حسن السمت في لزوم الصمت
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 11:56]ـ
قال شيخنا
(من صمت نجا) حديث
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت "
- وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: "لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين: منصت واع، أو متكلم عالم .. "
- وقال الفضيل بن عياض: شيئان يقسيان القلب كثرة الكلام وكثرة الأكل ..
- وقال سفيان الثوري: "أول العبادة الصمت ثم طلب العلم، ثم العمل به، ثم حفظه، ثم نشره. "
- وقال أبوحاتم: اللسان هو المورد للمرء موارد العطب، والصمت يكسب المحبة والوقار، ومن حفظ لسانه أراح نفسه، والرجوع من الصمت أحسن من الرجوع عن الكلام.
- قال: وأنشدني الكريزي:
أقلل كلامك واستعذ من شره .......... إن البلاء ببعضه مقرون
واحفظ لسانك واحتفظ من غَيِّهِ .......... حتى يكون كأنه مسجون
وكِّل فؤادك باللسان وقل له .......... إن الكلام عليكما موزون
فزِناه،ولْيَكُ محكماً ذا قِلّةٍ .......... إن البلاغة في القليل تكون
- قال أبو حاتم: الواجب على العاقل أن ينصف أذنيه من فيه،ويعلم أنه إنما جعل له أذنان وفم واحد ليسمع أكثر مما يقول، لأنه إذا قال ربما ندم، وإن لم يقل لم يندم، وهو على رد ما لم يقل أقدر منه على رد ما قال، والكلمة إذا تكلم بها ملكته،وإن لم يتكلم بها ملكها.
- وعن رجل من ربيعة: على فيك مما ليس يعنيك شأنه * بقفل وثيق ما استطعت فأقفلِ
ولَلصمت خير من كلام بمأثم .......... فكن صامتا تسلم وإن قلت فاعدلِ
- وعن كعب قال: " العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في السكوت. "
- وقال الأحنف بن قيس: " الصمت أمان من تحريف اللفظ وعصمة من زيغ المنطق، وسلامة من فضول القول، وهيبة لصاحبه "
- قال أبو حاتم: "الواجب على العاقل أن يلزم الصمت إلى أن يلزمه الكلام، فما أكثر من ندم إذا نطق، وأقل من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاء وأعظمهم بلاء من ابتلي بلسان مطلق، وفؤاد مطبق."
- ولقد أحسن من قال:
إن كان يعجبك السكوت فإنه .......... قد كان يعجب قبلك الأخيارا
ولئن ندمت على سكوت مَرّة .......... فلقد ندت على الكلام مرارا
إن السكوت سلامة ولربما .......... زرع الكلام عداوة وضرارا
وإذا تقرب خاسر من خاسر .......... زادا بذاك خسارة وتبارا
- وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للأحنف بن قيس: " يا أحنف من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه "
- قال أبو حاتم: " الواجب على العاقل أن يكون ناطقا كعيٍّ، وعالما كجاهل، وساكتا كناطق، لأن الكلام لا بد له من جواب والجواب لو جعل له جواب لم يكن للقول نهاية، وخرج المرء إلى ما ليس له غاية، والمتكلم لا يسلم من أن ينسب إليه الصّلف والتكلف،والصمت لا يليق به إلا الوقار وحسن السمت."
- وأنشدني الأبرش:
ما زَلّ ذو صمت، وما مِنْ مُكثر .......... إلا يزلُّ وما يُعاب صموتُ
إن كان منطق ناطق من فضةٍ .......... فالصمت دُرٌّ زانه الياقوت
- وقال على بن بكار: جعل الله لكل شيء بابين، وجعل للسان أربعة: الشفتين مصراعين، والأسنان مصراعين.
- وعن وهيب بن الورد: أن شابا كان يحضر مجلس عمر بن الخطاب،ويحسن الاستماع، ثم ينصرف من قبل أن يتكلم، ففطن له عمر، فقال له: إنك تحضر مجلسنا، وتحسن الاستماع ثم تنصرف من قبل أن تتكلم، فقال الشاب: إني أحضر فأتوقّى وأتنقّى، وأصمت فأسلم.
- وعن الاوزاعي: "ما بلي أحد في دينه بلاء أضر عليه من طلاقة لسانه."
- وقال بلال بن سعد: " إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمت خسارته ".
- وعن يحيى القطان عن شعبة قال: "من الناس من عقله بفنائه، ومنهم من عقله معه، ومنهم من لا عقل له.
فأما الذي عقله معه: فالذي يبصر ما يخرج منه قبل أن يتكلم ..
أما الذي عقله بفنائه: فالذي يبصر ما يخرج بعد أن يتكلم ..
ومنهم من لا عقل له."
- وعن محمد بن عبد الله بن زنجي:
أنت من الصمت آمن الجلل .......... ومن كثير الكلام في وجل
لا تقل القول ثم تتبعه .......... يا ليتَ ما كنتُ قلت ولم أقل
- قال أبو حاتم: وقد ترك جماعة من أهل العلم حديث أقوام أكثروا الكلام فيما لا يليق بهم، ومن ذلك ما حدثنا به محمد بن الحسن بن مكرم بالبصرة حدثنا عمرو بن علي حدثنا أمية بن خالد عن سعيد قال:
قلت للحكم: ما لك لا تكتب عن زاذان؟
قال: كان كثير الكلام!
- قال و أنشدني الكريزي
استر العيّ ما استطعت بصمت .......... إن في الصمت راحة للصموت
واجعل الصمت إن عييت جوابا .......... رب قول جوابه في السكوت
_ قال أبوحاتم: لسان العاقل يكون وراء قلبه، فإذا أراد القول رجع إلى القلب .. فإن كان له قال، وإلا فلا .. والجاهل قلبه عند طرف لسانه ما أتى على لسانه تكلم به، وما عقل دينه من لم يحفظ لسانه.
- قال: والعاقل لا يبتدي الكلام إلا أن يُسأل ..
ولا يقول إلا لمن يقبل ..
ولا يجيب إذا شوتم ..
ولا يجازي إذا أُسمع؛ لأن الإيتداء بالصمت وإن كان حسنا، فإن السكوت عن القبيح أحسن منه ..
- وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: " والله الذي لا إله غيره، ما شيء أحق بطول سجن من لسان. "(/)
مالك والأشعري وبدعة التمشعر المالكي (هدية لكل مالكي أشعري!)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 01:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" مالك والأشعري وبدعة التمشعر المالكي "
بقلم: د. خميس بن عاشور (كلية العلوم الإسلامية و العلوم الاجتماعية / جامعة باتنة - الجزائر)
الحديث عن المرجعية الدينية في بلد كالجزائر فيه كثير من الغرابة والدهشة تدعوا إلى التساؤل حول إمكانية التشكيك في مُسلَّمة " الكتاب والسنة " التي تسكن في اللاشعور الجمعي لكل المسلمين بمختلف اتجاهاتهم في كل أصقاع الدنيا، ففي غفلة من دعاة الحقِّ وأهله وسطوة من ذوي السلطان والآكلين على موائده تتجرّأ ثلة من المنتمين إلى جهة رسمية معيَّنة إلى وضع معادلة مضطربة اضطرابَ رؤوس واضعيها إضافة إلى احتمال قضاء مآرب أخرى، فقد زعموا أن المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والطرق الصوفية هي المرجعية الدينية للجزائر عبر تاريخها الإسلامي الحافل، وكم تزداد تلك الغرابة والدهشة عندما يُشوَّه مذهب الإمام مالك بن أنس - رحمه الله - (93 - 179هـ) عن طريق إفراغه من عقيدته السّلفية وتلقيحه بعقائد المتكلمين المنحرفين عن هدي الكتاب والسنة الصحيحة ولاسيما عقائد أولئك المتأخرين الذين ينسبون أنفسهم إلى أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - (260 - 324هـ)، ثم بعد ذلك الادّعاء بأن هذه " الطرق الصوفية " المنتشرة في ربوع البلاد هي المسلك الضروري لاكتمال هذه المعادلة البديلة التي يُراد لها أن تكون دستور التدين في الجزائر.
تابع المقال على هذا الرابط - وفقك الله -:
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=2047
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 10:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" مالك والأشعري وبدعة التمشعر المالكي "
الحديث عن المرجعية الدينية في بلد كالجزائر فيه كثير من الغرابة والدهشة تدعوا إلى التساؤل حول إمكانية التشكيك في مُسلَّمة "الكتاب والسنة" التي تسكن في اللاشعور الجمعي لكل المسلمين بمختلف اتجاهاتهم في كل أصقاع الدنيا، ففي غفلة من دعاة الحقِّ وأهله وسطوة من ذوي السلطان والآكلين على موائده تتجرّأ ثلة من المنتمين إلى جهة رسمية معيَّنة إلى وضع معادلة مضطربة اضطرابَ رؤوس واضعيها إضافة إلى احتمال قضاء مآرب أخرى، فقد زعموا أن المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والطرق الصوفية هي المرجعية الدينية للجزائر عبر تاريخها الإسلامي الحافل، وكم تزداد تلك الغرابة والدهشة عندما يُشوَّه مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله (93 - 179هـ) عن طريق إفراغه من عقيدته السّلفية وتلقيحه بعقائد المتكلمين المنحرفين عن هدي الكتاب والسنة الصحيحة ولاسيما عقائد أولئك المتأخرين الذين ينسبون أنفسهم إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله (260 - 324هـ)، ثم بعد ذلك الادّعاء بأن هذه "الطرق الصوفية" المنتشرة في ربوع البلاد هي المسلك الضروري لاكتمال هذه المعادلة البديلة التي يُراد لها أن تكون دستور التدين في الجزائر.
وقبل أن نتساءل عن أبعاد هذه العملية المدروسة ومراحلها فمن الأفضل تحليل هذه المقدمة عن طريق الحديث: أولا عن مذهب الإمام مالك، وثانيا تحديد إشكالية الأشعري والأشعرية، وأخيرا قضية التصوف والطرق الصوفية، وربما سيطول الموضوع ولكن سأحاول السيطرة عليه عن طريق التركيز على الأفكار الرئيسية.
فبالنسبة لمذهب الإمام مالك فهو أحد أعمدة علم السلف وأهم المذاهب الإسلامية في تاريخ التشريع الإسلامي، وهو ليس مذهبا فقهيا فحسب كما تريد هذه الثُلَّة صاحبةُ تلك المعادلة الآنفة الذِّكْر؛ لأن الإمامَ مالكا باعتباره أحد أئمة السّلف يتميّز بكل مميّزات السّلف في الاعتقاد أيضا، ومن أشهر مناقب الإمام مالك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة)، قال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: هو مالك بن أنس. وقال الشافعي رحمه الله: ما في الأرض كتاب بعد كتاب الله أكثر صوابا من موطأ مالك بن أنس. وقال أيضا: ما كتاب بعد كتاب الله عز وجل أنفع من موطأ مالك بن أنس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويُغفِلُ بعض الدّارسين الحديثَ عن عقيدة مالك المعروفة بالإجمال والتفصيل حتى ليظن البعض القليل أن المذهب المالكي مذهب فقهي لا علاقة له بالمعتقد، ولذلك سنبين بإذن الله تعالى عقيدة مالك ومنهجه الاعتقادي في بعض القضايا الأساسية في العقيدة، وسنركز على مسألة الإيمان ومسألة الصفات الإلهية لأن ذلك سيبين استحالة أن يكون المالكي مرجئيا أومُعطِّلا كما تريده تلك الجهة المخطِّطة.
قال ابن القاسم: قلنا لمالك: الإيمان قول وعمل أو قول بلا عمل؟ قال مالك: بل قول وعمل. وقال أشهب بن عبد العزيز: قال مالك: أقام الناس يصلون نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم أمروا بالبيت الحرام فقال تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم) يعني صلاتكم إلى بيت المقدس. قال مالك: وإني لأذكر هذه الآية قول المرجئة إن الصلاة ليست من الإيمان.
وفي الجامع لابن أبي زيد القيرواني قال مالك: الإيمان قول وعمل. وقال القاضي عياض: قال غير واحد: سمعت مالكا يقول: الإيمان قول وعمل.
وقول مالك هنا هو قول السلف قاطبة. قال ابن عبد البر: أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والطاعات كلها عندهم إيمان إلا ما ذكر عن أبي حنيفة وأصحابه، فإنهم ذهبوا على أن الطاعات لا تسمى إيمانا. قالوا: إنما الإيمان التصديق والإقرار.
وأما سائر الفقهاء من أهل الرأي والآثار بالحجاز والعراق والشام ومصر منهم مالك بن أنس والليث بن سعد وسفيان الثوري و الأوزاعي والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام وداود بن علي والطبري ومن سلك سبيلهم فقالوا: الإيمان قول وعمل، قول باللسان وهو الإقرار واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، مع الإخلاص بالنية الصادقة.
وقال البغوي: اتفقت الصحابة والتابعون ومن بعدهم من علماء السنة على أن العمل من الإيمان، وقالوا: إن الإيمان قول وعمل وعقيدة.
وأما المسألة الثانية: وهي مسألة الصفات فالإمام مالك يلتزم فيها مذهب السلف تبعا لمنهجه في إثبات العقيدة من "الكتاب والسنة" والحض على الاتباع والتحذير من الابتداع والتقليد، وقد اشتهر عنه قوله في الاستواء: إنه معلوم، وإن كيفه مجهول، والسؤال عنه بدعة، كما يروى هذا القول أيضا عن أم سلمة رضي الله عنها، وعن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ الإمام مالك.
والاستواء العلو والارتفاع، وصفة علو الله عز وجل التي يثبتها مالك والسلف والأشعري، وقبل ذلك أثبتتها عشرات الأدلة من الكتاب والسنة الصريحة التي لا تقبل التأويل أصلا، هذه الصفة هي التي تكشف حقيقة النزعة التكفيرية التي يتميَّز بها المذهب الكلامي الذي يراد إلصاقه بعقيدة مالك والمالكية الأصلية كما سيأتي توضيحه.
ولم يكن من المعقول نقل مذهب مالك في لأحكام العملية دون القضايا العلمية العقدية فحسب، فالإسلام عقيدة أولا ثم شريعة، فقد مكث المغرب الإسلامي والأندلس طيلة الأربعة القرون الأولى على عقيدة السلف التي كانت لصيقة بمذهب مالك الفقهي، غير أن المذهبية المتعصبة التي حدثت فيما بعد أرادت أن تضع مُسلَّمةً خاطئة أساسها الفصلُ بين الاعتقاد والعمل، وهذا الفصل في حدِّ ذاته بدعةٌ خطيرة حدثت في المجتمع الإسلامي سيما بعد نهاية القرن الرابع الهجري عندما تطور الفكر الإرجائي بتشجيع رسمي من بعض الدول التي ظهرت آنذاك كدولة السلاجقة ودولة الموحدين بقيادة ابن تومرت حيث صار المالكيون لا يعرفون من كتب المذهب إلا (المدونة) أو (المختلطة) أو (العُتْبية)، وتمّ عزل الموطأ الذي هو كتاب المذهب الأول، لأنه يحتوي على أدلة التشريع المتمثلة في النصوص الحديثية وآثار السلف، وليس من المنهجية العلمية في شيء أن يلزم المتبع لمذهب مالك العقيدة الأشعرية، وجمهور متأخري الأشاعرة يُكَفِّرون مثبتي الصفات على طريقة الإمام مالك رحمه الله الذي رفض أن يجلس في حلقته من يتكلم في الصفات على غير طريقة السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما فيما يتعلق بأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رحمه الله (260 ـ324هـ) فقد ذكر ابن كثير أنه مرَّ بثلاث مراحل في معتقده، مرحلة الاعتزال ثم مرحلة إثبات الصفات العقلية السَّبع، وأخيرا مرحلة رجوعه التّام إلى معتقد السلف حيث ألّف كتابه (المقالات) الذي يُصرِّح فيه أنه يقول بكل أقوال أهل السنة وأصحاب الحديث، وكذلك كتاب (الإبانة عن أصول الديانة) هذا الكتاب الذي يُشكِّك خصوم العقيدة السّلفية في صحة نسبته إلى الأشعري، وأنه آخر مؤلفاته، والصّحيح أنه ثابتُ النسبة إليه، وممن نسب كتاب (الإبانة) إلى الأشعري ابن عساكر في (تبيين كذب المفتري) والحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب الاعتقاد، والحافظ الذهبي في كتابه (العلو للعلي الغفار)، وابن فرحون المالكي في كتابه (الديباج المذهب)، وابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب)، والسيد مرتضى الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين)، وأبو القاسم عبد الملك بن درباس في رسالة (الذب عن أبي الحسن الأشعري)، وشيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتوى الحموية الكبرى)، وابن القيم في كتابه (اجتماع الجيوش الإسلامية).
فهؤلاء جميعا وغيرهم يؤكدون صحة نسبة (الإبانة) إلى صاحبها أبي الحسن الأشعري، وأنها آخر تواليفه التي تضمّنت عقيدته التي مات عليها رحمه الله. قال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: أبو الحسن الأشعري كبير أهل السنة بعد الإمام أحمد بن حنبل وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد بن حنبل واحدة لا شك في ذلك ولا ارتياب، وبه صرح الأشعري في تصانيفه
.
ومن العلماء الذين ذكروا رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف ابن عساكر الدمشقي في (التبيين)، وأبو بكر إسماعيل الأزدي القيرواني المعروف بابن عزرة، وابن خلكان الشافعي في الوفيات وأبو الفداء إسماعيل بن كثير في البداية والنهاية، وشمس الدين الذهبي في كتابه (العلو)، وابن فرحون المالكي في (الديباج)، وغيرهم.
ولأجل الخروج من إشكالية علاقة الأشعري بمن جاؤوا بعده لابد من تحديد مصطلح هذه الأشعرية، لأنها كلمة تعني النسبة إلى الأشعري، وهذا يؤدي إلى التباسٍ وتدليسٍ واضحين مما حدا ببعض العلماء إلى استعمال مصطلح الأشعرية الكُلَّابية، اعتمادا على المرحلة الثانية من تطور عقيدة الأشعري، هذه المرحلة هي التي يتبناها الأشاعرة بعد الأشعري، سيما في باب الصفات ولم يستعمل البعض الآخر كلمة الأشعرية بل استعمل مصطلح الجهمية كما فعل ابن القيم في بعض كتبه، وذلك لاشتراكهم مع الجهمية في مسألة الإيمان ونفي الصفات الإلهية والجَبر. ولأجل إزالة كل التباسٍ فإننا نقترح استعمال مصطلح "الأشاعرة الجهمية"، ونحن هنا بالضرورة نُفرِّق بين الأشعري والأشعرية، وذلك ما يؤكده جملةُ ما بأيدينا من مؤلفات الأئمة الذين جاؤوا بعد الأشعري حيث أن المذهب الأشعري لم يُؤصَّل ولم ينتشر إلا بعد ظهور أئمةٍ من أمثال" الباقلاني" و"الجويني" و"أبي حامد الغزالي"، ثم "الرازي" و"أبي بكر بن العربي" و"الآمدي" و"الشهرستاني" و"عبد القاهر البغدادي" وغيرهم، وأما متأخرو الأشاعرة إلى يومنا هذا فإن بُعْدَهم عن عصر الأئمة جعلهم يتيهون في عقائد هي مزيج من الحق والباطل، وبغضِّ النّظر عن رجوع كثير من هؤلاء الأئمة إلى عقيدة السلف في أواخر أعمالهم كما هو ثابت ومؤكد؛ فإن هذا الفرق والتفريق بين الأشعري والأشعرية يظهر جليا من خلال مقارنة علمية عادية بين نصوص أبي الحسن الأشعري ونصوص مؤلفات أئمة الأشعرية المشهورة، هذا إذا لم نَقُلْ مقارنة هذه النصوص بنصوص "الكتاب والسنة"، كما أن هذا التفريق تتسِع هوته عندما نصل إلى مؤلفات متأخري "الأشاعرة الجهمية" مثل مؤلفات "محمد بن يوسف السنوسي" (ت895هـ)، كأم البراهين وشروحها وحواشيها، وأخيرا عندما وصلت هذه الأشعرية المزعومة إلى مرحلة الجمود والتقليد والبعد الكبير عن هدي"الكتاب والسنة" حيث امتزجت العقيدة بالتصوف وببعض السلوكات والتقاليد المنافية للعبادات الشرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذه المرحلة الرديئة جدا تُريد تلك الثُلَّة المذكورة استخراج مرجعية دينية للجزائريين مثلما يقترحُه بعضهم من أصحاب المتون المقلِّدة (مالكي أشعري على طريقة الجُنيد السالك)، حيث يمتزج الجَبر بالإرجاء البدعتان اللّتان لم يعرف المجتمع الإسلامي أخطر منهما على الإطلاق، حيث تُعطَّلُ "أحكام الشريعة" بالإرجاء وتنتفي "الحكمةُ من الثواب والعقاب" بعقيدة الجبر حيث لا فرق بين الطاعة والمعصية، ومع ابتعاد متأخري "الأشاعرة الجهمية" عن عقيدة مالك والأشعري وعقيدة السّلف فقد كان بعض أسلاف الأشاعرة ومنهم بعض شيوخ الأشعري أقرب إلى عقيدة السلف لقرب عهدهم بهم مثل: "ابن كلاب"، و"الحارث المحاسبي"، و"أبي العباس القلانسي"، فقد كانوا يثبتون صفة علو الله عز وجل والصفات الخبرية التي ينكرها هؤلاء المتأخرون ويُكَفِّرون من يُثبتها معارضين بذلك صريح الكتاب والسنة الصحيحة.
وهنا نعود إلى التذكير بتلك النزعة التكفيرية التي أشرنا إليها سابقا حيث تظهر خطورة تلك المرجعية الدينية المقترحة التي بدأت بعض الدوائر المَعْنية بتنفيذها بأسلوبٍ شبيه نوعا ما بأساليب "محاكم التفتيش البابوي المتعصبة"، والتي يذهب ضحيتها عوام هذه الأمة المرحومة. فمن المعلوم في كتب علم الكلام أن أول واجب على المكلف "الاستدلال والنظر" وأنهم يسمون إيمان العوام الفطري تقليدا، وأغلب المتكلمين على القول بتكفير المُقلِّد في الاعتقاد، وهذا ما يؤدي إلى تكفير أغلب المسلمين الذين هم عوام، وبعضهم تورعوا عن التكفير ولكن قالوا بتفسيق المُقلِّد أي العامّي وعصيانه بتركه الاستدلال العقلي. قال البغدادي: قال أصحابنا: كل من اعتقد أركان الدين تقليدا من غير معرفة بأدلتها ننظر فيه فإن اعتقد ذلك مع تجويز ورود شُبهة تُفسِد معتقده فهو كافر ليس بمؤمن إجماعا!!. واختلفوا في من اعتقد عن تقليد مع اعتقاده أنه ليس في الشُّبَه ما يُفسِد معتقده فالجمهور صحَّحَ إيمانه ولكنه عاصٍ بترك الاستدلال، وتُرجى له الشفاعة والغفران.
وممن يرى تكفير العوامّ محمد بن يوسف السنوسي الذي تحتل مؤلفاته مكانة مرموقة عند متأخري "الأشاعرة الجهمية" حيث امتزجت العقيدة بالتصوف المنحرف، يقول السنوسي: من ثبتت إشارته ودلت عبارته و لاحت ولايته لا ينبغي الإنكار عليه في حال أفعاله كيف ما كانت. ويقول أيضا في ترجيح عدم صحة إيمان المُقلِّد: الحقّ الذي يدل عليه الكتاب والسنة ـ في زعمه ـ وجوب النظر الصحيح مع التردد في كونه شرطا في صحة الإيمان أو لا والراجح أنه شرط في صحته. فالمُقلِّد (العامّي) عند جمهور "الأشعرية الجهمية" هو بين الكفر والفسوق والعصيان.
وأحسن من هذا المذهب ما ذهب إليه بعض أئمة الماتريدية من أن إيمان المُقلِّد صحيح من غير عصيان.
وأمام خطورة هذه الأفكار فقد تكفَّل بعض العلماء والفلاسفة والمتكلمين بالردّ على هذه الطروحات المتناقضة حيث كان "ابن رشد" على سبيل المثال يرى أن علم الكلام لا يصلح للعلماء ولا يفهمه العوام، لأنه ليس برهانيا ولا شرعيا، حيث توقف في دائرة الجدل ولم يتخطاها إلى دائرة البرهان حيث بقيت الفرق الكلامية على رأسها "الأشعرية الجهمية" في مستنقع السوفسطائية. ومن أُسُس هؤلاء الأشاعرة تكفير من يثبت علو الله عز وجل وتكفير من يثبت صفات الرحمن على طريقة مالك والسلف والأشعري أيضا واعتباره مُشَبِّها ومُجَسِّما.
ونشير هنا أنه من علامات الجهمي أنه يصف من يثبت الصفات على طريقة السلف مُشَبِّها ومُجَسِّما. زد على ذلك تكفير هؤلاء لمن يقول بالعِلِّية والسّببية (ومن يقل بالطبع أو بالعِلّة فذاك كفرٌ عند أهل الملة)، حيث اعتبروا أن النار ليست عِلّة الإحراق، وأن الأكل ليس عِلّة الشّبع ... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومَكمَنُ الخطورة في هذه العقيدة هو منافاتها للروح العلمية لهذا العصر حيث الاستكشافات الباهرة للقوانين والعلاقات السّببية بين ظواهر الكون الذي خلقه الله وخلق نواميسه وقوانينه، ومن خلال النظر فيها نكتشف عظمة الله عز وجل وتوحيده. قال الغزالي: ومذهب أهل الحقّ أن المُؤثِّر هو قدرة الله تعالى وأن الأسباب لا أثرَ لها والله أعلم. وقال: الاقتران بين ما يُعتقَد في العادة سببا وبين ما يُعتقَد مسبِّبا ليس ضروريا عندنا. وقال أيضا: ليس الجَزُّ سببا في الموت ولا الأكل سببا للشّبع ولا النار عِلّة الإحراق ولكنّ الله يخلق الإحراق والموت والشّبع عند جريان هذه الأمور لا بها.
كما أنكر الأشاعرة كل "لام" تعليل في القرآن وقالوا: إن كونه يفعل شيئا لعِلّة ينافي كونه مختارا مريدا، وبعضهم يُسمِّي ذلك نفي الغَرَض عن الله، ويعتبرونه من لوازم التوحيد والتنزيه. كما أنكر الأشاعرة الحكمة والغَرَض والتّعليل في أفعال الله عز وجل. قال الآمدي: مذهب أهل الحق أن الباري تعالى خلق العالم وأبدعه لا لغاية يستند الإبداع إليها ولا لحكمة يتوقف الخلق عليها بل كل ما أبدعه من خير وشر ونفع وضرٍّ لم يكن لغَرَضٍ قاده إليه ولا لمقصود أوجب الفعل عليه؛ بل الخلق وأن لا خلق له جائزان، وهما بالنسبة إليه سيان.
وأما عقيدة الجبر فالباحث في مفهوم الكسب عند الأشاعرة يجده يتأرجح في اضطراب كبير بين محاولة إثبات حرية الاختيار والجبر، أما "فخر الدين الرازي" فقد صرَّح بالجَبر في بعض مؤلفاته مثل (المباحث المشرقية)، ومما يرجح جبرية الكسب الأشعري مسألة جواز التكليف بما لا يطاق ووقوعه التي يقول بها "الأشاعرة الجهمية"، وكذلك ردُّ "أبي إسحاق الإسفرائيني" على "الجويني" الذي حاول أن يثبت حرية الفعل الإنساني في كتابه (العقيدة النظامية)، حيث اعتبر رأيه هذا من تأثيرات المعتزلة عليه، مع أن قول الجويني هو الصحيح كما يؤكده ابن القيم في كتابه (شفاء العليل).
هذا غيضٌ من فيضِ هذه المعتقدات المُحدَثة التي تمثل خطرا على العقيدة الإسلامية التوقيفية التي لا تؤخذ إلا من مصدرين معصومين هما الكتاب والسنة الصحيحة، وكان من الواجب في جميع عصور الأمة الإسلامية أن يوكل الأمر إلى العلماء الذين يسلكون طريق الالتزام بالمنهج العلمي الشرعي لا عن طريق تقليد أقوال الرجال الذين يصيبون ويخطئون وليَكُن قدوتهم قول مالك رحمه الله: كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم. وكما قال الشافعي رحمه الله: إذا رأيتم قولي يخالف قوله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بقولي عرض الحائط.
وعلى رجال العلم ودعاة الإسلام التنبه إلى تأثير السلطات المتعاقبة على العقيدة الإسلامية، فقد حاول الكثير من الزعماء والقادة والرؤساء توجيه عقائد المسلمين بما يوافق سياساتهم حيث كانت بدعة الجَبر والإرجاء الأكثر حظْوةً باهتمام الحُكّام عبر التاريخ الإسلامي فقد رأوا أنّ نشر البدع الاعتقادية لا يتم على أحسن وجه إلا بإلصاقها بالأئمة الأعلام كمالك والأشعري مثلما مرّ معنا في هذا المقال، وعلى الدوائر العلمية في الكليات والجامعات المتخصِّصة وما تملكه من أساتذة وباحثين ذوي الكفاءات العالية أن تسحب البساط من تحت أقدام ذوي التموقعات السياسوية والمقاصد الحزبية الضيقة حفاظا على عقيدة المجتمع التي هي أساس وحدته وتضامنه. والله الهادي إلى سواء السبيل.
د/ خميس بن عاشور.
كلية العلوم الإسلامية و العلوم الاجتماعية
جامعة باتنة الجزائر.
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=1984
ـ[التقرتي]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 11:12]ـ
لا اوافقك بزج كل الجزائر في هذا الطريق ما تقوله هو حال القدامى او اصحاب الطرقية، مند مجيئ عبد الحميد بن باديس نسف الصوفية و القبورية نسفا في الجزائر و لا نكاد نسمع للاشاعرة اثرا في الشرق الجزائري اليوم.
لو تتبعت عقيدة الناس لوجدتها نقية صافية بالفطرة و الحمد لله.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 08:33]ـ
لا اوافقك بزج كل الجزائر في هذا الطريق ما تقوله هو حال القدامى او اصحاب الطرقية، مند مجيئ عبد الحميد بن باديس نسف الصوفية و القبورية نسفا في الجزائر و لا نكاد نسمع للاشاعرة اثرا في الشرق الجزائري اليوم.
لو تتبعت عقيدة الناس لوجدتها نقية صافية بالفطرة و الحمد لله.
بارك الله فيكم
وماذا عن المعاهد الدينية الرسمية
هل هى كالأزهر عندنا حيث يختلط التمشعر بالتصوف بالتمذهب لأحد المذاهب الأربعة
أم أن الوضع مختلف عندكم؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 09:09]ـ
المعاهد مختلطة فمن انتسب إلى الصوفية فهو اشعري و من انتسب للسلف درس عقيدة السلف لكن لا توجد قاعدة محددة هي اتجاهات فردية و الله اعلم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 09:20]ـ
المعاهد مختلطة فمن انتسب إلى الصوفية فهو اشعري و من انتسب للسلف درس عقيدة السلف لكن لا توجد قاعدة محددة هي اتجاهات فردية و الله اعلم
هل تقصد أن المناهج غير محددة؟
يعني يضع كل أستاذ منهج معين لما يدرسه للطلبة
هنا في الأزهر التعليم من الابتدائي حتى نهاية الثانوى العقيدة أشعرية وأغلب المدرسين متصوفة على درجات مختلفة والفقه يدرس للطالب مذهب واحد في الوجه البحري أغلبهم شافعية وأحناف وفي الصعيد أغلبهم مالكية ويدرس الحنبلي بصفة نادرة جداً في القاهرة.
والطالب عندما ينتقل للجامعة يظل على نفس المذهب مع التوسع وربما يدرس فقه مقارن بالإضافة لمذهبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 09:36]ـ
اخبرني اكثر من واحد من الدارسين هناك ان كل استاد يدرس حسب عقيدته.
في الجزائر المناهج موحدة في ما قبل الجامعة لكن العقيدة عامة اما في الجامعة فلا يوجد برنامج معين، الخطوط العريضة فقط و الباقي الاستاد من يحدده.
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 10:43]ـ
العلم ليس في الجامعات، فلو اخدوا اولادهم عند الشيوخ في المساجد لكان افضل لهم و انفع لأولادهم فم اظن جلسة الكرسي تعلم شيئا انما جلسة الارض فيها الكثير من الخير(/)
الاذان موحدا في جميع مساجد راس الخيمة؟؟؟
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 01:50]ـ
رأس الخيمة: أطلق ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي مساء اليوم من مسجد الشيخ زايد في رأس الخيمة خدمة الأذان الموحّد الحي في مساجد إمارة رأس الخيمة كافة، وذلك بدءاً من صلاة المغرب.
وثمّن ولي عهد رأس الخيمة العناية التي تجدها "بيوت الله" من قبل رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وحكام الإمارات وولي عهد أبو ظبي الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ووجّه القاسمي الشكر والتقدير للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على هذه الخطوة التي تصب في خدمة المسلمين لتطوير بيوت الله، بما يتناسب والنهضة الشاملة التي تشهدها البلاد، مؤكداً أن نجاح الهيئة في تنفيذ هذا المشروع يعد تطوراً مهماً.
من جانبه، ثمّن رئيس الهيئة حمدان مسلم المزروعي دور القيادة الرشيدة واهتمام ولي عهد رأس الخيمة ورعايته ودعمه لبيوت الله، مشيراً إلى أن استفادة الهيئة من التقنيات الحديثة وإدخالها خدمة الأذان الموحد إلى مساجد الدولة تأتي في سياق الارتقاء بالمساجد وجعلها بيئة جاذبة للمصليّن.
بدوره أشار مدير عام الهيئة محمد مطر الكعبي إلى أن مكتب الهيئة في رأس الخيمة انتهى من تركيب الأجهزة الفنية وإدخال الخدمة في المرحلة الأولى التي تغطّي قرابة 200 مسجد في مدينة رأس الخيمة القديمة ومنطقة خزام والظيت الجنوبي والظيت الشمالي ومنطقتي الجزيرة الحمراء والرفاعة.
وأوضح الكعبي أن المساجد سوف تستقبل الأذان الموحد، عبر القمر الصناعي، الذي يتم رفعه حياً على الهواء، من قبل مؤذِّن تختاره الهيئة بعناية من بين مجموعة كبيرة تتقدم للاختبار وفق الأحكام الفقهية من دون الاستغناء عن المؤذّنين في المساجد الأخرى.(/)
رداً على من قال أن القضاء والفتوى في السعودية على المذهب الحنبلي بإطلاق
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 03:20]ـ
قلت: لمن لا يعرف حقيقة القضاء في بلاد التوحيد , فليعلم أن المذهب الحنبلي هو الأصل بين القضاة , لكن إن ترجح للقاضي خلاف ما في المذهب قضى بالراجح دون تثريب عليه , بل لو أتى المحكوم عليه بحجة من الكتاب والسنة تنقض ما قضى به القاضي بناء على المذهب الحنبلي , يُنقض حكم القاضي.
يقول أحد طلاب الشيخ أحمد النجمي رحمه الله مفتي الديار الجنوبية واصفاً حال الشيخ:
اعتِمادُه في المَسائلِ العِلميَّةِ على الدَّليل، وتَركه التَّقليد لأيِّ مذهَبٍ، وله في ذلكَ فتَاوًى، مشهورةٌ، وتَرجيحاتٌ مسطُورَةٌ، ولا زَالَ الشَّيخُ يُفتي بالدَّليلِ، والرَّاجِح عندَه، حتَّى فارَقَ الدُّنيا؛ ولو كان في ذلك مُخالَفةٌ لعلَماء البَلد!.
ومن ذلكَ- مَثَلاً-: فَتوَاه بأنَّ مَن قَتلَ مُورِّثَهُ خطأً في حوادث السَّيَّارات، فإنَّه يَرثُ منه؛ لانتِفَاءِ شُبهَةِ القَصدِ؛ وللأدلَّةِ الدَّالَّة على رفع الخَطَإ، وِفَاقًا لجُمهور العُلماء، وخِلافًا للمَذهب الحنبليِّ، وله في ذلك بحثٌ ضِمنَ فَتَاويهِ.
و في آخر زيارةٍ لي في شوال 1247قَرأتُ عليهِ مَبحَثًا في هذه المَسألَة رجَّحتُ فيه قولَ الحَنابِلةِ، واللجنة الدائمة؛ فتبسَّم من قول اللَّجنة: (وننصح الورثة أن يصطلحوا على أن يعطوه نصيبَه، لعدمِ قصده!)، أو كما قالت، ثمَّ حدَّثني: أنه قبل بضعة عشر، أوقال: بضعٍ وعشرينَ سنة، حصل لتلميذٍ له حادثٌ؛ فماتَ أبوه، فقضى القاضي أن لا إرثَ له، فسألني: فقلتُ له: بل لك الإرث، وكتبتُ له بحثًا؛ فأعطاه ذلك القاضي، فاقتنع، وأعطاه الإرث. انتهى المقصود
قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -: (إن الشيخ – رحمة الله – ما جاء بمذهب مستقل، وإنما هو في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وإذا ترجح عنده القول بالدليل أخذ به ولو لم يكن في مذهب الإمام أحمد، يعني أنه لا يتعصب إلى الشخص، وإنما يذهب إلى الحق، فهو حنبلي، ولكن إذا كان الدليل مع غير أحمد وفي غير مذهب أحمد فإنه يأخذ به،لأن الإمام أحمد - رحمه الله – يأمر بهذا، يأمر أن نتبع الدليل، ولا نأخذ قوله ولا قول غيره، قال رحمه الله: " عجبتُ لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان - هو سفيان الثوري رحمة الله - والله تعالى يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم): أتدري ماالفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا رد بعض قوله - أي بعض قول الرسول صلى الله عليه وسلم - يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك " اهـ؛ هذا قول الإمام أحمد، فالشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب هو على مذهب الإمام أحمد، إمام أهل السنة، ولكنه لا يتعصب لمذهب أحمد، بل متى وجد الدليل مع غيره أخذ بالقول الذي عليه الدليل، وهذا موجود في فتاواه وفي رسائله، موجود معروف مدون. هذا في الفقه، أما في العقيدة فهو على عقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة الأربعة). (رد شبهات حول دعوة المجدد الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، ص 35 - 37).
فأسال الله لهذه الدولة الثبات على الحق.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 04:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ أحمد النجمى رحمه الله والشيخ حافظ الحكمى رحمه الله وكثير من مشايخ الجنوب من أهل الدليل.
وبالطبع مثلهما الكثير من الشيوخ الكبار والمشهورين في بلاد الحرمين كالشيخ ابن باز والعثيمين رحمها الله والفوزان حفظه الله
هذا لا يختلف فيه أحد
أما عن وصف القضاء في بلاد الحرمين بالحنبلية فهذا شاع لأنه يقال أن هناك كتاب مبنى على أقوال المذهب الحنبلي يتداوله القضاة ولا يخرجون عن أحكامه ... فهل هذا صحيح؟
لأنه لو كان صحيحاً فهذا أشبه بتقنين أحكام المذهب!
##############
هدى الله الجميع إلى الحق.
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 04:52]ـ
أما عن وصف القضاء في بلاد الحرمين بالحنبلية فهذا شاع لأنه يقال أن هناك كتاب مبنى على أقوال المذهب الحنبلي يتداوله القضاة ولا يخرجون عن أحكامه ... فهل هذا صحيح؟
لأنه لو كان صحيحاً فهذا أشبه بتقنين أحكام المذهب!
لا عيب على جعل المذهب الحنبلي أو غيره (كوسيلة) الأصل في معرفة حكم الشرع في القضايا المنظورة.
ولكن التهمة بعدم الخروج عن المذهب باطلة , وهذا هو البهتان المنفي في المقالة.
والدليل ما نقلت لك عن الشيخ النجمي وذاك القاضي الذي بمجرد اقتناعه بحجة الخصم حكم له بموجب الحجة وترك المذهب.
وقد حدثني بعض القضاة موكداً أن هذا الإجراء معمول به في محاكم المملكة كلها , ولكن العبرة بالقاضي , والله أعلم
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 04:55]ـ
يقال أن هناك كتاب مبنى على أقوال المذهب الحنبلي يتداوله القضاة ولا يخرجون عن أحكامه ... فهل هذا صحيح؟
.
ليس هناك كتاب مؤلف على هذا النحو , وليس هناك إلا كتب المذهب المعتمدة والمشهورة كالإنصاف والفروع وغيرها , والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 06:57]ـ
بارك الله فيكم على التوضيح.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 09:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا شريط للشيخ صالح آل الشيخ يشرح فيها تاريخ نظام الحكم في محاكم المملكة، تجدها في هذا الرابط:-
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Hakmeh/SaudiSys.html
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 02:28]ـ
استفسار آخر أخى القضاعى
ظهرت عدة قضايا طالب فيها أولياء للمرأة بالتفريق بينها وبين زوجها لعدم كفاءة النسب (الزوجة قبلية والزوج غير قبيلي) وحكم فيها جميعاً بالتفريق رغم أن عدم اشتراط الكفاءة هو قول الجمهور وقول ابن تيمية وابن القيم فيما أعلم ... وهما من محققى المذهب.
فلماذا تم الأخذ بالقول الضعيف والمخالف للأدلة والجمهور ومحققى الحنابلة وترك الرأي القائل بعدم اشتراط الكفاءة في النسب؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 07:58]ـ
استفسار آخر أخى القضاعى
ظهرت عدة قضايا طالب فيها أولياء للمرأة بالتفريق بينها وبين زوجها لعدم كفاءة النسب (الزوجة قبلية والزوج غير قبيلي) وحكم فيها جميعاً بالتفريق رغم أن عدم اشتراط الكفاءة هو قول الجمهور وقول ابن تيمية وابن القيم فيما أعلم ... وهما من محققى المذهب.
فلماذا تم الأخذ بالقول الضعيف والمخالف للأدلة والجمهور ومحققى الحنابلة وترك الرأي القائل بعدم اشتراط الكفاءة في النسب؟
العبرة بما يترجح عند القاضي لا في نفس الأمر.
فالأصل المقرر أن مخالفة المذهب إلى القول الراجح سائغ ولا تثريب فيه على القضاة في السعودية , فإن رأى القاضي أن الراجح ما في المذهب أخذ به , والله أعلم.
ـ[صهود]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 11:49]ـ
جزاك الله خيرا اخي القضاعي
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 03:44]ـ
وجزاك
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 04:47]ـ
الأخ الفاضل:
جزاكم الله خيرا.
مشاركة لكم في موضوعكم، أحب أن أطرح بعض الأسئلة:
........................
1. هل ترى أخي الفاضل أن نقلك لوصف واحد من المشايخ في منطقة عندكم يعد ردا على من قال بأن المذهب القضائي العام في الدولة ككل هو مذهب الإمام أحمد بن حنبل؟.
.......................
2. هل التزام مذهب معين في القضاء، وعدم الخروج عنه يعد تعصباً؟.
......................
3. ألا تعتقدون سيدي أن قولكم: الشيخ متبع للدليل، وليس متبعا لمذهب معين، يحتاج إلى مزيد إيضاح، كونه يوحي بأن المذهب ليس مبنيا على دليل؟.
.....................
جزاكم الله خيرا.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 07:21]ـ
اخي الفاضل
قبل كل شيء يجب التفريق بين عمل العلماء والدعاة وبين القضاة في كنه العمل هذا لازم اول
ثم اقول:
بصدق لا علم لي بمايدور في أروقة المحاكم خاصه وان شيء من هذا القبيل تدور رحاه على السنة الناس هذه الايام حاله كحال غيره مما شملته التغييرات
لكن
فيما يخص نظام الدوله (واعني بالاخص فيما كان في عهد الملك فيصل وما قبله الى الملك عبدالعزيز رحمهما الله) فأنا علي يقين ان نظام الدولة ينص على التزام الدولة ممثلة بالمحاكم الشرعية بالمذهب الحنبلي .. بل ولو رأي أحد الخصوم أن القاضي عامله بما لايراه المذهب الحنبلي فله أن يطلب تمييزها فالم يميزها التمييز على المذهب الحنبلي رفع امره للمقام السامي مطالبا بتطبيق ماجاء بنظام الدوله (أي المذهب الحنبلي)
علما أن هذا مما لاتعصب فيه بل هو نظام دولة والأمر يحتاج الى ضابط تتأطر فيه المسائل حتى لا تكون معاملات الناس دُوْلَةً أو عرضة لمظنة الهوى
دم بخير اخي الفاضل
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 01:00]ـ
استفسار آخر أخى القضاعى
ظهرت عدة قضايا طالب فيها أولياء للمرأة بالتفريق بينها وبين زوجها لعدم كفاءة النسب (الزوجة قبلية والزوج غير قبيلي) وحكم فيها جميعاً بالتفريق رغم أن عدم اشتراط الكفاءة هو قول الجمهور وقول ابن تيمية وابن القيم فيما أعلم ... وهما من محققى المذهب.
فلماذا تم الأخذ بالقول الضعيف والمخالف للأدلة والجمهور ومحققى الحنابلة وترك الرأي القائل بعدم اشتراط الكفاءة في النسب؟
قول ضعيف عند من؟؟
قد لايراه القاضي الذي حكم ضعيفا، والمسألة نسبية.
أما الذي أعرفه عن مذهب الجمهور فإنه اشتراط النسب، مع التنبيه على أن أكثر من اشترط النسب فإنه يراه شرط لزوم لا شرط صحة والله أعلم.
أما بالنسبة للقضاء في المملكة فإن نظام القضاء الصادر مؤخراً ينص صراحة على أن القاضي يحكم بما أداه إليه اجتهاده في نصوص الكتاب والسنة فإن أشكل عليه رجع إلى كتب الحنابلة ككشاف القناع.(/)
من طامات وتحريفات النصارى وجرأتهم على خالقهم: دعواهم موت الرب
ـ[المحدث]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 07:44]ـ
الله مات!!! الله يرحمه
رجاء عدم التعليق على العنوان
فقط إنظر إلى الصفحة التالية
http://www.sheekh-3arb.net/%7Elibrary/sh/1.jpg (http://www.sheekh-3arb.net/%7Elibrary/sh/1.jpg)
http://www.sheekh-3arb.net/%7Elibrary/sh/2.jpg (http://www.sheekh-3arb.net/%7Elibrary/sh/2.jpg)
http://www.sheekh-3arb.net/%7Elibrary/sh/3.jpg
أعد النظر
تفحص
تأكد
يوسف ريا وكيرلس بسترس (المطرانان) - سلسلة الفكر المسيحي بين الأمس واليوم – التجسد فيض المحبة – المكتبة البولسية - بيروت , طبعة أولي , 1993, صفحة (16)
((لذلك يمكننا القول حقا إن الله تجسد، وإن الله ولد وعطش وجاع، وإن الله تألم ومات وقام، وإن الله صعد إلي السماوات))
هذا هو ايمان النصاري قاطبة علي وجه البسيطه ولا يخالف في ذلك الا مجنون او مكابر وقد اتفقت المسيحية جمعاء علي عبادة اله قد مات .. وهذا التصريح بموت ((الله)) قد يكون صادماً لمشاعر المسلمين وما دعانا الي كتابته هنا الا بيان عقيدة النصارى كما يؤمنون بها ولأول مرة نجدها صراحة كما أوردها هذان المطرانان ... ولا عزاء في اله يموت.
بسم الله والحمد لله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك علي الحبيب المصطفي المشرف بالشفاعة المخصوص ببقاء شريعته إلي قيام الساعة صلاة باقية ما تعاقب الليل والنهار.
قال الله عز وجل:-
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً [الفرقان: 58]
قال بن عاشور في تفسيره:
و {الحي الذي لا يموت} هو الله تعالى. وعدل عن اسم الجلالة إلى هذين الوصفين لما يؤذن به من تعليل الأمر بالتوكل عليه لأنه الدائم فيفيد ذلك معنى حصْر التوكل في الكون عليه، فالتعريف في {الحي} للكامل، أي الكامل حياته لأنها واجبة باقية مستمرة وحياة غيره معرضة للزوال بالموت ومعرضة لاختلال أثرها بالذهول كالنوم ونحوه فإنه من جنس الموت، فالتوكل على غيره معرض للاختلال وللانخرام. وفي ذكر الوصفين تعريض بالمشركين إذ ناطوا آمالهم بالأصنام وهي أموات غير أحياء.
قال الزمخشري في تفسيره:
أمره بأن يثق به ويسند أمره إليه في استكفاء شرورهم، مع التمسك بقاعدة التوكل وأساس الالتجاء وهو طاعته وعبادته وتنزيهه وتحميده، وعرّفه أن الحي الذي لا يموت، حقيق بأن يتوكل عليه وحده ولا يتكل على غيره من الأحياء الذين يموتون. وعن بعض السلف أنه قرأها فقال: لا يصحّ لذي عقل أن يثق بعدها بمخلوق، ثم أراه أن ليس إليه من أمر عباده شيء. آمنوا أم كفروا، وأنه خبير بأحوالهم كاف في جزاء أعمالهم.
فارحمنا يارب العالمين من كفر الوثنين .. ارجو نشرها لكل المسلمين
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 07:58]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي الكريم
هذا الرابط يحتوي على مناظرات الشيخ أحمد ديدات و كلّها مدبلجة إلى اللغة العربية و كما هو معلوم فهي كنز ثمين ومرجع مهم للإخوة الذين يردون على عباد الصليب.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20928
أرجو نشره على نطاق واسع, و الدّال على الخير كفاعله.
ملاحظة: يُرجى الانتقال الى المشاركة رقم #14 ( http://majles.alukah.net/showpost.php?p=168442&postcount=14) لأنها تحوي على مناظرتين جديدتين بالإضافة إلى مناظرات المشاركة الرّئيسية, و شكرا.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 07:59]ـ
رجاء عدم التعليق على العنوان
ليس لكَ أن تطلب إلينا ترك التعليق على العنوان "العجيب" الذي اخترت لموضوعك، وكون حكاية قالَة الكفر للتحذير منه لا يكفر قائلها لا يمنع أن نعدل عن التصريح بمثل هذه الشناعة إلى لفظ خير منها يؤدي معناها.
طلب: أرجوك غير العنوان. غفر الله لي ولك.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:00]ـ
أعوذ بالله .. ما هذا يا رجل!!
اتق الله .. أتبحث عن الإثارة بهذه الطريقة الشنيعة.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل المحدث ..
ـ[أبو ذر الطائفي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:05]ـ
يارجل لم تجد إلا هذا العنوان
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:10]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه مشاركة من الأخ [ياسر ( http://majles.alukah.net/member.php?u=813)] تحتوي على روابط أخرى للمناظرات الرّئيسة (لتفادي الضّغط على السيرفرات) و اللهم بارك السيرفرات صواريخ في كلا الموضوعين.
الرابط: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27238
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:12]ـ
هذا العنوان لفظة كفر .. والعياذ بالله .. ألم يمكنك أن تقول: تقول النصارى: الله مات .. هكذا؟ تقولها حكاية عوضاً عن أن يكون ظاهرها النسبة إليك؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:13]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فحقّا العنوان لا يليق.
يُرجى من أحد المشرفين-مشكورا-تغيير العنوان إلى ما يليق.
ـ[المحدث]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً جميعاً
وسامح الله من اتهمني في نيتي
فكما اصابكم الامر بصدمة واحساس بالبشاعه ... اريد هذا الامر أن يصل لجميع المسلمين كنوع من الحماية ضد حملات التنصير المتتالية المتتابعه التي لا يعلم حقيقتها وتأثيرها الا متمرس في هذا الامر ....
وبخصوص العنوان ... انا لا املك الصلاحية لتغيره ... لو المشرف يغير العنوان الي الاله مات ... لا اشكال أو ما يراه مناسباً
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:45]ـ
هذا العنوان لفظة كفر .. والعياذ بالله .. ألم يمكنك أن تقول: تقول النصارى: الله مات .. هكذا؟ تقولها حكاية عوضاً عن أن يكون ظاهرها النسبة إليك؟؟
بارك الله فيكم.
وينبغي التوبة من هذا مهما كان قصدك حسناً.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 09:22]ـ
تم تعديل العنوان
وأرجو من الأخ (المحدث) أن لا يعود إلى هذا الأمر
ـ[المحدث]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 03:01]ـ
كتاب بارت إيرمان تحريف أقوال المسيح
ينقل فيه عن ميلتوا أسقف سارديس قوله:
ومن يا ترى الذي قُتِل؟ ومن القاتل؟ أشعر بالعار من إجابة هذا السؤال، لكن الإجابة عليه واجبة. . . . الذي علّق السماء في الفضاء هو نفسه من عُلِّق؛ الذي سمَّّر السموات في مكانها، دُق بالمسامير؛ الذي ثبت كل الأشياء هو نفسه ثبت إلى الشجرة. السيد قد أُهِين،الرب قد قُتِل، ملك إسرائيل أبيد بيد إسرائيل اليمنى. (عظة الفصح 94ـ96)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 02:42]ـ
للرّفع و الإفادة(/)
قولك "سلاما" لمن تراه جاهلا .. هل هو من السلام حقا؟؟؟؟
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 10:34]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و بعد
كثيرا ما نرى من الإخوة قول بعضهم لبعض " سلاما "
تأولا منهم لقوله تعالى " و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "
فهل هذا التأويل صحيح؟؟
و هل هذا القول من السلام حقا؟؟؟
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد:
ليس المراد أنهم قالوا هذا اللفظ المفرد المنصوب وإنما معناه قالوا قولا سلاما مثل سدادا وصوابا وسمي القول سلاما لأنه يؤدي معنى السلام ويتضمنه من رفع الوحشة وحصول الإستئناس
قلت:
وقولك " سلاما " فيه تعريض بل تصريح بجهل صاحبك و هذا انتقاص منه و إن كان جاهلا حقا و ليس هذا قطعا من السلام
فقولك للجاهل يا جاهل سبٌ له و إن كان صدقا
و كان السلف يعتبرون قولك للكلب " يا كلب" سب له مع أنه كلب
و الأدهى
أن قولك " سلاما " فيه تزكية لنفسك
فأنت بذلك تقول أنك من عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا و الذين يبيتون لربهم سجدا و قياما و .............. كل الصفات التي في الآيات
فاحذر أخي الكريم
بارك الله فيك(/)
ماالفرق بين صفات المعاني و المعنوية عند الأشاعرة؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 11:06]ـ
ماالفرق بين صفات المعاني و المعنوية عند الأشاعرة؟
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
قال شيخ الإسلام: اعلم أن المذهب إذا كان باطلا فى نفسه لم يمكن الناقد له أن ينقله على وجه يتصور تصورا حقيقيا فإن هذا لا يكون إلا للحق فأما القول الباطل فإذا بين فبيانه يظهر فساده حتى يقال كيف اشتبه هذا على أحد ويتعجب من اعتقادهم إياه ولا ينبغى للإنسان أن يعجب فما من شىء يتخيل من أنواع الباطل إلا وقد ذهب إليه فريق من الناس.
مجموع الفتاوى (2|145)
مما هو معلوم أن المعتزلة يثبتون الأسماء وينفون الصفات فيقولون عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر.
حتى جاء أبو هاشم الجبائي فأثبت للصفات أحوالا فقال: كونه عالما سميعا بصيرا إلخ.
وهذه الكينونية لا تفيد شيئا وجوديا وإنما هو شيء قائم بالذهن ليس له حقيقة؛ فالأحوال عنده مرتبة بين الوجود والعدم؛ أي أمر اعتباري تعلقي فقط.
ولذلك احتار المتكلمون في تفسير الحال عند أبي هاشم ولذلك قال الشهرستاني في تعريف الحال: أما بيان الحال وما هو أعلم أنه ليس للحال حد حقيقي يذكر حتى نعرفها بحدها وحقيقتها على وجه يشمل جميع الأحوال فإنه يودي إلى إثبات الحال للحال بل لها ضابط وحاصر بالقسمة وهي تنقسم إلى ما يعلل وإلى ما لا يعلل وما يعلل فهي أحكام لمعان قائمة بذوات وما لا يعلل فهو صفات ليس أحكاماً للمعاني.
أما الأول فكل حكم لعلة قامت بذات يشترط في ثبوتها الحياة عند أبي هاشم ككون الحي حياً عالماً قادراً مريداً سميعاً بصيراً لأن كونه حياً عالماً يعلل بالحياة والعلم في الشاهد فتقوم الحياة بمحل وتوجب كون المحل حياً وكذلك العلم والقدرة والإرادة وكل ما يشترط في ثبوته الحياة وتسمى هذه الأحكام أحوالاً وهي صفات زائدة على المعاني التي أوجبتها.
نهاية الإقدام (45)
وقال الباقلاني: كل صفة لموجود لا تتصف بالوجود فهي حال سواء كان المعنى الموجب مما يشترط في ثبوته الحياة أو لم يشترط ككون الحي حياً وعالماً وقادراً وكون المتحرك متحركاً والساكن ساكناً والأسود والأبيض إلى غير ذلك.
نهاية الإقدام (45)
وقال الإيجي: هو الواسطة بين الموجود والمعدوم.
المواقف (1|279)
انتقال نظرية الأحوال إلى الأشاعرة
وقد انتقلت نظرية الأحوال إلى مذهب الأشاعرة فقال بها بعض علماء الأشاعرة
يقول الإيجي: وقد أثبته إمام الحرمين أولا والقاضي منا وأبو هاشم من المعتزلة.
المواقف (1|279)
وقد قسم الأشاعرة الصفات
1ـ صفات معاني.
2ـ الصفات المعنوية.
3 ـ الصفات السلبية.
4 ـ الصفة النفسية.
فصفات المعاني: ما دل علي معنى وجودي قائم بالذات , وهي الصفات السبع:
الحياة , والعلم , والقدرة , والإرادة , والبصر , والكلام , والسمع.
والصفات المعنوية: كونه حياً , عليماً , قديراً , مريداً , سميعاً , بصيراً , متكلماً
وهذه الصفات المسماة بالمعنوية هي نظرية الأحوال عند أبي هاشم المعتزلي.
وقالوا: الفرق بين المعاني والمعنوية أن المعاني وجودية تعقل ذهنا وخارجا، والمعنوية ثبوتية تعقل ذهنا لا خارجا.
تهذيب شرح السنوسية (43)
فقيام المعاني بالذات أمر اعتباري!.
وتفسير صفة بين الوجود والعدم أمر لايقبله العقل فضلا عن تفسيره.
ولذلك قال السلف: عجائب الكلام التي لا حقيقة لها ثلاثة طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري وأنشد في ذلك:
مما يقال ولا حقيقة تحته ... معقولة تدنو إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام.
منهاج السنة (1|459)
وقد اشتد إنكار ابن حزم على يقول بالأحوال فقال: وأما الأحوال التي ادعتها الأشعرية فإنهم قالوا إن ها هنا أحوالا ليست حقا ولا باطلا ولا هي مخلوقة ولا غير مخلوقة ولا هي موجودة ولا معدومة ولا هي معلومة ولا هي مجهولة ولا هي أشياء ولا هي لا أشياء .. .
الفصل في الملل (5|31)
وكذلك مؤدى هذا القول أنه لا فرق بين الصفات المعاني والصفات المعنوية؛ وإن زعموا التفريق.
ولهذا التناقض البين في هذه المسألة رفض بعض محققيهم القول بالصفات المعنوية لأن مؤداه القول بالأحوال يقول الإيجي: وبطلانه ضروري لما عرفت أن الموجود ماله تحقق والمعدوم ما ليس كذلك ولا واسطة بين النفي والإثبات في شيء من المفهومات ضرورة واتفاقا.
المواقف (1|279)
وقال البيجوري: لأن عد الصفات المعنوية إنما يتمشى على قول مثبت الأحوال – جمع حال – وهي صفة لا موجودة ولا معدومة بل واسطة بين الوجود والعدم وعليه جرى السنوسي في الصغرى حيث قال: وكونه قادرا .. الخ والمختار عند المحققين أنه لا حال وأن الحال محال.
تحفة المريد (89)
والحمد لله رب العالمين.(/)
من أبو شقرة .. الى سفر الحوالي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 01:58]ـ
رسالة من محمد إبراهيم شقرة .. الى سفر الحوالي
| 4/ 6/1426
من محمد إبراهيم شقرة (أبو مالك) إلى أخيه الحبيب الودود الشيخ الداعية الموفق الأمين أبي عبد الرحمن سفر الحوالي.
الحمد لله وكفى , وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فكم كانت ثقيلة مريرة تلكم الأيام التي آثر سريرُ المستشفى أن تحل ضيفاً عزيزاً حبيباً إليه , أثيرا عنده على الرغم مما كان يعاني من الآلام الثقيلة, والهموم الباهظة, الملايينُ الكاثرةُ من المسلمين الصادقين في أرجاء العالم, المحبين لك الوالهين فيك وهم يسمعون خبر المرض الذي أزّك ازّاً شديداً إلى سرير المستشفى، والفرح البهيج يملأ ظهارته وبطانته ..
وما كان فرح هذا السرير بالمرض الذي أثقل جسدك الضعيف وأرغمك أن تأوي إليه بل كان أن سعد بك بنومك عليه هذه المدة ليكون نومك عليه جزأ من تاريخ الداعية العالم المجاهد سفر الحوالي بل من تاريخ الدعوة في هذه الحقبة فيذكر الناس من بعد, أن سفر الحوالي لزم هذا السرير مريضا ولا يملك فيه من حول ولا قوة إلا ما يحرك لسانه من ذكر الله وتلاوة من آيات كتاب الله , ومن تذكر لكلمات وجملٍ طالما تحدث بها لسانُه وطالما ملأت أسماع طلاب العلم العارفين فضله, الحريصين على النهل من شريف علمه , تود أن تعود إلى سبيلها التي سلكتها أياما وأعواما كانت نورا يملأ الآفاق ويبدد سواد الأحوال, والنفوس, والعقول ..
ولولا أن السرير كان له من خلق الحياء ما يكفكف من رغبتهِ وحبه لك من أثرة طبعيّةٍ فيه, لما أذن لك بأن تنأى بجانبك عنه من تأثم فضلا أن يُحرم الناس من علمك وأدبك, فانظر بربك فرق ما بين سريرك هذا وبين ما عليه بعضُ من لا خلاق له من أدب وهدى من ذوي الأهواء السائرة, والبدع الجائرة, والفرق الحائرة البائرة, وهم يترادفون في النيل منك والطعن عليك وعلى نفر من إخوانك العلماءِ الدعاة في غير أدب ولا تقوى ولا كتاب منير.
