و هكذا شهد شاهد من أهلها فإذا كان موقف المفتي مخالفا للجنة الفتوى في هذه المسألة فليقل موقفه و ليبين إن كانت هذه الفتوى من الأزهر باطلة أم أنها أيضا من فتاوى الفضائيات التي يسخر منها الشيخ جمعة و هذا يجرنا إلى المزلق الثاني أو قل الخطيئة الثانية و التي وقع فيها هذا الرجل و هو سخريته من ما أطلق عليهم دعاة الفضائيات و قد يبدو لأول وهلة أن الشيخ علي جمعة يقصد بهم شيوخ ليس لديهم عل شرعي أو مؤهلات شرعية تجيز لهم الفتيا و غيرها و لكن السياق العام لأحاديث الشيخ و ما قاله بعدها يوضح أنه يقصد الدعاة السلفيين و هؤلاء ينقم عليهم الشيخ كثيرا لعدة أسباب: أولها أنهم يخالفون منهجه الصوفي و شدة تعلقه به و ثانيا جماهيريتهم الواسعة و ثالثا عدم ترخصهم في الأوامر و النواهي الشرعية فالشيخ على ما يبدو قد أجاز الغناء و أعياد الميلاد و الظهور و التفاعل مع الفنانين و الممثلين و الراقصات السابقات حتى أنه في برنامج له على إحدى الفضائيات أخذ يورد حديث نبوي و يؤيد معناه بمشهد من فيلم سينمائي مصري حتى ولو كان الفيلم من أفلام نوعية ثلاثية نجيب محفوظ الخالدة!!!!.
و أنا أجزم أن الشيخ علي جمعة لا يقصد بدعاة الفضائيات و التي يحرض الجمهور على عدم سماعهم و مقاطعتهم هؤلاء الذين يفتون بجواز التدخين في نهار رمضان أو علماء الأزهر أصحاب فتوى إرضاع الكبير أو غيرها من هذه المهازل بل يقصد كما أسلفنا هؤلاء المتبعين للهدي النبوي أصحاب العلم الشرعي الواسع.
ثم كان تعليق الشيخ علي جمعة على مسلك التلفزيون الإسرائيلي تجاه عيسى عليه السلام والعذراء بأنه قلة أدب!!! هكذا بكل بساطة مع العلم أن نفس هذه القناة قد أساءت إلى نبينا صلى الله عليه و سلم بعد تلك الحادثة بأيام قليلة ....... فأين تذكير الحضور بخصائص اليهود و كرههم و حقدهم و مؤامراتهم على الأنبياء و المراسلين؟ و لماذا لم يطلب من المسلمين الاحتجاج و التظاهر و غير ذلك من استنكار تلك الفعلة و من ثم دعم المقاومة الفلسطينية التي تخوض مع هؤلاء اليهود معركة وجود؟.
ثم أتحفنا الشيخ علي جمعة بآخر تجلياته بأنه أعلن عن السر الخطير الذي اكتشفه بأن الفرق الوحيد بين السنة و الشيعة هو اختلاف مصدر التلقي و حتى و لو كان هذا الاختلاف فقط صحيحا و هو ليس كذلك و هل اختلاف مصدر التلقي بالشيء الهين و البسيط؟.
و لكن الأخطر من ذلك على ما يبدو أن الكنيسة أيضا و ليست الماسونية فقط تشارك في ذلك الوضع الذي تم إظهار فيه مفتى الديار المصرية فهاني عزيز مستشار البابا شنودة هو الداعي لهذه الاحتفالية و لم يجرؤ بالقطع الشيخ علي جمعة و لو سؤاله من باب المعرفة فقط لا غير أين ذهبت الفتاة القبطية التي أسلمت مؤخرا و التي سلمها الأمن إلى الكنيسة أو ما مصير وفاء قسطنطين؟.
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7684
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 01:25]ـ
علي جمعة تلميذ للغماري الصوفي المتهم بالميل للرافضة حتى أنه كان يستجيز مراحعهم.
----------------
وهذا مقال "منقول" عن الصلة بين الغماري و الرافضة:
وتنكشف خيوط مؤامرة تلميذ الغماري "علي جمعة" على مصر وشعبها
هذا ماقاله أحد تلاميذ الغماري ومن الذين لايتهمون فيه في أحد مواقعهم::-
(((أثناء إعدادي لبحث بعنوان: الإجازات المتبادلة بين السنة والشيعة، وقفت على رسالتين كتبهما شيخنا الحافظ السيد عبد الله الغماري يطلب في الأولى الإجازة له ولأخويه السيد أحمد والسيد عبد العزيز وقد ذكرت هاتين الرسالتين في: موسوعة السيد عبد الحسين شرف الدين , فالرسالة الأولى جاءت في 8/ 280 - 281,وهذا نصها:
((لاحظوا شدة تأدب الغماري مع الرافضي عبد الحسين شاتم أبي هريرة رضي الله عنه ومدى تزلفه له))
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة العلامة الجليل والإمام السند النبيل السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي حفظكم الله، وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد: فيسرني أن أهنأكم بشهر رمضان المبارك , وأسأل الله أ ن يمتعكم فيه بكامل الصحة , ويعيد أمثاله عليكم في سعادة وهناء , ثم أخبركم بأننا نحن آل الصديق أشراف حسنيون من نسل إدريس بن عبد الله الكامل , ولنا بأهل البيت النبوي الكريم تعلق خاص نتشيع لهم , وندافع عنهم بألسنتنا وأقلامنا بحمد الله.
فلأخي الأكبر السيد أحمد بن الصديق كتاب فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي وكتاب المرشد المبدي لرد طعن ابن خلدون في أحاديث المهدي وهما مطبوعان.
ولأخي الأصغر السيد عبد العزيز بن الصديق كتاب المحور في عين من رد حديث الحارث الأعور وهو جزء نفيس في توثيق الحارث , ورد كلام من طعن فيه , وكتاب معول التدمير لما ذكره النابلسي في رؤية فاطمة اوالحسن والحسين عليهم السلام من فاسد التعبير، رد به ما ذكره النابلسي في كتابه تعطير الأنام بتعبير المنام من تأويلات قبيحة تتعلق برؤية فاطمة ونجليها عليهم السلام وهذان لم يتيسر طبعهما إلى الآن.
ولنا غير ذلك مما ينخرط في سلك هذا الموضوع.وكان مما يحز في نفوسنا، ويؤثر في صدورنا أننا رغم ما لدينا من الإجازات والأسانيد التي توصلنا بفضل الله إلى جميع كتب السنة وغيرها من الكتب في مختلف العلوم الإسلامية لم يكن لدينا إجازة تربطنا بكتب أئمة الشيعة مثل الطوسي وغيره، وهذا عندنا نقص كبير يجب تلافيه لهذا بادرنا إلى سماحتكم لتزيل عنا هذا النقص، وتتكرموا علينا بإجازة تربطنا بالإمام الطوسي وغيره من أئمة الشيعة وتكون هذه الإجازة إذا تكرمتم بها باسم أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري الحسني وشقيقيه أبي المجد عبد الله بن الصديق، وأبي اليسر عبد العزيز بن الصديق.
وبلدنا غمارة بلاد واسعة في الجزء الشمالي من قطر مراكش، ولنا في القطر المراكش أتباع وزوايا، وكان والدي المغفور السيد محمد بن الصديق زعيماً منقطع النظير في العلم وسعة الإطلاع، والجهر بالحق وكانت فرنسا تصانعه خشية بأساه، والعلم موروث فينا والحمد لله يرثه أب عن جد من جهة الأب والأم.
هذا ولنا كبير الأمل في إجابة رجائنا ونحن في انتظار ورود الإجازة داعين الله لسيادتكم بطول العمر ودوام التوفيق وتمام العافية والسلام على سماحتكم ورحمة الله.
عبد الله محمد الصديق الغماري الحسني من علماء الأزهر عفي عنه
شارع الصنادقيه – المكتبة السعيدية بجوار الأزهر في يوم الاثنين 7 رمضان سنة 1370
ملحوظة: إذا سمح البريد المصري بالتصدير فسأبعث لسيادتكم ببعض مؤلفاتنا إن شاء الله.
والملاحظ أن شيخنا السيد عبد الله لم يذكر الرواية عن شرف الدين في إجازاته أو في ثبته، أو في ترجمته لنفسه مكتفيا بذكر روايته عن السيد هبة الدين الشهرستاني ت 1386 هـ في كتابه: سبيل التوفيق في ترجمه عبدالله بن الصديق ص 96, 182، وأما السيد أحمد فقد ذكر روايته عن شرف الدين في كتابه: البحر العميق، 1/ 417، وأما شيخنا السيد عبد العزيز فقد ذكر روايته عن شرف الدين الشيخ محمود سعيد في: فتح العزيز في أسانيد السيد عبدالعزيز، ص 13 - 14.
----------------------------
-------------------------
الرسالة الثانية:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب السماحة والفضيلة العلامة الجليل السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي أبقاه الله للعلم نصيراً وللمكرمات ظهيراً.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فيسرني أن أهني سماحتكم بعيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم باليمن والإقبال , ومتعكم فيه وفي أمثاله بالصحة وبلوغ الآمال , ثم أزجي لكم الشكر مضافاً على تفضلكم بالإجازة المطلوبة , فقد تشرفنا بورودها في أواخر شهر رمضان , وسرحنا الطرف لإستجلاء معانيها الحسان , ولم يكن ينقصها إلا بعض التوسع في أسانيد الشيعة الإمامية التي هي عندنا بيت القصيد أما أسانيد الزيدية وةأهل السنة فلدينا منها مايدخل في بحر الطويل والمديد.
وقد كان مما شرفني كثيراً أن ألتقي معكم في الأخذ عن بدر الدين الدمشقي , وعبد الحي الكتاني , وعبدالواسع اليمني.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ويسعدني لو تكرمتم بنسخة ثانية من ثبت الأثبات ممهورة بإمضائكم الكريم , لأن الأولى بعثت بها إلى أخي السيد أحمد بالمغرب الأقصى في معتقله ببلدة أزمور , إذ كان قد قام بثورة ضد الإستعمار الأسباني الغاشم منذ سنتين فتآمرت عليه أسبانيا وفرنسا بوشاية بعض أتباعة الذين يضهرون خلاف ما يبطنون , حتى تم أعتقاله بخديعه , والأمر لله على أنه – والحمدلله – مكرم في إعتقاله غاية التكريم.
وسنتشرف بإهداء بعض مؤلفاتنا إلى سماحتكم لتحظى بشرف القبول إنشاء الله , وإن رأيت في خطابنا هذا نقصاً فتغاضوا عنه كرماً وصفحاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في 7 من شوال سنة 1370 عبدالله محمد الصديق الغماري الحسني عفي عنه.
المصدر: موسوعة السيد عبدالحسين شرف الدين 9/ 283, الناشر دار المؤرخ العربي ببيروت الطبعة الأولى))))
ماذا يقول علي جمعه في موقعه عن شيخه الغماري
شيوخه
1 - الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري، المغربي، من أهل طنجة، وهو محدث العصر بلامنازع، كان يحفظ أكثر من خمسين ألف حديث بأسانيدها، (((ومع ذلك يتسول اأسانيد أكذب الطوائف)) قرأ عليه فضيلة الإمام العلامة صحيحَ البخاري كله، وموطأ مالك، وكتاب «اللُّمَع في أصول الفقه» للإمام أبي إسحاق الشيرازي عمدة الشافعية، وقرأ عليه أوائل الحديث، وأجازه بالرواية، وبالإفتاء، ونصح تلامذته بالجلوس إلى فضيلة الإمام العلامة والأخذ عنه، والتلقي منه، وأشار إلى أنه من نجباء طلبته في مصر.
ذكر ذلك في كتابه «سبيل التوفيق في ترجمة ابن الصديق»، وكان رحمه الله تعالى يرشد الشباب إلى الالتزام بالشيخ العلامة كمرشد ومربي، وكان يعتز به كثيرًا
ماذا يقول عبد الحسين شرف الدين في الصحابة؟
((فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول، وهم عظماؤهم وعلماؤهم، واولياء هؤلاء وفيهم البغاة، وفيهم اهل الجرائم من المنافقين، وفيهم مجهول الحال))
أجوبة مسائل جار الله- السيد شرف الدين ص 15: - وأيضا مقدمة كتاب الذي كتبه في الطعن على رواية الإسلام ابو هريرة رضوان الله عليه حيث قال
وإنى انشر هذه الدراسة في كتابى هذا ـ أبو هريرة ـ مخلصاً للحق في تمحيص السنة وتنزيهها في ذاتها المقدسة وفي نسبتها لقدسى النبي الحكيم العظيم (وما ينطق عن الهوى). وللحق في سلامة التفكير وصدق النظر. وللحق في قواعد العلم والعقل التي تأبى احترام كذاب على رسول الله صلى الله عليه واله فتعفيه من الجرح لأنه صحب رسول الله!! وتأبى كل الاباء ان نخضع لروايته (مغلولين مفلوين) فيما يمس السنة النبوية وهي أولى بالتنزية والتقديس لأنها رسالته الى العالمين وبقيته الباقية الى يوم الدين.
وهذه عينة من الروايات التي يرويها الطوسي الذي تلهف الغماري الحصول على رواياته؟؟
فقد هذب كتاب رجال الكشي ولم يحذف أو يعلق أو ينتقد على الأحاديث التي ذكرت تحريف القرآن،
1 - " عن أبى علي خلف بن حامد قال حدثني الحسين بن طلحة عن أبي فضال عن يونس بن يعقوب عن بريد العجلي عن ابي عبد الله قال أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركوا
أبالهب"
رجال الكشي ص 247.
2 - رواية " لاتأخذ معالم دينك من غير شيعتنا فإنك ان تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم إنهم ائتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه "
المصدر السابق ص 10.
عن الهيثم ابن عروه التميمي قال سألت أبا عبد الله عن قوله تعالى {فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق} فقال ليست هكذا تنزيلها إنما هي " فاغسلوا وجوهكم وايديكم من المرافق " ثم أمر يده من مرفقه الى أصابعه
تهذيب الاحكام ج1 ص 57.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 01:36]ـ
أضحك الله سنك ... عنوان الموضوع جميل (ابتسامة)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 02:58]ـ
أنا لا أستغرب هذا أبدًا، فما دام الرجل لم يخرج عن كينونته البشرية؛ فكل شيء وارد.
وهذا يحتم علينا العض على المنهج بالنواجذ .. قال تعالى: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ... الآية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 06:09]ـ
>>>>>>>>
هذه الفتوى الصادرة عن الأزهر الشريف في 15/ 5/1985م حول الماسونية ..
بسم الله الرحمن الرحيم
"بيان للمسلمين من لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل الروتاري والليونز".
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:
فإن الإسلام والمسلمين يحاربهم الأعداء العديدون بكل الأسلحة المادية والأدبية، يريدون بذلك الكيد للإسلام والمسلمين، ولكن الله ناصرهم ومعزهم…… قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) [غافر ـ 51]. ومن بين هذه الوسائل التي يحاربون بها الإسلام، وسيلة الأندية التي ينشئونها باسم " الإخاء والإنسانية" ولهم غاياتهم وأهدافهم الخفية وراء ذلك. وإن من بين هذه الأندية الماسونية والمؤسسات التابعة لها مثل الليونز والروتاري، وهما: من أخطر المنظمات الهدامة التي يسيطر عليها اليهود والصهيونية يبتغون بذلك السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان وإشاعة الفوضى الأخلاقية وتسخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم باسم الإنسانية. ولذلك يحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها، وواجب المسلم ألاّ يكون إمعة وراء كل داع وناد، بل واجبه أن يمتثل لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول فيما يرويه حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَكُونُوا إِمّعةً تَقُولُونَ إِن أَحْسَنَ النّاسُ أَحْسَنّا، وإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وإِنْ اسَاءُوا فَلاَ تَظْلمُوا". رواه الترمذي وقال: حسن غريب. وواجب المسلم أن يكون يقظاً حتى لا يغرر به، فللمسلمين أنديتهم الخاصة بهم، والتي لها مقاصدها وغاياتها العلنية، فليس في الإسلام ما نخشاه ولا ما نخفيه…. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 01:39]ـ
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين
وللأسف يفتن بكلام هذا المفتى بعض الناس
ـ[عماد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 10:04]ـ
قال الإمام البربهاري [مثل أصحاب البدع مثل العقارب , يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب , ويخرجون أذنابهم , فإذا تمكنوا , لدغوا , وكذلك أهل البدع , هم مختفون بين الناس , فإذا تمكنوا , بلغوا ما يريدون ">(/)
السوال عن غلاف الكعبة
ـ[محمدأبوالمحاسن القاسمي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 01:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
ماهوتاريخ غلاف الكعبةوأول من كساه
وهل كساهاالنبي (ص) والخلفاء بعده
الخلاصة ماهوحكمه شرعا
وماحكم صرف مبلغ كبيرلهامع وجودالفقراءالمسلمين في العالم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:42]ـ
باختصار أخي (محمد يامين)
قد ذكر الفاسي أنها كسيت في الجاهلية والإسلام أنواعا من الكسي. وذكر الأزرقي من ذلك جانبا؛ حيث روى بسنده أن تبع الحميري هو أول من كسى الكعبة كسوة كاملة. حيث أري في النوم أنه يكسوها، فكساها الأنطاع، ثم أري أن أكسيها، فكساها الوصائل.
وقال أم زيد بنت ثابت: رأيت على الكعبة قبل أن ألد زيد بن ثابت وأنا به نسء؛ مطارف خز خضراء وصفراء، وكرارا، وأكيسة من أكيسة الأعراب، وشقاق الشعر.
إلى غير ما ذكره الأزرقي في كتابه.
قال الفاسي: وقد كساها قبل الإسلام جماعة.
وأما في الإسلام فقد روى الأزرقي بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هذا يوم عاشوراء، يوم تنقضي فيه السنة، وتستر فيه الكعبة ... ) الحديث.
قال ابن جريج: كانت الكعبة فيما مضى أنها تكسى يوم عاشوراء إذا ذهب آخر الحاج، حتى كانت بنو هاشم، وكانوا يعلقون عليها القميص يوم التروية من الديباج؛ لأن يرى الناس ذلك عليها بهاء وجمالا، فإذا كان يوم عاشوراء علقوا عليها الأزرار.
وروى ابن حبيبة: كسي البيت في الجاهلية الأنطاع، وكساه النبي صلى الله عليه وسلم الثياب اليماني، ثم كساه عمر وعثمان القباطي، ثم كساه الحجاج الديباج.
وذكر الأزرقي والفاسي روايات كثيرة في ذلك انظرها في تاريخيهما. لولا الإطالة وشيوع القصة بذلك لسردتها لك أخي.
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 10:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب عن السوالين باقية
مرة
شكرا لك ... بارك الله فيك ... شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
"أسباب رفع البلايا والمصائب" خطبة للشيخ خالد المشيقح.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 01:47]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده و رسوله.
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما.
عباد الله .. إن البلايا التي تنزل بالمسلمين والمصائب المتنوعة التي تحل بهم في أبدانهم وأموالهم سببها معصية الله تعالى ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم، فاللهم مغفرتك أوسع من ذنوبنا فاغفر لنا ورحمتك أرجى عندنا من أعمالنا فارحمنا ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا ذنوبنا جميعها يا أرحم الرحمين.
إن البلاء لا يمكن دفعه والمصيبة لا يمكن رفعها إلا بالأخذ بالأسباب المنجية من ذلك فمن أسباب دفع البلاء ورفعه:
- الرجوع إلى الله تعالى قال الله عز و جل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ}.
وقال سبحانه: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
وقال تعالى: {وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
وقال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
فارجعوا أيها المسلمون إلى طاعة الله واجتنبوا معصيته يدافع الله عزوجل عنكم وترفع عنكم البلايا و المصائب.
عباد الله .. ومن أسباب رفع المصائب:
التعرف إلى الله عزوجل في الرخاء فقد أخرج الترمذي وغيره من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده اتجاهك) و في رواية: (احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة).
ولهذا قال بعض السلف رحمهم الله:" من عرف الله في الرخاء عُرف في الشدة".
ومن أسباب دفع البلاء والمصائب:
التضرع إلى الله تعالى عند وقوع المصيبة قال الله عزوجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}.
وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}.
و قال سبحانه: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}.
عباد الله .. ومن أسباب رفع المصائب من الأمراض وغيرها:
دعاء الله عز وجل في تفريج الكرب فإن الله لا يرد من دعاه ولا يخيب من رجاه , فادعوا الله عز وجل وتضرعوا إليه.
ومن أسباب ذلك:
- التوكل على الله عزوجل وحقيقة التوكل تفويض الأمر إليه مع فعل الأسباب المشروعة والمباحة والجزم بأن الله على كل شيء قدير الذي له الخلق والأمر والذي يقول للشيء كن فيكن والذي ما شاء كان وما لم يشئ لم يكن , فعلى المسلم دائما و أبدا أن يعلق قلبه بالله عزوجل رغبة و رهبة وخوفاً ورجاء و محبة فمن توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنيا {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}.
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
وليحذر المسلم العجب من عمل الصالحات فإن هذا محبط للعمل ولقد لقن الله المؤمنين درساً يوم حنين حينما أعجبوا بكثرتهم وظنوا أنها كافية في نصرهم قال الله عز وجل: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ}
قال بعض العلماء:"عجبت لأربعة كيف يغفلون عن أربع: عجبت لمن أصابه ضر كيف يغفل عن قوله تعالى {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} و الله تعالى يقول: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}،وعجبت لمن أصابه حزن وغم كيف يغفل عن قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، والله تعالى يقول: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} وعجبت لمن يمكر به الناس كيف يغفل عن قوله تعالى: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} والله تعالى يقول: فوقاه الله سيئات ما مكروا، وعجبت لمن كان خائفاً كيف يغفل عن قوله تعالى: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، والله تعالى يقول: {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} ".
إن التوكل على الله سبب للهداية للحق وسبب للوقاية من الشر قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي وغيره: (من قال - حين يخرج من بيته - باسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال وقيت وكفيت و تنحى عنه الشيطان).
و من أسباب دفع البلاء والمصائب عباد الله:
تقوى الله عزوجل قال الله عزوجل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.
وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:" من أراد دوام العافية فليتق الله ".
وقال أبو سليمان الدراني رحمه الله:" من أحسن في ليله كفي في نهاره".
فاتقوا الله أيها المسلمون و تواصوا بها، قيل لرجل من التابعين عند موته أوصنا: فقال أوصيكم بخاتمة سورة النحل {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}.
عباد الله .. ومن أسباب دفع المصائب والآفات في الأموال والأبدان:
صنائع المعروف مع الآخرين، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء و صدقة السر تطفأ غضب الرب وفي الترمذي: (إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء).
وفي الترمذي أيضا من حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله وسلم عنه قال: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار).
وصنائع المعروف هي الإحسان إلى عباد الله بعمل المعروف من قرض حسن أو بر أو هدية أو صدقة أو إعانة على قضاء حاجة من شفاعة أو تحمل دين أو بعضه أو غير ذلك من وجوه الإحسان المتنوعة {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
فأحسنوا أيها المسلمون ولا تحقروا من المعروف شيئا فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ,وإن الله لمع المحسنين.
أسأل الله عز وجل أن يدفع عنا وعن إخوان المسلمين في كل مكان المصائب والبلايا والآفات، اللهم اكفنا شرور ذنوبنا ومعاصينا وشؤمها يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك فاغفر لنا ذنوبنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الأنبياء والمرسلين.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم.
عباد الله .. ومن أسباب رفع الآفات والمصائب:
الاستغفار فإن الاستغفار مرضاة للرب ومنجاة من سخطه قال الله عزوجل: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
ومن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب.
وقال سبحانه: {الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
ومن أسباب دفع المصائب عباد الله:
التوبة إلى الله عز وجل قال الله عزوجل: {فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً}.
وقال سبحانه: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:" ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة".
فتوبوا إلى ربكم واستغفروه {يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.(/)
القديس بولس وجهلة بأهمية الختان
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 02:43]ـ
لقد كان بولس اليهودي ينظر الي الختان على أنه شعيرة دينية جاءت في شريعة موسى أو الناموس ليس إلا، وانه أي الختان لم يعد لازماً بعد موت المسيح المزعوم، وبحسب اقواله فإنه قد أظهر جهله في فوائد الختان وأهميته والحكمة منه، (انظر رسالته إلى روما 2: 28 - 29، 4: 9 - 11 ورسالته إلى غلاطية 5: 2 - 6، 6: 15، ورسالته إلى كورنثوس الأولى 7: 19 ورسالته إلى كولوسي 2: 11 و اعمال الرسل 15)
وجاء العلم الحديث واثبت ان للختان فوائد كثيرة تنعكس بالايجاب على الطفل في طفولته وكبر سنه وهي:
- طهارة ونظافة الطفل.
- التقليل من الاصابة بعدوى المسالك البولية.
- يمنع الاصابة بالتهاب قناة مجرى البول.
فعملية الختان، التي لم يدرك أهميتها بولس الطرطوسي، قد اثبتت نتائج الدراسات والأبحاث الغربية أن هناك نتائج عضوية ونفسية كبيرة ومهمّة تتركها عملية الختان على الطفل. وبذلك اثبت العلم ان ما كان يقوله بولس اليهودي ليس وحيا من عند الله. .
لماذا تراجع الغرب عن عدائه للختان؟
الدكتور حسان شمسي باشا
حتى سنوات قليلة فقط، كان الناس في أمريكا ينظرون إلى الختان على أنه شعيرة دينية يمارسها اليهود هناك والمسلمون.
وكان الأطباء هناك يناهضون فكرة إجراء الختان على الوليدين بشكل روتيني. ولكن إرادة الله تعالى قضت أن تتبدى لهم الفوائد العلمية لخصلة من خصال الفطرة التي قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام: " الفطرة خمس: الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط ".
وقد أكدت مقالة نشرت في مجلة: Postgraduate Medicine أن مليون طفل أمريكي يختن الآن كل عام في أمريكا. وأكدت دراسات أخرى أن 60 – 80 % من الوليدين في أمريكا يختنون بشكل روتيني. لماذا تراجع أعداء الختان عن موقفهم؟ وكيف تجلت لهم الحكمة من وراء الختان؟ نشرت في السنوات القليلة الماضية عشرات الأبحاث والمقالات العلمية التي أكدت فوائد الختان في الوقاية من التهاب المجاري البولية عند الأطفال، ومن المشاكل الطبية في القضيب.
وكان هناك عدد من الأطباء الذين يعارضون فكرة إجراء الختان بشكل روتيني عند الوليدين. وكان من أشهر هؤلاء البروفسور ويزويل – رئيس قسم أمراض الوليدين في المستشفى العسكري في واشنطن -. وقد كتب هذا البروفيسور مقالا قال فيه: " لقد كنت من أشد الناس عداء للختان. وقد شاركت حينئذ في الجهود التي بذلها الأطباء آنذاك للإقلال من نسبة الختان. ولكن الدراسات العلمية التي ظهرت في الثمانينات أظهرت بيقين ازديادا في نسبة الالتهابات البولية عند الأطفال غير المختونين. وما ينطوي عليه من خطر حدوث التهاب مزمن في الكلى وفشل كلوي في المستقبل.
وبعد إجراء المزيد من الأبحاث، وإجراء تمحيص دقيق لكل الدراسات العلمية التي أجريت في هذا المجال، وصلت إلى نتيجة مخالفة تماما، وأصبحت من أشد أنصار الختان. وأيقنت أن الختان ينبغي أن يصبح أمرا روتينيا عند كل مولود. ولم يكن البروفيسور ويزويل الوحيد الذي نادى بضرورة إجراء الختان، بل إن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال قد تراجعت تماما عن توصياتها القديمة، وأصدت توصيات حديثة أعلنت فيها بوضوح ضرورة إجراء الختان بشكل روتيني عند كل مولود.
الختان يوفر على الدولة ملايين الدولارات:
وحتى من الناحية الاقتصادية التي تهم أصحاب المال والتخطيط، فإن الختان عملية توفر على الدولة مبالغ طائلة. ويشرح ذلك البروفيسور ويزويل فيقول: " إذا افترضنا أن عملية الختان تكلف 1000 دولا تقريبا، فإن الكلفة السنوية لختان جميع الأطفال الذين يولدون في أمريكا ستبلغ ما يقرب من 180 مليون دولا. فما هي الكلفة السنوية لهؤلاء لو تركناهم دون ختان؟
إن الحقائق تقول أن 10 – 15 % من الأطفال الذكور غير المختونين سوف يحتاجون إجراء الختان في سن متقدم من العمر بسبب حدوث تضيق في القلفة أو التهاب متكرر في الحشفة، وأن إجراء الختان عند الأطفال الكبار عملية مكلفة تصل إلى 2000 – 5000 دولا للعملية الواحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو تركنا 1.8 مليون طفل يولدون سنويا في أمريكا دون ختان، ولنفرض أن 10 % منهم فقط سوف يحتاجون للختان في المستقبل، فإن كلفة ذلك سوف تصل إلى 360 – 900 مليون دولار سنويا (وهي أضعاف ما هي عليه لو ختن كل هؤلاء بعد الولادة).
هكذا يحسبون .. ويقدرون .. وتأتي حساباتهم موافقة للفطرة السليمة.
ولكن العناية الإلهية قضت بألا تنتظر أجيال وأجيال من المسلمين ألفا وأربع مئة عام حتى تكتشف تلك الحقائق العلمية في الغرب، ثم نتبعهم فيما يفعلون!!
هل تغني العناية الصحية بنظافة الأعضاء الجنسية عن الختان؟ يقول البروفيسور ويزويل: " لقد ادعى البعض أن العناية الصحية بنظافة الأعضاء الجنسية يعطي وقاية مماثلة لتلك التي يمنحها الختان، ولكن هذا مجرد افتراض، وحتى اليوم لا توجد أية دراسة علمية تؤيد هذا الافتراض. ولا يوجد أي دليل علمي يشير إلى أن النظافة الجيدة في الأعضاء التناسلية يمكن لها بحال من الأحوال أن تمنع الاختلاطات التي تحدث عند غير المختونين ".
وقد أكد هذا القول الدكتور شوين الذي كتب مقالا رئيسا في إحدى أشهر المجلات الطبية في العالم N.E.T.M. عام 1990 جاء فيه: " أن الحفاظ على نظافة جيدة في المناطق التناسلية أمر عسير، ليس فقط في المناطق المختلفة من العالم، بل حتى في دولة كبرى ومتحضرة كالولايات المتحدة، وكذلك الحال في إنجلترا، فقد أكدت دراسة أجريت على أطفال المدارس الإنجليز غير المختونين أن العناية بنظافة الأعضاء التناسلية سيئة عند 70 % من هؤلاء الأطفال.
هكذا يقول خبراؤهم في الغرب .. ولكن الله تعالى جعل لتلك المشكلة علاجا منذ القدم،فكان إبراهيم عليه السلام أول من اختتن تطبيقا للفطرة الحنيفية الخالصة. قال تعالى:
" ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما "
وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم "
الختان وقاية من سرطان القضيب:
يقول الدكتور روبسون في مقال أن هناك أكثر من 60 ألف شخص أصيب بسرطان القضيب في أمريكا منذ عام 1930. ومن المدهش حقا أن عشرة أشخاص فقط من هؤلاء كانوا مختونين.
واليهود لا يصابون عادة بسرطان القضيب وهو يختنون أطفالهم في اليوم الثامن من العمر.
ويؤكد الدكتور شوين فائدة الختان في الوقاية من سرطان القضيب، فيقول: " إن الختان الروتيني للوليدين يقضي تقريبا بشكل تام على احتمال حدوث سرطان في القضيب ".
ويقول الدكتور كوتشين أن نسبة حدوث سرطان القضيب عند المختونين في أمريكا هي صفر تقريبا. وأنه لو كان رجال أمريكا غير مختونين، لأصيب أكثر من ثلاثة آلاف شخص سنويا بهذا السرطان المخيف.
هل يقي الختان من الأمراض الجنسية:
ليس هناك أدنى شك في أن الأمراض الجنسية أكثر شيوعا عند غير المختونين. فقد ذكر الدكتور فنك – الذي ألف كتابا عن الختان وطبع عام 1988 في أمريكا – أن هناك أكثر من 60 دراسة علمية أجمعت على أن الأمراض الجنسية تزداد حدوثا عند غير المختونين.
وقد قام الدكتور باركر بإجراء دراسة على 1350 مريضا مصابا بأمراض جنسية مختلفة، فوجد ازديادا واضحا في معدل حدوث ثلاثة أمراض جنسية شائعة عند غير المختونين. وهذه الأمراض هي:
1. الهربس التناسلي Genital Herpes
2. السيلان Gonorrhea
3. الزهري Syphilis
وقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة انخفاض حدوث مرض الإيدز عند المختونين.
ولكن ينبغي ألا يخطر ببال أحد أنه إن كان مختونا فهو في مأمن من تلك الأمراض، فهذه الأمراض تحدث عند المختونين وغير المختونين ممن يرتكبون فاحشة الزنا أو اللواط، ولكن نسبة حدوثها عند المختونين أقل.
الختان وقاية من التهاب المجاري البولية عند الأطفال:
أثبتت دراسة أجريت على حوالي نصف مليون طفل في أمريكا أن نسبة حدوث التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين بلغت عشرة أضعاف ما هي عليه عند المختونين.
والتهاب المجاري البولية عند الوليدين قد لا يكون أمرا بسيطا، فقد وجد الباحثون أن 36 % من الوليدين المصابين بالتهاب المجاري البولية قد أصيبوا في الوقت ذاته بتسمم من الدم، كما حدثت حالات الفشل الكلوي والتهاب السحايا عند البعض. وقد يحدث تندب في الكلية عند 10 – 15 % من هؤلاء الوليدين.
وأكدت دراسة أخرى أن حدوث التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين يبلغ 39 ضعف ما هو عليه عند المختونين.
وقد أكد الدكتور جينزبرغ أن جعل الختان أمرا روتينيا في أمريكا قد جعل منع حدوث 20.000 حالة من حالات التهاب الحويضة والكلية عند الأطفال سنويا.
وكانت نتائج هذه الدراسات هي العامل القوي الذي دفع أعداء الختان في أمريكا إلى العدول عن عدائهم، والمطالبة بجعل الختان أمرا روتينيا عند كل طفل. وفي ذلك يقول البروفيسور ويزويل: " صوت أعضاء الجمعية الطبية في كاليفورنيا بالإجماع على أن ختان الوليد وسيلة صحية فعالة. لقد تراجعت عن عدائي الطويل للختان، وصفقت مرحبا بقرار جمعية الأطباء في كاليفورنيا ".
وهكذا يصفقون مرحبين بإحدى خصال الفطرة، بعد أن تأكدت لهم فوائدها العظيمة.
ورحم الله ابن القيم حين قال: " والفطرة فطرتان: فطرة تتعلق بالقلب، وهي معرفة الله ومحبته وإيثاره على ما سواه. وفطرة عملية: هي هذه الخصال، فالأولى تزكي الروح وتطهر القلب، والثانية: تطهر البدن، وكل منهما تمد الأخرى وتقويها، وكان رأس فطرة البدن: الختان ".
______________________________ __
للمراجعة
" أسرار الختان تتجلى في الطب الحديث "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 12:09]ـ
بارك الله فيك و أحسن إليك.
و واصل أخي الحبيب في هذا، مواضيعك هادفة، و لا أقول ذلك إطراءا -معاذ الله- و إنّما لأنني أستفيد من مواضيعك في هذا المجال بحكم أنني أعيش في وسط "شبه مسيحي". و الله المستعان.
دمتَ بودّ.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 02:45]ـ
جزاك الله أخي خالد فلا زال صرح مواضيعك الجيد والمميز أيضاً، يغزو كل مدر ووبر ويتخلل العقول ليأخذ بلبابها فجزاك الله خيرا، وبولس أو القديس أو شاؤل ومن أين تأتي له القدسية ذلك النجس، الذي أفسد دين النصارى كما أفسد وأشعل الفرقة بين أهل الإسلام عبد الله بن سبأ اليهودي والذي طغى بصوته على الآروسيين أو الأيروسين وظلموا في مجامع نيقية ولكم هتف القديس الجليل برنابا ـ عليه الرحمه ـ ذلكم الحواري في رسائله إما نصيحة وإما تحذير من دعاة الشرك أمثال بولس الذين وطدوا علائقهم وعلاقتهم بقسطنطين الوثني ـ عليهم لعائن الله المتتابعة ـ وأفسدوا دين الإسلام الذي دعا إليه الأنبياء كلهم من لدن آدم إلى الفارقليط، مازماز أو باركليتوس أو المِعزّي محمد صلى الله عليه وسلم أركون العالم كما في بشراتهم وكما في أسفار التوراة ـ نبي أقيم لاهيم تقارب أخيهم ـ أي نبي أقيم لهم من أقارب أخيهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وأخيراً أنا آسف على الإطالة أخي خالد وبارك الله فيكم ونفع بكم
اللهم آمين ........
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 01:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أذا شاء الله سبحانه وتعالى اخوانى فى الاسلام لوكان للعمر بقية فهذة الدنيا فانية , ولا نامن مكر الله سبحانه وتعالى
أم بى النسبة لهؤلاء اللوطيين الانجاس لقد افلسوه فى الرد على المسلمين من جميع النواحى
الناحية الدينية: لا يستطيعون الرد على المسلمون الا بى السب والشتم والتشكيك فى دين الله على قناوتهم المفضوحة التى بلاحياء التى تبس سمومها من جزيرة كانت فى يوم من الايام الخوالى (ولايه أو تحت الحوزة الاسلامية)
ثانيا:هؤلاء بى عبادتهم الحمقاء المشئومة يسبون (الذات الالهية) سبحان الله عما يصفون
ولكن الله عزوجل يمهل ولا يهمل , وماذا تنتظر من هؤلاء سوى الحقد الدفين للاسلام والمسلمين
واوعدكم باذن الله تكملة باقى الحلقات
والان انا أعكف على الرد على المشلوح (زكريا بطرس) ابن الداعره هذا وسوف اقوم بتنزيل هذة على حلقات اذا شاء المولى عزوجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 09:24]ـ
بارك الله فيك.
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[11 - May-2009, صباحاً 12:31]ـ
بارك الله فيك.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[11 - May-2009, صباحاً 12:58]ـ
الأخ العزيز خالد
بولس لم يجهل أهمية الختان ولكنه قصد إلى تبديل الشريعة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - May-2009, صباحاً 07:48]ـ
الأخ العزيز خالد
بولس لم يجهل أهمية الختان ولكنه قصد إلى تبديل الشريعة
صدقت بارك الله فيك، وهذا ملحظ أردت لفت نظر أخينا الكريم إليه، إذ كلامه في مقدمته للمقال الذي تفضل بنقله - جزاه الله خيرا - يفهم منه أن بولس لم يترك الختان إلا لأنه لم يرَ له فائدة طبية! وهذا غير صحيح ولا ريب، فالرجل لعنه الله قد عمد إلى ترك شريعة موسى وعيسى عليهما السلام بأكملها، وجعلها بالتخيير لا بالإلزام، بدعوى أن الناس قد "تبرروا عند الرب" بدم المسيح فلا يحتاجون إلى ما كان يحتاج إليه بنو اسرائيل، وما ذاك إلا نتاج عقلية خبيثة علمت أن مطالبة الوثنيين بالاختتان وغيره من شرائع بني اسرائيل - والتي ما شرعها الله إلا لبني اسرائيل وحدهم وشدد فيها عليهم عقوبة لهم وما أمرهم بنشرها في غيرهم من الأمم! - سيشق عليهم ويثقل أيما ثقل على نفوسهم الشهوانية الشيطانية، فقبل منهم شعائرهم وعباداتهم وألبس وثنيتهم ثوب ملته الجديدة المبتدعة، وتفلسف في كلام طويل له في رسائله في العهد الجديد ليقنعهم وغيرهم من أتباعه بأنه لم يعد بالناس حاجة إلى الالتزام بتلك الشرائع حتى يتحقق لهم الخلاص، فقد أغناهم دم المسيح بزعمه عن ذلك كله، وما عليهم إلا أن يتخذوا المسيح "ابن الرب" وأمه وسلطان الكنيسة في مكان الإله الذي يعبدونه (ابن الرب) وأمه المعبودة أيضا وسلطان المعبد!! فلعنة الله على كل مبدل محرف لدينه في أي زمان كان .. والله المستعان.
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 04:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اخى ابو الفداء , وجميع الاخوه الذين مروه على هذا الموضوع ووضعوه نسمات الهواء العليل بى التعقيب على هذا الموضوع الهام ..
ولكن أخى ابو الفداء لو راجعت كتابتهم فى انجيل (نجع حماد) ستجد العجب العجاب فى تزيف هؤلاء (الكاذيبين) الكفار لشريعة رسول الله سيدنا موسى وعيسى عليهم الصلاه والسلام ,
ويكفينا اخى ابو الفداء ان هذة الاناجيل المحرفة (المدنسه) كتبت بعد (رفع) سيدنا عيس عليه الصلاه والسلام بمدة زمنية تقدر بى (225) ولك أن تقدر هذة المدة واخفاء هذة الاناجيل وتسويغها على انها من عند الله , وصدق الله وهم كذبوه , فلا يصح ابدا ان يكون انبياء الله يجعلون شى مما شرعه الله لهم ..
والحمد لله على نعمة الاسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 06:36]ـ
فلا يصح ابدا ان يكون انبياء الله يجعلون شى مما شرعه الله لهم ..
بارك الله فيك .. لم أفهم هذه العبارة، فهلا وضحتها؟؟
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 11:36]ـ
وبارك الله فيك اخى فى الاسلام ابا الفداء ..
أسف اخى انا لم اكمل العبارة الى الاخر!! وجزك الله خيرا فى تنبيهى اليها ..
كنت اتكلم أن الانبياء عليهم الصلاة والسلام مرورا بى سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما الصلاة والسلام , أنهم قد اخفوه شياء مما انزله الله عزوجل , لانه كما هو موجود فى كتابتهم (المدنسه) أن الله عزوجل (يستريح) يوم السب عند اليهود و (ينام) يوم الاحد كما يزعم أهل الصليب , فكيف ياتمنون على رساله رب العالمين بعد تحريفها ..
والمقصود من عبارتى أنه:
اقتباس:
فلا يصح ابدا ان يكون انبياء الله يجعلون شى مما شرعه الله لهم ..
بارك الله فيك .. لم أفهم هذه العبارة، فهلا وضحتها؟؟
أى يكذبون على الله عزوجل وانهم قد أخفوه الاناجيل وحرفوه التوراه فليس جديد على هؤلاء الانجاس قتلة الانبياء وعباد الصليب ان يجهلون اشياء قد ذكرها الله عزوجل فى شرائعهم التى بدلوها ووضعوه فيها اشياء فظيعة تسب الله عزوجل , وصدق الله وكذبوه , لانهم هؤلاء الانجاس من اشر خلق الله على وجهه الارض ..
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 12:55]ـ
لقد اسقط بولس الشرائع كلها وقال للمسيحيين انه لايجب عليهم الالتزام باي الزام نصي -من وحي الرب-او شرعي او موحي به لان هذا كله لافائدة منه وهو باطل اي النص والالتزام به لبطلان الشريعة الجديدة له وهي شريعة ضرورة قتل الرب لفداء الانسان!
فمجيء المسيح يعني عدم نفع الناموس او الالتزام به اي انك مهما التزمت وعملت بالشريعة فلافائدة من ذلك ولانفع ولاقبول
لان الشريعة الجديدة هي قتل الرب -ربهم المزعوم! -ومحبة ذلك لان المحب قد ابطل الشريعة بوضع نفسه علي الصليب او بالاحري تسليم نفسه للبشر الذين يريدون النجاة من الموت والحصول علي الحياة الابدية!
ولاترفع اللعنة الا بلعنه علي صليب واي التزام باي شريعة حتي لو كانت شريعة عدم جعل اله مع الله والتي هي اول الوصايا في التوراة هو باطل لان الاضافة اليها هي قتل هذا الاله من اجل الانقاذ!!!!!
فليس الامر هو رفض شريعة ختان لعدم نفعها الطبي والانساني وانما كما صرح بولس نفسه اي بعدم نفعها في انقاذ البشريعة من النجاسة واللعنة الابدية
فالنجاة عند بولس في الشريعة الجديدة للشخصية الجديدة هي ضرورة لعن الرب وقتله بدلا من لعن الانسان الخاطيء وهلاكه!
فقتله علي الصليب ابطل كل الشرائع!
هكذا هي الفلسفة البولسية التي وضع لها اسفار هي تقريبا نصف الانجيل الحالي14 رسالة
وادعي انها من وحي الاله
فياويل بولس اليهودي وياويل من اقتنع بخرافاته(/)
من تداعيات معرض الشر (معرض الكتاب والهيئة بين وجهة النظر ومصافحة النساء) للشيخ العنزي
ـ[علي التمني]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 03:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
معرض الكتاب والهيئة بين وجهة النظر ومصافحة النساء
للشيخ عبدالله بن قاسم العنزي
تفاجأ الحضور في معرض الكتاب من بعض الإعلاميين بمصافحتهم لإحدى النساء يداً بيد في وسط مجتمع تربى على (القيم) الإسلامية .. نظرات الغضب ظهرت على وجوه رواد المعرض والتي أحدثت شوشرة داخل المعرض الأمر الذي استدعى تدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمنع مثل هذه الممارسات المرفوضة كان تبرير أحد المصافحين للهيئة هو \" من وجهة نظري أن الأمر عادي \" يستمد الأدب العام من ضوابط الشرع التي تضبط تصرفات الناس لذا كان الأمر مستنكراً من قبل الحضور في معرض الكتاب من مصافحة أولئك الرجال لتلك المرأة.
الصراع النفسي الذي يعيشه التيار اللبرالي سبب لهم نكسة شكلت لهم شخصية غير متزنة في تصرفاتها المشاهدة وتلك التصرفات لم تأت عفوية بل جاءت مقصودة لتفكيك الضوابط الشرعية واغتيال أعراف المجتمع السعودي وإلقائها هناك إلى الوراء ثم يبدأ تغريب المجتمع بالتدرج ضمن المخطط الجديد الذي يسعى له الأحداث اللبراليون وهو قتل عملاق العرف الاجتماعي وإدخال الضوابط الشرعية في فلك الخلاف الفقهي للخلوص منها ومن تتبع الرخص في دينه تزندق ... !
الحلال والحرام لا يخضع لوجهات النظر الشخصية فمصافحة النساء الأجنبيات معروف حكمه في الكتاب والسنة ومحاولة زلزلة الثوابت وتشكيك الشريحة المنهزمة أن المجتمع سوف تتغير أخلاقياته ويذوب في المجتمعات الأخرى .. هذا غير صحيح، فإن هذه التصرفات السخيفة واجهة موجة استنكار شكله نسبة كبيرة من الحضور ليست حكراً على شريحة معينة وهذا دليل على صفاء أخلاقيات المجتمع من شوائب الرذيلة.
يتكلمون في الزوايا الإعلامية ويمارسون الإسقاطات للرموز الدينية ويسمونهم (بالإسلاميين) ويظهرون العداء المبطن تحت مظلة النقد اليوم يفاجئون أن المجتمع كله إسلامي متأصلة الأخلاقيات المسلمة في فطرة السليمة كما أنها لم تجدي قاعدة (أكثر المساس يتبلد الإحساس).
يتظاهر التيار اللبرالي أن لهم انتصارات في قيادة النهضة الإصلاحية للمجتمع إلا أن سرعان ما ينكشف زيف تلك الإدعاءات ويتضح أنهم يتكلمون بعقول مؤجرة ومن فكر ضال غير مرغوب فيه، الكل يعرف أن المثقف المسلم يمتلك صفات معينة تميزه عن بقية الناس ولم يصبح مثقفاً بغير مؤهلات وصفات خاصة مكنته من احتلال هذه الصفة مثل المعرفة والتحلي بالآداب الإسلامية، وأكثر من تلتصق بهم هذه الصفة هم الطبقة الواعية من الدعاة الإسلاميين الذين حضوا بالمكانة الاجتماعية واكتسبوا الجماهيرية منقطعة النظير وسبب ذلك هو الاتزان المشاهد من تصرفاتهم وتفاعلهم الاجتماعي، وأن الثقافة التي تعبر عن المعرفة ليست دعوى بل هي سلوك ومنهج تعامل واحترام لأخلاقيات المجتمع وقيمة التي تربى عليها.
منقول من موقع نور الإسلام إشراف الشيخ محمد الهبدان
نشر هنا في 13/ 3/1430
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:16]ـ
قبحهم الله.
أسأل الله تعالى أن يرد كيدهم في نحورهم.
ـ[علي التمني]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 04:21]ـ
بسم الله
ابا علي الذهبي
جزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يحفظ البلاد من شر هذا لمعرض، الذي هو شر مؤكد على البلاد والعباد
في 283/ 1430(/)
قافلة شريان الحياة وطغيان المجرمين والمرتدين
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 03:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلت ولله الحمد قافلة التبرعات العظيمة من بريطانيا إلى غزة بعد عناء طويل
واسمعوا خطاب جورج جالوي وهو يثني على المقاومة الفلسطينية ويصف حماس بالحكومة الشرعية الوحيدة ... رجل أعجمي لكنه رجل! ألا فسحقا للمرجفين والمذبذبين من العرب
http://www.*******.com/watch?v=ipUxU50wWQE
وانظروا إلى خبث الشرطة المصرية المجرمة وما فعلته بأصحاب القافلة وهم من عابري السبيل القادمين من بلاد أوروبا، فهل استبانت سبيل المجرمين أم ما زال في القلوب حسن ظن بأتباع هامان؟
اللهم العن المرتدين والمنافقين وأولياءهم وأنزل عليهم رجزك وغضبك إله الحق
http://www.*******.com/watch?v=vZoKMQsm1Jw&eurl=http://www.vivapalestina.org/video.htm
==
وأنا أعرف بأن كلامي هذا لا يعجب البعض، لكن ... فليحذف موضوعي كالعادة فلقد تعودنا على الظلم وما صار يستفزنا (لا أكاد أكتب شيئا عادة إلا ويحذف!)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 08:40]ـ
أحسن الله إليك ... والله العظيم فأنا أتمنى أن يسلم ذلك البطل ...
وقد سمى ابنه: زين الدين جورج غالاوي ... فسبحان الله!
لكن للأمانة فإن جورج قد قال بأن حرس الحدود قد غضوا الطرف -دون علم مسؤوليهم-عن كثير من السلع تطوعا منهم ...
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 09:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى: رجل من المسلمين هلا بيك اخى فى الاسلام
لى بعض الملحوظات التى قمت بى التعليق وسياق الموضوع فى بعض الغلوط وعدم ادرك أهمية المظاهرة الاعلامية او تسليط الدور
على بعض من يقومون بى نشر المظاهر الخداعه فى تصرفاتهم وبعض افعالهم , فكما ذكرت انفا فى ردى على موضوع (شريف أحمد) الصومالى الرئيش الارجواز الذى استقبل فى عاصمة اثيوبيا كأنه الفاتح العظيم , وهو قد ارتضى بى ان يكون عبدا الى اربابه الذى سجد أليهم من دون الله لى اطماع الدنيا الزائلة , كذلك المدعوه (جورج جالوى) فهذا من نفس العينه أى هؤلاء ياخى كلهم بل واغلبهم ممن يحبون تسليط الضوء على مسيراتهم وافعالهم؟؟
ثم من قال لك ان هذا الجلاوى يحب الاسلام اصلا. التعاطف وحده لايكفى وكونه نصرانى لايبح لنا تمجيد افعاله على حساب أخواتنا فى الاسلام والدين , فمصر ستظل دائما حصنا وملاذا لى جميع البلدان العربية , بل ةجميع الامة الاسلامية قاطبه , وليس هذا النقاس هو تجميل للسياسية المصرية الخارجية , بل هو التصور الحقيقى لى الوضع العربى الراهن فى المنطقة الشرق اوسطية؟
ثم هل النظام الملكى السعودى يظهر ماذا يقوم به تجاه الامه الاسلامية من تبرعات وافعال للخير , ومؤازرة للشعوب الاسلامية؟
والكل يعلم ما تقوم به المملكة متمثله فى شخص خادم الحرمين الملك (عبد الله) حفظة الله فى خدمة الامة العربية والاسلامية لرأب الصدع داخل الامة ولملمة البعثرة العربية من خلافات وتحديات تريد الفتك بى كل ما هو اصيل ومبدع وفاعل للخير.
ثم بى النسبلة لمصر سؤال بسيط جدا اليك اخى: من اين يأتى الى غزة الصواريخ؟
ومن يأتى الى غزة البارود والقنايل والسلاح؟
الاجابه: من مصر , ومن المخابرات المصرية وتصنع الصواريخ بايدى مصرية.
سوف تتهمنى بى الجنون او بى الانحياز الى بلدى , والتغاضى عن غلق المعابر , والتنكيل بى المعارضة , وكبت الشعب الخ الخ؟
أقول بى الحق اقول ان مصر تغلق فعلا المعابر من فوق الارض , وتفتح المعابر من تحت الارض.
ثم جالاوى هذا سافر الى بريطانيا قبل دخوله سيناء حتى يجعل المعارضة تظن انه طرد او سافر بى ضغوط من الحكومة المصرية
وللاسف ظهر هذا الجلاوى فى مؤاتمر للحزب الوطنى فى العريش وتم استقباله استقبال الفاتحين على ارض الكنانه المصرية.
ثم يا اخى حركة حماس هذة لاتمثل طوائف الشعب الفلسطينى بل وبعض التصريحات التى قام بى التصريح بها بعد غزة السيد (خالد مشعل) تتناقض مع مبادىء الحركة وشعارتها
وللحديث بقة فى مقال سوف اكتبه عن دور حماس وخالد مشعل بعد احداث غزة الاخيرة
وشكرا اخى وتقبل مرورى اليك
خالد كروم
عضوه هيئة عليا فى حزب الغد المصرى
وامين الحزب عن دائرة (بولاق ابو العلاه) وسط البلد القاهرة
وعضوه شرفى فى حركة كفاية المصرية
وعضوه فى جبهة انقاذ مصر: لندن
ورئيس القسم الاسلامى فى منتدى بنت العراق(/)
هل في هذا البيت خطأ شرعي؟؟!!!
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 05:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي الكرام .. مارأيكم في البيت التالي , هل فيه سب للدهر , أو نسبة للشر إليه , أم أنه من باب (هذا يوم عصيب) ..
لا تأمن الدهر الخؤون مسالما:: فالعيش لا يبقى عليه دوام
أفيدونا مأجورين ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 06:31]ـ
أخي الفاضل
الذي يظهر من سياق هذا البيت: أنه في مقام النصيحة وأخذ الحذر من متقلبات الدهر وصروفه، وما قد يحصل للإنسان من أمور قد أمنها ولم يحتط لها لتغليبه جانب السلامة، فبان خلاف ذلك.
وهذا شبيه بقولهم: الزمن غدار.
وليس المراد بغذن الله سب الدهر، بل المراد بيان وصف حال الدهر، وأنه من هذا القبيل فتنبه له ولا تسلم عدم حصول ما يعكر صفو حياتك.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:04]ـ
هذا الذي مال إليه قلبي ...
غير أني وجدت كلاما للقرطبي في تفسير قوله تعالى (وما يهلكنا إلا الدهر .. ) ..
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قول تعالى: (وما يهلكنا إلى الدهر) ..
(روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: [يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار]
قلت: قوله (قال الله) إلى آخره نص البخاري ولفظه وخرجه مسلم أيضا و أبو داود وفي الموطأ [عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر] وقد استدل بهذا الحديث من قال: إن الدهر من أسماء الله وقال: من لم يجعله من العلماء اسما إنما خرج ردا على العرب في جاهليتها فإنهم كانوا يعتقدون أن الدهر هو الفاعل كما أخبر الله عنهم في هذه الآية فكانوا إذا أصابهم ضر أو ضيم أو مكروه نسبوا ذلك إلى الدهر فقيل لهم على ذلك: لا تسبو الدهر فإن الله هو الدهر أي إن الله هو الفاعل لهذه الأمور التي تضيفونها إلى الدهر فيرجع السب إليه سبحانه فنهوا عن ذلك ودل على صحة هذا ما ذكرنا من حديث أبي هريرة قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى يؤذيني ابن آدم] الحديث ولقد أحسن من قال وهو أبو علي الثقفي:
(يا عاتب الدهر إذا نابه ... لا تلم الدهر على غدره)
(الدهر مأمور له آمر ... وينتهي الدهر إلى أمره)
(كم كافر أمواله جمة ... تزداد اضعافا على كفره)
(ومؤمن ليس له درهم ... يزداد إيمانا على فقره)
وروى أن سالم بن عبد الله بن عمر كان كثيرا ما يذكر الدهر فزجره أبوه وقال: إياك يا بني وذكر الدهر! وأنشد:
(فما الدهر بالجاني لشيء لحينه ... ولا جالب البلوى فلا تشتم الدهرا)
(ولكن متى ما يبعث الله باعثا ... على معشر يجعل مياسيرهم عسرا)
وقال أبو عبيد: ناظرت بعض الملحدة فقال: ألا تراه يقول (فإن الله هو الدهر)!؟ فقلت: وهل كان أحد يسب الله في آباد الدهر بل كانوا يقولون كما قال الأعشى:
(إن محلا وإن مرتحلا ... وإن في السفر إذ مضوا مهلا)
(استأثر الله بالوفاء وبالعد ... ل وولى الملامة الرجلا)
قال أبو عبيد: ومن شأن العرب أن يذموا الدهر عند المصائب والنوائب حتى ذكروه في أشعارهم ونسبوا الأحداث إليه قال عمرو بن قميئة:
(رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمى وليس برام)
(فلو أنها نبل إذا لأتقيتها ... ولكنني أرمى بغير سهام)
(على الراحتين مرة وعلى العص ... أنوء ثلاثا بعدهن قيامي)
ومثله كثيرا في الشعر: ينسبون ذلك إلى الدهر ويضيفونه إليه والله سبحانه الفاعل لا رب سواه ... ) اهـ
وكأن كلامه يشيء بشبهة في هذا الأمر , فهل من موضح أكثر ..(/)
صوفية حضرموت والمولد النبوي
ـ[المعنى]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:24]ـ
size="6"]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
لم أقرأ كل ما كتب في المنتدى عن المولد لكن نحب أن ندلوا بدلونا في قضية خطيرة مثل المولدالنبوي الذي ثارت حوله الكثير من الشبه والمغالطات حتى سار مثل هذا في صفوف اهل السنة أنفسهم
لكن الذي أريد ان أقوله وأوضحة من خلال صفحاتكم الموقرة ما يقوم به صوفية حضرموت في مثل هذه المواسم مثل زيارة هود وغيرها ففي احتفالات المولد النبوي مر بمراحل حتى وصل الى حالته اليوم التي سوف ابينها لاحقا كان المولد بحكم الجهل منتشر في أكثر البيوت والمساجد وتدق فيه الطبول وتقرى فيه المواعظ والقصائد الشركية الواضحة لكن اليوم أصبح يوم الميلاد ليس مجرد احتفال في مسجد فقط بل وصل الأمر بصوفية حضرموت بعلومة احتفالاتهم البدعية بتنظيم احتفال كبير ومهرجان انشادي يحضره كبار المنشدين العالميين مثل العزاوي وأسامة الصافي وبحضور الوفود من خارج اليمن وتغطية اعلامية من بعض القنوات لتصبح مدينة تريم قبلة للتصوف العالمي وصرف لها الأنظار واغراقها وأهلها في دوامة الشرك الذي يصعد ويتطور بالدعم الحكومي والعالمي بينما أهل السنة يغيبون بين الشيعة والصوفية
[/ size]
ـ[القرتشائي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 11:29]ـ
صوفية حضرموت وما ادراك ماصوفية حضرموت
هنا موقع لكشف حقيقتهم وتبيين الحق للباحثين عن الحقيقة
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net)
ادعوا الإخوان للإشتراك به ودعمه بإقلامكم المميزة(/)
علماني خطير -سوربوني! -ياتري من هو؟ -هاشم صالح-من؟
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:30]ـ
انه الفيلسوف هاشم صالح وهو نفسه مترجم كتب محمد اركون
ولمعرفة فكره يمكن قراءة التعليقات الكثيفة في هوامش كتب محمد اركون
وله كتب ايضا
لكنه بيكتب مقالات في جريدة الشرق الاوسط من زمان!
هذا الرجل كتب مقالا اليوم غاية في الخطورة ومليء بالاتهامات للاسلام نفسه
لكن لانه يقولها بطريقة مغطاة قد لاينتبه اليها اغلب القراء وربما المهتمين وهي طريقته في المقالات وهي مختلفة تماما عن كتاباته الاخري
انه واحد من الذين يطالبون بالقضاء علي الاسلام بضربات مباشرة ومتتابعة وفي هذا المقال اشارات الي هذا
----
لم استطع ان انسخ المقال من موضعه من الجريدة للاني لااجد طريقة لذلك ولاعلم لي بالنسخ من هكذا صفحات
وعلي كل هذا هو مقاله
ووالله انه اتهامات كثيرة للاسلام نفسه ولو كنت معلقا عليه لعلقت بكتاب كامل لتفكيك المقال وتوضيح مراميه التي تجد تفسيرها في كتابات هاشم صالح الاكاديمية وخصوصا تعليقاته علي كتابات اركون في هوامش كتب الاخير
هذا هو الرابط
واتمني لمن يعرف طريقة لنسخ المقال ووضعه هنا ان يعرفنا بها
هذا هو -
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=11060&article=510421
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 09:21]ـ
حسبي الله ونعم الوكيل فعلاً مقالة خطيرة جداً جداً جداً وكل يوم يسقط قناع ولعل ورقة الوطنية التي يتمسك بها هؤلاء الزنادقة تسقط وينقطع اخر حبل بينهم وبين المجتمع
تحريض دننئ على العالم العربي ودينه العظيم الذي يحمله و شماته قبيحة بالرئيس السوداني عمر البشير وكذب واوهام تنشر لتحقيق مأرب او لادخال الناس في الدوامة الرومنسية التي من دخلها اصبح عبد لشهواته وللغرب.
ولكن اسعدتني بعض الردود الوعية من قراء المقال والحمد لله فحتى المتأثرين بالفكر الليبرالي اصبحوا لا يصدقون كل ما يعرض عليهم
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 10:54]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم ماجد
كثير من هؤلاء القراء التفت للمسألة السياسية والبشير وغيره ولم يلتفتوا الي منهجية الكاتب في مقاومة الاسلام او اجلائه لو صح التعبير عن العالم الاسلامي واحلال العولمة الحداثية التي يدعون اليها محل الاسلام وقيمه وشرائعه ومفاهيمه وحقائقه
انه يرمي الاسلام بالايديولوجيا التي ستسقط لانها عنصرية انتجت واقع عنصري لابد ان يزول باجراء ماسماه عملية جراحية في العمق حتي لو انقرضت شعوبه نتيجة التغيير المطلوب علمانيا وحداثيا
ويستعمل لغة واضحة للمتخصصين غامضة لغيرهم ويطالب بتفكيك انغلاقات العالم الاسلامي المزمنة المتحجرة حتي اخر ذرة حتي اخر قطرة حتي اخر حجرة! قال (ماسيتفكك عاجلا او اجلا هو بنية عتيقة قديمة رثة عمرها الف سنة علي الاقل)!!
ومعلوم ان هاشم صالح يتكلم عن الاسلام كبنية ومعلوم ان عمر الاسلام يزيد عن الالف سنة
وكتابات هاشم صالح في مواضع اخري كثيرة وكثيرة جدا فيها تصريح بان هذه البنية هي الاسلام نفسه والوحي القراني نفسه والدين الاسلامي نفسه
وفي المقال الذي قبله عن دارون منتصرا لنظرية القرود هذه
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=11046&article=508473
يقول ان عدو الاصولية الاسلامية الحداثة العلمية والفلسفية
وتعليقاته علي كتب اركون والتي اسميها نصوص اركون او شروحه لها تجده في هوامش كافة صفحات كتب اركون
وهذه هي كتب اركون
http://www.4shared.com/network/search.jsp?sortType=1&sortOrder=1&sortmode=2&searchName=%D9%85%D8%AD%D9%85% D8%AF+%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%88 %D9%86&searchmode=2&searchName=%D9%85%D8%AD%D9%85% D8%AF+%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%88 %D9%86&searchDe******ion=&searchExtention=&sizeCriteria=atleast&sizevalue=10&start=0
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 12:33]ـ
أخي الشيخ ابن الشاطئ جزاك الله خيرا على محاربتك لهذه الفئة الضالة " اللبرالية " وبارك الله فيك ..
وليتك لم تضع رابط كتب هذا الشخصن فهو أمر غير مناسب.
وفقك الباري
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 01:10]ـ
اهلا ومرحبا اخي الكريم زين العابدين
وانما وضعت روابط الروافض العلمانية لسبب واحد وهو ان البعض قد لايصدقنا في تحليلنا لهؤلاء ويظن اننا نتخيل مالاله وجود في الخارج اصلا!
والروابط هذه لن تفعل عندهم انتقال الي مانحن عليه من موقف-فقط- وانما صدمة تزيد عن مالم يتصوروه من معرفة حقيقية بموقف العلمانيين تجاه الاسلام وكمثال الجابري او الجابري كمثال!
ومع اني لااحب ان يطلع الناس علي هذه الثقافات المضللة الا اني ظننت واظن ان الموقف هنا وفي هذا الملتقي العلمي يستحق الوضوح الاكثر والا صار الامر ملتبسا
ولاشك ان قراءة البرهان الرباني والوحي القرآني الموجه ضد كتب الانحراف الكتابي والمللي والوثني سيصنع توازن خصوصا عند طلبة العلم الذين يطلعون علي الردود واشاراتنا لهذه الكتب
هذا امر اجتهادي وقد يكون قولكم صحيح وموقفكم اسلم
وجزاكم الله خيرا علي النصيحة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 11:05]ـ
الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=279198#post27 9198(/)
ارجو من الاخوة الكرام وضع عدد مجلة الراصد رقم 68 لأني لا استطيع تحميله من الموقع
ـ[الذهبي1427]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:51]ـ
ارجو وضع رابط من الاخوة وليس رابط الموقع لوجود صعوبة في التحميل من الموقع وشكرا
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 06:39]ـ
تستطيع تصفح العدد من هنا:
http://www.google.com.sa/url?sa=t&source= ... &ct=clnk&cd=14&url=http%3A%2F%2F209.85.129.13 2%2Fsearch%3Fq%3Dcache%3AWmWGg SADs2sJ%3Awww.alrased.net%2Fma gazine_index.php%2B%25D8%25A7% 25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25AF% 25D8%25AF%2B%25D8%25A7%25D9%25 84%25D8%25AB%25D8%25A7%25D9%25 85%25D9%2586%2B%25D9%2588%25D8 %25A7%25D9%2584%25D8%25B3%25D8 %25AA%25D9%2588%25D9%2586%2B%2 5D8%25B5%25D9%2581%25D8%25B1%2 B1430%2B%25D9%2587%25D9%2580%2 Bsite%3Ahttp%3A%2F%2Fwww.alras ed.net%26hl%3Dar%26ct%3Dclnk%2 6cd%3D14%26gl%3Dsa%26client%3D firefox-a&ei=TTG3SfT5K4-I_gapq726Cw&usg=AFQjCNE4JshXIkj6V4Z9F9ZhZ3 tnfLzeMg&sig2=bR1kC18yFXksddJTZUR-xQ(/)
كتاب الانصاف في نقد فقه الخلاف
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 11:56]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
يوجد في المكتبات عندنا كتاب نزل قريبا اسمه (الانصاف في نقد فقه الخلاف للدكتور ياسر برهامي الله يحفظه) لابي عبد الله احمد بن زايد
فهل اطلع احد من الاخوه على هذا الكتاب وهل اصاب فيه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 08:24]ـ
هذا الكتاب عرضه أحد الاخوة على الشيخ عبد العظيم بدوى منذ أربعة أيام فى درس الاربعاء السابق ليقرأه فرد عليه الشيخ فى حماسة قال (لاهاقرأة ولا أريد أن أقرأه) ان كنت تريد قراءته فاقرأه لنفسك ولا تعطيه لأحد
وأنا أوصلت امر هذا الاحمد زايد للشيخ عبد العظيم وقال لى عنه كلاما سأنشره فى مقال خاص بفضيحة هذا الرجل
(وأحد الاخوة كان يتناقش مع هذا الرجل ففى وسط النقاش اتصل الاخ بالشيخ عبد العظيم ليسأله عن المسألة المختلفين فيها فلم يجاوبه الشيخ فاتصل بالشيخ زهران طلبة فقال له الشيخ زهران هذا الكلام قرأته لأحمد زايد فقال نعم فقال له الشيخ هذا عيل تافه ثم اتصل أحمد بالشيخ زهران وهدده) سماعا من أحد طلبة العلم
وسأكتب مقالا عن هذا الرجل وأنشر فيه شئ من فضائحه وهو لايعرف عنه طلب للعلم فقد اعتقل فترة طويلة وكان تبع الجماعة الاسلامية وهو الان فى اواخر الثلاثينات من العمر على ما أظن ورغم ذلك يتطاول على العلماء منهم احمد ابو العينين وياسر برهامى وغيرهم ويضحك على المغفلين من طلبة العلم ليستعملهم فى نشر تلك الكتب مجانا
ولاتنس ان كل مايكتبه من تلك الردود متوفرة بكثرة على الانترنت والمتقن قد يؤلف بينها ويتصرف لئلا يكشف أمره بوضوح والاخوة فى المحلة الكبرى بعد أن كانوا يحضرون له دروسه انفضوا من حوله بسبب ردوده على هؤلاء الاجلاء وهو ليس أهلا ولا يعرف عنه طلب للعلم فضلا عن التعمق فبه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 09:12]ـ
وانا اشعر انك انت هو
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 12:09]ـ
دع عنك الشعور والرؤوس فليس هو ...
آه .. كنت هانسى ..
ولا أنا ....
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 12:21]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
جزاكم الله خيراابا فهر كنت والله سوف ارسل لك على الخاص حتى تناقش هذا الكتاب مثل ما فعلت في كتاب الشيخ عبد الله موسى
فما رأيك ابا فهر في الكتاب
وكنت ارسلت لك على الخاص من قبل على ملتقى اهل الحديث رساله اخرى وتأخرت علي في الرد فعسى ان يكون خيرا ان شاء الله
وجزاكم الله خيرا اخي خالد وانا فعلا لست هو ولكن كنت اريد من وضع الكتاب ان يتم مناقشة المسائل التي انتقدت على الدكتور ياسر الله يحفظه وهل اصاب في نقده ام لا هذا والله ما كنت اريده
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 07:03]ـ
ومن هذا أصلا حتى يرد على أبائنا وأجدادنا العلماء فدى كل واحد منهم أبى وأمى
من علامة أهل البدع النيل من العلماء
وقد ذكرت لك أقوال بعض علمائنا على هذا المذكور وما خفى أعظم
فان كنت من أهل السنة فيجب عليك السمع والطاعة للعلماء ويجب عليك طرح كلام التافهين الذين يريدون هدم هذا الدين بحمقهم وغرورهم وبلادتهم
لانسمح لأى تافه ينقد ويرد على أى عالم من علمائنا
العلماء ما زالوا على قيد الحياة ولم ينقرضوا والرد والتخطئة من عملهم
ولايبعد كون هذا التافه قد قبض من أمريكا أو أى دولة من دول القوى العظمى
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 07:59]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
يا اخي الله يبارك فيك انا وضعت هذا لمناقشة ما في الكتاب مثل ما فعل الشيخ ابا فهر الله يحفظه ولم اضع الموضوع لكي نشتم في الناقد ان كان عند فضيلتكم كلام علمي في الكتاب فتفضل مشكورا وجزاكم الله خيرا والا التزم قول رسول الله مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ
فالعيب في الاخرين يحسنه كل الناس ام هنا فهو مجلس علمي وليس مجلس عيب في الاخرين
واعذرني اخي الكريم ان وجدت في نفسك مني شيئ وجزاكم الله خيرا وكتب الله لكم المثوبة والاجر
اين ردكم ابا فهر ننتظر ان تتحفنا بعرض علمي مثل ما فعلت في كتاب الشيخ عبد الله بن موسى الله يحفظه
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 08:05]ـ
وسأكتب مقالا عن هذا الرجل وأنشر فيه شئ من فضائحه وهو لايعرف عنه طلب للعلم فقد اعتقل فترة طويلة وكان تبع الجماعة الاسلامية وهو الان فى اواخر الثلاثينات من العمر على ما أظن ورغم ذلك يتطاول على العلماء منهم احمد ابو العينين وياسر برهامى وغيرهم ويضحك على المغفلين من طلبة العلم ليستعملهم فى نشر تلك الكتب مجانا
به
أعتقد أنه من الأولى ترك ذلك ... وعدم الانشغال به ... وتضييع الأوقات والأعمار به ... أما الرد العلمي فممكن (إن كان الكلام يُرد عليه)، وكما قال الشيخ ياسر حفظه الله: لا تشغل نفسك بالرد (مش هتخلص) وستظل في مكانك لا تتحرك وشبه الدعوة بالقطار وقال انطلق في دعوتك كالقطار السريع (الذي لا يقف في المحطات) بكل قوة دون الانشغال بشيء (وهذا الصدق) إلى وجهتك الواحدة والوحيدة (وهذا الإخلاص) وهي رضا الله والدعوة إليه. اهـ
ودع الأيام تطوي هذي الفتن ... والله المستعان ولا حولا ولا قوة إلا بالله ... اللهم وحد صفوفنا واجمع كلمتنا وألف بين قلوبنا ... واشغلنا بمرضاتك والدعوة إليك ... لا بنقد بعضنا وتعطيل دعواتنا (فقد أصبحت هذي هي الدعوة عند البعض) ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 09:41]ـ
الحمد لله وحده ..
1 - لم أقرأ الكتاب حتى الآن ولم أقتنه حتى .. وإذا قرأته فربما أنشط لما تريد يا أبا عبد الله.
2 - التافه وغيرها من أجناس الشتم = لا تُحق حقاً ولا تُبطل باطلاً ..
3 - كل يُرد عليه خطأه ولا يلزم أن يكون الراد في رتبة المردود عليه ..
4 - الإعراض عن الردود ربما يليق بمن يخشى على سلامة قلبه أو لا يرى أنه ممن يُخشى عليه من تجاهل الرد؛لكن الإعراض عن الرد من المردود عليه بعينه لا يليق به، وأعني بالإعراض عدم النظر بمرة، أما إن قرأه فلم يجد فيه ما يستحق النظر فله هذا ..
5 - إيه اللي دخل أمريكا في الرد على الشيخ ياسر (؟؟!!)
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 10:25]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
جزاكم الله خيرا يا ابا فهر وكتب الله لكم المثوبة والاجر
يعلم ربي كم اصابني من السرور لما رأيت ردكم فنأمل ان يمن الله عليكم بقراءة الكتاب وتعليق تتحفنا به من تعليقاتكم العلميه
ننتظر بفارغ الصبر يا ابا فهر ورجاء الا تتأخر علي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 10:40]ـ
إن شاء الله .. وبخصوص رسالتك أرجو أن ترسل لي اسمك الحقيقي في رسالة (إن استطعت)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:05]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
يا اخي الله يبارك فيك انا وضعت هذا لمناقشة ما في الكتاب مثل ما فعل الشيخ ابا فهر الله يحفظه ولم اضع الموضوع لكي نشتم في الناقد ان كان عند فضيلتكم كلام علمي في الكتاب فتفضل مشكورا وجزاكم الله خيرا والا التزم قول رسول الله مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ
فالعيب في الاخرين يحسنه كل الناس ام هنا فهو مجلس علمي وليس مجلس عيب في الاخرين
واعذرني اخي الكريم ان وجدت في نفسك مني شيئ وجزاكم الله خيرا وكتب الله لكم المثوبة والاجر
اين ردكم ابا فهر ننتظر ان تتحفنا بعرض علمي مثل ما فعلت في كتاب الشيخ عبد الله بن موسى الله يحفظه
ولماذا كتبت فى مشاركة خاصة نقد احمد زايد؟!!! لماذا ذكرت اسم هذا الغير معروف بطلب للعلم؟ وانا نقلت لك كلام اهل العلم فى سبه والسب ليس بعيب اذا كان وصفا للواقع وتحذير من ضال وتعريف بحقيقته انه تافه ولايرقى لمستوى علمى يسمح له بالرد وورد عن السلف الكثير من هذا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:13]ـ
الحمد لله وحده ..
1 - لم أقرأ الكتاب حتى الآن ولم أقتنه حتى .. وإذا قرأته فربما أنشط لما تريد يا أبا عبد الله.
2 - التافه وغيرها من أجناس الشتم = لا تُحق حقاً ولا تُبطل باطلاً ..
3 - كل يُرد عليه خطأه ولا يلزم أن يكون الراد في رتبة المردود عليه ..
4 - الإعراض عن الردود ربما يليق بمن يخشى على سلامة قلبه أو لا يرى أنه ممن يُخشى عليه من تجاهل الرد؛لكن الإعراض عن الرد من المردود عليه بعينه لا يليق به، وأعني بالإعراض عدم النظر بمرة، أما إن قرأه فلم يجد فيه ما يستحق النظر فله هذا ..
5 - إيه اللي دخل أمريكا في الرد على الشيخ ياسر2 - التافه وغيرها من أجناس الشتم = لا تُحق حقاً ولا تُبطل باطلاً .. (؟؟!!)
بل الوصف بتافه تحق حقا وتبطل باطلا لأننا نهينا عن تلقى العلم من التافهين ولاينظر فى كلامهم اذا تركهم السلطان ليتكلموا أصلا
أى نعم لايلزم ان يكون الراد فى رتبة المردود عليه لكن يشترط أن يكون اهلا للرد اما اذا ثبت انه تافه ولم يعرف بطلب للعلم فلايجوز ثم ان الذى يتكلم فى المسائل العلمية لابد من كونه مروف صيانته و مشهورة صيانته ومعروفة ديانته أما لا هذا ولا هذا فلايجوز له التكلم فى العلم الشرعى فضلا عن أن يخصص نفسه لكتابة كتب على مشايخ الصحوة فى هذا العصر ويوزعها مجانا ويحدث فتنة للمبتدئين وطلبة العلم الحمقى وغير سليى القلب
والذى ادخل امريكا انها تريد القضاء على السلاح النووى و اكبر قنبلة نووية هى الايمان يعنى الاسلام ثم بالأخص المنهج السلفى وبالأخص مصر قلب العالم الاسلامى وبالأخص مشايخ اسكندرية اكبر محافظة فى مصر فيها سلفيين ولايبعد كون امريكا ترسل مراسليها فى الحوارى والازقة المصرية لتمسح مسحا شاملا فانهم اناس يعملون ولا يلعبون
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:15]ـ
ثم لماذا تريد أبو فهر ان ينقد ولماذا تقطع بأنه سينقد لا يوافق؟!!!!!!
وقلت لك انه لايتكلم فى تلك المسائل (بالأخص) الا اهل العلم المعروفين لكن ابوفهر وغيره يجوز لهم النقد من باب التمرين والمذاكرة ولا يجوز اعتماده الا بعد عرضه على اهل العلم واعتمادهم له
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:20]ـ
انتبه كي لا يعرف البرادعي بوجود تلك القنبلة .. بعدين تُحاصر الإسكندرية ..
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:23]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
يا اخي الكريم انا ذكرت اسم من عمل هذا النقد ولا ادري ما سبب غضبك أذكر اسمه يغضبك فأعتذر عن ذلك
وإن كنت تحب الدكتور ياسر الله يحفظه فانا ايضا احبه ولكن الحق احب الينا
من كلامك على صاحب كتاب الانصاف يوحي بأنك تعرفه وانك قد قابلته وعرفت حالته العلمية فهل هذا حدث منكم اما انها نقولات اخوه
يا اخي الكريم ان كنت فعلا تحب الدكتور ياسر الله يحفظه فذب عنه وبين خطأ هذا الناقد عن طريق كلام علمي اما هذا السب والله لن يغني من جوع فهل تستطيع ان تحرر المسائل التى انتقدها الناقد على الدكتور وتبين لنا بطريقه علمية ان الناقد اخطأ
جزاكم الله خيرا اخي وكتب الله لكم المثوبة والاجر
اتمنى ان تجيبني بدون غضب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:32]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
انا لا ادري ما سبب غضبك وهل انت تعرف من هو ابا فهر حتى تحكم عليه
والمسائل الموجوده في الكتاب فيها مسائل عقديه تكلم فيها من قبل اهل العلم الكبار يعني ابا فهر لن يخترع قولا جديدا وسينقل لنا قول اهل العلم بدليل كما فعل من قبل في كتاب الشيخ عبد الله بن موسى
وبعدين لو توصل ابا فهر بعد بحث مسأله الى موافقة الناقد هل نسبه ونقول له انه هو المصنف لهذا الكتاب ووإن وافق الدكتور الله يحفظه نحبه ونثني عليه
فأي حق هذا نبغي الوصول اليه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:59]ـ
ليس للشيخ ياسر دخل فى موضوعنا الان
انا اتكلم عن ابائنا واجدادنا فى العلماء اسيادنا العلماء لا شيخا بعينه
وانا قابلت ذلك الرجل وكنت أسأله قبل ان اعلم حقيقته ولما عرفته تركته
ويا أخ ابو فهر لاتتندلا على كلامى انا ما قلته لك موثق قاله العلماء وسأكتب مقالا قريبا فيه توثيق ذلك وليس شيئا من عندى
وانا لم اقل على ابو فهر انه ليس عالم وما حكمت عليه لكننى حكمت بأنه ليس من اهل العلم فى الظاهر لنا لأن اسمه (ابو فهر) غير موثق اسمه توثيقا يدل على شخصيته الحقيقية
ونقلت لك كلام العلماء فى من يؤخذ عنهم مسائل الشرع فضلا عن تلك التى قد تحدث فتن وبلاءا عظيما وصدا عن سبيل الله
وبخصوص قولك ان ابا فهر سينقل كلام العلماء اقول لك كما قال العلماء كالشافعى وبن القين ان ليس لكل احد ان يستعمل كلام العلماء على مزاجه وقال الشاطبى ايضا ان مدار الشريعة على ضم الاطراف ولا يستطيع احد ان يعرف كون هذا الكاتب او الناقد ضم اطراف الموضوع ام لا وعليه فلا يسمع الا لمن اشتهرت ديانته وعلمت صيانته او لمن اعتمد بحثه من احد هؤلاء فقط
اما غير هذا فكما فلت لك للمذاكرة والتمرين فقط
وأنصحك بأن لاتبذل وقتك الا فى الفاضل الثمين فالعمر قصير وانتصح بما نصحك الله به (وأتوا البيوت من أبوابها)
ثم اننى ليس مغضبا منك انا منفعل انفعال طبيعى لايسؤك فى شئ خاصة اننى الان اقرأ كتاب اعطانيه اياه احد الطلبة ينال فيه من سيد قطب فاعذرنى الظلمات بعضها فوق بعض والضغط العصبى على شديدا
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 10:23]ـ
والمسائل الموجوده في الكتاب فيها مسائل عقديه تكلم فيها من قبل اهل العلم الكبار يعني ابا فهر لن يخترع قولا جديدا وسينقل لنا قول اهل العلم بدليل كما فعل من قبل في كتاب الشيخ عبد الله بن موسى
أين أجد هذا الموضوع وهذا الرد ....... بارك الله في الجميع ........ .
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 02:04]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
اخي الكريم هذا موضوع وقفات مع صاحب كتاب الرد على القرضاوي والجديع قام بها ابا فهر على ملتقى اهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162074(/)
هل قولنا (عليه السلام) عقب ذكرابن النبي بدعة؟
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 01:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل قولنا (عليه السلام) عقب ذكرابن النبي بدعة؟
أرجو التكرم بإفادتي في هذه القضية(/)
ما هي توجهات هؤلاء؟!!!
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 01:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى من إخواني الكرام , إفادتي في موضوع توجهات الشعراء والأدباء العقدية , وإحالتي على المصادر المفيدة في هذا الموضوع ..
والشعراء والأدباء هم:
الرافعي
البارودي
المنفلوطي
حافظ إبراهيم
أحمد شوقي
أدونيس
ـ[فارس الأزدي]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 08:03]ـ
وجدت موضوعك وأنا أبحث عن مواضيع توجهات احمد شوقي.
للرفع
ـ[جذيل]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 11:38]ـ
دونك يفتيك في ذلك الشيخ سليمان الخراشي الذي اظنه يصدق عليه قول الاول انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/index.htm(/)
نسبوني إلى الوهاب (يعني الشيخ محمد بن عبد الوهاب) الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 04:50]ـ
نسبوني إلى الوهاب (القصيدة البائية)
الكاتب: الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله
الأبيات التسعة الأولى هي التي بقيت في حفظي من قصيدة للشيخ عمران النجى التميمي رحمة الله عليه وتكملتها من نظمي:
إن كان تابع أحمد متوهباً
فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي
رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى و لا وثن و لا
قبر له سبب من الأسباب
أيضاً و لست معلقاً لتميمة
أو حلقة أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع مضرة
الله ينفعني و يدفع ما بي
كالشافعي و مالك و أبي حنـ
ـــيفة ثم أحآد التقى الأواب
هذا الصحيح ومن يقول بمثله
صاحوا عليه مجسم وهابي
****************************** *****
نسبوا إلى الوهاب خير عباده
يا حبذا نسبي إلى الوهاب
الله أنطقهم بحق واضح
و هم أهالي فرية و كذاب
أكرم بها من فرقة سلفية
سلكت محجة سنة و كتابِ
و هي التي قصد النبي بقوله
هي ما عليه أنا و كل صحاب
قد غاظ عباد القبور و رهطهم
توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ
فزعوا لسرد شتائم و سباب
و كذاك أسلاف لهم من قبلكم
نسبوا لأهل الحق من ألقاب
سموا رسول الله قبل مذمماً
و من اقتفاه قيل هذا صاب
الله طهرهم و أعلى قدرهم
عن نبز كل معطل كذاب
الله سماهم بنصِ كتابه
حنفاء رغم الفاجر المرتاب
ما عابهم إلا المعطل و الكفور
و من غوى بعبادة الأرباب
و دعا لهم خير الورى بنضارة
ضمت لهم نصراً مدى الأحقاب
هم حزب رب العالمين و جنده
و الله يرزقهم بغير حساب
و ينيلهم نصراً على أعدائهم
فهو المهيمن هازم الأحزاب
إن عابهم نذل لئيم فاجر
فإليه يرجع كل ذاك العاب
ما عابهم عيب العدو وهل يضيـ
ـــر البدر في العلياء نبح كلاب
يا سالكاً نهج النبي و صحبه
أبشر بمغفرة و حسن مآب
و هزيمة لعدوك الخب اللئيـ
ـــــم و إن يكن في العد مثل تراب
يا معشر الإسلام أوبوا للهدى
و قفوا سبيل المصطفى الأواب
أحيوا شريعته التي سادت بها الأ
سلاف فهي شفاء كل مصاب
و دعوا التحزب و التفرق و الهوى
و عقائد جاءت من الأذناب
فيمينها لا يمن فيه ترونه
و يسارها يأتيكم بتباب
إن الهدى في قفو شرعة أحمد
و خلافها رد على الأعقاب
جربتم طرق الضلال فلم تروا
لصداكم إلا بريق سراب
و الله لو جربتم نهج الهدى
سنة لفقتم جملة الأتراب
و لها بكم أعدائكم و توقعوا
منكم إعادة سائر الأسلاب
أما إذا دمتم على تقليدهم
فتوقعوا منهم مزيد عذاب
و توقعوا من ربكم خسراً على
خسر و سوء مذلة و عقاب
هذي نصيحة مشفق متعتب
هل عندكم يا قوم من إعتاب
و من البلية عذل من لا يرعوي
و لدى الغوي يضيع كل عتاب
و زعمتم أن العروبة شرعة
و عقيدة تبنى على الأسباب
لا فرق بين مصدق لمحمد
و مكذب فالكل ذو أحساب
فيصير عندكم أبو جهل و من
والاه من حضر و من أعراب
مثل النبي محمد و صحابه
بئس الجزاء لسادة أقطاب
بل صار بعضكم يرجح جانب الـ
ـــكفار من سفل و من أوشاب
ماذا بنى لكم أبو جهل من المجد
المخلد في مدى الأحقاب
إلا عبادته لأصنام و إلا
و أدهم لبناتهم بتراب
و جهالة و ضروب خزي يستحى
من ذكر أدناها ذوو الألباب
أفتعلون ذوي المفاخر و العلى
بحثالة كثعالب و ذئاب
اللؤلؤ الكنون يعدل بالحصى
و الند و الهندي و الأخشاب
بدلتهم نهج الهدى بضلالة
و قصور مجد شامخ بخراب
و لقد أتيتكم بنصح خالص
يشفيكم من جملة الأوصاب
و اخالكم لا تقبلون نصيحتي
بل تتبعون وساوس الخراب(/)
لا اله الا الله - هذا العام لم يصب حتى ملم واحد في بحيرة طبريا! - يا رب ارحمنا
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 06:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا ماقرأته في موقع مهتم بالمياه حيث جاء في الخبر:
بالرغم من أننا أصبحنا في أواخر شهر كانون ثاني، ما زلنا نعاني من انحباس الأمطار. الأمر الذي تسبب في أزمة خانقة في احتياط المياه للأمور الضرورية، عادا عن النقص في المياه للزراعة والصناعة.
تجدر الاشارة انه في هذه الفترة من السنة يصل عادة إلى بحيرة طبريا ما يقارب أل-80 مليون متر مكعب من المياه، نتيجة للأمطار الغزيرة والفيضانات من مياه الأنهر التي تصب في البحيرة، لكن هذه السنة وحتى هذا اليوم – لم يصب في البحيرة ولا ملم واحد.
هذا ووصل مؤشر منسوب المياه في بحيرة طبريا إلى ما تحت الخط الأسود بما معناه وصل علو المياه فيها إلى 214.38 –، كذلك انخفض منسوب المياه في الآبار الجوفية ووصل إلى ما تحت الخط الأسود.
تجدر الاشارة ايضا انه ليس من الاستهلاك وحده تنخفض نسبة المياه في البحيرة والآبار الجوفية، كذلك بسبب عملية التبخر فيها. فحتى يوم الخميس الماضي وصلت نسبة التبخر في بعض المناطق إلى نصف معدلها السنوي، الأمر الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا ويزيد من الطين بله.
نسأل الله أن يكفينا شر فتنة الدجال
اللهم آمين
هل من تعليق ياإخوة على هذه المصيبة التي تبين كم نحن نغفل أو نتغافل عن قرب هذه الفتنة و كأننا بعيدون عنها و شغلتنا اموالنا و دنيانا نسأل الله العافية لي و لكم.
ـ[البتيري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 10:36]ـ
بالرغم من أننا أصبحنا في أواخر شهر كانون ثاني،
كلامك صحيح في تلك الفترة
لكن بحمد الله ثم بهطول الامطار غزيرة في فلسطين في نهاية شباط ارتفع منسوب الماء في طبرية.(/)
رسالة لمن لا يعلم
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 10:37]ـ
حزب الله الكويتي
نشأ حزب الله الكويتي في بداية الثمانينيات بعد نشأة حزب الله اللبناني واتخذ هذا الحزب أسماء ومنظمات وهمية مثل ((طلائع تغيير النظام للجمهورية الكويتية)) و ((وصوت الشعب الكويتي الحر)) و ((منظمة الجهاد الإسلامي)) و ((قوات المنظمة الثورية في الكويت)) وكلها ترجع للحزب المسمى ((حزب الله الكويتي)) وتأسس هذا الحزب الفرعي بمجموعة من شيعة الكويت كانت تدرس في الحوزة الدينية في ((قم)) ويرتبط معظم هذا الحزب بالحرس الثوري الإيراني حيث كانوا يتلقون تدريباتهم عن طريقه كما أنهم كانوا يصدرون مجلة النصر والتي تعبر عن جزء من أفكار وأهداف ((حزب الله الكويتي)) عن طريق المركز الكويتي للإعلام في ((طهران)) كما كانت هذه المجلة تقوم بالدور التعبوي التحريضي لشيعة الكويت للقيام بما يخدم مصالحهم وأهدافهم وتدعوا للقيام بقلب نظام الحكم وإقامة نظام حكم موال لإيران وكان هذا الحزب يثير الفتن والقلائل ويقوم بالتفجير والاغتيالات والاختطاف في الكويت ليحاول السيطرة على البلد وتكوين دولة أخرى تدين بما تدين به إيران ويعد حزب الله الكويتي جزءاً لا يتجزأ من الحركة الشيعية الإيرانية بقيادة آية الله العظمى علي خامنئي ويرى أن حكم آل صباح لا ومكان له في الكويت.
وأعمال هذا الحزب في الكويت كثيرة منها مباركة الاغتيالات التي نفذها ((حزب الدعوة)) ورئيس هذا الحزب آنذاك هو محمد باقر الحكيم والذي تم إغتياله في العراق عام 2003 وهذا الرجل أصدر فتوى آنذاك بجواز قتل أمير الكويت وأن قاتل شهيدا ويدخل الجنة ومن ساعده يكون في الجنة أيضا وذلك في تاريخ 25/ 5/1985م حينما فجروا موكب الأمير وراح ضحيتها اثنان من رجال الأمن وأيضا في 12/ 7/1985م قاموا بتفجير مقهيين شعبيين في مدينة الكويت راح ضحيتها جرحى وقتلى من المدنيين وفي تاريخ 29/ ابريل/ 1986 أعلنت قوات الأمن الكويتية بإحباط محاولة لخطف طائرة كويتية من مجموعة مكونة من 12 شخص وفي عام 1988م أصدر علي أكبر محتشمي أمرا لقيادة حزب الله الكويتي بخطف طائرة الخطوط الجوية الكويتية القادمة من بانكوك والتوجه بها إلى مطار مشهد الإيراني بقيادة المقبور عماد مغنية وتم اختطاف الطائرة وحاول الهبوط في مطار بيروت ولكن رفضت مطالبهم واتجه إلى قبرص وتم قتل كويتيان وإلقائهم من الطائرة ثم توجهت الطائرة إلى الجزائر حيث أطلق سراح الخاطفين.
كما انه يسعى النظام الإيراني بتأسيس هذا الحزب في دول الخليج كما نجح في تأسيسه في البحرين
وللكلام بقية
حرس الله الخليج من الرافضة المشركين(/)
الدعوة إلى إسلام ما قبل الخلاف (قراءة تحليلية)
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 12:21]ـ
الدعوة إلى
إسلام ما قبل الخلاف
(قراءة تحليلية)
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين ...... أما بعد:
فقد جرت سنة الله تعالى أن تختلف هذه الأمة وتفترق إلى فرق كثيرة , وقد ارتبطت بهذا الافتراق ممارسات سلبية كثيرة ممن لم يحسن التعامل مع هذه السنة الكونية التي لا بد من وقوعها , فأخذ بعض الأمة يكفر بعضا لمجرد المخالفة , والبعض الآخر يفسق غيره أو يضلله , وزاد الشقاق بين الأمة واتسع , وتعددت الأقوال والمذاهب حول كثير من الأصول الدينية والمسائل الشرعية حتى غدا الحق ملتبسا على كثير من الناس , وما زال الخلاف مستمرا ومسيطرا على الأمة إلى عصرنا الحاضر , ذلكم العصر الذي تحتاج الأمة فيه إلى الاجتماع أكثر من كل عصر مضى.
ولما أدرك بعض المهتمين بإصلاح حال الأمة شؤم ذلك الافتراق وخطره أراد أن يتخذ طريقا في الإصلاح يجتنب فيه الافتراق من أصله , فنادى بما يسمى بـ " إسلام ما قبل الخلاف " , وبعضهم يعبر بـ (سلفية ما قبل الافتراق) , وأضحت هذه العبارة شعارا إصلاحيا جذابا , تهوي إليه أفئدة كثير من القاصدين للإصلاح , والمستاءين من نتائج الافتراق بين طوائف الأمة.
والدعوة إلى رجوع الأمة إلى إسلام ما قبل الخلاف ترجع إلى أن تلك المرحلة من تاريخ الأمة تمثل مرحلة الصفاء , زمن الرعيل الأول الذي رُبي على يدي رسول الله ? , وهي محل تقدير وقبول بين جميع فرق الأمة إلا من شذ (كالشيعة مثلا) , فالدعوة إلى تلك المرحلة الزمنية المباركة فيها نبذ للخلاف الذي اقض مضاجع المصلحين وبدد جهود الصادقين.
حتى أن بعض من يدعو إلى إسلام ما قبل الخلاف يتأوه على حال الأمة إذا رأى اجتماعها في الحج مثلا , فهذا أحدهم يقول:" وقف المسلمون أمس بعرفة وأمسوا البارحة في مزدلفة وانطلقوا منها هذا الصباح وطاف بالبيت منهم من طاف وذبحوا أضاحيهم وحلقوا رؤوسهم وتحللوا من إحرامهم، كلهم فعلوا أشياء متماثلة، لكنهم حين ينظرون لبعضهم يجدون أن "الفرقة" والخلاف والخصومة قد مزقتهم كل ممزق وبعثرتهم كل بعثرة, فيقف الواحد منهم إلى جوار أخيه وهو في حالة توجس وتخوف وتحسس منه، أهو من فرقته أم من "الآخرين" أهو من الأصحاب أم من "الأعداء"!! , هذا ما جعلني أتمنى أن نعود لما كنا عليه في صدر الإسلام، حيث "إسلام ما قبل الفرقة".
فقصد أولئك المنادون بإسلام ما قبل الخلاف أن يرتبط الناس بذلك الجيل مباشرة ويستقوا من معينهم الصافي ويسيروا على طريق الوئام والاجتماع الذي كانوا عليه , وينبذوا ما آل إليه افتراقهم من تمزق وتشرذم.
وقد لقيت هذه الدعوة رواجا كبيرا عند كثير من المعاصرين على مختلف أطيافهم , فكتبت فيها الكتابات وعقدت لها الندوات , مع أن هذه الدعوة لها جذور في بداية عصر النهضة , فقد دعى محمد عبده إلى " تحرير الفكر من قيد التقليد , وفهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف , والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعه الأولى" () , وهذا ما حاول سيد قطب فعله , فقد قصد أن يأخذ العقيدة من نصوص القرآن مباشرة ويتجاوز فهم رجال الفرق كلها , ولهذا أطلق بعض الدارسين على عقيدته: عقيدة سلفية قبل الخلاف المذهبي والكلامي بين المسلمين" ().
• المقصود بالدعوة إلى إسلام ما قبل الخلاف:
حاصل المعنى الذي يتبادر إلى الذهن من هذه الدعوة هو مطالبة الناس بالرجوع والتحاكم إلى حالة الإجماع والاجتماع التي كانت عليها الأمة في الزمن المتقدم , والذي يشمل زمن الصحابة بالضرورة , ونبذ الخلاف والافتراق وما تبعه من شحناء وبغضاء بين طوائف الأمة , وأن تترك الأمة تلك الانتماءات والتحزبات التي مزقت شملها وأنهكت كيانها.
والأمر المطلوب الأخذ به هنا هو أن نأخذ بما أجمعوا عليه من أقوال في المسائل الدينية ومن مناهج البحث التي اعتمدوها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الغاية هي أصل الغايات التي يدعوا إليها المذهب السلفي , والدعوة إليها أصل من أصوله الكبار الذي كان يؤكد على أهميته والدعوة إليه الأئمة الكبار كمالك والشافعي والثوري وابن المبارك وغيرهم من أئمة مذهب السلف إلى من جاء بعدهم على مر القرون إلى عصرنا الحاضر , فإن دعوتهم قائمة على الدعوة إلى الأخذ بما كان عليه الصحابة والتابعون لهم من أصول في الاستدلال وقواعد استنباط وأقوال في المسائل الشرعية الأصولية , وكثيرا ما يكررون في كتبهم وعقائدهم التأكيد على وجوب الأخذ بما كان عليه الرسول ? وصحابته الكرام , وأن ما كانوا عليه هو الحَكَمُ بين طوائف الأمة , يقول الأوزاعي:" اصبر نفسك على السنة. وقف حيث وقف القوم. وقل بما قالوا وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح؛ فإنه يسعك ما وسعهم" () , ويقول الشعبي:" ما حدثوك به عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخذه. وما حدثوك به عن رأيهم فانبذه في الحش" , ويقول أحمد بن حنبل:" أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم" () , ويقول عمر بن عبدالعزيز:" قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، وهم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، فلئن قلتم: حدث بعدهم؛ فما أحدثه إلا من خالف هديهم، ورغب عن سنتهم، ولقد وصفوا منه ما يشفي، وتكلموا منه بما يكفي" ().
وقد درج أتباع مذهب السلف على الدعوة إلى هذا الأصل الأصيل عندهم حتى أنهم في مناظراتهم لمن خالفهم يلزمونه بأن يثبتوا أن ما قاله منقول عن الصحابة , ويجعلون عدم ثبوته عن الصحابة دليلا على بطلانه , ومن ذلك ما قاله محمد بن عبدالرحمن الأدرمي لرجل وقد تكلم ببدعة ودعا الناس إليها: "هل علمها رسول الله ? وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، أو لم يعلموها؟ , قال: لم يعلموها، قال: فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت؟ , قال الرجل: فإني أقول: قد علموها، قال: أفوسعهم أن لا يتكلموا به، ولا يدعوا الناس إليه، أم لم يسعهم؟ , قال: بلى وسعهم، قال: فشيء وسع رسول ? وخلفاءه لا يسعك أنت؟ , فانقطع الرجل. فقال الخليفة - وكان حاضرا -: لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم".
فأهل السنة لا يريدون من الناس إلا الرجوع إلى ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم والرجوع إلى من تبع سننهم من الأئمة الذين شهدت لهم الأمة بالإمامة والعلم , وتَحَقُق هذه الغاية يعتبر هدفا أساسيا لهم , وهي في الحقيقة دعوة إلى الإسلام الحقيقي الذي أخذ به الصحابة رضي الله عنهم.
فمن كان يدعو إلى إسلام ما قبل الخلاف ويقصد ما تدل عليه هذه العبارة من معنى ظاهر فهو يدعو إلى مذهب أهل السنة والجماعة في الحقيقة.
• معنى آخر:
إلا أن هذه الدعوة تطلق ويُراد بها أمر آخر , هو قدر زائد على الأخذ بما قبل الخلاف , فبعض من يطلقها يرى أن الحق لم يعد خالصا بعد وقوع الافتراق بين الأمة , وإنما تأثر بالانتماءات الطائفية والسياسية والحزبية , فكل فرقة من فرق الأمة أخذت تقرر الحق وتراعي في تقريره ما يناسب اتجاهها ولو من طرف خفي , ولم تسلم طائفة من طوائف الأمة من هذا اللبس الذي جعل الحق غير خال مما يكدره أو ينقص صفاءه , فغدا الحق في الأمة مشوشا مختلطا بغيره , وضعفت فيه الموضوعية أو انعدمت , كل ذلك بسبب الافتراق والتحزب , مما يوجب على المصلحين والصادقين ترك ذلك كله والرجوع إلى إسلام ما قبل الخلاف؛ حتى يتمكن المرء من التوصل إلى الحق الخالص.
وبعض من يدعو إلى إسلام ما قبل الخلاق يبني دعوته على أن الأمة بعد الخلاف قد توزع الحق بين طوائفها , فلم تعد هناك طائفة تمثل الحق ويتمثل الحق فيها , حتى يؤمر الناس بإتباعها والتمسك بمنهجها والانتساب إليها , وإنما بعض الحق قد يوجد عند طائفة وبعضه قد يوجد عند طائفة أخرى , فالحق في الصفات مثلا قد يوجد عند الأشاعرة , والحق في القدر قد يوجد عند المعتزلة , وهكذا دواليك , فَفِرق الأمة قد توزعت الحق فيما بينها بعد حصول الافتراق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يقول إن الأمر لم ينته إلى هذا , بل إن الفرق قد تناحرت فيما بينها وأُلقيت بينهم البغضاء والشحناء , ففقدت الأمة هيبتها وضاعت جماعتها , وليس من سبيل إلى الخروج من هذا المأزق إلا بالدعوة إلى الحالة التي لم يتوزع الحق فيها ولم تفترق فيها الأمة , وهي مرحلة إسلام ما قبل الخلاف.
وبعض من يدعو إلى هذه الدعوة باعتبار المعنى الثاني لا يرضى أن ينسب إلى مذهب السلف أو حتى غيرهم من المذاهب, ويقول أنا مسلم وكفى , ولا ينتسب إلى غير الإسلام , ظنا منه أن انتسابه إلى منهج السلف – الذين يدعون إلى الأخذ بما كان عليه الصحابة – يعتبر مشاركة في الفرقة والافتراق ودعوة إلى بُعدِ الناس عن الحق الصافي!! , فتراه يقول إن تلك الانتسابات والتصنيفات أمور حادثة بعد زمن الصحابة , فلو كانت من الإسلام لما وجدت بعد زمنهم.
وهذه الدعوة بهذا المعنى الذي يقتضى تكدر الحق في الأمة أو توزعه بين طوائفها من غير أن تكون هناك طائفة تمثل الحق ويتمثل الحق فيها غير صحيحة , وهي مخالفة لدلالات النصوص ومقتضيات الواقع , وحتى يتبين ذلك فإنه لا بد من ذكر أمرين مهمين , يتجلى بهما الموقف المعتدل من هذه الدعوة, وهما: الأول: الأدلة الشرعية والواقعية التي تدل على خطأ هذا التصور , والثاني: الأسباب التي دعت إلى اللبس في هذا الموضوع.
• أدلة خطأ التصور السابق:
دلت نصوص كثيرة من الشرع على أن الحق باق في الأمة إلى قيام الساعة , فالحق في الأمة الإسلامية لا يزال محفوظا ثابتا لا يتغير , ودلت أيضا على قدر زائد على هذا وهو أن الحق لا بد أن يتمثل في طائفة واحدة من طوائف الأمة لا يخرج عنها وهي لا تخرج عنه , ومعنى هذا: أن الحق لا يوجد كاملا إلا فيها , وليس معناه أنه لا يوجد إلا عندها , بل يوجد عند طوائف الأمة قدر من الحق الذي جاءت به الشريعة , وهي متفاضلة فيه بحسب قربها وبعدها عما كان عليه الصاحبة رضي عنهم , وهذا الحق هو الذي يتحقق به إسلامها , ولكن الحق الكامل لا يوجد إلا عند طائفة واحدة من تلك الطوائف , وهي الطائفة التي التزمت بما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم , كما دلت على ذلك النصوص الشرعية المتواترة.
ومن تلك النصوص حديث الافتراق المشهور , وفيه:"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة , فقال الصحابة: من هي يا رسول الله؟ , قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي" () , فهذا الحديث يدل على أن الأمة لا بد أن تفترق وأن كل فرقة تتميز عن الفرقة الأخرى بأصولها ومقالاتها بحيث تكون كل فرقة منفصلة عن الأخرى , ولهذا صح عدها إلى ثلاث وسبعين فرقة , ويدل أيضا على أن هناك طائفة ستبقى على الحق لا تتغير , لأنها باقية على ما كان عليه النبي ? وأصحابه.
ومن ذلك أيضا النصوص المتواترة التي جاءت في الطائفة المنصورة , ومن الألفاظ التي جاء بها الحديث::" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون" () , ومن ذلك أيضا قوله ?:"ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله " ().
فهذه النصوص تدل على أن الحق سيبقى في الأمة إلى قيام الساعة , بحيث أن من أخذ به يكون قد أخذ بالحق الذي كان عليه النبي ? وأصحابه , وسينجو به يوم القيامة , وهذا يستلزم عدم ضياع الحق وعدم تكدره , وتدل أيضا على أن هناك طائفة في الأمة تمثل الحق الذي كان عليه الرسول ? وأصحابه , تدعو إليه وتنافح عنه وترد على المخالفين له.
وهذا يقتضى أن هذه الطائفة لا يمكن أن تكون مجهولة غير معلومة الأوصاف والمنهج؛ لأن الجهل بها يقتضى الجهل بكمال الحق , فالطائفة التي معها الحق لا بد أن تكون معلومة ظاهرة للناس بمنهجها وطريقها , ومن المعلوم أن الظهور درجات , والنصوص أثبتت مطلق الظهور , ولم تضمن الظهور الكامل؛ ولهذا فقد ينقص ظهور الطائفة الحق في بعض الأزمان أو الأماكن إلى أقل درجاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ضروريات تلك الطائفة ألا يكون منهجها مخالفا لما كان عليه الصحابة , وهذا يقتضى انتفاء وجود المخالفة عندهم لما كان عند الصحابة , فهم ينتسبون إليهم ولا يتحرجون من نسبة أقوالهم إليهم , ومن ينتسب إلى هذه الطائفة فهو في الحقيقة منتسب إلى الصحابة من جهة إعلانه بمبدأ الأخذ بما كانوا عليه , وتبرأه من كل ما يخالف أقوالهم وأصولهم.
ومن يتأمل التاريخ يجد أن الطائفة التي تنتسب للصحابة , وتنقل عن الصحابة الأقوال الكثيرة في تأييد أقوالها , وتُأسس أصولها بناءً على تلك الأقوال , وتهتم بنقل أقوال الصحابة وتبويبها وجمعها ودراسة أسانيدها , وتعلن أن كل قول يخالف ما كان عليه الصحابة هو قول باطل , وهي مع ذلك تطالب الناس بالنقل عن الصحابة في بناء المسائل الأصلية في الدين هي طائفة واحدة فقط , وهي طائفة أهل السنة.
وهذا دليل واقعي ظاهر على كون هذه الطائفة (أهل السنة) هي الطائفة التي أخبر الرسول ? أنها الطائفة الناجية التي تبقى على الحق وبها يبقى الحق في الأمة إلى قيام الساعة.
وأما الطوائف الأخرى , فلا توجد طائفة تستند في بناء في كل أصول المسائل عندها على أقوال الصحابة , بل إما أنهم لا يتعرضون لذلك أصلا , أو أنهم يعتذرون للصحابة , أو يعتمدون عليهم فيما وافق أقوالهم فقط , أما الطائفة التي تعلن التزامها بالأخذ بكل ما كان عليه الصحابة , والتي تلتزم بالاحتكام في بناء آرائها إلى ما كان عليه الصحابة فهم أهل السنة فقط , الذي يدل واقعهم من حيث نصوصهم وتقريراتهم وتأصيلهم ومنهجهم ومناظراتهم لمخالفيهم على إتباعهم للصحابة.
وإذا كان الأمر كذلك فإن الواجب على المرء أن يتبع هذه الطائفة ويعلن احتكامه إلى أصولها؛ لأنه بذلك يكون متبعا لما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم.
• الأسباب التي أدت إلى اللبس في تلك الدعوة:
الذي يظهر بعد التأمل في طبيعة الدعوة إلى إسلام ما قبل الخلاف , ونبذ الخلاف والافتراق الذي وقع في تاريخ الأمة , وطبيعة الداعين إليها ندرك أن تلك الدعوة متمخضة من ثلاثة أسباب , وهي:
السبب الأول: عدم التفريق بين الحكم على الطائفة والحكم على الإفراد المنتسبين للطائفة , وهذا الخلط أدى ببعض الناظرين إلى واقع الفرق والطوائف في الأمة أن يعتقد بأن الحكم على طائفة ما بالنجاة أو الصواب والصحة يعتبر حكما لكل من انتسب إليها بذلك , أو أن الحكم على طائفة ما بالهلاك والفساد يعتبر حكما لكل من انتسب إليها , والحقيقة أن الأمر ليس كذلك , فالحكم على الطائفة لا يلزم أن يكون حكما لكل فرد انتسب إليها , فالحكم مثلا على الطائفة المتبعة للصحابة (أهل السنة) بالنجاة , ليس حكما لكل معين من أهل السنة بذلك , بل قد يكون المعين منهم عنده من الأسباب ما يوجب له الهلاك , وكذلك الحكم على طائفة أهل السنة بإصابة الحق ليس حكما لكل من انتسب إليها بأنه مصيب للحق في كل أحواله , بل قد تتخلف إصابة الحق عن بعض أعيان أهل السنة , فالعصمة ليست إلا للمنهج فقط , الذي هو في الحقيقة مبني على إجماع الصحابة , فليس هناك فرد يكون الحق ملازما له إلا الرسول ? , وأما من عداه فهو معرض لمفارقة الصواب , وأفراد أهل السنة من أولئك.
وهذا يستلزم أن المنهج الحق لا يؤخذ من تصرفات الأفراد الخاصة ولا من أقوالهم المفردة , وإنما يؤخذ من اجماعاتهم فقط , ونتيجة ذلك أن الحكم بالمخالفة للمنهج الحق لا تكون إلا إذا كانت فيما فيه إجماع فقط , وأما إن وقعت للأقوال المفردة فلا يصح الحكم عليها بكونها مخالفة للمنهج.
وكذلك قُل في الطوائف الأخرى , فالحكم عليها بالخطأ أو الهلاك ليس حكما لازما لكل من انتسب إليها , بل قد يكون بعض المنتسبين للطوائف المخالفة مصيبا للحق في كثير من المسائل , وقد يكون ناجيا غير هالك باعتبارات أخرى.
وبهذا التقرير نخلص إلى أصل مهم في الحكم على الطوائف المفترقة في الأمة , وهو أن لا تلازم بين الحكم على مجموع الطائفة وبين الحكم على أفرادها , فليس حكم الفرد هو حكم الطائفة المنتسب إليها دائما , والوعي بهذا الأصل يزيل كثيرا من السلبيات التي اقترنت بالافتراق في الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
السبب الثاني: عدم التفريق بين الانتساب إلى المنهج وبين الإتباع له , فقد وقع خلط كبير بينهما , وهذا الخلط أدى إلى التباسات كثيرة أيضا, وذلك أن البعض يظن أن من ضروريات الإتباع لمنهج السلف الانتساب إليه مطلقا , وهذا غير صحيح , بل الذي يجب في كل حال هو الإتباع لمنهج السلف فقط , وأما الانتساب لمنهجهم , وهو إعلان المرء إتباعه لمذهب السلف وانتماءه له , فهو منوط بوجود المصلحة وانتفاء المفسدة , فإن وجدت المصلحة وانتفت المفسدة فليعلن إتباعه , وأما إن وجدت مفسدة من إعلانه , فإن الجواب عليه ألا يعلن إتباعه , كأن يكون في إعلانه لكونه من إتباع مذهب السلف مثلا سبب للتفرقة بين الأمة وحدوث الشقاق بينها , فالواجب في هذه الحالة عدم الانتساب إلى السلف؛ لأن المحافظة على جماعة المسلمين أولى من مجرد إعلانه أنه سلفي أو سني , ولا يعني هذا أنه تخلى عن منهجه أو مبادئه.
ومثل الانتساب تماما ذِكرُ الفرق والطوائف ومذاهبها , فذكر افتراق الأمة وأعيان فرقها منوط بالمصلحة أيضا , فليس يحمد دائما ذكر الفرق وبيان أقوالها والحكم عليها , وبيان مصيرها , بل لا بد من اعتبار الحال والزمان والمكان , فإن غلب على ظن المرء أن ذكر الفرق والطوائف يؤدي إلى مفسدة , فالجواب عليه عدم ذكر ذلك حينئذ.
وهذا الحكم غير واضح عند كثيرين, فيُظن أن من مقتضيات إتباع مذهب السلف –باعتباره المذهب الحق - أن يُعلن ذلك دائما وأن يُذكر افتراق الأمة والحكم على الفرق الأخرى بالهلاك , وهذا كله غير صحيح.
وكذلك بعض من يدعو إلى إسلام ما قبل الخلاف يظن أن الدعوة إلى الأخذ بمذهب أهل السنة فيه دعوة لتكريس الخلاف وتوسيع الشقاق بين الأمة؛ باعتبار أن الدعوة إلى مذهب السلف دعوة إلى إعلان ذلك مطلقا من غير مراعاة للواقع والحال.
والوعي بهذه التفرقة هام جدا في تقدير الموقف من الافتراق بين الأمة , وهو هام أيضا في تحديد الموقف ممن يدعو إلى إسلام ما قبل الخلاف؛ لأنه ليس كل من دعى إلى تلك الدعوة يقصد الدعوة إلى ترك الإتباع , بل بعضهم يقصد الدعوة إلى ترك الانتساب لما يراه من مصلحة في ذلك.
السبب الثالث: عدم التفريق بين المنهج من حيث هو وبين التخريج على المنهج , فكثير لا يكاد يفرق بين الأصول والأقوال التي بناها الصحابة والأئمة الذين أجمعت الأمة على إمامتهم بأنفسهم أو اعتبروها في صريح أقوالهم وتصرفاتهم , وبين ما يخرجه المتأخر عنهم على أصولهم , ويجعله في مرتبة واحدة , وهذا خطأ أدى إلى التباسات متعددة , فلا بد لنا أن نفرق بين منهج أهل السنة من حيث هو وبين التخريج عليه؛ لأن ذلك المنهج قد انتهى من حيث البناء , وكل من جاء بعد الصحابة والأئمة المعتبرين وأتى بشيء جديد ونسبه إلى السلف , فنسبته إليهم إنما هي على جهة التخريج على أقوالهم فقط , وهو قد يكون مصيبا في ذلك التخريج وقد يكون مخطئا , وليس لقوله من الحرمة ما لأقوال الأئمة , ومن خالفه في تخريجه فهو ليس مخالفا للسلف.
ويظهر أثر هذا التفريق في كثير من المسائل التي ظهرت في عصور متأخرة كالمسائل الفكرية المعاصرة , فقد يأتي باحث ما ويخرج موقفا اتجاه قضية معينة بناءً على أصول السلف , وهذا ليس مشكلا , ولكن المشكل حقا هو أن يجعل قوله قولا للسلف! , له ما لقول السلف من حرمة , ومن خالفه فكأنما خالف قول السلف , وهذا كله غير صحيح.
والوعي بهذا نافع في تقليص الخلاف الواقع بين أتباع السلف في عصرنا , فإن أكثر اختلافاتهم إنما هي في التخريج لا في الالتزام بالأصول , وهو نافع أيضا في تقدير منزلة الأقوال والبحوث المذكورة حول المسائل الحداثة , ومن ثم حسن التعامل معها.
فهذه الأسباب الثلاثة هي أهم الأسباب في نظري التي أدت إلى اللبس في تقييم واقع الافتراق بين الأمة ومن ثم الدعوة إلى الخروج من ذلك كله والرجوع إلى إسلام ما قبل الخلاف.
ولكن بالتفطن لمواقع الغلط في تلك الأسباب , وتمييز مواطن الصحة فيها ,فلا ضرورة حينئذ لإثارة الدعوة إسلام ما قبل الخلاف بالصورة التي نجدها من يقصد بتلك الدعوة الإتباع حتى لمنهج السلف , وإنما الضرورة كل الضرورة في دعوة الناس إلى منهج السلف وإظهاره للناس مع ضرورة ترشيد الناس إلى حسن التعامل مع الخلاف والافتراق.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 03:04]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
استقراء جيد ورائع .....
أهل البدع كلهم يدعون وصلن بـ " إسلام ما قبل الخلاف " والإسناد لا يقر لهم بذلك.
إن مسالة توحيد الأمة عن طريق القفز مباشرة " للكتاب والسنة " دون المرور والإعتراف بمن جاء بعدهم ممن أوصلوا لنا هذا الإعتقاد الصافي " إعتقاد أهل السنة " هو طريق آخر من طرق تفريق الأمة , بل هو أشدها , وفيع مخالفة للنصوص التي تأمرني بالرجوع إلى " ماكان عليه النبي وأصحابه " عن طريق " ثم الذين يلونهم والذين يلونهم " , وإلا فكيف لمن ولد بعد ظهور الإسلام
بألف وأربعمائة سنة أن يفهم الإسلام غظا طريا كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم كما فهم الصحابة , ثم إن ليس جميع الإجماعات ظهرت وانتهت في زمن الصحابة بل هناك إجماعات ظهرت بعد موتهم , فماذا سيفعلون بها؟
على العموم يبدو أن هذه الدعوة دعوة عرجاء للرجوع لعقيدة السلف الصالح , ولن تصلح هذه الدعوة أبدا بهذه الطريقة العرجاء أبدا.
نعود لنقول ن هذه الدعوة هي أشد دعوة للتفريق من غيرها , لماذا؟
لأن كل دعوة إصلاحية تحتاج لمنهج تسير على إثره في معالجة المستجدات ومواطن الخلل في الأمة , فعندما تفقد الأصول العامة للفهم تضطر لإختراع أصل تسير عليه وهو فعلا ما حدث في هذا الزمان , وهو الأصل المتمثل فيما يعرف " الفهم الجديد للنص "
فنحن نرى كيف أن أتباع هذا المنهج أبوا أن يرجعوا لفهم السلف وظنوا في أنفسهم القدرة في استنباط الحلول مباشرة من الكتاب والسنة فماذا كانت النتيجة , تأليه للمنهج الجديد وهو " العقل " وغتباع للهوى بدعوى أن هذه الحلول موافقه للدين والعقل - على حد زعمهم - وهذه النتيجة نتيجة متوقعة مثل هؤلاء , كما حدث لمن قبلهم , فالأقدمون منهم راو أن الحق مبعثر بين الفرق لأنهم اتبعوا أهوائهم في تقييم المسائل - مثلهم مثل اي عامي يستفتي كل المشائخ حتى يظفر بجواب يروق لهواه -
ومن نافلة القول الآن , أن هؤلاء سواء تسمينا أمامهم بالسلفيين أو الأثريين أم لم نتسمى فلن ينفع معهم لأن الخلاف معهم أكبر من مجرد التسمي.(/)
عاما وتعبد ألهتنا عاما
ـ[كامل كامل عبد الله]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 12:28]ـ
نعبد ألهك عاما وتعبد ألهتنا عاما
سمعت رجل يعتبر نائبا للمرشد يتحدث عن رغبتهم فى أنشاء حزب سياسى وأنهم يؤمنون بمبدأ تداول السلطة وهو أعظم مبادىْ الديمقراطية
وأنهم يؤمنون بالديمقراطية كاملة وهذا يعنى أن الشعب هو مصدر السلطات وهو الذى يختار من يحكمه مهما كان من يختاره الشعب علمانيا كان او شيوعيا أو اشتراكى أو ليبرالى أو أسلامى أيا كان.
ومبدأ تداول السلطة يعنى أن يتداول السلطة كل هؤلاء فيحكم العلمانى بمبادىء العلمانية عندما يختاره الشعب وكذلك الامر بالنسبة لكل الاحزاب
والتوجهات السياسية. (فنحكم بالأسلام مرة ونحكم بالشيوعية مرة والديمقراطية مرة وهكذا) وأصحاب هذا الفكر فى النهاية يسمون أنفسهم دعاة للأسلام وتوجه أسلامى وجماعة أسلامية عريقة.
وهذا الفكر لا يختلف عن مقولة قريش للنبى (ص) نعبد ألهك عاما وتعبد ألهتنا عاما وهذا ما ذكره الله عز وجل فى قوله (قل أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون. ولقد أوحى اليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكنن من الخاسرين. بل الله فعبد وكن من الشاكرين)
= يقول الحافظ أبن كثير فى هذه الاية = ذكر فى سبب نزولها أن المشركين من جهلهم دعوا رسول الله أن (ص) الى عبادة ألهتهم ويعبدون معه ألهه فنزلت هذه الاية.
ومعلوم أن الحكم والتشريع هو حق الله الخالص (ان الحكم الا لله أمر ألا تعبدوا ألا أياه ذلك الدين القيم) وهو أيضا معنى العبادة كما فى الاية
ومعلوم أن صرف حق الله لغيره يستلزم الفساد فى الارض.
ومعلوم أن من يؤمنون بمبدأ تداول السلطة وأن الشعب هو مصدر السلطات
لم يزيدوا عن قول مشركى العرب نعبد ألهك عاما وتعبد ألهتنا عاما
((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون))
كتبها كامل كامل
ـ[ابن عطاء السكندرى]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 02:16]ـ
اللهم اهدى اخواننا لما تحب و ترضا(/)
أرجو قراءة هذا الكتاب و نقده
ـ[جميل الرويلي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 03:46]ـ
بسم الله الرحن الرحيم
الحمد لله , فقد من الله علي بتأليف كتاب في موضوع مهم للغاية و هو موضوع " خلافة الإنسان على الأرض " و أسميته " تحقيق خلافة الإنسان على الأرض " و كان تأليفه بمشورة من الشيخ الفاضل عبد العزيز آل عبد اللطيف حفظه الله و لكنه لم يتمكن من التعليق على الكتاب لكثرة مشاغله و اقتصر على اختيار فصل واحد منه و مع هذا لم يرد إلي أي رد حتى حول ذلك الفصل , و نعتذر له بما هو أهله من جميل الظن.
و قد تم طبع ألف نسخة من الكتاب كطرح مبدئي ليتم تداوله و نقده و من ثم سنطبعه بكميات أكبر إن شاء الله.
الكتاب كتبته بلغة أدبية و فكرية عالية من حيث طرح الأفكار و نظم العبارة فهو موجه إلى شريحة معينة من الناس و كنت أتصور في نفسي حين كتابته أنني أكتبه كنصيحة لكل مثقف أو مطلع جيد الاطلاع. والكتاب يناقش عنوانه من حيث النظرة اسائدة الآن و من حيث النظرة الفلسفية التي يتم نشرها الآن تحت غطاء " مبادئ المجتمع المدني " و هو كتاب فكري و تأصيلي خصوصا الفصلين الأخيرين منه أما الفصول الأولى فهي فكرية استقرائية ناقشت فيها تطور المجتمع المدني الغربي من حين الثورة الفرنسية على الكنيسة إلى تبلور الفكر العقلاني ثم العلماني ثم الليبرالي.
أرجو من الجميع قراءته و نقده هنا بالاضافة إلى طلبي للدكتور خالد الجريسي أن يتكرم بتوزريع ما بقي لدي من نسخ (800) نسخة بأي نسبة و أي سعر يشاء من خلال مؤسسة الجريسي للتوزيع التي من خلال التواصل معها طلبوا مني تأخير طلب التوزيع إلى هذه السنة الميلادية بسبب حالة الجرد التي كانوا قد شغلوا بها ثم شغلت عن مراجعتهم , و المشكلة هذه الأيام أن توزيع الكتب صار تجارة محضة لا تختلف عن توزيع الكولا و الدجاج المستورد فكل الشركات الكبيرة تبحث عن عناوين الشعوذة و الضجيج لتجني أرباحا أكثر فرواية مثل بنات الرياض توزع في العالم العربي قاطبة مع أنه لاتعدو كونها كشكول خاص لفتاة مراهقة و نحن نكد و نكدح ثم نطبع على حسابنا و نوزع مطبوعاتنا على أقدامنا كتجار الشنطة! , وكل هذا لأنه لا ردئ لنا و حسبنا بالله كفيلا و وكيلا و هو مولانا و نعم النصير. غلاف الكتاب
http://www.whatan.net/jameel/book-image3.jpg
هذه مقدمة الكتاب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه, أما بعد:
فإن لكل شيء ٍ أصل يرد إليه، وما ليس له أصل فليس له حقيقة، ولهذا تجد أن الله تعالى يرد كل شيء مشكل في فهوم البشر إلى أصله الذي نشأ منه؛ بل إنه ليس في الكون شيء إلا وقد اخبر الله عز وجل عن أصله الأول ونشأته الأولى إلا نفسه المقدسة تبارك وتعالى؛ وذلك أنه الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، أو كما قال الإمام الطحاوي في عقيدته " الأول بلا ابتداء ". وهذا واضح لمن تتبع الحجة الإلهية في القرآن.
قد يتصور الباحث عن الحقيقة المنجية أنه سوف يجدها ذات فتح من الله جمعاء ليس فيها من جدعاء في نص من نصوص الكتاب أو السنة، فيقول: هذه منجيتي، فهي حق لأنها في الكتاب أو السنة، وهي النجاة لأنها من الله, وهذا غير صحيح, فما أكثر الحقائق الموجودة في نص من نصوص الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة؛ ولكنها في ذاتها حقائق جدعاء، قد يظنها الإنسان " حقيقة مكتملة البناء " مع أنها جزء من حقيقة كلية كبيرة مركبة الصور والمعاني, فحتى الشريعة لم تكتمل إلا قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بمدة وجيزة، بل أنه في حجة الوداع تكلم عن صفة من صفات الله الذاتية وهي صفة العين فقال: «إن ربكم لا يخفى عليكم, إن الدجال أعور وإن ربكم ليس بأعور» فحتى الكلام عن صفات الله لم يكتمل إلا قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بعام واحد, فكيف تأتي الحقيقة بعد كل هذا في موطن واحد جمعاء ليس فيها من جدعاء؟. إنما تأتي الحقيقة مفرقة مبثوثة في كتاب الله وسنة رسوله يشد بعضها بعضاً؛ لتكتمل الصورة ويتضح المنهج، فلا يقال حينها بتناقض ولا بنقص ولا بتفاوت، ولا يتعارض العقل والنقل، ولا يتشابه الفهم علينا، ولا نمارس " الأثرية العضين " التي مارسها الخوارج من قبل، ولا " الجاهلية الرومانسية " التي يمارسها العصرانيون والعلمانيون اليوم المبنية على مبدأ أن الحق في
(يُتْبَعُ)
(/)
السعادة، وأن الطبيعة البشرية هي ملة إبراهيم التي ينبغي لكل البشر أن يجتمعوا عليها, ويزعمون أن الإسلام قائم على هذا, ولكي لا نمارس " الإسلام النفعي " عند بعض الدعاة الإسلاميين في هذا العصر من أهل الاجتهاد الرخيص المبني على" الدعوة التجريبية إلى الله " والذين يسخرون الإسلام لكل مشكلة تنوب أهل الأرض, فمن مشكلة السمنة وتصلب الشرايين التي قاموا بحلها بأحاديث فضل المشي إلى الصلاة إلى مشكلة الثقوب الكونية السوداء على أطراف المجرة التي سمعت شيخاً من كبراء هذا المنهج يقول إنها ذكرت في القرآن, ألا تقرأ قوله تعالى: (والسماء ذات الحبك) ()؟! , ولكل قوم وارث! , فقد سبق هؤلاء القوم إلى هذه النفعية المادية رجل أعرابي كان يجلس على مائدة سليمان بن عبد الملك يلتهم الفالوذج فقال له سليمان: أتدري ما تأكل؟ قال الأعرابي: إن مذاقه لهني، وإن ازدراده لمري، ولا أظنه إلا الصراط المستقيم الذي ذكره الله في كتابه!! ا
لمثل هذه المناهج وأهلها ولكل باحث عن الحقيقة الكلية في مسألة خلافة الإنسان على الأرض أجتهد في نظم هذه الكتابة الاستدلالية التي أرجو من الله أن يكون أصلها ثابت وفرعها في السماء, على منهج رب العالمين في حجته على خلقه بإعادة كل شيء إلى أصله الأصيل, والله حسبي ونعم الوكيل.
كتبه
أبو بكر جميل بن مونّس الصبيح الرويلي
ibn-sabeeh@hotmail.com
و هذه فصول الكتاب:
الفصل الأول: الجاهلية الرومانسية.
* العقيدة الرومانسية.
* الشريعة الرومانسية.
* الإرهاب الرومانسي.
* نهاية الإنسان الرومانسي.
* الإسلام الرومانسي.
الفصل الثاني: المقدمات الأولية للتصور الصحيح:
* مفهوم الحقيقة والمجد.
* أصل العلم كله من الله.
* حقيقة الكون والنظام.
* قصة نشوء الكون وإثبات الخالق والمخلوق.
الفصل الثالث: معرفة مقومات العالم وعناصره الفاعلة:
* صفة آدم وحواء.
* صفة الشيطان.
* تكريم آدم ومعصية إبليس.
* الواقع والواقعية.
الفصل الرابع: تحقيق الاستخلاف في الأرض:
* سكنى الأرض وإعمارها ليس غاية في خلق بني آدم.
* معنى العبودية.
* الاستخلاف لا يتحقق إلا بإقامة الميزان الكوني والشرعي.
* الخلافة الشريفة للإنسان في الأرض.
خاتمة الكتاب.
http://www.whatan.net/jameel/book-intro.jpg
رابط الكتاب:
هنا ( http://www.whatan.net/jameel/ensan.rar)
وفقكم الله.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 05:29]ـ
نفعل إن شاء الله تعالى بنية الإستفادة فقط ... أحسن الله إليكم شيخنا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 09:10]ـ
شكله قيم جزاك الله خيرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 10:24]ـ
لكن نرجو ألا يغضب منه اخواننا الفنانين
ـ[أحمد سمحان]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 09:37]ـ
الرابط لا يعمل شكر الله لك يرجى المعالجة(/)
أرجو قراءة هذا الكتاب و نقده
ـ[جميل الرويلي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 03:46]ـ
بسم الله الرحن الرحيم
الحمد لله , فقد من الله علي بتأليف كتاب في موضوع مهم للغاية و هو موضوع " خلافة الإنسان على الأرض " و أسميته " تحقيق خلافة الإنسان على الأرض " و كان تأليفه بمشورة من الشيخ الفاضل عبد العزيز آل عبد اللطيف حفظه الله و لكنه لم يتمكن من التعليق على الكتاب لكثرة مشاغله و اقتصر على اختيار فصل واحد منه و مع هذا لم يرد إلي أي رد حتى حول ذلك الفصل , و نعتذر له بما هو أهله من جميل الظن.
و قد تم طبع ألف نسخة من الكتاب كطرح مبدئي ليتم تداوله و نقده و من ثم سنطبعه بكميات أكبر إن شاء الله.
الكتاب كتبته بلغة أدبية و فكرية عالية من حيث طرح الأفكار و نظم العبارة فهو موجه إلى شريحة معينة من الناس و كنت أتصور في نفسي حين كتابته أنني أكتبه كنصيحة لكل مثقف أو مطلع جيد الاطلاع. والكتاب يناقش عنوانه من حيث النظرة اسائدة الآن و من حيث النظرة الفلسفية التي يتم نشرها الآن تحت غطاء " مبادئ المجتمع المدني " و هو كتاب فكري و تأصيلي خصوصا الفصلين الأخيرين منه أما الفصول الأولى فهي فكرية استقرائية ناقشت فيها تطور المجتمع المدني الغربي من حين الثورة الفرنسية على الكنيسة إلى تبلور الفكر العقلاني ثم العلماني ثم الليبرالي.
أرجو من الجميع قراءته و نقده هنا
غلاف الكتاب
http://www.whatan.net/jameel/book-image3.jpg
هذه مقدمة الكتاب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه, أما بعد:
فإن لكل شيء ٍ أصل يرد إليه، وما ليس له أصل فليس له حقيقة، ولهذا تجد أن الله تعالى يرد كل شيء مشكل في فهوم البشر إلى أصله الذي نشأ منه؛ بل إنه ليس في الكون شيء إلا وقد اخبر الله عز وجل عن أصله الأول ونشأته الأولى إلا نفسه المقدسة تبارك وتعالى؛ وذلك أنه الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، أو كما قال الإمام الطحاوي في عقيدته " الأول بلا ابتداء ". وهذا واضح لمن تتبع الحجة الإلهية في القرآن.
قد يتصور الباحث عن الحقيقة المنجية أنه سوف يجدها ذات فتح من الله جمعاء ليس فيها من جدعاء في نص من نصوص الكتاب أو السنة، فيقول: هذه منجيتي، فهي حق لأنها في الكتاب أو السنة، وهي النجاة لأنها من الله, وهذا غير صحيح, فما أكثر الحقائق الموجودة في نص من نصوص الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة؛ ولكنها في ذاتها حقائق جدعاء، قد يظنها الإنسان " حقيقة مكتملة البناء " مع أنها جزء من حقيقة كلية كبيرة مركبة الصور والمعاني, فحتى الشريعة لم تكتمل إلا قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بمدة وجيزة، بل أنه في حجة الوداع تكلم عن صفة من صفات الله الذاتية وهي صفة العين فقال: «إن ربكم لا يخفى عليكم, إن الدجال أعور وإن ربكم ليس بأعور» فحتى الكلام عن صفات الله لم يكتمل إلا قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بعام واحد, فكيف تأتي الحقيقة بعد كل هذا في موطن واحد جمعاء ليس فيها من جدعاء؟. إنما تأتي الحقيقة مفرقة مبثوثة في كتاب الله وسنة رسوله يشد بعضها بعضاً؛ لتكتمل الصورة ويتضح المنهج، فلا يقال حينها بتناقض ولا بنقص ولا بتفاوت، ولا يتعارض العقل والنقل، ولا يتشابه الفهم علينا، ولا نمارس " الأثرية العضين " التي مارسها الخوارج من قبل، ولا " الجاهلية الرومانسية " التي يمارسها العصرانيون والعلمانيون اليوم المبنية على مبدأ أن الحق في السعادة، وأن الطبيعة البشرية هي ملة إبراهيم التي ينبغي لكل البشر أن يجتمعوا عليها, ويزعمون أن الإسلام قائم على هذا, ولكي لا نمارس " الإسلام النفعي " عند بعض الدعاة الإسلاميين في هذا العصر من أهل الاجتهاد الرخيص المبني على" الدعوة التجريبية إلى الله " والذين يسخرون الإسلام لكل مشكلة تنوب أهل الأرض, فمن مشكلة السمنة وتصلب الشرايين التي قاموا بحلها بأحاديث فضل المشي إلى الصلاة إلى مشكلة الثقوب الكونية السوداء على أطراف المجرة التي سمعت شيخاً من كبراء هذا المنهج يقول إنها ذكرت في القرآن, ألا تقرأ قوله تعالى: (والسماء ذات الحبك) ()؟! , ولكل قوم وارث! , فقد سبق هؤلاء القوم إلى هذه النفعية المادية رجل أعرابي كان يجلس على مائدة سليمان بن عبد الملك يلتهم الفالوذج فقال له سليمان: أتدري ما تأكل؟ قال الأعرابي: إن مذاقه لهني، وإن ازدراده لمري، ولا أظنه إلا الصراط المستقيم الذي ذكره الله في كتابه!! ا
لمثل هذه المناهج وأهلها ولكل باحث عن الحقيقة الكلية في مسألة خلافة الإنسان على الأرض أجتهد في نظم هذه الكتابة الاستدلالية التي أرجو من الله أن يكون أصلها ثابت وفرعها في السماء, على منهج رب العالمين في حجته على خلقه بإعادة كل شيء إلى أصله الأصيل, والله حسبي ونعم الوكيل.
كتبه
أبو بكر جميل بن مونّس الصبيح الرويلي
ibn-sabeeh@hotmail.com
و هذه فصول الكتاب:
الفصل الأول: الجاهلية الرومانسية.
* العقيدة الرومانسية.
* الشريعة الرومانسية.
* الإرهاب الرومانسي.
* نهاية الإنسان الرومانسي.
* الإسلام الرومانسي.
الفصل الثاني: المقدمات الأولية للتصور الصحيح:
* مفهوم الحقيقة والمجد.
* أصل العلم كله من الله.
* حقيقة الكون والنظام.
* قصة نشوء الكون وإثبات الخالق والمخلوق.
الفصل الثالث: معرفة مقومات العالم وعناصره الفاعلة:
* صفة آدم وحواء.
* صفة الشيطان.
* تكريم آدم ومعصية إبليس.
* الواقع والواقعية.
الفصل الرابع: تحقيق الاستخلاف في الأرض:
* سكنى الأرض وإعمارها ليس غاية في خلق بني آدم.
* معنى العبودية.
* الاستخلاف لا يتحقق إلا بإقامة الميزان الكوني والشرعي.
* الخلافة الشريفة للإنسان في الأرض.
خاتمة الكتاب.
http://www.whatan.net/jameel/book-intro.jpg
رابط الكتاب:
هنا ( http://www.whatan.net/jameel/ensan.rar)
وفقكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 05:29]ـ
نفعل إن شاء الله تعالى بنية الإستفادة فقط ... أحسن الله إليكم شيخنا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 09:10]ـ
شكله قيم جزاك الله خيرا
ـ[أحمد سمحان]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 09:37]ـ
الرابط لا يعمل شكر الله لك يرجى المعالجة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 09:47]ـ
خذه من مدونة وطن للمؤلف جميل الرويلي(/)
لماذا انهزم المسلمون لسماحة الشيخ أحمد المحلاوي حفظه الله و متع الأمة بعلمه
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 10:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة الفضلاء أزف اليكم درة من درر الشيخ المفضال الصادع بالحق في زمن الغربة- كما نحسبه و الله حسيبنا جميعا و لا نزكي على الله أحدا- اعلامة أحمد المحلاوي حفظه الله تعالى و بارك في عمره وعلمه ... كلمة صادقة في وقت تفتقر الأمة الى من يأخذ بيده و يدلها على مراد ربها جل و علا و هدي رسولها (ص).
و اليكم الرابط أيها الكرام:
http://mahalawy.net/lessons/why1.rm
أخوكم و محبكم
ـ[كامل كامل عبد الله]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 02:11]ـ
بارك الله فيك وعليك أخى الحبيب ونفعنا الله وأياك بعلم الشيخ العلامة أحمد المحلاوى بارك الله لنا فى عمره(/)
مراتب الجهاد للعلامة ابن قيم الجوزية
ـ[أبو حاتم الجبرتي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 11:41]ـ
قال رحمه الله في زاد المعاد (فالجهادُ أربع مراتب:
/// جهادُ النفس،
/// وجهادُ الشيطان،
/// وجهادُ الكفار،
/// وجهادُ المنافقين.
//////////////////////////////////////////
/// فجهاد النفس أربعُ مراتب أيضاً:
إحداها: أَنْ يُجاهِدَها على تعلُّم الهُدى، ودين الحق الذى لا فلاح لها، ولا سعادة فى معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها عِلمُه، شقيت فى الدَّارين.
الثانية: أن يُجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرَّدُ العلم بلا عمل إن لم يَضُرَّها لم ينفعْها.
الثالثة: أن يُجاهدها على الدعوة إليه، وتعليمِهِ مَنْ لا يعلمهُ، وإلا كان مِن الذين يكتُمون ما أنزل الله مِن الهُدى والبينات، ولا ينفعُهُ علمُهُ، ولا يُنجِيه مِن عذاب الله.
الرابعة: أن يُجاهِدَها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمَّل ذلك كله لله. فإذا استكمل هذه المراتب الأربع، صار من الربَّانِيينَ، فإن السلفَ مُجمِعُونَ على أن العَالِمَ لا يَستحِقُّ أن يُسمى ربَّانياً حتى يعرِفَ الحقَّ، ويعملَ به، ويُعَلِّمَه، فمَن علم وَعَمِلَ وعَلَّمَ فذاكَ يُدعى عظيماً فى ملكوتِ السموات.
//////////////////////////////////////////
فصل
/// وأما جهادُ الشيطان، فمرتبتان،
إحداهما: جهادُه على دفع ما يُلقى إلى العبد مِن الشبهات والشُّكوكِ القادحة فى الإيمان.
الثانية: جهادهُ على دفع ما يُلقى إليه من الإرادات الفاسدة والشهواتِ، فالجهادُ الأول يكون بعده اليقين، والثانى يكون بعدَه الصبر. قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ، وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]، فأخبر أن إمامة الدين، إنما تُنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهواتِ والإرادات الفاسدة، واليقينُ يدفع الشكوك والشبهات.
//////////////////////////////////////////
فصل
/// وأما جهادُ الكفار والمنافقين، فأربع مراتب:
بالقلب،
واللِّسان،
والمالِ،
والنفسِ،
وجهادُ الكفار أخصُّ باليد، وجهادُ المنافقين أخصُّ باللسان.
//////////////////////////////////////////
فصل
/// وأما جهادُ أرباب الظلم، والبِدعِ، والمنكرات، فثلاث مراتبَ:
الأولى: باليدِ إذا قَدَرَ، فإن عَجَزَ، انتقل إلى اللِّسان، فإن عَجَزَ، جاهد بقلبه، فهذِهِ ثلاثةَ عشرَ مرتبةً من الجهاد، و"مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالغَزْوِ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنَ النَّفَاقِ" ... )(/)
الشيخ ناصر العمر لصحيفة الشروق: حوار رائع
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 02:54]ـ
د. العمر لصحيفة الشروق:
لتعد جمعية العلماء بالجزائر .. نبهت عن خطأ العنف قبل ربع قرن .. الأسلحة حق للمقاومة .. لم يتضح الوضع بالصومال
على هامش مؤتمر اسطنبول المنعقد أواسط فبراير، التقت صحيفة الشروق الجزائرية بالشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر، المشرف العام على موقع المسلم، وسألته عن رأيه في الأوضاع الجزائرية، واستمعت لرأيه في مسألة العنف التي حدثت هناك، وردوده عمن يقول بأن الإدانة التي لاقتها التجاوزات هناك لم تحدث إلا عندما طال العنف الجزيرة العربية، إلى جانب العديد من الأسئلة الأخرى التي تتعلق بغزة والصومال والجماعات الإسلامية .. وما إلى ذلك، وكان هذا الحوار الذي نعيد نشره هنا؛ فإلى نص الحوار:
الشيخ ناصر العمر من أبرز دعاة التيار السلفي في المملكة العربية السعودية، يتحدث بلغة صريحة دون لف أو دوران، سبق له أن زار الجزائر ونصح الإسلاميين قبل وقوع الأحداث الدامية التي شهدتها بلادنا في تسعينيات القرن الماضي، بعدم الاصطدام مع السلطة. ويأسف أن هؤلاء لم يأخذوا بنصيحته، ويعتبر إهدار دم المسلم فسادا في الأرض، كما تناولنا في حديثنا معه العديد من القضايا.
كيف يقيم الشيخ ناصر العمر، حالة المسلمين في عالمنا اليوم؟
إذا أراد إنسان أن يقيم أي شيء يقيمه بناء على مقياس الزمان والمكان والحال، النظرة المجردة لأهل المسلمين دون مراعاة الظروف، يقول الحالة سيئة، لكن في الحقيقة وفي ظل كل الظروف الدولية والأوضاع العالمية، أعتقد أن المسلمين الآن في حالة ايجابية، لم تمر من قبل في الزمن المتأخر، قد تقول لي كيف؟، أعتقد أن مجرد انشغال العالم بالمسلمين في كل خبر على أنهم موجودون، أيضا الآن الأمة مقبلة على دينها، وعندما نتحدث عن أنه في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من سبعة ملايين مسلم، وفي بريطانيا أربعة ملايين مسلم، في فرنسا وإيطاليا كذا وكذا مسلم، فهل نقول بعد ذلك أنهم قد دخلوا الإسلام بالسيف؟! أبدا، هذا معناه أن الإسلام ينتشر بفعل الدعوة، حتى في الاتحاد السوفيتي الذي عاش في ظل الشيوعية الآن الإسلام يتقدم، لكن المشكلة لا تزال في رأس الأمة، فعلى مستوى الشعوب تبدو مقبلة على دين الله عز وجل، لكن لا يزال على مستوى رأس الأمة، الرأس الهرمي يحتاج إلى مزيد من النظر واستثمار كل الطاقات المتاحة.
أيضا هناك مشكلة تعاني منها الأمة في ظل هذا الوضع مما ينكد على تقويمها، الخلافات الموجودة، سواء أكانت داخل الشعوب أم داخل الجماعات الإسلامية أم غيرها، فإذا وجد دور لها وبخاصة دور العلماء، بإذن الله ستصل الأمة إلى مجد، ويحسب لها الأعداء حسابا كبيرا، ويكفي أن أشير في هذا اللقاء إلى أن التقارير العالمية، من الاستخبارات ومراكز الدراسات تؤكد أن أقوى قوة قادمة في القرن القادم هي الإسلام، هذا إجماع تقارير الأعداء، قدموها لمخابراتهم وليس لنا.
في تقديركم، ما هو سبب هذه الخلافات التي تعصف بالأمة، وخاصة بين الحركات الإسلامية، هل تجدون مبررات لذلك؟
بعض الأسباب حقيقية، فهناك خلافات منهجية واقعية، وفي بعضها ـ الحقيقة اسمح لي أقول لك ـ وهمية، مضخمة، وبعبارة أدق المشكلة بدل أن نأتي بالأسباب الحقيقية لسبب الخلافات ونعالجها استخدمناها وسيلة لمزيد من التشرذم والخلافات، هذه قضية جوهرية، بدل أن نأتي، مثلا جار مع جاره، عنده مشكلة بسبب الجوار، أن يحلوا المشكلة جعلوها سببا لتفرقة العائلتين والجارين، هذا واقع بين كثير من الجماعات الإسلامية، وإلا المشكلة موجودة، لكن ضخمت واستثمرت لمزيد من العداوة والتمكين والتفرقة.
ما رأيكم في بعض الجماعات التي ترفع شعار المغالبة؟
هذا يختلف بعضه عن بعض؛ فالذي أراه، هو منهج التدرج، وأرى أنه الأنسب بالنسبة لحالتنا، وقد ناقشنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في هذا الأمر، بأن عصرنا قريب من العصر المكي، فقط أن بعض الأحكام الشرعية كالصلاة، والزكاة والصيام والحج أتت أحكاما محكمة، لكن مراحل الدعوة، أرى أن يؤخذ بعضها من العصر المكي من حالة الضعف وعدم الدخول في نزاعات ومشكلات لا طائل من ورائها، ولذلك أنا أقسّم البلاد إلى ثلاثة أقسام:
(يُتْبَعُ)
(/)
النوع الأول: بلاد محتلة، يجب الجهاد فيها، مثل فلسطين، وأفغانستان، والصومال، هذه بلاد محتلة، فيها عدو أجنبي يجب الجهاد، وهو فرض ...
(مقاطعا) بالرغم من أن الرئيس الحالي للصومال، هو الشيخ شريف، وهو إسلامي، ورئيس المحاكم الإسلامية التي قادت مرحلة سابقة تحرير الصومال من القوات الأجنبية؟
إلى الآن لا استطيع الحكم، وليست عندي خلفية عن الموضوع الصومالي، أتحدث فقط الآن عن وجود القوات الإثيوبية والأمريكية.
النوع الثاني من البلاد، هي بلاد مسلمين، ويحكمها حكام قد يكونوا علمانيين، فأرى أن ينظر في أسلوب التغيير، لأن المصالح والمفاسد قد لا تراعى هنا، الذين يذهبون ضحايا لهذا هم المسلمون أنفسهم، أما الحكام فلا يطالهم شيء كما هو في كثير من البلاد الإسلامية، فالذي أراه أن الكثير من الجماعات الإسلامية ـ وحتى أكون دقيقا في كلامي معك ـ لم توفق في هذا الموضوع، ودخلت في صراعات لم تأت بنتائج ايجابية، مثلا في سوريا حكم بعثي، ولا نشك في هذا، لكن أسلوب المغالبة لم يكن موفقا ولم يأت بنتائج، بل الذي حدث هو أن ضربت الدعوة، وضرب المسلمون، وتأخروا، وبقي الحكم كما هو، وهذا خطأ.
النوع الثالث، بلاد فيها مسلمون وفيها نصارى، والحكام نصارى، أو كفار، والأصلح أن أهل البلد والعلماء هم الذين يقررون ماذا يفعلوا بالتشاور مع العلماء المسلمين المعتبرين، ليقرروا ماذا يناسب هذا البلد، وكيف يفعلون معه.
البعض من المراقبين لشؤون الحركات الإسلامية، يذهبون إلى الاعتقاد بأن جماعة الإخوان فرخت في وقت من الأوقات جماعة الجهاد، ثم جاء الدور على السلفية مع الألفية الجديدة لتفرخ هي بدورها جماعة الهجرة والتكفير والسلفية الجهادية، ما هو تعليقكم؟
هذا حكم عام، ولا يجوز أن يكون مطلقا، هذا أولا، وثانيا، أعتقد أن الجهاد لا يحتاج إلى أحد كي يفرخه، الإسلام هو ذاته يفرج الجهاد، الجهاد الحقيقي في مواطنه الصحيحة هو ذروة سنام الإسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين يقاتلون حتى يأتي أمر الله"، فالجهاد قائم بعز عزيز أو بذل ذليل، ولكن ما يقصدونه شيء آخر، يقصدون مظاهر الغلو التي حدثت، ومظاهر تكفير للمسلمين ولبعض علماء المسلمين، وإن المسئول عنها هي سجون بعض الحكام في بعض البلاد العربية، مثلا زمان أيام جمال عبد الناصر، هي التي أخرجت التكفير والهجرة، وسجون عدد من الدول العربية بل أمريكا وأتباعها هي التي أخرجت هؤلاء، لما يجري في السجون من ظلم وطغيان، وبعد عن العدالة، هو الذي أخرجهم، أما الجهاد الحقيقي فهو امتداد للإسلام ولا يعتبر هو الذي فرخه فلان أو علان، أو الجماعة الفلانية.
هناك مؤاخذات حقيقية على بعض علماء السعودية كما نعتقد نحن في الجزائر، عندما كانت تواجه جماعات العنف سكت العلماء وبعضهم حرض على العنف، وعندما اهتزت المملكة على ضربات هؤلاء تحرك العلماء بتحريم إهدار دم المسلم، لماذا التمييز بين دماء المسلمين، وتردد العلماء دائما في إبراز الموقف الشرعي؟
ذهبت إلى الجزائر سنة 1986 وألقيت محاضرة "العلم ضرورة شرعية"، وحذرت علانية مما يقع في الجزائر، وقلت إذا سارت الأمور في الجزائر بمثل هذا الوضع فإن المآل لا يحمد.
ثم ألفت كتابا هو "العلم ضرورة شرعية"، وقلت فيه إنني زرت عددا من البلدان وكنت أقصد الجزائر وحذرت من هذا الأمر، وبعد أن وقعت الأحداث تكلمت أيضا.
هل توقعت حدوث تلك الأحداث؟
نعم توقعت ذلك، لأني رأيت أن الوضع يسير إلى الاصطدام، سواء في تعامل السلطة، أو تعامل الناس، أو المدارس الدعوية، وأعرف أن عددا من المشايخ تكلموا في هذا بوضوح، وقد أرسل لي بعض الجزائريين مثل هذا الكلام ورددت عليهم، وبينت لهم مواقفي، ولي بيان منشور موجود في موقع المسلم.
أما إنهم يقولون إنكم لم تتكلموا إلا بعد أن سالت الدماء في بلدكم فهذا كذب، الدليل على ذلك أنني حدثت السوريين بسبب أحداث سوريا، ونصحتهم وبينت لهم خطأ هذا المنهج، وألفت كتابا سميته "حقيقة الانتصار" مؤلف في عام 1992 وبينت خطأ هذه المناهج. فكيف يقال لنا هذا الكلام، هذه تهمة باطلة، أما كون أن بعض الأشخاص لم يتكلموا في الموضوع، فهذا فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
ما هو موقفكم من العمل المسلح الذي يعصف ببعض الدول ومنها الجزائر خاصة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لدينا بيان (في موقع المسلم) أرى الرجوع إليه لمعرفة رأينا في ذلك بتفصيل، وكنت قد أصدرت منذ عدة سنوات رسالة إلى أهل الجزائر، وبينت فيها موقفي، ومن جهتي أنصح الجميع بالعودة إلى دين الله، والذين لديهم بعض الأفكار، والآراء، أقول لهم تعالوا إلى كلمة سواء، هذا الذي أنصح به، أن يجلسوا ويتناقشوا، أليس كلهم مسلمون، وكلهم يقول أنا مسلم، ما داموا مسلمين، فالكتاب واضح والسنة واضحة ولا أشكال.
كما أوجه كلمتي إلى الحكومة الجزائرية، وللشعب الجزائري وللدعاة، ولكل من يحمل هما، أقول لهم اتقوا الله جل وعلا، فالمسؤولية مسؤولية الجميع، وعليهم أن يحتكموا إلى الكتاب والسنة، وإذا كان الله امرنا أن نقول لأهل الكتاب: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله"، فأحسن باب هو أن ندعو بعضنا بعضا، ونتحاور ونتناقش. أليسوا كلهم مسلمون، الإسلام واضح، أما استمرار هذه الدماء واستمرار هذه الحالة وبطش البعض بالبعض الآخر والظلم، وادعاء كل إنسان أن رأيه هو الصحيح، فسيزيد المشكلة ويعقدها، فلنتق الله في هذا الشعب المؤمن الصابر الذي خسر الآلاف في قتاله مع الفرنسيين، فما ذنبه أن يخسر مزيدا من الدماء بلا ثمن؟
فضيلة الشيخ .. سمعنا فتاوى متناقضة حيث إن البعض حرم المسيرات للتعبير عن دعم الشعوب للمقاومة الفلسطينية في غزة، وبعضهم أفتى بضرورة دعم المقاومة والجهاد ضد الاحتلال، مما لبس الأمور على عامة الناس، لماذا هذا التناقض الصارخ في الفتاوى؟
طرحت عدة قضايا، سبب الاختلاف بين العلماء كبير، "ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك"، وهذا قضاء قدري، لا أستطيع أن أحله أنا أو غيري، حتى الاختلاف حدث وإن كان في بعض الفروع بين الصحابة رضوان الله عنهم.
أما إن كنت تسألني عن رأيي في المقاومة، فأرى أن هذا الجهاد واجب دعمه، وكل يهودي في فلسطين هو محتل ويستحق القتل، لأنه ظالم ومجرم، ويحتل أرضاً ليست أرضه، أما عن المظاهرات فهي على نوعين، إذا كانت مظاهرات فيها فساد وفيها إفساد في الممتلكات وفيها فوضى وإثارة الفراق فلا تجوز، أما إن كانت مظاهرات سلمية ومجرد تعبير عن رأي أصحابها لنشر فكرة أو مدافعة باطل فلا أرى حرجا في ذلك.
ولكن لماذا تحفظتم على فتوى الشيخ عوض القرني الذي أفتى باستهداف المصالح "الإسرائيلية"؟
أنا لم أناقش فتوى عوض القرني ولم أتحفظ عليها، فقط قلت أرى أنه في الأزمات يجمل أن تكون الفتاوى جماعية، فإذا لم توجد هذه الفتاوى الجماعية، فيمكن للفرد أن يصدر فتوى فردية، أما الفتوى فلم أناقاشها إطلاقا، لكني تحدثت عن طريقة إصدار الفتاوى في الأزمات، فأقول إن الفتاوى يجب أن تصدر بطريقة مؤسسية وبطريقة جماعية وبمشاركة مجموعة من العلماء، وبالذات مع أهل البلد، فمثلا أي فتوى تتعلق بفلسطين ينبغي أن يناقش فيها أهل فلسطين، لأن الموضوع يمسهم سلبا أو إيجابا.
هناك شد وجذب بخصوص منع التهريب عبر الأنفاق في قطاع غزة، ما هو الموقف الشرعي من هذه المسألة؟
التهريب يتعلق بالمخدرات والحشيش، أما الأسلحة فمن حق المقاومة والمجاهدين أن تحصل ـ ويحصلوا ـ عليها، وأنا أقول، ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فيجب دعم الفلسطينيين، ويجب إيصال الأسلحة لهم، والذي يقف دون وصول الأسلحة إلى المقاومة فهو خائن ومفرط، فلا يسمى إيصال الأسلحة لهم تهريباً إطلاقا لأنه يدافع عن دينه وعن بلده، فهو لا يعتبر مهربا إطلاقا.
ماذا يقول فضيلة الشيخ إلى القراء في الجزائر؟
الشعب الجزائري شعب أبيٌ ومضحٍ، وشعب بطل، فيكفي أنه في سنوات طويلة أخرج "الاستعمار" الفرنسي وقدم تضحيات ضخمة هائلة، أصبحت مضرب المثل في التاريخ المعاصر، فمن الخطأ أن يفرط في هذا الانجاز، وتضيع حقوق الأمة، وما حارب الجزائريون إلا بالإسلام، ويجب أن يظل الإسلام هو الحاكم في الجزائر، وأن يبتعد الجميع عما يثير أي قلاقل في حياة الشعب الجزائري، والدولة مسؤولة عن تأمين البلد وتحقيق المعيشة ورغد العيش.
كما أنصح العلماء، وأقول لقد صارت "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" مضرب المثل في العالم، ووقتها أصبحت تجربتها أمنية يطمع كل شعب في تحقيقها، فليعد دور جمعية العلماء المسلمين التي كانت في الجزائر على يد البشير الإبراهيمي وغيره، أن تعود الآن بقوة لتوجه الناس، وأن يكون لها التأثير ذاته في الناس؛ لأن الناس يتبعون علماءهم، وأعتقد أن سبب المشكلات الموجودة في الجزائر هو غياب العلماء وتقصير الكثير من العلماء عن أداء دورهم، لأن الناس لو وجدوا العلماء الصادقين المخلصين ما حدثت هذه المشكلات والاضطرابات، فبقدر تقصير العلماء تقع الفتن في أي بلد، في الجزائر أو في غيرها.
المصدر:
http://www.almoslim.net/node/107796
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 11:22]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك الله في الشيخ ناصر العمر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 12:11]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، وأنبهك إلى أن الموضوع سبق نشره على هذا الرابط ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27674
والله الموفق
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 12:14]ـ
بارك الله فيكم
و في الاعادة افادة(/)
حكم تسليم الفتيات اللاتي أسلمن إلى الكنيسة،، الشيخ ياسر برهامي
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 06:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتوى عن تسليم الفتيات اللاتي أسلمن إلى الكنيسة حيث تم اعتقالهن في الدير كما اعتلقت من قبل وفاء قسطنطين فك الله أسرها إن كانت حية ورحمها وتقبلها إن كانت قتلت
التحميل نسخة فديو هنا ( http://www.anasalafy.com/materials/Video/dr-yasser/salasel/ftawa-frayday/9-3-2009.wmv)
نسخة صوتية هنا ( http://www.salafvoice.com/sitefiles/media_files/1/Mar09/tslim.rm)
همتكم يا شباب نريد نشر هذا المقطع على أوسع نطاق(/)
وقفات مع مقدمة الشيخ القرضاوي لكتاب سيف العصري في التفويض ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 07:00]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فالخلل العقدي عند الشيخ يوسف القرضاوي في باب الصفات = كان لائحاً متضحاً لدي منذ زمن ..
وكنتُ أشبه الشيخَ بالشعراوي من جهة انحسار ضرر الخلل العقدي لديهما؛بقلة كلامهما في هذه الأبواب (كما ظهر لي)
وهذا العام أتحفنا القرضاوي بمقدمة كتبها لكتاب الأخ سيف العصري-رده الله للحق-ساءني جداً فيها أكثر ما ساءني ما ظهر من الشيخ القرضاوي وبدا كأنه نفثة مصدور مبغض لانتشار الدعوة السلفية الصحيحة وانتشارها في ربوع العالم .. حتى وصمها ووصم انتشارها ونبذها لما يُخالفها في هذا الباب =بالإرهاب الفكري .. وإخراس ألسنة الآخرين (!!)
ولذا فقد عزمتُ على الوقوف مع مقدمة الشيخ قليلاً .. بعض الوقفات المنهجية؛لكشف ما بها من الخلل، وأنه حتى من يريد نصرة الباطل لا يُحسن التأتي له .. وهذا من خذلان الله للباطل وأهله ..
وليكن معلوماً أن وقفاتي معها لن تكون إبطالاً للتأويل أو نقضاً للتفويض ونسبته للسلف فهذا مزبور من قبل وسيرقم من بعد، وإنما وقفتي معها أدق من ذلك من جهة أنها مقدمة بقلم القرضاوي وإني أحب أن أرى القرضاوي في مقدمته وأن أرى أين هو فيها (بمنهجه الذي نعرفه وطريقته التي نألفها وهل مقدمته تلك تتسق مع أدبياته الأخرى) وأين هو من الناس، وأن أنبه بعدُ على ما فيها من التناقض والضعف المنهجي بقطع النظر عن الخطأ العلمي المجرد.
