هذا أمر مهم جدًا أيضًا وهو أن الأحكام المتعلقة بأفراد الناس لا تختلف باختلاف الدار لذلك نقول: هذه قضايا ليست مما يعنينا لأنها من قضايا الفقه السياسي فتترك إلى أهلها أما آحاد الناس وطالب العلم الحديث العهد حتى بمجرد إقامة الصلاة نجد هذه الظاهرة فقد يكون حديث عهد بالصلاة منذ أيام أو أسابيع قليلة ويقفز مباشرة إلى الخوض في قضية الدار وهل نحن نعيش في دار كفر أو في دار إسلام إلى آخر هذا الكلام.
فهذا لا يعنيك في شيء لأن هذه الأحكام لا علاقة لها بأفراد الناس وهذه الأحكام الشرعية لا تختلف باختلاف الدار فالحلال والحرام حرام أي كانت الدار فالسرقة في بلاد الإسلام أيضًا حرام كما هي في بلاد الكفر، الغدر والغش والخيانة كذلك.
يقول الإمام الشافعي:: «ومما يوافق التنزيل والسنة ويعقله المسلمون ويجتمعون عليه أن الحلال في دار الإسلام حلال في بلاد الكفر والحرام في دار الإسلام حرام في بلاد الكفر فمن أصاب حرامًا فقد حده الله على ما شاء منه ولا تضع عنه بلاد الكفر شيئًا».
فهذا فيما يتعلق بالمسلم، فالمسلم معصوم سواء كان في بلاد الإسلام أو في بلاد الكفر، كذلك لا تختلف الأحكام باختلاف الديار فالحرام حرام بغض النظر عن اختلاف المكان والحلال حلال بغض النظر عن نوع الدار.
أيضًا الكافر الحربي مباح الدم على كل حال ما لم يؤمن من المسلمين، كذلك إعانة الخارجين على أحكام الشرعية محرمة سواء كانوا في دار الإسلام أم في دار الحرب.
إذن حدود الغلو في قضية دار الحرب ودار الإسلام تظهر في بعض المواقف:
منها: استحلال الدماء والأموال وإعلان الجهاد على هذه الدار التي جعلت دار كفر بزعمهم، إذا حكموا بأنها دار كفر بسبب قصر النظر وقلة العلم والجرأة على الفتيا في دين الله ? فإنهم يطبقون عليها كل أحكام دار الكفر فيكون أهلها كفارًا وتستحل الدماء والأموال ويعلن عليها الجهاد كأنه هؤلاء كفار!.
أيضًا من مظاهر الغلو في هذا الموضوع: تكفير أهل الدار بناء على وصف دارهم بأنها دار كفر، وبالتالي لا يشهدون جمعة ولا جماعة.
لكن على أي الأحوال لا يقال في حق من يحكم على بعض بلاد المسلمين التي تحكم بغير شريعة الله – بالقوانين الوضعية- لا يقال بأن هذا غلة لأن الغلو كما أشرنا في هذه الجوانب التي ذكرناها من استحلال الدماء والأموال وإعلان الجهاد على المسلمين بحجة أنهم يعيشون في دار كفر.
ثانيًا: يكون بتكفير أهل الدار بناء على وصفها بأنها دار كفر.
أما وصف العلماء بالذات من المعاصرين لبعض الديار بأنها ديار كفر لا يدخل في التنطع ولا التطرف ولا هذا الغلو لأن هذا اجتهاد له مساغ لأن بعض الفقهاء يعتبرون أن أعمال الإمام – الحاكم – هي التي تحكم على الدار، فيحكم على الدار بالكفر طبقًا للأحكام التي تعلوها بغض النظر عن أهلها، فهذا قال به أعلام من علماء المسلمين لكن ليس أحد منهم يقول باستباحة الأموال والدماء وإعلان الجهاد على أهلها.
وحتى لو قيل ذلك فإن المستقر عند عامة أهل العلم أن الخطاب في مسائل القتال والجهاد موجه للأمة كلها ممثلة في ولي أمرها ولو ساغ أن يخاطب كل فرد أو كل جماعة معينة بإعلان الجهاد دون الأمة لأدى ذلك إلى التهارج وإلى الفتنة.
ومن النماذج الواقعية ما حصل من جماعة شكري مصطفى جماعة الخوارج الجدد المسماة بـ «التكفير والهجرة» فإنهم لما حكموا على مصر وعلى بلاد المسلمين بأنها بلاد كفر أدى هذا إلى أن قالوا بتكفير كل مقيم فيها، فهم يعتقدون أن هذه البلاد تعيش في حياة جاهلية كاملة وأن أهلها كفار لأنها دار كفر، ويقول أن الذي يعيش في هذه الجماعات يكثر سواد الكفار فيجب أن يعتزل.
إذن خلاصة الكلام في هذا الموضوع أن مفهوم دار الإسلام ودار الكفر غير منضبط بصورة قاطعة وليس له حدود واضحة بحيث تخرج الدار إذا تجاوزتها عن وصف الإسلام وجعل هذا المفهوم طريقًا لاستحلال الدماء والأموال أمر خطير، وذلك أن الدماء والأموال شأنها عظيم ولا تستحل إلا ببرهان ساطع ودليل قاطع.
ثانيًا: الاستدلال في هذه القضية بكلام العلماء لا يستقيم لأمرين:
أولًا: أن كلام العلماء في التفريق بين الدور ينبغي أن لا يقطع عن ظرفه الزماني والمكاني إذ معظم العلماء الذين تكلموا في الدور وفرقوا بينها كانوا على عهد الخلافة التي تمثل الوحدة السياسية لبلاد المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا أردت أن تعرف أهمية هذه المسألة فانظر إلى آراء ابن تيمية والسبكي والرملي والإسبيجابي والحلواني وغيرهم من العلماء كانوا يعيشون في عهد استولى فيه التتار على بلاد كثيرة للمسلمين.
قارن بين آراء هؤلاء العلماء وبين آراء الإمام أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد الذين كانوا يعيشون في عهد الخلافة الإسلامية الزاهرة تجد تفاوتًا مع أنهم كلهم يتكلمون عن دار الإسلام ودار الحرب كما ترون في كلام ابن تيمية في بلدة ماردين أو في غيرها.
فهذا التفاوت ناشئ عن التأثر بالواقع السياسي الذي تعيشه الأمة فالتفريق في هذه المسألة مبني على الواقع فلا بد أن نراعي الخلاف بين الواقع باختلاف الزمان والمكان.
أيضًا الكلام في موضوع التفريق بين دار الإسلام ودار الحرب ليس موجهًا إلى عوام الناس وإلى آحاد الناس ودخول آحاد الناس في هذا هو من دخولهم فيما لا يعني «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
فهذه القضية كما ذكرنا من قضايا الفقه السياسي وآثارها موجهة إلى الأئمة وإلى الأمراء فتسويغ مقاتلة الخارج عن شريعة الله في الدار التي تجاذبتها مظاهر الكفر والإسلام كما في فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية ليس لأفراد الناس بل لمن هو تحت راية الإمام أو الحاكم المسلم.
لذلك من الخطأ الفاحش ما يحصل من بعض الإخوة حينما يستدلون بكلام شيخ الإسلام في واقع كان يعيشه وذلك عند هجوم التتار على بلاد المسلمين فيحكون إجماع العلماء على وجوب مقاتلة الطائفة التي تمتنع عن إقامة شيء من شرائع الإسلام الظاهرة - صحيح أن ما نعيشه اليوم أقبح وأفحش من مجرد امتناع طائفة عن شيء من أحكام الشريعة فما نحن فيه أشد من ذلك لأنه ليس مجرد امتناع عن شريعة بل نبذ للدين- ويتناسون تمامًا أن الكلام موجه إلى دولة المماليك فكان هناك دولة وجيش وتمايز بين الصفوف.
كان ابن تيمية يتكلم على واقع فكيف تأخذ هذا الكلام من الكتب وتطبقه على الواقع الذي نعيشه الآن مع الإهمال الكامل لهذه الملابسات وهذا الفرق الشاسع؟!
فهذه دولة له قوتها ولها جيوش ولها أمراءها كيان إسلامي متميز يواجه التتار، والتتار أفضل ممن يحكموننا الآن من حيث موقفهم من الدين لكن ينبغي أن يلاحظ الفرق، ولا يصلح أن تطبق على واقعنا فتوى صدرت نتيجة تفاعل مع واقع آخر بل ينبغي أن يراعى الفرق وهذا سوف نزيده إيضاحًا إن شاء الله تعالى.
فحيثما قرأت في أي كتاب من كتب الفقه أن تارك الصلاة يقتل ويستتاب هل هذه لآحاد الناس؟ إقامة الحدود رجم الزاني المحصن وجلد الزاني غير المحصن أو جلد شارب الخمر أو قطع يد السارق هل تترك هذه لآحاد الناس؟
إذن لكان الأمر فوضى فلا بد أن يكون هناك ولي أمر للمسلمين هو الذي يقيم الحدود فهذا سؤال سنجيبه عنه بالتفصيل ونناقشه بأدلته.
أيضًا قضية تكفير المسلمين مسألة خطيرة لا بد أن تقوم على برهان - ولا يجوز حتى لو حكمنا على الديار بأنها ديار كفر- أن يكفر أهلها بالذات في بلاد المسلمين التي نعيش فيها.
نلم أيضًا إلمامة بقضية من القضايا الأساسية جدًا بل هي أخطرها على الإطلاق بعد أن سبق من قبل التفريق بين مسمى الجهاد ومسمى الخروج على الحاكم فاعتقد الآن بعدما ذكرناه من قبل أنه لا ينبغي أن نخلط بين الأمرين فالجهاد مصطلح محدد في الفقه الإسلامي ينصرف عند الإطلاق وكثير من الإخوة لا ينتبهون إلى مثل هذه الضوابط في الكلام نقول: «ينصرف عند الإطلاق» فيأتي لبعض الأفعال ويقول: هذه تسمى جهادًا ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ? [التوبة: 73]
فأنا أقول: «عند الإطلاق» لكن بخلاف ذلك يمكن أن يستعمل لفظ الجهاد فبر الوالدين جهاد «ففيهما فجاهد» العبادات جهاد مقاومة الشهوات جهاد وغير ذلك من الأحاديث كما سبق أن بينا من قبل.
فأنا أتكلم عن الجهاد بالمعنى الفقهي الاصطلاحي ينصرف إلى قتال الكفار لإعلاء كلمة الله والمعاونة على ذلك وناقشن ذلك بالتفصيل من قبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ندلف بعد ذلك إلى الشق الآخر من الكلام بعد أن فرقنا وقلنا أن الأعمال التي تحصل الآن هي أقرب ما تكون إلى الخروج على الحكام وليس على الجهاد الاصطلاحي لأن الجهاد قتال كفار أما الجنود والجيوش فليست كفارًا فنحن لا نكفر هؤلاء الذين يظهرون الإسلام وسنزيد هذا الأمر إن شاء الله إيضاحًا فيما بعد لكن باختصار شديد نشير إلى أحكام الخروج حتى نعي الفرق بين هذا الباب وذاك:
أولًا الخروج يكون على واحد من اثنين إما على حاكم كافر أو على حاكم جائر فاسق ظالم ولكن ما زال مسلمًا.
فالآن نفرق من البداية بين نوعن من الحكام: حاكم كافر مرتد خارج من الملة وبين حاكم فاسق أو جائر أو فاسق أو ظالم أو عاصٍ لله تبارك وتعالى.
ففيما يتعلق بالخروج على الحاكم الكافر فقد أجمع العلماء على أن إمامة الكافر لا تصح بحال فلا يتولى كافر أبدًا أمور المسلمين وإن طرأ عليه الكفر وجب عزله إن أمكن وإلا خرج عليه المسلمون إن قدروا.
يقول الحافظ ابن حجر: تعالى: «إنه ينعزل» يعني الإمام «بالكفر إجماعًا فيجب على كل مسلم القيام في ذلك فمن قوي على ذلك فله الثواب ومن داهن فعليه الإثم، ومن عجز وجبت عليه الهجرة من تلك الأرض» لا يقيم في بلد يحكم فيها بأحكام الكفر.
أما الأدلة التي استدلوا بها على ذلك:
قوله تبارك وتعالى ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ? [النساء: 59]
فقوله ?مِنْكُمْ? أي من المؤمنين فإن لم يكن من المؤمنين فليس له عليهم حق الطاعة.
ثانيًا قول الله تعالى ?وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا? [النساء: 141] فهل هناك سبيل أقوى من أن يكون الحاكم كافرًا يحكم على المسلمين ويجري عليهم أحكام الكفر؟! فهذا من أوضح وأقوى السبيل فلذلك لا ينبغي ولا يكون أبدًا.
وأيضًا قول عبادة بن الصامت ?: «بايعنا رسول الله ? على السمع والطاعة، في العُسر واليُسر، والمنْشَط والمكْرَه، وعلى أثَرَةٍ علينا، وعلى ألا نُنازع الأمر أهْلَهُ، «إلا أن تَرَوْا كُفرًا بَواحًا، عندكم فيه من الله برهان».
أيضًا لما ذكر النبي ? أحوال بعض الأمراء سأله الصحابة: «أفلا ننابذهم عند ذلك؟» أي: إذا فعلوا هذه المظالم قال: «لا ما أقاموا فيكم الصلاة» أي لا تخرجوا عليهم ما أقاموا فيكم الصلاة «ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئًا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدًا من طاعة».
يقول القاضي عياض: تعالى: «أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل. قال: «وكذا لو ترك إقامة الصلوات والدعاء إليها».
وذلك لقول النبي ?: «لا ما أقاموا فيكم الصلاة» فهذا فيما يتعلق بالحاكم الكافر ولا خلاف في هذا الأمر بل عليه الإجماع كما ذكرنا.
القسم الثاني: الحكام الجائر أو الفاسق أو الظالم سمه ما شئت حتى لو وصف هنا بالكفر فإنه كفر دون كفر، كفر أصغر كالمعاصي والكبائر.
حكم الخروج على الحاكم الجائر أو الفاسق أو الظالم - وكثير من الحكام يتمنون أن يكون جائرين أو فاسقين أو ظالمين ويفرحون بذلك كثيرًا إذا أخرج من وصف الكفر- يقول العلماء: «هذه من أعظم مسائل الخلاف بين الأمة» أي من أمهات المسائل التي انقسمت عليها الأمة الإسلامية.
يقول الشهرستاني: «وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان».
خلاصة الكلام في هذه القضية – قضية الخروج على الحاكم الجائر أو الفاسق أو الظالم لكنه مازال مسلمًا- مذهب أهل السنة والجماعة تحريم الخروج على أهل الظلم والجور بالسيف ما لم يصل ظلمهم إلى حد الكفر وهو مذهب جمع من الصحابة – لا نقول: جميع الصحابة- وعامة أهل الحديث بل قال الإمام النووي: تعالى: «وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين- وإن كانوا فسقة ظالمين-» ا. هـ
وأما ما وقع من قيام الحسن وابن الزبير وأهل المدينة على بني أمية فهذا كان بالفعل لكن استقر أهل السنة بعد ذلك على التحريم.
فقد وقع في صدر الإسلام اختلاف بين العلماء في هذه القضية بالذات ثم استقر الأمر على ما سنذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الإمام النووي: تعالى: «إن هذا الخلاف كان أولًا ثم حصل الإجماع على منع خروجهم» بل صار العلماء بعد ذلك يذكرون هذه القضية كما تلاحظون في متن «الطحاوية» وغيرها من المتون يكون في آخر متونها: «ونرى عدم الخروج على أئمتنا وإن جاروا ... » إلى آخر الكلام كما هو معروف.
فيذكرونها في قضايا العقيدة ويأمرون بالصبر على جور الأئمة ورد قتالهم، ورد الحافظ ابن حجر على من جرح الحسن بن صالح الهمداني بأن يقول بالخروج على الأئمة.
أي أن بعض علماء الحديث جرحوه فقالوا: هذا لا تقبل روايته لأنه يرى الخروج والسيف على الأئمة المسلمين الجائرين الظالمين.
فرد الحافظ ابن حجر: تعالى مدافعًا عنه فقال: «وقولهم: «كان يرى السيف» أي كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور «وهذا مذهب للسلف قديم لكن استقر الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه ففي وقعت الحرة ووقعت ابن الأشعث عظة لمن تدبر».
فهو يريد أن يدافع عنه بأن هذا ليس بدعًا من القول بل هو مذهب قديم من مذاهب السلف ولا يجرح الإنسان بمجرد أن يرى هذا المذهب لكن التجارب التاريخية والوقائع التي وقعت من أحداث الخروج والفتن التي ترتبت عليها فيها عظة لمن تدبر لذلك استقر اتفاق السلف بعد ذلك على تحريم ذلك.
يقول الشرقاوي: «حرمة الخروج على الإمام الجائر مأخوذ من إجماع الطبقة المتأخرة من التابعين».
قبل أن نذكر الأدلة على ذلك نشير إلى أنموذج من أحداث الخروج التي وقعت في الصدر الأول ولا نتتبعها جميعًا لأن هذا يطول.
فحينما أشار المغيرة بن شعبة على معاوية بن أبي سفيان بعد أن أصبح خليفة أن يأخذ البيعة لابنه يزيد ليتجنب ما حدث من خلاف وسفك للدماء بعد مقتل عثمان ? فإذا حدث للخليفة حادث كان ابنه إمامًا وأميرًا بعده أبيه ولا تسفك الدماء ولا تكون هناك فتنة ففعل ذلك معاوية واتصل بالجماهير عن طريق الولاة ولما حصل على الأغلبية طلب من كبار الصحابة أن يبايعوا يزيد عارضوه بعنف وفي مقدمتهم عبد الله بن عمر بن الخطاب ب والحسين بن على بن أبي طالب ب وعبد الله بن الزبير بن العوام ب وعبد الله بن عباس ب وعبد الرحمن ابن أبي بكر.
ولما جمع معاوية المعارضين أمر رئيس الحرس أن يشهر السيف في وجوههم ويخبر الناس أن المعارضين قد بايعوا فمن كذب الخليفة في ذلك فالسيف موجود.
وتكلم معاوية في أهل الشام وقال: «إن هؤلاء النفر من الصحابة بايعوا يزيد فسكت هؤلاء النفر من الصحابة ولم يتكلموا حذر القتل ثم ارتحل معاوية على الفور راجعًا وهكذا تمت البيعة ليزيد بالشدة والغلظة والإكراه.
وما من شك أن هذه سنة أتت بالحكم الجبري القهري كما تنبأ ? وانتهى بذلك عهد الخلافة الراشدة.
ولما مات معاوية وتولى ابنه يزيد الحكم وأراد أن يأخذ البيعة باللسان لم يكتف الصحابة بالإنكار باللسان أو بالامتناع عن البيعة كما حصل في الحالتين السابقتين في زمن معاوية بل وجدوا معهم قوة وشوكة فأعلنوا قتاله واقتتلوا معه – مع يزيد ابن معاوية-.
فخرج عبد الله بن الزبير بالجيوش من مكة وأعلن الحرب على يزيد وخرج الحسين بن علي إلى العراق حيث طلبوه لحرب يزيد، وأعلن أهل المدينة خلع يزيد ابن معاوية فكانت وقعت الحرة التي قتل فيها ثمانون مجاهدًا من صاحبة النبي ? - ووأسفاه!! -.
ولم يبق أحد من أهل بدر وقتل من قريش ومن الأنصار نحو ألف أو ألف وسبعمائة، وقتل من سائر البلدان عشرة ألاف بخلاف النساء والصبيان.
يقول المستشار سالم البهنساوي بعدما ذكر هذا الكلام الذي تلوناه عليكم: «لهذا وللتجارب التاريخية وبسبب هذه الفتنة التي أدت إلى سفك الدماء وقتل هؤلاء الأبرياء يرجح جمهور الفقهاء عدم الخروج على الحاكم ولو كان مغتصبًا للسلطة وطاغيًا طالما أن الجيش والقوة العسكرية تساند هذا الحكم وتحميه فعزل مثل هذا الحاكم لا يكون إلا عن طريق الجيش الذي يسانده فلو رأى قادة الجيوش ذلك لكان هذا هو السبيل الذي يجنب البلاد والعباد فتنة الاقتتال وسفك دماء الشعوب».
نعود إلى موضوعنا ونذكر الأدلة على هذا المذهب:
استدل هذا الفريق – الذي استقر إجماعه على تحريم الخروج وهم الطبقة المتأخرة من التابعين- بعدة أدلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولها: الأحاديث التي فيها الأمر بالطاعة وعدم نكث البيعة بل نص فيها النبي ? على الصبر على جور الأئمة منها: النصوص التي ذكرناها من قبل ومنها: قول النبي ?: «من رأى من أميره شيء يكرهه فليصبر، فإنه من فارق الجماعة فمات؛ مات ميتة جاهلية» يعني: لا يخلع يدًا من طاعة بل يبقى على طاعته حتى ولو كان ظالمًا.
وفي لفظ: «فإنه من خرج على السلطان شبرًا؛ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه».
واستدلوا بالأحاديث التي تحرم القتال بين المسلمين:
كقول النبي ?: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» وقوله ?: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» وبقوله: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض» وبقوله: «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجئًا فليعذ به».
أيضًا أحاديث فيها بعض ما يقع من الأئمة من ظلم وانحراف ومع ذلك لم يأمر بالخروج عليهم:
كقول النبي ?: «هلكت أمتي على يد غلمة من قريش» ولم يأمر بالخروج عليهم. كذلك في حديث حذيفة ? قال: «قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر» فلما سأله عن المخرج قال: «الزم جماعة المسلمين وإمامهم»
مع كل ما يفعلونه ومع وجود قوم يهدون بغير هديه ويستنون بغير سنته ومع وجود دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ومع ذلك كان المخرج: «الزم جماعة المسلمين وإمامهم».
وفي الرواية الأخرى قال له: «فإن كان ثم خليفة الله فالزمه ولو أخذ مالك وضرب ظهرك» أو كما قال ?، فهذا ظلم بلا شك ومع ذلك لم يأمر بالخروج عليهم.
من هذه الأدلة أيضًا:
قول النبي ?: «أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم» «أدوا إليهم حقهم» يعني: من السمع والطاعة، «وسلوا الله حقكم» واصبروا على ذلك.
يقول شيخ الإسلام: تعالى: «فأمر مع ذكره لظلمهم بالصبر وإعطاء حقوقهم وطلب المظلوم حقه من الله ولم يأذن للمظلوم المبغي عليه بقتال الباغي في مثل هذه الصور التي يكون القتال فيها فتنة».
أيضًا من هذه الأدلة التي ذكروها:
مراعاة مقاصد الشريعة إذا كانت مفسدة الأمر والنهي أعظم من مصلحته لم يكن هذا الأمر مما يأمر الله ? به.
ومما يشهد لهذا إقرار النبي ? لعبد الله بن أبي وأمثاله من أئمة النفاق والفجور لما لهم من أعوان فإزالة منكره بنوع من عقابه مستلزمة إزالة معروف أكثر منه وأعظم وذلك بغضب قومه وحميتهم وبنفور الناس إذا سمعوا أن رسول الله ? يقتل أصحابه.
فينبغي للإنسان أن يراعي هذه القاعدة وينظر للعواقب فإذا قتل حاكم من الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله حدث كثير من العواقب مع أنهم يعلمون أن هذا الحكم لا يزول وغاية ما في الأمر استبدل شرير بشرير آخر لكن لا يحصل تغيير للمنكر بالفعل مع العواقب التي تحصل والبلايا التي تقع.
يقول: «باستقراء وقائع التاريخ أيضًا يعلم أن مفاسد الخروج على الحكام أيضًا أكثر من مصالحه».
ما زال كلامنا في الحاكم الجائر أو الفاسق أو الظالم مع استمرار وصف الإسلام في حقه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: تعالى: «لعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته».
فكأن هذه القاعدة صارت غالبة وأن غالب الخروج على ذي السلطان يترتب عليه فساد أعظم من الفساد الذي أزالته، فكأن الأمر شبيه جدًا بالسبع الضاري - الأسد المتوحش- الذي في فمه قطعة من اللحم وهناك من يريد أن ينتزعها من فمه ففي الغالب يترتب على ذلك كثير من الفتن حتى ولو أدى الأمر إلى أن يدكوا البلاد على أهلها كما حصل في حماة حيث قصفت البلد ودمرت تمامًا وأبيد عدد ضخم جدًا من المسلمين!!
وهذا أمر غير مهم بالنسبة لهم فالمهم أن يبقى في الكرسي وهذا مع الفارق لأن هذا داخل في الحاكم الكافر لا الجائر الذي نتكلم عنه لأن النصيرية كما هو معروف أشد كفرًا من اليهود والنصارى.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: تعالى: «وأما إذا زاد شره» يعني النهي «وعظم وليس في مقابلته خير يفوته لم يشرع إلا أن يكون في مقابلته مصلحة زائدة فإن أدى ذلك إلى شر أعظم منه لم يشرع مثل أن يكون الآمر لا صبر له»
(يُتْبَعُ)
(/)
أي الإنسان الذي يحاول أن يغير المنكر ليس عنده صبر «فيؤذى فيجزع جزعا شديدا يصير به مذنبا وينتقص به إيمانه ودينه» يعني: فلا يتعرض من البلاء لما لا يطيقه.
والخروج على أئمة الجور مفسد لأمن الأمة ففي كما يقول القرطبي استبدال الأمن بالخوف وإراقة الدماء وانطلاق أيدي السفهاء وشن الغارات على المسلمين والفساد في الأرض.
خامسًا: باستقراء وقائع التاريخ يتبين أنه لا يتحقق للخارجين مرادهم بل لا يرى من الخروج إلا الشر.
قال شيخ الإسلام: «وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق وكابن المهلب الذي خرج ابنه بخراسان وكابي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضًا.
وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة وأمثال هؤلاء وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا وإما أن يغلبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة فإن عبد الله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقا كثيرا وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم فهزموا وهزم أصحابهم فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا.
والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين ومن أهل الجنة فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم ومع هذا لم يحمدوا ما فعلوه من القتال وهم أعظم قدرا عند الله وأحسن نية من غيرهم».
فحتى لو قام بذلك رجال صالحون أو أناس أهل دين وخير فلن يكون أعظم من الفريق الذي قاتل كعائشة وطلحة والزبير ومع ذلك لم يحمد منهم هذا القتال مع أنه من أفضل أولياء الله فالصحابة أفضل أولياء الله ومع ذلك ذم هذا القتال في حقهم.
ذكر الإمام الأشعري خمسة وعشرين خارجًا من أهل البيت لم يصل أي منهم إلى مطلوبه فإذا كان مآل الخروج دائمًا إلى فساد حتى وإن كان الخارج قد قصد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا لا يجوز لأن الشارع لا يأمر إلا بما فيه مصلحة.
سادسًا: إن الحاكم الظالم ليس شرًا من كل الوجوه:
قال ?: «إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» وقد قيل: «ستون سنة بإمام ظالم خير من ليلة واحدة بلا إمام».
وظلمه – ظلم الحاكم- يكون كالمصائب تكون كفارة للذنوب يثابون عليها كتسليط العدو.
نظرًا لوضوح دلالة الأدلة على تحريم الخروج على الحاكم المسلم الجائر وصل الأمر إلى حد أن قال الإمام ابن حزم: تعالى بأنها منسوخة ومعنى ذلك أن التعارض عنده بين الأمرين كان واضحًا جدًا بين الأدلة التي تبيح والأدلة التي تحرم وكان ابن حزم يرى الخروج على الحاكم الفاسق وإن كان قد ذكر شرطًا سنذكره.
على أنه لا يصح أن يصار إلى النسخ إلا عند تعذر الجمع فما صار إليه ابن حزم لا يصح لأنه لا يصار إلى النسخ إلا عند تعذر الجمع إذ في النسخ إلغاء أحد الدليلين وفي الجمع إعمال الدليلين معًا وإعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما.
فلا يستساغ هنا أن يقال بالنسخ كما قال ابن حزم لأن الجمع ممكن بأن أدلة التحريم خاصة وأدلة الأمر بالمعروف عامة. هذا فيما يتعلق بالفريق الذي يرى تحريم الخروج على الإمام الظالم أو الجائر أو الفاسق ما دام مسلمًا.
أما الفريق الآخر فهم القائلون بجواز الخروج على الحاكم المسلم الظالم بل يقول بعضهم بوجوب هذا الخروج حتى وإن كان فاسقًا جائرًا ظالمًا مع إسلامه هؤلاء الذين يجيزون الخروج بل يوجبونه أحيانًا هم طوائف من أهل السنة وجميع المعتزلة وجميع الخوارج والزيدية.
أما أدلتهم:
فاستدلوا أولًا بقوله تعالى ?وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ? [الحجرات: 9] فقالوا: إن «الفئة الباغية» هي الإمام الظالم ومن معه.
أجاب الفريق الأول فقالوا: دلت النصوص - التي ذكرناها في أدلتهم- على تحريم الخروج على أئمة الظالمين فالخارج عليهم باغٍ ومعيار تحديد البغي هو النصوص لا غير، فإذا كانت النصوص قد ذكرت أن الخارج على الإمام باغٍ وأنه يجب الصبر عليه فلا ينبغي أن يحرف تعريف الباغي وأن يقلب بهذه الصورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: «ليس في الآية أن مجرد وجود البغي موجب للقتال بل النصوص آمرة بالصبر على الإمام الجائر وعدم مقاتلته فلم يأذن في دفع البغي مطلقًا بالقتال بل إذا كانت فيه فتنة نهي عن دفع البغي وأمر بالصبر».
الدليل الثاني:
قالوا الدليل قوله تعالى ?لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ? [البقرة: 124] والإمامة هي عهد الله فلا يجوز أن يناله ظالم بل يجب كفه عن ظلمه.
أجاب جمهور أهل السنة فقالوا: إن هذه الآية لا علاقة لها بالخروج وهي تدل على أنه لا يكون من ذرية إبراهيم إمام يقتدى به وهو ظالم فهذا غاية ما يستدل به من الآية.
ثالثًا: استدلوا بقوله تعالى ?وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ? [المائدة: 2]
قالوا: عدم الخروج إعانة للظالم على الإثم والعدوان والخروج عليه معاونة للخارجين على البر والتقوى.
فأجاب علماء أهل السنة على ذلك بقولهم: إن غاية ما تدل عليه الآية تحريم التعاون على إثم مع الإمام وغيره.
?وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ? فغاية ما يؤخذ منها تحريم التعاون على الإثم سواء كان مع الرعية بعضهم البعض أو التعاون بين الرعية وبين الإمام.
بما أن النصوص دلت على تحريم الخروج وتأثيم فاعله إذن لا يكون معاونة الخارج عليه من التعاون على البر بل يكون تعاونًا على الإثم والعدوان لأن هذا مخالفة للنصوص الآمرة بالصبر على جور الأئمة بجانب قوله ?: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
استدلوا أيضًا بالعمومات الواردة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
كقوله تعالى ?وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ? [آل عمران: 104] وبقوله تعالى ?كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ? [المائدة: 79] وبقول النبي ?: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب».
وبقوله: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده ... » إلى آخر الحديث.
وبقوله: «فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ... » إلى آخر الحديث.
وبقوله: «فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» وبقوله: «إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين».
فنقول: كل هذه الأدلة التي ذكروها لا خلاف عليها وقوله: «إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلون» خطأ الأئمة المضلون وانحرافهم لا يسوغ الخروج عليهم، فهذه الأدلة التي ذكروها كلها عمومات خصصت بالأحاديث التي سبق ذكرها في أدلة من يقول بتحريم الخروج والتي فيها الأمر بالصبر على جور هؤلاء الأئمة.
يقول الشوكاني: تعالى: «وقد استدل القائلون بوجوب الخروج على الظلمة ومنابذتهم السيف ومكافحتهم بالقتال بعمومات من الكتاب والسنة في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا شك ولا ريب أن الأحاديث التي ذكرها المصنف في هذا الباب وذكرناها أخص من تلك العمومات مطلقا وهي متواترة المعنى كما يعرف ذلك من له أنسة بعلم السنة».
أما النصوص الدالة على عزل الظالم فليس واقعة على خصوص الدعوة، أي أنهم يأتون بالنصوص الدالة على عزل الإمام المسلم الظالم وهذه النصوص لا علاقة لها بموضوعنا لأننا نناقش قضية الخروج لا العزل فهذا باب مستقل فالذي عين هو الذي يملك أن يعزل وهم أهل الحل والعقد فإذا عينوا إمامًا فهم يملكون أن يعزلوه.
فعزل الظالم غير الخروج عليه فلم أمكن عزله بغير فتنة وإبداله بخير منه وجب ذلك أما إن استلزم إراقة الدماء فعند ذلك يحرم لما سبق من الأدلة.
أما استدلالهم بقوله: «فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ... » إلى آخره فهذا مشروط بأنه لا يستلزم فتنة كما أنه وارد على سبيل الخبر فيمن سبق من الأمم.
لأن أول الحديث: «ما من نبي بعثه الله إلا كان له حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويهتدون بهديه ... » إلى آخر الحديث، وليس في لفظه ذكر لهذه الأمة.
كذلك قوله ?: «فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» والمعنى: إذا أمر الحاكم بمعصية فلا يسمع له ولا يطاع في المعصية، أما منازعته في الأمر فلا تجوز للأدلة التي ذكرناها فهذه نقرة وهذه نقرة.
والطاعة ليست قاصرة على الإمام العادل بل كذلك الجائر في غير معصية يقول ?: «ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها ... » الحديث وفي آخره: «تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم».
أيضًا فيما يتعلق بآخر أدلتهم وهو اتفاق العلماء على قتال الطائفة الممتنعة عن التزام شريعة من شرائع الإسلام المتواترة حتى يكون الدين كله لله وهذا لا خلاف عليه لكن من المخاطب أن يرفع راية القتال ويقاتل هؤلاء القوم؟ المخاطب هو الإمام كما فعل أبو بكر مع مانعي الزكاة وأطلق على قتاله لهم حروب الردة تغليبًا وغلا فليس كل الذين قتالهم أبو بكر مرتدين بل كان قسم كبير منهم بغاة منعوا الزكاة بتأويل لهم كما هو معلوم، كذلك من الذي قاتل التتار في عهد شيخ الإسلام؟
شيخ الإسلام وأمراء الجيوش وأمة متميزة بكيان مستقل قائم وظاهر ومعلن تحيز له المسلمون يجاهدون التتار.
إذن فهذا الخطاب موجه إلى الإمام وليس إلى آحاد الناس، وإنما يورد العلماء هذه المسألة عند كلامهم على مهام الأئمة ومسئولياتهم، فقتال الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة يأتي الكلام عليه في باب مسئوليات الخليفة فوظيفته حراسة الدين وسياسة الدنيا بالدين.
كذلك أيضًا تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه «السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية» ولا توكل مثل هذه القضية إلى آحاد الناس.
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 11:55]ـ
من سلسلة نصيحة موضوعية للتيارات الجهادية للدكتور محمد إسماعيل المقدم الشريط الرابع
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 12:02]ـ
من سلسلة نصيحة موضوعية للتيارات الجهادية للدكتور محمد إسماعيل المقدم الشريط الراب
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 02:19]ـ
للرفع
ـ[أبو مروان]ــــــــ[12 - Dec-2009, صباحاً 02:32]ـ
جزاك الله خيرا، فقد كنت بصدد جمع كلام أهل العلم في الموضوع، لكني وجدت موضوعك جيدا في بابه. وفي هذا رد على من يسوون بين بلاد الإسلام لوجود المعاصي فيها وبين بلاد الكفر الصليبية التي تحارب الإسلام، ومحاولة الاستدلال بما لايليق الاستدلال به لتبرير إقامة المسلمين بديار الكفر، أو لتبرير الخروج على الحكام المسلمين. هدانا الله للحق
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[19 - Jan-2010, مساء 06:53]ـ
وجزاكم مثله(/)
مواجهة الغلو في التكفير لا يكون بالغلو في التحذير منه، فالغلو لا يرد بغلو آخر
ـ[أبوحذيفة-الانصاري]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 06:56]ـ
قال معالي الشيخ العلامة صالح الفوزان - حفظه الله -:
(التكفير للمرتدين ليس من تشريع الخوارج ولا غيرهم، وليس هو فكرًا ... ، وإنما هو حكم شرعي، حَكمَ به الله ورسوله على من يستحقه، بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام القولية أو الإعتقادية أو الفعلية، والتي بينها العلماء في باب أحكام المرتد، وهي مأخوذة من كتاب الله - تعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فالله قد حكم بالكفر على أناس بعد إيمانهم، بارتكابهم ناقضًا من نواقض الإيمان، قال - تعالى -: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)) [سورة التوبة: 65 - 66]، وقال - تعالى -: ((وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ)) [التوبة: 74].
وقال - عليه الصلاة والسلام -: " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة "، وقال: " فمن تركها فقد كفر "، وأحبر - تعالى - أن تعلم السحر كفر، فقال عن الملكين اللذين يعلمان السحر: ((وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ)) [البقرة: 102]، وقال - تعالى -: ((إِنَّ الَّذِينَ أمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ أمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)) [النساء:
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 07:38]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27993(/)
من انصاف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الحكم على المخالفين
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 12:56]ـ
يقول رحمه الله في قاعدة المحبة صفحة 122 تحقيق الشيخ فواز احمد زمرلي:لكن قد يقال إن كثيرا ممن يكون فيه نوع محبة الله قد يكون معها اعتقاد فاسد إذ الحب يستتبع الشعور لا يستلزم صريح المعرفة لا سيما من كان من عقلاء المجانين الذين عندهم محبة لله وتأله وفيهم فساد عقل فهؤلاء قد يصيب أحدهم ما يصيب العشاق في حق الله ومعهم حب شديد ونوع من الاعتقاد الفاسد
وكثيرا ما يعتري أهل المحبة من السكر والفناء أعظم ما يصيب السكران بالخمر والسكران بالصور كما قال تعالى في قوم لوط إنهم لفي سكرتهم يعمهون فالحب له سكر أعظم من سكر الشراب كما قيل
سكران سكر هوى وسكر مدامة ... ومتى إفاقة من به سكران
ومعلوم أنه في حال السكر والفناء تنقص المعرفة والتميز ويضطرب العقل والعلم فيحصل في ضمن ذلك من الاعتقادات والتخيلات الفاسدة ما هو من جنس العشق الذي فيه فساد الاعتقاد
وهؤلاء محمودون على ما معهم من محبة الله والأعمال الصالحة والإيمان به وأما ما معهم من اعتقاد فاسد وعمل فاسد لم يشرعه الله ورسوله فلا يحمدون على ذلك لكن إن كانوا مغلوبين على ذلك بغير تفريط منهم ولا عدوان كانوا معذورين وإن كان ذلك لتفريطهم فيما أمروا به وتعديهم حدود الله فهم مذنبون في ذلك مثل ما يصيب كثيرا ممن يهيج حبه عند سماع المكاء والتصدية والأشعار الغزلية فتتولد لهم أنواع من الاعتقادات والإرادات التي فيها الحق والباطل وقد يغلب هذا تارة وهذا تارة(/)
كلام رائع لشيخ الاسلام ابن تيمية (2) في العذر بالجهل
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 01:02]ـ
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية في قاعدة المحبة ص 180) في اقامة الحجة وان الانسان قد يعذر بسبب عدم بلوغه الرسالة:
وكثير من الناس يكون معه من الإيمان بالله وتوحيده ما ينجيه من عذاب الله وهو يقع في كثير من هذه الأنواع ولا يعلم أنها شرك بل لا يعلم أن الله حرمها ولم تبلغه في ذلك رسالة من عند الله والله تعالى يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فهؤلاء يكثرون جدا في الأمكنة والأزمنة التي تظهر فيها فترة الرسالة بقلة القائمين بحجة الله فهؤلاء قد يكون معهم من الإيمان ما يرحمون به وقد لا يعذبون بكثير مما يعذب به غيرهم ممن كانت عليه حجة الرسالة
فينبغي أن يعرف أن استحقاق العباد للعذاب بالشرك فما دونه مشروط ببلاغ الرسالة في أصل الدين وفروعه ولهذا لما كثر الجهل وانتشر
[عدل] تزيين الشيطان لكثير من الناس أنواعا من الحرام ضاهوا بها الحلال
زين الشيطان لكثير من الناس نواعا من المحرمات ضاهوا بها حلال وقد لا يعلمون أنها محرمة بغيضة إلى الله بل قد يظنون أن ذلك محبوب لله مأمور به وقد يظنون أن فيها هذا وهذا وهم في ذلك يتبعون الظن وما تهوي الأنفس وقد يعلمون تحريم ذلك ويظهرون عدم الوجه المحرم خداعا ونفاقا فهؤلاء غير المؤمن الذي يحب الله ورسوله ويأتي بالمحرم معتقدا أنه محرم وهو مبغض له خائف راج(/)
رئيس الصومال يوافق على تطبيق الشريعة في البلاد. والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 06:20]ـ
وافق الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد على تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد وإجراء اتفاق هدنة مع خصوم الحكومة، وذلك في مسعى منه لنزع فتيل الاشتباكات والمواجهات مع زعماء وشيوخ القبائل المناهضة للحكومة.
وجاء الإعلان عن الصفقة الجديدة في أعقاب محادثات جرت بين الحكومة الصومالية وخصومها من القبائل، بالإضافة إلى الوساطات التي قام بها بين الطرفين زعماء دينيون إقليميون.
صلات بالقاعدة
يُشار إلى أن الحكومة الصومالية خاضت مؤخرا اشتباكات مع "جماعة الشباب الإسلامية" التي لا تعترف بحكومة شيخ شريف، وتهدت بمقاتلتها.
وكان شيخ شريف قد انتُخب رئيسا للبلاد الشهر الماضي, وقد تزعَّم في السابق المحاكم الإسلامية التي كانت تسيطر على مقديشو وجنوبي الصومال قبل أن تطيح بها قوات الحكومة المؤقتة مدعومة بالقوات الأثيوبية التي دخلت الصومال عام 2006.
ومازال يتعين الحصول على موافقة البرلمان الصومالي على الاتفاق الجديد قبل أن يصبح ساري المفعول، إلا أن الرئيس شيخ شريف قال إنه لا يوجد مشكلة من طرف حكومته إذا كان الشعب يريد أن يُحكم بالشريعة الإسلامية.
وقال شيخ شريف: "لقد طلب مني الوسطاء تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد وقد وافقت على ذلك."
منقول من البي بي سي.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7917000/7917193.stm
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 07:20]ـ
سبحان الله يعني على كيف البرلمان والشعب أذ وافقوا طبق والا فلا!!!!!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 07:52]ـ
سبحان الله يعني على كيف البرلمان والشعب أذ وافقوا طبق والا فلا!!!!!!
يا أخي غفر الله لك .. هل تريد من الرجل - والحال من الاستضعاف هناك بما تعلم - عندما تسأله شبكة بي بي سي عن معبودها (الديمقراطية) أن يقول لهم "الديمقراطية هذه كفر وضلال ونحن لا ننتظر موافقة الناس لنحكمهم بشرع ربهم"؟
الظاهر والله أعلم - وأقول هذا إحسانا للظن - أن الرجل سيطبق الشريعة، وسيحرص على جعل الأمر يظهر على أنه إرادة الشعب حتى يسد أمام بلاد الكفر العاتية الذريعة للهجوم عليه بدعوى الدكتاتورية وقهر الشعوب وسلبها حقها المزعوم في الاختيار وكذا ..
ومن الواضح أنه يثق في أن هذا مراد الشعب لأنه لو لم يكن الأمر كذلك لما انتخب القوم رئيسا من رؤساء المحاكم الشرعية ليكون رئيسا للدولة أصلا!
فاستبشر بالخير وسل الله السداد والتوفيق لإخوانك هناك، يرحمك الله.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 08:19]ـ
الشريعة التي ستطبق الشريعة المعتدلة!!!
الصومال .. 120 يوما مهلة لتطبيق الشريعة "المعتدلة"
مقديشو- أعلن مجلس العلماء الصوماليين للتصحيح والمصالحة أنه حدد للحكومة الصومالية الجديدة مهلة 120 يوما كي تعلن تعديلا للدستور يضمن أن البلاد ستكون تحت حكم الشريعة "المعتدلة".
وقال شيخ بشير أحمد صلاد رئيس المجلس في ختام اجتماع ضم أكثر من 100 من علماء الدين بمقديشو: "ينبغي أن يجتمع البرلمان الصومالي خلال 120 يوما، ويعلن أن البلاد ستكون تحت حكم الشريعة الإسلامية .. وتجرى تعديلات على الدستور الحالي، خاصة البنود التي تتعارض مع الشريعة".
لكنه قال إنها ينبغي أن تكون "الشريعة المعتدلة، وليس المفهوم الصارم الذي يريد مقاتلو الشباب (حركة شباب المجاهدين الإسلامية) فرضه في أنحاء البلاد".
كما طالب اجتماع مجلس العلماء الصوماليين للتصحيح والمصالحة في العاصمة التي دمرتها الحرب الأهلية بسحب قوات الاتحاد الإفريقي من مقديشو في نفس المهلة، وعدم إحضار أي قوات أجنبية بديلة عنها. ولم يتضح ماذا سيفعلون إذا لم تتم الاستجابة إلى هذه المهلة.
ويتكون المجلس من علماء الدين في المحاكم الإسلامية السابقة التي كان يرأسها الرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف شيخ أحمد. وسيطرت المحاكم الإسلامية في عام 2006 على العاصمة لفترة قصيرة قبل أن تجتاح القوات الإثيوبية الصومال بدعم من القوات الحكومية.
رأس البرنامج
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأتي الشريعة على رأس البرنامج الانتخابي الذي طرحه شيخ شريف شيخ أحمد خلال خطابه أمام البرلمان الصومالي في جيبوتي قبيل انتخابه رئيسا الشهر الماضي، والذي تعهد بتنفيذه في غضون عامين.
ويتضمن البرنامج تطبيق الشريعة انطلاقا من "كون الشعب الصومالي مسلما وأن الشريعة صمام الاستقرار والسلام في الصومال".
وعن مفهوم تطبيق الشريعة، ينص البرنامج على أنه سوف يتم تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية، "لكن ليس على حسب أهواء البعض الذين أساءوا للشريعة وأضروا الشعب"، دون تحديد لهوية هؤلاء.
ويذهب البرنامج إلى أن علماء الصومال سيكونون المرجع الأساسي لشرح السبيل الأمثل لتطبيق الشريعة الإسلامية، مؤكدا أن الحكومة الصومالية "ستكون الجهة الوحيدة لتنفيذ مقتضيات الشريعة" بشكل تدريجي بدلا من الجماعات المسلحة.
وينص البرنامج على إنهاء القتال "بصفة نهائية"، وإعادة الأمن والنظام وقوة القانون والعمل على إحلال السلام في الصومال، وفي المنطقة".
ويقول: "إن الحوار والتفاهم أساس التعامل مع الإخوة الذين لم يشاركوا في العملية السياسية، وإن الدم الصومالي خط أحمر لا يمكن تجاوزه، لذا سنخوض في عملية مصالحة صومالية- صومالية شاملة".
وربط البرنامج بين الاستقرار في الصومال، والعلاقات مع دول الجوار، وفي هذا الخصوص ينص البرنامج على "التمسك بمبادئ حسن الجوار والاحترام والتعايش السلمي وعدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة، ونأمل في أن تنعم شعوب القرن الإفريقي بالأمن والاستقرار".
كما تضمن البرنامج الانتخابي عددا من التعهدات الأخرى من جانب شريف في شأن بناء اقتصاد وطني قوي، وإنهاء المعاناة الإنسانية، ومراعاة حقوق الإنسان في البلاد.
ويأمل الدبلوماسيون في المنطقة أن يستطيع أحمد -أول رئيس إسلامي للصومال- أن يضم الإسلاميين المعتدلين إلى حكومته، ويهمش حركة الشباب التي يوجد مقاتلون أجانب في صفوفها.
غير أن هذه المهمة لا تبدو سهلة في ضوء التحديات التي يواجهها الرئيس الصومالي الجديد في محاولته إحلال السلام في الصومال الذي مزقته حرب أهلية دامت 18 عاما.
ويأتي التحدي الرئيسي من حركة شباب المجاهدين التي رفضت الاعتراف بنتائج الانتخابات التي أتت بشيخ شريف إلى السلطة، كما رفضت الحوار معه، وذلك إضافة لعدد آخر من الجماعات الإسلامية التي كونت ما يسمى بـ"الحزب الإسلامي" بزعامة المحاكم الإسلامية (جناح أسمرا)، والذي أعلن عزمه العمل على إسقاط الحكومة الجديدة.
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 08:21]ـ
ولك يا اخي
والله دول الكفر اذا امكنها ان تهجم عليهم سوف تقوم بذالك لمجرد تطبيقة لشرع الله فقط.-والصحيح انهم ياخافون ان يهجموا-
ثم اليس مسمى المحاكم الاسلامية يوحي بالتشدد والارهاب لدى الغرب! اذا لماذا لم يغير مسمى الجماعه ايضا
وفي نظري القاصر لا اظنه يستطيع تطبيق الشريعه الاسلامية
على العموم اسال الله ان يحقن دماء المسلمين وينصر المجاهدين في الصومال وفي كل مكان.
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 09:31]ـ
سبحان الله يعني على كيف البرلمان والشعب أذ وافقوا طبق والا فلا!!!!!!
لا حول ولا قوة الا بالله .. رحماك يا رب بهذه الأمة ..
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 06:13]ـ
لا أدري!! أكثر من ستين دولة إسلامية مستضعفة!! ليس فيها حاكم مسلم غير مستضعف!!
ما هذا الهراء!! أسأل الله تعالى أن يهدم منظومة الأمم الكافرة!! هذا الطاغوت الأكبر الذي يُعبد من دون الله!!
يجب على الأمة أن تخلع هذا الطاغوت من رقبتها وأن تشجع كل من يحارب هذا الطاغوت.
ووالله لو وقف المسلمون في أفغانستان والعراق وغزة والصومال وقفة رجل واحد لما قام للكفر قائمة .. ولكن تأتي مثل هذه التنازلات الإسلامية التي تشتت الجهود بفتاوى لا نجدها إلا وقت قطف الثمرة
المحكوم المستضعف هو الأصل وهو ولي أمرنا ولا يجوز الخروج عليه!! والذي طرد الاحتلال وأذل أنف أمريكا وأثيوبيا فرع ينبغي أن يبايع المستضعفين!! انقلبت الموازين!
الأمل بشيخ شريف أن يكون جاسوساً متعاوناً مع أهل الجهاد في الصومال لا أن يكون حاكماً عليهم، لأنه يعيش في حضن الأعداء، وقد هرب وقت الغزو كما قال تعالى: {فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم والله عليم بالظالمين} لما جاء الحرب وحمي الوطيس هرب! وليت هرب إلى بيت وإنما إلى حضن الكفار!!
لا إشكال .. إن كان في نيته نصرة الإسلام فأسأل الله تعالى أن ينصره، وإن كنت أعتبر الدعوة إلى مبايعته دعوة خارجية!! جاءت من الخارج بانتخابات من خارج البلاد!!
والله المستعان على ما تصفون
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 04:46]ـ
الله ينصر الاسلام و المسلمين
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 07:58]ـ
هذا المقال يصلح في الرد على شبهة يكررها أهل الإرجاء في هذا الزمان حيث يقولون أن الحكام لا يستطيعون تطبيق الشريعة لأنهم مكرهين من قبل أمريكا والغرب!!!! .. ومع أن هذه الشبهة سخيفة جداً كما وضح الأستاذ محمد قطب في كتابه (واقعنا المعاصر) إلا أن تصريح أحمد شيخ شريف بعد أن رجع إلى الصومال وهو حليق اللحية بأنه سوق يطبق الشريعة الإسلامية في البلاد يدل على أن الحكام ليسوا مكرهين على عدم تطبيق الشريعة الإسلامية في بلدانهم أيضاً .. فإن شريف أضعف منهم قوة وأقل تمكين ومع هذا يعلن تطبيق الشريعة فإي عذر لباقي الحكام في عدم تطبيق الشريعة!!!؟.
اللهم عليك بأهل النفاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 12:34]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول الله عزّ و جلّ: {إن تنصرو الله ينصركم}. إنتهى.
ـ[المقدسى]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 02:29]ـ
وخل الإستضعاف بالأمة بات مرتبطاُ بتطبيق الشريعة .. !!
وكأن المهانة والذل والتقصد سيكون أمراُ حتمياُ إذا طبقنا الشريعة فقط
أقول علي الحكام شراء مرضاة الله دون الإلتفات لما سيقوله الآخرون من أباطرة الكفر العالم لأنهم في الحالتين لن يكونا في جانب الأصدقاء
ـ[آدم علي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 03:56]ـ
تفاعل الاخوة مع قضية اهل الصومال واهتمامهم بامر اخوانهم مما يفرح به ويدل على حيوية الاخوة الاسلامية بين المسلمين، ولكن من المؤسف جدا ان بعض الاخوة يتكلم في شئون ذلك البلد دون ان تكون لديهم خلفية ولو بسيطة عنه مما يجعل حماستهم وكلامهم فيه مضحكا مبكيا، ومن الغريب أن احد الاخوة قال ان شيخ شريف رئيس الصومال حاليا ورئيس المحاكم سابقا رجع الى البلد حليق اللحية!!! ولكأنه يتكلم عن شخص في ذهنه وليس من نشاهده وشاهدناه. ولو وزن الاخوة كلامهم بميزان الشرع والانصاف قبل ان يخرج من فمهم لكان له وزن وحظي باستحسا الاخوة.
ـ[ابو هبة الباري]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 04:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لا افهم فرح الاخوة بهدا الخبر والصومال بلد فيه من المشكلات والتعقيدات مما لايصلح ان يكون محلا لتطبيق الشريعة في الوقت الراهن يجب التفكير في مجتمع قابل لان تطبق فيه الشريعة والا عاد الامر الى فساد بين ولاحول ولا قوة الا بالله
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 09:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى
ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 06:53]ـ
والصومال بلد فيه من المشكلات والتعقيدات مما لايصلح ان يكون محلا لتطبيق الشريعة في الوقت الراهن يجب التفكير في مجتمع قابل لان تطبق فيه الشريعة والا عاد الامر الى فساد بين ولاحول ولا قوة الا بالله
الشريعة صالحة لكل زمان ومكان, وبها تصلح البلاد ويستقيم أمر العباد. وبها تحل المشكلات والتعقيدات.
ولا يجعل الشريعة سبب في حصول الفساد ويطعن في صلاحيتها لحكم أي زمن أو أي مكان إلا أهل سوء الظن بالله من المنافقين.
وهل استتب الأمن في الصومال إلا بتطبيق الشريعة أيام المحاكم الإسلامية. مع أن الشريعة وعظمته وكمالها لا تحتاج لتدليل إلا في مقام الدعوة مع الكفار الذين لا يؤمنون بأنها حكم رب العالمين وأحكم الحاكمين.
نسأل الله السلامة والعافية
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 06:09]ـ
[ CENTER][FONT="Comic Sans MS"][SIZE="5"][COLOR="Black"] بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن يتبدل الكُفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل)} البقرة:108 {
(ولنبلونكُم حتى نعلم المُجاهدين منكُم والصابرين ونبلوا أخباركم* إن الذين كفروا وصدُوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهُدى لن يضُروا الله شيئاً وسيُحبط أعمالهم* يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم* إن الذين كفروا وصدُوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كُفار فلن يغفر اللهُ لهُم)} محمد:31+32+33+34 {.
(يا أيها الذين امنوا إن تطيعوا الذين كفروا يرُدوكم على أعقابكُم فتنقلبوا خاسرين* بل الله مولاكُم وهو خيرُ الناصرين)} ال عمران:149+150 {.
(يُتْبَعُ)
(/)
كم شعرنا بالفرح ونشوة النصرعندما سيطرت المحاكم الاسلامية بقيادة (شيخ شريف احمد) في عام 2006 على معظم أنحاء الصومال بما فيها العاصمة مقديشو, وإستبشرنا خيراً نحن معشرالموحدين الذين يؤمنون بالجهاد طريقا وحيداً لتحرير الأمة في مشارق الأرض ومغاربها بإنبعاث فئة ترفع (راية التوحيد والولاء والبراء) حيث أعلنت هذه الفئة المؤمنة بأنها ستحكم الصومال ب (القرأن والسُنة) وستحارب البدع والضلالات, وبأنها ستدافع عن الاسلام واهله, وستكون رأس حربة في مُحاربة الصليبيين واليهود, وبأن الولاء سيكون لله ورسوله وللمؤمنين وليس للعصبيات القبلية التي حولت أبناء الصومال الى أخوة اعداء مُتناحرين مُتنازعين يقتل بعضهم بعضا دون شفقة ولارحمة, فما أن سيطرت (المحاكم الاسلامية) بتسارع كبيرعلى معظم الصومال بما فيه العاصمة إستطاعت أن تعيد الأمن والأمان لجميع المناطق التي سيطرت عليها, فشعرالشعب الصومالي المسلم لأول مرة بالأمن والأمان على دمه وماله وعرضه منذ ستة عشرعاماً تقريباً, حيث عاث زعماء المليشيات القبلية الفساد في الأرض, وأهلكوا الزرع والضرع وجعلوا أرض الصومال خرابا يباباً, ولم تمضي على سيطرة المحاكم على الصومال ستة أشهر حتى جُن جنون الغرب الصليبي وحلفائه وعملائه كيف يتم اعادة الأمن والأمان للصومال تحت راية حركة اسلامية تعلن العداء للغرب وزعيمته رأس الكفر والشرامريكا, فأوعزت امريكا إلى أثيوبيا الصليبية جارة الصومال وذات العداء التاريخي للإسلام والمسلمين للقيام بإجتياح الصومال نيابة عنها وعن الغرب الصليبي, حيث خشيت امريكا إذا ما قامت هي بإجتياح الصومال فيتكررمعها ما حصل لهاعام 1992 عندما سُحل جنودها في شوارع مقديشو فولت هاربة ولها ضراط, ففي الحد يث الشريف قال صلى الله عليه وسلم (إذا سمع الشيطان الأذان ولى ولهُ ضراط) فأمريكا هي الشيطان, وبالإضافة انها في ورطة في العراق وأفغانستان على يد المجاهدين فلا تريد ان تدخل في ورطة جديدة, وعندما قامت القوات الأثيويبية بإسقاط حكومة (المحاكم الاسلامية) بالتعاون مع المليشيات القبلية الجاهلية تحولت فرحتنا إلى حزن شديد, وكم شعرنا بالخوف على قائد المحاكم الاسلامية (شيخ شريف) عندما إختفى بعد الإجتياح الأثيوبي وخشينا عليه من القتل ظانين فيه الخير رغم انه قام بالإنسحاب السريع امام القوات الأثيوبية ودون مقاومة تذكرظانين بأن ذلك تكتيك عسكري, وفجأة فإذا به يظهر في أفخم فنادق العاصمة الكينية نيروبي وإذا بوكالات الانباء تتناقل خبرإجتماع (شيخ شريف شيخ أحمد) بالسفيرالامريكي في نيروبي وبعد هذا الإجتماع بعدة أيام فإذا به يظهر فجأة في اليمن ثم في قطر وبعد مدة فإذا به يُعلن وفي ظل القاعدة الأمريكية الضخمة الموجودة في جيبوتي عن تشكيل تحالف مع زعماء ميليشيات قبلية جاهلية من الذين دمروا وخربوا الصومال وأهلكوا فيه الزرع والضرع ومن المعروفين بعلاقتهم بأمريكا ومن الذين قامت المحاكم الإسلامية بمحاربته, بل كانوا السبب في ظهورها رداً على فسادهم في الأرض وسُمي هذا التحالف ب (تحالف جيبوتي لتحرير الصومال) ونتيجة لهذا التحالف حدث إنشقاق في المحاكم الاسلامية وسُمي ب (تحالف تحريرالصومال جناح أسمرة) وصار هناك تبادل للتهم بين التحالفين ورداً على هذين التحالفين أعلن المقاتلون (الذين رفضوا مغادرة الصومال بعد الإجتياح الأثيوبي وإستمروا في قتال الجيش الأثيوبي وحلفائهم من الصوماليين المتمثلين بحكومة الصومال العميلة) التمايزعن التحالفين (جيبوتي واسمرة) وأطلقوا على انفسهم (حركة الشباب المجاهدين) وعرفوا أنفسهم بأنهم يعتنقون (العقيدة السلفية الجهادية التي تقوم على صحة العقيدة والجهاد في سبيل الله من أجل تحرير الصومال ليحكم بما أنزل الله وليس من أجل أن يُحكم بحكومة وحدة وطنية تضم أصحاب العقائد الزائفة والفاسدة والباطلة وقادة الميليشيلت الجاهلية التي خربت الصومال ودمرته وأسالت دم الشعب الصومالي أنهاراً) ,وأعلنت هذه الحركة مشروعها الذي تسعى الى تحقيقه وهو إقامة دولة إسلامية من ألاسكا إلى تشيلي إلى إفريقيا, وأعلنت على لسان أحد قادتها بأنها ترحب بالمُجاهدين من جميع أنحاء العالم الإسلامي من اجل تحقيق هذا المشروع وبأنها على إستعداد أن تزوج هؤلاء المجاهدين من جميع بنات الصومال لينصهر الدم كما فعل الرسول صلى الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلم عندما صاهرالقبائل, وبالفعل قامت (حركة شباب المجاهدين) بإجتياح مساحات واسعة من أرض الصومال وقامت بالسيطرة على العاصمة البديلة (بيدوا) التي كان يحتمي فيها زعماء عصابات الميليشيات الجاهلية والتي كانت بمثابةالمنطقة الخضراء التي يختبيء فيها عملاء أمريكا في بغداد.
ونتيجة لإزدياد قوة (حركة شباب المجاهدين) شعرت امريكا بالخطرالشديد, فقامت بإجراء مسرحية هزلية مفضوحة ومكشوفة للإلتفاف على (حركة شباب المجاهدين) لعلها تجهضُها فلجأت لحيلة خبيثة وهي مُحاربة (حركة شباب المجاهدين) بمن كانوا يُشكلون في يوم من الأيام وحدة واحدة معهم في اطار المحاكم الإسلامية, فقامت الولايات المتحدة الامريكية بإحضارما يُسمى بأعضاء البرلمان الصومالي إلى جيبوتي لإنتخاب (شيخ شريف شيخ أحمد) رئيساً للصومال بدلاً من الرئيس السابق الذي إستقال فجأة بناء على طلب أمريكا لفسح المجال ل (شيخ شريف شيخ أحمد) وحضرهؤلاء النواب (وعملوا على تغيير الدستور بإضافة مائتي عضو إلى البرلمان تم تعيينهم تعييناً من قبل الأيدي الخفية) وذلك لتكتمل المسرحية, ولإخراج المسرحية تم ترشيح أكثرمن واحد أمام (كرازاي الصومال) حتى تظهر بأن العملية هي عملية ديمقراطية, وان الشعب الصومالي هو الذي إختار هذا الكرازاي, فكانت نتيجة الإنتخابات فوزالكرازاي (شيخ شريف شيخ أحمد) فوزاً برصيد 280 صوت, وهكذا قامت الولايات المتحدة الأمريكية بصناعة كرازاي وأراجوز جديدا ليكون أداة بيدها لمحاربة الاسلام الجهادي الذي يهدف إلى إقتلاع نفوذ اليهودية والصليبية العالمية من بلاد المسلمين وتحرير المسلمين من ظلمهم وإستعادة عزتهم وكرامتهم المهدورة وثرواتهم المنهوبة من أيديهم, فمن المهازل والمخازي في هذه المسرحية ان هذه المسرحية كانت بدون جمهور, فالشعب الصومالي لم يحضرهذه المسرحية حيث تم إجراء هذه المسرحية خارج الصومال,
فأي رئيس هذا الذي يتم إنتخابه خارج دولته وبغياب شعبه؟؟
واي دولة هذه التي لا يجرؤ رئيسها وزعمائها وبرلمانيها الأراجوزات ان يجتمعوا على ارضها لإنتخاب رئيسها؟؟
وبعد أن اصبح (شيخ شريف كرازاي) قام الرئيس الأمريكي بتهنئته وبالإشادة به وبالعملية الديمقراطية التي تمت, ومن المخازي ان الكرازاي الصومالي الأراكوز الأمريكي المصطنع كانت اول زيارة قام بها بعد إنتهاء مسرحية إنتخابه الى اثيوبيا الصليبية التي اسقطت سيطرة المحاكم الإسلامية بقيادته (شيخ شريف) فاستقبل إستقبال الفاتحين بعد أن كان مطلوب لها وطاردته ولقد صرح رئس وزراء اثيوبيا الصليبية مفتخراً بأن اثيوبيا تقدم كل الدعم (للشيخ شريف احمد) وبأنها في نفس الوقت تدعم مليشيات قبلية لمحاربة (حركة الشباب المجاهدين) وبعد مسرحية تنصيب الكرزاي الأراجوز قامت الولايات المتحدة بتنسيب شخصية جاءت به من عندها حيث يعيش منذ عقدين من الزمن ولا يعرف شيئا عن واقع الصومال ليكون رئيسا لوزراء الكرازاي (شارماركي) ,وهذا الشخص موظف في هيئة الأمم المتحدة الامريكية, وهذا الشخص كان والده عميلاً أمريكياً قبل المجحوم الملعون عدو الله (سياد بري) ,وحتى يُعطى (شيخ شريف) الكرزاي الأراجوزشرعية إسلامية سارع (ما يُسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة القرضاوي كما هو ديدنه, حيث اثبتت الأحداث بأن هذا الاتحاد ورئيسه رهن إشارة الكفر العالمي ويسارع فيهم) إلى إصدار بيان يُطالب فيه جميع الجماعات والفئات والحركات الموجودة في الصومال بمبايعة هذا الكرزاي الأراجوز (شيخ شريف شيخ أحمد) كولي أمر للمسلمين في الصومال وناشد جميع الصوماليين الإلتفاف حوله وأشاد بذكائه وصفاته القيادية, وأعلن بأنه على إستعداد لرعاية مبادرة للحوار بين جميع القوى الصومالية لمبايعة هذا الكرازاي الأراجوز المرتد عن دين الله بعد أن بدل دينه بدنياه, فقبل أن يعود الى الصومال على جناح الطائر الأمريكي وليقوم بإجهاض اي مشروع إسلامي حقيقي يخلص الصومال من المفسدين في الأرض.
ألله أكبر عليكم يا من تسمون أنفسكم ب (إتحاد علماء المسلمين) والله أكبر على رئيسكم القرضاوي,
ما لكم كيف تحكمون؟؟
أم لكم كتاب فيه تدرسون؟؟
أم أنكم جهلة ولا تعرفون ما يدور في بلاد المسلمين من مكائد ضد الاسلام والمسلمين؟؟
أم أنكم جزء من الحرب على الاسلام بإعطاء هذه الحرب شرعية كما اثبتت الأيام؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فإعطاءكُم الشرعية للكرازاي الاراجوز المُصنع أمريكياً (شيخ شريف احمد) المرتد الذي جاء به الصليبيون لمحاربة المجاهدين الصادقين الذين يقاتلون في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا في الأرض هي ضمن حلقات متتابعة سارعتم فيها لكسب رضى الكفر والصليبية العالمية تحت مبررات تتناقض مع ما عُلم من الدين بالضرورة.
ألم يُسارع زعيمكم (القرضاوي) لإنقاذ الأصنام في افغانستان لكسب رضى عبدة الأصنام؟؟
ألا يعلم هذا العلامة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول عمل قام به بعد فتح مكة هو تحطيم الأصنام بأمر ربه فأصبح تحطيم الأصنام منذ ذلك اليوم فرض على المسلمين وجزء من عقيدتهم والتوحيد لا يتم إلا بها!!
ألم يسمع (القرضاوي) بأن ابراهيم عليه السلام حطم الأصنام التي كان يعبدها قومه!!
ألم يسمع رئيس ما يُسمى (إتحاد علماء المسلمين) بأن الإسلام جاء ليقضي على عبادة غير الله في الأرض!!
ألم يُسارع (القرضاوي) رئيس إتحاد علماء المسلمين بعد احداث سبتمبر 2001 الى إصدار (الفتوى المشهورة) التي أجاز فيها للمسلمين في الجيش الامريكي الصليبي الاشتراك في الحرب الصليبية التي أعلنتها امريكا على المجاهدين في سبيل الله الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى الذين تعتبرهم امريكا إرهابيين؟؟
ألا تعلموا يا من تسمون أنفسكم ب (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) بأن (شيخ شريف شيخ أحمد) قد باع نفسه للشيطان وتولى الصليبيين, فأصبح مُرتدا
ً (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)؟؟
ألم تعلموا بأن المجاهدين الحقيقيين المُتمثلين ب (حركة شباب المجاهدين) قد أهدروا دمه (شيخ شريف شيخ احمد) وإستقبلوه في مقديشو التي عاد إليها على طائرة وفرتهاأمريكيا له بالصواريخ وقذائف المورتر!!
لماذا هذه المُسارعة بالكفر يا من تسمون ب (إتحاد علماء المسلمين)؟؟
لماذا لا تسارعون في المسلمين بل تلجأون الى اللف والدوران والزوغان عندما يستغيث اطفال المسلمين في فلسطين الذين يذبحون على يد اليهود فتدعون إلى يوم إحتجاج والى الصوم والى الدعاء من اجل ان يُفتح معبر رفح؟؟
فعندما طلب منكم بعض العلماء التوقيع على فتوى تعتبراغلاق معبررفح من قبل الحكومة المصرية هو موالاة لليهود والنصارى وإشتراك في جريمة قتل المسلمين رفضتم التوقيع وأصدرتم فتوىمضادة لهذه الفتوى تقولون فيها
(لا يجوز تحميل ما يجري في غزة من جرائم لغير (اسرائيل) لتبرئة حسني مبارك ونظامه والحكام من موالاة اليهود والنصارى)!!
أليس يا كبير العلماء العلامة الجهبذ إغلاق المعبر (رفح) جريمة وقتل للمسلمين؟؟
ألم تسمع ايها القرضاوي بأن من أعان على قتل إمرىء مسلم ولو بشق كلمة فإنه مخلد في النار؟؟
فكيف من أعان على قتل شعب مسلم بكامله!!
فكيف تدّعون بعد ذلك بأنكم تقفون الى جانب الشعب الفلسطيني؟؟
فإن كنتم حقا من الصادقين ولا تخشون في الله لومة لائم إصدروا فتوى الأن بأن إغلاق معبر رفح هو موالاة لليهود والكفاراجمعين, وهو إشتراك في جريمة قتل المسلمين بدلا من أن تلجأوا الى ذر الرماد في العيون, فتطلبون من المسلمين الدعاء من اجل ان يُفتح معبررفح وكأن المسلمين ينتظرون أن تذرالرماد في عيونهم حتى يدعوا الله, فالحمد لله الذي تكفل بحفظ دينه وإلا فإن هذا الدين قد إنتهى على يد أمثال هذا الإتحاد الذي يستحق أن يُسمى ب
(إتحاد العلماء المحرفين للدين والمتاجرين به)
فمعظمهم وأولهم القرضاوي قد أصبحوا من أصحاب الملايين من تجارتهم في دين الله
(يا أيها الذين أمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكُم وأنتم تعلمون)} الأنفال:27 {
والحمد لله ثم الحمد لله إن سقوط المحاكم الذي أصابنا بالحزن الشديد كان لخيركبير لم نكن نعلمه الله يعلمه, فلقد أدى هذا السقوط إلى حصول التمحيص والتمايز في صفوف المحاكم فإنبعثت (حركة شباب المجاهدين) التي لا تعرف المداهنة ولا المهادنة ولا المساومة على شرع الله وليس لها مرجعية في مواقفها إلا الكتاب والسنة كما يصدرعلى لسان قادتها والناطقين بإسمها, فهذه المرجعية الربانية لا تقبل التقاطع أو التحالف أو الإلتقاء مع أصحاب العقائد الباطلة, ومن هذا الخير كان إنكشاف حقيقة هذا الكرازاي الأراجوزالذي كان ممكن ان يُفشل مشرع الدولة الإسلامية في الصومال.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرُ لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرلكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)} البقرة:216 {
ف (شيخ شريف شيخ أحمد الكرازاي الأراجوز المسخ) قد إنسلخ من ايات الله فمثله كمثل الكلب
(فمثلهُ كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أوتترُكه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بأياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)
} الاعراف:176 {
فهذا الكرازاي لن يكون مصيره أفضل من مصير كل الكرازايات والأراجوزات الخونة المرتدين الذين حمّلهم الكفرعلى أعناق المسلمين, فها هو أشهر الكرازايات كرزاي أفغانستان تتخلى عنه سيدته امريكا, فهاهي تصرح بأنه لم يعد ينفعها بل اصبح عبئاً عليها بعد أن فشل في مهمته بالقضاء على حركة طالبان المجاهدة, فقد قررت رميه في مكب النفايات وإستبداله بكرازاي جديد, أما أنتم يا (حركة شباب المجاهدين) يا أصحاب العقيدة الصحيحة (عقيدة الولاء والبراء) الذين لا يخافون في الله لومة لائم فكم أثلجتم صدورنا عندما رأيناكم على محطة الجزيرة وانتم تحطمون المقامات الوثنية التي تعبد من دون الله فهذا دليل على صحة عقيدتكم, فالسلام عليكم أيها المجاهدون يا من فتحتم ساحة جديدة للجهاد في سبيل الله ضد الكفرالعالمي ويا من تسيرون على طريق محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الغرالميامين الذين حملوا الراية من بعده وفتحوا العالمين, فالحذر الحذر ياشباب الإسلام من المنافقين الذين يخدعون الله ورسوله والذين امنوا وما يخدعون إلا إنفسهم ولكن لايشعرون ,فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (المؤمن كيس فطن) وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول (لست خبا ولا الخب يخدعني) وهاهو تحالف اسمرة المُحتضن من الصليبي الماركسي (أسياس افورقي) يُشكل تحالفا من اربعة فصائل مسلحة تحت مسمى (الحزب الإسلامي) وهذا الإسم يُذكرنا بالحزب الإسلامي في العراق الذي يتحالف مع الأمريكان ضد المجاهدين الذين يقاتلون في سبيل الله, فهذا التحالف يستهدفكم قبل ان يستهدف (تحالف جيبوتي) والدليل على ذلك ان زعيم هذا التحالف الدكتور (ايمان عمر) قد عاد الى مقديشو بالتزامن مع وصول الأراجوزشيخ شريف, فهذا الحلف سيلعب دور المعارضة التي ستضفي الشرعية على الكرازاي وحكومته الاراجوزية فهم يعارضونه سياسيا وليس عقائديا, فيا شباب المجاهدين نحسبكم ولا نزكي على الله أحداً من القوم الذين وصفهم الله بأنهُ يُحبهم ويُحبونه الذين لا يعنيهم ماذا يقول عنهم الكفار والموطئين لهم من المحرفين لدين الله الذين يجب التصدي لهم وفضح نواياهم وخطورتهم على الأمة, فالساكت عن الحق شيطان أخرس, فنعاهد الله على التصدي لهم لا نخشى في الله لومة لائم, وهذا التصدي هو في سياق معركة الإسلام الكبرى فعلينا أن نعلم بأن الإسلام هو المستهدف اولا وأخيرا
(يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكُم عن دينه فسوف يأتي اللهُ بقوم يُحبُهُم ويُحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يُجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يُؤتيه من يشاء والله واسع عليم)} المائدة:54 {
فهؤلاء القوم هم الذين قد جعلوا امريكا تترنح في العراق وافغانستان وما النصر الا من عند الله فنصر الله قادم
(وقد مكرُوا مكرهُم وعند الله مكرُهُم وإن كان مكرُهُم لتزول منه الجبال*فلا تحسبن الله مُخلف وعده رُسُلهُ إن الله عزيزُ ذو إنتقام)} ابراهيم: 46+47 {
منقول.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:31]ـ
يقول الكافر الصليبي النائب "جوزيف ليبرمان" عضو الكنغرس الأمريكي في إحدى مقالاته: (عندما نتمكن من تقوية الأغلبية الإسلامية المعتدلة لتقف وتواجه وتهزم "الأقلية المتطرفة"، عند ذلك نكون قد بنينا مقبرة ندفن فيها أحلام من يعمل على قيام إمبراطورية إسلامية) إهـ.
(ويعني الخلافة الإسلامية).
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 03:41]ـ
والله يا اخي من السذاجة أن تنتظر من شريف تطبيق الشريعة وهو منسلخ منها .. وما وضع في موضعه " مساكن الذين ظلموا" من قبل اسياده الا لتعطيل الحدود .. وبتر النصوص .. !!
اسال الله تعالى ان يحفظ المجاهدين في كل مكان .. ويرزق طلبة العلم مزيدا من البصيرة والاتباع .. آمين
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 08:15]ـ
شيخ شريف الذي يريد أن يطبق الشريعة الإسلامية يبحث وضع الصومال الأمني والسياسي مع الطاغوت المرتد الزنديق معمر القذافي الذي أجمعت الأمة على ردته وكفره كما جاء في كتاب: (الرد الشافي على مفتريات القذافي) تأليف رابطة العالم الإسلامي.
ووالله الذي لا إله غيره ما أعرف نوع هذه الشريعة الإسلامية التي سوف يطبقها شيخ شريف وجماعته.
إليكم رابط الخبر:
http://www.almanaralink.com/new/index.php?scid=4&nid=14667
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[24 - Sep-2009, صباحاً 07:54]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[جذيل]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 02:43]ـ
إذا كان الشعب يريد أن يُحكم بالشريعة الإسلامية.
طيب اذا اراد الشعب الكفر يوافق عليه .. ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[30 - Jan-2010, صباحاً 07:28]ـ
لا بالتوكيد! لكن نحن كالأعمى في الظلام يلتمس نورا! والنور قادم لا محالة، وانكشاف غشاوة البصر ترتقي ولا ريب.(/)
محنة عبير .. ومصير وفاء قسطنطين
ـ[عمرو عبدالحافظ]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 08:28]ـ
محنة عبير .. ومصير وفاء قسطنطين
محمود سلطان (المصريون): بتاريخ 28 - 2 - 2009
قالت المصري اليوم، أمس 28 فبراير 2009، أن فتاة "ملوي" التي رغبت في إشهار إسلامها، والزواج من مسلم، قد سلمها "الأمن" إلى أسرتها.
وقبلها بيوم .. مساء يوم 27 فبراير، قالت مواقع أقباط المهجر، إن الفتاة سلمتها الأجهزة الأمنية إلى "الكنيسة"!
وصباح أمس نشر، إعلان المتحدث الرسمي باسم مطرانية ملوي القمص "بولا أنور"، والذي فجر المفاجأة، حين أعلن أن الفتاة لم تُسلم لأسرتها وإنما استلمتها الراهبة "هدى حشمت"، تمهيدا لإيداعها أحد الأديرة بالقاهرة!
يعني .. مأساة إنسانية جديدة .. ففي حين لم يُكشف بعد عن مصير زوجة أحد القساوسة ـ السيدة وفاء قسطنطين ـ والتي قيل إنها قُتلت داخل أحد الأديرة، تحت التعذيب والإيذاء البدني والنفسي، بسبب تحولها عن المسيحية، فإن ضحية جديدة تضاف إلى سجل الضحايا الذين غُيبوا داخل أسوار الكنائس القلاعية، فيما لا يجرؤ أحد على أن يسأل عن مصيرهم بما فيهم سلطات التحقيق الرسمية!
وفاء قسطنطين كانت سيدة راشدة عاقلة، ولم تكن قاصرا، كما يدعي غلاة الأقباط، في كل حادث مشابه، تخلت عنها الدولة المسئولة عنها، وسلمتها إلى رجال دين متطرفين ليفعلوا بها الأفاعيل، ثم تختفي هنااااك داخل فيافي وصحاري مصر الموحشة! ولم يتبق منها إلا الإسم وذكرى مؤلمة وجراح والتشهير بعرض زوجها المسكين .. رجل دين أرثوذكسي مريض وقعيد، من قبل زملائه من الكهنة والقساوسة، وعلى الهواء مباشرة في الفضائيات العربية.
ابنة ملوي "عبير" الصبية التي لم تتجاوز الـ 17 ربيعا، سُلمت يوم أمس لتلقى ذات مصير وفاء قسطنطين، فيما توارى الجميع، بما فيهم "رسل الليبرالية" و"حرية الرأي والاعتقاد" والعلمانيون الذين فلقوا أدمغتنا بـ"الدولة المدنية" المهددة من القوى الدينية الظلامية .. ولاذت بالصمت، منظمات حقوق إنسان لم تترك مناسبة إلا وشرشحت للظلاميين الإسلاميين "أعداء الحرية"!
اليوم .. ربما تكون "عبير" قد نقلتها سيارة التراحيل التابعة للكنيسة، إلى ذات الدير الذي خُضبت جدرانه باليدين النازفتين .. للضحية الأبرز وفاء قسطنطين، وتعطرت أجواءه بأنفاسها المعذبة، ولان لها حجر وشجر الأديرة .. اليوم ماذا عساها أن تفعل الصغيرة عبير؟! .. كيف يتحمل قلبها الغض، كل هذه القسوة وهذه الوحشية .. كيف نحميها من اليأس والاستسلام لجلاديها، وهي ترى أجهزة عاتية بالدولة، تتركها "سبية" لمن قرر من قبل إسدال الستار على حياة، من كانت أشد منها قوة، وأعز نفرا؟!
إذا كان المجتمع كله ـ بمؤسساته الرسمية والأهلية والدينية ـ قد تخاذل فيما يتعلق بمحنة وفاء قسطنطين، حتى بات مشاركا بالتواطؤ فيما آل إليه مصيرها، فإن مصير "عبير" سيكون في رقبة الجميع أيضا، بل الأخطر، أنه سيضفي الشرعية على عملية تسليمها للكنيسة، وسيؤصله كـ"إجراء عادي" ومقبول وإنساني وقانوني ودستوري وأخلاقي، مع اللاحقات من القبطيات، اللاتي ربما يعشن ذات المحنة.
إن قوى التنوير الحقيقية في مصر، مدعوة اليوم للتصدي لهذه البربرية التي لا يمكن أن تحدث في دولة محترمة وتريد أن يحترمها الآخرون.
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=60728&Page=1&Part=5
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 08:42]ـ
في الغرب يسلم كثيرون ولاحجر عليهم ولاتجرؤ اي دولة علي مسهم بسوء يل لم تدر بخلدهم ان احدا يمنع حريتهم في هذا الامر في حين ان نظام دولة هولندا -وهولندا من هذه الدول-منعت شرب السجائر في المطاعم والكافتيرات واماكن العمل بالطبع حتي انه من المدهش انك تري الناس علي نواصي مكاتب العمل وخارج الكافتييات والمطاعم وغيرها يقفون في البرد يدخنون!
محرمات علمانية بالطبع مع انها ضد المحرمات الدينية!
لكنهم لايمسون الحريات الكبري لو صح التعبير اللهم الا في قضايا سياسية دينية مثل قضية روجيه جارودي
اما في دول العلمانية العربية فان الدين لاحرية له ومن يتحول الي الاسلام وضعه كما عرضت اخي الكريم
والمنظمات المصنوعة علمانيا لاتقول في الامر شيء فليس من تخصصها الدفاع عن الاسلام وانما عن الانسان وكاننا لسنا بشرا ومن ينضم الينا من حشرات العالم ومن يسلم ذنبه علي جنبه
ولاتسمع المفكرين ولاالمثقفين ولاالهيئات العلمية والثقافية تقول شيء في الامر وكاننا وبما اننا ظلاميون نعيش خارج الارض في الظلمة الكونية المزعومة او الحقيقية
الجبن والشح والخوف من العدو يوصل لاكثر من هذا
يوصل الي الولاء المطلق مع خوف مطلق ولاحب مطلق يعني ياس ورعب واستسلام بلاامل ولامقاومة
ـ[بنت الخير]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 01:40]ـ
أين حكامنا؟
أما شبعوا من لحومنا؟
أما آن لهم أن يعرفوا دورهم؟
"إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"
قرآننا مهجور
وحكامنا زور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 12:00]ـ
وما يزال البعض يدافع عن هؤلاء الحكام!!!!!!!!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 12:11]ـ
أحييه للأهمية .. وآمل أن ندعو كلنا لهما ..
ألا لعنة الله على الظالمين(/)
ما اعظم دَمِ مُؤْمِنٍ عند الله
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 12:11]ـ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ".
أخرجه الترمذي (4/ 17، رقم 1398) وصححه الألباني في الروض النضير (925) والتعليق الرغيب (3/ 202).
قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": (فِي دَمِ مُؤْمِنٍ) أَيْ إِرَاقَتِهِ. وَالْمُرَادُ: قَتْلُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ. انتهى كلامه رحمه الله.
وإن النَّفْسَ لَتَعْجَب من تلك الجماعات التي ما أنزل الله بها من سلطان التي تسفك دماء المسلمين هنا وهناك باسم الإسلام والجهاد والإسلام منهم بريء.(/)
مختصر لـ (فقه الخلاف د. ياسر برهامي حفظه الله) *مهم لطلاب العلم*
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 01:06]ـ
مختصر فقه الخلاف
..
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الفترة التي نمر بها في ساحة الدعوة إلى الله تعالى يسعى العلماء العاملون وطلبة العلم المخلصون بقصارى جهدهم إلى توحيد الكلمة ولم الشمل ورأب الصدع والتوحد لإعلاء كلمة الله، وكل ذلك إنما يتأتى بتضييق فجوة الخلاف بين أبناء الأمة وتجاوز ما يسعنا مجاوزته إلى غيره للتقدم خطوات للأمام بعد إحياء الصحوة الإسلامية في نفوس أبناء الأمة.
وما كنا نظن أن يخرج علينا من ينادي بطمس الخلاف أصلاً ليصنع من ذلك إطارًا مطاطيًا يسع كل الأفكار المنحلة الشاذة بحجة التوحد لدفع العدو المشترك، ولذا توجب علينا توضيح فقه الخلاف بين المسلمين وأنواعه وأحكامه؛ فكانت هذه الكلمات ...
الاختلاف أمر قدري كوني
قال الله تعالى: ? وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ? (هود: 118 - 119)
قال ابن كثير رحمه الله: قال الحسن رحمه الله: الناس مختلفون على أديان شتى إلا من رحم ربك، فمن رحم ربك غير مختلف. فقيل له لذلك خلقهم؟ قال: خلق هؤلاء لجنته، وخلق هؤلاء لناره، وخلق هؤلاء لرحمته، وخلق هؤلاء لعذابه. وكذا قال عطاء والأعمش. اهـ
وقد دلت الأدلة على أن الاختلاف بين الناس واقع لا محالة وقضاء الله به نافذ لسبق الكلمة منه بتأجيل الفصل والقضاء بين الناس إلى أجل مسمى.
ولكن هل يعني هذا أن نستسلم لهذا القدر؟
كلا، فهذا الاختلاف من قدر الله الذي أمرنا شرعًا أن نفر منه إلى قدر الله بالائتلاف والاجتماع، فندفع القدر بالقدر، ننازع القدر المكروه بالقدر المحبوب، والواجب إتْباع الشرع والإيمان بالشرع، وليس ترك الشرع والاحتجاج بالقدر.
قال تعالى: ? وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ? (آل عمران: 103)
دلت الآية على أن الاجتماع يكون على حبل الله المنزل من السماء إلى الأرض، وهذا هو الاجتماع المأمور به شرعًا.
وهذا يوضح لنا المنهج الصحيح فيما يكون عليه الاجتماع، ليس كما يظن البعض أن نجتمع على أي شيء وأن أصل الأصول أن تجتمع القلوب، فهذا وهم كبير أن تجتمع القلوب على غير حبل الله المتين وعلى غير البينات، فلن يتحقق هذا الاجتماع الموهوم، ولو فرضنا تحققه لكان غير مشروع؛ لأن الله لم يأمرنا بأي اجتماع وإنما أمرنا باجتماع معين.
وقال تعالى: ? وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ ? (آل عمران: 105)
دلت الآية على أنه ليس أي افتراق منهيًا عنه، وإلا فأهل الإسلام يفارقون أهل الكتاب وأهل الملل الباطلة؛ فهل هذا الافتراق مذموم؟. هم المذمومون عليه؛ ذلك أنهم خالفوا البينات.
وقال النبي ? ناهيًا عن الاختلاف: ((إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم)) رواه مسلم
وقال ?: ((لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم)) (صحيح الجامع: 5070)، ورواه مسلم بلفظ: بين وجوهكم. وفي هذا الحديث دليل صريح على أن الاختلاف في الظاهر يؤدي إلى الاختلاف في الباطن.
وكذلك من أوضح الأدلة على ذلك ما رواه أبو داود عن أبي ثعلبة الخشني قال: كان الناس إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله ?: ((إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان)) فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال لو بسط عليهم ثوب لعمهم. (صحيح الترغيب: 3127)
فالواجب الشرعي عند الاختلاف يكون بأمرين:
1 - السعي إلى التوحد والاجتماع على سنة رسول الله ? بفهم وتطبيق الخلفاء الراشدين ومن معهم من الصحابة رضي الله عنهم.
2 - محاربة البدع والأهواء المفرقة للأمة حتى يقل أنصارها وأتباعها.
أنواع الخلاف الواقع بين المسلمين
ينقسم الخلاف الواقع بين المسلمين إلى: اختلاف تنوع، واختلاف تضاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلاف التضاد ينقسم إلى: خلاف سائغ (أي معتبر غير مذموم)، وخلاف غير سائغ مذموم (أي غير معتبر مذموم)
أولاً: اختلاف التنوع
وهو ما لا يكون فيه أحد الأقوال مناقضًا للأقوال الأخرى، بل كل الأقوال صحيحة؛ ولذا فتسميته خلافًا من باب المجاز فقط.
أمثلة هذا الاختلاف
1 - وجوه القراءات وأنواع التشهدات والأذكار.
2 - ومنه الواجب المخير مثل كفارة اليمين، فهو مخير بين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فأي واحد من الثلاثة أجزأه، ولكن لا يجوز الانتقال إلى الصوم إلا إذا عدمت هذه الثلاثة.
3 - ومنه تنوع الهمم في الأعمال الصالحة، فيجتهد في نوع خاص من الأعمال كالصلاة أو الصوم أو الصدقة أو الجهاد، وكذا تنوع الهمم في طلب العلم، فيجتهد في علم معين مثل علم التفسير أو علم الحديث أو علم التجويد. ولكن مع أداء الواجب في غيرها.
4 - ومنه تنوع الأعمال بين الجماعات الإسلامية، فبعضها تجعل همها الأكبر طلب العلم بأنواعه، وبعضها تجعل همها التبليغ والدعوة، وبعضها الجهاد في سبيل الله، ولا شك أن هذا كله مطلوب وليس بمذموم، بل تحقيق التكامل فيه بين الاتجاهات الإسلامية هو ما يحقق للصحوة كل خير.
..
محاذير هذا الاختلاف
1 - أن يكون انشغال الأفراد والجماعات بما يرونه أفضل الأعمال سببًا لتركهم الواجبات الأخرى التي تمثل الحد الأدنى من الإسلام، فلابد من تحقق القدر الأدنى الذي لا يسع المسلم جهله من معاني الإسلام والإيمان وصلاح القلوب؛ فلا يجوز أن يكون الاشتغال بعلم الحديث مثلاً سببًا للجهل بالعقيدة أو الفقه بالحلال والحرام، وكذلك لا يجوز لطلاب العلم في وقت الجهاد أن يتركوا الجهاد العيني زعمًا بانشغالهم بطلب العلم، كما أنه لا يجوز للمجاهدين أن يتركوا الواجب عليهم من العلوم التي هي فرض عين عليهم زعمًا بانشغالهم بالجهاد، فإن جهلهم ومعاصيهم من أعظم أسباب هزيمتهم. وأما فروض الكفايات فلا يجوز تقديمها ابتداءًا على فروض الأعيان. وعلى الجماعات الإسلامية التي تهتم كل منها ببعض فروض الكفايات أن تتعاون مع بعضها لشد أزرها وتحقيق التكامل والتعاون فيما بينها، مع تقديم النصح لما يرونه من أخطاء داخل أي منها.
2 - تربية الأفراد داخل هذه الجماعات على تحقير العلوم الأخرى التي ليس لجماعته اهتمام كبير بها؛ ففي الحديث: ((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم))، فقد ربى النبي ? الصحابة على عدم تحقير أي عمل صالح يصدر من أي مسلم ومسلمة بل ربما كان فيه نجاته، كما في حديث البغي التي دخلت الجنة في كلب سقته.
3 - أن يكون عقد الولاء والبراء على هذه الأعمال المتنوعة والأولويات المختلفة، وتقديمه على أصل الولاء لدين الله والمنهج الإسلامي الصحيح منهج أهل السنة والجماعة بشموله وتوازنه. قال تعالى: ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)) (المائدة: 55)
فهذا النوع من الخلاف ينبغي استثماره لتحقيق التكامل بين المسلمين على اختلاف طبقاتهم.
..
ثانيًا: اختلاف التضاد
وهو أن يكون كل قول من أقوال المختلفين يضاد الآخر ويحكم بخطئه أو بطلانه في أصل الحكم الشرعي لا الفتوى فحسب.
ووقوع هذا النوع من الخلاف بين الملل والعقائد والأديان من المعلوم بالضرورة والمجمع عليه بين المسلمين. ولم يخالف في ذلك إلا الزنادقة المنافقون الذين ينادون بوحدة الأديان ومساواة الملل تحت مسمى الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.
ولا خلاف بين العلماء أن من لم يكفر اليهود والنصارى بل حتى لو شك في كفرهم فهو كافر مرتد مكذب لله ورسوله ?. قال تعالى: ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ))، وقال النبي ?: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا أدخله الله النار)) (متفق عليه)
..
هل المصيب للحق واحد أم كل مجتهد مصيب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الصحيح الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضي الله عنهم، وعليه أئمة العلم أن الحق واحد في قول أحد المجتهدين، ومن خالفه فهو مخطئ في الأصول أو الفروع، في العقائد أو الأعمال، في الأمور العلمية أو العملية.
والدليل على ذلك قوله تعالى: ((وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً))، والدلالة من الآية أنهما لو استويا في إصابة الحكم لم يكن لتخصيص سليمان بالفهم معنى، وهي تدل أيضًا على أن المجتهد الذي بذل وسعه في البحث عن الحق فأخطأه أن الإثم مرفوع عنه، بل يثاب على اجتهاده، لأن الله سبحانه مدح كلاً منهما وأثنى عليهما بقوله: ((وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً))
وقال النبي ?: ((إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر)) (متفق عليه)
وأما إجماع الصحابة فقد قال ابن قدامة رحمه الله: أما الإجماع؛ فإن الصحابة رضي الله عنهم اشتهر عنهم في وقائع لا تحصى إطلاق الخطأ على المجتهدين. (روضة الناظر: 196)
قال ابن قدامة رحمه الله: قال بعض أهل العلم: هذا المذهب (وهو أن الاجتهاد لا ينقسم إلى خطأ وصواب) أوله سفسطة وآخره زندقة؛ لأنه في الابتداء يجعل الشيء ونقيضه حقًا، وبالآخرة يخير المجتهديْن بين النقيضيْن عند تعارض الدليليْن ويختار من المذاهب أطيبها.
ولذا فتعليل الأحكام بالخلاف ليس بحجة
قال ابن عبد البر رحمه الله: الاختلاف ليس بحجة عند أحد علمته من فقهاء الأمة إلا من لا بصر له ولا معرفة عنده ولا حجة في قوله. (جامع بيان العلم ص356)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولا يجوز تعليل الأحكام بالخلاف فإن تعليلها بالخلاف علة باطلة في نفس الأمر، فإن الخلاف ليس من الصفات التي يعلق الشارع بها الأحكام في نفس الأمر، وإنما ذلك وصف حادث بعد النبي ?، وليس يسلكه إلا من لم يكن عالمًا بالأدلة الشرعية في نفس الأمر لطلب الاحتياط.
أنواع اختلاف التضاد
ينقسم اختلاف التضاد إلى خلاف سائغ (أي معتبر وغير مذموم)، وخلاف غير سائغ (أي غير معتبر ومذموم)
(1) الخلاف السائغ
وهو ما لا يخالف نصًا من كتاب أو سنة صحيحة أو إجماع أو قياس جلي، سواء كان في العقائد أو الأحكام.
والنص هو ما لا يحتمل إلا معنى واحدًا.
أسباب وجود الخلاف السائغ
1 - من هذه الأسباب أن الشرع لم ينصب دليلًا قاطعًا على كل المسائل، بل جعل لبعضها دليلاً ظنيًا يحتاج إلى بحث واجتهاد ونظر.
2 - ومنها أن قدرة العباد على البحث والاجتهاد مختلفة، فما يقدر عليه البعض يعجز عنه البعض الآخر.
3 - ومنها أن أفهام العباد مختلفة متفاوتة قد فضل الله بعضهم على بعض فيها، فما يراه الواحد قد يغيب عن الآخرين.
4 - ومنها أن طريقة التعلم والتعليم بين علماء المسلمين في بلادهم مختلفة، وقد فطر الله العباد على التأثر بما تعلموه أولاً
ويترتب على ما سبق
أن الخلاف السائغ ينشأ نتيجة عدم وصول الدليل إلى المخالف، وإذا وصله قد لا يثبت عنده إما لضعف أو لنسخ أو لغير ذلك، وإذا ثبت قد لا يرى فيه دلالة أصلاً، أو يجمع بينه وبين أدلة أخرى.
إذا علمنا أن هذه الأسباب لا يمكن إزالتها عرفنا الآتى:
1 - أن الاجتهاد في معرفة الراجح من أقوال أهل العلم بحسب ما وصل إليه من الأدلة وما استنبطه منها لن يلغي اجتهاد غيره.
2 - أن هذا الراجح راجح نسبي أي أنه راجح عند بعض أهل العلم مرجوح عند البعض الآخر.
3 - لا يجوز أن تضيق الصدور بوجود هذا النوع من الخلاف بين أهل العلم خاصة بين أهل السنة وأتباع السلف.
4 - لا يمكن أن تجتمع الأمة كلها في كل المسائل على قول واحد، فلن يحدث هذا إلا إذا زالت أسباب هذا الخلاف كلها، وذلك بعيد.
5 - ليكن شعارنا في ذلك دائمًا (يسعنا ما وسع السلف، ولا يسعنا ما لم يسعهم).
ما هو الواجب تجاه هذا النوع من الخلاف؟
يختلف ذلك حسب مرتبة كل إنسان في العلم
1 - العالم المجتهد يلزمه البحث والاجتهاد وجمع الأدلة والنظر في الراجح منها، فما ترجح عنده قال به وعمل به وأفتى.
2 - طالب العلم المميز (القادر على الترجيح) عليه أن يعمل بما ظهر له دليله من أقوال العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - العامي المقلد (العاجز عن معرفة الراجح بنفسه) عليه أن يقلد الأعلم الأورع الأوثق إلى نفسه من أهل العلم، ويسأله عن الراجح فيعمل به في نفسه، ويجوز نقله لغيره من غير إلزام لهم ومن غير إنكار على من خالفه بأي من درجات الإنكار.
أما ما يفعله كثير من أهل زماننا في مسائل الخلاف السائغ أو غير السائغ بأخذ ما يشتهي، لا بحسب الأدلة والاجتهاد، بل بمجرد موافقته ما يظنونه مصلحة أو تيسيرًا على الناس وأن الرسول ? لم يخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وبحجة أن المسألة خلافية، فهذا من الجهل العظيم المخالف للإجماع الذي نقله ابن عبد البر وغيره أنه لا يجوز تتبع رخص العلماء فضلاً عن الزلات والسقطات.
قال ابن قدامة رحمه الله: قال بعض أهل العلم: هذا المذهب (وهو أن الاجتهاد لا ينقسم إلى خطأ وصواب) أوله سفسطة وآخره زندقة؛ لأنه في الابتداء يجعل الشيء ونقيضه حقًا، وبالآخرة يخير المجتهديْن بين النقيضيْن عند تعارض الدليليْن ويختار من المذاهب أطيبها.اهـ. وقد سبق نقل كلام ابن تيمية وابن عبد البر أن التعلق بالخلاف ليس بحجة أصلا.
مصادمة السنة بآراء الرجال ليس من الخلاف السائغ
قد تكون المسألة اجتهادية من مسائل الخلاف السائغ عند العلماء، ولكن يكون البعض قد استبانت له سنة رسول الله ? فلا يقول بها، بل يعارضها بأقوال العلماء المجردة عن الدليل عنده، فهو يعرف السنة ويعرف أن بعض أهل العلم خالفها، ولا يعرف وجهه ولا دليله. فلا تكون هذه المسألة في حقه من الخلاف السائغ بل هذا مخالف للإجماع.
قال الشافعي رحمه الله: أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله ? لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس.
وقال لرجل سأله عن مسألة فأجابه فيها بحديث، فقال له: أتقول به يا أبا عبد الله؟ قال: أتراني خرجت من الكنيسة، أتراني أشد على وسطي زنارًا؟ أقول قال رسول الله ? ولا أقول به؟ نعم على العين والرأس.
وسئل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن مسألة فأجاب فيها ثم قال: ائت ابن مسعود فسله فسوف يوافقني. فقال ابن مسعود: قد ضللت إذًا وما أنا من المهتدين إن وافقته، ولكن أقول بقول رسول الله ?. وذكر الحديث.
وقد قال ابن مسعود ذلك عن نفسه لأنه علم الحديث بخلاف أبي موسى الذي لم يعلمه. وهذا من أدب ابن مسعود رضي الله عنه.
أمثلة للخلاف السائغ
أولاً: في الأمور الاعتقادية والعلمية:
هذا النوع من الخلاف يندر وجوده في أمور الاعتقاد؛ لأن الأصول الكبرى من الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وربوبيته وألوهيته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، كلها إما من المعلوم من الدين بالضرورة أو المجمع عليه بين المسلمين.
ولكن قد يوجد في بعض تفاصيل ذلك بعض الخلاف السائغ، ومن ذلك:
الخلاف في رؤية النبي ? ربه ليلة الإسراء، والخلاف في الخضر هل هو نبي أم لا؟ وكذا في مريم، والخلاف في عصمة الرسل من الصغائر غير المزرية، والخلاف في رؤية الله في الآخرة هل هي خاصة بالمؤمنين فقط؟ أم يراه المؤمنون والمنافقون ثم يحجب المنافقون؟ أم يراه كل أهل الموقف ثم يحجب الكفار والمنافقون؟ والخلاف في أول المخلوقات هل هو العرش أم القلم أم الماء؟
ومنه: الخلاف في كثير من مسائل التكفير؛ مثل تكفير تارك الصلاة وباقي المباني الأربعة عدا الشهادتين تكاسلاً، وكذا تكفير بعض أهل البدع كالخوارج والرافضة والمعتزلة.
ومنه: الاختلاف في تحقيق المناط في قضايا تكفير الأعيان بناءً على استيفاء الشروط وانتفاء الموانع.
ثانيًا: في الأمور الفقهية والعملية:
والخلاف في هذه الأمور كثير جدًا، ولكن نشير إلى بعض المسائل التي عمت بها البلوى، مما قد يسبب شقاقًا ونزاعًا بين أبناء الصحوة.
فمنه: الخلاف في كثير من مسائل الطهارة مثل: الخلاف في جواز استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة، والخلاف في وجوب المضمضة والاستنشاق في الوضوء أو استحبابهما، والخلاف في وجوب غسل الجمعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن مسائل الصلاة من هذا النوع من الخلاف: الخلاف في قراءة الفاتحة خلف الإمام خاصة في الجهرية، والخلاف في وضع اليدين على الصدر بعد الركوع وإرسالهما، والخلاف في النزول على اليدين أم على الركبتين في السجود، والخلاف في وجوب بعض الصلوات غير الصلوات الخمس مثل صلاة العيدين وتحية المسجد والوتر، والخلاف في وجوب صلاة الجماعة وصلاة القصر، والخلاف في مشروعية صلاة الحاجة والتسابيح والغائب، وكذا في القنوت في صلاة الصبح.
ومن هذا النوع أيضًا الخلاف في زكاة الزروع في غير ما نص عليه الرسول ?، والخلاف في وجوب زكاة الحلي المعد للزينة، والخلاف في جواز إخراج القيمة في الزكاة.
ومنه: الخلاف في مسألة اختلاف المطالع في رؤية الهلال، والخلاف في وجوب الكفارة على من أفطر متعمدًا في رمضان بأكل أو شرب، والخلاف في الحامل والمرضع إذا أفطرتا في رمضان هل تقضيان ما عليهما أم تفديان أم كلاهما، والخلاف في جواز الزيادة على إحدى عشرة ركعة في صلاة التراويح.
ومنه: الخلاف في وجوب الحج هل هو على الفور أم على التراخي، والخلاف في وجوب العمرة واستحبابها، والخلاف في وجوب طواف الوداع واستحبابه. والخلاف في وجوب الأضحية والعقيقة أواستحبابهما.
ومنه: الخلاف وقوع الطلاق المعلق أم عدم وقوعه، وفي وقوع طلاق الثلاث بلفظ واحد هل يقع ثلاثًا أم واحدًا، وفي وجوب كفارة اليمين، وفي حد الخمر هل هو أربعون جلدة أم ثمانون؟
ومنه: الخلاف في وجوب ستر المرأة وجهها عن الرجال الأجانب أم استحبابه فقط، وفي وجوب الختان أم استحبابه فقط في حق كل من الرجال والنساء.
ومنه: الخلاف في التصوير الشمسي (الفوتوغرافي) فقط هل هو داخل في النهي أم لا؟، والخلاف في أكل اللحوم المستوردة من الدول الغربية هل يجوز أكلها أم يحرم؟، والخلاف في أخذ ما زاد عن القبضة من اللحية، والخلاف في تحريم الإسبال بدون خيلاء أم كراهيته فقط، والخلاف في جواز زيارة المرأة للقبور، والخلاف في جواز التوسل إلى الله بحق بعض المخلوقين.
تنبيه
يظن البعض أن الخلاف السائغ يكون بين الوجوب والاستحباب أو بين الكراهة والتحريم فقط، والحق أنه أوسع من ذلك فقد يُختلف في الشيء الواحد فيقول البعض باستحبابه والبعض بحرمته، أو يقول البعض بسنيته والبعض ببدعيته، ولعل ما مر من الأمثلة يوضح ذلك.
..
(2) الخلاف غير السائغ
وهو ما خالف نصًا من كتاب أو سنة صحيحة أو إجماع أو قياس جلي، سواء كان في العقائد أو الأحكام.
وقد قدمنا أن النص ما لا يحتمل إلا معنىً واحدًا، مع التنبيه أنه لا مجال للقياس في العقائد.
أمثلة الخلاف غير السائغ
وهذا النوع من الخلاف يكثر في المسائل الاعتقادية وهو أقل في الفروع العملية.
أولاً: في الأمور الاعتقادية والعلمية:
وهذا منه ما يكون كفرًا نوعًا وعينًا، ومنها ما يكون كفرًا نوعًا لا عينًا، ومنها ما يكون بدعة ضلالة وليست كفرًا.
فمن النوع الأول وهو ما يكفر فيه المخالف نوعًا وعينًا
1 - غلاة النفي والتعطيل في أسماء الله وصفاته؛ كغلاة الجهمية والباطنية والفلاسفة.
2 - الحلولية والاتحادية.
3 - غلاة الصوفية الذين يعتقدون بآلهة مدبرة للعالم مع الله في الضر والنفع وتصريف الأمور والتشريع ويصرحون بصرف العبادة لها من دون الله.
4 - غلاة القدرية الأوائل نفاة العلم الإلهي، وكذلك من ينفي كتابة المقادير في اللوح المحفوظ.
5 - غلاة الجبرية الذين يصرحون بنسبة الظلم إلى الله تعالى.
6 - غلاة المرجئة الذين يقولون أن الإيمان هو المعرفة فقط، ويصرحون بإيمان إبليس وفرعون، ولا يحرمون ما علم تحريمه بالضرورة ولا يوجبون الفرائض المعلومة من الدين بالضرورة. ولذا أطلق عليهم (المرجئة الإباحية)
7 - غلاة الرافضة والشيعة الباطنية، الذين يعتقدون الإلهية في غير الله كالعلويين والنصيريين والدروز، أو يعتقد خطأ الرسالة أو تحريف القرآن.
8 - من يعتقد أن الشريعة الإسلامية غير صالحة إما مطلقًا أو لهذا الزمان، ويفضل عليها شرائع البشر الوضعية، أو يساويها بها أو يجوزها أو يلزم الكافة بها، أو يجحد حكم الله من أصله.
9 - من يعتقد بمساواة الملل وعدم كفر اليهود والنصارى.
ومن النوع الثاني وهو ما يكون كفرًا نوعًا لا عينًا
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - المعتزلة: الذين يثبتون أسماء الله دون الصفات.
2 - الخوارج: الذين يكفرون الصحابة رضي الله عنهم ويكفرون مرتكب الكبيرة ويخلدونه في النار.
3 - الرافضة: الذين يكفرون الصحابة، ويعتقدون أن أول الخلفاء علي رضي الله عنه.
4 - القدرية: الذين يثبتون علم الله وكتابة المقادير، وينفون مشيئته وخلقه لأفعال العباد.
5 - الصوفية: الذين يطوفون بقبور الأولياء، ويصرفون لهم العبادة كطلب المدد والنذر والذبح.
6 - من يلزم الناس في التشريع العام بقوانين وأحكام تخالف شرع الله ويحتمه عليهم.
7 - ومنه تهنئة الكفار بأعيادهم الكفرية أو بمناصبهم الطاغوتية بزعم سماحة الإسلام أو مصلحة الدعوة.
والصحيح في هذا النوع من الخلاف أن هذه الأقوال البدعية أقوال كفرية، ولكن نظرًا لكثرة الجهل وانتشار البدع وعدم تميز أصحاب العقائد الكفرية عن غيرهم من أهل البدع غير المكفرة لم يمكن إطلاق الكفر على عمومهم وعوامهم قبل إقامة الحجة على أعيانهم.
ومن النوع الثالث وهو ما يبدع فيه المخالف مع الاتفاق على عدم تكفيره
1 - الشيعة الزيدية: الذين يقرون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان، ولكنهم يفضلون عليًا عليهم.
2 - المرجئة: الذين يقولون أن الإيمان هو القول والتصديق فقط، دون عمل القلب والجوارح.
3 - الأشاعرة والماتريدية: الذين يثبتون سبع صفات فقط لله ويؤلون باقيها.
4 - ومنه الاحتفال بالموالد والأعياد البدعية والمشاركة فيها بزعم الاختلاط بالناس لدعوتهم.
5 - ومنه موالاة أهل البدع مع السكوت على بدعهم كالروافض والصوفية.
6 - ومنه الدخول في الأحزاب والهيئات العلمانية دون الضوابط الشرعية المتفق عليها.
7 - ومنه تأصيل ترك الحديث في مسائل العقيدة والسياسة وأمراض الأمة والبدع والولاء والبراء.
ثانيًا: في الأمور الفقهية والعملية
فمن ذلك:
1 - عند الشافعية: القول بجواز زواج الرجل بنته التي خلقت من ماء الزنا منه، والقول بعدم مشروعية تكبيرة الإحرام في الصلاة، والقول بحرمة الختان قبل بلوغ عشر سنين.
2 - عند المالكية: القول بكراهية صيام الستة الأيام من شوال.
3 - عند الحنابلة: القول بوجوب صوم يوم الشك، والقول بوجوب الكفارة في الحلف بالنبي ?.
4 - عند الحنفية: القول بعدم اشتراط النية في الغسل، وبعدم وجوب الطمأنينة في الصلاة، وبصحة النكاح بدون ولي، وبجواز شرب النبيذ المسكر كثيره من غير عصير العنب.
5 - عند ابن حزم الظاهري: القول بنفي القياس جملة، وجواز سماع الملاهي، وتفضيل نساء النبي ? على كل الصحابة.
6 - قول بعض المعاصرين بجعل دية المرأة كدية الرجل.
7 - قول الشوكاني بطهارة الدم المسفوح وتابعه عليه بعض المتأخرين، وهو مخالف للإجماع الذي نقله الإمام أحمد وابن عبد البر والنووي والقرطبي وابن رشد وابن قدامة رحمهم الله أجمعين.
أسباب وجود الخلاف غير السائغ
1 - الجهل ونقص العلم وظهور البدع واختلاف المناهج
قال النبي ?: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) (متفق عليه)
فتأمل في أول اختلاف وقع على ظهر الأرض بظهور أول شرك في قوم نوح عليه السلام، ألم يكن بسبب نقص العلم وموت العلماء؟ وتأمل كيف تسلط الأعداء على أمتنا الإسلامية عندما ظهرت البدع وعم الجهل. فانظر إلى غزو الصليبيين لبيت المقدس كيف وقع بعد ظهور دولة العبيديين أخزاهم الله، وكيف تسلط الأوربيون على المسلمين بعد أن ساد التصوف في الدولة العثمانية حتى حاربوا دعوة التوحيد التي قادها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
2 - التعصب المذموم للأسماء والأشخاص، وضعف الولاء والبراء على الكتاب والسنة
وهذا من أخطرها تدميرًا للعمل الإسلامي، وهذا ما جعل الكثير ممن نحسب منهم الصدق والإخلاص يقولون بعدم مشروعية العمل الجماعي بالكلية، واعتبار الجماعات العاملة على الساحة أحزابًا باطلة يجب التحذير منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حذرنا النبي ? من دعوى الجاهلية حينما تنادى المهاجرون: يا للمهاجرين، وتنادى الأنصار: يا للأنصار، فقال ?: ((أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة)) (رواه مسلم)، مع أن اسم المهاجرين والأنصار من أشرف الأسماء، وهي الأسماء التي سماهم الله بها في كتابه، وسماهم الرسول ? بها في سنته.
3 - البغي والتنافس على الدنيا ورئاستها
قال تعالى: ((وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)) (الشورى: 14)، وقال النبي ?: ((ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم)) (متفق عليه)
فتأمل رحمك الله في التاريخ كيف قتل عثمان رضي الله عنه ظلمًا وعدوانًا بسبب تنافس من قتلوه على الرياسة وليسوا لها أهلاً؟ بل تأمل حال المسلمين عندما سقطت بغداد عاصمة الخلافة في أيدي التتار، فما حركوا ساكنًا بل ظل كل أمير وملك مشغولاً بملكه ورياسته.
ثم انظر إلى حال المسلمين اليوم وتكالب الأعداء عليهم، وتداعي الأكلة من دول الغرب الكافر على بلاد المسلمين حتى مزقوها وشتتوها وشردوا أهلها، وكل ذلك بسبب انشغال المسلمين بالدنيا وتنافسهم عليها. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
والحق أن كثيرًا مما يجري بين الاتجاهات الإسلامية المعاصرة من اختلافات مريرة على المناهج والأفكار والأولويات والأعمال سببه البغي وحب الرياسة وكثرة الأتباع، وإلا لما أثمرت هذه الثمار المرة في التعاملات التي تجري بين هذه الاتجاهات وأفرادها.
4 - ظهور رؤوس الضلال الدعاة على أبواب جهنم
وهذا من أعظم أسباب الخلاف غير السائغ، كما في حديث حذيفة رضي الله عنه: كان الناس يسألون رسول الله ? عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. قال: قلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم)). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم وفيه دَخَن)). قلت: وما دخنه؟ قال: ((قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر)). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)). قلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: ((هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)). قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)). (متفق عليه).
قال النووي: دعاة على أبواب جهنم ... قال العلماء: هؤلاء من كان من الأمراء يدعو إلى بدعة أو ضلال آخر كالخوارج والقرامطة وأصحاب المحنة. (شرح صحيح مسلم: 6/ 37)
ولا شك أن منهم كذلك أهل البدع المعاصرة المنتسبين إلى الإسلام الداعين إلى الكفر والنفاق من أصحاب المذاهب الإلحادية كالعلمانيين والديمقراطيين والاشتراكيين والقوميين وأصحاب القوانين الوضعية، وكذا سائر الأحزاب القائمة على خلاف مبادئ دين الإسلام بالإضافة إلى دعاة البدع القديمة كالروافض والقبوريين والخوارج والمرجئة، وما أكثرهم في زماننا.
..
وسائل العلاج في الخلاف غير السائغ
1 - الانتصار للسنة ومحاربة البدعة وقمعها، بل على منهج وطريق واحد هو طريق أهل السنة والسلف رضوان الله عليهم، ولن يتحقق ذلك إلا بنشر العلم بالكتاب والسنة بالتفسير السلفي السني وبالحديث الصحيح الثابت عن رسول الله ?، فالاجتماع المأمور به ليس مجرد الاجتماع ولو على أي منهج.
2 - إذكاء روح العمل الإسلامي الشامل في نفوس طلاب العلم، وبيان مسئوليتهم عن أمتهم وأن عاطفتهم نحو قضايا المسلمين هي في الحقيقة جزء من إيمانهم، وأن عملهم في الدعوة المنظمة التي تهدف إلى إقامة الفروض الضائعة في الأمة الإسلامية هو علامة انتفاعهم بالعلم، وأن التزامهم بالسمع والطاعة لمن هو أعلم منهم وأمثل في قيادة هذه الدعوة هو علامة على انتفاء الكبر والحسد والرياء وحب الرياسة من قلوبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - تربية الأفراد على تعميق روح الولاء والبراء على الكتاب والسنة، وأن يكون عملهم لنصرة الإسلام لا غير. وأنه لا بد من قبول الحق والمعاونة عليه ممن جاء به وعلمه كائنًا من كان.فنحن كدعوة سلفية، موقفنا في مثل هذه المسائل أن ما استطعنا أن نقوم بها بالضوابط الشرعية قمنا بها، وطلبنا من غيرنا أن يعيننا عليه وأن ينضبط في عمله بالشرع.
4 - معرفة حرمة المسلم وحرمة البغي والاستطالة عليه أيًا كان، طالما بقى في دائرة الإسلام ولم يخرج منها إلى الكفر، فنتعامل بشرع الله مع من عاملنا به ومع من لم يعاملنا، فما عاقبت من لم يتق الله فيك بمثل أن تتقي الله فيه.قال رسول الله ?: ((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)) (رواه مسلم)
5 - جمع الناس على علمائهم على أن يقدموا أمثلهم وأعلمهم، فإن تعذر الجمع استقل كل أهل بلد بعالمهم كحل مؤقت أقل في الضرر من تركهم بلا قيادة، وإن كان لابد من السعي إلى تحقيق الأمر الأول وهو الاتفاق على تقديم واحد منهم. ولا خلاف أنه لابد أن يكون من أهل السنة والجماعة
6 - الاتفاق على تحذير الناس من الدعاة على أبواب جهنم ومعرفة ضررهم وانعدام ولايتهم شرعًا، وإن استقرت واقعًا.
وللأسف أن البعض من أبناء الصحوة يرى هؤلاء الدعاة على أبواب جهنم ولاة أمور شرعيين، وليسوا فقط قد فرضوا على المسلمين أمرًا واقعًا بالقوة لا بالحق. ولا شك في ضرورة وأهمية التفرقة بين الأمر الكوني الواقع والأمر الشرعي الذي هو الحق دون ما سواه.
ومن أسباب الشبهة التي دخلت على البعض في هذا المقام كلام أهل العلم في ثبوت الولاية بالاستيلاء والتغلب ولو لم يكن مستوفيًا شروط الإمامة. والحقيقة أن كلام العلماء في ذلك إنما هو في استيلاء من هو صالح للإمامة ليقود الناس بكتاب الله، فإن خلا الزمان عن ذلك واستولى كافٍ ذو استقلال بالأشغال للذب عن بيضة الإسلام وحوزته فهذا حكم الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الذي توكل له الأمور التي كانت منوطة بالأئمة لأنهم إنما تولوا الأمور ليكونوا ذرائع إلى إقامة أحكام الشرائع. (راجع غياث الأمم ص239–278).
والأدلة التي استدلوا بها تدل على ذلك، فإن منها قول النبي ?: ((لو استعمل عليكم عبد حبشي يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا))، والحديث ظاهر في أنه لابد أن يقودهم بكتاب الله، فالغرض إقامة الدين وسياسة الدنيا بالدين.وليس المقصود وجود صورة الولاية حتى ولو كانت حربًا على الدين وأهله وولاية للكفار ونصحًا لهم وسعيًا لمصلحتهم على حساب المسلمين وبلادهم، إضافةً لذلك أنهم ما تولوا الرياسة والولاية أصلاً باسم الدين ولا نسبوا أنفسهم إلى القيام بواجباته، بل هم يقسمون صراحة على إقامة دساتيرهم وقوانينهم الوضعية التي يعلم الكافة مخالفتها للشرع مخالفة كفرية، بل لا يتولى أحد منصبه إلا بمثل هذا القسم.فأين العقد الذي عقدته له الأمة ممثلة في أهل الحل والعقد منها؟ وأين المقصود الشرعي للإمامة رسمًا أو حقيقة واقعة حتى يمكن من أجله تصحيح الولاية للقيام بالمصالح والمقاصد الشرعية وعد إهدارها ولو بدون عقد ولاية من أهل الحل والعقد؟
وهذه المسألة -أي عدم اعتبارهم ولاة أمور شرعيين- ليست مبنية على تكفير أعيانهم، ولكن لعدم انطباق شروط الولاية عليهم. وكذلك لا يعني عدم تكفيرهم بالأعيان لجهل أو تأويل أو إكراه أن تصحح ولايتهم دون نظر إلى شروط الولاية الأخرى. فالإسلام شرط آخر من شروط الولاية تبطل بفقده كولاية شرعية ابتداءً أو عند طروء الكفر كما هو مبين في موضعه.
..
مفاهيم خاطئة في علاج الخلاف غير السائغ
1 - ليس العلاج كما يتوهم البعض هو التوسط بين أهل السنة وأهل البدعة، ومحاولة التوفيق بين المذاهب المتباينة والأقوال المتناقضة، أو سكوت كل فريق عن الآخر، مثل محاولات التقريب بين السنة والصوفية، فتكون دعوة سلفية وحقيقة صوفية؛ فالخلاف بين أهل السنة والصوفية حقيقي عقائدي في توحيد الربوبية والألوهية والقدر والولاية والشريعة والاتباع ومنهج التزكية وغيرها. وكذلك محاولات التقريب بين السنة والشيعة لصالح ما يسمونه جهادًا، بزعم أن الخلاف مع الشيعة خلاف سياسي مضى زمنه والسكوت عنه أولى. بل إن الخلاف مع الشيعة خلاف اعتقادي في
(يُتْبَعُ)
(/)
صفات الله وملائكته وأنبيائه والخلافة والإمامة وغيرها، ولهم مقالات كفرية في ذلك؛ فكيف يتم التقارب مع مثل هؤلاء.وأي جهاد هذا الذي يريدونه؟؟ فإن التاريخ دائمًا يثبت موقف الرافضة في صف أعداء الإسلام وسوء ماملاتهم لأهل السنة إذا ظهروا عليهم.
2 - وليس العلاج كما يتوهم البعض كذلك أن يعمل كل امرئ بمفرده بحجة أن العمل الجماعي المنظم بدعة أو حزبية أو غيرها من الشبهات. فكيف سيتم لهؤلاء تحقيق فروض الكفايات مثلاً التي تتطلب اجتماعهم وعدم تفرقهم كالجمعات والأعياد والحدود والجهاد وغير ذلك؟ وكيف سيتم لهؤلاء إعادة الخلافة على منهاج النبوة وبناء دولة الإسلام إذا كانوا أوزاعًا متفرقين؟ فهل يريدون أن يكون كل فرد خلافة مستقلة بنفسه؟ وهل هؤلاء لا يرجعون إلى شيوخهم ويسمعون ويطيعون لكلامهم بل وأوامرهم، دون أن يسموه عملاً جماعيًا؟ ألا يعد تجمعهم هذا على شيخ ما -يبدع العمل الجماعي وينسبون أنفسهم إليه- هو نفسه عملاً جماعيًا في صورة تبديع العمل الجماعي؛ فوقعوا فيما ينكرون وهم لا يشعرون ولا محيص لهم عنه؟
3 - وليس العلاج كذلك بإلغاء الأسماء فإن النبي ? أنكر على الصحابة التعصب لاسم المهاجرين والأنصار، لكنه لم يلغ الاسم حتى بعد ذلك، وفي هذا دليل واضح على أن مجرد التسمي بأسماء معينة والاجتماع عليها ليس مذمومًا؛ كأسماء السلفية والسنة والجهاد وأهل الحديث وغيرها، كأسماء البلدان كالمصري والخراساني والنووي والعسقلاني والدمشقي والبغدادي، أو أسماء المذاهب كالحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي. ولكن عندما ينقلب هذا الاجتماع إلى ولاء وبراء وحب وبغض، يضيع من خلاله الحب في الله والبغض في الله صارت جاهلية يجب الابتعاد عنها كما حذرنا النبي ?، وهذا للأسف حال كثير من الناس اليوم، يتعصب لجماعة معينة أو لبلد معين أو لعالم معين، ويغضب لذلك ويتغاضى عن الأخطاء التي تصدر عن طائفته دون النظر إلى مصالح باقي المسلمين، ويزداد الأمر سوءًا إذا رأى أن جماعته هي وحدها جماعة المسلمين، وأن من فارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه. وعلاج ذلك أن تحارب العصبية المحرمة لهذه الأسماء، لا أن يحارب التسمي بها بالكلية؛ فإن العلماء لم يحرموا التسمية بأسماء البلدان والمذاهب حتى بعد ظهور العصبية، بل تحارب العصبية دون تحريم ما أحله الله.
..
الموقف من العلماء الذين قالوا ببعض البدع أو الأقوال الباطلة
أهل السنة متفقون على عدم ذم من اجتهد فأخطا أيًا ما كان خطؤه ممن هو معروف بالخير والصلاح، كالصحابة رضي الله عنهم والأئمة الأعلام ومن سار على نهجهم. ولا يستوي عندهم من قضى عمره في العلم النافع والعمل الصالح والدعوة إلى الحق ونصرة السنة وأهلها، ومن قضى عمره في الصد عن سبيل الله ومحاربة السنة ونصرة البدعة، وكان خطؤه نتيجة تقصيره في طلب العلم والإعراض عنه.
فنقول في حق هؤلاء العلماء:
إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، ولا يعني ذلك أن نصحح الأقوال الباطلة أو نسكت عن البدع المخالفة للحق، بل كما قال ابن القيم رحمه الله في حق شيخه الهروي: (وشيخ الإسلام حبيب إلى نفوسنا ولكن الحق أحب إلينا منه)، فلا بد من النظرة المتوازنة التي ترى الحسنات والسيئات، وتزن كل الأقوال بميزان الشريعة وتزن أصحابها بما عندهم من الخير والشر معًا.
ومن هنا فإن موقفنا من العلماء أمثال ابن حجر والنووي والقرطبي وغيرهم ممن قال بتأويل بعض الصفات هو نفس الموقف من شيخ الإسلام ابن تيمية في القول بحوادث لا أول لها عند من يفسرها بمخلوقات لا أول لها، وهو نفس الموقف من ابن القيم في الانتصار للقول بفناء النار، وهو نفس الموقف تجاه علماء السلف الأفاضل الذين وقعت منهم الزلات؛ نعرف لهم فضلهم ومنزلتهم، ونترحم عليهم ونترضى عنهم؛ لما عاشوا عليه وماتوا عليه من الخير العظيم، ونعرف خطأ هذه الأقوال وبدعيتها دون أن يستلزم ذلك تبديع المعين، ولا نبيح لأحد أن يتجرأ عليهم أو يقدح فيهم، كما يفعل بعض من لا يفقه أدب الخلاف عند أهل العلم.
..
مشروعية الإنكار في الخلاف غير السائغ
(يُتْبَعُ)
(/)
أطلق كثير من العلماء ممن تكلم في شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن من شروط إنكار المنكر أن يكون المنكر غير مختلف فيه، وربما قال بعضهم (أن يكون المنكر غير مختلف فيه)، وقد ورد في كلامهم أيضًا ما يقيد هذا الإطلاق، إلا أن بعض المنتسبين للجماعات الإسلامية استدل به على عدم مشروعية الإنكار في أي أمر خلافي دون اعتبار لنوع الخلاف فيه.
ولهذا كان لزامًا أن نذكر الأدلة على مشروعية الإنكار، وطريقة الصحابة في ذلك:
1 - قال تعالى: ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (آل عمران: 104)
2 - قوله صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) (رواه مسلم)، فإذا ما ثبت قطعًا بالنص أو الإجماع أن أمرًا ما هو من المنكرات فهو داخل في هذا العموم ولا يضر مخالفة من خالف، وإنما قلنا بترك الإنكار في مسائل الخلاف السائغ لاتفاق الصحابة على عدم الإنكار فيها إلا لدرجة التعريف؛ فيبقى ما دل عليه النص أو الإجماع مما ليس من الخلاف السائغ، فيدخل تحت العموم في وجوب الإنكار.
3 - قال البخاري رحمه الله في صحيحه: باب إذا اجتهد العالم أو الحاكم فأخطأ خلاف الرسول ? من غير علم، فحكمه مردود لقول النبي ?: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))
4 - وقال أيضًا: باب إذا قضى الحاكم بجور أو خلاف أهل العلم فهو رد، وذكر فيه قصة قتل الأسرى، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد)) (مرتين)، وهو صريح في الإنكار على من خالف السنة ولو كان متأولاً مجتهدًا.
5 - عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ?: ((لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها))، فقال بلال بن عبد الله: والله لنمنعهن. فأقبل عليه عبد الله فسبه سبًا سيئًا ما سمعته سبه مثله قط، وقال أخبرك عن رسول الله ? وتقول أنت لنمنعهن. (رواه مسلم)، قال النووي: فيه تعزير المعترض على السنة المعارض لها برأيه.
6 - عن عروة بن الزبير أن عبد الله بن الزبير قام بمكة فقال: إن ناسًا أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم يفتون بالمتعة (يُعَرِّض بابن عباس في فتواه في جواز نكاح المتعة وكان قد عمي في آخر عمره) فناداه فقال: إنك لجلف جاف؛ فلعمري لقد كانت المتعة تفعل على عهد إمام المتقين رسول الله ?، فقال له ابن الزبير: جرب بنفسك، فوالله لئن فعلت لأرجمنك بأحجارك. (رواه مسلم)
7 - روى أبو عمر ابن عبد البر في التمهيد بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: تمتع النبي ? (يقصد متعة الحج). فقال عروة بن الزبير: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة. أُراهم سيهلكون؛ أقول قال رسول الله ? ويقولون قال أبو بكر وعمر.
8 - روى ابن عبد البر أيضًا بسنده عن صفوان بن مُحرز أنه سأل عبد الله بن عمر عن الصلاة في السفر فقال: (صلاة المسافر ركعتان؛ من خالف السنة كفر). (صححه الألباني في صلاة التراويح). والكفر هنا كفر النعمة كما بينه ابن عبد البر في التمهيد.
قال ابن القيم رحمه الله:
وقولهم أن مسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح؛ فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول والفتوى أو العمل. أما الأول؛ فإن كان القول يخالف سنة أو إجماعًا شائعًا وجب إنكاره اتفاقًا، وإن لم يكن كذلك فإن بيان ضعفه ومخالفته للدليل إنكار مثله. وأما العمل؛ فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره بحسب درجات الإنكار. وكيف يقول فقيه: لا إنكار في المسائل المختلف فيها والفقهاء من سائر الطوائف قد صرحوا بنقض حكم الحاكم إذا خالف كتابًا أو سنة وإن كان قد وافق فيه بعض العلماء، وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم ننكر على من عمل بها مجتهدًا أو مقلدًا. انتهى
..
هل تحتاج المسألة إلى اجتهاد لنعلم هل هي من الخلاف السائغ أم لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يكون الأمر مختلفًا فيه بين الفقهاء حسب ظهور الدليل عندهم وخفائه، فقد ينتشر الأمر في زمان دون زمان، أو مكان دون مكان؛ مما يغير في نوعية الخلاف في ذلك الزمان أو المكان حسب ظهور الدليل وخفائه؛ ولذا وجب الرجوع إلى أهل العلم في المسائل المختلف فيها لنعلم هل هي من الخلاف السائغ أم لا.
..
الإنكار والعقوبة الدنيوية لا تستلزم التفسيق والتبديع والعقوبة الأخروية للمعين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومما ينبغى أن يُعلم في هذا الموضع أن الشريعة قد تأمرنا بإقامة الحد على شخص في الدنيا، إما بقتل أو جلد أو غير ذلك، ويكون في الآخرة غير معذب، مثل قتال البغاة والمتأولين، مع بقائهم على العدالة، ومثل إقامه الحد على من تاب بعد القدرة عليه توبة صحيحة، فإنا نقيم الحد عليه مع ذلك، كما أقامه النبي ? على ماعز بن مالك وعلى الغامدية، مع قوله: ((لقد تابت توبة لو تابها صاحب مَكْسٍ لغفر له))، ومثل إقامة الحد على من شرب النبيذ المتنازع فيه متأولاً، مع العلم بأنه باق على العدالة، بخلاف من لا تأويل له، فإنه لما شرب الخمر بعض الصحابة واعتقدوا أنها تحل للخاصة تأول قوله: ((لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ)) (المائدة:93)، اتفق الصحابة مثل عمر بن الخطاب وعلى بن أبي طالب وغيرهما، على أنهم إن أقروا بالتحريم جلدوا، وإن أصروا على الاستحلال قتلوا. (مجموع الفتاوى: 12/ 498)
وقال أيضًا
وكذلك يعاقب من دعا إلى بدعة تضر الناس في دينهم، وإن كان قد يكون معذورًا فيها في نفس الأمر لاجتهاد أو تقليد. وكذلك يجوز قتال البغاة وهم الخارجون على الإمام أو غير الإمام بتأويل سائغ مع كونهم عدولًا، ومع كوننا ننفذ أحكام قضائهم ونسوغ ما قبضوه من جزية أو خراج أو غيرذلك؛ إذ الصحابة لا خلاف في بقائهم على العدالة، وذلك أن التفسيق انتفى للتأويل السائغ. وأما القتال؛ فليؤدوا ما تركوه من الواجب، وينتهوا عما ارتكبوه من المحرم، وإن كانوا متأولين. وكذلك نقيم الحد على من شرب النبيذ المختلف فيه، وإن كانوا قومًا صالحين، فتدبر كيف عوقب أقوام في الدنيا على ترك واجب، أو فعل محرم بين في الدين أو الدنيا، وإن كانوا معذورين فيه؛ لدفع ضرر فعلهم في الدنيا، كما يقام الحد على من تاب بعد رفعه إلى الإمام وإن كان قد تاب توبة نصوحًا، وكما يغزو هذا البيت جيش من الناس، فبينما هم ببيداء من الأرض إذ خسف بهم وفيهم المكرَه فيحشرون على نياتهم، وكما يقاتل جيوش الكفار وفيهم المكره كأهل بدر لما كان فيهم العباس وغيره، وكما لو تترس الكفار بمسلمين ولم يندفع ضرر الكفار إلا بقتالهم، فالعقوبات المشروعة والمقدورة قد تتناول في الدنيا من لا يستحقها في الآخرة، وتكون في حقه من جملة المصائب كما قيل في بعضهم: القاتل مجاهد والمقتول شهيد. اهـ. (مجموع الفتاوى: 10/ 376)
مما سبق في كلام شيخ الإسلام يتبين لنا أنه مع وجود التأويل السائغ يبقى المخالف على العدالة، ولا يمنع ذلك من عقوبته الدنيوية. أما مع زوال التأويل السائغ بإقامة الحجة فقد يفسق أو يبدع أو يكفر حسب درجة المخالفة، كما سبق بيانه في أقسام الخلاف غير السائغ وحكم المعين.
..
واقع المسلمين اليوم إلى أي خلاف ينتمي؟
بالنظر إلى حال المسلمين وواقعهم اليوم نجد الساحة الإسلامية تموج بالاختلافات والمنازعات، وقد اختلفت وجهات النظر تجاه هذه الاختلافات.
ونحن نرى أن هذه الاختلافات منها ما يرجع إلى اختلاف التنوع، وهذا يجب استثماره والتعاون عليه، فبه يحصل التكامل المطلوب في كثير من الواجبات مع تجنب المحاذير المذكورة آنفًا.
ومنها ما يرجع إلى اختلاف التضاد السائغ، وهذا يجب احتماله وأن يسعنا كما وسع السلف وألا يفسد الود بيننا، ولكن يلزم ضبطه بقواعد أهل السنة، والرجوع إلى أهل العلم في ذلك.
ومنها ما يرجع إلى اختلاف التضاد غير السائغ، وهذا يجب علاجه بمحاربة البدع والضلالات والأقوال الباطلة، والاجتماع على منهج أهل السنة والجماعة والعمل على نشره بتفاصيله.
ولا شك أن أفضل المؤهلين لتحقيق هذه المعالجة المطلوبة هي الجماعة الملتزمة بمنهج أهل السنة على طريقة السلف، وهي تحتاج إلى توحيد جهودها وتقارب صفوفها وبذل الوسع في نشر منهجها، ومد يد العون إلى إخوانهم من أصحاب المناهج الأخرى؛ لتحقيق هذه المعالجة والسير معًا لنصرة هذا الدين ولإعلاء كلمة الله في أرضه.
إلى هنا انتهى ما أردنا بيانه لإخواننا.
نسأل الله أن نكون قد وفقنا في طرحه
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك
والحمد لله رب العالمين
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 12:18]ـ
مهم لطلاب العلم
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 02:16]ـ
للرفع
ـ[فتح البارى]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 12:17]ـ
وللأسف أن البعض من أبناء الصحوة يرى هؤلاء الدعاة على أبواب جهنم ولاة أمور شرعيين، وليسوا فقط قد فرضوا على المسلمين أمرًا واقعًا بالقوة لا بالحق. ولاشك في ضرورة وأهمية التفرقة بين الأمر الكوني الواقع والأمر الشرعي الذي هو الحق دون ما سواه.
ومن أسباب الشبهة التي دخلت على البعض في هذا المقام كلام أهل العلم في ثبوت الولاية بالاستيلاء والتغلب ولو لم يكن مستوفيًا شروط الإمامة. والحقيقة أن كلام العلماء في ذلك إنما هو في استيلاء من هو صالح للإمامة ليقود الناس بكتاب الله، فإن خلا الزمان عن ذلك واستولى كافٍ ذو استقلال بالأشغال للذب عن بيضة الإسلام وحوزته فهذا حكم الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الذي توكل له الأمور التي كانت منوطة بالأئمة لأنهم إنما تولوا الأمور ليكونوا ذرائع إلى إقامة أحكام الشرائع. (راجع غياث الأمم ص239–278).
والأدلة التي استدلوا بها تدل على ذلك، فإن منها قول النبي ?: ((لو استعمل عليكم عبد حبشي يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا))، والحديث ظاهر في أنه لابد أن يقودهم بكتاب الله، فالغرض إقامة الدين وسياسة الدنيا بالدين.وليس المقصود وجود صورة الولاية حتى ولو كانت حربًا على الدين وأهله وولاية للكفار ونصحًا لهم وسعيًا لمصلحتهم على حساب المسلمين وبلادهم، إضافةً لذلك أنهم ما تولوا الرياسة والولاية أصلاً باسم الدين ولا نسبوا أنفسهم إلى القيام بواجباته، بل هم يقسمون صراحة على إقامة دساتيرهم وقوانينهم الوضعية التي يعلم الكافة مخالفتها للشرع مخالفة كفرية، بل لا يتولى أحد منصبه إلا بمثل هذا القسم.فأين العقد الذي عقدته له الأمة ممثلة في أهل الحل والعقد منها؟ وأين المقصود الشرعي للإمامة رسمًا أو حقيقة واقعة حتى يمكن من أجله تصحيح الولاية للقيام بالمصالح والمقاصد الشرعية وعد إهدارها ولو بدون عقد ولاية من أهل الحل والعقد؟
وهذه المسألة -أي عدم اعتبارهم ولاة أمور شرعيين- ليست مبنية على تكفير أعيانهم، ولكن لعدم انطباق شروط الولاية عليهم. وكذلك لا يعني عدم تكفيرهم بالأعيان لجهل أو تأويل أو إكراه أن تصحح ولايتهم دون نظر إلى شروط الولاية الأخرى. فالإسلام شرط آخر من شروط الولاية تبطل بفقده كولاية شرعية ابتداءً أو عند طروء الكفر كما هو مبين في موضعه.
إنا لله وإنا إليه راجعون!
عليك بفتاوي الأئمة المجتهدين: كابن باز وابن عثيمين والألباني والفوزان والعباد وابن جبرين .... إلخ!
فهم ولاة أمر شرعيون(/)
ما رأيكم في هذا الكلام من الإمام البقاعي رحمه الله
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 01:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلال قرأتي في تفسير (نظم الدرر) وقفت على هذا الكلام الذي لم أستطع فهمه
يقول الإمام البقاعي رحمه الله: (ولما كان الأنبياء عليهم السلام من نوره صلى الله عليه وسلم، لأنه أولهم خلقاً وآخرهم بعثاً، فكانوا في الحقيقة إنما هم ممهدون لشرعه، وكان سبحانه إنما أرسله ليتمم مكارم الأخلاق، وكان قد جعل سبحانه من المكارم أن لا يكلم الناس إلا بما تسع عقولهم، وكانت عدة المرسلين كما في حديث أبي أمامة الباهلي عن أبي ذر رضي الله عنهما عند أحمد في المسند ثلاثمائة وخمسة عشر، وفيه أن الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، وهو في الطبراني الكبير عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر عدد الرسل فقط، وكانت عقول العرب لا تسع بوجه قبل الإيمان أنهم منه، أقسم سبحانه ظاهراً أنه منهم ورمزاً للأصفياء باطناً إلى أنهم منه، بجعلهم عدد أسماء حروف اسمه محمد صلى الله عليه وسلم الذي رمز إليه بالحرفين أول السورة، فكأنه قال: إنك يا ياسين الذي تأويله محمد الذي عدد أسماء حروفه بعددهم لأصلهم، فصار رمزاً في رمز، وكنزاً نفيساً داخل كنز، وسراً من سر، وبراً إلى بر، وهو أحلى في منادمة الأحباب من صريح الخطاب) إهـ تفسير البقاعي.
فما المقصود من قوله: أن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام هم من نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهل صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول الأنبياء والمرسلين خَلقاً؟.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 12:56]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فما المقصود من قوله: أن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام هم من نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهل صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول الأنبياء والمرسلين خَلقاً؟.
أخى الحبيب الذى أعلمه أنه قد يكون الإمام أبو الحسن البقاعى اعتمد على الحديث الباطل الذى ينسب إلى جابر بن عبد الله رضى الله عنه أنه قال قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أوّل شيء خلقه الله قبل الأشياء؟ قال: ((يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك محمد صلى الله عليه وسلم من نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا إنس ولا جن، فلما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء: فخلق من الجزء الأوّل القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء: فخلق من الأول حملة العرش، ومن الثاني الكرسي، ومن الثالث باقي الملائكة ثم قسم الرابع أربعة أجزاء: فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين، ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الرابع باقى الخلق)
وهوحديث لا شك فى كذبه أورده العجلوني في "كشف الخفاء" (1 - 311) (ح827) وعزى الخبر الذي جاءت به القصة إلى مصنف عبد الرزاق ولم يذكر أي تحقيق حول القصة وبالرجوع إلى مصنف عبد الرزاق تبين أن هذا الخبر الباطل لا يوجد في مصنف عبد الرزاق.
ولذلك عندما سُئل عنه الحافظ السيوطي في "الحاوي في الفتاوي" (1 - 500) فأجاب: "بأنه لا سند له يثبت البتة".
وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة بعدما ذكر حديث: خلقت الملائكة من نور و خلق إبليس من نار السموم و خلق آدم عليه السلام مما قد وصف لكم قال: وفيه إشارة إلى بطلان الحديث المشهور على ألسنة الناس: " أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ". و نحوه من الأحاديث التي تقول بأنه صلى الله عليه وسلم خلق من نور فإن هذا الحديث دليل واضح على أن الملائكة فقط هم الذين خلقوا من نور دون آدم و بنيه فتنبه و لا تكن من الغافلين
أما عن السؤال فى كونه أول الأنبياء والمرسلين خلقا
فقد يكون اعتمد على حديث (كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث فبدأ بي قبلهم) وهو ضعيف
قال الألبانى فى الضعيفة 115/ 2 (كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث فبدأ بي قبلهم. (ضعيف) ويغني عنه قوله (صلى الله عليه وسلم) كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد رواه أحمد وسنده صحيح ولكن لادلالة فيه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أول خلق الله تعالى خلافا لما يظن البعض) انتهى
ومعنى (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد) وما فى معناها من أحاديث أى قدر الله أنى نبيا وذلك معلوم أن الأمور مقدرة قبل خلق آدم بل قبل خلق السموات والأرض كما هو معلوم
فالمقصود من الحديث التقدير الكتابى لا أنه موجود بعينه صلى الله عليه وسلم فمعلوم أنه ولد عام الفيل وبعث وعنده أربعين سنة هذا والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 03:56]ـ
بارك الله في الجميع آمين
إتماما لما ذكره أخي (محمد المناوي) أقول:
ليعلم أن أول هذه العبارة متقرر من آخرها ومبني عليه، فإذا ثبت آخرها عرفنا المراد من أولها.
وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول الأنبياء خلقا، وآخرهم بعثا، بأحاديث فيها مقال، فقد روي بهذه الصيغة من عدة طرق:
أولا: من رواه بهذا اللفظ مباشرة:
أخرجه الطبراني في (مسند الشاميين ج4/ص34) قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "كنت أول النبيين في الخلق وأخرهم في البعث".
وأخرجه تمام في (الفوائد ج2/ص15) قال:
حدثنا أحمد بن سليمان، ثنا يزيد بن محمد، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، ثنا قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث".
وأخرجه ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال ج3/ص372) قال:
ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم، ثنا هشام بن عمار، ثنا بقية، حدثني سعيد بن بشير، حدثني قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} الآية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث". قال الشيخ: وهذا يرويه عن قتادة سعيد بن بشير وخليد بن دعلج.
وقال في (الكامل في ضعفاء الرجال ج3/ص49):
ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم، ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد، ثنا خليد بن دعلج وسعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كنت أول الناس في الخلق وآخرهم في البعث".
وأخرجه ابن سعد في (الطبقات الكبرى ج1/ص149) قال:
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال. (ح) وأخبرنا عمر بن عاصم الكلابي، أخبرنا أبو هلال، عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت أول الناس في الخلق وآخرهم في البعث".
وقال السيوطي في (الدر المنثور ج6/ص570):
وأخرج ابن أبي شيبة، عن قتادة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث".
وأخرج الحسن بن سفيان، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبو نعيم في الدلائل، والديلمي، وابن عساكر من طريق قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} قال: "كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث". فبدئ به قبلهم.
وقال ابن كثير في (التفسير ج3/ص470):
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا سعيد بن بشير، حدثني قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} الآية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث فبدأ بي قبلهم". سعيد بن بشير فيه ضعف، وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به مرسلا وهو أشبه، ورواه بعضهم عن قتادة موقوفا. والله أعلم
ثانيا: من رواه ضمنا في حديث (الإسراء والمعراج) الطويل، وهي زيادة منكرة عما في رواية الصحيحين:
قال السيوطي في (الدر المنثور ج5/ص198):
وأخرج البزار، وأبو يعلى، وابن جرير، ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، وابن أبي حاتم، وابن عدي، وابن مردويه، والبيهقي، عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي ومعه ميكائيل، فقال جبريل لميكائيل عليهما السلام: ائتني بطست من ماء زمزم كيما أطهر قلبه وأشرح صدره ... الحديث، إلى أن قال: "وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا ... ".
قال ابن كثير في (التفسير ج3/ص21):
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه ابن جرير، عن محمد بن عبيد الله، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية أو غيره شك أبو جعفر، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره بمعناه.
وقد رواه الحافظ أبو بكر البيهقي (دلائل2396) عن أبي سعيد الماليني، عن ابن عدي، عن محمد بن الحسن السكوني البالسي بالرملة، حدثنا علي بن سهل فذكر مثل ما رواه ابن جرير عنه.
وذكر البيهقي (2397) أن الحاكم أبا عبد الله رواه عن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، عن جده، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن حاتم بن إسماعيل، حدثني عيسى بن ماهان يعني أبا جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
وقال ابن أبي حاتم: ذكر أبو زرعة: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس البكري، عن أبي العالية أو غيره شك عيسى، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام} فذكر الحديث بطوله كنحو مما سقناه.
قلت: وأبو جعفر الرازي قال فيه الحافظ أبو زرعة الرازي: يهم في الحديث كثيرا. وقد ضعفه غيره أيضا ووثقه بعضهم، والظاهر أنه سيء الحفظ، ففيما تفرد به نظر، وهذا الحديث في بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة، وفيه شيء من حديث المنام من رواية سمرة بن جندب في المنام الطويل عند البخاري، ويشبه أن يكون مجموعا من أحاديث شتى أو منام أو قصة أخرى غير الإسراء. والله أعلم
قلت: وهو كما قال الحافظ ابن كثير، فهو عبارة عن عدة أحاديث مجموعة في مكان واحد.
وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج1/ص72):
رواه البزار ورجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال: عن أبي العالية أو غيره، فتابعيه مجهول.
ويمكن أن يشهد له الحديث الثابت: "كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد".
قال العجلوني في (كشف الخفاء ج2/ص169):
(كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث) قال في المقاصد: رواه أبو نعيم في الدلائل، وابن أبي حاتم في تفسيره في ابن لال، ومن طريقه الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا، وله شاهد من حديث ميسرة الفخر أخرجه أحمد والبخاري في تاريخه والبغوي وابن السكن وأبو نعيم في الحلية وصححه الحاكم، بلفظ: "كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد" وفي الترمذي وغيره عن أبي هريرة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: متى كنت أو كتبت نبيا؟ قال: "كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد" وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم أيضا.
وفي لفظ: "وآدم منجدل في طينته" وفي صحيحي ابن حبان والحاكم عن العرباض بن سارية مرفوعا: "إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين وان آدم لمنجدل في طينته". وكذا أخرجه أحمد، والدارمي، وأبو نعيم.
ورواه الطبراني عن ابن عباس قال: قيل يا رسول الله: متى كنت نبيا؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد".
ثم قال السخاوي كغيره: وأما الذي يجري على الألسنة بلفظ: "كنت نبيا وآدم بين الماء والطين" فلم نقف عليه بهذا اللفظ، فضلا عن زيادة: "وكنت نبيا ولا آدم ولا ماء ولا طين". وقال الحافظ ابن حجر في بعض أجوبته عن الزيادة: أنها ضعيفة والذي قبلها أقوى. وقال الزركشي: لا أصل له بهذا اللفظ. قال السيوطي في الدرر: وزاد العوام: "ولا آدم ولا ماء ولا طين" لا أصل له أيضا. وقال القاري: يعني بحسب مبناه وإلا فهو صحيح باعتبار معناه.
وروى الترمذي أيضا عن أبي هريرة أنهم قالوا: يا رسول الله متى وجبت لك النبوة؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد". وعن الشعبي: قال رجل: يا رسول الله متى استنبئت؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق".
وقال التقي السبكي: فان قلت: النبوة وصف لا بد أن يكون الموصوف به موجودا، وإنما يكون بعد أربعين سنة، فكيف يوصف به قبل وجوده وقبل إرساله.