بيد أن من وراء هذا اللسان قلبا عطيا يظاهره, ويشد من حكمتهِ فلا يلزمه بها إلا عدل الحكمةِ, وسرار الإلهام وأطياف الظلال وانداءَ الحق والتقوى, وبرورَ السعي في الخير والهدى والرجاء.
أن سفر الحوالي واحد من نوابغ دعاة الحق, وأشراف العلم ورواحل الإحسان, والقوامين بالقسط والجهاد, الكابتين صوت المرجئة والإرجاء ..
فالحمد لله على ما منّ به على الناس من شفائه من سقمته, وبرّأه من علته, وعودته إلى رسالته, ونشكر لله سبحانه وتعالى على ما امتحننا به في أيام وليال, ثم ما افضل به علينا من عافية الشفاء , ونشكر لسرير المستشفى الذي ضمه إليه هذه الليالي والأيام فرعاه ..
ونشكر لكل قلب أحنى إليه بالحب والخوف والشفقة, ونشكر لكل لسان تحرك بالدعاء له والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يكلأه ويحوطه بعنايته وان يمتع الأمة والناس به, وأن يطيل في عمره ويحفظه في دينه وعلمه, وخلقه وان يوحّد صف العلماء والدعاة ويجمع على الحق والهدى قلوبهم.
وسلام عليك أبا عبد الرحمن في الأولين والآخرين, ورضي عنك وأرضاك , انه سميع مجيب الدعاء.
واسلم لأخيك المحب الوفي محمد إبراهيم شقرة (أبو مالك)
المصدر:
http://almoslim.net/node/82776
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 02:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما نقلت الموضوع و ضعت العنوان كما هو في المصدر ثم تبين لي الخطأ فيه
و الصواب:
من محمد إبراهيم شقرة .. الى سفر الحوالي(/)
3 خطوات (لنصرة الأمة)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 02:18]ـ
في أوقات الويلات والمحن لايحسن الكثير منا سوى لغة الصراخ
فحينما هوجم (ص)
انطلقت
الجماهير تثور غاضبة على من
نال من عرض نبينا
ولكن مايلبث هذا الضوء الوهاج أن يخفت كالمنديل يشب
سريعا فترى له وهجا
ثم يخبو
هذه مشكلتنا الحقيقية
اكتفاء بالتنديد والصياح والعويل
أما العمل الدؤؤب المنظم الهادف فهذا مانعاني فقدانه على مستوى الامة الا مارحم ربك
في المصائب نصرخ وفي غيرها لا تسمع لهم همسا
وسؤال يتبادر إلى ذهني لم لانتحرك إلا في أوقات المصائب والنكبات أيننا في لحظات الرخاء
لم لانعمل لم العجز المبين الذي يسود الكثير
عفوا لاأريد أن أحطم ولكن ينبغي أن نلمس موضع الجرح كي نعرف مدى الجرح وعمقه ومن ثم الدواء المناسب له
ومن الأسباب البارزة في نظري:
1 - الشعور بالدونية واحتقار النفس يصاحبه تهويل من تقدم ملموس للغرب
والإحساس بالهزيمة
وانتشار أمثلة تزيد من وهننا ك (مد رجولك على قد لحافك) و (اليد قصيرة والعين بصيرة).
الأقوياء فقط يهم من يغيروا مجرى التاريخ
وأسفنا على شباب لا يتحركون لنصرة الأمة
ويحطمون أنفسهم وأنهم لا يستطيعون أن ينافسوا أقرانهم
لا يسيتطيع الحفظ ولا القراءة ولا الدعوة ولا الخ
هكذا لا يستطيع دون محاولة تذكر
لذلك شكى ابن الخطاب وقال (أشكو إلى الله جلد الكافر وعجز المؤمن).
2 - سيطرة نظرية المؤامرة
وكل مايفعله الغرب هم من قبيل تكتيكاتهم وليس لنا فيه نصيب
جزء من هذه الفكرة صحيح لكن أن تكون المسيطرة لا, فجزء كبير من تخلفنا عائد لنا نحن
ونريد أن نصل للتوازن في هذه المسألة
وهي أن نوازن ونعرف أن جزء من تخلفنا يحمله
أعداءنا لكني أقول إن الجزء الأكبر هو نحن السبب فيه
(قل هو من عند أنفسكم)
رمينا الأخرين بما نحن عليه من تراجع عن الدور القيادي
مؤشر على حيلة نفسية رديئة العواقب
ويعبرون عنها علماء النفس ب (الإسقاط الشخصي) علينا أن نكون حازمين في مواجهة المشاكل
وننبذ الخوف ونترك سبيل الهروب
إذا لم ننهض بإمتنتا فلن يعيننا على هذا الهدف عدونا
3 - فقه واقع الحال في مسيرة الإصلاح
تخلفنا في مجالات كثيرة
العلمية
العسكرية
التقنية
العقدية
فلنبدأ بالأولويات هناك أناس يصبون جام جهودهم على عملية الإصلاح في الصناعة وهو جانب مهم بيد أن أولويات اخرى
تحتم علينا أن نبدأبها
أمة دون عقيدة لاتنتصر
ولاتعرف من أجل ماذا تقاتل
فهاهم أعداء الاسلام يبادرون
إلى الإنتحار لم؟
لأنهم لا يعرفون من أجل ماذا يقاتلون
العقيدة هي المنظار للأشياء بها نبصر الأمور
في ضوء العقيدة نرى الأشياء على حقيقتها
فلا تغرنا زخرفة الألفاظ إن كان اصحابها على غير بصيرة
فالعقيدة أولا وأخرا بها ننتصر.
ثم نرشح الصحيح منه من السقيم من الأطروحات
العقيدة الصافية تجعلنا نرى الأمور واضحة
وتعيننا على تحديد الهدف وتبعد عنا الغوغائية في الأمور
قال تعالى (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا)
لا يستوى العارف هدفه ويسعى لنيله وقد سخر طاقاته من اجل هذا الهدف بآخر مشتت
لايعي مايصنع
العقيدة هي خلفيتنا الثقافية ومرجعيتنا الأساسية
فنكون بها صدا منيعا لهجمات الغزو الفكري الأشرس من ساحات المعارك القتالية
لأنك إن هزمت الفكرة هزمت شخصية من امامك
وأنت بذلك تشل كل حركة فيه لعجزه عن السير دون عقيدة
فلنربى أبناءنا عليها فهي ليست مجرد تنظير إنما تربية شاقة تحتاج لجهد سنين
اللهم وفقنا لنصرة امتنا.
أفيدونا بإ بداعاتكم وذكر الأسباب التي تعنينا على نهضة الأمة مشكورين.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 01:42]ـ
لا حياة بلا اعتقاد للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله:
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=521
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 02:07]ـ
اخي حارث البديع جزاك الله كل خير ما كتبت وارغب في ان اضيف بان من وسائل نصرة الامة ايضاً:
1 - جمع الكلمة وتوحيد الصف بين المسلمين وقد قال الله عز وجل: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) وللاسف ان اكثر جهود نصرة الامة هي جهود فردية حتى بين ابناء واصحاب التيار والجماعة الواحدة وهذه احدى النقائض العجيبة.
2 - التنظيم والاعداد والتربية والدراسة للقضايا بعين الباحث لا بعين العاطفة ومن يقراء التارخ يجد ان الحركات الباطلة انتصرت وسادة بسبب حسن تظيمها وامة الاسلام تعيش حالة من التخبط والعشوائية
ـ[حارث البديع]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 07:37]ـ
بارك الله في إخواننا عبد الرزاق الحيدر وماجد العتيبي
على إضافاتهم
وأقول إن التوحد والوقوف بصف واحد من أبرز أسباب النصرة
(ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)
والمشكلة أن النزاعات بين الفرقاء لا جاني من ثمرتها إلا الأعداء
ولانعني بطبيعة الحال أن نجتمع مع من بدل دينه أو يعبث به لايأخذ منه إلا ماسره وينبذ الباقي
لكن نعني إخوة التوحيد وإن تلبسوا ببعض الأخطاء
ووقعوا في المخالفات
لأن منهج أهل السنة يقتضي أن نواليهم على قدر إيمانهم وأن نبغضهم على قدر معصيتهم
فهو منهج وسطي وتلك الوسطية الحقة لا من ينادي بها
وقد تلبس بإفراط أو تفريط
وكلمة التوحيد من شأنها أن تجمع الغرباء وتقرب المسلمين وتحتم عليهم نصرتهم
لا أن نتركهم يحترقون بلهيب نيران اليهود في غزة والبعض يصرح ويلمح
أن المقاومة هي السبب من أجل أخطاء كبرت أو صغرت (مادام يسمون مسلمين) فالواجب نصرتهم
أو كما يعبر عنه (يداك أو كتا وفوك نفخ)
فالبعض من أجل اختلاف في مسألة يسع فيها الخلا ف تجده يعقد عليها لواء الولاء والبراء (أقول يسع فيها الخلاف)
فلنقتدي بأئمتنا لما قالوا (الخلاف لايفسد للود قضية)
ومشكورين ونتلهف للمزيد.(/)
ما ضابط استخراج الصفات من الأسماء؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 03:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما ضابط استخراج صفات الله عز وجل من اسمائه؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 08:48]ـ
السكوت أفضل من الكلام في مسائل عقدية لم يتكلم فيها الصحابة وسلفنا الصالح.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 03:49]ـ
القاعدة أن "أسماء الله تعالى أعلام و أوصاف" كما قرره شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى، و قد يطلق على الإسم صفة في اللغة و على الصفة إسما لاكن في حق الله تعالى هي توقيفية فليس كل صفة إسما و باب الصفات أوسع من باب الأسماء.
و الله الموفق.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 04:00]ـ
فهذه المسألة قد تكم فيها سلفنا الصالح و بينوا فها الحق من الكتاب و السنة و لله الحمد، و لا يجوز الخوض في أمور العقيدة بالإنكار و الرد على الكتاب و السنة، بمجرد العقل أو غيره.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 07:20]ـ
السكوت أفضل من الكلام في مسائل عقدية لم يتكلم فيها الصحابة وسلفنا الصالح.
مع المادة كما وردت(/)
الجهاد وعزة الأمة
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 11:44]ـ
الجهاد وعزة الأمة
بقلم الشيخ
محمد بن عبد الله التميمي
إن الجهاد والعزة قرينان، كما أن ترك الجهاد وذل الأمة بتكالب الأعداء عليها ونهبهم لخيراتها قرينان، وإنما سُلط الذل على الأمة عقوبة من الله تعالى، لا لأن الكفار أقوى من المسلمين في العدد والعدة ولكن لركون المسلمين إلى الدنيا وانغماسهم في المحرمات كربا العينة وتركهم للواجبات كالجهاد في سبيل الله.
فتأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم)).
تجد أن هذا الحديث يصور واقع الأمة المرير، لتركها لرسالتها وانشغالها بالدنيا وارتكابها للمحرمات، فكانت النتيجة العقوبة من الله تعالى بتسليط الذل عليها الذي لا ينزعه الله تعالى ويرفعه إلا بعودة الأمة إلى دينها وشريعة ربها التي لا صلاح لها ولا فلاح في الدنيا والآخرة إلا بهذا الدين العظيم الذي من عظمته وكمال أحكامه أن شرع الله فيه الجهاد لمنع الفساد في الأرض.
ولهذا نبه الله تعالى إلى هذا الفضل بقوله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً}.
وقال تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
إن الضعف وترك الجهاد مطمعة للأعداء في خيرات الأمة وأراضيها، فعندما سرى الوهن في قلوب كثير من المسلمين فأحبوا الدنيا وكرهوا القتال تكالب عليهم الأعداء من كل صوب يأخذون خيراتهم وديارهم ويسومونهم سوء العذاب.
كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)) قيل: يا رسول الله أمن قلة يومئد؟ قال: ((لا .. ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب أعدائكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت)).
وفي رواية: قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: ((حبكم للدنيا وكراهيتكم للقتال)).
وفي هذا الحديث وسابقه أن الوهن الذي ألقي في القلوب هو عقوبة من الله تعالى لميل الأمة إلى الدنيا وتخليها عن حمل الرسالة والجهاد في سبيل الله لا لأن الكفار سبقوها بالعدة والعدد.
إن الأمة الإسلامية تملك مقومات النصر، وعندها أسبابه ولكنها لم تعمل بها ولم تقم بها حق القيام، فالنصر لا يُنال إلا من عند الله، فقد قال تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده}، وقال تعالى: {وما النصر إلا من عند الله}. والله تعالى وعدنا بالنصر إذا قمنا بأسباب النصر حق القيام؛ فنصرنا دين الله تعالى وحكمنا شرعه في أنفسنا وأهلينا وفي جميع شؤون حياتنا، قال تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}، وقال تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم .. }.فإذا أقمنا شرع الله فينا كما أمر الله تعالى حينئذ يتحقق لنا ما وعدنا ربنا تبارك وتعالى من النصر والتمكين.
قال تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
الأستاذة نورة الفايز توجه صفعة لدعاة الاختلاط .. !
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 12:11]ـ
وجهت الأستاذة نورة الفايز نائبة وزير التعليم لشؤون البنات صفعة قوية جدا لدعاة الاختلاط وذلك عندما وجه إليها سؤال عن عزمها زيارة القسم الرجالي، فنفت ذلك وقالت انها سعودية تجري فيها عروقها الدماء السعودية وأنها ترفض الاختلاط .. كما تعجبت من نشر بعض الصحف لصورتها وصرحت أنها لا تدري من أين حصلوا على هذه الصورة .. إليكم ما بعض ما أدلت به حرفيا لصحيفة الوطن ..
* الأقسام النسائية التي تقع تحت إدارة رجالية انتظروا زيارتك ضمن الزيارة التي قمت بها الأحد الماضي للإدارات النسائية ولكنك لم تقومي بزيارتهم لماذا؟
- لم أقل أنني سأزور الإدارات الرجالية وليس لدي نية لزيارتهم، لأنني مازلت بنت البلد ومازال تجري في عروقي الدماء السعودية التي تعطيني التوجيه بعدم الاختلاط مع الرجال، الرجال إخواني وزملائي ويدي بيدهم وسنكمل المشوار مع بعضنا سواء الرجال الأعلى مني أو الرجال الأقل مني وأنا أرأسهم، ولدينا وسائل للحوار مثل الشبكة التلفزيونية المغلقة ولدي اجتماع اليوم مع الوكلاء ومديري العموم عبر الشبكة وسنتحاور الفكر للفكر وليس رجلا لامرأة وسنلتقي وسنتعاون وسنضع أيدينا في أيدي بعض ولم يكن الجنس عائقا بين المرأة والرجل نهائيا.
* وكيف سيتم اللقاء مع وزير التربية والتعليم؟
- عن طريق الشبكة أيضا.
* دخول مبنى إدارة تعليم البنات محظور على النساء علما أنها إدارة خاصة بالنساء وحتى تتمكن من أنهاء إجراءات أوراقها تضطر الاستعانة بولي أمرها أو اللجوء لمعقب هل سيستمر هذا الأمر؟
- الآن أصبحت نائب وزير التربية والتعليم موجودة وبابها مفتوح ومتاح إن شاء الله بقدر ما تستطيع لمن تحتاج إلى خدمة فقد قصرنا المشوار على الناس.
ثم قالت بخصوص نشر صورتها:
شاهدنا صورتك على الصفحة الأولى في إحدى الصحف مع صور الوزراء ما تعليقك على ذلك؟
- نشر صورتي أغضبني كثيرا في الحقيقة لا أعلم من أين حصلوا عليها لكن سألوني كثيرا وطلبوها كثيرا ورفضت ويخفى على أحد أني سعودية نجدية منقبة ولا أقبل إطلاقا نشر صوري في الصحف ولا أقبل أن توضع في أي مكان ولكن مع الأسف الشديد تمنيت أنهم استأذنوني ولو أني اتبعت النظام وقاضيتهم سأنتصر عليهم، لكنني متسامحة، وإذا أمكن لي عبر صحيفتكم الغراء رفضي التام لأي تصوير أو صورة تنشر لي لكن أمري وحيلتي إلى الله ولا أقول ألا الله يهديهم.
* كيف حصلوا على الصورة؟
- والله لا أعلم من أين مصدرها ومن أين لهم بها.
* هل كلمت الصحيفة وحاولت الاستفسار عن أمر الصورة؟
- نعم وقابلتني واحدة منهم وقالت سأنشرها ثاني مرة وقلت لا رجاء وأتوقع إن شاء الله أن يكون هناك رد على الصورة مني أو من النائب فيصل المعمر.
هذا رد على الفرحين من العلمانيين بتعيين امرأة كنائبة وزير .. وبنشر صورتها!!
منتدياتهم تعج بالفرح والسرور لأجل كونها امرأة وزاد فرحهم بصورتها، بصرف النظر عن كون التعيين يخدم الوطن تنمويا أولا!!!
ونرجو من طلاب العلم ألا يسارعوا بنقل الأخبار المسيئة التي تصيب الأخيار بالاحباط، وفي ذات الوقت تسيء لأخوة وأخوات لنا في الإسلام .. ما يزال حالهم بالنسبة لنا مجهولا.
وللعلم الأستاذة عينت في منصبها بالرتبة الممتازة ولم يرد في التعيين أنه برتبة وزير أبدا.
الرابط
تبرعت بجزء من نخاعها الشوكي لشقيقها ويسمونها "عمدة العائلة"
نائبة وزير التعليم لـ "الوطن": لن أمانع في تمثيل بلادي بالخارج ( http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3064&id=90808&groupID=0)
وانظروا لعنونة الوطن الخبيثة!!
تركوا جميع اللقاء وأخذوا عبارة توافقهم وتستفز الصالحين!
وعليه فنقول لإخوتنا طلاب العلم: لا يستخفنكم الذين لا يوقنون.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 12:30]ـ
شاهدنا صورتك على الصفحة الأولى في إحدى الصحف مع صور الوزراء ما تعليقك على ذلك؟
- نشر صورتي أغضبني كثيرا في الحقيقة لا أعلم من أين حصلوا عليها لكن سألوني كثيرا وطلبوها كثيرا ورفضت ويخفى على أحد أني سعودية نجدية منقبة ولا أقبل إطلاقا نشر صوري في الصحف ولا أقبل أن توضع في أي مكان ولكن مع الأسف الشديد تمنيت أنهم استأذنوني ولو أني اتبعت النظام وقاضيتهم سأنتصر عليهم، لكنني متسامحة، وإذا أمكن لي عبر صحيفتكم الغراء رفضي التام لأي تصوير أو صورة تنشر لي لكن أمري وحيلتي إلى الله ولا أقول ألا الله يهديهم.
وجاء في لقاءها مع الوطن الكويتية:
وعن سؤال اجابت الفايز: «فوجئت باصرار وسائل الاعلام على نشر صورتي مع خبر تعييني .. لكنني لم امنح صورة شخصية لي الى اي من الوسائل الاعلامية، لحساسية الوضع لدينا في السعودية»، مضيفة «رفضت نشر صورتي مؤقتا كنوع من انواع التمهل ليس اكثر .. لكن لا يوجد اي موانع رسمية حكومية تحول من دون ذلك»
كيف نجمع بين هذين النصين و الله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 01:29]ـ
الجمع اخي الفاضل هو كما قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)).
# ولعل قاعدة: " رد خبر المبتدع-"الضابط"- الداعي الى بدعته اذا روى وانفرد بخبر يقوي بدعته", يعمل بها في هذا الباب.
اذا صح القياس معهم!!
ـ[الهاجرية]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 02:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
اشكر الأخت شذى الجنوب على هذا الخبر الذي يسر كل مؤمن ويسوء كل منافق
واسئل الله الكريم ان يجعل الاستاذة نورة الفايز مفتاح لكل خير مغلاق لكل شر
وأن يجعلها غصة في قلوب أهل الاحاد والنفاق والله لن يخيب من دعاه ورجاه
انه جواد كريم(/)
تحذير من الأديب الأريب الشيخ علي الطنطاوي لأهل بلاد الحرمين! .. تأملوه جيدا!!
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 02:13]ـ
نصيحتانِ ذهبيتانِ للمملكة من أديبٍ خَبِيرٍ!!!
إن من فوائد القصص القرآني أخذ العبرة والاستفادة من تجارب الأمم السابقة في عدم وقوع الأمة المحمدية فيما وقعوا فيه من الانحرافات بجميع أنواعها وصورها، وعلى رأسها الشرك بالله، قال تعالى: " لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى " [يوسف: 111].
فانطلاقا من هذه الآية للاستفادة من تجارب الأمم السابقة في التحذير من تغريب المرأة رأيت لزاما الكتابة في هذا الموضوع لخطورته، وفي الوقت نفسه نقل تجارب من عاصر ورأى بأمّ عينه حال المرأة المسلمة في بلده.
كما هو أن الأمة المسلمة لها تاريخ طويل لا يستهان به، فحكمت وسادت ونشرت العدل في القرون المفضلة وما بعدها، وكان حكمها بين قوة وضعف، وارتفاع وانخفاض، وعز وذل، وفي القرون المتأخرة سيطر الاستعمار على غالب بلادها، وحاول بكل ما أوتي من قوة سلخ الأمة عن دينها وثوابتها ولكنه لم يستطع وفشل فعمد إلى بعض أبناء جلدتنا ممن تربوا تحت أعينهم مِن المنبهرين بثقافة الغرب فأوصلوهم إلى سدة الحكم بعد رحيل الاستعمار ليقوموا بالدور، ففرضوا على شعوبهم الأجندة الغربية إما بالحديد والنار، أو بخطوات الشيطان، وكان من الأوليات التركيز على المرأة المسلمة لجعلها أنموذجا مماثلا للمرأة الغربية.
فهذا شكيب أرسلان ينقل مشهدا عاصره في زمن الدولة العثمانية عن مراحل تغريب المرأة في تركيا قائلا: " عند إعلان الدستور العثماني سنة 1908 قال أحمد رضا بك (من زعماء أحرار الترك): ما دام الرجل التركي لا يقدر أن يمشي علنًا مع المرأة التركية على جسر غلطه وهي سافرة الوجه فلا أعد في تركيا دستورًا ولا حرية (فكانت هذه المرحلة الأولى)، وفي هذه الأيام بلغني أن أحد مبعوثي مجلس أنقرة الكاتب فالح رفقي بك الذي كان كاتبًا عند جمال باشا في سورية كتب: أنه ما دامت الفتاة التركية لا تقدر أن تتزوج بمن شاءت أيان شاءت ولو كان من غير المسلمين، بل ما دامت لا تقدر أن تعقد مقاولة مع رجل تعيش وإياه كما تريد مسلمًا أو غير مسلم - فإنه لا يعد تركيا قد بلغت رقياه (فهذه هي المرحلة الثانية).
فأنت ترى أن المسألة ليست منحصرة في السفور ولا هي بمجرد حرية المرأة المسلمة في الذهاب والمجيء كيفما تشاء، بل هناك سلسلة طويلة حلقاتها متصل بعضها ببعض، لا بد من أن ينظر الإنسان إليها كلها من أولها إلى آخره ".ا. هـ.
وبلادنا – نسألُ الله أن يحفظها من كيد التغريب – مستهدفة لأنها آخر المعاقل، فالناس فيها لايزالون يحافظون على المرأة، ومع ذلك فالمنافقون يعملون ليلا ونهارا، سرا وجهارا لجرها إلى مستنقع التغريب، ولذلك جاءت النصائح الذهبية – هكذا أسميها – من الأديب الفقيه الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله – لبلاد الحرمين من خطر تغريب المرأة، عندما تأتي النصيحةُ من شخصٍ شاب رأسه في الحياة، وتنقل في البلدان، وعاين التغيرات التي حلت بالمرأة المسلمة في كثير من بلاد المسلمين، وكتب عنها بقلمه، وحاربها بلسانه، وخشي على بلادنا من الوقوع فيها فإنها - ولا شك ولا ريب - تكون موعظة بليغة، ووصية غالية، وليس لي إلا النقل الذي يغني عن التعليق، وأكتفي بنصيحتين للفقيه الأديب الأريب علي الطنطاوي – رحمه الله رحمة واسعة -.
قال الشيخ علي الطنطاوي في " فصول إسلامية " (ص 96) في نصيحتة الذهبية الأولى: " يا سادة إن السيل إذا انطلق دمر البلاد، وأهلك العباد، ولكن إن أقمنا في وجهه سداً، وجعلنا لهذا السد أبواباً نفتحها ونغلقها، صار ماء السيل خيراً ونفع وأفاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسيل الفساد، المتمثل في العنصر الاجتماعي، مر على مصر من خمسين سنة وعلى الشام من خمس وعشرين أو ثلاثين، وقد وصل إليكم الآن [يعني: المملكة]، فلا تقولوا: نحن في منجاة منه، ولا تقولوا: نأوي إلى جبل يعصمنا من الماء، ولا تغتروا بما أنتم عليه من بقايا الخير الذي لا يزال كثيراً فيكم، ولا بالحجاب الذي لا يزال الغالب على نسائكم، فلقد كنا في الشام مثلكم ـ إي والله ـ وكنا نحسب أننا في مأمن من هذا السيل لقد أضربت متاجر دمشق من ثلاثين سنة أو أكثر قليلاً وأغلقت كلها، وخرجت مظاهرات الغضب والاحتجاج؛ لأن مديرة المدرسة الثانوية، مشت سافرة ـ إي والله ـ فاذهبوا الآن فانظروا حال الشام!!
دعوني أقل لكم كلمة الحق، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس، إن المرأة في جهات كثير ة من المملكة، قريب وضعها من وضع المرأة المصرية يوم ألف قاسم أمين كتاب تحرير المرأة فلا يدع العلماء مجالاً لقاسم جديد ... لقد نالوا منا جميعاً، لم ينج منهم تماماً قطر من أقطار المسلمين.
إنه لا يستطيع أحد منا أن يقول إن حال نسائه اليوم، كما كانت حالهن قبل أربعين أو ثلاثين سنة.
ولكن الإصابات كما يقال، ليست على درجة واحدة، فمن هذه الأقطار ما شمل السفور والحسور نساءه جميعاً، أو الكثرة الكاثرة منهن، ومنها ما ظهر فيه واستعلن وإن لم يعمّ ولم يشمل، ومنها ما بدأ يقرع بابه، ويهم بالدخول، أو قد وضع رجله في دهليز الدار كهذه المملكة، ولا سيما جهات نجد وأعالي الحجاز.
فإذا كان علينا مقاومة المرض الذي استشرى، فإن عملكم أسهل وهو التوقي وأخذ (اللقاح) الذي يمنع العدوى ".ا. هـ.
أما نصيحته الذهبية الثانية: فقد حذر الشيخُ علي الطنطاوي في " ذكرياته " (8/ 279) من خطر الاختلاط الذي عايشه وعاينه بنفسه، وفضح دعاته وأساليبهم المكذوبة، وخص أهل بلاد الحرمين بوصية عظيمة لا ينبغي أن تغيب عنا قائلا: " إنه لا يزالُ منا من يحرصُ الحرص كله على الجمع بين الذكور والإناث، في كل مكان يقدر على جمعهم فيه، في المدرسة، وفي الملعب، وفي الرحلات، الممرضات مع الأطباء والمرضى في المستشفيات، والمضيفات مع الطيارين والمسافين في الطيارات، وما أدري وليتني كنتُ أدري: لماذا لا نجعل للمرضى من الرجال ممرضين بدلا من الممرضات؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ هل لديكم برهان فتلقوه علينا؟
إن كان كل ما يهمكم في لعبة كرة القدم أن تدخل وسط الشبكة، أفلا تدخل الكرة في الشبكة إن كانت أفخاذ اللاعبين مستورة؟
خبروني بعقل يا أيها العقلاء؟
لقد جاءتنا على عهد الشيشكلي من أكثر من ثلاثين سنة، فرقة من البنات تلعبُ بكرة السلة، وكان فيها بنات جميلات مكشوفات السيقان والأفخاذ، فازدحم عليها الناس حتى امتلأت المقاعد كلها، ووقفوا بين الكراسي، وتسوروا الجدران، وصعدوا على فروع الأشجار، وكنا معشر المشايخ نجتمعُ يومئذ في دار السيد مكي الكتاني رحمة الله عليه، فأنكرنا هذا المنكر، وبعثنا وفدًا منا، فلقي الشيشكلي، فأمر غفر الله له بمنعه، وبترحيل هذه الفرقة وردها فورًا من حيث جاءت فثار بي وبهم جماعة يقولون أننا أعداء الرياضة، وأننا رجعيون، وأننا متخلفون، فكتبتُ أرد عليهم، أقول لهم: هل جئتم حقا لتروا كيف تسقط الكرة في السلة؟ قالوا نعم. قلتُ: لقد كذبتم والله، إنه حين يلعب الشباب تنزلُ كرة السلة سبعين مرة فلا تقبلون عليها مثل هذا الإقبال، وتبقى المقاعد نصفها فارغاً، وحين لعبت البنات نزلت الكرة في السلة ثلاثين مرة فقط، فلماذا ازدحمت عليها وتسابقتم إليها؟ كونوا صادقين ولو مرة واحدة، واعترفوا بأنكم ما جئتم إلا لرؤية أفخاذ البنات ...
وهذا الذي سردته ليس منه والحمد لله شيء في مدارس المملكة، ولا تزال على الطريق السوي، ولكن من رأى العبرة بغيره فليعتبر وما اتخذ أحد عند الله عهدًا أن لا يحل به ما حل بغيره إن سلك مسلكه، فحافظوا يا إخوتي على ما أنتم عليه، واسألوا الله وأسأله معكم العون.
إن المدارس هنا لا تزال بعيدة عن الاختلاط، قاصرة على المدرسات والطالبات ... ".ا. هـ.
رحم الله الفقيه الأديب الأريب علي الطنطاوي، ونصيحته للمملكة لا بد أن تكون في اعتبار الجميع.
http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=221
عبدالله بن محمد زقيل
zugailamm@gmail.com
ـ[فتى الشيوخ]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 10:05]ـ
شكر الله لك(/)
كلام لمعالي الشيخ صالح الفوزان (سبب الفجوة الحاصلة بين شباب الصحوة وعلمائهم)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 02:41]ـ
http://www.*******.com/watch?v=g2LGRS-nGvw&NR=1
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 01:20]ـ
جزاك الله كل خير ـ وبارك الله تعالى فيك.
وحفظ الله تعالى الشيخ الفوزان وبارك في عمره.
وكلام قيم من سماحة الشيخ الوالد العلامة بقية السلف الصالح: صالح بن فوزن الفوزان.
وفقكم الله تعالى لكل خير.
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 05:39]ـ
تفريغ كلام فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
السؤال:
الفجوة الحاصلة بين كثير أو بعض من شباب الصحوة وعلمائهم ما هو سببها؟ ومن المسؤول عنها؟ وكيف نسدها؟
الجواب:
سببها التلقي.
أن هؤلاء الشباب هداهم الله وأصلحهم الله صاروا يثقون من هؤلاء أصحاب الأفكار، يقبلون منهم، ويسمعون منهم تنقص العلماء فتأثروا بهم ...
الواجب على الشباب ألا يلتفتوا إلى هؤلاء، ولا يسمحون لهم بالدخول في صفوفهم، ولا يجلسوا إليهم، ولا يستمعوا لهم.
عليهم أن يقبلوا على طلب العلم النافع، على طلب العلم سواء كان في المدارس، أو المعاهد، أو الكليات، أو طلب العلم في المساجد على أيدي العلماء لا نجاة لهم من الفتن إلا بهذا الأمر.
الرجوع إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك بواسطة أهل العلم البصيرين بالعلم.(/)
هل وراء دعم الرافضة للسنة من ثمن؟ هنا تجد الجواب
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 03:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذا التساؤل كان يحيرني منذ فترة الى أن وجدت هذا المقطع للرئيس البوسني الذي يبين لنا ما هو هدف الرافضة من دعمهم المادي لبعض أهل السنة.
قال الرئيس البوسني علي عزت بيكوفيتش:
{اثناء القتل والتهجير الذي كان يتعرض له المسلمون في البوسنة على يد الصرب,
أرسلت إيران مبعوثا لها إلي وقد عرض علي المبعوث الإيراني تقديم المساعدة من غذاء
ودواء ومال وسلاح بشرط واحد وهو السماح للإيرانيين بنشر التشيع بين المسلمين البوسنيين.
فقلت للمبعوث الايراني: لن نبيع الآخرة من أجل الدنيا, ولن نبيع اسلامنا من اجل حفنة
من المساعدات, عندها أسقط في يد المبعوث الإيراني وعاد خائبا ... إلخ}
فهل يتعظ قومي و لا يلدغون من الجحر مرات و مرات.
ـ[عمرو عبدالحافظ]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 04:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا النقل المفيد ...
حبذا لو ذكرت لنا المصدر.
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 06:26]ـ
هل من إحالة؟
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 07:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ذكر الدكتور عبد العزيز كامل في كتاب " العلمانيون وفلسطين" شيئًا من أسرار الدعم للقضية الفلسطينية تحديدًا، ومن ذلك أن إيران منذ بداية ثورتها تحاول ـ ولا زالت ـ أن تتلبس بلبوس الناصر لقضايا الأمة؛ حتى تنخدع بها الجماهير الإسلامية.
هناك برنامج اسمه: المصير، يعرض في قناة الجزيرة، رأيت منه مقاطع مسجلة في النت من حلقة الدكتور عبد الله النفيسي، وهي نفيسة جدًا، تكلم فيها حول إيران.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 07:41]ـ
أظن بأن هذا المقطع يوجد في كتاب " الاسلام بين الشرق و الغرب ".
وقد نقلته من ملتقى أهل الحديث من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=912519&postcount=4
ـ[عمرو عبدالحافظ]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 05:35]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
العلامة عبد المحسن العباد (دعاة التغريب ومتبعو الشهوات وراء بدء انفلات بعض النساء)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 11:27]ـ
للتحميل بصيغة pdf
للتحميل بصيغة doc
http://oalbadr.googlepages.com/Mtbaw...ahwat-1001.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/Mtbaw...ahwat-1002.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/Mtbaw...ahwat-1003.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/Mtbaw...ahwat-1004.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/Mtbaw...ahwat-1005.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/Mtbaw...ahwat-1006.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/Mtbaw...ahwat-1007.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/Mtbaw...ahwat-1008.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/Mtbaw...ahwat-1009.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/Mtbaw...ahwat-1010.jpg
...
.
منقول
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 01:17]ـ
الروابط لا تعمل ..
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 01:19]ـ
طيب
هذا الرابط يفتح لك الباب للرابط السليم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162037(/)
حوار مع العلامة البراك حول احداث غزة
ـ[نبراس]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 11:33]ـ
حوار مع العلامة البراك
مدخل:
العلَّامة فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك من أعلام العلماء وكبار الفقهاء، عُرِفَ برسوخه العلمي، وقوته في الحق، إمامٌ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نذر نفسه للعلم وأهله، وللتدريس والفتيا، وأصبح مرجع العلماء وطلبة العلم والدعاة والمصلحين؛ يستفيدون من علمه، ويقتدون بسمته، ويستشيرونه في النوازل. ويسرنا في مجلة «(البيان)» أن نجري مع فضيلته الحوار التالي:
(البيان): ما واجب المسلمين العقدي تجاه اليهود ودولتهم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:
فإن أمة اليهود من شرِّ أمم أهل الأرض في القديم والحديث، والله - تعالى - قد فضح اليهود وبيَّن مخازيهم، وفصَّل ذلك - سبحانه وتعالى - تفصيلاً لا يتسع المقام لذكره، لكنه واضح لمن تدبَّر سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة.
وكما ذكر أحوال أسلافهم ذكر أحوالهم في عهد النبوة، وبيَّن - سبحانه وتعالى - شدة عداوتهم للمؤمنين كالمشركين وسعيهم في الأرض بالفساد وإيقادهم للحروب، قال - تعالى -: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة:].
ومنذ بعث الله المسيح - عليه السلام - رسولاً للناس كان الذين كذبوه من بني إسرائيل هم اليهود وكفروا بذلك، وقد أخبر الله - تعالى - عن مواقفهم مع عبده ورسوله عيسى ابن مريم وأمه، ثم كفروا ثانياً بتكذيبهم نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - {فَبَاءُو بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [البقرة]
وكثيراً ما يُذكَر الغضب في القرآن في الخبر عنهم، وأول ذلك قوله - تعالى -: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة] في أمِّ القرآن، ولهذا تسمَّى أمةُ اليهود عند أهل العلم (الأمةَ الغضبية) و (قتلة الأنبياء) و (إخوان القردة والخنازير) ونحو ذلك مما وصفهم الله به في القرآن، فيجب لذلك بغضهم ومعاداتهم والبراءة منهم واعتقاد أنهم كفار وإن زعموا الانتساب لشريعة التوراة، ومن اعتقد من المسلمين أنهم لذلك على دين صحيح فهو كافر مرتد وإن زعم أنه مسلم.
وأما دولتهم القائمة فهي دولة الظلم والاحتلال لبلاد المسلمين، والواجب على المسلمين - كلما قدروا - أن يجاهدوهم ويخرجوهم من فلسطين؛ لكفرهم وظلمهم، قال - تعالى -: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة].
وقال - تعالى -: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} [البقرة].
(البيان): ما الحكم الشرعي في نصرة المسلمين في غزة، وصورها؟
إذا كان جهاد دولة اليهود واجباً فإنه يجب على جميع المسلمين نصرة من جاهدهم؛ كل بحسب حاله؛ لأن الله - تعالى - يقول: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة].
ويقول - أيضاً -: {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} [الحجرات]، وقال - تعالى -: {وَإنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ} [الأنفال].
وكما يكون الجهاد بالنفس والمال واللسان يكون النصر بذلك، فيجب نصر المجاهدين بكل ما أمكن من وسائل النصرة، ومن ذلك: العمل على فكِّ الحصار عنهم بفتح المعابر التي يصلون منها إلى ما يأمنون به على أنفسهم ويجلبون ضرورياتهم، وضد ذلك هو إعانة للعدو عليهم، ومن وسائل النصرة أيضاً: مقاطعة العدو وأعوانه اقتصادياً؛ فإن ذلك من أقوى وسائل الضغط في هذا العصر؛ تصديراً واستيراداً؛ كما فعل ثمامة بن أثال مع قريش حيث آلى ألا يصل إليهم شيء من بُرِّ اليمامة حتى يأذن الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
(يُتْبَعُ)
(/)
(البيان): هل تسوِّغ أخطاءُ المجاهدين في غزة أو غيرها تركَ نصرتهم؟
إذا تقرَّر وجوب نصرة المجاهدين في سبيل الله - عز وجل - فمن المعلوم أن الأخوة الإسلامية لا يبطلها ما يكون من ذنوب وأخطاء، بل من الواجب فيما بين المسلمين التناصح والإرشاد والتنبيه على الخطأ وإنكار المنكر بالطرق المحققة لمقاصد الشريعة؛ فما يأخذه بعض الناس على المجاهدين في غزة وغيرها من أخطاء حقيقية أو محتملة لا يجوز أن يكون ذلك مانعاً من نصرتهم وموجباً لخذلانهم؛ فإن ذلك مكسب للعدو، ومع نصرتهم يجب ردُّ محلِّ التنازع إلى ما أمر الله به - سبحانه -: {فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء].
(البيان): ما حكم السلام والتطبيع مع اليهود؟ وما شرعية الاتفاقيات المؤدية إلى ذلك؟
العهد مع الكفار في الشريعة يكون على وجهين:
الأول: عهد ذمة، وهو العهد الذي يكون مشروطاً ببذل الجزية، فهذا العهد يعتبر فيه الدوام ما التزموا بشرطه ولم يأتوا بما ينقضه.
الثاني: العهد الذي مقصوده الكف عن القتل والقتال، وهذا أيضاً على وجهين:
الوجه الأول: العهد مع الكفار وهم في أرضهم وليسوا في دار الإسلام، وهذا هو الصلح، ويكون مطلقاً، أي: ليس مقيداً بمدة، وليس معنى هذا دوام هذا العهد، لكن لا يجوز للمسلمين نقضه إلا بعد إبلاغ الطرف الآخر، ويكون مقيداً بمدة؛ كما صالح الرسول - صلى الله عليه وسلم - قريشاً على وقف القتال عشر سنين وعلى شروط معروفة، وهذا العهد لا يجوز للمسلمين نقضه بل يجب الوفاء به، إلا أن يكون النقض من الكفار، ولهذا غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - قريشاً لما نقضوا العهد بمعاونة بكر على خزاعة.
والوجه الثاني: العهد مع الكفار الذين يدخلون ديار المسلمين بإذنهم ويسمون المستأمَنين، وهؤلاء يجب الوفاء لهم بعهدهم حتى يتم الغرض من دخولهم، ومن ذلك: قوله - تعالى -: {وَإنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} [التوبة:]
فلا يجوز لأحد من المسلمين التعرُّض له حتى يبلغ مأمنه.
وأما المعاهدات الدولية المعاصرة فلم تُبْنَ شروطها على موجب الأحكام الإسلامية، بل إن كثيراً من شروطها مخالف للشريعة الإسلامية، ومن أبرز ذلك: ما تتضمنه المعاهدة الدائمة، وهو ما يعبَّر عنه بالاعتراف والتطبيع.
وأما إذا احتلَّ الكفار شيئاً من بلدان المسلمين فلا يُتَصوَّر معهم شيء إلا الجهاد أو الهدنة حسب ما تقتضيه مصلحة المسلمين.
نسأل الله - عز وجل - أن ينصر دينه ويُعلي كلمته، وأن يجعل للمسلمين في غزة مِنْ كلِّ همٍّ فرجاً ومن كلِّ ضيقٍ مخرجاً ومن كلِّ بلاءٍ عافية، والحمد لله رب العالمين
http://albrrak.net/index.php?option=*******&task=view&id=12614(/)
هل صحيح سيتم قبول حاملي شهادة القانون قضاة؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 07:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت بأنه سيتم قبول حاملي شهاة القانون في القضاء بعد أخذ تدريب شرعي في المعهد العالي للقضاء.
فهل من علم يا إخوة حول هذا الموضوع؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 08:36]ـ
ربنا يستر(/)
أجيبوا هذه الشبهة للرازي في تفسيره!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 01:00]ـ
قال أبو عبد الله الرازي:
الحجة السادسة عشرة: وهي حجة استقرائية اعتبارية لطيفة جداً، وهي أنا رأينا أن الشيء كلما كان حصول معنى الجسمية فيه أقوى وأثبت، كانت القوة الفاعلية فيه أضعف وأنقص، وكلما كان حصول معنى الجسمية فيه أقل وأضعف، كان حصول القوة الفاعلية أقوى وأكمل، وتقريره أن نقول وجدنا الأرض أكثف الأجسام وأقواها حجمية، فلا جرم لم يحصل فيها إلا خاصة قبول الأثر فقط، فأما أن يكون للأرض الخالصة تأثير في غيره فقليل جداً. وأما الماء فهو أقل كثافة وحجمية من الأرض، فلا جرم حصلت فيه قوة مؤثرة، فإن الماء الجاري بطبعه إذا اختلط بالأرض أثر فيها أنواعاً من التأثيرات. وأما الهواء، فإنه أقل حجمية وكثافة من الماء، فلا جرم كان أقوى على التأثير من الماء، فلذلك قال بعضهم أن الحياة لا تكمل إلا بالنفس، وزعموا أنه لا معنى للروح إلا الهواء المستنشق. وأما النار، فإنها أقل كثافة من الهواء، فلا جرم كانت أقوى الأجسام العنصرية على التأثير فبقوة الحرارة يحصل الطبخ والنضج، وتكون المواليد الثلاثة أعني المعادن والنبات والحيوان. وأما الأفلاك، فإنها ألطف من الأجرام العنصرية، فلا جرم كانت هي المستولية على مزاج الأجرام العنصرية بعضها البعض، وتوليد الأنواع والأصناف المختلفة من تلك التمزيجات، فهذا الاستقراء المطرد يدل على أن الشيء كلما كان أكثر حجمية وجرمية وجسمية كان أقل قوة وتأثيراً وكلما كان أقوى قوة وتأثيراً كان أقل حجمية وجرمية وجسمية، وإذا كان الأمر كذلك أفاد هذا الاستقراء ظناً قوياً أنه حيث حصل كمال القوة والقدرة على الإحداث والإبداع لم يحصل هناك ألبتة معنى الحجمية والجرمية والاختصاص بالحيز والجهة، وهذا وإن كان بحثاً استقرائياً إلا أنه عند التأمل التام شديد المناسبة للقطع بكونه تعالى منزهاً عن الجسمية والموضع والحيز. وبالله التوفيق.
فما يقول له السني السلفي في حل هذه الشبهة بما لا يكمن لمثل الرازي أن يرد عليه؟
وقد قال في كتابه ذاك: (وربما جاء بعض الجهال والحمقى وقال إنك أكثرت في تفسير كتاب الله من علم الهيئة والنجوم، وذلك على خلاف المعتاد! فيقال لهذا المسكين: إنك لو تأملت في كتاب الله حق التأمل لعرفت فساد ما ذكرته، وتقريره من وجوه. . .).
بارك الله فيكم.
ـ[الآجري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 01:27]ـ
هذا - والله أعلم - من النظر في ذات الله بالعقل المجرد، والاستفادة من المحسوسات لمعرفة الله بعيداً عن النص، ولا جرم أنه سبيل خاطئ، إذ المعول الأول والوحيد في معرفة صفات الله: النص، لا العقل والقياس، ولا الحس ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 01:32]ـ
بارك الله فيكم.
أريد جوابا سنيا وسلفيا كأجوبة الأئمة: أحمد، والبخاري، والكناني، وابن تيمية - رحمهم الله.
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 01:52]ـ
الحمدلله و بعد:
الجواب: إننا و إياه لا نتفق على معنى الجسمية الذي يتحدث عنه , فعليه تسقط المسألة من أساسها , ثم هب اننا سلمنا معناه فهل النار جسم في اللغة أصلا؟
و يقال له أيضا: و نحن قد رأينا أن الشيء كلما كان حصول معنى الجسمية فيه أضعف و أوهي كلما كان الى العدم أقرب! - مع تقرير اننا نتنزل معه حول إصطلاحه في الجسمية ليس إلا - فإن الجسمية عنده تدخل فيها معان و صفات كثيرة و كلما خلت هذه المعاني من شيء كلما كان أقرب للعدم منه للوجود
ثم إننا لا نسلّم ان هذه الجسمية بالمعنى التي يحكي عنها هي لازم لله تعالى , و هذا على أقل تقدير عرفه بالمشاهدة و نحن لا نقول ان الله تعالى جسم او غير جسم كما هو معروف من مذهبنا لتباين المعاني المقصود بها في هذه اللفظة
و أعطنا جوابك اخي نضال
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 03:39]ـ
هذه من خزعبلات المتكلمين في الطبيعيات و التي تضحك عليهم الفلاسفة كما قال شيخ الاسلام و عمدتهم في الطبيعيات مثل هذه البراهين الصورية الوسطوية الأرسطية و التي أعظموا فيها الجناية على الالهيات و الطبيعيات معا كقول بعض من يعظمونه ان أسنان البهيمة لا تتعدى عدد أسنان الانسان لاشتراكهما في الحيوانية و لم يكلف نفسه التتبث من الأمر بنفسه ... و كذلك الأمر هنا من أن الأرض أكثر كثافة و لكنها أقل تأثيرا من الماء و الهواء وانما تأثير الشيء على الفرد بحسب قربه منه و احتياجه له لا لكثافته أو رقته فكثير من أنواع الطعام أشد كثافة من من كثير من أنواع الأدوية و مع ذلك تأثير الطعام في الانسان أعظم و أكثر لكون حاجة الانسان اليه أقرب ... و هكذا فالماء أكثر كثافة من السحاب و تأثير الماء أعظم و أكثر من تأثير السحاب لكون أقرب اليه .... و لهذا اذا سأل الناس عن أشد ما يحتاجونه و أكثر شيء يؤثر فيهم لم يقل لهم: فاني لطيف أو فاني أقل الوجود كثافة ... بل قيل لهم: فاني قريب ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 05:15]ـ
هذا يبدو أنه قياسا عقليا فاسدا من الرازي المعتزلي .. يريد به نفي الذات عن الله تعالى لأنهم يتصورون أن إثبات الذات العلية لله تعالى تعني إثبات جسم وهذا يؤدي بمفهومهم العقلي المجرد إلى مشابهة الخالق للمخلوقين تعالى الله عما يقول المعطلة علوا كبيرا.
والرازي رغم أنه يدعي الذود عن حياض معتقد أهل السنة والجماعة إلا أنه في الحقيقة أشعري جلد، ومن البلاءات في تفسيره -على ما فيه من فوائد- أنه يورد الشبهات دون أن يفندها تفنيدا وافيا!!!
ولذا فقد نصحنا علماؤنا ألا نقرأه في مرحلة الابتداء حتى نتمكن من الأصول .. ولازلت حتى هذا اليوم لا أقرأ فيه مخافة ما فيه من شبهات .. والله تعالى أعلم.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 07:00]ـ
الشيء كلما كان حصول معنى الجسمية فيه أقوى وأثبت، كانت القوة الفاعلية فيه أضعف وأنقص، وكلما كان حصول معنى الجسمية فيه أقل وأضعف، كان حصول القوة الفاعلية أقوى وأكمل
إذن هي قاعدة عكسية قد وضعها الرازي لينتهي بنا إلى تلك الأمثلة:
* الأرض أكثف الأجسام وأقواها حجمية، فلا جرم لم يحصل فيها إلا خاصة قبول الأثر فقط، فأما أن يكون للأرض الخالصة تأثير في غيره فقليل جداً.
وهذا المثل من قبيل الأول
* وأما الماء فهو أقل كثافة وحجمية من الأرض، فلا جرم حصلت فيه قوة مؤثرة، فإن الماء الجاري بطبعه إذا اختلط بالأرض أثر فيها أنواعاً من التأثيرات.
وهذا من قبيل النوع الثاني
* الهواء، فإنه أقل حجمية وكثافة من الماء، فلا جرم كان أقوى على التأثير من الماء، فلذلك قال بعضهم أن الحياة لا تكمل إلا بالنفس، وزعموا أنه لا معنى للروح إلا الهواء المستنشق.
وهذا من قبيل النوع الثاني وهو أقوى من الأول لدى الرازي.
وأما النار، فإنها أقل كثافة من الهواء، فلا جرم كانت أقوى الأجسام العنصرية على التأثير فبقوة الحرارة يحصل الطبخ والنضج، وتكون المواليد الثلاثة أعني المعادن والنبات والحيوان
وهذا من قبيل النوع الثاني وهو أقوى من الأول لدى الرازي من ذي قبله.
إلى هذا الحد قد بلغ الرازي من مقولات الفلاسفة الذين يقولون أن القوى الطبيعية (الماء، التراب، الهواء، النار) كما قال سقراط
وأما الأفلاك، فإنها ألطف من الأجرام العنصرية، فلا جرم كانت هي المستولية على مزاج الأجرام العنصرية بعضها البعض، وتوليد الأنواع والأصناف المختلفة من تلك التمزيجات.
الاستنتاج:من هذا الاستقراء لتلك الأمثلة خلص الرازي بتلك القاعدة:
كلما كان أكثر حجمية وجرمية وجسمية كان أقل قوة وتأثيراً وكلما كان أقوى قوة وتأثيراً كان أقل حجمية وجرمية وجسمية، وإذا كان الأمر كذلك أفاد هذا الاستقراء ظناً قوياً أنه حيث حصل كمال القوة والقدرة على الإحداث والإبداع لم يحصل هناك ألبتة معنى الحجمية والجرمية والاختصاص بالحيز والجهة، وهذا وإن كان بحثاً استقرائياً إلا أنه عند التأمل التام شديد المناسبة للقطع بكونه تعالى منزهاً عن الجسمية والموضع والحيز. وبالله التوفيق.
من خلال كلام الرازي علمنا أن الله لا يماثله شيء وذلك بالقياس على تلك الأشياء، ولكن إذا نظرنا إلى كلام الرازي وقياسه وجدناه قد قاس على الأرض و الماء والنار والأفلاك
ولكن في كلامه نظر:
أولاً: قاس مخلوقات على الخالق إذاً هو يعترف بأن الإله يفقد تلك القوى فإن قال لنا قائل:كيف؟
قلنا:أولاً: إن النار تطفئ وبذلك تنتهي قوتها فبذلك قد فقدت القوة فإذاً الإله كذلك استنتاجاً ـ تعالى الله عن ذلك ـ.
ثانياً: النار ليست جسم وكما هو المعهود الجسم في اللغة: يجمع البدن وأعضاءه من الناس والإبل والدَّوابِّ ونحوه ممّا عظم من الخلق الجسيم كما قال الخليل فينبغي أن يكون لها أثر لغوي يستشهد به على أن النار جسم، وأيضاً اعترافاً عقلياً بذلك فهل من قال بأن النار جسم ملموس الإجابة ستكون بالنفي: لا
ثالثاًُ: إن قال لنا قائل هل كلامنا وقاعدتنا تتنافى مع الرازي قلنا لا:
فهو قد جعل قوة الأرض غير موجودة أو قليلة على حد تعبيره
وجعل لقوة جسميتها تلك القوة الضعيفة، ومن خلال هذه يؤيد أن الإله ليس له جسم
(يُتْبَعُ)
(/)
وله قوة ولكن هل تلك القوى التي ذكرها توافق قوة الرب أو أن ذلك المثال يطابق الرب اللهم إن كان على جهة التمثيل كان أمراً قبيحاً فكيف بالاعتقاد،إذ أنه قد مثل تلك القوى بقوى الرب وهو يدري ـ نحسبه كذلك ـ أن تلك القوة تفنى فالنار تطفيء والأفلاك تندثر وتموت كما ثبت لدى علماء الفلك موت النجوم عند اكتمال تفاعلاته، كما أن تلك القوى يطرأ عليها عوراض وتلك العوارض كما نرى ونعلم متمثلة في الأفلاك والنار، ولا نستطيع أن نطبقها على غيرها من الأرض والرياح لاختلاف الماهية و الكيفية، أما الماء فإنه يجف فهل الإله تطرئ عليه العوراض التي تطرأ على تلك الأشياء، وإن كان من باب المماثلة فهل الإله مثل ذلك أين العقول!!!!!!!!
رابعاً: تلك القاعدة هل من خلالها نبرهن أن الإله ليس متحيزاً لأن له قوة وتأثير، والحجمية لديه والجرمية و الجسمية قليلة أنه بتلك الأمثلة الجوفاء قد قارب الفلاسفة وبدلاً من أن يرد على تلك الشبهة زاد الطين بله ـ سامحه الله ـ بله عن ما يحدث من تأثير على قلوب من يتأثر بكلامه نعوذ بالله من الخذلان.
ثم إن كلامه هذا يبرز لنا بأن الأرض والنار والماء و الهواء والأفلاك قوى متفاضلة فأضعفهم الأرض، ثم تأتي النار فالأفلاك وهكذا دواليك فهي قوى متافضلة وتقوم القاعدة على أن ما كان أقل جسمية وجرمية كان أضعف ومن كان عكس ذلك فهو أقوى
على هذا فإن تلك القوى المتافضلة في نهايتهم الإله الذي ليس متحيزاً الذي اختاره الرازي
نعوذ بالله من الخذلان
خامساً: كما ندري بأن لتك القوى عوراض فهي أيضاً للمثل به ـ تعالى الله عن هذا ـ وهذه تبرز بأن الإله له متحيز لا كما قال الرازي فقد وقع رغماً عن أنفه في هذا دونما أن يدري لأن تلك الأعراض توجب التحيز والجسم لا كما نفى الرازي.
وتلك الأدلة العقلية
أما الرد المأثور:
فيقال لمثل الرازي:
أولا ً: إنَّ وَصْفَ اللَّهِ تَعَالَى بِهَذِهِ النَّقَائِصِ وَالْآفَاتِ أَظْهَرُ فَسَادًا فِي الْعَقْلِ وَالدِّينِ مَنْ نَفْيِ التَّحَيُّزِ وَالتَّجْسِيمِ
ثانياً: لَمْ يَنْطِقْ أَحَدٌ مِنْ السلف فِي حَقِّ اللَّهِ بِالْجِسْمِ لَا نَفْيًا وَلَا إثْبَاتًا وَلَا بِالْجَوْهَرِ وَالتَّحَيُّزِ فهو أمرٌ حادث أحدثه أهل الكلام كما هو معلوم وكل ما ليس من أمرنا فهو رد كما روى عن النبي من حديث عائشة
ثالثاً: القول على الله بأن له جسم وجوهر وتحيز كما قالت الكرامية، هذا ديدن اليهود والنصارى وتلك نزعة قديمة لأهل عبادة الأوثان بتجسيم الإله وهذا من قبيل السير على سننهم ومتابعة غبائهم وتلك أيضاً من سنن الإغريق من الفلاسفة بأن للإله جسم وجوهر وتحيز ولكل شيء إله للماء وللنار هكذا قائمٌ بأمره وتلك هي المفاضلة بين تلك الأشياء فعلى قدر قوة تلك تكمن قوة إله ذلكم العنصر وهكذا دواليك و {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}.
رابعاً: وصف الله بالجوهر والتحيز من الْكَلَامِ الْمُبْتَدَعِ الَّذِي أَنْكَرَهُ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ.
خامساً: الدليل في الكلام على مثل هذا الأمر السَّمْعُ: هُوَ خَبَرُ الصَّادِقِ عَمَّا هُوَ الْأَمْرُ عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ فَمَا أَخْبَرَ بِهِ الصَّادِقُ فَهُوَ حَقٌّ مِنْ نَفْيٍ أَوْ إثْبَاتٍ
والله ورسوله أدرى بتلك المسألة لذا فتقديم السمع أولى وأحق والبعد عن كلام المتفلسفة والمتكلمة أحرى وأصوب.
سادساً: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} تقتضي الآية بأن الله ليس كمثله شيء مع إثبات صفتي السمع والبصر دونما ذهاب لتجسيد أو اعتقاد تحيز ٍ أو أي شيئٍ من هذا القبيل.
سابعاً: إن الله أنكر على المجسمة وفي مقدمتهم اليهود، والنصارى عندما اعتقدوا أن الإله عيسى وأن الإله يحل ويتحد مع المسيح وأن العذاب نال الناسوت دون اللاهوت والخوض في مثل ذلك ليس من حديثنا الآن، فالمراد أنه أنكر على أولئك فإتيان هذا الباب ضرب من الضلال وهو القول على الله بأنه جسم والتمثيل بذلك الجسم بمثال كالكرامية.
ثامناً: والحق أننا نؤمن بصفات الله وأسمائه على الوجه الذي سنه في كتابه وبينه رسوله وما سوى ذلك عطب وهلاك ولا محيص من بطلانه.
تاسعاً: ليس من إثبات الصفات لله القول بأن له جوهر أو تحيز وليس من القول أن الله يَرْضَى وَيَغْضَبُ وَيُحِبُّ وَيُبْغِضُ تناله الأعراض التي تنال من بني آدم،أو أن صَفَهُ الِاسْتِوَاءِ وَالنُّزُولِ وَالْإِتْيَانِ وَالْمَجِيءِ أو الوجه أو اليد يقتضي التجسيم فإن قال قائل إن هذا يقتضي التجسيم وهو ممن نفى الصفات نقول له: فَأَنْتُمْ قَدْ وَصَفْتُمُوهُ بِالْحَيَاةِ وَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْكَلَامِ وَهَذَا هَكَذَا؛ فَإِذَا كَانَ هَذَا لَا يُوصَفُ بِهِ إلَّا الْجِسْمُ فَالْآخَرُ كَذَلِكَ، وَإِنْ أَمْكَنَ أَنْ يُوصَفَ بِأَحَدِهِمَا مَا لَيْسَ بِجِسْمِ فَالْآخَرُ كَذَلِكَ؛ فَالتَّفْرِيقُ بَيْنَهُمَا تَفْرِيقٌ بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ وَلِهَذَا لَمَّا كَانَ الرَّدُّ عَلَى مَنْ وَصَفَ اللَّهَ تَعَالَى بِالنَّقَائِصِ بِهَذِهِ الطَّرِيقِ طَرِيقًا فَاسِدًا: لَمْ يَسْلُكْهُ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ فَلَمْ يَنْطِقْ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي حَقِّ اللَّهِ بِالْجِسْمِ لَا نَفْيًا وَلَا إثْبَاتًا وَلَا بِالْجَوْهَرِ وَالتَّحَيُّزِ وَنَحْوِ ذَلِكَ لِأَنَّهَا عِبَارَاتٌ مُجْمَلَةٌ لَا تُحِقُّ حَقًّا وَلَا تُبْطِلُ بَاطِلًا وَلِهَذَا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فِيمَا أَنْكَرَهُ عَلَى الْيَهُودِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْكُفَّارِ: مَا هُوَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ؛ بَلْ هَذَا هُوَ مِنْ الْكَلَامِ الْمُبْتَدَعِ الَّذِي أَنْكَرَهُ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 02:49]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المشاركات.
وبانتظار إجابات أخرى إثراء للموضوع.