ومن نافلة القول: أني لم ولن ولستُ أبغي على الشيخ في ردي هذا ولا أهدر ولا أهدم ولا غيرها من التهم المعلبة ..
الأمر واضح ظاهر: إحقاق الحق أبغي، ونصرة الصواب أريد، وتصحيح الخطأ أقصد
الوقفة الأولى
الذي ختم به الشيخ مقدمته (وتابع فيه الكبيسي) من بيان منهجه في باب الصفات = أقامه وحيداً في العراء تُقله الأرض ولا يعلوه سوى السماء،تتناوشه الريح من كل جانب تسلمه واحدة إلى أختها،فلا هو فيها سلفي سلفية ابن تيمية، ولا هو فيها سلفي سلفية الأشاعرة، ولا هو فيها أشعري أشعرية ابن تيمية ولا هو فيها أشعري أشعرية الأشاعرة وليس هو فيها بالمفوض تفويضاً يعرفه من يعرف التفويض وبيانه:
يقول الشيخ: ((خلاصة ما انتهيت إليه: أني آخذ بمذهب السلف في نصوص الصفات التي هي في البشر انفعالات، مثل الرحمة والغضب والمحبة والكراهية ... ونحوها فنثبتها لله كما أثبتها لنفسه،ولا داعي لتأويلها، بل نقول: رحمة ليست كرحمتنا وغضب ليس كغضبنا)).
وإني أسأل وليُجبني أي واحد ولو كان أشعريا مفوضاً مؤولاً (لا فرق):
مذهب السلف لذي يعنيه الشيخ أي مذهب هو (؟)
التفويض (؟)
صعبة (!)
فالمفوضة لا يقولون: ((رحمة ليست كرحمتنا وغضب ليس كغضبنا)) كما قال الشيخ،فهم لا يثبتون ذلك القدر المشترك مع نفي التماثل ..
مذهب السلف هذا .. في نظر من إذاً (؟؟)
هذا مذهب السلف كما حكاه ابن تيمية (في هذه الصفات وغيرها) .. طيب .. هل يرى الشيخ صواب ما نسبه شيخ الإسلام للسلف في هذه الصفات على الأقل (؟)
طيب .. لم إذاً بكى على صاحب كتاب: ((ابن تيمية ليس سلفياً)) وندد بالإرهاب الفكري و ... (؟؟)
أليس صاحب هذا الكتاب قد ظلم شيخ الإسلام في هذه الصفات على الأقل (؟؟)
ثم هل يرضى الأشاعرة بهذا الكلام من الشيخ (؟؟)
وهل يرضى مؤلف الكتاب نفسه عن هذا من الشيخ (؟؟)
أجيب هذه الأخيرة: نعم قد يرضى فهو متناقض ..
ولتتأمل معي ما دمنا قد أتينا على سيرة مؤلف هذا الكتاب اللذيذ ..
يقول سيف العصري: ((حقيقة التفويض في الاصطلاح مركبة من ثلاثة أشياء:
الثالث منها: نفي الظاهر الموهم للتشبيه،كنفي ما يوهم الأعضاء كالوجه واليد، ونفي ما يوهم الحدث كالغضب والفرح والضحك)
حلو الكلام (؟)
ثم يقول عما يوهم الحدث: ((ولاشك أن أوصاف الحدوث نقص فيُنفى عن الله تعالى، وتُفوض النصوص التي ورد فيها تلك الإضافات، بخلاف أوصاف الكمال المحض فلا يفوض معناها الكلي بل يُثبت ولا يضر بعد ذلك تفويض المعنى الخاص وما تصدق عليه تلك الصفة في خارج الذهن)).
يبقى المعنى الكلي في صفات الحدوث يُنفى صح كده؟
ومن صفات الحدوث الغضب صح كده (؟)
بس القرضاوي في مقدمته لكتابك يا سيف أثبت المعنى الكلي للغضب صح كده (؟)
والمشكلة الأكبر يا سيف أنك نقلتَ عن الغرسي بعدها صحة قولنا: غضب ليس كغضبنا.
ما علينا نعودُ للقرضاوي:
الذي أردتُ قوله أن هذا المذهب الذي تابع فيه القرضاوي الكبيسي ونقله سيف العصري عن محمد صالح الغرسي ليس هو مذهب الأشاعرة الذين تتلمذ عليهم ودرس القرضاوي كتبهم في الأزهر
يقول أبو الحسن الأشعري رأس المذهب: ((وأجمعوا على أنه عز و جل يرضى عن الطائعين له وأن رضاه عنهم إرادته لنعيمهم وأنه يحب التوابين ويسخط على الكافرين ويغضب عليهم وأن غضبه إرادته لعذابهم وأنه لا يقوم لغضبه شيء)).
فهذا أبو الحسن يؤول الغضب ولا يُثبته على منهجكم؛لأنه يوهم الحدوث عنده وهذا مما خالفت فيه الأشعرية الكلابية الذين أثبتوا تلك الصفات إثباتاً لا يتعلق بالمشيئة.
وإذاً فالمقدمة الطويلة عن الأزهر والزيتونة والعالم الإسلامي = لا تُحق حقاً ولا تبطل باطلاً .. وهو المطلوب إثباته.
وإذا كان ابن تيمية ليس سلفياً (ظلماً وزوراً) فلستم بأشاعرة ولا مفوضة (حقاً وصدقاً)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 02:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الهاجرية]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 04:52]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 09:15]ـ
بارك الله فيكم أخي أبافهر .. (متابع لجهودكم).
-كان حريًا بالقرضاوي - هداه الله - أن لا يُدخل نفسه في هذه الأمور، التي - فضلا عن تخبطه فيها - يراها من " الجزئيات " و " من إشغال الأمة بما يُشتت جهودها عن أعدائها الحقيقيين .. " إلخ التهويل!
فماباله هنا تناقض؛ فانتفض وقلب هرمه في (نفثة مصدور) كما يقول أبوفهر؟!
أو أن الأمر لم يعد يحتمل .. !
فهو يُذكرنا بديمقراطية الغرب المزعومة .. حتى إذا تجاوز الآخرون الخطوط الحمراء .. سقط القناع ..
هداه الله ..
أما كتاب سيف فقد نقضه أحد طلبة العلم الليبيين - جزاه الله خيرًا - برسالة ينشرها قريبًا - إن شاء الله -.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 11:03]ـ
اقترح علي أخ فاضل مبارك = أن أسرد مقدمة الشيخ كاملة قبل الرد ..
والحق أنه لا وقت عندي ولا صبر على كتابتها ..
فهذا ملخص يشتمل على مضمونها ونصف نصها تقريباً ..
عرض الشيخ في مطلع مقدمته لتاريخ دراسته للاعتقاد في الأزهر، وتدرجه في هذه الدراسة،والكتب التي درسها،وإجماع هذه الكتب على تناول آيات وأحاديث الصفات وفق واحد من منهجين لا ثالث لهما عبر عنهما بقوله:
((إما أن نسكت عن بيان معناها، ونفوض علمها إلى الله سبحانه،فإن شأن الألوهية أكبر من عقولنا ومداركنا ....
وإما أن نؤوله بما تُسيغه أساليب اللغة العربية من المجاز والاستعارة والكناية وغيرها ... )).
ثم وصل الشيخ إلى غايته من هذا السرد بقوله: ((وهذا الذي كان يدرس في الأزهر كان يدرس في الجامعات الدينة الكبرى في العالم الإسلامي، مثل الزيتونة في تونس، والقرويين في فاس بالمغرب، وديوبند في الهند،فقد كان المذهب الأشعري ولا يزال هو الذي يسود في العالم الإسلامي ويسود الجامعات والكليات والمدارس الدينية في مختلف الأقطار.
وكل هذه الكتب تؤكد أمراً متفقاً عليه بينها، فيما يتعلق بآيات الصفات وأحاديثها، وهو: السكوت عنها وتفويض حقيقة معناها إلى الله عز وجل، وهو مذهب السلف،أو تأويلها بما يناسب المقام، وما تقتضيه لغة العرب وهو مذهب الخلف.
وكثيراً ماكانوا يقولون عقب ذلك: ومذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم! ولا يقصدون أن الخلف أعلم من السلف،ولكن المذهب والطريقة وذلك حسب الوقت والحال.
وإنما كان مذهب الخلف أعلم؛لأنه يُزيل الشبهة ويقيم الحجة، ويُقنع العقل المتطلع أبداً إلى المعرفة،ولا يقنعه دائماً التسليم، وقول: الله أعلم بمراده كما أنه هو الأليق بخطاب المنكرين والمشككين الذين لا يقنعهم التفويض والتسليم، ومثلهم المبتدعون)).
إذاً فالرافد الأول والأسبق الذي استقى منه الشيخ معتقده هو الأزهر الشريف، فما هو الرافد الثاني (؟)
يُعبر عنه الشيخ بقوله: ((وقد عرفتُ ممارسة أخرى من خلال اتصالي بدعوة الإخوان المسلمين، وقراءتي رسائل مؤسسها الإمام حسن البنا، فوجدت الرجل يعرض القضية عرضاً منصفاص، بين تفويض السلف وتأويل الخلف ... بين مذهب كل من السلف والخلف، فأما السلف فيؤمنون بآيات الصفات وآحاديثها، ويتركون بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى .. ويسكتوا عن تفسيرا أو تأويلها،وأن مذهب الخلف: أن يؤلولوها بما يتفق مع تنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهة خلقه .... ونحن نعتقد (والكلام للبنا) أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى: أسلم وأولى بالاتباع، حسماً لمادة التأويل والتعطيل .... ))
ثم ذكر الشيخ اطلاعه على رأي شيخ الإسلام وشرحه لمذهب السلف وتبديعه للتفويض،وذكر خبر صاحب كتاب ابن تيمية ليس سلفياً، ثم كتاب آخر في تخطئة فهم شيخ الإسلام وفي الكتاب الآخر تقرير أن من السلف من أثبت وفيهم من فوض وفيهم من أول ..
ثم قال:
((خلاصة ما انتهيت إليه: أني آخذ بمذهب السلف في نصوص الصفات التي هي في البشر انفعالات، مثل الرحمة والغضب والمحبة والكراهية ... ونحوها فنثبتها لله كما أثبتها لنفسه،ولا داعي لتأويلها، بل نقول: رحمة ليست كرحمتنا وغضب ليس كغضبنا ....
(يُتْبَعُ)
(/)
واما النصوص التي تثبت الفوقية والعلو لله تعالى ونحوها،فنثبتها له عز وجل،ونفسرها بما فسره به المحققون من أئمة المنهج السلفي،وأوضح مثل لهم العلامة الواسطي في كتابه النصيحة.
,أما النصوص التي يفيد ظاهرها التركيب والتجسيم والاشتمال على الأعضاء التي هي أجزاء من أجسام البشر والمخلوقين، فهذه أرجح فيها التأويل إذا كان قريباً مقبولاً، ولم يكن بعيداً ولا متكلفاً ... )).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 12:23]ـ
الوقفة الثانية
قال الشيخ: ((وأما النصوص التي تثبت الفوقية والعلو لله تعالى ونحوها،فنثبتها له عز وجل،ونفسرها بما فسره به المحققون من أئمة المنهج السلفي،وأوضح مثل لهم العلامة الواسطي في كتابه النصيحة)).
قلت: الواسطي هو ثاني من نسبت له رسالة إثبات الاستواء والفوقية بعد الجويني، وهي بغير الجويني أشبه.
ولا زلت متعجباً من اعتزاء القرضاوي لمثل الواسطي ومكمن العجب هو نفسه مضمون هذه الوقفة وبيانه:
يقول الواسطي- والعبارة ذكرها القرضاوي في كتاب آخر له فهو يعرفها-بعد أن أثبت العلو والفوقية: ((إذا علمنا ذلك واعتقدناه تخلصنا من شبه التأويل وعماوة التعطيل وحماقة التشبيه والتمثيل وأثبتنا علو ربنا سبحانه وفوقيته واستواءه على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته والحق واضح في ذلك والصدور تنشرح له فإن التحريف تأباه العقول الصحيحة مثل تحريف الاستواء بالاستيلاء وغيره والوقوف في ذلك جهل وعي مع كون أن الرب تعالى وصف لنا نفسه بهذه الصفات لنعرفه بها فوقوفنا على إثباتها ونفيها عدول عن المقصود منه في تعريفنا إياها فما وصف لنا نفسه بها إلا لنثبت ما وصف به نفسه لنا ولا نقف في ذلك وكذلك التشبيه والتمثيل حماقة وجهالة فمن وفقه الله تعالى للإثبات بلا تحريف ولا تكييف ولا وقوف فقد وقع على الأمر المطلوب منه إن شاء الله تعالى)).
إلى هنا انتهى نقل القرضاوي في كتابه الآخر ولا أدري لم ترك السطر الذي يليه مباشرة وفيه يبدأ قول الواسطي: ((والذي شرح الله صدري في حال هؤلاء الشيوخ الذين أولوا الاستواء بالاستيلاء والنزول بنزول الأمر واليدين بالنعمتين والقدرتين هو علمي بأنهم ما فهموا في صفات الرب تعالى إلا ما يليق بالمخلوقين فما فهموا عن الله استواء يليق به ولا نزولا يليق به ولا يدين تليق بعظمته بلا تكييف ولا تشبيه فلذلك حرفوا الكلم عن مواضعه وعطلوا ما وصف الله تعالى نفسه به.
ونذكر بيان ذلك إن شاء الله تعالى لا ريب إنا نحن وإياهم متفقون على إثبات صفات الحياة والسمع والبصر والعلم والقدرة والإرادة والكلام لله ونحن قطعا لا نعقل من الحياة إلا هذا العرض الذي يقوم بأجسامنا وكذلك لا نعقل من السمع والبصر إلا أعراضا تقوم بجوارحنا فكما إنهم يقولون حياته ليست بعرض وعلمه كذلك وبصره كذلك هي صفات كما تليق به لا كما تليق بنا فكذلك نقول نحن حياته معلومة وليست مكيفه وعلمه معلوم وليس مكيفا وكذلك سمعه وبصره معلومان ليس جميع ذلك أعراضا بل هو كما يليق به ومثل ذلك بعينه فوقيته واستواؤه ونزوله ففوقيته معلومة أعني ثابته كثبوت حقيقة السمع وحقيقة البصر فإنهما معلومان ولا يكيفان كذلك فوقيته معلومة ثابتة غير مكيفة كما يليق به واستواؤه على عرشه معلوم غير مكيف بحركة او انتقال يليق بالمخلوق بل كما يليق بعظمته وجلالة صفاته معلومة من حيث الجملة والثبوت غير معقولة من حيث التكييف والتحديد فيكون المؤمن بها مبصرا من وجه أعمى من وجه مبصرا من حيث الإثبات والوجود أعمى من حيث التكييف والتحديد وبهذا يحصل الجمع بين الإثبات لما وصف الله تعالى نفسه به وبين نفي التحريف والتشبيه والوقوف وذلك هو مراد الرب تعالى منا في إبراز صفاته لنا لنعرفه به ونؤمن بحقائقها وننفي عنها التشبيه ولا نعطلها بالتحريف والتأويل ولا فرق بين الاستواء والسمع ولا بين النزول والبصر الكل ورد في النص فإن قالوا لنا في الاستواء والنزول واليد والوجه والقدم والضحك والتعجب من التشبيه شبهتم نقول لهم في السمع شبهتم ووصفتكم ربكم بالعرض فإن قالوا لا عرض بل كما يليق به قلنا في الاستواء والفوقية لا حصر بل كما يليق به فجميع ما يلزمونا به في الاستواء نلزمهم به في الحياة والسمع فكما لا يجعلونها هم أعراضا كذلك نحن لا نجعلها جوارح ولا ما يوصف به المخلوق وليس من
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنصاف أن يفهموا في الاستواء والنزول والوجه واليد صفات المخلوقين فيتحاجوا إلى التأويل والتحريف فإن فهموا في هذه الصفات ذلك فيلزمهم أن يفهموا في الصفات السبع صفات المخلوقين من الأعراض فما يلزمونا في تلك الصفات من التشبيه والجسمية نلزمهم به في هذه الصفات من العرضية وما ينزهوا ربهم به في الصفات السبع وينفون عنه عوارض الجسم فيها فكذلك نحن نعمل في تلك الصفات التي ينسبونا فيها إلى التشبيه سواء بسواء ومن أنصف عرف ما قلنا اعتقده وقبل نصيحتنا ودان لله بإثبات جميع صفاته هذه وتلك ونفى عن جميعها التشبيه والتعطيل والتأويل والوقوف وهذا مراد الله تعالى منا في ذلك لأن هذه الصفات وتلك جاءت في موضع واحد وهو الكتاب والسنة فإذا أثبتنا تلك بلا تأويل وحرفنا هذه وأولناها كنا كمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض وفي هذا بلاغ وكفاية إن شاء الله تعالى)).
أهذا يليق أيها الشيخ الواسطي (؟؟!!)
أيليق أن توسع القول حتى لا تُبقي للشيخ القرضاوي منفذاً (؟؟!!)
أبعد أن فزع لك الشيخُ القرضاوي وزعم أنك من ((المحققون من أئمة المنهج السلفي))
كذا قال الشيخ عن الواسطي يا سيف العصري ما ليش دعوة!
كذا أيها الواسطي تهدم مقدمة القرضاوي ..
كذا أيها الواسطي تنسف كتاب سيف ..
ما أمضى عزمك وأحد هدمك وأقسى نسفك!!
والأسئلة التي تحير القرضاوي ومقدمته وسيف العصري ومن فرح بكل ذلك الباطل المتبرج:
1 - لماذا آمن القرضاوي ببعض كلام الواسطي وكفر ببعض (؟؟)
2 - لماذا لم يُنبه قارئيه على باقي كلام الواسطي وهو من: ((المحققون من أئمة المنهج السلفي)).
3 - إذا كان الواسطي من ((المحققون من أئمة المنهج السلفي)) وكان كلامه هو عين كلام ابن تيمية فلماذا صار ابن تيمية ليس سلفياً ولم أوهم القرضاوي وغيره الناسَ أن ابن تيمية ابتدع منهجاً نسبه للسلف من دون العالمين (؟؟)
4 - الواسطي وهو من ((المحققون من أئمة المنهج السلفي)) يرى التأويل أحد مذهبي الأزهر والأشاعرة =شبهة وتحريف فلم أعرض عنه القرضاوي (؟؟).
5 - الواسطي وهو من ((المحققون من أئمة المنهج السلفي)) يرى التفويض والوقوف وهو أحد مذهبي الأزهر والأشاعرة ومذهب البنا = جهل وعي فلم أعرض عنه القرضاوي (؟؟).
6 - عبارة: على ما يليق بالله يراها سيف العصري غير مفيدة ويراها تناقضاً .. رغم ورودها في كلام الواسطي وهو من ((المحققون من أئمة المنهج السلفي)) وأقرها القرضاوي،وتجاهل ذلك العصري ليه ليه (؟؟)
7 - تقريرات الواسطي وتبعه ووافقه وأثنى عليه القرضاوي في الاستيلاء والعلو والفوقية منافية تماماً لتقريرات العصري،وتجاهل العصري ذلك ليه ليه (؟؟)
8 - هذا من الواسطي هدم للتحريف مذهب الأشاعرة الأول فأين أنتم (؟؟)
9 - هذا من الواسطي هدم للتفويض مذهبكم الثاني فأين أنتم (؟؟).
10 - القول في بعض الصفات كالقول في بعض استدل بها المحقق السلفي الواسطي-على حد وصف القرضاوي- وذمها الكبيسي وسيف العصري .. وتجاهلوها وتجاهلوا مدح القرضاوي ونقله .. ليه ليه (؟؟)
ويكفي هذا ..
ـ[الحُميدي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 07:13]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل .. ،
ـ[ابو هبة الباري]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 09:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
من المتناقضات في العقل المسلم انه ينتصب للاعتراض والمخالفة بدافع دوغمائي لايمت بصلة للمنهج العلمي ولا ادل على ذلك ان نعلل الدافع احقاق الحق وابطال الباطل فيوم تحجب هذه العبارة عن الجدال الفكري نكون على عتبة المنهج العلمي
لا شك ان الاخ السلفي ومن تابعه في الرد والرد على الرد يعتبرون ان لهم كل الحق في مخالفة والاعتراض على طروحاتهم وهو حق مقرر انما الغريب ان ينتصب للاعتراض على مبدا حق الرد والاعتراض فان كان القرضاوي او غيره خالف او وافق احدا ممن سبقه في مسالة او اتخد له موقفا ايا كان فمبدئيا ممارسة الفهم عن الله مكفولة له كما للاخ السلفي وامر اخر للكتاب قداسته وللسنة حجيتها اما السلف والخلف فلهم الاحترام والتقدير ولا قداسة ولا حجية لاقوالهم وفهمهم عن الله فمناقشة ابن تيمية ومخالفته ليس بالكبيرة ولا بالصغيرة ومخالفة الخلف والسلف في الفهم عن الله لا يدعو الى التشنيع على صاحبه ابتداءا
قد يصعب على بعض الاخوة فهم المقصود او تقبله لكن هذا لا يعني ضرورة مجانبته للصواب
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 10:32]ـ
اما السلف والخلف فلهم الاحترام والتقدير ولا قداسة ولا حجية لاقوالهم وفهمهم عن الله
لو أنك تحدد من تقصد بالسلف ..
عموما إذا كنت تقصد بالسلف: الصحابة و التابعين لهم، فهذا فهم الخوارج الذين أعرضوا عن فهم الصحابة و تفسيرهم لكتاب الله ..
أما إن كنت تقصد من أصبحوا بفضل الله علامات على المنهج السلفي مثل شيخ الإسلام، فهنا يكون النقاش بيننا و بينك متاحا عن موافقة شيخ الإسلام لما فهمه الصحابة و تابعيهم.
لكن على العموم؛ فالشيخ أبا فهر - جزاه الله خيرا - لم يكتب هذا لبيان فساد التأويل و التفويض، فقد قال:
وليكن معلوماً أن وقفاتي معها لن تكون إبطالاً للتأويل أو نقضاً للتفويض ونسبته للسلف فهذا مزبور من قبل وسيرقم من بعد
وإنما كانت وقفاته لبيان الضعف المنهجي لهذه المقدمة، فحدد فيم تريد النقاش؟
وفقك الله لما يحبه و يرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 03:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك شيخنا الفاضل
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 03:19]ـ
من المتناقضات في العقل المسلم انه ينتصب للاعتراض والمخالفة بدافع دوغمائي لايمت بصلة للمنهج العلمي
أيا كان دافعك لقول ما قلت صح اطلاق وصف الدوغمائية عليه سواء كان احقاق الحق او استحالة احقاق الحق او صعوبة احقاق الحق او وجوب التجرد من فكرة احقاق الحق .. الخ
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 10:38]ـ
ندعو الله تعالى أن يصلح الدعاة ويعيدهم إلى منهج السلف الصالحين
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 02:01]ـ
الوقفة الثالثة
عرض الشيخ في مطلع مقدمته لتاريخ دراسته للاعتقاد في الأزهر، وتدرجه في هذه الدراسة،والكتب التي درسها،وإجماع هذه الكتب على تناول آيات وأحاديث الصفات وفق واحد من منهجين لا ثالث لهما عبر عنهما بقوله:
((إما أن نسكت عن بيان معناها، ونفوض علمها إلى الله سبحانه،فإن شأن الألوهية أكبر من عقولنا ومداركنا ....
وإما أن نؤوله بما تُسيغه أساليب اللغة العربية من المجاز والاستعارة والكناية وغيرها ... )).
ثم وصل الشيخ إلى غايته من هذا السرد بقوله: ((وهذا الذي كان يدرس في الأزهر كان يدرس في الجامعات الدينة الكبرى في العالم الإسلامي، مثل الزيتونة في تونس، والقرويين في فاس بالمغرب، وديوبند في الهند،فقد كان المذهب الأشعري ولا يزال هو الذي يسود في العالم الإسلامي ويسود الجامعات والكليات والمدارس الدينية في مختلف الأقطار.
قلت: ويشبه هذا الكلام ما نقله الفاضل أبو ممدوح عن الشيخ قوله: ((وردا على سؤال آخر من أحد الحضور جاء فيه: "بعض الناس يطعن في عقيدة الأزهر الشريف، فما رد فضيلتكم على هذا الكلام؟ "، قال الشيخ القرضاوي بنبرة استفهام ساخرة: "عقيدة الأزهر الشريف؟! "
ورأى أن من يقول ذلك "فهو يطعن في الأشعرية"، وتابع: "ليس الأزهر وحده أشعريا .. الأمة الإسلامية أشعرية .. الأزهر أشعري والزيتونة أشعري والديوباندي (بالهند) أشعري وندوة العلماء أشعرية ومدارس باكستان أشعرية .. وكل العالم الإسلامي أشعرية ((
وأشار إلى أنه حتى الأشعرية موجودة بالسعودية التي تعد مركز السلفية الوهابية، وقال: ((السلفيون مجموعة صغيرة، حتى إذا قلنا السعودية فليس كل السعودية سلفيين، فالحجازيون غير النجديين غير المنطقة الشرقية غير منطقة جيزان وهكذا ((.
وأضاف: "فإذا أخذنا بالأغلبية، فإن أغلبية الأمة أشعرية .. هذه كلها اجتهادات في فروع العقيدة، والكل متفق على شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وعلى النبوة في الإيمان بالله وكتبه ورسله وفي اليوم الآخروشدد على أن "هذه الاختلافات لا ينبغي أن نكفر بها أحدا ((
وبقطع النظر عن الأخطاء العلمية في تضاعيف الكلام: كجعل الخلاف في فروع العقيدة ونحوه فإن ردنا على هذا الكلام سيكون من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: في تحقيق كون الأشاعرة أكثر الأمة.
فصورة القضية تتلخص في إيراد أورده الأشاعرة المتأخرون على أهل السنة السلفيين، وكان مفاده: كيف تزعمون أنكم على الحق ونحن معنا قرينة لائحة متضحة على أن الحق معنا وهي: أننا أكثر الأمة ..
فغالب علماء الأمة، المفسرون والمحدثون والفقهاء واللغويون والأصوليون =أشاعرة وماتريدية ..
وهذه قرينة ظاهرة ليس معكم مثلها .. ولو كنتم على الحق لكنتم أكثر الأمة ..
فكان أن رد عليهم أهل السنة بجواب صورته:
((ليس الرأيُ ما ذهبت إليه، من أن جمهورَ الأمةِ من الأشعرية وانظر حولك في محيطك الذي تعيش فيه، هل عوام الأمة يعرفون الأشعري والماتريدي، وماذا يقولون في علو الله تبارك وتعالى على عرشه، وماذا يعتقد العوام في ((الإسراء والمعراج))، حتى مَنْ يقول منهم إن الله في كل مكان فإذا باحثته لم يكن يريد إلا السلطان والعلم والجبروت وما أشبه ذلك من المعاني الصحيحة ولم يُرِدْ أحدٌ منهم الحلولَ أو الاتحادَ قط، ولا خطر بقلب أحدهم ((لا خارجَ العالم ولا داخلَهُ)) وكذلك قُلْ في أفعال العباد، فكل العوام يثبتون عموم الإرادة والخلق، فكل شيء بإرادة الله وخلقه، ويثبتون مع ذلك اكتسابَ العبدِ لأفعاله، فالله خالقٌ مريدٌ حقيقةً، والعبدُ فاعلٌ حقيقةً ولا تَنافِىَ في شيء من ذلك عندهم ولا يناقضون بين هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا، ولا يقولون بجبرٍ أو كسبٍ أو نحو ذلك، كما لا يتوقف أحد من العوام عن إثبات شيء من صفات الله تعالى على ما يليق به، لا يمنعه ((حلول حوادث)) ولا ((حوادث لا أول لها)) عن ذلك، وسَلْ يا دكتور عمر أيَّ عاميٍّ هل ربُّنا سبحانه يُوصَفُ برحمةٍ ورضا وغضب، أم المراد ((إرادة الثواب وإرادة العقاب)) وأن الرحمة خور والغضب غليان ... الخ من التأويلات الأشعرية الغريبة البعيدة.
فكل هؤلاء ليسوا من الأشاعرة، وإثباتهم ليس متلقىً عن أحد بل بفطرتهم النقية التي لم تتلوث بترهات علم الكلام الذي غرسه المتكلمون ومنهم الأشاعرة، وهؤلاء هم جمهور الأمة قبل ((القرن السابع)) وبعده)).
هذا مثال على الرد ولم أر ممن حاولوا الرد على إيراد الأشاعرة من خرج عن هذا النسق في الرد ..
الآن نلاحظ أن أهل السنة لما حاولوا الرد على هذا الإيراد =فزعوا إلى ذكر العوام وأنهم على الفطرة وعقيدة العجائز، ولا شك أن العوام هم دائماً أكثر الأمة ... وفرحوا بردهم هذا وركنوا إليه وصارت الحجة تُقلب على الأشاعرة فيقال: بل نحن أهل السنة أكثر الأمة ....
والآن نبدأ التعليق على ما تقدم مضمنين هذا التعليق الرأي الذي نرتضيه في هذه المسألة ...
1 - هذا الولوع بالكثرة والحرص على وصف المذهب بها وجعلها قرينة على إصابة الحق = لا ينبغي أبداً وفيه غفلة عن النصوص الكثيرة الموضحة والمبينة أن أهل الحق قلة دائماً:
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}
والله يقول: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}
والله يقول: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورً}
والداخلون النار أكثر بكثير من أهل الجنة ....
والمحصلون لأعلى رتب الأعمال القلبية والجوارحية السابقون السابقون أقل بكثير من غيرهم ..
والقائمون على نصرة الحق إلى قيام الساعة طائفة قليلة .....
والفرقة الناجية واحدة من ثلاثة وسبعين فرقة ....
والسؤال الذي يبرز بعد كل هذا: لم هذا الولوع بالكثرة والانتساب إليها (؟؟؟)
2 - هذه المسألة أكثر منها ومن ذكرها الأشاعرة المعاصرون وجابههم بهذا الرد أهل السنة المعاصرون ... وإلا فالكلام فيها قديم تجد له أصولاً سابقة.
3 - الذي في كلام السلف: الجماعة ما كان على الحق ولو كنت وحدك ... ولم يك عندهم هذا الولوع بالكثرة .... غاية الأمر أن يعددوا العلماء المنتسبين لأهل السنة أما الوصف بالكثرة في الأمة فلا .. وشيخ الإسلام وتلاميذه كانوا وحدهم في خضم هائل من المخالفين؛ورأينا في كلامهم كثرة الحديث عن الغربة والاغتراب ولم نر حديث الكثرة هذا، والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب كان وحده في قاموس من المخالفين الشانئين ولم نر منه ذاك الولوع بالاستكثار ... بل ذكر أن الاحتجاج بالكثرة من سيما أهل الجاهلية ... والشيخ الألباني كان كدوحة الخير في صحراء قاحلة من الأعداء والمناوئين فلم نر منه هذا الولوع بالاستكثار بل لعلي رأيت في كلامه وكلام الإمام المجدد التمدح بالقلة وأنها شعار أهل الحق ..
فلم جارى أولئك الباحثون تلك الشبهة الأشعرية وحاولو الركض في مضمار التكثر البغيض هذا (؟؟؟؟)
وإذاً فهبنا قلنا الأشاعرة أكثر الأمة ..
فكان ماذا (؟؟)
وهل يُعدُ هذا مدحاً إلا على سنن أهل الجاهلية المتمدحين بالكثرة (؟؟!)
4 - إدخال العوام في هذا التعداد والاستقواء بهم خطأ ظاهر ... خطأ من جهة أصول المناظرة والاستدلال فالأشاعرة يتكلمون عن العلماء ولأمة في كلامهم هم العلماء فهم معيار الأمة وهم الذين ينعقد بهم الإجماع ويحصل بخلافهم الخلاف .. فإدخال العوام حيدة ظاهرة ....
وإدخال العوام خطأ في نفس الأمر فالعوام ليسوا معياراً تُقاس به الأمة، والعامي إن وافق الحق فليس ذلك عن استدلال-في الغالب- ولذا يسهل إدارته عما هو عليه من الرأي من أقرب طريق ... بل لو شئنا أن نقيس الأمور بميزانها الصحيح لقلنا: إن الغالب على العوام عدم الخلو من الاعتقاد الفاسد ولو في وجه من الوجوه فخرجوا بذلك عن أن يكونوا من أهل السنة الخلص ... فالعامي حين يصيب أو حين يخطئ فهو لا يرتكز في صوابه وخطأه على علم وحجة وإنما هو التقليد والجهل لا غير ...
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - كلام الأشاعرة صحيح في أن المنتسبين لمذهبهم كثر أما أنهم أكثر الأمة عبر الألف وخمسمائة عام .. فباطل وتزيد محض.
5 - ثم الأشاعرة ليسوا أكثر الأمة ولا حتى إذا جعلنا العلماء هم الميزان ... وبرهان ذلك فيما يلي:
1 - منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عام تحول الأشعري إلى طريقة ابن كلاب زهاء أربعة قرون،ليس فيها أشعري ولا مذهب أشعري ... والقول بإن هذه القرون كانت على طريقة الأشعري لأنها هي الحق =هو استدلال بمحل النزاع فالسلفيون يدعون نفس الدعوى ... فخرجت هذه القرون الأربعة عن أن يستدل بها على الكثرة ..
2 - من القرن الرابع الهجري إلى الآن وبلاد الهند ودول الاتحاد السوفيتي كلها على مذهب الماتريدية وليس هو مذهب الأشاعرة ومجرد الاختلاف في الأصول وفي النسبة يمنع جعلهم والأشاعرة واحداً ... فخرج هذا الفصيل بأكمله عن أن يستدل به على الكثرة ...
3 - مذهب الأشاعرة منذ أبي الحسن وحتى ما قبل الرازي شئ ومذهب الأشاعرة بعد الرازي شئ آخر .... والخلاف بين المذهبين يشق الصف الأشعري ويمنع وصفه بأنه مذهب واحد ... ولذلك كان أهل الفطنة من الأشاعرة المتكلمين عن الكثرة يُركزون على القرن السابع فما بعده ...
4 - كان المذهب الأشعري من القرن الرابع للسابع موجوداً. هذا صحيح .. أما أنه هو الأكثر فلا وكلا بل لعل القرنين الرابع والخامس شهدا سيطرة وانتشاراً كاملين للحنابلة السلفيين ....
5 - وإذاً فالوجود الحقيقي الذي يمكن وصفه بالكثرة للأشاعرة هو وجودهم بعد القرن السابع ... وقد ألمحنا إلى مفارقة طريقتهم لطريقة الأشعري وأتباعه الأول: الاسفراييني والباقلاني ...
6 - الآن علماء الأشاعرة من القرن السابع إلى الثالث عشر من هم (؟؟؟)
من هم في أنفسهم (؟؟)
ومن هم قياساً إلى القرون السابقة (؟؟؟)
أما العدد فهم أقل عدداً ولا شك .... فالخير في تناقص والإقبال في تناقص ... ونهمة الناس للعلم وفراغهم له وجمعهم أنفسهم له في القرون السابقة كان أكثر وأكبر ...
أما الفضل فهم أقل فضلاً ولا شك ....
أما الاجتهاد ... فعلماء ما بعد القرن السابع –بشهادتهم على أنفسهم-ليس فيهم مجتهد واحد؛فباب الاجتهاد مغلق،والفقه تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والاعتقاد تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والسلوك تبع لإمام تقليداً ودوراناً ...
أما النظر الحر، والاستدلال الخالص، والاجتهاد غير المتقيد بمذهب وإمام فلم يك موجوداًَ ...
فبأي شئ صار أولئك علماء الأمة الذين تُقاس بهم الكثرة والغلبة (؟؟؟)
دع عنك أن علماء ما بعد القرن السابع متنازعون في مسائل الاعتقاد بين سلفي وأشعري وخارجي ومعتزلي وإباضي ومرجئي ... فوصف إحدى طوائفهم بالجمهور متعذر ... نعم قد يصح هذا الوصف في مكان دون آخر أما كحكم عام على التاريخ الإسلامي أو حتى على حقبة واسعة منه=فهذا تعميم غير مرضي ..
وخلاصة القول:
1 - ليس الأشاعرة هم الأكثر ولا نحتاج في تعضيد هذا لأكثر مما ذكر ...
2 - ليس أهل السنة هم الأكثر عبر القرون السابقة كلهاوالبراهين على تلك والتي قبلها واحدة،وإدخال العوام في هذا ليس بحسن.
3 - التمدح بالكثرة خطأ ظاهر، والأدلة ظاهرة في أن أهل الحق والفرقة الناجية والطائفة المنصورة يكونون أقل من غيرهم. فلم الولوع بالكثرة على هذا النحو العجيب ... وفي المعتز بالكثرة المعير بالقلة شبه من القائل: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}.
وأختم بهذا النص الشريف ..... الذي يُظهر لك أن علماء السلف لم يردوا تلك الشبهة الأشعرية بأن يجاروهم في دعوى الكثرة ... وإنما ردوا عليهم بسنن القرآن ...
قال ابن قدامة في كتابه: ((المناظرة في القرآن)):
((ومن العجب [أن] أهل البدع يستدلون على كونهم أهل الحق بكثرتهم وكثرة أموالهم وجاههم وظهورهم. ويستدلون على بطلان السنة بقلة أهلها وغربتهم وضعفهم.
[فصل مهم في الرد على ما ادعوه]
فيجعلون ما جعله النبي صلى الله عليه وسلم دليل الحق وعلامة السنة دليلاً على الباطل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقلة أهل الحق في آخر الزمان وغربتهم وظهور أهل البدع وكثرتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنهم سلكوا سبيل الأمم في استدلالهم على أنبيائهم وأصحاب أنبيائهم بكثرة أموالهم وأولادهم وضعف أهل الحق، فقال قوم نوح له {ما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} وقال قوم صالح فيما أخبرنا الله عنهم بقوله {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون * قال الذين استكبروا إنا بالذي أمنتم به كافرون} وقال قوم نبينا صلى الله عليه وسلم {وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين} وقال الله عز وجل {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا} {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه} ونسوا قول الله عز وجل {وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} وقوله سبحانه {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} وقوله سبحانه {واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب ...... } وقوله سبحانه {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجهاً منهم} وقوله تعالى {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ... } إلى قوله تعالى {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين}.
وقد كان قيصر ملك الروم وهو كافر أهدى منهم، فإنه حين بلغه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم سأل عنه أبا سفيان فقال: يتعبه ضعفاء الناس أو أقوياؤهم؟ فقال بل ضعفاؤهم فكان مما استدل به على أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنهم أتباع الرسل في كل عصر وزمان.
وفي الآثار: أن موسى عليه السلام لما كلمه ربه تعالى قال له: يا موسى لا يغرنكما زينة فرعون هولا ما متع به فإنني لو شئت أن أريكما [زينة] أن مقدرته تعجز عن أقل مما أوتيتما لفعلت ولكنني أظن بكما عن ذلك وأزويه عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقديماً ما خرت لهم أني لأذوهم عن الدنيا كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة، وإني لأجبنهم سلوتها ونعيمها كما يجنب الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة وما ذلك لهوانهم علي ولكن ليستكملوا نصيبهم من الآخرة سالماً موفراً لم تكله الدنيا ولم يطعه الهوى. [صحيح من قول وهب بن منبه]
وقد روي عن عمر ـ رضي الله عنه ـ:
" إنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مشربة له فرفع رأسه في البيت فلم يرى فيه إلا أهبة ثلاثة، والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ على رمال حصير، ما بينه وبينه شيء قد اثر في جنبه فقلت يا رسول الله وأنت على هذه الحال وفارس والروم وهم لا يعبدون الله لهم الدنيا، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم محمراً وجهه ثم قال: " أفي شك أنت يا ابن الخطاب، أما أرضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " [حديث صحيح]
هذا معنى الخبر.
ثبتنا الله وإياكم على الإسلام والسنة، وجنبنا الكفر والبدعة، وحبب إلينا الإيمان وزبنه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين)).
يٌتبع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 02:38]ـ
الوجه الثاني: في تحقيق أثر المنهج العلمي للأزهروفروعه (أي الجامعات المتفرعة عنه كالزيتونة) على الأمة الإسلامية ..
الحق أننا معشر السلفيين نتحمل قدراً من الذريعة التي تذرع بها ويتذرع بها القرضاوي وأشباهه .. وأصل ذلك:
أن الله قد هدانا واجتبانا من جمهرة أهل القرن العشرين وأعطانا حبلاً موصولاً بسلف الأمة،يبدأ طرفه من علماء الدولة السعودية الثالثة ومن وافقهم من علماء مصر والشام ويشتد عقده بعلماء الدعوة النجدية وواسطة عقده شيخ الإسلام ابن تيمية في نقلة نوعية طرحت أوضار التمشعر والتصوف والتقليد لتعيدنا إلى نهج الصدر الأول ..
وليس هناك شك أن أم الباب في هذا كانت مسائل الاعتقاد والخلاف العقدي بيننا وبين الأشاعرة، ومن هنا جاءت الآفة.
نعم .. الآفة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد انصرفت أذهان تلك الطبقة المباركة من علماء أهل السنة والجماعة في مطلع هذا القرن إلى دحر الأشاعرة في الميدان العقدي، ولما كانت الجبهة عريضة والآفات والعوائق السياسية والاجتماعية كثيرة، وأبواب الخلل في دنيا الناس كثيرة = لم تُتابع تلك الطبقة المباركة جهودها وإنما أسلموا قيادهم لكتب الأشاعرة ونحوهم تقودهم في العربية والأصول والحديث والفقه والتفسير، ولم يتنبهوا من ذلك إلا على الخلل العقدي الواضح في تلك الكتب ...
وزاد من تمسكهم بتلك الكتب وإضفاء أوصاف الإمامة على مؤلفيها والتعامل معهم وكأنهم يلبسون ثوب السلفية إن تكلموا في النحو والبلاغة ثم يضعوه على المشجب مرتدين ثوب البدعة إن تكلموا في الاعتقاد والسنة.
نعم يا سيدي القرضاوي هل تُريد الحق (؟؟)
إذاً فاسمع مني:
إن الذي أعتقده اعتقاداً جازماً أنك إذا كنت تُعاني من تأخر أمتك وتسعى لنهضتها = ألا فاعلم أن قدراً عظيماً من هذا التأخر،سبباً كبيراً من أسباب تعثر النهضة إنما يعود لذلك المنهج العلمي اليوناني المعتزلي الأشعري الذي غلب على الناس من القرن الخامس والسادس والذي ساعد على انتشاره سطوة أزهركَ ومناهجه ..
نعم لا تتعجب يا سيدي ..
إن النور الأول الذي بعث به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان كفيلاً بأن تظل أمته سيدة الدنيا ..
وإن الظلمة التي احتوشت هذا النور الأول إلى القرن الرابع ليست شيئاً يُذكر في نفوس الناس فالسنة ظاهرة وأئمتها معروفون ..
حتى جاء أشاعرتك ولبسوا مسوح السنة وتركوا ذلك النور الأول إلى زبالات يونانية كتبوا بها في العلوم جميعاً فكثرت الكتب وقل العلم وزاد الجهل وأحاطت الظلمة بالنور الأول وتوارت العقول المبدعة خوفاً من نير التقليد وأسلم السلاطين زمامهم لعلماءك الأشاعرة ..
هل تريد الحق سيدي القرضاوي (؟؟)
ألا فاعلم أن منهج أولئك العلماء هو أضر شيء كان على علوم السلف فقد أضاعوها وواروها وأحاطوها بسيل من التحريف وحالوا بين الناس وبين النظر فيها، وشغلوهم بمختصرات ومبتسرات،وحرموا عليهم الاجتهاد،ولا يزال العهد يبعد حتى حوكم عالم يوماً لأنه يقرأ في صحيح البخاري مع جماعة، وحتى ترانا اليوم ونحن نجد من نسخ مختصر فقهي قليل القيمة أضعاف أضعاف ما نجد من نسخ كتب السلف.
أتنكر فضل أولئك يا أبا فهر (؟؟)
ويحك إن منهم سادة في العلم والحفظ والعبادة ..
إن منهم فلان وفلان ...
وأقول: دع عنك تلك الحيلة فليست تنفق في سوقنا ولسنا ممن يجحد فضل من هو أضل منهم ولسنا نجيز البغي ولو على الكفار ..
ولكن هذه هي الحقيقة .. فهؤلاء العلماء على دينهم وإرادتهم للخير قد أضاعوا نهج السلف في العلم والنظر وانصرفوا إلى منهج عقلي غير فطري فاسد .. وكلما تحدرنا قرناً من بعد قرن كلما زاد شرهم حتى آل إلى زبالات الشرك وعبادة الأوثان من دون الله في القرون الأخيرة ..
نعم أيها السلفيون ..
تتحملون جزءاً من المسؤولية ..
فأنتم عظمتم تفاسير وشروح وفقه أولئك الأشاعرة،وأنساكم ما فيها من جمع التفاريع = خلل المنهج، وقعدت هممكم عن طلب النور الأول، وبضاعة الواحد منكم-إلا من رحم- من آثار الصحابة والتابعين وكتب الأئمة لا تقارب بضاعته من كتب الجويني والنووي والسبكي ..
ما ضركم لو أفدتم منها واعتذرتم عن كاتبيها دون أن تعظموها وتنسوا الناس أنها كتبت بنفس المنهج العلمي الفاسد ..
ما ضركم لو واصلتم البحث والنظر والكشف عن الخلل المنهجي في تلك الكتب من غير تسليم ناصيتكم لأصحابها؟؟
أتراكم غفلتم عن أنها كتبت بنفس منهج النظر الذي حاد بأولئك عن الحق في أشرف باب .. باب العلم بالله (؟؟)
إنها لمصيبة والله ..
الأزهر؟؟
أي أزهر يا فضيلة الشيخ القرضاوي؟؟
أو تظن أنا ممن تغره بضاعة المتون والحواشي والتقريرات والفنقلات؟؟
ليس يغرنا ..
بل ليس يغرنا إمامة أشعري في الفقه ولا براعته في الحديث،بل نحفظ له فضله وننقش عن الباب الذي دس فيه بضاعته الأشعرية ..
نحن قوم لا يُنسينا خيرُ الرجل شرَه ..
ولا يعمينا صوابُ العالم عن خطأه ..
يا سيدي القرضاوي هل تريد الحق (؟؟)
فاسمع مني:
لا خير ولا نجاح ولا فلاح إلا إذا رجعنا للنور الأول ونهج الصدر الأول نصبغ به الاعتقاد والفقه والتفسير والحديث والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع ..
ولا والله ما استمرت الأمة في هبوط ونزول إلا بمقدار ما بعد علماؤها عن النور الأول قرناً من بعد قرن ..
وإذا كانت ناصية العلوم بيد الأشاعرة والأزهر في نواحي العالم الإسلامي منذ القرن السابع = فإن ناصية الحضارة تتفلت من بين أيدي تلك الأمة منذ القرن السابع ..
وكلما تمشعر أولئك أكثر وكلما تصوفوا أكثر كلما تراجعت تلك الأمة أكثر ..
ولستُ أجد شراً يحجب أهل السنة الخلص عن تسنم ذروة العودة للنور الأول والنهج الأول إلا بمقدار ما دخل عليهم من شر أشاعرتك وأزهرك ..
فليس أشاعرتك وأزهرك بشيء يا فضيلة الشيخ،وإن أردت أن يصح نظرك وتسعى سعياً ناجحاً لنصرة تلك الأمة والنهوض بها من كبوتها = فاطرح عنك تلك الزبالات كلها فهي أودت بنا .. صدقني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 08:57]ـ
الوجه الثالث: وهو قاصمة الظهر.
يا سيدنا الشيخ القرضاوي: إنما يُعقل الاحتجاج بتلك الحجة العليلة (الأزهر وانتشاره والأكثرية و ... و ... ) = من كل أحد إلا أنتَ ..
وإنما يحسن جريان هذا الاستدلال على لسان كل أحد إلا أنتَ ...
لا أتكلم الآن على ما سبق وقررتُه من أن معتقدكم يا شيخ يوسف ليس هو معتقد الأشاعرة وأن تلك الحجة حجة عليك لأن الأشاعرة يُخالفونك في تقريرك الاعتقادي ..
لا أتكلم عن هذا رغم صلاحيته للإلزام ...
إنما أتكلم يا شيخ يوسف عن أن منظومتك الفكرية والفقهية جلها على خلاف ما عليه الأزهر ..
نعم يا مولانا ..
أجبني:
نسبة كم بالمائة من علماء الأزهر يوافقونك في ترجيحاتك الفقهية (؟؟)
نسبة كم بالمائة من علماء الأزهر يوافقونك في اتجاهاتك الفكرية (؟؟)
هم حتى في سياق كلامهم عن ضمك لجبهة علماء الأزهر وضعوا بين قوسين اختلافهم معك وتحفظهم عليه ..
أليس أول من رد على فتواك في بقاء الزوجة التي أسلمت بعد كفر تحت زوجها الكافر= هو عبد العظيم المطعني واحد من أساطين علماء الأزهر (رحمه الله وغفر له).
حتى قضية الشيعة التي وضع علماء الأزهر يدهم فوق يدك فيها = لم تسلم من مخالفين لك ولإخوانهم فيها ..
ثم هديتي الأخيرة لك يا فضيلة الشيخ:
ألست أنت القائل في حوارك مع مجلة "المصور" المصرية في عددها الصادر الجمعة (7 - 9 - 2001):
1 - ((الأزهريين هم الذين أضروا بالأزهر ووقفوا في وجه التطوير؛ حيث أوضح أن تطوير الأزهر من البداية لم يُعرض على الأزهر، وأن الأزهريين لم يكن لهم أي فكرة حول قانون تطوير الأزهر)).
2 - ((مجمع البحوث الإسلامية ضعيف بسبب ضعف الأزهر، وأنه لا بد أن يضم كفاءات إسلامية له حتى يتم انتعاشه)).
3 - وجل فتاواك التي صرحتَ بها في هذا الحوار خالفك فيها أساطين علماء الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية.
4 - يا فضيلة الشيخ: ألم يُقدم لكتاب الأخ عبد الله رمضان موسى في الرد عليك = علماء أزهريون. ومؤلف الكتاب نفسه أزهري.
5 - يا فضيلة الشيخ: هل نسيتَ موقف علماء الأزهر منك أول أيام ارتفاع أسهمك (؟؟)
6 - يا فضيلة الشيخ: ألم يؤلف أحد الأزهرية (كما يزعمون) كتاباً أسماه: ((القرضاوي في العراء)). (؟؟)
7 - يا فضيلة الشيخ: ألم يُرَد عليك من على منبر الجامع الأزهر يوماً،وكان الرد عليك من قبل رئيس الجامعة الأزهرية نفسه (؟؟)
8 - ألم يردُ عليك الدكتورالأزهري محمد المسير في حلقة على قناة اقرأ.
9 - طيب .. هؤلاء هم الأزاهرة المعاصرون .. أتريد معرفة ماكان ليكون رأي الأزاهرة الأئمة والأشاعرة القدامى فيك لو كنتَ بينهم (؟؟)
أولئك قوم كانوا يمنعون الاجتهاد خارج حدود المذهب،ويصف بعضهم من أفتى بالمذهب وغيره أنه مُلفق، وبعضهم يرى أن من أفتى بشيء خارج المذاهب الأربعة فكأنما اتبع حرفاً من الحروف التي هجرها الصحابة وحرقوها من حروف القرآن.
وأترك للشيخ تقدير ماكان ليكون رأي أولئك فيه.
ما هو محل الحجة من كل هذا الذي سقتُه:
محل الحجة الذي ماكان ينبغي أن نتطرق إليه يا شيخ يوسف والذي ماكان ينبغي أن يصدر ما ينافيه ممن هو في مثل عقلك: أننا إذا كنا في مقام البحث عن القول الحق بين أقوال المختلفين فإنه لا يجوز لنا أبداً أن نجعل من الحجج أن هذه هي عقيدة الأزهر أو عقيدة الزيتونة أو عقيدة ديوبند أو عقيدة أشعرية السعودية .. كل هذا لا يُحق حقاً ولا يُبطل باطلاً ... ولو كان يُبطل باطلاً لكانت أبطل الأقوال هي اختيارات فضيلتك الفكرية والفقهية والتي يُخالفك في كل واحد فيها أكثر بكثير جداً ممن يوافقوك ..
وختاماً: فجمهرة الأشاعرة بعد القرن الثامن يجوزون الاستغاثة بالأولياء ونحوها من مسائل هذا الباب،ومبلغ علمي أنك تخالفهم في ذلك وتُصحح قول السلفية الوهابية المتشددة المتزمتة ..
فهل ستقبل من ينقد قولك في الأولياء ويقول لك أنت تخالف الأزهر والأشاعرة (؟؟)
يا دكتور ليس هذا الذي تفعله من الاستكثار والتهويل بالأشاعرة والأزهر وأكثريتهم إلا طريقة صحافية ليست هي من مسالك الاستدلال والاحتجاج الصحيحة وهي طريقة تضرك أنت وأول من يُحتج بها عليه هو أنت .. صدقني.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 06:35]ـ
أكرمك ربي يا أستاذنا العزيز ..
ألا توجد طريقة لتوصيل هذه الوقفات إلى الشيخ القرضاوي عله يقرأها؟
نريد فقط أن يقرأها.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 07:47]ـ
شوف يا مولانا ..
أنا وجدتُ مقالاتي في نقاش الأخ عبد الله رمضان موسى في بغيه على القرضاوي موجودة في أكثر من منتدى من منتديات الإخوان ..
فلسنا في عالم مغلق كما مضى ..
وهل تظن أن الشيخ سيقرأ لمجهول مثلي (؟؟)
أقل منه شهرة وعلماً ونفوذاً لم يفعلها ..
لكن من يدري؟؟
ولأجل إحقاق الحق في نفسه
ورفع التلبيس عمن يُظن أنهم يقرأون ..
ونصيحة المؤلف إن تمت = أكتب
وعلينا البذر وليس علينا حلو الثمار ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 10:32]ـ
لاعجابي بمقالتك اخي ابا فهر هذه هديتك.
ـ[جذيل]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 10:41]ـ
الرجاء من المشرف حذف الملف السابق لحاجة التعديل , والملف هنا بعد تعديله ..
وكان لي اقتراح لاخي ابي فهر ان يضح ملخص المقدمة في اول الرد على ملف الوورد , ثم يعقبها بالوقفات , فإن اراد ذلك فليطلب من المشرف حذف الملف حتى يقوم بتعديلة او اقوم انا بفعل ذلك.
غفر الله لنا.(/)
من هو محمد محمود حجازي
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 07:45]ـ
بحثت في كتب التراجم عن ترجمة للمفسر محمد محمود حجازي فلم أجد له ترجمة، ويترجح لدي أنه توفى في الثمانينات أو في أوائل التسعينات من هذا القرن لأني نظرت في كتب التراجم أمثال:
الأعلام للزركلي (وبالطبع هو ليس فيه لأن الزركلي مات عام 1395هـ)
معجم المؤلفين (وهو أيضاً ليس موجوداً به لأن كحالة مات عام 1409)
فبحثت في تتمة الأعلام، وكتاب ذيل الأعلام، ونثر الجواهر والدرر للمرعشلي و إتمام الأعلام لنزار أباظة، و محمد رياض المالح فلم أجد شيئا، وحاولت في البحث على الشبكة فلم أحظى بشيء عنه، فهل من يدلني ويساعدني، وجزاه الله خيرا ....
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 09:46]ـ
هلا بحثتم في الأمر جزاكم الله خيرا ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:20]ـ
الدكتور محمد محمود حجازي له التفسير الواضح، هذا ما اعرفه عنه فقط.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:33]ـ
وهذا أيضاً ما أعرفه عنه، ولكن هل ترجم له أحد من أهل التأريخ هذا هو بيت القصيد
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 11:02]ـ
هل من كريم مؤرخ لوذعي بارع يأتي لنا بترجمة الشيخ رحمه الله
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[17 - May-2009, صباحاً 05:59]ـ
الأستاذ الدكتور الشيخ محمد محمود حجازي
من علماء الأزهر ومدير معهد المنصورة
درس في الأزهر الشريف وتخرج فيه.
عين مديرا لمعهد المنصورة.
أهم آثاره: " التفسير الواضح " 3 مجلدات طبع أكثر من مرة،
وكتاب: " الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم ".
من علماء الأزهر الشريف ومن رجال التفسير البارزين.
كتابه:
" التفسير الواضح " تفسير قريب التناول لدارسي القرآن الكريم وقرائه وحفاظه ..
ـ[حسن عنقاوي]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 11:45]ـ
جزاكم الله خيرا واحسن اليكم.(/)
أسئلة عن الايمان , لابن الشيطان
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 08:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
---------------
زكريا بطرس لمن لا يعلم، قسيس نصرانى موتور، لا يتورع عن الكذب والتلفيق، يعتقد بجهله المركب أن الإسلام ينهار على يديه!! ويروق له أن يصفه الناس بأنه الرجل الذى زلزل عرش الإسلام!!!!!
اتخذ من الإنترنت مجالاً واسعاً ينشر فيه أكاذيبه وتلفيقاته، يتعامل بمنطق " أفضل وسيلة للدفاع الهجوم " .. فعلى سبيل المثال، من أجل أن يبرر الألفاظ الجنسية الفاضحة الصارخة التى وردت بكتابه المقدس مثل " الثدى "، و " السرة "، " البطن "، " دوائر الفخذين "، " إنى مريضة حباً "؛ نجد زكريا بطرس يتحول صوب الإسلام ليقول: أن كلمة " النكاح " كلمة قبيحة وآسف إنى بأذكرها!!، وحقاً صدقت يارسول الله يا من قلت منذ مئات السنين: " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " لماذا لم يرد زكريا بطرس على ألفاظ كتابه الداعرة، فى حين يدعى أن كلمة النكاح كلمة قبيحة!!! ومن أجل هذا الغرض الدنئ قام بعمل سلسلة من المحاضرات بعنوان " النكاح فى الإسلام " ادعى فيها هذا الكذاب الأشر أن كلمة النكاح وردت بالقرآن الكريم أكثر من عشرة آلاف مرة!!! والحقيقة أن كلمة النكاح لم ترد إلا ثلاثة وعشرون مرة (23) بجميع صيغها (نكح – نكحتم – تنكح – تنكحوا – تنكحوهن – ينكح – ينكحن – ينكحها – فانكحوا – فانكحوهن – أُ نكحك – تنكحوا – أنكحوا – يستنكحها – النكاح – نكاحاً) ويدعى بطرس أن النكاح تعنى الجماع ويدلل على ذلك بأنه لو كانت معناها الزواج فلماذا لم ترد بمعنى الزواج خاصة وأن الزواج مذكور ايضاً بالقرآن!! ونقول له لنأخذ إحدى الآيات التى وردت فيها كلمة الزواج ونرى كيف ستكون إذا وضعنا مكانها كلمة النكاح: " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " (الأحزاب: 37)؛ فهل يصح أن نضع مكانها كلمة " نكحناكها " بدلاً من زوجناكها؟؟!! ويقول تعالى: " إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها " (الأحزاب: 49) فهل ياترى إذا كان النكاح بمعنى الجماع، فكيف سيكون جماع دون مس النساء؟؟!!!! أم أنه جماع عبر ال sms ؟!! لقد أثبتت هذه الآية الكريمة بوضوح شديد محنة العقل عند زكريا بطرس. ويقول تعالى أيضاً: " قال إنى أريد أن أنكحك إحدى ابنتى هاتين " (القصص: 27) وإذا كان معنى النكاح الجماع فهل سيقول شخص لآخر: إنى أريد أن أجامعك إحدى ابنتى؟!!!!! يتضح لنا إذن أن النكاح تعنى عقد الزواج وليس الجماع كما يروج سفيه النصارى. ولزكريا بطرس محاضرات عديدة رد عليها الكثير من علماء الإسلام منها: " أرضية مشتركة بين المسيحية والإسلام – تساؤلات محيرة حول الإعجاز النبوى فى القرآن – تساؤلات محيرة حول الإعجاز العلمى فى القرآن – قضية الناسخ والمنسوخ فى القرآن – تساؤلات محيرة حول النبى محمد – تساؤلات محيرة حول الإعجاز اللغوى فى القرآن – المصادر الوثنية للإسلام – الإرهاب فى الإسلام – الإرهاب فى القرآن – بين السيد المسيح والنبى محمد – جبريل هو الحل " بالإضافة لحلقاته التى تذاع عبر قناة الحياة الأوروبية والتى يسميها " أسئلة عن الإيمان " وكل تلك الأعمال تنم عن غباء مستحكم وحقد دفين وجهل فاضح وإفلاس شديد وكذب بلا حدود. يدعى هذا الدجال أن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه تزوج من 66 إمرأة!!! وكان بودنا أن نعرف من أين لهذا المعتوه بتلك الإحصائية الشاذة؟؟ وأزواج المصطفى هم: " السيدة خديجة بنت خويلد – سودة بنت زمعة – عائشة بنت أبى بكر – زينب بنت خزيمة – أم سلمة – زينب بنت جحش – جويرية بنت الحارث – صفية بنت حيى – أم حبيبة " إضافة إلى ذلك السيدة مارية القبطية والتى كانت من السرارى، والسيدة ميمونة بنت الحارث التى وهبت نفسها للنبى، فأين هم ال66 إمرأة؟؟!! وفى إحدى حلقاته يزعم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال " المرأة كالكلب والحمار تقطع الصلاة "!! ونتحدى هذا المخمور أن يأتى لنا بكتاب واحد به هذا القول الكاذب. وفى حلقة أخرى بعنوان مصادر الإسلام: الفارسية الزرادشتية يدعى أن قصة الإسراء والمعراج وردت بكتب الفارسية الزرادشتية، ونتحداه أن يذكر لنا اسم هذا الكتاب ومؤلفه وأين يوجد. وله حلقات
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرى بعنوان: " الرد على افتراءات أحمد ديدات، الرد على افتراءات الشعراوى " والحق يقال أن تلك الردود المضحكة هى الافتراءات بعينها؛ ففى احدى الحلقات يحاول عبثاً الرد على الأقوال الفاحمة لعلامة العصر أحمد ديدات – رحمه الله بشأن ركاكة الكتاب المقدس فيقول: " أين البلاغة فى (القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة)؟؟ " ولو أن هذا المأفون كان يعلم معنى كلمة بلاغة لما تجرأ وسأل هذا السؤال؛ فقد وضع رب العزة الظاهر مكان الضمير للتخويف والتهويل فى قوله " القارعة ما القارعة "؟ والأصل أن يقال: القارعة ماهى؟ كما أن هناك استفهام للتفخيم والتهويل " وما أدراك ما القارعة " زكريا بطرس يتعامل بالمثل القائل: " اكذب اكذب حتى يصدقك الناس " والدليل على ذلك أنه قال أن دولة الكويت بها 2مليون نصرانى!!! فى حين أن سكان الكويت لا يتجاوزون المليون على أكثر التقديرات فقط وحدها تبقى ردود زكريا بطرس على العلامة ديدات قمة فى الهشاشة وغاية فى الابتذال. الغريب أن زكريا بطرس يتهمنا – نحن المسلمين – بأننا نفكر بعقلية القرن الأول الهجرى وعلينا أن نفكر بعقلية القرن الحادى والعشرين ليتبين لنا أن الإسلام مجرد أكذوبة فضح أمرها زكريا بطرس!!! ونقول: " إذا لم تستح فاصنع ماشئت " ونناشده ونترجاه أن يفكر بعقلية القرن الحادى والعشرين ساعتها سيكتشف الكم الكبير الهائل الذى يضحك على سفاهة عقله وعهر فكره، وأن كتابه المقدس لا يصلح سوى لبرنامج " مايطلبه المستمعون "، وهل يضر السماء نباح الكلاب؟؟
وسوف نناقش هنا ما ردده هذا الببغاء الأحمق وسنوضح للقارئ الكريم المحنة الشديدة لدى عقل زكريا بطرس هذا إن كان له عقلاً من الأساس
----------------------------------
وها هى التناقضات فى كتابهم (الملبس) من بوليس الملعون الذى حرف المسيحية وجعلها وثنية
----------
انك حين ترى الاختلافات والتناقضات ما بين اصحاحات كتاب النصارى المقدس لا يمكنك أن تظن مجرد ظن بأن هذا فكر الله ووحي الله سبحانه وتعالى لأن الروح القدس لا يوحي بأخبار وأفكار ومعلومات متناقضة، ولا يوحي لكاتب الاصحاح أو كاتب السفر عكس الخبر أو المعنى الذي يوحيه لكاتب آخر، ان كلمة الله يستحيل عليها أن تكون متناقضة تهدم بعضها بعضاً. وإليك - أخي القارىء - بعض من تناقضات كتاب النصارى المقدس كدليل على كلامنا:
كم كان عدد الموكلين على الإشراف على خدمة العمال المسخرين لتنفيذ أعمال سليمان؟
خمس مئة وخمسون
مئتين وخمسين
سفر الملوك الأول [9: 23]
سفر أخبار الأيام الثاني [8: 10]
كم وزنة من الذهب جلبها عبيد حيرام وعبيد سليمان من أوفير؟
أربع مئة وعشرين وزنة من الذهب
أربع مئة وخمسين وزنة من ذهب
الملوك الأول [9: 28]
أخبار الأيام الثاني [8: 18]
كم كان عدد المغنين والمغنيات الذين صعدوا من تل ملح وتل حرشا كروب وأدون وإمير؟
مائتين
مئتين وخمسةً وأربعين
في سفر عزرا [عزرا 2: 64]
في سفر نحميا [7: 66]
كم كان عدد (بنو عادين) العائدين من السبي؟
أربع مئة وأربعة وخمسون
ست مئة وخمسة وخمسون
في سفر عزرا [2: 15]
في سفر نحميا [7: 20]
كم كان عدد أهل بيت لحم ونطوفة الذين رجعوا من السبي؟
مئة وستة وسبعين
مئة وثمانية وثمانون
في سفر عزرا [2: 21، 22] بالجمع يكونوا 176.
في سفر نحميا [7: 26]
كم كان عدد بنو آرح العائدن من السبي؟
سبع مئة وخمسة وسبعون
ست مئة واثنان وخمسون
في سفر عزرا [2: 5]
في سفر نحميا [7: 10]
كم كان عدد بنو فحث موآب من بني يشوع ويوآب العائدين من السبي؟
ألفان وثمان مئة واثنا عشر
لفان وثمان مئة وثمان مئة وثمانية عشر
في سفر عزرا [2: 6]
في سفر نحميا [7: 11]
كم كان عدد بنو زتو العائدين من السبي؟
تسع مئة وخمسة وأربعون
ثمان مئة وخمسة وأربعون
في سفر عزرا [2: 8]
في سفر عزرا [7: 13]
كم كان عدد بنو باني العائدين من السبي؟
ست مئة واثنان وأربعون
ست مئة وثمانية وأربعون
في سفر عزرا [2: 10]
في سفر نحميا [7: 15]
كم كان عدد بنو حشوم العائدين من السبي؟
مئتان وثلاثة وعشرون
ثلاث مئة وثمانية وعشرون
في سفر عزرا [2: 19]
في سفر نحميا [7: 22]
كم كان عدد بنو باباي العائدين من السبي؟
ست مئة وثلاثة وعشرين
(يُتْبَعُ)
(/)
ست مئة وثمانية وعشرون
في سفر عزرا [2: 11]
في سفر نخميا [7: 16]
كم كان عدد بنو عرجد العائدين من السبي؟
ألف ومئتان واثنان وعشرون
ألفان وثلاث مئة واثنان وعشرون
في سفر عزرا [2: 12]
في سفر نحميا [7: 17]
كم كان عدد أدونيقام العائدين من السبي؟
ست مئة وست وستون
ست مئة وسبعة وستون
في سفر عزرا [2: 13]
في سفر نحميا [7: 18]
كم كان عدد بنو بغواي العائدين من السبي؟
ألفان وستة وخمسون
ألفان وسبعة وستون
في سفر عزرا [2: 14]
في سفر نحميا [7: 19]
كم كان عدد بنو بيصاي العائدين من السبي؟
ثلاث مئة وثلاثة وعشرون
ثلاث مئة واربعة وعشرون
في سفر عزرا [2: 17]
في سفر نحميا [7: 23]
كم كان عدد رجال بيت إيل وعاي العائدين من السبي؟
مئتان وثلاثة وعشرون
مئة وثلاثة وعشرون
في سفر عزرا [2: 28]
في سفر نحميا [7: 32]
كم كان عدد بنو لود بنو حاديد وأونو العائدين من السبي؟
سبع مئة وخمسة وعشرون
سبع مئة وواحد وعشرون
في سفر عزرا [2: 33]
في سفر نحميا [7: 37]
كم كان عدد بنو سناءة العائدين من السبي؟
ثلاثة آلاف وست مئة وثلاثون
ثلاثة وتسع مئة وثلاثون
في سفر عزرا [2: 35]
في سفر نحميا [7: 38]
كم كان عدد المغنون من بني آساف العائين من السبي؟
مئة وثمانية وعشرون
مئة وثمانية وأربعون
في سفر عزرا [2: 41]
في سفر نحميا [7: 44]
كم كان عدد بنو البوابين العائدين من السبي؟
مئة وسع وثلاثون
مئة وثمانية وثلاثون
في سفر عزرا [2: 42]
في سفر نحميا [7: 45]
كم كان عدد الذين صعدوا من تل ملح وتل حرشا، كروب ولم يستطيعوا أن يبينوا بيوت آبائهم؟
ست مئة واثنان وخمسون
ست مئة واثنان وأربعون
في سفر عزرا [2: 59، 60]
في سفر نحميا [7: 61، 62]
كم كان عدد الاقمصة الذي تبرع به رؤساء العائلات للكهنة لدى وصولهم إلي أورشليم لبناء بيت الرب؟
مئة قميص
خمس مئة وثلاثين قميصاً
في سفر عزرا [2: 69]
في سفر نحميا [7: 70]
تناقض في (شاقل القدس):
جاء في سفر العدد [18: 16]: " وَفِدَاؤُهُ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ تَقْبَلُهُ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ فِضَّةً خَمْسَةَ شَوَاقِل عَلى شَاقِلِ القُدْسِ. هُوَ عِشْرُونَ جِيرَةً " (ترجمة فاندايك)
الواقع ان عبارة (شاقل القدس) الواردة في النص هي من الزلات الفاضحة التي ينبغي للأتقياء إزالتها من النص حيث تكشف عن التلفيق وإقحام القصة بعد عهد موسى بزمن بعيد، فمن المؤكد أن (شاقل القدس) لم يكن مستخدماً في مصر أو في القفر أو في أي مكان آخر في زمن موسى لأنه لم يكن قد قام ملك القدس بعد ولم يكن قد جرى صك (شاقل القدس) ومع ذلك جعل المؤلفون الذين كتبوا سفر الخروج (30: 12) أن الرب يقول لموسى: " إِذَا أَخَذْتَ كَمِّيَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ الْمَعْدُودِينَ مِنْهُمْ يُعْطُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِدْيَةَ نَفْسِهِ لِلرَّبِّ عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ لِئَلاَّ يَصِيرَ فِيهِمْ وَبَأٌ عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ. هَذَا مَا يُعْطِيهِ كُلُّ مَنِ اجْتَازَ إِلَى الْمَعْدُودِينَ: نِصْفُ الشَّاقِلِ بِشَاقِلِ الْقُدْسِ. (الشَّاقِلُ هُوَ عِشْرُونَ جِيرَةً) نِصْفُ الشَّاقِلِ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ ". (ترجمة فاندايك)
وبين النصين الأول والثاني تناقض فاضح ففي النص الأول الفداء بخمسة شواقل وفي الثاني الفداء بنصف الشاقل، كما أن الفداء إذا لم يرافقه دفع النقود فسيصيب الوباء بني اسرائيل، ونريد أن نعرف: ما الذي سيفعله الرب بهذه النقود؟
تناقض في ذات الله:
جاء في سفر التكوين [1: 26]: ان الله يشبه الانسان شبهاً تاماًً.
إلا انه جاءت نصوص أخرى تنفي المثلية وأن الله ليس كمثله شيىء ومن هذه النصوص ما جاء في سفر الخروج [9: 14]: " أَنَّهُ لَيْسَ مَثِيلٌ لِي فِي كُلِّ الأَرْضِ. "
وقال موسى عن الله: " ليس مثل الله " [تثنية 33: 26] وفي كلام داود عليه السلام: " ايها الرب الاله. . . ليس مثلك " [صموئيل الثاني 7: 22]
ويقول ارميا لله: " لا مثل لك يا رب. . . ليس مثلك " [ارميا 10: 6 _ 8]
(يُتْبَعُ)
(/)
ويوبخ الله بني اسرائيل على لسان اشعيا فيقول: " بمن تشبهونني وتسوونني، وتمثلوني لنتشابه؟ " [اشعيا 46: 5] وقال اشعيا: " فبمن تشبهون الله؟ وأي شبه تعادلون به؟ " [اشعيا 40: 18] وقال أيضاً على لسان الله عزوجل: " بمن تشبهونني فأساويه. يقول القدوس " [اشعيا 40: 25]
فأنت ترى نصين في الكتاب المقدس في ذات الله سبحانه وتعالى.
الأول: أن الله يشبه الانسان شبهاً تاماً، مع تميزه بالجمال والجلال، والبهاء والمجد
الثاني: ان الله سبحانه وتعالى ليس بجسم، وهو عظيم ولا يشبه الانسان ولايمكن لأحد أن يتصوره أو يتخيله بصورة ما. وإنما يعتقد أن ليس كمثله شيء.
تناقض في مكان (شور):
ان (شور) نراها في المنطقة الشمالية المتاخمة للمتوسط من شبه جزيرة سيناء برية شور، ومرة أخرى الكتاب المقدس يجعلها بلدة قرب حدود مصر، [تكوين 16: 7]، [تكوين 25: 18]، [صموئيل الاول 15: 7]
وظلت شور باستمرار أمام مصر وفي مقابل مصر غير أننا نفاجأ في سفر الخروج وقد صارت داخل مصر: " ثم ارتحل موسى باسرائيل من بحر سوف وخرجوا إلي برية شور ولم يجدوا ماءً " [خروج 15: 22]
هل عرف ابراهيم يهوه أم لم يعرفه؟
يذكر سفر التكوين ان ابراهيم عرف (يهوه) باسمه ودعا الموقع الذي أوشك أن يمارس عنده عادة ذبح الابن تقدمة للإله باسم (يهوه يراه) [تكوين 22: 14]
لكن ذلك لسوء الحظ تناقض تناقضاً صريحاً مع ما ورد في سفر الخروج ومبرراً للتشكيك في أمانة الرواية ومصداقية الحكي كله، فقد جاء في سفر الخروج [6: 3] أن يهوه قال لموسى في أول لقاء لهما قرب خيام مدين أن إبراهيم واسحاق ويعقوب لم يعرفوه باسم (يهوه)!
الزواج من أرملة مباح أم غير مباح؟
أمر الله الكاهن من بني هرون بقوله: " أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هَؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً ". [لاويين 21: 14] ويقول كاتب سفر حزقيال: " وَلاَ يَأْخُذُونَ أَرْمَلَةً وَلاَ مُطَلَّقَةً زَوْجَةً, بَلْ يَتَّخِذُونَ عَذَارَى مِنْ نَسْلِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, أَوْ أَرْمَلَةً الَّتِي كَانَتْ أَرْمَلَةَ كَاهِنٍ ". [حزقيال 44: 21 _ 22] فكاتب توراة موسى ذكر ان الله حرم عليهم الارملة، سواء كانت ارملة كاهن أو غير كاهن، وكاتب سفر حزقيال: أباح لهم أرملة الكاهن.
مره يذم الخمر ومره يطلب شربها!
من التناقضات الظريفة في الكتاب المقدس ما نجده في سفر الأمثال:
حيث نجد ان الكاتب في الاصحاح 21: 17 يذم الخمر معلناً أن الفقر في شرب الخمر وفي الاصحاح 23 العدد 29 _ 35 من نفس السفر نجد ان الرب أيضا يذم الخمر ويحث الانسان على ترك الخمر وان لا يخسر نفسه في الخمر. حيث يقول: " لِمَنِ الْمُعَانَاةُ؟ لِمَنِ الْوَيْلُ وَالشَّقَاءُ وَالْمُخَاصَمَاتُ وَالشَّكْوَى؟ لِمَنِ الْجِرَ احُ بِلاَ سَبَبٍ؟ وِلِمَنِ احْمِرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ إِنَّهَا لِلْمُدْمِنِينَ الْخَمْرَ، السَّاعِينَ وَرَاءَ الْمُسْكِرِ الْمَمْزُوجِ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى الْخَمْرِ إِذَا الْتَهَبَتْ بِالاحْمِرَارِ، وَتَأَلَّقَتْ فِي الْكَأْسِ، وَسَالَتْ سَائِغَةً، فَإِنَّهَا فِي آخِرِهَا تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوَانِ. فَتُشَاهِدُ عَيْنَاكَ أُمُوراً غَرِيبَةً، وَقَلْبُكَ يُحَدِّثُكَ بِأَشْيَاءَ مُلْتَوِيَةٍ، فَتَكُونُ مُتَرَنِّحاً كَمَنْ يَضْطَجِعُ فِي وَسَطِ عُبَابِ الْبَحْرِ، أَوْ كَرَاقِدٍ عَلَى قِمَّةِ سَارِيَةٍ! فَتَقُولُ: «ضَرَ بُونِي وَلَكِنْ لَمْ أَتَوَجَّعْ. لَكَمُونِي فَلَمْ أَشْعُرْ، فَمَتَى أَسْتَيْقِظُ؟ سَأَذْهَبُ أَلْتَمِسُ شُرْبَهَا مَرَّةً أُخْرَى ".
إلا ان الكاتب نسي ما قد قاله ونسي ما قد أعلنه فنجده في الاصحاح 31: 6 من نفس السفر يحث على شرب الخمر فيقول: " أَعْطُوا الْمُسْكِرَ لِلْهَالِكِ، وَالْخَمْرَ لِذَوِي النُّفُوسِ التَّعِسَةِ، 7فَيَثْمَلُوا وَيَنْسَوْا فَقْرَهُمْ، وَلاَ يَذْكُرُوا بُؤْسَهُمْ بَعْدُ ".
هل نرد على الجاهل؟
سفر الأمثال 26:4 " لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ."
(يُتْبَعُ)
(/)
سفر الأمثال 26:5 " جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيماً فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ."
ان التناقضات والاخطاء الموجودة في الكتاب المقدس أكثر من ان تحصى وأكبر من أن تعد وسنعدك أن نضع بين كل فترة وأخرى طائفة منها.
- تبعاً لسفري العدد والتثنية يكون هارون قد توفي مرتين في مكانين مختلفين أحدهما على جبل حور (العدد 20: 28 وأيضاً 33: 38) والآخر في موسير (التثنية 10: 6).
- وتبعاً للرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس (15: 5) فقد ظهر يسوع للإثنى عشر [بعد نشوره] على الرغم من أنه لم يكن آنذاك هناك إثنى عشر [حيث انتحر أحد الإثنى عشر قبل صلب يسوع] (ولا نخمن أن بولس كان قد اعتبر نفسه أحدهم) [وهو بذلك يعتبر أيضاً أن نهايات الأناجيل من الصلب والفداء والقيامة والظهور من اختراعات بولس]. وعلى أية حال فإن هيئة الحواريين قد اكتمل عددها بعد ذلك، ولم يعد هناك مجال لدخول حواري ثاني عشر آخر يُدعى بولس.
- من التناقضات المختلفة لسفر أعمال الرسل مقارنة بالأسفار الأخرى التي يحتويها العهد الجديد - ونذكر فقط المعترف به وقبله العلم منذ زمن - أنه تبعاً لسفر أعمال الرسل (9) تقابل بولس مع الحواريين الآخرين بعد قليل من إعتناقه لديانة يسوع أثناء رحلته إلى دمشق، وكان ذلك في أورشليم، بينما لم يسافر إلى أورشليم تبعاً لسفر غلاطية (1: 18) إلا بعد ذلك بثلاث سنوات.
وهذان التقريران السابقان (أعمال الرسل (9) وغلاطية 1: 18 وما بعدها) كما يرى البروفسور كونتسلمان في كتابه " أعمال الرسل " طبعة توبنجيه لعام 1963 " لا يمكن عمل مقارنة بينهما ".
ويضيف أيضاً قائلاً: [إن الأشنع من ذلك هو التناقض بين أعمال الرسل (8:9) وما بعدها [فكان يدخل معهم ويخرج معهم في أورشليم ويجاهر بإسم الرب يسوع، وكان يخاطب ويباحث اليونانيين فحاولوا أن يقتلوه] وبين غلاطية (1: 22) [ولكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية التي في المسيح. غير أنهم كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه. فكانوا يسجدون لله في] (ص60).
كذلك توجد أيضاً تناقضات بين قصتي تحول بولس إلى ديانة يسوع (أعمال الرسل 1:22 - 16،9:26 - 18) راجع أيضاً المراجع السابقة لـ كونتسلمان
-----------------------------
هذة المقدمة: ويتبع فى حلقات انشاء الله تعالى
وهذة ابحاث: كتبتها فى كتابى (أسئلة عن الايمان , لى ابن الشيطان)
حتى يتم النتهاء من كتابته لو كان فى العمر بقية
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=3912
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 11:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
________________
الفصل الاول
(المردود على الهدف المفقود)
تم أستعراض بعض اللمحات التى تدل على تدليس ابليس فى دين الشيطان ابن الدجال بطرس المكحوم. الذى ما يقومون بى عرض برنامجه المشؤموم المسمى (اسئلة ايمانية) أو شيطانية وما يقومون بى الهمز واللمز فى اوللهم الكاذبة التى يحاولون الصاقها بى الاسلام , وشريعة سيدنا محمد النبيى العدنان صلوت ربى وسلامة عليه , وكأنهم قد اتو بى بى المعجزات التى تجحض وتقحم الاسلام.
ثم نجدهم فى هذة القناة العاهرة التى تبس سمومها من بلدان تدعى انها تدين بى النصرانية , وهم ابعد ما يكونوا عن النصرانية , فاغلب هؤلاء ملحدون لا يؤمنون بى بوجود الله عزوجل , بل ولا يوقرون الله فى كل افعالهم ومجتماعاتهم المنحطة التى تقوم على ازدراء الاخرين , وكانهم يقولون بى نبرة استعلاء وتكبر , اننا الجنس (السامى) الراقى الذى تفوق على جميع من فى الارض.
ونسوا أو تناسوه أنهم مهما وصلوا من تقدم علمى ,وطبى ,وعسكرى لن يستطيعون خلق (زبابة) وأن يسلبهم الزباب فلن يقدروا؟
انها قوه الله عزوجل الذى دعا ان يكون له الدين الخالص ,الخالص من شوائب الشرك والكفر والانحلال , أنه الله عزوجل الذى كل يوم هو فى شان ..
أن الكون الفسيح الذى يحيط بنا ما نحن الا زرة من رمل فى هذا الكون الفسيح الذى كل يوم نكتشف اننا مهما وصل بنا العلم والتقدم , لن نصل ابعد من ما وصلنا اليه , فهل يستطيع العلم منع الزلازل والبراكين؟
هل يستطيعون أنزال الماء من عراين السحاب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يستطيعون وقف الموت ونحن على فراش المرض او وقف الموت بى الاسباب؟
الم يسال هؤلاء الحاقدون أن الرومان لم يبنون لهم الكنائس , بل كانو يقومون بى جعلهم عبيدا لهم , ويضربون الجزية عليهم , ويغتصبون نسائهم , ويقتلون رجالهم , ويفرضون عليه القوانين التى اذهقت مقدراتهم الماليه والنفسية بل والعقائدية
أنما كنائسهم واديارتهم بنيت فقط فى العصر الاسلامى فقط , وليكذبنى هؤلاء لو كان عندهم الدليل؟
والان نقوم بتحليل ما تقوم به هذة القناة الداعرة فى بس سمومها فى عقول جهلائهم المحبون لى الحكايات المكذوبة التى ترتقى الى البهائم , وكأن هذا الازعر أتى بما لم ياتيه احدا من العالمين
-------------------------
(1)
الإسم الصحيح لما يسميه المعتوه زكريا بطرس ((أسئلة عن الإيمان)) هو ((هلوسات))، وإن شئت فهى وساخات وبذاءات وقاذورات وانحطاطات
زكريا بطرس يمارس الكذب بطريقة مفضوحة وبشعة للغاية.
شخص مثل هذا لا يجب الاهتمام بكلامه على الإطلاق أو التحدث عنه، ولكن لأنه صدع رؤوسنا: ((مفيش حد بيرد عليا))!!!! مع أن ما يقوله كلام معاد ومكرر وسخيف، ويا ليتها أقواله وإنما هى أقوال أساتذته من الملاحدة والمستشرقين، أى أنه مجرد ببغاء أحمق يردد فى سذاجة منقطعة النظير ما يقرأه بدليل أنه لا يخرج على قناة الحياة – عفواً – ((الممات)) إلا وفى يديه كراسة مثل التلميذ الفاشل الذى لا يستوعب ولا يحفظ.
وكثيراً ما صدع رؤوسنا بأنه منذ 54 عاماً يقارن بين المسيحية والإسلام!!!!! فى حين أن الدارس لمدة عام يعى ويفهم أكثر منه بمراحل بعيدة.
والآن إلى بعض ما جاد به عقله الشاذ:
أولاً: تفسيره العقيم لكلمة ((الصمد)):
فى إحدى حلقاته يتحدث عن كلمة الصمد فيقول: ((إن كلمة الصمد لها أكثر من 10 تفاسير وأن المفسرين لم يتفقوا حول معناها وهذه الآية دليل على عقيدة التثليث لأن المعنى الحقيقى لكلمة الصمد هو: الواحد فى مجموع، وأن سبب اختلاف التفاسير هو أن كلمة ((الصمد)) لفظ أعجمى عبرانى وبالعودة إلى القاموس العبرانى نجدها ((شمد)) ومعناها الواحد فى المجموع إذن فتفسير الآية هو كالآتى:
الله أحد أى واحد، الصمد أى واحد فى مجموع والمجموع هو ثلاثة أقانيم حسب المعنى العبرانى، وباللغة اليونانية ((سمد)) ومعناها الواحد المكون مجموع)) انتهى
وما ذكره هذا القمص المعتوه لعمرى هو أكبر دليل على أن هذا الكائن لا يرقى إلى البيكتريا أو الجراثيم لأنها أعقل منه.
إنى أتساءل: هل قال أحد من جميع مفسرى أمة الإسلام أن معنى الصمد هى الله واحد فى مجموع؟؟؟!!!!!
الكل يعلم أن اللغة العربية هى المصدر الحقيقى للعبرية فكيف تقتبس العربية من العبرية؟؟!!!!
وإذا كانت الكلمة – ((الصمد)) – فى العربية لا تعنى الثالوث على الإطلاق، فكيف تعنى الثالوث فى العبرية؟؟؟!!!!!
وإن كان صحيحاً أنها وردت باليونانية فهى مأخوذة من العربية أيضاً، وقد خرجت دراسات حديثة تثبت أن اللغة العربية هى أصل جميع اللغات الموجودة على وجه الأرض.
التدليس فى تلك الحالة يأتى بنتائج عكسية يا سفيه النصارى.
ولترجع إلى المعجم الوسيط الذى تستشهد به دائماً،ستجد تحت كلمة ((الصمد)): (المقصود لقضاء الحاجات واسم من أسماء الله الحسنى) الوسيط ج1 ص 523.
وفى لسان العرب: ((الصمد: من صفاته تعالى وتقدس لأنه أصمدت إليه الأمور فلم يقض فيها غيره وقيل الصمد: الدائم الباقى بعد فناء خلقه، وقيل الصمد الذى صمد إليه كل شئ، أى الذى خلق الأشياء كلها لا يستغنى عنه شئ، وكلها دال على وحدانيته)).
فأين يا سفيه النصارى ما يدل على أنها تعنى الواحد فى ثالوث؟؟؟؟
وجميع التفاسير أجمعت على أن الصمد تعنى المقصود فى قضاء الحاجات، ولله فى خلقه شئون ..
ثانياً:
فى إحدى حلقاته بعنوان ((صفات ورسالة الرسول الحقيقى، وهل تنطبق على محمد؟)) يقول المعتوه الوقح:
((الرسول يكون شبعان بربنا وربنا يستأمنه على رسالته وأن يرشد الناس إلى خلاص أنفسهم من الخطية لكى يصير لهم حياة أبدية مع الله. الرسول لا يعيش لذاته، قدوة حسنة فى القداسة فى البر فى الطهارة فى الأمانة فى العطاء ولا تنطبق تلك الصفات على رسول الإسلام!!!!!!!!!!))
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يقل هذا الفاحش - الذى يصلى لربه وهو يتبرز- لماذا لا تنطبق هذه الصفات على رسول الإسلام الأعظم، وإنما قال: علاقة الإنسان بالله فى الإسلام علاقة فرائض وواجبات فريضة الحج والصوم .. إلخ
فرائض الصلوات الخمس علاقة عبودية. لا بد أن يعيش الإنسان قصة حب مع الله!!!!!!!!!))
ولا ندرى ماهى كيفية هذه القصة؟؟؟ أهى أنا يأخذ الإنسان الله فى ذراعه ويتمشيا على كورنيش النيل ويتبادلا كلام الغزل؟؟؟!!!! واستغفر الله العظيم
أم أنها قصة مثل قصة روميو وجوليت؟؟ أم انطونيو وكليوبترا؟؟؟!!!!
أم هى علاقة الند للند وأن يصارع الإنسان ربه ويقول له ((ارجع يارب عن حمو غضبك))؟؟؟
وهل فى الإسلام علاقة كره وفى النصرانية علاقة حب؟؟؟!!!!
إن الله فى الإسلام يحب التوابين والمتطهرين، وليس الأنجاس الذين يحيون على اللواط والجنس والاعتراف (نوع جديد من الزنى داخل الكنيسة)
الله فى الإسلام لا يحب الأقذار الأنجاس الذين يتبرزون ويقرأون كلامه وهم فى تلك الحالة القذرة
الله لا يحب الذين يجامعون نساءهم ويقوموا ليصلوا دون طهارة أو اغتسال
هذا هو الفارق بين الإسلام والنصرانية، لذلك فإن أمثال زكريا بطرس من صفاتهم الرئيسية هى الرائحة النتنة نتيجة عدم الاغتسال والنجاسة المستمرة.
والغريب أنه ذكر صفات أن الرسول لابد أن يكون قدوة حسنة و ... و .... ولم يقل لنا لماذا لا تنطبق تلك الصفات على المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على خلل فكرى وهلوسة ليس لها مثيل
إن الكون لم يشهد إنسان بسمو أخلاق رسول الإسلام ولا بطهره ولا بنقائه وشرفه وعفته وأمانته.
ثالثاً:
فى حلقة بعنوان ((لماذا لم يقل المسيح أنا الله فاعبدونى))
يعتقد هذا السفيه أنه من الممكن أن يبرر عقيدته الهشة الكاذبة، فيبرر عدم وجود أصل لعقيدته الفاسدة والتى تقول أن المسيح هو الله؛ وهذا القول لم يرد على لسان المسيح على الإطلاق، فيقول: ((أنا عايز المسلم يجيبلى نص من القرآن فيه: إن عقيدتى التوحيد))!!!!!!!!!!!
ونسأل هذا المخمور: لماذا تطالبنا بنص يقول: إن عقيدتى التوحيد؟؟؟؟!!! هل ترانا نعبد محمداً صلى الله عليه وسلم – والعياذ بالله -؟؟؟؟!!!!!
هل ورد بالقرآن الكريم أننا نعبد ثلاثة آلهة – والعياذ بالله -؟؟!!!!
إذن فلماذا تطالبنا بنص مثل ذلك؟؟؟!!!!
وجميع آيات القرآن الكريم تنطق بالتوحيد،بل وسورة كاملة هى سورة الإخلاص:
((((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ))))
ويقول رب العزة لموسى عليه السلام:
((((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)))) (طه: 14)
وآيات أخرى كثيرة يطلب الله سبحانه وتعالى من عباده أن يعبدوه وحده:
(((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)) (الأنبياء: 25)
(((إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ))) (الأنبياء: 92).
(((يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ))) (العنكبوت: 56)
((وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ)) (يس: 61).
أبعد هذه النصوص القاطعة التى يطالبنا الله فيها بعبادته تطلب منا أن نأتى لك بنص يقول ((إنى عقيدتى التوحيد))؟؟!!!!
فى الجانب المقابل أدعوك يا معتوه النصارى أن تأتى لى بنص كبُر أم صغر يقول فيه المسيح ((أنا الله فاعبدونى)) أو ((أنا الله)) ولن تفعل لأنه لم يقل وما كان له أن يقول
-------------------
يتبع فى الفص لاثانى أذا شاء الله عزوجل , ولوكان فى العمر بقية
الفقير الى الله
خالد كروم(/)
الإعلام بشرح نواقض الاسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب: الشيخ المحدث عبد العزيز الطريفي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 11:48]ـ
المقدمة
الحمد لله أحمده حقّ حمده، وأصلي وأسلم على نبيه وعبده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فألزم الله سلوك شريعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهي الصراط التي لا تميل به الآراء، وهي ضياء البصائر من عماها، ولذّة النفوس، وحياة القلوب، من تمسك بها نجى، ومن زاغ عنها هلك.
وقد حُرم المُعارضون لها استنارة البصائر وحياة القلوب، فتمسكوا بأعجاز لا صدور لها، وقنعوا بآراء إذا زال أصحابها فهي من جملة الأموات، وزهدوا في نصوص الشريعة الباقية ما بقيت الأرض والسموات.
وبعد: فأصل هذا الكتاب دروس أمليتها في شرح نواقض الإسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب، فرغب بعض الإخوان في نشرها رجاء النفع والفائدة، فقُدِّم فيها وأُخِّر، وزيد فيها ونُقص، لتتميم الفائدة.
وهذه الأصول التي تضمنها هذا الكتاب هي أساس الدين والملة، ولبيانها بعث الله الرسل إلى الثقلين، وأنزل الوحيين، وقسّم الناس إلى فريقين، وأمر الله بإقامتها باللسان والسنان، قال تعالى: [الذّاريَات: 56] {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِْنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ *} قال ابن عباس رضي الله عنهما: «إلا ليقروا بعبادتي طوعاً أو كرهاً» رواه ابن جرير في «تفسيره».
وفي زمننا هذا سعى كثير ممن لا خلاق له في الدارين، في هدم هذه الأصول، تصريحاً وتلميحاً، في فتن تموج يرقق بعضها بعضاً، صاحبها إحجام كثير ممن ينتسب إلى العلم عن بيان الحق طلباً للسلامة، حتى لُبِّس على العامة دينهم، ففي المحن والشدائد يطلب الكثير منهج السلامة، بينما يطلب الصفوة سلامة المنهج، وبهذه الصفوة يُحفظ الدين وتُنصر الملة.
وشريعة الله ظاهرة، ودينه محفوظ، فمن سخّر جاهه وملكه لحفظ دينه، حفظ الله له جاهه وملكه، وبقي له دينه، ومن سخّر دينه لحفظ ملكه وجاهه، ضيع الله عليه ملكه وجاهة، وما بقي له دينه، وهذا مقتضى قوله صلى الله عليه وسلم: «احفظ الله يحفظك» والجزاء من جنس العمل.
والله المؤيد والمسدد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
4/ 3 / 1424 هـ الرياض.
قال المصنف رحمه الله:
(بسم الله الرحمن الرحيم: اعلم أن نواقض الإسلام عشرة نواقض):
ابتداءُ المؤلف بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز، وبما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، من التسمية في كثير من أحواله كالمكاتبات وغيرها، وقد جاء عنه الأمر بالتسمية إلا أنه لا يثبت، فقد رواه الخطيب في «جامعه» من حديث مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً: (كل أمرٍ ذي بالٍ لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع).
وهو خبر منكر، أعله الحفاظ، والصحيح فيه الإرسال وبغير لفظ البسملة وهو منكر أيضاً، وهم فيه مبشر بن إسماعيل فرواه بلفظ البسملة وقد رواه جماعة كالوليد بن مسلم وبقية وخارجة بن مصعب وشعيب بن إسحاق ومحمد بن كثير والمعافى بن عمران وعبد القدوس وغيرهم عن الأوزاعي بلفظ: (كل أمرٍ ذي بالٍ لا يبدأ بالحمد لله .. ) ووهم من عزاه بلفظ البسملة للسنن كالزيلعي والعراقي والسيوطي وغيرهم، وتساهل بعض المتأخرين فحسنه.
إذاً فالأمر بالبسملة في الخبر السابق لا يثبت، إلا أنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في المكاتبات وغيرها، فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عباس عن أبي سفيان عليهما رضوان الله تعالى أنه قال: كتب النبي إلى هرقل: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم .. )
والنواقض جمع ناقض وهو المبطل والمفسد، متى طرأ على الشيء أبطله، وأفسده، قال تعالى: [النّحل: 92] {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} أي أفسدته وأبطلته، وذلك كنواقض الوضوء التي من فعلها بطل وضوءه ولزمه إعادته، ومثله نواقض الإسلام إذا فعلها العبد فسد وبطل إسلامه، وهي ما جمعها المصنِّف في هذا الكتاب.
ونواقض الإسلام التي ذكرها المؤلف عشرة نواقض، والنواقض أكثر من ذلك، فقد ذكر العلماء في أبواب الردة وحكم المرتد أنواعاً كثيرة مما قد يرتد به المسلم عن دينه ويحل دمه وماله، وقد ذكر المؤلف أخطرها وأعظمها وأكثرها وقوعاً، وما اتفق العلماء عليه.
فالعلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة يبوِّبون في كتب الفقه باباً يسمونه باب حكم المرتد، ويذكرون فيه من صور الكفر وأنواعه الاعتقادية والقولية والفعلية، التي يكفر متلبِّسها بعد إسلامه، فينبغي للمُستزيد النظر فيها، ومن أوسع من كتب فيه، وأطنب في ذكر الصور والأنواع من الأئمة هم الحنفية فقد ذكروا في هذا الباب صوراً كثيرة.
وما يجب معرفته هنا أنه إذا دل الدليل على شيء أنه ناقض، فلا مدخل للاستحلال في لزومه، وإلا لقيل ذلك في فعل الزنا، وشرب الخمر، والسرقة، وقتل النفس بغير الحق، وغيرها، لأن لها حالين: أن يستحل فيكفر، وأن لا يستحل فلا يكفر.
ولأن استحلال هذه الأمور كفر ولو لم يرتكبها، وارتكاب النواقض كفر ولو لم يستحلها، فلا معنى لتسمية هذه الأمور نواقض، بل الناقض استحلالها، كسائر المحرمات.
وهذا مقيَّد بانتفاء الجهل وقيام الحجة في ضوابط وقيود ليس هذا محلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 11:49]ـ
الناقض الأول
(الشرك في عبادة الله قال تعالى: [النِّسَاء: 48] {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [المَائدة: 72] {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو للقبر):
والشرك هو: جعل شريك لله تعالى في ربوبيته وإلهيته، والذي يغلب الإشراك فيه الألوهية.
والشرك أعظم ذنب عُصي به الله تعالى وهو أشد نواقض الإسلام جُرماً، وقد أخذ الله على نفسه أن لا يغفر للمشرك شركه إلا أن يتوب، فلا يكفِّر الشرك شيء من أنواع المكفرات المعروفة إلا أن يتوب المشرك من شركه، ولذا قال سبحانه: [النِّسَاء: 48] {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
وهو الظلم العظيم، قال تعالى: [الأنعَام: 82] {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَْمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ *}.
روى أحمد والبخاري ومسلم عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية [الأنعَام: 82] {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه: [لقمَان: 13] {يَابُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
روى الإمام أحمد والشيخان من حديث منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك. قلت: إن ذلك لعظيم، .. الحديث
كيف لا يكون أعظم الذنب وأظلم الظلم وأكبر الكبائر، وهو تشبيه للخالق بالمخلوق، وذنب لا يُغفر، وتنقص نزَّه الله جل شأنه نفسه عنه، فمن أشرك مع الله غيره فقد حادّ وعاند وشاقّ الله وأثبت له ما نزه نفسه عنه، قال تعالى عن حال المشركين مع معبوديهم يوم القيامة: [الشُّعَرَاء: 97 - 98] {تاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *}.
وصاحب الشرك محرم عليه الجنة: [المَائدة: 72] {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}.
ومحبط جميع عمله: [الأنعَام: 88] {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وقال: [الزُّمَر: 65] {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}.
والعمل في الآية يشمل جميع عمل العبد، ولا يحبط جميع العمل الصالح ذنب سوى الشرك الأكبر.
والمشرك حلال الدم والمال إلا ما استثناه الشرع كأهل الذمة والعهد: [التّوبَة: 5] {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}. والشرك بالله ينقسم إلى نوعين:
1 - الشرك الأكبر
2 - الشرك الأصغر.
فالنوع الأول: الشرك الأكبر: مخرج من الملة، مخلد صاحبه في النار، إن لقي الله غير تائب من شركه، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الخالق سبحانه وتعالى، كالذبح لغير الله، لأهل القبور من الأولياء والصالحين أو الجن والشياطين، رغبة إليهم أو رهبة منهم، والخوف من أهل القبور والجن والشياطين أن يؤذوه ويضروه، ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من كشف الضر، وجلب النفع، وهذا ما يفعله كثير من الناس عند قبور الصالحين في هذا الوقت.
قال تعالى: [يُونس: 18] {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَْرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا تسوية للمخلوق بالخالق قال تعالى عنهم في النار إذ يختصمون: [الشُّعَرَاء: 97 - 98] {تاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *} فهو تسوية للمخلوق بالخالق في التعظيم، والمحبة التي هي روح العبادة. وللشرك الأكبر أقسام أربعة:
الأول: شرك الدعوة - أي الدعاء -:
وهو أن يدعو العبد غير الله كدعاء الله عبادة ومسألةً، فمن دعا غير الله كدعاء الله فقد أشرك بالله، قال تعالى عن هذا النوع من الشرك [العَنكبوت: 65] {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ *} يشركون في الدعاء.
فمن كان مراده بالدعاء طلب نفع أو دفع ضر فهذا دعاء المسألة.
ومن كان مراده الخضوع والانكسار والذل بين يدي الله جل شأنه فهذا دعاء عبادة.
والدعاء بنوعيه دعاء المسألة ودعاء العبادة لا يجوز التوجه به لغير الله، فالدعاء من أعظم العبادات وأفضل القربات وأجل الطاعات قال تعالى: [البَقَرَة: 186] {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} وقال آمراً بدعائه وسؤاله: [غَافر: 60] {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ *} و [النِّسَاء: 32] {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}.
وروى الإمام أحمد وأهل السنن عن ذر عن يُسَيْعٍ عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدعاء هو العبادة» ثم قرأ: [غَافر: 60] {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي}
ولهذا فمن دعا غير الله فيما لا يقدر عليه إلا هو كان مشركاً قال تعالى: [المؤمنون: 117] {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ *}.
الثاني: شرك النية والإرادة والقصد:
وهو أن يقصد ويُريد وينوي بعمله أصلاً غير الله جل شأنه، قال تعالى في هذا النوع من الشرك: [هُود: 15 - 16] {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ *أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآْخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *} فالأصل عند ورود إحباط العمل في القرآن أن سببه الشرك والكفر.
فمن قصد بعمله الدنيا لا غير، عجل الله له ما أراده، وأعطاه من الدنيا مقصده، لكن عمله عند الله حابط، وليس له في الآخرة إلا النار.
وأما ورود بعض النيات السيئة على نية العبد وقصده في شيء من أعماله، فهذا داخل في باب الشرك الأصغر الذي لا يخرج صاحبه من الملة، لكنه يقلّل ثوابه، وينقص أجره، وربما أفسد عمل العبد الذي دخل عليه من غير أن يخرجه من ملة الإسلام.
الثالث: شرك الطاعة:
وهو مساواة غير الله بالله في التشريع والحكم، فالتشريع والحكم حق جعله الله لنفسه قال تعالى: [يُوسُف: 40] {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ}.
وقال سبحانه في هذا النوع من الشرك: [الشّورى: 21] {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}.
فمن ادعى أن لأحدٍ من الناس سواءً - علماء أو حكاماً أو غيرهم - حق التشريع من دون الله أو مع الله فقد أشرك مع الله إلهاً آخر في حق الله وحده، وكفر بما أنزل من عند الله قال تعالى: [التّوبَة: 31] {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهًا وَاحِدًا لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ *}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويروى في معنى وتفسير هذا ما أخرجه الترمذي وابن جرير والطبراني وغيرهم من حديث عبد السلام بن حرب عن غطيف بن أعين عن مصعب بن سعد عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وسمعته يقرأ في سورة براءة: [التّوبَة: 31] {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}. قال: «أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه».
وهو حديث ضعيف ضعفه الدارقطني وغيره، وغطيف قال الترمذي: ليس بمعروف بالحديث.
وروى ابن جرير في «تفسيره» من طريق أبي البختري عن حذيفة في قوله تعالى: [التّوبَة: 31] {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} قال: لم يعبدوهم ولكنهم أطاعوهم في المعاصي.
ومن هذا الطريق قال: كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه.
وأبو البختري سعيد بن فيروز لم يسمع من حذيفة.
قال تعالى: [النِّسَاء: 60] {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا *} فسمى الله جل شأنه من يحكم بغير ما أنزل الله على نبيه طاغوتاً.
والتابع والطائع لمن أحل ما حرم الله وحرم ما أحل الله لا يخلو من حالين:
الحالة الأولى: أن يطيعوهم في ذلك مع علمهم بتبديلهم لحكم الله ومخالفتهم للرسل، فيعتقدون مع ذلك تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله اتباعاً لرؤوسهم، فهذه الحالة كفر مخرج عن الملة.
الحالة الثانية: أن يطيعوهم في ذلك مع اعتقادهم تحريم ما حرم الله وتحليل ما أحل الله، ولكن طاعتهم كانت عن هوى وعصيان كما يصنعه كثير من أهل الفسق حينما يؤذن لهم بشرب الخمر فلا يعاقبون عليه، وحينما يؤذن لهم بأكل الربا أضعافاً مضاعفة كذلك، فيشربون الخمر رغبة في المتعة، ويأكلون الربا طمعاً في المال مع اعترافهم بذنوبهم كما هو حال كثير من المسلمين في هذا الوقت، فهؤلاء حكمهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب والمعاصي.
وهذا القسم من الشرك ـ شرك الطاعة ـ ربما يقع من العالم الذي لم ينفعه علمه، فيتبع هواه، فيطيع غيره من حاكمٍ أو والٍ أو صاحب جاه في تحليل ما حرّم الله أو تحريم ما أحل الله طمعاً في جاهٍ أو متاعٍ أو سلطان ورئاسةٍ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «المجموع»: (35/ 372، 373):
(ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتداً كافراً يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة قال تعالى: [الأعرَاف: 1 - 3] {المص *كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ *اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ *}.
ولو ضرب وحبس وأوذي بأنواع الأذى ليدع ما علمه من شرع الله ورسوله الذي يجب اتباعه واتبع حكم غيره كان مستحقاً لعذاب الله بل عليه أن يصبر وإن أوذي في الله فهذه سنة الله في الأنبياء وأتباعهم، قال تعالى: [العَنكبوت: 1 - 3] {الم *أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ *وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ *} .. الخ) انتهى.
الرابع: شرك المحبة:
وهو أن يحب مع الله غيره كمحبته لله أو أشد من ذلك، قال تعالى مبيناً حال المشركين في هذا الباب: [البَقَرَة: 165] {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}.
فسماهم أنداداً من دون الله.
ومن أهل الشرك من يجعل لله تعالى مساوياً ومثيلاً يحبه كمحبته لله، وربما يزيد على ذلك، ويختلف المشركون في قدر محبتهم لمعبودهم من دون الله، ولكن المؤمنون يحبون الله أشد من محبة أهل الشرك لله ولما يعبدونه من دون الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان من أحب غير الله فوق محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه صلى الله عليه وسلم كما في «المسند» و «الصحيحين» من حديث أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين».
فنفى عنه الإيمان، فكيف بمن أحب غير الله فوق محبة الله.
وحقيقة المحبة أن يُحَب الشيء وما يحبه ويكره ما يكرهه، فالمشرك يُحب آلهته من صنمٍ ووثنٍ أو قبرٍ وضريحٍ، فيغضب إذا امتهنت وأُهينت أشد من غضبه لله، ويُسر لها أشد من سروره لله، وذلك لأنه يُحب غير الله أشد من حبه لله.
والمحبة تقتضي عدم مخالفة المحبوب، فبقدر ورود المخالفة للمحبوب يكون نقص المحبة له، قال الله تعالى: [آل عِمرَان: 31] {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.
قال ابن القيم رحمه الله في أقسام المحبة كما في «الجواب الكافي»: (1/ 134).
(هنا أربعة أنواع من الحب، يجب التفريق بينها، وإنما ضل من ضل بعدم التمييز بينها:
أحدها: محبة الله، ولا تكفي وحدها في النجاة من عذابه والفوز بثوابه فإن المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله.
الثاني: محبة ما يحبه الله، وهذه هي التي تدخله في الإسلام وتخرجه من الكفر وأحب الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة وأشدهم فيها.
الثالث: الحب لله وفيه، وهي من لوازم محبة ما يحب الله ولا يستقيم محبة ما يحب الله إلا بالحب فيه وله.
الرابع: المحبة مع الله، وهى المحبة الشركية وكل من أحب شيئا مع الله لا لله ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه نداً من دون الله وهذه محبة المشركين) انتهى كلامه.
وقال رحمه الله تعالى في «كتاب الروح»: (1/ 254):
(والفرق بين الحب في الله والحب مع الله وهذا من أهم الفروق وكل أحد محتاج بل مضطر إلى الفرق بين هذا وهذا فالحب في الله هو من كمال الإيمان والحب مع الله هو عين الشرك) انتهى كلامه.
ومن صور الشرك الأكبر التي ذكرها المصنِّف الذبح لغير الله: والذبح والنحر من أعظم العبادات والقربات، فوجب أن لا تُصرف إلا لله خالصة له من غير شركٍ، قال تعالى: [الكَوثَر: 2] {فَصَلِّ لِرَّبِكَ وَانْحَرْ *}، وقال جل شأنه: [الأنعَام: 162] {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *}.
ومن صرفها لغير الله فقد صرف عبادة لغير الله وأشرك مع الله غيره ولم يكن من المسلمين.
فمن ذبح لغير الله تعالى كمن ذبح للصنم أو للجن أو للقبر أو للكعبة أو لشجرٍ أو حجرٍ أو مكانٍ، فهذا شرك وكفر بالله العظيم، وذبيحته حرام لا تحل سواء كان الذابح مسلماً أو يهودياًً أو نصرانياً، وإن كان الذابح مسلماً قبل ذلك صار بالذبح مرتداً عن الإسلام، لأنه صرف عبادةً من أعظم العبادات لغير الله كمن سجد لغير الله.
وصور الشرك الأكبر كثيرة، كالاستعانة والاستغاثة بغير الله تعالى مما لا يقدر عليه إلا الله، فمن استغاث واستعان بغير الله كالأموات من الصالحين وغيرهم، وسألهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات فقد كفر بالله، وكالنذر لغير الله، وما يصنعه كثير ممن ينتسب للإسلام في كثير من البلدان الإسلامية من النذر لغير الله كمن نذر لوليٍ صالحٍ أو شجرٍ أو حجرٍ فقد أشرك بالله وانسلخ من الإسلام، حتى وإن زعم فاعله أنه على الإسلام، فقد وقع فيما وقع فيه كفّار قريش قال تعالى: [الزُّمَر: 3] {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}.
وأما سؤال الناس ما يستطيعونه فليس من هذا الباب، قال شيخ الاسلام ابن تيميه:
(وأما ما يقدر عليه في حياته فهذا جائز سواء سُمي استغاثة أو استعاذة أو غير ذلك) انتهى.
النوع الثاني: الشرك الأصغر:
وهو ما ورد في الشرع أنه شرك ولم يصل الشرك الأكبر، ولا يخرج مرتكبه من الإسلام لكنه ينقص توحيده وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر.
وعَدّه ابن القيم في «إعلام الموقعين» فوق رتبة الكبائر جُرماً وتعظيماً.
وهو داخل على الصحيح في قوله تعالى: [النِّسَاء: 48] {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} لعموم الآية.
قال ابن تيمية:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وقد يقال: الشرك لا يغفر منه شيء لا أكبر ولا أصغر على مقتضى القرآن، وإن كان صاحب الشرك ـ يعني الأصغر - يموت مسلماً، لكن شركه لا يغفر له، بل يعاقب عليه، وإن دخل بعد ذلك الجنة) انتهى.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في بعض «رسائله» في قوله تعالى: [النِّسَاء: 48] {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}:
(ومن لحظ إلى عموم الآية وأنه لم يخص شركاً دون شرك، أدخل فيها الشرك الأصغر، وقال: إنه لا يغفر، بل لا بد أن يعذب صاحبه، لأن من لم يغفر له لا بد أن يعاقب، ولكن القائلين بهذا لا يحكمون بكفره، ولا بخلوده في النار، وإنما يقولون يعذب عذاباً بقدر شركه، ثم بعد ذلك مآله إلى الجنة.
وأما من قال: إن الشرك الأصغر لا يدخل في الشرك المذكور في هذه الآية، وإنما هو تحت المشيئة فإنهم يحتجون بقوله تعالى: [المَائدة: 72] {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} فيقولون: كما أنه بإجماع الأئمة أن الشرك الأصغر لا يدخل في تلك الآية، وكذلك لا يدخل في قوله تعالى: [الزُّمَر: 65] {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} لأن العمل هنا مفرد مضاف ويشمل الأعمال كلها، ولا يحبط الأعمال الصالحة كلها إلا الشرك الأكبر.
ويؤيد قولهم أن الموازنة بين الحسنات والسيئات التي هي دون الشرك الأكبر، لأن الشرك الأكبر لا موازنة بينه وبين غيره، فإنه لا يبقى معه عمل ينفع) انتهى.
_ وللشرك الأصغر دلائل وعلامات يعرف بها من نصوص الشرع:
- كتحديده بالنص بالأصغر كما ورد في «المسند» من حديث يزيد يعنى بن الهاد عن عمرو عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء».
- ومنها: أن يأتي لفظ الشرك منكّراً من غير تعريف بـ (الـ) ومن هذا ما رواه أحمد في «المسند» وأبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث سلمة بن كهيل عن عيسى بن يونس عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة شرك، ثلاثاً، وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل.
- ومنها: فهم الصحابة له بأنه شرك أصغر لا أكبر مخرج من الملة.
- ومنها: ما يُعرف عند جمع النصوص ومقارنتها.
والشرك الأصغر على نوعين:
النوع الأول: الشرك الظاهر:
وهو ما يقع في الأقوال والأفعال، فشرك الألفاظ كالحلف بغير الله تعالى، لما روى أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم من حديث سعد بن عبيدة قال: سمع ابن عمر رجلاً يحلف لا والكعبة فقال له ابن عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حلف بغير الله فقد أشرك».
وكقول: (ما شاء الله وشئت) لما روى الإمام أحمد وابن ماجه والنسائي في «الكبرى» من حديث يزيد الأصم عن ابن عباس: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فقال: ما شاء الله يعني وشئت، فقال: «ويلك اجعلتني والله عِدلاً، قل: ما شاء الله وحده».
والحق أن يقال: ما شاء الله وحده أو ما شاء الله ثم شئت، ومثله لولا الله ثم فلان، فتكون مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله قال تعالى: [التّكوير: 29] {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ *}.
والأصل في هذا الشرك أنه شرك أصغر، وقد يصل إلى الشرك الأكبر بحسب نية قائله وقصده، فإن قصد تعظيم غير الله كتعظيم الله فقد أشرك شركاً أكبر.
وأما شرك الأفعال كلبس الحلقة والخيط لرفع البلاءِ أو دفعه، وكتعليق التمائم خوفاً من العين، لما روى أحمد من حديث دخين عن عقبة مرفوعاً: «من تعلق تميمة فقد أشرك».
فمن اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاءِ ودفعه فهو شرك أصغر، وأما إن اعتقد أنها تدفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر.
النوع الثاني: الشرك الخفي:
وهو الشرك في النيات والمقاصد والإرادات كالرياءِ والسمعة كمن يعمل عملاً مما يتقرب به إلى الله فيُحسن عمله من صلاةٍ أو قراءةٍ لأجل أن يمدح ويثنى عليه، لما روي في «المسند» من حديث يزيد بن الهاد عن عمرو عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء».
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا النوع من الشرك لا يكاد يسلم منه أحد، قال ابن القيم رحمه الله:
(فذلك البحر الذي لا ساحل له، وقلَّ من ينجو منه، فمن أراد بعمله غير وجه الله ونوى شيئاً غير التقرب إليه وطلب الجزاء منه فقد أشرك في نيَّته وإرادته) أ. هـ.
قال بعض أهل المعرفة في هذا الباب:
(هو من أضر غوائل النفس وبواطن مكائدها، يبتلى به العلماء والعباد والمشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق الآخرة، فإنهم مهما قهروا أنفسهم وفطموها عن الشهوات، وصانوها عن الشبهات، عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة، وطلبت الاستراحة إلى إظهار العلم والعمل، فوجدت مخلصاً من مشقة المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلق، ولم تقنع باطلاع الخالق، وفرحت بحمد الناس، ولم تقنع بحمد الله وحده، فأحبت مدحهم وتبركهم بمشاهدته وخدمته وإكرامه وتقديمه في المحافل، فأصابت النفس بذلك أعظم اللذات وأعظم الشهوات، وهو يظن أن حياته بالله وبعبادته، وإنما حياته هذه الشهوة الخفية التي تعمى عن دركها العقول النافذة، وقد أثبت اسمه عند الله من المنافقين وهو يظن أنه عند الله من عباده المقربين) انتهى.
وهذا النوع نوع دقيق جداً، وللشيطان فيه من المسلم نصيب عظيم القدر، حتى من أهل الزهادة والعبادة، وضل فيه أكثر الناس، بين مُسرفٍ علَّق قلبه بمدح الناس أو ذمهم فلم يكن له في الآخرة من عمله نصيب، وبين تاركٍ للعبادة خشية الرياء والسمعة.
وقد تمادى أصحاب هذا المسلك حتى قصدوا ذمّ الناس ولومهم، ففعلوا ما يلامون عليه، وسموا بـ (الملامية)، أرادوا بذلك مقابلة أهل الرياء والسمعة، والحق بين ذلك، الأمر بالإخلاص في الطاعة، والحث على الإكثار من العمل الصالح، فالإخلاص هو حقيقة الدين ومفتاح دعوة الرسل قال تعالى: [البَيّنَة: 5] {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.
_ والعمل الذي يرد عليه الرياء لا يخلوا من حالات ذكرها الحافظ ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» ومُلخّصها:
الأولى: أن ينشيء العامل العبادة من أصلها لغير الله، فلا يريد بها إلا متاع الدنيا المحض، فهذا العمل عمل المنافقين، ولا يُتصور وقوعه من مؤمن، بل هو من صفات المنافقين الخُلّص قال تعالى: [النِّسَاء: 142] {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً *}.
ولا يكاد يصدر عن مؤمن في فرض الصلاة والصيام وقد يصدر في الصدقة الواجبة والحج وغيرهما من الأعمال الظاهرة التي يتعدى نفعها فإن الإخلاص فيها عزيز وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة.
الثانية: يكون العمل لله ويشاركه الرياء من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه أيضاً وحبوطه وفي «صحيح مسلم» عن العلاءِ بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تبارك وتعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه).
العمل إذا خالطه شيء من الرياء كان باطلاً، ولا نعرف عن السلف في هذا خلافاً وإن كان فيه خلاف عن بعض المتأخرين.
الثالثة: أن يكون أصل العمل لله ثم طرأت عليه نية الرياء، فإن كان خاطراً ودفعه لا يؤثر بغير خلاف، فإن استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا؟ ويجازى على أصل نيته؟ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير الطبري وأرجو أن عمله لا يبطل بذلك وأنه يجازى بنيته الأولى.
_خ وروي نحو هذا التقسيم عن سهل بن عبد الله التستري رحمه الله قال:
الرياء على ثلاثة وجوه:
أحدها: أن يعقد في أصل فعله لغير الله ويريد به أن يعرف أنه لله فهذا صنف من النفاق وتشكك في الإيمان.
الثاني: دخل في الشئ لله فإذا اطلع عليه غير الله نشط فهذا إذا تاب يزيد أن يعيد جميع ما عمل.
والثالث: دخل في العمل بالإخلاص وخرج به لله، فعرف بذلك ومدح عليه وسكن إلى مدحهم فهذا الرياء الذي نهى الله عنه. انتهى. _خ مسألة:
وقد يكون الامتناع من عمل الخير خشية الرياء رياء، روى البيهقي في «شعب الإيمان» من حديث محمد بن عبدويه قال سمعت الفضيل بن عياض يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما) انتهى.
قال النووي رحمه الله:
(ومعنى كلامه أن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراه الناس، فهو مراءٍ، لأنه ترك العمل لأجل الناس، أما لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب، إلا أن تكون فريضة، أو زكاة واجبة، أو يكون عالماً يقتدى به، فالجهر بالعبادة أفضل ... ) انتهى.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 11:52]ـ
الناقض الثاني
(من جعل بينه وبين الله وسائط، يدعوهم ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم، كفر إجماعاً):
وهذا الناقض هو الذي وقع فيه مشركو قريش، حيث جعلوا مع الله وسائط تقربهم إلى الله زلفى، مع إيمانهم بربوبية الله، قال تعالى حاكياً عنهم: [الزُّمَر: 3] {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} قال تعالى: [يُونس: 18] {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}
والشرك في الربوبية باعتبار خالقين متماثلين في الأفعال والصفات ممتنع.
وما ذهب إليه بعض المشركين إلى أن معبوداتهم تملك بعض التصرف في الكون، وزين لهم الشيطان سوء أعمالهم، وتلاعب بعقولهم كل قوم بحسب عقلهم، فطائفة أشركوا بتعظيمهم للموتى وأهل القبور، وطائفة بالنجوم والكواكب، وطائفة صوروا الأصنام على هيئة معبوديهم التي استقرت في نفوسهم، كالصالحين، والكواكب وغيرها، وسوّل لهم الشيطان أنها وسائط وشفعاء يشفعون لهم عند الله في قضاء حوائجهم وكشف الملمات وتفريج الكربات.
وهذا الناقض وقع فيه كثير ممن ينتسب للإسلام في هذا العصر، جعلوا بينهم وبين الله وسائط، وهو الشرك الذي وقع فيه كفار قريش، إلاَّ أن هؤلاءِ زعموا تصديقهم واتباعهم لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أبعد عن هدي الرسل، وقد أنكر نبي هذه الأمة هذا الشرك على كفار قريش وبين أنهم يعبدون من دون الله آلهة أخرى، لا تملك لهم ضراً ولا نفعاً وسماهم كفاراً ومشركين.
قال تعالى: [سَبَإ: 22 - 23] {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَْرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ *وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ *}.
قال تعالى: [الزُّمَر: 38] {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}
وقال تعالى: [مَريَم: 81 - 82] {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا *كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا *}
مع إقرارهم بأن الله هو الخالق، ولا يقدر على الخلق والرزق والإحياء والإماته إلا الله، ومع هذا لم يصيروا مسلمين موحدين بل كانوا مشركين.
وتبع المشركين على هذا كثير ممن يتسمى بالإسلام فعظّموا الأضرحة والمزارات وتقربوا إليها بالذبح والنذر وسألوها قضاء الحوائج، وجعلوها وسائط من دون الله كما فعل كفار قريش وهو إشراك بالله تعالى.
وكان سبب ذلك تشبيههم للخالق بالمخلوق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «المجموع»: (1/ 126):
(وإن أثبتم وسائط بين الله وبين خلقه كالحجاب الذين بين الملك ورعيته بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه، فالله إنما يهدي عباده ويرزقهم بتوسطهم، فالخلق يسألونهم، وهم يسألون الله، كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملوك الحوائج للناس، لقربهم منهم والناس يسألونهم، أدباً منهم أن يباشروا سؤال الملك، أو لأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك، لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب للحوائج.
فمن أثبتهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك، يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.
وهؤلاء مشبهون لله، شبهوا المخلوق بالخالق وجعلوا لله أنداداً) انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعلَّق المشركون الذين جعلوا بينهم وبين الله وسائط بالشفاعة التي يرجونها من وسطائهم قال تعالى مبيناً حجتهم في شركهم: [الزُّمَر: 3] {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} وقال: [يُونس: 18] {وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}.
وهذه الشفاعة التي يرجونها شفاعة باطلة منفية، قال الله تعالى: [الأنعَام: 51] {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ} وقال تعالى: [البَقَرَة: 254] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ *}
وأخبر الله تعالى أن ما يرجونه من شفاعة من هؤلاء يوم القيامة تنتفي عنهم يوم القيامة وتكون حسرة وندامة عليهم ويقولون: [الشُّعَرَاء: 100 - 101] {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ *وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ *}.
_خ والشفاعة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين:
الأولى: شفاعة منفية: وهي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، ونفاها الله وأبطلها كما سبق في الآيات.
الثانية: شفاعة مثبته: وهي التي أذن الله فيها وهي التي تطلب من الله وحده، وهي لأهل الإيمان والتوحيد خاصة، وأثبتها الله بشرطين اثنين:
الأول: إذن الله تعالى للشافع أن يشفع قال تعالى: [البَقَرَة: 255] {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}
الثاني: رضا الله عن المشفوع له، قال تعالى: [الأنبيَاء: 28] {وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى}
وقال تعالى مبيناً هذين الشرطين: [النّجْم: 26] {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى *}.
يتبع ان شاء الله
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 12:19]ـ
الناقض الثالث
(من لم يُكفِّر المُشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر):
ومن حكم الله بكفره من أهل الكتاب والمشركين وأهل الإلحاد وأهل الردة وغيرهم يجب القطع بكفرهم وهذا من لوازم التوحيد، فالتوحيد لا بد فيه من أمرين:
الأول: الكفر بالطاغوت.
الثاني: الإيمان بالله.
وهذا هو معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) فمعناها: لا معبود بحق إلا الله.
فقولنا (لا إله) نفي لأحد يستحق العبادة، وكفر بالطاغوت، وقولنا (إلا الله) إيمان بالله واستثناء لعبوديته وحده.
قال تعالى مبيناً هذين الأمرين: [البَقَرَة: 256] {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا}
فمن لم يكفِّر المشركين أو أهل الكتاب أو توقف في كفرهم مع وضوح حالهم فهو كافر بالله وبكتابه وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم مُكذّب لعُموم رسالته للناس أجمعين، مرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام، بإجماع المسلمين، فلا بد للمسلم من الجزم واعتقاد كفرهم.
قال القاضي عياض في «الشفا»: (2/ 1071):
(ولهذا نكفِّر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام، واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك) انتهى.
ومن باب أولى كُفر من قال أن أهل الكتاب اليهود والنصارى أصحاب شريعة سماوية مجتهدون فيما هم عليه، فهم على حق، فهذا كافر بالله.
ومثله من قال: من أحب أن يتدين باليهودية أو النصرانية أو بالإسلام فهو مُخيّر في ذلك فكلهم على حق.
وهذه القول معروف عند بعض الملاحدة السابقين كابن سبعين وابن هود والتلمساني وغيرهم الذين يقولون: أنه يسوغ للرجل أن يتمسك بالنصرانية واليهودية كما يتمسك بالإسلام، ويجعلون هذا التمسك كتمسك أصحاب المذاهب الأربعة بمذاهبهم، ويقولون: كلها مسالك توصل إلى الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الناقض قد عمت به البلوى وطَمَّت، ونادى به كثير ممن طمس الله بصيرته، فنادوا بِحُرية الأديان ووحدتها والتقريب بينها، وزعموا أن كلها على حق، وأن لا عداوة مُطلقاً بين أهل الإسلام وغيرهم من الملل الكفرية، وجعلوا تبيين هذا الناقض للناس وتوضيحه عنصرية وغُلوّاً وتشدداً، وإحياءً للعداوة والبغضاء بين الأمم والشعوب، وبقولهم هذا يُهدم الإسلام ويُثلم، وهو ردّة ظاهرة وكفر صريح.
وهي دعوة مناقضة للتوحيد مباينة لدعوة الرسل، وتنوعت عباراتهم في عدم تكفير المشركين وأهل الكتاب أو التشكيك في كفرهم بزعم جمع كلمة الناس، ونبذ الكراهية من قلوب الشعوب.
وصاحب هذه الدعوى وهذه المزاعم قد جمع مع هذا الناقض المخرج من الملة، اتهام شريعة الله المُنزّهة بإفساد الشعوب وخلق الفتن والكراهية بين الناس التي لا ثمرة لها، ومصلحة المسلمين في غير ذلك، فهذا وإن لم يقل هذا القول بلسان مقاله فإنه يقوله بلسان حاله.
ودعوة وحدة الأديان وحريتها والتقريب بينها تتكيء على نِحلة عصرية الاسم قديمة المذهب والمشرب، كفرية إلحادية وهي العَلمانية، ومع كون هذه النِحلة تنكر الأديان، وتعتمد على المادية التي لا موجه لها، إلا أنها تسعى لإماتةِ الدين في النفوس بواسطة دعوى حرية الدين والتقريب بين العقائد ونبذ الخلاف.
وهؤلاء لم يعرفوا قدر الحياة التي دعا إليها الإسلام، ولا تعدو نظرتهم لها أن تكون نظرة بهيمية بل هم أضل سبيلاً، وذلك أنهم لم يعملوا لمصيرهم، والبهائم لا مصير لها ينتظرها، ولا عقل لها تفكِّر به بخلاف أولئك المُلْحدين.
قال تعالى: [المُمتَحنَة: 4] {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}
وهذه هي الحنيفية ملّة إبراهيم: [البَقَرَة: 130] {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}
فلا بد للمرء أن يجرد توحيد ربه تبارك وتعالى فلا يدع معه غيره ولا يشرك به طرفة عين ويتبرأ من كل معبود سواه.
روى مسلم في «صحيحه» من طريق مروان الفزاري عن أبي مالك عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه وحسابه على الله.
فلا بد مع الإيمان بالله الكفر بما يعبد من دون الله، ولا تتحقق عصمة دم المرء وماله حتى يجمع مع الإيمان بالله الكفر بما يعبد من دونه.
وخلاصه هذا الناقض:
أن الكافر بالله تعالى لا يخلو من حالين:
الأولى: أن يكون كافراً أصلياً كاليهودي والنصراني والبوذي وغيرهم، فهذا كفره ظاهر جلي، ومن لم يكفِّره أو شك في كفره أو صحح مذهبه فقد كفر وخرج من ملَّة الإسلام بذلك، وهو داخل فيما ذكرناه فيما سبق.
الثانية: أن يكون مسلماً فارتكب ناقضاً يخرجه من الإسلام، مع زعمه ببقاءه على إسلامه، فإن كان ما ارتكبه من النواقض صريحاً ومحل إجماع عند أئمة الإسلام كمن استهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم أو سبَّه أو جحد شيئاً معلوماً من دين الإسلام بالضرورة فلا يخلو الممتنع من تكفيره من حالين:
الأولى: أن ينكر أن يكون ما وقع فيه ناقضاً من نواقض الإسلام، فهذا حكمه حكمه، بعد قيام الحجة عليه.
الثانية: أن يُقرَّ بكون ما وقع فيها ناقضاً من نواقض الإسلام، لكنه احترز من تكفيره، لاحتمال ورود العُذر عليه، فهذا لا يَكفر.
وإن كان ما ارتكبه من النواقض محل خلاف عند أئمة الإسلام كترك الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج، فهذا لا يكفَّر أيضاً، والله أعلم.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 12:24]ـ
الناقض الرابع:
(من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، وكالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه):
يجب أن يعتقد المسلم أن قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره وحي من الله تعالى، فالسنة قسيمة للقرآن بالوحي، قال تعالى: [النّجْم: 3 - 4] {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى *}.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ فالأصل به أنه وحي من ربه بواسطة جبريل، وإن لم يُسنِده عنه في كل حال.
روى الخطيب في «الكفاية»: (ص 20) عن أحمد بن زيد بن هارون قال: إنما هو صالح عن صالح وصالح عن تابع وتابع عن صاحب وصاحب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله عن جبرائيل وجبرئيل عن الله عز وجل.
وهذا هو إسناد شريعة محمّد عليه الصلاة والسلام، فلا يقول شيئاً في التشريع من تلقاء نفسه.
ولذا يسمي السلف القرآن والسنة (الوحيين) وهذا مُسلَّم لدى المسلمين، وقد ترجم البخاري في كتاب التوحيد من «صحيحه»: (باب ذكر النبي وروايته عن ربه)
وفي هذا روى الدارمي وأبوداود في «المراسيل» والخطيب في «الكفاية» و «الفقيه والمتفقه» وابن عبد البر في «الجامع» والمروزي في «السنة» عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن.
فالسنة وحي، وهذا متقرر عند أئمة الإسلام عامة من السلف والخلف.
قال الشافعي رحمه الله:
(السنة وحي يتلى) انتهى.
ونحوه قال ابن حزم في «الإحكام»: (4/ 505).
والسنة موصوفة بالإنزال كالقرآن.
قال الخطيب البغدادي في مقدِّمة «الكفاية»: (ص 2): (وخلَّص الورى من زخارف الضلالة، بالكتاب الناطق والوحي الصادق، المنزلين على سيد الورى .. ).
وقال العراقي في «طرح التثريب»: (1/ 15، ط. الأزهرية):
(ووصف السنة بالإنزال صحيح فقد كان الوحي ينزل بها كما ينزل بالقرآن .. ) انتهى
إذا عُلِم هذا عُلم أن من ردّ أو جحد السنة أو شيئاً منها، فقد ردّ أو جحد القرآن أو شيئاً منه.
ومعارض السنة معارض القرآن، فكلاهما من وحي الله، وسنّة النبي صلى الله عليه وسلم خير هدي كما جاء في «صحيح مسلم» من حديث جابر مرفوعاً: «خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد».
والوحيان ناسخان لكل شريعة سابقة، وهما أصلح شريعة يهتدى ويقتدى بها، فقد روى أحمد في «مسنده» من حديث محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: الحنيفية السمحة.
وسنده جيّد.
وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم كاملة لا نقص فيها: [المَائدة: 3] {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِْسْلاَمَ دِينًا} {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِْسْلاَمَ دِينًا}
وألزم الله بلزومها: [آل عِمرَان: 85] {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِْسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآْخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ *}.
فمن اعتقد أن شيئاً من هدي الشرائع الأخرى سواءً كانت شرائع سماوية كاليهودية والنصرانية المحرّفة، أو التشريعات التي يضعها الناس ويقنِّنونها من دون الله خير من هدي محمّد صلى الله عليه وسلم وأنفع للناس، وأصلح لاستقامة حياتهم وأمنهم ومعيشتهم، فهو كافر خارج من الملة بإجماع المسلمين وإن حكم بما أنزل الله.
وقد أمر الله بالتحاكم إلى شريعته، ولزوم حُكم نبيه صلى الله عليه وسلم، فمن فضّل حُكماً على حُكمه فهو كافر بالله العظيم.
فمن مقتضى الإيمان بالله ورسوله الخضوع لحكمه، والنزول عند شرعه، والرضا بأمره، ولزوم قضاءه في العقائد والأقوال والأفعال، والرجوع إلى كتاب الله وسنته عند الاختلاف في الخصومات والدماء والأموال وسائر الحقوق، فلا ينازع الله في حُكمه [الأنعَام: 57] {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ}.
فيجب على الحُكَّام الحكم بحكم الله وشرعه، وعلى المحكومين التحاكم إلى ما أنزل الله في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى: [النِّسَاء: 60] {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا *}
فقوله: (يزعمون) دل على كذب دعواهم الإيمان بما أنزل الله لمخالفتهم لموجبها وعملهم بما ينافيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بين وأقسم سبحانه وتعالى أنه لا يجتمع الإيمان مع التحاكم إلى غير ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: [النِّسَاء: 65] {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا *}
فنفى الله الإيمان مؤكداً ذلك بالقسم عمن لم يتحاكم إلى ما أنزل الله ويرضى بحكمه ويسلم له.
ونفي الإيمان هنا يدل على أن تحكيم ما أنزل الله بين الناس إيمان، وقُربة يتقرب بها إلى الله، فيجب مع التحكيم اعتقاد ذلك ديناً وتعبداً، لا أنه أصلح للناس فحسب.
وتحكيم شرع الله واجب في جميع ما يقع بين العباد من خصومات، وفي كل شئون الحياة، ولذا قال تعالى: [النِّسَاء: 65] {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}، فاسم الموصول {ما} مع صلته من صيغ العموم، فالحكم عام في الدماء والأموال والأعراض وسائر الحقوق.
ومن بدّل شريعة الله بغيرها من القوانين فهذا كفر، فقد حكم الله بكفر الذين لا يحكمون بما أنزل الله فقال تعالى: [المَائدة: 44] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} انتهى
وقد روى المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» وابن جرير في «تفسيره» وعبد الرزاق في «المصنف» من حديث معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله: [المَائدة: 44] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال: هي به كفر.
وأخرجه ابن أبي حاتم والحاكم في «المستدرك» والبيهقي في «السنن» والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة» وابن عبد البر في «التمهيد» عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس في قوله تعالى: [المَائدة: 44] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال: كفر دون كفر.
وهشام بن حجير ضعفه أحمد وضعفه ابن معين جداً وقال ابن عيينة: لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء، ووثقه العجلي وابن سعد.
والأول أشبه.
وروي معنى اللفظ الثاني موقوفاً على طاووس بسند صحيح، وروي معناه عن عبد الله بن عباس رواه عنه علي بن أبي طلحة، ورواية علي أمثل من رواية ابن حجير؛ لأن روايته صحيفة عن ابن عباس.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم _ح في رسالة «تحكيم القوانين»:
(إن من الكفر الأكفر المستبين تنزيل القانون اللعين، منزلة ما نزل به الروح الأمين، على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين) انتهى.
وقد نصب كثير ممن ينتسب للإسلام قوانين وضعية فأمروا من ولاهم الله أمره بالتحاكم إليها وعاقبوا من خالفهم إلى حكم الله، ومع هذا يدّعون الإقرار بالشهادتين ووجوب الحكم بشريعة الله، فهذا العمل يدل على عدم إقرارهم بذلك باطناً ولو أقروا به ظاهراً.
ومن منع عقوبة الزنا إذا تراضيا أو بدّل حكم السرقة من القطع إلى التعزير بالبدن أو المال أو حكم بحرية الاعتقاد فلا يُقتل مرتد ولا يُستتاب، فكل ذلك من الكفر والضلال المبين.
وتنحية الشريعة الإسلامية وعدم التحاكم إليها عند الخصومات وغيرها في شئون الحياة من أخطر وأوضح مظاهر الضلال والانحراف في هذا الوقت في مجتمعات المسلمين.
والتحاكم إلى آراء المخلوقين من دون حكم الله ضلال وفتنة في الدين والدنيا، قال سليمان بن سحمان:
(إذا عرفت أن التحاكم إلى الطاغوت كفر، فقد ذكر الله في كتابه: أن الكفر أكبر من القتل، قال تعالى: [البَقَرَة: 217] {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} وقال: [البَقَرَة: 191] {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ * وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} والفتنة هي الكفر فلو اقتتلت البادية والحاضرة، حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتاً يحكم بخلاف شريعة الإسلام، التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم) انتهى.
وحُكم الله أصلح للأمة بلا ريب، ويجب التحاكم إليه ولا بُد، فالمشرِّع هو الله، وهو أعلم بما يُصلِح حياة المخلوقين من أنفسهم، وأعلم بتغيُّر الحال، وتبدل الزمان، وأعلم بما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.
وقد زعم بعض العقلانيين من معتزلة العصر كالعلمانيين والليبراليين أن تحكيم الشريعة إقرار للاستبداد السياسي، والإرهاب الفكري، وأن حكم الله وتشريعه جمود وعدم مواكبة للحياة المدنية المتجددة، وهذا كله مع كونه مروقاً من الإسلام، ففيه تنقُّص لعلم الله فيما يُصلح العباد مع تغير حياتهم وتبَدُّل أزمانهم.
وأما من جعل حكم الله حكماً له يفصل به ويقضي بموجبه، مع إيمانه بوجوب تحكيمه، وأنه أصلح للأمة من أي حكم وضعي، لكنه وقع منه الحكم في واقعة ما لغلبة هواه، ولطمع من الدنيا من مالٍ أو جاهٍ، مع علمه بتحريم حكمه هذا، فهذا كفره كفر لا يخرجه من الملة، لكنه مرتكب ظلماً وجوراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 12:41]ـ
الناقض الخامس:
(من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر).
ومن كره وأبغض شيئاً مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من هدي وحُكم فقد كفر بالله تعالى، وهو من صفات المنافقين النفاق الاعتقادي الأكبر الذي يخرج صاحبه من الإسلام وصاحبه في الدرك الأسفل من النار.
وهؤلاء المنافقون النفاق الاعتقادي موجودون في كل زمان، خاصة عند ظهور الإسلام وقوّته على خصومه.
فمن كره شيئاً من شريعة الله وهدي محمد صلى الله عليه وسلم وحكمه سواءً كان أمراً أو نهياً مما جاء به من العقائد والشرائع فقد أسرف على نفسه وعَرّضها لما لا طاقة له به.
كما يصنعه كثير من منافقي العصر من العلمانيين والليبراليين ومن حذا حذوهم ممن اغتر بما عليه الغرب، فكرهوا الحكم بما أنزل الله كحد السرقة وجلد شارب الخمر وقتل القاتل العمد ودية المرأة نصف دية الرجل فهؤلاء مبغضون لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله كفار خارجون من ملة الإسلام.
ولو عمل أحدهم بما أبغضه من شريعة الله لم ينفعه ذلك، كمن كره تعدد الزوجات مطلقاً وأبغض هذا التشريع فهو كافر بالله وإن عدد وتزوج أكثر من واحدة.
ومثله من كره حكم الله وقضاءه في أن شهادة المرأتين بشهادة الرجل الواحد أو كره ما جاءت به بعض النصوص الثابتة من أخبار مغيبة بزعم أنها لا تتوافق مع العقل أو مع الواقع.
قال الله تعالى: [محَمَّد: 8 - 9] {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ *ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ *} فسماهم الله كفاراً بقوله (الذين كفروا) بسبب أنهم (كرهوا ما أنزل الله) ولكون الكفر لا يبقى معه من عمل الخير شيء فإنه يحبطه بالكلية قال (فأحبط أعمالهم).
وقد تجرأ كثير ممن يتسمى بالإسلام على كثير من أحكام الله، وهدي نبيه، تصريحاً أو تلميحاً بالكراهية لها، فتنوعت أهوائهم بردها، تارةً بأنها ليست مُلزمة، وتارةً بأنها خاصة بزمان ولّى وانقضى، وكل هذا من محادّة الله ورسوله.
ومن وقع في شيء من المعاصي مقراً بذنبه كشارب الخمر ومقترف الزنا وآكل الربا مع اعتقاده حرمتها فهو كسائر العصاة المذنبين الذين هم تحت مشيئة الله إن شاء عذبهم وإن شاء عاقبهم.
ولا يلزم من ارتكاب الحرام بغض تحريمه، ولا من ترك الواجب بغض إيجابه، ومن ألزم بذلك فقد سلك مسلك الخوراج في تكفير مرتكب الكبيرة وتخليده في النار.
والآيات والأحاديث والآثار في بيان أن مرتكب الكبيرة باقٍ على إسلامه لا يلزم من ارتكابه بغضه للتشريع أكثر وأشهر من أن تذكر، ومن ذلك ما رواه البخاري في «صحيحه» من طريق زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتى به يوماً فأمر به فجلد فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله».
فقد منع من لعنه فضلاً عن إلزامه بكره وبغض تحريم الخمر.
_خ مسألة:
والكره الذي لا يقع على ذات التشريع، مما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ككره الزوجة أن يُعدِّد عليها زوجها، وككره المؤمنين للقتال لما فيه من فقد النفس والمال قال تعالى: [البَقَرَة: 216] {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}.
ونحوه كره المتوضئ الوضوء في اليوم البارد، قال عليه الصلاة والسلام: «وإسباغ الوضوء على المكاره».
وهذا أمر فطري لا يملكه العبد، فالزوجة لم يقع كرهها على ذات التشريع، والحكم العام في الإسلام، وإنما كرهت أن يتزوج زوجها زوجة أخرى، تكون قسيمة وضرة لها.
والمقاتل إنما كره القتال لما جبلت عليه النفس من حب الحياة وكراهية الموت لكنه مقر بفضل القتال في الإسلام، وقوله تعالى: ُ)، + ِ أي شديد عليكم ومشقة، فإن المجاهد إما أن يقتل أو يجرح مع مشقة السفر ومجالدة الأعداء.
يتبع ان شاء الله
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:10]ـ
الناقض السادس
(يُتْبَعُ)
(/)
(الاستهزاء بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر، والدليل قول الله تعالى: [التّوبَة: 65 - 66] {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ *}).
قد توعد الله من اتخذ آياته هزواً ولعباً بالعذاب المهين، فقال: [الجَاثيَة: 9] {وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ *}.
وإعداد العذاب المهين في القرآن لم يأتي إلا في حق الكفرة والمشركين.
وآيات الله دلائله وحججه وأمره ونهيه.
قال ابن حزم في «الفصل»: (3/ 299):
(صح بالنص أن كل من استهزأ بالله تعالى، أو بملك من الملائكة، أو بنبي من الأنبياء عليهم السلام، أو بآية من القرآن، أو بفريضة من فرائض الدين، فهي كلها آيات الله تعالى، بعد بلوغ الحجة إليه فهو كافر) انتهى.
فالاستهزاء بالدين ردّة عن الإسلام، وخروج من ملّة خير الأنام، وإن كان المستهزيء مازحاً أو هازلاً، وقول الله تعالى: [التّوبَة: 65 - 66] {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ *} دال على أن الاستهزاء بالله كفر، وأن الاستهزاء بالرسول كفر، وأن الاستهزاء بشيء من دين محمد صلى الله عليه وسلم وشريعته كفر، فمن استهزأ بواحد منها مستهزيء بها كلها جميعها.
ونزلت الآية السابقة في قوم منافقين استهزأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فحكم الله بكفرهم، فقد روى ابن جرير وغيره من حديث هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلسٍ: مارأيت مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المسجد: كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فقال عبد الله بن عمر: أنا رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: [التّوبَة: 65 - 66] {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ *}
وقد حكم الله بكفرهم، وقطع بعدم عذرهم مع قولهم معتذرين: [التّوبَة: 65] {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} فقال الله تعالى لهم: [التّوبَة: 66] {لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، أي كفرتم بعد كونكم مؤمنين بالله، والإيمان لا يجعل صاحبه يستهزيء برسول الله أو دينه، ولكن لمّا كان إيمانهم ضعيفاً قالوا الكفر لاعبين هازلين.
والاستهزاء بدين الله من علامات الكفّار قال تعالى: [الفُرقان: 41 - 42] {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً *إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً *}.
ومن علامات المنافقين خاصة قال تعالى: [المطفّفِين: 29 - 33] {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ *وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ *وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ *وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاَءِ لَضَآلُّونَ *وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ *} الآيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمُستهزيء بالله أو آياته أو رسوله أو شيءٍ من دينه وشريعته، كافر بالله حتى وإن زعم عدم قصده لحقيقة ما قال، وإن صلى وصام، فهو بذلك القول مرتد سواء اعتقده بقلبه أو اعتقد الإيمان بقلبه، ولذا هؤلاء المنافقون في الآية لم يكونوا يعلمون بكفرهم، وظنّوا أنهم معذورون، ومع هذا لم يقبل منهم ذلك، ولم يمنعهم من الردّة، وهذا حُكم الله يحكم ما يشاء لا مُعقّب لحكمه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله تعالى [آل عِمرَان: 106] {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} في «المجموع»: (7/ 273):
(دل على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفراً، بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر، فبين أن الاستهزاء بالله ورسوله يكفر به صاحبه بعد إيمانه، فدل على أنه كان عندهم إيمان ضعيف، ففعلوا هذا المحرم الذي عرفوا أنه محرم ولكن لم يظنوه كفراً وكان كفراً كفروا به، فإنهم لم يعتقدوا جوازه) انتهى.
والاستهزاء على نوعين:
أحدهما: الاستهزاء الصريح كمن نزلت فيهم الآية من المنافقين، وسبق ذكرهم وقولهم: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء) وكقول بعضهم عن الدين: هذا دين خامس أو دين أخرق، والأمثلة في هذا النوع لا تحصى.
النوع الثاني: الاستهزاء غير الصريح كالغمز باليد وإخراج اللسان عند تلاوة كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو عند شعائر الله، وكرفع الصوت بالكلام عند قراءة القرآن أو عند سماع قول النبي صلى الله عليه وسلم استخفافاً بهما، فالاستخفاف والاستهزاء شيء واحد، وغير ذلك، وهذا النوع بحر لا ساحل له.
ولعظيم خطر الاستهزاء بالدين حذر الله من الجلوس مع المستهزئين فقال تعالى: [النِّسَاء: 140] {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَىءُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا *}
قال ابن كثير في «تفسيره»: (1/ 567):
(أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم، ورضيتم الجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزأ بها، وأقررتموهم على ذلك فقد شاركتموهم في الذي هم فيه) انتهى.
ومن سبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر بإجماع المسلمين نقل الإجماع على ذلك جماعة من الأعلام كإسحاق بن راهوية ومحمد بن سحنون وابن عبد البر وأبو بكر الفارسي والقاضي عياض والسبكي وابن تيمية وغيرهم.
قال القاضي عياض حاكياً إجماع الأمة على ذلك في كتاب «الشفا»: (2/ 932):
(اعلم وفقنا الله وإياك أن جميع من سبَّ النبي صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألحق به نقصاً في نفسه، أو نسبه، أو دينه، أو خصلة من خصاله، أو عرَّض به، أو شبهه بشيء على طريق السب له، أو الإزراء عليه، أو التصغير لشأنه، أو الغض منه، والعيب له، فهو ساب له، والحكم فيه حكم الساب، وكذلك من لعنه، أو دعا عليه، أو تمنى مضرة له، أو نسب إليه ما لا يليق على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر، ومنكر من القول وزوراً، أو عيَّره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه، أو غمصه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لدية، وهذا كله إجماع من الصحابة وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرا ... لا نعلم خلافاً في استباحة دمه بين علماءِ الأمصار وسلف الأمة وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره) انتهى.
_* والاستهزاء وسب الصحابة له صور:
- منها: ما هو كفر وردة بالإجماع، كالاستهزاء بهم عامَّة أو سبهم بالجملة أو اتهامهم بالنفاق أو الردة، وتعميم ذلك عليهم إلا نزراً يسيراً، وقد حكى الإجماع على كفر من يفعل هذا جماعة من العلماء كابن حزم الأندلسي، والقاضي أبي يعلى، والسمعاني وابن تيمية وابن كثير وغيرهم.
لأن فاعل هذا لا يريد بسبِّه واستهزائه أشخاصهم ولكنه يريد دينهم وصحبتهم، حيث عمَّم ذلك عليهم، وهم متفاوتون في الخُلُق والخَلق.
وقد يكفر من وقع في واحد منهم كمن سبَّه أو استهزأ به لأجل دينه وصحبته لا لأجل شخصه وخُلقه وخَلقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ومنها: ما ليس بكفر، ولكن صاحبها يستحق التفسيق والتعزير والزجر، كالاستهزاء بقِلَّة منهم واتهام بعضهم بالجبن، أو البخل أو قلة العلم ونحو ذلك.
_خ وأما الاستهزاء بأهل العلم والصلاح فعلى نوعين:
النوع الأول: السخرية والاستهزاء بأشخاصهم، كالاستهزاء بصفتهم الخَلقية أو الخُلقية، فهذا النوع محرَّم لقوله تعالى: [الحُجرَات: 11] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَْلْقَابِ}
النوع الثاني: السخرية والاستهزاء بأهل الصلاح لأجل صلاحهم، وبأهل العلم لأجل علمهم، فهذا النوع كفر وردَّة عن الملَّة، لأن المقصود منه استهزاء بدين الله الذي يحملونه، فلم يقع الاستهزاء على أشخاصهم، وإنما وقع على استقامتهم وعلمهم.
وقد جعل الله هذا النوع من الاستهزاء بالإسلام فقال تعالى: [التّوبَة: 65 - 66] {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ *}
وسبب نزول هذه الآية ما تقدم ذكره وهو ما رواه ابن جرير الطبري في «تفسيره»: (10/ 172) عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلسٍ: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء.
فقال رجل في المسجد: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن فقال عبد الله بن عمر: أنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: [التّوبَة: 65 - 66] {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ *}
•وعدّ الله السخرية بالمؤمنين سبباً في دخول النار فقال: [المؤمنون: 108 - 110] {قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ *إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ *فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ *}.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:11]ـ
الناقض السابع
(السحر، ومنه الصرف والعطف، فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قول الله تعالى: [البَقَرَة: 102] {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ})
والسحر في لغة العرب ما خفي ولطف سببه، ومنه يسمّى السَحَر لآخر الليل، لخفاء الأفعال فيه والسحْر الرئة وهي محل الغذاء وسميت بذلك لخفائها ولطف مجاريها إلى أجزاء البدن كما قال أبو جهل يوم بدر لعتبة: انتفخ سحره، أي انتفخت رئته من الخوف.
وهو عزائم ورقى، قراءات وطلاسم يتوصل بها إلى استخدام الشياطين لإلحاق الضرر بالمسحور، وله حقيقة، فمنه ما يؤثر في قلب المسحور وعقله وإرادته، فينصرف عن شيءٍ ويميل لآخر، ولهذا يُسمى الصرف والعطف أي صرف الرجل عما يهواه كصرفه عن زوجته ونحو ذلك، والعطف بعكس ذلك.
وقد اختلف حدُّ العلماء للسحر، وذلك راجع لكثرة أنواعه وصوره المختلفة الداخلة فيه، ولذا قال الشنقيطي في «أضواء البيان»: (4/ 444):
(السحر في الاصطلاح لا يمكن حده بحدٍّ جامع مانع لكثرة الأنواع المختلفة الداخلة تحته، ولا يتحقق قدر مشترك بينهما، يكون جامعاً لها مانعاً لغيرها، ومن هنا اختلفت عبارات العلماء في حدِّه اختلافاً متبايناً) انتهى.
وللسحر حقيقة عند جماهير أهل العلم وهو مذهب أهل السنة والجماعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن هبيرة _ح في كتابه «الإشراف على مذاهب الأشراف»:
(أجمعوا على أن السحر له حقيقة إلا أبا حنيفة فانه قال: لاحقيقة له عنده) انتهى.
وقال المعتزلة كذلك لا حقيقة له واستدلوا بقوله تعالى: [طه: 66] {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} فقال (يخيل).
والحق أن للسحر حقيقة، والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وسلف الأمة كثيرة جداً.
ومن السحر ما هو تخييل لا حقيقة له.
وكثير من السحر لا يتوصل إليه إلا بالشرك والتقرب إلى الأرواح الخبيثة من دون الله، وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات وقرنه بالشرك فقال كما في «الصحيحين»: «اجتنبوا السبع الموبقات»، قالوا: وما هي؟ قال: «الإشراك بالله والسحر .. » الحديث).
_خ والسحر يدخل في الشرك من جهتين:
الجهة الأولى: ما فيه من استخدام الجن والشياطين، والتقرب إليهم من دون الله بما يريدونه، ليوصلوا الساحر إلى مبتغاه، والسحر من تعليم الشياطين كما قال تعالى: [البَقَرَة: 102] {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}
الجهة الثانية: ما فيه من ادعاء علم الغيب، ومنازعة الله في خصوصياته، [النَّمل: 65] {قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} ودعوى مشاركة الله في ذلك كفر وضلال.
والأصل في السحر أنه كفر وشرك، وقد يكون منه ما هو دون الكفر.
والسحر في هذا الباب على قسمين:
القسم الأول: شرك، وهو الذي يكون بواسطة الشياطين، فيُتقرب إليهم ببذل القرابين والعبادة لهم من دون الله.
القسم الثاني: ظلم وعدوان، وهو ما يكون بواسطة العقاقير والأدوية لأذية الخلق وصدهم عما يريدون.
* وأما السحر الرياضي الذي يرجع إلى سرعة الحركة وقوّة الجسد وخفّة اليد والسحر بالتمويه، وهو ما يكون بقلب الحقائق وإظهارها على غير حقيقتها، فهذان من التدليس والخداع والغش، وإنما أدخل هذه الأنواع المذكورة في السحر للطافة مداركها وخفائها؛ لأن السحر في اللغة عبارة عما لطف وخفى سببه ولهذا جاء في الحديث: «إن من البيان لسحراً».
* وحكم الساحر يظهر مما سبق من تقسيم على الصحيح، وقد اختلف العلماء فيه على قولين:
فمنهم من أطلق الكفر، كما هو ظاهر صنيع المصنِّف الإمام محمد بن عبد الوهاب وهو قول جمهور العلماء لقوله تعالى: [البَقَرَة: 102] {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ}
ومنهم من نص على التقسيم الذي ذكرناه وهو الأظهر، ومن أطلق الكفر فظاهره أنه يقصد القسم الأول.
وقتل الساحر اختلف فيه العلماء بناءً على اختلافهم في حكم الساحر، فإن كان سحره كفراً قتل مرتَداً.
وإن كان سحره دون الكفر، قتل دفعاً لأذاه وشرّه وكفاً لفساده، وهذا يرجع للمصلحة المترتبة على بقائه.
قال ابن هبيرة _ح في كتابه «الإشراف على مذاهب الأشراف»:
(وهل يقتل بمجرد فعله واستعماله:
- فقال مالك وأحمد: نعم.
وقال الشافعي وأبو حنيفة: لا.
فأما إن قتل بسحره إنساناً فإنه يقتل عند مالك والشافعي وأحمد.
وقال أبو حنيفة: لا يقتل حتى يتكرر منه ذلك أو يقر بذلك في حق شخص معيَّن.
- وإذا قتل فإنه يقتل حداً عندهم إلا الشافعي فإنه قال يقتل والحالة هذه قصاصاً) انتهى.
_خ مسألة:
ولا يصح في الأمر بقتل الساحر خبر مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما ما رواه الترمذي في «سننه»: (4/ 60) والطبراني في «الكبير»: (2/ 161) والدارقطني: (3/ 114) وغيرهم من حديث إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن البصري عن جندب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «حد الساحر ضربة بالسيف».
فهو خبر لا يصح رفعه، فإسماعيل اضطرب فيه، فتارة يرسله وتارة يصله، وإسماعيل يُضَعَّف.
وتابعه خالد العبدي عند الطبراني في «معجمه الكبير» وخالد واهٍ.
وصوَّب الترمذي وقفه.
قال الترمذي في «علله»:
(سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: هذا لا شيء) انتهى.
لكن صح هذا عن جماعة من الصحابة: منهم عمر بن الخطاب كما رواه أحمد في «المسند»: (1/ 190) وأبو داود في «سننه»: (3043) والبيهقي في «الكبرى»: (8/ 136) عن بجالة بن عبدة قال: كتب عمر بن الخطاب: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلنا ثلاث سواحر.
وحفصة كما رواه البيهقي في «سننه»: (8/ 136) من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما أن جارية لها سحرتها فأقرت بالسحر، وأخرجته، فقتلتها، فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه فغضب، فأتاه ابن عمر رضي الله عنه فقال: جاريتها سحرتها أقرت بالسحر وأخرجته، قال: فكف عثمان رضي الله عنه، قال: وكأنه إنما كان غضبه لقتلها إياها بغير أمره.
وجندب كما رواه البيهقي في «سننه»: (8/ 136) من طريق خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي عن جندب في قصة.
وخالد الحذاء لم يسمع من أبي عثمان النهدي، قاله أحمد، وحديثه عنه مخرج في «الصحيحين».
وأخرجه من وجه آخر البخاري في «التاريخ»: (2/ 222) من طريق عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن جندب بنحوه.
قال الإمام أحمد بن حنبل:
(صح عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الساحر) انتهى.
_خ مسألة:
وإن تاب الساحر قُبلت توبته على الصحيح من أقوال العلماء، وقد اختلفوا في ذلك:
قال ابن هبيرة:
(وهل إذا تاب الساحر تقبل توبته؟:
- فقال مالك وأبو حنيفة وأحمد في المشهور عنهم لا تقبل.
وقال الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى تقبل.
وأما ساحر أهل الكتاب فعند أبي حنيفة أنه يقتل كما يقتل الساحر المسلم.
وقال مالك وأحمد والشافعي لا يقتل يعني لقصة لبيد بن الأعصم.
- واختلفوا في المسلمة الساحرة فعند أبي حنيفة أنها لا تقتل ولكن تحبس.
- وقال الثلاثة حكمها حكم الرجل والله أعلم) انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:15]ـ
الناقض الثامن
(مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى: [المَائدة: 51] {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}).
ومن ظاهر المشركين وناصرهم على المسلمين فقد تعرض لتهديد الله ووعيده، وخان الله ورسوله والمؤمنين، واستحق سخط الله وعذابه قال تعالى: [المَائدة: 80 - 81] {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ *وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ *}.
وجعل الله ذلك من خصال المنافقين فقال تعالى: [النِّسَاء: 138 - 139] {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا *الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَولِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا *}
وجعل حكم من يتولى المشركين كحكمهم فقال: [المَائدة: 51] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}
وجعل موالاتهم سراً أو علانية ووعدهم بالمناصرة صدقاً أو كذباً في النهي سواء، فقال تعالى: [الحَشر: 11] {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ *}
وقطع سائر الأعذار لتوليهم كحظوظ الدنيا أو الخوف منهم أو مداراتهم أو مداهنتهم أو خشية الدوائر أو عصمة النفس والمال فقال: [المَائدة: 52] {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} وقال: [النّحل: 107] {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآْخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ *}.
وعمَّم النهي في موالاة الكافرين عامة ذوي أرحام أو أجانب، كتابيين أو مشركين أو مرتدين وغيرهم من ملل الكفر فقال: [المَائدة: 57] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *}.
وقال: [المجَادلة: 22] {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهُ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}
وتوعد من اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين إن هو لم يرتدع عن موالاته وينجر عن مخالته أن يلحقه بأهل ولايته من المنافقين فيستحق ما استحقوه بأوضح حجه وأقوى برهان فقال: [النِّسَاء: 144] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينِ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا *}
وتبرأ ممن يتولاهم فقال: [آل عِمرَان: 28] {لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}
وقطع بردتهم فقال: [محَمَّد: 25 - 26] {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ *ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَْمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ *} إلى غير ذلك من الآيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنصوص في الكتاب والسنة في هذا الباب أكثر من أن تحصر، وقد حرص الشارع على بيان هذا الأصل العظيم من الدين أشد بيان، فتواترت به النصوص من الكتاب والسنة، وتظافرت فيه الأدلة، وذلك لأنه من أعظم أصول الملة، فبموالاة الكافرين ومعاداة المؤمنين تهدم الشريعة ويثلم الدين.
قال الشيخ حمد بن عتيق في «سبيل النجاة»: (ص31):
(فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده) انتهى.
