغيرهم، وإننا في هذا الزمان، وهذه الأوقات، أحوج ما يكون إلى تبصير المسلمين بأعدائهم، وبمخططاتهم وبحقائقهم، وإلى تعليمهم حقيقة التوحيد الصحيح السليم من أي شائبة، وإلى تنبيه وتذكير المخالفين من رافضة ونحوهم بحقيقة عقائدهم وبطلانها، لعل وعسى أن يسلم أحد منهم، وإلا فإن الحجة قائمة عليهم - وخصوصاً الموجودين في هذه البلدان - ولا عذر لهم أبداً - كما قرر ذلك أهل العلم.
191 - فلعنة الله دوماً دائماً أبداً
على الروافض جمعاً دون تفريق
* كل رافضي صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، لابد أن يلعن الصحابة - رضي الله عنهم - ويلعن أتباعهم، ولعن الأمة الإسلامية وتكفيرها مما استفاض في كتب الشيعة الرافضة.
192 - إن الروافض قوم لا خلاق لهم
من أجهل الناس في علم وأكذبه (1)
* حشد الروافض في كتبهم ركاماً هائلاً من الأساطير والأكاذيب، لا تبقي في قلب من يؤمن بها إلا الحقد، والتعطش لسفك الدماء، والرغبة في الانتقام، وواقعهم يشهد بذلك.
193 - لا تعتقد دين الروافض أنهم
أهل المحال وشيعة الشيطان
194 - إن الروافض شر من وطئ الحصى
من كل إنس ناطق أو جانِ (2)
ج
* العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - أجاب بعض آياتهم الذين جاءوا لمناظرته بجواب قال فيه: لو كنا نتفق على أصول واحدة لناظرتكم، ولكن لنا أصول ولكم أصول، وبصورة أوضح: لنادين ولكم دين، وفوق هذا كله أنتم أهل كذب ونفاق.
195 - بلاء صب في شتى البلاد
بتمكين الدعاة إلى الفساد
196 - بني علمان وأرفاضٌ ونادِ
وأصحابُ المساوي والعنادِ
* لا شك أن أهل الباطل يتعاونون فيما بينهم فيما يعود على كل منهم بالمصلحة، بغض النظر عن كون هذا التعاون على البر والتقوى أو على الإثم والعدوان، وهم لا ريب إنما يتعاونون على الإثم والعدوان.
197 - إن التقارب للروافض منكر
من أعظم الإجرام والآثام
(يُتْبَعُ)
(/)
* التقرب إلى الرافضة الكفار، والتعاون معهم، والانبساط إليهم، من أعظم الإجرام، وقد ضل عن الهدى، وزاغ عن الحق من سلك هذا المسلك معهم، وهو على خطر عظيم في دينه ودنياه.
198 - ومن المصائب والمصائب جمةٌ
تقريب شيعي ونصرة باغي
* من الطوام العظيمة، إبعاد النصحة، وتقريب الغششة، إسكات المصلحين، وترك المجال للرافضة والمفسدين. تحقير الموحدين، وتعظيم المشركين.
199 - سلوا بغداد يا من قد ركنتم
لأهل الشر والرفض ولِنتم
* فيما حدث في بغداد دروس وعبر، فهل من واع يعي، وهل من لبيب يتذكر ويتدبر، وهل من مستفيد.
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 10:46]ـ
فتح الأبواب:
200 - فتحنا للروافض كل باب
وأسكتنا كل قول أو خطاب
201 - فلا نقد ولا ذم عليهم
وهم يسعون فينا بالخراب
202 - أليسوا في المدارس قد أقاموا
طوابيراً تندد بالكتاب
203 - كتاب الشيخ عمداً قد رموه
وراحوا يعلنون بلا حجاب
204 - تسبون الروافض كيف هذا
ألسنا في البلاد وفي التراب
205 - ولا نرضى بشتم أو سباب
ولن نرضى بقا هذا الكتاب
206 - ففاز القوم فيما قد أرادوا
ونالوا المبتغى دون ارتياب
207 - يسبون الصحابة كل يوم
نهاراً جهرة وبلا حساب
208 - وشرك القوم يعلو بازدياد
وشرهم يروج بلا عقاب
209 - أفيقوا يا بني ديني أفيقوا
وكفوا شرهم قبل التباب
* كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان - وفقه الله - فيه كلام قليل عن الرافضة، طالب الرافضة بإلغاءه وامتنعوا عن دراسته وكتبوا إلى المسؤولين يطالبون بذلك، فألغي الكتاب عن ذكورهم والدور على إناثهم، حرصاً على عدم جرح مشاعرهم - لعنهم الله - وهكذا يسبون الصحابة - رضي الله عنهم - فلا يعتبر ذلك قدحاً في الإسلام، ولا جرحاً لمشاعر المسلمين، وإذا ذُكر تعريف بهم في أسطر قليلة كان ذلك شيئاً جللاً وأمراً خطيراً. قاتلهم الله أنى يؤفكون.
- وأخيراً:
210 - يا شيعة الإضلال والإفساد
يا مبدأ الإشراك والإلحادِ
211 - يا أصل كل بلية ورزية
في الدين يا عوناً لكل معادي
212 - يا كافرين بأصل دين محمدٍ
وعقيدة التوحيد والإفرادِ
213 - عطلتمُ العقل الصريح ونوره
وتبعتم في الغي كل منادي
214 - لم تعبدوا الرحمن ذا العرشِ الذي
خلق السماء بقدرةٍ وسدادِ
215 - معبودكم حسنُ حسينُ حيدرُ
ثم الرضيُّ وجعفر والهادي
216 - والعسكريُّ وكاظمُ وجميعهم
لله عبّادُ من العبّادِ
217 - لم يشركوا بالله أو يتخبطوا
كتخبطٍ أنتم به وعنادِ
218 - حاشاهم فهم الهداة وأنتم
في الشرك رائحكم وفيه الغادي
219 - سويتمُ بالله أقطاباً لكم
فدعوتموهم بغية الإمدادِ
220 - أشركتمُ بالله كل مسودٍ
تدعونه للغوث والإنجاد
221 - إن الأئمة عندكم في منزلٍ
أعلى من الرحمن ذي الأجنادِ
222 - إن الأئمة عندكم في عصمةٍ
وبموضع في رفعةٍ متمادي
223 - ويدبرون الكون في أحواله
بل يعلمون الموت بالميعادِ
224 - والغيب سرُ الله مختصُ به
لا للنبيِّ وزمرة الأحفاد
225 - والوحيُ حقٌ للأئمة سائغٌ
ويبدلون الشرعَ بالإنشادِ
226 - والربُّ عندكمُ فليس بعالمٍ
بدقائق الأشياء والأعدادِ
227 - حتى يكونَ على البسيطةِ وقعُها
فيرى بديعَ الصنعِ والإيجادِ
228 - إذاً الإلهُ أقلُ شأناً عندكم
من معشر الأسيادِ والقوادِ
229 - حقاً خرابُ الدين بل إفسادهُ
ساداتكم والسوءُ في الأسيادِ
230 - أنتم خنازيرُ الورى وقرودُهم
شرُ البريةِ في أشر بلادِ
231 - ولقد رأيتُ إمامكمُ وكبيركمُ
في زيه من أصلح الزهادِ
232 - فسبرتهُ فوجدتهُ متهالكاً
خلواً من التقوى وأيِّ رشادِ
233 - ذئب عليه جلدُ ألطف نعجةٍ
في مأمنٍ من صولةِ النقادِ
234 - ويعيش للدنيا ويرجو نيلها
يخشى عليها وثبة الحسادِ
235 - بل دينهُ دينارهُ ودراهمُ
مستبشرٌ ما لم يرع بنفادِ
236 - إن الحسينَ ونسله ساداتنا
الصالحون ومعشرُ الأجوادِ
237 - تفديهمُ النفسُ النفيسةُ إنني
أفدى الحسينَ بمقلتي وفؤادي
238 - أحسينُ تفديك النفوسَ وبعدها
أموالُنا من طارفٍ وتلادِ
239 - بل ديننا حبُ الحسين ورهطهِ
نفديهمُ بالنفس والأولادِ
240 - يا شِمرُ لو أبقيته لحمدته
وكفيت شر النار والأصفادِ
241 - أهلكتَ حباٌ للنبيّ مُقرباً
فكسبت أوزار الردى يا عادي
242 - فقتلتَ أنفسناً بألفي قتلةٍ
نفذت إلى الأحشاء والأكبادِ
243 - وفجعت أهل الأرض بابن نبيهم
ولقد جهلتَ مهمةَ الإيفادِ
244 - وبكربلا جسدُ شريفٌ مزّعت
(يُتْبَعُ)
(/)
أشلاؤه والله بالمرصادِ
245 - روّيتَ تربَ الأرضِ من أحشائه
يا شر عبدٍ للهوى منقادِ
246 - لما قتلتَ السبطَ عمّت وحشةُ
بكتِ السماء وضجَّ ذاك الوادي
247 - حتى الوحوشُ تنافرت من هولٍ ما
جنت الجيوشُ يقودها ابن زياد
248 - سبطُ النبيِّ بقتله ولدت لنا
فتنُ رعاها الشمرُ بالإيقادِ
249 - يا شمرُ قد قطعتَ قلباً طاهراً
حسبي عليك اللهُ من جلادِ
250 - لكنَّ ثمة عصبة مخذولةُ
للرفضِ تدعو في الورى وتنادي
251 - سبّوا أبا بكرٍ وسبوا بعده
عمرُ الخليفة بانيَ الأمجادِ
252 - وهما وزيرا أحمدٍ في شرعه
وهما عماداه وأيُّ عمادِ
253 - والثالث المرضي سبُّوه وقد
أغزى الجيوش بعدة وعتادِ
254 - أبلى بلاءً لم يكن من مثله
بالنفس والأموالِ والأزوادِ
255 - والله بشّره بجناتٍ له
لما علا بتبوك سيف جهادِ
256 - وزعمتمُ أن قد بدا لله في
ذا الكون أمرٌ لم يكن بالبادِ
257 - لما تبدل حكمه ومرادهُ
عما نوى في سالف الآبادِ
258 - فنسبتمُ لله جهلاً مطبقاً
إذ كان لا يدري بخيرِ مرادِ
259 - بل قلتمُ إن الحليلةَ قد زنت
وهي العفيفةُ عن خنى المرتادِ
260 - حاشا الشريفةِ أن تخون محمداً
تيميةُ الآباءِ والأجدادِ
261 - والله برأها بنصِ كتابه
عن منكرِ أو ريبة وفسادِ
262 - إن التعددَ بالتمتع دينكم
ولقد كفرتُ بذلك التعدادِ
263 - فهو الزنا وهي الفروجُ معارةُ
مبذولةُ بالبخسِ للروادِ
264 - بتقيِّة شنعاءَ نافقَ جمعكمُ
متردداً والكفرَ في التردادِ
265 - مع كلِّ صاحب ملِّة ترضونه
وبدينكم تشرونَ كلَّ ودادِ
266 - هذا وربِّك للنفاقُ فدهركم
يومٌ يناحُ وآخر لحدادِ
267 - أنتم عن الدين الصحيح بمعزلٍ
وعن الهدايةِ في عمىً وبعادِ
268 - ما الدين أشعاراً ترنم عندكم
أو ضربكم لصدوركم في النادي
269 - أو ذلك القبر الذي تدعونه
وحسينه جسدُ من الأجساد
270 - والدين إخلاص العبادة كلها
لله في الأسرار والإشهادِ
271 - ثم اتباع محمدٍ في شرعهِ
وكتابه في لفظه بالضادِ
272 - سبحان ربيَ أي دين دينكم
دين اليهود مرقَّع بسوادِ
273 - يا شر من وطئ الحصى وترابه
قد قاله الشعبي بالإسنادِ
274 - كفّرتمُ صحب النبي وسبهم
واللعن عندكم من المعتادِ
275 - ولقد ترضى ربهم عنهم كما
نص الكتاب وجملة الآحادِ
276 - فهمُ عماد الدين هم أوتاده
أنصار طه عند كل جلادِ
ـ ما قام به حزب الله اللبناني في بيروت، وإيذائهم للناس، وضرب المسلمين العزل، بهدف السيطرة على البلد، ومع الأسف الشديد انضم إليهم بعض رموز من السنة، وأما ما فعلوه من افتعال القتال مع اليهود، وضرب الصواريخ على شمال إسرائيل، فهذا أمر مفتعل مع الأمريكان وإيران، لإبراز حزب الله، ثم إن من أعجب العجائب أنهم لم يضربوا صاروخاً واحداً على مناطق اليهود، إنما القصف نال مناطق المسلمين السنة المقيمين في بلادهم التي لم يتركوها في شمال فلسطين، وقد سمعت نداء الناس في ذلك.
ـ ما قاموا به الآن من شراء الأراضي في دمشق، وبناء الحسينيات والمراكز في بقية المحافظات، مع تقديم المال بسخاء لمن يتشيع،
ولما حاولوا أن يفعلوا ذلك في الأردن تنبه لهم المسؤولون، ولا غرو فقد كان الملك حسين رحمه الله تعالى من أوائل من نبه على ثورة الخميني، وأنها ثورة شيعية وليست إسلامية، كما شاركه هذا الرأي عدد من الزعماء رحم الله من مات منهم.
وأما في العراق فالقلب يحزن لما يرى ما فعل من تهديم وتهجير وتعذيب وتقتيل، ... وما العراق إلا الحلقة الأولى في المخطط الإيراني المعد ضمن الخطة الخمسينية. لذا فليتنبه كل غيور.
ولعل الغيور يسمع تلك الصيحة، وهذا النداء، فينتبه لمخطط فروخ الفرس، وشركاء اليهود والنصارى، فيحبط عليهم مخططهم، ويردهم على أعقابهم قبل أن يجرفه تيار الرفض.
لكن كلي أمل وثقة بالله تعالى وبما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بأن الفرس لن تقوم لهم دولة كسروية في العراق: > إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده < متفق عليه، والله تعالى أعلم.
وفي ختام هذا الفصل أذكر ثلاث قضايا مما خالف الرافضة فيها عموم المسلمين.
* فكرة ولاية الفقيه.
إن فكرة ولاية الفقيه هي بالمعنى الدقيق: فكرة حلولية، دخلت على الفكر الشيعي عن طريق الفكر النصراني، القائل: إن الله تجسّد في المسيح، والمسيح تجسّد في الحبر الأعظم ـ تعالى الله عن ذلك وقد سبق ذكر بعض الأقوال في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كان البابا في عصر محاكم التفتيش يحكم أوربا باسم السلطة الإلهية المطلقة، حيث كان يأمر بالإعدام والحرق والسجن، ... وقد دخلت هذه البدعة إلى الفكر الشيعي بعد الغيبة الكبرى، وأخذت طابعاً عقائديّا، عندما أخذ علماء الشيعة يسهبون في الإمامة، ويقولون: بأنها منصب إلهيٌّ، أنيط بالإمام، كخليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبما أن الإمام ـ في اعتقاد الرافضة ـ حيٌّ، لكنه غائب عن الأنظار، ولم يفقد سلطته الإلهية بسبب غيبته فإن هذه السلطة تنتقل منه إلى نوّابه، لأن النائب يقوم مقام المنوب عنه في كل شيء.
لكن هذه الفكرة ـ مع تبني بعض فقهاء الشيعة لها فيما سبق ـ لم تجد الفرصة المواتية للخروج من حيِّز الفكر إلى حيِّز العمل إلا بعد قيام الدولة الصفوية في إيران، واستيلاء الشاه إسماعيل على مقاليد الأمور في إيران. مع أن غالب إيران كان سنِّيّاً، سوى قم وقاشان ونيسابور، وكانت أصفهان يغلب عليها الخوارج، فلما طلب الشاه منهم التشيع وإلا السيف، طلبوا منه أن يمهلهم أربعين يوماً حتى يكثروا من سب علي رضي الله عنه ثم يتشيعوا، فكان ذلك، فانضمت إلى المدن الشيعية.
ومع أن الشاه كان شيعياً للنخاع، إلا أنه رضخ لولاية الفقيه، وطلب من علي بن عبد العال الكركي العاملي ـ كبير علماء الشيعة في جبل عامل بلبنان ـ أن يُحكم له دعائم السياسة والملك، ويجيزه الجلوس على كرسي الملك والحكم باسم الولاية العامة التي هي من صلاحيات الفقيه. ولا زالت الكتب التاريخية تحتفظ بالنصوص الواردة في إجازة الكركي للشاه.
ن فكرة ولاية الفقيه كانت موجودة في الفكر الشيعي، وعليها كانت تُبنى فكرة عدم شرعية الخلافة إلا إذا أجازها الفقيه الذي يمثّل الإمامَ الحي الغائب المنصوب بأمر الله تعالى.
وما أن أطل هذا العصر حتى بدأ الخلاف يدب بين فقهاء الشيعة، وصار الصراع على أشده تجاه هذه الفكرة، وغُيّب كثير من الفقهاء لمخالفتهم لتلك الفكرة، أو لعدم موافقتهم على من تصدّر. والمثقفون من الشيعة يعرفون الكثير مما ارتكب من الفجائع، والمظالم باسم ولاية الفقيه في إيران، وبدأ رد الفعل العنيف يعصف بالمذهب، وما رافقه من سلطة الفقهاء والمرجعية المذهبية، مما يهدد الإيرانيين بتغيير مسار معتقدهم.
ومع أن ولاية الفقيه تتعارض تعارضاً صريحاً مع الآيات القرآنية، إلا أن المرجعية المذهبية متشبثة بأظافيرها بها، حتى أصدر الخميني كتابه الصريح في ذلك، وقد لوى فيه أعناق النصوص في سبيل الاستدلال على مذهبه، ومع تناقضها مع مبادئ الإسلام الصريحة، إلا أن الأكثرية من الفقهاء لم يعارضوها، بل وقفوا محايدين أو مؤيدين، مما ينذر بالخطر، والله المستعان. انظر (التشيع والتصحيح (69 ـ 76)
* فكرة الضرب على الرؤوس يوم عاشوراء.
ومما أحدثه الشيعة الرافضة ـ مخالفين عامة المسلمين ـ ضرب الرؤوس والأكتاف بالسلاسل الحديدية، وضرب الرؤوس بالسيوف. وما زالت هذه العملية البشعة من مراسم الاحتفال بالحزن تتكرر كل عام بمناسبة مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه.
ولم تكن هذه الأفعال الشنيعة تقام عند قبر الحسين في كربلاء في العاشر من محرم، من كل عام، عند القدامى من الشيعة، بل كانوا يجلسون في بيوتهم، ويتقبلون التعازي، ويطعمون الطعام، وتُلقى الخطب والقصائد ويبكون يومهم ذاك.
وفي كربلاء كان الزوار يمرون على هيئة مواكب منظمة مرتبة مع البكاء والنحيب، ويلبس الشيعة السواد حداداً في شهري محرم وصفر.
ولكن بعد قيام الدولة الصفوية ـ وبدعم من الإنكليز ـ تغيرت مراسم الاحتفال، فدخل ضرب السيوف على الرؤوس، والأكتاف بالسلاسل، وذلك إبان الاحتلال البريطاني للقارة الهندية، وقد استغل الإنكليز جهل الرافضة وسذاجتهم، وحبهم الجارف غير المتعقل للحسين رضي الله عنه، فأخذوا طائفة منهم إلى أوربا وعلّموهم كيفية الاحتفال البشع في ذلك اليوم، كما علموهم ضرب الرؤوس.
وقد كانت السفارات الإنكليزية في طهران وبغداد إلى عهد قريب تموِّل المواكب الحسينية، التي تظهر بذلك المظهر البشع في الشوارع والأزقة، ليعطوا مبرّراً لهم على بقائهم في تلك البلاد المتوحش أهلها، ولا زلت أذكر قبل أكثر من (65) سنة ما تفعله الإذاعة في بغداد، لعدم حضورنا تلك المراسم.
ولما أصدر السيد محسن الأمين العاملي ـ كبير علماء الشيعة في لبنان ـ عام (1352هـ) تحريم مثل هذه الأفعال، وطلب من الشيعة أن يكفوا عنها، وبين أنها ليست من الدين، ولا من المذهب، وأيده السيد أبو الحسن الموسوي كبير علماء الشيعة في النجف: بدأت هذه الظاهرة بالانحسار، حتى وفاة السيد الموسوي (عام 1365هـ) فبدأت هذه الظاهرة بالظهور من جديد، لكن بعد قيام حكومة الخميني في إيران، وتولت ولاية الفقيه السلطة: صدرت الأوامر بإحياء تلك الأعمال، ودعمها ماديّاً ومعنويّاً، في كل مكان يكون فيه شيعة، كجزء من السياسة المذهبية، وترسيخ العداء للسنة، ودعم هذه البدعة المنكرة، التي أدخلها الاستعمار الإنكليزي قبل مائتي سنة، وتعطي الصورة المشوّهة للإسلام، وتبرر الاستعمار الفكري للدول الإسلامية.
المصدر
http://www.almokhtsar.com/cms.php?action=show&id=493(/)
القرد فهيم ربيب ربانى,, يعود ليكون نائب للأرجواز ... كرازاى!!!
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 10:54]ـ
أستطيع أن ألخص رؤيتى حول ترشح محمد فهيم كنائب للرئيس في الانتخابات المقرر انعقادها في الثالث والعشرين من شهر أغسطس لعام 2009م على النحو التالي:
أولاً: محمد قاسم فهيم الذراع العسكري للجمعية الإسلامية بقيادة برهان الدين رباني الذي يلقب بالجنرال الطاجيكي! كان قد اختير وزيراً للدفاع عقب احتلال أمريكا لأفغانستان عام 1422هـ الموافق2001م، ورجل روسيا المفضل يبرز على الساحة الأفغانية مرة أخرى بعد أن وافق دمية القوات الغازية كرزاي على أن يكون هذا السفاح نائباً له في الانتخابات القادمة!
ثانياً: لاعجب في تحالف الاخوة الأعداء! فتاريخ أفغانستان شاهد على هذه التحالفات! فقديماً تحالف مسعود مع حكمتيار! ثم اختلفا! حتى ظهرت طالبان فهرب الجميع! وقديماً أيضاً تحالف قلب الدين حكميتار مع الشيوعي عبد الرشيد دوستم!) إبان حكومة المجاهدين!! (رغم أن حكمتيار كان عدوا لطلبان إلا أنه لم يتحالف مع قوات الاحتلال الأنجلو أمريكية).
ثالثاً: الغريب في الأمر أن الإدارة الأمريكية غير راضية عن ترشيح فهيم! رغم أن القوات البربرية الغازية دخلت بخيانتهم! ودخلوا هم على متون دباباتهم وتحت مظلة طائراتهم!
لكن الأمريكان يتوجسون من فهيم خيفة! فهو رجل روسيا وعميلها المدلل! بالإضافة إلى أن فهيم صاحب تجربة عسكرية قديمة؛ فإنه بالمفهوم العسكري والسياسي أقوى من رجلهم الأنسب مرحلياً (كرزاي)! فلدى فهيم أتباع مسلحون ومدربون يطيعونه ولديه معسكرات احتياطية دخل الأراضي الروسية تحسباً لأية ظروف في مستقبل أفغانستان غير المستقر!
رابعاً: وممكن بين عشية وضحاها يتم اغتيال كرزاي بأية حيلة وتحت أية ذريعة! ومن ثم يكون المرتزق السفاح محمد فهيم بحكم الدستور الجديد رئيساً لأفغانستان!
خامساً: كما أن أمريكا وقوات الناتو تريد أيضاً شخصاً يستطيع السيطرة على أغلبية سكان أفغانستان وهم من الباشتون! وفهيم لا تنطبق عليه هذه الشروط!
سادساً: فتاريخ السفاح محمد فهيم مع الباشتون والشعب الأفغاني ملطخ بالدماء فقد شارك وهو قائد عسكري لأحمد شاه مسعود في اغتيال قيادات من الحزب الإسلامي أثناء الاحتلال السوفياتي لأفغانستان منذ عام 1399هـ الموافق 1979م! كما أن عداوته الدموية السافرة لحركة طالبان وقتله للمئات من قياداتها وكوادرها! لا ترجح كفته لدى الأمريكان ليس حباً في طالبان! ولكن خوفاً على ارتفاع مؤشر النقمة جراء اختيار هذا السفاح! ومن ثم ازدياد عدد المنضمين لحركة طالبان باعتبارها الراية الجهادية النقية التي تجاهد قوات الاحتلال وتسعى في طرها!
سابعاً: بالإضافة إلى أن الشعب الأفغاني لا ينسى المجازر التي ارتكبها غزاة الشمال بقيادة البلدوزر السفاح محمد فهيم ضد المجاهدين (العرب الأفغان) في كابل وجلال آباد ومزار شريف وبكتيا ونمروز وغيرها!! وقد تعرض لمحاولة الاغتيال في منطقة وزير خان أكبر عام 1423هـ الموافق 2002م! وتكررت هذه المحاولات بعد ذلك لكنه نجا منها جميعاً!
ثامناً: وهذا سر تردد الأمريكان وعدم ترحيبهم بفهيم كنائب للرئيس! لكن ليس لديهم خيار آخر لأنهم لو أفصحوا عن معارضتهم لتفاقم الوضع ضد الأمريكان والناتو وازداد عدد الناقمين على القوات الأجنبية!
تاسعاً: قد يكون سبب اختيار كرزاي لفهيم بغية كسب أصوات الطاجيك في الانتخابات! وقد يقول قائل لماذا لم يختر غيره كشقيق مسعود مثلاً؟!
أقول: أعتقد أنه كان في مكنة كرزاي اختيار شقيق مسعود المرضي عنه إلى حد ما أمريكياً! لكن المراقبين يعلمون العداوة بين كرزاي وشقيق مسعود ولا سيما التراشق الذي حدث العام الماضي أمام وسائل الإعلام فكلاهما يتهم الآخر بالفساد وتبديد ثروة البلاد!
عاشراً: هكذا إذا كان لابد من اختيار طاجيكي طبقاً للتوازنات التي تمت عقب الاحتلال الأنجلو أمريكي لأفغانستان بمباركة قوات الناتوالصليبية!
فمن ثم فلا يوجد أمام كرزاي إلا اختيار فهيم! فكرزاي يعلم جيداً أن انتسابه للباشتون لا يضمن له أصواتهم لأنهم متذمرون منه ومتعاطفون ومؤيدون لحركة طالبان التي تريد الاطاحة به والقوات الأجنبية المحتلة!!
وأود التنبيه على هذة الملحوظة الهامة المتعلقة بى الانتخابات الافغانية:
وهي أن هذه الانتخابات التي تحدث في أفغانستان تحت حرب قوات الاحتلال! لن تؤتي أكلها! وهي بمثابة مسكنات مؤقتة لاطالة عمر قوات الاحتلال لهذا البلد المسلم المجاهد الأبي! وهيهات هيهات! لما يدبرون ولما يخططون ولما يكيدون! فهم منهزمون خارجون وأذنابهم! من هذه البلاد بمشيئة الله تعالى (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (صّ:88)
يقول الله عزوجل فى كتابه الكريم: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)
صدق الله العظيم ..
ولا حول ولاقوة الابالله العلى العظيم
المصدر
http://httpmajlesalukahnetshowthreadp .blogspot.com/(/)
1. مؤسسة اسرائيلية تطرد موظفاً بعد مقارنته "المحرقة النازية" بمجزرة دير ياسين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - May-2009, صباحاً 11:07]ـ
القدس المحتلة - كامل إبراهيم: ذكرت صحيفة "هآرتس" أن مؤسسة ياد فاشيم العبرية طردت أحد العاملين فيها من وظيفته في المؤسسة بعد أن قارن بين المحرقة النازية وبين مجزرة دير ياسين، خلال مرافقته وفداً من يشيفا إفرات.
والموظف المطرود يعمل مرشداً منذ ثلاثة أعوام ونصف، في المؤسسة التي تعد مركز دراسات ومعرض للصور يضم ملايين الوثائق والصور والكتب التي تتحدث عن المحرقة النازية. وأشارت الصحيفة التي أوردت النبأ، إلى أن هذه المرة الأولى التي تطرد فيها مؤسسة ياد فاشيم موظفاً على خلفية سياسية. من جانبه، أكّد الموظف المطرود شابيرا خبر الطرد، وقال: إنه قارن بين المحرقة اليهودية، ومجزرة دير ياسين، وعلَّل ذلك بمنظر بقايا القرى العربية الماثلة للعيان كجزء من غفعات شاؤول في القدس المحتلة.
الرأي، الأردن، 24/ 4/2009(/)
2. طهران تحقق في كيفية وصول برتقال إسرائيلي إلى أراضيها
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - May-2009, صباحاً 11:09]ـ
تل أبيب: كشفت مصادر إسرائيلية أن السلطات الأمنية الإيرانية تجري تحقيقات مع عشرات أصحاب المصالح والعمال وموظفي الجمارك، حول وجود البرتقال وغيره من صنوف الحمضيات القادمة من "إسرائيل" في الأسواق الإيرانية. وقالت هذه المصادر إن هذه الحمضيات حملت طوابع إسرائيلية كتب عليها باللغة العبرية "يافا".