أما أنا: فلم يكن عندي ما طلبته منكم. . فأفيدوني أفادكم الله.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 03:23]ـ
قال ابن الجوزي في (الزاد) عند تفسير قوله تعالى: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}:
(والمراد بتعظيم الجسم، فضل القوة، إذ العادة أن من كان أعظم جسماً، كان أكثر قوة)
ـ[صهود]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 01:41]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا وبخاصة الاخ ابو الفداء
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 04:02]ـ
بارك الله فيك أخي صهود
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 06:47]ـ
أخي أبو الفداء لقد أخطأت في فهم عبارة الإمام الحجة الفخر الرازي ابن خطيب الري: {606:ت}:
وأما مغزى العبارة هي أن الإمام الرازي يقصد أن يمثل بتلك القوى (الماء / الأرض / الهواء / الأفلاك) إلى لطافتها، وليس يوجه لها، أن هذا من باب التمثيل وأدعوك إلى النظر ثانية وعاود الكرة صدقني ستجدني في الكرة الثانية حسرة على ما كتب في الأولى، أما مقصد الإمام الرازي كما قلنا هو: أن يدلل على اسم اللطيف فأتى بالأرض فالأفلاك وهكذا دواليك ليأخذ بلبك إلى ذلك المعنى اللطيف وفقط هو ذا ما أراد يوضحه فلا تجعل بينك وبين ذلك الحجة حرباً عوان فإن رحى القتال ما شُرعت في مسائل العلم هكذا فليفهم، هكذا فليتدبر، ولا تكن ممن قال فيهم حبيب قلبي (المتنبي):
جود الرجال من الأيدي وجودهم من اللسان ********* فلا كانوا ولا الجود
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 08:03]ـ
يا أخي (شذى الجنوب) الإمام الرازي ليس من المعتزلة ومن قال ذلك فقد افترى وما درى الإمام من الأشاعرة وأهل الكلام، وبالجملة قد تتلمذ لمحي السنة البغوي ـ فكيف يكون من المعتزلة ـ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 08:07]ـ
الأخوة (نضال ـ الآجري ـ صهود ـ أبو الفداء ـ شذى الجنوب) جزاكم الله خيراً ولكن لابد من إعطاء الرازي قدره من العلم، والرازي وإن أخطأ فهو إمام عصره بلا منازع في المعقول والمنقول
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 09:14]ـ
وبالجملة قد تتلمذ لمحي السنة البغوي ـ فكيف يكون من المعتزلة ـ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليس للرازي تلمذة على الإمام محيي السنة البغوي بل هو شيخ والده , و ليت الرازي اقتفى أثره
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 09:19]ـ
والرازي وإن أخطأ فهو إمام عصره بلا منازع في المعقول والمنقول
هذا إطراء ممن لا يعرف كلام الرازي و مدى علمه في المعقول و المنقول! و يكفي ان شيخ الشافعية الإمام العلامة تاج الدين عبدالرحمن الفزاري رحمه الله - الشهير بالفركاح ت 690هـ - تعقبه في مسألة نفيه لعلو الله تعالى و رد باطله من وجوه عديدة
و أكثر من أحكم الوثاق على كلامه , و تعقبه في فاسد مرامه: شيخ الإسلام الإمام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتب عديدة من أجلّها " بيان تلبيس الجهمية "
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 09:36]ـ
هذا ليس إطراءاً أخي المقدادي وحملتكم على الرازي كقول ابن الرومية (هذه من خزعبلات المتكلمين) وقول الأخ شذى الجنوب (هذا يبدو أنه قياسا عقليا فاسدا من الرازي المعتزلي) وهل الرازي من المعتزلة، و الأخ أبو الفداء أحمد بن طراد الذي أسرف على نفسه حتى أتى بأدلة واهية وقوله: (فيقال لمثل الرازي:) فهل هذا يجوز مع عالم كهذا إن الرازي الذي تحاملتم عليه أخي المقدادي ولك مزيد الشكر فما رأيت لك عبارة مشينة في حق الإمام الفخر ومجمل القول أن منشأ هذا الخلاف عدم الفهم لعبارة الرازي وقد حللته فلينظر ما قلت فيها، ليفهم ........ والله الموفق
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 09:49]ـ
الرازي معروف انه من أئمة الأشعرية و لا أحد منا ينكر هذا و قصد الأخت شذى الجنوب ان للرازي اعتزاليات , بل له مخالفات حقيقية للمذهب الأشعري و أكثر المتأخرين من الأشعرية أخذوا بكلامه , و قد صنّف لهم كتابا سماه أساس التقديس - و حقه ان يُسمى أساس التعطيل - أسس فيه طريقة الجهمية في تحريف صفات الله تعالى و انتدب لرده و نقضه شيخ الإسلام بكتابه الحافل العجيب: تلخيص التلبيس من أساس التقديس أو بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية.
و نُقل عنه انه ندم آخر حياته و تأسف على ولوجه في علم الكلام فالله تعالى أعلم بحقيقة الحال
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 09:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وتحية طيبة لكم جميعا، وبعد ...
إن الغرض لفخر الدين الرازي من سياق هذه الحجة الإستقرائية العقلية هو تقريره لإثبات مذهبه الأشعري في مسألة نفي الجهة وما يلحق بها من التحيز والموضع.
وعليه إخوتي فالرد عن هذه المسألة قد استوعبها الأئمة الأعلام رحمهم الله تعالى في مصنفاتهم بما يطول ذكره هنا، ويكفي للرد عليه مجرد النظر في كتاب واحد من كتبهم رحمهم الله وقراءة ما علقوه في بيان الرد على أمثال هؤلاء.
وعلى كل فهو هنا قد استخدم ما تعلمه من حكماء الفلاسفة في بيان تقرير ما يستدلون عليه ومحاولة تفكيك المسألة إلى جزئيات متعددة ومن ثم المحاولة مرة أخرى تجميع وربط هذه الجزئيات لتتبلور في جزئية واحدة هي الفلسفة المنتهجة في هذا الأمر أو ذاك.
وراجع لزاما أخي الكريم ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رده على الفخر الرازي نفسه في هذه المسألة بالذات في كتابه الماتع (بيان تلبيس الجهمية) ج1/ص502، عند الوجه الثالث عشر. فقد قتل المسألة بحثا وردا هناك رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 10:01]ـ
نعلم أن الإمام الرازي من أكابر الأشاعرة ومنشأ رميه بالاعتزال نقله عن أبي مسلم والزمخشري والقاضي عبد الجبار وذلك واضحٌ كما تعلم، أما المقصد فإنه مهما أخطأ العالم وأي عالم أنه الإمام الرازي لا يقال كما قال الأخوة أصحاب المشاركات وحملتهم على الرازي ذلك ما أردت إيضاحه والله المستعان.
ولقد صدق من قال:
فهرملت همم القوم العجوز، ومضوا إلى مركوز يخصفون عوارهم وشنارهم لعل مائدة التوبة تتنزل على القوم وتغمرهم الأوبة ولكن سفينة النوح غادرت واستقرت على الجودي واستوت والقيت عصا
الحياة فتكون نهر طالوت فغرف القوم غرف المسرف فتاهوا في بيداء المعصية ونزلت بهم الآفة المردية، فنبح كلب الكهف إلى ما يغضب الله وما كف فبيتهم بيت عنكبوت وهو أوهى البيوت فرضوا بأقل قوت
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه* * * فالقوم أعداء له وخصوم
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 12:39]ـ
بارك الله في أخي وحبيبي في الله الذي حل ذلكم الموضوع، وما كنت لأشترك في ساحة العلماء من أمثالكم، ولكني استغفر الله إن كان بدر مني ما يشين واللهم اغفر لي ولكم
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 01:21]ـ
أقصد بأخي وحبيبي السكران التميمي
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 10:13]ـ
الرد عليه قول الله عز وجل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
وما فعله هو قياس ذات الله بالمخلوقات
وهذا باطل لا يجوز
لا نقول جسم ولا غير جسم ولا نبحث في مثل هذا الأمر الذي لم يأتنا فيه دليل شرعي ولا تكلم فيه السلف الصالح، ولا فائدة من بحثه أصلا، وهو من الخوض في ذات الله المنهي عنه.
بل نثبت ما أثبته الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وننفي ما نفاه الله تعالى ورسوله ونسكت عما ليس لنا فيه علم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 12:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وتحية طيبة لكم جميعا، وبعد ...
إن الغرض لفخر الدين الرازي من سياق هذه الحجة الإستقرائية العقلية هو تقريره لإثبات مذهبه الأشعري في مسألة نفي الجهة وما يلحق بها من التحيز والموضع.
وعليه إخوتي فالرد عن هذه المسألة قد استوعبها الأئمة الأعلام رحمهم الله تعالى في مصنفاتهم بما يطول ذكره هنا، ويكفي للرد عليه مجرد النظر في كتاب واحد من كتبهم رحمهم الله وقراءة ما علقوه في بيان الرد على أمثال هؤلاء.
وعلى كل فهو هنا قد استخدم ما تعلمه من حكماء الفلاسفة في بيان تقرير ما يستدلون عليه ومحاولة تفكيك المسألة إلى جزئيات متعددة ومن ثم المحاولة مرة أخرى تجميع وربط هذه الجزئيات لتتبلور في جزئية واحدة هي الفلسفة المنتهجة في هذا الأمر أو ذاك.
وراجع لزاما أخي الكريم ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رده على الفخر الرازي نفسه في هذه المسألة بالذات في كتابه الماتع (بيان تلبيس الجهمية) ج1/ص502، عند الوجه الثالث عشر. فقد قتل المسألة بحثا وردا هناك رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
بارك الله فيكم أخي الكريم. . أرجو منكم نقل ذلك الرد هنا مشكورين.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 02:43]ـ
وأما الأفلاك، فإنها ألطف من الأجرام العنصرية، فلا جرم كانت هي المستولية على مزاج الأجرام العنصرية بعضها البعض، وتوليد الأنواع والأصناف المختلفة من تلك التمزيجات
كلام خرافيّ!
القمر يتكوَّن من صخور، وقد لمستُ بيدي قطعة منه في أحد المعارض.
أما أنه وأمثاله من الأفلاك مستولٍ على الأمزجة وتوليد الأنواع فمما يضحك الثكلى!
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 10:01]ـ
يقول الشيخ: محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهبي التميمي القصيمي: {1421:ت}:
لو قال لنا قائل: هل تقولون إن الله جسم؟
فالجواب: لا نقول: إنه جسم، انظر العبارة: لا نقول: إنه جسم، أو نقول: إنه ليس بجسم،
أيهما أصح؟ يعني هل الصحيح نقول: ليس بجسم، أو الصحيح نقول: إنه ليس بجسم؟
الثانية الصحيحة، يعني لا نقول: إنه جسم،
لأنك إذا قلت: نقول: إنه ليس بجسم نفيت أنه جسم،
أما إذا قلت: لا نقول: إنه جسم فقد نفيت القول بأنه جسم وفرق بين النفيين،لأن الأول نقول: إنه ليس بجسم، حكمٌ بانتفاء الجسمية عن الله، وهذا ليس عندنا علم فيه،
والثاني لا نقول: إنه جسم، نفيٌ للقول بذلك ونعم نحن ننفي أن نقول بذلك لأننا لا نعلم،
إذن الجسم نقول: لا نثبته ولا ننفيه، لماذا؟
لأن الله لم يثبته لنفسه ولم ينفيه، فإذا لم ينفه عن نفسه ولم يثبته فليس لنا شغل، نقف حيث وقف النص،
ولكن نسأل عن المعنى المراد بالجسم، يعني اللفظ نتوقف فيه، المعنى نسأل: ماذا تريد بالجسم؟
إن أردت بالجسم الشيء القائم بنفسه المتصف بما يستحقه من الصفات فهذا المعنى صحيح،
فإن الله تعالى شيء قائم بنفسه متصف بما يليق به من الصفات يستوي ويأتي وينزل ويفرح ويغضب ويرضى نؤمن بذلك،
وإن أردت بالجسم الشيء المركب من أجزاء يفتقر بعضها إلى بعض ويجوز انفصال بعضها عن بعض كما في الأجسام المخلوقة فهذا باطل.اهـ شرح العقيدة السفارينية.
ويقول الشيخ: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان الدوسري: {حفظه الله}:
إن لفظ الجسم والتركيب والأعضاء والحواس لم يرد في كتاب الله وسنة رسوله نفيه ولا إثباته، ونحن نثبت ما أثبته الله لنفسه، وننفي ما نفى عن نفسه، ونمسك عما عدا ذلك. أما الوجه واليدان والعينان والساق والأصابع والنزول؛ فهذه قد أثبتها الله لنفسه، وأثبتها له رسوله - صلى الله عليه وسلم - فنحن نثبتها كما جاءت.اهـ
والله المستعان، أرجو أن أكون قد وفقت في مشاركتي الأولى ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لافي الخلف]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 07:44]ـ
اعلم أخي الحبيب وفقنا الله وإياك أن الخير كله في منهج أهل السنة والجماعة اللذين تكلموا بعلم ووقفوا عن علم، ولم يخوضوا فيما خاض فيه المتكلمون مما لا يعود على المسلم بنفع في دينه ولا في دنياه
فخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع
وإذا أراد طالب العلم النظر فيما كتبه أرباب الكلام فعليه أولا أن يكون متحصنا باعتقاد أهل السنة والجماعة ملما به على وجه الإجمال والتفصيل حتى تنكشف له شبه أهل الباطل ويتضح له الحق
وأنا أذكر لك كلاما نافعا قرره الشيخ الفاضل وليد بن راشد السعيدان في رسالته
(تيسير الاعتقاد) فيه رد على المبتدعة ومن سار على نهجهم، عسى الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها.
قال حفظه الله تعالى:
أي ومن الأمور التي لا بد منها لفهم منهج أهل السنة في هذا الباب، أن تعلم رحمك الله تعالى هذا المذهب مبني على ثلاثة نقاط: إذا ألممت بها فقد ألممت بمذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات وهي كما يلي:
الأولى: في الإثبات، فهم يثبتون لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه في كتابه وما أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته من غير تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف لأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهذا مذهبهم في الإثبات.
الثانية: في النفي، فينفون عن الله تعالى ما نفاه عن نفسه في كتابه وما نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته، مع إثبات كمال ضد الصفة المنفية، فهذا في النفي.
الثالثة: فيما لم يرد فيه دليل بخصوصه، وهذا هو الذي أريد أن أطيل فيه وأسرد فيه الأمثلة حتى يتشربه ذهنك وتفهمه الفهم الكامل، فأقول في بيانه وبالله التوفيق ومنه أستمد الفضل والعون.
اعلم رحمنا الله وإياك أن المبتدعة في هذا الباب قد تكلموا بألفاظ لا وجود لها بلفظها في القرآن ولا في السنة ولا في كلام السلف الصالح، وذلك كلفظ الجهة والحيز والجسم والمكان.
وبنوا على هذه الألفاظ معتقداتهم في أسماء الله وصفاته، فحرفوا الكلم عن مواضعه بسبب هروبهم من هذه الألفاظ،
فيقول الأشاعرة مثلاً لو أثبتنا له العلو لاستلزم ذلك أن يكون في جهة وهي ممتنعة على الله تعالى.
ويقول المعتزلي مثلاً: لو أثبتنا الصفات لله تعالى لاستلزم وصفه بالجسمية، وهي ممتنعة على الله تعالى فلما كثر جدالهم بهذه الألفاظ على عوام المسلمين نظر أهل السنة إليها بنظرين:
فنظروا إلى ألفاظها بنظرة ونظروا إلى معانيها بنظرة، فقالوا:
إن هذه الألفاظ التي لم يرد لها دليل بخصوصها لا من القرآن ولا من السنة ولا عن سلف هذه الأمة، هذه الألفاظ لنا فيها مذهبان، مذهب في ألفاظها ومذهب في معانيها، فأما مذهبنا في ألفاظها فإننا نتوقف فيها فلا نتكلم بها نفياً ولا إثباتاً، أي لا نثبت ألفاظها ولا ننفيها، فلا نقول: الله في جهة، ولا نقول: ليس في جهة، وكذلك لا نقول: الله له جسم، ولا نقول: ليس له جسم، وكذلك لا نقول: الله في حيز ولا نقول: ليس في حيز، وكذلك لا نقول: الله في مكان ولا نقول: ليس الله في مكان، فلا نثبت شيئاً من هذه الألفاظ و لا ننفيه، وذلك لأنه لم يرد في القرآن ولا في السنة ولا في كلام السلف لا نفيه ولا إثباته، وما لم يرد إثباته ولا نفيه في القرآن والسنة وكلام السلف فلا حق لأحدٍ أن يثبته أو ينفيه، فهذا بالنسبة لذهب أهل السنة في ألفاظها وأعيده مختصراً فأقول: نتوقف في ألفاظها فلا نثبتها ولا ننفيها. ونمسك ألسنتنا عن الخوض فيها، فهذا بالنسبة لمعتقدنا في هذه الألفاظ.
وأما بالنسبة لمعانيها، فقبل أن أبين لك مذهب أهل السنة فيها أحب أن أقدم لك مقدمة مهمة جداً لفهم حقيقة هذه الألفاظ، وهي كما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أعلم رحمنا الله وإياك أن هذه الألفاظ لها معانٍ فالجهة لها معانٍ والمكان له معانٍ والجسم له معانٍ والحيز له معانٍ، وهذه المعاني التي تحملها هذه الألفاظ ليست باطلاً محضاً لترد مطلقاً ولا حقاً محضاً لتقبل مطلقاً، بل فيها حق وباطل، وقد تقرر عند السلف رحمهم الله تعالى أن ما أحتمل الحق والباطل، فإنه لفظ مجمل، فلا يردونه مطلقاً لأن فيه حقاً والحق لا يرد ولا يقبلونه مطلقاً لأن فيه باطلاً والباطل لا يقبل، إذاً لا بد من أن يتميز حق هذه المعاني من باطلها، ولا يمكن ذلك إلا بالاستفصال، والمراد به طلب التفصيل من المتكلم بهذه الألفاظ فبالإستفصال يزول الإشكال ويتضح المقال، فإذا بين المعنى الحق فإنه يقبل وإذا قصد المعنى الباطل فإنه يرد، وهذا شأن جميع الألفاظ المجملة، وهذا هو الميزان الحق الذي به توزن هذه الألفاظ، فإن الضلال في كثير من الأبواب إنما حصل بسبب هذه الألفاظ المجملة التي تحتمل حقاً وباطلاً، ولكن على مذهب أهل السنة رفع الله نزلهم في الفردوس الأعلى فلا ضلال ولا حيرة ولا شكوك، بل هو العدل والإنصاف مع الموافق والمخالف، فأهل السنة رحمهم الله تعالى يعطون كل ذي حقٍ حقه، ويرحمون الخلق ويقولون الحق، حتى يتضح لك الأمر أكثر أضرب لك بعض الأمثلة هي غالب ما يقرره أهل السنة رحمهم الله تعالى، فأقول وبالله التوفيق:
منها: الجهة، لأهل السنة فيها نظران، نظر من ناحية لفظها ونظر من ناحية معناها، فأما لفظها، فأما لفظها فيتوقفون فيه فلا يثبتونه ولا ينفونه، ولا يتكلمون به، فلا يقولون: الله في جهة ولا يقولون: الله ليس في جهة، وأما معناها فيستفصلون فيه، فإن كان المتكلم بها يريد جهة سفل فهذا ممتنع باطل لأن السفل نقص والله تعالى منزه عن كل نقصٍ، وإن كان يريد جهة علو محيطة بالله تعالى فهذا ممتنع باطل أيضاً لأن الله تعالى لا يحيط به شيء من لعظمته وكبره جل وعلا، وإن كان يريد جهة علو غير محيطة بالله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته فهذا حق وصدق وبه جاءت الأدلة ولكن نقول: الله في العلو المطلق، كما نطقت بذلك النصوص الكثيرة المتواترة المتنوعة من الكتاب والسنة. وهذا واضح.
ومنها: المكان، فإن لأهل السنة فيه نظران، نظر من ناحية لفظه ونظر من ناحية معناه، فأما لفظه فيتوقفون فيه فلا يثبتونه ولا ينفونه، أي لا يقولون: الله في مكان، ولا يقولون: ليس الله في مكان، لأنه لفظ لم يرد في الكتاب ولا في السنة نفيه ولا إثباته، وأما معناه فإنهم يستفصلون فيه، فإن كان المتكلم به يقصد مكان سفلٍ فهذا ممتنع باطل لأن السفل نقص والله منزه عن النقص، وإن كان يقصد مكان علوٍ محيط بالله تعالى فهو باطل ممتنع على الله كل الامتناع لأن الله تعالى لا يحيط به شيء، وإن كان يقصد به مكان علو غير محيط على ما يليق بجلاله وعظمته فهذا حق وصدق يجب إثباته لله تعالى ولكن لا نطلق عليه لفظ المكان وإنما نقول: الله مستوٍ على العرش استواءً يليق بجلاله وعظمته، ولا نغتر بالألفاظ المجملة التي بها يدخل أهل الأهواء على النصوص تحريفاً وتعطيلاً.
ومنها: الجسم، فإن لأهل السنة رحمهم الله تعالى في هذا اللفظ نظرين، نظر من ناحية لفظه ونظر من ناحية معناه، فأما من ناحية لفظه فإنهم يتوقفون فيه فلا يثبتونه ولا ينفونه، أي لا يقولون: الله له جسم، ولا يقولون: ليس لله جسم، فاللفظ يتوقفون فيه ولا يتكلمون به نفياً أو إثباتاً، وأما معناه فإنهم يستفصلون فيه، فإن كان المتكلم بهذا اللفظ يقصد الجسم المعهود في حقنا من كونه أجزاء وأبعاض يفتقر بعضها إلى بعض، فهذا باطل ممتنع على الله كل الامتناع، وهو مذهب الممثلة، الذين يعتقدون أن صفات الله تعالى كصفاتنا، وقد قال سبحانه (ليس كمثله شيء) فهذا المعنى باطل لا يجوز إضافته إلى الله جل وعلا، وأما إن كان المتكلم به يقصد الذات الإلهية الكاملة من كل وجه الموصوفة بصفات الكمال والجمال والمنعوتة بنعوت الجلال على ما يليق بالله جل وعلا، فهذا حق لا ريب فيه ولكن لا نقول هذا جسم، وإنما نقول: الله له ذات وصفات، كما بذلك أهل السنة والجماعة رحم الله أمواتهم وثبت أحيائهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: الحيز، فإن أهل السنة رفع الله قدرهم في الدنيا والآخرة، لهم فيه نظران: نظر من ناحية لفظه ونظر من ناحية معناه، فأما من ناحية لفظه فقالوا: نتوقف فيه، فلا نثبته ولا ننفيه ولا نتكلم به نفياً ولا إثباتاً، أي لا نقول: الله في حيز، ولا نقول: ليس الله في حيز، وأما معناه فإنهم يستفصلون فيه فإن كان المتكلم به يقصد أن الله تعالى يحوز الأشياء أوهي تحوزه، فهذا باطل ممتنع كل الامتناع، أي أن الأشياء داخلة في ذات الله تعالى، أو أنه جل وعلا داخل في الأشياء حالٌّ فيها، فهذا الضلال بعينه والتعطيل بعروقه وهو مذهب أهل الحلول والاتحاد الذين يقولون ـ لعنهم الله ـ إن الله تعالى داخل في الأشياء وهي داخلة فيه، هو حال فيها وهي حالة فيه وهذا المذهب كفر بلا شك، لأنه مفضٍ إلى تعطيل الخالق جل وعلا، وأما إن كان المتكلم به يقصد أن الله تعالى منحاز عن المخلوقات بمعنى منفصل عنها كل الانفصال فليس فيه شيء منها وليس فيها شيء منه فهذا حق وصدق وهو الذي يجب اعتقاده ولكن نقول بما قال أهل السنة أن الله تعالى فوق السموات مستوٍ على عرشه بائن من خلقه ليس فيه شيء منهم وليس فيهم شيء منه، وبهذا قد تحرر الحق هذه الألفاظ الأربعة أعني لفظ الجهة والمكان والحيز والجسم، وبه يتضح ذلك الأمر إن شاء الله تعالى، وأعيده لك ملخصاً: فأقول: مذهبنا في الإثبات إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته إثباتاً بلا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف. ومذهبنا في النفي نفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى لله عليه وسلم في سنته مع اعتقاد كمال الضد.ومذهبنا فيما لم يرد فيه دليل بخصوصه أننا من ناحية لفظه نتوقف فيه فلا نثبته ولا ننفيه ومن ناحية معناه فإننا نستفصل فيه فإن أريد به الباطل رددناه والله ربنا أعلى وأعلم ولعل الأمر قد أتضح لك بحول الله وقوته وأستغفر الله تعالى وأتوب عليه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 08:47]ـ
قال ابن الجوزي في (الزاد) عند تفسير قوله تعالى: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}:
(والمراد بتعظيم الجسم، فضل القوة، إذ العادة أن من كان أعظم جسماً، كان أكثر قوة)
ومن المعروف أيضا أن الله هو (الصمد)، والصمد - كما فسره بعض السلف: المصمت الذي لا جوف له.
وقد عاب إبليس آدم أبا البشر كونه مجوفا، والظاهر أن جسم إبليس أقوى من جسم آدم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 08:55]ـ
الرازي معروف انه من أئمة الأشعرية و لا أحد منا ينكر هذا و قصد الأخت شذى الجنوب ان للرازي اعتزاليات , بل له مخالفات حقيقية للمذهب الأشعري و أكثر المتأخرين من الأشعرية أخذوا بكلامه , و قد صنّف لهم كتابا سماه أساس التقديس - و حقه ان يُسمى أساس التعطيل - أسس فيه طريقة الجهمية في تحريف صفات الله تعالى و انتدب لرده و نقضه شيخ الإسلام بكتابه الحافل العجيب: تلخيص التلبيس من أساس التقديس أو بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية.
و نُقل عنه انه ندم آخر حياته و تأسف على ولوجه في علم الكلام فالله تعالى أعلم بحقيقة الحال
الذي أحسست أن الرازي جمع إلى أشعريته مواد فلسفية التقطها من فلسفيات ابن سينا،
أما الاعتزاليات فلا تظهر في مباحثه كثيرا إلا في مقام الرد عليه ونقضه وجعلها شبهات اعترض عليها.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 11:53]ـ
جزاك الله خيرا , وهو إشكال قوي
ويمكن أن يجاب عنه بالإضافة إلى ما ذكره الإخوة كما يلي:
أ- لا يسلم له قوله " كلما كان حصول معنى الجسمية فيه أقوى وأثبت، كانت القوة الفاعلية فيه أضعف وأنقص "
وقد مثل على ذلك بالأرض , فمعلوم أن أقوى العناصر التي ذكرها (الماء , النار , الهواء) هي العنصر الرابع وهو التراب , وهذا في ظني أثبته العلم الحديث , ومعلوم أن التراب هي المادة الأساسية التي تتكون منه الأرض.
ثم لو سلمنا جدلا بما قال , لنقض عليه أن الإنسان وهو أقوى المؤثرات - المخلوقة الممكنة - مخلوق من تراب الأرض؛ والإنسان هو أقوى - الممكنات - المؤئرة الفاعلة - أو - القوة الفاعلة - وتأثيره لا يخفى حتى على هذه العناصر اللطيفة التي أشار إليها (الماء , النار , الهواء) , -وهو أكثف منها- وهو جسم - بل لعلها هذه سخرت لقوته الفاعلة المؤثرة فيها.
ب- ثم إن قوله ذلك وهو قوله بالقوة الفاعلة ل (الماء , النار , الهواء) منقوض بمذهبه , فمعلوم أن مذهب الأشاعرة لا يثبت طبائع الأشياء , فعلى مذهبهم لا خواص لها؛ والذي معناه لا قوة فاعلة مؤثرة بنفسها , فعاد الأمر إلى سفسطة!
ج -وقد وقع في كلامه أخطاء علمية , فقوله عن الأفلاك أنه أجسام لطيفة؛ غير صحيح ويرده العلم الحديث.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 01:51]ـ
ثم عده " الأفلاك " بعد العناصر الثلاث الماء ثم الهواء ثم النار يوهم أن الأفلاك أقلها ما فيه معنى الجسمية , وأن لها القوة الفاعلية الأكبر!
وهذا مذهب الفلاسفة الذين كانوا يظنون بتأثير الأفلاك في هذا الكون.
ثم إن الأفلاك أعظم الأشياء التي فيها معنى الجسمية والكثافة كما هو معلوم , فعده الأفلاك بعد الثلاث يوهم أنها الأقل جسمية وكثافة.
والله أعلم
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 08:39]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
إضافة إلى ما تفضَّل به الشيخ عبد الباسط من اعتراضات وجيهة، كلام الرازي، رحمه الله، يمكن ردّه من جانبين اثنين: من حيث صدق استقرائه ثم انطباقه على جميع الكائنات، ثم من حيث تعلقه بعظمة االذات الإلهية.
** _ الجانب الأول:
استقراؤك باطل من عدة أوجُه:
1_ الوجه الأول: ما هو مفهوم الحجمية والجرمية والجسمية عندك؟ هل هو كثافة المرئي؟ أم حجمه وإن لم يكن ظاهرًا بالتكثُّف؟
_ إن كنت تقصد بالحجمية والجرمية والجسمية كثافة المرئي، فما ذكرتَه تبطله المشاهدة. ودليله: النار تُحرق النبات. لكن إذا كان حجم النار ضئيلا، ثم أتينا بكَمٍّ كبير ووضعناه على النبات، أبطَل حجمَ النار وغَمَّها. ودليل آخر: النار تطفئ النبات. والنار تؤثر في الماء بالحرارة؛ لكن إذا كان حجم الماء أكبر أنقص تأثيرَها، وكلّما ازداد حجم الماء، كان أكثر قوة وأكثر تأثيرًا في النار.
_ وإن كنتَ تقصد بالحجمية والجرمية والجسمية حجمه الفعلي الحقيقي، وإن لم يكن ظاهرًا بالتكثُّف، فإنّ النظرية الذّرِّية التي تعتمدها ويؤيدها العلم تُبطِل مقالتك؛ لأنَّ الأجسام عندئذ تتشابه، والذي يميِّز بينها إنَّما هو الخاصِّيَّة الناتجة عن اعتبارات خارجة عنها. والذي يبطل اعتبارك النار أكثر تأثيرًا من الهواء، لأنّها أقل كثافة، هو أنَّ الريح (وهي جسم غير متكثِّف وغير مرئي) تطفئ النار. وعلاقة التأثير بينهما إنَّما هي الحجمية مضافة إلى الخاصَّيَّة. فكلَّما قويت الريح وكانت أكثر، كان تأثيرها في النار أقوى وأكبر؛ والعكس أيضًا صحيح.
2_ الوجه الثاني: تقرِّر مستندًا إلى استقرائك أنَّ الماء أقوى من التراب، لأنَّ الماء ألطف أو أقل كثافة وجرمية من الأرض. وهذا لا يطَّرد، كما أنَّه لا يصحّ الاستدلال به.
ولبيان ذلك، نلجأ إلى مثال القلّة. فهي نتاج امتزاج التراب والماء والنار.
أ_ وهذا المثال يثبتُ أنَّ مقولتك غير قابلة للطرد، وذلك لأنها استقراء ناقص. فالتراب في هذا المثال هو الجزء المحدِّد لماهية القلَّة. إذا نقص كثيرًا، بحيث يغلب عليه الماء أو النار: انعدم مسمَّى القلَّة، وتحوَّل إمَّا إلى سائل أو إلى رماد. وإذا كبر حجمُه بصفة غير مناسبة للماء والنار: انعدم مسمَّى القلّة أيضًا؛ لكنَّه يظل محافظًا على وجوده، بينما يتلاشى تأثير الماء والنار.
ودليل آخر: إنَّ مسمَّى القلَّة هو نتيجة تفاعل التراب، والماء، والنار. والقلَّة في ظاهرها وماهيتها تندرج تحت الجمادات الصلبة، لا السائلة. فأثبت ذلك أنَّ الحجم له تأثير، وأنه جزء في مؤثِّر ضعف أو قوّة خاصِّيَّة القدرة.
ب_ استقراؤك لا يصحّ الاستدلال به بدليل مثال القوة. فهذا المثال يؤكِّد حدوث شيء لا عن موجود واحد، بل عن ثلاث موجود مختلفة الخاصِّية، وهذا الوحدوث وقع عن طريق التفاعل، والتفاعل هو نتيجة تأثير وتأثُّر؛ فلا الماء غيَّر طبيعة التراب الذي امتزج به، ولا النار فعلت ذلك، بل امتزاجها بمقادير معيَّنة أدّى إلى وجود شيء اسمه "القلّة".
3_ الوجه الثالث: مذهبك أنَّ أجسام العالَم متساوية في ماهيَّة الجسمية. فدلّ ذلك على أنّ كلّ ما ذكرتَه من استقراء لا علاقة له بالجسمية، بل بشيء آخر سمَّيتَه "الحجمية أو الجرمية"، وهو مبحث آخَر لا تعلُّق له بالمبحث الذي قرَّرتَ فيه كلامك.
4_ الوجه الرابع: قولك: "إنّ الأرض أكثف الأجسام وأقواها حجمية" لا يصحّ. فالمشترى أكبر منها. والمشترى من الأفلاك. فمقتضى كلامك أنّه أقوى تأثيرًا من الأرض والماء والنار، مع أنَّه أكثف وأقوى حجمية من الأرض! وهذا عين التناقض ...
5_ الوجه الخامس: قولك إنَّ النار أقل كثافة من الهواء: غير مسلَّم به. وذلك متوقِّف على قصدك بلفظ "الكثافة".
فإن كنت تقصد به البروز للرائي، فالنار أبرز للرائي من الهواء؛ فهي أكثف، والهواء ألطف.
وإن كنت تقصد بالكثافة الحجميِّةَ والجرميّة، فذلك لا يصح أيضًا. فظاهر كلامك أنّ ما تسمِّيه نارًا هو ما نسمِّيه في أيَّامنا: الطاقة. والطاقة أكبر حجمًا من الهواء، لأنّها تسري في الهواء وفي غيره من الموجودات.
6_ الوجه السادس: الواقع المشاهَد يدلُّ على أنَّ التأثير لا علاقة له بالحجم، بل بالقدرة أو الخاصِّيَّة. لكن هذا لا يعني أنَّ الحجم أو الجرم لا تأثير له في ذلك. وقد سبق التدليل على ذلك. وإذا قلتَ: إنَّ التأثير متعلِّق بالقدرة، قوَّةً وضعفَا، صحَّ ذلك، دون إضافة شرط لطافة الجسم أو كثافته.
ومثال ذلك: البعوضة ضئيلة الحجم، لكن لها ضرب من التسلُّط على الإنسان بالإيذاء. والأسد كبير الحجم مقارنة بالبعوضة، لكن إذا روِّض زال إيذاؤه عن الإنسان، لزوال خاصيّة الهيجان والعدوان عنه. ولو جئنا بحشرة في حجم البعوضة، لكنَّها تفتقد خاصيَّة الإيذاء الموجودة في البعوض، لما كان لها تأثير على الإنسان. وكذلك لو جئنا بأسد متوحِّش لم يروَّض، لوجدنا فيه خاصِّيَّة الإيذاء للإنسان.
فالتأثير متعلِّق بالخاصِّيَّة والقدرة، ولا علاقة له بالحجم أو الجرم. فقد يكون كبير الحجم أكثر تأثيرًا من صغيره، كما قد يقع العكس. لكن وقوعه من الكبير كمال، وليس الأمر كذلك بالنسبة لصغير الحجم، لأنَّ صغر حجمه من علامات نفصه على وجهٍ ما.
والله أعلم.
أمّا الجانب الثاني، فلعلّني أعود إليه قريبًا بإذن الله، إذا كان في الوقت فسحة ...
والله ولِيُّ التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 10:13]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
** تصويب واستدراك:
ودليله: النار تُحرق النبات. لكن إذا كان حجم النار ضئيلا، ثم أتينا بكَمٍّ كبير ووضعناه على النبات، أبطَل حجمَ النار وغَمَّها.
وكان قصدي:" ثم أتينا بكَمٍّ كبير من النبات ووضعناه على النار،"
استدراك: تعرّضتُ لكلام الفخر الرازي مستخدما ضمير الخطاب، وكان الأوْلَى استعمال ضمير الغائب، تأدُّبًا وتوقيرًا لمكانته بين أهل العلم. وكان شيخ الإسلام من المقرِّين له بالتميُّز في العلوم العقلية ...
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 10:46]ـ
جزاك الله خيرا أخي الواحدي
وهذه نقطة مهمة؛ وهي قولهم بتماثل الأجسام في الماهية؛ فالتراب والماء والهواء والنار وكل ما يتصور فيه الجسمية فهو متماثل ثم أضف إلى ذلك سلبهم لخواص وطبيعة الأشياء! وبالتالي عدم القوة الفاعلة , فعاد الأمر في جملته إلى سفسطة وقرمطة.
فتخيل أن الأرض والأفلاك والهواء والماء والنار ماهيته واحدة ولا خواص أو طبيعة لأي واحد منها , فكيف يكون هذا أشد قوة فاعلة من هذا , والماهية واحدة , ولا خاصية أو طبيعة له.
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 11:32]ـ
بوركت شيخنا الفاضل!
وقد أشرتَ إلى مسألة بالغة الأهمية في الرد على مقولة الفخر الرازي، لكنَّك ذكرتها بعبارة "لطيفة"، وهي تحتاج إلى شيء من "التكثيف"، حتى تكون واضحة للعيان.
وهذه المسألة هي: نفي الأشاعرة للسببية، وقولهم بجريان العادة، وكذا تجويز انقلاب خواص الأشياء أو مخالفتها لما كانت عليه؛ بل نفيهم للخواصّ. فالنار تُحرِق، لا لخاصيّة الإحراق فيها، لكن لأنَّ العادة جرت بوجود الإحراق عند اقتران النار بغيرها. وهذا وحده ينسف كل استدلالات الرازي، لأنَّ افتراض إمكان انتفاء التأثير أو غيابه يعني: أنّ الحجم لا تعلّق له بالتأثير ...
ولهذه المسألة أوجُه أخرى تُستنبَط من العالَم المشاهد بالتأمُّل، وكلُّها تؤدِّي إلى نقض ما استنبطه الرازي حول علاقة حجم الأجسام بقوَّتها وتأثيراتها.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 11:45]ـ
ودليل آخر: إنَّ مسمَّى القلَّة هو نتيجة تفاعل التراب، والماء، والنار. والقلَّة في ظاهرها وماهيتها تندرج تحت الجمادات الصلبة، لا السائلة. فأثبت ذلك أنَّ الحجم له تأثير، وأنه جزء في مؤثِّر ضعف أو قوّة خاصِّيَّة القدرة.
ب_ استقراؤك لا يصحّ الاستدلال به بدليل مثال القوة. فهذا المثال يؤكِّد حدوث شيء لا عن موجود واحد، بل عن ثلاث موجود مختلفة الخاصِّية، وهذا الوحدوث وقع عن طريق التفاعل، والتفاعل هو نتيجة تأثير وتأثُّر؛ فلا الماء غيَّر طبيعة التراب الذي امتزج به، ولا النار فعلت ذلك، بل امتزاجها بمقادير معيَّنة أدّى إلى وجود شيء اسمه "القلّة".
وقع اضطراب في عبارات هذه الفقرة، نتيجة الإرهاق؛ وهذا تصويبه:
_ وأنه جزء في مؤثِّر ضعف أو قوّة خاصِّيَّة القدرة = وأنه جزء مؤثِّر في ضعف أو قوّة خاصِّيَّة القدرة.
_ بدليل مثال القوة = بدليل مثال القُلَّة.
_ بل عن ثلاث موجود = بل عن ثلاث موجودات
_ وهذا الوحدوث = وهذا الحدوث
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 10:19]ـ
وقد وقفت على كلام قد يفسر هذا الاستقراء الذي ادعاه الرازي.
قال الزركان في كتابه الفخر الرازي وآراؤه الكلامية (394): .. أن الرازي تابع الفلاسفة في ترتيب الموجودات الطبيعية على النحو التالي: الأرض في المركز وتحيط بها كرة الماء وهذه محاطة بكرة الهواء وكرة الهواء محاطة بكرة النار. انتهى
ومن بعدها الفلك!
ثم نقل الزركان أن الرازي نقد الفلاسفة في هذا الترتيب.
فالأرض يحيط بها كرة الماء ثم كرة أوسع وهي الهواء ثم كرة أوسع وهي النار ثم من حولها الفلك , واعتقاد الفلاسفة كما نقل - الزركان -:" أما أن النار هي الأقرب فاحتجوا عليه بأن الفلك لطول محاكاته للجسم الذي يتحرك عليه يجعله نارا .. وأما أن الأرض هي البعدى فلأنها في غاية البعد عن تأثير الفلك ثم الهواء أقرب إلى النار لخفته والماء أقرب إلى الأرض لثقله ".
وقارن بهذا الكلام الذي سقته وبين كلام الرازي في تفسيره يتبين لك وجه الارتباط.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 11:46]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا على هذه المداخلات القيمة.
نأمل المزيد. . لا حرمنا الله من بركاتكم.
ـ[ابن خويز]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 04:20]ـ
بسم الله
إخواني الأعزاء، أنا مشارك جديد في هذا المنتدى.
أما الرد على هذه الشبهة فمن وجوه:
1. أنه اعتمد في إثبات شبهته على دليل الاستقراء، والاستقراء ينقسم قسمين:
استقراء ظني: وهو تتبع عامة الجزئيات للخروج بحكم عام.
لكن هذا الدليل ظني فلا يجوز تقديمه على أدلة الكتاب والسنة قطعيها أوظنيها؛
أما عدم جواز تقديمه على قطعيها فلأن الظني لا يقدم على القطعي، وأما عدم جواز تقديمه على ظنيها فلأن الظني لا يقدم على الظني لذاته، إلا إذا اعتضد بما يرفع مرتبته، فكيف إذا كان باطلاً كما سيأتي.
والقسم الثاني هو الاستقراء القطعي.
2. أنه قال-ما معناه- كلما خفت جسومية الشيء زاد تأثيره، وهذا غير صحيح أصلاً: فنحن نعلم أن القطة أشد من الفأر وهي أكثر جسومية منه، وكلب الصيد أشد من القطة وهو أكثر جسومية منها، والنمر أشد من كلب الصيد وهو أكثر جسومية منه ...
هذا من وجه، أما من وجه آخر: فالنار ليست أشد تأثيرا من الهواء بل قد يقال العكس لأمرين:
الأول: لأن كثرة الهواء وسرعته الشديدة تخمد النار.
الثاني: أن أصل نشأة النار من الهواء فلو انعدم الهواء لأخمدت النار كما هو مجرب بل ومعلوم في الكيمياء من معادلات الاحتراق. فهو مؤثر فيها وجودا وعدما، أما النار فتأثيرها في الوجود، وما كان تأثيره في الوجود والعدم فهو أشد.
وكذلك قد يقال في الماء فإنه يطفأ النار وهو اشد جسومية منها.
3. هذا وما ذكره رحمه الله إنما هو لزوم عادي يرجع إلى الأحكام العادية، والأحكام العادية يصح تخلفها كما هو مقرر في علوم المنطق والأصول، وإذا صح تخلفها كان لمن يناقش الرازي أن يقدر أن ما يريد إثباته مما صح فيه التخلف وإن كان قليلاً لكنه موجود وإلا صار الحكم عقلياً وهو عادي فهذا خلف، فكيف إذا كان فيما يدعي من يناقش الرازي نكتة تنقله من حيز المشهود إلى حيز المغيب؟
عافاني الله وإياكم من الشُّبه كلها، فإنها إن علقت بالقلب أحالته خراباً لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة. فلا أنصح إخواني بمطالعتها إلا للضرورة.(/)
توحيد الاتباع ومعنى أن محمداً رسول الله
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 01:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام
عندما تعلمنا التوحيد قديماً عرفنا معنى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات ... وهذا مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله ..
وللأسف لا نهتم بتوحيد الاتباع وهو مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله ..
قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام ج1 ص 89
قال تعالى: * (وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب) * فوجدنا الله تعالى يردنا إلى كلام نبيه (ص) على ما قدمنا آنفا، فلم يسمع مسلما يقر بالتوحيد أن يرجع عند التنازع إلى غير القرآن والخبر على رسول الله (ص) ولا أن يأتي عما وجد فيهما فإن فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه فهو فاسق، وأما من فعله مستحلا للخروج عن أمرهما وموجبا لطاعة أحد دونهما، فهو كافر لا شك عندنا في ذلك.
وقد ذكرنا محمد بن نصر المروزي أن إسحاق بن راهويه كان يقول: من بلغه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خبر يقر بصحته ثم رده بغير تقية فهو كافر، ولم نحتج في هذا بإسحاق، وإنما أوردناه لئلا يظن جاهل أننا منفردون بهذا القول، وإنما احتججنا في تكفيرنا من استحل خلاف ما صح عنده عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقول الله تعالى مخاطبا لنبيه (ص): * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) *.
قال أبو محمد بن حزم: هذه كافية لمن عقل وحذر وآمن بالله واليوم الآخر، وأيقن أن هذا العهد عهد ربه تعالى إليه، ووصيته عز وجل الواردة عليه، فليفتش الانسان نفسه، فإن وجد في نفسه مما قضاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كل خبر يصححه مما قد بلغه، أو وجد نفسه غير مسلمة لما جاءه عن رسول الله (ص)، ووجد نفسه مائلة إلى قول فلان وفلان، أو قياسه واستحسانه، وأوجد نفسه تحكم فيما نازعت فيه أحدا دون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متى صاحت فمن دونه، فليعلم أن الله تعالى قد أقسم، وقوله الحق إنه ليس مؤمنا وصدق الله تعالى، وإذا لم يكن مؤمنا فهو كافر، ولا سبيل إلى قسم ثالث. .
وليعلم أن كل من قلد، من صاحب أو تابع أو مالكا أو أبو حنيفة والشافعي وسفيان والاوزاعي وأحمد وداود رضي الله عنهم متبرئون منه في الدنيا والآخرة، ويوم يقوم الاشهاد.
اللهم إنك تعلم أنا لا نحكم أحدا إلا كلامك وكلام نبيك - الذي صليت عليه وسلمت - في كل شئ مما شجر بيننا، وفي كل ما تنازعنا فيه، واختلفنا في حكمه، وأننا لا نجد في أنفسنا حرجا مما قضى به نبيك، ولو أسخطنا بذلك جميع من في الارض وخالفناهم، وصرنا دونهم حزبا وعليهم حربا، وإننا مسلمون لذلك طيبة أنفسنا عليه، مبادرون نحوه لا نتردد ولا نتلكأ، عاصون لكل من خالف ذلك، موقنون أنه على خطأ عندك، وأنا على صواب لديك.
اللهم فثبتنا على ذلك ولا تخالف بنا عنه، وأسألك اللهم بأبنائنا وإخواننا المسلمين هذه الطريقة حتى ننقل جميعا ونحن مستمسكون بها إلى دار الجزاء، آمين ... بمنك يا أرحم الراحمين ... أ. هـ(/)
سلسلة الفوائد والنكت: من كتاب "حزب الله الرافضي تاريخ أسود وافتراءات" للشيخ العفاني
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 09:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب حزب الله الرافضي تاريخ أسود .. و افتراءات للشيخ سيد حسين العفاني
- تأسّس حزب الله الشيعي في لبنان حزبا سياسيّا عام 1985م , لكن نشأته الأكيدة كانت عام 1982م , و قد ولد هذا الحزب من رحم حركة أمل الشّيعيّة اللّبنانيّة المدعومة من إيران , فتسمّى بأمل الإسلاميّة رغبة في توسيع نطاقه ليشمل الأمّة الإسلامية , و يقتصر دور حركة أمل على النطاق الشّيعي السّياسي , و تكون " أمل الإسلامية " هي من يتولّى نشر التشيّع في لبنان و العالم الإسلامي , و أخذ صورة المناضل المقاوم الذي يحمل همّ الدفاع عن الأمّة و حماية مقدّساتها. ص 7
- نظرا لما اقترنت به حركة أمل الشّيعيّة من أعمال وحشية و جرائم بشعة لا تخوّل وليدها أمل الإسلامية من استلام مهام الدفاع عن الأمة , و خشية من هذا فقد كوّن حزب جديد , و هو ما يُعرف اليوم بحزب الله. ص 7
- أمل الشّيعية اتخذت مسار الإهتمام بالطائفة الشيعية من ناحية سياسية بلباس علماني , و هي تنضح بالطائفية المقيتة و العصبية القذرة. ص 8
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 07:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- مؤسس حركة أمل هو: موسى الصدر إيرانيّ الجنسيّة من مواليد عام 1928 م , تخرّج من جامعة طهران , ووصل إلى لبنان عام 1958م , و قد حصل على الجنسيّة اللبنانية بعد أن منحه إيّاها فؤاد شهاب بموجب مرسوم جمهوري , و هو تلميذ الخميني , و تربطه أقوى الصلات به , و كان موسى الصدر السّاعد الأيمن لأيّ مسئول نُصيْريّ يدخل إلى لبنان , و حين دخل الجيش السوري النّصيريّ إلى لبنان استبدل موسى الصدر بوجهه الوطني الإسلامي وجها باطنيّا استعماريّا ف:
1 - أمر الضابط إبراهيم شاهين و الرائد أحمد المعماري فانشقّا عن الجيش العربي و انضمّا إلى الجيش النّصيري , و أمر الصّدر منظمة أمل فتخلّت عن القوات الوطنية و انضمّ معظم عناصرها لجيش الغزاة , و بدأ الصدر بمهاجمة منظمة التحرير.
2 - الصدر دعا إلى اجتماع ضمّ أساقفة الروم الأرثوذكس و الروم الكاثوليك و الموارنة , و عددا من أعيان منطقة البقاع و نوّابها , و ثَم عقد الإجتماع في قاعدة رياق الجوية من أجل تشكيل حكومة محليّة في المنطقة التي يسيطر عليها السّوريون النُّصيريون , و دعا الأنظمة إلى مواجهة الخطر الفلسطيني.
و كانت ضربة الصّدر للفلسطينيين مؤلمة مما جعل ممثل المنظمة في القاهرة يصدر تصريحا يندد فيه بمؤامرة الصدر على الشعب الفلسطيني و تآمره مع الموارنة و النظام السوري.
و ما اكتفى موسى الصّدر و شيعته بالتعاون مع حكام سوريا , و إنّما أخذوا يطالبون بوقف العمل الفدائيّ و إخراج الفلسطينيين من الجنوب , و من أجل ذلك وقعت صدامات , و نظّم الشيعة إضرابا عامّا في صيدا , و طالبوا بإخراج المنظمات المسلحة من الجنوب. ص 8 إلى 10
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 02:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- يقول ضابط إسرائيلي من المخابرات: إن العلاقة بين إسرائيل و السكان اللبنانيين الشّيعة غير مشروطة بوجود المنطقة الأمنية , و لذلك قامت إسرائيل برعاية العناصر الشيعية و خلقت معهم نوعا من التفاهم للقضاء على التواجد الفلسطيني و الذي هو امتداد للدّعم الدّاخلي لحركتي حماس و الجهاد. ص 10
- ما من معركة خاضها جيش لبنان العربي و القوات اللبنانية الفلسطينية إلا ووجدوا ظهورهم مكشوفة أمام الشيعة , فمثلا خاضوا معركة قرب بعلبك و الهرمل فاتصل سليمان اليحفوفي المفتي الجعفري هناك بالجيش النصيري و سار أمامه حتى دخل بعلبك فاتحا على أشلاء المسلمين. ص 10
- في شهر رمضان المبارك من عام 1405 هجرية أعلنت منظمة أمل الشيعية حربا على سكان المخيمات الفلسطينية في بيروت .... و استخدموا في عدوانهم كل الأسلحة ... و استمر عدوانهم شهرا كاملا , و لم يتوقف إلاّ بعد استجابة الفلسطينيين و رضوخهم لكل ما يريده الحاكم بأمره في دمشق - حافظ الأسد - ووكيل أعماله في بيروت " نبيه برّي ". ص 11
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 06:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- بعض الفضائع التي ارتكبتها " أمل " بحق الفلسطينيين الآمنين في مخيّماتهم:
1 - قتل المعاقين الفلسطينيين كما ذكر مراسل صحيفة ريبوبليكا الإيطالية , و قال: إنها الفظاعة بعينها
2 - نسفوا أحد الملاجئ يوم (26/ 5 / 1985 م) , و كان يوجد به مئات الشيوخ و الأطفال و النساء و ذلك في عملية بربرية دنيئة
3 - قتل عدد من الفلسطينيين في مستشفيات بيروت , و قال مراسل صحيفة صندي تلغراف في (27/ 5 / 1985 م): إن مجموعة من الجثث الفلسطينية ذبح أصحابها من الأعناق
4 - ذبحوا ممرّضة فلسطينية في مستشفى غزّة , لأنها احتجت على قتل جريح أمامها
5 - ذكرت وكالة " إسوشيتد برس " عن اثنينن من الشهود أن ميليشيات " أمل " جمعت العشرات من الجرحى و المدنيين خلال ثمانية أيام من القتال في المخيّمات الثلاثة و قتلهم
6 - و قال الشاهدان أنهما رأيا أفراد أمل و اللواء السادس يقتلون أكثر من 45 فلسطينيا بينهم جرحى في مستشفى غزة و حوله
7 - و تصيح سيدة فلسطينية و هي تتفحص صف الجثث الطويل: (اليهود أفضل منهم!) , و أخرى تغطي بعضا من و جهها و تبحث في قافلة القتلى عن شقيقها ... تستدير فجأة و تصرخ: إنه هو و لكن الديدان تنخر في جسده ... و جثث يرتع فيها الذباب
8 - ردّد مقاتلوا " أمل " في شوارع بيروت الغربيّة في مسيرات (2/ 6 / 1985 م) احتفالا بيوم النصر , بعد سقوط مخيّم صبرا: لا إله إلا الله العرب أعداء الله , و قال مسلح من أمل أنه على استعداد للإستمرار في القتال مهما طال الزمن حتى يتم سحق الفلسطينيين في لبنان
9 - ذكرت وكالات الأنباء الكويتية في (4/ 6 / 1985 م) و الوطن في (3/ 6 / 1985م) أن قوات " أمل " اقترفت جريمة بشعة , حيث قامت باغتصاب 25 فتاة فلسطينية من أهالي مخيّم صبرا و على مرأى من أهالي المخيم. ص 12 إلى 14
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 03:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى لبنان و قضائه على الفصائل الفلسطينية بمشاركة شيعيّة , قام الشيعة في جنوب لبنان باستقبال الجنود الإسرائيليين الصهاينة بالورد و الأرز , و أكد هذا الأمر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كما في كتاب: سجل النور " ص 227 ". ص 14
- يقول أحد الزعماء من حزب أمل " حيدر الدّايخ ": (كنا نحمل السلاح في وجه إسرائيل , و لكن إسرائيل فتحت ذراعيها لنا , و أحبت مساعدتنا , لقد ساعدتنا إسرائيل على اقتلاع الإرهاب الفلسطيني الوهّابي من الجنوب). ص 14
- بسبب محاولة كلّ بسط نفوذه على مناطق الشيعة في لبنان , اقتتل الطرفان - حركة أمل و حزب الله - قتالا شرسا , حتى تمكن حزب الله من بسط نفوذه على أغلب مناطق الجنوب , و ازدادت شعبيّته بين أبناء الشيعة بسبب ما يقدمه من خدمات اجتماعية كبيرة لأبناء الشيعة في المنطقة بمساعدات سخيّة من الدولة الإيرانية. ص 15
- حزب الله هو حزب إيراني في لبنان , ففي البيان التأسيسي للحزب الذي جاء بعنوان " من نحن و ما هي هويّتنا؟ " عرّف الحزب نفسه فقال: ( ... إننا أبناء أمّة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران , و أسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم ... نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط , و تتجسد حاضرا بالإمام المسدّد آية الله العظمى روح الله الموسوي المجيدة ... ص 15).
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 08:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- حسن عبد الكريم نصر الله (خميني العرب) من مواليد 21 أغسطس 1960 م و عُيّن مسئولا عن حركة " أمل " في بلدة البازوريّة في قضاء صور , و سافر إلى النجف في العراق عام 1976م لتحصيل العلم الديني الإمامي , و عُيّن مسئولا سياسيا في حركة " أمل " عن إقليم البقاع , و عضوا في المكتب السياسي عام 1982م , ثم مالبث أن انفصل عن الحركة , و انضم إلى حزب الله و عيّن مسئولا عن بيروت عام 1985م , ثم عضوا في القيادة المركزية و في الهيئة التنفيذية للحزب عام 1987م , و اختير أمينا عاما على أثر اغتيال الأمين العام السابق عباس الموسوي عام 1992م و مكملا ولاية سلفه , ثم أعيد انتخابه مرتين عام 1993_ 1995م. ص 16
- لم يكن هناك إبعاد كبير لحركة أمل بقدر ما هو زحزحة من الصورة العسكرية , و المواجهة إلى الساحة السياسية , و استبقاؤها لأدوار أخرى تتوافق و المتغيرات السياسية لإيران و ملفاتها في لبنان. ص 17
- إن حصل بين حزب الله و حركة أمل قتال شرس و طاحن قبل سنوات , فهذا هو حال أهل الباطل و ديدنهم منذ قديم الزمان , فقد قال الله تعالى عن أمثالهم - و هم اليهود -: (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى) و قال أيضا (و ألقينا بينهم العداوة و البغضاء إلى يوم القيامة) و قال عن أمثالهم من النصارى: (فأغرينا بينهم العداوة و البغضاء إلى يوم القيامة). ص 19
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 12:49]ـ
هل نفس كتاب خميني العرب حسن نصرالله أو كتاب جديد.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 02:45]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هو كتاب آخر. و الله تعالى أعلى و أعلم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 04:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* عقيدة حزب الله:
العقيدة الدينية لهذا الحزب و أنصاره هي التشيّع , أو كما يسمون أنفسهم: شيعة جعفرية إثني عشرية , فهم يدينون بعقائد منحرفة من أبرزها:
1 - غلّوهم في الأئمة: و يدّعون العصمة فيهم , و أنهم يعلمون الغيب , و أنهم يعلمون متى يموتون , و أنهم لا يموتون إلا باختيار منهم , بل تجاوز الأمر إلى قولهم: إنّ علي بن أبي طالب هو الرّاجفة و هو الصّاعقة و هو مفجّر الأنهار و مورّق الأشجار , و العليم بذات الصدور , و هو الأسماء الحسنى التي يُدعى بها.
2 - عقيدتهم في القرآن الكريم: أنه لم يجمع القرآن كلّه إلا الأئمة و أنه ما جمعه و حفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه و الأئمة من بعده.
3 - عقيدتهم في العصمة و الولاية: يعتقد الرافضة بعصمة و إمامة أئمتهم الإثنى عشر و القول بولايتهم , و تكفير من خالفهم و على رأسهم الخلفاء الثلاثة أبو بكر و عمر و عثمان.
4 - عقيدتهم في الصحابة و أمهات المؤمنين: يعتقد الرافضة أنّ لعن الخلفاء الثلاثة (أبي بكر و عمر و عثمان) رضي الله عنهم من أعظم القربات عند الله كما يزعمون , كما يلعنون زوجات النبي صلى الله عليه و سلم (عائشة و حفصة) , كما يتهمون أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بالفاحشة , كما يتهمون عائشة و حفصة بقتل النبي صلى الله عليه و سلم , و كذا يلعنون و يكفرون بقية الصحابة إلاّ سبعة أو عشرة منهم , و يرون أن الصحابة قد ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم.
5 - عقيدتهم في من لم يكن شيعيا إثني عشريا: الرّافضة يُكفّرون جميع طوائف المسلمين بلا استثناء , بل حكم شيخهم محمد الشيرازي على جميع طوائف الشيعة غير الإثني عشرية بالكفر , و شبّههم بالنصارى , فقال: (و أما سائر أقسام الشيعة غير الإثني عشرية فقد دلّت نصوص كثيرة على كفرهم ككثير من الأخبار المتقدمة الدالة على أن من جحد إماما كان كمن قال: إن الله ثالث ثلاثة) , و يرون كفر بقيّة أهل الإسلام.
و يقولون بعقيدة الرجعة أي: رجعة الأموات قبل القيامة.
و الحاصل أن: حزب الله حركة شيعيّة تتبنّى نشر الثورة الخمينية و ما يسمى بولاية الفقيه و تسعى إلى تصديرها للعالم الإسلامي , و قد استغلوا الأحداث التي تمرّ بها المنطقة لصالح دعوتهم فاستخدموا شعارات برّاقة لاستمالة عواطف المسلمين في العالم الإسلامي. ص 20 إلى ص 23
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 04:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- ولاية الفقيه: هي عقيدة دينيّة , و بدعة سياسيّة شيعيّة , أسّسها زعيم الشيعة الخمينيّ , و تعني هذه العقيدة أنّ الأحق بالزعامة و رئاسة الدولة هو الفقيه الديني الجامع لشروط معيّنة , و يكون نائبا عن الإمام المعصوم المنتظر في ولايته على الأمّة , و حزب الله نشأ تحت ولاية الخميني ص 24
- قامت إيران بالتكفّل بجميع احتياجات هذا الحزب الماليّة , التي بلغت عام 1990م ثلاثة ملايين دولار و نصف المليون حسب بعض التقديرات , و خمسين مليونا عام 1991م , و قدّرت بمئة مليون و عشرين مليونا في 1992م , و مئة و ستين مليونا في عام 1993م , و 280 مليون دولار في عهد رفسنجاني , هذه الميزانية الكبيرة جعلت الحزب يهتم فقط بالأوامر التي تُملى عليه دون التّدخل في نزاعات داخلية ضيّقة , و ساعدته على توسيع قاعدته المقاتلة و الشعبية , فاشترى ولاء الناس و حاجتهم , لدرجة أن مقاتلي أمل راحوا بهدف الكسب يهجرون صفوف الحركة للإنخراط في حزب الله. ص 26
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* هناك فروع لحزب الله في دول الخليج و الجزيرة العربية كلها بنفس العقيدة و بنفس المنهج , و منها:
- حزب الله البحريني:
(يُتْبَعُ)
(/)
مع بداية انتصار الثورة الشيعية في إيران تأسّست عدة أحزاب في الخارج تابعة للنظام الإيراني , و ذلك من أجل توسيع النفوذ الإيراني من خلال الشّيعة في مختلف المناطق , و في البحرين تمّ التوجيه لهادي المدرسي بتكوين: الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين! و مقرّها: طهران.
و في نهاية عام 1979 م قام الشّيعة بتنسيق من الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين بتنظيم مظاهارات , و بعد أن تمّ تضييق الخناق , قامت الجبهة باغتيال أحد قادة المخابرات البحرينية , فقامت الحكومة بتضييق الخناق عليها و اعتقال عدد من أعضاء الجبهة.
فبدأت بتحضير لعملية انقلابية قادمة , و في ديسمبر من عام 1981 م قامت الجبهة بقيادة محمد تقي المدرسي بتنفيذ المحاولة الإنقلابية على الحكم , و تمّ إفشال هذه العملية , و ألقت الحكومة البحرينية القبض على 73 متّهما باشر هذه العملية أو قام بمعاونة أصحابها.
و في منتصف الثمانينات تمّ عقد اجتماع لقادة الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين مع المسؤلين في المخابرات الإيرانية , و تمّ الإتفاق على إنشاء الجناح العسكري للجبهة تحت إسم: حزب الله - البحرين - و كُلِّف الشيخ محمد علي محفوظ - الأمين العام للجبهة الإسلامية لتحرير البحرين! - بتجنيد ثلاثة آلاف شيعي بحريني لحزب الله البحريني , و تدريبهم في إيران و لبنان.