وقد وقع الجهل في هذا الباب، والتسامح فيه، فأصبح اتِّباع الأهواء وملذات الدنيا وحب الرئاسة عذراً في موالاة الكافرين ومعاداة المؤمنين، فأصبح هذا الباب فتنة لكثير من الأولين وبلاء للآخرين.
فتحرم موالاة الكافرين على المؤمنين بالمال والنفس والرأي، وإن لم يقع في القلب حبهم، وتفضيل دينهم على دين المؤمنين، وقد حذر الله من ذلك أشد تحذير، كما تقدم في الآيات قال تعالى: [المَائدة: 51] {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وهذا يجري على ظاهره أنه في حكمهم.
قال ابن القيم في «أحكام أهل الذمة»: (1/ 67):
(قد حكم ـ الله ـ ولا أحسن من حكمه أن من تولى اليهود والنصارى فهو منهم [المَائدة: 51] {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} فإذا كان أولياءهم منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم) انتهى.
وقال القرطبي في «تفسيره»: (6/ 217):
ُ س ش] ِ أي يعضدهم على المسلمين ُ ء _ ِ بين تعالى أن حكمه كحكمهم، وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، وكان الذي تولاهم ابن أبي، ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة في قطع الموالاة) انتهى.
وقال ابن حزم في «المحلى»: (11/ 35):
(وصح أن قول الله تعالى [المَائدة: 51] {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين) انتهى.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله في «الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك»: (52):
(قال تعالى: [الحَشر: 11] {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ *} فإذا كان وَعْد المشركين في السر ـ بالدخول معهم ونصرتهم والخروج معهم إن جَلَوا- نفاقاً وكفراً وإن كان كذباً، فكيف بمن أظهر لهم ذلك صادقاً، وقدم عليهم، ودخل في طاعتهم، ودعا إليها، ونصرهم وانقاد لهم، وصار من جملتهم، وأعانهم بالمال والرأي.
هذا مع أن المنافقين لم يفعلوا ذلك إلا خوفاً من الدوائر كما قال تعالى: [المَائدة: 52] {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}) انتهى.
ومن تبرأ من أعداءِ الله وأعداءِ وليه ودينه، عليه موالاة أولياء الله، قال تعالى: [المَائدة: 55] {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}.
ولا يُعذر مسلم بتوليه الكافرين، ومناصرته لهم على المؤمنين، فمصلحة التوحيد أعظم مصلحة ترجى للأمة، ومفسدة الشرك أعظم مفسدة تُدرأ عنها، فلا يحل مظاهرة الكافرين على المؤمنين لأجل طمع في الدنيا يرجى، من عصمة مال أو رياسة وغيرها، بل ولا عصمة الدم، حيث عُلم أن مظاهرة الكافرين كفر وردة عن الدين، وقد أجمع أهل العلم على أن من ظاهر الكفار من أهل الكتاب وغيرهم من الملل الكفرية على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم قال الله جل وعلا: [المَائدة: 51] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}
قال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله كما في مقدمة كتاب «الدلائل»:
(يُتْبَعُ)
(/)
(اعلم رحمك الله أن الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم خوفاً منهم، ومداراة لهم، ومداهنة لدفع شرهم، فإنه كافر مثلهم، وإن كان يكره دينهم ويبغضهم ويحب الإسلام والمسلمين، هذا إذا لم يقع منه إلا ذلك، فكيف إذا كان في دار منعة واستدعى بهم ودخل في طاعتهم وأظهر الموافقة على دينهم الباطل وأعانهم عليه بالنصرة والمال ووالاهم وقطع الموالاة بينه وبين المسلمين، وصار من جنود القباب والشرك وأهلها بعد ما كان من جنود الإخلاص والتوحيد وأهله فإن هذا لا يشك مسلم أنه كافر من أشد الناس عداوة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يستثنى من ذلك إلا المكره وهو: الذي يستولي عليه المشركون فيقولون له: اكفر أو افعل كذا وإلا فعلنا بك وقتلناك، أو يأخذونه فيعذبونه حتى يوافقهم فيجوز له الموافقة باللسان مع طمأنينة القلب بالإيمان.
وقد أجمع العلماء على أن من تكلم بالكفر هازلاً أنه يكفر، فكيف بمن أظهر الكفر خوفاً وطمعاً في الدنيا) انتهى.
* ولأجل هذا شرع الله الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإيمان، لما تتضمنه الإقامة بين ظهرانيهم في الغالب من المودة لهم وطلب رضاهم بمدح ما هم عليه، وعيب المسلمين.
قال ابن حزم الأندلسي في «المحلى»: (11/ 199، 200):
(وقد علمنا أن من خرج عن دار الإسلام إلى دار الحرب فقد أبق عن الله تعالى، وعن إمام المسلمين وجماعتهم ويبين هذا حديثه صلى الله عليه وسلم أنه بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، وهو عليه السلام لا يبرأ إلا من كافر، قال الله تعالى: [التّوبَة: 71] {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}.
قال أبو محمد رحمه الله:
فصح بهذا أن من لحق بدار الكفر والحرب مختاراً محارباً لمن يليه من المسلمين فهو بهذا الفعل مرتد له أحكام المرتد كلها من وجوب القتل عليه متى قدر عليه ومن إباحة ماله وانفساخ نكاحه وغير ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبرأ من مسلم.
وأما من فر إلى أرض الحرب لظلم خافه ولم يحارب المسلمين ولا أعانهم عليهم، ولم يجد في المسلمين من يجيره فهذا لا شيء عليه لأنه مضطر مكره) انتهى كلام ابن حزم.
* والموالاة والمعاداة أوثق عرى الإيمان، ولأجل حماية هذا الأصل العظيم حرَّم الله التشبه بالكفار في الهدي الظاهر حتى وإن لم يصاحبه حب في الباطن، فقد روى أحمد وأبو داود من حديث حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومن تشبه بقوم فهو منهم».
ويخرج من هذا من كان من المسلمين في دار كفر، وخشي الضرر بالمخالفة لهم في الزي الظاهر، فيجوز له موافقتهم في هديهم الظاهر، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بمخالفة المشركين حال ضعف المُعِيْن له، وقلة الناصر، بل أمر بذلك بعد ظهور الإسلام وقوَّة أهله.
ومن أعظم موالاة أهل الكفر التي تناقض الإيمان إقامة المنظمات والملتقيات والمؤتمرات من أجل تقرير وحدة الأديان، وإزالة الفوارق العقدية، ومحو الخلاف فيما بينها، وهذا الأمر يتكئ على فكرة خبيثة عرفت قديماً عند ملاحدة المتصوفة كالتلمساني وابن سبعين وابن هود، وعرفت حديثاً عند دعاة العلمانية والليبرالية الذين يتفقون مع سابقيهم في الإلحاد، ونبذ الإسلام وتنحيته عن شئون الحياة.
مسألة في الاستعانة بالكفار في القتال:
وأما الاستعانة بالكفار في قتال كفار آخرين، فهي مما وقع في جوازها الخلاف بين أهل المعرفة، فمنهم من منع مطلقاً، ومنهم من أجاز بقيود وشروطٍ، كمسيسِ الحاجة إليهم، وأمن مكرهم وخيانتهم بالمؤمنين.
وأما الاستعانة بالكفار على قتال بغاة مسلمين، فقد منع منه أكثر العلماء وجماهيرهم، فإن كان قتال هؤلاء البغاة مما يقوِّي شوكة الكفار على المسلمين، ويظهرهم عليهم، ونفع أهل الكفر بهذا القتال أكثر من نفع أهل الإسلام، فهذا داخل في قوله جل وعلا: [المَائدة: 51] {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} بلا ريب.
ومن الاستعانة بهم في القتال ما هو دون ذلك في الحكم فلا يصل إلى الكفر والردة، والخروج من الملة.
قال ابن حزم الأندلسي _ح في «المحلى»: (11/ 200، 201):
(يُتْبَعُ)
(/)
(وأما من حملته الحمية من أهل الثغر من المسلمين فاستعان بالمشركين الحربيين وأطلق أيديهم على قتل من خالفه من المسلمين، أو على أخذ أموالهم أو سبيهم، فإن كانت يده هي الغالبة وكان الكفار له كأتباع فهو هالك في غاية الفسوق، ولا يكون بذلك كافراً، لأنه لم يأت شيئا أوجب به عليه كفراً قرآن أو إجماع.
وإن كان حكم الكفار جارياً عليه فهو بذلك كافر، على ما ذكرنا، فإن كانا متساويين لا يجري حكم أحدهما على الآخر فما نراه بذلك كافراً. والله أعلم) انتهى.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:16]ـ
الناقض التاسع
(من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلَّم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام، فهو كافر).
وهذا الناقض يتضمن ما ذكره المؤلف في الناقض الثالث وهو قوله: (من لم يُكفِّر المُشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم)، فمن اعتقد أن أحداً من الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلَّم، كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام، فهو لم يُكفر ما دان به من دين غير الإسلام، ولكن هذا الناقض أوسع.
وهذا الناقض يتضمن إنكاراً لنصوص الكتاب والسنة التي تبين عموم الرسالة التي أرسل بها نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، وإبطالاً لها، فقد أرسله الله للناس كافه.
قال تعالى: [سَبَإ: 28] {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} أي إلا إلى جميع المكلفين من الخلق.
وقال تعالى: [الأعرَاف: 158] {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}.
وقال تعالى: [الفُرقان: 1] {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا *}.
بشيراً ونذيراً أي تبشر من أطاعك وأمتثل أمرك بالجنة وتنذر من عصاك بالنار.
قال تعالى: [آل عِمرَان: 19] {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِْسْلاَمُ} أي لا دين عند الله يقبله سوى الإسلام، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى ختموا بنبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي سد جميع الطرق إلى الله إلا من جهته فمن لقي الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بدين غير شريعته فليس بمتقبل منه ذلك كما قال تعالى: [آل عِمرَان: 85] {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِْسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} وقال جل وعلا مبيناً انحصار الدين المتقبل عنده في الإسلام: ُ د آ ء ؤ أ ِ.
قد ثبت في «الصحيح» عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فضلت على الأنبياء بست، أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون».
وفي «الصحيح» أيضاً من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعثت إلى الأسود والأحمر.
وروى أحمد في «مسنده» من حديث مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتابٍ أصابه من بعض أهل الكتب، فقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب فقال: «أمتهوكون فيها يا بن الخطاب!، والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيءٍ فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني».
ومن رد وأنكر شيئاً من الأحكام في القرآن أو السنة الثابتة المعلومة بالضرورة ولو نصاً واحداً فقد كفر، فكيف بمن رد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بالجملة.
ومن آمن بشريعة محمد فيلزمه الإيمان بعموم رسالته، وآوامره ونواهيه، وإلا لم ينفعه إيمانه ذلك.
وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في «الصحيح» من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار».
وهل يدخل النار من يسوغه الخروج عن شريعته؟!.
قال ابن حزم الأندلسي في «الإحكام»: (5/ 109):
(يُتْبَعُ)
(/)
(إنما أوجب النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان به على من سمع بأمره صلى الله عليه وسلم فكل من كان في أقاصي الجنوب والشمال والمشرق وجزائر البحور والمغرب وأغفال الأرض من أهل الشرك فسمع بذكره صلى الله عليه وسلم ففرض عليه البحث عن حاله وإعلامه والإيمان به) انتهى المقصود منه.
وقد ثبت بالتواتر بالوقائع المتعددة أنه صلى الله عليه وسلم بعث كتبه ورسله يدعو ملوك الآفاق والبلدان وطوائف بني آدم من عربهم وعجمهم كتابيهم وأميهم إلى شريعته التي نسخت سائر الشرائع، امتثالاً لأمر الله له بذلك
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:17]ـ
الناقض العاشر:
(الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى: [السَّجدَة: 22] {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ *}).
وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم كما في «الصحيح» من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار».
والإعراض عن دين الله الذي يكفر به صاحبه هو الإعراض عن تعلم أصل هذا الدين، فالإعراض عن دين الله والترك والرفض له، بأن يعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به، فيكفر بهذا الإعراض والترك، قال الله تعالى: [الأحقاف: 3] {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}.
وقال تعالى:
وقال تعالى: [آل عِمرَان: 32] {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ *}.
وقد نفى الله الإيمان عمن لم يأت بالعمل وإن كان قد أتى بالقول، قال تعالى: [النُّور: 47] {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ *}.
وقال تعالى: [الليْل: 14 - 16] {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى *لاَ يَصْلاَهَا إِلاَّ الأَْشْقَى *الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى *}.
والتولى والإعراض ليس هو التكذيب قال تعالى: [القِيَامَة: 31 - 32] {فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى *وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى *}، فجعل التولي مقابلاً للعمل لا مقابلاً للتصديق، فالتولي والإعراض هو التولي عن الطاعة والإعراض عنها.
وكما أن الكفر يكون بالاعتقاد ويكون بالجحود ويكون بالفعل ويكون بالقول فكذلك يكون بالإعراض والترك والرفض.
والإعراض عن دين الله، لا يتعلمه، و لا يعمل به، ولا يبالي بما ترك من المأمورات، و ما يقترف من المحرمات، و لا بما يجهل من أحكام، يلزم منه لزوماً ظاهراً و يدل دلالة ظاهرة على عدم الإقرار بالشهادتين باطناً ولو أقر بهما ظاهراً.
والمكلف لا يخرج من ناقض الإعراض المستلزم لعدم إقراره بالشهادتين بفعل أي خصلة من خصال البر، وشعب الإيمان، فإن من هذه الخصال ما يشترك الناس في فعله كافرهم و مؤمنهم، كالإحسان إلى الجار، وإكرام الضيف، وإماطة الأذى عن الطريق، وكف الأذى، والصدقة، وبر الوالدين، وأداء الأمانة.
وإنما يتحقق عدم الإعراض عن دين الله، و السلامة من هذا الناقض بفعل شيء من الواجبات التي تختص بها شريعة الإسلام التي جاء بها الرسول صلى الله عليه و سلم كالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج، إذا فعل شيئاً من ذلك إيماناً واحتساباً سلم من الإعراض المخرج له عن دين الله.
قال شيخ الإسلام بن تيمية في «المجموع»: (7/ 621):
(فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه و سلم) انتهى.
والإعراض عن دين الله تعالى إعراض مخرج من الملة وإعراض لا يخرج من الملة:
فالإعراض المخرج من الملة:
هو ما قصده العلامة محمد بن الوهاب هنا، وقد تقدم بيانه.
والإعراض الذي لا يخرج من الملة:
هو أن يكون مع المرء أصل الإيمان، لكنه يعرض عن فعل واجب من الواجبات.
* والمعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به، لا يعذر بجهله الذي يستطيع رفعه، وإلا لكان الجهل خيراً من العلم.
قال ابن القيم في «مفتاح دار السعادة»: (1/ 43):
(كل من أعرض عن الاهتداء بالوحي الذي هو ذكر الله فلا بد أن يقول يوم القيامة [الزّخرُف: 38] {يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}.
فإن قيل:
فهل لهذا عذر في ضلاله إذا كان يحسب أنه على هدى، كما قال تعالى: [الأعرَاف: 30] {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}؟
قيل:
لا عذر لهذا وأمثاله من أهل الضلال الذين منشأ ضلالهم الإعراض عن الوحي الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو ظن أنه مهتد، فإنه مفرِّط بإعراضه عن اتباع داعي الهدى، فإذا ضل فإنما أُتي من تفريطه وإعراضه، وهذا بخلاف من كان ضلاله لعدم بلوغ الرسالة وعجزه عن الوصول إليها، فذاك له حكم آخر.
والوعيد في القرآن إنما يتناول الأول، وأما الثاني فإن الله لا يعذب أحداً إلا بعد إقامة الحجة عليه) انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:21]ـ
_* ثم ختم المؤلف هذه النواقض بقوله رحمه الله: (ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره) انتهى.
وقد تقدم الكلام في الهازل في الناقض السادس، وأنه لا يعذر بكفره وقد حكم الله بكفر المستهزئين الذين قالوا: [التّوبَة: 65] {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} فقال [التّوبَة: 66] {لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} فإذا كان هذا حكم الهازل فالجاد أولى وأولى، وهذا محل إجماع.
قال ابن نجيم في «البحر الرئق»: (5/ 134):
(من تكلم بكلمة الكفر هازلاً، أو لاعباً كفر عند الكل، ولا اعتبار باعتقاده) انتهى.
والخائف لا عذر له بالكفر مالم يكن مكرهاً إكراهاً ملجئاً كأن يوضع السيف على عنقه فيطلب منه قول الكفر كسب الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله كالسجود للصنم، بشرط أن يكون قلبه مطمئناً بالإيمان قال تعالى: [النّحل: 106] {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِْيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في «الصارم المسلول»:
(وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كفر كفَرَ بذلك، وإن لم يقصد أن يكون كافراً، إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله .. ) انتهى المراد منه. فصل
والكفر حكم شرعي، والكافر هو من حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بكفره، فليس الكفر من حق أحد من الناس، بل هو من حقوق الله تعالى.
والجهل بدين الله أصل كل بلية وشر، فهو سبب الذنوب والمعاصي كبيرها وصغيرها، والمعاصي سبب كل شر في الدنيا ومادته، فعاد كل شر فيها إلى الجهل، فهو إليه منتسب وعنه متفرع.
وكل صفة مدح فهي ثمرة العلم ونتيجته، وكل صفة ذم فهي ثمرة الجهل ونتيجته، وكما قيل: «خير المواهب العقل، وشر المصائب الجهل».
والجهل دركات، وأصحابه متفاوتون فيما بينهم على أبعد مما بين السماء والأرض، وما كل جاهل معذور.
والجهل بأصول الدين والملِّة، وكليات الأمور الاعتقادية، لا يُعْتبر عذراً، فإفراد الله بالعبادة ونبذ ما سواه من المعبودات الباطلة هو المقصود من الشهادتين، ولب دين الإسلام، فالشارع قد شدد في عقائد أصول الدين تشديداً عظيماً، والأصل في أصول الدين وأحكامه الظاهرة الجليَّة عدم العذر بالجهل، ولو عذر الجاهل لأجل جهله لكان الجهل خيراً من العلم، كما قال الشافعي _ح.
فلا تقبل دعوى الجهل فيما يفعله المشركون عند القبور والأضرحة والمزارات من دعاء الأموات، والذبح لهم، والاستعانة بهم، وسؤالهم المغفرة، وطلب الشفاء، فكل هذا مما هو معلوم من دين الإسلام بالضرورة أنه شرك أكبر، قال تعالى: [الأنعَام: 162 - 163] {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ *} وقال [المؤمنون: 117] {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ *}.
ومثل هذا سب الشريعة، والاستهزاء بالدين والطعن فيه، فهذا لا يعذر صاحبه بجهله، إلا من كان حديث عهد بكفر، أو نشأ ببادية بعيدة، أو كان يسكن بين كفار؛ وتعذر عليه رفع الجهل عن نفسه.
وكذلك أركان الإسلام والمحرمات الظاهرة كالزنا واللواط وشرب الخمر، لا يعذر من هو بين المسلمين بجهلها ولا يقبل منه ذلك.
ويعذر الجاهل بترك شيء من الواجبات كالصلاة والزكاة، وفعل شيء من المحرمات كشرب الخمر ونحوه إذا كان حديث عهد بكفر، أو نشأ ببادية بعيدة، أو يعيش في بلد بعيد عن بلاد المسلمين كبعض بلاد أفريقية التي يتعذر فيها العلم والاحتراز من الجهل، وقد قرر هذا الأئمة في مواضع كثيرة.
قال الإمام القرافي في «الإعلام بقواطع الإسلام»: (76) (واعلم أن الجهل نوعان:
النوع الأول: جهل تسامح صاحب الشرع عنه فعفا عن مرتكبه، وضابطه أن كل ما يتعذر الاحتراز عنه عادة فهو معفو عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
النوع الثاني: جهل لم يتسامح صاحب الشرع عنه فلم يعف عن مرتكبه، وضابطه أن كل ما لا يتعذر الاحتراز عنه ولا يشق لم يعف عنه، وهذا النوع يطرد في أصول الدين وأصول الفقه وبعض أنواع الفروع، وأما أصول الدين؛ فلأن صاحب الشرع لما شدد في جميع الاعتقادات تشديداً عظيماً بحيث أن الإنسان لو بذل جهده واستفرغ وسعه لرفع الجهل عنه في صفة من صفات الله أو في شيء يجب اعتقاده من أصول الدين ولم يرتفع ذلك الجهل لكان بترك ذلك الاعتقاد آثماً كافراً يخلد في النيران على المشهور من المذاهب».
وقال ابن رجب في «جامع العلوم والحكم»: (83) (وفي الجملة فما ترك الله وسول الله صلى الله عليه وسلم حلالاً إلا مبيَّناً ولا حراماً إلا مبيَّناً لكن بعضه كان أظهر من بعض، فما ظهر بيانه واشتَهَر وعُلِم من الدين بالضرورة من ذلك، ولم يبق فيه شكٌ ولا يعذر أحد فيه بجهله في بلد يظهر فيها الإسلام، وما كان بيانه دون ذلك، فمنه ما يشتهر بين حملة الشريعة خاصة، فأجمع العلماء على حِلِّهِ أو حرمته، وقد يخفى على بعض من ليس منهم، ومنه ما لم يشتهر بين حملة الشريعة أيضاً، فاختلفوا في تحليله وتحريمه).
وقال ابن تيمية في أثناء كلام له في ذم أهل الكلام من «مجموع الفتاوى»: (4/ 54):
(وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال: إنه فيها مخطئ ضال، لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها، لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة من المسلمين أنها من دين المسلمين، بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم بعث بها وكفَّر مخالفها مثل: أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله، من الملائكة، والنبيين، والشمس، والقمر، والكواكب، والأصنام، وغير ذلك، فإن هذا أظهر شعائر الإسلام، ومثل أمره بالصلوات الخمس، ومثل معاداته لليهود، والنصارى، والمشركين، والصابئين، والمجوس؛ ومثل تحريم الفواحش، والربا، والخمر، والميسر، ونحو ذلك؛ ثم نجد كثيراً من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين).
قال الشيخ سليمان بن سحمان النجدي:
(أما قوله نقول بأنَّ القول كفر ولا نحكم بكفر القائل، فإطلاق هذا جهل صرف، لأن العبارة لا تنطبق إلا على المعين، ومسألة تكفير المعين مسألة معروفة، إذا قال قولاً يكون القول به كفراً فيقال من قال بهذا القول فهو كافر لكن الشخص المعين إذا قال ذلك لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس كما في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك مما قاله أهل الأهواء، فإن بعض أقوالهم تتضمن أموراً كفرية من رد أدلة الكتاب والسنة المتواترة، فيكون القول المتضمن لرد بعض النصوص كفراً، ولا يحكم على قائله بالكفر لاحتمال وجود مانع كالجهل، وعدم العلم بنفس النص أو بدلالة السنة، فإن الشرائع لا تلزم إلا بعد بلوغها كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله روحه في كثير من كتبه. وذكر أيضاً بكفر أناس من أعيان المكلفين بعد أن قرر المسألة، قال: وهذا إذا كان في المسائل الخفية فقد يقال بعدم التكفير وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله).
ومن يَعْذر أو لا يَعْذر بالجهالة مطلقاً بالتماثل على كل المسائل، فقد خالف مقاصد الشريعة وظواهر الأدلة من الكتاب والسنة وما عليه الأئمة.
ومن كان من أهل العذر بالجهل أو غيره فلا يلزم من وقوعه في فعل المكفِّر أن يكفر بعينه بل لا بد من توفر شروط تكفير المعيَّن وانتفاء موانعه، قال تعالى: [الإسرَاء: 15] {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}.
قال ابن تيميه في الفتاوى (12/ 487):
(التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين، وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين، إلا إذا وجدت الشروط، وانتفت الموانع، يعين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه .. ) انتهى.
وقال (12/ 498):
(وأما الحكم على المعين بأنه كافر، أو مشهود له بالنار، فهذا يقف على الدليل المعين، فإن الحكم يقف على ثبوت شروطه، وانتفاء موانعه).
وقال ابن عبد الوهاب كما في «الدرر السنية»: (8/ 244):
(ومسألة تكفير المعيّن مسألة معروفة إذا قال قولاً يكون القول به كفراً، فيقال: من قال بهذا القول فهو كافر، لكن الشخص المعيّن إذا قال ذلك لا يحكم بكفره، حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها).
وقال ابن القيَّم في «طريق الهجرتين»: (414):
(إن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص، فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان، وفي بقعة وناحية دون أخرى، كما أنها تقوم على شخص دون آخر، إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون، وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب، ولم يحضر ترجمان يترجم له)
ومن بلغته الحجة من القرآن أو من السنة على وجه يفهمها لو أراد ذلك، ثم لم يلتفت إليها ولم يعمل بها فهذا لا يعذر بالجهل ولا بعدم فهمه لأنه مفرط ومعرض، قال الله تعالى [الأحقاف: 3] {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:22]ـ
مسألة:
_* والأصل عدم قبول تأويل متأول لارتكابه أحد نواقض الإسلام، فليس أحد يتجرأ على هذه النواقض من شرك أو تعد على الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم من غير تأويل، ومن غير شبهة تنقدح في قلبه، ومن غير دعوى، حتى عبَّاد الأصنام، ولذا حكى الله عز وجل قول الكفرة لنبي الله صلى الله عليه وسلم: [النِّسَاء: 62] {إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}.
قال تعالى: [النِّسَاء: 60 - 63] {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا *وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا *فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا *أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا *}
انتهى
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 01:39]ـ
يرفع للفائدة(/)
الأشاعرة
ـ[أحمد الشيباني]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل اصحاب المذهب الأشعري فرقة من الصوفية وما الكتب التي تتحدث عنها؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 09:06]ـ
لا يعد أصحاب المذهب الأشعري أخي الكريم من فرق الصوفية بالأصل، بل هي أخي إن صح التعبير (فرقة متطورة متحولة) مستقلة بمفاهيمها وتوجهاتها.
ثم لا يمنع هذا أن يتصف واحد منهم بالتصوف لسلوكه طريقة قوم ما يعتقد أنها حق وصواب على ما هو عليه في مجال العقيدة، فيكون بهذا قد جمع (السيئتين) _ طبعا بمقابل من جمع الحسنيين _.
ومن الكتب التي تكلمت عن الأشاعرة:
1) الأشاعرة في ميزان أهل السنة. فيصل الجاسم. (احرص عليه جدا).
2) منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى. خالد بن عبد اللطيف.
3) كتب الفرق عموما بلا تحديد.(/)
سمات المرجئة والخوارج وأهل الغلو الشيخ علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمات المرجئة والخوارج وأهل الغلو
بقلم المشرف على موقع الدرر السنية
الشيخ علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
· اعلم أن من قال بإحدى هذه العبارات فقد وقع في الإرجاء أو دخلت عليه شبهته:
1 - الإيمان تصديق بالقلب فقط. (جهمية)
2 - الإيمان نطق باللسان فقط. (كرَّامية)
3 - الإيمان تصديق بالقلب ونطق باللسان (مرجئة الفقهاء)
4 - الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالقلب دون الجوارح.
5 - الإيمان لا يزيد ولا ينقص والناس في أصله سواء.
6 - الكفر تكذيب فقط (جهمية)
7 - الكفر لا يكون إلا بالاعتقاد أوالجحود والاستحلال، ويستشهدون بقول الطحاوي رحمه الله في عقيدته: ((ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب، مالم يستحله)).
(والصواب أن يقال: الكفر يكون بالقول أو الفعل أو الاعتقاد، ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب –دون الشرك أو الكفر-، مالم يستحله).
8 - ترك جميع أعمال الجوارح (جنس الأعمال كما يسميه ابن تيمية) ليس كفراً مخرجاً من الملة.
(ووجه كونه إرجاءً لأنه يلزم منه أن أعمال الجوارح ليست ركناً في الإيمان بل و لا عمل القلب كذلك، وهذا باطل لارتباط الظاهر بالباطن فيمتنع وجود عمل القلب مع انتفاء عمل الجوارح).
9 - أعمال الجوارح شرط كمال في الإيمان وليست ركناً ولا شرط صحة.
(والصواب في هذا أن يقال: جنس أعمال الجوارح ركنٌ في الإيمان، وآحادها – عدا الصلاة– من مكملاته)
10 - الأقوال والأعمال الكفرية ليست كفراً ولكنها تدل على الكفر.
11 - المكفرات القولية والعملية المخرجة من الملة هي ما كان مضاداً للإيمان من كل وجه أو ما كانت دليلاً على الكفر، وجَعْلُ مناط التكفير كونها مضادةً للإيمان من كل وجه أو كونها تدل على ذلك.
(والصواب أن يقال: المكفرات القولية والعملية المخرجة من الملة هي ما دل الدليل على كونها كذلك، وهي مضادة للإيمان من كل وجه وتدل على كفر الباطن، ولا بد) فتأمل الفرق.
12 - جعلهم الشهوة وعدم القصد من موانع التكفير.
(ووجه كونه إرجاءً أن مآله إلى حصر الكفر في الاعتقاد، أما إن عُني بالقصد: العمد المقابل للخطأ فنعم، فالخطأ من موانع التكفير، لكن ليُعلم أنه يكفي أن يقصد (يتعمد) عمل الكفر، ولا يلزم منه أن يقصد الوقوع في الكفر)
13 - ترك الصلاة ليس كفراً لأنه من أعمال الجوارح، وعمل الجوارح شرط في كمال الإيمان.
(ووجه كونه إرجاءً أن قائله لا يكفِّر بالعمل وإنما الكفر عنده اعتقاد فقط، فمسألة الصلاة من أظهر المسائل التي أجمع الصحابة على كفر تاركها، أما لو رجَّح عدم كفر من يصلي تارة ويترك تارة لأدلة شرعية لديه –كما قد وقع من بعض السلف- أو أن الإجماع لم يبلغه، فهذا لا صلة له بالإرجاء).
ومن هنا يُعلم خطأ ما يردده البعض من مقولةٍ لبعض السلف: ((من قال إن الإيمان قول وعمل واعتقاد، وأنه يزيد وينقص، فقد بريء من الإرجاء كله، أوله وآخره)).
وهي مقولة حق ولا شك ولكن على فهم قائليها، وهو أنَّ العمل والقول والاعتقاد أركان في الإيمان لا يجزيء أحدها عن الآخر، وإلا فمن قال ذلك وهو لا يرى أعمال الجوارح ركناً في الإيمان، أو قال ذلك وهو يحصر الكفر في التكذيب والاستحلال فإنه قد نطق بما قاله السلف في تعريف الإيمان لكن لا على الوجه الذي أرادوه، وهذه العبارة شبيهة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" فما يقول هؤلاء فيمن قالها ولم ينطق بشطر الشهادة الآخر –محمد رسول الله-، أو قالها وارتكب ناقضاً من نواقضها، فهذه كتلك. ولهذا حذَّر أهل العلم من بعض الكتب وأنها تدعو إلى مذهب الإرجاء، مع تبنيها أن الإيمان قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص. والله أعلم.
انظر: هامش شرح ((العقيدة الواسطية)) للعلامة محمد خليل هراس الطبعة الرابعة (ص263) تعليقاً على كلام شيخ الإسلام في مسائل الإيمان.
*******************
· و اعلم أن هناك سماتٍ من اتسم بها أو ببعضها فهو خارجي، أو وقع فيما وقعت فيه الخوارج من الغلو:
1 - تكفير صاحب الكبيرة
2 - تكفير من وقع في معصية وأصر عليها.
3 - القول بأن الإيمان شيء واحد لا ينقص، فإذا ذهب بعضه ذهب كله.
4 - جواز الخروج على الحاكم المسلم لجوره وظلمه، وإن لم يُرَ منه كفرٌ بواحٌ.
(ووجه كونه خارجية، أنه قد استقر رأي أهل السنة والجماعة على عدم جواز ذلك، وخالفت الخوارج))
5 - عدم العذر بالجهل مطلقاً.
((والصواب أنَّ الجهل قد يكون عذراً وقد لا يكون؛ ففيه تفصيل))
6 - تكفير كل من حكم بغير ما أنزل الله ولو في قضية معينة.
((والصواب: التفريق بين التشريع العام وجعله ديناً متبعاً وقانوناً ملزماً وبين جعل الشريعة الإسلامية هي الدين المُلْزِم، ومخالفتها وعدم الحكم بها في قضية أو قضايا معينة))
7 - التسرع في تكفير المعين دون مراعاةٍ لتحقق الشروط وانتفاء الموانع.
مقتبس من هامش شرح ((العقيدة الواسطية)) للعلامة محمد خليل هراس الطبعة الرابعة (ص267) تعليقاً على كلام شيخ الإسلام في مسائل الإيمان.
المصدر:
http://www.dorar.net/art/106
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 04:21]ـ
بوركتم.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 01:07]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 04:43]ـ
بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 07:42]ـ
امين و فيك بارك الله
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 03:31]ـ
"8 - ترك جميع أعمال الجوارح (جنس الأعمال كما يسميه ابن تيمية) ليس كفراً مخرجاً من الملة."
سئل العلامة ابن باز رحمه الله:
هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح، مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي هل هم من المرجئة؟
هذا من أهل السنة والجماعة، من قال بعدم كفر من ترك الصيام، أو الزكاة، أو الحج، هذا ليس بكافر، لكنه أتى كبيرة عظيمة، وهو كافر عند بعض العلماء، لكن على الصواب لا يكفر كفراً أكبر، أما تارك الصلاة فالأرجح فيه أنه كفر أكبر، إذا تعمد تركها، وأما ترك الزكاة، والصيام، والحج، فهو كفر دون كفر، معصية وكبيرة من الكبائر، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في من منع الزكاة: ((يؤتى به يوم القيامة يعذب بماله))، كما دل عليه القرآن الكريم: يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [1]، أخبر النبي أنه يعذب بماله، بإبله، وبقره، وغنمه، وذهبه، وفضته، ثم يرى سبيله بعد هذا إلى الجنة أو إلى النار، دل على أنه لم يكفر، كونه يرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار، دل على أنه متوعد، قد يدخل النار، وقد يكتفي بعذاب البرزخ، ولا يدخل النار، بل يكون إلى الجنة بعد العذاب الذي في البرزخ.
المصدر:
http://www.binbaz.org.sa/mat/4135
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 04:57]ـ
عقيدة السلف في ترك جنس العمل
سليمان بن ناصر العلوان
فضيلة الشيخ ماهي عقيدة السلف في ترك جنس العمل؟
الجواب:
إن تارك جنس العمل أي أعمال الجوارح مطلقاً كافر باتفاق المسلمين ولا ينفعه حينئذٍ قوله ولا اعتقاده فإن ذلك لا يصح بدون عمل.
وترى هذا مبيناً بطولٍ في الشريعة للآجري والإبانة لابن بطة وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية وأوائل المجلد الأول من فتح الباري للحافظ ابن رجب.
وليس هذا بلازم لتكفير أصحاب الكبائر كما يقوله أهل الإرجاء فإن السلف متفقون على أن من الأعمال أركاناً للإيمان يكفر تاركها ومنها واجبات لا يكفر تاركها.
وفي فتح الباري لابن رجب قال سفيان بن عيينة: المرجئة سمّوا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليسا سواء، لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال معصية وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر هو كفر.
وبيان ذلك في أمر آدم وإبليس وعلماء اليهود الذين أقرّوا ببعث النبي صلى الله عليه وسلم بلسانهم ولم يعملوا بشرائعه.
ونقل حرب عن إسحاق قال. غلت المرجئة حتى صار من قولهم إن قوماً يقولون من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها لا نكفره، يُرْجى أمرُه إلى الله بعد، إذ هو مُقر. فهؤلاء الذين لا شك فيهم يعني أنهم مرجئة ... ).
ومن دعاوى أهل الإرجاء أنه لا يكفر أحد بالفعل مالم يستحل أو يكذب أو يعاند الحق ويبغضه ويستكبر عنه.
وهذا قول غلاة الجهمية وهو خلاف الكتاب والسنة والإجماع فإن ساب الرسول صلى الله عليه وسلم كافرُ بالاتفاق دون اشتراط البغض أو الاستحلال.
وأجمع العلماء على كفر المستهزئ بالدين دون ربط ذلك بالاعتقاد بل يكفر بمجرد الاستهزاء الصريح ولو كان هازلاً أو مازحاً قال تعالى {قل أبا الله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} فمناط الكفر هو مجرد القول.
وكذلك أجمع العلماء على كفر الحاكم المبدل لشرع الله الذي يضع القوانين الوضعية ويجعلها قائمة مقام حكم الله وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتاب البداية والنهاية في ترجمة جنكيز خان، قال رحمه الله: من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه من فعل هذا كفر بإجماع المسلمين.
وقول ابن عباس في قوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} كفر دون كفر. لايصح عنه رواه الحاكم في مستدركه من طريق هشام بن حجير عن طاوس عن ابن عباس وهشام بن حجير ضعيف الحديث قاله الأئمة يحي بن معين وأحمد بن حنبل والعقيلي وغيرهم وقال الإمام سفيان بن عيينة. لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير مالا نجده عند غيره.
والمحفوظ عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال (هي كفر) رواه عبد الرزاق في تفسيره من طريق عبد الله عن طاوس عن أبيه عن ابن عباس وسنده صحيح.
وهذا المنقول عن أكابر الصحابة.ولا أعلم عن أحد منهم خلافاً في ذلك.
فأصحاب القوانين الوضعية والأنظمة الجاهلية والتشريعات المخالفة لحكم الله كفار:
- 1بترك الحكم بما أنزل الله.
- 2وكفار بتبديل شرع الله.
- 3وكفار في حكمهم بهذا التشريع الجاهلي، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد الثالث من الفتاوى: والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرّم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء.
والاعتذار عن هؤلاء المشرّعين بأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .... يقال عنه
• بأن المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار يشهدون هذه الشهادة ويصومون ويصلون وليس هذا بنافع لهم.
• والذين قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء. يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونزل القرآن بكفرهم، كانوا يتكلمون بالشهادتين ويصلون ويصومون ويجاهدون.
• والذين يطوفون حول القبور ولها يصلون وينذرون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
• والرافضة الإثنا عشرية يتكلمون بالشهادتين.
• والسحرة والكهان والمنجمون يلفظون بهما.
• وبنو عبيد القداح كانوا يتكلمون بالشهادتين ويصلون ويبنون المساجد. وقد أجمعت الأمة على كفرهم وردتهم عن الإسلام.
وهذا أمر يعرفه صغار طلبة العلم ناهيك عن كبارهم.
فالاعتذار عن تكفير المبدّلين لشرع الله من أجل التكلم بالشهادتين مجرد تلبيس وتعمية للحقائق ومساهمة في استمرار الشرك في الأرض ونفوذ سلطان البشر مكان شرع الله.
وقد اعتذر عنهم آخرون بأنهم لا يفضلون القانون على الشرع ويعتقدون أنه باطل!! وهذا ليس بشيء ولا أثر له على الحكم فعابد الوثن مشرك ومرتد عن الدين وإن قال أنا أعتقد أن الشرك باطل.
* * *
فضيلة الشيخ هل يعذرون بالجهل؟
الجواب:
الذي منشأ ضلاله وكفره الإعراض عن العلم والعلماء والصدود عن الحق والتفريط الواضح في البحث عن سبيل الأنبياء والمرسلين فهذا غير معذور قال تعالى) والذين كفروا عما أنذروا معرضون (وقال تعالى) ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون (.
والذي منشأ ضلاله وتلبسه بالشرك أو الكفر الجهل المعتبّر مثل عدم بلوغ العلم أو التأويل الذي له وجه في العلم ونحو ذلك فإنه لا يُكفَّر حتى تقوم عليه الحجة.
وذلك أنَّ الجهل نوعان:
الأول مقبول: وهذا مانع من ثبوت الأحكام الشرعية فإن الحكم لا يترتب إلا على من توفرت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع.
الثاني غير مقبول: وقد بينت ذلك في غير موضع وفصلت في المسألة وذكرت الأدلة على ذلك ومذاهب أهل العلم والله أعلم
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 05:05]ـ
لمفتي صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان
نص السؤال:
هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان كحديث (لم يعملوا خيرًا قط) (1) وحديث البطاقة (2) وغيرها من الأحاديث، فكيف الجواب على ذلك؟
---
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان ـ باب معرفة طريق الرؤية برقم: 183.
(2) أخرجه الترمذي ـ كتاب: الإيمان: باب: فيما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله برقم: 2639، ابن ماجه كتاب الزهد باب: فيما يرجى من رحمة الله يوم القيامة ـ برقم: 4355.
نص الجواب:
هذا من الاستدلال بالمتشابه، وهذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم: {هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ ايات مُّحْكمات هُنَّ أُمُّ الكتاب وَأُخَرُ متشابهات فَأَمَّا الَّذِينَ فى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تشابه مِنْهُ} [آل عمران: 7] فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها، فلا بد من رد المتشابه إلى المحكم، فيقال: من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور وعليه تحمل هذه الأحاديث، فيقال: هذا رجل نطق بالشهادتين معتقدًا لهما مخلصًا لله عز وجل ثم مات في الحال ولم يتمكن من العمل لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله) (1) وقال: (فإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) (2)، هذا لم يتمكن من العمل مع أنه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين وعليه يحمل حديث البطاقة وغيره مما جاء بمعناه، وعليه يحمل حديث الذين يخرجون من النار وهم لم يعملوا خيرًا قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام أما من ترك الأعمال كلها مختارًا مع تمكنه منها فهذا لا يكون مؤمنًا هذا هو الجمع بين الأحاديث. مصدر الفتوى: مسائل في الإيمان - ص 28، 29 [رقم الفتوى في مصدرها: 12]
---
(1) أخرجه البخاري ـ كتاب الجمعة ـ باب صلاة النوافل برقم: 1186.
(2) أخرجه البخاري كتاب الصلاة الصلاة ـ باب المساجد في البيوت برقم: 425.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 05:10]ـ
سؤال عن تارك جنس العمل للشيخ الفوزان
تسجيل صوتي مرفق
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 06:05]ـ
"8 - ترك جميع أعمال الجوارح (جنس الأعمال كما يسميه ابن تيمية) ليس كفراً مخرجاً من الملة."
سئل العلامة ابن باز رحمه الله:
هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح، مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي هل هم من المرجئة؟
هذا من أهل السنة والجماعة، من قال بعدم كفر من ترك الصيام، أو الزكاة، أو الحج، هذا ليس بكافر، لكنه أتى كبيرة عظيمة، وهو كافر عند بعض العلماء، لكن على الصواب لا يكفر كفراً أكبر، أما تارك الصلاة فالأرجح فيه أنه كفر أكبر، إذا تعمد تركها، وأما ترك الزكاة، والصيام، والحج، فهو كفر دون كفر، معصية وكبيرة من الكبائر، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في من منع الزكاة: ((يؤتى به يوم القيامة يعذب بماله))، كما دل عليه القرآن الكريم: يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [1]، أخبر النبي أنه يعذب بماله، بإبله، وبقره، وغنمه، وذهبه، وفضته، ثم يرى سبيله بعد هذا إلى الجنة أو إلى النار، دل على أنه لم يكفر، كونه يرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار، دل على أنه متوعد، قد يدخل النار، وقد يكتفي بعذاب البرزخ، ولا يدخل النار، بل يكون إلى الجنة بعد العذاب الذي في البرزخ.
المصدر:
http://www.binbaz.org.sa/mat/4135
اخي أبو الحارث السلفي:
لم يرد في السؤال: من ترك [جنس او جميع] أعمال الجوارح
لذا الشيخ ابن باز رحمه الله يقول من قال بعدم كفر من ترك الصيام، [أو] الزكاة، [أو] الحج،
فالسؤال يدور حول من ترك احد اركان الاسلام و ليس فيمن ترك جميع او جنس الاعمال
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 05:21]ـ
أخ ابو نذر الرحمان السؤال واضح السائل يقول للشيخ العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح، مع تلفظه بالشهادتين، فهو يقول ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين ولم يقل ترك الاركان. وقوله مع تلفظه بالشهادتين يبين ذلك.
مقصودي هو انه يبحث هل هذا القول صحيح أم خطأ فنعم أما أن يجعل القائل به مرجئ!! هذا لم يقل به أحد من السلف ممن تكلموا وردوا على المرجئة واذا عندك أحد من السلف قال بذلك فأرشدنا إليه مشكورا.
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 06:35]ـ
من كتاب
أقوال ذوي العرفان
في أن أعمال الجوارح
داخلة في مسمى الإيمان
(وفيه بيان أن الأعمال جزء من حقيقة الإيمان وليست شرطاً في كماله)
راجعه
فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
كتبه
عصام بن عبد الله السناني
الدكتور في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم
فإن علاقة الإيمان بأعمال الجوارح وأنه لا إيمان لمن ترك الفرائض مسألة عظيمة جليلة قررها علماء أهل السنة والجماعة أخذاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ودين الإسلام لا يقوم على الدعاوى المجردة عن تصديقها بالأفعال، يقول تعالى: ?ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً * ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً * ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً واتخذ الله إبراهيم خليلاً? [النساء:123 - 125].
ـ قال الآجري رحمه الله في كتابه (الشريعة:1/ 277،284،289) بعد ذكره أن الله تعالى لم يدخل المؤمنين الجنة بالإيمان وحده حتى ضم إليه العمل الصالح:"واعلموا – رحمنا الله وإياكم – أني قد تصفحت القرآن فوجدت ما ذكرته في شبيه من خمسين موضعاً من كتاب الله تعالى، أن الله تبارك وتعالى لم يدخل المؤمنين الجنة بالإيمان وحده، بل أدخلهم الجنة برحمته إياهم، وبما وفقهم له من الإيمان والعمل الصالح … ميِّزوا – رحمكم الله – قول مولاكم الكريم: هل ذكر الإيمان في موضع واحد من القرآن، إلا وقد قرن إليه العمل الصالح؟ … فيما ذكرته مقنع لمن أراد الله عزوجل به الخير، فعلم أنه لا يتم له الإيمان إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
بالعمل، هذا هو الدين الذي قال الله عزوجل ?وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة? [البينة:5] ".
ـ وقال ابن بطة رحمه الله في (الإبانة:2/ 771):"فقد أخبر الله تعالى في كتابه في آي كثيرة منه أن هذا الإيمان لا يكون إلا بالعمل وأداء الفرائض بالقلوب والجوارح، وبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرحه في سنته وأعلمه أمته. وكان مما قال الله تعالى في كتابه، مما أعلمنا أن الإيمان هو العمل وأن العمل من الإيمان، ما قاله في سورة البقرة ?ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون? (البقرة:177]، فانتظمت هذه الآية أوصاف الإيمان وشرائطه من القول والعمل والإخلاص. ولقد سأل أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقرأ عليه هذه الآية".
وساق المصنفان رحمهما الله آيات وأحاديث كثيرة تدل على ما قالا، أقتصر هنا على ذكر آيتين جاءتا في كتاب الله عزو وجل ثم أعرض لحديث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
* الآيات القرآنية الكريمة:
الآية الأولى: قوله تعالى في آخر سورة الأنعام [آية:158]: ?يوم يأت بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً? الآية، فهذه الآية تدل على كفر من زعم أنه مؤمن لإتيانه بتصديق القلب واللسان دون كسب الجوارح؛ لأنها نص في عدم نفع الإيمان لكل نفس آمنت ولم تصدق إيمانها بالعمل قبل إتيان بعض الآيات، وأنه لن ينتفع عندئذ إلا الذي جمع بين الإيمان مع كسب العمل الذي هو من حقيقته:
ـ قال أبو جعفر الطبري رحمه الله (تفسيره:8/ 76):"وأما قوله ?أو كسبت في إيمانها خيراً? فإنه يعني: أو عملت في تصديقها بالله خيراً من عملٍ صالحٍ تصدقُ قِيْلَه وتحققه، من قبل طلوع الشمس من مغربها ... ولا ينفع من كان بالله وبرسله مصدقاً ولفرائض الله مضيعاً، غير مكتسبٍ بجوارحه لله طاعة، إذ هي طلعت من مغربها أعمالُه إن عمل، وكسبه إن اكتسب، لتفريطه الذي سلف قبل طلوعها في ذلك، كما حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: ثنا أسباط عن السدي ?يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً?، يقول: كسبت في تصديقها خيراً: عملاً صالحاً، فهؤلاء أهل القبلة وإن كانت مصدقة ولم تعمل قبل ذلك خيراً، فعملت بعد أن رأت الآية لم يقبل منها، وإن عملت قبل الآية خيراً ثم عملت بعد الآية خيراً قبل منها".
ـ وقال الشوكاني رحمه الله (فتح القدير:2/ 254):"قوله ?أو كسبت في إيمانها خيراً? معطوف على ?آمَنَتْ?، والمعنى: أنه لا ينفع نفساً إيمانها عند حضور الآيات متصفةً بأنها لم تكن آمنت من قبل، أو آمنت من قبل ولكن لم تكسب في إيمانها خيراً. فحصل من هذا أنه لا ينفع إلا الجمع بين الإيمان من قبل مجيء بعض الآيات مع كسب الخير في الإيمان، فمن آمن من قبل فقط ولم يكسب خيراً في إيمانه، أو كسب خيراً ولم يؤمن فإن ذلك غير نافعه".
الآية الثانية: قوله تعالى في سورة فاطر [آية:10]: ?إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه?، فعلى التفسير المنقول عن السلف أن رفع القول والذي أعظمه الشهادتان متوقف على العمل الصالح، فمن أقر ولم يعمل لم يكن له عمل يرفع الإقرار، فدل على أن العمل وأعظمه الصلاة شرط لقبول القول الذي أعظمه الشهادتان، وإليك أيها الأخ الطالب للحق أقوال بعض المفسرين والمصنفين في كتب الاعتقاد:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ قال أبو جعفر الطبري رحمه الله (تفسيره:22/ 80):"وقوله ?إليه يصعد الكلم الطيب?: يقول تعالى ذكره: إلى الله يصعد ذكر العمل إياه وثناؤه عليه، والعمل الصالح يرفعه، يقول: ويرفع ذكرَ العبد ربه إليه عملُه الصالح، وهو العمل بطاعته وأداء فرائضه والانتهاء إلى ما أمره به، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل"أ. هـ. ثم أسند عدة آثار منها: ما أسنده بقوله: حدثني علي، ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله?إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه?، قال: الكلام الطيب ذكر الله، والعمل الصالح أداء فرائضه، فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه حمل عليه ذكر الله فصعد به إلى الله، ومن ذكر الله ولم يؤد فرائضه ردّ كلامه على عمله فكان أولى به". قلت: هذا من نسخة رواها الكبار عن أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث، إلا أن المحدثين أجمعوا على أن ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه، لكن قال السيوطي (الإتقان:2/ 188):"قال أحمد بن حنبل: [بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصداً، ما كان كثيراً]، أسنده أبو جعفر النحاس في ناسخه. قال ابن حجر: [وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث، رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وهي عند البخاري عن أبي صالح، وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيراً فيما يعلقه عن ابن عباس]. وأخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر كثيراً بوسائط بينهم وبين أبي صالح. وقال قوم: لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير، وإنما أخذه من مجاهد وسعيد بن جبير؛ قال ابن حجر: [بعد أن عرفت الواسطة ــ هو ثقة ــ فلا ضير في ذلك] "أ. هـ. ونقل كذلك في كتابه (الدر المنثور:8/ 700) أن ابن حجر قال:"عليٌّ صدوق، ولم يلق ابن عباس، لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه، فلذلك كان البخاري وأبو حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة"أ. هـ. قلت: جزم البخاري بمعلقات عن ابن عباس من هذا الطريق. وقد روي هذا المعنى عن جمع من التابعين كما ستأتي الإشارة إليه.
ـ وقال أبو عبد الله القرطبي (الجامع لأحكام القرآن:14/ 330) تحت هذه الآية:"قال ابن العربي: [إن كلام المرء بذكر الله إن لم يقترن به عمل صالح لم ينفع؛ لأن من خالف قوله فعلَه فهو وبالٌ عليه، وتحقيق هذا: أن العمل إذا وقع شرطاً في قبول القول أو مرتبطاً، فإنه لا قبول له إلا به، وإن لم يكن شرطاً فيه فإن كلمه الطيب يكتب له وعمله السيئ عليه، وتقع الموازنة بينهما، ثم يحكم الله بالفوز والربح والخسران] أ. هـ. قلت [القائل القرطبي]: ما قاله ابن العربي تحقيق، والظاهر أن العمل الصالح شرط في قبول القول الطيب، وقد جاء في الآثار أن العبد إذا قال: لا إله إلا الله، بنية صادقة نظرت الملائكة إلى عمله، فإن كان العمل موافقاً لقوله صعدا جميعاً، وإن كان عمله مخالفاً وقف قوله حتى يتوب من عمله. فعلى هذا: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب إلى الله، والكناية في ?يرفعه? ترجع إلى الكلم الطيب، وهذا قول ابن عباس وشهر بن حوشب وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وأبي العالية والضحاك، وعلى أن الكلم الطيب هو التوحيد، فهو الرافع للعمل الصالح؛ لأنه لا يقبل العمل الصالح إلا مع الإيمان والتوحيد، أي: والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب، فالكناية تعود على العمل الصالح، وروي هذا القول عن شهر بن حوشب قال: [الكلم الطيب القرآن، والعمل الصالح يرفعه القرآن]. وقيل: تعود على الله عزوجل؛ أي أن العمل الصالح يرفعه الله على الكلم الطيب؛ لأن العمل تحقيق الكلِم، والعامل أكثر تعباً من القائل، وهذا هو حقيقة الكلام؛ لأن الله هو الرافع الخافض، والثاني والثالث مجاز، ولكنه سائغ جائز. قال النحاس: القول الأول أولاها وأصحها لعلوّ من قال به، وأنه في العربية أولى؛ لأن القراء على رفع العمل، ولو كان المعنى: والعمل الصالح يرفعه الله، أو العمل الصالح يرفعه الكلم الطيب، لكان الاختيار نصف العمل، ولا نعلم أحداً قرأه منصوباً"أ. هـ. قلت: الأمر كما قال النّحاس رحمه الله، لكن وإن كان القول الأول هو الأشهر من حيث القائل به وأصح من حيث القراءة واللغة، إلا أنه لا منافاة بين القولين الأول والثاني؛ فإن القول والعمل كلاهما شرط في صحة الإيمان، فإذا كان العمل الصالح لا يرفع إلا بأن يسبقه القول الذي هو الإقرار المتضمن للتصديق، فكذلك لا يرفع الإقرار إلا بالعمل المصاحب للعمل فلا يرفع أحدهما إلا بالآخر.
ـ وقال الآجري (1/ 284): بعد ذكره هذه الآية:"فأخبر تعالى بأن الكلام الطيب حقيقته أن يُرفع إلى الله تعالى بالعمل، إن لم يكن عمل بطل الكلام من قائله ورُدَّ عليه. ولا كلام طيب أجل من التوحيد، ولا عمل من أعمال الصالحات أجل من أداء الفرائض".
ـ وقال ابن الحنبلي في (الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة:2/ 802):"والدلالة أيضا على أن الإيمان قول وعمل، قول الله تعالى ? إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه?، فأخبر الله تعالى أن القول لا يرفع إلا بالعمل؛ إذ العمل يرفعه، فدل على أن قولاً لا يقترن بالعمل لا يرفع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 06:41]ـ
من كتاب أقوال ذوي العرفان
في أن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان
(وفيه بيان أن الأعمال جزء من حقيقة الإيمان وليست شرطاً في كماله)
راجعه فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
كتبه عصام بن عبد الله السناني
الدكتور في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم
". قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوى:7/ 611) وذكر حديث معاذ رضي الله عنه وخلاف العلماء فيمن ترك شيئاً من أركان الإسلام الأربعة:" وهذه المسألة لها طرفان: أحدهما: في إثبات الكفر الظاهر، والثاني: في إثبات الكفر الباطن. فأما الطرف الثاني: فهو مبني على مسألة كون الإيمان قولاً وعملاً كما تقدم، ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم من رمضان ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح، ولهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع من السجود الكفار". وسيأتي أيضاً قوله رحمه الله (الصارم المسلول:3/ 969) عمن يصدّق الرسول ظاهراً وباطناً ثم يمتنع عن الانقياد للأمر:"غايته في تصديق الرسول أن يكون بمنزلة من سمع الرسالة من الله سبحانه وتعالى كإبليس". وقوله (الفتاوى:7/ 287) عن قوم يزعمون الإيمان بقلوبهم من غير شك، ويقرون بألسنتهم بالشهادتين , إلا أنهم يقولون: لا نطيع في شيء من فعل الأوامر وترك النواهي قال:"كل مسلم يعلم بالاضطرار أنه يقول لهم [أي النبي صلى الله عليه وسلم]: أنتم أكفر الناس بما جئت به , ويضرب رقابهم إن لم يتوبوا من ذلك".
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 06:46]ـ
ن كتاب أقوال ذوي العرفان
في أن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان
(وفيه بيان أن الأعمال جزء من حقيقة الإيمان وليست شرطاً في كماله)
راجعه فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
كتبه عصام بن عبد الله السناني
الدكتور في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم
اقوال السلف والعلماء
أن من أدخل العمل في الإيمان ثم زعم أن تارك عمل الجوارح بالكلية باق على إيمانه لأن العمل شرط كمال عنده، فهو متناقض يلزمه بهذا القول المحدث قول المرجئة وإن ظن في نفسه مخالفتهم، ولذا فما اشتهر عن بعض أئمة السنة من قولهم: (من قال: إن الإيمان قول وعمل واعتقاد، وأنه يزيد وينقص، فقد برئ من الإرجاء كله، أوله وآخره). لاشك أنها هي مقولة حق ولكن على فهم من أطلقوها، وهو أنَّ العمل والقول والاعتقاد أركان في حقيقة الإيمان لا يجزئ أحدها عن الآخر، أما من يرى صحة الإيمان بدون أعمال الجوارح، فهو وإن وافق السلف في إدخال العمل في الإيمان تعريفاً فقد خالفهم في إخراج العمل عن الإيمان حقيقة، وهذا تناقض:
ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الفتاوى:7/ 511) "… وكان كل من الطائفتين بعد السلف والجماعة وأهل الحديث متناقضين، حيث قالوا: الإيمان قول وعمل، وقالوا مع ذلك: لا يزول بزوال بعض الأعمال!! ".
ـ وقال رحمه الله (الفتاوى:7/ 50):"فإن المرجئة لا تنازع في أن الإيمان الذي في القلب يدعو إلى فعل الطاعة ويقتضي ذلك، والطاعة من ثمراته ونتائجه، لكنها تنازع هل يستلزم الطاعة؟ ".
وما ذكره شيخ الإسلام ينطبق تماماً على من أدخل العمل في مسمى الإيمان ثم نفى أن يكون من لوازمه وجعله من واجباته أو مكملاته فلا يزول بزواله، ولذلك وجدنا أن اللجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله حذَّرت من بعض الكتب وأنها تدعو إلى مذهب الإرجاء، مع تبنيها أن الإيمان قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص، لأنها جعلت العمل شرطاً كمالياً لا حقيقياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
?? ولهذا التناقض عند هؤلاء تجدهم يعكسون المسألة حين يعتبرون القائلين بمذهب السلف في هذا الباب المتمثل بزوال الإيمان إذا زال العمل أو بعضه متناقضين، كما ذكر شيخ الإسلام بعد نقله الآنف بتناقض من بعد السلف حين قال:"حتى إن ابن الخطيب وأمثاله جعلوا الشافعي متناقضاً في ذلك، فإن الشافعي كان من أئمة السنة، وله في الرد على المرجئة كلام مشهور، وقد ذكر في كتاب الطهارة من " الأم " إجماع الصحابة والتابعين وتابعيهم على قول أهل السنة، فلما صنف ابن الخطيب تصنيفاً فيه، وهو يقول في الإيمان بقول جهم والصالحي استشكل قول الشافعي ورآه متناقضاً". وإليك بعض نصوص الأئمة الدالة على هذه المقدمة:
1 - نافع مولى ابن عمر، ففي (السنة لعبد الله بن أحمد:1/ 382،الإبانة لابن بطة:2/ 809،شرح أصول الاعتقاد للالكائي:1/ 953) أسندوا عن معقل بن عبيد الله العبسي أنه ذكر قدوم سالم الأفطس عليهم بالإرجاء، وأن معقل قدم المدينة فجالس نافع فذكر له بُدُوَّ أمرهم؛ قال:"قلت: إنهم يقولون: نحن نقر بأن الصلاة فريضة ولا نصلي، وأن الخمر حرام ونحن نشربها، وأن نكاح الأمهات حرام ونحن نفعل. قال: فنَتَر يده من يدي ثم قال: من فعل هذا فهو كافر". وقد أورده شيخ الإسلام في مقام الرد على غلاة المرجئة (الفتاوى:7/ 205).
2 - قال سفيان بن عيينة رحمه الله (السنة لعبد الله بن أحمد:1/ 347): وقد سئل عن الإرجاء فقال: (يقولون الإيمان قول، ونحن نقول الإيمان قول وعمل. والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصراً بقلبه على ترك الفرائض، وسموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليسوا بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية، وترك الفرائض متعمداً من غير جهل ولا عذر هو كفر).
3 - وقال وكيع بن الجراح رحمه الله [الإبانة:2/ 903،الشريعة:1/ 310):"المرجئة يقولون: القول يجزئ من العمل، والجهمية يقولون: المعرفة تجزئ من القول والعمل. وهو كله كفر".
4 - وقال الإمام أحمد رحمه الله (السنة للخلال:571) عندما ذكرت عنده المرجئة وقيل له: إنهم يقولون إذا عرف الرجل ربه بقلبه فهو مؤمن فقال: "المرجئة لا تقول هذا بل الجهمية تقول بهذا، المرجئة تقول: حتى يتكلم بلسانه [وإن لم] تعمل جوارحه والجهمية تقول إذا عرف ربه بقلبه وإن لم تعمل جوارحه، وهذا كفر، إبليس قد عرف ربه فقال: ?رب بما أغويتني?". و انظر المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة (1/ 73).
5 - وقال إسحاق بن راهوية رحمه الله (تعظيم قدر الصلاة:2/ 929، فتح الباري لابن رجب:1/ 21): "غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوماً يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج، وعامة الفرائض من غير جحود لها: إنَّا لا نكفره، يرجأ أمره إلى الله بعد، إذ هو مقرٌّ. فهؤلاء الذين لا شك فيهم. يعني: في أنهم مرجئة".
6 - قال الآجري رحمه الله في كتابه (الأربعين حديثاً:135 - 137):" اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق: وهو التصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح ... ولا تجزئ معرفة بالقلب والنطق باللسان حتى يكون معه عمل بالجوارح. فإذا كملت الخصال الثلاث كان مؤمناً … فالأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان. فمن لم يصدق الإيمان بعمله وبجوارحه مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد أشباه لهذه، ورضي لنفسه المعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمناً ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه، وكان العمل بما ذكرنا تصديقاً منه لإيمانه، فاعلم ذلك. هذا مذهب العلماء المسلمين قديماً وحديثاً، فمن قال غير هذا فهو مرجئ خبيث، احذره على دينك، والدليل على هذا قول الله عز وجل ? وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة? [البينة:5] ".
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - قال ابن بطة رحمه الله في (الإبانة:2/ 764) في باب: بيان الإيمان وفرضه وأنه تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح والحركات، لا يكون العبد مؤمناً إلا بهذه الثلاث: "فكل من ترك شيئاً من الفرائض التي فرضها الله عزوجل في كتابه أو أكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته على سبيل الجحود لها والتكذيب بها فهو كافر بيّن الكفر لا يشك في ذلك عاقل يؤمن بالله واليوم الآخر، ومن أقر بذلك وقاله بلسانه ثم تركه تهاوناً ومجوناً أو معتقداً لرأي المرجئة ومتبعاً لمذاهبهم فهو تارك الإيمان ليس في قلبه منه قليل ولا كثير، وهو في جملة المنافقين الذين نافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل القرآن بوصفهم وما أعد لهم، وأنهم في الدرك الأسفل من النار، نستجير بالله من مذهب المرجئة الضالة".
وقال أيضاً في (الإبانة:2/ 779):"… حتى صار اسم الإيمان مشتملاً على المعاني الثلاثة، لا ينفصل بعضها من بعض، ولا ينفع بعضها دون بعض، حتى صار الإيمان قولاً باللسان وعملاً بالجوارح ومعرفة بالقلب، خلافاً لقول المرجئة الضالة الذين زاغت قلوبهم وتلاعبت الشياطين بعقولهم".
8 - وقال ابن الحنبلي رحمه الله في (الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة:2/ 803،808):"وقال عز وجل ?وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ? [طه:82]، فأخبر تعالى أنه لا يغفر إلا لمن يجمع له القول والعمل، فهو لا ينفع أحدهما دون صاحبه ... وقد قال تعالى ?وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون? [الزخرف:72]، وقال أيضاً ?أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون? [الأحقاف:14]. فهذه الآيات تدل على أنه لا ينفع أحدهما دون الآخر. فهذه براءةٌ من قول المرجئة، وما يتشعب من مذاهبهم وأقاويلهم".
9 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الاستقامة:2/ 309) وذكر مقولة السلف [لا يُقبل قول إلا بعمل]:"وهذا فيه ردٌ على المرجئة الذين يجعلون مجرد القول كافياً، فأخبر أنه لابد من قول وعمل؛ إذ الإيمان قول وعمل، لا بد من هذين كما بسطناه في غير هذا الموضع، وبيّنا أن مجرد تصديق القلب ونطق اللسان، مع البغض لله وشرائعه، والاستكبار على الله وشرائعه، لا يكون إيماناً ــ باتفاق المؤمنين ــ حتى يقترن بالتصديق عمل صالح. وأصل العمل عمل القلب، وهو الحب والتعظيم المنافي للبغض والاستكبار"أ. هـ.
ـ وقال رحمه الله أيضاً (الفتاوى:7/ 621):" ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات، سواء جعل فعل تلك الواجبات لازماً له، أو جزءًا منه، فهذا نزاع لفظي، كان مخطئاً خطأً بينا، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف، والصلاة هي أعظمها وأعمّها وأولها وأجلّها".
ـ وقال أيضاً (الفتاوى:7/ 543 – 547):"ولهذا كان جماهير المرجئة على أن عمل القلب داخل في الإيمان، كما نقله أهل المقالات عنهم، منهم الأشعري فإنه قال في كتابه في "المقالات": اختلف المرجئة في الإيمان ما هو؟ وهم اثنتا عشرة فرقة…". فذكرها حتى ذكر الفرقة العاشرة من المرجئة أصحاب أبي معاذ التومني، فذكر من مذهبهم أنهم قالوا:"وتارك الفرائض مثل الصلاة والصيام والحج على الجحود بها والرد لها والاستخفاف بها كافر بالله، وإنما كفر للاستخفاف والرد والجحود، وإن تركها غير مستحل لتركها متشاغلاً مسوِّفاً يقول: الساعة أصلي، وإذا فرغت من لهوى وعملي. فليس بكافر، وإن كان يصلي يوماً ووقتاً من الأوقات، ولكن نفسِّقه".
10 - قال أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي الشافعي في كتابه (التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع:57) في باب ذكر المرجئة:"وقد ذكرت المرجئة في كتابنا هذا أولاً وآخراً، إذ قولها خارج من التعارف والعقل، ألا ترى أن منهم من يقول: من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وحرّم ما حرم الله وأحل ما أحل الله؛ دخل الجنة إذا مات، وإن زنى وإن سرق وقتل وشرب الخمر وقذف المحصنات، وترك الصلاة والزكاة والصيام، إذا كان مقراً بها يسوف التوبة؛ لم يضره وقوعه على الكبائر وتركه للفرائض وركوبه الفواحش، وإن فعل ذلك استحلالاً؛ كان كافراً بالله مشركاً، وخرج من إيمانه".
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - قال ابن رجب رحمه الله في كتابه (فتح الباري:1/ 113 - 114):"وقد كان طائفة من المرجئة يقولون: الإيمان قول وعمل ــ موافقة لأهل السنة ــ ثم يفسرون العمل بالقول، ويقولون:
هو عمل اللسان.
12 - قال الشيخ ابن باز رحمه الله (مجلة المشكاة المجلد الثاني، الجزء الثاني/279، 280) رداً على من زعم أن العمل شرط كمال": لا، لا، ما هو بشرط كمال، جزء، جزء من الإيمان. هذا قول المرجئة، المرجئة يرون الإيمان قول وتصديق فقط".
13 - وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (شريط يتضمن أسئلة إدارة الدعوة بقطر) عن مقولة اشتهرت عند القائلين بإسلام تارك أعمال الجوارح حيث قالوا:} لا يكفر المسلم حتى يترك أصل الإيمان القلبي {، وأن:} جمهور العلماء وليس المرجئة يقولون بنجاة تارك العمل {. قال الشيخ منكراً هاتين القاعدتين:"هؤلاء يريدون سفك الدماء واستحلال الحرام لماذا صاحب هذا الكتاب ما أصل أصول أهل السنة والجماعة كما أصلها شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية؟ ".
14 - وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله (المنتقى من فتاواه:2/ 9) عن قول بعض الناس: إن عقيدة أهل السنة والجماعة أن العمل شرط في كمال الإيمان وليس شرطاً في صحة الإيمان فقال الشيخ:"هو قول مرجئة أهل السنة، وهو خطأ، والصواب أن الأعمال داخلة في حقيقة الإيمان، فهو اعتقاد وقول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية".
وقال أيضاً في (شرح العقيدة الواسطية:145):"المرجئة قصروا الإيمان على الإقرار باللسان والتصديق بالجنان، فالقول الحق: أن الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح. فالأعمال داخلة في حقيقة الإيمان، وليست بشيء زائد عن الإيمان، فمن اقتصر على القول باللسان والتصديق بالقلب دون العمل، فليس من أهل الإيمان الصحيح".
15 - وقال الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله في (شرح الأصول الثلاثة عند قول المصنف:"وهذا هو معنى لا إله إلا الله وفي الحديث ?رأس الأمر الإسلام وعاموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله? – الشريط السادس الوجه الثاني) وذكر الشارح تهاون كثير من الناس في الصلاة بدعوى أن الإيمان في القلب فقال:"… الإيمان في القلب ولو صحَّ إيمان القلب لصحَّ إيمان الجوارح وإيمان اللسان. هذا هو الإرجاء المنتشر بين المسلمين، الإرجاء معناه: تأخير الأعمال عن مسمى الإيمان، وأن الإيمان التصديق بالقلب فقط أو التصديق والنطق معاً، هذا هو الإرجاء المنتشر بين المسلمين كثيراً وهم لا يشعرون! الإيمان تصديق بالقلب، وذلك التصديق يحتاج إلى تصديق، والذي يصدق ذلك التصديق: النطق باللسان والعمل بالجوارح، يتكون الإيمان من كل ذلك".
16 - قال فضيلة الشيخ عبد العزبز الراجحي ــ حفظه الله ــ (شريط أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر/ السؤال الثاني): لما سئل عمن يقول: (الإيمان قول وعمل واعتقاد لكن العمل شرط كمال فيه)، ويقول أيضا: (لا كفر إلا باعتقاد)، فهل هذا القول من أقوال أهل السنة أم لا؟ قال الشيخ: ليست هذه الأقوال من أقوال أهل السنة أهل السنة يقولون: الإيمان هو قول باللسان وقول بالقلب وعمل بالجوارح وعمل بالقلب، ومن أقوالهم: الإيمان قول وعمل؛ ومن أقوالهم: الإيمان قول وعمل ونية، فالإيمان لا بد أن يكون بهذه الأمور الأربعة: (أ) قول اللسان وهو النطق باللسان. (ب) قول القلب وهو الإقرار والتصديق. (ج) عمل القلب وهو النية والإخلاص. (د) عمل الجوارح. فالعمل جزء من أجزاء الإيمان الأربعة، فلا يقال: العمل شرط كمال أو أنه لازم له فإن هذه أقوال المرجئة ولا نعلم لأهل السنة قولا بأن العمل شرط كمال. وكذا قول من قال: (لا كفر إلا باعتقاد) فهذا قول المرجئة ومن أقوالهم: (الأعمال والأقوال دليلٌ على ما في القلب من الاعتقاد) وهذا باطل، بل نفس القول الكفري كفر ونفس العمل الكفري كفر كما مر في قول الله تعالى ?قل أباللّه وآياته ورسوله كنتم تستهزئون*لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم? [التوبة:64,65] أي: بهذه المقالة.
17 - وقال الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد القرني في (مقدمة كتاب التبيان لعلاقة العمل بمسمى الإيمان: ذ):"فمن ظن أن دخول الجنة يمكن أن يكون لمن أقرَّ بالشهادتين ولم يلتزم بأي عمل في الظاهر ــ مع عدم العذر في ذلك ــ فإنه يلزمه إخراج العمل عن مسمى الإيمان، وموافقة المرجئة في هذا الباب".
وقال أيضاً في كتابه (ضوابط التكفير:52) وهو يبين حقيقة الالتزام المشروط في أصل الدين:"الالتزام بجنس العمل، وهو إجماع أهل السنة والجماعة، ومعنى قولهم: (الإيمان قول وعمل)، أي: أن
مجرد الإقرار لا يكفي لثبوت وصف الإسلام وبقائه للمعين دون الالتزام بالعمل، وهذا هو مناط
النزاع بين أهل السنة والجماعة وبين المرجئة الذين بنوا قولهم على أصول فلسفية نظرية تجريدية، وانتهوا إلى أن العمل ليس داخلاً في مسمى الإيمان وحقيقته، كما أنه ليس لازماً له".
18 - قال الشيخ الدكتور عبد الله بن إبراهيم الزاحم (مقدمة كتاب التبيان لعلاقة العمل بمسمى الإيمان: ح):"فإني أود التنبيه على عبارة الحافظ ابن حجر رحمه الله حين أراد التفريق بين قول أهل السنة وقول المعتزلة في تعريف الإيمان وبيان حده ... إذ قد فهم منها بعض الفضلاء أن الأعمال الصالحة كلها شرط كمال عند السلف. وهذا خطأ يقع فيه كثير من طلاب العلم ممن لم يمحص قول السلف في هذا الباب، فإن هذه العبارة عند السلف يراد بها آحاد الأعمال لا جنسها، أي: أن كل عمل من الأعمال الصالحة عندهم شرط لكمال الإيمان، خلافاً للمعتزلة الذين يرون أن كل عمل شرط لصحة الإيمان، لأن الإيمان عند السلف يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وليس مرادهم: أن جنس الأعمال شرط لكمال الإيمان، ولأن هذا يقتضي صحة الإيمان بدون أي عمل، وهذا لازم قول المرجئة، وليس قول أهل السنة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 06:51]ـ
من كتاب أقوال ذوي العرفان
في أن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان
(وفيه بيان أن الأعمال جزء من حقيقة الإيمان وليست شرطاً في كماله)
راجعه فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
كتبه عصام بن عبد الله السناني
الدكتور في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم
* قول محدث في مسألة الإيمان:
وفي عصرنا هذا مع الأسف وجد قول غريب محدث من قبل بعض أهل السنة السلفيين، خالفوا فيه أهل السنة في باب العمل ومنزلته من الإيمان، فجمع قائلوه بين مذهب الجماعة ومذهب مرجئة الفقهاء؛ حين نصوا على إدخال العمل في حقيقة الإيمان كما هو قول الجماعة، ثم تناقضوا بإخراجه؛ حين أثبتوا إمكان وجود إيمان في القلب ولو لم يظهر أي عمل على الجوارح؛ [لأنهم يقولون: العمل شرط صحة للإيمان، وبعضهم يقول شرط كمال] (4)، وهذا هو قول المرجئة على الحقيقة الذين أرجأوا العمل عن الإيمان وبسببه قامت رحى المعركة بينهم وبين أهل السنة، وهؤلاء شابههوهم؛ لأن أولئك قالوا: الإيمان قول بلا عمل، وهؤلاء قالوا: الإيمان قول وعمل لكن يمكن أن يكون بلا عمل، ولو أمكن تخلف العمل كله عن الإيمان عند أهل السنة والجماعة لما قامت كل هذه الملاحم من عسكر أهل السنة مع المرجئة، ولما كان لهذا الخلاف معنى إذن.
ـ قال ابن رجب (جامع العلوم والحكم:1/ 93) تحت حديث عمر رضي الله عنه ?بني الإسلام على خمس?:"فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه الخمس دعائم الإسلام ومبانيه، وفسّر بها الإسلام في حديث جبريل، وفي حديث طلحة بن عبيد الله الذي فيه: أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ففسّره له بهذه الخمس، ومع هذا فالمخالفون في الإيمان يقولون: لو زال من الإسلام خصلة واحدة أو أربع خصال سوى الشهادتين، لم يخرج بذلك من الإسلام"أ. هـ. كذلك هؤلاء مخالفون في الإيمان لأهل السنة والجماعة لأنهم قالوا: لو زالت جميع الأعمال سوى الشهادتين، لم يخرج بذلك من الإسلام.
ـ ويقول ابن رجب (جامع العلوم والحكم:1/ 58) أيضاً:"والمشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان: قول وعمل ونية، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان، وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم، وأنكر السلف على من أخرج الأعمال عن الإيمان إنكاراً شديداً، وممن أنكر ذلك على قائله، وجعله قولاً محدثاً: سعيد بن جبير وميمون بن مهران وقتادة وأيوب السّختياني وإبراهيم النخعي والزهري ويحيى بن أبي كثير .. وغيرهم. وقال الثوري: هو رأي محدثٌ، أدركنا الناس على غيره، قال الأوزاعي: كان من مضى من السلف لا يفرقون بين العمل والإيمان".
?? وهذه المقولة الحادثة مع الأسف إنما انتشر أمرها اتباعاً لزلات العلماء دون رسوخ علمي متين في معتقد أهل السنة والجماعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الفتاوى:7/ 364) ــ ونقل قول من قال:"كل من كفره الشارع فإنما كفره لانتفاء تصديق القلب" ــ قال رحمه الله:"وكثير من المتأخرين لا يميزون بين مذاهب السلف وأقوال المرجئة والجهمية؛ لاختلاط هذا بهذا في كلام كثير منهم، ممن هو في باطنه يرى رأي الجهمية والمرجئة في الإيمان، وهو معظم للسلف وأهل الحديث، فيظن أنه يجمع بينهما، أو يجمع بين كلام أمثاله وكلام السلف".
?? ومما زاد في البلاء أن بعض من زل في هذه المسألة أخذ يتتبع عبارات بعض أهل العلم انتصاراً لمن تبعه في هذه المسألة، مع مخالفة هذا القول لما توارثه أهل السنة والجماعة عن شيوخهم ولما هو مسطور في كتبهم في الاعتقاد عندهم، حتى أنه ليظهر للناظر تشابه حال هؤلاء مع حال من وصفهم شيخ الإسلام رحمه الله (بواسطة كتاب الصوارف عن الحق:118) بقوله في كلام نفيس عظيم:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه موضوعاً عنه خطؤه فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة؛ لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله، بحيث إنه لو قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من وافقه ولا عادى من خالفه، وهو مع ذلك يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه وليس كذلك، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده، وأما هذا التّابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحقّ إرادة علو متبوعه وظهور كلمته، وأن لا ينُسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق، فإنه فهم عظيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم".
إن ما ذكره شيخ الإسلام تجده ظاهراً عند بعض الناس الذين قد يظهرون التعصب لأقوال المتبوع بقالب السنة والاتباع، وتعجب حين ترى المتبوع قد يخالف الجمهور وربما الإجماع الذي عليه الأمة منذ عصور في مسألة، ومع ذلك تجد الأتباع في كل مرة يجعلون اجتهاده حجة، فهم ساعون لتأييد رأيه متتبعون لذلك متشابه الأقوال والأدلة، فأي اتباع هذا؟ وهل نزلت العصمة على أحد بعد الأنبياء؟ ورحم الله الإمام وكيع بن الجراح حين قال (ذم الكلام للهروي:2/ 270):"من طلب الحديث كما جاء فهو صاحب سنة، ومن طلبه ليقوي به رأيه؛ فهو صاحب بدعة".
ـ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (منهاج السنة:5/ 274) وذكر المتأولين للنصوص على آرائهم:"تجده يتأول النصوص التي تخالف قوله تأويلات لو فعلها غيره لأقام القيامة عليه، يتأول الآيات بما يُعلم بالاضطرار أنّ الرسول لم يرده، وبما لا يدّل عليه اللفظ أصلاً، وبما هو خلاف التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين، وخلاف نصوص أخرى. ولو ذكرت ما أعرفه من ذلك ذكرت خلقاً، و لا أستثني أحداً من أهل البدع: لا من المشهورين بالبدع الكبار من معتزلي ورافضي ونحو ذلك، ولا من المنتسبين إلى السنة والجماعة من كرَّامي وأشعري وسالمي ونحو ذلك، وكذلك من صنّف على طريقتهم من أهل المذاهب الأربعة وغيرها، هذا كله رأيته في كتبهم، وهذا موجود في بحثهم في مسائل الصفات، والقرآن، ومسائل القدر، ومسائل الأسماء والأحكام، والإيمان، والإسلام، ومسائل الوعد والوعيد، وغير ذلك".
?? ولذلك فإننا نحث هؤلاء الإخوة القائلين بهذا القول بصدق ومحبة أن يلتزموا بما اتفق عليه عند الجميع من قول السلف الصالح "أن الإيمان قول وعمل واعتقاد"، وأن يفارقوا أهل البدع وذلك بالتزام شعار أهل السنة بعدم إحداث أو ابتداع أقوال لم يقلها السلف:
ـ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (منهاج السنة النبوية:5/ 95):"ولكن من شأن أهل البدع أنهم يبتدعون أقوالاً يجعلونها واجبة في الدين، بل يجعلونها من الإيمان الذي لا بد منه، ويكفّرون من خالفهم فيها ويستحلّون دمه، كفعل الخوارج والجهمية والرافضة والمعتزلة وغيرهم، وأهل السنة لا يبتدعون قولاً ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ، وإن كان مخالفاً لهم، مكفراً لهم، مستحلاً لدمائهم، كما لم تكفر الصحابة الخوارج".
فكيف إذا كانت هذه الأقوال المحدثة مخالفة لأقوال السلف وإطلاقاتهم بعدم التفريق بين القول والنية من جهة والعمل من جهة أخرى؟ ثم هي مع كونها أقوال نظرية لا يمكن وجودها في الواقع، قد أحدثت شقاقاً في صفوف خواص أهل السنة والجماعة السلفيين في هذا العصر فأضعفت جانبهم وأخملت دعوتهم وأفرحت خصومهم.
وهذا كله يؤكد وجوب ترك هذه الأقوال وهجرها؛ لأنه من المعلوم عند أهل العلم المحققين: أن كل قول لم يقله السلف وأحدث خلافاً وافتراقاً في الأمة، فإنه ليس هو من الدين، ويتحتم تركه حتى تجتمع الكلمة وتأتلف القلوب:
ـ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الاستقامة:1/ 37):"وعامة ما تنازعت فيه فرقة المؤمنين من مسائل الأصول وغيرها في باب: الصفات والقدر والإمامة وغير ذلك، هو من هذا الباب، فيه المجتهد المصيب، وفيه المجتهد المخطئ. ويكون المخطئ باغياً، وفيه الباغي من غير اجتهاد، وفيه المقصر فيما أمر به من الصبر، وكل ما أوجب فتنة وفُرقة فليس من الدين، سواء كان قولاً أو فعلاً".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 04:57]ـ
أخ ابو نذر الرحمان السؤال واضح السائل يقول للشيخ العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح، مع تلفظه بالشهادتين، فهو يقول ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين ولم يقل ترك الاركان. وقوله مع تلفظه بالشهادتين يبين ذلك.
مقصودي هو انه يبحث هل هذا القول صحيح أم خطأ فنعم أما أن يجعل القائل به مرجئ!! هذا لم يقل به أحد من السلف ممن تكلموا وردوا على المرجئة واذا عندك أحد من السلف قال بذلك فأرشدنا إليه مشكورا.
اخي المكرم السؤال لم يرد ترك جميع او كل او جنس أعمال الجوارح
لذا الشيخ اجاب و اعطى الامثلة بالاركان فقال: هذا من أهل السنة والجماعة، من قال بعدم كفر من ترك الصيام، أو الزكاة، أو الحج، هذا ليس بكافر،
و استعمل: أو
فكلام الشيخ واضح انه يتكلم على من ترك احاد الاركان لا جنس الاعمال
اما اصحاب هذا القول:
العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك جنس أعمال الجوارح، مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي
هم مرجئة الفقهاء
اليك توضيح الشيخ عبد العزيز الراجحي:
حقيقة الخلاف بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء في مسمى الإيمان
السؤال الخامس:
هل خلاف أهل السنة مع مرجئة الفقهاء في أعمال القلوب أو الجوارح لفظيٌ أم معنوي؟
الجواب:
قال بعضهم إن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة خلاف لفظي، وقال بهذا شارح الطحاوية ابن أبي العز -رحمه الله- قال: إن الخلاف بين جمهور أهل السنة وأبي حنيفة وأصحابه خلاف لفظي، والنزاع نزاعٌ في أمرٍ اسمي لفظي لا يترتب عليه فسادٌ في الاعتقاد وقال: إن الدليل على أن الخلاف بينهم لفظي أن كلا من الطائفتين يقولون: الأعمال واجبة، وكلا من الطائفتين يقولون: إن المسلم إذا فعل الواجبات أثيب عليها ومن ترك شيئا من الواجبات أو فعل المحرمات، فإنه يعاقب ويقام عليه الحد، ولكن النزاع بينهم في أنه هل هذا الواجب هو من الإيمان أو ليس بإيمان؟ قال بالأول جمهور أهل السنة وقال بالثاني أبو حنيفة وأصحابه ولكن عند التأمل والنظر لا يجد طالب العلم أن الخلاف لفظيٌ من جميع الوجوه، صحيح أنه لا يترتب عليه فساد في الاعتقاد لكن له آثار تترتب عليه، من هذه الآثار:
1 - أن جمهور أهل السنة وافقوا الكتاب والسنة في اللفظ والمعنى فتأدبوا مع النصوص، ومرجئة الفقهاء وافقوا الكتاب والسنة معنا وخالفوهما لفظا، ولا يجوز للمسلم أن يخالف النصوص لا لفظا ولا معنى. قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا فبين الله تعالى أن هذه الأعمال كلها من الإيمان، فوجل القلب عند ذكر الله هذا عمل قلبي، وزيادة الإيمان عند تلاوة القرآن عمل قلبي وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ عمل قلبي ويشمل أيضا أعمال الجوارح من فعل الأسباب والإنفاق مما رزقهم الله، كل هذه الأشياء سماها إيمانا.
وقال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وقال تعالى: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وثبت في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: الإيمان بضع وسبعون شعبة وفي رواية البخاري بضع وستون شعبة فأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان فهذا من أقوى الأدلة في الرد على المرجئة فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الإيمان بضعا وسبعين شعبة ومثّل لقول اللسان بكلمة التوحيد على أنها من قول اللسان ومثّل لعمل الجوارح بإماطة الأذى عن الطريق ومثّل لعمل القلب بالحياء؛ لأن الحياء خلقٌ داخلي يحمل الإنسان على فعل المحامد وترك القبائح.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأعلى شعب الإيمان كلمة التوحيد وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وبينهما شعب متفاوتة منها ما يقرب من شعبة الشهادة، ومنها ما يقرب من شعبة الإماطة، فالصلاة شعبة والحج شعبة والزكاة شعبة والصوم شعبة وبر الوالدين شعبة وصلة الأرحام شعبة والجهاد في سبيل الله شعبة والأمر بالمعروف شعبة والنهي عن المنكر شعبة والإحسان إلى الجار شعبة، إلى غير ذلك من الشعب، فهذه كلها أدخلها النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسمى الإيمان فكيف يقال إن الأعمال خارجة عن مسمى الإيمان.
وكذلك من أقوى الأدلة أيضا على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان حديث وفد عبد القيس في الصحيحين؛ وذلك أن وفد عبد القيس جاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله، إن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وإنا لن نخلص إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بأمر فصل نعمل به ونخبر به من وراءنا فقال -صلى الله عليه وسلم-: آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تؤدوا خُمس ما غنمتم ففسر الإيمان بأعمال الجوارح، وهذا دليل واضح صريح على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان. فجمهور أهل السنة تأدبوا مع النصوص وأدخلوا الأعمال في مسمى الإيمان ومرجئة الفقهاء وافقوا النصوص في المعنى لكن خالفوها في اللفظ، ولا يجوز للإنسان مخالفة النصوص لا في للفظ ولا في المعنى بل الواجب موافقة النصوص لفظا ومعنى.
2 - أن خلاف مرجئة الفقهاء مع جمهور أهل السنة فتح بابا للمرجئة المحضة الغلاة فإن مرجئة الفقهاء لما قالوا: (إن الأعمال ليست من الإيمان وإن كانت واجبة) فتحوا بابا للمرجئة المحضة فقالوا: الأعمال ليست واجبة وليست مطلوبة؛ ولهذا قال المرجئة المحضة الصلاة والصوم والزكاة والحج هذه كلها ليست بواجبة ومن عرف ربه بقلبه فهو مؤمن كامل الإيمان ويدخل الجنة من أول وهلة والأعمال ليست مطلوبة والذي فتح لهم الباب مرجئة الفقهاء
3 - أن مرجئة الفقهاء باختلافهم مع جمهور أهل السنة فتحوا بابا للفُسَّاق والعصاة فدخلوا معه، فلما قال مرجئة الفقهاء إن الإيمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص، وهو التصديق وإيمان أهل الأرض وأهل السماء واحد؛ دخل الفساق فيأتي الفاسق السكير العربيد ويقول: أنا مؤمن كامل الإيمان إيماني كإيمان جبريل وميكائيل وكإيمان أبي بكر وعمر فإذا قيل له: كيف تقول إن إيمانك كإيمان أبي بكر وعمر وأبو بكر له أعمال عظيمة؟ قال: الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان، أنا مصدِّق، وأبو بكر مصدِّق، وجبريل مصدِّق وأنا مصدِّق فإيماني كإيمانهم، وهذا من أبطل الباطل، ولهذا جاء في الحديث أنه: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح والمراد ما عدا الرسل عليهم الصلاة والسلام، فكيف يقال إن الإيمان واحد، وأن إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد.
4 - مسألة الاستثناء في الإيمان وهو قول القائل: (أنا مؤمن إن شاء الله) فمرجئة الفقهاء يمنعون الاستثناء في الإيمان؛ لأن الإيمان شيء واحد هو التصديق، فيقولون: أنت تعلم أنك مصدِّق بالقلب فكيف تقول: أنا مؤمن إن شاء الله. إذن أنت تشك في إيمانك، ولهذا يسمون المؤمنين الذين يستثنون في إيمانهم الشكَّاكة، فأنت تعلم في نفسك أنك مصدِّق كما تعلم أنك قرأت الفاتحة وكما تعلم أنك تحب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وتبغض اليهود فكيف تقول: إن شاء الله، بل قل: أنا مؤمن؛ اجزم ولا تشك في إيمانك.
وأما جمهور أهل السنة فإنهم يفصِّلون فيقولون: إن قال القائل: (أنا مؤمن إن شاء الله) يقصد الشك في أصل إيمانه فهذا ممنوع؛ فأصل الإيمان التصديق، وأما إن نظر إلى الأعمال والواجبات التي أوجبها الله، والمحرمات التي حرمها الله ورأى أن شعب الإيمان متعددة والواجبات كثيرة فالإنسان لا يزكِّي نفسه، ولا يقول بأنه أدّى ما عليه؛ بل يتهم نفسه بالتقصير ويزري على نفسه فإذا قال: (أنا مؤمن إن شاء الله) فإن الاستثناء راجع إلى الأعمال، فهذا لا بأس به بل حسن أن يقول: إن شاء الله. وكذلك إذا أراد عدم علمه بالعاقبة وأن العاقبة لا يعلمها إلا الله فلا بأس بالاستثناء، وكذلك إذا أراد التبرك بذكر اسم الله فلا بأس.
فهذه من ثمرات الخلاف وإن كان لا يترتب عليه فساد في العقيدة، ولكن هذه ثمرات تدل على أن الخلاف ليس لفظيا.
المصدر: http://shrajhi.com/?Cat=3&SID=21
و انصحك بهذا الكتاب: حقيقة الخلاف بين السلفية الشرعية وأدعياءها فى مسائل الايمان
للشيخ محمد أبو رحيم
http://file7.9q9q.net/Download/79258816/----------------------------.zip.html
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 05:47]ـ
قال الشيخ المحدث الالباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة
أما الركن الأول من هذه الأركان الخمسة: شهادة أن لا إله إلا الله , فبدونها لا ينفع شيء من الأعمال الصالحة , وكذلك إذا قالها ولم يفهم حقيقة معناها , أو فهم , ولكنه أخل به عملياً , كالاستغاثة بغير الله تعالى عند الشدائد , ونحوها من الشركيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 04:32]ـ
أخي أبو نذر الرحمان
النقل هذا أخي لا علاقة له بما ذكرته أنا
أنا معك أن أكثر المشايخ على أن تارك جميع أعمال الجوارح يكفر وكلام الشيخ الراجحي حفظه الله في مرجئة الفهاء حق والشيخ الالباني كذلك لا يعتبر انه مجرد اختلاف لفظي.
لكني كلامي أنا أخي بارك الله فيك في أن قول أن تارك جميع أعمال الجوارح هو قول لأهل السنة يبحث خطؤه من صوابه أما أن يقال بأن من يقول هذا مرجئ هذا الكلام غير صحيح ولم يقل به أحد من أئمة السلف.
أما ما الراجح وهل هو خطأ أم صواب هذا هو البحث.
فهمتني أخي؟ يعني أنا اعتراضي كان على النقطة الثامنة من كلام الكاتب فهذا باطل وليس عليه دليل من كلام السلف.
حتى أئمتنا الكبار فيمن تعرض لهذا القول فال أنه خطأ ولم يقل أنه من قول المرجئة فتنبه.
لذلك أنا طلبت منك هل عندك قول لأحد ائمة السلف ذكر ان هذا قول المرجئة؟ وأنت تعلم أنهم فندوا كلام المرجئة ولم يتركوا لهم لا شاردة ولا واردة.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 12:46]ـ
أخي أبو نذر الرحمان
النقل هذا أخي لا علاقة له بما ذكرته أنا
أنا معك أن أكثر المشايخ على أن تارك جميع أعمال الجوارح يكفر وكلام الشيخ الراجحي حفظه الله في مرجئة الفهاء حق والشيخ الالباني كذلك لا يعتبر انه مجرد اختلاف لفظي.
لكني كلامي أنا أخي بارك الله فيك في أن قول أن تارك جميع أعمال الجوارح هو قول لأهل السنة يبحث خطؤه من صوابه أما أن يقال بأن من يقول هذا مرجئ هذا الكلام غير صحيح ولم يقل به أحد من أئمة السلف.
أما ما الراجح وهل هو خطأ أم صواب هذا هو البحث.
فهمتني أخي؟ يعني أنا اعتراضي كان على النقطة الثامنة من كلام الكاتب فهذا باطل وليس عليه دليل من كلام السلف.
حتى أئمتنا الكبار فيمن تعرض لهذا القول فال أنه خطأ ولم يقل أنه من قول المرجئة فتنبه.
لذلك أنا طلبت منك هل عندك قول لأحد ائمة السلف ذكر ان هذا قول المرجئة؟ وأنت تعلم أنهم فندوا كلام المرجئة ولم يتركوا لهم لا شاردة ولا واردة.
اخي الكريم لعلك تقصد مرجئة العصر فهم يقولون مثل أهل السنة في الايمان
الا انهم يقولون العمل شرط كمال و لا يكفر من ترك جنس العمل
فهذا تناقض جلي كيف يدخلون العمل في مسمى الايمان ثم يقولوا اذا انتفى العمل لا ينتفي الايمان
اخي هؤلاء ارجائهم اعظم من مرجئة الفقهاء
ان كنت نطالب بكلام ائمة السلف المعاصرين فموجود اما المتقدمين فلا لان هذا الصنف لم يكن عندهم بل كان عندهم مرجئة الفقهاء و هم اخف منهم
لقد بحثت في كلام الشيخين و لم اجد النقطة الثامنة و اين الباطل الذي تقصده
يا اخي الذي لا يقول بركنية العمل اي: اذا انتفى العمل انتفى الايمان قد وقع في الارجاء مهما غير العبارات و دار يمينا و شمالا
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 04:21]ـ
اخي الكريم لعلك تقصد مرجئة العصر فهم يقولون مثل أهل السنة في الايمان
الا انهم يقولون العمل شرط كمال و لا يكفر من ترك جنس العمل
فهذا تناقض جلي كيف يدخلون العمل في مسمى الايمان ثم يقولوا اذا انتفى العمل لا ينتفي الايمان
اخي هؤلاء ارجائهم اعظم من مرجئة الفقهاء
ان كنت نطالب بكلام ائمة السلف المعاصرين فموجود اما المتقدمين فلا لان هذا الصنف لم يكن عندهم بل كان عندهم مرجئة الفقهاء و هم اخف منهم
لقد بحثت في كلام الشيخين و لم اجد النقطة الثامنة و اين الباطل الذي تقصده
يا اخي الذي لا يقول بركنية العمل اي: اذا انتفى العمل انتفى الايمان قد وقع في الارجاء مهما غير العبارات و دار يمينا و شمالا
أخي هذا الكلام من رأسك لا قيمة علمية له أنت تقول مرجئة العصر وأنا أقول خوارج العصر هذا لا ينفع بشيء.
انا كلامي حول النقطة الثامنة من كلام علوي السقاف وقلت هذا القول موجود من أئمة وعلماء السلف ولم يقل أحد منهم ان من يقول بهذا فهو مرجئ.
مثلا أنقل لك مثالا واحدا للعلامة ابن رجب:
قال العلامة ابن رجب رحمه الله تعالى في حديث الشفاعة، في قوله: (لم يعملوا خيراً قط):
((والمراد بقوله: "لم يعملوا خيراً قط" من أعمال الجوارح وإنْ كان أصل التوحيد معهم، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار أنه: "لم يعمل خيراً قط غير التوحيد"؛ خرَّجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعاً, ومن حديث ابن مسعود موقوفاً, ويشهد لهذا ما في حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة قال: "فأقول يا رب ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله، فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله" خرَّجاه في الصحيحين, وعند مسلم "فيقول: ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك"، وهذا يدل على أنَّ الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق: هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيراً قط بجوارحهم)) [التخويف من أهل النار ص 256].
فهل نقول أن ابن رجب مرجئ؟ او هل قال أحد من علماء عصره بذلك؟
أخي انا بحثي في هذه الجزيئة فقط وهو ان هذا القول يبحث بكونه خطأ أم صواب وهو تكفير تارك جميع أعمال الجوارح لكن القول بأن من قال أنه ليس بكافر هذا مرجئ؟ فهذا هو اعتراضي وهو الذي طلبت عليه دليل من كلام السلف.
ان كان عندك رد علمي او نقل عن السلف بأن هذا القول للمرجئة فهاته والا اترك المجال لغيرك
أما القاء التهم انت تقول مرجئة العصر وأنا أقول خوارج العصر فهذا يحسنه كل أحد وأرجو ان لا نلجأ إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 02:26]ـ
اخي أبو الحارث السلفي لعلك لا تفرق بين من وقع في الارجاء و بين مرجئي
فنحن لا نحكم على احد بانه مرجئي بدون اقامة الحجة و عندما نقول مرجئة العصر هذا لا يعني باي حال من الاحوال اننا نحكم على المعين بانه مرجئي لكن للتعريف فقط
اما قولك خوارج العصر بسم الله اعطينا الدليل على ذلك و الحمد لله اصولهم جلية لكل بصير
لكن مشكلتك هي التسميات و العبارات
اخي فالذي يقول بعدم كفر تارك جنس العمل: يعني العمل ليس ركن في الايمان فهم يؤخرون العمل عن الاعتقاد و القول اليس هذا هو الارجاء بعينه
بالله عليك اليس المرجئة بكل انواعهم بين من يقول الايمان اعتقاد بالقلب فقط و قول باللسان فقط و كلاهما فقط
اي الاعتقاد و القول
فكلهم اخروا العمل عن الايمان و لا يرون ركنيته
اليك التوضيح:
هاهو ابن رجب الذي استدليت به
فتح الباري لابن رجب - (ج 1 / ص 10)
ونقل حرب عن إسحاق قال: غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوما يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها لا نكفره، يرجى أمره إلى الله بعد، إذ هو مقر، فهؤلاء الذين لا شك فيهم - يعني في أنهم مرجئة. وظاهر هذا: أنه يكفر بترك هذه الفرائض.
سئل سفيان بن عيينة عن الإرجاء فقيل له: (يقولون الإيمان قول ونحن نقول الإيمان قول وعمل والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصرا بقلبه على ترك الفرائض وسموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم وليس بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية وترك الفرائض متعمدا من غير جهل ولا عذر هو كفر وبيان ذلك في أمر آدم صلوات الله عليه وإبليس وعلماء اليهود أما آدم فنهاه الله عز وجل عن أكل الشجرة وحرمها عليه فأكل منها متعمدا ليكون ملكا أو يكون من الخالدين فسمي عاصيا من غير كفر وأما إبليس لعنه الله فإنه فرض عليه سجدة واحدة فجحدها متعمدا فسمي كافرا وأما علماء اليهود فعرفوا نعت النبي ? وأنه نبي رسول كما يعرفون أبناءهم وأقروا به باللسان ولم يتبعوا شريعته فسماهم الله عز وجل كفارا فركوب المحارم مثل ذنب آدم عليه السلام وغيره من الأنبياء وأما ترك الفرائض جحودا فهو كفر مثل كفر إبليس لعنه الله وتركهم على معرفة من غير جحود فهو كفر مثل كفر علماء اليهود والله أعلم)
الشريعة للآجري:
قال الإمام الآجري -رحمه الله-: (اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو التصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، ثم اعلموا رحمنا الله وإياكم أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب وهو التصديق إلا أن يكون معه إيمان باللسان، وحتى يكون معه نطق، ولا تجزئ معرفة بالقلب والنطق باللسان حتى يكون معه عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاثة كان مؤمنا حقا، دل على ذلك الكتاب، والسنة، وقول علماء المسلمين ....... إلى أن قال ....... فالأعمال بالجوارح تصديق على الإيمان بالقلب واللسان فمن لم يصدق الإيمان بعمله بجوارحه مثل الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، وأشباه لهذه، ومن رضي لنفسه بالمعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمنا، ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيبا منه لإيمانه، وكان العلم بما ذكرنا تصديقا منه لإيمانه، فاعلم ذلك هذا مذهب علماء المسلمين قديما وحديثا، فمن قال غير هذا فهو مرجئ خبيث، احذره على دينك، والدليل على هذا قول الله عز وجل: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)
وقال أيضاً-رحمه الله-: (كل هذا يدل على أن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان وعمل بالجوارح، ولا يجوز على هذا ردا على المرجئة، الذين لعب بهم الشيطان، ميزوا هذا تفقهوا إن شاء الله)
الإبانة الكبرى لابن بطة:
قال الإمام ابن بطة العكبريرحمه الله: (فكل من ترك شيئا من الفرائض التي فرضها الله عز وجل في كتابه أو أكدها رسول الله ? في سنته على سبيل الجحود لها والتكذيب بها، فهو كافر بين الكفر لا يشك في ذلك عاقل يؤمن بالله واليوم الآخر. ومن أقر بذلك وقاله بلسانه، ثم تركه تهاونا ومجونا أو معتقدا لرأي المرجئة ومتبعا لمذاهبهم، فهو تارك الإيمان ليس في قلبه منه قليل ولا كثير وهو في جملة المنافقين الذين نافقوا رسول الله ?، فنزل القرآن بوصفهم وما أعد لهم، وإنهم في الدرك الأسفل من النار، نستجير بالله من مذاهب المرجئة الضالة)
وقال أيضاً-رحمه الله-: (واعلموا رحمكم الله أن الله عز وجل لم يثن على المؤمنين، ولم يصف ما أعد لهم من النعيم المقيم، والنجاة من العذاب الأليم، ولم يخبرهم برضاه عنهم إلا بالعمل الصالح، والسعي الرابح، وقرن القول بالعمل، والنية بالإخلاص، حتى صار اسم الإيمان مشتملا على المعاني الثلاثة لا ينفصل بعضها من بعض، ولا ينفع بعضها دون بعض، حتى صار الإيمان قولا باللسان، وعملا بالجوارح، ومعرفة بالقلب خلافا لقول المرجئة الضالة الذين زاغت قلوبهم، وتلاعبت الشياطين بعقولهم، وذكر الله عز وجل ذلك كله في كتابه، والرسول ? في سنته)
انصحك بهذه الرسالة لعلك تجد ما تريد فهي قيمة في بابها:
دراسة علمية في الرد على مرجئة العصر لإخراجهم عمل الجوارح من مسمى الإيمان
http://up2.m5zn.com/download-2009-3-20-04-8jcruc3nx.rar
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 03:50]ـ
أخي ابو نذر الرحمان هداني الله وإياك للحق والصواب
اخي كلامك من باب الالزام فكلام الائمة عن الذين يقولون الايمان قول باللسان أو قول واعتقاد فلا اشك انا وانت ان هذا القول قول المرجئة. لكن لمذا تلزم الذي يقول ان الايمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص لكنه لم يكفر تارك أعمال الجوارح أنه قال بقول المرجئة؟! هذا الذي أخالفك فيه لان قول السلف الايمان قول وعمل واعتقاد، العمل هنا يشمل عمل القلب وعمل الجوارح وهم تكلموا على تارك أعمال الجوارح ولهم في ذلك ادلة من السنة مثل حديث " لم يعملوا خيرا قط".
يعني النقول التي نقلتها عن الائمة هذه في الرد على المرجئة الذين قالوا ان الايمان قول والعمل ليس من الايمان. اما الذي يقول ان الايمان قول وعمل ولكنه لا يكفر تارك أعمال الجوارج فلا علاقة له في الارجاء اما ترك عمل القلب واعمال الجوارح فنعم الذي يقول هذا لا يكفر فهو مرجئ واخرج العمل عن مسمى الايمان.
مثلا الامام الآجري في كتابه الشريعة الذي نقلت منه يتكلم هذا الكلام في الرد على المرجئة الذين يقولون الايمان قول ولا عمل لذلك قال في موضع آخر من نفس الكتاب وهو يتكلَّم عن الاستثناء في الإيمان فيقول: ((من صفة أهل الحق ممن ذكرنا من أهل العلم: الاستثناء في الإيمان لا على جهة الشك - نعوذ بالله من الشك في الإيمان - ولكن خوف التزكية لأنفسهم من الاستكمال بالإيمان؛ لا يدري أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا؟ وذلك أن أهل العلم من أهل الحق إذا سألوا: أمؤمن أنت؟ قال: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار وأشباه هذا. والناطق بهذا والمصدِّق به بقلبه: مؤمن. وإنما الاستثناء بالإيمان لا يدري أهو ممن يستوجب ما نعت الله به المؤمنين من حقيقة الإيمان أم لا؟.
هذا طريق الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان؛ عندهم أنَّ الاستثناء في الأعمال لا يكون في القول والتصديق بالقلب، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان، والناس عندهم على الظاهر مؤمنون، به يتوارثون، وبه يتناكحون، وبه تجري أحكام ملة الإسلام، ولكن الاستثناء منهم على حسب ما بيناه له، وبينه العلماء من قبلنا)) [الشريعة 2/ 656].
وفي كلامه أمور:
- أنَّ الاستثناء محلَّه كمال الإيمان لا أصله.
- أنَّ الناطق بأصول الإيمان والمصدِّق بها – قولاً وعملاً – بقلبه: مؤمِن؛ أي: حصل له أصل الإيمان؛ فأين يا تُرى العمل بالجوارح؟!
- أنَّ الاستثناء يكون في الأعمال لا في القول ولا في التصديق بالقلب.
فأهل العلم يذكرون هذه المسألة رداً على المرجئة من باب إثبات قوة التلازم بين الظاهر والباطن؛ فالمرجئة أقسام منهم مَنْ يقول: الإيمان هو قول القلب وهم جمهورهم، ومنهم مَنْ يقول: قول اللسان وهم الكرامية، ومنهم مَنْ يقول: قول القلب واللسان وهم مرجئة الفقهاء؛ فكلُّهم يقولون: الإيمان قول بلا عمل، وأهل السُّنَّة يردُّون على الطائفة الأولى بأنَّ الإيمان الذي في القلب يوجب التكلّم بالشهادتين، وعلى الثانية بأنَّ هذا هو إيمان المنافقين، وعلى الثالثة بأنَّ الإيمان يُوجب عمل القلب ولا يُمكن أن يكون الإيمان تاماً كاملاً من غير عمل ظاهر، وهذا ظاهر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الإيمان".
فأصل المعركة بين أهل السنة والمرجئة من حيث العموم هو العمل (عمل القلب والجوارح) وليس مجرد عمل الجوارح حتى يُقال أنَّ أهل العلم يذكرون مسألة تارك جنس عمل الجوارح رداً على المرجئة.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [الصلاة وحكم تاركها ص71]: ((وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق: فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة)).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ((وهذا أيضاً مما ينبغي الاعتناء به؛ فإنَّ كثيراً ممن تكلَّم في مسألة الإيمان، هل تدخل فيه الأعمال؟ وهل هو قول وعمل؟ يظنُّ أنَّ النزاع إنما هو في أعمال الجوارح!!، وأنَّ المراد بالقول قول اللسان!! وهذا غلط)) [المجموع 7/ 550].
أخي انا لا أريد الاطالة ولكن كتبت هذا الكلام لتعرف موضع النزاع بين أهل السنة والمرجئة ثم للحديث بقية. أرجو أن تتدبر كلامي هذا بروية وبقلب صاف قبل الرد. وفقني الله واياك الى كل خير.
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 10:13]ـ
قال شيخ الإسلام –رحمه الله-: (والمرجئة ثلاثة أصناف الذين يقولون الإيمان مجرد ما في القلب ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة) مجموع الفتاوى (7/ 195)
قال شيخ الإسلام –رحمه الله: (المقصود هنا أن عامة فرق الأمة تدخل ما هو من أعمال القلوب حتى عامة فرق المرجئة تقول بذلك وأما المعتزلة والخوارج وأهل السنة وأصحاب الحديث فقولهم فى ذلك معروف وانما نازع فى ذلك من اتبع جهم بن صفوان من المرجئة وهذا القول شاذ كما أن قول الكرامية الذين يقولون هو مجرد قول اللسان شاذ أيضا) مجموع الفتاوى (7/ 550).
قال شيخ الإسلام –رحمه الله: (والمرجئة أخرجوا العمل الظاهر عن الإيمان فمن قصد منهم إخراج أعمال القلوب أيضا وجعلها هي التصديق فهذا ضلال بين ومن قصد إخراج العمل الظاهر قيل لهم العمل الظاهر لازم للعمل الباطن لا ينفك عنه وانتفاء الظاهر دليل انتفاء الباطن) مجموع الفتاوى (7/ 554).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 10:45]ـ
قال الخلال رحمه الله في كتابه (السنة:3/ 570): "ومن قول المرجئة أن الإيمان قول باللسان وعمل بالجارحة، فإذا قال فقد عملت جوارحه وهذا أخبث قول لهم".
فقد أرسل رجل من أهل خراسان إلى أبي ثور إبراهيم بن خالد بكتاب يسأل فيه عن الإيمان ما هو؟ ويزيد وينقص؟ وقول أو قول وعمل؟ أو قول وتصديق وعمل؟.
(فأجابه: إنه التصديق بالقلب، والإقرار باللسان، وعمل الجوارح)
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (2/ 193) ط9 دار طيبة للنشر /تحقيق الدكتور أحمد بن سعد حمدان الغامدي، الاستاذ بقسم العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة
وقال أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي -رحمه الله-: (مذهبنا واختيارنا إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ومن بعدهم بإحسان، وترك النظر في موضع بدعهم، والتمسك بمذهب أهل الأثر مثل أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي عبيد القاسم بن سلام، والشافعي. ولزوم الكتاب والسنة، والذب عن الأئمة المتبعة لآثار السلف، واختيار ما اختاره أهل السنة من الأئمة في الأمصار مثل: مالك بن أنس في المدينة، والأوزاعي بالشام، والليث بن سعد بمصر، وسفيان الثوري، وحماد بن زياد بالعراق من الحوادث مما لا يوجد فيه رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين. وترك رأي الملبسين المموهين المزخرفين الممخرقين الكذابين، .... واختيارنا أن الإيمان قول وعمل، إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالأركان، مثل الصلاة والزكاة لمن كان له مال، والحج لمن استطاع إليه سبيلا، وصوم شهر رمضان، وجميع فرائض الله التي فرض على عباده، العمل به من الإيمان. والإيمان يزيد وينقص .... )
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (2/ 202) ط9 دار طيبة للنشر /تحقيق الدكتور أحمد بن سعد حمدان الغامدي، الاستاذ بقسم العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
عن عبد المؤمن المفلوج البصري، قال: حدثنا أبي قال: سمعت الحسن قال: قال معاذ: (إنما أخشى عليك ثلاثة من بعدي: زلة عالم، وجدال منافق في القرآن، والقرآن حق، وعلى القرآن منار كمنار الطريق، فما عرفتم منه فخذوه، ومن لم يكن غنيا من الدنيا فلا دين له «قال عبد المؤمن فسألت أبي:» ما يعني بهذا؟ «فقال:» سألناه، فقال: «من لم يكن له من الدنيا عمل صالح فلا دين له»)
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (2/ 137) ط9 دار طيبة للنشر /تحقيق الدكتور أحمد بن سعد حمدان الغامدي، الاستاذ بقسم العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
قول الإمام حجة الإسلام أبي أحمد بن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد رحمه الله تعالى: (فإنك وفِّقك الله تعالى لقول السداد، وهداك إلى سبيل الرشاد سألتني عن الاعتقاد الحق والمنهج الصدق الذي يجب على العبد المكلف اعتقاده ويعتمده، فأقول والله الموفق للصواب: الذي يجب على العبد اعتقاده ويلزمه في ظاهره وباطنه اعتماده ما دلَّ عليه كتاب اللّه تعالى، وسنة رسوله ?، وإجماِع الصدر الأول من علماء السلف، وأئمتهم الذين هم أعلام الدين، وقدوة منْ بعدهم من المسلمين ....... وإن الإيمان قول باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالجوارح وإنه يزيد وينقص)
اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية - (ص 130)
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 10:48]ـ
قال الامام الآجري –رحمه الله-: (اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو التصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، ثم اعلموا رحمنا الله وإياكم أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب وهو التصديق إلا أن يكون معه إيمان باللسان، وحتى يكون معه نطق، ولا تجزئ معرفة بالقلب والنطق باللسان حتى يكون معه عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاثة كان مؤمنا وحقا، دل على ذلك الكتاب، والسنة، وقول علماء المسلمين ....... إلى أن قال ....... فالأعمال بالجوارح تصديق على الإيمان بالقلب واللسان فمن لم يصدق الإيمان بعمله بجوارحه مثل () الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، وأشباه لهذه، ومن رضي لنفسه بالمعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمنا، ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل
(يُتْبَعُ)
(/)
تكذيبا منه لإيمانه، وكان العلم بما ذكرنا تصديقا منه لإيمانه، فاعلم ذلك هذا مذهب علماء المسلمين قديما وحديثا، فمن قال غير هذا فهو مرجئ خبيث، احذره على دينك، والدليل على هذا قول الله عز وجل: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)
الأربعون حديثا للآجري - (ج 1 / ص 13)
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 01:14]ـ
ابو مروان الظاهر انك دخلت خطأ في الموضوع او لم تقرأ الردود
كلامك ليس له علاقة في مورد النزاع فنقلك الأول لكلام شيخ الاسلام: (والمرجئة ثلاثة أصناف الذين يقولون الإيمان مجرد ما في القلب ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة) هذا في الذين يقولون الايمان مجرد ما في القلب (اي المعرفة) ودون قول ولو ادخلوا أعمال القلوب فهذا ليس له دخل في نقاشي مع ابي نذر الرحمان. نحن بحثنا فيمن يقول الايمان قول وعمل واعتقاد لكنه لا يكفر تارك أعمال الجوارح. ثم هو يقر أن أعمال الجوارح من الايمان لكن لا يكفر بتركها تنبه لتفهم موضع النزاع قبل الرد. فلا تعارض بين ان نقول ان اعمال الجوارح من الايمان وبين انه لا يكفر من يتركها فتنبه. مثلا قول النبي الحياء من الايمان هل هذا يعني ان الذي يقول ان من ليس عنده حياء ليس بكافر انه قال ان الحياء ليس من الايمان؟! لا يلزم وهذا موضع بحثي مع ابي نذر الرحمان.
وكذلك نقلك الثاني عنه "والمرجئة أخرجوا العمل الظاهر عن الإيمان " كذلك نحن لا نتكلم عن هؤلاء فلا شك في أن من أخرج العمل الظاهر عن مسمى الايمان وقع في قول المرجئة كيف لا والنبي عليه الصلاة والسلام يقول " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ". لا اريد ان اطيل لان ما نقلته انت عن شيخ الاسلام انا لا اخالف فيه وأنتظر رد الأخ ابي نذر الرحمان على كلامي الأخير ولعله فهم اعتراضي وكلامي.
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 02:07]ـ
أخي ابو نذر الرحمان هداني الله وإياك للحق والصواب
اخي كلامك من باب الالزام فكلام الائمة عن الذين يقولون الايمان قول باللسان أو قول واعتقاد فلا اشك انا وانت ان هذا القول قول المرجئة. لكن لمذا تلزم الذي يقول ان الايمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص لكنه لم يكفر تارك أعمال الجوارح أنه قال بقول المرجئة؟! هذا الذي أخالفك فيه لان قول السلف الايمان قول وعمل واعتقاد، العمل هنا يشمل عمل القلب وعمل الجوارح وهم تكلموا على تارك أعمال الجوارح ولهم في ذلك ادلة من السنة مثل حديث " لم يعملوا خيرا قط".
يعني النقول التي نقلتها عن الائمة هذه في الرد على المرجئة الذين قالوا ان الايمان قول والعمل ليس من الايمان. اما الذي يقول ان الايمان قول وعمل ولكنه لا يكفر تارك أعمال الجوارج فلا علاقة له في الارجاء اما ترك عمل القلب واعمال الجوارح فنعم الذي يقول هذا لا يكفر فهو مرجئ واخرج العمل عن مسمى الايمان.
مثلا الامام الآجري في كتابه الشريعة الذي نقلت منه يتكلم هذا الكلام في الرد على المرجئة الذين يقولون الايمان قول ولا عمل لذلك قال في موضع آخر من نفس الكتاب وهو يتكلَّم عن الاستثناء في الإيمان فيقول: ((من صفة أهل الحق ممن ذكرنا من أهل العلم: الاستثناء في الإيمان لا على جهة الشك - نعوذ بالله من الشك في الإيمان - ولكن خوف التزكية لأنفسهم من الاستكمال بالإيمان؛ لا يدري أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا؟ وذلك أن أهل العلم من أهل الحق إذا سألوا: أمؤمن أنت؟ قال: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار وأشباه هذا. والناطق بهذا والمصدِّق به بقلبه: مؤمن. وإنما الاستثناء بالإيمان لا يدري أهو ممن يستوجب ما نعت الله به المؤمنين من حقيقة الإيمان أم لا؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا طريق الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان؛ عندهم أنَّ الاستثناء في الأعمال لا يكون في القول والتصديق بالقلب، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان، والناس عندهم على الظاهر مؤمنون، به يتوارثون، وبه يتناكحون، وبه تجري أحكام ملة الإسلام، ولكن الاستثناء منهم على حسب ما بيناه له، وبينه العلماء من قبلنا)) [الشريعة 2/ 656].
وفي كلامه أمور:
- أنَّ الاستثناء محلَّه كمال الإيمان لا أصله.
- أنَّ الناطق بأصول الإيمان والمصدِّق بها – قولاً وعملاً – بقلبه: مؤمِن؛ أي: حصل له أصل الإيمان؛ فأين يا تُرى العمل بالجوارح؟!
- أنَّ الاستثناء يكون في الأعمال لا في القول ولا في التصديق بالقلب.
فأهل العلم يذكرون هذه المسألة رداً على المرجئة من باب إثبات قوة التلازم بين الظاهر والباطن؛ فالمرجئة أقسام منهم مَنْ يقول: الإيمان هو قول القلب وهم جمهورهم، ومنهم مَنْ يقول: قول اللسان وهم الكرامية، ومنهم مَنْ يقول: قول القلب واللسان وهم مرجئة الفقهاء؛ فكلُّهم يقولون: الإيمان قول بلا عمل، وأهل السُّنَّة يردُّون على الطائفة الأولى بأنَّ الإيمان الذي في القلب يوجب التكلّم بالشهادتين، وعلى الثانية بأنَّ هذا هو إيمان المنافقين، وعلى الثالثة بأنَّ الإيمان يُوجب عمل القلب ولا يُمكن أن يكون الإيمان تاماً كاملاً من غير عمل ظاهر، وهذا ظاهر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الإيمان".
فأصل المعركة بين أهل السنة والمرجئة من حيث العموم هو العمل (عمل القلب والجوارح) وليس مجرد عمل الجوارح حتى يُقال أنَّ أهل العلم يذكرون مسألة تارك جنس عمل الجوارح رداً على المرجئة.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [الصلاة وحكم تاركها ص71]: ((وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق: فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة)).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ((وهذا أيضاً مما ينبغي الاعتناء به؛ فإنَّ كثيراً ممن تكلَّم في مسألة الإيمان، هل تدخل فيه الأعمال؟ وهل هو قول وعمل؟ يظنُّ أنَّ النزاع إنما هو في أعمال الجوارح!!، وأنَّ المراد بالقول قول اللسان!! وهذا غلط)) [المجموع 7/ 550].
أخي انا لا أريد الاطالة ولكن كتبت هذا الكلام لتعرف موضع النزاع بين أهل السنة والمرجئة ثم للحديث بقية. أرجو أن تتدبر كلامي هذا بروية وبقلب صاف قبل الرد. وفقني الله واياك الى كل خير.
اذا كان معنى العمل في تعريف الايمان عندك هو عمل القلب وعمل الجوارح
السؤال هو:
1 - مالمقصود عندك بعمل القلب؟
2 - التارك لعمل الجوارح بالكلية هل يكفر ام يحتاج الى ترك عمل القلب بالكلية؟
3 - التارك لعمل القلب بالكلية هل يكفر ام يحتاج الى ترك عمل الجوارح بالكلية؟
4 - كيف نعرف ان الشخص قد ترك عمل القلب؟
5 - ساب الله او ساب رسول الله صلى الله عليه وسلم او السجود لصنم ,هذه من اعمال الجوارح ,فهل يكفر صاحبها بمجرد السب او السجود ام يحتاج الى عمل القلب من اجل ان يكفر؟
6 - التارك لعمل الجوارح مطلقا , هل يكفر ام لا؟
7 - ماهي العلاقة بين عمل القلب واعتقاد القلب؟
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 04:57]ـ
ابو مروان مثل ما قلت لك انت مش عارف الى الان موضوع النقاش!
انا أقول كما أن الايمان قول وعمل واعتقاد كذلك الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد مثلا سب الله ورسوله والاستهزاء بالدين هذا كفر أكبر مخرج من الملة ولا ريب وكذلك السجود لصنم او اهانة المصحف وكذلك اعتقاد اي اعتقاد مخالف كاعتقاد أن الميت ينفع ويضر او اي اعتقاد كفري.
لكن هذا كله ليس موضوعنا موضوعنا في الترك وليس في الفعل يعني لا تناقض في قول من يقول أعمال الجوارح من الايمان ولكن تارك أعمال الجوارح لا يكفر. ثم البحث في أنه لا يوجد أحد من أئمة السلف قال عن الذي يقول ان الايمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص وجواز الاستثناء في الايمان لكنه لا يكفر من ترك أعمال الجوارح أنه مرجئ او وافق المرجئة هذا نقاشي مع ابي نذر الرحمان. أخي ان كنت ما زلت لم تفهم الاشكال فلا حاجة ان تشارك اكتفي بالمتابعة لا يضرك هذا ان شاء الله.
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 05:10]ـ
ابو مروان مثل ما قلت لك انت مش عارف الى الان موضوع النقاش!
انا أقول كما أن الايمان قول وعمل واعتقاد كذلك الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد مثلا سب الله ورسوله والاستهزاء بالدين هذا كفر أكبر مخرج من الملة ولا ريب وكذلك السجود لصنم او اهانة المصحف وكذلك اعتقاد اي اعتقاد مخالف كاعتقاد أن الميت ينفع ويضر او اي اعتقاد كفري.
لكن هذا كله ليس موضوعنا موضوعنا في الترك وليس في الفعل يعني لا تناقض في قول من يقول أعمال الجوارح من الايمان ولكن تارك أعمال الجوارح لا يكفر. ثم البحث في أنه لا يوجد أحد من أئمة السلف قال عن الذي يقول ان الايمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص وجواز الاستثناء في الايمان لكنه لا يكفر من ترك أعمال الجوارح أنه مرجئ او وافق المرجئة هذا نقاشي مع ابي نذر الرحمان. أخي ان كنت ما زلت لم تفهم الاشكال فلا حاجة ان تشارك اكتفي بالمتابعة لا يضرك هذا ان شاء الله.
اعيد الاسئلة بخصوص الترك
- مالمقصود عندك بعمل القلب؟
2 - التارك لعمل الجوارح بالكلية هل يكفر ام يحتاج الى ترك عمل القلب بالكلية؟
3 - التارك لعمل القلب بالكلية هل يكفر ام يحتاج الى ترك عمل الجوارح بالكلية؟
4 - كيف نعرف ان الشخص قد ترك عمل القلب؟
5 - التارك لعمل الجوارح مطلقا , هل يكفر ام لا؟
6 - ماهي العلاقة بين عمل القلب واعتقاد القلب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 06:30]ـ
أخي ابو نذر الرحمان هداني الله وإياك للحق والصواب
اخي كلامك من باب الالزام فكلام الائمة عن الذين يقولون الايمان قول باللسان أو قول واعتقاد فلا اشك انا وانت ان هذا القول قول المرجئة. لكن لمذا تلزم الذي يقول ان الايمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص لكنه لم يكفر تارك أعمال الجوارح أنه قال بقول المرجئة؟! هذا الذي أخالفك فيه لان قول السلف الايمان قول وعمل واعتقاد، العمل هنا يشمل عمل القلب وعمل الجوارح وهم تكلموا على تارك أعمال الجوارح ولهم في ذلك ادلة من السنة مثل حديث " لم يعملوا خيرا قط".
يعني النقول التي نقلتها عن الائمة هذه في الرد على المرجئة الذين قالوا ان الايمان قول والعمل ليس من الايمان. اما الذي يقول ان الايمان قول وعمل ولكنه لا يكفر تارك أعمال الجوارج فلا علاقة له في الارجاء اما ترك عمل القلب واعمال الجوارح فنعم الذي يقول هذا لا يكفر فهو مرجئ واخرج العمل عن مسمى الايمان.
مثلا الامام الآجري في كتابه الشريعة الذي نقلت منه يتكلم هذا الكلام في الرد على المرجئة الذين يقولون الايمان قول ولا عمل لذلك قال في موضع آخر من نفس الكتاب وهو يتكلَّم عن الاستثناء في الإيمان فيقول: ((من صفة أهل الحق ممن ذكرنا من أهل العلم: الاستثناء في الإيمان لا على جهة الشك - نعوذ بالله من الشك في الإيمان - ولكن خوف التزكية لأنفسهم من الاستكمال بالإيمان؛ لا يدري أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا؟ وذلك أن أهل العلم من أهل الحق إذا سألوا: أمؤمن أنت؟ قال: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار وأشباه هذا. والناطق بهذا والمصدِّق به بقلبه: مؤمن. وإنما الاستثناء بالإيمان لا يدري أهو ممن يستوجب ما نعت الله به المؤمنين من حقيقة الإيمان أم لا؟.
هذا طريق الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان؛ عندهم أنَّ الاستثناء في الأعمال لا يكون في القول والتصديق بالقلب، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان، والناس عندهم على الظاهر مؤمنون، به يتوارثون، وبه يتناكحون، وبه تجري أحكام ملة الإسلام، ولكن الاستثناء منهم على حسب ما بيناه له، وبينه العلماء من قبلنا)) [الشريعة 2/ 656].
وفي كلامه أمور:
- أنَّ الاستثناء محلَّه كمال الإيمان لا أصله.
- أنَّ الناطق بأصول الإيمان والمصدِّق بها – قولاً وعملاً – بقلبه: مؤمِن؛ أي: حصل له أصل الإيمان؛ فأين يا تُرى العمل بالجوارح؟!
- أنَّ الاستثناء يكون في الأعمال لا في القول ولا في التصديق بالقلب.
فأهل العلم يذكرون هذه المسألة رداً على المرجئة من باب إثبات قوة التلازم بين الظاهر والباطن؛ فالمرجئة أقسام منهم مَنْ يقول: الإيمان هو قول القلب وهم جمهورهم، ومنهم مَنْ يقول: قول اللسان وهم الكرامية، ومنهم مَنْ يقول: قول القلب واللسان وهم مرجئة الفقهاء؛ فكلُّهم يقولون: الإيمان قول بلا عمل، وأهل السُّنَّة يردُّون على الطائفة الأولى بأنَّ الإيمان الذي في القلب يوجب التكلّم بالشهادتين، وعلى الثانية بأنَّ هذا هو إيمان المنافقين، وعلى الثالثة بأنَّ الإيمان يُوجب عمل القلب ولا يُمكن أن يكون الإيمان تاماً كاملاً من غير عمل ظاهر، وهذا ظاهر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الإيمان".
فأصل المعركة بين أهل السنة والمرجئة من حيث العموم هو العمل (عمل القلب والجوارح) وليس مجرد عمل الجوارح حتى يُقال أنَّ أهل العلم يذكرون مسألة تارك جنس عمل الجوارح رداً على المرجئة.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [الصلاة وحكم تاركها ص71]: ((وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق: فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة)).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ((وهذا أيضاً مما ينبغي الاعتناء به؛ فإنَّ كثيراً ممن تكلَّم في مسألة الإيمان، هل تدخل فيه الأعمال؟ وهل هو قول وعمل؟ يظنُّ أنَّ النزاع إنما هو في أعمال الجوارح!!، وأنَّ المراد بالقول قول اللسان!! وهذا غلط)) [المجموع 7/ 550].
أخي انا لا أريد الاطالة ولكن كتبت هذا الكلام لتعرف موضع النزاع بين أهل السنة والمرجئة ثم للحديث بقية. أرجو أن تتدبر كلامي هذا بروية وبقلب صاف قبل الرد. وفقني الله واياك الى كل خير.
لماذا لاتنقل كلام ابن القيم رحمه الله كله ام؟
قال ابن القيم رحمه الله (وها هنا أصل آخر وهو أن حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل.
والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام.
والعمل قسمان: عمل القلب وهو نيته وإخلاصه،وعمل الجوارح.
فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله.
وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء، فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة.
وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده، كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به.
وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح ولا سيما إذا كان ملزوما لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره.
فإنه يلزمه من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح إذ لو اطاع القلب وانقاد لأطاعت الجوارح وانقادت، ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة وهو حقيقة الإيمان، فإن الإيمان ليس مجرد التصديق كما تقدم بيانه وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد، وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه بل هو معرفته المستلزمة لاتباعه والعمل بموجبه وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقا فليس هو التصديق المستلزم للإيمان فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته). الصلاة وحكم تاركها (1/ 70).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[22 - Mar-2009, صباحاً 03:46]ـ
أخي ابو نذر الرحمان هداني الله وإياك للحق والصواب
اخي كلامك من باب الالزام فكلام الائمة عن الذين يقولون الايمان قول باللسان أو قول واعتقاد فلا اشك انا وانت ان هذا القول قول المرجئة. لكن لمذا تلزم الذي يقول ان الايمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص لكنه لم يكفر تارك أعمال الجوارح أنه قال بقول المرجئة؟! هذا الذي أخالفك فيه لان قول السلف الايمان قول وعمل واعتقاد، العمل هنا يشمل عمل القلب وعمل الجوارح وهم تكلموا على تارك أعمال الجوارح ولهم في ذلك ادلة من السنة مثل حديث " لم يعملوا خيرا قط".
يعني النقول التي نقلتها عن الائمة هذه في الرد على المرجئة الذين قالوا ان الايمان قول والعمل ليس من الايمان. اما الذي يقول ان الايمان قول وعمل ولكنه لا يكفر تارك أعمال الجوارج فلا علاقة له في الارجاء اما ترك عمل القلب واعمال الجوارح فنعم الذي يقول هذا لا يكفر فهو مرجئ واخرج العمل عن مسمى الايمان.
مثلا الامام الآجري في كتابه الشريعة الذي نقلت منه يتكلم هذا الكلام في الرد على المرجئة الذين يقولون الايمان قول ولا عمل لذلك قال في موضع آخر من نفس الكتاب وهو يتكلَّم عن الاستثناء في الإيمان فيقول: ((من صفة أهل الحق ممن ذكرنا من أهل العلم: الاستثناء في الإيمان لا على جهة الشك - نعوذ بالله من الشك في الإيمان - ولكن خوف التزكية لأنفسهم من الاستكمال بالإيمان؛ لا يدري أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا؟ وذلك أن أهل العلم من أهل الحق إذا سألوا: أمؤمن أنت؟ قال: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار وأشباه هذا. والناطق بهذا والمصدِّق به بقلبه: مؤمن. وإنما الاستثناء بالإيمان لا يدري أهو ممن يستوجب ما نعت الله به المؤمنين من حقيقة الإيمان أم لا؟.
هذا طريق الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان؛ عندهم أنَّ الاستثناء في الأعمال لا يكون في القول والتصديق بالقلب، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان، والناس عندهم على الظاهر مؤمنون، به يتوارثون، وبه يتناكحون، وبه تجري أحكام ملة الإسلام، ولكن الاستثناء منهم على حسب ما بيناه له، وبينه العلماء من قبلنا)) [الشريعة 2/ 656].
وفي كلامه أمور:
- أنَّ الاستثناء محلَّه كمال الإيمان لا أصله.
- أنَّ الناطق بأصول الإيمان والمصدِّق بها – قولاً وعملاً – بقلبه: مؤمِن؛ أي: حصل له أصل الإيمان؛ فأين يا تُرى العمل بالجوارح؟!
- أنَّ الاستثناء يكون في الأعمال لا في القول ولا في التصديق بالقلب.
فأهل العلم يذكرون هذه المسألة رداً على المرجئة من باب إثبات قوة التلازم بين الظاهر والباطن؛ فالمرجئة أقسام منهم مَنْ يقول: الإيمان هو قول القلب وهم جمهورهم، ومنهم مَنْ يقول: قول اللسان وهم الكرامية، ومنهم مَنْ يقول: قول القلب واللسان وهم مرجئة الفقهاء؛ فكلُّهم يقولون: الإيمان قول بلا عمل، وأهل السُّنَّة يردُّون على الطائفة الأولى بأنَّ الإيمان الذي في القلب يوجب التكلّم بالشهادتين، وعلى الثانية بأنَّ هذا هو إيمان المنافقين، وعلى الثالثة بأنَّ الإيمان يُوجب عمل القلب ولا يُمكن أن يكون الإيمان تاماً كاملاً من غير عمل ظاهر، وهذا ظاهر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الإيمان".
فأصل المعركة بين أهل السنة والمرجئة من حيث العموم هو العمل (عمل القلب والجوارح) وليس مجرد عمل الجوارح حتى يُقال أنَّ أهل العلم يذكرون مسألة تارك جنس عمل الجوارح رداً على المرجئة.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [الصلاة وحكم تاركها ص71]: ((وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق: فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة)).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ((وهذا أيضاً مما ينبغي الاعتناء به؛ فإنَّ كثيراً ممن تكلَّم في مسألة الإيمان، هل تدخل فيه الأعمال؟ وهل هو قول وعمل؟ يظنُّ أنَّ النزاع إنما هو في أعمال الجوارح!!، وأنَّ المراد بالقول قول اللسان!! وهذا غلط)) [المجموع 7/ 550].
أخي انا لا أريد الاطالة ولكن كتبت هذا الكلام لتعرف موضع النزاع بين أهل السنة والمرجئة ثم للحديث بقية. أرجو أن تتدبر كلامي هذا بروية وبقلب صاف قبل الرد. وفقني الله واياك الى كل خير.
لماذا لم تنقل نص شيخ الاسلام كامل من اجل ان يتضح المعنى؟
اليك نص شيخ الاسلام كامل
"والمقصود هنا أن عامة فرق الأمة تدخل ما هو من أعمال القلوب، حتى عامة فرق المرجئة تقول بذلك، وأما المعتزلة والخوارج وأهل السنة وأصحاب الحديث فقولهم في ذلك معروف، وإنما نازع في ذلك من اتبع جهم بن صفوان من المرجئة، وهذا القول شاذ، كما أن قول الكرامية الذين يقولون: هو مجرد قول اللسان شاذٌّ أيضا.
وهذا أيضا مما ينبغي الاعتناء به، فإن كثيرًا ممن تكلم في مسألة الإيمان: هل تدخل فيه الأعمال؟ وهل هو قول وعمل؟ يظن أن النزاع إنما هو في أعمال الجوارح، وأن المراد بالقول قول اللسان، وهذا غلط؛ بل القول المجرد عن اعتقاد الإيمان ليس إيمانًا باتفاق المسلمين، فليس مجرد التصديق بالباطن هو الإيمان عند عامة المسلمين إلا من شذ من أتباع جهم والصالحي، وفي قولهم من السفسطة العقلية والمخالفة في الأحكام الدينية أعظم مما في قول ابن كرام، إلا من شذ من أتباع ابن كرام، وكذلك تصديق القلب الذي ليس معه حب الله ولا تعظيم، بل فيه بغض وعداوة لله ورسله ليس إيمانًا باتفاق المسلمين.
وقول ابن كرام فيه مخالفة في الاسم دون الحكم، فإنه وإن سمى المنافقين مؤمنين يقول: إنهم مخلدون في النار، فيخالف الجماعة في الاسم دون الحكم، وأتباع جهم يخالفون في الاسم والحكم جميعًا."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[22 - Mar-2009, صباحاً 04:01]ـ
####### ما دخل التتمة التي اكملتها من كلام شيخ الاسلام في مورد النزاع؟ #########
انا انقل الشاهد من كلامه فقط.
############
انا اناقش طلبة العلم في المجلس واحترم من عنده علم ولو خالفني وأبغض الجاهل المتعالم ولو نسخ ولصق من كتب شيخ الاسلام.
##############
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 01:55]ـ
إخواني الكرام وفقكم الله تعالى
----------------
اسمحوا لي بهذه المشاركة البسيطة في حواركم النافع .. وسوف تكون مشاركتي تعليقات على كلام الاخ الفاضل (أبو الحارث السلفي) وفقنا الله جميعاً إلى الحق والصواب.
وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود:
قولك وفقك الله تعالى: (موضوعنا في الترك وليس في الفعل) إهـ
أقول: لم أفهم مرادك بالتحديد .. ولكن لعلك تقصد بـ (الترك) الفرائض، وبـ (الفعل) ارتكاب المناهي، فلو تفصل ما المقصود من هذا القول .. وما هو الفرق بين الفعل والترك في كلامك .. وعلى كل حال سوف أقول: إن قصدت ترك الفرائض فهذا له مقام خاص .. فقد توجب الفريضة المتروكة: الكفر الأكبر وقد لا توجب، ولا يصح التسوية بينهما على كل حال .. ومن سوى بين الفعل وترك الفريضة فهو من المرجئة، كما نقل الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله: (قال ابن عيينة: المرجئة سموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم وليس سواء لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استجلال معصية، وترك الفرائض من غير عذر أو جهل كفر) جامع العلوم والحكم (14).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في نفس المعنى: (قاعدة في أن جنس فعل المأمور به أعظم من جنس ترك المنهي عنه، وأن جنس ترك المأمور به أعظم من جنس فعل المنهي عنه، وإن مثوبة بني آدم على أداء الواجبات أعظم من مثوبتهم على ترك المحرمات، وإن عقوبتهم على ترك الواجبات أعظم من عقوبتهم على فعل المحرمات .. وقد استدل ابن تيمية على ذلك باثنين وعشرين دليلاً فارجع إليه في مجموع الفتاوى (2/ 85).
أما قولك وفقك الله: ( .. يعني لا تناقض في قول من يقول أعمال الجوارح من الايمان ولكن تارك أعمال الجوارح لا يكفر) إهـ
أقول: هذا كلام مجمل ليس منضبط لا في عبارته ولا في مضمونه .. والتناقض وارد عليه ولا بد .. بل ويلزم منه من المقالات الباطلة ما يناقض مفهوم الإيمان عند أهل السنة من أصله .. فإن أعمال الجوارح متنوعة كما لا يخفاك، منها ما يزول الإيمان بزوالها .. ولهذا كان من الصور الكفر بالعمل كما هو معلو: التولي .. والإباء .. والإعراض .. إلى أخره.
أما قولك وفقك الله: (ثم البحث في أنه لا يوجد أحد من أئمة السلف قال عن الذي يقول إن الايمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص وجواز الاستثناء في الايمان لكنه لا يكفر من ترك أعمال الجوارح أنه مرجئ أو وافق المرجئة) إهـ
أقول: هذا الذي لا يُكفر تارك أعمال الجوارح جملة دون تفصيل لا يخلو حاله من أنه يرى أن أعمال الجوارح هي شرط كمال في الإيمان .. فهو بهذا يكون قد خالف قول أهل السنة في تعريف الإيمان لأنه لم ينقل عن أحدهم القول إنّ الإيمان قول واعتقاد وعمل (والعمل شرط في كماله).
فمِن السَّلف من قال: الإيمان: قول وعمل، ومنهم من قال: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، ومنهم من قال: قول وعمل ونية، ومنهم من قال: قول وعمل ونية وعمل بالسُّنة. فأين نجد قولاً واحداً عن أئمة السلف أن الإيمان: قول واعتقاد وعمل، والعمل شرط في كماله؟!!.
وقد وضَّح شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - المقصود من عبارات السلف السابقة فقال: (ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان فتارة يقولون هو قول وعمل، وتارة يقولون هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون قول وعمل ونية واتباع السنة، وتارة يقولون قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، وكل هذا صحيح ... إلى أن يقول: إن من قال من السلف الإيمان: قول وعمل؛ أراد قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح، ومن زاد الاعتقاد رأى أن لفظ القول لا يُفهَمُ منه إلا القول الظاهر، أو خاف ذلك فزاد الاعتقاد بالقلب، ومن قال: قول وعمل ونية قال: القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان، وأما العمل فقد لا يفهم منه
(يُتْبَعُ)
(/)
النية فزاد ذلك، ومن زاد اتباع السُّنة؛ فلأن ذلك كله لا يكون محبوباً لله إلا باتباع السُّنة وأولئك لم يريدوا كل قول وعمل، إنما أرادوا ما كان مشروعاً من الأقوال والأعمال، ولكن كان مقصودهم الردّ على المرجئة الذين جعلوه قولاً فقط، فقال: بل قول وعمل، والذين جعلوه: أربعة أقسام فسّروا مرادهم كما سئل سهل بن عبدالله التستري عن الإيمان ما هو؟ فقال: قول وعمل ونية وسُنَّة. لأن الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق، وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سُنُّة فهو بدعة) إهـ كتاب الإيمان (146).
ويقول في موضع أخر: (وقد تبين أن الدين لا بد فيه من قول وعمل وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله بقلبه ولسانه ولم يؤد واجباً ظاهراً ولا صلاة ولا زكاة ولا صياماً ولا غير ذلك من الواجبات ... ثم قال رحمه الله: ومن قال بحصول الإيمان بدون فعل شيء من الواجبات سواء جعل فعل تلك الواجبات لازماً أو جزءاً منه - فهذا نزاع لفظي – كان مخطئاً خطئاً بيناً، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها وقالوا فيها المقالات الغليظة ما هو معروف) إهـ مجموع الفتاوى (7/ 621).
فلا بد من التفصيل في هذا الإجمال .. فالذين لا يكفرون تارك أعمال الجوارح بالكلية إما لكونهم يصرحون بأن: أعمال الجوارح شرط كمال في الإيمان، وإما لكونهم دخلت عليهم شبهات المرجئة في هذا الباب فلا يكفرون تارك جنس الأعمال لأنهم يرون أن العمل شرط كمال وليس شرط صحة دون تفصيل.
وهذا ليس قول أهل السنة في تعريف الإيمان بل هو قول طوائف من الأشاعرة والمرجئة وغيرهما. يقول أبي عذبة الحسن بن عبد المحسن: (اعلم أن العمل ليس من أركان الإيمان خلافاً للوعيدية، وليس ساقطاً بالكلية حتى لا تضر المؤمن معصيته خلافاً للمرجئة) إهـ الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية (40).
وقد بيّن البيجوري في كتابه تحفة المريد (47) أن المختار عند أهل السُّنة والجماعة - وهم عنده الأشاعرة - في الأعمال الصالحة أنها شرط كمال الإيمان.
ثم اعلم - وفقك الله تعالى - أنه لا يلزم من اقرار المرء بان الإيمان قول وعمل أن يخرج صاحب هذا الإقرار من بدعة الإرجاء كلية، والفقهاء الذين قالوا أن من أقر بأن الإيمان اعتقاد وقول وعمل فقد برئ من الإرجاء!، إنما قصدوا إلى بيان أهمية هذا التقرير وموضعه من عقيدة أهل السنة بشروطه كما نقلنا عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وشاهد ذلك من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة ... الحديث) .. فإنه - خلافاً للمرجئة - لم ياخذها أحد من أهل السنة على عمومها، إذ أن العموم هنا مخصص بمكملات الشهادة ولوازمها ومقتضياتها، وكذلك يتنزّل قول الأئمة الذين قالوا فيما قرروا أن من قال كذا فقد خرج من الإرجاء أو أمثال هذا التعميم.
ولهذا لما عرّف بعضهم الإيمان بتعريف أهل السنة والجماعة بأنه: قول واعتقاد وعمل إلا أنهم جعلوا العمل شرط في كماله وليس في صحته كما فعل مراد شكري وعلي الحلبي في كتاب: (أحكام التقرير) و عدنان عبد القادر في كتابه: (حقيقة الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة) أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية فتواهم بأن هذا هو حقيقة قول المرجئة في باب الإيمان.
وإليك نص فتواهم: (الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
وبعد: فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء درست ما ورد إليها من الأسئلة المقيدة لدى الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (802) وتاريخ 9/ 2 /1421 هـ رقم (1313) وتاريخ 8/ 3 / 1421 هـ ورقم (1709) وتريخ 18/ 3 / 1421 هـ. عن كتاب بعنوان: " حقيقة الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة ". لعندنان عبد القادر، نشر جمعية الشريعة بالكويت.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأفتت اللجنة بعد الدراسة (أن هذا الكتاب ينصر مذهب المرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان وحقيقته وأنه عندهم شرط كمال، وأن المؤلف قد عزز هذا المذهب الباطل بنقول عن أهل العلم تصرف فيها بالبتر والتفريق وتجزئة الكلام، وتوظيف الكلام في غير محله والغلط في الغزو ... إلى أخر ما في هذا الكتاب من مثل هذه الطوام مما ينصر مذهب المرجئة، وإخراجه للناس باسم مذهب أهل السنة والجماعة، ولهذا فإن هذا الكتاب يجب حجبه وعدم تداوله، وننصح مؤلفه أن يراجع نفسه وان يتقي الله بالرجوع إلى الحق والإنتعاد عن مواطن الضلال والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء) إهـ
وكذلك أفتت اللجنة بمثل هذا في شأن مراد شكري صاحب كتاب (إحكام التقرير) بتقديم علي الحلبي مع أنهما عرفا الإيمان بتعريف أهل السنة والجماعة إلا أنهما اعتبرها أن العمل شرط كمال في الإيمان، فأصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتواها بأن هذا قول المرجئة، ويراجع يان هيئة كبار العلماء في التحذير من كتاب (إحكام التقرير في أحكام التكفير لمؤلفه مراد شكري والذي قام على طبعه ونشره علي بن حسن الحلبي)، فتوى رقم (20212) بتاريخ 7/ 2 / 1419 هـ.
وهذا بيان أخر من اللجنة الدائمة تقرر فيه أن من اعتبر أعمال الجوارح شرط كمال في الإيمان دون تفصيل فقد وقع في بدعة الإرجاء المقيتة.
فقد جاء في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم (21436) بتاريخ 8/ 4 / 1421 هـ: (الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من عدد من المستفتين المقيدة استفتاءاتهم بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5411) وتاريخ: 7/ 11 / 1420 هـ، ورقم (1026) وتاريخ: 17/ 2 / 1421 هـ، ورقم (1016) وتاريخ: 7/ 2 / 1421 هـ، وقم (1395) وتاريخ: 8/ 3 / 1421 هـ، ورقم (1650) وتريخ: 17/ 3 / 1421 هـ، ورقم (1893) وتاريخ: 25/ 3 / 1421 هـ، ورقم (2106) وتاريخ: 7/ 4 / 1421 هـ، وقد سأل المستفتون أسئلة كثيرة مضمونها: " ظهرت في الآونة الأخيرة فكرة الإرجاء بشكل مخيف وانبرى لترويجها عدد كثير من الكُتّاب يعتمدون على نقولات مبتورة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية مما سبّب ارتباكاً عند كثير من الناس في مسمّى الإيمان حيث يحاول هؤلاء الذين ينشرون هذه الفكرة أن يخرجوا العمل عن مسمى الإيمان ويرون نجاة من ترك جميع الأعمال وذلك مما يسهل على الناس الوقوع في المنكرات وأمور الشرك وأمور الردة إذا عَلِمُوا أن الإيمان متحقق لهم ولو لم يؤدوا الواجبات ويتجنبوا المحرمات ولو لم يعملوا بشرائع الدين بناءً على هذا المذهب، ولا شك أن هذا المذهب له خطورته على المجتمعات الإسلامية وأمور العقيدة والعبادة، فالرجاء من سماحتكم بيان حقيقة هذا المذهب وآثاره السيئة وبيان الحق المبني على الكتاب والسنة وتحقيق النقل عن شيخ الإسلام حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه، وفقكم الله وسدد خطاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي: هذه المقالة المذكورة هي مقالة المرجئة الذين يخرجون الاعمال عن مسمى الإيمان ويقولون الإيمان هو التصديق أو التصديق بالقلب والنطق باللسان فقط، وأما الأعمال فإنها عندهم شرط كمال فيه فقط وليست منه، فمن صدق بقلبه ونطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان عندهم ولو فعل ما فعل من ترك الواجبات وفعل المحرمات ويستحق دخول الجنة ولو لم يعمل خيراً قط ولزم على ذلك الضلال لوازم باطلة منها حصر الكفر بكفر التكذيب والإستحلال القلبي، ولا شك أن هذا قول باطل وضلال مبين مخالف للكتاب والسنة وما عليه أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً) إهـ انظر نص الفتوى باكمله رقم (21436) بتاريخ 8/ 4 /1421 هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسلف مع قولهم بركنية العمل في مسمّى الإيمان لا يجعلون ذلك متعلقاً بآحاده وأفراده كما هو الشأن عند الخوارج والمعتزلة وإنما حصروا ذلك بجنسه وأما آحاده وأفراده فقد فصَّلوا القول فيها؛ فمنها ما هو شرط في صحة الإيمان ومنها ما هو شرط في كماله والفيصل في ذلك نصوص الكتاب والسُّنة وفهم السلف أنفسهم.
وكذلك لا يجعلون جنس أعمال الجوارح من شروط كمال الإيمان وليس صحته كما تفعل المرجئة والجهمية.
بل الأمر فيه تفصيل يجب مراعاته .. والعبرة كما قلنا بـ: نصوص الكتاب والسنة وفهم السلف أنفسهم.
هذا ما أردت أن أنبه عليه إخواني الكرام وفقهم الله تعالى.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 02:08]ـ
السلام عليكم،
مثلا أنقل لك مثالا واحدا للعلامة ابن رجب:
قال العلامة ابن رجب رحمه الله تعالى في حديث الشفاعة، في قوله: (لم يعملوا خيراً قط):
((والمراد بقوله: "لم يعملوا خيراً قط" من أعمال الجوارح وإنْ كان أصل التوحيد معهم، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار أنه: "لم يعمل خيراً قط غير التوحيد"؛ خرَّجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعاً, ومن حديث ابن مسعود موقوفاً, ويشهد لهذا ما في حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة قال: "فأقول يا رب ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله، فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله" خرَّجاه في الصحيحين, وعند مسلم "فيقول: ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك"، وهذا يدل على أنَّ الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق: هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيراً قط بجوارحهم)) [التخويف من أهل النار ص 256].
فهل نقول أن ابن رجب مرجئ؟ او هل قال أحد من علماء عصره بذلك؟
عندي إشكالان في المسألة التي تحاور فيها، وهما:
أولاً: في كلام ابن رجب الذي نقلته آنفاً، هل فيه تقرير لقاعدة شرعية يعتقدها هو؟ بمعنى: هل من اعتقاد ابن رجب أن من لم يعمل خيراً قط زائداً على اعتقاد قلبه فهو مؤمن؟
لأن كلامه يُمكن أن يُحمل على الوجه التالي: لم يُقبل منهم من أعمال الجوارح شيئاً .. كقول النبي (ص) للمسيء في صلاته: ارجع فصل، فإنك لم تصلّ.
ويُمكن أن يُحمل على أنّ الذين لم يعملوا خيراً قط، كحال الذي أوصى أهله أن يُحرّقوه، إنما لم يُمكنهم ذلك، لتأخر توبتهم كثيراً حتى لحظة احتضارهم، فعجزوا عن عمل الجوارح، مع عمل قلبهم ((فهو قد وقع في قلبه من خشية الله والندم على ما فاته الشيء العظيم حتى غفر الله له بذلك)) .. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما هو معلوم.
فكون ابن رجب - رحمه الله - يقرر أن بعض الناس يدخلون الجنة وهم لم يعملوا بجوارحهم خيراً قط، لا يعني أنه يجعل ذلك أصلاً شرعياً في باب الإيمان .. خاصة وأنه يشرح بكلامه ذلك الحديث.
فهل من كلام محكم لابن رجب - رحمه الله - يقرر فيه هذه القاعدة؟
----------
ثانياً: أود معرفة رأيك بهذه الرواية:
قال حنبل: حدثنا الحميدي قال: وأخبرت أن ناساً يقولون: من أقرّ بالصلاة والزكاة والصوم والحج، ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت، ويصلّي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن، ما لم يكن جاحداً، إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه، إذا كان مقراً بالفرائض واستقبال القبلة. فقلت: هذا الكفر الصراح، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين .. قال حنبل: سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول: من قال هذا فقد كفر بالله، وردّ على الله أمره، وعلى الرسول ما جاء به
-----------
وجزاك الله خيراً
ـ[ابن عطاء السكندرى]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 02:40]ـ
اخواننا الكرام الامام الدهلوى و ابو مروان و ابو شعيب و جميع الاخوة
بارك الله فيكم جميعا مسألة جنس العمل و ترك عمل الجوارح بالكلية محسومة عند سلف الامة و الأئمة بفضل الله تعالى
و محسومة ايضا عند العلماء فى العصر الحديث امثال الشيخ العلوان و الفوزان و الحوالى و الشاذلى و غيرهم الكثيرون
و لكن هناك من دخلت عليه شبهات المرجئة من اصحاب الفضل و العلم فتبنى ارائهم فى هذه المسألة دون ان يدرى نسأل الله للجميع الهداية و التوفيق و المغفرة و حسن الخاتمة
و قد اجاد العلامة / سفر الحوالى و اوضح مذهب السلف فى هذه القضية فى رسالة الدكتواره التى منحت له من جامعة ام القرى المسماه / ظاهرة الارجاء فى الفكر الإسلامى
و الرسالة موضح بها بحمد الله عقيدة سلف الامة و الأئمة و لم يأتى احد حتى الأن برد منطقى او نقض صحيح لما ورد فيها
فمن اراد مراجعتها فهى موجودة على الشبكة
و غفر الله للجميع و الله نسال ان يعلمنا ما جهلنا
ـ[خالد مصطفى]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 04:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً و قبل أن اشارك معكم عندي رسالتان أود إرسالهما إليكم
أولا: رسالة شكر و تقدير لكل مهذب مؤدب في حديثه فوالله إن الأدب في الحديث له وقعٌ طيبٌ على النفس و يكون معيناً على قبول الحق الذي معكم فحافظوا على هذا الخلق العظيم بارك الله فيكم و نفع بكم و الحمد لله من خلال مروري بهذا المنتدى القيم لم أجد إلا إخوة مهذبين مؤدبين نفع الله بكم و بارك فيكم و أسأل الله جل و علا أن يرزقني الأدب و ألا اذكركم بأمرٍ و أنساه رزقنا الله و إياكم الأدب و الخلق الحسن و حسن الحديث
ثانياً: رسالة نصيحة و تنبية أحيانا عندما يكون الواحد منا في حوار و يعلم أن الكل يقرأ فيتحرج إن أتضح له الحق في خلاف ما يقول أن يرجع و قد يظن احدنا أنه على صواب و الصواب قد جانبه فالإخلاص الإخلاص إخوة الإسلام
أسأل الله جل و علا أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل و ان يجنبنا الزيغ و الزلل
صدقاً لم ارى هذه المسألة في اي منتدى تطرح و تناقش بمثل هذا الأدب فحافظوا عليه إلى النهاية بارك الله فيكم
لي عودة للتعليق على بعض ما كُتِب
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 04:07]ـ
أخي الكريم أبو شعيب وفقك الله تعالى
---------------------
وأقول لك قبل كل شيء عوداً حميداً .. لقد أشتقنا لمشاركاتك الطيبة جزاك الله خيراً
أما بخصوص المحكم من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله فهو يقرر فيه قول أهل السنة والجماعة في حكم تارك الأعمال بالكلية، ولا يخرج عن قولهم في ذلك، كما تراه محرراً في مصنفاته مثل: شرحه على صحيح البخاري، وكتابه جامع العلوم والحكم، وكتاب: تحقيق كلمة الإخلاص .. وغيرها.
ولكن الشأن في المنصف الذي يحسن فهم أقوال أهل العلم حتى يصل إلى الحق ..
فخذ على سبيل المثال هذا القول الصريح.
فقد قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في تفسيره لحديث بُني الإسلام على خمس أركان: (معنى قوله صلي الله عليه وسلم " بني الإسلام على خمس " أن الإسلام مثله كبنيان، وهذه الخمس: دعائم البنيان وأركانه التي يثبت عليها البنيان.
وقد روي في لفظ: " بني الإسلام على خمس دعائم ". خرجه محمد بن نصر المروزي.
وإذا كانت هذه دعائم البنيان وأركانه، فبقية خصال الإسلام كبقية البنيان، فإذا فقد شيء من بقية الخصال الداخلة في مسمى الإسلام الواجب نقص البنيان ولم يسقط بفقده.
وأما هذه الخمس، فإذا زالت كلها سقط البنيان ولم يثبت بعد زوالها وكذلك إن زال منها الركن الأعظم وهو الشهادتان، وزوالهما يكون بالإتيان بما يضادهما ولا يجتمع معهما. وأما زوال الأربع البواقي: فاختلف العلماء هل يزول الاسم بزوالها أو بزوال واحد منها؟، أم لا يزول بذلك؟، أم يفرق بين الصلاة وغيرها فيزول بترك الصلاة دون غيرها؟، أم يختص زوال الإسلام بترك الصلاة والزكاة خاصة.
وفي ذلك اختلاف مشهور، وهذه الأقوال كلها محكية عن الإمام أحمد، وكثير من علماء أهل الحديث يرى تكفير تارك الصلاة.
وحكاه إسحاق بن راهويه إجماعاً منهم، حتى إنه جعل قول من قال: لا يكفر بترك هذه الأركان مع الإقرار بها من أقوال المرجئة، وكذلك قال سفيان بن عيينه: المرجئة سموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم، وليسا سواء، لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال: معصية، وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر: هو كفر.
وبيان ذلك في أمر آدم وإبليس وعلماء اليهود الذين أقروا ببعث النبي صلي الله عليه وسلم ولم يعملوا بشرائعه.
وروي عن عطاء ونافع مولى ابن عمر أنهما سئلا عمن قال: الصلاة فريضة ولا أصلي، فقالا: هو كافر، وكذا قال الإمام أحمد.
ونقل حرب عن إسحاق قال: غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوما يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها لا نكفره، يرجى أمره إلى الله بعد، إذ هو مقر، فهؤلاء الذين لا شك فيهم - يعني في أنهم مرجئة - وظاهر هذا: أنه يكفر بترك هذه الفرائض.
وروى يعقوب الأشعري عن ليث عن سعيد بن جبير قال: من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر، ومن أفطر يوما في رمضان فقد كفر، ومن ترك الحج متعمداً فقد كفر، ومن ترك الزكاة متعمدا فقد كفر.
ويروى عن الحكم بن عتيبة نحوه، وحكى رواية عن أحمد اختارها أبو بكر من أصحابه، وعن عبد الملك بن حبيب المالكي مثله، وهو قول أبي بكر الحميدي.
وروي عن ابن عباس التكفير ببعض هذه الأركان دون بعض، فروى مؤمل عن حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس - ولا أحسبه إلا رفعه - قال: " عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، و إقام الصلاة، وصوم رمضان، من ترك منها واحدة فهو بها كافر حلال الدم، وتجده كثير المال لم يحج فلا يزال بذلك كافراً ولا يحل دمه، وتجده كثير المال لا يزكي فلا يزال بذلك كافرا ولا يحل دمه " ورواه قتيبة عن حماد بن زيد فوقفه واختصره ولم يتمه، ورواه سعيد بن زيد - أخو حماد - عن عمرو بن مالك ورفعه، وقال: " من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر، ولا يقبل منه صرف ولا عدل وقد حل دمه وماله " ولم يزد على ذلك.
والأظهر: وقفه على ابن عباس، فقد جعل ابن عباس ترك هذه الأركان كفراً، لكن بعضها كفراً يبيح الدم وبعضها لا يبيحه، وهذا يدل على أن الكفر بعضه ينقل عن الملة وبعضه لا ينقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأكثر أهل الحديث على أن ترك الصلاة كفر دون غيرها من الأركان كذلك حكاه محمد بن نصر المروزي وغيره عنهم.
وممن قال بذلك: ابن المبارك، وأحمد - في المشهور عنه -، وإسحاق، وحكى عليه إجماع أهل العلم كما سبق.
وقال أيوب: ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه. وقال عبد الله بن شقيق: " كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة " خرجه الترمذي.
وقد روي عن علي وسعد وابن مسعود وغيرهم قالوا: من ترك الصلاة فقد كفر.