وتبين من التحقيقات أن هذه الحمضيات أحضرت من الصين، ويشتبه بأن العديد من البضائع الإسرائيلية تصل إلى إيران بهذه الطريقة وعبر دولة الإمارات، من دون اعتراض السلطات الإيرانية، ولكن الاعتراض اليوم جاء لأن المصدرين الإسرائيليين أو الوسطاء الصينيين "نسوا" هذه المرة إزالة الكلمات العبرية.
الشرق الأوسط، 26/ 4/2009
-------------
هذا الخبر يفيدنا فى معرفة العلاقة الحقيقية بين ايران واسرائيل
وذكر الشيخ محمد المهنا فى احدى مقالاته ان شارون ذكر فى مذكراته ان الشيعة لايبغضون اليهود(/)
أسئلة عاجلة في القضاء والقدر .. !
ـ[أم باسل]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 01:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الاخوة الكرام ..
أعرض بعض الاسفسارات حول القدر .. آملة أن أجد جوابا شافيا عمّا ظاهره الاشكال!
* فيما يخص هذه الآية/الحديث التي يُستدل بها على مرتبة الخلق في باب القدر
في قوله تعالى: (والله خلقكم وما تعملون) ..
وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله خالق كل صانع وصنعته)
ماالمقصود بها .. ؟! هل تعني أن الله خالقٌ لأفعال العباد .. !
في هذه الحالة؛ ما الفرق بين منهج السلف وقول الأشاعرة > (أن أفعال العباد مخلوقة لله)
ـ[علي الزيود]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 03:19]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أفعال العباد خلق الله وكسب من العباد: هذا معتقد أهل السنة والجماعة، أن أفعال العباد، الله -تعالى- خلقها، والعباد باشروها مختارين، فصاروا بها عصاة ومطيعين، فإذن أفعال العباد من الله خلقا وتقديرا، ومن العبد فعلا، وتسببا وكسبا ومباشرة، هذا معتقد أهل السنة والجماعة.
يقولون: إن أفعال العباد، أفعالك، أيها العبد خلقها الله، ولكن أنت الذي باشرتها وكسبتها، فهي تنسب إليك؛ لأنك أنت المباشر، وأنت الكاسب، وأنت الذي فعلتها باختيارك، فتصير بها مطيعا، وتصير بها عاصيا تنسب إليك، وإن كان الله خلقها، فهي من الله خلقا وإيجادا وتقديرا، ومن العبد تسببا وفعلا وكسبا ومباشرة، هذا معتقد أهل السنة والجماعة.
وهناك مذهبان آخران:
المذهب الأول: مذهب الجبرية، قالوا: إن الأفعال هي أفعال الله والعباد مجبورون على أفعالهم، فالعباد ليس لهم من الأمر شيء، بل هم مجبورون على الأفعال، والأفعال أفعال الله، فالله هو المصلي وهو الصائم، ولكن العباد وعاء للأفعال، فهم كالكوز الذي يصب فيه الماء، فالعباد كوب، والله كصباب الماء فيه، العباد ما لهم اختيار، وليس لهم أفعال، ولا تنسب الأفعال إليهم، بل الأفعال أفعال الله؛ لأن الله أجبرهم على ذلك، وتجري الأفعال على أيديهم اضطرارا لا اختيار لهم في ذلك.
واضح هذا؟.
يقولون: فجميع أفعال العباد اضطرارية، يفعلها العبد بدون إرادة اضطرارا، كحركات المرتعش والنائم ونبض العروق، وحركات الأشجار، والعبد لا قدرة له، ولا عمل له أصلا، وكون الأفعال تضاف إلى العباد هذا من باب المجاز، وإلا فالله -تعالى- في الحقيقة هو الفاعل، فهي على حسب ما يضاف الشيء إلى محله، كما يقال: طلعت الشمس، طلع النهار، والشمس ليس لها اختيار، وليس لها شيء، إنما يضاف إليها الشيء مجازا، وهذا مذهب الجهمية ورئيسهم الجهم بن صفوان يقولون: ما في شيء اختيار للعبد، ما في فرق بين الأفعال التي يفعلها الإنسان كحركات المرتعش، والأفعال التي يفعلها اختيارا، ما في شيء اختيار، كل الأفعال اضطرار.
المذهب الثالث: مذهب المعتزلة والقدرية، قالوا: بالعكس، مذهبهم عكس مذهب الجهمية، قالوا: أفعال العباد اختيارية، بل زادوا على ذلك، وقالوا: هم الذين خلقوا أفعالهم، والله لا يقدر على أفعالهم، لا يقدر الله على خلق أفعال العباد، فالعباد هم الذين خلقوا الطاعات والمعاصي، وخلقوا الخير والشر، وباشروها وخلقوها وأوجدوا أفعالهم؛ ولذلك يجب على الله أن يثيب المطيع؛ لأنه هو الذي خلق فعله، وهو حينما يفعل الحسنات كالأجير، والأجير يجب إعطاؤه أجرة، فيجب على الله أن يثيب المؤمنين، هكذا يقولون، أوجبوا على الله.
والعاصي هو الذي خلق الشر والمعصية بنفسه، وتوعده الله بالنار، فيجب على الله أن ينفذ وعيده، وأن يخلده في النار، هكذا مذهب كل من المعتزلة والقدرية، عكس مذهب الجبرية.
وهدى الله أهل السنة والجماعة، فقالوا: إن الأفعال التي تصدر من العباد تنقسم إلى قسمين: أفعال اضطرارية، فهذه تكون صفة للعباد، وليست تكون صفة لهم، وليست أفعالا لهم كحركات المرتعش والنائم ونبض العروق والأشجار، هذه اضطرارية الإنسان ما له، ليس له اختيار. فيه النوع الثاني من أفعال العباد الاختياري، وهو الذي يفعله الإنسان باختياره، له فعله، وله تقريره كالقيام والقعود، أنت الآن تحس من نفسك، تستطيع أن تقوم، وتستطيع أن تقعد، وتستطيع أن تحضر الدورة، وتستطيع أن لا تحضر، تأكل وتشرب، وتتكلم، وتذهب وتجيء، وتسافر، أليست هذه الأفعال باختيارك؟ هذه أفعال اختيارية، هل هي مثل حركات المرتعش
(يُتْبَعُ)
(/)
والنائم؟ ليست مثلها إذن.
الأفعال قسمان: قسم اضطراري، ما للعبد فيه صنع ولا اختيار، مثل حركات المرتعش، هل يستطيع يمسك نفسه، ما يستطيع نبض العروق هل يستطيع يمسك العروق حتى لا ينبض؟ ما يستطيع، حركات النائم كذلك، أما الأفعال التي يفعلها الإنسان اختيارية، يقوم، ويقعد، ويذهب، ويتكلم، ويأكل، ويشرب، ويسافر، ويخاصم هذه أفعال اختيارية، قد فطر الله الناس على هذا، فمحل النزاع معهم: الأفعال الاختيارية، أما الأفعال الاضطرارية هذه ليست محلا للنزاع، كل الطوائف الثلاث اتفقوا على أنها ليست -أيش أنها تكون صفة لهم- وليست أفعالا لهم، أما الأفعال الاختيارية: هذه محل الخلاف.
فالجبرية قالوا: حتى الأفعال الاختيارية اضطرارية، ما للعبد اختيار، والمعتزلة والقدرية قالوا: العباد خلقوها، وأوجدوها مختارين، والله أعلم، لم يقدرها ولا يستطيع خلقها، نعم -تعالى الله- وأهل السنة توسطوا، فقالوا: الأفعال الاختيارية هي خلق الله، وهي فعل العباد، فهي تضاف إلى الله من جهة الخلق، وتضاف إلى العباد من جهة الكسب والتسبب والمباشرة، فهي من الله خلقا وإيجادا وتقديرا، ومن العبد فعلا وتسببا وكسبا ومباشرة، واضح هذا؟
الجبرية بماذا استدلوا؟ الجبرية ماذا يقولون؟
يقولون: إن أفعال العباد كلها اضطرارية، استدلوا بقول الله تعالى: http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif وهذا في غزوة بدر، لما أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- قبضة من تراب، ثم رمى بها نحو الكفار، لم يبق كافر إلا، وقد أصابه من هذه القبضة شيء، ودخل في عينيه وفمه ومنخره، فأنزل الله http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif قالوا: إن الله نفى عن نبيه الرمي، فدل على أن العبد لا اختيار له، الله قال: ما رميت، ولكن الله رمى.
إذن: نفى الرمي عن نبيه، وأثبته لنفسه، فدل على أن العبد لا فعل له، ولا اختيار، وأن الأفعال أفعال الله. واضح هذا؟.
أجاب أهل السنة والجماعة، أهل الحق قالوا:
أنتم -أيها الجبرية- أغمضتم أعينكم عن الحق، وفتحتم أعينكم لما يناسبكم من الآية، الآية الآن فيها إثبات الرمي للرسول، ونفي الرمي قال: http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif إذن نفى عن نبيه رميا، وأثبت لنبيه رميا، فدل .. الرمي نوعان: نوع يكون للمخلوق، ونوع يكون للخالق، نوع أثبته الله لنبيه، ونوع نفاه الله عن نبيه، فالنوع الذي أثبته الله لنبيه الحذف، الرسول حذف، والنوع الذي نفاه عن نبيه الإصابة، فابتداء الرمي هذا حذف، وانتهاؤه الإصابة هذا رمي، فالله أثبت لنبيه الحذف، ونفى عن نبيه الإصابة، وتقدير الآية، وما أصبت إذ حذفت، ولكن الله أصاب http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif وما أصبت إذ حذفت، ولكن الله أصاب.
قالوا -أيضا- الجبرية: ومما يدل على أن أفعال العباد، لا اعتبار لها، وأن الله تعالى، لا يعتد بأفعال العباد، قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ( http://java******:OpenHT('Tak/Hits24000868.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF ووجه الدلالة: قالوا الباء في قوله: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF لا يدخل أحدكم الجنة بعمله ( http://java******:OpenHT('Tak/Hits24000869.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF باء السبب والتقدير: لن يدخل أحدكم الجنة بسبب عمله، فالله تعالى ما اعتبر العمل شيئا، ولم يعتبره سببا، وإنما دخول الجنة بفضل الله، فدل على أن العباد ليس
(يُتْبَعُ)
(/)
لهم أفعال؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نفى دخول الجنة بالعمل، وإنما دخول الجنة بالفضل والرحمة، ما دل على أن الأفعال ليست أفعالا لهم، واضح هذا؟.
أما القدرية والمعتزلة، الذين يقولون: العباد خالقون لأفعالهم، والله تعالى لا يقدر عليها، استدلوا بقول الله تعالى: http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif قالوا: الآية دليل على أن هناك خالقين مع الله، إلا أن الله أحسنهم وأجودهم خلقا، فقال: http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif يعني أجود الخالقين وأحسنهم، فدل على أن العباد خالقين مع الله، أن العباد خالقون مع الله إلا أن الله أحسن خلقا وأجود، فدل على أن العباد خالقون لأفعالهم.
وقالوا: مما يدل على أن العباد هم الذين خلقوا أفعالهم قول الله تعالى: http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif قالوا: الباء باء العوض، والمعنى ادخلوا الجنة عوضا عن عملكم، فدل على أن الأعمال عوض؛ لأن العباد خلقوها وأوجدوها باختيارهم، فوجب على الله أن يعوضهم عنها الثواب، كما يعوض الأجير أجرته.
ماذا أجاب أهل السنة؟ قالوا: أنتم -أيها المعتزلة والقدرية- ضللتم في تفسير هاتين الآيتين، كما أن إخوانكم من القدرية ضلوا أيضا، أما قول الله تعالى: http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif فالخلق نوعان:
النوع الأول: الإنشاء والاختراع، هذا لا يقدر عليه إلا الله، قال الله تعالى: http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif .
النوع الثاني: من الخلق التصوير والتقدير، وهذا هو الذي يثبت للمخلوق، ومعنى الآية: http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif يعني أحسن المقدرين المصورين، لا المنشئين المخترعين.
الإنشاء والاختراع ما يكون إلا لله، لكن التقدير والتصوير، يقدر عليه المخلوق، وكما قال الله -تعالى- عن عيسى: http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif تخلق: يعني تقدر وتصور، فعيسى -عليه السلام- يصور ويقدر الطين كهيئة الطير، وينفخ فيه، فالله - تعالى- يخلق فيه الروح، فيصير؛ ولهذا قال الشاعر:
ولأنت تفري ما خلقت
وبعض القوم يخلق ثم لا يفري
معنى تخلق: يعني: تقدر، يخاطب الشاعر يقول: أنت تقدر، ثم تنفذ ما تقدر، وبعض الناس يقدر، ولا ينفذ، هو يمدح الشاعر، يقول: "ولأنت تفري" يعني: تنفذ ما خلقت، يعني: ما قدرت وصورت، وبعض القوم يخلق، ثم لا يفري.
فإذن: الخلق يطلق، ويراد به التقدير والتصوير، ويطلق، ويراد به الإنشاء والاختراع، والأول ثابت للمخلوق، والثاني لا يقدر عليه إلا الله، الإنشاء والاختراع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الباء -فأنتم أيها المعتزلة- ضللتم كما ضل إخوانكم الجبرية، فإن الباء التي تأتي في الإثبات غير الباء التي تأتي في النفي، فالباء التي تكون في الإثبات، هي باء السببية، والباء التي تكون في الجملة المنفية، هي باء العوض، فباء العوض في الجملة المنفية، كما في الحديث: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF لن يدخل أحدكم الجنة بعمله ( http://java******:OpenHT('Tak/Hits24000868.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF هذه باء العوض؛ لأنها في جملة منفية، والمعنى: لن يدخل أحدكم الجنة عوضا عن عمله، فيستحق الجنة، كما يستحق الأجير أجره، بل الدخول برحمة الله، وأما الباء التي تكون في الجملة المثبتة، فهي باء السبب، قوله سبحانه: http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif يعني: بسبب ما كنتم تعملون، فيكون دخول الجنة برحمة الله، ولكن له سبب، وهو العمل، فمن جاء بالسبب نال الرحمة، ومن لم يأت بالسبب لم ينل الرحمة.
فالنصوص يضم بعضها إلى بعض فقوله: http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif هذه دعوى السببية، هذه بسبب عملكم، لكن هذا السبب، لكن الدخول لا يكون بالسبب، الدخول لا يكون إلا بالرحمة، الدخول برحمة الله، دخول الجنة، لكن هذه الرحمة لها سبب، وهو العمل، فمن جاء بالسبب نالته الرحمة ومن لم يأت بالسبب لم تنله الرحمة، فتكون الآية http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif هذه باء السببية، والباء في الجملة المنفية باء العوض، لا يدخل أحدكم الجنة عوضا عن عمله، لكن الدخول برحمة الله، إلا أن له سبب، وهو العمل كما جاء في النصوص الأخرى http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book08&f=aqt0169.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif وبذلك تتفق النصوص ولا تختلف. نعم.
وأفعال العباد خلق الله وكسب من العباد.
هذا معتقد أهل السنة والجماعة: أفعال العباد خلق من الله وكسب من العباد، فهي بالنسبة إلى الله ينسب إلى الله الخلق والتقدير والإيجاد، وينسب إلى العبد الكسب والتسبب والمباشرة. نعم.
العقيدة الطحاوية / شرح الشيخ عبد العزيز الراجحي
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 04:10]ـ
سئل شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن تيمية ـ رحمه الله:
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ في أفعال العباد: هل هي قديمة، أم مخلوقة حين خلق الإنسان؟ وما الحجة على من يقول: إن سائر أفعال العباد من الحركات، وغيرها من القدر الذي قدر قبل خلق السموات والأرض؟ وفيمن لم يستثن في الأفعال الماضية، كقول القائل: هذه نخلة أو شجرة زيتون قطعًا، لم يقل شيء إلا ويسترجع فيه المشيئة، ويسأل البسط في ذلك.
فأجاب ـ رضي الله عنه:
الحمد لله رب العالمين، أفعال العباد مخلوقة باتفاق سلف الأمة وأئمتها، كما نص علي ذلك سائر أئمة الإسلام، الإمام أحمد ومن قبله وبعده، حتي قال بعضهم: من قال: إن أفعال العباد غير مخلوقة، فهو بمنزلة من قال: إن السماء والأرض غير مخلوقة، وقال يحيى بن سعيد العطار: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون أفعال العباد مخلوقة.
وكان السلف قد أظهروا ذلك لما أظهرت القدرية، أن أفعال العباد غير/ مخلوقة لله، وزعموا أن العبد يحدثها أو يخلقها دون الله، فبين السلف والأئمة أن الله خالق كل شيء من أفعال العباد وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم لما أظهر طائفة من المنتسبين إلى السنة، أن ألفاظ العباد بالقرآن غير مخلوقة، وأنكر الإمام أحمد ذلك وبدع من قاله، ثم لما مات قام بعده صاحبه أبو بكر المروذي، فصنف في ذلك مصنفًا، ذكره أبو بكر الخلال في كتاب [السنة] وذكر مسألة أبي طالب لما أنكر عليه أحمد القول بأن لفظي بالقرآن غير مخلوق، والجهمية أول من قال اللفظ بالقرآن مخلوق، ورواه عنه ابناه صالح وعبد الله، وحنبل ابن عمه، والمروزي وفوران وغيرهم من أجلاء أصحابه.
وأنكر الأئمة من أصحاب أحمد وغيرهم من علماء السنة من قال: إن أصوات العباد وأفعالهم غير مخلوقة، وصنف البخاري في ذلك مصنفًا، كما أنهم بدعوا وجهموا من قال: إن الله لا يتكلم بصوت، أو أن حروف القرآن مخلوقة. أو قالوا: إن اللفظ بالقرآن مخلوق، فرد الأئمة هذه البدعة كما ذكرنا ذلك مبسوطًا في غير هذا الموضع. ولم يقل قط أحد لا من أصحاب أحمد المعروفين، ولا من غيرهم من العلماء المعروفين، أن أفعال العباد قديمة.
وإنما رأيت هذا قولا لبعض المتأخرين بأرض العجم، وأرض مصر. من المنتسبين إلى مذهب الشافعي أو أحمد، فرأيت بعض المصريين يقولون: / إن أفعال العباد من خير وشر قديمة، ويقولون: ليس مرادنا بالأفعال نفس الحركات، ولكن مرادنا الثواب الذي يكون عليها، كما جاء في الحديث: (أن المؤمن يرى عمله في صورة رجل حسن الوجه طيب الريح).
واحتجوا على ذلك بأن الأفعال من القدر، والقدر سر الله وصفة من صفاته، وصفاته قديمة.
واحتجوا بأن الشرائع غير مخلوقة؛ لأنها أمر الله وكلامه، والأفعال هي الشرائع، فتكون قديمة، وهذا قول في غاية الفساد، وهو مخالف لنصوص أئمة الإسلام كلهم، وأحدهم الإمام أحمد، فإنه نص هو وغيره من الأئمة على أن الثواب الذي يعطيه الله على قراءة القرآن مخلوق. فكيف بالثواب الذي يعطيه على سائر أعمال العباد.
ولما احتج الجهمية على الإمام أحمد، وغيره من أهل السنة على أن القرآن مخلوق بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تأتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف، ويأتي القرآن في صورة الرجل الشاحب) ونحو ذلك قالوا: ومن يأتي ويذهب لا يكون إلا مخلوقًا، أجابهم الإمام أحمد بأن الله تعالى قد وصف نفسه بالمجىء والإتيان، بقوله: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} ( http://java******:openquran(5,158,158 )) [ الأنعام: 158]، وقال: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} ( http://java******:openquran(88,22,22) ) [ الفجر: 22]، ومع هذا فلم يكن هذا دليلاً على أنه مخلوق / بالاتفاق، بل قد يقول القائل: جاء أمره، وهكذا تقوله المعتزلة الذين يقولون: القرآن مخلوق ويتأولون هذه الآية علي أن المراد بمجيئه مجيء أمره، فلم لا يجوز أن يتأول مجيء القرآن على مجيء ثوابه؟ ويكون المراد بقوله تجيء البقرة وآل عمران بمجيء ثوابها، وثوابها مخلوق.
وقد ذكر هذا المعنى غير واحد، وبينوا أن المراد بقوله:) تجيء البقرة وآل عمران) أي ثوابهما، ليجيبوا الجهمية الذين احتجوا بمجيء القرآن وإتيانه على أنه مخلوق، فلو كان الثواب أيضًا الذي يجيء في صورة غمامة أو صورة شاب غير مخلوق، لم يكن فرق بين القرآن والثواب، ولا كان حاجة إلى أن يقولوا: يجيء ثوابه، ولا كان جوابهم للجهمية صحيح، بل كانت الجهمية تقول: أنتم تقولون؛ إنه غير مخلوق، وأن ثوابه غير مخلوق، فلا ينفعكم هذا الجواب.
فعلم أن أئمة السنة مع الجهمية كانوا متفقين على أن ثواب قراءة القرآن مخلوق، فكيف يكون ثواب سائر الأعمال، وهذا بين، فإن الثواب والعقاب هو ما وعد الله به عباده، وأوعدهم به فالثواب هو الجنة بما فيها، والعقاب هو النار بما فيها، والجنة بما فيها مخلوق والنار بما فيها مخلوق، وقد ذكر الإمام أحمد هذه الحجة، فيما كتبه في الرد على الزنادقة والجهمية فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
باب: ما ادعت الجهمية أن القرآن مخلوق من الأحاديث التي رويت/ (أن القرآن يجيء في صورة الشاب الشاحب، فيأتي صاحبه فيقول: هل تعرفني؟ فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا القرآن الذي أظمأت نهارك، وأسهرت ليلك، قال: فيأتي به الله؛ فيقول: يارب) فادعوا أن القرآن مخلوق، فقلنا لهم: إن القرآن لا يجيء بمعني أنه قد جاء: (من قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ( http://java******:openquran(111,1,1)) ، فله كذا وكذا)، ألا ترون من قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ( http://java******:openquran(111,1,1)) لا يجيئه، بل يجيء ثوابه؛ لأنا نقرأ القرآن فنقول لا يجيء، ولا يتغير من حال إلى حال.
فبين أحمد أن الثواب هو الذي يجيء، وهو المخلوق من العمل، فكيف بعقوبة الأعمال الذي تتغير من حال إلى حال، فإذا كان هذا ثواب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ( http://java******:openquran(111,1,1)) وهو ثواب القرآن، فكيف ثواب غيره!!.
وأما احتجاج المحتج، بأن الأفعال قدر الله فيقال له: لفظ القدر يراد به التقدير، ويراد به المقدر. فإن أردت أن أفعال العباد نفس تقدير الله الذي هو علمه وكلامه ومشيئته ونحو ذلك من صفاته، فهذا غلط وباطل، فإن أفعال العباد ليست شيئا من صفات الله ـ تعالى ـ وإن أردت أنها مقدرة قدرها الله تعالى، فهذا حق، فإنها مقدرة كما أن سائر المخلوقات مقدرة، وقد ثبت في الصحيح، أن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكل تلك المقدورات مخلوقة.
/وثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو الصادق المصدوق ـ: (أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات، فيقال: اكتب رزقه وأجله وعمله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح). فالرزق والأجل قدره كما قدر عمله، ومعلوم أن الرزق الذي يأكله مخلوق مع أنه مقدر. فكذلك عمله، وكذلك سعادته وشقاؤه، وسعادته وشقاؤه هي ثواب العمل وعقابه، وكل ذلك مقدر، كما أن الرزق مقدر، والمقدر مخلوق.
وأما قولهم: إن الأعمال هي الشرائع، والشرائع غير مخلوقة، فيقال لهم أيضًا: لفظ الشرع يراد به كلام الله الذي شرع به الدين، ويراد به الأعمال المشروعة، فإن هذه الألفاظ يراد بها المصدر، ويراد بها المفعول، كلفظ الخلق ونحوه.
فإن قلتم: إن أعمال العباد هي الشرع الذي هو كلام الله، فهذا باطل ظاهر البطلان.
وإن أردتم أن الأعمال هي المشروعة بأمر الله بها فهذا حق، لكن أمر الله غير مخلوق، وأما المأمور به المكون بأمر الله أو الممتثل بأمر الله، فإنه مخلوق، كما أن العبد المأمور مخلوق.
/ولفظ الأمر يراد به المصدر، والمفعول، فالمفعول مخلوق، كما قال: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} ( http://java******:openquran(15,1,1)) [ النحل: 1] وقال: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} ( http://java******:openquran(32,38,38) ) [ الأحزاب: 38]. فهنا المراد به المأمور به، ليس المراد به أمره الذي هو كلامه، وهذه الآية التي احتج بها هؤلاء تضمنت الشرع، وهو الأمر والقدر، وقد ضل في هذا الموضع فريقان:
الجهمية الذين يقولون: كلام الله مخلوق، ويحتجون بقوله: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} ( http://java******:openquran(32,38,38) ) ويقولون: ما كان مقدوراً فهو مخلوق. وهؤلاء الحلولية الضالون، الذين يجعلون فعل العباد قديمًا بأنه أمر الله وقدره، وأمره وقدره، غير مخلوق.
ومثار الشبهة أن اسم القدر، والأمر، والشرع، يراد به المصدر ويراد به المفعول ففي قوله: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} ( http://java******:openquran(32,38,38) ) [ الأحزاب: 38]، المراد به المأمور به المقدور، وهذا مخلوق، وأما في قوله: {ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ} ( http://java******:openquran(64,5,5)) [ الطلاق: 5]، فأمره كلامه إذ لم ينزل إلينا الأفعال التي أمرنا بها وإنما أنزل القرآن، وهذا كقوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} ( http://java******:openquran(3,58,58)) [ النساء: 58]،
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الأمر هو كلامه.
فإذا احتج الجهمي الذي يؤول أمره إلى أن يجعله حالاً في المخلوقات بقوله: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} ( http://java******:openquran(32,38,38) ) قيل له: المراد به المأمور به، كما في قوله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} ( http://java******:openquran(15,1,1)) [ النحل: 1]، وكما يقال عن الحوادث التي يحدثها الله: هذا أمر عظيم، وإذا احتج الحلولي الذي يجعل صفات الرب تقارن ذاته، وتحل في/ المخلوقات بقوله: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} ( http://java******:openquran(32,38,38) ) ، وقال الأفعال قدره وأمره، وأمره غير مخلوق، وقدره غير مخلوق، قيل له: أمره وقدره الذي هو صفته كمشيئته وكلامه غير مخلوق، فأما أمره الذي هو قدر مقدور فمخلوق، فالمقدور مخلوق، والمأمور به مخلوق، وإن سميا أمرًا وقدرًا.
ثم يقال لهؤلاء الضالين: هب أن المأمور به يسمى أمرًا وشرعًا، فالمنهي عنه ليس هو مأمورًا به ولا مشروعًا، وإنما هو مخالفة للأمر والشرع، وهو منهي عنه، فكيف سميتم الكفر، والفسوق، والعصيان شرائع، وليست من الشرائع؟! ولكن هي مما نهت عنه الشريعة، ولما قال سبحانه: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا} ( http://java******:openquran(44,18,18) ) [ الجاثية: 18]، هل دخل في هذه الشريعة الكفر، والفسوق، والعصيان؟! وهل أمر الرسول باتباع ذلك وباجتنابه واتقائه؟!.
وأما قول السائل: ما الحجة على من يقول: إن أفعال العباد من الحركات، وغيرها من القدر الذي قدر قبل خلق السماوات والأرض؟ فيقال له: من قال هذا القول فقد أحسن وأصاب وليس عليه حجة، بل هذا الكلام حجة على نقيض مطلوبه، فإن لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه، عن عبد الله بن عمرو عنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله قدر مقادير الخلائق، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) فقدر أعمالهم وأرزاقهم وصورهم وألوانهم، وكل ذلك مخلوق، فدل ذلك على أن الأعمال من المقدورات المخلوقة، وهل يقول عاقل: إن عمل العبد كان موجودًا /قبل وجوده، وعمل العبد حركته التي نشأت عنه، فكيف يكون ذلك موجودًا قبله.
ومن فسر كلامه وقال: إنا لم نرد الحركة، ولكن أردنا ثوابها، فيقال له: كل ما سوى الله فهو مخلوق، وكلامه وصفاته ليست خارجة عن مسماه، بل كلامه داخل في مسمى اسمه، ولو قال قائل: ما سوى الله وصفاته فهو مخلوق، ليزيل هذه الشبهة، كان قد قصد معنى صحيحًا، وكذلك إذ قال ـ كما قال من قال من السلف ـ: الله الخالق وما سواه مخلوق، إلا القرآن، فإنه كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، فهؤلاء استثنوا القرآن لئلا يتوهم المستمع أن القرآن المنزل مخلوق.
فإن الجهمية كانوا يقولون للناس: القرآن هو الله أو غير الله، فيجيبهم من لا يفهم مقصودهم بأنه غير الله، فيقولون: كل ما سوى الله مخلوق، فقال من قال من السلف هذه العبارة؛ لئلا يظن من لم يعرف مقاصد الجهمية أن القرآن مخلوق؛ لظنه أن ذلك يدخل في عموم قوله: وما سوى الله مخلوق، فقالوا: إن ذلك لا يدخل في عموم قوله: وما سوى الله مخلوق، فقالوا: إلا القرآن فإنه ليس بمخلوق، وإن أدخله من أدخله في قول القائل وما سوى الله مخلوق، فلما كان لفظ الغير والسوي فيهما اشتراك، فصفة الشيء تدخل تارة في لفظ الغير والسوي، وتارة لا تدخل، والمخاطب ممن يفهم دخول القرآن في لفظ السوي، استثناه السلف.