- من أبرز أعمال هذا الحزب:
ما قام به في عام 1994 م من ثورات , و مظاهرات و أعمال شغب , و كان يتسمّى بأسماء مختلفة , مثل: منظمة العمل المباشر , و حركة أحرار البحرين , و منظمة الوطن السليب , إلا أنّها في الواقع ترجع لما يسمّى " حزب الله - البحرين ".
و هذه الأسماء كلها انصهرت في الحزب الجديد المسمّى: جمعية الوفاق الوطني الإسلاميّة , بقيادة " علي سلمان " مع الإهتمام بالجانب السياسي و الإعلامي , و ترك العمل العسكري و التنظيمي بيد الجناح العسكري للحزب المسمّى حزب الله - البحرين.
شهدت البحرين عام 1996 م أحداثا أخرى خطيرة من أعمال القتل و الحرق و التخريب , قاموا بالترتيب لها في إيران و نفّذوها في البحرين , و خلال النصف الأول من هذه السنة كانت إذاعة طهران لا تفتأ تثير الفتن و البلابل و تدعو إلى التمرد على الدولة و الطّعن في شرعيتها و قراراتها.
و قد أعلنت صحيفة الأنباء الكويتية أن حزب الله الكويتي قد قام بشراء و أخذ الأسلحة التي خلّفها الجيش العراقي في الكويت , و قام بتهريبها إلى حزب الله البحريني.
و في الإعتراف الذي قدّمه: علي أحمد كاظم المتقوي - أحد قادة تنظيم حزب الله البحريني - يقول فيه: " عقدنا اجتماعا مع ضابط المخابرات الإيرانية أحمد شريفي , و في هذا الإجتماع طرح علينا فكرة لتهريب الأسلحة إلى البحرين عن طريق البحر ", كما أكّد هذا الأمر المتّهم جاسم حسن الخيّاط و الذي صرّح أن الهدف هو قلب نظام الحكم في البحرين بالقوة العسكرية و إقامة حكومة شيعية موالية لأيران.
و تقدّر قيمة المتلفات - على أقل التقديرات - الي قام بإتلافها و تخريبها حزب الله - البحرين في أحداث عام 1996 م إلى أكثر من 15 مليون و 224 ألف و 658 دولار.
و قد اجتمع حزب الله اللبناني ممثلا بعدة شخصيات قيّادية فيه - و من بينهم: عكرم بركات - و القوى الشيعية في البحرين , و ذلك في دمشق , ثمّ في بيروت , و دارت الحوارات حول خُطّة التحرُّك الشيعي و تنظيم العمل السياسي بهدف توسيع التغلغل الشيعيّ و النفوذ الإيرانيّ في البحرين , و تعهّد حسن نصر الله بدعم القوى الشيعيّة في البحرين لمواصلة المشروع الذي يبغون الوصول له و العمل من أجله.
كما تقوم الإستخبارات الإيرانية بدعم و تنشيط المشاركة الشيعيّة الإيجابية في الإنتخابات النيابيّة , و حشد التأييد الشيعيّ لحصد غالبية المقاعد لفرض تشريعات تكون في صالح الطائفة الشيعيّة الموافقة لمصالح إيران و رغباتها في النفوذ الفارسيّ الصفوي على المستوى الخليجي و العربي. ص 28 إلى 35
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 12:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* حزب الله الحجاز:
(يُتْبَعُ)
(/)
أوعز النظام الإيراني لأتباعه في السعودية بالقيام بثورات ضد الحكومة السعودية القائمة , فتسبّب هذا التحريض في قيام ما يسمّى ثورة الشيعة في القطيف عام 1400 هـ , حيث بدأت الشعارات و الهتافات , مثل " مبدِِِِؤنا حسيني , قائدنا خميني " , " يسقط النظام السعودي " , " و يسقط فهد و خالد ".
و قد عُهد إلى القيادات الشيعية في السعودية بإنشاء منظمّة يكون مرشدها و منظّرها هو الشيخ: حسن الصفّار , و تمت تسمية هذه المنظمة بإسم: منظمة الثورة الإسلامية لتحرير الجزيرة العربية , و صارت تسمى فيما بعد بمنظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية.
و كان مركز المنظّمة إيران , و استقرّت فترة في دمشق , ثم استقرّت أخيرا في لندن. و كانت تصدر نشرتها المعروفة ب " الثورة الإسلامية " , و ذلك في الثمانينات الميلادية , و نظرا لحساسية اسم المنظمّة و اسم المجلّة , و أنّ الإسم هذا لا يخدم مصالحهم و لا يجعل لهم قبولا في بعض الأوساط , فقد تقرّر تكتيكيّا نهاية عام 1990م و بداية 1991م تغييرها من " منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية " إلى " الحركة الإصلاحية {الشيعية} في الجزيرة العربية " , و كذلك ثَمّ إيقاف نشرة " الثورة الإسلامية " , و إبدالها ب " مجلة الجزيرة العربية ".
و كانت المجلة تحظى بدعم غير محدود من المنظمات الأجنبية , و التي تريد الإنتقام من النظام الإسلامي , و تريد خلخلة و زعزعة الأمن و إثارة البلابل في السعودية.
و نظرا لأن من طرق تحصيل أهدافها - أي المنظمة - هو إنشاء جبهات متعدّدة لتحقيق مطالبهم , فقد أنشأت " منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية " لجنة لحقوق الإنسان , و فضّلوا أن تكون بعيدة عنهم , و مرتبطة بشكل أكبر بالنظام الأمريكي , فقاموا بإنشاء " اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في الخليج و الجزيرة العربية " و قد أصدرت اللجنة مجلة " arabia moniter " الناطقة باللغة الإنجليزية , و التي تقوم بكتابة التقارير المشبعة بالتضخيم و المبالغة و الإفتراء , فضلا عن التعبير عن أفكار و أيدلوجيا منظمة الثورة.
و في عام 1993 م - 1994 م تَم تسوية الأمر و الإتفاق بين الحركة و بين الحكومة السعودية , على إقفال مكاتب الحركة في الخارج و إغلاق المجلات الصادرة عنها , و إنهاء النشاط السياسي في الخارج , و قطع العلاقات القائمة بين الحركة و بين المنظمات اليهودية و الأجنبية , و الإنخراط الهادئ و الفاعل في المجتمع و المؤسّسات الحكومية , ولأن هؤلاء يمشون على مبدإ التقية في الدين و السّياسة , فقد رجع هؤلاء إلى السعودية ليؤدّوا الدور المطلوب منهم داخل الدولة , و بقي عدد منهم في الخارج ليكملوا ما بدأه إخوانهم , و ليستمروا على ما انقطع عنه شيعتهم.
و هؤلاء لا يزالون ينفّذون مخطّطاتهم في الداخل , مع أنّه تمّ الإتفاق على إغلاق النشاط السياسي القائم على الطائفية و النفوذ العنصري.
و من آخر أعمالهم: ما صرّح به حسن الصفار في احتفال شيعي في منطقة القطيف في شهر أكتوبر من عام 2006 م من تهديد مبطّن إذا لم يُستجب للمطالب الشيعية ذات التوجّه الصفوي بإحداث إنفجار في الداخل الشيعي , تلميحا إلى ما قام به الشيعة عام 1400 هـ , و أحداث مكة عام 1407 هـ و غيرها.
الجناح العسكري ل " حزب الله - الحجاز ":
في المنتصف الثاني من الثمانينات " تقريبا عام 1987 م " تم إنشاء الجناح العسكري لمنظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية , و اتّفق على تسميتها بحزب الله الحجاز - تم تسميته بالحجاز , لأن هؤلاء لا يؤمنون بشرعية الدولة السعودية , و لأن " إمامهم الخميني " كان يطلق على السعودية إسم الحجاز , مع أن هذا الإسم ليس دقيقا , خصوصا و أن الحجازيين سُنّة , و يتبرءون من الشيعة - , و كان هذا الحزب يتولى العمليات الإرهابية في السعودية , و التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني لعمليات الإرهاب و الفتنة أيام الحج.
ففي حجّ عام 1407 هـ قام أفراد من حزب الله الحجاز بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني في مظاهرة كبيرة قصدوا منها قتل الحُجّاج و تدمير الممتلكات العامة , و إثارة الفتنة في المسجد الحرام و الأماكن المقدّسة , كما قاموا بالتعاون مع حزب الله الكويتي في استعمال الغازات السامّة في نفق المعيصم في مكة المكرمة , مما تسبب في جرح و قتل المئات من حجاج بيت الله الحرام.
و نظرا للقبض على كثير من رموز هذا الحزب , و رجوع بعض رموز المعارضة الشيعيّة من منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية , فقد تقرّر للحزب مواصلة العمل السياسي و الإعلامي في الخارج , و لا يزال الحزب إلى الآن يقوم بإصدار النّشرات التحريضيّة و الدعوات الداعية للعنف , و مقاومة الحكومة , و الإصرار على تحريرها من الحكومة السعودية. ص 36 إلى ص 42
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:06]ـ
جزاك الله خيرا
ولعل العنوان الأوفق:
سلسلة الفوائد والنكت: فوائد من كتاب الشيخ العفاني: حزب الله الرافضي تاريخ أسود وافتراءات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:59]ـ
تنبيه: كان العنوان هكذا قبل التعديل:
سلسلة الفوائد والنكت: حزب الله الرافضي تاريخ أسود وافتراءات للشيخ العفاني
ـ[عبدالحي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 03:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* حزب الله الكويتي:
نشأ هذا الحزب في بداية الثمانينات و اتّخذ هذا الحزب أسماء و منظّمات وهمية , مثل " طلائع تغيير النظام للجمهورية الكويتية " و " صوت الشعب الكويتي الحر " و " منظمة الجهاد الإسلام " و " قوات المنظمة الثورية في الكويت " , و كلّها ترجع للحزب المسمّى (حزب الله - الكويت).
وتأسّس هذا الحزب الفرعي بمجموعة من شيعة الكويت كانت تدرس في الحوزة الدينية في قم , و يرتبط معظم أعضاء هذا الحزب بالحرس الثوري الجمهوري الإيراني , حيث كانوا يتلقّون تدريباتهم عن طريقه.
و كان هذا الحزب يثير الفتن و القلائل , و يقوم بالتفجير و الإغتيال و الإختطاف في الكويت , ليحاول السيطرة على البلد , و تكوين دولة أخرى تدين بما تدين به إيران , فهو جزء لايتجزأ من الحركة الشيعية الإيرانية بقيادة آية الله العظمى علي خامنئي , و يرى أن حكم آل صباح لا مكان له في الكويت.
و كان " حزب الله - الكويت " على صلات ببقية فروع هذا الحزب في منطقة الخليج , فبعد أن قام فرع الحزب في الكويت بجمع الأسلحة اللازمة و تخزين ما تبقى من مخلفات الهجوم العراقي على الكويت , قام بنقل ما يحتاجه " حزب الله - البحرين " في أعماله الدامية عام 1996 م عن طريق التهريب.
و في التسعينات اتّخذ " حزب الله الكويتي " ستارا آخر يُحاول فيه تحقيق أهدافه عن طريق المشاركة السياسيّة الفاعلة في الدولة و تمرير بعض مطالبه , فانبثق عنه " الإئتلاف الإسلامي الوطني " بمنهج التقية السياسية و مهادنة السلطة , على حسب ما تقتضيه المتغيّرات السياسية بما لا يضرّ أهدافهم الإستراتيجية و مطالبهم. ص 42 إلى 46
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 04:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* حزب الله اليمن:
كان هناك فرع لهذا الحزب بهذا الإسم , و نظرا لما ارتكبه حزب الله اللبناني و فروع هذا الحزب من جرائم و اغتيالات , و رفض الشعب اليمني المسلم لمثل هذا الحزب و عقائده و أجندته الهادفة للاختراق الشيعي الإثني عشري للمجتمع , تمَّ إبعاد هذا الإسم , و إبداله بإسم آخر ألا و هو " الشباب المؤمن " و ذلك في التسعينات الميلادية , و تمَّ تجنيد عدد من الزيدية الذين تحوّلوا إلى شيعة اثني عشرية أو بقوا على مذهبهم الزيدي و لكن غُرِّر بهم , ليكونوا أداة و ذراعا للنفوذ الإيراني الإثني عشرية في اليمن , و على رأس هذا الهرم " حسين بدر الدين الحوثي و أبوه بدر الدين الحوثي.
و تدور أفكار هذا الحوثي و أطروحاته على الدعوة إلى الإمامة و الترويج لفكرة الوصية و الخروج على الحكّام , و البراءة من الصحابة عموما , و من الخلفاء الراشدين خصوصا , لأنهم أصل البلاء - كما يزعم! - و يدعو إلى نبذ علوم الشريعة لأنها مأخوذة من علماء السنة.
و قد كان هؤلاء - الحوثي و أبناؤه - ينضوون تحت " حزب الحق " و هو حزب سياسي زيدي , و لكن بعد ذلك انفصل الحوثي عن هذا الحزب و أسّس تنظيم " الشباب المؤمن " و هو الذي كان يقوم بأحداث التمرّد و الفتنة في منطقة صعدة شمال اليمن.
و تقوم إيران بدعم هذا الحوثي ماليّا و فكريّا و عسكريّا , و ذلك نظير تصدير الثورة الخمينية إلى اليمن , و هذا الدعم غير الدعم الآخر الذي يأتيه من مؤسّسات شيعية , مثل مؤسسة أنصارين في قم الإيرانية , و مؤسسة الخوئي في لندن , و مؤسسة الثقلين في الكويت , و مؤسّسات تابعة لحزب الله في لبنان , و غيرها من المؤسسات و الجمعيات الشيعية , و قد أفاد مصدر مقرّب من الحكومة اليمنية بأن هناك سعوديين قاموا بدعم مالي للحوثي قبل و أثناء الأزمة. ص 47 إلى 50
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 02:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الأهداف المعلنة لتأسيس حزب الله في لبنان:
أنه حركة مقاومة إسلامية ضد الإحتلال الإسرائيلي للبنان , و رفع شعار تحرير المقدسات الإسلامية في فلسطين للتغرير بالمسلمين و صرف أنظارهم عن مخططات الحزب الخفية , ولاستمالة قلوبهم و تعاطفهم.
أما الأهداف غير المعلنة فهي:
نشر التشيع في لبنان , و الحفاظ على الوجود الشيعي الدائم في هذا البلد , و السيطرة على منافذ القوة فيه , و تهيئة موطئ قدم لإيران للتدخل في المنطقة متى تشاء لتحقيق مصالحها و أهدافها القوميّة و الدينيّة , و كذلك ضرب البنية التحتيّة للبنان , و جره إلى حرب ليتسنّى لهذا الحزب السيطرة على لبنان. ص 53
- علاقة حزب الله بالخميني هي علاقة الجسد بالروح , فقد اتخذ حزب الله اللبناني من الخميني أسوة للسّير على منهجه و اتّباع طريقته في نشر التشيّع و تصديره للعالم الإسلامي , و قد كلّف الخميني مجموعة من المسؤلين الإيرانيين بأن يطلعوه دائما على تحرّكات العمل الشيعي في لبنان , و كلف مجلس الدفاع الأعلى بمباشرة توجيه حزب الله و نقل أوامره و توجيهاته إلى الحزب , و يتمّ تعيين قادة هذا الحزب من قبل الخميني , و بعد هلاكه أصبح مرشد الثورة الإيرانية علي الخامنئي هو الولي الفقيه , الذي يرجع إليه حزب الله دينيّا و سياسيّا. ص 54
- طهران هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مسجد لأهل السنة , و في المقابل هناك بيع لليهود , و كنائس للنصارى , و معابد للمجوس الزرادشتية. ص 55
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 05:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الخميني يعترض على قدر الله , و تبرّأ من ربه - جل و علا - فيقول: " نحن نعبد إلها نعرف أن أعماله ترتكز على أساس العقل و لا يعمل عملا يخالف العقل , لا إلها يبنى به بناءا شامخا من التألُّه و العدالة و التدين , ثم يخرّبه بيده و يعطي الإمارة ليزيد و معاوية و عثمان و أمثالهم من المهاجمين , و لا يحدد المطلوب من الناس بعد النبي إلى الأبد حتى لا يساعد في تأسيس بناء الظلم و الجور ". ص 56
- يقول الخميني: " إن صحائف أعمالنا تعرض على الإمام صاحب الزمان سلام الله عليه مرّتين في الأسبوع حسب الرواية ". ص 57
- الخميني اتّهم النبي صلى الله عليه و سلم بأنه " لم يوفق في دعوته "!! فقال: " فكل نبي من الأنبياء إنما جاء لإقامة العدل و كان هدفه هو تطبيقه في العالم لكنه لم ينجح , و حتى خاتم الأنبياء صلى الله عليه و سلم الذي كان قد جاء لإصلاح البشر و تهذيبهم و تطبيق العادلة فإنه هو أيضا لم يُوفَّق , و إن من سينجح بكل معنى الكلمة و يطبق العدالة في جميع أرجاء العالم هو المهدي المنتظر ".
و طامّات الخميني كثيرة جدا , و للمزيد راجع " كتاب الخميني و الوجه الآخر " للدكتور زيد العيص و غيرها من الرسائل , أو زيارة موقع حقيقة الخميني على الأنترنت www.khomainy.com ص57 و 58
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 03:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الخميني الذي يُطلق على أمريكا في خطاباته " الشيطان الأكبر " , قد تورّطت حكومته في فضيحة شراء أسلحة من أمريكا إبّان الحرب العراقية الإيرانية و هي ما يطلق عليها " إيران جيت " في عهد الرئيس الأمريكي ريغان. ص 56
- نشرت صحيفة " الصنداي تايمز - 26/ 7/1981 " خريطة تحرك الطائرة الأرجنتينية التي نقلت الأسلحة من إسرائيل إلى إيران , كما أنّ جامعة الدول العربية قد أدانت في قراراتها الصادرة عنها هذا التعاون التسليحي بين إيران و إسرائيل , و أن هذا التعاون , و تهديد إيران لدول الخليج و الدول العربية , يكشف زيف إدعاءات النظام الإيراني في تحرير القدس. ص 56
- للمزيد حول العلاقات الإسرائيلية - الإيرانية , و صفقات الأسلحة التي تمّت بينهم , راجع كتاب الشيخ محمد مال الله " موقف الشيعة من أهل السنة " (ص126) و ما بعدها.
و أيضا: التعاون التسليحي الإيراني الصهيوني - عرض و تحليل , من إعداد: منسي سلامة و حافظ عبد الإله. ص 56
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 03:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما علاقة حزب الله اللبناني إيران:
تعتبر إيران هي الشريان لحزب الله و هي المركز الرئيسي لحزب الله الذي يصدر عنه الأوامر , و في إحدى المناسبات في تاريخ 5/ 3/1987 م قال الناطق باسم حزب الله في ذلك التاريخ إبراهيم أمين: نحن لا نقول: إننا جزء من إيران , نحن إيران في لبنان , و لبنان في إيران.
و يقول حسن نصر الله: (إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام و الدولة التي تناصر المسلمين و العرب , و علاقتنا بالنظام علاقة تعاون , و لنا صداقات مع أركانه , و نتواصل معه , كما أن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني و الشرعي لكفاحنا المسلح).
يقول إبراهيم الأمين: (نحن نعيش في غيبة الإمام المنتظر , فالقيادة في هذا العصر تتمثل في قيادة الفقهاء العدول , هذه أهم خاصيّة من خصوصيات حزب الله التي تُعلِّم ارتباط الشعب بالمرجع الفقيه العادل فحزب الله على مستوى الحركة يتحرٌّك في إطار القرارات الصادرة من المرجع). ص 59 و 60
ـ[عبدالحي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 11:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- يقول الصحفي اليهودي " يوسي مليمان ": (في كل الأحوال فإن من غير المحتمل أن تقوم إسرائيل بهجوم على المفاعلات الإيرانية , و قد أكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بأن إيران - بالرغم من حملاتها الكلامية - تعتبر إسرائيل عدوٍّ لها , و إن الشيء الأكثر احتمالا هو أن الرءوس النووية الإيرانية هي موجهة للعرب). ص 61
- مما يؤكد أن حزب الله هو ابن إيران ما قاله الأمين العام السابق لحزب الله صبحي الطفيلي في لقاء معه: (إنّه كان في زيارة إلى الجمهورية الإيرانية و اتفقوا على إنشاء مقاومة في لبنان , و بدأ الحزب عمله و أتى آلاف الإيرانيين ليقوموا بمهمة الدعم و التدريب لهذا الحزب). ص 62
- حزب الله يقرِّر في كتبه (أن الولي الفقيه هو الذي يملك قرار الحرب أو السِّلم). لأنه (لا علاقة لموطن الولي الفقيه بسلطته النافذة على الشيعة في مختلف دول العالم , فالإمام الخميني كان يدير الدولة و يحدد التكليف السياسي! لعامّة المسلمين الشيعة في البلدان المختلفة في معاداة الإستكبار). ص 63 قلت (عبدالحي): و هكذا نعلم أن أي شيعي في أي دولة من الدول الإسلامية ولاءه متجه نحو السلطة الإيرانية المتمثلة في الولي الفقيه - الحاكم , و الناهي الآمر الحقيقي - و ليس له سمع و طاعة لحاكم تلك الدولة التي يعيش فيها , لهذا فهم قنابل موقوتة يمكن للإيران تفجيرها في أي وقت تريد و ذلك بما يخدم مصلحتها فالحذر الحذر منهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 12:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- حزب الله من أشد طوائف الشيعة الإمامية ممارسة للتقية مع أهل السنة:
جاء في كتاب (الإمام المهدي و مفهوم الإنتظار) لكاظم المصباح " ص 240 ": (فالعامل بالتقية مجاهد علوي , لكنه يجاهد بيقظة و حذر و بما يتسع له المجال , و ليس قاعدًا متخاذلاً , و تاركا لواجباته و مسئولياته كما يتصور السُّذّج من المؤمنين , و ليست التقية عملا سريًّا محضا تجعل من الشيعة حزبا أو جمعية سياسية سرية معارضة تعمل بالخفاء , و إنما هي أسلوب للعمل بطريقة حزب الله و بصورة علنية تتناسب مع الظروف السياسية سعة و ضيقا ... ) إلى قوله: (و لكن ربما يلجأ الخطيب و المبلغ الرسالي أحيانا إلى تبطين الكلام و ترك الصراحة و عدم وضع النقاط على الحروف كما يفعل في الظروف الطبيعيّة إذا احتمل ترتب ضرر على ذلك). ص 66
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 02:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حزب الله حريص على القتال في أرض لبنان فقط , و هو لا يتجاوز الحدود اللبنانية و لن يتجاوزها , يوالي كل لبناني مهما كانت عقيدته بشرط أن يكون ذلك الشخص موافقا للحزب في توجُّهاته , و من كانت هذه توجُّهاته فلا يعتبر عمله عملا إسلاميّا جهاديّا , و لا يعتبر قتاله من أجل إعلاء كلمة الله.
و الدعوة التي يقاتل من أجلها حزب الله هي إلى الحدود اللبنانية فقط , و لتكون عقيدة الرّفض هي الأعلى (فهو يقاتل من أجل الأرض فحسب , بل للتمكين لعقيدة التشيّع و العمل على مدّ نفوذه).
و إذا كان الحزب يعتبر عمله جهادا في سبيل الله فلماذا لم يتحرك عندما قتل أحمد ياسين و عبد العزيز الرّنتيسي - رحمهما الله تعالى - و لم يقصف اليهود و لو بصاروخ؟!!
و هاهو أمين عام الحزب حسن نصر الله , يعترف أن قتاله لليهود ليس من منطلق عقدي , قال: (إنه لو علم بأن عملية أسر الجنديين الإسرائيليين كانت ستقود إلى الدمار الذي لحق بلبنان لما أمر بها , و أوضح أن القيادة في الحزب لم تتوقع و لو 1 % أن تؤدي عملية الأسر إلى هجوم عسكري بهذه السّعة , لأن عدوانا بهذا الحجم لم يحصل في تاريخ الحروب , و أكد أن حزب الله لا ينوي شن جولة ثانية من الحرب مع إسرائيل).
فكشف عن نفسه بهذا التصريح , و أنّه منهزم و ليس منتصرا , فهو بهذا يصفع صفعة قوية على قفا كل من صفّق له و أُعجب به.
إنّ هذا هو منهج المذهب الشيعي , العمل فيما يخص مصلحته الذاتيّة , دون ما يخصُّ مصالح الأمّة الإسلامية , بل يعمل على نسف هذه المصالح إن كانت تضرّ بمصلحته , و لذلك فقد قال د. علي عبد الباقي: (إنني لاحظت أن الأداء الشيعي , سواء في إيران أو العراق أو أفغانستان أو غيرها , كان أداء طائفيا , لا ينطلق من منطلقات خدمة الأمة و مصالحها , و إنما ينطلق من مصالح ذاتية طائفية ضيّقة , حتى و إن كانت تتعارض مع مصالح الأمة). ص 67 إلى 69
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 03:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الجهاد معطّل عند الشيعة الإمامية الإثني عشرية حتى يخرج مهديّهم من غيبته الكبرى التي يعتقدون بها , لأنهم يرون بأنّ كل راية تُرفع قبل راية الإمام - أي المهدي - فصاحبُها طاغوت. ص 69
- في الصحيفة السجادية الكاملة " ص 16 " عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (ما خرج و لا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلما أو ينعش حقّا إلا اصطلته البليّة و كان قيامه زيادة في مكروهنا و شيعتنا). ص 71
- في الخطاب الذي ألقاه في بنت جبيل عقب الإنسحاب الإسرائيلي عام 2000 م و الذي حضره 100 ألف جنوبي , أشار إلى أن الحزب لن يشارك في أي عمل عسكري ضدّ إسرائيل لهدف تحرير القدس.
و لذلك يقول الأمين العام لمجلس الأمن القومي حسن روحاني: إنه في حال انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا في جنوب لبنان , لن يكون هناك مبرّر لمواصلة حزب الله عمليات المقاومة , و علّل ذلك بقوله: (لأن حزب الله مقاومة تقتصر على الأراضي اللبنانية). ص 71
- قال محمود أحمد نجاد رئيس إيران: إيران لا تمثّل تهديدا للدول الأجنبية , و لا حتى للنظام الصهيوني. ص 72
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 06:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك اتفاقيات سرية موقعة بين حزب الله و إسرائيل:
قال الأمين العام السابق لحزب الله صبحي الطفيلي: (إن حزب الله هو حرس حدود لإسرائيل) و قال أيضا: (مع بداية التسعينات بدأت ملامح التغيير في السياسة الإيرانية .. بتفاهم تموز 1993 م ثم بتفاهم نيسان 1996 م , و الذي تمَّ الإعتراف فيه و بحضور وزير خارجية إيران أنذاك بأمن العدو اليهودي في فلسطين .. و من ذلك الحين بدأ العدو الصهيوني يسعى إلى الإنسحاب من لبنان على ضوء هذا التفاهم , لأن التفاهم يفرض على المقاومة أن تقف , تصل إلى الحدود و تقف) ثم قال: (إن النتيجة لتفاهم نيسان هو أن المقاومة تحولت من: مقاومة - هذه حقيقة - إلى حرس حدود). ص 73
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 01:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- جاء في صحيفة " الجروزاليم بوست " في عددها الصادر بتاريخ 23/ 5 / 1985 م: (إنه لا ينبغي تجاهل تلاقي مصالح إسرائيل التي تقوم على أساس الرّغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان , و جعلها منطقة خالية من أي هجمات ضدّ إسرائيل .. إن الوقت حان لأن تعهد إسرائيل إلى " أمل " بهذه المهمة).
و يؤكد هذا الأمر توفيق المديني فيقول: (حركة أمل إلتزمت من جانبها بمنع رجال المنظمات الفلسطينية من التسلل إلى مناطق الجنوب للقيام بعمليات مسلّحة ضد الجيش الإسرائيلي و ضد مستوطنات الجليل في شمال فلسطين المحتلّة).
و قال الأمين العام السابق لحزب الله صبحي الطفيلي: (من أراد أن يتثبت - يعني من كون حزب الله أصبح حاميا لحدود إسرائيل كما سبق - فباستطاعته أن يأخذ سلاحا و يتوجّه إلى الحدود , و يحاول أن يقوم بعملية ضدّ العدوان الصهيوني لنرى كيف يتصرّف الرجال المسلحون هناك! لأن كثيرين ذهبوا إلى هناك , و الآن هم موجودون في السجون! اعتقلوا على يد هؤلاء المسلحين. ص 74
- المشروع الشيعي - و إن كان مزعجا للمشروع الصهيوني الأمريكي - إلا أنّه يبقى مشروعا منضبطا لا يرفض التعاون و التفاوض , بل قد يبادر إلى التعاون , مثلما حدث من إيران في أفغانستان و العراق , و مثلما حدث من حزب الله قديما عندما عمل على إحباط هجمات المقاومة من جنوب لبنان.
أما المشروع السنيّ للمقاومة , فهو مشروع مزعج و لا يقبل التفاوض أو المساومة , و الوقائع على ذلك كثيرة , بدءا من طالبان في أفغانستان و انتهاء بالمقاومة الفلسطينية , و مرورا بالمقاومة العراقية. ص 75
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Apr-2009, مساء 10:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمن ولاء حزب الله؟
لاشك أن ولاء حزب الله الرّافضي في المقام الأول هو لدولة إيران الرافضة , ثم يأتي بعدهم النظام البعثي النّصيري. ص 76
- كيف يستقيم أن يكون حسن نصر الله " و هو زعيم حزب لبناني و أحد زعماء الطائفة الشيعية في لبنان " وكيلا لمرشد إيران الأعلى علي خامنئي , و قد نشرت له عدة صور يقبل فيها يد خامنئي , بالرغم من وجود مرجعيّات لبنانية مثل محمد حسين فضل الله. ص 76
- لقد سبق في تاريخ " أمل " و حزب الله التحاكم إلى القيادة الإيرانية عند الإختلاف بينهم. ص 77
- أعلنت حركة " أمل " في المؤتمر الرابع في آذار 1982 م أنها جزء لا يتجزأ من الثورة الإسلامية في إيران. ص 77
- بسبب تبعية حزب الله لولاية الفقيه يقرّر الباحث الإيراني د. مسعود أسد إلى في كتابه الإسلاميون في مجتمع تعددي " ص 321 " ما يلي: (بما أن حاكمية الخميني كولي فقيه لا تنحصر بأرض أو حدود معينة فإن أي حدود مصطنعة و غير طبيعية تمنع عمل هذه الولاية , تعدُّ غير شرعية , لذا فإن حزب الله في لبنان يعمل كفرع من فروع حزب الله الواسعة الإنتشار .... ).
الآراء المذكورة آنفا توضح أن حزب الله كان مستعدا لأنجاز أي مهمة يأمر بها الولي الفقيه. ص 77
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Apr-2009, صباحاً 07:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو وضع أهل السّنة في لبنان في ظل هيمنة حزب الله؟
أهل السّنة في لبنان يعيشون في ظلم و استبداد , بسبب تكالب الرّافضة و النصيريّة الذين يدعمون فرقة الأحباش التي تحارب أهل السنة و تشككهم في عقيدتهم , بالإضافة إلى تسلّط حزب الله الرّافضيّ المدعوم من إيران. فمثلا يوزع الرّافضة و الأحباش و النصيريّة كتبهم في لبنان بالآلاف مجانا , و هي كتب تدعو إلى عقائدهم , بينما أهل السنة يخافون من طباعة الكتب العلمية التي تردّ على تلك الفرق , و يخافون من الإعتقال و أن تصادر كتبهم إذا بادروا و لو بالإشارة إلى عقيدة الرّافضة , على نحو ما جرى من مصادرة كتاب " لله .. ثم للتاريخ " , و الحكم بالسجن على من طبع ذلك الكتاب.
و الدكتور محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان في مجلة " فجر الإسلام " يشتكي إلى الله تعالى من ظلم و تجبّر حزب الله في استيلائه على مساجد السّنة. ص 79
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 12:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو موقف حزب الله من الحكومة اللبنانية و بقية الحكومات الإسلامية؟
تقول رواية في كتاب بحار الأنوار للمجلسي: عن الصادق عليه السلام (يا مفضل كل بيعة قبل ظهور القائم عليه السلام فبيعته كفر و نفاق و خديعة , لعن الله المبايِع لها و المبايَع له).
فحزب الله لا يرى السّمع و الطاعة لأي حكومة كانت إلا أن تكون حكومة شيعيّة إثني عشرية , أما غيرها من الحكومات فلا سمع لها و لا طاعة إلا من باب التقية فقط. فقد جاء في كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي , عن أبي عبد الله عليه السلام في رسالته إلى أصحابه قال: و عليكم بمجاملة أهل الباطل , تحمّلوا الضيم منهم , و إيّاكم و مماظتهم , دينوا فيما بينكم و بينهم إذا أنتم جالستموهم و خالطتموهم و نازعتموهم الكلام , فإنه لابد لكم من مجالستهم و مخالطتهم و منازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم و بينهم.
و ذكر الحر العاملي , باب: و جوب عشرة العامّة بالتقية , و عن أبي بصيرة قال: قال أبو جعفر (خالطوهم بالبرّانية , و خالفوهم بالجوّانية إذا كانت الأمارة صبيانيّة). ص 83
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 09:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا انخدع كثير من أهل السنة بحزب الله اللبناني و صدّقوا أكاذيبه؟
أعتقد أن انخداع أهل السنة بحزب الله يعود إلى أمور كثيرة من أبرزها:
1 - جهل كثير من أهل السّنة بعقيدة الرافضة.
2 - التقية , فحزب الله يجيد التقية و العمل بها بصورة ممتازة , و قال محمد العاملي المعروف عند الرافضة بالشهيد الأول في تعريف التقية (التقية مجاملة الناس بما يعرفون , و ترك ما ينكرون حذرا من غوائلهم).
3 - الإعلام , فإن له دورا كبيرا في نقل الأحداث و تصوير الحزب بالصورة الرائعة. ص 85
- هل حمل الشّيعة في يوم من الأيام لواء الدفاع عن الإسلام و المسلمين؟
الرافضة كانوا و لا زالوا معول هدم , و خنجرا في ظهر الأمة الإسلامية , و كان الصّليبيون و مازالوا يراهنون عليهم إذا أرادوا إسقاط حكم في بلد إسلامي , و نحن نتحدى الرّافضة مجتمعين أن يسمّوا لنا قائدا شيعيّا فتح بلدا من المسلمين!! ص 86
- قال شارون في مذكراته (لم أر يوما في الشيعة أعداءً لإسرائيل على المدى البعيد). ص 87
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 01:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال بول بريمر السفير الأمريكي و الحاكم المدني الأمريكي للعراق في كتابه عام قضيته في العراق (لا يزال العديد من الشيعة يشعرون بالغضب لأن الأمريكيين لم يتدخلوا لوقف المجزرة , مع ذلك شجّع القادة الشيعة بمن فيهم آية الله العظمى السيستاني أتباعهم على التعاون مع الإئتلاف منذ التحرير و لا يمكننا المخاطرة بفقدان تعاونهم).
و ذكر أيضا عن عبد العزيز الحكيم - قائد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق - قوله (قال لي و هو يراقبني عن كتب من خلال نظارته الملونة قل لي يا سعادة السفير , أنت تقول إن ضباطا سيقودون كتائب هذا الجيش الجديد , فمن سيكون هؤلاء الضباط؟ قلت: مستخدما لقبه بالعربية: أعدك يا سيد بأن يكون قائد الكتيبة الأولى شيعيا , ثم قال ..... و قد بر الإئتلاف بوعده ... ) و ذكر أن السيستاني رجل متعاون مع القوات الأمريكية و لكنه لا يريد أن يجتمع مع أحد من القوات علنا , و أثنى على تواصله مع الأمريكان من خلال الوسطاء.
و حتى تعرف نفاق الرّافضة و خداعهم للمسلمين فقد بيَّن بول بريمر هذه الحقيقة بقوله (فيما كانت وسائل الإعلام العربية و الغربية تندب الإنقسام المفترض بين آية الله السيستاني و الإئتلاف , كنت أنا و هو نتواصل بانتظام بشأن القضايا الحيويّة من خلال الوسطاء طوال المدة التي قضاها الإئتلاف في العراق). ص 89 إلى 91
ـ[عبدالحي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 03:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- إيران كانت المنسق الأول مع الأمريكان في مخطط احتلال أفغانستان و العراق و لم تألُ جُهدا في تقديم كل ما تستطيع لتحقيق ذلك , و الغاية واحدة من سقوط الدولتين , و هي: تحقيق مكاسب عنصرية و طائفية في كلتا الدولتين , و هذا أمر يعرفه الأمريكيون أنفسهم أنه لولا إيران لم يمكن تحقيق الإنجاز السريع في إسقاط طالبان , كما عثبّر عن ذلك بمقولة (لولاك يا أخا الفرس ما سقطت كابل و لا بغداد). ص 92
- أعلنت المراجع الشيعية في اجتماع عقدوه بمنزل آية الله العظمى علي السيستاني في النجف معارضتهم القتال ضد الوجود الأمريكي في العراق. ص 97
- في شهر أكتوبر من عام 2006 م , تم إرسال 35 قياديا في جيش المهدي الشيعي العراقي , إلى حزب الله في لبنان بناءً على دعوة رسمية منه , و ذلك بهدف التعاون العسكري و تطوير التدريب العسكري لهؤلاء و إعطائهم صورة كاملة لكيفية مقاتلة الجماعات السنيّة التي يرون أنها تُعيق إقامة الهلال الشيعي. ص 98
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 11:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعلم ما هو الهدف الذي تحقق من خطف الجنديّين الإسرائيليين؟
1 - تم تخفف الضغط على إيران بخصوص برنامجها النووي.
2 - استفراد جيش المهدي و منظمة بدر الرّافضتين بقتل أهل السنة في العراق بأبشع أنواع القتل , و تهجيرهم , و استباحة دمائهم و أموالهم , و مصادرة مساجدهم و كل ذلك بتغطية أمريكية و تأييد من مرجعهم الإيراني عليّ السيستاني.
3 - محاولة إيصال رسالة إلى أمريكا بشأن الموضوع النووي , بأننا - أي إيران - نستطيع نقل الحرب من منطقة إيران و الخليج , إلى منطقة إسرائيل و لبنان.
4 - بعد خروج سوريا من لبنان , و انحسار نفوذها , قاموا باللعب بالورقة المزيّفة - سلاح مقاومة حزب الله - لخلط الأوراق لصالح النفوذ الإيراني الصفوي و السوري النصيري , خصوصا بعد مطالبة العالم و الحكومة اللبنانية لحزب الله بنزع سلاحه و الدخول ضمن الجيش اللبناني العام , و هذا يسبّب حرجا للمصلحة الإيرانية , فقاموا بهذه العملية لإيجاد مبرّر لإبقاء السلاح في يد حزب الله بذريعة المقاومة.
5 - خطف الأضواء عن المقاومة الفلسطينية , فبعد أن تورّط الشيعة باتّهامات التعاون و الإتفاقية مع إسرائيل في شراء الأسلحة , و تورطهم بالتعاون مع الشيطان الأكبر! في إسقاط حكومة طالبان , و التعاون مع المحتل الأمريكي في اعتلاء الشيعة الصفويين الطائفيين العنصريين للحكومة العراقية و دعمها المباشر للمليشيات الشيعية في تصفيتها للوجود السنّي و التطهير العرقيّ و التهجير الظالم , قامت بإشعال هذه الحرب حتى تكسب و رقة المقاومة ضدّ إسرائيل , و تستفيد لاحقا في كسب الجماهير المسلمة السنيّة في صراعات لاحقة لبسط النفوذ الصّفوي الشيعي.
يقول الكاتب الفلسطيني غازي التوبة: (المقصود من قتال حزب الله للعدو الصهيوني في لبنان هو: الدعاية و الترويج لإيران و الطائفة الشيعية على مستوى لبنان و العالم العربي و الإسلامي من جهة , و من أجل التغطية على جرائم إيران في العراق من جهة ثانية). ص 99 و 100
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- إنّنا نفرح بقتل اليهود و النكاية فيهم , من أيّ أحد كان , و لكن لا تنطلي علينا مسرحيات حزب الله و أكاذيبه و شعاراته التي يُطلقها للعوام و السُذّج , فنحن نعلم أنّ هذا الحزب لم يقاتل إلا لتحقيق المصالح الإيرانية السورية في لبنان , و ليس دفاعا عن المقدّسات الإسلامية , و لا تحريرا لأرض بيت المقدس. ص 102
- هنا أسئلة تطرح نفسها!:
1 - لماذا لم تتدخل الحكومة الإيرانية عسكريا للقتال في لبنان إلى جانب شيعتها , بينما تهدّد بالتدخل العسكري إذا هاجمت إسرائيل الأراضي السورية!؟
2 - لماذا يُطالب حزب الله بإطلاق الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية و لا يطالب بإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين " السنّة " القابعين في السجون السورية بل لا يتحدث عنهم إطلاقا؟!؟
3 - لماذا منع الرئيس الإيراني " محمد أحمدي نجاد " المتطوعين الإيرانيين من الذهاب للقتال جنبا إلى جنب مع جزب الله؟! ... علما أنّه صاحب مقولة " يجب إزالة إسرائيل من الخارطة! ".
4 - لماذا حين قُتل زعيما حركة حماس: أحمد ياسين , و عبد العزيز الرنتيسي - رحمهما الله تعالى - لم يُطلق حزب الله صاروخا واحدا؟
5 - إذا كان حسن نصر الله و حزبه يشكّلان خطرا على أمن إسرائيل كما يظن البعض , فلماذا لم يوضع رئيس هذا الحزب في قائمة المطلوبين؟
6 - لماذا لم توضع مكافأة مالية لمن يقبض على سيدهم حسن نصر الله؟
7 - لماذا لم تُجمَّد أرصدة حزب الله مثل بقية الجماعات الإسلامية و الجمعيات الخيريّة؟
8 - لقد سمعنا مرارا و تكرارا أن حزب الله لن يتوقف عن قتال اليهود حتى تعود مزارع شبعا , و هاهو الآن يتوقف عن القتال رغم أن اليهود لم يخرجوا من باقي الأراضي اللبنانية
9 - لماذا لا نرى سيّدهم حسن نصر الله يشارك المقاتلين في الميدان و يُقاسم أتباعه الحلوة و المرة كما يفعل القادة الشرفاء؟
10 - لماذا لم يكن هناك ملاحقة لفلول الجيش الصهيوني المنهزم؟ " كما يزعم الحزب " في داخل الأراضي الفلسطينية؟
11 - لماذا يتدخل الحزب في نصرة إيران في الحرب العراقية و قمع أهل السنّة في الأحواز و لا يتدخل في التصدي للأمريكان رغم أنهم مُحتلون للعراق التي فيها مراقد أئمته المعصومين و مزاراتهم!؟. ص 102 إلى 104
ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 08:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- بيان حال أهل البدع من حزب الله الشيعي الرّافضي جهاد ... و أيّ جهاد!!
لله درّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى إذ يقول: قال بعضهم لأحمد بن حنبل: إنه يثقل عليّ أن أقول فلان كذا و فلان كذا ... فقال: إذا سكت أنت و سكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟ .. فإن بيان حالهم و تحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين , حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم و يصلي و يعتكف أحبّ إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام و صلّى واعتكف فإنما هو لنفسه ... و إذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين و هذا أفضل. ص 105
- حسن نصر الله و صلاح الدين
قال الرافضيّ الخبيث أحمد راسم النفيس في مجلة القاهرة العدد " 282 " يوم الثلاثاء 6/ 9/2005 - ص9 - تحت عنوان أسطورة صلاح الدين الأيوبي نموذج صارخ لثقافة الإنحطاط و التخلّف و التخريب: (النموذج الآخر لعبادة الأساطير هي قصة " جيل صلاح الدين " الذي نذر البعض عمره للدعوة لأعادته , و قد تحدثنا من قبل عن بعض سجايا و فصال " السيد صلاح " و لابأس أن نحدثهم اليوم عما فعله ذلك الجيل الأول لعلّ الجيل الجديد يستفيد من خبرات و تجارب أجدادهم من المماليك القدامى.
تقوم الأسطورة الصلاحية من ألفها إلى يائها على أن الرجل قام بتحرير القدس نهائيا؟! من الصليبيين). و قال (إنها ثقافة الإنحطاط و التخلّف التي قدمها لنا ذلك الشيء المسمى برقوق و بيبرس و توران شاه و أم خليل و عز الدين أيبك و التي مازالت فاعلة و متسيّدة في حياتنا الثقافية حتى الآن. إنها ثقافة الخرافات و الأساطير التي فقدت كل مدلول لها و لم و لن نحرّك حجرا واحدا من أحجارنا الراكدة إلى الأمام).
(يُتْبَعُ)
(/)
في حين أن هذا الخبيث نشر قبلها مباشرة سلسلة أخرى للدفاع عن ابن العلقمي الخائن الذي تآمر مع التتار ضد الخلافة ببغداد. ص 128
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 02:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
العدل كل العدل ألاّ نحاسب حسن نصر الله تلميذ الخميني بكلام خصومه , بل نحاسبه بكتاباته المُسطّرة و أقواله و نقول له: يدَاكَ أوْكتا و فُوك نفخ:
جاء في ميثاق حزب الله المُعلن في 26 جمادى الأولى 1405 هـ الموافق 16 شباط 1985 م: إننا أبناء أمّة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران , و أسّست من جديد نواة دولة الإسلام المركزيّة في العالم ... نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة و عادلة تتمثل بالوليّ الفقيه الجامع للشرائط , و تتجسّد حاضرا بالإمام المسدّد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني دام ظلّه .. مفجِّر ثورة المسلمين , و باعث نهضتهم المجيدة .. أمّا ثقافتنا فمنابعها الأساسية: القرآن الكريم , و السنة المعصومة!!! - قلت (عبد الحي): و يقصدون بالقرآن الكريم مصحف فاطمة الذي يوجد عند مهديهم المختفي منذ مئات السنين في السرداب , لأنهم لا يؤمنوا بالقرآن المتواجد عندنا الأن , بل يقولوا بتحريفه و تزويره , أما السنة المعصومة يقصدون بها ما رواه أئمتهم المزعومين سواء كان الكلام و الحكم صادر من عندهم لأنهم معصومين , أو ما نقلوه عن النبي الكريم صلى الله عليه و سلم من طرق كلها كذب و بهتان , و مصادر أحاديثهم غير مصادر أهل السنة و الجماعة , فهم لا يعترفون بالصحيحين أو السنن أو المسانيد , بل لهم مراجعهم التي وضعت من عند رجالاتهم لتؤيد مذهبهم - و الأحكام و الفتاوى الصادرة عن الفقيه مرجع التقليد عندنا ...
و لما قيل لحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله: إن دور حزبه لن ينتهي , لأنه حزب مستورد من الخارج " سوريا أو إيران " فقال: (لنكن واضحين و نحكي الحقائق الفكر الذي ينتمي إليه حزب الله هو الفكر الإسلامي - قلت (عبد الحي): الإسلام بريء منكم و من أمثالكم - , و هذا الفكر لم يأت من موسكو أيام الإشتراكية و لا من لندن أو باريس , إذن نحن لم نستورد فكرا , و إذا كان من يقول: إن الفكر إيراني , أقول له: إن هذه مغالطة , لأن الفكر في إيران هو الفكر الإسلامي الذي أخذه المسلمون إلى إيران , و حتى هذا الفكر خاص بعلماء جبل " عامل ". اللبنانيون هم الذين كان لهم التأثير الكبير في إيران على المستوى الحضاري و الديني في القرون السابقة , أين هو الإستيراد؟ هذا الحزب كوادره و قيادته و شهداؤه لبنانيون. - قلت (عبد الحي): و هذه الكوادر و القيادة تتحرك بأوامر من؟ طبعا بأوامر الولي الفقيه كما اعترف هو بذلك , و هذا الولي نفسه هو الذي يحرك القيادات في إيران و كل شيعي رافضي في أنحاء العالم , فأي قرار كيفما كان إذا لم يوافق عليه وليهم و مرجعهم فإنه لا ينفذ حتى لو كان رئيس دولة إيران صاحب القرار فكيف بباقي الرعاع -.
إن العلاقة بين لبنان و إيران علاقة متميزة على اختلاف مراحلها الزمينة: فحين استولى الصفويون على حكم إيران في مطلع القرن السادس عشر و جعلوا من التشيع الإمامي دين الدولة و الأمّة , كان التشيّع يذوي و يتلاشى , سواء في مدارس النّجف أو في مدارس خرسان , فعمد الشاه إسماعيل إلى استقدام علماء من جبل عامل - جنوب لبنان - لتدريس الفقه الإمامي , فكان منهم: بهاء الدين العاملي محمد بن الحسين بن عبد الصمد الذي أصبح شيخ الإسلام في أصفهان على عهد الشاه عباس الكبير , و كان منهم - أيضا - علي بن الحسين العاملي المعروف بالمحقق الكركي الذي روّج المذهب و بالغ في ذلك بحيث لقبه بعضهم بمخترع مذهب الشيعة. ص 129 إلى 132
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الدولة الصفوية - أي إيران - ترعرعت بشيعة لبنان - و لا ينكر هذا حسن نصر الله - و هي التي ذبحت أهل السنة: في الدولة الصفوية التي أسسها الشاه إسماعيل الصفوي فُرض التشيع الإثني عشري على الإيرانيين قسرا و جُعل المذهب الرسمي لأيران.
و لقد أعمل سيفه في أهل السنة , و كان يتخذ سب الخلفاء الثلاثة و سيلة لامتحان الإيرانيين , فمن يسمع السب منهم يجب عليه أن يهتف قائلا (بيش بادكم باد) , هذه العبارة تعني في اللغة الأذربيجانية أن السامع يوافق على السبّ و يطلب المزيد منه , أما إذا امتنع السامع النطق بهذه العبارة قطعت رقبته حالا , و قد أمر الشاه أن يعلن السب في الشوارع و الأسواق و على المنابر منذرا المعاندين بقطع رقابهم.
و قد استحدث الكركي الذي يلقبه الشيعة بالمحقق الثاني بدعا في التشيع فكان منها التربة التي يسجد عليها الشيعة الآن في صلواتهم , فقد ألف فيها رسالة سنة 933 هـ , و ألف رسالة في لعن الشيخين - رضي الله عنهما - سمّاها " نفحات اللاهوت في لعن الجبت و الطاغوت " , و يقال: إنه هو الذي شرّع السبّ في المساجد أيام الجمع. ص 133
- سؤال لحسن نصر الله: ما الذي أوقف المد الإسلامي في أوربا إلاّ خيانة الدولة الصفوية الشيعية للخلافة العثمانية؟ بعد أن أوشكت جيوش أوربا على الإستسلام لجيش الخلافة العثمانية .... ووصلت الجيوش العثمانية إلى الميدان الرئيسي ل " فيينا " عاصمة النمسا , ثم تكون الخيانة من قِبل الشاه الشيعي طهماسب ابن الشاه إسماعيل الصفوي الذي يرسل السّفراء إلى شرلكان ملك ألمانيا طالبا التحالف معه لحصر العثمانيين بين القوتين و القضاء عليهم. ص 134
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 09:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
خيانة الشيعة سبب لسقوط بيت المقدس فكيف يحرّرونه؟!
يقول الأستاذ محمد كرد علي: و الغريب أن شيعة جبل عامل كانوا من حزب الصليبيين على المسلمين إلا قليلا , كما أن هوى الموارنة مع الصليبيين و يعملون عندهم أدلاء و تراجمة.
1 - الفاطميون: في الوقت الحرب الذي هدّد الغزو الصليبي بلاد الشام و العالم الإسلامي , لم تقف الدولة الفاطمية صامتة متفرجة على الزحف الصليبي فحسب بل كان موقفها مريبا غامضا مثيرا للشكوك و الدهشة , مما حدا بالمؤرخين المسلمين المعاصرين إلى اتهام أمير الجيوش الفاطمي الأفضل بالتقصير و التفريط , و لقد ذكر الدكتور بوسف غوانمة عن المؤرخ وليم الصوري ما عبَّر عن ذلك فقال (إن خليفة مصر كان أكثر المسلمين قوة بسبب ثروتة الكبيرة و قواته العسكري) , و لكن موقف الدولة الفاطمية خيّب الظن , و أفقد الأمل فالخليفة الفاطمي الآمر كان كما قال ابن تغري بردي (متناهي في العظمة متقاعد عن الجهاد متهاون في أمر الغزو , و من هذا يظهر عدم اكتراث أهل مصر بالفرنج من كل جهة) و هكذا تبين أن موقف الدولة الفاطمية المتحالف مع الصليبيين كان يهدف إلى ضرب السلاجقة السنيين في الشام و القضاء عليهم و عدم تمكينهم من الوحدة و جمع صفوفهم لمواجهة الصليبيين , و هذا ما دلّ عليه قول وليم الصوري الذي نقله الدكتور يوسف غوانمة فقال (إن محاصرة الصليبيين لأنطاكية أثلجت صدر الأفضل , و اعتبر أن خسارة الأتراك السلاجقة " السنيين " لأي جزء من أملاكهم إنما هو نصر له نفسه).
و تفيد بعض المصادر الصليبية بأن الأفضل عندما رأى حصارهم لأنطاكية قد طال , خاف من أن يتسرب الضعف و الملل إلى نفوس الصليبيين , لذا أرسل إليهم سفارة ترجو قادتهم مواصلة الحصار , و أكد لهم أنه سيساعدهم بالإمدادات العسكرية و المواد الغذائية , و كلف سفراء مخصوصين بالعمل على كسب قلوب قادة الصليبيين. و مكث الوفد الفاطمي في المعسكري الصليبي عدة أسابيع , قبل إبحارها عائدة إلى مصر حيث أرسل إليها الصليبيون حمولة أربعة جياد من رؤوس القتلى السلاجقة السنيين هدية لخليفة مصر فأبدى أفراد السفارة سرورهم البالغ لذلك المشهد. ص 136 إلى 138
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 09:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- بعد سقوط دولة الفاطميين تآمر الشيعة مرة أخرى , و لكن هذه المرة على صلاح الدين الأيوبي و اتفق رأيهم على استدعاء الفرنج من صقلية و ساحل الشام , و الفتك بصلاح الدين و نجاه الله من شرهم و فضح هؤلاء فقتلهم صلاح الدين بأمر الفقهاء , و أمر بنفي من بقي من جيش العبيديين إلى أقصى البلاد. ص 146
- أتى في ميثاق حزب الله أنه " يجب إزالة إسرائيل من الوجود " و يدعو لتوحيد العرب و المسلمين - كما يقول - لتحرير فلسطين كلها " من النهر إلى البحر!! " إلا أنه في الخطاب الذي ألقاه حسن نصر الله في بنت جبيل عقب الإنسحاب الإسرائيلي , و الذي حضره مئة ألف دنوبي , أشار نصر الله إلى أن حزب الله لن يشارك في أي عمل عسكري ضد إسرائيل لهدف تحرير فلسطين!! و خلا هذا المهرجان الخطابي من شعار " زحفا زحفا نحو القدس " و أين كانت صواريخ حسن نصر الله أيام الإنتفاضة الأولى و الثانية لأبناء فلسطين. ص 147
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 01:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أثر الحركة الباطنية في عرقلة الجهاد ضد الصليبيين:
لقد كان للحركة الباطنية الشيعية - من النزارية - و الحشاشين - و الفاطمية , و النصيرية - و الدروز - أكبر الأثر في عرقلة الجهاد ضد الصليبيين , و كان لقلاعهم في الشام دور كبير في خيانة المسلمين. و لقد عاونوا الصليبيين على احتلال بلاد الشام و ساعدوهم في ذلك , و اغتالوا خلفاء المسلمين و علمائهم و قوادهم , فقتلوا الخليفة المسترشد العباسي سنة 529 هـ , و قتلوا الخليفة الراشد العباسي سنة 532 هـ و قتلوا الوزير نظام الملك سنة 485 هـ , و قتلوا الوزير أبا المحاسن عبد الجليل سنة 495 هـ , و قتلوا أبا طالب السميري الوزير سنة 516 هـ , و قتلوا الوزير معين الملك أبا نصر و الوزير عضد الدين أبا الفرج , و الوزير نظام الملك مسعود بن علي , و الوزير فخر الملك أبا المظفر علي بن نظام الملك.
و قتلوا من الفقهاء: أحمد بن الحسين البلخي , و أبا القاسم ابن إمام الحرمين , و عبد اللطيف بن الخجندي , و أبا المحاسن الروياني , و القاضي عبيد الله بن علي الخطيبي , و صاعد بن عبد الرحمن أبا العلاء , و أبا سعيد محمد بن نصر الهروي و أبا جعفر بن المشاط و أبا المظفر الخجندي.
و من السلاطين: قتلوا داود بن السلطان محمود , و بكتمر.
و من الأمراء: بلكاك سرمز سنة 493 هـ , أحمديل بن إبراهيم الروادي , و تاج الملوك بوري بن طغتكين , وآقسنقر الأحمديلي , و الأمير أغلمش , و شهاب الدين الغوري , و جناح الدولة حسين , و خلف بن ملاعب , و شمس الملوك إسماعيل بن بوري , و الأمير برسق الكبير.
و من قادة المجاهدين ضد الصليبيين: قتلوا مودود صاحب الموصل , قتلوه بعد فراغه من صلاة الجمعة في مسجد دمشق و هو صائم , و جاء كتاب من الفرج إلى المسلمين فيه (إن أمة قتلت عميدها في يوم عيدها في بيت معبودها لحقيق على الله أن يبيدها). و قتلوا قائدا آخر من قادة الجهاد ضد الصليبيين , و هو الأمير قسيم الدولة آقسنقر البرسقي سنة 520 هـ قتلوه في المسجد الجامع بعد صلاة الجمعة , و حاولوا قتل صلاح الدين الأيوبي سنة 570 هـ داخل معسكر جيشه , و مرة أخرى سنة 571 هـ و هو محاصر لحلب. ص 148 و 149
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 11:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قصة خيانة الفاطميين الشيعة لصلاح الدين الأيوبي ووثوبهم عليه.
لم تكن واحدة و لكن حركات متوالية سرية: منها قيام الحامد لله داود بن العاضد الفاطمي للمطالبة بملك أبيه , فقبض عليه صلاح الدين سنة 569 هـ / 1174 م , و لم يخرج إلا بعد أن أمن خطره و خطر أنصاره , و خروج سليمان بن داود و الفاطميين في صعيد مصر , و قبض صلاح الدين الأيوبي عليه و سجنه , و حركة عمارة اليمني سنة 569 هـ.