وقال عمر: لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلي الله عليه وسلم قال " بين الرجل وبين الشرك والكفر: ترك الصلاة ".
وخرج النسائي والترمذي وابن ماجه من حديث بريدة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال " العهد الذي بيننا وبينهم: الصلاة، فمن تركها فقد كفر ".وصححه الترمذي وغيره.
و من خالف في ذلك جعل الكفر هنا غير ناقل عن الملة كما في قوله تعالى: " وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " سورة المائدة: 44.
فأما بقية خصال الإسلام والإيمان فلا يخرج العبد بتركها من الإسلام عند أهل السنة والجماعة. وإنما خالف في ذلك الخوارج ونحوهم من أهل البدع.قال حذيفة: " الإسلام ثمانية أسهم: الإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والحج سهم، ورمضان سهم، والجهاد سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، وقد خاب من لا سهم له " ورُوي مرفوعاً، والموقوف أصح.
فسائر خصال الإسلام الزائدة على أركانه الخمسة ودعائمه إذا زال منها شيء نقص البنيان ولم ينهدم أصل البنيان بذلك النقص) إهـ فتح البارى شرح البخاي للحافط ابن رجب الحنبلي.
فهل بعد هذا البيان يوجد بيان؟!! .. والله المستعان.
ـــــــــــــــــــ
أخي الكريم أبو الحارث وفقك الله تعالى
-----------------
هناك قواعد وضوابط يجب مراعاتها عند وصف من يوجد في أقواله بعض المقالات الخاطئة .. فليس كل من من وجد في كلامه شيء من الأراء المخالفة لعقيدة أهل السنة يوصف بأنه مبتدع!!.
لذلك: يجب التفريق بين وصف الشخص بأنه: مبتدع على الحقيقة، أو كونه دخلت عليه شائبة بدعة لا يلزم منها أن يكون مبتدع على الحقيقة .. وقد فصّل الإمام الشاطبي رحمه الله تفصيلاً رائعاً حول هذا المسالة في كتابه (الإعتصام) فيمكن أن تراجعه فهو مفيد جداً.
وهذا ما نقصده في باب الإرجاء: فهناك المرجئ المحض .. وهناك مرجئة الفقهاء .. وهناك من دخلت عليه شبهات المرجئة .. وهناك من يكون في كلامه بعض الإرجاء .. وكل هؤلاء درجات متفاوتة لا يصح التسوية بينهم.
لذلك بعض كبار أهل العلم الذين وُجد في أقوالهم بعض الأراء المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة في باب الإسماء والصفات لم يمنع ذلك من دخولهم في نقاط أهل السنة والجماعة كما هو معلوم فضلاً عن أن يوصفوا بأنهم من جملة أهل البدع .. فتأمل.
ـ[خالد مصطفى]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 04:49]ـ
8 - ترك جميع أعمال الجوارح (جنس الأعمال كما يسميه ابن تيمية) ليس كفراً مخرجاً من الملة.
(ووجه كونه إرجاءً لأنه يلزم منه أن أعمال الجوارح ليست ركناً في الإيمان بل و لا عمل القلب كذلك، وهذا باطل لارتباط الظاهر بالباطن فيمتنع وجود عمل القلب مع انتفاء عمل الجوارح).
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بصراحة هذه الفقرة آلمتني جدا لقوله عفى الله عنه " لأنه يلزم منه أن أعمال الجوارح ليست ركناً في الإيمان " و من قال من المتقدمين أن أعمال الجوارح ركن في الإيمان؟؟ أرجو الإفادة ممن عنده علم
لي عودة مرة أخرى
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 05:12]ـ
أخي الفاضل الدهلوي وفقني الله واياك لما يحب ويرضى
بداية أشكر لك حسن ردك وانا احترم كل من يرد بعلم وحلم ولو خالفني وبيّن خطئي.
أما أجوبتك على أسئلتك فإليك أخي:
"قولك وفقك الله تعالى: (موضوعنا في الترك وليس في الفعل) إهـ
أقول: لم أفهم مرادك بالتحديد .. ولكن لعلك تقصد بـ (الترك) الفرائض، وبـ (الفعل) ارتكاب المناهي، فلو تفصل ما المقصود من هذا القول"
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي كلامي هذا كان ردا على أحد الذين شاركوا في نقل كلام ليس له علاقة في الموضوع فبينت له مورد النزاع أنا من البداية كان طرحي لمسألة واحدة وهي اعتراضي على النقطة الثامنة في المقال الرئيس وهي ان من قال بأن من يقول بأن ترك جميع أعمال الجوارح (جنس الأعمال كما يسميه ابن تيمية) ليس كفراً مخرجاً من الملة فقد وقع في الارجاء. فكان من يرد علي يثبت أن العمل من الايمان فأنا قلت بحثنا في الترك وليس في الفعل يعني أنا لا أشك ان الكفر يكون بالقول والفعل والاعتقاد. الكلام في ترك الاعمال هو كفر أكبر أو لا هذا ما قصدته بكلامي.
يعني من يقول العمل من الايمان لكن لا يكفر تارك العمل وهذا متصور مثلا الحياء من الايمان ولا يلزم ان تارك الحياء يكفر فهنا البحث. أما بالنسبة للمسألة فأنت تعلم الخلاف في تارك المباني الأربعة فإذا كان هناك من أهل السنة من قال بعدم كفر تارك المباني الاربعة فغيرها من الأعمال من باب أولى.
قولك أخي"هذا الذي لا يُكفر تارك أعمال الجوارح جملة دون تفصيل لا يخلو حاله من أنه يرى أن أعمال الجوارح هي شرط كمال في الإيمان"
أنت تعلم أخي ان هذا الأمر حادث وهو قول ان الاعمال شرط صحة او شرط كمال ويعجبني قول الشيخ ابن عثيمين لما سئل عن ذلك فقال هذه طنطنة لا فائدة منها أو نحوه والشيخ ابن باز سئل عن هذا فقال فيه تفصيل اما الصلاة فشرط صحة واما غيرها فشرط كمال وعلى قول ابن باز فمن لا يكفر تارك الصلاة عنده العمل شرط كمال فلا يحكم بإرجاء ولا بخارجية بناء على هذه اللفظة انما بالاستفصال. وقال الشيخ ابن عثيمين من الأعمال ما هو شرط صحة ومنها ما هو شرط كمال.
قولك:" أما قولك وفقك الله: ( .. يعني لا تناقض في قول من يقول أعمال الجوارح من الايمان ولكن تارك أعمال الجوارح لا يكفر) إهـ
أقول: هذا كلام مجمل ليس منضبط لا في عبارته ولا في مضمونه .. والتناقض وارد عليه ولا بد .. بل ويلزم منه من المقالات الباطلة ما يناقض مفهوم الإيمان عند أهل السنة من أصله .. فإن أعمال الجوارح متنوعة كما لا يخفاك، منها ما يزول الإيمان بزوالها .. ولهذا كان من الصور الكفر بالعمل كما هو معلو: التولي .. والإباء .. والإعراض .. إلى أخره. " أخي هذا ما قصدته أنا ينظر فمن الاعمال ما يكون بذاته كفر اما أخي التولي والاعراض والإباء فهذا أمر زائد عن مجرد الترك أما الترك فكما قلنا سابقا هناك من لم يكفر تارك المباني الأربعة والكلام عن مجرد الترك ليس عن الاباء او التولي او الاعراض فأنا أثبت الكفر بهذه الامور جميعها بالطبع.
قولك أخي بارك الله فيك:"فأين نجد قولاً واحداً عن أئمة السلف أن الإيمان: قول واعتقاد وعمل، والعمل شرط في كماله؟!! "
هذا يوجد أخي في تفصيلات شيخ الاسلام واذكر لك موضعا واحدا:
[المجموع 7/ 637]:
((ثم هو – يقصد: لفظ الإيمان - في الكتاب بمعنيين: أصل، وفرع واجب، فالأصل: الذي في القلب، وراءه العمل؛ فلهذا يفرق بينهما بقوله: "آمنوا وعملوا الصالحات"، والذي يجمعهما كما فى قوله: "إنما المؤمنون" "ولا يستأذنك الذين لا يؤمنون" وحديث الحيا ووفد عبد القيس.
وهو مركب من أصل: لا يتم بدونه، ومن واجب: ينقص بفواته نقصاً يستحق صاحبه العقوبة، ومن مستحب: يفوت بفواته علو الدرجة. فالناس فيه: ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق.
كالحجِّ وكالبدن والمسجد وغيرهما من الأعيان والأعمال والصفات؛ فمن سواء أجزائه: ما إذا ذهب نقص عن الأكمل. ومنه ما نقص عن الكمال؛ وهو ترك الواجبات أو فعل المحرمات. ومنه ما نقص ركنه: وهو ترك الاعتقاد والقول؛ الذي يزعم المرجئة والجهمية أنه مسمَّى فقط، وبهذا تزول شبهات الفرق. وأصله: القلب، وكماله: العمل الظاهر. بخلاف الإسلام؛ فإنَّ أصله: الظاهر، وكماله: القلب)).
ولا أريد استطرد في الموضوع أخي لكن اكتفيت بالرد على تساؤلاتك على عجل وان كان هناك ملاحظة او طلب توضيح فأنا حاضر وارحب بالنقد البناء المنبي على علم وحلم. بارك الله فيك.
والله أعلم
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 05:17]ـ
أخي أبو شعيب وفقني الله واياك الى كل خير
اما اشكالك الأول:
"فكون ابن رجب - رحمه الله - يقرر أن بعض الناس يدخلون الجنة وهم لم يعملوا بجوارحهم خيراً قط، لا يعني أنه يجعل ذلك أصلاً شرعياً في باب الإيمان .. خاصة وأنه يشرح بكلامه ذلك الحديث" نعم يحتمل أخي هذا وأجاب عنه الدهلوي اظن في رده الثاني:
"ثانياً: أود معرفة رأيك بهذه الرواية:
قال حنبل: حدثنا الحميدي قال: وأخبرت أن ناساً يقولون: من أقرّ بالصلاة والزكاة والصوم والحج، ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت، ويصلّي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن، ما لم يكن جاحداً، إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه، إذا كان مقراً بالفرائض واستقبال القبلة. فقلت: هذا الكفر الصراح، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين .. قال حنبل: سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول: من قال هذا فقد كفر بالله، وردّ على الله أمره، وعلى الرسول ما جاء به"
هذا رأيي أخي:
عقَّب الخلال بعد أن ذكره فقال: ((في إسناده عبد الله بن حنبل مجهول الحال)) [السنة 3/ 587]، ثم لو صح هذا القول عنه: فإنَّما كفَّره الحميدي لِما فيه من استخفافٍ وعدمِ الالتزام بالفرائض وردِّها وليس بمجرد تركها؛ وهذا متفق عليه حتى مع مرجئة الفقهاء!!.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بعد أن نقل كلام الحميدي وغيره: ((وإنما قال الأئمة بكفر هذا؛ لأنَّ هذا فرض ما لا يقع، فيمتنع أن يكون الرجل لا يفعل شيئاً مما أمر به من الصلاة والزكاة والصيام والحج، ويفعل ما يقدر عليه من المحرمات مثل الصلاة بلا وضوء!! وإلى غير القبلة!! ونكاح الأمهات!!، وهو مع ذلك مؤمن في الباطن؛ بل لا يفعل ذلك إلا لعدم الإيمان الذي في قلبه. ولهذا كان أصحابُ أبي حنيفة يكفِّرون أنواعاً ممن يقول كذا وكذا لِما فيه من الاستخفاف، ويجعلونه مرتداً ببعض هذه الأنواع)) المجموع (7/ 218).
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 05:23]ـ
أخي الكريم أبو الحارث وفقك الله تعالى
-----------------
هناك قواعد وضوابط يجب مراعاتها عند وصف من يوجد في أقواله بعض المقالات الخاطئة .. فليس كل من من وجد في كلامه شيء من الأراء المخالفة لعقيدة أهل السنة يوصف بأنه مبتدع!!.
لذلك: يجب التفريق بين وصف الشخص بأنه: مبتدع على الحقيقة، أو كونه دخلت عليه شائبة بدعة لا يلزم منها أن يكون مبتدع على الحقيقة .. وقد فصّل الإمام الشاطبي رحمه الله تفصيلاً رائعاً حول هذا المسالة في كتابه (الإعتصام) فيمكن أن تراجعه فهو مفيد جداً.
وهذا ما نقصده في باب الإرجاء: فهناك المرجئ المحض .. وهناك مرجئة الفقهاء .. وهناك من دخلت عليه شبهات المرجئة .. وهناك من يكون في كلامه بعض الإرجاء .. وكل هؤلاء درجات متفاوتة لا يصح التسوية بينهم.
لذلك بعض كبار أهل العلم الذين وُجد في أقوالهم بعض الأراء المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة في باب الإسماء والصفات لم يمنع ذلك من دخولهم في نقاط أهل السنة والجماعة كما هو معلوم فضلاً عن أن يوصفوا بأنهم من جملة أهل البدع .. فتأمل.
أخي الفاضل أوافقك في هذا 100% ولا اشكال عندي في هذا والحمد لله ومن هذا الباب كانت بداية مشاركتي عن الاطلاقات وتنزيل بعض من لا علم عنده هذه الاطلاقات على ائمة ورميهم بالبدعة والارجاء وانما القول بأن هذا العالم أخطأ فلا شك ولا ريب فما منا الا راد او رد عليه الا صاحب هذا القبركما قال الامام مالك رحمه الله والغلو مذموم.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 06:12]ـ
أخي الفاضل الدهلوي وفقني الله واياك لما يحب ويرضى
قولك أخي بارك الله فيك:"فأين نجد قولاً واحداً عن أئمة السلف أن الإيمان: قول واعتقاد وعمل، والعمل شرط في كماله؟!! "
هذا يوجد أخي في تفصيلات شيخ الاسلام واذكر لك موضعا واحدا:
[المجموع 7/ 637]:
((ثم هو – يقصد: لفظ الإيمان - في الكتاب بمعنيين: أصل، وفرع واجب، فالأصل: الذي في القلب، وراءه العمل؛ فلهذا يفرق بينهما بقوله: "آمنوا وعملوا الصالحات"، والذي يجمعهما كما فى قوله: "إنما المؤمنون" "ولا يستأذنك الذين لا يؤمنون" وحديث الحيا ووفد عبد القيس.
وهو مركب من أصل: لا يتم بدونه، ومن واجب: ينقص بفواته نقصاً يستحق صاحبه العقوبة، ومن مستحب: يفوت بفواته علو الدرجة. فالناس فيه: ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق.
كالحجِّ وكالبدن والمسجد وغيرهما من الأعيان والأعمال والصفات؛ فمن سواء أجزائه: ما إذا ذهب نقص عن الأكمل. ومنه ما نقص عن الكمال؛ وهو ترك الواجبات أو فعل المحرمات. ومنه ما نقص ركنه: وهو ترك الاعتقاد والقول؛ الذي يزعم المرجئة والجهمية أنه مسمَّى فقط، وبهذا تزول شبهات الفرق. وأصله: القلب، وكماله: العمل الظاهر. بخلاف الإسلام؛ فإنَّ أصله: الظاهر، وكماله: القلب)).
ولا أريد استطرد في الموضوع أخي لكن اكتفيت بالرد على تساؤلاتك على عجل وان كان هناك ملاحظة او طلب توضيح فأنا حاضر وارحب بالنقد البناء المنبي على علم وحلم. بارك الله فيك.
والله أعلم
اخي بارك الله فيك اين قول شيخ الاسلام بان العمل شرط كمال هنا؟
دائما في ردودك تقول بان السلف لم يصفوا من يقول بان [من ترك جنس العمل لا يكفر] بانه مرجئي
لا ادري هل تقرأ ردودي ام لا
الم انقل لك نقل الامام ابن رجب:
فتح الباري لابن رجب - (ج 1 / ص 10)
ونقل حرب عن إسحاق قال: غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوما يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها لا نكفره، يرجى أمره إلى الله بعد، إذ هو مقر، فهؤلاء الذين لا شك فيهم- يعني في أنهم مرجئة. وظاهر هذا: أنه يكفر بترك هذه الفرائض.
الا ترى انه يرى عدم تكفير تارك جنس العمل من الغلو في الارجاء
و كذلك قال الإمام الآجري -رحمه الله-:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأعمال بالجوارح تصديق على الإيمان بالقلب واللسان فمن لم يصدق الإيمان بعمله بجوارحه مثل الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، وأشباه لهذه، ومن رضي لنفسه بالمعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمنا، ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيبا منه لإيمانه، وكان العلم بما ذكرنا تصديقا منه لإيمانه، فاعلم ذلك هذا مذهب علماء المسلمين قديما وحديثا، فمن قال غير هذا فهو مرجئ خبيث، احذره على دينك،
اخي الذي يقول بهذا القول: وقع في الارجاء
و اما مسالة وصف المعين بانه مرجئي فهذا فيه تفصيل كما بين اخونا الامام الدهلوي وفقه الله
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 06:21]ـ
أخي الكريم الفقير إلى عفو ربه
------------------
أما كلام الشيخ علوي السقاف حفظه الله فهو كلام واضح لا اشكال فيه بحمد الله.
فقد قال حفظه الله ما نصه: (ترك جميع أعمال الجوارح " جنس الأعمال كما يسميه ابن تيمية " ليس كفراً مخرجاً من الملة!، ووجه كونه إرجاءً لأنه يلزم منه أن أعمال الجوارح ليست ركناً في الإيمان، بل و لا عمل القلب كذلك، وهذا باطل لارتباط الظاهر بالباطن فيمتنع وجود عمل القلب مع انتفاء عمل الجوارح) إهـ
وهذا التقرير صحيح .. لأن الشيخ حفظه الله قد قيد كلامه بقوله: (ترك كل أعمال الجوارح أو: جنس الأعمال كما يسميه ابن تيمية) .. فالذي يرى أن الإيمان ينفع صاحبه مع عدم حصول شيء من الواجبات فهو لا شك أنه قد وقع في بدعة الإرجاء المقيتة.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (من قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات سواء جعل فعل الواجبات لازماً له، أو جزءاً منه - فهذا نزاع لفظي - كان مخطئاً خطئاً بيّناً، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف) إهـ مجموع فتاوي شيخ الإسلام (7/ 621).
فهذا قول شيخ الإسلام رحمه الله يوافق قول الشيخ السقاف حفظه الله ورعاه.
ويقول الإمام الآجري رحمه الله تعالى: (فالأعمال -رحمكم الله تعالى- بالجوارح، تصديق للإيمان بالقلب واللسان، فمن لم يصدق الإيمان بعمل جوارحه، مثل الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد وأشباه هذا، ورضِيَ من نفسه بالمعرفة والقول لم يكُن مؤمناً، ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه العمل بما ذكرنا تكذيبا منه لايمانه، وكان العمل بما ذكرنا تصديقا منه لايمانه .. إن الإيمان لا يكون إلا بالعمل .. خلاف ما قالت المرجِئة الذي لعب بهم الشيطان) إهـ الشريعة (120 - 121).
أما بخصوص قولك في أن من قال من المتقدمين أن أعمال الجوارح ركن في الإيمان!؟
فأقول: من المعلوم أن الإيمان لا بد فيه من قول باللسان وقول بالقلب وعمل بالقلب وعمل بالجوارح
وهذا يوضح لك أن العمل جزء من أجزاء الإيمان الأربعة لا يتم إلا به فهو داخل في ماهيته وحقيقته بمعنى أنه ركن فيه وليس من مكملاته ..
وقد قال اللجنة الدائمة كما سبق وأن نقلت قولهم في ردهم على من جعل العمل خارج عن ماهية الإيمان فقالوا: (هذه المقالة المذكورة هي مقالة المرجئة الذين يخرجون الاعمال عن مسمى الإيمان ويقولون الإيمان هو التصديق أو التصديق بالقلب والنطق باللسان فقط، وأما الأعمال فإنها عندهم شرط كمال فيه فقط وليست منه، فمن صدق بقلبه ونطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان عندهم ولو فعل ما فعل من ترك الواجبات وفعل المحرمات ويستحق دخول الجنة ولو لم يعمل خيراً قط ولزم على ذلك الضلال لوازم باطلة منها حصر الكفر بكفر التكذيب والإستحلال القلبي، ولا شك أن هذا قول باطل وضلال مبين مخالف للكتاب والسنة وما عليه أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً) إهـ
ولكن السلف مع قولهم بركنية العمل في مسمّى الإيمان لا يجعلون ذلك متعلقاً بآحاده وأفراده كما هو الشأن عند الخوارج والمعتزلة وإنما حصروا ذلك بجنسه .. وأما آحاده وأفراده فقد فصَّلوا القول فيها؛ فمنها ما هو شرط في صحة الإيمان ومنها ما هو شرط في كماله والفيصل في ذلك نصوص الكتاب والسُّنة وفهم السلف أنفسهم.
وكذلك لا يجعلون جنس أعمال الجوارح من شروط كمال الإيمان وليس صحته كما تفعل المرجئة والجهمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل الأمر فيه تفصيل يجب مراعاته .. والعبرة كما قلنا بـ: نصوص الكتاب والسنة وفهم السلف أنفسهم.
والله أعلم وأحكم.
ــــــــــــــــــــــــ
أخي أبو الحارث وفقك الله تعالى:
-----------------
سوف أقرأ كلامك وإن رأيت شيء يحتاج إلى بيان سوف أعلق عليه إن شاء الله تعالى.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 07:09]ـ
هذه إضافة أخرى:
------------
يقول الحافظ قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: (والمعتزلة قالوا هو العمل والنطق والاعتقاد والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطاً في صحته والسلف جعلوها شرطاً في كماله) إهـ.
وقد تمسك بعضهم بهذا القول وعدّه حُجَّة له في جعل جنس أعمال الجوارح شرط كمال في الإيمان.
والحق أنه لا حجة لهم في كلام الحافظ رحمه الله، و لا اشكال في كلامه أصلاً .. لأن المعتبر شرطاً في كمال الإيمان هو أكُثر الأعمال وليس كلها .. كما وضح هذا الإمام ابن تيمية، والعلامة حافظ الحكمي في معارج القبول، وعبارة الحافظ ابن حجر رحمه الله السابق ذكرها ليس فيها أن السلف اعتبروا كل الأعمال وإنما لفظه: (السلف جعلوها شرطاً في الكمال) أي الأعمال.
يقول العلامة حافظ الحكمي رحمه الله: (وذهب الجبائي وأكثر المعتزلة البصرية إلى أنه - أي الإيمان - الطاعات المفروضة من الأفعال والتروك دون النوافل، وهذا أيضاً يدخل المنافقين في الإيمان، وقد نفاه الله عنهم، وقال الباقون منهم: العمل والنطق والاعتقاد، والفرق بين هذا وبين قول السلف الصالح أن السلف لم يجعلوا كل الأعمال شرطاً في الصحة بل جعلوا كثيراً منها شرطاً في الكمال، كما قال عمر بن عبد العزيز فيها: " من استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، والمعتزلة جعلوها كلها شرطاً في الصحة. والله أعلم) إهـ معارج القبول في شرح سلم الوصول (2/ 31).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما قولهم: إن اللّه فرق بين الإيمان والعمل في مواضع. فهذا صحيح. وقد بينا أن الإيمان إذا أطلق أدخل اللّه ورسوله فيه الأعمال المأمور بها، وقد يقرن به الأعمال، وذكرنا نظائر لذلك كثيرة. وذلك لأن أصل الإيمان هو ما في القلب، والأعمال الظاهرة لازمة لذلك، لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح، بل متى نقصت الأعمال الظاهرة كان لنقص الإيمان الذي في القلب، فصار الإيمان متناولاً للملزوم واللازم وإن كان أصله ما في القلب، وحيث عطفت عليه الأعمال، فإنه أريد أنه لا يكتفي بإيمان القلب بل لابد معه من الأعمال الصالحة) إهـ كتاب الإيمان.
وخلاصة القول: أن المعتزلة والخوارج قد جعلوا الأعمال كلها شرطاً في صحة الإيمان، وبنوا ذلك على قولهم إن الإيمان قول وعمل لكن لا يزيد ولا ينقص، فكان لابد أن زوال أي عمل من الأعمال يزيل الإيمان بالكلية، وأما المرجئة والجهمية ومن تابعهم ممن دخلت عليهم شبههم قديماً وحديثاً جعلوا جميع الأعمال شرطاً في الكمال، ولا شيء منها شرطاً في الصحة، أما أهل السنة والجماعة فقد اعتبروا الإيمان قول وعمل، لكن لا يزول جملة بزوال بعض الأعمال، وإنما يزول بزوال جميع الأعمال من جهة أو بزوال أعمال مخصوصة – كالمباني الأربعة على خلاف فيها – من جهة أخرى، فصح أنه يلزم جنس الأعمال مطلقاً لثبوت أصل الإيمان وعدم زواله جملة.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 03:46]ـ
اخي بارك الله فيك اين قول شيخ الاسلام بان العمل شرط كمال هنا؟
أخي بارك الله فيك وهل يلزم ان يقول شيخ الاسلام انه شرط كمال بنصه؟ ماذا تفهم أنت من قوله عن الايمان: وأصله في القلب وكماله العمل الظاهر؟
والا يلزمك نفس الكلام أين كلام السلف (بنصه) أن العمل شرط صحة؟ لا يوجد انما هو الفهم.
أما قولك أخي بارك الله فيك: دائما في ردودك تقول بان السلف لم يصفوا من يقول بان [من ترك جنس العمل لا يكفر] بانه مرجئي
لا ادري هل تقرأ ردودي ام لا
الم انقل لك نقل الامام ابن رجب
أقول: بلى أخي قرأت ونعم أنت نقلت عن ابن رجب والاجري لكن أخي المشكلة ليست في النقل المشكلة في فهم هذا النقل وتنزيله فأنا نقلت لك أيضا نقلين عن نفس الامامين الذين نقلت أنت عنهم ابن رجب والآجري فلماذا تعتبر نقلك عنهم هو كلامهم المحكم والثاني ليس على ظاهره؟
وانا بينت لك في ردي الأول ان هذا الكلام من الاجري كان في معرض الرد على المرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الايمان لذلك ذكر رحمه الله بعد كلام يتبع نقلك عنه بقليل "وهذا ردٌّ على مَنْ قال: الإيمان معرفة، ورد على من قال: الإيمان المعرفة والقول وإنْ لم يعمل، نعوذ بالله من قائل هذا "لذلك ذكر خلافه في النقل الذي نقلته أنا عنه.
وكذلد قول الامام ابن رجب اخي صريح بعد أن ذكر حديث الشفاعة وأعيد ذكره هنا لك لتتبين الأمر: قال رحمه الله:
((والمراد بقوله: "لم يعملوا خيراً قط" من أعمال الجوارح وإنْ كان أصل التوحيد معهم، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار أنه: "لم يعمل خيراً قط غير التوحيد"؛ خرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعاً, ومن حديث ابن مسعود موقوفاً, ويشهد لهذا ما في حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة قال: "فأقول يا رب ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله، فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله" خرجاه في الصحيحين, وعند مسلم "فيقول: ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك"، وهذا يدل على: أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيراً قط بجوارحِهم)) [التخويف من أهل النار ص 256].
يعني أخي بارك الله فيكم جمع أقوال الائمة والتأليف بينها أفضل من ضرب بعضها ببعض وأنتظر ردك انت أو الاخ الدهلوي بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 03:22]ـ
أخى ابو الحارث السلفى ما هو الإيمان الذى كان يرد السلف فيه على المرجئة أعهو الإيمان المنجى لصاحبه من الخلود فى النار أم من دخول النار؟ مع العلم بأن المرجئة يقولون باستحقاق دخول النار لأهل الكبائر.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 04:26]ـ
أخى ابو الحارث السلفى ما هو الإيمان الذى كان يرد السلف فيه على المرجئة أعهو الإيمان المنجى لصاحبه من الخلود فى النار أم من دخول النار؟ مع العلم بأن المرجئة يقولون باستحقاق دخول النار لأهل الكبائر.
لعلك تعلم أخي أن المرجئة أنواع فليس كل المرجئة يقولون باستحقاق دخول النار لأهل الكبائرفرد أهل السنة عليهم بحسب بدعتهم مثلا المرجئة الغلاة الذين قالوا ان الايمان هو المعرفة وأنه كل لا يتجزأ فهو الايمان الكامل وأنه لا يضر مع الايمان ذنب فكانوا يردون عليهم بالأحاديث التي تبين الوعيد بالنار لمرتكب الكبيرة فكانوا يردون عليهم بالأدلة التي تبين أن المسلم المرتكب للكبيرة متوعد بدخول النار.
أما مرجئة الفقهاء مثلا فكانوا يقولون بالوعيد لأصحاب الذنوب وإن قالوا ان ايمانهم كامل كإيمان جبريل ويقولون أيضاَ بأن من أهل الكبائر من يدخل النار لكنهم اخرجوا العمل عن مسمى الايمان فردوا عليهم بالأدلة التي تبين ان العمل من الايمان. وبالتالي هناك من الاعمال ما يكون فعله ردة ولو كان الايمان موجودا في القلب فيكون هنا ردهم على الايمان الذي يستلزم عدم خلوده في النار عندهم فردّ عليهم أهل السنة أنه قد يسبب الخلود في النار مثل اتيانه بعمل كفري يخرجه من الملة بفعله وهذا ثمرة ان العمل من الايمان.
لعلي أجبت على سؤالك أخي والا فأرجو منك زيادة التوضح
وفقني الله واياك الى كل خير.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 08:15]ـ
يعني أخي بارك الله فيكم جمع أقوال الائمة والتأليف بينها أفضل من ضرب بعضها ببعض وأنتظر ردك انت أو الاخ الدهلوي بارك الله فيكم.
الحقيقة انت المطالب بجمع أقوال الائمة والتأليف بينها أفضل من ضرب بعضها ببعض اقتداءا بالسلف الصالح في مسالة الايمان
فكلام السلف واضح في ان تارك جنس العمل كافر و من قال عكس ذلك وقع في الارجاء
يتبع ان شاء الله
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 08:26]ـ
أخي بارك الله فيك وهل يلزم ان يقول شيخ الاسلام انه شرط كمال بنصه؟ ماذا تفهم أنت من قوله عن الايمان: وأصله في القلب وكماله العمل الظاهر؟
والا يلزمك نفس الكلام أين كلام السلف (بنصه) أن العمل شرط صحة؟ لا يوجد انما هو الفهم.
.
المعروف عن شيخ الإسلام في تقريراته و هو من كبار الأئمة المحققين الوضوح لا التحقيق المبهم فلو كان الشيخ يرى ان العمل شرط كمال لقالها لكن هنا لا يقصد كما فهمت انت لانك لم تجمع بين اقواله لانك لو فعلت ما اسندليت بهذا النقل
انا فهمت مما اشكل عليك من قوله: [وأصله في القلب وكماله العمل الظاهر؟] مايلي:
أن شيخ الإسلام لا يعني بالكمال: الكمال الواجب والمستحب، وهذا غلط منك في فهم كلام ابن تيمية – رحمه الله – فإن سياق الكلام يدل على أن أصل الإيمان الذي في القلب لا يتم (أي لايصح) إلا بالعمل الظاهر حيث قال – رحمه الله – بعدها: ( ... بخلاف الإسلام فإن أصله الظاهر وكماله القلب) فهل يقول قائل: أنه يكفي في الإسلام أصله الظاهر دون كماله الذي في القلب؟
فعلى هذا الوجه يُفهم كلام الأئمة بضم بعضه إلى بعض حتى يفسر بعضه بعضاً
يتبع ان شاء الله
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 08:46]ـ
أخي بارك الله فيك وهل يلزم ان يقول شيخ الاسلام انه شرط كمال بنصه؟ ماذا تفهم أنت من قوله عن الايمان: وأصله في القلب وكماله العمل الظاهر؟.
التلازم بين الظاهر والباطن ونقولات مهمة لشيخ الإسلام وابن القيم: [منقول]
ينبغي أن يعلم أن الاعتراف بهذا التلازم وفهمه والقول بموجبه، هو ما يميز السني من المرجيء، وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام، وبين أن المرجئة يرون العمل ثمرة، لا لازما.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عندما تكلم على وجوه غلط المرجئة في الإيمان كما الفتاوى ج 7 ص 204:
(يُتْبَعُ)
(/)
(الثالث: ظنهم أن الإيمان الذي في القلب يكون تاما بدون شيء من الأعمال ولهذا يجعلون الأعمال ثمرة الإيمان ومقتضاه بمنزلة السبب مع المسبب ولا يجعلونها لازمة له ; والتحقيق أن إيمان القلب التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه لا محالة ويمتنع أن يقوم بالقلب إيمان تام بدون عمل ظاهر ; ولهذا صاروا يقدرون مسائل يمتنع وقوعها لعدم تحقق الارتباط الذي بين البدن والقلب مثل أن يقولوا: رجل في قلبه من الإيمان مثل ما في قلب أبي بكر وعمر وهو لا يسجد لله سجدة ولا يصوم رمضان ويزني بأمه وأخته ويشرب الخمر نهار رمضان ; يقولون: هذا مؤمن تام الإيمان فيبقى سائر المؤمنين ينكرون ذلك غاية الإنكار.} أ. هـ
فتأمل قول شيخ الإسلام: ((ولهذا يجعلون الأعمال ثمرة الإيمان ومقتضاه بمنزلة السبب مع المسبب ولا يجعلونها لازمة له)).
فهذا فرقان ما بين المرجئة والسنة. وسيأتي بيان المراد بإيمان القلب التام.
وقال شيخ الإسلام في بيان هذا التلازم:
مجموع الفتاوى (7/ 541)
(وإذا قام بالقلب التصديق به والمحبة له لزم ضرورة أن يتحرك البدن بموجب ذلك من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة فما يظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب ما فى القلب ولازمه ودليله ومعلوله كما أن ما يقوم بالبدن من الأقوال والأعمال له أيضا تأثير فيما فى القلب فكل منهما يؤثر فى الآخر لكن القلب هو الأصل والبدن فرع له والفرع يستمد من أصله والأصل يثبت ويقوى بفرعه).
والآن أسوق إليك مواضع مهمة من كلام شيخ الإسلام وغيره:
1 - بيان شيخ الإسلام أن مقتضى التلازم انعدام الإيمان بانعدام هذه الأعمال:
قال شيخ الإسلام (7/ 577)
(وقيل لمن قال: دخول الأعمال الظاهرة في اسم الإيمان مجاز نزاعك لفظي ; فإنك إذا سلمت أن هذه لوازم الإيمان الواجب الذي في القلب وموجباته كان عدم اللازم موجبا لعدم الملزوم فيلزم من عدم هذا الظاهر عدم الباطن فإذا اعترفت بهذا كان النزاع لفظيا. وإن قلت: ما هو حقيقة قول جهم وأتباعه من أنه يستقر الإيمان التام الواجب في القلب مع إظهار ما هو كفر وترك جميع الواجبات الظاهرة قيل لك: فهذا يناقض قولك إن الظاهر لازم له وموجب له بل قيل: حقيقة قولك إن الظاهر يقارن الباطن تارة ويفارقه أخرى فليس بلازم له ولا موجب ومعلول له ولكنه دليل إذا وجد دل على وجود الباطن وإذ عدم لم يدل عدمه على العدم وهذا حقيقة قولك).
فانظر قوله: كان عدم اللازم موجبا لعدم الملزوم.
وقوله: فيلزم من عدم هذا الظاهر عدم الباطن.
وقوله مبينا ما يترتب على القول بعدم التلازم: وإذ عدم لم يدل عدمه على العدم.
فيا عجبا من إخواننا الذين يقرون بالتلازم، ثم يقولون إن عدم الظاهر لا يدل على عدم الباطن!
2 - تصريح شيخ الإسلام بأن من لم يأت بعمل الجوارح فهو كافر:
قال في شرح العمدة ج2 ص 86
في معرض تقريره لكفر تارك الصلاة:
(و أيضا فان الإيمان عند أهل السنة و الجماعة قول و عمل كما دل عليه الكتاب و السنة و اجمع عليه السلف و على ما هو مقرر في موضعه فالقول تصديق الرسول و العمل تصديق القول
فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمنا.
و القول الذي يصير به مؤمن قول مخصوص و هو الشهادتان فكذلك العمل هو الصلاة ... وأيضا فإن حقيقة الدين هو الطاعة و الانقياد و ذلك إنما يتم بالفعل لا بالقول فقط، فمن لم يفعل لله شيئا فما دان لله دينا، و من لا دين له فهو كافر " انتهى.
3 - تصريحه بأن انتفاء أعمال الجوارح مع التمكن والعلم بها لا يكون إلا مع نفاق في القلب وزندقة لا مع إيمان صحيح:
قال في مجموع الفتاوى 7/ 616
(وهذه المسألة لها طرفان: أحدهما: في إثبات الكفر الظاهر. والثاني: في إثبات الكفر الباطن. فأما الطرف الثاني فهو مبني على مسألة كون الايمان قولا وعملا كما تقدم، ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمنا ايمانا ثابتا في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم رمضان ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج الى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا الا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع ايمان صحيح).
4 - تصريحه بأن الرجل لا يكون مؤمنا بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي اختص بإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(7/ 621): (وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجباً ظاهراً، ولا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا غير ذلك من الواجبات، لا لأجل أن الله أوجبها، مثل أن يؤدي الأمانة و يصدق الحديث، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر، فإن المشركين، وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد).
5 - نقله عن أبي طالب المكي – وإقراره له – أن من لم يعمل بأحكام الإيمان وشرائع الإسلام فهو كافر كفرا لا يثبت معه توحيد:
قال أبو طالب، كما نقله شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (7/ 333)
(الإيمان والإسلام أحدهما مرتبط بالآخر فهما كشيء واحد لا إيمان لمن لا إسلام له ; ولا إسلام لمن لا إيمان له؛ إذ لا يخلو المسلم من إيمان به يصح إسلامه - ولا يخلو المؤمن من إسلام به يحقق إيمانه من حيث اشترط الله للأعمال الصالحة الإيمان ; واشترط للإيمان الأعمال الصالحة فقال في تحقيق ذلك {فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه} وقال في تحقيق الإيمان بالعمل: {ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا}.
فمن كان ظاهره أعمال الإسلام ولا يرجع إلى عقود الإيمان بالغيب فهو منافق نفاقاً ينقل عن الملة ومن كان عقده الإيمان بالغيب ولا يعمل بأحكام الإيمان وشرائع الإسلام فهو كافر كفراً لا يثبت معه توحيد ; ومن كان مؤمنا بالغيب مما أخبرت به الرسل عن الله عاملاً بما أمر الله فهو مؤمن مسلم).
6 - نقله عن أبي طالب المكي- وإقراره - أن في سقوط عمل الجوارح ذهاب الإيمان:
مجموع الفتاوى لابن تيمية (7/ 334)
(لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بعقد ومَثَلُ ذلك مَثَلُ العمل الظاهر والباطن أحدهما مرتبط بصاحبه من أعمال القلوب وعمل الجوارح ومثله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنما الأعمال بالنيات} أي لا عمل إلا بعقد وقصد لأن {إنما} تحقيق للشيء ونفي لما سواه فأثبت بذلك عمل الجوارح من المعاملات وعمل القلوب من النيات، فمثل العمل من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان لا يصح الكلام الا بهما لأن الشفتين تجمع الحروف واللسان يظهر الكلام وفى سقوط أحدهما بطلان الكلام وكذلك فى سقوط العمل ذهاب الإيمان).
فلا إيمان إلا بعمل، كما أنه لا عمل إلا بعقد، وفي سقوط العمل ذهاب الإيمان.
7 - نقله عن أبي طالب- وإقراره – أن أعمال القلوب لا تنفع إلا مع صالح أعمال الجوارح:
مجموع الفتاوى (7/ 334)
(ومثل الإيمان و الإسلام أيضا كفسطاط قائم فى الأرض له ظاهر و أطناب وله عمود فى باطنه ن فالفسطاط مثل الإسلام له أركان من أعمال العلانية والجوارح وهو الأطناب التى تمسك أرجاء الفسطاط، والعمود الذى فى وسط الفسطاط مثله كالإيمان لا قوام للفسطاط إلا به فقد احتاج الفسطاط اليها اذ لا قوام له ولا قوة إلا بهما، كذلك الاسلام فى أعمال الجوارح لا قوام له إلا بالإيمان والإيمان من أعمال القلوب لا نفع له إلا بالاسلام وهو صالح الأعمال).
8 - تصريح شيخ الإسلام بأنه إذا انتفت أعمال الجوارح لم يبق في القلب إيمان:
قال شيخ الإسلام: 7/ 202
(وللجهمية هنا سؤال ذكره أبو الحسن في كتاب " الموجز "؛ وهو أن القرآن نفى الإيمان عن غير هؤلاء كقوله: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} ولم يقل: إن هذه الأعمال من الإيمان. قالوا: فنحن نقول: من لم يعمل هذه الأعمال لم يكن مؤمنا لأن انتفاءها دليل على انتفاء العلم من قلبه. والجواب عن هذا من وجوه: أحدها:
أنكم سلمتم أن هذه الأعمال لازمة لإيمان القلب فإذا انتفت لم يبق في القلب إيمان وهذا هو المطلوب ; وبعد هذا فكونها لازمة أو جزءا نزاع لفظي. الثاني: أن نصوصا صرحت بأنها جزء كقوله ... ).الخ
فتأمل قوله: أنكم سلمتم أن هذه الأعمال لازمة لإيمان القلب فإذا انتفت لم يبق في القلب إيمان وهذا هو المطلوب.
فهذا هو مقتضى التلازم عند شيخ الإسلام.
9 - تصريحه بأن قيام الإيمان بالقلب من غير حركة بدن ممتنع:
مجموع الفتاوى (7/ 556)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: (و أيضا فإخراجهم العمل يشعر أنهم أخرجوا أعمال القلوب أيضا وهذا باطل قطعا فإن من صدق الرسول وأبغضه وعاداه بقلبه وبدنه فهو كافر قطعا بالضرورة، وان أدخلوا أعمال القلوب فى الإيمان أخطأوا أيضا لإمتناع قيام الإيمان بالقلب من غير حركة بدن وليس المقصود هنا ذكر عمل معين بل من كان مؤمناً بالله ورسوله بقلبه هل يتصور إذا رأي الرسول وأعداءه يقاتلونه وهو قادر على أن ينظر إليهم ويحض على نصر الرسول بما لا يضره هل يمكن مثل هذا فى العادة إلا أن يكون منه حركة ما إلى نصر الرسول فمن المعلوم أن هذا ممتنع).
10 - تصريحه بأن انتفاء اللازم الظاهر دليل على انتفاء الملزوم الباطن:
قال (7/ 554) (و المرجئة أخرجوا العمل الظاهر عن الإيمان ; فمن قصد منهم إخراج أعمال القلوب أيضا وجعلها هي التصديق فهذا ضلال بين ومن قصد إخراج العمل الظاهر قيل لهم: العمل الظاهر لازم للعمل الباطن لا ينفك عنه وانتفاء الظاهر دليل انتفاء الباطن فبقي النزاع في أن العمل الظاهر هل هو جزء من مسمى الإيمان يدل عليه بالتضمن أو لازم لمسمى الإيمان.)
وقال في الجواب الصحيح (6/ 487)
(وقد بسطنا الكلام على هذه في مسألة الإيمان، وبيَّنا أن ما يقوم بالقلب من تصديق وحب لله ورسوله وتعظيم، لابد أن يظهر على الجوارح وكذلك بالعكس ولهذا يستدل بانتفاء اللازم الظاهر على انتفاء الملزوم الباطن، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت، صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب} وكما قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لمن رآه يعبث في الصلاة: {لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه} … .. فإن الإرادة التي في القلب مع القدرة توجب فعل المراد).
11 - تصريحه بأن انتفاء العمل يكذب أن في القلب إيمانا:
قال في (7/ 294)
(وقوله: ليس الإيمان بالتمني - يعني الكلام - وقوله: بالتحلي. يعني أن يصير حلية ظاهرة له فيظهره من غير حقيقة من قلبه ومعناه ليس هو ما يظهر من القول ولا من الحلية الظاهرة ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال فالعمل يصدق أن في القلب إيمانا وإذا لم يكن عمل كذب أن في قلبه إيمانا لأن ما في القلب مستلزم للعمل الظاهر. وانتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم.).
12 - تصريحه بأن وجود إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع: (مجموع الفتاوى (7/ 616)
(فمن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه الشبهة فى هذا الباب وعلم أن من قال من الفقهاء أنه إذا أقر بالوجوب وامتنع عن الفعل لا يقتل أو يقتل مع إسلامه فإنه دخلت عليه الشبهة التى دخلت على المرجئة والجهمية والتى دخلت على من جعل الإرادة الجازمة مع القدرة التامة لا يكون بها شيء من الفعل ولهذا كان الممتنعون من قتل هذا من الفقهاء بنوه على قولهم فى مسألة الإيمان وأن الأعمال ليست من الإيمان
وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع سواء جعل الظاهر من لوازم الإيمان أو جزءاً من الإيمان كما تقدم بيانه)
والمقصود بإيمان القلب التام: الإيمان الصحيح، لا الكامل، كما ظنه البعض، ومما يؤكد هذا قوله:
مجموع الفتاوى ج: 7 ص: 553
(وأما إذا قرن الإيمان بالإسلام فإن الإيمان في القلب والإسلام ظاهر كما فى المسند عن النبي أنه قال الاسلام علانية والإيمان فى القلب والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره ومتى حصل له هذا الإيمان وجب ضرورة أن يحصل له الإسلام الذي هو الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج لأن إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله يقتضي الإستسلام لله والانقياد له والا فمن الممتنع أن يكون قد حصل له الإقرار والحب والإنقياد باطنا ولا يحصل ذلك فى الظاهر مع القدرة عليه كما يمتنع وجود الإرادة الجازمة مع القدرة بدون وجود المراد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا تعرف أن من آمن قلبه إيمانا جازما امتنع أن لا يتكلم بالشهادتين مع القدرة فعدم الشهادتين مع القدرة مستلزم إنتفاء الإيمان القلبي التام وبهذا يظهر خطأ جهم ومن إتبعه فى زعمهم أن مجرد إيمان بدون الإيمان الظاهر ينفع فى الآخرة فإن هذا ممتنع إذ لا يحصل الإيمان التام فى القلب إلا ويحصل فى الظاهر موجبه بحسب القدرة فان من الممتنع أن يحب الإنسان غيره حبا جازما وهو قادر على مواصلته ولا يحصل منه حركة ظاهرة إلى ذلك).
فانظر قوله: (فعدم الشهادتين مع القدرة مستلزم انتفاء الإيمان القلبى التام) فهل يصح حمل قوله، على الإيمان الكامل، مما يعني صحة إيمان من ترك الشهادتين مع القدرة!!!! وقد حكى شيخ الإسلام الإجماع على كفر من هذا حاله، ظاهرا وباطنا. قال في (7/ 609) (فأما " الشهادتان " إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين وهو كافر باطنا وظاهرا عند سلف الأمة وأئمتها وجماهير علمائها).
وقال (7/ 302)
(وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر).
13 - تصريحه بأنه لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح
مجموع الفتاوى (7/ 198)
(وذلك لأن أصل الإيمان هو ما فى القلب والأعمال الظاهرة لازمة لذلك لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح بل متى نقصت الأعمال الظاهرة كان لنقص الإيمان الذى فى القلب فصار الإيمان متناولا للملزوم واللازم وإن كان أصله ما فى القلب).
وقال (7/ 621):
(ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات، سواء جعل فعل تلك الواجبات لازما له، أو جزءا منه، فهذا نزاع لفظي، كان مخطئا خطأ بينا، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف، والصلاة هي أعظمها وأعمها وأولها وأجلها).
فإذا عدمت أعمال الجوارح بالكلية، لم يتصور وجود الإيمان الواجب في القلب.
وعلى فرض أن شيخ الإسلام يريد بالإيمان الواجب هنا ما زاد على أصل الإيمان الصحيح المجزيء، فإن هذا لا ينافي عباراته الماضية التي يصرح فيها بأنه لم يبق في القلب إيمان، بل الكفر والزندقة.
ولكني لا أرى ما نعا من تفسير هذه العبارة على أنها في الإيمان الواجب، بمعنى: الصحيح اللازم للنجاة. والدليل على ذلك أن شيخ الإسلام يستعمل هذا اللفظ (الإيمان الواجب في القلب) في مواطن لا يصح فيها إلا هذا المعنى (الإيمان الصحيح).
قال شيخ الإسلام مجموع الفتاوى ج: 7 ص: 188
(فإذا لم يتكلم الإنسان بالإيمان مع قدرته دل على أنه ليس فى قلبه الإيمان الواجب الذي فرضه الله عليه).
فحمله على ما زاد على أصل الإيمان هنا باطل قطعا. إذ يعني هذا أن من لم يتكلم مع القدرة معه إيمان صحيح. وهذا باطل كما سبق.
وانظر قوله – أيضا –
في مجموع الفتاوى ج: 18 ص: 53
(وقد لا يحصل لكثير منهم منها ما يستفيد به الإيمان الواجب فيكون كافرا زنديقا منافقا جاهلا ضالا مضلا ظلوما كفورا ويكون من أكابر أعداء الرسل ومنافقى الملة من الذين قال الله فيهم وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين).
فقوله: فيكون كافرا ... الخ، دليل على أن مراده بالإيمان الواجب الإيمان الصحيح وأصل الإيمان.
وانظر قوله:
في مجموع الفتاوى ج: 7 ص: 584
(و سادسها: أنه يلزمهم أن من سجد للصليب والأوثان طوعا وألقى المصحف فى الحش عمدا وقتل النفس بغير حق وقتل كل من رآه يصلى وسفك دم كل من يراه يحج البيت وفعل ما فعلته القرامطة بالمسلمين يجوز أن يكون مع ذلك مؤمنا وليا لله إيمانه مثل إيمان النبيين والصديقين لأن الإيمان الباطن إما أن يكون منافيا لهذه الأمور وإما أن لا يكون منافيا فإن لم يكن منافيا أمكن وجودها معه فلا يكون وجودها إلا مع عدم الإيمان الباطن. وإن كان منافيا للإيمان الباطن كان ترك هذه من موجب الإيمان ومقتضاه ولازمه فلا يكون مؤمنا فى الباطن الإيمان الواجب إلا من ترك هذه الأمور فمن لم يتركها دل ذلك على فساد إيمانه الباطن).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع هذا أقول: ربما جاءت هذه العبارة لشيخ الإسلام بمعنى ما زاد على أصل الإيمان، وحينئذ نقول: حملها – في المواضع التي استشهدنا بها- على أصل الإيمان أو الإيمان الصحيح هو الموافق لعباراته الأخرى الذي يجزم فيها بامتناع وجود إيمان صحيح في القلب بدون عمل الجوارح، وأنه لا يوجد ثم إلا الكفر والزندقة.
وإن قيل: إنها عبارة محتملة استعملها شيخ الإسلام في معنيين. قلنا: في عباراته الصريحة الواضحة غنية وكفايه والحمد لله.
مع أنه لا تعارض بين المعنى الذي يذهبون إليه، وبين العبارات الصريحة السابقة،
فذهاب الأعمال الظاهرة يعني انتفاء الإيمان الباطن، وأنه لا يبقى في القلب إيمان، وأنه ليس ثم إلا الكفر والزندقة، وأن هذا ممتنع لا يصدر من مؤمن بالله ورسوله ... وهو أيضا دال على عدم وجود الإيمان الواجب - بمعنى ما زاد على أصل الإيمان - من باب أولى.
ولشيخ الإسلام كلام مستفيض في بيان حقيقة التلازم بين الظاهر والباطن، ولعل ما ذكرته في كفاية، وقد أعود إلى نقل المزيد منه إن شاء الله.
14 - تصريح ابن القيم بأن تخلف العمل الظاهر دليل على فساد الباطن وخلوه من الإيمان:
قال في الفوائد ص 117
(الايمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له وان حقن به الدماء وعصم به المال والذرية.
ولا يجزىء باطن لا ظاهر له الا اذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل علي فساد الباطن وخلوه من الايمان.
ونقصه دليل نقصه.
وقوته دليل قوته. فالإيمان قلب الإسلام ولبه، واليقين قلب الإيمان ولبه. وكل علم وعمل لا يزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول)
وقال أيضا:
الفوائد:
(فكل إسلام ظاهر لا ينفذ صاحبه منه إلى حقيقة الإيمان الباطنة فليس بنافع حتى يكون معه شيء من الإيمان الباطن. وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع ولو كانت ما كانت، فلو تمزق القلب بالمحبة والخوف ولم يتعبد بالأمر وظاهر الشرع لم ينجه ذلك من النار كما أنه لو قام بظواهر الإسلام وليس في باطنه حقيقة الإيمان لم ينجه من النار). انتهى.
وربما تسرع متسرع فقال: لم يقل إنه كافر، وإنما قال: لم ينجه من النار.
فنقول: حسبك أنه جعله، كمن قام بظواهر الإسلام وليس في باطنه حقيقة الإيمان. وكلاهما في النار" إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار".
15 - تصريح ابن القيم بأن من أمحل المحال أن يقوم بقلب العبد إيمان جازم لا يتقاضاه فعل طاعة ولا ترك معصية قال في (الصلاة وحكم تاركها) ص 35 عند ذكر الدليل العاشر من القرآن على كفر تارك الصلاة:
(على أنا نقول: لا يصر على ترك الصلاة إصرارا مستمرا من يصدق بأن الله أمر بها أصلا، فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقا تصديقا جازما أن الله فرض عليه كل يوم وليلة خمس صلوات وأنه يعاقبه على تركها أشد العقاب، وهو مع ذلك مصر على تركها، هذا من المستحيل قطعا، فلا يحافظ على تركها مصدق بفرضها أبدا، فإن الإيمان يأمر صاحبه بها، فحيث لم يكن في قلبه ما يأمر بها فليس في قلبه شيء من الايمان، ولا تصغ الى كلام من ليس له خبرة ولا علم بأحكام القلوب وأعمالها.
وتأمل في الطبيعة بأن يقوم بقلب العبد إيمان بالوعد والوعيد والجنة والنار وأن الله فرض عليه الصلاة وأن الله يعاقبه معاقبة على تركها، وهو محافظ على الترك في صحته وعافيته وعدم الموانع المانعة له من الفعل، وهذا القدر هو الذي خفى على من جعل الإيمان مجرد التصديق وإن لم يقارنه فعل واجب ولا ترك محرم، وهذا من أمحل المحال أن يقوم بقلب العبد إيمان جازم لا يتقاضاه فعل طاعة ولا ترك معصية ... ). إلى أن قال (فالتصديق إنما يتم بأمرين: أحدهما اعتقاد الصدق، والثاني محبة القلب وانقياده ولهذا قال تعالى لإبراهيم: (يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا) وإبراهيم كان معتقداً لصدق رؤياه من حين رآها فإن رؤيا الأنبياء وحي، وإنما جعله مصدقاً لها بعد أن فعل ما أمر به وكذلك قوله: " والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" فجعل التصديق عمل الفرج ما يتمنى القلب، والتكذيب تركه لذلك وهذا صريح في أن التصديق لا يصح إلا بالعمل. وقال الحسن: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. وقد روى هذا مرفوعاً، والمقصود أنه يمتنع مع التصديق الجازم بوجوب الصلاة. الوعد على فعلها والوعيد على تركها. (كذا) وبالله التوفيق).
وقال ابن القيم في كتاب الصلاة وحكم تاركها ص 46
(وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح، ولا سيما إذا كان ملزوماً لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره، فإنه يلزم من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح،إذ لو أطاع القلب وانقاد أطاعت الجوارح وانقادت، ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة وهو حقيقة الإيمان. فإن الإيمان ليس مجرد التصديق - كما تقدم بيانه - وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد، وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه، بل هو معرفته المستلزم لاتباعه والعمل بموجبه، وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء، كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقاً فليس هو التصديق المستلزم للإيمان. فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته) انتهى كلام ابن القيم.
يتبع ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 08:56]ـ
[ quote= أبو الحارث السلفي;205517]
أقول: بلى أخي قرأت ونعم أنت نقلت عن ابن رجب والاجري لكن أخي المشكلة ليست في النقل المشكلة في فهم هذا النقل وتنزيله فأنا نقلت لك أيضا نقلين عن نفس الامامين الذين نقلت أنت عنهم ابن رجب والآجري فلماذا تعتبر نقلك عنهم هو كلامهم المحكم والثاني ليس على ظاهره؟
وانا بينت لك في ردي الأول ان هذا الكلام من الاجري كان في معرض الرد على المرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الايمان لذلك ذكر رحمه الله بعد كلام يتبع نقلك عنه بقليل "وهذا ردٌّ على مَنْ قال: الإيمان معرفة، ورد على من قال: الإيمان المعرفة والقول وإنْ لم يعمل، نعوذ بالله من قائل هذا "لذلك ذكر خلافه في النقل الذي نقلته أنا عنه.
وكذلد قول الامام ابن رجب اخي صريح بعد أن ذكر حديث الشفاعة وأعيد ذكره هنا لك لتتبين الأمر: قال رحمه الله:
((والمراد بقوله: "لم يعملوا خيراً قط" من أعمال الجوارح وإنْ كان أصل التوحيد معهم، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار أنه: "لم يعمل خيراً قط غير التوحيد"؛ خرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعاً, ومن حديث ابن مسعود موقوفاً, ويشهد لهذا ما في حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة قال: "فأقول يا رب ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله، فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله" خرجاه في الصحيحين, وعند مسلم "فيقول: ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك"، وهذا يدل على: أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيراً قط بجوارحِهم)) [التخويف من أهل النار ص 256].
Quote]
توضيح ما اعتمدوا عليه من كلام ابن رجب الحنبلي رحمه الله: [منقول]
1 - قال ابن رجب رحمه الله:
(ومعلوم أن الجنة إنما يستحق دخولها بالتصديق بالقلب مع شهادة اللسان، وبهما يخرج من يخرج من أهل النار فيدخل الجنة) فتح الباري (مكتبة الغرباء الأثرية، 1/ 121).
2 - وقال بعد أن ساق حديث الشفاعة:
(والمراد بقوله " لم يعملوا خيراً قط " من أعمال الجوارح وإن كان أصل التوحيد معهم، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار إنه لم يعمل خيراً قط غير التوحيد ... ويشهد لهذا ما في حديث أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة قال: " فأقول يارب ائذن لي فيمن يقول: لا إله إلا الله فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن من قال: لا إله إلا الله " خرجاه في الصحيحين وعند مسلم " فيقول ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك " وهذا يدل على أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا خيراً قط بجوارحهم) كتاب التخويف من النار طبعة دار الإيمان الباب الثامن والعشرون ص285.
النقل الأول استشهد به عدنان عبد القادر في كتابه ص 62، والزهراني في حواره مع الأخ العبد الكريم - في منتدى الفوائد-.
والنقل الثاني ذكره عدنان في كتابه ص 62، 82، وذكره الزهراني مؤخرا في شبكة سحاب، وقال: (عندما استدللنا بحديث الشفاعة في خروج الموحدين من النار ولو لم يكن معهم عمل صالح قيل هذا تفسير المرجئة، فإليكم أيها الإخوة تفسير أحد الأئمة (لعله بعد هذا يصبح عند البعض: تأثر بالمرجئة) وهو ابن رجب، قال ... ).
والجواب:
أولا: أن حديث "لم يعملوا خيرا قط" سبق الجواب عنه من سبعة أوجه، جاء فيها:
(الوجه السابع: أن من أهل العلم من رأى حمل هذا الحديث على حالة خاصة تلائم النصوص المحكمة وما أجمع عليه السلف الصالح من أن الإيمان قول وعمل.
وهذا ما ذهبت إليه اللجنة الدائمة في فتواها المفصلة عن الإرجاء (فتوى رقم 21436 وتاريخ 8/ 4/1421 ه
حيث جاء فيها: (وأما ما جاء في الحديث إن قوما يدخلون الجنة لم يعملوا خيرا قط، فليس هو عاما لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه، وإنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العمل، أو لغير ذلك من المعاني التي تلائم النصوص المحكمة، وما أجمع عليه السلف الصالح في هذا الباب)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أثبتُّ في الأوجه الأخرى أن هؤلاء من أهل الصلاة، بدلالة الحديث نفسه، وبدلالة الروايات الأخرى لحديث الشفاعة، كما بينت أن " الجهنميين " يخرجون بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري.
ومن قال من شراح الحديث وغيرهم إن هؤلاء " الجهنميين " لم يعملوا شيئا من أعمال الجوارح، لم يكن هذا القول منهم دليلا على أن ترك هذا العمل بالكلية - مع القدرة - ليس كفرا؛ إذ من المحتمل أنهم يرون هذه حالة خاصة مستثناة مما أجمع عليه السلف من كون القول والتصديق لا يجزئ بدون عمل الجوارح.
وخير شاهد على ذلك مسلك علمائنا في اللجنة الدائمة - حفظهم الله - فمع منعهم لكتاب الزهراني ثم عدنان، وجعلهم من قال بإسلام تارك عمل الجوارح داعية إلى مذهب الإرجاء، حملوا هذا الحديث على حالة خاصة، احتف بها عذر منع من العمل.
وسيتضح هذا أيضا عند ذكر كلام الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله - في الجزء الثالث إن شاء الله-.
وعلى هذا فلا يشكل على طالب العلم أن يجد من شراح الحديث - كابن رجب والقرطبي والزركشي والقاضي عياض وغيرهم- من يقول إن هذه الفئة لم تعمل شيئا من أعمال الجوارح، فمجرد هذا التفسير للحديث لا يعني تبني مذهب المرجئة القائلين بإسلام من ترك أعمال الجوارح بالكلية مع القدرة وعدم المانع.
أما من استدل بهذا الحديث ليؤصل قاعدة، ويقرر مذهبا كالذي ينصره الزهراني، فهذا الذي يصاح به من أقطار الأرض: لقد نصرت قول المرجئة!
ثانيا: أما قول ابن رجب: (و معلوم أن الجنة إنما يستحق دخولها بالتصديق بالقلب مع شهادة اللسان، وبهما يخرج من يخرج من أهل النار فيدخل الجنة).
فلا ينقضي عجبي ممن يستشهد بهذا الكلام مقرا له، مع دعواه أن ترك عمل القلب كفر!
وترى هؤلاء يلهثون خلف كل نقل لا يشترط عمل الجوارح لحصول النجاة من الخلود في النار، ولو كان هذا النقل لا يشترط عمل القلب أيضا.
إنه لغريب حقا أن يظل هؤلاء متمسكين باشتراطهم عمل القلب، وإن ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي نرى فيه من يقول: من أتى بالقول والتصديق فهو مسلم ناج تحت المشيئة.
وهذا هو لازم مذهبهم ولاشك، فإن تقدير وجود عمل القلب مع انتفاء عمل الجوارح ممتنع.
وأيضا فجميع ما يستدلون به من نصوص ليس فيه ذكر لعمل القلب.
أما كلام ابن رجب رحمه فله تتمة لم يذكرها الزهراني، وهي قوله رحمه الله (كما سبق ذكره).
والذي سبق ذكره، هو ما جاء في (1/ 95) من فتح الباري:
(كلمة التوحيد والإيمان القلبي وهو التصديق لا تقتسمه الغرماء بمظالمهم؛ بل يبقى على صاحبه؛ لأن الغرماء لو اقتسموا ذلك لخلد بعض أهل التوحيد وصار مسلوباً ما في قلبه من التصديق، وما قاله بلسانه من الشهادة وإنما يخرج عصاة الموحدين من النار بهذين الشيئين).
فتقريره أن أهل النار يخرجون منها بشهادة اللسان وتصديق القلب، لا يعني أن هؤلاء قد لقوا الله تعالى بلا عمل!!
وإنما مراده أن أعمالهم اقتسمها الغرماء، وبقي لهم التصديق والقول، ولو اقتُسم هذا لهلكوا.
وهذا واضح والحمد لله، ومن عجيب صنع الأخ عدنان أنه جمع بين كلام ابن رجب في موضع واحد، لكن يبدو أنه لم يفطن لما فيه.
ومثل هذا نقوله لمن استشهد بقول العلماء: يخرج من النار من في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان. فإن هذا حق دلت عليه النصوص، وهو لا ينفي أن يكون لهؤلاء أعمال عظيمة، اقتسمها غرماؤهم، ولا ينفي أن يكونوا من أهل الصلاة، كما لا ينفي أن يكون لديهم المحبة والانقياد والخوف والرجاء وغير ذلك من عمل القلب اللازم - كما يقر به المخالف - ويكون المراد: الخير الزائد على أصل الإيمان، المتضمن التصديق، وعمل القلب، وفعل الصلاة.
ولهذا لم تشكل هذه الأحاديث على جمهور السلف القائلين بكفر تارك الصلاة، وقد مضى بيان هذا مفصلا، والحمد لله.
ثالثا: الظاهر من كلام ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم أنه يقول بكفر تارك الصلاة، وهذا يبطل اعتماد المخالف عليه في هذه المسألة رأسا، ويؤكد ما ذكرته من أن الحكم على الجهنميين بأنهم لم يعملوا شيئا من أعمال الجوارح، لا يعني جعل ذلك قاعدة، وإنما هي حالة خاصة.
قال في جامع العلوم والحكم في شرح الحديث الثالث:
(والمقصود تمثيل الإسلام بالبنيان ودعائم البنيان هذه الخمس، فلا يثبت البنيان بدونها وبقية خصال الإسلام كتتمة البنيان فإذا فقد منها شيء نقص البنيان وهو قائم لا ينقص بنقص ذلك بخلاف نقص هذه الدعائم الخمس فإن الإسلام يزول بفقدها جميعا بغير إشكال،
وكذلك يزول بفقد الشهادتين والمراد بالشهادتين الإيمان بالله ورسوله ...
وأما إقام الصلاة فقد وردت أحاديث متعددة تدل على أن من تركها فقد خرج من الإسلام ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة" وروى مثله من حديث بريدة وثوبان وأنس وغيرهم،
وخرج محمد بن نصر المروزي من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تترك الصلاة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد خرج من الملة" وفي حديث معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة"
فجعل الصلاة كعمود الفسطاط الذي لا يقوم الفسطاط إلا به ولا يثبت إلا به ولو سقط العمود لسقط الفسطاط ولم يثبت بدونه).
ثم ذكر الآثار عن: عمر وسعد وعلي، ثم عبد الله بن شقيق وأيوب السختياني.
ثم قال (وذهب إلى هذا القول جماعة من السلف والخلف وهو قول ابن المبارك وأحمد وإسحاق وحكى إسحاق عليه إجماع أهل العلم وقال محمد بن نصر المروزي هو قول جمهور أهل الحديث).
ولم يعرج على القول المخالف ولا أدلته.
ولهذا جزم شيخنا الدكتور علي بن عبد العزيز الشبل في رسالته: منهج الحافظ بن رجب في العقيدة بأن ابن رجب يكفر تارك الصلاة.والله أعلم.
يتبع ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 09:05]ـ
[ quote= أبو الحارث السلفي;205517]
((والمراد بقوله: "لم يعملوا خيراً قط" من أعمال الجوارح وإنْ كان أصل التوحيد معهم، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار أنه: "لم يعمل خيراً قط غير التوحيد"؛ خرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعاً, ومن حديث ابن مسعود موقوفاً,
ويشهد لهذا ما في حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
في حديث الشفاعة قال: "فأقول يا رب ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله، فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله" خرجاه في الصحيحين, وعند مسلم "فيقول: ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك"، وهذا يدل على: أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيراً قط بجوارحِهم)) [التخويف من أهل النار ص 256].
Quote]
الإجابة على أدلة المخالفين: [منقول]
أولا: حديث البطاقة
اعتمد المخالف على أمرين:
الأول: بعض الأحاديث التي قد يفهم منها حصول النجاة في الآخرة لمن لم يعمل خيرا قط من أعمال الجوارح، كحديث الجهنميين، وحديث البطاقة، وأحاديث الشفاعة بوجه عام.
الثاني: بعض النقولات عن أهل العلم، والتي ظن أنها تعارض الإجماع السابق.
وأبدأ بالإجابة عن الأدلة، وذلك بجوابين: مجمل، ومفصل.
الجواب المجمل: وهو من وجهين:
الوجه الأول: قد تقرر في محله أن العصمة والنجاة في اتباع الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، وهذه إحدى الحقائق البينة الواضحة التي لا أراني محتاجا إلى الاستدلال لها أو التأكيد عليها.
ومن سبر أحوال الفرق المخالفة، وتأمل طرق استدلالهم، وجمل شبهاتهم، علم أنهم أتوا من هذا الباب، وهو استدلالهم بأدلة من القرآن والسنة، فهموها على غير وجهها، وحملوها على غير المراد منها، وذلك حين راموا فهمها بعيدا عن فهم السلف الصالح لها.
ولهذا كان لزاما على من يستشهد بهذه الأحاديث العظيمة، لا سيما في مسائل الاعتقاد، أن ينظر إلى فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لها، وفهم التابعين لهم بإحسان، من أهل القرون المفضلة.
ولا ينقضي عجبي حين أرى أناسا يدعون إلى التمسك بمنهج السلف الصالح، وفهمهم، وطريقتهم، ثم هم يستدلون بأدلة: لم يسبقهم إلى الاستدلال بها صحابي أو تابعي، مع مخالفتها للمنقول عن الصحابة والتابعين.
وأوضح مثال على ذلك مسألة تارك الصلاة، فقد انقسم الناس فيها إلى فريقين:
فريق تمسك بالنصوص المصرحة بكفر تارك الصلاة، التي يعضدها فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفهم جمهور السلف وأصحاب الحديث – كما يقول شيخ الإسلام -.
وفريق تمسك بأدلة عامة أو خارجة عن محل النزاع، لم يسبق أن استدل بها صحابي أو تابعي على المعنى المراد إثباته.
ويزداد العجب حين يكون " السبق " إلى هذا الاستدلال سببا للفرح والشعور بالنعمة!
ونحن لا ننكر أن يفتح الله على أحد بشيء من الفهم والاستنباط لم يسبق إليه، لكن لا اعتداد بفهم يخالف فهم أولئك. فقف حيث وقف القوم.
وبعبارة واضحة: من من الصحابة أو التابعين فهم من حديث " البطاقة " أو أحاديث " الشفاعة " الحكم بإسلام تارك الصلاة؟!
ومن من هؤلاء، فهم من هذه الأحاديث نجاة تارك عمل الجوارح بالكلية؟!
أمَا إنها أحاديث جاءت عن طريقهم .. هم حملتها، وأوعيتها، وهم أولى الناس بفهمها ومعرفة المراد منها.
إن كون هذه الأحاديث لم يتعرض لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمناقشة، ولم تشكل في حسهم صورة من صور التعارض مع النصوص الحاكمة بكفر تارك الصلاة، ولم يذهب إليها منهم ذاهب.
إن ذلك يعني أن القوم فهموها فهما آخر، مغايرا لفهم لمن أراد تقديمها على تلك النصوص الصريحة الصحيحة.
وحين يٌجمع السلف على أن الإيمان قول وعمل، وأنه لا ينفع قول بلا عمل، أو على أن الإيمان إقرار ومعرفة وعمل بالجوارح، وأنه لا يجزيء الإقرار والمعرفة من غير عمل الجوارح.
ألا يعني ذلك أنهم لم يفهموا من هذه النصوص، ما يفهمه منها المخالف الآن؟
ألا يعني أن من حاول الاستدلال بها الآن – مع خروجه عن إجماعهم أيضا – أنه لا يأخذ بقاعدة: الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا المقام، أنقل كلمة رائعة سطرها الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد القرني في كتابه ضوابط التكفير في مقدمة الطبعة الثانية قال:
" ومن هذه القواعد:
1 - الوقوف مع إجماع السلف، وعدم تجاوزه أو قبول الخلاف فيه بأي حال، لان مخالفة إجماعهم يقتضي بالضرورة تخطئتهم، وهم إنما أجمعوا على الأصول التي أجمعوا عليها بناء على نصوص كثيرة، فلا يمكن أن يكون إجماعهم خطأ، بل إن من يخالفهم لا بد أن يكون هو الذي أخطأ، وأحدث في الدين ما ليس منه.
فإذا كان أهل السنة قد أجمعوا –مثلا- على أن الإيمان قول وعمل فإن مقتضى ذلك عندهم أن الكفر قد يكون بالعمل فلا يصح تقييد الكفر بمجرد الاعتقاد ...
كما أنه يلزم عن هذا الأصل تكفير التارك لجنس العمل، وأن النجاة من عذاب الكفار لا تكون إلا بالعمل، وقد نص العلماء على أن هذه هي حقيقة الفرق بين أهل السنة والمرجئة في هذا الباب، ثم يأتي من يقول إن العمل كمالي للإيمان، وأن النجاة من عذاب الكفار ممكنة بمجرد الإقرار، ولو لم يعمل أي عمل، ويدعي أن هذا هو مقتضى دلالة النصوص، مع أن علماء أهل السنة قد بينوا دلالة تلك النصوص بما يوافق الأصول التي اتفقوا عليها، فلم تشكل عليهم تلك النصوص فضلا عن أن يعارضوا بها الأصول المتفق عليها "
2 - ضرورة أن يكون القول في أي مسألة مبنيا على النظر في جميع النصوص الواردة فيها، والنظر في مجموع تلك النصوص وفق القواعد المقررة في أصول الفقه، بحيث يتميز المطلق من المقيد والعام من الخاص ونحو ذلك، مع الجزم بأن ما ذهب إليه السلف في فهم تلك النصوص والجمع بينها هو الحق. فلا يصح مثلا الحكم بأن حديث الشفاعة الوارد في الجهنميين نص في أن العمل كمالي للإيمان، لما ورد فيه من أنهم دخلوا الجنة مع أنهم لم يعملوا خيرا قط، مع أن السلف قد أجمعوا على أن العمل من الإيمان، وأنه شرط للنجاة من عذاب الكفار، ولم يشكل هذا الحديث على ما ذهبوا إليه، بل فهموه بما يتفق مع ذلك الأصل. ومثله حديث البطاقة، ونحوه من الأحاديث التي فيها البشارة بدخول الجنة أو تحريم النار على من قال لا إله إلا الله، فإنها لم تشكل على السلف، بل فهموها وفق النصوص الدالة على اشتراط العمل في الإيمان وكونه ركنا فيه، وان النجاة من التخليد في النار لا تكون بدونه.) انتهى. ص 9 - 11
الوجه الثاني: أن عامة ما استدلوا به في هذه المسألة لا يخرج عن أربعة أقسام ينطبق عليها ما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو يناقش أدلة المانعين من تكفير تارك الصلاة (الشرح الممتع 2/ 30):
(القسم الأول: ما لا دليل فيه أصلا للمسالة، مثل استدلال بعضهم بقوله تعالى " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " فإن معنى قوله " ما دون ذلك " ما هو أقل من ذلك، وليس معناه ما سوى ذلك ... والكفر المخرج عن الملة من الذنب الذي لا يغفر وإن لم يكن شركا).
القسم الثاني: عام مخصوص بالأحاديث الدالة على كفر تارك الصلاة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ بن جبل " ما من عبد يشهد أن لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار".
القسم الثالث: عام مقيد بما لا يمكن معه ترك الصلاة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عتبان بن مالك " فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " رواه البخاري ومسلم. و قوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ بن جبل " ما من عبد يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار". (فتقييد الإتيان بالشهادتين بإخلاص القصد وصدق القلب يمنعه من ترك الصلاة؛ إذ ما من شخص يصدق في ذلك ويخلص إلا حمله صدقه وإخلاصه على فعل الصلاة ولا بد، فإن الصلاة عمود الإسلام، وهي الصلة بين العبد وربه، فإذا كان صادقا في ابتغاء وجه الله، فلا بد أن يفعل ما يوصله إلى ذلك، ويتجنب ما يحول بينه وبينه، وكذلك من شهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله صدقا من قلبه فلابد أن يحمله ذلك الصدق على أداء الصلاة مخلصا بها لله تعالى متبعا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ذلك من مستلزمات تلك الشهادة الصادقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
القسم الرابع: ما ورد مقيدا بحال يعذر فيها بترك الصلاة _ وذكر الشيخ حديث حذيفة " يدرس وشي الإسلام "_ ثم قال: فإن هؤلاء الذين أنجتهم الكلمة من النار كانوا معذورين بترك شرائع الإسلام لأنهم لا يدرون عنها، فما قاموا به هو غاية ما يقدرون عليه، وحالهم تشبه حال من ماتوا قبل فرض الشرائع،
أو قبل أن يتمكنوا من فعلها، كمن مات عقيب شهادته قبل أن يتمكن من فعل الشرائع، أو أسلم في دار الكفر قبل أن يتمكن من العلم بالشرائع). انتهى كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
الجواب المفصل:
1 - حديث البطاقة: عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول الله عز وجل: هل تنكر من هذا شيئا؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: أظلمك كتبتي الحافظون؟ ثم يقول: ألك عن ذلك حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا. فيقول: بلى إن لك عندنا حسنات وإنه لا ظلم عليك اليوم. فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. قال: فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ".
رواه أحمد والترمذي وابن ماجة واللفظ له، والحاكم وصححه الألباني.
قالوا - والكلام للأخ أحمد بن صالح الزهراني في كتابه ضبط الضوابط ص 69 - : " وفي الحديث إشارة إلى أنه ليس معه من الصالحات غير شهادة التوحيد، هذا هو القطع لأنه لم يذكر شيء غيره. ومن قال: إن معه أعمال أخرى فعليه أن يتوب إلى الله إذ هو استدراك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الخ ".
واعترف الزهراني بأن هذه " الشهادة " كانت مقرونة بالصدق والإخلاص، وأنه ليس كل واحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يفعل به ذلك، وإنما سيكون هذا لرجل من أمته. وقال: " وكل واحد منهم معه مثل هذه البطاقة، والنبي صلى الله عليه وسلم حكى عن رجل من أمته وليس عن كل أحد ".
وقال " فهذا الرجل مات وهو يشهد هذه الشهادة العظيمة بصدق وإخلاص قام في قلبه رجح بكل تلك السجلات ". ص 68
وقال الأخ خالد العنبري في أصل كتابه " الحكم بغير ما أنزل الله " 1/ 205، متحدثا عن صاحب البطاقة " ... ولم يأت بصلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج، بيد أن لسانه نطق بالشهادة وصدق بها قلبه واعتقد الإسلام، ولم يجحد منه شيئا، فشاء ربنا جل شأنه أن يغفر له غدراته وفجراته، ويتجاوز عن هناته وهفواته. فلو كان ترك المباني والأعمال كسلا، وتهاونا كفرا مخرجا من الملة، ما أقال الله عثرته ولا اغتفر جريمته" انتهى.
والجواب من وجوه:
الأول:
أن يقال: صاحب البطاقة إما أن يكون قد أتى بالقول المجرد، من غير صدق أو إخلاص أو يقين. وهذا باطل. وهو خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام. كما قال ابن القيم رحمه الله (مدارج السالكين 1/ 339)
وإما أن يكون أتى بالنطق مع الإخلاص والصدق واليقين. وحينئذ فيمتنع أن يترك الصلاة. ويكون هذا الحديث داخلا في القسم الثالث الذي ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (عام مقيد بما لا يمكن معه ترك الصلاة).
الوجه الثاني:
أن الجزم بأن هذا الرجل لم يأت بصلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج: لا يصح. وليس في الحديث ما يصرح بذلك. بل في ألفاظ الحديث ما يشعر بوجود العمل.
ففي رواية ابن ماجة السابقة - وهي التي ذكرها العنبري في كتابه -: فيقول الله عز وجل: بلى إن لك عندنا حسنات، وإنه لا ظلم عليك، فتخرج له بطاقة " الحديث. فقوله تعالى: وإن لك عندنا حسنات يشعر بوجود العمل، ولعظم جنايات الرجل وكثرة سجلاته (تسعة وتسعون سجلا) يتهيب أن يجيب ربه بنعم، حين يسأله: ألك عذر أو حسنة، فيهاب الرجل فيقول: لا، يارب".
والمثبت في الحديث هو وجود سجلات الذنوب، ولهذا كان من دقة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تصريحه بأن الله غفر له بهذه البطاقة كبائر
قال في منهاج السنة 6/ 218
(يُتْبَعُ)
(/)
(فالمحو والتكفير يقع بما يتقبل من الأعمال وأكثر الناس يقصرون في الحسنات حتى في نفس صلاتهم فالسعيد منهم من يكتب له نصفها وهم يفعلون السيئات كثيرا، فلهذا يكفر بما يقبل من الصلوات الخمس شيء، وبما يقبل من الجمعة شيء، وبما يقبل من صيام رمضان شيء آخر، وكذلك سائرالأعمال. وليس كل حسنة تمحو كل سيئة، بل المحو يكون للصغائر تارة ويكون للكبائر تارة باعتبار الموازنة.
والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله فيغفر الله له به كبائر كما في الترمذي وابن ماجه وغيرهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق ... ) وذكر الحديث، ثم قال: (فهذه حال من قالها بإخلاص وصدق كما قالها هذا الشخص وإلا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم كانوا يقولون لا إله إلا الله ولم يترجح قولهم على سيئاتهم كما ترجح قول صاحب البطاقة).
الوجه الثالث:
أنه ليس في الحديث ذكر لإخلاص الرجل أو صدقه، فإضافة الزهراني أو العنبري لذلك استدراك على النبي صلى الله عليه وسلم – حسب تأصيل الزهراني -.
فإن قالوا: استفيد هذا القيد من النصوص الأخرى التي تقيد الانتفاع بالشهادة بوجود الإخلاص والصدق. قيل لهم: واستفيد وجود الصلاة من النصوص التي قضت بكفر تاركها، والنصوص التي أخبرت بكون النار لا تأكل مواضع السجود، والنصوص التي دلت على أنه لا يبقى – بعد هلاك الكفار واليهود والنصارى – إلا من كان " يسجد لله " إخلاصا أو نفاقا.
بل استفيد وجود الصلاة من هذا القيد الذي أثبتموه (الإخلاص والصدق).
كما سبق عن الشيخ ابن عثيمين قوله (فتقييد الإتيان بالشهادتين بإخلاص القصد وصدق القلب يمنعه من ترك الصلاة).
الوجه الرابع:
أن الزهراني مقر بأنه ليس كل أحد من أمة محمد يٌفعل به كذلك.
وقوله هذا حق، فإن كل مسلم معه هذه البطاقة، ولو كان هذا الحكم عاما للزم أن لا يدخل أحد من العصاة النار!! وهذا باطل قطعا، فإن النصوص دلت على دخول أناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم النار، ثم يخرجون منها بالشفاعة أو بعد التهذيب والتنقية.
قال ابن القيم في (مدارج السالكين 1/ 340):
(ومعلوم أن كل موحد له مثل هذه البطاقة وكثير منهم يدخل النار بذنوبه، ولكن السر الذي ثقل بطاقة ذلك الرجل، وطاشت لأجله السجلات، لما لم يحصل لغيره من أرباب البطاقات، انفردت البطاقة بالثقل والرزانة). وإذن فكيف ترد النصوص الصريحة في كفر تارك الصلاة، وكيف يرد الإجماع السلفي المصرح بأنه لا يجزيء القول والتصديق إلا بالعمل، لأجل حالة خاصة لا تحدث لكل أحد!
الوجه الخامس:
أنه قد نقل عن جماعة من الصحابة القول بكفر تارك الصلاة، وحكي على ذلك إجماعهم، دون أن يشكل عليهم هذا الحديث، أو يتأولوا النصوص لأجله.
الوجه السادس:
ما ذكره الشيخ الفوزان حفظه الله جوابا لمن استدل بهذا الحديث على عدم تكفير تارك الصلاة وأنه من غير المعقول أن شخصا يصلي وليس له حسنات.
قال الشيخ حفظه الله ( ... فهذا الحديث الشريف فيه أن التوحيد يكفر الله به الخطايا التي لا تقتضي الردة والخروج من الإسلام، أما الأعمال التي تقتضي الردة فإنها تناقض كلمة التوحيد وتصبح لفظا مجردا لا معنى له ... " المنتقى 2/ 10
والحاصل: أنه لا يخرج الجواب عن أمرين:
الأمر الأول: أن يقال:إنه رجل مصل، فلم يترك عمل الجوارح بالكلية، فخرج هذا الدليل عن محل النزاع.
ونسبة الصلاة إليه مبنية على أمرين: الأول: كون هذه الشهادة لا بد فيهالا من الإخلاص والصدق واليقين ومن حصل له ذلك لم يتصور تركه للصلاة.
والثاني: أن النصوص دلت على أن ترك الصلاة كفر، وأن كلمة الشهادة لا نفع لها مع وجود الكفر، فلزم أنه من أهل الصلاة.
والأمر الثاني: أن يقال: إنها حالة خاصة، وقضية عين، لا يرد لها إجماع الصحابة على أن الإيمان قول وعمل ونية وأنه لا يجزيء واحد من الثلاثة إلا بالآخر، وإجماعهم على أن تارك الصلاة كافر.
وبيان هذه الحالة الخاصة، يتضح بالوجه السابع والأخير:
الوجه السابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه يمكن حمل هذا الحديث على رجل مسرف على نفسه، مفرط في حق ربه، اقترف ما اقترف من الآثام والأوزار، ثم قال: لا إله إلا الله، بصدق وإخلاص ويقين، دون أن يتوب من ذنبوبه السابقة، ثم مات على ذلك. وهذا هو تأويل شيخ الإسلام لحديث البطاقة، ويأتي لفظه.
وتنبه لقولي: دون أن يتوب من ذنوبه السابقة، لأنه لو تاب منها لبدلت حسنات، كما أخبر الله تعالى في كتابه.
أما كلام شيخ الإسلام فنقله الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في كتابه:
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص 88 (في شرح حديث عتبان بن مالك).
ونقله الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد أيضا.
قال في التيسير: بعد ذكر الأحاديث في فضل الشهادتين: (وأحسن ما قيل في معناه، ما قاله شيخ الإسلام وغيره: إن هذه الأحاديث إنما هي فيمن قالها ومات عليها كما جاءت مقيدة، وقالها خالصا من قلبه مستيقنا بها قلبه، غير شاك فيها، بصدق ويقين ... وحينئذ فلا منافاه بين الأحاديث فانه إذا قالها بإخلاص ويقين تام لم يكن في هذه الحال مصرا على ذنب أصلا فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء فإذا لا يبقى في قلبه إرادة لما حرم الله ولا كراهية لما أمر الله.
وهذا هو الذي يحرم من النار وإن كانت له ذنوب قبل ذلك فإن هذا الإيمان وهذه التوبة وهذا الإخلاص وهذه المحبة وهذا اليقين لا يتركون له ذنبا إلا يمحى كما يمحى الليل بالنهار.
فإذا قالها على وجه الكمال المانع من الشرك الأكبر والأصغر فهذا غير مصر على ذنب أصلا فيغفر له ويحرم على النار.
وإن قالها على وجه خلص به من الشرك الأكبر دون الأصغر ولم يأت بعدها بما يناقض ذلك فهذه الحسنة لا يقاومها شيء من السيئات، فيرجح بها ميزان الحسنات كما في حديث البطاقة فيحرم على النار ولكن تنقص درجته في الجنة بقدر ذنوبه. وهذا بخلاف من رجحت سيئاته على حسناته ومات مصرا على ذلك فإنه يستوجب النار.
وإن قال لا إله إلا الله وخلص بها من الشرك الأكبر لكنه لم يمت على ذلك بل أتى بعد ذلك بسيئات رجحت على حسنة توحيده، فإنه في حال قولها كان مخلصا لكنه أتى بذنوب أوهنت ذلك التوحيد والإخلاص فأضعفته، وقويت نار الذنوب حتى أحرقت ذلك.
بخلاف المخلص المستيقن فإن حسناته لا تكون إلا راجحة على سيئاته ولا يكون مصرا على سيئة فإن مات على ذلك دخل الجنة ... والذين يدخلون النار ممن يقولها قد فاتهم أحد هذين الشرطين:
إما أنهم لم يقولها بالصدق واليقين التامين المنافيين للسيئات أو لرجحان السيئات.
أو قالوها واكتسبوا بعد ذلك سيئات رجحت على حسناتهم ثم ضعف لذلك صدقهم ويقينهم، ثم لم يقولوها بعد ذلك بصدق ويقين تام، لأن الذنوب قد أضعف ذلك الصدق واليقين من قلوبهم، فقولها من مثل هؤلاء لا يقوى على محو السيئات بل ترجح سيئاتهم على حسناتهم. انتهى ملخصا وقد ذكر معناه غيره كابن القيم وابن رجب والمنذري والقاضي عياض وغيرهم) انتهى من تيسير العزيز الحميد.
وهنا إشكال حاصله: أن الكبائر لا تمحى إلا بالتوبة، فكيف يقال: إنه لم يتب، وإنما قال الشهادة بصدق وإخلاص، فغفر الله.
والجواب: أن من "الأعمال و الحسنات" ما تغفر به الكبائر والصغائر- وإن لم تحصل التوبة من الكبائر.
وقد بين ذلك شيخ الإسلام رحمه الله بخمسة أوجه، انظرها في مجموع الفتاوى 14/ 489
ومن كلامه رحمه الله: (وسؤالهم على هذا الوجه أن يقولوا الحسنات: إنما تكفر الصغائر فقط فأما الكبائر فلا تغفر إلا بالتوبة كما قد جاء في بعض الأحاديث:" ما اجتنبت الكبائر " فيجاب عن هذا بوجوه:
أحدها: أن هذا الشرط جاء فى الفرائض كالصلوات الخمس والجمعة وصيام رمضان وذلك أن الله تعالى يقول: " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم". فالفرائض مع ترك الكبائر مقتضية لتكفير السيئات.
وأما الأعمال الزائدة من التطوعات فلابد أن يكون لها ثواب آخر فان الله سبحانه يقول: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ".
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أنه قد جاء التصريح فى كثير من الأحاديث بأن المغفرة قد تكون مع الكبائر كما في قوله: " غفر له وإن كان فر من الزحف ". وفى السنن: " أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى صاحب لنا قد أوجب فقال اعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار". وفى الصحيحين في حديث أبى ذر: " وان زنا وإن سرق".
الثالث: أن قوله لأهل بدر ونحوهم: " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" إن حمل على الصغائر أو على المغفرة مع التوبة لم يكن فرق بينهم وبين غيرهم.
فكما لا يجوز حمل الحديث على الكفر؛ لما قد علم أن الكفر لا يغفر إلا بالتوبة، لا يجوز حمله على مجرد الصغائر المكفرة باجتناب الكبائر ... ".
ومما يؤكد ما قدمت من حمل الحديث على رجل لم يتب من ذنوبه ... الخ: قول شيخ الإسلام في هذا المبحث، بعد أن ذكر أن عقوبة الذنب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب، أحدها التوبة، والسبب الثاني الاستغفار:
(وقد يقال على هذا الوجه: الاستغفار هو مع التوبة، كما جاء فى حديث: "ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم مائة مرة".
وقد يقال بل الاستغفار بدون التوبة ممكن واقع، وبسط هذا له موضع آخر، فإن هذا الاستغفار إذا كان مع التوبة مما يحكم به، عام في كل تائب.
وإن لم يكن مع التوبة فيكون في حق بعض المستغفرين الذين قد يحصل لهم عند الاستغفار من الخشية والإنابة ما يمحو الذنوب كما في حديث البطاقة، بأن قول لا إله إلا الله ثقلت بتلك السيئات لما قالها بنوع من الصدق والإخلاص الذي يمحو السيئات، وكما غفر للبغي بسقي الكلب لما حصل في قلبها إذ ذاك من الإيمان. وأمثال ذلك كثير). انتهى.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ثانيا: حديث " لم يعملوا خيرا قط "
روى مسلم في صحيحه: عن أبي سعيد الخدري أن ناسا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم. قال: هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب؟
قالوا: لا يا رسول الله.
قال: ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما.
إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبر أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟
قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله. فيقال: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون؟ قالوا: عطشنا يا ربنا فاسقنا. فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار.
ثم يدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟
قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله. فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم ماذا تبغون؟
فيقولون: عطشنا يا ربنا فاسقنا قال فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار. حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال: فما تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد.
قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم.
فيقول: أنا ربكم.
فيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب.
فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟
فيقولون: نعم. فيكشف عن ساق،
فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه.
ثم يرفعون رءوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا.
ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم.
قيل يا رسول الله وما الجسر؟ قال: دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم.
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه. ثم يقولون: ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به
فيقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقا كثيرا. ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا.
ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا. ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا.
ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا. ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها خيرا.
وكان أبو سعيد الخدري يقول إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم "إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما"
فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض.
فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية.
قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه
ثم يقول: ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم.
فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين.
فيقول: لكم عندي أفضل من هذا.
فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا
فيقول: رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا).
_____________
والحديث رواه البخاري، وليس فيه (فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط).
ولفظه: ( ... فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا فيقول الله تعالى: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ويحرم الله صورهم على النار فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه وإلى أنصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا
ثم يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه فيخرجون من عرفوا
ثم يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه فيخرجون من عرفوا قال أبو سعيد فإن لم تصدقوني فاقرءوا " إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها"
فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون.
فيقول الجبار: بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة وإلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان أخضر وما كان منها إلى الظل كان أبيض فيخرجون كأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه).
وجه الدلالة:
هذا الحديث استدل به الزهرني في ضبط الضوابط ص 64، والعنبري في أصل كتابه ص 210، وعدنان عبد القادر في حقيقة الإيمان ص 61، وقد سبقهم إلى ذلك الشيخ الألباني رحمه الله.
قال عندنان عبد القادر في كتابه ص 74 (الحديث قطعي الدلالة على كونهم لم يعملوا أي عمل بالجوارح).
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل العنبري عن الشيخ الألباني قوله: (وعلى ذلك فالحديث دليل قاطع على أن تارك الصلاة – قال العنبري في الهامش: وغيرها من مباني الإسلام العملية بطريق الأولى – إذا مات مسلما يشهد أن لا إله إلا الله أنه لا يخلد في النار مع المشركين، ففيه دليل قوي جدا أنه داخل تحت مشيئة الله تعالى في قوله " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ". فهذا نص قاطع في المسألة ينبغي أن يزول به النزاع في هذه المسألة بين أهل العلم الذين تجمعهم العقيدة الواحدة التي منها عدم تكفير أهل الكبائر من الأمة المحمدية) نقله العنبري عن حكم تارك الصلاة 27 - 37 باختصار.
وقال الزهراني ص 65
(فانظر إلى هذه الصورة المشرقة لرحمة الله تعالى، وإلى التدرج في إخراج العصاة من النار ابتداء بأهل العمل الظاهر من صلاة وصوم وحج، حتى من ليس معهم إلا كلمة التوحيد دون عمل عملوه.
وهذا التدرج يجعل من الحديث نصا في محل النزاع، فإن هذا التنويع والتقسيم في درجات المؤمنين يمتنع معه أن يكون المراد من قوله " بغير عمل عملوه " أي غير الصلاة كما يقول البعض.
أولا: لأن أهل الصلاة ذكروا ضمن الفوج الأول.
وثانيا: لأنه لا يليق أن يطلق على من معه هذه الشعيرة العظيمة تعبير: لم يعمل خيرا قط، ولا أن يكون المراد به أنهم ما عملوا إلا أعمالا يسيرة، لأن التقسيم كما قلنا يمنعه، ولأن هذا يكفي في الدلالة عليه التعابير التي قبله كقوله " مثقال ذرة من خير") انتهى كلام الزهراني.
والجواب على استدلالهم من سبعة أوجه:
الوجه الأول:
أن هذا الحديث لا يمكن الأخذ بظاهره والاكتفاء به دون تقييده بالأدلة الأخرى.
وبيان ذلك: أن التدرج المذكور في الحديث:
فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه
فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه
فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه
ثم قول الملائكة بعد ذلك: ربنا لم نذر فيها خيرا.
ثم قول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط
هذا التدرج يدل بظاهره على أن هؤلاء ليسوا من أهل التوحيد.
فليس معهم شيء من إيمان القلب، ولا مثقال ذرة من خير.
ولم يعملوا خيرا قط، لا من أعمال الجوارح ولا من أعمال القلوب، كما يفيده هذا النفي.
ولم يذكر في الحديث أنهم قالوا: لا إله إلا الله.
ولهذا احتج به بعض أهل البدع في تجويز إخراج غير المؤمنين من النار.
قال الحافظ في الفتح (13/ 438):
(تنبيه: قرأت في تنقيح الزركشي: وقع هنا في حديث أبي سعيد بعد شفاعة الأنبياء، فيقول الله: بقيت شفاعتي فيخرج من النار من لم يعمل خيرا.
وتمسك به بعضهم في تجويز إخراج غير المؤمنين من النار.
ورد بوجهين: أحدهما: أن هذه الزيادة ضعيفة لأنها غير متصلة كما قال عبد الحق في الجمع.
والثاني: أن المراد بالخير المنفي ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين، كما تدل عليه بقية الأحاديث.
هكذا قال، والوجه الأول غلط منه فإن الرواية متصلة هنا، وأما نسبة ذلك لعبد الحق فغلط على غلط لأنه لم يقله إلا في طريق أخرى وقع فيها: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من خير ... ). انتهى كلام الحافظ.
وقد نسب الشيخ الالباني رحمه الله هذا (الوجه الثاني) إلى الحافظ ابن حجر، ولم ينبه على أنه كلام الزركشي.
وارتضى هذا الجواب، ومثل للأحاديث المشار إليها في كلام الزركشي بحديث أنس الطويل في الشفاعة. ويأتي.
وقولهم: إن المراد بالخير المنفي ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين.
قد يفهم منه اشتراط التصديق وعمل القلب، وقد ينازع في هذا الفهم
ولهذا كان أجود منه قول الطيبي: (هذا يؤذن بأن كل ما قدر قبل ذلك بمقدار شعيرة ثم حبة ثم خردلة ثم ذرة، غير الإيمان الذي يعبر به عن التصديق والإقرار، بل هو ما يوجد في قلوب المؤمنين من ثمرة الإيمان،
وهو على وجهين: أحدهما ازدياد اليقين وطمأنينة النفس، لأن تضافر الأدلة أقوى للمدلول عليه وأثبت لعدمه.
والثاني: أن يراد العمل، وأن الإيمان يزيد وينقص بالعمل، وينصر هذا الوجه قوله في حديث أبي سعيد " لم يعملوا خيرا قط ") انتهى كلام الطيبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحاصل أن ظاهر الحديث مشكل، وأنه لا يمكن القول به إلا مع مراعاة الأدلة الأخرى. وهذا هو الوجه الثاني.
الوجه الثاني:
أن المخالف إن قال: بل هؤلاء الذين لم يعملوا خيرا قط، معهم الإقرار والتصديق وعمل القلب.
قيل له: من أين لك هذا، ولا وجود له في الحديث، لا سيما مع " التدرج " الذي تحتج به؟
فإن قال: أثبت هذا من النصوص الأخرى التي تشترط – للنجاة – قول لا إله إلا الله، بصدق ويقين وإخلاص.
قيل له: ونحن نثبت وجود عمل الجوارح، لا سيما الصلاة، من النصوص الأخرى، كما يأتي بيانه.
وحسبك أن تعلم - مما قدمت- مقدار ((الدعوى)) بأن الحديث " دليل قاطع " و " نص في محل النزاع " و " قطعي الدلالة على كونهم لم يعملوا أي عمل بالجوارح "!!!
الوجه الثالث:
أنا نقول: قد دلت النصوص الأخرى على أن هؤلاء القوم من أهل الصلاة. وبيان ذلك بأمور:
أولا: أن هذا الحديث – حديث أبي سعيد – دل على أنه لا نجاة إلا لأهل السجود والصلاة.
فإذا تساقط في النار عباد الاشجار والأحجار والطواغيت، بقي من كان يعبد الله من بر وفاجر، وغبر أهل الكتاب.
وحين يساق اليهود والنصارى إلى النار، لا يبقى إلا من كان يسجد لله، إخلاصا أو نفاقا ورياء.
". فيكشف عن ساق، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه".
فقد آل أمر الناس كلهم إلى هذين الفريقين.
ثم تنطفيء أنوار المنافقين، ويضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب، باطنه في الرحمة وظاهره من قبله العذاب.
فيهلك المنافقون، ويبقى المؤمنون الذين كانوا يسجدون لله في الدنيا من تلقاء أنفسهم.
فلا أعجب ممن يستدل بآخر الحديث وينسى أوله!
ثانيا: قد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن آخر فئة تخرج من النار، بعد أن يفرغ الله من القضاء بين العباد، تعرفهم الملائكة بآثار السجود.
عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبره أن ناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟
وفيه:
حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار يعرفونهم بأثر السجود تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة فيقول أي رب اصرف وجهي عن النار ... " الحديث.
قال عطاء بن يزيد: وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئا حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله قال لذلك الرجل ومثله معه قال أبو سعيد وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة قال أبو هريرة ما حفظت إلا قوله ذلك لك ومثله معه قال أبو سعيد أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ذلك لك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة).
وقد جاء هذا الحديث عن ابي هريرة من طريق: عطاء بن يزيد اليثي وسعيد بن المسيب.
وعطاء هو الراوي عن أبي سعيد حديث " لم يعملوا خيرا قط ".
والذي يدل على أن هؤلاء الذين تعرفهم الملائكة بآثار السجود، هم الجهنميون:
قوله (حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار).
وهذا مثل قوله في حديث جابر عند أحمد: (ثم يقول الله عز وجل:
أنا الآن أخرج بعلمي ورحمتي قال فيخرج أضعاف ما أخرجوا وأضعافه فيكتب في رقابهم عتقاء الله عز وجل ثم يدخلون الجنة فيسمون فيها الجهنميين).
فهؤلاء الجهنميون يخرجهم الله تعالى (برحمته) كما في حديث أبي هريرة.
و (بعلمه ورحمته) كما في حديث جابر، وليس بشفاعة أحد.
ويدل على ذلك أيضا: اتفاق صفتهم وحالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي حديث ابي سعيد: عند مسلم (فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض).
وعند البخاري: (النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة وإلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان أخضر وما كان منها إلى الظل كان أبيض فيخرجون كأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه).
وهي نفس الصفة الواردة في حديث أبي هريرة: (أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار يعرفونهم بأثر السجود تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل).
الوجه الرابع:
أن قوله " لم يعملوا خيرا قط " ليس المراد منه نفي جميع العمل، بل جاء إطلاق هذه العبارة في النصوص مع إثبات العمل، وقد وقع هذا في حديث الشفاعة وفي غيره.
1 - ففي رواية حذيفة عن أبي بكر الصديق لحديث الرؤية والشفاعة:
(ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون.
ثم يقال ادعوا الأنبياء قال فيجيء النبي و معه العصابة و النبي معه الخمسة و الستة و النبي ليس معه أحد.
ثم يقال ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أرادوا قال فإذا فعلت الشهداء ذلك قال:
فيقول الله عز و جل أنا ارحم الراحمين ادخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا قال فيدخلون الجنة قال ثم يقول الله عز و جل:
انظروا في أهل النار هل تلقون من أحد عمل خيرا قط؟
قال فيجدون في النار رجلا فيقولون له: هل عملت خيرا قط؟
فيقول: لا غير إني كنت أسامح الناس في البيع.
فيقول الله عز و جل اسمحوا لعبدي بسماحته إلى عبيدي
ثم يخرجون من النار رجلا يقول له هل عملت خيرا قط؟
فيقول: لا غير إني أمرت ولدي إذا مت فأحرقوني في النار ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل فاذهبوا بي إلى البحر فاذروني في الريح فو الله لا يقدر على رب العالمين أبدا.
فقال الله عز و جل له لم فعلت ذلك؟
قال من مخافتك.
قال فيقول الله عز و جل: انظر إلى ملك اعظم ملك فان لك مثله و عشرة أمثاله قال فيقول أتسخربي و أنت الملك).
الحديث رواه أحمد وابن أبي عاصم في السنة برقم 751، 812 وحسن إسناده الشيخ الألباني، وقال: وأخرجه ابن خزيمة وأبو عوانة وابن حبان من طرق أخرى عن النضر به. وقال ابن حبان:
قال إسحاق (هو ابن راهوية الإمام): هذا من أشرف الحديث".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 374 - 375: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجالهم ثقات) انتهى كلام الألباني.
وقال محقق معرج القبول 1/ 308 (وقد صحح الحديث جماعة منهم: إسحاق بن راهوية وابن حبان والهيثمي وأحمد شاكر وناصر الألباني).
2 - أنه جاء في رواية أنس، عند أحمد وابن مندة أن هؤلاء الجهنميين كانوا يعبدون الله ولا يشركون به شيئا في الدنيا:
قال الإمام أحمد:
حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد يعني ابن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر وأعطى لواء الحمد ولا فخر وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر وإني آتي باب الجنة فآخذ بحلقتها فيقولون من هذا فيقول أنا محمد فيفتحون لي فأدخل فإذا الجبار عز وجل مستقبلي فأسجد له فيقول ارفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي يا رب فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة فأقبل فمن وجدت في قلبه ذلك فأدخله الجنة فإذا الجبار عز وجل مستقبلي فأسجد له فيقول ارفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي أي رب فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه
(يُتْبَعُ)
(/)
نصف حبة من شعير من الإيمان فأدخلهم الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلهم الجنة فإذا الجبار عز وجل مستقبلي فأسجد له فيقول ارفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان فأدخله الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة.
وفرغ الله من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار
فيقول أهل النار ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله عز وجل لا تشركون به شيئا
فيقول الجبار عز وجل فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم فيخرجون وقد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين أعينهم هؤلاء عتقاء الله عز وجل فيذهب بهم فيدخلون الجنة فيقول لهم أهل الجنة هؤلاء الجهنميون فيقول الجبار بل هؤلاء عتقاء الجبار عز وجل).
قال الإمام ابن مندة في الإيمان 3/ 826
(هذا حديث صحيح مشهور عن ابن الهاد).
وقال الشيخ الأباني في تحقيق السنة لابن أبي عاصم ص 393
(أخرجه أحمد والدارمي وابن خزيمة في التوحيد. قلت: وسندهم صحيح على شرط الشيخين، وله طريق أخرى عن انس بنحوه رواه الطبراني كما في تفسير ابن كثير).
وقال الحافظ في الفتح 11/ 463
(ووقع في رواية عمرو بن أبي عمرو عن أنس عند النسائي ذكر سبب آخر لإخراج الموحدين من النار ولفظه " وفرغ من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار , فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئا , فيقول الجبار: فبعزتي لأعتقنهم من النار , فيرسل إليهم فيخرجون ".
وفي حديث أبي موسى عند ابن أبي عاصم والبزار رفعه " وإذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة يقول لهم الكفار: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى. قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار؟ فقالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها , فيأمر الله من كان من أهل القبلة فأخرجوا. فقال الكفار: يا ليتنا كنا مسلمين " وفي الباب عن جابر وقد تقدم في الباب الذي قبله. وعن أبي سعيد الخدري عند ابن مردويه).
قلت: وحديث أبي موسى عند ابن أبي عاصم صححه الشيخ الألباني (رقم 843). فهؤلاء الجهنميون عتقاء الرحمن: يعبدون الله، ومن أهل القبلة. فكيف يظن أنهم لم يعملوا شيئا من أعمال الجوارح؟!
3 - ومن ذلك أيضا – أي إطلاق عبارة: لم يعملوا خيرا قط، على أناس ثبت لهم العمل -:
ما رواه أحمد و النسائي:
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله تعالى أن يتجاوز عنا فلما هلك قال الله عز وجل له: هل عملت خيرا قط؟ قال لا إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس فإذا بعثته ليتقاضى قلت له خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا قال الله تعالى قد تجاوزت عنك).
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يعمل خيرا قط، ثم أثبت له عملا صالحا هو تجاوزه عن المعسرين، وأمره لغلامه بذلك.
وهذا يؤكد ما سيأتي عن ابن خزيمة في معنى قول العرب: لم يعمل خيرا قط.
4 - حديث الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا: وهو في الصحيحين.
وقد جاء فيه – كما في رواية مسلم – أن ملائكة العذاب تقول: إنه لم يعمل خيرا قط.
وأن ملائكة الرحمة تقول: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله.
والملائكة جميعهم صادقون في وصفهم للرجل، فهم لا يكذبون ولا يعصون.
فعلم بهذا أنه قد يقال عن رجل: لم يعمل خيرا قط، مع تلبسه ببعض الأعمال الصالحة. ويكون المراد بالنفي أنه لم يأت بكمال العمل الواجب.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة. قال قتادة فقال الحسن ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره).
فهذا السير والانطلاق، ثم النأي بالصدر أليس عملا صالحا من أعمال الجوارح؟!
5 - ولهذا قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد 2/ 732
(هذه اللفظة " لم يعملوا خيراً قط " من الجنس الذي تقول العرب: ينفى الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل: لم يعملوا خيراً قط على التمام والكمال، لا على ما أوجب عليه وأمر به، وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي ".
الوجه الخامس:
أني قدمت في الجواب الإجمالي – نقلا عن الدكتور عبد الله القرني -:
(ضرورة أن يكون القول في أي مسألة مبنيا على النظر في جميع النصوص الواردة فيها، والنظر في مجموع تلك النصوص وفق القواعد المقررة في أصول الفقه، بحيث يتميز المطلق من المقيد والعام من الخاص ونحو ذلك، مع الجزم بأن ما ذهب إليه السلف في فهم تلك النصوص والجمع بينها هو الحق.
فلا يصح مثلا الحكم بأن حديث الشفاعة الوارد في الجهنميين نص في أن العمل كمالي للإيمان، لما ورد فيه من أنهم دخلوا الجنة مع أنهم لم يعملوا خيرا قط، مع أن السلف قد أجمعوا على أن العمل من الإيمان، وأنه شرط للنجاة من عذاب الكفار، ولم يشكل هذا الحديث على ما ذهبوا إليه، بل فهموه بما يتفق مع ذلك الأصل).
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل هناك تعارض بين أدلة تكفير تارك الصلاة، وحديث " لم يعملوا خيرا قط "؟
فأجاب: لا تعارض بينهما، فهذا عام، يخصص بأدلة تكفير تارك الصلاة. (لقاء مسجل مع وزارة الأوقاف القطرية عبر الهاتف). وسأنقل لفظه عند ذكري أقوال العلماء المعاصرين إن شاء الله [وهو موجود في مجموع فتاوى الشيخ أيضا].
وهذا القول من الشيخ رحمه الله يؤكد صحة ما أثبته آنفا من كون هؤلاء الجهنميين من أهل الصلاة.
فإن قال الزهراني أو غيره: إنه لا يليق أن يطلق على من معه هذه الشعيرة العظيمة: لم يعمل خيرا قط.
قيل له: وهل يليق أن يطلق على من معه عمل القلب (من الإخلاص واليقين والصدق والخشية) لم يعمل خيرا قط؟!
الوجه السادس:
أن من أهل العلم من رأى حمل هذا الحديث على حالة خاصة تلائم النصوص المحكمة وما أجمع عليه السلف الصالح من أن الإيمان قول وعمل.
وهذا ما ذهبت إليه اللجنة الدائمة في فتواها المفصلة عن الإرجاء (فتوى رقم 21436 وتاريخ 8/ 4/1421 ه
حيث جاء فيها: (وأما ما جاء في الحديث إن قوما يدخلون الجنة لم يعملوا خيرا قط، فليس هو عاما لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه، وإنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العمل، أو لغير ذلك من المعاني التي تلائم النصوص المحكمة، وما أجمع عليه السلف الصالح في هذا الباب).
الوجه السابع والأخير:
أن من أهل العلم من قال: إن هذا الحديث من المشتبه الذي يتعين رده إلى المحكم.
ولعل ما يؤيد هذا القول مخالفة حديث أبي سعيد لغيره من الأحاديث الصحيحة الثابتة المبينة للشفاعة،
ومنها حديث أبي هريرة في الصحيحين، الذي يرويه عنه عطاء بن يزيد و سعيد بن المسيب. وعطاء – كما سبق – هو الراوي عن أبي سعيد أيضا، وقد أخبر أن أبا سعيد " لا يرد عليه من حديثه شيئا حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله قال لذلك الرجل ومثله معه قال أبو سعيد وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة ".
وأهم ما وقعت فيه المخالفة – غير قوله " لم يعملوا خيرا قط " – أمران:
الأول:
أن حديث أبي سعيد يصرح بأن الجهنميين يخرجون بقبضة الله عز وجل
(فيقبض قبضة من النار).
وهذا مخالف لرواية أبي بكر الصديق وأنس وأبي موسى وأبي هريرة.
ففي رواية أبي بكر الصديق: أدخلوا جنتي
وفي رواية أنس:، فيرسل إليهم فيخرجون
وفي رواية أبي موسى: فيأمر الله من كان من أهل القبلة فأخرجوا
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رواية أبي هريرة: أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله.
ورواية أبي بكر وانس وأبي موسى لا شك أنها في الجهنميين.
والمخالف قد ينازع في رواية أبي هريرة لأن فيها التصريح بأن الملائكة تعرفهم بآثار السجود.
وقد يتكيء المخالف على أن حديث أبي هريرة لم يذكر القبضة، وإنما ذكر إخراج الملائكة لهم، وحينئذ يقال له: ما كان جوابا لك على حديث أبي بكر وأنس وأبي موسى، فهو جوابنا على حديث أبي هريرة.
وهذه ألفاظ الروايات، وقد سبقت أثناء البحث:
1 - رواية حذيفة عن أبي بكر الصديق ( ... ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون.
ثم يقال ادعوا الأنبياء قال فيجيء النبي و معه العصابة و النبي معه الخمسة و الستة و النبي ليس معه أحد. ثم يقال ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أرادوا قال فإذا فعلت الشهداء ذلك قال:
فيقول الله عز و جل أنا ارحم الراحمين أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا
قال فيدخلون الجنة قال ثم يقول الله عز و جل:
انظروا في أهل النار هل تلقون من أحد عمل خيرا قط؟
قال فيجدون في النار رجلا فيقولون له: هل عملت خيرا قط؟) الحديث.
2 - وفي حديث أنس عند أحمد وابن مندة:
(فيقول الجبار عز وجل فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم فيخرجون وقد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين أعينهم هؤلاء عتقاء الله عز وجل فيذهب بهم فيدخلون الجنة فيقول لهم أهل الجنة هؤلاء الجهنميون فيقول الجبار بل هؤلاء عتقاء الجبار عز وجل).
3 - وفي حديث أبي موسى عند ابن أبي عاصم – وهو صحيح كما سبق –
فيأمر الله من كان من أهل القبلة فأخرجوا. فقال الكفار: يا ليتنا كنا مسلمين).
4 - وفي حديث أبي هريرة: (أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار يعرفونهم بأثر السجود تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل).
الأمر الثاني:
أن ظاهر حديث أبي سعيد أن الجهنميين، يخرجون برحمة الله تعالى لا بشفاعة أحد من الأنبياء أو الملائكة:
(فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون.
فيقول الجبار: بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا ... ) الحديث.
وهذا موافق لرواية الحسن البصري عن أنس لحديث الشفاعة وهو في الصحيحين: وهذا لفظ مسلم:
وفيه أن الله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: (انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان فأخرجه ...
فيقال لي انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها ...
فيقال لي انطلق فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل)
(ثم أرجع إلى ربي في الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع
فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله. قال ليس ذاك لك أو قال ليس ذاك إليك ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي وجبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا الله قال فأشهد على الحسن أنه حدثنا به أنه سمع أنس بن مالك أراه قال قبل عشرين سنة وهو يومئذ جميع).
فظاهر هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يشفع في الجهنميين.
قال النووي: (. وقوله صلى الله عليه وسلم: (ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله , قال: ليس ذلك لك ولكن وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي وجبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا الله) معناه: لأتفضلن عليهم بإخراجهم من غير شفاعة , كما تقدم في الحديث السابق (شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين)) انتهى.
لكن هذا يشكل عليه ما جاء في صحيح البخاري وسنن الترمذي وأبي داود وابن ماجة وأحمد من أن الجهنميين يخرجون بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم:
فعن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، فيدخلون الجنة، يُسمون الجهنميين). (البخاري حديث رقم 6566).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ في الفتح (11/ 437):
(قوله (فيسميهم أهل الجنة الجهنميين) سيأتي في الثامن عشر من هذا الباب من حديث عمران بن حصين بلفظ " يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة ويسمون الجهنميين
, وثبتت هذه الزيادة في رواية حميد عن أنس عند المصنف في التوحيد ,
وزاد جابر في حديثه " فيكتب في رقابهم: عتقاء الله , فيسمون فيها الجهنميين "
أخرجه ابن حبان والبيهقي وأصله في مسلم.
وللنسائي من رواية عمرو بن عمرو عن أنس " فيقول لهم أهل الجنة: هؤلاء الجهنميون , فيقول الله هؤلاء عتقاء الله " وأخرجه مسلم من وجه آخر عن أبي سعيد وزاد " فيدعون الله فيذهب عنهم هذا الاسم ").
وقال الحافظ قال الحافظ في الفتح (11/ 436):
(وظهر لي بالتتبع شفاعة أخرى وهي الشفاعة فيمن استوت حسناته وسيئاته أن يدخل الجنة ...
وشفاعة أخرى هي شفاعته فيمن قال: لا إله إلا الله ولم يعمل خيرا قط، ومستندها رواية الحسن عن أنس كما سيأتي بيانه في شرح الباب الذي يليه، ولا يمنع من عدها قول الله تعالى له " ليس ذلك إليك "
لأن المنفي يتعلق بمباشرة الإخراج، وإلا فنفس الشفاعة منه قد صدرت، وقبولها قد وقع وترتب عليها أثرها). انتهى.
وقال الحافظ في (11/ 464):
(قال البيضاوي: وقوله " ليس ذلك لك " أي أنا أفعل ذلك تعظيما لاسمي وإجلالا لتوحيدي، وهو مخصص لعموم حديث أبي هريرة الآتي " أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله مخلصا. قال: ويحتمل أن يجري على عمومه ويحمل على حال ومقام آخر.
قال الطيبي: إذا فسرنا ما يختص بالله بالتصديق المجرد عن الثمرة، وما يختص برسوله هو الإيمان مع الثمرة من ازدياد اليقين أو العمل الصالح حصل الجمع.
قلت [ابن حجر]: ويحتمل وجها آخر، وهو أن المراد بقوله " ليس ذلك لك " مباشرة الإخراج لا أصل الشفاعة، وتكون هذه الشفاعة الأخيرة وقعت في المذكورين، فأجيب إلى أصل الإخراج، ومنع من مباشرته، فنسبت إلى شفاعته في حديث " أسعد الناس " لكونه ابتدأ بطلب ذلك، والعلم عند الله تعالى). انتهى كلام الحافظ.
وبعد .. فهذه سبعة أوجه في الجواب عن استدلالهم بهذا الحديث، وحاصلها يرجع إلى ثلاثة أمور:
1 - أن هذا الحديث لا يفهم إلا في ضوء الأحاديث الأخرى المقيدة والمبينة له.
2 - إثبات أن هؤلاء من أهل الصلاة، فيكون الحديث خارجا عن محل النزاع الذي هو ترك عمل الجوارح بالكلية.
3 - أو حمل هذا الحديث على حالة خاصة لا تعارض ما أجمع عليه السلف من أن الإيمان قول وعمل، وأنه لا يجزئ قول بلا عمل. والله أعلم.
انتهى بإذن الله
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 01:06]ـ
وقال الإمام الشافعي –رحمه الله-:
(وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن أدركناهم يقولون الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر)
شرح اصول الاعتقاد للالكائي (5/ 886)،
ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- (7/ 208).
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 02:53]ـ
فكلام السلف واضح في ان تارك جنس العمل كافر و من قال عكس ذلك وقع في الارجاء
يتبع ان شاء الله
أخي هذا نزاعي معكم ليس في كفر تارك أعمال الجوارح وهذا ما طالبتكم عليه بدليل من كلام السلف ولم يأتني به أحد وأنت قررت في نقلك المجمل على حديث البطاقة ضرورة الاخذ من فهم السلف وأنا اعتراضي ونقاشي بداية كان على هذا من يأتني عليه بدليل أو أثارة من علم تبعته والحمد لله.
مثلا أنا أنقل لك الان نقلا عن أحد أئمة السلف وهو الامام ابن بطة ونقل عنه هذا الكلام شيخ الاسلام ابن تيمية فنقل قوله:" ((ولأنَّ الصلاة عمل من أعمال الجوارح فلم يكفر بتركه كسائر الأعمال المفروضة، ولأنَّ من أصول أهل السنة: أنهم لا يُكفِّرون أحداً من أهل السنة بذنب، ولا يخرجونه من الإسلام بعمل؛ بخلاف ما عليه الخوارج، وإنما الكفر بالاعتقادات)) [شرح العمدة 4/ 72].
ما رأيك؟ هل نقول أن ابن بطة مرجئ؟ (وأنا لا أستبعد أن يأتينا أحد الان ويقول ابن بطة مرجئ!) خصوصا أن هناك من يغلو في الاطلاقات فيقول كافر باتفاق المسلمين!! أين الاتفاق لا بد من تحرير العبارة وضبطها والا ادعاء الاجماع أو الاتفاق هذا سهل لذلك الامام احمد رحمه الله قال من ادعى الاجماع فقد كذب وما يدريه لعل الناس اختلفوا. طبعا الامام أحمد لا يتكلم عن اجماع الصحابة كما تعلم.
وأذكر اني قرأت كلاما في هذا المنتدى يقول عن الذي لا يكفر تارك الصلاة مرجئ ان كان لم يكفره على أنه عمل من أعمال الجوارح!! طبعا ليخرج من مأزق عدم تكفير الفقهاء لتارك الصلاة فها هو الامام ابن بطة يصرح بعدم كفره لانه عمل من أعمال الجوارح.
أعود وأكرر القول بأن الذي يقول أن تارك أعمال الجوارح وقع في الارجاء ليس بصحيح وليس عليه دليل ولا أثارة من علم ومن عنده فليتفضل به مشكورا.
وأنتظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 10:27]ـ
أخي هذا نزاعي معكم ليس في كفر تارك أعمال الجوارح وهذا ما طالبتكم عليه بدليل من كلام السلف ولم يأتني به أحد وأنت قررت في نقلك المجمل على حديث البطاقة ضرورة الاخذ من فهم السلف وأنا اعتراضي ونقاشي بداية كان على هذا من يأتني عليه بدليل أو أثارة من علم تبعته والحمد لله.
.
الحقيقة كلام السلف واضح في ان تارك أعمال الجوارح كافر و من قال عكس ذلك وقع في الارجاء و لو بلغ من العلم ما بلغ
لكن مشكلتك انك ترمينا بعدم فهم كلام أئمة السلف و الحقيقة الواضحة الجلية في ردودك انك انت الذي لا تفقه كلامهم و تاتي بالمتشابه من كلامهم و تترك المحكم منه الجلي و لا تجمع بينه
المهم اليك كلام السلف الصالح:
آثار سلفية في المسألة: [منقول]
وقد رأيت قبل أن أجيب على ما استشكله بعض الإخوة من الأحاديث وكلام بعض الأئمة، أن أنقل شيئا من كلام السلف، يبين فهمهم لعلاقة العمل بالإيمان، وأنه ركن كالقول، لا ينفع قول بلا عمل، كما لا ينفع عمل بلا قول.
1 - قول علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود والحسن وسعيد بن جبير:
جاء عن هؤلاء قولهم: (لا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل إلا بقول، ولا قول وعمل إلا بنية، ولا نية إلا بموافقة السنة).
أثرعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود
أخرجهما ابن بطة في الإبانة 2/ 803 (1089).
وأثر الحسن أخرجه ابن بطة: 2/ 803 (1090).
واللالكائي 1/ 63 (18)
و أثرسعيد بن جبير أخرجه اللالكائي 1/ 64 (20).
2 - زيد بن أسم مولى عمر (ت:36 ه):
قال: (لا بد لهذا الدين من أربع: دخول في دعوة المسلمين، ولابد من الإيمان وتصديق الله وبالمرسلين أولهم وآخرهم والجنة والنار والعث بعد الموت، ولابد من أن تعمل عملا صالحا تصدق به إيمانك).رواه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان أثر رقم 136 وصححه الألباني.
3 - الأوزاعي رحمه الله: قال: (لا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة.
وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل، والعمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم يجمع هذه الأديان اسمها، ويصدقه العمل،
فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق بعمله فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها.
ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه وكان في الآخرة من الخاسرين). الإبانة لابن بطة 2/ 807 (1097).
قال شيخ الإسلام بعد نقله: (وهذا معروف عن غير واحد من السلف والخلف أنهم يجعلون العمل مصدقا للقول) (7/ 296).
4 - إسحاق بن راهوية:
قال رحمه الله: (غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوماً يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات، وصوم رمضان، والزكاة، والحج، وعامة الفرائض من غير جحود لها: إنا لا نكفره، يرجأ أمره إلى الله بعد، إذ هو مقر. فهؤلاء الذين لا شك فيهم. يعني: في أنهم مرجئة.). نقله ابن رجب في فتح الباري 1/ 25
5 - أبو ثور:
قال رحمه الله: (فأما الطائفة التي زعمت أن العمل ليس من الإيمان؛ فيقال لهم: ما أراد الله عز وجل من العباد إذ قال لهم: {وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرّاكِعِينَ} [البقرة:43]، إلا قرار بذلك أو الإقرار والعمل؟
فإن قالت: إن الله أراد الإقرار ولم يرد العمل؛ فقد كفرت عند أهل العلم من قال إن الله لم يرد من العباد أن يصلوا ولا يؤتوا الزكاة!
فإن قالت: أراد منهم الإقرار والعمل!
قيل: فإذا أراد منهم الأمرين جميعا لم زعمتم أنه يكون مؤمنا بأحدهما دون الآخر وقد أرادهما جميعا؟!
أرأيتم لو أن رجلا قال: اعمل جميع ما أمر الله ولا أقر به أيكون مؤمنا؟
فإن قالوا: لا!
قيل لهم: فإن قال: أقر بجميع ما أمر الله به ولا أعمل منه شيئا أيكون مؤمنا؟
فإن قالوا: نعم!
قيل لهم: ما الفرق وقد زعمتم أن الله عز وجل أراد الأمرين جميعا فإن جاز أن يكون بأحدهما مؤمنا إذا ترك الآخر جاز أن يكون بالآخر إذا عمل ولم يقر مؤمنا لا فرق بين ذلك!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن احتج فقال: لو أن رجلا أسلم فاقر بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أيكون مؤمنا بهذا الإقرار قبل أن يجيء وقت عمل؟ قيل له: إنما نطلق له الاسم بتصديقه أن العمل عليه بقوله أن يعمله في وقته إذا جاء وليس عليه في هذا الوقت الإقرار بجميع ما يكون به مؤمنا، ولو قال: أقر ولا أعمل؛ لم نطلق له اسم الإيمان. وفيما بينا من هذا ما يكتفي به ونسأل الله التوفيق".
شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/ 931ـ933، تحت رقم 1950)، ومجموع الفتاوى (7/ 387)
6 - سفيان الثوري قال:
(أهل السنة يقولون: الإيمان قول وعمل مخافة أن يزكوا أنفسهم، لا يجوز عمل إلا بإيمان، ولا إيمان إلا بعمل، فإن قال من إمامك في هذا؟ فقل سفيان الثوري). (شرح أصول الاعتقاد 5/ 1052 (1792).
وقال سفيان أيضا: (كان الفقهاء يقولون: لا يستقيم قول إلا بعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة).
أخرجه ابن بطة في الإبانة 1/ 333 (190)، 2/ 807 (1098).
وقال أيضا: وقد سئل عن الارجاء فقال: (يقولون الايمان قول ونحن نقول الايمان قول وعمل.
والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصرا بقلبه على ترك الفرائض وسموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم، وليسوا سواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية، وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر هو كفر، وبيان ذلك في أمر آدم صلوات الله عليه وإبليس وعلماء اليهود.
أما آدم فنهاه الله عز وجل عن أكل الشجرة وحرمها عليه فأكل منها متعمدا ليكون ملكا أو يكون من الخالدين فسمي عاصيا من غير كفر.
وأما إبليس لعنه الله فإنه فرض عليه سجدة واحدة فجحدها متعمدا فسمي كافرا.
وأما علماء اليهود فعرفوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي رسول كما يعرفون ابناءهم وأقروا به باللسان ولم يتبعوا شريعته فسماهم الله عزوجل كفارا.
فركوب المحارم مثل ذنب آدم عليه السلام وغيره من الانبياء.
وأما ترك الفرائض جحودا فهو كفر مثل كفر إبليس لعنه الله.
وتركها على معرفة من غير جحود فهو كفر مثل كفر علماء اليهود والله أعلم).
قال الأخ علي بن احمد بن سوف في كتابه: التبيان لعلاقة العمل بمسمى الايمان ص 169:
(قال ابن حجر: سويد بن سعيد بن سهل الهروي الاصل ثم الحدثاني بفتح المهملة والمثلثة يقال له الانباري بنون ثم موحدة ابو محمد: صدوق بنفسه الا انه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول، من قدامى العاشرة. اه
انظر التقريب، وكانت رواية مسلم له قبل العمى.
وقال عنه الامام احمد: أرجو ان يكون صدوقا، وقال: لا بأس به، وكان احمد ينتقي عليه ولديه صالح وعبد الله يختلفان اليه للسماع منه. انظر تاريخ بغداد 9/ 228 وذكر الاثر ابن عبد البر. انظر فتح البر للمغراوي 1/ 447. وقد حسن الشيخ الالباني لسويد بعض الاحاديث. انظر الصحيحة 5/ 280. وروى عنه مسلم في الصحيح: 1/ 14، 53، 167، فارجو أن يكون الاثر حسن الاسناد والله اعلم).
والاثر رواه عبد الله بن احمد في السنة 1/ 347، وذكره ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم وفي شرحه على البخاري 1/ 25
7 - سهل بن عبد الله التستري:
وقد سئل عن الإيمان ما هو؟ فقال:
(هو قول ونية وعمل وسنة لأن الإيمان إذا كان قولا بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولا وعملا بلا نية فهو نفاق، وإذا كان قولا وعملا ونية بلا سنة فهو بدعة).
الإبانة 2/ 814 (1116)، ومجموع الفتاوى 7/ 171
8 - الإمام ابن بطة العكبري المتوفى سنة 387 هـ
قال في الإبانة 2/ 760
(باب بيان الإيمان وفرضه وأنه: تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح والحركات لا يكون العبد مؤمنا إلا بهذه الثلاث.
قال الشيخ: اعلموا رحمكم الله أن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه فرض على القلب المعرفة به والتصديق له ولرسله ولكتبه وبكل ما جاءت به السنة،
وعلى الألسن النطق بذلك والإقرار به قولا
وعلى الأبدان والجوارح العمل بكل ما أمر به وفرضه من الأعمال
لا تجزيء واحدة من هذه إلا بصاحبتها.
ولا يكون العبد مؤمنا إلا بأن يجمعها كلها حتى يكون مؤمنا بقلبه، مقرا بلسانه، عاملا مجتهدا بجوارحه.
ثم لا يكون أيضا مع ذلك مؤمنا حتى يكون موافقا للسنة في كل ما يقوله ويعمله، متبعا للكتاب والعلم في جميع أقواله وأعماله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبكل ما شرحته لكم نزل به القرآن ومضت به السنة، وأجمع عليه علماء الأمة).
وقال أيضا: 2/ 779
(واعلموا رحمكم الله أن الله عز وجل لم يثن على المؤمنين ولم يصف ما أعد لهم من النعيم المقيم والنجاة من العذاب الأليم ولم يخبرهم برضاه عنهم إلا بالعمل الصالح والسعي الرابح.
وقرن القول بالعمل، والنية بالإخلاص حتى صار اسم الإيمان مشتملا على المعاني الثلاثة لا ينفصل بعضها عن بعض، ولا ينفع بعضها دون بعض، حتى صار الإيمان قولا باللسان، وعملا بالجوارح، ومعرفة بالقلب، خلافا لقول المرجئة الضالة الذين زاغت قلوبهم وتلاعبت الشياطين بعقولهم.
وذكر الله عز وجل ذلك كله في كتابه، والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته).
وقال في 2/ 795
(قال الشيخ: فقد تلوت عليكم من كتاب الله عز وجل ما يدل العقلاء من المؤمنين أن الإيمان قول وعمل، وأن من صدق بالقول وترك العمل كان مكذبا وخارجا من الإيمان.
وأن الله لا يقبل قولا إلا بعمل، ولا عملا إلا بقول.).
9 - وقال ابن الحنبلي (ت:536 ه) في (الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة) 2/ 802
(والدلالة أيضا على أن الإيمان قول وعمل، قول الله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) فأخبر الله تعالى أن القول لا يرفع إلا بالعمل، إذ العمل يرفعه، فدل على أن قولا لا يقترن بالعمل لا يرفع.
وقد قال تعالى ذكره: " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا " فأخبر أن كل من لا يقترن عمله بقوله بعمله (كذا) فلا حظ له في الجنة.
وقال عز وجل: " وغني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " فأخبر تعالى أنه لا يغفر إلا لمن يجمع له القول والعمل، فهو لا ينفع أحدهما دون صاحبه.
وقال عز وجل: " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " فوصف أن الإيمان قول وعمل، وأن القول لا ينفع إلا بالعمل، كما أن العمل لا ينفع إلا بالقول)
وقال 2/ 808 (وقد قال تعالى: " وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون " وقال أيضا:" أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون "
فهذه الآيات تدل على أنه لا ينفع أحدهما دون الآخر.
فهذه براءة من قول المرجئة وما يتشعب من مذاهبهم وأقاويلهم) انتهى كلام ابن الحنبلي.(/)
قضية تركيا و العالم الإسلامي
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 05:50]ـ
من مقال بعنوان "فزاعة" الإسلاميين .. حق www.islamonline.net/Arabic/politics/ (2)
الانتفاع ينتقل لواشنطن, من المعلوم لكل متابع التهافت الشديد من قبل السلطة في تركيا على الانضمام
للاتحاد الأوروبي والذي بدوره استغل الفرصة وبدأ يملي شروطه على الحكومة التركية إلى درجة
التدخل في القوانين التركية الداخلية.
فعندما نوقش قانون الجزاء التركي تم تعديله بحيث تحاكم المرأة إذا لجأ زوجها إلى المحاكم يتهمها بالزنا ..
وعلى الفور صاح الأوروبيون وقالوا: هل ستدخلون الإسلام وأخلاقيات الإسلام في تشريعات دولة
تطلب الانضمام إلى أوروبا! فسحبوا التعديل واعتذروا للأوروبيين.
بطاقة الهوية التي يحملها التركي تتضمن ديانة حاملها بذكر كونه مسلمًا أو غير ذلك .. وتدخل الأوروبيون
مرة أخرى .. وطالبوا بحذف الدين من بطاقة الهوية .. وعندما استجابت الحكومة علق أحد النواب ..
بأنهم لن يدخلوا إلى أوروبا إلا بعد أن ينتزعوا منا ديننا.
اجتمع رئيس الوزراء التركي مع مديري المصارف .. وعندما سأله مدير أحد المصارف الإسلامية عن الفائدة
الربوية قال: هذا نظام عالمي لا بد من الالتزام به.
عندما خرجت مئات الألوف من الطالبات المحجبات في مظاهرات في جميع المدن التركية يطالبن بإعادتهن
إلى مدارسهن وجامعاتهن باعتبار الحجاب حرية فردية وأمرًا دينيًا .. لا يجوز أن تتدخل فيه الحكومة
.. واعترض الجيش .. واعترضت أوروبا .. وقالا: الحجاب هو تعبير عن الهوية الإسلامية لا يمكن
القبول به .. وعندما سئل رئيس الوزراء عن ذلك .. قال: ليست هذه من أولوياتنا.
بقيت بعض التعديلات طلبها الاتحاد الأوروبي ولم يوافق عليها إلى الآن رئيس الوزراء التركي وهي مقدار
العقوبة التي يتحملها المعلم أو الأب إذا علم ابنه القرآن في البيت قبل أن يبلغ الحادية عشرة من عمره ..
انظر: مجلة المجتمع العدد (1664) رجب (1426 ه) الموافق أغسطس (2005 م).(/)
ما هي السلفية؟ (كتاب فرنسي حديث)
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 12:17]ـ
الأفاضل الأكارم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تقرير نشره موقع "إسلام أون لاين" كتاب "ما هي السلفية" الذي ألفه نخبة من الباحثين الفرنسيين، أنقله هنا للإطّلاع .. والله الموفق.
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1236496580895&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout
السلفية ... رؤى فرنسية
معاذ محمود
"ما هي السلفية؟ "، كتاب جماعي صدر بالفرنسية في آخر 2008 تحت إشراف الباحث المتخصص في شئون الشرق الأوسط برنارد روجيه .. تنبع أهمية الكتاب -كما يقول روجيه في المقدمة- من الاهتمام المتزايد في الدوائر الغربية بالسلفية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، غير أن تناول تلك الظاهرة في الإعلام يتسم بالسطحية الشديدة لعدم تمكن معظم الإعلاميين والباحثين من الموضوع، وهو ما حدا بهذه المجموعة من الباحثين إلى الشروع في هذا المشروع الطموح.
يتكون الكتاب من مقدمة وثلاثة أقسام رئيسية، وقد تناولت المقدمة التي كتبها روجيه تعريف السلفية وأبرز اتجاهاتها، فيما تناولت الأقسام الثلاثة واقع الحالة السلفية في بلدان العالم العربي وفرنسا بالدراسة والتفسير.
السلفية .. المفهوم والاتجاهات
يحاول برنارد روجيه في المقدمة تقديم تعريف للسلفية وظروف نشأتها والفرق بينها وبين التيارات الأخرى التي تزاحمها في ساحة العمل الإسلامي، فيشرع في رحلة إلى الماضي، بداية من وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والظروف التي أدت إلى الشروع في تدوين الأحاديث الشريفة، ثم ينتقل بعدها إلى الجدل الفكري اللاهوتي في العصر العباسي بين المعتزلة وابن حنبل، وبعد ذلك يقفز إلى التراث الفكري لابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب ليصل بعد ذلك إلى السلفية في وقتنا الحاضر، والتي يصنفها إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية:
1 - "السلفية النصية" التي تدعو إلى الانكباب على النصوص الدينية من قرآن وسنة وترفض كل أشكال المشاركة السياسية، وهو ما يفسر عداء ذلك التيار للإخوان المسلمين، غير أن هذا العداء المبدئي تجاه الممارسة السياسية قد يقترن أحيانا بموقف أكثر تصالحا تجاهها طالما كان ذلك من أجل تحجيم نفوذ الإخوان المسلمين، كما هو حاصل في الكويت على سبيل المثال، ويتماهى هذا الاتجاه أحيانا بشكل كامل مع الوهابية، وإن كان يضم تيارات معادية لنظام الحكم في المملكة العربية السعودية، وهذا الاتجاه وإن كان يدين الإرهاب بكل أشكاله ضد الغرب، إلا أنه يحمل نظرة سلبية جدا تجاه البلدان والمجتمعات الغربية بشكل عام.
2 - السلفية الإصلاحية (السرورية) ويجسدها في المملكة العربية السعودية تيار الصحوة الذي ظهر في نهاية الثمانينيات، وينحاز هذا التيار لقراءة سياسية للعالم، وهو ما يعكس تأثره بفكر الإخوان المسلمين، وقد وجه علماء ذلك التيار نقدا لاذعا للسياسات الأمريكية وما يرونه من تواطؤ حكام المنطقة معها، كل ذلك بلغة سهلة في متناول الجمهور العريض، عكس الأدبيات السلفية التقليدية.
3 - السلفية الجهادية التي تضع الجهاد على رأس أولوياتها، وتطالب المسلمين بالخروج على الحاكم إذا فرط في أمور الدين .. الخلاف الرئيسي الذي يقسم هذا التيار يدور حول مستوى الجهاد، وهل يجب أن يقتصر على الجبهة المحلية، أم يجب أن يمتد لكل أرجاء العالم، ويمثل تنظيم القاعدة ذلك التيار بامتياز.
مسارات السلفية
جاء القسم الأول من الكتاب تحت عنوان "مسارات السلفية: من صحراء الجزيرة العربية إلى الفضاء الافتراضي"، ويبدأ ببحث لديفيد كومنز، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة ديكنسون، عن السلفية في المملكة العربية السعودية، حيث يعزو نشأة السلفية إلى الدعوة الوهابية التي ظهرت في القرن الثامن عشر ليشرح عوامل نشأة الوهابية وطبيعة تلك الدعوة، ثم الظروف التي أدت إلى تحالف الوهابية مع آل سعود، ويعرض الباحث المراحل المختلفة التي مر بها هذا التحالف الثنائي مع تسليط الضوء على المرحلة الأخيرة التي بدأت مع تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932، حيث اتسمت تلك المرحلة بانفتاح نسبي للمملكة على العالم الخارجي وفتح أبوابها لمن تصفهم الوهابية بالمشركين، وبحسب كومنز فإن المؤسسة الدينية أصبحت الطرف الأضعف في تلك العلاقة
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد أن تم إدماج شيوخ الوهابية في جهاز الدولة، وهو ما أضعف كثيرا من مكانتهم في المجتمع.
ويرى الباحث أن التناقض بين التوجه الغربي المنفتح للعائلة الحاكمة ومحافظتها على تطبيق الوهابية بشكل صارم في الداخل كان لا بد أن يتفجر، وهو ما حدث فعلا في أحداث الحرم المكي في عام 1979، وكان الغزو السوفيتي لأفغانستان فرصة لتنفيس الاحتقان الديني الداخلي وتصدير المشكلة للخارج، فسمحت السلطات السعودية للشباب السعودي بالمشاركة في الجهاد الأفغاني وقامت بتمويله بسخاء، وهو ما جعل الانسحاب السوفيتي في 1989 بمثابة نصر كبير لنظام الحكم في المملكة من أجل ترميم شرعيته، وما إن انتهى فصل الجهاد الأفغاني حتى وجد آل سعود أنفسهم أمام اختبار أكثر تعقيدا حين قام صدام حسين بغزو الكويت في 1990 وقرر الملك فهد الاستعانة بالجيش الأمريكي، وأدى إصدار المؤسسة الدينية الرسمية، بضغط من نظام الحكم، فتوى تبيح استعانة ولي الأمر بالأجنبي إلى صدع كبير في شرعية ومصداقية تلك المؤسسة، وهو ما سيؤدي لاحقا إلى ولادة سلفية جدية بعيدة عن التقليد الوهابي.
ثم ينتقل الباحث إلى العلاقة بين الوهابية وباقي التيارات السلفية، فيذكر أن المرحلة الأولى من السلفية التي ظهرت في القرن التاسع عشر، ويمثلها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وغيرهم، كانت تتسم بالتقدمية والانفتاح والرغبة في تحديث الإسلام واستيعابه لكل العلوم الحديثة، وذلك وفق ما يرى الباحث هو ما يفسر النظرة السلبية لأولئك الإصلاحيين للوهابية أسيرة الطقوس والشعائر، ذلك البعد الإصلاحي كان حاضرا أيضا لدى الإخوان المسلمين الذين كانوا يتعاطون السياسة عكس الوهابيين، غير أن ذلك لم يمنع التيارين من أن يتعاونا بعد نزوح كثير من الإخوان إلى المملكة بعد تعرضهم للاضطهاد في مصر وسوريا، لكن اختلاف أولويات التيارين عجل بانتهاء فترة التعاون تلك، أما القطبيون فلم يكن من الوارد أن يحصل أي نوع من التعاون بينهم وبين الوهابيين الذين يدينون بالولاء الكامل لولي الأمر ويرفضون الخروج عليه بشكل شبه كامل.
يقدم برنارد روجيه في هذا القسم من الكتاب دراسة عنونها بـ"الجهاد الأفغاني ونشأة السلفية الجهادية"، حيث يعود روجيه لمرحلة الجهاد الأفغاني التي تمثل حسب رأيه بداية تحول الجهاد من المحلية إلى العالمية، إلا أن تلك الجهادية العالمية التي تركز على استهداف العدو البعيد ما لبثت أن ارتدت إلى الداخل مرة أخرى في المملكة بعد الحادي عشر من سبتمبر وغزو العراق وظهور تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وقد دارت جولات من الصراع بين تنظيم القاعدة ومجموعاته وبين أجهزة الاستخبارات السعودية، وقد لعبت الوسائط الإعلامية المستحدثة، وخاصة الإنترنت، دورًا مهمًّا في هذا الصراع، فرغم أن السلفية تحمل دائما في خطابها على العولمة، فإن ذلك لم يمنع الشبكات الجهادية من أن توظف بشكل فائق الفعالية كل "منتجات" هذه العولمة الممقوتة، فقد استخدمت المجموعات السلفية - الجهادية الإنترنت بشكل واسع النطاق من أجل نشر فكرها والتنسيق بين خلاياها المتوزعة في الدول المختلفة، فالسلفية استغلت ذلك الفضاء من أجل خلق "أمة افتراضية"، مستفيدة من صعوبة سيطرة الحكومات وأجهزة الاستخبارات على سيل الرسائل المتدفق عن طريق الشبكة العنكوبية، فتنظيم القاعدة يدين بالفضل لشبكة الإنترنت في بقائه نشطا بعد أن تم تدمير قواعده الإقليمية إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان.
السلفية في العالم العربي
القسم الثاني من الكتاب يقدم عرضا لتطور الحالة السلفية في العالم العربي، ففي دراسة كارين لحود الباحثة بمعهد العلوم السياسية بباريس تشرح كيف اضطر سلفيو الكويت للخوض في غمار السياسة حتى لا يتركوا الساحة للإخوان المسلمين والليبراليين، وبفضل جمع سلفيي الكويت بين الواقعية السياسية والقيم القبلية المحافظة استطاعوا أسلمة المجتمع بشكل كبير، فالعلاقة بينهم وبين العائلة الحاكمة تختلف تماما عن علاقة الوهابية بآل سعود، حيث لا يتورع سلفيو الكويت عن توجيه الانتقادات الحادة للعائلة الحاكمة والضغط عليها "لتصحيح" مسارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الاستقلال للسلفية الكويتية أمام النظام الحاكم لا نجده في السلفية اليمنية التي تعيد إنتاج الوهابية السعودية بشكل أو بآخر، وبفضل هذا الطابع اللاسياسي لم تشهد اليمن صداما بين سلفييه من جهة والنظام الحاكم من جهة أخرى كالذي شهدته سوريا وأدى إلى نفي معظم رموز السلفية السورية، إلا أن أرنو لينفان الباحث المتخصص في الحركات الدينية في سوريا يرى أن السياسة الخارجية الممانعة لسوريا تجاه أمريكا وإسرائيل تقيها هجمات السلفية الجهادية المخترقة، حسب بعض المصادر، من قبل الاستخبارات السورية.
ويتعرض عبد الله الترابي، الباحث بمعهد العلوم السياسية بباريس، لظروف نشأة المجموعات الجهادية في المغرب التي طالما اتسمت معارضتها الإسلامية بالطابع السلمي حتى وقوع هجمات الدار البيضاء في 2003، ووفقا للباحث، فقد شهدت الوهابية صعودا كبيرا في الثمانينيات بتشجيع من النظام الحاكم من أجل موازنة نفوذ المعارضة اليسارية، كما أن الظروف الاقتصادية لعبت دورا في ولادة السلفية - الجهادية في المغرب.
السلفية في فرنسا
القسم الثالث من الكتاب يتناول "ديناميكية السلفية في فرنسا" ويبدأ بالتشديد على الطابع المتنوع للإسلام في فرنسا والتنافس القائم بين التيارات المختلفة لزيادة حصتها من "سوق العرض الإسلامي".
هذا التنوع الكبير للإسلام الفرنسي يمكن تفسيره في ضوء عنصرين رئيسيين: الأول هو الانفتاح الكبير للإسلام الفرنسي على المؤثرات الخارجية، فالخلافات القائمة بين تيارات الحركة الإسلامية في العالم الإسلامي تفرض نفسها على الحالة الإسلامية في فرنسا التي لم تطور بعد نموذجها الخاص، أما العنصر الثاني الذي يتيح لنا فهم هذه الفسيفساء هو أن الإسلام لم يعد مجرد موروث تقليدي يستقيه أبناء الجيل الثاني والثالث من آبائهم، فالأبحاث الميدانية تشير إلى أننا بصدد عملية "إعادة تشكيل فردانية للديني" ( of the religious resetting individualist) على يد الأجيال الجديدة.
ووفقا لمحمد الأدراوي، باحث الدكتوراه في معهد العلوم السياسية بباريس، فإن التيار الإسلامي الأوسع انتشارا في ضواحي المدن الكبرى كباريس وليون هو التيار السلفي، حيث يبلغ عدد منتسبيه 5000 مسلم، يشكل السلفيون الجهاديون أقلية ضئيلة بينهم لا يزيد عددها عن 100 ناشط، ويمكن تفسير ذلك الحضور القوي إلى الدور المتزايد لدول الخليج التي بدأت من ثمانينيات القرن الماضي بالتعهد بتأهيل وإعداد أئمة المساجد الفرنسية الذين يقومون بالتبشير بالسلفية حال عودتهم، كما أن السلفية تمنح منتسبيها شعورا "بالاصطفاء" والتفوق على باقي المجتمع، بل على المسلمين غير المنتسبين لهذا التيار كذلك.
ويميز الأدراوي بين أربعة نماذج من الإسلام تتعايش جنبا إلى جنب في الضواحي الفرنسية، النموذج الأول يتمثل في الهوية الإسلامية التقليدية أو "إسلام الآباء" الذي يركز على التواصل الاجتماعي والتضامن بين أبناء الجالية، النوع الثاني يتمحور حول الهوية "الإسلامية العلمانية" التي تحصر الدين في المجال الخاص وترفض أن يوظف الدين في التعبئة، النموذج الثالث من الإسلام يمثله من يدعون إلى هوية تجمع بين الدين والمواطنة ويطالبون بحضور الدين في المجال العام مع ما يمثله ذلك من تناقض جوهري مع التقليد السياسي العلماني في فرنسا، أما النموذج الرابع فيمثله السلفيون الذين يعرفون أنفسهم في حدود الهوية الإسلامية بشكل حصري، ويعتبرون أي محاولة للتقارب مع المجتمع الفرنسي ابتعادا عن تعاليم الدين.
ويقول الباحث إن الطابع اللاسياسي لسلفيي فرنسا يقتصر على عدم انتقاد ملوك دول الخليج أو التشكيك في شرعيتهم، في حين لا ينسحب ذلك على فرنسا، فلم يتورع سلفيو فرنسا مثلا عن وصف شيراك بعد إقرار قانون منع الحجاب في 2004 بأنه "طاغوت"، في حين ظل الملك عبد الله محصنا ضد أي انتقاد حتى حين وجه انتقادات لاذعة لحزب الله خلال حرب 2006.
الفصل الأخير في الكتاب يتناول ظاهرة هجرة سلفيي فرنسا "لدار الإسلام"، فاعتقال السلطات المصرية لعشرة رعايا فرنسيين في القاهرة عام 2006 بتهمة انتمائهم لشبكة إرهابية سلط الأضواء على هذه الظاهرة، ويحاول الباحث ريمون جاليت في البداية استكشاف الأسباب الكامنة وراء هذا "الخروج"، فيربطها بالتراث النبوي الشريف وبكتابات محمد نصر الدين الألباني في ثمانينيات القرن الماضي، كما يعزو تلك الهجرة أيضا إلى رغبة السلفيين المهاجرين في العيش في بيئة أكثر توافقا مع معتقداتهم الدينية وتوفير تعليم ديني لأبنائهم، أضف إلى ذلك معاناة المسلمين من ذوي الأصول العربية بسبب عدم ذوبانهم بشكل كامل في المجتمع الفرنسي وتفشي الإسلاموفوبيا.
ويرى الباحث أن ظاهرة هجرة السلفيين من فرنسا تعد اعترافا من قبل السلفيين الفرنسيين باستحالة تحقيق حلم أسلمة أوروبا الحاضر بقوة في أدبيات الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ، فتبدد ذلك الحلم الطوباي فتح الباب أمام الرغبة في ترك دار الكفر طواعية واللجوء لدار الإسلام.
ثم ينتقل الباحث للأسباب التي تدفع هؤلاء المهاجرين لاختيار مصر بالذات دون غيرها من الدول المسلمة، وتتلخص تلك الأسباب في سهولة الحصول على تصريح الإقامة وتوافر مراكز تعليم الإسلام المصممة للجمهور الفرانكفوني، ومرونة نظام تلك المدارس، بالإضافة طبعا إلى انخفاض تكاليف المعيشة في مصر مقارنة مع غيرها من الدول المجاورة، ويبلغ عدد "المهاجرين" السلفيين في مصر، وفقا لمصدر دبلوماسي فرنسي، 500 شخص، وهو ما يمثل 10% من إجمالي الجالية الفرنسية في مصر، كما يعرض الباحث لعدة نماذج من هؤلاء المهاجرين.
الكتاب قيم في مجمله، وإن كان يعيبه تفاوت مستوى الأبحاث المختلفة بالنظر إلى كونه كتابا جماعيا بالأساس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 12:54]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:45]ـ
وفيكم بارك الله، أخي الكريم
ـ[أكليل]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 01:28]ـ
جزاك الله خير لكن الرابط لا يعمل
وهل هوتحميل للكتاب ام هوفقط للتقرير
ان كان للكتاب خصوصا فلك شكري لأنني بحاجته في هذا الوقت بالذات
وأن كان للتقرير فـ أيضا لك الشكر(/)
بيان أن بدعة الحلول والاتحاد انبثقت عن الجهمية
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 03:56]ـ
بيان أن بدعة الحلول والاتحاد انبثقت عن الجهمية
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من المسائل التي حاول الأستاذ علي سامي النشار ردها ومن قبله شيخه الكوثري على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مسألة أن القول بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود أصل جهمي كما في نشأة الفكر الفلسفي (1|352).
وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أن فكرة الحلول والاتحاد أصلها جهمي أشار إليه أكثر من محقق من العلماء.
فقد كان مآل القول أن الله في كل مكان القول بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود.
ووجه الإشكال في هذه النسبة للجهمية أن المشهور من مذهبهم إنكار الأسماء والصفات وإنكار كل وصف لله فكيف يتأتى ذلك مع القول بأن الله في كل مكان!
وهذه من سمات أهل البدع التخبط والتناقض والجمع بين النقيضين كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام.
قال رحمه الله: وهذا المنصوص عن ابن عباس وأبى ذر وغيرهما هو المنصوص عن أحمد وغيره من أئمة السنة ولم يثبت عن أحد منهم إثبات الرؤية بالعين في الدنيا كما لم يثبت عن أحد منهم إنكار الرؤية في الآخرة.
ولكن كلا القولين تقول به طوائف من الجهمية فالنفي يقول به متكلمة الجهمية, والإثبات يقول به بعض متصوفة الجهمية كالاتحاية وطائفة من غيرهم وهؤلاء الاتحادية يجمعون بين النفي والإثبات كما يقول ابن سبعين عين ما ترى ذات لا ترى وذات لا ترى عين ما ترى ونحو ذلك لأن مذهبهم مستلزم الجمع بين النقيضين.
مجموع الفتاوى (2|231)
الله في كل مكان عند الجهمية
قال رحمه الله: متكلمة الجهمية لا يعبدون شيئا ومتعبدة الجهمية يعبدون كل شيء.
درء التعارض (3|259)
ومقصود كلامه أن من خالط منهم الفلسفة وعلم الكلام جعل الله وجودا ذهنيا خاليا عن كل وصف؛ وهذا في الحقيقة وصف للعدم؛ ومن خالط منهم التصوف والتزهد جعل وجود الله عين وجود المخلوقات.
وقال رحمه الله: ولما ظهرت الجهمية المنكرة لمباينة الله وعلوه على خلقه افترق الناس فى هذا الباب على أربعة أقوال:
فالسلف والأئمة يقولون إن الله فوق سمواته مستو على عرشه بائن من خلقه كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وكما علم المباينة والعلو بالمعقول الصريح الموافق للمنقول الصحيح وكما فطر الله على ذلك خلقه من إقرارهم به وقصدهم إياه سبحانه وتعالى.
والقول الثاني: قول معطلة الجهمية ونفاتهم وهم الذين يقولون لا هو داخل العالم ولا خارجه ولا مباين له ولا محايث له فينفون الوصفين المتقابلين اللذين لا يخلو موجود عن أحدهما كما يقول ذلك أكثر المعتزلة ومن وافقهم من غيرهم.
والقول الثالث: قول حلولية الجهمية الذين يقولون إنه بذاته في كل مكان كما يقول ذلك النجارية أتباع حسين النجار وغيرهم من الجهمية وهؤلاء القائلون بالحلول والاتحاد من جنس هؤلاء فإن الحلول أغلب على عباد الجهمية وصوفيتهم وعامتهم , والنفى والتعطيل أغلب على نظارهم ومتكلميهم كما قيل متكلمة الجهمية لا يعبدون شيئا ومتصوفة الجهمية يعبدون كل شئ ,وذلك لأن العبادة تتضمن الطلب والقصد والإرادة والمحبة وهذا لا يتعلق بمعدوم؛ فإن القلب يطلب موجودا فإذا لم يطلب ما فوق العالم طلب ما هو فيه وأما الكلام والعلم والنظر فيتعلق بموجود ومعدوم؛فإذا كان أهل الكلام والنظر يصفون الرب بصفات السلب والنفى التى لا يوصف بها إلا المعدوم لم يكن مجرد العلم والكلام ينافى عدم المعبود المذكور بخلاف القصد والإرادة والعبادة فإنه ينافى المعبود.
ولهذا تجد الواحد من هؤلاء عند نظره وبحثه يميل إلى النفي وعند عبادته وتصوفه يميل إلى الحلول وإذا قيل له هذا ينافى ذلك قال هذا مقتضى عقلي ونظري وذاك مقتضى ذوقي ومعرفتي ,ومعلوم أن الذوق والوجد إن لم يكن موافقا للعقل والنظر وإلا لزم فسادهما أو فساد أحدهما.
مجموع الفتاوى (2|299)
قول الإمام أحمد في إثبات هذا قول للجهمية
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: وكذلك الجهم وشيعته دعوا الناس إلى المتشابه من القرآن والحديث فضلوا وأضلوا بكلامهم بشرا كثيرا؛فكان مما بلغنا من أمر الجهم عدو الله أنه كان من أهل خراسان من أهل ترمذ وكان صاحب خصومات وكلام وكان أكثر كلامه في الله تعالى فلقي أناسا من المشركين يقال لهم السمنية فعرفوا الجهم فقالوا له نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له:ألست تزعم أن لك إلها؟ قال الجهم:نعم فقالوا له: فهل رأيت إلهك؟ قال:لا قالوا:فهل سمعت كلامه؟ قال: لا قالوا:فشممت له رائحة؟ قال: لا قالوا:فوجدت له حسا؟ قال: لا قالوا:فوجدت له مجسا؟ قال: لا قالوا فما يدريك أنه إله؟ قال:فتحير الجهم فلم يدر من يعبد أربعين يوما ثم إنه استدرك حجة مثل حجة زنادقة النصارى , وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الذي في عيسى هو روح الله من ذات الله فإذا أراد أن يحدث أمرا دخل في بعض خلقه فتكلم على لسان خلقه فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء وهو روح غائبة عن الأبصار.
فأستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة فقال للسمنى ألست تزعم أن فيك روحا؟ قال:نعم فقال: هل رأيت روحك؟ قال: لا قال: فسمعت كلامه؟ قال: لا قال:فوجدت له حسا أو مجسا؟ قال لا قال: فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت ولا يشم له رائحة وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان ووجد ثلاث آيات من المتشابه قوله {ليس كمثله شيء} {وهو الله في السموات والأرض} {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} فبني أصل كلامه على هذه الآيات وتأول القرآن على غير تأويله وكذب بأحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم.
الرد على الجهمية (20)
وقال: فقالوا هو تحت الأرض السابعة كما هو على العرش وفي السموات وفي الأرض وفي كل مكان ولا يخلو منه مكان ولا يكون في مكان دون مكان وتلوا آية من القرآن {وهو الله في السموات وفي الأرض} فقلنا: قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظم الرب شيء فقالوا: أي مكان فقلنا: أجسامكم وأجوافكم وأجواف الخنازير والحشوش والأماكن القذرة ليس فيها من عظم الرب شيء وقد أخبرنا أنه في السماء فقال {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} {أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا} وقال {إليه يصعد الكلم الطيب} وقال {إني متوفيك ورافعك إلي} وقال: {بل رفعه الله إليه}
وقال {وله من في السموات والأرض ومن عنده} وقال {يخافون ربهم من فوقهم} وقال {ذي المعارج} وقال {وهو القاهر فوق عباده} وقال {وهو العلي العظيم}.
الرد على الجهمية (38)
وقال: إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه.
وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء.
وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة.
الرد على الجهمية (40)
قول عثمان بن سعيد الدارمي
قال: وزعمت أيها المعارض أن الله لم يصف نفسه أنه بموضع دون موضع ولكنه بكل مكان وتأولت في ذلك بما تأول به جهم قبلك فقلت {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} الآية ثم رويت عن أبي موسى عن النبي أنه قال لأصحابه وقد رفعوا الصوت بالتكبير:إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه أقرب إليكم من رؤوس رواحلكم.
نقض الدارمي (1|442) ومقالات جهم (1|456)
وقال: لأنكم تزعمون أنه في كل مكان من السموات والأرض والسموات فوق بعضه وأنه في كل بيت مغلق وفي كل صندوق مقفل فهو في دعواكم محاط به مماس ولا يكون شيء في كل مكان إلا وذلك الشيء مما بين الأمكنة قد أحاطت به الأرض في دعواكم والسماء وحيطان البيوت والأغلاق والأقفال ونحن نبرأ إلى الله أن نصفه بهذه الصفة بل هو على عرشه فوق جميع الخلائق.
نقض الدارمي (1|446)
قول أبي الحسن الأشعري
قال: وزعمت المعتزلة والحرورية والجهمية أن الله تعالى في كل مكان فلزمهم أنه في بطن مريم وفي الحشوش والأخلية وهذا خلاف الدين. تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
الإبانة (108)
قول محمد بن أحمد بن عبدالرحمن الملطي
قال في بيان مذهب الجهمية: ومنهم صنف زعموا أنه ليس بين الله وبين خلقه حجاب ولا خلل وأنه لا يتخلص من خلقه ولا يتخلص الخلق منه إلا أن يفنيهم أجمع فلا يبقى من خلقه شيء وهو مع الآخر في آخر خلقه ممتزج به فإذا أمات خلقه تخلص منهم وتخلصوا منه وأنه لا يخلو منه شيء من خلقه ولا يخلو هو منهم.
ومنهم صنف أنكروا أن يكون الله سبحانه في السماء وأنكروا الكرسي وأنكروا العرش أن يكون الله فوقه وفوق السموات من قبل هذا وقالوا إن الله في كل مكان حتى في الأمكنة القذرة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
التنبيه والرد (97)
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 04:11]ـ
كل من الجهمية ووحدة الوجود، ثمرتان خبيثتان لفكر الفلاسفة الوثنيين الذي هو ضارب في عمق التاريخ قدما ..