/فأما أفعال العباد، فلم يستثنها أحد من عموم المخلوقات، إلا القدرية الذين يقولون: إن الله لم يخلقها ـ من المعتزلة ونحوهم.
لكن هؤلاء يقولون: إنها محدثة كائنة بعد أن لم تكن، إلا هؤلاء الحلولية، وما علمت أحدًا من المتقدمين قال: إن أفعال العباد من الخير أو الشر قديمة، لا من أهل السنة ولا من أهل البدعة إلا عن بعض متأخري المصريين، وبلغني نحو ذلك عن بعض متأخري الأعاجم ورأيت بعض شيوخ هؤلاء من الشاميين توقفوا عنها، فقالوا: نقول: هي مقضية مقدرة، ولا نقول: مخلوقة ولا غير مخلوقة، وبعض الناس فرق بأن أفعال الخير من الإيمان، وكلام السلف في الإيمان مذكور في غير هذا الموضع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الأقوال الثلاثة، بقدمها أو قدم أفعال الخير، والتوقف في ذلك أقوال فاسدة باطلة لم يقلها أحد من الأئمة المشهورين، ولا يقولها من يتصور ما يقول، وإنما أوقع هؤلاء فيها ما ظنوه في مسألة اللفظ بالقرآن، ومسألة التلاوة والمتلو، ومسألة الإيمان. وقد أوضحنا مذاهب الناس في مسألة القرآن، وبينا القول الحق والوسط الذي كان عليه السلف، والأئمة الموافق للمنقول والمعقول، وبينا انحراف المنحرفين من المثبتة والنفاة في غير هذا الموضع.
/وقد آل الأمر بطائفة ممن يجعلون بعض صفات العبد قديمًا، إلى أن جعلوا الروح التي فيه قديمة، وقالوا: بقدم النور القائم بالشمس والقمر، ونحو ذلك من المقالات، التي بينا فسادها ومخالفتها للسلف والأئمة في غير هذا الموضع.
وهؤلاء يشتركون في القول بحلول بعض صفات الخالق في المخلوق، وأما الجهمية الذين هم شر من هؤلاء، فيؤول الأمر بهم إلى أن يجعلوا الخالق نفسه يحل في المخلوقات كلها، أو يجعلونه عين وجود المخلوقات، وكان قد اجتمع شيخ هؤلاء الحلولية الجهمية بشيوخ أولئك الحلولية الصفاتية.
وبسبب هذه البدع وأمثالها، وغيرها من مخالفة الشريعة جرى ما جرى من المصائب على الأئمة.
والإمام أحمد وغيره من الأئمة أنكروا القول بالحلول وشبهوا هؤلاء بالنصارى، وقال ـ فيما كتبه من الرد على الزنادقة والجهمية قال ـ: فكان مما بلغنا من أمر الجهم عدو الله، أنه كان من أهل خراسان من أهل الترمذ، وكان له خصومات وكلام، وكان أكثر كلامه في الله، فلقى أناسًا من المشركين يقال لهم: السمنية، فعرفوا الجهم، فقالوا له: نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك، فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا: ألست تزعم أن لك إلهاً؟ قال الجهم/ نعم، فقالوا له: فهل رأيت إلهك؟ قال: لا. قالوا: فهل سمعت كلامه؟ قال: لا. قالوا: فشممت له رائحة؟ قال: لا. قالوا: فوجدت له حسًا؟ قال: لا. قالوا: فوجدت له مجسًا؟ قال: لا. قالوا: فما يدريك أنه إله؟ قال: فتحير الجهم فلم يدر من يعبد أربعين يومًا، ثم إنه استدرك حجة، مثل حجة زنادقة النصارى، وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الذي في عيسى ابن مريم هو روح الله من ذات الله، فإذا أراد أن يحدث أمرا دخل في بعض خلقه، فتكلم على لسان خلقه فيأمر بما شاء، وينهي عما يشاء، وهو روح غائب عن الأبصار.
فاستدرك الجهم حجة، فقال للسمني: ألست تزعم أن فيك روحًا؟ قال: نعم. قال: فهل رأيت روحك؟ قال: لا. قال: فهل سمعت كلامه؟ قال: لا. قال: فوجدت له حسًا أو مجسًا؟ قال: لا. قال: فكذلك الله لا ترى له وجهًا ولا تسمع له صوتًا، ولا تشم له رائحة، وهو غائب عن الأبصار، ولا يكون في مكان دون مكان، وتكلم في الرد عليهم إلى أن قال:
ثم إن الجهم ادعى أمرًا آخر فقال: إنا وجدنا آية من كتاب الله تدل على القرآن أنه مخلوق، فقلنا: أي آية؟ فقال: قول الله: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} ( http://java******:openquran(3,171,171 )) [ النساء: 171]، وعيسى مخلوق. فقلنا: إن الله منعك الفهم في القرآن، عيسى تجري عليه ألفاظ، لا تجري على القرآن؛ لأنه/ يسميه مولودًا وطفلا وصبيًا، وغلاما يأكل ويشرب وهو مخاطب بالأمر والنهي يجري عليه الوعد والوعيد. ثم هو من ذرية نوح، ومن ذرية إبراهيم، ولا يحل لنا أن نقول في القرآن ما نقول في عيسى، هل سمعتم الله يقول في القرآن ما قال في عيسى؟!.
ولكن المعنى في قول الله جل ثناؤه: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمٍَ} ( http://java******:openquran(3,171,171 )) [ النساء: 171]، فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له: كن فكان عيسى بكن وليس عيسى هو الكن، ولكن كان بكن، فالكن من الله قول، وليس الكن من الله مخلوقًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذب النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى، وذلك أن الجهمية قالوا: عيسى روح الله، وكلمته، إلا أن الكلمة مخلوقة. وقالت النصارى: عيسى روح الله من ذات الله، وكلمة الله من ذات الله. كما يقال: إن هذه الخرقة من هذا الثوب. وقلنا نحن: إن عيسى بالكلمة كان. وليس عيسى هو الكلمة. وأما قول الله وروح منه. يقول: من أمره كان الروح فيه، كقوله: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} ( http://java******:openquran(44,13,13) ) [ الجاثية: 13]. يقول: من أمره، و تفسير روح الله إنما معناها أنها روح بكلمة الله خلقها الله، كما يقال: عبد الله وسماء الله.
وبين أحمد أن كلام الآدميين مخلوق، فضلاً عن أعمالهم فقال:
/بيان ما أنكرت الجهمية من أن يكون الله كلم موسى، فقلنا: لم أنكرتم ذلك؟ قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، إنما كون شيئًا فعبر عن الله وخلق صوتا فأسمع، وزعموا أن الكلام لا يكون إلا من جوف ولسان وشفتين. فقلنا: فهل يجوز لمكون غير الله، أن يقول: يا موسى، أنا ربك أو يقول: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} ( http://java******:openquran(19,14,14) ) [ طه: 14]، فمن زعم أن ذلك غير الله، فقد ادعى الربوبية، ولو كان كما زعم الجهمي أن الله كون شيئًا كان يقول ذلك المكون: ىا موسى إن الله رب العالمين، لا يجوز له أن يقول: {إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ( http://java******:openquran(27,30,30) ) [ القصص: 30]، وقد قال الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} ( http://java******:openquran(3,164,164 )) [ النساء: 164]، وقال: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} ( http://java******:openquran(6,143,143 )) [ الأعراف: 143]، وقال: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} ( http://java******:openquran(6,144,144 )) [ الأعراف: 144]، فهذا منصوص القرآن.
فأما ما قالوا: إن الله لا يتكلم، ولا يكلم، فكيف يصنعون بحديث الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم الطائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا سيكلم ربه ليس بينه وبينه ترجمان). وبسط الكلام عليهم إلى أن قال:
قد أعظمتم على الله الفرية حين زعمتم أنه لا يتكلم، فشبهتموه بالأصنام التي تعبد من دون الله؛ لأن الأصنام لا تتكلم ولا تتحرك، ولا تزول من مكان إلى مكان، فلما ظهرت عليه الحجة قال: إن الله قد يتكلم، ولكن كلامه مخلوق، قلنا: وكذلك بنو آدم كلامهم مخلوق، فقد شبهتم الله بخلقه، حين/ زعمتم أن كلامه مخلوق، ففي مذهبكم قد كان في وقت من الأوقات لا يتكلم حتى خلق التكلم، فقد جمعتم بين كفر وتشبيه، فتعالى الله عن هذه الصفة. بل نقول: إن الله لم يزل متكلمًا إذا شاء، ولا نقول: إنه كان، ولا يتكلم حتى خلق، وذكر تمام كلامه.
فقد بين أن كلام الآدميين مخلوق خلقه الله، وذلك أبلغ من نصه على أن أفعال العباد مخلوقة، مع نصه على الأمرين.
وقال: إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله، حين زعم أنه في كل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل: أليس الله كان ولا شيء؟! فيقول: نعم، فقل له: حين خلق خلقه، خلقه في نفسه أو خارجًا عن نفسه، فإنه يصير إلى ثلاثة أقاويل: واحدة منها إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه، كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه. وإن قال: خلقهم خارجًا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا أيضًا كفرًا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر ردىء. وإن قال: خلقهم خارجَا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع، وهو قول أهل السنة. فقد بين أحمد أن كلام الآدميين مخلوق، ونص في غير موضع على أن أفعالهم مخلوقة، والنص على كلامهم أبلغ، فإن الشبه فيه أظهر. فمن قال: إن/ كلام الآدميين، أو أفعالهم قديمة، فهو مبتدع مخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها.
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=252&CID=166#s1
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 04:29]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن هناك تفصيلا مهما للشيخ عبد الرحمن المحمود في كتابه موقف ابن تيمية من الأشاعرة في جزئه الثالث على ما أظن فقد أحسن الشيخ حفظه الله عرض المسألة وبيان الخلاف فيها وترجيح قول أهل السنة والفرق بين أهل السنة والأشاعرة يرجع الى أمور عديدة لعل أهمها إنكارم للاستطاعة التي تسبق الفعل رغم كونها مناط التكليف وزعمهم جواز التكليف بغير المستطاع وغيرها من المسائل والكتاب موجود على صيد الفوائد وعلى موقع الشيخ وقد جاء فيه:
.............................. ...........
الفرع الثاني: أفعال العباد ومسألة "الكسب":
هذه المسألة هي لب الخلاف في القدر، ولأجلها صار الناس فيه فرقا وأحزابا، ولكي تتضح الصورة، وتحديد موضع الخلاف، ينبغي أن يلاحظ ما يلي:
1 - القدر له أربع مراتب هي: العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق، فأما مرتبنا العلم والكتابة فلم ينكرهما إلا غلاة القدرية الذين يقولون إن الأمر أنف، أي لم يسبق الله فيه علم، وقد تبرأ منهم الصحابة.
أما بقية الطوائف فهم مقرون بهاتين المرتبتين.
2 - أما مرتبنا: المشيئة والإرادة، والخلق، فقد وقع فيهما الخلاف على قولين:
أحدهما: إنكار هاتين المرتبتين، وهذا مذهب المعتزلة – ومن وافقهم – الذين يقولون إن الله لا يريد الكفر والمعاصي، ويقولون إن الله لا يخلق أفعال العباد، وإنما هم الخالقون لأفعالهم.
والثاني: الإقرار بهاتين المرتبتين. بإثبات الإرادة والمشيئة الشاملة، والقول بأن الله خالق كل شيء ومن ذلك أفعال العباد. وهذا قول الجمهور من أهل السنة، والجهمية، والأشاعرة والماتريدية ومن وافق هؤلاء.
ولكن أفعال العباد لها متعلقان:
أحدهما: بالخالق تعالى، فهذا قد اتفق فيه أهل السنة والأشاعرة على أن الله خالق أفعال العباد.
والثاني: بالعبد، وله له قدرة أو لا، وهل قدرته مؤثرة أو غير مؤثرة. وهذه وقع فيها الخلاف بين الطوائف إلى حد كبير.
وهذه القدرة التي بها يتمكن العبد من الفعل، هي التي تسمى بالاستطاعة.
ولتوضيح هذه المسألة – مسألة علاقة أفعال العباد بهم – لا بد من عرض الخلاف من خلال أمرين:
أحدهما: الاستطاعة أو القدرة، وهل تكون قبل الفعل أو بعده.
والثاني: هل هذه القدرة موجودة أو معدومة، وهل هي مستقلة أو غير مستقلة، وهل إذا كانت غير مستقلة تكون مؤثرة أو غير مؤثرة.
أولاً: الاستطاعة:
الاستطاعة، والقدرة، والقوة، والوسع، والطاقة، كلها متقاربة المعنى. وقد عرف الجرجاني الاستطاعة بأنها: "هي عرض يخلقه الله في الحيوان يفعل به الأفعال الاختيارية" ([1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn1))، وهي في عرف المتكلمين: عبارة عن صفة بها يتمكن الحيوان من الفعل والترك ([2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn2)).
وقد وقع الخلاف فيها على أقوال:
1 - قول الجهمية، وهو أنه ليس للعبد أي استطاعة، لا قبل الفعل ولا معه، بل له قدرة شكلية غير مؤثرة في الفعل أصلا، وتسمى فعلا له تجوزا ([3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn3)).
2- قول المعتزلة ومن وافقهم: وهو أن الله تعالى قد مكن الإنسان من الاستطاعة، وهذه الاستطاعة قبل الفعل، وهي قدرة عليه وعلى ضده، وهي غير موجبة للفعل ([4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn4)).
3- قول الأشاعرة ومن وافقهم: وهو أن الاستطاعة مع الفعل لا يجوز أن تتقدمه ولا أن تتأخر عنه، بل هي مقارنة له، وهي من الله تعالى، وما يفعله الإنسان بها فهو كسب له ([5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn5)).
4- قول أهل السنة – وهو الذي عليه محققو المتكلمين وأهل الفقه والحديث والتصوف وغيرهم – وهو التفصيل:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ -فهناك استطاعة للعبد بمعنى الصحة والوسع، والتمكن وسلامة الآلات، وهي التي تكون مناط الأمر والنهي، وهي المصححة للفعل، فهذه لا يجب أن تقارن الفعل، بل تكون قبله متقدمة عليه، وهذه الاستطاعة المتقدمة صالحة للضدين ومثالها قوله تعالى:] وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً [(آل عمران: من الآية97)، فهذه الاستطاعة قبل الفعل ولو لم تكن إلا مع الفعل لما وجب الحج إلا على من حج، ولما عصى أحد بترك الحج.
وهذه الاستطاعة هي مناط الأمر والنهي، ويه التي يتكلم فيها الفقهاء وهي الغالبة في عرف الناس.
ب -وهناك الاستطاعة التي يجب معها وجود الفعل، وهذه هي الاستطاعة المقارنة للفعل، الموجبة له، ومن أمثلتها قوله تعالى:] مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ [(هود: من الآية20) وقوله:] الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً [(الكهف:101) "فالمراد بعدم الاستطاعة مشقة ذلك عليهم وصعوبته على نفسوهم، فنفوسهم لا تستطيع إرادته وإن كانوا قادرين على فعله لو أرادوه. وهذه حال من صده هواه أو رأيه الفاسد عن استماع كتب الله المنزلة واتباعها وقد أخبر أنه لا يستطيع ذلك، وهذه الاستطاعة هي المقارنة الموجبة له" ([6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn6))، وهي الاستطاعة الكونية التي هي مناط القضاء والقدر، وبها يتحقق وجود الفعل ([7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn7)).
وبهذا التفصيل – الوسط – الذي شرحه شيخ الإسلام يحل الاشكال، ويتضح الأمر. والذين حاولوا أن يوجدوا حلا للخلاف القائم بين المعتزلة والأشاعرة لم يجدوه إلا بالرجوع إلى هذا التفصيل الموافق لمذهب أهل السنة ([8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn8)).
أما من خالفهم فقد وقع في الانحراف، فالمعتزلة حصروا القدرة والاستطاعة عند الإنسان بأنها تكون قبل الفعل، وأنكروا الاستطاعة الكونية المقارنة. والأشاعرة جعلوا الاستطاعة كلها مقارنة للفعل فلم يجدوا حلا صحيحاً للاستطاعة والقدرة التي هي شرط للعمل والتي هي بمعنى الصحة وسلامة الآلات. أما أهل السنة فجعلوا الاستطاعة نوعين، نوعا قبل الفعل وهو سلامة الجوارح، ونوعا معه وهو ما يجب به وجود الفعل.
ثانياً: مدى قدرة العباد على أفعالهم:
وكثيرا ما يعرض الخلاف حولها باسم الأقوال في أفعال العباد، وهي أهم قضية وقع فيها الخلاف، ويمكن عرض الأقوال فيها – مع شرح واضح لمذهب الأشاعرة – كما يلي:
القول الأول: إن العباد مجبورون على أعمالهم، لا قدرة لهم ولا إرادة ولا اختيار، والله وحده هو خالق أفعال العباد، وأعمالهم إنما تنسب إليهم مجازاًن وحركتهم واختيارهم كورق الشجر تحركه الرياح، وكحركة الشمس والقمر والأفلاك. وهذا هو مذهب الجبرية وأشهر فرقهم الجهمية ([9] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn9)).
القول الثاني: إن أفعال العباد ليست مخلوقة لله، وإنما العباد هم الخالقون لها، ولهم إرادة وقدرة مستقلة عن إرادة الله وقدرته، فأفعالهم لا فاعل لها ولا محدث سواهم، ومن قال: إن الله خالقها ومحدثها فقد عظم خطؤه – كما يقول عبدالجبار الهمذاني ([10] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn10)).
والمعتزلة قالوا إن العبد يخلق، فعله، ليصح ثوابه وعقابه على أعماله ([11] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn11)).
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الثالث: قول الماتريدية، وهم يقولون: إن الله تعالى خالق أفعال العباد كلها، ولا خالق إلا هو، كما يقول الأشاعرة وجميع أهل السنة ([12] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn12))، يقول الماتريدي: - عند تفسيره لقوله تعالى:] وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [(البقرة: من الآية15) رادا على المعتزلة: "وفي هذا أنه إذا كان هو الذي يمدهم في الطغيان قدر على ضده من فعل الإيمان، فدل أن الله خالق فعل العباد، إذ من قولهم: إن القدرة التامة هي التي إذا قدر على شيء قدر على ضده" ([13] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn13))، ويقول عند تفسير قوله تعالى:] وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ [(البقرة: من الآية109) بعد رده على المعتزلة "ولكن نقول: خلق فعل الحسد من الخلق، وكذلك يقال في الأنجاس والأقذار والحيات والعقارب ونحوها: إنه لا يجوز أن تضاف إلى الله تعالى، فيقال يا خالق الأنجاس والحيات والعقارب، وإن كان ذلك كله خلقه، وهو خالق كل شيء" ([14] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn14)).
ويقول النسفي:
"والله سبحانه وتعالى خالق لأفعال العباد من الكفر والإيمان والطاعة والعصيان لا كما زعمت المعتزلة أن العبد خالق لأفعاله" ([15] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn15)).
فالماتريدية – وجمهور الحنفية منهم – موافقون لأهل السنة في أن الله سبحانه وتعالى خالق أفعال العباد، ولكن تعلق العباد بأفعالهم لهم فيه رأي خاص اشتهروا به وهو: أنهم يثبتون للعباد إرادة جزئية، ويه غير مخلوقة، وأمرها بأيديهم، فهم "جعلوا كسب العباد عبارة عن إرادتهم الجزئية… وربما عبروا عنها بالقصد وصرف الإرادة الكلية نحو الفعل، قالوا: إن هذه الإرادة الجزئية صادرة من العباد، وهي لا موجودة ولا معدومة، وإما من قبيل الحال المتوسط بينهما أو من الأمور الاعتبارية، فلا يتضمن صدورها منهم معنى الخلق، إذ الخلق يتعلق بالموجود" ([16] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn16))، فالعبد عند الماتريدية له قدرة يخلقها الله تعالى فيه عنده قصده الفاعل قصداً مصمما، طاعة كان أو معصية، وإن لم تؤثر قدرته في وجود الفعل لمانع هو تعلق قدرة الله التي لا يقاومها شيء في إيجاد ذلك ([17] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn17)).
ويلاحظ أن مذهب الماتريدية هذا قربهم قليلاً من مذهب المعتزلة، كما أن مذهب جمهور الأشاعرة قريب من قول الجهمية، فكلا قولي الأشاعرة والماتريدية متفق على أن الله هو الخالق والعبد كاسب، بمعنى أنه متسبب بعزمه في أن يخلق الله الفعل ويجريه على يديه، لكن اختلفوا في هذا العزم، أمن عمل العبد هو أم من عمل الرب؟ بمعنى: هل العبد هو الذي يوه إرادة نفسه مختارا في هذا التوجيه؟ أم الله هو الذي يوجه إرادة العبد إلى الشيء أو ضده ولا يملك العبد لذلك نقضا ولا تحويلا؟ قال بالأول الماتريدية، وبالثاني الأشاعرة ([18] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn18)).
القول الرابع: قول الأشاعرة وأتباعهم:
وهؤلاء يقولون: إن الله – سبحانه وتعالى – خالق أفعال العباد، وبهذا الأصل خالفوا المعتزلة القائلين بأن الله لا يخلق أفعال العباد بل هم الخالقون لها، وبتميز هذا الجانب عند الأشاعرة والماتريدية صار مذهبهم مشهوراً بأنه مذهب أهل السنة والجماعة، وهذا حق.
ولكن عند عرض مذهبهم في الجاني الثاني من قضية خلق أفعال العباد وهو جانب تعلق أفعال العباد بهم، وهل هم الفاعلون لها؟ أم هي كسب لهم، وما مدى تعلق قدرة العباد بأفعالهم…الخ.
أقول: عند عرض مذهبهم في هذا يتضح مدى اختلافهم وبعدهم عن مذهب أهل السنة والجماعة الحقيقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك آمر آخر، وهو أن بعض كبار الأشاعرة قد رجعوا عن آرائهم التي كانوا يقولون بها في القدر إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وهذا يستلزم الدقة في عرض الآراء، وخاصة في نسبة الأقوال إلى أصحابها من الناحية التاريخية.
وقد عرض آراء الأشاعرة – من خلال كتبهم – نورد ما أورده الشهرستاني حول مذهب الأشاعرة في القدر، وتطور آرائهم على يد كبار علمائهم، الواحد تلو الآخر، يقول: "قال (أي أبو الحسن الأشعري): والعبد قادر على أفعاله إذ الإنسان يجد من نفسه تفرقة ضرورية بين حركات الرعدة والرعشة، وبين حركات الاختيار والإرادة، والتفرقة راجعة إلى أن الحركات الاختيارية حاصلة تحت القدرة، متوقفة على اختيار القادر، فمن هذا قال: المكتسب هو المقدور بالقدرة الحاصلة، والحاصل تحت القدرة الحادثة.
ثم على أصل أبي الحسن: لا تأثير للقدرة الحادثة في الإحداث، لأن جهة الحدوث قضية واحدة لا تختلف بالنسبة إلى الجوهر والعرض، فلو أثرت في قضية الحدوث لأثرت في حدوث كل محدث حتى تصلح لإحداث الألوان والطعوم والروائح وتصلح لإحداث الجواهر والأجسام، فيؤدي إلى تجويز وقوع السماع على الأرض بالقدرة الحادثة، غير أن الله تعالى أجرى سننه بأن يحقق عقيب القدرة الحادثة أو تحتها، أو معها: الفعل الحاصل إذا أراده العبد وتجرد له، ويسمى هذا الفعل كسباً، فيكون خلقا من الله تعالى إبداعاً وإحداثاً، وكسبا من العبد: حصولا تحت قدرته.
والقاضي أبو بكر الباقلاني تخطى عن هذا القدر قليلا، فقال: الدليل قد قام على أن القدرة الحادثة لا تصلح للإيجاد، لكن ليست تقتصر صفات الفعل أو وجوهه واعتباراته على جهة الحدوث فقط، بل ها هنا وجوه أخرهن وراء الحدوث من كون الجوهر جوهرا متحيزاً، قابلاً للعرض، ومن كون العرض عرضا، ولونا، وسوادا، وغير ذلك… قال: فجهة كون الفاعل حاصلا بالقدرة الحادثة أو تحتها نسبة خاصة، ويسمى ذلك كسبا، وذلك هو أثر القدرة الحادثة… فأثبت القاضي تأثيراً للقدرة الحادثة وأثرها….
ثم إن إمام الحرمين أبو المعالي الجويني تخطى عن هذا البيان قليلا، قال: أما نفي هذه القدرة والاستطاعة فمما يأباها العقل والحس، وأما إثبات قدرة لا أثر لها يوجه فهي كنفي القدرة أصلاً، وأما إثبات في حالة لا يفعل فهو كنفي التأثير، خصوصا والأحوال على أصلهم لا توصف بالوجود والعدم، فلا بد إذن من نسبة فعل العبد إلى قدرته حقيقة لا على وجه الإحداث والخلق، فإن الخلق يشعر باستقلال إيجاده من العدم، والإنسان كما يحس من نفسه الاقتدار يحس من نفسه أيضاً عدم الاستقلال…" ([19] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn19)).
فهذا النص – عن الشهرستاني – يوضح كيف أن قول الأشاعرة في أفعال العباد لم يثبت على قدم الإستقرار، ولم يكن مقنعا لكبار علمائهم الذين بحثوا هذه المسألة، ويلاحظ في عرض هذا التطور لمذهب الأشاعرة أنهم يسرون نحو القول الحق الذي يقول به أهل السنة والجماعة – كما سيأتي – مع العلم بأن الذي استقر عليه مذهب الأشاعرة موافق لما قالوه أولا، والذي ذكر الشهرستاني أنه قول أبي الحسن الأشعري، وأنه لا تأثير للقدرة الحادثة.
ونعرض لأهم أقوال الأشاعرة:
1 - قول جمهور الأشاعرة ومتأخريهم، وهؤلاء يقولون إن الله خالق أفعال العباد فيثبتون مرتبتي المشيئة والخلق، ولكن يقولون: "إن أفعال العباد الاختيارية واقعة بقدرة الله تعالى وحدها، وليس لقدرتهم تأثير فيهان بل الله سبحانه أجرى عادته بأن يوجد في العبد قدرة واختيارا، فإذا لم يكن هناك مانع أوجد فيه فعله المقدور مقارنا لهما، فيكون الفعل مخلوقاً لله إبداعاص وإحداثاً، ومكسوباً، للعبد، والمراد بكسبه إياه: مقارنته وإرادته من غير أن يكون هناك منه تأثير أو مدخل في وجوده سوى كونه محلا له" ([20] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn20)).
فأفعال العباد كلها مخلوقة لله تعالى، وهي كسب للعباد، وعلى ذلك يترتب الثواب والعقاب، ولا تأثير لقدرة العبد في الفعل، وهذا قول جمهور الأشاعرة وهو القول الذي شنع بسببه المعتزلة على الأشاعرة لأنهم لما لم يثبتوا للعبد قدرة مؤثرة لم يكونوا بعيدين عن قول الجبرية (الجهمية).
وللكسب عند هؤلاء تعريفات، أهمها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - ما يقع به المقدور من غير صحة انفراد القادر به ([21] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn21)).
2- ما يقع به المقدور في محل قدرته ([22] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn22)).
3- وبعض الأشاعرة يعرف الكسب بأنه: "ما وجد بالقادر وله عليه قدرة محدثة" ([23] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn23)). ويضرب بعضهم للكسب مثلا "في الحجر الكبير قد يعجز عن حمله رجل، ويقدر آخر على حمله منفردا به، إذا اجتمعا جميعاً على حمله كان حصول الحمل بأقواهما ولا خرج أضعفهما بذلك عن كونه حاملا، كذلك العبد لا يقدر على الانفراد بفعله ولو أراد الله الانفراد بإحداث ما هو كسب للعبد قدر عليه ووجد مقدوره، فوجوده على الحقيقة بقدرة الله تعالى ولا يخرج مع ذلك المكتسب من كونه فاعلا وإن وجد الفعل بقدرة الله تعالى" ([24] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn24)).
وكسب الأشعري هذا هو الذي قيل فيه: ثلاثة أشياء لا حقيقة لها ومنها كسب الأشعري ([25] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn25))، وقد دار حوله نقاش طوي لوعريض، ولم ينته الأشاعرة فيه إلو قول مستقيم ([26] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn26)).