قلت: جاء أن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد، فقد تكون الإشارة بقوله: "كنت نبيا" إلى روحه الشريفة، أو حقيقته، والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها، وإنما يعرفها خالقها، ومن أمده بنور إلهي.
ونقل العلقمي عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده مرفوعا: أنه قال: "كنت نورا بين يدي ربي عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام". انتهى
والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 04:37]ـ
عقيدة النور المحمدي من العقائد الباطلة لغلاة الصوفية.
و للاستزادة اليكم هذا الرابط:
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=34692
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 05:21]ـ
اظن ان لشيخ الاسلام في مجموع الفتاوي قول في اسم النبي علي العرش ورؤية ادم عليه السلام له وفيه اي في الحديث كلام عن النور المحمدي والله اعلم ولكن ماهو موقف شيخ الاسلام من الرواية هذا مايجب الرجوع اليه وانا فقط اكتفي باالاشارة وشيء من الاثارة- العلمية
بارك الله في الجميع
وانا ارفض الايحاءات الصوفية المنحرفة وبناءاتهم الفاسدة علي روايات موضوعة او ضعيفة لكني اشير فقط الي مااشرت اليه فربما نستفيد شيء من الرجوع الي كلام ابن تيمية وتعليقه علي الرواية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 07:01]ـ
من نفائس ما وقفت عليه في المسألة، ما رواه الخلال في كتاب (السنة 1/ 187) قال:
أخبرني محمد بن الحسن أن الفضل حدثهم قال: قرأت على أبي عبد الله أبو النضر قال: ثنا أبو جعفر الرازي؛ فذكر حديث الأسدي قال: "وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا وأولهم مقضيا له" فذكر الحديث.
قال الفضل: قال لي أحمد: أول النبيين، يعني: خلقا، {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} فبدأ به.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 07:29]ـ
هل تقصد هذا أخي (ابن الشاطيئ) غير المزيف. (ابتسامة)
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في (تلخيص كتاب الاستغاثة ج1/ص59):
و قد روى أبو بكر الآجري، و ابن الجوزي آثارا في أن اسم النبي صلى الله عليه وسلم كان مكتوبا على ساق العرش، و على أبواب الجنة.
وهذا ممكن؛ فإنه قد ثبت عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيا؟ وفي رواية: متى كتبت نبيا؟ قال: "وآدم بين الروح و الجسد".
و في مسند أحمد و غيره بإسناد حسن عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين و إن آدم لمنجدل في طينته، سأنبئكم بأول أمري: دعوة أبي إبراهيم، و بشرى عيسى، و رؤيا أمي؛ رأت حين ولدتني كأنها خرج منها نور أضاءت له قصور الشام".
وفي حديث أبي هريرة: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النبوة؟ قال: "بين خلق آدم و نفخ الروح فيه". رواه الترمذي و حسنه.
ففي هذه الأحاديث أن الله كتب اسمه بعد خلق آدم و قبل نفخ الروح فيه.
و أما ما يرويه كثير من الجهال والاتحادية و غيرهم؛ من أنه قال: "كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين و آدم لا ماء و لا طين" فهذا مما لا أصل له، لا من نقل ولا من عقل، فإن أحدا من المحدثين لم يذكره، ومعناه باطل، فإن آدم عليه السلام لم يكن بين الماء والطين قط، فإن الطين ماء و تراب، وإنما كان بين الروح والجسد.
ثم هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حينئذ موجودا، وأن ذاته خلقت قبل الذوات، ويستشهدون على ذلك بأحاديث مفتراه مثل حديث فيه: أنه كان نورا حول العرش، فقال: يا جبريل أنا كنت ذلك النور. و يدعي أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن قبل أن يأتيه به جبريل.
و المقصود هنا: أن الله سبحانه و تعالى كتبه نبيا بعد خلق آدم قبل نفخ الروح فيه.
وهو موافق لما أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن مسعود: "إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك" إلى آخره، بين فيه خلق الجنين و تنقله من حال إلى حال، فناسب هذا أنه بين خلق آدم و نفخ الروح فيه تكتب أحواله، ومن أعظمها كتابة سيد ولده.
وإذا كان هذا ثابتا أمكن أن يكتب اسمه كما رواه بالإسناد، لكن الجزم بثبوته يحتاج إلى دليل يثبت بمثله، فما علمناه قلناه وما لم نعلمه أمسكنا عنه.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 09:35]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في (تلخيص كتاب الاستغاثة ج1/ص59):
و قد روى أبو بكر الآجري، و ابن الجوزي آثارا في أن اسم النبي صلى الله عليه وسلم كان مكتوبا على ساق العرش، و على أبواب الجنة.
وهذا ممكن؛
نعم اخي التميمي الغير سكران-ابتسامة
لكن اظن في اكثر من موضع في مجموع الفتاوي فصل ماقاله هنا قليلا ولو كان عندي وقت لاتيتكم به -ابتسامة
بارك الله فيكم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 10:09]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أخواني الأحباب على هذه المشاركات والتوضيحات الطيبة.
و نسأل الله أن يبارك فيكم أجمعين.(/)
من الارشيف "الدليمي: الشيعة يسحقون السنة بأقدامهم في بغداد"
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 08:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إستانبول- ناشد رئيس جبهة التوافق العراقية السنية عدنان الدليمي العالم العربي والإسلامي للتدخل لحماية السنة في العراق وحذر من خطورة تصاعد الحرب الطائفية التي يدفع السنة الثمن الباهظ فيها.
وقال الدليمي في مؤتمر نصرة أهل العراق الذي عقد اليوم الأربعاء بمدينة إستانبول التركية وتستمر فعالياته حتى مساء غد الخميس 14 - 12 - 2006: "إنها حرب طائفية وستذهب بغداد والعراق. ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطئ؛ فلينظروا إلى ما يجري في بغداد من تفجيرات وقتل"، وتابع قائلا: "إخوانكم السنة في العراق وخاصة في بغداد سيسحقون ويداسون بأقدام الشيعة". "اسلام اون لاين".
- كلمة رئيس جبهة التوافق العراقية د. عدنان الدليمي: إنها حرب طائفية
فيديو:
http://iraqnusra.qawim.net/video/dr_aaldlaimi.wmv
صوت:
http://www.iraqnusra.qawim.net/audio/dr_aaldlaimi.rm
أرجوا نشرها في المنتديات لفضح الرافضة الملاعين
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 03:14]ـ
هذا الكلام كان محرماً لأنه دعوة إلى الطائفية! وأصبح الآن على لسان الديلمي!
ولكن: أكلت يوم أكل الثور الأسود
أسأل الله تعالى أن يحمي المسلمين من مكر المجوس
ـ[بن أبى زكريا]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 11:55]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ما الفرق بين الإتحادية والحلولية .. ؟؟
ـ[المقدسى]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 08:57]ـ
السلام عليكم
براك الله فيكم جميعاُ
وددت السؤال عن الفروق بين فرقتى الحلولية والإتحادية أم أنهم مسميان لنفس الفرقة
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 09:44]ـ
حياك الله اخونا المقدسي ..
أنقل لك ما ذكره شيخنا الشيخ محمد بن ابراهيم الحمد في كتابه الماتع (مصطلحات في كتب العقائد) صفحة 41:
(ثالثا: الفرق بين الحلول والاتحاد: الفرق بينهما يتلخص فيما يلي:
1 - أن الحلول اصبات لوجودين بخلاف الاتحاد فإنه اثبات لوجود واحد.
2 - أن الحلول يقبل الانفصال, أما الاتحاد فلا يقبل الانفصال.
ولهذا فإن القائلين بالحلول غير القائلين بالاتحاد.
رابعا: أمثلة يتبين بها الفرق بين الحلول والاتحاد: هناك أمثلة كثيرة منها: السكر إذا وضعته في الماء دون تحريك فهو حلول, لأنه ثم ذاتان. أما إذا حركته, فذاب في الماء صار اتحادا, لأنه لا يقبل أن ينفصل مرة أخرى.
أما لو وضعت شيئا آخر في الماء كأن تضع حصاة فهذا يسمى حلولا لا اتحادا, لأنها أصبحت هي والماء شيئين قابلين للانفصال).
ثم ضرب مثالا آخر نقله عن الشيخ صالح ال الشيخ في شرحه للحموية ..
شكرا لك
ـ[المقدسى]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 09:25]ـ
بارك الله فيك أخى أبو عبد العزيز ووفقك لما يحبه ويرضاه(/)
للتعرف علي الفكر العلماني واهله! -مقالات
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 10:08]ـ
«نحو ثقافة مغايرة» كتاب سجالي ... المثقف الملتزم كما يراه جابر عصفور
موريس أبو ناضر الحياة - 01/ 03/09//
لا شك في أن للثقافة اليوم بمعناها الواسع رُوادها الطليعيون. وفي مقدم هؤلاء الرسل الكاتب والناقد المصري جابر عصفور. والثقافة كما يمارسها جابر عصفور هي هذا الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والآداب والأخلاق والقانون والعادات، وكل القدرات التي يكتسبها الإنسان بصفته عضواً في مجتمع هو المجتمع العربي.
وتعاطي جابر عصفور مع المفهوم الواسع للثقافة، ووعيه الحاد كمثقف بوجوب الالتزام بقول الحقيقة ونشرها بين الناس. جعلاه يقف على الحد الفاصل بين التقليد والحداثة، بين العلمنة والسلفية، بين القيم المحافظة على الهويات وقيم الحداثة الديموقراطية، من أجل كشف حقيقتها في الواقع، وفي التصور. وما وقفة جابر عند هذه الأصقاع التي هي ثمرة الاستعمار والإمبريالية والتحديث، إلا وقفة الأستاذ الجامعي الذي يعرف مشاكل مجتمعه، ويحسن عرضها ويعتبر نفسه ممثلاً لناسها، في الدفاع عن الحق والعدل والحرية.
وأستاذية عصفور الجامعية ليست من النوع المخملي وإنما من النوع العضوي الفاعل، بحسب تعبير غرامشي، فهي تنحاز الى الشأن العام، وتنحاز الى الحقيقة فتشكّك في تمثيلية السلطات والمؤسسات، وتدخل في تناقض مع بعض وجوه السلطة، وتناوش المؤسسات الدينية التقليدية. وبذلك تغدو الكتابة عنده سلاح في معركة الارتقاء بالمجتمع من مستوى الضرورة الى مستوى الحرية، ومن مستوى النقل والاتباع والتعصب والتخلّف، والدولة العقائدية الى مستوى العقل والإبداع والحوار والتسامح والتقدم، والدولة المدنية.
ومعركة الارتقاء بالمجتمع كما يردد جابر في كتابه «نحو ثقافة مغايرة» الذي نشرته الدار المصرية اللبنانية في القاهرة، يخوضها بالسلاح نفسه الذي استعمله فلاسفة التنوير وعلماؤه في القرن الثامن عشر، قرن التحرر العقلي والفكري في أوروبا من رجال الكنيسة وعالم الإقطاع.
سلاح التنويريين الأووروبيين كان الشك في كل شيء (ديكارت وكانط) وإخضاع ما كان مستحيلاً التفكير فيه ليصير ممكناً التفكير فيه، وخوض معركة الصراحة مع الذات التراثية التي قامت على فكرة «الواجب» أساساً! أي واجب الإنسان تجاه رجال الدين وتقديم الطاعة والخنوع من دون سؤال ومناقشة. وإذا بفلاسفة التنوير يؤسسون لثقافة جديدة مبنية على فكرة «الحقوق». أي حقوق الضمير الفردي، وحقوق النقد، وحقوق العقل، وحقوق الإنسان، وحقوق المواطن في العيش.
يستعمل جابر عصفور في معركته مع قوى الظلام والاستبداد، وقوى التعصب والتخلف سلاح فلاسفة التنوير الأوروبي، في إطلاق ثقافة «المغايرة» التي حملها عنوان كتابه. وهو لا يتوانى بروح المثقف الملتزم، أن يطلق الوعي النقدي في مواجهة الوعي الإذعاني يكتب الناقد المصري في هذا السياق: «الوعي المقابل لهذا الوعي الإذعاني هو الوعي النقدي أو النقضي بلا فارق جذري، وهو الوعي الذي يضع كل شيء موضع المساءلة بما في ذلك حضوره الذاتي، فهو وعي تتمرد فيه الأنا الفاعلة على طرائقها الموروثة في المعرفة، سواء معرفة نفسها من حيث هي حضور متعيّن في الوجود، أو معرفة واقعها في علاقتها به». ويضيف جابر موضحاً، انه من الطبيعي أن ينقض هذا الوعي صفة الإطلاق: اليقين، التسليم، النقل، التقليد، وأن يرفض الإجابات الجاهزة المتكررة، وأن يستبدل بمبدأ الواقع مبدأ الرغبة، وذلك في حيوية استبداله النسبي بالمطلق، والشك باليقين.
إن الوعي النقدي الذي يسعى جابر عصفور لإطلاقه من عُقاله هو الوعي الإذعاني الذي لا يرى من التغيير سوى البِدع المفضية الى الضلالة، وهو الوعي السائد في الفكر العربي. إن محاربة الوعي الإذعاني تبدأ على ما يرى الكاتب المصري من وعي المثقف لخصوصية واقعه، ومن الوعي بشروطه الخاصة، تمهيداً لابتداع خرائط عقلية جديدة لتغيير هذا الواقع والانطلاق به الى الأمام.
(يُتْبَعُ)
(/)
الخرائط العقلية الجديدة تبدأ بالارتسام على ما يرى عصفور مع إشاعة ثقافة الاستنارة التي تواجه التعصب والتطرف والنزعات الأصولية، والتي تؤازر المجتمع المدني، وتبرر حضور الدولة المدنية في ملامحها الحديثة القائمة على الفصل بين السلطات، واحترام حقوق المواطنة وحق الاختلاف، وإطلاق سراح الحريات في مجالاتها كلها، وتداول السلطة بين الأحزاب المدنية، والإيمان بالتقدم بصفته اللازمة المنطقية للاعتماد على التفكير العلمي والعقلانية التي تفتح أفق التجريب الخلاّق في كل مجال.
وتكتمل خطوط الخرائط العقلية الجديدة في تأسيس مجتمع المعرفة الذي يتطلب أول ما يتطلب تطور أبنية التعليم جذرياً، والقضاء على الخرافات بما يؤصّل للتفكير العلمي بصفته أصل الحركة وتنوير علاقات إنتاج المعرفة وأدواتها. وإطلاق حرية تبادل المعلومات، وإتاحتها لطالبيها، مسألة لا تنفصل عن إشاعة الحرية. والحرية التي يتحدث عنها الكاتب المصري ليست منحة من الحاكم أو تنازلاً منه، وإنما هي الحق الطبيعي للأفراد والجماعات، والشرط الأول لإنشاء مجتمع سليم ودولة متقدمة. ولذلك فهي الحرية التي يتنفسها الجميع بلا تفرقة أو تمييز على أساس من الجنس أو اللون أو الثروة أو الطائفة الدينية أو الاجتماعية، وهي أخيراً الحرية التي يتدعم بها المجتمع المدني، وتقوى بممارستها الدولة المدنية القادرة على تحقيق أحلام شعبها.
حين ننظر الى الدلالات الواعدة التي يطلقها جابر عصفور حول قيام مجتمع سليم ودولة مدنية متقدمة، يأخذنا التفاؤل بعيداً في تصور سعادة الشعوب العربية في الآجال المقبلة، ولكن لا نلبث أن نتذكر إخفاقات المشروع الماركسي، وإحباطات المشروع القومي وادعاءات المشروع الإسلامي الذي يحاول أن يستبدل الدولة المدنية بالدولة الدينية، معتمداً في بنائه الأيديولوجي على نوع خاص من الأدبيات المغلقة التي تنبني على عناصر التعصب والاتباع، وتتمظهر بعمليات الإرهاب التي تتمسّح بالدين.
ولكن لا نحن مأخوذون بالوعود، ولا جابر عصفور كذلك فهو إضافة الى تمنطقه بسلاح فلاسفة الأنوار نراه يستعين في خوض معركته من أجل تحرير الفكر العربي من قيود الظلامية والإرهاب الديني القروسطوي بسلاح روّاد النهضة أيضاً، فنراه يتحدث دائماً عن مشايخ الإصلاح مستفيداً من تجاربهم في الارتقاء بالمجتمع من مستوى الضرورة الى مستوى الحرية.
يعتبر جابر عصفور أن الشيخ الشاب رفاعة الطهطاوي أقبل أثناء إقامته في فرنسا بحماسة نادرة على تعرّف أسرار هذه الدنيا المتقدمة التي ذهب إليها، تعرّف كل شيء لم يعرفه عملاً بالمبدأ القائل «الحكمة ضالة المؤمن» و «اطلبوا العلم ولو في الصين» وقد اعتمد في ما رآه ولمسه مبدأ التقبيح والتحسين العقليين اللذين ورثهما عن المعتزلة، فأخذ ما قبله عقل المسلم المنفتح، وبخاصة حين رأى وفهم معنى أن تكون الأمة مصدر السلطات، والفصل بين السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية. والتمييز الحاسم بين الديني والدنيوي، ليس إلغاء للديني أو تقليلاً من شأنه، وإنما تأكيد للدنيوي الذي أصبح عقداً اجتماعياً قائماً على التراضي الذي يؤسس للدستور والقوانين التي تتجسد بها مبادئ الحرية والمساواة والعدالة. ويترجم رفاعة على ما يذكر جابر عصفور الدستور الفرنسي لعام 1830 بوصفه مثالاً لأمور «لا ينكر ذوو العقول أنها من باب العدل» وكان هدفه من الترجمة «أن يوقظ من الغفلة سائر أمم الإسلام من عرب وعجم».
ويواصل جمال الدين الأفغاني سيره في الطريق الذي سار عليه رفاعة الطهطاوي، وذلك بإعادة تأكيد الوصل بين الحكمة والشريعة، تطويراً لفهم الشريعة، وتحريراً للعقل من قيد النقل والتقليد، على نحو ما فعل الفيلسوف ابن رشد، جاعلاً من ذلك مدخلاً للبحث عن مخرج لمأزق التخلّف المريع الذي رأى عليه أمم الإسلام. وكان ابتداء ذلك إيمانه بقدرة العقل الإنساني على مجاوزة شروط الضرورة. وكانت النتيجة العودة الى الوصل الذي قام به ابن رشد بين الحكمة والشريعة الذي ساعد الأفغاني على الفصل بين السلطتين الزمنية والروحية لكون «الأمة مصدر السلطات».
(يُتْبَعُ)
(/)
بدأ الكواكبي في رأي عصفور من حيث انتهى جمال الدين الأفغاني فيما يتصل بضرورة التمييز بين السلطة الروحية والسلطة الزمنية والفصل بينهما، فقد أشار في كتابه «طبائع الاستبداد» الى أن أكثر الكتّاب السياسيين من الإفرنج يرون أن الاستبداد السياسي متولّد من الاستبداد الديني بينما يذهب البعض القليل منهم الى القول إنه إذا لم يكن هناك علاقة تولّد، تَرُدّ الأول (السياسي) الى الثاني (الديني) فهما أخوان متشابهان. ولذلك فإنه ما من مستبد سياسي إلا ويتخذ لنفسه صفة قدسية، تخايل بأنه على علاقة خاصة مع الله، أو يتخذ بطانة من أهل الدين المستبدين الذين يعينونه على ظلم الناس باسم الله.
أما المصلحان الآخران اللذان يستعين بهما الكاتب المصري في الانتقال من مستوى الضرورة الى مستوى الحرية فهما محمد عبده وعلي عبدالرازق. محمد عبده الذي يرى أن الإسلام من حيث هو دين لا يتناقض والدولة المدنية، ما ظلّت هذه الدولة حافظة للأديان، مبقية على مكانتها في النفوس، مستلهمة دساتيرها وقوانينها من روح الشرائع الداعية الى العدل والإخاء وسعادة البشر. وعلي عبدالرازق الذي يخلص من استعراضه التاريخ الإسلامي الى أن نظام الحكم غرض من الأغراض الدنيوية ترك الله فيه للناس حريتهم في تحديدها على ما تهديهم إليه عقولهم وعلومهم ومصالحهم ومطالب زمانهم.
يمكن لأي قارئ باحث، مطلع على كتابات جابر عصفور وبخاصة كتابه «نحو ثقافة مغايرة» أن يقرأ فيه المثقف الملتزم بالبحث عن الحقيقة، من خلال تفكيك العقل اللاهوتي والسياسي، ويرى فيه الشيخ المصلح الذي يحاول أن ينظّف الدين من الشوائب التي تراكمت عليه بفعل السنين من أجل بناء عالم جديد مفعم بالثقة ومتوجهاً نحو المستقبل بعد قرون من الظلام والظلامية، وبعد سنوات من تصاعد الأصولية الإسلامية وانفلاشها. ويقرأ فيه الناقد العقلاني المتنوّر الذي يخوض معركة الصراحة مع الذات التراثية التي طُمِرَت بكل ألوان الاتباع والتعصب والتخلف، ويقرأ فيه أخيراً وجهاً من وجوه فولتير منارة التنوير الأوروبي الذي كتب يوماً الى إحدى صديقاته قائلاً: «التنوير ينتشر شيئاً فشيئاً يا سيدتي، وينبغي أن نترك العميان العجائز يموتون في ظلامهم».
http://www.daralhayat.com/culture/bookrevs/02-2009/Article-20090228-bd3dddf8-c0a8-10ed-012b-29ed61a731fc/story.html
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 10:15]ـ
الكتاب -جريدة الاهرام المصرية
44646 السنة 133 - العدد 2009 مارس 2 5 من ربيع الاول 1430 هـ الأثنين
فقدنا الطيب صالح
بقلم: جابر عصفور
الطيب صالح علم من أعلام الرواية العربية , يقف إبداعه في صدارة الصف الأول من كتاب الرواية , أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس وفتحي غانم وحنا مينا وعبد الرحمن منيف ويشبه الطيب صالح نجيب محفوظ الذي تعلم منه بالقطع , خصوصا في مدي الغوص في قرارة القرار من الواقع المحلي , وذلك لملامسة الجذر الإنساني لهذا الواقع والإمساك به وكما جعل نجيب محفوظ من الحارة المصرية فضاء الإبداع الذي استقطر فيه تجاربه الإبداعية التي تعطف الإنسان علي الإنسان , في كل زمان ومكان , متخطية حواجز اللغات والثقافات , فعل الطيب صالح الأمر نفسه , فغاص إبداعيا في أعماق القرية السودانية , ووجد في أعماق شخصياتها مجالي للنماذج البشرية التي تجاوز الخاص إلي العام , وتصل من خلال المحلي إلي العالمي ودليل ذلك الأصداء التي حققتها ترجمة روايات الطيب إلي العديد من لغات العالم التي وجد فيها قراؤها مرايا لما ينطوون عليه من مشاعر إنسانية , تتجسد بها التجارب المتباينة للحضور الإنساني في جوهره الذي يسعي إلي الارتقاء بالكائن البشري من قيود الضرورة إلي أفق الحرية ومن المؤكد أن الطيب صالح قرأ الإنجاز الروائي للجيل الذي سبقه ولحق به ,
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد أن تمثل إنجازاته الروائية , فقد تابع الطريق الذي استهله توفيق الحكيم ويحيي حقي , وبعدهما سهيل إدريس , في التجسيد الروائي لتوتر العلاقة بين الشرق والغرب , ولكنه انطلق بعيدا عنهم , وفي اتجاه بالغ التميز , عندما جسد هذه العلاقة علي نحو استثنائي , أكثر تركيبا وتعقيدا وشمولا وعمقا في روايته الأولي موسم الهجرة إلي الشمال التي لا تزال فريدة في نوعها , بالغة الثراء في تنوع دلالاتها وحيوية شخصياتها المصاغة من طمي النيل الذي يحيط بالقري السودانية , خصوصا أقاليمها الشمالية التي تسكن فيها قبيلة الركابية التي ينتمي إلي ميراثها وقيمها التي ظلت متجذرة في إبداعه , خصوصا في روايته موسم الهجرة التي وضعته فور نشرها في مجلة حوار البيروتية التي كان يصدرها صديقه يوسف الخال في بؤرة الضوء من أفق الإبداع العربي , خصوصا أن الرواية جاوزت أحادية البعد التي انطوت عليها عصفور من الشرق بنزعتها الرومانسية الغالبة , وقنديل أم هاشم التي كتبها يحيي حقي في نفس واحد , كأنها طلقة رصاصة , والحي اللاتيني التي كتبها سهيل إدريس ,
وفي ذهنه ما أنجزه أساتذته في مدي علاقة التضاد المتوتر بين الشرق والغرب ويبدو أن تيمة التضاد بين النقائض لم تكن تفارق وعي الطيب صالح الروائي الذي ألح فضلا عن ثنائية الشرق والغرب علي ثنائية التخلف والتقدم , فكتب عن الصراع بين التحديث والتقاليد , ونموذج ذلك قصته القصيرة التي أطلق اسمها عنوانا علي المجموعة اليتيمة التي أصدرها من قصصه القصيرة أعني دومة ود حام يقصد إلي شجرة دوم كانت تظلل مقام أحد الأولياء الذي يتبارك به أهل قرية من قري الإقليم الذي انتسب إليه وعاش أهل القرية معتقدين في بركة دومة ود حامد صاحب الكرامات , وظلوا علي إيمانهم الغيبي إلي أن قررت الحكومة بناء مصنع حديث , اختارت له موقع الدومة , ولكن كل محاولات قطع الدومة التي أصبحت رمزا للتقاليد البالية المتأصلة باءت بالفشل , إلي أن انتهي الأمر إلي نوع من التوسط في حل المشكلة , وهو الإبقاء علي الدومة وبناء المصنع الجديد إلي جوارها , وذلك في نوع من الوسطية التي كانت تصل الحل الذي انتهت إليه القصة القصيرة بالحل الذي انتهت إليه رواية قنديل أم هاشم التي جاور بطلها بين علاج مريضته بزيت القنديل الذي تؤمن ببركته وإنجازات الطب الألماني الحديث في علاج العيون ,
كما لو كان يقيم بذلك تجاورا بين الأصالة والمعاصرة , أو بين التحديث والحفاظ علي التقاليد وهي الوسطية الفكرية المتجسدة إبداعا التي تجمع ما بين يحيي حقي والطيب صالح وغيرهم من المبدعين النافرين من فكرة الحدية التي لا حياة فيها لأحد النقيضين المتصارعين إلا بالقضاء علي نقيضه وإزالته , بعيدا عن احتمالات المصالحة أو المجاورة أو النزعة التوفيقية التي هي أساس الوسطية وأساس ما أطلق عليه توفيق الحكيم اسم التعادلية التي هي معني ملازم للوسطية وليس من الصعب أن نصف رؤية العالم في إبداع الطيب صالح وفكره بالوسطية , فبطل موسم الهجرة إلي الشمال تنتهي حياته بنوع من الدمار لأنه مضي مع حدية العداء للاستعمار إلي الدرجة القصوي , خصوصا حين جعل من نساء لندن فريسة له , يقودهن إلي الدمار , مستغلا فتوته الإفريقية , وأوهامهن عن فحولة الرجل الإفريقي الوحشي؟ وكان مصطفي سعيد يتصور أنه في سيطرته الجنسية علي ضحاياه من نساء لندن البيض يثأر من الاستعمار الأبيض الذي احتل وطنه واستغل أبناءه الذين جعلهم عبيدا له وما أشبه موقف مصطفي سعيد ,
في هذا النوع من الثأر الجنسي , ببطل نجيب محفوظ في رواية بداية ونهاية أعني حسنين الذي يقول لنفسه عندما يري ابنة البيك أحمد يسري الذي كان يعطف علي أبيه الفقيد , كما لو كان يعطف علي أحد الندماء الأدني في المقام والرتبة بما لا يقاس , وبما ظل يثير حقد حسنين الذي يتطلع إلي الابنة الجالسة في بنوار أعلي في السينما , ويقول لنفسه العبارة التي لا أزال أذكرها لو ركبتها ركبت طبقة بأسرها وكان هذا حال مصطفي سعيد مع الفارق والاحتراس الذي انتهي إلي الدمار في مدي الهوة نفسها التي يوقع فيها التمثيل الرمزي للثأر الجنسي والواقع أنني أقصد بهذه المقارنة الجزئية ليس تفسير رواية موسم الهجرة إلي الشمال في بنائها التركيبي المعقد , والبالغ الكثافة , وإنما أقصد إلي الرفض لبعض الدعاوي التي جعلت موسم الهجرة إلي الشمال تخرج عن سياقها التاريخي الإبداعي العربي الذي بدأ فيه الطيب صالح إبداعه من حيث انتهي سابقوه الذين تمثلهم , واعيا أو غير واع , ومضي في طريقه الخاص الذي صنع تفرده المائز وإضافاته الكيفية الجذرية التي حفرت له مجري جديدا خاصا به ومتفردا فيه.
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=writ2.htm&DID=9874
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 06:53]ـ
في المقال التالي ترد صافيناز كاظم علي العلماني الدكتور جابر عصفور في تقييمه لرواية موسم الهجرة الي الشمال للطيب صالح وقد قدمت التقييم في المداخلة السابقة في رابطنا هذا
لم استطيع ان انسخ المقال ولكن هذا رابطه
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=11062&article=510709
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 12:30]ـ
هوامش للكتابة - تحديات الإبداع العربي
جابر عصفور الحياة - 11/ 03/09//
فعل التحدي هو التجاوز الذي يواجه به الفعل العقبات والمشكلات التي تحول بينه وغاياته التي يريد الوصول إليها وتحديات الإبداع العربي هي محاولاته تخطي شروط الضرورة إلى حيث تقع آفاق التقدم الواعدة. والتحديات نوعان من هذا المنظور إيجابية وسلبية الأولى طموحة ولا تتوقف عن الطموح، فهي قفزات صاعدة على طريق التقدم المتزايد والصاعد الذي يغوي ما تحقق في مداه للانطلاق إلى ما لم يتحقق، على نحو لا نهاية لإمكاناته الخلاقة التي لا تتوقف عن الإضافات الكمية والكيفية التي تدفع إلى ما لا آخر له من إنجازات التقدم المتسارعة، والتحديات الثانية علاجية، هي محاولات الذات القومية مفارقة وهاد التخلف إلى أفق واعد من التقدم الذي يحررها من قيودها الموروثة أو المكتسبة أو المفروضة بفعل قوى خارجية وهي قيود تشد هذه الذات إلى الوراء، أو توقف عقارب الزمن الذي تعيش فيه، فلا تتحرك في حال من الجمود والثبات المتطاول. وعندما نتحدث عن تحديات الإبداع المعاصر في عالمنا العربي، تحديداً، فإننا نتحدث عن تحديات النوع الثاني التي تقترن بخصائص نوعية لهذا العالم، في زمن تاريخي متعين، محكوم بشروط الضرورة والتخلف، سياسياً واجتماعياً وثقافياً ودينياً وعندما أقتصر على الإبداع الروائي، في هذا السياق، فلا أملك، إجرائياً، سوى التمثيل له بالرواية التي تدل على غيرها من أجناس الإبداع، في الأدب العربي المعاصر، إذا شئنا تحديد المجال الزمني والنوعي على السواء، خصوصاً بعد أن أصبحنا نصف الزمن الذي نعيشه بأنه «زمن الرواية».
وللإبداع الروائي، شأن كل إبداع، تحدياته العالمية العامة أو المشتركة، لكن له تحدياته الخاصة التي تختلف باختلاف الثقافة التي ينتسب إليها، والتي تحددها خصوصية هذه الثقافة وسياقها التاريخي والاجتماعي وأتصور أن تحديات الإبداع الروائي العربي هي تحديات متعددة الأبعاد تتجسد بها خصوصية هذا الإبداع وملامحه النوعية، سواء في علاقته بالعالم المتقدم من حوله، أو علاقته بواقع التخلف الذي يعانيه في مجتمعاته العربية التي ينتسب إليها، متخذاً منها موقفاً نقدياً، فهو دائماً إبداع في حالة مواجهة أو رفض لكل ما يراه متصلاً بشروط الضرورة، معرقلاً لحركة تقدم الجماعة أو الفرد، أو كليهما معاً، في السعي نحو كل ما يغني التجربة الإنسانية ويحررها من قيود التخلف بكل أوجهه السياسية والاجتماعية والفكرية والدينية والنفسية ولعل في ذلك ما يفسر درجة الوعي الذاتي المتزايد التي يتميز بها الإبداع الروائي العربي، سواء في علاقته بنفسه أو علاقته بالعالم الذي يرصده كي يوازيه رمزياً، أو يعيد خلقه على سبيل المواجهة أو الرفض والتحدي، أو المقاومة بالكتابة عبر أشكال السرد وأنواعه المختلفة.
ولا يفعل المبدع الروائي ذلك، وهو في وضع من فراغ، أو في أقطار معزولة عن غيرها، سواء في علاقاتها القطرية أو العالمية، فالإبداع الروائي العربي أخذ يتوزع ما بين الأقطار العربية كلها، كما يتوزع المحتوى السائل في الأنابيب المستطرقة التي يختلف الشكل الظاهري لكل واحد منها، ولكن حضورها يظل مستوياً في كل الأشكال، فلا تزال الهموم والتحديات العربية مشتركة مؤتلفة، متزايدة، تتجلى آثارها سياسياً واجتماعياً وثقافياً، بما ينعكس على أشكال الحكم التي لم تتحرر من التبعية، وأشكال الفكر التي تتزايد غوصاً في الرمال المتحركة للاتّباع والتقليد، والظواهر الثقافية التي لا تخلو من طبائع الاستبداد، فضلاً عن الأشكال المتزايدة للتطرف الديني، فضلاً عن التصلب الاجتماعي الذي يقترن بحضور الدولة التسلطية التي انتهى فسادها إلى زيادة الأرض العربية المحتلة، منذ كارثة العام السابع والستين، وأخيراً الأوضاع الاقتصادية التي تزداد تأزماً، فتؤدي إلى طحن الإنسان العربي، خصوصاً في الأقطار العربية، الأكثر فقراً وكثافة سكانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبقدر ما هو مقدور على الإبداع الروائي العربي، منذ نشأته في منتصف القرن التاسع عشر، أن لا ينفصل، واعياً أو غير واع، عن محيطه الذي تتبادل أقطاره الهموم والأزمات، فإن هذا الإبداع، في الوقت نفسه، لا يملك الانفصال عن العالم الأوسع الذي يعيش فيه، خصوصاً العالم المتقدم الذي أصبحنا أكثر اتصالاً وتأثراً به من ذي قبل. ويلفتني في هذا السياق، تغير علاقة المبدع الروائي، من حيث هو مثقف عربي، بالعالم المتقدم الذي يتسارع إيقاع تقدمه يوماً بعد يوم، وتتزايد حدّة المسافة التي تقيم تضادّاً متزايداً بين تسارع إيقاع تقدمه وتقهقر إيقاع الواقع المتباطئ والمتدهور لمجتمعاتنا العربية، تلك التي لا تستطيع، بحكم ما هي عليه من تخلف متعدد الأبعاد، متفاقم المخاطر، أن تتحرر من علاقات التبعية السياسية الاقتصادية، أو الاتّباع الفكري الثقافي الذي غلب عليها، خصوصاً بعد أن انتصرت نزعات العولمة، وتعولم الكوكب الأرضي كله بوسائط متعددة وهو وضع يفرض على الإبداع العربي موقفاً متميزاً في تعقده أو تناقض طرفيه، وآية ذلك أن المبدع العربي، في الفضاء الكوني لهذا الإبداع، عليه أن يتابع أوجه تقدم الإبداع الأدبي، في الكوكب الأرضي.
ويفرض هذا الوضع المتحوّل ضرورة اتساع حدقتي عيني المبدع الروائي في قراءة إبداع الكوكب الأرضي الذي امتد وتكاثف وتراكم على نحو غير مسبوق، يفرض المتابعة والوعي والمعرفة النقدية، خصوصاً بعد إضافة عامل جديد يتمثل في التحولات الديموغرافية لأقطار عالم المركز الأوروبي الأميركي القديم، منذ أن تغير وضع مبدعي المهاجرين من الأقطار المستعمرة، وأصبحوا مواطنين بكل معاني المواطنة القانونية والدستورية وآية ذلك وصول أوباما الأسود الأفريقي الأصل إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ووصول أكثر من مواطنة فرنسية عربية الأصل المغربي أو الجزائري إلى منصب الوزارة في حكومة ساركوزي الفرنسية الجديدة، وهو نفسه يرجع إلى أصل غير فرنسي ويوازي ذلك التغير الديموغرافي التغير في خريطة الإبداع التي لم تعد تقتصر، في أوروبا والولايات المتحدة، على المواطنين الأصليين بحكم الأصول العرقية الوطنية، بل أصبح إبداع هذه الأقطار الأوروبية، يضم مبدعين من أصول عربية وأفريقية وآسيوية إلخ هكذا أصبحت أهداف سويف المصرية وجمال محجوب السوداني وحنيف قريشي وطارق علي الباكستانيين وسلمان رشدي الهندي محسوبين على الأدب البريطاني المعاصر وينطبق الأمر نفسه على غير إنكلترا من دول أوروبا والولايات المتحدة التي أصبح التنوع الإبداعي الخلاق عرقياً سمة من سمات إبداعاتها وثقافاتها التي انتقلت من سياسات التعدد الثقافي إلى التنوع الثقافي ويقوم الأول على قبول الثقافة المضيفة للمغايرين، تحت مظلة ثقافة واحدة مهيمنة للأصل المضيف أما التنوع فهو تفاعل لا تمييز فيه بين أصلي وغير أصلي، فالكل سواء في نظر الدستور والقانون، وللجميع الحقوق نفسها بلا تمييز، ومنها حق الإبداع والاختلاف وقد قام الرئيس ساركوزى في فرنسا مؤخراً بتشكيل لجنة لتعزيز أوضاع التنوع الثقافي بين الأعراق التي تفرنست، خصوصاً بعد أن أصبحت الثقافة الفرنسية المعاصرة تتكون من التفاعل المتكافئ بين العناصر الفرنسية الخالصة والعناصر المتفرنسة.
ويفرض هذا الوضع المتغير، متسارع الإيقاع، تحدياً جديداً على وعي الروائي بالكوكب الأرضي الذي يعيش فيه، خصوصاً بعد أن أصبح يدرك اتساع حدود هذا الكوكب، إبداعيًّا، وتحوّل عوالم الثقافة العالمية بما جعلها تفارق العالم الإبداعي الذي كان يعرفه أدباء القرن الماضي وروّاده على وجه الخصوص، أولئك الذين كانت معارفهم تتوقف عند الآداب الفرنسية أو الإنكليزية أو الألمانية أو الإسبانية أو الإيطالية على أكثر تقدير، وكانت حدود الترجمة عن الآداب العالمية لا تفارق اللغة الفرنسية والإنكليزية في أغلب الأحوال وهو وضع لم يعد صالحاً لإبداع عربي يتطلع إلى توسيع معرفته بالعالم الذي أصبح مرادفاً للكرة الأرضية، في كون جديد لم يكن يعرفه حتى نجيب محفوظ في الأربعينات من عمره ودليل ذلك ما كان متاحاً أمامه للترجمة، أو القراءة بلغة أجنبية واحدة على الأغلب، وما أصبح متاحاً أمام أي مبدع أو مبدعة من العالم العربي، في سن الشباب المليء بالنشاط والطموح.
وأتصور أن هذا الوضع بقدر ما أصبح مربكاً للإبداع الذي اتسعت أمامه الرؤية، إلى درجة لم تكن متخيلة من قبل، أصبح يفرض عليه واجباً أصعب ومسؤولية كبيرة، سواء في مدى المشاركة في الإبداع العالمي الذي أصبح متسعاً باتساع الكوكب الأرضي، أو مدى المتابعة النافذة والناقدة، إزاء كم إبداعي ومعرفي لا يتوقف عن التراكم كميًّا وكيفيًّا إلى مدى غير محدود، يقلب الأفكار والمفاهيم والتصورات والتقاليد والتقنيات القديمة والمتوارثة، أو يضعها، على الأقل، موضع مساءلة جذرية.
لوحة ليوسف عبدلكي
http://www.daralhayat.com/culture/03-2009/Article-20090310-f112a681-c0a8-10ed-0042-76fdfd271001/story.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 10:56]ـ
مباراة صوّت فيها القراء عبر الهاتف الخليوي ... الرواية المفضلة ... «شيكاغو» أم سواها؟
الشارقة - معن البياري الحياة - 03/ 04/09//
أُعلن في أبوظبي فوز روايتي المصري علاء الأسواني «شيكاغو» والأفغاني خالد الحسيني «ألف شمس رائعة» بتسمية كل منهما «الرواية المفضلة في الإمارات»، باللغتين العربية والإنكليزية على التوالي، بعد تصويت للجمهور على 20 رواية عربية ومثلها بالانكليزية. ونشرَت اللائحتين شركة «كتاب»، المشروع المشترك بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومعرض فرانكفورت الدولي للكتاب.
ونظمّت المسابقة شركةُ أبوظبي للإعلام، واستمر التصويت برسائل نصية على رقمي هاتف محدّدين. وفاز مصوتان، هما هشام النادي وأنس حسن حامد، بجائزتين، بعد سحب أوتوماتيكي وفرز للأصوات، وأفيد بأن أكثر من 5000 ترشيح شارك به المقترعون.
ضمّت قائمة الروايات العربية التي اختيرت للمنافسة، إضافة إلى «شيكاغو»، الأعمال التي فازت أخيراً بالقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر». والرواية التي فازت بالجائزة العام الماضي، واحة الغروب (بهاء طاهر)، وتغريدة البجعة (مكاوي سعيد) التي كانت في القائمة القصيرة في الدورة الماضية. والروايات الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع الآداب، في دوراتها الثلاث: رن (جمال الغيطاني)، نداء ما كان بعيداً (إبراهيم الكوني)، الأمير (واسيني الأعوج). والروايات: بنات الرياض (رجاء الصانع)، سيدي وحبيبي (هدى بركات)، باب الشمس (إلياس خوري)، نباح (عبده خال)، القانون الفرنسي (صنع الله إبراهيم)، ثلاثية الحب والماء والتراب (علي أبو الريش)، مريم الحكايا (علوية صبح)، إضافة إلى الأعمال القصصية (محمد المر).
وليس مقنعاً تماماً ما أذاعته الجهة المنظمة أن اختيار هذه الأعمال، ونظيرتها بالإنجليزية، جاء وفقاً «لأرقام المبيعات في المنطقة، واستطلاعات الرأي»، فذلك قد يكون صائباً في شأن عدد محدود فقط من الروايات المختارة، ومنها «شيكاغو» التي فازت بالمرتبة الأولى في التصويت. ذلك أن شيوع أسماء بعض النصوص بسبب نيلها جوائز «بوكر» و? «الشيخ زايد للكتاب» لا يعني بالضرورة أن مبيعاتها زادت عن مبيعات غيرها، أو قفزت إلى حد كبير. ويصعب التحقق من هذا الأمر في مدة قصيرة، ولو أن الجوائز تدفع، نظرياً، إلى اقتناء الروايات الفائزة وتشجع على قراءتها. كما أن أقل من ثلاثة أشهر مرّت على إعلان لائحة «بوكر» القصيرة، وأيام فقط مرت على إعلان فوز «رن» بجائزة الشيخ زايد. ولا نتذكّر أن وسائل الإعلام الإماراتية نشرت شيئاً عن استطلاعات للرأي، تم تنظيمها لمعرفة الروايات العربية والأجنبية الأكثر مبيعاً، أو الأكثر مقروئية، ولم تبادر الصحافة الثقافية إلى شيء من ذلك. كما أن «القانون الفرنسي» نشك في وصولها إلى المكتبات والأسواق في الإمارات، وقد صدرت قبل أسابيع فقط عن دار المستقبل في القاهرة.
ويحتاج وجود مجموعة أعمال قصصية ضمن «الروايات المتنافسة» إلى تفسير. وإلى هذه الأمور كلها وغيرها، هناك مسافات زمنية بين صدور الروايات التسع عشرة، فقد مضت نحو اثني عشر عاماً على صدور «باب الشمس» ونحو ستة أعوام على «مريم الحكايا»، ما لا يمكن أن يجعل حظوظ حضورهما أمام الجمهور مع غيرهما من الروايات التي صدرت للتو متكافئاً.
وعلاوة على ما سبق، وفي البال أيضاً أن المتجول في الأسواق الكبرى والمجمعات التجارية المتنوعة، في دبي وأبوظبي والشارقة خصوصاً، يلحظ أن «شيكاغو» و «بنات الرياض» هما من روايات قليلة معروضة للمتسوقين بين كتب التسلية والطبخ والأبراج والكتب التجارية المرتجلة عن صدام حسين (عن عدم إعدامه مثلاً!) وأسامة بن لادن ومجلات المنوعات عن المرأة والفنانات والأزياء. وقد يعود هذا الأمر، غير المستنكر بالضرورة، إلى الذيوع الكبير لهاتين الروايتين والنجاح في تسويقهما، إضافة إلى روايات لباولو كويللو و «عمارة يعقوبيان» للأسواني، التي وضعت شركة أبو ظبي للإعلام النسخة الإنكليزية لها ضمن لائحة العشرين من الروايات بالانجليزية، كما روايتي رجاء الصانع و «باب الشمس» أيضاً، إلى جانب الرواية الفائزة بجائزة «بوكر» البريطانية في دورتها الأخيرة «النمر الأبيض» للهندي أرافيند أديغا، ورواية
(يُتْبَعُ)
(/)
«ثلج» للفائز بجائزة نوبل للآداب قبل عامين التركي أورهان باموق، ورواية دان براون التي راجت كثيراً «شيفرة دافنشي»، ورواية الفيلم الحائز على أهم جوائز الأوسكار أخيراً «المليونير المتشرد».
البادي من هذه الاختيارات أنها تذهب إلى الرائج والشهير من النصوص الروائية، أمام القارئين، العربي وغير العربي، في الإمارات، وإلى ما حاز جوائز وتقديراً في الإمارات خصوصاً، ويمكن الزعم أن بعضاً منها حقق مبيعات عالية في الإمارات وغيرها.
ولأكثر هذه النصوص قيمة فنية عالية ومكانة متقدمة بين الأعمال الروائية العربية في الأعوام الأخيرة، واستقبلها نقاد وفي الصحافة الثقافية بمقادير من الاحتفاء والاهتمام تستحقها. وصدوراً عن هذه الاعتبارات، يمكن الثناء على التجربة الأولى من نوعها وغير المسبوقة عربياً، وهي التصويت على «الرواية المفضلة»، من باب أنها توّجه أضواء على نصوص شائقة، يتحقق فيها الإمتاع الراقي والأدبية الفنية اللافتة، وتحظى في الوقت نفسه بشيوع جماهيري. ومن ذلك أن «شيكاغو» استحقت ذيوعها بين عامة القراء، ولم تسقط في الخفّة والارتجال والاستسهال الذي يتوسل الشعبوية بالتنازل عن مواضعات الرواية الجيدة وذات الجماليات الفنية على صعيدي السرد والبناء. ويتوازى الثناء هنا مع تحفظات ضرورية على الصيغة التي اختيرت لتمكين روايات دون غيرها لتكون إحداها «مفضلة» على غيرها في الإمارات، وهي التصويت بالهاتف النقال، وجواز أن يتم ذلك لأكثر من مرة من الشخص الواحد. وهذه هي الوسيلة التي يتم فيها تصعيد «أمير الشعراء» في مسابقة سنوية في هذا الخصوص، وتعيين «شاعر المليون» في مسابقة مماثلة، مع الاستئناس بآراء متخصصين بالشعرين الفصيح والنبطي في التظاهرتين اللتين تحظيان في الإمارات باهتمام واسع، رسمي وتلفزيوني وشعبي.
إنها الرواية ـ إذاً ـ تجرّب حظها، من خلال مبادرة شركة أبوظبي للإعلام، لتكون نصوص منها، جديدة ومستجدّة، ميدان تنافس، جماهيري في هذه المرّة، وإن بُدئ محدوداً، بالنظر إلى أن خمسة آلاف رسالة نصية قد لا يحسب عدداً كبيراً، وإن رأت المدير العام لشركة «كتاب»، كلوديا كايزر، المشاركة واسعة وتبعث على السعادة، وأن الكتب المرشحة من الأعمال الأدبية الرائعة، بحسب وصفها. والمبالغة بادية هنا، كما في قول كبيرة مسؤولي التسويق في شركة أبوظبي للإعلام، فيدا رزق، أن الروايات الفائزة تعطي «فكرة رائعة» عما يفضله الناس من القراءات.
بعيداً عن هذه «الدعائية الترويجية»، تبقى الفكرة طريفة، فيها بعض الجدّة، ونزرٌ من الجديّة والفائدة، ومقادير من تنويعات استهلاكية تسويقية، تقع خارج حسابات الأدب واعتباراته، لكنها تتصل قبل ذلك وبعده بفعل القراءة وطرائق ممارسته وما قد يحف به من مؤثرات إعلامية، وتتعلق أيضاً بجماهيرية الكتاب المقروء. والرواية على ما صار مشهوراً باتت أكثر أجناس الإبداعات الأدبية استقطاباً للقراءة، عربياً وعالمياً. انها تجربة أولى، تستحق الانتباه الحذر والمتحفظ إليها، ولكن من دون غلو ولا شطط أو رفض قاطع.
علاء الأسواني
http://www.daralhayat.com/culture/bookrevs/04-2009/Article-20090402-677c8a66-c0a8-10ed-01db-52c897c33aa9/story.html
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 11:14]ـ
هوس الجنس في الرواية السعودية من (شقة الحرية) إلى (شارع العطايف) .. ! 1 - 2
د. محمد عبدالله العوين
هل تريد أن تكون نجماً؟ هل تريد أن تكون ثرياً؟ هل تريد أن تكون ضيف المهرجانات والمعارض والمحافل والمنتديات؟ اكتب (رواية) فهي النص الأدبي المفتوح القابل للقول، والمهيأ لتحميل شخوصه بالأفكار ..
والمصور الواقعي والمجازي للمجتمع في سياق متخيل قد يتكئ على شيء من السيرة الذاتية. وإن أردت أن تكون موضع جدل دائم فاضرب بالمليان في (التابو) ولا تتجافى عن نقاط التماس الصعبة في هذه المرحلة؛ وهي: المرأة، وليس المرأة كقضية إنسانية؛ بل المرأة الأنثى؛ المرأة (الجنس)، والاتجاه المحافظ في المجتمع، وبالأخص منه رجال الحسبة، أو الهيئات، أو المطاوعة!.
هذا زمن المواجهة مع التيار المحافظ؛ المواجهة التي تأخرت عقودا طويلة؛ وإن كانت تتم بحذر وتخوف وشعور بالهلع من ردود الفعل القوية المنتظرة؛ أما الآن فلا تخوف ولا هلع ولا ردود فعل منتظرة!.
(يُتْبَعُ)
(/)
خرج المعبر القاعد الصامت سنين طوالاً من قمقمه، أبصر النور، واستنشق هواء الحرية الذي كان يتعطش إليه، ولى ذلك الزمن الذي يهرب فيه الكتاب، أو تطمس فيه الكلمات، أو يجرجر فيه الكاتب، انفتحت السماء على آلاف الكتب والأفكار، وانهارت الحصون، وسقطت النخبة، وتساوى العارفون بغير العارفين، وأصبحت المعرفة الرفيعة المخصوصة والصعبة سهلة ميسورة المنال؛ فلا مثقف وجاهل، ولا منظر ومتلقي، ولا عارف بصير ومستمع بليد!!.
لا شك أن صدمة هذا الفضاء الذي انفتح فجأة عنيفة وراجة وعميقة التأثير، وما انتظر المحبوسون سنين في قماقم الممنوع والمحظور طويلاً؛ بل اندفعوا معبرين عن مكنوناتهم، مفضفضين عن آمالهم، مصورين واقعهم الذي (كان) ومستقبلهم الذي (سيكون)!.
لا زلنا في مرحلة الصدمة العنيفة تلك، ولا زالت فورة التعبير عن المسكوت عنه، ولا زال الاستمتاع بممارسة حرية القول له طعم خاص ومذاق مختلف؛ فلا غرابة أن نقرأ من آثار هذه الصدمة ما يثير العجب، وما يدعو إلى الإنكار والسخط، وما قد يدفع بعض الحريصين على المحافظة على القديم المألوف إلى الشكوى المرة من انهيار الأخلاق، وشيوع الفحش، وضياع الهوية.
ولقد كان حلم التعبير المفتوح البعيد عن القيود المتعنتة الغبية المصابة بالخُواف وفوبيا المكاشفة مطمح كثيرين من المستنيرين؛ ودافعهم أننا لن نستطيع تمدين هذا المجتمع ومعالجة أدوائه دون أن نكون صادقين مخلصين عميقي الصدق والإخلاص في تصوير أدوائه ومشكلاته العويصة واجتراح الرؤى البصيرة لتلك الأدواء والإشكالات، ومن هذا الصدق الفني الانكشاف على مناطق الألم، والحديث عن وجع جسدنا الاجتماعي؛ كالمريض المرهق الذي يئن ويتلوى وهو مسجى على سريره عند الطبيب؛ فلابد له إن أراد الشفاء، وطلب العافية من أن يشكو ويسرف في الشكوى وتوصيف أشكال وصور ما يعتريه من آلام ورهق؛ وإن قصر في ذلك أو أصابه عِيٌّ تغمغم الأمر على الطبيب وبهت واحتار في مريضه الصامت ولم يجد له دواءً، ولا لأوجاعه ما يخفف وطأتها ويكشف التباساتها؛ وكذا الأمر في الرواية والقص؛ فهم أعني كتاب الرواية والقصة المتحدثون الناطقون المفضفضون عن هذا المجتمع، أو هكذا يفهمون ما يفعلون؛ وإن لم يوكلهم أحد من أبناء هذا المجتمع أو ينيبهم في هذا الحديث المكشوف والصريح.
إن مجتمعنا يسعد ويشقى، ويفرح ويحزن، ويعلو صوته ويخفت، وله مطامح وآمال، وأمامه مشاق ومعوقات، وفيه من هو تقي صالح ورع، وفيه أيضاً من هو فاسد شقي وماجن، فلسنا مجتمعاً ملائكياً منزهاً، ولن نكون بدعاً واستثناء من المجتمع البشري الإنساني، ومن يزعم أن من الخير رسم صورة زاهية منمقة جميلة أخّاذة في الرواية والقصة على أن هذا من باب البر والإحسان إلى هذا المجتمع فهو بعيد عن تحقيق هذه الغاية الشريفة؛ لأنه يظهر الحسن ويبطن السيئ، ويعلن الفضيلة ويتجافى عن الرذيلة، ويطنب في مديح وجوه الخير ولكنه يغفل عن ذكر وجوه من الشر قد تكون معلومة وذائعة، والغفلة عنها لا تمحوها ولا تعالجها ولا تخفيها، فهي موجودة كطبيعة بشرية؛ ولربما قاد ذكرها والحديث عنها إلى تلمس طرق حسنة لمعالجتها والتخلص منها.
لقد أوحت إلينا هذه الروايات الجديدة التي بدأت انطلاقتها من عام 1414هـ بصدور رواية (شقة الحرية) للدكتور غازي القصيبي وليس انتهاء بصدور رواية (شارع العطايف) لعبدالله بن بخيت بأننا مجتمع فيه خير وشر، وفيه فرح وترح، وفيه أغنياء وفقراء، وفيه مسحوقون بائسون ومليئون مترفون؛ كما أن فيه شهوات مستبدة، وعالم آخر خفي أو مخفي لا يماثل أبداً ما هو ظاهر معلن، وهذا متفق كل الاتفاق مع الطبيعة البشرية كسائر خلق الله في هذا الكون الفسيح، الممتلئ بما هو خير وشر، والمتدافع نحو الغنى والفقر، والمتطاحن في مدارج السعادة والشقاء، والبؤس والنعيم.
انفتح القمقم الثقيل فتدفق التعبير المنثال كالسيل في مطر صيفي عنيف وحاد، فامتلأت مكتباتنا ومعارضنا بلون من القص جديد لم نألفه ولم نعهده؛ لأننا في واقع الأمر لم نألف الشكوى، ولم نعهد الإفصاح والبوح عن التفاصيل الصغيرة في حياتنا، ولم نألف الاعتراف بذنوبنا وخطايانا لنتطهر منها ونبحث لها عن علاج شاف ودواء ناجع من خبير بصير!.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد ولت حقبة الكتابة الرومانسية الرفيقة بما تواضع عليه الناس لدينا من مفهومات اجتماعية، ولت وبقيت فصلاً مهماً في تأريخ الوعي الثقافي، ومرحلة مهمة من مراحل التدرج في الوعي؛ فلن نجد رفقًا واعتدالاً في تناول العادات والتقاليد الاجتماعية، ومنها مثلاً: قضية المرأة، في ما يجد من كتابة روائية؛ كذلك الذي كنا نقرؤه في رواية: (فكرة) لأحمد السباعي، أو (ثمن التضحية) لحامد دمنهوري، أو (سقيفة الصفا) لحمزة بوقري، أو (لا تقل وداعاً) لسيف الدين عاشور، أو (لا ظل تحت الجبل) لفؤاد عنقاوي، وغيرهم من كتاب الرواية الرومانسية الرقيقة الهادئة التي لا تعنف ولا تنكشف أو تمجُن في الوصف والتصوير وذكر المحرم والفاحش من القول.
ولت تلك الحقبة ودخلنا عنوة وبدون تهيئة نفسية أو فكرية للمواجهة العنيفة مع الذات، ومصارحتها، والحديث عنها وإليها، وإزاحة تلك الغلالة الشفيفة الحاجبة، وكسر الجليد المانع من تدفق الماء في الجدول؛ بدأه غازي بحديث بين السيرة والقص، والواقع والخيال، والتأريخ والأحلام، فدفع بطله (فؤاد الطارف) إلى أن يقوم ويسرف في القول، وإلى أن يجرأ على قص كثير مما كان قبل محرماً وصعباً وشاقاً على النفس قبل أن يكون ثقيلاً ومصادماً للمجتمع نفسه.
ثم اندفع كاتب آخر في هذا الطريق المعبأ بالألغام والمحفوف بالاتهام فأخرج بعده بسنة وعلى التوالي الدكتور تركي الحمد ثلاثيته الشهيرة (أطياف الأزقة المهجورة) وهي: العدامة، والشميسي، والكراديب، فكانت أكثر جرأة في ملامسة المحظور، وأكثر اندفاعاً في الحديث المختلط بين السيرة والقص كسابقه عن حياة بطله (هشام العابر) الذي لم يأل جهداً في تصوير بيئة الرياض باسمها، وباسم شوارعها وأحيائها وليس كما فعل ابن بخيت بقلب الأسماء والمسميات هروباً من الإدانة، وابتعاداً عن تأريخية العمل الفني.
ولئن كان للقصيبي وللحمد تجويد وإمتاع وإبداع كما أن لهما خيبات فنية إن لم يكن هذا الحكم النقدي فيه شيء من القسوة؛ إلا أن هذا السبيل الكتابي الصعب المحفوف بالمكاره والشهوات قد استهوى كثيرين من الكتاب والكاتبات، فاندفعوا راكضين وراء غواية الحضور، وجذب فضاء الحرية التعبيرية الذي انفتح فجأة في سياق التغيرات الاتصالية، ومعطيات انهيار مفهوم النخب الثقافية، وشيوع مصطلح القرية الكونية، وهيمنة ثقافة الشارع، ويسر مسألة التعبير والقول الفردي الإرادي في الإنترنت وغيره، فامتلأ السوق بما كان محتقنًا مخزونًا سنين طوالاً، وبما كان محظورًا من قضايا الجنس، والتقاليد، والطائفية، والشذوذ، وما يحدث في قاع المجتمع من ممارسات؛ ولربما نعد من الأعمال المبكرة التي تلت تجربة شقة الحرية وثلاثية الحمد رواية رجاء الصانع (بنات الرياض) التي كشفت الغطاء عن عالم آخر صامت مخفي لا يريد المجتمع أن يتحدث عنه أحد بمثل ما تحدثت عنه الكاتبة؛ لأن الصورة الزاهية المنمقة الساكنة في الوجدان الاجتماعي عن المرأة لا يتمنى الناس أبدًا تغييرها أو الحديث عن تغيرها إن كان وقع بالفعل، فصورت الرواية - إذا صح لنا وصفها بذلك - عالم جيل جديد من فتيات الرياض يعيش علاقاته وخيالاته ومتعه ومغامراته وجموحه وعقله وتوثبه وقلقه وفق رؤية جديدة مختلفة كل الاختلاف عن موروثات جيل الأمهات؛ وهن الأقرب زمنًا إلى بناتهن من الجدات مثلاً! وعلى هذا الطريق انفتح السد المنيع بعد نجاح (بنات الرياض) التي ترجمت إلى لغات عالمية عديدة أمام كتاب وكاتبات سعين إلى الإيغال في ملامسة المحظور فرأينا: سعوديات لسارة العليوي، وشباب الرياض لطارق العتيبي، وملامح، ولم أعد أبكي، ونساء عند خط الاستواء لزينب خفي، واختلاس لهاني نقشبندي، ومفارق العتمة لمحمد المزيني، والقارورة، والحمام لا يطير في بريدة ليوسف المحيميد، وفسوق لعبده خال، وغيرهم.
وأمام هذا المد الزاخر بالجيد والرديء والغث والسمين والمبدع والمتعلق اللاهث خلف بريق وألق وخلب مصطلح (رواية) بكل ما يعنيه هذا المصطلح من تفوق وإبداع ونجومية وحضور؛ كان في هذا النتاج الكثيف المتوالي شيء من غثاثة وضعف وسوقية وتكسب وتكلف وادعاء واستجابة للدوافع والنوازع والرغبات وشيء من الاحتقان المعبأ القديم ضد قيم دينية واجتماعية وتقاليدية حسنة، استغل بعض الكاتبين والكاتبات فرصة ثغرة الفضاء التي انثلمت فاندفعوا غير مبالين بما تحدثه رواياتهم من آثار سلبية على المجتمع بعامة، وعلى النشء الجديد الشاب بخاصة!.
إن البون كبير جداً وواسع بين بداية المد عام 1414هـ عام صدور (شقة الحرية) وعام 1430هـ سنة صدور (شارع العطايف) فخلال خمسة عشر عامًا فقط أنتج من الرواية السعودية ما يعادل خمس مرات ما أنتجه الروائيون خلال كل العقود السابقة التي تنيف على سبعين عقدًا منذ صدور رواية (التوأمان) لعبد القدوس الأنصاري عام 1349هـ؛ فوفق إحصائية متابعة دقيقة للسنوات الثلاث المنصرمة نجد أن معدل الصدور قد وصل إلى خمسين رواية في السنة الواحدة!.
لقد بلغ الاندفاع في طريق الانكشاف وإغراء الحضور وغواية لذة الإفصاح عن المحظور أن يتولى روائي سرد وقائع حياة شاذ في (الواد والعم) لمفيد النويصر، وأن تتولى روائية سرد وقائع حياة سحاقية في (الآخرون) لصبا الحرز!.
بيد أن (شارع العطايف) لعبدالله بن بخيت تمثل في هذا الطريق الموحل الصعب نقلة غير عادية؛ ذلك أنها وضعت مجتمع (الرويض) الذي هو (الرياض) أمام نفسه بكل الجسارة غير المسبوقة؛ ليس في الأدب السعودي؛ بل في الرواية العربية إن لم نقل في الرواية العالمية، وهو ما سنتحدث عنه في المقال القادم إن شاء الله.
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
كلية اللغة العربية
http://www.al-jazirah.com/622244/ar6d.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 10:13]ـ
هوامش للكتابة - وكم ذا بمصر من المضحكات
جابر عصفور الحياة - 06/ 05/09//
لا أظن أن الحياة الثقافية المصرية قد شهدت زمناً بالغ السوء مثل هذا الزمن الذي نعيش تحدياته ومشكلاته، وذلك إلى درجة أسأل فيها نفسي كثيراً هذه الأيام هل هذه هي مصر التي أعرفها، وأحفظ تاريخها عن التسامح والاستنارة. إننا لا نكاد نخرج من كارثة فكرية من كوارث الإظلام إلا وندخل في كارثة أخرى. وها هي محاكمة قصيدة للشاعر حلمي سالم تؤكد ذلك، الطريف الذي يبعث على الأسى أن قصيدة حلمي سالم عن شرفة ليلى مراد قد نشرت في مجلة «إبداع».
وعندما صدر العدد تحرك بعض المخبرين الثقافيين كالعادة، وأبلغوا هيئة الكتاب بأن مجلة «إبداع» قد حملت في صفحاتها قصيدة مليئة بالكفر والإلحاد، ولم يكن الأمر قد وصل إلى ما وصل إليه بعد، فقامت لجنة خاصة في هيئة الكتاب بفحص العدد، وتوقفت عند مقطع في قصيدة اشتمت منه نبرة إلحادية، وعلى الفور قامت هيئة الكتاب بسحب العدد من الأسواق وإعدامه، وطباعة عدد جديد، تخلو فيه القصيدة من هذا المقطع وقد كان ما فعلته هيئة الكتاب اعتداء على حرية التعبير، وتدميراً لحضورها، حتى لو كانت الحجة هي حرص الهيئة على أن لا يصدر عنها ما يسيء إلى الدين الإسلامي وأسفنا على الزمن الذي تفرض فيه رقابة دينية، خائفة إلى حد الذعر، من هيئة يفترض فيها احترام حرية الرأي لكننا قدرنا المأزق الذي وقع فيه رئيس الهيئة ورئيس التحرير، خصوصاً أن ثانيهما سبق أن حُكِم عليه في قضية من النوع نفسه، وتعاطفنا معه كلنا، بعد أن قامت المحكمة بتغريمه عشرين ألف جنيه، والحجز على أثاث بيته تنفيذاً للحكم وكانت فضيحة لن يغفلها بالقطع الكتاب الأسود لتاريخ حرية التعبير في هذا الزمن المظلم من أزمنة مصر الثقافية وما إن هدأت الضجة حول الحكم على حجازي والحجز على بيته، والهجوم الكاسح من بعض المحسوبين على الدين الإسلامي، أو من بعض الذين نسبوا أنفسهم، أو ندبوها، للدفاع عنه، حتى بدأت ضجة أخرى.
فقد قام الشيخ نفسه الذي تخصص في رفع قضايا الحجر على حرية تعبير المبدعين برفع دعوى على المجلس الأعلى للثقافة لكي يسحب من الشاعر القيمة المالية التي حصل عليها الشاعر تقديراً لشعره، وهو شعر يستحق التقدير بالفعل وصدر حكم محكمة إدارية يقضي بذلك ولكن تنفيذ الحكم كان مستحيلاً عقلاً وقانوناً أولاً بسبب أن الإنتاج الذي حصل به الشاعر على الجائزة، يسبق نشره تاريخ الإعلان عن الجائزة، فضلاً عن الحصول عليها وثانياً لأن الجائزة ذهبت إلى الشاعر لمجمل أعماله الشعرية وليس لقصيدة واحدة، هي موضع النزاع القضائي وثالثاً لأن الجائزة لا يمنحها وزير الثقافة، ولا هي قراره بوصفه رئيساً للمجلس الأعلى للثقافة، وإنما هي قرار غالبية أعضاء المجلس الذين يمنحونها لمبررات موضوعية، لا دخل للدين أو السياسة فيها وليس للوزير سوى سلطة التصديق والإعلان.
ومرت الأيام، وانتهت إحدى حلقات المسلسل العبثي، لكن لتبدأ قضية أخرى، فقد أفلح أعداء حرية التعبير في أن يستصدروا من المحكمة الإدارية قراراً بإلغاء ترخيص مجلة «إبداع» عقاباً لها على نشر القصيدة التي لا تزال مطاردة في المحاكم، شأنها شأن الشاعر الذي كان متهماً بتهمة الكفر والإلحاد على مقطع في قصيدة كتبها على سبيل التجريب والغريب أن المحكمة الإدارية أصدرت هذا الحكم من دون مراعاة لأن هذه المجلة سبق أن أعادت الهيئة العامة للكتاب طبعها، بعد سحبها من الأسواق، وأن رئيس التحرير وافق على قرار الهيئة الذي تم تنفيذه بالفعل ونسيت المحكمة الإدارية. ثانياً، أن هذه المجلة لا تنشر لهذا الشاعر وحده، وهو حلمي سالم الذي له وزنه ومكانته في الشعر العربي المعاصر، وإنما تنشر لمئات غيره من الكتاب والمبدعين، أن التجريم الذي أوقعته المحكمة على المجلة، ظلماً، بإلغاء ترخيصها، إنما يقع عبؤه على المئات من غير الشاعر الذين ينشرون إبداعهم وإنتاجهم في المجلة التي أغلقت دونهم بقرار المحكمة غير العادل، وغير الدستوري فيما أظن، لأن الدستور ينص على حرية التعبير، والمواثيق العالمية لحقوق الإنسان التي وقعت عليها مصر، وأصبح لها وزن القانون المصري وتأثيره بوصفه ينص على حرية التعبير وحجة الإساءة إلى الدين الإسلامي لا
(يُتْبَعُ)
(/)
محل لها من الإعراب في هذا السياق، لأنها تبنى على عبارة حمالة أوجه، وتطرح السؤال عن من الذي يحدد الإساءة، هل الشيخ المتعصب أم الناقد الأدبي المتخصص؟
وبالطبع، لم يقصر المثقفون المصريون في الاحتجاج، فكتبوا المقالات، واحتجوا على صدور القرار، ولكن المثقفين المصريين للأسف جماعة لا حول لها ولا قوة من الناحية العملية، وهي مهمشة إلى أبعد حد، ومتهمة ومدانة من قوى الإظلام وتيارات التعصب والتطرف من ناحية، ومن استبداد الحكومة التسلطية التي تحكمهم ولا تقيم لهم أي اعتبار من ناحية ثانية.
وكانت المفاجأة المفرحة المبكية، عندما نشر صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة «القاهرة» المصرية دراسة مسهبة في حيثيات قرار المحكمة الإدارية إلغاء ترخيص مجلة «إبداع» ومعها نص حكم المحكمة الإدارية العليا الصادر بإلغاء قرار حكم المحكمة الإدارية العادية بإلغاء ترخيص جريدة «النبأ» سنة 2001 لنشرها صوراً إباحية تتعلق بسلوكيات راهب مفصول وبعد أن درس صلاح عيسى حيثيات رفض المحكمة العليا لقرار المحكمة العادية، انتهى إلى تأكيد أن المادة 207 من الدستور تنص على أن تمارس الصحافة رسالتها بحرية، وفي استقلال، في خدمة المجتمع بمختلف وسائل التعبير، وذلك في إطار احترام حرية الفكر والتعبير ويضيف صلاح عيسى إلى ذلك، وهو الأهم، أن قانون سلطة الصحافة 96 لسنة 1996، وهو القانون الذي ينظم حق إصدار الصحف والترخيص بها، يحدد، على سبيل الحصر، الحالات التي يجوز فيها إلغاء ترخيص الصحيفة، وهي: 1 - عدم صدورها خلال الأشهر الثلاثة التالية على الترخيص بها. 2 - عدم انتظامها في الصدور لمدة 6 شهور. 3 - عدم اكتمال هيكلها التحريري وليس في ما فعلته «إبداع» بنشر قصيدة «في شرفة ليلى مراد» ما يدخل في هذه الأسباب أو يقترب منها ويضيف صلاح عيسى إلى ذلك أن العقوبة شخصية، وأنه إذا صح إيقاعها على شخص الكاتب فلا يصح إيقاعها على المجلة أو الصحيفة، لأن كلتيهما يمكن أن تنشر، ويجب عليهما نشر، ما يختلف عن رأي هيئة تحريرها، إعمالاً لمبدأ حرية التعبير بوجه عام من ناحية، وحرية الإبداع من ناحية موازية.
أما اتهام القصيدة بأنها، في مقطع منها، تزدري الدين الإسلامي فمسألة فيها نظر، ولا حكم فيها لفكر التعصب الذي يقرأ الأعمال الإبداعية المعاصرة من منطق الاسترابة والاتهام المسبق ولو أعمل هذا الفكر مبدأ «سماحة» الإسلام، وتغليب حسن الظن على سوء الظن، لتوقف عن رفع القضايا التي تزج بالقضاء فيما ليس مؤهلاً للحكم عليه، فالقضاة ليسوا رجال أدب أو نقد، ويقود الإبداع في الأمة إلى طريق مسدود، يجعل لكل مبدع رقيباً داخلياً، إلى جانب الرقيب الخارجي، ويحجر على المبدعين المضي في أي نوع من المغامرة الفنية أو الإبداعية، وأغلب الظن أن المتعصبين الذين يرفعون هذه القضايا يرفضون ما استقر عليه الفكر المصري في أزمنة استنارته، خصوصاً حين كان العقلاء من المشايخ يأخذون بالمبدأ الذي أكده الإمام محمد عبده بقوله: «إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه، ويحتمل الإيمان من وجه واحد، حُمِلَ على الإيمان، ولا يجوز حمله على الكفر». وقد نسب البعض هذا القول إلى الإمام مالك وسواء صحَّت النسبة أو لم تصح، فالمعول فيها على حسن الظن عند التأويل أولاً، والبحث للقائل عن مخرج، يضع القول في دائرة الإيمان مهما بدا ظاهره بعيداً عنها.
وكنت أودّ لو توقف قاضي المحكمة الإدارية، قبل إصداره الحكم بإلغاء الترخيص، عن قراءة حيثيات أعداء حرية التعبير وحدهم، فقد كان من واجبه أن يستمع إلى الآراء المختلفة، ويستعين برأي ذوي الخبرة من كبار المثقفين، وعددهم محدود في نهاية الأمر لكن يبدو أننا نتحدث عن أمور أصبحت عسيرة في هذا الزمن الذي تعانيه الثقافة المصرية، ويبدو أن انفراج أزمة هذا الزمن لن تحل قريباً، لأنها أشد تعقيداً مما نراه خلال النظرة السطحية للأمور، فقد اتسع الخرق على الراقع في ما يبدو، وأصبحت قضية حلمي سالم قضية غيره من المبدعين والكتاب الذين تطاردهم أحكام الحسبة الجديدة، بعد أن التقطت الثقافة المصرية أنفاسها بعد تقييد دعاوى الحسبة القديمة التي انتهت إلى الحكم السيئ السمعة بالتفريق بين نصر أبو زيد وزوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولولا صدور حكم بإيقاف تنفيذ هذا الحكم، وهجرة الرجل وزوجه، اضطرارياً، إلى هولندا، ولولا المسارعة إلى إيقاف الكارثة بتشريع من مجلس الشعب، لكان من الممكن أن ندخل عصراً جديداً لمحاكم التفتيش ولكن الخطر لا يزال قائماً، فالمتربصون بحرية الإبداع والتفكير سرعان ما فكروا في حيلة جديدة، تتوسل بالقضاء وتزج به إلى عمليات لا تنتهي من الحجر على حرية الإبداع وحق التعبير وها هو اختراع إقامة دعاوى جنح مدنية على المثقفين يأخذ موقعاً صاعداً، متزايد الانتشار، ويحل محل دعوى الحسبة القديمة.
وما العمل؟ إذا كانت الدولة تحابي الاتجاه الديني، وتسعى إلى تهدئة العلاقة بينها وبين الجماعات الإسلامية، حتى لو كان ذلك على حساب حرية الإبداع وحق التعبير اللذين لا تكن لهما أغلب الحكومات العربية أي نوع من التقدير والاحترام، وفي موازاة ذلك مثقفون متشرذمون، ما يباعد بينهم أكثر مما يقارب، تغلب على مواقفهم النزعات الشخصية والمصالح الذاتية، ولا يعرفون آداب الحوار في ما بينهم ولحسن الحظ، لا ينطبق ذلك على الجميع، فهناك المجموعة القابضة على الجمر، من ذوي الضمائر النزيهة، والتفكير العقلاني
وما يقع على حلمي سالم سوف يقع على غيره، وأن قضيته هي قضية الثقافة المصرية التي علّمت كل ما حولها، وقت ازدهارها في العصر الذهبي لليبرالية المصرية، أن حرية الإبداع مقدسة، وأن حق التعبير مصان بقوة القانون والدستور.
ومن المؤكد أن هذا العصر الذهبي لن يعود، ولكن المثقفين جميعاً يستطيعون، إذا آمنوا حقاً، أن ما يحدث لواحد منهم يحدث لهم جميعاً، وأن حق التعبير كحرية الإبداع لا يتجزأ، وأن الدفاع عنه هو دفاع عن المستقبل الذي لن يأتي بأنجمه الوضاءة من العدم، أو في شكل منحة من فرد أو جماعة أو حكومة، فهو حق ينتزع بالدفاع الجماعي عنه، والنضال في سبيل الوصول إليه، والوحدة القائمة على التنوع بين المثقفين لا التشرذم القائم على الأهواء، حيث يختلط كل شيء بأي شيء، فتبدو المبكيات مضحكات، والمضحكات مبكيات، في عالم الثقافة المصرية المعاصرة التي ينطبق عليها قول أبي الطيب المتنبي: وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا
http://www.daralhayat.com/culture/05-2009/Item-20090505-11cdb88f-c0a8-10ed-00fa-e78f63fb3de6/story.html
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 10:15]ـ
مدارات - الزيارة
أدونيس الحياة - 07/ 05/09//
ـ 1 ـ
لماذا أثارت زيارتي إلى إقليم كردستان العراق (14 - 24 نيسان - أبريل الماضي) احتجاجاً لدى بعض المثقفين العرب؟
أطرح هذا السؤال لسببين:
الأول هو أنّ «إقليم كردستان العراق» جزء من العراق، وجزء من الجغرافيا التاريخية والسياسية العربية. فما الخطأ إذاً في زيارته؟
الثاني هو أنّ ما قلته في هذا الإقليم عن الثقافة العربية وعن «انقراض الحضارة العربية» لم أقله للمرة الأولى، فقد قلته قبل هذه الزيارة بزمن طويل في القاهرة ودمشق وبيروت وغيرها، حيث أتاحت المناسبة. فما الذي نبّه بعض المثقفين إليه، اليوم وأثار غضبهم، وكان حريّاً بهم أن يتنبّهوا، قبل ذلك، إذا كانوا مهتمين بهذه الحضارة ومصيرها وبرأيي فيها؟
ولم أقله بوصفه محاضرة أو موضوعاً مستقلاً. وإنما أشرت إليه في سياقٍ تصحيحيّ في إحدى الندوات، ردّاً على سؤال يشير إلى أنني وصفت الحضارة العربية بـ «إنها جثّة نتنة». وهكذا حُرّفت عبارة «انقراض الحضارة العربية» إلى عبارة «الحضارة العربية جثة نتنة» التي لم ترد على لساني قطعيّاً.
وكان عليّ أن أصحح هذا التحريف الذي يقوم به، ويا للأسف، بعض الكتّاب. والثقافة هنا تلعب دور الأمن السياسيّ، ويلعب المثقف دور الشرطيّ والمُخبِر ورجل الأمن. وهو دورٌ شائعٌ في الثقافة العربية، وفي العلاقات ما بين المثقّفين؛ ولا يخفى أمره ماضياً وحاضراً، خصوصاً، على الذين يُعنَون بقضايا الثقافة العربية ويتابعونها.
ـ 2 ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلاً يبدو أنّ ثمّة ثقافة عربية لم تنقرض، هي التي جرفت بعضهم إلى الردّ بحماسة «سياسيّة قومية» شبه عمياء على ما قلته، من دون أية مناقشة تقوم على فهم دقيق لما أقصد. ووجه العماوة في ذلك يتمثّل في أنّ مسألة «الانقراض» لم تناقَش في ذاتها، ولم تدحض بأدلّة عقلية. بل حُوِّلت إلى مناسبة للغمز واللمز والتجريح. هكذا أُهمِلَت المشكلة وشُوِّهت. كانت حضارية، فأصبحت شخصيّة.
أترفّع عن الوقوف عند ما قاله بعضهم، ولا سيما الكلام المبتذَل المكرر على «نوبل» وتقديم «الترشيح»، و «التملّق» و «العرائض» وما شابه ... فهذه أمور تدعو فعلاً إلى السخرية إن لم أقل التقزز. ولا تدخل في أية حال في نقاش ثقافيّ حقيقيّ، ولا يمكن أي شخص يملك شيئاً من الصدق أو المعرفة العامة بالأصول أو بتقاليد الجوائز العالمية أن يقول مثل هذا الكلام. لكنّ هؤلاء يفترضون في القارئ الجهل، وهو لحسن الحظ أكثر معرفةً منهم.
آخر دليل على ذلك، هذا الخلط الذي كتبه حازم العظمة («الأخبار»، 30 - 4 - 2009) والذي لا يستحق اي اهتمام؛ ثم ما كتبه فواز الطرابلسي، («السفير»، 1 - 5 - 2009) مختزلاً مفهوم الحضارة العربية الراهنة إلى ما كتبه بعض الأفراد من الأدباء العرب الذين تمترس وراءهم، في لائحة تهمل، مع ذلك، بعضاً من أهمّ الأشخاص الذين يجدر به في دفاعه أن يستحضر أسماءهم. ومعظم الذين ذكرهم الأستاذ الطرابلسي أعتز بصداقتهم وإنتاجهم. لكنّ حياة الحضارات وحيويتها ونموّها وفاعليتها لا تقاس بأفراد مهما نبغوا، لا سيما أن الأدباء المذكورين ليسوا مدينين في نبوغهم للمؤسسات والبنى في مجتمعاتهم، بل إنّ عديداً منهم واجهوا إنكار المؤسسات وعانوا من مؤسسات القمع أو ثاروا عليها، وكانوا ضحايا قصور الدول العربية وانهزامها، على كثرتها واتساع رقعتها. وثمّة عدد من الشعراء والفنانين العرب عاش حياة مأسوية أو ارتحل كسبيل وحيد للنجاة من القمع.
الأساسيّ هو المجتمع ومؤسساته. فماذا فعل هذا المجتمع على امتداد القرنين الأخيرين، وماذا يفعل؟ تلك هي المسألة.
لقد عبّرتُ عن رأي. وكان بإمكان الأستاذ فواز الطرابلسي أن يدحضه بإيراد أدلة على وجود ما يناقضه. غير أنه حوّل المسألة العامّة إلى مسألة شخصيّة، كما أشرت، متّخذاً فرصة للغمز واللمز، والتجريح والاتهام. وفي هذا دليل آخر على الهرب من المشكلة. فبدلاً من أن يُعمل عقله في مناقشة الفكرة، أعمل أشياء أخرى، وتحدّث عن أمور لا تمتّ إلى الفكرة بأية صلة.
إنّ غياب العقل النقدي في معالجة قضية كبرى كهذه القضية دليل آخر على الانقراض الأدبيّ، على الأقلّ. ومن السهل عليّ كثيراً أن أسلك مسلكه فأحوّل مادّة ردّه إلى مناسبة لتجريحه هو أيضاً. غير أنني أترفّع عن هذا الأسلوب. إنه نوع آخر من البطش يفوق البطش السلطوي، لأنه موجّه إلى صميم الشخص الآخر لا إلى كلامه ومواقفه. بل قد يكون، أحياناً، أشدّ مرارةً. ذلك أن الذين يستخدمونه يهربون من المشكلة الحقيقية، وباسم الدفاع عن الحرية لا يمارسون إلاّ الطغيان، وباسم احترام الثقافة لا يفعلون إلا جرجرتها في الوحل.
يردّ عليّ الأستاذ الطرابلسي محتجّاً بوجود «فورة ثقافية مقاومة ومعارضة» وينتقد عدم رؤيتي «العدد المتّسع من المثقفين الذين يقبعون في السجون ... » لأنّ لهم رأياً تمسكوا بالتعبير عنه. وهو يرى أنّ في هذا الواقع ذاته سبباً للتفاؤل ودليلاً على نهضة قائمة فعلاً. غير أنّ السجون لم تتوقف عن الاتساع منذ عقود طويلة. وليس ما يشير إلى أنها ستتوقف عن هذا الاتّساع لابتلاع المزيد من شجعان الرأي.
ولا يدعوني هذا الواقع إلا إلى التشاؤم أو على الأقل إلى القنوط.
غير صحيح، كما يقول الأستاذ الطرابلسي، أن أي ثقافة غير الثقافة العربية تحتوي هي كذلك، ثقافة سلطوية وثقافة في خدمة السلطات. هذا غير صحيح إلا في الأنظمة التوتاليتارية، الدينية منها والإلحادية. لكن يجب أن نعترف مع ذلك، أنه حتى في الأنظمة الشيوعية ذات السجون الواسعة، حصلت إنجازات اجتماعية وعلمية وصناعية ضخمة، وإن هربت المواهب الفكرية والأدبية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان الأستاذ الطرابلسي يرى أنّ هذا الوعي وهذا الاحتجاج لدى المثقفين العرب عينُ النهضة المطلوبة، فلا بدّ من أن أذكّره بأنّ المثقفين العرب يصرخون ويحللون ويحتجون ويبدعون - على اختلاف المذاهب والاتجاهات - منذ مئة وخمسين عاماً، وأنّ أكثر من ربع بليون عربي مصابون بالإحباط وهم يرون شعباً في المخيمات أو تحت أعجب أنواع الحصار، وأرضاً تؤكل كلّ يوم، وفرص العدل أو بعض العدل تتراجع، فضلاً عما يعيشونه في ظل أنظمة القمع.
أمّا الأستاذ الآخر، حازم العظمة، الذي يتّخذ من زيارتي لكردستان العراق حجة ومناسبة للتهجّم على المتنبي فأتركه يعيد قراءة ما كتبه المتنبي نفسه في الرد على بعض كتاب الشعر.
يمكن الشخص أن ينقد رأي شخص آخر يخالفه. أن يفككه ويحلله كما يشاء، مُظهِراً بطلانه. لكن أن يتّخذ من هذا الخلاف ذريعةً للتجريح والتشهير الشخصيين، فذلك استقالة من الفكر، ومن البعد الإنسانيّ، من حيث أنه امتهانٌ لكرامة الإنسان. ومن يصل إلى هذا الحدّ، في فكره وسلوكه، كيف يمكن أن يُسمّى مفكّراً، وكيف يُقنع الآخرين بأنه يحترم نفسَه وإنسانيته؟
ـ 3 ـ
بعد مئتي سنة على بدء النهضة العربية يريدني المعترضون أن أكتفي بكلام قاله رائد المسرح العربي مارون نقاش منذ عام 1848 في خطبته الشهيرة: «نحن الأصول، وأولئك الفروع، وهم السواقي ونحن الينبوع». والمقصود بـ «أولئك» بعض بلدان أوروبا المتمدنة. وظل كثيرون يرددون هذا الكلام أو ما يشبهه، إذ يطربهم أن يكتشفوا ما كان عليه الوضع العربي في الماضي، وأن يعرفوا أنّ الغرب أخذ أركاناً من نهضته عن العرب والمسلمين.
ما قاله مارون نقاش كان استشرافاً وتحفيزاً ونشراً للأمل. كان مشروعاً في زمانه. أما تكرار هذا، اليوم، فأقل ما يمكن أن يوصف به أنه تمويه، كي لا أقول إنه تضليل.
مع الأسف، هذه الحقيقة، إضافة إلى وجود الكتّاب الذين يتخذهم الأستاذ الطرابلسي حجة عليّ، يزيدني حزناً. إذ ما بال أوطان لها ما لها من أمجاد وفيها ما فيها من نوابغ، تعجز عن إقامة حكم ديموقراطي واحد؟ تعجز عن الاعتراف بحق الناس في التعبير وفي الاعتراض من دون سوقهم إلى السجن. وما بالها تعجز عن إقامة انتخابات إلا بالإكراه والتخويف، أو بالتذابح؟ وما بالها لا تزال تستورد العلوم والبحوث، وتستورد المنتجات، من الإبرة إلى الأجهزة الطبية والعلمية والصناعية وحتى الترفيهية؟
وما بال أهل العلم والاختصاص عندنا ينبغون في بلدان الخارج، يبحثون ويخترعون، لكنهم حين يعودون يصبحون عندنا موظفين أو أصحاب مهن؟ ولماذا لم يقم مركز حقيقي واحد، أي مركز فاعل، للبحوث في مختلف الميادين؟
إذا شاء الأستاذ الطرابلسي أن يتجاهل هذا كله فهو حرّ. أما أنا فإنه يجثم على صدري. ولن أتّهمه التهمة التقليدية الجاهزة بالعمالة إلى أي نظام، ولن أترجم كل ما يقوله وما يفعله إلى مسعى سحري خرافيّ لنيل هذه الجائزة أو غيرها، هذه المصلحة أو غيرها.
ـ 4 ـ
ليس التخلّف قدَراً. والنهوض، إذا كان معجزة، فإنّ هذه المعجزة قد حققتها شعوب لم تكن في ماضيها أعظم من العرب. وحققتها شعوب كانت متألقة ثم انحطّت، وبعد انحطاط طويل عادت إلى النهوض لاجتماع ظروف ودوافع وتحديات، وأفادت في ذلك من تواصلها مع الحضارات السابقة وبينها العربية.
وليعذرني الغاضبون من كلامي. لا أقدر أن أتجاهل كون النهضة العربية في القرن التاسع عشر قد بدأت قبل النهضة اليابانية بنصف قرن. ويعرف الجميع أن نهضة اليابان تحركت في عهد الأمبراطور الشاب موتسوهيتو بدءاً من 1868. فأين صارت اليابان الفقيرة بالموارد الطبيعية، منذ بداية القرن العشرين، وأين بقينا رغم كرم الجغرافيا العربية وغزارة مواردها الطبيعية؟
بل إن النهضة العربية في القرن التاسع عشر بدأت قبل النهضة الصينية الحديثة بقرن كامل. وإذا تذرعنا بالاستعمار، فالصين أيضاً كانت واقعة تحت احتلالات متعددة بينها الاحتلال الياباني. كما عانت من نفوذ غربي، إنكليزي بخاصّة، ومن تحكّم طاغ. فأين صارت الصين اليوم وأين بقينا؟ ولا أتحدث عن كوريا وماليزيا وأندونيسيا وسنغافورة، نعم سنغافورة: كيف كانت، وكيف صارت.
ـ 5 ـ
تذكيراً، ومن أجل مزيد من التوضيح، أقصد من كلامي على «الانقراض» الأمور الآتية:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً، منذ ما سُمّي بـ «عصر النهضة» إلى اليوم، يزداد العرب تراجعاً في كل الميادين - نسبياً وقياساً إلى تقدّم غيرهم - في التربية والتعليم، في النموّ الاقتصاديّ والاجتماعيّ، في حقوق الإنسان وفي الحريّات الديموقراطية، في السلطة وفي السياسة. وماذا أقول عن موضوع صيانة البيئة؟
ثانياً، يزداد العرب تبعية للقوى الكبرى، الاقتصادية والسياسية، بحيث إنهم تحوّلوا إلى مستهلكين، وإلى قوة شرائية استهلاكية، على المستوى الكوني لا مثيل لها، إلى درجة أنهم تحوّلوا إلى «ثروة سوقيّة» هائلة للقوى المنتجة في العالم.
ثالثاً - لم يعملوا مؤسّسيّاً، على ابتكار ما يحتاجون إليه في حياتهم وأدوات تطويرها، لا في ميدان الصناعة والتقنيات العالية ولا المتوسطة، ولا في ميدان البحث والمعرفة والعلوم الدقيقة. ولا نرى حتى جامعة نموذجية واحدة، أو معهداً نموذجيّاً واحداً للبحوث في أي مجال.
رابعاً - ازداد العرب استبداداً. وازدادت خاصّتهم غنى وعامّتهم فقراً. وتواصلت نسبة الأميّة - مقارنة بالمعدلات العالمية - خصوصاً بين النساء؛ وازدادوا تفكّكاً وتعصّباً على الصعيد الاجتماعيّ والدينيّ والسياسيّ. وازدادوا بطالة، وازدادوا على الصعيد النفسي ضياعاً ويأساً وبحثاً عن المخارج، في الهجرة، وفي الجماعات المتطرّفة خصوصاً. وتبعاً لذلك ازدادوا عودة إلى ما يزيد في التدهور والتخلف: أخذوا يتداوون بالداء.
خامساً - ليس للعرب حضور سياسيّ فعّال على الخريطة السياسية الكونية، بوصفهم عرباً؛ وإنما ينحصر حضورهم في كونهم سوقاً، وثروة نفطية. لهم بتعبير آخر، حضور بوصفهم أداة أو أدوات، وليس بوصفهم طاقة خلاّقة تشارك في بناء العالم. بل ليست لهم فعالية سياسية تنقذ الحدّ الأدنى الذي قررته هيأة الأمم من أرض فلسطين، منذ ستين سنة، ليكون دولة فلسطينية، فضلاً عن عودة اللاجئين.
سادساً - واضح لكل من يريد أن يرى حقّاً، أنني لا أقصد من «الانقراض» انقراض العرب بوصفهم أعداداً بشرية، وإنما بوصفهم طاقة خلاّقة تسير في موكب الإنسانية الخلاّقة، وبوصفهم نظاماً في بناء الإنسان، وفي إرساء قيم التقدم والانفتاح، والمشاركة في بناء العالم، وفي خلق حضارة إنسانية، أكثر غنىً وأكثر عدالةً وأكثر إيغالاً في السيطرة على الكون، وفي كشف أسراره. أفلا يصحّ بهذه الدلالة التي لا يجوز أن تخفى على أي قارئ حقيقيّ أن نقول عن أنفسنا بأننا حضارة تنقرض؟
أستطرد قليلاً في هذا الصدد، وأتساءل: كيف لثقافة لم تنتج، بعد مرور ألفي سنة على نشوئها أية قراءة جديدة وخلاّقة لها، ألا تكون منقرضة؟
فأين نجد قراءة لتراثنا العربي بوصفه ذاتاً حضارية متميّزة - أي
بوصف هذه الذات اندراجاً في الطبيعة (فترة ما قبل الإسلام)،
أو بوصفها اندراجاً في ما بعد الطبيعة (الوحدانية، النبوة، الوحي ... )
أو بوصفها معرفة (العقل، الحدس، الحقيقة ... )
أو بوصفها مخيّلة (الفنون، الآداب ... )
أو بوصفها رغبة (الجسد، الحبّ، الجمال ... )
أو بوصفها سياسة (الجماعة، الأمة، المدينة، النظام، القانون ... )
أو بوصفها علاقة (الآخر، الأرض، التاريخ، الكون ... )
فإذا كنّا نفتقر حتى الآن إلى مثل هذه القراءة، أي إلى كتابة تاريخ جديد لثقافتنا العربية برؤية جديدة، وأفق جديد، يُخرج هذه الثقافة العربية من أسر الانقسامات الدينية والمذهبية والسياسية، ومن الأطر الكتابية التقليدية، ويضع الحياة العربية والإبداع العربي في سياق الثقافة الكونية، بوصفها رؤية خاصة متميّزة للإنسان والكون، فكيف لا نكون مفتقرين إلى نتاج أدبي وفنّي في مستوى الحضارة الكونية.
ـ 6 ـ
أسوأ ما في هذه المناقشات، وهو ما يهيمن على معظم الكتابات في هذا الإطار، الخلط بين الشخصي والعامّ، بين الفنّي والإيديولوجي، بين الفكري والسياسيّ، بين الحقيقة والاستيهام. والأكثر سوءاً هو الجرأة على المماهاة بين الحقيقة وبين ما يحبه الفرد أو يكرهه، في ذوقه وعلاقاته. وهنا تكمن الطامّة الكبرى في الثقافة السائدة، حتى ليُخيّل للإنسان أنّ هذه الثقافة ساحة حرب مادّيّة، تخرج من اللغة ومن الواقع، وتصبح مجرّد ظاهرة سيكولوجيّة ـ عنفية: عالم خلافات وكراهيات وأحقاد وضغائن واتهامات ومصالح وتصفيات حسابية.
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا يندر أن يقوم سجال، بين التجمعات أو الأفراد، على أساس الأفكار، بحيث تقول الفئة أو يقول الفرد رأيه في الآخر، من دون تجريح أو تشويه أو افتراء. فمن لا يحترم كرامة الإنسان الذي ينتقده، والفئة أو الجماعة التي ينتقدها، لا يحترم هو نفسه كرامته الخاصّة وكرامة محازبيه. مرّةً ثانية آمل أن يخلص المثقفون الذين يعارضون آرائي مما أصبح مكروراً ممجوجاً ومبتَذَلاً. «نوبل»، «الوهّابية»، «التأمرك»، «شتم العرب»، «التطبيع» إلخ ... ، لا من أجلي، بل من أجلهم، ومن أجل القيم التي يدافعون عنها، ولكي لا يُقال إنّ ثقافتهم تخبئ وراء كل كلمة سيفاً، ولكي يبقى الحوار الثقافي بنّاءً وعالياً.
الغاية في وسائلها. والوسائل الرديئة لا يمكن أن تخدم غاية نبيلة.
ـ 7 ـ
أودّ أخيراً أن أختتم بهذه التساؤلات: إذا كان مبدأ النضال ضدّ السياسة الأميركية وصل عند بعضهم إلى هذه الدرجة العالية من «السحر» و «الانسحار»، فلماذا لا يطبّقونه إلاّ على «إقليم كردستان العراق»؟
لماذا لا يطبّقونه على أقاليم عربية كثيرة؟ ولماذا لا يطبقونه على «المتروبول» الأميركيّ ذاته - في العلاقات معه، سياسيّاً واقتصاديّاً وثقافيّاً؟
هكذا أخلص إلى التساؤل: ألا يكشف السؤالان اللذان طرحتهما في بداية هذه المقالة عن رواسب «عنصرية» وسياسيّة - إيديولوجية من طبيعة دينية - مذهبية لدى هؤلاء المحتجين على زيارتي لكردستان العراق؟ وهي رواسب تذكّرنا بثقافة يبدو أنها لم تنقرض حقّاً، كما يبدو أنني أخطأت في التعميم، وأنها لا تزال حيّة وفعّالة؟
إنها الثقافة القائمة على منطق التضادّ الآلي، وهو «سحريّ» خرافيّ:
الآلة الأولى: إن مدحت، مثلاً، المقاومة الوطنية في لبنان، فأنت حكماً من «حزب الله».
الآلة الثانية: المقابلة: إن زرتَ كردستان العراق فأنت حكماً، أميركيّ. (وماذا لو زرت مصر، أو ليبيا، أو الأردن ... إلخ؟)
مرّةً ثانية، حقّاً أيها المحتجّون، لم تنقرض «حضارتكم»، وهي لا تزال تجرّ أذيالها الباذخة.
http://www.daralhayat.com/culture/05-2009/Item-20090506-170d064d-c0a8-10ed-00fa-e78ffaeca523/story.html
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 02:40]ـ
5_ في فبراير الماضي ألقي السيد المستشار في مؤتمر جامعة "يوتا" في الولايات المتحدة الأمريكية محاضرة عن الاعتدال في الإسلام، وفي يوم 29 فبراير دعي في واشنطن لندوة وحضرها عدد كبير من صناع القرار في واشنطن تكلم فيها عن وجهة نظره في الإصلاح الإسلامي من داخل الإسلام، وذلك بالتركيز أساساً على فكرة تاريخية النصوص أو تفسير آيات القرآن وفقاً لأسباب التنزيل، وهو ما كان قد بدأ في شرحه وتقديمه إلى القراء والحكومات منذ كتابه الرابع "حصاد العقل" المنشور في العام 1973، وتطرق السيد المستشار في المؤتمر إلى الوضع في مصر والإصلاح السياسي والاقتصادي وأبدي رأيه بما هو ثابت في كتبه ومقالاته، وأبدي الحاضرون إعجاباً شديداً وقالوا: إننا لم يسبق لنا أن اطلعنا على مشكلات العالم العربي بهذه الصورة الدقيقة والتي تقدم الحلول في الوقت نفسه.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=17234
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 02:48]ـ
العَلَمانيون الثلاثة .. والنيلةُ .. والحظّالهباب .. !!
بقلم: د. جابر قميحة
komeha@menanet.net
الثلاثة المشار إليهم في العنوان همالأساتذة: حسين أحمد أمين, وسعيد العشماوي, وفرج فودة. وهم - في مصر والبلادالعربية - يعدون من أشهر رءوس العَلَمانية (بفتح العين واللام.
والأخير بين يدياللّه الآن, فقد اغتيل مساء يوم الاثنين 8 من يونيو سنة 1992. وما كتبه هؤلاءالثلاثة يعد عدوانًا - بكل معني الكلمة - علي كثير جدًا من قيم الإسلام ونظمه, ومبادئه, حتي ما جاء منه في نصوص إلهية قطعية الثبوت والدلالة, ولا تحتمل التأويلوالخروج بها عن مسارها. فعلوا ذلك باسم «التنوير» وإنقاذ العقل المسلم من ظلماتالرجعية والتخلف.
عينات لا محاكمة ..
ونحن في هذا المقال لا نحاكم العَلَمانيةوالعَلَمانيين, ولكننا نحتكم - ابتداء - إلي «عينات» مما أفرزه هذا الثلاثي فيكتبهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
- أحدهم سافر - من عدة سنوات - في رحلة إلي الولايات المتحدة, وعاد منهاليكتب عدة مقالات في مجلة قومية أسبوعية يخلع فيها علي «الشباب المسلم العربي» منالمثالب والنقائص والمآثم مالا يصٍدق إلا علي الكفرة الفجرة, والجهلة المتخلفين, كزعمه بأنهم يحرمون الجلوس علي المقاعد أثناء المحاضرات بدعوي أن النبي صلي اللّهعليه وسلم والصحابة كانوا يفترشون الأرض جلوسًا. وفات صاحبنا أن هؤلاء الشباب كانوايستخدمون مكبرات الصوت في المحاضرات, ويوزعون هذه المحاضرات مطبوعة, ويستقلونالسيارات والطائرات. فهل وجدت هذه الآليات أيام الرسول صلي اللّه عليه وسلم, واستخدمها هو وأصحابه?.
- ويرفض الحدود الشرعية, ويطالب بالتسوية بين الأنثي والذكر في الميراث.
- وأحدهم يزعم أن حروب الردة (وهو يسميها حروب الصدقة) كانت حروبًا عدوانية, وأن نظام الخلافة نظام جاهلي فاسد جاء للسطو والسيطرة, والعدوان علي حقوق الإنسان, وأنه أضر بالإسلام حين ربط العقيدة بالسياسة, والشريعة بنظام الحكم.
- وأحدهم يعتقد أنه مبعوث العناية الإلهية «لضرب الرجعية» و «الأصوليةالمتعفنة» و «إنقاذ الإسلام من المتخلفين والأصوليين ولصوص توظيف الأموال» علي حدقوله.
- ويكتب عن «زواج المتعة» مستعينًا بآراء تائهة شاذة, ليوهم الجهلةوالعامة بأن لهذا «الزواج» مكانه الثابت في الإسلام ..
وغير ذلك كثير وكثير, وكلها أباطيل وأضاليل, لا يقصد بها لا تنوير, ولا تعمير, ولا رقي وتطوير - كمايزعمون - إنما الهدف هو الدنيا والمال والأضواء والشهرة, والمنافع الشخصية, وليسقطالعقل والخلق والضمير.
وشهد شاهد من أهلهم ..
وأنا لا ألقي الكلم جزافًا, ولمأخترع هذا الحكم الأخير اختراعًا ولكنه حكم يَخلص إليه من يقرأ شهادة حسين أحمدأمين, الذي لم يكن فرج فودة ليحدثه إلا بـ «أستاذي». يتحدث حسين عن أول زيارة قصدهبها فرج فودة عصر يوم 6 مايو 1984 ليتعرف عليه. ويقول عنه حسين « .. اشتهر فرجباعتباره النصير الأول للعَلَمانية في مصر, والمناضل الذي لا يكل ولا يمل, ضد خطرالجماعات الإسلامية .. واتسعت شعبيته بسرعة مذهلة خصوصًا بين العلمانيين, والأقباط, والدوائر الرسمية».
ويذكر حسين أمين أن «فرج فودة حاول إنشاء حزب باسم حزبالمستقبل وفي يوم 8 من أكتوبر 1984 أقام احتفالاً كبيرًا في سرادق ضخم أقامه بجاردنسيتي» دعا إليه السفراء الأجانب (!!) ورجال الصحافة, وعددًا من الشخصيات العامةالمستقلة, وزعماء القبط, وقرأ برنامج الحزب الجديد (الذي لم تصرح بهالحكومة).
وعن هذا البرنامج يقول حسين « .. قرأته فتبينت في طياته نزعة فاشيةواضحة لا تبشر بخير, وهي نزعة تمثلت في استعداده لقمع الحركات الإسلامية بنفسالأساليب التي اتنهجها النازيون تجاه مخالفيهم في الفكر, ويصرح بضرورة ضم السودانوليبيا إلي مصر بالقوة .. ولمست من فرج فودة اعتماده في تمويل نشاطه علي ما يزوده بهنظام صدام حسين في العراق من مال .. وقد حاول مرة واحدة جس نبضي بصدد إمكان مرافقتيإياه في زيارة لبغداد, فلما أبيت بقوة تظاهر - علي الفور - بالاقتناع برأيي, ولميفاتحني بعدها قط بشأن صلاته بعدد من الجهات الأجنبية».
وعن موقف الحكومة منهيقول حسين أمين « .. كان يتسم بالتذبذب: فهي من ناحية تقر علمانيته ويسرها هجومهالعنيف علي الجماعات الإسلامية متطرفها ومعتدلها, وفي نفس الوقت حرّمتٍ عليهالتليفزيون والإذاعة, إذ كانت تدرك أن عنف هذا الهجوم - وإن أطرب العلمانيينوالمسيحيين وصحافة الغرب - يثير غضب الإسلاميين, ويبعثهم علي المزيد من التطرفوالتصلب .. كانت مقالاته وكتبه - بوجه عام - لاذعة مليئة بالسخرية والتهكم اللذينكثيرًا ما كانا يصلان - في رأيي علي الأقل - إلي حد الإسفاف والردح .. وبالرغم من كلشيء .. من عدم رضائي عن عنصر الإسفاف في مقالاته, وشكي بصدد صلاته بجهات أجنبيةومصادر تمويل نشاطه, وأسفاره العديدة, فقد ظلت العلاقة بيننا طيبة ودية حتيالنهاية».
مكالمة هاتفية ..
وفي أحد أيام مارس 1992 جرت مكالمة هاتفية غريبةبين الرجلين ونصها:
- طبعًا سمعت الخبر يا أستاذ حسين?
- أي خبر?
- خبر مصادرة خمسة كتب للمستشار سعيد العشماوي في معرض القاهرة للكتاب.
- نعم, وقد آلمني الأمر, وأحزنني أشد الحزن.
- آلمك وأحزنك? اسمح لي أسألك: علي من أحزنكالخبر?
(يُتْبَعُ)
(/)
- علي المستشار العشماوي بطبيعة الحال.
- علي المستشار العشماوي? استاذي الكبير. منذ أذيع خبر المصادرة أي في بحر ثلاثة أيام بيع سبعة آلاف نسخة منكتاب معالم الإسلام, وخمسة آلاف نسخة من كتاب أصول الشريعة, وستة عشر ألف نسخة منكتاب «الخلافة الإسلامية» وهلم جرا, كم نسخة بيعت من كتابك «الإمام» حتي الآن?
- ثلاثة آلاف.
- اتفرج يا سيدي, وأنا لم أبع من كتابي «الحقيقة الغائبة» غير ألفي نسخة.
- كم يدفع ناشرك مقابل إعلان صغير عن كتاب لك في الأهرام أو الأخبار?
- ستمائة جنيه علي الأقل.
- والمستشار سعيد العشماوي تتهافت الكتب والمجلات اليومعلي نشر الأحاديث معه والمقالات له علي ثلاث صفحات أو أربع, ومع صورة كبيرة له دونأن يدفع شيئًا, بل ربما دفعت هذه الصحف والمجلات له المكافآت عن هذه الأحاديثوالمقالات .. ارفع سماعة تليفونك, واتصل به هو نفسه لتدرك مدي تهلله وسعادته بهذهالهبة التي نزلت عليه من السماء في صورة قرار بمصادرة كتبه, وقد كان الرجل في جميعأحاديثه مع الصحف من الدهاء والمكر بحيث تظاهر بالغضب والاستياء الشديدين من هذاالقرار, وكأنما أضير من جرائه ضررًا بالغًا, بل وهدد برفع قضية علي مجمع البحوثالإسلامية بالأزهر.
- أجاد أنت? تقول: إنه سعيد بما حدث?
- كلمه أنت .. أليسصديقك? «دار سينا» - يا أستاذي - بعد أن نفدت نسخ كتبه تستعين بثلاث مطابع في آنواحد لإعادة طبع الكتب, والمطابع تعمل ليل نهار كي توفرها في السوق في ظرف أسبوعواحد لمواجهة الطلب المتزايد عليها.
- هذا خبر سار حقًا.
- سار حقًا? اسمح ليأسألك: سار بالنسبة لمن?
- للعشماوي بطبيعة الحال.
- للعشماوي? وماذا عنيوعنك يا أستاذ حسين? وماذا عن كتبي وكتبك? لماذا لم يأمر مجمع البحوث الإسلامية فيالأزهر بمصادرتها هي أيضًا رغم أنها تحوي من الأفكار ما هو أخطر ألف مرة مما ورد فيكتب العشماوي? «دليل المسلم الحزين مثلا» , أو «الإسلام في عالم متغير» أو «قبلالسقوط» أو «نكون أو لا نكون» هل هذه الكتب في رأيك أقل خطرًا من كتب المستشارالعشماوي, أم هي في رأي الأزهر لا غبار عليها من الناحية الدينية ككتب الشيخالغزالي والشيخ القرضاوي?
- الحقيقة أنني ..
- لا يا أستاذي الفاضل .. ليسالأمر كما تظن, بل أكاد أجزم الآن بأن العشماوي لا بد قد دفع مبلغًا لجهة ما كيتوصي مجمع البحوث الإسلامية بمصادرة كتبه .. العشماوي - بحكم خبرته وثقافته - يعلمأن بعض المؤلفين الأوربيين والأمريكان يلجأ اليوم إلي رشوة نقاد ليقوموا بمهاجمةكتبهم في الصحف والمجلات الأدبية علي نحو يثير شوق قراء الصحيفة أو المجلة إلي شراءالكتاب لقراءته.
- ألا يمكن أن يكون أعضاء مجمع البحوث قد أصدروا قرار المصادرة متطوعين مشكورين غير مأجورين من تلقاء أنفسهم, ودون سابق اتصال من جانب العشماوي?
- لا يا أستاذنا الكبير, وإلا فلماذا لم يصادروا أيضًا كتب فرج فودة وحسين أمين? هأ!! جتنا نيلة في حظنا الهباب!! الحقيقة أنني قد بدأت أغضب منالعشماوي, كان من واجبه - ونحن الثلاثة نجاهد في سبيل قضية واحدة, ومن خندق واحد - أن يستشيرنا قبل إقدامه علي الاتصال بمجمع البحوث, أو أن يلفت - علي الأقل - نظرالمجمع إلي كتبنا نحن أيضًا باعتبارها جديرةمثل كتبه بالمصادرة.
- لا يا دكتورفرج .. الأرجح - في رأيي - هو: إما أن أعضاء المجمع لم يقرءوا كتبنا نحن, وقرءوا كتبالعشماوي فأمروا بمصادرتها, وإما أنهم قرءوا كتبنا, ووجدوها سليمة لا خطرمنها.
- سليمة لا خطر منها? يا سيدي الجليل ما كتبه علي عبد الرازق في «الإسلاموأصول الحكم» أو طه حسين في «الشعر الجاهلي» لا يمكن أن يقارن خطره بخطر فقرة واحدةمن كتبي أو كتبك, كيف إذن يمكن للمجمع أن يجرؤ, ويعتبرها سليمة لا خطر منها? أما عناحتمال أن يكون أعضاء المجمع غافلين عنا وجاهلين بكتبنا فما علينا إذن إلا أ - بههم إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
بالكتابة إليهم, بتحريض أصدقاء لنا علي تقديم الشكاوي من أفكارنا, أو بأن نطلب نحن مقابلة شيخ الأزهر, أو رئيس المجمع نفسه لتوضيح الأمور, ووضعها فينصابها, وتنبيهًا إلي أن في كتبنا خطرًا علي المجتمع الإسلامي لا يمكن السكوت عليه. سليمة لا خطر منها يادي الفضيحة!! هذه إهانة .. كيف يمكن أن أُري وجهي للناس ومجمعالبحوث الإسلامية يعتبر كتبي سليمة لا خطر منها? ما جدواها إذن? وما جدوي تعبي فيكتابتها? جتنا نيلة في حظنا الهباب».
...
عزيزي القارئ هذا جزء حرفي مما كتبه حسينأحمد أمين في صحيفة «الجيل» - وهي تصدر في القاهرة - في عددها الصادر يوم الأحد 13من ذي القعدة 1419هـ - 28 من فبراير 1999. نقلته بالنص دون تدخل مني, وأعتقد أنكمعي في ضرورة «وقفة» أخري مع هذا الكلام الخطير 0
... *** ...
لقد عرضنا آنفا نص المكالمة الهاتفية التي كانت بين قطبي العلمانية: فرج فودة, وحسين أحمد أمين, وفيها أبدي فرج أسفه وحزنه لمصادرة خمس كتب للقطب العلماني الثالث محمد سعيدالعشماوي لأن هذه المصادرة رفعت توزيعها إلي عشرات الألوف. ويبكي حظه وحظ صديقهحسين أمين, ووصفه بأنه حظ «هباب» لأن المسئولين في الأزهر, ومجمع البحوث الإسلاميةلم يوصوا, ولم يعملوا علي مصادرة كتبهما (فيرتفع توزيعها). وفي السطور التالية نكمل المسيرة 0
دلالات خطيرة مؤسفة ..
ونص هذه المكالمة - باعتراف حسين أحمد أمين – نُشرأولا في صحيفة «الأهالي» الصادرة في 11 من مارس سنة 1998 - . وأعاد حسين أمين نشر نص المكالمة مرة أخري ص 11 منصحيفة الجيل (القاهرية) الصادرة يوم الأحد 28 من فبراير سنة 1999. في سلسلة مقالاته: شخصيات عرفتها 0 تحت عنوان مثير بخط كبير جدًا (فرج فودة يتهم سعيد العشماوي بإبلاغالأزهر عن كتبه .. ويتحسر علي حظه الهباب). ومن العناوين الفرعية في المقال (اعتمدفرج في تمويل نشاطه علي أموال صدام حسين, وعلي صلاته بالجهات الأجنبية 0
ويذكرحسين أحمد أمين أن سعيد العشماوي غضب وهاج وماج بعد أن اطلع علي ما كتبه فيالأهالي. كما أن العشماوي وجه حديثًا عنيفًا إلي فرج فودة بسبب هذهالمكالمة.
وواضح أن هذه المكالمة وتوابعها تُلقي إضاءات قوية علي نفسية الثالوثالقائد, ومن دار في فلكهم, وتبين عن هدفهم من الكتابة, وطبيعة منهجهم الفكريوالدعوي. فهم يكتبون - لا من منطلق الإيمان بما يكتبون, ولا من منطلق الحرص عليمصلحة الوطن بالتنوير, والتوعية السياسية والاجتماعية والعلمية, كمايزعمون.
ولكنهم يكتبون من أجل المال, وتحقيق الثراء .. والآلية المثلي لتحقيق هذاالهدف هي مصادرة كتبهم, ومن ثم زيادة نسبة التوزيع بإقبال الناس علي شراء الكتبحبًا في كشف سبب أو أسباب المصادرة, فكل ممنوع مطلوب, وكل محجوب مرغوب, كما يقولالمثل العربي. وتصديهم وهجومهم علي المرجعية الدينية, وقيمنا الموروثة لم يعد منقبيل «خالف تعرف» , ولكن: خالف, ودمر حتي تحصد أقصي ما تقدر عليه من غنيفاحش.
ولا مانع من إساءة الظن بالأزهر ومجمع البحوث الإسلامية والترويج بأنالعاملين المسئولين بهما مظنة الارتشاء والمجاملة غير العادلة.
ولا مانع منالكذب والتزوير بالكتابة إلي المسئولين - مباشرة, أو عن طريق الأصدقاء - بأن كتبهمخطيرة ومدمرة للدين والمجتمع حتي تفوز بالمصادرة .. المصادرة التي تثمر بعدها الرواجوسعة الانتشار, وتحقيق الثروة.
ولا مانع من «جلٍد الذات» بالاعتراف بأن كتبهمفيها ما هو أشد خطرًا مما كتب علي عبد الرازق وطه حسين, والأول - كما هو معروف - أنكر أن يكون الإسلام نظام حكم وسياسة وقيادة, وأنه مجرد عبادات وقيم روحية, وكأنهنصرانية بأسلوب عربي, والثاني عدا علي القرآن, واستهزأ بالرسول صلي اللّه عليه وسلمونسبه. ومن عجب أننا حينما قلنا هذا من قبل وكتبناه في مقام نقد - أو نقض - هذهالكتب هبوا, وغضبوا غضبة غير مضرية , وادّعوا أن كتبهم هذه ليس فيها ما يناقض عقيدة. أو يوصف بالخبث والسقوط.
ولا مانع أبدًا من الاعتماد علي الأموال الأجنبية, ومد الأيدي - في سرية - لحكام عادوا العروبة, وكانوا حربًا علي العرب, ولدول أجنبيةكانت - وما زالت - حربًا علي الإسلام والعرب.
ولا مانع أبدًا من توظيف عباراتسوقية مبتذلة تحمل شحنة من النقمة علي الذات, وعلي الآخرين, وعلي القدر, لأن حظهممن الرزق والشهرة والمكانة لم يكن كحظ الآخرين, وأعجب مثلي, أو لا تعجب للقائدالعلماني الدكتور, وهو يصرخ «جتنا نيلة في حظنا الهباب».
وما زال العار قائما
نعم , ما زال العار قائما يشد بعضه بعضا , فعتاة العلمانيين المتطرفين ,أدعياء التنور والتنوير
والعبقرية يتربعون علي قمم الفكر والإعلام والأدب , وأصبح منهجهم وطابعهم الاستهتار بالدين
والاستهانة بالقيم , ولا هم لهم إلا المال والمناصب والشهرة والأ ضواء , ولو كان ذلك على حساب الدين والمجتمع وكل القيم والمثل العليا
http://www.alarabnews.com/alshaab/2005/11-03-2005/a9.htm
http://www.alwihdah.com/print.php?cat=1&id=1383(/)
الرد على شبهة قبوري متمسِّك بقصة بناء أبي جندل مسجدا على قبر أبي بصير
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 10:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" الرد على شبهة قبوري متمسِّك بقصة بناء أبي جندل مسجدا على قبر أبي بصير - رضي الله عنهما - "
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد تمسَّك من يحارب السنة وأهلها في موضع شبهة أخرى لا تشفع له زعمه بجواز بناء المساجد على قبور الصالحين، واستحباب الصلاة فيها حيث احتجَّ بحديث أبي بصير - رضي الله عنه - الذي رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن محمَّد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم قالا: «إنَّ أبا بصير انفلت من المشركين بعد صلح الحديبية، وذهب إلى سيف البحر، ولحق به أبو جندل بن سهيل بن عمرو، انفلت من المشركين أيضًا، ولحق بهم أناس من المسلمين حتى بلغوا ثلاثمائة وكان يصلي بهم أبو بصير، وكان يقول: «الله العلي الأكبر من ينصر الله يُنصر». فلمَّا لحق به أبو جندل، كان يؤمُّهم، وكان لا يمر بهم عير لقريش إلاَّ أخذوها، وقتلوا أصحابها، فأرسلت قريش إلى النبيِّ - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - تناشده الله والرحم، إلا أرسل إليهم، فمن أتاك منهم فهو آمن، وكتب رسول الله - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - إلى أبي جندل وأبي بصير ليقدما عليه ومن معهم من المسلمين أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم، فقدم كتاب رسول - صلى الله عليه وآله وسلم - على أبي جندل، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رسول الله - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - بيده يقرأه، فدفنه أبو جندل مكانه، وبنى على قبره مسجدًا».
ثم عَلَّقَ على الحديث بأنه ذكره ابن عبد البر في «الاستيعاب» (4/ 1614)، وصاحب «الروض الأنف» (4/ 59)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/ 134)، وصاحب «السيرة الحلبية» (2/ 720)، ورواه - أيضًا - موسى بن عقبة في «المغازي»، وابن إسحاق في «السيرة»، ومغازي موسى بن عقبة من أصح كتب السيرة، فكان يقول الإمام مالك عنها: عليكم بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة، فإنها أصحّ المغازي، وكان يحيى بن معين يقول: كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتب.
فالجواب عن هذه الشبهة الثانية من السُّنة في قصة بناء أبي جندل - رضي الله عنه - مسجدًا على قبر أبي بصير - رضي الله عنه - في عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - من الحيثيتين التاليتين:
• الحيثية الأولى من حيث السند: فإنَّ القصةالتيأوردها ابن عبد البر في «الاستيعاب» بدون زيادة «وَبَنَى عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا» ضعيفة لا تقوم بها حُجَّة لكونها مرسلة؛ لأنَّ مدار هذه القصة على الزهري على اعتبار أنه تابعي صغير سمع من أنس بن مالك - رضي الله عنه - وإلاَّ فهي معضلة.
أمَّا الزيادة في موضع الشاهد في قوله: «وبنى على قبره مسجدًا» فهي زيادة منكرة لعلتين:
العلة الأولى:
كونها مُعضلة فقد صرَّح ابن عبد البرّ بأنها من رواية موسى بن عقبة (1)، وليس من مرسل الزهري ولا من رواية عبد الرزاق عن معمر عنه، ولا نشك في أنَّ موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي ثقة فقيه إمام في المغازي، إلاَّ أنَّه من صغار التابعين ولم يسمع أحدًا من الصحابة (2)، وقد قال الإسماعيلي في كتاب «العتق» إنه لم يسمع موسى بن عقبة من الزهري شيئًا (3).
العلة الثانية:
أنَّ تلك الزيادة لم يروها الثقات، فقد روى البخاري في كتاب «الشروط» من صحيحه، باب الشروط في الجهاد، والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (5/ 329)، وأحمد في «مسنده» (4/ 328) وغيرهما هذه القصة موصولة من طريق عبد الرزاق عن معمر، قال: أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بها دون هذه الزيادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المحدِّث محمَّد ناصر الدِّين الألباني - رحمه الله -: «وكذلك أوردها ابن إسحاق في " السيرة " عن الزهري مرسلاً كما في " مختصر السيرة " لابن هشام (3/ 331 - 339) ووصله أحمد (4/ 323 - 326) من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن عروة به مثل رواية معمر وأتم، وليس فيها هذه الزيادة، وكذلك رواه ابن جرير في تاريخه (3/ 271 - 285) من طريق معمر وابن إسحاق وغيرهما عن الزهري به دون هذه الزيادة فدلَّ ذلك كُلّه على أنها زيادة منكرة لإعضالها، وعدم رواية الثقات لها» (4).
لذلك فالحديث ليس له إسناد تقوم به الحجة، ولم يروه أصحاب «الصحاح» و «السنن» و «المسانيد» وغيرهم، وإنما أورده ابن عبد البر في ترجمة أبي بصير - رضي الله عنه - مرسلاً والزيادة فيه منكرة - كما تقدم -.
• الحيثية الثانية:
من حيث فرض صحة الزيادة موضع الشاهد في القصة المذكورة، والتي استُدلَّ بها على إقراره - صلى الله عليه وآله وسلم - على بناء أبي جندل - رضي الله عنه -مسجدًا على قبر أبي بصير - رضي الله عنه - فيمكن الجواب عنها من جهتين:
الجهة الأولى:
عدم التسليم بأنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أقرَّ هذا البناء؛ لأن الفعل - في ذاته - لم يكن واقعًا بين يديه، وإنما وقع في زمانه، وهو خفي غير مشتهر حتى يعلم به، إذ من شرط الإقرار الذي هو حُجَّة هو أن يعلم به النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ويكون قادرًا على الإنكار، وأن لا يكون قد بَيَّن حكمه قبل ذلك بيانًا شافيًا يسقط عنه وجوب الإنكار كما قرَّره أهل الأصول (5).
قلت: فإن لم يعلم أنّه بيَّن حكمه قبل العلم به والسكوت عنه فقد بيَّن - صلى الله عليه وآله وسلم - حكمه بعد ذلك بيانًا شافيًا في الأحاديث الصحيحة المحكمة التي تقدم ذكرها في شبهته بآية سورة الكهف.
الجهة الثانية:
في حالة التسليم - جدلاً - بأنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - علم ببناء أبي جندل - رضي الله عنه -المسجد على قبر أبي بصير - رضي الله عنه - وأقرَّه على ذلك فإنه يتعارض - حتمًا - مع النصوص الحديثية الصريحة في تحريم البناء على القبور، والمعلوم - حال التعارض - أنَّ من طُرُق دفعه إذا تعذَّر وجود ناسخ بالنصِّ صار الناظر إلى الجمع والتوفيق بين الدليلين المتعارضين فإن تعذَّر الجمع صار إلى النسخ الاحتمالي، وإلاَّ دَفَع التعارض بترجيح أقوى الدليلين (6).
وفي هذا المقام - وعلى فرض صحة الزيادة موضع الشاهد - فإنه يظهر جليًّا قَبول مدلولهما للنسخ الاحتمالي للعلم بتاريخهما وتفاوت المدة بينهما، إذ أنَّ الأحاديث الصريحة في تحريم البناء على القبور ثبتت في آخر حياته بخلاف الزيادة المذكورة فكانت متقدِّمة عنها، ونسخ المتقدم بالمتأخر متحقق بمعرفة تاريخ كل منهما، وعليه فلا يصح ترك النص المتأخر للمتقدم عند حصول التعارض بينها على ما تقرر أصوليًّا.
هذا، وعلى تقدير عدم معرفة التاريخ أو عدم الأخذ بمبدإ النسخ الاحتمالي فإنه يصار إلى الترجيح بين الدليلين المتعارضين، وبغض النظر عن مآل ترجيح الأحاديث الصحيحة والصريحة في النهي والحظر بقوة سندها، فإنها ترجح أيضًا من جهة مدلولها ومتنها، ويظهر ذلك من الجهتين الأصوليتن الآتيتين:
1 - من جهة المدلول:
إذا تعارض حاظر ومبيح يُقدَّم الحاظر على المبيح، والأحاديث الصحيحة والصريحة في بناء المساجد على القبور تفيد التحريم والحظر، بينما زيادة «وبنى على قبره مسجدًا» يفيد الإقرار عنه الجواز والإباحة، وقد تقرَّر عند الأصوليين أنَّ الدليل الحاظر مُقدَّم على المبيح؛ لأنَّ في التحريم دفعَ مفسدة ملازمة للفعل أو تقليلها بخلاف الجواز والإباحة فقد تحصل بها مصلحة أو تكمّلها، ولا يخفى اهتمام الشريعة وعنايتها بدرء المفاسد وآكديتها من جلب المصالح، ومن جهة أخرى إذا كان الوجوب مُقدَّمًا على الإباحة، والحظر مقدمًا على الوجوب على أرجح الأقوال، فمن بابٍ أولى تقديم الحظر على الإباحة والجواز، إذ ترك المباح لاجتناب المحرم أولى من العكس؛ ولأنَّ في التحريم مفسدة وعقابًا بخلاف الإباحة.
2 - من جهة المتن:
إذا تعارض القول مع الإقرار يقدَّم القول عليه؛ لأنه أقوى وأبلغ في البيان من الإقرار والسكوت، ولأنه إذا كان قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أوكد من فعله إذ طاعته - صلى الله عليه وآله وسلم -في أمره أولى من موافقته في فعل لم يأمرنا بموافقته فيه، وتقرير هذا الحكم في تقديم القول على الفعل يقع من باب أولى على إقراره وسكوته.
فالحاصل أنَّ التمسُّك بقصة بناء أبي جندل - رضي الله عنه - على قبر أبي بصير - رضي الله عنه - مسجدًا شبهة غاية في الضعف والسقوط من المناحي السالفة البيان، والاستدلال بها إنما يستقيم على طريقة أهل الأهواء من الماضين والمعاصرين برد النصوص المحكمات بالمتشابهات، نعوذ بالله من الخذلان.
والعلمُ عند اللهِ - تعالى -، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 20 صفر 1430 ه
الموافق ل: 15 فبراير 2009 م
(1) «الاستيعاب» لابن عبد البر (4/ 1613).
(2) «ميزان الاعتدال» للذهبي (4/ 214)، «تهذيب التهذيب» لابن حجر (10/ 362)، «تقريب التهذيب» لابن حجر (2/ 286).
(3) «تهذيب التهذيب» لابن حجر (10/ 362).
(4) «تحذير الساجد» للألباني (119).
(5) انظر: «مفتاح الوصول» للشريف التلمساني (437) بتحقيقي. دار تحصيل العلوم.
(6) انظر: «الإنارة شرح كتاب الإشارة» للمؤلف على الموقع: تحت عنوان «طرق دفع التعارض» ( http://www.ferkous.com/rep/C8.php (http://www.ferkous.com/rep/C8.php) ) .
المصدر: http://ferkous.com/rep/M37.php (http://ferkous.com/rep/M37.php)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:16]ـ
للفائدة ...
ـ[ابو بردة]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 09:13]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن اليكم
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 01:12]ـ
بارك الله في الشيخ و في ناقل الموضوع
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 10:46]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم،،،
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 12:05]ـ
إخوتي في الله
سأحيلكم على كنز من الكنوز التي خفيت على من تعرض لهذه القصة، ينسف رأي كل من تعلق بما ورد في المشاركة
هذا الكنز هو عند الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى في كتابه الكبير (تاريخ مدينة دمشق)
فانظروه غير مأمورين في ج25/ص300
قال: (وجعل عند قبره مسجدا) وليس (على). فتنبهوا
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في (الفتح) أنها رواية موسى بن عقبة عن الزهري.
وعليه فهي تخالف قول من احتج بأن رواية (على) موجودة في المغازي، فهذا غير مسلم، وقد رأى الحافظ نسخة المغازي ونقل عنها. فتنبه
وكذا فعل العيني في (العمدة) حيث ذكرها بلفظ (عند)، والشوكاني في (النيل)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 02:02]ـ
إخوتي في الله
سأحيلكم على كنز من الكنوز التي خفيت على من تعرض لهذه القصة، ينسف رأي كل من تعلق بما ورد في المشاركة
هذا الكنز هو عند الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى في كتابه الكبير (تاريخ مدينة دمشق)
فانظروه غير مأمورين في ج25/ص300
قال: (وجعل عند قبره مسجدا) وليس (على). فتنبهوا
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في (الفتح) أنها رواية موسى بن عقبة عن الزهري.
وعليه فهي تخالف قول من احتج بأن رواية (على) موجودة في المغازي، فهذا غير مسلم، وقد رأى الحافظ نسخة المغازي ونقل عنها. فتنبه
وكذا فعل العيني في (العمدة) حيث ذكرها بلفظ (عند)، والشوكاني في (النيل)
فائدة لا تقل أهمية عن ما في المقال الأصلي بارك الله في الجميع
ـ[القضاعي]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 10:17]ـ
إخوتي في الله
سأحيلكم على كنز من الكنوز التي خفيت على من تعرض لهذه القصة، ينسف رأي كل من تعلق بما ورد في المشاركة
هذا الكنز هو عند الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى في كتابه الكبير (تاريخ مدينة دمشق)
فانظروه غير مأمورين في ج25/ص300
قال: (وجعل عند قبره مسجدا) وليس (على). فتنبهوا
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في (الفتح) أنها رواية موسى بن عقبة عن الزهري.
وعليه فهي تخالف قول من احتج بأن رواية (على) موجودة في المغازي، فهذا غير مسلم، وقد رأى الحافظ نسخة المغازي ونقل عنها. فتنبه
وكذا فعل العيني في (العمدة) حيث ذكرها بلفظ (عند)، والشوكاني في (النيل)
يا أيها الأخ التميمي
الشيخ قد أجاب عن الشبهة وردها من وجوه , ولا يخفى عليك أن أهل الأهواء يتعلقون بأدنى الشبه.
والرد عليهم يتطلب صد وسد باب الشبهة بالكلية حتى لا ينفذوا بها ألبتة.
وما عددته رعاك الله كنز قد يكون عند الشيخ لا شيء من جهة أن الفرق بين (عند) و (على) ضئيل حسب علمي الضعيف وإلا أبن عن الفرق المعتبر لنستفيد ما جهلنا وأجرك على الله.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 01:29]ـ
أخي التميمي وفقك الله تعالى:
------------------
التفريق بين كلمة (على) و (عند) هو في حقيقته تفريقٌ خاطئ غير صحيح، وسببه ضعف المعرفة بمعاني اللغة العربية واستعمالاتها اللغوية، ولعله قد خفِي عليك أن هذا التفريق هو في حقيقته شبهة أخرى للقبورين الذين تحاول أنت أن ترد عليها بنفس شبهتهم، فوقعت فيما وقعوا فيه!!!
فقد قال القبوريين إن المقصود من النهي الوارد في بناء المساجد على القبور، أي فوق القبور بدليل (على)، ولكن لو بنى المسجد بجوار قبر ولي فلا حرج في ذلك، لأن النهي في تلك الأحاديث لا يشمل ذلك، لأن ذلك النهي بزعمهم مقيد بكلمة (على) فقُيد: (عليها) يفيد أن اتخاذ المسجد بجنبها لا بأس به!!.
وقد أرود هذه الشبهة صاحب كتاب (جاء الحق) مفتي البريلوية أحمد خان (1/ 304). نقلها عنه صاحب جهود علماء الحنفية (3/ 1648).
وقد رد على هذه الشبهة بالتفصيل (الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي) في كتابه الرائع (بدع القبور أنواعها وأحكامها)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال حفظه الله ورعاه: (هذه شبهة يتمسك بها من لا يعرف العربية، ومن هجر القرآن والسنة، ولم يعِ نصوصها وقواعدها، لأن كلمة (على) في الكتاب والسنة قد تأتي بمعان مختلفة:
قال تعالى: (أو كالذي مرّ على قرية) سورة البقرة:259
فهل المعنى أن هذا المار مر على حيطانها وجدرانها!؟.
وقال تعالى: (ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره) سورة التوبة:84.
فهل معنى هذه الآية أن النهي محدّدٌ بالقيام فوق قبور المنافقين، وجواز مجاورتها، وهل فهم علماء التفسير هذا المعنى كما فهمه هذا المعترض!؟.
لننظر لقول إمام المفسرين ابن جرير - رحمه الله - يقول جل ثناؤه لنبيه صلى الله عليه وسلم " ولا تصل "، يا محمد على أحد مات من هؤلاء المنافقين الذين تخلفوا عن الخروج معك أبداً، (ولا تقم على قبره) يقول: ولا تتولى دفنه وتقبيره.
وهكذا نجد معنى (على) في الآية لا يفيد الاستعلاء بمعنى فوق كما زعم، بل شمل حتى الدفن.
لقد كان منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام على قبر المؤمن، أي يجاور قبر المؤمن ويقف بجواره، عن عثمان رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الرجل وقف عليه، وقال: " استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل " أخرجه أبو داود.
وهنا الرسول صلى الله عليه وسلم وقف مجاوراً للقبر قطعاً، لا فوقه يقيناً، لأنه قد نهى عن ذلك وحذر وزجر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأن يجلس احدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى تخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر " أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
بل ونجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء قال: " فرجعت بذلك فمررت على موسى " أخرجه البخاري.
فهل هذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على جسد موسى عليه السلام أو على رأسه؟.
فهذه الآيات والأحاديث كلها تشهد بأن (على) لا يقصد بها الفوقية فقط.
فلغة العرب تمتاز عن سائر اللغات ببيانها وسعتها، إذ لا يعبر عن المعنى بكلمة دون أخرى، إلا لمعنى لطيف يتوافر فيما دون غيرها من الكلمات، مما جعلها لغة معجزةً بحق، لا يكلّ باحث دقائقها .. ولا متغنٍ بلطائفها.
وما حروف الجر بمنأىً عن هذه الميزة، إذ تتعدد في العربية لتعدد احتياج المعبّر عما يعبّر عنه باختلاف الأحوال والظروف.
فكل حرف من حروف الجر له معان عدة، ولا يعني هذا عدم نيانتها عن بعضها في شتى الاستعمالات اللغوية .. وهذا قول مشهور عند جمهرة النحاة والمفسرين.
وسأعرض لفيفاً من مباحث هؤلاء النحاة تؤكد للقارئ صدق الدعوى، يدعمها ما أورده المفسرون في تفاسير القرآن المعتبرة:
يكاد يُجمع المتكلمون في معاني الحروف من مفسرين ونحاة وبلاغيين على خروج هذه الحروف عن معانيها إلى معان أخر، وهذا كثير في القرآن الكريم نحو قوله تعالى: " ولأصلبنكم في جذوع النخل " سورة طه:71.
يقول ابن جرير في تفسيره لها: " يعني على جذع نخلة " إهـ تفسير الطبري (16/ 141)، وذكره الشوكاني في تفسيره (3/ 537)، ونحوه من شعر العرب.
قال الشاعر:
هم صلبوا العبديَّ في جذع نخلة * فلا عطست شيبان إلا بأجدعا
ومن هذه الحروف (على) حيث تتعدد معانيها بتعدد استعمالاتها في اللغة.
وقد ذكر لها سيبويه من المعاني: الاستعلاء، حيث قال: " أما (على) فاستعلاء الشيء، تقول هذا على ظهر الجبل، وهي على رأسه " إهـ كتاب سيبويه بشرح عبد السلام هارون (4/ 230)
يقصد بهذا: الاستعلاء الحقيقي، وكذلك تخرج لاستعلاء مجازي نحو: علينا أمير فقد جرى هذا كالمثل " إهـ كتاب سيبويه (4/ 230).
ولا ستعلائه من جهة الأمر، " ويكون مررت عليه، أن يريد مروه على مكانه " إهـ المفصل (8/ 37) لموفق الدين بن يعيش النحوي.
وكقوله تعالى: " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض " سورة البقرة: 253.
فالتفضيل هنا بالمرتبة والمنزلة لما اختص الله به كل نبي، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم، و (على) هنا تفيد الاستعلاء المعنوي.
ومن معانيها أيضاً المصاحبة بمعنى مع نحو: " وءاتي المال على حبه " سورة البقرة: 177، " وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم " سورة الرعد: 6.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها التعليل كاللام، نحو: " ولتكبروا الله على ما هداكم "، أي لهدايته إياكم، وقول الشاعر:
علام تقول الرمح يثقل عاتقي إذا أنا لم اطعن إذا الخيل كرّت
(علام) أصلها (على) مضافة إليها ما الإستفهامية ثم حذفت ألف " ما " في مثل هذه الحالة و " على " هنا بمعنى لام التعليل فكأنه قال " لِمَ "
والظرفية بمعنى " في "، نحو: " ودخل المدينة على حين غفلة " سورة القصص آية: 15.
ومنها المجاوزة بمعنى " عن " كقول الشاعر:
إذا رضيت عليّ بنوقشير لعمر أبيك أعجبني رضاها
أي: عنيّ
ومنها موافقة الباء، كقوله تعالى: " حقيق على أن لا أقول " سورة الأعراف: 105.
أي: بألاّ أقول، وقرأ أبيّ " بأن "، وقالت العرب: اركب على اسم الله، أي: باسم الله ".
وتأتي على بمعنى (عند)، ونص على ذلك من أهل اللغة ابن منظور في اللسان (9/ 308) عند حديثه عن (على) وذكر ذلك جماعة من المفسرين عند تفسيرهم لقوله تعالى: " إذ هم عليها قعود " سورة البروج: 6
منهم القرطبي قال: " ومعنى عليها أي عندها، وعلى بمعنى عند " تفسير القرطبي (19/ 257).
وذكر ذلك الواحدي قال: " وذلك أنهم قعدوا عند تلك النار " إهـ الوحيز في تفسير الكتاب العزيز (2/ 1190)
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله: " إذ هم عليها قعود " العامل في الظرف قُيل: أي: لعنوا حين أحدقوا بالنار قاعدين على ما يدنو منها ويقرب إليها.
قال مقاتل: يعني عند النار قعود يعرضونهم على الكفر) إهـ فتح القدير (5/ 412)
وقال به أبو حيان في تفسيره لقوله تعالى: (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهلة ثم يتوبون ... الآية) سورة النساء
قال رحمه الله: وقيل: على بمعنى عند) إهـ البحر المحيط (3/ 207)
ونجد مما تقدم من الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة وأقوال المفسرين والنحاة أن (على) لا تفيد الاستعلاء الحقيقي بمعنى (فوق) دائماً، وتخرج عن هذا المعنى إلى معان أخرى سبق ذكرها، وبالتالي فلا حجة لمن لاذ باللغة على غير علم ولا هدى، فأباح بناء المساجد بجوار القبور محتجاً بأن الني في اللغة يخص البناء على القبور أي فوقها، وهذا غير صحيح والله أعلم.
ومن معانيها موافقة " من " نحو قوله تعالى: " إذا اكتالوا على الناس يستوفون " أي إذا أخذوا الكيل من الناس أخذوه وافياً كاملاً، فجاءت " على " بمعنى " من ".
ومن معانيها أيضاً الاستدراك والإضراب كما قال الشاعر عند الله بن الدمينة:
بكل تداوينا فلم تُشف َ ما بنا على أن قرب الدار خير من الودِّ
ثم قال: على أن قرب الدار ليس بنافع إذا كان من تهواه ليس يذي وادِّ
أبطل بعلى الاولى عموم قوله " لم يشفَ ما بنا " فقال: بلى إن فيه شفاءً ما، ثم أبطل بالثانية قوله: على ان قرب الدار خير من البعد " ... ) إهـ (201 وما بعدها)
قلت: هذا ما قاله الشيخ صالح بن مقبل العصيمي حفظه الله في الرد على هذه الشبهة من جهة اللغة ونصوص القرآن والسنة، وقد تبين أن لفظ (على) يأتي بمعنى (عند) في اللغة العربية، فلا وجه للتفريق بين الأمرين كما ادعى ذلك المفتونين بعبادة القبور.
ومن الأدلة التي تُرد بها على هذه الشبهة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح: (ألا لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ... ) الحديث.
فيلاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أورد لفظ (اتخذوا) وهذا يشمل البناء (على وعند) القبر دون تفريق.
قال العلامة صديق حسن خان القنوجي رحمه الله تعالى: (ومعنى اتخذوا قبروهم مساجد: أنهم يبنون العمائر على القبور، أو يتخذون عليها مكاناً للصلاة أو يتخذون حواليها مكاناً للصلاة.
وإن لم يكن السجود نفسه على ذلك القبر، إذ يطلق المسجد على المكان الذي صليت الصلاة في بعضها) إهـ فتاوي صديق حسن خان القنوجي البخاري (431).
والله أعلم وأحكم.
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 01:41]ـ
يا أيها الأخ التميمي
الشيخ قد أجاب عن الشبهة وردها من وجوه , ولا يخفى عليك أن أهل الأهواء يتعلقون بأدنى الشبه.
والرد عليهم يتطلب صد وسد باب الشبهة بالكلية حتى لا ينفذوا بها ألبتة.
وما عددته رعاك الله كنز قد يكون عند الشيخ لا شيء من جهة أن الفرق بين (عند) و (على) ضئيل حسب علمي الضعيف وإلا أبن عن الفرق المعتبر لنستفيد ما جهلنا وأجرك على الله.
عند تفيد بجانب و على تفيد فوق فالفرق ظاهر
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 01:44]ـ
بارك الله فيكم أحبتي جميعا وجزاكم الله خير الجزاء على غيرتكم
ولكن أحب أن أقول لكم حفظكم الله: لا تجهلني العربية ولا معانيها ولا ألفاظها، فأنا عربي أصيل (تميمي)
ويعلم الله لا أعتقد أن أضعف شخص في العربية يعتقد أن (عند) بمعنى (على)، بل سيقول بينهما إختلاف
فإن كانت في بعض الأوجه تفيد نفس المعنى، فليست قاعدة ثابتة مسلمة لا تقبل الخروج، بل بينهما تغاير في المعنى لا يخفى على العامي قبل الضليع
لا يهمني نوايا الآخرين، ولا مستمسكاتهم، فأنا أبين لفظة ورد بها الأثر قد تكون ناسفة لما قالوه وبينوه، حتى ولو وجدوا منفذا في العربية يقول بتساوي العبارتين في المعنى، فهل يجعلني هذا أقول لا يوجد فرق بينهما حتى أبطل شبهتم؟
أخي شبهتم باطلة ولو لم أغير الحقائق. فتنبهوا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 01:45]ـ
عند تفيد بجانب و على تفيد فوق فالفرق ظاهر
أحسنت أبا الأمين
فالإخوة كما يقال: أرادوا أن يكحلوها فأعموها
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 01:48]ـ
أحسنت أبا الأمين
فالإخوة كما يقال: أرادوا أن يكحلوها فأعموها
بارك الله فيك اخي بل اقتلعوا عينها (ابتسامة)
ـ[القضاعي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 03:25]ـ
التفريق بين كلمة (على) و (عند) هو في حقيقته تفريقٌ خاطئ غير صحيح، وسببه ضعف المعرفة بمعاني اللغة العربية واستعمالاتها اللغوية، ولعله قد خفِي عليك أن هذا التفريق هو في حقيقته شبهة أخرى للقبورين الذين تحاول أنت أن ترد عليها بنفس شبهتهم، فوقعت فيما وقعوا فيه!!!
فقد قال القبوريين إن المقصود من النهي الوارد في بناء المساجد على القبور، أي فوق القبور بدليل (على)، ولكن لو بنى المسجد بجوار قبر ولي فلا حرج في ذلك، لأن النهي في تلك الأحاديث لا يشمل ذلك، لأن ذلك النهي بزعمهم مقيد بكلمة (على) فقُيد: (عليها) يفيد أن اتخاذ المسجد بجنبها لا بأس به!!.
وقد أرود هذه الشبهة صاحب كتاب (جاء الحق) مفتي البريلوية أحمد خان (1/ 304). نقلها عنه صاحب جهود علماء الحنفية (3/ 1648).
وقد رد على هذه الشبهة بالتفصيل (الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي) في كتابه الرائع (بدع القبور أنواعها وأحكامها)
فقال حفظه الله ورعاه: (هذه شبهة يتمسك بها من لا يعرف العربية، ومن هجر القرآن والسنة، ولم يعِ نصوصها وقواعدها، لأن كلمة (على) في الكتاب والسنة قد تأتي بمعان مختلفة:
.
بارك الله فيك يا دهلوي فقد أفدتني فائدة كنت أجهلها فجزيت عني خيراً.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 04:16]ـ
أخي التميمي وفقك الله تعالى
-------------------
نحن نعرف أن هناك فرق في اللغة بين (على) و (عند) هذا لا يخفى على من يتكلم العربية وليس هنا موضع الإعتراض
وإنما المقصود أن وجه التأويل الذي أوردته أنت في الرد على هذه الشبهة ليس بالقوي، لأن القبوري سوف يقول لك أنه لا مشاحة في ذلك، لأن لفظ (عند) تأتي بمعنى (على) فيكون المراد أنه قد بنى على قبره مسجداً يشهد له ما جاء في الألفاظ الأخرى للحديث .. وبهذا يكون النزاع قائم.
لهذا قلنا أن هذا الوجه ليس قوي في الرد على شبهة أؤلئك المفتونين.
والله أعلم.
أخي القضاعي: وفيكم بارك الله
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 04:27]ـ
أخي التميمي وفقك الله تعالى
-------------------
نحن نعرف أن هناك فرق في اللغة بين (على) و (عند) هذا لا يخفى على من يتكلم العربية وليس هنا موضع الإعتراض
وإنما المقصود أن وجه التأويل الذي أوردته أنت في الرد على هذه الشبهة ليس بالقوي، لأن القبوري سوف يقول لك أنه لا مشاحة في ذلك، لأن لفظ (عند) تأتي بمعنى (على) فيكون المراد أنه قد بنى على قبره مسجداً يشهد له ما جاء في الألفاظ الأخرى للحديث .. وبهذا يكون النزاع قائم.
لهذا قلنا أن هذا الوجه ليس قوي في الرد على شبهة أؤلئك المفتونين.
والله أعلم.
أخي القضاعي: وفيكم بارك الله
الدليل يعضض الدليل ما ذكره الاخ فائدة زائدة فتنبه لذلك و لم يقل انه ما يحسم الخلاف
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 10:10]ـ
بارك الله فيكم جميعا ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 07:05]ـ
للفائدة ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 05:24]ـ
للفائدة،،،(/)
موسوعة الصحابة للناشئة (دعوة للمشاركة)
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 12:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أدعو الجميع للمشاركة في إعداد موسوعة الصحابة للناشئة
الهدف:
ربط الناشئة بحياة الصحابة
خطة العمل
ترتيب الصحابة على حروف المعجم.
الاعتماد على المصادر الصحيحة.
الاقتصار على النواحي الإيجابية.
البعد عن الاختلافات وأحداث الفتن.
عرض المادة بأسلوب ميسر.
تجنب الإطالة قدر الإمكان وذلك بعرض أبرز المواقف في حياة الصحابي.
والله من وراء القصد وجزى الله القائمين على هذا المنتدى خير الجزاء
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 10:35]ـ
كان يدرس عندنا كتاب من هذا الباب للناشئة (صور من حياة الصحابة) ممتع جدا، وشيق. لكن للأسف لم يعد له أثر.
فلا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أيوب أبو يوسف]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 11:03]ـ
كان يدرس عندنا كتاب من هذا الباب للناشئة (صور من حياة الصحابة) ممتع جدا، وشيق. لكن للأسف لم يعد له أثر.
فلا حول ولا قوة إلا بالله
حمله من هذا الرابط المباشر:
المكتبة الوقفية ( http://s205400488.onlinehome.us/waqfeya/books/23/59/shs.rar)
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 04:02]ـ
إخوتي
السكران التميمي
أيوب أبو يوسف
تأخرت عن شكركما كثيرا بارك الله فيكما(/)
اول من تنبأ بسقوط الإتحاد السوفيتي يتنبأ بسقوط أمريكا
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 12:23]ـ
بقلم سعد محيو
بيد أن المتنبئ الأول والأهم بسقوط الولايات المتحدة كان الشخصية نفسها التي كانت أول من تنبأ في العالم بسقوط الاتحاد السوفييتي: الفيلسوف وعالم الاجتماع والأنثروبولوجيا الفرنسي إيمانويل تود
لم يكن البروفيسور الروسي إيغور بانارين فريد عصره في التنبؤ باحتمال تفكك الولايات المتحدة إلى دول عدة. صموئيل هانتينغتون، شيخ القوميين الأمريكيين المحافظين، تتمحور كل كتبه ودراساته تقريباً حول الخوف على مآل اللحمة القومية الأمريكية (البروتستانتية البيضاء والناطقة بلغة واحدة هي الإنجليزية الشكسبيرية). وهو أصلاً صاغ نظرية “صدام الحضارات” لمحاولة إنقاذ القومية الغربية الأمريكية من التحلل الأخلاقي والإيديولوجي ومن ثم السياسي.