أما القول بأن أحدهما كان مبنعا للآخر، فيصعب استقراء ما يلزم للقول به، والله أعلم.
ولا أرى أن حسم هذه المسألة مما ينبني عليه عمل مخصوص .. فسواء كانت الأولى أسبق من الثانية أو العكس، فكلاهما كفر وضلال .. نسأل الله تطهير الأمة من تلك الأدران!
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 04:50]ـ
أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الرائع (بيان تلبيس الجهمية) إلى هذا الموضوع.
والذي فهمته من خلال قرأتي في هذه المسالة أن بدعة (الحلول والإتحاد) هي التي تولد عنها قول الجهمية في باب (الأسماء والصفات) وما رتبوا على ذلك من نفي (علو الله ومباينته للخلق) .. ولكن لما كان قول الحلولية معلوم بالإضطرار أنه مناقض لدين الإسلام عند جميع المسلمين لم تستطع الجهمية أن تصرح به.
وقد فهم السلف أن الجهمية يقصدون من وراء هذا تصويب قول الإتحادية .. لذلك كفرهم السلف وكانوا يقولون: إن لنحكي قول اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي قول الجهمية.
والله أعلم وأحكم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:59]ـ
الإخوة الكرام أبو الفداء والإمام الدهلوي جزاكم الله خيرا
لعل قول الجهم أن الله في كل مكان كما نقل عنه الإمام أحمد أسبق من قول أهل الحلول والاتحاد
ولعل هذا القول من لازمه كما قدمنا.
والله أعلم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 03:30]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:ولهذا كان قول الاتحادية من الجهمية هو الحقيقة قول هؤلاء ومضمونه تعطيل الصانع وهو قريب من قول من يقول من الجهمية إنه في كل مكان فإنهم يجعلونه وجود الموجودات.
بيان تلبيس الجهمية (1|151)
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 08:18]ـ
لو نَقَلْتَ تتمة كلام شيخ الإسلام يا أخانا عبد الباسط بن يوسف-حفظك الله- لتبين لك إن شاء الله ما قاله الإمام الدهلوي -وفقه الله.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: " ... وكل من لم يقل أن الرب سبحانه واحد منفرد مباين لمخلوقاته كان من هذه الطوائف، وفي إنكار ابن كلاب على الجهمية لما شبههم بالمجوس- وقال: "كذلك زعمتم أن الواحد ليس كمثله شيء، تعالى عما قلتم، كان لا نهاية له، ثم خلق الأشياء غير منفكة منه ولا هو منفك منها، ولا يفارقها ولاتفارقه، فأعطيتم معناهم ومنعتم القول والعبارة دليل على أنه منع من القول بأن الله لا نهاية له، وأنه لا ينفي النهاية والحد ... ".
أرجو التسديد منكم إن أخطأت في الفهم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 09:07]ـ
جزاك الله خيرا
كلا القولين متلازمان القول بالحلول وإنكار اتصاف الله بجهة العلو كما هو قول الجهمية.
مما قدمت من الأقوال فهمت أنا أن الجهمية أنكروا اختصاص الله بالعلو لأنهم يرون الله في كل مكان فلا حاجة لاختصاصه بجهة العلو كما قدمنا من كلام الإمام أحمد.
وكذلك في ظني أن مذهب الجهمية سابق عن مذهب الاتحاد فلذلك قال بعض من قدمنا من العلماء بانبثاق الحلول عن الجهمية.
والله أعلم
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 08:04]ـ
وفقك الله أخي عبد البايط بن يوسف الغريب
بعد تأمل في كلام ابن تيمية ذلك تبين لي تماما ما قلت أخيرا فالحمد لله كثيرا.
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 10:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكذلك اخذت ممن قال باللا هوت والناسوت اصحاب التثليت وصدق قوله صلى الله عليه وسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم فما من بدعة الا ولها سلف ممن قبلنا من الديانات القديمة ليس المهم ان نعرف ممن انبثقت لكن الاهم هو ان يحمينا الله من البدع صغيرها وكبيرها وان يميتنا على الاسلام الصحيح الذي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وسلام امين وفق الله الجميع لكل خير(/)
الحلقة والتميمة: شرك أكبر أم شرك أصغر؟
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:32]ـ
السلام عليكم
اخوتي في هذا المنتدى المبارك
ارجو مناقشة هذه المسألة من مسائل التوحيد واثراء الموضوع بالأدلة والنقولات عن أهل العلم
نجد في شروحات كتاب التوحيد تقرير مسألة أن اعتقاد ان الحلقة او التميمة تنفع وتضر بإذن الله هو شرك أصغر وليس أكبر لانه جعلها سببا وهي ليست سببا كونيا ولا شرعيا
لكن كثير من طلبة العلم يقررون أن الاعتقاد في الميت في القبر أنه ينفع ويضر بإذن الله هو شرك أكبر
فما الفرق بين الاثنتين؟
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 05:36]ـ
هل من مشمّر؟
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 07:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
الشرك بالله وأنواعه
توطئة البحث
الحمد لله الذي وسع كل شيء رحمة وعلما , وعمّ العوالم كلها جودا وكرما وحلما, وأسبغ على عباده برسالة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم من النعم ما لا يحد بقياس, ولا يقدر عاى عدّه الناس, ولا يعلمه الا العليّ العظيم الذي أحسن كل شيء خلقه وخلق الانسان من طين.
نحمده سبحانه وتعالى حمدا يوافي نعمه حمدا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, سبحانه ربنا لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه المجيدة والعظيمة, ونستغفره من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, ومن انشغال أفئدتنا واهمالنا واسرافنا في أمرنا, ونشهد أنه لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال رب السموات والأرض وما بينهما الفعال لما يريد, الملك العلام الحنان المنان ذو الجلال والاكرام.
ونشهد أن حبيبنا ونبينا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله, الرفيع المقام صلى الله عليه وسلم , وعلى آله وأزواجه أمهات المؤمنين الطاهرات وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين وبعد ...
الفرق بين الشرك والكفر
من الناحية اللغوية: فالكفر أعمّ من الشرك , لأنّ المشرك يعترف بوجود الله عزوجل أي مؤمن بوجوده, ولكنه يشرك بعبادته الها آخرا تماما كمشركي وكفار قريش, بينما الكفر فهو عكس الايمان , والكافر أساسا لا يعترف بوجود الله عزوجل , وان سألته من خلقك؟ ينسب الأمر الى التقاء أبويه على فراش اللذة, ولئن سألته من خلق الطبيعة, ليقول هي أوجدت نفسها بنفسها, وهكذا الكافر يكون يجد لك لكل سؤال عذرا فلعنة الله على الكافرين.
أما من الناحية الشرعية: فالكفروالشرك وجهان لعملة واحدة, وكلاهما يصبّ في بوتقة واحدة هي أنهما في النار خالدين فيها أبدا, ومما يدل على أنّ الشرك والكفر يطلقان بمعنى واحد قوله تعالى في سورة الكهف في حوار أصحاب الجنتين 35 - 38: ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظنّ أن تبيد هذه أبدا* وما أظنّ الساعة قائمة ولئن رددت الى ربي لأجدنّ خيرا منها منقلبا* قال له صاحبه وهو يحاوره, أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا* لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا*
انواع الشرك
الشرك أنواعه ثلاثة: الشرك الأكبر… الشرك الأصغر… الشرك الخفي .. وعن هذه الأنواع الثلاثة كما قال العلماء رحمهم الله يتفرّع منها 21 غصنا أو فرعا من الشرك يتراوح بين الأكبر والأصغر والخفي ...
فنسأل الله تعالى المعونة والاخلاص في الأعمال والأقوال والحركات والسكنات, انه جواد كريم, سميع عليم, ألرحمن الرحيم الأرحم والأرأف من الأم على وليدها, الحنان المنان ذو الجلال والاكرام.
وساتناول النوع الأول من الشرك وهو الأكبر والذي حوله يحثنا يدور, وهذا النوع من الشرك لا يغفره الله عزجل لقوله تعالى في سورة النساء 48 و 116:
انّ الله َ لا يغفرُ أنْ يُشرَكَ ويغفرُ ما دونَ ذلكَ لمنْ يشاء هذا
وهذا الشرك موجب للخلود وهو ثلاثة أنواع: الشرك في الربوبية .. الشرك في توحيد الأسماء والصفات .. والشرك في توحيد الألوهية ..
والشرك في ألألوهية ست أنواع:
الشرك في الدعاء .. الشرك في النية والقصد والارادة .. الشرك في الطاعة .. الشرك في المحبة ... والشرك في التوكل.
وهذا الشرك ان مات صاحبه عليه اي دون توبة صادقة نصوح, فانه يخلد فيه بالنار لقوله تبارك وتعالى سورة لقمان 13 انّ الشرك لظلم عظيم ... ولقوله تعالى في سورة المائدة 72: انّ من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن أشرك بالله عزوجل ثم مات مشركا فهو قطعا من أصحاب النار, تماما كما أنّه من آمن بالله وهو مؤمن فهو من أصحاب الجنة وان عُذب بالنار, وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (كررها ثلاثا)؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال عليه الصلاة والسلام: الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور, فما زال يكرّرها حتى قلنا ليته سكت.
والشرك أنواعه كثيره وأخطرها وأشدها فتكا على الانسان هو شرك بالعقيدة , وهوكأن يجعل لله ندا وهو خلقه ويعبد معه غيره من صنم أو حجر أو انس أو جان أو شمس أو قمر أو نار أو ما الى هناك من معبودات غير الله عزوجل ... وهذا هو النوع الذي لا يغفر أبدا ان مات صاحبه عليه.
و الشرك الأكبر ثلاثة أنواع وكل نوع ينقسم لأنواع:
1. الشرك في الربوبية.
2. الشرك في توحيد الأسماء والصفات.
3. الشرك في توحيد الالوهية.
وطالما فتحنا باب الحديث عن الشرك فاننا سنتناول أنواع كل شرك على حدة رغبة بالاستزادة في الالمام بانواع الشرك بغية تجنبها ما أمكننا الى ذلك سبيلا ..
أولا: الشرك في الربوبية
كلنا نؤمن بأنّ الله عزوجل هو المالك المدبر، المعطي المانع، الضار النافع، الخافض الرافع، المعز المذل، ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: من شهد عكس ذلك أو نسب هذه الصفت الجليلة الى غيره سبحانه وتعالى فقد أشرك بربوبيته سبحانه وتعالى عما يشركون.
وهذا الشرك نوعان: إما شرك بالتعطيل وإما شرك بالأنداد.
أما الشرك بالتعطيل وسمي كذلك لأنه يعطل أسماء الله تعالى وصفاته العلى الحسنى وربوبيته تبارك وتعالى, ويقول عنه المفسرون رحمهم الله: أنه أقبح انواع الشرك, كشرك فرعون كما جاء في قوله تعالى في سورة الشعراء 23: وما ربُّ العالمين
وكمذهب الشيوعية , والماركسية و كشرك منكري البعث ومنكري ارسال الرسل واليوم الآخر والقدر وما الى هناك من غيبيات أقرها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة, وكشرك الفلاسفة الذين خاضوا كثيرا في علم الكون ما ليس به علم , ومن هذا شرك طائفة أهل وحدة الوجود، كابن عربي وابن سبعين والعفيف التلمساني وابن الفارض، ونحوهم من الملاحدة الذين كسوا الإلحاد حلية الإسلام، ومزجوه بشيء من الحق، حتى راج أمرهم على ضعاف النفوس.
بينما شرك بالأنداد, سمي كلك لأنهم جعلوا لله ندا, مثيلا, فأشركوا بعبادة الله عزوجل الها أو الهة أخرى دون أن يعطلوا أسماءه الحسنى وصفاته العلى وربوبيته, تماما كمشركي قريش ... وكشرك النصارى وشرك المجوس القائلين بإسناد حوادث الخير إلى النور، وحوادث الشر إلى الظلمة.
ومن هذا شرك كثير ممن يشرك بالكواكب العلويات، ويجعلها مدبّرة لأمر هذا العالم، بدعوى أنّ المتصرّف في هذا الكون غير الله تعالى , كما هو مذهب مشركي الصابئة والمتصوّفة القائلين بالغوث والقطب والأوتادغيرهم. ويلتحق به من وجه شرك غلاة عباد القبور الذين يزعمون أن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت، فيقضون الحاجات، ويفرجون الكربات، وينصرون من دعاهم، ويحفظون من التجأ إليهم ولاذ بحماهم، وإما بإعطاء حق التشريع والتحليل والتحريم لغير الله تعالى كما هو عند النصارى وغيرهم وكما هو في القوانين الوضعية، وإما بدعوى تأثير النجوم والهياكل في الكون كما يعتقده الصابئة من قوم إبراهيم، أو دعوى تأثير الأولياء أو التمائم والأحجبة.
ثانيا: الشرك في توحيد الأسماء والصفات
وهو أيضا إما بالتعطيل وإما بالأنداد
أ- شرك التعطيل, وذلك بتعطيل الصانع عن كماله المقدس، كشرك الجهمية الغلاة والقرامطة الذين أنكروا أسماء الله عز وجل وصفاته.
ب- شرك الأنداد وهو على وجهين:
الوجه الأول: إثبات صفات الله تعالى للمخلوقين، وذلك بالتمثيل في أسمائه أو صفاته كالشرك في علم الباري المحيط، ويدخل في ذلك التنجيم والعرافة والكهانة، وادعاء علم المغيبات لأحد غير الله، وكالشرك في قدرة الله الكاملة، وذلك بادعاء التصرف للغير في ملكوت الله، وخوف الضرر أو التماس النفع من غير الله، أو بالاستغاثة بغير الله، أو تسمية غيره غوثاً، أو بالسحر والتسحّر.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثاني: وصف الله تعالى وتقدس بصفات المخلوقين، كشرك اليهود المغضوب عليهم الذين شبهوا الله بخلقه، فوصفوا الله تعالى بأنه فقير وأن يده مغلولة، وهكذا النصارى في قولهم بالبنوة والأبوة، وما إلى ذلك من صفات المخلوقات.
ويدخل في ذلك كل من شبّه الله بخلقه ومثله بهم من هذه الأمة, فالله عز وجل لا يشبّه ولا يمثّل ولا يكيّف , قالله عزوجل كما وصف تعالى نفسه المجيدة والكريمة: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
ثالثا: الشرك في توحيد الألوهية
قال ابن تيمية رحمه الله: فأما الشرك في الإلوهية فهو الشرك الاكبر, هو أن يجعل العبد لله نداً ـ أي: مثلاً ـ في عبادته أو محبته أو خوفه أو رجائه أو إنابته، وهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، كما قال تعالى في سورة الانفال 48: قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف.
فالشرك في الإلوهية والعبادة هو الغالب على أهل الإشراك، وهو شرك عبّاد الأصنام، وعبّاد الملائكة، وعبّاد الجن، وعبّاد المشايخ والصالحين الأحياء والأموات، كما في قوله تعالى في سورة الزمر 3: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، ويشفعوا لنا عنده، وينالنا بسبب قربهم من الله وكرامته لهم قربٌ وكرامة. وهذا هو الشرك الذي قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركي العرب، قال الله تعالى في سورة البقرة 165: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحبّ الله والذين آمنوا لأشدّ حبا لله ... وقوله عزوجل في سورة ص 5: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً واحِداً إِنَّ هَاذَا لَشَىْء عُجَابٌ ... وقال تعالى في سورة ق: ألقيا في جهنم كل كفار عنيد * مناع للخير معتد أثيم* الذي جعل مع الله الها آخر فألقياه في العذاب الشديد.
أنواع الشرك في الألوهية: وهي ستة أنواع:
أ- شرك الدعاء
كقوله تعالى في سورة العنكبوت 65: فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البرّ اذا هم يشركون.
أي بعدما ركبوا السفينة في البحر, ابتهلوا الى الله ولم يبتهلوا الى أصنامهم وأندادهم وأخلصوا العبادة
والطاعة لله عزوجل, ولكن عندما قطعوا البحر ووصلوا البرّ عادوا فأشركوا بعبادة الله وعادوا لعبادة أصنامهم, كقوله تعالى في سورة يونس 107 - 106: ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرّك فان فعلت فعلت فانك لمن الظالمين* وان يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له الا هو , وان يردك بخير فلا راد لفضله, يصيب به و من يشاء من عباده, وهو الغفور الرحيم
وهذه الآية الكريمة يخاطب الله تعالى فيها النبي صلى الله عليه وسلم , وفيها بيان أن الخير والشر والنفع والضرر انما هو راجع الى الله عزوجل وحده, وعن أنس رضي الله عنه قال, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اطلبوا الخير دهركم كله, وتعرضوا لنفحات من رحمته, يصيب بها من يشاء من عباده, واسألوه أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم.
وقال المفسرون رحمهم الله عن هذه الآية الكريمة أنّ الدعاء لغير الله والاستغاثة من دونه ووجوب علينا إفراده بتوحيد الإلهية، وإفراده بسؤال كشف الضر وجلب الخير فلا يكشف الضر إلا هو، ولا يجلب الخير إلا هو، يقول تعالى في سورة فاطر 4:
ما يفتح الله من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم.
وقد قرّر العلماء أن دعاء المسألة ودعاء العبادة أمران متلازمان، وفي هذا قالوا أنّ الدعاء نوعان: دعاء عبادة ودعاء مسألة، فدعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع له أو كشف ضر عنه، والمعبود كي يستحق لفظ العبودية لا بدّ أن يكون مالكاً للنفع والضر، متصرفا فيهما, آ اله مه الله, سبحان الله عما يشركون ... لأجل هذا أنكر الله تبارك وتعالى على ما عبد من دونه مما لا يملك ضراً
ولا نفعاً واقرؤوا ان شئتم قوله عزوجل في سورة المائدة 76: قل أتعبدون من دون الله ما يملك لكم ضرّا ولا نفعا والله هو السميع العليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نص العلماء على أن من صرف أو وجّه دعاء لغير الله فهو قطعا مشرك, ومن جعل وسيطا بينه وبين الله عزوجل يكون قطعا بنفس المنزلة من الاسشراك, , فالله تعالى وتبارك جعل النبي صلى الله عليه وسلم وسيطا بينه عزوجل وبين خلقه في أمور عدّة الا الدعاء, فقال: يسألونك عن الجبال قل ينسفها ربي نفسا, ويسألونك عن المحيض قل هو أذى وهكذا نجد في كل لفظ جاء القرآن فيه القرآن بلفظ السؤال تبعها عزوجل بكلمة قل, الا أمر الدعاء لم يجعل الله عزوجل فيها وسيطا بينه عزوجل وبين عباده, فقال عزوجل: واذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكّل عليهم يدعوهم ويسألهم فقد كفر , وهذا رأي الاجماع.
وقال ابن القيم رحمه الله: ومن أنواع الشرك في طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم والتوجه اليهم, وهذا أصل شرك العالم.
وقال المفسرون رحمهم الله: ومن نوع هذا الشرك أن يعتقد الإنسان في غير من نجم أو إنسان أو نبي أو صالح أو كاهن أو ساحر أو نبات أو حيوان أو غير ذلك أنه يقدر بذاته على جلب منفعة من دعاء.
وقد أجمع العلماء على أن من صرف شيئاً من أنواع الدعاء لغير الله فهو مشرك ولو قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله وصلى وصام. لأنه من شروط الاسلام الى جانب التلفظ بالشهادتين أن لا يعبد الا الله الها واحدا لا شريك له , لأجل ذلك كان من شروط كلمة التوحيد أن تكون خالصا من القلب, لقوله عليه الصلاة والسلام: من قال لا اله الا الله من دخل الجنة ... ، فمن أتى بالشهادتين وعبد غير الله فلا يكون قد أتى بالشهادتين حقيقة وإن تلفظ بهما، فالايمان محله القلب وليس اللسان, وهناك كثير من الناس آمنوا بلسانهم وكفر قلبهم وماتوا على الكفر, من هؤلاء الشاعر أمية بن أبي الصلت الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم لأخته الصحابية الجليلة الفارعة بنت أبي الصلت رضي الله عنها: يا فارعة كان أخيك كمثل الذي أتاه الله آياته فانسلخ عنها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين .... وقال عليه الصلاة والسلام لها: آمن شعره وكفر قلبه ... وقال فيه الله عزوجل في سورة الأعراف 175: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين .....
وقال ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله: أنه من جعل وسيطا بينه وبين الله عزوجل سواء في الدعاء أو طلب الحاجات أو توسل الى ميّت فهو مشرك بالله عزوجل.
ب- شرك النية والإرادة والقصد: وهو على أربعة انواع:
النوع الأول: كقوله تعالى في سورة هود 15 - 16: من يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفّ اليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون* أولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون
قال ابن عباس رضي الله عنهما: من عمل صالحاً التماس الدنيا، صوماً أو صلاة أو تهجداً بالليل لا يعمله إلا لالتماس الدنيا، يقول الله فيه في الحديث القدسي الجليل: أوفّيه الذي التمَسَ في الدنيا من المثابة، وحبط عمله الذي كان يعمل التمَاسَ الدنيا، وهو في الآخرة من الخاسرين.
وقال ابن القيم رحمه الله: أما الشرك في الإرادات والنيّات فذلك البحر الذي لا ساحل له وقليل من ينجو منه.
ومن أراد بعمله غير وجه الله ونوى شيئاً غير التقريب إليه وطلب الجزاء منه فقد أشرك في نيته وارادته.
وقد: ذكر عن السلف من أهل العلم عن قوله تعالى في سورة يونس 15: من يريد الحياة الدنيا
أن العلم أنواع:
النوع الأول مما يفعله الناس اليوم ولا يعرفون معناه، فمن ذلك العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقة وصلاة وإحسان إلى الناس، وترك ظلم ونحو ذلك مما يفعله الانسان، أو يتركه خالصاً لله لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، إنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته أو حفظ أهله وعياله، أو إدامة النعم عليهم، ولا همّة له في طلب الجنة والهرب من النار، فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا، وليس له في الآخرة نصيب., تماما كقوله تعالى في سورة البقرة 200: ومن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق.
النوع الثاني: وهو أخطر وأعم من النوع الأول حيث يدخل فيه رياء, فيرائي الناس بعلمه فلا يكون له أيّ ثواب
(يُتْبَعُ)
(/)
اذا لا ثواب لأي عمل , الا ما كان خالصا لوجه الكريم.
النوع الثالث: أن يعمل أعمالاً صالحة يقصد به مالاً، مثل أن يحج لمالٍ يأخذه لا يقصد به وجه لله، أو يهاجر لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها, أو يجاهد لأجل مصلحة دنيوية.
النوع الرابع: أن يعمل بطاعة الله مخلصاً لله وحده لا شريك له, لكنه يكون قائماعلى عمل يكفّره كفراً يخرجه من الاسلام, مثال ذلك أهل الكتاب: فانهم إذا عبدوا الله أو تصدقوا أو صاموا ابتغاء وجه الله والدار الآخرة لا يقبل منهم لأنهم بالأساس مشركين بالله عزوجل , يقول تعالى في سورة التوبة 30: وقالت اليهود عزير الله وقالت النصارى المسيح ابن الله, ذلك قولههم بأفواههم.
وقد ذكر الامام القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: هذا لفظ خرج على العموم ومعناه الخصوص، لأنه ليس كل اليهود قالوا ذلك،. والقول في هذا مثله القول في النصارى، فإن النصارى طوائف منهم من يقول إن المسيح هو الله، ومنهم من يقول إنه ابن الله, ومنهم من يقول إنه ثالث ثلاثة، كما في قوله تعالى في سورة المائدة 72: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم, وقال تعالى المائدة 73: لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة.
ومثل هذا النوع كثير في هذه الأمة , فيهم كفر أو شرك أكبر يخرجهم من الإسلام بالكلية, اذ أطاعوا الله عزوجل طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله في الدار الآخرة، لكنهم قائمين على أعمال تخرجهم من الاسلام دون أن يشعرون وتمنع قبول أعمالهم.
بقي أن يقال: إذا أقام الرجل الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج ابتغاء وجه الله طالباً ثواب الآخرة ثم بعد ذلك عمل أعمالاً قاصداً بها الدنيا، مثل أن يحج فرضه لله، ثم يحج بعده لأهل الدنيا،
فهو لما غلب عليه منهما.
تنبيه هام جدا: مما ينبغي التأكيد عليه هنا أنه لا بد من التفريق بين شرك الإرادة المستوجب للشرك الأكبر والخلود في النار، وبين الشرك الأصغر المستوجب لحبوط العمل وإن لم يكن مخرجاً من الملة.
والضابط الفارق في ذلك هو النظر إلى النية والباعث على العمل، فمن كان عمله اتباعاً للهوى اتباعا مطلقا بحتا ويريد الدنيا يكون مشركاً بالله شركاً أكبر، ومن كان الباعث له على العمل حب الله وابتغاء رضوانه والدار الآخرة, لكن دخل مع ذلك حب الجاه أو نحو ذلك من أسباب الرياء , كان مشركاً بالله شركاً أصغرا ......
ج- شرك الطاعة, كقوله تعالى في سورة التوبة 31: واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون.
وعندما فسّر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية لعدي بن حاتم رضي الله عنه , قال عدي رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم له:: لسنا نعبدهم! فذكر له عليه الصلاة والسلام أن طاعتهم في المعصية تعني عبادتهم, وعبادتهم تعني طاعتهم في المعصية, وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وهذا نص الحديث الذي رواه الامامين أحمد والترمذي رحمهما الله عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب, وفي رواية من فضة فقال: يا عدّي، اطرح عنك هذا الوثن، وسمعته يقرأ في سورة براءة: واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، ثم قال عليه الصلاة والسلام: أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه ....
قال ابن تيمية رحمه الله: وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحلّ الله يكونون على وجهين: أحدهما: أن يعلموا أنّهم قد بدّلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل، فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤساهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل، فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله شركاً وإن لم يكونوا يصلّون لهم ويسجدون لهم، فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله مشركاً مثل هؤلاء.
وثانيهما: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحلال وتحليل الحرام ثابتاً، لكنهم أطاعوهم في معصية الله، كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاص، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الطاعة في المعروف .. وقالصلوات ربي وسلامه عليه: على المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية.
ملاحظة هامة تستوجب الاشارة اليها: وقال ابن تيمية رحمه الله في هذا الصدد: ثم ذلك المحرِّم للحلال والمحلِّل للحرام إن كان مجتهداً قصده اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لكن خفي عليه الحق في نفس الأمر، وقد اتقى الله ما استطاع، فهذا لا يؤاخذه الله بخطئه، بل يثيبه على اجتهاده الذي أطاع به ربه، ولكن من علم أن هذا خطأ فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم, ثم اتبعه على خطئه وعدل عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم, فهذا له نصيب من هذا الشرك الذي ذمّه الله، لا سيما إن اتبع في ذلك هواه ونصره باللسان واليد، مع علمه بأنه مخالف للرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا شرك يستحقّ صاحبه العقوبة عليه.
والى اللقاء في النوع الثاني من الشرك وهوة الشرك في الربوبية ان لا زال هناك في العمر من بقيّة
البحث بمجمله ملخص من بحث طويل للشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الكلاعي الأندلسي]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 04:35]ـ
أخي الفرق أن في المسألة الأولى جعل ماليس سببا شرعيا ولاكونيا سببا وهذا شرك أصغر لكن لو اعتقد أنها تنفع وتضر هي بذاتها فهذا شرك أكبر
أما مسألة الاعتقاد بأن صاحب القبر ينفع ويضر فهذا شرك أكبر لاعتقاده النفع والضر من صاحب القبر
وهناك فرق آخر أن المسألة الثانية اعتقاد ماليس سببا سببا بخلاف المسألة الأولى بأنه سبب لكن لم يثبت نفعه شرعا ولا كونا
وأيضا أسألك هل الاعتقاد بصاحب القبر سبب أم لا بد من صرف العبادة له كدعاء وذبح وغيره فالمسألة الاولى لم تصرف شيء لغير الله بخلاف الثانية وهو صرف طاعة لغير الله
والله تعالى أعلم
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 04:29]ـ
أخي الأندلسي بارك الله فيك
أنا أوافقك فيما ذكرت
لكن كلامي فيمن يقول أنه يتعقد أن الميت هذا ينفع ويضر بإذن الله يعني هو سبب والله هو النافع الضار يعني مثل الحلقة
هل يتصور هذا؟
بوركت
ـ[درداء]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 05:03]ـ
السلام عليكم
اخوتي في هذا المنتدى المبارك
ارجو مناقشة هذه المسألة من مسائل التوحيد واثراء الموضوع بالأدلة والنقولات عن أهل العلم
نجد في شروحات كتاب التوحيد تقرير مسألة أن اعتقاد ان الحلقة او التميمة تنفع وتضر بإذن الله هو شرك أصغر وليس أكبر لانه جعلها سببا وهي ليست سببا كونيا ولا شرعيا
لكن كثير من طلبة العلم يقررون أن الاعتقاد في الميت في القبر أنه ينفع ويضر بإذن الله هو شرك أكبر
فما الفرق بين الاثنتين؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ممكن اخي تنقل لنا من شروحات كتاب التوحيد مع رقم المجلد والصفحة للفائدة
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 03:39]ـ
السلام عليكم
اخوتي في هذا المنتدى المبارك
ارجو مناقشة هذه المسألة من مسائل التوحيد واثراء الموضوع بالأدلة والنقولات عن أهل العلم
نجد في شروحات كتاب التوحيد تقرير مسألة أن اعتقاد ان الحلقة او التميمة تنفع وتضر بإذن الله هو شرك أصغر وليس أكبر لانه جعلها سببا وهي ليست سببا كونيا ولا شرعيا
لكن كثير من طلبة العلم يقررون أن الاعتقاد في الميت في القبر أنه ينفع ويضر بإذن الله هو شرك أكبر
فما الفرق بين الاثنتين؟
في شرح الشيخ الغنيمان على هذا الباب قال إن هذا شرك أكبر راجع الشرح في موقع البث الإسلامي
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 07:02]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الصواب الذي أراه - والله أعلم - أن الاعتقاد في ميّت أموراً هي في الحيّ، هي مجرد بدعة وضلالة .. وإن بنى على ذلك تعلق قلبه به، فهو شرك أصغر ..
من جنس التميمة .. إن اعتقدت أنها تضر وتنفع، لكن لم يتعلق قلبك بها، فإن هذا ليس بشرك. كما لو تظن أن فيها إشعاعات خفية تقوي الصحة، أو تشفي الأمراض بإذن الله .. من جنس اعتقاد المرء في الدواء مثلاً .. فإن كان يعتقد أنه ينفع، ولكن لم يعلق قلبه به، وتعلق قلبه بالله تعالى .. وجعل الدواء من جملة الأسباب، فهذا لا شيء فيه .. أما إن تعلق قلبه به، وغفل عن الله تعالى، فهذا شرك أصغر.
لكن التميمة تُعلّق، وتكثر ملازمتها للمرء، بما يفضي ضرورة لتعلق القلب بها، لذلك جاء في الحديث: (من تعلق شيئاً وكل إليه).
أما الدواء .. فهو عارض، لا يُلازم المرء عادة .. لذلك كان هناك فرق.
وقياسك مسألة الميت على التميمة والتولة صحيح .. ولن تجد من المعترض - فيما أعلم من المذاهب المخالفة - جواباً شافياً.
هذا، والله أعلم(/)
ثناء المنافقين على بعض العلماء لا يبشر بخير!،لشيخنا العلَّامة عبد الرّحمن البرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:06]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ثناء المنافقين على بعض العلماء لا يبشر بخير
لصَاحِبِ الفَضِيلَةِ الشَّيخِ العلَّامَةِ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَاصِرٍ البَرَّاك
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده .. أما بعد:
فإن المدح والذم نوعان من الخبر يعرض لكل منهما الصدق والكذب ويتأثر حكم كل منهما بحال المادح والذام فالممدوح من مدحه الله ورسوله (ص) والمذموم حقا من ذمه الله ورسوله (ص).
قال أعرابي للنبي (ص): يا محمد إن مدحي زين وذمي شين فقال (ص): (ذاك الله). ويتفرع عن هذا أن من مدحه الصالحون من عباد الله فمدحهم له من عاجل بشراه ومن ذمه الصالحون فذلك عنوان على سوء حاله أو سوء عقباه والدليل على ذلك قوله r لأصحابه لما مر عليهم بجنازة فأثنوا خيرا قال (ص): (وجبت وجبت) ومر بأخرى فأثنوا شرا قال (ص): (وجبت وجبت) ثم فسر قوله وجبت للأول وجبت له الجنة وللثاني وجبت له النار ثم قال (ص): (أنتم شهداء الله في أرضه)
أما مدح الكفرة والمنافقين والفاسقين فلا يبشر بخير للممدوح بل يدل على شر فيه بقدر رضاهم عنه ومدحهم له.
وذم الكفرة والمنافقين والفاسقين شرف لمن ذموه؛ لأنه يدل على عدم رضاهم عنه لمخالفته أهواءهم وهذا معيار وقياس صحيح في المدح والذم فلينظر العاقل في حال ونوعية من يمدحه أو يذمه وفي الحامل لهم على مدحه وذمه. فمدح الأخيار للمرء شرف وذم الأشرار للمرء شرف والعكس صحيح.
وتذكر أيها العاقل قول المتنبئ:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص * * * فهي الشهادة لي باني كامل
وقال آخر:
حب الأراذل للفتى مزر به * * * وثناؤهم ذم فلا يسمو به
وذكر أن الطبيب بقراط رؤي يوما مغتما فسئل عن ذلك فذكر أن إنسانا دنيئا ذكر أنه يحبه والمحبة إنما تكون لتناسب بين المحب والمحبوب.
ومما ابتليتْ به الأمة في هذا العصر أقلام كثير من الكتاب والصحفيين الذين يكيلون المدح والذم جزافا حسب ماتمليه مذاهبهم وأهواؤهم وأطماعهم ومن أحسن ما قيل في جنس الصحفيين ما قاله محمد بن سالم البيحاني إذ يقول:
وأرى الصحفيين في أقلامهم * * * وحي السماء وفتنة الشيطان
فهم الجنات على الفضيلة دائما * * * وهم الحماة لحرمة الأديان
فلربما رفعوا الوضيع سفاهة * * * ولربما وضعوا رفيع الشان
فجيوبهم فيها قلوبهم إذا ملئت * * * فهم من شيعة السلطان
وإذا خلت من فضله ونواله * * * ثاروا عليه بخائن وجبان
وأقرب مثل لهذا الصنف من الكتاب والصحفيين الشعراء الذين قال الله فيهم (والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم ترَ أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون مالا يفعلون)
وأكثر ما يكون هذا المدح مزريا بالممدوح وحاطا من قدره إذا كان معدودا من العلماء إذ كان مدح أولئك السفهاء من أجل ما يوافق أهواءهم من آرائه وفتاويه وإن كان هو قد يكون معذورا لتأويل تأوله أو شبهة حسبها دليلا لكن من القبيح أن يفرح العاقل بمدح أولئك الصحفيين الجهلاء الدائرين مع الأهواء وأمثالهم من الإعلاميين القائمين على البرامج في وسائل الإعلام فهم الجناة على الفضيلة دائما والناشرون لفتنة الشيطان كما قال البيحاني رحمه الله.
أسال الله أن يعصمنا من مكرهم ومن أنفسنا والشيطان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:10]ـ
المصدر: موقع شيخنا البرَّاك.
( http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=13051)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 03:31]ـ
سبحان الله، سبقك بها عكاشة!
كنت أريد نشره بعدما قرأته من موقع الشيخ فنسيت، وإذا بك سبقتني ..
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ..
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[17 - Jun-2009, صباحاً 01:50]ـ
بارك الله فيك اخي المكرم على الموضوع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ثناء المنافقين على بعض العلماء لا يبشر بخير
لصَاحِبِ الفَضِيلَةِ الشَّيخِ العلَّامَةِ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَاصِرٍ البَرَّاك
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده .. أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن المدح والذم نوعان من الخبر يعرض لكل منهما الصدق والكذب ويتأثر حكم كل منهما بحال المادح والذام فالممدوح من مدحه الله ورسوله (ص) والمذموم حقا من ذمه الله ورسوله (ص).
قال أعرابي للنبي (ص): يا محمد إن مدحي زين وذمي شين فقال (ص): (ذاك الله). ويتفرع عن هذا أن من مدحه الصالحون من عباد الله فمدحهم له من عاجل بشراه ومن ذمه الصالحون فذلك عنوان على سوء حاله أو سوء عقباه والدليل على ذلك قوله r لأصحابه لما مر عليهم بجنازة فأثنوا خيرا قال (ص): (وجبت وجبت) ومر بأخرى فأثنوا شرا قال (ص): (وجبت وجبت) ثم فسر قوله وجبت للأول وجبت له الجنة وللثاني وجبت له النار ثم قال (ص): (أنتم شهداء الله في أرضه)
أما مدح الكفرة والمنافقين والفاسقين فلا يبشر بخير للممدوح بل يدل على شر فيه بقدر رضاهم عنه ومدحهم له.
وذم الكفرة والمنافقين والفاسقين شرف لمن ذموه؛ لأنه يدل على عدم رضاهم عنه لمخالفته أهواءهم وهذا معيار وقياس صحيح في المدح والذم فلينظر العاقل في حال ونوعية من يمدحه أو يذمه وفي الحامل لهم على مدحه وذمه. فمدح الأخيار للمرء شرف وذم الأشرار للمرء شرف والعكس صحيح.
وتذكر أيها العاقل قول المتنبئ:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص * * * فهي الشهادة لي باني كامل
وقال آخر:
حب الأراذل للفتى مزر به * * * وثناؤهم ذم فلا يسمو به
وذكر أن الطبيب بقراط رؤي يوما مغتما فسئل عن ذلك فذكر أن إنسانا دنيئا ذكر أنه يحبه والمحبة إنما تكون لتناسب بين المحب والمحبوب.
ومما ابتليتْ به الأمة في هذا العصر أقلام كثير من الكتاب والصحفيين الذين يكيلون المدح والذم جزافا حسب ماتمليه مذاهبهم وأهواؤهم وأطماعهم ومن أحسن ما قيل في جنس الصحفيين ما قاله محمد بن سالم البيحاني إذ يقول:
وأرى الصحفيين في أقلامهم * * * وحي السماء وفتنة الشيطان
فهم الجنات على الفضيلة دائما * * * وهم الحماة لحرمة الأديان
فلربما رفعوا الوضيع سفاهة * * * ولربما وضعوا رفيع الشان
فجيوبهم فيها قلوبهم إذا ملئت * * * فهم من شيعة السلطان
وإذا خلت من فضله ونواله * * * ثاروا عليه بخائن وجبان
وأقرب مثل لهذا الصنف من الكتاب والصحفيين الشعراء الذين قال الله فيهم (والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم ترَ أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون مالا يفعلون)
وأكثر ما يكون هذا المدح مزريا بالممدوح وحاطا من قدره إذا كان معدودا من العلماء إذ كان مدح أولئك السفهاء من أجل ما يوافق أهواءهم من آرائه وفتاويه وإن كان هو قد يكون معذورا لتأويل تأوله أو شبهة حسبها دليلا لكن من القبيح أن يفرح العاقل بمدح أولئك الصحفيين الجهلاء الدائرين مع الأهواء وأمثالهم من الإعلاميين القائمين على البرامج في وسائل الإعلام فهم الجناة على الفضيلة دائما والناشرون لفتنة الشيطان كما قال البيحاني رحمه الله.
أسال الله أن يعصمنا من مكرهم ومن أنفسنا والشيطان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.(/)
[اعتقال البشير] .. لراغب السرجاني
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 09:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقالة كتبها الشيخ راغب السرجاني فأجاد فيها أيما إجادة ووضح حقيقة مذكرة اعتقال الرئيس عمر البشير.
لم يكن قرار اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير مُفاجِئًا لأكثرنا؛ لأننا صرنا نعيش في زمن وضوح الرؤية حيث يلعب الجميع على المكشوف، فلا مواربة ولا مداهنة، إنما العداء الصارخ، والتبجُّح الصريح!
إنهم يريدون أن يقنعوا العالم أن قلوب أعضاء المحكمة الجنائية ومجلس الأمن، وكذلك قلوب الساسة الأمريكان والأوربيين تتفطّر من أجل المدنيين في إقليم دارفور! ويريدون أن يقنعوا العالم أيضًا أن عمر البشير أكثر عدوانيةً وأشد شراسةً من ليفني وأولمرت وباراك وشيمون بيريز. كما يريدون أن يقنعوا العالم أنه من أجل العدالة والحق سيجمعون جيوش الأرض في السودان؛ لمنع ظلمٍ يقع - حسب ما يقولون - على بعض القرى الإفريقية!!
يحسبون أن العالم لا يُطالِع أخبار فلسطين، ويحسبونه لا يطالع أخبار العراق وأفغانستان، ويحسبون أننا لا نعلم تاريخهم المقيت القريب في إفريقيا ذاتها، وكيف قسَّموها على أنفسهم، وقطَّعوها إربًا، واستعبدوا أهلها، واستنزفوا ثرواتهم، وأهانوا كرامتهم، ثم الآن يعلنون أن نخوتهم تتحرك لإنقاذ الأفارقة من عمر البشير!!
إن الأوراق صارت حقًّا كلها مكشوفة!
إنها خطوات حثيثة لفعل الجريمة الكبرى بتقسيم البلد الإسلامي الكبير السودان، ولتكن إحدى الخطوات هي قرار اعتقال عمر البشير بتهمة جرائم حرب ضد بعض أفراد شعبه في دارفور ..
ولقد بدأت هذه الخطوات منذ زمن كما يعلم الجميع، والغرب الآن يمارس سياسة النَّفَس الطويل في حربه مع العالم الإسلامي؛ فهم يؤهِّلون أنفسهم وشعوبهم، وكذلك الشعوب الإسلامية لخبر اجتياح السودان أو على الأقل تهديده بالاجتياح، ولا مانع أن يأخذوا في ذلك عِدَّة سنوات، فالمطلوب أمر كبير يحتاج إلى طول إعداد ..
لقد قرأنا في الصحف الغربية لعدة سنوات أخبار السودان، وأن الغرب مهتم جدًّا بما يحدث في جنوب السودان، وفي دارفور، وأن هذه أزمة تؤرِّق نوم الطيبين في أوربا وأمريكا!
وشاهدنا رام إيمانويل، وهو يهودي بل إسرائيلي الجنسية، ويعمل كمدير موظفي البيت الأبيض، وهو يتعاون مع اللوبي الصهيوني الأمريكي في حملة هجوم على عمر البشير تحت دعوى إنقاذ أهل دارفور! بل رأيناه يقود حملة لجمع التبرعات من الشعب الأمريكي ومن أطفال المدارس لأطفال دارفور؛ وذلك حتى يكسب الرأي العام الأمريكي للضغط على الساسة من أجل الاهتمام بقضية السودان!! ويريد رام إيمانويل الصهيوني أن يُقنِعَنا أن أطفال السودان في حكم البشير يعانون أكثر من أطفال غزة تحت قصف باراك وليفني!
وما الهدف من وراء كل هذا الاهتمام، وكل هذا الإعداد؟!
إن الهدف واضح، ومعلن صراحةً في وسائل إعلامهم وعلى ألسنتهم .. ولقد تكفّل وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر بإعلان هذا الهدف في الصحف الصهيونية يوم 10 من أكتوبر 2008 في مقال تحت عنوان "الهدف هو تفتيت السودان وشغله بالحروب الأهلية"، وقال في هذا الموضوع بالحرف الواحد: "السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه يمكن أن يصبح دولةً إقليمية قوية، وقوةً مضافة إلى العالم العربي".
هذا هو الهدف بوضوح: تفتيت السودان ..
لقد تنامى خطر السودان في عيون الغرب والصهاينة في السنوات الأخيرة، وخاصةً أنه بلد كبير جدًّا تزيد مساحة على 2.5 مليون كم2، ويبلغ عدد سكانه 40.2 مليون نسمة (عام 2008)، وهو يتحكم في منابع النيل التي تمثِّل شريان الحياة لمصر ومن بعدها - كما يريدون - إسرائيل. غير أن الذي دفع الغرب إلى تسريع عملية الضغط على السودان في السنوات الأخيرة هو اكتشاف البترول بغزارة، وخاصةً في جنوب السودان وجنوب دارفور، وكذلك اكتشاف اليورانيوم في شمال دارفور، وفوق ذلك وأعظم ظهورُ الاتجاه الإسلامي بقوة في الحكومة والشعب؛ مما يمثل خطرًا استراتيجيًّا كبيرًا على مصالح الصهاينة والغربيين، فهم لا يتصورون أن يتحوَّل هذا البلد الضخم إلى قوة كبيرة تمتلك البترول واليورانيوم وملايين الأفدنة الصالحة للزراعة إلى دولة إسلامية تسخِّر كل هذه الإمكانيات لمصلحة الإسلام والمسلمين، وخاصةً أن السودان هو بوابة الإسلام إلى إفريقيا بكل ثرواتها
(يُتْبَعُ)
(/)
البشرية والاقتصادية والاستراتيجية.
إن مسألة قيام دولة إسلامية في السودان أمرٌ في غاية الخطورة في الحسابات الغربية والصهيونية، ومِن ثَمَّ كرَّس الغرب كل جهوده من أجل تفتيت هذا البلد، وسحقه قبل أن يقوم على أقدامه، ولقد اكتشفت أمريكا أن الأسلوب العسكري مكلف للغاية، سواءٌ كان بشريًّا أو ماديًّا، وأن حادث ضرب مصنع الشفاء في السودان سنة 1998 لا يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لتحقيق المراد، وخاصةً أن السودان بلد ضخم جدًّا له حدود مع تسع دول مما يجعل مسألة حصاره صعبة للغاية، وخاصةً أيضًا أن السودان يُنَمِّي عَلاقته مع الصين وروسيا بشكل مطَّرد .. لذا آثرت أمريكا والغرب أن يقطِّعوا السودان إربًا بأيدي أبنائه، وأن يتناوب الساسة الأوربيون والأمريكان الحديث عن أزمة السودان حتى يصبح الأمر عالميًّا وليس أمريكيًّا، وأن يستخدموا الأساليب القانونية والدبلوماسية والاقتصادية، بل والإغاثية الإنسانية لتحقيق الهدف المنشود، وهو تفتيت السودان إلى عِدَّة ولايات صغيرة يدين معظمها بالولاء للصهاينة وللغرب! خاصةً وأن العالم العربي والإسلامي يَغُطُّ في سباتٍ عميق، ويرى كل هذه الأحداث دون أن يفهمها، أو لعلَّه يفهم ولا يريد أن يتحرك!
كانت البداية أن وقف الصهاينة والغرب بقوَّة مع جنوب السودان يؤيِّدون انفصاله من السودان الأم، وتعاونوا بشكل صريح مع جون جارانج زعيم ما يسمَّى بجبهة تحرير السودان الذي خاض حروبًا أهلية دامية مع الحكومة السودانية، وكان الغرب مؤيِّدًا له بقوة، خاصةً أن جنوب السودان به أكثر من 80% من بترول السودان، وانتهى الأمر - للأسف الشديد - في سنة 2005 بما سُمِّي باتفاق السلام الشامل (اتفاق ماشاكوس)، والذي يعطي السكان في جنوب السودان الحق في التصويت لتقرير المصير سنة 2011، ومِن ثَمَّ فستُعرض مسألة فصل جنوب السودان عن دولة السودان لرأي سكان المنطقة، والذين سيصوِّتون بلا جدال إلى قرار الفصل، خاصةً أن الأغلبية في مناطق الجنوب للوثنيين والنصارى، وخاصةً أيضًا أن الغرب واليهود يؤيدون ويباركون، وليس مستغربًا أن يتحوَّل جنوب السودان إلى دولة قوية جدًّا في المنطقة .. بها بترول، وتتحكم في منابع النيل، وتحظى بتأييد أمريكا والغرب واليهود، ومِن ثَم تُصبِح دولة في منتهى الخطورة على الإسلام تحاصره من الجنوب، وتمنع انتشاره في القارة السمراء، وتمثِّل حارسًا أمينًا للمطامع الصهيونية والغربية والأمريكية.
حدث كل هذا في ظل صمت عربي وإسلامي مُخْزٍ، وتخلَّى العرب والمسلمون عن السودان في هذه الاتفاقات والمفاوضات؛ فجلس وحيدًا أمام وحوش العالم حتى وصلوا إلى هذه النتيجة التي تمثِّل تهديدًا صارخًا لا للسودان وحده، ولكن للعالم الإسلامي بكامله، وفي مقدمته مصر التي سيتم تركيعها تمامًا بعد الإمساك بشريان النيل!
ثم فتح الغرب ملفًا جديدًا خطيرًا، وهو ملف دارفور في غرب السودان، فما المانع في فصله هو الآخر، خاصةً وأنه يمتلك مخزونًا كبيرًا من البترول واليورانيوم، فوصل الغرب - للأسف الشديد - إلى بعض المسلمين الذين يرغبون في زعامة ومنصب في دارفور، وتَمَّ التعاون معهم للقيام بحركات تمرد في دارفور مدعومين بالأمريكان والصهاينة، وهؤلاء يُنادون بفصل دارفور عن السودان ليصبح دولة علمانية - كما ينادي المتمردون - تفصل الدين تمامًا عن الدولة ..
ودخل الغرب بثقله مع هذا المشروع الانفصالي، وقادوا حملات إعلامية واسعة النطاق للترويج لهذا الفصل، وأرسلوا عددًا كبيرًا من الهيئات الإغاثية بهدف توجيه شعب دارفور إلى الولاء للغرب، وهذا في ظل غياب إسلامي كبير عن الساحة السودانية ..
ونادى الغرب في حملات متكررة بعزل الرئيس عمر البشير صاحب التوجُّه الإسلامي وحافظ القرآن الكريم، والمتمتع بتأييد قطاع كبير من الشعب السوداني، والمقبول بقوَّة عند كثيرٍ من علماء الأمة في السودان وخارجها، طالبوا بعزله عن قيادة السودان، وإنشاء سودان جديد علماني .. وأثاروا بالتالي قضايا جرائم الحرب - كما يقولون - وأن هناك تطهيرًا عرقيًّا في دارفور ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقام مجلس الأمن الذي تهيمن عليه أمريكا بشكل مباشر في سنة 2006 بإنشاء ما يُسمَّى بالمحكمة الجنائية الدولية، وجعل من مهمتها إصدار الأحكام على رؤساء الدول؛ وذلك لترويض مَن يشاءون من الحكام في العالم، وجعل مجلس الأمن من صلاحياته العجيبة أن يُوقِف قرار المحكمة الجنائية إذا شاء لمدة سنة قابلة للتجديد وبدون حدٍّ أقصى!!!
يعني إذا أصدرت المحكمة الجنائية حكمًا فمن حق أمريكا إذا شاءت أن تُوقِف هذا الحكم أو تنفِّذه حسب الرغبة وبالقانون!!
ومِن ثَم صارت المحكمة سيفًا بيد أمريكا تُسلِّطه على رقاب من تشاء من الحكام الخارجين عن السيطرة ..
الحكم الآن صدر باعتقال البشير، ويمكن لأمريكا أن تعفو وتصفح، ولكن ما هو الثمن؟!
الثمن هو أن ينفصل جنوب السودان ببتروله ومزارعه وموارد مياهه وسكانه ..
والثمن هو أن تنفصل دارفور بكل ثرواتها وسكانها ..
والثمن هو أن تتحوَّل السودان من دولة إسلامية التوجُّه إلى دولة علمانية تفصل الدين تمامًا عن الدولة ..
والثمن هو أن تنفصل شرق السودان في دولة جديدة، وكذلك أن ينفصل أقصى شمال السودان في دولة أخرى، ولا يبقى إلا وسط السودان فقط مُمَثِّلاً لدولة السودان القديمة!
والثمن أيضًا هو ألاَّ يفتح أي زعيم عربي أو إسلامي أو عالمي فَمَهُ بالاعتراض على ما تريده أمريكا، وإلاّ يتم تنفيذ أحكام المحكمة الجنائية، وبقوة مجلس الأمن ..
إنها أثمان باهظة جدًّا تريد أمريكا أن يدفعها السودان لكي يُوقِفوا قرار اعتقال البشير ..
وهل لو سلَّم البشير نفسه أو تنازل عن السلطة ستُحَلُّ مشكلة السودان؟!
أبدًا .. أبدًا ..
إن الهدف كما قال وزير الأمن الداخلي الصهيوني هو تفتيت السودان، ولن يهدأ الغرب ولا أمريكا ولا اليهود حتى يتحقق هذا الهدف الخطير ..
والسؤال: أين المسلمون؟!
إننا نصرخ من عِدَّة سنوات أن المحطة القادمة هي السودان، فماذا فعلنا؟ وماذا سنفعل عندما يُفعَّل حصار السودان بشكل أكبر؟ وماذا سنفعل عندما يُقسَّم السودان إلى خمسة أقسام؟! وماذا سنفعل عندما تنتهي قصة السودان وتبدأ قصة مصر أو سوريا أو اليمن أو ليبيا أو غيرها؟!
إلى متى هذا الركوع والانبطاح؟!
إننا نوجِّه نداءً حارًّا إلى أهل السودان جميعًا في وسطها وغربها وشرقها وشمالها وجنوبها أن يقفوا صَفًّا واحدًا في هذه الهجمة الاستعمارية، وألاَّ يعطوا قِيادَهُمْ إلى عملاء باعوا الدين والوطن ليرتموا في أحضان الصهاينة، وألاّ يقبلوا بتمزيق جسد السودان وهم أحياء ..
ونوجِّه نداءً حارًّا إلى الزعماء الذين صمتوا طويلاً ولم يتكلموا بحقٍّ منذ عشرات السنين، أنْ عُودوا إلى ربكم، وعودوا إلى شعوبكم، وعودوا إلى ما تُملِيه عليكم قواعد الشرع والعُرف؛ فالمناصب التي تسيطرون عليها سوف تُسألون عنها، وإنه - والله - لحسابٌ عسير، إذا لم يكن في الدنيا فإنه حتمًا سيكون في الآخرة ..
ونوجِّه نداءً حارًّا كذلك إلى الشعوب الإسلامية بكاملها أَنِ انْتبِهُوا من غفلتكم، واتركوا متابعة أمور اللهو والترف، وعيشوا قضايا أمتكم، وافهموا جذور مشاكلكم، واقرءوا عن دارفور والسودان، وعن فلسطين والعراق، وعن أفغانستان والشيشان.
إننا نريد حركةً شعبية واسعة النطاق في كل بلاد العالم الإسلامي ترفض الظلم بكل صوره، وتنادي ليس فقط بوَحدة السودان، ولكن بوحدة كل أقطار المسلمين ..
إن المسلمين قوةٌ لا نهاية لعظمتها، وأمة لا تموت، وبحور لا ساحل لها، ولكن كل ذلك مشروط بأمرين: أن يعودوا إلى دينهم، وأن يوحِّدوا صَفَّهم ..
ويومها لن يتجرأ على شعوب المسلمين وزعمائهم صعلوكٌ من الصهاينة أو الغربيين!!
ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.(/)
الليبراليون و عقدة خصاء الوثن " آنو"!!
ـ[جميل الرويلي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 10:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحت عنوان " إستنبات الإسلامية في الخطاب المعرفي " في جريدة الوطن السعودية يقول الدكتور الشتوي و هو ليبرالي سعودي بائس فقير , بتاريخ 18 – شوال – 1428 هـ: (خطابنا المعرفي في الواقع العربي تشكل وفق مكونات العقل العربي إبان حركة التدوين في العصر الذهبي للدولة العباسية) فهو هنا يؤكد على أن كل هذا التراث الفكري العربي الذي ورثته الأمة على مدى 1300 عام و هو ما تلا عهد التدوين المذكور , وهو يؤكد على عهد التدوين لأنه يريد أن يشكك في الدواوين! , يقول بأن ذلك التراث كله برمته خرافة و أساطير بنيت على " مكونات العقل العربي البدائي! " , و إليك بقية الكلام عن تشكل الخطاب المعرفي العربي الذي يقول عنه: (تشكل وفق مكونات العقل العربي إبان حركة التدوين في العصر الذهبي للدولة العباسية حسب وجهة نظر محمد عابد الجابري، بعد ثقافة شفاهية تتداخل إلى جانبها النظرة الأسطورية والعجائبية في كافة جوانب الحياة، حتى العادية منها كالحكايات الميثيولوجية للصيد والكرم كأقل الأمثلة تأثيراً وسذاجة، وإلا فإن الخطاب المعرفي العربي كان خطابا أسطورياً في الكثير من جوانبه حتى العلمي منه آنذاك، بسبب أن العقل الذي تشكل كان بدائياً إلى درجة كبيرة وتم تدوين كل ذلك على أنه حقيقة معرفية لا تستطيع أن تتجاوزه العقول النقدية) فكلامه واضح في أنه ينسب كل ما تم تدوينه في عهد التدوين الذي دونت فيه كتب السنة , إلى العقول البشرية المليئة بالخرافة و الحكايات الميثيولوجية و ضرب مثالا بالكرم! و الصيد! و خاف على نفسه من أن يرفسه المجتمع على قفاه العريض إن هو صرح برفضه لقصص كالإسراء و المعراج و قصة آدم و إبليس و وصف الجنة و النار و الجن و الحور العين لأنه يصرح بأن تلك الخرافات كانت موجودة في ذلك التراث الديني (حتى العلمي منه) , على حد قوله، ثم يتحسر بسبب ظلم ذوي القربى الجهلة الذين لا يعلمون كل هذه الإستنارة الفكرية لديه التي لعله حصل عليها من تلك الأسطورة الأغريقية المسماة بـ "سارق النار " , وهي قصة رجل عندما ضاق ذرعاً بالظلام الذي في الأرض طار إلى الشمس فسرق منها جذوة نار فأدخل النار و لأول مرة عالم البشر , فصاحبنا لعله حصل على شيء من تلك الجذوة السحرية التي لا تمت للأرض و أهلها بصلة! , فيقول متحسرا ً بسبب تلك القداسة الوهمية للنصوص الدينية: (لا تستطيع أن تتجاوزها العقول النقدية أو حتى أن تشكك في مصداقيتها الروائية التراثية على طريقة أهل الحديث ووفق منطلقاتهم الفكرية ذاتها) , و قد كذب في هذه الجزئية الأخيرة لأن أهل السنة و من شدة تمسكهم بميثاق الشرف العلمي الذي أخذه عليهم ربهم بأن يبينونه للناس لا يكتمونه كتبوا المصنفات المستقلة في نقد أعلى كتبهم في درجة الصحة وهو صحيح البخاري و من ذلك ما صنفه الإمام الدارقطني تحت إسم " التتبع " لما في صحيح البخاري و هو مطبوع مع " الإلزامات " و رد عليه الحافظ في الفتح و نحو هذا التصرف ما ذكره ابن الجوزي من أحاديث المسند في " الموضوعات " و تعقبه الحافظ في " القول المسدد في الذب عن المسند " ثم تتبعهم السيوطي في " الذيل الممهد على القول المسدد " و كذلك ناقش بعض الأحاديث في الصحيح العلامة الألباني رحمه الله في " إرواء الغليل " و " السلسلة الصحيحة " و غيرهم , و لا تجد هذا عند غير أهل السنة , أهل الحديث , بيض الله وجوههم يوم تسود وجوه الظالمين!.
الشيء الذي ليس في راس هذا الليبرالي المسكين هو معرفة " أصل الميثيولوجيا " و صورها و دواعيها و كلمة ميثيولوجيا مأخوذة من myth وهي الأسطورة و يقصد بها الأفكار المتعلقة برموز جماعية يتم الاعتقاد بها على وجه التصديق و التعظيم و هي تختلف عن الخرافة في أن الخرافة عندما يتم تكوينها لا يفترض فيها التعظيم و لا التصديق على وجه جماعي!. و الأساطيبر موجودة في كل زمان فلا تتعلق بالعصر الغابر فقط و لكن لأن هذا الرجل البائس الفقير قرأ كتابا في أساطير الآلهة كأسطورة خصاء الإله آنو على يد نادله الذي يسقيه الخمر موكاربي عندما طارده فأكل خصيتيه فسقط منها قطرات على الأرض فكان ذلك سبب نشوء نهري دجلة و الفرات!! , أو
(يُتْبَعُ)
(/)
قرأ نقداً في كتاب معادٍ للاسلام يصفه بدين الخرافة و الأسطورة فهو يردد هنا ما سمع ليس إلا.فهذا العبط النقدي حال كل المستنيرين من أهل التقليد الغربي الذين يشبهون أفعى الكوبرا عندما يكشف عنها غطاء الزنبيل فتخرج ثم يبدأ الكاهن بالنفخ في مزماره و هي تتراقص فيظن الناس أنها تتناغم مع حركات ذلك الكاهن الطروب و لكن الحقيقة أن الأفعى تكون في تلك اللحظة عمياء لا ترى بعد خروجها إلى النور فتتمايل لتوهم أي عدو أمامها أنها تراه!! ,
كذلك الحال في فراريج التغريب الذين يفعلون كما تفعل أفعى الكوبرا و الصحيح أنهم مجرد " عميان يرقصون باتجاه الصوت الأعلى! ".و لو نظرنا إلى تاريخ الأسطورة لوجدنا أن الأساطير القديمة و الحديثة كلها كانت تشترك في معانٍ عامة مثل " الحاجة إلى قوة خارقة لسد نقص روحي ضروري " و كذلك " وجود كائنات من الدرجة الأولى في كل المجالات يجنح الخيال الانساني إليها كلما فشل في مجال من تلك المجالات " و قديما كانوا يصنعون آلهة لكل مرفق من مرافق الحياة و لو كان في زمانهم شبكات للصرف الصحي لصنعوا إله و أسموه إله الصرف الصحي على غرار إله المطر و إله الشجر و إله الحب و الشمس!!.فقديماً كانت القوة العظمى في خيال الإنسان القديم هي قوة الإله فصاروا يصنعون أساطيرا من الآلهة ثم عندما كانت القوة في السحر و الشعوذة صنعوا اساطيرا من الكائنات مثل التنين و الأسد الطائر و النمر المتعدد الرؤوس و شخصية هبنقة العربية ذلك الرجل الذي تزوج من الجن و عاش معهم و غير ذلك , ثم عنما جاء الإسلام و قبله اليهودية و المسيحية كأديان متتابعة أعادت إلى عقول الناس قوة النبي و معجزاته و سطوته فصارت الأسطورة متعلقة بأولياء لهم كرامات تدير الأرض و تحرك الكون و صار الامام يدخل في جحر جرذ قديم كما فعل العسكري فيختفي ليخرج بعد آلآف السنين. و عندما تطور البشر و نفوا وجود الله و تورطوا بالإلحاد قال الفيلسوف نيتشه في منتصف القرن التاسع عشر بأن الله مات و نحن الذين قتلناه!! أي بالعلم و المعرفة اكتشفنا أن الله خرافة و في تعبير آخر له قال: إن الله خلق هذا العالم ثم مات و بات على الإنسان السوبرمان أن يحكم هذا العالم!!. و هذا الإنسان السوبرمان هو الإنسان الذي يعتمد على الوعي و العقل و نفي فكرة الله من العالم و الموافق لما في نظرية داروين المادية التي تجعل تمايز البشر و تفاضلهم متعلق فقط بقدراتهم المادية لأن المادة هي التي خلقت الإنسان و لهذا عندما جاء هتلر بفكرة تفوق العرق الآري فقد بناه على مبادئ نيتشه و أخذ يقتل المعاقين و المشوهين و المجانين و اليهود كل ذلك ليصل إلى " سلالة نقية " خالية من كل مقومات الضعف و النقص و العجز ثم بعد ذلك تتكون العرقية الآرية المتفوقة التي سيخرج من نسلها " الإنسان السوبرمان " عجل الله فرجه , كما يقولون!! ..
فما اشبه هتلر بمقتدى الصدر و غيره من عبيد الأساطير!!.ثم بعد أن تطور الإنسان أكثر صار يشعر بغربة و يحتاج إلى منقذ يصل إليه في أي لحظة لينقذه و بما أن الله مات!! صار لابد لنا من " نصف إله جديد " يحل محل الرب الذي مات فكان ذلك شخصية " سوبرمان " الكرتونية التي قرر العقل الغربي أن يجعلها واقعاً كرتونيا عندما لمس عجز هتلر عن جعلها واقعاً آرياً و التي نشأت في منتصف القرن العشرين عام 1938 م تقريبا على يد جيري سيغل و جو شاستر و السيرة الذاتية لسوبرمان كما وضعها مخترع الشخصية الكرتونية هي أنه كان يعيش في كوكب آخر و كان والده عالم نووي فعلم أن الكوكب سينفجر بعد ساعات فما كان منه إلا أن ربط ابنه " سوبرمان " على صاروخ ثم أطلقه باتجاه الأرض قبل انفجار الكوكب بلحظات و فعلا نجا سوبرمان و سكن الأرض و صار يساعد أهلها فكلما صرخ غربي مسكين أحمق و قال:
Help me superman
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءه الرب الجديد سوبرمان طائرا ًو أنقذه!! .. كما يصرخ الصوفيه يا بدوي و يا جيلاني!! حتى ثبت أن ابن تيمية قال أخبرني الثقات من إخواني الشيوخ في الشام أن بعض الصوفية استغاث بي فخرجت له الشياطين في صورتي كأني أطير في السماء و هذا هو شأن الشياطين معهم تريهم المستغاث به طائرا يستجيب لهم كلما دعوه تغريرا بهم و إيقاعا لهم في الشرك!! .. و لو كانت هذه الشخصية السوبرمانية في عقلية مجتمع عربي لكال الشتوي السخيف و أضرابه لنا الشتم و السب و السخرية بسبب تعلقنا و تعليمنا أبناءنا هذه الأسطورة الساذجة " العجائبية " على حد تعبيره!! .. و لكن لأنها أسطورة ولدت في أوائل القرن العشرين على أياد غربية فهي إبداع و ثقافة و فن و سعة خيال و تقدم و حضارة!!.ما الفرق بين سوبرمان و بين هبنقة؟ ..
أو بينه و بين " ابو رجل مسلوخة؟؟ " ..
أو بينه و بين " السعلوة التي تأكل الرجال"؟؟ أو بينه و بين " الإمام العسكري؟؟ " ..
سيقولون بأن الكبار لا يؤمنون بسوبرمان؟؟ سنقول بل إن الكبار آمنوا به قبل الصغار و قامت لأجل فكرة الإنسان السوبرمان حرب عالمية راح ضحيتها الملايين!!.يقول آرنست كاسيرر في كتابه " الدولة و الأسطورة " ص 372 - 375: (لقد بدأ العالم السياسي يشعر منذ عام 1933 م بالقلق من إعادة تسلح المانيا الذي بدأ بعد إعادة إحياء الأساطير) مثل أسطورة "الفوهرر " و أسطورة العرق الآري المتفوق. و يقول هتلر في كتابه " كفاحي " و هو يشرح النظرية النازية: (الإنسانية تنقسم إلى ثلاثة أجناس 1 - الجنس الذي صنع الحضارة و هو الجنس الآري الصانع الوحيد للحضارة!! 2 - الجنس الذي حافظ على الحضارة و لم يصنعها مثل الآسيويين 3 - الجنس المدمر للحضارة و هم اليهود!!). و لهذا كان يقول أحد مفكري النازية و اسمه ستابل: (لم تكن النازية قائمة على الاقناع و لكن على أيديولوجية ذات افكار أولية بسيطة لا تحتاج إلى إقناع) و هذا ما قاله هتلر في كتابه و أكد الدعوة إليه بأن يتم التركيز على العواطف و الانفعالات و لأجل هذه الآيديولوجيا الأسطورية الساذجة كان ملايين الألمان يمضون إلى الموت في ثلوج روسيا و صحارى شمال أفريقيا و هم يبتسمون!!.
و بعد أن مات هتلر و ماتت النازية و سقط الممثل كريستوفر ريف الذي يمثل شخصية سوبرمان عن ظهر حصانة فأصيب بالشلل الرباعي و خفت ضوء سوبرمان ثم مات في أكتوبر 2004 م لم تستطع أمريكا أن تحيا بلا إله جديد فصنع الخيال الغربي المتحضر المتقدم شخصية " الترمونيتور " و هو رجل نصفه بشري و نصفه الآخر آلي أيضا يمارس نفس المهام التي يمارسها سوبرمان المشلول الآن!! .. و يؤمن به الكبار و الصغار و يحصد فيلمه على الشبابيك ملايين الدولارات! , ثم يأتي مخبول كالشتوي ليقول بأن الأسطورة كانت في العقل العربي أبان الدولة العباسية؟!!.والدة المخرج سبيلبيرج اليهودي الشهير مخرج فيلم الهوليكوست تقول: إبني نبي من أنبياء بني إسرائيل بعث و بيده الكاميرا و اسمه موجود في كل كتب العهد القديم و كل شعب إسرائيل كان ينتظره!!.و مازال الشعراء يتغنون بحورية البحر ذات الشعر الطويل و الخصر النحيل و الساقين المغطاتين بزعنفة سمكة في كل الشرق و الغرب مع أنه ليس لها وجود!!.و مازال الناس يصنعون للحب عيدا و يجعلون له نبيا اسمه فالنتاين تحضر روحه الطاهرة أعياد العشاق كما تحضر روح محمد عليه السلام موالد الصوفية بزعمهم مع أنه لا يوجد شيء اسمه حب و إنما هي علاقات نفعية و شهوات لحظية و سبح بالبطون على البطون و لكن الناس صنعوا له عيدا و نبيا و جعلوا الحب " شيئا ماديا محسوسا له كيان مستقل!! " .. هو ذاته (إله الحب) الذي كان في عصور الآلهة القديمة!! ..
صنم لطفل بجناحين يحمل معه قيثارة ولكن بشكل عصري جديد! ..
و مازالت جموع الشباب تغص بهم مدرجات و ساحات الملاعب العملاقة يتابعون حفلات الرقص الموتور لنجوم جعلوا منهم أنصاف آلهة يقدمون العزاءات الصغيرة في اشياء فقدوها في حياتهم العصرية المدوجنة حتى كأن المغني صار ولياً أو قديساً من الذين كانت تذبح الفتيات على أعتاب معابدهم عاريات و تركع أمامهم فرسان القبيلة في العصور المتحجرة طلبا لموال مقدس تنتشر أصداؤه في السماء ليجلب النصر و التأييد و الفال السعيد!! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
و عندما ترى حفنة رجال يركضون في الملعب خلف كرة مطاطية يتم وصفهم بـ " الزعيم " و " العميد " و " فرقة الرعب " و " موج البحر " و غير ذلك من الصفات التي لا تختلف عن " إله الصواعق " و " إله الدمار " و " إله الأعاصير " تعلم بأن هناك إله أسطوري غائب اسمه " المجد و الكبرياء " يتجلى في كل يوم تحت فانلة القحطاني و سامي الجابر يهتف له الموحدون حتى تتمزق حناجرهم في طقوس لا تختلف كثيرا عن طقوس عاشوراء!! ..
غير أن هؤلاء ينتظرون " المجد و الكبرياء " الذي لم يدخل سرداب سامراء ...
و لكن سرداب المرمى في استاد الملك فهد!! .. في شوق همجي محموم!! ..
و مازال فرعون يخرج كل يوم من قبره و يردد كلمته المشئومة " أنا ربكم الأعلى " على لسان الشتوي نفسه الذي جاء ليشرع لنا و يصنع لنا دينا من بنيات أفكاره نؤمن به و نعتنقه و نتحاكم إليه و قد سرقه من هنا و هناك معلناً الربوبية بكل وقاحة تحت مسوح " الثقافة و الرأي " مع أنه في الحقيقة ليس إلا أسطورة جديدة تمارس خرافتها علينا بالوعود الطوال العراض بحياة مليئة بالسعادة و الرأي الرشيد تماما كما كان يزعم فرعون!! ..
و مازالت شركة بيبسي تضع علبة منتجها على الشاشة و تكتب تحته " كل ما تتمناه!! " ...
و شركة شيفروليت تضع صورة الكابريس و تقول " أترك العالم وراءك " ..
و تخرج دعاية سفن أب رجل يشير باصبعه فتخرج الشمس ثم يشير فتمطر السماء ثم يشير فتنيت الأرض الورود ثم يعلق مرجوحته و ينام واضعا رجلا على رجل .. !! ..
ثم بلغ الأمر أن تضع شركة كوكا كولا كلمة CocaCola على مجسم الكعبة و حوله الناس سجود في رسم دعائي!! .. لتتحول الكوكاكولا إلى " إله السعادة و النشوة الجديد!! " ..
مع أن كل هذه الأشياء يشتريها الكبار البالغون المميزون المعاصرون المتحضرون!!
و مع هذا مازال الشتوي و اضرابه يعلنون البراءة من الأساطير!! ..
و يضحكون على عهد الدولة العباسية و يسمونه عهد الأساطير و الحكايات العجائبية؟!! ..
فعلى من تستهبل يا شتوي؟؟
ايها الليبرالي المسكين البائس الفقير!! ..(/)
أحسنت الحكومة: لا علاقة مع الروافض
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:44]ـ
قطعت الحكومة المغربي علاقاتها مع الرافضة .... قبل أيام ..
واليوم خطبة موحدة في المغرب حول فضل الصحابة وذم من سبهم ... أكرم بها من خطوة ...
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:45]ـ
أقصد ايران ...
ـ[الحُميدي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 03:27]ـ
الحمدالله على هذه الصحوة .. ، اما الروافض فأسأل الله ان يصطلم جذورهم .. ،
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 06:35]ـ
خطوة مباركة .. لكن هل فعلا الحكومة فعلت ذلك حبا في الصحابة وبغضا في الروافض ... ؟ أم القضية سياسية بحتة .... يعني .. هل خفي على الحكومة من قبل بغض الروافض للصحابة .. وبين عشية وضحاها .. اكتشفت ذلك بعد اجتهاد مضن وبحث صادق عن الحقيقة؟؟ ...
مصالح سياسية واضحة ... هناك شكوك أن النظام الرافضي له علاقة بالانفصاليين في الصحراء المغربية ....
ومن قبل .. كان الثوريون الخمينيون بعد استيلائهم على الحكم وقلب نظام الشاه .. كانوا قد استولوا على الكثير من أسلحة حركة مجاهدي خلق العلمانية .. فقاموا بإرسالها إلى الانفصاليين البوليازريين اليساريين .. فماكان من المغرب وقتها إلا قطع العلاقة مع إيران وقام الخطباء بتكفير الخميني وأزلامه والتحذير من الثورة الخمينية ...
وإلا لماذا يسمح لكتب الشيعة بالمشاركة في معرض الدار البيضاء كما في السنة الفارطة وماقبلها؟
ولماذا يسمح للكتاب العلمانيين في الجرائد أن يشككو في مصادر الدين ومصادر التلقي وعلماء الأمة وصحابة رسول الله .. كأبي هريرة وعمرو بن العاص .. وفي العلماء كالإمام البخاري ..
طيب لماذا تقوم الحكومة ممثلة في وزارة الإيقاف والشؤون الاجرامية (الاوقاف) بإغلاق اكثر من ستين دارا لتحفيظ القران .. ؟
أخي الغالي هؤلاء لايؤمنون إلا بلغة المصالح ... وضرب طائفة بأخرى .. أولم يكن النظام في فترة معينة يسمح المجال للتيار السلفي التقليدي بالحركة والدعوة والنشاط ... هل حبا في عيون الشيخ المغراوي وطلبته والدعاة السلفيين؟ .. أبدا. ولكنهم كانوا يتخذونهم وسيلة لضرب حركة العدل والإحسان وقتها .. مؤخرا سمح المجال للتيار الصوفي أن يكتسح المجالات. فوزير الإيقاف التوقيف (التوفيق) صوفي بوتشيشي ودعم الطرقية والزوايا على أشده ... ليش؟؟ من أجل قمع التيار السلفي الذي سحب البساط من تحت أقدام كل التيارات الاسلامية العاملة .....
فلاينبغي لنا أن نكون غافلين عن مخططات هؤلاء فلاهم لهم سوى حرب الاسلام والمسلمين .. خدمة لفرنسا وأبناء فرنسا ...
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 09:07]ـ
الأمير نايف في حوار صحفي: نرفض التعرض بأي حال من الأحوال لنهج الأمة وهو النهج السني السلفي
لُجينيات) عكاظ ـ عبد الله العريفج
من مقر إقامته في نيويورك، خص صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية صحيفة «عكاظ»، بحديث تناول فيه الكثير من القضايا والأحداث التي شهدتها المملكة، في مقدمتها: التعديلات الوزارية،القضائية التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأحداث البقيع، وإحباط أربع عمليات كبرى لتهريب المخدرات، ومحاكمة 991 موقوفا في الأحداث الإرهابية.
وفي الحوار الهاتفي الذي استمر ساعة كاملة، حرص الأمير نايف على طمأنة المواطنين على صحة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وقال: “الحالة الصحية لسمو الأمير سلطان ممتازة ومطمئنة جدا وهو يستكمل حاليا بعض الإجراءات البسيطة بعد إجراء العملية وسيغادر المستشفى قريبا إن شاء الله". وهنا نص الحوار:
صحة ولي العهد
• نستأذنكم يا سيدي بداية أن تطمئنوا المواطنين مجددا على صحة سمو ولي العهد الأمير سلطان، وهل تقرر موعد زمني محدد لمغادرة سموه الكريم المستشفى؟
? الحمدلله، أن سمو سيدي ولي العهد بأحسن حال وهو بصحة جيدة، وما هناك سوى استكمال بعض الإجراءات البسيطة، وأن تكون مغادرته للمستشفى قريبا إن شاء الله. وكما تعلم أن أية عملية لا بد أن يستكمل المستشفى العلاجات الطبية المطلوبة لها.
• إذا الوضع الصحي لسمو ولي العهد مطمئن؟
? نعم، نعم الحالة الصحية ممتازة ولله الحمد ومطمئنة جدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
• وكيف تقدرون المشاعر التي أبداها قادة وزعماء العالم تجاه سموه منذ أجراء العملية الجراحية وكذلك مشاعر الحب والدعاء التي أبداها المواطنون؟
? هذه مكانة سمو سيدي ولي العهد وتلك المشاعر لم تكن غريبة باعتبار أن لسموه مكانة لدى كثير من زعماء العالم وخصوصا العالم العربي. كما أننا نقدر مشاعر المواطنين والمواطنات كافة ودعواتهم الصادقةلسمو ولي العهد، وهو أمر لا نستكثره من شعب المملكة العربية السعودية الذي عرف بحبه وولائه لقيادته ممثلة بسيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد يحفظهما الله.
التعديل الوزاري
• إئذن لي سموكم أن أسألكم عن التعديل الوزاري والقضائي الذي أجراه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الشهر الماضي ونظرة سموكم للمستقبل المنظور للمؤسسات والقطاعات التي شملها التعديل؟
? ما يقرره سيدي خادم الحرمين الشريفين ويحققه وما تم من تعديل هو رغبة من الملك في خدمة المصلحة العامة لجميع قطاعات الدولة واختيار مواطنين يتأمل فيهم أن يكونوا عند حسن الثقة بهم، وأن يحققوا الأهداف التي ينشدها سيدي خادم الحرمين الشريفين لخدمة هذا الوطن.
مكافحة المخدرات
• حقق رجالكم في مكافحة المخدرات إنجازا أمنيا كبيرا بتفكيك شبكة لتهريب المخدرات وغسل الأموال في أربع عمليات أمنية سطرت ملاحم الأمن السعودي في حماية الوطن والمواطنين، كيف ترون سموكم ما حققوه؟
? ما تم ولله الحمد كان ما يجب أن يكون، والإنجازات التي حققوها هي جزء من أمور كثيرة تحققت لو جمعت. لكن العمليات الأخيرة كانت متميزة لظروفها ولعمقها الخارجي، وبالتالي احتاجت لجهود مكثفة، ولذلك وفق رجال الأمن في الوصول إلى ما أعلن عنه.
• لاحظنا أن هناك استهدافا واضحا للمملكة ومواطنيها من خلال كميات المخدرات المضبوطة وما تم كشفه من مخططات؟
? نعم، المملكة مستهدفة لأنهم يعرفون أن هناك إمكانيات مالية، ولا يهمهم أن يسيئوا للمواطن السعودي خصوصا فئة الشبان، ولذلك فإن الربح المادي هو هدفهم ثم عدم وجود أي إحساس نحو الإنسان السعودي.
ولا شك أن المملكة مستهدفة بشكل كبير ونحن نتوقع هذا دائما، ومن الممكن أن تبين وزارة الداخلية الكميات الهائلة والكبيرة من المخدرات التي يقبض على أصحابها ويمنع دخولها خلال السنة لكانت الكميات كبيره جدا جدا.
غسل الأموال
• حركة أموال ضخمة تقترب من نصف مليار ريال بين إيداع وتحويل في حسابات لبنوك داخلية وخارجية اكتشفتها السلطات في إطار إحباط أربع عمليات لتهريب المخدرات، هناك من يسأل عن كيفية حدوث مثل هذه العملية في بلد يعمل على قدم وساق على مكافحة الإرهاب ووسائل تمويله وغسل الأموال؟
? غسل الأموال موجود عالميا ولا يستغرب أن يوجد، لكن المهم اكتشافه وهو ما تم والحمدلله وهذه أمور لها صفة الاستمرار ولها من يقف وراءها من منظمات المافيا التي تعمل ولها جذور في مواقع أخرى خارجية وتريد أن تصحح وجود هذه الأموال لأن مصادرها كلها مصادر سيئة ومنها المخدرات وهي قيمة لأمور سيئة وحتى أمور أخلاقية في بعض الدول. وتعتقد المافيا أن أصحاب هذه الأموال لا يستطيعون إيداعها في البنوك مباشرة حتى لا ينكشفوا، ولذلك يحاولون أن يصدرونها لأي بلد ثم يعيدنوها بطريقة لما يسمى بغسل الأموال حتى يكون وضعها طبيعيا ودول العالم كلها تحارب هذه الأمور. ونحن في المملكة من أكثر الدول المستهدفة، وهناك من يعمل ويخطط لهذا ولديه قدرات كبيرة في أن يحقق الشيء الكثير من غسل الأموال، ومن خلال المتابعة نحن نعرف أن هناك مستودعات كبيرة في بعض الدول توجد فيها عملات متعددة مشبوهة المصادر، ولذلك لا بد أن يصححوا وينظفوا وجودها وهو ما هو متعارف عليه باسم غسل الأموال.
استهداف المملكة
• استهدفوا الوطن وأبناءه بالإرهاب وهاهم يستهدفون الوطن وشبابه بسموم المخدرات، ماذا يريدون من المملكة العربية السعودية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
? المملكة والحمدلله لها تميز لأنها دولة ذات عقيدة وهي دولة الإسلام، دولة الإسلام الصحيح كما ورد في كتاب الله وسنة نبيه. المملكة شعبا وقياده تؤمن إيمانا كاملا بان الإسلام هو الدين الصحيح وأنه المنجي للإنسان في هذه الدنيا ويصلح شؤونه والبلاد تمسكت بهذا وأصبح الإسلام دستور الدولة كتاب الله وسنة نبيه، ولذلك نجد أن تميز المملكة أنها شعبا وقيادة ونظاما مستمد من الإسلام، بينما العالم الإسلامي دول وشعوب كثيرة ولكنها كدول وشعوب مسلمة لكن دساتيرها وتوجهاتها علمانية، ولذلك فإن هذا التميز يجعل المملكة مستهدفة خصوصا أن المملكة بخير ولديها الشيء الكثير، والدولة ناهضة على أسس ثابتة ناهيك عن من لا يريد للإسلام شيئا أو أن تكون الدولة الإسلامية غير متطورة ومتقدمة.
لكن شعب المملكة وقيادته حقق التطور في إطار السياسة العامة للدولة، ولا يستغرب أن يكون هناك استهداف للمملكة ولكنها إن شاءالله بعقيدتها وقيادتها وشعبها المؤمن والمعتمد على الله في كل أمر، أنهم سيواجهون هذه التحديات بكل حكمة وحزم وشجاعة حتى نحافظ على بلادنا كبلاد ذات عقيدة ونهج إسلامي ليس من ناحية عبادة الله ولكن بنهج المملكة ونظامها المستمد من كتاب الله والسنة النبوية الصحيحة. هناك الكثير ممن لا يؤمن بهذا ولا يريد أن يتم هذا ولكننا في بلاد تدرك قيادتها ذلك كما هو حال شعبنا ودولتنا، وتتعامل بكل حكمة وحزم دون أن يؤثر هذا على علاقتها بالعالم فهي تنشد التطور والتقدم العلمي والتقني وتعمل على أن تكون علاقاتها بجميع دول العالم علاقات تقوم على الاحترام والمصالح المشتركة.
وجهان لعملة واحدة
• الإرهاب والمخدرات باتا وجهين لعملة واحده، هل تبين لكم وجود علاقة بين ما تم إحباطه من عمليات تهريب وحركة إيداع وتحويل مئات الملايين من الريالات وبين تمويل الأنشطة الإرهابية إن كان في المملكة أو في دول أخرى؟
? كثير ممن ينتسبون للإرهاب كانت لهم سوابق في التعامل وتعاطي المخدرات وقد يكون أحد مصادر التمويل لهؤلاء من هذه الأموال التي تأتي بطريقة غير مشروعة، وهذا الأمر تهتم به وزارة الداخلية بالتعاون مع جهات علمي] وإنشاء مركز لهذا الأمر لإصلاح المواطن السعودي. وفي الوقت نفسه هناك تعاون مع الجامعات وإنشاء كراسي علمية لتبحث وتحلل هذه الأمور وتخرج بنتائج علمية صحيحة ومدروسة دراسة مستفيضة، ومنها سيتم وضع استراتيجية متعددة في هذا المجال مبنية على البحث العلمي والدراسات والحقائق وهو ما سيعطينا بلا شك قوة اكبر ويجعلنا نتعامل مع هذه الأمور.
وأحب أن أؤكد أن المملكة تميزت في أسلوب التعامل مع الإرهاب وإفشال مخططاته أكثر من أي دولة وهذا تم الاعتراف به من جهات معنية في العالم وصدرت تصريحات عدة عن قيادات عالمية في شأن قدرة المملكة، وأصبح معروفا لدى الأجهزة الأمنية المعنية في مختلف دول العالم أن المملكة في مقدمة الدول القادرة على التصدي للإرهاب وبكل قوة وإفشال مخططاته.
والحمدلله أن المحافل العالمية أصبحت تطلب من المملكة أن توفد رجالها للاستفادة من خبراتهم في مواجهة الإرهاب، إن الشيء الذي يسعدنا ويشرف البلاد أنها معتمدة على أن قدرة المواطن السعودي المنتسب للجهاز الأمني في التعامل مع الوسائل العلمية في مستوى عال جدا. وأحب التأكيد أن هذا الجهد نابع من المواطن السعودي وليس هناك أية استعانة من أي جهات أخرى في هذا المجال، إلا أننا نتعاون مع دول العالم الند للند وفقا للمصالح المشتركة ضد الإرهاب، والشيء المشرف أنهم يستفيدون من الخطط والوسائل والأساليب لإصلاح الإرهابيين من الموقوفين وإعادتهم للصواب قدر الاستطاعة، وأننا ولله الحمد حققنا نجاحات ثابتة على الأرض والواقع.
نجاحات المناصحة
• كانت ولا زالت تجربة وزارة الداخليه في مناصحة الموقوفين من المنتمين للفئة الضالة مثار إعجاب المجتمع الدولي لدرجة أن دولا ومنظمات علمية وبحثية عالميه طالبت باستنساخ هذه التجربة، غير أن البعض غالى عندما قلل من نجاحاتها في أعقاب انتكاسة أحد عشر سعوديا ممن استعادتهم المملكة من جوانتانامو وارتمائهم في أحضان ما يسمى بقاعدة الجهاد في جزيرة العرب بعدما اخضعوا للمناصحة، فما تعليق سموكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
? لا، أبدا .. المناصحة داخل أماكن التوقيف وبرامج الرعاية مع من انتهت مدة محكومتيهم أعطت نتائج إيجابية، ومن الطبيعي أنه في كل عمل لابد أن يكون هناك بعض الأشخاص السلبيين لكن الأمور تقاس بالنسبة الأكبر والنجاحات التي حققتها المناصحة وبرامج الرعاية كبيرة جدا، أما شذوذ بعض الأشخاص وعودتهم إلى هذا المجال فهو أمر يحدث في كل مجال من مجالات الحياة.
• ولكن هل توقعتم انتكاسة بعض هؤلاء العائدين الذين بذلت لأجلهم كل الجهود لاستعادتهم فضلا عن الرعاية الإنسانية والأخلاقية والمادية التي وفرتها وزارتكم لهم ولأسرهم؟
? نحن ننظر إلى أن هؤلاء مواطنون سعوديون يجب أن يعودوا إلى وطنهم، ونظرة وزارة الداخلية للسعوديين خارج الوطن نظرة تكون من نواح أمنية. نقول أولا علينا أن نكون مع السعودي في الخارج سواء كان مخطئا أو أن الظروف أدت لأن يكون تحت طائلة التحقيق وأن نقف معه حتى نخلصه من كل هذه الأمور بالتعاون مع السفارات السعودية في جميع أنحاء العالم لنعيده للوطن باعتباره المكان الصحيح لكل مواطن، وإذا عاد تبذل وزارة الداخلية كل الجهود لإصلاحه وقد تحقق الكثير، ومن رجع عن هذا فإن المحاولة تبذل معه مرة أخرى حتى يقدر الله صلاحه.
وفي الوقت نفسه، كنا نهتم بأسرهم حتى نجعلهم في حياة مناسبة وأن ترعاهم الدولة عن طريق وزارة الداخلية منذ اعتقالهم وكذلك الاهتمام بأسر كثير من الموقوفين لأنه لا ذنب لهذه الأسر ولم تجد من يقف معها، فكانت الدولة والقيادة تعتبر أفراد هذه الأسر أبناءها ويجب أن ترعاهم وتجعلهم في حياة سعيدة مناسبة، وأن لا يصلوا إلى مستوى من الضعف أو الفقر ولهذا فقد صرفت أموال كثيرة في هذا المجال ولكنها والحمدلله صرفت في عون كل مواطن ومواطنة.
• ولو كانت تلك الأسر في دول أخرى غير المملكة، كيف سيكون حالها؟
? هذا موجود وللباحثين والمتابعين أن يعرفوا كيف ستكون أحوال هؤلاء الذين ابتلوا بأن يكون ولي عملهم أو احد بنيهم يشذ، ونحن نترك هذا الأمر لجهات البحث والتحقق.
محاكمة الإرهابيين
• أعلنتم في أكتوبر الماضي إحالة 991 موقوفا على خلفية الأحداث الإرهابية إلى القضاء، ماذا تم في شأن محاكمة هؤلاء، الناس يسألون؟
? نحن أوصلنا هؤلاء إلى القضاء والمحاكمات الفعلية بدأت مع هؤلاء، وأي سؤال في هذا الأمر يجب أن يوجه للجهات القضائية فدورنا كوزارة داخلية انتهى بإحالتهم للقضاء وبعد ذلك ما يحكم به القضاء ستنفذه وزارة الداخلية.
أحداث البقيع
• هناك من سعى إلى تضخيم أحداث البقيع وحاول بث الفرقة بين أفراد المجتمع الواحد وصورت لهم أحلامهم المريضة أن مواطني المملكة العربية السعودية من اتباع المذهب الشيعي أقلية مقموعة، كيف يرد سموكم على تلك الأصوات التي اتخذت من ديمقراطية الغرب وسيلة لبث أراجيفها؟
أولا كل ما قيل لا يمت للحقيقة بصلة، وللعلم فقد أوقف على خلفية تلك الأحداث من المواطنين السنة أعداد لا تقل عن من ينتسبون للمذهب الشيعي من المواطنين السعوديين، والمشاكل التي حدثت في هذا الأمر فيها إساءة للموتى وخصوصا صحابة رسول الله أو من هم من بيت النبوة للعبث في القبور وأخذ الأتربة وإخراجها من قبل الأطفال والنساء وهو عمل لا يمكن قبوله من أي إنسان كان. والأمر ليس مستهدفا فيه من ينتسب للمذهب الشيعي سعوديين أو غيرهم لكنه عمل خاطئ يجب أن يواجه بقوة ويوضع له حد. ويجب أن يعرف الجميع بغض النظر عن المذهب أن من يحاول العبث بأمن المملكة أو بالأماكن المقدسة انه سيواجه بكل قوة وحزم. إن القضية ليست قضية استهداف للشيعة أو غيرهم بقدر ما هي قضية من خرج عن النظام أو حاول الإساءة إلى أي شيء في الوطن، وخصوصا في الأماكن المقدسة في الحرم المكي أو الحرم النبوي أو أي مكان سيواجه بكل حزم والنظام سيحقق والمخطئ سيعاقب بنفس الطرق التي يتم التعامل بها مع كل خطأ، والمرجع دائما للقضاء وأن تقدم وزارة الداخلية كل ما لديها، وفي الوقت نفسه تتولى هيئة التحقيق والادعاء العام مسؤولياتها في هذه الأمور.
ومع هذا موضوع البقيع ضخم أكثر من اللازم لأهداف واضحة من أجل الإساءة للمملكة ومحاولة تصعيده للخارج بشكل لا يتفق مع الواقع، ومع هذا فقد تفضل سيدي خادم الحرمين الشريفين وأمر بالعفو عن هؤلاء جميعا إن كانوا من المذهب الشيعي أو السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن نرفض رفضا باتا وقاطعا صراع المذاهب في بلادنا ونعتبر أن للمواطن حقوقا وعليه واجبات تتماثل في كل شيء وأن لا يتم التعرض بأي حال من الأحوال لنهج الأمة وهو النهج السني السلفي وأما من لدينا من مواطنين في بعض مناطق المملكة ممن ينتسبون لمذاهب أخرى فهذا أمر يعود إليهم وإلى العقلاء أن يلتزموا بهذا. والحمدلله هذا ليس شيئا جديدا ولكن هناك جهات خارجية تحاول أن تصعد من هذه الأمور، لكننا إن شاءالله قادرون على منع هذا الأمر والاعتماد على الله أولا ثم على الذات والقدرة الوطنية في صد كل هذه الأمور ومنع التدخل في شؤون الوطن من أي جهة كانت.
• وكيف يثمن سموكم مشاعر الحب والولاء للملك وولي العهد التي عبر عنها المواطنون من المنتمين للمذهب الشيعي عند استقبال خادم الحرمين الشريفين لهم في الرياض قبل أسبوعين؟
هذا أمر طبيعي وهو يتفق مع الواقع والرعاية موجودة لكل مواطن بصرف النظر عن مذهبه. أنت تعرف ونحن نعرف جميعا أن نسبة المذاهب غير السنية محدودة في المملكة.
اجتماعات بيروت
• يلتئم وزراء الداخلية العرب في بيروت الأسبوع المقبل، ماذا أمامكم سيدي في هذه الاجتماعات في ظل الظروف الأمنية التي تعيشها المنطقة؟
? جدول أعمال حافل بكثير من الموضوعات، ونحن كوزراء داخلية نتعامل مع الأمور تعاملا ايجابيا وهناك أمور أنجزت وستقدم لوزراء الداخلية لمناقشتها وإقرارها والتعديل عليها إذا ما تطلب الأمر ذلك. والحمدلله فمنذ إنشاء مجلس وزراء الداخلية العرب قراراته تخرج بالإجماع لأن البحث عقلاني وموضوعي ويعلن ما يتم الاتفاق عليه وما يكون عليه اختلاف يعطى المزيد من الدراسة والبحث.
أمن الحكام العرب
• هناك من يتصور أن اجتماعات وزراء الداخلية العرب تتركز في بحث الجوانب المتعلقة بتأمين الحماية الامنيه للحكام العرب على حساب المواطن؟
? أريد أن أوضح أمرا هام وضروريا ويجب أن يعلمه الجميع، نحن لا نجتمع لنبحث أمن القيادات العربية فهذه لها رجالها وجهاتها ولم يطرح في كل اجتماعات وزراء الداخلية العرب هذا الأمر وكل ما نبحثه هو امن الإنسان والمواطن العربي.
والأمن العربي وهو ما تنشده قيادات الوطن العربي في المجال الأمني ولكن عملنا وما صدر من قرارات ليست سرية وقد حضر الآلاف من المسؤولين من أنحاء الوطن العربي اجتماعات وزراء الداخلية. وأتحدى من يقول أن الهدف أو النجاح الذي يحققه وزراء الداخلية هو لأنهم يبحثون أمن القيادات فهذا الأمر لم يطرح في أي اجتماع لوزراء الداخلية. نحن نقصد أمن المواطن العربي ونتطلع لان يكون المواطن هو رجل الأمن في تحمل مسؤولياته الأمنية لتحقيق أمنه وأمن وطنه.
• بالغ الامتنان لسموكم إزاء ما منحتموه لنا من وقت رغم ارتباطات سموكم الدقيقة للحديث عن بعض القضايا والموضوعات الامنية الهامة؟
? أقدر ما أبديتموه وأنت إن شاءالله يا أخ عبدالله مواطن صالح تنشد خدمة وطنك من خلال المجال الذي تعمل فيه وأرجو لك التوفيق وأن يكثر الله من أمثالك.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 09:36]ـ
نسأل الله أن تكون خطوة حكومة المغرب -وفقهم الله لكل خير- غيرة على الصحابة.
وجزى الله الأمير نايف خير الجزاء وثبته وإخوانه على المنهج القويم .. آمين
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 06:38]ـ
برز الثعلبُ يوماً في شعار الواعِظينا
فمشى في الأرضِ يهذي ويسبُّ الماكرينا
ويقولُ: الحمدُ للـ ـهِ إلهِ العالمينا
يا عِباد الله، تُوبُوا فهموَ كهفُ التائبينا
وازهَدُوا في الطَّير، إنّ الـ ـعيشَ عيشُ الزاهدينا
واطلبوا الدِّيك يؤذنْ لصلاة ِ الصُّبحِ فينا
فأَتى الديكَ رسولٌ من إمام الناسكينا
عَرَضَ الأَمْرَ عليه وهْوَ يرجو أَن يَلينا
فأجاب الديك: عذراً يا أضلَّ المهتدينا!
بلِّغ الثعلبَ عني عن جدودي الصالحينا
عن ذوي التِّيجان ممن دَخل البَطْنَ اللعِينا
أَنهم قالوا وخيرُ الـ ـقولِ قولُ العارفينا:
" مخطيٌّ من ظنّ يوماً أَنّ للثعلبِ دِينا" http://www.yabdoo.com/board/images/toolbox/myframes/tl1.gif(/)
يمشين باستحياء،وهن بلا حياء
ـ[الحُميدي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 03:43]ـ
يمشين باستحياء وهن بلا حياء
بسم الله الرحمن الرحيم:
قد يحزنني ويشجيني رؤية بعض بنات المسلمين اللواتي حدن عن طبعهن وجبلتهن، ولججن في مستنقعات التبرج والعري، وقد أقبلن على هذه الشبكة الإنترنيتية يجلن ويصلن في غرف الدردشة، او ما يسمى بـ (الشات)، ويخف حزني وشجني لأنني أعلم انهن قبل ذلك قد تمردن على الله بنزع حجابهن واستئصال بذرة الحياء من قلبوهن، فلا عجب إن ولجن إلى هذه الغرف الساقطة الداعية إلى الزنا والخنا جهرا، ولكن المصيبة التي لا عزاء لها،والصيلم التي لا سلو عنها، هي انكباب بعض من بنات المسلمين اللواتي وسمن بالالتزام و وصفن بالاستقامة على هذه المواقع.
فتجدهن يحادثن من هب ودب من الرجال او من الفتيات المنغمسات في الرذيلة .. ،
فهي تكالم الشباب وتارة تضاحكم واخرى تغازلهم، وهي الاخت المستقيمة التي تغدو في حجابها وتروح في سترها، ولكن إذا اخْتَلَتْ، وامام الجهاز جلست، لم يبق من عفتها إلا ذلك الخمار الأسود الذي تتبجح به في غدواتها و روحاتها،أو ذاك الإسدال و النقاب، الذي ينبئ عن حياء منقوب و عفة مثلومة،
نعم أختاه .. ، مظاهر العفاف ومعالم الطهر أمر مطلوب ومرغوب، بلهُ واجب بأمر الله و رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن هل معناه وقر في القلب و استوطن سويداءه .. ؟
إني أقول هذا،وقد ألفيت التي تفيأت من الإسدال بوارف الظلال، والتي رأت في الخمار خير دثار، والتي أربت عليه بالنقاب ... ،إذا خرجت أمام الناس مشت باستحياء، وإذا جلست امام الجهاز في الخلاء، أراقت ماء الحياء، وإلى الله نبث الشكوى من هذا البلاء.
بينما تجدهن يتذرعن بأسباب واهية، تدل على وهاء إيمانهن و وهنه، كقولها: انما أسعى وراء أخ يكون لي زوج الغد، و ما شاكل هذه التخريفات، وإن قلتَ لها: هل إذا تزوجت بهذه الوسيلة الرخيصة، ترضين لبناتك ان ينهجن نهجك ويتزوجن بنفس الوسيلة؟
فلن تراها إلا وقد طأطأت رأسها ورمقت الأرض بعيون حائرة، ولم تجد جوابا .. ؟
فلكل أمر باب، وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: ( .. وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهروها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها و اتقوا الله لعلكم تفلحون،) .. ، (البقرة،188).
وقد قال الشاعر:
إذا انت اتيت الامر من غير بابه ... ضللت وإن تقصد الباب تهتدي
وما هذه إلا زفرة مكلوم،وأنة محزون، ونفثة مصدور، قد شاقه ما يرى بين صفوف المحسوبات على التدين والاستقامة،حتى بلغ الامر مبلغا يدمي القلب ويهز الأحشاء، فكيف بتلك الأخت المتعففة المتحصنة .. ؟،والتي لم ترقب في زوجها ذماما، ولا استحضرت إحاطة الله عز وجل بفعلتها، وهي تجوس في المنتديات و غرف الشات والماسنجر،همها شاب تحوز إيميله، ثم تسامره في غفلة من زوجها، وهذه قصة فتت في كبدي، و أوهنت عضدي، سأحكيها ولعل فيها عبرة لمعتبر.
فقد قال لي احد الشباب ممن غرر بهم شيطان الشات والماسنجر:" كنت في كل يوم أَطوَّف في المنتديات الإسلامية -كما يسمونها- ... ،و أجمع إيميلات الاخوات المشاركات في هذه المنتديات ... ،وأغلبهن يفرحن بهذا و يردنه ... ،وليلة في إحدى المنتديات الكبرى المشهورة ... ، ظفرت بإيميل لإحداهن، ثم اخذت اتكلم معها في مواضع مفيدة ... ، وهكذا الشيطان يستدرج الغافلين – مثلي- من باب طلب العلم والإفا دة والاستفادة - .. ،
ولكن ما فتئ ان تغير مجرى الحديث في مسائل لا يجمُلُ بي ذكرها .... ، وقد علمت من خلال حديثي معها انها منقبة، وطلبت منها أن انظر إليها ففعلت، ثم اخذت في الكلام،حتى صعقت بصاعقة كانت هي قاصمة الظهر، فلقد كنت احادث فتاة متزوجة وزوجها نائم قربها،وهي في غرفة النوم امام الجهاز تبحث عن من يؤانسها، لان زوجها ياتي متعبا من العمل .. ،فيحيد عن مسامرتها ومؤانستها .. ،ليشبع عينيه نوما .. ،فلم أجد إلا ان اطفئ الجهاز،و قد اعترتني دهشة مشوبة بحسرة و حزن .. ،مما رأيت وسمعت .. ،ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ،"
وقد حكى لي صاحبي التائب .. ،قصص مفجعات و مبكيات و مخزيات .. ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. ، ونسأل الله الثبات، و يحفظ بنات المسلمين.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 05:48]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الحميدي بوركت .. وفي جعبتي الكثير من الأخبار المهولة ...
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 08:37]ـ
يمشين باستحياء وهن بلا حياء
بسم الله الرحمن الرحيم:
قد يحزنني ويشجيني رؤية بعض بنات المسلمين اللواتي حدن عن طبعهن وجبلتهن، ولججن في مستنقعات التبرج والعري، وقد أقبلن على هذه الشبكة الإنترنيتية يجلن ويصلن في غرف الدردشة، او ما يسمى بـ (الشات)، ويخف حزني وشجني لأنني أعلم انهن قبل ذلك قد تمردن على الله بنزع حجابهن واستئصال بذرة الحياء من قلبوهن، فلا عجب إن ولجن إلى هذه الغرف الساقطة الداعية إلى الزنا والخنا جهرا، ولكن المصيبة التي لا عزاء لها،والصيلم التي لا سلو عنها، هي انكباب بعض من بنات المسلمين اللواتي وسمن بالالتزام و وصفن بالاستقامة على هذه المواقع.
فتجدهن يحادثن من هب ودب من الرجال او من الفتيات المنغمسات في الرذيلة .. ،
فهي تكالم الشباب وتارة تضاحكم واخرى تغازلهم، وهي الاخت المستقيمة التي تغدو في حجابها وتروح في سترها، ولكن إذا اخْتَلَتْ، وامام الجهاز جلست، لم يبق من عفتها إلا ذلك الخمار الأسود الذي تتبجح به في غدواتها و روحاتها،أو ذاك الإسدال و النقاب، الذي ينبئ عن حياء منقوب و عفة مثلومة،
نعم أختاه .. ، مظاهر العفاف ومعالم الطهر أمر مطلوب ومرغوب، بلهُ واجب بأمر الله و رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن هل معناه وقر في القلب و استوطن سويداءه .. ؟
إني أقول هذا،وقد ألفيت التي تفيأت من الإسدال بوارف الظلال، والتي رأت في الخمار خير دثار، والتي أربت عليه بالنقاب ... ،إذا خرجت أمام الناس مشت باستحياء، وإذا جلست امام الجهاز في الخلاء، أراقت ماء الحياء، وإلى الله نبث الشكوى من هذا البلاء.
بينما تجدهن يتذرعن بأسباب واهية، تدل على وهاء إيمانهن و وهنه، كقولها: انما أسعى وراء أخ يكون لي زوج الغد، و ما شاكل هذه التخريفات، وإن قلتَ لها: هل إذا تزوجت بهذه الوسيلة الرخيصة، ترضين لبناتك ان ينهجن نهجك ويتزوجن بنفس الوسيلة؟
فلن تراها إلا وقد طأطأت رأسها ورمقت الأرض بعيون حائرة، ولم تجد جوابا .. ؟
فلكل أمر باب، وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: ( .. وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهروها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها و اتقوا الله لعلكم تفلحون،) .. ، (البقرة،188).
وقد قال الشاعر:
إذا انت اتيت الامر من غير بابه ... ضللت وإن تقصد الباب تهتدي
وما هذه إلا زفرة مكلوم،وأنة محزون، ونفثة مصدور، قد شاقه ما يرى بين صفوف المحسوبات على التدين والاستقامة،حتى بلغ الامر مبلغا يدمي القلب ويهز الأحشاء، فكيف بتلك الأخت المتعففة المتحصنة .. ؟،والتي لم ترقب في زوجها ذماما، ولا استحضرت إحاطة الله عز وجل بفعلتها، وهي تجوس في المنتديات و غرف الشات والماسنجر،همها شاب تحوز إيميله، ثم تسامره في غفلة من زوجها، وهذه قصة فتت في كبدي، و أوهنت عضدي، سأحكيها ولعل فيها عبرة لمعتبر.
فقد قال لي احد الشباب ممن غرر بهم شيطان الشات والماسنجر:" كنت في كل يوم أَطوَّف في المنتديات الإسلامية -كما يسمونها- ... ،و أجمع إيميلات الاخوات المشاركات في هذه المنتديات ... ،وأغلبهن يفرحن بهذا و يردنه ... ،وليلة في إحدى المنتديات الكبرى المشهورة ... ، ظفرت بإيميل لإحداهن، ثم اخذت اتكلم معها في مواضع مفيدة ... ، وهكذا الشيطان يستدرج الغافلين – مثلي- من باب طلب العلم والإفا دة والاستفادة - .. ،
ولكن ما فتئ ان تغير مجرى الحديث في مسائل لا يجمُلُ بي ذكرها .... ، وقد علمت من خلال حديثي معها انها منقبة، وطلبت منها أن انظر إليها ففعلت، ثم اخذت في الكلام،حتى صعقت بصاعقة كانت هي قاصمة الظهر، فلقد كنت احادث فتاة متزوجة وزوجها نائم قربها،وهي في غرفة النوم امام الجهاز تبحث عن من يؤانسها، لان زوجها ياتي متعبا من العمل .. ،فيحيد عن مسامرتها ومؤانستها .. ،ليشبع عينيه نوما .. ،فلم أجد إلا ان اطفئ الجهاز،و قد اعترتني دهشة مشوبة بحسرة و حزن .. ،مما رأيت وسمعت .. ،ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ،"
وقد حكى لي صاحبي التائب .. ،قصص مفجعات و مبكيات و مخزيات .. ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. ، ونسأل الله الثبات، و يحفظ بنات المسلمين.
الشبكة العنكبوتية أثابك الله.:)
وجزاك الله خيراًعلى ما كتبته يداك.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 04:03]ـ
كلمات محزنة، وأشد حزنا عنوان الموضوع، الذي ينم عن حال بعض فتياتنا الآن!
بارك الله فيك أخي الكريم ..
ـ[الحُميدي]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 02:02]ـ
شكر الله لكم .. ،
ـ[الحافظة]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 06:02]ـ
الله المستعان ولاحول ولاقوة إلا بالله هذا والله مما يدمي القلب اللهم اعصمنا من الفتن ماظهر منها ومابطن واحفظنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض واسترنا في الدنيا والأخرة إنك ولي ذلك والقادر عليه ... جزاكم الله خيراا على ماجاد به قلمكم ورفع لكم به الدرجات ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 07:03]ـ
شكر الله لكِ أختي الفاضلة .. ،
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 08:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عصر الانترنت ما له وما عليه
تابعوا معي رحمكم الله هذا البحث
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإليكم أخوتي مستخدمي الإنترنت .. أهدي اليكم هذه الرسالة في كلمات يسيرة، وموعظة قصيرة أذكرها لك في عدة وقفات، وأسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بها .. اللهم آمين.
الوقفة الأولى: ما هو الإنترنت؟ وكيف نشأ ومتى؟
في بداية أيلول سبتمبر عام 1969م أمكن امتداد المعلومات بين جهازي حاسب آلي بينهما بضعة أمتار في كاليفورنيا عن طريق الهاتف، ليدشن ذلك ولادة هذه الشبكة نسيج العنكبوت وكانت قد نشأت كفكرة في مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية في جزء من برنامج حظر الهجوم والذي يرمي إلى بناء شبكة لا يوجد لها مركز تصلح للاستخدامات العسكرية، وقد قفز عدد الذين اربتطوا بهذه الشبكة وتطور أمرها تطوراً سريعاً حتى بلغ عددهم (180) مليون مستخدم مرتبطين عن طريق (35) مليون جهاز حاسب آلي في العالم، فيما اعتبره بعض الناس أهم اختراع في القرن العشرين.
الوقفة الثانية: هل يمكننا اعتبار الانترنت من أشراط الساعة الصغرى؟
يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة العلق: علم الانسان مالم يعلم
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمان وفي رواية: ويقترب الزمان ويكثر الهرج، قيل وما الهرج، قال: القتل [رواه الإمام أحمد].
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في تعليقه على تقارب الزمان المذكور في الحديث: يفسر بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم وقصر المسافة بينها بسبب اختراع الطائرات والحاسوب والسيارة والإذاعة وما إلى ذلك من تكنولوجيا, والله أعلم.
أخي الكريم \ أختي الكريمة
لو طبقنا ما في هذا الحديث من تقارب الزمان وتقارب الأسواق وظهور الفتن وكثرة الكذب لوجدتاه مطابقاً لما في الإنترنت خصوصاً إذا علمنا أنّ بعض المواقع تحوي مئات الآلاف من السلع والتي تستطيع أن تطلع عليها جميعاً بمجرد كتابة عنوان ذلك الموقع والاتصال عليه، ولعل هذا دليل على قرب قيام الساعة , وذلك اذا علمنا أن ظهور الزنا هو احدى علاماتها, ولعلّ الانترنت يعتبر
االوسيلة الأسرع لانتشار الزنا وظهوره بشكل واضح وعلني, ولا يخفى على أحد أنّ هناك ما لايقل عن نصف مليون موقع لبث الدعارة والجنس من خلال الشبكة العنكبوتية على مستوى العالم… ولا يكاد بيتا من بيوت المسلمين يخلو من هذه الشبكة.
الوقفة الثالثة: هل يمكننا اعتبار الانترنت وسيلة اعلامية سريعة في الدعوة الى الله؟
هذه الوقفة يُقصد بها الدعاة إلى الله عزوجل, ومن يستطيع أن يقدم خدمة لهذا الدين من طلبة العلم والمشايخ ومن هم في عزلة عن الفتن… وليس لأولئك الذين يريدون الفرجة والاستطلاع الزائد. إن حضورنا الإسلامي على هذه الشبكة ضئيل جداً جداً، وهذا أمر محزن بالنسبة لكوننا خير أمة أخرجت للناس، إن العالم مليء بالجرائم والاعتداءات، وهو يعيش فراغ روحي بلا شك.
عالم يعيش بلا ضوابط ولا حنان ولا أخوة .. وإذا كان ديننا الدين الإسلامي هو الدين الذي أنزله الله سبحانه على رسوله صلى الله عليه وسلم وجعله الدين الذي لا يقبل سواه سبحانه كما في قوله تعالى في سورة آل عمران 19 و 85: انّ الدين عند الله الاسلام ... ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين فإنه يجب علينا أن تقوم بواجبنا من تبليغ هذا الدين ونشره في جميع أنحاء العالم… واستخدام جميع الوسائل المتاحة لتبليغ هذا الدين ونحن مأمورون بتبليغ هذا الدين ونشره لقوله تعالى في سورة البقرة 143: لتكونوا شهداء على الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا أمر لا مفر منه ولا مجال لنا في تركه إذا أردنا أن نُعلي هذا الدين وأن ننشره بطريقة صحيحة بين الناس. ولابد لذلك من مخططات وتنظيمات ووضع برامج لتحقيق ذلك الهدف المنشود لنا جميعاً ألا وهو نشر الدين الإسلامي بطريقة واضحة… بهدي القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، والواقع يدل على أن الناس متعطشون لمعرفة الحقائق عن الإسلام بل إن هناك أعداد كثيرة دخلت في الإسلام عن طريق الإنترنت ..
الوقفة الرابعة: حول الانترنت وسلبية استخدامه
إن هذه الشبكة مع ما فيها من المنافع إلا أن أضرارها أكبر بكثير من منافعها، وسلبياتها كثيرة جداً جداً، وقد انتبه الكفار لهذه الأشياء حتى على مستوى أطفالهم والإدمان، يقضي الطفل الأمريكي من 6 ـ 10 ساعات يومياً على الشبكة.
بل العجيب أن بعض الآباء والأمهات هناك لهم رقابة على أطفالهم عند دخول الشبكة أكثر من بعض آبائنا وأمهاتنا على أطفالنا .. والأعجب من ذلك أن كثيراً منهم بُهتوا وذُهلوا عندما رأوا شدة الإباحية والجنس على تلك الشبكة هذا وهم كفار، فكيف بنا نحن المسلمين؟
إن من أخطار الإنترنت
انتشار مقاهي الإنترنت، وحجم المخاطر التي تأتي منها كبير جداً .. هذا عدا حجم المخاطر من سوء استخدام الانترنت لأغراض الدخول على المواقع الاباحية وما ينشأ منها من خلافات بين الأزواج من جهة وما بين الآبناء والآباء من جهة أخرى, وعدا ما ينشأ من سوء استخدام للانترنت من قبل الأبناء بتأثيره السلبي على تراجع الأبناء دراسيا, وهذه بعض الأرقام التي تؤكد ذلك، يقول بعض القائمين على مقاهي الإنترنت إن 70% من القادمين إلينا يأتون للتسلية المحرمة (اتصالات مع الأجنبيات، الإتصال على مواقع الفحش والرذيلة…). 85% من الأمريكيين يدخلون على مواقع إباحية 90% من الشباب في بعض الدول العربية يدخلون على المواقع الإباحية.
الوقفة الخامسة: الانترنت والادمان
انّ الادمان لم يعد يقتصر على المخدرات فحسب بل إنه ظهر الآن نوع من جديد من أنواع الإدمان ألا وهو إدمان الإنترنت.
علامات ادمان أومدمن الإنترنت
1 ـ اشتهاء المدمن موضوع إدمانه دائماً والشغف به.
2 ـ الألم الشديد عند مفارقته.
3 ـ الرجفة واضطراب المزاج والضيق والتأفف وحصول الاصطدام بين المدمن وبين من يعايشونه.
4 ـ فقدان الوظيفة.
5 ـ الوقوع في الميسر والفواحش.
وقد ذكرت دكتورة أمريكية في محاضرة عن إدمان الإنترنت أنها قد وصلت إلى نتيجة بعدة أسئلة تطرح على مستخدم الشبكة، فإذا أجاب على أحدها بالإيجاب فهو مدمن إنترنت، ومن تلك الأسئلة:
ـ هل هدد ارتباطك بالإنترنت وظيفتك أو علاقتك الأسرية؟
ـ هل ترى في الإنترنت وسيلة للهرب من مشاكل حياتك اليومية؟
ـ هل تكذب بشأن عدد الساعات التي تمضيها مع الإنترنت؟
إلى غير ذلك من الأسئلة…
أعراض هذا الإدمان
الأرق ـ إجهاد اليدين ـ آلام الظهر ـ آلام المعصم من كثرة العكوف على الجهاز.
الوقفة السادسة: نصائخ لمستخدمي الإنترنت
أولاً: إذا كنت في غنى عن هذه الشبكة فاستغن عنها ولا تسمح لأولادك بالذهاب إلى مقاهي الإنترنت.
ثانياً: إذا كنت من المضطرين إلى استخدامها فإليك هذه الوصايا:
.
1ـ لا تُسلم هذه الشبكة إلى الصغار والمراهقين والمراهقات فهذا خطر بالغ جداً لا يمكن أن يرضي به مسلم.
2ـ يجب أن ينحصر استخدام هذه الشبكة فيمن يستفيد منها، وفيما يفيد مثل: الاستفادة الشرعية (دعوة ـ نشر علم)، وكذلك أصحاب رسائل الماجستير والدكتوراة، الأطباء، إلخ.
ويجب أن يُمنع من استخدامها كل من يريد: الفرجة، إثبات القدرة على اختراق المواقع، الفضول، حب الاستطلاع، إلخ.
3ـ استخدم الإنترنت في البحث عن المواقع الإسلامية الصحيحة العقيدة والمنهج، والاستفادة من تلك المواقع.
4ـ لا يغرك الشيطان بأن يُزين لك الاشتراك في الإنترنت بحجة الدعوة إلى الله وأنت غير صادق فيما تقول، وإذا أردت أن تعرف لماذا اشتركت في الإنترنت؟ فأنظر في المواقع التي تتصل عليها؟ وما هو الغالب منها.
هل هي المواقع الإسلامية أم أنها مواقع أخرى؟
أيها الأخ الكريم .. إلى أي حد نفقد تعاليم ديننا ونبتعد عنه إذاً نحن ولجنا في هذه الشبكة العنكبوتية بقصد الاطلاع على المواقع الإباحية والاستمتاع ـ كما يزعمون ـ بمشاهدة تلك الصور الفاضحة المخزية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي أكرمك الله بجنته .. ألا تعلم أن داء الشهوة والغرام يؤدي بالإنسان إذا تعلق به ودخل في قلبه إلى الوصول أحياناً إلى الكفر بالله سبحانه!. كان أحدهم مغرماً بغلام اسمه أسلم فمرت عليه فترة ولم ير ذلك الغلام فأصابه المرض حتى وعده أحدهم أن يحضر له الغلام الآن، فكان ينتظره على أحر من الجمر وعندما جيء بالغلام فكر الغلام في نفسه، وقرر أن يرجع فذهبوا إلى ذلك الرجل وقالوا له: لقد رجع الغلام فأنشد أبياتاً في الغلام كفر فيها ومنها:
لقاؤك أشهى لي من رحمة الخالق الجليل
أرأيت يا أخي أن البداية كانت حب وغرام بريء ـ كما يقال ـ فكانت النهاية كفر بالله سبحانه. والقصص على هذا الشيء كثيرة جداً ومعروفة.
أخي في الله
أين نحن من أسلافنا الصالحين؟ كان الربيع بن خثيم رض الله عنه من شدة غضه لبصره وإطراقه برأسه تظن النساء أنه أعمى، وقال ابن سيرين رحمه الله: والله ما غشيت امرأة قط في يقظة ولا في منام غير أم عبد الله ـ يعني زوجته ـ وإني لأرى المرأة في المنام فأذكر أنها لا تحل لي فأصرف بصري عنها.
أيها الأخ الفاضل
إذا عرضت لك نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حرب فاستتر منها بحجاب وان امتثلت لقوله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ تكون فقد سلمت من الأثر وكفى والله المؤمنين القتال .. ولا ترم بسهام النظر فإنها والله فيك تقع، رب راع مقلة أهملها فأغير على السرح.
كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مُستصغر الشرر
كم نظرة ٍ فعلت في قلب صاحبها فعلَ السِّهام بلا قوس ٍ ولا وتر ِ
يا بائعاً نفسه بهوىً من حبِّه ضنى، ووصله أذى، وحُسنه إلى فناء، لقد بعت أنفسَ الأشياء بثمنٍ بخس ٍ. كأنك لم تعرف قدر السلعة ولا خسَّة الثمن، حتى إذا جاء يوم التغابن تبيَّن لك الغُبُن في عقد التبايع.
لا إله إلا الله سلعة الله مشتريها وثمنها الجنة والمرشد الرسول صلى الله عليه وسلم، ترضى بيعها بجزء مما لا يساوي كله جناح بعوضة!!!
أخي مستخدم الإنترنت .. إذا ضغطت بأناملك على لوحة المفاتيح للاتصال على أحد المواقع وقبل أن تضغط على مفتاح الإدخال ( enter) تذكر أن الله سبحانه وتعالى أقرب إليك من حبل الوريد، وهو عالم جل في علاه بالسر وأخفى، فانظر أخي الكريم إن كان الموقع الذي تريد أن تتصل معه، فيه شيء من غضب القوي العزيز فإني أناديك قائلاً في سورة غافر 39 و40مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ.
وإن كان الموقع الذي تريد أن تتصل معه فيه طاعة لله أو علم نافع مفيد أو أخبار للمسلمين فامض على بركة الله وجد في الدعوى إلى الله , واحذر أن تقع فيما نهاك الله عنه، أسال الله عز وجل أن يجمعني وإياك في جنات النعيم وأن يقينا وإياك سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقووووووووووووووووووووووول
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 11:34]ـ
أخي الحميدي بوركت .. وفي جعبتي الكثير من الأخبار المهولة ...
أتْحِفْنا ببعضٍ منها، جُعَبُك و إلاّ فلا يا وَلْدْ لَبْلادْ (ابتسامة)
بارك الله في صاحب الموضوع.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 12:41]ـ
أخي عامي .. أخاف ان تصدم لهولها ... (ابتسامة)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 01:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بصراحة هالني ما قرأت، وخصوصا ما ذكره الشيخ الحميدي من انحراف لدى بعض من يظهرن الالتزام!!
ومع كون اللغة تعميمية مسيئة لفئة المستقيمات -وهو ما يفرح الأعداء المتربصين-
بيد أنه وكما قيل لا دخان بلا نار!، فالضعف لا يخلو منه إنسان وكلنا ذووخطأ، والمهم .. المهم أن نبادر بترميم داخلنا قبل أن
تنكشف العورات، وتعظم الزلات، وتظهر الخفيات.
فاللهم اصلح المسلمات واحفظ عوراتهن وأعراضهن يا سميع الدعاء ويا مجيب النداء .. آمين
ـ[الحُميدي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 10:47]ـ
بارك الله فيك اخي سمير عبد الخالق،و كذا اخي عامي، و كذا الأخت شذى الجنوب .. ، وما قلته أختي الفاضلة موجه لفئة معينة، أسأل الله أن يجبر كسرنا و يقوي ضعفنا .. ،
وكما يقول المثل: "من حَفَّنا أو رَفَّنا فليقتصد، .. " فما أنا إلا طويلب علم مبتدئ .. ،وفقني الله و جميع المسلمين .. ،
ـ[الحُميدي]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 08:30]ـ
يرفع للفائدة .. ،(/)
أسئلة عن الايمان , لابن الشيطان. الجزاء الثانى
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 03:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فأن القران الكريم علمنا كيف ندافع عما نعتقد أنه حقيقى , وكيف نحشد لذلك من
الادلة والبراهين ما بمثلة يحيىء الحق ويذهق الباطل.
وقص علينا فى من جدال المعارضين والمعاندين , أسلوبا هو الامثل والانفع للناس فى كل زمان ومكان, ففهمنا من كتابنا العزيز القرأن الكريم أن الجدل المحمود الذى يحبب الله فيه للمسلمين له شرطان.
أحدهما: أن يتتهدف أحقاق الحق أو ظهار الحقيقة
والثانى: أن يكون جدلا" بالطريقة التى أحسن طرق المجادلة
قال تعالى: وجادلهم بالتى هى أحسن ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله, وهو أعلم بالمهتدين (النحل: أيه.125)
وأن الجدل المذموم الذى بعض فيه هو الجدال بالباطل لازهاق الحق وأرهابه وهو عمل الكافرين الذين يسؤوهم أن يعلوا الحق وترتفع راياته, ولقد ذم القرأن من كل هذا الجدال فقال (وجدالوا بالباطل ليحضوا به الحق فاخذتهم فكيف كان عقاب) سورة غافر: الاية (5)
ولقد علمنا القرأن الكريم أكثر من منهج للجدال بالتى هى أحسن وهذا التنويع فى المنهج يرجع الى نوع من يجادلهم القرأن الكريم؟
فالقرأن الكريم منهج فى الجدال يعمد الى ارشاد الطرف الاخر ودعوته الى اعمال عقلة وحسن استثمار مداركة ليصل من وراء ذلك الحق والى الايمان من خلال تأمله وتدبره وأعمالل عقله فيمن حوله من ملكوت السموات والارض ,فلما انكر كفار قريش البعث وكذبوا بالحق واصبحوا بذلك فى أضطراب منطق وخلل فكر, اراد القرأن الكريم أن يجادلهم بالمنطق والحجة ليرشدهم الى ما يجب ان يصلوا اليه,
فقال تعالى (بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم فى أمرا مريج 5 أفلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنينها وزينها وما لها من فروج6 والارض مددنها والقينا فيها رواسى وانبتنا فيها من كل زوج بهيج 7 تبصرة وذكرى لكل عبدا منيب 8: الى قوله. ورزقا للعباد وأ حينا به بلدة ميتا كذلك الخروج (سورة ق.5.11)
أى ما شان اغلبعث الذى أنكرتم الا كما ترون فى اعينكم وتتدبرون بعقولكم , فكيف لايقدر على البعث من قدر على كل هذا من المخلوقات؟
_________________
وهناك جدال يستهدف افحام الخصم وأبطال حجته لما يتصف به هذا من عناد وجدل بل ومغلطات منطقية , وجوهرية , وعقائدية ,فلما أمتنع الناس عن الدخول فى الايمان بحجة أن من يدعوهم الى الايمان بشر مثلهم , وهى حجة وأهية , جادلهم القران الكريم ليحض هذة الحجة فى قوله تعالى: وما منع الناس أن يؤمنوا أذا جائهم الهدى الا أن قالوا , ابعش الله بشرا رسولا" , قل لوكان فى الارض ملئكة يمشون مطمئنين لنذلنا عليهم من السماء ملكا" رسولا. سورة الاسراء. أية 94. 95
وأفحامهم هنا أن الرسول يجب أن يكون من جنس من أرسل اليهم.
وهناك جدال يبنى على مسلمات أولية افتراضية , ليسلك بمن يجادله مسلك المجاراة والتدرج ليصل من خلال ذلك الى تسليم الخصم وسكون نفسه وأرتياحها لهذة الفرضيات ,وقد علمنا القران الكريم هذا المنهج فيما قال النبى محمد صلى الله عليه وسلم , للكافرين المجادلين (وءانا أو ءاياكم لعلى هدى او فى ضلال مبين) سورة سبأ: 24 , مع الاعتقاده صلى الله عليه وسلم أنه على الحق والهدى وأن الكفار على الباطل والضلال المبين , وأنما لجاأ الى ذلك لاستمالتهم الى سماع الحق وقبوله.
هذة طريق المسلمين فى الجدال كانت ولا تزال وسوف تظل قادرة على نقل الناس من الضلال الى الهدى ومن الباطل الى الحق , ومن الراى الى الراى الاخر , طالما استهدف الدعاه الحق وجادلو عنه بالطريق التى أحسن لهم وللناس ,,
أنطلاقا من هذا الاتجاه احاول باخلاص أن اقدم لغير المسلمين وبى الاخص (النصارى) المبادىء التى تستعمل عليها العقيدة الاسلامية والتى تتفق فى جوهرها مع سائر العقائد التى سبقتها , بعيدا عن التحريف والتذيف التى قامت بها هذة الفئة الضالة بتحريف كتابهم (المحرفة) أو المقدسة؟ كما يزعمون.
وأن الحقيقة ضالة المؤمن , وهى ضالة الانسان بوجه عام ولانحب ضمائر البشر وعقولهم تلتقى فى ميدان ارفع من ميدان تحرى الحق وطلب الصواب , ولو بذل فى سبيل ذلك جهود مضينة ..
------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال الأول: لو تخيل أحدكم انه كان يساعد مريم عليها السلام أثناء الوضع قبل 2000 عام في مذود للبقر، كما في إنجيل لوقا 2: 7، أكان يتخيل للحظة ان ذلك المولود الصغير النازل من فرجها هو رب العالمين؟!
السؤال الثاني: تدعون ان الله نزل وعاش على الارض بينما كتابكم يقول: " لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟ ". ملوك الأول 8: 27 ويقول أيضاً: " فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ .. " ملوك الأول 8: 39 (ترجمة فاندايك)
السؤال الثالث: تقولون ان الله غير محدود .. فكيف احتواه بطن العذراء مريم؟ وكيف خرج من فرجها متجسداً على هذه الأرض التي نسبتها إلى سائر ملكه أقل من نسبة الذرة إليها؟ (تعالى عما يصفون) ثم إذا كانت مريم عليها السلام حاملة للخطية الأصلية (الجدية) بحسب عقيدة الأرثوذكس، وخاضعة للموت كما يخضع سائر البشر، فكيف يمكن لله كلي القداسة أن يحل بطبيعة إنسانية خاطئة محكوم عليها بالموت؟!
السؤال الرابع: تحكي اناجيلكم أنه تمت محاكمة يسوع أمام رئيس الكهنة وأمام الوالى بيلاطس وأمام هيرودس بينما نفاجىء بأن الرب يقول في سفر إرميا: " لأَنَّهُ مَنْ مِثْلِي وَمَنْ يُحَاكِمُنِي وَمَنْ هُوَ الرَّاعِي الَّذِي يَقِفُ أَمَامِي؟ " إرمياء 49: 19 (ترجمة فاندايك) فمن نصدق؟
السؤال الخامس: كيف يكون المسيح إله والانجيل بحسب لوقا 22: 43 يخبرنا أن ملاكاً ظهر له من السماء ليقويه؟ " وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ. وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً: يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ ". (ترجمة فاندايك)
والآن أليس يسوع المسيح كما تقولون هو ابن الله المتجسد على الأرض فما حاجته لملاك مخلوق من السماء ليقويه؟! أم ان هذا الملاك لا يعلم شيئاً عن لاهوت المسيح؟
السؤال السادس: في سفر الخروج 33: 20 الرب يقول لموسى: " لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ ". فإذا كان الانسان لا يستطيع أن يرى الله ويعيش فكيف الحال إذا ادعى مدع ان الله حل بإنسان اسمه يسوع؟
السؤال السابع: كتابكم المقدس يقول أن الله لا يتغير كما في سفر ملاخي 3: 6، ويعقوب 1: 17، فإذا كان الرب لا يتغير فكيف آمنتم بأنه صار انساناً وأخلى نفسه كما يقول بولس؟!
السؤال الثامن: كتابكم المقدس أوضح بأن الاعتراف بأن إنسانا هو الله يعتبر تجديفا وكفراً [تثنية 13: 6_10] وهذا الإيضاح كان قبل مجيء المسيح.
السؤال التاسع: من المعلوم ان الله جل جلاله كامل منزه عن النقائص ومن المعلوم ان اللوازم الباطلة محالة في حق الله الكامل، فالله مثلاً لا يكذب ولا يظلم ولا ينام ولا ينسى ولا يندم ولا يموت .. الخ والمسيحيون يقرون بأن قداسة الله مطلقة وغير محدوده و ان أي خطية لا يمكن أن تظهر في محضره باعتبار مقامه الالهي السامي وقداسته وجلاله. فكيف إذن آمنتم بتجسده وتعليقه على الصليب وتحمله الآم الصليب. فأي خطايا أعظم من هذه في حق مقام الاله السامي وقداسته وجلاله؟
السؤال العاشر: يذكر كاتب إنجيل متى في الإصحاح الرابع من إنجيله ابتداء من الفقرة الأولى حكاية تجربة إبليس للمسيح والتي جاء فيها: " ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً
(يُتْبَعُ)
(/)
إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا ".
لاحظ أخي القارئ عبارة: " ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ ". ثم لاحظ كلمة " أَوْقَفَهُ "، ثم لاحظ عبارة: " ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ ". ثم لاحظ كلمة: " وَأَرَاهُ ".
بلا شك أن إبليس كان متسلطاً على يسوع حيث كان يقود المسيح إلي حيث شاء فينقاد له!
ونحن نسأل: كيف يقبل عاقل سلمت فطرته على اعتقاد أن رب السموات والأرض كان في جسد المسيح وكان هذا الجسد بهذه الحالة مع إبليس؟! أليس معنى هذا أن الإله الخالق الحال في الجسد قد سحبه الشيطان، وردده وجرت عليه أحكامه بالتبعية!
وقد كتب متى في [4: 8]: ان إبليس أخذ المسيح إلي قمة جبل عال جداً، وأراه جميع ممالك العالم، وقال له: " أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي ". (ترجمة فاندايك)
فكيف يطمع إبليس في أن يسجد له وأن يخضع له من فيه روح اللاهوت. . .؟! ومن العجب أن الشيطان لا يبقى ويثبت مع وجود الملائكة والقديسين، فكيف يطمع ويثبت فيمن يعتقد ربوبيته وأنه صورة الله؟
السؤال الحادي عشر: هل قال المسيح لتلاميذه وأتباعه، إنه يتكون من جزء لاهوتي وجزء ناسوتي؟ وأنه إله كامل وإنسان كامل؟ نطالب المسيحيين بالأدلة النقلية من الكتاب المقدس على لسان المسيح التي تثبت ذلك.
وإذا كان المسيح إنسان كامل فهل يعني هذا انه يشتهي النساء كأي إنسان كامل وان قضيبه الذكري ينتصب كأي إنسان كامل؟! ثم اذا كان الناسوت واللاهوت هو ركيزة أساسية في المسيحية وسبب من أسباب الانقسام والحروب والاضطهاد والكراهية بين النصارى. فماذا قال المسيح عنها؟ كيف شرحها لهم؟
وإذا كان هذا من البدع التي ابتدعوها بعد السيد المسيح عليه السلام فكيف يكون أساس الدين وأكثر الأمور جدالا حولها لم يشرعه الله ولم يتكلم عنها المسيح؟
ثم اذا كان كلامكم صحيح بأن المسيح ناسوت ولاهوت فلماذا تعبدون إذن الصورة البشريه للمسيح (الناسوت) وتسجدون لها في كنائسكم؟ الم يكن من الأولى أن تعبدوا اللاهوت الذي لا تعرفون شكله؟! لأن المسيح برأسه ويديه وشعره ورجليه هو ناسوت كما تقولون وأنتم تسجدون لهذا الناسوت.
وأخيرا فإن مبدأ اللاهوت والناسوت يمكن تطبيقه على معظم أنبياء الكتاب المقدس، فنستطيع أن نقول مثلا أن النبي (اليشع) في سفر الملوك الثاني [4: 1، 7] صنع معجزة تكثير الزيت بلاهوته، بينما كان ينام ويأكل بناسوته و الذي يقرأ هذه المعجزة سيجد أن النبي (أليشع) لم يرد في خبرها أنه رفع نظره نحو السماء، ولا أنه بارك وشكر الله كما فعل المسيح في متى 14: 19. وعندما شق إيليا البحر بحسب ملوك الثاني [2: 7، 8] كان ذلك بلاهوته وبقية افعاله كانت بناسوته!!
السؤال الثاني عشر: في يوحنا [11: 41] المسيح قام بأفعال تنافي الالوهية منها: قيامه برفع عينيه إلى السماء ودعائه لله سبحانه وتعالى لكي يستجيب له في تحقيق معجزة إحياء العازر …. " وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". (ترجمة الحياة)
فلمن كان يتوجه ببصره إلي السماء إذا كان الأب حال فيه؟
ثم تأمل في قوله: " لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". فالهدف من عمل هذه المعجزة هي أن يعلم الجميع أن المسيح رسول الله وقد كانت الجموع حوله تنتظر هذه المعجزة وأن كل ما طلبه المسيح هو أن يشهدوا له بالرسالة فقط.
نفس الفعل تكرر منه بحسب متى [14: 19] إذ يقول: " فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ .. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا ". (ترجمة فاندايك)
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا رفع المسيح نظره إلى السماء؟ ولمن يتجه ويطلب إذا كان الآب متحداً به؟! أم أن المسألة واضحة وهي أنه كان يدعو خالق السموات والأرض ليمنحه القوة على تحقيق المعجزة؟
السؤال الثالث عشر: كتب لوقا عن المسيح في [6: 12] ما نصه: " وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ ".
الامر هنا واضح إذ ان الرب لا يمكنه ان يصلي لنفسه طوال الليل كله منفردأ. وحتى الان، ما زال المسيح يصلي لله من أجل المؤمنين. الرسالة الى اهل رومية [8: 26، 27].
السؤال الرابع عشر: كتب لوقا في [3: 23] ما نصه: " وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً ".
إن المسيح كما يذكر النص لما بدأ دعوته كان عمره ثلاثين سنة والسؤال الذي يطرح نفسه هو أنه إذا كان المسيح هو رب العالمين المتجسد فماذا كان يفعل الإله رب العالمين قبل تلك الفترة وطوال الثلاثين سنة؟! هل كان يتمشى في شوارع القدس؟!
السؤال الخامس عشر: كتب متى في [3: 13] ما نصه:
" حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ! فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ. حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ ". (ترجمة فاندايك)
من البديهي أنه لو كان المسيح هو الله نفسه الذي تجسد و نزل لعالم الدنيا ـ كما يدعون ـ لكانت رسالته مبتدئة منذ ولادته، و لكان روح القدس ملازما له باعتباره جزء اللاهوت الذي لا يتجزأ ـ كما يدعون ـ، و لما احتاج إلى من ينزل عليه بالوحي أو الرسالة، ولم يكن هناك أي معنى أصلا لابتداء بعثته بهبوط روح القدس عليه و ابتداء هبوط الملائكة صاعدين نازلين بالوحي و الرسائل عندما بلغ الثلاثين من العمر واعتمد على يد يوحنا النبي! فهذا النص و النصوص الأخرى التي تبين كيفية بدء البعثة النبوية للمسيح، لأكبر و أوضح دليل ـ عند ذوي التجرد و الإنصاف ـ على بشرية المسيح المحضة و عدم ألوهيته و أنه ليس الله المتجسد بل عبدٌ رسولٌ و نبيٌّ مبعوثٌ برسالة من الله كسائر الأنبياء و الرسل و حسب.
ولنقرأ ما كتبه لوقا في [3: 21] عن بدء بعثة المسيح بنزول روح القدس عليه:
" وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ، وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ ".
و نحن نسأل أصحاب التثليث: أليس هذا النص أوضح دليل على نفي ألوهية المسيح ونفي التثليث؟
فأولاً: لو كان المسيح إلها متجسدا لما احتاج لروح القدس ليهبط عليه!
ثانياً: لو كان التثليث حقا لكان المسيح متحدا دائما و أزلا مع روح القدس، لأن الثلاثة واحد فما احتاج أن يهبط عليه كحمامة!
وكيف ينادي الله عند اعتماد المسيح و ابتداء بعثته قائلاً: (هذا ابني الحبيب)، مع انه من المفروض أن اللاهوت متحد به من البداية و لأن الله لا يمكن أن تنفصل عنه إحدى صفاته.
ثالثاً: أليس ما كتبه متى ولوقا يبطل زعمكم أن الثلاثة واحد فالروح القدس منفصل عن الذات وهو نازل بين السماء والارض والابن صاعد من الماء!
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال السادس عشر: جاء في إنجيل متى [4: 6] أن الشيطان بعدما أخذ المسيح إلي المدينة المقدسة وأوقفه على حافة سطح الهيكل قال له: " إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ ". (ترجمة فاندايك)
في هذا النص اقرار من المسيح للشيطان بأنه قد كتب عنه في العهد القديم أن الله يوصي ملائكته به ليحملونه ويحفظونه ونجد ان هذا ثابت بالمزمور الواحد والتسعين.
والآن إذا كان المسيح هو رب العالمين وأن الأب متحد معه وحال فيه فكيف يوصي الله ملائكته به لكي يحفظونه؟
هل رب العالمين الذي ظهر في الجسد بحاجة إلي ملائكة تكون حفظاً وحماية له؟!!
أليس هذا دليل من الأدلة الدالة على فساد معتقد المسيحيين في ألوهية المسيح ابن مريم عليه السلام؟
ثم ان ما حكته الأناجيل من أن اليهود عذبوا المسيح فبصقوا في وجهه وضربوه ولكموه وجلدوه هو أمر يناقض وصية الله لملائكته بأن يحفظوا المسيح. فتأمل!!
السؤال السابع عشر: جاء في انجيل مرقس [1: 12، 13]: أن المسيح تم اربعين يوماً يجرب من الشيطان يقول النص: " وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُه ". (ترجمة فاندايك)
إذا كان المسيح هو رب العالمين حسبما يعتقد المسيحيون فهل يعقل أو يتصور أن الشيطان الرجيم تسلط على رب العالمين طوال أربعين يوماً؟ !!
قد يقول المسيحيون حسبما يعتقدون في لاهوت وناسوت المسيح بإن الشيطان جربه كإنسان ولم يجربه كإله، فنقول ان النص الوارد في متى [4: 3] يثبت حسب اعتقادكم أن الشيطان جربه كإله، يقول النص: " فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً ". ولم يقل له ان كنت ابن الإنسان!
السؤال الثامن عشر: جاء في إنجيل متى 7: 11 قول المسيح: " أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ ". ويقول أيضاً في 12: 50 من إنجيل متى: " لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي ". وجاء أيضاً في إنجيل متى 16: 17 قول المسيح لبطرس: " طُوبَى لَكَ يَاسِمْعَانَ فَمَا أَعْلَنَ لَكَ هَذَا لَحْمٌ وَدَمٌ، بَلْ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ".
تأمل عزيزي القارى في كلام المسيح لسمعان فإنه لم يقل له طوبى لك فإنني أنا الذي أعلنت لك هذا أو الآب المتجسد هو أعلن لك هذا وإنما قال له: " أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ " هو أعلن لك هذا!
وقد صرح المسيح مراراً وتكراراً من خلال النصوص السابقة بأن الأب موجود في السموات، والسؤال الذي نوجهه للمسيحين هو:
كيف يصرح المسيح بأن الأب موجود في السماء مع أنكم تدعون أن الأب متجسد فيه ومتحد معه؟
فلو كان الأب متحد معه وهو صورة هذا الآب لأمتنع أن يشير إليه في السماء!
وبمعنى آخر لو كان المسيح هو الإله، لامتنع أن يشير إلى إله آخر في السموات.
وإذا قلتم أن اقنوم الابن يشير إلى اقنوم الأب، نقول لكم ان هذا يمنع الوحدة ما بين الاقانيم المزعومة ويؤكد انفصالها واستقلالها. .
السؤال التاسع عشر: يقول كاتب سفر التثنية 13: 1 - 3 ": إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلماً وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الحَالِمِ ذَلِكَ الحُلمَ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِيَعْلمَ هَل تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ ". (ترجمة فاندايك)
(يُتْبَعُ)
(/)
ما يهمني في النص انه يدعو إلي عدم الذهاب وراء آلهه لم اعرفها واعبدها، وهذا التحذير قيل لبني اسرائيل قبل مجيىء المسيح - عليه السلام - بمئات السنين، فكيف يمكن دعوة بني اسرائيل لعبادة المسيح - والعياذ بالله - ولديهم نص ينهاهم عن الذهاب وراء آلهه لم يعرفوها ويعبدوها؟
ستقول الكنيسة ان المسيح في العهد الجديد هو نفسه إله اليهود فسأقول: وهل عرف اليهود المسيح وعبدوه قبل ان يأتي؟ أم ان دعوة عبادة المسيح هي جديدة عليهم؟ هل عرف اليهود عبادة الثالوث أم انها دعوة جديدة عليهم؟
لا شك ان الشعب اليهودي لم يعتقد أبداً بالتثليث ولم يعرف شيئاً عن عبادة المسيح ... فالكنيسة إذن تدعو الى عبادة إله لم يعرفه اليهود ولا أي مؤمن بالله في ذلك الوقت ...
ان الكنيسة تدعو إلى أمر يصطدم بشدة مع وصية الرب لليهود بأن لا يذهبوا وراء آلهة أخرى لم يعرفوها ويعبدوها ... وبالتالي يجب على كل مسيحي ألا يسمع لكلام الكنيسة مرددا قول الرب: وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ ..
السؤال العشرون: جاء في مرقس [13: 32] أن المسيح بعدما سئل عن موعد الساعة قال: " وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ، إِلاَّ الآبُ ".
ونحن نسأل:
إذا كان الإبن هو الاقنوم الثاني من الثالوث حسبما يعتقد المسيحيون فكيف ينفي الابن عن نفسه العلم بموعد الساعة ويثبته للأب فقط؟! ولا يصح أن يقال ان هذا من جهة ناسوته لأن النفي جاء عن الابن مطلقاً واثبت العلم بالموعد للأب فقط. وان تخصيص العلم بموعد الساعة للأب فقط هو دليل على بطلان ألوهية الروح القدس. وأن لا مساواة بين الاقانيم المزعومة.
يقول القمص تادرس يعقوب ملطي:
قبل أن يختم حديثه بالدعوة للسهر أراد أن يوجه أنظار تلاميذه إلى عدم الانشغال بمعرفة الأزمنة والأوقات، إنما بالاستعداد بالسهر المستمر وترقب مجيئه، لهذا قال: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب ".
وللرد عليه نقول:
لا يحق لك أيها القمص الفاضل ان تتهم المسيح بالكذب .. من أجل ماذا؟؟ حتى لا يشتغل تلاميذه بالأوقات؟؟
هل عندما أوجهك إلى عدم الاشتغال بشيء أكذب عليك وأقول لا أعرفه؟ أم أن الأصح أقول لك لا تشتغل به لأنك لن تعرفه!
عندما سأل أحدهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ فقال صلى الله عليه وسلم -: وماذا أعددت لها؟ دون أن يلجأ إلى الكذب لصرف الرجل إلى الأهم وهو الإعداد لها.
يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: [لو قال لهم أنني أعرف الساعة لكنني لا أعلنها لكم لأحزنهم إلى وقت ليس بقليل لكنه بحكمة منعهم من التساؤل في هذا الأمر.]
لقد أبرز هذا التفسير أن الابن منفصل عن الآب ... إذ أن المسيح كما يقول الأب ثيؤفلاكتيوس لم يعلن أنه يعرف الساعة حتى لا يحزن من معه، ولكن يجب ان ننتبه، لو كان المسيح هو الله ولو كان هو والآب واحد فعلاً، لكانت فكرة أنه لن يقول لهم لكي لا يحزنوا فكرة ساقطة لأنه قال لهم بعدها أن الآب يعلمها وسيستنتجون أنه هو يعلمها وسيحزنون قطعاً، لكن هذا لم يحدث، إذ لو كان التلاميذ يصدقون أنه والآب واحد أي أنه يعلمها لحزنوا بأي حال من الأحوال ولأصبحت محاولة المسيح - وحاشاه - فاشلة، لكنهم لم يحزنوا، لأنهم قد فهموا معنى قوله أنا والآب واحد فهماً صحيحاً ولقد قبلوا الحقيقة الوحيدة أنه لا يعلم لأنه ليس الأب ...
السؤال الحادي والعشرون: هل الابن مساوي للآب؟
كتب يوحنا في [3: 35]: " اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ ".
كيف يمكن أن يكون الابن إله أزلي مساوي للآب في كل شيء والآب هو الذي دفع بيد الابن كل شيء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في يوحنا 5: 19: " فَأًَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ. لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ .. ". (ترجمة فاندايك)
وهنا نجد ان الابن لا يقدر ان يعمل من نفسه شيئاً بل ان الآب هو الذي أعطاه ويريه الاعمال العجيبة ...
وفي يوحنا 5: 26: " لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذَلِكَ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ ".
أي معنى في إعطاء الابن والمفترض هو الله مالك كل شىء؟
وفي رسالة بطرس الثانية 1: 17: " لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهَذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ ". (ترجمة فاندايك)
هنا نجد بأن مجد الابن وكرامته من عند الآب وليس من ذاته!
وفي رسالة فيلبي 2: 9: " لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ ". (ترجمة فاندايك)
وهنا نجد الله هو الذى رفع شأن الابن وأعطاه الكرامة لكي تجثو باسمه كل ركبه .. إذن الله هو صاحب الفضل الحقيقي.
وكتب بولس في الرسالة الأولى لكورنثوس 15: 28: " وَعِنْدَمَا يَتِمُّ إِخْضَاعُ كُلُّ شَيْءٍ لِلابْنِ، فَإِنَّ الابْنَ نَفْسَهُ سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ اللهُ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ! ".
لقد بين بولس أن المسيح سيخضع في النهاية لله، و هذا بحد ذاته من أوضح الأدلة على عدم ألوهية المسيح لأن الإله لا يخضع لأحد، كما أن في قوله: " فَإِنَّ الابْنَ نَفْسَهُ سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ "، دلالة أخرى على عدم ألوهية المسيح لأن مفاد هذه الجملة أن الله تعالى هو الذي كان قد أخضع للمسيح كل شيء، مما يعني أن المسيح لم يكن يستطع، بذاته و مستقلا عن الله، أن يسخر و يخضع الأشياء. فهل مثل هذا يكون إلها؟!!
السؤال الثاني والعشرون: قال بولس عن يسوع المسيح في رسالته إلى العبرانيين [1: 4]: " بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي، صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ ".
أليس في قول بولس أن المسيح صار أعظم من الملائكة دليل على أن المسيح لم يكن أعظم منهم ثم صار أعظم منهم؟ فلو كان يسوع المسيح هو الله، فكيف يصير أعظم من الملائكة؟
السؤال الثالث والعشرون: كتب لوقا في [4: 16 - 19]: ما نصه:" وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوباً فِيهِ: رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ. . ." (ترجمة فاندايك)
فإذا كانت هذه النبوءة التي جاءت على لسان النبي إشعياء هي نبوءة عن المسيح فإنها تقول ((رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ)) أي وحي الله وأنه لم يقل روح الرب هي ذاتي أو أقنومي أو جزئي أو نفسي ... فما تفسيركم لهذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ورد في الكتاب المقدس أن روح الرب حلت على ألداد وميداد كما في سفر العدد [11: 26] وعلى صموئيل كما في الاصحاح العاشر الفقره السادسة من سفر صموئيل. وقد قالها النبي حزقيال عن نفسه في سفره كما في الاصحاح الحادي عشر الفقرة الخامسة يقول حزقيال: " وحل عَلَيَّ رُوحُ الرَّبِّ ".
ثم ان قوله: " أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ. . . " هو دليل على انه نبي مرسل وليس هو الرب النازل إلي البشر تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
السؤال الرابع والعشرون: هل احياء المسيح للموتى دليل على لاهوته؟
جاء في إنجيل لوقا [7: 16] ان المسيح بعدما أحيا الميت الذي هو ابن وحيد لإمرأة أرملة حدث ان جميع الناس الحاضرين مجدوا الله قائلين: " قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ وَخَرَجَ هَذَا الْخَبَرُ عَنْهُ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ ".
فالمسيح هنا بعد أن أحيا الميت استطاع جميع الحاضرين أن يفرقوا بين الله وبين المسيح فمجدوا الله وشهدوا للمسيح بالنبوة وشكروا الله إذ أرسل في بني اسرائيل نبياً، ويسمون انفسهم شعب الله إذ أن الله (تفقده) أي اهتم به، وتأمل - أخي القارىء - كيف أن المسيح أقرهم على هذا القول ولم ينكره عليهم وتأمل كيف ذاع ذلك في كل مكان.
وفي حادثة أخرى وهي عندما أراد المسيح أن يقيم العازر من الموت وكانت الجموع واقفة حوله، كما في يوحنا 11: 41، نجد الآتي:
" وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". (ترجمة الحياة)
ان غاية ما كان يريده المسيح من هذه الجموع بعد أن يقيم ألعازر من الموت هو أن يشهدوا له بالرسالة فقط أي أنه رسول من عند الله كباقي الرسل: " لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ".
فهل بعد هذا يمكن لعاقل أن يتخذ من قيام المسيح بإحياء الموتى دليلاً على ألوهيته؟
السؤال الخامس والعشرون: يقول بولس عن الله سبحانه: " الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ. " (تيموثاوس الاولى 6: 16)
يقول النص عن الله: (لاَ يُدْنَى مِنْهُ) إذن فمن الذي كان يمشي بين الناس في شوارع القدس؟
ويقول النص عن الله: (الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ) فأين كانت كرامته عندما بصقوا فى وجهه، وعندما سخروا منه، وعندما لكموه؟ بل أين كان قدسيته عندما غلبه يعقوب فى المصارعة التى تمت بينهما، وقبض يعقوب على رجليه ولم يتركه حتى باركه كما في سفر التكوين؟ هكذا تُمارس البلطجة على الإله؟ الذي له الكرامة والقدرة الأبدية؟ " فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: ((تَنَبَّأْ)). وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ ". مرقس 14: 65 " و " وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. " مرقس 15: 19 - 20
السؤال السادس والعشرون: نسب كاتب انجيل يوحنا 20: 18 للمسيح قوله: " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ ". (ترجمة فاندايك)
هل تعلم ما معنى هذا صديقى المسيحى الباحث عن الحق؟
معناه ان كل تعاليم المسيح كانت واضحة وفي العلن و ليس هناك أسرار ... والآن وبناء على كلام المسيح السابق فإنني أسال الآتي:
1. أين قال يسوع أنا الله؟؟ أين قالها بفمه: " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ ". (ترجمة فاندايك)
2. أين طلب يسوع العبادة؟؟ أين طلبها بفمه: " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ ". (ترجمة فاندايك)
3. أين قال يسوع أنا الله الظاهر فى الجسد؟؟ أين قالها بفمه: " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ ". (ترجمة فاندايك)
4. أين قال يسوع أنا جئت من أجل الخطية الأصليه؟؟ والتى هى أساس عقيدة التجسد و الفداء: " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ ". (ترجمة فاندايك)
5. أين قال يسوع أنا الله الأقنوم الثانى؟؟ أين قالها بفمه: " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ ". (ترجمة فاندايك)
-----------
يتبع أذا شاء الله فى الجزء الثالث(/)
مجلة " بصائر " ترى النور ...
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 04:03]ـ
بحمد الله و توفيقة صدرت مجلة " بصائر " عن المركز الخيري لتعليم القرآن و علومه، و هي مجلة مهتمة بالعلوم القرآنية بكافة تنوعاتها (الشرعية - الأدبية - الكتب - النفسية - الإعجاز) و غير ذلك، و كذلك سبل تعليمه. و غير ذلك مما يتعلق بالقرآن الكريم.
و تحتوي المجلة على مقالات و دراسات و لقاءات و غير ذلك.
و هي مجلة دورية و تصدر كل ثلاثة أشهر بتداءً، و المتوقع للمجلة أن تسد ثغرة كبيرة في هذا المجال، و أسأل الله أن يوفقنا للإبداع و التميز في خدمة كتاب ربنا سبحانه.
و المجلة توزع مجانا، و قد طبع منها 5000 آلاف نسخة.
و أنا هنا أرحب بأي اقتراح أو توجيه من أجل تطوير المجلة.
كما أرحب بأي كاتب يرغب في المشاركة في المجلة، و أطمح حقيقة أن يدعمنا الإخوة بمشاركاتهم و اقتراحاتهم.
و مما في هذا اللقاء ... لقاء مطول مع الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري.
و العدد القادم سيصدر في بداية شهر ستة، فمن لديه مقال أو أراد التعقيب على ما جاء في المجلة فليرسل لي مشاركته على البريد.
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 04:27]ـ
هل هي الكترونية؟
ان كانت الاجابة لا فلم لاتنشر في النت فهو اوسع ويدخله المسلمون من كل العالم و ايضاً لسد باب استغله المنحرفون في نشر مذاهبهم الباطلة.
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 11:05]ـ
أنا أوافق أبا ممدوح في رأيه.
ولكن أين البريد الألكتروني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 02:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقراتح في محلة
و بإذن الله سنوفر نسخة الكترونية قابلة للتحميل و القراءة
و أما البريد فهو
as.abomo3ath@gmail.com(/)
المخرج من الفتن للشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:41]ـ
المخرج من الفتن
للشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود
http://download.media.islamway.com/lessons/almahmoud/15FtinOut.rm(/)
سؤال في رؤية الله
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 10:28]ـ
سؤال في رؤية الله
سأل بعض الإخوة سؤالا عن معنى قول شيخ الإسلام أنه تصح رؤية سطح العالم مع أنه ليس في جهة؟
ثم سأل لو سلّم لنا المخالف أن سطح العالم ليس في شيء آخر مخلوق لكنه ادعى أن من يراه فلن يراه إلا وهو مقابل له؟ وهذا يناقض اتفاقنا على أن سطح العالم ليس في جهة ..
وكان الجواب:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: مثال ذلك في مسألة الرؤية أن يقال له أتريد بالجهة أمرا وجوديا أو أمرا عدميا فإذا أردت به أمرا وجوديا كان التقدير كل ما ليس في شيء موجود لا يرى وهذه المقدمة ممنوعة ولا دليل على أثباتها بل هي باطلة فإن سطح العالم يمكن أن يرى وليس العالم في عالم آخر.
وإن أردت الجهة أمرا عدميا كانت المقدمة الثانية ممنوعة فلا نسلم أنه ليس بجهة بهذا التفسير
منهاج السنة (2|204)
القاعدة التي يستند إليها أهل السنة في الألفاظ التي لم يرد بها الكتاب والسنة أن يستفصل عن المراد منها فيقبل ما كان معناه حقا ويرد ما كان معناه باطلا
فلفظ الجهة لفظ لم يرد به الكتاب والسنة؛ وهو من الألفاظ التي يستخدمها أهل البدع لتمرير معتقدهم الباطل في نفي علو الله على خلقه هذا أولا وثانيا لإنكار رؤية الله تعالى.
فجعلوا الجهة ما كان له حيز وتقدير ومكان
فالجهة لا بد أن تكون إما أمرا وجوديا أو عدميا
فالوجودي يعني الثابت له حقيقة ووجود فقالوا: المرئي لكي يرى لا بد أن يكون في جهة – يعني في شيء آخر – وما لم يكن في شيء لا يمكن أن يرى والله ليس في شيء فلا يرى وليس فوق السماء لأن الفوقية جهة وهو ما كان في شيء والله ليس في شيء.
فهنا يحاججهم أهل السنة بأن هذه المقدمة غير صحيحة أن كل ما ليس في شيء فلا يمكن أن يرى.
والاعتبار في ذلك بسطح العالم -والسطح هو أعلى الشيء فسطح البيت أعلاه وسطح العالم أعلاه –
فأعلى هذا العالم مثلا كالعرش يمكن أن يرى أن تراه الملائكة مثلا – حملة العرش- وليس هذا العالم وسطحه مثلا موجود في شيء آخر فبطلت المقدمة التي يستندون إليها أن ما يرى لا بد أن يكون في شيء.
الملخص
الموجودات والمخلوقات التي ترى هي في شيء آخر فالبيت في المدينة والمدينة في الأرض والأرض في السماء الدنيا وهذه السماء الدنيا في الثانية وهكذا ولكن سينتهي هذا إِلَى نهاية الكون أو سطح العالم وهو العرش والعرش ليس في شيء آخر الذي هو أعلى هذا الكون وهذا السطح يمكن أن يرى أن تراه الملائكة وهو ليس في شيء يحويه.
وهذا واضح وبين إن شاء الله.
وأما قولهم أن سطح العالم لو سلمنا أنه يرى وهو ليس في جهة فهل تكون هذه الرؤية بدون تقابل؟
والجواب أنه لا يشترط التقابل
قال شيخ الإسلام: وكذلك قولهم أن يكون مقابلا للرائي فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود فاني أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي لكن هذا يدل على انه لا يشترط في الرؤية أن يكون المرئي أمامه لكن لا يدل على انه لا يشترط أن يكون بجهة منه فإنما خلفه بجهة منه.
بيان تلبيس الجهمية
ومن الاعتبار كذلك رؤية الإنسان للشيء في المرآة وهي ليس في جهة مقابلة
والذي ألجأهم لذلك ظنهم أن التقابل يلزم منه الجهة – أي المكان والحيز – ولذلك قالوا مثلا في رؤية الله يرى بدون مقابلة؛ وهذا مما يعلم فساده بالضرورة كما ذكر شيخ الإسلام.
والله أعلم
ـ[الحافظة]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 06:07]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرااا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 07:11]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 08:21]ـ
وقد يجاب عن النقطة الثانية كذلك - مسألة التقابل – بما يلي:
أنه لا يلزم من التقابل إثبات الجهة -بأن يكون شيء في شيء – كما مثلنا بسطح العالم
و الجهة قسمان داتي وهو العلو والسفل وهذا يكون لما سوى الحيوان كالأفلاك مثلا وقسم إضافي وهو ما ينسب إلى الحيوان وهو ما تحويه الجهات الست.
فالرؤية الممكنة لسطح العالم دليل أن التقابل لا يلزم منه الجهة – أي وجود شيء في شيء.
فالملخص: أنه لا يتصور رؤية شيء بدون جهة وهذا مما اتفق عليه العقلاء
ومن أثبت الرؤية ونفى الجهة فقد أضحك الناس على عقله.
ولا يلزم من إثبات الجهة الظرفية وهو وجود شيء في شيء.