2- قول أبي بكر الباقلاني: وهو كقول جمهور الأشاعرة إلا أنه خالفهم بأن الأفعال واقعة بمجموع القدرتين "على أن تتعلق قدرة الله بأصل الفعل وقدرة العبد بصفته، أعين بكونه طاعة ومعصية، إلى غير ذلك من الأوصاف التي لا توصف بها أفعال تعالى، كما في لطم اليتيم تأديبا أو إيذاء، فإن ذات اللطم واقعة بقدرة الله وتأثيره، وكونه طاعة على الأول، ومعصية على الثاني بقدرة العبد وتأثيره" ([27] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn27))، يقول الباقلاني في رسالة الحرة: "ويجب أن يعلم أن العبد له كسب وليس مجبوراً، بل مكتسب لأفعاله من طاعة ومعصية لأنه تعالى قال:] لَهَا مَا كَسَبَت [(البقرة: من الآية134) يعني من ثواب طاعة] وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَت [(البقرة: من الآية286) يعني من عقاب معصية… ويدل على صحة هذا أيضاً: أن العاقل منا يفرق بين تحرك يده جبرا وسائر بدنه عند وقوع الحمى به، أو الارتعاش، وبين أن يحرك هو عضوا من أعضائه قاصدا إلى ذلك باختياره، فأفعال العباد هي كسب لهم وهي خلق الله تعالى، فما يتصف به الحق لا يتصف به الخلق، وما يتصف به الخلق لا يتصف به الحق، وكما لا يقال لله تعالى إنه مكتسب، كذلك لا يقال للعبد إنها خالق" ([28] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn28)).
إذن فمذهب الباقلاني أن الفعل واقع بقدرة العبد بوصفه طاعة أو معصية يترتب عليه الثواب والعقاب.
3 - قول أبي المعالي الجويني: كان في الو أمره يقول بقول عامة الأشاعرة وقد صرح بمذهبه هذا في الإرشاد: قال "اتفق سلف الأمة قبل ظهور البدع والأهواء واضطراب الآراء على أن الخالق المبدع رب العالمين، ولا خالق سواه، ولا مخترع إلا هو، فهذا هو مذهب أهل الحق، فالحوادث كلها حدثت بقدرة الله تعالى، ولا فرق بين ما تعلقت قدرة العباد به، وبين ما تفرد الرب بالاقتدار عليه ويخرج من مضمون هذا الأصل أن كل مقدور لقادر فالله تعالى قادر عليه وهو مخترعه ومنشئه" ([29] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn29)). ثم قال: "فالوجه القطع بأن القدرة الحادثة لا تؤثر في مقدورها أصلا، وليس من شرط تعلق الصفة أن تؤثر في متعلقها، إذ العلم معقول تعلقه بالمعلوم مع أنه لا يؤثر فيه، وكذلك الإرادة المتعلقة بفعل العبد لا تؤثر في متعلقها" ([30] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn30)). وواضح من هذا الكلام تمسك الجويني بمذهب الأشاعرة، وكلننا نجد في "العقيدة النظامية" وهي آخر ما كتب في العقيدة يرد قوله هذا وقول عموم الأشاعرة ([31] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn31)) وقد أطال الكلام في هذه المسألة
(يُتْبَعُ)
(/)
ووضح مذهبه الذي انتهى إليه، وهو موافق لمذهب أهل السنة والجماعة.
4 - قول أبي حامد الغزالي، وهو أن أفعال العباد واقعة بمجموع القدرتين على فعل واحد، وجوز اجتماع المؤثرين على فعل واحد، يقول "وإنما الحق إثبات القدرتين على فعل واحد، والقول بمقدور منسوب إلى قادرين فلا يبقى إلا استبعاد توارد القدرتين على فعل واحد، وهذا إنما يبعد إذا كان تعلق القدرتين على وجه واحد، فإن اختلفت القدرتان واختلف وجه تعلقهما، فتوارد التعلقين على شيء واحد غير محال" ([32] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn32))، فالمؤثر عنده مجموع القدرتين، قدرة الله وقدرة العباد ([33] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=228468#_ftn33)).
القول الخامس: قول أهل السنة والجماعة، وهؤلاء يقرون بالمراتب الأربع الثابتة والتي دلت عليها النصوص، وهي: العلم، والكتابة، والمشيئة والخلق، أما أفعال العباد فهي داخلة في المرتبة الرابعة، ولذلك فهم يقولون فهيا: إن الله خالق أفعال العباد كلها، والعباد فاعلون حقيقة، ولهم قدرة حقيقة على أعمالهم ولهم إرادة، ولكنها خاضعة لمشيئة الله الكونية فلا تخرج عنها.
([1]) انظر: التعريفات (ص:12).
([2]) انظر: المصدر السابق، نفس الصفحة.
([3]) انظر: الملل والنحل (1/ 85)، والبحر الزخار (1/ 123)، والفرق بين الفرق (ص:211)، والإرشاد (ص:215).
([4]) انظر: مقالات الإسلاميين (1/ 300) – ت عبدالحميد، والفرق بين الفرق (ص:116)، ونظرية التكليف (ص:317) ونما بعدها. وانظر: شرح الأصول الخمسة (ص:398)، وفي الفلسفة الإسلامية، منهج وتطبيقه (2/ 106 - 107).
([5]) انظر: الإرشاد (ص:219 - 220)، والحرة – المطبوعة باسم الإنصاف (ص:46)، ومعالم أصول الدين للرازي (ص:83)، ط مكتبة الأزهرية، والمعتمد لأبي يعلى (ص:142).
([6]) درء التعارض (1/ 61).
([7]) انظر: مجموع الفتاوى (8/ 129 - 130، 290 - 292، 371 - 376، 441)، ومنهاج السنة (1/ 7 - 8، 369 - 373) مكتبة الرياض الحديثة، والتحفة العراقية – مجموع الفتاوى – (10/ 32)، وشرح حديث أني حرمت الظلم – مجموع الفتاوى – (18/ 172 - 173)، ودرء التعارض (9/ 241).
([8]) انظر: محاولة الرازي في معالم أصول الدين (ص:83)، ط الأزهرية، وانظر: حاشية محقق رسالة الحرة – المطبوعة باسم الأنصاف (ص:46).
([9]) انظر: الفرق بين الفرق (ص:211)، والملل والنحل للشهرستاني (1/ 87)، ومقالات الإسلاميين (1/ 238)، ت عبدالحميد، واعتقادات فرق المسلمين للرازي (ص:103)، وانظر "جهم بن صفوان ومكانته في الفكر الإسلامي" تأليف خالد العسلي، (ص:114 - 177).
([10]) انظر: المغنى لعبدالجبار (8/ 8، 16، 43، 9/ 95) وما بعدها، وشرح الأصول الخمسة (ص:336) وما بعدها، وإنقاذ البشر من الجبر والقدر (ص:49).
([11]) انظر: كتاب العدل والتوحيد للرسي – ضمن رسائل العدل والتوحيد (1/ 118).
([12]) انظر: شرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة: أعداد عبدالكريم تتان (ص:28 - 29). نشر مكتبة الغزالي ومكتبة ابن الفارض – حماة، وانظر: شرح الفقه الأكبر ملا علي قاري (ص:44)، والوصية لأبي حنيفة (ص:74)، بقلم فؤاد علي رضا، مكتبة الجماهير – بيروت، مكتبة مدبولي – القاهرة، ط الأولى 1970م.
([13]) تفسير الماتريدي: المسمى: تأويلات أهل السنة ج1 (ص:51 - 52) طبعة 1391هـ.
([14]) تفسير الماتريدية (1/ 249).
([15]) شرح العقائد النسفية: سعد الدين التفتاراني (ص:77 - 78)، تحقيق: كلود سلامة ط دمشق، وزارة الثقافة والإرشاد القومي 1974م. وانظر: كتاب بحر الكلام في علم التوحيد" تأليف: أبي المعين النسفي (ص:41).
([16]) موقف البشر تحت سلطان القدر: مصطفى صبري (ص:69)، وانظر الإنسان هل مسير أم مخير؟ الدكتور فؤاد العقلي (ص:50) – طبعة أولى 1980م.
([17]) انظر: شرح الفقه الأكبر: علي قاري (ص:46 – وانظر: شرح العقائد النسفية (ص:86 - 87 - 88)، تحقيق كلود سلامة.
([18]) انظر: المختار من كنوز السنة النبوية: الدكتور: محمد عبدالله دراز (ص:247)، وانظر أيضاً: "شيخ الإسلام الهروي" للدكتور محمد سعيد الأفغاني (ص:154 - 155).
وانظر في مذهب الماتريدية: في الفلسفة الإسلامية (2/ 123 - 124).
(يُتْبَعُ)
(/)
([19]) الملل والنحل للشهرستاني (1/ 96 - 99)، وانظر: نهاية الأقدام له (ص:72 - 78)، وانظر: مذهب الإسلاميين: عبدالرحمن بدوي (1/ 557 - 561).
([20]) شرح المواقف: للجرجاني (237)، تحقيق الدكتور أحمد المهدي، وانظر: عيون المناظرات لأبي علي عمر السكوني (ص:164، 176، 224).
([21]) الإنسان هل هو مسير أم مخير؟ الدكتور فؤاد العقلي (ص:11)، الطبعة الأولى 1980م، مكتبة الخانجي القاهرة. وانظر: شرح جوهرة التوحيد للباجوري (ص:219)، ط 1392هـ.
([22]) شرح جوهرة التوحيد (ص:219).
([23]) المعتمد في أصول الدين: (ص:128)، وانظر: التعليقات على شرح الدواني للعقائد العضدية: لجمال الدين الأفنغاني (ص:309) من الجزء الأول، ضمن الأعمال الكاملة لمؤلفات جمال الدين الأفغاني، تحقيق محمد عمارة، ط الأولى 1979م.
([24]) أصول الدين للبغدادي (ص:133 - 134)، وانظر: نشأة الأشعرية وتطورها، دكتور: جلال محمد موسى (ص:238).
([25]) وطفرة النظام، وأحوال أبي هاشم، انظر: مجموع الفتاى (8/ 128*.
([26]) انظر: مثلا: النشر الطيب على شرح الطيب، ادريس بن أحمد الوزاني الفاسي، (1/ 461)، ط الأولى 1348هـ، وانظر: كتاب المسامرة، للكمال بن أبي شريف، بشرح المسايرة لابن الهمام (ص:107)، ط الأولى، بولاق، 1317هـ، وانظر: حاشية الكلنبوي على شرح الدواني، مع حاشية المرجاني والخلخاني (1/ 251)، ط 1317هـ.
([27]) شرح المواقف (ص:239) – الجزء المحقق.
([28]) رسالة الحرة – المطبوعة باسم الإنصاف (ص:43 - 44).
([29]) الإرشاد (ص:187).
([30]) المصدر السابق (ص:210).
([31]) انظر: العقيدة النظامية (ص:43 - 56)، تحقيق أحمد حجازي السقا، ط الأولى 1398هـ، وانظر في مذهب الجويني: النشر الطيب (1/ 464)، والملم والنحل للشهرستاني (1/ 98)، ونهاية الأقدام (ص:78) وما بعدها. وفي الفلسفة الإسلامية (2/ 118) وما بعدها، ومذاهب الإسلاميين (1/ 739) وما بعدها.
([32]) الاقتصاد (ص:58 - 59)، ط دار الكتب العلمية.
([33]) انظر: الأربعين للرازي (ص:13)، ط دار الآفاق.
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 04:34]ـ
وهذا بحث قيم فى مسألة أفعال العباد استعرض فيه المؤلف أقوال الفرق المختلفة وأدلتهم فى هذه المسألة ثم بين مذهب أهل السنة والجماعة فى هذه المسألة وبين علاقة خلق الله سبحانه وتعالى لأفعال العباد بمراتب القضاء والقدر
مقدمة البحث
بسم الله الرحمن الرحيم
أفعال العباد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
من المعلوم أن مسألة أفعال العباد من المسائل الشائكة التي خاضت فيها فرق الأمة بحق وباطل، ولأهمية الموضوع فإني قد عزمت على البحث فيه وفقا للخطة التالية تمهيد
الباب الأول: أفعال العباد
الفصل الأول: مراتب القدر وعلاقتها بأفعال العباد
الفصل الثاني: القائلون بخلق أفعال العباد
المبحث الأول: أقوال الفرق المثبتة للخلق
المبحث الثاني: الأدلة
الفصل الثالث: القائلون بعدم خلق أفعال العباد
المبحث الأول: أقوال الفرق
المبحث الثاني: الأدلة
الباب الثاني: المذهب الحق
الفصل الأول: منشأ الخلاف
الفصل الثاني: وسطية أهل السنة في نصوص أفعال العباد
الفصل الثالث: إشكاليات حول مراتب القدر وعلاقتها بأفعال العباد
الخاتمة
تمهيد: نشأة القول القدر
الكلام في مسائل القدر في الإسلام هي مسألة في قديمة منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم في حياة النبي r ، وهذه المسألة وإن وقعت في عهدهم فإنها لا تعني انشقاقاً وإيذاناً بظهور بدعة، بل كان عهدهم غاية في النقاء والصفاء.
لكن القارئ في كتب السنة يجد بعض الحوادث الدالة على وجود نقاش في مسألة القدر1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftn1) وعلى سبيل المثال ما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى عليه وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب واحمر وجهة حتى كأنه فقيء في وجنتيه الرمان فقال: (أبهذا أمرتم أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما هلك من
كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمت عليكم لا تنازعوا فيه) 2 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftn2)
فهذه الحادثة دالة على وجود الخلاف في القدر في عهد الصحابة لكن هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الخلاف لم يستمر بل توقف الصاحبة في أمره من ذلك الحين وليم يخوضوا فيه كما خاص فيه أمل البدع فكانوا أسلم الناس قلوباً بل إنهم ندموا على فعلتهم تلك فقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص بعد تلك الحادثة كما في رواية ابن ماجه1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftn3) ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه إذا ليست المسألة مشكلة كبرى في عصر الصحابة أو أن بذرت القدرية كانت من الصحابة، فهم رضي الله عنهم لم يعرف عنهم بدعة، لا كما يصور بعض الكتاب ذلك.
وأما حدوث بدعة نفي القدر فقد حدثت في أواخر عهد الصحابة رضي الله عنهم فقدروى مسلم في صحيحه2 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftn4) عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال
بالقدر في البصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوقف لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الأمر إلي فقلت: أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم … .. وأنهم يزعمون ألا قدر وأن الأمر أنف ..
فهذا الحديث دال على أن معبداً هو أول قائل بالقدر.
يقول الشهرستاني:" فحدث في آخر أيام الصحابة بدعة معبد الجهني وغيلان الدمشقي ويونس الأسواري في القول بالقدر ….) 1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftn5)
تم تلقفت المعتزلة هذا القول لكن بشكل أقل غلواً.
1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftnref 1) انظر القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة للمحمود ص 147، القدرية والمرجئة للدكتور ناصر العقل ص 22.
2 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftnref 2) رواه الترمذي في السنن 4/ 443، وله شاهد عند ابن ماجه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده 1/ 33 رقم (85).
1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftnref 3) السنن 1/ 33.
2 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftnref 4) رواه مسلم 1/ 36 رقم (8).
1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftnref 5) الملل والنحل 1/ 30 تحقيق سيد كيلاني، وانظر القضاء والقدر في الإسلام لفاروق دسوقي 2/ 91.
والحقيقة أنا لا أعرف المؤلف ولكنه ولله الحمد على مذهب أهل السنة والجماعة كما يبدو ذلك من مراجع الكتاب
المصادر والمراجع
qاستقصاء النظر في البحث عن القضاء والقدر، الحسن بن المطهر، ت/ فارس تبريزيان،بدون رقم طبعة
qاصول مذهب الشيعة، ناصر القفاري، الثانية 1415.
qاعلام السنة المنشورة، الحكمي، الرشد، الرياض، الأولى 1414.
qافعال العباد في القران، عبد العزيز المجذوب، الدار العربية للكتاب، بدون طبعة
qاقوم ما قيل في القضاء والقدر (ضمن الفتاوى)،ابن تيميه، جمع:ابن قاسم، مجمع الملك فهد،المدينة،1416 - 1995
qالاحتجاج بالقدر (ضمن الفتاوى)،ابن تيميه، جمع:ابن قاسم، مجمع الملك فهد،المدينة،1416 - 1995
qالاختلاف في اللفظ،ابن قتيبة، ت/ محمد الكوثري، 1349.
qالارشاد شرح لمعة الاعتقاد، عبدالله الجبرين، ت/ محمّد المنيع. دار طيبة - الرياض. ط. الأولى 1418.
qالارشاد للجويني،تحقيق محمد يوسف موسى، مكتبة الخانجي،مصر، 1369 - 1950
qالاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، للبيهقي، ت/ أحمد عصام الكاتب، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1401 الأولى
qالامدي وآراؤه الكلامية، حسن الشافعي،السلام، القاهرة، الأولى 1998.
qالايمان بالقضاء والقدر، محمد الحمد، ابن خزيمة، الرياض، الثالثة 1419.
qالتنبيهات اللطيفة، السعدي، ت/ علي حسن،ابن القيم، الدمام، الأولى 1419.
qالرسالة، لأبي زيد القيرواني، ت/الهادي حمو، محمد أبو الأجفان، الغرب، بيروت، الثانية 1997.
qالسنة لعبد الله بن أحمد. ت/د. محمد سعيد سالم القحطاني. دار ابن القيم. الدمام.
qالعقيدة الواسطية، (ضمن الفتاوى)،ابن تيميه، جمع:ابن قاسم، مجمع الملك فهد،المدينة،1416 - 1995
(يُتْبَعُ)
(/)
qالفرق بين الفرق، عبد القاهر البغدادي، دار الآفاق الجديدة، بيروت،الثانية 1977.
qالفصل في الملل والأهواء والنحل،ابن حزم الظاهري، مكتبة الخانجي، القاهرة
qالقدرية والمرجئة للعقل ناصر العقل. الوطن. الأولى 1418.
qالقضاء والقدر، الأشقر،النفائس، الأردن، الثالثة 1415.
qالقضاء والقدر،عبد الرحمن المحمود، دار الوطن،الرياض، الثانية 1418 - 1997
qالقضاء والقدر في الإسلام، فاروق دسوقي، دار الدعوة، الاسكندرية، بدون طبعة
qالكواشف الجلية، عبدالعزيز السلمان. يوزع مجانًا. ط. السابعة عشرة 1410.
qالماتريدية، للحربي، العاصمة، الرياض، الأولى.
qالمسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة، عبد الإله الأحمدي،طيبة، الرياض، الثانية 1416.
qالمعتزلة وأصولهم الخمسة، عواد المعتق، مكتبة الرشد، الرياض، الثالثة 1407.
qالمعجم الأوسط،الطبراني،تحقيق طارق عوض الله،دار الحرمين،القاهرة،1415.
qالمعجم الصغير، الطبراني، ت/ محمد شكور، لمكتب الإسلامي، دار عمار، بيروت , عمان، الأولى 1405 - 1985
qالمعجم الكبير، الطبراني، ت/ حمدي السلفي. مكتبة العلوم والحكم - الموصل. ط. الثانية 1404.
qالملل والنحل،الشهر ستاني، تحقيق محمد سيد كيلاني، دار المعرفة،بيروت –لبنان،الخامسة 1404
qالمواقف،الأيجي،تحقيق عبد الرحمن عميرة دار الجبيل،بيروت،الأولى 1997
qتاريخ الطبري. دار الكتب العلمية. بيروت. الأولى 1407
qجهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف، عبد العزيز الطويان، العبيكان، الرياض، الأولى 1419.
qخلق أفعال العباد، للبخاري، ت/ عبد الرحمن عميرة، المعارف السعودية، الرياض، 1398 - 1978
qسنن ابن ماجه، محمد بن يزيد القزويني، ت/ محمد عبد الباقي دار الفكر، بيروت
qسنن الترمذي،محمد بن سورة الترمذي، تحقيق احمد شاكر، دار إحياء التراث، بيروت
qشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي. ت/ أحمد سعد حمدان دار طيبة. الرياض. 1402
qشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي. ت/ أحمد سعد حمدان دار طيبة. الرياض
qشرح الأصول الخمسة،القاضي عبد الجبار،تحقيق د- عبد الكريم عثمان،مكتبة وهبه،مصر،الأولى 1965 - 1384
qشرح العقيدة الطحاوية الطحاوية لابن أبي العز. ت/ جماعة من العلماء. المكتب الإسلامي. بيروت الرابعة 1391
qشرح العقيدة الواسطية، محمّد خليل هراس، ت/ علوي السقاف. دار الهجرة - الثقبة، ط. الثالثة 1415.
qشرح العقيدة الواسطية لابن تيمية، ابن عثيمين. ع/ سعد الصميل. دار ابن الجوزي - الدمام. ط. الثانية 1415
qشفاء العليل،أبن القيم،تحقيق محمد بدر الدين النعساني،دار الفكر،بيروت،1398 -
qصحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق مصطفى البغا،دار ابن كثير،بيروت،الثالثة 1407
qصحيح مسلم،مسلم بن الحجاج،محمد فؤاد عبد الباقي،دار أحياء التراث،بيروت
qطريق الهجرتين وباب السعادتين، ابن القيم، ت/ عمر محمود دار ابن القيم، الدمام، 1414 – 1994، الطبعة الثانية
qعقيدة السلف، إسماعيل الصابوني، ت/ ناصر الجديع. دار العاصمة - الرياض. ط. الثانية 1419.
qفتح الباري،ابن حجر، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، المعرفة،1379
qقضية الثواب والعقاب بين مدارس الإسلاميين، جابر زايد السميري، الدار السودانية للكتب،،الأولى 1416 - 1995
qلوامع الأنوار البهية،السفاريني،المكتب الإسلامي،بيروت،الثالثة 1411
qمجمع الزوائد، الهيثمي، دار الريان، القاهرة، 1407
qمجموع فتاوى ابن عثيمين، جمع: السلمان،دار الثريا، الرياض، الثانية
qمجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين، جمع: السلمان، دار الثريا، الرياض، الثانية
qمدارج السالكين،لابن القيم،تحقيق محمد الفقي،الكتاب العربي،بيروت،الثانية1393
qمراتب الإرادة (ضمن الفتاوى)،ابن تيميه، جمع:ابن قاسم، مجمع الملك فهد،المدينة،1416 - 1995
qمعارج القبول، حافظ الحكمي، ت/ عمر محمود. دار ابن القيم - الدمام. ط. الأولى 1410.
qمقالات الإسلاميين للأشعري هلموت ريتر. دار إحياء التراث العربي. بيروت. الثالثة
qمنهاج السنه النبوية،ابن تيميه،تحقيق محمد رشاد سالم،مؤسسة قرطبة،الأولى 1406
qمنهج الحافظ أبن حجر في العقيدة،محمد إسحاق كندو،مكتبة الرشد،الرياض،الأولى 1419
qموقف المتكلمين، سليمان الغصن. دار العاصمة - الرياض. ط. الأولى 1416.
qنشأة الفكر الفلسفي الإسلام، علي سامي النشار،دار المعارف،القاهرة،الثامنة
qوسطية أهل السنة، محمد با كريم، الراية، الرياض، الأولى 1415.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 05:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الاخوة الكرام ..
أعرض بعض الاسفسارات حول القدر .. آملة أن أجد جوابا شافيا عمّا ظاهره الاشكال!
* فيما يخص هذه الآية/الحديث التي يُستدل بها على مرتبة الخلق في باب القدر
في قوله تعالى: (والله خلقكم وما تعملون) ..
وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله خالق كل صانع وصنعته)
ماالمقصود بها .. ؟! هل تعني أن الله خالقٌ لأفعال العباد .. !
في هذه الحالة؛ ما الفرق بين منهج السلف وقول الأشاعرة > (أن أفعال العباد مخلوقة لله)
السلف يقولون أفعال العباد مخلوقة والأشاعرة يقولون أفعال العباد مخلوقة
ولكن السلف يقولون إن للعبد قدرة خلقها الله له تؤثر في فعله فهي سبب للفعل
وقدرته تقبل الضدين
وتكون قبل الفعل وتكون مقترنة به
أما الأشاعرة فيقولون للعبد قدرة لا تؤثر في الفعل وهذا يعني أن وجودها كعدمها
ولا تكون عندهم إلا مقترنة بالفعل
وقدرة العبد عندهم ليست سببا للفعل
لذلك يعد الأشاعرة من الجبرية باعترافهم فهم يعترفون بأنهم قائلون بالجبر المتوسط
وأما أهل السنة السلفيون فهم وسط في القدر بين القدرية نفاة القدر وبين الجبرية الغلاة في إثبات القدر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 05:38]ـ
يقول الشيخ صالح آل الشيخ فى شرحه للعقيدة الواسطية
نفاة القدر قسمان:
1. قدرية غلاة: وهؤلاء هم نفاة العلم، وهؤلاء فرقة انقرضت، وهي التي قال فيها أئمة السلف ”ناظروا القدرية بالعلم، فهم إن أقروا به خُصموا وإن أنكروه كفروا“.
2. الطائفة الثانية: القدرية الذين ينفون خلق الله جل وعلا لأفعال العباد، وينفون القدر ويقولون: إن العبد هو الذي يخلق فعل نفسه.
ويقابلهم الجبرية، والجبرية قسمان:
1. جبرية غلاة: وهم الذين يقولون إن المرء ليس له اختيار بتاتا، بل هو كالريشة في مهب الريح، وهذا اعتقاد الجهمية، وطوائف من الصوفية الغلاة موجودون اليوم.
2. والطائفة الثانية الجبرية غير الغلاة: وهؤلاء هم الأشاعرة، فإن الأشاعرة يقولون بالجبر لكنه جبر مؤدب؛ يعني جبر في الباطن دون الظاهر، يقولون: ظاهر المكلف أنه مختار، ولكنه في الباطن مجبر، ولهذا اخترعوا لفظ الكسب، فاخترع أبو الحسن الأشعري لفظ الكسب، وقال: إن الأعمال كسب للعباد. ما تفسير الكسب؟ اختلف حُذَّاقهم في تفسير الكسب إلى نحو من اثني عشرة قولا، ولا يهمنا ذكر هذه الأقوال الآن، كنه خلاصة الأمر أنه لا معنى للكسب عندهم، ولهذا قال بعض أهل العلم:
مما يقال ولا حقيقة تحته ([13] ( ada99: شرح%20لمعة%20الاعتقاد. h tm#_ftn13))
معقولة تدنو لذي الأفهام
الكسب عند الأشعري
والحال عند البهشمي
وطفرة النظام
ثلاثة لا حقيقة لها، فالكسب إذا أردت أن تفسره أو تستفسر من الأشعري ما معناه لا يكاد يجتمع منهم جماعة على تفسيره بتفسير صحيح، ولهذا ذكر بعض شُرّاح الجوهرة -من متون الأشاعرة المعروفة- جوهرة التوحيد: أنه لابد من الاعتراف بأننا جبرية، ولكننا جبرية في الباطن دون الظاهر، فلسنا كالجبرية الذين يقولون للإنسان مجبر مطلقا، لا، ولكنه مختار ظاهرا، ولكنه مجبر ظاهرا. طيب كيف تفسرون الأفعال التي تحصل من العبد؟ قال: هو كالآلة التي يقوم الفعل بها فإمرار السكين, لا نقول أن السكين هي التي أحدثت القطع، ولكن نقول حدث القطع عند الإمرار، كذلك العبد نقول هو أُجبر على الصلاة؛ أُجبر على الصلاة لما قام، هو عصى وأُجبر على المعصية لما أتى، فيجعلونه كالآلة وكالمحل الذي يقوم بها إجبار الله جل وعلا، وينفذ فيه حكم الله جل وعلا، وهذا غاية في المخالفة لما دلت عليه النصوص.
فالأشاعرة طائفة من الجبرية, والمعتزلة طائفة من القدرية، والجبرية الغلاة والقدرية الغلاة قد مرّ بك تفصيل الكلام على اعتقادهم، وبهذا يتبين لك خلاصة ما يتعلق القدر، وأن الله جل وعلا مقدر للأشياء قبل وقوعها، ومعنى ذلك أنه علم ذلك، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن قضاءه نافذ في عباده لا يخرجون عما قدّر ولا عما قضى، وأن ذلك لا يعني إجبار العبد؛ بل هو يفعل باختياره ويجازى على أفعاله.
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 05:46]ـ
وهذا بحث قيم فى مسألة أفعال العباد استعرض فيه المؤلف أقوال الفرق المختلفة وأدلتهم فى هذه المسألة ثم بين مذهب أهل السنة والجماعة فى هذه المسألة وبين علاقة خلق الله سبحانه وتعالى لأفعال العباد بمراتب القضاء والقدر
مقدمة البحث
بسم الله الرحمن الرحيم
أفعال العباد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
من المعلوم أن مسألة أفعال العباد من المسائل الشائكة التي خاضت فيها فرق الأمة بحق وباطل، ولأهمية الموضوع فإني قد عزمت على البحث فيه وفقا للخطة التالية تمهيد
الباب الأول: أفعال العباد
الفصل الأول: مراتب القدر وعلاقتها بأفعال العباد
الفصل الثاني: القائلون بخلق أفعال العباد
المبحث الأول: أقوال الفرق المثبتة للخلق
المبحث الثاني: الأدلة
الفصل الثالث: القائلون بعدم خلق أفعال العباد
المبحث الأول: أقوال الفرق
المبحث الثاني: الأدلة
الباب الثاني: المذهب الحق
الفصل الأول: منشأ الخلاف
الفصل الثاني: وسطية أهل السنة في نصوص أفعال العباد
الفصل الثالث: إشكاليات حول مراتب القدر وعلاقتها بأفعال العباد
الخاتمة
تمهيد: نشأة القول القدر
(يُتْبَعُ)
(/)
الكلام في مسائل القدر في الإسلام هي مسألة في قديمة منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم في حياة النبي r ، وهذه المسألة وإن وقعت في عهدهم فإنها لا تعني انشقاقاً وإيذاناً بظهور بدعة، بل كان عهدهم غاية في النقاء والصفاء.