وقبل سنتين، كانت المؤلفة الأمريكية جويل غارو تصدر كتاباً يتحدث عن تفكك امريكا إلى تسع دول في كتاب حمل العنوان “الأمم التسع لامريكا الشمالية”. وعلى رغم أن جويل نشرت قبل أيام مقالاً في “واشنطن بوست” اعتذرت فيه عن تبني هذه الأفكار قائلة إنها نشرت الكتاب لمجرد جني المال، كما أنها حملت بعنف على بانارين، إلا أن الأفكار الواردة في كتابها حول وجود عناصر تحلل في المجتمع القومي الأمريكي كانت لها قيمة أكاديمية وموضوعية حقيقية.
بيد أن المتنبئ الأول والأهم بسقوط الولايات المتحدة كان الشخصية نفسها التي كانت أول من تنبأ في العالم بسقوط الاتحاد السوفييتي: الفيلسوف وعالم الاجتماع والأنثروبولوجيا الفرنسي إيمانويل تود.
ففي كتابه الذي عرضناه سابقاً في هذه الزاوية “ما بعد الامبرطورية: انهيار النظام الأمريكي” رأى تود أن الولايات المتحدة تحوّلت منذ ثمانينات القرن العشرين، ثم بالتحديد في الفترة بين 1990 و،2000 من دولة منتجة وصناعية ومكتفية ذاتياً، الى دولة مستهلكة غير منتجة ومعتمدة على العالم صناعياً ومالياً. وهو فسّر المحاولات الامريكية لإقامة امبراطورية عسكرية وسياسية على أنها دليل ضعف لا قوة. إنحدار لا صعود. فأمريكا تحاول عبر سلسلة الحروب التي تشنها ضد الأطراف الضعيفة في العالم (أفغانستان، والعراق، وتنظيم “القاعدة”) إرهاب القوى الكبرى الرئيسية في العالم (أوروبا، واليابان، وروسيا، والصين)، والإثبات لها بأنه لا غنى عن دورها للحفاظ على أمن النظام الاقتصادي العالمي.
بيد أن تود استنتج أن أمريكا لن تنجح في النهاية في إقامة هذه الامبراطورية لانها تفتقد الى أهم عناصر بناء الامبرطوريات: القدرات المالية والاقتصادية الكافية لتمويل التوسع الأمبراطوري؛ الإيديولوجيا العالمية القادرة على استيعاب كل دول العالم الأخرى بوصفها قوى متساوية الحقوق كما فعلت الامبراطورية الرومانية، وأخيراً العجز عن إرضاء القوى الكبرى الأخرى.
وتبعاً لذلك، توقع تود انهيار النظام العالمي الامريكي عبر أحد طريقين: انفصال محور فرنسا- المانيا واليابان وروسيا والصين (أي القوى الرئيسية في قارة أوراسيا) عن الزعامة الأمريكية وتشكيل تحالف مستقل ضدها، أو كساد كبير في البورصة المالية الامريكية سيكون أضخم بكثير من انهيار العام 1929.
حسناً. الكساد، أو شبه الكساد، يطل برأسه على المشهد الأمريكي منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وهو ينتظر أن يصل إلى ذروته خلال هذه السنة (2009) أو السنة التي تليها (2010)، الأمر الذي يثبت أن إيغور بانارين لم يكن يقرأ الكف حين حدد 2010 كموعد للحرب الاهلية الأمريكية وبالتالي لتفك الولايات المتحدة، بل كان يقرأ في معطيات اقتصادية ومالية وثقافية وإيديولوجية.
لماذا لم يتعرّض تود إلى الحملات العنيفة نفسها التي تعرض إليها بانارين؟
ربما لسبب يتيم: تود غربي يهودي، فيما بانارين شرقي روسي وبالتالي من السهل اتهامه بسوء النوايا وشر المقاصد. لكن، هل مجرد التعريض بمفكر روسي كافٍ لمنع تعرّض الولايات المتحدة إلى التحلل إلى ست جمهوريات؟
ربما، ولكن فقط في أذهان الحانقين الأمريكيين على بانارين.
المصدر
http://www.royaah.net/detail.php?id=62
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 10:07]ـ
أسأل الله الملك الجبار ان يريح عباده من هذه الدولة الفرعونية
وشكراً لك اخي محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين الدعجم]ــــــــ[31 - Jan-2010, صباحاً 08:44]ـ
ابشروا ياخوان وأملوا فان مسألة غياب هذا الاخطبوط المتهالك أمريكا تم ولله الحمد وباقى أن يسفر بالاشهر المقبلة باقى الجبل وان أخر ورقة كانت عام 2003 هى ورقة الان غريسبان والتى كانت أخر فرصة لتحريك الاقتصاد وقد انفجرت بوجيههم وهذا ماكتبة سعيد محيو قبلاكثر من اسبوع وتواصلت معة بخصوص ماكتبة
إعصار اقتصادي جديد يحشد غيومه الداكنة الكثيفة الآن في سماء الولايات المتحدة، ويهدد بأن يكون أخطر من التسونامي المالي الذي ضربها عامي 2008 و2009.
العنوان الأبرز لهذا الإعصار: الإفلاس.
فولاية بعد ولاية، بما فيها نيويورك وكاليفورنيا التي تعتبر خامس أكبر اقتصاد في العالم، تستنجد الآن بالحكومة الفيدرالية طالبة إلقاء طوق النجاة إليها. وولاية بعد ولاية تجد عائداتها من الضرائب تتبخر بسرعة تبخّر أمطار الصيف، وتعجز عن الوفاء بالحد الأدنى من الخدمات الاجتماعية والصحية لمواطنيها.
“مركز الموازنة وأولويات السياسة”، وهو مؤسسة أبحاث بارزة، يُقدر بأن عجوزات الموازنات في 44 ولاية سيصل خلال السنتين الماليتين 2010 و2011 إلى رقم فلكي يبلغ 350 بليون دولار. ومن دون مساعدة فيدرالية عاجلة، ستكون هذه الولايات مضطرة إلى صرف مئات آلاف آخرين من العمال والموظفين والمعلمين في المدارس الرسمية.
ويوضح الكاتب في “نيويورك تايمز” بوب هربرت أن الأزمة المالية في الولايات هي الأقسى منذ الكساد الكبير العام،1929 وكذا الأمر بالنسبة إلى انهيار عائدات الولايات من الضرائب، وأن الكارثة لن تقع قريباً، بل هي تحدث هنا والآن.
لعبة الأرقام تُعزز هذا الرأي. إذ لا تزال نسب البطالة العامة تفوق العشرة في المائة. لكنها في في ديترويت عاصمة صناعة السيارات الأمريكية، تجاوزت حدود الثلاثين في المائة، ودفعت قطاعات واسعة من الطبقتين الوسطى والفقيرة إلى مغادرة العصر الصناعي التكنولوجي والعودة إلى عصر الزراعة، بدعم من مؤسسات دينية واجتماعية.
جنباً إلى جنب مع هذه الأزمة الاقتصادية المالية، هناك أيضاً أزمة الخلل السياسي. فالحزب الديمقراطي، الذي سيطر على البيت الأبيض ومجلسي الكونجرس وهو يرفع رايات الإنفاق الحكومي والعدالة الاجتماعية، يجد نفسه عاجزاً كلياً عن الوفاء بالحد الأدنى من هذه الوعود. والحزب الجمهوري، الذي يدعو إلى خفض الضرائب عن الأغنياء كوسيلة لحفزهم على زيادة الاستثمار، لم يعد في مقدوره طرح هذا الشعار، فيما خزائن الولايات تكاد تفرغ إلا من جحافل الفئران.
والحصيلة: شلل سياسي شبه تام.
ماذا في وسع إدارة أوباما أن تفعل في مثل هذه الظروف؟ إنها تنوي أن تطلب من الكونجرس الموافقة على رصد 50 بليون دولار لصرفها على إعادة ترميم البنى التحتية، بهدف توفير فرص عمل جديدة. لكن، حتى هذه الخطوة ستقابل باستهجان كبير. إذ سيتذكّر الكثير من الأمريكيين أن الإدارة صرفت، وستصرف، ما يقرب من تريليون دولار لإنقاذ المصارف العملاقة من الانهيار، فيما هي ترمي بالفتات إلى الطبقات الوسطى والفقيرة. كما سيتذكرون أيضاً أن الحيتان المالية التي ابتلعت هذه الكميات الهائلة من الأموال الفيدرالية، لم تفعل أي شيء البتة لرد الجميل في شكل قروض ميّسرة للأسماك الصغيرة التي تشكّل الغالبية الكاسحة من الشعب الأمريكي.
الإعصار الزاحف، إذاً، سيكون عاتياً بالفعل. ومما سيزيد الطين بلّة أن ردود الفعل عليه هي الآن غاية في التباين وحتى التناقض: من الدعوة إلى إيجاد “حلول دينية”، إلى تحميل طرف خارجي (الصين) المسؤولية والمطالبة بتجريد حملة اقتصادية عليها، وصولاً إلى تشجيع أمريكا على إعلان “إفلاسها”.
ما منطق ومبررات هذه الأطراف الثلاثة؟
ـ[حسين الدعجم]ــــــــ[31 - Jan-2010, صباحاً 08:47]ـ
سألت الاستاذ سعيد عن أن امريكا قد وصلت لحالة الافلاس وعن المرحلة القادمة لنا بدول الخليج خاصة وعن مدارات الصراعات القادمة فأجاب:
شكراُ على رسالتك
كلا. دول الخليج لن تُفلس، خاصة إذا ما بدأت بالانتقال تدريجياً من الدولار إلى سلة عملات دولية جديدة، وطوّرت علاقاتها مع آسيا الصاعدة (الصين، الهند، اليابان)، ومع الاتحاد الأوروبي
اما بالنسبة للحروب فهي تجري بالفعل الآن ولكن في محيط المنطقة وحولها: القرن الإفريقي (الصومال)، شبه الجزيرة (اليمن) آسيا الوسطى والجنوبية (أفغانستان وباكستان). اما الحرب في داخل المنطقة فهي محتملة للغاية بين إيران وإسرائيل، لكنها ستكون محدودة، إلا إذا ما أخطأت إيران وهاجمت السفن الإميركية.
لكن هذنا شيء مطمئن يا أخ: العالم بأسره في حاجة إلى نفط الخليج، لذا فهو سيتدخل بشكل جماعي لمنع أي حريق كبير قد يحرق معه النفط
أرجو ان اكون قد اجبت على بعض تساؤلاتك
تحياتي
سعد محيو(/)
كلام مهم للأمير نايف وفقه الله يبين فيه سبب الهجمة على الهيئة، ونصح الإعلاميين (رائع)
ـ[فريد طارق]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 01:39]ـ
بيَّن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - وفقه الله - نقطة مهمة تتعلق بهجمة كثير من الإعلاميين على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي:
- أن السلبيات البسيطة الحاصلة في الهيئة التي يتحدث عنها الإعلاميون لم يكن الإعلاميون فيها منصفين، حيث يقومون بنفخها حتى تكبر من باب الإساءة للهيئة.
ثم نصحهم بقوله: (هل يعلمون هؤلاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انه ركن من أركان الإسلام، الله سبحانه يقول: ((الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر))، فإذا كنا مسلمين يجب أن نعرف هذا، وإذا كنا ماحنا مسلمين فليس هذا وطن لغير المسلمين).
###
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 01:56]ـ
جزاه الله خيرا
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 07:04]ـ
هذا كلام عظيم، لله دره.
اللهم سلطه على الروافض القوارض.
اللهم استجب لي يا رب العالمين، ورحم الله من قال آمين.
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 08:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 11:03]ـ
ثم نصحهم بقوله: (هل يعلمون هؤلاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انه ركن من أركان الإسلام، الله سبحانه يقول: ((الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر))، فإذا كنا مسلمين يجب أن نعرف هذا، وإذا كنا ماحنا مسلمين فليس هذا وطن لغير المسلمين).
الله أكبر .... نِعْم الكلام ونِعْم الرد
اللهم أصلحنا وأصلح ولاة أمورنا واكف بلاد المسلمين شَرَّ المنافقين وحقد والحاقدين ومكر الماكرين
ـ[أبو هياء]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 01:53]ـ
فإذا كنا مسلمين يجب أن نعرف هذا، وإذا كنا ماحنا مسلمين فليس هذا وطن لغير المسلمين).
###
طيب: ليش ما يطبق هذا؟!
هذا اللي نبيه يجاوب عليه، بالفعل مهوب بالكلام بس!
الله يوفق ولاة أمرنا للخير ويقويهم على الباطل وأهله.
ـ[فريد طارق]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 02:10]ـ
- أشكر الإخوة المشاركين.
- ولقد وضعت رابط (صوت وصورة) لسمو الأمير وهو يقول الكلام السابق، لكن حذفته الإدارة ولم أعلم السبب.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 05:59]ـ
للأسف، مجرد كلام.
هناك مؤامرة تُحاك ضد الهيئة، وبعض من يحيكها أفعاله تُخالف كلامه.
نسأل الله أن يحفظ الهيئة.(/)
شبهات توهم نبوة البهاء و الجواب عنها
ـ[أحمد آدم]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 08:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين.
و بعد ..
فهذه عجالة نجيب فيها عن بعض الشبه التي أوردتها إحدى الطالبات البهائيات مما يوهم نبوة البهاء و صحة ديانته. و رغم أنّ الأمر جلي، و الشمس واضحة، إلا أنّه لابد من كشف النقاب لمن في ذهنه بعض الضباب، فنقول أولاً:
إنّ ما يسمى بدين البهائية لا صلة له بالإسلام، و لا علاقة له بدين محمد خير الأنام، و أنّ الفرقة البهائية ليست من الفرق الإسلامية في شيء؛ إذ جميع الفرق الإسلامية تؤمن بدين الإسلام، و أنه الدين الباقي إلى يوم القيامة، بينما تزعم البهائية بأنّه دين منسوخ برسالة البهاء. و كذلك تؤمن جميع الفرق الإسلامية بأنّ محمداً صلى الله عليه و سلم هو خاتم الأنبياء و المرسلين، بينما تزعم البهائية أن البهاء نبي و رسول جاء بعد محمد صلى الله عليه و سلم بدين جديد مخالف لما عليه بقية الفرق الإسلامية جمعاء، و بهذا يتبين جلياً أنّ البهائية ليست من الإسلام في شيء، و إذا ثبت ذلك ثبت أنّها فرقة ضالة مصيرها إلى الهاوية و بئس المصير لقوله تعالى: ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) آل عمران 85.
فكان ينبغي لنا الوقوف عند هذا الحد، و أنّ نطوي سجل النقاش و الجدال فليس بعد الحق إلا الضلال المبين، إلا أنّه لما كان بعض الناس قد تلتبس عليه بعض الأمور أو تعرض له الشبه، وجب التنبيه على أشياء أساسية تنير الطريق و تهدى إلى صراط العزيز الحميد.
و من هذه الأشياء أنّ نسأل هل البهاء نبي و رسول؟
لا شك أنّه لا نبوة بغير وحي و لا رسالة بغير نبوة، و عليه فلن يكون البهاء رسولا حتى يكون نبياً، و كيف يكون نبياً و قد ختم الله تعالى الأنبياء بمحمد صلى الله عليه و سلم، فقال ((مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)) الأحزاب 40. فإذا ثبت أنّ محمداً صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين و أنّه كما قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري و مسلم و غيرهما (إنّه لا نبي بعدى) ثبت أنّ البهاء ليس بنبي و إذا ثبت أنّه ليس بنبي فهو ليس برسول من باب أولى، لأنّ النبوة أعم من الرسالة و الرسالة أخص، إذ كل رسول نبي و لا عكس، و إذا انتفى وجود الأعم انتفى وجود الأخص، فينتفي كون البهاء رسولاً. و مثال ذلك أن الإنسان أخص من الحيوان لأنّ الإنسان حيوان ناطق فيكون الحيوان أعم منه، فإذا قلت: لا يوجد في الدار إنسان لم يلزم من ذلك نفي أن يكون فيها حيوان كأن يكون فيها فرس أو حمار مثلاً، و أما إذا قلت: لا يوجد في الدار حيوان فيلزم من ذلك أنّه لا يوجد فيها إنسان، و لذلك كان القرآن بليغا حين نفى الأعم و هو النبوة حيث يلزم منها نفي الأخص و هو الرسالة.
ثم لو كان البهاء رسولاً فنسأل ما هي معجزته؟
إذ ما من رسول أرسله الله تعالى للناس إلا و أيّده بما على مثله آمن الناس. فرسول الله صالح عليه السلام حين طلب منه قومه أنّ يأتيهم بآية تدل على أنّه رسول أخرج لهم من الصخرة ناقة تأكل و تشرب، و موسى عليه السلام ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى، و أخرج يده فإذا هي بيضاء للناظرين، و عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى بإذن الله و يبريء الأكمه و الأبرص بإذن الله و يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، و محمد صلى الله عليه و سلم لمّا كانت رسالته خالدة إلى يوم القيامة أيّده الله تعالى بمعجزة خالدة إلى يوم القيامة، و هي القرآن الكريم المعجز في ألفاظه و تراكيبه و بلاغته و أحكامه و نظامه، و في كل ما حواه، فحين كذّبه قومه في أنه رسول طلب منهم أن يأتوا بمثله فعجزوا فطلب منهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، و هكذا لا يزال الناس عاجزين إلى يومنا هذا، بل حتى مع التقدم العلمي الذي وصلت إليه البشرية نجد القرآن لا يزال معجزاً، فما من نظرية علمية صحيحة أو اكتشاف علمي اكتشفه العلماء في شتى مجالات العلم سواء في الفلك أو الجولوجيا أو الطب أو
(يُتْبَعُ)
(/)
البحار، إلا و في القرآن إشارة إلى ذلك، مما دعا كثيراً من علماء الغرب و الشرق المنصفين إلى أنّ يؤمنوا بهذا الدين العظيم.
و السؤال الآن ما هي المعجزة التي أتى بها البهاء ليثبت بها أنه رسول!! إنه لم يأت بشيء،
فالمعجزة، و التي هي: أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي مع عدم المعارضة، كناقة صالح و عصا موسى و قرآن محمد، معدومة في حق البهاء إذ لم نر منه أمراً خارقاً للعادة سالما ًمن المعارضة، بل لم نر له إلا التخبط و التخليط، ((قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) البقرة 111.
و أما ما يدعيه بعض البهائيين من أنّه إله، فنحن لسنا في حاجة إلى ألوهيته!! و يكفينا الله الذي لا إله إلا هو، و كيف يكون البهاء إلهاً و قد مات و تركنا!!
و الآن إلى الإجابة عن بعض الشبه التي أثارتها إحدى الطالبات البهائيات:
فقد ادعت أنّ القرآن الكريم لم ينص على إغلاق باب الوحي و التنزيل و إرسال المرسلين؛ لأنّ الأرض تفتقر دوماً إلى هداية السماء، و الهداية الإلهية مستمرة لا تنقطع عن البشرية.
و قد أجبنا عن هذا الادعاء فيما مضى من أن القرآن الكريم نص على أن محمداً هو خاتم الأنبياء و المرسلين، و به اغلق باب الوحي، و هدايته مستمرة إلى يوم القيامة.
ثم ذكرت بعض الآيات القرآنية للاستدلال على استمرارية الرسل، فمن ذلك أنها قالت:
1 - تنزيل الرسل مستمر حتى و لو كان في الأرض ملائكة: ((قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا)) الإسراء 95.
و نقول هذا فهم خاطيء؛ إذ ليس في الآية ما يدل على استمرارية الرسل، و إنما هو رد على المشركين حين امتنعوا عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه و سلم بعد وضوح المعجزات، لاستبعادهم أن يرسل الله تعالى رسولاً إلى الخلق من البشر، فلماذا يكون بشراً و لا يكون ملكاً و ذلك كما قال قوم نوح ((مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ)) المؤمنون 24. و قد بترت هذه الأخت سياق الآية إذ قبلها، ((وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا * قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا)). و هذا البتر هو سبب الفهم الخاطيء.
2 - هناك رسل بعد سيدنا موسى: ((وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ)) البقرة 87. و كلمة الرسل هنا جمع، أي تعني ثلاثة أو أكثر و قد جاء بعد موسى عيسى ثم محمد عليهما السلام و هما مثنى فمن هو الثالث طبقا لنص الكتاب؟
قلت: و هي تريد بالثالث البهاء، و هو بعيد فإنّ الله تعالى أرسل بعد موسى رسلاً كثيرين و لكن ليس منهم البهاء، حيث أرسل بعد موسى داوود و سليمان و إلياس و اليسع و يونس و زكريا و يحي و عيسى، و هؤلاء كلهم بين موسى و محمد عليهما السلام.
3 - الرسل مستمرون لبني آدم: ((يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي)) الأعراف 85. و بني آدم نداء لعامة المسلمين كما في قوله ((يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)) الأعراف 31.
و الجواب أولاً ليس في الآية دليل على استمرارية الرسل و إنما هو شرط بأنّه إن يجئكم رسلي الذين أرسلتهم إليكم، فمن آمن يدخل الجنة و من كفر يدخل النار، كما قال تعالى: ((يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)). فقوله: إمّا عبارة عن إن الشرطية مدغمة في ما الزائدة للتوكيد، و جواب الشرط قوله: فمن اتقى و أصلح، فعدم الخوف لمن اتقى، و الخلود في النار للمكذبين، مترتب على إرسال الرسل، فمتى أرسل الله الرسل فمن
(يُتْبَعُ)
(/)
آمن دخل الجنة و من كفر دخل النار. ثم ليس المقصود ببني آدم هنا خصوص المسلمين بل جميع الأمم، كما أنّه ليس المقصود ببني آدم في الآية الثانية خصوص المسلمين لأن الآية نزلت في امرأة مشركة كانت تطوف بالبيت عريانة كما ذكر ذلك المفسرون، فينبغي الرجوع إلى كتب التفسير لمعرفة ما قاله العلماء قبل التجرؤ على كتاب الله تعالى، ثم ينبغي فهم القرآن بسياقه و سباقه و لحاقه دون بتره و قطعه عما قبله أو بعده.
4 - الرسل متلاحقة و متعاقبة: ((ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا)) المؤمنون 44.
و الجواب أنّ هذا التتابع في الرسل إنّما هو بين نوح عليه السلام و بين موسى عليه السلام، و أما البهاء فلا حظ له هنا، فقد قال تعالى في سورة (المؤمنون) آية 23، 24 ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ)) ثم تحدثت الآيات عن قصة نوح إلى الآية 31 حيث قال المولى عز و جل ((ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ)) يعنى بهم قوم عاد حيث أرسل إليهم هود عليه السلام إلى الآية 41 ثم قال عز و جل ((ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ)) و هم قوم صالح و إبراهيم و لوط و شعيب ((مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ * ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى)) و هم من مر ذكرهم من الرسل ((كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ * ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ)) المؤمنون 45. فتبين أنّ هذا التتابع إنّما هو بين نوح و موسى و لا مكان للبهاء هنا. و لولا بتر الآيات، لفهم المراد من غير لبس و لا إشكال.
5 - الرسول محمد صلى الله عليه و سلم له فترة: ((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ)) المائدة 19.
و الجواب أنّ المقصود بالفترة، هو المدة تقع بين زمنين أو نبيين يعني أنّ محمداً صلى الله عليه و سلم أرسله الله تعالى على فترة زمنية بينه و بين عيسى عليه السلام و مدتها 560 سنة لم يرسل فيها رسول، أي أنّ محمداً جاء يبين شرائع الدين على انقطاع من الرسل و دروس من الدين.
6 - توقيت ظهور الرسل مؤجل ليوم القيامة: ((وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ * لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ)) المرسلات 11 - 13
و الجواب أنّه ليس معنى الآية أنّ الرسل مستمر ظهورهم إلى يوم القيامة، و إنّما المعنى أنّ الرسل يُجعل لهم وقت محدد و مؤجل للفصل بينهم و بين أممهم من المكذبين و هو يوم القيامة، لأنّ أصل أقتت: وقتت بمعنى جعل لها وقت محدد و هو تأجيلها ليوم الفصل الذي يفصل الله تعالى فيه بين الرسل و من كذبهم.
7 - الرسول محمد مثله كباقي الرسل: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ)) آل عمران 144.
والجواب أنّه ليس في الآية دليل لما تصبو إليه.
8 - على المؤمنين من المسلمين الإيمان بالرسول التالي: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ)) النساء 136.
و الجواب أنّ هذا نداء للمؤمنين الذين آمنوا بالله و رسوله أن يؤمنوا بالله أي يداوموا على الإيمان بالله و أن يؤمنوا برسوله أي يداوموا على الإيمان برسوله و أن يؤمنوا بالكتاب الذي نزل على رسوله أي يداوموا على الإيمان بذلك. و ليس المعنى أن يؤمنوا برسول آخر يأتي بعد محمد لأنّ محمداً خاتم النبيين و كل من أتى بعده من الدجالين لم يأت بما يدل على رسالته ((قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) البقرة 111
و صلى الله و سلم على محمد خاتم الأنبياء و المرسلين القائل (إنه لا نبي بعدي)(/)
بمناسبة استضافة (الجابري) أعيد نشر اعترافه، وأنيس منصور يضحك على الحرس الوطني!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 10:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تستضيف وزارة الثقافة والإعلام المنحرفين فكريًا؛ من أمثال الجابري أو عبدالمعطي حجازي أو غيرهم، هي تفعل هذا لأمرين:
1 - إما إعجابًا بهم، ورضىً عن أفكارهم، وكفى بهذا إثمًا؛ مع مافيه من مخالفة لأنظمة وتوجهات ومكانة هذه البلاد " السعودية "، وتشويه صورتها لدى المسلمين؛ عندما يرونها ترعى هؤلاء المنحرفين وتحتفي بهم؛ فيتهمونها بالنفاق، بسبب هذه التصرفات السيئة من الوزارة.
2 - وإما أنها تقول: أنا أحاول كسبهم واحتواءهم بمثل هذا الاحتفاء والاستضافة! - وفضلاً عن مخالفة هذا للشرع؛ لأن الاحتواء لايكون بتمكين المنحرفين من إضلال المسلمين، وتصويرهم لهم بصورة القدوات، فضلاً عن هذا أقول -: هيهات أن ينفع مثل هذا الاحتواء مع هؤلاء، لأنهم ينظرون إليك نظرتهم إلى المتخلف الساذج المغفل، الذي يضحكون عليه؛ ليأكلوا أمواله، فـ (السعودية) عندهم مثل (الشعير) يؤكل ويُذم، كما تشهد بهذا مواقف كثيرة لهم، وهم باقون على فكرهم المنحرف، إن لم يكن المعادي – وهذا لا يتبين إلا في الأزمات -، وأذكر شاهدًا لهذا، وهو موقف الصحفي أنيس منصور عندما وقع بيان الدفاع عن " المرتد " الطاعن في القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم: سلمان رشدي، وهو في ضيافة (السعودية)!! وكان يقول ضاحكًا: (إنني وقعت البيان بالفاكس وأنا في ضيافة الحرس الوطني السعودي)!! (انظر: أعلام وأقزام، 2/ 86).قال الشيخ سيد العفاني بعد أن نقل هذا عنه: (عاملك الله بما تستحق يا أنيس، أليست هذه خيانة للمضيف الذي أكرمك .. ) .. ؟ ولازال أنيس - للأسف – يكتب في صحيفة محسوبة على بلادنا.
فتخيل؛ لو صُرفت هذه الأموال، واستضيف المحبون لهذه البلاد ودينها وشعبها؛ ألم يكن أجدى من هذا الاستنزاف، وهذه المغامرات الطائشة؛ المثيرة للاستفزاز والمشاغبة، دون أي نتيجة (دينية) أو (سياسية)؟
*****************
وبمناسبة استضافة معرض الكتاب للجابري؛ أعيد نشر اعترافه بطريقته في هدم الأحكام الشرعية، وكما هو معلوم للمتابعين فإن الجابري يعد على قائمة الرموز الذين تأثر بهم قلة من شبابنا المرضى بما يسمى (العصرنة) التي انتقلوا إليها من الطرف الآخر (الغلو والتشدد)! حيث عكفوا على كتبه وتأثروا بها، فصبغتهم بأفكارها وألفاظها.
سئل أحد هؤلاء عن الكتب التي أثرت في عقله (القروي) فقلبته 180 درجة!! فقال - بالنص -: (أما الكتب المعاصرة فسأذكر لك عناوين عابرة ربما تفيد:تكوين العقل العربي، وبنية العقل العربي كلاهما لمحمد عابد الجابري).
وهذا الاعتراف من الجابري ورد في مقابلة أجراها معه الكاتب (عبدالإله بلقزيز) في مجلة: المستقبل العربي، العدد 278. أبان فيه عن سعيه إلى تحقيق الحداثة (!) من خلال التراث لا من خارجه كما يفعل (العلمانيون) الفاشلون! الذين لم تنجح دعوتهم لتغريب المجتمع المسلم؛ لأنها أتت من خارجه. أما هو فسوف يلجأ إلى أسلحة التراثيين! ويجعلها ترتد في نحورهم! في محاولة خبيثة لإعادة تشكيل العقل والتاريخ والتراث حسب ما يريد. ومن هنا تأتي الخطورة!
وقد تابعه على هذا المعجبون به لدينا، وحاولوا نقل مشروعه ..
يقول تركي الربيعو في كتابه (المحاكمة والإرهاب، ص 32): (الخطاب العربي المعاصر هو خطاب محكوم بسلف، والمطلوب تحريره من ربقة السلف. هذا ما قادنا إليه الجابري).
يقول بلقزيز في سؤاله:
(مع كل هذا العطاء العلمي في ميدان الدراسات التراثية، مقرونًا بإطلالة غير منقطعة على أسئلة العصر وأسئلة الفكر الحديث، هل ما زلت مقتنعًا بأن الطريق إلى كسب مطالب العقلانية والحداثة والتقدم تمر حتما عبر تبيئتها وتأصيلها وعبر ربط الجسور باللحظات الحية والتقدمية في تراثنا؟ أم أنك أفسحت مجالا آخر؟ أو تتفهم ذاك المجال الذي يمكن أن يكون ساحة لمنافذ أخرى قصد طلب هذه القيم والمبادئ، طبعا دون المرور بمسائل التراث؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فيرد الجابري: إن وجهة نظري في هذا الموضوع تعبر عن اقتناع شخصي، ليس فقط من خلال تجربتي منذ البداية، وأنا على اتصال بالطلاب والمثقفين، بل أيضًا لأن هذا الاقتناع تكون لدي أساسا كنتيجة النظر في تاريخ النهضة العربية. أنت تعرف أنه كانت هناك ثلاثة تيارات معروفة؛ هي التيار السلفي والتيار الليبرالي و التيار التوفيقي أو التلفيقي، وأنت تعرف أن تجربة مائة سنة قد أسفرت عن جمود الحركة في هذه التيارات، فلا أحد منها تطور وحقق أهدافه، بل كل ما حدث هو اجترار وعود على بدء مستمر. لقد استنتجت من ذلك تلك القضية الأساس التي أدافع عنها؛ وهي أن التجديد لا يمكن أن يتم إلا من داخل تراثنا باستدعائه واسترجاعه استرجاعًا معاصرًا لنا، وفي الوقت ذاته بالحفاظ له على معاصرته لنفسه ولتاريخيته، حتى نتمكن من تجاوزه مع الاحتفاظ به (!) وهذا هو التجاوز العلمي الجدلي.
هذا هو اقتناعي إذا كنا نفكر في الأمة العربية و الإسلامية كمجموع، وليس كنخبة محصورة العدد متصلة ببعض مظاهر الحداثة، تنظر إلى نفسها في مرآتها، وتعتقد أن الوجود كله هو ما يرى في تلك المرآة. هذا في حين أن هذه النخبة صغيرة، قليلة، ضعيفة الحجة أمام التراثيين. والمطلوب منا في ما يخص الحداثة ليس أن يحدث المحدثون أنفسهم، بل أن ينشروا الحداثة على أوسع نطاق، والنطاق الأوسع هو نطاق التراث. فإذا لم نكن على معرفة دقيقة وعامة بالتراث وأهله، فكيف يمكن أن نطمع في نشر الحداثة فيه، أن نجدد فيه، أن ندشن عصر تدوين في مجالاته).
ويقول في نفس المقابلة عن إحدى أمنياته:
(لو كان لدي، وكان لدي مثل هذا الميل نحو مشروع إصلاحي؛ لكان في برنامجي الاشتغال على ابن تيمية أيضا، ولقدمت للقراء وجهًا آخر عنه، يختلف عن الوجه السائد والمؤدلج .. )!
ولا تعجب من قوله هذا .. فقد حُرفت نصوص نبوية .. وتؤولت آيات قرانية .. فما ظنك بابن تيمية .. ؟!
الخلاصة: أن خطة الجابري تقوم على التغيير من داخل البيت الإسلامي، لا من خارجه من خلال العبث بالنصوص الشرعية بتأويلها وتفريغها من محتواها (الحقيقي)، واستبداله بالمحتوى الذي يريدون .. والله له ولمتابعيه بالمرصاد، سنة الله فيمن قبلهم.
ومن أراد معرفة انحرافات الجابري والرد على أفكاره فليرجع مشكورًا إلى ماكتبه الفضلاء على هذا الرابط:
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7586
وهنا مقال مهم عنه: (قراءة في قراءة خبيثة) (التعليق 20) للأخ عبدالمعز - وفقه الله -:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4348&page=2
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 02:42]ـ
الفاضل الشيخ سليمان الخراشي، وفقه الله
قلتم ـ حفظكم الله ـ ((الخلاصة: أن خطة الجابري تقوم على التغيير من داخل البيت الإسلامي، لا من خارجه من خلال العبث بالنصوص الشرعية بتأويلها وتفريغها من محتواها (الحقيقي)، واستبداله بالمحتوى الذي يريدون .. والله له ولمتابعيه بالمرصاد، سنة الله فيمن قبلهم)).
ثمّة سؤال قد يكون بمثابة المفتاح في نظرتنا لأصحاب القراءات التجديدية وإنتاجاتهم (بعيدا عن وصفها بالسلب أو الإيجاب): ألا يحق لإنسان وُلد في زمننا هذا = بما فيه من الفساد والشرور، وبما فيه من ضعف للمسلمين المستعمرين فكريا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا، وبما فيه من تفوق غربي في أساليب الحضارة التقنية، وبما فيه من تناقض صارخ بين مبادئ الشرع الحنيف ومبادئ الحضارة الغربية التي تجاوزت تفكيك المسلمات إلى تفكيك الذات = ألا يحق له أن يراجع حصيلة أفكاره وثقافته، وينحو عليها بالنقد والتشريح والاعتراض والاستشكال (لا نتحدث عن النتائج التي توصلوا إليها)؟ وهل يُعتبر هذا جُرما في حدّ ذاته؟
وهل يُراد من المسلم اليوم أن يعيش حالة فصام مع نفسه، ينهل من ثقافة مغيّبة في عالمه، ويرى معاول الهدم تنقض عليها، ثم هو يخضع لاستلاب فكري وروحي وغريزي وسياسي، ومع ذلك يعيش وكأن شيئا لم يحدث؟ وكأنّ ما يجري في العالم من معارك طاحنة تنسف هويته وانتماءه هي شيء على هامش التاريخ وعلى هامش الحياة؟
لن يفهم عاقل من هذا الكلام أنه محاولة ما للدفاع عن الجابري وأمثاله من المفكرين، وإنما هو محاولة لوضعهم في إطار صحيح، حتى نحسن التعامل مع إنتاجهم، إن خيرا فخير، وإن شرا فتوجيه ونقد وجدال بالتي هي أحسن، وليس بالتخوين والاتهام بالعمالة والتواطؤ وهدم الإسلام من الداخل.
المشكلة ـ يا شيخ سليمان ـ أن حديثنا عما يُسمى بـ"التجديد" ينبع دائما من معين داخلي يُجرّم الفكرة من أساسها، وينسف نتائجها وإن كانت تتقاطع أحيانا مع نتائج سابقة توصل إليها أعلام، صوابا كانت أم خطأ، وكأننا نُلزم المسلمين اليوم بأن يُخرجوا من عقولهم كل أرصدتهم وأرصدة أجيال سبقتهم في الحياة، كانت محصلة كم هائل من المتناقضات بين عالم المثال وعالم الواقع، وبين صراعات سياسية ومذهبية تحولت إلى ثقافة شعبية .. وكأن الأمر يمكن له أن يقع بضغطة زر أو "فرمتة" العقل وإعادة تعبئته بالبيانات "الصحيحة" من جديد.
فيا شيخ سلمان، هل العيب في شعور الإنسان بالتناقض ومحاولة الخروج منه على صعيد فلسفي أو فكري أو حتى شرعي ـ أو ليُسمّه من شاء بما شاء ـ أم أن العيب في النتائج، وأن بحث المسلم في عالم الفوضى الرقمية اليوم عن "جمع المتفرقات" و"تفريق المجتمعات" أمر سائغ؟
في انتظار جوابكم، وفقكم الله لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 04:53]ـ
الأخ الكريم: أباالحسين: بارك الله فيكم. عباراتكم أو استفساراتكم " عامة " لايُمكن تحديد جوابها
مثلاً:
1 - قولكم: (ألا يحق لإنسان وُلد في زمننا هذا = بما فيه من الفساد والشرور، وبما فيه من ضعف للمسلمين المستعمرين فكريا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا، وبما فيه من تفوق غربي في أساليب الحضارة التقنية، وبما فيه من تناقض صارخ بين مبادئ الشرع الحنيف ومبادئ الحضارة الغربية التي تجاوزت تفكيك المسلمات إلى تفكيك الذات = ألا يحق له أن يراجع حصيلة أفكاره وثقافته، وينحو عليها بالنقد والتشريح والاعتراض والاستشكال (لا نتحدث عن النتائج التي توصلوا إليها)؟ وهل يُعتبر هذا جُرما في حدّ ذاته؟).
أ - أي إنسان؟
جاهل، عالم، صغير، كبير، متخصص .. ؟
ب - مالمقصود بـ (ألا يحق له أن يراجع حصيلة أفكاره وثقافته). هل هي من الأمور الشرعية؟ - مع التنزل في أن ماجاء به الشرع يتعارض مع ترقي الأمة الدنيوي، وما هو إلا الظن الخاطئ من البعض، جعلوه شماعة لعجزهم وعبثهم -. أو أنها من العادات التي لا علاقة لها بالشرع، وهي مما يعيق التقدم السابق؟ (على سبيل المثال: إزدراء بعض المجتمعات للعمل المهني النافع: ميكانيكا، سباكة .. - هذا مجرد مثال -).
المهم: لابد من التحديد ..
في الأولى يقول لك الناصحون: " فرمل " فأنت على خطر ..
وفي الثانية: يقولون لك: الله يقويك! ونحن معك.
2 - (ينهل من ثقافة مغيّبة في عالمه) .. كيف مغيبة؟ هو مطالب بالتزام أوامر الله واجتناب نواهيه، مع (لايكلف الله نفسًا إلا وسعها)، ويجتهد في جعل الثقافة (هل هي تختلف عن الدين!) حاضرة لا مغيبة. (ولا تُسأل عن أصحاب الجحيم) ممن غاب أو غيّب.
3 - (وكأنّ ما يجري في العالم من معارك طاحنة تنسف هويته وانتماءه هي شيء على هامش التاريخ وعلى هامش الحياة؟). هذه مشكلته هو، لا تُعمم على غيره، ممن اجتهد وشارك في تلك المعارك. (فقاتلوا أولياء الشيطان .. ).
4 - (حتى نحسن التعامل مع إنتاجهم، إن خيرا فخير .. )، لوتأملتَ إنتاجهم فستجده كما قال تعالى: (وإثمهما أكبر من نفعهما). ولاعلاقة له بماتطمح له من تقدم دنيوي للأمة، فلا يستخفنك الذين لا يوقنون.
5 - (أن حديثنا عما يُسمى بـ"التجديد" ينبع دائما من معين داخلي يُجرّم الفكرة من أساسها .. ). لا أعلم أحدًا يُجرم التجديد الحقيقي، وهو العودة بالأمة لماكان عليه سلفها الصالح في العقيدة والسلوك، وقد جاء به النص. لكنهم يجرمون " دعاوى " التجديد الخاطئة التي تأتي من أناس؛ إما غير مؤهلين، أو يسمون الانحراف تجديدًا.
وهنا رسالة قيمة: " التجديد في الفكر الإسلامي ":
http://www.lebraly.com/inf/mobiles.php?action=listmobiles&id=3
وهنا عن وسائل ترقي الأمة في " الماديات ":
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/14.htm
وهنا:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/16.htm
وفقكم الله ونفع بكم، ومنكم نستفيد، وأعتذر عن العبارات الموجزة، ومثلكم (لماح) تكفيه الإشارة ..
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 05:34]ـ
اخي الكريم سليمان الخراشي ... سأتحدث عن الدكتور محمد عابد الجابري حيث قد قرأت بعض كتبه وسمعت من كثير من طلبة العلم وجهة نظرهم حول ما كتبه.
فأقول اولاً: يجب ان نكون اهل عدل وانصاف فقد اوصى الله في سورة الأنعام من ضمن الوصايا العشر العظيمه قال تعالى (واذا قلتم فاعدلوا) .. وقل تعالى (ولا يجرمنكم شنآن قوم).
ثانياً: الجابري له آراء حقيقة بالاحترام والاستفاده منها فهو شخص مطلع على معظم كتب التراث الاسلامي ولعل ذلك يتجلى في كتابه (فهم القرآن الكريم) وقد اثنى عليه عدد من الاخوة المتخصصين في ملتقى اهل التفسير.
ثالثاً: تثبت بعد قرأت جدول الفعاليات ان عنوان ندوته (تجربتي التأليفيه) فما المشكلة في ذلك؟ ان يستفد من يريد التأليف من المختصين بتجربته وخبرته؟
وسيدير الندوه الدكتور الفاضل سليمان الضحيان الاستاذ بجامعة القصيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ربعاً: لكل ولغيرك ان تنتقد بعض ما كتبه الجابري .. ولكن هذه الطريقه في تههيج الغوغاء ضد هذه الندوة الثقافيه التي قد يترتب عليها اساءه لرجل مسلم وكبير في السن واحد ابرز مثقفي العالم الاسلامي ارى انه عمل خاطئ وغير لائق ولا مناسب ويسيئ لرأيك.
خامساً: اتمنى ان يكون نقدك ناتجاً عن قرائتك لما كتب .. لا عن نقل عن الآخرين فلا يجوز الحكم على شخص الا بعد التثبت والتبين.
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 05:45]ـ
الشيخ الفاضل، سليمان الخراشي، كان التوفيق حليفه،
شكرا على ردك الموجز على استفساري الموجز (ابتسامة)، وشكرا على حسن ظنك مرة أخرى.
1 - أ) أما الإنسان، فأعني به ـ في موضوعنا ـ كل إنسان مسلم، يدرك مشاكل الأمة ويعيشها، وهو باصطلاح علماء الأصول كل (مكلّف) مخاطب بأصول الشريعة وفروعها. وليس الاستشكال حكرا على النُّظّار بما أنه ليس في الإسلام (كهنوت) [المقصود المعنى السلبي للكلمة، وإلا ففي الأمر تفصيل لا يخفى عليكم].
1 - ب) مراجعة حصيلة أفكاره وثقافته لا يُقصد بها الأمور الشرعية، وإنما الأمور التي نُسبت للشرع، أما قضية إعاقة الشرع لنهضة الأمة، فهذا أمر باطل يُدرك خطؤه.
2 - أما الثقافة المغيّبة، فهي ثقافته الإسلامية التي أصبحت في كثير من مظاهرها حبيسة الأوراق، في عالم مادي أوشك على مقاربة الفوضى، وأنت ـ فضيلة الشيخ ـ تستحضر ما عاشه العالم الإسلامي وما يعيشه بعد آثار الصدمات التي تلقاها ـ ولا يمكن للمسلم أن يلقي رصيد الأمة السياسي والتاريخي والفلسفي (لأنه خليط مدراس إسلامية وغير إسلامية تطاحنت حول مئات المواضيع) وراءه ظهريا، وكأن شيئا لم يكن!!
3 - يتأكد أن تباحثنا حول السبيل الأمثل لحل هذه الأحجية يبقى نظريا، وإلا فبعض الناس يخوض غمار الجدل والفلسفة وبعضهم يُحجم، لكن ألا ترى أنه من المُجحف أن يخوض المُحجم في دين الخائض وعرضه وعقله، دون مناقشة فكره وما توصل إليه؟
4 - أما كون إنتاج (المجددين) [والقراء يستحضرون طُرفة "المجددينات"] يضاهي ما قاله الله سبحانه في الخمر، فهو أمر لا يُدرك إلا بالبحث والنظر وسبر الآراء وتتبع المقالات، قديمها وحديثها، وقد قال العلماء: من قل اطّلاعه كثر اعتراضه، ومن كثُر اطّلاعه قل اعتراضه، وليس فساد المقالة دليلا على فساد ديانة صاحبها أو سوء نيته.
5 - نحن نتكلم عن التجديد هنا، وكلانا يعلم أنه أمرٌ مُجرّم ونعت تحقيري أو تبديعي أكثر منه شيئا آخر. ثم إن التجديد ـ كما تفضلت ـ هو بالعودة إلى منهج سلف الأمة، وهو عبارة عن (الرد إلى الأمر الأول) أكثر منه تجديدا بالمعنى الاصطلاحي للكلمة. والتجديد ـ فيما أحسب ـ يكمن في: 1. اكتشاف آليات تعامل السلف مع النصوص ومع الحياة، وليس مع أحدهما بمعزل عن الآخر. 2. التوصل إلى آليات جديدة لفهم النصوص وفهم واقع الناس بناء على أصول أهل الإسلام أولا، وفي مقدمتها علم اللغة العربية (أو لنقل فلسفة اللغة وفقهها)، وبناء على ما توصل إليه العلم الحديث، وفي مقدمته العلوم اللسانية والإنسانية، من وسائل لإدراك خبايا النصوص. وما ذكرته هنا هو ما يُحقق في نظري كون شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان، وهي دلالة على كون النص القرآني (علما مُطلقا) أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ليكون نورا يتناسب ومتغيرات الزمن.
6 - أما رابط مقال الأخ أبي عبد المعز (قراءة في قراءة خبيثة)، ففيه ـ للأسف ـ تحامل وإلزام بما لا يلزم، وهو يؤكد أن نظرتنا إلى التجديد تشوبها الأحكام المسبقة الدائرة بين البدعة والكفر، أعاذنا الله منهما جميعا، بمنه وكرمه.
7 - نحن هنا، بطبيعة الحال، لا نناقش أخطاء الجابري ولا غيره من المفكرين، وقد يكون لهذا النقد موضع خاص مستقبلا إن شاء الله.
شكرا على حسن ظنكم ثانيا، وبارك الله مسعاكم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 07:27]ـ
أخي الكريم: هُشيم: بارك الله فيك ..
1 - صدقت.ومن النُصح للأمة تبصيرها بحال من يُصدَّرون؛ قبل أن يوردوها المهالك. (بعدل وإنصاف، ومن خلال كتاباتهم وأقوالهم).
2 - اطلاعه لايعني " التزامه " فتنبه. وليتك تذكر من أثنى على كتابه؟ ولماذا؟
3 - المشكلة في " الإبراز " و " التصدير "؛ وهما دليل الإعجاب - كما لا يخفاك -.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - (ولكن هذه الطريقه في تههيج الغوغاء ضد هذه الندوة الثقافيه)! هل أصبح بيان حال الجابري إثارة غوغاء؟ وأين هي الإثارة؟
5 - قرأت له. وقرأت من نقده. وانتقيت؛ وهذه طريقتي في كتاباتي أستفيد من كتابات من سبقني من أهل الفضل و " الفهم ".
وفقكم الله ..
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 08:52]ـ
الجابري رجل مخترق للتراث متلاعب به ومن الصعوبة اكتشاف كثير من ضرباته الفلسفية من كثير من المسلمين وطلبة العلم الغير متوغلين في القراءات العلمانية وفلسفاتها المرجعية وغير عالمين بطرق الهدم البطيء الخفي للاسلام او التراث او بالاحري محاولاتهم في ذلك اي العلمانيين
وللاختصار فهناك رجل علماني علي مستوي الجابري كشف الجابري في امور غاية في الدقة وقد عمل علي كشفه هذا لمدة 15 سنة كاملة قضاها في كشف تحريف الجابري لاغلب الكتب التي ينقل عنها منها كتب اليونان وكتب اهل الاسلام وحتي انه يحرف كلام الفلاسفة العلمانيين الغربيين بصورة غاية في الخطورة كما يحرف مغاهيم يونانية كالديمقراطية وغيرها وقد كشفه طرابيشي بقوة مع اعتراضنا علي طرابيشي في امور كبيرة ايضا وليس هنا مجال نقده
وقد خصص طرابيشي العلماني مجموعة من الكتب في الرد فقط - سلسلة من الكتب المهمة تفرغ لها لمدة15 سنة كاملة--وفقط فقط علي الجابري وكشف تزويره للمنقولات المختلفة او النقول المختلفة واستنتاجاته بل وتلوناته بعد الاستخدام الملتوي
بل وكشف تحريفه لكلام علماء المسلمين وذلك بعدم ايراد كلامهم كاملا غير ناقص في المسالة التي يحتج بها ولو احتج بها كما هي بلانقصان لانقلبت الحجة المقتبسة عليه!
اما عن افكاره عن الشرق والغرب ومنهج المغاربة ومنهج المشارقة وتقسيمه للامة الي تقسيمات خطيرة جدا ثم تقرير احكام خطيرة عن عقل الامة وعلماءها ووعيها وتراثها ودينها ووحي ربها وقرآنه العظيم
وهذه بعض كتب طرابيشي المخصصة للرد علي الجابري وهي كتب صعبة المادة للغاية الا ان قراءتها مرات وبتركيز مناسب تفهم ان شاء الله وتكون فوائدها كبيرة فقراءة العلماني للعلماني نافعة لنا ان شاء الله لانها قراءة داخلية وخبيرة ولايعني ذلك التسليم بكل شيء فيها فهذا لايقول به عاقل
جورج طرابيشي- اشكاليات العقل العربي. pdf
http://www.4shared.com/file/34386646/3137dbb5/_-___.html?s=1
جورج طرابيشي - نقد نقد العقل العربي.-وحدة العقل العربي الاسلامي pdf
http://www.4shared.com/file/34386772/1cb52658/__-____.html?s=1
جورج طرابيشي .. نقد نقد العقل العربي .. العقل المستقيل فى الاسلام. pdf
http://www.4shared.com/file/60418259/f3ff5034/_______.html?s=1
----
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 09:26]ـ
قالها الأستاذ أنور الجندي للجابري في كتاب: كتاب العصر تحت ضوء الإسلام
" ولنقل للجابري ارجع فلن تصل إلى شيء ..... "
مرفق صفحات من كتاب العصر تحت ضوء الإسلام
ـ[فريد طارق]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 11:15]ـ
وهذه طريقتي في كتاباتي أستفيد من كتابات من سبقني من أهل الفضل و " الفهم ".
أخي الفاضل
كلامك هذا مجمل بحاجة إلى بيان
فكل من يؤلف ويكتب بل حتى يختصر ويلخص سيستفيد من كتابات من سبقه من أهل العلم، لكن هناك فرق بين بحث علمي رصين يقوم على التحري في نسبة الأقوال والرجوع إلى المصادر الأصلية المعنية بالمعلومة في موضوع البحث وبين بحث ضعيف متهالك قد لايكون للباحث فيه أي شخصية (قص ولصق فقط) .... وهكذا
ولذلك فإن الرسائل العلمية لها وزنها وقيمتها وثقلها، وكذلك البحوث المحكمة بخلاف غيرها، ومن هنا تميزت المجلات العلمية المحكمة كمجلة البحوث الإسلامية ومجلة المجمع الفقهي ومجلة الحكمة ونحوها.
فما دام أنك طلبتَ من الأخ العاصمي أن يبين ما أجمله بقولك (أ - أي إنسان؟
جاهل، عالم، صغير، كبير، متخصص .. ؟) وذلك في قوله (ألا يحق لإنسان وُلد في زمننا هذا ...... الخ).
وقد بين جزاه الله خيرا فما دام كذلك فبين ما أجملتَه.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 11:17]ـ
بارك الله فيكما ..
للفائدة: أخي (ابن الشاطئ الحقيقي) له كتاب مهم عن العلمانية ورموزها. وهو خبير بطرائقهم. (لعله يحدثنا عن كتابه).
وأخي (محمد مبروك) يُحضّر الدكتوراة في جهود المفكر الراحل أنور الجندي - رحمه الله - الذي كان فارس هذا الميدان، والممهد لمن جاء بعده. وتجد كتابه (كتّاب العصر تحت ضوء الإسلام) الذي نقد فيه فكر الجابري مصوّر هنا:
http://www.lebraly.com/inf/mobiles.php?action=listmobiles&id=2
وفقكم الله ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 11:23]ـ
مقال قيم
بارك الله فيك يا شيخنا الكريم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 11:27]ـ
أخي الكريم: فريد:
لم أفهم مرادك؟ هل ترى أن لا أنقل شيئًا من غيري إذا كتبت؟ حتى ولو عزوتُ له؟
ما السبب؟
وهل هو خاصٌ بي، أو بكل من كتب؟
أو أنك ترى أن كل من كتب لابد أن يلتزم بشروط الأبحاث المحكّمة .. أو ليكسر القلم؟
وقولك: (فما دام أنك طلبتَ من الأخ هشيم). طلبت من الأخ العاصمي لا هُشيم! فلا تعجل عليّ - رعاك الله -.
ووفقني وإياك والإخوة للعلم النافع، ونشره، كلٌ بحسب طريقته " الشرعية " ..
(قولي في التعليق السابق " مصور "، الصواب " مصورًا ").
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد طارق]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 11:41]ـ
أخي الكريم: فريد:
لم أفهم مرادك؟ هل ترى أن لا أنقل شيئًا من غيري إذا كتبت؟ حتى ولو عزوتُ له؟
ما السبب؟
وهل هو خاصٌ بي، أو بكل من كتب؟
أو أنك ترى أن كل من كتب لابد أن يلتزم بشروط الأبحاث المحكّمة .. أو ليكسر القلم؟
وقولك: (فما دام أنك طلبتَ من الأخ هشيم). طلبت من الأخ العاصمي لا هُشيم! فلا تعجل عليّ - رعاك الله -.
ووفقني وإياك والإخوة للعلم النافع، ونشره، كلٌ بحسب طريقته " الشرعية " ..
(قولي في التعليق السابق " مصور "، الصواب " مصورًا ").
- لقد عدّلت من هشيم إلى العاصمي.
- أرسلتَ علي استفهامات لاأدري ماذا تقصد من وراءها، هل تقصد أنك ترد على هشيم الذي قال لك (اتمنى ان يكون نقدك ناتجاً عن قرائتك لما كتب .. لا عن نقل عن الآخرين فلا يجوز الحكم على شخص الا بعد التثبت والتبين.)؟ أم تقصد الرد علي؟!
- ثم أتمنى أن تكون طريقتك شرعية في التعامل مع المخالف إذا كان من أهل السنة (وليس من الأشاعرة)، وأتمنى أيضا أن تكون طريقتك شرعية فيما تسميه (اختصار) للكتب.
ـ[فريد طارق]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 12:09]ـ
أو أنك ترى أن كل من كتب لابد أن يلتزم بشروط الأبحاث المحكّمة .. أو ليكسر القلم؟
القضية ليست يا أبيض يا أسود
لا
لكن أقل شي سدد وقارب، ومن التسديد والمقاربة أن يكون للكاتب شخصية في كتابته وعمق علمي.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 05:58]ـ
الأخ الكريم: فريد طارق: أبشر .. بارك الله فيك، والمؤمن مرآة المؤمن.
ـ[فارس بن محمد]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 08:51]ـ
يبدو لي أن الأخ فريد طارق غاضب عن شيء ما! وهو ينفس عنه كلما رأى الأستاذ سليمان ..
أ. فريد،هل لك أن تشرح كيفية الاختصار للكتب؟
ـ[فريد طارق]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 11:01]ـ
يبدو لي أن الأخ فريد طارق غاضب عن شيء ما! وهو ينفس عنه كلما رأى الأستاذ سليمان ..
أ. فريد،هل لك أن تشرح كيفية الاختصار للكتب؟
أخي فارس:
لستُ غاضباً هداك الله، وإني من المحبين للشيخ سليمان وأسأل الله له التوفيق، كما اني من المحبين جدا للشيخ سلمان العودة ومع ذلك لم أتهم الشيخ سليمان الخراشي بأنه غاضب على الشيخ العودة عن شي ما حينما تمنى الشيخُ الخراشي أن يتأمل الشيخ العودة كلاماً معينا، فلماذا لاتكن مثلي حينما تمنيتُ من الشيخ الخراشي بعض الأشياء، فهل محبتك له تجوِّز لك اتهامي بأني غاضب عن شي ماء؟! إن محبتي للشيخ العودة لم تجوِّز لي أن أتهم الشيخَ الخراشي، فكن مثلي رعاك الله.
ـ[فارس بن محمد]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 09:22]ـ
شكراً للأخ فريد على التوضيح.
وأحب التنبيه إلى نقطة (المحبة) التي أشار إليها،وحتى لا يغضب أحدٌ فإنني أحب كل مسلم
أما الأعيان بخصوصها فأنا لا أعرف أ. سليمان الخراشي إلا من خلال بعض مقالاته وتحقيقاته وبحوثه واختصاراته (حتى لا تزعل!)
وكلٌ له ملكية النقد (كما هو صنيعي).
وحقيقة قد وجدت اسمك في أكثر من موضوع يشترك فيها أ. سليمان،فظننت ما ظننته وقد أبطلته جزاك الله خيرا.
ـ[الديواني إسلام]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 10:52]ـ
ثالثاً: تثبت بعد قرأت جدول الفعاليات ان عنوان ندوته (تجربتي التأليفيه) فما المشكلة في ذلك؟ ان يستفد من يريد التأليف من المختصين بتجربته وخبرته؟
وسيدير الندوه الدكتور الفاضل سليمان الضحيان الاستاذ بجامعة القصيم.
فعبدالمعطي حجازي؟؟؟
ـ[فريد طارق]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 09:50]ـ
وحقيقة قد وجدت اسمك في أكثر من موضوع يشترك فيها أ. سليمان
هذا يدل على اهتمامك بالشيخ سليمان ومحبتك له بصفة خاصة بغض النظر عن عموم (كل مسلم).
لكن جزاك الله خيرا على تفهمك وحسن ظنك، ولعله درس نستفيد منه جميعا في إحسان الظن وأن لا نتكلم إلا بشيء محسوس بعيداً عن الظنون.
ـ[علي التمني]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 10:10]ـ
بسم الله
هشيم بن بشير
من هم الغوغاء الذين تتحدث عنهم، ألا تتقي الله في كلامك هذا، هل من يقف في وجه من يقول إن القرآن قد طرأ عليه النقص في مقال له في صحيفة الاتحاد الإمارتية في قبل عامين تقريبا، هل من يقف في وجه هذا وامثاله غوغاء؟ فمن هم الدعاة الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر المتصدون للمنافقين العلمانيين في تعريفك وفهمك؟؟
إن ما قتله عن قراءتك لكتبه أمر مشكوك فيه، وكل يستطيع أن يدعي، وبرهان ذلك أن فكر هذا الرجل من أوله إلى آخره تشكيك في القرآن والسنة، أليس هو صاحب نظرية اعتبار القرآن نصا تاريخيا يقرأ قراءة عقلية صرفة،ومع ذلك تقول إنك قرات كتبه فكيف لم تكتشف هذا؟؟
ام انك لم تكتشف نظريته الخبيثة التي تقسم تفسير الوحي على ثلاث نظريات: الإيقان والعرفان والبرهان، ويعني بالإيقان القراءة او التفسير الذي يعتمد على التسليم بما جاء في كتاب الله على الوجه الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وفهمه الصحابة ري الله عنهم، فهذه القراءة في نظره مرفوة، وتبقى القراءتان الأخريان وهي العرفانية وهي قراءة اهل التصوف والإشراق،، وهذه مرفوة عندنا نحن أهل الإسلام السني الصحيح، وقراءته المختاره والصحيحة من زاوية الجابري وهي البرهانية، وهي العقلية الصرف التي تسلم الوحي للعقل ليقول فيه ما يشاء دون تقيد بما جاء في أصول التفسير الصحيح الذي يقول بتفسير القرىن بالقرآن ثم بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم بما جاء عن الصحابة ري الله عنهم، وهذه هي المدرسة التي ترى في القرآن نصا تاريخيا يحاكم إلى العقل البشري، وهذه النظرية تشكك في ان القرآن جاء من عند الله، الذي لا يسأل عما يفعل تعالى وتقدس، وهي مدرسة محمد أركون ونصر حامد أبي زيد وارابهما، فعمن تدافع؟؟
اتق الله ولا تدافع عن الذين يختانون انفسهم فتمسك النار،، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وكفانا الله شر من يلبس على الناس ويزكي ويبرر بغير علم أو لهوى.
في 9/ 3/1430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 10:43]ـ
وقراءته المختاره والصحيحة من زاوية الجابري وهي البرهانية، وهي العقلية الصرف التي تسلم الوحي للعقل ليقول فيه ما يشاء دون تقيد بما جاء في أصول التفسير الصحيح الذي يقول بتفسير القرىن بالقرآن ثم بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم بما جاء عن الصحابة ري الله عنهم، وهذه هي المدرسة التي ترى في القرآن نصا تاريخيا يحاكم إلى العقل البشري، وهذه النظرية تشكك في ان القرآن جاء من عند الله، الذي لا يسأل عما يفعل تعالى وتقدس، وهي مدرسة محمد أركون ونصر حامد أبي زيد وارابهما
جزاكم الله خيرا
وحتي هذه النظرة البرهانية المنسوبة الي الاسلام والقديمة بحسب لفظه فانه يتجاوزها الي مابعدها وهي العقل الغربي ومناهجه الحديثة
ان الجابري يصرف النبوة الي احلام جماعات ومخيال مقدس نشأ في بيئة خاصة يجب النظر اليها بادوات عصرية لتجازو عقلها
لكنه يتخذ اسلوب اكثر مراوغة من غيره واشد دهاءا وذكاءا بخلاف محمد اركون الذي هو واضح في إعلان نقده للقرآن في اغلب كتاباته وبخلاف العلمانيين التاريخيين الذين يعملون في المجال التاريخي وخصوصا الاسلامي بغرض هدمه ويدخلون القرآن في التراث والتاريخ ويطبقون عليه مانتهت اليه المنهجيات الحديثة العلمانية والمادية بحيث يصورونه نتاج اوضاع ثقافية او احلام او بحسب الجابري ايضا نتاج افكار سياسية دينية بدأت بظهور فرق المعارضة المسيحية التي ولاجل مقاومة علماء الثالوث وامبراطورية بيزنطة والتبشير باوضاع جديدة والامل بسقوط امبراطورية بيزنطة قالوا بالبشارات عن نبي العرب كوسيلة مقاومة لامبراطورية تضطهدهم ويدخل الجابري كما في كتابه (مدخل اي القرآن (1)) كل النبوات التي كانت منتشرة قبل بعثة النبي وافكار الاحناف وبشارات الرهبان في هذا الاطار التفسيري المادي للنبوة وجعلها صياغة نهائية لتكوينات متعددة ظهرت لاسباب سياسية ودينية كما فعل كثير من العلمانيين قبله
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 10:07]ـ
شيخنا ابو مصعب بارك الله فيك وجزاك الله كل خير وكثر من امثالك
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 12:23]ـ
ربما كان من الأفضل تخصيص موضوع جديد إذا أراد الأفاضل عرض فكر الجابري ونقده .. حتى نسستفيد أكثر.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 04:17]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل ونفع بعلمك، ولمن يذب عن فكر الجابري -هداه الله- الداعي لهدم الدين من خلال نصوص الدين ذاتها تحت مظلة التجديد نقول له أن هذا الفكر كسيل جرار يقف علم السلف سدا منيعا دون اجتياحه لما بقي من الإسلام الصحيح، وتلميع هذا الفكر أو المذهب التجديدي يساعد على كسر السد وخروج السيل الذي لن يبقي ولن يذر شيئا من نصوص الشرع إلا عبث بها، ولن يتجاوزا شيئا من أحكامه إلا عاث فيها فسادا،
ولنا في بعض المجددنيات في السعودية مثال حي قائم، كيوسف أبي الخيل والذي لا يفتأ عن التلاعب بالنصوص وتفسيرها وفق هواه تحت التجديد أو ما يسمى بإعادة قراءة النصوص!!
هنا مقال يشتمل على شيء من عبث أبي الخيل "يوسف" ( http://www.alriyadh.com/2007/11/27/article297237.html)
وهنا مقال للغنامي يدعو فيه لفتح قراءة النص ( http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2688&id=4302&Rname=53)
وهو ما يسمى في مدارس الحداثة الأدبية "بالبنيوية" أو التفكيكية، فكلا المدرستين تدعوان لفتح النص لقراءات متنوعة وعزله عن قائله، بحيث يفهم منه كل قارئ ما يريد فبزعمهم تتنوع القراءت ويثرى النص!!!
ـ[السليماني]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 11:27]ـ
المسيري والجابري على دين فاسد
نسأل الله العافية
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 03:13]ـ
التوصل إلى آليات جديدة لفهم النصوص
ماذا تعني بهذه العبارة بالضبط , ولاهي القصة تنميق ألفاظ واستعراض عضلات ويالله السلام.
حسبي الله ونعم الوكيل في هذا المنهج.
هذه العبارة انسلاخ من منهج السلف جملة وتفصيلا , فماذا بقي إذا؟؟؟ لاحول ولاقوة إلا بالله.
كلما سمعت هذه العبارة وأخواتها تمنيت لو قال المتحدث بصراحة ودون وجع رأس ((يجب أن يخضع التشريع لفهومنا وأهوائنا ويجب أن نستقرأ النصوص - لو احتجنا - كما يحلو لنا وحسبنا وحسبكم تعنت وتشدد)).
ياأخي هذه العبارة أريدك إن كنت من طلبة العلم وعلى الجادة أن تتصل بواحد من المشايخ الكبار الذين تثق بهم ((وبالله بلاش العودة ولاالقرضاوي هالمرة بس)) وتسأله عن حكم هذه الكلمة.
وفق الله الجميع لمرضاته
وبارك الله في صاحب التحذير وجهوده وسدد الله خطاه على الحق آمين.
ـ[أبو بطة]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 11:16]ـ
أما عن عبد المعطي حجازي، فهذا له طريقه الذي مضى فيه بغير رجعة .. وهو موتورٌ لا حَظَّ له من العلم والمعرفة إلا قليل ..
أما عن الجابري، فاسمح لي أخي العزيز أن أقول لك لا أنت ولا كل مَنْ تهجم على الجابري استطاع أن يقرأه قراءةً صحيحة ودقيقة ... ### فليس ما يشق علينا فهمه هو بالضرورة خطأ وكبيرة ... للأسف لم يستطع كثيرٌ أن يفهم ويقرا مسيرة الجابري رحمه الله قراءة منصفة ... هناك مؤاخذاتٌ بالفعل على فكره ... ز لكن ذلك كان بمثابة مرحلة في حياته تمثل تجربة ثرية يمكن أن نفيد منها ...
إنَّ غَشَمَنا نحن الإسلاميون أننا لا نقرأ بمنهجية ... واول ما نفترضه سوء الظن وتوجيه سهام التفسيق والتكفير إلى الناس! ...
وإلى وقفة أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 04:58]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
وننتظر من الأخ أبي بطة أن (يقرأ الجابري قراءةً صحيحة ودقيقة)، ليُفيد إخوانه ..
فلا يكفي رمي الآخرين في قواهم العقلية للإثبات أو النفي ..
وفقه الله لما يُحب ويرضى.
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 05:53]ـ
هكذا يكون الترحيب بالزائغين يا شيخ سليمان غفر الله لكم
ـ[أبو بطة]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 08:16]ـ
هكذا يكون الترحيب بالزائغين يا شيخ سليمان غفر الله لكم
حين نكون بصدد إصدارٍ أحكامٍ نهائيةٍ على الآخرين ... فينبغي أن نكون أكثر حيطةً وحَذَرًا واحترازًا ... تحياتي لصاحب الأحكام الجاهزة " الزائغين " ... هكذا للوهلة الأولى؟! ... تهانيَّ لك يا جميل! ... ويا فخر الإسلام ونصره بك! ...
وأشكر الخراشي على أدبِهِ الجَمّ ..
ولنا مع الجابري وقفة لعلها أن تكون قريبةً بإذن الله! ....
ـ[حارث البديع]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 09:17]ـ
شوقتمونا
نحنُ بإنتظار نقاش عادل وعميق فى فكر
الجابرى
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 06:16]ـ
لقد رحل الجابري بعد ان امهله القدر فاستنفذ كل خبراته المعرفية وحقق امله - وماكان قد ارجئه واستعجل بتحريض طرابيشي وغيره! -في كتابة نقد لاهوتي-بحسب لفظه- ضد مااطلق عليه اللاعقلانية والتراث ولايخفى على النفاد الاسلاميين انه يقصد مصدر العقل في الاسلام وهو القرآن وفي محاولة اخيرة للالتفاف على النصوص القرآنية راح الجابري يرجع مصدر القرآن الى مصادر بشرية ثقافية واقتصادية وسياسية ودينية، كما ارجع التاثير الى عقول يونانية ونظرات واخطاء هرمسية .. تأثير على القرآن وتأثير على أهله القرآن
امهله الله ليكتب مايشاء مما امله القدر في كتابته حتى اذا استفرع وسعه في نقده -وكان اخر ماكتب هو مدخل الى القرآ، والجزاء التفسيرية الثلاثة التابعة-اخذه القدر غير مأسوف عليه
وهنا وللقارئ الجيد يمكن ملاحظة عقل الجابري المشتقل من العقل الغربي ونظراته ونظرياته ومناهجه وآلياته الفكرية والعقلية والفلسفية
فهذا الجابري ومعه اركون هما اخر ماافرزت العقول الغربية او المتأثرة بها مع عبثية على حرب المقاربة لعبثية اركون والمتباعدة عن الجابري قليلا
ان قصور الفكرة وخلل الخاطرة وضياع الحقيقة وتهافت النظرة وضلال المذهب هو النتيجة الحديثة التي ظهرت عليها هذه العقول ومن هنا نعلم الحكمة او جزء منها من سبب امهال القدر لاقطاب العلمانية ليقولوا قولتهم التافهة قبل الرحيل المؤسف ولتكون كلمة الله هي العليا
ـ[بصيص أمل]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 11:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك السؤال التالي:
فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك وفقه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعدُ:
فقد صدر مؤخراً عن مركز دراسات الوحدة العربية كتابٌ للدكتور/ محمد بن عابد الجابري بعنوان "مدخل إلى القرآن الكريم"، تضمن هذا الكتاب فصلاً بعنوان "جمع القرآن ومسألة الزيادة فيه والنقصان"، ومما جاء فيه في صفحة 232 قوله عن القرآن الكريم: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه، زمن عثمان أو قبل ذلك، فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذُكر في مصادرنا، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ .. ) ثم ساق بعض الآيات التي تدل على وقوع النسخ إجمالاً في القرآن الكريم، وختمها بقوله: (ومع أن لنا رأياً في معنى " الآية " في بعض هذه الآيات، فإن جملتها تؤكد حصول التغيّر في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته).
فما هو قولكم أحسن الله إليكم في هذا الذي قرره الدكتور الجابري، لاسيما أن كلامه هذا قد انتشر كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة من الصحف والمواقع على الشبكة الإلكترونية وغيرها، وفرح به خصوم الإسلام وأعداؤه من اليهود والنصارى والملاحدة والرافضة، وعدّوه تصريحاً مهماً يثبت وقوع التغيير في كتاب الله الكريم قاله أحد كبار المفكّرين الإسلاميين.
أرجو إفادتي في ذلك، نفع الله بكم وبعلمكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الجواب:
الحمد لله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وصلى الله وسلم على رسوله محمد الذي بلغ ما نُزل إليه من ربه، وآله وصحبه؛ أما بعد فإن هذا الكلام المذكور في السؤال ظاهرٌ منه القصد إلى التشكيك في القرآن الذي بأيدي المسلمين في سلامته من التغيير والزيادة والنقص، وحينئذ فلا يبقى وثوق بصحة القرآن، ولكن صاحب هذا الكلام لم يؤثِر الصراحة خوف التشنيع عليه وافتضاح فكره، فآثر أن يجعل الأمر محتملا، بل جعل احتمال التغيير في القرآن راجحا، وسَلَك لذلك لَبْسَ الحق بالباطل واستعمالَ الألفاظ المجملة، ويظهر ذلك بأمور مما جاء في كلامه:
1ـ قوله: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه زمن عثمان أو قبل ذلك فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين).
نقول: تضمنت هذه الجملة التشكيك في سلامة القرآن من الخطأ حين جمعه، لقوله: (من الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه) ولقوله: (فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين).
ونقول: كذبت! فإنه لا يجوز أن يحدث خطأ حين جمع القرآن لضمان الله حفظ كتابه في قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ونقول: إن الذين قاموا بمهمة جمع القرآن معصومون في عملهم هذا، فإن الصحابة مجمعون على هذا الجمع، ولا يجوز أن يجمعوا على خطأ، وأجمع المسلمون بعدهم على هذا القرآن الذي تلقوه عمن تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع المسلمون على كفر من زعم تحريف القرآن أو جوّز ذلك، لأن ذلك ينافي قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فحَفِظَه أولا من أن تصل إليه الشياطين (إنهم عن السمع لمعزولون) وحفظه ثانيا بتبليغ نبيه صلى الله عليه وسلم وكتابته وحفظه في الصدور، ثم جَمْع الصحابة له وإجماعهم على ذلك.
2ـ قوله: (وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذكر في مصادرنا).
نقول: اكتفى صاحب هذا الرأي الفاسد بإبهام النقص وإبهام المصادر، لأن غرضه لا يتحقق إلا بهذا الإبهام، وهو إحداث التشويش في عقيدة المسلم بالقرآن. وإذا وقع التدارك لم يكن نقص.
3ـ قوله: (وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) نقول: هذه دعوى باطلة جاء بها لدفع الاعتراض عليه بالآية، فإن وَعْد الله بحفظ تنزيل القرآن يستلزم امتناع جواز الخطأ فيه فضلا عن وقوعه، فدعوى المذكور عدمَ التعارض تلبيسٌ وتمويهٌ على السذج والجهال.
4ـ قوله: (فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ) نقول: هذا من أقبح التلبيس والتلاعب بعقول القراء، وإلا؛ فما نصَّ عليه القرآن من ذلك راجع إلى تشريعه سبحانه وحكمته بمشيئة وقت نزول القرآن (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)، وليس ما ذُكر في هذه الآية مما وعد الله بحفظ القرآن منه، فإدخاله فيه غايةٌ في المغالطة والتلبيس.
5ـ قوله: (مع أن لنا رأيا في هذه الآية ـ يريد: ماننسخ من آية أو ننسها ـ فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته)، نقول: أبنْ لنا عن رأيك في معنى الآية، وقولك: (فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن) نقول: في هذا ما في الذي قبله من اللبس والتلبيس؛ فالتغيير الذي تدل عليه الآيات هو من قِبَل الله الذي أنزل القرآن، فهو بمشيئة الله وعلمه وحكمته ولا يكون إلا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) التغيير قد انقطع بموته صلى الله عليه وسلم لانقطاع الوحي، وأما التغيير الباطل فهو ما يحصل من فعل الناس عمدا أو خطأ، وهذا ما وعد الله بحفظ كتابه منه، وعصم منه هذه الأمة أن تُجمع على شيء منه، وقد أجمعت الأمة على هذا القرآن المكتوب في مصاحف المسلمين المحفوظ في صدور الحافظين المتلوِّ في المحاريب بألسن القارئين، وأجمعوا على سلامته من التحريف والتغيير والتبديل، كما أجمعوا على كفر من ادعى ذلك في القرآن، و أنه مرتد وإن زعم أنه مسلم.
وقول هذا المشكك في سلامة القرآن: (وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته) هو من جملة التمويه على القارئ؛ فإن كل ما يحدث في الوجود من خير وشر وحق وباطل هو بعلم الله ومشيئته، فهي كلمة حق أريد بها باطل.
وبعد ما تقدم أقول: يجب الحذر من صاحب هذا الكلام المسؤول عنه، فإنه ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن مما أدى إلى اغترار كثير من الأغرار بكلامه وكتبه، وفرح به من يوافقه على فكره، نسأل الله أن يقينا والمسلمين شر المفسدين والملحدين، وأن يمن علينا بالثبات والبصيرة في الدين، كما ندعو هذا الرجل إلى التوبة إلى الله قبل أن يدركه الموت، وأن يعلن إيمانه بسلامة القرآن من التغيير والتبديل، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الرياض في 7ربيع الأول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د/ألفا]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 12:45]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ / سليمان الخراشي
بورك فيك وجعلت بابا لكشف الشبهات عن دين الله
وكفي الله اهل الاسلام الفتن خاصة تلك التي تصدر ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا ومحسوبون على اهل الاسلام وصدق رسول الله صلى الله عليه (دعاة على أبواب جهنم من اجابهم قذفوه فيها)
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 01:37]ـ
حين نكون بصدد إصدارٍ أحكامٍ نهائيةٍ على الآخرين ... فينبغي أن نكون أكثر حيطةً وحَذَرًا واحترازًا ... تحياتي لصاحب الأحكام الجاهزة " الزائغين " ... هكذا للوهلة الأولى؟! ... تهانيَّ لك يا جميل! ... ويا فخر الإسلام ونصره بك! ...
....
لقد اصابنا الضجر من هؤلاء الناس الذين يسمون انفسهم ادباء ومفكرين
ولقد امتلا الاعلام بهم يا اخى فى بلادنا
هل انت تدافع عنهم لا اعتقد
الذى اعرفه اننى لا اظن الشيخ سليمان ممن يتصيدون الاخطاء واشباه الاخطاء للناس
والباطن قد نكتشفه من عمل الظاهر اليس كذلك(/)
اتحاف العباد بما في تقريب التدمرية من الفوائد
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 02:12]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن تبعهم الى يوم الدين اما بعد
هذه بعض الفوائد جمعتها واختصرتها اثناء قرائتي لكتاب تقريب التدمرية للامام الفقيه العلامة الشيخ محمد بن صالح ابن العثيمين عليه رحمة الله ومن باب رجاء الاجر والمثوبة من الله عز وجل قررت ان انقلها لاخواني بالمنتدى لعل الله ان يجعلها في ميزان حسناتي ويغفر لي بها خطيئتي يوم الدين وان ينفع الله بها من قراها فاسال الله ان لا يحرمنا الاجر العظيم واليكم الفوائد:
الحلقة الاولى:
الفائدة الاولى: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين للناس ما نُزل اليهم من ربهم بيانا كاملا شاملا في دقيق امورهم وجليلها وظاهرها وخفيها.
2) قال شيخ الاسلام ابن تيمية: واعلم ان عامة البدع المتعلقة بالعلوم والعبادات انما وقع في الامة في اواخر خلافة الخلفاء الراشدين الى ان قال رحمه الله: فصار كلامهم (اهل البدع كالمرجئة والقدرية والخوارج) في الطاعة والمعصية والمؤمن والفاسق ولم يتكلموا بعد في ربهم ولا في صفاته الا في اواخر عصر صغار التابعين من حين اواخر الدولة الاموية حين شرع القرن الثال تابعو التابعين ينقرض اكثرهم. فان الاعتبار بالقرون الثلاثة بجمهور اهل القرن وهم وسطه. وجمهور الصحابة انقرضوا بانقراض خلافة الخلفاء الاربعة حتى انه لم يكن بقي من اهل البدر الا نفر قليل وجمهور التابعين باحسان انقرضوا في اواخر عصر اصاغر الصحابة في امارة ابن الزبير وعبد الملك وجمهور تابعي التابعين في اواخر الدولة الاموية واوائل الدولة العباسية. قلت: وما ذهب اليه ابن تيمية في بيان منهم القرون الثلاثة المفضلة هو نفس ما ذهب اليه النووي والحافظ ابن حجر وابو الطيب وهو ما رجحه ابن باز وغيرهم رحمهم الله اجمعين.
3) الفرق بين الخبروالطلب في حقيقتيهما وحكمهكا معلوم، فالواجب على العباد إزاء خبر الله ورسوله: التصديق والايمان به على ما اراد الله ورسوله تصديقا لا تكذيب معه وايمانا لا كفر معه.
والواجب على العباد ازاء الطلب: امتثاله على الوجه الذي اراد الله ورسوله من غيرغلو ولا تقصير فيقومون بالمأمور ويجتنبون المحظور.
4) الاصل الاول في الصفات: ان يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله اثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل كما جمع الله تعالى بينهما في قوله: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الشورى:11
5) الجمع بين النفي والاثبات في باب الصفات هو حقيقة التوحيد فيه.
تنبيه: المكتوب بالاحمر من كلامي
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 01:18]ـ
تتمة الفوائد:
6) واعلم ان الصفات الثبوتية التي وصف الله بها نفسه كلها صفات كمال والغالب فيها التفصيل لانه كلما اكثر الاخبار عنها وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما لم يكن معلوما من قبل.
7) واما الصفات المنفية التي نفاها عن نفسه فكلها صفات نقص لا تليق به كالعجز والظلم ومماثلة المخلوقين والغالب فيها الاجمال لان ذلك ابلغ في تعظيم الموصوف واكمل في التنزيه.
8) وقد ياتي التفصيل في الصفات المنفية لاسباب منها:
ا-نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون المفترون كقوله تعالى: (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه إله)
ب-دفع توهم نقص في كماله كقوله تعالى: (ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب)
9) واعلم ان الاشتراك في الاسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات كما دل على ذلك السمع والعقل والحس.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 09:13]ـ
10) الزائغون عن سبيل الرسل واتباعهم في اسماء الله وصفاته قسمان: ممثلة ومعطلة. وكل منهم غلا في جانب وقصر في جانب فالممثلة غلو في جانب الإثبات والمعطلة غلو في جانب النفي وقصروا في جانب الإثبات، فخرج كل منهم عن الإعتدال في الجانبين.
11) القول في بعض الصفات كالقول في بعض) اي ان من اثبت شيئا مما اثبته الله لنفسه من الصفات أُلزم بإثبات الباقي ومن نفى شيئا منه أُلزم بنفي ما أثبته والا كان متناقضا.
12) القول في الصفات كالقول في الذات) يعني من اثبت لله ذاتا لا تماثل ذوات المخلوقين لزمه ان يثبت له صفات لا تماثل صفات المخلوقين، لأن القول في الصفات كالقول في الذات و هذا الاصل يخاطب به اهل التمثيل واهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم.
13) القول الفصل المطرد السالم من التناقض ما كان عليه سلف الامة وائمتها من إثبات ما اثبته لنفسه من الاسماء والصفات إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل وإجراء النصوص على ظاهرها على الوجه اللائق بالله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل وتكييف ولا تمثيل.
14) إن الله تعالى موصوف بالنفي والإثبات كما قال الله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وانما جمع الله تعالى لنفسه بين النفي والاثبات لانه لا يتم كمال الموصوف الا بنفي صفات النقص، وإثبات صفات الكمال.
15) علم الله تعالى كامل شامل لكل صغير وكبير وقريب وبعيد لم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان.
16) وقدرته كاملة لم تسبق بعجز ولا يلحقها تعب.
17) وحياته حياة كاملة مستلزمة لكل صفات الكمال لم يسبقها عدم ولا يلحقها فناء.
18) كل صفة نفاها الله تعالى عن نفسه فإنها متضمنة لشيئين:
أ-انتفاء تلك الصفة
ب-ثبوت كمال ضدها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 01:55]ـ
بارك الله فيك وغفر لك
أريد شرح لهذه العبارة لو تكرمت (واعلم ان الاشتراك في الاسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات كما دل على ذلك السمع والعقل والحس.)؟
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 02:48]ـ
قوله: اعلم ان الاشتراك في الاسماء والصفات لا يلزم تماثل المسميات والموصوفات
اعطيك مثال اخي كما ثقال من المثال يتضح المقال
الانسان موصوف بصفة اليدين والله ايضا فلا يلزم من كونهما ان اشتركا في الصفة اشتراكهما في الموصوف اي في الكيفية ولهذا قاعدة عظيمة من شيخ الاسلام يقول: من نفى القدر المشترك فقد عطل ومن نفى الفارق فقد مثل اي القدر المشترك في المعنى والفارق اي الكيفية
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 02:21]ـ
يعني: قول شيخ الإسلام رحمه الله هو (من نفى الاشتراك في الاسماء والصفات أي الاسم وهو أن مسمى اليدين مشترك
بين الله وعبده فقد عطل الصفة ومن نفى الفارق بين الله وعبده اي نفى أن يكون هناك فرق بين الله وعبده فهذا مشبه)؟
هل كلامي صحيح؟
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 02:59]ـ
القدر المشترك اي في المعنى هذا مراد شيخ الاسلام والله اعلم فبناء على ذلك ما ذكرته صحيح اخي
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 03:23]ـ
تتمة الفوائد
19) القاعدة الثانية: ما اخبر الله تعالى به في كتابه او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم وجب علينا الايمان به سواء عرفنا معناه ام لم نعرفه. لانه اجتمع في خبر الله ورسوله كمال العلم وكمال الصدق وكمال البيان وكمال القصد والارادة وهذه هي مقومات قبول الخبر.
20) وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الامة وجب قبوله.
21) واما ما تنازع فيه المتأخرون مما ليس في الكتاب والسنة و لا عند سلف الامة فليس لاحد، بل وليس لاحد ان يثبت لفظهاو ينفيه لعدم ورود السمع به وليس له ان يقبل معناه او يرده حتى يعلم المراد منه، فإن كان حقا وجب قبوله وان كان باطلا وجب رده.
22) القاعدة الثالثة في اجراء النصوص على ظاهرها. وظاهرها ما يتبادر منها من المعاني بحسب ما تضاف اليه وما يحتف بها من القرائن.
23) والواجب في النصوص اجراؤها على ظاهرها بدون تحريف لقوله تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين*نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين*بلسان عربي مبين) فاذا كان الله تعالى انزله باللسان العربي من اجل عقله وفهمه وامرنا باتباعه وجب علينا اجراؤه على ظاهره بمقتضى ذلك اللسان العربي الا ان تمنع منه حقيقة شرعية.
24) وقد اتفق سلف الامة وائمتها على ان نصوص الصفات تجري على ظاهرها اللائق بالله عز وجل من غير تحريف وان ظاهرها لا يقتضي تمثيل الخالق بالمخلوق.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 05:20]ـ
تتمة الفوائد
25) قوله تعالى: تجري باعيننا) ليس ظاهرها ان السفينة تجري في عين الله سبحانه وتعالى وهذا المعنى فاسد وغير مراد ودعوى ذلك مردودة اي دعوى ان هذا هو الظاهر) من جهة التركيب اللفظي ومن جهة المعنى فاما من جهة التركيب اللفظي فانه ذاا قال قائل: فلان يسير بعيني) لم يفهم احد من هذا التركيب انه يسير داخل عينه ولو ادعى مدع ان هذا ظاهر لفظه لضحك منه السفهاء فضلا عن العقلاء وانما يُفهم منه ان عينيه تصحبه بالنظر والرعاية لان الباء هنا للمصاحبة وليست للظرفية.
واما المعنى فالمعلوم ان نوحا عليه السلام كان في الارض وانه صنع السفينة في الارض وجرت على الماء في الارض. انتهى بتصرف مني. (وهذا عادتي في ذكر هذه الفوائد ان شاء الله اني لا اذكر كلامه كله انما احاول ان اختصره قدر الامكان)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 12:56]ـ
26) كثير من الناس يتوهم في بعض الصفات التي دلّت عليها النصوص انها تماثل صفات المخلوقين ثم يريد ينفي ذلك الوهم فيقع في اربعة محاذير:
الاول: انه فهم من النصوص صفاتٍ تماثل صفات المخلوقين فظن ان مدلول النصوص هو التمثيل.
الثاني: انه نفى عن النصوص ما دلّت عليه من المعاني الصحيحة واثبت لها معاني من عنده لا يدل عليها ظاهر اللفظ.
الثالث: انه نفى ما دلت عليه النصوص من الصفات بغير علم.
الرابع: انه وصف الله بنقيض تلك الصفات التي نفاها عن الله.
فيكون قد جمع بين النفي والتمثيل وبين التحريف والتعطيل.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 03:04]ـ
27) ما اخبرنا الله به عن نفسه معلوم لنا من جهة ومجهول من جهة.
معلوم لنا من جهة المعنى ومجهول لنا من جهة الكيفية.
28) حث الله على تدبر القرآن كله ولم يستثن شيئا منه, ووبّخ من لم يتدبره وبيّن ان الحكمة من انزاله ان يتدبره الذي انزل اليهم ويتعظ به اصحاب العقول ولولا ان له معنى يعلم بالتدبر لكان الحثّ على تدبره من لغو القول ولكان الاشتغال بتدبره من اضاعة الوقت ولفاتت الحكمة من انزاله ولما حسن التوبيخ على تركه.
والحث على تدبر القران شامل لتدبر جميع آياته الخبرية العلمية والحكمية العملية.
قلت: وهذا رد على المفوضة الذين يفوضون معاني ايات الصفات, ويبين مدى فساد منهجهم وقد ردّ عليهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة لطيفة سمّيت بالقاعدة المراكشية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 02:02]ـ
29) التأويل لغة: ترجيع الشيء الى الغاية المرادة منه من الأول وهو الرجوع.
وفي الاصطلاح: ردّ الكلام إلى الغاية المرادة منه بشرح معناه او حصول مقتضاه.
30) التاويل يُطلق على ثلاث معان:
الاول: التفسير وهو توضيح الكلام بذكر معناه المراد به, ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: اللهم فقه في الدين وعلّمه التاويل) صحيح اخرجه احمد
المعنى الثاني: مآل الكلام الى حقيقته, فان كان خبرا فتاويله نفس الحقيقة المخبر عنه ومنه قول الله تعالى: هل ينظرون إلا تأويله)
وان كان التاويل طلبا فتاويله امتثال المطلوب ومنه قول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربّنا وبحمدك اللهم اغفر لي) يتأول القرآن) متفق عليه
المعنى الثالث للتاويل: صرف اللفظ عن المعنى الراجح الى المعنى المرجوح لدليل يقتضيه. وان شئت فقل: صرف اللفظ عن ظاهره الى معنى يخالف الظاهر لدليل يقتضيه. وهذا اصطلاح كثير من المتاخرين.
وهذا الاصطلاح هل هو محمود ام مذموم؟
والتحقيق: انه ان دل عليه دليل صحيح فهو حق محمود يُعمل به ويكون من المعنى الاول للتاويل وهو التفسير.
وان لم يدل عليه دليل صحيح كان باطلا مذموما وجديرا بان يسمى تحريفا لا تأويلا.
31) بيان معنى قول الله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا)
فالاية تحتمل امرين:
فان كان الوقف على الله فالتأويل هنا بمعنى مآل الكلام الى حقيقته فهذه الحقائق التي اخبر الله بها عن نفسه وعن اليوم الاخر لا يعلمها الا الله عز وجل.
وان كان على قراءة الوصل فالمراد به التفسير لان تفسيره معلوم للراسخين في العلم فلا يختص علمه بالله تعالى, ولهذا كان ابن عباس رضي الله عنه يقول: انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله
قلت: من اراد التوسع في معنى التأويل فعليه بتفسير شيخ الاسلام ابن تيمية لسورة الاخلاص.
ـ[السليماني]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 11:01]ـ
جزاك الله خيراً ....(/)
مجلة الاسلام الوطن تنال من السلفيين فى صورة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 05:59]ـ
فى الوجه الخارجى من الغلاف الأخير لها تكتب
امام الوهابية عميل صهيونى أم مفتى مسلم؟
ثم كتبت مقدمة عن أطماع الصهاينة ونشرهم للأذناب فى بلاد المسلمين ثم تقول اقرأ فتاويه أى عبد العزيز آل الشيخ لتعرف الجواب
وذكروا فتواه عن المقاطعة وعن المظاهرات وثالثة نسيتها
وأظن أنهم بذلك يكفرونه
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 06:18]ـ
ماضر السحاب نبح الكلاب
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 10:18]ـ
أعرض عن الجاهل السفيه،،،،،، فكل ما قال هو فيه
ما ضر بحر الفرات يوماً،،،،،،، إن خاض بعض الكلاب فيه(/)
50 سؤالاً وجواباً في العقيدة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
ـ[أبوحذيفة-الانصاري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 06:29]ـ
50 سؤالاً وجواباً في العقيدة
دلائل التوحيد
س1 - ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
ج1: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد.
س2 - من ربك؟
ج2: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لى معبود سواه والدليل قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:1] وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم.
س3 - ما معني الرب؟
ج3: المالك المعبود المتصرف وهو المستحق للعبادة.
س4 - بم عرفت ربك؟
ج4: أعرفه بآياته ومخلوقات، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما، والدليل قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت:37]، وقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54].
س5 - ما دينك؟
ج5: ديني الإسلام، والإسلام هو الإستسلام والإنقياد لله وحده، والدليل عليه قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران:19]، ودليل آخر قوله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]، ودليل آخر قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً [المائدة:3].
س6 - علي أي شيء بُني هذا الدين؟
ج6: بُني على خمسة أركان، أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا.
س7 - ما هو الإيمان؟
ج7: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره والدليل قوله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ [البقرة:85].
س8 - وما الإحسان؟
ج8: هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والدليل عليه قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [النحل:128].
س9 - من نبيك؟
ج9: نبيي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من كنانه، وكنانه من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن ابراهيم، وإسماعيل من نسل إبراهيم، وإبراهيم من ذرية نوح، عليهم الصلاة والسلام.
س10 - وبأي شيء نُبئ؟ وبأي شيء أرسل؟
ج10: نبئ باقرأ، وأرسل بالمدثر.
س11 - وما هي معجزته؟
ج11: هذا القرآن الذي عجزت جميع الخلائق أن يأتوا بسورة من مثله، فلم يستطيعوا ذلك مع فصاحتهم وشدة حذاقتهم وعداوتهم له ولمن اتبعه، والدليل قوله تعالى: وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة:23]. وفي الآيه الأخرى: قوله تعالى: قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:88].
س12 - ما الدليل على أنه رسول الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج12: قوله تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:144].ودليل آخر قوله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً [الفتح:29].
س13 - ما هو دليل نبوة محمد؟
ج13: الدليل على النبوة قوله تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40]، وهذه الآيات تدل على أنه نبي وأنه خاتم الأنبياء.
س14 - ما الذي بعث الله به محمداً؟
ج14: عبادة الله وحده لا شريك له، وأن لا يتخذون مع الله إلهاً آخر، ونهاهم عن عبادة المخلوقين من الملائكة والأنبياء والصالحين والحجر والشجر، كما قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، وقوله تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36]، وقوله تعالى: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [الزخرف:45]، وقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
فيعلم بذلك أن الله ما خلق الخلق إلا ليعبدوه ويوحدوه فأرسل الرسل إلى عباده يأمرونهم بذلك.
س15 - ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؟
ج15: توحيد الربوبيه: فعل الرب، مثل الخلق والرزق والإحياء والإماته وإنزال المطر وإنبات النباتات وتدبير الأمور.
وتوحيد الألوهية: فعل العبد، مثل الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والإنابه والرغبه والرهبه والنذر والإستغاثه وغير ذلك من انواع العبادات.
س16 - ما هي أنواع العبادات التي لا تصلح إلا لله؟
ج16: من أنواعها: الدعاء، والإستغاثة، والإستعانه، وذبح القربان، والنذر، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابه، والمحبه، والخشيه، والرغبه، والرهبه، والتأله، والركوع، والسجود، والخشوع، والتذلل، والتعظيم الذي هو من خصائص الألوهية.
س17: فما أجل أمر أمر الله به؟ وأعظم نهي نهى الله عنه؟
ج17: أجل أمر أمر الله به هو توحيده بالعبادة، وأعظم نهي نهى الله عنه هو الشرك به، وهو ان يدعو مع الله غيره أو يقصد بغير ذلك من أنواع العبادة، فمن صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله فقد اتخذه ربا وإلها وأشرك مع الله غيره أو يقصده بغير ذلك من أنواع العبادات.
س18: ما المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها؟
ج18: الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنه ومن عصاه دخل النار.
الثانيه: أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.
الثالثة: أن من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب.
س19: ما معني الله؟
ج19: معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
س20: لأي شيء الله خلقك؟
ج20: لعبادته.
س21: ما هي عبادته؟
ج21: توحيده وطاعته.
س22: ما الدليل على ذلك؟
ج22: قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
س23 - ما هو أول ما فرض الله علينا؟
ج23: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، والدليل على ذلك قوله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم [البقرة:256].
س24 - ما هي العروة الوثقي؟
ج24: لا إله إلا الله، ومعني لا إله: نفي، وإلا الله: إثبات.
س25 - ما هو النفي والإثبات هنا؟
ج25: نافٍ جميع ما يعبد من دون الله. ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له.
س26 - ما الدليل على ذلك؟
ج26: قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ [الزخرف:26] هذا دليل نفي، ودليل الإثبات: إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي [الزخرف:27].
(يُتْبَعُ)
(/)
س27 - كم الطواغيت؟
ج27: كثيرون ورؤوسهم خمسة: إبليس لعنه الله، ومن عُبد وهو راض، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى شيئا من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله.
س28 - ما أفضل الأعمال بعد الشهادتين؟
ج28: أفضلها الصلوات الخمسة، ولها شروط وأركان وواجبات، فأعظم شروطها الإسلام، والعقل، والتمييز، ورفع الحدث، وإزالة النجاسه، وستر العورة، واستقبال القبلة، ودخول الوقت، والنية.
وأركانها أربعة عشر: القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والسجود على السبعة الأعضاء، والإعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينه في هذه الأركان، والترتيب، والتشهد الأخير، والجلوس له، والصلاة على النبي، والتسليم.
وواجباتها ثمانية: جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، قول سبحان ربي العظيم في الركوع، سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد، ربنا ولك الحمد للإمام والمأموم والمنفرد، سبحان ربي الأعلى في السجود، رب اغفر لى بين السجدتين، والتشهد الأول، والجلوس له، وما عدا هذا فسنن؛ أقوال وأفعال.
س29 - هل يبعث الله الخلق بعد الموت؟ ويحاسبهم على أعمالهم خيرها وشرها؟ ويدخل من أطاعه الجنه؟ ومن كفر به وأشرك به غيره فهو في النار؟
ج29: نعم، والدليل قوله تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن:7]، وقوله: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى [طه:55]. وفي القرآن من الأدلة على هذا ما لا يحصى.
س30 - ما حكم من ذبح لغير الله من هذه الاية؟
ج30: حكمة هو كافر مرتد لا تباح ذبيحته، لأنه يجتمع فيه مانعان:
الأول: أنها ذبيحة مرتد، وذبيحة المرتد لا تباح بالإجماع.
الثاني: أنها مما أهل لغير الله وقد حرم الله ذلك في قوله: قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ [الأنعام:145].
س31 - ما هي أنواع الشرك؟
ج31: أنواعة هي: طلب الحوائج من الموتى، والإستغاثة بهم والتوجه إليهم. وهذا أصل شرك العالم، لأن الميت قد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، فضلاً لمن استغاث به، وسأله أن يشفع له إلى الله، وهذا من جهله بالشافع والمشفوع عنده، فإن الله تعالى لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، والله لم يجعل سؤال غيره سبباً لإذنه، وإنما السبب لإذنه كمال التوحيد، فجاء هذا المشرك بسبب يمنع الإذن.
والشرك شركان: شرك ينقل عن المله وهو الشرك الأكبر، وشرك لا ينقل عن المله وهو الشرك الأصغر كشرك الرياء.
س32 - ما هي أنواع النفاق ومعناه؟
ج32: النفاق نفاقان: نفاق إعتقادي، ونفاق عملي.
النفاق الإعتقادي: مذكور في القران في غير موضع، أوجب لهم تعالى به الدرك الأسفل من النار.
النفاق العملي: جاء في قوله: {أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق، حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا اؤتمن خان}. وكقوله: {آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد اخلف، وإذا اؤتمن خان}.
قال بعض الأفاضل: وهذا النفاق قد يجتمع مع أصل الإسلام ولكن إذا استحكم وكمل فقد ينسلخ صاحبه من الإسلام بالكلية وإن صلّى وصام، وزعم أنه مسلم، فإن الإيمان ينهى عن هذه الخلال، فإذا كملت للعبد، ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها، فهذا لا يكون إلا منافقاً خالصاً.
س33 - ما المرتبة الثانية من مراتب دين الإسلام؟
ج33: هي الإيمان.
س34 - كم شعب الإيمان؟
ج34: هي بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول (لا إله إلا الله) وأدناها إماطة الأذي عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان.
س35 - كم أركان الإيمان؟
ج35: ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.
س36 - ما المرتبه الثالثة من مراتب دين الإسلام؟
ج36: هي الإحسان، وله ركن واحد. هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
س37 - هل الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم بعد البعث أم لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج37: نعم محاسبون ومجزيون بأعمالهم بدليل قوله تعالى: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى [النجم:31].
س38 - ما حكم من كذّب بالبعث؟
ج38: حكمه أنه كافر بدليل قوله تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن:7].
س39 - هل بقيت أمة لم يبعث الله لها رسولاً يأمرها بعبادة الله وحده واجتناب الطاغوت؟
ج39: لم تبق أمة إلا بعث إليها رسولاً بدليل قوله تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36].
س40 - ما هي أنواع التوحيد؟
ج40:1 - توحيد الربوبية: هو الذي أقر به الكفار كما في قوله تعالى: قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ [يونس:31].
2 - توحيد الألوهية: هو إخلاص العبادة لله وحده من جميع الخلق، لأن الإله في كلام العرب هو الذي يقصد للعبادة، وكانوا يقولون أن الله هو إله الآلهة لكن يجعلون معه آلهة أخرى مثل الصالحين والملائكة، وغيرهم يقولون أن الله يرضى هذا ويشفعون لنا عنده.
3 - توحيد الصفات: فلا يستقيم توحيد الربوبية ولا توحيد الألوهية إلا بالإقرار بالصفات لكن الكفار أعقل ممن أنكر الصفات.
س41 - ما الذي يجب علي إذا أمرني الله بأمر؟
ج41: وجب عليك سبع مراتب:
الأولى: العلم به، الثانية: محبته، الثالثة: العزم على الفعل، الرابعة: العمل، الخامسة: كونه يقع على المشروع خالصاً صواباً، السادسة: التحذير من فعل ما يحبطه، السابعة: الثبات عليه.
س42 - إذا عرف الإنسان أن الله أمر بالتوحيد ونهى عن الشرك هل تنطبق هذه المراتب عليه؟
ج42: المرتبه الأولى: أكثر الناس علم أن التوحيد حق، والشرك باطل، ولكن أعرض عنه ولم يسأل! وعرف أن الله حرم الربى وباع واشترى ولم يسأل! وعرف تحريم أكل مال اليتيم وجواز الأكل بالمعروف، ويتولى مال اليتيم ولم يسأل!
المرتبه الثانيه: محبة ما أنزل الله وكفر من كرهه، فأكثر الناس لم يحب الرسول بل أبغضه وأبغض ما جاء به، ولو عرف أن الله أنزله.
المرتبه الثالثة: العزم على الفعل، وكثير من الناس عرف وأحب ولكن لم يعزم خوفاً من تغير دنياه.
المرتبه الرابعة: العمل وكثير من الناس إذا عزم أو عمل وتبين عليه من يعظمه من شيوخ أو غيرهم ترك العمل.
المرتبه الخامسه: أن كثيراً ممن عمل لا يقع خالصاً فإن وقع خالصاً لم يقع صواباً.
المرتبة السادسة: أن الصالحين يخافون من حبوط العمل لقوله تعالى: أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ [الحجرات:2] وهذا من أقل الأشياء في زماننا.
المرتبه السابعة: الثبات على الحق والخوف من سوء الخاتمة وهذا أيضاً من أعظم ما يخاف منه الصالحون.
س43 - ما معني الكفر وأنواعة؟
ج43: الكفر كفران:
1 - كفر يخرج صاحبه عن المله وهو خمسة أنواع:
الأول: كفر التكذيب، قال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام:21].
الثاني: كفر الإستكبار والإباء مع التصديق. قال تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة:34].
الثالث: كفر الشك، وهو كفر الظن قال تعالى: وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً [الكهف:35 - 37].
الرابع: كفر الإعراض والدليل عليه قوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ [الأحقاف:3].
(يُتْبَعُ)
(/)
الخامس: كفر النفاق ودليله قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ [المنافقون:3].
2 - كفر أصغر لا يخرج عن الملة، وهو كفر النعمة، والدليل عليه قوله تعالى: وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [النحل:112] وقوله: إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34].
س44 - ما هو الشرك وما أنواع الشرك؟
ج44: اعلم أن التوحيد ضد الشرك.
والشرك ثلاث أنواع: شرك أكبر، وشرك أصغر، وشرك خفي.
النوع الأول: الشرك الأكبر وهو أربعة أنواع:
الأول: شرك الدعوة، قال تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65].
الثاني: شرك النية، الإرادة والقصد، قال تعالى: مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [هود:16،15].
الثالث: شرك الطاعة، قال تعالى: اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة:31].
الرابع: شرك المحبه، قال تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ [البقرة:165].
النوع الثاني: شرك أصغر و هو الرياء، قال تعالى فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110].
النوع الثالث: شرك خفي، و دليله قوله: {الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفاة السوداء في ظلمة الليل}.
س45 - ما الفرق بين القدر والقضاء؟
ج45: القدر في الأصل مصدر قدر، ثم استعمل في التقدير الذي هو التفصيل والتبيين، واستعمل أيضاً بعد الغلبة في تقدير الله للكائنات قبل حدوثها.
وأما القضاء: فقد استعمل في الحكم الكوني، بجريان الأقدار وما كتب في الكتب الأولى وقد يطلق هذا على القدر الذي هو التفصيل والتميز.
ويطلق القدر أيضاً على القضاء الذي هو الحكم الكوني بوقوع المقدرات.
ويطلق القضاء على الحكم الديني الشرعي، قال الله تعالى: ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ [النساء:65] ويطلق القضاء على الفراغ والتمام، كقوله تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ [الجمعة:10] ويطلق على نفس الفعل، قال تعالى: فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ [طه:72].
ويطلق على الإعلان والتقدم بالخبر، قال تعالى: وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا [الزخرف:77] ويطلق على وجود العذاب، قال تعالى: وَقُضِيَ الأَمْرُ [هود:44].
ويطلق على التمكن من الشيء وتمامه، كقوله: وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ [طه:114] ويطللق على الفصل والحكم، كقوله تعالى: وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ [الزمر:75] ويطلق على الخلق كقوله تعالى: فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ [فصلت:12].
ويطلق على الحتم، كقوله تعالى: وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً [مريم:21] ويطلق على الأمر الديني، كقوله تعالى: أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [يوسف:40] ويطلق على بلوغ الحاجه، ومنه: قضيت وطري، ويطلق على إلزام الخصمين بالحكم، ويطلق بمعنى الأداء، كقوله تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ [البقرة:200].
(يُتْبَعُ)
(/)
والقضاء في الكل: مصدر، واقتضى الأمر الوجوب، ودل عليه، والإقتضاء هو: العلم بكيفية نظم الصيغة، وقولهم: لا أقضي منه العجب، قال الأصمعي: يبقى ولا ينقضي.
س46 - هل القدر في الخير والشر على العموم جميعاً من الله أم لا؟
ج46: القدر في الخير والشر على العموم، فعن علي قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتى الرسول صلى الله علية وسلم فقعد فقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: {ما منكم من احد، ما من نفس منفوسه إلا وقد كتب الله مكانها في الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة} قال: فقال رجل: أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال: {من كان من أهل االسعادة فسيصير إلى عمل أهل االسعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة} ثم قرأ: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5 - 10].
وفي الحديث: {واعملوا فكل ميسر، أما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة} ثم قرأ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5 - 10].
س47 - ما معنى لا إله إلا الله؟
ج47: معناها لا معبود بحق إلا الله، والدليل قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء:23] فقوله أَلاَّ تَعْبُدُواْ فيه معنى لا إله، وقوله إِلاَّ إِيَّاهُ فيه معنى إلا الله.
س48 - ما هو التوحيد الذي فرضه الله على عباده قبل الصلاة والصوم؟
ج48: هو توحيد العبادة، فلا تدعو إلا الله وحده لا شريك له، لا تدعوا النبي ولا غيره، كما قال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً [الجن:18].
س49 - أيهما أفضل: الفقير الصابر أم الغني الشاكر؟ وما هو حد الصبر وحد الشكر؟
ج49: أما مسألة الغنى والفقر، فالصابر والشاكر كل منهما من أفضل المؤمنين، وأفضلهما أتقاهما كما قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].
وأما حد الصبر وحد الشكر: المشهور بين العلماء أن الصبر عدم الجزع، والشكر أن تطيع الله بنعمته التي أعطاك.
س50 - ما الذي توصيني به؟
ج50: الذي أوصيك به وأحضك عليه: التفقه في التوحيد، ومطالعة كتب التوحيد فإنها تبين لك حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله، وحقيقة الشرك الذي حرمه الله ورسوله، وأخبر أنه لا يغفره، وأن الجنة على فاعله حرام، وأن من فعله حبط عمله.
والشأن كل الشأن في معرفة حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله، وبه يكون الرجل مسلماً مفارقاً للشرك وأهله.
اكتب لي كلاماً ينفعني الله به.
أول ما أوصيك به: الالتفات إلى ما جاء به محمد صلى الله علية وسلم من عند الله تبارك وتعالى، فإنه جاء من عند الله بكل ما يحتاج إليه الناس، فلم يترك شيئاً يقربهم إلى الله وإلى جنته إلا أمرهم به، ولا شيئاً يبعدهم من الله ويقربهم إلى عذابه إلا نهاهم وحذرهم عنه. فأقام الله الحجة على خلقه إلى يوم القيامة، فليس لأحد حجة على الله بعد بعثة محمد صلى الله علية وسلم.
قال الله عز وجل فيه وفي إخوانه من المرسلين: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء:163 - 165].
فأعظم ما جاء به من عند الله وأول ما أمر الناس به توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص الدين له وحده كما قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ [المدثر:1 - 3] ومعنى قوله: وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ أي: عظم ربك بالتوحيد وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له. وهذا قبل الأمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرهن من شعائر الإسلام.
ومعنى قُمْ فَأَنذِرْ أي: أنذر عن الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له. وهذا قبل الإنذار عن الزنا والسرقة والربا وظلم الناس وغير ذلك من الذنوب الكبار.
وهذا الأصل هو أعظم أصول الدين وأفرضها، ولأجله خلق الله الخلق، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
ولأجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، كما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36].
ولأجله تفرق الناس بين مسلم وكافر، فمن وافى الله يوم القيامة وهو موحد لا يشرك به شيئاً دخل الجنه، ومن وافاه بالشرك دخل النار، وإن كان من أعبد الناس. وهذا معنى قولك: (لا إله إلا الله)، فإن الإله هو الذي يدعى ويرجى لجلب الخير ودفع الشر، ويخاف منه ويتوكل عليه.(/)
فضوح العلماني عبد المعطي حجازي المحتفى به في السعودية، ورأيه فيها وفي شريعتها!!
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 08:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فضوح العلماني عبد المعطي حجازي المحتفى به في السعودية، ورأيه فيها وفي شريعتها!!
بقلم: حسين رشود العفنان
...
أحمد عبد المعطي حجازي المولود في مصر عام 1353 هـ شخصية مشوهة غرست بالقوة ـ كأقرانها ـ في ساحتنا الأدبية والفكرية، وضخمت بسبل عديدة، حتى عطلت حاسة النقد عند كثيرين، ودفنت عقولهم، وخدشت هويتهم، وأذابت شخصياتهم .. فجعلوه كاتبا ومفسرا وشاعرا ومفتيا ومفكرا وفقيها .. وفتحا عظيما!
وهذه وزارة الثقافة والإعلام ستجبر مملكة التوحيد على فتح أبوابها له في معرض الكتاب الدولي1430 هـ، وتترك له المجال ليحدث شبابها عن تجربته الشعرية ونباهته الأدبية، وكأن مصر المسلمة انقطع نسلها من الشعراء والأدباء والمفكرين والمثقفين والنابهين، وكأنها لم تنجب إلا هؤلاء المنكودين المنهزمين!!
وإليك أيها المسلم طرفاً من مقولاته الجائرة وآرائه المنحرفة وجهالاته المكشوفة التي هاجم فيها ديننا وثوابتنا وهويتنا ووطننا:
(1)
أيها القرآن تجنب حياتنا، وتقديس نصوصك تخلف!
...
يقول - ملتفًا على كون القرآن يحكم شؤوننا بطريقة ماكرة ـ: (من الكلمة إلى القنبلة ـ صحيفة الأهرام ـ العدد 42527) ((فالقران دستور أو شريعة , ما في ذلك شك. لكنه شريعة دينية و أخلاقية. أما الدستور بالمعني المعروف المتداول فهو شريعة وضعية أو قانون مدني ينظم حياتنا المشتركة في هذه الدنيا , باعتبارنا مواطنين لا باعتبارنا مؤمنين))
ويقول: (من الواقع إلى النص وليس العكس ـ الأهرام ـ
العدد 42065) ((النهضة خروج من سجن النص إلى الحياة المشرقة التي لا تكف عن الحركة والتحول والتطور))
ويقول: ((هكذا أصبحت الحياة كلها هامشا للنص وحاشية له. وأصبح النص هو المبدأ الذي ننطلق منه , والغاية التي نسعى إليها , أصبح النص سجنا يردنا عن الحياة , ويدفعنا إلى العنف , ويقنعنا بالخرافة))
ويقول: - خالطًا بين السلطة الدينية التي لا يعرفها الإسلام، ونصوص الوحيين المرجع لكل مسلم ـ (هذه المظاهرة الصاخبة ـ الأهرام ـ العدد 43822) ((ومن نعم الله علينا أنه حررنا من قهر السلطة الدينية , وفتح لنا بابه الكريم نقصده دون واسطة , فمن حق أي مسلم قادر على أن يقرأ أن يستفتي قلبه أو يجتهد لنفسه , خاصة فيما لا يحتاج لتخصص أو تعمق ومن حقه أن يفهم من آية الخمار معني العفاف لا معني الاحتجاب , وأن يراها دعوة لضبط النفس وكبح جماح الغريزة , ويعتبر الحجاب من ثم عودة إلى الوراء))
ويقول - ناسفًا شرعية الحجاب - ((والحجاب كما قلت من قبل راية أو شعار يضاف إلى بقية الشعارات التي نسجها دعاة الاستبداد الديني ورفعوها علي رءوسنا لتشكل هذا المناخ الذي يذكرنا بعصور كان فيها الدين هو المرجع الوحيد في كل شيء , وكان رجاله هم أهل الحل والعقد , وأصحاب الرأي والسلطة , يأمرون وينهون , ويحللون ويحرمون , ويذمون للناس الدنيا ويستأثرون وحدهم بها , ويخوفونهم من الآخرة ولا يخافونها))
أقول: لا غرابة فالنصوص المقدسة المتأبية على التحريف مازالت سدا منيعا أمام مشاريعهم الحاطمة، وشهواتهم الطافحة، لهدم الإسلام وتدميره ونسف أصوله العظيمة، فهم لا يرون لهذه النصوص قداسة ولا عظمة، ولا يرون فيها حكمة ولا تشريعا، ولا يفقهون أنها أتت رحمة لمصلحة البشر، ويجعلونها قابلة لكل تفسير وتأويل، ويؤمنون بأنها عسر لا يسر، وتنفير لا تبشير!
والقرآن والسنة هما الدستور والهداية والله عز وجل يقول: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء 59)
والإسلام كامل لا نقص فيه و رضيه عز وجل للمسلمين: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة 3)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأهل الإسلام هم أهل العقل والعلم والفقه والنور، فلم يقدسوا عقولهم ولم يحملوها فوق طاقتها ويرغموها على التميز بين الخير والشر دون وحي رباني حكيم كما يفعل هؤلاء، ولا عطلوها وغيبوها كما يفعل المبتدعة وأهل الرفض والتصوف!
(2)
النصارى ليسوا كفارا ودينهم دين حق وتوحيد!
...
يقول - مناقضًا لماهو معلوم من الدين بالضرورة ـ: (لنتعلم من الهنود ـ صحيفة الأهرام ـ العدد 42198) (( ... لهذا أعود إلي تلك الخطبة التي بدأت منها هذا الحديث , فلا أجد لها مناسبة تفرضها أو تبررها , لأنها كانت مقارنة لا داعي لها بين الإسلام والمسيحية , وبالتحديد بين عقيدة التوحيد وعقيدة التثليث , وما يتبع ذلك من كلام لا أحب أن أردده أو أخوض فيه , لأني لا أستهين بعقائد الناس كما فعل ذلك الخطيب , ولأني أعلم أني لست مخولا كما أن الخطيب لم يكن مخولا بالحديث في هذا الموضوع فليس الأمر بالبساطة أو السذاجة التي يتناول بها بعضهم ما يجهلونه من العقائد والأفكار))
ويقول: (( ... وكذلك يجب أن تفهم عقيدة التثليث , فالمسيحية دين توحيد. والتثليث فيها لا يعني الكثرة أو التعدد , وإنما يشير إلي الصور المختلفة للحقيقة الواحدة , فهي بهذا المعني شبيهة بفهم المسلمين لوحدة الذات الإلهية وتعدد صفاتها , فالصفات هي عين الذات كما يقول المعتزلة.))
ويقول: (ليسا عيدين , بل عيد واحد ـ الأهرام ـ العدد 41309) ((فإذا حل عيد الفطر وعيد الميلاد في يوم واحد فهو يوم مبارك يذكرنا بأن العيدين عيد واحد , لأن الدينين في الحقيقة دين واحد))
لكن الله عز وجل يقول في نص نقدسه ونرفعه فوق رؤوسنا رغما عن أنف حجازي وأمثاله:
((لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (المائدة 73)
ورع أجوف تقاطر على هؤلاء، وجعلهم يجاهدون في سبيل عقائد منحرفة في وقت يكيلون فيه النقائص بلا حساب لديننا وعقيدتنا وهويتنا؟!
وهل يعلم هؤلاء أن تصحيح مذهب المشركين من نواقض الإسلام المجمع عليها؟!
(3)
الحجاب ردة وعودة إلى الوراء!
...
ويقول: ((ليس زيا .. انه راية ـ الأهرام ـ العدد 43787)) ((ولقد تحررت المرأة المصرية من الحجاب والنقاب يوم تحررت الأمة المصرية في ثورة 1919 من الغزاة الأتراك والمستعمرين الإنجليز , واستعادت استقلالها الضائع , لكن هزيمتنا في حرب 1967 فتحت الطريق لردة شاملة كان الحجاب والنقاب مظهرا من مظاهرها))
ويقول: (القضية أخطر .. والمعركة أطول ـ الأهرام ـ العدد 43829) ((فإذا كان الحجاب رمزا لما كانت عليه الثقافة والأخلاق والتقاليد والنظم السياسية في المجتمعات القديمة , فالسفور هو الرمز المقابل , وهو التعبير عما صار إليه الناس وصارت إليه الثقافة والسلطة في المجتمعات الحديثة التي تتأسس علي الحرية , وتحتكم للعقل , وتؤمن بأن الإنسان فاضل بطبعه خير بطبعه رجلا كان أو امرأة. وهذا ما لا يؤمن به هؤلاء!))
لا عجب أن يتفوه بهذه الكلمات متجاهلا سنة الله في خلقه، ومتناسيا ما جناه العالم من نزع الحجاب وامتهان للمرأة والعدوان على حقوقها، ومتغافلا عن دراسات الشرق والغرب التي تضج من مغبة هذه الحرية، لا غرابة فالإنسان حين يطلق العنان لأهوائه وشهواته دون بصر ولا بصيرة،تصبح رؤيته في تضليل ويتدحرج في مهاوي الجهل والتخلف!
(4)
الظلم والقسوة في السعودية!
...
يقول - بوطنية زائفة لا تخدع المصريين المؤمنين، مدافعًا عن مجرمَين ارتكبا ماحرّم الله - ((هذا الغضب على السعودية .. كيف نفهمه ـ اليوم السابع))
(يُتْبَعُ)
(/)
((ولا شك أن الحكم الذي صدر في قضية الطبيبين حكم قاس عنيف لا يبرره حتى ثبوت التهمة التي قدما بسببها للمحاكمة فالعقوبة البدنية لم تعد مقبولة ولم تعد مفهومة، بل أصبحت مرفوضة مستنكرة، ومع ذلك فالقسوة ليست وحدها التي أغضبت المصريين، وإنما هي الإهانة التى استشعروها في هذا الحكم الجائر الذي يعتقد الذين أصدروه أنهم حكموا بما أنزل الله، فلا يحق لأحد أن يرد أو يعقب وهذه الروح التي أملت هذا الحكم على من أصدروه هي التي أملت على أمثالهم أن يتهموا من شاءوا من المثقفين المصريين وغير المصريين بالزندقة، ويحرضوا عليهم المتطرفين والقتلة المأجورين، هل تكون هذه الحادثة فرصة يراجع فيها المطالبون بتطبيق الحدود موقفهم؟ أم يكون جلد المصريين في السعودية مقدمة لجلدهم في مصر؟!.)))
(6)
المطالبة بتدريس التراث القبطي في الجامعات
...
يقول (كل مصري قبطي ـ الأهرام ـ العدد 41617) ((مصر المسيحية يجب أن تحتل مكانا لائقا بها في درس التاريخ. واللغة القبطية يجب أن يخصص لها قسم في كلية من كليات الآداب. فهي أولا لغة وطنية , وهي بعد هذا لغة دينية. وهي ليست أقل شأنا من اللغات الأجنبية التي يدرسها طلابنا في أقسام خاصة بها في مختلف كليات الآداب.
لقد آن أن نعيد الاعتبار لهذا التراث الذي لا نستطيع أن نتنكر له وإلا فنحن نتنكر لأنفسنا!))
(7)
تعظيم المشبوهين ورموز الضلالة في مقالاته كسلامة موسى وطه حسين ومحمود درويش ونجيب محفوظ وغيرهم
...
يقول عن الشاعر الحداثي محمود درويش الذي سب ربنا عز وجل ((محمود درويش .. بعيداً عن الموت ـ المصري اليوم)) ((وإنه في شعره وفي نشاطه كله كان إنسانا متحضرا مستنيرا يطلب الجمال في الحق، ويطلب الحق في الجمال))
ويقول عن سلامة موسى النصراني الحاقد على الإسلام ((سلامة موسى .. المنسي ـ الأهرام ـ العدد 44340)) ((أظن أن الأوان قد آن لننصف سلامه موسي ونعترف بأننا أخطانا في حقه , وأننا أخطانا في حق أنفسنا لأننا أخطانا في حقه. فسلامه موسى كاتب صاحب رسالة. وصاحب الرسالة يرضيه لاشك أن يكون مذكورا مشهورا , لكنه يكون أكثر رضا حين يري أن رسالته قد وصلت , وأنها أثمرت ونفعت وأفادت. ومن المؤسف أننا لم نحتفل كما يجب لا بالرسالة ولا بصاحب الرسالة. وهاهي الذكري الخمسون لرحيل سلامة موسى تحل فلا تجد فينا من يذكر سلامة موسى, ولا من يذكر الناس به , ولا من يقرأ كتبه , ولا من يدعو الناس لقراءتها))
(8)
الإسلام فرقة والصحوة خيانة!
...
يقول (الفيلم والقضية ـ الأهرام ـ العدد44410) ((لكن مشروع إحياء السلطنة العثمانية هو الأكثر رواجا في هذه الأيام , والدليل هو ما نراه الآن متحققا في الكلام والسلام , وفي الأفكار والأزياء , وفي الكتابة والسياسة, وفي القوانين والفتاوى وفي غيرها من المظاهر والأشكال التي يسميها بعضهم الصحوة الدينية وهي تسمية أخرى خادعة مثلها مثل الوحدة الوطنية التي لا يمكن أن تتحقق في ظل هذا الأحياء السلطاني , إما أن نستعيد نظام السلطان سليم الأول ونتخلى عن الوحدة الوطنية , وإما أن نستعيد شعارات ثورة 1919 وفي مقدمتها أننا مواطنون يجمع بيننا انتماؤنا لمصر , وأننا شعب واحد ولسنا طائفتين , وأن الدين لله والوطن للجميع))
وهناك الكثير الكثير ...
فحفظ الله بلادنا المملكة العربية السعودية بلاد الطهر والتوحيد والإيمان من الليبراليين الشاذين الجاهلين؛ سواء من السعوديين أو غيرهم، وكف شرورهم ومكائدهم وأحقادهم في نحورهم!
...
أشكر المفكر الكبير / سليمان الخراشي على نقده وتوجيهه الذين استفد منهما فائدة جليلة!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 09:36]ـ
بارك الله فيك
والجماهير لاتعرف شيء عن هؤلاء
والمشكلة ليست في ان تعرف او لاتعرف ولكن المشكلة ان جماهير غفيرة تتشكل بفكر هؤلاء عن طريق الفيلم والمسلسل والرواية ولن اقول الان: التعليم والتربية والمناهج التربوية وسعي البعض الي تغيير وسن القوانين تبعا لفكر هؤلاء -
ومنها مايصنع افلاما كما تعلمون واخرها فيلم عمارة يعقوبان لعلاء الاسواني وهو يجهز الان او يجهزون من روايته شيكاغو فيلما لايشوه صورة المراة المسلمة فقط وانما يبرز اسرارها الجنسية الخاصة بزعمه طبعا وكما تم عرض لقطات جنسية مباشرة في يعقوبان فرواية شيكاغو تبرز المججبة او الغفية المؤمنة بصورة جنسية فاضحة طبعا علمانيا ومزورة وفي غرف اتوتيلات في امريكا!! -
فالمناهج العلمانية سواء في التاريخ او الاجتماع البشري او في الادب او غيرها من المناهج المادية تتوغل في تشكيل وعي كتاب السيناريوهات والروايات
وكل هذا يدخل بيوتنا حتي ونحن نلعن العلمانيين!
والمهم عندهم هو التشكيل البطيء والتغيير البطيء والتعليب -كما يقولون- البطيء
وتسمع احدنا يقول هو كاتب مغمور لاتشهره في حين ان هذا الكاتب يكتب منذ نصف او ربع قرن وعمل علي تشكيل وعي الامة من خلال قناعات صناع السينا والتعليم او التربية والمسلسلات المتاثرون بافكاره هو وغيره ومايحدث في الخفاء اعظم واضخم وهم بدورهم يرسمون خطوط الوعي الجديد!
يعني يسيطر علي مناخ اجتماعي ونفسي وفكري ويشكل فيه منذ عقود واذا افتضح كتاب له-مع ان له كتبا شكلت الملايين من زمان!! - تجد البعض يقول لاترد عليه حتي لاينتشر امر الكتاب!
مع ان حروفه في حجراتنا وراحة كلماته في نفوسنا وقلوبنا وعقولنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 01:08]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 11:09]ـ
الأستاذ الغيور ابن الشاطىء
سيعم النور ولو كرهوا وخططوا وتكالبوا!
رفع الله قدرك وشكرا شكرا شكرا على هذا الفكر النير!
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 11:10]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
الصديق المبارك / زين العابدين
شكرا شكرا شكرا على هذا المرور المشرق!(/)
متى عرف ابن القيم بـ (طبيب القلوب)؟ وهل (الطبيب) من أسماء الله؟
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 10:40]ـ
هل وقف احد من الافاضل على نسبة ابن القيم الى طبيب القلوب
في عصره او من تلاميذه
او هي متاخره او معاصره
وبورك في الجميع
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 04:42]ـ
سمعت وقرأت أن طب القلوب ينسب لابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى
فقد يكون النسب إلى ابن تيمية رحمه الله لاسيما في مجلد الفتاوى بعنوان الأخلاق والسلوك فيما معناه.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 08:05]ـ
سمعت من بعض مشايخنا أنّ الأولى ترك هذا اللقب " طبيب القلوب " لأن الطبيب هو الله وجَعَل الشفاء في كلامه (القرآن الكريم) فلا يقال لكلام رجلٍ أنّه طبيب للقلب. (ولعلّ في ذلك نظر!!)
قال ابن القيم في الزاد: وَالذّنُوبُ لِلْقَلْبِ بِمَنْزِلَةِ السّمُومِ إنْ لَمْ تُهْلِكْهُ أَضْعَفَتْهُ وَلَا بُدّ وَإِذَا ضَعُفَتْ قُوّتُهُ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى مُقَاوَمَةِ الْأَمْرَاضِ قَالَ - طَبِيبُ الْقُلُوبِ - عَبْدُ اللّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
رَأَيْتُ الذّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ وَقَدْ يُورِثُ الذّلّ إدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذّنُوبِ حَيَا ةُ الْقُلُوبِ وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا
قال الشيخ عبد الكريم زيدان: والداعي الى الله تعالى -طبيب القلوب- والأرواح فعليه أن يسلك نفس هذا الاسلوب في معالجة الارواح فيشخص الداء أولا ثم يعين العلاج ثانياً، ولا يقف عند أعراض الداء محاولاً علاجها تاركاً أصلها وعلتها. فما أصل داء البشر وما هو أصل الدواء؟
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 08:24]ـ
الطبيب هو الله
!!!
الله هو الشافي
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[03 - Dec-2009, صباحاً 12:22]ـ
هذه مسألة عقدية ... هل يحق لنا القول بأن مسمى الطبيب من أسماء الله الحسنى ...
ليتنبه الأخوة إلى ذلك، نطلب الدليل لقائل ذلك ... والله أعلم .. ،،،
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[03 - Dec-2009, صباحاً 12:39]ـ
هذه مسألة عقدية ... هل يحق لنا القول بأن مسمى الطبيب من أسماء الله الحسنى ...
ليتنبه الأخوة إلى ذلك، نطلب الدليل لقائل ذلك ... والله أعلم .. ،،،
في مسند أحمد وصححه الأرناؤوط وغيره "عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي فَرَأَى الَّتِي بِظَهْرِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ فَإِنِّي طَبِيبٌ قَالَ أَنْتَ رَفِيقٌ وَاللَّهُ الطَّبِيبُ قَالَ مَنْ هَذَا مَعَكَ قُلْتُ ابْنِي قَالَ اشْهَدْ بِهِ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَا تَجْنِي عَلَيْهِ وَلَا يَجْنِي"
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2009, صباحاً 07:03]ـ
في مسند أحمد وصححه الأرناؤوط وغيره "عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي فَرَأَى الَّتِي بِظَهْرِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ فَإِنِّي طَبِيبٌ قَالَ أَنْتَ رَفِيقٌ وَاللَّهُ الطَّبِيبُ قَالَ مَنْ هَذَا مَعَكَ قُلْتُ ابْنِي قَالَ اشْهَدْ بِهِ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَا تَجْنِي عَلَيْهِ وَلَا يَجْنِي"
/// وصحَّحه الألباني في الصَّحيحة (1537)، وأحمد شاكر في تحقيق المسند.
/// وفي الباب حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((ثم مرض رسول الله (ص) فوضعت يدي على صدره فقلت: اذهب البأس، رب الناس، أنت الطبيب، وأنت الشافي، وكان رسول الله (ص) يقول: الحقني بالرفيق الأعلى والحقني بالرفيق الأعلى)) رواه أحمد (6/ 108).
/// وقد أثبته اسمًا لله تعالى البيهقي والقرطبي وابن عربي.
ـ[أم تميم]ــــــــ[03 - Dec-2009, صباحاً 08:42]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمهُ الله -:
لا أعلم أن الطبيب من أسماء الله لكن الشافي من أسماء الله، وهو أبلغ من الطبيب لأن الطب قد يحصل به الشفاء، وقد لا يحصل ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 02:10]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمهُ الله -: لا أعلم أن الطبيب من أسماء الله لكن الشافي من أسماء الله، وهو أبلغ من الطبيب لأن الطب قد يحصل به الشفاء، وقد لا يحصل ..
/// بارك الله فيك على النقل، ولو بيَّنت لنا مصدره بالعزو إليه فهو أفضل ..
/// وبناء على كلام الشيخ السابق فقد نفى رحمه الله علمه به، ولم ينف ثبوته ..
/// ولم يظهر لي فرق بين إثبات الشافي والطبيب، وهما شيءٌ واحد، كما في الحديث السابق:
/// وفي الباب حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((ثم مرض رسول الله (ص) فوضعت يدي على صدره فقلت: اذهب البأس، رب الناس، أنت الطبيب، وأنت الشافي، وكان رسول الله (ص) يقول: الحقني بالرفيق الأعلى والحقني بالرفيق الأعلى)) رواه أحمد (6/ 108).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:36]ـ
/// وبناء على كلام الشيخ السابق فقد نفى رحمه الله علمه به، ولم ينف ثبوته ..
بارك الله فيك
وأحسنت إذ التمست العذر لأهل العلم وقدرت لهم حقهم
والحمد لله
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:44]ـ
(1) عن أبي رمثة عن النبي قال: أنت الرفيق والله الطبيب. ولفظ: قال فقال له أبي أرني هذا الذي بظهرك فإني رجل طبيب قال الله الطبيب بل أنت رجل رفيق طبيبها الذي خلقها.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1252 في صحيح الجامع. وانظر الصحيحة (1537) وصحح إسناده الشيخ شعيب الأرناؤوط. والشيخ أحمد شاكر وأحمد. واسم أبي رمثة: رفاعة بن يثربي.
(2) عن عائشة، رضي الله عنها أنها كانت تمسح صدر النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: اكشف الباس رب الناس، أنت الطبيب وأنت الشافي فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ألحقني بالرفيق الأعلى». قال الشيخ شعيب: إسناده صحيح على شرط البخاري.
(3) روى الإمام أحمد - رحمه الله - أن أبا بكر - رضي الله عنه - قيل له في مرضه: ألا ندعو لك الطبيب، فقال: قد رآني الطبيب، قالوا: فأي شيء قال لك، قال: قال إني فعال لما أريد.
(4) قال أبو نعيمٍ: لَمَّا اعْتَلَّ دَاوُدُ الطَّائِيُّ قِيلَ لَهُ: أَلَا نَدْعُو لَكَ الطَّبِيبَ؟ قَالَ: قَدْ رَآنِي. قِيلَ لَهُ: فَمَاذَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ لِي: إِنِّي أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ. وَكَانَ بُدُوُّ تَوْبَةِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنَّهُ خَرَجَ فِي جِنَازَةٍ، فَسَمِعَ نَائِحَةً تَقُولُ:
(مُقِيمٌ إِلَى أَنْ يَبْعَثَ اللهُ خَلْقَهُ ... لِقَاؤُكَ لَا يُرْجَا وَأَنْتَ قَرِيبُ)
(تَزِيدُ بِلَىَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... وَتُسْلَى كَمَا تَبْلَى وَأَنْتَ حَبِيبُ). المجالسة وجواهر العلم. (1/ 345).
(5) دَخَلَ الْفَرَزْدَقُ عَلَى عُبَيْدِ الله بن بَكْرَةَ يَعُودُهُ، وَعِنْدَهُ مُتَطَبِّبٌ [ص:149] يَذُوفُ لَهُ دِرْيَاقًا؛ فَأَنْشَأَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ:
(يَا طَالِبَ الطِّبِّ مِنْ دَاءٍ تَخَوَّفَهُ ... إِنَّ الطَّبِيبَ الَّذِي أَبْلاكَ بِالدَّاءِ)
(هُوَ الطَّبِيبُ فَمِنْهُ الْبَرْءُ فَالْتَمِسْ ... لا مَنْ يَذُوفُ لَكَ الدِّرْيَاقَ بِالْمَاءِ)
فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: وَاللهِ! لا أَشْرَبُهُ أَبَدًا. فَمَا أَمْسَى حَتَّى وَجَدَ الْعَافِيَةَ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ -رحمه الله -: وَمِنْهَا مَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لا تَقُولُوا: الطَّبِيبَ وَلَكِنْ قُولُوا: الرَّفِيقَ، فَإِنَّ الطَّبِيبَ هُوَ اللَّهُ قَالَ: وَمَعْنَى هَذَا أَنَّ الْمُعَالِجَ لِلْمَرِيضِ مِنَ الآدَمَيِّينَ، وَإِنْ كَانَ حَاذِقًا مُتَقَدِّمًا فِي صِنَاعَتِهِ، فَإِنَّهُ قَدْ لا يُحِيطُ عِلْمًا بِنَفْسِ الدَّاءِ، وَلَئِنْ عَرَفَهُ وَمَيَّزَهُ فَلا يَعْرِفُ مِقْدَارَهُ وَلا مِقْدَارَ مَا اسْتَوْلَى عَلَيْهِ مَنْ بَدَنِ الْعَلِيلِ وَقُوَّتِهِ، وَلا يُقْدِمُ عَلَى مُعَالَجَتِهِ إِلاَّ مُتَطَبِّبًا عَامِلا بِالأَغْلَبِ مِنْ رَأْيِهِ وَفَهْمِهِ، لأَنَّ مَنْزِلَتَهُ فِي عِلْمِ الدَّوَاءِ كَمَنْزِلَتِهِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا فِي عِلْمِ الدَّاءِ، فَهُوَ لِذَلِكَ رُبَّمَا يُصِيبُ، وَرُبَّمَا يُخْطِئُ، وَرُبَّمَا يَزِيدُ فَيَغْلُو، وَرُبَّمَا يَنْقُصُ فَيَكْبُو، فَاسْمُ الرَّفِيقِ إِذًا أَوْلَى بِهِ مِنَ الطَّبِيبِ، لأَنَّهُ يَرْفُقُ الْعَلِيلِ فَيَحْمِيهِ مِمَّا يَخْشَى أَنْ لا يَحْتَمِلَهُ بَدَنُهُ، وَيُطْعِمُهُ وَيَسْقِيهِ مَا يَرَى أَنَّهُ أَرْفَقُ بِهِ، فَأَمَّا الطَّبِيبُ فَهُوَ الْعَالِمُ بِحَقِيقَةِ الدَّاءِ وَالدَّوَاءِ وَالْقَادِرُ عَلَى الصِّحَّةِ وَالشِّفَاءِ، وَلَيْسَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ إِلاَّ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ، فَلا يَنْبَغِي أَنْ يُسَمَّى بِهَذَا الاسْمِ أَحَدٌ سِوَاهُ، فَأَمَّا صِفَةُ تَسْمِيَةِ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، فَهِيَ أَنْ يُذْكَرَ ذَلِكَ فِي حَالِ الاسْتِشْفَاءِ مِثْلَ أَنْ يُقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُصِحُّ وَالْمُمْرِضُ وَالْمُدَاوِي
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالطَّبِيبُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ فَأَمَّا أَنْ يُقَالَ: يَا طَبِيبُ كَمَا يُقَالُ: يَا رَحِيمُ أَوْ يَا حَلِيمُ أَوْ يَا كَرِيمُ، فَإِنَّ ذَلِكَ مُفَارَقَةٌ لآدَابِ الدُّعَاءِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، قُلْتُ وَفِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ وَرَدَ تَسْمِيَتُهُ بِهِ فِي الآثَارِ. [[قال مثله البغوي في السنة]] وانظر الأسماء والصفات للبيهقي.
قال في " بذل المجهود ": "فيه كراهية تسمية المعالج طبيبًا، لأن العارف بالآلام والأمراض في الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى، وهو العالم بأدويتها وشفائها، وهو القادر على شفائه دون دواء، وقوله: (بل أنت رجل رفيق)، أي: ترفق بالمريض وتتلطفه وقوله: (طبيبها الذي خلقها)، وهو الله سبحانه وتعالى ذكره". والصحيح أن لا كراهة؛ شأنه شأن أكثر اسماء الله عز وجل التي يجوز أن يتسمى بها المخلوق للاشتراك في اللفظ مع الاختلاف في الحقيقة.
والله - عز وجل - هو طبيب الأبدان والقلوب وشريعته - عز وجل - هي طب البشرية وعلاج أدوائها، ومصدر خيرها وصلاحها. اه.
قلت: وذكر ثلة من أهل العلم أنّ هذا الاسم لا يسمّى الله به , إنما يوصف به وصفا , أو يُذكر به الله بتقييد لا بإطلاق , وهذا الكلام يحتاج إلى تحقيق!!. وعد البيهقي وابن العربي والقرطبي والشيخ " عبد العزيز الجليل " في " ولله الأسماء الحسنى " وفي " المجلى لشرح القواعد المثلى " وغيرهم من أهل العلم أنّه من أسماء الله وهو أظهر.
وسئل الشيخ ابن عثمين في " مجموع الفتاوى " فقال: لا أعلم أن (الطبيب) من أسماء الله لكن (الشافي) من أسماء الله، وهو أبلغ من (الطبيب) لأن الطب قد يحصل به الشفاء، وقد لا يحصل. (17/ 15). والله أعلم بالصواب. وسمعت الشيخ عبد المحسن العباد يقول: الظاهر أنّه ليس بأسماء الله مثل المسعّر. وحديث أبي رمثة الذي فيه " أرني هذا الي بظهرك " قال بعضهم: هو خاتم النبوة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:55]ـ
وذكر هذا الاسم الشيخ ابن عثيمين في " القواعد المثلى " والشيخ " عبد العزيز الجليل " في " ولله الأسماء الحسنى ".
/// هذا غلطٌ؛ إذ لم يذكر الشيخ هذا الاسم في القواعد المثلى.
فلينتبه.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 05:04]ـ
فَأَمَّا صِفَةُ تَسْمِيَةِ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، فَهِيَ أَنْ يُذْكَرَ ذَلِكَ فِي حَالِ الاسْتِشْفَاءِ مِثْلَ أَنْ يُقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُصِحُّ وَالْمُمْرِضُ وَالْمُدَاوِي وَالطَّبِيبُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ فَأَمَّا أَنْ يُقَالَ: يَا طَبِيبُ كَمَا يُقَالُ: يَا رَحِيمُ أَوْ يَا حَلِيمُ أَوْ يَا كَرِيمُ، فَإِنَّ ذَلِكَ مُفَارَقَةٌ لآدَابِ الدُّعَاءِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
يعني نفهم من كلام الْحَلِيمِيُّ أنه:
ليس من آداب الدعاء أن تقول:
يالله يا طبيب اشفني.
؟
بل لا بد أن تقرن
؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 05:06]ـ
الحليمي أشعري .. فلينتبه.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 05:40]ـ
###
(3) روى الإمام أحمد - رحمه الله - أن أبا بكر - رضي الله عنه - قيل له في مرضه: ألا ندعو لك الطبيب، فقال: قد رآني الطبيب، قالوا: فأي شيء قال لك، قال: قال إني فعال لما أريد.
(4) قال أبو نعيمٍ: لَمَّا اعْتَلَّ دَاوُدُ الطَّائِيُّ قِيلَ لَهُ: أَلَا نَدْعُو لَكَ الطَّبِيبَ؟ قَالَ: قَدْ رَآنِي. قِيلَ لَهُ: فَمَاذَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ لِي: إِنِّي أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ. وَكَانَ بُدُوُّ تَوْبَةِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنَّهُ خَرَجَ فِي جِنَازَةٍ، فَسَمِعَ نَائِحَةً تَقُولُ:
(مُقِيمٌ إِلَى أَنْ يَبْعَثَ اللهُ خَلْقَهُ ... لِقَاؤُكَ لَا يُرْجَا وَأَنْتَ قَرِيبُ)
(تَزِيدُ بِلَىَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... وَتُسْلَى كَمَا تَبْلَى وَأَنْتَ حَبِيبُ). المجالسة وجواهر العلم. (1/ 345).
(5) دَخَلَ الْفَرَزْدَقُ عَلَى عُبَيْدِ الله بن بَكْرَةَ يَعُودُهُ، وَعِنْدَهُ مُتَطَبِّبٌ [ص:149] يَذُوفُ لَهُ دِرْيَاقًا؛ فَأَنْشَأَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ:
(يَا طَالِبَ الطِّبِّ مِنْ دَاءٍ تَخَوَّفَهُ ... إِنَّ الطَّبِيبَ الَّذِي أَبْلاكَ بِالدَّاءِ)
(هُوَ الطَّبِيبُ فَمِنْهُ الْبَرْءُ فَالْتَمِسْ ... لا مَنْ يَذُوفُ لَكَ الدِّرْيَاقَ بِالْمَاءِ)
فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: وَاللهِ! لا أَشْرَبُهُ أَبَدًا. فَمَا أَمْسَى حَتَّى وَجَدَ الْعَافِيَةَ.
###
قلت: وذكر ثلة من أهل العلم أنّ هذا الاسم لا يسمّى الله به , إنما يوصف به وصفا , أو يُذكر به الله بتقييد لا بإطلاق كابن الوزير , وهذا الكلام يحتاج إلى تحقيق!!. وعد البيهقي وابن العربي والقرطبي والشيخ " عبد العزيز الجليل " في " ولله الأسماء الحسنى " وفي " المجلى لشرح القواعد المثلى " وغيرهم من أهل العلم أنّه من أسماء الله , لثبوت كلام النبي عليه السلام أنّ الله طبيب , وهي لا تحتمل نقصا بوجه من الوجوه , واعتبارها اسما أقرب وأولى , إذ لا دليل واضح يدل على تقييدها , واعتبر بعضهم أنّها داخلة تحت قاعدة " ما جاء محلّى بأل فإنه من الأسماء , على مأخذ بها.
وسئل الشيخ ابن عثمين في " مجموع الفتاوى " فقال: لا أعلم أن (الطبيب) من أسماء الله لكن (الشافي) من أسماء الله، وهو أبلغ من (الطبيب) لأن الطب قد يحصل به الشفاء، وقد لا يحصل. (17/ 15).
وسمعت الشيخ عبد المحسن العباد يقول: الظاهر أنّه ليس بأسماء الله مثل المسعّر. وحديث أبي رمثة الذي فيه " أرني هذا الي بظهرك " قال بعضهم: هو خاتم النبوة.
والله أعلم بالصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم تميم]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 06:17]ـ
/// بارك الله فيك على النقل، ولو بيَّنت لنا مصدره بالعزو إليه فهو أفضل ..
وفيكم بارك ..
/// المصدر: مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين
المجلد السابع عشر / التداوي وعيادة المريض ..
/// وبناء على كلام الشيخ السابق فقد نفى رحمه الله علمه به، ولم ينف ثبوته .. قال الشيخ ابن عثيمين - رحمهُ الله -: لا أعلم أن الطبيب من أسماء الله لكن الشافي من أسماء الله، وهو أبلغ من الطبيب لأن الطب قد يحصل به الشفاء، وقد لا يحصل ..
/// نفهم من كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمهُ الله - نفي أن [الطبيب] اسم من أسماء الله ..
وإن لم يصرِّح بذلك .. فهذا هو مقتضى كلامه ..
لأن أسماء الله كما هو معلوم بالغة الحسن والكمال ..
والشيخ قال: الطب قد يحصل به الشفاء وقد لا يحصل!
كما أنه لا يُتوقَّع أن تلك الأحاديث قد خفيت على الشيخ ..
والله أعلم ..
/// ولم يظهر لي فرق بين إثبات الشافي والطبيب، وهما شيءٌ واحد، كما في الحديث السابق:
وفي الباب حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((ثم مرض رسول الله (ص) فوضعت يدي على صدره فقلت: اذهب البأس، رب الناس، أنت الطبيب، وأنت الشافي، وكان رسول الله (ص) يقول: الحقني بالرفيق الأعلى والحقني بالرفيق الأعلى)) رواه أحمد (6/ 108).
/// مايُفهم من عطف الشيء على الشيء أنه يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه ..
ومايُفهم من كلام الشيخ ابن عثيمين أن هناك فرق بين الشافي والطبيب ..
وأجد الفرق ظاهرًا ..
/// قد يكون من باب الإخبار .. والله أعلم
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 06:21]ـ
اعتذر اخواني فبينما أكتب ردي في نسبته إلة الشيح ابن عثيمين تحققت من الأمر فإذا هو ليس فيه شيء من بحثنا. فعلّق جهازي فترة حتى صحّحت نسبته وصححت المقال وزدت عليه دون انتباهي للردود. ولم أنتبه لكلامك أخي الفاضل (عدنان) وتشكر على كل حال.
ثانيا: الحليمي وان كان اشعريا فقد أحببت ذكر ما قيل من الخلاف فيه. وإلا فالواضح أن " الطبيب " من أسماء الله. والله أعلم.
ـ[أم تميم]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 08:01]ـ
ماتوصَّلتُ له بعدَ أن قرأتُ بحثًا للشيخ الرضواني ..
أن الطبيب من الأسماء المقيَّدة ..
ولو صحَّ إطلاقه .. لصحَّ أن يُتعبَّد به ويُدعى به ..
كأن نقول عبد الطبيب!!
ويا طبيب!!
ومن ذلك أيضا ما ذكره ابن العربي وابن الوزير في الأسماء المقيدة، رفيع الدرجات، شديد المحال، الطبيب، عدو الكافرين، الحفي الغيور مخزي الكافرين خير المنزلين خير الماكرين متم نوره المستعان أهل التقوى أهل المغفرة أحكم الحاكمين خير الحاكمين خير الرازقين أحسن الخالقين خير الحافظين، وعند ابن الوزير فقط نعم القادر والأقرب والفاعل والأقوى خير الوارثين فالق الإصباح الأعظم نعم المولى نعم القاهر نعم الماهد الحاسب كاشف الضر الزارع مخرج الحي من الميت مخرج الميت من الحي جاعل الليل سكنا أسرع الحاسبين ولي المؤمنين الغالب على أمره البالغ أمره وعند البيهقي وابن الوزير الفعال لما يريد ذو الانتقام، وعند البيهقي الغياث الوافي الفرد، أما ما لم يثبت في السنة لضعفه أو عدم بلوغه الصحة، الواجد الماجد الحنان الأعز النظيف المبارك الطاهر.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 10:34]ـ
الأخت -بارك الله فيكم-:
مالدليل على أننا نصف الله بها ومقيّدة!! مالوسيلة التي توصلنا بها قول هذا!! وإن كان قال به علماء!!.
فلو قلنا أنّها مقيدة فنقول هو مثل: ماكر بالماكرين. مستهزئ بالمستهزئين .. وتكون بالمقابلة .. فنقيسها عليها!.
والنبي صرّح القول بأنّ الله " الطبيب " وذلك كما صرّح النبي أن الله " القابض والباسط " فلمْ نقل هي مقيّدة!.
ولعلّ من يأخذ بكلام الحليمي ويقول: هذا من مفارقة آداب الدعاء! غريب! وعائشة تقول -رضي الله عنها -:
[اكشف الباس رب الناس، أنت الطبيب وأنت الشافي] وهذا تماما مثل قولنا: يا طبيب , أنت الطبيب , اشفني.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمتأمّل كما يقول صاحب (نقد الأسماء ... ) واضح الدلالة أنّه من أسماء الله الصريحة الكاملة ولا دليل على من يقول أنّها ليست اسما أو أنها صفة أو أنها مقيّدة. وإن قلنا أنها مقيّدة فما هو اللفظ السليم حتى نصف الله بها؟؟؟؟
والشيخ الرضواني قال: ((رفيع الدرجات، شديد المحال، الطبيب، عدو الكافرين)).؟؟
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 01:11]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 02:02]ـ
/// نفهم من كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمهُ الله - نفي أن [الطبيب] اسم من أسماء الله ..