والله أعلم(/)
معاشر آل البيت .. إحذروا من تلك الدعاوى!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 11:42]ـ
الحمد لله وحده
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فقد أحالني على الخاص أخ فاضل كريم من إخواننا الأعضاء على موضوع في منتدً من المنتديات المعنية بجمع الأشراف في المملكة وغيرها ولم شملهم وما إلى ذلك، فرأيت فيه كلاما فاحشا في التنقص من الشيخ ابن جبرين حفظه الله، كما أرسل إلى برابط من نفس الموقع يقوم فيه "السيد الشريف المنيف المبجل" فلان بن فلان الفلاني المدير العام للمنتدى – وهو رئيس تلك الرابطة المشبوهة – ببث البهتان والزور والكذب على شيخ الإسلام رحمه الله يتهمه صراحة بالتنقص من علي رضي الله عنه، ورابط آخر على نفس المنتدى يدعو إلى الزيدية، ورابط فيه إحياء للحسينيات، ورابط فيه سب ولعن في الوهابيين السلفيين على أنهم نواصب، وتندر على تحذير علماء المملكة من المد الصفوي، وسخرية من بيانهم في مساندة القرضاوي في تصريحاته ضد إيران!! إلى آخر هذه البلايا التي يبثها هؤلاء، تحت دثار جمع كلمة آل البيت وتشريفهم بما يستحقون وما إلى ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وأنا أتساءل: أيحسب من هكذا قولهم وهكذا نحلتهم، وهكذا تسفيههم لعلماء أهل السنة، وهكذا دعواهم وهجيراهم في بلاد المسلمين، أن أمثالهم يكون لهم أدنى حظ من توقير المسلمين أو تسويدهم لهم لو كانوا في زمان الصحابة رضي الله عنهم في القرون الفاضلة؟؟؟ والله لا تنفع النسبة للآل من كان على مثل هذه الحال! بل إن منهم من حقه الضرب بالجريد والنعال!! ثم يتكلمون عن رابطات عالمية لجمعهم ولم شملهم ومنظمات للنظر في همومهم وقضاياهم ومنتديات وفضائيات ومؤتمرات لبث دعواهم وكذا ... فأي دعوى هذه التي يبثون؟؟؟
يقولون دعوى آل البيت وهموم آل البيت وقضايا آل البيت .. !!!
ما هي هموم وقضايا آل البيت هذه التي تتشدقون بها وتدعون إليها يا هؤلاء؟؟؟؟؟
ما هي تلك الهموم التي يشترك فيها في زماننا هذا من حملوا هذه النسبة الشريفة، وقد فوضتم أنفسكم للكلام عنهم فيها بلا تفويض؟ وما هي الحقوق التي ترون أنها قد فُوتت عليهم فتريدون الاجتماع للمطالبة بها نيابة عنهم وتمثيلا لهم؟؟
/// أهي فقدهم لخمس الفيء؟ هل تدعون أنه مسلوب منهم؟ وهل هناك جهاد في زماننا أصلا حتى يكون هناك فيء يخمس ويُسلب سهمهم منه؟؟ إذا فانظروا يا آل البيت الطيبين من أهل السنة أي خمس هذا الذي يتكلم عنه الروافض ومن الذي يأكله من أموال عامتهم وإلى أين يذهب وبأي وجه حق!!!
/// أهو حق الهاشميين القرشيين في الخلافة؟ فهل ترون اليوم خلافة في الأرض أصلا وهل يتصور قيامها الآن والحال كما ترون؟؟
/// أهو حقهم في التشريف والتكريم ومحبة المسلمين؟ لا ننكر هذا الحق والله، ولكن هل نطالب المسلمين بتكريم أي إنسان أيا كانت حاله من الديانة والأمانة لمجرد أنه من آل البيت وإن كان ضالا مضلا مبتدعا؟؟ هل يراد منا اليوم أن نجعل لقب (السيد الشريف فلان بن فلان الفاني) هذا بمنزلة "الحصانة البرلمانية" - بلغة أصحاب الدساتير العلمانية - التي تمنع صاحبها من أن يؤخذ على يده ويزجر بل ويمتهن ويعاقب ويسفه بما يستحق إن ثبت كونه داعية للضلالة والفتنة والإفساد في الأرض؟؟؟ أي جاهلية هذه؟؟ وأين هؤلاء من قسم أبي القاسم صلى الله عليه وسلم إذ يقول: والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها (أو كما قال عليه السلام)؟؟ وأين هم من قوله لآل بيته إعمل يا فلان فإني لا أغني عنك من الله شيئا؟؟؟
يا سادة يا أشراف يا وجهاء أقوامكم: اعلموا أن من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، وإن كان من أشرف الأنساب! هذا النسب إنما ينتفع به من كان من أهل الفضل في الديانة والعلم والعمل! فهو فضل من الله يرقى به عند ربه ما لا يكون لمثله من أهل الفضل ممن ليست لهم تلك النسبة .. هذا فضل الله يؤتيه من يشاء! أما السفهاء والخبثاء، ودعاة الفتنة وأصحاب النعرات الجاهلية الحزبية الذين ظنوا أن مجرد لحاق اللقب بأسمائهم يرفعهم فوق الخلق بلا عمل ولا ديانة، فهؤلاء يكون الأمر عليهم وبالا ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ليس هناك ما يهضمه أهل السنة اليوم من حقوق لآل البيت! ولن تجدوا وراء تلك الأكمة إلا ما يأفكه الشيعة الروافض لعنهم الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
فليس للعالم الفاهم صحيح المعتقد والديانة من آل البيت من هموم يعاني منها إلا ما من مثله يعاني سائر العقلاء من المسلمين والموحدين في الأرض من فشو الجهل والجاهلية في عامة المسلمين وما استتبعه ذلك من ضياع للدعوة ولحدود الله في أرضه ولمكانة أمة الإسلام فيها وضياع لفريضة الجهاد وعدوان لأهل الكفر والضلال على ثوابت الأمة ومصادر التلقي لدين المسلمين، وهدم يمضي على خطو حثيث ليل نهار لما بناه أسلافنا النبلاء، ومن طعن السفهاء الكفار في سيد الأخيار صلى الله عليه وآله وسلم على نحو ما كانوا يجترئون من قبل على مجرد أن تحدثهم نفوسهم بإظهاره، ومن عدوان المجرمين على المستضعفين من إخوانهم في كل مكان، وغير ذلك مما يحمله أولياء الرحمن جميعا في صدورهم من هموم هذه الأمة وقضاياها الجسام ..
أما تخصيص آل البيت بأن لهم هموما أخص من هذه، يستقلون بها عن جماهير المسلمين فوالله - وأكرر والله - ما هذه الدعاوى إلا من جنس ما ينعق به الرافضة ليل نهار من الملاحم والمظلوميات التاريخية - ما صح منها وصفه بالمظلومية وما لا يربو على أن يكون كذبا وبهتانا وزورا محضا - التي شيدوا عليها ملتهم كلها من أولها إلى آخرها فلا يمكنهم الانفكاك عن اجترارها ليل النهار، والبكاء والعويل عليها واستحضارها بمناسبة وبلا مناسبة!! فهي أساس الولاء والبراء في دينهم، لا التوحيد ولا الإيمان ولا ظاهر الصلاح ولا شيء من هذا!! فيأتي إليهم السفاء الجهلاء من أهل السنة الذين أثبتوا نسبتهم إلى الآل – وهم كثير جدا -، يفدون من شتى أرجاء الأمة إلى أمثال تلك الرابطات والمؤتمرات المشبوهة، فيندس لهم السم في العسل - على عادة الرافضة التي لا جديد فيها - فيبدأ الأمر باجتذاب علية القوم والوجهاء منهم بدعوى النسبة الهاشمية، والمنزلة والشرف الذي هو من الدين حقا ولا ننكره، ثم يبدأ الكلام رويدا رويدا في التصاعد عن ظلم علماء (الوهابية) لآل البيت وجورهم عليهم!! ثم ينفتح باب التشيع والرفض من أوسعه ولا حول ولا قوة إلا بالله!! ينفتح من باب دعوى: أنتم أولو حقوق قد ضيعها "الوهابيون التكفيريون"، فتعالوا إلينا نعرفكم حقوقكم ونعينكم على المطالبة بها! يدخلون إليهم من باب شهوة الرياسة والسيادة التي إن تمكنت من رجل أزاغت قلبه وأهلكته، نسأل الله العافية!
ولا يفهمن أحد من كلامي أني أنسب سائر الأشراف من أهل السنة في زماننا هذا إلى الجهل والتصوف والميل إلى التشيع!! أو أني أنسب سائر من سعوا من أهل السنة إلى التواصل مع أقرانهم من آل البيت عبر أمثال تلك الشبكات، إلى العمالة لإيران أو إلى سوء القصد والطوية، كلا! إنما أقول أن أكثرهم جهلاء – بكل أسف – يضرب الروافض بينهم ويصولون ويجولون تحت غطاء التقية أحيانا وبدونه أحيانا، وهم يطيب لهم كلامهم ذاك ودعواهم الباهتة تلك لما تزينت به من زينة محبة آل البيت ونصرتهم!! فليتهم يفهمون أن ألد أعداء آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد أهل ملل الكفر في الأرض إنما هم الروافض ثم الروافض ثم الروافض، قاتلهم الله! بل إن عداء الروافض لهم أضر عليهم – والله – من عداء أمم الكفر المعلوم كفرها الظاهر عداؤها للإسلام وأهله، لأن شوكة أمم الكفر مرفوعة في وجوه المسلمين، أما الروافض فشوكتهم منصوبة من وراء ظهورهم، تتخفى تحت أستار كثيفة لا يبصر خلالها إلا بصير ذو علم وفهم!
أتحسبون يا معاشر آل البيت من أهل السنة، أن الروافض يحبونكم؟؟ كلا والله! وما أجهل وما أعمى من ظن منكم هذا الظن يوما ما!! كيف وأنتم تحبون أبا بكر وعمر وعائشة وغيرهم من أكابر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهم وأرضاهم، وتتقربون إلى الله بذلك؟؟ والله لن يرضوا عنكم حتى تتشيعوا مثلهم فتكونوا سواءً!!
فبالله من لهؤلاء القوم ينصح جاهلهم ويوعي سفيههم ضد هذا الخطر المحدق على دينهم في أمثال تلك المنتديات والمجامع؟؟؟ من لهم يضبطهم على السنة ويصرف عنهم مكر الماكرين المتربصين بهم؟؟ من لهم يطهرهم من تلك الجهالات والطوام التي يتكلمون بها ويحسبون أن نسبهم يعصمهم بها ويجيزها لهم؟؟؟
نسأل الله الهداية للمسلمين ونعوذ به من الفتن جميعا، ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ به من الخذلان والله المستعان لا رب سواه، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 01:22]ـ
بارك الله فيك ... موضوع مهم،،
عند الشيعة الروافض أن من يعود نسبهم إلى آل البيت من السنة أكفر من غيرهم من أهل السنة، ويعتبرون أبا جهل خيرا منهم، لأن أبا جهل تمرد علانية، وهؤلاء يدعون نسبهم لآل البيت ثم يبقون موالين لأبي بكر وعمر، وللشيرازي حول هذا تسجيل مشهور ضد الخامنئي وتقريره أن الخامنئي الهاشمي الأصل!! أضل من الفاروق كما زعم!!
هذا جانب!!
أما الجانب الآخر، فأدعياء آل البيت كثروا بين السنة والشيعة!! فصار تعدداهم عشرات الملايين إن لم يكونوا تجاوزوا المئة مليون!!
حكام إيران عرب!! هكذا لا يقولون ... وهكذا الفرس لا يعقلون هذه المسألة ... ومع ذلك يكرهون العرب ..
هم يدعون الهاشمية والنسب لآل البيت فصاروا بذلك عربا عدنانيين!!
فكيف يكونون عربا ويحبون كل ما هو فارسي ويقدمونه على كل عربي وإسلامي؟
الخميني عربي من آل البيت كما يدعي، ومع ذلك رفض تغيير إسم الخليج (العربي/الفارسي) إلى الخليج الإسلامي وتمسك بإسم (الخليج الفارسي) ..
الرافضي صاحب العمامة السوداء المدعي نسبه لآل البيت لا يطيق السني المدعي نسبه لآل البيت، وعلى هذا، فالمنتدى المشار إليه تحركه عمائم سود، والسذج ممن يصدقونهم لن يغني عنهم نسبهم شيئا عندما تزل أقدامهم ويقعون في فخ من ضحك عليهم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 11:12]ـ
أفضل حل هو توسيع هذا المسمى ليشمل كل من حرمت عليهم الصدقة من عمومة النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته وأقاربه ومن ثم تأسيس موقع يجمع فضائل هؤلاء وأنسابهم ويطالب بحقوقهم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 07:06]ـ
أفضل حل هو توسيع هذا المسمى ليشمل كل من حرمت عليهم الصدقة
بارك الله فيك، هذا هو الواقع فعلا، فآل البيت هم من ذكرتَ اتفاقا!
ومن ثم تأسيس موقع يجمع فضائل هؤلاء وأنسابهم ويطالب بحقوقهم
لا أفهم، كيف يجمع فضائلهم؟ فضائل من تقصد؟ آل البيت اليوم تعدادهم ملايين عدة وينتشرون في سائر أصقاع الأرض! فإن كنت تقصد فضائل السلف الأول منهم، فجمعها قد تجده في كتاب أو نحو ذلك (وينبغي العناية بإخراج ذلك ونشره وتوعية المسلمين به ولاشك)، أما إنشاء شبكة لجمع آل البيت المعاصرين على هذا النحو فلا دخل له بهذا الأمر! وأما حقوقهم ففيما عدا توقير أهل الفضل منهم من العلماء والكبراء بيننا فلن ترجع تلك الحقوق إلا برجوع جهاد الطلب وقيام الخلافة الراشدة، ولا يتوصل إلى نيل هذا المطلب - الذي هو مطلب سائر المسلمين لا الآل وحدهم - بتأسيس روابط ومواقع إن لم تكن مشبوهة في منشأها بالأساس فالعفن الرافضي يضرب فيها لا محالة كما ذكرتُ في المقال، فمسألة هموم وقضايا وحقوق آل البيت تجر حتما إلى مظلومية آل البيت ومغصوبية آل البيت ومرثاة آل البيت وما تعلم من دعاوى الروافض قاتلهم الله!
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[22 - Mar-2009, صباحاً 10:52]ـ
فإن كنت تقصد فضائل السلف الأول منهم، فجمعها قد تجده في كتاب أو نحو ذلك
أما إنشاء شبكة لجمع آل البيت المعاصرين فلا دخل له بهذا الأمر! وأما حقوقهم ففيما عدا توقير أهل الفضل منهم من العلماء والكبراء بيننا فلن ترجع تلك الحقوق إلا برجوع جهاد الطلب وقيام الخلافة الراشدة، ولا يتوصل إلى نيل هذا المطلب - الذي هو مطلب سائر المسلمين لا الآل وحدهم - بتأسيس روابط ومواقع إن لم تكن مشبوهة في منشأها بالأساس فالعفن الرافضي يضرب فيها لا محالة كما ذكرتُ في المقال، فمسألة هموم وقضايا وحقوق آل البيت تجر حتما إلى مظلومية آل البيت ومغصوبية آل البيت ومرثاة آل البيت وما تعلم من دعاوى الروافض قاتلهم الله!
إنشاء موقع يجمع فضائلهم وتاريخهم من القرآن والسنة والسيرة النبوية وفضائل الصحابة والتابعين والعلماء وسير أعلام النبلاء وكتب الأنساب .... إلخ ... ليكون الموقع رابطة تآلف وتواصل بين آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من آل عقيل وآل جعفر وآل العباس وغيرهم ...
ثم إن الاهتمام بآل البيت مطلب شرعي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أذكركم الله في أهل بيتي" بل إن في الاقتداء بفضلائهم خير عظيم للأمة كما في حديث الثقلين الذي يفهمه الشيعة فهماً خاطئاً ...
ولاحظ أخي الكريم منهج ابن عباس رضي الله عنهما في الفتنة التي حدثت بين الصحابة ... ومنهج الحسن بن علي رضي الله عنهما .. لتعلم فضل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة ...
فعلينا أن نهتم بفضائلهم وتاريخهم وسيرهم سواء قبل الخلافة أو بعدها ... والجهة منفكة .. وليس في هذا جر إلى أي فتنة ولا مظلومية .. وكل خير في اتباع وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 04:05]ـ
محبتهم وتوقيرهم لا تختص بعلمائهم, بل حتى عوامهم يحبون لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم, هذا مقتضى عموم النصوص الواردة في ذلك, والنقول في هذا كثيرة عن المتقدمين والمتأخرين من العلماء كالشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله, وله فتوى سأذكرها آخر الرد.
وأما أهل البدع منهم فيبغضون لبدعتهم, وإن كانت غير مكفرة فلا يمتنع اجتماع البغض مع محبته لقرابتهم, ولكن قد لا يظهر المسلم موجب تلك المحبة لمصلحة عدم إيهام إقرار البدعة, وحينها تكون تلك المحبة كامنة تظهر في الحرص على هدايتهم مثلا ونحو ذلك.
ولا يجوز أن نأخذ ردة فعل من وجود تيارات مشبوهة تتمسح بآل البيت, ويكون ذلك مدعاة لأن ننكر فضلهم أو نهون منه بالتخصيص وبالطعن في الأنساب أو التلبيس بأن ذلك من الطبقية أو الجاهلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما التهويلات بالقول أنهم بالملايين وكثر الأدعياء فيهم, ففيه خلط, فالانتساب لهم زورا أمر قديم تصدى له جهابذة النساب الذين قيضهم الله لهذا الأمر, فلا يكاد يخلو قرن من مؤلف أو أكثر يبين الأصيل من الدخيل, والعالم بهذا الشأن حجة على الجاهل فيه, وعدم العلم بوجود هذا التحقيق العلمي الذي ينفي عن نسب آل البيت الدخلاء ليس علما بالعدم, ويراجع للفائدة كتاب بعنوان (الإشراف في معرفة المعتنين بتدوين أنساب الأشراف) لإبراهيم الأمير, ط. مؤسسة الريان. ومعجم أشراف الحجاز للشريف أحمد ضياء بن محمد قللي, وفي الفضائل كتاب الشيخ عبد المحسن العباد من المعاصرين, وكتاب السخاوي (استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف) , وغيرها من الكتب - وأنا غير متعمق في هذا المجال فلم أرد ذكر أهم الكتب فقد يكون هناك أهم مما ذكرت -.
وبعض الإخوة هداهم الله لا يعرف كيف يتعامل مع هذه الأمور, فيقابل الخطأ بالخطأ, وقد رأينا كيف يتأثر العوام من أهل البيت إذا بدأهم الداعية بذكر محبتهم وفضلهم, ثم أخذ في التصحيح في أمور العقيدة التي قد توجد فيها أخطاء عند بعضهم من تصوف وغيره, بخلاف من يحتفل بسلبهم من فضائلهم وتهوينها ثم يتباكى إن لم يسمع له, وذلك أنه لم يدع باللتي هي أحسن, ولم ينزل الناس منازلهم, والله أعلم.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم:
" فضيلة أَهل البيت معلومة، والأَدلة على ما لهم من الميزة على من سواهم من أَجل أَنهم من البيت وقرابة النبي معلومة، فيجب أَن يحبوا زيادة على غيرهم من المسلمين.
ومن لم يدن بدين النبي صلى الله عليه وسلم بان كان تاركه أَصلاً أَو انتسب إليه ووجد منه ناقض من نواقض دينه فان هذا لا ينال حقًا من حقوق المسلمين فضلاً عن أَن ينال حقًا من حقوق سيد المرسلين. فالرافضة أَحبت أَهل البيت ولكنها غلت. والشيعة الأَولون إنما فيهم الشيء الزائد في محبة أَهل البيت، ودخل في هؤلاء زنادقة على أَنهم من الشيعة إلى أَن كان ضررهم على المسلمين ما هو معلوم كعبدالله بن سبأ ونحوه، فهم ما دخلوا على الإسلام والمسلمين إلا من بدعة التشيع. ثم زاد وخرج عن بدعة التشيع حتى صار الروافض هم أَئمة كل شرك وخرافة، فهم أَول من بنى المساجد على القبور، وفي آخر (1) الثالث مع أَول القرن الرابع التقى بحر البويهيين فعظمت الفتنة ووجد في هذا تاريخ القرامطة كلهم في أَواخر الثالث وأَول الرابع. ووجد مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُ النَّاس قرْنيْ ثُمَّ الَّذينَ يَلُوْنَهُمْ ثُمَّ الَّذينَ يَلُوْنَهُمْ)) (2) فبعد مضي القرون الثلاثة وجد الاختلال الظاهر وحماة البدعة، وان كان قد وجد في زمن الصحابة ما وجد من بدعة الخوارج وبدعة القدرية.
المقصود أَن أَهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم مزية ومحبة لمكانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن بقدر، دون ما وصلت إليه الشيعة في أَول الأَمر دون آخر الأَمر من الشرك مع ما انضم إليه من بدعة الاعتزال والقدر. فالرافضة في هذا الزمان أَكثر المذكورات فيهم.… ".
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 06:24]ـ
بارك الله فيكم على الموضوع المهم
لكن لدي سؤال
الشيعة الرافضة يكفرون أهل البيت عدا آل علي من فاطمة رضوان الله عليهم أجمعين
فكيف خدعوهم؟
أم أن التقية والنفاق بلغت كل هذا المبلغ!
وليتك بارك الله فيك أضفتَ شيئاً عن هذا في أصل موضوعك النافع لتكتمل الفائدة
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 06:36]ـ
أبا فاطمة
كثر الله من أمثالك
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 07:00]ـ
بارك الله فيك يا أبا الفداء موضوع مهمٌ جداً جداً، ومعذرةً على كنيتنا إذا أردتنا أن نغيرها فلا مانع في هذا فلقد تكنيت بهذه الكنية حباً في (ابن كثير) ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 12:17]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إخواني الكرام، بارك الله فيكم وشكر لكم مروركم .. وأقول: من حمل منكم شيئا من كلامي على التنقص من آل البيت أو كراهية إظهار فضائلهم ومعاملتهم كما أمر النبي عليه السلام فقد ظلمني أيما مظلمة!!! وحتى لا يندفع الإخوة إلى سوء الظن بمقاصدي، أُعلمكم بأنني ولله الحمد واحد من آل البيت، حسيب نسيب، من نسل زين العابدين بن علي رحمه الله! فوالله ما كتبت هذا الذي كتبته حقدا أو غيظا أو كراهة لفضل قد خصهم الله به!! أفأحسدهم أو أسلبهم حقا من حقوقهم وأنا منهم؟؟؟
غاية ما في الأمر أني أنبه إخواننا إلى خطورة تلك الشبكات المشبوهة التي تدعي أنها تجمعهم لمناقشة قضاياهم وحقوقهم، فتدخل فلا تجد الكلام إلا كلام رافضة، أو صوفية يقفون على أعتاب الرفض، ولا حول ولا قوة إلا بالله!! فالخطر الرافضي على جهال أهل السنة ممن لهم نسب إلى الآل أعظم وأشد بكثير، بسبب تلك الشبكات المشبوهة الملوثة، منه على غيرهم!! هذه قضية خطيرة من قضايا الدعوة المعاصرة يجب - وأكرر يجب - أن ينتبه إليها الدعاة!!
يقول أخي الفاضل سماحة، سامحه الله:
ثم إن الاهتمام بآل البيت مطلب شرعي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أذكركم الله في أهل بيتي" بل إن في الاقتداء بفضلائهم خير عظيم للأمة كما في حديث الثقلين الذي يفهمه الشيعة فهماً خاطئاً ...
فيا أخي هل رأيتني تنكرت لهذا المطلب الشرعي طرفة عين؟؟ أم أنك لا ترى هذا المطلب يتحقق إلا عبر تلك الشبكات الملوثة الغارقة في دعاوى الرافضة وغلاة التصوف؟؟
ولاحظ أخي الكريم منهج ابن عباس رضي الله عنهما في الفتنة التي حدثت بين الصحابة ... ومنهج الحسن بن علي رضي الله عنهما .. لتعلم فضل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة ...
أخي الحبيب، أخرج من كلامي موضعا واحدا رأيت فيه غضا من فضل سلفنا من آل البيت على الأمة! هذا ما خطر ببالي ولا خطه بناني قط! فلماذا تكلمني عن فضائل آل البيت وكأني أنكرها؟؟ عفا الله عنك.
فعلينا أن نهتم بفضائلهم وتاريخهم وسيرهم سواء قبل الخلافة أو بعدها ... والجهة منفكة .. وليس في هذا جر إلى أي فتنة ولا مظلومية .. وكل خير في اتباع وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وجزاكم الله خيراً
وأين فيما تقدم من كلامي ما يفهم منه القارئ أن كل اهتمام بفضائلهم وتاريخهم وسيرتهم وكذا، يلزم منه جر إلى الفتنة وفكرة المظلومية؟؟ كلا يا أخي ما هكذا قلت! إنما قلت أن هذا النمط من الشبكات والمنتديات تحديدا بتوجهه وأفكاره التي يطرحها أعضاؤه للنقاش فيما بينهم، تجعل الجهال منهم مطية للرافضة من حيث لا يشعرون!
ويقول أخي الكريم الحسني، زاده الله حسنا وإحسانا:
"ولا يجوز أن نأخذ ردة فعل من وجود تيارات مشبوهة تتمسح بآل البيت, ويكون ذلك مدعاة لأن ننكر فضلهم أو نهون منه بالتخصيص وبالطعن في الأنساب أو التلبيس بأن ذلك من الطبقية أو الجاهلية."
قلت أرجو ألا يكون خطابك هذا في ذاته، موجها إلي كردة فعل منك تجاه ما قرأته من كلامي، لأنك إذا ترميني بما أبرأ منه، وفقك الله.
ويقول:
وأما التهويلات بالقول أنهم بالملايين وكثر الأدعياء فيهم, ففيه خلط
قلت أي تهويلات يا أخي أكرمك الله؟ هم فعلا كثيرون جدا ولله الحمد، فلماذا تريد أن تحتجر واسعا؟
أما كثرة الأدعياء فيهم فحقيقة لا تملك إنكارها، غير أن إثباتها لا يلزم منه عجز جهابذة النساب عن كشف الكذابين والأدعياء، بل إنه لو تأملت - وأنت اللبيب الفطن - يثبت في الحقيقة ضد ذلك! إذ هو دليل على مهارتهم وعلو كعبهم في صنعتهم، لأنه لا يُعرف الأدعياء الكذبة أصلا ولا يفضحون إلا بنظر أهل الأنساب الحذاق في دعاوى الأدعياء!
أما قولك:
وقد رأينا كيف يتأثر العوام من أهل البيت إذا بدأهم الداعية بذكر محبتهم وفضلهم, ثم أخذ في التصحيح في أمور العقيدة التي قد توجد فيها أخطاء عند بعضهم من تصوف وغيره, بخلاف من يحتفل بسلبهم من فضائلهم وتهوينها ثم يتباكى إن لم يسمع له, وذلك أنه لم يدع باللتي هي أحسن, ولم ينزل الناس منازلهم, والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يعمم على سائر أهل البيت، فالخطاب الذي يناسب بعضهم قد لا يناسب البعض الآخر .. والعامي الجاهل منهم الذي هو بريء براءة أصلية من فرى الرافضة مثلا، لا يخاطب بمثل ما يخاطب به الصوفي الجلد الذي أشرب شبهات الرافضة في قلبه! أما سوء الخطاب وبخس آل البيت منزلتهم التي أنزلهم الله إياها فلا نقول به ولله الحمد!
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 01:08]ـ
بارك الله فيك، وجعل عملك يسبق نسبك، {وَمَنْ أبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ}.رواه مسلم
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 10:53]ـ
محبة آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وتوقيرهم فرض لازم على كل مسلم ومسلمة. هذا أمر لا يختلف فيه اثنان ولا نتطح فيه عنزان
ويتأكد هذا الأمر في أهل العلم والفضل منهم ..
هذا ما علمناه من علمائنا ومشايخنا ولله الحمد والمنة، لكن وللأسف بدأت أصوات تعلو هنا وهناك ممن رضعوا البدعة وفطموا بالشرك ممن يزعمون انتسابهم لآل بيت رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يزعمون أن لهم هموماً خاصةً بهم دون المسلمين كونهم من آل البيت، ويرون كل من لم يغلُ فيهم ويقبل الأرض تحت أقدامهم أنه ناصبي
وأن من قال من علمائنا -على سبيل المثال فقط-: لا يجوز تخصيص على -رضي الله عنه- بـ (كرم الله وجهه أو عليه السلام) فهو ناصبي جرَّه كرهه لعلي إلى كره النبي -صلى الله عليه وسلم-.
هل كل من انتسب إلى العترة الطاهرة فقد جاوز القنطرة؟ قد كتبت له العصمة والبعد عن الزلل وهو سائر في الطريق القويم -لا محالة- كونه من آل البيت؟
فيكفيه انتسابه إلى آل البيت، وليفعل ما شاء متى شاء، وليعتقد ما شاء من العقائد الخربة وليبتدع ما شاء من البدع .. فهو من آل البيت
لأمثال هؤلاء كتب أخونا الحبيب النسيب أبو الفداء ما كتب
هؤلاء الذين يعتبرون أن كل من خالف ما يعتقدونه من الصواب فهو ناصبي مبغض لآل البيت كلهم على السواء ابتداءً منه إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وهم شاءوا أم أبوا فإن الروافض قد ضربوا بجرانهم في ساحتهم .. قوم جعلوا همهم التنقص من أهل التوحيد والسنة ولمزهم بالنواصب الوهابية.
أما "من بطّأ به عمله، لم يسرع به نسبه" و "يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ماشئتِ؛ لا أغني عنكِ من الله شيئاً" فهي أحاديث لم يسمعوا بها، أو أنهم يعتقدون انطباقها على الناس دونهم
آل البيت يتحتم عليهم القيام بالدين حق القيام وأن يكونوا كأسلافهم الذين جمعوا بين حسن العمل وطهارة النسب فكانوا أئمة الدنيا رفع الله بهم دينه وأعلى بهم كلمته، فليعمل هؤلاء اليوم على سيرة أسلافهم لا أن يطفئوا جذوة النار التي أوقدها سابقوهم.
وجزى الله شيخنا الخراشي على نقله كلاماً طيباً لأحد وجهاء آل البيت اللواء يوسف جمل الليل في كتابه (الشجرة الزكية في الأنساب وسير آل بيت النبوة) موضحاً ما يجب على الآل القيام به وهو على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17543
ولا يظنن ظانٌّ أننا جعلنا كل آل البيت في زماننا من الواقعين في ظلمات الشرك والبدعة، بل فيهم من العلماء والفقهاء والصالحين الكثير الكثير، الذين برؤيتهم تكتحل العين، وبسماع أخبارهم تطرب الأذن ولله الحمد والمنة.
ولكن الحديث عن ثلة شذت ونفرت نسأل الله لنا ولهم الهداية.(/)
حميدان الشويعر و قيادة المرأة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 12:11]ـ
حميدان الشويعر و قيادة المرأة
يقول حميدان "شعر نبطي":
لا تضم التي مالها مَن تهاب =خبلة هبلة ما لها ما كُرِي
يوم تصبح تدوج بوسط البلد =كل دار تبايع به وتشتري
كل من كان يرضى بدوج المره =ودك انه بنعلينها يسطري
المره كنها الشاة بين البيوت =يطمع بفرسها الكلب لو هو جِري
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 09:15]ـ
.............
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 10:21]ـ
اشرح لنا الابيات(/)
قبل رمضان (خطوات عملية للتوبة)
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 12:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
نذكر الأحباب بشهر رمضان فلقد كان السلف يستعدون له نصف عام
ومن باب الاستعداد أقدم لكم خطوات عملية في التوبة
أولا: الاعتراف بالخطأ
ثانيا: تربية الإرادة وتكون باتباع الآتي:
أ- اصنع نظام وإلزم نفسك باتباعه (اكتب النظام الذي تريد أن تسير عليه في ورقة)
نموذج لنظام إسبوعي:
1 وقت الاستيقاظ قبل الفجر بمدة .... (حدد أنت المدة)
2 وقت تلاوة ما تيسر من القرآن قبل كل صلاة أو بعدها (حدد أنت المقدار والأوقات)
3 الذهاب للمسجد لتأدية الصلوات
4 أوقات تناول الطعام (حدد أنت الأوقات)
5 وقت العمل
6 وقت النوم
7وقت لمحادثة الأهل والأولاد
8 وقت لبر الوالدين وصلة الأرحام
9 وقت للقراءة والاطلاع
ب_نظام للكف عن الذنوب
احضر ورقة وقلما واقسم الورقة قسمين:القسم الأيمن اكتب فيه الطاعات التي تحبها والطاعات التي تجدها ثقيلة على نفسك
الفسم الأيسر اكتب فيه المعاصي التي لا تحبها والمعاصي التي تفعلها
وبعد ذلك اجلس مع نفسك .....
وخذ قرارا أن تبتعد عن المعاصي التي تحبها وتفعلها وضع مكانها الطاعات التي تحبها لأن القلب لابد أن يتعلق بشيء وعليك ان تشغل وقت المعصية بطاعة محببة
ثالثا: الاستماع إلى العلماء
رابعا: كثرة الدعاء والإخلاص فيه
خامسا: استمرار المجاهدة لاستمرار الوقوع في الذنوب
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران
والله من وراء القصد(/)
الإسراء والمعراج
ـ[سلطان القلوب]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 01:00]ـ
س. حال الأنبياء الذين قابلهم النبي في السماوات هل هي مستقر لهم.وهل قابلهم بأرواحهم وأجسادهم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 11:22]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27931(/)
الولاء حينما يكرس أزمة!
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 01:07]ـ
من أعظم مقتضيات ومتطلبات كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين وكتاب الله مليء بالآيات التي توجب هذا الحكم وتؤكده بل قال بعض العلماء،: 'أعظم قضية بعد التوحيد ونبذ الشرك في كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هي قضية الموالاة والمعاداة'
و هذا يزيل و يدفع شبهة كل من يريد تهميشها وتمييعها وتغييبها مستخدم في ذلك مصطلحات منمقة وشعارات محدثة ظاهرها الرحمة والخير و حقيقتها الجناية على أحكام الشريعة ونصوص الكتاب والسنة التي هي كالشمس في وضح النهار في تلك القضية.
وفي هذا الحكم منقبة عظيمة لمن تأملها حيث يقول الله -تبارك وتعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ [الممتحنة:1]
فكفى به فخرا أن يكون اسمك مقترنا باسم الله سبحانه وتعالى فيكون عدو الله عدوك وحبيب الله حبيبك.
وتتجسد الموالاة والمعاداة في المحبة والمودة والقرب وفي البغض والعداوة والبعد وهي معاني وأعمال قلبية ولكن لابد من ظهور أثرها على الجوارح واللسان فتتجلى النصرة والنصح و الدعاء للمؤمنين والحذر من التشبه والجهاد بالمال واللسان والسنان ونحوها للكافرين.
فمفهوم الموالاة يستوجب النصرة والنصح فيعظم اللوم والسخط لمن يجعل كلمة التوحيد شعارا له ودثارا ثم يرى بعد ذلك وهو تارك للنصح لما يظهره الاستبداد من منكرات علنية يعم فسادها البلاد والعباد أو يرى وهو يناصر الاستبداد بتلميعه أو بإضفاء الشرعية له على المستبد عليه المظلوم.
إننا بذلك نكون غير صادقين مع أنفسنا وغير ملتزمين لنهج ربنا ونصبح بذلك كمن يتشدق و يرفع صوته بقيمة الحرية التي يمتلكها مذهبه الليبرالي ثم إذا أتينا أرض الواقع ومحكه نراه يمارس ألوان من الاستبداد والإقصاء والظلم لأهل الإسلام والخير مناقضا بذلك نفسه وما تشدق به ورفع صوته. فالإنسان إذا لم يكن صادقا فيما يعتقده وما هو مقتنع به من مبادئ وقيم فلا قيمة له ولا وزن.
محمد المسلم.(/)
معنى قوله عليه الصلاة و السلام "ليس منا"
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 05:12]ـ
معنى قوله عليه الصلاة و السلام "ليس منا"
قال الترمذي: قال بعض أهل العلم معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم "ليس منا" يقول، ليس من سنتنا، ليس من أدبنا.
و قال علي بن المديني قال يحي بن سعيد كان سفيان الثوري ينكر هذا التفسير ليس منا يقول: ليس من ملتنا.
قال أبو عبيدة القاسم بن سلام في كتاب الإيمان: فهذه الآثار كلها و ما كان مضاهيا لها فهو عندي على ما فسرته لك، و كذلك الأحاديث التي فيها البراءة فهي مثل قوله من فعل كذا و كذا فليس منا، لا نرى شيئا منها يكون معناه التبرؤ من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا من ملته، إنما مذهبه عندنا أنه ليس من المطيعين لنا، و لا من المقتدين بنا، و لا من المحافظين على شرائعنا، و هذه النعوت و ما أشبهها و قد كان سفيان بن عيينة يتأول قوله:"ليس منا" ليس مثلنا، و كان يرويه عن غيره أيضا، و هذا التأويل و إن كان الذي قاله إمام من أئمة العلم فإني لا أراه، من أجل أنه إذا جعل من فعل ذلك ليس مثل النبي صلى الله عليه و سلم، لزمه أن يصير من يفعله مثل النبي صلى الله عليه و سلم، و إلى فلا فرق بين الفاعل و التارك، و ليس للنبي صلى الله عليه و سلم عديل و لا مثل من فاعل ذلك و لا تاركه.
قال البغوي في شرح السنة (8/ 167) لم يرد به نفيه عن دين الإسلام إنما أراد إنه ترك إتباعي، إذ ليس هذا من أخلاقنا و أفعالنا، أو ليس هو على سنتي و طريقتي في مناصحة الإخوان، هذا كما يقول الرجل أنا منك، يريد به الموافقة و المتابعة قال الله سبحانه و تعالى إخبارا عن إبراهيم عليه السلام "فمن تبعني فإنه مني" إبراهيم (36).
قال السندي "ليس منا" أي ليس من أهل سنتنا و طريقتنا و قيل هي للتغليظ
قال المباركفوري قوله "ليس منا" أي ليس من العاملين بسنتنا ...
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 07:58]ـ
لزيادة فائدة ينظر:
السنة للخلال 576/ 3
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 11:40]ـ
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عقبة بن عامر مرفوعاً أن رسو الله صلى الله عليه وسلم قال: (من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا).
فليس المقصود منه نفي أصل الإيمان، وإنما كما نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه من الوعيد الدال على نقص في الإيمان المفروض أو الواجب حيث قال: (فحيث نفى الله الإيمان عن شخص، فلا يكون إلا لنقص ما يجب عليه من الإيمان، ويكون من المعرضين للوعيد، ليس من المستحقين للوعد المطلق، وكذلك قوله (من غشنا فليس منا ومن حمل علينا السلاح فليس منا) كله من هذا الباب، لا يقوله إلا لمن ترك ما أوجب الله عليه، أو فعل ما حرم الله ورسوله، فيكون قد ترك من الإيمان المفروض عليه ما ينفي عنه الاسم لأجله، فلا يكون من المؤمنين المستحقين للوعد، السالمين من الوعيد) أهـ الفتاوى (7/ 30 - 31)
ولكن ينبغي ان نعلم أن السلف قدكره الخوض في تأويل نصوص الوعيد هذه مخافة من تهوين شأن الذنوب المتوعد عليها فيها وتجريء الرعاع عليها؛ وإنما اضطروا إلى الخوض في ذلك لبيان المذهب الحق، وإلا فالأصل إذا أمن ذلك أن يبقى الوعيد على ظاهره، كما أطلقه الشارع فإنه أدعى للزجر ..
ولذا نقل النووي في شرح مسلم عن سفيان بن عيينة أنه كان يكره قول من يفسر قوله في الحديث (ليس منا) بـ: ليس على هدينا، ويقول: (بئس هذا القول)؛ يعني بل يمسك عن تأويله، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ في الزجر، ويراجع في هذا كتاب الإيمان (2/ 92) للإمام ابن تيمية.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 02:11]ـ
قال الشيخ عبد الرحمان آل الشيخ في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد:
"ليس منا" فيه وعيد شديد يدل على أن هذه الأمور من الكبائر، وتقدم أن الكهانة و السحر كفر(/)
تبصير بواقع الرافضة، وتوصية بموقع شبكة الدفاع عن السنة للشيخ المحدث العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 12:55]ـ
تبصير بواقع الرافضة
نحن نحاكم الرافضة إلى كتبهم وعقائدهم وواقعهم بقصد دعوتهم إلى الحق، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، وفي نفس الوقت نحذر العالمين من ضلالهم وسوء سبيلهم، فلا نكذب عليهم، أو نظلمهم، ولا نلبس على عباد الله في تقويمهم وكشف حقيقتهم 0
سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان
تبصير بواقع الرافضة، وتوصية بموقع شبكة الدفاع عن السنة
بسم الله الرحمن الرحيم
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين فرقة) رواه أحمد (2/ 332) وأبو داود (4596) والترمذي (2640) وابن ماجه (3991) وغيرهم من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة وإسناده حسن 0
وجاء في حديث معاوية (وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة – يعني الأهواء – كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة .. ) رواه أحمد (4/ 102) وأبو داود (4597) من طريق صفوان بن عمرو، قال حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر الهوزني، عن معاوية، وهو حديث محفوظ 0
وجاء في الباب حديث عوف بن مالك، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس وأبي أمامة، وسعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وآخرين 0
وهذه الفرق والطوائف، ضالة مبتدعة، وليست بكافرة، والحكم بالنار لا يفيد الكفر، ولا يدل على التأبيد، ومن ثبت له عقد الإسلام بيقين لم يخرج منه إلا بيقين ومن أتى بقول، أو فعل، أو اعتقاد، ينافي أصل الإيمان، وانتفت عنه موانع التكفير كان كافراً مرتداً، ولا يعد في الثنتين وسبعين فرقة 0
فمن أشرك بالله، وجعل الأنبياء والصالحين وسائط يدعوهم، ويسألهم غفران الذنوب، وهداية القلوب، وتفريج الكروب، أو سجد لصنم، أو ذبح أو نذر لغير الله أو سب الله، أو رسوله صلى الله عليه وسلم سباً صريحاً أو استهزأ بالله وآياته ورسوله أو استخف بالمصحف، أو آية منه، أو حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه، أو امتنع عن تطبيق الشريعة في أرض الواقع، أو أعطى المخلوق حق التشريع، فهو كافر بالله، ولا يختلف العلماء، أن هذه الأقوال والأفعال والاعتقادات، تنافي أصل الإيمان، فمن وقع في واحدة منها، فإنه يكفر بذلك، وهذا يؤكد ضرورة قراءَة أحكام الإسلام، ودراسة العقيدة، وبذل الجهد في معرفة نواقض الإيمان، فإن الوثنية تطارد التوحيد في أكثر ميادين الحياة، وإن الرافضة الإثني عشرية لهم عقائد متردية، وآراء شاذة، واتجاهات فكرية فاسدة، ومخالفات كثيرة لقطعيات الشريعة، ومنطق العقل، وضرورات الفكر، فهم بعيدون عن تعاليم القرآن والدين الإسلامي المستقيم، فدينهم مبني على الكذب والزور وعقيدتهم مؤسسة على النفاق والخرافات، ونحن نحاكم هؤلاء إلى كتبهم وعقائدهم وواقعهم، بقصد دعوتهم إلى الحق، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، وفي نفس الوقت نحذر العالمين من ضلالهم وسوء سبيلهم، فلا نكذب عليهم، أو نظلمهم، ولا نلبس على عباد الله في تقويمهم وكشف حقيقتهم، فقد ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم على شيء، رفضوا السنة وكابروا في العقل، فارتموا في خرافات هزيلة، واعوجاجات كبيرة، وقد تضمنت كتبهم وعقائدهم، الإيمان بالمهدي الغائب عن الأنظار، محمد بن الحسن العسكري الذي دخل في سرداب سامراء، فلم يزل مختفياً عن الأنظار حتى الآن 0
وقد جاء في كتبهم، قصة ولادته وأن أمه حملت به وهي لا تعلم، وكان حمله وولادته في ليلة واحدة، ويذكرون من الحكايات والقصص في ولادته، ودخوله السرداب ومكثه فيه إلى هذا اليوم، أشياء لا يتجاوب معها ويصدقها مَنْ فيه ذرة من عقل 0
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء في كتبهم: أن محمداً صلى الله عليه وسلم بعث رحمة، ويبعث القائم نقمة، ويحكون عن أبي جعفر أنه قال (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يراه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من الناس، ليس هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم) 0
ويحكون بأن أول ما يبدأ به المهدي أن يخرج أبا بكر وعمر من قبريهما فيحرقهما، ويذريهما في الريح، ويكسر المسجد. ينظر في ذلك، بحار الأنوار (52/ 386) والرجعة (186 - 187) للأحسائي، والأنوار النعمانية (1/ 141) وغير ذلك من كتبهم 0
وقد قال الرافضي أمير علي عن شيعته، بأنهم يجتمعون في كل ليلة بعد صلاة المغرب بباب سرداب سامراء فيهتفون باسمه ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم، ثم ينفضون إلى بيوتهم بعد طول الانتظار وهم يشعرون بخيبة الأمل والحزن، ومثل ذلك أو أكبر أنهم يقولون إن كربلاء التي قتل فيها الحسين رضي الله عنه أفضل من بيت الله الحرام ونسبوا إلى جعفر قوله (إن أرض الكعبة قالت من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق وجعلت حرم الله وأمنه، فأوحى الله إليها أن كفي وقري ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا ما تضمنته أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقري واستقري وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكر ولا مستكبر لأرض كربلاء و إلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم) 0
ومن كثافة جهلهم وغليظ غبائهم، ما جاء في رواية القمي (إن الصبي منا إذا كان أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة، وإن الصبي منا يتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن، ويعبد ربه عز وجل عند الرضاع، تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحاً ومساءً) ومن ذلك هجرهم لاسم أبي بكر وعمر وعثمان، ولمن يتسمى بذلك حتى يكرهوا معاملته، وهذا نقطة من بحر، وغيظ من فيض من كثافة عقول هؤلاء القوم، وسذاجة أذهانهم، ولا عجب في ذلك فهذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسنة، قال الله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً) وقال تعالى (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ. وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) فإنهم مخالفون للكتاب متفقون على مخالفة الكتاب، لو كانوا من الطير لكانوا رخماً، ولو كانوا من الدواب لكانوا حمراً 0
ومن أسسهم الآثمة وأصولهم المعتبرة، من لا تقية له فلا دين له، وقد نسبوا إلى جعفر بن محمد رحمه الله تعالى: كذباً وزوراً، أنه قال (إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له) 0
ويقول ابن بابويه القمي – الملقب برئيس المحدثين عندهم – (التقية واجبة من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة) قال جمال الدين أبو المظفر عن الرافضة
هم أكذب الناس في قول وفي عمل وأعظم الخلق جهلاً في توثبه
وهم أقل الورى عقلاً وأغفلهم عن كل خير وأبطأ عن تكسبه
وكل عيب يردّ الشرع قد جمعوا هم جند إبليس بل فرسان مقنبه
وقد كانت الرافضة سبب سقوط الدولة الإسلامية في بغداد، فإن الوزير ابن العلقمي لما استمكن من الخليفة المستعصم العباسي، تآمر مع التتار على نهب ديار المسلمين وقتل علمائهم وخيارهم، فتم أمر الله (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً) 0
وقد يؤيد هذه الخيانة، ويمتدح هذه المؤامرة، ويبارك على هذه الجريمة النكراء بعض أساطين هؤلاء الرافضة كما أيد الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية صنيع نصير (الشرك) الطوسي من دخوله في العمل وزيراً لهولاكو بقصد الإطاحة بالخلافة الإسلامية بل ويرى مشروعية هذا العمل الإجرامي إذ يقول (إن من باب التقية الجائزة دخول الشيعي في ركب السلاطين إذا كان في دخوله الشكلي نصر للإسلام وللمسلمين مثل دخول نصير الدين الطوسي) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الرافضي الخوانساري عن نصير (الشرك) الطوسي (ومن جملة أمره المشهور المعروف حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي خان من جنكيز خان من عظماء التتارية وأتراك المغول، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد! وقطع دابر سلسلة البغي والفساد بإبدال دائرة ملك بني العباس وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن سال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فانهار بها في دماء دجلة إلى نار جهنم دار البوار) 0
وقد حفظ تاريخنا عن جرائم وخبث الرافضة تجاه أهل الحق والسنة الشيء الكثير فهم دائماً مع الصليبيين والمشركين ضد المسلمين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في المنهاج (1/ 20) فتجدهم أو كثيراً منهم إذا اختصم خصمان في ربهم من المؤمنين والكفار واختلف الناس فيما جاءت به الأنبياء فمنهم من آمن ومنهم من كفر سواء كان الاختلاف بقول أو عمل كالحروب التي بين المسلمين وأهل الكتاب والمشركين، تجدهم يعاونون المشركين وأهل الكتاب على المسلمين وأهل القرآن، كما قد جربه الناس منهم غير مرة في مثل إعانتهم للمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشام وغير ذلك، وإعانتهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر وغير ذلك في وقائع متعددة، من أعظم الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعة والسابعة فإنه لما قدم كفار الترك إلى بلاد الإسلام وقتل من المسلمين ما لا يحصي عدده إلا رب الأنام، كانوا أعظم الناس عداوة للمسلمين ومعونة للكافرين، وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير 0
وهذا يؤكد المقولة بأن دين الرافضة ليس هو دين المسلمين، وملتهم منابذة لملة المؤمنين، وليس لديهم أرضية خصبة للدين الإسلامي، وقبول ما تمليه الشريعة من أحكام ونظم جليلة وقد صرح بذلك ساستهم وكبراؤهم يقول نعمة الله الجزائري عن أهل السنة (إنا لا نجتمع معهم على إله، ولا على نبي، ولا على إمام، لأنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه، وخليفته من بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب، ولا بذلك النبي لأن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا، ولا ذلك النبي نبينا) 0
ويقول محمد الرضوي عن أهل السنة (فإن قال أحد من الناس فيهم: إنهم شر من اليهود والنصارى فقد صدق في قوله، وإن أقسم بالله على ذلك بر يمينه) 0
إن المكفرات لدى الرافضة التي أجمع المسلمون، في كل قطر ومصر، على أنها من نواقض الإسلام، ومفسدات الإيمان كثيرة وطويلة، فمنها
1 - شركهم في توحيد الربوبية، فمن عقائد القوم أن أول مخلوق خلقه الله هو نور الأئمة، ومنه فتق جميع ما في الكون من مخلوقات علوية وسفلية 0
2 - شركهم في توحيد العبادة، من دعاء غير الله، والطواف على القبور، وتأليه أصحابها، والذبح والنذر لغير الله، قال الرافضي محمد الرضوي (أما طلب الشيعة من أصحاب القبور أموراً لا يقدر عليها إلا الله تعالى فليس هو إلا جعلهم وسائط بينهم وبين الله، وشفعاء إليه في نجاحها امتثالاً لأمره تعالى ... ) 0
3 - نفيهم صفات الله عز وجل جملة وتفصيلاً، ووصفهم الله تعالى بالسلبيات والنقائص 0
4 - نسبتهم البداء لله تعالى، ومعناه عندهم (إن الله قد يبدو له الشيء لعدم علمه بالعواقب فيقضي بخلاف ما قضى في السابق) 0
5 - زعمهم أن القرآن محرف، وزيد فيه ونقص، قال الرافضي نعمة الله الجزائري (إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة، بل المتواترة الدالة بتصريحها على وقوع التحريف في القرآن) وقد كتب أحد شياطينهم كتاباً أسماه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) وجاء في الكتاب حكاية إجماع أئمتهم على وقوع التحريف بالقرآن 0 وجاء عن بعض علمائهم تكذيب هذا، وقد لا يعرف كثير من العامة شيئاً من هذا 0
6 - قولهم: عن أئمتهم أنهم يعلمون ما كان وما يكون، وأنهم لا يخفى عليهم شيء، وذكروا عن الصادق زوراً وبهتاناً أنه قال (والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين) فقال له رجل من أصحابه: جعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له (ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في كتابهم الكافي (أن الأئمة (أئمة الرفض) يعلمون ما كان وما يكون وأنهم لا يخفى عليهم شيء) 0
7 - تكفيرهم الصحابة إلا نفراً يسيراً، يقول الرضوي الرافضي (إن مما لا يختلف فيه اثنان ممن هم على وجه الأرض أن الثلاثة، الذين هم في طليعة الصحابة – يعني أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم – كانوا عبدة أوثان) وقال (أما براءتنا من الشيخين – أبي بكر وعمر – فذاك من ضرورات ديننا، وهي أمارة شرعية على صدق محبتنا لإمامنا، وموالاتنا لقادتنا، عليهم السلام إن الولاية لعلي لا تتم إلا بالبراءة من الشيخين وذلك لأن الله يقول (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا) ونسبوا إلى أبي جعفر بهتاناً عظيماً أنه قال (كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة) فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: (المقداد وأبو ذر وسلمان) 0
8 - قذفهم الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها بالإفك، وقد برأها الله من فوق سبع سماوات، قال الرافضي صاحب الصراط المستقيم قالوا [أي: أهل السنة] برأها الله في قوله (أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ) قلنا ذلك تنزيه لنبيه عن الزنا، لا لها كما أجمع عليه المفسرون 0
إلى غير ذلك من المكفرات الكبيرة، التي لا يجتمع معها إسلام إلا كما يجتمع الحوت والضب، ومن قال بأن هذه العقائد لطائفة منهم دون الأكثرية، فقد غلط فهذا توحيد خاصتهم، وعامتهم، كبيرهم وصغيرهم، ولا سيما شركهم في توحيد العبادة وتكفير الصحابة، وقد دلت على ذلك كتبهم، وعبرت عن عقيدتهم، مدارسهم، والمناظرات الأخيرة في شهر رمضان عبر قناة المستقلة، مبصرة بأقاويلهم، وحاكمة على عقائدهم، ومجلية للخلاف بين المذهبين، وأنه اختلاف إسلام وكفر، فلا يحتمل فيه الخلاف، ولا يمكن معه التقريب، ومن قال غير ذلك فهو لا يفهم التوحيد، ولا ما جاءَت به الرسل، فيريد أن يجمع بين الحق والباطل، والكفر والإسلام وهذا ضلال بعيد ومسخ للثوابت الشرعية، فإن عقائد الرافضة في ماضيهم وحاضرهم شرك وتعطيل، ولهم في الشبكة العالمية الإنترنت، منتديات تجاهر بالكفر والشرك والطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين، وينادون عبر ذلك بضرورة الدخول في ديانتهم ومشاركتهم في شركهم، وتكفير الصحابة، ولعن أبي بكر وعمر وعثمان، وأمهات المؤمنين 0
هذا وقد عملت أيدي بعض العلماء وطلبة العلم العاملين، جهوداً مشكورة لمكافحتهم ومواجهتهم عبر الشبكة العنكبوتية، وأنشؤا من خلال ذلك موقع شبكة الدفاع عن السنة لكبح شرهم وعدوانهم الأثيم، ولهم في سبيل ذلك أنشطة متواصلة، بذلوا لأجلها أعمالاً جليلة، ومواقف مشرفة، كان الله في عونهم ونصرهم 0
وإن هذا الموقع الطيب الأشم لحقيق بالحفاوة والتقدير، وجدير بالدعم والتكريم ويتمثل هذا الموقع الزاهر بأمور
1 - نشر العقيدة الصحيحة السليمة على وفق الكتاب والسنة 0
2 - الدفاع عن السنة المطهرة 0
3 - الدفاع عن الصحابة والذب عن حرماتهم وأعراضهم الطاهرة النقية 0
4 - الرد على شبهات الرافضة التي تثار بين وقت وآخر 0
5 - نشر مخازي الرافضة، وجرائمهم عبر التاريخ 0
6 - نشر الوثائق المصورة المنقولة من كتب الرافضة أنفسهم 0
7 - تبصير جهلة الرافضة وعوامهم بفساد دينهم، وخيانة علمائهم 0
وبكل أسف أن يوجد في مجتمعنا أناس منهزمون فكرياً من المحسوبين على التيار الإصلاحي والدعوي خرجوا على الناس بتمييع مسائل التوحيد الكبرى، والتهوين من بدع الرافضة، والتشكيك في المنقول من معتقداتهم وأصولهم، وقد يدعون إلى التقريب بين أهل السنة والرافضة، وأن الخلاف فيما بيننا وبينهم في أمور جزئية، ومسائل اجتهادية، وأمور فرعية، وتلكم والله مصيبة عظيمة، ومحنة كبيرة، فهل أصبحت مسبة رب العالمين، مسألة لا تستحق الغضب؟، أم أضحى لعن الصحابة وتكفيرهم أمراً اجتهادياً لا يثير الولاء والبراء؟، أم غدا الخلل الموجود عند الرافضة في توحيد الإلهية من المسائل الجزئية؟، ألا فليسكت الجبناء دعاة الهزيمة، فإن هذا الضلال والاعوجاج بالتقريب بين الحق والباطل، لا قرار له في مجتمع أهل السنة، ولا والله لا نجتمع نحن وإياهم والخلاف فيما بيننا وبينهم في جذر العقيدة، ولب الشريعة، وزبدة الرسالة المحمدية 0
وكل دعوة تقريب بين أهل السنة والرافضة تقتضي الاعتراف بكتب الرافضة وعقائدهم في الله، والصحابة، وهذا يعطي الكفر، والزندقة، صفة الإسلام، والإيمان نعوذ بالله من ذلك، والله تعالى يقول (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ) 0
والعجيب أن دعاة التقريب من الرافضة ومن نحا نحوهم لا يتنازلون عن عقائدهم الفاجرة، وأفعالهم الظالمة، بخلاف دعاة التقريب من المحسوبين على أهل السنة فإنهم يتنازلون لهم، وتنهار لأجلهم، مبادئهم وأسسهم العادلة، وحقيقة التقريب عند الرافضة هو أخذ أهل السنة بعقيدة تلك الشرذمة الظالمة، وقد صرح بذلك بعض قادتهم أمثال الخالصي وعبد الحسين الموسوي، ويقول قائلهم (لا يمكن التفاهم والاتفاق على شيء قبل أن نضع رجال الصدر الأول في ميزان الحساب لأنهم خلفوا أموراً خلافية كثيرة لا يمكن التغاضي عنها) 0
كتبه
سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان
16/ 10/1423هـ
القصيم – بريدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 10:14]ـ
جزاك الله خيراً وفك أسر الشيخ الفاضل
ـ[ابو حسان السلفي]ــــــــ[16 - Apr-2009, مساء 06:09]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل حبذا لو تفضلت بذكر مصدر الخبر(/)
القراءة بين النقد والاستلاب [ساعة حوار] للشيخ عبدالرحمن بن صالح المحمود
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 03:05]ـ
القراءة بين النقد والاستلاب [ساعة حوار]
للشيخ عبدالرحمن بن صالح المحمود
http://ia311205.us.archive.org/2/items/tamer_186/alqeraah-hi.rmvb
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 08:24]ـ
انصح بمشاهدة الحلقة فهي مفيدة جدا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 04:35]ـ
ليتك تحضر لنا الشريط صوتيا فقط دون المرئى
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 05:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضل اخي المكرم:
رابط صوتي:
http://ia311205.us.archive.org/2/items/tamer_186/alqeraah.mp3
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 09:23]ـ
قال المحاور ان الحلقة القادمة عن السلفية والليبرالية للدكتور عبد الله البريدى وسؤالى ان ما اتجاه الدكتور البريدى؟
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 12:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل انا لا اعرفه
لكن وجدت هذا الرابط يرد فيه احد الاخوة عليه
http://alsonnah.com/suna/showthread.php?t=304
و الذي يظهر لي لا على سبيل الجزم ان الرجل متاثر بالليبراليين و الله اعلم
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 02:36]ـ
البريدي هذا سأله السنيدي في الحلقة عن انتمائه فقال بأنه من اللا انتماء و العياذ بالله.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 03:11]ـ
اذا سينال من السلفية فى الحلقة
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 08:56]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل حلقة رائعة وماتعة جدا جدا.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 12:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختي الفاضلة
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 02:19]ـ
اذا سينال من السلفية فى الحلقة
الحلقة اذيعت يوم الأحد 18/ 11 / 1429هـ
وتستطيع تحميلها من هنا:
رابط الحلقة
http://www.zshare.net/download/51434362a6170b68
رابط الحلقة ولكن صوت فقط
http://www.zshare.net/download/5143597025f857a9
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 03:45]ـ
ارجو اعطائى رابط أخر
لانى لااعرف كيف اتعامل مع تلك الروابط
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 04:05]ـ
ارجو اعطائى رابط أخر
لانى لااعرف كيف اتعامل مع تلك الروابط
الطريقة سهلة يا أخي فقط اضغط على الرابط ثم اضغط على
Download naw
ثم انتظر الى ان ينتهي العداد من عد حوالي 50 ثانية ثم حمل.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 11:28]ـ
انا جربت على متصفحين فلايحمل الا ملفا فارغا
لو الشريط فى مكان اخر ليتك ترسله لى
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 08:52]ـ
انا جربت على متصفحين فلايحمل الا ملفا فارغا
لو الشريط فى مكان اخر ليتك ترسله لى
هذا رابط آخر على الميديافاير:
http://www.mediafire.com/?sxdy2ida3zy
أو من هنا برابط يدعم الإستكمال:
http://gettyfile.ru/270548/
للتحميل إضغط على الأيقونة:
http://gettyfile.ru/images/download.gif
وبارك الله فيكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 09:54]ـ
جزاك الله خيرا
وهل استاذ خالد الرفاعى الذى اتصل بهم فى الحقة هو خالد الذى يجيزه الشيخ سعد للفتوى فى الالوكة؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 12:31]ـ
عبدالله البريدى يريد من الشباب الاشتغال بالفلسفة ولايكونون تلاميذ فى المدرسة بل يكونون من مؤسسى وأساتذة المدرسة و أحببت هنا أن اسجل بعض الردود عليه لأهميتها
قال الدكتور عمر الاشقر نحن بحاجة الى رجال عقيدة لا الى رجال فلسفة نحن نريد أقواما يعالجون داء هذه الأمة وبلاءها ولن يفعل ذلك أصحاب الفلسفة والرأى
والكاتب أحمد أمين عقد مقارنة بين صاحب الرأى وصاحب العقيدة وأثر كل منهما فى الحياة * اسمعها عند الدقيقة 1,11من هذا الشريط
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=29305&scholar_id=33&series_id=1425
ويريد ان يُوقع الشباب فى المأساة التى وقع فيها أساطين الفلسفة القدماء والمعاصرين بأن ضيعوا أعمارهم فى لاشيئا ومن أبرزهم من المعاصرين سقراط يقول أنا لاأعلم شيئا علم اليقين الا؟ أننى لست أعلم شيئا
وتعلمون اقول ائمة الاسلام القدماء كالشافعى فى علم الكلام لكن الفلسفة هذه أخطر من علم الكلام * قاله الشيخ ياسر برهامى *
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 12:34]ـ
ولمن أراد الفرق بين العقيدة والفلسفة بتوسع فليقرأ للعمالقة الذين تخصصوا فى هذا الشئ من اهل السنة وم نالمعاصرين أستاذ الجميع الدكتور مصطفى حلمى وممن أقدم منه الاستاذ الازهرى العملاق الدكتور محمد عبد الله دراز ومن اهم كتبه كتاب النبأ العظيم وكتاب الدين * قاله الشيخ محمد اسماعيل فى الشريط السابق رابطه(/)
نفي النقائص عن الله يكون بالسمع والعقل خلافا لبعض الأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:47]ـ
نفي النقائص عن الله يكون بالسمع والعقل خلافا لبعض الأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
إثبات الكمال لله تعالى ونفي النقائص عنه سبحانه من العلوم الضرورية ويدل عليه العقل والشرع والفطرة؛ومن المسائل التي ذهب إليها بعض الأشاعرة قول بعضهم من أن نفي الآفات والنقائص عن الله لم يعلم إلا بالإجماع لم يعلم بالعقل ولا بالشرع كما نص عليه الجويني وتبعه الرازي والآمدي ثم زاد الأمر بلة أنهم زعموا أن دلالة الإجماع ظنية فكان حقيقة قولهم أن لا دليل على نفي النقائص والآفات عن الله فكان الأمر بعد ذلك أن جوزوا عليه فعل كل قبيح؛ وهذه المسألة من أشنع المسائل في مذهب الأشاعرة.
نص كلام الجويني
قال أبو المعالي الجويني في الإرشاد (74):فإن قيل من أركان دليلكم استحالة اتصاف الباري تعالى بالآفات المضادة للسمع والبصر فما الدليل على ذلك؟ قلنا: هذا مما كثر فيه كلام المتكلمين ولا نرتضي مما ذكروه في هذا المدخل إلا الالتجاء إلى السمع إذ قد أجمعت الأمة وكل من آمن بالله تعالى على تقدس الباري تعالى عن الآفات والنقائص فإن قيل: الإجماع لا يدل عقلا وإنما دل السمع على كونه دليلا والسمع وإن تشعبت طرقه فمآله كلام الله تعالى وهو الصدق وقوله الحق والأفعال لا تدل على ثبوت الكلام بل سبيل إثباته كسبيل إثبات السمع والبصر كما سنذكره فلو وقعت الطلبة في الكلام نفسه وأسندنا إثباته إلى نفي الآفة ثم رجعنا في نفي الآفة إلى الإجماع الذي لا يثبت إلا بالكلام لكنا محاولين إثبات الكلام بما لا يثبت إلا بعد العلم بالكلام عليه وذلك نهاية العجز.
قال ابن القيم: وهكذا باب التوحيد وإثبات الصفات فإن في الفطرة الإقرار بالكمال المطلق الذي لا نقص فيه للخالق سبحانه ولكن معرفة هذا الكمال على التفصيل مما يتوقف على الرسل وكذلك تنزيهه عن النقائص والعيوب هو أمر مستقر في فطر الخلائق خلافا لمن قال من المتكلمين أنه لم يقم دليل عقلي على تنزيهه عن النقائص وإنما علم بالإجماع ...
قبحا لهاتيك العقول فإنها ... عقال على أصحابها ووبال ...
فليس في العقول أبين ولا أجلى من معرفتها بكمال خالق هذا العالم وتنزيهه عن العيوب والنقائص وجاءت الرسل بالتذكرة بهذه المعرفة وتفصيلها وكذلك في الفطر الإقرار بسعادة النفوس البشرية وشقاوتها وجزائها بكسبها في غير هذه الدار
شفاء العليل (302)
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن ثبوت الكمال له ونفى النقائص عنه مما يعلم بالعقل.
وزعمت طائفة من أهل الكلام كأبي المعالي والرازي والآمدى وغيرهم أن ذلك لا يعلم إلا بالسمع الذي هو الإجماع وأن نفى الآفات والنقائص عنه لم يعلم إلا بالإجماع وجعلوا الطريق التي بها نفوا عنه ما نفوه إنما هو نفى مسمى الجسم ونحو ذلك وخالفوا ما كان عليه شيوخ متكلمة الصفاتية كالأشعرى والقاضي وأبى بكر وأبى إسحاق ومن قبلهم من السلف والأئمة في إثبات السمع والبصر والكلام له بالأدلة العقلية وتنزيهه عن النقائص بالأدلة العقلية.
مجموعة الرسائل والمسائل (2|197)
وقال شيخ الإسلام عن الرازي: وقد ذكر في أعظم كتبه نهاية العقول أنه ليس في هذه المسألة دليل عقلي على النفي فلا يمكنه أن يقيم عليهم فيها دليلا عقليا وغاية ما اعتصم فيها بما ادعاه من الإجماع على أن سبحانه وتعالى غير موصوف بالنقائص وإن الحادث إن كان صفة كمال فقد كان قبل ذلك ناقصا وإن لم يكن صفة كمال فالإجماع منعقد على أنه تعالى لا يوصف بغير صفة الكمال وقد تكلمنا على ما ذكر في غير هذا الموضع وإذا لم يكن في ذلك دليل عقلي لم يصح أن يكون ذلك معارضا لما يقول المنازع إنه معلوم بالفطرة الضرورية.
بيان تلبيس الجهمية (1|303)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا: الوجه الثاني: أن يقال: أنتم تقولون: لم يقم دليل عقلي على نفي النقص عن الله تعالى كما ذكر ذلك الرازي متلقيا له عن أبي المعالي وأمثاله وإنما ينفون النقص بالأدلة السمعية وعمدتهم فيه على الإجماع وهو ظني عنده والنصوص الدالة عليه دون النصوص الدالة على العلو في الكثرة والقوة.
وإذا كان كذلك وكان علو الله تعالى على خلقه ثابتا بالسمع كان السمع مثبتا لما نفيتموه لا نافيا له ولم يكن في السمع ما ينفي هذا المعنى وإن سميتموه ناقصا فإنه إذا كان عمدتهم الإجماع فلا إجماع في موارد النزاع ولا يجوز الاحتجاج بإجماع في معارضة النصوص الخبرية بلا ريب فإن هذا يستلزم انعقاد الإجماع على مخالفة النصوص وذلك ممتنع في الخبريات وإنما يدعيه من يدعيه في الشرعيات
درء التعارض (3|275)
وقال ابن القيم: كما صرح به الرازي وتلقاه عن الجويني وأمثاله قالوا , وإنما نفينا النقائص عنه بالإجماع , وقد قدح الرازي وغيره من النفاة في دلالة الإجماع , وبينوا أنها ظنية لا قطعية؛ فالقوم ليسوا قاطعين بتنزيه الله عن النقائص بل غاية ما عندهم في ذلك الظن فيا للعقلاء ويا لأولي الألباب كيف تقوم الأدلة القطعية على نفي صفات كماله ونعوت جلاله وعلوه على خلقه , واستوائه على عرشه , وتكلمه بالقرآن حقيقة وتكليمه لموسى حقيقة بكلامه القائم به , ورؤية المؤمنين له بأبصارهم عياناً من فوقهم في الجنة حتى تدعي أن الأدلة السمعية الدالة على ذلك قد عارضها صريح العقل , وأما تنزيهه عن العيوب والنقائص فلم يقم عليه دليل عقلي , ولكن علمناه بالإجماع , وقد قلتم دلالته ظنية؛ فوالله لو قال المشبه المجسم بزعمكم ما قال ما رضي لنفسه بهذا , ولكان رب العالمين وقيوم السماوات والأرض أكبر في صدره وأجل في قلبه من أن لا يكون في عقله دليل ينزهه عن النقائص , ولعل جاهلاً أن يقول إنا قلنا عليهم ما لم يقولوا أو استجزنا ما يستجيزونه هم من حكاية مذاهب الناس عنهم فما يعتقدونه هم لازم لأقوالهم فيكذبون عليهم كذباً صريحاً يقولون مذهب الحنابلة إن الله يجوز أن يتكلم بشيء ولا يعني به شيئا, ومذهبهم أن الله لا يجوز أن يرى , وأمثال ذلك مما هو كذب صريح وفرية مستندهم فيها ما فهموه من لازم قولهم؛ فنحن لا نستجيز ذلك على أحد من الناس , ولكن هذه كتب القوم فراجعها , ولا تقلد الحاكي عنهم , ويكفيك من فساد عقل يعارض الوحي أنه لم يقم عنده دليل عقلي ينزه ربه وخالقه عن العيوب والنقائص؛ فلقد كشف لك صاحب هذا العقل عن حقيقة معقوله , وأقر على نفسه وعقله أنه أقل وأحقر شأنا أن يعارض الوحي ونصوص الأنبياء ثم يتقدم عليها وبالله التوفيق.
"الصواعق المرسلة " (4|1229)
ترتب على ذلك مسألة في النبوات
قال شيخ الإسلام: والمقصود أن هؤلاء لما احتاجوا إلى إثبات النبوات اضطربوا في صفة النبي وما يجوز عليه وفي الآيات التي بها يعلم صدقه فجوزوا أن يرسل الله من يشاء بما يشاء لا يشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به لأن تبليغ الرسالة بدون العلم ممتنع ومن جوز منهم تكليف ما لا يطاق مطلقا يلزمه جواز أن يأمره الله بتبليغ رسالة لا يعلم ما هي وجوزوا من جهة العقل ما ذكره القاضي أبو بكر أن يكون الرسول فاعلا للكبائر إلا أنه لا بد أن يكون عالما بمرسله لكن ما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس أو مخنث أو غير ذلك فانه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر ... فلم يعتمد القاضي أبو بكر وأمثاله في تنزيه الأنبياء لا على دليل عقلي ولا سمعي من الكتاب والسنة فإن العقل عنده لا يمنع أن يرسل الله من شاء إذ كان يجوز عنده على الله فعل كل ما يقدر عليه وإنما اعتمد على الإجماع فما أجمع المسلمون عليه أنه لا يكون في النبي نزه عنه ثم ذكر ما ظنه إجماعا كعاداته وعادات أمثاله في نقل إجماعات لا يمكن نقلها عن واحد من الصحابة ولا ثلاثة من التابعين ولا أربعة من الفقهاء المشهورين.
النبوات (1|478)
والحمد لله رب العالمين.
ـ[الصيعاني]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 12:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي الغريب ونفع بك فكل مقالاتك مميزة وهادفة فزدنا وفقك الله فإنك قد لا تعلم عظم فائدتها بالقدر الذي هي عليه.
وأنا أتتبعها جميعها وفقني الله وإياك
أخوك على الطريق الصيعاني(/)
(2) خيانات الصوفية للأمانة العلمية (جمعية الإمام مالك بن أنس أنموذجا)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 10:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ينفون عن دينه غلو الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله حجة الله الله على كافة الناس أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه حملة العلم وقدوة العالمين وسلم تسليما كثيرا وبعد:-
فهذا استكمال لما بدأته من كشف خيانات الصوفية للأمانة العلمية والهدف من هذه السلسة هو كشف حال أهل التصوف وبيان خياناتهم العلمية وكذبهم على أهل العلم.
ونسأل الله لنا الإعانة ... فيما توخينا من الإبانة
وإن المرء ليتعجب من حال المتصوفة ليل نهار، فمع وضوح الأدلة وبيانها يقابلونها بالجهل والهوى بل بالتدليس والتلبيس فهذا حالهم:
1 - حجتهم: الجهل والهوى، والتلبيس والتدليس.
2 - تنكبوا بتصوفهم عن كتاب الله وعن فهم معانيه وعن اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وعمدوا إلى كتب ابن عربي وقصائد ابن الفارض والأوراد الشركية والأذكار البدعية.
3 - تركوا الآيات وأخذوا بالوساوس والخطرات وطرحوا السنن الثابتة المروية وأخذوا بالبدع والأهواء الغوية (انظر إظهار العوار ص 205)
ذهب الرجال وحال دون مجالهم ** زمر من الأوباش والأنذال
زعموا بأنهم على آثارهم ** ساروا ولكن سيرة البطال
لبسوا الدلوق مرقعا وتقشفوا ** كتقشف الأقطاب والأبدال
قطعوا طريق السالكين وغوروا ** سبل الهدى بجهالة وضلال
جمعية الإمام مالك بن أنس http://file12.9q9q.net/img/99586576/CIMG3955.JPG (http://file12.9q9q.net/preview/99586576/CIMG3955.JPG.html)
جمعية الإمام مالك بن أنس جمعية صوفية ومقرها بمدينة المحرق إحدى مدن مملكة البحرين – حفظها الله عزوجل وسائر بلاد المسلمين من كل سوء – ويرأس الجمعية الدكتور إبراهيم بن راشد المريخي وهذا الرجل له معي موعد آخر.
ويدير الجمعية والده راشد المريخي وهو الأب الروحي لها وهو خطيب إلا أنه منع في الآونة الأخيرة من الخطابة لفحش كلامه وسلاطة لسانه ويعتبر عدوا للسلفيين شديد الكلام عليهم ووصفهم بأقبح الأوصاف، رحيما مع الرافضة فيتودد إليهم ويجتمع بهم وهذا أمر مشهور ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد ذكر الأستاذ عبدالعزيز البداح في كتابه " المدارس الأجنبية في الخليج " ص 68 بأن هناك شخصيتين تحاولان التأصيل للطرق الصوفية في البحرين وهما راشد المريخي وابنه إبراهيم والدكتور ناجي العربي.
وقد كان الاثنان (راشد المريخي وناجي العربي) مجتمعين وقد حصل بينهما في الآونة الأخيرة خلاف شديد فانفصل كل من أحدهما عن الآخر، ولم تنجح مجالس الصلح بينهما حتى بعد مجئ علي الجفري للصلح بينهما بل وصل الأمر إلى الاعتداء بالضرب وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.
وليس للجمعية أية جهود إلا إقامة الموالد والحفلات ونشر كتب الأوراد البدعية ومن زار الجمعية عرف ذلك علم اليقين وإن المرء ليتعجب حينما يرى صورة الصليب معلقة على الشقة المجاورة للجمعية دون نكير فتركوا شعار عباد الصليب دون إنكار وتفرغوا للطعن والنيل من أهل السنة فلاحظ أخي الفاضل:-
http://file13.9q9q.net/img/27255892/CIMG3956.JPG (http://file13.9q9q.net/preview/27255892/CIMG3956.JPG.html)
وبعد دخولك الجمعية تجد مناداة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث تجد التلبية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
http://file12.9q9q.net/img/45371392/CIMG3957.JPG (http://file12.9q9q.net/preview/45371392/CIMG3957.JPG.html)
وتجد صور المنشدين وأصحاب الفرق الموسيقية
http://file12.9q9q.net/img/85981871/CIMG3958.JPG (http://file12.9q9q.net/preview/85981871/CIMG3958.JPG.html)
http://file13.9q9q.net/img/65382387/CIMG3959.JPG (http://file13.9q9q.net/preview/65382387/CIMG3959.JPG.html)
http://file14.9q9q.net/img/63561836/CIMG3961.JPG (http://file14.9q9q.net/preview/63561836/CIMG3961.JPG.html)
وأما خيانة جمعية الإمام مالك العلمية فلاحظ أخي الفاضل ما يأتي:-
http://file13.9q9q.net/img/36375421/----.jpg (http://file13.9q9q.net/preview/36375421/----.jpg.html)
http://file14.9q9q.net/img/94923399/-------------------.jpg (http://file14.9q9q.net/preview/94923399/-------------------.jpg.html)
وأخيرا جزى الله خيرا الأخ الذي اكتشف هذه الخيانات ونفع الله به الإسلام والمسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو الحسن الأزهري
" نزيل بلاد الحرمين "
غفر الله ذنبه وستر عيبه
في
24/ 12 / 1429هـ
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 12:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 06:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفيكم بارك ...........
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 07:08]ـ
بارك الله فيك وهم كما قال شيخ المعرة:
صوفيَّةٌ شَهِدَت لِلعَقلِ نَسبَتُهُم بِأَنَّهُم ضَأنُ صوفٍ نَطحُها يَقِصُ
تَواجَدَ القَومُ مِن نُسكٍ بِزَعمِهِمُ وَاللَهُ يَشهَدُ ما زادوا كَما نَقَصوا
============================== ========(/)
نداء لطالب العلم الشبهات تداهم عوامكم في المنتديات
ـ[غيورة على الدين]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 11:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
..
.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
لطالما كنت من متابعي الألوكه من الخارج عالم مقدس وأنفس طاهره .. أستزيد من علم أهله وأفتخر اني من زواره ..
لكن بالفتره الأخيره ضاقت نفسي بما يحدث بالمنتديات المشهوره على الشبكه ذا ت التوجه الأعلامي الواضح ..
عدد من شبابنا وفتياتنا كانوا على خيرر و لكثر مايورد عليهم من الشبهات تغيروا وأصبحوا "حداثيين" كما يوصفون أنفسهم ويفتخرون بذلك ..
لماذا أراكم متقوعين في هذا المنتدى ولاتنشرون الخير والعلم الذي رزقكم الله ومن عليكم فيه؟؟
والله لو أملك منه الشي القليل .. لما ترددت لحظه في مواجهتهم ومناقشتهم ..
أنا أعلم أن هذه المنتديات محشوه بالمنكرات ولكن
خير البرية رسول صلى الله عليه وسلم كان يذهب لكفار قريش يدعوهم في منتدياتهم وهم يعاقرون الخمر ..
والله ثم والله ثم والله انكم مسؤولون عما يحدث في المنتديات وعن هذه الشبهات التي لا تجد من يرد عليها من أهل البلاغه والعلم ..
.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 12:18]ـ
بارك الله فيك اختي الكريمة
من فضلك اذا امكن ان تعطينا عناوين هذه المواقع
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 12:45]ـ
أحسنت بارك الله فيك.
وكنت قد اطلعت على بعض هذه المنتديات، ورأيت عين ما تقولين.
وبعض شبابنا لما رأى ما بهذه المنتديات ألحد!
وأحدهم ذكر في أحد الصحف أنه ألحد لما وجدهم قد احتووه ورحبوا به، ولم يجد ذلك من أهل العلم كما لم يجد منهم دفع شبهه، ولكنه عاد إلى الإسلام بفضل الله وكتب كتابا يحكي فيه قصته.
ولكن الإشكال أن كثيرا من هذه المنتديات تجد فيها ما لايليق من الصور والكلمات؛ لذلك سألت هذا السؤال في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160724
ـ[غيورة على الدين]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 02:27]ـ
أنا لم أعني المنتديات الليبراليه ..
أنا عنيت المنتديات المختلطه التي اغلب اعضاءها ومرتاديها ممن هم على عقيده سويه وإن كانوا مقصرين ..
فهذه المنتديات أصبحت جزء من حياة اعضائها من صغار السن والذين ليسوا على درجه كافيه من الوعي الديني .. وقد تم استغلالها من قبل من يبثون الشبهات ولم يجدون ممن يناقشهم ويرد عليهم
فهل من الحكمه ترك عوامنا لهم؟؟ وإعطاهم مثل هذه الفرصه؟؟
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 06:09]ـ
بسم الله الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فالمنتديات بهيكلتها البرمجية مدعاة للشر وضياع العمر والقول على الله بغير علم واختلاط الصالح بالطالح.
حيث يتاح للعضو أن يطرح موضوعاً ولو كان جاهلاً أو حاقداً، ويغلب من كثرت مشاركاته ولو كانت كتاباته مهترئة، ويجتمع الجهلة مع بعضهم بروح موحّدة لتناسب الجهل والسطحية فيما بينهم.
فليس هناك حل إلا بالمزاحمة!
باختيار أكثر المنتديات شعبيةً ثم تغذيتها بالمواضيع الجذابة والنافعة .. دون الانشغال بالرد على المشاركات .. وإنما يكفي طرح الموضوع .. فالموضوعات النافعة هي التي تتحكم بسير المشاركات ..
ولو قارنا بين المنتديات والمواقع الأخبارية المشهورة (كالعربية) لوجدنا أن الثانية أكثر جدوى من الأولى، لأنها تتحكم في طرح الموضوعات، وتطرح الموضوعات الجذابة عن طريق كتّاب أقوياء عندهم خبرة .. ثم ليعلق الزوار بما يشاؤون ..
ولذا فإني أدعو إلى إنشاء مواقع هادفة تجمع في برمجتها بين خصائص المواقع الأخبارية والمنتديات.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 09:23]ـ
الاخت الفاضلة ممكن كما قال اخي الفاضل ابو نذر الرحمان تعطينا روابط هذه المنتديات و لو على الخاص
و سنحاول قدر استطاعتنا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 08:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وماذا عن تلك التي يسرح فيها الجهمية وعبّاد القبور؟!!(/)
العلاقة بين الصوفية والشيعة ــ الشيخ الدكتور سفرالحوالي.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 12:46]ـ
العلاقة بين الصوفية والشيعة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الأسئلة
السؤال: ما تفسيركم بتمسك من يقول: إنه من بقايا أهل البيت بالتصوف؟
الجواب: تفسير ذلك بأن أعداء الإسلام يُخططون لكل مرحلة في القرن الثالث والرابع انصرف الناس عن الرافضة وعن التشيع، حيث وجدوا أنها واضحة الضلال، وكثير منهم قالوا: إن هذا دين لا يقبله عقل وتركوه, وبقيت القضية موجودة: أي: قضية الخروج عن الدين بأي شكل من الأشكال, أي: قضية عبد الله بن سبأ في تأليه علي , كما فعل بولس بالنسبة للمسيح, فنقل أعداء الإسلام التعظيم والتأليه من شخص علي إلى شخص محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أي: إذا كنت تريد أن تكون شيعياً، قل: علي هو الإله، وادعوه واعبده وطف حوله في كربلاء وأمثالها.
فإذا قلت: لا, قالوا: إذاً تدعو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتستغيث به وتعبده, فجعلوا الأمة أمام هذين الخيارين، والغلو واحد، والهدف واحد, والمؤسسون متحدون.
فلذلك تجدون الغموض الشديد يكتنف شخصيات الذين أسسوا التصوف, مثل أحمد الرفاعي , وكثير ممن أنشأوا هذا الدين اكتنفهم الغموض, وأول من أطلق عليه لقب الصوفي, هو رجل رافضي، هو جابر بن حيان -الذي أيضاً نفتخر به- وجابر بن حيان سمي الصوفي وهو رافضي، وكتبه الموجودة المطبوعة الآن في العلوم الكيميائية, يقول فيها: إن إمامي ووصي أوصاني بأن أفعل كذا وأفعل كذا, ويقولون: إنه يشير بذلك إلى جعفر الصادق، وهو أول من سمي الصوفي, ويقولون: إن معروف الكرخي يستمد ولايته من كونه كان بواباً عند علي الرضا , وتنتهي سلسلة خرقة التصوف إلى علي بن أبي طالب في كثير من الطرق, مثلما تنتهي سلسلة الأئمة عند الشيعة.
فالتشابه موجود والهدف واحد, وإنما قالوا: نُخرج هذا عن طريق الغلو في علي , ونُخرج هذا عن طريق الغلو في محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فمن كان من أهل البيت، وقال: لا نعبد علياً ولا نعظمه, أو أن تعظيم علي قد طغى على تعظيم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قالوا له: أنت عظم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, والنتيجة واحدة.
ـ[مكاوي]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 01:16]ـ
بارك الله فيك أخانا الكريم ..
ونفع بالعلامة سفر الحوالي واسبغ عليه لبوس الصحة والعافية.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 07:43]ـ
نقل مثل العسل
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 12:40]ـ
بارك الله فيكم(/)
التشريعات الباطلة وطعنات في قلوب المسلمين ... د. ياسر برهامي حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 09:14]ـ
التشريعات الباطلة
وطعنات في قلوب المسلمين
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يَنْزِلُ بِهَا فِى النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) متفق عليه. ما أخطر ما يتهاون فيه من ابتُلوا بأن صاروا موضع اتخاذ القرار في وضع تشريعات للأمة تستمر آثارها جيلاً بعد جيل، وتزداد رسوخًا مدة بعد مدة، حتى تأخذ وضع القداسة والشرعية، لا يستطيع أحد أن يفكر مجرد تفكير في تغييرها!
وكم يكون تصفيقهم أو رفع أيديهم بالموافقة على تشريع قد يظنونه في وقت أمرًا يسيرًا في موقف مجاملة للكفار أو المنافقين من أذنابهم إضرارًا هائلاً بالمجتمعات المسلمة وأفرادها وصدًّا عن سبيل الله -عز وجل- يُدْخِل من فعله وسنَّه في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ) رواه مسلم.
وكذلك ما أخطر ما يتهاون فيه من ابتُلوا بأن صاروا موضع تنفيذ القرارات التي قد تصدر دون رجوع إلى شرع الله -سبحانه-، بل دون أن يعلم من الذي اتخذها في النهاية، ويكون من نتيجتها صرف الناس عن دين الله، وفتنتهم عن الدخول فيه حتى في بلاد المسلمين!
لقد ظل المسلمون عبر تاريخهم وفي كل بلادهم يفرحون بدخول أي شخص في دين الإسلام؛ لعلمهم بقول نبيهم -صلى الله عليه وسلم- لعلي -رضي الله عنه-: (فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِىَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ) متفق عليه، ويرون في معاونة هذا الداخل الجديد إلى الإسلام وحمايته ونصرته ممن يريد أذاه أو فتنته واجبًا على كل من قدر على شيء من ذلك.
ويعظم الأمر عند المسلمين حين يتعلق الأمر بالمرأة؛ إذ نزل القرآن يخص المؤمنات المهاجرات من عموم صلح الحديبية الذي كان يقضي بِرَدِّ من جاء النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- إلى المشركين، وبيَّنت الآيات بيانًا عامًّا إلى يوم القيامة بعدم جواز رد المسلمة إلى الكفار طالما اختارت الإسلام رغبة فيه؛ قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ) (الممتحنة:10).
وقد شدد العلماء من المذاهب كافة في لزوم قبول إسلام من جاءنا يريد الإسلام، وتعليمه كيفية الدخول فيه مباشرة دون تأخير ولو لحظة، بل عدَّ العلماء من يأمر من أراد الإسلام بالانتظار ولو إلى آخر المجلس مرتدًّا.
قال النووي -رحمه الله-:
"قالوا -يعني علماء الحنفية في كتبهم رحمهم الله-: ولو قال كافر لمسلم: اعرض عليّ الإسلام، فقال: حتى أرى، أو: اصبر إلى الغد، أو طلب عرض الإسلام من واعظ فقال: اجلس إلى آخر المجلس؛ كفر. وقد حكينا نظيره عن المتولي -يعني من الشافعية-".اهـ. روضة الطالبين (10/ 69).
وذلك لأنه يتضمن الرضا بالكفر، ولو لهذه المدة الوجيزة، ولو من كافر لم يدخل في دين الإسلام بعد، فكيف بمن يقول لمن جاءه يريد الإسلام: "انتظر حتى تبلغ الثامنة عشرة"؟!
فكيف لو نصح مسلمًا دخل في الإسلام بالفعل ونطق الشهادتين بأن الأفضل له أن يبقى على ملته، بل كلام الحنفية ومثلهم الشافعية والحنابلة أغلظ من ذلك بكثير.
قال النووي أيضًا:
"ولو قال معلم الصبيان: اليهود خير من المسلمين بكثير؛ لأنهم يقضون حقوق معلمي صبيانهم؛ كفر. وقالوا -يعني الحنفية-: ولو قال: النصرانية خير من المجوسية؛ كفر. ولو قال: المجوسية شر من النصرانية؛ لا يكفر"، قال النووي: "قلت الصواب أنه لا يكفر بقوله النصرانية خير من المجوسية، إلا أن يريد أنها دين حق اليوم".
فكم من قائل وداعٍ اليوم في وسائل الإعلام وغيرها بمساواة هذه الملل للإسلام، وأنها حق كما أن الإسلام حق.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن رجب -رحمه الله- في "جامع العلوم والحكم":
"ومن المعلوم بالضرورة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقبل من كل من جاءه يريد الدخول في الإسلام الشهادتين فقط، ويعصم دمه بذلك، ويجعله بذلك مسلمًا".
وهل يشك في ذلك مسلم، فضلاً عن عالم حتى نحتاج إلى نقل!! ولكنه زماننا العجيب أهلُه الذي أحوجنا إلى الاستدلال ونقل الإجماع على وجوب قبول الإسلام ممن أتى به؛ إذ ابتدع مشرعو زماننا -مجاملة للغرب في تشريعاتهم- جعل السن الذي يُقبل فيه الإسلام "ثمانية عشر عامًا ميلاديًّا"؛ باعتبار أن ما دون ذلك هو سن الطفولة، يجب تسليم من أسلم دونه إلى أهله، بل إلى كنيسته، بل قل إلى محاكم التفتيش في زماننا؛ تفتنه عن دينه بأبشع أنواع التعذيب، مخالفين بذلك إجماع المسلمين المعلوم بالضرورة من وجوب قبول إسلام البالغ والبالغة، بل النص النبوي الشريف في قبول إسلام المميز من الصبيان والفتيات دون البلوغ.
قال مجد الدين ابن تيمية -رحمه الله- في "المنتقى" في "باب صحة إسلام المميز":
"وقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه عرض الإسلام على ابن صياد -وذكر الحديث المتفق عليه في قصته-، وعن عروة قال: أسلم عليٌّ وهو ابن ثمان سنين، أخرجه البخاري في تاريخه، وأخرج أيضًا عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قتل عليٌّ وهو ابن ثمان وخمسين سنة، قلت: وهذا يبين إسلامه صغيرًا؛ لأنه أسلم في أوائل البعثة". اهـ.
وقال البخاري: "وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- مَعَ أُمِّهِ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَ أَبِيهِ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ".
وقال الحافظ في تلخيص الحبير (3/ 78):
"واحتج البيهقي على صحة إسلام الصبي بحديث أنس: كان غلام يهودي يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- الحديث، وفيه: أنه مرض، فعرض عليه الإسلام، فأسلم، وأخرجه البخاري، وبحديث ابن عمر أنه عرض الإسلام على ابن صياد وهو لم يبلغ الحلم، متفق عليه، وبحديث: (مُرُوهُمْ بِالصَّلاةِ لِسَبْعٍ) ".
وفي فتاوى الأزهر الشريف فتوى "309" بعنوان: "إسلام المميز" بتاريخ جمادى الأولى سـ1363ـنة هـ الموافق 9 مايو سـ1944ـنة م لفضيلة الشيخ عبد المجيد سليم:
"سئل عن إسرائيلية ولدت بمصر وجنسيتها إيطالية، وتبلغ من العمر 17 عامًا هجريًّا، اعتنقت الدين الإسلامي وهي في هذا السن، وعملت إشهارًا رسميًّا بذلك، فهل إسلامها صحيح وهي في هذا السن أم لا؟ وهل يشترط في دخول الكتابية الإسلام سن معينة أم لا؟ ".
أجاب: "إنما يشترط في صحة الإسلام التمييز، ولا يشترط في صحته سن معينة بعد أن يكون أسلم مميزًا، وقد اختلف في الصبي المميز، فقيل: "هو ما كان ابن سبع سنين فأكثر"، وقيل: "هو الذي يعقل أن الإسلام سبب النجاة، ويميز الخبيث من الطيب، والحلو من المر"، وعلى هذا فإسلام الإسرائيلية المذكورة صحيح".اهـ.
فلا خلاف في صحة ولزوم قبول إسلام من أسلم من البالغين، والخلاف الضعيف في جعل غاية سن البلوغ ثمانية عشر عامًا إنما هو فيمن لم تظهر عليه علامات البلوغ، والذي عليه الجماهير أنه يحكم ببلوغه في سن الخامسة عشرة بالأعوام الهجرية، ولا نزاع أنه إذا احتلم الصبي، أو حاضت الجارية، أو حملت؛ فهما بالغان، لا يخالف في ذلك أحد.
فهذا التشريع إذن الذي يرفض قبول إسلام من أسلم من البالغين والبالغات -فضلاً عن المميزين من الصبيان- هو تشريع مخالف للنص والإجماع، فهو باطل قطعًا، ولا يجوز لمسلم أن يرفض إسلام مَن هذه حاله بحكم قانوني، أو يعين على تسليم مسلم أو مسلمة إلى الكفار يفتنونهم عن دينهم في بلاد المسلمين أو غيرها، بل هذا من أفعال الردة -والعياذ بالله-.
فمأساة الفتيات اللاتي يُسلمن -وآخرهن فتاة ملوي "عبير"- ثم يُسلمن إلى الكنيسة بأي حجة هي مأساة عظيمة، بل هي طعنات في قلوب المسلمين جميعًا، وخطرٌ على إسلام مَن يشارك في هذا المنكر الفظيع، ويجب على كل من له قدرة أو سلطان أن يغيث هؤلاء المستضعفين.
وينبغي على خبراء القانون والمحامين المسلمين أن يتخذوا الإجراءات اللازمة للطعن في دستورية هذا القانون الباطل شرعًا؛ لمخالفته أحكام الشريعة المجمع عليها، وعلى الأقل في قضية قبول الإسلام مع كونه يخالفها في اعتبار سائر الجرائم التي يرتكبها من دون الثامنة عشرة جنايات صبيان غير بالغين، لكن على الأقل مخالفةُ هذا التشريع في قضية رفض الإسلام للشريعة الإسلامية معلومةٌ من الدين بالضرورة كما ذكره ابن رجب -رحمه الله-؛ حتى لا ينخدع أحد بأنه مضطر لتطبيق القانون!! مع أنه لا عذر لأحد في تطبيق قانون يخالف شرع الله -عز وجل- كائنًا من كان.
وحتى يستطيع المسلمون إنقاذ هؤلاء المستضعفين والمستضعفات الذين يُفتنون عن دينهم في دولة الكنيسة التي أصبحت تنازع سلطان الدولة دون مراعاة لشيء، بل تستعلي بدول الكفر وأقباط المهجر؛ لفرض كفرهم وباطلهم، وراحت أصنام العجوة من حقوق الإنسان والحريات أدراج الرياح، بل جاء الوقت الذي نطلب فيه حقوق الأكثرية على الأقلية.
اللهم أنجِ المستضعفين من المسلمين والمسلمات في كل مكان، وفرج كربهم، وفك أسرهم، ونجِّهم من القوم الظالمين.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف(/)
أسئلة عن الايمان , لابن الشيطان. الجزء الثالث
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 01:13]ـ
:أهم ما يعاب على تاريخ نشأة المسيحية إختفاء أية أصول ووثائق قديمة وعدم الإحتفاظ إلا بما صاغته الأيادي العابثة، وهو ما ضمنته الأناجيل الأربعة، وما أطلقت عليه كتب وتراث الآباء، وبخلاف ذلك لا أثر لتلك النشأة بصورة علمية موثقة، وهو ما سوف نعرضه من خلال أربعة مقالات لهذه الجزئية، أى لدى المؤرخون القدامى
فيلون السكندري (13 - 20 ق. م -54 م) Philo of Alexandria
-----------------
لم يتوارى هذا الافاق الكذوب الاشر من تلفيق الاتهامات بى الباطل على نبيى الاسلام (محمد) صلى الله عليه وسلم , بل يتطاول بى القول والفعل فى صب جام غضبة على الامة المحمدية فى سيل من الخزعبلات التى يأتى بها هو وغربانه للتهجم على كل ما هو اسلامى , ونجده فى جلساته الايمانية على قناة الحياة الشيطانية؟ يجلس ولايفارق نظراته جهاز (الكمبيوتر) الذى يلقنه كل ما هو جديد فى نشرة أبليس الشيطانية ضدة الامة المحمدية التى لم يقوم منهم احدا يستطيع مهاجمة رسول الله عيسى وأمه عليهما الصلاة والسلام.
فنجده قد استعمل أسلوبه المشين الفاضح والوقح فى ضرب الامثلة الداعرة الفاضحة التى تخدش الحياء فى توصيف المسلمين , فنجد يتباهى بى مقولة تخدش الحياء العام بقولة
كلم القحبة تلهيك اللى فيها تجيبو فيك))
______________________________ ____
وبهذة الكلمات القذرة والوقحة التى ما ينطق بها الا هاوى أو غاوى فى دنيا الرذلة والنسيان ..
لقد كشف وجهه القبيح فى طريقة التحدث والحوار مع ما يدعى بانه النبى الدجال.
أنه بهذة الكلمات الجارحة الوضيعة المنحطة كشف زيف ما يقوم به هو وشلة الافاقين , غربانه من النصارى الحاقدين على دين رب العالمين.
يقول هذا المشلوح فى إحدى حلقاته بعنوان ... (هل القرآن هو كلام الله أم كلام محمد / الملائكة / دعاء / تبريك / تحميد؟):
يقول (أقوال: قالها محمد
سورة الأنعام آية 104 (وما أنا عليكم بحفيظ) فهل هذا قول الله، وإذا كان قول الله فلماذا لم ترد كلمة قل؟؟)
هذا هو ما قاله السفيه
الآية الكريمة تقول: قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها وما أنا عليكم بحفيظ)
يقول الإمام الزمخشرى رحمه الله فى تفسير تلك الآية، وهو وارد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله: (وما أنا عليكم بحفيظ) والبصيرة نور القلب الذى به يستبصر، كما أن البصر نور العين الذى به تبصر: أى جاءكم الوحى والتنبيه على ما يجوز على الله ومالا يجوز ما هو للقلوب كالبصائر: (فمن أبصر) الحق وآمن (فلنفسه) أبصر وإياها نفع (ومن عمى) عنه فعلى نفسه عمى، وإياها ضر بالعمى (وما أنا عليكم بحفيظ) أحفظ أعمالكم، وأجازيكم عليها، إنما أنا منذور والله هو الحفيظ عليكم ((
هذا هو تفسير الإمام الزمخشرى رحمه الله
--------------------------
أما بى النسبة لتفسير العلامة المتعلم أبن المدرسة البطرسية الهمجية الحاقد ,فيختلف كل الاختلاف مع رأى علماء الاسلام والمسلمين, من هنا نسال سؤال هام جدا: أنت لا تعترف بى الاسلام كديانه فلماذا تحاول مناقشته والخوض فى مكنونه وتفسيرة وسيرته؟؟
فهذا البطرسى الافاق يحاول أن يوهم المشاهدين (الجهلاء) أصلا بى عقيدتهم النصرانية المحرفة , بأن القران من تاليف محمد صلى الله عليه وسلم ..
ثم لو تطرقنا الى سور القرأن الكريم فى الايه التى تقول:
على لسان امرأة العزيز (ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب)
--------------------------
فهل نقول ان القرأن الان من تاليف أمراءة العزيز ...
كذلك الوحى حكى على انبياء كثيرون بالسنتهم فى ايات عديدة وكثيرة , فهل يعقل ان هذا القران من عند (محمد) صلى الله عليه وسلم, أو من تاليف محمدصلى الله عليه وسلم ,أو من تلقى محمد صلى الله عليه وسلم من الرهبان كما ذكرنا سلفا؟؟
_____________________
سورة الأنعام .. 114 (أفغير الله ابتغى حكماً) كلام محمد أم الله؟
ونورد الآية كاملة: (أفغير الله أبتغى حكماً وهو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصلاً والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك فلا تكونن من الممترين)
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الإمام الزمخشرى فى تفسير هذه الآية الكريمة: (أفغير الله أبتغى حكماً) على إرادة القول. أى قل يا محمد: أفغير الله أطلب حاكماً يحكم بينى وبينكم، ويفصل المُحق من المُبطل (وهو الذى أنزل إليكم الكتاب) المُعجز (مفصلاً) مبيناً فيه الفصل بين الحق والباطل، والشهادة لى بالصدق وعليكم بالافتراء. ثم عضد الدلالة على أن القرآن حق بعلم أهل الكتاب أنه حق؛ لتصديقه ما عندهم، وموافقته لهم (فلا تكونن من الممترين) من باب التهييج والإلهاب؛ كقوله تعالى (ولا تكونن من المشركين) أو فلا تكونن من الممترين فى أن أهل الكتاب يعلمون أنه منزل بالحق ولا يريبك جحود أكثرهم وكفرهم به)
______________________________ _
وسياق الآية ينفى تماماً أن يكون محمداً هو كاتب هذه الآية، بل إن سوء حظ هذاالأحمق الافاق الناتين أن الآية نهايتها (فلا تكونن من الممترين) فهل محمد سيقول لنفسه هذا؟؟؟
..............
سورة هود الآية 2، 3 (ألا تعبدوا إلا الله إننى لكم منه نذير وبشير. وأن استغفرواربكم ثم توبوا غليه يمتعكم متاعاً حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذى فضل فضله وإن تولوا فإنى أخاف عليكم عذاب يوم كبير
أهذا كلام محمد صلى الله عليه وسلم ام كلام الله العلى القدير ..
يقول الإمام الزمخشرى: (ألا تعبدوا) مفعول له على معنى لئلا تعبدوا، أو تكون أن مفسرة؛ لأن فى تفصيل الآيات معنى القول؛ كأنه قيل: قال: لا تعبدوا إلا الله، أو أمركم ألا تعبدوا إلا الله (وأن استغفروا) أى أمركم بالتوحيد والاستغفار، ويجوز أن يكون كلاماً مبتدأً منقطعاً عما قبله. على لسان النبى صلى الله عليه وسلم – إغراءً منه على اختصاص الله بالعبادة، ويدل عليه قوله: " (إننى لكم منه نذير وبشير) "؛ كأنه قال: ترك عبادة غير الله! إننى لكم منه نذير؛ كقوله تعالى (فضرب الرقاب) (محمد: 40).
والضمير فى منه لله – عز وجل – أى إننى لكم نذير وبشير من جهته كقوله: (رسول من الله) (البينة: 2) أو: هى صلة لنذير. أى أنذركم منه ومن عذابه إن كفرتم وأبشركم بثوابه إن آمنتم) أ. ه
و (إنى أخاف عليكم عذاب يوم كبير) هو وحى من الله ورد على لسان محمد صلى الله عليه وسلم كقول رب العزة على لسان نوح: (أن لا تعبدوا إلا الله إنى أخاف عليكم عذاب يوم أليم
أهذا كلام الله أم كلام نوح عليه الصلاة والسلام ايها الافاق النتين ..
-------------------------
سورة النمل آية 91، 92: (إنما أُمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذى حرمها وله كل شئ وأمرت أن أكون من المسلمين. وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين)
كلام الله أم كلام محمد! وأين كلمة قل
------------
زكريا هذا الحاقد على الاسلام وعدوها اللدود ذوه الفم الكريهة والجسد العفن , والملابس السوداء التى يحتفون بها على أنها حزن على فراق ربهم ومعبودهم أبن الشيطان (المسيح الدجال) وعلى حزن شديد على ضياع مصر من ايديهم , ابان الغزو الاسلامى أو العربى لهم كما يزعمون بأن العرب ابناء الجزيرة وبى الاخص (المملكة العربية السعودية) حفظها الله وثببت اركان حكمها ووفق ولاة أمورها المتماثل فى خادم الحرمين الشريفين وفقة الله تعالى وجعل ما تصبوه اليه المملكة من أقوال وافعال فى ميزان حسناتهم , نجدهم يتطاولون فى مذج الخرفات مع الاحداث , ويبوخونا ويرعبونا بى دركولاه مصاص الدماء المسيخ الدجال .. .
يقول الإمام الزمخشرى عن (أُمرت): أمر رسوله بأن يقول (أمرت) أن أخص الله وحده بالعبادة) أ. ه
وفى نهاية الآية 92 نجد رب العزة يأمره بأن يقول للضالين أمثال زعيم الجاهلين:إنما أنا من المنذرين)
سورة الشورى: آية 10
الله جل وعلا يقول على لسان مصطفاه موجهاً الحديث إلى أصحابه بسبب ما اختلفوا فيه مع الكفار، فحكم ذلك إلى الله ملك الملوك، والسورة من أولها ترد كيد الأعداء الذين يريدون اللغو فى القرآن الكريم أمثال هذا المعتوه الساقط، فقد ورد بالآية الثالثة:
(كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم)
والآية السابعة أيضاً:
(وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها .. )
تأكيد من رب العزة على أنه (إن هو إلا وحى يوحى و
(يُتْبَعُ)
(/)
قول هذا السفيه عن الآيات من 15 – 21 فى سورة التكوير، هل هى قول محمد أم قول الله الآيات هى: (فلا أقسم بالخنس. الجوار الكنس. والليل إذا عسعس. والصبح إذا تنفس. إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين. مطاع ثم أمين)
والآيات الكريمات لا تحتاج لأن نقول أن الله هو قائلها، ولكن إيضاحاً لزكريا برطس الذى وضع حذاءً مكان عقله نقول: لا يوجد شخص فى الكون على الإطلاق يستطيع أن يقسم بأى مخلوق من مخلوقات الله. والحديث الشريف واضح فى هذا، بأن من حلف بغير الله فقد أشرك) فالله وحده هو الذى يقسم بأى شئ من مخلوقاته، وإن عقل المرء يكاد أن يطير رأسه ليعرف ما يشير فى هذه الآيات الكريمات إلى أن محمداً – وحاشاه – هو قائلها
ونسأل زكريا برطس: إذا كان محمداً صلوات ربى وسلامه عليه هو مؤلف القرآن الكريم، فلماذا لم يكتب فيه خواطره وأحزانه وأفراحه، ويعلى من شأنه إلى أبعد حد على صفحات القرآن الكريم
لماذا لم يذكر زوجه الحنون الفاضلة الطاهرة (خديجة بنت خويلد) رضى الله عنها فى القرآن الكريم؟
لماذا لم يذكر عمه أبا طالب الذى كان يحميه من الكفار؟
لماذا لم يذكر ابنه إبراهيم والذى حزن من أجله وبكى عليه؟
وهل سيقول محمد لنفسه: (ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يُثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذابا عظيم)
ويأبى زكريا بطرس إلا أن يُضحكنا على شذوذ فكره ووسخ عقله؛ فيدعى بأن هناك بالقرآن الكريم أقوال قالتها الملائكة
ويستدل على ذلك بالآية الكريمة: (وما نتنزل إلا بأمر ربك) هل هذا كلام الله أم كلام الملائكة
والآية الكريمة كاملة ً: (وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا) (مريم: 64). وهذا قول رب العزة على لسان جبريل عليه السلام
ولو كانت الأمور تسير بمنطق المعتوه زكريابرطس لكان القرآن الكريم من تأليف (هدهد سليمان) والذى جاء عنه فى القرآن الكريم أنه قال (إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم
______________
يقول الإمام الزمخشرى: (وما نتنزل): حكاية قول جبريل – صلوات الله عليه – حين استبطأه رسول الله صلى الله عليه وسلم روى أنه احتبس أربعين يوماً، وقيل خمسة عشر يوماً، وذلك حين سئل عن قصة أصحاب الكهف وذى القرنين والروح، فلم يدر كيف يُجيب، ورجا أن يوحى إليه، فشق ذلك عليه مشقة شديدة، وقال المشركون: ودعه ربه وقلاه، فلما نزل جبريل – عليه السلام- قال له النبى – صلى الله عليه وسلم –: أبطأت حتى ساء ظنى، واشتقت إليك قال: إنى كنت أشوق ولكنى عبدُ مأمور. إذا بُعثت نزلت، وإذا حُبست احتبست؛ وأنزل الله سبحانه هذه الآية وسورة الضحى ..... ) أ. ه
أرأيتم كيف يُفكر هذا البرطوس
ويواصل هذيانه وإسفافه بأن الآيات الواردة بسورة الصافات من 164 – 167 هى من قول الملائكة! والتى تقول: (وما منا إلا له مقام معلوم، وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المُسبحون، وإن كانوا ليقولون) ويُعقب حتى كلمة قل غير موجودة ولا يوجد شئ يوحى بأنها قل
لقد بتر هذا السفيه الآيات من سياقها وكأنها نزلت فى سورة بمفردها 1 - الآيات تقول: (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنْ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (الصافات 158: 170)
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الإمام الزمخشرى – رحمه الله - (وجعلوا) بين الله وبين الجنة وأراد الملائكة (نسبا) وهو زعمهم أنهم بنات والمعنى؛ وجعلوا – بما قالوا – نسبة بين الله وبينهم وأثبتوا له بذلك جنسية جامعة له وللملائكة؛ فإن قلت: لم سمى الملائكة جنة؟ قلت: قالوا الجنس واحد ولكن من خبث من الجن ومرد وكان شرا كله فهو شيطان، ومن طهر منهم ونسك وكان خيراً كله فهو ملك، فذكرهم فى هذا الموضع باسم جنسهم وإنما ذكرهم بهذا الاسم وضعاً منه وتقصيراً بهم – وإن كانوا معظمين فى أنفسهم – أن يبلغوا منزلة المناسبة التى أضافوها إليهم، وفيه إشارة إلى أن من صفته الاجتنان والاستتار وهو من صفات الأجرام لا يصلح أن يجوز عليه ذلك، ومثاله: أن تسوى بين الملك وبين بعض خواصه ومقربيه فيقول لك: أتسوى بينى وبين عبدى؟ وإذا ذكره فى غير هذا المقام وقره وكناه، والضمير فى (إنهم لمحضرون) للكفرة والمعنى أنهم يقولون ما يقولون فى الملائكة وقد علم الملائكة أنهم فى ذلك كاذبون مفترون وأنهم محضرون النار معذبون بما يقولون والمراد المبالغة فى التكذيب؛ حيث أضيف إلى علم الذين ادعوا لهم تلك النسبة، وقيل: قالوا إن الله والشيطان أخوان، وعن الحسن أشركوا الجن فى طاعة الله، ويجوز إذا فسر الجنة بالشياطين أن يكون الضمير فى إنهم لمحضرون لهم، والمعنى أن الشياطين عالمون بأن الله يحضرهم النار ويعذبهم ولو كانوا مناسبين له أو شركاء فى وجوب الطاعة لما عذبهم: (إلا عباد الله المخلصين) استثناء منقطع من المحضرين معناه ولكن المخلصين ناجون، (وسبحان الله) اعتراض بين الاستثناء وبين ما وقع منه، ويجوز أن يقع الاستثناء من الواو فى يصفون أى: يصفه هؤلاء بذلك ولكن المخلصين برآء من أن يصفوه به. الضمير فى (عليه) لله عز وجل ومعناه فإنكم وعبوديكم ما أنتم وهم جميعاً بفاتنين على الله إلا أصحاب النار الذين سبق فى علمه أنهم لسوء أعمالهم يستوجبون أن يصلوها؛ فإن قلت: كيف يفتنونهم على الله؟ قلت يفسدونهم عليه باغوائهم واستهزائهم من قولك: فتن فلان على فلان امرأته كما تقول أفسدها عليه وخيبها عليه، ويجوز أن يكون الواو فى (وما تعبدون) بمعنى مع مثلها فى قولهم: كل رجل وضيعته؛ فكما جاز السكوت على (كل رجل وضيعته) وإن كل رجل وضيعته جاز أن يسكت على قوله (فإنكم وما تعبدون) لأن قوله وما تعبدون ساد مسد الخبر لأن معناه فإنكم مع ما تعبدون؛ والمعنى فإنكم مع ما تعبدون؛ والمعنى فإنكم مع آلهتكم أى: فإنكم قرناؤهم وأصحابهم لا تبرحون تعبدونها، ثم قال: ما أنتم عليه أى على ما تعبدون (بفانين) بباعثين أو حاملين على طريق الفتنة والإضلال (إلا من هو) صال مثلكم، أو يكون فى أسلوب قوله:
فإنك والكتاب إلى على كدابغة وقد حلم الأديم
(وما منا) أحد (إلا له مقام معلوم) فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه مقام معلوم: مقام فى العبادة والانتهاء إلى أمر الله مقصور عليه لا يتجاوزه؛ كما روى " فمنهم راكع لا يقيم صلبه وساجد لا يرفع رأسه " (لنحن الصافون) نصف أقدامنا فى الصلاة أو اجنحتنا فى الهواء منتظرين ما يؤمر (المسبحون) المنزهون أو المصلون.
والوجه أن يكون هذا وما قبله من قوله (سبحان الله عما يصفون) من كلام الملائكة حتى يتصل بذكرهم فى قوله: (ولقد علمت الجنة) كأنه قيل: ولقد علم الملائكة وشهدوا أن المشركين مفترون فى مناسبة رب العزة، وقالوا للكفرة: فإذا صح ذلك فإنكم وآلهتكم لا تقدرون أن تفتنوا على الله أحدا من خلقه وتضلوه إلا من كان مثلكم ممن علم الله – لكفرهم – لا لتقديره وإرادته – تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا – أنهم من أهل النار. وكيف نكون مناسبين لرب العزة ويجمعنا وإياه جنسية واحدة؟ ما نحن إلا عبيد أذلاء بين يديه. لكل منا مقام من الطاعة لا يستطيع أن يزل عنه ظفراً خشوعاً لعظمته وتواضعاً لجلاله، ونحن الصافون أقدامنا لعبادته أو أجنحتنا مذعنين خاضعين مسبحين ممجدين كما يجب على العباد لربهم) انتهى قول الإمام الزمخشرى
ونستخلص من هذا كله أن الملائكة لم تكتب شيئاً فى القرآن الكريم كما يروج نزيل بيت الشيطان زكريا بطرس الكافر الملعون ..
فقد أورد رب العزة على لسان الملائكة قولهم رداً على المشركين الذين زعموا أن هناك نسباً بين الله وبين الجنة (الملائكة) وهذا مثلما أورد الله أقوال أنبيائه، فهل أقوال الأنبياء التى وردت بالقرآن الكريم تعد دليلاً على أنهم هم مؤلفى القرآن الكريم
راجع الرابط التالى
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=3935
____
يتبع اذا شاء الله فى الجزء الرابع , لوكان فى العمر بقية
أخوكم فى الاسلام خالد كروم(/)
صدام – البشير ... متى يتوقف قطار العولمة الأمريكي؟ الشيخ عبدالمنعم الشحات حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 01:32]ـ
صدام – البشير ... متى يتوقف قطار العولمة الأمريكي؟
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
ابتُلي المسلمون ومنذ عهد "أتاتورك" في "تركيا" و"الشريف حسين" صاحب "الثورة العربية" ومن قبلهما "محمد علي" وأسرته في "مصر" بوقوع حكام المسلمين في أسر التجربة الأوربية، التي عرفت عصر النهضة مع بداية قيام الدول القومية العلمانية؛ لما رأوه من أثر تلك الروح الجديدة؛ حيث أدت تنحية الدين جانبًا إلى تحرر العلماء التجريبيين من سلطان رجال الكهنوت الذين كانوا يتدخلون تدخلاً غاشمًا في البحوث التجريبية باسم الوحي الذي وفق العقيدة النصرانية المحرفة لم ينقطع بعد.
كما أدى قيام الدول العرقية إلى التنافس الكبير بينهم، فأطلقت روحُ التحدي الطاقات، واكتشفت الاكتشافات البحرية العظيمة ومنها الأمريكتين، وتقدمت الصناعة بكل فروعها، حتى قالوا أن الحرب هي أم الاختراع.
وعلى خلاف العادة لم يبخل الغرب علينا، فصدَّر إلينا هذه الأفكار كما هي، وذلك لإدراكه أن النظام الإسلامي أفضل من حالتهم في عصورهم الوسطى، وأفضل كذلك من حالهم في عصر نهضتهم؛ حيث التشريع الإسلامي الكامل الشامل الذي يهيئ الاستقرار لأي مجتمع يطبق فيه، وحيث الاعتقاد الجازم بانقطاع الوحي، فلا مجال لسيطرة علماء الدين على علماء الدنيا؛ وإنما هو سلطان الشرع الثابت المستقر على الجميع، وحيث الوحدة الإسلامية الملزمة للمسلمين بأن يكونوا تحت مظلة خلافة جامعة تذوب فيها الأعراق وتنتهي من أجلها العصبيات.
ولذلك استعمل مفكرو الغرب معنا أسلوب التعميم، فبدلاً من أن يقولوا أن دينهم الباطل أعاق تقدمهم؛ قالوا لنا: "إن الأديان تعوق التقدم"، وبدلاً من أن يعترفوا بأن استقلال كل قومية بدولة أفضل من أن يحكموا بواسطة عرق آخر، وإن كان هذا العرق من أبناء عمومتهم؛ ادعوا أن ذلك أفضل من كل البدائل الأخرى بما في ذلك حال الخلافة الإسلامية -التي يحكم فيها المسلمون بواسطة شريعة الإسلام بغض النظر عن جنسية الحاكم-.
الحاصل أن عددًا من معظم -إن لم يكن كل- الحركات الثورية في عالمنا الإسلامي ابتلعت الخيط، فأسست نظمًا علمانيةً قوميةً، والتي اقتصرت في "تركيا" على "القومية التركية"، بينما اتسعت قليلاً في بلاد العرب لتشمل "القومية العربية"، والتي رحَّب بها الغرب ابتداءً ريثما تنتهي قضية الخلافة تمامًا، ثم عمل على تقويضها هي الأخرى لصالح القوميات الأقل، التي عرفت باسم "الوطنية".
وبالتالي فقد مثلت هاتان القضيتان -أعني قضية تطبيق الشريعة في جميع شئون الحياة، وقضية لزوم اعتبار الرابطة الإيمانية هي الرابطة التي تجمع المسلمين لا الروابط القومية- أبرز نقاط الخلاف بين الحركة الإسلامية وبين الحكومات المدنية المعاصرة، وقد أوعز الغرب إلى الحكومات المدنية المعاصرة بالتمادي في اتجاهي العلمنة والقومية، رغم أن الغرب نفسه بدأ يعيد حساباته في هذا الجانب، فأعاد إلى الدين قدرًًا من الاعتبار رغم ما فيه من خرافات تنافي العقل القديم والحديث.
وبدأ في تكوين روابط اتحادية بدأت عسكرية كـ "حلف شمال الأطلنطي" و"حلف وارسو"، ثم اتجه نحو آفاق أوسع كما في "الاتحاد الأوربي"، كما حرص الغرب على تعميق الخلاف بين أنظمة الحكم المدنية والإسلاميين، وأراد أن يزكي الصراع بينهما بأن يمد هؤلاء وهؤلاء، وإن كان عامة الإسلاميين قد رفضوا التعاون مع الأعداء مع اختلاف اللافتات التي رفعها هؤلاء لمد جسور صداقة مع الحركات الإسلامية، وكانت الاتجاهات السلفية -وما زالت- هم الأبعد عن أي تجاوب مع الغرب، ولو من بوابة حقوق الإنسان المزعومة.
(يُتْبَعُ)
(/)
رغم أن الطرح السلفي هو أكثر الأطروحات مخاصمة للقانون الوضعي وللقومية في آن واحد، ورغم الفتاوى الكثيرة القديمة والمعاصرة في أن تحكيم القوانين الوضعية كفر؛ إلا أن السلفيين ضمُّوا إلى ذلك مراعاة الشبهات المثارة في هذه القضية، مما منعهم أن يكفروا الذين يحكمون بالقوانين الوضعية أو الذين ينادون بالقومية أو الوطنية علينا طالما وُجدت لديهم الشبهات التي ظنوا معها أن هذا الأمر لا يخالف الإسلام، كما أن هذا الطرح يؤصل إلى أن البراءة التامة من الكفار الأصليين الذين هم كفار نوعًا وعينًا.
وعلى الجانب الآخر ولأن ساسة الغرب الذين أسسوا حضارته الحالية كلهم قد تخرجوا على كتاب "الأمير" لميكافيللى؛ فمبدؤهم أنه لا مبدأ، وأخلاقهم ألا أخلاق، والدين والسياسة -عندهم- ضدان، ومن ثمَّ ففي ذات الوقت الذي كان الغرب يصفق فيه لكل حاكم يخطو خطوة نحو الوطنية؛ كانت هناك أيادٍ خفية تنبش وتقلب في الخطوة القادمة من التمزيق، وساعدهم على ذلك حرية الحركة التي كانت متاحة بين بلاد المسلمين في ظل الخلافة الإسلامية، حتى لرعاياها من غير المسلمين، فالأكراد كقومية مقسَّمون في مناطق متفرقة من "إيران" و"العراق" و"تركيا" و"سوريا"، والعرب في كل بقاع العالم الإسلامي، حتى البقاع التي يختلف مناخها اختلافا كبيرًا عن البيئة العربية الأصلية كـ "بلاد السودان" وغيرها.
فضلاً عن المسلمين الأوائل من "الأقباط" و"الأتراك" و"الأكراد" و"البربر" و"الزنوج"؛ فكثير منهم تعلم اللغة العربية وأتقنها وحدث تزاوج بينهم وبين العرب، بحيث أصبح هؤلاء لا يعرفون إلا أنهم مسلمون عرب بحكم إتقانهم للغة العربية، وهو أمر كان في بادئ الأمر مما يتطلع إليه كل مسلم، ليس من باب خضوعهم للعرب؛ ولكن من باب خضوعهم للإسلام، ومنهم من ساد أهل الإسلام حتى عظمهم العرب، وحملوهم فوق رؤوسهم؛ ألا ترى إلى تعظيم المسلمين عامتهم وخاصتهم للبخاري ومسلم وهما من العجم؟!
الحاصل أنه وتحت مظلة الدول القومية وفي غياب روح الولاء الإسلامية لعبت أيدي الغرب في عقول ثوريين جدد من "الأكراد" و"الزنوج" و"البربر"، فمن كان منهم يدين بغير الإسلام فقد خلع برقع الحياء تمامًا، وربما حمل السلاح في وجه دولته القومية كما في "جنوب السودان"، وأما من يدين منهم بالإسلام فقد كانت الدعوة في أوساطهم تتردد على استحياء إلى أن جاءت "أمريكا" بجيوشها إلى المنطقة، فشجعتهم على خلع برقع الحياء أيضًا.
لقد خجلت "أمريكا" من نفسها بعد نصف قرن من تولي قيادة العالم الغربي خلفا لـ "إنجلترا" ألا تقدم جديدًا سوى الحفاظ على الإنجازات الإنجليزية الفرنسية من تفتيت دولة "الخلافة الإسلامية" إلى الوضع التي هي عليه الآن، فأعدَّت العدة لكي تعيد تفتيت الدول الإسلامية "القومية" إلى دويلات أصغر، وبنفس النظرية القومية، فشجعت الروح القومية لدى "الأكراد" في كل الدول التي يعيشون فيها، ومنها "تركيا" و"العراق"، وشجعت الروح القومية لدى "الزنج" و"البربر" الذين لم يظهروا على الخارطة الدولية إلا لما أعزَّهم الله بالإسلام.
وإن كانت مقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين، فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله" منطبقة على العرب؛ فهي على "الزنج" و"البربر" اشد انطباقًا، حتى إن الأوربيين والأمريكان الذين يمدون الآن أيدي الصداقة لهذه الأجناس كانوا يرون أن الله لم يخلق هؤلاء على الهيئة التي خلقهم عليها إلا لكي يعلموا أنهم خلقوا لكي يكونوا عبيدًا للإنسان الأبيض.
وأضافت "أمريكا" إلى تلك الروح القومية ما أسمته بالاضطهاد الديني، وهو ذريعة قديمة استخدمتها "روسيا القيصرية الأرثوذكسية" و"فرنسا الكاثوليكية" في حروبهم ضد "الدولة العثمانية"، ومغازلتهم للأقليات الدينية لكي يساعدوهم في عدوانهم وقد كان.
وفي ذات الوقت كان المفكرون الأمريكان قد انتهوا من تدشين ما سموه بـ "العولمة"، والتي تعني أن يتحول جميع حكام العالم إلى مندوبين أمريكان على غرار "المندوب السامي البريطاني" في أواخر عصر الاحتلال، والتي كانت تسمى تجملاً بالانتداب.
(يُتْبَعُ)
(/)
مع فارق جوهري أن المندوب الأمريكي سيكون وطنيًّا لا أمريكيًّا، وبالتالي لن يكون ساميًا، بل عليه أن يدرك أنه سيكون مندوب وفقط؛ ينفذ ما يملى عليه، وإلا طرد وعُين غيره من الراغبين في الوظيفية، ولذلك سعت "أمريكا" أيضا إلى خلق قناعة لدى جميع الأعراق والجنسيات والأكثريات والأقليات أن القبول بالولاية الأمريكية شرط رئيسي من شروط اللعبة السياسية في كل دول العالم، حتى "فرنسا" التي اتسم أداؤها السياسي بشيء من الممانعة للهيمنة الأمريكية، بل حتى "روسيا" التي كانت في حرب باردة مع "أمريكا" حتى وقت قريب.
الحاصل أن "أمريكا" قد انتهت من مرحلة الحرث و البذر، ومع ظهور هذا النبت الشيطاني كان لابد له من سيف يحميه حتى لا يستأصله أهل الصلاح، وحبذا لو كان هذا السيف نوويًّا، فجاءت "أمريكا" بجيوشها عبر ترتيبات ومؤامرات أخرى -لا يتسع المجال لذكرها-، وكانت البداية "أفغانستان"، وتم تعيين "قرضاي" في وظيفة "المندوب غير السامي الأمريكي"، لولا أن المجاهدين قد عزلوه عمليًّا، فلم تتعد صلاحياته حدود قصره.
فأراد الأمريكان ستر عورهم بـ "العراق"، فتمت "حرب العراق الثانية"، وتم الاستعانة بكل الأقليات الباحثة عن الوعود الأمريكية بالحرية والاستقلال من "شيعة" و"أكراد" وغيرهم، وهرع الجميع إلى "المندوب السامي الأمريكي" لكي يعينهم في وظيفة "المندوب غير السامي"، إلا أهل السنة الذين قاوموا وما زالوا يقاومون منذ اليوم الأول، وتم تعيين "المالكي" في وظيفة "المندوب غير السامي الأمريكي"، وهي وظيفة تبين فيما بعد أن من ضمن واجباتها ذب الذباب عن وجه السادة الأمريكان، وصد الأحذية عن وجوههم، كما في حادثة الحذاء الشهيرة.
وتم محاكمة "صدام" الذي كان حتى هذه اللحظة هو الرئيس القانوني للبلاد وفق القانون العراقي والقانون الدولي، وتم إعدامه صبيحة يوم عيد الأضحى في رسالة لا تخلو من مغزى لجميع بلاد العلم الإسلامي لا سيما البلاد السنية، وأيضًا أسهمت الحركة الجهادية السنية في تأجيل فرض المندوب الأمريكي لنفوذه على أرض الرافدين.
وجاء "أوباما" إلى الحكم غير ناسٍ أن أباه كان يُطرد من المطاعم العامة نظرًا للون بشرته لكي يقدم للدنيا اعتذارًا عن حماقات "بوش" اعتذارًا رآه الكثيرون حقيقيًّا ظنوا أن "أمريكا العنصرية" قد انتهت، وأتت "أمريكا أخرى" بلغت من تسامحها أن سمحت لزنجي أن يصل إلى سدة الحكم، بيد أن هذا لم يكن إلا حلقة من حلقات تمرير مشروع العولمة، ولكن الرجل أصدر بعد ساعات من دخوله البيت الأبيض أوامره بانسحاب "القوات الأمريكية" من "العراق"، مما عزَّز أنه قادم بلون سياسة مختلف، وليس لون بشرة مختلف فحسب.
ولكن سرعان ما انكشف الغطاء، وتم تصعيد إجراءات محاكمة "الرئيس السوداني البشير"، وهذا يمثل خطوة أكثر فجرًا من العولمة الأمريكية، لقد خاضت "أمريكا" حروبًا من أجل تنصيب مندوبيها في "أفغانستان" و"العراق"، ولكنها الآن تريد أن تقبض على "الرئيس السوداني" وترحِّله إلى المحاكمة، وتعيِّن من شاءت مكانه.
فيا معشر الحكام:
"الشريعة والأخوة الإيمانية هي سبيل النجاة في الدنيا والآخرة".
ويا معشر الأقليات العرقية من المسلمين:
"لا تلتفتوا إلى من جعلوكم أقلية، ضعوا أيديكم في أيدي إخوانكم من الدعاة من العرب لإزالة آثار العصبية البغيضة التي زرعها الغرب، بدلاً من أن تضعوها في يد أعداء دينكم، والذين لن يرضوا بما دون هذا الدين ثمنًا لمساعدتهم".
ويا معشر الأقليات غير المسلمة:
"تذكروا أن المسلمين قد حموكم من الغرب قبل أن يتخذكم الغرب مطية لحربنا؛ فالفتح الإسلامي لمصر أنقذ نصارى مصر من اضطهاد الرومان، فهل يكون الجزاء أن يتحالفوا معهم ضدنا؟ اتعظوا بما حدث لليهود في الأندلس الذين أعانوا أوربا على المسلمين، ثم تعرضوا لنفس ما تعرض له المسلمون من محاكم التفتيش".
ومن عجيب الأمر أنهم لم يجدوا لهم مأوى إلا الدولة العثمانية، فآوتهم، ثم عادوا فتحالفوا مع الغرب ضد المسلمين، واغتصبوا فلسطين معًا، كما أن اليهود في أوربا في فترة الحكم النازي كانوا يفرون إلى ألبانيا؛ لأنها الدولة الأوربية الوحيدة التي كان أهلها يمتنعون عن الوشاية باليهود لأن عامة أهلها مسلمون، و مع ذلك استمر اليهود في خيانتهم.
ويا معشر المعارضة السياسية:
"لا ترضون لأنفسكم بمهمة صد الأحذية عن وجه السادة الأمريكان، اتعظوا بحال الطوائف في الأندلس، وفي أمثالنا الشعبية يقولون: (آخر خدمة الغز علقة) ".
ويا معشر المعارضة الإسلامية:
"إن أبيتم إلا سلوك المسلك السياسي فلا تدنسوا دعوتكم بالالتقاء مع الأعداء مهما بلغ الأذى الداخلي؛ فهم لا يعطون إلا بثمن، وليكن لكم في حال الأحزاب الإسلامية التي رحبت بأمريكا أسوة وكيف آل بها الحال الآن، واحذروا من الالتقاء مع الأعداء تحت أي مسمى، ولو تحت مسمى الجمعيات الأهلية وغيرها".
ويا معشر الدعاة إلى الله:
"البصيرة البصيرة وإدراك مواقع الأقدام، يجب علينا أن نرفض تدخل الأعداء في الشئون الداخلية للدول الإسلامية، رغم استمرارنا في بيان وجوب تحكيم شرع الله وتعظيم رابطة الإيمان ورفعها فوق كل رابطة، ويجب أن نوجه دعوتنا إلى الأقليات غير المسلمة نبين لهم الإسلام وعظمته؛ لعل الله أن يهديهم، أو على الأقل نبين لهم الفوائد التي تعود عليهم في دنياهم وهم يعيشون في مجتمعات المسلمين مجتمعات الفضيلة"
و يا معشر جماهير الأمة:
أنتم مسرح كل هذه المعارك الطاحنة، فأين أنتم منها؟
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف(/)
الانسان بين التسيير والتخيير
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 01:45]ـ
http://i99.photobucket.com/albums/l320/h_xlans2/t_199.gif
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
[ center] الانسان ما بين التسيير والتخيير
وبعبارة أخرى للعنوان هل الانسان مُسيَّراً أم مُخيَّراً؟ أم كليهما معا؟
يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم
يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد
ويقول المولى تبارك وتعالى في آية عظيمة ختم بها سورة لقمان
انّ اللهَ عندَهُ علمُ الساعةِ ويُنَزِّلُ الغيثَ ويعلمُ ما في الأرحامِ , وما تدري نفسٌ ماذا تكسِبُ غداً وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ, انّ اللهَ عليمٌ خبير
ويقول المولى تبارك وتعالى في صدر سورة الانسان
انا هديناهُ السبيلَ اما شاكرا واما كفورا
هذه الآيات العظيمة الكريمة وأشباهها في القرآن الكريم كثيرة تبين لنا أنّ الانسان مُسيرا ومُخيرا في آن واحد, ولكن كيف هذا؟
نقول وبالله المستعان وعليه التكلان بأن الانسان مُسيرٌ بما لا يعلم من الغيب وبما لا يملك , فالعلم لأنه في هذه الحالة يكون مرغما عليها كالغيبيات الخمس التي وردت في قوله عزوجل في آية عظيمة ختم بها سورة لقمان فقال:
انّ اللهَ عندَهُ علمُ الساعةِ ويُنَزِّلُ الغيثَ ويعلمُ ما في الأرحامِ , وما تدري نفسٌ ماذا تكسِبُ غداً وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ ’ انّ اللهَ عليمٌ خبير
ومُخيرٌ بما يملك وبما أمره الله عزوجل به من الطاعات والعبادت المكلف بها, وهذا هو موضوع بحثنا تحديدا, والطاعات والعبادات نعني بها الأخذ بأركان الايمان كلها عدا القضاء والقدر فالقضاء والقدر لا يملكه الانسان ولا يسوغ له أن يملكه, انما هو بعلم الله تبارك وتعالى وحده علام الغيوب ومُقدّرَ الأمور, بينما أمور التكليف كلها من عبادات وطاعات ابتداء من أركان الاسلام, وأنتهاء بأركان الايمان , مرورا بمختلف الطاعات وعمل الخير وتجنب الشر وسلوك الطريق المستقيم وتجنب طريق الشيطان , وحمل الأمانة, كل هذه العبادات والطاعات مكلف بها الانسان وفيها يكون مخيرا, لقوله تعالى في آيتين كريمتين ختم بهما سورة الاحزاب فقال عزوجل:
انا عرضنا الامانة على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها و حملها الانسان إنّهُ كانَ ظلوماً جهولاً* ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات, ويتوبَ اللهُ على المؤمنين وكان الله غفورا رحيما
وكما في رواية ابن عباس رضي الله عنهما: أنّ الأمانة تعني الطاعة, عرضها الله عزوجل على السموات والأرض والجبال قبل أن يعرضها على آدم عليه الصلاة والسلام فلم يطقنها , فقال الله تبارك وتعالى لآدم عليه الصلاة والسلام:
اني قد عرضْتُ الامانة على السموات والأرض والجبال فلم يطقنها, فهل أنت آخذ بما فيها؟ فقال آدم عليه الصلاة والسلام: يا رب! وما فيها؟ قال الله عزوجل: ان أحسنْتَ جُزيتَ, وان أسأتَ عُوقبتَ فأخذها آدم عليه الصلاة والسلام فحملها, فذلك قوله تعالى وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا وفي رواية أخرى لابن عباس أنّ الأمانة هي الفرائض, ان أدوها أثابهم الله عزوجل , وان ضيعوها عذبهم, فكرهوا ذلك وأشفقوا على حملها تعظيما لدين الله عزوجل خشية ألا يقوموا بهذه الأمانة, قم عرضها الله عزوجل على آدم عليه الصلاة والسلام فقبلها بما فيها, وكان ظالما بها كما في قوله تعالى: وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا وقد وردت معانٍ كثيرة بمعنى الأمانة عند العلماء: فمنهم من قال أنها الطاعة والفرائض كما في قول ابن عباس رضي الله عنهما وغيره, ومنهم من قال أنها: المرأة أؤتمنت على فرجها كما في قول أُبيّ بن كعب, وقال قتادة: الأمانة هي الفرائض والحدود, وقال زيد بن أسلم: الأمانة ثلاثة: الصلاة والصيام والاغتسال من الجنابة, وكل هذه الأقوال لا تنافي أبدا بينها فكلها وجميعها تصب في طاعة الله عزوجل خوفا وطعما ورهبة اذن الانسان مسيّر بأشياء ومخيّر بأشياء, بمعنى أنّ هناك أشياء يكون الانسان فيها مسيرا رغما عنه كالقدر واحواله, والغيبيات الخمس الواردة في قوله تعالى في سورة لقمان السابق ذكرها, وهي مفاتيح الغيب التي بها استأثرالله تبارك وتعالى بعلمه, وعلمه عزوجل لم يُطلعُ عليه أحد أبدا لا نبي مرسل ولا ملك مقرّب الا من شاء
(يُتْبَعُ)
(/)
الله له به أن يعلم, اي الا بعد اعلامه عزوجل بها لمن شاء من عباده كالأنبياء والمرسلين من البشر والملائكة عليهم صلوات ربي وسلامه فعلم وقت الساعة لا يعلمه لا نبي مرسل ولا ملك مقرب تماما كقوله تعالى: لا يُجليها لوقتها الا هو وكذلك انزال المطر من السماء بالكم والكيف والوقت لا يعلمه الا الله عزوجل وكذلك ما في الأرحام لا يعلمه الا الله عزوجل, سواء كان ذكرا أم أنثى, وسواء كان شقيا أم سعيدا, وكذلك الرزق يبقى بعلم الله عزوجل وحده سواء في دنياها أم في آخرتها وأيضا الموت لا يعلمه الا الله عزوجل, متى وكيف وأين؟ متى سيموت؟ هل اليوم أو غدا أبعد مليون عاما لا احد يعلم؟ وكيف سيموت؟ هل بمرض أم شهيدا أم فجأة, وهل سيموت سعيدا أم شقيّ؟ لا احد يعلم ... وأيضا البلد التي سيموت فيها ى أحد يعلمها الا الله تبارك وتعالى, تماما كما في قوله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو,,بقي أن نوضح شيئا مهما جدا: وهو أنّ الملائكة عليهم السلام الموكلون بتنفيذ أمر الله عزوجل يعلمونه باذنه عزوجل وبالوقت الذي سيتم فيه تنفيذ الأمر وليس قبلا روى الامام أحمد رحمه الله عن أبي بريدة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمسٌ لا يعلمهنّ الا الله عزّ وجل:
انّ اللهَ عندَهُ علمُ الساعةِ ويُنَزِّلُ الغيثَ ويعلمُ ما في الأرحامِ , وما تدري نفسٌ ماذا تكسِبُ غداً وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ ’ انّ اللهَ عليمٌ خبير
وروى مسروق رضي الله عنه عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنه قالت: مَنْ حدّثكَ أنهُ يعلمُ ما في غدٍ فقد كذَبَ, ثم قرأت: وما تدري نفسٌ ماذا تكسِبُ غداً وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ ’ انّ اللهَ عليمٌ خبير
أي ليس لأحد من الناس أن يدري أن يكون مضجعه من الأرض, أفي بحر أم برٍّ, أفي سهلٍ أم جيلٍ, وقد جاء في حديث رواه الكثير منهم ابن مسعود وأسامه بن زيد رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بما معناه: اذا أراد اللهُ قبْضَ عبد بأرض جعل الله له اليها حاجة
انّ الله عزوجل أوضح لنا طريق الخير وطريق الشر وعلينا أن نتبع ما يأمرنا اليه عزوجل لنفوز بخيري الدنيا والآخرة .. أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله! ما عندك من علم الساعة؟ فقال صلوات ربي وسلامه عليه: ضنّ ربك عزوجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها الا الله
أي استأثر الله عزوجل عنده بمفاتيح خمسة أمور لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى
وأشار صلى الله عليه وسلم بيده يعني: خمساً, فقلت: وما هن يا رسول الله؟ قال: علم المنية، قد علم متى منية أحدكم، ولا تعلمونه، قال تعالى: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، فلا يدري أحد كيف تكون منيته؟ ولا متى يكون موته وأجله؟ فإن علم المنية مما استأثر الله بعلمه، فلا يعلمه أحد غيره، قال: وعلم المنيّ حين يكون في الرحم، قد علمه وما تعلمونه
أي: علم مآل صاحبه في السعادة والشقاء، والهداية والضلال، وعلم عمره ورزقه، وعلم خلقته وخاتمته، كما ورد أن الملك يُؤمرُ بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، وهذه الأمور التي لا يمكن أن يعلمها أحد إلا الله سبحانه وتعالى وليس الأمر مقتصراً على معرفة أذكر هو أم أنثى؟! كما يظن بعض الناس، بل إن الله سبحانه وتعالى يعلم عنه كل شيء.
قال: وعلم ما في غدٍ، قد علم ما أنت طاعم ولا تعلمه
انظر إلى المربي العظيم والمعلم الجليل صلى الله عليه وسلم! كيف يضرب مثلاً بالشيء الواقعي! فمهما كان هذا الإنسان مثقفاً كبيراً، أو جاهلاً عادياً، فإنه يحتاج إلى الطعام، وكل الناس يحتاجون إليه، حتى الكفار الذين يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام، يحتاجونه، وهم غافلون عنه، فيخبرنا صلوات الله وسلامه عليه: إن الذي يعلم الغيب هو الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك أنك لا تعلم أمر مستقبلك، فما تدري ماذا ستجني غداً؟ وماذا سيعرض لك؟ وماذا ستأكل؟ وقد لا تأكل
ويأخذني الحديث حول هذا الأمر الى مقالة كنت قرأتها للشيخ عصام الشعار رحمه الله حيا وميتا, أود نقلها للقراء كما هي لما تحويه من الاقناع فيقول
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن هذه الأمور التي يقررها الإنسان قد سبق في علم الله تعالى على أي وجه ستكون، فالإنسان لا يعلم سيتزوج مَنْ في دنياه قبل الزواج، ولكن الله يعلم مِنْ قبل أن يخلق الإنسان مَن ستكون زوجته، فعلم الله يُحيط بهذا كله، وقد أودع الله في كتابه المحفوظ كلّ أفعال العباد واختياراتهم وآمالهم وآلامهم وديانتهم وغير ذلك، وليس معنى هذا أنه أجبرهم على هذه الأمور، ولكنه سبحانه وتعالى علمَ بعلمه المحيط دقائق هذه الأمور قبل أن تق, وهذا ما تجلى في قوله تعالى:
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
ولتقريب هذا المعنى نضرب هذا المثال: بينما يجلس أحد الآباء مع أولاده إذا بصديقه يطرق عليه الباب، فأراد الأب أن يصرف أولاده ليصفو له الجو مع صديقه، فأعطى لكل ولد من أولاده دينارا ليتفرقوا من حوله، وأعطاهم حرية التصرف في هذه الأموال. ثم أقبل الرجل إلى صديقه يحدثه فقال له: أنا أعلم تحديدا ماذا سيفعل كل ولد بما معه من مال، فقال له وماذا سيفعلون؟ فقال: أما الأكبر فإنه سيدخر ديناره ولن ينفق منه شيئا مهما كثرت المغريات أمامه، وأما الأوسط فإنه سيتصدق به، ولن يأخذ منه شيئا لنفسه، وأما الأصغر فإنه سيشتري به حلوى نوعها كذا.
وبينما هما كذلك إذ أقبل الأولاد الثلاثة، وقد صنع كل واحد منهم مثلما أخبر عنه أبوه وكأنما كانوا ينفذون خطة مدروسة، أو صفقة محكمة، فتعجب الصديق، فقال له الأب: إنهم أولادي وأنا أعلم بهم. ولله المثل الأعلى, فاذا كان الأب قد علم ما سيفعله أولاده بالنقود من خلال تربيته لهم, فكيف بخالق الوجود وما يدبّ عليه؟ ولأنّ الله تبارك تعالى يعلم من عباده ماذا سيفعلون, فقد كتب لهم ذلك كله في كتابٍ لا يضلُّ ربي ولا ينسى سبحانه وتعالى علام الغيوب, ولذا فتأتي أفعالهم على وفق المكتوب تماما , وفق ما كتبه الله لهم, وكأنهم يؤدون أدوارا في تمثيلية مكتوبة.
وأورد الامام الحافظ أبو يعلي في مسنده عن عبد الله بن عمر عن ابيه عمر رضي الله عنهما قال: لما نزلت: فمنهم شقي وسعيد, قلت يا رسول الله! علام نعمل؟ على شيءٍ قدْ فُرٍغَ منهُ؟ ام على شيءٍ لم نفرغَ منهُ؟ فقال صلوت الله وسلامه عليه: على شيءٍ قد فُرغَ منهُ, وجرتْ به الأقلامُ , ولكنْ كلُّ ميسَّرٌ لما خُلقَ لهُ
أي ان كان من أهل السعادة فيُيَسَّرُ الى عمَلِ أهل السعادة, وانْ كان من أهلِ الشقاوة فُيَيسّرُالى عملِ أهل الشقاوة
نعم انّ كل نفس بشرية يخلقها الله عزوجل يُكنبُ لها منذ ولادتها ان كانت سعيدة أم شقية, ان كانت من أهل الجنة ام من اهل النار, ولكن ليس كما نفهمها نحن بمفهومنا المحدود, بل بمفهوم الحكمة الالهية كما في قوله تعالى: يعلمُ ما بين أيديهمْ وما خلفَهمْ, ولا يُحيطونَ بشيءٍ مِنْ عِلمهِ الا بما شاءَ, وسِعَ كرسيُّهُ السمواتِ والأرضِ, ولا يَؤودهُ حفظُهُما وهوَ العليُّ العظيم
, وان فهمنا قوله تعالى فمنهم شقيٌّ ومنهم سعيد على مفهومنا المحدود, فهذا يعني أن نتوقف عن العبادة والعمل, اذ طالما أنّ كل واحد منا بات معروف على أنه سيدخل الجنة أم سيدخل النار, كما في سؤال عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فيم العمل؟ أي لمَ نعمل طالما مصيرنا منذ الولادة قد تحدد؟ ولكنّ اذا علمنا أنّ الله تعالى قد قدّرَ أعمال العباد قبل أن يخلقُ السموات والأرض ب 50 ألف سنة عندها نقول قوله تعالى: سبحانك ربنا لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت علام الغيوب
انّ هذا المفهوم المحدود لعقولنا ان أخذنا به فانه يكون وللأسف الشديد من الخطر والخطأ في أن نظن مثل هذا الظن
انّ هذا الظن الخطأ الذي دخل علينا في فهم الاسلام الفهم الصحيح, وهذا التساؤل بعينه كان قد سأله الى جانب عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم سراقة بن مالك بن جعشم رضي الله عنه, ففي رواية عن الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بقيع الغرقد يدفن جنازة وكان معه عود فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينكث العود بالأرض بهذا العود وهو يقول: ما من نفس منفوسة الا كتب مقعدها من الجنة او مقعدها من النار ... وكما في صحيح مسلم أن سراقة بن مالك رضي الله عنه قال: يا رسول
(يُتْبَعُ)
(/)
الله؛ بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيما العمل اليوم؟ أفيما جفّت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أم فيما نستقبل؟ قال عليه الصلاة والسلام: لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير. قال: ففيم العمل؟ قال عليه الصلاة والسلام: اعملوا، فكل ميسر لما خُلق لهُ، وفي رواية: كل عامل مُيسر لعمله , وسؤال سراقة رضي الله عنه معناه: أي ما فائدة العمل اذن ان كان قد كتب الله علينا مقعدنا من النار ومقعدنا من الجنة؟ أفلا نتكل على كتابنا؟ أي على ماكتبه الله علينا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكلٌّ ميسّرٌ لما خُلقَ له ُ ... ثم تلا قوله عزوجل: فأما من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى * فسنيسره للحسنى * وأما من بخل واستغنى * وكذّب بالحسنى* فسنيسره للعسرى
ومن هذه الآيات الكريمات في سورة الليل يكون هناك قد تحددّ مصير أهل الجنة بأعمال عمل أهل الجنة, ومصير أهل النار بعمل أهل النار, اذن:
انفاق + تقوى الله عزوجل + صدق وتصديق = الجنة بتيسيره الى عمل أهل السعادة
بخل وشح + وطمع وجشع + تكذيب = النار بتيسيره الى عمل أهل الشقاوة
الآن وبعد ان اتضحت لنا الصورة نستنتج أنّ كل من أتى بعد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين أوهموا الناس بأنّ الانسان مّسّير وذلك أنهم فصلوا السبب عن القدر مع أنّ السبب جزء من القدر, وسأضرب مثالا بسيطا على ذلك ومن واقع الحياة: مثلا حين يخرج أحدنا الى مكان ما وتصدمه سيارة فيموت, نبقى نقول: لو ما خرج ما مات, وهذا خطأ فادح في شرع الله, اذ لا بدّ له أن يخرج كي يلاقي المكتوب عليه, كي يلقى ما كتبه الله له وقدّر له لأنّ الله تعالى أخرجه ليلاقي قدره المقدر له قبل أن يُخلق, لأنّ السبب جزء من القدر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما معنى الحديث: لا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا, ولكن قل قدّر الله وما شاء الله فعل, فانّ لو من عمل الشيطان
ولعلّ حديث ابو خزامة رضي الله عنه حين قال يا رسول الله! أرأيت رقية نسترقيها وأدوية نتداوى بها, أتردُّ من قدَرِ الله شيئا؟
فقال عليه الصلاة والسلام: هيَ مِنْ قدَرِ الله
أي هي من الأسباب, والله تعالى الهمك لأخذ الدواء فبرأت من المرض, أي السبب هو جزء من القدر
ومن هذا الحديث نستخلص ان المريض لا بدّ له ان ياخذ الدواء حتى يشفى لقوله تعالى: فيه شفاء للناس وقوله تعالى: واذا مرضت فهو يشفين ولقوله صلى الله عليه وسلم بما معناه: تداووْا عبادَ الله, فانّ اللهَ لم يضعْ داءً الا وأنزلَ لهُ دواءً
اذن المرض قدَرٌ مُقدّرٌ من الله عزوجل, والدواء سببٌ لمداواةِ هذا المرض وعلاجه, والدواء هنا سبب, والمرض قدَر, وبهذا يكون السبب جزء من القدر
انّ من يعتقد بأنّ الانسان مسيّر في كلّ شيءٍ فهو باعتقاده هذا يُعطلُ القرآن والسنة, لأنه باعتقاده الخاطىء هذا يعني أنه لم يَعدْ لنا حاجة بهما, وبذلك نكونُ قد أبطلنا الأحكام الشرعية, وعطلنا أحكام الله عزوجل, فلا يُجلدُ شارب خمر ولا يُجلد زانٍ ولا يُرجم, ولا يُقتلُ القاتل قصاصا, ولا تُقطع يدُ السارق, لاعتقاده بأنّ ما فعله الانسان مكتوب له في الأزل أن يفعله , ولو أننا اعتمدنا هذا المفهوم الخاطىء على هذا الأساس اذن لم نبلغ السلطات عند حدوث أيّ جريمة أو اعتداء طالما نعتقد أنّ هذه الأمور ومنذ الأزل مكتوبة علينا أن نفعلها , وما دمنا نعتقد هذا الاعتقاد, اذن لم نُبلغُ عنها؟ أليس مكتوب علينا من أزل أنه سيُعتدى على حرمات بيوتنا أو سرقتها أو حتى القتل؟ لا تعتقد يا أخي اعتقادا كهذا , فاعتقادك بهذا يعني ضياع الدين, فباعتقادك هذا وكأنك تقول أنّ انزال الكتب عبث, وارسال الرسل عبث, وهذا الكلام لا يقبله أحد عاقل مطلقا, بل لأنّ الله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما سيكون فانه يحدث لك ما يكون, وكما قال العلماء رحمهم الله بأنّ: الايمان بالقدر لا يُقبل الا مجملا ... بمعنى أنه لا يجوز لنا أن نبحث وراء الايمان , ولا يجوز لنا أن ننقب عن ثغرة من ثغراته, لماذا؟ لأنّ حكمة الله عزوجل اقتضت ألا نبحث في شيء لا يستطع أي انسان أن يصل اليه, بل انّ علم الانسان وادراكه محدود جدا بالقدر الذي حدده الله عزوجل له, وأيضا ما نراه وما يحصل معنا يبقى محصورٌ في علم الله عزوجل وحده, والقَدَر أمر ثابت وهو من أصول الإيمان، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما
(يُتْبَعُ)
(/)
سأله جبريل عليه الصلاة والسلام عن الإيمان قال عليه الصلاة والسلام له: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره
فالإيمان بالقدر أصل ثابت من أصول الإيمان، والله عزوجل قدّرَ أشياءً وكتبها سبحانه وتعالى علينا قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة، فخلق العبد وقدّر له رزقه وأجله وشقاوته وسعادته، وهذا أمرٌ معلومٌ لا خلاف فيه ولا جدال عليه باجماع اهل السنة والجماعة, ومَنْ خالفهُ فهو كافرٌ بنص القرآن والسنة.
واياك أن تقول أنا لست مقتنعا بهذا الكلام, لأنك لو فعلت ذلك لكفرت, لأنّ عدم اقتناعك به يُعتبَرُ كفرٌ بالقدَر, بل علينا جميعا أن نستسلمَ للقدَر لأنه من أمرُ الله عزوجل
وعلينا أن نؤمن ونستوعب بأنّ قضية القضاء والقدر لا تدخل تحت فَهم الانسان ولا تحت ادراكه ابدا, خاصةً وأنّ هناك أحداث جارية على مدار اليوم والساعة وتحوط بنا ونحن لا نفهم كنهها, هذه الأحداث متصلة بحلقات لا نجد لها تفسيرا لأنها محوطةٌ بعلم الله وحده, فلا يعلمها الا الله عزوجل, واذا كنا نعتقد وهذا واجب علينا اعتقاده بانّ الله عزيز حكيم, اذن علينا ألا نعترض لا على حكم الله ولا على قضاءه وقدره, لأننا لا نعلم الا ما علمنا الله اياه, وعلى هذا فمهما بلغنا من العلم يبقى علمنا محدودٌ جدا, وعلى هذا فلا يجوز لنا أن نسأل عن أشياء تفوق مداركنا المحودة ولا ننقب عنها حتى لا يشملنا قوله تعالى
قل هلْ نُنّبِئُكُمْ بالأخسرينَ اعمالاً* الذينَ ضلَّ سَعْيُهُمْ في الحياةِ الدنيا وهم يحسبونَ أنهُمْ يثحسنونَ صُنعاً
والآن نعود الى قوله تعالى في صدر سورة الانسان: إنا هديناهُ السبيلَ اما شاكراً واما كفوراً أي: انا بيّنا له الطريق ووضحناه له وبصرناه به, وعليه ان يختار اما الايمان واما الكفر تماما كقوله تعالى في سورة الكهف: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وكقوله تعالى في سورة فصلت 17: وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى، وكقوله تعالى في سورة البلد: وهديناه النجدين، أي: بينا له طريق الخير وطريق الشر وعليه أن يختار واحد منهما
وأما عن قوله تعالى: إما شاكرا وإما كفورا:أي إما شقيا وإما سعيدا، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمُوبِقُها أو مُعتِقُها. وكقوله تعالى في سورة الروم 30: فِطْرَتُ اللهِ التي فطَرَ الناسَ عليها , وكما في رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه، فإذا أعرب عنه لسانه، فإما شاكرا وإما كفورا
وروى الإمام أحمد رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من خارج يخرج إلا ببابه رايتان: راية بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإنْ خرجَ لما يُحبُّ اللهَ اتبَعهُ الملَكُ برايته، فلم يَزلْ تحت راية الملَكِ حتى يَرجِعَ إلى بيته. وإنْ خرجَ لما يُسخطُ اللهَ اتبعهُ الشيطانُ برايتهِ، فلم يزلْ تحت رايةِ الشيطان، حتى يرجِعَ إلى بيته
وروى الإمام أحمد رحمه الله أيضا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة رضي الله عنه: أعاذك الله من إمارة السفهاء. قال: وما إمارة السفهاء يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: أمراء يكونون من بعدي، لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، فمن صدّقهُمْ بكذِبِهمْ وأعانَهمْ على ظُلمهمْ، فأولئك ليسوا مني ولستُ منهم، ولا يرِدونَ على حوضي. ومَنْ لم يُصدقُهُمْ بكذبهم ولم يُعنهمْ على ظلمهم، فأولئك مني وأنا منهم، وسيرِدونَ على حوضي. يا كعب بن عجرة، الصوم جُنَّةٌ، والصدقة تُطفئُ الخطيئةَ، والصلاةُ قُربانٌ - أو قال: برهانٌ - يا كعبُ بن عجرة، إنه لا يدخل الجنة لحمٌ نبَت مِنْ سُحتٍ، النار أولى به. يا كعب، الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها
والآن تعالوا بنا نستعرض بعض آراء العلماء في قضية هل الانسان مسير أم مخير يقول فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في هذه القضية
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنسان له وصفان مسيَّر ومخيَّر، مسيَّر ليس له خروج عن قدر الله عزَّ وجلَّ، فالله سبحانه وتعالى قدَّر مقادير الخلق قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة كما جاء في الحديث الشريف، والقَدَر أمر ثابت وهو من أصول الإيمان، فإن النبي عليه الصلاة والسلام لما سأله جبرائيل عن الإيمان قال في جوابه: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
فالإيمان بالقدر من أصول الإيمان، فالله قدر أشياء وكتبها سبحانه قبل أن يخلق الناس، خلق العبد وقدر رزقه وأجله وشقاوته وسعادته، هذا أمر معلوم وقد أجمع عليه أهل السنة والجماعة، فهو مسير من هذه الحيثية، من جهة أنه لا يخرج عن قدر الله.
ولكنه ميسر لما خلق له، فإن الصحابة رضي الله عنهم لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما من الناس أحد إلا وقد وجد مقعده من الجنة ومقعدة من النار، فقالوا: يا رسول الله، فلِمَ نعملُ؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له , فأما أهل السعادة فيُسِّروا لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فَيُسِّروا لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا قول الله سبحانه وتعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى
بيَّن عليه الصلاة والسلام أن جميع الأمور مقدرة، وأن أعمال العبد وشقاوته وسعادته وسائر شئونه قد مضى به علم الله، وكتبه الله سبحانه وتعالى، فليس للعباد خروج عما كُتب في اللوح المحفوظ، وعما قدره الله عليهم سبحانه وتعالى، وهو من هذه الحيثية مسير ومُيَسَّر أيضاً.
أما من جهة التخيير فالله جل وعلا أعطاه عقلاً وسمعاً وبصراً وأدوات فهو بها يعرف ما يضره وما ينفعه وما يناسبه وما لا يناسبه، فإذا أتى الطاعة فقد أتاها عن اختيار وإذا أتى المعصية فقد أتاها عن اختيار، فليس بمجبور ولا مكره بل له عقل ينظر به يميز بين الضار والنافع يبصر به، وله أدوات يأخذ بها ويعطي، ورجل يمشي عليها إلى غير ذلك، فهو بهذا مخير ....
فهو المصلي، وهو الصائم، وهو الزاني، وهو السارق، وهو الذاكر والغافل، كل هذا من أعماله، فأعماله تنسب إليه وله اختيار وله إرادة، كما قال عزَّ وجلَّ في سورة التكوير: لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وقال تعالى في سورة المدثر 55 - 56: فَمَن شَاء ذَكَرَهُ* وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَن يَشَاء اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، وقال تعالى الانفال 67: تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ, وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وقال تعالى: إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ، وقال تعالى الانفال 67: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ، وقال تعالى: إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ، فنسب فعلهم إليهم، وقال تعالى في سورة الاحزاب 35: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا.
فأعمالهم تنسب إليهم خيرها وشرها، فالعبد هو الصائم، وهو الذاكر، وهو الغافل وهو العامل، وهو المصلي إلى غير ذلك، فيؤجر على طيب عمله الذي أراد به وجه الله، ويأثم على ما فعله من الشر؛ لأنه مختار عامل لهذا الشيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا فعل ما شرع الله عن إخلاص ومحبة لله آجره الله؛ من صلاة وصوم وصدقة وحج وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وغير ذلك، وإذا فعل ما نهى الله عنه من السرقة والزنا وقطيعة الرحم والعقوق شهادة الزور وما أشبه ذلك أخذ بذلك، وأثم في ذلك واستحق العقاب؛ لأن هذا من فعله واختياره، ولا يمنع ذلك كونه قد قُدِّر وسبق به علم الله.
فقد سبق علم الله بكل شيء سبحانه وتعالى، ولكن العبد يختار يريد وله مشيئة، فإذا شاء المعصية وأرادها وفعلها أُخِذ بها، وإذا شاء الطاعة وأرادها وفعلها أُجرِ عليها.
فهو مخير ومسير، وتعبير السنة (ميُسَّر)، وهكذا تعبير الكتاب، قال تعالى: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، والتعبير بمُيسَّر أولى من مسير كما جاءت به السنة، ويُقال: مسير كما قال الله تعالى يونس 22: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فهو سبحانه الذي أعطاه العقل والقدرة على الفعل والعمل، فهو من جهة مسير وميسر ولم يخرج عن قدر الله، ومن جهة أخرى هو مخير وله مشيئة وله اختيار، وكل هذا واقع، وبهذا قامت عليه الحجة، وانقطعت المعذرة، واستحق الثواب والعقاب على أفعاله الطيبة والخبيثة، فالطيبة؛ له ثوابها، والخبيثة عليه وزرها، وبهذا يتضح معنى المُسَيَّر والمُيسَّر ومعنى المخير.