و امتدت أيدي الرافضة مرة ثانية للنيل من القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي في محاولتين آثمتين من قِبل الباطنية لاغتياله , المحاولة الأولى: كانت في عام 570 هـ , أرسل سنان رئيس الباطنية في الشام مجموعة من الفدائيين إلى صلاح الدين ليغتالوه , فرآهم أمير اسمه خمارتكين كان عند صلاح الدين فعرفهم بسبب مجاورته لهم , فقال لهم: ما الذي جاء بكم إلى هنا و ماذا تريدون؟ فهجموا عليه و جرحوه جراحات مثخنة , ثم حمل واحد منهم على صلاح الدين ليقتله فقُتل دونه , و قاتل الباقون من الباطنية أصحاب صلاح الدين , و حاولوا الوصول إليه لكنهم فشلوا فقتلوا جماعة منهم ثم قُتلوا , أما المحاولة الثانية لاغتياله , فكانت عندما كان محاصرا أعزاز. ص 150 إلى 152
ـ[عبدالحي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 02:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- القاصي و الداني يعلم دور الشيعة القذر في سقوط العراق في أيدي الأمريكان , و بتصريح و اعتراف قادة إيران و آيات قم و البصرة أنه لولا الشيعة و إيران ما سقطت كابول و لا بغداد .. و ليس هذا بغريب , فالشيعة هم الخيانة متجسدة في صورة بشر. ص 153
- دوافع الجانب الشيعي في حرق المدن السنية في العراق هي دوافع طائفية حاقدة تنطلق من موروث ثأري تاريخي مغلوط ضد أهل السنة , منذ العهد الرّاشدي و حتى اليوم. قال علي كريمي أحد المرجعيات الشيعية في خطبة جمعة ألقاها في قم الإيرانية بعد سقوط بغداد مباشرة في 9/ 4/2003 م , و التي يحرض فيها على قتل أهل السنة: " اليوم يا أهل الشيعة في العراق ... يا خاصة علي و فاطمة! بعد أن استعيد ملككم المغتصب و حقكم المستلب عليكم أن توقفوا الزحف السني البكري العمري الأموي و الوهابي إلى بغداد ... عليكم أن تنتهكوا أعراضهم مثلما انتهكوا أعراضكم أيام صدّام - على حد زعمه - عليكم أن تشردوهم و تقتلوهم كما قتلوكم و شردوكم .. شدوا على أيدي أخوانكم من فيلق بدر و ساندوهم في إتمام مهمتهم في القضاء على كلاب السنة الوهابية أوّلا ثم عامتهم من الجراء - أي صغار الكلاب - كبيرهم كافر و صغيرهم زان ". ص 161
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 02:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سلو التاريخ يخبركم عن الرافضة الإثني عشرية:
- يقول الشيخ إحسان إلهي ظهير: (و ها هي باكستان الشرقية ذهبت ضحية بخيانة أحد أبناء " قزلباش " الشيعة يحيى خان في أيدي الهندوس). ص 174
- عارض شيوخ الشيعة في باكستان تطبيق الشريعة الإسلامية , و قد قال زعيم الشيعة مفتي جعفر حسين في مؤتمر صحفي بأن الشيعة يرفضون تطبيق الحدود الإسلامية , لأنها ستكون على مذهب أهل السنة. ص 174
- عندما أسس المسلمون في أفغانستان دولة لتحكم بشرع الله , كان لطهران الدور الرئيس في إسقاط هذا الحكم , و لولا طهران ما استطاع الأمريكان إسقاط هذا الحكم. و قبل هذا كله فخيانة الخيانات هي خيانة الشيعة الفاطميين للقدس , و دورهم في سقوطها في أيدي الصليبيين. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديما على بيت المقدس حتى استنقده المسلمون منهم). ص 175
- قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (و كثير منهم - أي الشيعة - يوادّ الكفار من وسط قلبه , أكثر من موادته للمسلمين , و لهذا لمَّا خرج الترك الكفّار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين و سفكوا دماءهم ببلاد خرسان و العراق و الشام و الجزيرة و غيرها , كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين , ووزير بغداد المعروف بابن العلقمي هو و أمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين). ص 176
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 11:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال ابن تيمية (التشيع من بابه يدخل الملاحدة من الباطنية الإسماعيلية , و غيرهم , و الغلاة النصيرية و غير النصيرية , إنما يظهرون التشيع و هم في الباطن أكثر من اليهود و النصارى فدلّ ذلك على أن التشيّع دهليز الكفر و النفاق). ص 178
- قال ابن تيمية ( ... فالرافضة الإمامية هم أتباع المرتدين , و غلمان الملحدين , وورثة المنافقين , إن لم يكونوا أعيان المرتدين الملحدين). ص 178
- قال الشعبي (أحذركم هذه الأهواء المُضلّة و شرُّهم الرافضة لم يدخلوا في الإسلام رغبة و لا رهبة , و لكن مقتا لأهل الإسلام و بغيا عليهم). ص 179
- من الأمور التي يؤمن بها الشيعة الإمامية الإعتقاد بالرجعة , فهم يزعمون أنه في اليوم الذي سيظهر فيه المهدي سيرجع إلى الدنيا كل من أخلص في الإيمان و كل من أمعن في الكفر , و القصد من هذه الرجعة كما قال المجلسي أن ينتقم المهدي من أعدائه الذين يشاهدون من ظهور كلمة الحق و علو كلمة أهل البيت ما أنكروه عليهم , و سيرجع مثلا الحسين بن علي و من استشهد معه كما سيرجع يزيد بن معاوية و أنصاره فينتقم منهم الحسين و جيشه انتقاما سريعا و سيرجع علي رضي الله عنه و معه عصا موسى و خاتم سليمان فيلتقي بأصحابه قرب الكوفة ثم يذهب معهم لقتال الشيطان و جميع أتباعه الذين تمكن من إغوائهم , و يستمر القتال بين الجيشين حتى يأتي محمد صلى الله عليه و سلم على رأس الملائكة فيقتل الشيطان و يفنى جيشه. ص 192
- قال الخميني في حق الشيخين - أبي بكر الصديق و عمر رضي الله عنهما - (إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين و ما قاما به من مخالفات للقرآن و من تلاعب بأحكام الإله و الدين ... إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى و الأفاقون و الجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة , و أن يكونوا ضمن أولي الأمر). ص 203
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 08:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- عن التعاون الشيعة مع الكافرين ضد المسلمين يقول الأستاذ سعيد حوّى: تحدث التاريخ عن حالات كثيرة كانت فيها عواطف بعض الشيعة الكافرين ضد المسلمين بل جمعوا إلى العواطف أعمالا: فهؤلاء الشيعة ساعدوا الهولنديين في القضاء على دولة اليعاربة في شرقي الجزيرة العربية , و هذا نصير الدين الطوسي يقنع هولاكو في إنهاء الخلافة العباسية , و ها هو ابن العلقمي يخوف خليفته فيساعد التتار في القضاء على الدولة العباسية و هاهم الحشاشون يحاولون اغتيال صلاح الدين. ص 207
- إن ما يجري في تركيا و في لبنان و في سوريا و في السند , و إن الحرب العراقية الإيرانية و الدعاية الهائلة و الأموال الطائلة التي تبذلها الخمينية ما هي إلا مقدمات لسيطرة الشذوذ الشيعي على الأمة الإسلامية ... , و كان لابد للتطلعات الخمينية من تحالفات تحقق بها مآربها و مطامعها .. , و من ها هنا وجدنا تحالفا عجيبا بين إيران و ليبيا , و بين إيران و سوريا و أمل من جهة , و إسرائيل من جهة أخرى , ووجدنا تحالفا بين إيران و الغرب , ووجدنا و فودا من الإتحاد السوفياتي تأتي إلى إيران , ووجدنا وفودا من إيران تذهب إلى الإتحاد السوفياتي , و كل ذلك يتناقض مع كل ما صرح به الخميني ابتداءا , و إنما جرّه إلى هذا التناقض الذي أفقده مصداقيته , تطلعاته للسيطرة على الأمة الإسلامية و لو كان ذلك لحساب كل جهة معادية للإسلام و المسلمين. ص 209 إلى 211
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 02:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال سعيد حوّى: كُنّا نتصوّر أنه بعد انتصار الخميني في إيران أن الشيعة قد تجاوزوا التقية و لكننا من خلال الواقع وجدناهم يستعملون التقية مع البندقية , فهم سواء في ذلك النظام النصيري في سوريا أو حركة أمل أو إيران يتعاونون مع إسرائيل سرّا و يعطونها الذي تريد و يتظاهرون بشعارات سوى ذلك , و هم يتخيرون لخطاب شباب الإسلام عبارات و خطابات يلبسونها ثوب الخداع و يتسترون على حقيقتهم ... , كانوا بالأمس يستعملون التقية حماية لأنفسهم و الآن يستعملون البندقية للسيطرة و يستعملون التقية لخداع الآخرين. ص 212
- يقول الخميني في كتابه كشف الأسرار: أولئك الصحابة الذين لم يكن يهمهم إلا الدنيا و الحصول على الحكم دون الإسلام و القرآن , و الذين اتخذوا القرآن مجرد ذريعة لتحقيق نواياهم الفاسدة , قد سهل عليهم إخراج تلك الآيات من كتاب الله - التي كانت تدل على خلافة علي رضي الله عنه بلا فصل , و على إمامة الأئمة - و كذلك تحريف الكتاب السماوي - و إقصاء القرآن عن أنظار أهل الدنيا على وجه دائم , بحيث يبقى هذا العار في حق القرآن و المسلمين إلى يوم الدين , إن تهمة التحريف التي يوجهونها إلى اليهود و النصارى إنما هي ثابتة عليهم. ص 218
- قال السمعاني: (اجتمعت الأمة على تكفير الإمامية , لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة , و ينكرون إجماعهم و ينسبونهم إلى ما لا يليق بهم). ص 236
- قال الإمام الشوكاني: (و بهذا يتبين أن كل رافضي خبيث يصير كافرا بتكفيره لصحابي واحد , فكيف بمن كفّر كل الصحابة , و استثنى أفرادا يسيرة). ص 236
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 06:50]ـ
http://www.dorar.net/enc/firq/1770
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 07:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الله تعالى (إنما وليّكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزّكاة و هم راكعون , و من يتولّ الله و رسوله و الذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون) , فالذين " يتولون " الله و رسوله و الذين آمنوا - و على رأسهم الصحابة - هم حزب الله , و لا يمكن أن ينطبق وصف " حزب الله " على الذين " يتبرؤون " من الذين آمنوا و على رأسهم الصحابة - رضي الله عنهم - هذا منطق القرآن الذي لا يُقبل تجاوزه أو الجدال فيه. ص 262
- قال صبحي الطفيلي الأمين العام الأسبق ل" حزب الله ": (إيران خطر على التشيع في العالم و رأس حربة لمشروع الأمريكي , و المقاومة في لبنان خُطفت و أصبحت حرس حدود لإسرائيل). ص 285
- يقول صبحي الطفيلي: من يقول في لبنان أن إيران لا تتدخل كاذب , القرار ليس في بيروت و إنما في طهران , فسُئل: حتى خلال ولايتك , فقال: نعم , حتى خلال ولايتي كان ل " القيادة " المركزية في إيران موقعها في القرار , لكن حينها كان هناك انسجام في المواقف و القرارات ... ص 289
- قال مفتي جبل لبنان السُّني: (حزب الله بوابة إيران إلى البلدان العربية). ص 295
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 02:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الدكتور محمد البراك: التحذير من حزب الله و من الشيعة عموما واجب على كل من عرف عقيدة التوحيد , و خصوصا حين يغتر بهم كثير من المسلمين ممن لا يعرفون عقائدهم , و حين يدّعون أنهم حماة الإسلام و المدافعون عنه و أنهم يحاربون من أجل عقيدة التوحيد و نصرة الدين , فيلتبس الحق بالباطل , و يغتر بشعاراتهم كثير من الدَّهماء , و ربما أدى الأمر ببعض الجهال إلى تصحيح عقائدهم و الثناء عليهم. ص 306
- قال الدكتور محمد البراك: إن فلسطين قد فتحها عمر رضي الله عنه فهل يمكن أن تفتح ثانية على يد من يتّخذ من لعن عمر رضي الله تعالى عنه عقيدة و دينا , أقول: كلا و الله , إن أرض فلسطين و غيرها لن يعيدها إلى حوزة الإسلام إلا أتباع عمر الذين يترضّون عنه و يتلمّسون هديه و يقتدون به.
أما أعداء الصّحابة و من يلعنون عمر فو الله الذي لا إله غيره لن يزيدوا الأمة إلاّ خبالا و لن تجني منهم غير الحسرة و الندامة , و سيكشرون عن أنيابهم حين يستتبّ لهم الأمر , و سيظهرون حقدهم و يصبُّون جام غضبهم على أهل السنة , فيستبيحون أرضهم و ينتهكون عرضهم و يخرجونهم من ديارهم , كما يحدث الآن في العراق و إيران. ص 308
إنتهت السلسلة بتوفيق من الله تعالى و فضله , فلك الحمد و الشكر يارب العالمين و ملك يوم الدين(/)
الردّ اللائق على صاحب كتاب: غوث التائق في معرفة حقيقة الياسق
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 09:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
سأبدأ بحول الله تعالى وقوته بتفنيد كتاب "غوث التائق في معرفة حقيقة الياسق"، وأرجو ممن يريد المشاركة في الحوار أن يلتزم بآدابه، ويبتعد عن الألفاظ البذيئة وعن فحش الكلام الذي لا يليق بمسلم ..
وأرجو من المعترض أن يتكلم بعلم، وإن كان جاهلاً فليصمت .. وجزاكم الله خيراً.
----------------------------------------------
لقد اختصر صاحبنا كلام ابن كثير - رحمه الله - ثم بنى عليه ردّه وهو مختصر، وإنني أرى أن الأحسن له أن يورده كاملاً بتمامه، خاصة وأن تتمته ليست طويلة، ولا تعدو سطوراً قليلة، وها أنا ذا أورد كلام ابن كثير كلّه كما جاء في [تفسير القرآن العظيم: 3/ 131]:
قوله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}: ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المُحْكَم، المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر وعدل، إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان، الذي وضع لهم اليَساق، وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى، من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعًا متبعًا، يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. ومن فعل ذلك منهم فهو كافر، يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فلا يحكّم سواه في قليل ولا كثير
في هذا القبس، يذكر ابن كثير ما يلي:
1 - أن إنكار الله تعالى هو على من خرج عن حكمه إلى حكم غيره.
2 - مثّل ابن كثير لهذا الخروج بقوله: "كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم" .. وقوله: "وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان".
فكما يُرى، فابن كثير يتكلم هنا عمّن يحكم بمنهج وضعي، وليس من كان أصل منهجه القرآن والسنة ثم هو عدل لهواه عن حكم الله في واقعة معيّنة، ولهذا لم يأت على ذكرهم .. ولم يأت حتى الآن على ذكر الاعتقاد.
3 - ثم ذكر حقيقة الياسق، وسآتي على ذلك بالشرح لاحقاً - إن شاء الله -.
4 - ثم قال: "ومن فعل ذلك منهم فهو كافر، يجب قتاله" .. السؤال: من هو هذا الكافر الذي يجب قتاله؟ .. هل هم أهل الياسق فقط؟ أم من ذكرهم ابتداء في قوله: "ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المُحْكَم"؟ .. هذا أيضاً مما سنأتي عليه لاحقاً بالشرح - إن شاء الله -.
5 - متى يمتنع القتال ويتوقف؟ .. يقول: "حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فلا يحكّم سواه في قليل ولا كثير" .. ونلاحظ هنا أن الرجوع إلى حكم الله ورسوله (ص) إنما هو بتحكيمه في القليل والكثير .. فعند تحكيم الكتاب والسنة في جميع الشأن، عندها يمتنع القتال وتنتفي علّته.
----------------------------------------------
أما صاحبنا، صاحب كتاب: غوث اللائق، فإن له كلاماً آخر، إذ قال في هامش [2]:
وصف ابن كثير أحكام الياسق بـ (الشرع) يتضح معناه بوصف السبكي: [الطبقات: 1/ 329]: (ووضع لهم شرعاً اخترعه وديناً ابتدعه)، وهذا بعينه ما تهدف إليه آية: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} فقوله: (ديناً ابتدعه) دليل على استحلالهم لهذه الأحكام الجاهلية بجعلها ديناً من عند الله، وهذا كفر
فأولاً .. الدين هو بمعنى الطريقة والعادة والمنهج ..
جاء في موقع شبكة الإسلام:
بسم الله الرحمن الرحيم
ما تعريف الدين لغة وشرعا وهل الديمقراطية والاشتراكية دين مثلا؟
وفقكم الله وسدد خطاكم، وشكراً.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالدين لفظ جاء في لغة العرب على معان متعددة، منها الطريقة والمذهب والملة والعادة والشأن، كما تقول العرب في الريح: " عادت هيفُ لأديانها "، ويقولون: ما زال ذلك ديني وديدني، ومنها الجزاء والمكافأة يقال: دانه بدينه ديناً أي جازاه، ويقال: كما تدين تُدان، أي: كما تجازي تُجازى بفعلك، وبحسب ما عملت. ومنها سيرة الملك ومملكته. ومنه قول زهير بن أبي سلمى:
لئن حللت بجو في بني أسد في دين عمرو وحالت بيننا فَدَكُ
يريد موضع طاعة عمرو وسيرته.
ومنها: السياسة، والديان السائس، ومنه قول ذي الإصبع:
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب عني ولا أنت دياني فتخزوني
ومعنى ديَّاني سائسي.
ومنها: الطاعة والعبودية والخضوع تحت سلطان آخر والائتمار بأمره.
يقال: (دنتهم فدانوا) أي: قهرتهم فأطاعوا، ومنه الحديث: " أريد من قريش كلمة تدين لهم بها العرب " أي تطيعهم وتخضع لهم.
ومعنى الدين في الشرع وفي استخدام القرآن للفظة الدين، لا يخرج عن المعنى اللغوي.
فمن ذلك قول الله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) [يوسف:40].
فدين الله هنا هو الخضوع له، والانقياد لحكمه وأمره ونهيه.
وقوله تعالى: (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّه) [يوسف:76].
وقوله تعالى عن فرعون: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) [غافر:26].
فكلمة دينكم تعني ملتكم، وتعني كذلك نظامكم وقوانينكم وتقاليدكم التي تسيرون عليها في الدولة.
فدين الملك سياسته، وقانونه، وشريعته، ونظامه.
وقول الله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) [الفاتحة:4]. يوم الجزاء والحساب والمكافأة.
وبعد هذا نقول: من اتخذ الديمقراطية أو الاشتراكية أو أي نظام أو فكر غير الإسلام عقيدة يعتقدها، ونظاماً يلتزمه، وسلطة يخضع لها وينطلق عن أمرها ونهيها، فقد دان بدين غير دين الإسلام، ورضي عقيدة غير عقيدة الإسلام.
والله أعلم.
فلا يُشترط لكلمة الدين أو الشريعة أن تكون مما يُتعبد بها، حتى تحصرهما في هذا المعنى!!!
ولا يُشترط استحلالهم لأحكام الياسق قلبياً حتى تكون شريعة متبعة، أو منهجاً مُطاعاً منقاداً له، خاصة وأن ابن كثير لم يذكر الاعتقاد البتة في كلامه الآنف.
قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره:
وقوله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً} قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس: {لكل جعلنا منكم شرعة} قال: سبيلاً. وحدثنا أبو سعيد، حدثنا وكيع عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس: {ومنهاجاً} قال: وسنة. كذا روى العوفي عن ابن عباس: {شرعة ومنهاجاً}: سبيلاً وسنة. وكذا روي عن مجاهد، وعكرمة، والحسن البصري، وقتادة، والضحاك، والسدي، وأبي إسحاق السبيعي؛ أنهم قالوا في قوله: {شرعة ومنهاجاً}: أي سبيلاً وسنة. وعن ابن عباس أيضاً ومجاهد، وعطاء الخراساني عكسه {شرعة ومنهاجاً} أي: سنة وسبيلاً. والأول أنسب؛ فإن الشرعة وهي الشريعة أيضاً هي ما يبتدأ فيه إلى الشيء، ومنه يقال: شرع في كذا، أي ابتدأ فيه، كذا الشريعة، وهي ما يشرع فيها إلى الماء. أما المنهاج فهو الطريق الواضح السهل، والسنن والطرائق.
فتفسير قوله: {شرعة ومنهاجاً} بالسبيل والسنة أظهر في المناسبة من العكس، والله أعلم.
ثم قال معلقّاً على كلام ابن كثير في قوله: "يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله" في هامش رقم [3]:
(يُتْبَعُ)
(/)
التقديم هنا يعني: التفضيل، وهو عمل في القلب يكفر صاحبه (=كفر قلبي). ولا تعني كلمة (التقديم) هنا مجرد التقديم الظاهري بالحكم بغير حكم الله، وإلا للزم منه أن يكون الذي يحكم بغير حكم الله -ولو في قضية واحدة! - مقدماً لحكمه على حكم الله، فيلزم دخوله في هذا الإجماع وتكفيره بذلك! وهذا باطل قطعاً، ويؤيد ما قررت أن ابن كثير ذكر "التقديم" في [البداية والنهاية: 13/ 119] مقروناً بالتحاكم إلى الياسق، فدل أنهما متغايران، إذ لو كان التقديم يعني مجرد التحاكم، لكان تكراراً ليس له معنى!، وعليه: فهذا التكفير خاص بالتتار وبمن حذا حذوهم في تقديم (=تفضيل) الحكم بغير شرع الله
فأقول: دعنا أولاً نفهم كلام ابن كثير - رحمه الله - كما ينبغي، حتى لا نفتري عليه.
فهو قال أولاً: "فصارت في بنيه شرعًا متبعًا" .. فمنهجهم في الحكم هو الياسق، وهو ما يتبعونه .. ولم يأت هنا على ذكر الاستحلال القلبي أو المعتقد ..
ثم قال: "يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله (ص) " .. فانظروا رعاكم الله إلى ذلك وتأملوه.
فابن كثير لم يقل إنهم يقدمون الياسق على كتاب الله، هكذا بإطلاق، بل قال: "يقدمونه على الحكم بكتاب الله" .. فدل ذلك على أنهم يقدمون الحكم بالياسق على الحكم بالقرآن .. والحكم فعل على الجوارح، ولم يذكر ابن كثير الاستحلال هنا أيضاً.
أما صاحب هذا الكتاب، فإنه أورد شبهة يدلل بها على أن ابن كثير - رحمه الله - عنى بذلك التقديم الاستحلال أو التفضيل القلبي، فقال:
ولا تعني كلمة (التقديم) هنا مجرد التقديم الظاهري بالحكم بغير حكم الله، وإلا للزم منه أن يكون الذي يحكم بغير حكم الله -ولو في قضية واحدة! - مقدماً لحكمه على حكم الله، فيلزم دخوله في هذا الإجماع وتكفيره بذلك! وهذا باطل قطعاً
أقول: لو أنك تأملت كلام ابن كثير جيداً لعلمت المقصود، بإذن الله.
فهو تكلم عن شرع متبع، واصطلاحات وضعية، ولم يتكلم عن حكم مخالف في واقعة ما .. ودليل ذلك ذكرته آنفاً في النقطة الثانية، فلتُراجع.
وجاء في سياق تفسيره لهذه الآية قوله:
وقوله: {ولا تتبع أهواءهم}: أي آراءهم التي اصطلحوا عليها، وتركوا بسببها ما أنزل الله على رسله
فسياق التفسير يبيّن أنه يتكلم عن الاصطلاحات والآراء الوضعية التي أبطلوا بها أصل حكم الله تعالى .. وليس من خالف في واقعة أو واقعتين لهوى في نفسه، مع بقاء أصل الحكم لله تعالى.
فمعنى كلام ابن كثير حينئذ هو أنه من جعل حكمه المخالف لشرع الله تعالى شرعاً متبعاً، وسنة ومنهجاً، يسير عليه الناس، وأبطل به أصل العمل بحكم الله، فهذا هو الكافر ..
ويدل على هذا قوله: "ومن فعل ذلك منهم فهو كافر، يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فلا يحكّم سواه في قليل ولا كثير"
فانظروا إلى ذلك .. علّة قتاله هو كفره، ويمتنع القتال حتى يرجع إلى حكم الله فيحكم به ..
هل قال: حتى يعتقد أن حكم الله هو الأصلح؟ .. هل ذكر الاعتقاد بشيء؟؟
فلو كان التقديم هنا بمعنى التفضيل القلبي، لما كان لذكر الرجوع إلى حكم الله والحكم به معنى، ما دامت علة الكفر والقتال قائمة، وهي التفضيل القلبي!
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 10:48]ـ
وقوله:
ويؤيد ما قررت أن ابن كثير ذكر "التقديم" في [البداية والنهاية: 13/ 119] مقروناً بالتحاكم إلى الياسق، فدل أنهما متغايران، إذ لو كان التقديم يعني مجرد التحاكم، لكان تكراراً ليس له معنى!، وعليه: فهذا التكفير خاص بالتتار وبمن حذا حذوهم في تقديم (=تفضيل) الحكم بغير شرع الله
أما كلام ابن كثير المذكور، فهو:
فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله، خاتم الأنبياء، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين.
قال الله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون} [المائدة: 50]، وقال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً} صدق الله العظيم [النساء: 65].
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر ابن كثير أولاً أن التحاكم إلى غير شريعة الله كفر، ولم يذكر الاعتقاد هاهنا .. بل جعل مجرّد التحاكم كفراً.
ثم أكّد هذا الحكم فيمن تحاكم إلى الياسا .. ولم يذكر فيه الاعتقاد أيضاً ..
أما قول صاحبنا: "إذ لو كان التقديم يعني مجرد التحاكم، لكان تكراراً ليس له معنى! " ..
التقديم هنا بمعنى الاختيار والتصدير .. فلا ضير أن نقول: قدّم هذا الرجل الياسا وتحاكم إليها .. بما يعني: صدّرها وجعل الأسبقية لها في التحاكم ..
مثل أن أقول: قدّمت هذا الكتاب على الآخر وقرأته .. أي: بدأت بقراءته واخترتها قبل الكتاب الآخر.
فمن قدّم الياسا وجعلها أوّل مرجع للحكم قبل الكتاب والسنة، وتحاكم إليها، فهو كافر .. هذا هو معنى التقديم .. وهذا التقديم يكون بالفعل ..
وقد يسأل سائل: كيف يكون هذا التقديم حادثاً في ذلك الزمان؟ .. فيقال: إن التتار لم تكن تلزم أحداً بالتحاكم إلى الياسق، بل كانت هناك محاكم تحكم بالياسق ومحاكم تحكم بالشريعة، كما هو مدوّن في كتب التاريخ .. فمن قدّم التحاكم إلى الياسق على التحاكم إلى شريعة الله، فهذا كافر .. وفي هذا الزمان تكلم ابن كثير - رحمه الله -، عن أناس اختاروا طوعاً التحاكم إلى غير شريعة الله تعالى ..
فالتقديم هنا لا يدل على التفضيل القلبي .. ودليل ذلك أن ابن كثير - رحمه الله - جعل التحاكم مجرداً كفراً في صدر كلامه .. فلا يقول أحد إنه عنى التقديم ولم يعن التحاكم!!
ثم قال صاحبنا:
أن هذا الاعتقاد (=اعتقاد الترجيح أو التفضيل) قد تخلف مع مرور الوقت في ذرية التتر وغيرهم ممن حكموا بالياسق، فحكموا به على سبيل الوراثة والعادة، فعقيدة التقديم عُرفت -فيمن عاصروا بعض أهل العلم- بتصريحهم المعلن، وأما من لم يعرف عنه هذا التفضيل، فإن العلماء لم يكفروه، بل اعتدوا بإمامته ونفاذ أحكامه الموافقة للشريعة، مثل الملك التركي بيبرس، قال ابن تغري [النجوم الزاهرة: 7/ 182]: (كان الملك الظاهر رحمه الله يسير على قاعدة ملوك التتار وغالب أحكام جنكزخان من أمر اليسق)
فأقول: إن روايات التاريخ مطعون في صحتها، فأثبت لنا بالسند المتصل أن هذا وقع .. أما أن تأتي برواية مجاهيل، فهذا غير مقبول.
وثانياً: على فرض صحة هذه الرواية، دعنا نرَ كيف كان يحكم بيبرس بالياسق!!
فقد قال ابن تغري في [النجوم الزاهرة: 7/ 182]، مبيّناً هيئة حكم بيبرس أمور الملك، بعد ذكره لحكم بيبرس بالياسق بأسطر قليلة:
قلت: والملك الظاهر هذا هو الذي ابتدأ في دولته بأرباب الوظائف من الأمراء والأجناد، وإن كان بعضها قبله فلم تكن على هذه الصيغة أبداً، وأمثل لذلك مثلاً فيقاس عليه، وهو أن الدوادار كان قديماً لا يباشره إلا متعمم يحمل الدواة ويحفظها. وأمير مجلس هو الذي كان يحرس مجلس قعود السلطان وفرشه. والحاجب هو البواب الآن، لكونه يحجب الناس عن الدخول، وقس على هذا. فجاء الملك الظاهر جدد جماعة كثيرة من الأمراء والجند ورتبهم في وظائف: كالدوادار والخازندار وأمير آخور والسلاخور والسقاة والجمدارية والحجاب ورؤوس النوب وأمير سلاح وأمير مجلس وأمير شكار.
فأما موضوع أمير سلاح في أيام الملك الظاهر فهو الذي كان يتحدث على السلاح دارية، ويناول السلطان آلة الحرب والسلاح في يوم القتال وغيره، مثل يوم الأضحى وما أشبهه. ولم يكن إذ ذاك في هذه المرتبة - أعني الجلوس رأس ميسرة السلطان -، وإنما هذا الجلوس كان إذ ذاك مختصاً بأطابك. ثم بعده في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون برأس نوبة الأمراء كما سيأتي ذكره في محله. وتأييد ذلك يأتي في أول ترجمة الملك الظاهر برقوق، فإن برقوق نقل أمير سلاح قطلوبغا الكوكائي إلى حجوبية الحجاب.
وأمير مجلس كان موضوعها في الدولة الظاهرية بيبرس التحدث على الأطباء والكحالين والمجبرين، وكانت وظيفة جليلة أكبر قدراً من أمير سلاح.
وأما الدوادارية فكانت وظيفة سافلة. كان الذي يليها أولاً غير جندي، وكانت نوعاً من أنواع المباشرة، فجعلها الملك الظاهر بيبرس على هذه الهيئة، غير أنه كان الذي يليها أمير عشرة. ومعنى دوادار باللغة العجمية: ماسك الدواة، فإن لفظة دار بالعجمي: ماسك، لا ما يفهمه عوام المصريين أن دار هي الدار التي يسكن فيها، كما يقولون في حق الزمام: زمام الآدر، وصوابه زمام دار. وأول من أحدث هذه الوظيفة ملوك السلجوقية. والجمدار، الجمي هي البقجة باللغة العجمية، ودار تقدم الكلام عليه، فكأنه قال: ماسك البقجة التي للقماش. وقس على هذا في كل لفظ يكون فيه دار من الوظائف.
وأما رأس نوبة فهي عظيمة عند التتار، ويسمون الذي يليها يسوول بتفخيم السين. والملك الظاهر أول من أحدثها في مملكة مصر.
والأمير آخور أيضاً وظيفة عظيمة، والمغول تسمي الذي يليها آق طشي. وأمير آخور لفظ مركب من فارسي وعربي، فأمير معروف وآخور هو اسم المذود بالعجمي، فكأنه يقول: أمير المذود الذي يأكل فيه الفرس. وكذلك السلاخوري وغيره مما أحدثه الملك الظاهر أيضاً.
وأما الحجوبية فوظيفة جليلة في الدولة التركية، وليس هي الوظيفة التي كان يليها حجبة الخلفاء، فأولئك كانوا حجبة يحجبون الناس عن الدخول على الخليفة، ليس من شأنهم الحكم بين الناس والأمر والنهي، وهي مما جدده الملك الظاهر بيبرس، لكنها عظمت في دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون حتى عادلت النيابة. وأما ما عدا ذلك من الوظائف فأحدثها الملك الناصر محمد بن قلاوون كما سيأتي بيانه في تراجمه الثلاث من هذا الكتاب، بعد أن جدد والده الملك المنصور قلاوون وظائف أخر كما سيأتي ذكره أيضاً في ترجمته على ما شرطناه في هذا الكتاب من أن كل من أحدث شيئاً عزيناه له.
فكما يُرى، فإن حكمه بالياسق كان في الأمور الإدارية والوظائف الحكومية، وليس في الحدود والأحكام الشرعية التعبدية!! ومن قال بذلك عليه الدليل، ولا يفتري على التاريخ دون بيّنة.
يتبع إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 11:50]ـ
فكما يُرى، فإن حكمه بالياسق كان في الأمور الإدارية والوظائف الحكومية، وليس في الحدود والأحكام الشرعية التعبدية!! ومن قال بذلك عليه الدليل، ولا يفتري على التاريخ دون بيّنة.
غير صحيح بارك الله فيك، إذ لا علاقة لهذه الأمور الإدارية والوظائف الحكومية بشريعة الياسق، ولو جاء الكلام على المسألتين متتالياً. وقد وُصف الياسق أعلاه بأنه (خليط من الإسلام واليهودية والنصرانية ... إلخ)، فتفسيره بالأمور الإدارية غير مستقيم.
وكذلك قولك:
إن روايات التاريخ مطعون في صحتها، فأثبت لنا بالسند المتصل أن هذا وقع .. أما أن تأتي برواية مجاهيل، فهذا غير مقبول
لا داعي أيها الأخ الفاضل إلى تكذيب التاريخ والمؤرخين بهذه الطريقة الشمولية، ثم تعود بعد بضعة أسطر إلى نقل أقوالهم ورواياتهم!
والقصد هو تحرير ردّك على الرجل، وإلا فإن المردود عليه يحتال بالحيل المعروفة المكرورة لتسويغ نبذ الشريعة.
بارك الله فيك
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 01:43]ـ
أخي الكريم خزانة الأدب وفقك الله تعالى
--------------------------
صحيح أن الياسق كان عبارة عن خليط من أحكام شتى أُخذت من شريعة الإسلام واليهودية والنصرانية ولكن ليس معنى هذا أنه لا يوجد فيه أحكام وضعها التتار من عند أنفسهم .. بل هذا الأمر معلوم كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره.
والذي يقرأ في وصف المؤرخين لأحكام الياسق يجد أنه كان يوجد به بعض الاحكام والتشريعات هي أشبه بالقوانين الإدارية والأمور التنظيمية .. ومن هذه الأحكام على سبيل المثال (نظام البريد) الذي ذكره المقريزي رحمه الله في كتابه الخطط.
وهذا النظام هو عبارة عن أن السلطان ألزم بإقامة البريد حتى يعرف أخبار مملكته بسرعة .. وقد كان هذا النظام معمول به حتى أُلغي في أخر العهد العباسي فكان من العوامل التي ساعدت على ضعف مقاومة التتار.
والله أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 02:16]ـ
الأخ (خزانة الأدب)،
وفيكم بارك الله، وجزاك الله خيراً على الإفادة ..
تقول:
غير صحيح بارك الله فيك، إذ لا علاقة لهذه الأمور الإدارية والوظائف الحكومية بشريعة الياسق، ولو جاء الكلام على المسألتين متتالياً. وقد وُصف الياسق أعلاه بأنه (خليط من الإسلام واليهودية والنصرانية ... إلخ)، فتفسيره بالأمور الإدارية غير مستقيم.
التاريخ لم يذكر كل ما في الياسق، وكما ذكر الأخ (الإمام الدهلوي) فإن المقريزي بيّن بعض الأمور الإدارية التي كانت موجودة في الياسق، فقال في [المواعظ والاعتبار: 2/ 421]:
ومنعهم من تفخيم الألفاظ ووضع الألقاب، وإنما يخاطب السلطان ومن دونه ويُدعى باسمه فقط، وألزم القائم بعده بعرض العساكر وأسلحتها إذا أرادوا الخروج، قد قصر في شيء مما يحتاج إليه عند عرضه أياه عاقبه. وألزم نساء العساكر بالقيام بما على الرطال من السخرِ والكلفِ في مدّة غيبتهم في القتال، وجعل على العساكر إذا قدمت من القتال كلفة يقومون بها للسلطان ويؤدونها إليه. وألزمهم عند رأس كلّ سنة بعرض سائر بناتهم الأبكار على السلطان ليختار منهنّ لنفسه وأولاده.
ورتب لعساكره أمراء، وجعلهم أمراء ألوف، وأمراء مئين، وأمراء عشراوات. وشرَّع أن أكبر الأمراء إذا أذنب وبعث إليه الملك أخس من عنده حتى يعاقبه فإنه يُلقي نفسه إلى الأرض بين يدي الرسول وهو ذليل خاضع، حتى يمضي فيه ما أمر به الملك من العقوبة، ولو كانت بذهاب نفسه. وألزمهم أن لا يتردد الأمراء لغير الملك، فمن تردد منهم لغير الملك قتل، ومن تغير عن موضعه الذي يُرسم له بغير إذن قُتِل. وألزم السلطان بقامة البريد حتى يعرف أخبار مملكته بسرعة
وغير ذلك مما لم يدوّنه التاريخ، وإنما ورد عند المقريزي مختصراً ..
أما قولك:
لا داعي أيها الأخ الفاضل إلى تكذيب التاريخ والمؤرخين بهذه الطريقة الشمولية، ثم تعود بعد بضعة أسطر إلى نقل أقوالهم ورواياتهم!
بارك الله فيك .. إن كان في صدر كلامي إطلاق، فما بعده يقيّده بأنني أقبل الروايات بالسند المتصل ..
فابن تغري جاء بعد الظاهر بيبرس بثلاثة قرون، فلا يُمكن أن يكون هو صاحب هذه الرواية .. وفي كتبه من القيل والقال والروايات عن المجاهيل الكثير .. فلا يُمكن أن نقبل رواية إلا بالسند المتصل ..
أما استدلالي بقوله في حكم بيبرس في الإدارة، فإنما هو لمقابلة الدليل بجنسه .. فإن التزمنا بأخذ الروايات المنقطعة وافترضنا صحتها، فيلزمنا كذلك أخذ ما ذكره ابن تغري من نفس جنس هذه الروايات الغير مسندة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.
-------------
الأخ (الإمام الدهلوي)،
جزاك الله خيراً على التنبيه.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 03:41]ـ
الأخ الكريم
لا أزال أرى أنه لا يستقيم أن تقول ما حاصله (الأخبار التي يرويها فلان باطلة إلا ما يصلح لغرضي)، ولا أن تقول (كلام فلان حجة عليك مع أنه غير ثقة عندي)؛ لأن الغرض من التاريخ هو تحرير الحوادث على الوجه الصحيح، ولا يجوز أن تفسر ما فعله بيبرس إلا بشيء صح عندك أنه فعله، أما أن تقول: التاريخ أساطير، وقد ورد في تلك الأساطير أن بيبرس فعل كذا، وهذا هو التفسير الصحيح للياسق، فهذا تناقض.
وأعتقد أننا صرنا نشارك أهل الأهواء في احتقار تاريخنا.
وعلى كل حال لا يوجد ما يدل على أن هذه الأمور الإدارية هي المقصودة بقول المؤرخ (وغالب أحكام جنكزخان من أمر اليسق)، لأنها ليست (أحكاماً) ولا خاصة بجنكيزخان، وإنما هو اجتهاد منك لا أظن أنك مسبوق إليه.
مع تقديري لشخصك الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 04:26]ـ
أخي الفاضل،
لا أزال أرى أنه لا يستقيم أن تقول ما حاصله (الأخبار التي يرويها فلان باطلة إلا ما يصلح لغرضي)
لم أقل هذا، وليتك تراجع ما قلته .. بل غاية ما قلته هو أن الأخبار الغير مسندة لا تصلح متكأ، وهذا معلوم عند الجميع.
أما استدلالي بروايات المؤرخين غير المسندة، فهو بعد افتراض صحة ما رُوي .. وقد ذكرت ذلك من قبل.
فإن أنا افترضت أن ما نقله ابن تغري صحيحاً، فلا غضاضة أن أورد بقية نقله مفترضاً أيضاً صحته.
ولا يجوز أن تفسر ما فعله بيبرس إلا بشيء صح عندك أنه فعله
لم يصحّ عندي أنه حكم بالياسق، خاصة وأنه لم يذكر ذلك من رواة التاريخ إلا واحد (فيما وقفت عليه) .. وإن افترضت صحة تلك الرواية، فهي محمولة على كونه حكم في الأمور الإدارية لا غير .. وهذا من إحسان الظن بالمسلمين أولاً، وثانياً لم يرد في التاريخ كنه حكمه بالياسق على وجه التفصيل ..
فالدليل محتمل .. فقد يُحتمل أن يكون حكم بالياسق في الإدارة، ويُحتمل أن يكون في الأمور التعبدية .. والدليل إن تطرق إليه الاحتمال، سقط به الاستدلال.
وعلى كل حال لا يوجد ما يدل على أن هذه الأمور الإدارية هي المقصودة بقول المؤرخ (وغالب أحكام جنكزخان من أمر اليسق)، لأنها ليست (أحكاماً) ولا خاصة بجنكيزخان، وإنما هو اجتهاد منك لا أظن أنك مسبوق إليه.
كل أمر وكل نظام هو حُكم .. أما كونها ليست خاصة بجنكيز خان، فأنت ترى من نقلي عن ابن تغري أنّ بيبرس استحدث أموراً لم تكن من قبل، أخذها عن المغول .. فهي خاصة بالمغول .. وأنت ترى كذلك أن في الياسق أمور إدارية مختص بها العسكر، فقد يكون بيبرس أخذها وطبّقها.
أما أنه لا يوجد ما يدلّ على أن هذه الأمور الإدارية هي المقصودة .. فأقول: لا يوجد ما يقطع لها، ولا ما يقطع للأمور التعبدية .. فالعبارة مجملة، تحتمل هذا وذاك .. فمن قال بأحد الاحتمالين عليه الدليل القطعي .. وإن لم يأت به، فاستدلاله ساقط.
فلا يُمكن لحكومة تحكم المسلمين بشريعة الطاغوت، ولا يهبّ أحد من علماء المسلمين في بيان حالها وواقعها ويذكر شناعتها ..
ففي الياسق من الكفر العظيم والظلم الشنيع ما يأباه أصاغر المسلمين، فهل تقول إن بيبرس كان يحكم بهذا الكفر؟ وإن كان يحكم به، لماذا لم يتكلم في ذلك علماء التاريخ ولم يشنعوا أو يستنكروا؟؟ .. بل حتى لو كان يحكم بباقي أحكام الياسق التي تجعل عقوبة كل عاص القتل، فلماذا لم يأت على ذلك أحد من علماء التاريخ، ولم يستشنعه أحد؟؟ .. أم أن حكم الياسق راق لهم لدرجة وافقوا فيه بيبرس؟
دعني أرك ما في الياسق من كفر وظلم يستشنعه بشدة أصغر المسلمين، ذكره المقريزي في [المواعظ والاعتبار: 2/ 421] وبالسند المتصل:
وأخبرني العبد الصالح الداعي إلى الله تعالى، أبو هاشم أحمد بن البرهان، رحمه الله: أنه رأى نسخة من الياسة بخزانة المدرسة المستنصرية ببغداد، ومن جملة ما شرعه جنكزخان في الياسه أن: من زنى قُتِلَ، ولم يفرق بين المحصن وغير المحصن. ومن لاط قُتِلَ، ومن تعمَّد الكذب، أو سحر، أو تجسس على أحد، أو دخل بين اثنين وهما يتخاصمان، وأعان أحدهما على الآخر، قُتِل. ومن بال في الماء أو على الرماد قُتِل. ومن أعطي بضاعة فخسر فيها فإنه يُقتل بعد الثالثة. ومن أطعم أسير قوم أو كساه بغير إذنهم قُتِل. ومن وجد عبداً هارباً، أو أسيراً قد هرب، ولم يردّه على من كان في يده قُتِل. وأنْ الحيوان تُكتَّف قوائمه، ويشقُّ بطنه، ويُمرس قلبه، إلى أن يموت، ثم يؤكل لحمه. وأنَّ من ذبح حيواناً كذبيحة المسلمين ذُبح. ومن وقع حمله، أو قوسه، أو شيء من متاعه، وهو يكرّ أو يفرّ في حالة القتال، وكان وراءه أحد، فإنه ينزل ويناول صاحبه ما سقط منه، فإن لم ينزل ولم يناوله قُتِل. وشرط أن لا يكون على أحد من ولد عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - مؤنة ولا كلفة، وأن لا يكون على أحد من الفقراء، ولا القراء، ولا الفقهاء، ولا الأطباء، ولا من عداهم من أرباب العلوم وأصحاب العبادة والزهد والمؤذنين ومغسلي الأموات كلفة ولا مؤنة، وشرط تعظيم جميع الملل من غير تعصب لملة على أخرى، وجعل ذلك كله قربة إلى الله تعالى، وألزم قومه أن لا يأكل أحد من يد أحد حتى يأكل المناول منه أوّلاً، ولو أنه أمير، ومن يناوله أسير. وألزمهم أن لا يتخصص أحد بأكل شيء وغيره يراه، بل يُشركه معه ي أكله. وألزمهم ألا يتميز أحد منهم بالشبع على أصحابه، ولا يتخطى أحد ناراً ولا مائدة ولا الطبق الذي يؤكل عليه، وأنّ من مرّ بقوم وهم يأكلون فله أن ينزل ويأكل معهم من غير إذنهم، وليس لأحد منعه. وألزمهم أن يُدخِلَ أحد منهم يده في الماء، ولكنه يتناول الماء بشيء يغترفه به، ومنعهم من غسل ثيابهم بل يلبسونها حتى تبلى، ومنه أن يُقال لشيء أنه نجس، وقال: جميع الأشياء طاهرة، ولم يفرق بين طاهر ونجس.
وكان بيبرس يحكم بأكثر هذا، ولا يُذكر في التاريخ شيء، ولا يًشنع عليه .. ولا يستدل لذلك إلا بعبارة موهمة مختصرة، دون سند متصل، تجعل بيبرس من أظلم وأفجر، بل وأكفر خلق الله .. والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 06:28]ـ
أودّ أن أنبّه إلى أمر، وهو أن كلام ابن كثير - رحمه الله - في [البداية والنهاية: 13/ 139] إذ يقول:
وفي ذلك كله مخالفة لشرائع الله المنزلة على عباده الانبياء -عليهم الصلاة والسلام-، فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله، خاتم الانبياء؛ وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين
فإني لم أجعل قوله هذا في التحاكم عُمدة ردّي على صاحب الكتاب .. فإن لي أقوالاً في التحاكم معروفة، وإنّي أقيّد هذا النص الذي ذكره ابن كثير بشروط، وليس هو على إطلاقه ..
ولكنني أتيت بهذا النص للرد على صاحب الكتاب في زعمه أن التقديم هو بمعنى الاستحلال أو التفضيل القلبي .. فوجب التنبيه.
-----------------
صاحبنا يريد أن يثبت في كتابه أن ابن كثير كان يتكلم في تفسيره لآية: {أفحكم الجاهلية يبغون} .. عن الذي يحكم كحكم التتار، باعتقاد صحة ما هو عليه ..
فأقول: مجرّد الاعتقاد كفر .. سواء أحكم به أم لم يحكم .. فلا معنى لذكر الحكم به إذن .. كما قال ابن القيم - رحمه الله - في [مدارج السالكين: 1/ 336]:
ومنهم من تأول الآية على ترك الحكم بما أنزل الله جاحداً، وهو قول عكرمة. وهو تأويل مرجوح، فإن نفس جحوده كفر، سواء حكم أو لم يحكم
فيُقال له .. إن نفس اعتقاد التتار في ياسقهم كفر، سواء أحكموا به أم لم يحكموا .. فعلام ذكرك لاعتقادهم الكفري؟
وابن كثير لم يأت على الاعتقاد، وما فتئ يقول: "يحكمون"، و"يحكم" .. ولم يتطرق إلى الاعتقاد ..
وقوله: "ومن فعل ذلك منهم فهو كافر، يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فلا يحكّم سواه في قليل ولا كثير " .. يبيّن بجلاء أن علّة تكفيرهم وقتالهم هي تحكيمهم لغير ما أنزل الله، إذ أن علّة قتالهم هي تحكيم غيره ..
وقد تكلمت بإسهاب في هذا آنفاً، فليُراجع.
أما باقي حديثه في كتابه فلا شأن لي به، إنما كان شأني في تأويل كلام ابن كثير.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 06:58]ـ
إخواني الكرام سوف أنقل لكم بعض أحكام (الياسق) الذي كان يحكم به التتار في زمانهم.
يقول الإمام أحمد بن علي القلقشندي رحمه الله عند بيانه لأحوال التتار: (الجملة الثانية في عقيدة جنكزخان
وأتباعه في الديانة إلى أن أسلم من أسلم منهم وما جرت عليه عادتهم في الآداب وحالهم في طاعة ملوكهم.
أما عقيدتهم: فقد قال الصاحب علاء الدين بن عطاء ملك الجويني: إن الظاهر من عموم مذاهبهم الإدانة بوحدانية الله تعالى، وأنه خلق السموات والأرض، وأنه يحيي ويميت، ويغني ويفقر، ويعطي ويمنع، وأنه على كل شيء قدير، وأن منهم من دان باليهودية، ومنهم من دان بالنصرانية، ومنهم من اطرح الجميع، ومنهم من تقرب بالأصنام .. قال: ومن عادة بني جنكزخان أن كل من انتحل منهم مذهباً لم ينكره الآخر عليه؛ ثم الذي كان عليه جنكزخان في التدين وجرى عليه أعقابه بعده الجري على منهاج ياسة التي قررها، وهي قوانين خمنها من عقله وقررها من ذهنه، رتب فيها أحكاماً وحدد فيها حدوداً بما وافق القليل منها الشريعة المحمدية، وأكثرها مخالف لذلك سماها الياسة الكبرى، وقد اكتتبها وأمر أن تجعل في خزانته تتوارث عنه في أعقابه وأن يتعلمها صغار أهل بيته.
منها أن من زنى قتل، ومن أعان أحد خصمين على الآخر قتل، ومن بال في الماء قتل، ومن أعطي بضاعة فخسر ثم أعطي ثانياً فخسر ثم أعطي ثالثاً فخسر قتل، ومن وقع حمله أو قوسه فمر عليه غيره ولم ينزل لمساعدته قتل، ومن وجد أسيراً أو هارباً أو عبداً ولم يرده قتل، ومن أطعم أسير قوم أو سقاه أو كساه بغير إذنهم قتل، إلى غير ذلك من الأمور التي رتبها مما هم دائنون به إلى الآن، وربما دان به من تحلى بحلية الإسلام من ملوكهم.
ومن معتقدهم في ذبح الحيوان أن تلف قوائمه ويشق جوفه ويدخل أحدهم يده إلى قلبه فيمرسه بيده حتى يموت أو يخرج قلبه. ومن ذبح ذبحة المسلمين ذبح.
وأما عاداتهم في الأدب فكان من طريق جنكزخان أن يعظم رؤساء كل ملة ويتخذ تعظيمهم وسيلة إلى الله تعالى؛ ومن حال التتر في الجملة إسقاط المؤن والكلف عن العلويين وعن الفقهاء والفقراء والزهاد والمؤذنين والأطباء وأرباب العلوم على اختلافهم ومن جرى هذا المجرى.
ومن آدابهم المستعملة أن لا يأكل أحد من يد أحد طعاماً حتى يأكل المطعم منه ولو كان المطعم أميراً والآكل أسيراً، ولا يختص أحد بالأكل وحده بل يطعم كل من وقع بصره عليه، ولا يمتاز أمير بالشبع من الزاد دون أصحابه بل يقسمونه بالسوية، ولا يخطوا أحدٌ موقد نار ولا طبقاً رآه، ومن اجتاز بقوم يأكلون فله أن يجلس إليهم ويأكل معهم من غير إذن. وأن لا يدخل أحدٌ يده إلى الماء بل يأخذ منه ملء فيه ويغسل يديه ووجهه، ولا يبول أحدٌ على الرماد. ويقال إنهم كانوا لا يرون غسل ثيابهم البتة، ولا يميزون بين طاهر ونجس.
ومن طرائقهم أنهم لا يتعصبون لمذهب، وأن لا يتعرضوا لمال ميت أصلاً، ولو ملء الأرض، ولا يدخلونه خزانة السلطان.
ومن عاداتهم أنهم لا يفخمون الألفاظ، ولا يعظمون في الألقاب حتى يقال في مراسيم السلطان القان بكذا من غير مزيد ألقاب.
وأما حالهم في طاعة ملوكهم فإنهم من أعظم الأمم طاعة لسلاطينهم، لا لمال ولا لجاه بل ذلك دأب لهم حتى إنه إذا كان أمير في غاية من القوة والعظمة وبينه وبين السلطان كما بين المشرق والمغرب متى أذنب ذنباً يوجب عقوبة وبعث السلطان إليه من أخس أصحابه من يأخذه بما يجب عليه ألقى نفسه بين يدي الرسول ذليلاً ليأخذه بموجب ذنبه، ولو كان فيه القتل.
ومن طريق أمرائهم أنه لا يتردد أمير إلى باب أمير آخر، ولا يتغير عن موضعه المعين له. فإن فعل ذلك عوقب أو قتل، وإذا عرضوا آلات الحرب على أمرائهم وفوا في العرض حتى بالخيط والإبرة، ورعاياهم قائمون بما يلزمون به من جهة السلطان طيبةً به نفوسهم، وإن غاب أحد من الرجال قام النساء بما عليهم) إهـ صبح الأعشى للعلامة أبو العباس القلقشندي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 07:38]ـ
لا أرى فائدة من مزيد الأخذ والردّ، وحسبي أن ألفت نظرك - من موقع المحبّ لك - إلى التعارض بين وصفك للتاريخ بالأساطير، وبين استشهادك بهذه (الأساطير) بعينها!
المؤرخ يقول: كان بيبرس يسير على الياسق، فتقول أنت: أساطير!
ثم تقول: المؤرخ نفسه ذكر من أخبار بيبرس كذا وكذا، وإذن فقد كان يسير على القسم الإداري من الياسق!
فما زدتَ - في نهاية المطاف - على تصحيح وتوجيه الخبر الذي وصفته بالأساطير!
وتقول: هذه من الياسق، وتطالبني (بالدليل القطعي وإلا فاستدلالي ساقط)!
وقد كنتُ أظن أن المدَّعي هو المطالَب بالدليل!
والتناقض الآخر، وهو أعظم:
غاية ما قلته هو أن الأخبار الغير مسندة لا تصلح متكأ، وهذا معلوم عند الجميع. أما استدلالي بروايات المؤرخين غير المسندة، فهو بعد افتراض صحة ما رُوي
أنك تطالب الناس - في أخبار بيبرس - بأسانيد متصلة يرويها الثقات عن الثقات وتخلو من الشذوذ والعلل (وهذا لازم كلامك)، ثم لا تطبّق ذلك على نفسك! إذ لا يوجد في كلامك أي إشارة إلى أسانيد الأخبار التي استشهدت بها!
وأنت تأذن لنفسك أن (تفترض صحة ما رُوي)، ولا تقبل ذلك من الناس!
ليس لك أن تفترض صحة ما قرَّرت أنه أساطير، ما دام أنك تشترط هذه الشروط وترى أن الأخبار غير المسندة لا تصلح متّكأ!
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 08:39]ـ
يقول الإستاذ " محمد حسين شمس الدين " مُحقق كتاب " النجوم الزاهرة " معلقاً على قول ابن تغري رحمه الله: " كان الملك الظاهر رحمه الله يسير على قاعدة ملوك التتار وغالب أحكام جنكزخان من أمر اليسق " إهـ.
قال الأستاذ محمد حسين في الحاشية: (لعل في عبارة المؤلف هنا بعض التجاوز والمبالغة، إذ أن " الياسة " كانت تمثل الشريعة المغولية الوثنية، ويقابلها تعاليم الإسلام التي اتبعها فيما بعد القسم الأكبر من مغول آسيا وبلاد فارس. وقد أشرنا إلى الخلاف الذي قام حول هذا الأمر بين هولاكو وابن عمه بركة خان.
ونرجح أن يكون المراد هو اتباع دولة المماليك الأولى، ابتداءً من سلطنة الظاهر بيبرس، لبعض تعاليم الياسة في شعائر المملكة وترتيب الوظائف، أو في بعض أحكام الياسة التي تتفق مع الشريعة المحمدية.
وإشارة ابن إياس في بدائع الزهور إلى هذا هذا الأمر أكثر وضوحاً ودقة، قال: " وفيها – أي سنة 663 هـ " أراد الملك الظاهر أن يسلك في مماليكه طريقة ملوك التتار في شعائرالمملكة، من أرباب الوظائف، ففعل ما أمكنه من ذلك، ورتب أشياء لم تكن قبل ذلك بمصر " بدائع الزهور1/ 323 ". ويشير ابن فضل الله العمري إلى موقف المماليك المتسامح من " الياسة " في ذلك العصر بقوله: " وأما الياسة، وأحوالها كثيرة، فمنها ما يوافق الشريعة المحمدية ... وليعلم أن هذا الرجل – أي جنكزخان – لم يقف على سيرة ملوك ولا طالع كتاباً، وجميع ما ينسب إليه من ذلك صادر عن قوة ذهنه وحسّه، واستدراك الأصلح من قبل نفسه. مسالك الأبصار: 2/ 30 المقدمة ... ) إنتهى بحرفه كلام الأستاذ محمد حسين شمس الدين من حاشية كتاب النجوم الزاهرة (7/ 163)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 09:48]ـ
الأخ (خزانة الأدب)،
جزاك الله خيراً .. لعلّك تراجع ما قُلتُه، فلعلّ هناك سوء فهم .. لأنني حتى ما استشهدت به من ذي السند المنقطع لم أكن أجزم بصحته.
تقول لي كيف؟ .. أقول لك تأمل كلامي مجدداً، فليس عندي ما أزيده.
وبارك الله فيك
----------
الأخ (الإمام الدهلوي)،
جزاك الله خيراً كثيراً وكثّر من أمثالك .. لقد جئت بها .. ووافق كلام الأستاذ محمد حسين ما قلتُه تماماً، والحمد لله رب العالمين
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 01:41]ـ
أخي الفاضل:
إذا لم يترجح عندك أن النص صحيح، فلا معنى لاستشهادك به!
وأما أصل الموضوع فإليك هذه النصوص من الشاملة، وهي تشهد لكلام ابن تغري بردى، وتدل على أن كلامه ليس أساطير:
ص 452 من المجلد الثانى من فتاوى الأزهر
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا، وقد ذكر المقريزى فى خططه أن السياسة كلمة مغولية أصلها"ياسة" وأصل نشأتها أن جنكيز خان التترى لما غلب الملك أونك خان وصارت له دولة، قرر قواعد وعقوبات فى كتاب سماه "ياسة" وجعله شريعة لقومه وتدوول من بعده، وكان لا يدين بدين ولما انتشر ملك أولاده وأسر عدد منهم فى الدفاع عن دولتهم وبيعوا فكان منهم دولة المماليك بمصر، ولشدة مهابة الأمراء للمغول وياستهم حافظوا على تنفيذ هذه "الياسة" فوكلوا إلى قاضى الشريعة العبادات والأحوال الشخصية، وأما هم وعاداتهم فكانت على مقتضى الياسة ونصبوا الحاجب ليقضى بينهم فيما اختلفوا فيه، وجعلوا إليه النظر فى قضايا الدواوين السلطانية عند الاختلاف فى أمور الإقطاعيات، فشرعوا فى الديوان ما لم يأذن به الله. . . إلى أن قال: هذا وكان الوازع الديني موجودا، فلما قلَّ الحياء وضعف الدين طغت السياسة وأحكامها وانزوى الدين وأهله، ج 2 ص 359
وقال الصفدي في الوافي:
أرقطاي الأمير الكبير سيف الدين المعروف بالحاج أرقطاي هو من مماليك الأشرف وفي أيام السلطان الملك الناصر جعل جمداراً، وكان هو والأمير سيف الدين أوتامش نائب الكرك بينهما أخوّة وهما في لسان الترك واللسان القبجاقي فصيحان. وكانا يُرجع إليهما في الياسة التي هي بين الأتراك.
ولخص المقريزي الياسة في الخطط، فلم يذكر ما يدل على أن ما نُسب إلى بيبرس من الترتيبات الإدارية مأخوذ منها:
وأخبرني العبد الصالح الداعي إلى الله تعالى، أبو هاشم أحمد بن البرهان، رحمه الله: أنه رأى نسخة من الياسة بخزانة المدرسة المستنصرية ببغداد، ومن جملة ما شرعه جنكزخان في الياسه أن: من زنى قُتِلَ، ولم يفرق بين المحصن وغير المحصن. ومن لاط قُتِلَ، ومن تعمَّد الكذب أو سحر أو تجسس على أحد، أو دخل بين اثنين وهما يتخاصمان وأعان أحدهما على الآخر قُتِل. ومن بال في الماء أو على الرماد قُتِل. ومن أعطي بضاعة فخسر فيها فإنه يُقتل بعد الثالثة. ومن أطعم أسير قوم أو كساه بغير إذنهم قُتِل ومن وجد عبداً هارباً أو أسيراً قد هرب ولم يردّه على من كان في يده قُتِل. وأنْ الحيوان تُكتَّف قوائمه ويشقُّ بطنه ويُمرس قلبه إلى أن يموت ثم يؤكل لحمه. وأنَّ من ذبح حيواناً كذبيحة المسلمين ذُبح. ومن وقع حمله أو قوسه أو شيء من متاعه وهو يكرّ أو يفرّ في حالة القتال وكان وراءه أحد، فإنه ينزل ويناول صاحبه ما سقط منه، فإن لم ينزل ولم يناوله قُتِل. وشرط أن لا يكون على أحد من ولد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه مؤنة ولا كلفة، وأن لا يكون على أحد من الفقراء ولا القراء ولا الفقهاء ولا الأطباء ولا من عداهم من أرباب العلوم وأصحاب العبادة والزهد والمؤذنين ومغسلي الأموات كلفة ولا مؤنة، وشرط تعظيم جميع الملل من غير تعصب لملة على أخرى، وجعل ذلك كله قربة إلى الله تعالى، وألزم قومه أن لا يأكل أحد من يد أحد حتى يأكل المناول منه أوّلاً، ولو أنه أمير، ومن يناوله أسير. وألزمهم أن لا يتخصص أحد بأكل شيء وغيره يراه، بل يُشركه معه ي أكله. وألزمهم أ، لا يتميز أحد منهم بالشبع على أصحابه، ولا يتخطى أحد ناراً ولا مائدة ولا الطبق الذي يؤكل عليه، وأنّ من مرّ بقوم وهم يأكلون فله أن ينزل ويأكل معهم من غير إذنهم، وليس لأحد منعه. وألزمهم أن يُدخِلَ أحد منهم يده في الماء، ولكنه يتناول الماء بشيء يغترفه به، ومنعهم من غسل ثيابهم بل يلبسونها حتى تبلى، ومنه أن يُقال لشيء أنه نجس، وقال: جميع الأشياء طاهرة، ولم يفرق بين طاهر ونجس. وألزمهم أن لا يتعصبوا لشيء من المذاهب، ومنعهم من تفخيم الألفاظ ووضع الألقاب، وإنما يخاطب السلطان ومن دونه ويُدعى باسمه فقط، وألزم القائم بعده بعرض العساكر وأسلحتها إذا أرادوا الخروج قد قصر في شيء مما يحتاج إليه عند عرضه أياه عاقبه. وألزم نساء العساكر بالقيام بما على الرطال من السخرِ والكلفِ في مدّة غيبتهم في القتال، وجعل على العساكر إذا قدمت من القتال كلفة يقومون بها للسلطان ويؤدونها إليه. وألزمهم عند رأس كلّ سنة بعرض سائر بناتهم الأبكار على السلطان ليختار منهنّ لنفسه وأولاده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورتب لعساكره أمراء وجعلهم أمراء ألوف وأمراء مئين وأمراء عشراوات، وشرَّع أن أكبر الأمراء إذا أذنب وبعث إليه الملك أخس من عنده حتى يعاقبه فإنه يُلقي نفسه إلى الأرض بين يدي الرسول وهو ذليل خاضع، حتى يمضي فيه ما أمر به الملك من العقوبة، ولو كانت بذهاب نفسه. وألزمهم أن لا يتردد الأمراء لغير الملك، فمن تردد منهم لغير الملك قتل، ومن تغير عن موضعه الذي يُرسم له بغير إذن قُتِل. وألزم السلطان بقامة البريد حتى يعرف أخبار مملكته بسرعة، وجعل حكم الياسه لولده جقتاي بن جنكز خان، فلما مات التزم من بعده من أولاده وأتباعهم حكم الياسه، كالتزام أوّل المسلمين حكم القرآن، وجعلوا ذلك ديناً لم يعرف عن أحد منهم خالفته بوجه.
وقال:
ثم كانت لقطز معهم الواقعة المشهورة على عين جالوت، وهُزِم التتار وأسر منهم خلقاً كثيراً صاروا بمصر والشام، ثم كثرت الوافدية في أيام الملك الظاهر بيبرس وملؤوا مصر والشام، وخطب للملك بركة بن يوشي بن جنكز خان على منابر مصر والشام والحرمين، فغصت أرض مصر والشام بطوائف المغل، وانتشرت عاداتهم بها وطرائقهم، هذا وملوك مصر وأمراؤها وعساكرها قد مُلئت قلوبهم رعباً من جنكز خان وبنيه، واتمزج بلحمهم ودمهم مهابتهم وتعظيمهم، وكانوا إنما ربّوا بدار الإسلام ولقِّنوا القرآن وعرفوا أحكام الملة المحمدية، فجمعوا بين الحق والباطل، وضموا الجيد إلى الرديء، وفوّضوا القاضي القضاى كل ما يتعلق بالأمور الدينية من الصلاة والصوم والزكاة والحج، وناطوبه أمر الأوقاف والأيتام، وجعلوا إليه النظر في الأقضية الشرعية، كتداعي الزوجين وأرباب الديون ونحو ذلك، واحتاجوا في ذات أنفسهم إلى الرجوع لعادة جنكز خان والاقتداء بحكم الياسة، نصبوا الحاجب ليقضي بينهم فيما اختلفوا فيه من عوايدهم، والأخذ على يد قويهم، وانصاف الضعيف منه على مقتضى ما في الياسة، وجعلوا إليه من ذلك النظر في قضايا الدواوين السلطانية عند الاختلاف في أمور الإقطاعات، لينفذ ما استقرّت عليه أوضاع الديوان وقواعد الحساب، وكانت من أجلّ القواعد وأفضلها حتى تحكم القبط في الأموال وخراج الأراضي، فشرّعوا في الديوان ما لم يأذن به الله تعالى، ليصير لهم ذلك سبيلاً إلى أكل مال الله تعالى بغير حقه، وكان مع ذلك يحتاج الحاجب إلى مراجعة النائب أو السلطان في معظم الأمور.