وإن لم يصرِّح بذلك .. فهذا هو مقتضى كلامه ..
/// وفَّقكِ اللهُ وسدَّدك، وإيَّاي ..
/// لو ذكر الشَّيخُ الأحاديث ثم نفى دلالتها على الصِّفة =لصحَّ أن يقال إنَّه نفى الصِّفة، لعدم دلالة الأحاديث على ذلك، أمَّا وهو يقول: "لا أعلم" فلا يؤدِّي كلامه غير ما ذكر، إلاَّ على وجه التكلُّف.
/// أمَّا كون أنَّ هذا (مقتضى كلامه) فليس الأمركذلك! بل هو: صريح كلامه .. ولكن ليست هذه مسألتنا! فمسألتنا ليست في كون الشيخ نفى أو لم ينف عدَّ هذا الاسم من أسمائه تعالى، فقد نفى علمه به، وعدم العلم بالشيء لا يقتضي العلم بالعدم .. ولكن المسألة هل نفاه الشيخ لأنَّه يرى عدم دلالة الأحاديث عليه، خاصَّة ما جاء بصراحة اللفظ في التعبُّد، كقوله: "أنت الطبيب".
/// أمَّا قولكِ:
/// كما أنه لا يُتوقَّع أن تلك الأحاديث قد خفيت على الشيخ ..
/// لم لا يتوقَّع الخفاء! لم يحط الشيخ بكلِّ شيءٍ علمًا، وقد يخفى على من هو فوق علم الشيخ ومنزلته ما لا يخفى على الشيخ، وسياق كلامه المنقول يدلُّ على خفائه عنه، كما بيَّنتُ.
لأن أسماء الله كما هو معلوم بالغة الحسن والكمال ..
والشيخ قال: الطب قد يحصل به الشفاء وقد لا يحصل!
/// لا خلاف في كون أسماء الله بالغة الحسن والكمال، ولكن الخطأ أن يظنَّ توهُّمًا أوخطأً في اسمٍ من أسمائه أنها ليست كذلك ثم ينفى بناء على ذلك الوهم ..
/// وهذه شبهة سلكها كثير من أهل البدع من الصِّفاتيَّة وغيرهم فنفوا صفات الله بها.
/// ثم لم يقل الشيخ إنَّ الطَّبيب يدلُّ على النَّقص، بل قال: "الشَّافي" أبلغ منه .. وهذا لو كان مدخل الأمر من باب الإخبار، كما لو قيل من باب الإخبار: إنَّ الله "قديم" فيُقال: المعنى صحيح، لكن اسمه تعالى: "الأوَّل" أبلغ منه، وفي "القديم" توهُّم وجود أقدم منه، بخلاف الأول، فليس قبله شيءٌ.
/// ولهذا يقع غلط عند بعض الأخيار، فيظنُّ أنَّ قاعدة الكمال والحسن في أسماء الله معناها إجراء أسماء الله على معيار الحسن والكمال، فما دلَّ عليه عقله أوعلمه القاصر من كونه كمالاً في حقِّ الله تعالى أثبته وما لا فلا! والصواب هو العكس.
/// ما يُفهم من عطف الشيء على الشيء أنه يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه ..
/// هذا صحيحٌ؛ لكن هل هو مطَّرد في كل عطف؟ هذا محل بحثٍ، والإيماء إليه يكفي!
/// ثم لو أفاد المغايرة، فأيُّ مغايرة هي الصواب، فالمغايرات كثيرة، منها أنَّ بين الطبيب والشافي فرقًا غير الذي ذكره الشيخ، من جهة أنَّ الثاني لازمٌ للأول في الخالق، مع كونه لا يقتضي نقصًا، فالله هو "الطَّبيب" لكنَّه الطَّبيب (الشَّافي)، وليس كأطبَّاء الخلق الذين قد يشفون وقد لا.
/// قد يكون من باب الإخبار .. والله أعلم
/// ما فهمتُ ما علاقة "باب الإخبار" بمسألةٍ فيها نصٌّ على اسم ظاهر؟
/// أمَّا كلام الشيخ الرضواني فعليه ملاحظات، سواء ما نقلتيه هنا، أوالذي رأيته بتمامه في موضوعك الآخر! ولا أنشط الآن لبيانه.
/// وفَّقكِ الله وسدَّد أمركِ.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[06 - Dec-2009, مساء 02:37]ـ
/// ثم لو أفاد المغايرة، فأيُّ مغايرة هي الصواب، فالمغايرات كثيرة، منها أنَّ بين الطبيب والشافي فرقًا غير الذي ذكره الشيخ، من جهة أنَّ الثاني لازمٌ للأول في الخالق، مع كونه لا يقتضي نقصًا، فالله هو "الطَّبيب"لكنَّه الطَّبيب (الشَّافي)، وليس كأطبَّاء الخلق الذين قد يشفون وقد لا. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الشيخ عدنان وفقك الله ..
/// يُفهم من كلامكَ أن إسم "الطبيب" (المجرد عن الإضافة والتقييد)؛ ليس ببالغ الحسن والكمال ..
بدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
-عند إضافته -أي الإسم- للخالق قيدتَهُ "بالشافي" فلم يَعُد الإسم محتملاً نقصًا .. (انظر ما لون بالأحمر من كلامك) ..
-عند إضافته للمخلوق = احتمل نقصًا ..
والنتيجة:
/// اسم الطبيب هو من الأسماء المقيدة كمَا ذكر الشيخ الرضواني -وفقه الله- (هذا مبلغ فهمي لكلامكَ المنقولِ أعلاه) ..
دُمتم مباركين شيخنا ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 10:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
/// يُفهم من كلامكَ أن إسم "الطبيب" (المجرد عن الإضافة والتقييد)؛ ليس ببالغ الحسن والكمال ..
بدليل: عند إضافته -أي الإسم- للخالق قيدتَهُ "بالشافي" فلم يَعُد الإسم محتملاً نقصًا .. (انظر ما لون بالأحمر من كلامك) .. عند إضافته للمخلوق = احتمل نقصًا ..
والنتيجة:
/// اسم الطبيب هو من الأسماء المقيدة كمَا ذكر الشيخ الرضواني -وفقه الله- (هذا مبلغ فهمي لكلامكَ المنقولِ أعلاه) ...
/// بارك الله فيك أخي الكريم وسدَّدني وإيَّاك لمحابِّه .. ومعذرة على التأخر في الرد؛ فإنَّ توثيق ما أردت ذكره يحتاج وقتًا.
/// لم يتبيَّن لي أنَّ الاسم من الأسماءالمقيَّدة، وذلك لأمور:
1 - أنِّ كلامي في مشاركتي الأولى:
فالمغايرات كثيرة، منها أنَّ بين الطبيب والشافي فرقًا غير الذي ذكره الشيخ، من جهة أنَّ الثاني لازمٌ للأول في الخالق، مع كونه لا يقتضي نقصًا، فالله هو "الطَّبيب" لكنَّه الطَّبيب (الشَّافي)، وليس كأطبَّاء الخلق الذين قد يشفون وقد لا.
/// لم أقصد بهذا الكلام انَّ "الطَّبيب" لوحده يُفِهمُ نقصًا، كما هو كلام الشيخ ابن عثيمين، ومفهوم كلام الشَّيخ الرضواني.
/// بل سياق كلامي عن كونه وإنْ أفهم نقصًا في الأذهان؛ (مع كونه لا يفهم ذلك لتباين كيفية الطب الذي عند المخلوق المبني على النَّقص، وكيفية الطب الذي للخالق المبني على الكمال) لكنَّه أُكِّد بما يزيل هذا الوهم بقوله: "وأنت الشَّافي"، ولاحظ قولي في نفس الاقتباس السابق:
... أنَّ بين الطبيب والشافي فرقًا غير الذي ذكره الشيخ، من جهة أنَّ الثاني لازمٌ للأول في الخالق، مع كونه لا يقتضي نقصًا، فالله هو "الطَّبيب" لكنَّه الطَّبيب (الشَّافي)، وليس كأطبَّاء الخلق الذين قد يشفون وقد لا.
/// وما يؤكِّد هذا سياق كلامي قبله:
/// لا خلاف في كون أسماء الله بالغة الحسن والكمال، ولكن الخطأ أن يظنَّ توهُّمًا أوخطأً في اسمٍ من أسمائه أنها ليست كذلك ثم ينفى بناء على ذلك الوهم ...
/// والمقصود أنَّ الطبَّ عند المخلوق قد يوهم نقصًا بخلاف الخالق ..
/// ولكن ليس من الواجب تقييده دومًا بالشافي لإزالة هذا الوهم الذي قد يرد على المخلوق (لا الخالق)؛ إذ غاية ما يُقال في قوله: "أنت الطَّبيب، وأنت الشَّافي" أنَّه تأكيدٌ لهذا المعنى وإن لم يجب.
/// ونظير هذا ما قاله (ص) في دعائه: "أنت الحي، الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون" .. فمعلوم أنَّ الحي يطلق في الخالق والمخلوق، لكنها في المخلوق نقصٌ إذ سبقها عدم ويعتريها موت، بخلاف الخالق (الذي لا يموت).
2 - أنَّ قول الشيخ الرضواني: "ولو صحَّ إطلاقه لصحَّ أن يُتعبَّد به ويُدعى به .. كأن نقول عبد الطبيب! ويا طبيب! "
منتقضٌ بالسؤال عن المانع!
/// بمعنى: لك أن تقول يا طبيب، فما المانع من هذا؟ وقد فعله النَّبيُّ (ص) في دعائه: "أنت الطَّبيبُ"، وفي الحديث الآخر قوله لذاك الطبيب: "اللهُ الطَّبيب".
3 - لو رجعنا إلى كلام أهل اللُّغة للتَّدقيق في معنى الطَّبِّ في أصل اللُّغة، وليس فيما تعارف الناس استعماله عندهم في المخلوقين.
/// والذي تكلَّم النَّبي (ص) إنَّما هو في الخالق، لذا قال في الحديث الأول للرَّجل المتطبِّب: "أنت رفيق، والله الطبيب" .. إذ لو كان معناه صحيحًا في نفس الأمر في المخلوق فله حق الاعتراض بأنِّي أنا طبيبٌ أيضًا وقد أشفى أو لا! إذا علم المخلوق مبني على نقصٍ أيضًا، فلذا قد يبرئ وقد لا.
/// ولنتبيَّن لنا أنَّها في أصل اللُّغة ليست هي المهنة التي قد تنجح وقد لا تنجح، كما هو الشَّأن في أطبَّاء المخلوقين = فكلُّ كتب لغة العرب لم تذكر أنَّ الطبَّ يلزم منه الشفاء أو لا يلزم منه الشفاء، بل غاية ما ذكروه فيه أنَّ أصله: الحذْق بالأمور والعِلْم بها.
/// قال ابن فارس: "طب: الطاء والباء أصلان صحيحان، أحدهما: يدلُّ على عِلمٍ بالشيء ومَهارَةٍ فيه. والآخر على امتدادٍ في الشيء واستطالة.
فالأول الطِّبُّ، وهو العلم بالشَّيء. يُقَالُ: رجلٌ طَبٌّ وطَبيبٌ، أي: عالمٌ حاذقٌ. قال:
فإنْ تسألوني بالنِّسَاءِ فإنِّني /// /// بصيرٌ بأدواء النِّساءِ طبيبُ!
ويُقَالُ: فحلٌ طَبٌّ، أي: ماهر بالقِرَاع ... ".
/// قال ابن الأثير: " .. (أنتَ رَفِيقٌ واللهُ الطَّبيب) أي: أنْتَ تَرْفُق بالمَرِيض وتتلَطَّفُه، واللهُ الذي يُبرِئه ويُعافِيْه .. ".
ـ[أم تميم]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 11:14]ـ
2 - أنَّ قول الشيخ الرضواني: "ولو صحَّ إطلاقه لصحَّ أن يُتعبَّد به ويُدعى به .. كأن نقول عبد الطبيب! ويا طبيب! "
منتقضٌ بالسؤال عن المانع!
تنبيه: هذا كلامي أنا وليس كلام الشيخ الرضواني ..
أما كلام الشيخ الرضواني، فهو ماقرأتم في الاقتباس ..
والذي رأيتم تمامه في الموضوع الآخر!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 11:16]ـ
لا بأس .. الخطب سهل، والمقصود التنبيه على ما فيه من الخطأ.
ـ[أم تميم]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 11:35]ـ
قولي "ولو صحَّ إطلاقه لصحَّ أن يُتعبَّد به ويُدعى به .. كأن نقول عبد الطبيب! ويا طبيب! "
(لو)
تقتضي شيئين ..
إن صحَّ أنه اسم مطلق لله صحَّ أن يتعبد به ويُدعى به ..
وإن لم يصح فالعكسُ صحيح!
- فهل تُخالفون في هذا حتى يصحّ النقض؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 11:38]ـ
قولي "ولو صحَّ إطلاقه لصحَّ أن يُتعبَّد به ويُدعى به .. كأن نقول عبد الطبيب! ويا طبيب! "
(لو)
تقتضي شيئين ..
إن صحَّ أنه اسم مطلق لله صحَّ أن يتعبد به ويُدعى به ..
وإن لم يصح فالعكسُ صحيح!
- فهل تُخالفون في هذا حتى يصحّ النقض؟!
لا؟!
ولكني أخالف ذكر هذا في سياق نفي إطلاقه دون تقييد، وإتباعه بعلامتي تعجب أو أكثر! ولها معنى معلوم!
والنقض يصحُّ؛ لأنه آتٍ على الوجه الآخر الذي ذكر احتمالا!
ـ[أبو عبدالله الشريف]ــــــــ[09 - Dec-2009, صباحاً 01:25]ـ
يعني أفهم من كلامك أخي الفاضل المبارك عدنان البخاري أن:
1 - الطبيب اسم من أسماء الله.
2 - أنه يجوز نسمي أولادنا بعبد الطبيب؟
ـ[أم تميم]ــــــــ[09 - Dec-2009, صباحاً 01:38]ـ
حسنًا اتضحَ .. باركَ الله فيكم ..
/// أراني أميل لقول الشيخ الرضواني في إدراج الطبيب تحت الأسماء المقيدة ..
في المقابل لا أنكرُ على من عدَّهُ اسمًا مطلقًا ..
فكلٌّ لهُ سلف ..
لكن شريطة أن يثبتَ لوازمه!
لأن البعض قد نجدهُ يثبت الاسم على إطلاقه، لكن عندما نسله عن جواز التسمية بعبد الطبيب .. ينكر وبشده!!
هذا ماجعلني أكتب جملتي السابقة الذكر ..
والتي لم أوجهها لأحدٍ على وجهِ الخصوص ..
واللهُ من وراءِ القصد ..
/// لعلَّ من له صلة بأهل الفُتيا يستفتيهم في حكم التسمية بعبد الطبيب ..
ويفيدنا وإخوانه مُحتسِبًا ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Dec-2009, مساء 01:15]ـ
يعني أفهم من كلامك أخي الفاضل المبارك عدنان البخاري أن:
1 - الطبيب اسم من أسماء الله.
2 - أنه يجوز نسمي أولادنا بعبد الطبيب؟
/// لا أفتي بجواز ولا غيره, وذكرت ما ذكرت من باب المذاكرة والبحث.
/// وحاصل ما تقدَّم: أنَّ الظَّاهر في التسمِّي بعبدالطبيب هو كالتسمِّي بعبدالشافي؛ إذ لا فرق في الحكم بينهما كما تقدَّم؛ من جهة كونهما اسمين لله تعالى، فمن رأى الأول اسمًا لله تعالى وأجاز التسمية به =لزمه في الثاني مثله، ومن لا فلا.
/// ولا يلزمه ذكر لوزام ولا غيره، كما لا يلزمه ذكر لوزام في باقي الأسماء التي يعبَّدُ بها ..
/// وما تقدَّم تفصيله فيه بيان للحق لمن طلبه وعقله. والله أعلم
ـ[أبو عبدالله الشريف]ــــــــ[09 - Dec-2009, مساء 02:21]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Dec-2009, مساء 08:20]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=72669&highlight=%C7%E1%D8%C8%ED%C8+% C3%D3%E3%C7%C1+%C7%E1%E1%E5
ـ[أم تميم]ــــــــ[11 - Dec-2009, مساء 09:24]ـ
أما وقد تبيَّنَ الأمر ..
فأنا أقولُ بما قلتم في أن الطبيب اسم مطلق لله ..
ولعلِّي سبقتكم في إثراء الموضوع الآخر بالملاحظات التي أردتم تدوينها ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=303791#post30 3791
شكرَ الله لكم، وزادكم علمًا وفقهًا ..
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 11:13]ـ
بارك الله فيكم الأخ عدنان.
ومن جميل الشيء بالشيء: فقد سُأل المحدّث عبد الله سعد عن حديث أبي رمثة السابق / فحسنه وأثبت الشيخ -حفظه الله- أنّه من أسماء الله الحسنى.(/)
اين اجد قول شيخ الاسلام في الرد على تقسيم ابن حزم
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 12:09]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اين اجد رد شيخ الاسلام رحمه الله على تقسيم ابن حزم لاهل المعاصي في مسالة (قلت وتساوي وزيادة) السيئات مع الحسنات
وهل ذهب الى هذا التقسيم غير ابن حزم وابن القيم رحمهما الله
وجزاكم الله خيرا وكتب الله لكم المثوبة والاجر
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 11:42]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما من رد
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 05:00]ـ
من مظان ذلك كتابا "الحسنة والسييئة " و "العبودية" لشيخ الاسلام
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 08:01]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما يوجد احد من الاخوه يعرف مكان رد شيخ الاسلام
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 10:23]ـ
أبشر أبا عبد الله، وأتمنى أن يكون هو مبتغاك.
راجع (مجموع الفتاوى 14/ 481).
وراجع أيضا (مجموع الفتاوى 20/ 104).
ورجاء أخبرني إن كانت هي المطلوبةأم لا؟.
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 12:06]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
جزاكم الله خيرا اخي الكريم وكتب الله لكم المثوبة والاجر
معذرة اخي مجموع الفتوى التي عندي على المكتبه الشامله فلو تكرمت نقلت لي طرف من كلام شيخ الاسلام حتى ابحث عنه
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 04:05]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
اين يا اخوه الرد رجاء سرعة الرد محتاج الجواب
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 04:07]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
اين يا اخوه الرد ضروري الله يبارك فيكم(/)
النهي عن الشحناء والتهاجر
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا".
أخرجه أحمد (2/ 400، رقم 9188)، ومسلم (4/ 1987، رقم 2565)، وأبو داود (4/ 279، رقم 4916)، والترمذي (4/ 373، رقم 2023) وقال: حسن صحيح. وابن حبان (12/ 477، رقم 5661). وأخرجه أيضًا: مالك (2/ 908، رقم 1618)، والبخاري فى الأدب المفرد (ص 148، رقم 411).
قال الإمام المحدِّث الكبير أبو داود السجستاني راوي الحديث: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَجَرَ بَعْضَ نِسَائِهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَابْنُ عُمَرَ هَجَرَ ابْنًا لَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ، إِذَا كَانَتْ الْهِجْرَةُ لِلَّهِ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا بِشَيْءٍ. انتهى كلامه رحمه الله،
وقال العلامة السندي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود": (شَحْنَاء): مِنْ الشَّحْن أَيْ عَدَاوَة تَمْلَأ الْقَلْب (أَنْظِرُوا): أَيْ أَمْهِلُوا (حَتَّى يَصْطَلِحَا): أَيْ يَتَصَالَحَا وَيَزُول عَنْهُمَا الشَّحْنَاء (إِذَا كَانَتْ الْهِجْرَة لِلَّهِ): أَيْ هِجْرَان الْمُسْلِم لِرِعَايَةِ حَقٍّ مِنْ حُقُوق اللَّه (فَلَيْسَ): ذَلِكَ الْهِجْرَة (مِنْ هَذَا): أَيْ الْوَعِيد الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث(/)
كلام السلف في إثبات الصفات الاختيارية (كان ولم يزل)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 03:40]ـ
كلام السلف في إثبات الصفات الاختيارية (كان ولم يزل)
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من المسائل المهمة التي قررها السلف في باب الأسماء والصفات إثبات أن الله كان متصفا بصفات الكمال ولا يزال متصفا بها؛ ومن ذلك الصفات الفعلية – الاختيارية - التي مرجعها إلى مشيئته واختياره.
وقد ضل في هذه المسألة أهل الكلام فالجهمية ردت الأسماء والصفات والمعتزلة أثبتت الأسماء وردت الصفات؛ والكلابية والأشاعرة أنكروا اتصاف الله بالصفات الفعلية والاختيارية والكرامية اثبتت الصفات الاختيارية لله كالكلام ولكن أثبتت اتصافه بذلك بعد أن كان غير متصف بها.
وقد هدى الله أهل السنة للقول الحق الفصل بين هذه الطوائف؛كما قال الطحاوي في عقيدته: ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالقية ولا مخلوق ,وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.
وقد جمعت بعض أقوال أئمة أهل السنة في هذه المسألة (كان ولم يزل) وهذه المسألة ترتبت على مسألة إثبات الصفات الفعلية لله التي أنكرها كثير من أهل الكلام ويسمونها بمسألة حلول الحوادث وقد اعترف الرازي من أئمة الأشاعرة: بأن أكثر العقلاء يقولون بقيام الحوادث بالرب وإن أنكروه باللسان.
درء التعارض (1|336)
وقال شيخ الإسلام: فإن الرازي وإن قرر في كتبه الكلامية كالأربعين و نهاية العقول وغيرهما: امتناع حوادث لا أول لها كما تقدم تقريره واعتراض إخوانه عليه فهو نفسه في كتب أخرى يقدح في هذه الأدلة ويقرر وجوب دوام الفاعلية وامتناع حدوث الحوادث بلا سبب وامتناع حدوثها في غير زمان ويجيب عن كل ما يحتج به في هذه الكتب كما فعل ذلك في كتاب المباحث المشرقية وغيره.
درء التعارض (4|227)
ونقل الحافظ ابن حجر اعتراف الرازي في المطالب العالية بأن قول من قال: أنه تعالى متكلم بكلام يقوم بذاته وبمشيئته واختياره هو أصح الأقوال نقلاً وعقلاً.
الفتح (13|455)
والآمدي كذلك اعترف أن حجج أصحابه ضعيفة في منع قيام الصفات الاختيارية بالله قال: "وقد احتج أهل الحق على امتناع قيام الحوادث به بحجج ضعيفة: الأولى…".
درء التعارض (2|195)
والله هو الموفق والهادي للحق والصواب.
1 - عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
أخرج البخاري في صحيحه عن المنهال عن سعيد بن جبير قال قال رجل لابن عباس
: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي؟ - وذكر منها - قال {وكان الله غفورا رحيما} / النساء 96 /. {عزيزا حكيما} / النساء 56 /
{سميعا بصيرا} / النساء 58 / فكأنه كان ثم مضى فقال ابن عباس: سمى نفسه بذلك وذلك قوله أي لم يزل كذلك فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد فلا يختلف عليك القرآن فإن كلا من عند الله.
رواه البخاري - كتاب التفسير- تفسير سورة فصلت.
2 - جعفر الصادق
روى الثعلبى فى تفسيره بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه أنه سئل عن قوله تعالى {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا} لم خلق الله الخلق؟ فقال: لأن الله كان محسنا بما لم يزل فيما لم يزل إلى ما لم يزل فأراد الله أن يفيض إحسانه إلى خلقه وكان غنيا عنهم لم يخلقهم لجر منفعة ولا لدفع مضرة ولكن خلقهم وأحسن إليهم وأرسل إليهم الرسل حتى يفصلوا بين الحق والباطل فمن أحسن كافأه بالجنة ومن عصى كافأه بالنار.
مجموع الفتاوى (5|538)
3 - الإمام أحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام أحمد رحمه الله: نقول إن الله لم يزل متكلما إذا شاء ولا نقول إنه كان ولا يتكلم حتى خلق الكلام ولا نقول إنه قد كان لا يعلم حتى خلق علما فعلم ولا نقول إنه قد كان ولا قدرة له حتى خلق لنفسه القدرة ولا نقول إنه قد كان ولا نور له حتى خلق لنفسه نورا ولا نقول إنه قد كان لا عظمة له حتى خلق لنفسه عظمة فقالت الجهمية لما وصفنا الله بهذه الصفات إن زعمتم أن الله ونوره والله وقدرته والله وعظمته فقد قلتم بقول النصارى حين زعموا أن الله لم يزل ونوره ولم يزل وقدرته.
قلنا لا نقول إن الله لم يزل وقدرته ولم يزل ونوره ولكن نقول لم يزل بقدرته ونوره لا متى قدر ولا كيف قدر
فقالوا لا تكونوا موحدين أبدا حتى تقولوا قد كان الله ولا شيء.
فقلنا نحن:نقول قد كان الله ولا شيء ولكن إذا قلنا إن الله لم يزل بصفاته كلها أليس إنما نصف إلها واحدا بجميع صفاته وضربنا لهم في ذلك مثلا فقلنا أخبرونا عن هذه النخلة أليس لها جذع وكرب وليف وسعف وخوص وحجار واسمها اسم شيء واحد وسميت نخلة بجميع صفاتها فكذلك الله وله المثل الأعلى بجميع صفاته إله واحد لا نقول إنه قد كان في وقت من الأوقات ولا يقدر حتى خلق له قدرة والذي ليس له قدرة هو عاجز ولا نقول قد كان في وقت من الأوقات ولا يعلم حتى خلق له علما فعلم والذي لا يعلم هو جاهل ولكن نقول لم يزل الله عالما قادرا لا متى ولا كيف وقد سمى الله رجلا كافرا اسمه الوليد بن المغيرة المخزومي فقال ذرني ومن خلقت وحيدا وقد كان هذا الذي سماه الله وحيدا له عينان وأذنان ولسان وشفتان ويدان ورجلان وجوارح كثيرة فقد سماه الله وحيدا بجميع صفاته فكذلك الله وله المثل الأعلى هو بجميع صفاته إله واحد.
الرد على الزنادقة والجهمية (36)
وعن حنبل قال سمعت أبا عبد الله يقول: نعبد الله بصفاته كما وصف به نفسه قد أجمل الصفة لنفسه ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه ولا نتعدى ذلك.
ونؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه تعالى ذكره صفة من صفاته شناعة شنعت ولا نزيل ما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضع كنفه عليه هذا كله يدل على أن الله يرى في الآخرة والتحديد في هذا بدعة والتسليم لله بأمره ولم يزل الله متكلما عالما غفورا عالم الغيب والشهادة عالم الغيوب فهذه صفات الله وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد.
الإبانة (3|326) لابن بطة
وأيضا جاء في بيان عقيدته: كان يقول إن الله عز وجل مستو على العرش المجيد وحكى جماعة عنه أن الاستواء من صفات الفعل وحكى جماعة عنه أنه كان يقول إن الاستواء من صفات الذات.
وكان يقول في معنى الاستواء هو العلو والارتفاع ولم يزل الله تعالى عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه فهو فوق كل شيء والعالي على كل شيء.
اعتقاد الإمام أحمد (296) والعقيدة للخلال (108)
ونقل الأشعري في الإبانة عنه: قال أبو عبد الله: والقرآن علم الله ألا تراه يقول: (علم القرآن) والقرآن فيه أسماء الله عز وجل أي شيء يقولون؟ ألا يقولون: إن أسماء الله غير مخلوقة لم يزل الله قديرا عليما عزيزا حكيما سميعا بصيرا لسنا نشك أن أسماء الله عز وجل غير مخلوقة لسنا نشك أن علم الله عز وجل غير مخلوق فالقرآن من علم الله وفيه أسماء الله فلا نشك أنه غير مخلوق وهو كلام الله عز وجل ولم يزل به متكلما ثم قال: وأي كفر من هذا؟ وأي كفر أشر من هذا؟
يقال لهم: ألستم تزعمون أن الله تعالى لم يزل عالما؟ فمن قولهم: نعم
قيل لهم: فلم لا قلتم إن ما لم يزل عالما أنه يكون في وقت من الأوقات لم يزل مريدا أن يكون في ذلك الوقت وما لم يزل عالما أنه لا يكون فلم يزل مريدا أن لا يكون وأنه لم يزل مريدا أن يكون ما علم كما علم؟
فإن قالوا: لا نقول إن الله لم يزل مريدا لأن الله تعالى مريد بإرادة مخلوقة.
الإبانة (87)
وقال الإمام أحمد: لم يزل الله عالما متكلما يعبد بصفاته غير محدودة ولا معلومة.
الإبانة (3|372)
4 - قال عبد الله بن المبارك: لم يزل الله متكلماً إذا شاء.
مجموع الفتاوى (8|23)
5 - محمد بن إسماعيل البخاري
قال البخاري: ولقد بين نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن له فعل فهو ميت.
(يُتْبَعُ)
(/)
خلق أفعال العباد (85)
وقال البخاري: واختلف الناس في الفاعل والمفعول والفعل فقالت القدرية الأفاعيل كلها من البشر ليست من الله وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد لذلك قالوا لكن مخلوق وقال أهل العلم التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة لقوله تعالى وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق يعني السر والجهر من القول ففعل الله صفة الله والمفعول غيره من الخلق.
خلق أفعال العباد (113)
وبوب في صحيحه باب قول الله تعالى {كل يوم هو في شأن} / الرحمن و {ما يأتيهم ذكر من ربهم محدث} / الأنبياء 2 /. وقوله تعالى {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} / الطلاق 1 /
وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين.
لقوله تعالى {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} / الشورى 11 /
وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة.
قال ابن حجر: وقال الداودي الذكر في هذه الآية هو القرآن وهو محدث عندنا وهو من صفاته تعالى ولم يزل سبحانه وتعالى بجميع صفاته قال ابن التين: وهذا منه أي من الداودي عظيم واستدلاله يرد عليه فإنه إذا كان لم يزل بجميع صفاته وهو قديم فكيف تكون صفته محدثه وهو لم يزل بها إلا أن يريد أن المحدث غير المخلوق كما يقول البلخي ومن تبعه وهو ظاهر كلام البخاري حيث قال وإن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين فاثبت أنه محدث انتهى
الفتح (13|498)
قال ابن حجر: وقد نقل الهروي في الفاروق بسنده إلى حرب الكرماني سألت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يعني بن راهويه عن قوله تعالى {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} قال: قديم من رب العزة محدث إلى الأرض فهذا هو سلف البخاري في ذلك.
الفتح (13|506)
وبوب كذلك قبل ذلك باب قوله تعالى {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم}
قال الحافظ: غرضه في هذا الباب إثبات ما ذهب إليه أن الله يتكلم متى شاء.
الفتح (13|496)
وفي باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام الله}
قال ابن حجر: قال بن بطال أراد بهذه الترجمة وأحاديثها ما أراد في الأبواب قبلها أن كلام الله تعالى صفة قائمة به وانه لم يزل متكلما ولا يزال ثم أخذ في ذكر سبب نزول الآية والذي يظهر أن غرضه أن كلام الله لا يختص بالقرآن فإنه ليس نوعا واحدا كما تقدم نقله عمن قاله وانه وان كان غير مخلوق وهو صفة قائمة به فإنه يلقيه على من يشاء من عباده بحسب حاجتهم في الأحكام الشرعية وغيرها من مصالحهم وأحاديث الباب كالمصرحة بهذا المراد.
الفتح (13|475)
6 - قال الدارمي: والله تبارك وتعالى اسمه كأسمائه سواء لم يزل كذلك ولا يزال لم تحدث له صفة ولا اسم لم يكن كذلك قبل الخلق كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين وعالما قبل المعلومين وسميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين وبصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة.
رد الدارمي على بشر (1|162)
وقال: ولو قد صحت روايتك عن ابن عباس أنه قال القيوم الذي لا يزول لم نستنكره وكان معناه مفهوما واضحا عند العلماء وعند أهل البصر بالعربية أن معنى لا يزول لا يفنى ولا يبيد لا أنه لا يتحرك ولا يزول من مكان إلى مكان إذا شاء كما كان يقال للشيء الفاني هو زائل كما قال لبيد ابن ربيعة:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
يعني فان لا أنه متحرك فإن أمارة ما بين الحي والميت التحرك وما لا يتحرك فهو ميت لا يوصف بحياة كما وصف الله تعالى الأصنام الميتة فقال {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون} فالله الحي القيوم القابض الباسط يتحرك إذا شاء ويفعل ما يشاء بخلاف الأصنام الميتة التي لا تزول حتى تزال.
رد الدارمي على بشر (1|357)
وقال أيضا: ثم عاد المعارض إلى أسماء الله تعالى ثانية فادعى أنها محدثة كلها لأن الأسماء هي ألفاظ ولا يكون لفظ إلا من لافظ إلا أن من معانيها ما هي قديمة ومنها حديثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد فسرنا للمعارض تفسير أسماء الله في صدر كتابنا هذا واحتججنا عليه بما تقوم به الحجة من الكتاب والسنة فلم نحب إعادتها هاهنا ليطول به الكتاب غير أن قوله هي لفظ اللافظ يعني أنه من ابتداع المخلوقين بألفاظهم لأن الله لا يلفظ بشيء في دعواك ولكن وصفه بها المخلوقون فكلما حدث لله فعل في دعواه أعاره العباد اسم ذلك الفعل يعني أنه لما خلق سموه خالقا وحين رزق سموه رازقا وحين خلق الخلق فملكهم سموه مالكا وحين فعل الشيء سموه فعالا.
ولذلك قالوا منها حديثة ومنها قديمة فأما قبل الخلق فبزعمهم لم يكن لله تعالى إسم وكان كالشيء المجهول الذي لا يعرف ولا يدرى ما هو حتى حدث الخلق فأحدثوا أسماءه.
رد الدارمي على بشر (2|842)
7 - قال الفضيل بن عياض: إذا قال الجهمى أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل أنا أومن برب يفعل ما يشاء.
قال شيخ الإسلام: أراد الفضيل بن عياض رحمه الله مخالفة الجهمى الذى يقول أنه لا تقوم به الأفعال الاختيارية فلا يتصور منه إتيان ولا مجيء ولا نزول ولا استواء ولا غير ذلك من الأفعال الاختيارية القائمة به.فقال الفضيل إذا قال لك الجهمى أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل أنا أومن برب يفعل ما شاء. فأمره أن يؤمن بالرب الذي يفعل ما يشاء من الأفعال القائمة بذاته التى يشاؤها لم يرد من المفعولات المنفصلة عنه.
مجموع الفتاوى (5|377)
8 - ابن خزيمة
قال الحاكم: سمعت أبا عبد الرحمن بن أحمد المقري يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: الذي أقول به أن القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق ومن قال: إن القرآن أو شيئا منه ومن وحيه وتنزيله مخلوق أو يقول: إن الله لا يتكلم بعد ما كان تكلم به في الأزل أو يقول: إن أفعال الله مخلوقة أو يقول: إن القرآن محدث أو يقول: إن شيئا من صفات الله - صفات الذات - أو اسما من أسماء الله مخلوق فهو عندي جهمي يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه هذا مذهبي ومذهب من رأيت من أهل الأثر في الشرق والغرب من أهل العلم ومن حكى عني خلاف هذا فهو كاذب باهت.
درء التعارض (1|276)
9 - قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت: والله تعالى واحد لا من طريق العدد ولكن من طريق انه لا شريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لا يشبه شيئا من الأشياء من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته الذاتية والفعلية.
أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بصفاته وأسمائه لم يحدث له صفة ولا اسم لم يزل عالما بعلمه والعلم صفة في الأزل وقادرا بقدرته والقدرة صفة في الأزل ومتكلما بكلامه والكلام صفة في الأزل وخالقا بتخليقه والتخليق صفة في الأزل وفاعلا بفعله والفعل صفة في الأزل والفاعل هو الله تعالى و الفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق.
الشرح الميسر على الفقهين الأبسط والأكبر المنسوبين لأبي حنيفة (18)
10 - قال المزني: القرآن كلام الله عز وجل ومن اللّه وليس بمخلوق فيبيد، وقدرة الله ونعمته وصفاته كلها غير مخلوقات دائمات أزلية ليست بمحدثات فتبيد، ولا كان ربنا ناقصاً فيزيد تجَلَّتْ صفاته عن شبه المخلوقين، وقصرت عنه نظر الواصفين، قريب بالإجابة عند السؤال، بعيد بالبعد لا ينال. عال على عرشه بائن من خلقه موجود ليس بمعدوم ولا مفقود.
اجتماع الجيوش (168) والعلو (2|1143)
11 - قال الطحاوي في عقيدته: ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالقية ولا مخلوق ,وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.
12 - قال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني مصنف حلية الأولياء في كتاب الإعتقاد له طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة
ومما اعتقدوه أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة لا يزول ولا يحول لم يزل عالما بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام.
العلو (2|1305)
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - وقال الحافظ إمام القراء أبو عمرو عثمان بن سعد الداني صاحب التيسير في أرجوزته التي في عقود الديانة
كلم موسى عبده تكليما ... ولم يزل مدبرا حكيما
العلو (2|1323)
14 - قال محمد بن الحسين الآجري: لم يزل الله تعالى عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الأشياء من قال غير هذا فقد كذا
الشريعة (84)
15 - قال عبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة الماجشون: اعلم أن الله تعالى أولا لم يزل أولا وليس بالأول الذي كان أولا ما كان من الأشياء وقد كان هو الآخر الذي لم يزل ليس بالآخر الذي يكون آخرا ثم لا يكون وهو الآخر الذي لا يفنى والأول الذي لا يبيد القديم الذي لا بداية له لم يحدث كما حدثت الأشياء لم يكن صغيرا فكبر ولا ضعيفا فقوي ولا ناقصا فتم ولا جاهلا فعلم لم يزل قويا عاليا كبيرا متعاليا لم تأت طرفة عين قط إلا وهو الله لم يزل ربا ولا يزال أبدا كذلك فيما كان وكذلك فيما بقي يكون وكذلك هو الآن لم يستحدث علما بعد أن لم يكن يعلم ولا قوة بعد قوة لم تكن فيه.
العظمة لأبي نعيم (389)
16 - وقال ابن أبي زيد القيرواني: فيما اجتمعت عليه الأمة من أمور الديانة من السنن التي خلافها بدعة وضلالة إن اللّه سبحانه وتعالى اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، لم يزل بجميع صفاته وهو سبحانه موصوف بأن له علماً وقدرة وإرادة ومشيئة أحاط علماً بجميع ما بدا قبل كونه وفطر الأشياء بإرادته.
اجتماع الجيوش (150)
17 - قال اللالكائي: سياق ما دل من الآيات من كتاب الله تعالى وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين على أن القرآن تكلم الله به على الحقيقة وأنه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم وأمره أن يتحدى به وأن يدعو الناس إليه وأنه القرآن على الحقيقة متلو في المحاريب مكتوب في المصاحف محفوظ في صدور الرجال ليس بحكاية ولا عبارة عن قرآن وهو قرآن واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب بل هو صفة من صفات ذاته لم يزل به متكلما ..
أصول اعتقاد أهل السنة (2|330)
18 - أبو بكر عبد العزيز بن جعفر
" قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر صاحب الخلال في أول كتابه الكبير المسمى بالمقنع وقد ذكر ذلك عنه القاضي أبو يعلى في كتاب إيضاح البيان في مسألة القرآن قال أبو بكر لما سألوه: (إنكم إذا قلتم: لم يزل متكلما كان ذلك عبثا فقال: لأصحابنا قولان: أحدهما أنه لم يزل متكلما كالعلم لأن ضد الكلام الخرس كما أن ضد العلم الجهل قال: ومن أصحابنا من قال: قد أثبت سبحانه لنفسه أنه خالق ولم يجز ان يكون خالقا في كل حال بل قلنا: إنه خالق في وقت إرادته أن يخلق وإن لم يكن خالقا في كل حال ولم يبطل أن يكون خالقا كذلك وإن لم يكن متكلما في كل حال يبطل أن يكون متكلما بل هو متكلم خالق وإن لم يكن خالقا في كل حال ولا متكلما في كل حال.
درء التعارض (1|274)
19 - القاضي أبي يعلي الحنبلي
قال شيخ الإسلام: وذكر القاضي أبو يعلى في كتابه المسمى بإيضاح البيان هذا السؤال فقال: (نقول: إنه لم يزل متكلما وليس بمكلم ولا مخاطب ولا آمر ولا ناه نص عليه أحمد في رواية حنبل فقال: لم يزل الله متكلما عالما غفورا
قال: وقال في رواية عبد الله: لم يزل الله متكلما إذا شاء وقال حنبل في موضع آخر: سمعت أبا عبد الله يقول: لم يزل الله متكلما والقرآن كلام الله غير مخلوق)
قال القاضي أبو يعلى: (وقال أحمد في الجزء الذي فيه الرد على الجهمية والزنادقة: وكذلك الله يتكلم كيف شاء من غير أن نقول جوف ولا فم ولا شفتان) وقال بعد ذلك: (بل نقول: إن الله لم يزل متكلما إذا شاء ولا نقول: إنه كان ولا يتكلم حتى خلق.
درء التعارض (1|275)
20 - عبد الله بن حامد
قال شيخ الإسلام: وقال أبو عبد الله بن حامد في كتابه في أصول الدين: (ومما يجب الإيمان به والتصديق أن الله متكلم وأن كلامه قديم وأنه لم يزل متكلما في كل أوقاته موصوفا بذلك وكلامه قديم غير محدث كالعلم والقدرة)
قال: وقد يجيء على المذهب أن يكون الكلام صفة المتكلم لم يزل موصوفا بذلك ومتكلما كما شاء وإذا شاء ولا نقول: إنه ساكت في حال أو متكلم في حال من حيث حدوث الكلام)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: (ولا خلاف عن أبي عبد الله أن الله كان متكلما قبل أن يخلق الخلق وقبل كل الكائنات وأن الله كان فيما لم يزل متكلما كيف شاء وكما شاء وإذا شاء أنزل كلامه وإذا شاء لم ينزله)
قال شيخ الإسلام: قول ابن حامد: (ولا نقول إنه ساكت في حال أو متكلم في حال من حيث حدوث الكلام) يريد به أنا لا نقول: إن جنس كلامه حادث في ذاته كما تقوله الكرامية من أنه كان ولا يتكلم ثم صار يتكلم بعد أن لم يكن متكلما في الأزل ولا كان تكلمه ممكنا.
درء التعارض (1|275)
21 - وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الملقب بشيخ الإسلام في اعتقاد أهل السنة وما وقع عليه إجماع أهل الحق من الأمة: (اعلم أن الله متكلم قائل مادح نفسه وهو متكلم كلما شاء ويتكلم بكلام لا مانع له ولا مكره والقرآن كلامه هو تكلم به)
قال أيضا في كتاب مناقب أحمد بن حنبل في باب الإشارة إلى طريقته في الأصول لما ذكر كلامه في مسأئل القرآن وترتيب البدع التي ظهرت فيه وأنهم قالوا أولا: هو مخلوق وجرت المحنة المشهورة ثم مسألة اللفظية بسبب حسين الكرابيسي إلى أن قال: وجاءت طائفة فقالت: لا يتكلم بعد ما تكلم فيكون كلامه حادثا قال: وهذه سحارة أخرى تقذي في الدين غير عين واحدة فانتبه لها أبو بكر بن خزيمة وكانت حينئذ بنيسابور دار الآثار تمد إليها الدانات وتشد إليها الركائب ويجلب منها العلم وما ظنك بمجالس يحبس عنها الثقفي و الصبغي مع ما جمعا من الحديث والفقه والصدق والورع واللسان والبيت والقدر لا يستر لوث بالكلام واستمام لأهله فابن خزيمة في بيت ومحمد بن إسحاق في بيت و أبو حامد العرشرقي في بيت قال: فطار لتلك الفتنة ذلك الإمام أبو بكر فلم يزل يصيح بتشويهها ويصنف في ردها كأنه منذر جيش حتى دون في الدفاتر وتمكن في السرائر ولقن في الكتاتيب ونقش في المحاريب أن الله متكلم: إن شاء تكلم وإن شاء سكت فجزى الله ذلك الإمام وأولئك النفر الغر عن نصرة دينه وتوقير نبيه خبيرا)
درء التعارض (1|275)
22 - وقال أبو نصر السجزي أيضا: (فأما الله تعالى فإنه متكلم فيما لم يزل ولا يزال متكلما بما شاء من الكلام يسمع من يشاء من خلقه ما شاء من كلامه إذا شاء ذلك ويكلم من شاء تكليمه بما يعرفه ولا يجهله وهو سبحانه حي عليم متكلم لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ليس بجسم ولا في معنى جسم ولا يوصف بأداة ولا جارحة وآلة وكلامه أحسن الكلام.
درء التعارض (1|280)
23 - وقال أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي الأصبهاني الشافعي في كتابه المعروف بالحجة على تارك المحجة: (أجمع المسلمون على أن القرآن كلام الله وإذا صح أنه كلام الله صح أنه صفة الله تعالى وأنه موصوف به وهذه الصفة لازمة لذاته تقول العرب: (زيد متكلم) فالكلام صفة له لا نعرف إلا أن حقيقة هذه الصفة الكلام وإذا كان كذلك كان القرآن كلام الله وكانت هذه الصفة
لازمة له أزلية والدليل على أن الكلام لا يفارق المتكلم أنه لو كان مفارقه لم يكن للمتكلم إلى كلمة واحدة فإذا تكلم بها لم يبق له كلام فلما كان المتكلم قادرا على كلمات كثيرة كلمة بعد كلمة دل على أن تلك الكلمات فروع لكلامه الذي هو صفة له ملازمة)
درء التعارض (1|283)
وقال أيضا: فالله تعالى يتكلم كلاما أزليا غير معلم ولا منقطع.
الحجة في بيان المحجة (1|93)
وبوب كذلك باب الدليل من الكتاب والأثر على أن الله تعالى لم يزل متكلما آمرا ناهيا بما شاء لمن شاء منخلقه موصوفا بذلك
الحجة في بيان المحجة (1|211)
وقال: أيضا: وكذلك قول من قال إن الخالق لا يسمى خالقا والرازق لا يسمى رازقا حتى يخلق ويرزق ويحصل منه الخلق والرزق وقالوا: إنما قلنا هذا لأن العقل والمشاهدة ينكران أن يتسمى أحد بأنه فاعل أو يتحلى بالفعل إذا خلا عن الفعل في الحال وإذا صح هذا صح أن الله لايتصف بالخالق والرازق ما لم يخلق ويرزق فيقيسون الخالق بالمخلوق ويشبهونه به ويقولون إن الخالق والرازق وأشباههما من صفات الله تعالى صفات للفعل لا صفات للذات وإذا كان الفعل موصوفا بصفة لم تحصل الصفة حتى يحصل الفعل وهذا إنما يصح في فعل المخلوق لا في فعل الخالق وفعل الخالق لا يشبه فعل المخلوق وقال أهل اللغة الفعل لا يوصف؛ لا يقال فعل قائم .. ولكن يقال زيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ضارب وعمرو ذاهب فقولهم الخالق والرازق صفة للفعل خطأ وإنا ذلك صفة للذات.
ومن الدليل على أن الصفات الصادرة عن فعل الله تعالى كالخالق والرازق والعادل والمحسن والمنعم والمحي والمميت والمثيب والمعاقب هي صفات لازمة له قديمة بقدمه لا لقدم معانيها الذي هو الخلق والرزق والإحسان والإثابة والعقاب لكن لتحقق وجود معانيها قال أحمد بن حنبل رحمه الله في رواية حنبل عنه: لم يزل متكلما عالما غفورا فوصفه بالغفران فيما لم يزل كما وصفه بالكلام والعلم خلافا لمن قال هي صفات محدثة لا يكون موصوفا بها في القدم ومن الدليل على صحة ما قلناه أن تحقق الفعل من جهته يوجب كونه صفة لازمة له قديمة بدليل وصفه في القدم أنه معيد وباعث ووارث وإن لم يعد ولم يبعث ولم يرث ويوصف بأنه رب قبل أن يخلق مربوب وأنه آله قبل أن يخلق المألوه ومن نفى هذه الصفات قبل وجود معانيها فقد خالف المسلمين ويبين صحة هذا قول أهل اللغة سيف مقطوع وخبز مشبع وماء مرو وإن لم يوجد منه القطع والشبع والري لتحقق الفعل منه.
الحجة في بيان المحجة (1|301)
24 - وقال ابن بطة: ومن زعم أن أسماء الله وصفاته مخلوقة فقد زعم أن الله مخلوق محدث وأنه لم يكن ثم كان تعالى الله عما تقوله الجهمية الملحدة علوا كبيرا وكلما تقوله وتنتحله فقد أكذبهم الله عز وجل في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي أقوال الصحابة وإجماع المسلمين في السابقين والغابرين لأن الله لم يزل عليما سميعا بصيرا متكلما تاما بصفاته العليا وأسمائه الحسنى قبل كون الكون وقبل خلق الأشياء.
الإبانة (3|292)
25 - وقال القحطاني في نونيته:
فالله ربي لم يزل متكلما ... حقا إذا ما شاء ذو إحسان
نادى بصوت حين كلم عبده ... موسى فأسمعه بلا كتمان
وكذا ينادي في القيامة ربنا ... جهرا فيسمع صوته الثقلان
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا ... قول الإله المالك الديان
هذا حديث نبينا عن ربه ... صدقا بلا كذب ولا بهتان
نونية القحطاني (10)
من أقوال أئمة المخالفين
1 - قال أبو الحسن الأشعري: لم يزل بصفاته أولا قديرا ولا يزال عالما خبيرا استوفى الأشياء علمه ونفذت فيها إرادته.
تبيين كذب المفتري (153)
وقال أيضا: وكذلك يستحيل أن يوصف بخلاف الكلام من السكوت والآفات فوجب لذلك أن يكون لم يزل متكلما كما وجب أن يكون لم يزل عالما
دليل آخر:
وقال الله تعالى: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي) من الآية (109/ 18) فلو كانت البحار مدادا للكتبة لنفدت البحار وتكسرت الأقلام ولم يلحق الفناء كلمات ربي كما لا يلحق الفناء علم الله تعالى ومن فني كلامه لحقته الآفات وجرى عليه السكوت فلما لم يجز ذلك على ربنا سبحانه صح أنه لم يزل متكلما لأنه لو لم يكن متكلما وجب السكوت والآفات تعالى ربنا عن قول الجهمية علوا كبيرا.
الإبانة (68)
وقال: وإذا لم يجز أن يكون الله سبحانه وتعالى في قدمه بمرتبة دون مرتبة الأصنام التي لا تنطق فقد وجب أن يكون الله لم يزل متكلما.
الإبانة (71)
وقال أيضا: وأجمعوا على إثبات حياة الله عز وجل لم يزل بها حيا وعلما لم يزل به عالما وقدرة لم يزل بها قادرا وكلاما لم يزل به متكلما وإرادة لم يزل بها مريدا وسمعا وبصرا لم يزل به سميعا بصيرا
رسالة إلى أهل الثغر (215)
2 - قال أبو منصور الماتريدي: ونحن نقول بأنه عز وجل لم يزل عالما قادرا فاعلا جوادا على الوجوه التي تصح في العقل ويقوم معه التدبير إنه لم يزل كذلك ليكون بفعله كل شيء يكون في وقت كونه بوجه يصح عنه دفع الوصف بالغنا عن التكوين والإمتناع عن وقوع القدرة عليه والغنا بنفسه في الوجود عن الباري ولا قوة إلا بالله
التوحيد (33)
3 - قال الباقلاني: وصفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضا.
العلو (238) واجتماع الجيوش (303)
وقال أيضا: باب في أنه لم يزل حيا عالما قادرا سميعا بصيرا متكلما مريدا
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قال قائل ولم زعمتم أن الصانع لم يزل حيا عالما قادرا سميعا بصيرا متكلما مريدا كما أنه اليوم موصوف بذلك قيل له لأنه لو كان فيما لم يزل غير حي ولا عالم ولا قادر ولا سميع ولا بصير ولا متكلم ولا مريد لكان لم يزل ميتا عاجزا أخرس ساكتا فتعالى عن ذلك.
ولو كان لم يزل موصوفا بالموت الذي يضاد الحياة والعلم والقدرة لكان إنما يوصف بذلك لنفسه أو لعلة قديمة ولو كان لنفسه كذلك لاستحال أن يحيا ما دامت نفسه كائنة وكذلك لو كان على ما ذكرالسائل لعلة قديمة لاستحال أن يحيا اليوم لاستحالة عدم موته القديم لأن القديم لا يجوز عدمه وإذا استحال ذلك استحال أن يفعل ويوجد منه ما يدل على أنه اليوم حي قادر وفي صحة ذلك منه ووجوده دليل على أنه لم يزل حيا وكذلك لو كان لم يزل حيا وهو غير متكلم ولا سميع ولا بصير ولا مريد ولا عالم ولا قادر لوجب أن يوصف بأضداد هذه الصفات في أزله من الخرس والسكوت والصمم والعمى والاستكراه والسهو والجهل والعجز فتعالى عن ذلك أجمع.
ولو كان لم يزل موصوفا بهذه الأوصاف لنفسه أو لمعنى قديم لاستحال خروجه عنها ووصفه بضدها لاستحالة عدم القديم ولوجب أن يكون في وقتنا هذا غير حي ولا عالم ولا قادر ولا سميع ولا بصير وذلك خلاف إجماع المسلمين.
تمهيد الأوائل (49)
4 - وقال البيهقي: وكلام الله تعالى موجود فيما لم يزل موجود فيما لا يزال وبإسماعه كلامه من شاء من ملائكته ورسله وعباده متى شاء صار كلامه مسموعا له بلا كيف والمسموع كلامه الذي لم يزل موصوفا به وكلامه لا يشبه كلام المخلوقين كما لا يشبه سائر أوصافه أوصاف المخلوقين.
الاعتقاد (100)
قال ابن بطال تضمن هذا الباب صفتين لله تعالى صفة ذات وصفة فعل فالرزق فعل من أفعاله تعالى فهو من صفات فعله لأن رازقا يقتضي مرزوقا والله سبحانه وتعالى كان ولا مرزوق وكل ما لم يكن ثم كان فهو محدث والله سبحانه موصوف بأنه الرزاق ووصف نفسه بذلك قبل خلق الخلق بمعنى أنه سيرزق إذا خلق المرزوقين.
الفتح (13|373)
5 - وقال الشهرستاني: اعلم أن جماعة كبيرة من السلف كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والجلال والإكرام والجود والإنعام والعزة والعظمة ولا يفرقون بين صفات الذات وصفات الفعل بل يسوقون الكلام سوقا واحدا
وكذلك يثبتون صفات خبرية مثل اليدين والوجه ولا يؤولون ذلك إلا أنهم يقولون: هذه الصفات قد وردت في الشرع فنسميها صفات خبرية.
الملل والنحل (1|91)
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 04:54]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 05:25]ـ
جزاك الله خيرا وفيكم بارك الله(/)
الحملة ضد الحجاب .. لماذا؟: نورة السعد
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 07:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحملة ضد الحجاب .. لماذا؟
نورة السعد
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/Q2K83527.jpg
منذ شهور نشرت الصحف صورا لعقد قران كبرا، ابنة السيد عبد الله جول رئيس الجمهورية التركية بحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وعقيلته وعدد كبير من المدعوين، واهتمت هذه الصحف بالتعليق على ثوب الزفاف الأبيض الجميل الذي ترتديه العروس, الذي غطى كل أجزاء الجسد والرأس, وقبلت يد أبيها في حنو رقيق. وهي صورة كاد العالم ينساها أمام نماذج حفلات الزفاف الحالية التي تتم في أسر مسلمة يتم في فعالياتها التقليد لحفلات النموذج الغربي من لباس أقرب إلى التعري منه إلى لباس ساتر للجسد, ناهيك عن حفلات الرقص المختلطة وتناول المسكرات, بل في بعض منها ولقلة شاذة تم فيها التعري من الملابس أمام المدعوين! ولا ننسي صورة زوجة الرئيس التركي عبد الله جول مرتدية الحجاب ومحتفية بكونها أول امرأة محجبة تدخل القصر الرئاسي في تركيا منذ سقوط دولة الخلافة العثمانية وإعلان العلمانية على يد كمال أتاتورك.
هاتان الصورتان تحملان ألف معنى, فهما من جانب توضحان الصورة المناقضة لكل ما شاهده الجمهور الذي تابع المسلسلات التركية السيئة في الفترة الأخيرة, التي يتم من خلالها تمرير جميع المخالفات الشرعية التي تمثل الخلل في العلاقات الشرعية بين الرجال والنساء, وتظهر أن جرائم الزنا كأنها عمل طبيعي لا غبار عليه!
من ناحية أخرى, أن زوجة الرئيس التركي السيد عبد الله جول وابنته مثالان متميزان لحفاظ المسلمة على حجابها واحتشامها في مناخ عولمي يشن هجمات متتالية لإسقاط حجاب المرأة المسلمة تحت ذرائع واهية, وكتابات سخيفة يدعون فيها أن الحجاب امتهان لمكانة المرأة المسلمة وعزل لها, وهناك عديد من الكتب والدراسات التي تكرس التخلي عن الحجاب وتحرض المتحجبات على التخلي عنه انتصارا لكرامتهن (كما يدعون)! ومن المهازل ما نشر منذ عام تقريبا عندما أطلق بعض السفهاء حملة لإسقاط الحجاب في بعض المدونات على شبكة الإنترنت, ردا على مطالبة أحد المواقع إحدى المطربات المشهورات بالتعري الفاضح بالتحجب والتستر! ولهذا جند شياطين الإنس الذين يتاجرون بجمال المرأة وبتحويلها إلى سوق نخاسة حديثا تحت ستار كاذب يدعي الدفاع عن حريتها الشخصية في أن ترتدي ما تريد! وهم في الواقع المستفيدون من العري المحموم. واستعانوا بصور لرئيس سابق لإحدى الدول العربية وهو يخلع حجاب إحدى النساء المسلمات!
ودائماً من يهاجم الحجاب يورد أن المطالبة بالحجاب هو تدخل في شؤون النساء الخاصة وإرهاب فكري، وأن هؤلاء الأصوليين المتشددين لا هم لهم سوى تكميم المرأة وحرمانها من حقوقها الشخصية والاجتماعية والدينية. ولا أعرف كيف أن الحجاب سيحرم المرأة من هذه الحقوق؟ ولماذا النساء غير المحجبات في مختلف دول العالم وقد خلعن الحجاب إذا كان الحديث عن مجتمعات إسلامية أو لا يرتدين الحجاب أصلا لأنهن لسن مسلمات, وفي مجتمعات غربية لا يتحجب فيها سوى الراهبات بصفتهن (راهبات) ولا نجد من ينتقدهن لأنهن يرتدين اللباس الأسود الساتر والفضفاض ويغطين شعورهن أيضا!! لأن جزءا من شعارات من يهاجم حجاب المرأة المسلمة من الجنسين معا يرددون أن شعر المرأة ليس رمزاً جنسياً تخجل منه، وجسدها ليس مسرحا لتهيؤ شهوانية، وأنها كائن سام بشعرها وجسدها!
بل ادعوا لأنفسهم حق الفتوى الشرعية الدينية, وهم شرذمة من العلمانيين من مختلف الجنسيات وقالوا: إن الحجاب لم يكن يوما فريضة دينية أو ركنا من أركان الإسلام. ولأنه رمز استعباد المرأة، وطالبوا بأن يكون هناك يوم في السنة, وهو يوم المرأة العالمي, يوما لنزع الحجاب، لتوعية المخدوعات بشعارات الإسلاميين بخطر مشروعهم في اضطهادها وتحويلها إلى عورة ونصف إنسان، وتضامنا مع اللاتي يجبرن على وضع هذه الخرقة (قطعة قماش) على رؤوسهن, بل إن إحداهن كانت تطالب بنزع الحجاب لأنه إرث كنسي وليس من الإسلام! وقالت أيضا في لقاء تلفازي معها: إنه تمييز ضدي بصفتي امرأة مسلمة أقرأ القرآن وأفهم ديني ومن تتحجب فإنها تمارس (تمييزا ضدي وتظهرني أني غير مسلمة)! هل وجدتم أسوأ من هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
التبرير؟ بل ذكرت أنها ستقتل ابنتها إذا تحجبت في يوم ما! رغم أنها كانت في ذلك اللقاء تعتقد أن الحجاب يفرض على النساء وتطالب بإعطاء المرأة حريتها في أن ترتدي الحجاب أو لا ترتديه! عندما حاصرتها المذيعة بالأسئلة حول هذا التناقض في الموقفين لم ترد وصمتت, ذلك لأن ما تخفيه نفسها الأمارة بالسوء أدانها أمام جمهور المشاهدين.
ولست أستعرض هذا الموقف لأبرهن شرعية حجاب المرأة المسلمة, من خلال ثرثرتها ولكن أوجهها رسالة لمن يهتدي بهديها ويجد فيها نموذجا للكاتبات الرائدات كما يقال!
نحن بصفتنا نساء مسلمات ندرك تماما أن الحجاب (فرض على المرأة)، وهو أمر رباني بستر زينتها بما في ذلك وجهها وصدرها وسائر زينتها، لقوله تعالى: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) والخمار هو ما يتدلى من الرأس فيغطي الوجه، وكذلك الجلباب وهو الرداء الذي تستر به نفسها فلا يبدو منها شيء. وقال تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب) فهو إذن حماية للمرأة حتى لا تكون عرضة للأذى من الشهوانيين من الرجال وكان ذلك سببا في كثرة الفواحش من الزنا ومقدماته, وما حالات التحرش الجنسي التي تشتكي منها معظم المجتمعات إلا إحدى النتائج لعدم حجاب النساء وتسترهن وابتعادهن عن إظهار مفاتنهن, وهناك عديد من الدراسات التي تثبت ذلك ومنشورة في مواقع الإنترنت أو مراكز البحوث والدراسات لا فرق في ذلك المجتمعات المسلمة أو غير المسلمة. وعندما يذكر الحجاب فإن هذا لا يعني غطاء الشعر فقط وارتداء البنطال الضيق والبلوزة اللاصقة بالجسم! فهذا ليس الحجاب الشرعي, وهو مع الأسف المنتشر حاليا لدينا هنا وفي بعض مجتمعاتنا الإسلامية, ولنا الهدي الرباني في شروطه لقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ", أي (استيعاب جميع البدن إلا ما استثني).
فهل نتبع الهدي الرباني لحياة آمنة للنساء أم نتبع نعوق الآخرين الذين لا يفرقون بين التشريع الإلهي والخروج عليه لإرضاء النفس الأمارة بالسوء؟
المصدر:
http://www.salmajed.com/node/6829(/)
من هي غزّة؟ هل تعرفون من هي غزّة؟!!
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 07:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هي غزّة؟ هل تعرفون من هي غزّة؟!!
من هي غّزة.؟ وماذا تعرفون عنها؟ هي ربما خريطة على أرض فلسطين السليبة، أو الأرض التي تحوّلت إلى حمام دم بيد المعتدين الصهاينة اليوم .. وربما ليست هذه أو تلك .. فهي لم تعرف اليوم كي تنسى غداً .. بل هي تاريخ وأرض موغلة في القدم، أكثر مما يتوقعه الكثيرون.
هي أرض كسرت شوكة آلاف وملايين الغاصبين على مر التاريخ، لم تدن إلا بالإسلام، ولم يحكمها إلا العرب .. وهم سكانها الأوائل والأواخر ... وهكذا ستبقى ما بقيت غزّة.
رابع مدينة بنيت في التاريخ:
غزّة مدينة قدم التاريخ، وأي مدينة رأت ما رأته غزة، وشهدت من الأحداث ما شهدتها، فقد بدأت هذه المدينة وجودها في عصر سحيق من التاريخ، قيل: بناها المعينيون على تل مرتفع بنحو 45 متراً عن سطح البحر، في حوالي الألف الرابعة قبل الميلاد. وقيل: إنها بنيت قبل ذلك التاريخ. فيها نزل إبراهيم الخليل (عليه السلام)، وجاء ذكرها في التوراة مراراً، وهي إحدى رحلتي قريش المذكورتين في القرآن الكريم "رحلة الشتاء والصيف"، قال ياقوت الحموي عنها: "غزّة بلد مشهور بالشام بينها وبين عسقلان نحو فرسخين من أعمال فلسطين".
وفي قاموس الأعلام التركي أن غزّة بلدة قديمة جداً، ويذكر في التوراة أنها موجودة قبل زمان إبراهيم عليه السلام، ولذلك يقال إنها رابع مدينة بنيت على وجه الأرض.
كان أطلق عليها في عهد الفراعنة (جزاتي) و (جازاتو)، وأطلق عليها الفرس اسم (هازاتو) وسمّاها العبرانيون (غزة) , أما العرب فقد أطلقوا عليها اسم (غزة هاشم) نسبة إلى "هاشم بن عبد مناف" جد الرسول صلى الله عليه وسلَّم. وهي بلدة كنعانية عربية من أقدم مدن العالم, وهناك أقوال قيلت عن معنى (غزة) , فياقوت يقول في معجم البلدان: "غزَّ فلان بفلان، واغتزَّ به إذا اختصه من بين أصحابه". والأرجح أنها بمعنى (قويّ) و (مخازن) و (كُنوز) و (ما يُدَّخَر).
وقد احتلت غزة مكاناً هاماً، وتنبع أهميتها أنها كانت تقوم على أشهر طرق القوافل، التي تحمل الحرير والتوابل والبخور، وهو الطريق الذي يمتد من ساحل جزيرة العرب جنوباً من حضرموت واليمن، إلى ساحل البحر المتوسط شمالاً، إذ قامت على شواطئه وقريباً منه مراكز الحضارة في العالم القديم، وامتد الطريق إلى البتراء ودمشق وتدمر.
وكانت غزة هي المدينة الحاكمة والمسيطرة عسكرياً، بين قوتين عظيمتين، الشام والعراق شمالاً وشرقاً، ومصر غرباً، ولذلك كانت دائماً هدفاً عسكرياً لملوك مصر، وهدفاً لملوك بابل وآشور وفارس. وكانت عقبة أمام الاسكندر المقدوني في زحفه نحو مصر، عقب معركة "أسوس" واجتياحه ساحل فينيقيا وكنعان عام 330 قبل الميلاد.
وعندما حاصرها المكابيون، هبّ لنجدتها الحارث الرابع ملك الأنباط، ففر المكابيون ورفعوا الحصار عنها.
بقيت غزة لفترة طويلة قبل السيادة الإسلامية على فلسطين وبعدها، آخر محطة لقوافل قريش القادمة من اليمن والحجاز إلى شاطئ البحر المتوسط في غزة، وفيها توفي ودفن السيد هاشم بن عبد مناف (جد رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ولا يزال قبره معروفاً، لذلك يطلق عليها إلى الآن اسم "غزة هاشم".
وكانت قاعدة لعمرو بن العاص قبل زحفه إلى مصر، وكانت غزة هي القاعدة التي ركنت إليها جيوش الأيوبيين، الملك الصالح إسماعيل، والناصر داوود.
أظلمت أيام غزة عندما انقطعت عن بيئتها الجغرافية منذ عام 1948م، وأصبح حوض وادي غزة، الذي كانت مساحته نحو 3390كم2 أرضاً محتلة يقع هو ومنابعه ومياهه ضمن الاحتلال الإسرائيلي، وجفّ الوادي فانقطع عن الجريان، وانحصرت فيما عرفت بعد بقطاع غزّة، الذي يكتظ الآن بأكثر من مليون وربع المليون لاجئ. واستولى اليهود على أجزاء كبيرة منه.
سكان غزّة:
(يُتْبَعُ)
(/)
تاريخ طويل مرّ على هذه المدينة الشامخة العريقة، تغيّر خلالها عدد سكانها مرات ومرات، تبعاً للسلم والحرب، وفي العصر الحديث تذكر المصادر التاريخية, أنه في العام 1840 م, كان عدد سكان غزة ما يقارب 2000 نسمة, ثم ارتفع وازداد، قبل أن ينقص حتى وصل في أواخر القرن التاسع عشر, قرابة 1800 نسمة, وعند مطلع القرن العشرين, تصاعد حتى بلغ قرابة 26000 نسمة, وبقد بلغ عدد سكان غزة قرابة 40000 نسمة في العام 1906, أي قبل عدد قليل من السنوات, على نهاية العهد العثماني في فلسطين وغزة.
وينشط أهلها المحاصرون منذ سنين طويلة بالمستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية، ببعض الأعمال الزراعية والصناعية وصد الأسماك، والذي يؤمن لهم الحد الأدنى من العيش والبقاء على قيد الحياة، لمواصلة نضالهم وتصديهم للاحتلال الصهيوني، خاصة وأن قطاع غزة، بات مستقراً لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين طردهم الصهاينة من مدنهم.
أعلام وشخصيات مدينة غزة:
من أهم أعلام هذه المدينة ورجالاتها في التاريخ الإسلامي، الإمام الشافعي، والذي ولد في منطقة الشيخ عطية بحي الزيتون عام 150 هـ، 767م. وله أبيات في الحنين إلى مدينته التي خرج منها منذ الصغر مرتحلاً إلى مكة ثم المدينة ثم الكوفة فمدن إسلامية عديدة:
وإني لمشتاق إلى أرض غزة وإن خانني بعد التفرق كتماني
سقى الله أرضاً لو ظفرت بتربها كحلت به من شدة الشوق أجفاني
ومن أعلامها أيضاً أبو إسحاق إبراهيم الغزي، الشاعر الفقيه، والعلامة هبة الله بن محاسن، قاضي مدينة غزة في عهد الملك الكامل محمد ابن الملك العادل بن أيوب. وحكمها قاضي القضاء شمس الدين ابن خلكان صاحب "وفيات الأعيان"، كما تولى فيها القضاء العلامة قاضي القضاء محي الدين أبو حفص عمر، ومنها أيضاً العلامة الكبير ناصر الدين محمد الأياسي، والعلامة شمس الدين أبو عبدالله محمد الغزي الشافعي، الذي عرف أيضاً باسم "ابن الغرابيلي"، وكذلك شمس الدين محمد الغزي، الذي وردت ترجمته في طبقات الحنابلة، والمحدثة العالمة رابعة أحمد العسقلاني، التي نفع الله بعلمها الكثير من طالبات العلم، وينتسب إليها العلامة الفقيه الحافظ ابن حجر العسقلاني. وغيرهم كثير.
أما أهم أعلامها في القرن العشرين ممن كان لهم الحضور على المستوى الديني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والفكري والإبداعي, وفي مختلف مجالات الحياة .. ففي مقدمتهم الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والمجاهد الدكتور رمضان عبد الله شلّح. والدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد الدكتور فتحي الشقاقي, والشهيد جيفارا غزة (محمد الأسود) , والشهيد كمال عدوان, والشهيد محمد يوسف النجار, والشهيد مهدي علي بسيسو, الدكتور محمد خليل الزهَّار, محمود خواجة, الشيخ نافذ عزام, الدكتور موسى أبو مرزوق, فاروق الحسيني, فهمي الحسيني, سامي أبو شعبان, مجدي أبو رمضان, الدكتور نبيل شعث, إسماعيل أبو شنب, إسماعيل هنية, عبد الباري عطوان.
وهناك كبار الآباء والأجداد الذين كان لهم أدوار مختلفة في بناء فلسطين وغزة وخدمة أمتهم ... وكذلك عدد من الشخصيات الإعلامية ومنهم الحاج رشاد الشوا, منير الريس, الشيخ القاضي خلوصي بسيسو, رشدي الشوا, الشيخ سعيد الشوا, الشيخ أحمد بسيسو.
جامعة الأزهر:
شهد عام 1991 خضم الانتفاضة الفلسطينية الكبرى المجيدة, وثورة الحجارة, حيث صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي خطواتها في محاربة التعليم والمتعلمين على كافة الصعد, وأغلقت الجامعات وأعاقت تطورها بكل السبل .. في هذا الوقت جاء إنشاء جامعة وطنية متطورة, رئسها الأستاذ الدكتور رياض الخضيري ... وبدأت جامعة التحدي جامعة الأزهر مشوارها, واستمرت قاهرة لكل الحاقدين, وانطلقت في صيف عام 1991 في طابقين من مبنى المعهد الديني (الأزهر) وبانتساب 725 طالب وطالبة, في كليتي التربية و الشريعة والقانون، العلوم, الزراعة والبيئة, الاقتصاد والعلوم الإدارية, التربية, الآداب. وأصبحت جامعة الأزهر الآن من كبرى الجامعات الفلسطينية, حيث بلغ عدد طلابها بعد مرور عشرة أعوام (عام 2001) حوالي 9872 طالب وطالبة موزعين على كليات الجامعة المختلفة والتي تضم 35 تخصصاً مختلفاً يشرف عليها 278 أكاديمياً من حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس 224 موظفاً إدارياً وخدمات معاونة. وتتمتع جامعة الأزهر باعتراف عربي دولي كبير.
الجامعة الإسلامية:
الجامعة الإسلامية في غزة مؤسسة مستقلة للتعليم العالي, تعمل بإشراف وزارة التعليم العالي, وهي عضو في اتحاد الجامعات العربية ورابطة الجامعات الإسلامية, ورابطة جامعات البحر المتوسط, والاتحاد الدولي للجامعات .. وتربطها علاقات تعاون بالكثير من الجامعات العربية والأجنبية ... وتوفر الجامعة لطلبتها الجو الأكاديمي الملتزم بالقيم الإسلامية, مراعية لظروف الشعب الفلسطيني وتقاليده وتضع كل الإمكانيات المتاحة لخدمة العملية التعليمية وتهتم بالجانب العملي اهتمامها بالجانب النظري كما وتهم بتوظيف وسائل التكنولوجيا المتوفرة في خدمة العملية التعليمية.
المصدر:
http://www.salmajed.com/node/6519
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 12:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور أخي على هذا التعريف الرائع
نسأل الله أن ينصر إخواننا المجاهين في كل مكان
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 02:17]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 01:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:33]ـ
و فيك بارك الله
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 04:22]ـ
أسأل الله أن يثبتهم على الحق فأهل غزة رجال حقا
جزيت الجنة أخى
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 05:34]ـ
امين و اياك
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 12:57]ـ
الله يجزاك خير أخي على هذا التعريف الماتع
سلم الله لنا غزة وأهلها, وحفظها من كل سوء
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 01:03]ـ
امين و اياك
ـ[خادمة الإسلام]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 10:00]ـ
مشكور اخي علي التعريف الرائع لغزة
اللهم انصر اخواننا في فلسطين وافتح لهم باب النصر وارفع راية المسلمين
وأعز الاسلام والمسلمين وارحم شهداء الدين واقضي على الكفار الكافرين
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 01:30]ـ
شكر الله لك اختي الفاضلة(/)
و يكون الدين كله لله: الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 07:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويكون الدين كله لله الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد
http://http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/Too85360.jpg
يكون المرء عبدا لله وحده حين تكون مرضاته وتقديم مراداته نصب عينيه دائما؛ فإن نام كانت حلمَه، وإن تعار من الليل كانت فواتحَ ذكره بعد ذكر الله، وإن خرج من بيته كانت ديدنه وهجيراه، وإن وضع رأسه مرة أخرى على وسادته كانت تفكيرا وهما ملازمين: قال الله تعالى: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين". وقال جل شأنه: "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين آلا لله الدين الخالص". وبقدر تضخم مطالب النفس الأخرى بقدر ما تتضخم مزاحمتها للمراد الأسمى والقصد الأعظم: مرضات الله تعالى وحده. وما وقعت الانحرافات العقدية والمنهجية والسلوكية، والخروج عن منهج النبوات على مر التاريخ البشري إلا حين قُدمت حظوظ النفس على مقاصد الشريعة. فهاهي بدأت مع إبليس حين نظر إلى حظوظ نفسه؛ فتكبر عن التزام أمر الله بالسجود لآدم عليه السلام؛ فكانت عليه لعنة الباري إلى يوم الدين، مرورا بأكل آدم من الشجرة وقتل قابيل أخاه هابيل، ثم تتالي المعاصي والآثام التي مردها إلى شهوات النفس. وكانت لذة الألفة ومنافع الرئاسة وشبكة المصالح الاجتماعية هي التي حملت قوم إبراهيم على التمسك بما يعرفون بطلانه، قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: "وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا" الآية، أي رضيتم بعبادة غير الله؛ لأجل دوام المودة وبقاء الألفة. وكان نحو هذا في مشركي العرب؛ فقد قال الله تعالى: "وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك" الآية. وصارت حظوظ النفس فتنة لازمة تعلن أن هذه الدنيا إنما هي دار ابتلاء وامتحان، ينشأ على محبتها الوليد، ويهرم عليها الصغير، وفي الحديث الصحيح: "لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين: في حب الدنيا وطول الأمل". ولهذا قال الحسن بن يسار البصري: (حب الدنيا رأس كل خطيئة). وصار من أسباب الذل الجاثم على أمتنا هذا الداء الوبيل: غلبة حب الدنيا على محبوبات الله، قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، و لكنكم غثاء كغثاء السيل، و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله و ما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت". ها هو الركام الضخم من أخطائنا السلوكية والمنهجية تعوق الحركة، وتؤخر المسيرة: في مجال المناشط الخيرية: قد يبحث البعض عن الأسهل، أو الأكثر ذكرا، وإن لم يكن الأكثر نفعا وثوابا؛ فيحصل الإثم بالرياء، ويفوت الأجر بترك الأكثر نفعا. وإذا اختار البعض مجال عمله الخيري تراه إنما ينافس الآخر ويطاوله؛ كمن يطلب العلم في فن معين، بينما يعلم أن نفعه للأمة في غيره، ولكنه اختار هذا لحاجة في نفس يعقوب. وحين يطلب العلم غير الواجب (فرض الكفاية) مع عدم القدرة للتصدي لمهماته ونوازله، وإنما هي منافسة لقرين أو مطاولة لصديق، وكان له في مهمات الاحتساب أو الدعوة ما هو أصلح للدين وأنفع للأمة؛ فإن العلم ما طُلب إلا لإصلاح القلب والمجتمع؛ فلمَ يقضي البعض عمره في طلب علم غير واجب ويدع مقاصد العلم الكبرى ومرادات الباري العظمى: صلاح القلب وإصلاح الناس؟ وحين يكرر بعضنا نسخا من أعمال غيره في قناة أو موقع أو مؤسسة لا يجدد فيها ولا يبدع، ويترك بذلك دربا مهجورا: يمكنه أن يغيث فيه ملهوفا أو يعلم فيه جاهلا .. لا لشيء إلا لأنها الأقرب إلى مكاسب عاجلة لا تضحية فيها: "وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم". وحين يؤلف كتابا لا يقدم فيه جديدا ولا نحقق فيه مفيدا ربما كان ذلك: ليقال، وربما: ترك فيه ما يحتاج إليه من العلوم، وفي الظل من الأجور بنشر الكتب المؤلفة وإعادة طباعتها ما يحتاج إلى نفس حازمة تؤثر الباقي على
(يُتْبَعُ)
(/)
الفاني. وحين تُترك بعض المواضع الملتهبة التي يكون في دخولها وتجليتها الأثر الكبير في إصلاح أحوال الأمة لا يتركها لأمر إلا لأن السلامة (الشخصية) عنده لا يعدلها شيء، وإذا رأى في الطريق شهيدا للحق ملقى على قارعته مضرجا بدمائه قال: "لو أطاعونا ما ماتوا وما قتلوا"، وإنما فرح بلعاعة من الدنيا استبقاها: "أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون". ولم يقل أقل ما يمكن من النصرة: (أما هذا فقد قضى ما عليه). وحين يتمسك بالرأي وإن ظهر الحق في خلافه، أو يدع مراجعة أدلته خوفا من الوصول إلى نتيجة ذات شوكة .. هذا كله تقديمٌ لمحبوبات النفس على محبوب الله، وهو خوفٌ من جماهير معها حراب تلكز بها كل من راجع قوله عبودية لله حتى يعود إلى ما ألفته. وحين يتحول بعضنا عن قول وإن كان القول المتروك أرجح دليلا وتعليلا من القول الجديد ما تحول إلا طربا لصوت مادح أو أُنْسا بقرع نعل في الأعقاب، أو ميلا إلى شهرة زائلة فقد فُتن. ولهذا تكون الفتنة في البقاء على القول كما تكون في التحول عنه ولا فرق. ولكن ربما كانت الفتنة في الأول أعظم؛ لكونها خفية؛ حيث إن صاحبها في سكون لا تظهر له حركة، ولا يُدرى عن تغيره؛ ولأن فتنته في الترك لا في الفعل، أما الثاني ففتنته حركة وتغيير؛ فتكون تحت رقابة الحواس الخمس؛ فحينئذ يسمع منتقدا ويحس مستدركا ويرى ناصحا؛ فإن كان مخطئا فربما انتفع به بخلاف الثاني. وحين يميل المرء إلى رابطة ترابية من وطن أو قرابة أو قبيلة أو عرق أو إقليم أو حزب؛ فيكون رضاه وسخطه وحبه وكرهه ونصحه وحدبه ومدحه وقدحه إنما يدور على هذه الرابطة، أو أن يكون لها مساحة مؤثرة في جوارحه لاسيما عند المشاحة والتعارض فهي بداية انحراف؛ لأن الدين عنده ليس لله وحده، وإنما كله أو بعضه لمعنى ترابي وضيع، ويزداد سقوطا إذا اعتذر عن ذلك بأنه يرى الآخرين يتمسكون بترابيتهم. قال الله تعالى: "قل إن كان أباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين". فإن قدمت هذه المحبوبات تأخر النصر ودامت الذلة: قال الله تعالى: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " اللهم اهد قلوبنا إلى مرضاتك واختم لنا بجناتك.
المصدر:
http://www.salmajed.com/node/6808(/)
لماذاتُستغل ملتقياتنا العامةلإثارةمشاعرناو هدم ديننا؟ عمل المرأة في معرض الكتاب نموذجا
ـ[أحمد محمد الأحمد]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 10:21]ـ
لماذا تُستغل ملتقياتنا العامة لإثارة مشاعرنا و هدم ديننا؟ عمل المرأة واختلاطها بالرجال في معرض الكتاب (نموذجا)
استغلال المناسبات العامة و التجمعات الثقافية لابتزاز المجتمع في دينه و عاداته و تقاليده أمر ليس بالجديد على ليبراليوا زماننا، بل هو الأمر المعتاد الذي قد نستغرب لو لم يحصل خلافه! و على هذا جرت العادة، من دون مراعاة لمشاعر الناس و أحاسيسهم.
لا أدري هل تقتضي الدناءة و التشبث بالقشة من هؤلاء استغلال مثل هذه المناسبات العامة سواء كانت ثقافية أو اجتماعية التي يشترك فيها الكل – كل المجتمع – لإجبار المجتمع على قبول بعض أفكارهم البالية.
عَوّدَنا هؤلاء على ابتزازنا في ديننا و إثارة مشاعرنا و غضبنا حمية لديننا و أخلاقنا و قيمنا في المنتدى الاقتصادي و في المنتديات و النوادي الأدبية و في عدد من المناشط الأدبية و الثقافية المقامة هنا و هناك، و تطور الأمر إلى أن أصبحت اللقاءات تقام من أجل هذا الابتزاز -خاصة - كما حصل في الطائف و جدة و جيزان و الرياض و غيرها، زعموا أنهم يريدون تحطيم العادات و التقاليد البالية! نعم .. لقد قالوها صراحة ... إنهم يريدون تحطيم ما اعتاده الناس من تقاليد (ليست من صميم ديننا الحنيف و شريعتنا السمحة) و هكذا ذُبح على الطريقة الإسلامية رحمه الله!
بل إن العيد لم يسلم من أذاهم، العيد الذي فيه تُرسم فيه البسمة على الوجوه، يأبى أولئك إلا أن ينكدوا على مجتمعنا ساعة فرحه بابتزازه بإخراج نساءه متبرجات أو فرض الاختلاط بين النساء و الرجال رغما عنهم، لقد عرَّضوا النساء قبل الرجال للأذى و أذاقوهم مرارة التوجع!
يدور هذا الابتزاز و الاستغلال على السخرية من الدين تارة و في ترويج الاختلاط و التبرج تارة أخرى و السخرية من أهل الدين و المؤسسات الدينية تارات كثيرة!
و للأسف الشديد .. أن المتحكم في مثل هذه المناشط هم أصحاب الشأن و المنصب، و الذين أقسموا القسم حينما تسلموا هذه الأمانة أن يكونوا مخلصين لدينهم و أوطانهم و مليكهم! كل هذا رموه عرض الحائط، واستنفروا جهدهم و طاقتهم في خدمة أجندات خاصة؛ الهدف منها هدم دين الناس و أخلاقهم، فلله الأمر من قبل و من بعد، و إنا لله و إنا إليه راجعون!
في معرض الكتاب الحالي خُدرنا ببعض التصريحات من أن الهيئة سيكون لها دور كبير في المعرض، و بالفعل كان لها دور.
و خُدرنا مرة أخرى بالقول بأنه قد تكون هناك رقابة، أو منع للكتب المخالفة و لا أعلم عن مدى جدوى هذا التصريح إلى الآن، و لكن أرجوا أن يكون كما قيل.
و لكنا أُهنا و أُثيرت مشاعرنا – دون أن يُأبه لها –حينما أُحضر إلى المعرض أمثال حجازى و الجابري ليبثوا لنا سمومهم.
أما الاستغلال الأبشع و الفريد من نوعه هذه المرة هو تشريع الاختلاط بين الجنسين! و لأول مرة في معرض الكتاب!! و هذه بادرة خطيرة. في هذا المعرض فوجئت لما دخلت بامرأة في الاستعلامات، و تخاطب الرجال بل و هي التي تتحدث في مكبر الصوت للإعلان، و لما دخلت إلى المعرض رأيت كذلك النساء – المتبرجات! و الحاسرات عن وجوههن!!! – يعملن في دور النشر و يخالطن الرجال و يبعن لهم!!
إلى هذه الدرجة وصلت بهم الجرأة و الاستهتار بعلماء هذه البلاد و الفضلاء فيها الذين بُحّت حناجرهم بالإنكار و كلّت أيديهم من الكتابة و المناصحة. لماذا أيها المسئولين تستهينون بشريحة هي الأكبر و الأصل في المجتمع. و تلوون ذراعها و تلزمونها على ما لا تريد؟! لماذا يكون دين ربكم هو آخر من تنظرون إليه؟! ثم أإلى هذه الدرجة تصل بكم الدناءة إلى استغلال مناصبكم في الترويج لأفكاركم؟
" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة و ما لهم من ناصرين "
إن تشريعكم للاختلاط بهذا الشكل هو خيانة لله و رسوله صلى الله عليه و سلم و خيانة لهذا البلد الذي يدين بدين الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها الليبراليون إن طريقة المصادمة التي تنتهجونها لن تسمن و لن تغني من جوع، و طريقة تكسير المجاديف التي تسيرون عليها هي دليل الضعف و العجز و الإفلاس، لقد أفلستم فكريا و ثقافيا و سقطتم اجتماعيا، بل إن بعضكم أصبح مَذَمَة لأهله و عائلته و قبيلته يريدون التخلص منه بأي وسيلة!
أيها المنبوذون لقد نبذكم أهلكم و جيرانكم و مجتمعكم، فما آن لكم أن ترجعوا إلى أصلكم و أهلكم!؟
إن استغلال هذه المناسبات من قِبل أولئك المنبوذين له أهداف: فأقوى طريقة لفرض العفن الفكري الذي يدينون به هو النظام الذي يتلاعبون، و أنجع طريقة لإثارة المصلحين و إضعافهم و قهرهم هي إدخالهم في صراع مع الدولة و جعل هؤلاء في معكسر و الدولة في المعسكر الآخر، خصوصا و أن كل ردة فعل غير محسوبة من قبل الغيورين قد تعتبر معارضة للدولة و النظام و الوقوف في وجهها و الأمر في حقيقته ليس كذلك!! ولكن هؤلاء لا يتناسون دورهم أبدا في التحريض و الكتابة، و استعداء الدولة على أهل الخير، بل وصل الأمر بهم إلى استعداء الدولة على علماء كبار كالشيخين الفوزان و اللحيدان، و تجاوزوا إلى شتمهم في الصحف الرسمية للبلاد!!
و ستدور الدائرة قريبا – بإذن الله – و سنرى المتطوعون المتوضئون يبادرون إلى كنس قَذَر هؤلاء و دَنَسهم.
أيتها المرأة المسلمة:
إن هؤلاء الذين يستغلونك إنما يتخذونك مركبا يركبونه للترويج لفكرهم و مشروعهم، فأنت إنما يعدونك من عوام الناس و من سَقط المتاع التي تتخذ لإثارة الغرائز و هدم القيم و تاريخهم و أدبهم شاهد على هذا الشيء و لا يحتاج إلى شهادة، و هم ما أن ينتهوا منك حتى يرمون بك بعد أن سلبوك أعز ما تملكين .. عفافك و أنوثتك و دينك!! هم يستغلون حاجتك أو جهلك أو أي شيء آخر لخدمة مصالحهم هم .. لا مصالحك! و خير للمرأة إتباع أمر ربها و شرعه، و به النجاة في الدنيا قبل الآخرة.
يا من غُرر بها و وطئت برجلها المعرض لتعمل فيه و تخالط الرجال:
اتقِ الله سبحانه، و ما زلنا في اليوم الأول، و ألزمي بيتك و لا تعرضي نفسك للفتنة، لا تكوني عونا لهم في مشروع الإثم الذي يسعون لنشره و ترويجه بين المسلمات الغافلات!
إياك أن ينالك دعاء الصالحين و العلماء إذا رأوك تسيرين بين الرجال و تخالطينهم، و ما رأيت أحدا إلا و تأذى مما رأى.أختي .. و الله إنك تستفزين مشاعرنا و ديننا فإياك أن ينالك دعاء أهل الغيرة و الصلاح الذين يرون أنك تنافحين لإخراج نسائهم من عفافهم.
أختي:
لا تحاربي في معركة غيرك و لا تكوني طرفا في معركة الفضيلة و الرذيلة، و إياك أن تلحقك اللعنة التي لحقت غيرك كهدى شعراوي و نوال السعداوي و غيرهم.
ثم أما بعد: أيها الإخوة الأفاضل .. يا أهل الغيرة و الصلاح .. يا علمائنا و مشايخنا يا تاج رؤوسنا و قادتنا ...
ها قد شُرِّع الاختلاط رغما عنا .. !! و زاحمت المرأة الرجال و خالطتهم، و أصبحت بعد حرب ضروس طويلة تبيع للرجال!! و تحادثهم .. !
علمائنا إياكم أن نخسر معركة المعرض كما خسرنا معركة القطاع الصحي، و المعرض رمز لما بعده من بيع في الأسواق و المحلات و المطاعم و غيرها!
هبوا يا علمائنا!! فلا قيمة لنا بدونكم .. !!
اللهم عليك بمن أراد هدم ديننا و استهداف أخلاقنا و بناتنا و نسائنا، اللهم أحفظ نسائنا وأرزقهن و أهدهن للفضيلة و العفاف.
اللهم و أشغل كل من سعى لعمل المرأة في المعرض بنفسه، و اجعله عبرة لمن يعتبر أنك على كل شيء قدير ...
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 06:48]ـ
جزاك الله خيرا على غيرتك
اين المسئولين عن هذا؟
اللهم احفظ هذه البلاد من التبرج والسفور(/)
فتوى العلامة البراك في ضيف معرض الكتاب (محمد عابد الجابري)
ـ[الهاجرية]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 11:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك السؤال التالي:
فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك وفقه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعدُ:
فقد صدر مؤخراً عن مركز دراسات الوحدة العربية كتابٌ للدكتور/ محمد بن عابد الجابري بعنوان "مدخل إلى القرآن الكريم"، تضمن هذا الكتاب فصلاً بعنوان "جمع القرآن ومسألة الزيادة فيه والنقصان"، ومما جاء فيه في صفحة 232 قوله عن القرآن الكريم: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه، زمن عثمان أو قبل ذلك، فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذُكر في مصادرنا، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ .. ) ثم ساق بعض الآيات التي تدل على وقوع النسخ إجمالاً في القرآن الكريم، وختمها بقوله: (ومع أن لنا رأياً في معنى " الآية " في بعض هذه الآيات، فإن جملتها تؤكد حصول التغيّر في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته).
فما هو قولكم أحسن الله إليكم في هذا الذي قرره الدكتور الجابري، لاسيما أن كلامه هذا قد انتشر كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة من الصحف والمواقع على الشبكة الإلكترونية وغيرها، وفرح به خصوم الإسلام وأعداؤه من اليهود والنصارى والملاحدة والرافضة، وعدّوه تصريحاً مهماً يثبت وقوع التغيير في كتاب الله الكريم قاله أحد كبار المفكّرين الإسلاميين.
أرجو إفادتي في ذلك، نفع الله بكم وبعلمكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الجواب:
الحمد لله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وصلى الله وسلم على رسوله محمد الذي بلغ ما نُزل إليه من ربه، وآله وصحبه؛ أما بعد فإن هذا الكلام المذكور في السؤال ظاهرٌ منه القصد إلى التشكيك في القرآن الذي بأيدي المسلمين في سلامته من التغيير والزيادة والنقص، وحينئذ فلا يبقى وثوق بصحة القرآن، ولكن صاحب هذا الكلام لم يؤثِر الصراحة خوف التشنيع عليه وافتضاح فكره، فآثر أن يجعل الأمر محتملا، بل جعل احتمال التغيير في القرآن راجحا، وسَلَك لذلك لَبْسَ الحق بالباطل واستعمالَ الألفاظ المجملة، ويظهر ذلك بأمور مما جاء في كلامه:
1ـ قوله: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه زمن عثمان أو قبل ذلك فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين).
نقول: تضمنت هذه الجملة التشكيك في سلامة القرآن من الخطأ حين جمعه، لقوله: (من الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه) ولقوله: (فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين).
ونقول: كذبت! فإنه لا يجوز أن يحدث خطأ حين جمع القرآن لضمان الله حفظ كتابه في قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ونقول: إن الذين قاموا بمهمة جمع القرآن معصومون في عملهم هذا، فإن الصحابة مجمعون على هذا الجمع، ولا يجوز أن يجمعوا على خطأ، وأجمع المسلمون بعدهم على هذا القرآن الذي تلقوه عمن تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع المسلمون على كفر من زعم تحريف القرآن أو جوّز ذلك، لأن ذلك ينافي قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فحَفِظَه أولا من أن تصل إليه الشياطين (إنهم عن السمع لمعزولون) وحفظه ثانيا بتبليغ نبيه صلى الله عليه وسلم وكتابته وحفظه في الصدور، ثم جَمْع الصحابة له وإجماعهم على ذلك.
2ـ قوله: (وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذكر في مصادرنا).
نقول: اكتفى صاحب هذا الرأي الفاسد بإبهام النقص وإبهام المصادر، لأن غرضه لا يتحقق إلا بهذا الإبهام، وهو إحداث التشويش في عقيدة المسلم بالقرآن. وإذا وقع التدارك لم يكن نقص.
3ـ قوله: (وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) نقول: هذه دعوى باطلة جاء بها لدفع الاعتراض عليه بالآية، فإن وَعْد الله بحفظ تنزيل القرآن يستلزم امتناع جواز الخطأ فيه فضلا عن وقوعه، فدعوى المذكور عدمَ التعارض تلبيسٌ وتمويهٌ على السذج والجهال.
(يُتْبَعُ)
(/)
4ـ قوله: (فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ) نقول: هذا من أقبح التلبيس والتلاعب بعقول القراء، وإلا؛ فما نصَّ عليه القرآن من ذلك راجع إلى تشريعه سبحانه وحكمته بمشيئة وقت نزول القرآن (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)، وليس ما ذُكر في هذه الآية مما وعد الله بحفظ القرآن منه، فإدخاله فيه غايةٌ في المغالطة والتلبيس.
5ـ قوله: (مع أن لنا رأيا في هذه الآية ـ يريد: ماننسخ من آية أو ننسها ـ فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته)، نقول: أبنْ لنا عن رأيك في معنى الآية، وقولك: (فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن) نقول: في هذا ما في الذي قبله من اللبس والتلبيس؛ فالتغيير الذي تدل عليه الآيات هو من قِبَل الله الذي أنزل القرآن، فهو بمشيئة الله وعلمه وحكمته ولا يكون إلا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) التغيير قد انقطع بموته صلى الله عليه وسلم لانقطاع الوحي، وأما التغيير الباطل فهو ما يحصل من فعل الناس عمدا أو خطأ، وهذا ما وعد الله بحفظ كتابه منه، وعصم منه هذه الأمة أن تُجمع على شيء منه، وقد أجمعت الأمة على هذا القرآن المكتوب في مصاحف المسلمين المحفوظ في صدور الحافظين المتلوِّ في المحاريب بألسن القارئين، وأجمعوا على سلامته من التحريف والتغيير والتبديل، كما أجمعوا على كفر من ادعى ذلك في القرآن، و أنه مرتد وإن زعم أنه مسلم.
وقول هذا المشكك في سلامة القرآن: (وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته) هو من جملة التمويه على القارئ؛ فإن كل ما يحدث في الوجود من خير وشر وحق وباطل هو بعلم الله ومشيئته، فهي كلمة حق أريد بها باطل.
وبعد ما تقدم أقول: يجب الحذر من صاحب هذا الكلام المسؤول عنه، فإنه ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن مما أدى إلى اغترار كثير من الأغرار بكلامه وكتبه، وفرح به من يوافقه على فكره، نسأل الله أن يقينا والمسلمين شر المفسدين والملحدين، وأن يمن علينا بالثبات والبصيرة في الدين، كما ندعو هذا الرجل إلى التوبة إلى الله قبل أن يدركه الموت، وأن يعلن إيمانه بسلامة القرآن من التغيير والتبديل، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الرياض في 7ربيع الأول 1430
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 07:05]ـ
بارك الله فيكم وفي الشيخ .. وهدى من استضاف الجابري.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 02:20]ـ
قاتلك الله أيها الجاهل يا عدو نفسه أيها الجابري.
إن القول بأن القرآن ناقص أو وقع فيه التحريف كفر باتفاق المسلمين، و هو من الأمور المعلومة بالضرورة من دين الإسلام.
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 02:35]ـ
يعني هل المقصود من قول الشيخ البراك أن التغيير له نوعان:
: تغيير حق: وقد انقطع بموته صلى الله عليه وسلم لانقطاع الوحي
وتغيير باطل: فهو ما يحصل من فعل الناس عمدا أو خطأ؟
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اللهم أفضح الجابري فضيحة تناسب حاله التي عليها.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 02:47]ـ
بارك الله فيكم وفي الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك
ومن اعتقد القرآن ناقص أو وقع فيه التحريف كفر باتفاق المسلمين
ـ[الهاجرية]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 03:59]ـ
وإياكم أيها المشايخ الفضلاء شكرا لمروركم
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 07:28]ـ
بار الله فيكم وفي الشيخ(/)
الاستفسارعن حديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 10:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل وردفي حديث
إن يمكث بنت بعدالبلوغ عندأبيهافيكون علي أبيهاإثم قتل نبي في كل شهر
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
دراسات أمازيغية: دلس ... تاريخ أكبر من واقع المدينة
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 12:13]ـ
الأفاضل الأكارم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه دراسة للأستاذ محمد أرزقي فراد عن مدينة دلس الجزائرية، نشرتها يومية "الشروق" في الجزائر، أنقلها هنا للفائدة.
دلس ... تاريخ أكبر من واقع المدينة
محمد أرزقي فراد
دلس مدينة ساحلية جميلة، اشتق اسمها من كلمة أمازيغية (ثاذلسث) وتعني شجيرة الديس، التي استغلها الانسان قديما في العمران وفي تغذية الأنعام، وصناعة الحبال، وتستغل حاليا خاصة في صنع المظلات التي تنصب في شواطئ البحر طلبا لفيئها والراحة. وتضافرت عوامل عديدة لتصبح دلس إحدى لآليء العمران في حوض البحر الأبيض المتوسط عبر التاريخ، مرصعة ببصمات حضارات عديدة، محلية جزائرية ووافدة سادت ثم بادت، كالفينيقيين والرومان والحماديين والأندلسيين والأتراك العثمانيين. واتخذها الاحتلال الفرنسي قاعدة هامة لإخضاع بلاد الزواوة (القبائل)، باعتبارها ثغرا من ثغورها الإستراتيجية، وارتبط تاريخها بعرشي آث واقنون، إفليسن لبحار (فليسة) بصفة خاصة، وبلاد الزواوة عموما، بحكم انتمائها إليها مثلما أكد ابن خلدون.
موقع ومميزات المدينة
شاء القدر أن تقع دلس في ظل مدينتين عريقتين، هما بجاية شرقا والجزائر غربا، لذلك ظلت عبر تاريخها مدينة من الدرجة الثانية، غير أن ذلك لم يقلل من دورها التاريخي البارز عبر تعاقب الحقب التاريخية المختلفة. وتقع دلس على مرتفع ساحلي (335م)، شرق العاصمة (حوالي100) كلم، اشتهرت بمينائها المحمي من الريا ح الغربية، وهو يتوسط مدينتي الجزائر وبجاية. ويصب وادي سيباو الشهير في منطقة القبائل، غرب المدينة بحوالي (06) كلم. هذا وقد زارها وذكرها رحالة كثيرن منهم: الإدريسي (في القرن12م (نزهة المشتاق)، والحِمْيري في القرن 15م (الروض المعطار)، والحسين الورثلاني في القرن18م (نزهة الأنظار)، والضابط الفرنسي كاريت ( Algérie,par, rozet et carette)، والرحالة الألماني هاينريش فون مالتسان في القرن 19م (ثلاث سنوات في شمال غربي افريقيا، ترجمة أبو العيد دودو)، وذكر الحفناوي في كتابه (تعريف الخلف برجال السلف) أحد اعلامها نقلا عن رحلة الورثلاني المذكورة، وهو أحمد بن عمر الدلسي.
تتميز دلس ببعدها التاريخي، وباستقرار مسلمي الأندلس بها، فأدوا دورا رائدا في ترقيتها بما حملوه من رصيد حضاري إسلامي ثري، كالعلم والعمران والصناعات التقليدية المختلفة، ونشروا اللسان العربي بين السكان الأمازيغ. و تشتهر أيضا بأراضيها الخصبة، التي يرويها وادي سيباو في جزئها الغربي، و بمينائها ذي نشاط متنوع (تجارة وصيد الأسماك). ورغم ذلك فهي منطقة غير مستقطبة لليد العاملة، بل طاردة لها، نحو مدينة الجزائر بصفة خاصة. وتنقسم المدينة عمرانيا إلى قسمين بارزين: المدينة العريقة تحوي القصبة ذات الدور الجميلة المزينة بالعرائش المعلقة، والأزقة الضيقة والمسجد، ومقام سيدي سوسان. أما الحي الجديد فقد أنشاه الفرنسيون أسفل المدينة العريقة، لم يلبث أن تحول الى مدينة جديدة (1). وكانت خلال فترة الاحتلال الفرنسي تابعة لدائرة تيزي وزو، لتصبح في عهد الاستقلال تابعة لولاية تيزي وزو، ثم ألحقت بولاية بومرداس بموجب التقسيم الولائي الأخير.
المراحل التاريخية للمدينة
دخلت دلس في التاريخ على يد الفينيقيين، الذين أسسوا بها مرفا لممارسة التجارة مع الأهالي، سمي روسوكوروس Rusuccurus ومعناه رأس السمك. ثم ازدهرت المدينة خلال الفترة الرومانية باسم [أديمه Addyma ]، ويدل تنوع آثارها على ازدهارها خاصة في عهد الإمبراطور كلوديوس (50 م) كالأعمدة والأواني المنزلية والميداليات، وخزانات الماء بسيدي سوسان، والفسيفساء والأطلال المختلفة، وشيد الرومان طريقا بريا يربطها بمدينة بجاية عبر قرية الجمعة نصهريج العريقة. وتجدر الإشارة إلى أن الفرنسيين قد نهبوا هذه الآثار ونقلوا الكثير منها إلى متحفي الجزائر، ولوفر Louvre بباريس (2).
الفترة الإسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
تغير اسمها في العهد الإسلامي فصارت تسمى تدلس وارتبطت بالدولة الحمادية، ثم انعكست على المدينة الصراعات التي عصفت بالأندلس جراء انقسامها إلى ملوك الطوائف، وما انجر عن ذلك من عبور المرابطين إليها، في محاولة منهم لإنقاذ الموقف، وتم في هذا السياق طرد أمير مدينة ألمرية، معز الدولة بن صمادح، فاستقر بمدينة دلس. وفي عهد الموحدين استولى عليها بنو غانية (علي بن غانية ويحي بن غانية) بدعم من بقايا الحماديين، للانتقام من الموحدين الذين قضوا على إمارتهم في جزر البليار، وللثأر لأخوالهم المرابطين (3). ثم أصبحت هذه المدينة محل صراع بين الحفصيين والزيانيين. وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذ مولود قاسم قد ذكر أن الإمام محمد البوصيري (1213 – 1295م) المولود بصعيد مصر، صاحب قصيدة البردة الشهيرة في المد ح النبوي، صنهاجي النسب من ناحية دلس.
الفترة العثمانية
وقعت دلس في قبضة الأتراك العثمانيين في سنة (1515 م)، وجعلوها قاعدة لهم للانطلاق في جهادهم ضد الاحتلال الاسباني للسواحل الجزائرية، ولا شك أن مسلمي الأندلس النازحين إليها قد تجندوا في صفوف قوات الأخوين عروج وخير الدين. وبعد أن استقرت أوضاعهم، صارت تتبع دار السلطان كمدن شرشال والقليعة والبليدة بصفتها (وطن/ج. أوطان) أي ما يعادل الدائرة في وقتنا الحالي. وانقسم سكانها إلى قسمين: المستقلون وهم أهل الجبال الذين امتنعوا عن دفع الضرائب (آث سليم، وآث ثور) (4)، وأهل المخزن وهم حلفاء الأتراك، أشهرهم عائلة دار حسن التي حلت بالمدينة سنة 1535م، وكانت تقيم في حي سيدي يحي. هذا وقام الأتراك ببناء القصبة العليا، وبتحصين المدينة بسور ذي أبواب عديدة، تحسبا لهجمات اسبانيا، كما قاموا بتوسيع الميناء، وتحسن الصيد البحري بفضل بناء سفن جديدة، كما شجعوا الفلاحة، وازدهرت إلى حد ما الثقافة، ومن أشهر شعراء هذه الفترة، الشاعر يوسف السنوسي، وتجدر الإشارة إلى زيارة الرحالة حسين الورثلاني للمدينة خلال القرن (18م). وساعد استتباب الأمن في هذه الفترة على تحسن أوضاع السكان (5).
[ B] فترة الاحتلال الفرنسي
احتل الفرنسيون مدينة دلس سنة 1843م وجعلوها قاعدة عسكرية لبسط نفوذهم على منطقة القبائل، وعرفت توسعا عمرانيا في ظل سياسة الاستيطان، فتم بناء مدينة جديدة في سهلها على النمط الأوروبي، ذات منشآت قاعدية واسعة، كالطرقات والمدارس والمستشفى، والمدرسة الوطنية للفنون والحرف، والكنيسة والفندق والمحكمة. وكان الأمير عبد القادر قد زارها سنة 1838م رفقة خليفته أحمد بن سالم، وعبد الرحمن الدلسي، ونصح أهلها باتخاذ جميع الاحتياطات الضرورية للدفاع عن مدينتهم، تحسبا لهجوم فرنسا (6). وذكر الكاتبان دوماس Daumas و فابار Fabar في كتابهما [القبائل الكبرى] الصادر سنة 1847م، أن أهل بني ثور وبني سليم كانوا يملكون حوالي (1700) بندقية. وارتبطت أيضا مدينة دلس بمجموعة من الأحداث، كهجرة أهل الزواوة إلى الشام عن طريق مينائها، أهمها هجرة سنة 1847م بقيادة الشيخ العلامة المهدي السكلاوي الايراثني، كما استغل الماريشال راندون ميناءها لنقل قواته خلال حملة 1857م التي أسفرت عن إخضاع بلاد الزواوة، وتم نقل البطلة فاطمة أنسومر بعد أسرها إلى منفاها بتابلاط عن طريق هذا الميناء أيضا.
هذا، وقد شارك سكان دلس في ثورة 1871م مشاركة فعالة ونجح مجاهدو آث واقنون، وبني ثور، وبني سليم، في محاصرة المركز العسكري الفرنسي بالمدينة لمدة شهر (17 أفريل- 18ماي)، ولم يفك الفرنسيون الحصار إلا بعد وصول إمدادات من مدينة الجزائر بقيادة اللواء [لالمان Lallemand ]، ورغم انتصار الفرنسيين فقد ظلت جذوة المقاومة متأججة في شكل تمرد، قاده الشيخ محند أمزيان منصور (من بوخالفة، عرش عمراوة)، إلى أن استشهد بناحية دلس سوم 17 ماي 1877م. علما أن سكان هذه المنطقة قد تعرضوا لمصادرة أراضيهم عقب الثورة المذكورة (7). ولعل أبرز شخصية علمية أنجبتها مدينة دلس خلال فترة الاحتلال الفرنسي، هو الطبيب فيرناند ويدال [ Fernand Widal ] (1862– 1929 م)، الذي اشتهر بعلاجه لداء حمى الأمعاء.
مرحلة النضال السياسي
(يُتْبَعُ)
(/)
تعتبر دلس قلعة للحركة الوطنية السياسية التي احتضنها السكان، خاصة في بني ثور وبني سليم البعيدة نسبيا عن عيون الإدارة الفرنسية، ومن أشهر المناضلين محمد زروال (من بني ثور) الذي قضى 17 سنة في السجن (1945 - 1962) (8)، بمعية المناضل السعيد معزوزي (تلميذ المعلم حمزة بوكوشة في مدرسة دلس الحرة)، عقابا لهما على مشاركتهما في محاولة اغتيال الباشاغا أيت علي. ومن الطبيعي أن تساهم هذه المنطقة ذات الرصيد النضالي والنشاط الإصلاحي الكبير في صنع ملحمة نوفمبر 1954م.
نشاط جمعية العلماء في دلس
أنجبت دلس علماء كثيرين عبر تاريخها الطويل، منهم محمد ارزقي بن ناصر الذي تولى منصب مفتي المالكية بمدينة الجزائر في مطلع القرن العشرين، وأشهر زواياها، زاوية سيدي عمر واشريف. وعندما تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين احتضنها أهل دلس، ولعب الشيخ علي أولخيار (مدرس سابق بالزاوية المذكورة) دورا بارزا في نشر الفكر الإصلاحي بصفته عضوا في مجلسها الإداري، لكن المنية لم تمهله، فاختطفته سنة 1932م (9). ومن أهم مظاهر النشاط الإصلاحي، تأسيس جمعية دينية محلية سنة 1931م، بقيادة محمد الطيب بن ناصر، ثم مدرسة الإصلاح في مسجد سيدي عمار، فعين لها الشيخ الطيب العقبي المعلم حمزة بوكوشة، وتم تدشين المدرسة رسميا سنة 1932 بحضور عبد الحميد بن باديس والطيب العقبي وعلي أولخيار، وغيرهم من المصلحين. وكان ذلك اليوم من الأيام المشهودة في تاريخ المدينة.
وتعاقب على هذه المدرسة معلمون كثيرون، منهم حمزة بوكوشة، وبلقاسم الميموني، وعبد الباقي بن الشيخ الحسين، والهادي الزروقي (مكث بها عشر سنوات 1931 - 1941)، ثم غادرها تحت ضغط الإدارة الفرنسية، والمعلم أحمد بن حميدة (وهو من بلدة دلس) أشرف على هذه المدرسة لمدة عشر سنوات (1946 - 1956). ونجحت مدرسة دلس في إرسال بعثتين طلابيتين إحداهما إلى معهد قسنطينة، والثانية إلى جامع الزيتونة، وللذكر فقد التحق معظم هؤلاء الطلبة بالثورة التحريرية الكبرى (10).
دلس واليوم الجديد
وبالنظر إلى هذا السجل الحافل بجلائل الأعمال، وما تملكه دلس من إمكانات اقتصادية وافرة، فإنها تحتاج إلى رعاية واهتمام السلطة، من أجل استغلال إمكاناتها الاقتصادية، وجعلها قطبا للتنمية، تعيد البسمة إلى أهلها الذين طالهم كابوس الإرهاب بشكل عنيف. كما تحتاج أيضا إلى تنسيق الجهود بين الجامعة و الباحثين والمسؤولين السياسيين من اجل الاهتمام بتراثها المادي وغير المادي، الزاخر بالآثار العمرانية والمخطوطات التي – بدون شك – ما زالت خزائن الخواص تحفظ بعضا منها، وكذا العمل من أجل جمع شتات الأخبار التاريخية المبثوثة في ثنايا الكتب والمصادر العربية وغير العربية، لتصاغ في مؤلفات تفيد القارئ، وتسد الفراغ الملحوظ في مكتبتنا التاريخية، ومن أجل نشر الدراسات العلمية التي أنجزها بعض الباحثين والباحثات. كما أن مدينة دلس جديرة بإنشاء متحف يليق بمقامها، يجمع آثارها المنقولة، المهددة بالضياع. ولا شك أن ما بلغته معالمها التاريخية (الأمازيغية والإسلامية والأجنبية) من تدهور نتيجة الإهمال، يستوجب دراسة عميقة بطريقة علمية، يستشار فيها أهل الاختصاص، تساعد المسؤولين السياسيين على وضع خطة كاملة لترميمها، قصد تأهيلها لتكون قطبا سياحيا في المستقبل، ولا يختلف إثنان أن للمجتمع المدني دورا أيضا لا يستهان به في هذا الفعل الحضاري، وما ذلك بعزيز على أخيار أهل دلس.
*******
الهوامش
1 - دلس، الموقع الالكتروني [ Geneawiki.com]
2- دلس، الموقع الالكتروني المذكور، والموقع [ Wikipedia.org]
3- بنو غانية الموقع [ wikipedia.org]
4- Louis rinn, le royaume d´ Alger sous le dernier dey
Alger P 55, éditions G.A.L,
5- الموقع الالكتروني [. Geneawiki.com]
- مختار بن الطاهر فيلالي، رحلة الورتلاني، ص42، دار الشهاب، باتنة/الجزائر
(بدون تاريخ)
6 - محمد الصغير فرج، تاريخ تيزي وزو، ترجمة موسى زمولي، ص68،
مؤسسة ثالة، الجزائر2007م.
7 - المرجع نفسه، ص 163.
8 - Hocine Ait Ahmed, Mémoire d un combattant, p52, bouchene.
. 1990Alger,
9- مقران يسلي، الحركة الدينية والإصلاحية في منطقة القبائل، ص255.
دار الأمل، تيزي وزو،2007.
10 - محمد الحسن فضلاء، المسيرة الرائدة للتعليم العربي الحر بالجزائر، ج2، ص 148.
الطبعة الأولى 1999، دار الأمة الجزائر.(/)
أسباب الانحراف العقدي
ـ[محمد الشوا]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 04:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن ينتفع الأخوة الأكارم بهذا الموضوع " أسباب الانحراف العقدي"
وأصله حلقة خاصة علي قناة الرحمة مع الدكتور محمد الشوا
وهذا رابط الموضوع
http://ia331426.us.archive.org/3/items/all-islamic-95/Rahma-3laa2-s-and-alshweh-04-03-09.mp3
وهذا رابط الفيديو http://ia331426.us.archive.org/3/items/all-islamic-95/Rahma-3laa2-s-and-alshweh-04-03-09.AVI
ـ[ابو مالك محمد بن احمد]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 11:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم، كيف الحال يا أخ محمد، كانت محاضره موفقه، لكن عندي بعض الاشياء؛مثل
1 - الافضل التصريح بالكلام -اي-" التحذير من الحماعات المنحرفه والافكار الضاله بذكرها تعيناً-كالاخوان المسلمين- التكفير والهجره- جماعه الجهاد- بن لادن وافكاره-الصوفيه- التبليغ والدعوه كما كان يفعل علماؤنا مثل الشيخ ابن باز والشيخ الالبانى رحمهم الله
2 - اذا كان لك نصيب في لقاء اخر ارجو منك الحرص علي النصح للشباب مهما كانت الاسباب
وجزاكم الله يرا والسلام عليكم
ـ[محمد الشوا]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 09:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم، كيف الحال يا أخ محمد، كانت محاضره موفقه، لكن عندي بعض الاشياء؛مثل
1 - الافضل التصريح بالكلام -اي-" التحذير من الحماعات المنحرفه والافكار الضاله بذكرها تعيناً-كالاخوان المسلمين- التكفير والهجره- جماعه الجهاد- بن لادن وافكاره-الصوفيه- التبليغ والدعوه كما كان يفعل علماؤنا مثل الشيخ ابن باز والشيخ الالبانى رحمهم الله
2 - اذا كان لك نصيب في لقاء اخر ارجو منك الحرص علي النصح للشباب مهما كانت الاسباب
وجزاكم الله يرا والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أبا مالك، فالعلم رحم بين أهله(/)
«جواب الشيخ البراك عن محمد عابد الجابري وموقفه من سلامة القرآن من النقص والتغيير»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 08:16]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«جواب صَاحِبِ الفَضِيلَةِ الشَّيخِ العلَّامَةِ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَاصِرٍالبَرَّاك عن محمد عابد الجابري وموقفه من سلامة القرآن من النقص والتغيير»
السؤال:
فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك وفقه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعدُ:
فقد صدر مؤخراً عن مركز دراسات الوحدة العربية كتابٌ للدكتور/ محمد بن عابد الجابري بعنوان "مدخل إلى القرآن الكريم"، تضمن هذا الكتاب فصلاً بعنوان "جمع القرآن ومسألة الزيادة فيه والنقصان"، ومما جاء فيه صفحة 232 قوله عن القرآن الكريم: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه، زمن عثمان أو قبل ذلك، فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذُكر في مصادرنا، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ?، فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ .. ) ثم ساق بعض الآيات التي تدل على وقوع النسخ إجمالاً في القرآن الكريم، وختمها بقوله: (ومع أن لنا رأياً في معنى " الآية " في بعض هذه الآيات، فإن جملتها تؤكد حصول التغيّر في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته).
فما هو قولكم أحسن الله إليكم في هذا الذي قرره الدكتور الجابري، لاسيما أن كلامه هذا قد انتشر كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة من الصحف والمواقع على الشبكة الإلكترونية وغيرها، وفرح به خصوم الإسلام وأعداؤه من اليهود والنصارى والملاحدة والرافضة، وعدّوه تصريحاً مهماً يثبت وقوع التغيير في كتاب الله الكريم قاله أحد كبار المفكّرين الإسلاميين.
أرجو إفادتي في ذلك، نفع الله بكم وبعلمكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الجواب:
الحمد لله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وصلى الله وسلم على رسوله محمد الذي بلغ ما نُزل إليه من ربه، وآله وصحبه؛ أما بعد فإن هذا الكلام المذكور في السؤال ظاهرٌ منه القصد إلى التشكيك في القرآن الذي بأيدي المسلمين في سلامته من التغيير والزيادة والنقص، وحينئذ فلا يبقى وثوق بصحة القرآن، ولكن صاحب هذا الكلام لم يؤثِر الصراحة خوف التشنيع عليه وافتضاح فكره، فآثر أن يجعل الأمر محتملا، بل جعل احتمال التغيير في القرآن راجحا، وسَلَك لذلك لَبْسَ الحق بالباطل واستعمالَ الألفاظ المجملة، ويظهر ذلك بأمور مما جاء في كلامه:
1ـ قوله: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه زمن عثمان أو قبل ذلك فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين).
نقول: تضمنت هذه الجملة التشكيك في سلامة القرآن من الخطأ حين جمعه، لقوله: (من الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه) ولقوله: (فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين).
ونقول: كذبت! فإنه لا يجوز أن يحدث خطأ حين جمع القرآن لضمان الله حفظ كتابه في قوله تعالى: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ?
ونقول: إن الذين قاموا بمهمة جمع القرآن معصومون في عملهم هذا، فإن الصحابة مجمعون على هذا الجمع، ولا يجوز أن يجمعوا على خطأ، وأجمع المسلمون بعدهم على هذا القرآن الذي تلقوه عمن تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع المسلمون على كفر من زعم تحريف القرآن أو جوّز ذلك، لأن ذلك ينافي قوله تعالى: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? فحَفِظَه أولا من أن تصل إليه الشياطين ? إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ? وحفظه ثانيا بتبليغ نبيه صلى الله عليه وسلم وكتابته وحفظه في الصدور، ثم جَمْع الصحابة له وإجماعهم على ذلك.
2ـ قوله: (وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذكر في مصادرنا).
نقول: اكتفى صاحب هذا الرأي الفاسد بإبهام النقص وإبهام المصادر، لأن غرضه لا يتحقق إلا بهذا الإبهام، وهو إحداث التشويش في عقيدة المسلم بالقرآن. وإذا وقع التدارك لم يكن نقص.
3ـ قوله: (وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ?
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول: هذه دعوى باطلة جاء بها لدفع الاعتراض عليه بالآية، فإن وَعْد الله بحفظ تنزيل القرآن يستلزم امتناع جواز الخطأ فيه فضلا عن وقوعه، فدعوى المذكور عدمَ التعارض تلبيسٌ وتمويهٌ على السذج والجهال.
4ـ قوله: (فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ) نقول: هذا من أقبح التلبيس والتلاعب بعقول القراء، وإلا؛ فما نصَّ عليه القرآن من ذلك راجع إلى تشريعه سبحانه وحكمته بمشيئة وقت نزول القرآن ? مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ?، وليس ما ذُكر في هذه الآية مما وعد الله بحفظ القرآن منه، فإدخاله فيه غايةٌ في المغالطة والتلبيس.
5ـ قوله: (مع أن لنا رأيا في هذه الآية ـ يريد: ماننسخ من آية أو ننسها ـ فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته)،
نقول: أبنْ لنا عن رأيك في معنى الآية، وقولك: (فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن)
نقول: في هذا ما في الذي قبله من اللبس والتلبيس؛ فالتغيير الذي تدل عليه الآيات هو من قِبَل الله الذي أنزل القرآن، فهو بمشيئة الله وعلمه وحكمته ولا يكون إلا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ? يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ? التغيير قد انقطع بموته صلى الله عليه وسلم لانقطاع الوحي، وأما التغيير الباطل فهو ما يحصل من فعل الناس عمدا أو خطأ، وهذا ما وعد الله بحفظ كتابه منه، وعصم منه هذه الأمة أن تُجمع على شيء منه، وقد أجمعت الأمة على هذا القرآن المكتوب في مصاحف المسلمين المحفوظ في صدور الحافظين المتلوِّ في المحاريب بألسن القارئين، وأجمعوا على سلامته من التحريف والتغيير والتبديل، كما أجمعوا على كفر من ادعى ذلك في القرآن، و أنه مرتد وإن زعم أنه مسلم.
وقول هذا المشكك في سلامة القرآن: (وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته) هو من جملة التمويه على القارئ؛ فإن كل ما يحدث في الوجود من خير وشر وحق وباطل هو بعلم الله ومشيئته، فهي كلمة حق أريد بها باطل.
وبعد ما تقدم أقول: يجب الحذر من صاحب هذا الكلام المسؤول عنه، فإنه ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن مما أدى إلى اغترار كثير من الأغرار بكلامه وكتبه، وفرح به من يوافقه على فكره،
نسأل الله أن يقينا والمسلمين شر المفسدين والملحدين، وأن يمن علينا بالثبات والبصيرة في الدين، كما ندعو هذا الرجل إلى التوبة إلى الله قبل أن يدركه الموت، وأن يعلن إيمانه بسلامة القرآن من التغيير والتبديل، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ البَرَّاك
الأُستاذ (سابقًا) بجامعة الإمام مُحمَّد بن سعود الإسلاميَّة
الرّياض في 7 ربيع الأوَّل 1430
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 08:18]ـ
المصدر: موقع شيخنا.
( http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=30720&catid=&Itemid=35)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 10:28]ـ
رد طيب بارك الله في الشيخ حفظه الله
ولقد كنت اهييء ردا في نفسي علي هذا الكتاب او بالاحري علي فكرة هذا الكتاب والكيد الدقيق المصبوغ به كل صفحة من صفحاته و الذي ياخذ صيغة التدرج -والتقدم! -الخفي الحثيث الي اتمام الفكرة والمكيدة! -بمستويات القراءة العلمانية-للجابري في كتابه هذا- التي قد تخفي علي القاريء نظرا لسيطرة الكاتب علي اسلوبه المشبع بالدهاء والمكر والمتمكن من استغفال القاريء العادي لو صح التعبير
و الشيخ بهذا الرد قد اغناني عن الرد في المسائل التي رد فيها
وبما انني اعرف سياق الكتاب وعناصر تكوين فكرته الماكرة فان تسني لي الوقت فسافرد لموضوع الكتاب رابط خاص
وسوف اري القاريء الكريم مدي دقة المحاولة الجابرية في اتهام القرآن نفسه بامور رماه بها المستشرقون لكن الجابري له اسلوبه الخاص في قول مايقوله المستشرقون واخوانه العلمانيون
سنري في الرابط ان يسر الله لنا كتابته هذه الطريقة الجابرية التي يحدوها التؤدة والصياغة الخاصة التي بتفكيكها يصل الانسان الي معرفة طريقة الجابري الخاصة في نقد القرآن
لن اكشف في هذا الرابط عن الطريقة والتصور
لكن فرحت جدا بهذا الرد العلمي المصغر علي كتاب مدخل الي القران وهو الجزء الاول لانه هو الذي صدر حتي الان
جزاكم الله خيرا اخي سلمان ابو زيد
والشيخ يقول
يجب الحذر من صاحب هذا الكلام المسؤول عنه، فإنه ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن مما أدى إلى اغترار كثير من الأغرار بكلامه وكتبه، وفرح به من يوافقه على فكره،
وهذا ولله الحمد يوافق قولي في كتابي اقطاب العلمانية الاول وماتقدم في هذا الموقع الكريم وماسيتاكد بالرابط المنتظر ان شاء الله
ـ[د على رمضان عبد المجيد]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 01:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... وشكر لكم هذا الرد الطيب فالجابرى وأمثاله من الحداثيين ينبغى الرد عليهم من خلال كتاباتهم وإظهار تهافت أفكارهم، و أنهم إنما يعيدون كلام المستشرقين مع اختلاف فى الصياغة و كما قيل (شنشنة نعرفها من أخزم)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 02:06]ـ
بارك الله في شيخنا البراك
فكاتب الكتاب جاهل الصحابة معصومون بالاجماع في هذا العمل و اكثر من ذلك و لو جمعه صحابي واحد فالقرآن معصوم من الضياع بدليل القرآن نفسه فلا نحتاج للبحث في المسألة
فمن شك أن حرفا واحدا من القرآن ضاع فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم
بارك الله في شيخنا و زاده الله علما
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 08:50]ـ
نريد ان نعرف من هو هذا الجابري
وهل هو مسلم اصلا
فان هذا الكلام لا يطرحه مسلم قط
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 12:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية جزى الله الشيخ البراك على رده على هذا الدعي المفتون في نفسه الفاتن لغيره. إلا أننا في حاجة لمن يخصص ردا وبأسلوب علمي لهذا المنحرف عقديا وفكريا.
نريد ان نعرف من هو هذا الجابري
وهل هو مسلم اصلا
فان هذا الكلام لا يطرحه مسلم قط
أما بخصوص سؤال يزيد الموسوي فأقول له:
اسمه: محمد عابد الجابري
المهنة: أستاذ الفلسفة والفكر الاسلامي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط. المغرب
كل كتبه هي تصب في التنقص من الشريعة الاسلامية والنيل منها بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر:
الدين والدولة وتطبيق الشريعة
مسألة الهوية
ابن رشد: سيرة وفكر
العقل الأخلاقي العربي
مدخل إلى القرآن
فهم القرآن
وغيرها ...
هذا وقد عقد لقاءات كثيرة عبر القناة الثانية المغربية 2 m التي عرفت بعداوتها للاسلام وكل كلامه هو انتقاص من الشريعة عبر هذه القناة المنحرفة كفانا الله شرها وشر من تستقبلهم
ـ[أم تميم]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 12:30]ـ
حفظ الله العلامة البراك وجعلهُ شوكةً في حلوقِ المتسيلمين ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 01:36]ـ
سبحان الله العظيم
مهما فعلوا ولله الحمد
فمطبوع على قلب وعقل كل مسلم أن الله عز وجل تكفل بحفظ كتابه.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 09:56]ـ
تعجبني دقة الشيخ
وليس غريبا عليه
فلم يسارع لتكفيره
وإنما حلل كلامه
بأسلوب قوى.(/)
وصدع الشيخ ....... !!
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 08:26]ـ
السؤال: نشرت صحيفة «الجزيرة» السعودية بتاريخ 23/ 2/1430 كلاما خطيرا عن الأمير الوليد بن طلال ونصه:" ساهم الأمير الوليد بن طلال بكتابة أهم صفحة في تاريخ السينما السعودية. وفي هذا السياق علق سموه: (الأفلام ودور السينما آتية لا محالة وبدأناها مع أول فيلم سينما سعودي في أول سينما من روتانا) .. وقد عبر سمو الأمير لضيوفه عن فخره بهذا الفيلم كونه أول فيلم سعودي يعرض في دور سينما سعودية .. وفي هذا السياق أشار سموه إلى ضرورة الاستفادة من الكوادر السعودية وتدريبها استعداداً لإنتاج فيلم سعودي 100% في المستقبل القريب.
وعلق الأمير الوليد بن طلال: ( .. سندعم السينما السعودية على جميع المستويات، وسنوفر العناصر اللازمة لنجاحها واستمراريتها في حدود الضوابط الشرعية والقانونية المتبعة في المملكة وفي ظل الشريعة الإسلامية السمحة)
.. وخلال اللقاء أوضح مدير عام استوديوهات روتانا، الأستاذ أيمن حلواني، عزم الشركة على إنتاج 3 أفلام سعودية سنوياً، كما أشار إلى الخطوات المستقبلية والمفاجآت التي تحضرها روتانا لعشاق السينما في المملكة"ا. هـ.
فما رأيكم فيما ذكر وما حكمه الشرعي؟
الجواب الحمد لله وبعد
السينما هي من وسائل المنافقين في تحقيق المشروع التغريبي وإفساد المجتمع وإبعاده عن شريعة الله تعالى؛ لأنه من المعلوم بداهة أن الأفلام السينمائية أكثر فحشا وتعريا وخلاعة من غيرها. وليس بغريب أن يصدر هذا الكلام من الأمير الوليد بن طلال صاحب القنوات المنحطة التي تشيع الفاحشة في الذين آمنوا (روتانا) وسعيه المستمر في إهانة المرأة وإذلالها بتعمد إبرازها سافرة متبرجة وخصوصا إذا كانت من بلاد الحرمين. قال الله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ" (النور19).
أما تقييده (بالضوابط الشرعية السمحة) فأخشى أن يكون من الاستهزاء بدين الله تعالى؛ فأين الضوابط الشرعية مع أفلام التعري والرقص والمجون وشرب الخمر التي ينتجها أو ينشرها.
والواجب عليه التوبة إلى الله تعالى من جنايته في حق الأمة، وأن لا تأخذه العزة بالإثم، والواجب على الدولة منع السينما حتى لا يتمكن العلمانيون والليبراليون (المنافقون) من تحقيق مشروعهم الإفسادي في بلادنا كما أفتى بذلك علماؤنا وعلى رأسهم سماحة شيخنا ابن باز رحمه الله.
والواجب أيضا إحالته وأمثاله كالوليد البراهيم (صاحب قناة mbc) إلى القضاء الشرعي فخطرهم على المسلمين لا يقل عن خطر مروجي المخدرات. أسأل الله العظيم أن يحفظ علينا بلادنا بالإسلام. والحمد لله رب العالمين.
قاله وكتبه: د. يوسف بن عبدالله الأحمد. عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام.
الرياض 3/ 3/1430هـ.
ادعوا للشيخ بالحفظ والثبات انه عملة نادرة في هذا الزمان واتمنى من اخوانه كبار العلماء نصرته
ـ[البتيري]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 10:00]ـ
اللهم اعن علماءنا على الصدع بكلمة الحق وصدق النصيحة والقدرة على التغيير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 10:09]ـ
نعم العلماء اولئك وبئس العلماء غيرهم
والله هذا المعو الوليد بن طلال قد تجاوز كافة الخطوط ... لا اقول الدين والاسلام فقط بل والتقاليد والعادات فاهدر كرامتنا وعبث بمشاعرنا
طبعا لم لا يفعل ذلك ما دام لا رادع له!!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل على بطانة السوء وعلماء السوء
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 01:09]ـ
اللهم وفق ائمتنا للصدع بالحق
و ثبتهم على ذلك
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 02:23]ـ
بارك الله فيه ورفع شأنه وقدره.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 02:53]ـ
حفظ الله الشيخ يوسف ووفقه في جهاده
وهو رجل نحسبه والله حسيبه شغله الشاغل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 04:00]ـ
هذا الوليد ربيب لبنان وصمة عار في جبين كل سعودي.(/)
الشيخ خالد السبت يروي لقاءه مع الشيخ عبد المجيد الزنداني حول سماع أصوات المعذبين
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 01:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقاء الشيخ خالد السبت مع الشيخ عبد المجيد الزنداني حول سماع أصوات المعذبين
من هذا اللقاء ينبغي لنا ان نتعلم ادب الحوار
و الشيخ خالد يشهد لي للشيخ الزنداني بقمة التواضع و التجرد لطلب الحق من الغير
http://download.media.islamway.com/lessons/khaledassabt/15_%F6AswatMouthbin.mp3(/)
المعضلة الشيعية وتقرير نفيس لشيخنا الحسن العلمي وقبله اسماعيل الخطيب
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 03:39]ـ
قال الشيخ العلامة الفاضل إسماعيل الخطيب في الكلمة الإفتتاحية للعدد 458 من مجلة النور التي يرأسها-وهي مجلة فكر وتثقيف ووعي سلفي -:
لماذا الشيعة؟
تساءل بعض القراء عن السبب الذي دعانا إلى اللحديث عن الشيعة وبيان عقيدتهم بينما يعيش المسلمون اليوم في أحلك فترات حياتهم يجب عليهم فيها ان يوحدوا صفوفهم , وان يطرحوا خلافاتهم ليقفوا بقوة في وجه عدوهم.
هذا قول سليم بلا شك فالمسلمون على اختلافهم يجب أن يتحدوا ويتعاونوا لكن الذي يجب أن يلاحظ هو أن الشيعة بعد أن استطاعوا تاسيس دولة شيعية شعروا بكثير من القوة وسعوا إلى نشر عقيدتهم بكل الوسائل بين أهل السنة والجماعة الذين هم سواد الأمة.
وعقيدة السنة تختلف في كثير من أمهات المسائل مع عقيدة الشيعة.فإذا كان هناك اتفاق في اصول العقيدة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فإن الإختلاف واقع حول تفاصيل تلك الأصول مما يرتبط بصفات الله وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفسير القرآن وغير ذلك. وهو اختلاف خطير وعميق نبه إليه علماؤنا منذ عهد أئمة المذاهب الفقهية والعقدية.
والملاحظ أن الشيعة في عصرنا نشطوا نشاطا كبيرا في نشر عقيدتهم بكل الوسائل فأسسوا الجمعيات والمعاهد ونشروا الكتب والمجلات والصحف وغزوا المجال الفضائي بالقنوات التلفزية والإذاعات والمواقع الإلكترونية وهو بكل الوسائل يدعون المسلمين إلى عقيدتهم والإنخراط في مذهبهم.
وهذا الأمر ليس بالهين خاصة في بلد كالمغرب لا يعرف أبناؤه إلا عقيدة واحدة هي عقيدة اهل السنة والجماعة والتي تعني المحافظة عليها والتمسك بها: الحفاظ على الوحدة التي هي آكد الواجبات التي ينبغي أن لايتهاون في أمرها.
ولا شك أنه في كل أمة يوجد من الناس من قد ينساق إلى مقولات ودعوات دون فهم منه صحيح لعدم تمكنه من ذلك , ولذلك كان على المسؤولين و العلماء أن يسعوا بكل الوسائل إلى توعية الناس بحقيقة مختلف الدعوات التي ينساقون إليها لعدة اسباب كبهرجة عرضها ...
-------------------------------
قلت (عبد الرحمن): سمغت من شيخنا الحسن العلمي بالأمس كلاما محققا حول ما سماه شيخنا فيما بلغني "المعضلة الشيعية" فهاكم زبدته:
المد الشيعي في المغرب ليس بتلك الضخامة التي يصورونها وقد كان النصارى يظنون أنهم قد نصروا أهل الصعيد بمصر حتى إذا قال أحدهم: صلوا على النبي يا عالم هبوا –في خماس يصلون عليه- فلله درهم من كرام!!
وإن العقيدة لتتسع لحيز هام من المناورة الإستراتيجية السياسية – والسياسة فعل الأصلح الممكن-.فإن التحالف الصناعي أو التجاري أو النفطي مع ايران ليس بالأمر الحرام إذا أكد الخبراء أن فيه منفعة محققة للمسلمين من اهل السنة كما أنه يجوز التحالف السياسي –خاصة في عصر التكتلات – متى ما تهيأت الظروف المناسبة.
قلت (عبد الرحمن) وضع خطوطا كبيرة تحت قوله حفظه الله "متى تهيأت الظروف" وقد تعاقد النبي عليه السلام مع يهود في مناخ وظرف كانت الحاجة تدعو لفتح جبهة واحدة عوض جبهتين تشتتان جهد المسلمين وتبددان أحلامهم التوحيدية فكان ان عقد اتفاقمع يهود المدينة للتفرغ لمشركي مكة في تخطيط نبوي محكم يقدر المصالح والمفاسد والأولويات ..
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 08:12]ـ
قال لي أحد الأحبة معلقا على الموضوع: والصوفية عندكم أشد خطرا؟ قلت: صدقت وما خالفك المشايخ ولكن ظروف المقال كانت في مناخ الحرب الأخيرة فاقتضت المرحلة التركيز على طائفة دون غيرها.
ـ[التبريزي]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 01:33]ـ
أخ عبدالرحمن
من يعرف الرافضة حقا يعلم أنهم يكرهون السنة أكثر من اليهود والنصارى،
وما من مصيبة كبرى حلت بأهل السنة إلا وللرافضة فيها يد ...
المعضلة الشيعية تحتاج إلى قانون نيوتن، لكل فعل رد فعل، لكن إذا كان الرافضة يعملون بجد وإخلاص وأهل السنة نائمون، فلا يغرنك تجربة النصارى في مصر الصعيد، فالرافضة يتمسحون بحب آل البيت ويغدقون على الفقراء من أموالهم، فإذا قال أحدهم: صلوا على النبي يا جدعان – قالوا في حماس- اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعجل بفرج صاحب الزمان!!
لا يجوز أن ندفن الرؤوس في الرمال، فالمجوس خطرهم قادم من زمن، وما بغداد المنهوبة والمنتهكة عنكم ببعيد ..
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 03:38]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذا النقل المفيد
و الدكتور حفظه الله معلوم بمحاربته لهؤلاء و الدب عن عرض الصحابة الكرام،كيف لا و هو أستاذ الحديث النبوي ولا يعرف قدر الصحابة حقيقة إلا المحدثون فهم من نقل لنا السنة التي نقلت بين أيدينا
وكم سمعته يفضح مخطاطاتهم ونوياهم المبثوتة في كتبهم فلله دره هو وباقي حماة العقيدة من علماء و دعاة المغرب الحبيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 03:21]ـ
أحسن الله إليك اخي التبريزي: والقانون الذي تبحث عنه مفقود هذه الأيام فلاحل من الحلول "التقليدية " ينفع معهم , لذلك يجرب الفضلاء وسائل مبتكرة ...
اخي ابن شهاب بارك الله فيك.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 02:54]ـ
من يعرف الرافضة حقا يعلم أنهم يكرهون السنة أكثر من اليهود والنصارى،
المصالح تغير كل شئ .. والمطلوب ليس أن نحب بعضنا بعضا فهذا ما لاسبيل إليه ... ولكنه فعل الأمكن! (سياسة)(/)
القضية الأحوازيّة، والفتنة الإيرانيّة في المدينة النبويّة الشيخ حامد بن عبدالله العلي
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 04:15]ـ
القضية الأحوازيّة، والفتنة الإيرانيّة في المدينة النبويّة
حامد بن عبدالله العلي
ذهب رفسنجاني ـ بعدما زار حضرموت ليوزِّع منحا دراسية إلى قم! ـ في زيارة إلى منطقة فدك شمال المدينة المنورة، وطالب من هناك ـ كأنَّ لديه وكالة رسمية! ـ بإعادة فَدَك * إلى أهل البيت، مع أنَّ عامة أهل البيت، وأشرافهم، هم في الحجاز أيضا، ومازالوا من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم راضين بما فعل الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم، فيما تركه عليه الصلاة والسلام!
ثم جاء تصريح رسمي من إيران يطالب الحكومة السعودية، بالسَّماح بزيارة الإيرانيين لفَدَك التي تبعد عن المدينة 200 كيلو، وتم رفض الطلب لأنَّ تلك الزيارة لاعلاقة لها بمناسك الحج والعمرة.
،
وبعد ذلك زار سامراء تحت حماية إيرانية، وسط مظاهرات عراقية عارمة، تندد بهذا التدخل الإيراني السافر في العراق، والتحريض على الفتنة.
،
ومتزامنا مع هذا، طالب مسؤول إيراني رفيع المستوى بإحتلال البحرين، ومعلوم أنَّ هذه إنما هي حلقة من حلقات مؤامرة كبيرة، وهي تجري في نسق واحد مع تحرك النظام الإيراني في إثارة الفتنة في المدينة المنورة، والقطيف، الأسبوع الماضي.
وفي إطار أكبر مع تحرك إقليمي يمتدّ إلى فتنة الحوثي في اليمن، وطوائف التكفير والفتن التابعة للنظام الإيراني، في البحرين، والكويت، ولبنان، ومصر، وسوريا، من خلايا هي غير نائمة، بل قائمة تثير نار الفتنة كلَّ يوم، وتحشُّها حشَّا
وذلك وفق مخطَّط يتطلَّع لتصدير الثورة الخمينية، عبر اختراق سرِّي للدول السنيّة، فإثارة الفتن الداخليّة، فإحداث إنقلابات ثوريّة، فإعادة حلم التوسُّع الصفوي الذي أجهضته دولة الخلافة العثمانية، وكان يتطلَّع للسيطرة على العالم الإسلامي، ليعيث بأمّة الإسلام فساداً، وإفساداً.
إعادة هذا الحلم، بعد سيطرة على الإقتصاد بإحتلال منابع البترول في المنطقة الشرقية، وجنوب العراق، وإحتلال المنابع الروحية للعالم الإسلامي في الحرمين، فالسيطرة على الجزيرة العربية، ثم العالم الإسلامي.
ولم يعدْ هذا المخطَّط الخبيث خافياً على أحد، وأنَّه يتمّ صرف الأنظار عنه كلَّما كُشف النقاب عن مرحلة من مراحله الخطيرة، بالتخويف المصطنع من إثارة النعرة الطائفية، ثمَّ تحت هذا التخويف ينتشر المخطَّط كما تنتشر العقارب، والحيات، تحت التراب.
ولاريب أنّ أعظم سبب لإنتشار هذه الفتنة، هو ذلك الخذلان العربي القاتل عن نصرة المظلومين تحت نير النظام الإيراني ـ إضافة إلى ما يجري من النظام العربي على نفس شعوبه من جرائم على جميع المستويات ـ فإنَّ الله تعالى يسلّط الظالمين على بعضهم، وعلى من يقرّهم على ظلمهم، وتلك سنة الله تعالى، ولاتجد لسنة الله تبديلا.
وفيما يلي بيانٌ مختصر لما يتعرض له الأخوة الإحوازيون من ظلم فادح، استمر طيلة عقود من الزمن، في تجاهلٍ مخزٍ من إخوانهم العرب، وتحت صمت غربي، إعتاد النفاق في قضايا حقوق الإنسان، فهو يغضّ الطرف عن القضية الأحوازية، وعن اضطهاد أهل السنة في إيران، بينما يرحِّب من وراء ستار بإثارة الفتن الشيعيّة في البلاد السنيّة!
كما يتعرض لمثل هذا الظلم، أهل السنة في عموم إيران في ظلِّ الثورة الخمينية.
أما القضية الإحوازية المنسيِّة، فهي قضية عجيبة، لشعب يربو عدد سكانه على خمسة ملايين نسمة، وينتشر على أرض مليئة بالخيرات، والثروات الطبيعية، حتى إنَّه بات يُطلق على هذه الأرض: القلب النابض للإقتصاد الإيراني، ويطلق على هذا الشعب: إنه أفقر شعب على أغنى بقعة في العالم.
هذا الشعب الأحوازي محرومٌ من جميع حقوقه، ويعيش إضطهادا عظيماً، وتمييزاً عنصريّا خانقاً، تحت سلطة النظام الإيراني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنذ أن ضمِّ الجيش الإيراني بالقوّة، هذه الإمارة العربية التي يقطنها قبائل عربية أصيلة، في 20 نيسان 1925م، منذ ذلك الحين، والأحواز رازحة تحت احتلال بغيض، حرم شعب الأحواز من جميع حقوقه، حتى الحقوق الثقافية، بل وصل حدّ الإضطهاد إلى حظر اللغة العربية في المدارس، وما يميّز اللباس العربي، وتسمية الأولاد ببعض الأسماء العربية!!
وهو مع ذلك شعب يعيش تحت قمع سياسي، آخذ في تصاعد مؤخَّراً، ويستعمل فيه النظام كلّ إنتهاكات حقوق الإنسان، حتى الإعدامات في الشوارع.
وذلك كلُّه يجري تحت صمت غربيّ، وعربيّ مريب، فلا أحد يتحدث عن تلك الإنتهاكات الخطيرة، بينما تهتم أمريكا بأدق التفاصيل عمَّا يجري في غير إيران، حتى تتَّهم دولاً عربية ـ بهدف الإبتزاز السياسي ـ بالتميِّيز العنصري ضد المرأة مثلا، أو تتباكى عن حرمانها من قيادة السيارة في الرياض، أو في حالة عدم فتح معبد لطائفة قليلة من البهرة مثلا، كما فعلت في الكويت!
،
مع أنَّ ما يجري للأحوازيين، لايوصف مثله إلاَّ في الكيان الصهيوني، بل إنّه أشدّ مما يجري هناك؟
،
ومعلوم أنَّ سياسة العبث بالتركيبة السكانية في الأحواز، والتضييق على الأحوازيين، تسارعت وتيرتها في السنوات الأخيرة، متزامنة بصورة مُلفتة، مع تسارع وتيرة تحريك الأحزاب الموالية للنظام الإيراني في دول الخليج لإثارة الإضطرابات، والفتن.
،
وتغيير التركيبة السكانية في الأحواز، يشابه إلى حد كبير، ما يفعله الصهاينة في القدس،
،
وذلك وفق المنهجية التالية التي وجدت في وثيقة رسمية للنظام الإيراني، وقد نص فيها على ما يلي:
،
أولاً: يجب اتخاذ كافة التدابير الضرورية اللاّزمة بحيث يتم خفض السكان العرب في خوزستان ـ أي الأحواز ـ بالنسبة للناطقين بالفارسية الموجودين أساساً، أو أولئك المهاجرين، إلى مقدار الثلث، وذلك خلال السنوات العشرة القادمة.
.
ثانياً: اتخاذ التدابير اللازمة بحيث تزداد ظاهرة تهجير الشريحة المتعلّمة منهم، إلى المحافظات الإيرانية الأخرى، كمحافظات طهران، وأصفهان، وتبريز.
،
ثالثاً: إزالة جميع المظاهر الدالّة على وجود هذه القومية، وتغييرما تبقى من الأسماء العربية للمواقع، والقرى، والمناطق، والشوارع.
،
وبعد إفتضاح أمر هذه الوثيقة الخطيرة، انطلقت في الأحواز الإنتفاضة المشهورة عام 2005م، وتم قمعها بـ150 ألف جندي إيراني، استعملوا القتل، ووسائل العنف الذي انتهك كلَّ المحرمات.
،
وهذه من أقوى الإنتفاضات التي انطلقت في الأحواز، منذ إنتفاضة عام 1979 م، ثم1985 م، ثم 1994 م، ثم 2000 م، ثم 2001، ثم م 2002م،
،
وكلُّها كانت تقمع بنفس الأسلوب الوحشي، حتّى استعمال سياسة الأرض المحروقة، وتدمير القرى، والمدن العربية.
،
ولم يتراجع النظام عن عنصريّته قيد أنملة، وهو يواصل منع حتى إصدار الصحف باللغة العربية، وتعليم الأطفال اللغة العربية في المدارس الإبتدائية، بل وصل به الأمر إلى تحويل مجرى الأنهار إلى خارج الأحواز، ليحرم القرى العربية منها!
،
وهذا الذي يحدث في الأحواز .. يجري مثله على عموم أهل السنة في إيران التي ينص دستورها على أن: (المذهب الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي)، و: (شرط تولي منصب رئيس الجمهورية أن يكون شيعي المذهب)!، فهم يعيشون مثل هذا الإضطهاد البشع لإخواننا الأحوازيين.
،
لاسيما في بلوشستان التي تنشط فيها ثلاث حركات تطالب بالتحرُّر، وبرفع الظلم عن السنة في إيران:
أحدها: حزب الفرقان، وقد أنشيء عام 1996م، أنشأه جليل قنبر زهي شه بخش، وهو تيار سنّي منتشر قويّ في بلوشتان.
الثاني: جماعة جند الله، ويرأسها الشيخ عبد المالك ريكي، أنشئ عام 2002، وهي حركة سنية ناشطة، لرفع الظلم عن السنة لاسيما الشعب البلوشي، ولجماعة عبدالمالك نفوذ واسع، وقبول كبير في بلوشتتان.
،
الثالثة: حركة الجهاد الإسلامي، ويرأسها صلاح الدين البلوشي، وقد أسسها عام 2006م.
،
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يوجد مليون ونصف سني في منطقة (تركمنصحرا) يتعرّضون لأبشع صور الإضطهاد، ومثلهم مليون سنّي في خراسان كذلك، وتمَّ تصفية أبرز علماءهم بإغتيالات ـ تُشبه تلك التي يفعلها النظام الإيراني في العراق هذه الأيام ـ وممن إغتالتهم المخابرات الإيرانية، الشيخ الشهيد مولوي عبد العزيز الله ياري، والشيخ الشهيد مولوي نور الدين غريبي، والشيخ الشهيد موسى كرمي خطيب جامع الشيخ فيض المشهور في مدينة مشهد، والذي هدمه خامنئي مرشد الثورة عام 1993م.
،
ومثلهم السنة في إقليم فارس، يمنعون من أدنى حقوقهم، ويتم تصفية الناشطين من دعاتهم، وعلمائهم، وكذا مناطق الأكراد، حيث لوحق علماء السنة، وتم تصفية أبرز علمائهم، ونذكر منهم الشهيد العلامة أحمد مفتي زادة، والشهيد ناصر سبحاني، ولايزال كثيرٌ من علماء السنة الأكراد، وغير الأكراد، معتقلا في السجون الإيرانية.