ويقول الشيخ ابن عيثيمين رحمه الله: القول الفصل في هذه المسألة أن الإنسان مخير وأن له اختياراً كما يريد كما قال الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون وكقوله عز وجل في سورة التكوير: لمن شاء منكم أن يستقيم .. وهذا أمرٌ معلوم بالضرورة فأنت الآن عندما قدمت لنا هذا الكتاب هل قدمته على وجه الإكراه وأنك تشعر بأن أحداً أكرهك على تقديمه أم أنك قدمته على سبيل الاختيار فأخذت الورقة وكتبت وأرسلت الخطاب أو أرسلت الكتاب لا شك في أن هذا هو الواقع ولكننا نقول كل ما نقوم به من الأفعال فإنه مكتوبٌ عند الله عز وجل معلومٌ عنده, أما بالنسبة لنا فإننا لا نعلم ما كتب عند الله إلا بعد أن يقع ولكننا مأمورون بأن نسعى إلى فعل الخير وأن نهرب عن فعل الشر, وليس في هذا إشكالٌ أبداً, نجد الطلبة يتجهون إلى الكلية مثلاً أو إلى الجامعة فمنهم من يختار كلية الشريعة ومنهم من يختار كليه أصول الدين ومنهم من يختار كلية السنة ومنهم من يختار كلية اللغة ومنهم من يختار كلية الطب , المهم أن كلاً منهم يختار شيئاً ولا نرى أن أحداً يُكرهه على هذا الاختيار كيف نقول مسير ومخير؟ , ولو كان الإنسان مجبراً على عمله لفاتت الحكمة من الشرائع, ولكان تعذيب الإنسان على معصيته ظلماً, والله عز وجل منزهٌ عن الظلم بلا شك, فالإنسان يفعل باختياره بلا شك , لكن إذا فعل فإنه يجب عليه أن يؤمن بأن هذا الشيء مُقدّر عليه من قبل , لكنه لم يعلم بأنه مُقدر إلا بعد وقوعه, ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار .. قالوا يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ قال: اعملوا فكلٌ مسيرٌ لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ قوله تعالى: فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى .. فالصواب مع أخيك أن الإنسان مسيرٌ ومخير, ومعنى مخير أن له الاختيار فيما يفعل ويذر ويترك, لكن هذا الذي اختاره أمرٌ مكتوبٌ عند الله عزوجل, وهو لا يعلم ما كتبه الله عليه إلا بعد أن يقع , فيعرف أن هذا مكتوب, وإذا ترك الشيء عليه أن يؤمن أنه ليس بمكتوب عليه ولأجل هذا تركه ..
وتقول الأخت الداعية الفاضلة الدكتورة حنان الادريسي من المغرب
(يُتْبَعُ)
(/)
ان الإيمان فطرة في الإنسان، لقوله تعالى فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .. يعني أن الإنسان يخلق على الفطرة السليمة وأن الخير أصيل في الإنسان أما الشر فهو عارض، ولكن المجتمع هو الذي يفسده والبيئة التي يعيش فيها هذا الإنسان هي التي تلوث فطرته وتفسد خلقه ودينه ولاسيما الأبوين.
وفي الحديث القدسي الجليل يقول المولى تبارك وتعالى:يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ... واقتضى عدله سبحانه أنه يهدي من قبل طريق الهداية، فالله عز وجل دلنا على الطريق الموصل إلى الجنة وهو الصراط المستقيم (أركانه، أقواله، وأفعاله، وأعماله .. ) وأيضا وضح لنا ما يوصل إلى النار وهذا كله مبين في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما على الإنسان إلا أن يفهم دينه ويتفقه فيه فيزداد إيمانا واتباعا لطريق الجنة، يأتي بعد ذلك دور الإنسان في طلب المعونة و الهداية.
فهما سبب رئيسي من أسباب الاستقامة أو الاعوجاج، يعني أنه لو خلي بين هذا اختياره للإيمان سبحانه يهدي من قَبِلَ واختار بإرادته الالتزام بالطريق الموصل إلى الجنة، واستعان بالله صادقا طالبا توفيقه وهدايته إلى هذا الطريق: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ .. ولا يضل سبحانه إلا من يستحق الإضلال ممن رفض الالتزام بطريق الله وعاش حياته غير مهتم بطريق الله فكان ممن قال الحق فيهم: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.
ان الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان كما بينه رسولنا الكريم في حديث جبريل عليه السلام المعروف أن تؤمن بالقدر خيره وشره، وكل ما يحدث للإنسان من قدر خير أو شر سبق في علمه سبحانه وتعالى، فالمؤمن يعرف أن ربه هو العليم وعلمه سابق لما كان ولما سيكون، وهو ما كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ. وروى الامام مسلم في صحيحه عن عمران بن حصين قال: قيل يا رسول الله أَعُلِم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم. قيل: ففيما يعملون؟ قال: كل ميسر لما خلق له.
ومعنى هذا أن تقدم علم الله وكتابته وتقديره الأشياء قبل خلقها لا ينافي وجود الأعمال التي بها تكون السعادة والشقاوة، وإن من كان من أهل السعادة فإنه يُيسر لعمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فإنه يُيسر لعمل أهل الشقاوة.
فلا تناقض اذن بين الإيمان في علم الله السابق والإيمان بفاعلية الأسباب ومنها قدرة الإنسان ومسؤوليته، وما يدعم الأسباب حديث رواه ابن ماجه والترمذي انه قيل يا رسول الله: أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى تسترقي بها وتقى نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: هي من قدر الله.
إذن فالأخذ بالأسباب واجب والذي يترك الصلاة فانه يتركها بإرادته دون إكراه أو إجبار , وكذلك كل الأعمال التي تبعد الإنسان عن ربه كهجر القرآن وعقوق الوالدين والإفساد في الأرض ... وأسوق لكم مثالا – ولله المثل الأعلى- الأستاذ الذكي الخبير بأحوال طلابه أثناء امتحانه لهم يعرف مسبقا من منهم سينجح وهم فئة المجتهدين ومن منهم سيرسب وهم فئة الكسالى، وكونه يعرف ذلك اذن علم من اجتهادهم أو كسلهم.
فلله المثل الأعلى فالله سبحانه تعالى خلق الخلق وهو العليم بأحوالهم: أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ... علم الله عز وجل سابق لأعمال العباد, وليس سائق لأعمال الإنسان.
إذا كان سر خلق الإنسان هو قاعدة الابتلاء لنبلوكم أيكم أحسن عملا وإذا كانت الدنيا دار عمل وانقسم الناس بين مجد ومجتهد في طريق التزكية والتقوى وبين معرض غافل في طريق المعصية والشقاء، فلابد من دار للجزاء تمنح فيها العطايا والهدايا لمن اتبع وصدق بطريق الله تعالى ومن عدالته أيضا أن يلقى المعرضون الضالون جزاءهم في هذه الدار الآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنتعلم حسن الظن بالله تعالى، فنحن نقدم أعمالا صالحة تثقل ميزاننا يوم العرض عليه، ونرجو أولا و أخيراً رحمته عز وجل. اللهم ارحمنا اللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا وتولنا برحمتك يوم الوقوف بين يديك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رحمنا الله وإياكم وسهل لنا طريق الجنة ووقانا من عذاب النار، ما أحوجنا أن نعرف ربنا كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، فهو سبحانه رحيم بعباده ورحمته أكبر من رحمة الأم بولدها. وحاشاه أن يعذب من لا يستحق العذاب، وهو سبحانه عز وجل عادل وغير ظالم لعباده.
وعلى ضوء ما تقدّم بما يسّره الله لنا من علمه الذي لا ينضب ومن شرح على قدَرِ فهمنا المحدود جدا, ومما أفاد به الشيوخ الأفاضل رحمهم الله أحياء وأمواتا, نقول: إن كل ما يجري في هذا الكون كبيره وصغيره ودقيقه انما يجري بقضاء الله تعالى وقدره وبسبق علمه سبحانه وتعالى به في سابق أزله، تماما كما قال الله تعالى في سورة القمر 49: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ وكقوله تعالى في سورة: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الطويل الذي نذكر منه ما يبيّن لنا ما نحن بصدده: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة
وفي سنن أبي داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما خلق القلم، فقال له اكتب، قال: وما أكتب يا رب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة.
وفي حديث مسلم رحمه الله: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.
ويدخل في عموم شيء أفعال العباد، وهي تشمل حركاتهم وأفكارهم واختيارهم فكل ما يعمله الإنسان أو يحصل من خير أو شر فهو مقدر قبل مولده بمئات الالاف من السنين
ومع ذلك فقد جعل الله تبارك وتعالى للعبد اختيارا ومشيئة وإرادة بها يختار طريق الخير أو الشر، وبها يفعل ما يريد، وعلى أساسها يُحاسب على أفعاله التي اختارها لنفسه لأنها أفعاله حقيقة، ولذلك فالاختيار مع وجود العقل وعدم الإكراه هو مناط التكليف إذا فُقِد ارتفع التكليف. ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه إذا سُلب ما وهب أسقط ما أوجب.
ومما يدل على خلق الله لأفعال العباد قوله تعالى في سورة الصافات 96: وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ وقوله تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وفي الحديث الذي رواه الحاكم والذهبي وصححه الألباني قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله خالق كل صانع وصنعته. .
فقد أثبت في الآيتين أن لهم عملا ومشيئة وأسندهما إليهم وأثبت أنهما من خلق الله. وعلى هذه المشيئة والعمل الذي يفعله العبد باختياره يُحاسب العبد ويجازى ويسامح فيما فعله من دون قصد أو كان مضطرا إليه، وذلك أن الله خلق الإنسان وأعطاه إرادة ومشيئة وقدرة واستطاعة واختيارا، وجعل فيه قابلية الخير والشر. كقوله تعالى في سورة الشمس: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا.
وكقوله تعالى في سورة المائدة 34 إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ .. وكقوله تعالى في سورة آل عمران 79: فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
وكقوله تعالى في سورة آل عمران 145: وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا
وكقوله تعالى في سورة الانسان والمزمل: إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً: وروى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كلف الله الإنسان وألزمه الأحكام باعتبار ما أعطاه من العقل والطاقات والإرادة، فإذا فقد هذه الأشياء فعجز أو أكره أو حبس لم يعد مكلفا.
ولا يقال إن الإنسان مسير أو مخير بالإطلاق بل الحق أن الإنسان مخير ومسير، فهو ميسر لما خلق له، أما كونه مخيراً فلأن الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً و إدراكاً وإرادةً فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع وما يلائمه وما لا يلائمه، فيختار لنفسه المناسب ويدع غيره، وبذلك تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي، واستحق العبد الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية. قال تعالى في صدر سورة الانسان إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا
وأما كونه مسيراً فلأنه لا يخرج بشيء من أعماله كلها عن قدرة الله تعالى ومشيئته، قال عز من قائل في سورة التكوير: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ
وروى الترمذي وابو داوود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:
إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب مقادير الخلق إلى يوم القيامة
قال الامام النووي رحمه الله في شرح مسلم: وفي هذه الأحاديث النهي عن ترك العمل والاتكال على ما سبق به القدر، بل تجب الأعمال والتكاليف التي ورد الشرع بها، وكل ميسر لما خلق له لا يقدر على غيره.
فما يفعله العبد من الأفعال يفعله بمحض اختياره وإرادته، وكل إنسان يعرف الفرق بين ما يقع منه باختيار وبين ما يقع منه باضطرار وإجبار، فالإنسان الذي ينزل من السطح على السلم نزولا اختياريا يعرف أنه مختار، على العكس من سقوطه هاويا من السطح إلى الأرض، فإنه يعلم أنه ليس مختارا لذلك، ويعرف الفرق بين الفعلين، فهو في الأول مختار، وفي الثاني غير مختار.
وبناء على هذا، فإن الإنسان يعمل باختياره يأكل ما شاء، ويتزوج من شاء، ويعمل ما شاء، والله يراقب أعماله ويجازيه على اختياره ما دام عاقلا
قال تعالى في سورة التوبة 105: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
وقال تعالى في سورة النحل 32: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
وقال الشيخ الألباني رحمه الله: أدلة الوحي تفيد أن للإنسان كسبا وعملا وقدرة وإرادة، وبسبب تصرفه بتلك القدرة والإرادة يكون من أهل الجنة أو النار.
هذا؛ ويجب التنبه ثم التنبيه للأخوة والأخوات الكرام البعد ما أمكن في الخوض عن أمر القدّر ما أمكن حتى لا نوقع أنفسنا في متاهات لا يعلمها الا الله عزوجل فيتحقق فينا قوله عليه الصلاة والسلام
انّ احدكم ليقول الكلمة من سخط الله لا يأخذُ لها بالا فيهوي بها في جهنم سبعين خريفا
وحتى لا يتحقق فينا قوله تعالى في آية من خواتيم سورة الكهف
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا
نفعنا الله واياكم بالقرآن العظيم وبهديه عليه الصلاة والسلام وبمن اهتدى بهديه الى يوم الدين , وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ما أصبت به فمن الله عزوجل وحده, وما أخطأت فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان
لا تنسونا من دعوة خفية بظهر القلب ولكم مثلها ان شاء الله تعالى(/)
من مُلَحِ الرُّدُود.! رد الشيخ الإبراهيمي على عبد الحي الكتاني!
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 05:28]ـ
من مُلَحِ الرُّدُود.! رد الشيخ محمد البشير الإبراهيمي على عبد الحي الكتاني!
قال رحمه الله في كتابه:عيون البصائر، صفحة:602 فما بعدها ... تحت عنوان: عبد الحي الكتاني:ما هو؟ وما شأنه؟
في لغة العرب لطائف عميقةُ الأثر، وإن كانت قريبةً في النظر؛ منها التسمية بالمصدر والوصفُ به؛ يذهبون بذلك إلى فجٍّ من المبالغة سحيق، تقف فيه الأذهان حسْرَى، ويُغالَط به الحسُّ فيتخيل ذَوَبَان الموصوفِ وبقاءَ الصفة قائمةً بذاتها؛كانَّ الموصوف لكثرة ما ألحَّتْ عليه الصفة وغلبَتْ أصبحَ هو هي أو هو إياها؛وعند الخنساء الخبرُ اليقين حين تقول:
*فإنما هي إقبال وإدبار*
وعلى هذا يقال في جواب ما هو عبد الحي؟ هو مكيدة مدبرة، وفتنة مُحَضّرة؛ ولو قال قائل في وصفه:
شَعْوذَةٌ تخْطِرفي حِجْلينِ ... وفتنة تَمشي على رجلََيْنِ.
لأراح البيان والتحليل، كما يقول شوقي؛ ولعفَّى على أصحاب التراجم، من أعاريبَ وأعاجم، ولأتى بالإعجاز؛في باب الإيجاز؛إذ أتى بترجمة تُحْمَلُ ببرقيَّة، إلى الأقطار الغربية والشرقية، فَيَعُمُّ العلم، وتنشر الإفادة، وتذيع الشهرة ... ولو أنّ الرجل وصف نفسَه وأنْصَفَ الحقيقة في وصفها لما زاد على هذا البيت؛ ولو شاء (تخريج الدلالات السّمعية) (وهو كتاب في أصول الوضائف الشرعية للخزاعي، اختلس الكتاني نسخة خطية منه من مكتبة عمومية بتونس، ولما ألحوا عليه في إرجاعها وهددوه بتدخل الحكومة، سلخ الكتاب ونسخه في كتاب نسبه إلى نفسه وسماه التراتيب الإدارية!.) على ذلك لَما أعجزه ولا أعوَزَهُ؛ ولكن أين من عبد الحيّ ذلك الإنصاف الذي لم يَخْلُ منه إلا شيخُ الجماعة الذي حادّ الله وقال: {لآمُرَنَّهُم فلَيُغَيِّرُنَّ خلْقَ الله} وإذا أنصفنا الرجل قلنا: إنه مجموعة من العناصر منها العلم ومنها الظلم، ومنها الحق ومنها الباطل؛ وأكثرها الشّرّ والفساد في الأرض-أطلق عليها لكثرتها واجتماعها في ظَرْفٍ-هذا الاسم المركب الذي لا يلتقي مع كثير منها في اشتقاق ولا دلالة وضعية؛ كما تطلق أسماء الأجناس المرتجلة، وكما يُطلقُ علماء الكيمياء على مركباتهم أسماءَ لا يلمحون فيها أصلاً من أصولها، ومن الأسماء ما يوضع على الفال والتخيُّل، فَيَطِيشُ الفال، وتكذب المَخيلَة؛ومنها ما يوضع على التّوسّع والتّحيّل،فيضيق المجال، وتضيع الحيلة؛ وإن اسم صاحبنا لم يصدق فيه إلا جزؤه الأول؛ فهو عبد لعدّة أشياء جاءت بها الآثاروجرَتْ على ألسنة الناس، ولكنّ أملكها به الاستعمار؛ أما جزؤه الثاني فليس هو من أسماء الله الحسنى، ولا يخطر هذا ببال مؤمن يعرف الرجل، ويعرف صفات عباد الرحمن، المذكورة في خواتيم سورة الفرقان؛ وإنما هو بمعنى القبيلة، كما يقال كاهن الحي وعرّاف الحي وعيْر الحي، وقبح الله الاشتراك اللفظي، فلو علم العرب أنه يأتي بمثل هذا الالتباس لطهروا منه لغتهم، وتَحَامَوْهُ فيما تَحامَوْا من المُسْتَهْجنات؛ ولو أدرك نفاةُ الاشتراك في الاستعمالات الشرعية زمن عبد الحي، أو أدرك هو زمنهم وعرفوه كما عرفناه لكان من أقوى أدلتهم على نفيه، ولارتفع الخلاف في المسألة وسجَّل التّاريخ منقبة واحدة لعبد الحي؛ وهي أن اسمه كان سببا في رفع خلاف ...
وإذا كانت أعمال الشخص أو آثار الشيئ هي التي توضع في ميزان الاعتبار وهي التي تناط بها الأحكام فهذا من ذاك ولا عتب علينا ولا ملام.
وكأن صاحبنا شعر ببعض هذا -ومِثْلُهُ من يَشْعر-فموَّه اسمه ببضع كُنى، ولكنه لم يجرِ فيها على طريقة العرب في تكنية أنفسهم، بل كَنَى نفسه بأبي الإقبال، وأبي الإسعاد،وما أشبه ذلك مما هو غالب في كُنَى العبيد، تفاؤلاً وتروُّحا؛ وقد رأينا بعض من كتب لعبد الحي، أو كتب عليه، يَكنيه بأبي السعادات، وهو لا يعني سعادات ابن الشجري، ولا سعادات ابن الجزري، وإنما يعني سعادات ثلاثا لكل واحدة منهن أثرٌ في تكوينه أو شهرته:جريدة (السعادة) لأنها تُطريه، وقرية بو (سعادة) لأنها تُؤويه، و نسخةً أو جزءاً من البخاري بخط ابن (سعادة) لأن الخزانة الجليلة تحتويه؛ والرجل مفتون بهذا النوع من الكنى لنفسه ولغيره، يُغْرب فيها ويُبدع
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى كنى الشيخ النبهاني بأبي الحجاز.
هذا وإنّ لصاحبنا أولاداً صالحين يُشَرِّفُهُ أن يكتني بأحدهم،فلماذا لم يفعل؟ ...
من سنن العرب أنهم يَجعلون الاسم سمةً للطفولة، والكنيةَ عنوانا على الرجولة،لذلك كانوا لا يكتَنون إلا بنتاج الأصلاب وثمرات الأرحام من بنين وبنات، لأنها الامتداد الطبيعي لتاريخ الحياة بهم،ولا يَرْضَوْنَ بهذه الكُنى والألقاب الرخوة إلاَّ لعبيدهم؛ وما راجت هذه الكُنىَ والألقاب المهلهلة بين المسلمين إلا يوم تراخت العُرى الشادة لمجتمعهم، فراج فيهم التخنُّثُ في الشمائل، والتأنّث في الطباع، والارتخاء في العزائم، والنفاق في الدين، ويوم نسي المسلمون أنفسهم فأضاعوا الأعمال التي يتمجد بها الرجال، وأخذوا بالسفاسف التي يتَلَهَّى بها الأطفال؛ وفاتتهم العظَمَةُ الحقيقية فالتمسوها في الأسماء والكنى والألقاب؛ ولقد كان العرب صخورا وجنادل يوم كان من أسمائهم صخر وجَندلَة؛ وكانوا غُصَصًا وسموماً يوم كان فيهم مرَّة وحنظلة؛ وكانوا أشواكاً وأحساكاً يوم كان فيهم قتادة وعوسجة.فانظر ما هم اليوم؟ وانظر أيّ أثر تتركه الأسماء في المُسَمَّياتِ؟ واعتبره ذلك في كلمة (سيدي) وأنها ما راجت بيننا وشاعت فينا إلا يوم أضعنا السيادة، وأفتَلَتتْ من أيدينا القيادة.ولماذا لم تشع في المسلمين يوم كانوا سادة الدنيا على الحقيقة؛ ولو قالها قائل لعُمر لَهاجَتْ شِرَّتُه،ولَبَادَرَتْ بالجوابِ درّته.
كُنِيَ المعري وهو صغير بأبي العلاء، ولو تزوج كالناس وولد له لسَمَّى أكبرأولاده العلاء؛ وهو اسم عربي فخم تعرف منه كتب السير أمثالَ العلاء بن الحضرمي؛ ولكن المعري لمَّا عقل وَ أَدْرَكَ سخافة القصد من كنيته قال هازئا: (كُنيتُ وأنا وليد بالعلاء فكأنَّ علاءً مات، وبقيت العلامات)؛ وأين إسعاد عبد الحي من علاء المعري؟
عرف الناس وعرفنا عرفان اليقين وعلمنا حتى ما نُسائل عالما، أن هذا الرجلَ مازال منذ كان الاستعمار في المغرب -لا كانا-آلة صماء في يده،يديره كما شاء، يحركه للفتنة فيتحرك، ويدعوه إلى تفريق الصفوف فيستجيب، ويندبه إلى التضريب والتخريب فيجده أطوع من بنانه، ويريد منه أن يكون حُمَّى تُنْهِكُ، فيكون طاعونا يُهلك؛ وأن يكون له لسانا،فيكون لسانا وأذنا وعينا ويدا ورجلا ومقراضا للقطع، وفأسا للقلع، ومعولا للصدع؛ وما يشاء الاستعمار إخماد حركة، إلا كانت يديه البركة،وما يشاء التشغيبَ على العاملين للصلاح، والمطالبين بالإصلاح، إلا رماهم منه بالداهية النَّكراء والصّيْلم الصّلعاء؛وما يُعْجزُهُ الاضطلاع بعبْء،أو الاطلاع على خَبْء، إلا وجد فيه البغية و الضالة؛وما يشاء التشكيك في رَأي جميع، أو التشتيت لشمل مجموع،إلا وجد فيه المُشكك المُحكِّك،والخادم الهادم؛وقد تهيأت فيه أدوات الفتنة كلها حتى أنه أُعِدَّ لذلك إعدادا خاصّا. وكأنه (مصنوع بالتّوصية)،وكأنما هو رزق مهيَّأ مهنأ للاستعمار؛ ومازال الاستعمار مرزوقا بهذا النوع؛ فالرجل شريف أولا، وعريق في الشهرة ثانيا، وطرقيٌّ ثالثا، وعالمٌ رابعاً؛ وكل واحدة من هذه فتنة ٌلصاحبها بنفسه وللناس به، فكيف بهنَّ إذا اجتمعن؟ وكيف بهنَّ إذا كان اجتماعهنَّ في غير موَفَّق؟ والرجل بارع يستخدم كل واحدة من هذه في ميدانها الخاص،ويستخدمها جميعا في الميدان العام؛ يستخدم العلم في الشهرة. والطرقية في الفتنة، فإذا حزَبَ الأمر اتخَذَ من أحدهما طليعة،ومن الآخر جيشاً، ومن الشهرة أو الشرف رِدْاء؛ ولكنَّ أغلبَ النِّزاعات عليه، النَّزعة الطرقيَّةُ لأنها أكثرُ فائدة، وأجدى عائدةً؛ وأقرب سبيل، في باب التضليل، ناهيك بدعوى لا يحتاج صاحبها إلى إقامة دليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان بلاءُ هذا الرجل محصوراً في محيط،ومقصورا على قطر، وكان إخواننا في المغرب يعالجون منه الداء العضال: وكنّا نعدُّ أنفسنا آثمين في السُّكوت عنه، وفي القعود عن نصرة إخواننا في دفع هذا البلاء الأزرق؛ فلمّا تَنَبَّهَت عقولهم لكيده، وتفَتَّحَتْ عيونهم لمكره، وتَهاوتْ عليه كواكب الرَّجْمِ من كل جانب،فَبَطَلَ سِحْرُهُ، وقَصُرَتْ رُقَاهُ عن الاستنزال، وضلَّ سَعْيُهُ،وقَلَّ رَعْيُهُ-انقلب استعماراً محضاً قائماً بذاته، وهاج حقده على الأحرار والسلفيين فترصَّدَ أذاهم في الأنفس والأموال والمصالح،وأصبح كالعقرب، لا تلدغ إلا من تحرَّك ...
.... إن الخطايا قد تحيط بصاحبها فيقتل نفسه مثلا، ولكن ما صدّقنا أن الحال ينتهي به إلى قتل أمَّة إلاّ هذه المرّة؛ وإن الزلل ليرسخ إلى أن يصير خُلُقاً وعادة، ولكن ما عهدنا أنه يفضي بصاحبه إلى هذه الدركة التي لا تُبْلَغُ إلا بخذلان من الله، وما كنّا نتصوّرُ أنَّ شرَّ شرّير يتَّضعُ قدره إلى هذا الحد، أو يتسع صدره لحمل هذا الوسام؛ وسبحان من يزيد في الخلق ما يشاء.
وكأنَّ الرَّجُلَ أخذ فيما أخذ عن الاستعمار طريقة التوسع،وكأنَّه أصغَرَ المغربَ-على سَعَته-أن يكون مجالا لألاعيبه و مكايده، فجاوز في هذه المرة الحدود، وتخطّى الأخدود، واندفع إلى الجزائر و تونس ليبث فيهما سمومه، ويتخذ منهما ملعبا جديدا لروايته التي منها مؤتمر الزوايا بالجزائر، وليقوم للحكومة بما عجزت عنه من استئلاف النافر،واستنزال العاقّ،وليوحِّد بين الأقطار الثلاثة ولكن بالتفريق، وليُنقِذَها من البحر ولكن بالتغريق.
كان عبدُ الحيّ فيما مضى يزور هذا الوطن داعيا لنفسه أو مدعوّاً من أصدقائه، وهم طائفة مخصوصة، فَكُنَّا نولِّيهِ ما تولَّى.ولا نأبه به؛ وكانت تبلغنا عنه هنَات كاختصاصه بالجهال وهو عالم، وانتصاره للطرقية وهو محدّث؛إلى هنات كلها تمس شرف العلم وكرامة العالم، فكلنا نُحَمّلُهُ ما تحمَّلَ ولا نبالي به؛ وكان يزور لماما، ويقيم أياما، ولكنه-في هذه المرة- جاء ليتمّم خِطَّة، ودخل الباب ولم يقل حِطَّة؛ وصاغ في الجزائر حلقات من تلك السّلسلة التي بدأ صنعَها في المغرب؛ ودلَّتْنا على ذلك شواهد الأفعال والأقوال والملابسات والظروف؛ ثم زار تونس ليؤلّف فيها (تكميل التقييد) ( ... ) وكأنه يتحدى بهذه الرّحلة الطويلة رحلةَ أبي الحسن المريني (وهو أنبه ملك في الدولة المرينية، بلغت فتوحاته إلى حدود ليبيا، وانتظم المغارب الثلاثة،وفي غزاته لتونس بنفسه كان المؤرخ ابن خلدون قد ختم بها حياته العلمية وكان بدءاتصاله بالملوك والدول) ...
وشتان بين الرحلتين.تلك كانت لتوسيع المماليك؛ وهذه كانت لتوزيع المهالك؛ ويا ويحَ الجزائر المسكينة، كأن لم تكفها الفتن المتماحلة حتى تُزاد عليها فتنة اسمها (مؤتمر الزوايا)، ولم تَكْفِها النَّكَبَاتُ المتوالية حتى تضاف إليها نكبة اسمها (عبد الحي).
إن في رحلة عبد الحي هذه لآيات؛منها أن الحكومة أحستْ بإعراض من رجال الزّوايا،وانصراف عما تريده منهم بطرقها القديمة، فأرادت أن تؤيِّدَ قُوَّةَ القهر بقوّة السحر؛ فكان عبد الحي الساحر العليم؛ وآية ذلك أنه زار كلَّ واحد من مشايخ الطرق في داره،وأقام عنده الليالي والأيام، ونعتقد أنه تعب في إقناع الجماعة ولمِّ شملهم؛ وقد سمعنا من عقلائهم عباراتِ التَّشائم بِمَقْدَمِهِ في هذه الظروف،والتَّبَرُّم بتكاليفه في هذه السنوات العِجاف؛وإن ضيافة هذا الرَّجل وحدها لأزمة مالية مستقلَّة؛ ولو كان للجماعة شيئ من الشّجاعة لَوَلّوه الظَّهْرَ، وصارحوه بالنهر؛ ولكنَّ الشّجاعة حظوظ، والصّراحة أرزاق.
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 05:31]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ويُقال في جواب ما شأنه؟ إنه الشأن كله؛ ونُقْسمُ بالله الذي خلق الحيَّ وعبد الحي، أنه لولاه لَما خطر مؤتمر الزَّوايا على بال واحد منهم، حاش حواريَّ عبد الحي بتلمسان، وهو رجل ليس فيه من صفات الحواريين إلا الصَّيد، وليس هو من الزوايا في قبيل ولا دبير، ونحن أعرف بالجماعة من عبد الحي، وقد انصرفوا في السنوات الأخيرة إلى أعمالهم الخاصة وساروا في هوى الأمَّة، وشاركوا في مشاريعها العامة بقدر الاستطاعة؛ ولو سَمِعوا نصائحنا لَتَوَلَّوا قيادتها من جديد ولكن بالعلم وإلى العلم؛ وعلى ماهم عليه فإن القسوة لم تبلغ بهم إلى معاكسة شعور الأمة، حتّى يعرِسوا في مأتَمِها، لولا هذا المخلوق.
ثم نسأل عبد الحي. لماذا لم يفعل في المغرب ما فعله في الجزائرفَيَجْمَعَ الزَّوايا على الدَّعوة إلى التعليم؟، إنه لم يفعل لأنه لا يَرى زاويةً قائمة إلا زاويته، وكل ما عداها فمنفرجة أو حادَّة كما يقول علماء الهندسة؛ونسأل رجال الزّوايا. لماذا لم يجتمعوا لمؤتمرهم قبل مجيئ عبد الحي؟ و هل هم في حاجة إلى التّذكير بلزوم العلم والتعليم حتى يأتيهم عبد الحي بشيئ جديد في الموضوع؟.
يا قوم إن الأمر لمدبَّر؛ إن الأمر لَمدبر عِلمه مَن علمه منكم وجهِله من جهله؛ و ما نحن بمتزيدين ولا متخرصين.
و لو أن عبد الحي كان غير من كان، ونزل باسم العلم ضيفا على الأمة الجزائرية غيرَ متحيز إلى فئة، وغير مسيّر بيد، وغير متأبط لشر-لَلَقِيَ منها كل إكبار وتبجيل ولو أضافته على الأسوديْن التمر والماء؛ وإن ذلك لأعظم إعلاءً لقدره، وإغلاءً لقيمته.
ولقد كان من مقتضى كون الرجل مُحدِّثاً أن يكونَ سَلَفِيَّ العقيدة وقَّافا عند حدود الكتاب والسنَّة، يرى ما سواهما من وسواس الشيطان؛ وأن يكون مستقلا في الاستدلال لِما يؤخذ وما يترك من مسائل الدين؛ و قد تعالتْ هِمَمُ المحدِّثين عن تقليد الأئمة المجتهدين، فكيف بالمبتدعة الدجَّالين؛ وعُرِفوا بالوقوف عند الآثار والعمل بها، لا يَعْدونها إلى قول غير المعصوم إلا في الاجتهادات المحضة التي لا نصّ فيها؛ ولكن المعروف عن هذا المحدّث أنه قضى عمره في نصر الطرقية وضلالات الطرقيين و مُحْدَثَاتُهُم بالقول والفعل والسّكوت؛ وأنه خصم لدود للسّلَفيين، و حربٌ على السلفية؛ وهل يرجى ممن نشأ في أحضان الطرقية، وفتح عينيه على ما فيها من مال وجاه وشهوات ميسّرة ومخايل من الملك - أن يكون سلَفيًّا ولو سلسل الدنيا كلها بمسلسلاته؟.
إن السلفية نشأة وارتياض ودراسة؛ فالنشأة أن ينشأ في بيئة أو بيت كل ما فيها يجري على السُّنة عملا لا قولا؛ والدّراسة أن يدرس من القرآن والحديث الأصول الاعتقادية، ومن السيرة النبوية الجوانب الأخلاقية والنفسية؛ ثم يروض نفسه بعد ذلك على الهَدْي المعتصر من تلك السيرة وممن جرى على صراطها من السَّلف؛ وعبدُ الحي مُحَدِّثٌ بمعنى آخر، فهو (رواية) بكل ما لهذه الكلمة من معنى. تتصل أسانيده بالجن والحن و رَتَن الهندي، وبكل من هب ودب، وفيه من صفات المحدثين أنه جاب الآفاق. ولقي الرجال، واستوعب ما عندهم من الاجازات بالروايات، ثمّ غلبت عليه نزعت التجديد فأتى من صفات المحدثين (بالتخفيف) بكل عجيبة، فهو مُحَدِّثٌ مُحْدِثٌ في آن واحد؛ وهمُّه وهمُّ أمثاله من مجانين الرواية حفظ الأسانيد، وتحصيل الإجازات، و مُكاتبة علماء الهند والسند للاستجازة، وأن يرحلَ أحدهم فَيَلْقَى رجلا من أهل الرواية في مثل فَواق الحالب، فيقول له: أجَزْتُك بكل مروياتي ومؤلفاتي إلى آخر (الكليشي)؛ فإذا عجز عن الرحلة كتبَ مُسْتَجيزا فيأتيه عِلم الحديث بل علوم الدنيا كلها في بطاقة ... أهذا هو العلم؟. وإنما هو شيئ اسمه جنون الرواية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أصاب كاتب هذه السطور مسٌّ من هذا الجنون في أيام الحداثة، ولم أتبيَّن منشأه في نفسي إلا بعد أن عافاني الله منه وتاب عليّ؛ ومنشؤه هو: الإدلال بقوة الحافظة، وكان من آثار ذلك المرض أنني فُتنت بحفظ أنساب العرب، فكان لا يُرضيني عن نفسي إلا أن أحفظ أنساب مضر وربيعة بجماهرها ومجامعها، وأن أنسُب جماهيرَ حِمير وأخواتها، وأن أعرف كل ما أثر عن دغفل في أنساب قريش، وما اختلف فيه الواقدي و محمد بن السائب الكلبي؛ ثمّ فُتِنْتُ بحفظ الأسانيد، و كدتُّ ألتقي عبد الحي في مستشفى هذا الصنف من المجانين بالرواية، لولا أن الله سَلَّمَ، ولولا أن الفطرة ألهمتني: أن العلم ما فُهِمَ وهُضَمَ، لا ما رُوِيَ وطُوِيَ.
زُرْتُ يوما الشيخ أحمد البرزنجي -رحمه الله- في داره بالمدينة المنورة وهو ضرير، وقد نُمي إليه شيئ من حفظي و لزومي لدور الكتب، فقال لي بعد خوض في الحديث: أجزتُك بكل مروياتي من مقروء ومسموع بشرطه ... إلخ. فألقى في روعي ما جرى على لساني وقلت له: إنك لم تعطني علما بهذه الجُمَلِ، وأحْر أن لا يكون لي ولا لك أجر، لأنك لم تتعب في التلقين وأنا لم أتعب في التلقِّي؛ فتبسم ضاحكا من قولي ولم ينكر، وكان ذلك بدأ شفائي من هذا المرض، وإن بقيت في النفس من عقابيل، تَهيج كلَّما طاف بي طائف العُجب والتعاظم الفارغ إلى أن تناسيته متعمدا؛ ثم كان الفضل لمصائب الزمان من نسيان البقية الباقية منه؛ وإذا أسفت على شيئ من ذلك الآن فعلى تناسيّ لأيام العرب، لأنها تاريخ، وعلى نسياني أشعار العرب، لأنها أدب.
وحضرت بعد ذلك طائفة من دروس هذا الشيخ في صحيح البخاري على قلَّتها وتقطعها؛ وأشهَد أني كنت أسمع منه علما وتحقيقا؛ فقلت له يوما: الآن أعطيتني أشياء وأحْرِ بنا أن نوجَرَ معا، أنت وأنا؛ فتبسَّم مبتهجا وقال لي: يا بني هذه الدراية، وتلك الرواية.فقلت له: إنَّ بين الدراية والعلم نسباً قريباًََ في الدلالة، تُرادفه أو تقف دونه؛ فما نسبة الرواية إلى العلم؟ وقطع الحديث صوت المؤذن،وقال لي بعد الصلاة: حدثني بحديثك عن نسبة الرواية إلى العلم، فقلت له ما معناه: إن ثمرة الرواية كانت في تصحيح الأصول وضبط المتون وتصحيح الأسماء، فلما ضُبطت الأصول وأُمن التصحيف في الأسماء خفّ وزن الرّواية وسقطت قيمتها، وقلت له: إن قيمة الحفظ -بعد ذلك الضبط - نزلت إلى قريب من قيمة الرواية، وقد كانت صنعة الحافظ شاقة يوم كان الاختلاف في المتون فكيف بها بعد أن تشعب الخلاف في أفاظ البخاري في السند الواحد بين أبي ذر الهروي، والأصيلي، وكريمة، والمستملي، والكشميني، وتلك الطائفة، وهل قال حدثني أو حدثنا أو كتاب أو باب؛ إن هذا التطويل ما فيه طائل.ولا أراه علما بل هو عائق عن العلم؛ وقلت له: إن عمل الحافظ اليونيني (كذا!) على جلالة قدره في الجمع بين هذه الروايات ضرب في حديد بارد، لا أستثني منه إلا عملَ ابن مالك؛ وإن ترجيح ابن مالك لإعراب لفظة لأدلُّ على الصحة في اللفظ النبوي من تصحيح الرواية، وقد يكون الراوي أعجميا لا يقيم للإعراب وزنا؛ فلماذا لا نعتمد إلى تقوية الملكة العربية في نفوسنا، وتقويم المنطق العربي في ألسنتنا، ثم نجعل من ذلك موازين لتصحيح الرواية، على أن التوسع في الرواية أفضى بنا إلى الزهد في الدراية، وقلت له: إنك لو وقفت على حلق المحدّثين بهذا الحرم، محمد بن جعفر الكتاني ومحمد الخضر الشنقيطي وغيرهما لّسمعت رواية وسردا، لا دراية ودرسا، وإن أحدهم ليقرأ العشرين والثلاثين ورقة من الكتاب في الدولة الواحدة فأين العلم؟ وقلت له: إن من قبلنا تنبهوا إلى أن دولة الرواية دالت بضبط الأصول وشهرتها فاقتصروا على الأوائل، يعنون الأحاديث الأولى من الأمهات وصاروا يكتفون بسماعها أو قرائتها في الإجازات؛ وما اكتفاء القدماء بالمناولة والوجادة إلا من هذا الباب.
قلت له هذا وأكثرَ من هذا وكانت معارفُ وجهه تدل على الموافقة ولكنه لم ينطق بشيئ.؛وأنا أعلم أن سبب سكوته هو مخالفة ما سمع لما ألفَ-رحمه الله-
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقيت يوما الشيخ يوسف النبهاني-رحمه الله- بباب من أبواب الحرم فسلّمت عليه فقال لي: سَمعت آنفا درسَك في الشمائل، وأعجبني إنحيازك باللوم على مؤلفي السِّير في اعتنائهم بالشمائل النبوية البدنية، وتقصيرهم في القضايا الروحية، وقد أجزتك بكل مؤلفاتي ومروياتي وكل مالي من مقروء ومسموع من كا ما تضمنه ثبتي ... إلخ. فقلت له: أنا شاب هاجرت لأستزيد علما وأستفيد من أمثالكم ما يكملني منه، وما أرى عملكم هذا إلا تزهيدا لنا في العلم؛ وماذا يفيدني أن أروي مؤلفاتك وأنا لم أستفد منك مسألة من العلم؛ ولماذا لم تنصب نفسَك لإفادة الطلاب؛ فسَكتَ، ولم يكن له -رحمه الله- درس في الحرم، وإنما سمعت من خادم له جَبَرْتي أنه يتلقى عنه في حجرته درسا في فقه الشافعية.
وكان بعد ذلك يُؤثر محلي على ما بيننا من تفاوت كبير في السن،وتباين عظيم في الفكرة.رحم الله جميع من ذكرنا وألحقنا بهم لا فاتنين ولا مفتونين.
أما أولئك السلف الأبرارفعنايتهم بالرواية والرجال راجعة كلها إلى الجرح والتعديل الذين هما أساس الاطمئنان إلى الرواية، وقد تعبوا في ذلك واسترحنا؛ وما قولكم -دام فضلكم -لو فرضنا أن محدث القرن الرابع عشر ومسندَه عبد الحي عُرضَ بعُجَره وبُجَره على أحمد بن حنبل، أو على يحي بن معين، أو عليّ بن المديني، أو على من بعدهم من نقَّاد الرجال الذين كانوا يجرحون بلحظة، ويسقطون العدالة بغمزة في العقيدة،أو نَبْزَة في سيرة، أو بغير ذلك مما يُعَدُّ في جنب عبد الحيّ حسنات وقُرُبات -فماذا نراهم يقولون فيه؟ وبماذا يحكمون عليه؟ خصوصا إذا عاملوه بقاعدة (الجرح لا يُقبَل إلا مفسَّرًا).
وبعدُ (فقد أطال ثنائي طول لابسه) فليعذرنا عبد الحي؛ ووالله ما بيننا وبينه تِرَةٌ ولا حسيفة؛ ووالله ما في أنفسنا عليه حقد ولا ضغينة؛ ووالله لوددنا لو كان غيرَ من كان،فكان لقومه لا عليهم، وإذاً لأفاد هذا الشمال بالكنوز النبوية التي يحفظ متونها، ونفع هذا الجيل الباحث الناهض المتطلع بخزانته العامرة، وكان رُوّاد داره تلامذةً يتخرجون، لا سُيَّاحاً يتفرَّجون؛ وعلماء يتباحثون، لا عوامَّ يتعابثون، ولكنه خرج عن طوره في نصر الضلال فخرجنا عن عادتنا من الصبر والأناة في نصر الحق؛ وجاء يُؤَلِّبُ طائفة من الأمة على مصالح الأمة، فهاج الأمة كلها، وهاج معها هذا القلم الذي يمج السمام المُنقَع، فنفثت هذه الجُمل، وفي كل جملة،حَملة، وفي كل فقرة، نقرة؛ فإن عاد بالتوبة، عدنا بالصفح؛ وإن زاد في الحَوْبَة، عدنا على هذا بالشرح؛ ولعل هذا الأسبوع هو أبرك الأسابيع على الشيخ، فقد أملينا فيه مجالس في مناقبه جاءت في كُتَيّب، سميناه -بعد الوضع- (نشر الطيّ، من أعمال عبد الحي) فإن تاب َوأَدْناهُ، ووفيناه بما وعدناه، وإلا عممناه بالرواية، وأذنّا لعبد الحي في روايته عنا للتبرك واتصال السند؛ وهو أعلم الناس بجواز رواية الأكابر عن الأصاغر. اهـ.
كتبه: أبو أويس.
من كتاب:عيون البصائر (مجموع المقالات التي كتبها):تأليف العلامة:محمد البشير إبراهيمي، صفحة (607إلى618).طبعة:المكتبة الاسلامية -القاهرة (2007).وقبل ذلك نشر في العدد 33 من جريدة البصائر سنة:1948.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:19]ـ
هل صحيح أن الإبراهيمي كان يثني على أتاتورك ..
هل صحيح أنه كان على سلفية الأفغاني وعبده ..
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 04:23]ـ
هل صحيح أن الإبراهيمي كان يثني على أتاتورك ..
هل صحيح أنه كان على سلفية الأفغاني وعبده ..
أخي الكريم، لا تخلط رعاك الله بين ابن باديس رحمه الله والإبراهيمي، فهذا الذي ذكرتَه قد رمي به عبدالرحمن بن باديس رحمه الله، ولقد ألفت في ذلك أم ايوب نورة حسن الجزائرية "الرد الوافي على من زعم أن ابن باديس سلفي"
وقد أجابها الأخ الفاضل محمد جاج عيسى الجزائري في كتاب عنوانه " الرد النفيس على الطاعن في العلامة ابن باديس".
وكان قد فتح موضوعاً لمناقشة هذا الأمر في ملتقى أهل الحديث، ولك الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91359
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 12:02]ـ
قنبلة نووية ملساء!!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 12:25]ـ
الاحنف .. انا تساءلت ولم أقر .. فلاتغوت علي ياجبلي .. (ابتسامة)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 12:57]ـ
ما شاء الله .. ، جزاك الله خيرا على هذه الدرة النفيسة .. ،و رحم الله العلامة الإبراهيمي .. ،
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 05:37]ـ
وجاء يُؤَلِّبُ طائفة من الأمة على مصالح الأمة، فهاج الأمة كلها
هذا هو سبب الغلظة ... حين يؤدي الخلاف المذهبي الى "علي و على أعدائي" .. ويؤدي الى الاستهانة بخطر الخصم الخارجي في سبيل قهر الخصم الداخلي .. و ماذكره الشيخ من اعتبار اللغة في مقابلة الرواية قد تقدم فيه بحث مفيد في احد المواضيع هنا لم اجد رابطه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدالله الأثري]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 04:41]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبيدالله الأثري]ــــــــ[30 - Jul-2009, صباحاً 03:26]ـ
للرفع
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 11:13]ـ
ما شاء الله .. ، جزاك الله خيرا على هذه الدرة النفيسة .. ،و رحم الله العلامة الإبراهيمي .. ،
آمين، وإياك
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 02:58]ـ
رحم الله العلامة الإبراهيمي، و جزى أخانا الأحنف خيرا.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 05:45]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[09 - Sep-2009, صباحاً 03:44]ـ
رحم الله العلامة المجاهد البشير الإبراهيمي
بيان رائع وعلم شاف وفقه ثاقب وسنن واضح وجهاد بقلم كالسيف ...
واختيار موفق ينم عن عقل صاحبه.
جزاك الله خيراً.
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[22 - Jan-2010, صباحاً 04:45]ـ
وإياكم إخواني
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 08:50]ـ
-------------(/)
أمراض القلوب
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:26]ـ
أمراض القلب أو مرض البعد عن الله تبارك وتعالى
أعراضه .. أسبابه ... علاجه
أولا: اعراض هذا المرض الخطير
يتسّم مرض البعد عن الله تعالى باثني عشرة عارضا, وقلما يوجد انسان بريئا حتى ولو بعرض واحد منها, والسعيد السعيد من عافاه الله تعالى منها جميعا:
1. الرياء .... 2.الغضب .. 3. التكبر ... 4.التجبر .. 5. ضعف أو غياب التقوى .. 6. ضعف أو غياب الحياء .. 7. الاسراف في المعصية .. 8. ضعف أو غياب الاحسان .. 9. الكذب .. 10.غياب أو قلة الاستغفار من الذنب ... 11. الحرص ..... 12الطمع
ومن يجد في نفسه عارضا أو أكثر فليلجأ الى الله سائلا اياه تبارك وتعالى أن يكشفه عنه, ولا نقول أنّ الانسان ملاك ولا يخطىء, بل كل انسان خطاء ولكن خير الخطائين التوابون, وهناك أعراض مبتلى بها بعضنا ولا بدّ لنا من استئصالها جذريا حتى نُكمل ايماننا, ويُصلح الله لنا أحوالنا, فمغفرة الله عزوجل لعبادة مرهونة بشروط حددها المولى تبارك وتعالى في سورة طه 82 بأربعة شروط فقال عزوجل: واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثمّ اهتدى ... ومن سياق الآية الكريمة نجد كيف أنّ الله تبارك وتعالى قد قدّم التوبة على الايمان لأنه لا يكتمل ايمان قلب العبد الا بتوبة نصوح من الذنب , كما في قوله تعالى في سورة التحريم 8: يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من نحتها الأنهار ...
ومعنى هذه الآية كما قال عنها ابن كثير رحمه الله: اي تاب من الذنب توبة لا رجعة اليه, وآمن بقلبه فلم يشكك في ايمانه ولا يرتاب, وعمل صالحا بجوارحه, وقال ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى: ثم اهتدى: أي لم يشكك , ولم يرتاب, وقال سعيد بن جبير رحمه الله: أي استقام على السنة والجماعة, وقال قتادة رضي الله عنه: أي لزم الاسلام حتى الموت.
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة يونس (57): يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدي ورحمة للمؤمنين. ويقول الامام ابن القيم في شرح هذه الآية الكريمة أنه لا شيء هناك أحق من أن يفرح العبد به من فضل الله عزوجل ورحمته وما تتضمنهاا من الموعظة الحسنة, وشفاء الصدور, والتي من أدوائها الهدي والرحمة .....
وقال تعالى في آية كريمة ختم بها سورة الكهف: فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ... وقال العلماء شراح القرآن الكريم ومفسريه عن هذه الآية الكريمة أنها نزلت في الرياء وهو الشرك الأصغر, وروى الامام أحمد رحمه الله عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه بكى, فقيل: ما يبكيك؟ قال: شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبكاني, سمعته يقول: أتخوّف على أمتي الشرك والشهوة الخفيّة, قلت: يا رسول الله! أتشرك أمتك من بعدك؟ قال: نعم .. أما انهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا, ولكن يراؤون الناس بأعمالهم .. والشهوة الخفية: أن يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه (أي لأجلها) ... وهذا الحديث الشريف يحثنا على الاخلاص في العبادة وأن تكون أعمالنا خالصة لوجه الله الكريم حتى يكتب لها القبول.
و يقول الله عزوجل: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين .. وقال الإمام القرطبي في تفسيره لهذه الآية: أي شفاء للقلوب بزوال الريب منها وكشف غطاء القلب عن الشك .. وقال الإمام ابن كثير: " .. أي يذهب ما في القلوب من أمراضها ....
وأمراض القلوب كلنا يعلمها والنفاق على رأسها, وكما أخبرنا القرآن الكريم بأنّ هناك صفات للمنافقين لا تعد ولا تحصى, وقد لخصها لنا النبي صلى الله عليه بأربعة عشرة علامة ذكرها في أربع أحاديث , واليكم نصوصها:
الحديث الأول: أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا, ومن كان فيه خصلة منها كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: اذا حدّث كذب ... واذا وعد أخلف (أو اذا عاهد غدر) ... واذا اؤتمن خان .. واذا خاصم فجر.
الحديث الثاني: رواه أبو هريرة عنه صلى الله عليه وسلم فقال: انّ للمنافقين علامات يُعرفون بها: تحيتهم لعنة .. وغنيمتهم غُلول ... وطعامهم نُهبة ... لا يقربون المساجد الا هجرا .. ولا يأتون الصلاة الا دُبُرا ... لا يَألفون ... ولا يُؤلفون ... خُشبٌ بالليل ... صُخُبٌ بالنهار.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث الثالث: أية المنافق ثلاثة: اذا حدّث كذب .. واذا وعد أخلف .. واذا أؤتمن خان.
الحديث الرابع: وروى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: انّ هاتين الصلاتين أثقل صلاة على المنافقين (يعني الفجر والعشاء) ولو يعلمون ما بهما من الأجر لأتوهما ولو حبوا.
ثانيا: اسباب هذا المرض
انّ معظم أمراض العصر التي ابتليت بها الأمة سواء العضوية منها أو النفسية مردها يعود الى مرض أصاب قلوب هذه الأمة نطلق عليه مرض البعد عن الله تبارك وتعالى كما في قوله عزوجل في سورة المطففين 14: كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: انّ العبد اذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه, فان تاب منها صقل قلبه, وان زاد زادت ... والرين هنا: هو كثرة الذنوب والخطايا , والتي اذا استقرت في القلب لبسته لبسا كما يلبس أحدنا الثوب, ويقول النسائي رحمه الله: انّ العبد اذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة سوداء , فان هو نزع واستغفر وتاب صقل الله قلبه, فان عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه, فهو الران الذي قال الله عزوجل وجل: بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون.
وعلاج هذه الأمراض علاجا مؤقتا لا يُفيد أبدا, ولا يُرجى منه فلاح, بل لا بدّ من العلاج الجذري وان طال أمده, وقد جاء رجل الى العالم الرباني التابعي سفيان القوري رحمه الله يشكو له هذا المرض: مرض البعد عن الله تعالى, فوصف له رحمه الله الوصفة التالية والتي عليها سيدور بحثي الطويل هذا والمكوّن من اثني عشر فصلا ليكون مرجعا لكل مبتلى به ولا أستثني نفسي من حتى ولو من عرض منها, السعيد من اعتبر وعمل لما بعد الموت .... اللهم اجعلنا جميعا وبرحمتك منهم.
ثالثا: علاج المرض أو نص الوصفة
يا هذا عليك بعروق الاخلاص وورق الصبر وعصير التواضع، ضع هذا كله فى اناء التقوى وصب عليه ماء الخشية وأوقد عليه بنار الحزن على المعصية وصفه بمصفاة المراقبة، وتناوله بكف الصدق وأشربه من كأس الاستغفار وتمضمض بالورع وابعد عن نفسك الحرص والطمع، تشفَى من مرضك باذن الله.
إن أشهر الأمراض التي تصيب البشر بعقيدتها, لا تخرج بحال عن الأمراض التالية: القلق والتوتر .. الحسد والغيرة ... الاكتئاب والإحباط .. الوسواس والانطوائية والخجل. الحرص على الدنيا والذي يؤدي الى الخوف من المستقبل أو حتى الآخرين .. الطمع بما في أيدي الناس أو الحياةالحرص على الدنيا .. الحيرة والطمع بما فيها .. الحسد ... الغيرة ... وما عدا ذلك من أمراض عضوية ونفسية فهي حتما مشتقة منها وبمسميات مختلفة.
انّ الله عزوجل عندما أوجد هذه الأمراض , أوجدها من رحمته وحبه لعباده لتكون سببا في التوصل اليه في الدعاء والعبادة الصادقة المخلصة, كما في قوله تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم, وقوله عزوجل: واذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان, فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون.
انّ القرآن الكريم وما يتضمنه من أوامر ونواهي هو الدواء الوحيد لجميع أمراضنا, وهو أهم وسيلة علاجية جذرية تساعدنا على التخلص من همومنا ومشاكلنا, كما في قوله تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين
ومن يتمعّن في هذه الآية الكريمة سيجد أنها لا تخصّ أحدا سوى المؤمنين, لذا كان وجوبا أن يكون القرآن شفاء لمن يؤمن به أنه كذلك, ومن لا يعتقد هذا الاعتقاد فلن يؤثلر فيه, كما في قوله عليه الصلاة والسلام عن ماء زمزم المباركة: زمزم لما شرب له ... أي يشفي من كان مؤمن بأنها شافية ونيته بشربها صادقة.
وأختم هذه المقدمة التي أعتبرها أساسية تمهيدا للدخول في البحث الطويل الذي سيتناول بمشيئة الله تعالى اثني عشرة عنصرا ان نحن تمكنا من الأخذ بها جميعا نكون قد نجونا بأنفسنا ونلنا رضا الخالق تبارك وتعالى, ولا أخاطبك أيها القاريء الفاضل هذه الخطاب الا لأنك قاريء مسلم تستوعب تماما ما أقصده وما أرنو اليه, سواء على مستوى حياتك العملية والعلمية والنفسية والاجتماعية والأسرية, وفوق كل ذلك علاقتك بربك سبحانه وتعالى وبكتابه الكريم وبنبيه صلى الله عليه وسلم انطلاقا من: رضانا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ....
(يُتْبَعُ)
(/)
[ center] تابعوا هذا البحث القيّم المكون من 12 عرضا مرضيا لأمراض القلوب ليكون باكورة مقالاتي على هذا صفحات هذا المنبر العلمي
والله فوق كل ذي علم عليم.
[ size="4"] الرجاء ممّن يجد أيّ خطأ مطبعي في آية قرآنية أو حديث نبوي شريف أن ينوِّه اليه وأجره على الله عزوجل, وهذا ليس حصرا على مقالاتي فحسب, وانما على جميع المقالات المنشورة , وجزاكم الله خيرا.
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:28]ـ
العرَضْ الأول الرياء وعلاجه بعروق الاخلاص
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة البيّنة: وما أمرواا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء وذلك دين القيّمة
ويقول عزوجل في آية عظيمة ختم بها سورة الكهف: فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه قيل: وما إتقانه يا رسول الله؟ قال: يخلصه من الرياء والبدعة.
كيف يتحقق الاخلاص؟
بالعمل والطاعة لله وحده لا شريك له, والمقصود بالعمل هو الاتيان بأركان الاسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج, وما يتفرع عن هذه الأركان من واجبات وشروط, كقراءة القرآن والصدقات النافلة وجميع أعمال البرّ التي يتقرّب بها العبد لخالقه تبارك وتعالى, وكل عمل لا يتوفر فيه ابتغاء وجه الله الكريم فهو باطل ومردود على صاحبه, واذا قال أحدنا لشخص ما أنني أساعدك أو أفعل أو أخدمك هذه الخدمة لوجه الله الكريم فانه ينبغي عليه أن يكون صادقا في قوله حتى لا يُكتب عند الله مُرائيا, فالرياء ليس عكس الاخلاص كما يفهم البعض, ولكنه اذا غاب الاخلاص من قلب الانسان ظهر الرياء , وان تبرأ الواحد منا من الرياء كان مخلصا لله تعالى, ونستنبط من هذا أنّ أحدهما يظهر خلال غياب الآخر, وكما ورد في القرآن الكريم في سورة الماعون تغليظ شديد اللهجة بألا نكون مرائين في أعمالنا , وقد توعد الله تعالى المرائين بالويل, والويل كما قال عنه ابن عباس رضي الله عنهما عبارة عن واد في جهنم لو سيّرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حرارته, وسيكون مسكن كل من يرائي الله تعالى في أعماله ويمنع الأمر بالمعروف , ومسكن من يتهاون بالصلاة فيؤخرها عن وقتها, واذا كان الأمر كذلك, فما بالنا بمن يترك الصلاة بالكلية؟ فهو حتما كافر كما سنرى لاحقا.
أيضا لم تخلوا الأحاديث النبوية الشريفة من التحذير من هذه الصفة الوبيلة, فقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها الشرك الصغر لقوله عليه الصلاة والسلام:
أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر, فقيل: وما هو يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: الرياء .. يقول الله تعالى يوم يجازي العباد بأعمالهم: اذهبوا الى الذين كنتم تراؤونهم بأعمالكم, فانظروا هل تجدون عندهم جزاء
وهذا كما في قوله تعالى في سورة الزمر 47: وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون
عقوبة عدم الاخلاص في العبادة
انّ عقوبة الرياء أو عدم الاخلاص في العبادة هي عقوبة المشرك بالله عزوجل لما فيها من ضرر بين الناس, ذلك أنّ الرياء كالنفاق تماما: هو اظهار شيء وابطان شيء مخالف له, ولأنّ المرائي عادة لا يبتغي بعمله وجه الله عزوجل وانما يبتغي وجه من من يرائيه, لذا فقد أوجب الله تعالى عليه هذا القصاص, فالعمل انما يُؤجر عليه مَن عمل له, فان كان قصد به رضا الله عزوجل فقد وجد ثوابه وأجره عند الكريم الذي لا يظلم مثقال ذرة من خردل أو أقلّ منها, بينما ان كان العمل يقصد به غير وجه الله عزوجل فيطلب منه الله يوم القيامة أن يطلب أجره ممّن راءى له العمل.
حال المراؤون يوم القيامة
واقرؤوا معي الحديث النبوي الشريف بآذان القلوب كي نستوعب مخاطر الرياء ومصير من لا يخلص في الطاعة أو العمل, فقد روي مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: انّ أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد في سبيل الله, فأتي به, فعرفه نعمته فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت .. قال: كذبت! ولكنك فعلت ليقال هو جريء وقد قيل , ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار
(يُتْبَعُ)
(/)
ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال, فأتي به فعرفه نعمته فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها الا أنفقت فيها لك .. قال: كذبت! ولكنك فعلت ليقال هو جواد, وقد قيل, ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمّه وقرأ القرآن, فأتي به فعرفه نعمته فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته, وقرأت فيك القرآن .. قال: كذبت! ولكنك تعلمت ليقال هو عالم .. وقرأت ليقال هو قارىء وقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
اذا تأملنا الآية الكريمة التالية في سورة البينة: وما تفرّق الذين أوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة
وهي التي سبقت قوله تعالى: وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة
لوجدنا كيف أنّ الله تبارك وتعالى جعل الاخلاص في العبادة سببا في قبول الأعمال, وأتبعه باقامة الصلاة وايتاء الزكاة لأنهما عبادتين متلازمتين لا تفترقان أبدا, احداهما بدنيّة والثانية معنوية, وعليهما يقوم الدين كله اذا توفر عنصر الاخلاص فيهما .. فمن قبلت صلاته فقد قبل منه سائر العمل , وان فسدت فلا يرجى خيرا من أعمال البرّ الأخرى, لماذا؟
لأنّ الصلاة هي الفيصل بين الايمان والكفر لقوله عليه الصلاة والسلام: العهدالذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر
وقوله عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ...
بمعنى أنّ الله تبارك وتعالى اذا وافاه عبده يوم القيامة كافرا أو مشركا أو منافقا , فلا يقبل له أيّ عمل صالح عمله بالدنيا طالما أنه مات على الكفر.
يقول الله تبارك وتعالى في سورة مريم 59 - 60
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا
والغي هو: واد في جهنم بعيد عقره خبيث طعمه, شديدة حرارته, تشتغيث جهنم نفسها من شدة حره
اذن نيّة المصلي يجب أن تكون خالصة لله تعالى وحده, وليس حتى يقول عنه الناس أنه مصلّ , قال عليه الصلاة والسلام: ربّ مصّل ٍ لا خير فيه, وقال عمر رضي الله عنه: لا تنظروا الى صلاة المرء وصيامخ ولكن انظروا الى صدقه في الحديث.
ونيّة الصائم يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى لا ليقال عنه أنه صائم, وكذلك الزكاة والحج وقراءة القرآن والصدقات وسائر القربات والعبادات الأخرى, فالمخلص في عبادته هو الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته, والاخلاص ألا تحبّ محمدة الناس على شيء فعلته حتى لا تدخل نفسك في متاهات الرياء, والاخلاص أن يعافيك الله عزوجل من الرياء .. قال الفضيل بن عيّاض رضي الله عنه: ترك العمل لأجل الناس رياء ... والعمل لأجل الناس شرك .. والاخلاص أن يعافيك الله منهما ... وكل عمل لم يكن خالصا لوجه الله الكريم فهو رياء ومردود على صاحبه لا ثواب له في الآخرة, لقوله صلى الله عليه وسلم: انّ الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا
انله وابتغيَ به وجهه.
لماذا فرضت الصلاة؟
انّ الله تبارك وتعالى ما فرض الصلاة علينا الا لتؤدى على أكمل وجه, ليختبر الله عزوجل الصبر فينا, أي. الصبر على الطاعة وهو الجزء الثاني من هذا البحث القيّم فتابعوه .. فالله تبارك وتعالى في أيات القرآن الكريم والتي تخصّ الصلاة , كانت خطاباته الجليلة عزجل لنا ب: وأقيموا الصلاة, ويقيموا الصلاة, ويقيمون الصلاة, وأقم الصلاة, وليس صلي أو صلوا, ومعنى أقيموا أي أدّوها كما أمرنا الله تعالى أن تؤديها, بأركانها , وخشوعها , وشروطها, وواجباتها, وأوقاتها, امتثالا لأمره عزوجل , فلا يشغلنا عنها شاغل, لا شغل, ولا عمل, ولا زوجة ولا أبناء, ولا مال, ولا أصحاب, ولا ملهيات, والله تبارك وتعالى لعلمه الذي سبق حكمه قد بيّن لنا كيف أنّه سيكون من أبناءنا وأزواجنا من هم أعداؤنا, وأمرنا أن نتخذهم أعداء لنا ان هم خالفوا شرع الله ومنهجه القويم, لماذا؟ لأنّ الله تبارك وتعالى يعلم أنّ تقصيرنا في اعطاء الصلاة حقها انما ناتج عن أحد هذه الأسباب: زوجة .. أبناء .. شغل أو عمل , الحرص على دنيا زائلة وسيأتي يوما ويقسم المجرمون أنهم ما لبثوا فوقها الا ساعة: يوم يقسم المجرمون أنهم ما لبثوا الا ساعة , واقرؤوا قوله تعالى في آيات بينات جليلات ختم بها سورة التغابن تبيّن لنا واقع ابن آدم الحقيقي:
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أيها الذين آمنوا انّ من أزواجكم وأولادكم عدوّا لكم فاحذروهم, وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فانّ الله غفور رحيم* انما أموالكم وأولادكم فتنة, والله عنده أجر عظيم* فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم, ومن يوق شحّ نفسه, فأولئك هم المفلحون
وما ذكر الله عزوجل الزوجة والولد والمال الا لأنهم زينة الحياة الدنيا أي شهواته, ولأنهم سبب هلاك ابن آدم اذا لم يحسن التوفيق بين عبادة الله تبارك وتعالى وشهواته, بمعنى أنّ الزوج أو الأب يلتهي بأسرته وشغله عن العمل الصالح والطاعات فيتقاعس عن الصلاة أو يصليها دون اطمئنان فيكون حاله كحال المسيء صلاته, وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصحبه الكرام عن المسيء صلاته: ترون هذا لو مات, مات على غير ملة محمد صلى الله عليه وسلم, ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم ... وكما نفهم من الحديث أنّ الله تعالى لم يقبل لنا صلاة العجلة الخالية من الاطمئنان فحسب, بل اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ صلاة السرعة ليست مقبولة, والا ما تفسير قوله صلى الله عليه وسلم: مات على غير ملة محمد صلى الله عليه وسلم الا الكفر؟
وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد في ايثار أزواجنا وأبناءنا وأشغالنا على اخلاصنا في العبادة, بل تفضيلهم يقودنا الى ترك الجماعات التي هي من سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأولياء الله الصالحين, وما أوجد الله المساجد الا لاعمارها .. ولا يعمرها الا بنو آدم .. الا المصلين .. الا عباد الله المخلصين., يقول الله عزوجل في الحديث القدسي الجليل: وعزتي وجلالي اني لأهمّ بأهل الأرض عذابا, فاذا نظرت الى عمّار بيوتيفاذا كان الله تبارك وتعالى قد شفع أهل الأرض قاطبة وأمّنهم من العذاب ببركة عمّار المساجد, فما بالنا باكرام الله عزوجل لمن يعمّر هذه المساجد؟ وهو الكريم الذي يضاعف الأجر لمن يشاء , والله عنده حسن الثواب.
سؤال يترك في الحلق غصّة ونحن ننفق أوقاتنا هباء منثورا في متابعة مسلسلات وأفلام وبرامج ما أنزل الله بها من سلطان, ومسامرة أهل وأبناء وأصدقاء واهدار الأوقات بالساعات دون فائدة ترجى, على حين صلاتنا نصليها كصلاة الخائف من , من يحمل لنا عصاة ويلحقنا بها, واني من هذا المنبر المبارك أقول لكم أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أعطوا الصلاة حقها ووقتها وخشوعها وتدبرها وأركانها واطمئنانها كي يتقبلها الله منا ولا يضرب بها وجوهنا.
فمزيدا من التدبر والخشوع والاطمئنان في الصلاة رحمكم الله أيها المسلمون, فالصلاة أول سؤال يباغتنا في القبر وعليها تقاس جميع الأعمال.
سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله ربّ العالمين
ترقبوا الجزء الثاني من هذا البحث: الصبر على الطاعة
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:30]ـ
العَرَضْ الثاني الغضب ويعالج بالصبر على الطاعة
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة البقرة 155 - 157
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من االأموال والأنفس والثمرات, وبشر الصابرين* الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة, واولئك هم المهتدون
وهذه الآية الكريمة لأكبر دليل على امتحان وابتلاء الله عزوجل عباده المؤمنين , فتارة يختبرهم بالسراء وبحبوحة العيش وتارة بالضراء من خوف وجوع ونققص في المال والنفس والولد والثمرات والرزق وضنك المعيشة والمرض وموت الأحباب وما الى ذلك من مصائب الدنيا, ويريد الله عزوجل من الفئة الأولى الشكر على نعمائه ليتحقق فيهم نصف الايمان الأول, ومن الفئة الأخرى الصبر على المصائب والبلايا ليتحقق فيهم نصف الايمان الثاني, كما في قوله تعالى: لئن شكرتم لأزيدنكم , والصبر ليس له جزاء الا الجنة كما أخبرت الآيات الكريمات , وان جزعنا ’ فالله عزوجل يعلم الصادق فينا من الكاذب والصابر من الجازع, وهذا ما تجلى في قوله عزوجل في سورة العنكبوت: أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم, فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين
(يُتْبَعُ)
(/)
فالابتلاء من الله تعالى يكون على المؤمنين أشدّ من غيرهم, أوكما في الحديث: أشدّ الناس بلاء الأنبياء, ثمّ الصالحون, ثمّ الأمثل فالأمثل, يبتلى الرجل على حسب دينه, فان كان دينه في صلابة زيد في البلاء .. وهذه الآية الكريمة تماما كقوله تعالى: أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
أي الذين صدقوا في دعوى الايمان, ممن كذبوا في أقوالهم ودعواهم, والله تعالى يعلم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون, وهذا مجمع عليه عند أئمة السنة والجماعة, وبهذا يقول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عزوجل: الا لنعلم: أي لنرى, وذلك لأن الرؤية انما تتعلق بالموجود, والعلم أعمّ من الرؤية, ذلك أنّ العلم يتعلق بالمعدوم والموجود معا, بينما الرؤية تتعلق بالموجود والمحسوس, لذا كان علم الله تعالى السابق الأزلي أعم من الروية الحسية, لهذا فقد أتبع الله تعالى الآيات في سورة العنكبوت بقوله عزوجل: أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ... وهذا يعني أنّ الذين يسيئون الظن فهم لا يحسنون كيفية الخلاص من هذه الفتنة والامتحان باللجوء الى ذكر الله تعالى , وما ذلك الا نابعا عن ضعف ايمانهم أو انعدامه, ولا لعلمهم بأنّ ما وراء ذلك من العقوبة والنكال لقاء ظنهم السيء ذاك ما هو أشدّ واغلظ من هذا بكثير, ولهذا قال المولى عزوجل: ساء ما كانوا يحكمون أي بشيء ما يظنون.
ما هو الصبر؟
الصبر
* هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما. وهو خُلق فاضل من أخلاق النفس,. وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها ..
* هو أن يعوّد الانسان نفسه على تحمّل متاعب الحياة في جميع ميادينها ومشاكلها ومتاعبها وآلامها وأحزانها, وما يتعرض اليه الانسان من فقر وجوع أو استقبال صدمة موت عزيز بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره, ابتغاء وجه الله عزوجل ومرضاته, مؤمنا ايمانا كاملا بأنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه, ذلك أنّ الله تعالى قدّر للخلائق جميعا في سابق علمه الأزلي كل ما سيتعرضون له في حياتهم من مولدهم الى مماتهم والى ماشاء الله من بعد, وهو تماما كما في قوله تعالى في سورة الحديد 23 - 24:
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن يبرأها, انّ ذلك على الله يسير* لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم, انّ الله لا يحبّ كل ّ مختال فخور.
وقال قتادة رضي الله عنه عن تفسير قوله تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض هي السنون ويعني الجدب والقحط ونقص من الثمرات والزرع وما الى ذلك من المعايش, أما عن قوله تعالى ولا في أنفسكم فيقول: هي الأوجاع والأمراض والبلايا والعاهات وكل مصيبة تصيب الانسان في الدنيا من موت عزيز الى ما هنالك من المصائب في الدنيا
وقال رضي الله عنه: وبلغنا أنه ليس أحد يصيبه خدش عود, ولا نكبة قدم, ولا خلخال عرق الا بذنب, وما يعفو الله عنه لأكثر, ولعلّ هذه الآية الكريمة دليل على القدرية نفاة علم الله تعالى السابق قبحهم الله.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قدّر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة
وفي قوله تعالى: ان ذلك على الله يسير: أي أنّ علمه عزوجل بالأشياء قبل كونها سهل عليه عزوجل, لأنه سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون وما سيكون الى أبد الأبدين, أما عن قوله عزوجل: لكيلا تيأسوا على مافاتكم: أي أعلمناكم بتقدم علمنا وسبق كتابتنا للألشياء قبل حدوثها وكينونتها , وما تقديرنا للكائنات قبل وجودها لتعلموا أنذ ما أصابكم لم يكن ليخطئكم, وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم, فلا تحزنزا ولا تتذمروا ولا تيأسوا على ما فاتكم من الخير, وقوله تعالى: ولا تفرحوا بما آتاكم: ولا تفخروا على الناس بما أنعم الله عليكم, فانّ ذلك لم يكن بشطارتكم ولا بسعيكم ولا بكدكم, وانما هو من قدر الله سبحانه وتعالى ورزقه الواسع الكريم الذي يرزق من يشاء بغير حساب, فلا تتخذوا نعم الله أشرا وبطرا تفخرون بها على الناس وأنتم منها بلا حولا ولا قوة, ولهذا ختم الله الآية بقوله: ان الله لا يحب كل مختال فخور .. مختال في نفسه متكبر على غيره, معتقدا أنّ ما به من نعمة بمجهوده,
(يُتْبَعُ)
(/)
متناسيا أنذ ما به من نعمة فمن الله, ولذا كان من دعاءه صلى الله عليه وسلم في الصباح والمساء قوله: اللهم ما أصبح بي أو امسي بي من نعمة أو بأحد من خلقك فهي منك وحدك لا شريك لك, فلك الحمد.
ورحم الله من قال:
واذا أتتك مصيبة فاصبر لها صبر الكريم فانه بك أرحم
واذ شكوت الى ابن آدم انما تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم
ولنا في أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام أسوة حسنة في الصبر , ولسنا هنا في معرض الحديث عن صبر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, فهما بلغنا من الصبر درجاته من المحال أن نصل اليهم صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين.
أنواع الصبر
الصبر صبران: الصبر على الطاعات ... والصبر على المعاصي, ويدخل في كليهما الصبر على البلاء حسب الحال, وقد ذكر الصبر بنوعيه في القرآن الكريم في أكثر من تسعين موضعا, وأفضل انواعه ما كان على الطاعات.
أولا- الصبر على الطاعات
الصبر على الطاعات من افضل أنواع البر, لأجل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه, وعندما سألته السيدة عائشة عن ذلك وقد غفر الله ما تقدم له من ذنبه وما تأخر, اجابها عليه الصلات والسلام: أفلا أكون عبدا شكور
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يذكرون الله وكأنما على رؤوسهم الطير من الوقار والسكينة، لقد كان الصحابة رضوان اله عنهم يؤمهم النبي صلى الله عليه وسلم بالأعراف والصافات في صلاة المغرب, ومن من أئمة اليوم من يفعل ذلك, وان فعل فمن أين سنأتي بمصلين يصبرون على ذلك؟
لأجل لك كان الصبر نصف الايمان, هذا الخلق الفاضل من أخلاق النفس الرفيعة المقبلة على الطاعت بنهم ارضاء لخالقها تبارك وتعالى, كان لا بد لنا العودة الى السلف الصالح في وصفهم للصبر في هذا الوقت من الزمن الذي كثرت فيه المصائب, وعمّت الفتن, وزادت الشهوات, وبعدما أصبح القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار, وبعدما باتت حاجة الناس لهذه الفضيلة الرائعة فضيلة الصبر كحاجة أحدنا لقدح كأس ماء بارد في جو شديد الحرارة, فنسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعا حلاوة الايمان ونؤدي طاعاتنا الى الله من صلاة وصيام وزكاة وحج وما الى ذلك من أعمال البر التي ترضي خلقنا ونحن مقبلين عليها لا مدبرين ... فالصبر كما ورد في الحديث ليس له جزاء الا الجنة.
ذلك أنّ النفس الصابرة تقود صاحبها الى الجنان, ذلك أنذ من يمنع النفس عن شهواتها فقد قادها في سيرها الى رضا الله عزوجل وبات يفعل أعماله كلها في رضا الله تعالى , ومن رضي الله عنه فقد رزق الجنة لقوله تعالى: أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ...... وقوله تعالى: انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
وقوله عزوجل: والله يحب الصابرين ... وانّ الله مع الصابرين ... ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ... وبشّر الصابرين ... ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ....
وهكذا نجد القرآن الكريم يعج بآيات الحث على الصبر في الطاعات ذلك أنذ النفس البشرية أساسا مجبولة على الشهوات ومنفرة لكثير من العبادات, فهي تكره الصلاة بسبب الكسل وايثار الراحة عليها, وتكره الزكاة لحب النفس البشرية حبا كثيرا كما في قوله تعالى: وتحبون المال حبا جما ... وتكره الصيام كي تكون النفس مطواعة للشهوة فتكره النفس المارة بالسوء أن تقيدها عبادة .. وعلى ذلك قس كل طاعة من الطاعات تجد لها من ينفرها ويقبل على شهواتها.
ثانيا: الصبر على المعاصي
وهذا النوع الثاني من الصبر والذي أدنى درجة من الصبر على الطاعات, لماذا؟ لأنّ الصابر على الطاعة صابر على المعصية بصورة تلقائية والعكس ليس صحيحا, فان وجدت نفسا صابرة على الطاعة, فصبرها على أعمال البر ستمنعها من ارتكاب الآثام وستكون حذره في ارتكاب الآثام, بينما ان وجدت نفس صابرة على الآثام فليس شرطا أن تكون صابرة على الطاعة, وقد لا تجدها تقبل على الطاعة أساسا الا ان كانت فريضة, فعلى مستوى الصلاة تجد كثير من الناس تصلي القروض فقط ولا تأتي بالنوافل, وعلى مستوى الصيام تجد كثير من الناس لا تصوم الا شهر رمضان لأنه فرض في السنة مرّة, وعلى مستوى الزكاة هناك كثير من الناس ان كان وجدتهم يؤدون زكاة أموالهم بشكل دوري تجدهم لا يتصدقون على الفقراء والمساكين وأعمال البر الأخرى ويكتفون باخراج الزكاة الذي هو فريضة واجبة, وعلى مساوى الحج تجدهم يحجون مرة
(يُتْبَعُ)
(/)
فريضة العمر ومن بعدها يتقاعسون عن حج التطوع .. وهكذا ... بينما الصابر على الطاعات نجده يبتعد عن جميع المعاصي وان وقع في معصية نجده سريهع التوبة فلا يتمادى فيها ... وكا في قوله تعالى: الا الذين صبروا وعملوا الصالحات .. نجد أن الله تعالى هنا قدّم الصبر على العمل اتقاء للرياء والسمعة الذسي يذهب الثواب كله.
وعن قوله تعالى في سورة البقرة 45 - 46: واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم اليه راجعون (ا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن ... وأحسن منه الصبر عن محارم الله .. اي عن الشهوات.
وقال عنها أبو العالية رضي الله عنها: الصبر على مرضاة الله لأنّ الصبر طاعة وكذلك الصلاة ... وللك سمي شهر الصيام شهر الصبر لما فيه من الكف عن الشهوات والمعاصي والجوارج .. ولذا قرن الله الصبر بآداء العبادات وأعلاها الصلاة.
صور من الصبر على المعاصي
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: كان صبر يوسف عليه السلام عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجب، وبيعه، وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره، ولا كسب له فيها، ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر، أما صبره عن المعصية، فصبر اختيار ورضا، ومحاربة النفس، ولا سيما مع الأسباب التي تقوى معها دواعي الموافقة.
وقال رحمه الله: الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرَّمات وأفضل، فإن مصلحة فعل الطاعة أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية، ومفسدة عدم الطاعة أبغض إليه وأكره من مفسدة وجود المعصية.
ويقول الشافعي رحمه الله عن سورة العصر: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر لو لم ينزل من القرآن إلا هذه السورة لكانت كافية وحجة على الأمة.
ويقول رحمه الله: رأيتُ بالمدينة ـ المنورة ـ أربع عجائب, وهنا أذكر منها ما يخص بحثنا: أنّ شيخاً قد أتى عليه تسعون سنة، يدور نهاره أجمع حافياً راجلاً على القينات يعلمهن الغناء، فإذا أتى الصلاة صلى قاعداً.
ومعه الحق الامام الشافعي رحمه الله أن يعجب, وكيف لا يعجب وقد غدا الناس غير الناس؟ وكيف له لا يعجب وقد باتت المساجد مهجورة؟ وهجران المساجد احدى علامات النفاق العشرة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف لا يعجب والبائع قابع في دكانه من الصباح الى المساء دون كلل أو ملل , على حين , حين تسأله لمَ لمْ تحضر على صلاة العشاء يُطالعك لك بحجة التعب والارهاق؟
وكيف لا يعجب, ومنا من يعكف على متابعة مباريات كأس العالم ومسابقات ملكات الجمال على حين المسجد لا نعرف له دربا اللهم الا من صلاة يتيمة اسبوعية هي صلاة الجمعة؟ كيف لا يعجب ونحن نتابع مهرجانات الرقص الشرقي أو نتصفح الانترنت ونجلس بالساعات الطوال مع غرف الدردشة على حين ننقر ركعتي الفجر ونضع رؤوسنا على الوسادة ونغط في نوم عميق؟
كيف لا يعجب وفينا يخرج من المسجد ويبقى يتحدث مع أخيه المصلي بالساعة والساعتين في أمور الدنيا خارج المسجد, اذا استغرقت صلاة الامام ربع ساعة أو اطمئن في ركوع أو سجود يقيمون الدنيا على رأسه ..
نعم وفي الحديث أنّ: من أمّ الناس فليخفف .. ولكن صلاة أربع ركعات بربع ساعة هو وقتها الطبيعي ولكن الناس تريد مواكبة عصر السرعة فطبقوها على الصلاة حتى بدت خاليه من أيّ خشوع, حتى لتكاد صلاتهم تلامس صلاة المسيء صلاته .. وماذا تقول اذا قلت لك أنّ الامام الألباني ذكر في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يؤم الصحابة بصلاة المغرب بالصافات ومان أحدهم يتذمّر أبدا, من من أئمة اليوم يقرأ الصافات في ثمان ركعات تراويح؟
ماذا تقول ان قلت أنه ورد عن أبو بكر رضي الله عنه أنه أم الناس في صلاة الفجر بالبقرة, وأن عمر بن الخطاب رضي عنه يوم مقتله كان يؤمّ الناس بسورة يوسف؟ وكثيرا ما كان رضي الله عنه يقرأ في صلاة الفجر بسورتي هود والنحل, هل كان الرعيل الأول كله صحيح البدن معافى في جسده ويعيش في بحبوحة من العيش؟ أو في ظل وماء ورفاهية متناهية كما نعيش نحن اليوم؟ ربما لو كانوا يتنعمون النعيم الذي نحن فيه اليوم لوصلوا ليلهم بنهارهم في العبادة لا يفترون ابدا
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الامام الألباني رحمه الله قصة الأعرابي الذي شكا معاذ رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم بسبب اطالته للصلاة, حيث أن معاذ بن جبل رضي الله عنه بعد أن يصلي العشاء مع النبي صلى الله عليه وسلم, يؤمّ مجموعة من الصحابة لم يدركوا صلاة العشاء في جماعة, وكان يقرأ البقرة في الركعة الأولى وسورة القمر في الثانية, فعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وقال له: أفتانٌ أنت يا معاذ! اذا صليت بالناس يا معاذ فاقرأ بسور المفصل, والشمس وضحاها والسماء ذات البروج؟
أين نحن من صلاتنا اليوم؟ وأين موقعها من الاخلاص؟ لا نكاد نضع رؤوسنا في الركوع أو السجود الا ونرفعه .. ماذا دهانا وقد غدت صلاتنا خالية من أيّ اطمئنان؟ وأين نحن من الخشوع والاطمئنان في الصلاة التي هي من أجلِّ العبادات وأفضل القربات؟
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة طه 132: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها, لا نسألك رزقا, نحن نرزقك, والعاقبة للمتقين,
كثير من الناس يستشهدون بهذه الآية على أن الاصطبار يعود للأهل من زوجة وأبناء, والحقيقة عكس ذلك تماما, فالاصطبار يعود الى الصلاة وليس الى الاهل, ولعلّ هذه الآية من أولويات الآيات التي تدعو الى الصبر على الطاعة, وهل هناك أهم من الصلاة كطاعة؟ وكما هو معلوم بأنّ الخشوع في الصلاة هو ركن من أركان الصلاة, وترك أيّ ركن في الصلاة يبطلها, ذلك أنّ الخشوع في الصلاة هو سرها ومقصودها، وأنّ الاطمئنان في الركوع والسجود هو فرض في الصلاة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لمن لم يطمئن في صلاته: صلّ فانك لن تصلّ " ثلاث مرات، وقد جاء عن أبو هريرة وعمر بن الخطاب وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين أنه: كم من مصلٍّ سبعين سنة، ليس له من صلاته شيء، ربما أكمل ركوعها ولم يكمل سجودها، أوأكمل سجودها ولم يكمل ركوعها.
لأجل ذلك ولأنّ الرعيل الأول كان مقبلا على العبادة بقلب خاشع ذليل وجِلْ خائف مستكين فقد مدحهم بقوله تبارك وتعالى فقال فيهم: وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً .. وبقوله عزوجل: أولئك يجزون الغرفة بما صبروا، ويلقون فيها تحية وسلاماً, وقوله جل وعز: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
ان القرآن الكريم حين تناول فضيلة الصبر لم يتناولها على أنها فرض كفاية ان قام بها البعض سقطت عن البعض الآخر, ولكنه تناولها على أنها فرض عين لا يصلح الايمان الا بها, ذلك أنّ الصبر نصف الايمان كما ورد في الحديث, لما لهذه الفضيلة أهمية قصوى في نجاح حياة الفرد والمجتمع في الحياة, اذ لولا الصبر لما وجدنا طبيبا ولا مهندسا ولا عالما ولا دارسا ولا معلما, ولا حتى حافظا لكتاب الله تعالى , وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, ولولا صبر الرعيل الأول لما وصل الينا هذا الدين العظيم معبأ بكتب تنتظر من يقرؤها .. نعم لولا صبر من سبقونا للايمان الصبر المأمورين به في القرآن الكريم, لما وصل الينا هذا الدين بهذا الكم من الثراء من حياة واجتهاد علماءنا رحمهم الله.
ثالثا: الصبر على الابتلاء
والابتلاء هنا له شعبه ومنافذه الكثيرة نوجزها بكل شيء تعافه النفس البشرية ولا تحتمله من أمراض وعاهات وفقر وموت عزيز وحبيب وصديق وجار وصاحب ومعيل وأم , وقد أجملها الله تبارك وتعالى في هذه الايات الكريمات من سورة البقرة 152 - 157:
واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات, وبشر الصابرين* الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة* وأولئك هم المهتدون.
لو عدنا الى الآيات الكريمات التي سبقت هذه الآيات لوجدنا أنها تناولت أمر الله تعالى لنا بالشكر, وأعقبها بهذه الآيات الكريمات ليبين لنا أهمية الصبر والارشاد والاستعانة بالصبر والصلاة, وعباد الله تعالى المؤمنين عبدان: اما أن يكون في نعمة فيشكر الله سبحانه وتعالى عليها, واما يكون في نقمة فيصبر عليها كما جاء في الحديث الشريف: عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء الا كان خيرا له, ان أصابته سراء فشكر كان خيرا له, وان أصابته ضراء فصبر كان خيرا له.
وأخيرا نقول
(يُتْبَعُ)
(/)
أنّ الله تبارك وتعالى في قوله: واستعينوا بالصبر والصلاة, يبيّن لعباده المؤمنين بأن يستعينوا بالصبر على اتمام الطاعات وبالصلاة لاتقاء ما حرّم الله عزوجل عليهم , وكما نلاحظ أنه سبحانه وتعالى قدّم الصبر على الصلاة لأنّ الصلاة بحد ذاتها تحتاج الى صبر ومجاهدة لاعطاءها حقها الوافر من خشوع وبركوع وسجود وقيام ومحافظة على مواقيتها والاتيان بنوافلها التي تتبع الفرائض وما يكون من قيام ليل وتهجد وقيام رمضان وما الى ذلك من صلوات التطوع, وهي تماما كقوله تعالى: واني لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثمّ اهتدى, وهنا في هذه الآية الكريمة قدّم الله عزوجل التوبة على الايمان لأنّ الايمان دون توبة لا يصح, على الطاعات ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة, كان اذا حزبه أمر ما لجأ الى الصلاة يستعين بها عليه, وكان يقول لبلال رضي الله عنه أرحنا بها يا بلال, وليس منها كما يفعل بعضا من مصلوا هذه الأيام.
وعن زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما انه قال: اذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي مناد: أين الصابرون ليدخلوا الجنة قبل الحساب؟ فيقوم عتق (جماعة) من الناس فتتلقاهم الملائكة فيقولون: الى أين يا بني آدم؟ فيقولون: الى الجنة .. فيقولون: قبل الحساب؟ فيقولون: نعم ... قالوا: من أنتم؟ يقولون: نحن الصابرون .. قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا على طاعة الله, وعن معصية الله حتى توفانا الله ... قالوا: أنتم كما قلتم .. ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين .. قلت: ويشهد بهذا قوله تبارك وتعالى: انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
وقال سعيد بن جبير رحمه الله: الصبر اعتراف العبد بما اصاب منه واحتسابه عند الله رجاء ثوابه. وقد يجزعرجل وهو متجلد لا يرى منه الا الصبر.
وفي الحديث أنه: ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكرها وان طال عهدها فيحدث لذلك استرجاعا الا جدّد الله له عند ذلك, فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب.
وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: انا لله وانا اليه راجعون .. اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها, الا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها.
ربنا تقبّل منا انك أنت السميع العليم, وصلى الله وسلم وبارك على المرسل رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وآخر دعوانا أن الجمد لله ربّ العالمين.
والله فوق كل ذي علم عليم.
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:35]ـ
العرَضْ الثالث والرابع: التكبُّر والتجبُّر ويُعالجان بالتواضع
ما هو التواضع؟ انه بكلمة واحدة فقط هو خلُقْ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, ولو توقفنا عند هذا التعريف لاكتفينا بتعريف التواضع وقد أعطيناه حقه كامى بالتعريف, ذلك أن حُسْنُ الخلق قوة وثقة بالنفس وثمرة ناضجة من ثمار الايمان بالله تبارك وتعالى, ويكفينا شرفا أنه خلق الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أحمعين.
التواضع هو قبول الحق من أي كان وان كان من عبد حبشي أو من عدو، وهو خفض الجناح ولين الجانب، وعدم شعور النفس بأنّ لها فضلا على الآخرين, ولهذا خاطب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة آل عمران 159: فبما رحمة من الله لنت لها, ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك, فاعف عنهم واستغفر لهم وشاةرهم في الأمر, فاذا عزمت فتوكل على الله , انّ الله يحبّ المتوكلين.
نعم هذا هو خلق المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم , القائل فيه ربّ العزة تبارك وتعالى في آية عظيمة ختم بها سورة التوبة: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.
هل التواضع عكس التجبر؟ لا .. هو ليس كذلك, ولكن متى غاب التجبر ظهر التواضع, وان غاب التواضع ظهر التجبر, وهذا يعني أنّ احدهما يظهر باختفاء الآخر, أو ان غاب أحدهما ظهر الآخر.
التواضع هو الرفعة والمجد والسؤدد , وهو خلق الانسان الصادق المؤمن .. وهو الذي يحدد شخصية الانسان الصحيحة ويبلورها باطار خلق كريم عنوانه التواضع, لأجل هذا نجد كيف أن الله تعالى يلاطف نبيه المختار صلى الله عليه وسلم بالتواضع , كما في قوله تعالى: واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة القصص 83: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا, والعاقبة للمتقين
ما معنى هذه الآية الكريمة؟ معناها أنّ كل من كان في قلبه مثال ذرة من كِبَرْ محروم من نعيم الآخرة المقيم الذي لا يحول ولا يزول, ذلك أنّ الجنة جعلها الله تعالى مأوى للمتواضعين المتذللين لجبروت الله عزوجل وجل, الذي لا يتكبرون على عباد الله, الذين يمشون على الأرض هونا واذا خاطبهم الجاهلين قالوا سلاما, اته مأوى للقوب الطيبة السليمة التي لا تعرف الحقد ولا البغض ولا الكره, القلوب الطيبة التي تتمنى الخير كل الخير لكل الناس بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعقائدية, فهم قبل ذلك عباد الله وخلقه وكما علمنا الصادق الأمين صلوات ربي وسلامه عليه أنّ الدين هو المعاملة, واقضية لانتماء الديني, مولانا سبحانه وتعالى وحده مَن يُحاسب فيه ويَجزي عليه, فان كان خيرا أفلح وفاز, وان كان غير ذلك خاب وخسر.
بقول المولى تبارك وتعالى في الحديث القدسي الجليل: الكبرياء ردائي والعظمة اواري فمن نازعني فيهما أدخلته ناري.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة مِن كِبَر ٍ.
ويقول عليه الصلاة والسلام: انه قد أوحي اليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد, ولا يبغي أحد على أحد.
وهذا ليس معناه ألا يتجمل الانسان ويرتدي أحسن ما عنده, فأن تظهر بمظهر لبق وحسن أمر مطلوب ومحمود ومندوب لقوله عليه الصلاة والسلام: انّ الله جميل يحبّ الجمال.
ورحم الله من قال:
ليس الجمال بأثواب تزيننا انّ الجمال جمال العلم والأدب
ويقول المولى تبارك وتعالى في سورة الاسراء 38:
ولا تمش في الأرض مرحا انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا
وهذه آية صريحة وواضحة وضوح الشمس في كبد السماء ترشدنا الى أنّ الله عزوجل يمقت كل متجبر متبختر متمايل في مشيته تمايل التيه والفخر والكبرياء, تمايل الجبارين المفسدين في الأرض, والانسان مهما علا شأنه يبقى من حيوان منوي حقير أطلق عليه القرآن الكريم: ما مهين .. و منيٍّ يُمنى
فالتيه والفخر والجبروت كلها صفات مذمومة لبني البشر, وما خسف الله عزوجل بقارون الأرض وجعله يتجلجل فيها الى يوم القيامة الا نتيجة تجبره وتكبره على خلق الله, ولذا قال عزوجل في الحديث القدسي الجليل: الكبرياء ردائي والعظمة ازاري من نازعني فيهما أدخلته ناري. وبقول عزوجل في قارون بسورة القصص 81:
فخسفنا به وبداره الأرض فماكان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين
انّ من علامات تواضع العبد لله عزوجل أن يرى في نفسه الحقارة أمام جبروت الله عزوجل, فمن تواضع لعزة الله عزوجل وجبروته وكبرياؤه فهو في نفسه حقير وعند مولاه عزوجل كبير, وكان البختري رحمه الله قد رأى ذات يوم رجلا يمشي وهو يخطر في مشيته فقال له: يا هذا انّ الذي أكرمك به لم تكن هذ مشيته ... وكذلك الفاروق عمر رضي الله عنه كان قد رأى رجلا يخطر في مشيته فقال له: انّ للشياطين اخوانا ..
وروى ابن حيان رحمه الله عن خولة بنت قيس رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض (أي سلط الله أبناء شرارها على خيارها).
وإنما كرهت مشية المطيطاء لما فيها من روائح للكبر والخيلاء والزهو والعجب ; فلهذا نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المشية , ومشية المطيطاء عبارة عن مد اليدين أثناء المشي زُهُوا وتيها وفخرا وعجبا ولسان حاله يقول: يا أرض استدي ما حدا قدّي.
أجل ذلك امرنا الله عزوجل أن نتحلى والأخلاق الحميدة والتخلق بأخلاق الأنبياء الأصفياء الأتقياء الصالحين والذي التواضع من خلقهم
وهذا لقمان الحكيم عليه السلام يملي على ابنه وصاياه النبيلة فيقول له قوله تعالى في السورة التي سُميت باسمه: ولا تصعّر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا, انّ الله لا يحبّ كل مختال فخور* واقصد فسي مشيك واغضض من صوتك, انّ انكر الأصوات لصوت الحمير
(يُتْبَعُ)
(/)
لقمان الحكيم عليه السلام يطلب من ابنه ألا يعرض بوجهه عن الناس حين يكلمهم أو يكلموه باحتقاره اياهم أو استكبارا عليهم, ولكن أن يلن جانبه لمن يحدثه بأن يبسط لهم وجهه كما جاء في الحديث: ولو أن تلقى أخاك ووجهك اليه منبسط .. وكما قال ابن عباس ري الله عنهما: لا تتكبر فتحتقر عباد الله وتعرض عنهم بوجهك اذا كلموك.
وليكن بعلمنا جميعا أن التشدق في الكلام هو من الكِبَرِ المنهي عنه شرعا.
ومعنى قوله تعالى: ولا تمش في الأرض مرحا: أي لا نمشي مشيء الخيلاء المتكبرين المتجبرين.
انّ الرجولة ليست في مشي مشية الخُيَلاء ولا في رفع الأصوات, فرفع الأصوات صفة مذمومة, الى درجة التحريم كما في قوله تعالى: انّ أنكر الأصوات لصوت الحمير, فالرجولة في الاسلام ليست برفع الصوت وانما بالتخلق بخلق الأنبياؤ عليهم صلوات الله وصلامه, فأن نخفض جناحنا وأصواتنا للمؤمنين نكن رجالا .. وكما ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: اذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ... واذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فانها رأت شيطانا.
ابليس والتكبر
أول معصية ظهرت على الأرض كانت بسبب التكبر, عندما لم يذعن ابليس لأمر الله بالسجود لآدم عليه الصلاة والسلام, وما رفضه الا استكبارا واستعلاء وتكبرا وتجبرا, فكانت النتيجة حلول الغضب الالهي عليه, يقول المولى عزوجل: قال فاهبط فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها.
وليس هناك جزاء للمتكبرين سوى جنهم, فهي مأواهم ال ماشاء الله, يقول الموالى عزوجل: أليس في جهنم مثوى للمتكبرين.
أنواع التواضع
هناك نوعان للتواضع نوع محمود ونوع مذموم.
الأول: محمود وهو التواضع لله عزوجل, ويتجلى بعدم الاستطالة على خلق الله بعدم أذيتهم والتطاول عليهم والازداراء بهم. وفي الحديث وما تواضع أحد لله الا رفعه الله.
والثاني: مذموم وهو مايكون لغيرالله, لقوله تعالى في الحديث القدسي الجليل: الكبرياء ردائي والعظمة ازاري من نازعني فيهما أدخلته ناري.
والتواضع رفعة وعزة ومكانة عظيمة, كما في قوله عزوجل في شأن المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام في سورة مريم 23: وبرّا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا وقوله صلى الله عليه وسلم: وما تواضع أحد لله الا رفعه الله.
انّ أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام هم أشد الخلق تواضعا, وما اتخاذهم الرعي كمهنة الا قمة التواضع, فما من نبي الا وقد رعى الغنم, لما روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم, قالوا حتى أنت يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: نعم كنت أرعاها على قراربط لأهل مكة.
ها هم أنبياء الله صلوات ربي وسلامه عليهم, ونحن أبناءنا اليوم يستعرون من هذه المهنة النبوية الشريفة, حتى الآباء لتتكبّر على أن تعمل أبناءهم بهذه المهنة ولسان حالهم يقول: أنا أجعل أبنائي ترعى الغنم؟ وكثير من الأبناء تأبى هذه المهنة الشريفة والآباء تشد على أيدي أبناءها.
انّ الله تبارك وتعالى أمر انبياءه الكرام عليهم الصلاة والسلام بأن يأمروا أقوامهم بأن يتواضعوا, وروى مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: وانّ الله أوحى الىّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد.
صور من التواضع
هذه صورة حية واحدة من صور تواضع النبي صلى الله عليه وسلم, لا لشيء ولكن كي يتعظ بها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فيدعها , فعن قيس بن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فأخذته الرعدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هوّن عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد.
ويبلغ التواضع قمته عند النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح عندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وذقنه على راحلته متخشعا , هل هناك تواضع أعظم من ذلك؟ قائد يظفر بخصومه الذين أخرجوه من بلده، وقاتلوه، وشتموه .. ، ثم عندما يظفر بهم يقول لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء .. وليس هذا فقط بل عند انتصاره على أعداءه يطأطيء رأسه خضوعا واذلالا لخالقه تبارك وتعالى وهو يدخل معاقل الأعداء دخول الفاتحين تواضعاً لله وشكراً, فما أعظمك يا رسول الله من قائد وفاتح ونبي كريم, صلى الله عليك وسلم وما أجلك من مربّ دانت له
(يُتْبَعُ)
(/)
رقاب العرب جميعا.
وهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي ما سبق أحد عن كثرة صلاة وصيام بقدر ما في قلبه من التواضع, ذلك الخلق الكريم الذي اكتسبه من صحبته لخير البرية جمعاء صلوات ربي وسلامه عليه, والذي رغم مكانته رضي الله عنه كان هو وصحبه اذا قرأت عليهم آية من كتاب الله الكريم سكن غضبهم وهدأ.
وهذا عمر الفاروق رضي الله عنه ولشدة تواضعه رضي الله عنه كان دائما يؤنب نفسه ويقول: والله لتتقيّن الله يا ابن الخطاب أو ليعذبنّك ....
هذا هو جبار الجاهلية الذي كان الجميع يهابه لشدته, حتى الشيطان نفسه كان يهابه ويخافه ولا يجرؤ أن يتواجد في المكان الذي يتواجد فيه عمر رضي الله عنه, هذا العملاق المارد كان اذا تلي عليه آية من كتاب الله الكريم يُذعن اليها ويهدأ ويسكن كل شيء فيه اذلالا وتواضعا كحملا وديعا لا يقوى على شيء, على حين نجد جبابرة هذه الآيام يُتلى عليهم قرآنا كاملا ولا نجدهم تهتز شعرة واحدة في أبدانهم.
وذات يوم وعمر رضي الله عنه يخطب الجمعة في الناس فسمع بطنه يقرقر من الجوع فضرب عليه ثم قال: قرقر أو لا تقرقر والله لن تشبع حتى يشبع أبناء المسلمين.
وأما عن تواضع عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه فحدّث ولا حرج, فقد روى البخاري عن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما, قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
وأما عن تواضع أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فحدّث ولا حرج, ففي عهد الفاروق امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه, انتدب مر أبو موسى الأشعري رضي الله عنهما ليكون واليا على الكوفة , وما أن وصل رضي الله عنه الكوفة حتى اعتلى احدى منابر مساجدها ووقف خطيبا في الناس فقال: يا أهل الكوفة انّ أمير المؤمنين رسلني اليكم لأكنس لكم شوارعكم وأعلمكم دينكم.
انّ الوالي في ذلك العهد كان بمثابة محافظ مدينة في عهدنا اليوم, أو احدى وزراءها, ومَنْ اليوم من أصغر موظف يَكنُسُ المكان الذي يجلس فيه حتى يكنس شوارع المسلمين؟
وهناك صورا عن التواضع في حياة الصحابة الكرام والتابعين لو أتينا عليها كلها لانتهى بنا العمر وما أوفيناها حقها, ويكفيهم فخرا وشرفا أنّ الله تبارك وتعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه, كم نتمنى على الله عزوجل أن يرحمنا برحمته ويدخلنا في عباده الصالحين , ومن أراد ان يقف على تواضع الجيل الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم فليبادر الى متابعة قصص الصحابة الكرام في هذا الموقع ليقف على صور حية للمسلم الحق , وكيف الحاكم والمحكوم في ضوء الاسلام العظيم سواء.
نعم هذا هو التواضع الجميل الذي وبلا شك أورثه لنا النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين,.
واذا كان التواضع من خلق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم المعصومون أساسا عن كل خطأ وزلل, فكيف سينقلب حالنا نحن البشر اذا تخلقنا به؟ حتما سينقلب أمرنا كله من حال حال ونصل الى الحال الذي كان عليه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ويرضى مولانا علينا كما رضي على من قبلنا.
وأختم حديثي بخير الحديث قوله تبارك وتعالى:
تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا, والعاقبة للمتقين
[/ center][/size]
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:39]ـ
العرض الخامس غياب أو ضعف التقوى وتعالى بتقويتها
ما هي التقوى؟
لغة: هي مخافة الله عزوجل وأن تجعل بينك وبين ما تخاف منه جنّة ووقاية.
واصطلاحا: هي العمل بطاعة الله عزوجل رجاء الثواب والمغفرة وطمعا في الفوز بجنته سبحانه وتعالى وترك معاصي الله عزوجل كوقاية من عذاب جهنم, وهي تتمثل في اتباع أوامر اله تبارك وتعالى والانتهاء عن نواهيه عزوجل والقيام بالحدود الشرعية كما امر سلحانه وتعالى.
وللتقوى أقسام كثيرة جاء بها القرآن الكريم بصيغ كثيرة خاطب الله تعالى بها الناس عامة مؤمنهم وفاجرهم وكافرهم كما في قوله تعالى في بداية سورة الحج: يا أيها الناس اتقوا ربكم انّ زلزلة الساعة شيء عظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخاطب بها المؤمنون كما في قوله تبارك وتعالى في سورة آل عمران 102: يا أيها الذين ’منوا اتقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ الا وأنتم مسلمون.
وخاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى في بداية سورة الأحزاب: يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين.
ومن خلال سياق الآيات الكريمة نجد أنّ الله عزوجل أمر جميع زخلقه بها كل حسب ما يقتضيه أمر الخطاب, وفي النهاية تهدف الى هدف واحد هو الخوف من الله تبارك وتعالى بأن نتقي عذابه وسخطه وغضبه سبحانه وتعالى ابتغاء لمرضاته مبتعدين عن الشرك والكفر والفسوق والعصيان كما أمر, واعلى مراتب التقوى تقوى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ذلك أنّ قلوبهم معلقه بالله عزوجل, عابدين اياه بكل ما للاخلاص من معاني يليهم الصديقين والشهداء فالصالحون.
انّ حقيقة التقوى لا تتحقق الا كان القلب معلق بحبّ الله والرغبة في عبادته الها واحدا لا شريك له, تأتمر باوامره وتنتهي عن نواهيه وتقيم حدوده الشرعية, وألا يكون قلبك معلقا بأحد سواه عزوجل, ومكان التقوى القلب, ذلك أنه عندما طلب مولى لقمان الحكيم رضي الله عنه أن يذبح شاة قال له: أخرج منها أطيب مضغتين وأخبث مضغتين فأخرج عليه السلام اللسان والقلب, فقال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجت اللسان والقلب, ,امرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجت اللسان والقلب, فقال له لقمان عليه السلام: اذ ليس من شيء أطيب منهما اذا طابا, ولا اخبث منهما اذا خبثا ... ولقمان عليه السلام كان محقا في حكمه ذلك أنذ الاخلاص في العبادة هو قمة التقوى ولا يكون الاخلاص الا في القلب ... وكما في الحديث: ألا انّ في الجسد مضغة ان صلحت صلح الجسد كله وان فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب.
ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: انّ في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
والتقوى في عند الامام عليّ كرّم الله وجهه لاتختلف عما سبق تعريفه فقد قال رضي الله عنه أربع كلمات: الخوف من الجليل, والايمان باتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
ولعلّ الخوف من الجليل قوله تعالى: ولمن خاف مقام ربّه جنتان
والايمان بالتنزيل كما في قوله تعالى: فالذين آمنو به وعزروه ونصروه واتبع النور الدي أنزل معه أولئك هم المفلحون
والرضا بالقليل: كما في قوله تعالى في سورة الضحى: ولسوف يعطيك ربك فترضى.
والاستعداد ليوم الرحيل: كما في قوله تعالى في آية كريمة ختم بها سورة المنافقون: وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين* ولن يؤخر الله نفس إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون
اذن التقوى هي الامتثال لأوامر الله تبارك وتعالى واجتناب نواهيه واقامة حدوده الشرعية ودفع عذابه سبحانه وتعالى بطاعته وحسن عبادته.
وقال عنها ابن عباس رضي الله عنهما: المتقون هم الذين يتقون الشرك ويعملون بطاعة الله عزوجل.
وقال عنها ابن مسعود رضي الله عنه: هي أن يطاع الله عزوجل فلا يعصى, وأن يذكر فلا ينسى, وأن يشكر فلا يكفر.
وبرأيي الشخصي أقول أنّ حق التقوى هو: اجتناب كل ما نهى الله عزوجل عنه وزجر.
صفات المتقين
انّ صفات المتقين هي كما جاءت في سورة البقرة بقوله تعالى: ألم* ذلك الكتاب لا ريب, فيه, هدى للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون* أولئك على هدى من ربهم, ,اولئك هم المفلحون.
ومن خلال سياق هذه الآيات الكريمات التي افتتح الله تبارك وتعالى كتابه الكريم من سورة البقرة نستخلص صفات المتقين, فالقرآن الكريم نور لكل تقي يتقي الشرك ويعمل بطاعة الله سبحانه وتعالى , ويتقي كلّ ما حرّم الله عزوجل عليه, ويؤدي ما افترض الله عزوجل عليه من الفرائض, وكل منن اجتمع فيه الصفات التالية هو حتما تقي كما جاء في سورة البقرة:
1. يؤمنون بالغيب ويصدقون بكل ما غاب عن علمهم من موت وقبر وبعث وحساب وجنة ونار وميزان وصراط وما الى هناك من غيبيات لا يعلمها الا الله وحده سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. ويقيمون الصلاة على الوجه الأكمل بأركانها وفرائضها وشروطها وخشوعها وأوقاتها وسجودها وتلاوتها وركوعها وآدابها ... وقال ابن عباس رضي الله عنهما: اقمتها يعني اتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع.
3. ومما رزقناهم ينفقون: والانفاق هنا وفي جميع آيات القرآن الكريم يدخل فيه آداء الزكاة المفروضو والصدقات والانفاق في جميع وجوه البر والطاعات وفي سبيل الله وعلى الفقراء والمساكين والمحتاجين والغارمين. وقال ابن كثير رحمه الله: نادرا ما تأتي الصلاة غير مقرونة بالزكاة, وذلك لأنذ الصلاة حق الله عزوجل مشتملة على التوحيد والتمجيد والثناء على اله عزوجل بما يليق وينبغي بجلال وجهه وعظيم سلطانه, والانفاق هو الاحسان الى خلق الله عزوجل وهو حق العبد, وكل ما يخصّ الزكاة والصدقات داخل في عموم هذه الآية الكريمة.
4. والذين يصدقون بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم عن ربّه عزوجل, وبما جاء به النبيون من قبله عليهم الصلاة والسلام.
5. ويعتقدون اعتقادا جازما لا ريب فيه باليوم الآخر والدار الآخرة على أنها دار القرار, وسمي اليوم الآخر بهذا الاسم لأنه يلي الدنيا ولأنه دار القرار الذي ما بعده دار, والايمان بالحساب والجنة والنار والصراط والميزان والبعث وبكل شيء غيبي وذكر في القرآن الكريم.
كيف تتحقق التقوى فينا؟
بمحاسبة كل منا نفسه محاسبة صادقة يخرج بعدها بنتيجة ايجابية, لحظات مع النفس في عملية كشف حساب سريعة من خلال شريط حياته يراجع الواحد منا تصرفاته وأخطاءه وسلبياته, فان وجد خيرا حمد الله وان وجد غير ذلك يكون هناك متسع من الوقت لتصحيح ما فسد, وليس هناك أفضل من أن يعترف الواحد منا بخطئه, الحساب عسير والناقد بصير, يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر كبيرة ولا صغيرة الا أحصاها, وووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا.
فاليوم عمل بلا حساب, وغدا حساب بلا عمل, وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
كلمة أخيرة
أقول بأنه اذا أردنا أن تتحقق فينا التقوى علينا أن نكون أكثر التزاما وحرصا على آداء العبادات بكل أمانة واخلاص, وأن نؤدي الواجبات بكل ما أمرنا به سبحانه وتعالى ونتجنب المحرمات والمعاصي ما أمكن.
التقوى علم وعمل معا, فمن تعلم وعمل بما تعلمه فقد أفلح ونجح وكان من الفائزين ان شاء الله يوم القيامة, يقول المولى تبارك وتعالى: ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه, فأولئك هم الفائزون.
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:40]ـ
العرض السادس: انعدام الحياء أو قلته ويعالج بخشية الله
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة الحشر 21:
لو أنزلنا هذ القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله, وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون
ما هي الخشية؟
الخشية ليست الخوف, فبينها وبين الخوف درجات, فهي أعلى درجة من الخوف وأخصّ منه, ذلك أنّ الخوف صفة تطلق على عامة المؤمنين, بينما الخشية فهي تطلق على فئة خاصة من المؤمنين أطلق عليهم الله تعالى أسما في كتابه الكريم السابقون .. والعلماء العارفين هم فرع من السابقون , وعلى قدر علمهم ومعرفة كل عالم منهم تكون الخشية, كقوله تعالى: انما يخشى الله من عباده العلماء, فالخشوع ومحلها القلب .. والخوف الشديد من الله تبارك وتعالى هو الذي يولد الخشية, وكثير من الناس لم يفهم معنى قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء الفهم الصحيح, فهي تعني أنه لا يخشى الله حق خشيته الا العلماء كونهم الأكثر علما ومعرفة بفهم آيات الله الكريمة وتأويلها, ولهذا كان خوف العلماء في أعلى الدرجات, وذلك لأن خوفهم مقرون بالخشية , وعلى قدر العلم والمعرفة تكون الخشية, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلمَكم بالله وأشدّكم له خشية.
ويقول الامام أحمد رحمه الله عن هذه الاية الكريمة: هذا يدل على أن كل من كان بالله أعرف كان منه أخوف. والخوف: هو اضطراب القلب ووجله من تذكر عقاب الله وناره ووعيده الشديد لمن عصاه والخائف دائما يلجأ إلى الهرب مما يخافه إلا من يخاف من الله فإنه يهرب إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
و كما قال أبو حفص رحمه الله: الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر, وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل، فإنك إذا خفته هربت إليه. فالخائف هارب من ربه إلى ربه كقوله تعالى: ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين.
ومعنى ففروا الى الله: أي الجئوا اليه عند سماعكم آياته الكريمة واخشعوا لها حق الخشوع.
اذا كان هذا حال الجبل الأصم مع آيات الله عزوجل, فكيف يليق بقلوبنا نحن البشر ونحن نسمع آيات القرآن الكريم تتلى علينا ونقرؤها ولا تخشع قلوبهم لها ولما فيها من الوعد الحق والوعيد الأكيد؟
لو خلق الله عزوجل في هذا الجبل عقلا وتمييزا وادراكا كما خلقنا وكما أنزل عليه هذا القرآن العظيم لوعده ووعيده لخشع وخضع وتشقق خوفا من الله تبارك وتعالى ومهابة له تماما كما اندك وتساوى بالتراب عندما ٍسأل موسى عليه السلام ربه سبحانه وتعالى فقال: دعني أنظر اليك؟؟ فقال الله تعالى: انظر الى الجبل فان استقر مكانه فانك تراني, فخرّ موسى عليه السلام صعقا من المشهد العظيم الذي رآه حين تشقق الجبل واندك وذاب واختلط بالتراب من خشية الله تبارك وتعالى.
وهذا التصوير البليغ الذي هو جزء يسير مما أتى به القرآن الكريم وقوة تأثيره في كثير من الآيات الكريمات والتي تصوّر عظمة الخالق تبارك وتعالى في خلقه عبادا حيوانات وجمادات وما الى ذلك من خلق الله وتكوينه وابداعه كل منه بسبّح الله العظيم بطريقته.
جبل أصم لا يسمع ولا يعقل على شدته وصلابته وقسوته لو خوطب بالقرآن الكريم لرأيناه ذليلا متصدعا من خشية الخالق تبارك وتعالى, على حين الانسان المليء شعورا واحساسا لا يتأثر بآيات الله عزوجل ولا يخشع لها قلبه, وهذا المثل الأكثر من رائع والذي ضربه الله سبحانه وتعالى لنا نحن البشر فقط ليؤكد لنا كم هو الانسان ظلوم كفار, ولا يملأ عينه الا التراب, وهذا توبيخ من الله عزوجل للانسان الذي لا يخشع ولا يهاب وعيد الله, ورغم ظلمه وجبروته وطغيانه نجده لا يتخشع عند تلاوة القرآن, ولعل ّ هذه الآية الكريمة لبيان عظمة القرآن الكريم ودناءة حال الانسان.
وقال في البحر: والغرض من توبيخ الانسان على قسوة قلبه وعدم تأثره بالقرآن الكريم الذي لو أنزل على الجبل الأصم لتخشع وتصدّع خشية وخوفا واجلالا, واذا كان الجبل على عظمته وقسوته وشدته وتصلبه قد استجاب للخشوع والتصدّع, فما بال ابن آدم على حقارته وضعفه لا يتأثر؟ أليس أولى به أن يخشع لذكر الله عندما تتلى عليه أياته؟
يقول ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية الكريمة: لو أنّ الله عزوجل أنزل هذا القرآن على جبل لتصدّع وخشع من ثقله ومن خشية الله, فأمر الله الناس اذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع.
وقال الحسن البصري رحمه الله: اذا كانت الجبال الصم لو سمعت كلام الله وفهمته لخشعت وتصدّعت من خشية الله, فكيف بكم وقد سمعتم و فهمتم؟
وعلى ضوء ما تقدّم من أقوال العلماء والصالحين في معنى قوله تعالى يمكننا القول بأنّ من يخاف الله فلا يخيفه شيء في الدنيا, ومن لا يخاف الله ولا يخشاه فكل شيء يُخيفه حتى البعوضة وهي تشاركه سريرة, فلنتق الله عزوجل في شئوننا كلها ولنخافه ونخشاه حق الخوف والخشية , والا نخاف ونخشى أحدا سواه. ولنعلم بأنّ الله تبارك وتعالى هو الضار وهو النافع, وهو الخافض وهو الرافع, يعز منيشاء ويذل من يشاء, لا معقب لحكمه وهو السميع العليم, يدبر الأرض في السماء والأرض وهو بكل شيء محيط, يقول المولى تبارك وتعالى: لو أنّ قرآنا سيّرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى
لقد أمرنا الله أمرا بأن نخشاه وحده ولا نخاف أحدا سواه كما في قوله تعالى: فلا تخشوا الناس واخشون.
وقد اعتبر المولى تبارك وتعالى الخشية منه سبحانه وتعالى رأس الأمر كله, وانّ من لا يخافه فقد نفى عنه صفة الايمان كما في قوله: فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين
(يُتْبَعُ)
(/)
ان ما نشاهده هذه الأيام من بعض الناس ببعدهم الله تبارك وتعالى وتجرؤهم عليه سبحانه وتعالى بكل أنواع المعاصي ما ظهر منها وما بطن , والذنوب كبيرها وصغيرها ما هو الا بسبب فقدان الوازع الديني عن حياة هؤلاء , ما هو الا ضعف أو انعدام الخوف منه سبحانه وتعالى , ما هو الا بسبب الغفلة التي أصابت القلوب والركون الى الدنيا بمباهجها ونزواتها وشهواتها, ما هو الا بسبب الوهن الذي بيّنهُ لنا المصطفى صلوات ربي وسلامه علينا بحب الدنيا وكراهية الموت أو نسيان الآخرة.
وما علينا جميعا الا الثبات والوقوف بحاجز منيع من الايمان والخشية والخوف والتقوى لمواجهة تيارات الأهواء والشهوات, وما نحتاج اليه الا العودة الصادقة والأكيدة الى كتاب الله تعالى وتدبر معانيه, الا مزيدا من الصبر على طاعة الله عزوجل المانع والواقي من كل ما يهيّج القلب للهرولة نحو الشهوات القاتلة التي اذا توالت عليه رانته وجعلته صدئا لا يخشع لكلام الله عزوجل من كثرة الذنوب والمعاصي التي أحاطت به وفيه.
انّ الخوف من الله تعالى وحده هو سلم النجاة, هو الذي يُهيج في القلب نار الخشية التي تدفع بالإنسان المسلم إلى عمل الطاعة والابتعاد عن المعصية.
ولهذا كلما زاد الإيمان في قلب المؤمن كلما استحضر عظمة الخالق سبحانه وتعالى في قلبه فتترجمها أركانه وجوارحه, والناس في هذه الخشية وهذا الخوف من الله عزوجل مراتب وهم متفاوتون فيما بينهم, فعلى حين الصحابة الكرام رضوان الله عنهم ضربوا أروع المثلة في الخوف والخشية من الله تعالى, فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه والذي اختاره الله عزوجل ليكون السند المين للنبي صلى الله عليه وسلم ورفيقه في الهجرة المباركة ولولا بلوغه ما بلغ من التقوى ما أيدّه الله لهذه المنزلة نجده يقول: والله لو كانت احدى قدميّ في الجنة ما أمنت انتقام الله ... ويكفينا من البشر شهادة النبي صلى الله عليه بقوة ايمان أبو بكر رضي الله حين قال: لو وضع ايمان أبو بكر بكفة وايمان الأمة بالكفة الأخرى لرجح ايمان أبو بكر .. وهذا عمر الفاروق رضي الله عنه والذي بتقواه وخشيته من الله قد بلغ درجة النبوة وبشهادة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: لو كان نبي بعدي لكان عمر بن الخطاب نجده رضي الله عنه يقول: لو نادى مناد يوم القيامة أن كل عباد الله يدخلون الجنة الا واحدا لخشيت أن أكون ذلك الواحد .. وهذا عمر بن عبد العزيز الامام العادل رضي الله عنه وكما أقرّ العلماء والمؤرخون وكتاب السٍيَرْ أنه ما قتلته الا خشية الله, وهذا عثمان رضي الله عنه الذي حظي بشرف لقب ذو النورين , واستحياء الملائكة الكرام منه رضي الله عنه نجده ومن شدة خشيته وخوفه من الله مواظبا على العبادة فيختم القرآن كله كل ليلة في ركعة الوتر , وغيرهم غيرهم الكثير من الصحابة الكرام الذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم, فورثوا الخشية لأجيال قادمة سارت على منهاجهم وتتبعت آثارهم الطيبة.
الخوف الصادق
هو ما تحتاجه الأمة اليوم كي تسمو الى العلياء وتستعيد هيبتها وكرامتها بين شعوب العالم الذي لا يتورّع أن يكيل لها الاهانات والشتائم دون أن تحرّك ساكنا, وهذه الحالة ما هي الا نتاج اصابة جسد الأمة كله بوباء خطير قاتل اسمه مرض البعد عن الله تبارك وتعالى, وما نحن بحاجة اليه نحن المسلمين اليوم الا الخوف الصادق والخشية المحمودة التي كان عليها السلف الصالح, والخوف الصادق هو الخوف الذي يحول بين صاحبه وبين ما حرّم الله علينا, فاذا تجاوزنا ذلك الخوف واستقر في القلب استفراره الدائم والثابت بحيث لا تزعزعه اي قوة في العالم مهما عتت وتجبّرت وطغت نكون قد وصلنا الى مرضاة الله عزوجل, وبدّل الله حالنا من حال حال , بحيث يحجزنا خوفنا من الله تعالى وخشيتنا منه عن المعاصي والمحرمات ما ظهر منها وما بطن, فلا نأكل مالا حراما, ولا نشهد زورا، ولا نحلف كاذبا، ولا نخلف وعدا , ولا نخون عهدا, ولا نغش أحدا, ولا نخون أزواجنا وبناتنا وابناءنا وجيراننا ولا أصحاب الحقوق علينا, ولا نمشي بالنميمة، ولا يغتب بعضنا بعضا, ولا نترك النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ولا نزني, ولا نلوط, ولا نتشبه بالنساء, ولا بالكفرة أعداء الدين, ولا نتعاطى محرما , ولا نشرب المسكرات ولا المخدرات ولا الدخان ولا الشيشة , ولا نهجر
(يُتْبَعُ)
(/)
مساجد الله , ولا نترك الصلاة في الجماعة, ولا نضيع أوقاتنا في اللهو والغفلة, بل نشمّر عن سواعد الجد نستغل أوقاتنا كلها في طاعة الله كي يتحقق فينا وعد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الامام الترمذي رحمه الله: من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل, ألا وإن سلعة الله غالية ألا وإن سلعة الله هي الجنة.
وهذا الحديث أطلق عليه حديث التشمير في الطاعة والاجتهاد من بداية العمر لأن الجنة غالية تحتاج إلى ثمن باهظ ومن سعى لها وعمل صالحا وسار من أول الطريق نال بغيته إن شاء الله كما في قوله تعالى في سورة طه 83: واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى.
فالله تبارك وتعالى لن يغيّر فينا شيئا الا اذا غيّرنا ما بدواخلنا كقوله تعالى في سورة الرعد:
ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
اذا وصلنا الى هذه الدرجة من الخشية والخوف واستطعنا تغيير ما بدواخلنا الى ما يرضي الله عزوجل, كما ا كان السلف الصالح رحمهم الله والذين كانوا يغلّبون جانب الخوف في حال الصحة والقوة حتى يزدادوا من طاعة الله ويكثروا من ذكره ويتقربوا إليه بالنوافل والعمل الصالح.
. [/ color]
القلب مركز الجسد النبض
هذه المضغة التي يبنى عليها الايمان كله, ان صلحت صلح سائرالجسد, وان فسدت فسد سائر الجسد, ورجحان جانب الخوف في القلب, قلب المؤمن الصادق, هو وحده الذي يرجح الكفة, وهو وحده الذي يعصم من فتن الدنيا, وبغياب الخوف يفسد القلب ويصدا , واذا صدأ القلب انكسر, ومتى انكسر فسد الجسد كله , حيث جسد بلا قلب عبث, ولا تصلح حياة , ولا تستقيم نفس ولا يهذب سلوك الا بصلاح القلب, ولا يصلح القلب الا بالخوف والخشية, وإلا فما الذي يحجز النفس البشرية عن ارتكاب المحرمات من زنى وبغى وظلم وركون إلى الدنيا غير الخوف من الله؟ وما الذي يُهدئ فيها هيَجان الرغائب وسٍعار الشهوات وجنون المطامع الا الخشية؟ وما الذي يثبت النفس في المعركة بين الحق والباطل وبين الخير والشر الا الرجاء بعفو الرحمن؟ وما الذي يدفع الإنسان إلى الخوف الله في السر والعلن سوى تقوى الجبار الذي لا يغفل ولاينام؟ وما الذي يثبت العيد على الايمان في خضم هذه الأحداث والفتن وتقلبات الأحوال من حال الى حال والمغريات المحيطة به من كل جانب إلا اليقين؟ نعم هو اليقين والاطمئنان بعفو الرحمن ومغفرته بعباده المؤمنين والإيمان بالآخرة والحساب , خشية وخوفا مما أعده الله لعباده من العذاب المقيم لكل من خالف أمره وعصاه. فلنتذكر هادم اللذات واتنذكر الآخرة في جميع الأحوال والمناسبات والظروف, فيجعل هذا من تذكرنا حسا مرهفا دائم اليقظة جاد العزيمة دائم الفكر فيما يصلح معاشنا ودنيانا وآخرتنا, مع كثير الوجل والخوف مما سيؤول إليه حالنا من أهوال الآخرة التي يشيب منها الولدان وتجهض الحبالى.
قيل لأحد الصالحين! ما لي أرى عينيك لا تجفّ؟ قال: يا أخي إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو توعدني أن يسجنني في الحمام لكان حرّيا أن لا يجف لي دمع.
وروى ضمرة عن حفص بن عمر رضي الله عنهما قال: بكى الحسن البصري فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يطرحني في النار غدا ولا يبالي.
ولهذا من خاف واشتد وجله من ربه في هذه الدنيا يأمن يوم الفزع الأكبر يوم القيامة, لما رواه ابن حيان رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل الذي رواه عن ربّ العزة تبارك وتعالى: وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين: إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة.
محاسبة النفس
ولنا في السلف الصالح صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن سار وسلك دربهم المشرق أسوة حسنة, فقد عاش هؤلاء الأبرار الصالحون حياة الزهد والرفعة والعزة والمنعة والكرامة والانفة وتلقوها غضة من النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ماذكره الذاكرون وما غفل عن ذكره الغافلون, هؤلاء هم الرعيل الأول الذين تلقوا القرآن الكريم لأول مرة من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وعاشوا مشاهد الآخرة بقلوبهم حقيقة وواقعا كأنهم يرونها رأي العين, ولم يكن في نفوسهم أدنى شك في مجيء هذا اليوم, بل كان يقينهم بحدوثه ومجيئه واقعا ملموسا حيا لمسته شغاف قلوبهم
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل أن تلمسه أجسادهم وجوارحهم كلها والتي سخروها في طاعة الله سبحانه وتعالى.
يقول العارف بالله يزيد بن حوشب رحمه الله: ما رأيت أخوف من الحسن (يقصد الحسن البصري) وعمر بن عبد العزيز، وكأنّ النار لم تُخلق إلا لهما.
ولم لا يكونا كذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في رواية للامام مسلم رحمه الله: لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد. ولقوله عليه الصلاة والسلام في وصف النار مُحذرا أمته ومشفقا عليها: نار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار جهنم.
لأجل ذلك كان السلف الصالح والرعيل الأول اذا رأوا نارا تضطرب فرائصهم وترتعد خوفا من دخولها, ولو علمنا حال ابن مسعود رضي الله عنه والذي من شدة خشيته وخوفه وورعه وتقواه, رغم أنّ ساقه وحدها تزن يوم القيامة بجبل أحد , ورغم قسمه بأنه لا توجد أية في كتاب الله الا ويعلم متى نزلت وأين نزلت ولم نزلت, نجده يسقط مغشيا عليه عندما مرّ ذات يوم على رجل ينفخ على الكير, وهذا عمر الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي بلغ من الورع والتقوى ما أهله ليكون أحد العشرة المبشرين بالجنة نجده عندما توقد له نار يُدني يديه منها ويقول: يا ابن الخطاب هل لك صبر على هذا.
وهذا الأحنف رضي الله عنه: يجئ إلى المصباح بالليل فيضع إصبعه فيه ثم يقول: حس، حس! يا حنيف، ما حَمَلك على ما صنعت يوم كذا وكذا ... يُحاسب نفسه, وفي الحديث: حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم.
هكذا كان السلف الصالح مع الخشية
لقد كان المسلمون يعيشون مع القرآن فعلا وواقعا عاشوا مع الآخرة واقعا محسوسا، لقد كانوا يشعرون بالقرآن ينقل إليهم صوت النار وهي تسري وتحرق وإنه لصوت تقشعر منه القلوب والأبدان كما أحس عليه الصلاة والسلام برهبة هذا الأمر وقوته حتى أنه وعظ أصحابه يوما فقال عليه الصلاة والسلام برواية للبخاري رحمه الله: إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطَت السماء وحُقَّ لها أن تئَط , ما فيها موضع قدم إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله عز وجل، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله والله لوددت أني شجرة تعضد.
ثم ذكر الحديث فما أتى عليهم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين و الخنين هو البكاء مع غنّه، ولطول المطلع وشدة الحساب وتمكن العلم والمعرفة لدى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتمنى أن يكون شجرة تقطع وينتهي أمرها فكيف بنا نحن؟ عجبا لنا نتمنى على الله الأماني مع استهتارنا بالدين وبالصلاة وبكل شيء فماذا نرجو في الآخرة؟
والله هذا حال الكثير من الناس اليوم لا يريدون أن يعملوا ولا يريدون أن يتذكروا فإذا ذكرت لهم النار قالوا: لا تقنط الناس من رحمة الله, يريدون أن نذكر لهم الجنة ونعيمها وهم لا يعملون لها, ونتغاضى عن ذكر النار ولفيحها وجحيمها وهم يعملون لها, وهذا والله هو العجب العُجاب, يريدون أن يُبَشروا بالجنة ولا يُذكروا بالقيامة وأهوالها, ولا بالنار وسمومها وعذابها, وهم على ما هم فيه من سوء العمل, وقبيح الصفات.
قال: الحسن البصري: لقد مضى بين أيديكم أقوام لو أن أحدهم أنفق عدد هذا الحصى، لخشي أن لا ينجو من عَظَم ِذلك اليوم، وكما في حديث رواه الامام الترمذي رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال , سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها.
والسبب في ذلك ضعف جانب الخوف عند هؤلاء، لقد كان بعض السلف من شدة خوفه ووجله وكثرة تفكيره في أحواله الآخرة لا يستطيع النوم ولا الضحك ولا اللهو حتى يعلم أهو من الناجين أم لا، فهذا شداد بن أوس رضي الله عنه كان إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم ويقول: الله إن النار أذهبت مني النوم فيقوم يصلي حتى يُصبح.
وهذا منصور بن المعتمر والذي قال عنه بن قدامه رحمهما الله:: كان كثير الخوف والوجل من الله تبارك وتعالى, كثير البكاء من خشية الله , إذا رأيته قلت: هذا رجل أصيب بمصيبة ولقد قالت له أمه: ما هذا الذي تصنع بنفسك تبكى عامة الليل، لا تكاد أن تسكت لعلك يا بنيّ أصبت نفسا، أو قتلت قتيلا؟ فقال: يا أمه أنا أعلم بما صنعت نفسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن معاذ بن جبل امام العلماء يوم القيامة رضي الله عنه حدّث ولا حرج, لما حضرته الوفاة جعل يبكي, فقيل له: أتبكي وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأنت من الايمان ما أنت بمكان تُحسدُ عليه؟ فقال: ما أبكي جزعاً من الموت أن حلَ بي ,ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن هما القبضتان، قبضة في النار ,وقبضة في الجنة, فلا أدري في أي القبضتين أنا.
يقول الحسن بن عرفه رحمه الله: رأيت يزيد بين هارون بواسط وهو من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعد ذلك بعين واحدة ثم رأيته بعد ذلك وقد ذهبت عيناه فقلت له: يا أبا خالد ما فعلت العينان الجميلتان، فقال: ذهب بهما بكاء الأسحار ...
نعم انه بكاء العارفين بالله عزوجل, انه سيماء الصالحين الذين يخشون ربهم بالغيب, يقول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بمئة ألف درهم.
والغالبية منا نبيع الدين كله بالدرهم, فلا نصحو على صلاة فجر, ولا نؤدي صلاة عشاء ونحن سالمون في بيوتنا نتنعم بكل ما لذّ لنا وطاب من نعم الله, لا نشكو مرضا ولا خوفا ولا جنونا, غير آبهين لقوله تعالى في سورة القلم 42 - 43: يوم يُكشف عن ساقٍ ويُدعوْن الى السجود فلا يستطيعون*خاشعة ٍ أبصارهم ترهقهم ذلة, وقد كانوا يُدعون الى السجود وهم سالمون .. فيأتي قائل ويقول: ولكن هاتين الآيتين نزلتا في المنافقين وتاركي الصلاة, فتأتي الاجابة من سيّد الخلق صلى الله عليه وسلم: أثقل صلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء ولو علموا ما فيهما من الخير لأتوهما ولو حبوا .. أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
ولولا أنها الحقيقة بعينها, لما وجدنا المساجد تخلوا من عُمّارها , اللهم الا من يوم عيد أو يوم جمعة, ولولا أنّ يوم الجمعة عطلة رسمية من العمل لربما خلت صلاة الجمعة من المصلين, ودليل ذلك أنّ باقي صلوات هذا اليوم يعدون المصلين على أصابهع اليدين ان لم تكن أصابع اليد الواحدة.
اللهم ردّنا الى ديننا ردا جميلا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين, وأعنا على شكرك وحسن عبادتك ولا تجعلنا ربنا من الغافلين .. آمين.
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:43]ـ
العرض السابع: الاسراف في المعصية وعلاجها الصبر على المعصية
يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم:
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله , انّ الله يغفر الذنوب جميعا, انه هو التواب الرحيم
ويقول عزوجل: وسارعوا الى مغفرة من ربكم عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
وحين كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا الى هرقل ملك الروم وذكر له هذه الآية العظيمة ردّ عليه فقال: أين طولها؟ فقال عليه الصلاة والسلام: سبحان الله! أين الليل اذا ظهر النهار.
أن نُوقد نار الحزن على المعصية يعني الصبر على المعصية, والصبر كما مرّ معنا هو حبس النفس عن الجزع، وكف اللسان عن الشكوى، وكف الجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب عند المصيبة ونحوهما. وهو خُلق فاضل من أخلاق النفس،. وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها. وقيل: (هو المقام على البلاء بحسن الصحة كالمقام مع العافية). ومعنى هذا أن يحسن صحبة العافية بالشكر، وصحبة بلاء بالصبر. .
والصبر للنفس هو الذي يقودها في سيرها إلى الجنة أو النار، فإن لم يكن للمطية زمام شردت في كل مذهب. فرحم الله امريء جعل لنفسه زماماً فقادها بخطامها إلى طاعة الله، وصرفها بزمامها عن معاصي الله، فإن الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه.
أما عن حال الناس مع الصبر, فكما هي الناس معادن أيضا الناس درجات ومنازل في قدرة تحملهم, ولذا نجد فلانا لدية قوة صبر على المعصية أو المصيبة , فنجده يصبر على مشقة الطاعة ولا يصبر عن دواعي هواه إلى ارتكاب ما نُهي الله عنه. وهناك من يكون صبره على الشهوات والمعاصي أقوى من صبره على الطاعة, ولعل الصنف أفضل من الصنف الأول لأنّ الصبر على المعصية قد يقوده الى الصبر على الطاعة ولكن العكس لا يكون مثمرا من منطلق أنّ طاعته لم تنهاه عن المعصية, تماما كصبر بعض الناس على تحمل مشقة الصيام في الحر وفي مشقة قيام الليل في البرد، ولا يصبر عن نظرة محرمة. وكثير منهم يصبر عن النظر إلى المحرمات وعن الالتفات إلى الصور العارية، ولكنه لا صبر له
(يُتْبَعُ)
(/)
على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين.
فالصبر عن المعاصي أمره ظاهر، ويكون بحبس النفس عن متابعة الشهوات، وعن الوقوع فيما حرم الله. وأعظم ما يعين عليه ترك المألوف، ومفارقة كل ما يساعد على المعاصي، وقطع العادات، فإن العادة طبيعة خاصة، فإذا إنضمت العادة إلى الشهوة تظاهر جندان من جند الشيطان على جند الله، فلا يقوى باعث الدين على قهرهما. ولهذا قال النبي صلى الله عليه، وسلم: وحفت النار بالشهوات , لماذا لأن النفوس تشتهيها وتريد أن تقتحم فيها، فإذا حبس الإنسان نفسه عنها وصبر على ذلك كان ذلك خيراً له., وهذا من منطلق أنّ الصبر على المعصية أفضل بكثير من الوقوع فيها, ذلك لأنّ الوقوع فيها يخلف ألما وتعذيبا للنفس بينما الوقاية تجلب الخير والبشرى وهدوء النفس على أنه قهر نفسه طاعة لله سبحانه وتعالى.
أن توقد النار على الغضب فتطفئه هو قمة الحلم , وما الغضب الا مفتاح كل معصية , وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الغضب لما يترتب عليه كل شر, و خلال أعرابي جاءه يسأله قائلا: أوصني يا رسول الله ... فقال له النبي الكريم لا تغضب ... فقال الأعرابي: زدني يا رسول الله ... فقال له في الثانية: لا تغضب ... فكرر الأعرابي طلبه وقال: زدني يا رسول الله فقال النبي الكريم في الثالثة: لا تغضب ....
لماذا؟ لأنّ الغضب مفتاح كل مصيبة وكلّ شر وكل معصية وكل قطيعة رحم وكل خلاف بين اثنين متحابين, لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي الغضبان أن يتوضأ فيهدأ غضبه, وان كان واقفا أن يجلس, وان كان جالسا فليضطجع, وان كان مضطجعا فليغير اضطجاعه على الجانب الآخر , وهكذا يغير الوضعية التي يكون عليها فيهدأ شيطان الغضب بداخله ..
وقوله صلى الله عليه وسلم: ليس الشديد في الصرعة, وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
ولنا وقفة مع الغضب والذي لولا رحمة الله عزوجل لكاد أن يؤدي الى حرب شعواء قبلية بين صحابيين جليلين من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم, هما عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما, ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما, حيث كان لعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما مزرعة مجاورة لمزرعة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما في المدينة , وذات يوم دخل عمال مزرعة معاوية الى مزرعة ابن الزبير, فغضب ابن الزبير وكتب الى معاوية بدمشق وقد كان بينهما عداوة خلفتها الفتنة التي كانت قائمة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما, جاء فيها:
من عبد الله بن الزبير الى معاوية بن هند آكلة الأكباد أما بعد,
فانّ عمالك دخلوا مزرعتي فمرهم بالخروج منها , أو فوالذي لا اله الا هو ليكوننّ لي معك شأن ,
والمعروف عن معاوية رضي الله عنه أنه كان أحلم الناس فاستقبل رسالة ابن الزبير برجاحة صدر وعقل تامين وعرض رسالته على ابنه يزيد قائلا له: انّ ابن الزبير أرسل لي رسالة يهددني بها فماذا ترى؟ , فما كان من يزيد الا أن قال: أرسل له جيشا أوله عنده وآخره عندك يأتيه برأسه, الا أنّ معاوية بحلمه رضي الله عنه ردّ عليه ردا جميلا واحتوى ابن الزبير رضي الله عنهما بحلمه الراقي , فقال: بل هو خير من ذلك زكاة وأقرب رحما ... وكتب له الرسالة التالية:
أما بعد,
فو الله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلمتها اليك, ولو كانت مزرعتي من المدينة الى دمشق لدفعتها اليك, فان وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي الى مزرعتك, وعمالي الى عمالك, فانّ جنة الله عرضها السموات والأرض,.
وما أن قرأ ابن الزبير رضي الله عنهما الرسالة حتى بكى بكاء جعله يسافر الى معاوية في دمشق وقبّل رأسه وقال: لا أعدمك الله حلما أحلك في قريش هذا المحل.
قال احد الصالحين رحمه الله: ليس الجزع أن تدمع العين ويحزن القلب، ولكن الجزع القول السيىء والظن السيىء. وقال بعضهم: مات ابن لي نفيس، فقلت لأمه: اتقي الله واحتسبيه عند الله، واصبري. فقالت: مصيبتي به أعظم من أن أفسدها بالجزع.
وأخيراً أسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر، وأن يجعلنا من الصابرين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
وفوق كلّ ذي علم عليم
العَرَضْ الثامن: غياب الاحسان من حياتنا ويُعالج بمراقبة الله عزوجل
يقول المولى تبارك وتعالى سورة الملك:
(يُتْبَعُ)
(/)
انّ الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير* وأسروا قولكم أو اجهروا به انه عليم بذات الصدور
فخشية الله بالغيب هي المراقبة, وخشية الله بالغيب هي الاحسان, وبذلك يكون الاحسان والمراقبة مترادفان لمعنى واحد لا ينفصل أحدهما عن الآخر.
ذلك انّ الذي يخشى الله بالغيب يخاف مقام ربه عزوجل, فيبعثه هذا الخوف على الكف عن المعاصي ويهيئه لفعل الطاعات والقربات من حيث لا يراه أحد الا الله سبحانه وتعالى, وهذا النوع من الايمان يكفر الذنوب ويجازى فاعله بالثواب الجزيل, وكما ثبت في الصحيحين: سبعة يظلهم الله تعالى في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله, وذكر منهم عليه الصلاة والسلام: ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: اني أخاف الله, ورجل تصدّق بيمينه فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, وما فعل هذين الرجلين ذلك الا لمراقبتهما لله عزوجل علام الغيوب الذي يطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور, لأنهما استحضرا عظمة الخالق في قلوبهما فخافاه عزوجل.
المراقبة هي الاحسان, ومراقبة الله عزوجل في حركاتنا وسكناتنا وخلواتنا وفي كل شئون حياتنا هو الاحسان, والاحسان كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم: أن تعبد الل كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ...
ولو أنّ كل منا راقب الله في أفعاله وأعماله ومعاملاته وأسرته ما رأينا ابنا عاقا , ولا ابنة جاحدة وما احتجنا للسجون, ذلك أنّ مراقبة الله عزوجل وحدها تكفينا كل شيء , ومن يتق الله فهو حسبه ويرزقه من حيث لا يحتسب.
انّ المراقبة تحتاج الى تقوى الله عزوجل وخشيته , والى خوف واخلاص, وبدون تلك العناصر لا تتحقق , لذا فانا نجد سفيان الثوري رحمه الله قد ربط كل الصفات الايمانية بوصفته ربطا محكما بحيث ان انتقصت الوصفة عنصرا واحدا من عناصرها لا تجدي لها فعالية ولا تشفي من مرض الرجل الذي لجأ لسفيان رحمه الله لأن يرشده الى الشفاء من مرض البعد عن الله, فوصف له هذه الوصفة المحكمة التي تنطق بالحكمة والحق.
ان كل تلك الصفات الحميدة من مكارم الأخلاق, ولو أننا جميعا طبقناها في حياتنا كما أمر الله لها أن تطبق, لما وجدنا امرأة مسلمة سافرة , عارية متبرجة تسير في الشارع, ففهم رسالة المرأة المسلمة لرسالتها في الحياة مرتبط أساسا بوعيها الديني والتزامها الشرعي مع خالقها تبارك وتعالى الذي أراد لها الستر , فلا تُؤذى لا بنظرة ولا بهمسة أوكلمة أو تُخدش حياءها, ولكن ان فقدت المرأة حياءها وخرجت للشارع تُزاحم الرجال وهي كاسية عارية غدت ملعونة , بنص الحديث الشريف: صنفان من أهل النار لم أرهما: وذكرعليه الصلاة منهما ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات, رؤوسهنّ كأسمنة البخت , لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها.
ولو كان رعاة هذا النوع من النساء يراقبون الله ما سمحوا لزوجاتهم وبناتهم وأخواتهم في الخروج بهذا الشكل السافر, وما سكوتهم عليهنّ الا ضرب من ضروب الدياثة, والديوث هو الذي لا يغار على عرضه وقد حرّم الله عليه الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حرم الله عليهم الجنة, مدمن الخمر والعاق لوالديه .. والديوث الذي يقر الخبث في أهله.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما و عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء.
انّ الديّوث يشمل كل من يرضى الخبث بأهله, أو يسمح لهنّ بأن يخرجن كاسيات عاريات يفتنّ الرجال سواء بثيابهنّ العارية أو الضيقة أو الشفافة, او من سمعه الغزل بجمالهنّ ويسكت ويستحسن ذلك.
وقال الحسن البصري رحمه الله: والله ما أصبح اليوم رجل يُطيع امرأته فيما تهوى الا أكبّه الله تعالى في النار, لقوله صلى الله عليه وسلم: اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء.
وقال عليه الصلاة والسلام: ما تركت بعدي فتنة هي أضرّ على الرجال من النساء.
اذن المراقبة هي الاحسان, والاحسان هي أعلى مقامات الطاعة, وهو كما قال الامام احمد رحمه الله:
اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ الرقيب
ولا تحسبنّ الله يغفل ساعة ولا أنّ ما يخفى عليه يغيب
وبمسك الختام نختم بقوله تبارك وتعالى: وكان الله على كلّ شيء رقيبا
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:46]ـ
العرَضْ التاسع: الكذب ويُعالج بتحرّي الصدق
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول المولى وتعالى في محكم تنزيله الكريم:
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين
يأمر الله تبارك وتعالى في هذه الآية الكريمة أهل الإيمان أن يكونوا مع الصادقين وخصّ المنعم عليهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
واذا تمعّنا في قوله تعالى في هذه الآية الكريمة والتي هي غيض من فيض من الآيات الكريمة التي تناولت الحديث عن الصدق, هذه السمة التي تنسب مباشرة الى الصالحين, فالمؤمن معروف أنه لا يكذب كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم, وهذه الصفة الحميدة اتسم بها صلوات ربي وسلامه عليه بين قومه قبل النبوة ولقِّب ب (الصادق الأمين) صلوات ربي وسلامه عليه.
والصدق صفة تنتفي تماما عن المنافقين وأهل النفاق الذين يرفعون شعار الكذب , وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم الى ذلك بقوله: آية المنافق ثلاثة وان صلى وصام وزعم أنه مسلم: اذا حدّث كذب, واذا وعد أخلف, واذا أؤتمن خان.
وقال عليه الصلاة والسلام: أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا, ومن كانت فيه خصلة منها كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها (أي حتى يتوب منها): اذا حدّث كذب, واذا عاهد غدر, واذا أؤتمن خان, واذا خاصم فجر ...
ومعنى اذا خاصم فجر: أنه لا يكتفي أنه مخاصم وانما يشنّع بالذي خاصمه حتى يفضحه, سواء كان كاذبا أم صادقا في تشنيعه لمن خاصمه.
والصدق هو العلامة الفارقة بين أهل الايمان وأهل النفاق, واهل الجنة وأهل النار, وهو سيف بتار يُسلط على رقاب الكذابين, والذي اذا وقع على رقبة كاذب قطعها, واذا واجه باطلا أبطله وأزهقه, وكما في قوله تعالى:
وقل جاء الحق وزهق الباطل انّ الباطل كان زهوقا
وقوله تبارك وتعالى: وقل ربّ أدخلني مُدخل صدق وأخرجني مُخرج صدق
وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انّ الصدق يهدي الى البر, وانّ البرّ يهدي الى الجنة, وما يزال الرجل يَصدُق ويتحرّى الصدق حتى يُكتب عند الله صِدّيقا, وانّ الكذب يهدي الى الفجور, وانّ الفجور يهدي الى النار, وما يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا.
من أطاع الله وأطاع رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بكل ما أمر الله تعالى به , ونهى عما نهى عنه الله عزوجل وزجر فمأواه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين كما في قوله تبارك وتعالى:
ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
انّ الصدق والكذب ليسا صفتان متعاكستان , بمعنى أنّ الصدق ليس عكسه الكذب, بل يظهر كل منهما أثناء غياب الآخر, كالايمان والكفر, اذا غاب الكفر ظهر الايمان, واذا غاب الايمان ظهر الكفر, وكالقمر والشمس والليل والنهار, فهل نستطيع أن نقول أن الليل عكس النهار؟ أو القمر عكس الشمس؟ بالتأكيد لا .. ذلك أنه اذا غاب الليل ظهر النهار, واذا غاب القمر تطلع الشمس, ولو أنهما متعاكسان لظهرا في كبد السماء في وقت واحد وكل منهما بنوره الخاص به.
وهذا ما اكده النبي صلى الله عليه وسلم لملك الروم عندما دعاه الى الاسلام بقوله: أبشر بجنة عرضها السموات والأرض, فارسل اليه ملك الروم يسأله: أين طولها؟ فردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: سبحان الله! أين الليل اذا طلع النهار؟
وقد قيل بأن الناس معادن في التعامل, وكذلك في الدين نجد المنافق بكذبه والمؤمن بصدقه, وهذا ما اكده المولى تبارك وتعالى في قوله الكريم: ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم, وهذه حقيقة ساطعة أساسها الصدق , ولنعلم أنّ الكذب والايمان لا يجتمعان بمكان, ذلك أنّ الصدق نجاة لصاحبه يوم القيامة ولا ينفع العبد ولا ينجيه من عذاب الآخرة الا الصدق, وهذا ما تجلى في قوله عزوجل بآية عظيمة ختم بها سورة المائدة: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها أبدا.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية الكريمة: هذا يوم ينفع الموحدون توحيدهم .... لله عزوجل الها واحدا فدرا صمدا لا شريك له.
حالات الصدق
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر العلماء حالتينت اثنتين للصدق: أولها: استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها. والصدق في الأعمال استواء الأفعال على الأمر والمتابعة عليها كاستواء الرأس على الجسد.
ثانيها:: استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص, وذلك يكون العبد قد حصل على الصدق. ولم يرخّص االنبي صلى الله عليه وسلم في الكذب في أحوال ثلاث: في الحرب, وفي الإصلاح بين الناس, وحديث الزوجين فيما بينهما.
وأشدّ أنواع الكذب هو الكذب على الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم, لأنّ هذا النوع من الكذب يُكفر صاحبه خاصة اذا تبعه تحليل حرام أو تحريم حلال, لقوله تبارك وتعالى في سورة الزمر 60: ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة.
هذا عدا على أنّ من كذب على لسان النبي صلى الله عليه وسلم متعمدا فليتبوأ مقعده من النار لقوله عليه الصلاة والسلام: من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ..
وقال عليه الصلاة والسلام: من كذب عليّ بني له بيت في جهنم.
وقال عليه الصلاة والسلام: من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين.
وقال عليه الصلاة والسلام: انّ كذبا عليّ ليس ككذبٍ على غيري.
وقال عليه الصلاة والسلام: من يَقُل عني ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار.
وقال عليه الصلاة والسلام: يُطبع المؤمن على كلّ شيء الا الخيانة والكذب.
وقال عليه الصلاة والسلام: كبُرت خيانة أن تحدّث أخاك حديثا هو لك بمصدّق وأنت له به كاذب.
وقال عليه الصلاة والسلام: أفرى الفَري على الله أن يري الرجل عينيه مالم تريا.
ومعنى ما لم تريا: أي كأن يقول رأيت في منامي كذا وكذا وهو كاذب لم يرى شيئا.
أو كما قال صلوات ربي وسلامه عليه
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى ينكت في قلبه نَكتة ً سوداء حتى يُسوّد قلبه فيُكتب عند الله من الكذابين.
النَكتة هنا هي البقعة تمتد وتنتشر ان أصرّ الكاذب على الكذب ومات عليه, وتصغر وتضعف ان تاب عن ذلك.
مما تقدّم نقول: بأنه ينبغي على المسلم أن يحفظ لسانه عن الكلام الا كلاما ظهرت فيه المصلحة, فالسكوت سلامة وأمن واطمئنان, ولا يعدلها شيء على التمام, ولا ينبغي أبدا للانسان أن يتكلم عن شيء ليس فيه خير, لقوله عليه الصلاة والسلام: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ... لوقول ابو موسى الأشعري رضي الله عنه: يا رسول الله! أيّ المسلمين أفضل؟ قال عليه الصلاة والسلام: من سلم المسلمون من لسانه ويده.
والسلامة من اللسان تكون هنا: بألا يطعن أحدا, ولا يقذف أحدا, لا بعرض ولا بقول, ولا باتهام يكون المتهم فيه بريء, وألا يدعو الى باطل ينشيء خلافا بين اثنين.
ورحم الله من قال: لسانك لا تذكر به عورة امريء ....... فكللك عورات وللناس ألسن
ورحم الله من قال: لسانك حصانك .... ان صنته صانك .... وان خنته خانك.
وعن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انّ الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى , ماكان يظنّ أن تبلغ ما بلغت , يكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه , وانّ الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى , ما كان يظنّ أن تبلغ ما بلغت, يكتب الله له بها سخطه الى يوم يلقاه.
الرضوان قد يتحقق: بالدعاء والتحميد والتسبيح والاصلاح بين جماعة المسلمين أو بين الزوجين, قد يكون فيها صلاح وسنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة.
والسخط قد ينحقق: بالنميمة والغيبة أو بدعة أبدعها قد يكون فيها ضلالة فيكون قد استنّ سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة.
والكذابون ملعونين بنص القرآن الكريم لقوله تعالى في سورة آل عمران 61: فنجعل لعنة الله على الكاذبين.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: وانّ الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى , ما كان يظنّ أن تبلغ ما بلغت, يكتب الله له بها سخطه الى يوم يلقاه.
ولقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تنظروا الى صلاة المرء وصيامه ولكن انظروا الى صدقه في الحديث ...
لماذا؟ لأنّ الصدق روح الأعمال كلها, والبعيد عن دروب الشيطان كلها, وهو المقرّب من الرحمن ورضاه , وهو الحقيقة الخالدة التي لا شبهه فيها , وهو محور الانسان المؤمن الحق , وهو المنجي يوم القيامة من عذاب الله, ولأنّ الصدق أساس الدين كله, انه عين القين كله, انه مفتاح الجنان كلها.
وأختم حديثي بمسك الختام قوله تعالى في آية عظيمة ختم الله تبارك وتعالى سورة المائدة في خطابه عزوجل لعبده عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام قائلا له المولى تبارك وتعالى يوم القيامة وأمام من اتخذه وأمه الهين من دون الله عزوجل:
قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم, لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا, رضي الله عنهم ورضوا عنه, ذلك الفوز العظيم.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه, واكتبنا عندك من الصادقين الذين يتحرّون الصدق برحمتك يا أرحم الراحمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:47]ـ
العرَضْ العاشر: غفلة الاستغفار ويعالج بالاكثار من الاستغفار
لقوله عزوجل في سورة نوح عليه السلام:
فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل عليكم السماء مدرارا* ويمددكم بموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا
ولقوله صلى الله عليه وسلم: سيّد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا اله الا أنت خلقتني وأنا عبدُك, وانا على عهدِكَ ووعِدكَ ما استطعت, أعوذ بك من شر ما صنَعْت, أبوءُ لك بنعمتك عليّ, وأبوءُ بذنبي فاغفر فانه لا يغفر الذنوب الا أنت.
من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ... ومن قالها من الليل وهو
موقنا بها , فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة. ومعنى موقنا بها: أي مؤمنا بها, مطمئنا ومتيقنا بها
ما هو الاستغفار؟
الاستغفار هو طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى الها واحدا لا شريك له على ذنب أو ذنوب ارتكبها العبد في حقه عزوجل, أوحق العباد , وهو عبارة عن كلمات يلهج بها القلب قبل أن يلفظها اللسان, ولعلّ قوله صلى الله عليه وسلم موقنا بها لا يحيد عن هذا المعنى قيد أنملة, فأالله تعالى لا يقبل من قلب غافل عن ذكر الله ولا من قلب لاهٍ لا يستحضر عظمة الخالق تبارك وتعالى في قلبه, وهذه الذنوب أو المعاصي منها ما هي كبيرة ومنها ما هي صغيرة ومنها ما هي لمَمْ, وقد ضمِن الله عزوجل في كتابه الكريم لمن اجتنب الكبائر أن يُكفر عنه صغائر الذنوب كما في قوله تعالى في سورة النساء 31: ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه يكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما, ولعلّ هذا النص القرآني واضحا وضوح الشمس في كبد السماء, على أنّ من اجتنب الكبائر يدخل الجنة باذنه تعالى, تماما كقوله تعالى في سورة الشورى 37: الذين يجتنبون كبائر الاثم والفاوحش الا اللمم, انّ ربك واسع المفغرة ... وكما في قوله عليه الصلاة والسلام: الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهنّ ما اجتنبت الكبائر, وهو تماما كقوله تعالى: انّ الحسنات يذهبن السيئات .. والحسنات هنا: كنابة عن الصلوات الخمس.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة , فقد كان يستغفر الله تعالى في اليوم أكثر من مائة مرّة , وهو المعصوم المغفور له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر, فما فاعلين نحن بأنفسنا؟ والكثير منا من يغفل عن هذه الفضيلة ولا يتذكرها الا عند الذنب هذا ان قام بها.
ومن يدري لعلّ استغفاره عليه الصلاة والسلام هذا كل يوم ليؤكد لنا أنّ الاستغفار عبادة منفصلة بحد ذاتها تشعر العبد بأنه لا غنى له عن خالقه عزوجل ولا عن حاجته لمغفرته في كل حين, نظرا لكثرة الزلل الذي نتعرض له من ليل أو نهار, حتى وان كان هذا الزلل فيما بيننا وبين انفسنا كما في قوله عزوجل في آية ختم بها سورة البقرة: وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه. يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
الاستغفار هو الرجوع الى الله تعالى عما كان عليه العبد من المعصية أو البعد عن الله عزوجل ولو بلحظة غفلة من لحظات الغفلة التي تعترينا وتحوطنا من رؤوسنا الى أخمص أقدامنا, والرجوع عنها بتوبة نصوح واعادة الحق لصاحبه ان كان هناك حقا لآدمي, واتباع الحق والانقياد له والامتثثال لأمر الله من قريب, فالله عزوجل يتوب على عباده الصادقين متابا, فيمحو السيئات ويستبدلها حسنات كما ورد في الحديث أنّ العبد عندما يقف بين يدي اله يوم القيامة ويقرأ كتابه بنفسه يقول يا رب: هناك ذنوبا أذنبتها في الدنيا ولم أرها مكتوبة هنا؟ فيقول له المولى تبارك وتعالى لقد غفرتها لك واستبدلتها لك حسنات .... ولو أننا نتعامل مع الله تبارك وتعالى وبصدق لما أغمض لنا جفن ونحن نبتهل له تبارك وتعالى شكرا وحمدا, ولكن الله تعالى الأعلم بعباده يقول: انّ الانسان لظلوم كفار, اي قليل الشكر والحمد على سعة النعم الي ينعم بها الله بها علينا نحن العباد الظالمي أنفسنا كثيرا.
ان التوبة والانابة والاستغفار والرجوع الى الله بصدق وصفاء نفس وندم بذل وانكسار لعظمة الله تبارك وتعالى من شأنه أن يفتح علينا أبواب الرزق من مال وبنين وسقيا ماء وانبات للأرض التي نتقوّت منها.
ألا تريد من الله عزوجل أن:
(يُتْبَعُ)
(/)
* يمنحك قوة في الجسم أو صحة في البدن, أو السلامة من آفات الدنيا وعاهاتها وأمراضها وأدرانها؟
* يدفع عنا كوارث الطبيعة وأعاصيرها وزلازلها وبراكينها ويقينا من المحن والبلايا والمصائب؟
* يرزقك الذرية الصالحة والمال الحلال والرزق الواسع الكريم؟
* يكفرعنا سيئاتنا ويرفع لنا درجاتنا؟ وهل؟ وهل؟ وهل؟
اذن علينا جميعا بالاكثار من الاستغفار والمداومة عليه ليلا ونهارا , اجهارا واسرارا واعلانا, وعلى أية حال وان كنا أصحاء, وفمن يستغفر الله ويسأله الاجابة في أوقات الشدة والمحن عليه أن يستغفره في أوقات الرخاء ليستجيب له عند الشدة, يقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم في سورة الانغال:
* وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان ليعذبهم وهم يستغفرون
* فاعلم أنّه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات (محمد 19)
* استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا (نوح 12)
* كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون (الذاريات 18)
* قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله انّ الله يغفر الذنوب جميعا, انه هو التواب الرحيم (الزمر 53).
الاستغفار دواء لابدّ لنا من تجرعه كل وقت وكل حين, وهو ليس كدواء المرض الدنيوي والذي بمجرّد ماما اذهب عنا العلة توقفنا عنه تناوله, أو لا نلجأ اليه الا عندما نحتاجه, وانما دواء للقلوب الصدئة التي ابتليت بها القوب حتى تكدست عليه ورانت به, ولا يجلو هذه القلوب الصدئة الا كثرة الاستغفار.
والاستغفار يقين واطمئنان, وليست كلمات يرددها اللسان ونحن قائمين على المعصية, بل هي كلمات مستقرها القلب قبل اللسان, واللسان ما هو الا وسيلة لاظهارها , ودليل أن القلب مستودعها أنه يمكننا أن نتوب ونندم من قلوبنا دون أن نحرك ألسنتنا بكلمات الاستغفار, وكما قال الله تعالى على لسان عبده نوح عليه الصلاة والسلام: ثم اني دعوتهم جهارا* ثم اني أعلنت لهم وأسررت لهم اسرارا* فقلت لهم استغفروا ربكم انه كان غفارا ...