لكن القارئ في كتب السنة يجد بعض الحوادث الدالة على وجود نقاش في مسألة القدر1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftn1) وعلى سبيل المثال ما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى عليه وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب واحمر وجهة حتى كأنه فقيء في وجنتيه الرمان فقال: (أبهذا أمرتم أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما هلك من
كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمت عليكم لا تنازعوا فيه) 2 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftn2)
فهذه الحادثة دالة على وجود الخلاف في القدر في عهد الصحابة لكن هذا
الخلاف لم يستمر بل توقف الصاحبة في أمره من ذلك الحين وليم يخوضوا فيه كما خاص فيه أمل البدع فكانوا أسلم الناس قلوباً بل إنهم ندموا على فعلتهم تلك فقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص بعد تلك الحادثة كما في رواية ابن ماجه1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftn3) ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه إذا ليست المسألة مشكلة كبرى في عصر الصحابة أو أن بذرت القدرية كانت من الصحابة، فهم رضي الله عنهم لم يعرف عنهم بدعة، لا كما يصور بعض الكتاب ذلك.
وأما حدوث بدعة نفي القدر فقد حدثت في أواخر عهد الصحابة رضي الله عنهم فقدروى مسلم في صحيحه2 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftn4) عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال
بالقدر في البصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوقف لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الأمر إلي فقلت: أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم … .. وأنهم يزعمون ألا قدر وأن الأمر أنف ..
فهذا الحديث دال على أن معبداً هو أول قائل بالقدر.
يقول الشهرستاني:" فحدث في آخر أيام الصحابة بدعة معبد الجهني وغيلان الدمشقي ويونس الأسواري في القول بالقدر ….) 1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftn5)
تم تلقفت المعتزلة هذا القول لكن بشكل أقل غلواً.
1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftnref 1) انظر القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة للمحمود ص 147، القدرية والمرجئة للدكتور ناصر العقل ص 22.
2 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftnref 2) رواه الترمذي في السنن 4/ 443، وله شاهد عند ابن ماجه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده 1/ 33 رقم (85).
1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftnref 3) السنن 1/ 33.
2 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftnref 4) رواه مسلم 1/ 36 رقم (8).
1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33266#_ftnref 5) الملل والنحل 1/ 30 تحقيق سيد كيلاني، وانظر القضاء والقدر في الإسلام لفاروق دسوقي 2/ 91.
والحقيقة أنا لا أعرف المؤلف ولكنه ولله الحمد على مذهب أهل السنة والجماعة كما يبدو ذلك من مراجع الكتاب
المصادر والمراجع
qاستقصاء النظر في البحث عن القضاء والقدر، الحسن بن المطهر، ت/ فارس تبريزيان،بدون رقم طبعة
qاصول مذهب الشيعة، ناصر القفاري، الثانية 1415.
qاعلام السنة المنشورة، الحكمي، الرشد، الرياض، الأولى 1414.
qافعال العباد في القران، عبد العزيز المجذوب، الدار العربية للكتاب، بدون طبعة
qاقوم ما قيل في القضاء والقدر (ضمن الفتاوى)،ابن تيميه، جمع:ابن قاسم، مجمع الملك فهد،المدينة،1416 - 1995
qالاحتجاج بالقدر (ضمن الفتاوى)،ابن تيميه، جمع:ابن قاسم، مجمع الملك فهد،المدينة،1416 - 1995
qالاختلاف في اللفظ،ابن قتيبة، ت/ محمد الكوثري، 1349.
(يُتْبَعُ)
(/)
qالارشاد شرح لمعة الاعتقاد، عبدالله الجبرين، ت/ محمّد المنيع. دار طيبة - الرياض. ط. الأولى 1418.
qالارشاد للجويني،تحقيق محمد يوسف موسى، مكتبة الخانجي،مصر، 1369 - 1950
qالاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، للبيهقي، ت/ أحمد عصام الكاتب، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1401 الأولى
qالامدي وآراؤه الكلامية، حسن الشافعي،السلام، القاهرة، الأولى 1998.
qالايمان بالقضاء والقدر، محمد الحمد، ابن خزيمة، الرياض، الثالثة 1419.
qالتنبيهات اللطيفة، السعدي، ت/ علي حسن،ابن القيم، الدمام، الأولى 1419.
qالرسالة، لأبي زيد القيرواني، ت/الهادي حمو، محمد أبو الأجفان، الغرب، بيروت، الثانية 1997.
qالسنة لعبد الله بن أحمد. ت/د. محمد سعيد سالم القحطاني. دار ابن القيم. الدمام.
qالعقيدة الواسطية، (ضمن الفتاوى)،ابن تيميه، جمع:ابن قاسم، مجمع الملك فهد،المدينة،1416 - 1995
qالفرق بين الفرق، عبد القاهر البغدادي، دار الآفاق الجديدة، بيروت،الثانية 1977.
qالفصل في الملل والأهواء والنحل،ابن حزم الظاهري، مكتبة الخانجي، القاهرة
qالقدرية والمرجئة للعقل ناصر العقل. الوطن. الأولى 1418.
qالقضاء والقدر، الأشقر،النفائس، الأردن، الثالثة 1415.
qالقضاء والقدر،عبد الرحمن المحمود، دار الوطن،الرياض، الثانية 1418 - 1997
qالقضاء والقدر في الإسلام، فاروق دسوقي، دار الدعوة، الاسكندرية، بدون طبعة
qالكواشف الجلية، عبدالعزيز السلمان. يوزع مجانًا. ط. السابعة عشرة 1410.
qالماتريدية، للحربي، العاصمة، الرياض، الأولى.
qالمسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة، عبد الإله الأحمدي،طيبة، الرياض، الثانية 1416.
qالمعتزلة وأصولهم الخمسة، عواد المعتق، مكتبة الرشد، الرياض، الثالثة 1407.
qالمعجم الأوسط،الطبراني،تحقيق طارق عوض الله،دار الحرمين،القاهرة،1415.
qالمعجم الصغير، الطبراني، ت/ محمد شكور، لمكتب الإسلامي، دار عمار، بيروت , عمان، الأولى 1405 - 1985
qالمعجم الكبير، الطبراني، ت/ حمدي السلفي. مكتبة العلوم والحكم - الموصل. ط. الثانية 1404.
qالملل والنحل،الشهر ستاني، تحقيق محمد سيد كيلاني، دار المعرفة،بيروت –لبنان،الخامسة 1404
qالمواقف،الأيجي،تحقيق عبد الرحمن عميرة دار الجبيل،بيروت،الأولى 1997
qتاريخ الطبري. دار الكتب العلمية. بيروت. الأولى 1407
qجهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف، عبد العزيز الطويان، العبيكان، الرياض، الأولى 1419.
qخلق أفعال العباد، للبخاري، ت/ عبد الرحمن عميرة، المعارف السعودية، الرياض، 1398 - 1978
qسنن ابن ماجه، محمد بن يزيد القزويني، ت/ محمد عبد الباقي دار الفكر، بيروت
qسنن الترمذي،محمد بن سورة الترمذي، تحقيق احمد شاكر، دار إحياء التراث، بيروت
qشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي. ت/ أحمد سعد حمدان دار طيبة. الرياض. 1402
qشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي. ت/ أحمد سعد حمدان دار طيبة. الرياض
qشرح الأصول الخمسة،القاضي عبد الجبار،تحقيق د- عبد الكريم عثمان،مكتبة وهبه،مصر،الأولى 1965 - 1384
qشرح العقيدة الطحاوية الطحاوية لابن أبي العز. ت/ جماعة من العلماء. المكتب الإسلامي. بيروت الرابعة 1391
qشرح العقيدة الواسطية، محمّد خليل هراس، ت/ علوي السقاف. دار الهجرة - الثقبة، ط. الثالثة 1415.
qشرح العقيدة الواسطية لابن تيمية، ابن عثيمين. ع/ سعد الصميل. دار ابن الجوزي - الدمام. ط. الثانية 1415
qشفاء العليل،أبن القيم،تحقيق محمد بدر الدين النعساني،دار الفكر،بيروت،1398 -
qصحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق مصطفى البغا،دار ابن كثير،بيروت،الثالثة 1407
qصحيح مسلم،مسلم بن الحجاج،محمد فؤاد عبد الباقي،دار أحياء التراث،بيروت
qطريق الهجرتين وباب السعادتين، ابن القيم، ت/ عمر محمود دار ابن القيم، الدمام، 1414 – 1994، الطبعة الثانية
qعقيدة السلف، إسماعيل الصابوني، ت/ ناصر الجديع. دار العاصمة - الرياض. ط. الثانية 1419.
qفتح الباري،ابن حجر، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، المعرفة،1379
qقضية الثواب والعقاب بين مدارس الإسلاميين، جابر زايد السميري، الدار السودانية للكتب،،الأولى 1416 - 1995
qلوامع الأنوار البهية،السفاريني،المكتب الإسلامي،بيروت،الثالثة 1411
qمجمع الزوائد، الهيثمي، دار الريان، القاهرة، 1407
qمجموع فتاوى ابن عثيمين، جمع: السلمان،دار الثريا، الرياض، الثانية
qمجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين، جمع: السلمان، دار الثريا، الرياض، الثانية
qمدارج السالكين،لابن القيم،تحقيق محمد الفقي،الكتاب العربي،بيروت،الثانية1393
qمراتب الإرادة (ضمن الفتاوى)،ابن تيميه، جمع:ابن قاسم، مجمع الملك فهد،المدينة،1416 - 1995
qمعارج القبول، حافظ الحكمي، ت/ عمر محمود. دار ابن القيم - الدمام. ط. الأولى 1410.
qمقالات الإسلاميين للأشعري هلموت ريتر. دار إحياء التراث العربي. بيروت. الثالثة
qمنهاج السنه النبوية،ابن تيميه،تحقيق محمد رشاد سالم،مؤسسة قرطبة،الأولى 1406
qمنهج الحافظ أبن حجر في العقيدة،محمد إسحاق كندو،مكتبة الرشد،الرياض،الأولى 1419
qموقف المتكلمين، سليمان الغصن. دار العاصمة - الرياض. ط. الأولى 1416.
qنشأة الفكر الفلسفي الإسلام، علي سامي النشار،دار المعارف،القاهرة،الثامنة
qوسطية أهل السنة، محمد با كريم، الراية، الرياض، الأولى 1415.
صاحب هذا البحث هو الدكتور خالد محمد عبد الله الشنيبر
معيد في قسم الثقافة، كلية التربية، جامعة الملك سعود
وهذه صفحته الشخصية على موقع جامعة الملك سعود
http://faculty.ksu.edu.sa/shunyber/default.aspx
وهذه صفحة أبحاثه وفيها البحث المذكور
http://faculty.ksu.edu.sa/shunyber/DocLib2/Forms/AllItems.aspx
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم رميساء]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 06:28]ـ
بارك الله فيكم على الفائدة
ـ[ايمان نور]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 07:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
جزاكم الله خيرا.(/)
حد الردة في الكتاب المقدس
ـ[المحدث]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 03:15]ـ
حد الرده في الكتاب المقدس
الدليل الاول:_
سفر الخروج _الاصحاح (22) _ العدد (19)
مَنْ ذبَحَ لآلهَةٍ إلاَ للرّبِّ، فقَتْلُهُ حَلالٌ. (النسخة العربية المشتركة)
الدليل الثاني:_
أمر موسي عليه السلام قتل من عبدوا العجل
سفر الخروج _الاصحاح (32) _ الاعداد (1_30)
32 ولمَّا رأى الشَّعبُ أنَّ موسى أبطأَ في النُّزولِ مِنَ الجبَلِ اَجتَمَعوا على هرونَ وقالوا لَه: ((قُمِ اَصنَعْ لنا آلِهَةً تسيرُ أمامَنا. فهذا الرَّجلُ موسى الذي أخرَجنا مِنْ أرضِ مِصْرَ لا نعرِفُ ماذا أصابَهُ)). 2فقالَ لهُم هرونُ: ((إنزَعوا حَلَقَ الذَّهَبِ التي في آذانِ نِسائِكُم وبَنيكُم وبناتِكُم وجيئوني بِها)). 3فنزَعَ جميعُ الشَّعبِ حَلَقَ الذَّهَبِ التي في آذانِ نِسائِهِم وجاؤوا بِها إلى هرونَ. 4فأخذَها منْ أيديهِم وأذابَها وسَكبَها في صَنَمِ على صورَةِ عِجلٍ. فقالَ الشَّعبُ: ((هذِهِ آلِهتُكُم يا بَني إِسرائيلَ، آلِهتُكُمُ التي أخرَجتْكُم مِنْ أرضِ مِصْرَ)). 5فلمَّا رأى هرونُ ذلِكَ بَنى أمامَ الصَّنَمِ مذبَحًا ونادى وقالَ: ((غدًا عيدٌ للرّبِّ)). 6فبكَّروا في الصَّباحِ وأصعَدوا مُحرقاتٍ وقدَّموا ذبائِحَ سلامَةٍ وجلسوا يأكلُونَ ويشرَبونَ، ثمَ قاموا يمرَحونَ.
7فقالَ الرّبُّ لِموسى: ((قُمِ اَنْزِلْ. فسَدَ شعبُكَ الذينَ أخرَجتُهُم مِنْ أرضِ مِصْرَ. 8حادوا سريعًا عَنِ الطَّريقِ الذي أمَرتُهُم بِسُلوكِهِ، فصنَعوا لهُم عِجلاً مَسبوكًا وسجدوا لَه وقَدَّموا الذَّبائِحَ وقالوا: ((هذِهِ آلِهتُكُم يا بَني إِسرائيلَ، آلِهتُكُمُ التي أخرَجتْكُم منْ أَرضِ مِصْرَ)). 9وقالَ الرّبُّ لِموسى: ((رأيتُ هؤلاءِ الشَّعبَ، فإذا هُم شعبٌ قُساةُ الرِّقابِ. 10والآنَ دَعْ غضَبي يشتَدُّ علَيهِم فأُفنيَهُم وأجعَلَكَ أنتَ أُمَّةً عظيمَةً)).
صلاة موسى
11فتَضَرَّعَ موسى إلى الرّبِّ إلهِهِ وقالَ: ((يا ربُّ، لماذا يشتَدُّ غضَبُكَ على شعبِكَ الذينَ أخرَجتَهُم مِنْ أرضِ مِصْرَ بِقوَّةٍ عظيمَةٍ ويَدٍ قديرَةٍ؟ 12أفَلا يقولُ المِصْريُّونَ إنَّ إِلهَهُم أخرَجهُم مِنْ هُنا بِسُوءِ نِيَّةٍِ، لِيَقتُلَهُم في الجبالِ ويُفنِيَهُم عَنْ وجهِ الأرضِ؟ إرجعْ عَنْ شِدَّةِ غضَبِكَ وَعُدْ عنِ الإساءَةِ إلى شعبِكَ. 13واَذكُر إبراهيمَ وإسحَقَ ويعقوبَ عبيدَكَ الذينَ أقسمْتَ لهُم بِذاتِكَ وقُلتَ لهُم إنِّي أُكثِرُ نسلَكُم كنجومِ السَّماءِ وأُعطيكُم جميعَ هذِهِ الأرضِ التي وعَدتُكم بِها، فتَرِثونَها إلى الأبدِ)). 14فعادَ الرّبُّ عَنِ السُّوءِ الذي قالَ إنَّه سَيُنزِلُهُ بِشعبِهِ.
موسى يكسر لوحي الوصايا
15ثُمَ اَنصرفَ موسى ونزَلَ مِنَ الجبَلِ ولوحا الوصايا في يَدِهِ، وهُما لوحانِ مكتوبانِ على كُلِّ جانبٍ مِنهُما، 16صنعَهُما اللهُ ونقَشَ كِتابَتَهُ علَيهِما.17وسَمِعَ يشوعُ صوتَ صياحِ الشَّعبِ فقالَ لموسى: ((صوتُ حربٍ في المَحلَّةِ)). 18فأجابَه موسى: ((ما هذا صياحُ نَصرٍ ولا صياحُ هزيمَةٍ، بل صوتُ غِناءٍ أنا سامِعٌ)).19فلمَّا اَقترَبَ موسى مِنَ المَحلَّةِ رأى العِجلَ والرَّقصَ، فاَشتَدَ غضَبُهُ ورمى بِاللَّوحَينِ مِنْ يَدَيهِ وكسَّرَهُما في أسفَلِ الجبَلِ. 20ثُمَ أخذَ العِجلَ الذي صنَعوهُ، فأحرَقَهُ بِالنَّارِ وطَحَنَهُ حتى صارَ ناعِمًا، وذَرَّاهُ على وجهِ الماءِ وسقى بَني إِسرائيلَ.
21وقالَ موسى لِهرونَ: ((ماذا صنَعَ بِكَ هؤلاءِ الشَّعبُ حتى جلَبْتَ علَيهِم خطيئةً عظيمةً؟)) 22فأجابَهُ هرونُ: ((لا يشْتَدَ غضَبُكَ يا سيِّدي. أنتَ تعرِفُ الشَّعبَ أنَّهم مِنَ الرُّعَاعِ. 23قالوا لي: إصنَعْ لنا آلِهةً تسيرُ أمامَنا، فهذا الرَّجلُ موسى الذي أخرَجنا مِنْ أرضِ مِصْرَ لا نعلَمُ ماذا أصابَهُ. 24فقُلتُ لهُم: مَنْ لَه ذهَب فليَنزَعْهُ. فجاؤُوني بهِ، فطَرَحْتُه في النَّارِ، فخرَج هذا العِجلُ)).25ولمَّا رأى موسى أنَّ الشَّعبَ خرَجوا على هرونَ فتَركَهُم يُمْعِنُونَ في غَيِّهِم، 26وقفَ على بابِ المَحلَّةِ وقالَ ((مَنْ مِنكُم لِلرّبِّ فَلْيَجئْ إليَّ)). فاَجتَمعَ إليهِ جميعُ بَني لاوي، 27فقالَ لهُم: ((قالَ الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ: على كُلِّ واحدٍ مِنكُم أنْ يحمِلَ سيفَه ويَطوفَ
(يُتْبَعُ)
(/)
المَحلَّةِ مِنْ بابٍ إلى بابٍ ويَقتُلَ أخاهُ وصديقَه وجارَهُ)). 28ففعَلَ بَنو لاوي كما أمرَ موسى، فسَقطَ مِنَ الشَّعبِ في ذلِكَ اليومِ ثَلاثَةُ آلافِ رَجلٍ. 29وقالَ لهُم موسى: ((اليومَ كَرَّسْتُم نُفوسَكُم لِلرّبِّ، كُلُّ واحدٍ على حِسابِ اَبْنِه وأخيهِ، فمَنَحكُمُ الرّبُّ بَرَكَتَهُ)). (النسخة العربية المشتركة)
الدليل الثالث:_
قتل الخارج عن الشريعة بعمل شيء يوم السبت
سفر الخروج _الاصحاح (35) _ الاعداد (2)
وجمَعَ موسى بَني إِسرائيلَ كُلَّهم وقالَ لهُم: ((هذِهِ هيَ الوصايا التي أمرَ الرّبُّ أن تعمَلوا بِها: 2في سِتَّةِ أيّامِ تعمَلونَ، واليومُ السَّابعُ يكونُ لكُم سبْتًا مُقَدَّسًا وعُطلَةً لي أنا الرّبٍ. كُلُّ مَنْ عمِلَ فيه عمَلاً يُقتَلُ. (النسخة العربية المشتركة)
الدليل الرابع:_
قتل مدعي النبوة _قتل القريب _ افناء القرية
سفر التثنية الاصحاح (13) _ الاعداد (1_19)
13 إحرِصُوا أنْ تعمَلوا بجميعِ ما أنا آمُرُكُم بهِ. لا تَزيدوا علَيهِ ولا تُنقِصوا مِنهُ. 2إذا قامَ فيما بَينكُم مُتَنَبِّئِّ أو حالِمُ حُلُمِ، فوَعَدَكُم بِمُعجزَةٍ أو عجيبةٍ 3وتَمَّت هذِهِ المُعجزَةُ أوِ العجيبةُ وقالَ لكُم: ((إذًا، تعالَوا بِنا إلى آلهةٍ غريبةٍ لم تعرِفوها فتَعبُدوها))، 4فلا تسمَعوا لِكلامِهِ لأنَّ الرّبَّ إلهَكُم يمتَحِنُكُم لِيَعلَمَ هل أنتُم تُحِبُّونَه مِنْ كُلِّ قُلوبِكُم ونُفوسِكُم. 5الرّبَّ إلهَكُم تتبَعون وبهِ تَثِقونَ، ووصاياهُ تحفَظونَ، ولِصوتِهِ تسمَعونَ، وإيَّاهُ تعبُدونَ، وبهِ تتَمَسَّكونَ. 6وذلِكَ المُتَنَبِّئْ أو حالِمُ الحُلُمِ يُقتَلُ، لأنَّهُ تكلَّمَ بِهذا الكلامِ لِيَصرِفَكُم عَنِ الرّبِّ إلهِكُم الذي أخرَجكُم مِنْ أرضِ مِصْرَ وفداكُم مِنْ دارِ العُبوديَّةِ، ولِيُبعِدَكُم عَنِ الطَّريقِ التي أمَرَكُمُ الرّبُّ إلهُكُم أنْ تسلُكوا فيها. فأزيلوا الشَّرَ مِنْ بَينِكُم.
7وإنْ أغراكَ في الخفاءِ أخوكَ اَبْنُ أمِّكَ، أوِ اَبنُكَ، أوِ اَبنَتُكَ، أوِ اَمرَأتُكَ التي في حَرَمِكَ، أو صديقُكَ الذي هوَ كنَفْسِكَ، فقالَ لكَ: ((تعالَ نعبُدُ آلهةً أخرى لا تعرِفُها أنتَ وآباؤُكَ 8مِنْ آلهةِ الشُّعوبِ الذينَ حَوالَيكُم، القريبينَ مِنكُم والبعيدينَ عَنكُم، مِنْ أقاصي الأرضِ إلى أقاصيها))، 9فلا تلتَفِتْ إليهِ، ولا تسمَعْ لَه، ولا يتَوجعْ قلبُكَ علَيهِ، ولا تتَحَمَّلْهُ، ولا تستُرْ علَيهِ، 10بلِ اَقْتُلْهُ قَتْلاً. يَدُكَ تكونُ علَيهِ أوَّلاً لِقَتلِهِ، ثُمَ أيدي سائِرِ الشَّعبِ أخيرًا.11ترجمُهُ بالحجارةِ حتى يموتَ، لأنَّهُ حاولَ أنْ يُبعِدَكَ عَنِ الرّبِّ إلهِكَ الذي أخرَجكَ مِنْ أرضِ مِصْرَ، مِنْ دارِ العبوديَّةِ. 12فيَسمَعُ كُلُّ بَني إِسرائيلَ ويخافونَ، فلا يعودونَ يصنَعونَ مِثلَ هذا العمَلِ المُنكَرِ فيما بَينَهُم.13وإذا سَمِعتُم عَنْ إحدى مُدُنِكُمُ التي أعطاكُمُ الرّبُّ إلهُكُم لِتُقيموا بها قولَ قائِلٍ: 14 ((خرَجت زُمرَةٌ مِنْ بَينِكُم وقالوا لأهلِ مدينَتِكُم لِيُبعِدوهُم عَنِ الرّبِّ: ((تعالَوا نعبُدُ آلهةً غريبةً لا تعرِفونَها))، 15فاَبحَثوا واَسألوا عَنْ صِحَّةِ الخبَرِ جيِّدًا، فإن ثبَتَ أنَّهُ حَقًّ وأنَّ هذا الرِّجسَ صُنِعَ فيما بَينَكُم 16فاَضْرِبوا أهلَ تِلكَ المدينةِ، وحَلِّلوا قَتْلَ جميعِ ما فيها حتى بَهائِمِها بِحَدِّ السَّيفِ. 17واَجمَعوا جميعَ أمتِعَتِها إلى وسَطِ ساحَتِها، واَحرُقوا بِالنَّارِ تِلكَ المدينةَ بِكُلِّ ما فيها، قُربانًا لِلرّبِّ إلهِكُم. فتَصيرَ رُكامًا إلى الأبدِ، لا تُبنَى مِنْ بَعدُ. 18لا يعلَقْ بِأيديكُم شيءٌ مِمَّا حُرِّمَ علَيكُم أخذُهُ مِنْ تِلكَ المدينةِ حتى يرجعَ الرّبُّ إلهُكُم عَنْ حِدَّةِ غضَبِهِ ويهَبَ لكم ويُكَثِّرَكُم كما أَقسَم لآبائِكُم، 19إذا سَمِعتُم لِصوتِهِ وعمِلتُم بِكُلِّ وصاياهُ التي أنا آمُرُكُم بِها اليومَ، وفعَلتُم ما هوَ قويمٌ في نظَرِ الرّبِّ إلهِكُم. (النسخة العربية المشتركة)
الدليل الخامس:_
رجم المرتد
سفر التثنية الاصحاح (17) _ الاعداد (1_5)
(يُتْبَعُ)
(/)
17 لا تذبَحوا للرّبِّ إلهِكُم ثَورًا أو شاةً يكونُ فيهِ أيُّ عَيبٍ أو عاهةٍ، لأنَّ ذلِكَ رِجسٌ لدى الرّبِّ إلهِكُم. 2إذا وجدتُم فيما بَينكُم في إحدى مُدُنِكُم التي أعطاكُمُ الرّبُّ إلهُكُم أنَّ رَجلاً أوِ اَمرَأةً فعَلَ الشَّرَ أمامَ الرّبِّ إلهِكُم، فخالَفَ عَهدَهُ 3وذهَبَ فعَبَدَ آلِهةً أُخرى وسجدَ لها، أو لِلشَّمسِ أوِ القمرِ أو سائرِ كواكبِ السَّماءِ، مِمَّا لم آمُرْ بهِ 4وسَمِعتُمُ الخبَرَ وتحَقَّقتُم مِنهُ جيِّدًا فكانَ صحيحًا ثابِتًا أنَّ الرَّجلَ أوِ المرأةَ صنَعَ الرِّجسَ في بَني إِسرائيلَ، 5فأخرِجوا ذلِكَ الرَّجلَ أو تِلكَ المرأةَ إلى خارج المدينةِ واَرْجموهُ بالحِجارةِ حتى يموتَ.
الدليل السادس:_
قتل ايليا دعاة عبادة البعل (أربعائمة وخمسن رجلاً)
سفر الملوك الاول الاصحاح (18) _ الاعداد (23_40)
((أنا الآنَ وحدي بَقيتُ نبيُا لِلرّبِّ، وهؤلاءِ أنبياءُ البَعلِ أربَعُ مئَةٍ وخمسونَ رَجلاً. 23هاتوا ثورَينِ، فيَختارَ أنبياءُ البَعلِ لهُم ثورًا ويَقطَعوهُ ويَضَعوهُ على الحطَبِ ولا يُشعِلوا نارًا، كذَلِكَ أفعَلُ أنا بِالثَّورِ الآخرِ. 24ثُمَ يدعو أنبياءُ البَعلِ باَسمِ إلهِهِم، وأنا أدعو باَسمِ الرّبِّ إلهي، والذي مِنهُما يُشعِلُ النَّارَ يكونُ الإلهَ)). فقالَ جميعُ الشَّعبِ: ((هذا كلامٌ حسَنٌ)). 25فقالَ إيليَّا لأنبياءِ البَعلِ: ((كونوا البادِئينَ، لأنَّكُم كثيرونَ واَختاروا لكُم ثورًا وهَيِّئوهُ واَدعوا باَسمِ إلهِكُم ولا تُشعِلوا نارًا)). 26فأخذوا الثَّورَ الذي اَختاروهُ وهَيَّأوهُ ودَعَوا باَسمِ البَعلِ مِنَ الصَّباحِ إلى الظُّهرِ وهُم يقولونَ: ((أيُّها البَعلُ، اَستَجب))، فلا صَوتٌ، ولا مُجيبٌ، وكانوا يَرقُصونَ حَولَ المذبَحِ الذي بنَوهُ. 27فلمَّا كانَ الظُّهرُ راحَ إيليَّا يهزَأُ مِنهُم ويقولُ: ((أُصرُخوا بِصوتٍ أعلى. فرُبَّما إلهُكُم غارِقٌ يتَأمَّلُ أو هوَ مشغولٌ أو في سَفَرٍ، أو لَعَلَّهُ نائِمٌ فيُفيقَ)). 28فأخذوا يصرُخونَ بِصوتٍ عظيمِ، ويُهَشِّمونَ أجسادَهُم بِحسَبِ شعائِرِهِم بِالسُّيوفِ والرِّماحِ، حتى سالَت دِماؤُهُم. 29وحتى بَعدَ الظُّهرِ ظَلُّوا يصرُخونَ بِجنونٍ إلى أنْ حانَ وقتُ تقديمِ الذَّبيحةِ، لكِنْ لم يكُنْ صوتٌ ولا مُجيبٌ ولا مُصغِ.30فقالَ إيليَّا لِجميعِ الشَّعبِ: ((إِقتَرِبوا منِّي)). فاَقتَرَبوا مِنهُ. فرمَّمَ مذبَحَ الرّبِّ الذي كانَ تهَدَّمَ، 31وأخذَ اَثنَي عشَرَ حجرًا على عدَدِ أسباطِ بَني يَعقوبَ الذي قالَ لَه الرّبُّ: ((إِسرائيلَ يكونُ اَسمُكَ)). 32وبَنى تِلكَ الحجارةَ مذبَحًا على اَسمِ الرّبِّ، وحفَرَ حَولَ المذبَحِ خندَقًا يسَعُ نَحوَ دَلْوَينِ مِنَ الماءِ. 33ثُمَ رتَّبَ الحطَبَ وقَطَّعَ الثَّورَ ووضَعَهُ على الحطَبِ، 34وقالَ: ((إملأوا أربَعَ جرارِ ماءٍ وصُبُّوا على المُحرَقةِ وعلى الحطَبِ))، ففَعَلوا. ثُمَ قالَ: ((ثَنُّوا)) فثَنَّوا. ثُمَ قالَ ((ثَلِّثوا)) فَثلَّثوا. 35فجرى الماءُ حَولَ المذبَحِ واَمتَلأ بهِ الخندَقُ.