،
ومن العلماء السنة الذين تعرضوا إمَّا للإغتيال، أو محاولة للإغتيال ثم نجوا بأرواحهم وهاجروا من إيران، يقاسون الغربة، أو هم في سجون المخابرات:
،
منهم لا على سبيل الحصر، أولا الشيخ العالم المشهور د. عبدالرحيم ملا زادة وهو في لندن، وله نشاط عالمي وجهاد مشكور في فضح جرائم النظام الإيراني، والإنتصار للسنة، ثم الشيخ العلامة إبراهيم دامني الذي يتعرض للتعذيب وحكم عليه بالسجن 17 سنة، لأنَه يكافح نشر التشيّع بين السنة، والشيخ إقبال أيوبي من إيرانشهر، والشيخ أنور هواري، والشيخ فيصل سيباهيان، والشيخ واحد بخس لشكر زهي، وغيرهم.
،
وكذلك الشيخ محي الدين البلوشتاني، والشيخ نظر ديكاه، والشيخ على أكبر ملة زادة، والشيخ إبراهيم صفي ملا زادة، والشيخ عبدالمنعم الرئيسي، يوسف كردهاني، وحسين كرد،والشيخ عبدالباسط كزادة، والشيخ عبدالقادر ترشابي، والشيخ عبد الحكيم غمشادزهي، والشيخ عبد الواحد كمكوزهي، والشيخ عبدالقادر عبدالله زهي، والشيخ عبد الشكور زاهو، والشيخ عبدالرحمن الله وردي، والشيخ حبيب الله ضيائي، والشيخ محمد أمين بندري، والشيخ عزالدين السلجوقي، والشيخ صلاح الدين السلجوقي، والشيخ محمد ملا آخوند، وغيرهم كثير، فإنهم بالمئات، ويصعب حصرهم.
،
ومعلوم أنَّه يكفي إتهام السني بالإنتماء إلى الفكر (الوهابي)، لإنتهاك كلِّ حقوقه، وتصفيته!، مع أنه حتى الزوايا الصوفية، لم تسلم من بطش المخابرات الإيرانية وملاحقتها بتهمة النشاط الدعوي السني.
،
كما تتعرض مساجد السنّة القليلة لرقابة أمنيّة صارمة، ولملاحقات لاتتوقف، وأمّا المدارس الدينيّة فلايُسمح لهم ببنائها، ومعلوم أنَّ مليون سنيّ في طهران، محرومون من مسجد واحد، والعجب أنَّ للزرادشتيه معبداً مشهوراً في قلب طهران، كما يوجد فيها 151 معبداً لديانات متعددة!
،
ويقتصر الحديث في خطبة الجمعة في مساجد السنة ـ التي لايتدخَّل النظام في بنائها ولا الإنفاق عليها قط ـ على بعض الأحكام الفقهية، مع منع نشر شريط الخطبة، إذْ يُعد الكلام عن عقيدة الإسلام على المذهب السني خطَّا أحمر!
،
هذا ويحارب النظام الإيراني أيَّ حديث إعلامي عن هذه الإنتهاكات الخطيرة لملايين العرب، والسنة في إيران.
،
وبعد:
،
فإنَّ هذا النظام الذي يمعن في حربه على الأمّة الإسلامية، وقد مكَّن أعظم تمكين للمخطط الصهيوصليبي لإحتلال العراق، وهو لايزال يسعى لتقسيمه، وإثارة الفتن فيه للسيطرة عليه، ولاحتلال أفغانستان، وهو يعلم أنَّ هذا المخطَّط الصهيوصليبي يمهِّد بذلك لتصفية القضية الفلسطينية، بينما هو يتباكى عليها دموعَ التماسيح!
،
هذا النظام لن يتوقَّف عن إثارة الفتنة في بلاد الإسلام، ومن تابع التغطية الإعلاميّة للقنوات التابعة له، أثناء أحداث البقيع الأسبوع الماضي، وكيف تحرّض على الفتنة، وتزيّف الحقائق، يتبيّن له أنّ ما حدث في المدينة المنورة من عدوان واضح على المسلمين هناك، كان مخططاً له، ومنظَّماً بحيث يُثمرُ أهدافاً سياسيّة محدَّدة، وهو أحد حلقات المخطط الإقليمي الصفوي الكبير.
،
ولا يخفى أنَّ التصدي لهذه المؤامرة الخطيرة، أولى من كلِّ مهم، ذلك أنَّ خطرها أعظم من كلِّ خطر، وأنَّ ذلك لايمكن إلاَّ بنصرة المظلومين تحت نير هذا النظام الفاشي، حتّى من الشعب الإيراني الذي يعاني أيضا من ظلم النظام، وذلك بكلّ أنواع النصرة.
،
وبكشف مؤامراته الخارجية، وملاحقتها إعلاميا، والإستعداد لمواجهة قوّته التي أعدَّها للإنقضاض على الأمِّة، بأشدَّ من استعداده، وذلك يسير بحمد الله تعالى.
،
وذلك كلُّه بعد إصلاح الأحوال كلِّها، وأوّلها، وأهمّها، وأعظمها، تعظيم شريعة الله تعالى، والتمسّك بطاعة الله تعالى، ورفع الظلم، والفساد.
،
والله تعالى وحده حسبنا عليه توكلنا، وعليه فليتوكل المتوكلون.
http://www.h-alali.cc/m_open.php?id=ddf3f4ea-59b4-102c-9194-00e04d932bf7
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 04:18]ـ
الموقع الرسمى لأهل السنة والجماعة فى إيران
سنى أونلاين
http://www.sunnionline.com/arabic(/)
يقولون سينما إسلامية .. فهل يمكن تصورها؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 04:43]ـ
قرأت في أكثر من موقع كلاما عن وجوب مزاحمة أهل الفساد فيما يسمى بالسينما وايجادها في بلاد الحرمين!!، يقولون بدلا من أن تكتفوا بالتحريم وتقفوا مكتوفي الأيدي اصنعوا سينما إسلامية!!
الحقيقة أني حاولت تصور المسألة وكيف ستكون هذه السينما الإسلامية .. ولم استطع!!
فهل مثلا سيكون التمثيل قاصرا على الرجال؟؟
أم أن النساء سيمثلن بحجابهن؟؟
أم أنهم سيصدرون فتوى تجيز للمرأة التمثيل في السينما الإسلامية كاشفة عن وجهها -لأجل مزاحمة السينما الفاجرة فالغاية تبرر الوسيلة عندهم- مع أن هناك فتوى جاهزة سمعتها لأحد علمائهم يجيز فيه تمثيل المراة بدون حجاب شريطة ألا تركز عليها الكاميرا، وألا تصورها عن قرب!!!!
(وكأن المصور والمخرج وووالخ ليسوا رجالا!!!!!)
وهل سيكون العرض يوما للرجال وآخر للنساء؟؟ ام ستصدر فتوى بجواز الاختلاط بين الجنسين طالما أن العرض إسلامي وهادف؟؟
أرجو منكم التفاعل والإجابة لأن والله أطرح هذه الأسئلة صادقة ومحتارة في أمر هؤلاء.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
بارك الله فيكم، حتى وإن كان: تمثيل هادف، وبالضوابط الشرعية كما يقال!!!
[[التمثيل من وسائل اللهو المستوردة إلى بلاد المسلمين فلا يجوز فعله والاشتغال به وفيه كذب ومخالفة للواقع وفيه تنقص للشخصيات المحترمة الممثلة وفيه تشبه بالشخصيات الكافرة الممثلة أيضًا وفيه محاذير كثيرة وقد كتب فيه بعض المشايخ - جزاهم الله خيرًا - كتابات قيمة شخصت مضاره وحذرت منه مثل ما كتبه فضيلة الدكتور الشيخ بكر أبو زيد وما كتبه فضيلة الشيخ عبد السلام بن برجس العبد الكريم وما كتبه الشيخ حمود التويجري فلتراجع وما يقال فيه من المنافع فإن المضار الحاصلة بسببه أضعافها ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح]] صالح بن فوزان الفوزان.
ـ[فريد طارق]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 01:46]ـ
مثل أفلام الكرتون (الاسلامية)
حلال هنا حرام هناك؟!!
إما التحريم يتجه لهما أو الحل، فمن فرّق فليأتي بالدليل.
ـ[علي التمني]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 02:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال قديم للشيخ الدكتور سعيد الغامدي وفقه الله يضع النقاط على الحروف في هذه المسألة التي يبدو أن بعض الصالحين قد تورطوا في ذات خطاب السبتيين الجدد، أما العلمانيون فهم يريدون اختراق مجتمع المسلمين بثقافة الغرب الإباحية المنحطة بأية صورة، فهل اندفاع بعض الصالحين وراءهم من قبيل خدمة الإسلام واهله، والمحافظة على مكاسب البلاد التي حماها الله من السينما وما في حكمها والتي كانت من أشد معاول الهدم في المجتمعات الإسلامية الأخرى والتي لا يخفى حالها على أحد؟
وشكر الله لأختنا شذى الجنوب وجزاها خير الجزاء وذب عنها الشر:
وأترككم مع مقالة الشيخ وفقه الله وحفظه:
السبتيون المتنافسون
د. سعيد بن ناصر الغامدي
تطالعك الصحافة بين فترة وأخرى بقضية تطرح ومشروع يراد تسويقه وتصورات يسعى الى توطينها وأخلاقيات يراد تطبيعها عبر الخضات الاجتماعية أو عبر انتهاز الفرص، أو من خلال ترويج منسق، ثم يقول البعض هذا مجرد كلام في كلام، وآخر يستنكر وثالث يؤيد ورابع ينتقي، وكل بحسب خلفيته العلمية واتجاهاته الإيديلوجية (وليس في عقلاء البشر من ليس مؤدلجا) مهما ادعى المدعون!!
و هناك نظرة قاسية أحيانا وجائرة في أحيان كثيرة،نحو ما يسميه البعض (الخطاب الديني) توصف بأنها ضد الجديد، ومتأخرة عن مجاراة الحديث، لا لشيء سوى أن علماء الشريعة ودعاتها لم يقبلوا الشيء الجديد بل رفضوه، ولتعميق تهمة التخلف والتحفظ يقال (ثم بعد استمرارالأمر يقبل به أصحاب الخطاب الديني) ومن الأمثلة،تحريم الدش والافتاء بدياثة من يستعمل القنوات الإباحية والفاسدة، ثم الآن -كما يدعي البعض - قبلوا تلك القنوات، وياللعجب!!
و في غمرة هذا التسويق العولمي يمكن القبول بأشياء كثيرة بعد أن نضع عليها (طرحة إسلامية) أو (مكياج إسلامي) أو (أنغام دينية)!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فما المانع إذا جاءت مقترحات عولمية أو (دونمية) أن نقبلها مع بعض الرتوش والصبغات الإسلامية،حتى لا يسبق الأشرار إلى تنفيذ هذه البرامج، ويفسدوا المجتمع، وبدلا من مقاومة المنكر والفساد ورد الضرر بحسب المستطاع تأتي لغة (الأمر تحصيل حاصل وما منه مناص) فلا بد من التعايش معه وتطويعه في وجه الخير، وهكذا يتم التسويق حتى على الصادقين المخلصين، الذين يرون أنهم بطرحهم هذا أعمق بصيرة وأسبق نظرة وأكثر استشرافا للمستقبل0 وبناء على هذا التسابق يمكن تكميل المقترحات التغريبية بجمل مفيدة من (الفقه الإسلامي) فإذا اقترح أحد إقامة بلاجات بحرية للنساء، فيجب ألا نرد ذلك بل نسابق الى افتتاح بلاجات إسلامية، تتوفر فيها المايوهات (الشرعية) وإذا جاء مقترح بتوظيف المرأة خادمة في الطائرة (مضيفة) فيجب على فقهاء الإسلام أن يكيفوا الفتوى لتلحق المرأة بركب الحضارة، والقضية ستفرض علينا قبلنا أم أبينا 0 وإذا أشاع بعضهم فتح السينما في (مهبط الوحي) فعلينا أن ننافس ونمسك بزمام الأمر ونوجهه التوجيه السليم، ولنفتح دارا للسينما في أجياد وأخرى في قبا، بشرط ألا يمثل فيها إلا رجال من نوعية رجال فيلم (الحور العين) أما النساء فعليهن القيام بالأدوار وهن منقبات،أما الوصلات الموسيقية فلا بأس من بعض الآلات أخذا بقول فلان وفلان، دعك من المتحجرين!!! وذلك لأن الأمر آت لا محالة، ثم إن علينا أن نلحق بركب التقدم الذي وصلت اليه البلدان العربية التي سبقتنا من سنين الى فتح دور السنيما فوصلت بسببها الى التقدم العلمي والحضاري والاقتصادي الهائل، كما في الشقيقة مصر!!!
وإذا كان هناك مقترحات لإعادة (ستار أكاديمي) فلنسابق ونحضر أولادا وبنات من خريجي الشريعة وطلاب العلم وطالبات تحفيظ القرآن،لكي ننافس ونسبق أهل الفساد!!
وإذا جاء أحدهم بمقترح لتوظيف (شرطيات للمرور أو الشرطة) فعلينا أن نأخذ زمام المبادرة وندفع بالبنات الصالحات لشغل الوظائف، أو على الأقل وضع شروط ومواصفات إسلامية للشرطية المنتظرة!!
وإذا نادى بعضهم أو بعضهن بإلغاء حكم القوامة الإسلامي، فعلينا أن نبحث عن أقوال في كتب الفقه تناسب مقررات مؤتمر بكين!!
وإذا رغبت منظمة التجارة العالمية في فتح محلات للخمور، بحكم قانون التعامل بالمثل، فلتكن (البيرة ذات 13% من الكحول) بديلا للخمور الصريحة، ولعلنا نجد في أقوال أهل الكوفة ما يناسب مقام منظمة التجارة!!!
وإذا ضغطت بعض الطوائف لطلب مقامات لها في الحرم المكي ودروس لنشر عقائدها،أو إعادة وثنيات القباب والمشاهد والأضرحة التي يحلو لبعض قادتهم القول بأن (جيش التتار النجدي) هو الذي هدمها،فعلينا التصرف بحكمة وفسح المجال لهم،لأننا في عصر الانفتاح والحرية، ومنظمات حقوق الانسان،فلنقبل بالأمر قبل أن يفرض علينا فرضا، وعلينا أن نحتوي هذه الطوائف قبل أن يسخرها العدو ضد الوحدة الوطنية0 وهكذا في قائمة طويلة من الاستجابات التي تبدأ صغيرة يسيرة، وتنتهي ضخمة كبيرة خطيرة، تهدد مشروعية الكيان، وتفضي الى فتن متلاحقة، وتقود الى سعار ونار0
أليس من الحكمة أن نرى ما حولنا من مجتمعات رضيت باشعال عود ثقاب صغير فاشتعلت النار حتى أكلت الأخضر واليابس، وأصبح من العسير القضاء على تلك النار، لأن دعاتها والمستفيدين من وهجها قد اعتلوا الصهوة، وضحكوا بملء أشداقهم على أولئك الذين آثروا السكوت، ورضوا بالمنكر تحت حجج وذرائع لا تخفى على الله، ثم على أولي الأبصار0 يجب ألا تجهض دعوة الإسلام بفعل الغلبة أو خوف الغلبة، إذ بين الرغبة والرهبة والأهواء تدور طوابير المثقفين، إما للرغبة في الحصول على مغنم أو اتقاء أذى0 ومما يؤسف له أن نمطا شائعا في أكثر المجتمعات المتخلفة يعتمد أسلوب الترغيب والترهيب والمناورة والتدرج لبسط التوجهات، والإعلاميون يقلدون ذلك ويسهمون فيه، وفي ذلك مافيه من إلغاء أمانة الكلمة وصدقية الحرف، وحق المجتمع، وشرف الصدق، وقد تكون الحقيقة مرة على البعض وصعبة على البعض، ولكن يظل التبصير بالحقائق مهمة محورية لكل صادق ناصح مفتيا كان أو داعية أومثقفا، خروجا من الحالة التسويغية التي تستسهل النكوص عن الحق، متذرعة بأن المناخ أقوى، والدفع أشد، والردع لا فائدة منه، واصحاب هذه الحالة يصابون بنوع من هوس التسابق في تجميل الصور المقترحة ولو كانت ظاهرة القبح، ولو أدى ذلك إلى تشويه صورتهم ودورهم0 لست أعني هنا الذين يعلنون إيمانهم بأمانة الكلمة والحرف، ويحاربونها بكل ما أوتو من قوة أو ارتزاق، ولا أولئك الذين يجيدون التلون ويحترفون التكيف السلبي، فإن هؤلاء ركيزة تخلف وعنوان تكسب0
وهنا تأتي قصة أصحاب السبت (المذكورة في القرآن سورة الأعراف 163) حين نهوا عن صيد السمك في ذلك اليوم،فقام مثقفو التسويغ ومفتو المجاراة،ودعاة التدرج الاحتيالي، من عديمي النزاهة والأمانة والصدق، ومن مؤثري الحياة الدنيا، قاموا بحملة ترويج لجمع السمك في أحواض يوم السبت، وتركه فيها حتى يوم الأحد فيصطادونه،وبذلك التأويل المشؤوم وقعت عليهم العقوبة الربانية، وهي مسألة صيد سمك قد لا تكون كبيرة بالنسبة لقضايا عظيمة يطرحها العادون، ويروجونها الغابرون، في عصرنا هذا0صحيفة المدينة 23/ 10/1426
----------------
نشر هنا في 10/ 3/1430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 03:42]ـ
يقولون سينما اسلامية لخداع الصالحين لأن الصالحين ليسوا اهلاً بالمنافسة في هذا المضمار لقلة خبرتهم او انعدامها.
وفي المقابل الطرف الاخر ذو خبرة مثل استديوهات هوليود.
فحتماً سيفشل الصالحون لعدم قدرتهم على مجاراة السينما العالمية.
و أود ان أنبه من من المحبين و العاشقين للسينما يريد سينما اسلامية و نحن نعلم لا يدخل هذه الدور الا الفساق من المسلمين فهل سيرضون بها؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 03:56]ـ
لولا أننا نحسن الظن بمن تورط في اقتراح مشروع "السينما الإسلامية" لقلنا أنها مؤمرة يراد بها اشغال الصالحين عن انكار هذا المنكر العظيم بمجارة فاشلة!!
فكما قال أخونا أبو ممدوح الغالب فيمن يدخل السينما البحث عما عُرف في عالمها من مجون وفسق!
فبالله هل سيذهب عامة الناس -ممن اعتادوا على مشاهدة الخالعة تحت مسمى الفن- لمشاهدة فيلم إسلامي ويتركوا ما اعتادوه؟؟
أما الصالحون الممتنعون عن مشاهدة تلك الأفلام فلا حاجة أصلا لاشغالهم بسينما إسلامية!
ثم ان مسعى ويسعى لإيجادها في بلاد الحرمين يرمي لمرامي أعظم منها -وإن كانت عظيمة- والعاقل من نظر لمستقب الأمر وعرف أهمية وخطورة البعد الزماني!!
ثم شكري لـ
الفاضل صدى الذكريات على افادته.
فريد طارق
شكر لك والفارق واضح جلي بين أفلام كرتون تسلي الأطفال وبين سينما إسلامية يراد له منافسة الفساق ومحترفي المجون والعبث.
الشيخ علي التمني
بارك الله فيكم ونفع بكم أثريتمونا بهذا المقال النافع والحكيم في كتابته والاستشهاد به هنا.
الأخ أبي ممدوح
بارك الله وقد وفقت جدا فيما ذهبت إليه.
نفع الله بك.
ـ[فريد طارق]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 01:53]ـ
فريد طارق
شكر لك والفارق واضح جلي بين أفلام كرتون تسلي الأطفال وبين سينما إسلامية يراد له منافسة الفساق ومحترفي المجون والعبث.
هدف الشيخ سلمان العودة هو إيجاد بديل يتجه إليه الشباب المسلم، مثل بديل الأناشيد (الاسلامية) في مقابلة الأغاني، وأفلام الكرتون (الاسلامية) في مقابلة أفلام الكرتون (السيئة)، فلماذا التشنيع؟!!!!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 02:38]ـ
هدف الشيخ سلمان العودة هو إيجاد بديل يتجه إليه الشباب المسلم، مثل بديل الأناشيد (الاسلامية) في مقابلة الأغاني، وأفلام الكرتون (الاسلامية) في مقابلة أفلام الكرتون (السيئة)، فلماذا التشنيع؟!!!!
أين التشنيع؟!
هداك الله ..
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 02:59]ـ
الله المستعان
ـ[فريد طارق]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 01:47]ـ
أين التشنيع؟!
هداك الله ..
مقصدي واضح، ومقصدِك واضح كما ظهر في كثير من مشاركاتك حول الموضوع، فلماذا أجدكِ حرفيّة حول حروف لفظة (التشنيع) مع ان قصدي واضح؟!!(/)
الكتب التي صنفت في الرؤية
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 04:06]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد:
فمعلوم أن مذهب أهل السنة و الجماعة أن المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة بأم أعينهم و قد خالفت فيها طوائف من الناس كالجهمية و و المعتزلة لإستحالته مطلقا.
و قد تواترت الأحاديث الصحيحة على أن الله يرى في الآخرة على عرصات يوم القيامة و في الجنة من المؤمنين إتفاقا، و إختلفوا في الكفار هل يرونه في العرصات أم لا.
فيسرني أن أعرض ما جمعته من عناوين المؤلفات المطبوعة و غيرها في مسألة الرؤية و هي:
1 - الغنية في مسألة الروية للحافظ أحمد بن على بن حجر العسقلاني (ت 852) مطبوع
2 - ضوء الساري إلى معرفة رؤية الباري لأبي شامة و هو مطبوع
3 - الرؤية للبيهقي
4 - الرؤية للدارقطني مطبوع
5 - التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة للآجري و هو مستل من كتاب الشريعة مطبوع
6 - النظر إلى الله لإبن وضاح و هو مخطوط
7 - و هناك فتوى لبن تيمية نسيت إسمها في مجموع الفتاوى؟
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 08:04]ـ
أيضا الرؤية ابن النحاس
ـ[المقشاش]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 05:10]ـ
السلام عليكم:
أن أجد هذه الكتب؟ أو هل ممكن يتم تصويرها؟
1 - ضوء الساري إلى معرفة رؤية الباري لأبي شامة و هو مطبوع.
2 - الرؤية للبيهقي.
3 - التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة للآجري و هو مستل من كتاب الشريعة مطبوع.
أتمنى الحصول على جواب من أي أخ كان سواء من أحد الأعضاء أو من أحد المشرفين جزاهم الله عن المسلمين خيراً.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 05:23]ـ
الرؤية للدارقطني:
http://www.4shared.com/file/55135263/3cd7d8a3/__online.html?s=1
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 05:41]ـ
تثبيت الرؤية لله في يوم القيامة لأبي نعيم الأصبهاني.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/ 181، وابن تيمية في مجموع الفتاوى 6/ 486، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 34.
البغية في شرح أحاديث الرؤية لعلي بن علي بن سليمان البوليني الأزهري
مخطوط(/)
الذب عن الكتاب و السنة
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 05:14]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
قد عرف عند الأمة أن الدليل العقلي محل جدل عند طوائف المتكلمين و الملحدين و أنهم يردون الكتاب و السنة إذا خالفت العقل فبالله عليكم من هو العاقل عند هذه الطوائف؟ أليس قولهم هذا يشبه قول المنافقين "أنؤمن كما أمن السفهاء" "ألى لإنهم هم السفهاء و لكن لا يعلمون"؟ فهم يسؤلون عن أبده الأشياء و هل يحتاج النهار إلى دليل ثم من لم يكن عاقل فهل يكون إلى مجنونا أو مغفلا فهل الأنبياء أو المؤمنين كذالك حاش لله بل هم أعقل الناس، و من قال للإنسان مجنون فقد ضلمه بل ضلم نفسه لجهله و هل المجنون يصدق أو يعدل؟ و قد عرف نبينى بالصادق الأمين.
فأنا أدعو إخوتي في الله إلى أن يدبو عن عرض نبينى صلى الله عليه و سلم و عن سلفنى الصالح أكاذيب أهل الكلام و يبينو للناس عوارهم.
و بارك الله فيكم.
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 02:29]ـ
لابن تيمية رحمه الله كلام حول هولاء التي ضاعت أعمارهم لإجل هذا العقل
حيث يقول:
(فلو وُجِّهت عقول الأمة – قديمًا وحديثًا - إلى الإبداع في العالم الطبيعي، والاتباع في العالم الغيبي لكان لها اليوم شأن آخر غير الذي هي عليه الآن، لكنها – وللأسف الشديد - غلب على عقولها الذكية الابتداع في العالم الغيبي، والاتباع في العالم الطبيعي، وأهدرت العقول والكتب في مؤلفات الفلسفة وعلم الكلام والمنطق وشروحه وحواشيه وتعليقاته، فصارت العقيدة صعبة المنال، وخاصَّة بِقِلِّةٍِ قليلة من أهل فنون المنطق والكلام). انتهى(/)
منع توقيع الكاتبات في معرض الرياض (الشلة تشتكي)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 11:36]ـ
تذمر زوار معرض الكتاب في الرياض من ارتفاع الاسعار في دور النشر الخارجية، وغياب كتب عبد الرحمن بدوي، وروايات أمين معلوف، معربين في الوقت نفسه عن استغرابهم مما حدث أمس الأول عندما منع رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كاتبة سعودية من التوقيع على كتابها للرجال واقتصار ذلك على النساء فقط. والتقت «عكاظ» في المعرض خلال جولتها اليومية بعدد من المثقفين والقراء الذي اشتكوا من غلاء أسعار بعض الكتب، إلى جانب مطالبتهم بفواتير المشتريات عند خروجهم من المعرض، فيما أبدوا رضاهم من التنظيم، وتوفر مواقف السيارات وسعة المعرض الجديد، مقارنة بالسنوات الماضية.
اعتذار علني
بداية طالب كل من الكتاب عبده خال وعبدالله الثابت ومعجب الزهراني باعتذار علني من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب ما تعرضوا له مساء أمس الأول في المعرض من إحراج وتعامل «غير جيد» على حد وصفهم. وقال خال في هذا السياق: انهم حاولوا الحصول على توقيع الكاتبة حليمة مظفر على كتابها الجديد، الا أنهم فوجئوا برجال الهيئة يحاولون منعهم، رغم محاولتهم الحصول على التوقيع عن طريق رجال الأمن الموجودين في المعرض. وأضاف خال: لكن، ورغم محاولتنا إيضاح الموقف بأسلوب ودي، الا انهم لم يستمعوا لنا.
من جانبه أعرب الكاتب عبدالله الثابت عن حزنه لما تعرضوا له من قبل الهيئة في معرض الكتاب، وقال: نحن لم نفعل شيئا يستوجب «جرجرتنا» بهذه الطريقة، واقتيادنا أمام الناس لمركز الهيئة، وكل ما في الأمر أننا ألقينا السلام على كاتبة من بعيد،وهي زميلة لنا في مجال الكتابة.
إحراج
أما الكاتب معجب الزهراني فقال انهم ككتاب تعرضوا لإحراج كبير، مشيرا الى ان عبدالله الثابت تعرض لعدوان لفظي من قبل رجال الهيئة. وأضاف: «نحن رجال ناضجون .. وعمرنا فوق الخمسين .. وحاولنا توضيح المسألة لهم، لكن للأسف تم التعامل معنا بما لا يجب، وذهبنا للهيئة ووجدنا هناك شخصا متفهما ومتعقلا، وأخذ ينصحنا، وكأننا أخطأنا». وخلص الزهراني للقول: «نحن نريد اعتذارا علنيا من قبل رئيس الهيئة .. ».
الأسعار
في المقابل تراوحت نسبة ارتفاع الأسعار بين 20 و25% من قبل دور النشر الخارجية، بحجة تكاليف النقل، وأجور المكان وغيرها. وأوضح حسين الزهراني أن الأشخاص يضطرون إلى الشراء رغم الغلاء بسبب عدم وجود بعض الكتب في المملكة، مبينا أن ارتفاع الأسعار لوحظ من قبل دور النشر الخارجية فقط. من جانبه أشار صافي خليل الى أن ارتفاع الأسعار سببه تكاليف النقل المرتفعة، وتكاليف الأجور، واستئجار الأجنحة مما يترتب على ذلك غلاء الأسعار لتعويض هذه الخسارة على دور النشر.
لكن محمد حسن مسؤول في دار نشر مشاركة في المعرض، اعتبر أن أسعار الكتب مناسبة، وتباع بأسعار الجملة التي يحصل عليها أصحاب المكاتب، مشيرا الى ان هذه ينطبق على جميع دور النشر الداخلية، نافيا ان يكون هناك ارتفاع في الأسعار، «لأن دور النشر تريد البيع وتصريف كميات الكتب المتواجدة لديها في المستودعات» كما قال.
من جهة أخرى أثنى كل من عبد الرحمن السالم وعبد العزيز عودة وخالد الشلالي على التنظيم والمساحة وتوفر مواقف السيارات مقارنة بالسنوات الماضية قائلين: هناك اختلاف كبير بين موقع المعرض الحالي، والسابق إذ كان هناك ضيق في المكان والمساحة وعدم توفر مواقف كافية للسيارات، بعكس هذه السنة حيث يتوفر مساحة أكبر شملت عددا أكثر من الدور، كما أصبح هناك جناح مستقل للطفل، والتنظيم في تقسيم الدور في المعرض، الإسلامية والفلسفة والروايات والقصص. بينما أكد مصطفى عادل أحد العاملين في دور النشر أن في الموقع السابق، حرمت دور نشر عدة من الحضور بسبب ضيق المكان، وعدم توفر أمكنة. ورأى عبد العزيز الدرع أن هناك جانبا مميزا في المعرض وهي تسمية الممرات بأسماء المؤرخين والعلماء التي ميزت المعرض الحالي عن المعارض السابقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أبدى عدد من رواد المعرض تذمرهم من تسليم فاتورة الكتاب عند الخروج من المعرض، وقال عبد الله الجار ان هذه المسألة تلزم الجميع طلب فواتير عند الشراء مما قد يسبب الربكة والبلبلة والزحام عند بعض دور النشر، آملا إلغاء طلب الفاتورة، وترك المسألة للمراقبة الذاتية عند دور النشر. لكن عبده رحيمي الذي يعمل في دار نشر خالفه الرأي، مشددا على أهمية «طلب فاتورة شراء الكتب»، لأنها كما قال تقلل من سرقة الكتب التي عانت منها بعض دور النشر في السنوات الماضية.
غياب كتب
وبالحديث عن غياب بعض الكتب، أكد محمد التمام عدم توفر كتب كثيرة منها كتب الفيلسوف عبدالرحمن بدوي ورويات أمين معلوف وغيرها الكثير من الكتب، مشيرا في الوقت نفسه الى انه لاحظ توافر بعض الكتب التي كانت ممنوعة في السنوات الماضية.
ولعل ما يميز المعرض هذا السنة، وجود جناح مستقل للطفل، تتوفر فيه الكتب التعليمية، والبرامج الثقافية والتدريبية الخاصة، ويزدحم القسم يوميا بالزوار من الأطفال.
كاكاو برازيلي
انطلق أمس الأول النشاط الثقافي المصاحب للمعرض بمحاضرة «تشكلات الثقافة البرازيلية» ألقاه الأستاذ الفخري بجامعة برازيليا ركوي دي باروس لاريا، وقال فيها: ما أرمي إليه في محاضرتي هو أن أبين كيف استطاعت البرازيل أن تقوم كدولة من خلال التفاعل الذي تحقق بين جماعات عرقية مختلفة وكيف أسهمت تلك الجماعات في تشكيل ما نسميه اليوم الثقافة البرازيلية. واستعرض التنوع العرقي والثقافي في البرازيل وتوزيعاته سكانيا في إطار شامل، مبينا أن 220 جماعة عرقية تعيش حاليا في البرازيل يتحدث أفرادها 180 لغة مختلفة الأمر الذي أسهم في تشكيل ثقافة ثرية غنية متنوعة من حيث اللغة والألفاظ وأنواع من ثقافة الحياة اليومية من خلال المصنوعات اليدوية والمأكولات والملابس وغيرها.
وعن الأدب البرازيلي تحدثت الأديبة البرازيلية إليزابيث هازم عن الأديب جورج أمادو ورؤيته لعدد من جوانب منطقة بهيا المنتجة للكاكاو من خلال خطابه الروائي، وقالت منذ أكثر من نصف قرن ظهر في البرازيل مايسمى بالأدب الإقليمي الذي يتمحور حول ثقافة الكاكاو المنتج الرئيسي للبرازيل وكيف استطاع الأديب جورج أمادو أن يعكس به حياة البرازيليين خاصة في منطقة باهيا. ثم عددت أبرز كتبه التي ترتبط بنفس الموضوع ومنها الكاكاو والأرض العنيفة.
منقول من صحيفة عكاظ
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 02:25]ـ
وقال: نحن لم نفعل شيئا يستوجب «جرجرتنا» بهذه الطريقة، واقتيادنا أمام الناس لمركز الهيئة، وكل ما في الأمر أننا ألقينا السلام على كاتبة من بعيد،وهي زميلة لنا في مجال الكتابة.
هههههههههههه
سبحان الله بعض الناس تأخذه العزة بالأثم وكأنه لم يفعل شيء؟!!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 11:19]ـ
ياليتهم أدبوه، حتى يكون عبرة لغيره، نسأل الله أن يوفق رجال الهيئة.(/)
حكم تحديد جنس الجنين
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 03:19]ـ
كتبه غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم اختيار جنس المولود
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور من أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
قال الأستاذ الدكتور عبد الله بن حمد الغطميل:
((فمع التقدمِ المذهلِ في شتى العلومِ برزت في هذا العصرِ مسألةُ اختيارِ جنسِ الجنينِ، وتوصيفها بشكل مختصر ومبسط أن علماءَ الطبِ قد توصلوا إلى سببِ الإذكارِ والإيناثِ في جنينِ الإنسان، وتوصيفُه أن بويضةَ المرأةِ تحملُ صبغة ( x) وماءُ الرجلِ يحملُ صبغتين ( x) و ( y) فإذا لُقحت بويضةُ المرأةِ بحيوان منوي ( x) خُلق المولودُ أنثى. و إذا لقحت بحيوان منوي ( y) خُلق المولودُ ذكرا.
ولما توصلوا إلى هذا السببِ وعرفوه انتقلوا إلى مرحلة ثانية، وهي دعوى قدرتُهم على اختيارِ جنس الجنين، وذلك عن طريقِ التخصيب الداخلي أو الخارجي بإحدى صبغتي الرجل ( x) و ( y)، فمن يرغبُ في ذكر يُخصب له بالصبغة ( y)، ومن يرغبُ في أنثى يُخصب له بالصبغةِ ( x)، وقالوا إن نسبةَ نجاحِ التخصيبِ والعلوقِ (25%) فإذا تم التخصيبُ والعلوقُ كانت نسبةُ النجاحِ (99%)، وقالوا إن هذا لا ينافي الإرادةَ الإلهيةَ، بل هو من جملةِ الأسبابِ، وقد انقسمَ الفقهاءُ المعاصرون في ذلك على قولين: أحدُهما يمنعُ ذلك, والآخرُ يجيزُه ((انتهى.
هل الشرع يدل على أن الإنسان لا يمكن أن يتوصل إلى معرفة جنس الجنين
يمكن لشخص أن يحتج بأن الإنسان لا يمكن أن يتوصل إلى معرفة جنس الجنين وهو في بطن أمه فضلا عن اختياره بقوله تعالى: ((إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير)) [34: لقمان]
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا فِى غَدٍ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلاَّ اللَّهُ وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِى الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ اللَّهُ» رواه البخاري.
ولكن إن ثبت في الواقع معرفة جنس الجنين أو معرفة أسباب من خلالها يستطيع الإنسان أن يختار جنس الجنين فلا يمكن أن يكون معنى هذه هذه الآية الكريمة والحديث الشريف نفي ذلك لئن الشرع لا يمكن أن ينفي وقوع شيء يقع في الحقيقة فما جواب العلماء على الاسشكال الواقع لبعض الناس من هذه النصوص أنقل فتوى اللجنة الدائمة وفتوى ابن عثيمين في ذلك:
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال الخامس من الفتوى رقم (4910):
س5: يقول الله تعالى في كتابه العزيز: سورة لقمان الآية 34 إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ من ضمن الآية الكريمة أن الله يقول: سورة لقمان الآية 34 وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ لقد صار بيني وبين أحد الأصدقاء نقاش كبير حول هذه الآية، فلقد قال لي: إن العلم الحديث والأطباء قد توصلوا لمعرفة ما في رحم المرأة هل هو ذكر أم أنثى بواسطة الأشعة، وقلت له: الله سبحانه يقول: سورة لقمان الآية 34 وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ هل معنى الآية: أن العلم لم يكتشف ما في الأرحام أم إن الآية تفسيرها غير ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج5: ثبت في الأحاديث الصحيحة أن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، وأنها المذكورة في الآية المسؤول عنها، من ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح البخاري تفسير القرآن (4499) ,صحيح مسلم الإيمان (10) ,سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991) ,سنن ابن ماجه الفتن (4044) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 426). مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله: سورة لقمان الآية 34 إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ وفي رواية له عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري التوحيد (6944) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 24). مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ: سورة لقمان الآية 34 إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ رواه الإمام أحمد عنه وعن ابن مسعود بمعناه، وروي من طرق أخرى تؤيد ما دلت عليه الآية، ومعنى الآية: أن الله تعالى استأثر بعلم الساعة فلا يجليها لوقتها إلا هو، فلا يعلمها لميقاتها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وقد أعلمهم الله بأماراتها، ولا يعلم متى ينزل الغيث ولا في أي مكان ينزل إلا الله، وقد يعرف ذلك أهل الخبرة عند وجود الأمارات وانعقاد الأسباب علما تقريبيا إجماليا يشوبه شيء من التخمين وقد يتخلف، واختص سبحانه أيضا بعلم ما في الأرحام تفصيلا من جهة تخلقه وعدم تخلقه ونموه وبقائه لتمام مدته وسقوطه قبلها حيا أو ميتا وسلامته وما قد يطرأ عليه من آفات دون أن يكسب علمه بذلك من غيره أو يتوقف على أسباب أو تجارب، بل يعلم ما سيكون عليه قبل أن يكون وقبل أن تكون الأسباب فإن لمقدر الأسباب وموجدها علما لا يتخلف ولا يختلف عنه الواقع وهو الله سبحانه، وقد يطلع المخلوق على شيء من أحوال ما في الأرحام من ذكورة أو أنوثة أو سلامة أو إصابته بآفة أو قرب ولادة أو توقع سقوط الحمل قبل التمام لكن ذلك بتوفيق من الله إلى أسباب ذلك من كشف بأشعة لا من نفسه ولا بدون أسباب ذلك بعد ما يأمر الله الملك بتصوير الجنين، ولا يكون شاملا لكل أحوال ما في الرحم، بل إجمالا في بعضه مع احتمال الخطأ أحيانا، ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا من شؤون دينها ودنياها، فهذا أيضا مما استأثر الله بعلمه تفصيلا، وقد يتوقع الناس كسبا أو خسارة على وجه الإجمال مما يبعث أملا وإقداما على السعي أو خوفا وإحجاما بناء على أمارات وظروف محيطة بهم فكل هذا لا يسمى علما، وكذا لا تدري نفس بأي أرض تموت في بر أو بحر في بلدها أو بلد آخر، إنما يعلم تفصيل ذلك الله وحده فإنه سبحانه له كمال العلم والإحاطة بجميع الشؤون علنها وغيبها ظاهرها وباطنها.
وجملة القول: إن علم الله من نفسه غير مكتسب من غيره ولا متوقف على أسباب وتجارب، وأنه يعلم ما كان وما سيكون، وأنه لا يشوب علمه غموض ولا يتخلف، وأنه عام شامل لجميع
الكائنات تفصيلا جليلها ودقيقها بخلاف غيره سبحانه، والله المستعان.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
في مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (ج 1 / ص 35) ما يلي:
(23) سئل فضيلة الشيخ: كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى: (ويعلم ما في الأرحام) وما جاء في تفسير ابن جرير عن مجاهد أن رجلاً سأل النبي صلي الله عليه وسلم عما تلد امرأته، فأنزل الله الآية وما جاء عن قتادة رحمه الله؟ وما المخصص لعموم قوله تعالى: (ما في الأرحام)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب بقوله: قبل أن أتكلم عن هذه المسألة أحب أن أبين أنه لا يمكن أن يتعارض صريحُ القرآنِ الكريم مع الواقع أبداً، وأنه إذا ظهر في الواقعِ ما ظاهرُه المعارضة، فإما أن يكون الواقعُ مجردَ دعوى لا حقيقةَ له، وإما أن يكون القرآنُ الكريم غيرَ صريح في معارضته، لأن صريحَ القرآن الكريم وحقيقةَ الواقع كلاهما قطعي، ولا يمكن تعارض القطعيين أبداً.
فإذا تبين ذلك فقد قيل: إنهم الآن توصلوا بواسطةِ الآلات الدقيقة للكشف عما في الأرحام، والعلمِ بكونه أنثى أو ذكراً فإن كان ما قيل باطلاً فلا كلام، وإن كان صدقاً فإنه لا يعارضُ الآية، حيث إن الآيةَ تدل على أمر غيبي هو متعلَق علمِ الله تعالى في هذه الأمور الخمسة، والأمورُ الغيبيةُ في حالِِ الجنينِ هي: مقدارُ مدتهِ في بطنِ أمه، وحياتهِ، وعملهِ، ورزقهِ، وشقاوتهِ أو سعادتهِ، وكونه ذكراً أم أنثى، قبل أن يخلَّق، أما بعد أن يخلق، فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب، لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات الثلاثة، التي لو أزيلت لتبين أمره، ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله تعالى من الأشعة أشعة قوية تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكراً أم أنثى. وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة والأنوثة، وكذلك لم تأت السنة بذلك.
وأما ما نقله السائل عن ابن جرير عن مجاهد أن رجلاً سأل النبي، صلي الله عليه وسلم عما تلد امرأته، فأنزل الله الآية. فالمنقول هذا منقطع لأن مجاهداً رحمه الله من التابعين.
وأما تفسير قتادة رحمه الله فيمكن أن يحمل على أن اختصاص الله تعالى بعلمه ذلك إذا كان لم يخلق، أما بعد أن يخلَّق فقد يعلمه غيره.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير آية لقمان: وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى أو شقياً أو سعيداً علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه. أ. هـ.
وأما سؤالكم عن المخصص لعموم قوله تعالى: (ما في الأرحام). فنقول: إن كانت الآية تتناول الذكورة والأنوثة بعد التخليق فالمخصص الحس والواقع، وقد ذكر علماء الأصول أن المخصصات لعموم الكتاب والسنة إما النص، أو الإجماع، أو القياس، أو الحس، أو العقل وكلامهم في ذلك معروف.
وإذا كانت الآية لا تتناول ما بعد التخليق وإنما يراد بها ما قبله فليس فيها ما يعارض ما قيل من العلم بذكورة الجنين وأنوثته.
والحمد لله أنه لم يوجد ولن يوجد في الواقع ما يخالف صريحَ القرآن الكريم، وما طعن فيه أعداء المسلمين على القرآن الكريم من حدوث أمور ظاهرها معارضة القرآن الكريم فإنما ذلك لقصور فهمهم لكتاب الله تعالى، أو تقصيرهم في ذلك لسوء نيتهم، ولكن عند أهل الدين والعلم من البحث والوصول إلى الحقيقة ما يدحض شبهة هؤلاء ولله الحمد والمنة.
والناس في هذه المسألة طرفان ووسط:
فطرف تمسك بظاهر القرآن الكريم الذي ليس بصريح، وأنكر خلافَه من كل أمر واقع متيقن، فجلب بذلك الطعن إلى نفسه في قصوره أو تقصيره، أو الطعن في القرآن الكريم حيث كان في نظره مخالفاً للواقع المتيقن.
وطرف أعرض عما دل عليه القرآن الكريم وأخذ بالأمور المادية المحضة، فكان بذلك من الملحدين.
وأما الوسط فأخذوا بدلالة القرآن الكريم وصدقوا بالواقع، وعلموا أنَّ كلاًّ منهما حق، ولا يمكن أن يناقض صريح القرآن الكريم أمراً معلوماً بالعيان، فجمعوا بين العمل بالمنقول والمعقول، وسلمت بذلك أديانهم وعقولهم، وهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. وفقنا الله وإخواننا المؤمنين لذلك، وجعلنا هداة مهتدين، وقادة مصلحين، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وإليه أنيب)). انتهى كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على أن اختيار جنس الجنين له أسباب حسية يمكن للبشر أن يتوصل إليها ويعمل بها ما جاء في صحيح مسلم عن ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجَاءَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ. فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا فَقَالَ لِمَ تَدْفَعُنِى فَقُلْتُ أَلاَ تَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ الْيَهُودِىُّ إِنَّمَا نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الَّذِى سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ اسْمِى مُحَمَّدٌ الَّذِى سَمَّانِى بِهِ أَهْلِى». فَقَالَ الْيَهُودِىُّ جِئْتُ أَسْأَلُكَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَيَنْفَعُكَ شَىْءٌ إِنْ حَدَّثْتُكَ». قَالَ أَسْمَعُ بِأُذُنَىَّ فَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِعُودٍ مَعَهُ. فَقَالَ «سَلْ». فَقَالَ الْيَهُودِىُّ أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «هُمْ فِى الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ». قَالَ فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً قَالَ «فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ». قَالَ الْيَهُودِىُّ فَمَا تُحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَالَ «زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ» قَالَ فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا قَالَ «يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِى كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا».
قَالَ فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ قَالَ «مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً». قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَىْءٍ لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ إِلاَّ نَبِىٌّ أَوْ رَجُلٌ أَوْ رَجُلاَنِ. قَالَ «يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ». قَالَ أَسْمَعُ بِأُذُنَىَّ.
قَالَ جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْوَلَدِ قَالَ «مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلاَ مَنِىُّ الرَّجُلِ مَنِىَّ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِذَا عَلاَ مَنِىُّ الْمَرْأَةِ مَنِىَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ». قَالَ الْيَهُودِىُّ لَقَدْ صَدَقْتَ وَإِنَّكَ لَنَبِىٌّ ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَبَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لَقَدْ سَأَلَنِى هَذَا عَنِ الَّذِى سَأَلَنِى عَنْهُ وَمَا لِى عِلْمٌ بِشَىْءٍ مِنْهُ حَتَّى أَتَانِىَ اللَّهُ بِهِ».
فإذا عرفنا أنه يمكن للإنسان أن يتوصل من خلال التجارب العلمية الحسية إلى القدرة على اختيار جنس الجنين بإذن الله فعلينا أن نعرف ما هو الأصل في اختيار جنس الجنين هل هو التحريم أم الحل.
الأصل في السعي إلى تحديد جنس الجنين
اختلف العلماء المعاصرون في الأصل في تحديد جنس الجنين هل هو الجواز أو التحريم والأرجح أنه الجواز للأدلة التالية:
1 - أن الأصل في الأشياء هو الإباحة.
2 - دعاء إبراهيم وزكريا أن يرزقهما الله ولدا ذكرا.
حكم اختيار جنس الجنين
بعد أن عرفنا أن معرفة جنس الجنين والقدرة على تحديده بإذن الله أمر لا يخالف العقيدة وما هو إلا اكتشاف لسنة من سنن الله الكونية وهو من الأسباب التي خلقها الله وقدرها ولا يكون تأثيرها إلا بإذن الله وأن الأصل في اختيار جنس الجنين هو الإباحة نود أن نعرف مدى جواز اللجوء إلى الطب الحديث واختيار جنس الجنين بالأسباب الحسية التي هدى الله إليها الأطباء في هذا العصر
إن العلماء المعاصرين مختلفون في هذه المسألة فمنهم من رأى المنع مطلقا ومنهم من أجاز في بعض الصور النادرة ومنهم من أجاز بضوابط.
قرار المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي
بشأن موضوع: اختيار جنس الجنين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في دورته التاسعة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة في الفترة من 22ـ27/شوال/1428هـ التي يوافقها 3ـ8/نوفمبر/2007م قد نظر في موضوع: (اختيار جنس الجنين)، وبعد الاستماع للبحوث المقدمة، وعرض أهل الاختصاص، والمناقشات المستفيضة.
فإن المجمع يؤكد على أن الأصلَ في المسلم التسليمُ بقضاءِ الله وقدره، والرضى بما يرزقه الله؛ من ولد، ذكراً كان أو أنثى، ويحمد الله تعالى على ذلك، فالخيرة فيما يختاره الباري جل وعلا، ولقد جاء في القرآن الكريم ذمُ فعلِ أهلِ الجاهلية من عدم التسليم والرضى بالمولود إذا كان أنثى قال تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)، ولا بأس أن يرغب المرء في الولد ذكراً كان أو أنثى، بدليل أن القرآنَ الكريم أشار إلى دعاء بعض الأنبياء بأن يرزقهم الولدَ الذكرَ، وعلى ضوء ذلك قرر المجمع ما يلي:
أولاً: يجوز اختيارُ جنس الجنين بالطرق الطبعية؛ كالنظام الغذائي، والغسول الكيميائي، وتوقيت الجماع بتحري وقت الإباضة؛ لكونها أسباباً مباحة لا محذور فيها.
ثانياً: لا يجوز أيُ تدخل طبي لاختيار جنس الجنين، إلا في حال الضرورة العلاجية في الأمراض الوراثية، التي تصيب الذكورَ دون الإناث، أو بالعكس، فيجوز حينئذٍ التدخل، بالضوابط الشرعية المقررة، على أن يكون ذلك بقرار من لجنة طبية مختصة، لا يقل عدد أعضائها عن ثلاثة من الأطباء العدول، تقدم تقريراً طبياً بالإجماع يؤكد أن حالة المريضة تستدعي أن يكون هناك تدخل طبي حتى لا يصاب الجنين بالمرض الوراثي ومن ثم يُعرض هذا التقريرُ على جهةِ الإفتاء المختصة لإصدار ما تراه في ذلك.
ثالثاً: ضرورة إيجاد جهات للرقابة المباشرة والدقيقة على المستشفياتِ والمراكزِ الطبية؛ التي تمارس مثلَ هذه العملياتِ في الدول الإسلامية، لتمنعَ أيَ مخالفة لمضمون هذا القرار. وعلى الجهات المختصة في الدول الإسلامية إصدارُ الأنظمةِ والتعليمات في ذلك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. انتهى.
هذا ما رآه المجمع الفقهي في هذه المسألة وهو عدم الجواز إلا في حال الضرورة العلاجية في الأمراض الوراثية.
ومن العلماء المعاصرين من يجيز التدخل الطبي لاختيار أحد الجنسين إذا كان ذلك بالضوابط التالية:
الأول: أن لا يكون ذلك سياسة عامة للدولة ولكن يكون أمرا فرديا حتى لا يؤدي ذلك إلى الخلل في التوازن بين الإناث والذكور.
الثاني: أن يكون ذلك للحاجة كأن يكون الشخص قد أنجب مجموعة من أحد الجنسين دون الجنس الآخر أو بسبب مرض وراثي أما من غير حاجة فلا يجوز فمن فعل ذلك ابتداء من أول زواجه أو مع إنجابه لكلا الجنسين فلا يجوز.
((الثالث: اتخاذ الضمانات اللازمة والتدابير الصارمة لمنع أي احتمال لاختلاط المياه المفضي إلى اختلاط الأنساب.
الرابع: التأكيد على حفظ العورات وصيانتها من الهتك، وذلك من خلال قصر الكشف على موضع الحاجة قدرًا وزمانًا، وأن يكون من الموافق في الجنس درء للفتنة ومنعًا لأسبابها.
الخامس: المراقبة الدائمة من الجهات ذات العلاقة لنسب المواليد وملاحظة الاختلال في النسب واتخاذ الإجراءات المناسبة من القوانين والتنظيمات لمنعه وتوقيه.
السادس: أن يكون تحديد جنس الجنين بتراضي الوالدين: الأب والأم. لأن لكل واحد منهما حقًا في الولد فإن اختلفا. فالأصل بقاء الأمر على حاله دون تدخل في التحديد درءًا لمفسدة الشقاق.
السابع: اعتقاد أن هذه الوسائل ما هي إلا أسباب وذرائع لإدراك المطلوب لاتستقل بالفعل ولا تخرج عن تقدير الله وإذنه، فلله الأمر من قبل ومن بعد (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير))) [رؤية شرعية في تحديد جنس الجنين] لخالد المصلح.
أما من يرى التحريم فدليله ما في هذه العملية من مفاسد جمة لا تقابل المصلحة المترتبة عليها ولا ضرورة في حرمان الوالدين من جنس من الجنسين تستدعي منهم ارتكاب كل هذه المخاطر. من كشف العورة المغلظة واحتمال اختلاط الأنساب وكثرة النفقات وتعرض الجنين للأمراض والخطر وامتهان الإنسان والاختلال في التوازن الطبيعي بين الجنسين وأننا لو أبحنا ذلك بضوابط فإن هذه الضوابط في الواقع لن تطبق لقلة الثقة من الأطباء وعدم قدرة جل الناس على تمييز الثقة من غيره منهم وأنه يغلب على الظن أن الناحية المادية هي التي ستكون الغالبة في مثل هذه المسألة على الناحية الدينية والخلقية لا سيما في هذا الزمان فلم لا يرضى الإنسان بما قسم الله له ويترك الأمر لله ويجتهد في الدعاء ويأخذ بالأسباب الأخرى التي لا تشتمل على هذه المحاذير. وقد يجعل الله في الأنثى من البركة والخير ما لا يوجد في ذكور كثيرين وقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم البنات دون البنين فإنهم ماتوا في الصغر وكذلك لوط عليه السلام فمن رزق بالإناث دون الذكور فليتذكر ذلك وأن الله تعالى قال في شأن الزوجات ((فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)). وقال صلى الله عليه وسلم:
((لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات)) انظر السلسلة الصحيحة رقم (3206)
وبذلك يظهر ضعف رأي من رأى الجواز وإن جعل له تلك الضوابط والله تعالى أعلم.(/)
فوائد منتقاة من كتاب صفات الله الواردة في الكتاب و السنة
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 03:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المسلم القارئ،
إليك هذه الفوائد التي انتقيتها لك من كتاب (صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة) تأليف الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف حفظه الله.
سائلا الله أن ينفعك وإياي بها!
الْبَشْبَشَةُ أو الْبَشَاشَةُ
صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ لله عَزَّ وجَلَّ ثابتةٌ بالحديث الصحيح.
الدليل:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر؛ إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم)). رواه: ابن ماجه واللفظ له (صحيح سنن ابن ماجه/652)، وأحمد في ((المسند)) (8332)، والطيالسي (2334)، والحاكم (1/ 213)، وقال: ((على شرط الشيخين))، ووافقه الذهبي والألباني في ((صحيح الترغيب)) (325) والشيخ مقبل الوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (2/ 322/رقم 1268)، ورواه ابن خزيمة (1503)، وابن قتيبة في ((غريب الحديث)) (1/ 160)، وفي ((مسند أحمد)) (8051)؛ بلفظ: ((لا يتوضأ أحدكم فيحسن الوضوء))، وصحح إسناده أحمد شاكر.
قال ابن قتيبة في ((غريب الحديث)) (1/ 160): ((قوله: يتبشبش، هو من البشاشة، وهو (يتفعَّل))).اهـ.
قال أبو يعلى الفراء في ((إبطال التأويلات)) (1/ 243) تعقيباً على كلام ابن قتيبة: ((فحمل الخبر على ظاهره، ولم يتأوله)).
وقال قبل ذلك بعد أن تكلم عن إثبات صفة الفرح لله تعالى: ((000 وكذلك القول في البشبشة؛ لأن معناه يقارب معنى الفرح، والعرب تقول: رأيت لفلان بشاشة وهشاشة وفرحاً، ويقولون: فلان هش بش فرح، إذا كان منطلقاً، فيجوز إطلاق ذلك كما جاز إطلاق الفرح)). اهـ.
السُّكُوُتُ
... يوصف ربنا عَزَّ وجَلَّ بالسُّكوت كما يليق به سبحانه، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.وهذا ثابتٌ بالسنة الصحيحة، وهي صفةٌ فعليَّةٌ اختيارية متعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى.
الدليل:
... 1 - حديث أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً: ((ما أحلَّ الله في كتابه
فهو الحلال، وما حَرَّم فهو الحرام، وما سكت عنه فهو عَفْوٌ، فاقبلوا من الله عافيته000)).الحديث. رواه الحاكم (2/ 375)، وصححه، ووافقه الذهبي، والحديث حسن من أجل رجاء بن حَيْوه في سنده، وقد حسَّن إسناده الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (1/ 171)، ورواه البزار (1481 - مختصر الزوائد)، وقال: ((إسناده صالح)) اهـ. ويشهد له ما بعده.
2 - حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه: ((الحلال ما أحلَّ الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكت عنه؛ فهو مما عفا لكم)). رواه: الترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وغيرهم؛ كلهم من طريق سيف بن هارون، وهو ضعيف. وانظر: ((غاية المرام)) (2)، و ((مختصر مستدرك الحافظ)) تحقيق الأخ الفاضل سعد الحميد (872).
قال شيخ الإسلام في ((مجموع الفتاوى)) (6/ 178): ((قال شيخ الإسلام (يعني: أبا إسماعيل الأنصاري): فطار لتلك الفتنة (يعني: التي وقعت بين الإمام أبي بكر بن خزيمة وأصحابه) ذاك الإمام أبو بكر، فلم يزل يصيح بتشويهها، ويصنف في ردها، كأنه منذر جيش، حتى دون في الدفاتر، وتمكن في السرائر، ولقن في الكتاتيب، ونقش في المحاريب: إنَّ الله متكلم، إن شاء تكلم، وإن شاء سكت؛ فجزى الله ذاك الإمام وأولئك النفر الغر عن نصرة دينه، وتوقير نبيه خيراً، قلت: في حديث سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه)). رواه أبو داود، وفي حديث أبي ثعلبة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم محارم فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تسألوا عنها))
ويقول الفقهاء في دلالة المنطوق والمسكوت، وهو ما نطق به الشارع - وهو الله ورسوله - وما سكت عنه: تارة تكون دلالة السكوت أولى بالحكم من المنطوق، وهو مفهوم الموافقة، وتارة تخالفه، وهو مفهوم المخالفة، وتارة تشبهه، وهو القياس المحض.
(يُتْبَعُ)
(/)
فثبت بالسنة والإجماع أنَّ الله يوصف بالسكوت، لكن السكوت يكون تارة عن التكلم وتارة عن إظهار الكلام وإعلامه)) اهـ
الشَّخْص
يجوز إطلاق لفظة (شخص) على الله عَزَّ وجَلَّ، وقد وردت هذه اللفظة في صحيح السنة.
من ذلك ما رواه مسلم (1499) من حديث سعد بن عبادة رضي الله عنه؛ قال: لو رأيت رجلاً مع امرأتي؛ لضربته بالسيف غير مصفح عنه. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لأنا أغير منه، والله أغير مني، من أجل غيرة الله حَرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من الله، ولا شخص أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك؛ بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين، ولا شخص أحب إليه المدحة من الله، من أجل ذلك؛ وعد الله الجنة)).
ورواه البخاري (7416) بلفظ: ((لا أحد))، لكنه قال: ((وقال عبيد الله بن
عمرو بن عبد الملك (أحد رواة الحديث): لا شخص أغير من الله)).
وقال البخاري (7416): ((باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا شخص أغير من الله)).
وقال ابن أبي عاصم في ((السنة)) (1/ 225): باب: ذكر الكلام والصوت والشخص وغير ذلك)).
وقال أبو يعلى الفراء في ((إبطال التأويلات)) (ص 164) في فصل عنونه المحقق بقوله: ((إثبات صفة الشخص والغيرة لربنا جل شأنه))؛ قال بعد ذكر حديث مسلم السابق:
((اعلم أنَّ الكلام في هذا الخبر في فصلين: أحدهما: إطلاق صفة الغيرة عليه. والثاني: في إطلاق الشخص.
أما الغيرة 000 وأما لفظ الشخص فرأيت بعض أصحاب الحديث يذهب إلى جواز إطلاقه، ووجهه أنَّ قوله: ((لا شخص)) نفي من إثبات، وذلك يقتضي الجنس؛ كقولك: لا رجل أكرم من زيد؛ يقتضي أنَّ زيداً يقع عليه اسم رجل، كذلك قوله: ((لا شخص أغير من الله))؛ يقتضي أنه سبحانه يقع عليه هذا الاسم)).اهـ.
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله في ((شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (1/ 335): ((قال (أي: البخاري): باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا شخص أغير من الله)). الغيرة بفتح الغين 000 والشخص: هو ما شخص وبان عن غيره، ومقصد البخاري أنَّ هذين الاسمين يطلقان على الله تعالى وصفاً له؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أثبتهما لله، وهو أعلم الخلق بالله تعالى)).اهـ.
وتعقيباً على قول عبيد الله القواريري: ((ليس حديثٌ أشدَّ على الجهمية من هذا الحديث (يعني: حديث مسلم)))؛ قال حفظه الله (1/ 338):
((وبهذا يتبين خطأ ابن بطال في قوله: ((أجمعت الأمة على أنَّ الله تعالى لا يجوز أن يوصف بأنه شخص؛ لأن التوقيف لم يرد به)) اهـ. ذكره الحافظ. وهذه مجازفة، ودعوى عارية من الدليل؛ فأين هذا الإجماع المزعوم؟! ومن قاله سوى المتأثرين ببدع أهل الكلام؛ كالخطاب، وابن فورك، وابن بطال؛ عفا الله عنا وعنهم؟!
وقوله: ((لأن التوقيف لم يرد به)): يبطله ما تقدم من ذكر ثبوت هذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرق صحيحة لا مطعن فيها، وإذا صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وجب العمل به والقول بموجبه، سواء كان في مسائل الاعتقاد أو في العمليات، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم إطلاق هذا الاسم - أعني: الشخص - على الله تعالى، فيجب اتباعه في ذلك على من يؤمن بأنه رسول الله، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم بربه وبما يجب له وما يمتنع عليه تعالى من غيره من سائر البشر.
وتقدم أنَّ الشخص في اللغة: ما شخص وارتفع وظهر؛ قال في ((اللسان)): ((الشخص كل جسم له ارتفاع وظهور))، والله تعالى أظهر من كل شيء وأعظم وأكبر، وليس في إطلاق الشخص عليه محذورٌ على أصل أهل السنة الذين يتقيدون بما قاله الله ورسوله)) اهـ.
- الصِّفَةُ
يجوز إطلاق هذه اللفظة وإضافتها إلى الله تعالى، فتقول: صفة الله، وصفة الرحمن، ومن صفاته وأوصافه كذا 000 ونحو ذلك، وهذا ثابت بمفهوم القرآن ومنطوق السنة.
الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون} [الصافات:180]
وسيأتي توجيه ابن حجر للآية.
الدليل من السنة:
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته، فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، فلما رجعوا؛ ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((سلوه: لأي شيء يصنع ذلك؟)). فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أخبروه أن الله يحبه)) رواه: البخاري (7375)، ومسلم (813)
وقد بوَّب البخاري رحمه الله في كتاب التوحيد من ((صحيحه)): ((باب: قول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون} {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ}، ومن حلف بعزة الله وصفاته)).
وقال: ((باب: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهُ}؛ فسمى الله تعالى نفسه شيئاً، وسمى النبيُّ صلى الله عليه وسلم القرآن شيئاً، وهو صفةٌ من صفاته)) اهـ.
ومن طالع كتب السلف رحمهم الله؛ كـ ((كتاب التوحيد)) لابن خزيمة، و ((كتاب التوحيد)) لابن منده، و ((رد الدارمي على المريسي))، وغيرهم؛ وجد أنهم يستخدمون ذلك كثيراً.
وأنكر ابن حزم إطلاق الصفة، ورد عليه الحافظ في ((الفتح)) (13/ 356)؛ فقال: ((وفي حديث الباب حجة لمن أثبت أن لله صفةً، وهو قول الجمهور، وشذَّ ابن حزم، فقال: هذه لفظة اصطلح عليها أهل الكلام من المعتزلة ومن تبعهم، ولم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحدٍ من أصحابه، فإن اعترضوا بحديث الباب؛ فهو من أفراد سعيد بن أبي هلال، وفيه ضعف. قال: وعلى تقدير صحته؛ فـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} صفة الرحمن كما جاء في هذا الحديث، ولا يزاد عليه؛ بخلاف الصفة التي يطلقونها؛ فإنها في لغة العرب لا تطلق إلا على جوهرٍ أو عَرَضٍ. كذا قال! وسعيد متفق على الاحتجاج به؛ فلا يلتفت إليه في تضعيفه، وكلامه الأخير مردود باتفاق الجميع على إثبات الأسماء الحسنى، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.وقال بعد أن ذكر منها عدة أسماء في آخر سورة الحشر: {لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى}، والأسماء المذكورة فيها بلغة العرب صفات، ففي إثبات أسمائه إثبات صفاته؛ لأنه إذا ثبت أنه حي مثلاً؛ فقد وُصف بصفة زائدة على الذات، وهي صفة الحياة، ولولا ذلك؛ لوجب الاقتصار على ما ينبئ عن وجود الذات فقط، وقد قال سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون}، فنَزَّه نفسه عما يصفونه به من صفة النقص، ومفهومه أن وصفه بصفة الكمال مشروع)).اهـ.
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان في ((شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (1/ 63) بعد إيراده جملة من آيات وأحاديث الصفات، منها حديث عائشة؛ قال:
((وقال الله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون}، وهذا من إضافة الموصوف إلى صفته، فثبت بهذه النصوص وغيرها كثير أن لله صفات، وأن كل اسم تسمى الله به يدل على الصفة؛ لأن الأسماء مشتقة من الصفات)).
الْعَزْمُ
صفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجلَّ بالسنة الصحيحة.
الدليل:
حديث أم سلمة رضي الله عنه في ((صحيح مسلم)) (918 - 5)؛ قالت: ((000 فلما توفي أبو سلمة؛ قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ثم عَزَمَ الله لي، فقلتها)). قالت: ((فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (16/ 303): ((وهل يجوز وصفه بالعَزْم؟ فيه قولان: أحدهما: المنع؛ كقول القاضي أبي بكر والقاضي أبي يعلى، والثاني: الجواز، وهو أصح؛ فقد قرأ جماعة من السلف: {فَإِذَا عَزَمْتُ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}؛ بالضم، وفي الحديث الصحيح من حديث أم سلمة: ((ثم عَزَمَ الله لي))، وكذلك في خطبة مسلم: ((فعَزَمَ لي)))) اهـ. ....
قلت: والعَزْمُ في حق المخلوقين عقد القلب على إمضاء الأمر، ولا نقول في حق الله: كيف؟ بل نثبته على وجه يليق بجلاله وعظمته، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}. ومعناه في اللغة: الجد وإرادة الفعل.
النِّسْيَانُ (بمعنى الترك)
صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قوله تعالى: {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67].
2 - وقوله: {فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا} [الأعراف:51]
3 - و قوله: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ} [السجدة: 14].
4 - و قوله: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} [الجاثية: 34].
الدليل من السنة:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه في رؤية الله يوم القيامة، وفيه: أنَّ الله يلقى العبد، فيقول: أفظننت أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا. فيقول - أي: الله عَزَّ وجَلَّ - فإني أنساك كما نسيتني 000)). رواه مسلم (2968).
قال الإمام أحمد في: ((الرد على الزنادقة والجهمية)) (ص 21): ((أما قوله: {فَالْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}؛ يقول: نترككم في النار؛ {كما نَسيتُمْ}؛ كما تركتم العمل للقاء يومكم هذا)).اهـ.
وقال ابن فارس في ((مجمل اللغة)) (ص 866): ((النِّسْيان: الترك، قال الله جَلَّ وعَزَّ: {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ})) اهـ.
وقال الطبري في تفسير قوله تعالى {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ}: ((معناه: تركوا الله أن يطيعوه ويتبعوا أمره، فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته، وقد دللنا فيما مضى على أنَّ معنى النسيان: الترك، بشواهده فأغنى ذلك عن إعادته ههنا))
وسُئِل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في ((مجموع فتاوى ورسائل)) (3/ 54 - 56/رقم 354) السؤال التالي: هل يوصف الله تعالى بالنِّسْيَان؟.
فأجاب حفظه الله تعالى بقوله: ((للنِّسْيَان معنيان:
أحدهما: الذهول عن شيء معلوم؛ مثل قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا})) -وضرب مجموعة من الأمثلة لذلك- ثم قال: ((وعلى هذا؛ فلا يجوز وصف الله بالنِّسْيَان بهذا المعنى على كل حال.
والمعنى الثاني للنِّسْيَان: الترك عن علم وعمد؛ مثل قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ 000} الآية، ومثل قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}؛ على أحد القولين، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في أقسام أهل الخيل: ((ورجل ربطها تغنياً وتعففاً، ولم ينس حق الله في رقابها وظهورها؛ فهي له كذلك ستر)). وهذا المعنى من النِّسْيَان ثابت لله تعالى عَزَّ وجَلَّ؛ قال الله تعالى: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ}، وقال تعالى في المنافقين: {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. وفي ((صحيح مسلم)) في (كتاب الزهد والرقائق) عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ (فذكر الحديث، وفيه: ((أنَّ الله تعالى يلقى العبد، فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني)).
وتركُه سبحانه للشيء صفةً من صفاته الفعلية الواقعة بمشيئته التابعة لحكمته؛ قال الله تعالى: {وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ}، وقال تعالى: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ}، وقال: {وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً} والنصوص في ثبوت الترك وغيره من أفعاله المتعلقة بمشيئته كثيرة معلومة وهي دالة على كمال قدرته وسلطانه.
وقيام هذه الأفعال به سبحانه لا يماثل قيامها بالمخلوقين، وإن شاركه في أصل المعنى؛ كما هو معلوم عند أهل السنة)).
الْمَلَلُ
ورد في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بما تطيقون، فوالله؛ لا يمل الله حتى تملوا)). رواه البخاري (43)، ومسلم (785)
وفي رواية لمسلم: ((فوالله؛ لا يسأم الله حتى تسأموا)).
قال أبو إسحاق الحربي في ((غريب الحديث)) (1/ 338): ((قوله: ((لا يَمَلُّ الله حتى تملوا)): أخبرنا سلمة عن الفراء؛ يقال: مللت أمَلُّ: ضجرت، وقال أبو زيد: ملَّ يَمَلُّ ملالة، وأمللته إملالاً، فكأنَّ المعنى لا يملُّ من ثواب أعمالكم حتى تملُّوا من العمل)) اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وهذا ليس تأويلاً، بل تفسير الحديث على ظاهره؛ لأنَّ الذين أوَّلُوه كالنووي في ((رياض الصالحين)) (باب الاقتصاد في العبادة)، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (فصل ما جاء في المِلال)؛ قالوا: معنى لا يَمَلُّ الله؛ أي: لا يقطع ثوابه، أو أنه كناية عن تناهي حق الله عليكم في الطاعة.
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم في ((الفتاوى والرسائل)) (1/ 209): ((((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملُّوا)): من نصوص الصفات، وهذا على وجه يليق بالباري، لا نقص فيه؛ كنصوص الاستهزاء والخداع فيما يتبادر)).
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في ((مجموعة دروس وفتاوى الحرم)) (1/ 152): هل نستطيع أن نثبت صفة الملل والهرولة لله تعالى؟ فأجاب: ((جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملوا)).
فمن العلماء من قال: إنَّ هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن؛ ملل الله ليس كملل المخلوق؛ إذ إنَّ ملل المخلوق نقص؛ لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء، أما ملل الله؛ فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالاً.
ومن العلماء من يقول: إنَّ قوله: ((لا يَمَلُّ حتى تملوا))؛ يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل؛ فإنَّ الله يجازيك عليه؛ فاعمل ما بدا لك؛ فإنَّ الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل، وعلى هذا، فيكون المراد بالملل لازم الملل.
ومنهم من قال: إنَّ هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله إطلاقاً؛ لأنَّ قول القائل: لا أقوم حتى تقوم؛ لا يستلزم قيام الثاني، وهذا أيضاً: ((لا يمل حتى تملوا))؛ لا يستلزم ثبوت الملل لله عَزَّ وجَلَّ.
وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أنَّ الله تعالى مُنَزَّه عن كل صفة نقص من الملل وغيره، وإذا ثبت أنَّ هذا الحديث دليل على الملل؛ فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق)) اهـ.
الْمُمَاحَلَةُ وَ الْمِحَالُ
من صفات الله الفعليَّة الخبريَّة الثابتة بالكتاب العزيز.
الدليل:
قوله تعالى: {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد:13]
نقل الأزهري في ((تهذيب اللغة)) (5/ 95) قول القتيبي في قول الله جَلَّ وعَزَّ: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}؛ أي: شديد الكيد والمَكْر، وقول سفيان الثوري: {شَدِيدُ الْمِحَالِ}؛ قال: شديد الانتقام. وقول أبي عبيد: {الْمِحَالِ}: الكيد والمَكْر. وقول الفراء: {الْمِحَالِ}: المُمَاحلة. وغيرها من الأقوال.
وفي ((الصحاح)): (((المُمَاحلة): المماكرة والمكايدة)) اهـ.
وقال الخطابي في ((غريب الحديث)) (3/ 152): {الْمِحَالِ}: الكيد، ومنه قول الله تعالى: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ})) اهـ.
وقد استشهد شيخ الإسلام بهذه الآية في ((الواسطية)) (ص 122) لإثبات هذه الصفة مع الآيات التي فيها صفة المَكْر والكيد.
وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ((وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ})).
وقال الشيخ زيد بن فياض في ((الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية)) (ص 114): ((وفي هذه الآيات إثبات وصف الله بالمَكْر والكيد والمُمَاحلة، وهذه صفات فعلية تثبت لله كما يليق بجلاله وعظمته، قوله: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}؛ أي: الأخذ بشدة وقوة، والمِحَال والمُمَاحلة المماكرة والمغالبة)). اهـ.
وبنحوه قال الشيخ عبد العزيز السلمان في ((الكواشف الجلية)) (ص266)
الْمَنُّ وَ الْمِنَّةُ
صفةٌ فعلِيَّةٌ ثابتةٌ بالكتاب والسُّنَّة، و (المَنَّان) من أسماء الله الثابتة بالحديث الصحيح.
الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [آل عمران: 164].
2 - وقوله: {وَلَكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [إبراهيم: 11]
الدليل من السُّنَّة:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - حديث أنس رضي الله عنه: ((اللهم أسألك بأنَّ لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنَّان، بديع السماوات والأرض …)). حديث صحيح رواه: الأربعة، والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (1325). انظر تخريجه في صفة (الحَنَان).
2 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((… إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا …)). رواه مسلم (2701).
قال الراغب الأصفهاني في ((المفردات)): ((المِنَّة: النعمة الثقيلة، ويقال ذلك على وجهين: أحدهما: أن يكون ذلك بالفعل، فيقال: منَّ فلان على فلان: إذا أثقله بالنعمة، وعلى ذلك قوله: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:164]، {كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ} [النساء:94] {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} [الصافات: 114]، {يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} [إبراهيم: 11]، {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا} [القصص: 5] وذلك على الحقيقة لا يكون إلا لله تعالى. والثاني: أن يكون ذلك بالقول، وذلك مستقبح فيما بين الناس؛ إلا عند كفران النعمة)) اهـ.
وقال في ((القاموس المحيط)) ((منَّ عليه منَّاً: أنعم واصطنع عنده صنيعة ومِنَّة … والمنَّان من أسماء الله تعالى؛ أي: المعطي ابتداءً)).
الْمَوْجُوُدُ
يُخْبَر عن الله عَزَّ وجَلَّ بأنه موجود، وليس الموجود من أسمائه تعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (6/ 142): ((ويفرق بين دعائه والإخبار عنه، فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى، وأما الإخبار عنه؛ فلا يكون باسم سيء، لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيء، وإن لم يحكم بحسنه؛ مثل: شيء وذات وموجود)).
وانظر كلامه في (القِدَم) كما في ((مجموع الفتاوى)) (9/ 300).
وقال في ((دقائق التفسير)) (5/ 110) في معرض رده على المتكلمين: ((فصار أهل السُّنَّة يصفونه بالوجود وكمال الوجود، وأولئك يصفونه بعدم كمال الوجود، أو بعدم الوجود بالكلية؛ فهم ممثلة معطلة؛ ممثلة في العقل والشرع، معطلة في العقل والشرع)) اهـ.
وقال ابن القيم في ((بدائع الفوائد)) (1/ 162): ((…ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيّاً؛ كالقديم، والشيء، والموجود…)).
وفي ((فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)) (3/ 138/فتوى رقم 6245) سئلت اللجنة السؤال التالي:
س: لم أجد في أسماء الله وصفاته اسم الموجود، وإنما وجدت اسم الواجد، وعلمت في اللغة أنَّ الموجود على وزن مفعول، ولابد أن يكون لكل موجود موجِد كما أنَّ لكل مفعول فاعل، ومحال أن يوجد لله موجِد. ورأيت أنَّ الواجِد يشبه اسم الخالِق، والموجود يشبه اسم المخلوق، وكما أنَّ لكل موجود موجِد؛ فلكل مخلوق خالق؛ فهل لي بعد ذلك أن أصف الله بأنه موجود؟.
وقد أجابت اللجنة بتوقيع كل من الشيخ: عبد العزيز بن باز، عبدالرزاق عفيفي، عبدالله بن غديان، عبدالله بن قعود.
((الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله، وصحبه وبعد:
ج: وجود الله معلوم من الدين بالضرورة، وهو صفة لله بإجماع المسلمين، بل صفة لله عند جميع العقلاء، حتى المشركين، لا ينازع في ذلك إلا مُلْحِد دهري، ولا يلزم من إثبات الوجود صفة لله أن يكون له موجِد؛ لأنَّ الوجود نوعان:
الأول: وجود ذاتي، وهو ما كان وجوده ثابتاً له في نفسه، لا مكسوباً له من غيره، وهذا هو وجود الله سبحانه وصفاته؛ فإنَّ وجوده لم يسبقه عدم، ولا يلحقه عدم، {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
الثاني: وجود حادث، وهو ما كان حادثاً بعد عدم، فهذا الذي لابد له من موجد يوجده وخالق يحدثه، وهو الله سبحانه، قال تعالى: {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ - لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}، وقال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ - أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ}.
وعلى هذا يوصف الله تعالى بأنه موجود، ويخبر عنه بذلك في الكلام، فيقال: الله موجود، وليس الوجود اسماً، بل صفة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)) اهـ.
قلت: الأولى أن يُقال: حي؛ بدل: موجود. انظر: القاعدة الرابعة. أما قول السائل: إنه وجد الواجِد من أسماء الله تعالى؛ فهذا غير صحيح، ولم يثبت في كتاب ولا سنة. والله أعلم.
انتقاء غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com(/)
رأي شيخ الإسلام فيمن أعان الكفار على المسلمين لغالب الساقي
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 03:40]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:
احتج بعض الإخوة بأن شيخ الإسلام يرى أن إعانة الكافر على المسلم مخرج من الملة بما يلي:
أنه جاء في الدرر السنية في الكتب النجدية - (ج 12 / ص 212):
((وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، في "الاختيارات": من جمز إلى معسكر التتر ولحق بهم، ارتد، وحل دمه وماله; فإذا كان هذا في مجرد اللحوق بالمشركين، فكيف بمن اعتقد مع ذلك أن جهادهم، وقتالهم لأهل الإسلام، دين يدان به، هذا أولى بالكفر والردة)).
وحين رجعت لكلام شيخ الإسلام نفسه كان كالتالي:
((وكل من قفز إليهم من أمراء العسكر وغير الأمراء فحكمه حكمهم وفيهم من الردة عن شرائع الإسلام بقدر ما ارتد عنه من شرائع الإسلام وإذا كان السلف قد سموا مانعى الزكاة مرتدين مع كونهم يصومون ويصلون ولم يكونوا يقاتلون جماعة المسلمين فكيف بمن صار مع أعداء الله ورسوله قاتلا للمسلمين مع أنه والعياذ بالله لو استولى هؤلاء المحاربون لله ورسوله المحادون لله ورسوله المعادون لله ورسوله على أرض الشام ومصر فى مثل هذا الوقت لأفضى ذلك إلى زوال دين الإسلام ودروس شرائعه)) كذا في مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 530).
وقال شيخ الإسلام: ((وقتال التتار ولو كانوا مسلمين هو قتال الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة ويأخذ مالهم وذريتهم وكذا المقفز إليهم ولو ادعى إكراها)) انتهى كلامه من الفتاوى الكبرى 5/ 528. وهذا نص كلامه هو الموجود في الاختيارات.
ووجدت كلاما لشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 535) نصه كما يلي:
((وغاية ما يوجد من هؤلاء يكون ملحدا نصيريا أو إسماعيليا أو رافضيا وخيارهم يكون جهميا إتحاديا أو نحوه فإنه لا ينضم إليهم طوعا من المظهرين للإسلام إلا منافق أو زنديق أو فاسق فاجر ومن أخرجوه معهم مكرها فانه يبعث على نيته ونحن علينا ان نقاتل العسكر جميعه إذ لا يتميز المكره من غيره)) انتهى كلامه
وفي مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 552) أيضا يقول شيخ الإسلام:
((وأيضا لا يقاتل معهم غير مكره إلا فاسق أو مبتدع أو زنديق)).
وجاء في الدرر السنية في الكتب النجدية - (ج 10 / ص 328):
((ص -317 - ... وقد يقع التعزير بالقتل، كما في حديث شارب الخمر: "فإن شربها في الرابعة، فاقتلوه" 1. وقد أفتى شيخ الإسلام، رحمه الله، بقتل من شرب الخمر في نهار رمضان، إذا لم يندفع شره إلا بذلك، وأفتى بحل دم من جمز إلى معسكر التتار، وكثر سوادهم، وأخذ ماله؛ وكل هذا من التعازير، التي يرجع فيها إلى ما يحصل به درء المفسدة، وحصول المصلحة. وأفتى في التعزير بأخذ المال إذا كان فيه مصلحة)). انتهى كلامه.
من خلال ما سبق يتين أن كلام شيخ الإسلام لم يتعارض مع كلامه الآخر الواضح في المسألة وهو كالتالي:)) أن شعب الإيمان قد تتلازم عند القوة ولا تتلازم عند الضعف فإذا قوي ما فى القلب من التصديق والمعرفة والمحبة لله ورسوله أوجب بغض أعداء الله كما قال تعالى: ولو كانوا يؤمنون بالله والنبى وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء. وقال: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه وقد تحصل للرجل موادتهم
لرحم أو حاجة فتكون ذنبا ينقص به إيمانه ولا يكون به كافرا كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبى وأنزل الله فيه: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة. وكما حصل لسعد بن عبادة لما أنتصر لابن أبي في قصة الإفك فقال لسعد بن معاذ: كذبت والله لا تقتله ولا تقدر على قتله. قالت عائشة: وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية. ولهذه الشبهة سمى عمر حاطبا منافقا فقال: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق. فقال: إنه شهد بدرا فكان عمر متأولا فى تسميته منافقا للشبهة التى فعلها. وكذلك قول أسيد بن حضير لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه إنما أنت منافق تجادل عن المنافقين. هو من هذا الباب وكذلك قول من قال من الصحابة عن مالك بن الدخشم منافق وإن كان قال ذلك لما
(يُتْبَعُ)
(/)
رأى فيه من نوع معاشرة ومودة للمنافقين انتهى كلامه من مجموع الفتاوى - (ج 7 / ص 522).
وجاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام - (ج 20 / ص 33):
((فصل والخطأ المغفور في الاجتهاد هو فى نوعي المسائل الخبرية والعلمية كما قد بسط فى غير موضع كمن اعتقد ثبوت شيء لدلالة آية أو حديث وكان لذلك ما يعارضه ويبين المراد ولم يعرفه مثل من اعتقد أن الذبيح إسحاق لحديث اعتقد ثبوته ....... أو اعتقد ان من جس للعدو وعلمهم بغزو النبى صلى الله عليه وسلم فهو منافق كما اعتقد ذلك عمر فى حاطب وقال دعنى اضرب عنق هذا المنافق أو اعتقد أن من غضب لبعض المنافقين غضبة فهو منافق كما اعتقد ذلك أسيد بن حضير فى سعد بن عبادة وقال إنك منافق تجادل عن المنافقين أواعتقد أن بعض الكلمات أو الآيات أنها ليست من القرآن لأن ذلك لم يثبت عنده بالنقل الثابت كما نقل عن غير واحد من السلف أنهم أنكروا ألفاظا من القران .... )) انتهى كلامه.
وقال أيضا رحمه الله في (اقتضاء الصراط المستقيم) - (ج 1 / ص 83):
((وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله: ومن يتولهم منكم فإنه منهم. وهو نظير ما سنذكره عن عبد الله بن عمرو أنه قال: من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر ويقتضي تحريم أبعاض ذلك وقد يحمل على أنه صار منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه فإن كان كفرا أو معصية أو شعارا للكفر أو للمعصية كان حكمه كذلك. انتهى كلامه.
وما سبق من كلام شيخ الإسلام يقضي على الإجمال الذي في كلامه التالي:
((فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة والموالاة فكيف بالمشابهة في أمور دينية فإن إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين. وقال تعالى فيما يذم به أهل الكتاب: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون. فبين سبحانه وتعالى أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه مستلزم لعدم ولايتهم فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأن عدم اللازم يقتضي عدم الملزوم. وقال سبحانه وتعالى: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه. فأخبر سبحانه وتعالى أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا فمن واد الكفار فليس بمؤمن فالمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة كما تقدم تقرير مثل ذلك واعلم أن وجوه الفساد في مشابهتهم كثيرة فلنقتصر على ما نبهنا عليه والله أعلم انتهى كلامه من اقتضاء الصراط - (ج 1 / ص 221).
فكلام شيخ الإسلام هنا مجمل وهو أسلوب قرآني يجمل في موضع ويفصل في موضع آخر.
وعندنا رسالة جامعية هي (منهج ابن تيمية في مسألة التكفير) تأليف عبد المجيد بن سالم بن عبد الله المشعبي أشرف عليها الأستاذ الشيخ صالح بن سعد السحيمي:
في المجلد الأول ص 150: بين فيها المؤلف أن رأي شيخ الإسلام أن من نواقض الإسلام موالاة الكفار ولاء مطلقا.
وأقول إن عدم تكفير المسلم لكونه أعان كافرا دون أن يحب دينه أو يوافقه في معتقده وكفره لا يخرج من الملة عند من يلي:
1 - الأئمة الأربعة لكونهم لم يحكموا بكفر الجاسوس بل جمهورهم لم ير قتله.
2 - جمهور المفسرين حتى ان ابن الجوزي الذي يجمع أقوال المفسرين قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
((قوله تعالى: {ومن يتولّهم منكم فإنه منهم} فيه قولان.
أحدهما: من يتولهم في الدين، فإنه منهم في الكفر.
والثاني: من يتولهم في العهد فإنه منهم في مخالفة الأمر)). انتهى كلامه من زاد المسير - (ج 2 / ص 223).
وابن سعدي يقول في تفسير هذه الآية ما يلي:
(({وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} لأن التولي التام يوجب الانتقال إلى دينهم. والتولي القليل يدعو إلى الكثير، ثم يتدرج شيئا فشيئا، حتى يكون العبد منهم)). كذا جاء في تفسيره رحمه الله.
ويقول ابن عثيمين أيضا في تفسيره سورة المائدة: ((إذا (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) في إيش في الظاهر وربما يؤدي ذلك إلى الباطن ومشاركتهم في عقائدهم وفي أعمالهم وأخلاقهم ... فهو كقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس منا) إذا اتخاذ اليهود والنصارى أولياء من كبائر الذنوب)) انتهى كلامه.
وهذا رأي الألباني رحمه الله فقد سألته على الهاتف هذا السؤال فقال الموالاة كغيرها من الكبائر أو نحو ذلك
وقال الشيخ صالح الفوزان في دروس في شرح نواقض الإسلام:
((من يعين الكفار على المسلمين وهو مختار غير مكره مع بغضه لدين الكفار وعدم الرضا عنه، فهذا لا شك أنه فاعل كبيرة من كبائر الذنوب ويخشى عليه من الكفر ولولا أنه يبغض دينهم ولا يحبهم لحكم عليه بالكفر، فهو على خطر شديد)) انتهى كلامه.
نتيجة البحث:
تبين من البحث السابق أن آراء شيخ الإسلام في هذا الموضوع المهم كما يلي:
1 - الجاسوس لمصلحة الكافر على المسلم ليس بكافر خارج من الملة.
2 - من واد الكافر لرحم أو حاجة هو ذنب ينقص الإيمان وليس كفرا كما فعل حاطب بن أبي بلتعة.
3 - معنى قوله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) من تولاهم التولي المطلق فهو كافر أو هو منهم في القدر المشترك الذي والاهم فيه فإن كان معصية فهو معصية وإن كان كفرا فهو كفر.
4 - من ينضم طوعا إلى جيش الكفار ممن يظهر الإسلام فهو إما منافق أو زنديق أو فاسق فاجر ولكن يكون حكمه في القتال كحكم الكفار من باب التعزير ودرء المفسدة. وهذا البيان بينه شيخ الإسلام في حال وجود دولة إسلامية تقاتل طائفة أو دولة كافرة لا في قتال لا تتوفر فيه شروطه الشرعية فتنبه.
وعدم الحكم بكفر من أعان الكفار على المسلمين لا يعني تحسين ما فعل بل هو جريمة نكراء ومعصية تتزلزل لهولها الجبال أعاذنا الله وإخواننا المسلمين في كل مكان منها.
ولكن رضى الله باتباع الدليل والإنصاف والعدل لا بالعاطفة والحماس المجرد.
وإليك هذه الفتوى للعلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك في هذا الموضوع الخطر:
جاء في (فتاوى واستشارات الإسلام اليوم) - (ج 16 / ص 431) ما يلي:
((مظاهرة الكفار على المسلمين رهبةً لا كرهاً للمسلمين!
المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ 01/ 02/1427هـ
السؤال
فضيلة شيخنا عبد الرحمن بن ناصر البراك -حفظه الله- أفيدك بأني قد قرأت كتابًا بعنوان: (مسائل العذر بالجهل) تحت إشراف فضيلتكم، وفهمت منه أن إعانة الكفار بالقتال معهم ضد المسلمين لا تكون كفراً، إلا بشرط الرغبة في إظهار دينهم، أو المحبة لدينهم، وعبَّر أن القتال مع الكفار ضد المسلمين -حمية ولمصالح دنيوية- ليس كفراً مخرجاً من الملة، فهل هذا الفهم صحيح؟ وهل قال به أحد من أهل السنة؟ وما رأي فضيلتكم في اشتراط ما ذُكِر أعلاه للحكم بتكفير من قاتل المسلمين مع الكافرين؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا شك أن أسباب مظاهرة بعض الكافرين على بعض المسلمين تختلف، فتارة يكون الباعث بغض الإسلام وأهله، وتارة يكون عن رغبة في مصلحة أو رهبة من ضرر يلحق بهذا المظاهر، ومعلوم أنه لا يستوي من يحب الله ورسوله ودينه -ولكن حمله غرض من الأغراض على معاونة بعض الكفار على بعض المسلمين- لا يستوي هذا ومن يبغض الإسلام وأهله، وليس هناك نص بلفظ المظاهرة أو المعاونة يدل على أن مطلق المعاونة ومطلق المظاهرة يوجب كفر من قام بشيء من ذلك لأحد من الكافرين.
وهذا الجاسوس الذي يجس على المسلمين وإن تحتم قتله عقوبة فإنه لا يكون بمجرد الجس مرتداً، ولا أدل على ذلك من قصة حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه- فقد أرسل لقريش يخبرهم بمسير النبي -صلى الله عليه وسلم- إليهم، ولما أطلع اللهُ نبيَه على ما حصل من حاطب، وعلى أمر المرأة التي حملت الكتاب عاتب النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- حاطباً على ذلك، فاعتذر بأنه ما حمله على ذلك إلا الرغبة في أن يكون ذلك يداً له عند قريش يحمون بها أهله وماله، فقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- عذره، ولم يأمره بتجديد إسلامه، وذكر ما جعل الله سبباً لمغفرة الله له، وهو شهوده بدراً. صحيح البخاري (3983)، وصحيح مسلم (2494).
وهذه مظاهرة أي مظاهرة، فإطلاق القول بأن مطلق المظاهرة -في أي حال من الأحوال- يكون ردة ليس بظاهر. فإن المظاهرة تتفاوت في قدرها ونوعها تفاوتاً كثيراً، وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [المائدة:51]، لا يدل على أن أي تولٍّ يوجب الكفر، فإن التولي على مراتب، كما أن التشبه بالكفار يتفاوت وقد جاء في الحديث: "من تشبه بقوم فهو منهم" أخرجه أحمد (5093)، وأبو داود (4031)، ومعلوم أنه ليس كل تشبه يكون كفراً فكذلك التولي.
والحاصل أن ما ورد في الكتاب المسؤول عنه من التفصيل هو الصواب عندي. والله أعلم)) انتهى كلامه.
وقد جمعت في المسألة جمعا طيبا من أدلة الكتاب والسنة وبيان الأئمة والعلماء والمفسرين في كتابي (التنوير في نقض الغلو في التكفير والتفجير) حبذا الاطلاع عليه.
وأسأل الله تعالى أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
كتبه أبو معاوية غالب أحمد المشرف على موقع (روضة السلفيين). www.salafien.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 05:37]ـ
سبق نقض هذا الرأي الخاطئ فى هذا البحث الرائع (نظرات نقدية حول بعض ما كتب في تحقيق مناط الكفر في باب الولاء والبراء) للشيخ عبد الله العجيري وفقه الله تعالى.
تفضل رابط الكتاب:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18788&highlight=%E4%D9%D1%C7%CA
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 10:46]ـ
جزاك الله خيرا
ما الجواب على ما هو منقول عن شيخ الإسلام مما هو صريح في الموضوع كقوله في مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 535):
((وغاية ما يوجد من هؤلاء يكون ملحدا نصيريا أو إسماعيليا أو رافضيا وخيارهم يكون جهميا إتحاديا أو نحوه فإنه لا ينضم إليهم طوعا من المظهرين للإسلام إلا منافق أو زنديق أو فاسق فاجر ومن أخرجوه معهم مكرها فانه يبعث على نيته ونحن علينا ان نقاتل العسكر جميعه إذ لا يتميز المكره من غيره)) انتهى كلامه وقوله:
((أن شعب الإيمان قد تتلازم عند القوة ولا تتلازم عند الضعف فإذا قوي ما فى القلب من التصديق والمعرفة والمحبة لله ورسوله أوجب بغض أعداء الله كما قال تعالى: ولو كانوا يؤمنون بالله والنبى وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء. وقال: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه وقد تحصل للرجل موادتهم
لرحم أو حاجة فتكون ذنبا ينقص به إيمانه ولا يكون به كافرا كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبى وأنزل الله فيه: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة. وكما حصل لسعد بن عبادة لما أنتصر لابن أبي في قصة الإفك فقال لسعد بن معاذ: كذبت والله لا تقتله ولا تقدر على قتله. قالت عائشة: وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية. ولهذه الشبهة سمى عمر حاطبا منافقا فقال: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق. فقال: إنه شهد بدرا فكان عمر متأولا فى تسميته منافقا للشبهة التى فعلها. وكذلك قول أسيد بن حضير لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه إنما أنت منافق تجادل عن المنافقين. هو من هذا الباب وكذلك قول من قال من الصحابة عن مالك بن الدخشم منافق وإن كان قال ذلك لما رأى فيه من نوع معاشرة ومودة للمنافقين انتهى كلامه من مجموع الفتاوى - (ج 7 / ص 522)
ـ[أبوحذيفة-الانصاري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 06:20]ـ
لم اصل الى نتيجة من مع ومن ضد
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 07:12]ـ
المفترض بنا أن نركز على نتائج الحكم لا الحكم نفسه؛ وسؤالي للطرفين: هل يقتل؟ هل يؤتمن؟ هل يولى أمراً في المسلمين؟ وإذا كان والياً فهل يجوز الخروج عليه من قبل دولة إسلامية أخرى؟
ـ[عبدربه العامري]ــــــــ[19 - Apr-2009, صباحاً 10:40]ـ
جزاكم الله خيرا على بيانكم هذا(/)
الفرق بين الكفر والشرك (ابن باز).
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 04:50]ـ
(الفرق بين الكفر والشرك):
الأخت (ن. س.ع) من الرياض, (تقول في سؤالها: ما هو الفرق بين الكفر والشرك؟ أفتونا مأجورين).
جواب الشيخ: (عبد العزيز بن باز) - رحمه الله -:
(الكفر جحد الحق وستره، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة، أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك. أما الشرك فهو صرف بعض العبادة لغير الله، كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك، أو يذبح لهم أو ينذر لهم، ويطلق على الكافر أنه مشرك وعلى المشرك أنه كافر، كما قال الله عز وجل: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [1]، وقال سبحانه: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [2]، وقال جل وعلا في سورة فاطر: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [3]، فسمى دعاءهم غير الله شركاً في هذه السورة، وفي سورة "قد أفلح المؤمنون" سماه كفراً.
وقال سبحانه في سورة التوبة: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [4]، فسمى الكفار به كفاراً وسماهم مشركين، فدل ذلك على أن الكافر يسمى مشركاً، والمشرك يسمى كافراً، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) [5] أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) [6] أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، والله ولي التوفيق) انتهى.
[1] سورة المؤمنون من الآية 117.
[2] سورة المائدة من الآية 72.
[3] سورة فاطر الآيتان 13 – 14.
[4] سورة التوبة الآيتان 32 – 33.
[5] رواه مسلم في كتاب الإيمان برقم 117.
[6] رواه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار برقم 21859، والترمذي في الإيمان برقم 2545 والنسائي في الصلاة برقم 459.
المصدر: من ضمن الأسئلة المقدمة من المجلة العربية - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - الجزء التاسع.
http://www.binbaz.org.sa/mat/2069
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 07:20]ـ
بارك الله فيك يالغالي
وكتبه في ميزان حسناتك
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 07:38]ـ
الحق أن هذه المسألة تحتاج إلى تفصيل أكثر وقد سبق أن وقع التحاور بين الأعضاء فيها .. فإن الكفر ليس بالضرورة أن يكون جحود .. بل الجحود هو أحد صور الكفر .. والمقصود هو المعنى الشرعي وليس اللغوي.
وعلى كل حال ليس هناك فرق بين الكفر والشرك من جهة الحكم الشرعي وإن كان معنى الكفر أعم من الشرك
وقد أطلق الشارع الكريم معنى الكفر والشرك على فعل واحد فقال صلى الله عليه وسلم: (ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة) الحديث.
والله أعلم.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 03:28]ـ
أخي الكريم / ابن تيمية الصغير: وفيك بارك الله ..
أخي الفاضل / الإمام الدهلوي: جزاك الله خيرا على الإضافة المنيرة ..
سدد المولى خطاكما لكل خير وهدى ..
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 06:26]ـ
بارك الله فيكم و رحم الله شيخنا ابن باز و أسكنه فسيح جناته.
لي مداخلة بسيطة في الفرق بين الكفر و الشرك، و هي أن المشرك يطلق على من كان دينه الشرك، اي أنه يعتقد أن الشرك في العبادة هو الحق كالمجوس مثلا، و لا يقال لهم كفارا لأنهم لم يإمنوا أصلا. و قد يطلق على أهل الكتاب مشركين لرد شبهتهم أن الله يلد أو يولد تعالى الله عن الولادة و عن الولد علوا كبيرا إذ لو كان الأنبياء أولاده أو الملائكة بناته لكنا أول العابدين، فهم بهذا يكذبون على الله و كفرو بعد إيمانهم بالتوحيد.
فإن أصبة فمن الله و إن أخطأت فمني و من الشيطان و أستغفر الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 11:35]ـ
هذه إضافة أخرى في الموضوع:
-----------------
يقول الإمام ابن حزم الأندلسي رحمه الله في كتابه " مراتب الإجماع ": (واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً، واختلفوا في تسميتهم مشركين، واتفقوا أن من عداهم من أهل الحرب يسمون مشركين) إهـ.
وقد فصل ابن حزم هذه المسالة في كتابه (الفصل في الملل والاهواء والنحل).
فقال رحمه الله: (واختلف الناس في الكفر والشرك، فقالت طائفة: هي اسمان واقعان على معنيين، وإن كل شرك كفر وليس كل كفر شركاً، وقال هؤلاء: لا شرك إلا قول من جعل لله شريكاً، قال هؤلاء: اليهود والنصارى كفاراً لا مشركون، وسائر الملل كفار مشركون، وهو قول أبي حنيفة وغيره.
وقال آخرون: الكفر والشرك سواء، وأن كل كافر فهو مشرك، وكل مشرك فهو كافر، وهو قول الشافعي وغيره.
قال أبو محمد: واحتجت الطائفة الأولى بقول الله عز وجل: " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين ".
قالوا: ففرق الله تعالى بين الكفار والمشركين، وقالوا لفظة الشرك مأخوذة من الشريك، فمن لم يجعل الله تعالى شريكاً فليس مشركاً.
قال أبو محمد: هذه عمدة حجتهم ما نعلم لهم حجة غير هاتين.
قال أبو محمد: أما احتجاجهم بقول الله عز وجل: " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين " فلو لم يأت في هذا المعنى غير هذا المعنى غير هذه الآية لكانت حجتهم ظاهرة، لكن الذي أنزل هذه الآية هو القائل: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إله واحداً "، وقال تعالى: " يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله "، وقال تعالى عنهم أنهم قالوا: أن الله ثالث ثلاثة، وهذا كله تشريك ظاهر لإخفائه فإذ قد صح الشرك والتشريك في القرآن من اليهود والنصارى فقد صح أنهم مشركون، وأن الشرك والكفر اسمان لمعنى واحد.
وقد قلنا أن التسمية لله عز وجل لا لنا، فإذ ذلك كذلك فقد صح أن قوله تعالى: " الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين "، كقوله تعالى: " إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً "، ولا خلاف بين أحد من أهل الإسلام في أن المنافقين كفار، وكقوله تعالى: " قل من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين " ولا خلاف في أن جبريل وميكائيل من جملة الملائكة وكقوله تعالى: " فيها فاكهة ونخل ورمان " والرمان الرمان من الفاكهة.
والقرآن نزل بلغة العرب، والعرب تعيد الشيء باسمه وإن كانت قد أجملت ذكره تأكيداً لأمره، فبطل تعلق من تعلق بتفريق الله تعالى بين الكفار والمشركين في اللفظ وبالله تعالى التوفيق.
وأما احتجاجهم: بأن لفظ الشرك مأخوذ من الشريك، فقد قلنا أن التسمية لله عز وجل لا لأحد دونه، وله تعالى أن يوقع أي أسم شاء على أي مسمى شاء، برهان ذلك أن من أشرك بين عبدين له في عمل ما أو بين اثنين في هبة وهبها لهما فإنه لا يطلق عليه اسم مشرك، ولا يحل أن يقال: أن فلاناً أشرك، ولا أن عمله شرك، فصح أنها لفظة منقولة أيضاً عن موضوعها في اللغة. كما أن الكفر لفظة منقولة أيضاً عن موضوعها إلى ما أوقعها الله تعالى عليه.
والتعجب من أهل هذه المقالة، وقولهم: أن النصارى ليسوا مشركين، وشركهم أظهر وأشهر من أن يجهله أحد لأنهم يقولون كلهم بعبادة الأب، والابن، وروح القدس، وأن المسيح إله حق، ثم يجعلون البراهمة مشركين وهم لا يقرون إلا بالله وحده ولقد كان يلزم أهل هذه المقالة أن لا يجعلوا كافراً إلا من جحد الله تعالى فقط، فإن قال قائل: كيف اتخذ اليهود والنصارى أرباباً من دون الله وهم ينكرون هذا؟.
قلنا وبالله تعالى التوفيق: أن التسمية لله عز وجل، فما كان اليهود والنصارى يحرمون ما حرم أحبارهم ورهبانهم ويحلون ما أحلوا كانت هذه ربوبية صحيحة، وعبادة صحيحة قد دانوا بها، وسمى الله تعالى هذا العمل باتخاذ أرباب من دون الله وعبادة، وهذا هو الشرك بلا خلاف، كما سمي كفرهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي ناسخ لما هم عليه كفر بالله عز وجل، وإن كانوا مصدقين به تعالى، لكن لما أحبط الله تعالى تصديقهم سقط حكمه جملة.
فإن قالوا: كيف تقولون أن الكفار مصدقون بالله تعالى، والله تعالى يقول: " لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ".
ويقول تعالى: " وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم ".
قلنا وبالله تعالى نتأيد: إن كل من خرج إلى الكفر بوجه من الوجوه، فلا بد له من أن يكون مكذباً بشيء مما لا يصح الإسلام إلا به، أو رد أمراً من أمور الله عز وجل لا يصح الإسلام إلا به، فهو مكذب بذلك الشيء الذي رده أو كذب به، ولم يقل الله تعالى: الذي كذب بالله عز وجل، لكن قال: " كذب وتولى "، ولا قال تعالى: و أما إن كان من المكذبين بالله، وإنما قال تعالى: " من المكذبين الضالين " فقط، فمن كذب بأمر من أمور الله عز وجل لا يصح الإسلام إلا به، فهو مكذب على الإطلاق كما سماه الله تعالى، وإن كان مصدقاً لله تعالى وبمن صدق به .. ) إهـ الفصل في الملل والأهواء والنحل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:00]ـ
هذه فائدة أخرى
-------------
يرى العلامة مبارك الميلي رحمه الله في كتابه الرائع (الشرك ومظاهره) أن لفط الشرك من الألفاظ المشتركة .. وأن بيان الشرك بالكفر هو تساهل في المعنى، قرّبه اتحادهما في الحكم.
وأورد على هذا قول الله تعالى: (وقاتلوا المشركين كافة .. الآية في سورة التوبة) .. فأكثر الفقهاء يحملونه على الكفار جميعاً.
كما ذكر العلامة الميلي رحمه الله أن أبو هلال العسكري في كتابه (الفروق اللغوية) قد فرق بين الكفر والشرك.
فقال العسكري في تعريفه: (الكفر إسم يقع على ضروب من الذنوب، فمنها: الشرك بالله، ومنها الجحد للنبوة، ومنها إستحلال ما حرم الله، وهو راجع إلى جحد النبوة وغير ذلك مما يطول الكلام فيه وأصله التغطية) إهـ
ثم قال: (الفرق بين الكفر والشرك: أن الكفر خصال كثيرة على ما ذكرنا، وكل خصلة منها تضاد خصلة من الإيمان، لأن العبد إذا فعل خصلة من الكفر فقد ضيع خصلة من الايمان، والشرك خصلة واحدة وهو إيجاد ألوهية مع الله أو دون الله، واشتقاقه ينبئ عن هذا المعنى، ثم كثُر حتى قيل: لكل كفر شرك على وجه التعظيم له والمبالغة في صفته، وأصله كفر النعمة ونقيضه الشكر، ونقيض الكفر بالله الإيمان، وإنما قيل لمضيع الإيمان كافر لتضييعه حقوق الله تعالى، وما يجب عليه من شكر نعمه، فهو بمنزلة الكافر لها، ونقيض الشرك في الحقيقة الإخلاص، ثم لما استعمل في كل كفر صار نقيضه الإيمان، ولا يجوز أن يطلق إسم الكفر إلا لمن كان بمنزلة الجاحد لنعم الله، وذلك لعظم ما معه من المعصية وهو إسم شرعي كما أن الايمان إسم شرعي) إهـ الفروق اللغوية.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:32]ـ
جزاك الله خيرا أخي(/)
هل هذا مخلد في النار؟
ـ[محمد البدراني]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 06:08]ـ
رجل مسيحي عمره يجوز الستين عاش في إحدى ضواحي نيو يورك , كان يتردد كثيرا على الكنيسة , ويقرأ كثيرا في كتب النصرانية , وهو متدين بدينه , ثم هو يسمع ويقرأ ويشاهد ما تبثه وسائل الإعلام عن الإسلام من تشويه وتحذير.
جاءه داعية إسلامي فعرض عليه الدين فأبى ورفض ...
هل هذا برفضه يدخل النار؟ وهل الظن في ان كل من عرض عليه الدين يجب عليه الإيمان , وكيف يجزم بأن الدين الإسلامي هو الدين الحق وقد عاش عمرا مديدا يرى فيه ان النصرانية هي الدين السماوي الوحيد والصحيح؟؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 07:29]ـ
هذا ليس تقدم بين يدي المشايخ هنا
ولكن إذا لم يكن هذا المخلد بالنار فمن المخلد إذا؟
ثم لا يصح إلا الصحيح وتبيين أن الاسلام هو الحق سهل بإذن الله
وفي صحيح مسلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:والذي نفسي بيده، لا يسمع بي من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي، إلاّ دخل النار.
وهؤلاء مصداق قوله تعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا* الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً)
وهل يُعقل أن يدخل الجنة نصراني أو يهودي؟؟
فالجواب عن سؤالك
نعم هو مخلد في النار
وتفصيل ذلك يأتيك عن طريق المشايخ هنا.
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 02:17]ـ
إن كان قد مات على الكفر فهو مخلد في النار
وإن كان لم يمت فلا أحد يعلم ما يخفي القدر لهذا الرجل إلا الله.
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 02:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لنا ظاهره بأنه مات على الكفر ومن مات على الكر خُلِّد في النار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 12:20]ـ
الحق أنه يجب أن نعلم أن وجود المضلين الذين يضلون الخلق عن سبيل الهدي ليس من موانع التكفير المعتبرة، فهذه سنة قدرية لتتحقق سنة الإبتلاء والمحنة كما قال تعالى: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ... الآية)
وقد وصف الله تبارك وتعالى الكفار بأنهم ضالون مضلون، وأن هناك من يضلهم عن الحق ويزين لهم الباطل كما قال تعالى:
(ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل ... الآية)
بل إن معظم كفر الكفار هو كفر تقليد لكبرائهم كما وصفهم الله بقوله: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ... الآية).
وقال عز من قائل: ((وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول. قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون)) المائدة.
ومما يدل على ذلك بوضوح جلي ما جاء في حديث عدي بن حاتم في عدم إعذار اليهود والنصارى بإضلال أحبارهم ورهبانهم لهم، في صرف التشريع - الذي هو عبادة - إلى غير الله تعالى .. مع أنهم لم يكونوا يعرفون أن الطاعة في ذلك عبادة كما صرح بذلك عدي، كما قال تعالى فيهم ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله …. الآيات))
ومن هذا الباب الحديث الذي يرويه البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم في عذاب القبر: (وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه …. الحديث).
هذا وقد بين الله في كتابه أن الضعفاء والمقلدين يتبرؤون يوم القيامة من ساداتهم الذين كانوا سبباً في إضلالهم، وأن ذلك ليس بعذر لهم ينجيهم، ولا هو بمانع من موانع التكفير ..
فمن ذلك قوله تعالى: ((وبرزوا لله جميعا، فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء، قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص)) سورة إبراهيم.
وقال تعالى: ((إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا * خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا * يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا * وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا *)) سورة الأحزاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
والآيات في هذا المعنى كثيرة …
هذا وقد ذكر العلامة ابن القيم في كتابه (طريق الهجرتين) في سياق ذكره لمراتب المكلفين (الطبقة السابعة عشر) وهم: (طبقة المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم وحميرهم الذين معهم تبعا لهم يقولون: إنا وجدنا آباءنا على أمة، وإنا على أسوة بهم …….)
قال: (وقد اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالا مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار، وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة، وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين لا الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم، وإنما يعرف عن بعض أهل الكلام المحدث في الإسلام، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة)، وهذا المقلد ليس بمسلم، وهو عاقل مكلف، والعاقل المكلف، لا يخرج عن الإسلام أو الكفر … .. ) إلى قوله: (والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل.
فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفارا …)
ثم ساق الآيات التي تذكر عذاب المقلدين المتابعين غيرهم على الكفر .. وأن التابع والمتبوع في النار جميعا .. نحو قوله تعالى: ((وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار، قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد)) ... ثم قال: (فهذا إخبار من الله وتحذير بأن المتبوعين والتابعين، اشتركوا في العذاب ولم يغن عنهم تقليدهم شيئا، وأصرح من هذا قوله تعالى: ((إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا)) سورة البقرة: 166 - 167] …) إهـ.
ولذلك نقول أن وجود المضلين الذين يلبسون على الناس أمر دينهم ليس بمانع معتبر في لحوق حكم الوعيد بهم .. والله أعلم.
وحتى تعم الفائدة أقول: أن مذهب أهل السنة والجماعة أنهم لا يشهدون لمعين بالجنة أو النار إلا ما دل عليه الدليل الخاص، وأما عموم الخلق مما لم يشهد النص على أعيانهم فنقول فيهم: أن من مات على الإسلام فهو من أهل الجنة مستقراً، ومن مات على غير الإسلام فهو في النار تخليداً. هذا على وجه العموم.
ومن سعة رحمة الله بخلقه أنه لا يعذبهم إلا بعد الإنذار إليه كما قال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) .. فلا يُعذب في جهنم إلا من قامت عليه الحجة وانتفت عنه المعذرة .. هذا على وجه العموم ولا ندخل فيما بين الله وخلقه.
فهذا النصراني الأمريكي لا شك أنه قد مات على غير ملة الإسلام تجري عليه أحكام الكفار فلا يُورث ولا يُغسل ولا يُصلى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين .. وكفى.
--------------------------
وقد وجدت هذا النص من الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتابه (فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة) يذهب فيه إلى القول بأعذار بعض أجناس الكفار من اليهود والنصارى، وإن كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته (بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة) لم يوافق الغزالي على كل ما قاله في كتابه (فيصل التفرقة) ولكن سوف أنقل كلام الغزالي رحمه الله من باب الفائدة
يقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله بعد كلام له: (( ... فهذا وأمثاله من الأخبار الدالة على سعة رحمة الله تعالى كثير، فهذا في أُمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة، وأنا أقول: أن الرحمة تشتمل كثيراً من الأمم السالفة وإن كان أكثرهم يعرضون على النار، بل أقول: إن أكثر نصارى الروم والترك في هذا الزمان تشملهم الرحمة إن شاء الله تعالى.
أعني الذين هم في أقاصي الروم والترك ولم تبلغهم الدعوة، فإنهم ثلاثة أصناف:
صنف لم يبلغهم اسم محمد صلى الله عليه وسلم أصلاً فهم معذرون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصنف بلغهم اسمه ونعته وما ظهر عليه من المعجزات وهم المجاورون لبلاد الإسلام والمخالطون لهم وهم الكفار الملحدون. وصنف ثالث بين الدرجتين بلغهم اسم محمد صلى الله عليه وسلم ولم يبلغهم نعته وصفته، بل سمعوا أيضاً منذ الصبا أن كذاباً ملبساً اسمه محمد ادّعى النبوة، كما سمع صبياننا أن كذاباً يقال له المقفع بعثه الله تحدث بالنبوة كاذباً، فهؤلاء عندي في أوصافه في معنى الصنف الأول، فإنهم مع أنهم لم يسمعوا اسمه سمعوا ضد أوصافه، وهذا لا يحرك داعية النظر في الطلب) إهـ " فيصل التفرقة " المطبوع ضمن كتاب رسائل الغزالى (271).
فهذا رأي أبو حامد الغزالي رحمه الله!! ... وننتظر من الأخوة الكرام التعليق عليه؟.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 02:33]ـ
هذا تنبه على ما سبق
---------------------
الملاحظ في القول الذي نقلناه سابقاً عن الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله أن المقصود به مسألة (العذاب الأخروي) وليس (الحكم الدنيوي) .. فالغزالي رحمه الله لا يخالف أهل القبلة في كفر جهلة اليهود والنصارى أو كل من دان بغير ملة الإسلام، وقد غلط البعض في فهم هذا النص الذي نقلناه عن الغزالي رحمه الله من كتابه (التفرقة) فظن أن أبو حامد الغزالي رحمه الله كان يصوب دين الكفار الأصليين وهذا غلط من قائله.
يقول العلامة بدر الدين الزركشي رحمه الله: (وقال القاضي عياض في "الشفاء": ذهب العنبري إلى تصويب أقوال المجتهدين في أصول الدين فيما كان عرضة للتأويل وحكى القاضي ابن الباقلاني مثله عن داود بن علي الأصفهاني, وحكى قوم عنهما أنهما قالا ذلك فيمن علم الله من حاله استفراغ الوسع في طلب الحق من أهل ملتنا وغيرهم.
وقال الجاحظ نحو هذا القول. وتمامه في أن كثيرا من العامة والنساء والبله مقلدة النصارى واليهود وغيرهم لا حجة لله تعالى عليهم، إذ لم يكن لهم طباع يمكن معها الإستدلال، وقد نحا الغزالي قريباً من هذا المنحى في كتاب " التفرقة بين الإسلام والزندقة " وقائل هذا كله كافر بالإجماع على كفر من لم يكفر أحداً من النصارى واليهود، وكل من فارق دين المسلمين ووقف في تكفيرهم أو شك، لقيام النص والإجماع على كفرهم، فمن وقف فيه فقد كذب النص. انتهى.
وما نسبه للغزالي غلط عليه، فقد صرح بفساد مذهب العنبري، كما سبق عنه، وهو بريء من هذه المقالة والذي أشار إليه في كتاب "التفرقة "هو قوله: إن من لم تبلغه الدعوة من نصارى الروم أو الترك أنهم معذورون، وليس فيه تصويبهم، والكلام إنما هو فيمن بلغته الدعوة وعاند. وإنما نبهت على هذا لئلا يغتر به الواقف عليه) إهـ البحر المحيص في أصول الفقه (4/ 525).
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 04:05]ـ
يقول الإمام ابن حزم الأندلسي رحمه الله: ( .. الكلام في من لم تبلغه الدعوة ومن تاب عن ذنب أو كفر ثم رجع فيما تاب عنه. قال أبو محمد: قال الله عز وجل " لأنذركم به ومن بلغ "، وقال تعالى " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ".
فنص تعالى ذلك على أن النذارة لا تلزم إلا من بلغته لا من لم تبلغه وأنه تعالى لا يعذب أحداً حتى يأتيه رسول من عند الله عز وجل فصح بذلك أن من لم يبلغه الإسلام أصلاً فإنه لا عذاب عليه.
وهكذا جاء النص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يؤتى يوم القيامة بالشيخ الخرف، والأصلح الأصم، ومن كان في الفترة، والمجنون، فيقول المجنون: يا رب أتاني الإسلام وأنا لا أعقل، ويقول الخرف والأصم والذي في الفترة أشياء ذكرها ـ فيوقد لهم نار، ويقال لهم: ادخلوها، فمن دخلها وجدها برداً وسلاماً ... إلى أن يقول رحمه الله: قال الله تعالى آمراً أن يقول " إني رسول الله إليكم جميعاً "، وهذا عموم لا يجوز أن يخص منه أحداً، وقال تعالى " أيحسب الإنسان أن يترك سدى ". فأبطل سبحانه أن يكون أحد سدى، والسدى هو المهمل الذي لا يؤمر ولا ينهي، فأبطل عز وجل هذا الأمر ولكنه معذور بجهله ومغيبه عن المعرفة فقط، وأن من بلغه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حيث ما كان من أقاصي الأرض، ففرض عليه البحث عنه، فإذا بلغته نذارته، ففرض عليه التصديق به وأتباعه، وطلب الدين اللازم له، والخروج عن وطنه لذلك، وإلا فقد استحق الكفر والخلود في النار والعذاب بنص القرآن) إهـ الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 105).(/)
موقفنا كما في اقطاب العلمانية من الجابري-نعرضه ثم نعرض موقفنا من مدخل الي القرآن ايضا
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 07:10]ـ
كنت قد علقت في رابط من هذا الملتقي الكريم عن اخطاء الجابري وضعت رابطه اسفل الرد وبينت موقفنا من منهج وفكر ومصادر الجابري يمكن في الحقيقة اضافة المزيد اليها وقد يتيسر الامر فنزيد ان مكن الله ويسر خصوصا في التعليق علي كتابه الاخير مدخل الي القرآن الجزء الاول وفيه اتهامات للرسول بانه لفق القرآن من مواد معرفية لوقته هي نتيجة ردود فعل دينية وسياسية وفكرية علي الاوضاع المادية والفكرية والدينية وقتئذ
وان كان الجابري لم يقل ذلك بصورة مباشرة الا انه اوضح مقصده لمن هو متتبع لطريقته ومنهجه في نقد العقل العربي
والجابري في هذا اكثر حرصا من نصر حامد ابوزيد في كتاب الاخير و المسمي مفهوم النص فهو لايقوم بالنقد للقرآن بصورة مباشرة كما فعل نصر الذي قال ان القرآن حمل او طور الاساطير
كما ان نصر ابو زيد في ذلك اكثر حرصا من خليل عبد الكريم وخليل عبد الكريم اكثر حرصا في عرض نقده من محمد اركون لكنهم جميعا يقومون بالنقد الاهوتي كما يسمونه لكن بمستويات مختلفة ودرجات من التلميح او التصريح مختلفة وقد تكون للكاتب الواحد
لاعرض اولا ماكنت قد كتبته هنا من قبل فربما يفيد في التعرف علي خط الجابري وموقعه في البنيان العلماني-الاستشراقي او الاستغرابي-فهو من وجه مستشرقون ومن وجه اخر مستغربون
ان موقفنا من العلمانيين العرب كما اعلناه في كتابينا اقطاب العلمانية الاول والثاني هو موقف ناتج عن خبرة بالخطاب العربي العلماني بشقيه -الصريح -في المواجهة مع الاسلام- وغير الصريح- في تغيير مفاهيمنا الاسلامية
وموقفنا قائم علي ادلة واضحة لالبس فيها ونصوص لاغموض فيها او تحتمل اكثر من تاويل كما ان قيام الخطاب العلمانية بنقد نفسه يوضح للقاريء المسلم اننا فهمناهم كما فهموا انفسهم وقرأناهم كما يقرؤون انفسهم وعلمناهم كما علموا هم انفسهم
لن احاول الخروج عن منهجي -الذي استنشقت عبيره وتعرضت لصوره او اشعاعاته من كتاب المنطق لشيخ الاسلام ابن تيمية وان اختلفت الطريقة وتباين السياق-في الكشف والرصد -وهو منهج مراغمة شديد الوطئة علي العلمانيين-خصوصا في هذا التوقيت الذي نتهم فيه باننا نلفق التهم للعلمانيين ونزور مذاهبهم ومبادئهم ولذلك فان اقرب طريق لكشفهم هو بخطابهم ذاته وعرض نقدهم لبعض في مشاريع نقدهم الكبيرة والصغيرة لنصوصهم ذاتها
وفي سياق المسألة الجابرية هنا نجد ان طيب تيزيني-الذي وصف مواقف الجابري العلمية بالملفقة والمفتعلة وذلك في مقدمة كتابه من الاستشراق الغربي الي الاستغراب المغربي (لاحظ ان تيزيني يصفه بالاستغراب فيما يصفه الدكتور محمود اسماعيل بالاستشراق العربي الجديد! -وكذلك الدكتور العلماني محمود اسماعيل ومحمود امين العالم -مادي جدلي-–في كتاب التراث والحداثة للجابري قال انه يستمتع بنقد محمود امين العالم اكثر من مدحه! -وابو زيد وحنفي وعلي حرب وعزيز العظمة والسيد يسين-قال ان الجابري يجيد صياغة الانساق المغلقة! -وادونيس- الذي قال الجابري لم يقدم جديدا وانما استفاد من المناهج الغربية-انظر كلام ادونيس والسيد يسين في (من الاستشراق العربي الي الاستغراب المغربي لطيب تيزيني) ص21 - وحتي تركي الحمد ومن تلاميذ الجابري كمال عبد اللطيف نجد ان هؤلاء كلهم قاموا بنقد مشروع الجابري واظهار وقوعه اما في اسر العنصرية الغربية او مفاهيم استشراقية مزيفة متعالية وعنصرية النظرة او لاستعمال ادوات لم يفهمها الجابري كما قال طرابيشي ومحمود اسماعيل وغيرهما- او انتقي منها ماغير من معالمها الحقيقية
ان عدم قيام الجابري بنقد العقائد الاسلامية والشرائع الاسلامية بصورة مباشرة كما يفعل محمد اركون -وهو صديقه - هو ان الوقت كما يصرح الجابري لم يحن -وسياتي ذلك من كلامه-اوانه لذلك وكما بينت في كتابي الاقطاب 1 فالوضع لايسمح كما ان الامر يحتاج قرن او قرنين كما اشار في التراث والحداثة وسياتي في نصه المحكم
قال في كتابه التراث والحداثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لااري ان الوطن العربي في وضعيته الراهنة يتحمل مايمكن ان نعبر عنه بنقد لاهوتي يمكن ان نمارس النقد الاهوتي من خلال القدماء يعني ان نستعيد-بشكل او باخر-الحوارالذي دار في تاريخنا الثقافي مابين المتكلمين بعضهم مع بعض ومابينهم وبين الفلاسفة ونوظف هذا الحوار في قضايا عصرنا--- اما ان نقوم بهتك حرماتنا فلايمكن لنا حرمات يجب ان نحترمها حتي تتطور الامور ونتطور معها حتي لانقفز علي التاريخ---لانه لا الوضعية الثقافية والبنية الفكريةالعامة المهيمنة ولادرجة النضوج الثقافي لدي المثقفين انفسهم يسمح بهذا النوع من الممارسة الفولتيرية ولا السياسة تسمح) ص259 - 260
ويعلق المفكر العلماني-فرويدي النزعة مع نزعات اخري-جورج طرابيشي علي جملة من النص الفائت
وهي
(لااري ان الوطن العربي في وضعيته الراهنة يتحمل مايمكن ان نعبر عنه بنقد لاهوتي)
بقوله:
(ومن هنا مطالبته المدوية ب استبعاد شعار العلمانية من قاموس الفكر العربي –ص69 من كتاب طرابيشي (نقد نقد العقل العربي (اشكاليات العقل العربي)) وقال بوضوح (اعلانه عن عدم ازوف ساعة الثورة الاهوتية وبالتالي عن ضرورة ارجاءها الي اجل غير مسمي) -ص69 من المرجع نفسه
وفي كتاب التراث والحداثة لايتردد الجابري او يحجم عن عرض منهجه الذي يدرس به تراثنا وهو المنهج المعرفي الغربي وادواته الحديثة -سنذكر بعضها في نهاية البحث وبعضها الان -مع الالتزام بالروح الماركسية والفكر التاريخي المادي كما سياتي من كلامه
وقد صرح الجابري في حواره مع الدكتور فهمي جدعان في كتاب الجابري (التراث والحداثة وهوالمطبوع سنة1991) بانه يستعمل (البنيوية ثم التاريخية) (المعالجة البنيوية ثم التحليل التاريخي) ص332
(المزاوجة بين المعالجة البنيوية والتحليل التاريخي) نفس الصفحة (والمناهج بالنسبة لي كلها صالحة)!!
وفي نفس الكتاب يقول
(حقيقة الماركسية في نظري روح الماركسية هي كونها اداة للعمل مرشد للعمل يجب ان نسترشد بالنظرية العامة بالمنهج---يجب الا نياس والا نقنط لان المرحلة مرحلة قرن او قرنين وهو لاشيء بالنسبة لتحقيق تهضة علي المستوي الذي نطمح اليه ----لااريد هنا ان اقول ان جميع الاخطاء او المراحل التي مرت بها اوروبا يجب ان نمر بها حتي من حيث الزمان العصر الحاضر هو عصر حرق المراحل----مامن شك ان هناك هيمنة قوية للموروث القديم علي فكرنا ----ان مهمة الفكر مهمتنا جميعا-يقول الجابري للجمع النخبوي من العلمانيين في الندوة التي عرض صورتها في كتابه هذا-هي التحرر من هذه الهيمنة وهذا هو الذي يبرر ماقلناه من قبل من ضرورة الفلسفة من ضرورة العقلانية) ص252 - 253
ويقول -في التراث والحداثة-بعد ان يذكر ان من عوائق تقدم الفلسفة والعقلانية هو الرجعية!
(هناك من يري ان من الواجب مهاجمة الاعقلانية في عقر دارها وهذا خطأ في رأيي لان مهاجمة الفكر الاعقلاني في عقر داره في مسبقاته في فروضه يسفر في غالب الاحيان عن ايقاظ عن عملية تنبيه عن حفزه علي رد الفعل وبالتالي تعميم الحوار بين العقل والاعقل والسيادة ستكون في النهاية حتما للاعقل لان الارضية ارضيته والميدان ميدانه لذلك افضل ان يكون الحوار معه في الدائرة العقلانية تعميم العقلانية من خلال نقد العقلانية نفسها----الا ان المسألة مسألة تخطيط وليست خاضعة للصدفة ولالمجرد الرغبة وهي كذلك مسألة وعي وعي بالمخاطب بالخصم بميدانه و قوته ومدي قوة ردود افعاله) ص258 - 259
والنص واضح في طريقة معالجة منهجية الجابري المستخفية داخل الحقل الاسلامي للاسلام والعقائد والتراث الاسلامي والتاريخ الاسلامي وان كان لم يتعرض للعقائد بصورة مباشرة كما ذكرت
كما انه حرصا علي التخفي داخل المعسكر الاسلامي رفض استعمال مصطلح العلمانية كحد سيف قاطع للتراث ناف للحقيقة ولان مصطلح العقلانية غير صادم فانه يستخدمه ويضع تحته طرائق العلمانية المنتقاة من طرفه لتغيير معالم ديننا واعلام حصوننا
فالجابري رفض مصطلح العلمانية لانه فضح وقال في نفس الكتاب للجمع من العلمانيين في الندوة المذكورة في الكتاب وكانت ندوة حضرها كبار العلمانيين العرب -وهو كتاب التراث والحداثة ان الشباب الاسلامي يستعملون الان -يقصد في جامعته في المغرب كما اشار في التراث والحداثة-نفس المفاهيم التي يستعملها ويعارضونه لكننا في واد واحد قال!
(يُتْبَعُ)
(/)
(لافرق بيننا ان نختلف في الرؤي ونختلف في الايديولوجيا---اعتقد ان هذه وسيلة من وسائل الوصول الي الجماهير) التراث والحداثة ص360
لنتعرف الان علي طبيعة وحقيقة معرفة العلمانيين الكبار بمناهج الجابري التي يستعملها في كتاباته والتي يعالج بها امور اسلامية متشابكة ومختلفة المشارب والمناحي
في كتابه (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري) للدكتور محمود اسماعيل كتب يقول عن الجابري:
(ونلاحظ أن الجابري برغم رفضه التمذهب والأدلجة تشهد كتاباته الاولي عن بعد ماركسي واضح لكنه عدل عنه في كتاباته التالية متبنيا المناهج الغربية الحداثية) -ص 26 من طبعة رؤية للتوزريع والنشر الطبعة الاولي 2005
ولايقف عن حدود بيان خلفية الجابري بل ايضا بيان بعض قناعات الجابري العنصرية والتي تاثر بها من خلال الرؤي الغربية الشديدة العنصرية
(نجد مؤرخي بلاد المغرب في الاعم الاغلب يرددون مزاعم الاستشراق الغربي في تاكيد الاقليمية والشعبوية والخصوصية) –ص11 من كتابه (فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية المطبوع سنة1988) وفي ص83 اشار صراحة الي الجابري كما اشار الي ان الجابري يستهل اسهاماته العلمية بالرؤية المادية والمنهج الجدلي للتاريخ –ص84
ثم يقول في ص 85 (وقد بهر الاستاذ الجابري وتلامذته علي نحو خاص بالمنهج البنيوي الذي جري تطبيقه في دراسات ادبية ونقدية وانتربولوجية)
ولايعني ذلك ان الدكتور محمود اسماعيل من خلفية اسلامية يدافع بها عن الاسلام وانما بين في نفس الكتاب ان له هو الاخر رؤية مادية-الرؤية المادية للتاريخ-ص14 - كطوق نجاة لدراسة التاريخ الاسلامي ص13
ولذلك يعتب اسماعيل علي الجابري انه لم ياخذ بالمنهج المادي للتاريخ للتحليل بدلا من المذاهب الحديثة الا ان الجابري يستعمل ايضا التاريخية هذه ولكن ليست خالصة ولذلك يستغرب اسماعيل من التارجح والاستعمال السييء من قبل الجابري!! كما في ص 93 من المرجع السابق
ويقول ص 95 (من المفيد ان اوضح ان الاستاذ الجابري كان في مستهل حياته العلمية ماديا جدليا تاريخيا وبرغم نكوصه فانه لم يستطع الانفكاك من رؤيته السابقة يستعين بها في الملمات لغطية عجز منهجه البنيوي وسواء اكان ذلك عجزا ام بوعي فالثابت تواجد اصداء التحليل الماركسي في كتاباته الاخيرة)
ويقول
(وننوه بان المادية التاريخية في صيغتها الماركسية ماهي الا استقراء امين للتاريخ البشري) ص20 نفس المرجع
ويقول الدكتور محمود اسماعيل ايضا في كتابه اخر له وهو كتاب (الاسلام السياسي بين الاصوليين والعلمانيين المطبوع سنة 1993) ص 49
(يبدي الاستاذ العالم-يقصد محمود امين العالم –اعجابا وانبهارا بانجازات المفكر المغربي محمد عابد الجابري الذي اعتمد البنيوية منهجا ورؤية لدراسة الفكر الفلسفي الاسلامي
لقد انجر الجابري عملين هامين بصرف النظر عن الاختلاف حول منطلقاته ومقوملاته- نحن والتراث وهو عبارة عن دراسات تتناول بعض الجوانب والسمات في انساق ومنظومات بعض فلاسفة الاسلام وفق تحليل ماركسي اما الكتاب الاخر تكوين العقل العربي فيتضمن رؤية الجابري للتراث من خلال التطبيق المنهجي للبنيوية)
وهو هنا يشير الي فكرة الجابري المركزية المشهورة من عقلانية المغرب العربي وعرفانية وصوفية المشرق العربي!
وهذه الفكرة عنصرية واستعلائية وتفتح مجال الاحقاد وتصنع مناخ التلبيس ومن ثم الخلخلة في البناء الاسلامي العلمي والتاريخي من اجل ازاحته فيما بعد
وقد حاول الجابري ان يحط من قيمة العقل العربي باستخدام آراء (رخيصة عفي عليها الزمن) بتعبير محمود اسماعيل في كتابه اخر وهو (قراءات نقدية في الفكر العربي المعاصر المطبوع سنة1997) ص13
وذلك بمقارنة العقل العربي باليوناني (الذي يعتبره الجابري عقلا برهانيا في مقابلة العقل العربي ذي البنية الميتافيزيقية---وبذلك يدعم نظرية المركزية الاوروبية باعتبارها تمثل المحتكر الوحيد للفكر العقلاني) يقول محمود اسماعيل في قراءات نقدية ص 13 (والانكي اعتباره العقل اليوناني-يقول محمود اسماعيل- معيارا وانموذجا يقاس عليه---كشف المؤلف-يقصد جورج طرابيشي—بعد ذلك عن خطأ ماذهب اليه الجابري عن اتسام العقلية اليونانية بالتعددية والديمقراطية وتبجيل المجتمع المدني وسمو الفكر السياسي والاجتماعي بوجه عام بينما اتصفت العقلية العربية-في
(يُتْبَعُ)
(/)
نظره- بالبداوة والطغيان والفساد) ص20 من قراءة نقدية لمحمود اسماعيل
ايضا يقول محمود اسماعيل في (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري) عن مصطلح العلمانية المطلوب عدم اعلانه جابريا في الوقت الحاضر لسبب حصاره
(إتفق الجابري مع محاوره -يقصد حسن حنفي-علي نفي العلمانية وأكد انها شعار ملتبس يجب محوه من قاموس الفكر العربي واستبداله بالديمقراطية والعقلانية باعتبارهما يعبران عن حاجة المجتمعات الاسلامية الماسة من اجل التطور كما اكد انهما لايتعارضان ألبتة مع قيم الاسلام الحضاري فضلا عن تاكيده عن الايمان بما اسماه الاسلام الروحي) -ص32
كذلك:
(برغم اتفاقه مع محاوره حول الاسلام دينا الا ان هذا الاتفاق كان ظاهريا ليس الا. فتصوره لمفهوم الدولة في الاسلام يخالف راي الاصوليين القائلين بالحاكمية وهو مايعتقد ان محاوره يأخذ به ثانيا ان جماع رايه عن مفهوم لدولة ماخوذ عن الليبراليين –خصوصا الشيخ علي عبد الرازق- بما يعني تاييده لليبرالية) -ص 32 (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري)
كما اكد قناعته بان الاسلام دين ودولة وان اي مشروع نهضوي مأمول يجب ان ينطلق من داخله لكنه تحفظ في القول بوجود نمط ثابت بل ادعي ضرورة الاجتهاد من اجلان يكون الاسلام صالحا لكل زمان ومكان- (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري) ص59 - 60
ثم قال ص 61
(أما عن ادعاء الجابري مشاركة محاوره في كون الاسلام دينا ودولة فامر لاينهض علي صحته مقولاته المتداولة خلال حلقات الحوار التي يتاكد من خلالها قناعاته بالديمقراطية الليبرالية في صيغتها الغربية)
قلت اغفل الدكتور محمود اسماعيل ان يؤكد ان قول حنفي هنا يخالف ايضا كتاباته لا في نفي ان يكون الاسلام دين ودولة فقط وانما ان يكون الاسلام دين ودنيا وحضارة وعلم
وكتاب حنفي الذي استشهد به الباحث الاسلامي الكريم -خالد كبير علال -وهو من العقيدة الي الثورة اي الثورة علي العقيدة يدل علي ذلك
وفي ص65 من كتابه في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري يقول الدكتور محمود اسماعيل (يستهل الجابري عرضه بخطأ طرح سؤال حسن حنفي عن البدأ بماذا التثوير ام التنوير وعنده ان المجال يقتضي الاخذ بهما معا فهما متكاملان وغير متناقضين
كمايذكر الدكتور محمود اسماعيل ان الجابري ارجع سبب انتكاسة حركة التنوير في العالم العربي الي الحركة السلفية كان تاثيرها اوسع واعمق واعم-يقصد من الثورة الفرنسية
يقول
(واحتكم الي التاريخ لبرهنة اطروحته فعرض لتاثير الحركة الوهابية التي كانت اسبق زمانيا من الثورة الفرنسية)
والشيء اللطيف من تحليل الدكتور محمود اسماعيل لرؤية الجابري وحنفي من حوارهما هو محاولته كشف تحولاتهما من النقيض الي النقيض في الحوار ذاته بل وتبني كل منهما لراي الاخر ولو لهنيهة
(يدهش المرء من هذا التحول الشديد في موقفي المتحاورين اذ يتبني حسن حنفي موقف الجابري في الحلقات السابقة-بالالحاح علي الليبرالية بينما يتبني الجابري موقف محاوره في الالحاح علي التراث
حسن حنفي يشيد بليبرالية الثورة الفرنسية ويوسع من دوائر اثارها في افكار النخبة العربية بينما يري الجابري ان هذا التاثير كان محدودا وقاصرا علي الشام وفي مصر تبنته نخبة محدودة!!
أمام هذا المنطق الغريب يثار سؤال هل المقصود هو الاختلاف في حد ذاته يميل أحدهما الي اليمين فيميل الاخر الي اليسار والعكس بالعكس هل عاد الطرفان الي المراهقة بعد ان تجاوزاها في الحوارات السابقة
الامر في نظري ملتبس
حسن حنفي الذي صنفه محاوره يساريا اسلايا يعول علي التغيير من الخارج من الغرب الذي طالما ندد به خصوصا في كتابه مقدمة في علم الاستغراب والجابري –المتهم بانه مستشرق عربي- يلح علي ضرورة التغيير من الداخل وينحاز الي الحركة السلفية التي- رغم موقفها المشرف في مواجهة الاستعمار-تعد مسؤولة عن الانحطاط في العالم –مكتوبة العام- العربي المعاصر بدرجة او باخري!!!
ان مفارقة تبادل المواقف تحتاج الي من المفكرين الكبيرين الي تفسير) - (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري) ص 66 - 67
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحقيقة انا قدمت التفسير في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الاول وقلت ان حنفي يلعب علي التناقضات ويتبناها كلها-تقية وتمذهبا ولاجل الخلخلة وزرع الشك- ولم اقل ذلك انا فقط بل عرضت لاقوال كبار العلمانيين الذين لااقول شعروا بجنون تناقضات حنفي اثناء قراءتهم له وانما خبروا بذلك من فكر ه ومن هؤلاء الدكتور فؤاد ذكريا والدكتور علي حرب-الاول مصري والثاني لبناني
كذلك فقد عرض الدكتور طيب تيزيني تناقض الجابري في زعمه انه اشعري ثم قول له اخر ان العقل الاشعري ينتحر وينهي مهمته-انظر هامش كتاب من الاستشراق الغربي الي الاستغراب المغربي ص 34 ومن الاسباب التي ادت الي الجابري لذلك اربعة اسباب ذكرها طيب تيزيني هناك ومنه نزوع انتهازي وتوفيقي لدي الكاتب!
اما عن الحداثة والتقليد فيقول الدكتور محمود اسماعيل في (في نقد المشرق والمغرب بين حنفي والجابري) ص48
(بادر الدكتور الجابري –للمرة الثانية –بطرح موضوع الحوار وهو الحداثة والتقليد وفي هذا الصدد يحمل المحاور علي نفر من المثقفين العرب لتعصبهم الاعمي للتراث ضد الحضارة الغربية رغم تلقيهم العلم في معاهدها والتاثر بها حتي في السلوكيات والعادات اليومية وذلك –في نظره- لايمكن تبريره بالغيرة القومية او الحمية الوطنية
صحيح ان الجانب الروحي في التراث-وهو العقيدة والشريعة-لافكاك من التشبث به لكنه بهد تطويره وتجديده عن طريق الاجتهاد فالاجتهاد ربط للحاضر بالماضي وتجاوز له في آن
وفيما عدا ذلك اصبح التراث تاريخا يدرس ويدرس دونما حاجة للتشبث به لالشيء الا لان العصر تجاوزه كما هو حال العلوم الطبيعية والرياضية والاجتماعية
ثم وتكملة لكلام الدكتور محمود نقلا عن الجابري-اي ان الكلام للجابري- يقول
(بل ان التشبث بالتراث واجتراره يصبح عائقا امام الحداثة التي هي التقدم فالحداثة ثورة علي التراث باحتواءه ثم القطع معه كسبيل للتجاوز ولامانع من النهل من حداثات الغير فالحداثة لاوطن لها-ويشير في الهامش الي كتاب الحوار) ص 70 - انظر ص49 من كتاب -اشار محمود اسماعيل الي ص 69 من كتاب الحوار قال (اسعدني تقديم قراءة نقدية لكتاب اصدراه بعنوان حوار المشرق والمغرب) -ص7من (في نقد حوار المشرق والمغرب لاسماعيل)
فهذا تحليل قطب من اقطاب العلمانية للمشهد الحواري بين الجابري وحنفي يبين فيه وهو الماركسي المادي الجدلي موقف الجابري وانتماؤه القديم والحديث وموقفه من الحداثة والتراث ومااسماه الوهابية
ولم يعلق اسماعيل وحده علي الحوار وانما غيره قام في كتابات اخري بالتعليق عليه
ولابد ان يتسابق الي الذهن ان جورج طرابيشي لابد ان يكون علق علي الكتاب لانه ناقد متخندق لمدة عقدين من الزمان (الي الان او اقل قليلا) لمشروع الجابري
خصص جورج طرابيشي مجموعة من الكتب النقدية الضخمة لنقد الجابري لكن لنذهب الي كتاب يجمع فيه طرابيشي بين نقد الجابري ونقد اخرين ويعلق فيه علي حوار الجابري-حنفي الذي علق عليه ايضا الدكتور محمود اسماعيل في كتاب خاص بذلك وكتاب طرابيشي هو (هرطقات عن الديمقراطية والعلمانية والحداثة والممانعة العربية طبعة دار الساقي)
ان علينا ان نذهب اليه لنري التعليق الطرابيشي يبدا من هناك وعلي نص الحوار ومن ص 65
فنجد ان اول وصف للمناظرة بين حنفي والجابري من طرف طرابيشي هو
انها تمثل (إضراب عن التفكير)
(الواقع ان عنوان كل من المداخلتين بالذات ينطوي علي قدر لايستهان به من الاتفكير) ص65
(واحدهما يتبرأ من العلمانية بحجة ان الاسلام ليس كنيسة كي نفصله عن الدولة كما يقول عنوان مداخلة محمد عابد الجابري وثانيهما يغسل يديه منها بحجة ان الاسلام لايحتاج الي علمانية غربية كما يقول عنوان مداخلة حسن حنفي) ص65
كنت قد ذكرت من اقوال طرابيشي نفسه ونقولاته-في الاقطاب 1 - عن حنفي ان حنفي مرة ينادي بالعلمانية الغربية ومرة يطالب بنفيها ومرة يامر باتباع الحضارة الغربية ومرة يطالب بتحجيمها -وقد بين ذلك طرابيشي ايضا في كتابه الكبير (المثقفون العرب والتراث التحليل النفسي لعصاب جماعي) وهكذا هو حنفي يثبت وبنفي حتي في مقالاته التي تصدر في المجلات العلمية والصحف اليومية حتي الان
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلي كل فالقاريء الجيد يعرف ماذا يعني ذلك كله وتحت اي معني يقيمون مشاريعهم ومن يواجهون وباي طريقة يخوضون ويلعبون -سماها طرابيشي كما سياتي من كلامه لعبة الاستغماية! -فالامر اصبح واضح للعيان وخصوصا للاصحاب والخلان من بني حداثية وعلمان!
طرابيش يقول عن تسمية الجابري في الحوار للعلمانية بانها فصل الدين عن الدولة يقول بانها (حيلة شكلة) -ص66
ثم يقول
(وبما ان الجابري يعرف النتيجة التي يريد ان يصل اليها وبما انه لم يقم اصلا استدلاله العقلي الا تبريرا مسبقا لها فانه لم يكن امامه من خيار اخر حتي يضبط الاستدلال سوي أن يتلاعب علي تعريف العلمانية ويزيحه بوصة او بوصتين عن منطوقه الاكثر شمولا ليجعله يعني فقط فصل الكنيسة عن الدولة لافصل الدين عن الدولة) -ص66
ويصف طرابيشي محاولة التنازل عن مصطلح العلمانية من قبل الجابري لمصطلح العقلانية او الديمقراطية بانه ضربا من لعبة الاستغماية-ص 71
لنذكر نص الجابري اولا-وقد ارودته في الاقطاب الجزء الاول- ثم تعليق طرابشي عليه
النص
(مسالة العلمانية في العالم العربي مسالة مزيفة بمعني انها تعبر عن حاجات بمضامين غير متطابقة مع تلك الحاجات – وانه من الواجب استبعاد شعار العلمانية من قاموس الفكر العربي وتعويضه بشعاري الديمقراطية والعقلانية فهما اللذان يعبران عن حاجات المجتمع العربي)
التعليق الطرابيشي:
(والحق انه يندر ان يجتمع في نص بمثل هذا الاقتضاب عدد كبير من الادلة والشواهد علي مااسميناه حالة الاضراب عن التفكير:
1 - فالنص بدلا من التفكير يمارس مع ادوات الفكر التي هي الالفاظ والمفاهيم ضربا من لعبة الاستغماية: فهو يقر بان ثمة حاجات في العالم العربي قد تستدعي تطبيق العلمانية ولكن من الافضل ان يستعمل بدل العلمانية شعار العقلانية والديمقراطية
2 - والنص بدل التفكير يمارس ضربا من تحريم التفكير:فمن الواجب بكل بساطة وبمنتهي الصراحة استبعاد شعار العلمانية من قاموس الفكر العربي والعجيب ان هذه الدعوة الي استبعاد اللفظة الرجيمة صادرة لا عن محقق في محكمة تفتيش ما بل عن مفكر مهمته كمفكر ان يوسع –ماامكنه- قاموس الفكر لا ان يضيقه فضلا عن انها صادرة عن مفكر ينسب نفسه الي المدرسة الابستمولوجية ----
3 - النص بدل التفكير يمارس ضربا من التناقض في التفكير-قلت وهنا طرابيشي يظهر التناقض كما فعل محمود اسماعيل وكما فعل فؤاد ذكريا وعلي حرب وكلهم علمانيون من المستوي الثقيل! - فهو لايجد ماينعت به مسالة العلمانية في العالم العربي الا بانها مسالة مزيفة والحال ان صاحب النص نفسه في كتابه عن الخطاب العربي المعاصر الصادر عام 1982 كان قد وجه النقد –وعن حق في راينا- الي برهان غليون لانه حكم في كتابه الطائفية ومشكلة الاقليات علي اشكالية فصل الدين عن الدولة في الفكر العربي الحديث والمعاصر بانها اشكالية مصطنعة ومنقولة عن الغرب ولانه طالب بالاستعاضة عنها باشكالية اكثر مطابقة منها هي اشكالية علاقة افراد المجتمع ككل بالدولة اي اشكالية الديمقراطية وقد عزز الجابري نقده لغليون في حينه بالتساؤل: (واشكالية الديمقراطية نفسها الا يمكن البرهنة علي انها هي الاخري –اذا انطلقنا من المنطق نفسه وسلكنا السبيل نفسه- اشكالية مصطنعة ومنقولة من الغرب)؟ ------فهل يكفي والحال هذه عندما نجد الجابري ينقلب عام1988 بزاوية 180 درجة عن موقفه عام1982فينبري بدوره لنعت مسالة العلمانية في الوطن العربي بانها مسالة مزيفة هل يكفي ان نقول انه يناقض نفسه مناقضة صريحة سافرة ام ينبغي ان نضيف ايضا ان تناقضه هذا مع نفسه بتبنيه لمقولة زيف اشكالية العلمانية انما مصدره انقطاع العلاقة المباشرة بين الفكر وموضوعه بين منطوقه ومضمونه-تعليقا علي كلام طرابيشي هنا اقول بان طرابيشي يعرف ان الجابري متلاعب بمقولاته لاجل انه يلعب في ادخل حصوننا الثقافية ولكن طرابيش لسبب العداوة مع الجابري لايصرح هنا الا بالفاظ التناقض والتلاعب والاستغماية وماالي ذلك من افكار غير كافية بل الفاظ حاجبة! الا انه ذكر الحقيقة من موقف الجابري في هامش كتابه
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - ان النص بدل التفكير يمارس ضربا من العزل والتقطيع والبتر للمفاهيم فهو يريد الاستعاضة عن شعار العلمانية بشعاري العقلانية والديمقراطية وعلي هذا النحو تتحول الحداثة الي سوق للخردة نبتاع منها بابخس الثمان-مانشاء وندع منها مانشاء اذا ماتخوفنا من ارتفاع مافي ثمن التكلفة (قلت في الحقيقة يتفق طرابيشي هنا مع فؤاد ذكريا بان فريق الضرب الغير مباشر يرخصون العلمانية والحداثة في سوق النقد -بحسب طبعا كلام هؤلاء النقاد-والسبب انهم لايستطيعون اللعب بصورة فوقية من خارج الاسلام لسبب قوة الاسلام في عالمنا ولله الحمد) - والواقع-يضيف طرابيشي-ان استبعاد الجابري للعلمانية أشبه بفعل من يريد ان يجلس علي كرسي الحداثة يقف علي قائمتين اثنتين بدلا من ثلاث او اربع-قلت هذا تعبير رائع لطرابيشي طبيعة حركة هذه الطائفة في المجتمع الاسلامي ومده التواءها خشية الانكشاف وهي تقوم بالتعلاعب -ومثل هذه العملية البهلوانية كان يمكن مع ذلك ان تكون ممكنة لولا ان المنشار لايستطيع ان ينشر قائمة العلمانية بدون ان ينشر بعضا من قائمتي العقلانية والديمقراطية بالذات-قلت هذا التعبير ايضا من طرابيشي غاية في الاهمية اذ انه يوضح الترابط العضوي بين العلمانية الغربية والعقلانية الغربية والديمقراطية الغربية التي يتبناها هؤلاء فكلها من مزود واحد خصوصا في المقومات والقواعد المخالفة للاسلام ورد الجابري قديما علي برهان غليون -كما اورده طرابيشي قبل قليل ورد طرابيشي علي الجابري في هذا النص يوضح مقصودنا هنا-وهذا ماتنبه له تلميذ وزميل للجابري حين قال في رد ضمني عليه:ان المبدأ العلمانية يعد في نظرنا من المباديء المؤسسة للاختيار الديمقراطي ونحن نعتقد –اذا جاز لنا الحديث عن ثوابت ومتغيرات في المعتقد الليبرالي وانماط الحكم الديمقراطي داخله –ان العلمانية ثابت من ثوابت العلم والممارسة الديمقراطية) -هرطقات ص71 - 73
وتلميد الجابري كما اشار طرابيشي هو كمال عبد اللطيف وقد اشرت اليه مرة في فصل اركون في الاقطاب الاول
ولذلك قلت في كتابي الاقطاب1 ان الجابري من فريق الضرب الغير مباشر من طائفة العلمانيين التي تتخذ الاسلام سترا لها وهي تحاول زعزعة اليقين الاسلامي وزحزحة الثوابت الاسلامية في اذهان العامة والخاصة لو صح التعبير
ان محمد عابد الجابري علماني التوجه ماركسي الروح مع خليط من مذاهب المعرفة الغربية الجديدة
وهو لم ينطلق من اصول الشريعة الاسلامية او اصول الفقه وانما انطلق من المذاهب الغربية كما يحكي هو ويؤكد غيره عنه ايضا
قال في كتابه الخطاب العربي المعاصر ص 92
ومن الموقع الابستمولوجي الذي ننظر منه الي الاشياء نقول---
ويقول علي حرب في كتابه الماهية والعلاقة نحو منطق تحويلي ص179 (اقل مايمكن قوله في هذا الخصوص انه حرث في ارض معرفية لم يجر الحرث فيها من قبل واستخدم عدة فكرية جديدة في الدرس والتحليل ---مدشنا بذلك الدرس المعرفي الابستمولوجي علي ساحة الفكر العربي) طبعة المركز الثقافي العربي اولي1998
ويقول طرابيشي في هرطقات ص 78
(ان الجابري في طرحه للتناول عن مصطلح العلمانية انما تراجع عن موقعه الابستمولوجي الي الموقع الايديولوجي) ومن مناهج وادوات الجابري
-الإبستمية الفوكوية
يقول الدكتور طيب تيزيني بان منهجية فوكو هي احدي المرجعيات للجابري ص 26 من كتاب من الاستشراق الغربي الي الاستغراب المغربي
-المذهب البنيوي لباشلار وفوكو وبياجيه
يقول الدكتور محمود اسماعيل في كتابه) التاريخ بين الاسلام والماركسية) ص 88
(في الوقت الذي اشهرت فيه البنيوية افلاسها أمام البناء الشامخ للعلم الماركسي يسطو الاستاذ الجابري علي احدي مقولاتها ويجردها من موضعها ليعتسفها منهجا ورؤية لدراسة التراث الفكري العربي الاسلامي)
-البنية الاشعورية الليفيستراوسية
-كتابات لالاند وليفي شتراوش في موقف النظرية المعرفية من العقل!