ألف سنة الا خمسين سنة, ونوح عليه الصلاة والسلام يدعو قومه بلا كلل أو ملل امتثالا لأمر الله وابتغاء لطاعته عزوجل, لم يترك عليه الصلاة والسلام وسيلة من وسائل الدعوة الا واستخدمها مع قومه , وكلما دعاهم ليقتربوا من الحق فروا وحادوا عنه, ولكيلا يسمعوا دعوته سدّوا آذانهم عنه, ونفس الأمر حدث مع سائلر الأنبياء والمرسلين صالوات ربي وسلامه عليهم أجمعين, وكان آخر الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه, وذلك عندما دعا كفار قريش كما في قوله عزوجل: وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرىن والغوا فيه لعلكم تغلبون.
أحاديث تحثنا على الاستغفار
والى جانب سيد الاستغفار, هناك الكثير الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثنا على المداومة على الاستغفار, طلبا لسعادتنا, والله تبارك وتعالى هو الغني عن عباده جميعا.
· فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله اني لأستغفر الله وأتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.
· وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من استغفر للمؤمنين والؤمنات كتب له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة.
· وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنزل الله أمانين لأمتي: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم, وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ... فاذا مضيت تركت فيهم الاستغفار الى يوم القيامة.
· وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال, قال النبي صلى الله عليه وسلم: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرّة , كان من الذين يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض.
· وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال, قال النبي صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ ضيق مخرجا, ومن كلّ همّ فرجا, ورزقه من حيث لا يحتسب.
· وعن البراء رضي الله عنه قال, قال النبي صلى الله عليه وسلم: من استغفر الله دبر كلّ صلاة ثلاث مرات فقال: أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحيّ القيّوم وأتوب اليه ... غفرت له ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر .. وان كانت فرّ من الزحف.
(يُتْبَعُ)
(/)
· وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال, قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قال حين يأوي الى فراشه: أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحيّ القيّو وأتوب اليه ثلاث مرات .. غفر الله ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر .. زان كانت عدد ورق الشجر .. زان كانت عدد رمل عالج .. وان كانت عدد أيام الدنيا.
نعم فالله تعالى يرضى عن المستغفر الصادق باستغفاره, لأذ ذلك يعني الاعتراف بالمعصية والاقرار بالذنب, وحاله ذاك يكون كالمناجي ربه تبارك وتعالى:
الهي بك أستجير ومن يجير سواك ارحم ضعيفا يحنمي بحماك
يا ربّ قد أخطأت فاغفر زلتي أنت المجيب لكل من ناداك
يتبع العرَضْ العاشر الاستغفار
وكأنه يقول: يا رب! لقد أخطأت وأسأت واذنبت وقصّرت في حقك, وتجاوزت حدودك كثيرا, وظلمت نفسي كثيرا, وغلبتني شقوتي, واطعت شيطاني, حتى قهرني وغرّتني نفسي الأمارة بالسوءبالأماني التي أعتمت عليّ سعة رحمتك التي وسعت كل شيء, فغفوت عن أوامرك وقولك الحق: انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ... وآثرت الصلاة في البيت تلبية لرغبة شيطاني الذي يأمرني بأن ابقى عند أهلي وأبنائي واصحابي وكل ما يلهيني عن عبادتك.
* لم نلتفت الى قولك الكريم وقولك الحق: يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ... ولا الى قولك الكريم وقولك الحق: انما أموالكم وأولادكم فتنة, ان من ازواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم, ... ولا حتى الى قولك الكريم وقولك الحق: في بيوت أذن الله أن ترفع فيها اسمه, يسبح له في الغعدو والأصال* رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة ...
* ولم نلتفت الى أحاديث نبيك صلى الله عليه وسلم مع أنك أمرتنا أن نطيعه ونأخذ بأوامره ونواهيه, لم نبتفت الى أنك لم ترخص لنا الصلاة في البيوت حتى وان كنا عُميانا لا نبصر الطريق طالما نستطيع الوصول الى المساجد, حتى وان كنا في أحلك ساعات الشدة, حتى وان كنا نواجه عدوا شرسا لا يرحم ضعفنا ونحن نتذلل بين يديك, حتى وان كنا في ساحة الشرف , ساحة القتال, ساحة احتدام المعركة, ساعة لمعان السيوف , ساحة الوغى , وما فرضك علينا صلاة الخوف في سورة النساء آية 102 الا لتؤكد لنا أنّ صلاة الجماعة فرض عين وليست فرض كفاية كما يظنّ الكثير منا ..
* ولم نلتفت الى حديث حبيبك ونبيك صلى الله عليه وسلم القائل: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام .. ثمّ آمر رجلا فيؤمّ الناس, ثمّ أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب الى قوم لا يشهدون الصلاة في الجماعة فأحرّق عليهم بيوتهم في النار.
* ولم نلتفت الى قولك الكريم وقولك الحق في سورة القلم: يوم يكشف عن ساق, ويدعون الى السجود فلا يستطيعون* خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون .. أن السجود يعني الصلاة المكتوبة بالآذان والاقامة في المساجد.
* ولم نلتفت لقول نبيك صلى الله عليه وسلم القائل: أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله صلاته, فان صلحت فقد أفلح وأنجح, وان فسدت فقد خاب مخسر, فان انتقص من الفريضة شيء يقول الله تعالى لملائكته الكرام: انظروا هل لعبدي من تطوّع فيكمل به ما انتقص من الفريضة , ثم يكون سائر عمله كذلك.
* ولم نلتفت الى قولك الكريم وقولك الحق: وأقيموا الصلاة على أنها تأمرنا بترك أعمالنا ومورد رزقنا ونهرول الى طاعتك ونبحث عن صحبة تصلي في جماعة فنكون قد امتثلنا اليك والى أوامرك وطاعتك, كما في قولك الكريم: رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة .. بل اتخذنا الأمر سخريا واعتقدنا أنّ المهم أن نركع أربع ركعات كيفما كانوا, بخشوع أو بلا خشوع, بتدبر أو بلا تدبّر, تعاملنا معك وأنت الكريم كما نعامل أرباب العمل, تعاملنا معك كما خاطب نوح عليه الصلاة والسلام لقومه: مالكم لا ترجون لله وقارا* وقد خلقكم أطوارا .. لم نعظمك حق عظمتك, ولم نخاف من بأسك ونقمتك, وأنت الذي خلقتنا من ماء مهين وحقير, من منيّ يمنى على السرير ...
(يُتْبَعُ)
(/)
* ولم نلتفت الى نصائح نبيك صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته , رغم أمرك لنا في سورة الحشر7 بأنه: وماآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا, وقلنا هذه الآية نزلت على من عاصروه ولسنا معنيين بها, هكذا يا ربّ دائما تجدنا نبرّر أخطاءنا وننسبها الى ما هو ليس صوابا, فصلينا بسرعة وعجلة وكأنّ هناك من يلحقنا بعصاة, فلا درينا ان كنا سبحناك في ركوعنا وسجودنا أم دعوناك قبل تسليمنا؟ ولا ندري ان كنا صلينا ثلاثا أم أربعا , فالدنيا والأولاد والزوجة والعمل وزخارف الدنيا والوهن أخذنا؟ ولا ندري كم قبلت من صلاتنا, أقبلت منا ركوع أم سجود؟ أقبلت منا رفع من ركوع أم استراحة بين سجدتين؟ أقبلت منا تلاوة أم تشهدا؟ أقبلت منا تدبّرا أم خشوعا؟ أقبلت منا خشية أو بكوة؟ أقبلت منا طهارة أو وضواءا؟ أرفعت لنا دعاء أم مناجاة؟ لقد تُهنا في متاهات الدنيا الفانية وما التفتنا الى قولك الكريم وقولك الحق: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشيّة أو ضحاها ... ولا الى قولك الكريم وقولك الحق: يوم يُقسم المجرمون أنهم ما لبثوا الا ساعة.
نعم يا رب! لقد أمسى حالنا حال المسيء صلاته ما أن نشرع بالصلاة حتى نُنهيها , وكأنّ الزوجة ستهرب من البيت فتعود الى بيت أهلها, وكأن الأبناء سيهربون معها فنعود البيت فلا نجدهم ينتظروننا؟ وكأن الشغل سينفذ والرزق سينقطع ان نحن وقفنا لدقائق معدودة نناجيك وندعوك ونمتثل لأوامرك, بعدما غاب عن أذهاننا قولك الكريم وقولك الحق: وفي السماء رزقكم وما توعدون ... والله خير الرازقين ... انّ الله يرزق من يشاء بغير حساب ...
يا ربّ! كيف ندعوك ونحن على ذا الحال الذي لا يسّر صديق ولا عدو؟ وكيف لا ندعوك وأنت الكريم الوهاب غافر الذنب قابل التوب؟
يا رب! كيف لا ندعوك وأنت الغفار الكريم؟ وأنت الحنان المنان ذو الجلال والاكرام, الأرحم والأرأف علينا من الأم على وليدها؟
يا رب! كيف لا ندعوك وأنت الكريم وقولك الحق: ألا من تائب فأتوب عليه؟ ألا من مستغفر فأغفر له؟
نعم يا رب! أنت الحق وقولك الحق في سورة طه 83: واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى
ها نحن أتينا اليك نقف على بابك الكريم تائبين منيبين معترفين مقرّين فتُب علينا توبة نصوحا من عندك تمحو بها عنا جميع الذنوب والخطايا ... مؤمنين بك ايمانا لا ريب فيه ولا شك .. مؤمنين بك الها واحدا أحدا فردا لم يلد ولم يولد ولم يكن لك كفؤا أحد .. ونؤمن أنّ محمدا صلى الله عليه وسلم عبدك ورسولك .. وانّ عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام عبدك ورسولك, وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه ... اللهم انا نشهد أنّ الجنة حق والنار حق ... فنسألك الجنة وما قرب اليها من قول أو عمل .. ونعوذ بك من النار وما قرب منها من قول أو عمل.
وها نحن يارب نشهد أنك أنت الحق وقولك الحق: لا يكلف الله نفسا الا وسعها ... ونعاهدك يا رب أن نأتي من الخير ما استطعنا اليه سبيلا, وأن ننتهي عما نهيتنا عنه ما استطعنا اليه سبيلا, وأن نبقى في معيتك ونعبدك بالاحسان الذي أوضحه لنا حبيبك صلى الله عليه وسلم على أنه: أن ةنعبد كأننا نراك ... فان لم نكن نراك فانك ترانا .....
وها نحن يا رب نشهد انك أنت الحق وقولك الحق: فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه, نعاهدك أن نلتزم الجماعة ما أمكننا الى ذلك سبيلا, وألا نتخلف عنها الا اذا اضطررنا اليه فلا تكلف نفسا الا وسعها.
وها نحن يا رب نشهد أنك أنت الحق وقولك الحق بأن ندأب على عمل الصالحات ما استطعنا الى ذلك سبيلا, وان نداوم على فعل الطاعات والقربات الى أن يأتينا اليقين, فسهّل لنا أمورنا ... ويسّر لنا تنفيذ عهدنا وووعدنا ... فلا نرجو الا رحمتك ورضاك عنا .. , ولا نسألك الا حياة الكفاف ... حياة لا تحوجنا الى أحد سواك ... حياة تكفي أسرنا ومن نعول ... حياة لا كِبَرَ فيها ولا جبروت ... حياة ناعمة هادئة آمنة مطمئنة ... ,انت الكريم القادر على اعطاءنا سؤلنا ... أنت الرزاق الكريم ترزق الكافر والفاجر فكيف بالمؤمن الصادق الموحد؟ لا نرتاب يا رب أبدا بعفوك وكرمك فأنت الواحد الأحد الفرد الصمد الحنان المنان ذو الجلال والاكرام القائل في كتابك الكريم:
هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:51]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
العرَضان الحادي عشر والثاني عشر الحِرْصْ والطمع ويُعالجان بالورع
يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم بآيات كريمات ختم بها سورة الفرقان:
وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
الى آخر الآيات الكريمات التي تصف لنا السابقون.
ويقول المولى عزوجل في محكم تنزيله الكريم بآيات كريمات افتتح بها سورة المؤمنون:
قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون الى آخر الآيات الكريمة التي تصف السابقون
ويقول المولى عزوجل في محكم تنزيله الكريم في سورة المعارج:
الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون الى آخر الصفات الحميدة للسابقون
ويقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله في سورة الواقعة يصف لنا السابقون:
والسابقون السابقون * أولئك المقربون * في جنات النعيم
هؤلاء السابقون هم الذين سيدور بحثنا حولهم, ذلك انّ الورع مرتبط بهم, وهم فقط الذين يتصفون بالورع موضوع بحثنا الجميل هذا , سائلين الله عزوجل أن يرزقنا صفاتهم الحميدة والتي سأتناولها في هذا البحث الموجز فقط لندرك أعمال هؤلاء والذي يكاد المجتمع الاسلامي يخلو من وجودهم, لماذا؟ بعما أصاب الأمة الوهن لم يعد هناك ورعا بمعناه الصحيح.
ما هو الورع وما هي أقسامه؟
الورع هو قمة العبودية لقوله صلى الله عليه وسلم يوصي أبو هريرة رضي الله عنه: يا أبا هريرة! كن ورعا تكن أعبد الناس.
الورع هو اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في الحرام والمحرمات, ولذا كان الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين كانوا يهجرون أغلب الحلال خشية الوقوع في الحرام.
الورع هو كف النفس عن ارتكاب ما تكره عاقبته.
والورع أقسامه ثلاث:
ورع العوام ... وورع الخواص ... وورع خاصة الخاصة
النوع الأول- ورع العوام: هو ترك الشبهات خشية التردي في حمأة الرذيلة عملا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم:
الحلال بيّن والحلال بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس, فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه, ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه, الا وانّ لكل ملك حمى, وألا وانّ حمى الله محارمه, ألا وانّ في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله, وان فسدت فسد الجسد كله, الا وهي القلب.
وهذا النوع واجب وهو البعد الكلي عن المحرمات وما قرب اليها من قول أو عمل, وهذا النوع للناس كافة.
النوع الثاني- ورع الخواص: وهو كل ما يعكر صفو القلب ويجعله يعيش في دوامة القلق يصارع نفسه ويخاف هلعا ان كان عمله مقبولا أم لا ... وكما قال أحد الصالحين رحمنا ورحمهم الله: لأن يتقبّل الله مني عملا أكن تقيا, ألم يقل الله عزوجل: انما يتقبّل الله من المتقين؟
وهذا النوع هو ورع الوقوف على الشبهات وهذا النوع من الورع لا يستطيعه الكثير من الناس.
فاهل القلوب الورعة يخشون عذاب الله عزوجل بما تهجس به قلوبهم من خواطر, وما يحيك في صدورهم ويجيش من وساوس تفسد عليهم الكثير من راحة بالهم , أو حين يرتابون في حكم ما, وهذا ما أشار اليه النبي صلوات ربي وسلامه عليه: دع ما يريبك الى مالا يريبك .... وقوله عليه الصلاة والسلام: البرّ حسن الخلق ... والاثم ما حالك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس.
وفي هذا يقول الامام العارف بالله العالم المتعلم النابغة التابعي رحمه الله رحمة واسعة: ما رأيت أسهل من الورع, ما حاك في نفسك فاتركه.
النوع الثالث: ورع خاصة الخاصة: وهو اغلاق باب الطمع والحرص في كل ما يتعلق في الدنيا, والاخلاص المطلق في عبادة الله عزوجل, وعدم الركون الى شيء سوى مرضاته سبحانه وتعالى , وهذا النوع من الورع هو ورع العارفين بالله تعالى الذين يخشون الله حق الخشية, هو ورع المتبتلين الذين انقطعوا عن الدنيا وما يوصلهم بها من كل شيء يُلهي عن ذكر الله عزوجل, هو ورع الذين يرون أنّ كل ما يشغلهم عن طاعة الله عزوجل عبث, و شعارهم الدائم: التورّع عن كل ما سوى الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا النوع من الورع هو ورع الصحابة الأجلاء الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم وأخص منهم بالذكر الخلفاء الراشدون الخمسة: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم أجمعين لماذا؟ لأن هذا النوع من الورع يُطلق عليه ورع الكف عن الكثير من المباحات خشية أو مخافة الوقوع في الحرام, وكما قال عمر رضي الله عنه: كنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ندَعْ تسعة أعشار ِ الحلال, خشية َ الوقوع ِ في الحرام. وعلى ما أعتقد أنه من الصعب في زماننا هذا أن نجد أناسا ينتسبون الى هذا التوع من الورع الا من رحم ربي.
كيف يكون هناك من ينتسب اليه, ونحن نعيش عصر الانترنت والموبايلات والتعامل بالربا؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول بما معنى الحديث: سيأتي زمان على أمتي من لم يتعامل فيه بالربا فسيطوله غباره.
,ولعلّ الزمن الذي نعيشه هو الذي تنبأ به صلوات ربي وسلامه عليه خاصة بعد انتشار البنوك الربوية, وما تفرع عنها من بطاقات الائتمان ومن بطاقات الفيزا والماستر كارد والتي تعرف ببطاقات الكريديت, والتي تتعامل بها جميع دول العالم , وان وجد من لا يتعامل بهذه البطاقات نجده يتعامل مع وسيلة أخرى قد تكون أسوأ حالا من بطافات الائتمان.
أما الطمع لغة: فهو الشره, وهو الاستحواذ على ما فوق الحاجة.
والطمع اصطلاحا: الحصول على ما لا يحق لك ـحذه دون عناء أو مجهود, وفي المثل العامي: عالبارد المستريج, وهذا الأمر في قانون الله عزوجل مرفوض جملة وتفصيلا, اذ لا بدّ من العمل الجاد المخلص للحصول على ما تريد النفس وتبغى, لقوله تعالى في سورة المعارج: أيطمع كل امريء منهم أن يدخل جنة نعيم
انّ جنة الله تبارك وتعالى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم سلعتها غالية جدا وهي بغض كل ما تتوق اليه النفس البشرية من شهوات وغيرها, لأجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام:
الجنة حفّت بالمكاره وانار حفّت بالشهوات
هل يطمع كل عباد الله أن يدخلون جنات النعيم؟ والتي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر؟ والحال هذا منهم فرارا من الله تبارك وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, ونفورهم عن الحق الذي جاء به القرآن والسنة؟
لقد أقسم الله تبارك بعزة نفسه الكريمة ب كلا! أي فلن يكون لمن كفر وجحد ومات على الكفر ذلك, بل مأواهم جهنم وبئس المصير لأنهم عصوا أوامره وأومر نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم, واذا عدنا للوراء قليلا بالآيات الكريمات لوجدناها تتحدّث عن أهم عبادة فرضها الله علين: ألا وهي الصلاة التي ا هي الفيصل بين الكفر والايمان, والله تبارك وتعالى بدأ الأيات بالصلاة وأنهاها بالصلاة, ليُبين لعباده أهمية هذه الفريضة والتي أمرنا عزوجل باقامتها وليس بآداءها, لم يقل الله عزوجل لعباده: صلوا, وانما قال عزوجل في كتابه الكريم: وأقيموا الصلاة, ويقيمون الصلاة, أقم الصلاة, وللأسغ هناك الكثير الكثير من المسلمين ر يدركون معنى اقامة الصلاة الى الآن, ولو أنهم أدركوا معنى اقامتها الحقيقي كما كان يقيمها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيهم باحسان, لما اتسعت المساجد من كثرة عُمّارها وروّادها على مدار الصلوات الخمس المفروضة.
ولعلّ الطمع وشدة الحرص , هاتان الآفتان اللتين ابتليت بهما مسلموا هذه الأيام من تعوقهم من اقامة الصلاة كما أمر لها ان تُقام. ذلك ان الطمع وشدة الحرص يمنعان كثير من المسلمين من ارتياد المساجد واعمارها, و المقصود بالحرص هو الحرص على المال لأنّ المال هو سبب كل مصيبة في الدنيا وسبب كل شرّ ومعصية, وسبب كل فتنة, ذلك أنه كلما كثر المال مع ابن آدم كلما أبعده عن ذكر الله وعن الصلاة, وليس هذا فحسب أيضا جعله بخيلا في الانفاق أواخراج ما عليه من الزكاة نتيجة حرصه على المال من النقصان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما نقص مال من صدقة .. فالذين يبيخلون في الانفاق نسب الله عزوجل اليهم صفة الشح, كما في قوله عزوجل: ولا تحسبنّ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم, بل هو شرّ لهم , سيطوقون بما بخلوا يوم القيامة , ولو تتبعنا آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الحياة الدنيا ومباهجها لوجدنا كيف أنّ الله عزوجل قدّم المال على أي شيء آخر, لأن الشراهة في حب المال والاستحواذ
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه بأي وسيلة حتى وان كان من مصدر حرام يلجأ اليه معظم الدنيويون, , وشهوة المال دوما تتجلى في الاستحواذ عليه وشدة طلبه , ولو استنفذ كل جهد الانسان, ولو على حساب عمره الشريف الذي يُمكنه أن ينفقه في مرضاة الله سبحانه وتعالى , تحقيقا لقوله عزوجل في سورة الذاريات: وما خلقت الجنّ والانس الا ليعبدون
ورحم الله من قال: الدنيا ساعة فاجعلها طاعة, والنفس طماعة عوّدها القناعة
ولأنّ الحرص والطمع من أساسيات التشبث في الحياة الدنيا , فقد أسهب القرآن الكريم في الحديث عن هذه الحياة التي لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء, أو كما قال عليه الصلاة والسلام, ولو عاينا الآخرة بمنظور الايمان الحقيقي والعقل لما هنأ أحدنا لا بشربة ماء ولما تلذذ أدما بحليلته على الفراش.
ذات يوم دخل النبي صلى الله عليه المسجد ليجد صحابته يضحكون, فقال عليه الصلاة والسلام بما معناه:
لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم كثيرا وما تلذذ أحدكم على الفرش
ومن أصدق الله حديثا, ومن أصدق من الله قولا ليصف لنا حقيقة الحياة الدنيا؟
ويقول المولى عزوجل في سورة العنكبوت 64:
وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب , وانّ الدار الآخرة لهي الحيوان
وأيضا في سورة الحديد 20 يخبرنا الله عزوجل عن حقيقة دنيا الفناء , ما هي الا تنافس وتفاخر في المال والأولاد والأحساب والأنساب:
اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد
.
وكذلك في سورة الكهف يضرب الله عزوجل لنا مثلا في الحياة الدنيا على أنها كماء منهمر من السماء, ابتعلته الأرض فارتوى منه النبات , ثم اذا جفّ وبات عيدان يابسة , هبت عليه ريح قوية فتطاير في الهواء وكأنه شيئا لم يكن:
لا يُنكر أحدنا أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا, وزحرفها وملاذها, وهذه حقيقة قرآنية بحتة, ولكن هناك ما هو أفضل من المال والأولاد, هناك ذكر الله عزوجل, هناك الباقيات الصالحات (سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا جول ولا قوة الا بالله العلي العظيم) التي هم غرس ثمار الجنة, كما في قوله عزوجل في سورة الكهف 45 - 46: واضرب لهم مثل الحياة كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح, وكان الله على كل شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا.
هل بعد كلام الله هناك حديث وقول؟ وهل هناك أدنى شك بأنّ الحياة الدنيا تافهة ولا تساوي عند الله الكريم جناح بعوضة؟ لم لا نأخذ بنصيحة الامام علي رضي الله عنه ونتعامل مع الدنيا تعامل العقلاء الحكماء كما رضي الله عنه تعامل معها, حين طلقها بالثلاث طلاقا بائنا لا رجعة فيه, يقول رضي الله عنه: يا دنيا غرّي غيري فقد بتتك ثلاثا, وعلى هذا النهج سار السلف الصالح صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والذين تخرجوا من جامعة المصطفى وعميدها محمد الانسان عبد الله ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه. عليه.
اقرؤوا الآيات الكريمات التالية لندرك جميعا كم تساوي الحياة الدنيا أمام الآخرة, ة يقول المولى تبارك وتعالى يصف أصحاب الشقاء في الآخرة: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشيّة أو ضحاها. وهذا موافق لقوله تعالى في سورة الروم 55: ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون أنهم مالبثوا غير ساعة , كذلك كانوا يؤفكون , , وكذلك قوله تعالى في آية عظيمة ختم بها سورة الأحقاف بقوله عزوجل:
فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم , كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار, فهل يهلك الا القوم الفاسقون
وكقوله عزوجل: وبوم نحشرهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من نهار يتعارفون بينهم
لماذا اقسم المجرمون الكفرة هذا القسم؟ فعلوا ذلك مقياسا للأحقاب والدهور التي سيقضونها في الجحيم, كما جاء في سورة النبأ: لابثين فيها احقابا * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * الا حميما وغساقا * جزاء وفاقا ... فالعقاب دائما يكون من جنس العمل, خاصة ونحن نتعامل مع ربّ كريم لا يظلم مثقال من ذرة ولا أقل من ذلك, ربّ كريم عادل قد حرّم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه علينا نحن عباده, كما في قوله تعالى في الحديث القدسي الجليل: هذه أعمالكم أحصيها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ الا نفسه ... ولا يهلك الا هالك, وهذا من تمام عدله تبارك وتعالى, انه لا يعذب الا من يستحق العذاب والله وحده أعلم.
وبعد كل تلك الآيات البينات والدلالات الواضحات عن الحياة الدنيا هل لا زال لدينا أدنى شك بأن الدنيا ما هي الا لعب، ولهو، وزينة، وتفاخر، وتكاثر في الأموال والأولاد؟ هل استوعبنا الدرس جيدا وعدنا وأوبْنا وتبنا؟ أم سنبقى نتشبث بوهم اسمه طول الأمل يُلهينا ويُبعدناعن بيوت الله أطهر البقاع في الأرض؟
ويقول الله عزوجل في الحديث القدسي الجليل: وعزتي وجلالي اني لأهمّ بأهل الأرض عذابا, فاذا نظرت الى عُمّار بيوتي , والى المتحابين فيّ, والى المستغفرين بالأسحار, صرفت ذلك عنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 06:55]ـ
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة البقرة 96:
ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يودّ أحدهم لو يعمّر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر , والله بصير بما يعملون.
الحرص صفة تنسب عادة للمنافقين, لأنّ المنافق أحرص الناس على الدنيا, حتى من المشرك نفسه, يودّ لو أنه يعيش ألف سنة في الدنيا لاعتقاده بأنه كلما طالت به الحياة كلما كان اكثر نجاة من العذاب, على عكس المشرك الذي هو بالأساس لا يؤمن بوجود الآخرة, لذا تجده يستمتع بحياته أطول فترة ممكنه دون أن يلتفت الى الدنيا ان ادخر منها أم لا, على عكس المنافق والذي يكون قد عرف ما ينتظره في الآخرة من الخزي نتيجة كفره ونفاقه.
يقول المولى عزوجل في سورة الحشر 9 وسورة التغابن 16: ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون
والشح هو البخل الشديد مع الحرص والطمع والجشع, وهو غريزة في النفس الخبيثة اذا تمكنت منها أفسدتها, والشحّ المقصود في هذه الآية الكريمة ليس هو البخل الشديد في الانفاق في سبيل الله, وهو نوع من أنواع الظلم, لأنّ كلّ معصية ظلم, وكلّ ظلم ينتج عن معصية, فأن تأكل مال أخيك دون وجه حق فهو ظلم. وف ذلك يقول المولى عزوجل للجنة في الحديث القدسي الجليل:
وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل
فعن ن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اياكم والظلم , فانّ الظلم ظلمات يوم القيامة, واتقوا الشحّ فانّ الشحّ أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم.
ونفس المعنى ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الظلم , فانّ الظلم ظلمات يوم القيامة, واتقوا الفحش والتفحش, فانّ الله لا يحبّ الفحش ولا التفحش , واياكم والشح, فانه أهلك من كان قبلكم, أمرهم بالظلم فظلموا, وأمرهم بالفجور ففجروا, وأمرهم بالقطيعة فقطعوا
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: ليس الشحّ أن يمنع الرجل ماله, وانما الشحّ أن تطمع عينه فيما ليس له, أي تأكل حق أخيك ظلما من مال وغيره, وهو قريب الى حد ما من الحسد, لأنّ الحسد هو تمني زوال نعمة الآخرين.
وذات يوم كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يطوف حول الكعبة ويدعو دعاء لا يدعو غيره, كان يردد: اللهم قني شحّ نفسي, فسئل ولم لا تزيد على هذا الدعاء بشيء؟ أجاب رضي الله عنه: اني اذا وقيت شحّ نفسي لم أسرق ولم أزن ولم أفعل (أي شيء يغضب الله عزوجل)
وروي في الحديث أيضا: بريء من الشحّ من أدّى الزكاة وقرّى الضيف, واعطى النائبة.
انّ الحرص والطمع صفتان مهلكتان لا محالة ان لم يتوب منهما الانسان, وعلى الانسان المسلم أن يكون قنوعا, والقناعة عكس الحرص والطمع بل بغيابها يكون الجشع والطمعم, والقناعة تعني الرضا بالقليل والشكر عليه, وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لثعلبة بن حاطب عندما سأله ان يدعو الله له بأن يزقه مالا, نصحه النبي صلى الله عليه وسلم نصيحة غالية لو أدركها وعمل بها لكان حاله أفضل: يا ثعلبة قليل يكفيك خير من كثير يطغيك, قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه, ألا ترضى مثل نبيك؟ ولأنّ ثعلبة لم يمتثل لنصيحة النبي المعلم البشرية الخير صلى الله عليه وسلم فقد مات على النفاق بسبب الحاحه على النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله له, ويكون لثعلبة ما أراد, ورزقه الكريم من واسع نعمه ورزقه لدرجة أن جرى المال بيديه كما تجري الأنهار, ويكون هذا المال نقمة عليه أودى به الى واد سحيق من وديان النفاق ليموت على النفاق وهو الذي شهد بدرا, وينزل فيه قرآنا يتلى الى يوم القيامة يعلن نفاقه بسبب نقضه للعهد مع الله تبارك وتعالى’ يقول المولى عزوجل في سورة التوبة 75 - 78:
ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله, لنصدّقنّ ولنكوننّ من الصالحين* فلما أتاهم من فضله, بخلوا به, وتولوا وهم معرضون* فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانول يكذبون* ألم يعلموا أنّ الله يعلم سرّهم ونجواهم وأنّ الله علام الغيوب
قال أحد العلماء رحمهم الله: السعيد من لا يغترّ بالطمع ولا يركن الى الخدع, ومن أطال الأمل نسي العمل, وغفل عن الأجل.
ورحم الله من فال:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا خير في الدنيا لمن يكن له من الله في دار المقام نصيب
فان تعجب الدنيا رجالا فانها متاع قليل والزوال قريب
الحمد لله ربّ العالمين الذي جعل الآجال والأرزاق بيده وحده سبحانه وتعالى, لا بيد أحد من خلقه, ولو علمنا أنّ القناعة هي عز الاستغناء عن الناس والرضا بحياة الكفاف لملكنا الدنيا كلها من دون أن ندري, ذلك أنّ في الطمع والحرص كثير من الذل يجعلنا نركض في الدنيا ركض الوحوش في البريّة ونحن نجامل هذا ونداهن ذاك, لذا كان حريا علينا أن نصغي لنصائح المطصفى معلم البشرية الخير صلوات ربي وسلامه عليه بألا ننظرالى من هو فوقنا, وننظر الى من هو دوننا, فالحسد صفة مذمومة, وهي كما نعلم زوال النعمة عن الآخرين, وهي تأكل الحسنات كما تأكل النار الهشيم, ومن يقول أنه لا يحسد أحد على نعمة فيها أقول له: من يرضى بحياة الكفاف فانه لا يحسد, ومن لم يرضى بما قسم الله له يكن أشقى الناس, ذلك أنّ من يرنو الى ما فوق حاجته سيحسد ويحسد ويحسد , وربما يقوده الحسد الى معصية الله من حيث لا يشعر, هذه هي الحقيقة التي يجب أن يُدركها كل منا, وهي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إن العبد ليقول الكلمة لا يلقي لها بالاً من سخط الله عز وجل يهوي بها في النار سبعين خريفاً.
اياك أن يحبط عملك دون أن تشعر
من يعتقد أنّ الدخول في الإسلام والنطق بالشهادتين وممارسة بعض الشعائر كالصلاة والصوم والحج ونحوها يعصم من الخروج من الإسلام, يكون على خطأ, ذلك أنّ هناك أشياء كثيرة نفعلها ومخالفة للشريعة تحبط عملنا فتخرجنا من الملة دون أن نشعر, خاصة والنبي تصلى الله عليه وسلم يقول بما معنى الحديث: يصبح أحدكم مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي كافراً ويصبح مسلماً.
ويقول عليه الصلاة والسلام بما معنى الحديث: ينكر أحدُكم صلاته إلى صلاتهم، وقيامه إلى قيامهم، يخرجون من الدين كما تخرج الشعرة من العجين.
اياكم والاستهزاء في الدين فانه يخرج من الملة
فالاستهزاء بالدين يُخرج من الملة من حيث لا يدري الكثير منا. لقوله تبارك وتعالى: قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم.
لذا يجب على المسلم أن يكون معتداً بدينه معتزاً به، معظماً لشعائر الله، مبجلاً لحرماته، محباً لله ولكتابه الكريم ولرسوله وسنته صلى الله عليه وسلم، وللعلماء المتقين الذي يخشون الله والمصلحين، ولسائر العبادات والشعائر والمظاهر الإسلامية، فحب المرء لكل ذلك علامة من علامات الإيمان، واستهزاؤه وسخريته بشيء من شعائر الدين يكون قد ادخل نفسه في سمات المنافقين دون أن يشعر. فمن استهزأ أوسخر بأي أمر من أمور الدين كبيرها وصغيرها، جليلها ودقيقها، يكون قد أدخل نفسه في الكفر , كما في قوله تعالى السابق الذكر.
ورحم الله من قال:
هي القناعة فاحفظها تكن ملكا لو لم يكن لك منها الا راحة البدن
وانظر الى من ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن والكفن؟
ارضى بما قسم الله لك تكن أغني الناس ... بهذه الكلمات القليلة نطق الفم الشريف فم رسول الله صلى الله عليه وسلم
نعم يا رسول الله! صلى عليك الله يا علم الهدى هو ما تقول, فالقناعة حقيقة عظيمة متى تجلت في القلب استقرت فيه, ومتى استقرت فيه تمكنت منه النفس, ومتى تمكنت النفس منه أورثت لذة عظيمة وسعادة بالغة وغبطة كبيرة لا يعرف قيمتها الا الذي يعيشها ويتذوق حلاوتها, وكما ورد في الحديث أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل ذات يوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه يضطجع على الحصير وقد علم على جنبه الشريف فقال له: يا رسول الله! اتنام على الحصير وملوك كسرى والروم تنام على الحرير؟ وفي هدوء تام وبحكمة الأستاذ مع التلميذ, والطبيب مع المريض, قال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
يا عمر! أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ان النفس البشرية لو علمت حقيقتها ومآلها ومصيرها، لأبغضتها، ولآثرت عليها الآخرة التي هي خير وأبقى , فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا* فانّ الجحيم هي المأوى* وأما من خاف مقام ربه , ونهى النفس عن الهوى* فانّ الجنة هي المأوى* سنة خالدة لا تتغيّر ولا تتبدل, واحد + واحد = اثنان, تقوى+ خوف من الله = جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ... على حين دنيا + عصيان لله عزوجل = جحيم مقيم لابثين فيها أحقابا * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا* الا حميما وغساقا ... لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ... , ولا مقام ثالث بينهما, اما جنة واما نار, والسعيد من اعتبر وعمل لما بعد الموت وخالف هواه, وسلعة الله عزوجل: الجنة, نعم الجنة سلعتها غالية الثمن ولا يستطيع دفع ثمنها الا التقي المخلص لله في عبادته الذي يخشى الله ويخاف عذابه ولا يأمن انتقامه, فلا يأمن مكر الله الا القوم الكافرون.
وعلى ما تقدم من آيات قرآنية كريمة يمكننا القول بأن الحياة الدنيا تافهة ولا قيمة لها ولا وزن حين لا يكون وراءها غاية أكرم وأبقى .. حين نعيشها لذاتها مقطوعة عن منهج الله تعالى فيها. ذلك المنهج الذي يجعلنا نتوق للآخرة؛ ويجعل إحسان الخلافة فيها هو الذي يستحق وراثة الدار الباقية. فالإيمان والتقوى في الحياة الدنيا هو الذي يخرجها عن أن تكون لعبًا ولهوًا، ويطبعها بطابع الجِّد، ويرفعها عن مستوى المتاع الحيواني إلى مستوى الخلافة الراشدة، المتصلة بالملأ الأعلى. ويومئذ لن يكون ما يبذله المؤمن المتقي من عرض هذه الحياة الدنيا ضائعًا، ولا مقطوعًا.
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته يدفع عن نفسه شيئًا، ولم أرَ معه أحدًا، فقلت: يا رسول الله! ما الذي تدفع عن نفسك؟ قال: هذه الدنيا، مُثِّلت لي، فقلت لها: إليكِ عنِّي، ثم رجعَت، فقالَت: إن أفلتَّ منِّي، فلن ينفلت منِّي مَنْ بعدك. ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول: الدنيا خضرة حلوة، فاتقوها.
والدنيا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمت الدار الدنيا لمن تزوّد منها لآخرته، وبئست لمن صدّته عن آخرته، وقصرت به عن رضا ربه. فإذا قال العبد: قبّح الله الدنيا، قالت الدنيا: قبّح الله أعصانا لربه.
وأما سيد قطب طيّب الله ثراه فهو يصف لنا الحياة الدنيا كلعبة من لعب الاطفال, لعب بها الطفل مدة ثم ملّها فرماها جانبا, يقول رحمه الله: حين تقاس بمقاييسها هي، وتوزن بموازينها، تبدو في العين وفي الحِسِّ أمرًا عظيمًا هائلاً، ولكنها حين تقاس بمقاييس الوجود، وتوزَن بميزان الآخرة، تبدو شيئًا زهيدًا تافهًا، لا قيمة له ..
وعن كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ما ذئبان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه.
وهذا مثل عظيم ضربه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان فساد دين المرء مع حرصه على المال والشرف (الرفعة في الدنيا)، وأن فساد الدين بذلك ليس بأقل من فساد الغنم التي غاب عنها راعيها , وأرسل فيها ذئبان جائعان.
بقي أن نذكر امرا مهما وهو أنّ الحياة الدنيا التي ذمّها المولى تبارك وتعالى انما للحياة الدنيا التي تلهي عن واجب أو عن ذكر الله عزوجل خاصة الصلاة المفروضة والتي عليها يعلق أعمال البرّ كلها, فان صلحت صلح سائر العمل, وان فسدت فسد سائر العمل والعياذ بالله, لذا كان حريّ بنا أن نتطرّق الى الصلاة بتفصيل أكثر نظرا لأهميتها ولتوقف قبول باقي أعمال البرّ على قبولها.
انّ الحياة الدنيا في حقيقة الأمر ما هي الا أساسات مبنى حياة الآخرة, وبذور نبات الآخرة, ومنها زاد الجنة , ومنها اكتسبت النفوس الإيمان ومعرفة الله تعالى، ومحبته وذكره؛ ابتغاءَ مرضاته. وخيرُ عيش سيناله أهل الجنة في الجنة؛ إنما يكون مما زرعوه في الحياة الدنيا من أعمال البر والإحسان، فإن لم تكن كذلك، فهي مذمومة ملعونة؛ كما جاء في الحديث الذي رواه التِّرمِذِيُّ عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله، وما والاه، وعالم، أو متعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا البحث القيّم , بحث مرض القلوب كان لا بدّ لنا من ذكر روائع الحكمة ورأي الامام عليّ رضي الله عنه بالحياة الدنيا, الامام والصحابي الجليل وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب زوج البتول الطاهرة المطهرة فاطمة الزهراء ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم ووالد السبطين الشهيدين سيدا شباب أهل الجنة: أبي محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين وجدتهما خديجة الكبرى رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين وصلى الله وسلم وبارك على من ربّاهم
يقول لامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه يصف لنا حقارة الحياة الدنيا بأسطر قليلة ومعان جليلة لو استوعبناها حق الاستيعاب لبكينا على أنفسنا وما رأيناها الا كما أخبرنا عنها مولانا عزوجل, ومن ثم نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم, وصحابته الكرام من بعده رضوان الله عنهم أجمعين.
النفس تبكي على الدنيا و قد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فان بناها بخير طاب مسكنه
وان بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نتركها
و دورنا لخراب الدهر نبنيها
فكم مدائن في الآفاق قد بنيت
أمست خرابا و أفنى الدهر أهليها
أين الملوك التي كانت مسلطنة
حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
إن المكارم أخلاق مطهرة
الدين أولها و العقل ثانيها
والعلم ثالثها و الحلم رابعها
والجود خامسها و الفضل باقيها
لا تركنن إلى الدنيا وزهرتها
فالموت لا شك يفنينا و يفنيها
و اعمل لدار غدا رضوان خازنها
و الجار أحمد والرحمن ناشيها
شرابها عسل مصفى و من لبن
والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة
تسبح الله جهرا في مغانيها
فمن يشتري الدار بالفردوس يعمرها
بركعة في ظلام الليل يحييها
وأختم البحث بمسك الختام قوله تبارك وتعالى:
انما الحياة الدنيا لعب ولهو وان تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم
انتهى البحث بحمد الله ومنته, فما أصبت فيه فمن الله عزوجل وحده, وما أخطأت فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان.
لا تنسونا من خالص دعاؤكم ولكم مثله ان شاء الله
الرجاء ممّن يجد أي خطأ مطبعي سواء في آية قرآنية أو حديث نبوي فليشير اليه مشكورا لتداركه واصلاحه, وجلّ الجليل الذي لا يغفل ولا ينام, المنزه عزوجل عن كل عيب سبحانه وتعالى.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 08:17]ـ
جزاك الله خيرا .. قرأت شيئا من بحثك وسأحاول قراءته كاملا فبارك الله فيك أخي.
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 09:32]ـ
جزاك الله عنا في كل خير أخي امام الاندلس ونفع الله بنا الامة ان شاء , وجعلنا جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة.
ـ[حمد]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 01:42]ـ
ويقول المولى تبارك وتعالى في سورة الاسراء 38:
ولا تمش في الأرض مرحا انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا
{إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الارض} تعليل للنهي وقيه تهكم بالمختال. أي: إنك لن تقدر أن تجعل فيها خرقاً بدوسك وشدة وطأتك {وَلَن تَبْلُغَ الجبال} التي عليها {طُولاً} بتعاظمك ومد قامتك
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:IDrXK2S6U94J:ww w.islamport.com/b/1/tfaseer/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7 %D8%B3%D9%8A%D8%B1/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1 %2520%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84% D9%88%D8%B3%D9%8A/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1 %2520%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84% D9%88%D8%B3%D9%8A%2520103.html +%22%D9%88%D8%B4%D8%AF%D8%A9+% D9%88%D8%B7%D8%A7%D8%AA%D9%83% 22&cd=3&hl=ar&ct=clnk&gl=sa(/)
السعودية والحرَمان
ـ[علي التمني]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 11:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقائق لا تخفى، فكيف إذا كانت حقائق كبيرة ووقائع عظيمة؟.
الدولة السعودية تخدم الحرمين الشريفين أكثر مما تخدم بقية أجزاء البلاد، هذه حقيقة كبيرة وواضحة وضوح الشمس، وكما خدمت دول الإسلام عبر التاريخ منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، خدمت الدولة السعودية الحرمين بصورة مشرفة وشاملة وكبيرة، ولا حاجة للتدليل على ذلك فإن أكثر من خمسة ملايين حاج ومعتمر زائر للحرمين سنويا شهود الله في الأرض، وليس من الحكمة تعداد ما تقدمه السعودية للحرمين – التي تؤكد دائما أنه واجبها وهو أيضا شرفها - لأن بيان البينات وتوضيح الواضحات لا يضيف جديدا، ولكن المثير والمريب والخطير أن هنالك من يسعى إلى الإفساد في الحرمين الشريفين ونشر الفوضى والفزع والقيام بتدنيس المقدسات والعدوان على حرمة المسلمين أحياء وأمواتا، فأما الأحياء فمضايقتهم ونشر الفزع والرعب بينهم وهم يؤدون مناسكهم وزيارتهم، وهذا ما لا تخطئه عين في العالم، فليست أحداث عام 1406 عنا ببعيد حين حاول حجاج من جهة معينة ومعلومة للجميع الإلحاد في أقدس البقاع ليعيدوا للأذهان ما قام به القرامطة قبل ألف ومائة عام حين قتلوا الحجاج في بيت الله الحرام وانتزعوا الحجر الأسود وبقي خارج مكة أكثر من عشرين عاما! ألا يعيد التاريخ نفسه ونحن نشهد ما يقوم به من يريدون الشر بالحرمين الشريفين وبالمسلمين كافة؟ لأن العدوان عليهم عدوان على كل مسلم في كل أصقاع الأرض، وهذه حقيقة يعلمها الجميع، بل ويسعون إلى إيقاع الفتنة والتخريب بهذه المشاعر المقدسة، وأما عدوانهم على الأموات فما حدث في البقيع حيث قبور الصحابة رضي الله عنهم، حيث قام المفسدون بالعدوان على قبورهم ومباشرة نبشها أمام العالم، فليس ما حدث في البقيع وفي الحرم المدني من قبل من لا يجهل حالهم ولا أهدافهم ولا دوافعهم ولا من يقف وراءهم أحد، ليس ذلك بالأمر المجهول، ولا بالأمر الذي يكتنفه الغموض، فتدنيس قبور صحابة الرسول صلى لله عليه وسلم ورضي الله عنهم عدوان صارخ على عقيدة المسلمين وعلى مقدساتهم وعلى خير قرون هذه الأمة الذين حفظوا لنا الدين ونقلوه إلينا وحفظوا لنا سيرة وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحملوا الإسلام إلى كل أنحاء المعمورة التي أمكنهم الوصول إليها، هؤلاء الصحابة موضع حب المسلمين فحبهم من حب الله وحب رسوله، وبغضهم من بغض الله وبغض رسوله، فهل ما قامت به الفئة المعلومة للجميع في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبتحريض من قبل من يقف وراءهم ممن أكل الحقد قلبه ضد الإسلام والمسلمين وعقيدة المسلم الصافية النقية البعيدة عن الغلو والتنطع والشرك والإفساد والتكفير لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل ما قامت به تلك الفئة أمام أنظار العالم أمر يخدم الإسلام ويخدم المسلمين وخاصة الحجاج والزوار والمعتمرين المعظمين لشعائر الله؟.
إن ما تقوم به الدولة السعودية من حفاظ على أمن الحرمين الشريفين والطرق والمؤدية إليهما وتوفير جو من الطمأنينة والراحة لكافة الحجاج دون تمييز وهو ما يشهد به المسلمون في العالم كله، ما تقوم به السعودية هو عين مصلحة المسلمين في العالم، كما أن ما يقوم به المخربون والمفسدون من أعمال بادية للعيان أمر معلوم أيضا وهو عدوان على المقدسات وعلى الإنسان وعلى حقوقه وعلى عبادته، فماذا يريد هؤلاء؟ إن الأمر واضح:
وليس يصح في الأذهان شيء * * إذا احتاج النهار إلى دليل
إن السلطات السعودية تعامل الجميع باحترام، وتتعامل مع كل من يأتي إلى هذه الأماكن المقدسة بعدل وقسطاس وتقدير وتوفر له الطمأنينة على نفسه وماله وعبادته، تعامل الجميع بعدل ومساواة لا تفرق بين هذا وهذا، وكل يشهد بذلك، ومن يريد إلحادا بظلم فعليه أن يتحمل نتائج ما اقترفته يداه، سواء كانت سعوديا أو غير سعودي، والواقع أفصح وأعدل شاهد على ذلك، لا تفريق في المثوبة كما أنه لا تفريق في العقوبة، فأمن الحرمين الشريفين لا يقبل النقاش ولا المزايدة، وكل مسلم يشعر بأنه مسؤول معني بما يجري في الحرمين الشريفين وبلاد الحرمين كلها، فأمنهما أمن له، وتخويفهما تخويف له، ومن يريد الشر بالحرمين الشريفين فإنما يريد الشر بالإسلام وأهله، وهذه حقائق لا تقبل النقاش.
هذا كله واضح جلي:
ولكن يبقى أن على المسلمين - خاصة أهل العلم والقلم والتوجيه - كافة أن يقولوا كل الحقيقة، الحقيقة التي تضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالمفسدين الذين يسعون إلى تقويض أمن الحرمين وشل العبادة فيهما، كما شلها المخربون قبل أكثر من ألف عام، حتى لا نخدع المسلمين عامة أو نساهم في خداعهم، وحتى يكتمل الدور خدمةً للحرمين وللمسلمين الذين يجب أن تصلهم الحقائق دون رتوش، فإن المخربين لا يقف في وجه أهدافهم إلا لغة الوضوح وبيان الحقائق.
قال تعالى (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) الحج.
اللهم احفظ الحرمين الشريفين آمنين طاهرين كما تحب وترضى.
علي التمني
أبها في 20/ 3/1430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 04:08]ـ
بارك الله فيكم
لا ينكر أحد ما تقوم به الدولة السعودية من خدمات للحرمين الشريفين وكلنا نراه ولا ينكره إلا حاقد.
لكن السعودية كانت قديماً في غاية الحسم مع من يعكر صفو الأمن في المقدسات وكان مصيره السيف فوراً وكلنا سمعنا عن إعدام أحد الرافضة الأنجاس عندما حاول وضع نجاسة على الحجر الأسود قديماً.
أما الآن فقد صار العفو بالجملة عن تجاوزات الرافضة من مظاهرات وغيرها حتى نسوتهم الفاسقات يجاهرن بفسقهن والعياذ بالله.
نسأل الله أن يمكن ولاة الأمر هناك من التعامل مع الرافضة الأنجاس بحزم.
ـ[البتيري]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 10:04]ـ
صدقت اخي ابا محمد، ولا ندري ما سر هذا التغافل عن اعمال الروافض الواضحة والفاضحة في الحرمين الشريفين، وذلك من الاستعانة بال البيت والشركيات الواضحة بل والتطاول العلني على زوجات واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على مرأى ومسمع من الشرطة وبعض المطوفين.
ـ[علي التمني]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 04:02]ـ
بسم الله
أخي أبا محمد العمري،،،،،،،،،،
الحلم في موضعه وفي اوانه مهم، وكذا الحزم والعزم
وفقك وحمى الله بلاد المسلمين شر اهل الأهواء والفاتن.
في 28/ 3/1430(/)
أسئلة عن الايمان , لابن الشيطان. الجزء الرابع
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 12:30]ـ
وفى العدد رقم 137 من مجلة "عالم الكتاب المقدس" سبتمبر- أكتوبر 2001، والذى يتصدر غلافها موضوع رئيسى بعنوان: "من كتب الكتاب المقدس؟ "، نطالع فى المقال الذى بقلم جوزيف موان J. Moingt، الأستاذ المتفرغ بكليات الجزويت بباريس، والذى يشير فيه إلى صعوبتين فيما يتعلق بالكتاب المقدس قائلا:
" أولا أن الكتاب المقدس ليس كتابا بالمعنى المفهوم وإنما مكتبة بأسرها، مجموعة متعددة من الكتب والأنواع الأدبية المختلفة، بلغات مختلفة، ويمتد تأليفه على عشرات القرون، وأنه قد تم تجميع كتبه فى شكل كتاب بالتدريج، إبتداء من مراكز صياغة ونشر متنوعة. ثانيا كل كتاب من هذه الكتب لم يتم تأليفه دفعة واحدة، بقلم نفس الكاتب، وإنما صيغ كل كتاب منها إعتمادا على العديد من التُراث الشفهية المتناثرة وكتابات جزئية متفرقة ناجمة عن مصادر شتى بعد أن تمت إعادة كتابتها وصياغتها وتبديلها على فترات طويلة قبل أن تصل إلى ما هى عليه" ..
--------------------------
لذلك أصبحوا يقولون "الإنجيل وفقاً لفلان"، وليس "إنجيل فلان" .. وهو ما يحمل ضمناً الإعتراف بوجود مساحة من الشك والريبة غير المعلنة
-------------------
طبعا العلامه المتعلم السيد: زكريا برطوس لا يستطيع أن يرد على ما قد ورد سلفا من اقوالهم , وهم ممان يحتمى بهم ويقبل ظهر نعالهم ,
هؤلاء اقول العلماء وكهنه الكنائس والباحثون , فهل يعيى هذا البرطوس خطورة هذة التصريحات التى تدلون بها على الملاء وبلا حرج ..
وإذا ألقينا بنظرة على بعض هذه المتناقضات، التى قالت عنها الموسوعة البريطانية فى مداخلة "الكتاب المقدس" أنها تصل إلى 150,000 تناقضا، وقد رفعها العلماء مؤخرا إلى الضعف تقريبا، لأمكن لكل قارىء ـ أيا كان إنتماؤه، أن يرى بنفسه ويقارن مدى مصداقية مثل هذه النصوص، أومدى إمكانية إعتبارها نصوص منزّلة! ونورد ما يلى على سبيل المثال لا الحصر:
* التكوين 1: 3 - 5 فى اليوم الأول الله خلق النور ثم فصل النور عن الظلمة
* التكوين 1: 14 - 19 تم ذلك فى اليوم الرابع
* التكوين 1: 24 - 27 خلق الحيوانات قبل الإنسان
* التكوين 2: 7 و19 خلق الإنسان قبل الحيوانات
* التكوين 1: 31 اُعجب الله بما خلق
* التكوين 6: 5 - 6 لم يعجب الله بما خلق وحزن وتأسف ..
* التكوين 2: 17 كتب على آدم أن يموت يوم يأكل من شجرة المعرفة، وقد أكل
* التكوين 5: 5 آدم عاش 930 سنة!
* التكوين 10: 5 و20 و31 كل قبيلة لها لغتها ولسانها
* التكوين 11: 1 كانت الأرض كلها لسانا واحداً ولغة واحدة
* التكوين 16: 15 و21: 1 - 3 إبراهيم له ولدان إسماعيل وإسحاق
* العبرانيين 11: 17 إبراهيم له ولد واحد وحيده إسحاق (وتم إستبعاد إسماعيل)
* التكوين 17: 1—11 الرب يقول عهد الختان عهداً أبدياً
* غلاطية 6: 15 بولس يقول ليس الختان ينفع شيئا (وبذلك تعلوكلمة بولس على كلمة
الرب)! ..
* خروج 20: 1 - 17 الرب أعطى الوصايا العشر لموسى مباشرة بلا وسيط
* غلاطية 3: 19 أعطاها الرب مرتبة بملائكة فى يد وسيط
* الملوك الثانى 2: 11 صعد إيليا فى العاصفة إلى السماء
* يوحنا 3: 13 لم يصعد أحد إلى السماء إلا إبن الإنسان (يسوع)
* متى 1: 6 – 7 نسب يسوع عن طريق سليمان بن داوود
* لوقا 3: 23 - 31 نسب يسوع عن طريق ناثان بن داوود
* متى 1: 16 يعقوب والد يوسف
* لوقا 3: 23 هالى والد يوسف
* متى 1: 17 جميع الأجيال من داوود إلى المسيح ثمانية وعشرون
* لوقا 3: 23 - 28 عدد الأجيال من داوود إلى المسيح أربع وثلاثون
* متى 2: 13 – 16 يوسف أخذ الصبى (يسوع) وأمه وهربوا إلى مصر
* لوقا 2: 22 – 40 عقب ميلاد يسوع يوسف ومريم ظلا فى أورشليم ثم عادوا إلى
الناصرة! أى أنهم لم يذهبوا إلى مصر بالمرة، بل ولا يرد ذكر ذبح الأطفال بأمر هيرود
* متى 5: 17 – 19 يسوع لم يأت لينقض الناموس
* أفسوس 2: 13 – 15 يسوع قد أبطل الناموس بجسده!
* متى 10: 2، ومرقس 3: 16 – 19، ولوقا 6: 13 – 16، وأعمال الرسل 1: 13
تختلف بينها أسماء وأعداد الحوايرين ..
* متى 10: 34 جاء يسوع ليلقى سيفا وليس سلاما
* لوقا 12: 49 – 53 جاء يسوع ليلقى ناراً وإنقساما
(يُتْبَعُ)
(/)
* يوحنا 16: 33 جاء يسوع ليلقى سلاما! بينما يقول يسوع:
* لوقا 19: 27 أما أعدائى أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فاْتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى!!
* متى 16: 18ـ19 يسوع يقول أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابنِ كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات ..
* متى 16: 23 فالتفت يسوع وقال لبطرس إذهب عنى يا شيطان أنت معثرة لى لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس! .. وكررها مرقس كاتبا: " فانتهر بطرس قائلا إذهب عنى يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس" (8: 33)! فكيف يمكن لكنيسة أن تقوم على شخص يعتبره السيد المسيح شيطانا ومعثرة ولا يهتم بما لله؟!.
* مرقس 14: 44 - 46 علامة خيانة يهوذا ليسوع أن يقبله
* لوقا 22: 47 - 48 يهوذا دنا من يسوع ليقبله
* يوحنا 18: 2 - 9 يسوع خرج وسلم نفسه ولا ذكر لقبلة يهوذا الشهيرة
* متى 27: 5 يهوذا طرح الفضة (النقود) أرضا ثم انصرف
* أعمال الرسل 1: 18 يهوذا يقتنى حقلا بأجرة خيانته
* متى 27: 5 يهوذا خنق نفسه
* أعمال الرسل 1: 18 يهوذا يسقط على وجهه وانشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها
* متى 27: 28 ألبسوا يسوع رداءً قرمزيا (علامة على الإهانة)! ..
* مرقس 15: 17 البسوه رداءً أرجوانيا (علامة على المَلَكية)! ..
* متى 27: 32 سمعان القيروانى سخّر لحمل صليب يسوع
* يوحنا 19: 17 خرج يسوع حاملا صليبه
* متى 27: 46 – 50 كانت آخر كلمات يسوع "إيلى إيلى لما شبقتنى، أى إلهى إلهى لماذا
تركتنى " ..
* لوقا 23: 46 كانت آخر كلمات يسوع " يا أبتاه فى يدك أستودع روحى" ..
* يوحنا 19: 30 كانت آخر كلماته " قد أكمل " ونكس رأسه وأسلم الروح ..
* لوقا 23: 43 قال يسوع للص المصلوب بجواره: الحق أقول لك إنك اليوم تكون معى فى الفردوس! ..
* أعمال الرسل 2: 31 تقول الآية أنه ظل فى الجحيم حتى بُعث (فى طبعة 1831)، وفى طبعة 1966 تم تغيير عبارة "الجحيم" وكتابة "الهاوية"! ..
وتغيير الكلمات أو العبارات من علامات التلاعب بالنص المتكررة، وليست فقط فى الآية السابقة وتعد بالمئات، فعلى سبيل المثال نطالع فى طبعة 1671، فى سفر إشعيا 40: 22 عبارة "الذى يجلس على دايرة الأرض وسكانها هم مثل جراد: الذى يمد السموات كلا شىء ويبسطهن كمخبأ للمسكون "، نجدها قد تحولت فى طبعة 1966 إلى: " الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب الذى ينشر السموات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن "! وأهم فارق يشار إليه فى هذا التغيير هو حذف عبارة " دايرة الأرض" التى تشير إلى أن الأرض مسطحة حتى وإن كانت مستديرة الشكل، وكتابة " كرة الأرض" لتتمشى مع التقدم العلمى الذى أثبت أن الأرض كروية وتدور حول الشمس، وهى القضية التى تمت محاكمة جاليليو بناء عليها، ومن الواضح أن التغيير قد تم بعد ثبوت كلام جاليليو!
وهناك آيات جد محرجة فى معناها، إذ تكشف عن حقيقة موقف أهل يسوع وأقرباؤه، كأن نطالع: " ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا أنه مختل. وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا إن معه بعلزبول وأنه برئيس الشياطين يُخرج الشياطين. " (مرقس 3:21 - 22) .. وهوما يؤكده يوحنا، إذ يقول: " فقال له اليهود الآن علمنا أن بك شيطانا" (8: 52) بل يضيف يوحنا: " لأن إخوته أيضا لم يكونوا يؤمنوا به" (7: 5)!. فهل يجوز لمثل هذا الإنسان الذى يصفه أقرباؤه بالمختل، ويرى فيه اليهود أن به شيطانا، وان إخوته لم يكونوا يؤمنوا به ان يكون إلاها ويصبح "ربنا يسوع المسيح" الذى يجاهد التعصب الكنسى لفرض عبادته على العالم؟!
أما مسألة يسوع وإخوته فما هو مكتوب عنها يؤكدها تماما، إذ يقول لوقا: " فولدت إبنها البكر وقمّطته وأضجعته فى المزود إذ لم يكن لهما موضع فى المنزل " (2: 7) .. وعبارة "الإبن البكر" تعنى يقينا أن له إخوة وأخوات كما هو وارد فى متى (13: 55 – 56)، وأن يسوع، عليه الصلاة والسلام، هو أكبرهم، أى الإبن البكر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ما يؤكده متى حينما يورد الحلم الذى رآه يوسف النجار:"فلما إستيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره الرب وأخذ إمرأته. ولم يعرفها حتى ولدت إبنها البكر ودعا إسمه يسوع" (1: 24 - 25) .. وعبارة "لم يعرفها حتى ولدت" تعنى أنه لم يعاشرها جسدا حتى وضعت إبنها البكر. وهذا تأكيد على صحة عبارة الإخوة والأخوات المذكورين بأسمائهم فى مرقس (6: 3). خاصة وأن النص اليونانى للإنجيل يحمل عبارة "أدلفوس" adelfos أى أخ شقيق، وليس "أنبسوى" anepsoi، أى أولاد عمومة كما يزعمون كلما اُثيرت هذه المشكلة التى تمس بألوهية يسوع ..
وهناك العديد من الوقائع التى لم يشهدها أحد فكيف وصلت لكتبة الأناجيل، ومنها السامرية التى قابلها يسوع، رغم العداء الشائع بين اليهود والسامريين، إضافة إلى أن هذه السامرية بها من المحرمات الدينية والشرعية ما يجعله يبتعد عنها، فهى متزوجة خمس مرات وتحيا فى الزنا مع آخر، ورغم ذلك نرى يسوع عليه السلام، يبوح لها فى إنجيل يوحنا بما لم يقله لمخلوق (4: 26)، بأنه هو المسيح المنتظر!! فاي عقل أو منطق يقبل مثل هذا القول؟
وهناك تناقضات تشير إلى عدم صلب يسوع، عليه السلام، بالشكل المعترف عليه الآن، فالنص يقول أنه عُلق على خشبة! وهو ما يتمشى مع الواقع، فالصليب بشكله الحالى لم يكن معروفا فى فلسطين آنذاك .. وتقول الآيات:
"إله آبائنا أقام يسوع الذى أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة" (اع 5: 30)؛ " .. الذى أيضا قتلوه معلقين إياه على خشبة" (اع 10: 39)؛ " ولما تمموا كل ما كتب عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه فى قبر" (اع 13: 29)؛ " المسيح إفتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من عُلق على خشبة" (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 3: 13)؛ وهو ما يؤكده بطرس فى رسالته الأولى إذ يقول: " الذى حمل هو نفسه خطايانا فى جسده على الخشبة" (2: 24) .. فأية آيات نصدق فى مثل هذه الأناجيل؟!. ولا تعليق لنا على إعتبار السيد المسيح عليه الصلاة والسلام " لعنة " و" ملعونا " والعياذ بالله!
وليس كل ما تقدم إلا مجرد شذرات، مقارنة بعددها الفعلى، فلا يسع المجال هنا لتناول تلك الآلاف من المتناقضات الثابت وجودها فى النصوص الدينية، لكنا نشير إلى حقيقة أن هذه النصوص، بالشكل التى هى عليه، ليست منزّلة – بإعتراف قادة المؤسسة الكنسية الفاتيكانية، والعديد من الباحثين. وإنما هى قد صيغت وفقا للأغراض والأهواء السياسية والدينية، وبالتالى فانه لا يحق لأى "إنسان" أن يحاول فرضها على المسلمين اوغير المسلمين!
ليؤمن بها من شاء من أتباعها وليكفر بها من شاء من أتباعها، لكن فرضها على العالم أجمع، وخاصة على العالم الإسلامى الموحد بالله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد، فهوأمر مرفوض بكل المقاييس. فالآيات التى يتذرعون بها لتنصير الشعوب والتى تقول: "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس" (متى 38: 19) قد تمت صياغتها فى مجمع القسطنطينية، سنة 381، بإختلاق بدعة الثالوث وإقحامها فى الأناجيل التى بدأت صياغتها فى أواخر القرن الأول .. فبأ عقل يمكن للدارس أوحتى للقارىء العادى أن يضفى أية مصداقية على ذلك الكم من المتناقضات(/)
فتوى للإمام الشوكاني رحمه الله حول أركان الإسلام
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 02:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سئل الإمام الشوكاني رحمه الله: (عن معنى حديث بني الإسلام على خمسة أركان وما يترتب عليه، وما المراد من بناء الإسلام على خمسة، هل يصير له حكم البناء القائم على أركان إذا أختل البعض منها أختل أصل البناء، فإذا كان هذا المراد فأصل الإسلام وأساسه كلمة التوحيد المحتوية على النفي والإثبات، فالمنفي كل فرد من أفراد حقيقة الإله غير مولانا جلّ وعلا ولا ثبت في تلك الحقيقة فرد واحد وهو مولانا جلّ وعلا، فلا توجد تلك الحقيقة لغيره، فهذا التركيب الشريف مكلف من معرفة في قولنا لا إله إلا الله هو نفي الإلهية عن كل شيء وأنها نهايته، فهل لابد لكل مكلف من معرفة قولنا لا إله إلا الله واستحضار هذا المعنى عند التلفظ بها أصلاً، والموجب لهذا الاستشكال أني تتبعت أشياء منها ما صار خُلقاً وعادة عند تشييع الجنائز من التهليل فتنطق طائفة بالنفي وتقتصر عليه والطائفة الآخرة تنطق بالاستثناء فقط وأنكرت ذلك أنا وغيري مراراً ولا أحد فهم وجه الإنكار.
وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها ".
ومن حقها فيهم اشتملت عليه، وإذا كان الأمر في هذا الركن المشتمل على التوحيد على هذه الصفة فهل يكون ذلك في سائر الأركان، فالصلاة الواجبة أو مالا تصح إلاّ به قطعاً لا يتم الإسلام إلا بهما فما حكم من تركها مستمراً أو في بعض الأحيان أو ترك ما لا يتم إلاّ به قطعاً، وكذلك الزكاة والصوم والحج فهل يثبت حكم الإسلام لمن أتى بالبعض وترك البعض الآخر، فمن تفضلاتكم وعميم إحسانكم الإفادة على كل واحد من الخمسة الأركان، وفيمن أتى بالأكثر منها وترك الأقل مثل أن يأتي بالصلاة والصوم والحج ويقول الشهادة ويترك الزكاة مثل ثعلبة بن حاطب أو تساهل بالصلاة وأتى بالأركان الآخرة وهل يستوي التارك لركن واحد وهو والتارك للجميع أصلاً؟.
فأجاب رحمه الله تعالى: معنى قوله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمسة أركان أن هذه الخمسة هو التي عليها عُمدة الإسلام لا يتم إلا باجتماعها فهو من باب الإستعارة تشبيهاً للأمر المعنوي وهو الإسلام بالأمر الحقيقي الموجود في الخارج وهو الشيء المبني، فكما أن الأبنية الموجودة في الخارج لا تتم إلاّ بما لا بد منه، كذلك الإسلام لا يتم إلا بهذه الأمور الخمسة وقد أشار إلى هذا المعنى الحقيقي الشاعر بقوله:
والبيت لا ينبني إلا بأعمدة * ولا عمود إذا لم تًرس أوتاد.
وقد أشار إلى معنى هذا الحديث ما صح عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - في الصحيحين وغيرهما من طرق أنه لما سُئل عن الإسلام فقال: " أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقيم الصلاة وتوتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ". فأخبر صلى الله عليه وآله وسلم أن ما ماهية الإسلام هي هذه الخمسة، ومما يؤيد أنه لا يتم الإسلام إلا بالقيام بهذه الأركان ما ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم من الحكم بكفر من ترك أحدهما كما في قوله – صلى الله عليه وآله وسلم -: " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة "، ومثل قوله تعالى: " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين "، ومثل ما صح عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما من طرق أنه قال: " أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويُقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويصوموا رمضان ويحجوا البيت ".
ثم عقب ذلك بأن من جاء بهذه فقد عصم ماله ودمه فأفاد ذلك أن دم من لم يُقم بهذه غير معصوم وكذلك ماله ولا يكون ذلك إلاّ لعدم خروجه من دائرة الكفر إلى دائرة الإسلام إلا بها، وكذلك أجمع الصحابة رضي الله عنهم على قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: " والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة " فقاتل هو والصحابة رضي الله عنهم المانعين من الزكاة وحدها وحكموا عليهم بالردة وسمّوا قتالهم قتال أهل الردة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما ذكر السائل عافاه الله: من أنه هل يجب تصور معنى لا إله إلا الله فهذا التركيب يفهمه كل عربي لا يخفى على أحد كما يفهم معنى قول القائل ما في الدار إلا زيد وما جاءني إلاّ عمرو وهذا يكفي في القيام بكلمة الشهادة التي هي مفتاح باب دار للإسلام وأعظم ركن من أركانه، وإذا قالها الكافر وجب الكف عنه حتى يشرح الله صدره للإسلام فيقوم ببقية الأركان، ولهذا ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأسامة بن زيد رضي الله عنه لما قتل كافراً بعد أن قال لا إله إلا الله واعتذر بأنه قالها تعوذاً من القتل فقال له صلى الله عليه و آله وسلم: " أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله " ثم كرر عليه ذلك حتى تمنى أسامة رضي الله عنه ما تمنّاه وفي قصة أخرى أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: " ما أُمرت أن أفتش عن قلوب الناس " أو كما قال.
وأما ما ذكره السائل عافاه الله: من أنه قد يقول بعض من يحمل الجنازة بالنفي فقط ثم يجيبه الآخر بالإثبات فلا يخفى أن هؤلاء لهم عذر واضح وهو أنهم قد جعلوا أنفسهم بمنزلة الشخص الواحد فكأنّ مجموع النفي والإثبات قائم بكل واحد منهم وهم لا يريدون غير هذا ولو قيل للنافي كيف قلت: " لا إله " فقط، فإن ذلك يستلزم نفي إلهية الرب سبحانه لقال لم أُرد هذا، بل أردت أنه الإله وحده اكتفاء بالإستثناء الواقع من الآخرين فهذا اللفظ وإن كان مستنكراً وبدعة، ولكنه لا يستلزم ما فهمه السائل والعمدة على ضمائر القلوب ومقاصد النفوس، ومثل هذا في الابتداع ما يلهج به كثير من المتصوفين في أنه يُهمل اللفظ الدال على النفي ويقتصر على اللفظ الدال على الاستثناء تحرّجاً منه عن مدلول بلفظ النفي الشامل وهو جهل منه فإن الكلام بتمامه، ولا يتم إلا بمجموع النفي والإثبات وهو شأن كل استثناء متصل ومع هذا فتعليم الشارع لأمته أن يقولوا: لا إله إلا الله يدخض كل شبهة ويرفع كل جهل وقد جاء بذلك القرآن الكريم في غير موضع، فهذا المتصوف الجاهل تحرج عن تعليم الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وظن بجهله أنه قد جاء بما هو أولى من ذلك مع أنه جاء بكلام غير مفيد وتركيب ناقض، وليس بمعذور كما عُذر الجماعة الذي يقول أحدهم بالنفي والآخر بالإثبات لأن أؤلئك قد نزلوا أنفسهم منزلة الشخص الواحد، وأما قول السائل فهل يكون ذلك في سائر الأركان .. إلخ.
فنقول: نعم لابد أن يأتي بكل واحد منها على الصفة المُخزية التي لا اختلال فيها باعتبار ما هو الواجب الذي لا تتم الصورة الشرعية إلا به فإن انتقض من ذلك ما يخرج ما جاء به عن الصورة الشرعية فهو بمنزلة من ترك ذلك من الأصل لكنه إذا كان ذلك لجهله بالوجوب عليه وترك التعلّم لما يلزمه فهو من هذه الحيثية أثم بترك واجب التعلم مع ظنه بأن الذي افترضه الله عليه هو ما فعله على تلك الصورة الناقصة يدفع عنه معرّة الكفر ولا يدفع عنه معرّة الإثم، وقد ثبت أن بعض أهل الكفر تكلم بكلمة الشهادة ثم عرض الجهاد فجاهد وقُتل فأخبر النبي صلى الله عليه وآله بأن الله تعالى أدخله الجنة ولم تُصل ركعة فجعل اشتغال هذا بواجب الجهاد عُذراً، والجاهل لو علم أن صلاته الواجبة لا تتم بالصلاة التي جاء بها على الصورة الناقصة لجاء بالصورة التامة وبادر إلى تعلّمها لكن اجتمع تفرطُ أهل الجهل عن التعلم وتفريط أهل العلم عن التعليم فاشتركت الطائفتان في الإثم، لأن الله سبحانه أوجب على العلماء أن يعلًموا وأخذ الله عليهم الميثاق فذلك كما في قوله: " وإذا أخذ الله ميثاق الذين أُوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه " وفي الآية الأخرى: " إن الذين يكتمون " إلى أخر الآية المصرحة باستحقاقهم للعنة الله عزوجل ولعنة اللاعنين.
فهؤلاء فرّطوا فيما أوجب الله عليهم من التعليم كما فرط الجاهلون فيما أوجب الله عليهم من التعلم، وفي هذا المقدار كفاية لمن له هداية والحمد لله أولاًوآخراً، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه) إهـ الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (4/ 1833)(/)
صحيفة (الأمة) الإسلامية تستعد للصدور في السعودية بعد مخاض عسير
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 06:05]ـ
تنتظر موافقة وزارة الإعلام على التوزيع .. بعد حصولها على ترخيص خارجي
صحيفة (الأمة) الإسلامية تستعد للصدور في السعودية بعد مخاض عسير
أكدت مصادر خاصة لـ "السياسي" أن فريق التحرير التأسيسي لصحيفة (الأمة) يعمل حالياً على تحرير وتصميم الأعداد التجريبية لتقديمها إلى وزارة الثقافة والإعلام للحصول على الموافقة الرسمية للطباعة والتوزيع في السعودية، وذلك بعد حصولها على ترخيص رسمي من لندن في وقت سابق؛ إثر تعثر المحاولات السابقة لإصدار الترخيص من الجهات الرسمية في السعودية.
وذكرت المصادر ذاتها أن (الأمة) صحيفة يومية ورقية تحت التأسيس ذات أيدلوجيا إسلامية، ستصدر عن مؤسسة (الأمة) الصحفية، التي يبلغ رأس مالها 50 مليون ريال سعودي، فيما ذكرت مصادر أخرى أن رأس مالها يبلغ 230 مليون ريال سعودي، ويصل عدد أعضاء المؤسسة إلى 69 عضواً، معظمهم من الإسلاميين.
وسبق لـ (مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام) إعداد الدراسات التأسيسية لإنشاء الصحيفة، برئاسة الدكتور فهد العرابي الحارثي، وذكرت مصادر مقربة من ورشة تحرير الصحيفة أن الإعلامي إدريس الدريس ـ نائب رئيس تحرير جريدة الجزيرة ـ يشرف حالياً على تحرير الأعداد التجريبية، كما استعان مؤسسو الصحيفة بالإعلامي عبدالعزيز قاسم ـ مشرف قسم الدين في صحيفة عكاظ ـ كمستشار في جانب (أسلمة) التحرير.
وترجع فكرة إصدار صحيفة (الأمة) إلى العام 2002م تقريباً، حينما بدأ التخطيط والترتيب للفكرة فريق عمل مكون من الدكتور عبدالله الضويان، والدكتور الحسين عسيري، والدكتور محمد ضيف الله الضعيان، والمهندس محمد الخضير، والدكتور محمد العوض، والأستاذ صالح السيف، وانطلق الفريق في تمويل الفكرة، من خلال استقطاب رجال أعمال يدعمون الفكرة ويمولونها، توجّ ذلك اجتماع واسع في فندق الفهد كراون (مداريم حالياً) بالرياض عام 2006م، ضم علماء ومثقفين وتجارا لعقد اجتماع التأسيس لإنشاء الصحيفة، وتم اختيار (الأمة) كاسم مبدئي لها، على أن يبلغ رأس مالها 230 مليون ريال سعودي عن طريق المساهمة، والتعاقد مع الشركة السعودية للتوزيع ـ إحدى شركات المجموعة السعودية للأبحاث والنشر ـ لتوزيع الصحيفة، فيما أدار الاجتماع الشيخ فهد العبيكان ـ صاحب مكتبة العبيكان ـ والمهندس طارق القصبي.
وتمخض ذلك الاجتماع عن تعيين المقر الرئيس للصحيفة بمدينة الرياض، واتخاذ شعار (كلمة طيبة في أرض طيبة)، والحصول على ترخيص خارجي في حال تعذر استصدار ترخيص سعودي، وهو ما حدث لاحقاً، كما تم الاتفاق على عدد من السياسات العامة والتحريرية التي ستسير عليها الصحيفة، ومن ذلك اعتماد الصحيفة في لغة خطابها الإعلامي الشمول والمباشرة في الطرح، واستبعاد اللغة الرمزية التي تُغيّب المعنى، ليكون خطابها محدداً ومباشراً بعيدا عن الإسفاف والإبتذال، إلى جانب اعتزام الصحيفة على طباعة 92 ألف نسخة يومية، تلا ذلك الاجتماع عدد آخر من الاجتماعات لتحديد فلسفة الصحيفة وهويتها، وأسلوبها التحريري وشكلها الإخراجي.
وبحصول الصحيفة على ترخيص خارجي، فستخضع لقانون المطبوعات التي تصدر من خارج المملكة، ومن ذلك موافقة وكالة الإعلام الداخلي بوزارة الثقافة والإعلام على توزيع الصحيفة، سواء كانت تطبع في السعودية أو خارجها.
وسبقت هذه الصحيفة، التي لم ير عددها الأول النور بعد، بضع تجارب لتطبيق نظرية الإعلام الإسلامي ومنهجه، وهي نظرية معيارية أيدلوجية يجري تدريسها في أقسام الإعلام بالجامعات السعودية، ومن ذلك مجلة الدعوة، التي أسسها الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في 1965م، ويرأس مجلس إدارتها حالياً الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي، وما زالت تصدر حتى اليوم، التجربة الأخرى كانت صحيفة المسلمون الدولية، التي كانت تصدر من لندن كونها إحدى مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر، وتوقفت عن الصدور في العام 1997م، فيما تعد تجربة صحيفة المحايد الأسبوعية، الأحدث والأكثر إثارة، فكانت تصدر من لندن عن مؤسسة المحايد الإسلامية مؤقتاً كل أسبوعين، ورأس مجلس إدارتها الدكتور مالك بن إبراهيم الأحمد، فيما رأس هيئتها الاستشارية الدكتور عبد الله بن صالح الضويان، وكان رئيس تحريرها عبد العزيز بن محمد الخضر، وتعرضت (المحايد) إلى هجمات كثيرة ومتنوعة في أسلوب تحريرها ونوعية كتابها واتجاهها الإعلامي، فتعثرت الصحيفة وتلقت سيلاً من الاتهامات صبت جميعها في استكتاب العقلانيين والعلمانيين، ومعاداة (السلفيين) في مقابل إبراز الفكر الإخواني، وبين عشية وضحاها حدث تغيير واسع طال الشكل والمحتوى والكتاب وطاقم التحرير ورئيسه، ما لبثت أن توقفت عن الصدور نهائياً بعد فترة بسيطة.
الجدير بالذكر أن وزارة الثقافة والإعلام في السعودية أعلنت في العام الماضي على لسان وكيل الوزارة للإعلام الداخلي عن الموافقة على إصدار خمس صحف سعودية، ثلاث منها عامة وهي جريدة "الصباح"، يومية تصدر من منطقة تبوك ويرأس تحريرها الدكتور أيمن حبيب (نائب رئيس تحرير عكاظ السابق)، وجريدة يومية ـ اسمها المبدئي (المستقبل) ـ في منطقة جازان، ويرأس مجلس إدارتها الدكتور هاشم عبده هاشم (رئيس تحرير جريدة عكاظ السابق)، وجريدة "العربية"، يومية متنوعة يملكها مجموعة من المستثمرين السعوديين، إضافة إلى جريدة اقتصادية يومية تصدر عن مؤسسة عكاظ الصحفية، والموافقة على إصدار جريدة "نجوم الملاعب" كجريدة يومية بعد أن كانت مجرد ملحق في جريدة "الندوة"، وهناك على الأقل طلبات أخرى لإصدار سبع صحف سعودية، مقدمة لوزارة الثقافة والإعلام منذ فترة ليست باليسيرة، غير أنه لم يبت فيها حتى اللحظة.
جريدة السياسي(/)
حذار ِ من أكل اللحوم الغربية
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 06:30]ـ
حذار من أكل اللحوم المذبوحة في الغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
الحمد لله أن قال والكافرون هم الظالمون, ولم بقل والظالمون هم الكافرون لهلكنا جميعا بظلمنا لأنفسنا, والصلاة والسلام على خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وبعد,
هناك ثلاث آيات متتاليات في سورة الأنعام تحدثت عن اللحوم التي لا يجوز لنا كمسلمين أن نأكل منها, ذلك أنه لم يُذكر اسم الله عليها, وهذه الآيات الكريمة هي 118 - 119 - 121 , فالآية 118 قوله تعالى: فكلوا مّما ذُكر اسمُ الله عليه ان كنتم بآياته مؤمنين .... وفيها أمرٌ من الله عزوجل بأن نأكل فقط من الذبائح التي ذكر اسم الله عليها , ومن لم يمتثل لهذا الأمر الالهي ينتفي عنه صفة الايمان والعياذ بالله.
أما قوله تعالى في الآية 119: وما لكم لا تأكلوا ممّا ذُكر اسم الله عليه وقد فصَّل لكم ما حرَّم عليكم الا ما اضطررتُم اليه وانَّ كثيرا ليُضلون بأهوائهم بغير علم, انّ ربّك هو أعلم بالمعتدين .... وأيضا نصّ هذه الآية الكريمة أواضحٌ وصريح , بأنّ أي ذبيحة لم يُذكر اسم الله عليها فهي حرام أكلها, ولم يُبَح الله عزوجل أو يّرخّصٌ لنا بأكلها الا في حالة واحدة, وهي حالة المضطر , وحالة المضطر هي الحالة التي يشرفُ فيها الانسان على الموت فيما لو لم ياكل, وهنا القاعدة الشرعية التي يستشهد فيها الكثير من الناس: الضرورات تُبيح المحظورات تنطبق على هذه الحالة وما شابهها, اذ كثير من الناس يستشهد فيها بهدف تتبّع الرخص , وتتبع الرخص لغير المضطر ليس مستحبا في الاسلام طالما المسلم يستطيع فعل الأفضل .. . أما قوله عزوجل: الا ما اضطررتم اليه , والاستثناء هنا هو الحالة التي يصل فيها الانسان الى حافة الموت ولم يجد غيرها فليأكل منها بالقدر الذي بنقذه من الهلاك فقط, من منطلق قوله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم انّ الله كان بكم رحيما.
أما قوله تبارك وتعالى: انّ ربّك هو أعلم بالمعتدين: أي أنّ الله عزوجل أعلم بنية المضطر. أما قوله تعالى في الآية 121 من نفس السورة: ولا تأكلوا ممّا لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق, وانّ الشياطين ليوحون الى أولياءهم ليجادلوكم, وان أطعتموهم انكم لمشركون.
فهذه الآية الكريمة يجب أن نقف عندها طويلا وطويلا وطويلا, لماذا؟ لأنها تنتهي بأمر عظيم , تنتهي بالشرك, بنتهي بالخروج من الملة ان لم نمتثل لأوامر الله عزوجل الجليلة, وقد استدلّ العلماء بهذه الآية الكريمة وذهبوا الى القول: بأنّ الذبيحة لا يحلّ أكلها اذا لم يُذكر اسم الله عليها حتى وان كان الذابح مسلما, وهذا والله لأمر خطير ووخيم يجعلنا نُعيد حساباتنا آلاف المرات قبل أن نُقدمُ على أكل الذبائح التي مشكوك فيها أذكر اسم الله عليها أم لم يُذكر, وكثير من الناس يتساهلون في الأمر وبيستشهدون بقول الله تعالى: وطعامُ أهل الكتاب حلٌّ لكم ... وهذا اذا تمّ ذبح الذبيحة بالموسى أو السكين, ولكن في عالم اليوم وجميعنا يُدركُ أنّ اهل الكتاب المتمثلين بالدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا يلجئون لذبح المواشي بعد قتلها بالصعق الهربائي, وهذا يعني أنها تكون ميتة عند الذبح, والميتة مُحرّم علينا نحن المسلمين أكلها, من منطلق قوله تعالى: حُرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهِلَّ لغير الله , فاليتة هي كل ذبيحة تذبح بعد موتها, وما أُهلَّ لغير الله: أي الذين يذكرون أسماء أصنامهم أي ذكر تقربا الى قرابينهم, وهذا والله انه لشرك بالله عزوجل, كما عبّر عنه القرآن بلفظ الفسق ..
لأجل ذلك ننصح المسلمين المقيمين في دول الغرب أو الدول الغير الاسلامية أن يتوخون الحذر الشديد من أكل لحومهم, اذ ما يُدرينا أن كان ذابح اللحوم قد ذكر اسم الله عند ذبحه اياها؟ وليكن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والذي رضي الله عنهم ورضوا عنه أسوة لنا, اذ كانوا يقولون: كنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ندَعُ (أي نترك) تسعة أعشار الحلال خشية الوقوع في الحرام ... فما بالنا نحن مسلمي هذه الأيام بتنا نبحث عن فتاوي تُجيزُ لنا الحرام كذريعة نغطي من خلالها عيوبنا وأخطاؤنا؟ ما بالنا بتنا نتتبع الرخص, والرخص ما أُبيحت الا لأهلها؟ ألسنا نؤمنُ بأنّ
(يُتْبَعُ)
(/)
الله بعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟ اليس نؤمن بأنّ الله يعلم ما نُسّرّث ونعلن؟ أليس نؤمن بأنّ الله يعلمُ نوايانا؟ اذن لماذا نلهثُ وراء الرخص ونتذرّعُ بها على أننا نُحيي سنة نبوية, أنحن حقا متبعون للسنة كما يرضي الله عزوجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؟ هذا سؤال حسّاسٌ وكلٌّ منا يُدركُ اجابته بينه وبين نفسه والله عزوجل شهيدا علينا.
اذا فما بالنا ونحن نستهين بأحكام الله عزوجل ونواهيه ونأكل من لحوم الغرب دون أدنى مبالاة؟ أليس الأحرى بنا نحن المسلمون أن لا نحوم حول الحمى ونحن ضمنيا نرتاب في ذبائح أهل الكتاب؟ أليس الأولى أن نتجنبُ أكلَ لحومهم خاصةً وطيباتَ الله من حولنا تعجّ بها أسواقنا؟
وبقي أن نذكر أنّ العلماء رحمهم الله قد اجتهدوا في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
الأول: وهو مذهب الأئمة مالك وأحمد بن حنبل رحمهم الله والذين قالوا: لا تحلُّ هذه الذبيحة بهذه الصفة سواء ترك التسمية عمدا ام سهوا.
الثاني: وهو مذهب الامام الشافعي رحمه الله, وقال: بأنه لا يُشترط بالتسمية, وانما هي مستحبة, فان تُُركت عمدا أو نسيانا لا يضر. وقد استدل الامام الشافعي رحمه الله بهذا الحُكم من قوله تعالى: ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه: فقال: هي الميتة, واستدل أيضا بما رواه أبو داوود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ذبيحة المسلم حلال ذُكر اسم الله أو لم يُذكر, انه ان ذَكر لم يذكر الا اسم الله.
وأما حديث عائشة رضي الله عنها, أنّ أُناسا قالوا: يا رسول الله! انّ قوما حديثي عهد بجاهلية يأتوننا بلحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ فقال عليه الصلاة والسلام: سمّوا أنتم وكلوا.
ولو أعدنا قراءة الحديث ثانية لوجدنا: بأنّ هؤلاء الناس لم يكونوا مشركين ولا كفرة وانما كانوا مسلمين جُدد, ومعنى حديث عهد بجاهلية: أي لتوهم أسلموا ولم يستحكم الايمان قلوبهم , يعني هم مسلمون, لكن لم يستقر الاسلام بقلوبهم بعد بالشكل المطلوب , وهم تماما كالأعراب في قوله تعالى في سورة الحجرات 14: قالت الأعراب آمنَّا, قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا, ولمّا يدخل الاسلام فغي قلوبكم.
الثالث: انّ ترك البسملة على الذبيحة نسيانا لم يَضر, على حين لو أنه تركها عمدا فلا تحل له أكلها.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم يكفيه اسمُه, ان نسي أن يُسمّي حين الذبح فليذكر اسم الله وليأكُله.
أما قوله تعالى في ختام الآية: وان أطعتموهم انكم لمشركون ... أي نحن المسلمون وبعدما عرفنا حكم الله عزوجل بأكل الذبائح سواء التي لم يذكر اسم الله عليها أو الذبائح التي ذبحت بعد موتها ولم نمتثل لنهيه عزوجل , كاننا أطعنا المشركون بأكل لحومهم , فنكون مشركون بالله مثلهم, خاصة وأنّ العلماء أكدوا بأنّ دول الغرب كلها تذبح الذبائح بعد قتلها بالصعق الكهربائي.
نعم! انّ من لم يمتثل لأوامر الله عزوجل ونواهيه يكون قد عدِلَ عن شرعه ومنهاجه وسنته تبارك وتعالى, لأنّ من يُطع المشركين في أمر حرّمه الله عزوجل فهو منهم, ومن قدّم قول المشركين على أمر الله عزوجل وشرعه ومنهاجه وسنته فقد أشرك والعياذ بالله, تماما كقوله عزوجل في سورة التوبة 31: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله, والمسيح ابن مريم وما أُمروا الا ليعبدوا الهاً واحداً, لا اله الا هو, سبحانه عمّا يُشركون
وهذه الآية الكريمة لو أننا أدركنا نحن المسلمون معناها كما أدركها الصحابة والتابعون لما غمض لنا والله رمش , فقد روى الامام أحمد والترمذي رحمهما الله عن عُديّ بن حاتم رضي الله عنه , أنه لما بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرّ الى الشام وكان قد تنصّر في الجاهلية, فأسرت أخته وجماعة من قومه, ثمّ مُنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أخته وأعطاها, فرجعت الى أخيها , فرغبته في الاسلام, وفي القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقدم عدي رضي الله عنه الى المدينة وكان رئيسا في قومه طيء وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم, فتحدّث الناس بقدومه, فدخل رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقه صليب من فضة, والنبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية الكريمة: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ... فقلت: يا رسول الله! انهم
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يعبدوهم .. فقال لي عليه الصلاة والسلام: بلى ... انهم حرموا عليهم الحلال, وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم , فذلك عبادتهم اياهم ... يا عُديّ! ما تقول؟ أيضرك الله؟ ثم دعاه عليه الصلاة والسلام الى الاسلام فأسلم رضي الله عنه وشهد شهادة الحق ... قال رضي الله: فقد رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استبشر. .ثم قال رضي الله عنه: انّ اليهود مغضوب عليهم, والنصارى ضالون .....
وقد روى الامام الترمذي رحمه الله عن عدي بن حاتم رضي الله عنه في تفسير هذه الآية أنه قال: يا رسول الله! ما عبدوهم (أي أحبار اليهود ورهبانهم) فقال عليه الصلاة والسلام له: بلى! انهم أحلوا لهم الحرام , وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم , فذلك عبادتهم اياهم.
وخلاصة القول نقول: ننصح كلّ مسلم يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يتبّع الحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري ومسلم رحمهما الله عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
انّ الحرامَ بيّن , وانّ الحلالَ بيّن, وبينَهما أمورٌ مشتبهات, لا يَعلمُهنّ كثيرٌ من الناس, فمَن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينهِ وعرضه, ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام, كالراعي يرعى حول الحمى بُوشكُ أن يقعَ فيه, ألا وانّ لكلِّ ملِكٍ حِمى, ألا وانّ حِمى الله محارمَهُ, ألا ونّ في الجسد مُضغة انْ صلُحت صلُح الجسدُ كله, وان فسَدت فسَد الجسدَ كله , ألا وهيَ القلب.
ولعلّ خشية الصحابة رضوان الله عنهم اجمعين بان كانوا يهجرون تسعة أعشار الحلال خوفا من أن يقعوا في الحرام ذلك انهم واكبوا مدرسة العقائد الاسلامية وعميدها المصطفى صلى الله عليه وسلم, وما علينا الا أن نحذو حذوهم بالتمسك بكتاب الله الكريم وسنته صلى الله عليه وسلم , وبغيرهما فو الله لن نرى النور, وأختم مقالتي هذه بقوله عزوجل في سورة الرعد 11: انّ اللهَ لا يُغيِّرُ ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم
والله وحده أعلم.
ما أصبت به في هذا البحث فمن الله عزوجل وحده, وما أخطأت به فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 07:35]ـ
بالأمس قرأت هذا الخبر:
أمريكا تحظر ذبح ماشية عاجزة عن السير بسبب المرض أو الاصابة
واشنطن (رويترز) 14/ 3/2009:- قالت وزارة الزراعة الامريكية في قرار انتهت من صياغته يوم السبت انه لن يعد مسموحا لماشية عاجزة عن السير اما بسبب المرض أو الاصابة بدخول المجازر الامريكية بعد أن دفع ما يقرب من عام على أكبر عملية لسحب اللحوم من الاسواق في التاريخ الامريكي الى ذلك التغيير.
كانت وزارة الزراعة الامريكية اقترحت حظرا شاملا على ذبح كل الماشية " المريضة " بدءا من مايو أيار عام 2008 بعد ثلاثة أشهر من نشر شريط فيديو يظهر فيه عمال في مصنع شركة هولمارك/وستلاند لتعبئة اللحوم في كاليفورنيا وهم يجبرون ماشية مريضة ومصابة على الدخول لمجزر.
وبعد أسابيع قليلة من اذاعة شريط الفيديو سحب شركة هولمارك 143 مليون رطل من اللحوم من الاسواق في أكبر عملية من نوعها في التاريخ الامريكي.
وقال توم فيلسارك وزير الزراعة في بيان "هذا القرار يستهدف تعزيز ثقة المستهلك ومعايير تعامل البشر ويقدم قواعد واضحة بأنه لن يسمح بعد الان للماشية غير القادرة على السير في سلسلة الغذاء البشري."
وتابع "هذه خطوة مهمة بالنسبة لكل من سلامة الغذاء ومعايير معاملة الانسان للحيوانات."
والحظر على الماشية غير القادرة على السير واحد من اجراءات السلامة التي تطبقها الولايات المتحدة ضد مرض جنون البقر.
اوباما .. نظام مراقبة سلامة الاغذية في امريكا قديم و خطر على الصحة العامة
واشنطن (كونا) 14/ 3/2009:- قال الرئيس الامريكي اليوم ان نظام مراقبة سلامة الاغذية في بلاده قديم ومنتهي الصلاحية معلنا عن اجراءات لمنع انتشار تلوث الاغذية وعلى رأسها تشكيل لجنة عمل خاصة بسلامة الاغذية.
وقال في خطابه الاذاعي الاسبوعي "انا عادة اقول انني لا أؤمن ان الحكومة لديها الاجابه لجميع المشاكل او انها تستطيع عمل كل شيىء للناس .. نحن امة بنيت على اساس قوة المبادرة الشخصية ولكن هناك اشياء لا يمكن نفعلها لوحدنا وهناك اشياء محددة تستطيع فقط الحكومة فعلها".
واضاف " واحد من هذه الاشياء التأكد من الغذاء الذي نأكله والدواء الذي نأخذه آمن ولا يسبب لنا الآذى وهذه مهمة ادارة الغذاء والادوية لدينا بمشاركة ادارة الشؤون الزراعية والوكالات والمكاتب الاخرى الحكومية".
وأشار الى تسجيل عدد من حالات التلوث في الولايات المتحدة الامريكية خلال السنوات المقبلة معطيا امثلة مثل تلوث في السبانخ في عام 2006 واكتشاف السلامونيلا في منتجات الفلفل العام الماضي بالاضافة الى تلوث بعض منتجات الفول السوداني في العام الجاري ما اسفر عن وفاة تسعة اشخاص ومرض المئات من الناس.
واوضح ان حالات ثلوث الاغذية ارتفعت لتصل الى 350 حالة سنويا اي بارتفاع 100 حالة عن عدد الحالات في مطلع التسعينات عازيا ذلك الى قوانين واجراءات حماية وتفتيش الاغذية في امريكا لم تطور منذ كتابتها في عهد الرئيس الامريكي السابق ثيودور روزفلت اي منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
وأكد ان هذا الامر خطر على الصحة العامة والوضع الراهن غير مقبول معلنا انه سيشكل لجنة عمل خاصة بسلامة الاغذية وهي عبارة عن مستشارين وخبراء وعلى رأسهم وزير الصحة والخدمات الانسانية ووزير الزراعة لنصحه وتقديم المشورة له في تطوير قوانين حماية وسلامة الاغذية لتتواءم مع القرن ال21 وتطبيق هذه القوانين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البتيري]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 09:46]ـ
"وما لم نعلم كيفية ذبحه فالأصل حله إذا كان من ذبائح المسلمين أو أهل الكتاب "ابن باز رحمه الله تعالى
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 06:41]ـ
أنا احترم رأي فضيلة الشخ ابن باز رحمه الله, ولكن لو أنه كان يعلم أنّ أهل الكتاب يصعقون الذبيحة قبل ذبحها (أي عندما تذبح تكون ميتة صعقا) مؤكد لكان حرّم أكلها من منطلق قوله تعالى: حرمت عليكم الميتة وحتى المسلم لو ذبح ذبيحته بعد تعرض الذبيحة للموت قبل الذبح علينا ألا نأكلها اذا علمنا ذلك, والله وحده اعلم. ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 01:28]ـ
لماذا كل هذا الخلط اخي هناك فرق بين ذبائح الكفار و ذبائح المسلمين
أما ذبائح المسلمين في الغرب فهي حلال إن علم عدالة ذابحها كأن يكون من المصلين و ما شابه ذلك أو عنده تصريح من هيئة اسلامية معتبرة تذبح و تسلم له الذبائح و ما شابه
أما ما يبيعه الكفار غير اليهود فهذه ميتة اصلا لا يحل اكلها فلماذا كل هذا الموضوع؟
الامر يسير جدا هناك ثلاث حالات
الجزار مسلم يبيع لحم حلال مع تصريح من هيئة معتبرة أو يذبح بنفسه و الناس تعرفه فهذا حلال
الجزار نصراني فهذا اللحم الذي يبيعه ميتة فهم لا يذبحون اصلا
الجزار يهودي فهؤلاء يذبحون لكن لمذا نشتري من عندهم اللحم و هناك الكثير من المسلمين الذين يبيعون لحما حلالا؟
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[11 - Jun-2009, مساء 11:48]ـ
نعم ما أفاد به الأخ التقرتي ( http://majles.alukah.net/member.php?u=27163) هو ملخص البحث عموما, جفزاك الله خيرا أخي الكريم, وجزا الله جميع الأخوة خيرا وكل من شارك في الرأي.(/)
هل يجوز كتابة القرآن الكريم بغير الحروف العربية؟
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 12:45]ـ
حكم كتابة القرآن الكريم بغير العربية
لا بجوز كتابة القرآن الكريم بغير العربية؟ لماذا؟ تابعوا هذا البحث
جميع الكتب السماوبة نزلت أول ما نزلت باللغة العربية
يقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم في سورة الشعراء 192 - 195:
وانه لتنزيلُ ربِّ العالمين* نزَلَ به الروحُ الأمين* على قلبكَ لتكونَ من َ المنذِرينَ* بلسانٍ عربيٍّ مُبين
ورد في تفسير ابن كثير رحمه الله عن هذه الآيات الكريمات أنّ الله تبارك وتعالى أنزل القرآن الكريم على عبده محمد صلى الله عليه وسلمواوحاه اليك بواسطة جبريل عليه الصلاة والسلام, الذي يحظى بمكانة عالية عند الله عزوجل, سالما من الدنس والزيادة والنقصان, لينذر به بأس الله عزوجل ونقمته على من خالفه وكذبه, ومبشرا للمؤمنين المتبعين له, وأنه نزل بلغة عربية ليكون بيّناً وواضحاً ظاهراً , قاطعاً للعذرِ, مقيما للحُجّةِ, دليلا الى المحجّة البيضاء, وقال سفيان الثوري رحمه الله: لم ينزل وحيٌ الا بالعربيّة, ثم تُرجمَ كل نبيٌّ لقومه, واللغة يوم القيامة بالسريانية, فمن دخل الجنة تكلم بالعربية.
ـ وأما عن كتابة المصحف بغير الحروف العربية. فقد ذكر السيوطي في "الإتقان" ج 2 ص 171 ما نصُّهُ: وهل تجوز كتابته بقلم غير العربي؟ قال الزركشي: لم أجد فيه كلامًا لأحد من العلماء، والأقرب المنعُ كما تحرُم قراءته بغير لسان العرب، لقولهم: القلم أحد اللّسانين، والعرب لا تعرف قلمًا غير العربي، وقد قال الله تعالى: (بلسانٍ عَرَبِيٍّ مُبين)
وقال الشيخ محمود أبو دقيقة من كبار علماء الأزهر: أجمع الأئمة الأربعة على أنه لا يجوز كتابة القرآن بغير اللغة العربيّة؛ لأن كتابته بغيرها تُخرِجه عن الرسم الوارد الذي قام الإجماع على أنه يَجِب التزامُه، بل قد تؤدِّي كتابتُه بغير العربيّة إلى التغيير في اللفظ؛ لأن بعض الحروف العربيّة لا نظيرَ له في بعض اللّغات الأخرى، والتغيير في اللفظ يؤدِّي إلى التغيير في المعنى،وحيث كانت الكتابة بغير العربيّة تؤدِّي إلى هذا فلا يجوز. وقال بعض علماء الحنفيّة: إنّ مَن تعمَّد كتابة القرآن بغير العربيّة يكون مجنونًا أو زِنديقًا، فالمجنون يُداوَى والزِّنديق يُقتلُ "مجلة الأزهر ـ المجلد الثالث ص 31 - 34).
وبناءً على ما تقدّم فانه لا تجوز كتابة القرآن بغير الحروف العربية، لما اتفق عليه العلماء من أهل المذاهب الأربعة من وجوب المحافظة على الرسم العثماني، سئل مالك رحمه الله: هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء، فقال: لا إلا على الكتبة الأولى.
قال بعض أئمة القراء ونسبته إلى مالك لأنه المسؤال وإلا فهو مذهب الأئمة الأربعة. نقل ذلك الإمام ابن حجر الهيتمي في فتاويه، وابن حجر هذا ذهب إلى تحريم كتابة القرآن بالعجمية ولو كان لمصلحة التعليم، قال رحمه الله: وإذا وقع الإجماع كما ترى على منع ما أحدث الناس اليوم من مثل كتابة الربا بالألف مع أنه موافق للفظ الهجاء فمنع ما ليس من جنس الهجاء أولى ..... وزعم أن كتابته بالعجمية فيها سهولة للتعليم كذب مخالف للواقع والمشاهدة فلا يلتفت لذلك.
ولا شك أن فتح الباب أمام كتابة القرآن بغير العربية قد يؤدي إلى تحريف القرآن وتبديله.
قال الزرقاني رحمه الله في كتابه القيم مناهل العرفان ج2ص96: ونسترعي نظرك إلى أمور مهمة، أولها أن علماءنا حظروا كتابة القرآن بحروف غير عربية،
وعلى هذا يجب عند ترجمة القرآن بهذا المعنى إلى أية لغة أن تكتب الآيات القرآنية إذ كتبت بالحروف العربية كيلا يقع إخلال وتحريف في لفظه فيتبعهما تغير وفساد في معناه،
(يُتْبَعُ)
(/)
وسئلت لجنة الفتوى في الأزهر عن كتابة القرآن بالحروف اللاتينية فأجابت بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله بما نصه: لا شك أن الحروف اللاتينية المعروفة خالية من عدة حروف توافق العربية فلا تؤدي جميع ما تؤديه الحروف العربية، فلو كتب القرآن الكريم بها على طريقة النظم العربي كما يفهم من الاستفتاء لوقع الإخلال والتحريف في لفظه ويتبعهما تغير المعنى وفساده، وقد قضت نصوص الشريعة بأن يصان القرآن الكريم من كل ما يعرضه للتبديل والتحريف، وأجمع علماء الإسلام سلفا وخلفا على أن كل تصرف في القرآن يؤدي إلى تحريف في لفظه أو تغيير في معناه ممنوع منعاً باتاً ومحرم تحريماً قاطعاً، وقد التزم الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم إلى يومنا هذا كتابة القرآن بالحروف العربية. انتهى.
وقال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله في تفسير المنار: فإذا كانت الحروف العجمية التي يراد كتابة القرآن بها لا تغني غناء الحروف العربية لنقصها كحروف اللغة الإنجليزية فلا شك أنه يمتنع كتابة القرآن بها، لما فيها من تحريف كلمه، ومَنْ رضيَ بتغيير كلام الله فهو كافر.
Color] وإذا كان الأعجمي الداخل في الإسلام لا يستقيم لسانه بلفظ محمد فينطق بها "مهمد"، وبلفظ خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم فيقول: كاتم النبيين، فالواجب أن يجتهد بتمرين لسانه حتى يستقيم، وإذا كتبنا له أمثال هذه الكلمات بلغته فقرأها كما ذكر فلن يستقيم لسانه أبد الدهر، ولو أجاز المسلمون هذا للروم والفرس والقبط والبربر والإفرنج وغيرهم من الشعوب التي دخلت في الإسلام لعلة العجز لكان لنا اليوم أنواع من القرآن كثيرة، ولكان كل شعب من المسلمين لا يفهم قرآن الشعب الآخر ....
وبهذا النقل تعلم أن كتابة القرآن بحروف غير عربية لا تجوز ولو كانت هذه اللغة تحتوي على حروف العربية، وذلك لأنه منذ نزول القرآن وجمعه في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما والقرآن يكتب بالحروف العربية، وأجمع على ذلك التابعون ومن بعدهم إلى عصرنا رغم وجود الأعاجم فوجبت المحافظة على ذلك عملاً بما كان في عهده صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه وأصحابه رضي الله عنهم، وعملاً بإجماع الأمة.
كما أنه لا يؤمن إذا فتح هذا الباب أن يفضي إلى تحريف القرآن على مر الأيام كما حصل للكتب السابقة، فوجب أن يمنع ذلك محافظة على أصل الإسلام، وسداً لذريعة الشر والفساد، وقد نص على ذلك إضافة إلى من تقدم عدد من العلماء المحققين كالشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الرزاق عفيفي وكذلك هيئة كبار العلماء في بحث أعد خصيصاً في هذا الموضوع.
وإذا تقرر هذا فإن النسخ الموجودة من كتابة القرآن بالأحرف اللاتينية لا تأخذ حكم القرآن لأن القرآن هو النظم والمعنى، لا المعنى وحده دون النظم ولاسيما أن النظم هو الموصوف بالإنزال والإعجاز وغير ذلك من الأوصاف التي لا تكون إلا للفظ العربي دون غيره.
والله أعلم.
لقد أُستُعينَ بموقع الشبكة الاسلامية لاتمام هذا البحث
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 02:41]ـ
بارك الله في الأخ الكريم على إثارة هذا الموضوع القيم الذي يستحق من أهل العلم عناية فائفة من أجل بيان الضوابط الشرعية لكتابة القرآن العظيم و ترجمة معانيه في زمن كثرت فيه الجرأة على ذلك من غير أهل هذا الشأن ...
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 02:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به
بودي سؤال حول كتابة القرآن بحروف لاتينية، لا الترجمة وكذلك ربما النطق لا يكون فيه كبير إشكال، فقد لاحظت أن كثيرا من الإخوة يكتبون بعض الآيات بحروف لاتينية لأنهم ليس لديهم لوحة مفاتيح عربية
وسأعطي مثالا يوضح كيف يصنعون
مثلا: الحمد لله
يكتبونها:
al7amdou lil Elleh
والرقم سبعة 7 يستعملونه كناية عن حرف الحاء، وكذلك يستعملون أرقاما أخرى عوض الأحرف العربية التي لا توجد في الأحرف الأعجمية، مثل 9 يرمز به للقاف و 6 يرمز به للطاء وهكذا
فهل هذا يصلح هذا؟ وإذا قيل بالتحريم فهل يجوز عند الضرورة؟ كأن لم يجد لوحة مفاتيح عربية ونحو ذلك؟(/)
آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
ـ[نور الدرب]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 01:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
أما بعد: فيا أيها المؤمنون، إن المعاصيَ التي يقترفها الناس آناء الليل وأطراف النهار لها آثار مدمرة على الفرد والمجتمع والحياة كلها، وذلك أنّ قوام الحياة وصلاحها إنما هو في الطاعة والاستقامة على أمر الله والتقيد بشرعه الحنيف، وكلّ انحراف عن أمره، وكل اتباع لنزغات الشيطان, وكل تفلُّت من دينهإنماهو ركض وراء السراب، وضرب في تيه الشقاء، ولا بد أن يلمس الإنسان آثارها النكرة في نفسه وحياته ثم في أخراه يوم لقاء ربه.
والمقصود من الحديث عن آثار المعاصي هو التحذير من مغبة الاسترسال فيها وإطلاق العنان للخوض في حدود الله، وهو من باب قول القائل قديماً:
عرفتُ الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشرّ من الخير يقع فيه.
أيها المؤمنون الكرام، هذه بعض تلك الثمار المرة التي يجنيها العصاة الآثمون من وراء المعاصي.
1: نسيان العلم وذهاب الحفظ، ويا لها من عقوبة ما أقساها على أهل العلم وطلبته، وذلك أن العلم نور يقذفه الله في القلوب العامرة بطاعته المنيبة إليه سبحانه، والمعصية ظلمة قد علاها قُتار الشهوات الهوجاء، وأنّى للنور أن يأنس بالظلام؟!
ولذلك روي أن الإمام الشافعي رحمه الله لما جلس بين يدي إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله ورأى عليه مخايل النجابة والذكاء بادية، وأعجبه وفورُ عقله وكمال حفظه قال له ناصحا: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية.
والشافعي رحمه الله هو القائل في الأبيات التي سارت بين طلبة العلم مسير الشمس:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نورٌ ونور الله لا يهدى لعاصي
وقد يتساءل إنسان فيقول: إن فلاناً من الناس قد أُعطيَ حفظا واستحضاراً على فجوره الذي عُرف به في الناس فكيف ذلك؟!
فنقول: اقرأ كتابَ الله تعالى تجد الجواب واضحاً، يقول الله عز وجل: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِى ءاتَيْنَاهُ ءايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَاكِنَّهُ أَخْلَدَ إلى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث [الأعراف:175، 176].
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله معلقاً: "ففي الآية دليل على أنه ليس كل من آتاه الله العلم فقد رفعه به، إنما الرفعة بالعلم درجة فوق مجرد إتيانه".
كم من فاجر كان حظه من العلم قيل وقالوا، ليكون ذلك حجةً عليه عند الله، دون حقيقة العلم التي تورث الخشية والإنابة.
فيا معشر طلبة العلم، لنتقِ الله في أعز أيام العمر التي صُرفت في الحفظ والركض وراء عرائس العلم، أن تذهب بها غوائل المعاصي الجامحة، واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن سوط العقاب بالمرصاد.
2: ومن أعظم آثار المعاصي وأخطرها على العبد الوحشةُ التي تحدثها المعاصي بين العبد وربه، واستثقال الطاعات، واستمراء الفواحش، واعتيادٍ لها، ويا لها من سكرة ما أشد عماها على القلب إن لم يُمدّ صاحبها بنفحة من نفحات الرحمة والهداية، فإنه واقع في حُفرة من حفر الشقاء والعذاب الواصِب لا محالة.
أيها المؤمنون، إن حياة المرء الحقيقية إنما هي حياة الطاعة، وشعور العبد أنه خلع عنه ربقة العبودية للخلق، وآوى إلى ظلال العبودية الحقة التي ترفعه عن الطين وجواذبه، ليحط رحال القلب في ساحات العبودية لله رب العالمين. ولهذا جعل الله الكافر ميتاً غير حي فقال: أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء [النحل:21]، وتأملوا بالمقابل في قول بعض الصالحين المخبتين الذين وجدوا برد الطاعة والإنابة إذ يقول: "إنه لتمرّ بالقلب لحظات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي خير عظيم". إنّ في الدنيا جنة لا يدخل جنة الآخرة من لم يدخلها، إنها جنة الطاعة والعبودية التي يُحرم منها العصاة الفجرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ً: من آثار المعاصي النكرة الحيرة والشقاء وتمزّق القلب في شعاب الدنيا، واللهث وراء السراب، واتباع الشياطين المتربصة على أفواه السبل المنحرفة عن السبيل الحق.
4: ألا وإن من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله تعالى، عقوق الوالدين الذين يجب برهما، وقطع صلة الرحم التي يجب أن توصل، فقد أخرج الشيخان من حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ " [متفق عليه واللفظ للبخاري].
وعن أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ " [متفق عليه].
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى " [أخرجه النسائي واللفظ له، وأحمد].
فانظروا كيف كان عقوق الوالدين سبباً للحرمان من الجنة، وطريقاً ممهداً إلى النار والعياذ بالله.
وعن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ " [متفق عليه واللفظ لمسلم].
وبما أن العقوق والقطيعة من كبائر الذنوب، فلقد رتب الشارع الكريم على من فعل ذلك، العذاب والنكال في دور الحياة الثلاثة، في الدنيا والقبر والآخرة، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ " [أخرجه أبو داود، وابن ماجة، وأحمد، والترمذي، وقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ].
5 - ومنها حرمان الرزق وفي المسند إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي
6 - ومنها وحشية يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلا ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة وما لجرح بميت إيلام فلو لم ترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة لكان العاقل حريًا بتركها وقال بعض السلف إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي ومنها تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا دونه أو متعسرا عليه وهذا كما إن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا فمن عطل التقوى جعل الله له من أمره عسرا ويالله العجب كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لا يعلم من أين أتى ومنها ظلمته يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا أدلهم فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره فان الطاعة نور والمعصية ظلمة وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سوادا في الوجه حتى يراه كل أحد قال عبد الله بن عباس: إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - ومنها أن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها كما قال بعض السلف أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جنبها أعملني أيضا فإذا عملها قالت الثانية كذلك وهلم جرا فيتضاعف الربح وتزايدت الحسنات وكذلك كانت السيئات أيضا حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة.
ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزه إليها أزا وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله إليه الشياطين فتأزه إليها أزا فالأول قوي جند الطاعة بالمدد فكانوا أكثر من أعوانه وهذا قوي جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه.
8 - ومنها وهو من أخوفها على العبد أنها لضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب إلى الله فيأتي بالاستغفار وتوبة الكذابين باللسان لشيء كثير وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها عازم على مواقعتها متي أمكنه وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك.
9 - ومنها أنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه وهو عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يا فلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لا يعافون وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يستر الله على العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان عملت يوم كذا وكذا وكذا فتهتك نفسه وقد بات يستره ربه.
10 - ومنها أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد كما قال الله تعالى ومن يهن الله فماله من مكرم وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفا من شرهم فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه ومنها أن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه وذلك علامة الهلاك فان الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال إن المؤمن يري ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه وأن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار.
11 - ومنها أن غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم قال أبو هريرة إن الحباري لتموت في وكرها من ظلم الظالم وقال مجاهد: إن الهائم تلعن عصاة بنى آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر وتقول هذا بشؤم معصية ابن ادم وقال عكرمة: دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون منعنا القطر بذنوب بني آدم فلا يكفيه عقاب ذنبه حتي
يبوء بلعنه من لا ذنب له.
12 - ومنها أن المعصية تورث الذل ولا بد فان العز كل العزفى طاعة الله تعالى قال تعالى من كان يريد العزة فلله العزة جميعا أي فليطلبها بطاعة الله فإنه لا يجدها إلا في طاعته وكان من دعاء بعض السلف اللهم أعزاني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك قال الحسن البصري إنهم وان طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين إن ذل المعصية لا تفارق قلوبهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه 0
وقال عبد الله بن المبارك
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سؤ ورهبانها
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - ومنها إن المعاصي تفسد العقل فان للعقل نورا والمعصية تطفيء نور العقل ولابد وإذا طفئ نوره ضعف ونقص وقال بعض السلف ما عصي الله أحد حتي يغيب عقله وهذا طاهر فانه لو حضر عقله لحجزه عن المعصية وهو في قبضة الرب تعالى أو نجهر به هو مطلع عليه وفي داره على بساطه وملائكته شهود عليه ناظرون إليه وواعظ القرآن نهاه وواعظ الإيمان ينهاه وواعظ الموت ينهاه وواعظ النار ينهاه والذي يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة أضعاف أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها فهل يقدم على الاستهانة بذلك كله والاستخفاف به ذو عقل سليم.
14 - ومنها أن الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين كما قال بعض السلف في قوله تعالى كلا بل ران! على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال هو الذنب بعد الذنب وقال الحسن هو الذنب على الذنب حتى يعمي القلب.
15 - ومنها أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول صلى الله عليه وسلم فانه لعن على معاصى والتي غيرها اكبر منها فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة فلعن الواشمة والمستوشمة والواصلة والموصولة والنامصة والمتنمصة والواشرة والمستوشرة ولعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهده ولعن المحلل والمحلل له ولعن السارق ولعن شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه ولعن من غير منار الأرض وهي إعلامها وحددوها ولعن من والديه ولعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا يرميه بسهم ولعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ولعن من ذبح بغير الله ولعن من أحدث حدثا أو آوي محدثا ولعن المصورين ولعن من عمل عمل قوم لوط ولعن من سب أباه وأمه ولعن من كمه أعمي عن السلام ولعن من أتى بهيمة ولعن من رسم دابة في وجهها ولعن من ضار بمسلم أو مكر به ولعن زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ولعن من أفسد امرأة على زوجها أو مملوكا على سيده ولعن من أتى امرأة في دبرها وأخبر أن من باتت مهاجرة لفراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح ولعن من انتسب إلى غير أبيه وأخبر أن من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه ولعن من سب الصحابة وقد لعن الله من أفسد في الأرض وقطع رحمه وأذاه وأذى رسوله ولعن من كتم ما أنزل الله سبحانه من البينات والهدى ولعن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات بالفاحشة ولعن من جعل سبيل الكافر أهدي من سبيل المسلم ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبس المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل ولعن الراشي والمرتشي والرائش وهو الواسطة في الرشوة ولعن على أشياء أخر غير هذه فلو لم يكن في فعل ذلك إلا رضاء فاعله بان يكون ممن يعلنه الله ورسوله وملائكته لكان في ذلك ما يدعو إلى تركه.
15 - ومنها حرمان دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة الملائكة فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات وقال تعالى الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) فهذا دعاء الملائكة للمؤمنين التابعين المتبعين لكتابه وسنة رسوله الذين لا سبيل لهم غيرهما فلا يطمع غير هؤلاء بإجابة هذه الدعوة إذا لم يتصف بصفات المدعو له بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
16 - ومن عقوبات المعاصي ما رواه البخاري في صحيحه من حديث سمرة بن جندب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه الشياطين رأى أحد منكم البارحة رؤيا فيقص عليه ما شاء الله أن يقص وأنه قال لنا ذات غداة أنه أتاني الليلة آتيان وأنهما انبعثا لى و أنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلع رأسه فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى قال قلت لهما سبحان الله ما هذان قالا لي انطلق فانطلقا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان فقالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على مثل التنور وإذا فيه لغط وأصوات قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا فقال قلت من هؤلاء قال فقالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على نهر أحمر مثل الدم فإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيغفر له فاه فيلقمه حجرا فينطلق فيسبح ثم يرجع إليه كما رجع إليه فيغفر له فاه فألقمه حجرا قال قلت لهما ما هذان قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرأى كأكره رأى رجلا مرا وإذا هو عنده تاريخها ويسعى حولها قال قلت لهما ما هذا قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا على روضة مغيمة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهراني الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط قال قلت ما هذا وما هؤلاء قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا إلى دوحة عظيمة لم أرى دوحة قط أعظم منها ولا أحسن قال قالا لي أرق فيها فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة قال فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن راءٍ وشطر منهم كأقبح راءٍ قال قالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر قال وإذا نهر معترض يجري كان ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا وقد ذهب ذلك السوء عنهم قال قالا لي هذه جنة عدن وهذاك منزلك قال فسمى بصري صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء قال قالا لى ها ذاك منزلك قال قلت لهما بارك الله فيكما فذراني فأدخله قالا أما الآن فلا وأنت داخلة قال قلت لهما فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قال قالا لي أما أنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلع رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فانه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة فانه آكل الربا وأما الرجل الكريه المنظر الذي عند النار يحثها ويسعى حولها فانه مالك خازن جهنم وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة وفي رواية البرقاني ولد على الفطرة فقال بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاد المشركين وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم.
17 - ومن آثار الذنوب والمعاصي إنها تحدث في الارض أنواعا من الفساد في المياه والهوى والزرع والثمار والمساكن قال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون قال مجاهد: إذا ولي الظالم سعى بالظلم والفساد فيحبس بذلك القطر فيهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.
(يُتْبَعُ)
(/)
18 - وموجباتها ويدل عليه قوله تعالى ليذيقهم بعض الذي عملوا فهذا حالنا وإنما إذاقنا الشيء اليسير من أعمالنا فلو أذاقنا كل أعمالنا لما ترك على ظهرها من دابة ومن تأثير معاصي الله في الأرض ما يحل بها من الخسف والزلازل ويمحق بركتها وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديار ثمود فمنعهم من دخول ديارهم إلا وهم باكون ومن شرب مياههم ومن الاستسقاء من أبيارهم حتى أمر أن لا يعلف العجين الذي عجن بمياههم لنواضح الإبل لتأثير شؤم المعصية في الماء وكذلك شؤم تأثير الذنوب فى نقص الثمار وما ترى به من الآفات وقد ذكر الإمام أحمد في مسنده في ضمن حديث قال وجدت في خزائن بعض بني أمية حنطة الحبة بقدر نواة التمرة وهي في صرة مكتوب عليها كان هذا ينبت في زمن من العدل وكثير من هذه الآفات أحدثها الله سبحانه وتعالى بما أحدث العباد من الذنوب وأخبرني جماعة من شيوخ الصحراء إنهم كانوا يعهدون الثمار أكبر مما هي الآن وكثير من هذه الآفات التي تصيبها لم يكونوا يعرفونها وإنما حدثت من قرب.
19 - وأما تأثير الذنوب في الصور والخلق فقد روي الترمذي في جامعه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خلق الله آدم وطوله في السماء ستون ذراعا ولم يزل الخلق ينقص حتى الآن فإذا أراد الله أن يطهر الأرض من الظلمة والخونة والفجرة ويخرج عبدا من عباده من أهل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم فيملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا ويقتل المسيح اليهود والنصارى ويقيم الدين الذي بعث الله به رسوله وتخرج الأرض بركاتها وتعود كما كانت حتى إن العصابة من الناس ليأكلون الرمانة ويستظلون بقحفها ويكون العنقود من العنب وقر بعير ولبن اللقحة الواحدة يكفي الفئام من الناس وهذا لان الأرض لما طهرت من المعاصي ظهرت فيها آثار البركة من الله تعالى التي محقتها الذنوب والكفر.
20 - ومن عقوباتها أنها تطفي من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن فان الغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة كمال يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديث وأشرف الناس وأعلاهم قدر وهمة أشدهم نفسه وخاصته وعموم الناس ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغير الأمة والله سبحانه أشد غيرة منه كما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني وفي الصحيح أيضا عنه انه قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الكسوف يا جهلتم محمد ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو ترني أمته وفي الصحيح أيضا عنه أنه قال لا أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب اليه العذر من الله من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ولا أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك أثنى على نفسه.
21 - ومن عقوباتها ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب وهو أصل كل خير وذهاب كل خير بأجمعه وفى الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الحياء خير كله وقال ان مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت وفيه تفسيران أحداهما انه على التهديد والوعيد والمعنى من لم يستح فانه يصنع ما شاء من القبائح إذا لحامل على تركها الحياء فإذا لم يكن هناك حياء نزعه من القبائح فانه يواقعها وهذا تفسير أبي عبيدة والثاني إن الفعل إذا لم تستح فيه من الله فافعله وإنما الذى ينبغي تركه ما يستحي فيه من الله وهذا تفسير الإمام أحمد في رواية ابن هاني فعلى الأول يكون تهديدا كقوله اعملوا ما شئتم وعلى الثاني يكون إذنا وإباحة فان قيل فهل من سبيل إلى حمله على المعنيين قلت لاولا على قول من يحمل المشترك على جميع لما بين الإباحة والتهديد من المنافات ولكن اعتبار أحد المعنيين يوجب اعتبار الآخر والمقصود ان الذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية حتى ربما انه لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم عليه بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعله والحامل على ذلك انسلاخه من الحياء وإذا وصل العبد إلى هذه الحالة لم يبق في صلاحه مطمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
22 - ومن عقوباتها أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله وتضعيف وقاره في قلب العبد ولابد شاء أم أبى ولو تمكن وقار الله وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معاصيه وربما اغتر المغتر وقالإنمايحملني على المعاصي حسن الرجاء وطمعي في عفوه لا ضعف عظمته في قلبي وهذا من مغالطة النفس فإن عظمة الله تعالى وجلاله في قلب العبد وتعظيم حرمانه يحول بينه وبين الذنوب
و المتجرؤن على معاصيه ما قدروه حق قدره وكيف يقدره حق قدره أو يعظمه أو يكبره أو يرجو وقاره ويجله من يهون عليه أمره ونهيه هذا من أمحل المحال وأبين الباطل وكفى بالعاصي عقوبة أن يضمحل من قلبه تعظيم الله جل جلاله وتعظيم حرماته ويهون عليه حقه.
23 - ومن عقوباتها أنها تستدعى نسيان الله لعبده وتركه و تخليته بينه وبين نفسه وشيطانه وهنالك الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة قال الله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون فأمر بتقواه ونهي أن يتشبه عباده المؤمنون بمن نسيه بترك تقواه واخبر أنه عاقب من ترك التقوى بان أنساه نفسه أي أنساه مصالحها وما ينجيها من عذابه وما يوجب له الحياة الأبدية وكمال لذتها وسرورها ونعيمها فأنساه الله ذلك كله جزاء لما نسيه من عظمته وخوفه والقيام بأمره.
24 - ومن عقوباتها أنها تخرج العبد من دائرة الإحسان وتمنعه من ثواب المحسنين فإن الإحسان إذا باشر القلب منعه عن المعاصي فان من عبد الله كأنه يراه لم يكن كذلك إلا لاستيلاء ذكره ومحبته وخوفه قلبه المجاشعي يصير كأنه يشاهده وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعاصي فضلا عن مواقعتها فإذا خرج من دائرة الإحسان فاته صحبة رفقته الخاصة وعيشهم الهنيء ونعيمهم التام فان أراد الله به خيرا أقره في دائرة عموم المؤمنين فان عصاه بالمعاصي التي تخرجه من دائرة الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربه وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع إليه الناس فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن إياكم إياكم والتوبة معروضة بعد.
ومن فاته رفقة المؤمنين وخرج عن دائرة الإيمان فاته حسن دفاع الله عن المؤمنين فان الله يدافع عن الذين آمنوا وفاته كل خير رتبه الله في كتابه على الإيمان وهو نحو مائة خصلة كل خصلة منها خير من الدنيا وما فيها فمنها الأجر العظيم وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما ومنها الدفع عنهم شرور الدنيا والآخرة إن الله يدافع عن الذين آمنوا ومنها استغفار حملة العرش لهم الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ومنها موالاة الله لهم ولا يذل من والاه الله قال الله تعالى الله ولى الذين آمنوا ومنها أمره ملائكته بتثبيتهم إذ يوحي ربك إلى الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا ومنها إن لهم الدرجات عند ربهم والمغفرة والرزق الكريم ومنها العزة ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ومنها معية الله لأهل الإيمان وإن الله لمع المؤمنين ومنها الرفعة في الدنيا والآخرة يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ومنها أعطاهم كفلين من رحمته وأعطاهم نورا
يمشون به ومغفرة ذنوبهم ومنها الود الذي يجعله سبحانه لهم وهو انه يحبهم يحبهم إلى ملائكته وأنبيائه وعباده الصالحين ومنها أمانهم من الخوف يوم يشتد الخوف فمن آمن وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومنها أنهم المنعم عليهم الذين أمرنا أن نسأله أن يهدينا إلى صراطهم في كل يوم وليلة سبع عشرة مرة ومنها أن القرآنإنماهو هدى لهم وشفاء قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد والمقصود أن الإيمان سبب جالب لكل خير وكل خير في الدنيا والآخرة فسببه الإيمان فكيف يهون على العبد أن يرتكب شيئا يخرجه من دائرة الإيمان ويحول بينه وبينه ولكن لا يخرج من دائرة عموم المسلمين فان الذنوب وأصر عليها خيف عليه أن قلبه فيخرجه عن الإسلام بالكلية ومن هنا أشتد خوف السلف كما قال بعضهم أنتم تخافون الذنوب وأنا أخاف الكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
25 - ومن عقوبتها أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة أو تعوقه وتوقفه وتعطفه عن السير فلا تدعه يخطوا إلى الله خطوة هذا إن لم ترده عن وجهته إلى ورائه فالذنب يحجب الواصل ويقطع السائر وينكس الطالب والقلب إنما يسير إلى الله بقوته فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسيره فان زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعا يبعد تداركه والله المستعان فالذنب أما يميت القلب أو يمرضه مرضا مخوفا أو يضعف قوته ولا بد حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم وهي الهم والحزن والكسل والعجز والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجل.
26 - ومن عقوبات الذنوب إنها تزيل النعم وتحل النقم فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع بلاء إلا بتوبة وقد قال تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير وقال تعالى
:" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " فأخبر الله تعالى إنه لا يغير نعمته التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه فيغير طاعة الله بمعصيته وشكره بكفره وأسباب رضاه بأسباب سخطه فإذا غير غير عليه جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد فأن غير المعصية بالطاعة غير الله عليه العقوبة بالعافية والذل بالعز قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ومالهم من دونه من وال".
وقد أحسن القائل
إذا كنت في نعمة فارعها * فإن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد * فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلم مهما استطعت * فظلم العباد شديد الوخم
وسافر بقلبك بين الورى * لتبصر آثار من قد ظلم
فتلك مساكنهم بعدهم * شهود عليهم ولاتتهم
وما كان شيء عليهم أضر * من الظلم وهو الذي قد تصم
فكم تركوا من جنان ومن * قصور وأخرى عليهم أطم
صلوا بالجحيم وفات النعم * وكان الذي نالهم كالحلم
27 - ومن عقوباتها ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي فلا تراه إلا خائفا مرعوبا فان الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أمانا ومن عصاه انقلبت مأمنه مخاوف.
28 - وإن نظرةً واحدة على واقع الغرب الكافر وما يعيشه من ضياع فكري وتفسّخ أخلاقي، بل ونزول بالإنسان إلى دركات الحيوانية الهابطة تنبئك بالحقيقة، لأن بعض فلاسفتهم المشهورين أطلق مقولته الفاجرة: أنْ لا هدف ولا غاية من وجود الإنسان، فظهرت في أوربا جماعات تسمى بالخنافس تتسافد في الطرقات تسافد الحمر، وتعيش عيشة البهائم البكماء، وصدق الله العظيم إذ يقول: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمَى الآية [طه:124].
29: ومنها تسليط الأعداء وذهاب القوة ونزع الهيبة من قلوب الأعداء.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمر أن النبي قال: ((بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة من الصغار على من خالف أمري, من تشبه بقوم فهو منهم)).
أيها المؤمنون، إن صحائف التاريخ خير شاهد على عجيب تأثير المعاصي في الأمم، لقد كانت أمة الإسلام في سالف دهرها أمة موفورة الكرامة، عزيزة الجانب، مرهوبة القوة، عظيمة الشوكة، لكنها أضاعت أمر الله، وأقْصت شريعته من حياتها، وراجت أسواق الشرك في أصقاع كثيرة في العالم الإسلامي ـ وهذه الأمة أمة التوحيد ـ فصار أمرها إلى إدبار وعزها إلى ذل، وجثم على صدرها ليل طويل من الاستعمار الكافر، ولولا أنها الأمة الخاتمة لأصبحت تاريخاً دابراً تحكيه الأجيال. وليس الذي حل بنا ويحل ظلماً من ربنا، كلا وحاشا، فهو القائل في الحديث القدسي الصحيح: ((يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا))، وإنما هي السنن الربانية النافذة التي لا تحابي أحداً، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
[الرعد:11]، ذَالِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال:53].
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ثوبان مرفوعاً: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها))، قلنا: يا رسول الله، أمن قلة منا يومئذٍ؟ قال: ((أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، تنزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن))، قالوا: وما الوهن؟ قال: ((حب الدنيا وكراهة الموت)).
إننا ـ معاشر المسلمين ـ اليوم نئن تحت وطأة الذلّ المسلّط علينا، وكثير من المسلمين لا يزالون غافلين عن سبب البلاء الذي بيّنه رسولنا في غير ما حديث صحيح، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: ((إذا ضنَّ الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليهم ذلاً لا يرفعه حتى يراجعوا دينهم)) رواه أبو داود وأحمد.
ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إننا كنا قوماً أذلة فأعزنا الله بهذا الدين، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).
من هنا ـ أيها المؤمنون ـ كانت البداية، ومن هنا يكون البدء، ومن تركِنا لديننا كانت بدايةُ رحلة الذلِّ والضياع في تاريخ أمة الإسلام، ومن الرجوع إلى ديننا وتوبتنا إلى ربنا يكون البدء إذا أردنا العودة إلى العزة القعساء والشرف المفقود.
إن كلَّ تائب منّا من معاصيه عليه أن يعلم أنه يكتب بذلك سطراً في سِفْر مجد أمة التوحيد.
30: ومن عقوباتها أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه فلا يزال مريضا معلولا لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض بل الذنوب أمراض القلوب ودائها ولا دواء لها إلا تركها وقد أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطي مناها حتى تصل إلى مولاها ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها فتصير نفس دوائها ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها وهواها مرضها وشفاؤها مخالفته.
31: ومن عقوباتها أنها تعمي بصر القلب وتطمس نوره وتسد طرق العلم وتحجب مواد الهداية وقد قال مالك للشافعي رحمهما الله تعالى لما اجتمع به ورأى تلك المخايل إني أرى الله تعالى قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمه المعصية ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحل وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم فكم من مهلك يسقط فيه وهو لا يبصر كأعمى خرج بالليل في طريق ذات مهالك و معاطب فيا عزة السلامة وياسره العطب ثم تقوى تلك الظلمات وتفيض من القلب إلى الجوارح فيغشى الوجه منها سواد بحسب قوتها وتزايدها فإذا كانت عند الموت ظهرت في البرزخ فامتلأ القبر ظلمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وإن الله ينورها بصلاتي عليهم فإذا كان يوم المعاد وحشر العباد وعلت الظلمة الوجوه علوا ظاهرا يراه كل أحد حتى يصير الوجه أسود مثل الجمعة فيالها من عقوبة لا توازن لذات الدنيا بأجمعها من أولها إلى آخرها فكيف يقسط العبد المنغص المنكد المتعب في زمن إنما هو ساعة من حلم والله المستعان.
32: ومن عقوباتها أنها تصغر النفس وتقمعها وتدسيها وتحقرها حتى تصير أصغر كل شيء وأحقره كما أن الطاعة تنمها وتزكيها وتكبرها قال تعالى قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها والمعنى قد أفلح من كبرها وأعلاها بطاعة الله وأظهرها وقد خسر من أخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله.
33: ومن عقوباتها أن العاصي دائما سجين شيطانه وسجين شهواته ومقيد بهواه فهو أسير مسجون مقيد ولا أسير أسوء حالًا من أسير من أسره أعدى عدوله ولا سجن أضيق من سجن الهوى ولا قيد أصعب من قيد الشهوة فكيف يسير إلى الله والدار الآخرة قلب مأسور مسجون مقيد وكيف يخطو خطوة واحدة وإذا تقيد القلب طرقته الآفات من كل جانب بحسب قيوده ومثل القلب الطائر كلما علا بعد عن الآفات وكلما نزل استوحشته الآفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
34: ومن عقوباتها سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم وأقربهم منه منزلة أطوعهم له وعلى قدر طاعة العبد تكون له منزلة عنده فإذا عصاه وخالف أمره سقط من عينه فأسقطه من قلوب عباده وإذا لم يبق له جاه عند الخلق وهان عليهم حسب ذلك فعاش بينهم أسوء عيش خال الذكر ساقط القدر زري الحال لا حرمة له فلا فرح له ولا سرور فإن خمول الذكر وسقوط القدر والجاه معه كل غم وهم وحزن ولا سرور معه ولا فرح وأين هذا الألم من لذة المعصية لولا سكر الشهوة.
35: ومن عقوباتها أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف وتكسوه أسماء الذم والصغار فتسلبه اسم المؤمن والبر والمحسن والمنقي والمطيع والمنيب و الولي والورع والمصلح والعابد والخائف والأواب والطيب والرضي ونحوها وتكسوه اسم الفاجر والعاصي والمخالف والمسيء والمفسد والخبيث والمسخوط والزاني والسارق والقاتل والكاذب والخائن واللوطي والغادر وقاطع الرحم وأمثالها فهذه أسماء الفسوق و بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان التي توجب غضب الديان ودخول النيران وعيش الخزي والهوان وتلك أسماء توجب رضاء الرحمان ودخول الجنان وتوجب شرف المسمي بها على سائر أنواع الإنسان فلو لم يكن في عقوبة المعصية إلا استحقاق تلك الأسماء وموجباتها لكان في العقل ناه عنها ولو لم يكن في ثواب الطاعة إلا الفوز بتلك الأسماء وموجباتها لكان في العقل أمر بها ولكن لا مانع لما أعطي الله ولا معطى لما منع ولا مقرب لمن باعد ولا مبعد لمن قرب ومن يهن الله فماله من مكرم وإن الله يفعل ما يشاء.
36: ومن أعظم عقوباتها أنها توجب القطيعة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى وإذا وقعت القطيعة انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر فأي فلاح وأي رجاء وأي عيش لمن انقطعت عنه أسباب الخير وقطع ما بينه وبين وليه ومولاه الذي لا غني له عنه طرفة عين ولا بدل له منه ولا عوض له عنه.
37: ومن عقوباتها أنها تمحق بركة العمر وبركة الرزق وبركة العلم وبركة العمل وبركة الطاعة وبالجملة أنها تمحق بركة الدين والدنيا فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصي الله وما محت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق قال الله تعالي ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض وقال تعالى وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه وأن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وفي الحديث أن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته وإن الله جعل الروح والفرح في الرضاء واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط وقد تقدم الأثر الذي ذكره أحمد في كتاب الزهد أنا الله إذا رضيت باركت وليس لبركتي نص وإذا غضبت لعنت ولعنتي تدرك السابع من الولد وليست سعة الرزق والعمل بكثرته ولا طول العمر بكثرة الشهور والأعوام ولكن سعة الرزق والعمر بالبركة فيه وقد تقدم أن عمر العبد هو مدة حياته ولا حياة لمن أعرض عن الله و اشتغل بغيره بل فحياة البهائم خير من حياته فإن حياة الإنسان بحياة قلبه وروحه ولا حياة لقلبه إلا بمعرفة فاطره ومحبته وعبادته وحده أو الإنابة إليه والطمأنينة بذكره والأنس بقربه ومن فقد هذه الحياة فقد الخير كله.
38: ومن عقوباتها أنها تزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة فتزيل الحاصل وتمنع الواصل فان نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته فأن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته وقد جعل الله سبحانه لكل شيء سببا وآفة تبطله فجعل أسباب نعمه الجالبة لها طاعته وآفاتها المانعة منها معصيته فإذا أراد حفظ نعمته على عبده ألهمه رعايتها بطاعته فيها وإذا أراد زوالها عنه خذله حتى عصاه بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
39: ومن عقوباتها أنها تباعد عن العبد وليه وأنصح الخلق له وأنفعهم له ومن سعادته في قربه منه وهو الملك الموكل به وتدنى منه عدوه وأغش الخلق له وأعظمهم ضررا له وهو الشيطان فان العبد إذا عصى الله تباعد منه الملك بقدر تلك المعصية حتى أنه يتباعد منه بالكذبة الواحدة مسافة بعيدة، وقال بعض السلف إذا أصبح ابن آدم ابتدره الملك والشيطان فان ذكر الله وكبره وحمده وهلله طرد الملك الشيطان وتولاه وإن افتتح بغير ذلك ذهب الملك عنه وتولاه الشيطان ولا يزال الملك يقرب من العبد حتى يصير الحكم والطاعة والغلبة له فتتولاه الملائكة فى حياته وعند موته وعند مبعثه قال الله:
" تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة " وإذا تولاه الملك تولاه أنصح الخلق له وأنفعهم وأبرهم له فثبته وعلمه وقوي جنانه وأيده قال تعالى: "إذا يوحي ربك إلى الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا " ويقول الملك عند الموت لا تخف ولا تحزن وأبشر بالذي يسرك ويثبته بالقول الثابت أحوج ما يكون اليه في الحياة الدنيا وعند الموت وفي القبر عند المسألة فليس أحد أنفع للعبد من صحبة الملك له وهو وليه في يقظته ومنامه وحياته وعند موته وفي قبره ومؤنسه في وحشته وصاحبه في خلوته ومحدثه في سره ويحارب عنه عدوه ويدافع عنه ويعينه عليه ويعده بالخير ويبشره به ويحثه على التصديق بالحق كما جاء في الأثر الذي يروى مرفرعا وموقوفا للملك بقلب ابن آدم لمة وللشيطان لمة فلمة الملك أيعاد بالخير وتصديق بالوعد ولمة الشيطان أيعاد بالشر وتكذيب بالحق وإذا اشتد قرب الملك من العبد تكلم على لسانه وألقى على لسانه القول السديد وإذا أبعد منه وقرب الشيطان من العبد تكلم على لسانه قول الزور والفحش حتي يرى الرجل يتكلم على لسان الملك والرجل يتكلم على لسان الشيطان وفي الحديث إن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه وكان أحدهم يسمع الكلمة الصالحة من الرجل الصالح فيقول ما ألقاها على لسانك إلا الملك ويسمع ضدها فيقول ما ألقاها على لسانك إلا الشيطان فالملك يلقى في القلب الحق ويلقيه على اللسان والشيطان يلقي الباطل في القلب ويجريه على اللسان.
40: ومن شؤم المعاصي ـ معاشر الإخوة الكرام ـ ظهور الأوجاع الفتاكة وارتفاع البركة من الأقوات والأرزاق.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) رواه ابن ماجه وهو صحيح. [السلسلة الصحيحة (106)].
معاشر المؤمنين، هذه بعض آثار المعاصي المدمرة، وهذه بعض ثمارها النكدة، فهل من مشمِّر تائب منيب، قُلْ ياعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 02:08]ـ
جزاك خيرا ..
أحسنت إن كان من كلامك ..
وإلا فقد نسيت العزو لصاحبه، بارك الله فيك.
(ابتسامة)(/)
هل ثبت اسم المنان والحنان لله تعالى؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 01:50]ـ
((هل ثبت اسم المنان والحنان لله تعالى))؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((المعروف عن مالك أنه كره للداعي أن يقول: ياسيدي سيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء يارب يارب ياكريم. وكره أيضاً أن يقول: ياحنان يامنان. فإنه ليس بمأثور عنه)).
علق الشيخ ربيع:
((أَمَّا المنان فقد ورد ضمن حديث لفظه " اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ياذا الجلال والإكرام ياحي ياقيوم ... " الحديث أخرجه أبوداود في الصلاة حديث (1495) والترمذي الدعوات حديث (3544)، والنسائي حديث (1300) وابن ماجه: الدعاء حديث (3858) كلهم من طرق إلى أنس يصح بمجموعها الحديث. وصححه الألباني انظر: صحيح أبي داود رقم (1325) وأما الحنان فرواه الطبراني في الأوسط بإسناد ضعيف. انظر: مجمع البحرين حديث (4639)، وقول: " ليس بمأثور " أي على هذا الوجه)).
انظر: [حاشية قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة].
من موقع الشيخ: ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -.
http://www.rabee.net/show_book.aspx?...&pid=6&bid=169
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 07:01]ـ
بارك الله فيكِ وفي الشيخ ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 06:16]ـ
وفيك بارك الله أيها الشيخ الفاضل ..
وفقكم الله لكل خير، وأسعدكم في الدارين، ورفع قدركم ..
شكرا على المرور الكريم ..
ـ[عالي السند]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 11:40]ـ
إثباتُ أنّ الحَنَّان صفة من صفات الله
الشيخ- سلطان بن فهد الطبيشي
وصف الله أسماءه بأنها حسنى في عدة آيات منها: قال تعالى: ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها (180) {الأعراف: 180}.
فأسماؤه سبحانه وتعالى بالغة الحسن؛ لأنها تضمنت صفات الكمال المطلق، الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه.
قال ابن القيم: أسماؤه - أي الله سبحانه وتعالى -كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، ونعوته كلها نعوت جلال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل (1).
لذا لا يجوز لأي أحد أن يسمي الله سبحانه وتعالى باسم لم يثبت في القرآن، ولا في السنة الصحيحة له، وهو مذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة أن أسماء الله توقيفية لا يجوز تسميته بما لم يرد به السمع.
قال ابن القيم: أسماء الله تعالى توقيفية، ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء (2).
وقال ابن الوزير: فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية، وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك؛ فلا يجوز تسميته: رب الكلاب والخنازير ونحو ذلك من غير إذن شرعي، وإنما يسمى بما سمى به نفسه ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه180 {الأعراف: 180} (3).
وقال السفاريني: لكنها أي الأسماء الحسنى في القول الحق المعتمد عند أهل الحق توقيفية بنص الشرع وورود السمع بها ... والتوقيفي: ما ورد به كتاب، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع؛ لأنه لا يخرج عنهما، وأما السنة الضعيفة، والقياس فلا يثبت بهما (4).
وهذا هو الحق في أسماء الله الحسنى أنه لا يثبت لله اسم إلاّ بقرآن، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع، وأمّا السنة الضعيفة فلا يجوز إثبات اسم لله بها.
ونرى البعض من الناس يسمون الله بأسماء لم تثبت في قرآن ولا سنة صحيحة، ولا إجماع.
وفي هذا البحث المختصر سوف أتعرض لاسم من هذه الأسماء وهو اسم الله (الحنان)، وسأجمع الأحاديث التي ورد فيها لنرى مدى ثبوتها حتى نثبت هذا الاسم لله، أو ننفيه عنه.
أخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلاّ واحداً؛ من أحصاها دخل الجنة" (5).
وقد جاء من طرق أخرى في غير الصحيحين ذكر أسماء الله الحسنى بعد ذكر الحديث، وسردها، وذكر من بين الأسماء اسم الله (الحنان)، وجاءت أحاديث فيها لفظ (الحنان) وهي:
1 - طريق عبد العزيز بن الحصين عن أيوب السختياني وهشام بن حسان جميعاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
2 - طريق مجاهد عن أبي هريرة.
3 - حديث أنس، وله سندان ومتنان مختلفان.
4 - حديث أبي ذر.
5 - حديث جابر.
6 - حديث حذيفة.
7 - أثر علي.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - أثر عروة بن الزبير.
9 - أثر زيد بن عمرو بن نفيل.
10 - أثر الأسود بن يزيد.
أولاً: طريق عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب السختياني، وهشام ابن حسان جميعاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي {:
أخرجه الحاكم من هذا الطريق ولفظه: "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة: الله، الرحمن، الرحيم، ألآله، الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، الباريء، المصور، الحليم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الودود، الغفور، الشكور، المجيد، المبديء، المعيد، النور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الغفار، الوهاب، القادر، الأحد، الصمد، الكافي، الباقي، الوكيل، المجيد، المغيث، الدائم، المتعال، ذو الجلال والإكرام، المولى، النصير، الحق، المبين، الباعث، المجيب، المحيي، المميت، الجميل، الصادق، الحفيظ، الكبير، القريب، الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغني، المليك، المقتدر، الأكرم، الرؤوف، المدبر، المالك، القدير، الهادي، الشاكر، الرفيع، الشهيد، الواحد، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق، الكفيل، الجليل، الكريم" (6).
ثم قال الحاكم: هذا حديث محفوظ من حديث أيوب، وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مختصراً دون ذكر الأسامي الزائدة فيها كلها في القرآن، وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ثقة وإن لم يخرجاه وإنما جعلته شاهداً للحديث الأول- أي حديث الوليد بن مسلم -.
وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: وفي كلامه مناقشات:
1 - جزمه بأن عبد العزيز ثقة مخالف لمن قبله، فقد ضعفه يحيى بن معين، والبخاري، وأبو حاتم وغيرهم حتى قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات.
2 - شرط الشاهد أن يكون موافقاً في المعنى، وهذا شديد المخالفة في كثير من الأسماء.
3 - جزمه بأنها كلها في القرآن ليس كذلك؛ فإن بعضها لم يرد في القرآن أصلاً وبعضها لم يرد بذكر الاسم (7). انتهى.
وأخرج هذا الطريق البيهقي في الأسماء والصفات، ثم قال: "تفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل؛ ضعفه يحيى بن معين، ومحمد بن إسماعيل البخاري" (8).
وحديث عبد العزيز بن الحصين ضعيف لعدة أمور؛ منها ما ذكره الحافظ ابن حجر،
ومنها ما يلي:
1 - أن لفظة (الحنان) التي ذكرها عبد العزيز بن الحصين في هذا الحديث لا توجد إلاّ عنده، والرواية الأخرى وهي الأصح من هذه الرواية لا يوجد بها هذه الرواية فهي زيادة منكرة.
2 - تفرد عبد العزيز بن الحصين بذكر الأسماء عن أيوب، وهي زيادة منكرة؛ فقد روى معمر عن أيوب هذا الحديث ولم يذكر الأسماء الحسنى (9)، ومعمر أوثق وأجل من عبد العزيز بن الحصين.
وروى العقيلي هذا الحديث في الضعفاء في ترجمة عبد العزيز بن الحصين، حيث ذكر له حديثين: أحدهما هذا الحديث، ثم قال: فلا يتابع عليهما جميعاً ... وكلا الحديثين الرواية فيهما من غير هذا الوجه مضطربة؛ فيها لين، وأما الرواية في تسعة وتسعين اسماً مجملة بأسانيد جياد عن أبي هريرة عن النبي {(10).
وقال ابن كثير: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج (11). وكذا قال ابن حجر (12).
ثانياً: طريق مجاهد عن أبي هريرة: قال الحكيم الترمذي: حدثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد، حدثنا يعلى بن هلال، عن ليث، عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها ... إلى أن قال:ثم يدخلون الجنة فيكتب في جباههم عتقاء الله من النار إلا رجلاً واحداً فإنه يمكث فيها بعدهم ألف سنة ثم ينادي يا حنان يا منان فيبعث الله إليه ملكاً ليخرجه ... إلى آخر الحديث (13).
وهذا السند فيه علل هي:
1 - صالح بن أحمد بن أبي محمد لم أجد له ترجمة.
2 - يعلى بن هلال لم أجد له ترجمة، ولعله معلى بن هلال، وهو مكثر عن الليث، وقد اتفق النقاد على تكذيبه (14)، فإذا لم يكن هو فهو مجهول.
3 - ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جداً، ولم يتميز حديثه فترك (15).
فواحدة من هذه العلل تكفي لرد الحديث فما بالك بهذه الثلاثة مجتمعة.
ثالثاً: حديث أنس الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرج هذا الحديث الإمام أحمد فقال: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا سلام بن مسكين حدثنا أبو ظلال، عن أنس بن مالك، عن النبي قال: "إن عبداً في جهنم لينادي ألف سنة: يا حنان يا منان. قال: فيقول الله لجبريل: اذهب فأتني بعبدي هذا. فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون، فيرجع إلى ربه فيخبره، فيقول: ائتني به، فإنه في مكان كذا وكذا، فيجيء به، فيوقفه على ربه فيقول له: يا عبدي، كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: أي رب، شر مكان، وشر مقيل. فيقول ردوا عبدي. فيقول: يا رب، ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيها. فيقول: دعوا عبدي" (16).
ورواه أبو يعلى في مسنده (17)، والبيهقي في شعب الإيمان (18)، وفي الأسماء والصفات (19)، والبغوي في شرح السنة (20)، وابن خزيمة في التوحيد (21)، وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله (22) كلهم من طريق سلام بن مسكين به نحوه.
قال ابن حجر في القول المسدد: أورده - أي هذا الحديث - ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضاً، وقال: هذا حديث ليس بصحيح. قال ابن معين: أبو ظلال ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان مغفلاً يروي عن أنس ما ليس من حديثه؛ لا يجوز الاحتجاج به بحال. قلت: قد أخرج له الترمذي، وحسن له بعض حديثه، وعلق له البخاري حديثاً، وأخرج هذا الحديث ابن خزيمة في كتاب التوحيد من صحيحه إلاّ أنه ساقه بطريقة له تدل على أنه ليس على شرطه في الصحة، وفي الجملة ليس هو موضوعاً. انتهى كلام ابن حجر (23).
وأبو ظلال قال الذهبي فيه: ضعفوه (24). وقال ابن حجر: ضعيف مشهور بكنيته (25). فالرجل كما ترى ضعيف، ولم يتابع في روايته لهذا الحديث عن أنس.
رابعاً: حديث أنس الثاني:
أخرجه ابن حبان فقال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف بن خليفة، قال: حدثنا حفص بن أخي أنس بن مالك، عن أنس ابن مالك قال: "كنت مع رسول الله {جالساً في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع سجد وتشهد دعا فقال في دعائه: اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان، المنان بديع السماوات، والأرض يا ذا الجلال، والإكرام يا حي يا قيام اللهم إني أسألك فقال النبي: أتدرون بما دعا؟. قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" (26).
ورواه الضياء المقدسي في المختارة من طريق شيخ ابن حبان السراج (27).
وزيادة لفظة (الحنان) في هذا الحديث خطأ ولعل الخطأ فيها من السراج وذلك لأمرين:
1 - أن النسائي روى هذا الحديث عن شيخه قتيبة (28)، ولم يذكر هذه الزيادة، والنسائي أجل وأحفظ من السراج.
2 - تلاميذ خلف بن خليفة مثل: نوح بن الهيثم حديثه عند البغوي (29)، وكذلك عفان بن مسلم، والحسين بن محمد شيخا الإمام أحمد في المسند (30)، وكذلك سعيد بن منصور حديثه عند الطبراني (31)، وعبدالرحمن الحلبي حديثه عند أبي داود (32)، وعلي بن خلف بن خليفة حديثه عند البخاري في الأدب المفرد (33)، فهذا الجمع يدلك على شذوذ رواية السراج، وأن الزيادة غير صحيحة في هذا الحديث.
وأما طريق الإمام أحمد الذي قال فيه: حدثنا حسين بن محمد، وعفان قالا: ثنا خلف بن خليفة، ثنا حفص بن عمر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالساً مع رسول الله في الحلقة، ورجل قائم يصلي فلما ركع، وسجد جلس، وتشهد ثم دعا فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلاّ أنت الحنان بديع السماوات والأرض ... الحديث.
وهذه اللفظة في هذا الطريق خطأ لأمرين:
1 - أن الضياء المقدسي روى هذا الحديث في المختارة من طريق الإمام أحمد بنفس السند (34)، ولم يذكر هذه اللفظة بل ذكر المنان.
2 - أن تلاميذ خلف بن خليفة الذين ذكرناهم قبل قليل لم يذكروا هذه اللفظة بل ذكروا المنان. فلعلها خطأ من النساخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك: أنس بن سيرين، أخرج حديثه ابن حبان في المجروحين فقال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد ابن يزيد الرفاعي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يوسف أبو خزيمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك أن النبي {سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك أنت الحنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما غيرك، فقال: "لقد سألت باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" (35).
وهذا السند فيه: يوسف أبو خزيمة، وهو: ابن ميمون أيضاً، قال فيه البخاري: منكر الحديث جداً، و قال أحمد: قدري ضعيف. و قال النسائي: ليس بالقوي، و قال في موضع آخر: ليس بثقة، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأساً، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن أنس بن سيرين أشياء لا تشبه حديث الثقات عنه استحب مجانبة حديثه إذا انفرد. وقال الذهبي: ضعيف (36).
وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك أيضاً: عاصم الأحول وثابت، أخرج حديثهما ابن عدي في الكامل فقال: ثنا ابن أبي سفيان الموصلي، ثنا محمد بن حمزة بن زياد، ثنا أبي، ثنا أبو عبيدة، عن عاصم الأحول، وثابت، عن أنس، عن النبي سمع رجلاً يدعو اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام أن تغفر لي، قال رسول الله: "إنه دعا الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب" (37).
وهذا السند فيه: أبو عبيدة وهو: سعيد بن زربي قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: عنده عجائب، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف (38).
واختم كلامي حول هذا الطريق بعدم ثبوت هذه اللفظة فيه.
خامساً: حديث أبي ذر:
أخرج الحاكم: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: ثنا جدي، قال: ثنا كثير بن يحيى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي قال: "فلان في النار ينادي يا حنان يا منان".
قال أبو عوانة: قلت للأعمش سمعت هذا من إبراهيم؟ قال: لا حدثني به حكيم بن جبير عنه (39).
وهذا السند فيه حكيم بن جبير: قال أحمد بن حنبل فيه: ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: في رأيه شيء، قلت: ما محله قال: الصدق - إن شاء الله-، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، له رأي غير محمود نسأل الله السلامة غال في التشيع، وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك (40).
فهذا الراوي كما ترى الضعف بينٌ عليه من خلال كلام أهل العلم فيه.
وله شاهد من حديث سعيد بن جبير. قال أبو نعيم حدثنا أبي، ومحمد بن أحمد قالا: عن الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، عن يعقوب ابن عبدالله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد قال: "إن في النار لرجلاً أظنه في شعب من شعبها ينادي مقدار ألف عام يا حنان يا منان فيقول رب العزة لجبريل يا جبريل اخرج عبدي من النار؛ فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب إنها عليهم موصدة، فيقول يا جبريل ارجع ففكها فاخرج عبدي من النار، فيفكها فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعراً ولحماً ودماً" (41).
ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره فقال: حدثنا ابن حميد قال ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال في النار رجل في شعب من شعابها ينادي به نحوه (42).
وفي سند هذا الحديث: محمد بن حميد الرازي. قال فيه الذهبي: ضعيف لا من قبل الحفظ، قال يعقوب ابن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: يكذب،
وقال النسائي: ليس بثقة (43). انتهى. فالرجل ضعيف جداً.
سادساً: حديث جابر:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرج الخطيب البغدادي حديثه فقال: أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن حمدان العابد ببغداد، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الضبي، حدثنا خالد بن يزيد العمرى، حدثنا بن أبي ذئب، حدثنا محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: عرض هذا الدعاء على رسول الله فقال: "لو دعي به على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام" (44).
وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية بسنده ثم قال: هذا حديث لا يصح، قال يحيى- أي ابن معين-، وأبو حاتم الرازي: خالد بن يزيد كذاب (45).
سابعاً: حديث حذيفة:
أخرج الطبراني (46) فقال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، قال: حدثنا أبو جعفر، قال حدثنا موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، عن النبي قال: "أنا سيد الناس يوم القيامة، يدعوني ربي عز وجل فأقول: لبيك، وسعديك، والخير في يديك، تباركت وتعاليت لبيك، وحنانيك، والمهدي من هديت، عبدك بين يديك، لا ملجأ ولا منجى منك إلاّ إليك تباركت وتعاليت". ثم قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ليث؛ إلا موسى. وأخرجه الحاكم (47)، وأبو نعيم (48). من طريق موسى بن أعين به.
وهذا السند فيه علتان:
1 - ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جداً، ولم يتميز حديثه فترك (49).
2 - اختلف في رفعه ووقفه، والصواب وقفه. قال ابن رجب: يروى من حديث حذيفة مرفوعاً، وموقوفاً، وهو أصح (50).
ثامناً: أثر علي بن أبي طالب
أخرج الخطيب البغدادي هذا الأثر فقال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد ابن أكينة بن عبد الله التميمي من لفظه، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي ابن أبي طالب وقد سئل عن الحنان المنان فقال: الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال (51).
وفي هذا السند فيه علتان:
1 - عبد العزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي قال فيه الذهبي: من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة إلاّ أنه آذى نفسه ووضع حديثاً أو حديثين في مسند الإمام أحمد قال ابن رزقويه الحافظ كتبوا عليه محضراً بما فعل كتب فيه الدارقطني وغيره نسأل الله السلامة. ثم ذكر له الذهبي حديثاً وقال: المتهم به أبو الحسن.
2 - أكثر أجداده لا ذكر لهم لا في تاريخ ولا في أسماء رجال. قاله الذهبي (52).
تاسعاً: أثر عروة بن الزبير
أخرج هذا الأثر أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه فقال: حديث عروة بن الزبير أنه كان يقول في تلبيته: لبيك ربنا وحنانيك. قال: حدثناه أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه (53).
وفي هذا السند أبو معاوية. قال فيه ابن حجر: ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره (54). انتهى. وهو هنا عن غير الأعمش، ومع ذلك فهو سند جيد.
عاشراً: أثر زيد بن عمرو بن نفيل ذكر ابن الجوزي في غريبه (55)، وأبو موسى المديني في الغريبين (56)، وابن الأثير في النهاية (57) كلهم بدون سند عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه قال: حنانيك يارب.
الحادي عشر: أثر الأسود بن يزيد أخرج أثره ابن سعد فقال: قال أخبرنا الفضل بن دكين، قال حدثنا شريك، عن الأعمش، عن خيثمة قال: كان الأسود يقول في تلبيته: لبيك وحنانيك (58).
وهذا السند فيه: شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي. قال فيه ابن حجر: صدوق يخطيء كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع (59).
وخلاصة ما سبق: أن جميع الأحاديث السابقة، لا يصح منها شيء، وأمّا الآثار فأقواها أثر عروة بن الزبير، والأسود بن يزيد وهما من التابعين.
ولا يؤخذ مما سبق أن لفظ (الحنان) اسم لله تعالى.
وقد ذهب إلى أن لفظ (الحنان) من أسماء الله: السمرقندي في تفسيره (60)، والبيهقي في الأسماء والصفات (61)، وأبو نعيم في جزئه (62)، والغزالي (63)، وابن الجوزي (64)، وابن الأثير (65). والأدلة التي ذكرتها لا تؤيدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)