ـ[الواحدي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 10:33]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
سؤال:
هل "الياسق" و"الياسة" مترادافان؟ أم بينهما فرق أو فروق؟
جزاكم الله خيرًا.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:20]ـ
أخي الكريم الواحدي وفقك الله تعالى
-----------------------
(ياسا) أو (ياسه) أو (يساق) أو (يَسَق) كلمة تركية (مغولية) تستخدم كعلم على قانون التتار الذي وضعه زعيمهم الأول (جنكيز خان) .. وأصل الكلمة يعبر بها عن وضع قانون للمعاملة. ولما كان أكثر العقوبات المنصوص عليها في (الياسق) القتل صار مِن معانيها القتل أو الموت .. ثم أدخل أهلُ مصر عليها السين فصارت (سياسة).
وراجع في التوسع حول هذا الأمر ما كتبه الشيخ عبد الرحمن المحمود حول (الياسق عند التتار وموقف شيخ الإسلام ابن تيمية منه) في كتابه الرائع (الحكم بغير ما أنزل الله أحواله وأحكامه).
الكتاب موجود على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23099
ـ[الواحدي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:09]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الفاضل "الإمام الدهلوي"، جزاك الله خيرا على مبادرتك بالجواب.
_ ألا ترى أنّ تقرير كون أصل كلمة "سياسة" هو "الياسة" فيه شيء من التعسُّف إزاء حقائق اللغة ومعطيات التاريخ؟
_ ألا ترى أنه لمعرفة حقيقة "الياسق" و"الياسة" لا يكفي الاعتماد على المصادر التاريخية العربية وحدها، بل لا بد من الرجوع إلى المصادر الفارسية والمغولية والروسية؟
ولك منّي أخلص الدعاء.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 06:53]ـ
ألا ترى أنّ تقرير كون أصل كلمة "سياسة" هو "الياسة" فيه شيء من التعسُّف إزاء حقائق اللغة ومعطيات التاريخ؟
/// أحسنت، وقد عجبت كثيرًا من جعل الياسق أوالياسه أصلًا لمادة السياسة؟!
/// فالكلمة معروفة في لسان العرب ونظمهم واستعمالهم، من (ساس .. يسوس .. سياسة .. )، وانظرها في كتب اللُّغة كلِّها، بل في حديث البخاري وغيره: (إنَّ بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء ... الحديث).
/// فقد تكلُّم العرب بالكلمة قبل أن يخلق الله جنكيز ويازقه.
/// ثمَّ إنَّ السياسة الاصطلاحيَّة تعبِّر عن المعنى اللُّغوي، بخلاف الياسق، الذي هو كتاب يحتاجه من يسوس الناس، فأين هذا من ذاك!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 06:57]ـ
/// فقد تكلُّم العرب بالكلمة قبل أن يخلق الله جنكيز ويازقه.
..
للإفادة: اليازق أو اليوزق - بألف ممالة و زاي - في التُّركيَّة القديمة والحديثة، (والتَّتر جنسٌ من التُّرك) =معناه: المكتوب. هذا أصل معناه اللُّغوي.
/// وأمَّا الاصطلاحي فلا يخفى عليكم؛ إذ هو الدستور الوضعي للتَّتر.
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=191370&postcount=105
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 11:09]ـ
أخي الواحدي وفقك الله تعالى
-------------------
قولك: (ألا ترى أنّ تقرير كون أصل كلمة "سياسة" هو "الياسة" فيه شيء من التعسُّف إزاء حقائق اللغة ومعطيات التاريخ؟
_ ألا ترى أنه لمعرفة حقيقة "الياسق" و"الياسة" لا يكفي الاعتماد على المصادر التاريخية العربية وحدها، بل لا بد من الرجوع إلى المصادر الفارسية) إهـ.
أقول: ليس المقصود هو تقرير المعنى اللغوي لكلمة (سياسة) فهذا المصطلح كان معروف عند العرب قبل أن تطأ أقدام التتار بلاد الإسلام كما أوضح ذلك الشيخ عندنان وفقه الله تعالى.
وإنما المقصود هو أن أهل مصر حرفوا لفظة (ياسة) وزادوا بأولها سيناً فقالوا: سياسة، وأدخلوا الألف واللام فصارت تطلق كلمة (السياسة) على (ياسة) الذي هو اسم من أسماء قانون التتار فظن من لا علم عنده أن (ياسة) هي كلمة عربية وهي ليس كذلك.
فهذا ما قاله الإمام المقريزي رحمه الله في كتابه (الخطط) والشيخ أحمد شاكر رحمه الله في كتابه (حكم الجاهلية).
والله أعلم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 01:56]ـ
وإنما المقصود هو أن أهل مصر حرفوا لفظة (ياسة) وزادوا بأولها سيناً فقالوا: سياسة، وأدخلوا الألف واللام فصارت تطلق كلمة (السياسة) على (ياسة) الذي هو اسم من أسماء قانون التتار فظن من لا علم عنده أن (ياسة) هي كلمة عربية وهي ليس كذلك. فهذا ما قاله الإمام المقريزي رحمه الله في كتابه (الخطط) والشيخ أحمد شاكر رحمه الله في كتابه (حكم الجاهلية). والله أعلم.
الشيخ أحمد شاكر رحمه الله كان يتكلم على لفظة (السياسة) المعروفة، فقال إن الناس يظنونها عربية وليست كذلك، بل هي تحريف للياسة المغولية، وأحال على المقريزي.
وبالمناسبة: اسم (اليازجي) مشتقّ من هذه المادة (ياز + جي)، ومعناه بالتركية (الكاتب).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 02:02]ـ
/// بارك الله فيك .. إن ثبت هذا فما زلت أعجب من متابعة الشيخ أحمد شاكر للمقريزي في مثل هذا!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 02:36]ـ
كلام المقريزي مستقيم، وهاهو بتمامه:
... وكانت أحكام الحُجَّاب أوّلاً يُقال لها حكم السياسة، وهي لفظة شيطانية لا يعرف أكثر أهل زماننا اليوم أصلها، ويتساهلون في التلفظ بها ويقولون: هذا الأمر مما لا يمشي في الأحكام الشرعية، وإنما هو من حكم السياسة، ويحسبونه هيناً، وهو عند الله عظيم، وسأ بين معنى ذلك، وهو فصل عزيز.
اعلم أن الناس في زمننا، بل ومنذ عهد الدولة التركية بديار مصر والشام، يرون أن الأحكام على قسمين: حكم الشرع، وحكم السياسة. ولهذه الجملة شرح، فالشريعة هي ما شرّع الله تعالى من الدين وأمر به، كالصلاة والصيام والحج وسائر أعمال البرّ، واشتُقَّ الشرع من شاطىء البحر، وذلك أن الموضع الذي على شاطىء البحر تشرع فيه الدواب، وتسميه العرب الشريعة، فيقولون للإبل إذا وردت شريعة الماء وشربت: قد شرع فلان إبله، وشرّعها، بتشديد الراء إذا أوردها شرية لماء، والشريعة والشراع والشرعة، المواضع التي ينحدر الماء فيها. ويقال: شرّع الدين يشرّعُهُ شرعاً بمعنى سنّه. قال الله تعالى: " شرّع لكم من الدين ما وصى به نوحاً " الشورى 13 ويقال: ساس الأمر سياسة، بمعنى قام به. وهو سائسٌ من قومٍ ساسةٌ وسوس، وسوّسه القوم. جعلوه يسوسهم، والسوس الطبع والخلق، فيقال: الفصاحة من سوسِهِ الكرمُ من سوسِه، أي من طبعِهِ. فهذا أصل وضع السياسة في اللغة. ثم رُسمت بأنها القانون الموضوع لرعاية الآداب والمصالح وانتظام الأحوال.
والسياسة نوعان: سياسة عادلة تُخرج الحق من الظالم الفاجر، فهي من الأحكام الشرعية، علمها من علمها، وجهلها من جهلها. وقد صنف الناس في السياسة الشرعية كتبا متعدّدة. والنوع الآخر سياسة ظالمة، فالشريعة تحرّمها وليس ما يقوله أهل زماننا في شيء من هذا، وإنما هي كلمة مُغْليَّة، أصلها ياسه، فحرّفها أهل مصل وزادوا بأولها سيناً فقالوا سياسة، وأدخلوا عليها الألف واللام فظن من لا علم عنده أنها كلمة عربية، وما الأمر فيها إلاّ ما قلت لك.
واسمع الان كيف نشت هذه الكلمة حتى انتشرت بمصر والشام. وذلك أن جنكز خان القائم بدولة التتر في بلاد الشرق، لما غلب الملك أونك خان وصارت له دولة، قرّر قواعد وعقوبت أثبتها في كتاب، سمّاه ياسه، ومن الناس من يسميه يسق، والأصل في اسمه ياسه، ولما تمم وضعه كتب ذلك نقشاً في صفائح الفولاذ، وجعله شريعة لقومه فالتموه بعد حتى قطع الله دابرهم. وكان جنكز خان لا يتدين بشيء من أديان أهل الأرض، كما تعرف هذا إن كنت أشرفت على أخباره، فصار الياسه حكماً بتَّاً بقي في أعقابه لا يخرجون عن شيء من حكمه.
فهو يقول: السياسة كلمة عربية معروفة، ولكن الكلمة التي يستعملها أهل عصره في مقابل الشريعة ليست هي الكلمة العربية، وإنما هي الكلمة المغولية بعد تحريفها.
ويظهر أن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله لم يفطن إلى هذا الفرق الدقيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 06:23]ـ
السلام عليكم،
جاء في [النجوم الزاهرة: 2/ 205]:
قلت: هو صاحب " التورا " و " اليسق "، وقد أوضحنا أمره في غير هذا الكتاب، وذكرنا أصله واعتقاد التتار فيه، وأشياء كثيرة. والتورا باللغة التركية هو المذهب، واليسق هو الترتيب. وأصل كلمة اليسق: سي يسا، وهو لفظ مركب من أعجمي وتركي، ومعناه: التراتيب الثلاث، لأن " سي " بالعجمي في العدد ثلاثة، و " يسا " بالتركي: الترتيب؛ وعلى هذا مشت التتار من يومه إلى يومنا هذا، وانتشر ذلك في سائر الممالك حتى ممالك مصر والشام، وصاروا يقولون: " سي يسا "، فثقلت عليهم فقالوا: " سياسة " على تحاريف أولاد العرب في اللغات الأعجمية.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 11:17]ـ
الأخوة الكرام وفقكم الله تعالى
-----------------
لقد رجعت إلى بعض المصادر ذات الصلة بالألفاظ العجمية المعربة فوجدت هذا الكلام المفيد جداً.
يقول العلامة الخفاجي رحمه الله تعالى: (السياسة قيل هو معرب (سه يسا) وهي لفظة مركبة أولاهما أعجمية، والأخرى تركية، فسه بالفارسية ثلاثة، ويسا بالمغلية الترتيب، فكأنه قال التراتيب الثلاثة، وسببه على ما في النجوم الزاهرة أن جنكيزخان ملك المغل قسم ممالكه بين أولاده الثلاثة وأوصاهم بوصايا أن لا يخرجوا عنها فجعلوها قانوناً وسموها بذلك ثم غيروا فقالوا سياسة وهذا غلظ فاحش فإنها لفظة عربية متصرفة تكلموا بها قبل خلق جنكيزخان وعليه جميع أهل اللغة
قال الحماسي: فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا إذا نحن فيهم سوقة ننصف) إهـ شفاء العليل فيما في كلام العرب من الدخيل (121) للعلامة شهاب الدين الجفاجي.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 11:44]ـ
/// بارك الله فيك .. وينبغي عدم إغفال أنَّ الكلمة مستعملةٌ كما تقدَّم ذكره من كلام الخفاجي قبل أن يخلق جنكيز خان وأبناؤه ويازقه!
ولا أدري كيف أنَّ الكلمة (سياسة) ليست عربيَّة الأصل والمنشأ وقد تكلَّمت بها العرب قبل جنكيز والمغل؟ إذ السياسة الملكيَّة للرعيَّة هي رعاية الرعيَّة وتصريف شؤونهم، وهذا هو المعنى العربيُّ المطابق للسياسة الحالية ولو بطرفٍ، فأين هذا من ادِّعاء كون أصل الكلمة فارسية مغولية معرَّبة!!
/// قال الكميت الأسدي (وهو مخضرم جاهليٌّ - إسلاميٌّ):
وَيَلعَنُ فَذَّ أُمَّتِهِ جِهَارَاً /// /// /// إِذَا سَاسَ البَرِيَّةَ والخَلِيعَا
بِمَرضِيِّ السِّيَاسَةِ هَاشِمِيٍّ /// /// /// يَكُونُ حَيَاً لأُمَّتِهِ رَبِيعَا
وَليثاً فِي المَشَاهِدِ غَيرَ نِكسٍ /// /// /// لِتَقوِيمِ البَرِيَّةِ مُستَطِيعَا
/// وقال جرير الخطفي:
ساسَ الخِلافَةَ حينَ قامَ بِحَقِّها /// /// /// وَحَمى الذِمارَ فَما يُضاعُ ذِمارُ
/// ولو أردنا الاستطراد في مثل هذا لطال الكلام، مع أنِّي أراه من البدهيَّات التي لا ينبغي متابعة الغلط فيها.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 02:28]ـ
الشيخ عدنان وفقك الله تعالى
------------------
الأمر كما قلت فكلمة (الساسية) هي عربية الأصل والمنشأ .. ومن قال بأن هذه الكلمة أصلها ليس عربي! .. فقوله لا شك أنه خطأ لا يتابع عليه .. وبالله التوفيق.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 06:52]ـ
هذه المشاركة سوف تكون حول الشبهة التي سبق الرد عليها وهي قولهم: أن بعض سلاطين المماليك كانوا يحكمون بقانون (الياسق التتري) ومع هذا لم يكفرهم علماء السلف!!؟
وقد قلنا سابقاً أن هذا الزعم عاري عن الدليل الصحيح، وأن بنود الياسق التي كان يتبعها بعض سلاطين المماليك هي من تلك النوع الترتيبي التنظيمي، ولست من البنود التشريعات القضائية التعبدية كما ذكر محقق كتاب (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) الأستاذ محمد حسين شمس الدين.
فالقول بأن من حكم بـ (الياسق) من التتار فهو كافر، ومن حكم بنفس (الياسق) من المماليك ليس بكافر .. هو في حقيقته تفريق باطل .. بل علماء السلف كان موقفهم صريح من كل من حكم بالياسق، ولذلك حكموا على الطاغية تيمورلُنك بالكفر الأكبر عندما اتبع (نظام حكم الياسق) رغم أنه كان يدعي الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
وسوف أنقل لكم ما جاء في كتاب: ((التشريع الوضعي في ضوء العقيدة الإسلامية)) لصاحبه محمد بن حجر القرني، وهوكتاب مقدم إلى جامعة أم القرى لنيل درجة الماجستير.
وهذا نص كلامه
يقول صاحب كتاب " التشريع الوضعي في ضوء العقيدة الإسلامية ": (ومن الأمثلة التي توضح وتؤيد أن اعتماد التشريع الوضعي كفر بمجرده - ما كان من شان تيمورلُنك - فإنه كان قد أعلن إسلامه، وأظهر شعائر الإسلام في بلاده، ومن ذلك أنه بعث برسالة إلى بعض الحكام يعاتبه فيها على عدم إقامة المساجد وعدم المحافظة على الصلوات، قال فيها: " إن ولاتك على مذهب سيء، وليس لديهم أي مسجد، ولا يحرصون على إقامة الجمعة وصلاة الجماعة مطلقاً، وإنهم لا يقيمون الفرائض والسنن، وإذا خرج شخص يؤذن للصلاة يلحقون به الأذى، وا أسفاه على لقب الرئاسة الذي نلته "، وكان مكرماً لعلماء الدين حريصاً على تشييد المساجد والمدارس في سمرقند وأصفهان وتبريز، لكنه كان يعتمد تشريع جنكيز خان " الياسا " ويجعله أصلاً في تدبير مملكته. ولأجل هذا أفتى العلماء بكفره، وفيما يلي أقوالهم:
قال السخاوي رحمه الله في سياق كلامه عن تيمورلنك: (يعتمد قواعد جنكز خان ويجعلها أصلاً، ولذلك أفتى جمع جم بكفره، مع أن شعائر الإسلام في بلاده ظاهرة) إهـ الضوء اللامع (3/ 49).
وقال ابن عربشاه رحمه الله: (كان معتقداً للقواعد الجنكز خانية، وهي كفروع الفقه في الملة الإسلامية، وممشياً لها على الطريقة المحمدية ... ومن هذه الجهة أفتى كل من مولانا وشيخنا حافظ الدين البزازي رحمه الله ومولانا وسيدنا وشيخنا علاء الدين محمد البخازي أبقاه الله وغيرهما من العلماء الاعلام وأئمة الإسلام بكفر تيمورلنك، وبكفر من يقدم القواعد الجنكزخانية على الشريعة الإسلامية) إهـ عجائب المقدور في نوائب تيمور (455).
وقال الشوكاني رحمه الله وهو يتكلم عن جنكز خان وياسقه والتزام المتملم بعد به: " فلزم طريقته الملعونة وتدبيره المشؤوم المتملك بعده من أولاد، ثم المتملك بعدهم من ولد ولده ... ثم اقتفى هذه الطريقة القبيحة والتدبير الكفري تيمورلنك فإنه كان لا يعمل في تدبير ملكه بغير كتاب الياسا) إهـ
وهذا الكلام من هؤلاء العلماء آت على مقتضى القاعدة العامة المتقررة في نصوص الشريعة، والتي عبّر عنها الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله بقوله: " من هدي القرآن للتي هي أقوم: أن كل من اتبع تشريعاً غير التشريع الذي جاء به سيد ولد آدم، محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه: فاتباعه لذلك التشريع المخالف كفر بواح مخرج عن الملة الإسلامية) إهـ كتاب التشريع الوضعي في ضوء الشريعة الإسلامية (376)
فهذا كلام واضح في كفر من حكم بالياسق .. فهل يعقل أن يحكم العلماء على تيمورلنك بالكفر ولا يحكموا على سلاطين المماليك بالكفر مع أن كلاهما قد حكم بالياسق كما يزعم القوم!!!!! ..... سبحانك هذا بهتان عظيم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 12:53]ـ
فابن كثير لم يقل إنهم يقدمون الياسق على كتاب الله، هكذا بإطلاق، بل قال: "يقدمونه على الحكم بكتاب الله" .. فدل ذلك على أنهم يقدمون الحكم بالياسق على الحكم بالقرآن .. والحكم فعل على الجوارح، ولم يذكر ابن كثير الاستحلال هنا أيضاً.
بارك الله فيك .. أنا لم أقف على كلام المردود عليه، ولكن لي ملاحظات على كلامك وفقك الله ..
فما أجملته هنا قد يلزمك تفصيله حتى يتبين لنا على أي وجه تحمل كلام ابن كثير رحمه الله ..
أخي، التقديم والتفضيل بمعنًى، فإذا خُير الإنسان بين شيئين، وقدم أحدهما على الآخر، فهو ولا ريب مفضل لما قدمه واختاره على ما تركه!! فالتقديم هنا في كلام ابن كثير رحمه الله مناط تكفير ولا شك، لا يلزم معه ذكر استحلال ولا اعتقاد! إذ كيف يقال لرجل: أمامك محكمة شرعية ومحكمة وضعية، فأيهما تختار، فيقول أختار الوضعية، يقدم الوضعية على الشرعية وهو يعلم، كيف يقال لهذا أنه لا يكفر من مجرد هذا الفعل؟ بل يكفر ولا شك، لأن فعله هذا دال على الاستحلال عنده (إلا أن يكون مكرها، على تفصيل في ذلك)، وآيته هنا تقديمه وتفضيله لحكم الطاغوت على حكم الله! فكلمة تقديم هنا لا يحتاج معها إلى أن يقول مثلا (معتقدا أن الياسق أفضل من شرع الله)، حتى يُفهم أنه يفضل الياسق (اعتقادا)
(يُتْبَعُ)
(/)
على القرءان وحكمه، إذ المعنى المكفر مفهوم هنا بالاقتضاء!
فتفريقك - وفقك الله - في الكلام الآنف اقتباسه بين قول القائل "يقدمونه على كتاب الله" وقوله "يقدمونه على الحكم بكتاب الله" تفريق عجيب لا وجه له، لأن اللازم واحد والمقتضى واحد لمن تأمل!! المقتضى أن أحكام ذلك القانون عنده مقدمة على أحكام القرءان! فمن هكذا دينه - تقديم الحكم بالياسق على الحكم بالقرءان - فلا حظ له من الإسلام ولا مراء!! ففعل الجوارح الذي هو التقديم، قرينة على التفضيل القلبي واضحة لا تحتاج إلى بيان ولا إلى ذكر استحلال ولا غيره!
فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله، خاتم الأنبياء، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين.
قلت الكلام هنا واضح من ابن كثير رحمه الله: من كان من فعله ترك الكتاب والسنة اختيارا، والعدول عنهما إلى قانون آخر وهو مختار عالم بذلك، مقدما لما اختاره على ما تركه وهو يعلم أن المتروك هو حكم الله، فهذا لا مرية في كفره!!
ذكر ابن كثير أولاً أن التحاكم إلى غير شريعة الله كفر، ولم يذكر الاعتقاد هاهنا .. بل جعل مجرّد التحاكم كفراً.
قلت كما أسلفت فإن لفظة (مقدِّما) لا يفهم منها إلا الاستحلال وتفضيل ما سوى شرعة الله عليها!! وهذا هو مناط الكفر بهذا الفعل هنا، فلا يحتاج الاعتقاد إلى أن يُذكر تفصيلا!
فمعنى كلام ابن كثير حينئذ هو أنه من جعل حكمه المخالف لشرع الله تعالى شرعاً متبعاً، وسنة ومنهجاً، يسير عليه الناس، وأبطل به أصل العمل بحكم الله، فهذا هو الكافر ..
قلت أحسن الله إليك، هذه هي .. وفقك الله .. ولكن هل يُتصور أن يفعل هذا الفعل من لا يستحله ولا يرى به بأسا؟ أعني من يقول، دعوا عنكم أحكام القرءان والسنة، وخذوا هذا في مكانها، هل هذا يحتاج إلى أن ننظر هل عنده استحلال أم لا؟ بل مقتضى هذا القول أو الفعل الاستحلال ولا شك!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 07:51]ـ
السلام عليكم،
بارك الله فيك أخي أبا الفداء، ولي ملاحظات على ما تفضلتم به.
قولك:
أخي، التقديم والتفضيل بمعنًى، فإذا خُير الإنسان بين شيئين، وقدم أحدهما على الآخر، فهو ولا ريب مفضل لما قدمه واختاره على ما تركه!! فالتقديم هنا في كلام ابن كثير رحمه الله مناط تكفير ولا شك، لا يلزم معه ذكر استحلال ولا اعتقاد! إذ كيف يقال لرجل: أمامك محكمة شرعية ومحكمة وضعية، فأيهما تختار، فيقول أختار الوضعية، يقدم الوضعية على الشرعية وهو يعلم، كيف يقال لهذا أنه لا يكفر من مجرد هذا الفعل؟ بل يكفر ولا شك، لأن فعله هذا دال على الاستحلال عنده (إلا أن يكون مكرها، على تفصيل في ذلك)، وآيته هنا تقديمه وتفضيله لحكم الطاغوت على حكم الله! فكلمة تقديم هنا لا يحتاج معها إلى أن يقول مثلا (معتقدا أن الياسق أفضل من شرع الله)، حتى يُفهم أنه يفضل الياسق (اعتقادا) على القرءان وحكمه، إذ المعنى المكفر مفهوم هنا بالاقتضاء!
ألا ترى معي - بارك الله فيك - أن كلامك فيه إطلاق غير سديد؟
فكون الرجل يقدّم شيئاً على شيء، لا يعني ذلك ضرورة تفضيله واستحسانه قلبياً. ومثال ذلك:
رجل خُيّر بين الزواج الشرعي الحلال من امرأة عفيفة طاهرة، وبين الزنى بعاهرة نجسة، فاختار الزنى لأنه لا يتحمل تبعات ومسؤوليات الزواج، مع إقراره أن الخير والصلاح والفلاح كله في طاعة أمر الله تعالى في الزواج، وأن الزنى ما هو إلا شر وإثم، وهو مستحق للعقوبة، راكب للحرام.
فهل نقول عن مثل هذا أنه كافر؟ .. فهو قد قدّم الزنى على النكاح الشرعي.
فإن قلت لي لا، فأقول: فكيف حكمت على الرجل بالاستحلال ثم الكفر بمجرد تقديمه لحكم الطاغوت على حكم الله؟
ثم أسألك: أليس حكم الطاغوت هو كل حكم مضاد لحكم الله تعالى؟ .. فمن حكم بهواه في واقعة ما، وهو يعلم أنه آثم مذنب، لماذا لا يكفر وهو قد قدّم الحكم بالطاغوت (في هذه الواقعة) على الحكم بكتاب الله؟
نعم، التقديم بالفعل هو كفر عملي، ولكنه لا يستلزم ضرورة قيام الاستحسان في القلب .. وهكذا الحال في سائر المعاصي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتفريقك - وفقك الله - في الكلام الآنف اقتباسه بين قول القائل "يقدمونه على كتاب الله" وقوله "يقدمونه على الحكم بكتاب الله" تفريق عجيب لا وجه له، لأن اللازم واحد والمقتضى واحد لمن تأمل!! المقتضى أن أحكام ذلك القانون عنده مقدمة على أحكام القرءان! فمن هكذا دينه - تقديم الحكم بالياسق على الحكم بالقرءان - فلا حظ له من الإسلام ولا مراء!! ففعل الجوارح الذي هو التقديم، قرينة على التفضيل القلبي واضحة لا تحتاج إلى بيان ولا إلى ذكر استحلال ولا غيره!
أقول في ذلك ما قلتُ آنفاً .. إلا أنني أزيد أن قوله: "يقدمونه على كتاب الله" يوهم أنهم يفضلون الياسق على كتاب الله، وهذا لا شك أنه كفر .. ولكن قوله: "يقدمونه على الحكم بكتاب الله" يفيد أن التقديم هنا هو في العمل بالكتاب، لا في اعتقاد أفضلية الكتاب.
فإن كان الحال كذلك، علمنا أن من خالف الكتاب بعمله، واتبع هواه، فقد وقع في كفر عمليّ، إن استلزم كفراً قلبياً كفر.
وابن كثير - رحمه الله - لم يذكر الاستحلال والتفضيل القلبي البتة في كلامه، ولكنه نوّه إلى مسألة هامّة وهي أن هذا الفعل المخالف لكتاب الله، إن كان شرعاً مسلوكاً، ومنهجاً متبعاً، فإن صاحبه يكفر ولا بد، وهذا ناجم عن مسألة أصولية عند أهل السنة والجماعة في تارك جنس العمل.
فمن ترك شيئاً من العمل الواجب، فهو آثم، ومن جعل ترك هذا العمل أصلاً يعمل به ويتحاكم إليه، فهذا كافر.
فهؤلاء الذين حكموا بالعادات الجاهلية وبالياسق جعلوا هذه الأحكام هي الأصل المتبع والمردود إليه الأمر عند النزاع، فعندها يكونون كفاراً بإبطلاهم لأصل العمل بشريعة الله تعالى. ولا ضير حينها أن نقول: إن إبطال أصل الحكم هو دليل على الاستحلال .. لأن الكفر العملي الأكبر يستلزم كفراً في القلب ولا بد.
فالاستحلال هنا هو لازم للكفر العملي الأكبر، وليس هو علّة بذاته يُستدل لها ..
ومثال ذلك ناكح امرأة أبيه .. فحيث أن النكاح هو استحلال للفرج، فلا يُنظر حينها إلى معتقد هذا الرجل، ولا يُقال: هل أنت معتقد حلّ هذه المرأة أم حرمتها .. لأن فعله بحد ذاته كفر، وهو تحليل الحرام، بغض النظر عن اعتقاده، وهذا يلزم منه أحد الأحوال القلبية الكفرية، كاستهزاء بشريعة الله أو استهانة بأمر الله .. وغير ذلك مما قد لا نحيط به علماً.
فعند الحكم على الفعل بالكفر، لا نعلل له باستلزامه لكفر القلب، بل يكفي أن نثبت أن فعله كفر أكبر.
فعندئذ لا أرى قولك إن هذا دليل على الاستحلال القلبي منضبطاً .. بل الأولى أن تقول: إن فعله في نفس الأمر كفر، وهو علّة التكفير هنا، وهذا الكفر يستلزم كفر القلب.
قلت الكلام هنا واضح من ابن كثير رحمه الله: من كان من فعله ترك الكتاب والسنة اختيارا، والعدول عنهما إلى قانون آخر وهو مختار عالم بذلك، مقدما لما اختاره على ما تركه وهو يعلم أن المتروك هو حكم الله، فهذا لا مرية في كفره!!
وما يفرق حينها من يحكم في قضية معينة بهواه، مع إقراره بالإثم .. وبين من يحكم بقانون؟ .. فكلاهما قدّم حكم الطاغوت على حكم الله!
وما يفرق من يقدّم طاعة المخلوق على طاعة الخالق؟ .. لماذا لا نقول: هذا يستلزم أنه يحب المخلوق أشد من حبه لله!!
قلت أحسن الله إليك، هذه هي .. وفقك الله .. ولكن هل يُتصور أن يفعل هذا الفعل من لا يستحله ولا يرى به بأسا؟ أعني من يقول، دعوا عنكم أحكام القرءان والسنة، وخذوا هذا في مكانها، هل هذا يحتاج إلى أن ننظر هل عنده استحلال أم لا؟ بل مقتضى هذا القول أو الفعل الاستحلال ولا شك!
هذا الفعل أيها الفاضل يستلزم كفر القلب، ولكنه (أي الفعل) كفر في ذاته بإبطال أصل حكم الله .. ومناط الكفر حينئذ هو نفس الفعل لا غير.
هذا، والله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 09:32]ـ
بارك الله فيك ..
صدقت، ففي كلامي الآنف توجيه لكلام ابن كثير رحمه الله ربما يكون قد اعتراه - كما تفضلتَ - شيء من العجلة وضعف التحرير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقولي أن التقديم يلزم منه التفضيل إنما أريد به ما فهمته من كلام ابن كثير هنا .. وإلا فصحيح أنه قد يكون التقديم مع اعتقاد حرمة ذلك واعتقاد أنه يأثم به، كمن يختار الفعل الحرام إذا خير بينه وبين الحلال وهو يعلم أنه يفعل الحرام وأنه آثم بذلك .. فلا يكون هذا الاختيار والتقديم استحلالا، هذا أتفق عليه معك ..
دعني أحرر الكلام بعض الشيء .. فالمسألة دقيقة ولا يجوز فيها سوء التحرير ..
وبداية فالذي يظهر لي أننا نتفق على أن الوقوع في هذا الفعل، فعل الحكم بغير حكم الله، لا يلزم منه الاستحلال ومن ثم لا يلزم منه الكفر! وهذا أظننا نتفق على أنه مذهب ابن كثير أيضا، رحمه الله ..
فعندما يخرج منه رحمه الله هذا الكلام:
فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله، خاتم الأنبياء، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين
فكيف نوجهه توجيها صحيحا؟ هل كلمة (تحاكم) هذه على إطلاقها، بحيث تدخل فيها سائر حالات التحاكم وصوره بلا تفصيل؟ فإن كانت تحتمل، فكذا قوله رحمه الله (ترك) و (قدمها عليه) يحتمل! فهو يحتمل أن يكون مراده بالترك والتقديم ما يقع على علم واستحلال، ويحتمل ألا يكون كذلك ..
فهو يقرر أن من فعل ذلك الفعل فقد كفر .. فإن قلت أن ابن كثير رحمه الله لا يشترط الاستحلال لكفر من فعل هذا الفعل (مطلق التحاكم للياسا)، وأن هذا يدل عليه عدم ذكره للاعتقاد في هذه العبارة، فقد ألبسته رحمه الله إطلاقا لا يقول به! فماذا نفهم إذا؟
قد يكون التارك للشرع المقدم للحكم الوضعي هذا عاصيا، مع علمه بأن هذا لا يحل، أو مع جهله أصلا بأن هذا الذي قدمه قانون وضعي والذي تركه هو حكم الله!! فهل يكون مجرد فعله كفرا ولكنه لا يكفر به لوجود عوارض الأهلية؟ كلا! وإلا لقلنا أن كل تارك لأمر من أوامر الله، متبعا لأمر غيره سبحانه = قد وقع في فعل الكفر ولكنه لا يُكفر حتى تقام عليه الحجة!!
وهذا تحريره أن نتفق على أن كل معصية - فيما عدا ما اتفق على أنه كفر ناقل من الملة - هي من أفعال الكفر الأصغر لا الأكبر، ما لم يقع في القلب استحلال لها ..
فإذا اتفقنا على هذا، وكان تحكيم الياسا من الأفعال التي يحتمل أن تكون معصية ويحتمل أن تكون كفرا أكبر، وجب إذا سبر وتقسيم تلك الأحوال وبيان مناط التكفير فيها حتى نتصور على أيها يحسن توجيه كلام ابن كثير على وفق ما يقول به أهل السنة ..
فقد يكون الفعل:
/// تشريعا يحدثه ولي الأمر ابتداءا، يضعه في مكان حكم الله فيجعله سنة متبعة من حيث الأصل .. فهذا الفعل كفر أكبر، وفاعله قد يكون جاهلا أو متأولا، فلا يٌكفر حتى تقام عليه الحجة، كما هي ضوابط تكفير المعين عند أهل السنة ..
/// تشريعا متبعا في بلد من البلدان، والمحتكم إليه في آحاد من الحالات أو في كل أحواله يعلم أنه خلاف شرع الله، فإن كان راضيا بذلك مفضلا له على حكم الله، أو مساويا له بحكم الله، فقد كفر بذلك (وهو الاستحلال) وإلا فهو عاص آثم.
/// فعلا مستقلا عن القوانين المشروعة في بلد من البلدان، يفعله الناس فيما بينهم، يخالفون به شرع الله، فإن استحلوه كفروا وإلا فعصيان!
ولا أتصور أنه قد توجد صورة رابعة ..
فإن أردنا توجيه كلام ابن كثير رحمه الله هنا، ووجدناه لا يذكر الاستحلال ولا الاعتقاد، توجه بنا الفهم إلى الحالة الأولى، التي يكون فيها فعل الترك والتقديم كفرا أكبر، وهي حالة السن والتشريع ..
فإن أردت أن الفعل في نفسه كفر، أقررت لك بذلك، وهو ما أجمع عليه السلف، ولكن هل يكفر به فاعله أم لا، فهذا مآله إلى النظر في تحقق الشروط وانتفاء الموانع ..
والذي ظهر لي من لفظه رحمه الله، سيما أنه يتكلم عن الياسا والتي كانت في زمانه شرعة جديدة مستحدثة وضعها واضعوها وفرضوها على المسلمين، وكان هؤلاء الواضعون هم أولو السلطان عليه في زمانه رحمه الله، أنه يقصد بالتقديم هنا ما يلزم منه وجود الاستحلال القلبي، فهو يتكلم عن قوم أسقطوا شرع الله ووضعوا هذا القانون الدنس في مكانه وهم يعلمون، وهم مستحلون .. ولهذا لم يجد حاجة للتفريق بين كفر الفعل وكفر الفاعل أو لبيان مسألة الاعتقاد والاستحلال ونحو ذلك ..
وإلا فمن الممكن حمل الكلام على العموم وعلى أنه إنما يتكلم عن الفعل فقط، فعل تشريع قانون مناقض لحكم الله، وهو ما قد يكون فيه استحلال وقد لا يكون، وهو ما أجمع السلف على أنه فعل كفري، ولكن الأول عندي أظهر، والله أعلم.
فهؤلاء الذين حكموا بالعادات الجاهلية وبالياسق جعلوا هذه الأحكام هي الأصل المتبع والمردود إليه الأمر عند النزاع، فعندها يكونون كفاراً بإبطلاهم لأصل العمل بشريعة الله تعالى. ولا ضير حينها أن نقول: إن إبطال أصل الحكم هو دليل على الاستحلال .. لأن الكفر العملي الأكبر يستلزم كفراً في القلب ولا بد.
قلت إذا فلا خلاف بيننا أخي الفاضل ولله الحمد!
وأستأذنك - وفقك الله - في إغلاق الموضوع لأن الإشراف قد اتفقت كلمته على منع الخوض في هذه القضية (قضية الحكم بالقوانين الوضعية) على صفحات المجلس ..
والله الموفق.(/)
رسالة شكر إلى سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 12:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" رسالة شكر إلى سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان "
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنما مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة " [رواه أحمد]، وقال بعض السلف: (مثل العلماء مثل النجوم التي يهتدى بها، والأعلام التي يقتدى بها، إذا تغيبت عنهم تحيروا، وإذا تركوها ضلوا)، وقال آخر: (إن مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد)، وقال غيره: (مثل العلماء مثل الماء حيثما سقطوا نفعوا).
هذه هي المكانة الراقية التي تبوأها العلماء في الإسلام، والمنزلة الرفيعة التي حازوها بين المسلمين، وهنا يطيب لي - بل يتوجب علي - أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الثناء إلى سماحة الشيخ العلامة عبد الرحمن شيبان - رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين - على وقفته المشرفة أمام دعاة إلغاء عقوبة الإعدام من قانون العقوبات الجزائري!!، وعلى صدعه بالحق: (بأن من يرى أن حكما بشريا هو أفضل وأصلح من حكم الله هو كافر، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يرى بأن الحكم القطعي في القرآن قد تجاوزه الزمن، أو أنه كان صالحا لفترة معينة، ولم يعد صالحا في الحاضر والمستقبل)، (انظر: جريدة "الشروق اليومي " بتاريخ: 17/ 01 / 2009 م، ص 3)، إلى غير ذلك من كلماته الصريحة وبيانته الفصيحة في الرد على شرذمة من دعاة حقوق الإنسان - زعموا -، وأي حق للإنسان يسعون إليه وهم قد عارضوا حق الله في الحاكمية والتشريع، والله المستعان.
وقد غفل هؤلاء - أو تغافلوا - أن كون الإسلام دين الدولة - كما هو نص الدستور!! - يقتضي أن تكون قوانين وأنظمة الدولة مستمدة من الكتاب والسنة، لا من قوانين أوروبا الوضعية، ألم يقرؤوا - أو يسمعوا - قول الله - تعالى -: " إن الحكم إلا لله " [الأنعام: 57، يوسف: 40، 67]؟!!!؛ فالله - جل وعلا - هو وحده الذي يشرع الشرائع ويسن الأحكام، كما أنه - سبحانه وتعالى - هو وحده خالق الخلق ومالكهم ومدبر أمورهم، وليتدبروا قول الله - تعالى -: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " [النور: 63].
ولا أجد ما أقوله للشيخ شيبان - حفظه الله - أحسن مما قاله شيخه العلامة السلفي ابن باديس لأخيه ورفيق دربه الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي - رحمهما الله تعالى -: (فقد بلغني موقفكم الشريف الجليل العادل، فأقول لكم: " الآن يا عمر "؛ فقد صنت العلم والدين، صانك الله وحفظك وتركتك، وعظمتهما، عظم الله قدرك في الدنيا والآخرة، وأعززتهما، أعزك الله أمام التاريخ الصادق، وبيضت محياهما، بيض الله محياك يوم لقائه، وثبتك على الصراط المستقيم)، (انظر: " من وحي البصائر " (ص 254) للأستاذ محمد الهادي الحسني - وفقه الله -).
ورحم الله الشاعر الشيخ حمزة بوكوشة القائل:
إن أنس لا شيبانا ومكرمة * مشت بها في بلاد الله شيبان
شيبان دامت مساعيكم مكملة * لا يتعتريها مدى الأيام نقصان.
(انظر: " من أعلام الإصلاح في الجزائر " (2/ 65) للأستاذ محمد الحسن فضلاء - رحمه الله -).
وهذا كلام نفيس للشيخ العلامة أحمد شاكر - رحمه الله - أنقله هنا لمناسبته لموقف الشيخ شيبان - زاده الله توفيقا -، قال - رحمه الله - في " عمدة التفسير " (1/ 613): (إن الأمر في هذه القوانين الوضعية واضح وضوح الشمس؛ هي كفر بواح لا خفاء فيه ولا مداورة، ولا عذر لأحد ممن ينتسبون للإسلام - كائنا من كان - في العمل بها أو الخضوع لها أو إقرارها، فليحذر امرؤ لنفسه، وكل امرئ حسيب نفسه.
ألا فليصدع العلماء بالحق غير هيابين، وليبلغوا ما أمروا بتبليغه غير موانين ولا مقصرين.
سيقول عني عبيد هذا " الياسق العصري " وناصروه أني جامد وأني رجعي، وما إلى ذلك من الأقاويل، ألا فليقولوا ما شاؤوا، فما عبأت يوما بما يقال عني، ولكني قلت ما يجب أن أقول) اهـ.
وفي الأخير أسأل الله أن يحفظ فضيلة الشيخ عبد الرحمن شيبان وأن يبقيه ذخرا لأهل الجزائر، وأن يوفق الحكام للأخذ بنصائحه وتوجيهاته ففيها خير البلاد والعباد، وأن يقر به عيون أهل السنة في كل مكان، والحمد لله رب العالمين.
فريد المرادي (22 صفر 1430 هـ).
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=2058
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 01:34]ـ
أرجو تصحيح البيت الشعري الأول، بارك الله فيكم:
إن أنس لا أنسى شيبانا ومكرمة * مشت بها في بلاد الله ركبان
شيبان دامت مساعيكم مكملة * لا يتعتريها مدى الأيام نقصان.
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 07:25]ـ
جزاكم الله خير أخي الكريم و حفظ الله الشيخ عبد الرحمن شيبان و نفع به و رد الله كيد الزنادة و المفسدين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 10:44]ـ
وجزاكم ربي كل خير أخي الفاضل نبيل ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 02:35]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم "فريد المرادي" وأحسن الله لك ..
وأسأل الله سبحانه و تعالى أن يوفق الشيخ عبد الرحمن شيبان للعلم النافع و العمل الصالح ..
ومثل هذا الموقف يفرح أهل السنة - حقيقة -؛ ولعله رجوع إلى الحق من كلامه المخالف للصواب كما في الحلقة السابعة من حقائق و أباطيل في جريدة البصائر، والذي قرر فيه أن الدولة الجزائرية المستقلة الحرة، يجب أن تكون دولة ديمقراطية بأتم معنى الكلمة .. الخ.
والله الموفق.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 10:08]ـ
بارك الله فيك على المرور والتعليق ...(/)
مسألة في البدعة "للمباحثة" (1) ..........
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 06:27]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ............ وبعد:
أمر أطرحه بين يدي إخواني طلبة العلم للمباحثة , وهو:
هل الإبقاء على هيئة دور العبادة داخل في السنة , وبالتالي يكون التصرف فيها يُخرج إلى حد البدعة .......... ؟
وعلى هذا أمثلة كثيرة , لعل من أهمها فصل الرجال عن النساء في المساجد , ومنها المحاريب والمآذن , ودرجات المنبر ونحو ذلك مما كان عليه العمل في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أرجو من الإخوة الكرام التقيد بالمسألة المطروحة دون التنقل بين مسائل صلتها بما نحن بصدده بعيدة. والاعتماد على صحيح الأثر ودقيق النظر وفهم السلف الصالح رحمهم الله تعالى.
والله من وراء القصد.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 06:45]ـ
كلمة (هيئة دور العبادة) كلمة واسعة وغير واضحة يا أخي الحبيب، فليتك تحرر محل المباحثة بألفاظ أوضح من هذا، بارك الله فيك.
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 03:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي الحبيب
هيئة دور العبادة مصطلح يندرج تحنه العديد من المسائل فهناك هيئة بناء دور العبادة ولاشك في جواز بناء دور العبادة بأية صورة
كدلك مادة البناء والخامات المستخدمةفيه أما المنبر فقد استحدثه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في مسند الدارمي:
[32] أخبرنا محمد بن حميد ثنا تميم بن عبد المؤمن ثنا صالح بن حيان حدثني ابن بريدة عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب قام فأطال القيام فكان يشق عليه قيامه فأتي بجذع نخلة فحفر له وأقيم إلى جنبه قائما للنبي صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب فطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه فبصر به رجل كان ورد المدينة فرآه قائما إلى جنب ذلك الجذع، فقال لمن يليه من الناس لو أعلم أن محمدا يحمدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلسا يقوم عليه فإن شاء جلس ما شاء وإن شاء قام فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ايئتوني به فأتوه به فأمر أن يصنع له هذه المراقي الثلاث أو الأربع هي الآن في منبر المدينة فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك راحة فلما فارق النبي صلى الله عليه وسلم الجذع وعمد إلى هذه التي صنعت له جزع الجذع فحن كما تحن الناقة حين فارقه النبي صلى الله عليه وسلم فزعم بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع حنين الجذع رجع إليه فوضع يده عليه، وقال اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل أولياء الله من ثمرتك ونخلك فعلت فزعم أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له نعم قد فعلت مرتين فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال اختار ان أغرسه في الجنة
والحديث له شواهد أخرى عند أحمد والنسائي والترمذي
ويستفاد منه جواز التطوير والله أعلم
وأقترح عليكم تحديد موضوع من موضوعات هيئة دور العبادة المتعددة للتباحث وشكرا
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 09:26]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[21 - Apr-2009, صباحاً 07:44]ـ
الذي عنيته: هل كون المسجد على الهيئة المربعة داخل في التعبد وبالتالي: فبناؤه على هيئة أخرى يدخل في البدعة .... ؟ , ومثله الحفاظ على وضع النساء خلف الرجال دون أن يكون لهن مصلى مستقل , ومثله المحاريب , وكذا المنبر وعدد درجاته , وكذا المآذن ونحو ذلك.
فهذا كله إما أن يلتزم فيه ما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وإما أن يجوز الخروج عنه , وفي كلا الحالين نتحتاج إلى الدليل , وما سيتقرر هنا له ما بعده من التطبيقات.
والله من وراء القصد.
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 03:13]ـ
للفائدة
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 02:31]ـ
لا يزال السؤال قائما.
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 01:15]ـ
ولا يزال التساؤل قائما.(/)
الشيخ البراك وأهل النفاق , كتبه/ عبد المنعم الشحات
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 07:53]ـ
الشيخ البراك وأهل النفاق
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فلسنا في حاجة إلى التأكيد على أن المسلمين جميعا في سفينة واحدة تتلاطمها الأمواج من كل جانب، وترميها الأعداء بأنواع المقذوفات من كل ناحية، وكل على ثغر عليه أن يحرص على ألا يُؤتى الإسلام من قبله.
ومع هذا لابد من تفقد ومشاركة وجدانية مع المرابطين على الثغور الأخرى؛ فكل ثلم في أي جزء من أجزاء السفينة خصم من رصيد الأمة ككل، وكل انحراف عن المنهج الرباني تدنيس لثوب الأمة الطاهر، وكل فتنة نار تحرق بعض أبناء الأمة.
وكان لخبر التصريح بإنشاء دور سينما في المملكة العربية السعودية على كل الدعاة الغيورين على الأمة في جميع أنحاء العالم وقع الصاعقة، ليس لأن الإسلاميين لاسيما السلفيين يدينون بالولاء للسعودية كما يحلو للعلمانيين أن يدندنوا ظنا منهم أن السلفيين يقلدون شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وتلامذته رغم أن السلفيين من أكثر الناس نفورا من التقليد، وربما ظن بعض العوام ذلك معللين إياه بأن مكة والمدينة هما مهبط الوحي، وكل ذلك لا حقيقة له وإنما هي الأخوة الإيمانية العامة والانشغال بمصالح المسلمين في كل مكان، والحرص على نقاء المجتمعات الإسلامية حرصنا على نقاء بيوتنا.
والسعودية منذ قامت على أكتاف الدعوة الوهابية وهي تعلن تحكيمها للكتاب والسنة، وهذه نعمة لا يعرف قدرها إلا من حرمها، إلا أن تحكيم الشريعة لا يعني أن ينصب القضاة الشرعيون فحسب؛ فهذا جزء منها ويبقى تحكيمها في جميع مناحي الحياة امتثالا لأمر الله: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162).
ومن الملاحظ أن مساحة تطبيق الشريعة خارج دور القضاء بدأت تتقلص في السعودية تحت تأثير سياسة الصوت العالي التي يتبعها رويبضات العلمانيين، وكل يتكلم وعينه على أن يحظى بتغطية إذاعة (كذا .. ) لجهاده، وإبراز مجلة (كذا .. ) لجهوده في التنوير.
وفي النهاية تتم الاستجابة تحت مظلة من التأويل، والوعود المعسولة، والنوايا الحسنة (المزعومة) من أنه هذه هي آخر التنازلات؛ هذا إن اعترفوا بوجود التنازل أصلا، وقد أمرنا الله -تعالى- أن نسير في الأرض ونأخذ العبرة ممن سلف، وذلك لأن السنن الكونية لا تتبدل: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (آل عمران:137)، ومعها أيضا السنن الشرعية الثابتة: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11)، وهذه تشمل التغيير من الأحسن إلى الأسوأ، ومن الأسوأ إلى الأحسن، ومعها أيضا كيد الشيطان الذي أعلمنا الله بضعفه: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) (النساء:76)، ومن مظاهر ضعفه تكراره لنفس حيله في كل زمان ومكان، مما يستوجب دراسة حيله القديمة لتفادي تكرارها في الحاضر والمستقبل.
ولقد ابتليت بعض ديار المسلمين بأن كانت هدفا أكثر من غيرها لحملات التغريب والغزو الفكري، منها مصر بيد أن الله هيأ لها صحوة مباركة قامت بدورها في تعرية كيد الشيطان وردت على شبهات جنده من العلمانيين، ومدت يد العون لانتشال إخوانهم من بحار شهواتهم حتى انتشر الخير وظهر -بفضل الله تعالى-، وإن بقي الشر متمكنا من كثير من النفوس (كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ) (1) (الإسراء:84).
ولقد قام الدعاة من البلاد التي ابتليت بالغزو الفكري أولا كمصر بجهودهم في تحذير العلماء والدعاة في البلاد الأخرى من التدسس الناعم للطابور الخامس في إثارة قضايا حقوق المرأة وموقف الإسلام من الفن و محاولة التوطئة للفقه الانهزامي أمام الحضارة الغربية (2).
وفي معظم المواقف كان معظم علماء المملكة يرون أن الإنكار على ولاة الأمر سرا أوجه وأفضل وأكثر تحقيقا للمقصود؛ لاسيما وأن الولاة عندهم مازالوا يتولون باسم الشرع ويعلنون تحكيمه على الوجه الذي أشرنا إليه آنفا.
وفي المقابل وجد من يطالب العلماء بقيادة مظاهرات وغير ذلك من الصور التي يعلم القاصي والداني ما يترتب عليها من مفاسد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي المقابل وجد من علماء المملكة ومن خارجها من طالب العلماء بضرورة الإنكار العلني للمنكرات المعلنة بغض النظر عن دور الولاة فيها سواء كانوا فاعلين أم مشجعين أم صامتين؛ لحاجة العوام إلى هذا البيان والتوضيح، وأما الأمور الخاصة بهؤلاء الولاة فيكون الإنكار عليهم سرا.
وممن كان ينادي بذلك العلامة الألباني الذي أجاب على سؤال حول هذا الموضوع قائلا: "إن عصوا الله سرا أسررنا لهم النصيحة، وإن جهروا بالمعصية جهرنا بالنصيحة".
ومن باب أولى إذا كانت المعصية تتعلق بدين العامة فالنصيحة فيها للعامة واجبة وإن دخل فيها الولاة بطريق التبع.
الحاصل أنه ومع تصاعد عمليات التغريب والعلمنة بدأ كثير من العلماء هناك يميل إلى ضرورة الصدع بالحق مع التزام الحرص على جلب المصالح ودرء المفاسد، ولا شك أن هذا يكون له أثر أكبر على العوام هناك مما يرجى أن يساهم في محاصرة الشر والفساد أو تقليله.
وممن أخذ موقفا رائعا في مسألة "دور السينما" العلامة البراك الذي أفتى فيها بفتوى حض فيها الولاة والعامة أن يتعظوا بالمفاسد التي جرتها السينما على بلاد المسلمين الأخرى كمصر (3).
السؤال:
ما موقفنا أحسن الله إليكم تجاه الخطوات الأولى لافتتاح دور السينما في بلادنا الطاهرة؟
الجواب:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، هذا حََدَث. هذه البلاد مُستهدفة من الكفار ومن المنافقين والفاسقين المتبعين للشهوات (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً) (النساء:27).
فتح دور السينما حَدَثٌ في هذه البلاد، وفاجعة، ومن وراءها المنافقون والكافرون والفاسقون من هواة الزنا (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً). ومن المؤسف أن يشيد بفتح وعرض بعض الأفلام، أن يُشيد بها أناس ويعتبرونها حَدَثًا عظيما.
نعم إنّه حدثٌ عظيم ولكن في الشر، وهم يعدونه تقدّمًا وفتحًا ... وهؤلاء الذين يُشيدون به هم بين فاسقٍ ومنافق.
بين فاسق ... يُريد أن تشيع الفاحشة في بلاد الطهر والخير ومعقل الإسلام.
أو منافق ... فإن المنافقين يأسوا بين المسلمين وهم يكيدون للإسلام والمسلمين.
فالواجب على الأمة أن تُنكر وتستنكر ذلك، كلٌ بحسبهِ، وأن يتواصلوا مع ولاة الأمر مناصحين ومنكرين ومستنكرين، نسأل الله أن يحول بين أولئك المفسدين وبين ما يُريدون. هذا لونٌ من ألوان الفساد والإفساد، وإلا فقنوات الفساد متضافرة ومتعاونة وتعمل معاول الهدم ...
والنّاس، أو أقول كثير من الناس هم الذين فتحوا لها الأبواب، يفتحون الأبواب على بيوتهم، يجلبونها لأهلهم، يجلبونها لأنفسهم ويستقبلونها، هذه القنوات (ما فرضت) نفسها على الناس، ولكن لا شك أنها إذا وُجدت مع ضعف الإيمان وغلبة الهوى والشهوات سيكون لها مستقبِلون ومرحبون ومتابعون. وهكذا دُور السينما.
ماذا ينقص الناس من ألوان الفساد والفجور والشهوات البهيمية؟!
ماذا ينقصهم وهذه المسلسلات تُعرض في مختلف القنوات وأيضا الإنترنت؟!
لكن السينما لها شأن آخر ...
أتظنون أنّ السينما مجرّد .. لا .. دُور السينما اعرفوا وخذوا فكرة عن دُور السينما في مصر، وفي غيرها، وفي لبنان، وما كان هناك هو الذي سيكون هنا ولابد ...
لكن لا يأتي الأمر دفعة واحدة, إنها خطوات ... هذه الخطوة مسبوقة بخطوات ...
لكنها خطوة قوية ظاهرة، لهذا صفقوا واستبشروا بها ... وإلا فالأمر لا يقف عند هذا.
ستكون دور السينما يضمّها الرجال والنساء. ولسنا بهذا يعني نقول نحن متشائمون ... لا .. نحن مدركون ... نحن ندرك أهداف هؤلاء وما تنتهي إليها هذه الأمور. فإنا لله وإنّا إليه راجعون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله". انتهي.
نحن نعلم أن العلمانيين في مثل هذه المواقف يرتدون ثوب الناصحين وينكرون على العلماء إنكارهم على الولاة محذرين إياهم من الخروج عن منهج السلف في نصيحة ولاة الأمور؛ وكأنهم لا يعرفون للسلف قولا إلا في هذه المسألة.
ومع ذلك فتوجيه مثل هذه النصائح للأمة وتنبيهها لما يراد بها هو المهمة الأصلية التي أخذ الله العهد والميثاق على العلماء أن يقوموا بها.
اللهم وفق الشيخ البراك واحمه من كيد أهل النفاق، ووفق الدعاة إلى الله في كل مكان واحمي اللهم بلاد المسلمين من كيد الكفار والمنافقين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
(1) مما أجرى به الشيطان العداوة بين بلاد المسلمين أن يعير كل بلد الآخر بما يشيع فيه من منكرات، ويعممون الحكم على أهله مع أن الواجب على كل مسلم أن ينصح لكل إخوانه العصاة من أي بلد وأن يعين إخوانه المطيعين من أي بلد لا أن يأخذهم بجريرة غيرهم، وهذا لا يكاد يقع إلا من العوام فوجب تنبيههم إلى ذلك. ولكن يقع من بعض الدعاة أحيانا أن يغلب عليه التعميم في الوصف مما يؤذي إخوانهم في البلاد فلا شك أننا أهل مصر نتأذى من اختزال بعض الدعاة مصر في شارع الهرم على ما سمعه من بعض فساق بلده دون أن ينتبه إلى أن وجود هذا الفساد لم يمنع -بفضل الله تعالى- الصحوة في مصر من النمو المضطرد -بفضل الله-.
(2) وممن قام بدور كبير في هذا الشأن الأستاذ محمد قطب حيث هذب فصول التمثيليات الهزلية التي قام بها الغرب في مصر لدفع المرأة إلى خلع الحجاب وتمرير الاختلاط والفن وغيرها، كما حذر من كل محاولات التدسس التي كانت تتم في الخليج بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة، عفا الله عن الأستاذ محمد قطب ليته اكتفي بالتنظير في هذا الجانب وقلد العلماء في غيره أو أمر من ينتسب إليه ممن شطح في أبواب الإيمان والأحكام أن يرجع إلى العلماء إذاً لكفانا مؤنة تلك الحرب الجانبية التي لم يستفد منها إلا العلمانيون.
(3) العجيب أن يأتي التصريح بالسينما في السعودية بعد وقائع التحرش الجنسي الجماعي في دور السينما في مصر مما حدا بكثير من غير الإسلاميين أن يطالب بإغلاق دور السينما.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 10:06]ـ
السلام عليكم
بارك الله في العلامة البراك و الشيخ الشحات
عفا الله عن الأستاذ محمد قطب ليته اكتفي بالتنظير في هذا الجانب وقلد العلماء في غيره أو أمر من ينتسب إليه ممن شطح في أبواب الإيمان والأحكام أن يرجع إلى العلماء إذاً لكفانا مؤنة تلك الحرب الجانبية التي لم يستفد منها إلا العلمانيون.
الذي أعرفه أن الاستاذ محمد قطب على مذهب السادة العلماء في مسائل الايمان وهو وهابي بدرجة عالية.
أما ان كان الشيخ الشحات يعتقد في المسالة ما يعتقده الحلبي و ياسر برهامي فلست أعلم من يجب عليه الرجوع للعلماء
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 01:25]ـ
صراحة , لم أفهم مقصد الشيخ الشحات - حفظه الله - في إيراد تلك العبارة عن الأستاذ محمد قطب , ونسيت أن اسأل عنها
وعلى فكرة: مذهب " الوهابية " في " الإيمان " هو مذهب أهل السنة والجماعة (أعلم أن هذا قصدك).
شكرا لمرورك.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 01:53]ـ
[ center][color="darkred"] الحاصل أنه ومع تصاعد عمليات التغريب والعلمنة بدأ كثير من العلماء هناك يميل إلى ضرورة الصدع بالحق مع التزام الحرص على جلب المصالح ودرء المفاسد، ولا شك أن هذا يكون له أثر أكبر على العوام هناك مما يرجى أن يساهم في محاصرة الشر والفساد أو تقليله.
الحمد لله، بارك الله فيكم
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 07:30]ـ
أما ان كان الشيخ الشحات يعتقد في المسالة ما يعتقده الحلبي و ياسر برهامي فلست أعلم من يجب عليه الرجوع للعلماء
بارك الله فيك و هل يقول الشيخ الحلبي بقول الشيخ ياسر الذي يقول بقول الشيخ محمد بن إبراهيم في رسالته المشهورة حتى تجمع بينهما؟
هكذا يظن القارئ أن الشيخين على مذهب واحد في كل المسائل، فتنبه!
ثم لماذا ذكرت الحلبي؟ وما الذي طرح اسم الشيخ ياسر هنا؟
أكلما نامت الفتن أوقدت؟!!
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 10:44]ـ
بارك الله فيك أخي ابا عمار و يعلم الله أني لا اريد أن اشعل أي فتنة
و ما قلت الذي قلته إلا لاعتقادي أن الشيخ بهذا الايراد على مذهب الشيخ ياسر و عطفت على الشيخ الحلبي لان قضيته أشهر على أن تصرح و هذا كله في مسائل الايمان و لا أتكلم على الحاكمية
و أعتذر لأخي زين العابدين على هذه المشاركة التي أتمنى أن لاتكون سببا في اغلاق الموضوع
و أتمنى أن تستوضح من الشيخ
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:44]ـ
حياك الله يا أخي الكريم أبا عبد الله ..
صراحة أنا لا أعلم مذهب الشيخ الحلبي على التفصيل في مسائل الإيمان، ولكن لا أدري ما الذي دعى لإقرانه بالشيخ ياسر خاصة أنني لا أعلم أحدا من أهل العلم المعتبرين اتهم الشيخ ياسر بالإرجاء، و أهل بلده أدرى به مثل الشيخ محمد عبد المقصود.