-مفهوم المخيال الاجتماعي او الاشعور السياسي كما سماه ريجي دوبريه –انظر التراث والحداثة للجابري ص 356
وتطبيقه علي الاسلام ومجتمعاته كلها وعلاقة المفهوم بالاسطورة وحرية الباحث العلماني في اتهام الاسلام بحمل الاساطير كما فعل ابو زيد واركون والعالم وعلي حرب ومحمود اسماعيل والجابري وغيرهم
يعترف الجابري ان
(يُتْبَعُ)
(/)
(المفاهيم الاوروبية مشتقة فعلا من الواقع الاوروبي ومن التجربة الاوروبية لكني اخذتها كقوالب واحاول ان املئها من جديد) ص 358 من التراث والحداثة للجابري
-مفهوم الكتلة التاريخية اخذه من غرامشي-كما في كتابه نفسه هو التراث والحداثة ص344
-كتابات جاك اولمو خصوصا مقولته عن العقل الكوني (الذي قرأ من خلاها العقل العربي-انظر قراءات نقدية لمحمود اسماعيل ص18
-طبق الجابري الرؤية العنصرية لهيجل ورينان علي العقل الاسلامي-انظر قراءات نقدية لمحمود اسماعيل ص 19
-الاشعور المعرفي لعالم النفس السوسري جان بياجيه
-الفكر الالماني اللغوي ممثلا في هردر-يري طرابيشي انه كان ابنا عاقا للتنوير الالماني-ص 110 من نقد النقد- وهمبولت كما تري ذلك في كتابه تكوين العقل العربي ص 76 - 77 في مسألة ضبط العلاقة بين اللغة والفكر وان كان الجابري كما وضح طرابيشيفانه قد فهم هؤلاء الفلاسفة خطأ
فاللغة عند الجابري-يقول طرابيشي – تحدد القدرة علي الكلام كما القدرة علي التفكير-ص 110 وهو مذهب جبرية اللغة حتمية او بتعبير طرابيشي في نقد النقد ص 112 الجبرية اللغوية الجابرية التي تريد حبس العقل ورؤيته للعالم ككل وكاجزاء في سجن اللغة او يقاربه بخلاف هردر باللغة شرط للفكر بقدر ماالفكر شرط لها –
فالجابري يزعم ان اللغة تنقل تراثها وتتقيد به وتنغلق عليه واذا انتقل الانسان الي حضارة اخري او عالم لغة اخري فانه لايقبل منه الا ماكان منه اصلا وهذا يعني ان اللغة هي المحدد والعادات والتقاليد فاذا كان الجابري يريد ان نتحرر من الاهوت اي العقيدة في وقت التحرر المناسب فانه بذلك يقول لنا اخرجوا من اطار لغتكم المنغلقة علي مفاهيمها الخاصة الي عالم العلمانية التي يدعو اليها فكر لالفظا!
ومعلوم ان المذاهب الغربية تفسر الامر من خلال الرؤية المادية التي ترجع الامور الي ظواهر مادية او معنوية بشرية او اجتمعاية في عالم تجربة ضيق علي اسباب ضحلة او قاصرة او محدودة لايمكن ان تكون هي عقيدة الاسلام الشاملة للعالم البشري والكون المادي واللغة ليست هي المحدد ولاحتي البئية او الاجتماع او الاتقصاد ولا الصحراء او البداوة-يصور الجابري حياة اعراب الجاهلية بانها حياة حسية بدائية اي لاعقل لها اي انها خارج التاريخ! --هنا يقول الجابري: عالم هذه اللغة محدودا بحدود عالم اولئك الاعراب-ص144 التراث والتجديد- او المدنية ايا كانت فليست ايا من هذه قاهرة للعقل واما الزعم بان لغة العرب لم تلاحق التطورات الحضارية او المدنية وبقيت وابقت العرب في اطار منغلق من الثقافة والفكر فهذا اتهام علماني يضيق مجال اللغة والعقل وينفي الوحي والغيب والتغيير الذي احدثه في عالم العرب بل وفي العالم ومن ثم لغته ومصطلحاته الشاملة في كافة مجالات الحياة ومن هذه الرؤية الغربية الرؤية الماركسية مثل زعمها بتاثير الانعكاس الاجتماعي علي اللغة وتفكير البشر وتاويلهم للعالم وان كان الجابري لم ياخذ بهذا الاخير الا انه واقع في التحديد الغربي ولم يخرج منه وان تضاربت مذاهب هذه الرؤية وحطم بعضها بعضاويذهب الجابري الي ان اللغة هي التي تحدد القدرة علي التفكير فالعقل نسخة عن اللغة
ان كتابه تدوين العقل العربي يجعل الازمة في عصر التدوين الذي هو عنده (في ذات الوقت الاطار المرجعي الذي يتحدد به ماقبله فصورة العصر الجاهلي وصورة صدر الاسلام والقسم الاعظم من العصر الاموري انما نسجتها خيوط منبعثة من عصر التدوين-وليس العقل العربي في واقع الامر شيئا اخر غير هذه الخيوط بالذات –ص 60 - 61
وهو عند الجابري علي امتداد المائة سنة مابين منتصف القرن الثاني ومنتصف القرن الثالث الهجري
(فعصر التدوين هو الاطار المرجعي الحق للعقل العربي وليس العقل الجاهلي ولاالعصر الاسلامي الاول ولاماقبلهما)
يعلق الجابري علي نصوص اسلامية كما علي نص لتاريخ الخلفاء للسيوطيف يقول انه يمكن قراءة النص قراءة مزدوجة قراءة المجهور به وقراءة المسكوت عنه
ونراه يتهم الامام الذهبي صاحب النص المنقول عن السيوطي بانه سكت عن التدوين عند الشيعة والتدوين في السياسة وعلم الكلام كما اشار طرابيشي في اشكاليات العقل العربي ص 24
ان الجابري كما اشار هو نفسه يصنع تدوين جديد للتاريخ الاسلامي يقلب اصوله وحرف مفهومه وذلك بالادوات السابقة واخري شبيهة
ونتج عن هذا اقوال له خطيرة جدا منها نسبة العقل للحضارة اليونانية وسحبها من الحضارة الاسلامية التي بناها السلف الصالح ومنها تفرقة الامة بجعل المغرب عقلاني والمشرق عرفاني اي صوفي سينوي لاعقل له!
كما ان اخطر شيء سعي الي تثبيته هو الاحتكام للمناهج الغربية الحديثة في احداث قطيعة مع الفقه الاسلامي او عمل خلخلة بطيئة لكنها فعالة في الوعي الاسلامي
هذا ماكان يجب كشفه حتي يتعرف المسلم علي قادة العلمانية الكبار وتعريضهم لنور النقد الاسلامي بايضاح خلفياتهم المذهبية الحقيقية والفكرية المنقولة استعبادا للغرب العلماني
كتبه
طارق منينة
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=108094&postcount=17
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15086
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 11:04]ـ
أخي الكريم (ابن الشاطئ الحقيقي)، وفقه الله ..
كان يمكن أن نستفيد أكثر لو وضعتَ منهجية واضحة في تناول فكر الجابري، موضوع هذه المساهمة الكريمة، حتى يُضبط الموضوع ويمكن لكل من له عناية به المساهمة .. وذلك كي نعرف من أين نبدأ ..
وفقك الله وسدد خطاك.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 12:25]ـ
جزاكم الله خيرا اخي ابو الحسين العاصمي
علي ان منهج الجابري وضحه اثنين من عباقرة العلمانية الكبار والذين لم تنفعهم عبقريتهم في توجيه فكرهم الي الاسلام لكن علي كل فلهم شرح لموقف الجابري من التراث ومنهجه في ذلك
فالاول هو محمود امين العالم
يقول العالم: (اما محمد عابد الجابري فهو يخلص من دراسته للخطاب العربي المعاصر ومن نقده للعقل العربي في مجلديه تكوين العقل العربي هو التخلص من سلطة السلف--- مما يجعل العقل العربي عقلا مستقلا بنفسه متحررا من المرجعية التراثية العربية الاسلامية---ولكنه يري ان ذلك ينبغي ان يتحقق من داخل التراث نفسه فنحن لانبدا من الصفر كما يقول وانما هي عملية تاريخية -من كتابه مفاهيم وقضايا اشكالية ص51
اما الاخر فهو هادي العلوي الذي ينتمي الي منهجية المفهوم المادي كما ذكر الدكتور العالم في نفس الكتاب فيقول اي العلوي
: (ان الجابري كمحمد اركون مستشرق: (وتنحدر دراسات الزميلين من تراث الاستشراق العريض بالدرجة التي تجعلهم مجددين تراث الاستشراق ضمن مؤشرات الطور الراهن للايديولوجيا الغربية وينفرد الجابري بنزوع محلي يتمثل في محاولة الاجابة علي تساؤلات عربية جارية من التراث بداية تشبه بداية زميله السوري طيب تيزيني- من كتابه محطات في التاريخ والتراث ص159
وماادراك ماطيب تيزيني!؟
اما الجابري نفسه فساذكر في مداخلة اخري منهجه من اخر كتاب كتبه علي مااظن وهو مدخل الي القران
ويمكن التوسع في البحث وبيان منهجه بصورة اعمق من كتبه وهو لاشك افضل واقوم لكن عامل الوقت يتدخل
فان يسر الله ومكن سنزيد
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 12:47]ـ
أحسنتَ أستاذنا الكريم طارق ..
فأنتَ " جُذيلها المحكك، وعُذيقها المرجّب " .. وبأمثالكم تفخر الساحة الفكرية، وتُضيئ العتمة الفكرية أمام الجيل الطالع من شباب الإسلام ..
فـ (اقعدوا لهم كلَّ مرصَد) .. والله يتولاكم برعايته.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 01:13]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 08:31]ـ
اخي زين العابدين الاثري بارك الله فيك وهدي بك الي البر والعلم
الشيخ سليمان الخراشي بارك الله فيك
وجمع بيننا علي مراغمة العلمانيين والنيل منهم وكبتهم وكشفهم للامة لتحجيمهم والتضييق علي اعمالهم بالفكر والشرع والنقد والنقض والهدم والفضح والابانة وهذا خير كله نسأل الله ان يجمعنا عليه ويحيطنا برعايته فيه
ـ[د على رمضان عبد المجيد]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 09:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... بحث أكثر من رائع ينم عن عقلية مفكرة منظمة ومنهجية بارك الله فيك ونفع بك وهكذا عهدنا بكم أخى الكريم فى كل بحوثكم.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 09:47]ـ
بارك الله فيك اخي الدكتور علي رمضان عبد المجيد
ووالله لكلماتك هذه-وكلمات الشيخ الخراشي- مشجعة ومباركة ان شاء الله فكم يحتاج الانسان الي كلمة طيبة تدفعه للانتاج والمقاومة والمدافعة والمراغمة فهو افضل من المال واثمن من الذهب والكلمة الطيبة صدقة وهدية وتبسمك في وجه اخيك صدقة قد تدفعه للقتال في سبيلك كمسلم حتي الموت فان الاخوة لاتنغرس او تاتلف في القلب الا بنشر المحبة والوعي بها المحبة في الله تعالي وهي من مدارج السالكين
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[21 - Apr-2009, صباحاً 06:39]ـ
كنت قد وعدت بتحليل كتاب مدخل الي القرآن للجابري وكشف علمانيته المستترة جماهيريا والمعروفة كتابيا في مشروعه الضخم
لكن لم يسعفني الوقت نظرا لانشاغلي بكتاب اقطاب العلمانية الجزء الثالث وفيه فعلا قمت بعرض فكرة الجابري الساقطة في النيل من رسول الله
نعم النيل من رسول الله!
بالنيل من الوحي
بالنيل من القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد دار الامر عنده كما عند غيره من العلمانيين علي الفكرة الاستشراقية ثم العلمانية اخيرا وهي فكرة او تهمة (الكون والتكوين)
وقد نطق الجابري باللفظ!
وراح الجابري في تؤدة ولصوصيه خفية وذكية او ماكرة لعرض -هذه الفكرة والفرية-فكرة التكوين الاستشراقية للقرآن بصورة يصعب علي القاريء العادي التقاطها الا ببعض المعاناة او مع المعاناة في سبر غور وهدف الجابري (المستتر!!) او القراءة الصاحية اليقظة لو صح التعبير
وقد قمت في اقطاب العلمانية الجزء الاول ببيان وكشف تلاعبات العلمانيين علي مختلف توجهاتهم والتي لخصها صادق جلال العظم بقوله بعد صدور كتابي هذ بقوله
ووجهة نظري في هذه المسالة -وقد اخبرت محمد شحرور شخصيا بذلك- هي ان هناك تقسيم للعمل في ظل هذا الجهد الرامي لتحديث المجتمعات الاسلامية وكلتا المحاولتان صحيحتان فنحن نحتاج لاشخاص يعملون من داخل المنظومة الدينية ونحتاج ايضا لاناس يعملون من خارجها
قال ذلك في حواره مع اذاعة هولنداالعالمية ترجمة حسام عبد العزيز 26 نوفمبر 2006 تحت عنوان حوار مع الفيلسوف السوري صادق جلال العظم ورابط كلامه كله من هنا
http://www.4shared.com/file/92472834/78c11898/_______.html?err=no-sess
لقد دفعتني او دفعني هذا الرد هنا علي قول شيء في الموضوع
ويمكنني الاضافة ان اساطير التكوين الاستشراقية للقرآن وللرسول معروفة وهزيلة وقد ضرب عليها الاستشراق القديم والحديث ونقض بعضه بعضها في مصادر التكون والتكوين هذه
ان كل وجوهر كتاب الجابري المسمي مدخل الي القرآن ليدور حول اتهام الرسول بانه كون علي يد الثقافات المنتشرة في المنطقة العربية اسواقها وقساوستها واوثانها واساطيرها وكذلك تكون القرآن او تكوينه من مواد هذا التراث المسيحي اليهودي الوثني بمختلف انواعه
النصوص كثيرة جدا في الكتاب وقد فصلت فيها القول في اقطاب العلمانية رقم ثلاثة وطبعا بالمقارنة بينه وبين غيره في الموضوع نفسه
ولااستطيع نقل هذا كله الان
فصبر جميل والله المستعان علي مايصفون
بيد انني هنا عرضت الامر بصورة مختصرة لعلها تكون قد ملئت او قامت بايفاء الوعد ولو بصورة سريعة
اخوكم
طارق منينة
صاحب كتاب اقطاب العلمانية في العالم العربي والاسلامي
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 02:01]ـ
آترت ان اضع هذا المقال هنا لانه ينقد معطيات الجابري او بالاحري المعطيات العلمانية التي يتشدق بها
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
(بيننا وبينكم «المُخْتَبَر»)
تاريخ النشر: 04/ 09/2009 - 01:12 ص
لن نخوض مع المستشرق العلماني الألماني تيودور نولدكه (1836 - 1930) في تخميناته حول التسلسل التاريخي لنزول سور القرآن، كما لن نخوض معه في تشكيكه في موقع “الآيات الاولى من سورة العلق" من ترتيب نزول القرآن في محاولة ماكرة لزحزحة موقعها الاصلي من التنزيل!!! "ما إذا كانت الآيات 1 - 5 من سورة العلق 96 بالفعل أول ما نزل من القرآن فمسألة لا يمكن حسمها حتى لو نسبت لهذه الآيات أهمية أساسية في قصة الوحي بسبب حثها الشديد على القراءة، فان النص لا يتضمن ما يدعم التقدير التاريخي الذي يأتي به التراث"! (تاريخ القرآن ص75).
لاحظ ان نولدكه هنا يعرف أهمية بدء الوحي القرآني بلفظ "اقرأ"! ولذلك يشكك في أن تكون الآيات 1 - 5 من سورة العلق هي أول ما نزل! وذلك حتى لا يكون الاسلام هو المحرك للقراءة في الحضارة التي انتجها بالسنن التي أخضعها!! ومع ذلك فهو من قال "سورة العلق أقدم ما في القرآن، وأنها تتضمن أول دعوة تلقاها محمد للنبوة"! (ص71) وأقول انه حتى لو كانت آيات "القراءة" و"القلم" و"العلق" الأولى من آخر ما نزل -والامر بالطبع ليس كذلك- فان آخر ما نزل كان ما يزال في القرن السابع الميلادي، ولم يكن أحد لا في هذا القرن ولا قبله ولا بعده لقرون عديدة -حتى عصرنا- قد توصل الى الحقائق العلمية التي جاء بها القرآن في المجالات المختلفة فمن هو المصدر؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويكفي ان نحكي هنا على سبيل الترويح عن النفس قول ارسطو بان الجنين يتكون من دم الحيض، كما ان علماء التشريح من غير المسلمين اتبعوه في هذا كما يقول البروفيسور مارشال جونسون وظل هذا الاعتقاد رائجا حتى اختراع المجهر في القرن السابع عشر، بل حتى زمن الاكتشافات التالية للحيوان المنوي والبييضة كما قال البروفيسور جورنكي. وبينما سادت هذه الفكرة عند جميع الأطباء الى ما بعد اكتشاف المجهر، كان علماء المسلمين يرفضونها. وبعد اكتشاف الميكروسكوب كانوا في الغرب يعتقدون ان الانسان يكون مخلوقا خلقا تاما في الحوين المنوي في صورة "قزم"، اي انهم –يقول جورنكي- لم يعرفوا ان خلق الانسان في رحم الام يمر بأطوار مختلفة الخلق والصورة وهي الحقيقة التي قررت في القرآن والسنة قبل ذلك بقرون!
وأنا هنا أسأل أليست هذه معطيات عصرية ذات أهمية لمن يدعون التنوير!! أم أن عملية الحجب والعزل والإخفاء التي يتقن العلمانيون فنها لا تترك مكانا للصدق العلمي؟ وقد فوجئ العلماء بها تتكشف أمامهم رويدا رويدا في مختبراتهم وخلف مجاهيرهم وشاشاتهم! وفي ذلك يقول البروفيسور كيث مور: "ومعرفة هذه الحقائق الى ما قبل القرنين الأخيرين كانت مستحيلة فضلا عن استحالتها قبل 1400عام".
فأين نجد هنا ”المعهود المعرفي" الاسطوري لعصر الرسول الذي يزعمون انه شكّل الوحي وأفرزه وشكله (في نظرية الكون والتكوين العلمانية)!؟ ألا يستحي الجابري وهو يتكلم عن معهودهم "معهود العرب الاسطوري المعاصر لهم! " ومعهودنا "المعاصر لنا" فيُدْخِل الجابري –واخوانه الذين يمدهم في الغي- في معهودهم "الوحي" ويخرج من معهودنا! ماانتجه العلم! (انظر في قصة "المعهود" الجابرية "مدخل الي القرآن "للجابري ص211 - 213) و (القسم الاول للجابري من "فهم القرآن –"ص27)
ان السؤال العلمي الذي لم يسأله العلمانيون هو ما سأله موريس بوكاي: "إذا كان كاتب القرآن بشرا فكيف أمكنه في القرن السابع الميلادي كتابة ما يثبت أنه اليوم متفق مع المعارف العلمية الحديثة؟ ليس من سبب خاص للتفكير بأن ساكنا لشبه الجزيرة العربية أمكن له، في الوقت الذي كان يحكم فيه في فرنسا الملك داجوبير، ثقافة علمية سابقة على قرننا الحاضر في بعض الموضوعات بعشرات القرون (ص149) وهي امور -يقول - تجعل من المستحيل على رجل في عصر محمد صلى الله عليه وسلم ان يكتبه. وبالنظر الى حال المعارف في عصر محمد صلى الله عليه وسلم لا نستطيع أن نفهم بأن كثير من الأخبار القرآنية التي لها سمة علمية يمكن أن تكون عمل إنسان، ولذلك فإن المشروع ليس بأن يعتبر القرآن تعبيرا للوحي فقط، بل أن يعطى مركزا ممتازا لما يتمتع به من الأصالة الفريدة ولوجود أخبار علمية لديه ظهرت كتحد " (ص 290 - 294).
اما نولدكه فيقول إن محمد لم يتعد اسلوب الكهان في تقديم اقوالهم بواسطة اقسام احتفالية بالظواهر الطبيعية مثل الليل والنهار والشمس والقمر والنحوم (انظر ص69)، ونلاحظ هنا أيضا حوّل نولدكه أعظم الإشارات العلمية الدقيقة لظواهر الكون والتي على اساسها صنع المسلمون حضارة الى ألفاظ كهان والسبب الايقاع القصير! أوليس من الاعجاز أيها الفيلولوجيون –الفيلولوجيا:علم اللغة (الغربي) استعمله نولدكه! - أن يضع لكم في الالفاظ القصيرة ما تعجز عنه القرون الطويلة!؟
وكعادة المستشرقين والعلمانيين يقول نولدكه ايضا مشوشا على الوحي: "إن الدين الذي قدر له أن يهز العالم كله انصهر في وجدان محمد من مواد مختلفة!! (ص19). فهل يمكن لهذه المواد المزعومة أو لما سماه نولدكه "الصوت الداخلي" الصادر بزعمه (عن المخيلة المنفعلة وموحيات الشعور المباشرة" ان يصل الى معلومات غاية في الدقة والعلمية كما في مسالة أطوار الجنين، كما وصف القرآن اذا فلماذا تخلفت عن القرون لما قبل وبعد التنزيل!؟
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7WQPKDMe PCR%2bMKunkkpQnuPLuBaqmEowzSAC QVWv%2ffD0RQcp%2ba6L4vKpOC9Xiz KHVxiQvbxhNIFT4G2Me9TvCMvd5WoJ RuYUgOK5tbeDKsW0%3d
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[02 - Oct-2009, صباحاً 03:51]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
طارق منينة ( http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
(http://www.assabeel.net/ar/ArticlePrintPage.aspx?xyz=Qrrx Vt3TvzWWQPHg5xhNdVT8UHbRlO2%2b ndALYWX31onRhHlrOL4iXzrdgc486c RfqKVZ60FdbbsxnR9UcXEzRqKPX783 o19yzCDQRzHUSp394pXQ3Ny7jw%3d% 3d) قراءات
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية (محاولات بائسة!)
تاريخ النشر: 02/ 10/2009 - 12:10 ص
لقد نزلت سورة القلم بعد نزول سورة العلق وسورة المدثر وسورة المزمل وهي السور الأولى من الفترة الأولى من زمن البعثة، وقد عدّها جابر بن زيد ثاني السور نزولا وذكر ذلك الزركشي في البرهان، وقد يكون ترتيب نزولها التاريخي لا يتجاوز الرابع او الخامس هذا لو ذهبنا مع القول بان فاتحة الكتاب وسورة المسد نزلتا قبلها.
والقارئ لكتب التفسير وعلوم القرآن يصل الى واحد من الأقوال السابقة لا يبعد عنها، فان الذين شاهدوا التنزيل ومكانه وزمانه وهم الصحابة هم من بلغونا بحقائق هذا الترتيب وان ظهرت اختلافات طفيفة في الروايات لسبب ظن التوهم او التناقض وليس كذلك او لضعف الرواية او لسبب الاجتهاد المقبول والمعتمد علي رواية صحيحة.
اما المعْنِيون المُعَينون باختراق التراث ومحاولة تفسير القرآن او بعض سوره تفسيرا ماديا (محمد أركون –نصر ابو زيد –الجابري كنماذج صارخة) فهؤلاء لم يعطوا اي اعتبار للتفاسير واعتبروها تفاسير ايديولوجية مغرضة! وعلى ذلك وجدوا البديل في المناهج الحديثة التي تتناول النصوص اللغوية او الدينية بالتفكيك والتحليل والتفسير والتأويل بمناهج الشذوذ المعرفي.
وقد ذكرتُ أن نولدكه اتخذ المذهب الوضعي للقرن التاسع عشر مع مذاهب أخرى في محاولته العلمانية لهدم القرآن، من خلال المرور على الألفاظ وتحميلها بمحامل ليست فيها أصلا ولا في التاريخ المعني ولافي حقيقة الوحي، كما انه اتخذ لنفسه ترتيبا خاصا مخترعا وملفقا صنعه هو لنزول القرآن غير ما ذكره علماء الامة، ليصل بالقارئ العصري الى نتيجة أن الصراع القديم والفكر القديم هو من شكّل النصوص وحرّك محمد لتطوير النص وتشكيل حروفه وكلماته!
وفيما نضبط نصر أبو زيد متسللا وسالكا مسلك القدح الخفي والصريح أحيانا في القرآن عن طريق تأويله تأويلا علمانيا -من غير ان يقوم بصنع ترتيب للتنزيل مصطنع ومكشوف كنولدكه ومَن قبله؛ نجد محمد عابد الجابري يسلك طريقا ملفوفا وبطيئا وطويلا ومتعرجا وشبيها بما كان قد ذهب اليه نولدكه سواء تعلق ذلك بوضع ترتيب خاص به لنزول السور ام باتخاذ المنهج المادي في تفسير الألفاظ والمصطلحات والإعلانات والآيات.
وفي سياقنا هنا وهو ليس في كل حال تفسيرا للسور المكية بقدر ما هو كشف التخرصات العلمانية واليأس الاستشراقي من خلال كشف تعليقاتهم البائسة على السور، وكذلك اكتشاف الرصد القرآني لو صح التعبير لمحاولاتهم وما يختلج في نفوسهم ويظهر على ألفاظهم وقسمات وجوههم، كما سيأتي في عرض هذه السورة العجيبة، وكذلك اظهار الوعود التي تحققت في اشباههم وبيان انهم لم يلتفتوا اليها وهي الوعود التي لا يستطيعون تجاهها حراكا ولا جدالا، وانما يحومون حولها في سكون محموم وإحجام مفهوم كالثعبان الذي يبدو على وشك اصطياد فريسته فيما هو يترنح في هدوء ظاهر من اثر سم مميت نفثته في فيه ضفدعة صغيرة كان علي ثقة من التقامها!! وقد شاهدت هذا المنظر العجيب في قناة ديسكفري!.
نقل الجابري ترتيب نزول سورة القلم الى الرقم 35، وجعل مرحلتها في غير زمنها الاول ليتسق ذلك مع محاولته التلاعب بالأسماء القرآنية وتلفيق صلة لها بالاسماء التي انتجها الصراع القبلي او الطبقي او ادت اليه وسائل الانتاج الاقتصادية والأوضاع المادية!
(يُتْبَعُ)
(/)
فعل ذلك مع قول الله تعالي في سورة القلم (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون) (35 - 36) فبعد ان عزل التفسير الاسلامي والمعنى القرآني، وبعد أن أرجع الامر لمعطي معرفي قديم شكلته اساطير وأوضاع مادية وثقافية قال: "فاصطلاح "الإسلام" يعني الاستسلام والخضوع ويكتسي في الحقل الدلالي العربي الخضوع لسلطة في جماعة أو دولة، وهكذا لم يبدأ استعمال هذا الفظ في القرآن الا بعد ان صار من كانت تدعوهم قريش "اتباع محمد" جماعة تجمعها كونها أتباع رئيس معين هو النبي عليه السلام من جهة وانفصالها عن قريش من جهة أخرى" (1/ 181)
هنا حاول الجابري ابعاد حقيقة ان لفظ مسلم او الإسلام كان معروفا في بدء الدعوة! وذلك بزحزحة زمن نزول سورة القلم من فترة نزول سورة العلق والمدثر الى فترة متأخرة.
تذكرني محاولة الجابري هنا مع الالفاظ القرآنية بفعلة نصر أبو زيد وهو يحاول تفريغ النصوص من مضمونها وجعلها خاضعة للمعطي المعرفي الثقافي الاسطوري القديم (المعهود القديم بلفظ الجابري!) فألغى مفهوم العبودية الحقة لله والتي تعني كمال الحب والذل لله وجعله مفهوم ممتد ومطور لمفهوم الأعلى/ الادنى في القبيلة او علاقة القبيلة الضعيفة بالقبيلة القوية في ظل صراع طبقي او قبلي وقوي الانتاج القديمة (وهنا يقفز ماركس بفكرته الى ناصية نصر أبو زيد الخاطئة).
يقول: "لقد كان المجتمع الذي جاء الإسلام يخاطبه مجتمعا قبليا عبوديا تعتمد العلاقات فيه على البعدين: البعد الرأسي الذي جسد علاقة أعلي/ أدني داخل القبيلة الواحدة، ويجسد البعد الأفقي علاقات القبائل وهي علاقات قامت على موارد الثروة –أدوات الإنتاج- وهي الملأ والكلأ ومن الطبيعي في ظل علاقات الصراع أن تلجأ القبائل الضعيفة لالتماس الحماية من القبائل القوية التي تستأثر بالمواد، ومن هنا نشأت علاقات الولاء.
ومن هنا نشأت علاقات الولاء بين القبائل وهي علاقات علاقة أقوي/ أضعف. والنصوص أبنية لغوية، لذلك كان من الطبيعي أن تصوغ النصوص علاقة الله والإنسان من خلال الثنائيات اللغوية/ الاجتماعية، إن الألفاظ القديمة لا تزال حية مستعملة لكنها اكتسبت دلالات مجازية" (نقد الخطاب الديني ص 132 - 134)
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7N0aozwp eWjIV2A0JeBOlctZLmuafPe3p%2fs2 q9ulwiMAMkZZmOby%2bRLVdaznHGKN heBuErXANRntC57bcDMA7Ba%2fgy9x HGPkQ5tywv%2beYzvE%3d
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Oct-2009, صباحاً 06:56]ـ
طارق منينة ( http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
(http://www.assabeel.net/ar/ArticlePrintPage.aspx?xyz=Qrrx Vt3TvzV5FiGx6zcwBaj9D4Ydyzeh4% 2fr6UPGPDsyxdWmSxKJ%2ft681ztoe YU4IDlclMzocwunPsqmPXRVlULL9Ao b38eici1WKh%2fug8wwJWdhMhEHirA %3d%3d) انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية (حصان طروادة!)
تاريخ النشر: 08/ 10/2009
هكذا تفعل المذاهب الغربية المادية بأقطاب العلمانية من العرب الذين يُرجعون أصل الألوهية والعبودية الى جذور صراعات طبقية، وكذلك ارجاع لفظ "الإسلام" -كما فعل الجابري- وكأنه ظهر لحاجة زعيم محلي شكّل جماعة ناقمة، يبحث عن طاعتهم فيتوسل الى ذلك –بعد فترة- بنحت مصطلحات، فالمَرَد عندهم انما هو الحاجة الظرفية للانفصال عن قبيلة او لمشروع قبيلة!! (خليل عبد الكريم يجعل الهدف قرشيا والقمني يجعله هاشميا!)، وذلك لينفروا الناس عن القرآن ومصدره الحقيقي وعالميته وربانيته. وهذا أحدهم نصر أبو زيد الذي أرجع أمر الوحي وموقف قريش منه الى صراع بين أيديولوجيات وسمى القرآن بالأيديولوجيا الجديدة! (انظر كتابه مفهوم النص139)، يقول: "فالواقع أولا والواقع ثانيا والواقع أخيرا" (نقد الفكر الديني ص130)
(يُتْبَعُ)
(/)
وماذا فعل الواقع أيها المسكين تجاه وعود الوحي القرآني المهيمنة على المادة والأسطورة؟ وهل يمكن ان يعكس الواقع او الاسطورة وعود بهذه الثقة والقوة والتحدي بالتحقق المادي والمعنوي المستقبلي في التاريخ!! والذي صَدَق فيه كله (والتي نُظهرها في سلسلتنا هذه، سلسلة "المراغمة الاسلامية للخرافة العلمانية") ومنها الوعود العلمية "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شهيد" [سورة فصّلت و (هي مكية!) الآية 53؛ فهل هذه الوعود المسطورة في قدرة بشر!؟ لقد تَحَقَقَت وعود الانتصار القرآنية الخاصة بالأفراد والجماعات والإمبراطوريات في"أسرع تاريخ تحقق" في عالم البشر، وهو دليل على ان حقائق الوحي ليست انعكاسات لبؤس أرضي او لمنتج ثقافي او تطور بيئي أو اسطوري او حاجة عربي او (تحقيق لحلم اجداد كما زعم القمني وخليل) وإلا فأروني أيها الماديون العلمانيون من يقدر على هذا كله، يسطره قبل ان يحققه!! (غلبة بعد قلة وضعف، انتشار بعد انحسار، سرعة لا مثيل لها ادهشت عقلاء العالم، انهزام امبراطوريات وقوى محلية صعبة المراس مستحيل زحزحتها قيد شبر بوعود كلامية بشرية!، الأمم المقهورة تطلب الفتح بل تعلن انتماءها العقدي للفاتحين المطهرين، حضارة علمية تُقام على نتائجها العلمية حضارة بعدية لا تعترف سرا ولا علنا لها بالفضل، فضلا عن فضل الوحي القرآني (الأصل في التغيير الاكبر)!!!
ذكرتُ أن الجابري يتستر ويتخفى في مشروعه، في هذا السياق يقول في كتابه (التراث والحداثة) "لا ارى ان الوطن العربي في وضعيته الراهنة يتحمل ما يمكن ان نعبر عنه بنقد لاهوتي ... لنا حرمات يجب ان نحترمها حتى تتطور الامور" (ص259 - 260). يقول ايضا: "يجب ألا نيأس وألا نقنط لان المرحلة مرحلة قرن او قرنين") ص252).
لقد قال طرابيشي، وسيأتي الرد ان شاء الله على كتابه "المعجزة أو سبات العقل في الإسلام"!، بأن الجابري تصدى للعقل الاسلامي في شبه حصان طروادة (مذبحة التراث ص118). ويقول محمود امين العالم (علماني!) "اما ... الجابري فهو ... يرى ان ذلك ينبغي ان يتحقق من داخل التراث نفسه" (محطات في التاريخ والتراث ص51) انه استشراق متخفي في جثمان عربي، وقد أشار اليهم رسولنا بقوله "دعاة إلى أبواب جهنم ... هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا"، ويقول العالم ايضا "محمد أركون مستشرق فرنسي من أصل جزائري له عناية بالإسلام ... يتساوق فيه أو يتبارى مع زميله المغربي محمد عابد الجابري، وتنحدر دراسات الزميلين من تراث الاستشراق العريض بالدرجة التي تجعلهم مجددين تراث الاستشراق ضمن مؤشرات الطور الراهن للايديولوجيا الغربية" (ص159). يقول محمود اسماعيل ان انجازاتهم ما هي الا تطفل على الاستشراق، لانهم قاموا بمجازفات أو تطبيقات لمناهج ورؤى وإديولوجيات -واللفظ له- جرى اعتسافها (انظر كتابه سوسيولوجيا الفكر الإسلامي –محاولة التنظير الجزء العاشر ص16 و17 و23 و25). كما يقول: "من المفيد ان اوضح ان الاستاذ الجابري كان في مستهل حياته العلمية ماديا جدليا تاريخيا، وبرغم نكوصه فإنه لم يستطع الانفكاك من رؤيته السابقة يستعين بها ... لتغطية عجز منهجه البنيوي، وسواء اكان ذلك عجزا ام بوعي فالثابت تواجد اصداء التحليل الماركسي في كتاباته الاخيرة" (من كتابه فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية ص95). وكأنه هو ايضا لم يشرب من النهر المسموم ولم يغترف منه، وهو الذي قال ان منهج المادية التاريخية "منهج قادر على التنظير"! (10/ 43) ويصف نفسه براهب في ديرها "تأسيسا على هذه الحقيقة قضينا ما يقارب ثلاثين حولا في اعتكاف "رهباني" بغية الوصول إلى فهم حقيقي" (10/ 37).
هذه أدلة أضعها بين يدي القارئ للتعريف بالذين يخرجون على القرآن بمذاهب: ماركس –وباعتراف اهله وكتاب سيرته كان قذرا- ونيتشه (اللوطي) (انظر كتاب فؤاد زكريا "نيتشه")، وفرويد، و"لوي ألتوسير" (المنتحر في 1991) وقاتل زوجته (مجدد الماركسية وشيخ نصر ابو زيد!)، يقول في كتابه الاخير (المستقبل يدوم طويلا!) "انا ... شخص مختف: لا حي ولا ميت. انا غير موجود بكل بساطة على الرغم من اني لا ازال حيا جسديا. صحيح اني لم ادفن بعد، ولكني "بلا أثر".
هاشم صالح الذي يقوم بالقدح في القرآن مع محمد أركون يقدم لنا السلسلة الذهبية لرجالات اليأس العلماني، بقوله التبريري: " والواقع ان مفكري أوروبا ... قد دفعوا ثمن تشكل الحداثة باهظا. فمن نيتشة الى بودلير ... ميشيل فوكو الى لويس التوسير ... ، نجد أن القائمة طويلة، طويلة من أولئك الذين جنَّوا أو عانوا أو انتحروا .. ) (مقاله "بين العبقرية والجنون").
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7LJPmT%2 fD94lTZ0PO6AmHhbBnqyL1izgzVopf 1KANOZNoLZm0LMtsu4%2fcP1r0SkZQ ajdfoA4eNpVesE2F08z1%2b3sqJ0OG MBqObXR45BV7wz8U%3d
من هنا بي دي اف ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1020/09-12-1020.pdf
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - Oct-2009, صباحاً 05:45]ـ
طارق منينة ( http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
(http://www.assabeel.net/ar/ArticlePrintPage.aspx?xyz=Qrrx Vt3TvzW3gDNfZxL3RkS3iIg%2bv2fQ RVIvZqAIga0eJU6EZgIF4XxyMd%2fb GRs889k8M%2b3rBh0LiM6tqUc6eWdd OIvjpGf0h3nuwN%2bGyW7CsVlT6mH% 2bvQ%3d%3d) قراءات
انهيار شرفات الاستشراق ... نفثات الجابري
تاريخ النشر: 15/ 10/2009
لقد حاول فريق «التلاعب بالنصوص» من «العلمانيين المتسترين» التموضع داخل أعظم مجال إسلامي علمي وأرفعه وهو «الاجتهاد»، يتخذونه وسيلة لزرع مناهج وقوالب فكرية غربية تنزع بالتلفيق واصطناع الأكاذيب إلى رسم (مسار «كون وتكوين» (ولفظ الكون والتكوين للجابري) للقرآن مادي وبشري) كما يفعل الجابري بحذر بالغ.
أما سبب الحذر الملازم دائما لتقديم ترضيات فقد قدمتُه من كلام الجابري. ويضيف نصر أبو زيد سببا اخر فيقول: «هذا الحذر ناشئ عن رغبة عميقة في الوصول إلى عقل القارئ العربي المسلم» (انظر مقاله «الأرثوذكية المعممة» من كتاب «العنف الأصولي نواب الأرض والسماء» ص43).
ومع أن نصر أبو زيد قام بترضيات متتابعة بعد فضيحته مع «مفهوم النص» وذلك للتغطية على علمانيته المتسللة إلى الإسلام، فإنه في نقده لطريقة عمل محمد أركون في منطقة الاجتهاد الخطرة، صرّح أن «ترضيات أركون» للجمهور المسلم تفقد قدرتها على أن تمثل خطرا على بنية الخطاب! (مقاله السابق). ولا شك أن الجابري أشد حذرا في ذلك من أركون، وأركون أعظم جرأة من الجابري ونصر. وكلهم يسعى لهدم ما أسموه «بنية الخطاب القرآني» والتقدم للأمام لتمثيل «الخطرالعلماني» على بنية الخطاب!
يلجأ الجابري عادة إلى مسالك ضيقة وعرة، لكي يتمكن من عمل شروخ وشقوق وتصدعات في «البرهان القرآني» بينما يظهر أمامنا مستترا به! وعندما يشعر أن المناسبة تتطلب القيام بترضيات ضمنية أو مباشرة فإنه سرعان ما يلجأ الى ذلك للتغطية والتعمية على الهدف المرسوم قبلا!، وكمثال على ذلك فإنك تجده يذكر «الحقيقة القرآنية» في مواضع من الأقسام الثلاثة من مشروعه التخريبي، وكأنه مؤمن بها بينما يكتب في مواضع أخرى أن هذه الحقيقة هي حقيقة بالنسبة لأهل الايمان بها فقط وليس لأنها حقيقة في ذاتها! (سيأتي توثيق ذلك من كلامه في موضعه). وعندما تتبع خطواته وهو يحاول أن يزرع هذه الفكرة الفوضوية العدمية المابعد حداثية لهدم الثوابت والعقائد والأخلاق في حس القارئ، تجده قد دعمها في خفة واستخفاف بتلبيسات قبلية وبعدية سنكشفها تباعا.
وكمثال: فإنه قد قَصَر قول الله تعالى من سورة العلق (علّم بالقلم) على «علم القرآن فقط» الذي وصفه كما سيأتي من كلامه في المقالات التالية بـ» معهود قديم» للعرب، ومعلوم أن قوله تعالي «علم بالقلم» تعني كل علم نافع من علوم الدنيا والآخرة، وهو ما يعني أن الدعوة القرآنية منذ بدايتها دعوة ربانية علمية تدفع البشر للنفاذ الى المعارف الكونية الكبرى المقسوم عليها إلهيا. ايضا نجده يزعم في تعليقه على سورة القلم أن ابن عباس، وهو من صحابة الرسول، فسّر (القلم) تفسيرا يونانيا هرمسيا، يقول «فمع أنهم يفسرونه بأنه أداة للكتابة، فإن معظمهم مثل ابن عباس وغيره ممن نقل عنه أو نقل عن مصادره فسره بما روجته الفلسفة الدينية الهرمسية من أنه «أول ما خلق الله» ويعنون به العقل الأول في سلسلة العقول السماوية» (القسم الأول ص 181). وهذا كذب على ابن عباس، ومصدره في مسألة خلق القلم وكتابته هو الرسول (لاحظ كلمة «مصادره» من كلام الجابري!) والحديث يقول: (أول ماخلق الله القلم قال له اكتب ... )، وابن عباس لم يقل، ولا الرسول صلى الله عليه وسلم، أن أول شيء خلقه الله هو القلم الهرمسي أو العقل الهرمسي المؤله، وإنما قصد الرسول -والوحي القرآني من قبله- معنى آخر مختلف تماما عمّا يوحي به الطروادي المغرور، وهو انه لما خلق الله القلم قال له: اكتب مقادير السموات والأرض فشأنه الكتابة وسطر المقادير وليس شأنه الخلق والتدبير، وهو ليس خالقا ولا عقلا إلهيا هرمسيا، وإنما خادما كاتبا للمقادير السماوية والأرضية وسنن الكون المسخر، مقادير كل شيء،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا مرتبط مع بقية تعاليم الإسلام العقدية والخلقية التي تدعمها وسطية القرآن التي أسقطت الوثنية عن الكواكب والسنن والعقول البشرية فجعلتها لا معبودة ولا مهملة كما هي في الحقيقة، وهذا شيء غيره في فلسفة اليونان التي جعلت من الكواكب آلهة حرب وحب وعشق وصراع وسرقة علم! وأما نتاج حضارة الإسلام الوسطية فقد منحت العالم والى الآن ما لم تمنحه فلسفة التجريد اليونانية الهائمة، بل إن علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية وقدموا نقدهم للعالم هدية علمية، ومنها نظرية بطليموس التي يقول الجابري إن القرآن تأثر بها (انظر من أقسامه (2/ 259 و190 - 191 - 243 - و3/ 166).
لم ينفرد الجابري بهذه الفرية فقد رمى «طيب تيزيني» القرآن بتأثير الأرسطية اليونانية على نصوصه-وتيزيني رمى الرسول بأنه كان متبعا لأوامر تنظيم دولي انطلق من روما كما لفق ذلك في كتابه «مقدمات أولية في الإسلام المحمدي» -وقد ضرب مثلا على ذلك بقوله تعالى «وجعلناكم أمة وسطا»، فقال الوسط هنا مأخوذ من نظرية الوسط أو الأوساط الأرسطية خصوصا والإغريقية على وجه العموم (انظر كتابه «مقدمات أولية» ص376). رحم الله عبد الرحمن بدوي عندما سخر من المستشرقين ممن يقرأون القرآن قراءة يهودية أو مسيحية، فقال لهم انه يمكن أيضا ليوناني أن يقول إن القرآن استعار مفهوم الفضيلة «كوسط بين طرفين» من أرسطو، فالله يقول في القرآن: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» (دفاع عن القرآن ص 101) ولقد فضح الدكتور عبد الرحمن بدوي مزاعم «الاقتباسات» هذه في كتابه «دفاع عن القرآن»
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7ksJ89un %2bf21cOVNiR5zxeBpP79%2fwFGC1A KfK%2f4qd7lejjCrKEJdyQQ%2fH7RN 21JNOkbEYttbDHIPrHSMFYfm1b5%2f 4w%2f%2bVtjl%2flS9cfNHJ0QQ%3d
من هنا ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1027/09-12-1027.pdf
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 11:54]ـ
انهيار شرفات الاستشراق .. وسُوْسَةُ طرابيشي
طارق منينة ( http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
قراءات تاريخ النشر 22/ 10/2009 -
يبدو أن الجابري استجاب أخيرا لوسوسة ناقده وهو"جورج طرابيشي" الذي أبكاه نقده -كما أخبرني من أثق به- وكان طرابيشي قد كرّس (نحوا من خمسة عشر عاماً) من عمره العلماني في كشف التناقضات داخل مشروع الجابري، وقد برر طرابيشي طول مدة النقد بقوله إن تفكيك الألغام، لا سيما إذا كانت معرفية يقتضي مجهودا وأناة وصبرا (انظر مقدمة كتابه "العقل المستقيل في الإسلام")؛ فهو بالنسبة لطرابيشي قد وقع في مأزقين: المأزق الأول انه "تبنى لحسابه خطيئة عصر النهضة بإعلانه عن عدم أزوف ساعة الثورة اللاهوتية، وبالتالي عن ضرورة إرجائها إلى أَجَل غير مسمى" المأزق الثاني "بتغييبه بالتالي للواقعة القرآنية ... قد استبعد من حقل الوعي اللاهوتي الضرورة النهضوية لإعادة بناء المعقولية القرآنية، والحاجة التنويرية إلى تحرير "الرسالة" من عبء التاريخ" (إشكاليات العقل العربي ص69 - 70). ويبدو لي أن هذه الكلمات هي المحرّض الذي دفع الجابري لكتابة كتابه "المدخل إلى القرآن" وأقسامه الثلاثة وبذلك يكون الجابري قد استعجل افتتاح "المرحلة المؤجلة" من النقد اللاهوتي تحت ضغط ووسوسة ناقده "جورج"!، وهذا يذكرني باستجابة الوليد ابن المغيرة السريعة لتحريض "أبو جهل".
ذكرتُ فيما مضى اتهام الجابري لصحابة رسول الله، بل اتهامه لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، بأنهم تأثروا بمعهود اليونان الأسطوري عن "القلم"! أما هنا –في مثالنا التالي- فنجد الجابري يتقدم خطوة أشد تهورا تُخفي حقائق التاريخ والوحي معا كما تُظهر لنا حقيقة "الجهل المطبق" الذي اخبرنا عنه ناقده والذي سنظهره هنا في مسائل ما بعد "التحريض الطرابيشي" لنقد القرآن، ومنها دعوى مُطَابَقَة المفهوم القرآني للموروث العلمي اليوناني الخاطئ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي تعليقه على قول الله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) وهي الآية (17)، التي وردت بعد العرض التفصيلي الدقيق لمراحل نمو الجنين في الرحم (12 - 14) وهي من سورة "المؤمنون"، قال الجابري: "ومفهوم السموات السبع يطابق معهود العرب في ذلك الوقت الذي يرجع إلى الموروث "العلمي" القديم الذي كان يتمثل في النظام الفلكي الذي شيده بطليموس (عالم يوناني عاش في الإسكندرية في القرن الثاني للميلاد) وقوامه كواكب سبعة سيارة والأرض في مركزها وهذه السبعة السيارة هي: زحل، والمشتري، والمريخ، والشمس، والزهرة، وعطارد، والقمر، وقد بقيت نظرياته مهيمنة على علم الفلك إلى القرن السادس عشر" (القسم الثاني ص259). ويبدو أن الأحكام الضالة التي تصدر بحق القرآن تتلبس كل يوم صورا جديدة، وقد رأينا فيما مضى اتهام "طيب تيزيني" بأن مصدر "وسطية القرآن" هي فلسفة أرسطو اليوناني عن "الأوساط"! وهنا الجابري يضيف المزيد، فمصدر مفهوم السموات السبع في القرآن هو نظرية بطليموس اليوناني!!! الذي تقول نظريته بثبات الأرض في مركز الكون وهو رأي الكنيسة وليس الإسلام. يقول موريس بوكاي"هذا المفهوم الذي التقى الناس عليه مع ذلك حتى عصر محمد، لم يظهر في القرآن في موضع منه مطلقا" (انظر التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ص194). يقصد " النظام المحوري المعروف الذي ظل مقيما منذ بطليموس" (ص194)
والمتأمل في آيات القرآن يرى لهذا الكون المخلوق سعة تزداد وأن بطليموس ضيق ماوسعه الله وثبت ماأجراه الله من أفلاك تسبح، ومن المعلوم أن علماء الفلك من تلاميذ "محمد رسول الله" نقدوا نظرية بطليموس وبينوا الأخطاء التي سطرها في كتابه "الماجسطي"، ولا يخفى على المطّلع على مصادرهم أن نظرة القرآن الشاملة لأفلاك الكون هي التي منحتهم التصورالكلي لنقد نظرية بطليموس وأمثالها من النظريات اليونانية الخاطئة، كما فعل "البيروني"-وغيره- العالم المسلم الموسوعي (362 - 440هجرية) الذي احتجّ في كتابه "الجماهر في معرفة الجواهر" بالآية التي خاطبت أهل مكة-أولا- عن مستقبل بشري له صلة بآفاق كونية" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ" (فصلت:53 وهي مكية!)، والآية " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ" (الملك:3 وهي مكية!)، والآية "وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ" (الحجر:19 وهي مكية!). يقول المستشرق الألماني إدوارد سخاو، في مقدمة تحقيقه لكتاب البيروني "تحقيق ما للهند ... " أن البيروني أكبر عقلية ظهرت في التاريخ و "إن البيروني يعتبر من وجهة نظر تاريخ العلوم أكبر ظاهرة علمية في الحضارة الإسلامية".
أما عن السموات السبع المذكورة في الآية فليس عند الجابري دليل من القرآن على أنها كواكب سبعة، والقارئ للآيات الكونية في القرآن يعلم كم هي ضيقة وقاصرة فكرة مركزية الارض وثباتها وعلاقة ذلك بكواكب سبعة، والآيات المتعلقة بالسماوات السبع لابد من ربطها ببقية الآيات الكونية، وقد أشار بوكاي إلي أن علماء العصر يتفهمون اشارة القرآن عن السموات السبع ويحاولون النفاذ الى الآفاق البعيدة ما أمكنهم (انظر ص172). ويضيف "إن هذا المفهوم الجديد للفلك لم يكن موجودا في عصر الرسول وانه كان سيتضح مع تقلب القرون" (ص194)، فالمجرة والشمس كلاهما يدور حول نفسه دورة كاملة-يقول بوكاي- "والشمس تدور حول نفسها في خمسة وعشرين يوما تقريبا ... ويظهر إذن أن في القرآن تلوينا في التعبير يشير إلي حركات خاصة بالشمس والقمر تثبتها معطيات العلم الحديث. ولايمكننا أن نفهم أن رجلا في القرن السابع الميلادي، مهما كان واسع العلم في عصره، وهو ما لم يكن عليه حال محمد صلى الله عليه وسلم، بإمكانه أن يتصورها" (ص197)
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7UwBX00d QJ3oJ356frGqnIBqT5kPzEHQeTYKJ2 GyU6Ps7cmS76%2fAop2D7ngtTJNIEQ WMh6EzxKhpRCsB1KBDQxqx2zqqw70c qxy3EqxbvmJk%3d
ومن هنا ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1034/09-12-1034.pdf
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 02:23]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
طارق منينة ( http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
انهيار شرفات الاستشراق .. معهود الجابري الجنسي
تاريخ النشر: 04/ 11/2009 - 06:40 م
لا شك أن لثالوث "ما بعد الحداثة" المركب من ثلاثة أقانيم زيوف وهي "المعهود /نسبية الحقيقة / المعقولية"، دعاة من شياطين الإنس والجن. يقول أحد سدنتها: "لا حقيقة كلية حقيقية ساطعة يمكن القبض عليها"! (علي حرب في كتابه: أسئلة الحقيقة ص8). وقد رأينا من خدامها ايضا "جورج" وكيف فعلت وسوسته في حس "الجابري"، الذي لم يخف عن قارئه ان خواطر كانت ترد على ذهنه من حين لآخر لكتابة كتاب عن القرآن، قال: و"لكني كنت أصرفه عن مجال المفكر فيه لدي"!، يضيف "وإنني الآن بعد الفراغ من أجزاء "نقد العقل العربي، الأربعة، أجد نفسي أقدر على التعامل مع مفاتيح هذا الباب مني لو فعلت ذلك قبل" (انظر مدخل الى القرآن ص14،13). وقد أشار الى ان منهجية تناوله للقرآن في "مدخله الجديد" لا تختلف عن منهجيته في "نقد العقل العربي" (ص15)، ولذلك تراه في القسم الثالث من مشروعه الجديد (ص37) يحتج بنص من كتابه (التراث والحداثة) ليؤكد ان المنهج هو هو، قال:"فمن جهة تحرص هذه القراءة على جعل المقروء معاصرا لنفسه على صعيد الإشكالية والمحتوى المعرفي والمضمون الأيديولوجي، ومن هنا معناه بالنسبة لمحيطه الخاص". وله نص آخر من نفس المصدر، يقول فيه اإن مهمة المنهح هي التحرر من سلطة النص وممارسة السلطة عليه "جعله معاصرا لنا بنقله إلينا ليكون موضوعا قابلا لأن نمارس فيه وبواسطته عقلانية تنتمي إلى عصرنا، وهذا هو معنى المعقولية ... إننا بذلك نتحرر من سلطته علينا ونمارس نحن سلطتنا عليه ... تلك هي مهمة المنهج" (ص 47).
فالمنهج الجابري هو كما فكّر فيه وقدّر بعد تحريض "جورج" -بحسب قوله-: "تدبر القرآن بالعقل وبالعقل النقدي" (القسم الثالث ص 264). لكن دعونا قبل ان ننتقل من هذه النقطة نسأل سؤالا منهجيا وهو: كيف يطالبه طرابيشي بنقد القرآن وهو يعلم ان الجابري متهم عنده وان منهجيته قائمة على الكذب؟! فقد اتهمه بانه يقوم بعملية تضليل استراتيجية (إشكاليات العقل العربي ص64)، وفي كتابه "وحدة العقل العربي" اتهمه بتلفيق الأدلة (ص126) والافتراء (ص120)، وفي كتابه "العقل المستقبل في الإسلام" اتهمه بالجهل المطبق (ص17) والتزييف (ص31) ركام الأغلاط المعرفية والتاريخية التي ترزح تحتها الإبستمولوجيا ... الجابرية (ص45)، ويحرف تحريفا خطيرا (ص112)، ولا يرجع الى النصوص ذاتها، "وهو ذنب مزدوج: اصدار حكم على النص بدون الرجوع الى النص نفسه ... وإعطاء طابع قطعي لهذا الحكم " (ص183). فهل كان "جابري التحريف" في سلسلة "نقد العقل العربي" سيختلف عنه في سلسلة نقد القرآن؟! أم أن أي تشويش على القرآن نافع علمانيا وليبراليا!؟ وانه هدف مرصود أيًا كانت وسائله القذرة، وان الغلبة العلمانية لا تتحقق الا بمزيد من الكذب واللغو، وقد أخبرنا الوحي عن هذه النفسية، القديمة الجديدة فقال "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" (سورة فصلت:26).
في تعليقه على قول الله تعالى "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ" (سورة الطارق: 5 - 7) يقول الجابري: "والغالب أن هذا التفسير القديم لصدر المني مستقى من الملاحظة عند الممارسة الجنسية التي تشكل جزءا من معهود العرب التجريبي وبه خاطبهم القرآن" (القسم الأول ص184)، اي أن القرآن لم يذكر حقائق علمية بزعمه وانما ذكر "معهود العرب الجنسي التجريبي"! والسؤال "العصري" للجابري وأمثاله هو: هل كان "العربي" يعرف على وجه التحديد أن ماء الرجل يمثل مالايقل عن 90% من محتويات الماء المنوي، وباقي المكونات هي عبارة عن مواد ذائبة بما فيها الحيوان المنوي كما يخبرنا أستاذ التكنولوجيا الحيوية الدكتور دسوقي عبد الحليم او كان يعرف اي شيء عن العمليات البيوكيميائية المعقدة التي تهيئ الظروف والبيئة المناسبة والطاقة اللازمة لتدفق الحيوان المنوي وحركته؟ -أليست ألفاظ القرآن صحيحة علميا ودقيقة بيانيا؟ -
أم هل كان العربي يعرف أي شيء عن الموضع المحدد وغير المنظور بالعين المجردة (بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)؟ والذي له صلة بتنشئة الماء الدافق اومصادره ووسائل تغذيته، لقد طلب الوحي النظر إلى مجال ألطف وأوسع من حدود "المعهود الجنسي الجابري! ". ان القرآن يتكلم عن مواضع ومراحل علمية تخص خلق الإنسان بتفصيل حكيم خبير.
يقول الدكتور زغلول النجار إن "نشأة الغدد التناسلية في كل من الرجل والمرأة من نفس هذا الموقع، واستمرار تغذيتها طيلة حياتها بالدماء والسوائل الليمفاوية والأعصاب من الموقع ذاته، مما يجعل هذا الماء يخرج فعلا من بين الصلب والترائب " "فكل من الخصية والمبيض في بدء تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب، أي ما بين منتصف العمود الفقري تقريبا ... يعتمدان في نموهما على الشريان الذي يمدهما بالدم ... وهو يتفرع من الشريان الأورطي في مكان يقابل مستوى الكلى الذي يقع بين الصلب والترائب، ويعتمدان على الأعصاب التي تمد كلا منهما ... الخصية والمبيض في نشأتهما وفي إمدادهما بالدم الشرياني .. وفي ضبط شؤونهما بالأعصاب، قد اعتمدتا في ذلك كله على مكان في الجسم يقع بين الصلب والترائب ".
حقا إنه كما أخبر الوحي" كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" هود:1 "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا"النمل: 93.
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7A8Ixqg6 fHg2tjXaVhXtJSHYdoZns4g6O6keYr %2bIL%2bIyXWEvTPEH2RIMlB2y13u3 snnt1AsH6L%2bwPQYqqfXC9qMX39K2 moj9xJkqj4K3FyxE%3d
وهو في الجريدة الورقية بي دي اف ص 23
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/21-24-1047.pdf
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 05:13]ـ
طارق منينة ( http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
(http://www.assabeel.net/ar/ArticlePrintPage.aspx?xyz=Qrrx Vt3TvzXpAf5f2S5ZvXh1ztw2qS9uvv jyasy71YqsUtlWc0I76w9UMsL1qlEV gi%2bvSLBW9DrnpXArBSWCtUvDRP0T H593aXLi3%2bKB8cK1F2AJ0TIGwA%3 d%3d) انهيار شرفات الاستشراق ... حشو الجابري اليوناني
تاريخ النشر: 15/ 11/2009 - 06:44 م
من المعلوم أن القرآن العظيم لا يمت بصلة "لهذا المعهود اليوناني" الخاطئ الذي تسلل به الجابري الى الحقيقة القرآنية البالغة ولا يمت بصلة الى افرازات الفكر الفلكي الخاطئ والمرتبط بتصور "آلهة كوكبية"!، فقد ارتبط تصور فلاسفة اليونان للعالم بـ"فلكيات خاطئة" مثل تصور"الارض مركزا للكون"؛ كما يحكي أرسطو بنفسه "فمعظم الفلاسفة يؤكدون أنها تقع في مركز العالم ... عكس هذا الرأي يذهب الفيثاغوريون فعند هؤلاء أن النار التي تشغل المركز (ارسطو من كتابه "رسالة السماء" ترجمة جان تريكون مكتبة فران الفلسفية باريس 1949، ص 101 - 102). ويقول ول ديورانت في كتابه (قصة الفلسفة) عن فلكيات ارسطو "ان علم الفلك الذي وضعه ارسطو ليس سوى سلسلة من الحكايات المضحكة " (ص75، مكتبة المعارف، بيروت، 1988، ط6) كذلك لا يمت القرآن العظيم بصلة "للافلاطونية المحدثة" التي دعت الى التعددية الوثنية دفاعا عن "ألوهية الكواكب" والذي يقول فيلسوفها أفلوطين (وهو غير افلاطون): "فإن لم تكن الأجرام السماوية آلهة، فأي الموجودات أجدر منها بصفة الألوهية"!! (انظر "العقل المستقيل في الإسلام" لطرابيشي ص64).
مع ذلك نجد الجابري يحاول أن يختلق صلة بين نتائج هذا الاستدلال الخاطئ للفكراليوناني في مجالات الفلك والطب والفلسفة وبين القرآن العظيم (ومن المجرة الى النطفة)، ففي تعليقه على قول الله تعالى من سورة الأعراف "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها" يقول "والمعنى: هو الذي خلقكم –خلق كلا منكم- من نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها باختلاطه مع ماء المرأة. وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشر بين الأطباء القدامى، فقد كانوا يرون أن النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل، أما المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!)، وعندما تلبسها صورة معينة رجل أو امرأة تصبح تمثالا للرجل أو المرأة، وكذلك ماء المرأة فهو كالمرمر في هذا المثال، فعندما تلامسه صورة الرجل يكون المولود ذكرا وعندما تلامسه صورة المرأة يكون أنثى، ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونية المحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني) " (فهم القرآن الكريم، الجابري، القسم الأول، ص240). هنا في هذا النص يحاول الجابري إعادة إنتاج الموروث اليوناني الخاطئ في نص قرآني كما يحاول أن يشق لهذه الأمثال المضروبة بغيًا طريقاً الى القرآن ومنها مفهوم "الصورة" والمرتبط عند اليونان بأزلية العالم وانه لم يُخلق، وذلك يعني ان ما خلقه الله هو الصورة وحدها اي الشكل وليس مادة العالم، وكأن مفهوم الصورة والشكل يعاود ظهوره في المخيلة اليونانية في الإنسان كما كان في العالم بل وفي عملية التسلل الحذرة للجابري!، ففي النص اعلاه انتقل الجابري بالخيال اليوناني عن "الصورة" –بغية زرعه في القرآن- الى "ماء المرأة" ليجعل تصوير القرآن له "شكلا" (كالرخام أو المرمر) وليس (بنية داخلية) مصممة لشأن آخر غير الشأن اليوناني الأسطوري، والتي لها دور رئيسي في عملية التخلق الداخلي والتي صورها القرآن في صورة "أمشاج" في اختلاط تام، وهو ما يعني ان ذلك ليس له في هذه المرحلة صلة بتكون "نفس" او بخطأ معرفي يوناني عن تكوينها من ماء الرجل او من دم الحيض كما زعم ارسطو نفسه!! كما أنه لا واهب في المشهد العيني او الغيبي لا للصورة ولا للمادة يسمى "العقل العاشر" الذي ابتدعته المخيلة اليونانية ومنحته قدره إلهية على ما تحت فلك القمر فقالوا هذا له بزعمهم. في سبيل التشويش
(يُتْبَعُ)
(/)
العلماني على حقائق القرآن يقوم الجابري بمجموعة أغاليط منها إنطاق الدليل بغير منطوقه كما فعل مع العقل العربي وكشفه هناك طرابيشي وله في كشفه مآرب أخرى وأغراض علمانية أخرى (انظر ص185).
يقول جورج طرابيشي عن أخطاء الجابري وتلاعباته انها:"الأغاليط والمغالطات الآخذ بعضها برقاب بعض كالسلسلة ... تحل المصادرة مكان البرهان، والفرض الذهني محل الواقع العيني، ... تقلب أدلة الإثبات الى أدلة نفي وبالعكس، وتجري محاكماتها لا بالاستناد الى الوقائع والنصوص، بل قفزا فوق الحقائق والنصوص، وتلفيقا لها وتزييفا عند الاقتضاء" (ص136). وفي كشفنا هنا نراه يحاول أن يوهم قارئه ان ما ذكره القرآن عن الإنسان والسموات والقلم وغير ذلك مما ياتي بيانه انما مصدره موروثات خاطئة لتراث ما قبل الإسلام ويتوسل الى ذلك بالتلفيق والتحريف لإلباس الحقيقة القرآنية -بعد الادعاء بتاريخيتها! – لباس الخرافة الأرسطية والهلينية وغيرها من خرافات الانحراف اليهودي والمسيحي والوثني كما فعل تيزيني والقمني وجعيط. والعجيب انه من جهة اخرى يجعل من هذا العقل اليوناني اللاعلمي في اغلب استنتاجاته "عقلا برهانيا" ليقيمه -مسنودا بنماذج مغربية- في المواجهة مع ما اطلق عليه "العقل البياني" و"العقل العرفاني" العربي!. وقد حصر البرهان في مذهب ارسطو، ووضع سلطة ارسطو فوق سلطة العقل كما قال طرابيشي (ص95 و388). وما بين توقيرية القراءة الجابرية لارسطو وبين رفع تلاميذه له وتعظيمه فوق الأنبياء، تتكشف لنا "المضاهاة النفسية" التي تظهر بادية على قراءة الجابري العنصرية الداعمة "للمركزية الاوروبية" باعتبارها تمثل المحتكر الوحيد للفكر العقلاني الممتد الى ارسطو كما كشف ذلك علمانيون في نقدهم للجابري (انظر كمثال محمود إسماعيل في "قراءة نقدية" ص13).
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7Ba1kdjv O9cqv7tN3TF2j%2f%2fkAYJCTq9NJ6 1%2f1lRafWZ5zgMASVt3q%2fUHuJvV QSheAa%2bw9HfI7xu5cxAaUDN9xGd5 GE3jpBaKteXNb7aj6GPY%3d
وهو من هنا ص 23
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1058/21-24-1058.pdf
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[26 - Nov-2009, صباحاً 08:50]ـ
انهيار شرفات الاستشراق ... الإضمار الجابري
تاريخ النشر: 25/ 11/2009 - 08:53 م
تعليقا على قوله تعالى " وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا" (سورة نوح:17)، يقول الجابري: "كان القدماء يتمسكون بنظرية خلق الإنسان من طين على غرار نشوء الدود فيها. قالوا: يتخمر الطين بفعل اختلاط الماء والتراب فيتكون الدود فيصير كائناً حياً في أدنى درجات التكوين ثم يتطور الى ما هو أرقى الى الحيوان، ثم الى الإنسان" (القسم الثاني ص 190). وهنا أيضا لا نعدم للجابري استدعاءً محتالاً لموروثات الحضارات الوثنية البائدة، وكأنه يشير إلى أن الآية عكست أساطير القدماء عن خلق الإنسان، وقد تقدم عرض بقية أحجيته واتهاماته في ذلك، وهو يعتمد فيما أضمره هنا على فطانة القارئ، وهي حالة علمانية مستترة يوضحها خليل عبد الكريم في عرضه لمشروع محمد أحمد خلف الله الذي أرجع مصدر القَصَص القرآني إلى اعتقادات المخاطبين زمن التنزيل فيقول: "أثبت أنه باحث جريء فكرياً، طرح ما استطاع طرحه في شجاعة نادرة، وما لم يستطع فقد تركه لفطانة القارئ وذكائه ولقانته ولماحيته" (الفن القصصي في القرآن الكريم مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم ص475، سينا للنشر، 1999، ط4)، وقال" أشرنا إلى ما أضمره المؤلف وما دسّه لا في السطور فحسب، بل ما بينها وترك فهمه وإدراكه لفطانة القارئ" (ص498).
والجابري يقوم بذلك الدس لأنه من مستلزمات مرحلة الـ"بين بين" الجابرية، اي بين "التلميح والتصريح" ومن المعلوم أن محاولة التسلل بفكرة "تاريخية النصوص" العلمانية الى آيات القرآن، لطمس الحقائق والتشويش عليها أمر معروف عن "الصنائع" المستترة!
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن نفهم ان العلمانيين الذين ينكرون قصة الخلق الإلهي يرفضون تبعاً لذلك المقطع (خلق الإنسان من طين) والذي استعارته أساطير الأمم من الدعوات الربانية في الحضارات والمدن القديمة وخلطته فلاسفتها وكهنتها بتصوراتها، ومنها ما ذكره الجابري ومثله قول "سبتينو موسكاني" عن الأسطورة البابلية:" ... "مردك" يأخذ التراب ويمزجه بدم الإله "كنجو" .. ، ويصنع منه الانسان" (الحضارات السامية القديمة، دار الرقى بيروت 1986، ص85). ومع ذلك فالعلمانية سليلة الوثنية فهي تنتج أساطير وأساطير فرويد ـ كمثال ـ عن البشرية الأولى وعن النبي موسى لا تخفى على القارئ.
لكن لا علينا فثمة علماء غربيون آخرون أسلموا وأعلنوا أن حقائق الوحي القرآني تُناقض خرافات الأمم وأساطيرها. كما أن آيات القرآن عن خلق الإنسان من طين لا تنافي الاكتشافات العلمية فهناك تشابه واضح بين التركيب الكيميائي لكل من جسم الإنسان وتربة الأرض الزراعية" (تفسير الآيات الكونية للدكتور زغلول النجار، مكتبة الشروق الدولية "2157 - 158/" ط -1، 2007) وانظرالتفصيل في (2/ 445 - 446) وقد أثبت التحليل العلمي صدق هذه الحقيقة القرآنية والمرتبطة بحقائق قرآنية أخرى لها أهمية كبرى في العلم القرآني منها ما ذكرته السورة نفسها وأغفله الجابري وهي الآية "وقد خلقكم أطوارا" (نوح:14) وقد فُصّلت هذه الأطوار بدقة مدهشة في سورة المؤمنون الآية:14 (سبحان الله! الآية في سورة نوح رقم 14، وفي المؤمنون رقم 14 أيضا، إنها آية، والخلق من تراب آية، والخلق في أطوار ومراحل آية: "ومن آياته أن خلقكم من تراب "الروم:20"). ويأتي التعبير القرآني "الإنبات" ليعبر عن عمليات الخلق والتكوين والإنشاء والنمو والتجدد والرعاية الدائمة، وقد قال الله عن مريم ورعايته لها "وأنبتها نباتا حسنا".
حاول الجابري تقديم "النقد اللاهوتي" ولكن كما قال هو "من خلال القدماء" وفي مرحلته الحالية يقوم به من خلال "انتقاء قول ورد في التفسير" لجعله يدور في فلك خطته. وكمثال فإنه يعلق على قوله عز وجل: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (سورة الحجر: 9) والذي هو وعد بحفظ القرآن، ليصير المعنى هو "حفظ الرسول من الجنون الذي يتهمونه به" (القسم الثاني ص33). ويقول "هذا ويتمسك بعض الناس برد "الحافظون" الى القرآن كدليل على أنه لم ولن يتغير" (ص34) فالوعد بعدم تغير القرآن يفسد خطته في هدم المرجعية الإلهية للقرآن، والعلماني يتمنى أن تُزال الوعود الإلهية كلها من القرآن فهي عثرة أمام مشاريعهم المادية. يقول داعماً لفكرته المسبقة "وممن قال بهذا الفرّاء وابن الانباري (ذكره الرازي) " مع أن الرازي نفسه رفض هذا القول وقال بأن القول الأول الذي عليه أغلب أهل التفسير هو الراجح قال: "إلا أن القول الأول أرجح القولين وأحسنهما مشابهة لظاهر التنزيل والله أعلم (تفسير الرازي، ج19، ص 164، دار الفكر، ط1) بل إن الجابري أخفى قول الرازي عن تحقق الوعد بحفظ القرآن "ثم إنه تعالى حقق قوله في هذه الآية" (انظر ص 164).
ليس هذا فقط ولكنه وبعد أن جعل الآية "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" تعني حفظ الرسول من الجنون (يثبته هنا لينفي به الحفظ الأشمل!)، ذهب يفسر به آية " إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ" (سورة القصص:85 (وهي مكية!)) ليس بالعود إلى مكة منتصرا وإنما بالإعادة الى الآخرة!، قال "أما نحن فنرى (!) أن المعنى الذي يفرضه السياق هو "المعاد" بمعنى يوم الحساب والجزاء، الشيء الذي يعني أن النبي (صلى الله عليه وسلم) سيجازى يوم القيامة كبقية البشر" (القسم الأول ص 338 - 339)، ومعلوم أن الوعد برده الى مكة صدر فى مكة في مرحلة الاستضعاف وهو ما يعني حفظ الله له في مكة الى الخروج ثم تمكينه ونصره في المعارك القادمة ثم إرجاعه الى مكة فاتحا تحقيقا للوعد القيومي. (عيد مبارك)
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7KwgD%2f p08fzHStnjwgS%2fT0Dh%2bWKgGG1w gC5W6VtujHQJ6reS96t4bNeD%2b%2f eG1SkJjmkyG4WBc0DSK6grvDO4HRbe UYSoFfaJpIgM%2fcWrHFbQ%3d
وبي دي اف من هنا
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1068/21-24-1068.pdf
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[06 - Dec-2009, صباحاً 03:58]ـ
انهيار شرفات الاستشراق ... ظلمات الجابري
بقلم طارق منينة
تاريخ النشر: 05/ 12/2009 -
ويعلق الجابري على الآية الخامسة من سورة ابراهيم "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ" بقوله:"أما "الظلمات" فهي الوضعية التي كان عليها بنو إسرائيل تحت استبداد فرعون وطغيانه. وأما "النور" فهو إخراجهم من تلك الوضعية والذهاب بهم الى فلسطين ... يتعلق الأمر إذن بالانتقال من وضعية مادية (فقر، قهر، استبداد) الى وضعية أخرى مادية (!) ... الرجوع (!) الى "الوطن الموعود" (فهم القرآن الحكيم .... القسم الثاني ص246). وقد قدمتُ كلام الجابري تحت عنوان "محاولات بائسة" في تحريفه لحقيقة اسم "الإسلام"، وهو يفعل هنا مع "النور" ما فعله هناك مع "الإسلام". كما انه أعمل مبضعه الماركسي الحاجب للحقيقة مع الآية الأولى من السورة نفسها، سورة إبراهيم وهي قوله تعالى:"الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) وهي تتكلم عن (كتاب/تنزيل/نورالله) يقول ان "معناها يجب أن يفهم على ضوء شبيهتها "وثانيتها" (القسم الثاني ص246) يقصد آية إخراج موسى لقومه من الظلمات إلى النور، ومعناها في بطن العقل الماركسي يعني الانتقال من وضعية مادية الى اخرى (مستوى عيش!!) وهي في حالة قوم موسى الخروج من وضعية مادية (فقر وغيره) الى الأرض الموعودة، وفي حالة صحابة رسول الله "من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش ... الخ، الى وضعية أفضل" (القسم الثاني ص247). والوضعية المادية الأفضل لمستوى عيش أفضل تحتاج الى قتال وحشد وزعيم وصك مصطلحات "اسلام، نور، ظلمات .. إلخ! (النظرة الاستشراقية تعاود نفسها في سطور جابرية!) يقول: "أقول إن التوجه إلى العرب، في إطار "لتخرج الناس من الظلمات إلى النور" هو من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش ... الخ، إلى وضعية أفضل، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بحشد "العرب" من خارج مكة للقضاء على استبداد الملأ من قريش بالسلطة المزدوجة التي تشبه السلطة التي كانت تمارس في مصر على الناس" (القسم الثاني ص247). مع أن الآية تتكلم عن "كتاب هادٍ" و"نور" الكتاب نفسه و"تنزيل رباني" وليس عن "وضع مادي" وإخراج هناك وحشد هنا!
لقد غيّب الجابري حقيقة الوحي ومصدره الأصلي والأًصيل وارجعه الى جدلية ظروف مادية ووضعيات اجتماعية واقتصادية، رامياً من وراء ذلك الى انكار حقيقة دعوة الإسلام والأسماء الشرعية (الإسلام، النور .. إلخ)، فقد أخرج من مسمى "النور" أصله ومنبعه ومصدره ومشكاته وذلك في عملية بتر للحقيقة استخدم فيها الماركسية كأداة تأويلية ظناً منه انها ستقوم بالدور التعجيزي للإسلام، في حين نرى أدوات الجابري تتكسر وتتصدع أمام دوي التنزيل بل يدكّها الله دكّاً برفع الحقيقة فوق رؤوس تلاميذ يهود واسرائيل، أشباه كهنة التحريف والتزوير بل هم تلاميذ اليهود والنصارى (الحداثيون) على الحقيقة لا المجاز! .. كان الجابري قد صرّح من قبل بأن الماركسية هي "اداة للعمل، مرشد للعمل يجب ان نسترشد بالنظرية العامة، بالمنهج" (التراث والحداثة، مركز دراسات الوحدة العربية، 1991، ط1، ص250)، ومن المعلوم ان كتابات الجابري الأولى تشهد على بُعد ماركسي واضح، كما ان "الثابت -يضيف محمود اسماعيل العلماني- تواجد أصداء التحليل الماركسي في كتاباته الأخيرة" (فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية، 1988، مكتبة مدبولي، ط1، ص95) فهنيئا لناقد العقل العربي بقصور الأداة وفساد التأويل والتلمذة على عقول ملاحدة برواسب استشراقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسؤال الذي ينبغي طرحه الآن هو: أليست هذه (العلمانية) تمارس -على يد عبيدها- استراتيجية الحجب والاستبعاد والمخاتلة والخداع والتحوير الذي تتكلم عنه قراءات المذاهب الحديثة "المقلوبة"؟ ألم يكشف القرآن هذه الإستراتيجيات، وبأدق الأوصاف والتعبيرات كأوصاف الإخفاء والكتمان والتحريف واللبس والخوض والخداع والإبرام والتبديل والمكر واللغو والليّ؟ وليُّ المعنى كما قال ابن القيم في (الرسالة التبوكية) هو "تحريفه وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به، وَتَحْمَالُه ما لم يُرِدْه، أو يُسقط منه بعض ما أراد به، أو نحو ذلك من ليّ المعاني". وهو ما كشفه طرابيشي في نصوص الجابري المبتسرة لأقول علماء وفلاسفة، ونكشف نحن ونفضح ليّه وابتساره لحقائق القرآن وآيات الفرقان.
يجب أن لا يغيب عن بالنا أن للنبوة في التفسير الماركسي والعلماني ارتباطات -مزيفة- بأوضاع و"وضعيات" مادية وتهيئة كهنوتية وسياسية وافرازات معرفية اسطورية زعموا انها صنعت الأنبياء وشكّلتهم وأخرجتهم، ففرعون مع كهنته عند العلماني خليل عبد الكريم صنع موسى وهيّأه للنبوة! -توفي خليل عبد الكريم عن عمر يناهز 73 عاما، وهو المحامي الذي ترافع عن نصر أبو زيد في المحكمة المصرية في قضية "مفهوم النص"، والذي أشاد جابر عصفور بمرافعته في كتابه الصادرعن الهيئة العامة للثقافة (بأموال الشعب!!) بعنوان "ضد التعصب"! - أما المسيح "فاتصل بالكهنة المصريين واغترف من علومهم الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمه والأبرص) والسحر (إحياء الموتى) ... وهكذا ثبت بالحجة القاطعة أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع" وأطوار التنشئة و"سائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع .. إلخ" (فترة التكوين، الأعمال الكاملة لخليل عبد الكريم، دار مصر المحروسة، ط2، القاهرة، 2004، ص 250 و254 - 255). وكذلك فالرسول هو "كسابقه حذوك القذة بالقذة سار في تجربة وقطع أشواطها" (ص255)، والتجربة المزعومة بزعم هذا المفتري تمت على عين وعناية تنظيم رهباني يبدأ من خديجة وورقة وينتهي الى الغلام عداس ورهبان الجزيرة العربية ومدة التهيئة (15) عاما!!. هكذا يفعلون مع الرسول والرسالة.
الآن وبعد ان فرغنا من اختراق الاختراق، وكشف عملية التستر الكبرى للجابري وصلة منهجه بالمناهج الغربية الاستشراقية والفلسفية، وعرضنا اهم ما حاول به إحداث مساس بالإسلام وبشيء من التلميح وبقدر لم نعهده منه من التصريح، يمكننا النظر بتؤدة الى فتوحات سورة القلم وتصويرها الخطير الشأن للنفس (الدهرية/العلمانية)، وغير ذلك من أمور تدل على علم الله اللطيف الخبير وأن القرآن كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإن حاول ذلك العلمانيون المعاصرون كما المستشرقون الحاقدون.
[/ URL]
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7nV6PB99 Z4qekSvR9%2bjr9WyoNaQgEqFyySNX inAQAtzMfcCzdrgecKuMh9JFZ9YWCX akV9SwZksxgtJWlvXWpGKrserksWzW mbsitc09Jacs%3d (http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k2bcOd87 MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7nV6PB99Z 4qekSvR9%2bjr9WyoNaQgEqFyySNXi nAQAtzMfcCzdrgecKuMh9JFZ9YWCXa kV9SwZksxgtJWlvXWpGKrserksWzWm bsitc09Jacs%3d)
والمقال هنا في الجريدة الورقية ص 23
[ URL]http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1074/21-24-1074.pdf
وفي المقال اضافات لم اذكرها في الجريدة ساضعها ان شاء الله غدا او بعد غد
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[10 - Dec-2009, صباحاً 11:55]ـ
المقال الفائت بزياداته التي لم تنشر
اثرت وضعها هنا في سياقها من المقال لاهميتها -ولونتها لسهولة الرجوع اليها لمن قرأ المقال قبل
-
انهيار شرفات الاستشراق ... (ظلمات الجابري)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعلق الجابري على الآية الخامسة من سورة ابراهيم "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ" بقوله:"أما "الظلمات" فهي الوضعية التي كان عليها بنو إسرائيل تحت استبداد فرعون وطغيانه. وأما "النور" فهو إخراجهم من تلك الوضعية والذهاب بهم الى فلسطين ... يتعلق الأمر إذن بالإنتقال من وضعية مادية (فقر، قهر، استبداد) الى وضعية أخرى مادية (!) ... الرجوع (!) الى "الوطن الموعود" (فهم القرآن الحكيم .... القسم الثاني ص246). وقد قدمتُ كلام الجابري تحت عنوان "محاولات بائسة" في تحريفه لحقيقة اسم "الإسلام"، وهو يفعل هنا مع "النور" مافعله هناك مع "الإسلام" كما انه اعمل مبضعه الماركسي الحاجب للحقيقة مع الآية الأولي من السورة نفسها، سورة إبراهيم وهي قوله تعالى:"الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) وهي تتكلم عن (كتاب/تنزيل/نورالله) يقول ان "معناها يجب أن يفهم على ضوء شبيهتها "وثانيتها" (القسم الثاني ص246) يقصد آية إخراج موسى لقومه من الظلمات إلي النور ومعناها في بطن العقل الماركسي يعني الانتقال من وضعية مادية الى اخرى (مستوي عيش!)! وهي في حالة قوم موسى عليه السلام الخروج من وضعية مادية (فقر وغيره) الى الأرض الموعودة وفي حالة صحابة رسول الله "من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش ... الخ، الى وضعية أفضل" (القسم الثاني ص247).والوضعية المادية الأفضل لمستوى عيش أفضل تحتاج الي قتال وحشد وزعيم وصك مصطلحات"اسلام، نور، ظلمات .. إلخ! (النظرة الإستشراقية تعاود نفسها في سطور جابرية!) يقول "أقول إن التوجه إلي العرب،في إطار "لتخرج الناس من الظلمات إلي النور" هو من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية علي مستوي العيش ... الخ، إلى وضعية أفضل، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بحشد "العرب" من خارج مكة للقضاء على استبداد الملأ من قريش بالسلطة المزدوجة التي تشبه السلطة التي كانت تمارس في مصر على الناس" (القسم الثاني ص247). مع أن الآية تتكلم عن "كتاب هادٍ" و"نور" الكتاب نفسه و"تنزيل رباني" وليس عن "وضع مادي" وإخراج هناك وحشد هنا!.
لقد غيّب الجابري حقيقة الوحي ومصدره الأصلي والأًصيل وارجعه الى جدلية ظروف مادية ووضعيات اجتماعية واقتصادية، رامياً من وراء ذلك الى انكار حقيقة دعوة الإسلام والأسماء الشرعية (الإسلام، النور .. إلخ) .. فقد أخرج من مسمى "النور" أصله ومنبعه ومصدره ومشكاته وذلك في عملية بتر للحقيقة استخدم فيها الماركسية كأداة تأويلية ظناً منه انها ستقوم بالدور التعجيزي للإسلام في حين نري أدوات الجابري تتكسر وتتصدع أمام دوي التنزيل بل يدكّها الله دكّاً برفع الحقيقة فوق رؤوس تلاميذ يهود واسرائيل، أشباه كهنة التحريف والتزوير بل هم تلاميذ اليهود والنصارى (الحداثيون) على الحقيقة لا المجاز! .. كان الجابري قد صرّح من قبل بأن الماركسية هي "اداة للعمل، مرشد للعمل يجب ان نسترشد بالنظرية العامة، بالمنهج") التراث والحداثة، مركز دراسات الوحدة العربية، 1991، ط1، ص250)، ومن المعلوم ان كتابات الجابري الأولى تشهد عن بُعد ماركسي واضح، كما ان "الثابت -يضيف محمود اسماعيل العلماني- تواجد أصداء التحليل الماركسي في كتاباته الأخيرة" (فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية، 1988، مكتبة مدبولي، ط1، ص95) فهنيئا لناقد العقل العربي بقصور الأداة وفساد التأويل والتلمذة علي عقول ملاحدة برواسب استشراقية. فهو ماكان له ان يخرج من مدار ماركس الا ليدخل في مدار من بعده من الفلاسفة الجدد وذلك لانغلاقه داخل المنظومة العلمانية الدوغمائية المتسفلة بماديتها ودهريتها ومن المعلوم ان العلمانية إنما هي كما عبر عنها أحد أقطاب مابعد الحداثة وهو علي حرب "رؤية دهرية دنيوية مؤداها أن مرجع الإنسان هو ذاته وعقله وتجاربه" (الممنوع والممتنع لعلي حرب ص 26) ولشاكر النابلسي كلام مماثل.
ان عملية الجابري الطروادية هي قلب لمفاهيم النصوص مما يؤدي في النهاية وكنتيجة الى وصفها -بعد تقدير مبيّت! - بانها ذات طبيعة ناسوتية وصفة دنيوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسؤال الذي ينبغي طرحه الآن هو: أليست هذه (العلمانية) تمارس -علي يد عبيدها- استراتيجية الحجب والإستبعاد والمخاتلة والخداع والتحوير الذي تتكلم عنه قراءات المذاهب الحديثة "المقلوبة"؟ ألم يكشف القرآن هذه الإستراتيجيات، وبأدق الأوصاف والتعبيرات كأوصاف الإخفاء والكتمان والتحريف واللبس والخوض والخداع والإبرام والتبديل والمكر واللغو والليّ؟ وليُّ المعنى كما قال ابن القيم في (الرسالة التبوكية) هو "تحريفه وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به، وَتَحْمَالُه ما لم يُرِدْه، أو يُسقط منه بعض ما أراد به، أو نحو ذلك من ليّ المعاني". وهو ما كشفه طرابيشي في نصوص الجابري المبتسرة لأقول علماء وفلاسفة ونكشف نحن ونفضح ليّه وابتساره لحقائق القرآن وآيات الفرقان.، فهو عند طرابيشي (العلماني) يقوم "بالتمويه والحجب من خلال إبتسار النصوص" (العقل المستقيل في الإسلام ص 389) و"الحجب التام" (ص 151)، ويبدو ان ذلك عند الجابري لا يتم الا في حالة من اللامسؤولية العلمية (بتعبير طرابيشي: وحدة العقل العربي الإسلامي ص304و 285 و277 و881) وفي تجشم من جهد "لامعرفي" (347) و"ضرب من هذاء تأويلي" (ص228).فهو يخرج النص "تماما عن دلالته بإبتتاره ... وتقطيع أوصال .. إلي تحريف دلالته عمدا بالتلبيس علي القاريء) (ص339)
ان نور التوراة التي أنزلت علي موسي عليه السلام انما هو هداية تعاليمها وشرائعها التوحيدية كما قال تعالي "واتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني اسرائيل الا تتخذوا من دوني وكيلا" (سورة الإسراء ( http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=17&vr=2#searched) : آية 2) وقال "أنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور" هذا هو ماجاء به موسي لإخراج قومه اليه "وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا" (سورة الأنعام ( http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=6&vr=91#searched) : آية 91) كما ان الآية الأولي من سورة ابراهيم تتكلم عن الكتاب وآياته المخرجة من الظلمات الي النور مثلها مثل آيات أخر تصف التنزيل وآياته "هو الذي ينزل على عبده ايات بينات ليخرجكم من الظلمات الى النور وان الله بكم لرؤوف رحيم " (سورة الحديد ( http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=57&vr=9#searched) : آية 9) وهو البرهان الرباني والنور الرحماني "يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا" (سورة النساء: آية 174) وهو (الكتاب المنير) (سورة آل عمران ( http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=3&vr=184#searched): آية 184) والمبين والحكيم " تلك ايات الكتاب وقران مبين" (سورة الحجر ( http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=15&vr=1#searched): آية 1) "تلك ايات الكتاب الحكيم" (سورة يونس ( http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=10&vr=1#searched) : آية 1) وتعلم الكتاب وفقهه هو التزكية الحضارة والإنسانية وهو الذي انتج حضارة زاهية " كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون " وفيه مالم يكن يعلمه الإنسان من علوم الدنيا والآخرة، المادة والروح، السماء والأرض، الحضارة والخلافة" وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما (سورة النساء ( http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=4&vr=113#searched): آية 113) ففيه علم مالم يعلمه العرب ولاغيرهم ليخرجهم به من ظلمات الوثنية واساطيرها الأممية وظلمات انحرافات يهود والنصرانية إلي نور القرآن وإعلاناته وأخلاقه وآياته وحقائقه وقيمه ومبادئه ومقاصده وشرائعه وعدله وحكمته وبياناته عن آيات الكون وتناول سننها بالملاحظة والتجريب وتسخيرها بحسب الإمكان فالإخراج هو من كل الأوضاع والأحوال المادية والعقلية والنفسية والروحية والعلمية الخاطئة المظلمة الي نقيضها من العدل والخير والنور
(يُتْبَعُ)
(/)
يجب أن لا يغيب عن بالنا أن للنبوة في التفسير الماركسي والعلماني ارتباطات -مزيفة- بأوضاع و"وضعيات" مادية وتهيئة كهنوتية وسياسية وافرازات معرفية اسطورية زعموا انها صنعت الأنبياء وشكّلتهم وأخرجتهم، ففرعون مع كهنته عند العلماني خليل عبد الكريم صنع موسى وهيّأه للنبوة! -توفي خليل عبد الكريم عن عمر يناهز 73 عام، وهو المحامي الذي ترافع عن نصر ابو زيد في المحكمة المصرية في قضية "مفهوم النص"، والذي أشاد جابر عصفور بمرافعته في كتابه الصادرعن الهيئة العامة للثقافة (بأموال الشعب!!) بعنوان "ضد التعصب"! -، أما المسيح "فاتصل بالكهنة المصريين واغترف من علومهم الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمة والأبرص) والسحر (إحياء الموتي) ... وهكذا ثبت بالحجة القاطعة أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع" وأطوار التنشئة و "سائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع .. ألخ" (فترة التكوين، الأعمال الكاملة لخليل عبد الكريم، دار مصر المحروسة، ط2، القاهرة، 2004، ص 250 و254 - 255). وكذلك فالرسول هو "كسابقه حذوك القذة بالقذة سار في تجربة وقطع أشواطها" (ص255)، والتجربة المزعومة بزعم هذا المفتري تمت على عين وعناية تنظيم رهباني يبدأ من خديجة وورقة وينتهي الى الغلام عداس ورهبان الجزيرة العربية ومدة التهيئة (15) عاما!! ومن قبل هذا المفتري ادعى العلماني طيب تيزيني (عمره الآن 75عام) أن قوله تعالى: "فإن توليتم فماسألتكم من أجر إن أحري إلا علي الله وأمرت ان اكون من المسلمين" (سورة يونس:72) هو أمر قديم صدر لخديجة للزواج من محمد امرتها به مؤسسة مركزية وتنظيم عالمي تمتد حدوده من بيزنطة الى الحجاز والإسكندرية وهي تلزم اتباعها بـ"أوامر لايجوز التنكر لها وإهمالها" (مشروع رؤية جديدة للفكر العربي، مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر، نشأة وتأسيسا لطيب تيزيني، دار دمشق، ط1، 1994، ص299 - 300). ولأن التلفيقات في الزمن العلماني لا حد لها تجده يقول: "كان تصميم خديجة على الزواج من محمد قرارا دينيا وسياسيا جماعيا خطط له في نحو سابق (ص269)، اي أن الزواج كان مؤامرة دينية واحتواء في تنظيم دولي (غربي!!) رأسه في بيزنطة وفرعه في مكة. فمحور المسالة –يقول تيزيني –تمثل في ان "عملية ما بصيغة ما من التهيئة تمت لاحتواء محمد" (ص273) "تمت فيها عملية تأهليه الديني الثقافي اللازمة واذا، اذا أسفر الموقف عن هذه "الوضعية (!) العمومية" لما لا تكون خديجة بنت عم ورقة قد هيئت هي بدورها للقيام بمهمة الزوجة لمحمد" (ص274). وكأن هذا الماركسي يحكي عن تنظيم ماركسي ثوري في المنطقة له علاقة اجبارية مبنية علي اواصر الطاعة او القتل! وبما ان الرغبة والحب شيء غير "عيني/مادي" فقد اخرجته الماركسية مع الغيب والوحي ومحمد الرسول وفؤاد أم المؤمنين من العالم وقلبته الى تموضوعات مؤامراتية وثورات كهنوتية!، ولا تنسى ان طيب تيزيني –هو الداعي الأكبر للجدلية المادية التاريخية في بلاد العرب وتتفرد مؤلفاته كما يقول العلماني هادي العلوي بأنها "مادية غير مستورة" (الأعمال الكبرى لعلوي، 6، ص22) وهو يذهب الى هذا السيناريو كواحد من اكتشافاته المزعومة للوضعيات والتاثيرات (والبنيات الداخلية) المصنعة للنبوة (انظر كتابه "من يهوه الى الله (1) دار دمشق-ط- (1) لسنة 1985ص19 - 43 - -45) وكذلك محاولة الجابري فهي تدور في فلك الأوضاع والوضعيات ومسار الكون والتكوين العلماني.
هكذا يفعلون مع الرسول والرسالة.
الآن وبعد ان فرغنا من اختراق الإختراق، وكشف عملية التستر الكبرى للجابري وصلة منهجه بالمناهج الغربية استشراقية وفلسفية، وعرضنا اهم ما حاول به إحداث مساس بالإسلام وبشيء من التلميح وبقدر لم نعهده منه من التصريح، يمكننا النظر بتؤدة الى فتوحات سورة القلم وتصويرها الخطير الشأن للنفس (الدهرية/العلمانية)، وغير ذلك من أمور تدل على علم الله اللطيف الخبير وان القرآن كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وان حاول ذلك العلمانيون المعاصرون كما المستشرقون الحاقدون.
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 10:51]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
هنا بعض ضحايا الجابري الهالك عامله الله بما يستحق:
http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?p=969052
فليتك تتكرم بالتسجيل هناك ومحاولة إنقاذهم من شركه أخي المكرم
وقعتُ على موضوعهم بالصدفة
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 11:39]ـ
بارك الله فيك اخي جمال الجزائري ولقد ذهبت بعد اشارتك الى الملتقى للتسجيل لكن لايمكن الان التسجيل جتى اشعار اخر
ولقد توفي الجابري بالامس والخبر في قناة الجزيرة -من الامس واليوم-وكأن الذي توفى هو الشيخ بن باز!
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 02:25]ـ
بارك الله فيك اخي جمال الجزائري ولقد ذهبت بعد اشارتك الى الملتقى للتسجيل لكن لايمكن الان التسجيل جتى اشعار اخر
ولقد توفي الجابري بالامس والخبر في قناة الجزيرة -من الامس واليوم-وكأن الذي توفى هو الشيخ بن باز!
شكر الله سعيك أخي الكريم
هم يحتفون بإخوانهم في العلمنة ويقدمونه كمفكر إسلامي وعربي كبير!
المهم أن نستغل فرصة الكلام عنه إعلامياً لبيان حقيقته وحقيقة أفكاره الكفرية الزائفة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 03:58]ـ
رابط المقالات كلها
http://www.assabeelonline.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD(/)
طلب تراجم
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 10:27]ـ
السلام عليكم أهل المنتدى الكرام، أود بعض التراجم لعلماء معاصرين مع ذكر المصدر منهم:
(1) محمد متولي الشعراوي
(2) محمد محمود حجازي
(3) عبد القادر ملّا حويش آل غازي
(4) محي الدين درويش
(5) قونوي صدر الدين محمد
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 12:00]ـ
هل من كريم؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 06:58]ـ
هل من مؤرخ،،، يا أهل المجلس العلمي
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 06:10]ـ
يا صاحبيّ قفا واستخبرا وسلا ... أين الكرام وأين الاخوة الودد
لو أنهم نهضوا للفضل واعتصبوا ... للدين واعتصموا باللّه لانتجدوا
نبغي رسالتنا نرجو مقالتكم ... فالمؤمنون إذا ما أوعدوا صدقوا
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 07:16]ـ
هل من كريم، هل من مؤرخ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثانياً: هل توفى الشيخ محمد رجب البيومي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20060717/Con2006071732749.htm
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 07:46]ـ
محمد متولي الشعرواي المصري
(1329ـ 1419هـ = 1911ـ 1998)
علم بارز من أعلام الدعوة الإسلامية، وإمام فرض نفسه، وحفر لها في ذاكرة التاريخ مكاناً بارزاً كواحد من كبار المفسرين، وكصاحب أول تفسير شفوي كامل للقرآن الكريم، وأول من قدم علم الرازي والطبري والقرطبي وابن كثير وغيرهم سهلاً ميسوراً تتسابق إلى سماعه العوام قبل العلماء، والعلماء قبل العوام.
مولده
- ولد الشعراوي يوم 15 أبريل عام 1911م، بقرية "دقادوس"، مركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، بجمهورية مصر العربية.
- حفظ القرآن الكريم وهو في سن الحادية عشرة، والتحق بمعهد الزقازيق الديني الابتدائي، ثم الإعدادي، فالثانوي.
- حصل على شهادة العالمية من كلية اللغة العربية بالقاهرة سنة 1941م.
- عين مدرساً بالمعهد الديني بطنطا، ثم انتقل إلى الزقازيق ثم إلى الاسكندرية، واستمر تدريسه مدة ثلاث سنوات فقط، سافر بعدها إلى السعودية ضمن البعثة الأزهرية - ليعمل أستاذاً للشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة سنة 1950م، وفي عام 1963م حدث خلاف بين جمال عبدالناصر والملك سعود سُحِبت على إثره البعثة الأزهرية، فعاد إلى مصر، وتولى منصب مدير مكتب شيخ الأزهر الشيخ حسن مأمون.
- وسافر الشيخ مرة أخرى إلى الجزائر رئيساً لبعثة الأزهر، وبقي بها مدرساً لمدة سبع سنوات، قبل أن يعود إلى مصر ويتولى منصب مدير أوقاف محافظة الغربية، ثم بعد ذلك وكيلاً للأزهر الشريف.
- في سنة 1976م اختير وزيراً للأوقاف في وزارة ممدوح سالم، ولكن وقع خلاف بينه وبين السادات "رئيس الجمهورية" فترك الوزارة، وسافر إلى السعودية ولم يعد إلا بعد مقتل السادات سنة 1981م.
نور على نور
عرف الناس الشيخ الشعراوي، وتوثقت صلتهم به، ومحبتهم له من خلال البرنامج التلفزيوني "نور على نور" وهو الذي كان يفسر فيه كتاب الله العزيز، وقد بدأ هذا البرنامج في السبعينات من هذا القرن، ومن خلاله ذاع صيت الشعراوي في مصر والعالم العربي والإسلامي، ومن التليفزيون المصري انتقل البرنامج إلى إذاعات وتليفزيونات العالم الإسلامي كله تقريباً.
كان الشعراوي في تفسيره للقرآن آية من آيات الله، وكان إذا جلس يفسر كأن كلامه حبات لؤلؤ انفرطت من سلكها فهي تنحدر متتابعة في سهولة ويسر.
غواص معانٍ
كان - رحمه الله - في تفسيره كأنه غوَّاصٌ يغوص في بحار المعاني والخواطر، ليستخرج الدرر والجواهر، فإذا سمعت عباراته، وتتبّعْت إشاراته، ولاَمَسَتْ شغافَ قلبك خواطرُه الذكية، وحرّكت خلجات نفسك روحانياتُه الزكية قلتَ: إنه لَقِن معلَّم، أو فَطِنٌ مُفَهَّم، لا يكاد كلامه يخفى على سامعه مهما كان مستواه في العلم، أو قدرته على الفهم، فهو كما قيل السهل الممتنع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى رغم أن علم التفسير علمٌ دقيق، وغالباً ما يُقدم في قوالب صارمة، ولغة صعبة عالية، إلا أن الشعراوي نجح في تقريب الجمل المنطقية العويصة، والمسائل النحوية الدقيقة، وكذلك المعاني الإشارية المُحلِّقة، ووصل بذلك كله إلى أفهام سامعيه، حتى باتت أحاديثه قريبة جداً من الناس في البيوت، والمساجد التي ينتقل فيها من أقصى مصر إلى أقصاها، حتى صار الناس ينتظرون موعد برنامجه ليستمتعوا بسماع تفسيره المبارك.
لقد عاش الشعراوي مع القرآن يعلمه للناس ويتعلم منه، ويؤدب الناس ويتأدب معهم، فتخلَّق بأخلاقه، وتأدب بآدابه، فعاش - رحمه الله - بسيطاً متواضعاً، رغم سعة شهرته، واحتفاء الملوك والأمراء والوجهاء والكبراء به، وكان يحيى حياة بسيطة على طريقة سراة الفلاحين.
كان الشيخ مألوفاً محبوباً، يألفه الناس ويحبونه لصفاء نفسه، ولطف معشره، وحسن دعابته مع مهابة العلماء ووقارهم.
كان الشعراوي واسع الثراء، كثير الإنفاق في سبيل الله تعالى - حتى إنه تبرع مرة بمليون جنيه مصري للمعاهد الأزهرية.
وما زال الشيخ الشعراوي مستمراً في التفسير إلى أواخر حياته، وقبيل أن يمنعه المرض الذي عانى منه قبل وفاته بخمسة عشر شهراً.
وفاة الشيخ
وفي صباح الأربعاء 22 صفر 1419هـ الموافق 17/ 6/1998م انتقلت الروح إلى باريها، وفقدت الأمة علماً آخر من أعلامها البارزين.
وانتهز الصوفية محبة الناس للشعراوي فأقاموا له مقاماً في محافظة الدقهلية، وزعموا أنه كان من أكابر أئمة الطريقة. ومحبي الأولياء، ومقبلي الأعتاب.
رحم الله الشعراوي، وعفا عنه، وجازاه عن القرآن خيراً، وعوض المسلمين خيراً منه. آمين
وهو أيضاً قد
عرف بأسلوبه العذب البسيط في تفسير القرآن، وكان تركيزه على النقاط الإيمانية في تفسيره جعله يقترب من قلوب الناس، وبخاصة وأن أسلوبه يناسب جميع المستويات والثقافات.
إنه الشيخ محمد متولي الشعراوي أشهر من فسر القرآن في عصرنا.
مولده وتعليمه
ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 5 أبريل عام 1911 م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.
في عام 1926 م التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، و حظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون.
وكانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.
فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية.
لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.
فما كان أمام الشيخ إلا أن يطيع والده، ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية، فأخذ يغترف من العلم، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه.
والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة، فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م.
التدرج الوظيفي
تخرج الشيخ عام 1940 م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى.
ولقد اضطر الشيخ الشعراوي أن يدرِّس مادة العقائد رغم تخصصه أصلاً في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع. وفي عام 1963 حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود. وعلى أثر ذلك منع الرئيس عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية وعين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون. ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967، وقد تألم الشيخ الشعراوي كثيرًا لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر والأمة العربية وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلا للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى المملكة العربية السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.
وفي نوفمبر 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م.
وبعد أن ترك بصمة طيبة على جبين الحياة الاقتصادية في مصر، فهو أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو (بنك فيصل) حيث إن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية (د. حامد السايح في هذه الفترة)، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.
وقال في ذلك: إنني راعيت وجه الله فيه ولم أجعل في بالي أحدًا لأنني علمت بحكم تجاربي في الحياة أن أي موضوع يفشل فيه الإنسان أو تفشل فيه الجماعة هو الموضوع الذي يدخل هوى الشخص أو أهواء الجماعات فيه. أما إذا كانوا جميعًا صادرين عن هوى الحق وعن مراده، فلا يمكن أبدًا أن يهزموا، وحين تدخل أهواء الناس أو الأشخاص، على غير مراد الله، تتخلى يد الله.
وفي سنة 1987م اختير فضيلته عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). وقرَّظه زملاؤه بما يليق به من كلمات، وجاء انضمامه بعد حصوله على أغلبية الأصوات (40عضوًا). وقال يومها: ما أسعدني بهذا اللقاء، الذي فرحت به فرحًا على حلقات: فرحت به ترشيحًا لي، وفرحت به ترجيحًا لي، وفرحت به استقبالاً لي، لأنه تكريم نشأ عن إلحاق لا عن لحوق، والإلحاق استدعاء، أدعو الله بدعاء نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أستعيذك من كل عمل أردت به وجهك مخالطاً فيه غيرك. فحين رشحت من هذا المجمع آمنت بعد ذلك أننا في خير دائم، وأننا لن نخلو من الخير ما دام فينا كتاب الله، سألني البعض: هل قبلت الانضمام إلى مجمع الخالدين، وهل كتب الخلود لأحد؟ وكان ردي: إن الخلود نسبي، وهذا المجمع مكلف بالعربية، واللغة العربية للقرآن، فالمجمع للقرآن، وسيخلد المجمع بخلود القرآن
أسرة الشعراوي
تزوج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، وكان اختيارًا طيبًا لم يتعبه في حياته، وأنجب الشعراوي ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة. وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين. وعن تربية أولاده يقول: أهم شيء في التربية هو القدوة، فإن وجدت القدوة الصالحة سيأخذها الطفل تقليدًا، وأي حركة عن سلوك سيئ يمكن أن تهدم الكثير.
فالطفل يجب أن يرى جيدًا، وهناك فرق بين أن يتعلم الطفل وأن تربي فيه مقومات الحياة، فالطفل إذا ما تحركت ملكاته وتهيأت للاستقبال والوعي بما حوله، أي إذا ما تهيأت أذنه للسمع، وعيناه للرؤية، وأنفه للشم، وأنامله للمس، فيجب أن نراعي كل ملكاته بسلوكنا المؤدب معه وأمامه، فنصون أذنه عن كل لفظ قبيح، ونصون عينه عن كل مشهد قبيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا أردنا أن نربي أولادنا تربية إسلامية، فإن علينا أن نطبق تعاليم الإسلام في أداء الواجبات، وإتقان العمل، وأن نذهب للصلاة في مواقيتها، وحين نبدأ الأكل نبدأ باسم الله، وحين ننتهي منه نقول: الحمد لله .. فإذا رآنا الطفل ونحن نفعل ذلك فسوف يفعله هو الآخر حتى وإن لم نتحدث إليه في هذه الأمور، فالفعل أهم من الكلام.
الجوائز التي حصل عليها
منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15/ 4/1976 م قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر.
ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة.
حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.
اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر.
أعدت حوله عدة رسائل جامعية منها رسالة ماجستير عنه بجامعة المنيا ـ كلية التربية ـ قسم أصول التربية، وقد تناولت الرسالة الاستفادة من الآراء التربوية لفضيلة الشيخ الشعراوي في تطوير أساليب التربية المعاصرة في مصر.
جعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989م والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محليًا، ودوليًا، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة.
مؤلفات الشيخ الشعراوي
للشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات، قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها للنشر، وأشهر هذه المؤلفات وأعظمها تفسير الشعراوي للقرآن الكريم، ومن هذه المؤلفات:
الإسراء والمعراج.
أسرار بسم الله الرحمن الرحيم.
الإسلام والفكر المعاصر.
الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج.
الشورى والتشريع في الإسلام.
الصلاة وأركان الإسلام.
الطريق إلى الله.
الفتاوى.
لبيك اللهم لبيك.
100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي.
المرأة كما أرادها الله.
معجزة القرآن.
من فيض القرآن.
نظرات في القرآن.
على مائدة الفكر الإسلامي.
القضاء والقدر.
هذا هو الإسلام.
المنتخب في تفسير القرآن الكريم.
الشاعر
عشق الشيخ الشعراوي ـ رحمه الله ـ اللغة العربية، وعرف ببلاغة كلماته مع بساطة في الأسلوب، وجمال في التعبير، ولقد كان للشيخ باع طويل مع الشعر، فكان شاعرا يجيد التعبير بالشعر في المواقف المختلفة، وخاصة في التعبير عن آمال الأمة أيام شبابه، عندما كان يشارك في العمل الوطني بالكلمات القوية المعبرة، وكان الشيخ يستخدم الشعر أيضاً في تفسير القرآن الكريم، وتوضيح معاني الآيات، وعندما يتذكر الشيخ الشعر كان يقول "عرفوني شاعراً"
وعن منهجه في الشعر يقول: حرصت على أن أتجه في قصائدي إلى المعنى المباشر من أقصر طريق .. بغير أن أحوم حوله طويلا .. لأن هذا يكون الأقرب في الوصول إلى أعماق القلوب. خاصة إذا ما عبرت الكلمات بسيطة وواضحة في غير نقص. وربما هذا مع مخاطبتي للعقل هو ما يغلب على أحاديثي الآن للناس.
يقول في قصيدة بعنوان "موكب النور":
أريحي السماح والإيثار*****لك إرث يا طيبة الأنوار
وجلال الجمال فيك عريق*****لا حرمنا ما فيه من أسرار
تجتلي عندك البصائر معنى*****فوق طوق العيون والأبصار
الشعر ومعاني الآيات
ويتحدث إمام الدعاة فضيلة الشيخ الشعراوي في مذكراته التي نشرتها صحيفة الأهرام عن تسابق أعضاء جمعية الأدباء في تحويل معاني الآيات القرآنية إلى قصائد شعر. كان من بينها ما أعجب بها رفقاء الشيخ الشعراوي أشد الإعجاب إلى حد طبعها على نفقتهم وتوزيعها. يقول إمام الدعاة ومن أبيات الشعر التي اعتز بها، ما قلته في تلك الآونة في معنى الرزق ورؤية الناس له. فقد قلت:
تحرى إلى الرزق أسبابه
فإنك تجهل عنوانه
ورزقك يعرف عنوانك
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما سمع سيدنا الشيخ الذي كان يدرس لنا التفسير هذه الأبيات قال لي: يا ولد هذه لها قصة عندنا في الأدب. فسألته: ما هي القصة: فقال: قصة شخص اسمه عروة بن أذينة .. وكان شاعرا بالمدينة وضاقت به الحال، فتذكر صداقته مع هشام بن عبد الملك .. أيام أن كان أمير المدينة قبل أن يصبح الخليفة. فذهب إلى الشام ليعرض تأزم حالته عليه لعله يجد فرجا لكربه. ولما وصل إليه استأذن على هشام ودخل. فسأله هشام كيف حالك يا عروة؟. فرد: والله إن الحال قد ضاقت بي .. فقال لي هشام: ألست أنت القائل:
لقد علمت وما الإشراق من خلقي ... إن الذي هو رزقي سوف يأتيني
واستطرد هشام متسائلا: فما الذي جعلك تأتي إلى الشام وتطلب مني .. فأحرج عروة الذي قال لهشام: جزاك الله عني خيرا يا أمير المؤمنين .. لقد ذكرت مني ناسيا، ونبهت مني غافلا .. ثم خرج ..
وبعدها غضب هشام من نفسه لأنه رد عروة مكسور الخاطر .. وطلب القائم على خزائن بيت المال وأعد لعروة هدية كبيرة وحملوها على الجمال .. وقام بها حراس ليلحقوا بعروة في الطريق .. وكلما وصلوا إلى مرحلة يقال لهم: كان هنا ومضى. وتكرر ذلك مع كل المراحل إلى أن وصل الحراس إلى المدينة .. فطرق قائد الركب الباب وفتح له عروة .. وقال له: أنا رسول أمير المؤمنين هشام .. فرد عروة: وماذا أفعل لرسول أمير المؤمنين وقد ردني وفعل بي ما قد عرفتم؟ ..
فقال قائد الحراس: تمهل يا أخي .. إن أمير المؤمنين أراد أن يتحفك بهدايا ثمينة وخاف أن تخرج وحدك بها .. فتطاردك اللصوص، فتركك تعود إلى المدينة وأرسل إليك الهدايا معنا .. ورد عروة: سوف أقبلها ولكن قل لأمير المؤمنين لقد قلت بيتا ونسيت الآخر .. فسأله قائد الحراس:
ما هو؟ .. فقال عروة:
أسعى له فيعييني تطلبه ... ولو قعدت أتاني يعينني
وهذا يدلك ـ فيما يضيفه إمام الدعاة ـ على حرص أساتذتنا على أن ينمو في كل إنسان موهبته، ويمدوه بوقود التفوق.
مواقف وطنية
ويروي إمام الدعاة الشيخ الشعراوي في مذكراته وقائع متفرقة الرابط بينها أبيات من الشعر طلبت منه وقالها في مناسبات متنوعة .. وخرج من كل مناسبة كما هي عادته بدرس مستفاد ومنها مواقف وطنية.
يقول الشيخ: و أتذكر حكاية كوبري عباس الذي فتح على الطلاب من عنصري الأمة وألقوا بأنفسهم في مياه النيل شاهد الوطنية الخالد لأبناء مصر. فقد حدث أن أرادت الجامعة إقامة حفل تأبين لشهداء الحادث ولكن الحكومة رفضت .. فاتفق إبراهيم نور الدين رئيس لجنة الوفد بالزقازيق مع محمود ثابت رئيس الجامعة المصرية على أن تقام حفلة التأبين في أية مدينة بالأقاليم. ولا يهم أن تقام بالقاهرة .. ولكن لأن الحكومة كان واضحا إصرارها على الرفض لأي حفل تأبين فكان لابد من التحايل على الموقف .. وكان بطل هذا التحايل عضو لجنة الوفد بالزقازيق حمدي المرغاوي الذي ادعى وفاة جدته وأخذت النساء تبكي وتصرخ .. وفي المساء أقام سرادقا للعزاء وتجمع فيه المئات وظنت الحكومة لأول وهلة أنه حقا عزاء .. ولكن بعد توافد الأعداد الكبيرة بعد ذلك فطنت لحقيقة الأمر .. بعد أن أفلت زمام الموقف وكان أي تصد للجماهير يعني الاصطدام بها .. فتركت الحكومة اللعبة تمر على ضيق منها .. ولكنها تدخلت في عدد الكلمات التي تلقى لكيلا تزيد للشخص الواحد على خمس دقائق .. وفي كلمتي بصفتي رئيس اتحاد الطلبة قلت: شباب مات لتحيا أمته وقبر لتنشر رايته وقدم روحه للحتف والمكان قربانا لحريته ونهر الاستقلال .. ولأول مرة يصفق الجمهور في حفل تأبين. وتنازل لي أصحاب الكلمة من بعدي عن المدد المخصصة لهم .. لكي ألقى قصيدتي التي أعددتها لتأبين الشهداء البررة والتي قلت في مطلعها:
نداء يابني وطني نداء*****دم الشهداء يذكره الشباب
وهل نسلوا الضحايا والضحايا*****بهم قد عز في مصر المصاب
شباب برَّ لم يفْرِق .. وأدى*****رسالته، وها هي ذي تجاب
فلم يجبن ولم يبخل وأرغى*****وأزبد لا تزعزعه الحراب
وقدم روحه للحق مهرًا*****ومن دمه المراق بدا الخضاب
وآثر أن يموت شهيد مصر*****لتحيا مصر مركزها مهاب
مع الشعراء
وللشيخ الشعراوي ذكريات مع الشعراء والأدباء، شهدت معارك أدبية ساخنة، وكان للشيخ فيها مواقف لا تنسى.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشيخ: حدث أيام الجماعة الأدبية التي كنت أرأسها حوالي عام 1928 .. والتي كانت تضم معي أصدقاء العمر الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي ـ أطال الله عمره ـ والمرحوم محمد فهمي عبد اللطيف وكامل أبو العينين وعبد الرحمن عثمان رحمه الله .. حدث أن كانوا على صلة صداقة مع شاعر مشهور وقتها بطول اللسان والافتراء على أي إنسان اسمه عبد الحميد الديب، صاحب قصيدة "دع الشكوى وهات الكأس واسكر" .. والذي لم يسلم أحد من لسانه .. والذي كان يعيش على هجاء خلق الله إلى أن يمنحوه مالا .. وجاءت ذات ليلة سيرتي أمامه .. وقال له الأصدقاء أعضاء الجماعة الأدبية عن كل ما أقرضته من قصائد شعرية .. فرد وقال: الشيخ الشعراوي شاعر كويس .. ولكن لا يصح أن يوصف بأنه شاعر .. ولما سألوه: لماذا؟ .. قال: إن المفترض في شعر الشاعر أن يكون مجودا في كل غرض .. وهو لم يقل شعرا في غرضين بالذات ولما حكوا لي عن هذا الذي قاله الشاعر محجوب عبد الحميد الديب .. قلت لهم: أما أنني لم أقل شعرا في الغزل .. فأرجو أن تبلغوه بأنني أقرضت الشعر في الغزل أيضا .. لكنه غزل متورع .. وانقلوا إليه الأبيات عني .. والتي قلت فيها:
من لم يحركه الجمال فناقص تكوينه*****وسوى خلق الله من يهوي ويسمح دينه
سبحان من خلق الجمال والانهزام لسطوته*****ولهذا يأمرنا بغض الطرف عنه لرحمته
من شاء يطلبه فلا إلا بطهر شريعته*****وبذا يدوم لنا التمتع ها هنا وبجنته
وأما عن الهجاء فقلت لأصدقائي: إنني لا أجد موضوعا أتناوله إلا أن أهجو عبد الحميد الديب نفسه .. ولن أشهر به .. ولكن فليأت إلينا .. ويجلس معنا .. وأقول له أنني سوف أهجوك بكذا وكذا .. ثم أخيره بعد ذلك أن يعلن هجائي له أو لا يعلنه .. وقد تحداني وقدم إلى منزلي بباب الخلق وسألني: ما الذي سوف تقوله في عبد الحميد الديب يا ابن الشعراوي؟ فقلت له: والله لن أقول شعري في هجائك لأحد إلى أن تقوله أنت وأنا أقطع بأنك لن تكرر على مسامع الناس هجائي لك .. وبالفعل ما سمعه عبد الحميد الديب مني في هجائه لم يستطع ـ كما توقعت ـ أن يكرره على مسامع أحد .. ولذلك كنت الوحيد من شلة الأدباء الذي سلم من لسانه بعدها. لأنه خاف مني وعلم قوتي في شعر الهجاء أيضا .. ومن هنا ترسخ يقيني بأن التصدي للبطش والقوة لا يكون إلا بامتلاك نفس السلاح .. سلاح القوة ولكن بغير بطش ..
أشعار ومناسبات
ويقول الشيخ عن أشعاره في المناسبات المختلفة: كنا في كل مناسبة نعقد ندوات ونلقي بالأشعار، وكان هذا مبعث نهضة أدبية واسعة في زماننا .. كانت معينا لا ينضب لغذاء القلب والعقل والروح لا يفرغ أبدا .. وأذكر من هذه الأيام أن كنا نحيي في قريتنا ذكرى الوفاء الأولى لرحيل حبيب الشعب سعد زغلول. وطلب مني خالي أن أقرض أبياتا في تأبين الزعيم .. فقلت على ما أذكر:
عام مضى وكأنه أعوام*****يا ليته ما كان هذا العام
ويومها قال لي خالي ومن سمعوني: يا آمين .. قلت وأوجزت .. وعبرت .. عما يجيش في صدور الخلق.
قالوا عن الشيخ الشعراوي
فقد العلماء بالموت خسارة إنسانية كبرى، إن الناس يحسون عندئذ أن ضوءا مشعا قد خبا، وأن نورا يهديهم قد احتجب، ولقد كان هذا شيئا قريبا من إحساسنا بموت الشيخ محمد متولي الشعراوي يرحمه الله تبارك وتعالى.
كان أول ظهور له على المستوى العام "في التليفزيون" هو ظهوره في برنامج "نور على نور" للأستاذ أحمد فراج.
وكانت الحلقة الأولى التي قدمها عن حلية رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
كانت الحلقة تتحدث عن أخلاق الرسول وشمائله، ورغم أن هذا الموضوع قديم كتب فيه الكاتبون، وتحدث فيه المتحدثون، إلا أن الناس أحسوا أنهما أمام فكر جديد وعرض جديد ومذاق جديد .. لقد أحسوا أنهم يسمعون هذا الكلام لأول مرة.
ولعل هذه كانت أول مزية للشيخ الشعراوي، إن القديم كان يبدو جديدا على لسانه، أيضا أشاعت هذه الحلقة إحساسا في الناس بأن الله يفتح على الشيخ الشعراوي وهو يتحدث، ويلهمه معاني جديدة وأفكارا جديدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد هذا القبول العام انخرط الشيخ الشعراوي في محاولة لتفسير القرآن وأوقف حياته على هذه المهمة؛ ولأنه أستاذ للغة أساسا كان اقترابه اللغوي من التفسير آية من آيات الله، وبدا هذا التفسير للناس جديدا كل الجدة، رغم قدمه ورغم أن تفسير القرآن قضية تعرض لها آلاف العلماء على امتداد القرون والدهور، إلا أن تفسير الشيخ الشعراوي بدا جديدا ومعاصرا رغم قدمه، وكانت موهبته في الشرح وبيان المعاني قادرة على نقل أعمق الأفكار بأبسط الكلمات .. وكانت هذه موهبته الثانية.
وهكذا تجمعت القلوب حول الرجل وأحاطته بسياج منيع من الحب والتقدير .. وزاد عطاؤه وزاد إعجاب الناس به، ومثل أي شمعة تحترق من طرفيها لتضيء مضي الشيخ الشعراوي في مهمته حتى اختاره الله إلى جواره .. عزاء لنا وللأمة الإسلامية.
"أحمد بهجت"
إن الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله كان واحدًا من أعظم الدعاة إلى الإسلام في العصر الذي نعيش فيه. والملكة غير العادية التي جعلته يطلع جمهوره على أسرار جديدة وكثيرة في القرآن الكريم.
وكان ثمرة لثقافته البلاغية التي جعلته يدرك من أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم ما لم يدركه الكثيرون وكان له حضور في أسلوب الدعوة يشرك معه جمهوره ويوقظ فيه ملكات التلقي. ولقد وصف هو هذا العطاء عندما قال: "إنه فضل جود لا بذل جهد". رحمه الله وعوض أمتنا فيه خيرًا.
د."محمد عمارة"
إن الشيخ الشعراوي قد قدم لدينه ولأمته الإسلامية وللإنسانية كلها أعمالا طيبة تجعله قدوة لغيره في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
د."محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر"
فقدت الأمة الإسلامية علما من أعلامها كان له أثر كبير في نشر الوعي الإسلامي الصحيح، وبصمات واضحة في تفسير القرآن الكريم بأسلوب فريد جذب إليه الناس من مختلف المستويات الثقافية.
د."محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف"
إن الشعراوي أحد أبرز علماء الأمة الذين جدد الله تعالى دينه على يديهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها].
د."أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر"
إن الفقيد واحد من أفذاذ العلماء في الإسلام قد بذل كل جهد من أجل خدمة الأمة في دينها وأخلاقها.
"الشيخ أحمد كفتارو مفتي سوريا"
إن الجمعية الشرعية تنعى إلى الأمة الإسلامية فقيد الدعوة والدعاة إمام الدعاة إلى الله تعالى، حيث انتقل إلى رحاب ربه آمنا مطمئنا بعد أن أدى رسالته كاملة وبعد أن وجه المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما يصلح شئون حياتهم ويسعدهم في آخرتهم. فرحم الله شيخنا الشعراوي رحمة واسعة وجعله في مصاف النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه الله عما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء.
د."فؤاد مخيمر رئيس عام الجمعية الشرعية"
لا شك أن وفاة الإمام الراحل طيب الذكر فضيلة الشيخ الشعراوي تمثل خسارة فادحة للفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية والعالم الإسلامي بأسره، فقد كان رحمه الله رمزًا عظيمًا من رموز ذلك كله وخاصة في معرفته الشاملة للإسلام وعلمه المتعمق وصفاء روحه وشفافية نفسه واعتباره قدوة تحتذى في مجال العلم والفكر والدعوة الإسلامية وإن حزننا لا يعادله إلا الابتهال إلى الله بأن يطيب ثراه وأن يجعل الجنة مثواه.
"د. أحمد هيكل وزير الثقافة السابق"
لا ينبغي أن نيأس من رحمة الله والإسلام الذي أفرز الشيخ الشعراوي قادر على أن يمنح هذه الأمة نماذج طيبة وعظيمة ورائعة تقرب على الأقل من الشيخ الشعراوي ومع ذلك نعتبر موته خسارة كبيرة، خسارة تضاف إلى خسائر الأعوام الماضية أمثال أساتذتنا الغزالي وجاد الحق وخالد محمد خالد. وأخشى أن يكون هذا نذير اقتراب يوم القيامة الذي أخبرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن من علاماته أن يقبض العلماء الأكفاء الصالحون وأن يبقى الجهال وأنصاف العلماء وأشباههم وأرباعهم فيفتوا بغير علم ويطوعوا دين الله وفقا لضغوط أولياء الأمور ويصبح الدين منقادًا لا قائدًا.
ونسأل الله أن يجنب الأمة شر هذا وأن يخلفها في الشيخ الشعراوي خيرًا.
============================== ========================
محي الدين درويش الحمصي
من أفاضل علماء حمص على ما أعرف وتوفى عام 1402هـ
له: إعراب القرآن وبيانه
==============================
محمد محمود حجازي المصري مفسرله التفسير الواضح
=========================
والله المستعان
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 02:59]ـ
بارك الله فيك يا أخي المتنبي أبو الطيب وأكثر الله من أمثالك وهدانا إلى ما يحب الله ويرضى ولكن؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل هذا الخبر صحيح هل توفى الشيخ محمد رجب البيومي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2006...6071732749.htm
ثانياً: هل من خيِّرٍ يكمل لنا بقية تراجم العلماء وبخاصة الشيخ ملا الحويش، ومحمد محمود حجازي، ومحي الدين درويش
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 11:45]ـ
يا أهل الألوكة الكرام
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 06:44]ـ
يا صاحبيّ قفا واستخبرا وسلا ... أين الكرام وأين الاخوة الودد
لو أنهم نهضوا للفضل واعتصبوا ... للدين واعتصموا باللّه لانتجدوا
نبغي رسالتنا نرجو مقالتكم ... فالمؤمنون إذا ما أوعدوا صدقوا
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 - Apr-2009, مساء 04:04]ـ
بالأمس القريب طلبت من بعض أهل المجلس هاتيك التراجم فولج من ولج وأنا أدري أن قلبه ينفطر لعدم إجابته إياي ووالله إني لأشعر بذلكم الهاجس الذي يعتريني ويصيبني عندما لا أجد حلاً لمشكلة أخي الآلوكي ووالله إنني لأحزن كل الحزن لذلك، وأعلم أن أهل المجلس كذلك فهم أهل الخير واليمن والبركات ولذلك أقدم لهم هذه الترجمة للسيد محيي الدين درويش الحمصي أحد رجالات حمص الأجلاء وهو
محيي الدين الدرويش
(1326 - 1403 هـ= 1908 - 1982 م)
محيي الدين بن أحمد مصطفى الدرويش.
ولد في مدينة حمص (سورية)، وفيها توفي.
عاش في سورية.
تلقى علومه في مدارس حمص، حيث كانت في ذلك الوقت عبارة عن كتاتيب يتلقى فيها طلاب العلم القرآن الكريم وعلومه، ظهرت نجابته فأنهى دراسته للقرآن
الكريم وهو في سن العاشرة؛ مما أهله للالتحاق بمدرسة دار المعلمين العليا في دمشق.
عمل مدرسًا للأدب العربي في مدارس حمص التجهيزية بعد أن اختارته وزارة المعارف لهذا العمل في عام 1932، وفي عام 1963 أصدر مجلة «الخمائل الأدبية»
التي كانت متنفس الأدباء والشعراء داخل القطر السوري وخارجه، وكان قد رأس تحرير عدد من الجرائد.
كان عضوًا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
الإنتاج الشعري:
- أورد له كتاب «الحركة الشعرية المعاصرة في حمص» العديد من النماذج الشعرية، وأورد له كتاب «من أعلام حمص» نماذج من شعره، ونشرت له مجلة «الرسالة» عددًا من القصائد منها: «بقية حلم» - العدد (166) - القاهرة سبتمبر 1936، و «مساء القرية» - العدد (173) - القاهرة أكتوبر 1936، ونشرت له مجلة الخمائل عددًا من القصائد منها: «اليتيم» - العددان (25 و26) - حمص ديسمبر 1964.
الأعمال الأخرى:
- له عدد من الدراسات والبحوث منها: تحقيق «ديوان ديك الجن» بالاشتراك - مطابع الفجر - حمص 1960، والرواد الأوائل للشعر في مدينة حمص - مجلة العمران العددان (27 و28) - حمص مارس 1969، وإعراب القرآن وبيانه - دار ابن كثير - دمشق 1988، ونشرت له مجلة الخمائل عددًا من المقالات منها: الشريف الرضي في غزله - العدد (21) - سبتمبر 1962، والصور الفنية المقتبسة من القرآن - العدد (14) - يناير 1963، وأبوالعلاء المعري في رسالة الغفران - في عشر حلقات منذ عام 1964.
يجيء شعره تعبيرًا صادقًا عن انحيازه التام لهموم البائسين. مدافع عن حرية وطنه وقضايا أمته العربية، له شعر في الشكوى والعتاب، إلى جانب شعر له في الحنين إلى مغاني الصبا وذكريات الشباب، وكتب في الوصف والخمر، وله شعر في الغزل.
تتميز لغته باليسر وخياله بالنشاط.
مصادر الدراسة:
1 - أدهم آل جندي: أعلام الأدب والفن (جـ 2) - مطبعة الاتحاد - دمشق 1958.
2 - عبدالقادر عياش: معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين - دار الفكر - دمشق 1985.
3 - عبدالمعين الملوحي: بلدي الصغير الحبيب حمص - غرفة التجارة والصناعة - حمص 2002.
4 - محمد غازي التدمري: الحركة الشعرية المعاصرة في حمص1900 - 1956 - مطبعة سورية - دمشق 1980.
: من أعلام حمص (جـ 1) - دار المعارف - حمص 1999.
5 - لقاء أجراه الباحث أحمد هواش مع عبدالمعين الملوحي أحد تلاميذ المترجم له - حمص 2003.
من معجم البابطين على هذا الرابط:
http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=7223
وذلكم المعجم جم الفوائد غزير المادة نتمنى أن يتجرد حسام الحب من غمده فيجزم بمجيء ذلك المعجم ونصبه في الآلوكة
حتى تنتشي عطور الفضل ولعله لهذا الشخص من قبيل المتواتر لا الآحاد ولكنه آحاد في الفضل لا يسبقه أحد في فضله
فهل من مشمر أيها السادة الأجلاء والفضلاء
ـ[فياض علي]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 06:34]ـ
لا زال فضيلة العلامة الأديب المؤرخ الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومي، عميد كلية اللغة العربية بجامعة المنصورة سابقا، ورئيس تحرير مجلة الأزهر سابقا، وعضو مجمع البحوث الإسلامية (هيئة كبار العلماء) بالأزهر، على قيد الحياة، وهو على فراش المرض، شفاه الله وعافاه، وقد اتصلت به أكثر من مرة، وسألته بعض الأسئلة، حفظه الله ورعاه، وشكرا لكم.(/)
:: مجامع اللعنة::
ـ[أبو نافع]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 11:35]ـ
http://www.salafvoice.com/sitefiles/pic_adv/923715549.gif
مجامع اللعنة
كتبه/ أحمد يحيى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإنه لا يشك مسلم نطق بالشهادتين، وصدَّق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أن دعوة الأنبياء كلهم واحدة، غايتها تحقيق العبودية لله -تعالى- دون ما سواه، وأن الأنبياء وإن اختلفت شرائعهم، إلا أنهم لم يختلفوا في أصل دعوتهم إلى توحيد الله -تعالى-، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلاَّتٍ وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ فَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِيَّ) متفق عليه.
فقد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن الأنبياء -عليهم السلام- متفقون في أصل دعوتهم، وخص من بينهم عيسى -عليه السلام-؛ لأنه ليس بينهما نبي، وهذا أحرى أن يعي المسلم حقيقة دعوة المسيح -عليه السلام-، وما أرسل به من عند الله -تعالى-، وهذا ما لخصه النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- مرفوعًا: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ، أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ) متفق عليه.
فجمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين نفسه الكريمة وبين عيسى -عليه السلام- في صفتي العبودية والرسالة؛ ليشير بذلك إلى المعنى السابق، أنه أولى الناس بعيسى ابن مريم -عليه السلام-، وأن وسطية عيسى -عليه السلام- هي ذاتها وسطية محمد -صلى الله عليه وسلم-، وفي ذلك رد على اليهود الذين انتقصوه ونفوا رسالته، وعلى النصارى الذين غلوا فيه ونفوا عبوديته لله -تعالى-، فكانت أمة الإسلام هي أولى الناس بعيسى -عليه السلام-، وهم الذين اتبعوه حقًا؛ كما قال -تعالى-: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) (آل عمران:55)، فإن الذين اتبعوه على الحقيقة هم المسلمون، فهم الظاهرون فوق الناس إلى يوم القيامة، وليس من ضل عن دينه الذي أرسله الله به.
وللأسف فإن هذا المعنى -الذي نريد أن يفهمه ويتدبره نصارى اليوم- قد غاب عن كثير من أبناء الإسلام، حتى ظنوا أن نصارى اليوم هم المقصودون بأنهم أتباع المسيح وحواريوه، ولا يدرون -عن جهل- أن دين هؤلاء النصارى ليس هو الدين الذي أُرسل به المسيح -عليه السلام-؛ فإن دعوة عيسى -عليه السلام- إنما كانت لتوحيد الله -عز وجل-، كما أخبر به القرآن في قوله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) (المائدة:116).
والعجيب أن نفس هذا المعنى ما زال موجودًا في الإنجيل الذي بين أيدي نصارى اليوم، رغم ما حرفوا فيه وغيروا، ففي إنجيل مرقس (12/ 28 - 29): "فجاء واحد من الكتبة، وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسنًا سأله: أية وصية هي أول الكل؟ فأجابه يسوع: إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد".
وفي إنجيل يوحنا (17/ 3): "وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ"، وفيه أيضًا (20/ 17 - 18) في ذكر حديث المسيح مع مريم المجدلية: "قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي، ولكن اذهبي إلى إخوتي، وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم".
(يُتْبَعُ)
(/)
فظلت الدعوة إلى التوحيد على لسان المسيح -عليه السلام- حتى فيما تناقلوه بينهم في أناجيلهم المحرفة.
إذن، كيف تغير دين المسيح من الحنيفية إلى ما عليه نصارى اليوم من وثنية في ثياب المسيحية؟
أقول: إن وثنية نصارى اليوم ليست حديثة الميلاد ولا جديدة المهد، بل إن نصارى اليوم هم خلفاء الذين غيَّروا دين المسيح وبدلوه أول مرة، فإن فروع تلك الشجرة الخبيثة استمدت خبث ثمارها من خبث أصولها.
وتلك الأصول التي أنبتت تلك الشجرة لم تكد تتفق فيما بينها على قول واحد، بل تفرقوا وتشرذموا طوائف عدة كلما دخلت أمة لعنت أختها، حتى توارثوا الفرقة والاختلاف، بل التلاعن أيضًا، فإنك لو طفت في تاريخهم المظلم لوجدتهم كما قال الله -تعالى-: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (الحشر:14)، لا يتفقون إلا على شيء واحد فقط هو الكذب على الله -عز وجل-؛ ولذا فلا غرابة أن تُنبت أشجار الكذب ثمار الفرقة والاختلاف، وهذا من عقوبة الله -تعالى- لهم في الدنيا، وأما في الآخرة فكما قال -تعالى- فيهم: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ) (الزمر:60).
فإذا أردت أن تعرف مدى كذبهم فانظر مدى اختلافهم، وهذا على عكس ما يظنه سذج المسلمين ممن غرتهم دعوات الكذب النصرانية إلى التسامح والتقارب، ثم جروهم رغمًا عنهم إلى الدعوة إلى وحدة الأديان المزعومة، وجهلوا أو تجاهلوا ما كان يفعله النصارى -وما زالوا يفعلونه- ممن فارقهم واختلف معهم من أبناء ملتهم.
النصارى والدين الجديد:
ظلت الدعوة إلى التوحيد بعد رفع المسيح -عليه السلام- إلى السماء بين الحواريين وأتباعهم، وكان النصارى بين شقي الرحى؛ بين اضطهاد اليهود، واضطهاد الرومان الوثنيين، فلم تكد تمر ثلاثمائة سنة على رفع المسيح -عليه السلام- حتى تخلى النصارى عن كثير من شعائر دينهم رغبة في استمالة الرومان الذين ثبتوا على وثنيتهم ليستنصروا بهم على اليهود، الذين أرهقوهم ذلاً واستعبادًا، فركبوا لهم دينًا يجمع بين ما تبقى بأيديهم مما توارثوه عن أسلافهم وبين ما يعتقده الفلاسفة الوثنيون، فنقلوهم من عبادة الأوثان المجسمة إلى عبادة الصور التي لا ظل لها، حتى امتلأت بها كنائسهم إلا القليل، ونقلوهم من السجود للشمس إلى السجود جهة المشرق، ونقلوهم من القول باتحاد العاقل والمعقول والعقل إلى القول باتحاد الأب والابن والروح القدس، فاندرست بذلك معالم دينهم، وطمست شعائره تحت ثياب الوثنية الطاغية آنذاك.
المجامع المسكونية:
مع انتشار الداء الوثني في جسد الأمة النصرانية ظل من عقلاء النصارى من ثبت على ما كان عليه أسلافهم السابقون أو كان قريبًا من ذلك، وذلك عند بداية تحريف دين المسيح، فأعلنوا استنكار فشو تلك العقائد الوثنية بين أتباع المسيح -عليه السلام- الذي كانت دعوته في صلب التوحيد، فنشأ بسبب هذا الاختلاف العلني عدة مجامع تفصل في هذا الاختلاف والتي أطلق عليها "المجامع المَسكونية"، وهي نسبة إلى المسكونة، أي الأرض التي يسكنها البشر؛ لأنهم أرادوا أن تنتشر الدعوة إلى معتقدهم في كل بقاع الأرض.
ويطلق على المجمع أنه مجمع مسكوني إذا توفر فيه أربعة شروط:
1 - انعقاده بسبب ظهور بدعة أو انشقاق يؤثر على الإيمان الكنسي.
2 - انعقاده بدعوة من الإمبراطور المسيحي.
3 - حضور غالبية أساقفة الكنيسة شرقاً وغرباً، حتى يتم تمثيل كامل للكنيسة الجامعة ككل.
4 - إقرار حكم جديد أو الاستقرار على رأي لم يُتفق عليه من قبل.
وقد اجتمع النصارى عشرة مجامع مسكونية، كان أولها على عهد الملك "قسطنطين" الذي جمعهم من سائر الأقطار، وكان آخرها على عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- أو بعده بقليل، ليتفرقوا كعادتهم ما بين لاعن وملعون! هذا مع أنه كان بين المجمع الأول والعاشر أقل من ثلاثمائة سنة، وأصحاب تلك المجامع هم كبار الأساقفة، بلغوا خلال تلك المجامع العشرة أكثر من أربعة عشر ألفًا، ومع ذلك تفرقوا بين لاعن وملعون!!
وهذه المجامع العشرة هي:
1 - مجمع أنطاكية (324م):
(يُتْبَعُ)
(/)
وحضره "13" أسقفًا فقط، وقرروا فيه لعن بولس وكل من يقول بقوله: "إن الله جوهر واحد وأقنوم واحد، ويسمونه بثلاثة أسماء، ولا يؤمنون بالكلمة ولا بروح القدس".
2 - مجمع نيقية (325م):
عقد في مدينة نيقية بتركيا بعد ما ظهر رجل يدعى "آريوس" يظهر الاعتقاد بأن المسيح رسول من عند الله، مخلوق كغيره من البشر، ليس له صفات الإلهية، فدعا الملك "قسطنطين" كنائس النصارى لعقد مجمع للفصل بينهم في حقيقة المسيح -عليه السلام-، فحضر المجمع (2048) أسقفًا من مختلف أنحاء العالم، ثم انقسموا فريقين فريق يؤيد (آريوس) في اعتقاده، وكانوا (1731) أسقفًا، وفريق معارض يقول بألوهية المسيح، وكانوا (317) أسقفًا فقط برئاسة (إثناسيوس) الذي كان شماسًا في كنيسة الإسكندرية.
استعرض الملك (قسطنطين) الآراء، ومال إلى رأي (إثناسيوس) وأتباعه -رغم قلتهم-؛ إذ يقرون بتجسد الآلهة ونزولها من السماء، كما كانت عليه عقيدة الرومان الوثنية التي يؤمن بها "قسطنطين"، فوجد هذا الوثني ضالته في ذاك الرأي.
ومن أعجب العجب أن يفصل هذا الوثني بين طوائف النصارى المختلفة حول حقيقة المسيح، ويستنصروا به في نصرة مذهبهم رغم وثنيته، ولعلهم اضطروا إلى تعميده في مرض موته؛ لئلا يكون ذلك وصمة عار في جبينهم ومستمسكًا عليهم لمخالفيهم ممن رفضوا عقيدته الوثنية، ولكن مهما فعلوا فسيظل ذلك وصمة عار في جبينهم، حتى يرجعوا إلى ما كان عليه المسيح -عليه السلام- من التوحيد.
وفي هذا المجمع أصدر المجمع قانون الإيمان الذي اتفق عليه موافقو (قسطنطين) و (إثناسيوس) والذي يقرون فيه بأن المسيح هو: "ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر"، وهذا الذي عليه كافة طوائف النصارى اليوم.
وفيه أيضًا اختيرت الأناجيل التي لا تتنافى مع معتقدهم وتجميعها في مجلد واحد أصبح فيما بعد "العهد الجديد"، الذي يجمع أناجيل (مرقس) و (متى) و (لوقا) و (يوحنا)، وأحرقوا كافة الأناجيل الأخرى التي تتعارض مع معتقدهم، وإن كانت أقدم من تلك الأناجيل المختارة، ويؤكد ذلك اكتشاف (إنجيل يهوذا) الذي يناقض ما هم عليه من وثنية، والذي يعتبر تاريخه أقدم من تاريخ تلك الأناجيل الأربعة، كما يظهر من مخطوطاته التي تشير إلى القرن الثالث الميلادي.
وعلى إثر هذا المجمع لُعن (آريوس) ومن معه ممن أنكروا ألوهية المسيح -عليه السلام- وصلبه.
3 - مجمع القسطنطينية الأول (381م):
وفيه أقر القول بألوهية الروح القدس الذي نصره (ملانيوس) ضد (مكدونيوس) الذي نفاها.
4 - مجمع أفسس الأول (431م):
وفيه أقر قول (نسطورس) الذي تنسب إليه (النسطورية)، والذي كان يقول: إن للمسيح طبيعتين لاهوتية وناسوتية، وأن مريم ولدت الناسوت فقط دون اللاهوت.
5 - مجمع أفسس الثاني (449م):
وفيه أقر قول (أوطيسوس) بأن المسيح قبل التجسد له طبيعتان، وأما بعد التجسد فله طبيعة واحدة متحدة الناسوت واللاهوت، وهذا هو قول (اليعقوبية) قديمًا و (الأرثوذكس) حديثًا.
6 - مجمع خلقيدونية (451م):
وأنشئ بسبب اختلافهم حول طبيعة المسيح، إذ نصر القول بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين، إحداهما ناسوتية والأخرى لاهوتية نتيجة حلول اللاهوت (الأب) في الناسوت (الابن)، بينما ظلت طائفة أخرى تقول بأن للمسيح طبيعة واحدة متحدة اللاهوت والناسوت، وأنهما لم يتفارقا لحظة واحدة.
وهذا المجمع هو الذي قسم الكنائس النصرانية إلى قسمين، فالكنائس الرومانية والبيزنطية تقول بالقول الأول الذي أقره هذا المجمع، والكنائس الشرقية والأرمينية والسريانية تقول بالثاني الذي عارضه وأنكره، ولذلك فهي لا تقر بهذا المجمع ولا بما بعده.
وعلى هذا الاختلاف نشأ الاختلاف المعاصر بين الكنائس النصرانية، فتوارث الكاثوليك القول الأول، وتوارث الأرثوذكس القول الثاني.
7 - مجمع القسطنطينية الثاني:
وفيه أقرت مقالة (الملكانية) مرة أخرى بحد السيف بعد أن كادت تضعف أمام (اليعقوبية).
8 - مجمع نيقية الثاني:
وفيه أقر القول بقيامة المسيح ضد من نفاها والتأكيد على ما أقر في مجمع (خلقيدونية).
9 - مجمع رومية:
وكان هذا زمان معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-، وفيه ثبتت أقوال المجامع السابقة له بدءًا من مجمع (خلقيدونية).
10 - المجمع العاشر:
وفيه أقر ما أقر في المجمع التاسع.
(يُتْبَعُ)
(/)
الخلاصة:
هذه هي أشهر المجامع عند النصارى، وإن كان أشهرها سبعة مجامع، وهي ما عدا الأول والتاسع والعاشر، وهذا وفقًا للكنائس الرومانية والبيزنطية "والتي انبثق منهما المذهب الكاثوليكي"، أما الكنائس الشرقية والأرمينية والسريانية "والتي انبثق منها المذهب الأرثوذكسي" فالمجامع عندهم أربعة فقط من هذه السبعة، فلا يقرون بمجمع خلقيدونية وما بعده، إذ أنها أقرت عقيدة الطبيعتين والمشيئتين التي تنكرها تلك الكنائس.
وأشهر هذه المجامع كلها (مجمع نيقية) ثم (مجمع خلقيدونية)، فالأول أقر ألوهية المسيح وأُصدر فيه قانون الإيمان المسيحي الذي يؤمن به كافة طوائف النصارى اليوم، والثاني أقر عقيدة الطبيعتين والمشيئتين، وهو الذي قسم الكنيسة إلى طائفتين على إثر اختلافهم حول طبيعة المسيح.