36فلمَّا حانَ وقتُ الذَّبيحةِ تقَدَّمَ إيليَّا النَّبيُّ مِنَ المذبَحِ، وقالَ: ((أيُّها الرّبُّ إلهُ إبراهيمَ وإسحَقَ ويَعقوبَ، لِيَعلَمِ اليومَ هذا الشَّعبُ أنَّكَ إلهٌ في إِسرائيلَ، وأنِّي أنا عَبدُكَ وبِأمرِكَ أفعَلُ كُلَ هذا. 37إِستَجبْ لي يا ربُّ، إِستَجبْ لي، لِيَعلَمَ هذا الشَّعبُ أيُّها الرّبُّ أنَّكَ أنتَ الإلهُ، وأنَّكَ ردَدْتَ قلوبَهُم إليكَ)). 38فنَزَلَت نارُ الرّبِّ واَلتَهَمَتِ المُحرقَةَ والحطَبَ والحجارةَ والتُّرابَ وحتى الماءَ الذي في الخندَقِ. 39فلمَّا رأى ذلِكَ جميعُ الشَّعبِ سجدوا إلى الأرضِ وقالوا: ((الرّبُّ هوَ الإلهُ، الرّبُّ هوَ الإلهُ)). 40فقالَ لهُم إيليَّا: ((إقبضوا على أنبياءِ البَعلِ، ولا يَفْلِت مِنهُم أحدٌ)). فقَبَضوا علَيهِم، فأنزَلَهُم إيليَّا إلى نهرِ قيشونَ وذبَحَهُم هُناكَ. (النسخة العربية المشتركة)
ـ[التقرتي]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 03:53]ـ
هذه دراسة في اطار الإستدلال بشرع من قبلنا (ابتسامة)
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 07:05]ـ
ياليت عصابة الضلال من يهودى ونصرانى وملحد وعلمانى وليبرالى ونحوهم يعلمون ذلك وان الاسلام حين شرع حد الردة ماكان بدعا من الشرائع
جزاكم الله خيرا ونفع بكم(/)
اشكال
ـ[عبدالله ابوبكر]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 05:00]ـ
كيف الجمع بين قول الله تعالى ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)) وبين حديث (أبي وأباك في النار) على قول من يصحح الحديث ويحتج به ومعلوم أن عبدالله بن عبد المطلب من أهل الفترة
ـ[التقرتي]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 05:02]ـ
انظر هنا اخي
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=224151(/)
القول بقدم العالم
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 07:35]ـ
الحمد لله، وصلى الله وبارك على عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فقد أخبر- سبحانه وتعالى- أنه استوى على العرش في سبعة مواضع من القرآن، فآمن بذلك أهل السنة، وأثبتوا الاستواء بمعناه، وقالوا: الاستواء معلوم- يعني: معلوم معناه في اللغة العربية؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين- والكيف مجهول. فكيفية الاستواء على العرش هي مما استأثر الله بعلمه، كما يقولون إن استواء الله تعالى لا يماثل استواء المخلوق. وقالوا: إن استواءه فعل من أفعاله التي تكون بمشيئته سبحانه وتعالى، وهو فعَّال لما يريد، والذي قال إنه يمكن استواؤه على بعوضة، أو لو أخبرنا أنه استوى على بعوضة لسلمنا بذلك- هو عثمان بن سعيد الدارمي، لا ابن تيمية- رحمهما الله- وقال هذا مبالغةً في الرد على من أنكر استواء الله على عرشه، ولا أذكر نص عبارته، ولو لم يأت بهذا التعبير لكان أولى، فهو- سبحانه وتعالى- على كل شيء قدير، والظاهر أنه لم يقل إنه تعالى يمكن استواؤه على ظهر بعوضة، بل لعله قال: لو أخبرنا بذلك لآمنا به. فإنه- سبحانه وتعالى- أصدق الصادقين، ولا يلزم من هذا الافتراض أن يكون ممكنًا فضلاً عن أن يكون واقعًا، فإنه- تعالى- قد قال: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) [الأنبياء:22]. وأما القول بقدم العالم، أي: بقدم هذا العالم المشهود الذي منه السماوات، فقول باطل، فإن هذا العالم مخلوق في ستة أيام، كما أخبر الله، بل إن السماوات والأرض كان خلقها بعد تقدير مقادر الخلائق بخمسين ألف سنة، فهو محدث وليس بقديم، والقول بقدم هذا العالم الموجود هو قول ملاحدة الفلاسفة الذين يسمون الخالق سبحانه وتعالى- العلةَ الأولى، ومبدأَ الوجود، ويقولون إنه علة تامة للموجودات، والعلة التامة تستلزم معلولها، فهذا العالم قديم بقدم علته، ومعناه أن وجوده لم يُسبق بعدم، وكأن السائل يُعرض بالإمام ابن تيمية حيث يقول بقدم جنس العالم أو جنس المخلوقات، أو بتسلسل الحوادث، أو بدوام الحوادث بالأزل، وهذه عبارات مؤداها واحد، ومعنى هذا: أن الله لم يزل يخلق ويفعل ما يشاء، فما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية؛ لأن الله لم يزل موجودًا، ولم يزل على كل شيء قدير، ولم يزل فعَّالاً لما يريد، فيقتضي ذلك أن المخلوقات لم تزل أو أقل ما يقال إنه يمكن ذلك، فإنه لا يلزم تسلسل الحوادث؛ لأنه لا يستلزم أن يكون شيء من الموجودات مشاركًا لله في قدمه؛ لأن كل مخلوق حادث بعد أن لم يكن، فهو مسبوق بعدم نفسه، والله تعالى- لم يسبق وجوده عدم، بل هو- سبحانه وتعالى- قديم أزلي، فلا بداية لوجوده، ولا نهاية، ومن أسمائه الأول والآخر، فهو الأول فليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والذين ينكرون على ابن تيمية هذا القول- وهو ليس قول ابن تيمية وحده، بل قول كل من يؤمن بأن الله لم يزل على كل شيء قديرًا، ولم يزل فعَّالاً لما يريد- فالذين ينكرون هذا القول لم يفهموا حقيقته، ولو فهموا حقيقته لما أنكروه، فالذين ينكرون تسلسل الحوادث في الماضي أو دوامها في الماضي، وأن ذلك ممتنع يلزمهم أن الله كان غير قادر، ثم صار قادرًا، وغير فاعل ثم صار فاعلاً، وهذا يقول به كثير ممن يقول بامتناع حوادث لا أول لها، ومن قال بامتناع دوام الحوادث في الماضي وقال مع ذلك بأن الله لم يزل قادرًا وفاعلاً كان متناقضًا ويلزمه الجمع بين النقيضين.
وبسبب اعتقاد أن دوام الحوادث في الماضي أو المستقبل ينافي أوليته- سبحانه- وآخريته، قيل بامتناع الحوادث في الماضي وفي المستقبل فنتج عن ذلك القول بفناء الجنة والنار، وهذا ما ذهب إليه جهم بن صفوان ومن تبعه، وهذا ضرب من الكفر بما أخبر الله به، ورسوله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، كما في عبارة الإمام الطحاوي، أما ما سوى الله فكلٌّ مسبوق بعدم نفسه، ومن شاء – سبحانه وتعالى- بقاءه على الدوام، وأنه لا يفنى فهو باقٍ بإبقاء الله وبمشيئته– سبحانه وتعالى- فلا يكون شيء من المخلوقات مشابهًا لله في خصائصه؛ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى:11].
ـ[التقرتي]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 11:36]ـ
اسناد الفتوى:
الشيخ عبد الرحمن البراك
موقع الشيخ
http://albarrak.islamlight.net
ـ[أبومحمدالإدريسي]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 12:18]ـ
جزاك الله خيرا أخي التقرتي(/)
ال .. Inwo لعبة " النظام العالمي الجديد".
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 08:35]ـ
في 18 من ابريل عام 1995 وتحديداً في تكساس ظهرت لعبة جديدة من تصميم شخص يُدعى "ستيف جاكسون"، تُسمَّى:
Illuminati: New World Order .
و يُرمزُ لها بلعبة ال .. INWO
ـ و تعني كلمة illuminati النورانيون أو عبدة الشيطان، بينما تعني كلمة New World Order بالعربية: "النظام العالمي الجديد".
وكان صاحب اللعبة ستيف جاكسون Steve Jackson مقربا من أعضاء البيت الأبيض و يعمل مع الحكومة الإميركية بل عضوا فيها، و بعد أن حصل على التقاعد قرر تنظيم و فتح شركة للألعابالخاصة الورقية تشبه ألعاب ال monopoly .
و نجح ستيف في هذا المجال، و أصدر العديد من الألعاب الورقية، ولكن إصداره المميز كان لعبته الشهيرة:
Illuminati: New World Order .
أو " التنويريون حكام العالم الجديد"
ـ و كان ستيف قد واجه مضايقات شديدة قبل ظهور تلك اللعبة:
ـ ففي مارس من عام 1990 صادرت المخابرات الأمريكية أجهزة الحاسب الخاصة به والمطبعة وقطع الهارد دريف من مكتبه.
ـ و منعت اللعبة في امريكا في ذلك الوقت، ثم بعد 3 سنوات وصراع مع المحاكم ربح القضية، ولكن تم تخريب محتويات أجهزة الكمبيوتر.
العجيب من أمر هذه اللعبة أنها تسرد و بشكلٍ دقيق الكثير من الأحداث القادمة
حيثُ تحتوي على100كرت، وكل كرت يتحدث عن حادثة ما
و يظهر في اللعبة بشكل جلي و واضح الشعار الماسوني النوراني الشهير "الهرم و العين "،
http://secretebase.free.fr/complots/organisations/illuminati/sceau_pyramide.gif
و الموجود أيضاً في الدولار الأمريكي.
http://secretebase.free.fr/complots/organisations/illuminati/billet1.jpg
وبعد 11 سبتمبر 2001 م أصبحت هذه اللعبة متداولة على نظاق واسع، و لا حظ العديد من الناس خاصة في أمريكا وجود صوركثير من الأحداث الغريبة و الدامية التي تجتاح في العالم، مِمَّا إضطر مصممهاإلى القيام بتغييرات في الطبعات الجديدة
منها طبعة بالأسود و الأبيض لا تحتوي على البرجين يسقطان و تفجيرات لندن و مدريد و غيرها.
ومِمَّا زاد من شكوك النُّخب المثقفة الأمريكية ربط بعض تلك النماذج الورقية ببعض الصورالقديمة في الستينات و السبعينات و الثمانينات
يظهر فيها أعضاء الحكومة الأمريكية و هم يتدربون و يحضِّرون لأحداث 11 سبتمبر من خلال التعامل مع مجسمات صغيرة ...
هذا عدا كثير من مقاطع الأفلام الدرامية في التسعينات، و التي كانت تتحدث عن موضوع تفجير برجي نيويورك، أي قبل عام 2001 م بعدة أعوام.
وسأستعرض في المشاركات القادمة بعض تلك الكروت وبعض دلالاتها الظاهرة، فالله المستعان وعليه التكلان،وصلى الله و سلّم وبارك على نبينا محمد، و على آله وصحبه أجمعين.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 04:33]ـ
بالطبع اقتصرت على بعض الصور دون الأُخَر
و بالإمكان الرجوع اليها على الشبكة
http://images.boardgamegeek.com/images/pic231908_md.jpg
تلوث المدن
http://thecomingepiphany.com//images/population_reduction.jpg
تفجيرات نيويورك
http://images.boardgamegeek.com/images/pic304314_md.jpg
الهجوم على البنتاجون
http://images.boardgamegeek.com/images/pic304317_md.jpg
أنظمة التحكم بالزلازل
http://www.cuttingedge.org/ICG_Earthquake_Projector.jpg
أزمة اقتصادية كبيرة يفتعلها النورانيون
http://www.cuttingedge.org/ICG_Market_Manipulation.jpg
http://img370.imageshack.us/img370/7120/cardnrjym6.jpg
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 05:29]ـ
السلام عليكم،
جزاك الله خيراً.
كون الأمريكان تخيلوا تدميراً أو تفجيراً لمركز التجارة العالمي، ثم أنتجوا على ذلك الأفلام، لا يعني أنهم من افتعل هذا الهجوم.
فالمركز كان محط أنظار العالم كله، باعتباره مركزاً للتجارة العالمي، ومن الطبيعي أن تتوجه إليه أنظار كل من يريد أذيّة أمريكا وتدمير اقتصادها .. وهذا معقول عند الجميع.
وكذلك الحال بالنسبة للبنتاغون .. فهو قلب القوة العسكرية الأمريكية، ومن أراد إضعاف أمريكا سيستهدفه.
وكذلك البيت الأبيض وتمثال الحرية وغيرها من المعالم.
والله أعلم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 05:54]ـ
وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته
أخي العزيز أبا شعيب:
باقي الصور تحتوي على رسومات لذوات أرواح
مِمَّا لا يناسب طبيعة المنتدى
و لذلك لم أورِدها، ومن يتأمّلها يجد العجب(/)
من هم فرسان المعبد!!!
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 08:37]ـ
أثناء محاولتي توثيق المعلومات عن فرسان المعبد.
وقع نظري على مقالة مهمة لهارون يحيى. وتتحدث عن أن فرسان المعبد هم مؤسسو الحركة الماسونية.
مما يعني بأن الحركة الماسونية قد تأسست بعد الحروب الصليبية. وهدفها إعادة بناء هيكل سليمان في القدس.
وإليكم الرابط التالي:
http://www.harunyahya.com/globalfreemasonry01.php (http://www.harunyahya.com/globalfreemasonry01.php)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 02:44]ـ
www.islamichistory.net/forum/showthread.php?t=1012 - 147k -
www.arz.wikipedia.org/wiki/ فرسان_المعبد - 28 k -
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 08:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى محمد المبارك: السلام عليكم
لم افهم ما وضعته من روابط , وللاسف الروابط لا تعمل فارجوه تنبيهى الى ما ترمى اليه انا لم افهم مقصدك
؟؟؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 08:40]ـ
تفضل يا أخي العزيز
============================== ============================== =====
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب محمد بن حس المبارك:
(
دولة "ماسونيا" العظمى)
لا شك أن الماسونية كانت ذات تأثير بالغ في التاريخ الغربي، لا سيما الحديث منه، و لا يخفى على الكثير تلك الفعالية الماسونية العالية التي استطاعت أن تصوغ تاريخ الدولة العظمى في العالم اليوم، و هي الولايات المتحدة، و التي أقيم بنيانها على خلاصة المفاهيم و المبادئ الماسونية، و التي قامت الماسونية العالمية بصياغة دستورها و مؤسساتها، بل و نظام الحكم فيها.
لكن ينبغي لنا قبل أن نستعرض الأدلة و البراهين الدامغة في هذا الموضوع أن نقدم نبذة عن تاريخ الماسونية في أمريكا
تاريخ الماسونية العالمية:
ـ إرهاصات نشوء الماسونية:
الدارس لتاريخ الماسونيه يتعرض لمأزق شائك في موضوع نشأة الماسونية .. فالمراجع التي تحدد تاريخ تأسيس الماسونية قليلة جدا و نادرة، بل إن الماسون انفسهم استطاعوا تغليف نشأة اخويتهم بكثير من الغموض.
أ ـ فيدعي بعض الماسون أن تأسيس جمعيتهم كان في عهد الإغريق عام 322 ق م.
ب ـ و هناك من يدعي قيامها على إثر مناصبة ابليس لعنه الله لآدم عليه السلام حبث عزم من ذلك الوقت على الانتقام من آدم عليه السلام و ذريته، و سواء صحت هذه الرواية "الثانية " أم لم تصح فإنها تتكئ على تراث ابليسي معترف فيه من قبل الماسونيين أنفسهم.
ج ـ ـ بينما يجعل البعض قيام هذه الجمعية في عام 43م، حين تأسسست منظمة سرية شيطانية لمحاربة النصرانية على يد الملك الروماني هيرودس أكريبا (ت 44م)، و ذلك بمساعدة مستشاريه اليهوديين الفريسيين (حيران،و لامي)، و سبعة غيرهم من أحبار اليهود الفريسيين.
و كان التقسيم الهيكلي لها ذلك الوقت ما يلي:
1ـ الملك الروماني هيرودس أكريبا: (رئيس).
2ـ مستشاره اليهودي حيران أبيود: (نائب الرئيس)، و هو صاحب فكرة القوة الخفية و مقترح اسم "القوة الخفية" " The Mysterious Force " ، و هذا هو الاسم القديم للماسونية، و الذي تغير فيما بعد كنوع من الخداع و التزييف.
3ـ مستشاره اليهودي الآخر موآب لامي: (كاتم سر أول). و هو الشخص الثالث من الثلاثة الذي اقترحوا تكوين الحركة
4ـ. موآب ليفي ( Moab Levy) ،
5 ـ آدونيرام ابن أبدا ( Adoniram son of Abda)، وكان هو المسؤول عن الضرائب (إنجيل الملك جايمز 1 - 4 - 6) و (إنجيل الملك جايمز 1 - 5 - 14) و قد قتله الإسرائيليون رجما بالحجارة من مملكة إسرائيل فوضعه الملك ريهوبوام Rehoboam على العربة و هرب به بسرعة إلى مملكة يهودا. (إنجيل الملك جايمز 1 - 12 - 18).
6ـ جوهانان ( Johanan) .
7 ـ يعقوب آبدون ( Jacob Abdon) .
8 ـ آنتيباس ( Antipas).
9 ـ سولومون آبيرون ( Solomon Aberon) .
10 ـ آشاد آبيا ( Ashad Abia.
و لم يكن هيرودس يهوديا، بل كان وثنياً، و إنما رأى من المصلحة القضاء على النصرانية التي قدَّر أنها تشكل خطرا على الامبراطورية الرومانية الوثنية.
و هذا الرأي الأخير بناءٌ على معلومات وصلت إلينا في القرن الرابع عشر الميلادي، حين ظهرت وثيقة نادرة وحيدة تحدد تاريخ نشأه الماسونية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ و من أشهر من ذكر هذه الوثيقة "وليم غاي كار" في كتابه المشهور جداً (أحجار على رقعه الشطرنج).
ـ كما ذكر ذلك مايكل هاوارد في كتابه (محافظ الغامضينِ أثناء السنوات الـ5000 الماضية).
و قد ذكر الكاتبان هذه الوثيقة على أنها المحاضر السرية لاجتماعات الماسون منذ البداية الى القرن العشرين، و هي المصدر الوحيد الذي يصف بداية الماسونية.
و قد اعتمد الكاتبان على نص وثيقة عبارة عن مخطوطة نّفيسة مكتوبة بالعبريّة، ورثها أحد أحفاد مؤسسي الماسونية، و تحتوي على دقائق من اجتماعات المؤسّسين الأصليّين للماسونية في السّنة 43 ميلادي، إلاَّ أنه باعها بسعر هائل لأحد رؤساء البرازيل و بعد فترة تم النشر و الحديث عنها و تحليلها ... و التأكد من كونها وثيقة تبلغ من العمر حوالي الألفي عام.
و قد اعتمد غاي كار على التّرجمة الإنجليزيّة للمخطوطة الأصليّة المكتوبة باللغة العبرية عن تاريخ الماسونيّة التي كان كل مؤسّسيها من اليهود. و هذه الوثيقة انتقلت من التّسع مؤسّسين فقط إلى المتحدرين المباشَرين لهؤلاء المؤسّسين.
ـ تقول القصه أن إحدى النسخ العبريّة الأصليّة من الوثيقة انتقلت من "موآب ليفي" , أحد المؤسسين إلى جوزيف ليفي ( Joseph Levy) في القَرن السّابع عشر. و لكنّ نسخة جوزيف ليفي سُرِقَتْ من قبل ديساجليرز ( Desaguliers) , مؤسّس الماسونية الحديثة.
ـ بعد أن اُغْتِيلَ ليفي من قِبل ديساجليرز. مات ابن جوزيف آبراهام ليفي من السّلّ بعد سنتين من زواجه من إستر ( Esther) . إستر تزوّجت مجدّدًا من آبراهام آبيود ( Abraham Abiud) الذي كان متحدّراً من الدّرجة الأولى من نسل حيرام آبيود , المؤسّس الحقيقيّ للجمعيّة الماسونيّة القديمة. امتلك آبراهام آبيود نسخة أخرى من المخطوطة الأصليّة. ابنتهما الوحيدة , أيضًا إستر ( Esther) , و التي تزوّجت من صمؤيل لورانس ( Samuel Lawrence) .
ـ كان لدى ابنهم جوناس لورانس ( Jonas Lawrence) ابن اسمه صمؤيل ( Samuel) من زوجته الأولى , لكنّه تزوّج لاحقاً من جانيت ( Janet) بروتستانتيّة مسيحيّة و تحوّل إلى المسيحيّة. هذه المخطوطة الوحيدة مُرّرَت إلى جوناس الذي عبّر عن رغبته لنشرها. لكنّ جوناس اُغْتِيلَ لتحوّله إلى المسيحيّة و حيازته الغير قانونيّة للتّاريخ لأنّه لم يكن قريباً أو متحدّراً مباشراً من سلالة ليفي ( Levy) .
ـ لم تُنفّذ وصية جوناس حتّى زمن حفيده الأكبر (ابن حفيده) , لورانس لورانس ( Lawrence G. S. Lawrence) المولود عام 1868, و الذي كان بروتستانتيّاً , وقام بترجمة الوثيقة من اللغة العبريّة إلى الإنجليزيّة، و نشرها في كتب أسماه: (تبديد الظّلام , أصل الماسونيّة)، و قد وقع في آخ الكتاب بهذه الجملة:
(السّيّد لورانس - - الحفيد الأخير لمالك التّاريخ (المخطوطة العبريّة))
و هذه هو نص الجزء الهام من الوثيقة:
[في السّنة 43 , استدعى الملك هيرود آغريبا أعضاء محكمة القدس
• الملك هيرود آغريبا ( Herod Agrippa)
• باقتراح من حيرام آبيود ( Hiram Abiud) ,
• و بموافقة موآب ليفي ( Moab Levy) ,
• آدونيرام ( Adoniram) ,
• جوهانان ( Johanan) ,
• يعقوب آبدون ( Jacob Abdon) ,
• آنتيباس ( Antipas) ,
• سولومون آبيرون ( Solomon Aberon) ,
• و آشاد آبيا ( Ashad Abia)
و قال:
ـ الإخوة الأعزّاء , أنتم لستم رجال الملك و معاونيه , بل أنتم دعامة الملك و حياة الشّعب اليهوديّ. حتّى الآن كنتم تابعيه المخلصين , و لكن من هذه اللّحظة ستكونون إخوة. . .
ـ دعونا كلّنا نفهم ثمّ , دعونا لا ننسى , أنّ هذا الاجتماع الجوهريّ لهذه الجماعة الجديدة مبني على أساس الأخوّة. . .
ـ إخوتي , الطّبقة الأرستقراطيّة وأيضًا العامّة قد أدركت الثّورة الروحية و السّياسيّة التي سببها ظهور يسوع بين النّاس , و بخاصّة بيننا نحن الاسرائيليين.
ـ لقد لاحظنا القوّة الكبيرة فيه , و التي أعطاها أيضاً لتلك المجموعة التي سمّاها تلاميذ. أنشأ الجمعيّة التي سمّاها دين , و التي سُمّيت أيضاً بواسطتهم. هذا الدّين المُفترَض على بُعد خطوة من قلب أسس ديننا و تدميره. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ نسب إلى نفسه موهبة النبوءة وقوّة إجراء المعجزات. لقد ادّعى بأنّه المسيح الموعود و الذي أعلن أنبياؤنا عن مجيئه , مع أنّه ليس إلا رجلاً عادياً مثل باقي النّاس , المجرّدين من أيّ سمة للرّوح الإلهيّ , و المنسحِب إلى أقصى البعد من استقامة عقيدتنا اليهوديّة التي نحن مصرّين على عدم الانسحاب منها و لا حتى نقطة واحدة.
ـ لن نعترف أبداً على شخص كالمسيح , ............ ، نعرف أن المسيح الموعود لم يحل بعد بيننا , ولا حتى اقترب موعد مجيئه. و لم نرَ أية علامة تبرهن على مجيئه. إذا ارتكبنا خطأ و سمحنا لشعبنا أن يتبعه و خُدِعوا , ندين أنفسنا بجريمة فادحة.
ـ " ... صلبناه , مات ودفنّاه , و تركنا الحرّاس ليحرسوا القبر. لكنه ادُّعِيَ بأنه اُرْتُفِعَ، و انبعث من جديد , أُحيي! ... اختفى بطريقة مجهولة , بالرّغم من الحذر الشديد و المتحمّس وبالرغم من الإغلاق التام و السريّة المطلقة. . .
ـ كانت مغادرته القبر , ياأصدقائي , ضربةً حاسمةً لمنافسيه , و كانت حافزاً قوياً لتشجّع تلاميذه وأتباعه،وبالاستمرار في نشر تعاليمه و أن يثبتوا تأكيد لاهوته. . .
ـ و مهما كان , فإننا لن نتعرّف على دين آخر غير ديننا , الدّيانة اليهوديّة التي قد ورثناها من أجدادنا. ينادينا الواجب لحفظه حتّى وقت النّهاية. [
ـ تلك الصّدمة لم نُتَوَقَّع أبدًا. تلك القوّة الغامضة لم يكن أحّد ليحلم به. هاجمها آباءنا وسنستمرّ في مهاجمتها. بالرّغم من كل شيئ , مدهش! زيادة عددهم. لاحظوا معي كيف الابن يُفْصَل عن الأب , الأخ عن أخيه , الابنة عن أمّها , جميعهم وهبوا أنفسهم للانضمام إلى تلك المجموعة. يحيط هذا الأمر سرّ عظيم. كم من الرجال , كم من النساء , كم من العائلات بالكامل قد تركوا الدّيانة اليهوديّة لكي يتبعوا هؤلاءالمحتالين , هؤلاء الموالين ليسوع. كم مرّة هُدِّدُوا من قبل الكهنة و السّلطات , و لكن بلا جدوى] "تبديد الظّلام:أصل الماسونيّة "ـ لورانس لورانس ـ , صفحة 45 - 47).
تعليق على الوثيقة 2)
كان الاسم الأصليّ للماسونية القديمة " القوّة الخفية "
• حيرام آبيود , مستشار الملك الذي كان المؤسّس الحقيقيّ للماسونية القديمة , هو الذي اقترح اسم الجمعيّة القوّة الخفية حسب هذه الوثيقة،و كان هذا سببه:
• " ... يبدو أن هنالك يد , قوّة , سّر , مجهول , و الذي يعاقبنا بدون أن نقدر على المقاومة. يبدو أننا قد فقدنا كلّ قوّتنا للدّفاع عن ديانتنا و عن وجودنا نفسه.
• جلالتكم , على أساس الدليل بأنه ليس هنالك من وسائل فعّالة لإدراج أفكارنا , ولا أمل ثابت لمهاجمة تلك القوّة , و التي بالتّأكيد غامضة , فحينها ليس هنالك قَسَم آخر غير إنشاء قوّة غامضة , شبيهة بتلك (لمهاجمة اللّغز باللّغز) و قد توصّلت إلى نّتيجة بأنه من واجبنا الحتميّ , إلا إذا كانت لديك فكرة أفضل , لإنشاء جمعيّةً ذات تأثير أكبر بحيث تجمع القوى اليهوديّة المهدّدة بتلك القوّة الغامضة. من اللائق أن لا أحد يعرف أي شيء عن هذه الجمعية , مبادئها وأعمالها. فقط هؤلاء الذين جلالتكم قد تختارهم كمؤسّسين , هؤلاء فقط سيعرفون سرّ المؤسّسة. "تبديد الظّلام:أصل الماسونيّة "ـ لورانس لورانس ـ (صفحة 43).