بالنسبة لمراد الشيخ عبد المنعم، فأظنه يقصد أصحاب التوقف و التيبن، و قد احترز من نسبة هذا المذهب إلى الأستاذ محمد قطب في قوله:
أو أمر من ينتسب إليه ممن شطح في أبواب الإيمان والأحكام أن يرجع إلى العلماء
فكثير من الأفاضل ينتسب إليهم أو تنسب إليهم أقوال أو لوازم لأقوالهم لا يرضون بها.
وفقك الله لما يحبه و يرضاه.(/)
هل من فتاوى وبيانات حول التحاكم إلى المحاكم الكافرة؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 07:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الإكارم ..
أرجو ذكر ما تيسر من فتاوى أهل العلم وبياناتهم وأبحاثهم حول المسألة المذكورة.
علما بأني قد اطلعت على فتوى اللجنة وفتوى ابن باز والجبرين والماجد وكتاب الهرفي.
فأرجو وضع المزيد بوركتم.
ـ[الآجري]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 08:42]ـ
(س 48: ما حكم التحاكم إلى المحاكم التي تحكم بالقوانين الوضعية؟
ج: بقدر الإمكان لا يتحاكم إليها، أما إذا كان لا يمكن أن يستخلص حقه إلا عن طريقها فلا حرج عليه.)
فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبدالرزاق عفيفي 1/ 166
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 11:23]ـ
فتاوى إسلام ويب
عنوان الفتوى: شروط التحاكم إلى المحاكم الوضعية
رقم الفتوى
: 38757
تاريخ الفتوى: 17 شعبان 1424
السؤال:
ما حكم أن شخصا مسلما يريد أن يتحاكم إلى قوانين وضعية من أجل استرداد أرضه التي سلبت منه، مع العلم بأن هذه القوانين سوف تحكم لصاحب الحق، ولا يوجد غير هذه القوانين أرجو أن تفيدونا والسلام عليكم
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يحل لمسلم أن يتحاكم إلى المحاكم الغير شرعية والقوانين الوضعية لاستخراج مالٍ له عند شخص مماطل، لأن التحاكم إلى هذه المحاكم معناه الاستسلام لحكمها والرضا به والعياذ بالله، قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً [النساء:60]. ولذا على الشخص أن يبتعد عن التحاكم إليهم ما لم يُلجأ إلى ذلك، وينبغي أن يستعين بأهل الخير والوجهاء في استخراج حقه من هذا الظالم، فإن لم يتمكن فليصبر وليحتسب، ويبشر بالعوض من الله جل وعلا. هذا وقد ذهب بعض العلماء المعاصرين إلى جواز اللجوء إلى هذه المحاكم غير الشرعية لاسترداد الحقوق إذا لم يوجد غيرها بشرطين: 1 - أن يتحاكم إليها وهو كاره مضطر إلى ذلك. 2 - أن يأخذ حقه فقط ولا يزيد عليه. وممن قال بهذا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
المصدر:
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=38757&Option=FatwaId
ـ[أبو عمر]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 11:27]ـ
التحاكم عبادة لقوله تعالى:-" إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ"
ومن صرفت له هذه العبادة سماه الله طاغوتا لقوله تعالى:- " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا "
قال ابن تيمية _ رحمه الله _:- (ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب، كما قال تعالي: «إن الذين يكفرون بالله ورسله، ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض، ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا، أولئك هم الكافرون حقا، وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) ــ النساء 150 و 151 ــ) (مجموع الفتاوى) 28/ 524.
وقال ابن كثير _ رحمه الله _:-فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كَفَر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كَفَر بإجماع المسلمين. قال الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) وقال تعالى (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما) صدق الله العظيم) (البداية والنهاية) 13/ 119، ضمن أحداث عام 624هـ، عند ترجمته لجنكيز خان
وقال الشيخ سليمان بن سحمان _ رحمه الله _في رسالةٍ له: (هذه كلمات في بيان الطاغوت ووجوب اجتنابه)، وذكر المقام الثاني فقال: (أن يقال؛ إذا عرفت أن التحاكم إلى الطاغوت كفر، فقد ذكر الله في كتابه أن الكفر أكبر من القتل، قال: {والفتنة أكبر من القتل}، وقال: {والفتنة أشدّ من القتل}، والفتنة: هي الكفر، فلو اقتتلت البادية والحاضرة حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتاً يحكم بخلاف شريعة الإسلام التي بعث الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضا:- أن تقول: إذا كان هذا التحاكم كفراً، والنزاع إنما يكون لأجل الدنيا، فكيف يجوز لك أن تكفر لأجل ذلك؟ فإنه لا يؤمن الإنسان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها، ولو اضطرك مضطر وخيرك بين أن تتحاكم إلى الطاغوت، أو تبذل دنياك؛ لوجب عليك البذل، ولم يجز لك المحاكمة إلى الطاغوتاهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 02:50]ـ
بارك الله فيكم ..
هل من مزيد؟
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 03:29]ـ
ممكن تستفيد من هذا الرابط ... ففيه روابط أخرى لمواضيع داخله فيما تريد .. خاصةً الرد 4 والرد 9 ففيه ماتريد إن شاء الله.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12075
.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التحاكم إلى الاحكام العرفية
فتوى رقم (6216):
س: ما الحكم إذا تخاصم اثنان مثلا وتحاكما إلى الأحكام العرفية، فمثلا يضع كل منهما معدالا كما يسمونه ويرضون من مشايخ القبائل من يحكم بينهما ويجلسان بين يديه ويبث كل منهما دعواه ضد الآخر، فإذا كانت القضية بسيطة حكم فيها بذبيحة على المخطئ يذبحها لخصمه، وإذا كانت القضية كبيرة حكم فيها (بجنبية) أي: كانوا في القدم يضربونه على رأسه بآلة حادة حتى يسيل دمه، ولكن اليوم تقدر (الجنبية بدراهم) ويسمون هذا: صلحا، وهذا الشيء منتشر بين القبائل ويسمونه: مذهبا، بمعنى: إذا لم ترض بفعلهم هذا فيقولون عنك: (قاطع المذهب)، فما الحكم في هذا يا فضيلة الشيخ؟
ج: يجب على المسلمين أن يتحاكموا إلى الشريعة الإسلامية لا إلى الأحكام العرفية ولا إلى القوانين الوضعية، وما ذكرته ليس صلحا في الحقيقة، وإنما هو تحاكم إلى مبادئ وقواعد عرفية; ولذا يسمونها: مذهبا، ويقولون لمن لم يرض بالحكم بمقتضاها: إنه قاطع المذهب، وتسميته صلحا لا يخرجه عن حقيقته من أنه تحاكم إلى الطاغوت، ثم الحكم الذي عينوه من الذبح أو الضرب بآلة حادة على الرأس حتى يسيل منه الدم ليس حكما شرعيا.
وعلى هذا يجب على مشايخ القبائل ألا يحكموا بين الناس بهذه الطريقة، ويجب على المسلمين ألا يتحاكموا إليهم إذا لم يعدلوا عنها إلى الحكم بالشرع، واليوم -ولله الحمد- قد نصب ولي الأمر قضاة يحكمون بين الناس ويفصلون في خصوماتهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويحلون مشكلاتهم بما لا يتنافى مع شرع الله تعالى، فلا عذر لأحد في التحاكم إلى الطاغوت بعد إقامة من يتحاكم إليه من علماء الإسلام ويحكم بحكم الله سبحانه وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 11:49]ـ
أن التوحيد وتحقيقه لرب العباد هو أعظم مصلحة في الوجود ولا تقدم عليه أي مصلحة أخرى قد تعارضه.
وأن ما يضاده من الشرك هو أعظم مفسدة في الوجود فلا يجوز الاستهتار به أو التساهل في تحمله بدعوى دفع مفسدة أعظم فليس في الوجود مفسدة أعظم من الشرك، ولذلك قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما}.
وعليه؛ فلو خير الموحد بين ذهاب دنياه كلها وبين أن يقارف الشرك الصراح المناقض للتوحيد لما ساغ له أن يختار الدنيا عوضا عن التوحيد أو أن يظهر الشرك من غير إكراه حقيقي معتبر.
وقد تكلم العلماء في حد الاكراه الذي يبيح للرجل التلفظ بكلمة الكفر واشترطوا لذلك شروطا ثقالا لم يشترطوها فيما هو دون ذلك؛ ولا أعلم أحدا منهم سوغ الوقوع في الشرك الصراح والكفر البواح مختارا لأجل دراهم قد تفوت على المرء.
وعليه فإن كان التحاكم إلى هذه المحاكم المسؤول عنها من جنس التحاكم الطاغوتي، فلا يجوز لكم الإقدام عليه.
مقتطف من فتوى لاحد العلماء في رده على احد الذين يسئلونه عن حكم التحاكم الي القوانين الشيطانيه(/)
من درر الرسائل (4): رسالة للشيخ سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 10:11]ـ
من درر الرسائل (4)
رسالة
الشيخ سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله تعالى
(1267 - 1349)
إلى بعض أجلة علماء الدعوة السلفية
فيها التذكير والترهيب من موالاة المشركين
اعتنى بها ونشرها
الفقير إلى عفو ربه العلي
بدر بن علي بن طامي العتيبي
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذه رسالة من درر الرسائل لشيخ مشايخنا العلامة سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله تعالى، ومضمونها تذكير أجلة علماء الإسلام الترهيب من موالاة المشركين ووجوب بيان ذلك والتصريح به.
وباب موالاة المشركين فتح على مصراعيه في هذا الزمان عند الخاص والعام!، ولا يكاد يوجد من يجرؤ على النداء بمعاداة المشركين، و وجوب مفاصلتهم، ومن تكلم بشيءٍ من ذلك رمي بأبشع التهم، وأقبح الأوصاف، جهلاً منهم بحقيقة من تكلم في هذا الباب، وخلطاً بين من يتكلم عن أصلٍ شرعي ينادي وينافح من دونه، ومن ينادي لمقاصد شخصية حزبية، ورغبة في الخروج على السلطان وتلمس عثراته، وليس هذا الباب من ذلك الشأن، فالقصد هو تمام النصح بمفاصلة المشركين، ونصيحة الراعي والرعية بذلك، وعدم نزع اليد من الطاعة، ولا حمل السلاح على السلطان ولا تأليب الناس عليه، وهذا مقام العدل بين الفريقين، ومنهاج الحق بين الطائفتين، فقد بلينا اليوم بفكي ضلالة تلتهم الدين والبلاد والعباد!.
إما خارجي مارد، يستبيح المحرمات، وينتهك الحرمات، ويكفر المسلمين، ويخرج على ولي أمرهم.
وإما مرجئ لعين، يلعب بالدين، ويقرّب المشركين، ويهدم حدود الشريعة، ويزين الحرام بل الكفر والإجرام لعموم الناس تحت شعارات شيطانية بليت به الأمة اليوم من "عصرية المواجهة" و" الرأي والرأي الآخر" و"وفاق الحضارات والثقافات" وغير ذلك من الرايات الشيطانية التي منتهاها تكذيب قول الله وقول رسول الله (ص)، والله تعالى يقول بأنهم لن يرضوا عنا ولو فرشنا لهم الأرض ذهباً، وظللنا عليهم بمهج أعيننا، وأعطيناهم كل ما نملك حتى نرجع عن ديننا، فالحرب حرب أديان، قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} (البقرة:120)
وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:109).
وأنشدوا:
كل العداوة قد تُرْجى مودتها ****** إلا عداوة من عاداك في الدين
وإلا ماذا كان في يد بلال بن رباح 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من جاه وملك؟!.
عبد مملوك، ومسكين كسير، يباع ويُشترى!، يُلحِقُون به أشد النكاية، ويعذبونه أشد التعذيب، هو وأمثاله من أصحاب رسول الله (ص) {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ العَزِيزِ الحَمِيدِ} (البروج:8).
وإن العزة كل العزة في إعلان مفاصلة المشركين والبراءة منهم، وهي ملة الحنفاء الموحدين كما قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ} (الممتحنة:4).
وبذلك تكون علامة سلامة التوحيد لرب العالمين، وحقيقة الإتباع لسيد المرسلين، صدق الانتماء لهذا الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي: (إذا أردت أن تعرف محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر على ازدحامهم في أبوب المساجد، ولا إلى ضجيجهم بلبيك، ولكن انظر إلى مواطئتهم لأعداء الشريعة).
وصدق فيما قال رحمه الله تعالى، كيف وقد أعد الله تعالى للصادقين المخلصين الذين فاصلوا المشركين، وتبرءوا من الملحدين بهبات زكيّة، ومناقب عليّة، فقال عز وجل: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ} (المجادلة:22).
قلت في كتابي "المحصول شرح ثلاثة الأصول" (1): وقد منح الله عز وجل من بلغ هذه المنزلة في هذه الآية خاصة بتسع هبات وهي:
الأولى: كتب الله في قلوبهم الإيمان.
والثانية: أيدهم الله ونصرهم.
والثالثة: منحهم الله عز وجل الجنة.
والرابعة: أنها جنان لا جنة واحدة.
والخامسة: كتب الله لهم الخلود.
والسادسة: رضوان الله عنهم.
والسابعة: رضاهم عن الله.
والثامنة: كتب الله لهم الفلاح في الدنيا والآخرة.
والتاسعة: كون الله عز وجل أضافهم إلى حزبه، انتهى.
فما أعظم ما وقع على كثيرٍ من الذل في الدنيا والدين، والحرمان من فضل الله الثمين، والله المستعان.
ولن أترجم للشيخ سعد بن عتيق لشهرته وجلالته، وقد ترجمتُ له بتوسع في مقدمة تحقيقي لإجازته لشيخ مشايخنا الشيخ العلامة محمد بن عبداللطيف، وهو مطبوع، ولله الحمد والمنة.
والرسالة التي بين أيدينا طبعت ضمن "الدرر السنية" (14/ 355 - 362) و"المجموع المفيد من رسائل وفتاوى الشيخ سعد بن حمد بن عتيق" (ص:99 - 104).
وقد قمتُ بتعديل بعض ما فيها من تصحيف، والتعليق المختصر عليها، والقصد نشرها عبر الشبكة العنكبوتية ليستفيد منها من نظر فيها من إخواني المسلمين.
واللهَ أسأل أن يجعل هذا العمل لوجهه خالصاً، منجياً من غضبه، جالباً لعفوه ورضوانه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب
بدر بن علي بن طامي العتيبي
صبيحة يوم الخميس 24 صفر 1430هـ
*******
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد بن عتيق، إلى الإخوان المكرمين، الشيخ: عبد الله بن عبد اللطيف، وإبراهيم بن عبد الملك، وصالح بن محمد الشثري، وزيد بن محمد آل عمر آل سليم، جعلهم الله من المتبعين للسنة والقرآن، المجاهدين في الله باليد والقلب واللسان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فأحمد إليكم الله الذي لا إله غيره، ولا رب سواه، وأسأله أن يصلي على عبده ورسوله محمد، الذي اختاره واصطفاه، وجعل الهدى والسعادة في اتباع ما جاء به والأخذ بهداه، وحكم بالضلال والشقاوة، على من خالف هديه واتبع هواه.
وقد عرفتم ما حصل في هذه الأزمنة من غربة الدين، وترادف الشرور وكثرة المفتونين، الذين اجتالتهم الشياطين عن دينهم، حتى إن العاقل يخاف من اجتثاث أصل الإسلام، واستئصاله بالكلية، حتى لا يبقى منه شيء.
وسبب ذلك هو الإعراض عما جاء به محمد (ص) من السنة، والخروج عن حكم الكتاب الذي أنزله الله هدى ورحمة، وجعله مخرجا للناس من الظلمة، وتوعد بالعذاب من صدف عنه وخالف حكمه.
وفي الحديث، عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله (ص): (ستكون فتن)، قلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟.
قال: (كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله) الحديث.
وأعظم أنواع الإعراض أو أكبر أسباب الفتنة في الأرض والفساد الكبير: ما صدر من بعض الخلوف، من موالاة المشركين واتخاذ الولايج من دون الله ورسوله والمؤمنين، فإنهم صاروا فتنة للمفتونين، ومحنة على المؤمنين.
ولأجل ذلك صار الناس بين مأجور ومعذور، وآخر قد غره بالله الغرور.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن الناس من عرف الحق وترك بيانه، وأطاع في معصية ربه نفسه وشيطانه، وكتم ما أنزل الله من البينات والهدى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (البقرة: 140).
ومنهم: مَن اعتقد الباطل حقاً، والخطأ صواباً، واستحسن موالاة أهل الكفر والارتياب، وعمي عما تضمنته نصوص الكتاب: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت: 41 - 42).
وقد حرم الله موالاة الكافرين، في غير موضع من كتابه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة:51).
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} (الممتحنة:1).
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (المائدة:57).
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (التوبة:23).
وقد نفى الله الإيمان عمن تولاهم، وأخبر أنه من الفاسقين والظالمين، وتوعده بمسيس النار، فقال تعالى: {تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُون} (سورة المائدة: 80 - 81).
وقال تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} (هود:113).
وأعظم من هذا قوله: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (محمد: 25 - 28) (1).
وهذه الآيات وأشباهها: تدل على التغليظ، والتشديد في موالاة من كفر بالله.
وقد ذكر بعض العلماء: أن هذه الآيات، تتناول من ترك جهادهم، وسكت عن عيبهم، وألقى إليهم السلم، فإن انضم إلى ذلك: إظهار الثناء عليهم، ونشر فضائلهم، والدخول في طاعتهم، وإعانتهم على أهل الإسلام، وحماية حماهم، فالأمر أشد وأعظم.
ولا يخفى على عارف أن هذه الأمور من أكبر أسباب هدم الإسلام والإيمان، وأعظم الذرائع إلى هجر السنة والقرآن، وظهور الشرك والكفر بالملك الديان، وتعطيل أسمائه وصفاته، وإلغاء حججه وبيناته.
وقد قصر كثير من الناس، في بيان ما أوجب الله عليهم بيانه، وتركوا الانتصار لله، والدعوة إلى سبيله، والنصيحة لله، ولكتابه ولرسوله.
ومن أعظم الواجبات: مناصحة ولي أمر المسلمين ودعوته إلى ما فيه صلاحه وفلاحه، من القيام بأمر الله، والدعوة إلى توحيده وطاعته، وإحياء شعائر الإسلام، التي قد عطلت على كثير من الرعايا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أعظم الواجبات أيضاً: بيان ما أوجبه الله من جهاد المشركين، ومعاداة الكافرين، والحرص على مراغمتهم، وإدخال الحزن عليهم، وإيصال المكروه إليهم، أخذا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} (التوبة:123).
وقوله تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} (المائدة:54).
فإن حصل منه ذلك، فهو ذروة السنام، وبه الصلاح في الدين والدنيا، لا كما زعم كثير من الجهال والطغام.
فإن لم يحصل منه، رضينا منه بالمقاطعة، وترك الهدايا، وعدم الموالاة.
فإن كان ولا بد قنعنا من الأمير بتركهم ومن أرادهم بسوء من أهل الإسلام.
ثم انظروا هل وراء ذلك حبة من خردل من إيمان.
وهذا كتاب الله وسنة رسوله وسيرة خلفائه الراشدين، فيها الهدى والنور، وقد كتبنا للأمير شيئا مما ذكرنا في بعض الخطوط (1)، إجمالا وتفصيلاً، ولما اجتمعنا نحن وهو في سنة ست وثلاثمائة وألف، أكثرنا عليه في ذلك، وذكرنا له شيئاً من الأدلة: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الأنفال:42).
وقد رأى كثير من الناس: السكوت عن الحق، والإعراض عن بيان ما بينه الله في كتابه رأيا متيناً!، وظنوا حصول السلامة لهم مع ذلك، كأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ} (البقرة: 159).
وقد قيل:
وقد أخذ الرحمن جل جلاله **** على من حوى علم الرسول وعلما
بنصح جميع الخلق فيما ينوبهم **** ولا سيما فيما أحل وحرما
فناصح بني الدنيا في ترك ابتداعهم ***** فقد صيروا نور الشريعة مظلما
فينبغي لكم مناصحة الأمير سلمه الله (1)، وبذل الجهد في دعوته إلى أسباب الفوز والسعادة مما ذكرنا، فإنه ربما اغتر بسكوت من يحسن بهم الظن من أهل العلم والدين.
وقد عرفتم أنه لا صلاح للدين، ولا استقامة له، إلا بذلك، وأرجو أن ذلك قد صدر له منكم، وتكرر؛ فإن الظن بكم جميل، فقد من الله عليكم، ووهبكم من العلم به، وأسمائه وصفاته، والبصيرة في حججه وآياته، ما برزتم به على من سواكم.
والأمر على أهل العمل والإيمان، أعظم منه على غيرهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} (المائدة: 67).
وقال: {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً} (الفرقان:52).
وقد علمتم ما كان عليه مشايخكم وقراؤكم الذين مضوا، رحمهم الله، من السيرة المرضية، والحمية الدينية، وبذل الوسع في نصرة الملة الحنيفية، والنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، بإقامة الحجج والبراهين، وبيان ما وجب من معاداة الكافرين، والنهي عن موالاة المشركين.
وقد ابتلاكم الله تعالى بأن جعلكم خلائف في الأرض من بعدهم لينظر كيف تعملون، وسوف يسألكم عما تعملون.
وقد اشتد البلاء بعد أولئك الأفاضل، وتواترت الفتن، وعظمت الخطوب والمحن، وهجر كثير من السنن، وغلب الجهل والهوى، وكثر الخوض والمراء، وحُطِّمَت ألوية الهدى، وحكمت الطواغيت، وضيعت الحدود، وهدمت الأركان، وعزل كثير من أحكام السنة والقرآن، ووضعت القوانين، واستحكمت غربة الدين، وانتشرت مسبة المؤمنين.
وعظمت الفتنة بعباد الأوثان والأصنام، وظهرت موالاتهم من كثير من أهل الإسلام، وصار المعروف منكراً والمنكر معروفاً، والبدعة سنة، والسنة بدعة، ونزل بربوع الإسلام، وحل بمعاقل الإيمان، ما حلَّ نظام الإسلام، وشتتَ شمل الإيمان.
فاتقوا الله عباد الله: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله} (البقرة:281). {وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (الحديد: 16).
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم حرر في شهر الصوم سنة تسع وثلاثمائة وألف، انتهى.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 04:24]ـ
بارك الله فيكم وفي الشيخ بدر، وأسأله - جل وعلا - أن ينفع بجهودكم،،،
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 11:26]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 11:36]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن صالح السليم]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 11:52]ـ
في مطلع الرسالة كتب
""بسم الله الرحمن الرحيممن سعد بن عتيق، إلى الإخوان المكرمين، الشيخ: عبد الله بن عبد اللطيف، وإبراهيم بن عبد الملك، وصالح بن محمد الشثري، وزيد بن محمد آل عمر آل سليم، جعلهم الله من المتبعين للسنة والقرآن، المجاهدين في الله باليد والقلب واللسان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.""
لا حظ ما تحته خط وباللون الأحمر أسماء سقط منها اسم "" محمد"" حيث كتبت هكذا
"وزيد بن محمد آل عمر آل سليم، "
والصحيح
" زيد بن محمد و محمد آل عمر آل سليم "
فآمل من الأخ الناقل أو المعتني بالسالة التنبه لهذا الأمر
حيث أن زيد بن محمد عالم
و محمد آل عمر آل سليم عالم آخر
ولذا وجب التنبيه
وشكرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 04:04]ـ
ومن أعظم الواجبات: مناصحة ولي أمر المسلمين ودعوته إلى ما فيه صلاحه وفلاحه، من القيام بأمر الله، والدعوة إلى توحيده وطاعته، وإحياء شعائر الإسلام، التي قد عطلت على كثير من الرعايا. ومن أعظم الواجبات أيضاً: بيان ما أوجبه الله من جهاد المشركين، ومعاداة الكافرين، والحرص على مراغمتهم، وإدخال الحزن عليهم، وإيصال المكروه إليهم، أخذا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} (التوبة:123).
وقوله تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} (المائدة:54).
فإن حصل منه ذلك، فهو ذروة السنام، وبه الصلاح في الدين والدنيا، لا كما زعم كثير من الجهال والطغام. فإن لم يحصل منه، رضينا منه بالمقاطعة، وترك الهدايا، وعدم الموالاة.
فإن كان ولا بد قنعنا من الأمير بتركهم ومن أرادهم بسوء من أهل الإسلام.
ثم انظروا هل وراء ذلك حبة من خردل من إيمان.
بارك الله فيكم ورحم الإمام الشيخ سعد بن حمد بن عتيق(/)
ندوة هامة جدا من أروع ماشاهدت بالجامعة الإسلامية بالمدينة (الحوار مع المخالف)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 12:31]ـ
أصحاب المعالي المشاركين في هذا الندوة
1:صالح بن عبد الرحمن الحصين
2:سعد بن ناصر الشثري
http://www.iu.edu.sa/iu_ ... /video.aspx?vid=01
ـ[صهود]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 03:46]ـ
هل يمكن ان تعطينا ملخص المحضرة
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 12:28]ـ
جلُّ هذه المحاضرة كانت للشيخ سعد، وكان الشيخ الحصين يحيل الأجوبة عن الأسئلة إليه.(/)
كتب الأسماء و الصفات
ـ[أبو سالم الحنبلي]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 04:26]ـ
أرجو معرفة أهم الكتب المعاصرة في الاسماء والصفات
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 06:59]ـ
الرقم التسلسلي: 469905
رأس الموضوع: الماتريدية (علم الكلام).
رأس الموضوع: التوحيد.
رأس الموضوع: الألوهية.
إسم الباحث: شمس الدين محمد أشرف
عنوان الرسالة: الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات.
الجامعة: الجامعة الإسلامية.
الكلية: الدعوة وأصول الدين.
القسم: العقيدة.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 1406
تاريخ المناقشة: 1409هـ
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: صالح بن عبد الله العبود.
إسماء أعضاء لجنة المناقشة: سفر بن عبد الرحمن الحوالي عبد الكريم مراد علي.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:03]ـ
الرقم التسلسلي: 469913
رأس الموضوع: التوحيد.
رأس الموضوع: الألوهية.
رأس الموضوع: علم الكلام.
إسم الباحث: صالح بن محمد بن علي العقيل.
عنوان الرسالة: منهج الحافظ ابن عبد البر في توحيد الأسماء والصفات.
الجامعة المانحة للدرجة: الجامعة الإسلامية.
الكلية: الدعوة وأصول الدين.
القسم: العقيدة.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 1408هـ.
تاريخ المناقشة: 1409هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: عبد الكريم مراد علي.
إسماء أعضاء لجنة المناقشة: محمد بن ربيع مدخلي عطية بن عتيق الزهراني.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:06]ـ
الرقم التسلسلي: 469949
رأس الموضوع: الألوهية.
رأس الموضوع: القرآن - علوم.
إسم الباحث: جميل عبيد عبد المحسن القرارعة.
عنوان الرسالة: أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات للشيخ مرعي الكرمي: تحقيق.
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة أم القرى.
الكلية: الشريعة والدراسات الإسلامية.
القسم: الدراسات العليا الشرعية.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ المناقشة: 1401هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: تحقيق.
إسم المؤلف الأصلي: مرعي المقدسي, مرعي بن يوسف بن أبي بكر, 1033هـ.
عنوان المادة المحققة: أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات.
إسم المشرف على الرسالة: كمال محمد هاشم نجا.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:19]ـ
الرقم التسلسلي: 472853
رأس الموضوع: الاستشراق والمستشرقون.
رأس الموضوع: الإسلام والاستشراق.
رأس الموضوع: التوحيد.
رأس الموضوع: الألوهية.
إسم الباحث: أحمد حسن قاضي.
عنوان الرسالة: دراسات المستشرقين لتوحيد الأسماء والصفات في الآيات القرآنية.
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
الكلية: الدعوة والإعلام بالمدينة المنورة.
القسم: الاستشراق.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 04/ 11/1410هـ.
تاريخ المناقشة: 1411هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: محجوب أحمد كردي.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:21]ـ
الرقم التسلسلي: 480826
رأس الموضوع: الأسماء الحسنى.
رأس الموضوع: القرآن - بلاغة.
رأس الموضوع: البلاغة العربية.
إسم الباحث: عواطف حمزة خياط.
عنوان الرسالة: أسرار التناسب والبيان في الأسماء الحسنى والصفات العلى في الفاصلة القرآنية.
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة أم القرى.
الكلية: اللغة العربية وآدابها.
القسم: اللغة والنحو والصرف.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 1413هـ.
تاريخ المناقشة: 1414هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: علي العماري.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:24]ـ
الرقم التسلسلي: 501888
رأس الموضوع: الألوهية.
رأس الموضوع: فقهاء الحنابلة.
رأس الموضوع: آيات الصفات.
رأس الموضوع: أحاديث العقائد.
رأس الموضوع: الأسماء والصفات.
إسم الباحث: نورة حمد عبد الرحمن الحرقان.
عنوان الرسالة: الأسماء والصفات عند متأخري الحنابلة في القرنين الخامس والسادس الهجريين في ضوء الكتاب والسنة.
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة الملك سعود.
الكلية: التربية.
القسم: الثقافة الإسلامية.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 1415هـ.
تاريخ المناقشة: 1417هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: محمد أبو الغيط الفرت.
مكان الحفظ: مكتبة الملك فهد.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:38]ـ
الرقم التسلسلي: 502899.
رأس الموضوع: أحاديث العقائد.
رأس الموضوع: الحديث - مسند ابن حنبل.
رأس الموضوع: التوحيد.
رأس الموضوع: الألوهية.
إسم الباحث: منصور الحجيلي.
عنوان الرسالة: أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد, أحاديث الأسماء والصفات - القسم الأول: جمع ودراسة.
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
الكلية: أصول الدين.
القسم: العقيدة والمذاهب المعاصرة.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 1416هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:39]ـ
الرقم التسلسلي: 502901.
رأس الموضوع: أحاديث العقائد.
رأس الموضوع: الحديث - مسند ابن حنبل.
رأس الموضوع: التوحيد.
رأس الموضوع: الألوهية.
إسم الباحث: أمين بن يحيى بن محمد الوزان.
عنوان الرسالة: أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: جمع ودراسة أحاديث الأسماء والصفات: القسم الثاني س - ق.
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
الكلية: أصول الدين.
القسم: العقيدة والمذاهب المعاصرة.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 1416هـ.
تاريخ المناقشة: نوقشت.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: عبد الله صالح المشيقح.
ملاحظات: يشتمل على كشافات.
مكان الحفظ: مركز الملك فيصل.
رقم الحفظ: 182254.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:42]ـ
الرقم التسلسلي: 502902.
رأس الموضوع: أحاديث العقائد.
رأس الموضوع: الحديث - مسند ابن حنبل.
رأس الموضوع: التوحيد.
رأس الموضوع: الألوهية.
إسم الباحث: سعيد بن أحمد الغامدي.
عنوان الرسالة: أحاديث العقيدة من مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: جمعا ودراسة أحاديث الأسماء والصفات، القسم الثاني ك - ي.
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
الكلية: أصول الدين.
القسم: العقيدة والمذاهب المعاصرة.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 1416هـ.
تاريخ المناقشة: نوقشت.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: عبد الله صالح لمشيقح.
ملاحظات: يشتمل على كشافات.
مكان الحفظ: مركز الملك فيصل.
رقم الحفظ: 182210.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:45]ـ
الرقم التسلسلي: 504191.
رأس الموضوع: القرآن - تفسير.
رأس الموضوع: الألوهية.
رأس الموضوع: الآلوسي الكبير , ت 1270هـ.
رأس الموضوع: آيات الصفات.
إسم الباحث: أمل سليمان الموسى.
عنوان الرسالة: موقف الألوسي من الأسماء والصفات من خلال تفسيره روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني.
الجامعة المانحة للدرجة: الرئاسة العامة لتعليم البنات.
الكلية: التربية للبنات بالرياض.
القسم: الدراسات الإسلامية.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 1414هـ.
تاريخ المناقشة: 1419هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: ناصر عبد الرحمن الجديع.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:45]ـ
الرقم التسلسلي: 508057.
رأس الموضوع: التوحيد.
رأس الموضوع: الكتب - نقد وتعريف.
رأس الموضوع: الأسماء والصفات.
إسم الباحث: حسن علي حسين عواجي.
عنوان الرسالة: التجريد في شرح كتاب التوحيد لعبد الهادي بن محمد البكري العجلي (ت 1264هـ): دراسة وتحقيق.
الجامعة المانحة للدرجة: الجامعة الإسلامية.
الكلية: الدعوة وأصول الدين.
القسم: الدعوة.
مستوى الرسالة: دكتوراه.
تاريخ المناقشة: 1414هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: تحقيق ودراسة.
إسم المؤلف الأصلي: ابن عبد الهادي, عبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي,.
عنوان المادة المحققة: التجريد في شرح كتاب التوحيد.
إسم المشرف على الرسالة: صالح بن عبد الله العبود.
إسماء أعضاء لجنة المناقشة: محمد بن ربيع مدخلي، أحمد بن مرعي العمري.
مكان الحفظ: مكتبة الملك فهد الوطنية.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:46]ـ
الرقم التسلسلي: 508205.
رأس الموضوع: الأسماء والصفات.
رأس الموضوع: التوحيد.
رأس الموضوع: الألوهية.
إسم الباحث: صالح بن علي بن عبد الرحمن المحسن.
عنوان الرسالة: الأسماء والصفات للبيهقي: تحقيق ودراسة.
الجامعة المانحة للدرجة: الجامعة الإسلامية.
الكلية: الدعوة وأصول الدين.
القسم: العقيدة.
مستوى الرسالة: دكتوراه.
تاريخ التسجيل: 1412هـ.
تاريخ المناقشة: 1417هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: تحقيق.
إسم المؤلف الأصلي: البيهقي, أحمد بن الحسين بن علي, 458هـ.
عنوان المادة المحققة: الأسماء والصفات.
إسم المشرف على الرسالة: محمد بن ربيع مدخلي.
إسماء أعضاء لجنة المناقشة: عاصم بن عبد الله القريوتي أحمد بن مرعي العمري.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:49]ـ
الرقم التسلسلي: 516148.
رأس الموضوع: التربية الإسلامية.
رأس الموضوع: الأسماء والصفات.
إسم الباحث: علي خميس علي آل رداد الغامدي.
عنوان الرسالة: الدلالات التربوية في بعض أسماء الله الحسنى وصفاته العليا.
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة أم القرى.
الكلية: التربية.
القسم: التربية الإسلامية والمقارنة.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ المناقشة: 1417هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: محمد خير عرقسوسي.
إسماء أعضاء لجنة المناقشة: عمر حسين عطار عبد الرحمن حبنكة الميداني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:50]ـ
الرقم التسلسلي: 520947.
رأس الموضوع: ابن قيم الجوزية , ت 751هـ.
رأس الموضوع: الأسماء والصفات.
إسم الباحث: وليد بن محمد بن عبد الله العلي.
عنوان الرسالة: جهود الإمام ابن قيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات.
الجامعة المانحة للدرجة: الجامعة الإسلامية.
الكلية: الدعوة وأصول الدين.
القسم: العقيدة.
مستوى الرسالة: دكتوراه.
تاريخ التسجيل: 1420هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: محمد بن عبد الرحمن أبوسيف الجهني.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:51]ـ
الرقم التسلسلي: 521901.
رأس الموضوع: الطبري , ت 310هـ.
رأس الموضوع: أصحاب الحديث.
رأس الموضوع: الحديث - المسانيد.
رأس الموضوع: التوحيد.
رأس الموضوع: الأسماء والصفات.
رأس الموضوع: القرآن - تفسير.
إسم الباحث: أبو بكر محمد ثاني.
عنوان الرسالة: الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جرير الطبري: جمعا ودراسة.
الجامعة المانحة للدرجة: الجامعة الإسلامية.
الكلية: الدعوة وأصول الدين.
القسم: العقيدة.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 1418هـ.
تاريخ المناقشة: 1421هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: تحقيق ودراسة.
إسم المؤلف الأصلي: الطبري, محمد بن جرير بن يزيد, 310هـ.
عنوان المادة المحققة: تفسير الطبري.
إسم المشرف على الرسالة: صالح بن سعد السحيمي.
إسماء أعضاء لجنة المناقشة: عاصم عبد الله القريوتي محمد عبد الوهاب العقيل.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:52]ـ
الرقم التسلسلي: 524422.
إسم الباحث: جيلالي إيطاطحين.
عنوان الرسالة: بيان النبي صلى الله عليه وسلم لتوحيد الأسماء والصفات عند أهل السنة ومخالفيهم وأثر ذلك في العقيدة.
الجامعة المانحة للدرجة: الجامعة الإسلامية.
الكلية: الدعوة وأصول الدين.
القسم: العقيدة.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 1421هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: أحمد بن مرعي العمري.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:54]ـ
الرقم التسلسلي: 524424.
إسم الباحث: إسماعيل بن محمد عبد الغفار.
عنوان الرسالة: تقرير أهل السنة من الحنفية لعقيدة السلف في الأسماء والصفات.
الجامعة المانحة للدرجة: الجامعة الإسلامية.
الكلية: الدعوة وأصول الدين.
القسم: العقيدة.
مستوى الرسالة: ماجستير.
تاريخ التسجيل: 1419هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: غالب بن علي عواجي.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:55]ـ
الرقم التسلسلي: 531504.
إسم الباحث: أحمد الزيادي.
عنوان الرسالة: الأسماء والصفات والأفعال عند شيخ الإسلام ابن تيمية.
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة محمد الخامس.
الكلية: الآداب - الرباط.
القسم: الدراسات الإسلامية.
مستوى الرسالة: دكتوراه.
تاريخ التسجيل: 1996.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: محمد أمين الإسماعيلي.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 08:00]ـ
الرقم التسلسلي: 566621.
إسم الباحث: أسماء بنت عبد العزيز بن محمد السلمان.
عنوان الرسالة: الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الأسماء والصفات: جمع ودراسة.
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
الكلية: أصول الدين.
القسم: العقيدة والمذاهب المعاصرة.
مستوى الرسالة: دكتوراه.
تاريخ المناقشة: 1426هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: محمد بن إبراهيم العجلان.
ملاحظات: يشتمل على كشافات.
مكان الحفظ: مركز الملك فيصل.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 08:08]ـ
الرقم التسلسلي: 569167.
إسم الباحث: أحلام بنت صالح الضبيعي.
عنوان الرسالة: أدلة أهل السنة العقلية في الأسماء والصفات والقدر.
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة الملك سعود.
الكلية: التربية.
القسم: الثقافة الإسلامية.
تاريخ المناقشة: 1425هـ.
لغة الرسالة: عربي.
نوع الرسالة: بحث.
إسم المشرف على الرسالة: خالد عبد الله القاسم.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 08:34]ـ
كتاب: ((ابن تيمية السلفي، نقده لمسالك المتكلمين والفلاسفة في الإلهيات)):
للعلامة الشيخ الدكتور/ محمد خليل هراس.
وكانت هذه الدراسة هي رسالة الشيخ العلامة بكلية أصول الدين، بجامعة الأزهر، وظل هذا الشيخ العلامة مجاهدا في الزود عن عقيدة السلف الصالح، وقد لاقى في سبيل ذلك أشد العنت في جامعة الأزهر؛ لمخالفته أكثر الأساتذة في الوسط المحيط به آنذاك.
والكتاب بحث قيم محرر، يدور أكثره حول بحث مسائل الأسماء والصفات وبحث رأي شيخ الإسلام ابن تيمية فيها، وله فيه أبحاث دقيقة محررة؛ خاصة البحوث المتعلقة بصفات: الكلام، وحلول الحوادث، والصفات الخبرية، ونقض مسالك الفلاسفة في قولهم بامتناع صدور الكثرة عن الواحد البسيط من كل وجه على مذهبهم الباطل في الإلهيات، وكذلك بحثه مسألة الحكمة والتعليل، وبحثه باب القدر.
وللكتاب مصورة بدار الكتب العلمية، الطبعة الأولى منها، سنة: 1404 هـ، 1984م.
ـ وللشيخ رحمه الله شرح على الواسطية، يعد كذلك من المصنفات المعاصرة القيمة في باب الأسماء والصفات.
ـ وله - رحمه الله - شرح على نونية الإمام ابن القيم، يعد هذا الشرح من أعمق الدراسات المصنفة على النونية، وهو - على اختصاره - من المصنفات المعاصرة النافعة جدا في باب الأسماء والصفات؛ والكتاب مختصر في بابه؛ فقد اكتفى فيه الشيخ ببيان مذهب السلف في شرح مباحث النونية، دون التوسع في نقل النصوص عن أئمة السلف المهتدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 08:45]ـ
كتاب: ((القواعد المثلى في أسماء الله وصفاته الحسنى)):
لخاتمة السلف الصالح وحسنة هذا الزمان، الإمام العلامة الشيخ محمد صالح بن عثيمين، رحمه الله، والكتاب اعتنى عناية خاصة بقواعد الأسماء والصفات؛ انطلاقا من القواعد التي قررها الإمام ابن القيم في فاتحة كتابه البديع: ((بدائع الفوائد)) وقد جاء الإمام ابن القيم في باب كليات وقواعد الأسماء والصفات بما لم تستطعه الأوائل، ثم أحرز العلامة ابن عثيمين في هذا الباب تقدما جديدا في كتابه القواعد المثلى، ولا زال هذا الباب في حاجة إلى دراسات كمية وكيفية، استقرائية تحليلية للوصول إلى ضبط القوانين الكلية والأصول العامة الحاكمة لعقائد السلف، ولبيان مدى الانسجام والتوافق بين العقل والنقل في عقيدة السلف الصالح رضي الله عنهم.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 08:55]ـ
كتاب: ((القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف)):
للدكتور: إبراهيم بن محمد بن عبد الله البريكان:
وأصل هذا الكتاب رسالة علمية بإشراف العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية.
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام: 1414 هـ، 1994م، والطبعة الثانية منه في العام التالي لها مباشرة؛ سنة: 1415 هـ، 1994م.
ومع أهمية موضوع هذه الدراسة، إلا أنها لم تقدم ما كان يتوقع منها في مجال قواعد المنهج السلفي في باب الأسماء والصفات؛ لاعتماد هذه الدراسة اعتمادا كبيرا على استنباطات الإمام ابن القيم في ((بدائع الفوائد))، وبحوث العلامة الشيخ ابن عثيمين في كتابه: ((القواعد المثلى في أسماء والله وصفاته الحسنى))؛ بحيث إذا جردها الباحث مما استفاده من هذين الكتابين، فلن يخلص له جديد يعتبر من إسهاماته في هذا الفن البِكر.
كما أن الدراسة تفتقد إلى عمق البحث ورصانة الأسلوب؛ بل كانت أشبه بكتاب تعليمي يشرح ما في المصدرين السابقين.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 09:18]ـ
كتاب: ((غاية النفحات في دراسة الأسماء والصفات، مقدمة ضرورية لدراسة الأسماء والصفات)):
للشيخ الدكتور/ أحمد بن منصور آل سبالك، وقدم لها فضيلة الأستاذ الدكتور العلامة السلفي، مصطفى حلمي، حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية:
والكتاب صدرت الطبعة الأولى منه سنة: 1424 هـ - 2003م، عن دار الرضا للنشر والتوزيع بمصر.
واعتماد هذه الدراسة على معطيات شيخ الإسلام ابن تيمية، الإمام ابن القيم، والشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، والإمام ابن عثيمين -: واضح جدا في طول البحث وعرضه.
وقد قام بعض الباحثين بعقد مقارنة بين هذا البحث وبحث الدكتور البريكان السابق، وانتهت دراسته - وَفقا لمقارنته - إلى القول بتأثُّرِ المتأخِّرِ منهما بالمتقدم:
إلا أن مثل هذا الحكم يحتاج إلى صبر وتأني، لا سيما مع ندرة الوقفات التحليلية والاستنباطات الجديدة في الكتابين، واعتمادهما طريقةَ الاقتباس والشرح، ومع تقارب مصادر الكتابين، وعزة المصنفات في هذا الباب؛ فإنا نستطيع الجزم بأن الأئمة المهتمين بموضوع قواعد العقيدة السلفية وكلياتها لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين؛ ومن أهم من عني بهذا الباب:
ـ شيخ الإسلام ابن تيمية، رضي الله عنه، في جميع مؤلفاته تقريبا.
ـ الإمام العلامة ابن القيم، لا سيما في كتابه الماتع: ((بدائع الفوائد))، و: ((شفاء العليل))، و: ((مفتاح دار السعادة)).
ـ الإمام العلامة محمد بن السيد إبراهيم الوزير بن علي بن المرتضى، العفيف الحسني الفاسي الصغاني عز الدين اليمني، المعروف بابن الوزير؛ خاصة في كتابيه العظيمين النافعين: ((إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق))، وكتابه: ((ترجيح أساليب القرآن على أساليب البونان)).
ومن المعاصرين:
ـ الشيخ العلامة ابن عثيمين؛ خاصة في كتابه: ((القواعد المثلى)).
ـ الشيخ الدكتور/ مصطفى حلمي في كتاب: ((قواعد المنهج السلفي)).
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 03:37]ـ
مراجع أخرى في باب الأسماء والصفات:
ـ منهج الحافظ ابن عبد البر في توحيد الأسماء والصفات: إعداد: صالح بن محمد بن علي العقيل، إشراف الدكتور: عبد الكريم مراد.
ـ الرد على من أنكر توحيد الأسماء والصفات: للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق.
ـ القواعد الطيبات في الأسماء والصفات: لكل من: ابن القيم، الشنقيطي، ابن عثيمين، اعتنى به وعلق عليه: أبو محمد أشرف عبد المقصود.
ـ مجموعة فيها: تحفة المقتصدين من مدارج السالكين؛ سبيل النجاة في باب الاسماء والصفات، المحفوظات السامية الكافية الشافية: اختارها ورتبها: عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن محمد بن سحمان، وكتاب: ((سبيل النجاة في باب الاسماء والصفات)) من هذه المجموعة: لخصه المؤلف من كلام ابن تيمية و ابن القيم.ـ طبع على نفقة فاعل خير من اهل الصحنة بالدلم.
ـ الأسماء والصفات نقلا وعقلا: مجموع من كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، رحمه الله، حققه وعلق عليه: شريف فؤاد هزاع.
ـ منهج السلف في الأسماء والصفات: بقلم: شاكر بن توفيق العاروري، نشر سنة: 1417 هـ - 1996م.
ـ عقيدة أهل السنة في الأسماء والصفات: للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، بحث بمجلة: الجندي المسلم، مجلة فصلية، س: 25، ع: 86 (ذو الحجة 1417 هـ / صفر 1417 هـ، مارس/ أبريل: 1997).
ـ نواقض توحيد الأسماء والصفات: لناصر القفاري.
ـ معتقد اهل السنة و الجماعة في توحيد الاسماء و الصفات: تأليف محمد بن خليفة التميمي.
ـ تحقيق العبودية بمعرفة الاسماء و الصفات: تأليف فوز بنت عبداللطيف بن كامل الكردي، تاريخ النشر: 1421هـ، 2000 م.
ـ الاحاديث الضعاف والموضوعات في الاسماء والصفات: تصنيف زكريا غلام قادر الباكستاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[28 - Sep-2009, مساء 11:28]ـ
كتاب: ((القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف)):
للدكتور: إبراهيم بن محمد بن عبد الله البريكان:
وأصل هذا الكتاب رسالة علمية بإشراف العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية.
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام: 1414 هـ، 1994م، والطبعة الثانية منه في العام التالي لها مباشرة؛ سنة: 1415 هـ، 1994م.
ومع أهمية موضوع هذه الدراسة، إلا أنها لم تقدم ما كان يتوقع منها في مجال قواعد المنهج السلفي في باب الأسماء والصفات؛ لاعتماد هذه الدراسة اعتمادا كبيرا على استنباطات الإمام ابن القيم في ((بدائع الفوائد))، وبحوث العلامة الشيخ ابن عثيمين في كتابه: ((القواعد المثلى في أسماء والله وصفاته الحسنى))؛ بحيث إذا جردها الباحث مما استفاده من هذين الكتابين، فلن يخلص له جديد يعتبر من إسهاماته في هذا الفن البِكر.
كما أن الدراسة تفتقد إلى عمق البحث ورصانة الأسلوب؛ بل كانت أشبه بكتاب تعليمي يشرح ما في المصدرين السابقين.
جزاك الله خيرا وهل هذا الكتاب موجود على النت مصور؟
ـ[أبو عبد الرحمن الروسي]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 09:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم مصطفي
هل لديكم هذه الكتب؟ وإذا كانت موجودة فهل من ممكن رفعها؟
1. تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات
رسالة الماجستير
المؤلف: فوز بنت عبداللطيف الكردي
الناشر: دار طيبة - الرياض - الطبعة: الأولى - سنة الطبع: 1421هـ
2. منهج الإمام ابن القيم في شرح أسماء الله الحسنى
رسالة الماجستير
المؤلف: مشرف بن علي الغامدي
الناشر: دار ابن الجوزي - الدمام - الطبعة: الأولى - سنة الطبع: 1426هـ
3. الأسماء الحسنى والصفات العلى
المؤلف: عبدالهادي بن حسن وهبي
الناشر: دار الدليل الأثرية - الجبيل - الطبعة: الأولى - سنة الطبع: 1428هـ
4 غاية النفحات في دراسة الأسماء والصفات، مقدمة ضرورية لدراسة الأسماء والصفات
للشيخ الدكتور/ أحمد بن منصور آل سبالك.
الناشر: دار الرض - مصر - الطبعة: الأولى سنة: 1424 هـ - 2003م.
جزاكم الله خيرا(/)
عدالة الصحابة
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 07:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن استن بسنته واهتدى بهداه.
أما بعد:
فعدالة الصحابة رضي الله عنهم من مرتكزات عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، ويُدَلِّلُون على ذلك بالكتاب والسنة، وبإجماع الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
قال الخطيب البغدادي في كتابه "الكفاية في أصول الرواية" (1/ 180 - 181):
" (باب ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة)
وانه لا يحتاج الى سؤال عنهم وانما يجب فيمن دونهم كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل به الا بعد ثبوت عدالة رجاله ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن، ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم، وإطنابه في تعظيمهم، وإحسان الثناء عليهم، جميع ذلك يقتضي طهارتَهم، والقطعَ على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج أحدٌ منهم ـ مع تعديل الله تعالى لهم المطّلع على بواطنهم ـ إلى تعديل أحد من الخلق لهم، وقد برّأهم الله تعالى، ورفع أقدارَهم عنده، على أنه لو لم يرد من الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فيهم شيءٌ مما ذكرناه؛ لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد والنصرة، وبذل المُهَج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين، القطعَ على عدالتهم، والاعتقادَ لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدَّلين، الذين يجيئون من بعدهم أبد الآبدين، وهذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتد بقوله من الفقهاء".
قال أبو الحجاج: وقد قلت فيهم قصيدة دونك بعض أبياتها:
هُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ عَزَّ جَنَابُهُمْ:::::هُمْ دُرَّةُ الْأَزْمَانِ وَكَوْكَبُ الشِّعْرَى
أَهْلُ النَّجَاةِ وَأَهْلُ النَّصْرِ قُدْوَتُنَا:::::صَحْبُ النَّبِيِّ بِهمْ نَسْتَخْلِصُ الْعِبَرا
أَنْصَارُ سُنَّتِنَا أَعْلَامُ أُمَّتِنَا:::::هُمْ فَخْرُ مِلَّتِنَا قَدْ أَثْلَجُوا الصَّدْرا
هَذِي شَمَائِلُهُمْ تَزْهُو بِهَا الدُّنْيَا::::: مَنْ ذَا يُنَازِعُهُمْ قَدْ خَابَ أَوْ خَسِرا
فِي الْقَلْبِ مَسْكَنُهُمْ حَلُّوا وَإِنْ ظَعَنُوا:::::وَالنَّفْسُ تَطْلُبُهُمْ أَكْرِمْ بِهِمْ قَدْرا
اللهم إني أشهدك على حب الصحابة رضوان الله عليهم اللهم فاحشرني ووالديّ ومشايخي وإخواني معهم يا ربنا.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 01:26]ـ
لا شك فى عدالة الصحابة ولا خلاف بين أهل السنة على عدالتهم وإنما وقع الخلاف فى:
من هو الصحابى؟
وهل كلهم عدول بمن فيهم من ثبت فسقه بنص كهيت والحكم الطريد ومن أقيم عليه الحد على عهد النبى صلى الله عليه وسلم أو بعده؟
هذه المسائل دقيقة وتحتاج لبحث علمى مستفيض.(/)
موعظة عن تغير الزمان والتمسك بالدين
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 10:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ مَنْ تَرَكَ مِنْكُمْ عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ هَلَكَ، ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ بِعُشْرِ مَا أُمِرَ بِهِ نَجَا".
أخرجه الترمذي (4/ 530، رقم 2267)، وابن عدي (7/ 18، ترجمة 1959 نعيم بن حماد). وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2/ 508).
قال العلامة المباركفوري:
في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي":
قَوْلُهُ: (إِنَّكُمْ) أَيُّهَا الصَّحَابَةُ (فِي زَمَانٍ) مُتَّصِفٍ بِالْأَمْنِ وَعِزِّ الْإِسْلَامِ (مَنْ تَرَكَ مِنْكُمْ) أَيْ فِيهِ (عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ) مِنْ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ (هَلَكَ) أَيْ وَقَعَ فِي الْهَلَاكِ لِأَنَّ الدِّينَ عَزِيزٌ وَأَنْصَارُهُ كَثْرَةٌ فَالتَّرْكُ تَقْصِيرٌ فَلَا عُذْرَ (ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ) يَضْعُفُ فِيهِ الْإِسْلَامُ وَيَكْثُرُ الظُّلْمُ وَيَعُمُّ الْفِسْقُ وَيَقِلُّ أَنْصَارُ الدِّينِ وَحِينَئِذٍ (مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ) أَيْ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَنِ (بِعُشْرِ مَا أُمِرَ بِهِ نَجَا) لِأَنَّهُ الْمَقْدُورُ وَ {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.(/)
الصومال .. البلد الذي لم يلق السلاح يوماً
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 01:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/h8710358.jpg
الصومال .. البلد الذي لم يلق السلاح يوماً
منذ سنوات طويلة، حمل المجاهدون في الصومال مسؤولية كبيرة، سقط خلالها مئات الآلاف من الشهداء، ومئات الآلاف من المعتدين أيضاً. وإلى الآن، لا تبدو الصومال بحال أفضل عن غيرها من ا لدول الإفريقية التي تعاني من الفقر والعوز، ورغم ذلك، لم يحد هذا الحال المعيشي والاقتصادي الصعب، من قدرة الصوماليين على مواجهة المحتل، ولا من حبهم للاستقلال والحرية. كان الهمّ في البداية منصباً على التحرر من الاستعمار الغربي والذي كان يعاني منه غالبية الدول الإسلامية والعربية. والصومال كبلد مسلم عربي، شهد إنشاء مستعمرات بريطانية وإيطالية فصلت قسميه، قبل أن تتوحد في العام 1960م، ومنذ ذلك الوقت، بدأت الأمور تتطوّر ببطئ، ككثير من الدول الإفريقية، بسبب طبيعة البلد وحالته الاقتصادية. وخلال هذا النمو المجتمعي، كان هناك توتر مستمر مع دول الجوار، خاصة النصرانية منها، كإثيوبيا وكينيا. سنوات الجهاد الأولى: والجهاد في الصومال ليس وليد تلك الفترة، بل هو ممتد لتاريخ سابق، ففي العام 1889 انطلقت ثورة بقيادة محمد عبدالله حسن، استمرت حتى العام 1921، ولقب بمهدي الصومال تيمناً بمهدي السودان. وربما من أفضل ما قام به آنذاك، أنه نبذ العنصرية القبلية، ووحّد جميع الصوماليين للجهاد ضد المستعمرين. وقد أثار قدوم المنصرين من الكنيسة الإنجيلية إلى الصومال، وتقديم هبات للناس لتنصيرهم حفيظة محمد عبدالله حسن، ما سرّع في الثورة، حيث هاجم مراكزهم وأثار المسلمين ضدهم. واستمر جهاد الصوماليين إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى، تمكنت خلالها الدول الغربية من التكاتف لوأد حركة المجاهدين الأولى. إلا أن الجهاد عاد من جديد بعد أن ضمّت إيطاليا عام 1936م مناطق من الصومال إلى إثيوبيا التي تحتلها، وقام البريطانيين بفرض سيطرتهم الكاملة، حيث استطاع المجاهدون طرد القوات البريطانية وتحرير مناطق واسعة من الصومال عام 1940م، قبل أن تعيد القوات البريطانية تنظيم صفوفها، وبدعم من القوات الإيطالية، أعادت احتلال الصومال من جديد. إلا أن الإيطاليين لم يستطيعوا العودة لمواقعهم السابقة التي طردها منهم المجاهدين، إلا عام 1950م. وشهدت الصومال بعد ذلك حركات جهادية عديدة، انتهت بإعلان الاستقلال الكامل عن البريطانيين في الجزء الذي كان يسمى أرض الصومال (شمال) في يونيو 1960م، فيما حصل الجنوب على استقلاله من البريطانيين في يوليو 1960م. الجهاد بعد الاستقلال: ورغم خروج المحتل البريطاني والإيطالي، إلا أن البلاد لم تهدأ سياسياً، إذ كانت إيطاليا قد ضمّت جزء من الصومال لإثيوبيا خلال فترة الاحتلال، فيما قامت بريطانيا بإعطاء منطقة الحدود الشمالية الصومالية لكينيا عام 1963م. خاصة وأن الصومال بلد مسلم، فيما إثيوبيا وكينيا دول نصرانية، الأمر الذي أشعل الغيرة والحمية لدى نفوس الصوماليين. وخلال فترة بسيطة بعد الاستقلال، عاد المجاهدون الصوماليون لحمل السلاح بسبب هذه التطورات، وبسبب تطوّر سياسي محلي أيضاً هام، إذ قام محمد سياد بري (من جنوب الصومال)، بانقلاب عسكري عام 1969م، على شرعية الحكومة التي كانت برئاسة محمد حاج إبراهيم (وهو من شمال الصومال). وأطلق يد قوات الأمن في البلاد، واستبدّ في الحكم طويلاً. ورغم أن رئاسة الصومال منذ الاستقلال ورئاسة الحكومة كانت بيد الجنوبيين، ما أساء كثيراً للشماليين، إلا أن محمد سياد بري بديكتاتوريته، وتحوّله للنظام الاشتراكي الشيوعي بدعم من الاتحاد السوفيتي السابق، أجبر الصوماليين على إعلان قيام جبهة معارضة أطلق عليها اسم "جبهة تحرير أرض الصومال" عام 1981م، واستطاعت أن تحرر 80% من الشمال من حكم بري. وكان للسلاح بيد المجاهدين الصوماليين دوراً آخر في حربهم ضد الاحتلال الإثيوبي، هذه الحرب التي استمرت منذ العام 1977م، ولغاية 1988م. ولم يستطع الشماليون الإطاحة بحكم محمد سياد بري إلا في العام 1991، عندما أعلن محمد فرح عيديد تأسيس حركة جنوب الصومال، التي أطبقت هي والمعارضة الشمالية على العاصمة مقديشو،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأسقطت نظام بري، ما فتح باب الانقسام القبلي في الصومال على مصراعيه. استطاع الصوماليون في الشمال إعادة تأسيس بلاد "أرض الصومال" أو "بونت لاند"، فيما غرقت بقية البلاد في صراع داخلي. الصوماليون يطردون الأمريكيين: ومرّة أخرى كان للمجاهدين دور فعال وكبير، عندما حاولت القوات الأمريكية التدخل في الصومال، واحتلالها بحجة إنقاذ البلاد من الانقسام الداخلي .. فقام المجاهدون وخاصة جماعة محمد فرح عيديد بمواجهة القوات الأمريكية والأممية، والتي كانت تمارس كل أنواع الاحتلال والقتل والاعتقال والتنكيل بالصوماليين. ووقعت حادثة 1995م الشهيرة، والتي قتل فيها 18 عسكرياً أمريكياً بعد سقوط مروحيتهم في مقديشو، وتم تصوير الأهالي الغاضبين وهم يجرون جثث الأمريكيين في شوارع المدينة، ما أجبر الأمريكيين على الرحيل مباشرة. بعد عامين، وخلال سنة 1997م، التقت الفصائل الصومالية المتناحرة في اجتماع بالقاهرة، لوضع حد للمواجهات، ولكنها بائت بالفشل، قبل ان تتمكن تلك الفصائل للتوصل لحل سياسي عام 2000م عقد في جيبوتي، تم فيه اختيار عبدالقادر صلاد حسن رئيساً للبلاد، فيما تم تعيين علي خليف رئيساً للحكومة، وتشكّلت أوّل حكومة صومالية متكاملة منذ العام 1991م. وما أن وضع المقاتلون الصوماليون أسلحتهم، حتى ثار أمراء الحرب السابقين، الذين كانوا ينتفعون باستمرار من الحرب الأهلية، وقاموا في إبريل 2001 بدعم من إثيوبيا، بتشكيل معارضة مسلحة لحكومة الاتفاق. المحاكم الشرعية: بعد إعادة الخلافات بين الفصائل الصومالية، أعلنت من جديد أرض الصومال استقلالها، وتم اختيار الرئيس ظاهر ريال، بعد وفاة الرئيس محمد إبراهيم عقال، ولكن محادثات كينيا عام 2004م أعادت الأمل للصوماليين، بتعيين أول برلمان صومالي وحّد أمراء الحرب وقادة القبائل والسياسيين، أوكلت إليه مهمة اختيار رئيس البلاد ورئيس الحكومة. وبسبب أوضاع مقديشو الأمنية الصعبة، انتقل البرلمان للعمل من مدينة "بيداوا". وبعد فشل البرلمان والاتفاق السياسي الأخير من إخراج البلاد من محنة الحرب الأهلية، وبعد الدعم المقدم من أمريكا لأمراء الحرب السابقين لإعادة تقسيم البلاد، قام المجاهدون التابعون لقوات المحاكم الشرعية عام 2006م، بطرد أمراء الحرب وأعوانهم، وفرضوا سيطرتهم على أجزاء كبيرة من شمال الصومال والعاصمة مقديشو، وأسسوا لنظام إسلامي عادل، تم فيه نشر الأمن والأمان، وتمت مكافحة الجريمة والرذيلة، ومعاقبة المسيء، ما أدخل المنطقة في جو من الأمن والأمان الدائمين. حاولت العديد من الجهات الخارجية، دعم القوات المناوئة للمحاكم الشرعية التي نشرت الشريعة الإسلامية، ما أدى لحروب أهلية جديدة. ورغم انسحاب قوات المحاكم الشرعية من مقديشو، وقيام إثيوبيا بدعم من القوات الأمريكية بنشر قواتها في الصومال، إلا أن شيخ شريف شيخ احمد (رئيس المحاكم) الذي أسس جبهة لتحرير الصومال، استطاع العودة مرة أخرى لمقديشو أواخر العام 2008، بعد التوقيع على اتفاقية السلام في جيبوتي، التي أجبرت القوات الإثيوبية على الانسحاب من الصومال، خرج خلالها الرئيس السابق عبدالله يوسف أحمد من الحكم، وطلب اللجوء إلى اليمن. وخلال الانتخابات التي جرت في جيبوتي، صوّت البرلمان الصومالي على انتخاب شيخ شريف شيخ أحمد، رئيساً للبلاد، على أمل دخول الصومال في فترة استقرار سياسية. إلا أن الكثير من السياسيين يرون أن هذه الأرض التي لم يضع المقاتلون فيها السلاح يوماً، قد لا تستسيغ الهدوء لفترة طويلة .. ما قد يهدد الاتفاق الجديد بحروب قادمة.