وكما ترى؛ فهذه نتيجة تلك المجامع التي فصلت بين الطوائف النصرانية، تفرق وتشرذم ولعن؛ لأجل أنهم لم يسلكوا الطريق القويم لمعرفة ما يعتقدونه برجوعهم إلى ما كان عليه سلفهم، حتى قال بعض العقلاء فيهم: "لو اجتمع عشرة من النصارى يتكلمون في حقيقة ما هم عليه لتفرقوا عن أحد عشر مذهبًا"!!
لا عجب، فقد تجد الواحد من هؤلاء يحمل بين طيات جنباته اعتقادات مختلفة يضرب بعضها ببعض، تختلف عما يحمله أبوه وأمه، حتى إنه ليكفرهم ويلعنهم ولا يشعر، بل ربما يلعن نفسه ولا يشعر!!
يقول ابن القيم -رحمه الله- في هداية الحيارى ص345:
"وقد اشتملت هذه المجامع العشرة المشهورة على زهاء أربعة عشر ألفًا من الأساقفة والبطاركة والرهبان، كلهم يكفر بعضهم بعضًا ويلعن بعضهم بعضًا، فدينهم إنما قام على اللعنة بشهادة بعضهم على بعض، وكل منهم لاعن ملعون".
فهذا هو حالهم، فلمْ نبعد إذ أطلقنا عليها "مجامع اللعنة".
مصادر يمكن الرجوع إليها في ذلك:
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، لابن القيم.
مناظرة بين الإسلام والنصرانية، لمجموعة علماء.
http://www.salafvoice.com/article.php?a=3126
..(/)
نظم نواقض الاسلام
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 12:41]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، أما بعد:
فهذه محاولة لنظم المتن المبارك (نواقض الاسلام)، فمن جاد على أخيه فيها بسد خلل وتكميل نقص فقد أحسن إليه، وليس لي فيها سوى النظم مع الزيادة في المعنى بحسب تقريرات أهل العلم:
بسم الاله مرشد الأنام
والحمد لله على الاسلام
ثم الصلاة مع سلام شائع
على النبي الهاشمي الطائع
وبعد ذي نواقض الاسلام
نظمتها وزدت للافهام
أصولها عشر بها الرسول
قد جاء والباقي لها يؤول
أولها الاشراك بالله العلي
وذاك بالنص الصحيح المنجلي
تعريفه صرف عبادة إلى
غير الذي من فوق عرشه اعتلى
وذاك كالنذور والسجود
واعلم فليس الحصر بالمقصود
والثاني من يدعو مع الاله
واسطة بزعمه لله
وقصده منها شفاعة إلى
رب السماوات العظيمات العلى
وذاك جهل بالعظيم الباسط
فعلمه أغنى عن الوسائط
ومن يقل فرق فمالوسيلة
مثل استغاثة فتلك حيلة
إذ يسند الأموات في الخطاب
للياء مثل يا أبا تراب
وهو الذي في اللغة الدعاء
وهو الذي يدعونه النداء
وثالث النواقض الكفرية
من لم يكفر مشركي البرية
أو شك في كفر الذي بكفره
قد صار رمزا في وضوح أمره
إذ لايكون مؤمنا بربه
من لايكون ربه أولى به
والرابع الذي بقلبه اعتقد
بأن هدي غير أحمد أسدّ
أو أن حكم غيره كحكمه
أو أنه أعلى فذا كفر به
ومن يكن بقلبه قد أبغضا
شيئا من الدين الحنيف المرتضى
ولم تقم في صدره الوساوس
بل كان حقا مبغضا فالخامس
والناقض السادس للايمان
مستهزئ بخالق الأكوان
أو شرعه أو بالرسول الهادي
وذاك كفر شاع في العباد
فلا تكن لمثله مجالسا
بل كن لكل ساخرمعاكسا
والسحر كفرمظلم المسالك
لافرق بين أحمد ومالك
مالم يكن بخفة في كفه
من غير شيطان له في صفه
فهو الذي يفصل المطلبي
في حاله والسحر شر مذهب
وصح عن جندب" حد الساحر
في ضربه بالسيف "مثل الكافر
ومن تولى كافرا معاندا
وقام في نصر العدو جاهدا
مظاهرا لمشرك مكابر
فاعدده مثل عابد المقابر
ومن يقل حديث حاطب فقل
يلزمكم في من يقاتل الرسل
فحاطب لو قاتل الرسولا
فهل يكون عذره مقبولا؟
إن قيل: لا، فقل: فلا يقال:
(أعانهم تميله الأموال)
بل ظنها دلالة بعيدة
تفيده فأخطأ المكيدة
فكان أصلا فرعه التجسس
فقيل قتل حكمه أو يحبس
ولم يكن كفرا إذ الاعانة
خفية فاحتاجت استبانة
والكفر أمر في اسمه احتياط
وليس بالوصف الخفي يناط
والناقض التاسع عند المسلم
من ظن أن الشرع غير ملزم
أو أنه لايشمل النفوسا
كما جرى لخضرنا مع موسى
فذاك كفر بالنبي المصطفى
فدينه للجن والإنس معا
وآخر النواقض الاصول
إعراضه عن منهج الرسول
وتركه للدين بالكلية
فليس يستهديه في قضية
فمثله بالله جزما يكفر
فلا تقل لعله قد يعذر
وتم نظم (تحفة الأنام)
والله يبقينا على الاسلام
والله الموفق
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 12:32]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عادل على هذه التحفة ...
منظومة جيدة، قوية المباني، واضحة المعاني، مسبوكة سبكا بديعا.
ونظمك ـ حفظك الله ـ فيه سلاسة ولطافة كنظم السيوطي رحمه الله.
زادك الله من فضله.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 01:56]ـ
ما شاء الله تبارك الله،،،
جزاكم الله خيرا شيخ عادل وبارك في علمكم،،،
وفي انتظار تعليقاتكم السلفية على منظومتكم البهية، رعاك الله وسدد خطاك،،،
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 07:39]ـ
الاخوة الفضلاء:
ضيف الله الشمراني، فريد المرادي: جزيتما خيرا
وهذا ملف فيه نوع ترتيب:
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Apr-2009, صباحاً 12:38]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - Apr-2009, صباحاً 09:45]ـ
جزاك الله كل خير يا شيخ عادل ووفقك لما يحب ويرضى
على هذه المنظومة الرائقة الرائعة في اجل العلوم واعظمها
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[22 - Apr-2009, صباحاً 11:57]ـ
بارك الله فيك.
لي ملاحظة صغيرة وهي قولك: وذاك بالنص الصحيح المنجلي.
فلو جعلت مكان المنجلي: وذاك بالنص الصحيح الجلي. و الله أعلم
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 05:55]ـ
الأخت أم معاذة: جزاك الله خيرا
الأخ ماجد: وإياك بارك الله فيك.
الأخ الجوشن: ستعدل بإذن الله وتشكر على تنبيهك.
(عدت اليوم من سفر ففقدت موضوع عبدالرحمن بن ملجم الذي كتبه أحد الاخوة فمن علم عنه شيئا فليفد مشكورا)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 08:04]ـ
بارك الله فيكم .. وحبذا عمل شرح ميسّر لها ..
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 12:19]ـ
الشيخ سليمان: بارك الله في جهودك، وزادك هدى وثباتا.(/)
غزة والسخاء
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 01:20]ـ
"ابتُلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام، ولا أخلاق الجاهلية، ولا أخلاق ذي المروءة" [1].
هذه المقالة التي سطَّرها أبو بكر الواسطي (ت 321هـ) تحكي واقع العرب تجاه أحداث غزة؛ فأخلاق الإسلام قد اندرست، وعفتْ آثارها، ومروءات العرب قد تصرَّمت إلا من الأشعار.
لقد كان عرب هذا الزمان - قبل عقود - "ظاهرة صوتية"، تسمع جعجعة ولا ترى طحناً، ثم انحدروا إلى الصمت المريب والسكوت المطبق، وسوء الختام - في هذه الأيام -: التواطؤ المكشوف مع العدو المحتل، والتعاون على العدوان على أهل غزة، "والاستمتاع" بين الفريقين: اليهود وأشباههم من المنافقين.
وكان مشركو العرب - رغم شركهم - أرباب مروءات، فهم أصحاب "حِلْف الفضول" ومنهم من نقض صحيفة حصار المسلمين في شِعْب أبي طالب .. ، وفيهم أَنَفَة وإباء الضيم، وأما عرب اليوم فهم على النقيض من ذلك:
أرانب غير أنهُمُ "رؤوسٌ" ... مفتحة عيونهُمُ نِيامُ
بأجسام يحرُّ القتل فيها ... وما أسيافُها إلا الطعامُ
ومع حمأة هذه الفواجع والمصائب، وتتابع الشدائد والبليَّات؛ إلا أن بعضهم يتلفَّع بالصمت، ويؤثر التقاعس، ويتدثَّر بالعقل والتأنِّي، والتظاهر بالرزانة والثقل، ويحيد عن الحلول العملية الواضحة والعاجلة تجاه هذه النازلة الفادحة ... قال الله - عز وجل -: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 14 - 15].
وأحسن حالاً من أولئك مَنْ سلك موقفاً تجاه نصرة قضية غزة - وأشباهها - فاجتهدوا في الدعاء والقنوت لهم، لكنهم اقتصروا على ذلك، وتركوا أسباباً عظيمة للنصرة؛ كالإمداد والدعم بالمال، والعتاد، وتبنِّي قضية فلسطين - عموماً - والاحتفاء والانشغال بها.
ومن المعلوم بداهة أن في الدعاء فضلاً ونفعاً وأثراً، لكن من الحَيْدة وإيثار السلامة أن نتغافل عمَّا في مقدورنا مما يحتاجه إخواننا من المناصرة بالمال وتجهيز الغزاة وإيصال الغذاء والدواء إلى عقر دارهم، ونحو ذلك من المواقف والواجبات التي لها آثارها وتبعاتها، وإن أقلقتْ عرباً، أو أسخطتْ غرباً.
يقول الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله -: "لكن نفراً من الناكصين على أعقابهم في الميادين الراكضة أبوا إلا أن يَدَعوا هذا المجال "المدافعة" .. ووجد (الأذكياء) عوضاً عن الحقيقة التي يجب أن يواجهوها؛ فإذا جهاد النفس يحلُّ محلَّ جهاد العدو، ودروس التصوف العالي تسدُّ مسدَّ الهجوم على الخونة والمغيرين". إلى أن قال: "إذا كنتَ مديناً وجاءك الغريم يتقاضاك حقه، فما معنى أن تلويه عن غرضه بمحاضرة مسهبة في الزهد والتجرد؟ " [2].
وها هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لما قدم عليه قوم من قبيلة مضر، وكانوا حفاةً عراةً .. فتمعَّر وجه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لِمَا رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً - رضي الله عنه - فأذَّن وأقام فصلَّى، ثم خطب فقال: «{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ .. } [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18]، تصدَّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره»، حتى قال -صلى الله عليه وسلم-: «ولو بشقِّ تمرة»، قال جرير بن عبد الله - رضي الله عنه -[راوي الحديث]: فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت، قال:
ثم تتابع الناس حتى رأيتُ كومين من طعام وثياب، حتى رأيتُ وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلَّل كأنه مُذْهبة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سنَّ سنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده .. » الحديث [3].
قال النووي: "وأما سبب سروره - صلى الله عليه وسلم - ففرحاً بمبادرة المسلمين إلى طاعة الله تعالى، وبذل أموالهم لله، وامتثال أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولدفع حاجة هؤلاء المحتاجين، وشفقة المسلمين بعضهم على بعض ... " [4].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما ينبغي تجليته ما كان عليه المسلمون الأوائل من اتخاذ الأوقاف والأحباس، وجعل رَيْعها وغَلَّتها لأهل الرباط والثغور، وسائر نفقات الجهاد في سبيل الله تعالى. ومن ذلك: أن مسلمي الأندلس اعتادوا أن يجعلوا نصيباً من أحباسهم لتمويل مرافق الجهاد الحربي ضد النصارى [5]، ومثال ذلك: أن أحدهم أوصى أن يُحْبَسَ على ثغر من ثغور الأندلس الفندقان اللذان له، تنفق غَلَّتهما هنالك ما دامت الدنيا [6].
وأفتى علماء الأندلس - ومعهم علماء المغرب - يوسف ابن تاشفين بجواز طلب المعونة من الناس؛ لتغطية نفقات الجيش المرابطي المجاهد في الأندلس، حينما قصَّرت عن ذلك أموال الدولة [7].
ومن طريف البذل والسخاء أن امرأة بذلت ضفائر شعرها في سبيل الله، وأرسلتها إلى الخليفة هارون الرشيد، ومعها كتاب فيه: إني امرأة من أهل البيوتات من العرب، بلغني ما فعل الروم بالمسلمات، وسمعتُ تحريضك الناس على الغزو، وترغيبك في ذلك، فعمدتُ إلى أكرم شيء من بدني وهما ذؤابتاي فقطعتهما وصررتُهما في هذه الخرقة المختومة، وأناشدك بالله العظيم لما جعلتهما قيد فرس غازٍ في سبيل الله، فلعلَّ الله العظيم أن ينظر إليَّ على تلك الحال نظرةً فيرحمني بها.
فبكى الرشيد وأبكى الناس، وأمر أن يُنادَى بالنفير، فغزا بنفسه، فأنكى فيهم، وفتح الله عليهم [8].
ويقرِّر ابن تيمية عِظَم ملازمة الثغور فيقول: "إن السكن بالثغور والرباط والاعتناء به أمر عظيم، وكانت الثغور معمورة بخيار المسلمين علماً وعملاً، وأعظم البلاد إقامة بشعائر الإسلام؛ وحقائق الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ... - إلى أن قال -: "وأهل الشام ما زالوا مرابطين من أول الإسلام لمجاورتهم النصارى ومجاهدتهم لهم، فكانوا مرابطين مجاهدين لأهل الكتاب".
وقد جاء عن السلف آثار فيها ذكر الثغور مثل: (غزة)، و (عسقلان)، و (الإسكندرية)، و (قزوين)، ونحو ذلك» [9].
كم هو جميل حقاً تلك المشاعر الإيمانية، والعواطف الوجدانية التي أظهرها أهل الإسلام نحو إخوانهم في غزَّة؛ فمع تكالب عوامل الإفساد والتغريب، والقمع والتلبيس لأمة الإسلام؛ إلاّ أنَّ هذه الأمة المحرومة بذلت جهد المقل تجاه أهل غزة، فينبغي تحريك هذه العاطفة الدينية، وتقوية مشاعر "الأخوة الإيمانية"، وتوظيفها في مواقف إيجابية وبرامج عملية، ومن ثم لا مسوِّغ للإيغال فيما يسمى بـ "ضبط النفس"؛ إذ الأمة تكابد أنواعاً من التخدير والتخذيل، فالإغراق في ذلك الضبط لا يعقبه إلا القضاء على بقية هذه العواطف الجيَّاشة وإخمادها، ولا يخلِّف إلا أكواماً من الجمود والبرود.
وقد يلحظ المشتغلون بالعلم والدعوة ما لدى الشبيبة من عاطفة متدفقة، وإقدام وبذل، وتستحوذ على هؤلاء الدعاة والمربِّين وقائع معينة أورثتْ مفاسد وسلبيات؛ لأجل اندفاع الناشئة وشجاعتهم، فينهمكون في التزهيد من هذه العاطفة وتقليصها، والإفراط في التريُّث والحذر، فأعقب ذلك ضعف الغيرة، وغلبة البرود، واستيلاء الجُبْن!!
ويذكِّر هذا المسلك بما حكاه الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - عن المتصوفة حين قال: "إن الدجالين من رجال الطرق الصوفية كانوا يربُّون أتباعهم على التواضع بشتى الطرق المهينة. فإذا رأوا أنفة في مسلك أحدهم، أو دلائل عزة وترفُّع؛ جعلوا عليه مهمة حمل أحذية الجماعة والمحافظة عليها؛ حتى تنكسر نفسه، وينخفض رأسه، وبذلك يكون مرشحاً لعبادة الله كما يجب!!، ولم يَدْر المغفلون أنهم يرشحونه أيضاً ليكون عبداً للناس جميعاً، وأن مثل هذا الكائن الممسوخ هو أمل المستعمرين الذين يقيمون وجودهم على إذلال الشعوب وقتل الشعور بالكرامة في نفوس بنيها" [10].
وأخيراً: "لا تتم رعاية الخلق وسياستهم إلا بالجود الذي هو العطاء، والنجدة التي هي الشجاعة، بل لا يصلح الدين والدنيا إلا بذلك" [11].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] المنتظم لابن الجوزي، 13/ 331.
[2] في موكب الدعوة، ص 309.
[3] أخرجه مسلم رقم (1017).
[4] صحيح مسلم بشرح النووي، 7/ 103.
[5] جهود علماء الأندلس في الصراع مع النصارى، لمحمد أبا الخيل، ص 260.
[6] المرجع السابق، ص 261.
[7] المرجع السابق، ص 264.
[8] انظر: صفة الصفوة، 4/ 198، لابن الجوزي. ثم عقب ابن الجوزي قائلاً: «هذه امرأة حَسُن قصدها، وغلطت في فعلها؛ لأنها جهلت أن ما فعلتْ منهيٌّ عنه، فلينظر إلى قصدها».
[9] مسألة في المرابطة بالثغور، ص 50، 51، 59؛ باختصار.
[10] تأملات في الدين والحياة، ص 173.
[11] مجموع الفتاوى لابن تيمية 28/ 291.
منقول
http://islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=5080(/)
ديانة المسيح أم ديانة بولس؟
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 02:12]ـ
عندما يبحث المرء عن أصول المسيحية لا بد له أن يبدأ أو ينتهي بدارسة عن بولس رائدها الأول، لأن بولس الذي لم يكن من الحواريين الاثنى عشر، ولم يكن من صحابة المسيح عليه السلام ولم يكن شاهداً على أحداث بعثته، تمكن بمفرده من تأسيس المسيحية، وهو السبب الأول الذي من أجله يطلق على الديانة المسيحية اليوم اسم مسيحية بولس،نسبةً إلى مؤسسها الفعلي، برغم الانطباع السائد بين العامة أن المسيح عليه السلام هو المؤسس، ذلك أنهم احتفظوا بالمسيح رمزاً لعقيدة بولس، وقد يكون من المفيد التأمل فيما كانت ستكون عليه المسيحية اليوم لو لم تنفجر ظاهرة بولس على مسرح التاريخ بعد رفع المسيح.
التحول المفاجىء!!:
تجمع المراجع الموثوق بها على أن لبولس الطرطوسي دوراً خطيراً في تحريف وتبديل المسيحية الأصلية ويدل على ذلك التحول المفاجىء والغريب من الاضطهاد الشديد للمسيحيين إلى كونه رسول من عند الله ومصدراً للوحي والشرع!!
لقد كانت هذه حقيقة بالفعل، ولكنها حقيقة تدعو إلى العجب، فكيف بشخص شرير ومضطهد للأبرياء ينتقل إلى رسول وديع، ينزل عليه الوحي ويكلم الله؟! هكذا بدون أي مقدمات، وبدون دليل عقلي أو نقلي كنص في كتاب سماوي يدل أو يشير إليه أو يصفه، لأن رسائله شهادة منه لنفسه فهي غير مقبولة، وكذلك ما كتب بتأثير منه، كل ذلك لا يعتبر دليلاً نقلياً أو عقلياً على كونه رسولاً يوحى إليه أو كاتب وحي ملهم.
ولنفرض جدلاً أن بولس هذا كان كأي منحرف أو مشرك كافر، ثم هداه الله فآمن حتى مع تذكر سوابقه المشينة، فإن ذلك يعقل إذا كان دوره - فيما بعد - لا يعدو أن يكون مؤمناً متبعاً أو مجتهداً، أما أن ينتقل من عدو لدود وظالم، إلى رسول ملهم ومشرع ويكلم الله، فإن هذا ما يرفضه العقل السليم، والفطرة المتيقظة ...
ما قيل عن معجزات بولس وإرساليته في كتب العهد الجديد:
أولاً: لا بد لكون الكتاب سماوياً واجب التسليم أن يثبت أولاً بدليل تام أن هذا الكتاب كتب بواسطة نبياً ما، ووصل بعد ذلك إلينا بالسند المتصل بلا تغيير ولا تبديل، والاستناد إلى شخص ذي إلهام بمجرد الظن والوهم لا يكفي في إثبات أنه من تصنيف ذلك الشخص، وكذلك مجرّد ادعاء فرقة أو فرق لا يكفي فيه، فمن كتب العهد الجديد سوى الكتب المعروفة الآن كتب جاوزت سبعين منسوبة إلى عيسى ومريم والحواريين وتابعيهم ولهم فيها الكثير من قصص المعجزات والآيات والمبهرة، والمسيحيون الآن يدّعون أن كلاً من هذه الكتب بما فيها من قصص المعجزات هي من الأكاذيب المصنوعة.
ثانياً: لا يخفى على العقل والقانون الفطري أن كل دعوى يراد إقامة الحجة عليها لا بد من أن تكون غير ساقطة في نفسها ولا مقرونة بالموانع الشاهدة على سقوطها، وبولس المدعو رسولاً قد بنى إرساليته على أساس عقائد قد قضت الأدلة القيمة والحجج الثمينة برفضها، كعقيدة الصلب والفداء وكفارة الصليب، ودعواه في أعمال الرسل 9: 3 - 6 و كورنثوس الأولى 1: 17 بأن من أرسله هو المسيح، وهي دعوى مرفوضة لأن الله هو الذي يرسل الرسل ويوحي إليهم. ولذلك فإن فتنة (الدجال) وهي من أعظم الفتن لما اقترنت بدعواه خوارق العادات كان معها ما يدل على كذبه، كدعوى الإلهية، ومن انه سيموت، والله لا يراه أحد حتى يموت.
قال أبو الحسن الماوردي رحمه الله: تحت عنوان لا تقبل الخوارق ممن يكذب نفسه: فإن قيل: فقد جاء زرادشت وبولس بآيات مبهرة ولم تدل على صدقهما في دعوى النبوة. قيل: لأنهما قد أكذبا أنفسهما ما ادعياه في الله تعالى، مما يدل على جهلهما به، لأن بولس يقول إن عيسى إله. وزعم زرداشت أن الله تعالى كان وحده، ولا شيىء معه، فحين طالت وحدته فكر، فتولد من فكرته: أهرمن وهو إبليس، فلما مثل بين عينيه أراد قتله وامتنع عنه، فلما رأى امتناعه وادعه إلى مدته، وسالمه إلى غايته. ومن قال بهذا في الله تعالى ولم يعرفه، لم يجز أن يكون رسولاً له ... " [أعلام النبوة للماوردي - دار احياء العلوم]
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: لقد كانت نهاية بولس مخالفة لما ورد في أعمال الرسل 26: 17 من أن المسيح سينقذه من شعب إسرائيل والأمم الذين سيرسله إليهم: " مُنْقِذاً إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ ".، إذ أن بولس قد قضى أيامه الأخيرة في أحد سجون روما قبل أن يصدر حكم الإعدام فيه، والذي تم تنفيذه على عهد نيرون كما يقول التقليد الكنسي. لذلك نجده يكتب وهو في سجن روما لصديقه تيموثاوس بعد أن علم أن لحظة تنفيذ حكم الاعدام وشيكة: " فإني أنا الآن أسكب سكيباً، ووقت انحلالي قد حضر ".
ولم يتحقق هذا الإنقاذ المطلق، وهو دليل كافي لرفض إرسالية بولس بما لا يحتاج معه الالتفات لمعجزاته ان كانت فعلاً قد وقعت.
بولس يقول آراءه الشخصية والنصارى يدعون ان كلامه هو من عند الله:
قال بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس [7: 25]:
((وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.))
وقال أيضاَ في رسالته الأولى إلى كورنثوس [7: 38 _ 40]
((إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.))
وجاء في رسالة بولس إلى أهل رومية [16: 21]: " يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس انسبائي. انا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب. يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها. يسلم عليكم اراستس خازن المدينة وكوارتس الاخ. "
ما علاقة هذه التحيات والسلامات الشخصية بكلمة الله؟!
ويقول في رسالته الثانية إلي صديقه تيموثاوس [4: 9] بحسب ترجمة الفاندايك: " بادر ان تجيء اليّ سريعا لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب الى تسالونيكي وكريسكيس الى غلاطية وتيطس الى دلماطية. لوقا وحده معي. خذ مرقس واحضره معك لانه نافع لي للخدمة. اما تيخيكس فقد ارسلته الى افسس .. الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت والكتب ايضا ولا سيما الرقوق."
ثم يقول له في الفقرة 19 من نفس الرسالة: " سلم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس. اراستس بقي في كورنثوس. واما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا. بادر ان تجيء قبل الشتاء. يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والاخوة جميعا. "
ونحن نسأل:
أي عاقل يقول: إن هذا الكلام الذي هو رسالة شخصية محضة، تتعلق بطلب بولس من صديقه الحضور سريعاً وتتعلق برداءه الشخصي وطلب السلام على فلان وبيت فلان ... أي عاقل يقول أنها وحي من عند رب العالمين؟!
ما علاقة هذا الكلام بوحي السماء حتى يوضع في كتاب ينسب إلي الرب تبارك وتعالى؟!
ويقول بولس لصديقه تيطس [تي 3: 12]: " حينما ارسل اليك ارتيماس او تيخيكس بادر ان تأتي اليّ الى نيكوبوليس لاني عزمت ان أشتي هناك."
هل أصبح قول بولس لصديقه " تيطس " أنه قرر أن يشتي في المكان الفلاني وحي من عند رب العالمين؟!!
إن هذه الفقرات السابقة تؤكد أن رسائل بولس ليست وحي من الله وانما رسائل متبادلة أدخلت في الكتاب لتصير وحياً. وإلا فماذا ينفع وجود نص في كتاب ينسب إلى الله يتعلق برداء بولس الشخصي؟! وينص يعلن فيه بولس انه سوف يشتي في المكان الفلاني؟! ونص يبعث فيه سلامات وتحيات شخصية؟
من الواضح جداً ان كتابات بولس ما هي إلا رسائل شخصية أرسلها لأناس مختلفة، وعلى الرغم من ذلك إلا ان المسيحيون يقدسونها ويعتبرونها وحي من عند رب العالمين زوراً وبهتاناً.
هذا هو بولس الذى لعب بالكل ليربح الكل!!!:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو بولس الذى لعب بالكل ليربح الكل وليكون شريكاً فى الإنجيل فهو القائل: ((19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.)) [كورنثوس الأولى 9: 20 - 23]
وقد كشف بولس عن نفاقه وكذبه ونظرته العنصرية عندما تحدث عن بني إسرائيل، بني جلدته قائلاً: ((أيها الأخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد حرة)) غلاطية [4: 31]
وذلك في إشارة واضحة منه إلى أبناء (الجارية) هاجر أم العرب والمسلمين و (الحرة) سارة أم اسحاق ابن يعقوب (إسرائيل) وجد بني اسرائيل واليهود من بعد.
ونظرة بولس هذه هي _ للأسف _ نفس النظرة العنصرية الاستعلائية والاستكبارية التي ينظرها صهاينة اليهود والصلبيون إلى المسلمين والعرب.
بولس يهدم تعاليم المسيح عليه السلام!!:
ان المسيحيين يقدسون كلا العهدين القديم والجديد ويضمونهما في كتاب واحد ويطلقون عليه اسم الكتاب المقدس.
وقد قال المسيح: ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.)) متى [5: 17]
وقال أيضاً: ((حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.)) متى [23: 1]
ان هذه النصوص فيها الدليل الواضح على تمسك المسيح بناموس (شريعة) موسى وبتفاسير وشروح الكتبة والفريسيين.
وكيف لا يكون المسيح متمسك بشريعة موسى والانبياء وهو الذي قال للسائل: ((إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا.)) متى [19: 16] أى اتبع تعاليم التوراة واعمل بها.
ولم يبدل دين المسيح ويأمر بترك التمسك بشريعة موسى والعمل بها إلا بولس فهو القائل: ((إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.)) غلاطية [2: 16]
ان نظرة بولس إلى الجنس البشري هي الفصل التام بين الايمان والعمل، والفصل التام بين الدين وقواعد السلوك الأخلاقية، كل ما هو مطلوب من المؤمن لكي ينجو: التصديق بعيسى كمخلص له، وبعبارة أخرى أن نجاة المؤمن بعيسى كمنقذ يأتيه أوتوماتيكياً وبلا مقابل، فهو هدية مجانية، المطلوب فقط أن يؤمن الفرد أن موت المخلص على الصليب كان كفارة لخطايا البشرية، وهذا الاعتقاد وحده بحسب بولس كافٍ لجعل بولس متفوقاً على باقي البشر ممن لا يشاركونه هذا الاعتقاد، وفي الوقت نفسه لم يذكر بولس شيئاً عن تعاليم المسيح وأعماله على الأرض!
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أن الحقيقة البسيطة أن المسيح عليه السلام لم يتفوه بأي كلمة في حياته تفيد أن الإنسان يتحرر من تبعة أعماله ما دام مؤمناً أن المسيح دفع الثمن مقدماً بالنيابة عنه، فلو صح ذلك لكان بمثابة رخصة للفوضى الاجتماعية والجريمة والتحلل الأخلاقي والفساد، غير أن بولس قالها بكل وقاحة: ((لأن الشريعة تجلب الغضب، وحيث لاتكون شريعة لاتكون معصية)) [رومية 4: 15]
وكتب أيضاً: ((وأما الناموس _ أي الشريعة _ فدخل لكي تكثر الخطية. ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً)) [رومية 5: 20]
أي أن النتيجة الوحيدة من وجود الشريعة أن تكثر الخطايا حسب نظريته، ولذلك استنتج بولس فقال: ((لذا نحن _ أي بولس نقرر تبرير أعمال الإنسان من خلال إيمانه، بدون التزامه بالشريعة)) [رومية 3: 28]
وهذا الاستنتاج يقودنا لطرح عدة اسئلة:
كيف يمكن الفصل بين الدين وبين قواعد السلوك الأخلاقية؟
وكيف يمكن للأيمان وحده أن يكون كافٍ برغم خرق الشرائع؟
وكيف يمكن للمجتمعات أن تعمل إن لم يكن الأفراد مسؤولين عن أعمالهم؟
وماذا كان بولس يأمل من هجومه على الشريعة التي تنظم المجتمعات؟
والتي ما جاء المسيح لينقضها؟
أليس هذا هو التحريف؟
وبعكس ذلك كتب يعقوب في رسالته [2: 14]، [2: 20]، [2: 24، 26]:
قائلاً: ((14يَاإِخْوَتِي، هَلْ يَنْفَعُ أَحَداً أَنْ يَدَّعِيَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ تُثْبِتُ ذَلِكَ، هَلْ يَقْدِرُ إِيمَانٌ مِثْلُ هَذَا أَنْ يُخَلِّصَهُ؟))
((20وَهَذَا يُؤَكِّدُ لَكَ، أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْغَبِيُّ، أَنَّ الإِيمَانَ الَّذِي لاَ تَنْتُجُ عَنْهُ أَعْمَالٌ هُوَ إِيمَانٌ مَيِّتٌ!))
((24فَتَرَوْنَ إِذَنْ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِإِيمَانِهِ فَقَطْ، بَلْ بِأَعْمَالِهِ أَيْضاً.))
((26فَكَمَا أَنَّ جِسْمَ الإِنْسَانِ يَكُونُ مَيْتاً إِذَا فَارَقَتْهُ الرُّوحُ، كَذَلِكَ يَكُونُ الإِيمَانُ مَيِّتاً إِذَا لَمْ تُرَافِقْهُ الأَعْمَالُ!))
مما يناقض عقيدة بولس بشكل سافر، ولذلك رأت الكنيسة في يعقوب تهديداً لها منذ البداية فعمدت إلى تكييف التاريخ والسيطرة عليه بأن حذفت الكثير من المعلومات عن هذه الشخصية النصرانية الهامة.
بولس يلغي تقديس يوم السبت:
لقد ألغى بولس تقديس يوم السبت مع ان تقديس السبت هو الوصية الرابعة من الوصايا العشر: ((فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ.)) [خروج 31: 14]
وأمر الرب أن يُحفَظ السبت أبدياً: ((فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً) بل أمر بقتل من دنسه واعتدى عليه: ((مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً.)) [خروج 31: 14]
هل جلب بولس على نفسه اللعنة؟
يقول الرب في سفر التثنية 27: 26: ((ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها. ويقول جميع الشعب آمين))
بولس هو أول من صرح ودعا إلى شرب الخمر:
وهذا طبقاً لما جاء في رسالته الأولى إلى كورنثوس [11: 21 _ 22]
ورسالته الأولى إلى تيموثاوس [3: 8]
وهو القائل: ((لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمراً قليللاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة)) [رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 5: 23]
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما تعلم أيها القارىء الكريم فإن كل انسان لديه معدة. وما أكثر أسقام البشر. ولو شرب كل ذي معدة خمراً مدعياً اعتلالها، ولو شرب كل من يعاني سقماً خمراً، أينجو أحد من الخمر؟ وماذا عساها أن تكون الخمر في حقيقة أمرها؟
هناك آلاف من القساوسة المسيحيين غرر بهم وتدرجوا للوصول إلى الادمان الكامل عن طريق رشف ما يسمى بقليل من الخمر في التقليد الكنسي باقامة العشاء الرباني. . .
بولس يتهم الله سبحانه وتعالى بالظلم والجور!!
لقد ادعى بولس في احدى رساله أن الله سبحانه وتعالى يرسل للناس عمل الضلال ليصدقوا الكذب ثم يعاقبهم عليه!
فهو القائل: ((سَيُرْسِلُ اللهُ إِلَيْهِمْ طَاقَةَ الضَّلاَلِ حَتَّى يُصَدِّقُوا مَا هُوَ دَجْلٌ، 12فَتَقَعَ الدَّيْنُونَةُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالْحَقِّ)) [الرسالة الثانية الي أهل تسالونيكي 2: 11]
بولس يتهم الله سبحانه وتعالى بالحماقة بكلام لا ذوق فيه!
يقول بولس في رسالته الاولى إلى كورنثوس [1: 25] بدون روية أو تفكير: ((إن حماقة الله أعقل من الناس وضعف الله أشد قوة من الناس))
ونحن نسأل:
هل تصح هذه المقارنة؟!
وهل هذا التعبير فيه ذوق مع الله؟
وهل هذا كلام يصح ان يكون من عند الله؟
بولس يعترف انه كذاب!!
فهو القائل: ((وَلكِنْ، إِنْ كَانَ كَذِبِي يَجْعَلُ صِدْقَ اللهِ يَزْدَادُ لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ بِاعْتِبَارِي خَاطِئاً؟)) [رومية 3: 7]
انه ينشر دين الله بالكذب والطرق الملتوية وهذا هو حال بعض المبشرين اليوم أمثال زكريا بطرس
بولس يزعم انه سيدين ملائكة الله!!
فهو القائل في رسالته الاولى الي كورنثوس [6: 3 _ 4]:
((أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ الْمَلاَئِكَةَ؟ أَفَلَيْسَ أَوْلَى بِنَا أَنْ نَحْكُمَ فِي قَضَايَا هَذِهِ الْحَيَاةِ؟))
بولس يعترف انه انسان تعيس ولا يسكن في جسده الصلاح!
يقول في رسالته الي اهل روما [7: 15 _ 24]:
((15فَإِنَّ مَا أَفْعَلُهُ لاَ أَمْلِكُ السَّيْطَرَةَ عَلَيْهِ: إِذْ لاَ أُمَارِسُ مَا أُرِيدُهُ، وَإِنَّ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَعْمَلُ. 16فَمَا دُمْتُ أَعْمَلُ مَا لاَ أُرِيدُهُ، فَإِنِّي أُصَادِقُ عَلَى صَوَابِ الشَّرِيعَةِ. 17فَالآنَ، إِذَنْ، لَيْسَ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ، بَلِ الْخَطِيئَةُ الَّتِي تَسْكُنُ فِيَّ. 18لأَنَّنِي أَعْلَمُ أَنَّهُ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، لاَ يَسْكُنُ الصَّلاَحُ: فَأَنْ أُرِيدَ الصَّلاَحَ ذَلِكَ مُتَوَفِّرٌ لَدَيَّ؛ وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَهُ، فَذَلِكَ لاَ أَسْتَطِيعُهُ. 19فَأَنَا لاَ أَعْمَلُ الصَّلاَحَ الَّذِي أُرِيدُهُ؛ وَإِنَّمَا الشَّرُّ الَّذِي لاَ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أُمَارِسُ. 20وَلكِنْ، إِنْ كَانَ مَا لاَ أُرِيدُهُ أَنَا إِيَّاهُ أَعْمَلُ، فَلَيْسَ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ، بَلِ الْخَطِيئَةُ الَّتِي تَسْكُنُ فِيَّ. 21إِذَنْ، أَجِدُ نَفْسِي، أَنَا الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ مَا هُوَ صَالِحٌ، خَاضِعاً لِهَذَا النَّامُوسِ: 22أَنَّ لَدَيَّ الشَّرَّ. فَإِنَّنِي، وَفْقاً لِلإِنْسَانِ الْبَاطِنِ فِيَّ، أَبْتَهِجُ بِشَرِيعَةِ اللهِ. 23وَلكِنَّنِي أَرَى فِي أَعْضَائِي نَامُوساً آخَرَ يُحَارِبُ الشَّرِيعَةَ الَّتِي يُرِيدُهَا عَقْلِي، وَيَجْعَلُنِي أَسِيراً لِنَامُوسِ الْخَطِيئَةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24فَيَا لِي مِنْ إِنْسَانٍ تَعِيسٍ!))
ان هذا الكلام الذي قاله بولس يتعارض مع ما قال يوحنا في رسالته الأولى: ((كل من هو مولود من الله لا يفعل خطيةٍ، لأَنَّ طَبِيعَةَ اللهِ صَارَتْ ثَابِتَةً فِيهِ. بَلْ إِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمَارِسَ الْخَطِيئَةَ، لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ.10إِذَنْ، هَذَا هُوَ الْمِقِيَاسُ الَّذِي نُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ أَوْلاَدِ اللهِ وَأَوْلاَدِ إِبْلِيسَ.)) [رسالة يوحنا الاولى 3: 9]
فبحسب كلام يوحنا يكون بولس هو من اولاد أبليس!!!
وختاماً نسأل النصارى:
هل أنتم تقيمون الشعائر والطقوس والعبادات لبولس أم للمسيح؟!
نريد إجابة. . .
ونسأل الله العلي القدير أن يهدينا سواء السبيل،،،،
الكاتب: خالد كروم
#####
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 12:00]ـ
شكرا لك ..... بارك الله فيك .......
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 05:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا أخى فى الاسلام على مرورك الطيب وجزك ربى خير الجزاء
وتقبل اللهم اعملنا وجعلها فى صالح الارتقاء والسموه والعلاء
لنصرة دين رب الارض والسماء
ومؤازرة الى رفع شان ابن مريم عيسى عليه السلام
من اباطيل النصارى وحقد قتله الانبياء
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 01:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك أخي الكريم .. وقد أشار الى هذه الحقيقة برنابا في انجيله الذي اعتبرته الكنيسة منحولا قبل ولادة محمد صلى الله عليه وسلم بقرون!!!!
فليتك تتحفنا بمقال حول هذا الانجيل من حيث قيمته العلمية كوثيقة تاريخية شاهدة على التحريف ومن حيث مكانته عند النصارى المعاصرين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 06:13]ـ
حقا نريدك أن تفحمنا أخي خالد فأسلوبك رائع في خوض عباب تلك المسائل، ليتك تحدثنا عن إنجيل برنابا , إنجيل توما، وإنجيل الديداكي، وبارك الله فيكم وأثابكم
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 07:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
باذن الله تعالى اخى فى الاسلام وجميع من قامو بى المشاركة والمرور
وانا أعكف الان فى كتابه كتاب اسمه (حوار الايمان , مع ابن الشيطان) لزكريا بطرس لعنه الله هذا الكلب الاجون
وشكرا اخوانى
تابع أخى هذا الرابط عن انجيل الديدايكى
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=11750
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
(شبهات عصرانية مع أجوبتها) - هدية -، ورسالة (الليبرالية في السعودية) بالمعرض
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 02:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب (شبهات عصرانية مع أجوبتها)، أشكر الإخوة الكرام في موقع " الألوكة " العلمي على اهتمامهم به، وطبعه ضمن إصداراتهم التي بدأت – ولله الحمد – بالصدور مع معرض الكتاب لهذا العام.
ذكرت فيه أبرز الشبهات التي تتردد في كتابات العصرانيين؛ ممن يريدون إخضاع أحكام الشريعة لأهوائهم المتخفية خلف ضغط العصر، وفقه الواقع .. إلى غير ذلك من الحيل الشيطانية التي انساقوا معها. ثم ذكرت أجوبة العلماء والباحثين عنها – بأسلوب مختصر –.
والشُبه هي:
1 - قولهم: لماذا تُلزموننا بفهم السلف؟
2 - قولهم بتغير الأحكام تبعًا لتغير الزمان.
3 - تمسكهم برأي (الطوفي) في المصلحة.
4 - تقسيمهم السنة إلى سنة تشريعية وسنة غير تشريفية.
5 - مغالطاتهم في الفهم المقاصدي للإسلام.
6 - احتجاجهم بمقولة: " إذا وُجدت المصلحة فثمَّ شرع الله ".
7 - مغالطاتهم في مسألة " فقه الشافعي القديم والجديد ".
8 - احتجاجهم بكلام لابن القيم – رحمه الله – لم يفهموه.
9 - دعوتهم إلى الاجتهاد في أصول الفقه.
10 - فهمهم الخاطئ للجهاد.
وهذا هو غلاف الكتاب ورابط تحميله، أسأل الله أن ينفع به:
http://www8.0zz0.com/2009/03/08/10/876035227.jpg
http://kabah.info/uploaders/norh/asr.pdf
********************
ويجد الإخوة في معرض الكتاب (دار التوحيد) رسالة الأستاذ وليد الرميزان (الليبرالية في السعودية والخليج)، التي نال بها درجة الماجستير من جامعة الملك سعود، قسم العلوم السياسية، نقد فيها الليبرالية من الناحية السياسية والواقعية، مع التركيز على تناقضات أهلها. وقد أحسن عندما أضاف هذه العبارة في مقدمة الرسالة (ص 13): " ولابد من التنبيه أخيرًا: إلى أن هذه الدراسة اعتنت بنقد ونقض الليبرالية من الجانب الواقعي، دون النقد الشرعي لأسسها ومفاهيمها، الذي قامت به دراسات أخرى متميزة ".
وهذا غلافها:
http://www8.0zz0.com/2009/03/08/11/461831514.jpg
ـ[عالي السند]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 03:24]ـ
جهود مشكورة يقوم بها الشيخ سليمان، وأقترح نشر مثل هذه الكتب التي تنقض شبه اللبراليين
في كثير من المنتديات، وتوزيع الكتاب المطبوع وإهدائه بشكل مكثف، وإلا بقي هذا الجهد عند
فئة قليلة من الناس، وأحث طلبة العلم ببذل الجهود للرد على هذه الشرذمة الحقيرة التي تريد
تغريب المجتمع السعودي والخليجي، فالمعركة مع المنافقين مستمرة ..
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 03:34]ـ
جزاك الله خير يا شيخ سليمان
ونفع الله بعلمك.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 04:52]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 08:30]ـ
شيخنا سليمان الخراشي جزاك الله كل خير وبارك في جهادك لاهل الزيغ والضلال
ان شاء الله اضع الكتابين على راس قائمة الكتاب التي سوف اقتنيها في القريب العاجل
ولكن يا شيخ هل هناك أمل في ان يكون كتابكم متوفر للتوزيع الخيري
وانتم تتدركون خطورة الليبرالية على المجتمع وخاصة الشباب وشباب الجامعات بالذات
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 08:49]ـ
الصفحات ذات الارقام الزوجية ناقصة عندي في الكتاب المحمل
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 07:51]ـ
الشيخ سليمان الخراشي جهد رائع لكم ملاحظ في هذا المعرض
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 06:33]ـ
رابط تحميل الكتاب بعد تصويره كاملاً
http://kabah.info/uploaders/norh/asrr.pdf
الأخ الكريم: عالي السند: جزاكم الله خيرًا. اقتراحات مفيدة، والألوكة يوزعون من كتابي مجانًا؛ لعلك تنسق معهم. ومع هذا: نحتاج متبرعين!
الأخ الكريم: الإمام الدهلوي: آمين، وجزاك خيرًا منه.
الأخ الكريم: أبوممدوح: وشكرًا لك، رعاك الله.
الأخ الكريم: ماجد العتيبي: رسالة الليبرالية ليست لي. كتابي هو " شبهات عصرانية "، والألوكة يوزعون منه مجانًا.
الأخ الكريم: أبومعاوية: تم التعديل، بوركتم.
الأخ الكريم: المغربي أبو عمر: نفع الله بجهود " الجميع "
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 11:09]ـ
شيخنا الفاضل اين يوزع الكتاب في المنطقة الشرقية
علماً بان التوزيع المجاني له سلبية وهو سرعة نفاد النسخ وعدم طباعتها مره ثانية ولكن لو يطبع الكتاب ويوزع على المكتبات والتسجيلات الاسلامية ويكون بسعر رمزي فحينها سوف يكون توزيعه اكبر في نظري وكذلك هذا سوف يضمن استمرارية توزيعه وطباعته نظراً للمردود المادي
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 10:08]ـ
بارك الله فيكم شيخنا سليمان
جهود مباركة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 06:26]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل سليمان الخراشى وبارك الله فيكم وزادكم من فضله
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 04:30]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم على هديتك القيمة
ـ[أكليل]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 08:17]ـ
الصفحات ذات الارقام الزوجية ناقصة عندي في الكتاب المحمل
والرابط الثاني لايوجد به شيء
ياخسارة؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 02:26]ـ
بورك فيكم جميعًا ..
جرّبته ففتح معي .. (حاول).
ـ[العرب]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 02:26]ـ
بيض الله وجهكم شيخنا(/)
بيان من مجموعة من (آل البيت) بخصوص (بدعة المولد)
ـ[ناقل خير]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 04:13]ـ
الحمد لله رب العالمين، الهادي من شاء من عباده إلى صراطه المستقيم، والصلاة والسلام على أزكى البشرية المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
فإن من الأصول العظيمة التي اجتمعت عليها قلوبُ أهل العلم والإيمان: الإيمان بأن هدي نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أكمل الهدي وشريعته أتم الشرائع، يقول الله تعالى: **الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة:3]
والإيمان بأن محبته دين يدين به المسلم قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، وولده، والناس أجمعين)) رواه البخاري ومسلم، فهو عليه الصلاة والسلام، خاتم النبيين، وإمام المتقين، وسيد ولد آدم، وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا، وخطيبهم إذا وفدوا، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، وصاحب لواء الحمد، وشفيع الخلائق يوم القيامة، وصاحب الوسيلة والفضيلة، بعثه الله بأفضل الكتب، وشرع له أفضل الشرائع، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، قال الله تعالى: **لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21]. ومن محبته صلى الله عليه وآله وسلم محبة آل بيته، قال صلى الله عليه وآله وسلم ((أذكركم الله في أهل بيتي)) رواه مسلم.
فالواجب على آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم أن يكونوا أعظم الناس اتباعاً لسنته، واقتداءً بهديه، وعليهم أن يتمثلوا المحبة الحقة، وأن يكونوا أبعد الناس عن الهوى، إذ الشريعة جاءت على خلاف داعية الهوى، يقول الله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65]، فالحب الحقيقي يستدعي الاتباع الصادق، قال الله تعالى: **قُلْإِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران:31] وليس مجرد الانتساب إليه صلى الله عليه وآله وسلَّم من جهة النسب كافيًا في أن يكون صاحبه موافقاً للحق في كل شأنه لا يُخطئه أو يحيد عنه.
وإنَّ مما يؤلم من نوَّر الله بصيرته بنور العلم، وحشا قلبَه لآل بيت نبيه بالمحبةِ والود، خاصة إن كان من أهل الدار، من السلالة الشريفة: دخولَ بعض أبناء هذه البضعة الكريمة في أنواعٍ من المخالفات الشرعية، وتعظيمهم لشعائر لم يأت بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن هذه الشعائر المعظَّمة على غير هدي جدِّنا صلوات الله وسلامه عليه: بدعة الاحتفال بالمولد النبوي بدعوى المحبة، وهذا يعد تحريفاً لهذا الأصل العظيم لا يتفق مع مقاصد الشرع المطهر في جعل اتباعه صلى الله عليه وآله وسلم مداراً يدور معه الناس في كل أحوالهم وعباداتهم، إذ محبته صلى الله عليه وآله وسلم، توجب اتباعه ظاهراً وباطناً، ولا منافاة بين محبته واتباعه، بل إن اتباعه هو أُسُّ محبته عليه الصلاة والسلام. وأهل الاتباع الصادق، يقتفون سنتَه، ويتتبعون هديَه، ويقرؤون سيرتَه، ويعطرون مجالسهم بشمائلِه، دون تعيينٍ ليومٍ، أو غلوٍّ في وصفٍ، أو تخصيصٍ بكيفيةٍ لم تأتِ بها الشريعة.
ومما يزيد هذا الاحتفال بعداً عن الهدي النبوي ما يحصل فيه من إطراءٍ له صلى الله عليه وآله وسلم بما لم يأذن به ولا يرضى هو صلى الله عليه وآله وسلم بمثله، وبعضه بُني على أحاديثَ باطلة أو اعتقاداتٍ فاسدة. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم التنفير من مثل هذه المبالغات بقوله: ((لا تُطْروني كما أطرت النصارى ابن مريم)) رواه البخاري. فكيف وقد تضمَّنت بعضُ هذه المجالس والمدائح: ألفاظاً بدعية، واستغاثاتٍ شركية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الاحتفال بمولده عملٌ لم يفعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يأمر به، ولم يفعله أحدٌ من علماء آل البيت الكرام كعلي بن أبي طالب، والحسنين، وعلي زين العابدين، وجعفرٍ الصادق، ولم يفعله أصحاب نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، -رضي الله عنهم جميعاً- ولا أحدٌ من التابعين ولا تابعيهم، ولا أئمة المذاهب الأربعة المتبوعين، ولا فعله أحدٌ من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى.
فإذا لم تكن هذه البدعة فما هي البدعة إذن؟! فكيف إذا صاحبها الإنشاد بالدفوف وربما كان ذلك داخل المساجد أحياناً وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك وأشباهه قولاً فصلاً لا استثناء فيه: ((كلُّ بدعةٍ ضلالة)) رواه مسلم.
أيها السادة الكرام! يا خير نسلٍ وُجد على وجه الأرض: إنَّ شرفَ الأصل والنسب تشريفٌ يتبعه تكليف، هو أخذٌ بسنته صلى الله عليه وآله وسلم، وسعيٌ لاستكمال أمانته من بعده بحفظ الدين، ونشر الدعوة إليه، وإن اتباع الرجال فيما لم يأذن به الشرع لا يغني من الحق شيئاً، وهو مردود على صاحبه كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) رواه البخاري ومسلم.
فاللهَ اللهَ يا أهلَ بيتِ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلَّم! لا يغرنَّكم خطأُ مَن أخطأ، وضلالُ مَن ضلَّ، أن تكونوا أئمةً في غير الهُدى، فوالله ما على وجه الأرض أحدٌ أحب إلينا هدايته منكم لما لكم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من القربى.
فهذه دعوة من قلوب محبة تريد الخير لكم، وتدعوكم إلى اتباع سنة جدِّكم بمفارقة هذه البدعة وسائر ما لا يعلم المرءُ يقيناً أنه من سُنَّته ودينه، فالبدارَ البدارَ فـ ((منْ بطَّأ به عملُه لم يُسْرِعْ به نَسَبُه)) رواه مسلم.
والحمد لله رب العالمين،،
الموقعون حسب الترتيب الهجائي:
السَّيِّد الشيخ أبو بكر بن هدار الهدَّار
- رئيس مؤسسة الضمير الخيرية الاجتماعية بتريم
السَّيِّد الشيخ أيمن بن سالم العطاس
- مدرس العلوم الشرعية بالثانوية الأولى وإمام وخطيب بأبي عريش
السَّيِّد الشيخ حسن بن علي البار
- مدرس الثقافة الإسلامية بالكلية التقنية بالدمام وإمام وخطيب بالظهران
السَّيِّد الشيخ حسين بن علوي الحبشي
- أمين عام منتدى الغيل الثقافي الاجتماعي بغيل باوزير
السَّيِّد الشيخ صالح بن بخيت مولى الدويلة
- المشرف على المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوجيه الجاليات وإمام وخطيب بالخرج
السَّيِّد الشيخ عبد الله بن فيصل الأهدل
- رئيس مؤسسة الرحمة الخيرية وإمام وخطيب جامع الرحمة بالشحر
السَّيِّد الشيخ د. عصام بن هاشم الجفري
-أستاذ مساعد بكلية الشريعة قسم الاقتصاد الإسلامي بجامعة أم القرى وإمام وخطيب بمكة
السَّيِّد الشيخ علوي بن عبد القادر السَّقَّاف
- المشرف العام على موقع الدرر السنية
السَّيِّد الشيخ محمد بن عبدالله المقْدي
- المشرف العام على موقع الصوفية وإمام وخطيب بالدمام
السَّيِّد الشيخ محمد بن محسن البيتي
- مدير مؤسسة الفجر الخيرية وإمام وخطيب جامع الرحمن بالمكلا
السَّيِّد الشيخ محمد سامي بن عبدالله شهاب
- المدرس بمعهد العلوم الإسلامية والعربية بأندونيسيا
السَّيِّد الشيخ د. هاشم بن علي الأهدل
- أستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها(/)
هل هي عقدة الوهابية؟! أم أنه الإسلام الصافي الأصيل الذي بات يؤرقهم؟!
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 05:43]ـ
إن المتتبع لبعض المواقع الإخبارية يكاد يقطع بأن موقع البي بي سي الإخباري البريطاني الكافر حريص أشد الحرص على تشويه صورة المسلمين وصورة الإسلام الصافي الذي انتشر وانطلق من بلاد الحرمين.
إن هذه القناة الخبيثة لا تألو جهدا في تشويه صورة المملكة العربية السعودية، وما ذاك إلا لأنها تعلم علم اليقين أن النبع الصافي للفطرة السليمة والذوق السليم إنما نبع من هذه البلاد حينما بُعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم -ليصحح فطر الناس، وحينما تجدد الدين كرات وكرات على أيدي علمائها، وحينما يأرز الإيمان إليها في آخر الزمان كما تأرز الحية إلى جحرها.
ولذا:
فإنه ما إن تطبق هذه البلاد -الوحيدة اليتيمة في هذا- ما إن تعلن حكم الله تعالى في زان أو قاتل أو مفسد،إلا وبادرت بنشر الخبر لكي تشوه صورة بلاد الحرمين، وما ذاك إلا لأنها تعلم أن فطر أكثر الناس قد فسدت، فأصبحوا يشمئزون من تطبيق شرع الله تعالى.
ومن هذه الحملة الشعواء التي تشنها ما نشره أحد مراسليها - وهو رافضي والعلم عند الله تعالى - ما نشره اليوم عن تشويه الوهابية نقلا عن صحيفة بريطانية خبيثة اسمها الأوبزرفر حيث نقل منها:
(انفردت صحيفة الأوبزرفر بتغطيات متنوعة للشؤون العربية، وأبرزت تغطية تحت عنوان: الوهابيون المتطرفون يسعون إلى تدمير الإسلام المعتدل.
وتقول الصحيفة إن ضريح رحمن بابا، أو عندليب بيشاور، وهو أحد شعراء القرن الثامن عشر وشخصية صوفية مهيبة في تلك المنطقة، تحول مع الوقت الى مقام للشعراء والموسيقيين الصوفيين.
لكن مدرسة وهابية بنيت بتمويل سعودي بالقرب من ضريح رحمن بابا، الواقع بالقرب من ممر خيبر، بدأت تخرج طلاب دين نشطوا في وقف الحركة في هذا الضريح باعتبار انها ممارسات غير إسلامية ...... ((إلى آخر هراء هذه الصحيفة وهذا الموقع)).
أقول:
أي إسلام معتدل يسعى أهل الإسلام إلى تدميره؟!!!! ألا تستحي أيها الرافضي حيدر البطاط من نقل هذا الكلام عن دعاة التوحيد وودعاة دحض الشرك والخرافات؟!!! ولكن لا عجب! فإن الرافضة والصوفية وجهان لعملة واحدة، بل إن الكفر ملة واحدة في حربالتوحيد وأهله.
سبحان الله: وكأن الإسلام المعتدل هو ما يوافق هواهم وأذواقهم المنحرفة وعقولهم المختلة السفيهة!!
هل الإسلام المعتدل هو لثم التراب وتقبيل القبور والطواف حول الأضرحة والذل للأموات، والشرك الأكبر الذي يمارسه أولئك المشركون عندها؟!!
قال تعالى:
(لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون).
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
والحمد لله رب العالمين.
إنما الإسلام الوسط، والأمة الوسط هو ما وافق الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 04:21]ـ
يرفع ....
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 05:51]ـ
بارك الله فيكم ..
اللوم الأكبر يقع على من يتخدع بهذا التشويه، ويُفرّط في دعوة التوحيد، التي يعلم الكفار أنها " العدو " الحقيقي لهم؛ لأنها " الإسلام " الذي رضيه الله للأمة.
ويرضى هذا المُفرّط بالبقاء رهنَ البدع والانحرافات ..
الحمد الله على نعمة التوحيد والسنة ..
ـ[أم شهد]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 08:17]ـ
أيضًا قناة بي بي سي الإخبارية قناة قذرة تحارب الإسلام علنًا
لقد فتحت عليها ذات مرة لأشاهد نشرة الأخبار فوجدت _ لا أراكم الله مكروهًا _ المذيع والمذيعة يقفان في وضعية متعفنة بالقرب من بعضهما وكأنهما سيتعانقان!!
لا تفتحوا عليها أبدًا، أخزاهم الله.
ـ[جذيل]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 02:55]ـ
الشيخ ابو خبزة في صحيفة سوابق يقول ان تسمية الوهابية انجليزية .. !
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 07:53]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[30 - Jan-2010, صباحاً 07:09]ـ
يرفع للاعتبار ...
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[30 - Jan-2010, صباحاً 08:58]ـ
لقد فعلت الخسيرة أضعاف ذلك وهي محسوبة على قنوات المسلمين - زعموا -, وكل ماذكرتموه هناك مثله عندنا في قنواتنا واكثر وكلامي هذا ليس دفاعا عن البي بي سي ولكن حتى يعمم الحكم وهذا مقتضى العدل , فكم سمعنا في قنوات الخواص من ألفاظ نحو الجامية والمدخلية والوهابية دون حياء ولاخوف من الله , أسأل الله أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد ولاحول ولاقوة إلا بالله.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 04:20]ـ
أحسنت.
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 05:37]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.
ردى بل هو الاسلام الصافى النقى الذى بات يؤرقهم
لا فض فوك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 07:34]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.
ردى بل هو الاسلام الصافى النقى الذى بات يؤرقهم
لا فض فوك
وإياكم أخي المكرم.(/)
الشيخ محمد الحسن ولد الددو وبدعة المولد؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 07:47]ـ
في الجواب الكافي في قناة المجد هذا اليوم الاحد
في جواب الشيخ محمد الحسن ولد الددو لم ينكر الشيخ بدعة المولد النبوي بل حث على صوم يوم المولدوتذكر السيرة وحقوقه عليه السلام وانه ليس عيدا
الغريب عدم تعقب الاخ المقرن مقدم البرنامج عليه فما رايكم؟؟
ـ[ابو هبة الباري]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عندك يا اخي بدعة وغيرك لا يرى فيها معنى البدعة باعتبار ما ولكل دليله وتوجيهه للدليل المعارض طالع مناقشة المسالة عند ابن حجر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 11:14]ـ
اخي الكريم بارك الله فيك ...
اذا لم تكن بدعة فهي سنة فماالدليل على ماتقول؟؟؟
وقد عرف العلماء السنة بانها ماثبت عنه صلى الله عليه وسلم من قول اوفعل اوتقريراوصفة خلقية اوخلقية
فهل قالها او امر بها صلى الله عليه وسلم
وهل فعله اصلى الله عليه وسلم؟؟
وهل فعلت هذه البدعة بحضرته صلى الله عليه وسلم واقرها؟؟؟ ..
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 12:06]ـ
# سؤال: من أول من ابتدع عيد او احفل بيوم المولد؟
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 01:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي ممكن المقطع المرئي
فالخبر محير جدا فالشيخ حفظه الله من علماء السنة و متمكن من الشرع
و خاصة قولك ان الشيخ حث على صوم يوم المولد
و في هذا الرابط المرئي يقول الشيخ بعظمة لسانه:
اذا ابتدع بدعة حتى لو كانت أكبر من بدعةً المولد النبوي لا يخرجه ذلك من أهل السنة بالعموم
الرابط:
http://up2.m5zn.com/download-2009-3-8-03-arazb98mq.avi
الحلقة كاملة:
http://www.dedew.net/downloadvd.php?id=110
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 01:22]ـ
اخي عبدالرزاق الحيدر تفضل الجواب من الشيخ الددو
السؤال:
هل يجوز الذبح وشراء الملابس في ذكرى المولد النبوي؟
المفتي: محمد الحسن ولد الددو
الإجابة:
إن مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس عيداً من أعياد هذه الأمة، فالعيد الذي تُذبح فيه الأضاحي يوم واحد في السنة وهو يوم العاشر من شهر ذي الحجة الشهر القادم إن شاء الله، وما سواه ليس فيه ذبائح قربة لله تعالى، وكذلك اللباس يجوز في غير العيد وفي العيد لا يختص به عيد، بل للإنسان أن يلبس متى وجد ما يستر به.
ويوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم أول من احتفل به هم العبيديون في القرن الرابع الهجري، وفعلوا ذلك احتفالاً بموته صلى الله عليه وسلم لا بمولده فهم يكرهونه ويكرهون آل بيته.
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=13680
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 06:49]ـ
اخي الكريم انا اقول لم ينكرها ولم يذكر في جوابه انها بدعة
بل ذكر ان مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس عيداً من أعياد هذه
واما ستدلاله على صومه بحديث ((ذلك يوم ولدت فيه)) *فالحديث فيه دلالة على صوم يوم الاثنين فقط وهذا لفظه
((قال: وسئل عن صوم الاثنين؟ قال " ذاك يوم ولدت فيه. ويوم بعثت (أو أنزل علي فيه) " قال: فقال " صوم ثلاثة من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، صوم الدهر " قال: وسئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال " يكفر السنة الماضية والباقية " قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال " يكفر السنة الماضية ".
:صحيح مسلم - رقم: 1162
وليس يوم الثاني عشر من ربيع الاول من كل عام وليس عندي مقطع مرئي واطلب من الاخوة الذين شاهدو الحلقة ان يقولوا ماسمعوا منه
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 02:05]ـ
من هنا رابط الحلقة:
http://www.dedew.net/index.php?A__=3&k=1&type=1&linkid=264
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 02:52]ـ
اخي الكريم انا اقول لم ينكرها ولم يذكر في جوابه انها بدعة
بل ذكر ان مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس عيداً من أعياد هذه
واما ستدلاله على صومه بحديث ((ذلك يوم ولدت فيه)) *فالحديث فيه دلالة على صوم يوم الاثنين فقط وهذا لفظه
((قال: وسئل عن صوم الاثنين؟ قال " ذاك يوم ولدت فيه. ويوم بعثت (أو أنزل علي فيه) " قال: فقال " صوم ثلاثة من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، صوم الدهر " قال: وسئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال " يكفر السنة الماضية والباقية " قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال " يكفر السنة الماضية ".
:صحيح مسلم - رقم: 1162
وليس يوم الثاني عشر من ربيع الاول من كل عام وليس عندي مقطع مرئي واطلب من الاخوة الذين شاهدو الحلقة ان يقولوا ماسمعوا منه
اخي المكرم قول الشيخ عن المولد ليس عيداً يفهم بالمخالفة انه بدعة و عدم انكاره ليس فيه دلالة على تأيديه لبدعة المولد
و في المقطع المرئي السابق الذي يقول فيه الشيخ:
اذا ابتدع بدعة حتى لو كانت أكبر من بدعةً المولد النبوي لا يخرجه ذلك من أهل السنة بالعموم
دليل واضح لموقفه من المولد النبوي
و اما قولك: [بل حث على صوم يوم المولد]
فهو مبهم يفهم منه انه حث على صوم يوم 12
لذا اخي الكريم يجب التوضيح عند النقل عن العلماء
و السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 03:27]ـ
بارك الله فيك اخي ابو ممدوح على رابط الحلقة
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 06:44]ـ
اذا لم تكن بدعة فهي سنة فماالدليل على ماتقول؟؟؟
لا يلزم من كون الشيء ليس ببدعة أن يكون سنة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 09:51]ـ
اخي الكريم::
هل يتعبد من يفعله بذلك ام لا؟؟
فان كان يتعبد وهذا الغالب على من يقيمه فهي البدعة لعدم ورودذلك في السنة
وان وردت به السنه فهو ليس ببدعة بل يكون واجبا اومستحبا او مباحا
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 10:51]ـ
رابط ذو صلة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116112)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 12:49]ـ
@ (ويوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم أول من احتفل به هم العبيديون في القرن الرابع الهجري، وفعلوا ذلك احتفالاً بموته صلى الله عليه وسلم لا بمولده فهم يكرهونه ويكرهون آل بيته)!!
# ممكن تسأل الشيخ عن المصدر لو تكرمت؟!
# قال المقريزي في كتابه " المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" (ص 490) تحت عنوان (ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعيادا ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم) قال: (كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم, وهي: موسم رأس السنة, وموسم أول العام, ويوم عاشوراء, ومولد النبي صلى الله عليه وسلم, وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه, ومولد الحسن, ومولد الحسين عليهما السلام, ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام, ... )
# نقلا عن رسالة الشيخ إسماعيل الانصاري - القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل- فصل: في اثبات احتفال بني عبيد القداح قبل صاحب اربل وأنهم أول من احفل بها- ضمن رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي (2/ 451) -لمجموعة من العلماء- طبعة دار الافتاء.
# الرسالة قيمة جدا في هذا الباب.
# تنبيه: الرسالة مطبوعة باسم " القول الفصل في حكم التوسل بخير الرسل "!
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 01:36]ـ
لا داعي ان نسال الشيخ عن المصدر
لعلك لا تعرف مستوى هذا الجبل
اليك رابط ترجمته
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28590
الظاهر انك تجهل من هم العبيديون مع انك نقلت في كلام الشيخ الانصاري اصل تسميتهم:
في اثبات احتفال بني عبيد القداح
من هم العبيديون:
العبيديون الفاطميون الإسماعيليون
و هم الرافضة من أصحاب المذهب الإسماعيلي. و مؤسّس المذهب الإسماعيلي العبيدي هو عبيد الله بن ميمون بن ديعان القدّاح اليهودي. و سميو بالعبيديون نسبة له. و سمو الإسماعيليون لانتسابهم إلى إسماعيل بن جعفر الصادق كأحد أئمتهم. و سمو الفاطميون لادعائهم كذباً بأنهم من ولد فاطمة الزهراء
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 06:51]ـ
@ أثبت العرش ثم انقش!
# ممكن تسأل شيخك عن مصدر الكلام الذي أتى به, حتى لا يتشتت الموضوع؟
# انا سؤالي هو ليس بصدد الحديث عن ادعائات الرافضة محبة ال البيت ... الخ, ولكن بصدد اثبات من هو أول من ابتدع هذه البدعة!!!
# ثم من اين فهمت هذه العبارة (الظاهر انك تجهل من هم العبيديون)؟!
# اما عن شيخك, فأنا اعرفه جيدا! وقد حضرت له بعض الدورات عندما اتى الى الكويت!
# لعل في ما وضعه الاخ الاشجعي - الرابط - كفاية في بيان من هو شيخك!!
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 08:09]ـ
أستغربت كثيرًا من كلام الشيخ في الحلقة، وقد تكلم عن اليوم الوطني، وأنه لا بأس بالاحتفال به "شكرًا"، وأنه ليس عيدًا .. قلت: تغيرت الأسماء والحقائق واحدة.
ثم أليس من الأولى أن نحتفل بالمولد شكرًا؟
مالذي يمنعنا من ذلك؟
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 12:49]ـ
@ أثبت العرش ثم انقش!
# ممكن تسأل شيخك عن مصدر الكلام الذي أتى به, حتى لا يتشتت الموضوع؟
# انا سؤالي هو ليس بصدد الحديث عن ادعائات الرافضة محبة ال البيت ... الخ, ولكن بصدد اثبات من هو أول من ابتدع هذه البدعة!!!
# ثم من اين فهمت هذه العبارة (الظاهر انك تجهل من هم العبيديون)؟!
# اما عن شيخك, فأنا اعرفه جيدا! وقد حضرت له بعض الدورات عندما اتى الى الكويت!
(يُتْبَعُ)
(/)
# لعل في ما وضعه الاخ الاشجعي - الرابط - كفاية في بيان من هو شيخك!!
لحد الان لم تفهم و تطلب سؤال الشيخ عن المصدر فهو نفسه الذي نقلته انت عن المقريزي و الانصاري
قولك:ثم من اين فهمت هذه العبارة (الظاهر انك تجهل من هم العبيديون)؟!:
لانك تفرق بين العبيديون و الفاطميون و بين بني عبيد القداح
مع ان:
العبيديون هم الفاطميون و هم كذلك بني عبيد القداح
اصل كلمة العبيديون: عبيد
هل فهمت الأن اسال الله الكريم ان يفهمك
اخي المكرم لا تغضب من كلمة تجهل فانا لا افصد اطلاق الجهل بل جهلك في هذه المسالة فقط
و هذا الجهل لا يسلم منه احد فكلنا نجهل بعض المسائل
يشهد الله اني احبك في الله
و اما مشاركة اخانا الاشجعي فهي اراء بين اعضاء موقع اهل الحديث و المهم فيها
عرض اقوال الشيخ الددو على الشيخ البراك و نحن في انتظار ما يقول الشيخ لنستفيد
و لا يضرنا ان اخطأ الشيخ فمنهجنا اخذ صوابهم و ترك خطأهم مع احترامهم و تقديرهم
و انا لم ادعي في اقوالي عصمة الشيخ من الوقوع في الخطأ فهو مثله مثل العلماء معرض للزلل
فهو شيخ جليل و علمه و ورعه يشهد بذلك
و الحقيقة يا اخي فانتم الله سخر لكم نعم ادامها الله عليكم:
فموقعكم الجغرافي و قربكم من العلماء و الحرمين و توفر الكتب يساعدكم على طلب العلم الشرعي
لو كنت مكانك عندما جاء الشيخ للكويت لجمعت كل التساؤلات و طلبت مجالسته و ناقشته و طلبت منه الدليل
وكذلك لذهبت للشيخ البراك و كل المشايخ و ناقشتهم
المهم اخي المكرم هذا رقم هاتف الشيخ البراك و اساله عن الشيخ الددو:
يوم الأحد من كل أسبوع من الساعة الرابعة والنصف إلى صلاة المغرب على الرقم التالي:
من داخل المملكة: 01:2303099
المفتاح الدولي:966+
او التواصل عن طريق"آلية التواصل مع فضيلة الشيخ" ص. ب (255905) الرمز" (11353) الرياض تليفاكس "012414747
الجوال " ((0505227228))
بارك الله فيك اخي و السلام عليكم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 05:15]ـ
اخي الكريم::
هل يتعبد من يفعله بذلك ام لا؟؟
فان كان يتعبد وهذا الغالب على من يقيمه فهي البدعة لعدم ورودذلك في السنة
وان وردت به السنه فهو ليس ببدعة بل يكون واجبا اومستحبا او مباحا
شيخنا الفاضل .. لو اتحفتنا بمختصر صغير حول الفرق بين البدعة و:
1 - السنة التقريرية
2 - المصلحة المرسلة
3 - الاستحسان
لزدت الامر وضوحا فغالب من يجيز الموالد يتعمد الخلط بين هذه المفاهيم المختلفة ليخرج على الناس بطريقة عجيبة في الاستدلال
ويدعي زورا بان الموالد خالية من شبهة التعبد ولعل محل الخلاف هو في تعريف البدعة وهل تدخل في العاديات ام لا والله اعلم
ـ[سنجار]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 08:43]ـ
برأيي أن كلام الشيخ: الددو حول الإحتفال بالمولد واضح وظاهر، فهو يجوزّه ويدل لذلك أنه لم يحكم على فعل المولد بالبدعة ثم هو قال إن العبيديين احتفلوا بموت رسول الله ولم يحتفلوا بيوم مولده .. فتأمل!!
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 12:14]ـ
السّلام عليكم جميعا و رحمة اللّه و بركاته.
لقد ظهر شيخنا العلاّمة محمّد الحسن الددو هذا المساء (الموافق ليوم: الثّلاثاء 10/ 03/2009م) على قناة دليل الفضائية من خلال برنامجها اليومي (فتوى)؛ و قد سعدت بأن كنت أوّل من اتّصل به عبر البرنامج و الحمد للّه.
و قد تكلّم مرّة أخرى في أول البرنامج حول موضوع الاحتفال بالمولد النّبوي بعد طلب من المقدّم -وفّقه اللّه-، فكان ممّا قاله -حفظه اللّه-:
"هذا اليوم مناسبة سارّة و نعمة عظيمة على المسلمين، تُشكر للّه جلّ جلاله و مع ذلك لا تُجعل عيدا؛ فجعلها عيدا هو ابتداع، و أيضا ازدراءها و تجاهلها كأنّ لم يحصل فيها حدث و كأنّ اللّه لم يُنعم عليك بنعمة هو مِن كفر نعمة اللّه، فلا بدّ أن يشكر الإنسان للّه نعمته و لا بدّ أن يتقيّد أيضا بالسنّة و لا يتجاوز الحدّ في ذلك، و التوسّط مطلوب في الأمور كلّها و هو المنهج السويّ الّذي ارتضاه اللّه لرسوله صلّى اللّه عليه و سلّم، و المبالغات سواء كانت في الإفراط أو التّفريط لا خير فيها، فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهانا عن إطرائه و نهانا عن اتّخاذ قبره عيدا، و مع ذلك أوجب اللّه علينا محبّته في أصل الإيمان و أوجب علينا احترامه و احترام أهل بيته و أصحابه و أزواجه أمّهات المؤمنين، و بيّن أنّه أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم و أنّ أزواجه أمّهات للمؤمنين، و بيّن النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنّه لا يُؤمن أحد حتّى يكون أحبّ إليه مِن والده و ولده و النّاس أجمعين، و أنّه لا يُؤمن أيضا حتّى يكون أحبّ إليه مِن نفسه الّتي بين جنبيه كما في حديث عمر، فلا بدّ مِن محبّته و نحن اليوم نعيش زمانا قد أدبر النّاس فيه عن أخبار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و شمائله و سنّته و سيرته ... ".
إلى أن قال -حفظه اللّه و رعاه-: " ... هذه مناسبة الآن لدراسة سنّة النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم و سيرته و شمائله و مراجعتها، و قد كان عدد مِن سلفنا الصّالح يدرِّسون كتاب (الشّفاء) في هذا الشّهر و يدرُسونه و يعلِّمونه أولادهم و طلاّبهم، و يقطعون المناهج الأخرى حتّى يتعلّموا الشّمائل و السّير، و حتّى يصلوا أنفسهم برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم؛ و اتّصال الرّوح به شيء مهمّ ... ".
و إليكم رابط الحلقة كاملة؛ و ستجدون كلامه حول خصوص المولد في أوّل الحلقة:
http://www.dedew.net/index.php?A__=11&linkid=1001
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 01:31]ـ
# (و أيضا ازدراءها و تجاهلها كأنّ لم يحصل فيها حدث و كأنّ اللّه لم يُنعم عليك بنعمة هو مِن كفر نعمة اللّه، فلا بدّ أن يشكر الإنسان للّه نعمته و لا بدّ أن يتقيّد أيضا بالسنّة و لا يتجاوز الحدّ في ذلك، و التوسّط مطلوب في الأمور كلّها و هو المنهج السويّ الّذي ارتضاه اللّه لرسوله صلّى اللّه عليه و سلّم، و المبالغات سواء كانت في الإفراط أو التّفريط لا خير فيها، فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهانا عن إطرائه و نهانا عن اتّخاذ قبره عيدا، و مع ذلك أوجب اللّه علينا محبّته في أصل الإيمان و أوجب علينا احترامه و احترام أهل بيته و أصحابه و أزواجه أمّهات المؤمنين، و بيّن أنّه أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم و أنّ أزواجه أمّهات للمؤمنين، و بيّن النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنّه لا يُؤمن أحد حتّى يكون أحبّ إليه مِن والده و ولده و النّاس أجمعين، و أنّه لا يُؤمن أيضا حتّى يكون أحبّ إليه مِن نفسه الّتي بين جنبيه كما في حديث عمر، فلا بدّ مِن محبّته و نحن اليوم نعيش زمانا قد أدبر النّاس فيه عن أخبار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و شمائله و سنّته و سيرته ... ".
إلى أن قال -حفظه اللّه و رعاه-: " ... هذه مناسبة الآن لدراسة سنّة النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم و سيرته و شمائله و مراجعتها، و قد كان عدد مِن سلفنا الصّالح يدرِّسون كتاب (الشّفاء) في هذا الشّهر و يدرُسونه و يعلِّمونه أولادهم و طلاّبهم، و يقطعون المناهج الأخرى حتّى يتعلّموا الشّمائل و السّير، و حتّى يصلوا أنفسهم برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم؛ و اتّصال الرّوح به شيء مهمّ ... ").
# (هذا اليوم مناسبة سارّة و نعمة عظيمة على المسلمين، تُشكر للّه جلّ جلاله و مع ذلك لا تُجعل عيدا؛ فجعلها عيدا هو ابتداع،).
## بعد جهد وعناء, فسر الماء بالماء!!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 06:52]ـ
قوله و قد كان عدد مِن سلفنا الصّالح يدرِّسون كتاب (الشّفاء) في هذا الشّهر و يدرُسونه
كتاب الشفاء للقاضي عياض رحمه الله الف بعد خمسمائة عام من الهجرة اي بعد القرون الثلاثة المفضلة
حيث لم تكن هذه البدعة موجودة ثم تخصيص الشهر بدراسة السيرة هو من االامور المحدثة
ومن شبه المخالفين في هذه الأعياد المحدثة قولهم: إن هذه ليست أعياداً وإنما هي احتفالات أو مناسبات وذكريات فقط بخلاف الأعياد التي يشرع فيها ذكر معين وصلاة معينة ونحو ذلك.
والجواب: إن هذا الذي ذكرتموه من الاحتفالات أو الذكريات المتكررة في الأعوام أو الشهور أو غير ذلك هو معنى العيد.
إذ العيد كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله هو: (اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو نحو ذلك.
وقال: (فالعيد يجمع أموراً: منها يوم عائد كيوم الفطر ويوم الجمعة ومنها اجتماع فيه ومنها: أعمال تتبع ذلك من العبادات والعادات).
فيقال للمحتفلين بالمولد النبوي والإسراء والمعراج ونحو ذلك ألستم تجتمعون في كل عام لهذا الغرض وتحتفلون به وتعملون لذلك برنامجاً خاصاً وتقيمون لذلك عادة ولائم خاصة بهذه المناسبة؟ وتنشد فيها القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والتي في بعضها شركيات كالبردة للبوصيري
فهذا هو العيد سواء سميتموه به أو بغيره فالعبرة بالحقائق والمسميات.
وفي زماننا هذا نرى العجائب فالخلاعة والمجون يسمونها فناً يعانق الرجل المرأة على مرأى من الخلق ويفعل معها ما يفعله الرجل مع حليلته
ويجاهر آخرون بالربا ويسمونه فوائد وعمولات
ويجاهر آخرون بالشرك ويسمونه تعظيم الاؤلياء وهكذا فهل غيّر ذلك من حقيقتها وحكمها؟
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها).
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 07:05]ـ
حتى ابن بية يبيح الاحتفال بالمولد النبوي!
حُكمُ الاحتِفالِ بِعِيدِ المَولِدِ النَّبَوِيِّ
http://www.binbayyah.net/Pages/research/Alfatawa%20main/fatawa3/OntheMawlid.htm
وهذه قصيدة عن المولد:
بادر إلى ذكرى
http://www.binbayyah.net/Pages/ashaar.htm
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 09:55]ـ
مع كل الاحترام للشيخ العلامة محمد الحسن الددو ولكن لدي سؤال حول قولة:
"هذا اليوم مناسبة سارّة و نعمة عظيمة على المسلمين، تُشكر للّه جلّ جلاله و مع ذلك لا تُجعل عيدا؛ فجعلها عيدا هو ابتداع، و أيضا ازدراءها و تجاهلها كأنّ لم يحصل فيها حدث و كأنّ اللّه لم يُنعم عليك بنعمة هو مِن كفر نعمة اللّه، فلا بدّ أن يشكر الإنسان للّه نعمته و لا بدّ أن يتقيّد أيضا بالسنّة و لا يتجاوز الحدّ في ذلك"
هل هناك احد من الصحابة رضي الله عنهم والتابعيين وتابعي التابعيين ذكر انه اظهر شيء من مظاهر الفرح والسرور او اختص يوم المولد او شهر ربيع الاول بعبادة او قراءة او غيره؟
الشيخ يقول: "و لا بدّ أن يتقيّد أيضا بالسنّة و لا يتجاوز الحدّ في ذلك" ماهي حدود السنة في الفرح بالمولد النبوي؟
تنبيه: يعلم الله اني اجل واقدر الشيخ الددو واسئلتي هي من باب الاستفهام لا الاستهزاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 02:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الظاهر انكم من سكان الجزيرة و من نعمة الله عليكم وجود العلماء بقربكم
لماذا الخوض في فتوى الشيخ و انتم لستم في مستواه مع ان العلماء الربانيين لم يردوا على الشيخ
من الاحسن ان تعرضوا كلام الشيخ العلامة الددو على العلماء الربانيين امثال الشيخ البراك و الشيخ الخضير و الشيخ الراجحي
و الشيخ عبد الرحمان المحمود و الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف و الشيخ عبد الله السعد و غيرهم من علماءنا الافاضل
و انا من جانبي ساحاول عرض كلامه عن طريق المراسلة الالكترونية
و نستفيد ان شاء الله و الشيخ كما قلت سابقا معرض للخطأ
و التشهير به هكذا من طرف غير العلماء هذا ظلم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 03:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الظاهر انكم من سكان الجزيرة و من نعمة الله عليكم وجود العلماء بقربكم
لماذا الخوض في فتوى الشيخ و انتم لستم في مستواه مع ان العلماء الربانيين لم يردوا على الشيخ
من الاحسن ان تعرضوا كلام الشيخ العلامة الددو على العلماء الربانيين امثال الشيخ البراك و الشيخ الخضير و الشيخ الراجحي
و الشيخ عبد الرحمان المحمود و الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف و الشيخ عبد الله السعد و غيرهم من علماءنا الافاضل
و انا من جانبي ساحاول عرض كلامه عن طريق المراسلة الالكترونية
و نستفيد ان شاء الله و الشيخ كما قلت سابقا معرض للخطأ
و التشهير به هكذا من طرف غير العلماء هذا ظلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم: اعتقد بأن مداخلتك هذه ليست في محلها ذلك أن الفائدة التي ترجى من وراء المنتديات العلمية هي مناقشة المسائل التي قد يستشكلها بعض طلاب العلم فيحصل من ذلك خير كبير وتتضح الصورة اكثر في ذهن صغار الطلاب ويتدربون على سعة الصدر وأدب الرد وطريقة تأصيل المسائل وإنزال الأحكام على الوقائع
فدعك من تحوير النقاش الى خلاف حول (شخص) الشيخ الددوا بينما هو في الأصل خلاف حول (حكم) الاحتفال أو الاحتفاء بما يسميه البعض ... مولدا ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 04:42]ـ
بناء على طلبك هذه فتوى شيخ المشايخ الذين ذكرتهم
حكم الاحتفال بالمولد النبوي للشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله "
" قال رحمه الله
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، والقيام له في أثناء ذلك، وإلقاء السلام عليه، وغير ذلك مما يفعل في الموالد. والجواب أن يقال: لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة ـ رضوان الله على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، أي: مردود عليه، وقال في حديث آخر: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ". ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها. وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين: (ومآ ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (سورة الحشر: 7)، وقال عز وجل: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) (سورة النور: 63)، وقال سبحانه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) (سورة الأحزاب: 21)، وقال تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم) (سورة التوبة: 100)، وقال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) (سورة المائدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
3). والآيات في هذا المعنى كثيرة. وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه: أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به، زاعمين: أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله سبحانه، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة. والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم " رواه مسلم في صحيحه. ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين.وقد جاء في معناهما أحاديث أُُخر، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة: " أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة " رواه الإمام مسلم في صحيحه. والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة. وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها؛ عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها. وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات؛ كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر، وظنوا أنها من البدع الحسنة. والقاعدة الشرعية: رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. كما قال الله عز وجل: (يآأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) (سورة النساء: 59)، وقال تعالى: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) (سورة الشورى: 10). وقد رددنا هذه المسألة ـ وهي الاحتفال بالموالد ـ إلى كتاب الله سبحانه، فوجدنا يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه، وقد رددنا ذلك ـ أيضاً ـ إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله، ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم. وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها. ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (سورة البقرة: 111)، وقال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) (سورة الأنعام: 116). ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى؛ كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم، أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين "، وقال صلى الله عليه وسلم: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله " أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر رضي الله عنه. ومن العجائب والغرائب: أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد ي حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأساً، ولا يرى أنه أتي منكراً عظيماً، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين. ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد؛ ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون (15 ـ 16): (ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة، وأنا أول شافع، وأول مُشَفَّعٍ " عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام. فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سطان. والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به. أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يآ أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) (سورة الأحزاب: 56). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً "، وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة، منها بعد الأذان، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة. والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة والحذر من البدعة، إنه جواد كريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه
.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 04:56]ـ
أرجو من الأخ ابو نذر الرحمان توصيل تعقيبي هذا إليه لعله يعلق عليه فنستفيد:
و أيضا ازدراءها و تجاهلها كأنّ لم يحصل فيها حدث و كأنّ اللّه لم يُنعم عليك بنعمة هو مِن كفر نعمة اللّه،
لا أظن بأن أحدا يزدري ذلك اليوم
أما مسألة التجاهل
فإن السلف الصالح (القرون الثلاثة المفضلة) تجاهلوا ذلك اليوم، بمعنى أنهم لم يجعلوا له مكانة خاصة ولم يخصصوه بشيء.
وهم شاكرون لنعمة الله أكثر منا، ومحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم أعظم
أما صوم يوم الإثنين فهو لفضل يوم الإثنين, وفضائله عديدة أحدها أنه اليوم الذي وُلد فيه، فصيامه لعدة أسباب وليس لسبب واحد، كما أنه ليوم ميلاده وليس لتاريخ مولده، والناس يحتفلون في تاريخ مولده وليس اليوم
بل إن كثيرا منهم لا يصوم يوم الإثنين، فتركوا السنة وأحيوا البدعة
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 04:56]ـ
أخي الكريم ابا محمد: أرى بأن ضرب فتاوى أهل العلم بعضها ببعض لا يحل النزاع ولا يرفع الاشكال وعليه فالواجب ان ترد الاصل الذي بنى عليه اخواننا هؤلاء رأيهم وهو قصرهم لتعريف البدعة على العبادات وظنهم أنها لاتدخل على العادات فاذا خلا المولد من شبهة التعبد وصار بحكم الواقع عيدا وطنيا للأمة يمثل شخصيتها وانتماءها فلا وجه لاعتباره بدعة ذلك ان من شروط البدعة إضافتها للدين ونحن -كما يزعمون- لا نضيف للدين ما ليس منه بل نعتبر المولد جزء من الذاكرة الشعبية او العادات والتقاليد ويرون في هذا الامر مصلحة في مواجهة العلمانية والتغريب فكيف تجيب أحسن الله إليك؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 05:00]ـ
كيف يكون المولد خاليا من شبهة التعبد وتحصل فيه عدد من العبادات كالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ودراسة السيرة وهناك من يدعو لصيامها وغير ذلك من العبادات؟
بل مجرد ارتباطه بالنبي صلى الله عليه وسلم (احتفالا بمولده) يجعلها متعلقة بالدين
فهي إذا ليست عادة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 05:04]ـ
,وهذه خطبة لعلامة زمانه ابن عثيمين رحمه الله في حكم المولد
الحمد لله، حمداً كثيراً كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كرِه ذلك من أشرك به وكفر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر، الشافع المشفع في المحشر - صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه- خيرِ صحب ومعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا الفجر وأنور، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها الناس، فإن من أعظم منةٍ مَنَّ الله بها على عباده بل هي أعظم منةٍ مَنَّ بها على عباده لمن هداه إليها، قال الله – تعالى-: ?لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ? [آل عمران: 164] بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على "رأس الأربعين" (7) من عمره الشريف صلى الله عليه وسلم "فكان أول ما بعث كان لا يَرى رؤية إلا جاءت مثل فلق الصبح" (9) "وذلك ابتداءً من ربيع الأول" (م1) ثم نزل عليه القرآن في رمضان لقوله تعالى: ?شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ? [البقرة: 185] "فبقي ستة أشهر وكان الوحي يأتيه بصفة الرؤيا، فكان لا يرى رؤية إلا جاءت مثل فلق الصبح" (م2) "أما ولادته فإنها كانت في ربيع الأول وكانت في الليلة التاسعة منه وليست في الليلة الثانية عشرة" (م3) ولا يهمنا أن تكون في الليلة التاسعة أو الثانية عشرة من شهر ربيع الأول، إنما الذي يهمنا ما أحدثه فيها بعض المسلمين من إقامة الصلوات على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، واتخاذ تلك الليلة عيداً يحتفلون بها، ويجتمعون صغاراً وكباراً، رجالاً ونساء على صيغ صلوات يوردونها لم تكن مألوفة ولا معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ويُنشدون ما كان غلواً في رسول الله - صلى الله عليه وسلم- غلواً يخرج به عن العبودية والرسالة إلى مرتبة الإلهية والربوبية، ينشدون ما قاله الشاعر يُخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم- بعد موته بأزمنة يقول:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جُودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم (10)
هكذا يصفون رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بهذه الصفات التي لا يجوز أبداً أن تكون إلا لله - عز وجل- وإن في قولهم:
وإن من جودك الدنيا وضرتها * ومن علومك علم اللوح والقلم
بهذا القول: إنكار لربوبية الله؛ لأنه إذا كان من علوم الرسول - صلى الله عليه وسلم- عِلم اللوح والقلم، وكان من جوده الدنيا وضرتها وهي: الآخرة فما الذي يكون لله - عز وجل-، إنهم في هذا القول يُنكرون أن تكون الدنيا لله، أو أن الآخرة لله - عز وجل- وهذا كفرُ بَواح لا شك فيه ومع ذلك يعتقدون أنهم بهذا القول يرضون الله ورسوله، ويتقربون إلى الله - عز وجل- وهم والله بهذا القول مغضبون لله ورسوله وللمؤمنين جميعاً وهم لم يتقربوا إلى الله به بل إزدادوا به بعداً من الله - عز وجل- وإن الاحتفال بليلة المولد من البدع التي قال عنها رسول - صلى الله عليه وسلم-: "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" (11)، إذا كانت هذه بدعة وأقول إنها بدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلها ولم يُقيمها، وأقول: إنها بدعه؛ لأن الخلفاء الراشدين لم يفعلوها ولم يقيموها، وأقول: إنها بدعة؛ لأن الصحابة بعد الخلفاء الراشدين لم يفعلوها ولم يقيموها، وأقول: إنها بدعه؛ لأن التابعين لم يفعلوها ولم يقيموها، وأقول: إنها بدعة لأن تابع التابعين لم يفعلوها، ولم يقيموها. فقد مضت القرون المفضلة الثلاثة التي قال فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (12) فأين تكون هذه العبادة إذا كان هؤلاء القرون لم يفعلوها، أهم جاهلون بها؟ أم هم عالمون ولكنهم استنكفوا عنها واستكبروا عنها؟ كلا الاحتمالين باطل، وبهذا يُعلم بطلان هذه البدعة وأنها لا تزيد فاعلها من الله إلا بُعداً فيا عباد الله،
(يُتْبَعُ)
(/)
يأيها المؤمنون بالله ورسوله إن كنتم تريدون حقاً محبة الله ورسوله وتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تُحدِثوا في دينه ما ليس منه لا تشرعوا للناس أمراً لم يشرعه الله لهم لا في كتابه ولا على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم- ولا مِنْ فعل الخلفاء الراشدين الذين أُمرنا باتباعهم إذا كنتم صادقين في محبة الله ورسوله وتعظيم رسول الله فتأدبوا بين يدي الله ورسوله لا تُحدثوا في دين الله ما ليس منه فتكونوا ممن عصيتم الله عز وجل فإن الله تعالى يقول: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ? [الحجرات: 1].
أيها المسلمون إن كُل عبادة لا يمكن أن تكون مقبولة عند الله حتى يجتمع فيها مع الإخلاص لله - عز وجل- ستة أمور: وذلك بأن تكون موافقة لما جاء به الشرع في سببها، وفي جنسها، وفي مقدارها، وفي كيفيها، وفي زمانها، وفي مكانها، فإذا لم توافق الشرع في هذه الأمور الستة فإنها مردودة على صاحبها غير مقبولة منه؛ كما جاء في قول النبي - صلى الله عليه وسلم-: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" (13) وإننا ولله الحمد في هذه البلاد بما مَنّ الله به علينا من علماء مخلصين مبينين للشريعة، وحكام يساعدونهم في ذلك، لا نجد هذه البدعة في بلادنا ولله الحمد ولكننا نسمع بها في بلاد المسلمين وفي بلادنا الآن من الأمة الإسلامية كثير، ولهذا كان واجب علينا أن نتكلم فيها ليتبين لإخواننا هؤلاء أنها أعني: الاحتفال بعيد ميلاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليست من شرع الله وليست من دين الله بل هي بدعة وكل بدعة ضلالة وأرجو منهم أن يكونوا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يكونوا ممن يدعون إلى الله ويُبلغون إخوانهم في بلادهم بأنها من البدع حتى يكونوا داخلين في قول الله تعالى: ?وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ? [فصلت: 33] واعلموا أيها المسلمون أن خير ما تعبدتم به وخير ما اتبعتموه كتاب الله - عز وجل- وسنة - رسول الله صلى الله عليه وسلم-"فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ،شذ في النار" (13) واعلموا بأن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما: ?إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا? [الأحزاب: 56] اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، اللهم صلِّ وبارك على عبدك ونبيك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم ارضَ عنا كما رضيت عنهم يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم دمر أعداء الدين من الكفار والمنافقين اللهم احمِ حوزة الدين اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الداعين إليك على بصيرة يا رب العالمين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح لولاة أمور المسلمين بطانتهم يا رب العالمين ?رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ? [البقرة: 201].
عباد الله ?إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ? [النحل: 90 - 91] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ?وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ? [العنكبوت: 45].
-----------------------------------------------------------------------------------
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 05:11]ـ
كيف يكون المولد خاليا من شبهة التعبد وتحصل فيه عدد من العبادات كالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ودراسة السيرة وهناك من يدعو لصيامها وغير ذلك من العبادات؟
بل مجرد ارتباطه بالنبي صلى الله عليه وسلم (احتفالا بمولده) يجعلها متعلقة بالدين
فهي إذا ليست عادة
هل أفهم من هذا بأن فعلهم لمثل تلك العبادات دليل على (تعظيمهم) لهذه الليلة وهذا (التعظيم=عبادة) مفتقر إلى دليل (خاص) أم هو شئ آخر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 05:22]ـ
هل أفهم من هذا بأن فعلهم لمثل تلك العبادات دليل على (تعظيمهم) لهذه الليلة وهذا (التعظيم=عبادة) مفتقر إلى دليل (خاص) أم هو شئ آخر؟
ليس مجرد فعل تلك العبادات في ذلك اليوم، بل تخصيص ذلك اليوم (9 أو 12 ربيع الأول) أو الشهر (ربيع الأول) لفعل تلك العبادات والإكثار منها لأجل أنه يوم أو شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم
فهم يكثرون من تلك العبادات في ذلك اليوم والشهر لأنهم يعظمون اليوم والشهر
حتى أنهم يباركون لبعضهم البعض دخول شهر ربيع الأول لأجل بدء موسم المولد
أما مجرد أن يفعل شخص تلك الأشياء في ذلك اليوم أو الشهر ليس دليلا على تعظيمه لها
فقد تكون من العبادات التي يواظب عليها طوال السنة
ولم يقم بها لأجل أنه يعتقد بركة الشهر أو لتعظيمه له
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
ليس مجرد فعل تلك العبادات في ذلك اليوم، بل تخصيص ذلك اليوم (9 أو 12 ربيع الأول) أو الشهر (ربيع الأول) لفعل تلك العبادات والإكثار منها لأجل أنه يوم أو شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم
فهم يكثرون من تلك العبادات في ذلك اليوم والشهر لأنهم يعظمون اليوم والشهر
حتى أنهم يباركون لبعضهم البعض دخول شهر ربيع الأول لأجل بدء موسم المولد
أما مجرد أن يفعل شخص تلك الأشياء في ذلك اليوم أو الشهر ليس دليلا على تعظيمه لها
فقد تكون من العبادات التي يواظب عليها طوال السنة
ولم يقم بها لأجل أنه يعتقد بركة الشهر أو لتعظيمه له
يعني: تخصيص المولد بشئ من العمل (عبادة - طعام -فرح - .. ) مفتقر إلى دليل خاص وأما تعلق بعضهم بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من صيام الاثنين وتعليله لذلك بأنه يوم ولد فيه فليس بصحيح إذ العبرة بعد صحة الدليل صحة الاستدلال ولم نتبين وجه دلالة الحديث على (جواز) الاحتفال ذلك أن المحتفل قد خالف عمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم من حيث:
1 - سبب العبادة
2 - كيفِيَّتِها
فهل هذا صحيح؟
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
بناء على طلبك هذه فتوى شيخ المشايخ الذين ذكرتهم
حكم الاحتفال بالمولد النبوي للشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله "
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل ابو محمد الغامدي
بارك الله فيك انا على دراية بهذه الفتاوي
فانا قصدت عرض كلام الشيخ الددو الذي قاله في قناة الدليل على العلماء الأجلاء
احسن من الاخذ و الرد هنا
و انا بدوري قلت سأراسلهم
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 05:56]ـ
أرجو من الأخ ابو نذر الرحمان توصيل تعقيبي هذا إليه لعله يعلق عليه فنستفيد:
لا أظن بأن أحدا يزدري ذلك اليوم
أما مسألة التجاهل
فإن السلف الصالح (القرون الثلاثة المفضلة) تجاهلوا ذلك اليوم، بمعنى أنهم لم يجعلوا له مكانة خاصة ولم يخصصوه بشيء.
وهم شاكرون لنعمة الله أكثر منا، ومحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم أعظم
أما صوم يوم الإثنين فهو لفضل يوم الإثنين, وفضائله عديدة أحدها أنه اليوم الذي وُلد فيه، فصيامه لعدة أسباب وليس لسبب واحد، كما أنه ليوم ميلاده وليس لتاريخ مولده، والناس يحتفلون في تاريخ مولده وليس اليوم
بل إن كثيرا منهم لا يصوم يوم الإثنين، فتركوا السنة وأحيوا البدعة
اختي الفاضلة زوجة وأم بارك الله فيك
فكلام الشيخ لا غبار عليه فهو يعتقد بدعية اتخاذه عيدا و احتفالا
بالله عليك يا اختي عندما ياتي هذا اليوم الا تحسين بنعمة بعثة الني صلى الله عليه و سلم
و كذلك تتذكرين سيرته العطرة
و الشيخ لم يقصد صوم يوم 12 ربيع انما يقصد يوم الاثنين
اختي السنا عندما ياتي هذا اليوم نقول للناس ان الاحتفال الحقيقي هو اتباعه و احياء سننه
و نبين للناس سيرته و سننه و هذا بسبب وقوع البدع في هذا اليوم
فنحن ابينا ام كرهنا في هذا اليوم تقتضي منا الضرورة ان ان نين سسننه و سيرته في هذا اليوم
لمحاربة اهل البدع الذين يدعون حبه
و الله اعلم
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 06:03]ـ
السلام عليكم جميعا.
إلى أخي عبد الرزاق الحيدر أقول:
إن تعليقك على الفتوى التي نقلتُها سماعا عن الشيخ محمد الحسن الددو عبر قناة دليل بجملتك: "بعد جهد وعناء, فسر الماء بالماء!!! "؛ لينمّ عن ضعف إجلالك للمشايخ و العلماء من أمثال شيخنا محمد الددو و عدم توقيرهم كما ينبغي.
كان رأيه -حفظه الله- واضحا و تفسيره جليا مؤكدا على السنة في التعامل مع مناسبة المولد و الجتناب البدع فيها، ثم إن الاحتفال بالمولد النبوي من المسائل الخلافية بين العلماء؛ فلماذا هذه الشدة على اختيار علمي قد سبق إليه بعض الأئمّة.
أليس الأولى بنا أن نقدر العلماء حتى يبارك لنا الله سبحانه استفادتنا منهم و تعلمنا على أيديهم مع ردٍ جميل لخطئهم -فيما ظهر لنا كذلك- إذا أخطؤوا ...
إن أمثال العلامة محمد الحسن لا يبذل الجهد و يحتمل العناء ليفسر الماء بالماء، و إنما يبذل و يحتمل ليجري لنا علمه بيسر و سهولة كجريان الماء!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 06:24]ـ
اختي الفاضلة زوجة وأم بارك الله فيك
فكلام الشيخ لا غبار عليه فهو يعتقد بدعية اتخاذه عيدا و احتفالا
بالله عليك يا اختي عندما ياتي هذا اليوم الا تحسين بنعمة بعثة الني صلى الله عليه و سلم
و كذلك تتذكرين سيرته العطرة
و الشيخ لم يقصد صوم يوم 12 ربيع انما يقصد يوم الاثنين
اختي السنا عندما ياتي هذا اليوم نقول للناس ان الاحتفال الحقيقي هو اتباعه و احياء سننه
و نبين للناس سيرته و سننه و هذا بسبب وقوع البدع في هذا اليوم
فنحن ابينا ام كرهنا في هذا اليوم تقتضي منا الضرورة ان ان نين سسننه و سيرته في هذا اليوم
لمحاربة اهل البدع الذين يدعون حبه
و الله اعلم
أخي الكريم: طريقتك في الاستدلال غريبة جدا وقولك يشتمل على مغالطات عديدة بل هي نفسها الشبهة التي علقت بذهن من يرى جواز الاحتفال أو الاحتفاء بالمولد:
1 - نحن لا ننتظر هذا اليوم لنشعر بنعمة بعثة النبي صلى الله عليه و سلم كما لا ننتظر هذا اليوم لنتذكر سيرته العطرة ومن انتظرأو زاد على حده المعتاد في سائر الأيام فقد خص الليلة بمزيد عمل وهذه الزيادة مفتقرة الى دليل خاص
2 - نحن لا ننتظر اتيان هذا اليوم حتى نقول للناس ان الاحتفال الحقيقي هو اتباعه و احياء سننه و نبين للناس سيرته و سننه ومن انتظرأو زاد على حده المعتاد في سائر الأيام فقد خص الليلة بمزيد عمل وهذه الزيادة مفتقرة الى دليل خاص
3 - قولك (فنحن ابينا ام كرهنا في هذا اليوم تقتضي منا الضرورة ان ان نبين سسننه و سيرته في هذا اليوم لمحاربة اهل البدع الذين يدعون حبه) فيه خلط عظيم ذلك أنك قد قست انكار البدعة حين صدورها من مرتكبها على احداث هذه البدعة ابتداء وهو قياس مع الفارق
وإن شئت التفصيل فعليك بما قرره الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله في مقدمة كتابه ((رسالة في افتقار إثبات الأحكام للأدلة الصحيحة)) وفي الفرع الحادي عشر من كتابه ((نصر الشرعة بقمع البدعة)) والله أعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 06:32]ـ
بالله عليك يا اختي عندما ياتي هذا اليوم الا تحسين بنعمة بعثة الني صلى الله عليه و سلم
و كذلك تتذكرين سيرته العطرة
أخي الفاضل كثيرا من الأحيان يأتي ذلك اليوم ولا أدري أنه أتى لأنني في كثير من الأحيان لا انتبه للتاريخ وانتبه أكثر لليوم (السبت أو الأحد ... إلخ)
فقد يمر ولم أشعر به ولم أعلم أنه مر (يعني 12 ربيع الأول) ولا أتتبعه حتى أعلم في أي يوم هو
فهو كسائر الأيام عندي، ليس هناك دليل شرعي لتخصيص تاريخ مولده بشيء ولا دليل على بركته وتعظيمه والإهتمام به
فقط أعلم بدخول شهر ربيع الأول
وإذا انتبهت لذلك الشهر واليوم فأول شيء اتذكره هو بدعة المولد وواجب رد شبهات المبتدعين ودعوتهم إلى اتباع سنته بدل احياء البدعة
أما فتوى الشيخ الددو فمشكلتي هي مع قوله الذي قمت بالتعليق عليه وهو:
((و أيضا ازدراءها و تجاهلها كأنّ لم يحصل فيها حدث و كأنّ اللّه لم يُنعم عليك بنعمة هو مِن كفر نعمة اللّه،))
وكذلك قوله بتدارس كتاب الشفاء لتلك المناسبة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 07:20]ـ
غفر الله لنا ولكم وللشيخ الددو
ساغلق الموضوع لخروجه عن مساره(/)
سؤال في مآلات الكلام
ـ[أبو سالم الحنبلي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 09:16]ـ
أرجو شرح القاعدة التالية بالتفصيل مع التبسيط "لا يحكم بمآلات الكلام ولوازم الأقوال الا بعد التزامها" مع التوضيح بالأمثلة المبسطة
ـ[أبو سالم الحنبلي]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 11:27]ـ
أرجو الرد بالله عليكم.
ـ[أبو سالم الحنبلي]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 08:24]ـ
أين الردود؟(/)
ضوابط التكفير عند أهل السنة
ـ[ابن عطاء السكندرى]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:32]ـ
أخوانى الكرام
السلام عليكم و رحمه الله
جئتكم بفضل الله بنفائس من ضوابط التكفير من كتب أهل السنة فى وقت ظهر فيه فكر الغلو و تكفير عموم المسلمين و تفشى فكر الأرجاء و ادخلو جموع من المشركين دين رب العالمين
و الحمد لله الذى جعل أهل السنة أهل الحق هم الوسط بين الطرفين و هم الفيصل عند النزاع بما عندهم من ضوابط و تركهم للأهواء و الشبهات
و هذه الضوابط تنقسم إلى قسمين:
ضوابط تكفير الأفراد، و ضوابط تكفير الطوائف
و نبدأ بعون الله
ضوابط الاحكام على الافراد:
1 - من اتى باقوال او افعال او اعتقادات ليست بعنها مكفرة و لكن مألاتها و لوازمها المباشرة مكفرة فهذا:
يتهم بالردة و لا يدان بها الا بعد استفياء الشروط و انتفاء الموانع، مثال: كالقول بخلق القرأن، أو ان الايمان هو التصديق
2 - من اتى باقوال او افعال او اعتقادات هى بعينها مكفرة، و لكنها تحتمل وجها اخر غير الكفر لسبب او لاخر من عوارض الاهلية فيقال:
هذه ردة فإن تاب صاحبها و الا قتل مرتدا كافرا، مثال أستحلال الخمر او الزنا او من كذب بشىء من الشرع، و لايقال مكذب و لا مستحل الا بعد العلم انه من الشرع ثم كذبه.
3 - من اتى باقوال او افعال او اعتقادات هى بعينها مكفرة، و لا تحتمل وجها أخر غير الكفر فيقال:
هذا مرتد كافر يستتاب و الا قتل كافر مرتدا، مثال تحكيم شرع غير شرع الله أو أدعاء النبوة أو دعاء غير الله أو مظاهرة الكفار على المسلمين.
4 - من اتى باقوال او افعال او اعتقادات هى بعينها مكفرة، و لا تحتمل وجها أخر غير الكفر، و ليست لها توبة فهذا:
فهذا يتهم و يدان بالردة و لا يستتاب و لا تقبل توبته و يقتل مرتدا، مثال: الردة المغلظة (الحرابة او الطعن فى الدين) أو سب الرسول و الزندقة.
ضوابط الاحكام على الطوائف:
1 – عندما يكون الكفر بالانتساب إلى طائفة او نحلة او دين او دار إذا كانت اقوال الظائفة مكفرة مع تغير التبعية (كابهائية و القادينية) فعندئذ يكون التكفير حكميا و عاما للطائفة و ينتقل بالتبعية من الاباء الى الابناء.
2 – اذا كان الكفر شديد الالتصاق بالطائفة و لكن لم تتغير التبعية، فهنا يتهم بالكفر و لا يدان الا بعد استيفاء الشروط و انتفاء الموانع، مثال: حديث شيخ الاسلام بن تيمية عن الاسناعلية (اما اولئك فأئمتهم الكبارزنادقة و عوامهم الذين لم يعرفوا باطنة امرهم فقد يكونوا مسلمين، اما إذا اظهر الائمة الكبار معتقداتهم، و اصبح الامر مشتهرا معروفا بينهم فمن هنا يصبح الكل سواء فى الكفر).
3 – إذا كانت الدار تعلوها احكام الكفر، و يوجد بها ظواهر الشرك و الكفر من غير تغيير تبعية و لا شدة التصاق فههنا لا تهمة و لا ادانة لكن استبراء للدين و العرض و يكون الدار لها صفة دار الكفر و حكم دار الاسلام و يستصحب حكم الاسلام للصغير و اللقيط و المجنون و مجهول الحال و يعامل المعين فيها بحسب حاله بعينه و ليس بأنتسابه، اما دار الاسلام المحض فليس فيها ما يدعو إلى الاستبراء للدين و لعرض بشكل عام.
و ما يترتب على هذه الاحكام من فقه الدعوة و الحركة بالضوابط الشرعية:
ثبوت وصف الانحياش: لان كثيرا من الناس فى هذه المجتمعات لا يستطيع او لا يعرف كيف يعبر عن كرهه و انكاره لمخاطبة الانظمة العلمانية للناس بشرع غير شرع الله و لان الناس اخلاط شتى بين من رضا و تابع و بين من كره و انكر و لان المواقف غير متميزة بتميز و مباينة واضحة بين الفسطاطات او الانتسابات بالنسبة للكثير فإن ذلك كله ادخل سترا على الداخلين فى ظواهر الرضا و المتابعة أو الداخلين فى ظواهر الشرك و الردة و قد جعل هذا الستر هذه التجمعات او الطوائف داخلة فى وصف الانحياش الى الامة مع ثبوت وصف الردة، و هذا مأخوذ من حديث الرسول صلى الله عليه و سلم (حديث الحوض)
{فليذادن رجال عن حوضى كما يذاد البعير الضال، أناديهم الا هلم ألا هلم الا هلم، فيقال: انهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا فسحقا فسحقا}، يقول الشاطبى فى الاعتصام ((و لا علينا أقلنا إنهم خرجوا ببدعتهم عن الأمة أم لا، إذا اثبتنا لهم وصف الانحياش إليها))، و وصف الانحياش راجع الى بقاء التبعية و حالة الالتباس و الستر الناتج عنها، لذلك يجب اعتبار:
1 – ان الناس اخلاط شتى لا تتميز كل مجموعة عن غيرها
2 – عدم تمكن من دخل فى الردة من توريث ابناءهم ماهم عليه من كفر العلمانية و الديمقراطية و غيرهما ..
3 – ان أمر التابع غير أمر المتبوع و كلا له حكمه.
4 – ان الكفر لا يثبت بالظن و انما هو عبارة عن اقوال و افعال.
و هذا لا ينفى:
1 - وجود ظواهر الشرك و تفشها
2 – و لا ينفى وجوب الاستبراء للدين و العرض.
3 – و لا ينفى احكام المعين اذا استكملت الشروط و الموانع.
و بعد ثبوت وصف الانحياش يراعى: ارخاء الستر و طلب المؤالفة و انتظار الفىء و التأنى بالحكم بتكفير المجتمعات او المفاصلة لاستفاضة البلاغ حتى لا يخفى الحق و لاحياء الامة بدل من اعتزالها و لاخراجها من حالة الشتات و الضياع الى كونها خير امة اخرجت للناس.
و و ثبوت هذا الوصف لا يتعارض مع قوله تعالى {و لتستبين سبيل المجرمين}:
فلابد من 1 – استبانة سبيل المجرمين و سبيل المؤمنين.
2 - و لابد من تصحيح المفاهيمو الصدع بالحق و بيانة للناس و عدم تلبسيه بالباطل او كتمانه.
3 – و لابد من رفع الالتباس بين العلمانية و الاسلام.
4 – و لابد من رفع الالتباس بين التوجهات الاسلامية الصحيحة و الباطلة.
5 – و لابد من مواجهة الكفر البواح و اهله و تعرية الباطل و اسقاط اللافتات الكاذبه التى يتترسون بها فى حرب الاسلام.
و الصبر على البعث و التمكين حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 12:20]ـ
# قال الشيخ إدريس محمود إدريس في كتابه " مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية وأثرها السيء على الامة الاسلامية" (1/ 257 - 258):
ومن أئمة التصوف الذين قالوا بوحدة الوجود ابن عطاء الله السكندري.
ويظهر لنا معتقد هذا من خلال كلامه الآتي حيث قال معبرا عقيدته الوجودية:
(الأولياء وليان:
1 - ولي يفنى عن كل شيء فلا يشهد مع الله شيئا.
2 - وولي يبقى في كل شيء فيشهد الله في كل شيء وهذا أتم لأن الله سبحانه لم يظهر المملكة الا كي يشهد فيها فالكائنات مرايا الصفات فمن غاب عن شهود الحق فيه فما نصبت الكائنات لتراها ولكن لترى فيها هو لا هي فمراد الحق منك أن تراها بعين من لا يراها: تراها من حيث ظهوره فيها ولا تراها من حيث كونيتها)
ثم أنشد الابيات التالية:
ما أبينت لك العوالم إلا لتراها بعين من لا يراها
فارق عنها رقي من ليس يرضى حالة دون أن يرى مولاها
ثم قال: (فالناظر في الكائنات غير شاهد للحق فيها غافل والفاني عنها عبد بسطوات الشهود ذاهل والشاهد للحق فيها عبد مخصص كامل وإنما ترفع الهمة عن الكون من حيث كونيته لا من حيث ظهور الحق فيه وذلك لعدم نفوذهم إليه من كل شيء لا لعدم ظهوره في كل شيء فإنه ظاهر في كل شيء حتى انه ظاهر فيما احتجب به فلا حجاب).
ثم انشد الابيات التالية:
وأنت الذي أظهرت ثم ظهرت في جميع المبادي مثل ما شهد االعرف
ظهر لكل الكون فالكون مظهر وفيه له أيضا كما جاءت الاحاديث. انتهى.
إذا نظرنا في النصوص السابقة سنجد أن القول بوحدة االوجود ظاهر فيها جدا فمثلا في قوله: (ولي يفنى عن كل شيء فلا يشهد مع الله شيئا)
وفي قوله: (ولي يبقى في كل شيء فيشهد الله في كل شيء وهذا اتم لان الله سبحانه لم يظهر المملكة الا كي يشهد فيها فالكائنات مريا صفاته).
وابن عطاء السكندري يقصد بهذا أن يقول: إن العارف الحقيقي هو: (الذي لا يشهد في هذا الكون مع الله شيئا بل يرى الله فقط وأن من يرى الله فقط في هذا الكون أكمل منه ممن يرى الله في كل شيء في هذا الكون وما خلق الله هذه الكائنات إلا لكي يظهر فيها الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا).
هذه هي عقيدة وحدة الوجود بعينها. انتهى.
# قال الشيخ محمد أحمد لوح في كتابه"جناية التأويل الفاسد على العقيدة الاسلامية" في الباب الثالث-جناية تأويلات الفلاسفة والصوفية على العقيدة- (ص 502 - 503): (المطلب الثاني: الاعتماد على بعض أصول الباطنية والفلاسفة:
من الأصول التي اشتهر بها الباطنية أصل: (الباطن والظاهر) حتى سموا بهذا الاسم, وقد قدمنا ما يتعلق عند الباطنية .... أما الصوفية فقد سلكوا في هذا الباب منهجا ضاهوا فيه الباطنية إلى حد يدهش التأمل, وكثيرا ما يطلقون على هذه القضية (الحقيقة) و (والشريعة) ولعل ذلك يعود إلى الحرص على أن تكون لهم خصوصية تميزهم عن الباطنية المحضة لانكشاف أمرهم للقاصي والداني .... واستدخدموا العبارة ذاتها التي تتناقلها الرافضة والباطنية, وهي قولهم: (لكل آية ظاهر وباطن, وحد ومطلع).
-وقال في الفصل الرابع: جنة تأويلات الباطنية على العقيدة-المبحث الثالث- الأصول التي بنى عليها الباطنية منهجهم في التأويل (325):
الأصل الأول: القصد إلى هدم أركان الدين الاسلامي:
إن هذا الاصل الذي أضمره الباطنية وتبنوه لم يكن باعثا لهم على التأويل فحسب, لكنه دفعهم إلى كل زندقة, وحماقة ارتكبوها في تاريخ الاسلام, فقد كشف علماء المسلمين طويتهم وصاحوا بهم في كل مكان لكي يعرف الجميع أن هؤلاء بيتوا نية خبيثة هي استئصال شأفة الاسلام لحقدهم الدفين على الانبياء, وما جاؤا به من تعاليم تنقذ البشرية من براثن الشرك والالحاد, كما ان الباطنية انفسهم اعترفوا بهذا المقصد في كتبهم ومراسلاتهم السرية,
يقول أبوحامد الغزالي: (وغرضهم الأقصى إبطال الشرائع, فإنهم إذا انتزعوا عن العقائد موجب الظاهر قدروا على الحكم بدعوى الباطن على حسب ما يوجب الانسلاخ عن قواعد الدين, إذ سقطت الثقة بموجب الالفاظ الصريحة, فلا يبقى للشرع عصام يرجع اليه, ويعول عليه)." ينظر في الكتاب للفائدة.
-الاصل الثالث (363): تقسيم الدين الى ظاهر وباطن:
(كان ولازال هدف الباطنية إزالة الاسلام ونشر الفوضى, وإسقاط التكاليف, وإنكار المسؤلية الفردية, والالتزام الاخلاقي, والجزاء الاخروي, والدعوة الى اطلاق الشهوات والملذات, والاباحية المطلقة, واتخذوا لهدفهم الذي-لا يمكن اعلانه امام المسلمين-مدخلا خداعيا خبيثا, فقالوا بالتفرقة بين الظاهر والباطن, وسعوا الى ابقاء المصطلحات الاسلامية خاوية من مدلولاتها, وقد شعر هؤلاء ان المسلمين لا تنفع معهم الحرب العلنية السافرة, ولا تصح دعوتهم الى الالحاد السافر والكفر البواح, فإن هذا يلهب غيرتهم الدينية, لذلك اختاروا للوصول الى هدفهم اسلوبا لا يزعج المسلمين ولا يثيرهم, وهو اشاعة الفرق بين الظاهر والباطن حيث لا حظوا ان اصول العقيدة الاسلامية, واحكامها انما عرضت في اطار الفاظ وكلمات تدل عليها, وتعبر عنها, فكل كلمة من (النبوة) و (الرسالة) و (الملائكة) و (والمعاد) و (ويوم القيامة) و (الجنة) و (النار) و (الشريعة) و (الفرض) و (الصلاة) و (الزكاة) و (الصوم) و (الحج) ونحوها تؤدي معنى خاصا, وتفهم منها مدلولات خاصة, لا يشك فيها مسلم, وادرك هؤلاء بخبثهم ان صلة المسلمين بماضيهم و منابعهم انما تبقى ببقاء مصطلحات دالة على معانيها الشرعية, فمتى انصرمت هذه الصلة بين الكلمات وبين المعاني, اصبحت لا تدل على معنى خاص, ومفهوم معين تسرب الشك والاختلاف اليها, واصبحت هذه الامة فريسة لكل دعوة مهما بعدت عن دعوة الاسلام الصافية).
- وذكر في المطلب الثاني في المبحث الثالث (531) -نماذج من تأويلات الصوفية:
ومما أولوه على اساس الكشف الصوفي:
قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) , قالوا: (بقرة كل إنسان نفسه, والله أمرك أن تذبحها).
"لطائف المنن-لابن عطاء الله السكندري-ص 248
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 09:00]ـ
الموضوع في واد ومداخلة حيدر في واد ...
ـ[ابن عطاء السكندرى]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 12:58]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله فى الاخوة المشاركين فى الموضوع
الاخ / عبد الرازق الحيدر
عندى توضيح ورجاء
اما التوضيح:
ابن عطاء السكندرى الذى تكلمت عنه انا لست على معتقده
و انما ابى اسمه عطاء و السكندرى فهذا مكانى.
أما الرجاء:
إذا كان عندك اخى ما يفيد الاخوة فى مناقشة الموضوع المطروح فلتدلى بدلوك و ترينا ما عندك لعنا نستفيد
و دع عنك أمور السفسطة التى تضيع الوقت بلا فائدة
بارك الله فى الجميع
و تحياتى(/)
إختلف أهل العلم في الكافر هل يوزن عمله أم لا؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:21]ـ
السلم عليكم أما بعد
إختلف أهل العلم في الكافر هل يوزن عمله أم لا؟
فذهب البيهقي في شعب الإيمان و القرطبي في التذكرة و غيرهم أنها توزن خيراته كما توزن خيرات المؤمن و ذهب شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله إلى أنه لا يحاسب الكافر محاسبة من توزن حسناته و سيآته و لاكن يعير بدنوبه التى عملها ثم يدخل النار، و هذا الذي قاله ابن تيمة فيه هضم لحق الكافر في المحاسبة وما دل عليه القرآن و الأحاديث أن الميزان هو لبيان عدل الله تعالى في الكافر و المؤمن فأما المؤمن من ثقلت موازينه فقذ زحزح عن النار بعمله و يرجى له أن يدخل الجنة و من غلبت سيآته حسناته فهو يحمل أوزارا ثقيلة تبطئه على الصراط حتى لا يجد ما ينهضه فإن كان و هو من من تحل فيه الشفاعة فيذهب بهم الشفعاء إلى أنهار الجنة بعد أن إمتحشو و صارو فحما و ماتوا في النار، و أما الكافر فتخف حسناته بعد أن كانت ثقيلت عليه في الدنيا لأنه أذهبها فيها و أكلها وتثقل سيآته لأن الباطل ثقيل في الدنيا خفيف في الآخرة و حق لها أن تثقل في الآخرة فتهوي به في نار جهنم و ييأس من النجات و لا صراط له ثم يحم أوزاره و أوزارا مع أوزاره بعد أن يقتص منه و لا تحل فيه الشفاعة.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:26]ـ
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الْأَهْوَالِ >>
8891 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ، ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ لَوَسِعَتْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ لِمَنْ يَزِنُ هَذَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لِمَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدَّ الْمُوسَى فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا؟ فَيَقُولُ: مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِي، فَيَقُولُ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ " " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ " *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كِتَابِ الطَّهَارَةِ >> بَابُ فَضْلِ الْوُضُوءِ >>
360 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَنَّ زَيْدًا، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا سَلَّامٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا " *
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ >> مُسْنَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ >> مُسْنَدُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ >>
904 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ مَسْعُودٍ فَصَعِدَ عَلَى شَجَرَةٍ أَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حِينَ صَعِدَ الشَّجَرَةَ، فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَضْحَكُونَ؟ لَرِجْلُ عَبْدِ اللَّهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْ أُحُدٍ " *
مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ >> كِتَابُ ذِكْرِ النَّارِ >> مَا ذُكِرَ فِيمَا أُعِدَّ لِأَهْلِ النَّارِ وَشِدَّتِهِ >>
33553 حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: يُجَاءُ بِالنَّاسِ إِلَى الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَتَجَادَلُونَ عِنْدَهُ أَشَدَّ الْجِدَالِ *
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> الذَّبَائِحِ >> أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >> بَابٌ: وَمِنْ سُورَةِ الزُّمَرِ >>
3307 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ قَالَ الزُّبَيْرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُكَرَّرُ عَلَيْنَا الخُصُومَةُ بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: " " نَعَمْ " "، فَقَالَ: إِنَّ الأَمْرَ إِذًا لَشَدِيدٌ: " " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " " *
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الْأَهْوَالِ >>
8860 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مَنْ دَهْرٍ وَمَا نَرَى هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ إِلَّا فِينَا وَفِي أَهْلِ الْكِتَابِ: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ فَقُلْتُ: " نَخْتَصِمُ أَمَّا نَحْنُ فَلَا نَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ، وَأَمَّا دِينُنَا فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا كِتَابُنَا فَالْقُرْآنُ فَلَا نُغَيِّرُ وَلَا نُحَرِّفُ أَبَدًا، وَأَمَّا قِبْلَتُنَا فَالْكَعْبِةُ، وَأَمَّا حَرَامُنَا أَوْ حَرَمُنَا فَوَاحِدٌ، وَأَمَّا نَبِيُّنَا فَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَيْفَ نَخْتَصِمُ حَتَّى كَفَحَ بَعْضُنَا وُجُوهَ بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِينَا " " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ " *
الدليل على أن العامل يوزن
تَفْسِيرُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ >> سُورَةُ الْقَارِعَةِ >>
3590 نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ قَالَ: " يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْعَظِيمِ الطَّوِيلِ الْأَكُولِ الشَّرُوبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيُوضَعُ الْمِيزَانُ فَمَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ " *
تَفْسِيرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ >> سُورَةُ الْأَعْرَافِ >> قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ >>
8249 حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: " وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ، قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الطَّوِيلِ الْعَظِيمِ الْأَكُولِ الشَّرُوبِ، فَلَا يَزِنُ جُنَاحَ بَعُوضَةٍ " *
الكافر يوزن فلا يزن
الزُّهْدُ لِأَسَدِ بْنِ موسَى >> بَابُ ذِكْرِ الْمَوَازِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
68 ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، قَالَ: " يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الطَّوِيلِ الْعَظِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ، فَمَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ "، ثُمَّ قَرَأَ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا *
حسنات في الميزان يجعلها الله هباء منثورى و فيه دليل على أن الأعمال توزن
سُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ >> كِتَابُ الزُّهْدِ >> بَابُ ذِكْرِ الذُّنُوبِ >>
4279 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ حَدِيجٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْأَلْهَانِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا "، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا " *
الدليل على أن صحائف الأعمال توزن
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> الذَّبَائِحِ >> أَبْوَابُ الْإِيمَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >> بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَمُوتُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا >>
2686 حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَعَافِرِيِّ ثُمَّ الحُبُلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ " "، قَالَ: " " فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ " ": " " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ " " حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ. وَالْبِطَاقَةُ: الْقِطْعَةُ *
صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ >> كِتَابُ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ >> بَابُ الِاسْتِمَاعِ الْمَكْرُوهِ وَسُوءِ الظَّنِّ وَالْغَضَبِ وَالْفُحْشِ >> ذِكْرُ وَصْفِ الْمُتَفَحِّشِ الَّذِي يُبْغِضُهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا >>
(يُتْبَعُ)
(/)
5787 أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَثْقَلَ مَا وُضِعَ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ " *
مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ >> كِتَابُ الزُّهْدِ >> مَا ذُكِرَ فِي زُهْدِ الْأَنْبِيَاءِ وَكَلَامِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ >> كَلَامُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ >>
33787 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ، إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ، زُبَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: " إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ إِنْ حَفِظْتَهَا: " إِنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي اللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ فِي النَّهَارِ , وَإِنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي النَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ , وَأَنَّهُ لَا يُقْبَلُ نَافِلَةٌ حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ , وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ فِي الدُّنْيَا وَخِفَّتِهِ عَلَيْهِمْ , وَحَقَّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْبَاطِلُ أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا , وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا وَثِقَلِهِ عَلَيْهِمْ , وَحَقَّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا الْحَقُّ أَنْ يَكُونَ ثَقِيلًا , أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِصَالِحِ مَا عَمِلُوا , وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ , فَيَقُولُ الْقَائِلُ: أَلَا بَلَغَ هَؤُلَاءِ , وَذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ بِسَيِّئِ مَا عَمِلُوا وَرَدَّ عَلَيْهِمْ صَالِحَ مَا عَمِلُوا , فَيَقُولُ الْقَائِلُ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ , وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ وَآيَةَ الْعَذَابِ , فَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا رَاهِبًا , وَلَا يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ , وَلَا يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ , فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْتَ قَوْلِي هَذَا فَلَا يَكُنْ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَلَا بُدَّ لَكَ مِنْهُ , وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْتَ قَوْلِي هَذَا فَلَا يَكُنْ غَائِبٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنْهُ وَلَنْ تُعْجِزَهُ " *
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:39]ـ
كتابة الأعمال و رفعها إلى الله ثم عرضها عليه
السُّنَنُ الصُّغْرَى >> كِتَابُ الْإِيمَانِ وَشَرَائِعِهِ >> حُسْنُ إِسْلَامِ الْمَرْءِ >>
4958 أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا، وَمُحِيَتْ عَنْهُ كُلُّ سَيِّئَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا، ثُمَّ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ الْقِصَاصُ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلَّا أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ الإِيمَانِ >> بَابُ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ >>
الصحيحة (247) للشيخ الألباني رحمه الله
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ التَّوْحِيدِ >> بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
7103 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا المُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللَّهُ: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فَلاَ تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ الإِيمَانِ >> بَابُ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ >>
42 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلاَمَهُ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ الرِّقَاقِ >> بَابُ مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ أَوْ بِسَيِّئَةٍ >>
6153 حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا جَعْدُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ العُطَارِدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " *
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ >> مُسْنَدُ بَاقِي الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ >> حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ >>
1647 حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ بَشَّارِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْجَرْمِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْشِيِّ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ نَعُودُهُ مِنْ شَكْوًى أَصَابَهُ، وَامْرَأَتُهُ تُحَيْفَةُ قَاعِدَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، قلنا: كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ؟ قَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ بَاتَ بِأَجْرٍ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَا بِتُّ بِأَجْرٍ - وَكَانَ مُقْبِلًا بِوَجْهِهِ عَلَى الْحَائِطِ - فَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: أَلا تَسْأَلُونَنِي عَمَّا قُلْتُ؟ قَالُوا: مَا أَعْجَبَنَا مَا قُلْتَ، فَنَسْأَلُكَ عَنْهُ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ أنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَبِسَبْعِ مِائَةٍ، وَمَنِ أنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ مَازَ أَذًى، فَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلاهُ اللَّهُ بِبَلاءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ " *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كِتَابُ الْإِيمَانَ >> بَابٌ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ اللَّهُ لَا يَنَامُ، >>
(يُتْبَعُ)
(/)
296 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعٍ: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَرْفَعُ الْقِسْطَ وَيَخْفِضُهُ، وَيُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ، وَعَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ " *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كِتَابُ الْإِيمَانَ >> بَابٌ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ اللَّهُ لَا يَنَامُ، >>
295 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ - لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ ". وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَلَمْ يَقُلْ: حَدَّثَنَا. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ: " مِنْ خَلْقِهِ " وَقَالَ: حِجَابُهُ النُّورُ *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كتاب التَّوْبَةِ >> بَابُ قَبُولِ التَّوْبَةِ مِنَ الذُّنُوبِ وَإِنْ تَكَرَّرَتِ الذُّنُوبُ وَالتَّوْبَةُ >>
5083 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا " وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ *
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ >>
7778 حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ عَمَلِ يَوْمٍ إِلَّا وَهُوَ يُخْتَمُ عَلَيْهِ وَلَا لَيْلَةٍ إِلَّا وَهُوَ يُخْتَمُ عَلَيْهَا حَتَّى إِذَا حِيلَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنِ الْعَمَلِ قَالَ الْحَفَظَةُ: يَا رَبَّنَا هَذَا عَمَلُ عَبْدِكَ قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَمَلِ وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ " *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ >> بَابُ النَّهْيِ عَنِ الشَّحْنَاءِ وَالتَّهَاجُرِ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
4781 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ مَرَّةً قَالَ: " تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، إِلَّا امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا " *
الحساب و الجزاء في الدنيا و الآخرة
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كتاب صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ >> بَابُ جَزَاءِ الْمُؤْمِنِ بِحَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَتَعْجِيلِ حَسَنَاتِ الْكَافِرِ فِي >>
5151 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ - وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا " *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كتاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا >> بَابُ إِثْبَاتِ الْحِسَابِ >>
5253 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عُذِّبَ " فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا؟ فَقَالَ: لَيْسَ ذَاكِ الْحِسَابُ، إِنَّمَا ذَاكِ الْعَرْضُ، مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ، حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ *
ُمسْنَدُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ >> مَا يُرَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ >>
1116 أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، نا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، نا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنِّي لَأَعْلَمُ آيَةً فِي الْقُرْآنِ أَشَدَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَتْ: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَازَى بِأَسْوَإِ عَمَلِهِ فِي الدُّنْيَا يُصِيبُهُ الْمَرَضُ وَالْوَصَبُ "، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ حَتَّى ذَكَرَ النَّكْبَةَ، فَكُلُّ ذَلِكَ يُجْزَى بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهُوَ مُعَذَّبٌ " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا؟ فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ بِالْحِسَابِ، ذَلِكَ الْعَرْضُ، مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ " *
جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ النِّسَاءِ >> وَأَمَّا قَوْلُهُ: وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
9596 حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ , قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ الْخَرَّازُ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: قُلْتُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيَّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَشَدَّ. فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّ آيَةٍ؟ " فَقُلْتُ: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُجَازَى بِأَسْوَأِ عَمَلِهِ فِي الدُّنْيَا " ثُمَّ ذَكَرَ أَشْيَاءَ مِنْهُنَّ الْمَرَضُ وَالنُّصْبُ , فَكَانَ آخِرُهُ أَنْ ذَكَرَ النَّكْبَةَ , فَقَالَ: " كُلُّ ذِي عَمَلٍ يُجْزَ ى بِعَمَلِهِ يَا عَائِشَةُ , إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا يُعَذَّبُ " فَقُلْتُ: أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا فَقَالَ: " ذَاكَ عِنْدَ الْعَرْضِ , إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ " وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى أُصْبُعِهِ كَأَنَّهُ يَنْكُتُ " *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ >> بَابُ ثَوَابِ الْمُؤْمِنِ فِيمَا يُصِيبُهُ مِنْ مَرَضٍ، أَوْ حُزْنٍ، >>
4799 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبْي شَيْبَةَ، كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ - وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ مُحَيْصِنٍ، شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ بَلَغَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَبْلَغًا شَدِيدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَارِبُوا، وَسَدِّدُوا، فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ، حَتَّى النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا، أَوِ الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا " قَالَ مُسْلِمٌ: " هُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ " *
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ >> الْمُلْحَقُ الْمُسْتَدْرَكُ مِنْ مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ >> حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا >>
23669 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ: " اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا " فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ؟ قَالَ: " أَنْ يَنْظُرَ فِي كِتَابِهِ فَيَتَجَاوَزَ عَنْهُ، إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ يَا عَائِشَةُ هَلَكَ، وَكُلُّ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ، يُكَفِّرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَةُ تَشُوكُهُ " *
فيه محمد بن إسحاق قال شمس الدين في الميزان و ما تفرد به فيه منكرات.