3) القَسَم المخيف للأعضاء:
التّسع مؤسّسين كان عليهم أن يقسموا قسمًا مفزِعًا:
) أنا , (فلان , ابن فلان) , أقسم باللّه , بالكتاب المقدّس و شرفي , و قد أصبحت عضواً من تسع مؤسّسين للجمعيّة , القوّة الخفية , ألزم نفسي يأن لا أخون إخوتي الأعضاء فيأي شيئ قد يضرّ بشخصهم , ولا لخيانة أي شيء بخصوص قرارات الجمعيّة. ألزم نفسي بأنأتّبع مبادئها , و أن أدرِكَ جيداً القرارات المتتالية المعتَمَدة من قِبَلكم , التّسع مؤسّسون , بالطّاعة و الدّقّة , بالحماسة و الإخلاص. ألزم نفسي أن أعمللزيادة في عدد أعضاءها. ألزم نفسي بأن أهاجم أيّ شخص يتّبع تعاليم يسوع الدجّال ولمكافحة أتباعه حتّى الموت. ألزم نفسي بألا أفشي أياً من الأسرار التي حُفِظَتبيننا, نحن التّسع: لا بين الدّخلاء و لا بين الأعضاء المنتسبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاارتكبت اليمين الكاذبة و خيانتي مؤكّدة في أننيّ قد كشفت أياً من الأسرار أو أي نصٍّ من نصوص القوانين المحفوظة حفظاً بيننا و بين ورثتنا , فعندها سيكون لدى لجنةالثمانية كل الحقّ بقتلي بكلّ الوسائل المتاحة). (صفحة 51 - 52).
4) معنى أدوات و رموز الماسونية:
• شرح الملك أغريبا معنى الأدوات و الرّموز التي استُخدِمَت في الماسونية:
) تعرفون الآن بأننا يجب أن نجعل الجميع يعتقدون بأن جمعيّتنا قديمة جدّاً ... سنؤكّد هذا الغشّ باستعمالأدوات البناء التي استعملهل حيرام ( Hiram) المهندس المعماريّ في بناء (هيكلسليمان) , مثل الكوس (زاوية النجّار) , البوصلة , الجاروف , الموازين , المِطرقة , إلخ , كلّ الأشياء المصنوعة من الخشب و التي كان حيرام ابيف ( Hiram Abiff) يملكها. (صفحة 62).
" ... كلّ جلسة ستُفتَتح بالضرب ثلاث مرّات بالتّتابع بهذه المطرقة ,, لهذا سنتذكّر إلى الأبد خلال القرون الآتية , أننا قد صلبناه , و بهذه المِطرقة قد ثبّتنا المسامير في يديه و قدميه , و قتلناه. النّجوم الثلاثة التيترون ترمز إلى الثّلاثة مسامير.
و في داخل جمعيّتنا , سنعمل درجات , كما قد ذكرنا سابقًا. ستكون ثلاثاً و ثلاثين درجة (33) , و ترمز إلى عمر الدجّال ـ (يقصد المسيح عليه السلام) ـ. سنعطي اسماً لكلّ درجة و سنخلق الرّموز المشابهة الأخرى. كانت كلّ هذه الأشياء أفكاري و أفكار الإخوة موآب و حيرام ( Moab and Hiram) . معنى هذه الرّموز السّاخرة لا يجب أن يُدْرَك أبداً , يجب أن يبقى بيننا نحن التسعة. و بالنسبة للإخوة الآخرين أو الأعضاء المنتسبين فرؤيتهم لهذه المرافق و الأدوات كافية لجعلهم يعتقدوا بأن الجمعيّة قد أُنْشِئَتْ في زمن سليمان ( Solomon) أو حتى في أوقات سابقة. (صفحة 64).
يمكن لأي أخ أن يقترح رمزًاجديدًا.
ماذا تفكّرون و تلاحظون , أيها الإخوة , بخصوص ما قد قدّمته لكم؟
وافق الرجال الستة بدون اعتراض , و سُجّل كل شيء. (من المخطوطة الأصليّة: 6 رجال و الثّلاثة مقترحون: الملك , موآب و حيرام).
ثمّ قال الملك: دعونا نبتهج! دعونا نبدأ الزحف على طريق الانتصار! دعونا نأخذ خطواتنا الثّلاثة الأولى! دعونا نضرب ثلاث مرّات بهذه المِطرقة المنتصرة , برمز الموت لعدوّنا الدجّال , رمز تأسيس مبادئنا المحترمة بأننا سنصلّح بمسامير الأخوّة و الاتّحاد! دعونا كلّنا نصرخ بالفرح: إلى الأمام إلى النّصر! (صفحة 64)
أثناء الجلسة الأولى , خلق التّسع مؤسّسون أيضًا رمزًا جديدًا: المريلة التي رمزت إلى حماية الملابس من الطّين. هذا و مع الأدوات الماسونيّة جميعها الهدف منها هو إخفاء الغرض الحقيقيّ وللتأكيد (المُزيّف) بأن هذه الجمعية تعود للعصور القديمة. (صفحة 64).
قال الملك الرئيس: أنا , مع سلطتي كرئيس (و ليس كملك) منحت الدّرجة (33) لكلّ واحد منكم , الدرجة الأعلى في جمعيّتنا. . . . منذ يُتّم أخونا حيرام من أبيه منذالطفولة , و عدم معرفته لأحد غير أمّه الأرملة , أتقدّم لأدعو جمعيّتنا, الأرملة ( The Widow) , و أطلب موافقتكم. من الآن فصاعدًا سيكون اسم المؤسّسين أبناءالأرملة ( The Sons of the Widow) . سيسمّي كلّ عضو للجمعيّة نفسه ابنًا للأرملة حتّى نهاية الزمان لأننا نعتقد أن جمعيّتنا ستعيش حتّى نهاية الزمان. (صفحة 65).
هذه الوثيقة خرجت من ضئضئ الماسونية و من سلالة أولئك المؤسسين، و لكن هناك من يشكك في مصداقيتها، و نستطيع أن تقرأ جُملاً كاثوليكية خلال سطور الوثيقة.
ولكن على العموم سواءٌ صحت هذه الوثيقة تاريخياً أم لم تصح، فإن اليهودية المحرفة أخذت على عاتقها محاربة الأديان السماوية:المسيحية ثم الإسلام كما حرفوا التوراة من قبل، كما تولى اليهود الفريسيون كبر تلك المؤامرات، بل إن القرآن الكريم يحدثنا عن بني اسرائيل و يفضح مخططاتهم بما ينبئ عن بقائهم على مكرهم و كيدهم للإسلام و المسلمين بل و للإنسانية جمعاء إلى قيام الساعة.
و قد عملوا على محاربة الحنيفية السمحة، و نشر الالحاد و الشرك و الفساد، و الوثنية و كذلك النحلة الشيطانية التي ورثوهما من أسلافهم الوثنيين، و كذلك من البابليين و المصريين، و ذلك من خلال ما يلي:
1ـ التنكيل بالمسيحيين واغتيالهم وتشريدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ منع النصرانية الحقة من الإنتشار.
3ـ رأت القوة الخفية اليهودية الفريسية أن خير طريقة لتحريف النصرانية هو التسلل إليها عبر تظاهر بعض الفريسيين باعتناق النصرانية، و لذلك فقد رأت أن تستعين باليهودي الفريسي شاول الطرطوطوسي الحبر الفريسي الناشط، و المتمكن من الثقافات و الفلسفات و المذاهب الفكرية المختلفة، و الذي عرِف في الديانة المسيحية باسم " بولس " الرسول.
4ـ كما عملت القوة الخفية بعد تسلل عملائها إلى الديانة النصرانية على فصل النصرانية عن الديانة اليهودية و التوراة " العهد القديم "، و ذلك لضمان عدم تأثيرهم على الشعب الاسرائيلي.
5ـ تحريف النصرانية، و نشر عبادة الشيطان و الوثنية من خلالها، و ذلك بتعظيم عالم الكهنوت الشيطاني المضاد لعالم الملكوت الرباني، ليتمكنوا من ترويج النحلة الشيطانية عبر النصرانية المحرفة في أوربا الوثنية، و ذلك من خلال تعظيم قدرات الشيطان في الديانة المسيحية المحرفة ..
6ـ قام الفريسيون ببث الفكر الوثني، و طمس الحنيفية، و نزع التوحيد من النصرانية، و ذلك من خلال بثهم لمختلف الثقافات و الفلسفات الوثنية و التي كان شاول يتقنها جيدا، لإبعاد النصارى عن رسالة السماء و وسائل و أسباب النصر، و حرمانهم من الخلاص رالأبدي.
7 ـ استعان شاول "بولس" بالثقافة و الاساطير الاغريقية في تقرير طبيعتي المسيح الإلهية و البشرية ـ التي زعمهما ـ، و كذلك في فكرة الأقانيم التي نقلها إلى المسيحية، فمن المعلوم أن الفلسفة اليونانية لا سيما الافلاطونية منها تمهد للوثنية بتبريرات جاهزة للميثولوجيا الاغريقية حيث تضع وسيطا بين الإله المتعالي الواحد المنزه التنزيه الكامل، وبين الكون والإنسان• حيث ينادي أفلاطون "بضرورة التمييز بين الإله المتعالي، وبين الإله الصانع الذي يرجع إليه صنع العالم وتدبيره "، وقد انتشرت هذه الفكرة بعده واتخذت صيغا مختلفة لدى التيارات التي يجمعها اسم ''الأفلاطونية المحدثة''.
8 ـ كما استعان بالثقافة الهندوسية في التمهيد لبذر عقيدة التثليث.
9ـ وقد قامت الماسونية منذ أيامها الأولى على المكر والتمويه والإرهاب حيث اختاروا رموزاً وأسماء وإشارات للإيهام والتخويف
10ـ كانت منظمة "القوة الخفية " تسمى في عهد التأسيس (القوة الخفية) ومنذ بضعة قرون تسمَّت بالماسونية لتتخذ من نقابة
"البنائين الأحرار" لافتة تعمل من خلالها، ثم التصق بها هذا الاسم دون حقيقته.
د ـ كانت معظم تجارة أوربا في العصور المظلمة في أيدي اليهود، وخاصة "تجارة الرقيق"، و كان لدى التجار والمرابين اليهود ميل شديد للتخصص بالتجارة، و ساعدهم على ذلك مهارتهم وانتشارهم في كل مكان، و كانوا يلجؤون إلى حيل و أساليب سرية و معقدة لاستغلال الشعوب الاوربية، و نشر الفساد فيها.
ـ ولليهود تاريخ قديم في الربا في أوربا خاصة، فقد أصدر الحاكم الروماني يوستنيانوس الأول (483 - 565م) القوانين المدنية لوضع حد لممارسات اليهود التجارية غير المشروعة، لكن ذلك لم يضع حدا لتلك النشاطات.
ـ وقد أسهم المرابون اليهود في "انحطاط الامبراطورية الرومانية" بما أحدثوه من التأثيرات المفسدة للتجارة و للمجتمع، مما أسهم في القضاء عل تلك الامبراطورية.
ـ وانتشرت السيطرة اليهودية على التجارة، حتى صارت اقتصاديات دول أوربا بأيديهم، وآثار السيطرة واضحة في عملات قديمة بولونية وهنغارية تحمل نقوشا يهودية.
ـ في عام 1215م عقدت الكنيسة الكاثوليكية المؤتمر المسكوني الرابع، وكان الموضوع الأساس هو التعديات اليهودية في سائر الأقطار اليهودية، فأصدروا القرارات والمراسيم للحد من الربا الفاحش الذي كان يمارسه اليهود ..
كما أصدروا قرارات بتحديد إقامة اليهود في أحياء خاصة بهم، ومنع استعمال المسيحيين كوكلاء أو أجراء، والمسيحيات كخدم، كما منعتهم من بعض العمليات التجارية، ولكن الكنيسة بكل سلطانها مدعومة بزعماء الدول لم تستطع أن تخضع سادة المال للقوانين، بل شرعوا في التخطيط لإضعاف الكنيسة وفصلها عن الدولة، ومن ثم أخذوا يبثون فكرة العلمانية واللادينية بين العامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ لما لم تجد معهم الوسائل القانونية، لجأت دول أوربا إلى طردهم من البلاد، فقد طردتهم فرنسا عام 1253م فتوجهوا إلى إنكلترا وتمكنوا من السيطرة على كبار رجال الدولة والنبلاء والإقطاعيين والمصرف لاحقا ..
ـ ثم إن الملك إدوارد الأول أصدر قانونا حرم بموجبه على اليهود ممارسة الربا، ثم استصدر من البرلمان عام 1275م قوانين خاصة بهم، سميت: "الأنظمة الخاصة باليهود" كان الهدف منها تقليص السيطرة التي يمارسها المرابون على مدينيهم، من اليهود والمسيحيين، وقد جرب اليهود تحدي هذه القوانين، فعاقبهم الملك بطردهم من إنكلترا، وكان ذلك بدء مرحلة "الإجلاء الأكبر" كما يسميه المؤرخون ..
ـ بعدها سارع ملوك أوربا إلى الاقتداء به، فطردتهم كل من فرنسا وسكسونيا وهنغاريا وبلجيكا وسلوفاكيا والنمسا والأراضي المنخفضة (هولندا) ثم أسبانيا في الفترة ما بين 1306 - 1492م.
هـ ـ بعد طردهم من بلدان أوربا أرسل شيمور حاخام مقاطعة آرس إلى الحاخام الأكبر في الاستانة يستنصحه فجاء الرد في تشرين الأول من عام 1489م بإمضاء أمير اليهود ينصح رعاياه باتباع وسيلة "حصان طروادة"، وينصح بجعل أولادهم قساوسة وكهنة ومعلمين ومحامين وأطباء، حيث سيتمكنون من الدخول إلى عالم المسيحية وتقويضه من الداخل، و هذه الوثيقة محفوظة، و لعلها أقدم وثيقة يهودية ثابتة تضع الخطوط العريضة الأولى لللماسونية.
و ـ بعد ذلك قامت جمعية "فرسان الهيكل " اليهودية في فرنسا، و هذه هي الحقبة الفرنسية، و كان الهدف منها التمهيد للثورة على الملكية في فرنسا، و ذلك للسيطرة على الأوضاع فيها، كما أنشأت لها فرعا في بريطانيا.
و في عام 1307 تم إعتقال معظم فرسان الهيكل الفرنسيين بقرار من ملك فرنسا و بضغوط من الكنيسة الفرنسية وفر من نجى من الإعتقال إلى العمل السري ونتيجة لهذا قام فرسان الهيكل البريطانيين بالأختباء وتظاهروا بانهم يحترفون البناء وتحولوا بعد ذلك إلى ما يسمى البنائين الأحرار الماسونيين، و قد انتقم اليهود من الفرنسيين بعد ذلك بوقت طويل، فالوثائق والشهادات تدل على أن الثورة الفرنسية (عام 1789م) كانت بفعل اليهود، أو بتعبير أدق بتمويل من الممولين العالميين، من المرابين ملاك المال، سواء كانوا يهودا أصليين أو منتسبين أو غير ذلك؛ لكن الحقائق تؤكد كذلك أن الظروف كانت مواتية لهم، وأنهم أحسنوا استغلال الغضب العارم الذي كانت تكنّه الجماهير في أوربا ضد الكنيسة والإقطاع والملكية، حيث لا يخفى على دارس المعاناة التي تجرعتها شعوب أوربا على يد هذا الثالوث، عندما خدعوها بثلوث آخر هو:
"الحرية، الإخاء، المساواة" ...
ـ البداية الحقيقية للماسونية:
أ ـ الحقبة البريطانية:
ـ نتيجة لاعتقال جمعية "فرسان الهيكل " في فرنسا، اتجه اليهود إلى العمل من خلال فرعهم في بريطانيا.
ـ و في عام 1356 تشكلت شركة "البناؤون الأحرار" في لندن، وتم اختيار كاتدرائية يورك كمقرٍّ للمجموعة.
ـ وبعد ذلك بعشرين سنة أي في عام 1376 تم لأول مرة استعمال كلمة الماسونية حيث تم أختيار 4 اشخاص ليمثلوا البنائيين في لندن في مناقشات هيئة التجارة واطلق الوفد على نفسه البناؤون Masonry ولم يستعمل لاحقة الأحرار آنذاك.
ـ وفي عام 1390 تم كتابة ما يعتبر أول نص ماسوني صريح، وكانت عبارة عن 64 صفحة من الكتابات المكتوبة باسلوب شعري ويوجد هذه النصوص حاليا في المتحف البريطاني [. هناك اعتقاد ان موجة انتشار وباء الطاعون في اوروبا عام 1348 والحرب الداخلية على عرش بريطانيا عام 1453 أدَّت إلى ارتقاء الماسونية إلى حركة منظمة حيث اصبحت هناك تعاليم مفصلة لواجبات العضو و مراسيم قسم الإنتماء وهناك اعتقاد ان هذه المراسيم كانت لها علاقة بعدد ساعات العمل و معدلات الأجور ويعتقد البعض ان الأمر كان أكثر عمقا من مراسيم نقابية لمجموعة من العمال].
ـ وفي عام 1425 اصدر الملك هنري السادس ملك إنكلترا مرسوما ملكيا بمنع اقامة التجمع السنوي للماسونيين. وفي 1598 تم تحديد نظام هيكلي لكيفية إدارة تنظيم البناؤون الأحرار في فرعها في أسكتلندا.
ـ وفي عام 1717 تم تشكيل أول مقر رئيسي للحركة في لندن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ في عام 1723 كتب الماسوني جيمس أندرسون (1679 - 1739) "دستور الماسونية" في 40 صفحة، و هو يتناول ـ كما زعم ـ تاريخ الماسونية من عهد آدم، نوح، إبراهيم، موسى، سليمان، نبوخذ نصر، يوليوس قيصر، إلى الملك جيمس الأول من إنكلترا، وفي الدستور تعاليم وامور تنظيمية للحركة وايضا يحتوي على 5 أغاني يجب ان يغنيها الأعضاء عند عقد الإجتماعات، كما يشير الدستور إلى ان الماسونية بشكلها الغربي المعاصر هو أمتداد للعهد القديم من الكتاب المقدس وان اليهود الذين غادروا مصر مع موسى شيدوا أول مملكة للماسونيين.
ـ في عام 1734 قام مؤسس الولايات المتحدة بنجامين فرانكلين الماسوني العريق بإعادة طبع الدستور، أي بعد 11 سنة من طبعته الأولى، و ذلك بعد أنتخاب فرانكلين زعيما لمنظمة الماسونية في فرع بنسلفانيا، وكان فرانكلين يمثل تيارا جديدا في الماسونية وهذا التيار اضاف عددا من الطقوس الجديدة لمراسيم الأنتماء للحركة واضاف مرتبة ثالثة وهي مرتبة الخبير Master Mason للمرتبتين القديمتين، المبتدئ و أهل الصنعة.
ـ المنعطف الرئيسى الآخر في تاريخ الحركة كانت في عام 1877 عندما بدأ فرع الماسونية في فرنسا بقبول عضوية الملحدين والنساء إلى صفوف الحركة واثار هذا الخلاف نوعا من الأنشقاق بين فرعي بريطانيا و فرنسا.
ـ و في عام 1815 اضاف الفرع الرئيسي للماسونية في بريطانيا للدستور نصا يسمح للعضو باعتناق اي دين يراه مناسبا وفيه تفسير لخالق الكون الأعظم وبعد 34 سنة قام الفرع الفرنسي بنفس التعديل.
ـ وفي عام 1877 تم اجراء تعديلات جذرية على دستور الماسونية المكتوب عام 1723 وتم تغيير بعض من مراسيم الأنتماء للحركة بحيث لايتم التطرق إلى دين معين بحد ذاته وان كل عضو حر في اعتناق ما يريد شرط ان يؤمن بفكرة.
ـ الحقبة الألمانية:
أما المرحلة الثانية للماسونية ـ بشقِّها النوراني ـ فتبدأ سنة 1770م عن طريق آدم وايزهاويت المسيحي الألماني (ت 1830م) الذي ألحد واستقطبته الماسونية ووضع الخطة الحديثة للماسونية بهدف السيطرة على العالم وانتهى المشروع سنة 1776م، ووضع أول محفل في هذه الفترة و سمَّاه: (المحفل النوراني) نسبة إلى الشيطان الذي يقدسونه.
ـ وكان الذي استقطب وايز هاوبت آمشل ماير باور مؤسس دار روتشيلد، و الذي خطط للسيطرة على النقد الأوربي بتولي إصدار العملات، والإشراف على المصارف.
• استطاع وايز هاوبت و من معه استقطاب ألفي رجل من كبار الساسة والمفكرين وأسسوا بهم المحفل الرئيسي المسمى بمحفل الشرق الأوسط، وفيه تم إخضاع هؤلاء الساسة لخدمة الماسونية، وأعلنوا شعارات براقة تخفي حقيقتهم، و من مشاهير الماسونيين • ميرابو، و الذي كان أحد مشاهير قادة الثورة الفرنسية، و مازيني الإيطالي الذي أعاد الأمور إلى نصابها بعد موت وايزهاويت، و قد تميزت الحقبة الألمانية بصيلغة المخططات ليأتي من بعد ذلك الجنرال الامريكي بايك ليضع تلك المخططات موضع التنفيذ على أرض الواقع.
فكرة المجمع النوراني:
من المعروف أن حاخامات اليهود، يزعمون لأنفسهم السلطة المطلقة في تفسير ما يسمونه المعاني السرية للكتابات المقدسة، وذلك بواسطة إلهام إلهي خاص .. وليس لهذا الادعاء أهمية تذكر في حد ذاته، إذ لم يكن بيد هؤلاء جمعية بوسيلة ليضعوا ما تلقوه في الوحي موضع التنفيذ ..
و في عام 1770 بدأت بذور فكرة إقامة مجمع شيطاني على يد مجموعة من عبدة الشيطان من اليهود الفريسيين "الربانيين"، و كانوا من كبار المرابين و الحاخامات والمديرين والحكماء، فأسسوا مجمعا سريا يعمل على تحقيق أغراضهم، وأسموه: "المجمع النوراني" ( The Illuminati الإليوميناتي).
وكلمة نوراني مشتق من كلمة "لوسيفر" Lucifer التي تعني "حامل الضوء" أو "الكائن الفائق الضياء" .. وكلمة النورانيين تعبير شيطاني يعني حامل النور.
وهكذا فإن المجمع النوراني قد أنشيء لتنفيذ الإيحاءات التي يتلقاها كبار الحاخامين من معبودهم "لوسيفر" [الشيطان] خلال طقوسهم .. وهكذا نرى دقة تسمية المسيح عليه السلام للفريسيين و من شايعهم من اليهود "بكنيس الشيطان" ..
(يُتْبَعُ)
(/)
و الغرض من قيام هذا المجمع تدمير جميع الحكومات و الأديان من أجل قيام مملكة الشيطان، و فرض عبادة لشيطان، ويتم الوصول إلى هذا الهدف عن طريق تقسيم الشعوب، و التي يسميها اليهود بالجوييم (لفظ بمعنى القطعان البشرية يطلقه اليهود على البشر من الأديان الأخرى) إلى معسكرات متنابذة تتصارع إلى الأبد حول عدد من المشاكل التي تتولد دونما توقف، اقتصادية وسياسية وعنصرية واجتماعية وغيرها. ويقتضي المخطط تسليح هذه المعسكرات بعد خلقها، ثم يجري تدبير (حادث) في كل فترة يكون من شأنه أن تنقض هذه المعسكرات على بعضها البعض فتضعف نفسها محطمة الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية، و بعد تدمير جميع الممالك و الأديان الجوييمية يقوم النورنيون ببناء مملكة الشيطان في جميع أنحاء العالم، و سيأتي ارتباط هذا المبدأ بمصطلحي "النظام العالمي الجديد " و " العولمة " الامريكيين.
الغلاف النخبوي في إيقاع الأعضاء الجدد:
يدعي النورانيون أن هدفهم هو الوصول إلى حكومة عالمية واحدة تتكون من ذوي القدرات الفكرية الكبرى مما يتم البرهان على تفوقهم العقلي، واستطاع وايز هاوبت بذلك أن يضم إليه ما يقرب الألفين من الأتباع في وقت قصير، من بينهم أبرز المتفوقين في ميادين الفنون والآداب والعلوم والاقتصاد والصناعة، وعند ذلك أعلن هاوبت تأسيس محفل الشرق الأكبر ليكون مركز القيادة السري لرجال المخطط الجديد.
و لذلك اختار وايز هاوبت اعضاءً من الأساتذة في الجامعات والمعاهد العلمية لكي يولوا اهتمامهم إلى الطلاب المتفوقين عقلياً والمنتمين إلى أسر محترمة ليولدوا فيهم الاتجاه نحو الأهمية العالمية وتدريب هؤلاء مع الشخصيات التي تسقط في شباك النورانيين لاستخدامهم كعملاء بعد إحلالهم في المراكز الحساسة خلف الستار لدى جميع الحكومات بصفة خبراء أو اختصاصيين، بحيث يمكنهم خدمة المخططات السرية لمنظمة العالم الواحد، وتدمير جميع الأديان والحكومات.
ويلقن هؤلاء في دراسة خاصة أن تكوين حكومة واحدة عالمية هو الطريق إلى الخلاص من الحروب، وأن الأشخاص ذوي المواهب والملكات العقلية الخاصة لهم الحق في السيطرة على الأقل ذكاء، لأن الجوييم يجهلون ما هو صالح لهم جسديا وعقليا وروحيا.
وقد كانت ثمة مدارس تقوم بهذه المهمة، الأولى في بلدة غوردنستون في أسكتلندا، والثانية في بلدة سالم في ألمانية، والثالثة في بلدة آنا فريتا في اليونان.
و يستطيع النورانيون ـ إثر ذلك ـ استغلال التغيرات الجذرية في علوم الطبيعة باسم "المنهجية العلمية "،، وكانت البداية بطبيعة الحال في أوربا، المكان الذي انطلقت منه الاكتشافات والمخترعات .. و قد كان فريق الشيطان متأهبا مقتنصا لهذه الفرصة، فاستطاع استغلال كل المخترعات والاكتشافات وتوظيفها لتحقيق الأهداف الشيطانية في السيطرة على العالم بعد اقناع الأعضاء بضرورة تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة من أجل دين عالمي موحد، تحت ظل نظام عالمي موحد.
العقيدة النورانية
و قد كتب بايك الرئيس الروحي للنظام الكهنوتي الشيطاني رسالة بتاريخ 14 تموز 1889م إلى رؤساء المجالس العليا التي شكلها، وفيها أصول العقيدة الشيطانية فيما يتعلق بعبادة الشيطان، ومن ضمن ما جاء في الرسالة: "يجب أن نقول للجماهير أننا نؤمن بالله ونعبده، ولكن الإله الذي نعبده لا تفصلنا عنه الأوهام والخرافات، ويجب علينا نحن الذين وصلنا إلى مراتب الاطلاع العليا أن نحافظ بنقاء العقيدة الشيطانية… نعم! إن الشيطان هو الإله، ولكن للأسف فإن أدوناي (وهذا هو الاسم الذي يطلقه الشيطانيون على الإله الذي نعبده) هو كذلك إله .. فالمطلق لا يمكن أن يوجد كإلهين، وهكذا الاعتقاد بوجود إبليس وحده كفر وهرطقة، أما الديانة الحقيقية والفلسفة الصافية فهي الإيمان بالشيطان كإله مساوٍ لأدوناي؛ ولكن الشيطان، وهو إله النور وإله الخير، يكافح من أجل الإنسانية ضد أدوناي إله الظلام والشر".
وقد أدخل بالفعل عبادة الشيطان في الدرجات السفلى في محافل الشرق الأكبر وفي المجالس البالادية، ويعملون على انتقاء أعضاء مختارين يتم إطلاعهم على الحقيقة الكاملة التي تقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
- إن الشيطان هو الإله، وأنه مساوٍ تماما لأدوناي، وتنص العقيدة الشيطانية أن الشيطان قاد الثورة في السماء، وأن إبليس هو الابن الأكبر لأدوناي، وهو شقيق ميخائيل الذي هزم المؤامرة الشيطانية في السماء، وأن ميخائيل نزل إلى الأرض بشخص يسوع لكي يكرر على الأرض ما فعله في السماء، لكنه فشل.
- ومن مبادئهم أن الأرواح لا تنجو إلا إذا انحدرت إلى الدرك الأسفل من الخطيئة.
وعند انضمام عضو جديد يجبر على الحلف أيمانا مغلظة بالخضوع المطلق الشامل لرئيس مجلس الثلاثة والثلاثين، والاعتراف بمشيئته مشيئة عليا، لا تفوقها مشيئة أخرى على الأرض كائنة من كانت. وصيغة القسم، وهو:
" أقسم بأن أطيع رئيس مجلس الثلاث والثلاثين طاعة ليس لها حدود، وأقسم بأن لا أعترف بسلطة إنسان فوق سلطته".
ومن هدفهم البعيد الإعداد لمجيء مسيح اليهود لتخليصهم، وعندها ستتمكن الحكومة المركزية الموجودة في فلسطين من فرض الحكم الدكتاتوري على جميع شعوب وأمم العالم.
هيكلية المجلس الأعلى للمجمع النورانيّ
وكان المجلس الأعلى للمجمع النورانيّ مؤلفا من ثلاثة عشر عضوا .. ويشكل هؤلاء اللجنة التنفيذية لمجلس "الثلاثة وثلاثين".
ويدّعي رؤوس المجمع النوراني اليهوديّ امتلاك المعرفة السامية، فيما يتعلق بشؤون الدين والعقائد والاحتفالات الدينية والطقوس ..
ـ آلية قيام المجمع النوراني "كنيس الشيطان ".
1ـ ذكرنا أن بداية بذور فكرة المجمع النوراني كانت في عام 1770 على يد مجموعة من عبدة الشيطان من اليهود الفريسيين "الربانيين"، و كانوا من كبار المرابين و الحاخامات والمديرين والحكماء. ..
2ـ قام المجتمعون بتنظيم مؤسسة روتشيلد لمراجعة وإعادة تنظيم البروتوكولات القديمة على أسس حديثة.
3 ـ و لذلك وفي نفس العام استأجر المرابون (اليهود) آدم وايز هاوبت، و الذي كان أستاذاً يسوعياً للقانون في جامعة انفولد شتات، ولكنه ارتد عن المسيحية ـ بعد طرد الكنيسة له لنشاطاته السياسية المريبة ـ ليعتنق المذهب الشيطاني. والهدف من هذه البروتوكولات هو التمهيد لكنيس الشيطان للسيطرة على العالم، كما يفرض المذهب الشيطاني، وأيديولوجية على ما تبقى من الجنس البشري بعد الكارثة الاجتماعية الشاملة التي يجري الإعداد لها بطرق شيطانية طاغية
4 ـ في عام 1773م اجتمع ماير روتشيلد في فرانكفورت باثني عشر رجلا من كبار الأثرياء والمتنفذين وعرض عليهم طريقة السيطرة على ثروات العالم .. وبعد أن عرض عليهم مخططه العام، انتقل إلى قراءة وثيقة تحتوي على خطة عمل المنظمة بعناية ..
5ـ وفي عام 1776 نظم وايز هاوبت جماعة النورانيين لوضع المؤامرة موضع التنفيذ، وتقتضي خطة وايز هاوبت ـ والمنقحة من أتباعه النورانيين -استعمال الرشوة بالمال والجنس للوصول إلى السيطرة على الأشخاص الذين يشكلون المراكز الحساسة على مختلف المستويات في جميع الحكومات وفي مختلف مجالات النشاط الإنساني. ولما كانت فرنسا وإنكلترا أعظم قوتين في العالم في تلك الفترة، أي نهاية القرن الثامن عشر، أصدر وايز هاوبت أوامره إلى جماعة النورانيين لكي يثيروا الحروب الاستعمارية لأجل إنهاك بريطانيا وإمبراطوريتها، وينظموا ثورة كبرى لأجل إنهاك فرنسا، وكان في مخططه أن تندلع هذه الأخيرة في عام 1789.
انكشاف المخطط النوراني:
. في عام 1784 وضعت مشيئة الله تحت حيازة الحكومة البافارية براهين قاطعة على وجود مؤامرة خطيرة، حيث اكتشفت الحكومة البافارية و جود مخطط شيطاني يهودي للهيمنة على العالم، ويستدعي هذا المخطط الذي رسمه وايز هاوبت تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة.
عندما أرسل أرسلت وايزهاوبت نسخة من هذه الوثيقة إلى جماعة النورانيين الذين أوفدهم إلى فرنسا لتدبير الثورة فيها، ولكن صاعقة انقضت على حامل الرسالة وهو يمر خلال راتسبون في طريقه من فرانكفورت إلى باريس فألقته صريعا على الأرض، مما أدى إلى العثور على الوثيقة من قبل رجال الأمن، فسلمت الأوراق إلى السلطات المختصة في حكومة بافاريا ..
وبعد أن درست الحكومة البافارية وثيقة المؤامرة أصدرت أوامرها إلى قوات الأمن باحتلال محفل الشرق الأكبر ومداهمة منازل أتباعه، وأقنعت الوثائق الإضافية التي وجدت في هذه المداهمات بأن الوثيقة هي نسخة أصلية عن المؤامرة، وهكذا أغلقت الحكومة محفل الشرق الأكبر عام1785م واعتبرت جماعة النورانيين خارجين عن القانون، وفي عام 1786م نشرت سلطات بافاريا تفاصيل المؤامرة، وكان عنوان تلك النشرة "الكتابات الأصلية لنظام ومذاهب النورانيين" وأرسلت نسخا عنها إلى كبار رجال الدولة والكنيسة، ولكن تغلغل النورانيين ونفوذهم كانا من القوة بحيث تجوهل هذا التحذير.
اندماج النورانية و الماسونية:
كان مركز قيادة المؤامرة النورانية في مدينة فرانكفورت بألمانيا، و ذلك حتى أواخر القرن الثامن عشر، حيث تأسست أسرة روتشيلد واستقرت وضمت تحت سلطانها عددا من كبار الماليين العالميين.
و بعد أن فضحتهم حكومة بافاريا عام1786،انتقل نشاط النورانيين منذ ذلك الوقت إلى العمل في الخفاء و التستر خلف مسمَّى "العالمية"، و كذلك تم نقل مركز قيادة النورانيين و كهنة النظام الشيطاني إلى سويسرا، ولبثوا هناك حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث انتقلوا إلى نيويورك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 03:01]ـ
بارك الله فيك
ما حرمنا منك أخى: جزك الله خيرا
والسلام عليكم(/)
منقول: [وقفة مشرفة للشيخ عبد القادر المحمدي] في مؤتمر للأشاعرة في بغداد
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 09:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://majles.alukah.net/images/icons/icon4.gif http://majles.alukah.net/images/icons/icon4.gif http://majles.alukah.net/images/icons/icon4.gif http://majles.alukah.net/images/icons/icon4.gif
لما في الموضوع من عبرة عظيمة، نقلته من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1042621&posted=1#post1042621 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1042621&posted=1#post1042621)
بواسطة (أبن القطان العراقي)، قال:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،وبعد:
فقد عقد مؤتمر للمدارس الكلامية في بغداد الاسبوع الماضي تحت عنوان (دور المدارس الكلامية البغدادية في الدفاع عن العقيدة)!!!!!
في الجامعة الاسلامية ببغداد،وقد شارك فيه مجموعة من الباحثيين، وبحضور مساعد رئيس الجامعة وعمداء الكليات ورأس المدرسة الاشعرية في العراق (محمد رمضان عبد الله)،،وباعتباري طالب علم في الجامعة دخلت الى المؤتمر لأطلع على ما فيه .. وعرض الباحثون بحوثهم وكان المؤتمر من بدايته هجوماً على المدرسة الأثرية الحنبلية (بالذات) والسلف الصالح عامة،حتى وصفوهم بالحشوية والظاهرية،وبلغ بأحدهم (الدكتور احسان الدوري) أن قال:ابتلي احمد باتباعه، ثم تهجم الأخيير على الشيخ سفر الحوالي بابشع التهم! واحسان أشعري محترف للمذهب معروف،وكاد الفؤاد أن ينخلع فالكل تهز رؤوسها طربا بهذه التهم،ولاسيما بعد أن سيطر الحزب الاسلامي على الجامعة الاسلامية،ورأيت بعض الشباب وعينه تكاد تدمع - كحالي أنا-
وبعد برهة من الوقت -لم يطل- انتفض شيخنا الدكتور عبد القادر مصطفى المحمدي -حفظه الله- كالاسد،وقام على المنصة ورد على المؤتمرين (المتآمرين على عقيدة السلف) بعبارات ونقل نصوصاً أذهل الحاضرين .. حتى رأيت أحد اخوتنا يبكي فرحاً لما قال الدكتور عبد القادر، وكان عنوان بحثه (دور مدرسة الحديث والأثر -السلفية- في الدفاع عن العقيدة الاسلامية)،وهذا العنوان بحد ذاته يعد صرخة قوية،فمن يستطيع اليوم في بغداد بل وفي العراق تقريبا أن يقول هكذا - سلفية-!!
ومن أهم ما قاله حسب ما أذكر:
1 - المؤتمر أشعري وبحثي هو الوحيد في بيان عقيدة السلف،فبحثي غريب فطوبى للغرباء.
2 - رد الدكتور على الهجوم على المدرسة السلفية وقال: من تهجم على الحنابلة فإنما أراد الامام أحمد و المدرسة السلفية عموماً. ونقل كلاما لأحمد لم احفظه وفيه:من قال أن أهل الحديث حشوية فهو زنديق،فكبرنا على إثر هذا الكلام
3 - رد الدكتور على احسان الدوري،وقال كلامك مردود عليك جملة وتفصيلا،فالحنابلة -على العموم- نصروا السنة وحفظوا الدين،ولولا الله تعلاى ثم موقف المدرسة الحنبلية ولاسيما موقف أحمد في الفتنة، وذكر بعض النصوص لوقع في الامة ما وقع،ونقل نصوصا يالله ما أروعها.
ودافع عن الشيخ سفر الحوالي بعبارات رائعة جدا جدا.
4 - ومن أعجب ما رأيت من شجاعة الدكتور كان كالقسورة - لله دره- أنه قال وسط الأشاعرة والصوفية أنا سلفي على منهج السلف الصالح .. وأتشرف بها، ثم نقل نصوصا بين فيها أن أهل السنة والجماعة والفرقة الناجية هم أهل الحديث والسنة وبانحراف عقيدة الاشاعرة.ودافع عن الحنابلة بعبارات عظيمة منها:أن الشيخ عبد القادر الجيلاني اتفقت الامة على صلاحه وتقواه كان من الحنابلة وكذا ابن تيمية وابن القيم وابن رجب ... فمن من هؤلاء ابتلي أحمد بهم؟؟؟ وفند مزاعم القوم حتى أني رأيت الدكتور محمد رمضان عبد الله وهو على المنصة يضع يده على رأسه تسليما لما قاله الدكتور!!!! ولا أعهده فعل مثل ذلك من قبل.
وسأحاول جاهدا الحصول على البحث لنشره ههنا ...... أسأل الله العظيم أن ينصر السنة وأهلها على الكفرة والمرتزقة والمبتدعة،وأن يحفظ شيخنا الدكتور عبد القادر لنا ولبغداد ...
اهـ.
هذا يضاف (لموضوع الشيخ الفاضل: سليمان الخراشي، الذي كتبه بعنوان: النصيحة الذهبية للأشاعرة المعاصرين .. للشيخ عبدالرحمن الوكيل - رحمه الله - http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27240 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27240)
نسأل الله أن ييسر لنا نسخة من بحث د. عبد القادر المحمدي.
ونسأل الله أن يكفينا شر كل ذي شر.
http://majles.alukah.net/images/icons/icon4.gif http://majles.alukah.net/images/icons/icon4.gif http://majles.alukah.net/images/icons/icon4.gif http://majles.alukah.net/images/icons/icon4.gif
هنا: الحركة العلمية الحنبلية و أثرها في المشرق الاسلامي ..
http://www.4shared.com/get/59615235/8a6807f/_________6-7__.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 09:34]ـ
جزاه الله خيرا ورفع الله قدره
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 09:49]ـ
شكر الله لك النقل المستطاب
وجزى الله خيرا الشيخ المحمدي على وقفته الجسورة
وصدق من قال:سفر الحوالي ابن تيمية العصر
فقد أجمع أهل البدع على بغضه .. وله في كل نازلة سهم
شفاه الله ومتع به
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 11:36]ـ
أحسن الله إليك أخي الفاضل فمن حروفك التي يكاد الأسى يخرج من تحتها يمكننا الشعور بقيمة ما قام به الدكتور الفاضل فطوبى للغرباء
ـ[عالي السند]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 03:07]ـ
سبحان الله الذي تكفل بحفظ دينه، الدكتور المحمدي بوقفته الجسورة، وشجاعته في قول الحق هو مثال لمن تحمل الأمانة وأداها، وهو بهذا يسجل موقفاً مباركاً سينفع الله به من حضره، فبارك الله فيه وفي عمره، ونفع به أينما حل وارتحل، وجزاه الله خير الجزاء، وبيض وجهه في يوم تسود فيه وجوه أهل البدع والضلالة.
ـ[تقى الدين أبو عبد الرحمن]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 03:28]ـ
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
جزا الله خيرا الشيخ عبد القادر
ورفع قدره، واستعمله فى نصرة الدين
وجزاك الله خيرا هذا النقل الاخ الكريم
ـ[معارج]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 03:52]ـ
رفع الله قدره .. كما رفع قدر أهل الحق
وشفى الله الشيخ سفر الحوالي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 03:55]ـ
ليتك تجلب لنا التسجيل بارك الله فيك
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 04:20]ـ
ليتك تجلب لنا التسجيل بارك الله فيك
أخي .. أنا ناقل.
(أبن القطان العراقي) هو صاحب الموضوع الأصلي في " ملتقى أهل الحديث" وقد قال هناك: (وسأحاول جاهدا الحصول على البحث لنشره ههنا).
فنسأل الله أن ييسر ذلك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 06:56]ـ
أعزك الله ورفع قدرك(/)
دراسة عن الدور المشبوه لقنوات mbc
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 10:47]ـ
دراسة عن الدور المشبوه لقنوات mbc
[ بقلم: (عبدالكريم آل عبدالمنعم)]
بسم الله الرحمن الرحيم
دراسة عن الدور المشبوه لقنوات mbc
كتب الدراسة / عبدالكريم آل عبدالمنعم .. باحث وأكاديمي
في بيوتنا عدو لنا يتربص بنا ليهدم ديننا وأخلاقنا .. دونكم خطته التدميرية دراسة تحليلية لقنوات الـ MBC الأجنبية
تعتبر مجموعة قنوات الـ MBC من أقوى القنوات في الفضاء الإسلامي والعربي ومن أقدمها عمراً .. لذا نرى تزايد عدد جمهورها وتفوقها على القنوات الأخرى في خبرتها الإعلامية والمهنية .. وهي مع هذا التقدم الحرفي والفني أثارت ضجة واسعة حول أهدافها وطريقة تعددها وانتشارها .. وكثير من هذه الآراء تعد انطباعاً عند مشاهدة عابرة ولم تبنَ على دراسة علمية واقعية .. وفي هذه الدراسة أردت أن أتعرف على حقيقة هذه القنوات بأسلوب علمي وموضوعي
ففي يوم السبت 29 جمادى الآخرة عام 1428هـ الموافق 13 يوليو عام 2007م بدأت أسجل القنوات محل الدراسة لأحلل مضمونها وأدرس محتواها .. فأسأل الله الإخلاص والتوفيق والعون في هذه الدراسة
نشأة تلفزيون الشرق الأوسط MBC
بدأ مركز تلفزيون الشرق الأوسط MBC بث إرساله من لندن في 18 سبتمبر 1991م كأول قناة عربية مستقلة مملوكة من قبل القطاع الخاص بين المحطات التلفزيونية العربية التي تبث إرسالها عبر الأقمار الصناعية .. وكان رأس مال مركز تلفزيون الشرق الأوسط عند إنشائه قرابة 300 مليون دولار .. وميزانيته السنوية قرابة 60 مليون دولار. وتعد مجموعة آرا الدولية التي تمتلك أيضاً وكالة أنباء يونايتدبرس .. وراديو يبكتروم من لندن الذي يبث باللغة العربية .. وراديو MBC FM الموجه للجزيرة العربية .. وشركة آرا للكيبل التلفزيوني .. الشركة الأم للمركز
حيث بدأت هذه المجموعة كمركز إعلامي سعودي متخصص في الإنتاج التلفزيوني .. ثم تولت التخطيط والدراسة الأولية للقناة التي استغرقت تجاربها الفنية التجريبية حوالي ثلاث سنوات .. وقد كانت مجموعة آرا هي التي أبرمت اتفاقاً في لندن مع الشركة الأمريكية يونايتد انترناشونال هولندج المتخصصة في توزيع الكابل في العالم لتنفيذ خدمات الكابل في الشرق الأوسط ولتأمين وصول إشارات التلفزيون إلى كل بيت في المنطقة الشاسعة بالسعودية
مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط MBC
استطاعت مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط MBC أن تجذب عدداً كبيراً من مشاهدي منطقة العالم الإسلامي والعربي لأسبقيتها وخبرتها وتعاقدها مع كبار الشركات المنتجة العربية والأجنبية .. بالإضافة إلى حرصها على التشويق والإثارة دون اعتبار لمسلَّمات المجتمع المسلم .. فلذا استقطبت كثيراً من الشباب والفتيات لإشباع رغبة كامنة في نفوسهم تضم مجموعة mbc اليوم ست قنوات تلفزيونية هي: mbc1 و mbc2 و mbc3 و mbc4 و MBC Action ومحطتين إذاعيتين هما mbc FM للموسيقى الخليجية وبانوراما FM للأغاني العربية الحديثة .. بالإضافة إلى شركة O3 للإنتاج وحدة الإنتاج المتخصّصة بالبرامج والأفلام الوثائقية .. وشركة أخبار الشرق الأوسط MEN وكالة جمع الأخبار .. كما تنبثق عن المجموعة عدة مواقع إلكترونية رائدة على شبكة الإنترنت تتضمن: www.mbc.net (http://www.mbc.net/) و www.alarabiya (http://www.alarabiya/). net و www.alaswaq (http://www.alaswaq/). net
فقد بدأ بث قناة MBC1 مع بدية انطلاق هذه المحطة بتاريخ 18 سبتمبر 1991م بعد انتهاء حرب تحرير الكويت وانتصار القوات المشتركة بقيادة أمريكا .. وهي القناة الوحيدة من قنوات MBC عربية الأصل .. فهي تبث أفلام ومسلسلات وبرامج للفنانين والممثلين العرب
في عام 1994 أطلقت المحطة الإذاعية MBC FM التي تقدمت عالماً من الموسيقى الخليجية والعربية .. وفي عام 2002 انتقل مقر مركز تلفزيون الشرق الأوسط إلى دبي الإمارات العربية المتحدة وبالتحديد في مدينة دبي للإعلام .. وعملت على توسيع نشاطاتها وتدشين محطات جديدة متخصصة في أمور معينة .. في عام 2003 تم إطلاق MBC 2 التي كانت ولا تزال متخصصة في عام السينما والأفلام الأجنبية وخصوصاً الأمريكية منها وهي تعد الآن إحدى أشهر المحطات المجانية المتخصصة في ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي نفس العام وتحديداً في 3 مارس 2003 أطلقت قناة العربية الفضائية وهي محطة إخبارية وتبث على مدار الساعة .. بالإضافة إلى نشرات الأخبار تعرض البرامج التحليلية واللقاءات مع كبار الشخصيات السياسية وغير السياسية وكذلك البرامج الوثائقية .. وقد ظهرت بعد منافستها قناة الجزيرة الفضائية
وسرعان ما أطلقت في عام 2004 محطة جديدة متخصصة في البرامج والمسلسلات الكرتونية للأطفال وهي mbc3 بعد أن أدركت المجموعة بأن 40% من مشاهديها أعمارهم تقل عن 15 عاماً .. فجاءت المحطة لتستهدف الجيل الجديد من المشاهدين صغار السن وذلك عن طريق بث المسلسلات الكرتونية والبرامج الجديدة للأطفال .. من أشهر المسلسلات التي تعرض فيها: يوغي Yu-Gi-Oh وسلاحف النينجا ولوني تونز Looney Tunes وباتمان Batman والفتى أسترو Astro Boy
في عام 2005 أطلقت قناة جديدة وهي mbc4 مخصصة للبرامج والمسلسلات الأجنبية عموماً والأمريكية خصوصاً .. وهي بشكل عام باللغة الإنجليزية ولكنها في كثير من الأحيان مترجمة إلى العربية .. تعرض القناة أشهر البرامج الترفيهية مثل أوبرا Oprah والدكتور فل Dr. Phil والمسلسلات الأخرى مثل بيبر دينيس Pepper Dennis وميديم Medium وغرفة الطوارئ ER والعديد من المسلسلات الكوميدية كالسلسلة الشهيرة فريندز .. بالإضافة إلى البرامج الإخبارية الحصرية المنقولة في ABC و CBS مثل صباح الخير أمريكا Good Morning America و60 دقيقة 60 Minutes والمسابقات المشهورة مثل جيوباردي Jeopardy وعجلة الحظ Wheel ofFortune .. بالإضافة إلى مجلات أخبار الفنانين مثل ذي إنسايدر TheInsider وإنسايد إيديشن Inside Edition وكذلك حفلات توزيع الجوائز الموسيقية والسينمائية
وفي نفس العام 2005 أطلقت المحطة قناة إذاعية أخرى وهي بانوراما FM والتي تستهدف فئة الشباب في كافة أنحاء الوطن العربي .. تبث القناة البرامج الحوارية .. بالإضافة إلى أحدث الأغاني العربية وأطلقت في 5 مارس 2007 قناة جديدة وهي قناة MBC Action حيث تختص هذه القناة بأفلام ومسلسلات التشويق والمغامرة الأجنبية
تساؤلات الدراسة
تجيب هذه الدراسة عن تساؤلين اثنين هما
1 - هل لهذه القنوات اتجاه فكري وسياسي محدد؟ 2 - هل في برامج هذه القنوات محاربة للتدين ومظاهره؟
القنوات محل الدراسة
أجريت هذه دراسة على ثلاث قنوات من هذه المجموعة هي MBC2 - MBC4 - MBCACTION واخترت هذه القنوات لتقاربها في الوسيلة والطريقة فكلها قنوات مترجمة عن برامج وأفلام أجنبية .. أما قناتي MBC1 و MBC3 فالأولى تعتمد على البرامج والأفلام العربية .. والثانية متخصصة ببرامج الأطفال .. فلهما مجال بحث آخر
وتم تسجيل ثمان ساعات متواصلة لكل قناة بشكل عشوائي واخترت ثمان ساعات لأستنتج ما يدور في ثلث اليوم الواحد بأسلوب علمي منهجي .. والثلث كثير
وأود أن أوضح أموراً هامة من خلال هذه النتائج ومن خلال ما رصدته من برامج وأفلام القنوات محل الدراسة نتائج الدراسة
من خلال التأمل بأرقام كل بند نرى خطورة هذا النوع من القنوات .. ونستطيع أن نجيب على تساؤلي الدراسة بما يلي 1 - هل لهذه القنوات اتجاه فكري وسياسي محدد؟ يتضح أن هذه القنوات محل الدراسة أمريكية الصنع والمنشأ .. وهي تريد تلميع المجتمعات الأمريكية ونشر القيم الأمريكية في المجتمعات المسلمة .. في سنة واحد كلمة أمريكا أو أحد مدنها ستتكرر في MBC2 عدد 14040 مرة .. وفي في MBC4 عدد 39960 مرة .. وفي في MBC ACTION عدد 20520 مرة .. وراجع بقية البنود المتعلقة بأمريكا تجد أنها تعبر عن واقع خطير لهذه القنوات
2 - هل في برامج هذه القنوات محاربة للتدين ومظاهره؟ تظهر الأرقام السابقة أن هذه القنوات تدعو للحرية والتفلت عن القيم والاعتقادات الدينية .. انطلاقاً من تسليط الضوء على مجتمع يغلب عليه الانحلال الخلقي .. ففي سنة واحد قد نشاهد الخمر في صور متعددة 44280 مرة في mbc2 .. والمراقص الليلية سترى 31320 مرة في نفس القناة .. وتأمل في بقية البنود ذات الصلة تجد أنها حرب على الدين ومظاهر التدين في المجتمع المسلم وبعد هذا الإجمال في الإجابة عن تساؤلات الدراسة .. سأتحدث عن ثلاث محاور هي
أولاً: عقائد فاسدة
تحتوي قنوات mbc محل الدراسة على عدد من الانحرافات العقيدة ومن أبرزها
(يُتْبَعُ)
(/)
تقديس الصليب واللجوء له في أحلك الظروف .. فذلك الجندي الذي يطلب منه التقدم في أرض المعركة وفي نقطة قتل فيها كثير من أصدقائه يقبل الصليب ثم ينجو من موت محقق .. إن المظاهر النصرانية واضحة في هذه القنوات من خلال إظهار كنائسهم وتوديعهم لموتاهم ومقابرهم التي ينتشر فيها الصليب ففي فيلم City hall يظهر العمدة وهو يقبل تابوت الصغير الذي قتل أثناء تبادل لإطلاق النار بين الجندي وأحد المجرمين .. ثم يفعل إشارة الصلاة النصرانية باسم الأب والابن وروح القدس
فالدعوة للنصرانية دعوة خفية تبثها هذه القنوات وهي أخطر من الفضائيات التنصيرية التي توجه خطابها بشكل مباشر ومن الأفكار التي شاهدتها في هذه القنوات الدعوة للكهانة والسحر ففي إعلان للمشاركة في فيلم Harry Potter هذا الفيلم يحتوي على دعوة صريحة للسحر والشعوذة وتعلمها ولننظر لنص الإعلان فائزان محظوظان يسافران (للأردن) يقيمان في فندق فاخر سيزوران موقع التصوير والالتقاء بأبطال الفيلم .. للاشتراك أرسل كلمة (عرَّاف) ثم تعلن أرقام لكثير من دول منها السعودية
ومن الأفكار التي بثتها هذه القنوات تعظيم الأصنام وعبادتها والعكوف عندها واعتقاد أنها هي التي تصرف الكون كما في فيلم The Ttiumph of love
بل نجد أن الدعوة لإنكار الخالق سبحانه وتعالى نلمسه في بعض الأفلام كفلم Quanfum Leap جاء في مقدمة الفلم قولهم: وتسير قوة مجهولة لتغير التاريخ نحو الأحسن
ثانياً: أمركة المجتمع
1 - كل الأفلام التي تم رصدها هي أفلام أمريكية وتصور حال المجتمع الأمريكي وتحاول من خلال نشر هذه الأفلام نشر القيم والأخلاق الأمريكية كما أن تعظيمها للشرطي الأمريكي وقدرته الفائقة والخيالية على الإنجاز وتجاوز الأزمات والنجاح يسبب حالة من الهزيمة النفسية في نفوس المسلمين .. وهنا أتسأل هل أصبحت قنوات الـ MBC أداة إعلامية يحركها البنتاغون؟!
2 - نلاحظ في النتائج تكرار العلم الأمريكي وكلمة أمريكا أو أحد مدنها وكلمة CIA والمباحث والشرطة الفيدرالية .. أقول هنا كلمة دون صور الجنود ورجال الأمن الأمريكي .. وهذا دليل واضح على تعظيم المؤسسات الأمنية الأمريكية وتضخيم دورها .. ولا أعلم لمصلحة من يتم هذا التعظيم؟!
3 - ماذا لو افتتحت قناة إسلامية مخصصة لبث أفلام المعارك الإسلامية في القديم فهل يقال أنها مجرد أفلام تعبر عن واقع أم تضعها أمريكا على قائمة الإرهاب وأحد قنوات محور الشر؟! .. إن ما تقوم به قنوات الـ MBC من نشر القتل والرعب واستهانتها بروح الإنسان ليستحق من كل مسئول وولي أمر أن يقف معها وقفة صادقة .. فإذا أردت أن تحبب القتل لأبنائك وتجعلهم يستسيغونه ويستسهلونه فما عليك إلا أن تعرضهم لقنوات الـ MBC مدة أسبوع واحد ستلاحظ الروح العدوانية التي اكتسبوها من هذه الأفلام .. فمن الإرهابي هل هو المجتمع الأمريكي كما تصوره قنوات الـ MBC أم المجتمع المسلم؟! .. ناهيك عن الرعب الذي ينتاب أطفالنا مشاهدة الأفلام المخيفة والمرعبة .. فأين مؤسسات حقوق الطفل عن هذه الوسيلة المدمرة؟!
ثالثاً: نشر الفاحشة والشهوات
رأينا تلك الأرقام المخيفة التي توصلت لها هذه الدراسة ولا أريد إعادتها هنا طلباً للاختصار .. إنما أريد أن أؤكد على أن هدف إثارة الشهوات الكامنة ونشر الفاحشة والدعوة الصريحة للزنا واضح في هذه القنوات وسأعرض بعض الأمثلة هن
ففي فيلم Jake inprogress حث على الزنا الصريح وإقامة العلاقات المحرمة حتى المرأة الحامل لكي يأتيها الطلق عليها أن تعاشر شخصاً غير زوجها .. إن تلك الصورة التي تجمع تلك المرأة الحامل مع ذلك الشاب الذي دعته .. وقد أقاما علاقة محرمة تثير الاشمئزاز وتدعو للفحش والعهر
وفي فيلم Popular شباب وفتيات يتنافسون على الصداقة والعلاقة المحرمة وفي فيلم Star Raving mad دعوة صريحة للفاحشة أيضاً .. تقول الفتاة في ملابسها الفاتنة لذلك الرجل قوي البنية: إذا سُمح لك بارتكاب خطيئة غير أخلاقية وغير حضارية .. وفي اليوم التالي لن يذكر أحد ذلك فماذا ستفعل؟! .. كيف حال الشباب والفتيات وهم يشاهدون مثل هذه المواقف المثيرة لهم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)