وقد تفرد هنا بزيادة " اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا "
صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ >> كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ، رِجَالِهُمْ >> ذِكْرُ وَصْفِ الْعَرْضِ الَّذِي يَكُونُ فِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ لَمْ يُنَاقَشُ عَلَى >>
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الْإِيمَانِ >> وَأَمَّا حَدِيثُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ >>
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ " " *
(يُتْبَعُ)
(/)
شُعَبُ الْإِيمَانِ لِلْبَيْهَقِيِّ >> التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ >> فَصْلٌ فِيمَا يَقُولُ الْعَاطِسُ فِي جَوَابِ التَّشْمِيتِ >> فَصْلٌ فِي ذِكْرِ مَا فِي الْأَوْجَاعِ وَالْأَمْرَاضِ وَالْمُصِيبَاتِ مِنَ الْكَفَّارَاتِ >>
9487 أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ , وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالُوا: نَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , نَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ , نَا ابْنُ وَهْبٍ , أَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ , أَنَّ ابْنَ قُسَيْطٍ , حَدَّثَهُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ عَائِشَةَ , زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُصِيبُ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةَ يُشَاكُهَا , وَالنَّكْبَةَ يُنْكَبُهَا , أَوْ شِدَّةَ الْكَظْمِ حِينَ يُوجَدُ بِهِ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ بِهِ " *
مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ >> كِتَابُ الزُّهْدِ >> مَا ذُكِرَ فِي زُهْدِ الْأَنْبِيَاءِ وَكَلَامِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ >> كَلَامُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا >>
34095 أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ " *
السَّنَّةُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ >> السُّنَّةُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ >> سُئِلَ عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ >>
1314 حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلَحَّدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ " اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ قَالَ: فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ قَالَ: فَيَقُولُونَ فُلَانٌ ابْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا قَالَ: حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ: فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فِي مَكَانِهِ فَيَقُولَانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ، فَيَقُولُ: دِينِي الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رُوحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ الْبَصَرِ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: لَهُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الَّذِي يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي قَالَ: وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمُ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَغَضَبٍ قَالَ: فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا وَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذِهِ الرُّوحُ الْخَبِيثَةُ فَيَقُولُونَ فُلَانٌ ابْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخَيَّاطِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَيُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوؤُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ " حَدَّثَنِي أَبِي، نا ابْنُ نُمَيْرٍ، نا الْأَعْمَشُ، نا الْمِنْهَالُ، عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمْ يُلَحَّدْ قَالَ: فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا مَعَهُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ " يَنْتَزِعُهَا حَتَّى يَنْقَطِعَ مَعَهَا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ قَالَ أَبِي: وَكَذَلِكَ قَالَ زَائِدَةُ حَدَّثَنِي أَبِي، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا زَائِدَةُ، نا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، نا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، نا زَاذَانُ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَيُمَثَّلُ لَهُ رَجُلٌ حَسَنُ الثِّيَابِ حَسَنُ الْوَجْهِ وَقَالَ فِي الْكَافِرِ يُمَثَّلُ لَهُ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ " *
أصناف الناس يوم القيامة
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ >> حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ >>
21261 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَأَمَّا الَّذِينَ سَبَقُوا بِالْخَيْرَاتِ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَأَمَّا الَّذِينَ اقْتَصَدُوا، فَأُولَئِكَ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا، وَأَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يُحَاسَبُونَ فِي طُولِ الْمَحْشَرِ، ثُمَّ هُمُ الَّذِينَ تَلَافَاهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ، فَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ، إِلَى قَوْلِهِ، لُغُوبٌ " *
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند "إسناده ضعيف للإنقطاعه بين علي بن عبد الله و أبي الدرداء بينهما فيه أبو خالد البكري كما في تاريخ البخاري (9/ 18) و لم نتبينه "
و له طرق آخر
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ >> مِنْ مُسْنَدِ الْقَبَائِلِ >> مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرٍ >>
26887 حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ثَابِتٍ - أَوْ عَنْ أَبِي ثَابِتٍ -، أَنَّ رَجُلًا، دَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتِي، وَارْحَمْ غُرْبَتِي، وَارْزُقْنِي جَلِيسًا حَبِيبًا صَالِحًا، فَسَمِعَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا، لَأَنَا أَسْعَدُ بِمَا قُلْتَ مِنْكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ: الظَّالِمُ يُؤْخَذُ مِنْهُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ الْهَمُّ وَالْحَزَنُ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ قَالَ: يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ قَالَ: الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " *
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط "إسناده ضعيف ثابت أو أبي ثابت لم ينسبه البخاري في التاريخ و أبو حاتم في الجرح و التعديل و ذهب الهيثمي في المجمع (7/ 95) "أنه ثابت بن عبيد و هو من رجال مسلم" و قد أختلف في لإسناده على الأعمش
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ التَّفْسِيرِ >> تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمَلَائِكَةِ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ عَنِ الْأَعْمَشِ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ فَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقِيلَ عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. وَقِيلَ عَنِ الثَّوْرِيِّ أَيْضًا، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: ذَكَرَ أَبُو ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. " وَإِذَا كَثُرَتِ الرِّوَايَاتِ فِي الْحَدِيثِ ظَهَرَ أَنَّ لِلْحَدِيثِ أَصْلًا " *
و له طريق ثالثة
تَفْسِيرُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ >> سُورَةُ الْمَلَائِكَةِ >>
2366 عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ , قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَقَامَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتِي , وَآنِسْ وَحْشَتِي , وَصِلْ وَحْدَتِي , وَارْزُقْنِي جَلِيسًا صَالِحًا يَنْفَعُنِي , ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَجَلَسَ إِلَى شَيْخٍ , فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ , فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيَحْمَدُ اللَّهَ , فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: دَخَلْتُ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَأَنَا لَا أَعْرِفُ بِهَا أَحَدًا , فَقُلْتُ: " اللَّهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتِي , وَآنِسْ وَحْشَتِي , وَصِلْ وَحْدَتِي , وَارْزُقْنِي جَلِيسًا صَالِحًا يَنْفَعُنِي " قَالَ: فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَأَنَا أَحَقُّ أَنْ أَحْمَدَ اللَّهَ أَنْ جَعَلَنِي ذَلِكَ الْجَلِيسَ , أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ مَا حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا غَيْرَكَ أُتْحِفُكَ بِهِ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَجِيءُ السَّابِقُونَ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ , وَأَمَّا الْمُقْتَصِدُونَ فَيُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا , وَيَجِيءُ الظَّالِمُ فَيُحْبَسُ حَتَّى يُصِيبَهُ كَظُّ الْعَذَابِ , وَسُوءُ الْحِسَابِ , ثُمَّ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ " *
طول الحساب على الكافر و قصره على المؤمن
الْأَهْوَالُ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا >> ذِكْرُ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ >>
126 دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقُلْنَا: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَسْبَحَ فِي عَرَقِهِ، ثُمَّ يَرْفَعْهُ الْعَرَقُ حَتَّى يُلْجِمَهُ، وَمَا بَلَغَهُ الْحِسَابُ "، قَالَ: " وَمَا ذَاكَ إِلَّا مِمَّا يَرَى النَّاسَ يُفْعَلُ بِهِمْ ". فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: هَذَا الْكَافِرُ، فَمَا لِلْمُؤْمِنِ؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، أَوْ مَا نَدْرِي، قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَكُمْ أَوَّلَ الْحَدِيثِ وَلَمْ يُحَدِّثْكُمْ آخِرَهُ، " وَإِنَّ لِلْمُؤْمِنِينَ كَرَاسِيَّ مِنْ نُورٍ يَجْلِسُونَ عَلَيْهَا، وَتُظَلُّ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ، وَيَكُونُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِمْ كَسَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ أَوْ كَأَحَدِ طَرَفَيْهِ " *
الزُّهْدُ لِوَكِيعٍ >> بَابُ الْحِسَابِ >>
358 حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " الْأَرْضُ كُلُّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَارٌ، وَالْجَنَّةُ مِنْ ورَائِهَا، تُرَى كَوَاعِبُهَا، وَأَكْوَابُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْرَقُ حَتَّى يَفِيضَ عَرَقًا، وَحَتَّى يَسُوخَ فِي الْأَرْضِ قَامَةً، وَيَرْتَفِعُ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ أَنْفِهِ، وَمَا مَسَّهُ الْحِسَابُ " قَالُوا: مِمَّ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: " مِمَّا يَرَى النَّاسَ يَلْقَوْنَ " *
محاسبة الأمم يوم القيامة
سُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ >> كِتَابُ الزُّهْدِ >> بَابُ صِفَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
4325 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، يُقَالُ: أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ، وَنَبِيُّهَا؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ الطِّبِّ >> بَابُ مَنْ لَمْ يَرْقِ >>
5444 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبَيَّنْ لَهُمْ، فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا فِي الشِّرْكِ، وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هَؤُلاَءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ " *5444 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبَيَّنْ لَهُمْ، فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا فِي الشِّرْكِ، وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هَؤُلاَءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ الرِّقَاقِ >> بَابٌ: يَدْخُلُ الجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
6202 حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، ح قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَحَدَّثَنِي أَسِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الأُمَّةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ العَشَرَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الخَمْسَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَحْدَهُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، هَؤُلاَءِ أُمَّتِي؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قَالَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَهَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلاَ عَذَابَ، قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: كَانُوا لاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ " ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ قَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " *
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> وَمِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ >> مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ >>
3704 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ غَدَوْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ، وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى، مَعَهُ كَبْكَبَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ لِي: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، مَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ ". قَالَ: " قُلْتُ: فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ فَقِيلَ لِيَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ. فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الظِّرَابُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، ثُمَّ قِيلَ لِيَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ. فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي: أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَضِيتُ يَا رَبِّ، رَضِيتُ يَا رَبِّ ". قَالَ: فَقِيلَ لِي: إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ "، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِدًا لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي، إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ الْأَلْفِ، فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ، فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ، فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْأُفُقِ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ثَمَّ نَاسًا يَتَهَاوَشُونَ ". فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي، يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ السَّبْعِينَ، فَدَعَا لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ". قَالَ: ثُمَّ تَحَدَّثْنَا، فَقُلْنَا: مَنْ تَرَوْنَ هَؤُلَاءِ السَّبْعُونَ الْأَلْفُ؟ قَوْمٌ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا حَتَّى مَاتُوا؟ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَتَوَكَّلُونَ " *
شهادة الأمة الوسط يوم القيامة على الناس
سُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ >> كِتَابُ الزُّهْدِ >> بَابُ صِفَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >>
4319 حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، وَأَقَلُّ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُدْعَى قَوْمُهُ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، فَيُقَالُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتُدْعَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: وَمَا عِلْمُكُمْ بِذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا بِذَلِكَ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا فَصَدَّقْنَاهُ، قَالَ: فَذَلِكُمْ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " *
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> وَمِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ >> مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ >>
11096 حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُدْعَى نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ، فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُدْعَى قَوْمُهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ - أَوْ مَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ - قَالَ: فَيُقَالُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا، قَالَ: الْوَسَطُ الْعَدْلُ، قَالَ: فَيُدْعَوْنَ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالْبَلَاغِ، قَالَ: ثُمَّ أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ " *
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> وَمِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ >> مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ >>
11377 حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجِيءُ النَّبِيُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَيُدْعَى قَوْمُهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَّغَكُمْ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقَالُ لَهُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ. فَيُدْعَى مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَّغَ هَذَا قَوْمَهُ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُقَالُ: وَمَا عِلْمُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جَاءَنَا نَبِيُّنَا، فَأَخْبَرَنَا: أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ ": وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا قَالَ: " يَقُولُ: عَدْلًا "، لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا *
خَلْقُ أَفْعَالِ الْعِبَادِ لِلْبُخَارِيِّ >> بَابُ أَفْعَالِ الْعِبَادِ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
73 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيُقَالُ: مَنْ شُهُودُكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيُجَاءَ بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ، ثُمَّ قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هُمُ الطَّائِفَةُ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ " *
شُعَبُ الْإِيمَانِ لِلْبَيْهَقِيِّ >> الثَّامِنُ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ، وَهُوَ بَابٌ فِي حَشْرِ النَّاسِ بَعْدَ >>
262 فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حدثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُدْعَى نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَتُدْعَى أُمَّتُهُ فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، وَمَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ قَالَ: فَيُقَالُ: مَنْ شُهُودُكَ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ قَالَ: فَيُؤْتَى بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَذَلِكُمْ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ فَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: " يَجِيءُ النَّبِيُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ وَالْأَرْبَعَةُ وَالرِّجْلَانِ حَتَّى يَجِيءَ النَّبِيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ قَالَ: فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَّغْتُمْ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، قَالَ: فَيُدْعَى قَوْمُهُمْ فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، قَالَ: فَيُقَالُ لِلنَّبِيِّينَ: مَنْ يَشْهَدُ لَكُمْ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَتُدْعَى أُمَّةُ أَحْمَدَ فَيَشْهَدُونَ أَنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا قَالَ: فَيُقَالُ: وَمَا عِلْمُكُمْ بِهِمْ أَنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا قَالَ: فَيَقُولُونَ جَاءَنَا رَسُولُنَا بِكِتَابٍ أَخْبَرَنَا أَنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا فَصَدَّقْنَاهُ، قَالَ: فَيُقَالُ صَدَقْتُمْ قَالَ: وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " أَخْبَرْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، فَذَكَرَهُ " فَهَذَا فِيمَا بَيْنَ كُلِّ نَبِيٍّ وَقَوْمِهِ، فَأَمَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْقَوْمِ عَلَى الِانْفِرَادِ فَالشَّاهِدُ عَلَيْهِ صَحِيفَةُ عَمَلِهِ، وَكَاتِبَاهَا فَإِنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ فِي الدُّنْيَا بِأَنَّ عَلَيْهِ مَلَكَيْنِ مُوَكَّلَيْنِ يَحْفَظَانِ أَعْمَالَهُ وَيَنْسَخَانِهَا، فَأَمَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
إِخْبَارُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ شَهَادَةِ الْجَوَارِحِ عَلَى أَهْلِهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهُمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَوْلِهِ: وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ، وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ، وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا: أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ، وقوله الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ، وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " *
بَحْرُ الْفَوَائِدِ الْمُسَمَّى بِمَعَانِي الْأَخْيَارِ لِلْكَلَابَاذِيِّ >> حَدِيثٌ آخَرُ >>
331 قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الزَّاهِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا حَدَّثَنَاهُ نَصْرُ بْنُ الْفَتْحِ، قَالَ: ح أَبُو عِيسَى، قَالَ: ح عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ح جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُدْعَى نُوحٌ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغْتَ، فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُدْعَى قَوْمُهُ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ، فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، وَمَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ، فَيُقَالُ: مَنْ شُهُودُكَ؟، فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، قَالَ: فَيُؤْتَى بِكُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ، فَإِذَا جَعَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَدَّلَهُمُ اللَّهُ بِقَوْلِهِ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا، أَيْ: عَدْلٌ، فَشَهَادَةُ الْعَدْلِ مَقْبُولَةٌ لَا تُرَدُّ، وَالْحُكْمُ بِهِ وَاجِبٌ فِي الْقَضَاءِ، فَإِذَا شَهِدُوا عَلَى إِنْسَانٍ بِصَلَاحٍ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُمْ، وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ فِي الْمَغِيبِ غَيْرَ ذَلِكَ، وَإِذَا شَهِدُوا عَلَى آخَرَ بِفَسَادٍ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُمْ، وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ فِي الْمَغِيبِ غَيْرَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ عَلَى الْحَاكِمِ الْقَضَاءَ بِشَهَادَةِ الْعُدُولِ. فَهَذِهِ الْأُمَّةُ شُهُودٌ، وَاللَّهُ عَدَّلَهُمْ، وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَكَّاهُمْ بِقَوْلِهِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَوَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَقَالَ فِي غَيْرِهِمْ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ، فَغَيْرُهُمْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَهُوَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لَا يُؤْمِنُونَ هُمْ، وَهُمُ الْيَهُودُ وَبَعْضُ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ، وَالْمُؤْمِنُونَ بِخِلَافِ ذَلِكَ، فَهُمْ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَأْتُونَهُ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَجْتَنِبُونَهُ، فَهُمْ عُدُولٌ صَادِقُونَ بِتَعْدِيلِ اللَّهِ لَهُمْ، وَهُمْ أَزْكِيَاءُ صِدِّيقُونَ بِتَزْكِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ لَهُمْ، فَوَجَبَتِ الْقَضِيَّةُ بِشَهَادَتِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَجَبَتْ "، وَجَبَتْ إِنَّهُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ " فِي الْأَرْضِ " أَنَّهُ أَوْجَبَ عَلَى الْحُكَّامِ الْقَضَاءَ بِهَا بِشَهَادَتِهِمْ فِي الدِّمَاءِ، وَالْفُرُوجِ، وَالْأَمْوَالِ عَلَى مَا يَعْرِفُ اللَّهُ مِنْهُمْ فَهُوَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْكُمُ بِشَهَادَتِهِمْ عَلَى مَا يُعْرَفُ مِنْهُمْ. وَقَوْلُهُ " وَجَبَتْ " فِي الثَّنَاءِ الْحَسَنِ، فَذَلِكَ سِتْرٌ مِنَ اللَّهِ وَتَجَاوُزٌ عَمَّا عَرَفَ مِنَ الْمُثْنَى عَلَيْهِ، وَذَلِكَ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَرَمٌ فِي قَبُولِ شَهَادَةِ أَوْلِيَائِهِ؛ لِئَلَّا يَقَعَ فِي شَهَادَتِهِمْ جَرْحٌ، وَتَجَاوُزٌ عَنِ الْمَشْهُودِ لَهُ وَسِتْرٌ عَلَيْهِ، وَهَذَا يَلِيقُ بِاللَّهِ وَفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ تَفْسِيرِ القُرْآنِ >> سُورَةُ البَقَرَةِ >> بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى >>
4240 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ: وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " وَالوَسَطُ: العَدْلُ *
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:41]ـ
السؤال عن النعيم
مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ >> كِتَابُ الزُّهْدِ >> مَا ذُكِرَ فِي زُهْدِ الْأَنْبِيَاءِ وَكَلَامِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ >> مَا ذُكِرَ عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الزُّهْدِ >>
33699 مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ حَتَّى بَلَغَ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قَالُوا: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ , عَنْ أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ , إِنَّمَا هُمَا الْأَسْوَدَانِ: الْمَاءُ وَالتَّمْرُ , وَسُيُوفُنَا عَلَى رِقَابِنَا وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ , فَعَنْ أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ؟ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ *
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الْأَشْرِبَةِ >> وَشَاهِدُهُ حَدِيثُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ >>
7310 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَايِنِيُّ، ثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثَنَا أَبُو زَبْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، ثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ أَصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ وَأَرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ " " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " *
صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ >> كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ، رِجَالِهُمْ >> ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُؤَالِ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا عَبْدَهُ فِي الْقِيَامَةِ عَنْ >>
7488 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْعَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُقَالُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَلَمْ أُصَحِّحْ جِسْمَكَ، وَأَرْوِيَكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ " *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كتاب الْأَشْرِبَةِ >> بَابُ جَوَازِ اسْتِتْبَاعِهِ غَيْرَهُ إِلَى دَارِ مَنْ يَثِقُ بِرِضَاهُ بِذَلِكَ، >>
3914 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ - أَوْ لَيْلَةٍ - فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: " مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ " قَالَا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ،، قَالَ: " وَأَنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا "، فَقَامُوا مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ، قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْنَ فُلَانٌ؟ " قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ، إِذْ جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي، قَالَ: فَانْطَلَقَ، فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ: كُلُوا مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكَ، وَالْحَلُوبَ "، فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَاب المَظَالِمِ وَالغَصْبِ >> بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ >>
2336 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ المَازِنِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي، مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا آخِذٌ بِيَدِهِ، إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ، فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الكَافِرُ وَالمُنَافِقُونَ، فَيَقُولُ الأَشْهَادُ: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَاب المَظَالِمِ وَالغَصْبِ >> بَابٌ: لاَ يَظْلِمُ المُسْلِمُ المُسْلِمَ وَلاَ يُسْلِمُهُ >>
2337 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَالِمًا أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ " *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كتاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ >> بَابُ فَضْلِ الِاجْتِمَاعِ عَلَى تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَعَلَى الذِّكْرِ >>
4996 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ - وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى، قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا وقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا - أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ "، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، ح وَحَدَّثَنَاهُ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ غَيْرَ أَنَّ حَدِيثَ أَبِي أُسَامَةَ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ التَّيْسِيرِ عَلَى الْمُعْسِرِ *
مَعْرِفَةُ عُلُومِ الْحَدِيثِ لِلْحَاكِمِ >> ذِكْرُ أَوَّلِ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ عِلْمِ الْحَدِيثِ >>
11 وَمِنْهُ مَا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ , ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى , ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ , حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْأَعْمَى يُحَدِّثُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: خَرَجَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيثٍ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُهُ، وَغَيْرُ عُقْبَةَ، فَلَمَّا قَدِمَ إِلَى مَنْزِلِ مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ الْأَنْصَارِيَّ، وَهُوَ أَمِيرُ مِصْرَ فَأَخْبَرَهُ فَعَجَّلَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَعَانَقَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا أَيُّوبَ؟ فَقَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي وَغَيْرُ عُقْبَةَ، فَابْعَثْ مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى مَنْزِلِهِ، قَالَ: فَبَعَثَ مَعَهُ مَنْ يَدُلُّهُ عَلَى مَنْزِلِ عُقْبَةَ، فَأُخْبِرَ عُقْبَةَ، فَعَجَّلَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَعَانَقَهُ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا أَيُّوبَ؟ فَقَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي وَغَيْرُكَ فِي سَتْرِ الْمُؤْمِنِ قَالَ عُقْبَةُ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَتَرَ مُؤْمِنًا فِي الدُّنْيَا عَلَى خَزْيَةٍ سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَقَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوبَ: صَدَقْتَ , ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَا أَدْرَكَتْهُ جَائِزَةُ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ إِلَّا بِعَرِيشِ مِصْرَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَهَذَا أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى تَقَدُّمِ صُحْبَتِهِ وَكَثْرَةِ سَمَاعِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَلَ إِلَى صَحَابِيٍّ مِنْ أَقْرَانِهِ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ لَوِ اقْتَصَرَ عَلَى سَمَاعِهِ مِنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ لَأَمْكَنَهُ " *
التَّوْحِيدُ لِابْنِ خُزَيْمَةَ >> بَابُ ذِكْرِ بَعْضِ مَا يُكَلِّمِ بِهِ الْخَالِقُ جَلَّ وَعَلَا عِبَادَهُ >>
188 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْبِسْطَامِيُّ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: ثنا سَعْدٌ الطَّائِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: ثنا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ , فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، وَجَاءَ آخَرُ , فَشَكَا قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟ " قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، فَقَالَ: " لَئِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَيُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟ قَالَ: " كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ , وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لَتَرَى أَنَّ الرَّجُلَ يَجِيءُ بِمِلْءِ كَفِّهِ ذَهَبًا، أَوْ فِضَّةً يَلْتَمِسُ مَنْ يَقْبَلُهُ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ , وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ , فَيَقُولُ: أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغْكَ؟ فَيَقُولُ بَلَى، فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا فَأَفْضَلَ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى , فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ , فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ , فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاتَّقُوا النَّارَ , وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ " قَالَ عَدِيٌّ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ الظَّعِينَةَ يَرْتَحِلُونَ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى يَطُوفُوا بِالْكَعْبَةِ آمِنِينَ لَا يَخَافُونَ إِلَّا اللَّهَ وَلَقَدْ كُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجِيءُ الرَّجُلُ بِمِلْءِ كَفِّهِ ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً لَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ "، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو بِنَحْوِهِ *
التَّوْحِيدُ لِابْنِ خُزَيْمَةَ >> بَابٌ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يُكَلِّمُ عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ غَيْرِ >>
183 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ، وَثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَثنا الزَّعْفَرَانِيُّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَاللَّفْظُ، لِوَكِيعٍ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، وَثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، وَأَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَا: ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَثنا أَبُو هَاشِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، كُلُّهُمْ قَالُوا: عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: ثنا خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُ رَبَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ مَنْ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ , وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ وَقَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: " مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ " وَقَالَ الْأَشَجُّ فِي حَدِيثِ وَكِيعٍ: " فَيَنْظُرُ عَمَّنْ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، وَيَنْظُرُ عَنْ مَنْ أَشْأَمَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، وَيَنْظُرُ أَمَامَهٌ. . . . " وَمَعَانِي أَحَادِيثِهِمْ قَرِيبَةٌ، وَكُلُّهُمْ قَالُوا فِي الْخَبَرِ: " مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ " , وَقَالَ: " وَسَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ "، أَوْ قَالَ: " سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ " إِلَّا أَنَّ فِيَ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ: " لَيْسَ بَيْنَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَبَيْنَهُ حَاجِبٌ , وَلَا تُرْجُمَانٌ " *
جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ الْحِجْرِ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا >>
19515 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيَخْلُو اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يَخْلُو أَحَدُكُمْ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ مَاذَا غَرَّكَ مِنِّي بِي؟ ابْنَ آدَمَ، مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ ابْنَ آدَمَ، مَاذَا أَجَبْتَ الْمُرْسَلِينَ؟ " *
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> الذَّبَائِحِ >> أَبْوَابُ صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالرَّقَائِقِ وَالْوَرَعِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ >> بَابٌ فِي الْقِيَامَةِ >>
2450 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ " " " " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ هُوَ بَصْرِيٌّ، وَهُوَ مَوْلَى أَبِي بَرْزَةَ، وَأَبُو بَرْزَةَ اسْمُهُ: نضْلَةُ بْنُ عُبَيْدٍ " " *
مُسْنَدُ الرُّويَانِيِّ >> حَدِيثُ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ >>
1299 نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ , نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ الرِّقَاقِ >> بَابُ صِفَةِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ >>
6208 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قُمْتُ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا المَسَاكِينَ، وَأَصْحَابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ " *
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:42]ـ
من يدخل الجنة بغير حساب و من يدخل النار بغير حساب
مُسْنَدُ الْحَارِثِ >> كِتَابُ الْبَعْثِ >> بَابٌ: كَيْفَ الْبَعْثُ >>
1110 حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ , عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَفَعَهُ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ فِي سَعَتِهَا كَذَا وَكَذَا , وَجُمِعَ الْخَلَائِقُ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ جِنُّهُمْ وَإِنْسُهُمْ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ قُيِّضَتْ هَذِهِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا فَيُنْثَرُونَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَجِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِالضِّعْفِ فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ وَقَالُوا: أَفِيكُمْ رَبُّنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ وَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا، لَيْسَ فِينَا وَهُوَ آتٍ، ثُمَّ تُقَاضُ السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ السَّمَاءِ وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ جِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِالضِّعْفِ فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ وَقَالُوا: أَفِيكُمْ رَبُّنَا فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ وَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبَّنَا، لَيْسَ فِينَا وَهُوَ آتٍ , ثُمَّ تُقَاضُ أَهْلُ السَّمَوَاتِ كُلِّهَا فَيُضَعَّفُ كُلُّ سَمَاءٍ عَنْ أَهْلِهَا كَانَ أَكْثَرَ أَهْلًا مِنَ السَّمَوَاتِ الَّتِي تَحْتَهَا وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالضِّعْفِ كُلَّمَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ , وَيَقُولُونَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ , ثُمَّ تُقَاضُ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ أَكْثَرُ أَهْلًا مِنَ السَّمَوَاتِ السِّتِّ وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالضِّعْفِ فَيَجِيءُ اللَّهُ فِيهِمْ وَالْأُمَمُ جُثًا صُفُوفًا , قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادٍ سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ , لِيَقُمِ الْحَمَّادُونَ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ , فَيَقُومُونَ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ يُنَادِي ثَانِيَةً: سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ , لِيَقُمِ الَّذِينَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ قَالَ: فَيَقُومُونَ فَيُسْرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ , قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي ثَالِثَةً سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ أَصْحَابَ الْكَرَمِ , لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانَتْ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ , فَيَقُومُونَ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ , فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ خَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلَائِقِ لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَلِسَانٌ فَصِيحٌ فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِكُلِّ جُبَارٍ عَنِيدٍ قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ , قَالَ: ثُمَّ يَخْرُجُ ثَانِيَةً فَيَقُولُ إِنِّي وُكِّلْتُ بِمَنْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ , ثُمَّ يَخْرُجُ ثَالِثَةً قَالَ: ثَالِثَةً فَقَالَ: أَبُو الْمِنْهَالِ أَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِأَصْحَابِ التَّصَاوِيرِ قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ , فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ وَمِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ، نُشِرَتِ الصُّحُفُ، وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ، وَدُعِيَ الْخَلَائِقُ لِلْحِسَابِ " *
الزُّهْدُ لِأَسَدِ بْنِ موسَى >> بَابُ ذِكْرِ مَا يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ >>
78 نا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ الطُّهَوِيُّ، ثنا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ الرِّيَاحِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " يَقُومُ مُنَادٍ فَيُنَادِي: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ؟ أَيْنَ الْحَمَّادُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ فَيَقُومُونَ، فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي الثَّانِيَةَ، فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبِّهِمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ قَالَ: فَيَقُومُونَ، فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ. ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي الثَّالِثَةَ، فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ، فَيَقُومُونَ، فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ حَتَّى يُشْرِفَ عَلَى الْخَلَائِقِ، لَهُ عَيْنَانِ بَصِيرَتَانِ، وَلِسَانٌ فَصِيحٌ، فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِثَلَاثٍ: بِكُلِّ جُبَارٍ عَنِيدٍ، فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ، فَيَلْقُطُهُمْ ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يَخْرُجُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِالَّذِينَ كَانُوا يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ، ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ الثَّالِثَةَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِالْمُصَوِّرِينَ، فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ، ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ تَطَايُرُ الصُّحُفُ مِنْ أَيْدِي النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ " *
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:43]ـ
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (التكوير:10)
دواوين السيئات ثلاث
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الْأَهْوَالِ >>
8868 أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْمُزَكِّي، بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدَّوَاوِينُ ثَلَاثَةٌ فَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا، فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَغْفِرُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا فَالْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا قَطُّ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا فَمَظَالِمُ الْعِبَادِ بَيْنَهُمُ الْقِصَاصُ لَا مَحَالَةَ " " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ " *
الْأَهْوَالُ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا >> ذِكْرُ الْحَشْرِ >>
225 دثنا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، دثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً، غُرْلًا، كَمَا بُدِئُوا ". قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَنْظُرُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ؟ قَالَ: " شُغِلَ النَّاسُ "، قُلْتُ: وَمَا شَغَلَهُمْ؟ قَالَ: " نَشْرُ الصُّحُفِ فِيهَا مَثَاقِيلُ الذَّرِّ وَمَثَاقِيلُ الْخَرْدَلِ " *
قال الهيثمي (10/ 601) رواه الطبراني في الأوسط و الكبير و رجاله رجال الصحيح غير محمد بن موسى بن أبي عياش و هو ثقة
و قال السفاريني في البحور الزاخرة في علوم الآخرة (1/ 612) إسناده صحيح
الدُّعَاءُ لِلطَّبَرَانِيِّ >> بَابُ مَا جَاءَ فِي الِاسْتِغْفَارِ >>
1678 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثنا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا الْمُنْذِرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ تَسُرَّهُ صَحِيفَتُهُ فَلْيُكْثِرْ فِيهَا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ " *
قال الألباني (حسن) صحيح الترغيب والترهيب (2/ 125)
سُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ >> كِتَابُ الْأَدَبِ >> بَابُ الِاسْتِغْفَارِ >>
3841 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا " *
قال الألباني (صحيح) صحيح الترغيب والترهيب (2/ 125)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:44]ـ
العرض و الحساب اليسير
تَفْسِيرُ مُجَاهِدٍ >> سُورَةُ الْحَاقَّةِ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
1849 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: " يَنْشُرُ اللَّهُ كَنَفَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ هَكَذَا، وَقَالَ: بِيَدِهِ فَوْقَهُ فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَذِهِ حَسَنَةٌ عَمِلْتَهَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، سَاعَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ قَبِلْتُهَا مِنْكَ، ثُمَّ يَسْجُدُ الْمُؤْمِنُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَذِهِ سَيِّئَةٌ عَمِلْتُهَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ فَيَسْجُدُ الْمُؤْمِنُ، فَيَقُولُ الْخَلْقُ: طُوبَى لِهَذَا الْعَبْدِ الَّذِي لَا يُرَى فِي كِتَابِهِ إِلَّا الْحَسَنَاتُ مِنْ كَثْرَةِ مَا يَسْجُدُ، فَإِذَا فَرَغَ قَالَ: هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ. إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ " إِنِّي أَيْقَنْتُ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَاب المَظَالِمِ وَالغَصْبِ >> بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ >>
2336 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ المَازِنِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي، مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا آخِذٌ بِيَدِهِ، إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ، فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الكَافِرُ وَالمُنَافِقُونَ، فَيَقُولُ الأَشْهَادُ: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " *
أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة
مُسْنَدُ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ >> الشَّعْبِيُّ، عَنْ أَنَسٍ >>
3869 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ التِّنْعِيِّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ، فَإِنْ تَمَّتْ تَمَّ سَائِرُ عَمَلِهِ، وَإِنْ نَقَصَتْ قِيلَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا بِهِ مَا نَقَصَ مِنْ صَلَاتِهِ " *
إسناده ضعيف لضعف أشعث بن سوار
مُسْنَدُ الْحَارِثِ >> كِتَابُ الصَّلَاةِ >> بَابُ الْحِسَابِ عَلَى الصَّلَاةِ >>
102 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا الْكَلَامَ أَوْ نَحْوَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ , يَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي فَإِنْ وَجَدُوهَا كَامِلَةً كُتِبَتْ لَهُ كَامِلَةً وَإِنْ وَجَدُوهَا انْتُقِصَ مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي تَطَوُّعًا فَتُكَمَّلُ صَلَاتُهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ " , قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْإِيمَانِ فِي بَابِ الْإِسْرَاءِ فِيمَا فُرِضَ مِنَ الصَّلَاةِ *
(يُتْبَعُ)
(/)
مُسْنَدُ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ >> يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ >>
4013 حَدَّثَنَا أبو الربيع الزهراني، حَدَّثَنَا حَمَّادُ، حَدَّثَنَا يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ مِنْ دِينِهِمُ الصَّلَاةُ، وَآخَرَ مَا يَبْقَى الصَّلَاةُ، وَأَوَّلَ مَا يُحَاسَبُونَ بِهِ الصَّلَاةُ، يَقُولُ اللَّهُ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي، فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً، وَإِنْ وُجِدَتْ نَاقِصَةً قَالَ: انْظُرُوا، هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ تَمَّتِ الْفَرِيضَةُ مِنَ التَّطَوُّعِ، ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا هَلْ زَكَاتُهُ تَامَّةٌ؟ فَإِنْ وُجِدَتْ زَكَاتُهُ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَتْ نَاقِصَةً قَالَ: انْظُرُوا، هَلْ لَهُ صَدَقَةٌ؟ فَإِنْ كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ تَمَّتْ لَهُ زَكَاتُهُ مِنَ الصَّدَقَةِ " *
يزيد الرقاشي ضعفه شعبة و وثقه ابن معين و ابن عدي
الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ لِلطَّبَرَانِيِّ >> مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ >> مَنِ اسْمُهُ عَائِذٌ >> عَائِذُ بْنُ قُرْطٍ >>
13973 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِذَ بْنَ قُرْطٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يُتِمَّهَا زِيدَ عَلَيْهَا مِنْ سَبَحَاتِهِ حَتَّى تَتِمَّ " *
مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ لِلطَّبَرَانِيِّ >> مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ مُسْنَدِ بِشْرِ بْنِ الْعَلَاءِ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ >> مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ ثُمَّ السَّكُونِيِّ >> عَمْرٌو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ >>
2489 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يُتِمَّهَا زِيدَ عَلَيْهَا مِنْ سُبُحَاتِهِ حَتَّى تَتِمَّ " *
الْمُعْجَمُ الْأَوْسَطُ لِلطَّبَرَانِيِّ >> بَابُ الْأَلِفِ >> مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ >>
1929 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ سَمْعَانُ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْعَلَاءِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ، فَإِنْ صَلَحَتْ صَلَحَ لَهُ سَائِرُ عَمَلِهِ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ " *
الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْعَلَاءِ الْبَصْرِيُّ قال البخاري له أحاديث لا يتابع عليها و ذَكره ابن حبان في الثقات و قال ربما أخطأ كما أخرجه الطبراني في الأوسط بلفظ "أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة , ينضر في صلاته , فإن صلحت فقد أفلح , و إن فسدت فقد خاب و خسر " و في اسناده خليد ابن دعلج ضعفه أحمد و النسائي و الدارقطني و قال ابن عدي عامة حديثه تابعه عليه غيره.
ويشهد له حديث ابو هريرة عند أحمد و الترمذي في الصلاة 413 باب ماجاء في أول ما يحاسب العبد عليه يوم القيامة الصلاة.
كما يشهد له حديث تميم الداري عند أحمد و ابو داود في الصلاة 866 باب قول النبي "كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم له من تطوعه و الدارمي في الصلاة باب أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة
سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ >> كِتَاب الصَّلَاةِ >> أَبْوَابُ تَفْرِيعِ اسْتِفْتَاحِ الصَّلَاةِ >> بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ صَلَاةٍ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
761 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: خَافَ مِنْ زِيَادٍ، أَوْ ابْنِ زِيَادٍ، فَأَتَى الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: فَنَسَبَنِي، فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: يَا فَتَى، أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، رَحِمَكَ اللَّهُ - قَالَ يُونُسُ: وَأَحْسَبُهُ ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلَاةُ "، قَالَ: " يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ "، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْمَعْنَى، قَالَ: ثُمَّ الزَّكَاةُ مِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ *
أخرجه البزار في مسنده قال حدثنا زكريا بن يحي الضرير ثنا شبابة بن سوار ثنا مغيرة بن مسلم عن الأعمش عن أبي صالح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصَّلاةُ ثَلاثَةُ أَثْلاثٍ: الطَّهُورُ ثُلُثٌ، والرُّكُوعُ ثُلُثٌ، وَالسُّجُودُ ثُلُثٌ فَمَنْ أَدَّاهَا بِحَقِّهَا قُبِلَتْ مِنْهُ وَقُبِلَ مِنْهُ سَائِرُ عَمَلِهِ وَمَنْ رُدَّتْ عَلَيْهِ صَلاتهُ رُدَّ عَلَيْهِ سَائِرُ عَمَلهُ".
و قال لا نعلمه مرفوعا إلى عن المغيرة و لم يتابع عليه و إنما يحفظ عن أبي صالح عن كعب قوله
أخرجه البزار في مسنده (1/ 177 / 349) وله شواهد وقد صححه الألباني يغفر الله له في السلسلة الصحيحة (برقم 2537 مجلد 6 / ص 85)
مُصَنَّفُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الصَّنْعَانِيِّ >> كِتَابُ الصَّلَاةِ >> بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْأَوْقَاتِ >>
3626 عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " إِنَّ الصَّلَاةَ ثَلَاثَةُ أَثْلَاثٍ: ثُلْثٌ طَهُورٌ، وَثُلْثٌ رُكُوعٌ، وَثُلْثٌ سُجُودٌ، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ قُبِلْنَ مِنْهُ، وَمَنْ نَقَصَ فَإِنَّمَا يَنْقُصُ مِنْ نَفْسِهِ " عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ كَعْبٍ، مِثْلَ هَذَا، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ قُبِلْنَ مِنْهُ وَمَا سِوَاهُنَّ، وَمَنْ ضَيَّعَهُنَّ رُدِدْنَ عَلَيْهِ وَمَا سِوَاهُنَّ " *
مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ >> كِتَابُ الْأَوَائِلِ >> بَابُ أَوَّلِ مَا فُعِلَ وَمَنْ فَعَلَهُ >>
35255 حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: " أَوَّلُ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يُسْأَلُ عَنْ صَلَاتِهِ , فَإِنْ تُقُبِّلَتْ مِنْهُ تُقُبِّلَ مِنْهُ سَائِرُ عَمَلِهِ , وَإِنْ رُدَّتْ عَلَيْهِ رُدَّ عَلَيْهِ سَائِرُ عَمَلِهِ " *
(يُتْبَعُ)
(/)
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> أَبْوَابُ الطَّهَارَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >> أَبْوَابُ الصَّلَاةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >> بَابُ مَا جَاءَ أَنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ >>
415 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ الحَسَنِ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ المَدِينَةَ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، قَالَ فَجَلَسْتُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَحَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ " "، وَفِي البَابِ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ،: " " حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الوَجْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَدْ رَوَى بَعْضُ أَصْحَابِ الحَسَنِ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، غَيْرَ هَذَا الحَدِيثِ وَالمَشْهُورُ هُوَ قَبِيصَةُ بْنُ حُرَيْثٍ " "، وَرُوِي عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوُ هَذَا *
الْمُسْنَدُ لِلشَّاشِيِّ >> مَا رَوَى أَبُو الْوَلِيدِ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ >> الْمُطَّلِبُ عَنْ عُبَادَةَ >>
1202 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ الْقَارِيُّ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعِبَادِ , فَمَنْ أَتَى بِهِنَّ قَدْ حَفِظَ حَقَّهُنَّ فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , وَمَنْ أَتَى بِهِنَّ قَدْ أَضَاعَ شَيْئًا مِنْ حَقِّهِنَّ اسْتِخْفَافًا فَإِنَّهُ لِمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى عَهْدٌ , إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ , وَإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ " *
سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ >> كِتَاب الصَّلَاةِ >> بَابٌ فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَى وَقْتِ الصَّلَوَاتِ >>
377 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصُّنَابِحِيّ، قَالَ: زَعَمَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَّ الْوِتْرَ وَاجِبٌ، فَقَالَ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ " *
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُسْنَدُ لِلشَّاشِيِّ >> بَقِيَّةُ أَحَادِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ >> الْمُخْدَجِيُّ عَنْ عُبَادَةَ >>
1220 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا النُّعْمَانُ يَعْنِي ابْنَ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: امْتَرَى رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: الْوَتْرُ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِمَنْزِلَةِ الْفَرِيضَةِ، وَقَالَ الْآخَرُ: هِيَ سَنَةٌ، فَخَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَا ابْنَ مُحَيْرِيزٍ فَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي امْتَرَيْنَا فَقَالَ لَهُمَا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ هِيَ بِمَنْزِلَةِ الْفَرِيضَةِ. فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِينَا عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَذَكَرْنَا لَهُ ذَلِكَ الَّذِي امْتَرَيْنَا فِيهِ، وَالَّذِي رَدَّ عَلَيْهِمُ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ، فَقَالَ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ، أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، لَا أَقُولُ حَدَّثَ فُلَانٌ وَلَا مِنْ فُلَانٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " افْتَرَضَ اللَّهُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ عَلَى خَلْقِهِ مِنْ أَدَّاهُنَّ كَمَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ لَمْ يَنْتَقِصْ مِنْ حَقِّهِنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا فَإِنَّهُ لَقِيَ اللَّهَ وَلَهُ عِنْدَهُ عَهْدٌ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ انْتَقَصَ مِنْ حَقِّهِنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا فَإِنَّهُ لَقِيَ اللَّهَ وَلَا عَهْدَ لَهُ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ " وَلَكِنَّهَا سُنَّةٌ لَا يَنْبَغِي تَرْكُهَا *
السُّنَنُ الصُّغْرَى >> كِتَابُ تَحْرِيمِ الدَّمِ >> تَعْظِيمُ الدَّمِ >>
3967 أَخْبَرَنَا سَرِيعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ الْخَصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلَاةُ، وَأَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ " *
و هو في السلسلة الصحيحة (1748) قال الألباني صحيح بمجموع طرقه.
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ الدِّيَاتِ >> بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ >>
6502 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ " *
الْأَهْوَالُ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا >> ذِكْرُ الْحِسَابِ وَالْعَرْضِ وَالْقِصَاصِ >>
181 دثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، دثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: " يُؤْتَى بِالْقَاتِلِ وَالْمَقْتُولِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَا قَتَلَنِي، فَيُقَالُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهْ؟، فَيَقُولُ: لِتَكُونَ لَكَ الْعِزَّةُ، فَيَقُولُ: لِيَ الْعِزَّةُ بِذَنْبِهِ " *
عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ الكوفي ثقة عابد مخضرم
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:45]ـ
القضاء بين الناس في الحساب
مُسْنَدُ الْحُمَيْدِيِّ >> أَحَادِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّتِي قَالَ فِيهَا سَمِعْتُ رَسُولَ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
473 حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَابِرُ أَنَّهُمَا سَمِعَا سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ثُمَّ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُؤْتَى بِالْمَقْتُولِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقًا بِالْقَاتِلِ يَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهِ إِلَى الْعَرْشِ فَيَقُولُ: رَبَّ سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاللَّهِ لَقَدْ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ مَا نَسَخَهَا مُنْذُ أَنْزَلَهَا *
الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ لِلطَّبَرَانِيِّ >> مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ >> وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا >> نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ >>
10596 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَأَلَهُ سَائِلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا الْعَبَّاسٍ، هَلْ لِلْقَاتِلِ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَالْمُتَعَجِّبِ مِنْ شَأْنِهِ: مَاذَا تَقُولُ؟ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا تَقُولُ؟ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ؟ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَأْتِي الْمَقْتُولُ مُتَعَلِّقًا رَأْسُهُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ، مُتَلَبِّبًا قَاتِلَهُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى يَشْخُبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا، حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ الْعَرْشَ، فَيَقُولُ الْمَقْتُولُ لِلَّهِ: رَبِّ هَذَا قَتَلَنِي، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْقَاتِلِ: تَعِسْتَ، وُيَذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ " *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كِتَاب الزَّكَاةِ >> بَابُ إِثْمِ مَانِعِ الزَّكَاةِ >>
1712 وحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ يَعْنِي ابْنَ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيَّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ، لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " *
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالْإِبِلُ؟ قَالَ: " وَلَا صَاحِبُ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، أَوْفَرَ مَا كَانَتْ، لَا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا وَاحِدًا، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " *
(يُتْبَعُ)
(/)
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ؟ قَالَ: " وَلَا صَاحِبُ بَقَرٍ، وَلَا غَنَمٍ، لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، لَا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا، لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ، وَلَا جَلْحَاءُ، وَلَا عَضْبَاءُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " *
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالْخَيْلُ؟ قَالَ: " الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: هِيَ لِرَجُلٍ وِزْرٌ، وَهِيَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ وِزْرٌ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا رِيَاءً وَفَخْرًا وَنِوَاءً عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَهِيَ لَهُ وِزْرٌ، وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي ظُهُورِهَا وَلَا رِقَابِهَا، فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، فِي مَرْجٍ وَرَوْضَةٍ، فَمَا أَكَلَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَرْجِ، أَوِ الرَّوْضَةِ مِنْ شَيْءٍ، إِلَّا كُتِبَ لَهُ، عَدَدَ مَا أَكَلَتْ حَسَنَاتٌ، وَكُتِبَ لَهُ، عَدَدَ أَرْوَاثِهَا وَأَبْوَالِهَا، حَسَنَاتٌ، وَلَا تَقْطَعُ طِوَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا، أَوْ شَرَفَيْنِ، إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَدَدَ آثَارِهَا وَأَرْوَاثِهَا حَسَنَاتٍ، وَلَا مَرَّ بِهَا صَاحِبُهَا عَلَى نَهْرٍ، فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَا يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَهَا، إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، عَدَدَ مَا شَرِبَتْ، حَسَنَاتٍ " *
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالْحُمُرُ؟ قَالَ: " مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِي الْحُمُرِ شَيْءٌ، إِلَّا هَذِهِ الْآيَةَ الْفَاذَّةُ الْجَامِعَةُ ": فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي هَذَا الْإِسْنَادِ بِمَعْنَى حَدِيثِ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، إِلَى آخِرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا " وَلَمْ يَقُلْ " مِنْهَا حَقَّهَا " وَذَكَرَ فِيهِ " لَا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا وَاحِدًا " وَقَالَ " يُكْوَى بِهَا جَنْبَاهُ وَجَبْهَتُهُ وَظَهْرُهُ " *
الْأَدَبُ الْمُفْرَدِ لِلْبُخَارِيِّ >> بَابُ مَنْ أَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى الْجَارِ >>
111 حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ - أَوْ قَالَ: حِينٌ - وَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِدِينَارِهِ وَدِرْهَمِهِ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، ثُمَّ الْآنَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِنَا مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٌ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذَا أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي، فَمَنَعَ مَعْرُوفَهُ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ اللِّبَاسِ >> بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي المِسْكِ >>
5607 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ " *
(يُتْبَعُ)
(/)
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ التَّوْحِيدِ >> بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ >>
7094 حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ التَّوْحِيدِ >> بَابُ ذِكْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِوَايَتِهِ عَنْ رَبِّهِ >>
7140 حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ، قَالَ: " لِكُلِّ عَمَلٍ كَفَّارَةٌ، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ " *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كِتَاب الصِّيَامِ >> بَابُ فَضْلِ الصِّيَامِ >>
2025 وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، ح وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، ح وحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي " *
صغار الذنوب
الْإِيمَانُ لِابْنِ مَنْدَهْ >> ذِكْرُ وُجُوبِ الْإِيمَانِ بِرُؤْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ >>
867 أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا هَنَّادٌ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ وَآخَرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، يُؤْتَى بِرَجُلٍ، فَيُقَالُ: سَلُوهُ عَنْ صِغَارِ ذُنُوبِهِ وَتُخْفَى كِبَارُهَا، فَيُقَالُ لَهُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا وَعَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً، فَيَقُولُ: يَا رَب قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا هَاهُنَا "، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ >> بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ >>
4789 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي
(يُتْبَعُ)
(/)
، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي " *
مُسْنَدُ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ >> مِنْ مُسْنَدِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ >>
1051 حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ نَهَارٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُسْأَلُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَسْأَلَهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟ فَإِذَا لَقَّنَ اللَّهُ عَبْدًا حُجَّتَهُ، قَالَ: يَا رَبِّ رَجَوْتُكَ وَخِفْتُ النَّاسَ " *
صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ >> كِتَابُ الرَّقَائِقِ >> بَابُ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى >> ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِالْمَعْبُودِ جَلَّ وَعَلَا قَدْ يَنْفَعُ فِي >>
634 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ رَجُلَانِ مِنَ النَّارِ، فَيُعْرَضَانِ عَلَى اللَّهِ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِمَا إِلَى النَّارِ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا كَانَ هَذَا رَجَائِي، قَالَ: وَمَا كَانَ رَجَاؤُكَ؟، قَالَ: كَانَ رَجَائِي إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا، أَنْ لَا تُعِيدَنِي، فَيَرْحَمُهُ اللَّهُ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ " *
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كِتَابُ الْإِيمَانَ >> بَابُ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً فِيهَا >>
315 حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، وَثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ أَرْبَعَةٌ فَيُعْرَضُونَ عَلَى اللَّهِ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا فَلَا تُعِدْنِي فِيهَا، فَيُنْجِيهِ اللَّهُ مِنْهَا " *
الْإِيمَانُ لِابْنِ مَنْدَهْ >> ذِكْرُ وُجُوبِ الْإِيمَانِ بِرُؤْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ >>
، قَالَ أَبُو عِمْرَانَ: أَرْبَعَةٌ، وَقَالَ ثَابِتٌ: رَجُلَانِ
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> الذَّبَائِحِ >> أَبْوَابُ الْإِيمَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >> بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَمُوتُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا >>
2686 حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَعَافِرِيِّ ثُمَّ الحُبُلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ " "، قَالَ: " " فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ " ": " " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ " " حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ. وَالْبِطَاقَةُ: الْقِطْعَةُ *
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ >> بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ الْأَنْصَارِيِّ >>
16814 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: " أَنَّ رَجُلًا أَتَى بِهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: مَاذَا عَمِلْتَ فِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: مَا عَمِلْتُ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَرْجُوكَ بِهَا، فَقَالَهَا لَهُ ثَلَاثًا، وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: أَيْ رَبِّ، كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي فَضْلًا مِنْ مَالٍ فِي الدُّنْيَا، فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، وَكَانَ مِنْ خُلُقِي أَتَجَاوَزُ عَنْهُ، وَكُنْتُ أُيَسِّرُ عَلَى الْمُوسِرِ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْكَ، تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي، فَغُفِرَ لَهُ " فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: هَكَذَا سَمِعْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ >> بَابُ حَدِيثِ الغَارِ >>
3320 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ لِحُذَيْفَةَ: أَلاَ تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ " إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ المَوْتُ، لَمَّا أَيِسَ مِنَ الحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ: إِذَا مُتُّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ أَوْرُوا نَارًا، حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي، فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا فَذَرُّونِي فِي اليَمِّ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، أَوْ رَاحٍ، فَجَمَعَهُ اللَّهُ فَقَالَ؟ لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتَكَ، فَغَفَرَ لَهُ " قَالَ عُقْبَةُ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ، وَقَالَ: " فِي يَوْمٍ رَاحٍ " *
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:46]ـ
مناقشة الحساب
شهادة الأيدي و الأرجل و الألسن و الأركان على الكافر عند مناقشة الحساب
تَفْسِيرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ >> سُورَةُ النُّورِ >> قَوْلُهُ أَلْسِنَتُهُمْ >>
13287 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْمِصْرِيُّ، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عُرِّفَ الْكَافِرُ بِعَمَلِهِ فَجَحَدَ وَخَاصَمَ، فَيُقَالُ لَهُ: هَؤُلَاءِ جِيرَانُكَ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ فَيَقُولُ: كَذَبُوا فَيَقُولُ: أَهْلُكَ وَعَشِيرَتُكَ، فَيَقُولُ: كَذَبُوا، فَيَقُولُ: احْلِفُوا، فَيَحْلِفُونَ، ثُمَّ يُصْمِتُهُمْ، وَيُشْهِدُ عَلَيْهِمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ، ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ النَّارَ " *
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الْأَهْوَالِ >>
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كِتَابُ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
5405 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ النَّضْرِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ، حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِكَ، فَقَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ؟ " قَالَ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ، يَقُولُ: يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟ قَالَ: يَقُولُ: بَلَى، قَالَ: فَيَقُولُ: فَإِنِّي لَا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي، قَالَ: فَيَقُولُ: كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا، قَالَ: فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، فَيُقَالُ لِأَرْكَانِهِ: انْطِقِي، قَالَ: فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ، قَالَ: ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ، قَالَ فَيَقُولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ " *
السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلنَّسَائِي >> سُورَةُ الرَّعْدِ >> سُورَةُ الِانْفِطَارِ >>
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ غَيْرَ الْأَشْجَعِيِّ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ *
صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ >> كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ، رِجَالِهُمْ >> ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَعْضَاءَ الْمَرْءِ فِي الْقِيَامَةِ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بِمَا عَمِلَ >>
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الْأَهْوَالِ >>
8931 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ تَبَسَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تَسْأَلُونِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتُ؟ " فَقَالَ: " عَجِبْتُ مِنْ مُجَادَلَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ أَلَيْسَ وَعَدْتَنِي أَنْ لَا تَظْلِمَنِي؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَإِنِّي لَا أَقْبَلُ عَلَيَّ شَهَادَةَ شَاهِدٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَيَقُولُ: أَوْ لَيْسَ كَفَى بِي شَهِيدًا وَبِالْمَلَائِكَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ؟ قَالَ: فَيُرَدِّدُ هَذَا الْكَلَامَ مَرَّاتٍ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، وَتَكَلَّمُ أَرْكَانُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ فَيَقُولُ: بُعْدًا لَكُمْ وَسُحْقًا، عَنْكُمْ كُنْتُ أُجَادِلُ " " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ " *
الزُّهْدُ لِأَسَدِ بْنِ موسَى >> بَابُ ذِكْرِ مُحَاسَبَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ >>
89 نا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُعْطِيَ الْمُؤْمِنُ كِتَابَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، فَيُقَرِّرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: عَبْدِي عَمِلْتَ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُ، وَيُبْدِلُهُ مَكَانَهَا حَسَنَاتٍ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ: هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ فَيَوَدُّ أَنَّ مَنْ عَلَى الْأَرْضِ يَنْظُرُونَ فِي كِتَابِهِ. وَأَمَّا الْمُنَافِقُ فَيُعْطَى كِتَابَهُ، فَيَقُولُ: عَبْدِي عَمِلْتَ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِكَ إِنْ عَمِلْتُهُ فَيَقُولُ الْمَلِكُ: أَمَا عَمِلْتَ
(يُتْبَعُ)
(/)
كَذَا وَكَذَا فِي سَاعَةِ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ إِنْ كُتِبَ عَلَيَّ إِلَّا بَاطِلٌ فَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ الْمَلِكُ: أَمَا عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي سَاعَةِ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ " قَالَ الْأَشْعَرِيُّ: فَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يَنْطِقُ مِنْهُ فَخِذُهُ الْيُمْنَى *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَاب المَظَالِمِ وَالغَصْبِ >> بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ >>
2336 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ المَازِنِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي، مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا آخِذٌ بِيَدِهِ، إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ، فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الكَافِرُ وَالمُنَافِقُونَ، فَيَقُولُ الأَشْهَادُ: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " *
صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ >> كِتَابُ السِّيَرِ >> بَابُ فَضْلِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ >> ذِكْرُ مُنَافَسَةِ خَزَنَةِ الْجِنَّانِ عَلَى الْمُنْفِقِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ زَوْجَيْنِ مِنْ >>
4726 أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعَهُ رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، مَعِي مِنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَأَلَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟، قَالَ: " هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي سَحَابٍ؟ "، قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ لَيْسَتْ فِي سَحَابٍ؟ "، قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ، كَمَا لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا، فَيُلْقَى الْعَبْدَ فَيَقُولُ: أَيْ فُلُ أَلَمْ أُكْرِمْكَ، أَلَمْ أُسَوِّدْكَ، أَلَمْ أُزَوِّجْكَ، أَلَمْ أُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ وَأَتْرُكُكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ، قَالَ: فَيَقُولُ بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ، قَالَ: لَا يَا رَبِّ، قَالَ: فَالْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي "، قَالَ: " ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِي فَيَقُولُ: أَلَمْ أُكْرِمْكَ، أَلَمْ أُسَوِّدْكَ، أَلَمْ أُزَوِّجْكَ، أَلَمْ أُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ وَأَتْرُكَكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ، قَالَ: فَيَقُولُ بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ قَالَ: لَا يَا رَبِّ، قَالَ: فَالْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي "، قَالَ: " ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ فَيَقُولُ: مَا أَنْتَ؟، فَيَقُولُ: أَنَا عَبْدُكَ آمَنْتُ بِكَ، وَبِنَبِيِّكَ، وَبِكِتَابِكَ، وَصُمْتُ، وَصَلَّيْتُ، وَتَصَدَّقْتُ، وَيُثْنِي بِخَيْرٍ مَا اسْتَطَاعَ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَفَلَا نَبْعَثَ عَلَيْكَ شَاهِدَنَا؟، قَالَ: فَيُفَكِّرُ فِي نَفْسِهِ مَنِ الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيْهِ، قَالَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، وَيُقَالُ لِفَخْذِهِ: انْطِقِي، قَالَ: فَتَنْطِقُ فَخْذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ، فَذَلِكَ الْمُنَافِقُ، وَذَلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ، وَذَلِكَ الَّذِي سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ " قَالَ: " ثُمَّ يُنَادِي مُنَادِي أَلَا اتَّبَعَتْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ، قَالَ: فَيَتْبَعُ أَوْلِيَاءُ الشَّيَاطِينَ الشَّيَاطِينَ، قَالَ: وَاتَّبَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَهُمْ إِلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ قَالَ: ثُمَّ يَبْقَى الْمُؤْمِنُونَ، ثُمَّ نَبْقَى أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، فَيَأْتِينَا رَبُّنَا وَهُوَ رَبُّنَا، فَيَقُولُ: عَلَى مَا هَؤُلَاءِ قِيَامٌ؟، فَيَقُولُونَ: نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ الْمُؤْمِنُونَ وعَبَدْنَاهُ وَهُوَ رَبُّنَا وَهُوَ آتِينَا، وَمُثِيبُنَا، وَهَذَا مَقَامُنَا، قَالَ: فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ فَامْضُوا، قَالَ: فَيُوضَعُ الْجِسْرُ وَعَلَيْهِ كَلَالِيبُ مِنْ نَارٍ تَخْطَفُ النَّاسَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ حَلَّتِ الشَّفَاعَةُ، اللَّهُمَّ سَلِّمِ اللَّهُمَّ سَلِّمْ، فَإِذَا جَاوَزَ الْجِسْرَ، فَكُلُّ مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا مِنَ الْمَالِ مِمَّا يَمْلِكُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَكُلُّ خَزَنَةِ الْجَنَّةِ تَدَعُوهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا مُسْلِمُ، هَذَا خَيْرٌ، فَيُقَالُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا مُسْلِمُ، هَذَا خَيْرٌ "، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ذَلِكَ لِعَبْدٍ لَا تَوَى عَلَيْهِ يَدَعُ بَابًا وَيَلِجُ مِنْ آخَرَ، قَالَ: فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ وَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ "، قَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ: أَمْلَاهُ عَلَيَّ سُفْيَانُ إِمْلَاءً *
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> الذَّبَائِحِ >> أَبْوَابُ الزُّهْدِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >> بَابُ مَا جَاءَ فِي الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ >>
2412 حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الوَلِيدُ بْنُ أَبِي الوَلِيدِ أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَنِيُّ، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ شُفَيًّا الأَصْبَحِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، دَخَلَ المَدِينَةَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: أَبُو هُرَيْرَةَ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَلَمَّا سَكَتَ وَخَلَا قُلْتُ لَهُ: أَسْأَلُكَ بِحَقٍّ وَبِحَقٍّ لَمَا حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَلْتَهُ وَعَلِمْتَهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَفْعَلُ، لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَلْتُهُ وَعَلِمْتُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً فَمَكَثْنَا قَلِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا البَيْتِ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ أَفَاقَ فَمَسَحَ وَجْهَهُ فَقَالَ: أَفْعَلُ، لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا وَهُوَ فِي هَذَا البَيْتِ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ مَالَ خَارًّا عَلَى وَجْهِهِ فَأَسْنَدْتُهُ عَلَيَّ طَوِيلًا، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى العِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ،
(يُتْبَعُ)
(/)
فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ القُرْآنَ، وَرَجُلٌ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ المَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ: أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ. قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ المَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ، وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ المَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ المَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ، وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: فِي مَاذَا قُتِلْتَ؟ فَيَقُولُ: أُمِرْتُ بِالجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ المَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَرِيءٌ , فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ " "، ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ: " " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ " " وَقَالَ الوَلِيدُ أَبُو عُثْمَانَ: فَأَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ " " أَنَّ شُفَيًّا، هُوَ الَّذِي دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَخْبَرَهُ بِهَذَا " " قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: وَحَدَّثَنِي العَلَاءُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، أَنَّهُ كَانَ سَيَّافًا لِمُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَأَخْبَرَهُ بِهَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " " قَدْ فُعِلَ بِهَؤُلَاءِ هَذَا فَكَيْفَ بِمَنْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ؟ ثُمَّ بَكَى مُعَاوِيَةُ بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ هَالِكٌ، وَقُلْنَا قَدْ جَاءَنَا هَذَا الرَّجُلُ بِشَرٍّ، ثُمَّ أَفَاقَ مُعَاوِيَةُ وَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ": " " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ " " *
صَحِيحُ ابْنِ خُزَيْمَةَ >> كِتَابُ الزَّكَاةِ >> جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ >> بَابُ التَّغْلِيظِ فِي الصَّدَقَةِ مُرَآةً وَسُمْعَةً >>
صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ >> كِتَابُ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ >> بَابُ الْإِخْلَاصِ وَأَعْمَالِ السِّرِّ >> ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ رَاءَى فِي عَمَلِهِ يَكُونُ فِي الْقِيَامَةِ مِنْ >>
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الزَّكَاةِ >> وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ >>
" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كِتَابُ الْإِمَارَةِ >> بَابُ مَنْ قَاتَلَ لِلرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ اسْتَحَقَّ النَّارَ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ: جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ، وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ "، وَحَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: تَفَرَّجَ النَّاسُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ الشَّامِىُّ: وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ *
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الْعِلْمِ >> وَمِنْهُمْ يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ >>
" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ، وَيُونُسُ بْنُ يُوسُفَ هُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي الْمُوَطَّإِ، وَمَالِكٌ الْحَكَمُ فِي كُلِّ مَنْ رَوَى عَنْهُ، وَقَدْ خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ " *
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:47]ـ
مناقشة الحساب على نعمة المال
الزُّهْدُ لِأَسَدِ بْنِ موسَى >> بَابُ ذِكْرِ مُحَاسَبَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ >>
83 نا أَبُو هِلَالٍ، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " يُوقَفُ ابْنُ آدَمَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَأَنَّهُ بَذَجٌ قَالَ: فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ فِيمَا خَوَّلْتُكَ وَمَوَّلْتُكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ جَمَعْتُهُ وَثَمَّرْتُهُ، فَارْجِعْنِي آتِكَ بِهِ أَوْفَرَ مَا كَانَ. فَيَقُولُ لَهُ: مَا قَدَّمْتَ مِنْهُ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ جَمَعْتُهُ، وَثَمَّرْتُهُ، فَارْجِعْنِي آتِكَ بِهِ أَوْفَرَ مَا كَانَ. قَالَ: لَا، وَلَكِنْ مَا قَدَّمْتَ فَيُحَاسَبُ، فَإِذَا لَيْسَ لَهُ خَيْرٌ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ الرِّقَاقِ >> بَابُ صِفَةِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
6208 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قُمْتُ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا المَسَاكِينَ، وَأَصْحَابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ " *
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> الذَّبَائِحِ >> أَبْوَابُ الزُّهْدِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >> بَابُ مَا جَاءَ أَنَّ فُقَرَاءَ المُهَاجِرِينَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ >>
2383 حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا المُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ المُسْلِمِينَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ " " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ *
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ >> بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ الْأَنْصَارِيِّ >>
16814 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: " أَنَّ رَجُلًا أَتَى بِهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: مَاذَا عَمِلْتَ فِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: مَا عَمِلْتُ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَرْجُوكَ بِهَا، فَقَالَهَا لَهُ ثَلَاثًا، وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: أَيْ رَبِّ، كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي فَضْلًا مِنْ مَالٍ فِي الدُّنْيَا، فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، وَكَانَ مِنْ خُلُقِي أَتَجَاوَزُ عَنْهُ، وَكُنْتُ أُيَسِّرُ عَلَى الْمُوسِرِ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْكَ، تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي، فَغُفِرَ لَهُ " فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: هَكَذَا سَمِعْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:48]ـ
ما كنتم تعبدون؟
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) يس:60 (
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ التَّوْحِيدِ >> بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ >>
7041 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ: " هَلْ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْوًا؟ "، قُلْنَا: لاَ، قَالَ: " فَإِنَّكُمْ لاَ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ، إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا " ثُمَّ قَالَ: " يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ، وَأَصْحَابُ الأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ، وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، وَغُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ، فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ، فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلاَ وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا، فَيُقَالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى:
(يُتْبَعُ)
(/)
مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ المَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ، فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ، وَلاَ وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا، فَيُقَالُ: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: فَارَقْنَاهُمْ، وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ اليَوْمَ، وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا، قَالَ: فَيَأْتِيهِمُ الجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا، فَلاَ يُكَلِّمُهُ إِلَّا الأَنْبِيَاءُ، فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ؟ فَيَقُولُونَ: السَّاقُ، فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا، ثُمَّ يُؤْتَى بِ الْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ "، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الجَسْرُ؟ قَالَ: " مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ، وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ، تَكُونُ بِنَجْدٍ، يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ، المُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ، وَكَأَجَاوِيدِ الخَيْلِ وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا، فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الحَقِّ، قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ المُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ، وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا، فِي إِخْوَانِهِمْ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ، فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَءُوا: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا، " فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالمَلاَئِكَةُ وَالمُؤْمِنُونَ، فَيَقُولُ الجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدْ امْتُحِشُوا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ، وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الخَوَاتِيمُ، فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الجَنَّةِ: هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ، أَدْخَلَهُمُ الجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ " *
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الْأَهْوَالِ >>
8903 أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ الْغِفَارِيُّ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو خَالِدٍ الدَّالَانِيُّ، ثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَمْ تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَصَوَّرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ أَنْ يُوَالِيَ كُلُّ إِنْسَانٍ مَا كَانَ يَعْبُدُ فِي الدُّنْيَا وَيَتَوَلَّى، أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلٌ مِنْ رَبِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِلَى مَا كَانَ يَتَوَلَّى فِي الدُّنْيَا وَيُمَثَّلُ لَهُمْ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا، وَقَالَ: يُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرًا شَيْطَانُ عُزَيْرٍ، حَتَّى يُمَثَّلَ لَهُمُ الشَّجَرُ وَالْعُودُ وَالْحَجَرُ، وَيَبْقَى أَهْلُ الْإِسْلَامِ جُثُومًا فَيَقُولُ لَهُمْ: مَا لَكُمْ لَا تَنْطَلِقُونَ كَمَا انْطَلَقَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: إِنَّ لَنَا رَبًّا مَا رَأَيْنَاهُ بَعْدُ، قَالَ: فَيَقُولُ: فَبِمَ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ؟ قَالُوا: بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلَامَةٌ إِنْ رَأَيْنَاهُ عَرَفْنَاهُ، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالُوا: السَّاقُ، فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ، قَالَ: فَيَحْنِي كُلُّ مَنْ كَانَ لِظَهْرٍ طَبَّقَ سَاجِدًا وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَيَاصِي الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ، قَالَ: ثُمَّ يُؤْمَرُونَ فَيَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَيُعْطَوْنَ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرٍ أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ دُونَ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى دُونَ ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ ذَلِكَ يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِيءُ مَرَّةً وَيُطْفِئُ مَرَّةً فَإِذَا أَضَاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ، وَإِذَا طُفِئَ قَامَ، فَيَمُرُّونَ عَلَى الصِّرَاطِ، وَالصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، قَالَ: فَيُقَالُ انْجُوا عَلَى قَدْرِ نُورِكُمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الْكَوْكَبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالطَّرْفِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرَّحْلِ وَيَرْمُلُ رَمَلًا فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، حَتَّى يَمُرَّ الَّذِي نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يَجُرُّ يَدًا وَيُعَلِّقُ يَدًا وَيَجُرُّ رِجْلًا وَيُعَلِّقُ رِجْلًا فَتُصِيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ، قَالَ: فَيَخْلُصُونَ فَإِذَا خَلَصُوا، قَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنْكَ بَعْدَ إِذْ رَأَيْنَاكَ، فَقَدْ أَعْطَانَا اللَّهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى ضَحْضَاحٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ وَهُوَ مُصْفَقٌ مَنْزِلًا فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَعْطِنَا ذَلِكَ الْمَنْزِلَ، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُمْ: تَسْأَلُونِي الْجَنَّةَ وَهُوَ مُصْفَقٌ وَقَدْ أَنْجَيْتُكُمْ مِنَ النَّارِ، هَذَا الْبَابُ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا، فَيَقُولُ لَهُمْ: لَعَلَّكُمْ إِنْ أُعْطِيتُمُوهُ أَنْ تَسْأَلُونِي غَيْرَهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا نَسْأَلُكَ غَيْرَهُ وَأَيُّ مَنْزِلٍ يَكُونُ أَحْسَنَ مِنْهُ، قَالَ: فَيُعْطَوْهُ فَيُرْفَعُ لَهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمَامَ ذَلِكَ مَنْزِلٌ آخَرُ كَأَنَّ الَّذِي أُعْطَوْهُ قَبْلَ ذَلِكَ حُلْمٌ عِنْدَ الَّذِي رَأَوْهُ، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُمْ: لَعَلَّكُمْ إِنْ أُعْطِيتُمُوهُ أَنْ تَسْأَلُونِي غَيْرَهُ، فَيَقُولُونَ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا نَسْأَلُكَ غَيْرَهُ وَأَيُّ مَنْزِلٍ أَحْسَنُ مِنْهُ؟ فَيُعْطَوْهُ ثُمَّ يَسْكُتُونَ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُمْ، مَا لَكُمْ لَا تَسْأَلُونِي؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ سَأَلْنَا حَتَّى اسْتَحْيَيْنَا، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُمْ: أَلَمْ تَرْضَوْا إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشَرَةَ أَضْعَافِهَا " قَالَ: قَالَ مَسْرُوقٌ: فَمَا بَلَغَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا الْمَكَانَ مِنَ الْحَدِيثِ إِلَّا ضَحِكَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَقَدْ حُدِّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مِرَارًا فَمَا بَلَغْتُ هَذَا الْمَكَانَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا ضَحِكْتُ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مِرَارًا فَمَا بَلَغَ هَذَا الْمَكَانَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُوَ لَهَوَاتُهُ وَيَبْدُو آخِرُ ضِرْسٍ مِنْ أَضْرَاسِهِ لِقَوْلِ الْإِنْسَانِ: " أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ " قَالَ: " فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا وَلَكِنِّي عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ فَسَلُونِي، قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَلْحِقْنَا بِالنَّاسِ فَيَقُولُ لَهُمُ: الْحَقُوا بِالنَّاسِ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ يَرْمُلُونَ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى يَبْدُوَ لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ قَصْرٌ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ، قَالَ: فَيَخِرُّ سَاجِدًا، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَيُقَالُ: إِنَّمَا هَذَا مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ فَيَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ فَيَقُولُ: أَنْتَ مَلَكٌ؟ فَيُقَالُ: إِنَّمَا ذَلِكَ قَهْرَمَانٌ مِنْ قَهَارِمَتِكَ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ، قَالَ: فَيَأْتِيهِ فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا قَهْرَمَانٌ مِنْ قَهَارِمَتِكَ عَلَى هَذَا الْقَصْرِ تَحْتَ يَدَيْ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ كُلُّهُمْ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ بِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَتَّى يُفْتَحَ الْقَصْرُ وَهُوَ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ سَقَايِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَأَغْلَاقُهَا وَمَفَاتِيحُهَا مِنْهَا، فَيُفْتَحُ لَهُ الْقَصْرُ فَيَسْتَقْبِلُهُ جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءُ مُبَطَّنَةٌ بِحَمْرَاءَ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِيهَا سِتُّونَ بَابًا كُلُّ بَابٍ يُفْضِي إِلَى جَوْهَرَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى غَيْرِ لَوْنِ صَاحِبَتُهَا، فِي كُلِّ جَوْهَرَةٍ سُرَرٌ وَأَزْوَاجٌ وَتَصَارِيفُ - أَوْ قَالَ: وَوَصَائِفُ - قَالَ: فَيَدْخُلُ فَإِذَا هُوَ بَحَوْرَاءَ عَيْنَاءَ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةٌ يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا كَبِدُهَا مِرْآتُهُ وَكَبِدُهُ مِرْآتُهَا، إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا إِعْرَاضَةً ازْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: لَقَدِ ازْدَدْتِ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضَعْفًا، وَتَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَيُشْرِفُ بِبَصَرِهِ عَلَى مِلْكِهِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ " قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا كَعْبُ أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يُحَدِّثُنَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ عَنْ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَالَهُ فَكَيْفَ بِأَعْلَاهُمْ؟ قَالَ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَالْمَاءِ فَخَلَقَ لِنَفْسِهِ دَارًا بِيَدِهِ فَزَيَّنَهَا بِمَا شَاءَ وَجَعَلَ فِيهَا مِنَ الثَّمَرَاتِ وَالشَّرَابِ، ثُمَّ أَطْبَقَهَا فَلَمْ يَرَهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ مُنْذُ يَوْمِ خَلَقَهَا لَا جِبْرِيلُ وَلَا غَيْرُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ وَخَلَقَ دُونَ ذَلِكَ جَنَّتَيْنِ فَزَيَّنَهُمَا بِمَا شَاءَ وَجَعَلَ فِيهِمَا مَا ذَكَرَ مِنَ الْحَرِيرِ وَالسُّنْدُسِ وَالْإِسْتَبْرَقِ، وَأَرَاهُمَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَمَنْ كَانَ كِتَابُهُ فِي عِلِّيِّينَ يُرَى فِي تِلْكَ الدَّارِ، فَإِذَا رَكِبَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ فِي مِلْكِهِ لَمْ يَنْزِلْ خَيْمَةً مِنْ خِيَامِ الْجَنَّةِ إِلَّا دَخَلَهَا مِنْ ضَوْءِ وَجْهِهِ، حَتَّى إِنَّهُمْ يَسْتَنْشِقُونَ رِيحَهُ وَيَقُولُونَ: وَاهًا لِهَذِهِ الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ، وَيَقُولُونَ: لَقَدْ أَشْرَفَ عَلَيْنَا الْيَوْمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ "، فَقَالَ عُمَرُ: وَيْحَكَ يَا كَعْبُ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ قَدِ اسْتَرْسَلَتْ فَاقْبِضْهَا، فَقَالَ كَعْبٌ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ لِجَهَنَّمَ زَفْرَةً مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا يَخِرُّ لِرُكْبَتَيْهِ حَتَّى يَقُولَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ: رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي، وَحَتَّى لَوْ كَانَ لَكَ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبِيًّا إِلَى عَمَلِكَ لَظَنَنْتَ أَنْ لَا تَنْجُوَ مِنْهَا " " رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ غَيْرَ أَنَّهُمَا لَمْ يُخْرِجَا أَبَا خَالِدٍ الدَّالَانِيَّ فِي الصَّحِيحَيْنِ لِمَا ذُكِرَ مِنَ انْحِرَافِهِ عَنِ السُّنَّةِ فِي ذِكْرِ الصَّحَابَةِ فَأَمَّا الْأَئِمَّةُ الْمُتَقَدِّمُونَ فَكُلُّهُمْ شَهِدُوا لِأَبِي خَالِدٍ بِالصِّدْقِ وَالْإِتْقَانِ وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالَانِيُّ مِمَّنْ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ فِي أَئِمَّةِ أَهْلِ الْكُوفَةِ " *
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:49]ـ
عذاب القصاص
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَاب المَظَالِمِ وَالغَصْبِ >> بَابُ قِصَاصِ المَظَالِمِ >>
2335 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا خَلَصَ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا، أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا، وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو المُتَوَكِّلِ *
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الْمَكِّيِّينَ >> حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ >>
15794 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا، ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلِي، فَسِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا، حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الشَّامَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ، فَقُلْتُ لِلْبَوَّابِ: قُلْ لَهُ: جَابِرٌ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَخَرَجَ يَطَأُ ثَوْبَهُ فَاعْتَنَقَنِي، وَاعْتَنَقْتُهُ، فَقُلْتُ: حَدِيثًا بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِصَاصِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَمُوتَ، أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - أَوْ قَالَ: الْعِبَادُ - عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا " قَالَ: قُلْنَا: وَمَا بُهْمًا؟ قَالَ: " لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ بُعْدٍ كَمَا يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ، حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ، حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، حَتَّى اللَّطْمَةُ " قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا؟ قَالَ: " بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ " *
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ التَّفْسِيرِ >> تَفْسِيرُ سُورَةِ حم الْمُؤْمِنِ >>
3596 أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِصَاصِ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ، فَابْتَعْتُ بَعِيرًا، فَشَدَدْتُ رَحْلِي عَلَيْهِ، ثُمَّ سِرْتُ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْتُ مِصْرَ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ فَقُلْتُ لِلْبَوَّابِ: قُلْ لَهُ جَابِرٌ عَلَى الْبَابِ. فَقَالَ: ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ فَقَامَ يَطَأُ ثَوْبَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ فَاعْتَنَقَنِي وَاعْتَنَقْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أَسْمَعْهُ فِي الْقِصَاصِ، فَخَشِيتُ أَنْ أَمُوتَ أَوْ تَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ - أَوْ قَالَ: النَّاسَ - عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا " قَالَ: قُلْنَا: مَا بُهْمًا؟ قَالَ: " لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَعِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَةَ " قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ ذَا، وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ غُرْلًا بُهْمًا؟ قَالَ: " بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ " قَالَ: وَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ " صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " *
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:49]ـ
المفلس من هذه الأمة
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ >> بَابُ تَحْرِيمِ الظُّلْمِ >>
4806 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ " قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " *
مُسْنَدُ الطَّيَالِسِيِّ >> أَحَادِيثُ النِّسَاءِ >> مَا أَسْنَدَ أَبُو هُرَيْرَةَ >> وَمَا رَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ >>
2436 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ مَظْلَمَةٌ مِنْ عِرْضٍ أَوْ مَالٍ فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْهِ يَوْمٌ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ فَأُعْطِيَ صَاحِبَ الْمَظْلَمَةِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ وَحُمِلَتْ عَلَيْهِ " فَقَالَ شَيْخٌ عِنْدَ سَعِيدٍ: أَمَا سَمِعْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَزِيدُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ شَيْئًا؟، فَقَالَ: لَا، فَقَالَ الشَّيْخُ: فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَزِيدُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ يُقَالُ لَهُ: هَذَا الْمُفْلِسُ *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَاب المَظَالِمِ وَالغَصْبِ >> بَابُ مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ عِنْدَ الرَّجُلِ فَحَلَّلَهَا لَهُ، هَلْ >>
2344 حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ "، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: " قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: إِنَّمَا سُمِّيَ المَقْبُرِيَّ لِأَنَّهُ كَانَ نَزَلَ نَاحِيَةَ المَقَابِرِ "، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: " وَسَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ: هُوَ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ وَاسْمُ أَبِي سَعِيدٍ كَيْسَانُ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ الرِّقَاقِ >> بَابُ القِصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ >>
6196 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ " *
(يُتْبَعُ)
(/)
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> الذَّبَائِحِ >> أَبْوَابُ صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالرَّقَائِقِ وَالْوَرَعِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ >> بَابُ مَا جَاءَ فِي شَأْنِ الْحِسَابِ وَالْقَصَاصِ >>
2452 حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، وَنَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكُوفِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا المُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا كَانَتْ لِأَخِيهِ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ فِي عِرْضٍ أَوْ مَالٍ، فَجَاءَهُ فَاسْتَحَلَّهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ وَلَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ حَمَّلُوهُ عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ " ": " " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ " "، وَقَدْ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ *
الصحيحة (3265)
الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ لِلْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ >> كِتَابُ الْفُتُوحِ >> بَابُ الْمَظَالِمِ وَالْعَفْوُ عَنْهَا >>
4706 وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: " يَجِيءُ الرَّجُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ الرُّوَاسِي، فَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَطْلُبُهُ بِمَظْلَمَةٍ، وَيَأْخُذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى مَا تَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، وَحَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ " فَقُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ فَذَكَرَ سِتَّةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفِظْتُ مِنْهُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ *
قال محققي الكتاب "خالد لم يسمع من أبي عثمان النهدي و ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ل88) و قال "رواه مسدد و البيهقي في كتاب البعث بإسناد جيد" و لم أجده في كتاب البعث المطبوع و لعله في المفقود منه "
الْبَحْرُ الزَّخَّارُ مُسْنَدُ الْبَزَّارِ >> حَدِيثُ سَلْمَانَ >>
2206 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَطَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجِيءُ الرَّجُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْحَسَنَاتِ مَا يَظُنُّ أَنْ يَنْجُوَ بِهَا فَلَا يَزَالُ يَقُومُ رَجُلٌ قَدْ ظَلَمَهُ مَظْلِمَةً فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَيُعْطَى الْمَظْلُومَ حَتَّى لَا تَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، ثُمَّ يَجِيءُ مَنْ قَدْ ظَلَمَهُ وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ فَيُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِ الْمَظْلُومِ فَتُوضَعُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ ". حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ قَرْثَعٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *
مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ >> كِتَابُ الزُّهْدِ >> مَا ذُكِرَ فِي زُهْدِ الْأَنْبِيَاءِ وَكَلَامِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ >> كَلَامُ سَلْمَانَ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
34023 أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: " إِنَّ الرَّجُلَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدْ عَمِلَ عَمَلًا يَرْجُو أَنْ يَنْجُوَ بِهِ، قَالَ: فَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَأْتِيهِ فَيَشْتَكِي مَظْلِمَةً فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَيُعْطَاهَا حَتَّى مَا تَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، وَيَجِيءُ الْمُشْتَكِي يَشْتَكِي مَظْلَمَةً فَيُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ فَتُوضَعُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ، ثُمَّ يُكَبُّ فِي النَّارِ أَوْ يُلْقَى فِي النَّارِ " *
الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ لِلطَّبَرَانِيِّ >> مَنِ اسْمُهُ سَهْلٌ >> أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ >> عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ >>
6031 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّارُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، ثنا خَالِدُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَطَّارُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجِيءُ الرَّجُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْحَسَنَاتِ بِمَا يَظُنُّ أَنَّهُ يَنْجُو بِهَا، فَلَا يَزَالُ رَجُلٌ يَجِيءُ قَدْ ظَلَمَهُ بِمَظْلَمَةٍ، فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَيُعْطَى الْمَظْلُومُ حَتَّى لَا يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، ثُمَّ يَجِيءُ مَنْ يَطْلُبُهُ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ، فَيُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِ الْمَظْلُومِ، فَيُوضَعُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ " *
الصحيحة (3373)
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الْبُيُوعِ >> وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ >>
2228 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَزَّازُ، قَالُوا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، يُحَدِّثُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُرْفَعُ لِلرَّجُلِ صَحِيفَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يَرَى أَنَّهُ نَاجٍ، فَمَا تَزَالُ مَظَالِمُ بَنِي آدَمَ تَتْبَعُهُ حَتَّى مَا تَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، وَيُزَادُ عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ " قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ أَوْ قَالَ لَهُ عَاصِمٌ: عَمَّنْ يَا أَبَا عُثْمَانَ؟ قَالَ: عَنْ سَلْمَانَ وَسَعْدٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَرَجُلَيْنِ آخَرَيْنَ لَمْ يَحْفَظْهُمَا قَالَ شُعْبَةُ: فَسَأَلْتُ عَاصِمًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عُثْمَانَ يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ سَلْمَانَ وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " " وَلَا أَعْرِفُ لِشُعْبَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ حَدِيثًا مُسْنَدًا غَيْرَ هَذَا " *
الزُّهْدُ وَالرَّقَائِقُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ >> بَابُ فَضْلِ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ >>
1399 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي جَهْمِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: " يَجِيءُ الظَّالِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى إِذَا كَانَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ بَيْنَ الظَّلْمَاءِ وَالْوُعْرَةِ، لَقِيَهُ الْمَظْلُومُ، وَعَرَّفَهُ، وَعَرَّفَ مَا ظَلَمَهُ بِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الَّذِينَ ظُلِمُوا بِالَّذِينَ ظَلَمُوا حَتَّى يَنْتَزِعُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدُوا حَسَنَاتِهِمْ رُدَّ عَلَيْهِمْ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِثْلُ مَا ظَلَمُوا حَتَّى يُورَدُوا فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " *
الصحيحة (3373)
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ >> كِتَابُ الْبُيُوعِ >> وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ >>
2182 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ إِبْلِيسَ يَئِسَ أَنْ تُعْبَدَ الْأَصْنَامُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ، وَلَكِنَّهُ سَيَرْضَى بِدُونِ ذَلِكَ مِنْكُمْ بِالْمُحَقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، وَهِيَ الْمُوبِقَاتُ، فَاتَّقُوا الْمَظَالِمَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّ الْعَبْدَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ مَا يَرَى أَنَّهُ يُنَجِّيهِ، فَلَا يَزَالُ عَبْدٌ يَقُومُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ فُلَانًا ظَلَمَنِي مَظْلَمَةً، فَيُقَالُ: امْحُوا مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ " " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " *
إبراهيم الهجري لين الحديث رفع موقوفات
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> الذَّبَائِحِ >> أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >> بَابٌ: وَمِنْ سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ >>
3236 حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى البَغْدَادِيُّ، وَالفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ أَبُو نُوحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي، وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَ: " " يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ، فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا، لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلًا لَكَ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الفَضْلُ " ". قَالَ: فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِفُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ الآيَةَ " ". فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَهُمْ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ، أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ: " " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ " " وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ، هَذَا الحَدِيثَ *
هَلَكَ مَنْ غَلَبَ آحَادُهُ أَعْشَارَهُ "
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:52]ـ
عند الحساب لا يذكر أحد أهله
سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ >> كِتَاب السُّنَّةِ >> بَابٌ فِي ذِكْرِ الْمِيزَانِ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
4191 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا ذَكَرَتِ النَّارَ فَبَكَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يُبْكِيكِ؟ " قَالَتْ: ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ، فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ فَلَا يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا: عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَوْ يَثْقُلُ، وَعِنْدَ الْكِتَابِ حِينَ يُقَالُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِي يَمِينِهِ أَمْ فِي شِمَالِهِ أَمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ " قَالَ: يَعْقُوبُ، عَنْ يُونُسَ وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِهِ *
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ >> الْمُلْحَقُ الْمُسْتَدْرَكُ مِنْ مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ >> حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا >>
24250 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَذْكُرُ الْحَبِيبُ حَبِيبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، أَمَّا عِنْدَ ثَلَاثٍ فَلَا، أَمَّا عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَثْقُلَ، أَوْ يَخِفَّ، فَلَا، وَأَمَّا عِنْدَ تَطَايُرِ الْكُتُبِ، فَإِمَّا أَنْ يُعْطَى بِيَمِينِهِ، أَوْ يُعْطَى بِشِمَالِهِ، فَلَا، وَحِينَ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ، وَيَتَغَيَّظُ عَلَيْهِمْ، وَيَقُولُ ذَلِكَ الْعُنُقُ: وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ، وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ، وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ ٍ: وُكِّلْتُ بِمَنْ ادَّعَى مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَوُكِّلْتُ بِمَنْ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ، وَوُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ " قَالَ: " فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ وَيَرْمِي بِهِمْ فِي غَمَرَاتٍ، وَلِجَهَنَّمَ جِسْرٌ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ، وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ، عَلَيْهِ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ يَأْخُذُونَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، وَالنَّاسُ عَلَيْهِ كَالطَّرْفِ، وَكَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ، وَالرِّكَابِ، وَالْمَلَائِكَةُ يَقُولُونَ: رَبِّ سَلِّمْ، رَبِّ سَلِّمْ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُسَلَّمٌ، وَمُكَوَّرٌ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ " *
الزُّهْدُ لِأَسَدِ بْنِ موسَى >> بَابُ ذِكْرِ الْمَوَازِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ >>
67 نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَيْضِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا نَتَعَارَفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنِّي أَسْمَعُ اللَّهَ يَقُولُ: فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثُ مَوَاطِنَ تَذْهَلُ كُلُّ نَفْسٍ مِنْهُنَّ: حِينَ يُرْمَى إِلَى كُلِّ إِنْسَانٍ بِكِتَابِهِ، حَتَّى يَنْظُرَ بِيَمِينِهِ يَأْخُذُ كِتَابَهُ أَمْ بِشِمَالِهِ، وَعِنْدَ الْمَوَازِينِ، حَتَّى يَنْظُرَ أَيَرْجَحُ أَمْ يَخِفُّ، وَجِسْرُ جَهَنَّمَ يَمُرُّ بِهِ الرَّجُلُ أَسْرَعَ مِنَ الْبَرْقِ، وَمِنَ الرِّيحِ، وَمِنَ الطَّيْرِ " *
مُسْنَدُ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ >> تَابِعُ مُسْنَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
6010 حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ، قَالَ: " يُدْعَى أَحَدُهُمْ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَيُمَدُّ لَهُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا، وَيُبَيَّضُ وَجْهُهُ وَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَيَرَوْنَهُ مِنْ بَعِيدٍ فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ائْتِنَا بِهَذَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي هَذَا، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ، فَيَقُولُ: أَبْشِرُوا إِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ هَذَا، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُؤْتَى كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ يُسَوَّدُ وَجْهُهُ وَيُزَادُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا عَلَى صُورَةِ آدَمَ وَيَلْبَسُ تَاجًا مِنَ النَّارِ، فَيَرَاهُ أَصْحَابُهُ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا، اللَّهُمَّ لَا تَأْتِنَا بِهَذَا، فَيَأْتِيهِمْ فَيَقُولُونَ اللَّهُمَّ أَخِّرْهُ، فَيَقُولُ: أَبْعَدَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا " *
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> الذَّبَائِحِ >> أَبْوَابُ صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالرَّقَائِقِ وَالْوَرَعِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ >> بَابٌ >>
2494 حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " " الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ " " " " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ " ". " " وَمَعْنَى قَوْلِهِ: مَنْ دَانَ نَفْسَهُ يَقُولُ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ القِيَامَةِ " " وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: " " حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، وَإِنَّمَا يَخِفُّ الحِسَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا وَيُرْوَى عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: " " لَا يَكُونُ العَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَمَلْبَسُهُ " " *
مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا >>
2 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا؛ فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ " *(/)
هجوم على كتاب أزهري ينتقد "العلمانيين الأوائل"
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 05:02]ـ
هجوم على كتاب أزهري ينتقد "العلمانيين الأوائل"
صبحي مجاهد
د. إلهام شاهين تعتبر الهجوم على الكتاب يستهدف دور الأزهر
القاهرة- واجهت مؤلفة كتاب يدرس بجامعة الأزهر هجوما حادا من صحف حكومية ومستقلة بسب تسليط كتابها الضوء على وقائع دخول العلمانية إلى مصر، وكشفه عن أن عددا من المفكرين والزعماء السياسيين الذي تبنوا العلمانية تعاونوا مع الاحتلال في نشرها فضلا عن وجود مآخذ عدة على سلوكيات عدد منهم.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه مهاجمو كتاب "العلمانية في مصر وأشهر معاركها" أنه يشوه قادة وطنين يوصفون بـ"رموز" العلمانية أو "العلمانيين الأول" بمصر، قالت مؤلفته الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر في تصريحات لـ"إسلام أون لاين": إن الكتاب عبارة عن رسالة دكتوراه تستند إلى معلومات موثقة وأجازها كبار أساتذة الأزهر.
واعتبرت أن الهجوم على الكتاب يأتي في إطار هجوم جهات علمانية على الأزهر بهدف تقزيم دوره.
طالع أيضا:
باحثون غربيون: الدين يخترق العلمانية بأوروبا
ورصدت الدكتورة إلهام شاهين في كتابها الذي يدرس الجزء الأول منه على طالبات كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، تاريخ دخول العلمانية لمصر مع الحملة الفرنسية عام 1798 ثم مع الاحتلال الإنجليزي (1882 - 1954).
وتناول الكتاب من وصفهم بأبرز الرموز التي ساعدت الاحتلال الإنجليزي في نهاية القرن الـ19 وأوائل القرن العشرين على نشر فكرة العلمانية، مثل أحمد لطفي السيد وسعد زغلول ومصطفى فهمي وعبد العزيز فهمي.
لكن الكتاب وضع المفكر سلامة موسى في مقدمة هذه الرموز حيث ذكر أن موسى بعد أن ذهب إلى لندن للدراسة عاد وقد "اتخذ لنفسه مذهبا بشريا وعلما لا دينيا، وأخذ يدعو للاشتراكية والقومية، وشيوعية النساء وتحررها".
وعد الكتاب المفكر لطفي السيد في قائمة رموز العلمانية، معتبرا أنه رفع شعار "مصر للمصريين" لمحاربة الإسلام وليس الاحتلال، بل كشف الكتاب بالوثائق عن "تعاونه مع الاحتلال" البريطاني، بجانب تبنيه العديد من الدعوات لنشر الفكر العلماني أهمها "السعي لتحرير المرأة، وإشاعة الاختلاط".
ثم تعرض الكتاب بالنقد لأحد أهم الرموز المصرية وهو الزعيم السياسي سعد زغلول، حيث وصفه بأنه "بدأ حياته وأنهاها بالصداقة مع الإنجليز، ونفذ كثير من مخططاتهم للعلمنة في مجال التعليم عندما كان يشغل منصب وزير المعارف".
وقال: "إن سعد زغلول تمكنت منه رذيلتان، الأولى لعب القمار فكانت سببا في شقائه، فأضاع بها ثروة زوجته، والرذيلة الثانية حب الزعامة والتسلط".
واعتبرت المؤلفة أيضا أن العلمانية نفذت للمجتمع المصري عن طريق الصراعات السياسية والفكرية والاجتماعية التي كان يموج بها المجتمع المصري في النصف الأخير من القرن الـ19 والنصف الأول من القرن العشرين.
وحول الموقف الشرعي من العلمانية شدد الكتاب على "ضرورة رفض العلمانية لأنها تعني طرح شريعة الله ورفض أحكامه وأن الدعوة إليها معناها الإلحاد والمروق من الإسلام".
انتقادات لاذعة
في المقابل واجه الكتاب انتقادات شديدة، حيث اعتبرت جريدة "روزاليوسف" المملوكة للدولة أنه يشوه صورة زعيم الأمة سعد زغلول.
وطالبت في مقال لها مؤخرا تحت عنوان "زعيم الأمة بين رذيلتين" رئيس جامعة الأزهر أن يقرأ الكتاب ليقرر بنفسه "هل يناسب طالبات الأزهر؟ ".
وفي عدد آخر في مايو الماضي وتحت عنوان: "هل قرأ رئيس جامعة الأزهر كتاب د. إلهام شاهين؟ " اعتبرت الجريدة ذاتها أن الدكتورة في كتابها "الكارثة" شوهت صورة سلامة موسى "أحد رواد التنوير في الثقافة العربية".
وفي الإطار ذاته وجهت الكاتبة الروائية الدكتور لاميس جابر سهام النقد للكتاب في مقال نشرته صحيفة "المصري اليوم" المستقلة بتاريخ 31 مايو الماضي تحت عنوان: "هذا الكتاب يدرس في جامعة الأزهر".
واعتبرت لاميس –مؤلفة مسلسل "الملك فاروق" الذي عرض في رمضان الماضي- أن الكتاب له "خطورة شديدة على تراث الوطن وتاريخه وزعمائه الشرفاء، والخطورة الأهم تقع على عقول الشباب، الذي يجبر على دراسة صفحات من العبث في جامعة الأزهر"، مطالبة رئيس الجامعة بمنع دراسة الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤلفة ترد
وردا على الانتقادات، قالت الدكتورة إلهام: "إن الكتاب ليس مجرد مؤلف عادي، وإنما هو رسالة علمية لدرجة الدكتوراه، ونوقشت وتمت إجازتها من قبل لجنة علمية مشكلة من كبار الأساتذة بالأزهر".
وأشارت إلى أن "اللجنة أعطت الرسالة أعلى درجة علمية وهي مرتبة الشرف الأولى وأوصت بطبع الرسالة على نفقة الجامعة وتداولها بين جامعات مصر والعالم".
المؤلفة أشارت أيضا إلى أن: "كل المعلومات الموجود بالكتاب موثقة من مصادرها الأصلية .. فما ذكر عن سعد زغلول (بخصوص لعبه القمار) مأخوذ من مذكراته التي كتبها بخط يده ونشرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهي هيئة حكومية مسئولة عن نشر الفكر والثقافة".
وقالت: "إذا كان هناك من لا يريد نشر تلك المعلومات فالأجدر أن تكون الدولة نفسها، لكن طالما أجازت نشرها فهذا يقتضي الانتفاع بها".
أما ما يتعلق بلطفي السيد فقالت إنه: "مأخوذ من مذكراته، ومؤلفاته، ومن (الجريدة) وهي الصحيفة التي كان يشرف على تحريرها".
وأوضحت أن ما ذكر أيضا عن سلامة موسى مأخوذ عن مؤلفاته ومذكراته و"المجلة الجديدة" التي كان يشرف عليها، وهي الطريقة ذاتها التي تم التعامل بها مع ما ذكر عن طه حسين الذي اعتبره الكتاب رمزا للعلمانية.
وقالت: "إن كتابي هذا رسالة علمية لابد أن تحتوي على كل الجوانب المذكورة حول الشخصية بأمانة وتأتي في سياق النقد"، مشيرة إلى هذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها تلك المعلومات.
وشددت على أن "الفكر العلماني متغلغل داخل مجتمعنا منذ دخول الاحتلال الفرنسي أولا ثم الإنجليزي ثانيا، وعدم الحديث عنه من باب دفن الرءوس في الرمال". ولذلك اعتبرت أنه من الضروري "ذكر الأحداث كاملة لأنها تتكرر في بلادنا".
واختتمت الدكتورة إلهام قائلة: "إن الكتاب عبارة عن رسالة دكتوراه نوقشت في عام 2000 وتم نشرها في 2001 وتم تداولها من 2001 إلى 2008، ونشرت كثير من الجرائد عرضا لها من قبل، لكن ما يحدث الآن من هجوم على الكتاب يأتي في إطار الهجوم على الأزهر ورموزه والسعي للنيل من دوره".(/)
تعليقا على احداث البقيع «?» الشيخ عثمان الخميس
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 11:30]ـ
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=105046
من القلب الى القلب
مع الشيخ عثمان الخميس
رعاه الله و حفظه من كل سوء
بتاريخ 05/ 03 / 2009
الحلقة العاشرة
عن احداث البقيع الاخيرة
نسأل الله ان يحفظ بلاد الحرمين من كل سوء
و يقيها شر الفتن و مؤامرات الاعداء من الخارج واعوانهم من المنافقين
الجودة الممتازة ( http://www.archive.org/download/muslim2006_1169/qalb05-02-09.avi)
رابط صوت ( http://ia331435.us.archive.org/1/items/muslim2006_1169/qalb05-02-09.wma)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://www.archive.org/download/muslim2006_1169/qalb05-02-09_512kb.mp4)
ـ[الهاجرية]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
وفقك الله جاري التحميل(/)
أخلاق المسيح بحسب الاناجيل المحرفة
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 02:15]ـ
من المدهش أن الأناجيل المحرفة تظهر لنا المسيح عليه السلام وهو يشتم الكثيرين، والادهش من ذلك أن بولس قد صرح في رسالته الأولى الي كورنثوس 6: 10 بأن الشتامون لا يرثون ملكوت الله!
ليس حسناً أن يأخذ خبز البنين ويرمى للكلاب!
متى [15: 26]: " ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً. فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا! فَأَجَابَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: يَا سَيِّدُ أَعِنِّي! فَأَجَابَ: لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ ". (ترجمة فاندايك)
والآن إذا كنا لا نريد أن نساعد الآخرين لأي سبب كان، فهل نصفهم بالكلاب؟!
والأهم من ذلك كيف يصدر هذا التعبير القاسى جداً من إله المحبة!
هذا وبعدما أراقت هذه المرأة المسكينة آخر نقطة من ماء الكرامة الإنسانية وأقامت الحجة بقولها للمسيح: " وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا ". حقق لها أملها وشفيت ابنتها.
لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير!!
مرة أخرى يصف المسيح البعض بالكلاب بل و بالخنازير، فيقول بحسب متى [7: 6]: " لاَ تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ لِئَلا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ " (ترجمة فاندايك)
أين هي محبة الأعداء والإحسان إليهم؟
لوقا ينسب للمسيح - عليه السلام - انه شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده في بيته:
لوقا 11: 37: " وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ ... فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ: يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً. فَقَالَ: وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ ". (ترجمة فاندايك)
ان أي انسان يحترم عقله يستطيع أن يدرك أن كلمة " يَا أَغْبِيَاءُ "التي قالها المسيح لمعلموا الشريعة وما جاء قبلها من كلمات، انما هي شتيمة واضحة، بدليل ان واحد من الناموسيين قد فهم تلقائيا ان ما كان يقوله المسيح لم يكن الا شتماً، حتى انه قال للمسيح: " يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً ". ولم ينكر المسيح عليه فهمه ..
وهنا نسأل: هل سيستمر الزملاء المسيحيين في رفع شعار (يسوع كان بلا خطيئة) أم ان الشتائم حينما يتلفظ بها يسوع لا تأخذ مجراها التي تسير عليه وتحتسب خطايا؟!
هذا ويستمر يسوع " المحبة " بإرسال الشتائم والويلات والمهالك إلى الناموسيين وغيرهم طبقاً لما يلي:
خاطب معلموا الشريعة بقوله لهم: " يا أولاد الافاعي " متى [3: 7] وقال لهم في موضع آخر: " أيها الجهال العميان " متى [23: 17] و قال لبطرس كبير الحواريين: " يا شيطان " متى [16: 23] وقال لآخرين منهم: " أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان " لوقا [24: 25] مع انه هو نفسه الذي قال لهم قد أعطى لكم أن تفهموا أسرار ملكوت الله!! لوقا [8: 10] وقال ليهيرودس: " قولوا لهذا الثعلب " لوقا [13: 32] وخاطب أمه مستهتراً ذات مرة بقوله لها: " مالي ولك يا إمرأة! " يوحنا [2: 4] ومن أخلاقه أنه يطلب من
(يُتْبَعُ)
(/)
تلاميذه عدم إفشاء السلام في الطريق. لوقا [10: 4]
جميع الأنبياء السابقين سراق ولصوص!!
نسب يوحنا 10: 8 للمسيح قوله: "جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ ". (ترجمة فاندايك) ونحن لا نصدق مطلقاً أن المسيح كان يقول إن " جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ " وإلا فهل يتصور عاقل أن الرسل والأنبياء من عهد آدم إلي موسى وأنبياء بني اسرائيل أجداد المسيح كانوا سراقاً ولصوصاً؟!
المسيح يكذب على إخوته:
فقد ورد في إنجيل يوحنا [7: 8] ان إخوة المسيح طلبوا منه أن يصعد إلي عيد المظال عند اليهود فرد عليهم قائلاً: " اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ .. وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ ". (ترجمة فاندايك)
رئيس السلام يطلب إحضار معارضيه لذبحهم بالسيف أمامه:
وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [19: 27]:
يقول المسيح: " أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ". (ترجمة فاندايك)
ويحاول المسيحيين الهروب من قسوة هذا النص بشتى المحاولات فتارة يقولون ان هذا سيكون يوم القيامة مع ان النص واضح فالمسيح يقول: " فأتوا بهم إلى هنا " وليس فيه أي اشارة ليوم القيامة وتارة يقولون ان هذا (مثل) ونحن نقول ان المثل انتهى عند الفقرة 26 من نفس الاصحاح ثم وإن كان هذا مثل أليس هو مثلاً قاسياً يتناقض مع محبة الأعداء التي أمر بها المسيح؟
أمير السلام يلعن شجرة مسكينة لا ذنب لها!
وهذا طبقاً لما ورد في مرقس [11: 12]:
" وَفِي الْغَدِ، بَعْدَمَا غَادَرُوا بَيْتَ عَنْيَا، جَاعَ. وَإِذْ رَأَى مِنْ بَعِيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً، تَوَجَّهَ إِلَيْهَا لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا بَعْضَ الثَّمَرِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلاَّ الْوَرَقَ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَوَانُ التِّينِ. فَتَكَلَّمَ وَقَالَ لَهَا: لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ ثَمَراً مِنْكِ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ! "
ونحن نسأل:
كيف يصف النصارى المسيح بأنه إله محبة ورحمة والإنجيل يقول انه أتلف وأمات شجرة كانت تنفع الناس بثمرها الذي كان يخرج في وقته؟
رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال:
رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال ويدخل به الهيكل ويطرد جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه ويكب و يبعثر دراهمهم ويقلب موائدهم بكل محبة!!
وهذا طبقاً لما جاء في يوحنا [2: 14]:
" وَإِذِ اقْتَرَبَ عِيدُ الْفِصْحِ الْيَهُودِيُّ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ بَاعَةَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمَامِ، وَالصَّيَارِفَةَ جَالِسِينَ إِلَى مَوَائِدِهِمْ، فَجَدَلَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَهُمْ جَمِيعاً مِنَ الْهَيْكَلِ، مَعَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، وَبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَنَاضِدَهُمْ "
لماذا هذا العنف والغضب من يسوع المحبة؟
إله المحبة يتسبب بمقتل ألفين حيوان:
طبقاً لما ورد في مرقس [5: 11]:
" وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى عِنْدَ الْجَبَلِ، فَتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلَةً: أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا! فَأَذِنَ لَهَا بِذَلِكَ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ مِنْ عَلَى حَافَةِ الْجَبَلِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ، فَغَرِقَ فِيهَا. وَكَانَ عَدَدُهُ نَحْوَ أَلْفَيْنِ ".
ونحن نسأل:
ما ذنب الخنازير وصاحب الخنازير، حين أراد إخراج الشياطين من المجنون؟
أما كان يمكن إخراج الشياطين دون الإضرار بالخنازير؟!
ثم ما هو رأي جمعيات الرفق بالحيوان المنتشرة بالعالم؟
وبلغة اليوم أليس هذا تخريباً اقتصادياً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
إله المحبة يطلب من الانسان أن يكره نفسه و أباه وأمه وزوجته .. حتى يكون له تلميذا!!
وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [14: 26]:
فيقول المسيح: " إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي ". (ترجمة فاندايك)
ان الذي يتمعن في هذا النص جيداً سيجد أن الكراهية هي أساس الايمان لدي يسوع المسيح. . .فهو يطلب من الشخص أن يكره نفسه وأباه وأمه وزوجته. . . إلخ في سبيل الإيمان.
ان هذا التعليم المنسوب ليسوع الناصري يتناقض مع الحقيقة والمعقولية، فنحن لا نجوز صدور هذا القول من رجل عادي وصف بالتقى والصلاح، فكيف ينسب إلي نبي كريم. . فلا يمكن للأنسان أن يكره نفسه وأباه وأمه. . وهو يتناقض مع نص انجيل متى الذي يحث على إكرام الوالدين ويحكم على من يشتمهما بأنه يستحق الموت [متى 15: 4]
ويحاول بعض النصارى التعليل لهذا التناقض فيقولون ان المقصود بكلمة البغض أي محبة أقل! ولكنهم لم يوفقوا في تعليلهم، فاللفظ الذي قد تضمنه النص السابق واضح في معناه، فالبغض بمعنى الكراهية، ولن يكون بمعنى ((الاقل محبة)). وان كان المعنى فرضاً هو محبة أقل فهو يتناقض مع وصية المسيح: ((تحب قريبك كنفسك)) [مرقس 12: 31]
رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام:
رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام بل جاء بالسيف لكي يفكك الأسر ويحدث الصراعات بين الاسرة الواحدة!!!
وهذا طبقاً لما ورد في متى [10: 34]:
قال المسيح: " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا ". (ترجمة فاندايك)
إله المحبة جاء ليلقي ناراً على الارض!!!
قال المسيح: " جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ؟ " [لوقا 12: 49]
هل هذا الانقسام الذي سيحدثه داخل الأسرة والنار التى يُلقيها على الأرض من أجزاء محبته؟ وكيف تُعمَّر الأرض بهذه الطريقة؟
إله المحبة يقتل الأطفال الأبرياء!
جاء في سفر الرؤيا [2: 21 _ 23] أن مسيح المحبة قال عن إمرأة اسمها إيزابل كانت تدعي انها نبية:
((فإني سألقيها على فراش وأبتلي الزانين معها بمحنة شديدة. . وأولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وأجازي كل واحد منكم بحسب أعماله))
ونحن نسأل: أين الرحمة في قتل هؤلاء الاطفال الابرياء دون أي ذنب ارتكبوه؟
من أخلاق الرب أنه كان عرياناً!
من أخلاق الرب كذلك أنه كان عرياناً مجرَّداً من الملابس أمام تلاميذه ومريم المجدلية فى العشاء الأخير. فماذا أراد أن يعلمكم الكتاب بهذه الواقعة؟ " قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا ". [يوحنا 13: 4 - 5]
الرب عريان أمام اليهود!
قال كاتب إنجيل متى [27: 28]: " فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً ". (ترجمة فاندايك)
عزيزي القارىء:
ان هذا العرض الموجز لأخلاق المسيح _ بحسب الأناجيل المحرفة _ يلفت نظرنا إلي شيء مهم وهو أن المسيح لم يلتزم بتعاليمه الأخلاقية وأيضاً صار من الشتامون الذين قال عنهم بولس ((لا يرثون ملكوت الله))!!!
حاشا وكلا لنبي الله عيسى عليه السلام أن يكون كذلك. . .
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 12:27]ـ
شكرا لك ..... بارك الله فيك .......
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 05:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزك الله خيرا أخى فى الاسلام على ردودك ومرورك الطيب
وجعله فى ميزان حسناتك
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 06:56]ـ
ما هذا الدين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلاً كما وصفهم الله بأنهم ضالين
فقد قال ابن القيم رحمه الله أنهم أمة عار على الأمم الباقية.
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 12:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور أخي وبارك الله في يمينك وما خطت
لقد أعجبني أسلوبك في العرض وكأنني أقرأ للشيخ علاء أبو بكر في رده على النصارى عليهم من الله ما يستحقون.
مشكور أخي على هذه الإفادة
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 10:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا اخى فى الاسلام على هذا الاطراء الطيب والبليغ الذى يشجوه من قلاما" معطرا" تفوح منه روائح المسك الجلية ,
ولكن الشيخ علاء ابى بكر حفظة الله علامة فى التشبع بى المعرفة الدينية , وهوعلامة لها قدرها على الساحة الا سلامية وما نحن
منه اخى , نحن نجتهد بى الرقى بى دين الله , وما أتنا الله عزوجل من علما فمن عنده , واليه يرجع الامر كله , وبخصوص هذة
المواضيع , فهذا فيض من غيظ مما يكتبه هؤلاء (الانجاس) الذين يحاولون الارتقاء بى دين (بوذا) ,انى اقسم انهم قد اتوه من البوذية
والفلسفية الافلاطونية , وغيرها من عقائد الشرك وعباده الاصنام والتماثيل , ما لم يأتى به دين اخر , ويدعون حب المسيح
عليه السلام وهم لا يفقهون تفسير المسيح (الماسح) لانه قد أتى فى زمن قد تقدم له العلم فى الطب لدرجة لم يسبق لها أن راتها
البشرية جمعاء , فكان نزول سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام , هو اظهار انه مهما تقدم العلم , ومهما تقدمت البشرية من تطور علمى لن يبلغون (الاسباب) لان الاسلام اتى وقد قدم كل شى فى كتابه الكريم وهو القران العظيم الذى
أهداه الله عزوجل الى خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , هذا النبيى الامى كتاب تحدى به فواحل الكفر
ورؤس الفتن , واكابرة قريش , بعد ان فاض الكيل من عبادتهم ورفعهم الريات الحمراء حول الكعبة
وحتى لا أطيل شكرا اخى على مرورك الطيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 07:00]ـ
بارك الله فيك
ـ[خادمة الإسلام]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 09:52]ـ
أنا لن أجد خيرا من سورة التوبة للرد
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)
قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)
فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)
(يُتْبَعُ)
(/)
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 05:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكى اختنا فى الاسلام .. الحمد لله الكبير المتعال القائل في كتابه العزيز: ((ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإنّ جندنا لهم الغالبون)) [سورة الصافات: 171 - 173]، والقائل - جل جلاله -: ((وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)) [سورة الروم: 47]، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وسيّد المرسلين، القائل: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) [رواه أحمد والشيخان]
وقوله تعالى:وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ.61 العنكبوت
وقوله تعالى:قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ. النعام (64)
هاهم أولاء بشهادة الله تعالى يعترفون بأن الارض ومن عليها لله تعالى , وبأنه سبحانه تعالى رب السموات السبع ورب العرش العظيم , ويقرون بأن بيده ملكوت كل شى وأنه يجير ولايجار عليه , ولاجرم أن هذا يثبت أنهم كانوا يقرون بتوحيد الربوبية , فكيف ينصرفون عن عبادته وحده ومالهم يشركون به ..
قال تعالى::وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ.61 العنكبوت
اذا لو عقلوا , ماعبدو غيره مع اقرارهم بأنه هو الذى ينزل من السماء ماء فيحيى به الارض بعد موتها , فتجود بما به تكون حياتهم ومتاع أنعامهم ..
فهذة الايات كلها تثبت فى جلاء ما بعده جلاء , وتقرر فى وضوح ليس فوقه وضوح , أنهم كانوا يعتقدون بأن الله تعالى هو خالقهم ورازقهم , وخالق السموات والاررض , وسخر الشمس والقمر , ومنزل الماء من عراين السماء , ومالك السمع والابصار , ومخرج الحى من الميت , ومخرج الميت من الحى , ومدبر الامر ..
كل هذة الايات الداله على وجود الحق وهو رب الارباب مالك السموات والارض والذى بيدة الاسباب , كلها وبلا شك ويقين تقطع دابر المشككين فى وجود الهين (اله محمد) صلى الله عليه وسلم , واله (عيسى) عليهما الصلاة والسلام ..
حتى لو نظرنا الى الايأت الفائته , تثبت حتى أن العرب فى جاهليتهم كانوا أذا نزل بهم المكروه , ينسون اصنامهم ويجأرون الى الله عزوجل وحده, ولعلك قد تبين لك أخى القارىء من النصوص السابقة أن هؤلاء المشركين وكفار قريش كانوا لايشركون فى ربوبية الله سبحانه وتعالى , بل يعتقدون أنه وحده الخالق الرازق , وينسون جميع مظاهر الربوبية من الخلق وتدبير الامر اليه وحده سبحانه ...
قال تعالى:وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
صدق الله العظيم(/)
العدد الجديد من مجلة الراصد و مواضيع عن ايران و المقاومة الفلسطينية.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 03:50]ـ
جدلية العلاقة بين إيران والمقاومة الفلسطينية
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=1275
حماس في حضرة "ولي أمر المسلمين"!
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=1274
حماس وإيران: جدلية الحليف والتبيع
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=1273(/)
جلسة علمية مع الشيخ عبد المجيد الشاذلي- حفظه الله تعالى- حول أحداث غزة الأخيرة و
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 04:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة الفضلاء اليكم هذا الشريط الصوتي لفضيلة الشيخ أبي يوسف عبد المجيد الشاذلي- حفظه الله تعالى- حول أحداث غزة الأخيرة و الأزمة الاقتصادية.
http://www.megaupload.com/?d=1MUZF1DB
و أعتذر عن جودة الشريط فلم يتيسر لي غيره.
أخوكم و محبكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن عطاء السكندرى]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 10:41]ـ
بارك الله فيك أخى عبد الله
و حفظ الشيخ و بارك الله فى عمره و علمه(/)
باحث سعودي يطالب بـ"إجازة عامة" بمناسبة المولد النبوي
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 06:17]ـ
باحث سعودي يطالب بـ"إجازة عامة" بمناسبة المولد النبوي
صحف و مجلات - «صحيفة سبق الالكترونية - جدة» - 9/ 3 / 2009م - 5:29 م
اقرأ أيضاً
الارهابيون محميون بالمحاصصة
لأول مرة بعد التفجير: مليون ونصف المليون زائر لمرقد الإمامين العسكريين
اكتشاف تمثالين أحدهما على هيئة أبو الهول لامنحتب الثالث والد اخناتون
طالب الباحث السعودي في الشؤون الإسلامية الدكتور نجيب يماني، بتقديم الدعم الرسمي للإحتفالات بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يصادف اليوم الإثنين. وأشار الدكتور يماني إلى "وجوب منح الموظفين والطلاب إجازة رسمية بهذه المناسبة العظيمة"، مؤكدا إلى جانب ذلك على "ضرورة عقد ندوات ومحاضرات دينية في حب الرسول صلى الله عليه وسلم".
وقال يماني في برنامج "عيشوا معنا" على الفضائية اللبنانية lbc: " يجب أن نحتفل بيوم ميلاد النبي لأنه في هذا اليوم أرسل الله رسوله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وأرشدنا للطريق الصحيح، لذلك هو يوم عظيم يجب الاحتفال به, كما نحتفل باليوم الوطني والجنادرية وكما نصوم يوم عاشوراء والأيام الأخرى لعظم هذه الأيام بينما الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أولى بأن نحتفل به لعظم ما قدمه لأمته".
النجيمي: أهل الحجاز يحتفلون بمولد النبي
علق الدكتور محمد النجيمي عضو المجمع الفقهي الإسلامي، على مطالبات يماني بقوله أنه لا يمانع من الاحتفال بمولد النبي, إلا أنه ضد المخالفات والمبالغات. وأوضح النجيمي أن مدح النبي وقراءة سيرته وذكره وتناول الأحاديث والقصص النبوية أمر محبب ولا بأس به ولكن دون مبالغات. وأضاف: "أهل الحجاز يحتفلون بمولد النبي إنما لا يقومون بمبالغات و أمور محرمة في هذا الاحتفال، إنما هي جلسات دينية أهلية وليس فيها أي منكرات أو اختلاط أوطقوس غريبة كما يعتقد البعض".
بادحدح: حصر تذكر الرسول في هذا اليوم فقط فيه نوع من التقصير
وعلى الصعيد ذاته، قال الشيخ علي عمر بادحدح، نائب الأمين العام لمنظمة النصرة العالمية أن الصحابة "أقرب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصدقهم محبة له، وأعظمهم دفاعاً عنه ومع ذلك لم يؤثر عنهم بأنهم أقاموا ذكرى خاصة بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام"، معتبرا أن حصر تذكر الرسول صلى الله عليهم وسلم في هذا اليوم فقط فيه نوع من التقصير. وتابع: "إن قيل بل نذكره ونذكر سيرته في سائر الأيام والأحوال – وهذه هو المطلوب – فيقال فما جدوى هذا التخصيص".
وأوضح الشيخ بادحدح أنه إذا كان استحضار المناسبة لمجرد الاعتبار واستخلاص العبر والعلم والمعرفة بها، دون أي تعلق بناحية تعبدية أو إحداث أمر في الدين، أو الارتباط بنسق أو احتفال معين فضلا عن الاقتران بفعل أمور منكرة محرمة، فهذا الأمر لابأس به. وقال: "مع أن تحديد تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم ليس ثابت تاريخياً، فإن مجرد اعتبار التاريخ الشائع مجالاً للتعرف بالسيرة النبوية والحث على التزام السنة، واتخاذه فرصة ملائمة لهذا التذكير، أمر لا إشكال فيه وله نظائر كثيرة متعددة فإذا جاء يوم السابع عشر من رمضان فانه يكثر الحديث عن غزوة بدر باعتبار أن توافق الزمان مظنة المناسبة للتذكير والتعريف.
ومن جانب آخر، قال بادحدح أن ما تناولته بعض وسائل الإعلام الغربية الأيام الماضية حول خبر التهنئة التي قدمتها إحدى المنظمات اليهودية للمسلمين بمناسبة المولد النبوي، لا يعدو كونه "مجرد ترهات ومحاولة يريد بها الكيان الصهيوني أن يجمل صورته باعتباره كيانا حضارياً يتواصل مع الشعوب ويعترف بها ودياناتها وهويتها".
وأشار بادحدح إلى أن وسائل الإعلام الغربية تسائلت بعد ذلك لماذا يهنئ اليهودُ المسلمين، ولا يحدث العكس؟ وقال: "ما طبيعة التهنئة التي تريد تلك الأبواق الغربية أن نقدمها لليهود، فهل تقدم لهم التهنئة على احتلال الأرض، أم على تدنيس المقدسات، أم على قتل النساء والأطفال، أم على تدمير المساجد والمنازل، أم على إتلاف المزارع وتجريف الأراضي وغير ذلك من صفحات السجل الإجرامي تجاه العرب والمسلمين في فلسطين على مدى أكثر من ستين عاماً".
وأشار بادحدح إلى ما بثته القناة العاشرة الإسرائيلية، من إساءات للنبي عيسى عليه السلام وأمه الصديقة الطاهرة، وبثها بعد أيام معدودة إساءة شنيعة الى الرسول محمد صلي الله عليه وسلم، وقال بادحدح: "هي جرائم واضحة وفاضحة ومعلنة تكشف الصورة الحقيقية بعيداً عن الخداع الإعلامي والتضليل السياسي الذي يقوم به الكيان الصهيوني".
وأضاف: "الأبواق الغربية التي تطالب المسلمين بتقديم التهنئة لليهود في مناسبتهم ظلت صامتة، ما يعني تأييدها لتك الإساءات أو إعلانها بلسان الحال بأنها ذليلة وعاجزة أن تفعل شيئاً تجاه هذا الكيان وكأنها تُعلن أنه كيان فوق مستوى المسائلة، وخارج عن سلطة القانون".(/)
أريد جمعا لأقوال العلماء في هذه المسائل؟
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 09:51]ـ
يا إخواني الكرام وطلبة العقيدة نريد ان نجمع أقوال العلماء في الحوض والصراط أيهما اقدم؟ مع الترجيح بارك الله فيكم وما الراجح أيضا في مسألة الحوض والميزان أيهما قبل؟
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 12:46]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
جزاك الله خيرا اخى محمد عوض
يقول ابن أبى العزالحنفى فى شرحه على الطحاوية:
قَالَ الْعَلَّامَةُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ((التَّذْكِرَةِ)): وَاخْتُلِفَ فِي الْمِيزَانِ وَالْحَوْضِ: أَيُّهُمَا يَكُونُ قَبْلَ الْآخَرِ؟ فَقِيلَ: الْمِيزَانُ، وَقِيلَ: الْحَوْضُ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَابِسِيُّ: وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْحَوْضَ قَبْلُ. قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: وَالْمَعْنَى يَقْتَضِيهِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَخْرُجُونَ عِطَاشًا مِنْ قُبُورِهِمْ، كَمَا تَقَدَّمَ فَيُقَدَّمُ قَبْلَ الْمِيزَانِ وَالصِّرَاطِ. قَالَ أَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي كِتَابِ ((كَشْفِ عِلْمِ الْآخِرَةِ)): حَكَى بَعْضُ السَّلَفِ مِنْ أَهْلِ التَّصْنِيفِ، أَنَّ الْحَوْضَ يُورَدُ بَعْدَ الصِّرَاطِ، وَهُوَ غَلَطٌ مِنْ قَائِلِهِ. قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: هُوَ كَمَا قَالَ، ثُمَّ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: وَلَا يَخْطُرُ بِبَالِكَ أَنَّهُ فِي هَذِهِ الْأَرْضِ، بَلْ فِي الْأَرْضِ الْمُبَدَّلَةِ، أَرْضٍ بَيْضَاءَ كَالْفِضَّةِ، لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ، وَلَمْ يُظْلَمْ عَلَى ظَهْرِهَا أَحَدٌ قَطُّ، تَظْهَرُ لِنُزُولِ
وقال الشيخ صالح آل الشيخ فى شرحه على الطحاوية
اختلف العلماء أين يكون الحوض؟ هل هو قبل الصراط أم بعد الصراط؟ على قولين:
1 - القول الأول:
وهو قول جمهور أهل العلم على أنَّه قبل الصراط وليس بعد الصراط؛ لأنّ الأحاديث التي فيها صفة الحوض فيها ذُكِرَ أَنَّ أناسا يُذَادُون عنه ويُدْفَعُون ويُؤْخَذ بهم إلى النار، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم «ربي أصيحابي أصيحابي»، أو قال «أصحابي أصحابي فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»
2 - القول الثاني:
وبه قال طائفة من أهل العلم إنَّ الحوض حوضان حوض قبل الصراط وحوضٌ بعد الصراط، فمن لم يشرب منه قبل الصراط بأن أُخِذَ للعذاب من هذه الأمة ثم نَجَى بعد ذلك، فَثَمَّ حوض آخر بعد الصراط يشرب منه.
ولكن الذي تدل عليه الأحاديث بظهور وكثرة أنَّ الحوض يكون قبل الصراط لا بعده.
ثُمَّ القائلون بأنه قبل الصراط أيضاً اختلفوا: هل هو قبل الميزان أم بعد الميزان؟
على قولين لأهل العلم، والأكثر أيضا أنّه قبل الميزان، وأنّه في العرصات قبل أنْ يأتي الله - جل جلاله - لفصل القضاء وقبل أن تتطاير الصحف وإلى آخر ذلك.
ولشدة طول [ ..... ] الناس فإنّ الله يكرم نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الحوض حتى يشرَب منه المؤمنون فلا يظمؤون ولا يقلقون في شدة هول الموقف.
فإذاً نقول الصواب أنَّهُ قبل الصراط وأيضاً أنه قبل الميزان.
قال القرطبي صاحب كتاب التذكرة في الكلام المشهور عنه يتناقله العلماء قال (والمعنى يقتضي هذا؛ لأنَّ الناس يخرجون من قبورهم عطاشا فإذا وافوا الموقف فإنهم يحتاجون مع طول الموقف إلى ما به ذهاب ظمئهم وصدورهم، وهذا يناسب أن يكون إكرام النبي صلى الله عليه وسلم بالحوض قبل الميزان).
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
نريد الأقوال مع الترجيح بارك الله فيكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:24]ـ
أخي (محمد) إختصارا للوقت سأحيلك على مليء
إرجع إلى ما كتبه العلامة السفاريني في كتابه التحفة (لوامع الأنوار البهية) ج2/ص195
فقد استوعب كلاما كثيرا حول الموضوع فانظره إن شئت، وسيشفي ولو قليلا من مبتغاك
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 08:58]ـ
جزاك الله خيرا(/)
هل وصل حمق الرافضة الى هذه الدرجة رافضي يهدد بتحويل الحج الى حمام دم
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 12:41]ـ
اسمع الى السفيه الموسوى يهدد ويتوعد
بتحويل الحج القادم الى مذابح دم
ويهدد اهل السعوديه
بانهم سيأكلوهم بعظامهم
!!!!!!
أضغط هنا ( http://www.awda-dawa.com/Download/almosawi.rm)
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 06:54]ـ
رد الله كيدهم
هم أهلاً لسفك الدماء وإشاعة الفتن
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 07:13]ـ
وأكثر من ذلك أخي، ألا ترى الفحش قد بزغ فيهم من يتنسبون إلى أهل البيت وأهل البيت منهم براء، سبحان الله!!!!!!!!
أولئك لا خلاق لهم في الدنيا ولا الآخرة إن لم يتوبوا ويرجعوا إلى رب البرية جل وعلا،، حكى الشيخ أبو الحسين الموسي أنه كان في الحوذة العلمية فضبط أحد السادة وهو ممسك بطفل يلوط به، فلما أتى على ذلك أيام مر ابن الشيخ الراوي ـ أي الشيخ الموسوي المذكور ـ فقال الشيخ ـ اللائط ـ لما رأى حسن الغلام: ألا تأتي بهذا الغلام ليتعلم العلم فالحذوة، فثار عليه الشيخ وقال: ويحك أئت به إليك لتفعل به كذا وكذا.
فهذا مثال على فحشهم وسوء أخلاقهم عجباً لأولئك أهل الكذب يدعون أنهم من أهل البيت فكيف بهم سيبونهم، أليس من سب أصحاب آل البيت فقد سبهم ألا ترى لو أنك تسير مع صديق وصديقك هذا من أجل أصدقاء، فاغتاظ البعض منكما فرمى أحدهم صديقك بشيءٍ ألا يضرك هذا، بالطبع نعم اللهم نعم، فكيف بأولئك، تعساً لأولئك، ...
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 12:29]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله أسأل الله أن يجعل تدبيرهم تدميرهم
إن الروافض شر من وطئ الحصى ... من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخونوا أصحابه ... ورموهم بالظلم والعدوان
حبوا قرابته وسبوا صحبه ... جدلان عند الله منتقضان
لا تركنن إلى الروافض إنهم ... شتموا الصحابة دون ما برهان
لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد ... وودادهم فرض على الإنسان
حب الصحابة والقرابة سنة ... ألقى بها ربي إذا أحياني
أقول يجب على كل من يعلم حقيقة الشيعة أن يحذر منهم فى المجالس كلها ما استطاع فإنه خطر داهم تدعمه اليهود لحرب الإسلام فهم خير عون لليهود لهدم الإسلام وبسبب تقاعس البعض وجهل آخرين بدأت الشيعة تظهر فى بعض الأماكن فى مصر والأن تريد إيران ضم البحرين وشغب فى المدينة وهنا وهناك
وهم ينفقون خمس الميزانية لنشر التشيع واليهود والكفرة يحاولون تلميعهم فى وسائل الإعلام والسذج يخيل عليهم هذا التلميع كما حدث مع حسن أفندى نصر
وجزاكم الله خيرا إخوانى جميعا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 02:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرغبه قابله للتنفيذ في حاله واحده وقد استشعرت ذلك من خلال احتكاكي بهم في الحج الماضي والتنفيذ ممكن اذا ضمنوا العدد الكافي لذلك وهنا لست احرض ولكن انبه الى صرخات سمعتها مرتين (خليك معانا يامصري) والهجوم الشديد لفرض التشيع بين المصريين بحكم التقارب بين الصوفيه والشيعه يجعل من المهم جدا الانتباه للتخطيط المتواصل لسيادة الثوره الشيعيه على من سواها
والله من وراء القصد(/)
ترجمة العلامة محمد الحسن الددو أملاها الشيخ عبدالله محمد الحكمي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 01:27]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فهذه سطور من حياة العلامة الشيخ محمد الحسن الدَّدو، فكّ الله أسره، وأسبغ عليه ثوب الصحة والعافية.
بادئ ذي بدء فان لحديث عن الشيخ لاتوفّي حقه أسطر يسيرة، والكلام عنه يتشعّب بتشعّب مناشطه وتعدّد مواهبه، ويترامى في كل اتجاه ترامي شهرته الواسعة، وعلمه الغزير.
وسأتناول في هذه السطور القليلة شيئاً مما عرفته عنه في السنوات الماضية، وما عرفته هو قطرة من بحر وغيض من فيض.
الشيخ بين النشأة والموهبة الربانية:
ولد الشيخ - كما قال لي - سنة 1386هـ في قريتهم الشهيرة بـ ((أم القرى)) من إقليم شنقيط أي: أنه الآن على مشارف الأربعين بارك الله في عمره، ونفع به الأمة.
وإذا أراد الله بعبد خيراً هيّء له الأسباب التي تعينه على مبتغاه.
وإذا تأملنا في أسباب نبوغ هذا العلم نجد من أهمها:
1) المواهب التي فطره الله عليها، وأكرمه بها: من حدة الذكاء وسرعة الحفظ والفهم.
2) الوسط العلميّ الذي نشأ فيه، فقد نشأ بين أبوين عالمين، ولاسيما أمه، فأمه من أسرة آل عبدالودود الهاشمية، فهو هاشمي من جهة أمه، أما من جهة أبيه فهو حميريّ، ترجع أصوله إلى قبيلة حمير باليمن كما حدثني بذلك.
وقد اعتنى أبواه به فحفَّظاه القرآن في سن مبكّرة، حيث حدثني أنه أدرك في السنة الثامنة أنه حافظ للقرآن ولايدري متى حفظه بالتحديد؛ لأن حفظ الصبيان للقرآن والمتون الأولية أمر مألوف عندهم، ولايكون مستغرباً كما هو الحال في سائر مجتمعاتنا العربية اليوم.
وقد تلقى عن أمه القراءات العشر، وحفظ على يديها طائفة من المتون، ثم أكرمه الله بملازمة جدّه لأمه العلامة الكبير الشيخ محمد علي بن عبدالودود، الشهير بـ ((محمد عالي)) ونشأ في حجره وهو طفل صغير، فحفظ عليه الكثير من المتون المهمة في علوم الوسائل وعلوم المقاصد، وتلقى عليه علوم الكتاب والسنة، وقرأ عليه مطولاتها، وتعلّم منه العبادة والسمت الحسن والزهد والجدّ، ولم يعرف لهو الأطفال، وعبث الفتيان، وظل ملازماً لجدّه حتى توفي رحمه الله تعالى، وهو الذي يقول عنه في دروسه: قال شيخي جَدّي.
ثم واصل تلقيه العلوم في محظرة أخواله التي تعرف بـ ((محظرة آل عدّود)) فتلقى على خاليه العالمين الجليلين: ((محمد يحيى)) و ((محمد سالم)) وهما أشهر أبناء الشيخ ((محمد عليّ)) السالف الذكر علماً.
وأكثر تلقيه بعد موت جدّه عن بحر العلوم خاله الشيخ محمد سالم بن عدّود وهو الذي يقول عنه في دروسه: قال شيخي خالي، ولم أر في حياتي من يجمع بين علوم النقل والعقل مثل الشيخ محمد سالم أمتع الله به الأمة.
ولهذا الوسط الصالح أثر في نشأة الشيخ محمد الحسن على سلامة المعتقد، فأسرة ((آل عدّود)) أسرة سلفية المعتقد مع التربية على الاعتدال في السلوك والعبادة.
3) البيئة الريفية الهادئة البعيدة عن مغريات الحياة وشواغلها، ومظاهر الترف.
4) علوّ الهمة لدى الشيخ.
طرف من أخباره في العلم والعمل، والدعوة إلى الله، وغير ذلك:
حفظه:
هو من أعاجيب الدنيا في الحفظ والاستحضار، يشرح المتون الكثيرة، دون أن ترى بيده كتاباً، أو ورقاً إلا في حالات نادرة حين يريد نقل نصّ معين لم يكن حفظه من قبل، ويحفظ من أشعار العرب ودواوينهم وشعر المعاصرين مالا يخطر على بال.
ومن أعجب ماسمعته منه، ولم أنقله عن أحد: حفظه للمشهور من أقوال الأئمة الأربعة، ومعرفته لدقائق علل الحديث النبويّ، وإذا تكلم في فن قلت: إنه قصر نفسه عليه وأفنى عمره في تحصيله.
ومرة نظمت مقطوعة في ثمانية أبيات بمناسبة شفاء شيخنا العلامة الكبير محمد سالم من مرض ألمّ به قبل سنوات، أمتع الله به، وكان الشيخ محمد الحسن في حينها عازماً على السفر إلى موريتانيا، وليس هناك وقت للالتقاء به، فقرأتها عليه عبر الهاتف، ثم قلت له: أرسلها لك بواسطة الناسخ ((الفاكس)) فقال لي: مايحتاج، أنا أوصلها له، أي أنه حفظها من مرة واحدة، ثم علمت من غيره أنه كتبها ودفعها إلى الشيخ محمد سالم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
قدرته العجيبة على النظم:
رأيته مراراً ينظم في الحال، بل يرتجل بعض المقطوعات، ونظمه نظم بديع، وهو شاعر مجيد، يقول الشعر على السليقة وله قصائد كثيرة لم تجمع وقد ضاع الكثير منها.
نتاجه العلمي:
للشيخ نتاج علميّ كثير برغم انشغاله، وله أبحاث ماتزال مخطوطة، وفوائد منظومة متفرّقة، وطبع من تأليفه رسالته التي أعدها لنيل درجة الماجستير، من كلية الشريعة بالرياض، وعنوانها ((مخاطبات القضاة)) ونشرتها دار الأندلس الخضراء بجدة، ويشرف على سلسلة من المتون العلمية صدر منها ثلاثة متون وهي
1) هداية المرتاب للإمام المقرئ علم الدين السخاويّ رحمه الله تعالى.
2) موطأة الفصيح للإمام ابن المرحل رحمه الله.
3) ألفية الحافظ العراقي رحمه الله.
وأكثر نتاج الشيخ دروس مسجلة في مئات الأشرطة في كثير من أنحاء العالم الإسلامي.
عبادته وجلده على ذلك:
شيخنا الدَّدَو: عالم عامل، صوّام قوّام، لايترك صوم يوم الاثنين والخميس، وغيرهما من مواسم صيام النفل، يكتفي في غالب أحواله بنوم الظهيرة، وما رآه أحد من عارفيه نائماً على غير شقه الأيمن، في حين أننا نحرص على النوم على الشق الأيمن عند ابتداء النوم، لكننا إذا استغرقنا في النوم، واستطلق الوكاء وتعالى الشخير والزفير، انقلبنا على ظهورنا، وأحسننا حالاً من سلم من الانبطاح والله المستعان.
ويتصف الشيخ بجلد لم أره في غيره، فلا يمكن أن تراه يُهوّم أو يتثاءب، مهما توالى سهره، واشتد تعبه.
ومن عجائب جلده: أنني طلبت منه أن يقابل معي نسخة بالخط الموريتانيّ، شقّ عليّ قراءتها مع نسخة أخرى من أجل معرفة الفروق بين النسختين، وكان بعد قدومه من سفر، فواصلت معه إلى الثانية ليلاً، ولم أستطع المواصلة، فذهبت لأنام - وكان هذا في ليالي الشتاء الطويلة - ثم استيقظت قبيل أذان الفجر مستعينا بالمنبه، فجئت إلى الشيخ لأوقظه، ظناً مني أنه قد نام، فإذا هو قائم يصلي وقد أتم مقابلة المخطوطتين ودوّن الفروق بينهما، فقلت في نفسي: ياللعجب.
تواضعه:
لم أر في حياتي أشد تواضعاً منه، وإنه ليُخجِل زائره بفرط تواضعه، ويكفي أنه يقدم لكل زائر له من محبيه نعليه إذا خرج من عنده، ولايستأثر بالحديث، ولايتكلم بحضرة شيخ سبق أن حضر دروسه في مراحل الدراسة الجامعية، دائم البشر، طلق المحيا، مهيب وقور، مسارع إلى خدمة الناس وقضاء حوائجهم لايردّ طلب أحد، ولايحب الثناء، ولا يسمح لأحد يتكلم في أهل العلم والفضل، ولايحب الوقيعة في أحد من المسلمين حاكماً أو محكوماً.
تضحيته في سبيل الدعوة:
لقد جاب الشيخ أكثر بلاد الدنيا داعياً إلى الله بالحسنى، محذّراً من الغلوّ في الدين، ومادُعي من مكان في العالم إلا ورحل إليه، درّس العلوم، وحاضر، وواصل كلال الليل بكلال النهار، في صبر عجيب، واحتمال للمشاقّ قل نظيره في هذه الأزمان.
رحابة صدره، ورباطة جأشه عند النقاش:
يمتاز الشيخ برحابة الصدر عند النقاش، فلا تعتريه الحدة، ولايضيق بالمخالف، بل رأيته مراراً يمسك بأصابع المحاور، ويعدد حججه بواسطتها في ثبات عجيب، ولايملك من يناقشه إلا الامتثال
أو السكوت على الأقل.
شيء من مواهبة:
شيخنا إلى جانب مواهبه الكثيرة يفسر الرؤى، وهو بارع في ذلك، ويتّبع في تفسيره هدي السلف ويقيد تأويله بإسناد العلم إلى الله تعالى، ولايقطع في تأويله ويجزم، ولا يؤوّل رؤيا بالتكلّف، ولايؤوّل رؤيا يترتب على تأويلها مفسدة خاصة أو عامة.
وله معرفة تامة بالرقى الشرعية، وعلاج السحر والعين، وجُلّ وقته مبذول في قضاء حوائج الناس
أثابه الله تعالى، مع معرفة عامة بعلوم أخرى كالفلك والطب وغيرهما.
طرف يسير من أقوال أهل العلم فيه:
حينما وفد الشيخ إلى هذه البلاد تعرف على الكثير من علمائها وطلاب العلم فيها، وله معهم محاورات ومناقشات، وتربطه علاقة ودّية ببعض العلماء المعروفين كالشيخ بكر أبي زيد، فضلاً عن أساتذة الجامعات في المملكة.
وقد أثنى عليه الكثير منهم، وأعجبوا بغزارة علمه، وممن أثنى عليه كثيراً معالي الشيخ الدكتور بكر أبوزيد، ومعالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد وفاة علم الأمة وشيخ شيوخ علماء هذه البلاد سماحة الشيخ ابن باز، دعا رجل الأعمال الفاضل الشيخ سليمان الراجحيّ لفيفاً من العلماء والمشايخ وطلاب العلم والوجهاء، ومن هؤلاء العلماء: الشيخ عبدالرحمن الفريان رحمه الله والشيخ عبدالله الجبرين، والشيخ عبدالرحمن البراك وغيرهم وتدارس المشايخ أثر هذا الحادث الجلل، وماسيتركه من فراغ كبير، وتكلم عدد من المشايخ، ثم طلب بعض الحاضرين من الشيخ أن يتكلم، فألقى كلمة مؤثّرة نالت إعجاب العلماء واقترح عدد منهم أن تسجّل وتوزع، فكان ذلك.
وكما أثنى عليه من عرفه من علماء هذه البلاد، أثنى عليه الجم الغفير في العالم الإسلاميّ.
وسأذكر شيئاً يسيراً من هذا الثناء الذي سمعته ووقفت عليه:
من ذلك ثناء شيخه العلامة الشيخ ((محمد سالم بن عدّود)) وهو أعرف الناس به، سمعته قبل عام ونصف يقول: ((إنني محتاج إلى علمه)) وحين تعرض الشيخ محمد سالم لمرضه الشديد الذي مضت الإشارة إليه،نظم أبياتاً أوصى أبناءه وتلاميذه بعدةّ وصايا، ومنها أنه وصاهم بأخذ العلم عن الشيخ محمد الحسن، وأن يقتدوا به هدياً وسمتاً، حيث قال:
وَمُحَمَّدُ الْحَسَنُ انْهَلُوا مِنْ عِلْمِه ... وَتَرَسَّمُوا مِن هَدَيِهِ مَااسْطَعْتُم
وفي هذا إشارة إلى استخلافه له في حمل راية العلم.
وقال عنه أحد أشهر شعراء موريتانيا ((التقيّ بن الشيخ)) في مقطوعة بعنوان ((نحن أولى به)):
سَعِدَ النَّاسُ بِهَذَا الْقُطْرِ لَوْ ... وَجَدُوا مِثْلَ الإِمَامِ ابْنِ الدَّدَوْ
مَن سَمَا مَن قَدْ سَمَوْا فِي أَدَبٍ ... وَوَقَارٍ، وَشَأَى مَن قَدْ شَأَوْأ
يَاَلهُ مِن كَوْكَبٍ يَفْرِي الدُّجَى ... قَمَراً مِن دَوْلَةٍ يَسَعى لِدَوْ
يُعْلِنُ الْحَرْبَ عَلَى مَن بَدَّلُوا ... وَأَتَوْا مِن بِدَعٍ مَاقَدْ أَتَوْا
وَسَعَوْا فِي نَقْضِ مَا أَبْرَمَهُ ... هَدْيُ طَهَ بِئْسَ مَافِيهِ سَعَوْا
غَيْرَ أَنَّ الْقَرْمَ لا يَتْرُكُهُمْ ... لَيْسَ يَصْفُو لَهُمُ مَاعَاشَ جَوّْ
كُلَّمَا قَابلَهُمْ فِي مَوْطِنٍ ... لَوَّوُا الأَعْنَاقَ عَجْزاً وَانثَنَوْا
فَغَدَا لِلدِّينِ يُحْيِي عَهْدَهُ ... سَادِلاً مِنْ هَدْيِهِ مَاقَدْ طَوَوْا
مَنْهَلٌ سِيقَ لإِخْوَانٍ لَنَا ... فِي بِقَاعِ الأَرْضِ غَمْرٌ فَارْتَوَوْا
وَسَقَوْا واسْتَمْسَكُوا مِن دِينِهمْ ... بِقَوِيمٍ مَن بِهِ لاذُوا نَجَوْا
يَا أَمِيرَ السَّفرِ هَلْ مِن ... لَفْتَةٍ لأُنَاسٍ لَكَ بِالْقُرْبَى اعْتَزَوْا
زَاحمَتْهُمْ فِيكَ أَقْوَامٌ، وَهُمْ ... بِكَ أَوْلَى مِن سِوَاهُمْ لَوْ دَرَوْ
والأبيات تتضمن عتباً على الشيخ؛ لأنه غاب عن بلدهم كثيراً، فلايرونه إلا لماماً.
والعجيب أن هذا الديوان ((لافتات شنقيطية)) أهداه إليّ الشيخ نفسه، وقرأ عليّ طائفة من القصائد التي أُعجب بها لصاحب الديوان، ولم يذكر هذه القصيدة لأنها في مدحه، وماعرفت ذلك إلا بعد عدة أشهر حين استعرضت قصائد الديوان.
وللشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرنيّ وفقه الله مقطوعة، حيَّا بها الشيخ، وأشار إلى بعض مناقبه، وعنوانها ((تحية وإجلال)) وقد رأيتها مع الشيخ ضمن أوراق له، وطلبت منه أن أقرأها وأخذتها ولم أعدها إليه، ولم يكن حريصاً عليها، وكان نظمها بتاريخ 1421/ 7/29)
وَمحَمَّدُ الْحَسَنُ الْمُورِيتَانِي فِي ... جَمْعِ الْفُنونِ وَدِقَّةِ الإِتْقَانِ
وَلَهُ جَزَاهُ اللَّهُ خَيراً هِمَّةٌ ... تَرْ بُو عَلَى الْمِرِّيخَ أَو كِيوَانِ
فَإِذَا تَرَبَّعَ لِلْحَدِيثِ حَسِبْتَهُ ... حَمَّادَ يَرْوي النَّقْلَ عَنْ سُفْيَانِ
وَإِذا أَردتَ النَّحْوَ فَالزَّجَّاجُ فِي ... حُسْنِ الْكَلامِ وَروْعَةِ التَّبْيَانِ
وَلَهُ التَّدَفُّقُ فِي الْبلاغَةِ مُحْسِناً ... مَاكَانَ بِالْوَانِي وَلا الْمُتَوَانِي
وَالْحِفْظُ سُبْحَانَ الَّذِي أَعْطَاهُ مِنْ ... فَيْضِ النُّصُوصِ وَقُوَّةُ الْبُرْهَانِ
والْفِقْهُ فُصِّلَ فِي غُضُونِ كَلامِهِ ... فَكَأَنَّهُ شَيْخُ الَتُّقَى الْحَرَّانِي
قَدْ زَانَهُ اللَّهُ الْكَرِيمُ بِحُلَّةٍ من ... أَجْمَلِ الأَخَلاقِ وَالإِحْسَانِ
فَبَشَاشَةٌ أَخَّاذَةٌ وَتَواضَعٌ يَسْبِي ... النُّفُوسَ بِغُصْنِهِ الْفَيْنانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَعْ أَنَّهُ مَا شَعَّ شَيْباً رَأْسُهُ ... وَلَهُ ثَلاثُونَ خَلَتْ ثِنَتَانِ
لَوْلا الْعَوَاذِلُ قُلْتُ: أَحْفَظُ عَصْرِنَا ... وَسِوَاه مِن حُفَّاظِنَا اِثْنَانِ
لَكِنَّهُ عِندِي أَحَبُّ لِدِينِهِ ... وَكَمَالِ غَيْرَتِهِ عَلَى الإِخْوَانِ
وَسَلامَةٍ فِي صَدْرِهِ وَتَعَفُّفٍ ... عَنْ عِرْضِ كُلِّ مُوَحِّدٍ رَبَّانِي
وتلاميذ الشيخ ومحبوه يعرفون عشرات القصائد نُظمت، وعشرات المقالات دُبِّجت في الثناء عليه وهو لايحفل بها ولايحتفظ بشي منها.
ومن لم يعرفوه والحاسدون له - وكل ذي نعمة محسود - حينما يقرأون أبيات الشيخ عائض وقبله أبيات التقيّ بن الشيخ وكلام غيرهما يظنون أن هذا كله ضرب من الغلو والمبالغة، والشيخ عائض يشبهه بهؤلاء الأئمة؛ لأن الشيخ في غزارة علمه يذكرنا بهم، وليس وارداً أنه يفضله عليهم في العلم معاذ الله ويعرف كل من يعرف الفرق بين المشبه والمشبه به.
ولقد سمعته في بعض دروس النحو يقرر ماذكره الإمام ابن مالك في الألفية، وفي التسهيل عن طريق نظم ابن بونه، مع إيراد كلام الأئمة نظماً ونثراً وشواهد العربية في استحضار عجيب.
وسمعته يلقي دروساً في الفقه، فيورد المشهورمن كلام الأئمة الأربعة في كل مسألة يختلفون فيها، وهكذا سائر العلوم كل ذلك حفظاً دون تلعثم ولا تردّد، ومن كان في شك من ذلك فليستمع إليه فهو حيّ يُرزق فكَّ الله أسره، وأسدل عليه ثوب العافية.
هذا العالم الجليل يقبع الآن في سجون النظام الموريتاني، وذنبه أنه قال لهذا النظام لايجوز لك أن تفتح سفارة لليهود الذين يقتلون نساءنا وأطفالنا، ويدنسون مقدساتنا في فلسطين، واستمر هذا النظام المتهوّد في استقبال زعماء اليهود، وآخرهم زيارة وزير خارجيتهم قبل أيام.
فكان جزاء الشيخ أن يزجّ به في السجن، هو وكل من درس في جامعات المملكة، ممن لهم نشاط في الدعوة إلى الله تعالى، واتهمهم هذا النظام بأنهم صدَّروا إلى موريتانيا الوهابية، وأغلق كل المؤسسات الخيرية والتعليمية التي أهدتها المملكة حكومة وشعباً إلى موريتانيا، واتهم المملكة حكومة وشعباً بأنهم وهّابيون إرهابيون، وكأن دعوة الإمام المجدّد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى تهمة وهؤلاء إنما يتهمون الإسلام بالإرهاب، ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوة جدَّدت معالم الإسلام كما جاء به سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس هذا بغريب على نظام عشق اليهود وارتمى في أحضانهم، ولايسمع إلاكلامهم وكلام من دأبوا على حرب الإسلام واستئصال معالمه من المجاورين له.
إن الله عز وجل يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.
وبعد: فإنني أكتب هذه الأسطر وأنا أعلم أنني تأخرت كثيراً لا لشيء إلا لأني غير معروف عند الناس فلن يكون لكتابتي أثر؛ لكنني رأيت أخيراً أن من واجبي أن أسهم بشيء نحو هذا العالم الفذ فعسى أن يكون فيما كتبت مايسهم في رفع الظلم عنه، فهو أسير المحبسين: السجن والمرض، وآخر الأخبار تفيد أن حالته الصحية متدهورة جداً، وأنه يقاد إلى عنابر التحقيق ومعه جنديّ يحمل الحقن المغذية المغروزة في جسده.
وفي ختام هذه الأسطر أقترح أن يتنادى كبار العلماء والدعاة في عالمنا الإسلاميّ عن طريق أيّ جهة معنيّة بقضايا العالم الإسلاميّ، ويرسلوا وفداً للتفاهم مع هذا النظام الفاسد من أجل أن يسمح للشيخ بالسفر إلى أيّ بلد للعلاج.
وأسأل الله أن يهيء لهذه الأمة أمراً رشداً، يعز فيه أهل طاعته، ويذل فيه كل محارب لدينه متسلط على أوليائه؛ إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على خير خلقه نبيه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه والحمد لله بدءاً وختاماً.
وكتبه الفقير إلى عفو الله ومغفرته
عبدالله بن محمد الحكميّ
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 06:53]ـ
جزاك الله خير.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 08:56]ـ
بارك الله فيك
ـ[أشجعي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 09:37]ـ
جزاك الله خيرا,
وفك الله أسر الشيخ,
وهدانا الله وهداه.
ـ[أبو حاتم الجبرتي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 10:12]ـ
ردود الشيخ محمد الحسن ولد الددو على التكفيريين وتفنيد شبههم
شبهات يعتمد عليها كثير من المكفرين "دورة في دولة قطر"
http://www.dedew.net/index.php?k=3&A__=1&type=3&linkid=781
http://www.dedew.net/data_media/sound/chouhatt%20elati%20yatamidou%2 0aleiha%20al%20moukafiroun%20-takfir%203.rm
تعريف التكفير "دورة في دولة قطر"
http://www.dedew.net/index.php?k=3&A__=1&type=3&linkid=779
http://www.dedew.net/data_media/sound/taarif%20etakfi%20%20.rm
موانع التكفير وشروطه "دورة في دولة قطر"
http://www.dedew.net/index.php?k=3&A__=1&type=3&linkid=780
http://www.dedew.net/data_media/sound/mawaniou%20eteakfir%20wachouro utouh.rm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 10:50]ـ
بوركت يمينك
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 07:05]ـ
جزاك الله خيرا أخى وأسأل الله الحى القيوم العلى العظيم أن يفك أسر الشيخ
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 04:56]ـ
حفظ الله الشيخ، وهو من أعاجيب هذا الزمن.(/)
غنوا له"هابي بيرث دي مفتي"!! علي جمعة يحتفل بعيد ميلاده بين سيدات الليونز وسمير صبري!
ـ[ناقل خير]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 05:56]ـ
احتفل الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية بعيد ميلاده ال57 في ندوة نادي ليونز مصر الدولي التى عقدت يوم الأحد الماضي والتى انتهت في الثانية عشرة والنصف ليلا حيث دخل الفنان سمير صبري عليه حاملا تورتة وظل يغنى له (هابي بيرث داي تو يو يا مفتي) وسط تجاوب من الحضور في الندوة الذين ظلوا يرددون أغنية عيد الميلاد لمفتي الجمهورية.
وقد أثارت مشاركة د. علي جمعة (مفتي جمهورية مصر) ضجة كبيرة بعد التصريحات التي أدلى بها حول المذهب الشيعي والاحتفال بعيد ميلاده في ختام ندوة نادي الليونز المشبوه!!
حيث انتقد النائب محسن راضي (عضو كتلة البرلمانية للإخوان المسلمين وعضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب) مشاركة المفتي في أحد الأندية المشبوهة والاحتفال فيه بيوم ميلاده.
وقال النائب: "هذا انحراف وسابقة خطيرة أن يشارك المفتي في لقاءات أحد الأندية المشبوهة، وكأنه يساند دورها الخطير وتحركاتها المشبوهة".
وأضاف: "وبغض النظر عن الاحتفال بيوم ميلاده الذي يعتبر سلوكًا شخصيًّا فلا ينبغي أن يحتفل به في مكان كهذا".
واستطرد قائلاً: "أطالب بعزل المفتي، حيث إنَّ مشاركته ندوة مشبوهة يعد عدم احترام لوظيفته ومكانته، وكان عليه أن يلزم سلوكه الشخصي الشكل الذي يحقق لوظيفة المفتي قيمتها وآدابها"
يشار إلى أن نادي الليونز الذي عقد فيه جمعة ندوته يوم الأحد الماضي هو ضمن مجموعة نواد الليونز العالمية ذات الطابع الخيري الاجتماعي في الظاهر، لكنها لا تعدو أن تكون واحدة من المنظمات العالمية التابعة للماسونية التي تديرها أصابع يهودية بغية إفساد العالم وإحكام السيطرة عليه.
والليونز: المؤسس هو ملفن جونز في صيف 1915م، وقد ظهرت أندية الليونز، لأول مرة، في شهر أيار / مايو 1917م، وكان ذلك في فندق لاسال في شيكاغو – الولايات المتحدة الأميريكية. واسمهم هو الأحرف الأولى للكلمات الخمس الإنكليزية: LIBERTY INTELLIGENCE OUR NATIONS SAFETY ومعناها: إن الحرية والذكاء يضمنان سلامة أوطاننا وهي أندية للنخب العليا.
وقد صدر عن لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في 25 شعبان 1405 هـ الموافق فيه 15/ 5/1985م ما حرفيته: "ومن بين هذه الوسائل التي يحاربون بها الإسلام وسيلة الأندية التي ينشؤونها باسم الإخاء والإنسانية، ولهم غاياتهم وأهدافهم الخفية وراء ذلك. وإن من بين هذه الأندية الماسونية والمؤسسات التابعة لها مثل الليونز والروتاري، وهما من أخطر المنظمات الهدامة التي يسيطر عليها اليهود والصهيونية .. . لذلك يُحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها".
..............................
كتب: حسن الرشيدي
istratigi@hotmail.com
في مجتمع الأزمة تتهاوى الرموز و تسقط القيادات التي تنعقد عليها آمال الناس في الإصلاح و التغيير و يصبح الباطل حقا و الحق باطلا فتنقلب الثوابت لتصبح هي البدعة المنكرة و البدعة و الحرام و الكفر ينقلبون إلى الواجب و المستحب و الحلال و يختلط على العامة المفاهيم و الحقائق فهذا زمن أشباه الرجال.
فقد احتفل نادي ليونز مصر الدولي مساء الأحد الماضي بعيد ميلاد د. علي جمعة مفتي الديار المصرية الذي كان ضيفاً علي النادي.
وفاجأ هاني عزيز مستشار البابا شنودة ورئيس النادي الحضور قبل ختام اللقاء بإحضاره تورتة للاحتفال بعيد ميلاد المفتي قبل موعده بيومين وغني الحضور بقيادة الفنان سمير صبري: سنة حلوة يا جميل. وطلبت إحدى المشاركات في اللقاء من سمير صبري أن يطلب من د. علي جمعة فتوى بإباحة الغناء في أعياد الميلاد وغادر المفتي عقب تقطيع التورتة مباشرة.
وتولي د. إبراهيم نجم مستشار المفتي مهمة توصيل أسئلة الحضور والصحفيين إلي المفتي واستبعد عدداً من الأسئلة من بينها أسئلة عن التعذيب في أقسام الشرطة وسؤال للفنانة نجوى فؤاد التي حضرت اللقاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال جمعة في كلمته إن الإساءة التي وجهتها القناة العاشرة في التليفزيون الإسرائيلي للمسيح والعذراء قلة أدب. وانتقد المفتي ظاهرة انتشار دعاة القنوات الفضائية وقال: بعض الإعلانات في هذه القنوات تدعو الناس إلي عدم اللجوء للأدوية والاكتفاء بوصفات أشبه بالمصيبة السوداء وأضاف: بعض دعاة الفضائيات بائعو سيراميك وسائقو ميكروباص وأحدهم بقال من مدينة نصر. وطالب المواطنين بغلق التليفزيون أمام هذه القنوات وقال: ليس لهؤلاء سلطة علينا فأعلنوا رفضكم لهذه الدعاوي. وفي إجابته عن سؤال عن الزواج المؤقت قال: الأصل في الزواج التأبيد والزواج المؤقت غير جائز وتطرق إلي الزواج العرفي: الزواج السري بين الطلبة والطالبات علي سبيل المثال حرام. وأضاف جمعة: إذا تزوج ولد وبنت سراً وحملت الفتاة فلا يجوز أن نقول لها إن زواجها باطل لأن ذلك سيترتب عليه إما أن تجهض نفسها أو تنتحر ونكون قد ضيعناها فما دام الزواج تم فهو صحيح وتترتب عليه آثار الزواج.
وقال جمعة: الفرق بين السنة والشيعة في المصدر فالشيعة مصدرهم القرآن وأهل البيت أما السنة فمصدرهم القرآن وكل الصحابة وحاول الأزهر منذ 1949 التوفيق بين المذهبين والبحث عن المساحة المشتركة بينهما!!
هذا ملخص ما ورد من أعمال و أقوال المفتي في حفل عيد ميلاده و الذي عقده في نادي الليونز و قد حرصت على إيراد كلامه و أفعاله بطولها لأن هذا الحديث و هذه الأفعال لا يمكن أن نتجاوزها أو السكوت عنها لأنها تصدر عن ثاني أهم مرجعية دينية في مصر و تتعرض لمنصب خطير هو منصب الإفتاء حيث يلي في الأهمية منصب شيخ الأزهر.
و لكن ماذا فعل أو قال المفتي؟
أولا ذهابه إلى نادي الليونز:
أعرف أن بعضا من الناس لا يعيرون اهتماما بنوادي الليونز و الروتاري و يقولون إنها أندية محايدة و لا يصدقون الحقائق التي تربطها بالماسونية و لكن هناك كثير من الأدلة التي تشير إلى ارتباطها بالماسونية العالمية و التي هي بدورها أداة خطيرة و مذهب غامض يلبس على الناس دينهم و يرمي إلى السيطرة اليهودية العالمية و سنكتفي بمرجع ينتمي إليه المفتي علميا للتدليل على صحة مقولتنا.
ففي الفتوى الصادرة عن لجنة الفتوى في الأزهر ام 1985 تقول بالنص بيان للمسلمين من لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل الروتاري والليونز.: فإن الإسلام والمسلمين يحاربهم الأعداء العديدون بكل الأسلحة المادية والأدبية، يريدون بذلك الكيد للإسلام والمسلمين، ولكن الله ناصرهم ومعزهم…… قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) [غافر ـ 51]. ومن بين هذه الوسائل التي يحاربون بها الإسلام، وسيلة الأندية التي ينشئونها باسم الإخاء والإنسانية ولهم غاياتهم وأهدافهم الخفية وراء ذلك. وإن من بين هذه الأندية الماسونية والمؤسسات التابعة لها مثل الليونز والروتاري، وهما: من أخطر المنظمات الهدامة التي يسيطر عليها اليهود والصهيونية يبتغون بذلك السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان وإشاعة الفوضى الأخلاقية وتسخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم باسم الإنسانية. ولذلك يحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها، وواجب المسلم ألاّ يكون إمعة وراء كل داع وناد، بل واجبه أن يمتثل لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول فيما يرويه حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا تَكُونُوا إِمّعةً تَقُولُونَ إِن أَحْسَنَ النّاسُ أَحْسَنّا، وإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وإِنْ أساءوا فَلاَ تَظْلمُوا. رواه الترمذي وقال: حسن غريب. وواجب المسلم أن يكون يقظاً حتى لا يغرر به، فللمسلمين أنديتهم الخاصة بهم، والتي لها مقاصدها وغاياتها العلنية، فليس في الإسلام ما نخشاه ولا ما نخفيه…. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)