المصدر:
http://salmajed.com/node/6555(/)
من جرب الكي .. أ. عبدالله الناصر
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 01:04]ـ
من جرب الكي ..
أ. عبدالله الناصر من جرب الكي ..
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/QB310542.jpg
لم أر ولم أسمع عن أمة تشكك في قتلها وإبادتها كالأمة العربية!! ستون عاماً من القتل والإبادة والتجويع، والترويع، ومع هذا يصرون على السلام مع إسرائيل .. وإسرائيل أيها السادة لا تجنح للسلام ولن تجنح، لأنها بكل بساطة دولة غزو، وقتل، واحتلال، منذ بداية تكوينها ... إسرائيل لديها مشروع احتلالي واضح، لديها منهاج للحرب، والقتل واضح، لديها خوارط واضحة للأراضي التي تريد أن تجتاحها، كل هذا موجود في تاريخها وفي مؤسساتها، ومدارسها من رياض الأطفال إلى مقاعد الجامعة .. إسرائيل تقول للعرب أنا واضحة في منهاجي فهو: بناء مستوطنات .. إبادة .. تقطيع أوصال بلدان .. رفض قرارات الأمم المتحدة .. استخدام كل أبشع أنواع الإبادة التي عرفتها البشرية ..
إسرائيل مهيمنة على القرار الغربي هيمنة كاملة، فما الذي يردعها وما الذي يمنعها من تحقيق أهدافها .. ؟!
مشروع السلام الذي تطرحه هو مشروع احتلالي، أي أنها تحت مظلة وشعار السلام تمارس الإرهاب، والاحتلال .. إنها لعبة الأذكياء أو الأغبياء على حد سواء، فهي تردد مصطلح السلام، والحديث عن السلام في الإعلام الغربي وكأنها هي التي تروج له، بينما العرب هم الذين يرفضونه! فانطبع في عقلية الغربي أن إسرائيل دولة سلام، وأن العرب والفلسطينيين بالذات قتلة و مجرمون، وأوباش ولصوص، ومجموعات من الأغبياء، والأصوليين والإرهابيين .. هكذا تتقن إسرائيل لعبتها.!!
ولكن المشكلة ليست في إسرائيل وحدها، فإسرائيل كما أسلفت تقاتل ضمن منهج عقائدي، وسياسي، واقتصادي، وهي ترسخ بقاءها ووجودها وفقاً لتلك المعطيات .. لكن المشكلة مشكلة العرب الذين يُذبحون ولا يصدقون أنهم يذبحون!! وتحتّل أراضيهم ولا يصدقون أنها تحتل!! وتغزى بلدانهم وتباد كل مشاريعهم التنموية ولا يصدقون، وتمارس عليهم كل أنواع المهانة والتكبيت، والإذلال ولا يصدقون، بل ولا يرعوون ولا يفكرون ولا يتفكرون فيما يصيبهم ويحل بهم من بلاء وويلات ..
يخرج اليوم من بين بعض المحسوبين على فكرنا وممن يحسنون الظن بالغرب من يقول: إن إسرائيل تدافع عن نفسها من الإرهابيين، وأنه لولا صواريخ الإرهابيين لما كان الغزو ولا كان الاحتلال ..
أمر عجيب غريب لا أدري كيف لعقل عاقل أن يستوعبه أو يستسيغه!! إسرائيل تمارس الإبادة والقتل منذ ستين عاماً، ونحن نمارس الرغاء والثغاء، والعويل، وندمن الهزائم إن جاز التعبير منذ ستين عاماً، ندمن البكاء منذ ستين عاماً، نتسول عند أبواب الأمم المتحدة وأبواب منظمات حقوق الإنسان والشيطان منذ ستين عاماً، ندمن تكفين و تدفين موتى الجرائم الإسرائيلية منذ ستين عاماً .. ستون عاماً وكل أحاديثنا وادبياتنا، وعناوين جرائدنا، وكل سياساتنا، تتحدث عن الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي .. قادة عرب ركبوا ظهور الدبابات واحتلوا مراكزهم من أجل تحرير فلسطين .. مفكرون كتبوا آلاف الكتب من أجل تحرير فلسطين .. مئات الشعراء طيروا قصائدهم في سماء العالم العربي وكلها تندد بإسرائيل وتنكيلها، وتبث روح الحماسة والغيرة والرجولة وإلهاب مشاعر الإنسان العربي من أجل دحر العدوان ... مغنون غنوا، وفلاسفة تفلسفوا، ورسامون رسموا، إلى آخر ما في المسلسل الدرامي العربي من مشاهد التنديد، والوعد، والوعيد، ومن مشاهد الذبح والدم والدموع، والدمار، والهدم، والإحراق .. واليوم جاءتنا صحوة العقل في غمرة الموت!! وقلنا: إنه لولاالمقاومة لما كان الغزو!!! وربما من يأتي غدا ويقول إنه لولا المقاومة لما وجد شيء اسمه إسرائيل!!
أيها السادة إن كل الذين يقاومون اليوم ولدوا بعد الاحتلال، وخرجوا من رحم الاحتلال، ولذا فعقليتهم عقلية مقاومة، وثقافتهم ثقافة مقاومة، إنهم يدافعون عن بيوتهم، عن مساجدهم، عن مقابرهم، عن ترابهم، إنهم من طين الأرض، تراب الأرض من رفاتهم ورفات أجدادهم ...
اليوم عند البعض انقلب كل شيء وصرنا نسمع بالعقلانية والواقعية الاستسلامية، وأصبحنا نبارك في السكين التي تجز رؤسنا لأن رؤوسنا وبسبب الأمر الواقع والعقلاني لا بد لها أن تجزّ من عروقها.
إذا كتبنا ندافع عن المظلومين وننبه الأمة من الخطر القادم، وإذا نادينا بأصوات مبحوحة ومجروحة من أجل الأمة ومن أجل أطفال الأمة، وقلنا إن إسرائيل لن تكتفي بغزة وما حولها أخذوا يرددون من تكاياهم، و من زواياهم التي تعبق بالمهانة تلك العبارت الفارغة: كفانا خطب رنانة، كفانا عنتريات، كفانا ترويج لنظرية المؤامرة!! حتى ليخيل إليك أن هذا كل مبلغهم من الوطنية والكرامة، وهذا هو كل مخزونهم، واحتياطيهم من أساليب الذود والدفاع عن الأهل والوطن!!!
أيها السادة: إن كل ما يحدث في غزة هو صناعة إسرائيلية بكل إمتياز، فالقتل والاحتلال، والإبادة لا بد أن تولد ردة فعل للدفاع عن النفس، أو الموت بشرف وكرامة، كما يفعل الفلسطينيون اليوم ويفعل غيرهم ممن يُبتلى بمثل ما ابتلوا به بلا لوم ولا تثريب .. وما أصعب الكفاح، وما أصعب طريق الحرية .. وما أسهل الحديث على الذين ينامون ملء جفونهم، ويشربون ويأكلون ملء بطونهم، ما أسهل الحديث على الذين لم تهدم بيوتهم فوق رؤوس أطفالهم، الذين لم تحرق أجساد أهلهم وذويهم بالقنابل الفسفورية التي تخلعت منها العيون، وتفسخت منها الجلود، وتفحمت منها العظام.
أيها السادة: إن الذين يرون السم ليسوا كمن يشربونه، وما أسهل أن نعاتب المشنوق على اضطرابه ما دامت أعناقنا ليست في حبل المشنقة!! وصدق الذي قال:
من جرّب الكي لا ينسى مواجعَهُ
ومَنء رأى السُّمَ لا يَشقَى كمنء شَرِبا
حَبلُ الفجيعةِ ملتَّف على عُنقي
مَنَ ذَا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا .. ؟!
المصدر:
http://salmajed.com/node/6450(/)
الجِندر ( Gender) ( عدم التمييز بين الجنسين في كل شيء!!!)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 03:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جندر أو علم النوع الإجتماعي حسب بعض الترجمات في العربية (بالإنكليزية Gender) وهو علم الجنس البيولوجي ويعني المصطلح دراسة المتغيرات حول مكانة كل من المرأة والرجل في المجتمع بغض النظر حول الفروقات البيولوجية بينهما وفقاً لدراسة الأدوار التي يقومان بها، أي أن المرأة والرجل ينبغي النظر إليهما من منطلق كونهما إنسان بغض النظر عن جنس كل منهما. وهذا العلم لا يخص المرأة فحسب وانما يعني الرجل كذلك.
في غالب الحالات يرى أن المرأة هي النوع الاجتماعي الذي يحتاج إلى تعديل دوره الاجتماعي ..
المصطلح والمعنى:
أصل المصطلح هو الكلمة الانجليزية " Gender"، وتعرف الموسوعة البريطانية الهوية الجندرية " Gender Identity" بأنها: شعور الإنسان بنفسه كذكر أو أنثى وفي الأعم الأغلب فإن الهوية الجندرية تطابق الخصائص العضوية، لكن هناك حالات لا يرتبط فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية، ولا يكون هناك توافق بين الصفات العضوية وهويته الجندرية (أي شعوره الشخصي بالذكورة أو الأنوثة) … وتواصل التعريف بقولها: "إن الهوية الجندرية ليست ثابتة بالولادة - ذكر أو أنثى -بل تؤثر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهوية الجندرية وهي تتغير وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية كُلّما نما الطفل.
أما منظمة "الصحة العالمية" فتعرفه بأنه: "المصطلح الذي يفيد استعماله وصف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعية، لا علاقة لها بالاختلافات العضوية" بمعنى أن كونك ذكراً أو أنثى عضوياً ليس له علاقة باختيارك لأي نشاط جنسي قد تمارسه فالمرأة ليست إمرأة إلا لأن المجتمع أعطاها ذلك الدور، ويمكن حسب هذا التعريف أن يكون الرجل امرأة .. وأن تكون المرأة زوجاً تتزوج امرأة من نفس جنسها وبهذا تكون قد غيرت صفاتها الاجتماعية وهذا الأمر ينطبق على الرجل أيضاً.
بداية المفهوم
ضهر مفهوم الجندر في ثمانينيات القرن العشرين كمصطلح بارز استخدم في قاموس الحركات النسوية. ظهر في أميركا الشمالية ومن ثم أوروبا الغربية عام 1988.
العلاقة بين الجندر والاقتصاد
هناك علاقة قوية بين الجندر والاقتصاد حيث أن مجتمع الجندر ينبغي أن تتساوى فيه فرص التعليم بين الاناث والذكور ومايتبعها من تساوي فرص العمل والأجر، كذلك هناك تساؤل حول مصير النسبة الكبيرة للإناث قياسا للذكور في كل دولة خصوصا دول العالم الثالث إلى التساؤل حول مدى الخسائر الاقتصادية الناجمة من اقصاء دور النساء عن الإدماج الكامل في نشاطات العمل ومايحمله من خسائر للدول والمجتمعات فمثلا في حالة العراق حيث تزيد نسبة الاناث في البلد عن 50 % يدفع الأمر للتساؤل حول مدى التأثير الاقتصادي، اذا تم اغفال هذه النسبة من المجتمع خاصة اذا ماتبين أن عدد المواليد من الاناث في ازدياد عن الذكور.
مصادر:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%86%D8%AF%D8%B1
مواضيع ذات صلة للفائدة:
(الجندر) .. المفهوم والغاية!!
http://www.alriyadh.com/2004/05/16/article15331.html
الجندر: علم النوع الاجتماعي؛ هل نحتاج هذا العلم؟، وماذا يترتب على إهماله؟
http://www.c-we.org/ar/show.art.asp?aid=47129
http://www.3iny3ink.com/forum/t156249.html(/)
ما حكم القول لمن مات في معركة " فزت و رب الكعبة " و تسميته بـ " الشهيد "؟!
ـ[عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 03:21]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني ... أخواتي في الله
الموضوع ظاهر من عنوانه .... بعض الإخوة مؤخراً ... أطلق العبارتين في حق أحد المسلمين الذين خرج في حرب و لم يعد ....
لكني لم أرتح إلى العبارتين وخاصة الأولى " فزت ورب الكعبة " رغم الحديث الذي ساقه أحدهم .. لكني لم أرى وجه الإستدلال
.. ومقامي هنا مقال المتعلم المتجرد للحق باذن الله .. بما تتضح له به الأدلة
بخصوص " شهيد " قرأت عددا من فتاوى المشايخ في أنها لا تجوز وهذا الذي أدين الله به رغم أنهم ذكروا خلافا .... غير قوي
... لكني راغب في الإستزادة و التعلم حتى أحيط بجوانب المسألة
و بارك الله فيهم جميعاً
و السلام عليكم
أخوكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 11:36]ـ
انظر فى مواضيع اخونا امام الاندلس تجد موضوعا كموضوعك فيه معلومات قيمة
وعلى العموم ذكر الامام النووى فى شرحى على صحيح مسلم انه الاجماع على جواز قولنا فلان شهيد بنية انه شهيد فى احكام الدنيا لا الأخرة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 02:32]ـ
لا يجوز أن يجزم المرء بأن فلانا قد مات من الفائزين، فالفوز كما لا يخفى هو الفوز الأخروي، وهذا لا نملك الحكم عليه إلا أن نرجوه لمن حسن ظننا به، ولا يكون الجزم فيه إلا بنص! أما الحكم الدنيوي من القول بأن فلانا قد مات شهيدا، فتلحق به أحكام الشهيد في التكفين والدفن وكذا، فهذا لا مرية في مشروعيته .. فلا تستوي المسألتان، مسألة قول أحدهم (فلان قد فاز ورب الكعبة) وقوله (فلان قد مات شهيدا)!
وأما الحديث المشار إليه في كلام الأخ الكريم، فقول الصحابي عن نفسه "فزت ورب الكعبة" إنما مبناه ما وجده هو في تلك الحال من المبشرات الصادقة عند موته والتي ذكرها الرب جل وعلا في قوله: ((لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [يونس: 64] .. فلا دخل لهذا بحكم الرجل على أخيه بأنه قد فاز، والله أعلم.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:00]ـ
لعلك تذهب إلى (ملتقى أهل الحديث) ومن ثمَّ إلى محرك البحث، وهناك نقاشات، وربما أكثر من بحث حول هذه المسألة ..
(فقهك الله في دينه)
ـ[عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 06:51]ـ
انظر فى مواضيع اخونا امام الاندلس تجد موضوعا كموضوعك فيه معلومات قيمة
وعلى العموم ذكر الامام النووى فى شرحى على صحيح مسلم انه الاجماع على جواز قولنا فلان شهيد بنية انه شهيد فى احكام الدنيا لا الأخرة
بارك الله فيك أخي الكريم
و سيتم البحث في مواضيع الأخ المشار إليه
شكرا على مساهمتك في الموضوع
ـ[عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 06:53]ـ
لا يجوز أن يجزم المرء بأن فلانا قد مات من الفائزين، فالفوز كما لا يخفى هو الفوز الأخروي، وهذا لا نملك الحكم عليه إلا أن نرجوه لمن حسن ظننا به، ولا يكون الجزم فيه إلا بنص! أما الحكم الدنيوي من القول بأن فلانا قد مات شهيدا، فتلحق به أحكام الشهيد في التكفين والدفن وكذا، فهذا لا مرية في مشروعيته .. فلا تستوي المسألتان، مسألة قول أحدهم (فلان قد فاز ورب الكعبة) وقوله (فلان قد مات شهيدا)!
وأما الحديث المشار إليه في كلام الأخ الكريم، فقول الصحابي عن نفسه "فزت ورب الكعبة" إنما مبناه ما وجده هو في تلك الحال من المبشرات الصادقة عند موته والتي ذكرها الرب جل وعلا في قوله: ((لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [يونس: 64] .. فلا دخل لهذا بحكم الرجل على أخيه بأنه قد فاز، والله أعلم.
بوركت مشرفنا
شكرا على كلامك الجميل و المقنع
جزاك الله خيرا
ـ[عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 06:53]ـ
لعلك تذهب إلى (ملتقى أهل الحديث) ومن ثمَّ إلى محرك البحث، وهناك نقاشات، وربما أكثر من بحث حول هذه المسألة ..
(فقهك الله في دينه)
بإذن الله أخي الكريم
وفقني الله و إياك إلى التفقه في دينه
جزاك الله خيرا
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 03:27]ـ
* عذرًا على الرفع:
وانظر هذا الرابط: http://www.almokhtsar.com/cms.php?action=show&id=290(/)
آيات الرحمن في معركة الفرقان
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 04:31]ـ
آيات الرحمن في معركة الفرقان
د. عبد الرحمن يوسف الجمل
النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/Zrg22772.jpg
لوحة لأحد جنود القسام
ليس صدفة أن تسمى الحرب التي خاضها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة الإباء والصمود بمعركة الفرقان، إنما كانت التسمية بقدر الله تعالى، وذلك أن هذه المعركة امتداد لمعركة بدر التي سماها ربنا سبحانه وتعالى بيوم الفرقان يوم التقى الجمعان.
معركة بدر تجلت فيها معية الله تعالى وتأييده للفئة المؤمنة القليلة، بل ظهر فيها تدبير الله تعالى وإدارته للمعركة بإمداده المؤمنين بالملائكة تقاتل معهم، وتغشية المؤمنين بالنعاس أمنة منه، وإنزاله الماء من السماء ليطهر المؤمنين به ويذهب عنهم رجز الشيطان ويربط على قلوبهم ويثبت به الأقدام، وإيحاء الله للملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب، ومشاركة الملائكة في قتل المشركين، فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان، وتسديد رمية النبي صلى الله عليه وسلم {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي} وقد أرى الله نبيه المشركين في منامه قليلاً، وأرى الله الكافرين في أعين المؤمنين قليلاً، وأرى الله المؤمنين في أعين الكافرين قليلاً، فلما التقى الفئتان رأى الكافرون المؤمنين مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء، كل ذلك كرامات أيد الله بها المؤمنين يوم الفرقان.
وقد ظهرت في معركة غزة "معركة الفرقان" معية الله تعالى وتأييده للمجاهدين، بل للناس أجمعين، وقد أكرم الله تعالى المجاهدين بكرامات تثبيتاً لهم وربطاً على قلوبهم، ولا عجب في ذلك ولا غرابة، فقد نص العلماء على أن نزول الملائكة في بدر للقتال مع المؤمنين ليست خاصة بأهل بدر بل هو عام في كل فئة مؤمنة إن أخلصت في قتالها وصدقت في جهادها لرفع كلمة الله تعالى وإقامة شرعه، وقد تحدث المجاهدون في أرض المعركة عن قصص حصلت معهم ثبت الله بها أفئدتهم وربط بها على قلوبهم.
وأولى هذه الكرامات صمود وثبات المجاهدين في الميدان والطائرات من فوقهم ترميهم بحممها، والدبابات تقذفهم بنيرانها وهم في أماكنهم غير وجلين ولا خائفين، وكأني بأهل غزة وقد جاءهم يهود من فوقهم ومن أسفل منهم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وظن بعض الناس بالله الظنونا وقد ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزلاً شديداً، وقد انقطعت عنهم أسباب الأرض وبقي سبب السماء فاستغاثوا ومن ورائهم أبناء الأمة ربهم القوي العزيز بقلوب صادقة مخلصة منيبة فاستجاب لهم ربهم وأمدهم بمدد من عنده، والمؤمن الصادق لا يستغرب ذلك ولا ينكر الكرامات وذلك أن معارك المسلمين التي خاضوها في تاريخهم الطويل فيها من القصص ما يؤيد ويصدق ما سمعناه في معركة الفرقان.
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/9Xm22876.jpg
ومن هذه الكرامات ما حدثنا به من رأى بعينه من المجاهدين في قرية المغراقة، فقد قصف أحد المنازل بقذيفة اشتعلت فيه ناراً عظيمة توشك أن تمتد إلى البيوت المجاورة فتلتهمها النار، فوقف أحد المجاهدين يناجي ربه ويدعوه باكياً: يا من جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم أطفئ النار بقدرتك، فلم يمض سوى ثلاث دقائق إذا بالنار تنطفئ، فأجهش المجاهدون بالبكاء؛ لأنهم شعروا بتأييد الله تعالى واستجابته دعاءهم، وقد أخبر أحد المجاهدين في ميدان المواجهة في المغراقة والطائرات من فوقهم وهم لا يستطيعون الحركة، وإذا بغمامة من فوقهم تظللهم وتغطيهم عن الطائرات فتحركوا من مكانهم دون أن يصيبهم أذى، وحدث ثالث أنهم كانوا يكمنون في بيت والقذائف تتساقط من حولهم وهدير الدبابات وأزيز الرصاص يملأ المكان، وقد اعترى أحد أفراد المجموعة ما يعتري البشر من الخوف والرهبة، فخشينا أن نؤتى من قبله، وفي لحظات وإذا بمن شعر بالخوف تملأ السكينة قلبه، وطفق يقودنا للتصدي للدبابات المتوغلة حتى مكننا الله من تفجير بعضها، فسبحان من أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عزيزاً حكيماً، وأخبرني أحد القادة الميدانيين أن المجاهدين قد رأوا دبابتين انفجرتا واشتعلت النيران
(يُتْبَعُ)
(/)
فيهما، قال: ولما ذهبنا بعد اندحار يهود إلى المكان وجدنا العبوتين التين في مكان انفجار الدبابتين لم تنفجرا، وقد أخبرنا عن أحد المجاهدين في رباطه عند عبوة أرضية قال: والقذائف تتساقط من حولي وقد أصبحت في مواجهة الدبابات فقلت في نفسي: أنسحب إلى مكان أكثر أمناً، وإذا بي أسمع صوتاً يقول لي: اثبت في مكانك، فمكثت في مكاني والسكينة تملأ فلبي، وقد أكرمني الله تعالى بتفجير الدبابة، وقال أحد المجاهدين: كنت إذا صوبت القذيفة تجاه الهدف الذي أريده شعرت بمن يسدد تصويبي إلى اليمين أو الشمال قليلاً.
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/Zgp22941.jpg
صورة لدبابة إسرائيلية مدمرة بنيران المقاومة
وقد شممت راحة عطر جميلة منبعثة من كرتونة وضعت عليها قبل عشرين يوماً بقايا جسد الشهيد المجاهد عبد الله الصانع الذي لم يبق من جسده سوى قطع لحم صغيرة وما زالت الرائحة إلى الآن لم أراد أن يعطر أنفه برائحة الشهداء الطيبة، وشمت الرائحة نفسها منبعثة من الحرام الذي وضع على الشهيد المجاهد موسى حسن أبو نار الذي قتل غدراً فسال دمه الطاهر على هذا الحرام وقد غسل الحرام والدم الذي عليه عدة مرات ولكن الرائحة باقية، رائحة شممتها وشمها غيري لنزداد يقيناً وثقة أنا على خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ولو كره الكافرون ولو كره المنافقون.
بل إن شهادات يهود التي بثتها القناة العاشرة وغيرها والتي تحدث الجنود فيها عن أشباح كانوا يخرجون لهم من باطن الأرض، وأنهم كانوا يقاتلون أشباحاً، وشهادة ذلك الجندي الذي أصيب بالعمى، وكان سبب ذلك أن رجلاً يلبس ملابس بيضاء رمى حفنة تراب في عينيه.
بل إن الرعب الذي قذفه الله في قلوب يهود جعلهم رغم ما يملكون من أسلحة وعتاد يتفوقون بها على المجاهدين يخافون من التقدم داخل التجمعات السكنية، وصبوا جام حقدهم على المواطنين من النساء والأطفال والشيوخ العزل الذين لا يحملون سلاحاً فقصفوا البيوت وجرفوا الأرض المزروعة.
فلكم الله يا أهل غزة، لكم الله أيها المجاهدون الصادقون الصابرون الثابتون، فقد صنعتم ملحمة العزة في غزة، وسطرتم صفحة مشرقة مضيئة، فقهرتم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأذكيتم روح الجهاد في الأمة رغم التضحيات وقصف البيوت، ورغم الشهداء والجرحى، فأنتم بعتم أنفسكم وأموالكم بأن لكم الجنة والله اشترى فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم.
فلك الحمد يا ربنا كله ولك الشكر كله وأليك يرجع الأمر كله علانيته وسره، لك الحمد بالإسلام ولك الحمد بالإيمان ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالرباط والجهاد يسرت أمرنا وقهرت عدونا ونصرت مجاهدينا وأيدت أهلنا لك الحمد يا ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
المصدر:
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=1882&select_page=17
ـ[بائع الزهور]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 04:53]ـ
جزاك الله خير.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 07:53]ـ
بارك الله فيك(/)
ملف متكامل مدعم بالوثائق المصورة عن المكارمة إسماعلية نجران
ـ[ساعي]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 12:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملف متكامل مدعم بالوثائق المصورة عن المكارمة إسماعلية نجران
أخرج العمل: موقع طريق الدعوة
نسأل الله أن ينفع به
للإطلاع، ونشره في المنتديات خاصة النجرانية
والمنتديات والمجموعات الأخرى ..........
http://tttt4.com/main/mkarmh
---------------------------------------------
منقول من هنا
http://www.tttt4.com/news.php?action=view&id=2219(/)
هل وافق ابن كثير قول الاشاعرة
ـ[حاتم الحجازي]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 12:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل فسرابن كثير اليد بالقدرة في قوله تعالى (والسماء بنيناها بايد) اوريد ردا قويا مفصلا لان هناك من يثير هذه الشبه حول هذه الصفة ,كما اود مد يد العون الينا للرد على اصحاب البدع من كتاب و السنة واقوال علماء الامة سلفا وخلفا لاننا نفتقد للمصادر والمراجع المعين في الرد على هؤلاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 01:54]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
أخى الحبيب حاتم الحجازى قال تعالى (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)
معنى أيد هنا الأيد مصدر من آيد يئيدُ وهى بمعنى القوة
وهى خلاف كلمة أيدى
فالهمزة فى أيد أصلية ـ أما الهمزة فى أيدى فليست بأصلية فأصلها يد وبذلك يتضح الفرق ويزول الإشكال والله المستعان
وانظر هذا الرابط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81299)
وهنا أيضا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119501)
ـ[حاتم الحجازي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 07:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايها الحبيب محمد المناوي اطمع توصيح اكثر وضوحا شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 08:05]ـ
بارك الله فيك، هذه الآية لا دخل لها بصفة اليد أصلا .. "الأيد" - لغة - شيء، و"اليد" شيء آخر .. كلمتان بمعنيين مختلفين .. فلا شبهة أصلا هنا.
كما اود مد يد العون الينا للرد على اصحاب البدع من كتاب و السنة واقوال علماء الامة سلفا وخلفا لاننا نفتقد للمصادر والمراجع المعين في الرد على هؤلاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمن أنتم؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 03:41]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8673(/)
عن تهديد الماسونية لحكام العرب بنشر فضائحهم الأخلاقية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 11:06]ـ
فى ملف محرقة غزة بمجلة التبيان عدد صفر 1430 قال
ذكر من ضمن الاسباب التى تجعل بعض الانظمة العربية تقف موقف الخذلان او مساعدة اليهود فى محرقة غزة
وهناك أمر مهم جدا لاتكتمل الصورة الابذكره ذلك هو أن اليهود والصليبين من خلال الماسونية العالمية وباستخدام أجهزتهم الاستخباراتية يدبرون لهؤلاء الحكام السقوط فى الانحرافات الاخلاقية والاختلاسات المالية .. وقتل المعارضين والتنكيل بالخصوم والمناوئين كلذلك يسجلونه لهم بالصوت والصورة ويثبتونه عليهم بالدليل والبرهان ثم يحتفظون به فى ملفات معلومة بكل تفاصيلها لفاعليها ومرتكبيها مهددين اياهم بفتحها وفضحها عند أى اى انحراف عن الأدوار المرسومة لأصحابها انتهى
لويعلم احدكم شئ بخصوص هذا الكلام فليثبته هنا مشكورا(/)
الصوفية والسحر
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 11:41]ـ
يقول أحد الصوفية في منتداه الصوفي: (الذي سمعته من مشايخنا أنه على طالب العلم وعلى المريد السالك في بداياته أن لا يلتفت إلى أمثال علم الأوفاق وأسرار علم الحرف والأذكار السريانية وغيرها ..
وقد حذرونا أشد التحذير من كتب علم الروحاني ككتاب شمس المعارف والأسرار للبوني، وأمثالها (وكذلك بعض ما في كتاب تذكرة أولي الألباب للأنطاكي.
ولسيدي أحمد زروق في كتابه: قواعد التصوف، كلام نفيس في هذا الموضوع سأنقله لكم قريباً إن شاء الله.
وهذه العلوم لها أهلها وهي من فضول علوم السلوك أو هي نوع من الترف والإشباع العلمي لجميع جوانب السلوك وأحواله.
أما حكمها فهي من المباح شرعاً إذ لم يرد دليل على تحريمها، بشرط أن لا تؤخذ إلا عن أهلها من أهل الصلاح والتقوى وبشروطها، لأنها قد تؤدي إلى الضرر المحرم (لا ضرر ولا ضرار) كما تفضل بذلك أحد الإخوة ناقلاً عن الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث.)
فهذا تصريح من معاصريهم أنهم يفعلون السحر و يقومون به، وممن تسخدم السحر جماعة القبيسيات النسائية مع اعضائها، واقول هذا عن تجربة لا عن سماع، وإن كن يتسترن بدعوى حفظ القرآن والاهتمام به
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:43]ـ
أما أنا فقابلت أحد مشايخ الطرق في دمشق ورأيته يعمل السحر بأم عيني، وبعض الطرق تعتمد عليه كليا في مثل ضرب الشيش.
وما سمعته عن عدد منهم ليس قليلا، ولكن كما أنه يوجد عند بعضهم، فالإنصاف ذكر أن كثيرا منهم لا يتعاطونه مطلقا، ولكن أين من يُنكره من الصنف الثاني على الأول؟ إن لم يعدوه من الكرامات! والله المستعان.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 10:16]ـ
بارك الله فيك
اقرأ هذا الموضوع ولعلك تصعق
http://www.almjhol.com/showthread.php?t=400
ـ[العصورالوسطى]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 10:21]ـ
سبحان الله عندى بحث مقارنة بين الرهبنة والصوفية وكلا الصنفان يقومان بالسحر لتيسير الكثير من اعمالهم
سبحااااااااااااااااااان الله
ـ[الرجل المحترم]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 12:50]ـ
الله عندى بحث مقارنة بين الرهبنة والصوفية وكلا الصنفان يقومان بالسحر لتيسير الكثير من اعمالهم
سبحااااااااااااااااااان الله
جزاكم الله خيرا
هل يمكن الاشارة الى اسمه
اورفعه
ـ[العصورالوسطى]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 03:11]ـ
جزاك الله خيرا يا أخى على الاهتمام
مازلت أقوم بالبحث وسيتطلب سنتين على الاقل لانه رسالتى فى الماجستير
ولكن أخوك فى الخدمة ان أردت شيئا عن الموضوع
ـ[محب المساكين]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 06:21]ـ
للإفادة، موضوع متصل بالصوفية والسحر، كتبه الشيخ مجدي محمد الشهاوي
http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=3689
ـ[نبض الامة]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 08:34]ـ
جزاكم الله خيرا
المضحك عند الصوفيين أنهم يعتبرون استخدامهم للسحر من الكرامات!!!!
بل ولديهم دعاء خاص يستعينون به بالجن عندما يريدون التنقل من مكان إلى آخر
أظن أن اسمه "دعاء النقل"!!!(/)
من هو الشيخ صالح اللحيدان؟؟؟
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 12:28]ـ
من هو الشيخ صالح اللحيدان
قرابة الخمسين عاماً قد تسنّم عرش القضاء .. عالمٌ تُدرك من كلماته بلاغتَه وكأنما يغرف من بحر .. لا يجتهد في أمرٍ ويكون له فيه رأي إلا وجدت لرأيه مستنداً شرعياً .. عُرف بصلابته في الحق وإن شنأه الأقزام .. سطّرَ التأريخُ ذكرَه وهو لا يزال يمشي على الأرض .. فمن ذلك ما جاء في الدرر السنية (16/ 489):
(الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله، عالمٌ جليلٌ وداعيةٌ إلى الله، وذو هيبة وقدر، وإمام وخطيب، ولد بمدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1350 من الهجرة.
وقد تخرّج من كلية الشريعة بالرياض عام 1379 هـ وعمل سكرتيراً لسماحة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله في الإفتاء بعد تخرّجه، إلى أن عُيّن عام 1383 هـ مساعداً لرئيس المحكمة الكبرى بالرياض، ثم صار رئيساً للمحكمة عام 1384 هـ.
وقد حصل على رسالة الماجستير من المعهد العالي للقضاء عام 1389 هـ، واستمرّ رئيساً للمحكمة الكبرى إلى أن عُيّن عام 1390 هـ قاضيَ تمييز وعضواً بالهيئة القضائية العليا.
وفي عام 1403 عيّن رئيساً للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى، واستمرّ في ذلك نائباً لرئيس المجلس في غيابه إلى أن عُيّن عام 1413 هـ رئيساً للمجلس بهيئته العامة والدائمة.
وهو أيضاً عضو في هيئة كبار العلماء منذ إنشائها عام 1391 هـ، وعضو في رابطة العالم الإسلامي، وكان له نشاط في تأسيس مجلة راية الإسلام، ومديرها ورئيس تحريرها.
وله دروس في المسجد الحرام تُذاع، وفتاوى في برنامج نور على الدرب، وله محاضرات وندوات ومشاركة في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه، وغير ذلك مما فيه صلاح وإصلاح، فجزاه الله أحسن الجزاء، وأحسن لنا وله الخاتمة في الأمور كلها، وصلى الله على محمد. حرّر في 9/ 1 / 1419 هـ). انتهى.
وفي كتاب تاريخ القضاء والقضاة في العهد السعودي للزهراني (1/ 225):
(سماحة الشيخ القاضي صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى، من مواليد عام 1350 هـ بالبكيرية.
وفضيلته ينتهي نسبه إلى قبيلة سبيع، وأسرة اللحيدان من الأسر الشهيرة التي ينتمي إليها علماء وقضاة ورجال فقه، فمنهم: خالد بن عبد الله اللحيدان، وصالح بن سعد اللحيدان، وسليمان بن عبد الله اللحيدان، ومحمد بن عبد الله اللحيدان، وعبد الرحمن بن عبد الله اللحيدان.
وقد تلقى العلم مثله مثل أقرانه عن طريق التعليم النظامي فدرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وبعد حصول سماحته على الثانوية التحق بكلية الشريعة بالرياض ليواصل تعليمه الجامعي للاستفادة من ألوان العلم والمعرفة، فدرس بكلية الشريعة بالرياض وتخرّج منها عام 1379 هـ، ولم يتوقف سماحته عن طلب العلم ومواصلته، فالتحق بالمعهد العالي للقضاء وتخرّج منه عام 88/ 1389 هـ وكان موضوع بحثه " الإقرار في الشريعة الإسلامية ".
ومن زملاء فضيلته: غيهب بن محمد الغيهب، ومحمد بن إبراهيم الهويش، وعبد الرحمن بن عبد العزيز الكليّه، وصالح بن عبد الرحمن الأطرم، وسليمان بن قاسم الفيفي، وسعود بن سعد بن دريب، وعلي بن سليمان المهنا، ومحمد بن عبد الله الأمير.
وقد تلقى العلم على مشايخ فضلاء منهم: الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
وحينما تخرّج من كلية الشريعة تمّ تعيين فضيلته قاضياً، ثم تقلّب سماحته في عدّة وظائف قضائية حتى أصبح أخيراً رئيساً لمجلس القضاء الأعلى برتبة وزير وهي أعلى سلطة قضائية في المملكة بموجب الأمر الملكي المؤرخ في 19/ 3 / 1413 هـ برقم (1).
ويمتاز سماحته ببعد النظر وعلوّ الهمة وقوّة الشخصيّة وصدق اللهجة.
وسماحته ممن لا تأخذه في الله لومة لائم، نصوحاً لولاة الأمر بكل ما يراه ويتصوّره.
وقد عرف عنه صرامته منذ توليه للقضاء، كما أن سماحته يقوم بالدعوة إلى الله كلما سنحت له الفرصة، ويقوم بالتدريس بالحرم المكي الشريف في وقت تواجده بمكة المكرمة شمال غرب زمزم في المطاف.
وسماحته عضو في هيئة كبار العلماء، كما أن لسماحته جهود دعوية عبر وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد بالاشتراك في البرامج الدينية. وله برنامج أسبوعي يجيب سماحته يجيب سماحته على ما يرده من أسئلة اجتماعية ودينية بأسلوب سهل متميّز يزينه نبرة صوتية متميّزة في سماحته). انتهى.
هذا هو الشيخ صالح اللحيدان ..
خمسون عاماً في القضاء ..
مع الإفتاء والدعوة والتدريس ..
عضو في هيئة كبار العلماء بعد حصوله على الماجستير منذ إنشائها ولا يزال ..
إنه بحقّ رمز القضاء.
سلطان بن عثمان البصيري
القاضي بالمحكمة الإدارية بالمدينة المنورة
http://www.aloloom.net/vb/forumdisplay.php?s=&daysprune=&f=3
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 08:09]ـ
الله أكبر،ماشاء الله،تبارك الرحمن
قال بعض السلف (إذا رؤوا أهل العلم ذكر الله)،والشيخ صالح اللحيدان-حفظه الله- يعد من جهابذة علماء العالم
الإسلامي،والعجيب أن الشيخ من يسمعه يدرك هيبته وعلمه وفطانته القوية،أسال الله ان يحفظ الشيخ اللحيدان من كل سوء
ـ[علي التمني]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 01:11]ـ
بسم الله
جزى الله الشيخ صالحا خير الجزاء، وهو في عقولنا علما وفقها واستقامة، وفي قلوبنا حبا وتقديرا،، نسأل الله تعالى ان يجزيه الجنة، وأن يجعل في خلفه بركة وصدقا وإخلاصا لخدمة دين الله تعالى وامة الإسلام، كما نسأله تعالى ان يصلح من أساء إليه وان يرد الضالين إلى طريق الحق والهدى.
وجزى الكاتب والناقل خير الجزاء.
في 3/ 3/1430
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 01:29]ـ
والشيخ يعتبر سداً منيعاً للمد التغريبي للمجتمع ولذلك الليبراليون والعصرانيون لايريدونه ليس لأجل تطوير القضاء كما يقول بعضهم؛ بل لأن الشيخ أوقف قرارات فاسدة كانت ستؤدي لتسريع عجلة التغريب في البلاد، وخفف من بعض المنكرات إذا لم يستطع إزالتها.(/)
نبذة عن البردة ورد شعراء الاسلام على صاحبها
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:46]ـ
(بردة التوحيد)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن ميميه البوصيري - المعروفة بالبردة - من أشهر المدائح النبوية وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً، ولذا تنافس أكثر من مائه شاعر في معارضتها، فضلاً عن المشطِّرين والمخمِّسين والمسبِّعين، كما أقبل آخرون على شرحها وتدريسها، وقد تجاوزت شروحها المكتوبة خمسين شرحاً، فيها ما هو محلى بماء الذهب! وصار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن.
يقول الدكتور زكي مبارك:
وأما أثرها في الدرس، فيتمثل في تلك العناية التي كان يوجهها العلماء الأزهريون إلى عقد الدروس في يومي الخميس والجمعة لدراسة حاشية الباجوري على البردة، وهي دروس كانت تتلقاها جماهير من الطلاب، وانما كانوا يتخيرون يومي الخميس والجمعة، لأن مثل هذا الدرس لم يكن من المقررات فكانوا يتخيرون له أوقات الفراغ (1).
وقد أطلق البوصيري على هذه القصيدة البردة من باب المحاكاة والمشاكلة للقصيدة الشهيرة لكعب بن زهير - رضي الله عنه - في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد اشتهر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى كعباً بردته حين أنشد القصيدة - إن صح ذلك - (2) فقد ادعى البوصيري - في منامه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألقى عليه بردة حين أنشده القصيدة!!
وقد سمى البوصيري هذه القصيدة أيضاً بـ الكواكب الدرية في مدح خير البرية (3). كما أن لهذه البردة اسماً آخر هو البرأة؛ لأن البوصيري كما يزعمون برئ بها من علته، وقد سميت كذلك بقصيدة الشدائد؛ وذلك لأنها - في زعمهم - تقرأ لتفريج الشدائد وتيسير كل أمر عسير.
وقد زعم بعض شراحها أن لكل بيت من أبياتها فائدة؛ فبعضها أمان من الفقر، وبعضها أمان من الطاعون (4).
يقول محمد سيد كيلاني - أثناء حديثه عن المخالفات الشرعية في شأن البردة -:
ولم يكتف بعض المسلمين بما اخترعوا من قصص حول البردة، بل وضعوا لقراءتها شروطاً لم يوضع مثلها لقراءة القرآن، منها: التوضؤ، واستقبال القبلة، والدقة في تصحيح ألفاظها وإعرابها، وأن يكون القارئ عالماً بمعانيها، إلى غير ذلك. ولا شك في أن هذا كله من اختراع الصوفية الذين أرادوا احتكار قراءتها للناس، وقد ظهرت منهم فئة عرفت بقراء البردة، كانت تُستدعى في الجنائز والأفراح، نظير أجر معين (5).
وأما عن مناسبة تأليفها فكما قال ناظمها: كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم اتفق بعد ذلك أن أصابني خِلْط فالج أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة، فعملتها، واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني، وكررت إنشادها، وبكيت ودعوت، وتوسلت ونمت، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بردة، فانتبهت ووجدت فيّ نهضة؛ فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً، فلقيني بعض الفقراء، فقال لي: أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: أيّها؟ فقال: التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولّها، وقال: والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يتمايل وأعجبته، وألقى على من أنشدها بردة، فأعطيته إياها، وذكر الفقير ذلك، وشاع المنام (6).
ففي هذه الحادثة تلبّس البوصيري بجملة من المزالق والمآخذ، فهو يستشفع ويتقرب إلى الله - تعالى- بشرك وابتداع وغلو واعتداء - كما سيأتي موضحاً إن شاء الله -.
ثم ادعى أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- دون أن يبيّن نعته؛ فإن من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- حسب صفاته المعلومة فقد رآه، فإن الشيطان لا يتمثل به - كما ثبت في الحديث -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ادعى أن النبي في -صلى الله عليه وسلم- مسح على وجهه وألقى عليه بردة، فعوفي من هذا الفالج، فتحققت العافية بعد المنام دون نيل البردة! ثم التقى البوصيري - في عالم اليقظة - بأحد المتصوفة وأخبره بسماع القصيدة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تمايل إعجاباً بالقصيدة، وهذا يذكّرنا بحديث مكذوب بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- تواجد عند سماع أبيات حتى سقطت البردة عن منكبيه وقال: ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر المحبوب.
قال شيخ الإسلام:
إن هذا الحديث كذب بإجماع العارفين بسيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته وأحواله (7).
وأما عن استجابة دعاء البوصيري مع ما في قصيدته من الطوامَّ، فربما كان لاضطراره وعظم فاقته وشدة إلحاحه السبب في استجابة دعائه.
يقول شيخ الإسلام:
ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطراً ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له، لصدق توجهه إلى الله، وان كان تحري الدعاء عند الوثن شركاً، ولو استجيب له على يد المتوسل به، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي به في النار إذا لم يعفُ الله عنه، فكم من عبد دعا دعاء غير مباح، فقضيت حاجته في ذلك الدعاء، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة (8).
وأما عن التعريف بصاحب البردة فهو:
محمد بن سعيد البوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بمصر، ولد سنة 608هـ، واشتغل بالتصوُّف، وعمل كاتباً مع قلة معرفته بصناعة الكتابة، ويظهر من ترجمته وأشعاره أن الناظم لم يكن عالماً فقيهاً، كما لم يكن عابداً صالحاً؛ حيث كان ممقوتاً عند أهل زمانه لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح، كما أنه كثير السؤال للناس، ولذا كان يقف مع ذوي السلطان مؤيداً لهم سواء كانوا على الحق أم على الباطل.
ونافح البوصيري عن الطريقة الشاذلية التي التزم بها، فأنشد أشعاراً في الالتزام بآدابها، كما كانت له أشعار بذيئة يشكو من حال زوجه التي يعجز عن إشباع شهوتها!
توفي البوصيري سنة 695هـ وله ديوان شعر مطبوع (9).
وسنورد جملة من المآخذ على تلك البردة التي قد تعلّق بها كثير من الناس مع ما فيها من الشرك والابتداع. والله حسبنا ونعم الوكيل. 1 -
يقول البوصيري:
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تُخرج الدنيا من العدم
ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال - سبحانه: ((ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) [الذاريات:56]، وربما عوّل أولئك الصوفية على الخبر الموضوع: لولاك لما خلقت الأفلاك (10).
2 - قال البوصيري:
فاق النبيين في خَلق وفي خُلُق ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم
أي أن جميع الأنبياء السابقين قد نالوا والتمسوا من خاتم الأنبياء والرسل محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالسابق استفاد من اللاحق! فتأمل ذلك وقارن بينه وبين مقالات زنادقة الصوفية كالحلاج القائل: إن للنبي نوراً أزلياً قديماً كان قبل أنه يوجد العالم، ومنه استمد كل علم وعرفان؛ حيث أمدّ الأنبياء السابقين عليه .. وكذا مقالة ابن عربي الطائي أن كل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي يأخذ من مشكاة خاتم النبيين (11).
3 - ثم قال:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - منتقداً هذا البيت:
ومن المعلوم أن أنواع الغلو كثيرة، والشرك بحر لا ساحل له، ولا ينحصر في قول النصارى؛ لأن الأمم أشركوا قبلهم بعبادة الأوثان وأهل الجاهلية كذلك، وليس فيهم من قال في إلهه ما قالت النصارى في المسيح - غالباً -: إنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، بل كلهم معترفون أن آلهتهم ملك لله، لكن عبدوها معه لاعتقادهم أنها تشفع لهم أو تنفعهم فيحتج الجهلة المفتونون بهذه الأبيات على أن قوله في منظومته: دع ما ادعته النصارى في نبيهم مَخْلَصٌ من الغلو بهذا البيت، وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك لاعتقاده بجهله أن الغلو مقصور على هذه الأقوال الثلاثة (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد وقع البوصيري وأمثاله من الغلاة في لبس ومغالطة لمعنى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله (13)، فزعموا أن الإطراء المنهي عنه في هذا الحديث هو الإطراء المماثل لإطراء النصارى ابن مريم وما عدا ذلك فهو سائغ مقبول، مع أن آخر الحديث يردّ قولهم؛ فإن قوله - عليه الصلاة والسلام -: إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله تقرير للوسطية تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو عبد لا يُعبد، ورسول لا يُكذب، والمبالغة في مدحه تؤول إلى ما وقع فيه النصارى من الغلو في عيسى - عليه السلام -، وبهذا يُعلم أن حرف الكاف في قوله -صلى الله عليه وسلم-: كما أطرت هي كاف التعليل، أي كما بالغت النصارى (14).
ويقول ابن الجوزي - في شرحه لهذا الحديث -:
لا يلزم من النهي عن الشيء وقوعه؛ لأنَّا لا نعلم أحداً ادعى في نبينا ما ادعته النصارى في عيسى - عليه السلام - وإنما سبب النهي فيما لم يظهر ما وقع في حديث معاذ بن جبل لما استأذن في السجود له فامتنع ونهاه؛ فكأنه خشي أن يبالغ غيره بما هو فوق ذلك فبادر إلى النهي تأكيداً للأمر (15).
4 - وقال أيضاً:
لو ناسبت قدره آياته عِظماً أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم
يقول بعض شرّاح هذه القصيدة: لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله - تعالى - وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره (16).
يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي منكراً هذا البيت:
ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو؛ فإن من جملة آياته -صلى الله عليه وسلم- القرآن العظيم الشأن؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول: إن القرآن لا يناسب قدر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو منحط عن قدره ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم؟ (17).
5 - وقال أيضا:
لا طيب يعدل ترباً ضم أعظمه طوبى لمنتشق منه وملتثم
فقد جعل البوصيري التراب الذي دفنت فيه عظام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أطيب وأفضل مكان، وأن الجنة والدرجات العلا لمن استنشق هذا التراب أو قبَّله، وفي ذلك من الغلو والإفراط الذي يؤول إلى الشرك البواح، فضلاً عن الابتداع والإحداث في دين الله - تعالى -.
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -:
واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يقبله، وهذا كله محافظة على التوحيد (18).
6 - ثم قال:
أقسمتُ بالقمر المنشق إنّ له من قلبه نسبةً مبرورة القسم
ومن المعلوم أن الحلف بغير الله - تعالى - من الشرك الأصغر؛ فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك (19).
وقال ابن عبد البر - رحمه الله -:
لا يجوز الحلف بغير الله - عز وجل - في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال، وهذا أمر مجتمع عليه ... إلى أن قال: أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها، لا يجوز الحلف بها لأحد (20).
7 - قال البوصيري:
ولا التمست غنى الدارين من يده إلا استلمت الندى من خير مستلم
فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع أن الله - عز وجل - قال: ((ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)) [النحل:53]، وقال - سبحانه -: ((فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ)) [العنكبوت:17]، وقال - تعالى -: ((قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ) [يونس:31]، ((قُلِ ادْعُوا الَذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ)) [سبأ:22].
وأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله - تعالى -: ((قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلاَّ مَا يُوحَى إلَيَّ)) [الأنعام:50].
8 - قال البوصيري:
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا تخرُّص وكذب؛ فهل صارت له ذمة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمجرد أن اسمه موافق لاسمه؟! فما أكثر الزنادقة والمنافقين في هذه الأمة قديماً وحديثاً الذين يتسمون بمحمد!
و يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت:
قوله: فإن لي ذمة ... إلى آخره كذب على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- فليس بينه وبين اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك (21).
فالاتفاق في الاسم لا ينفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السنة (22).
9 - وقال البوصيري:
إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين؛ إذ مضمونه أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر، فانظر إلى قول الشاعر، وانظر في قوله - تعالى - لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ((قُلْ إنِّي أَخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) [الزمر:13].
ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله - تعالى -: ((ويَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [يونس:18]، فسمى الله - تعالى - اتخاذ الشفعاء شركاً (23).
10 - وقال:
يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
يقول الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت -:
فتأمل ما في هذا البيت من الشرك:
منها: أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو.
ومنها: أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله، وذلك هو الشرك في الإلهية (24).
وانتقد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب هذا البيت قائلاً:
فعظم البوصيري النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يسخطه ويحزنه؛ فقد اشتد نكيره -صلى الله عليه وسلم- عما هو دون ذلك كما لا يخفى على من له بصيرة في دينه؛ فقصر هذا الشاعر لياذه على المخلوق دون الخالق الذي لا يستحقه سواه؛ فإن اللياذ عبادة كالعياذ، وقد ذكر الله عن مؤمني الجن أنهم أنكروا استعاذة الإنس بهم بقوله: ((وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً)) [الجن: 6]، أي طغياناً، واللياذ يكون لطلب الخير، والعياذ لدفع الشر، فهو سواء في الطلب والهرب (25).
وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله - عن هذا البيت:
فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. إنا لله وإنا إليه راجعون (26).
11 - وقال البوصيري:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلى باسم منتقم
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: سؤاله منه أن يشفع له في قوله: ولن يضيق رسول الله ... إلخ، هذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم وهو الجاه والشفاعة عند الله، وذلك هو الشرك، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره؛ فإن الله - تعالى - هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداءاً (27).
12 - وقال أيضا:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإفضاله، والجود هو العطاء والإفضال؛ فمعنى الكلام: أن الدنيا والآخرة له -صلى الله عليه وسلم-، والله - سبحانه وتعالى - يقول: ((وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى)) [الليل:13] (28).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: ومن علومك علم اللوح والقلم. في غاية السقوط والبطلان؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب، وقد قال - سبحانه -: ((قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ)) [النمل:65] وقال - عز وجل -: ((وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) [الأنعام:59]، والآيات في هذا كثيرة معلومة (29).
وأخيراً أدعو كل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع؛ فإن حق النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما يكون بتصديقه فيما أخبر، واتباعه فيما شرع، ومحبته دون إفراط أو تفريط، وأن يشتغلوا بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة.
وإن كان لا بد من قصائد ففي المدائح النبوية التي أنشدها شعراء الصحابة -رضي الله عنهم- كحسان وكعب بن زهير ما يغني ويكفي.
اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.
الهوامش:
(1) المدائح النبوية، ص 199.
(2) يقول ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية (4/ 373):
ورد في بعض الروايات ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاه بردته حن أنشده القصيدة .. وهذا من الأمور المشهورة جداً، ولكن لم أر ذلك في شيء، من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه؛ فالله أعلم
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
(3) انظر مقدمة محقق ديوان البوصيري، ص 29.
(4) انظر المدائح النبوية لزكي مبارك، ص 197.
(5) مقدمة ديوان البوصيري، ص 29، 30.
(6) فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي، 2/ 258.
(7) مجموع الفتاوى، 11/ 598.
(8) اقتضاء الصراط المستقيم، 2/ 692، 693، باختصار.
(9) انظر ترجمته في مقدمة ديوان البوصيري، تحقيق محمد سيد كيلاني، ص 5 - 44، وللمحقق كتاب آخر بعنوان: البوصيري دراسة ونقد.
(10) انظر: الصنعاني في موضوعاته، ص 46 ح (78)، والمسلسلة والموضوعة للألباني، 1/ 299، ح (282).
(11) انظر تفصيل ذلك في كتاب محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبد الرؤوف عثمان، ص 169 - 196.
(12) الدرر السنية، 9/ 81، وانظر 9/ 48، وانظر: صيانة الإنسان للسهسواني (تعليق محمد رشيد رضا)، ص 88.
(13) أخرجه البخاري، ح./3445.
(14) انظر القول المفيد، 1/ 376، ومفاهيمنا لصالح آل الشيخ، ص 236، ومحبة الرسول لعبد الرؤوف عثمان، ص 208.
(15) فتح الباري، 12/ 149.
(16) غاية الأماني للآلوسي، 2/ 349.
(17) غاية الأماني للآلوسي، 2/ 350، باختصار وانظر الدر النضيد لابن حمدان، ص 136.
(18) الرد على الأخنائي، ص 41.
(19) رواه أحمد، ح. /4509، والترمذي، ح./ 1534.
(20) التمهيد، 14/ 366، 367.
(21) تيسير العزيز الحميد، ص 22.
(22) انظر الدرر السنية، 9/ 51.
(23) انظر الدرر السنية، 9/ 49، 82، 271.
(24) تيسير العزيز الحميد، ص 219، 220.
(25) الدرر السنية، 9/ 80، وانظر 9/ 49، 84، 193، ومنهاج التأسيس والتقديس لعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، ص 212.
(26) الدر النضيد، ص 26.
(27) تيسير العزيز الحميد، ص 220، وانظر الدرر السنية، 9/ 52.
(28) انظر الدرر السنية، 49، 50، 81، 82، 85، 268.
(29) انظر الدرر السنية، 9/ 50، 62، 81، 82، 268، 277.
ثم برز شعراء الاسلام وردو على هذه القصيدة الشركية:
قال الشاعر:
يا خالق الخلق ما لي من ألوذ به ******* سواك عند حلول الحادث العممِ
فإن من جودك الدنيا وضرتها ******* ومن علومك علم اللوح والقلمِ
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ****** فضلاً وإلاّ فقد زليت بالقدمِ
يا من له الخلق ثم الأمر يا صمدٌ ******* لولاك لم تخرج الدنيا من العدمِ
يا واحداً ليس لي رب سواه ولا ******* ندٌ له يدعى كالجنِّ والصنمِ
يا من ألوذ به عمّا أحاذره ****** يا من أنادِ اسمه في السلمِ والنِّقمِ
يا من أمدّ له في كلّ معضلةٍ ******* يد الضراعة في الإصباح والظُلَمِ
يا من يجير ولا يرضى بمظلمةٍ ******* ويكشف الظلم عمّن بات بالألمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
يا كاشف الكرب يا نصراً لناصره ******* يا مسبغ الفضل من عفوٍ ومن نعمِ
سألتك الله قصراً لا نظير له ****** في جنة الخلد أعلى عاليَ القممِ
الجار أحمد والأصحاب رفقته ****** يا ربِّ يا مولاي يا واسع الكرمِ
ربّ ابني لي عندكم داراً أكون بها ****** ونجّني من ديار الظلمِّ والسّقمِ
ونجّني من ديار الشركِ أجمعها ****** ونجّني من ذوي الإشراكِ كلِّهمِ
قوم يلوذون بالأوثان مخبتةً ***** لها الوجوه من عُربٍ ومن عجمِ
ويعكفون على ذاك الضريح وهم ***** ما بين محتضنٍ أيضاً ومستلمِ
وهم ينادون يا جيلان أدركنا ****** يا عيدروس أغث واحمِ من النقمِ!
وقرّبوا عندها القربان منسفكاً ***** لها الدماءُ من الأبقارِ والغنمِ
ويزعمون لها التدبير واعتقدوا ***** في القطبِ والغوثِ والأوتادِ والنُّجُمِ
وقال الشاعر:
الحمد لله قبل النطق بالكلمِ &&& حمداً يقوم مقام الشكر للنعمِ
يا مالك الملك مالي من ألوذ به &&& سواك عند نزول الكرب والنِّقمِ
أدعوك وحدك يا من لا شريك له &&& دعاء معترفٍ بالذنب والندمِ
يا كاشف الضر يا ذا الطّول يا ملكاً &&& كل الملوك له بالخوف كالخدمِ
يا جابر العثرات اجبر مصيبتنا &&& تبارك الله من والٍ ومن حكمِ
يا واحداً صمداً يا ماجداً أبداً &&& يا حافظاً رازقاً للخلق كلهمِ
أدعوك دعوة مضطر ومجتهدٍ &&& أنفي لمجدك يا رحمن في الرَّغَمِ
دعاء معترف بالذنب منكسرٍ &&& بالفقرِ منتظرٍ للفضل من قِدمِ
برئتُ من مشركٍ غاوٍ وذي شُبهٍ &&& وكلِ مبتدع في الدين متهمِ
الطائفين بقبر (العيدروس) كما &&& طافت قريشٌ قُبيل الوحي بالصنمِ
والعاكفين على (جيلان) غرهم &&& إبليسُ حتى أتوا بالظلم والظُلَمِ
(وأحمد البدوي) لاذوا بحجرتهِ %%% يدعونه وهو رهن القبر في صممِ
الذابحين نذورًا من جهالتهم %%%% نذرَ الدماء من الأبقار والغنمِ
تبّاً لهم جهلوا التوحيد فارتكسوا ... عند المقابر من باكٍ ومستلمِ
ويمسحون ضريحاً من غباوتهم ... يرجون منه مزيد الرّزق والقَسمِ
يقربون لها القربان ويحهمُ ... يا ضِلّة الرأي بل يا زلة القدمِ
ويزعمون ضلالاً من خرافتهم ... بأن سيدهم يشفي من السقمِ
كم من فقير ينادي (سيدي) مددًا ... يعود بالفقر والإفلاس والعدمِ
سموه غوثاً وقطباً يشتكون له ... شكوى الجريحِ إلى الغربانِ والرَخَمِ
كم كاهن فاجر جاؤه في فزعٍ ... ليكشف الضر عن طفل وعن هرمِ
فزادهم وجهُه غماً بغمهمِ ... وزادهم قولُه حزناً لحزنهمِ
عادوا بصفقة غبن بعدما خسروا ... ديناً ومالاً فيا سحقاً لسعيهمِ
يارب فاهدِ حيارى المسلمين وهب &&& رشداً لهم واكفهم من فتنة الأممِ
أنرْ بصائرهم، طهّر سرائرهم &&& اغفر جرائرهم، بالستر والكرمِ
ميمةٌ لو فتى بوصير أبصرها &&& لعوّذوه برب الحلِّ والحرمِ
فيها ضياءٌ من التوحيد متّقدٌ &&& يمدّه زيتُ علم اللّوح والقلمِ
من سنة المصطفى حيكت مطارفها &&& ما مسّها الرجس من عُرب ومن عَجمِ
و
قال آخر:
الحمد لله مُحيي الخَلْقِ من عَدَمِ * وباعثِ الرُّسْلِ الهادينَ للأُمَمِ
وصَلِّ-رَبِّ-وسَلِّم دائماً أبداً* على النَّبِيِّ ومَنْ وَالاَهُ من نَسَمِ
وبعد: فالنُّصْحُ فرضٌ لاَزِمٌ لِبَنِي الـ *ـإسلام من عَرَب-تَتْرَى-ومن عَجَمِ
فَلْتَعْلَمُوا-إخْوَتِي-أنَّ المَدِيحَ لمن * أثنَى عليه إله العرش في القِدَمِ
من خير ما يفعل (المسعودُ) إن سَلِمَتْ * أقوالُهُ من هَوَى الإطراء في الكَلِمِ
وقد نَهَى المصطفى عنه، لِمَا غَالَه * من الغُلُوّ إلى الإفراطِ في النَّدَمِ
فما لَكُمْ نَشَزَتْ أنْغَامُ (بُرْدَتُكُمْ) * و (ذَاتِ هَمْزٍ) بما تَحْوِيه من ظُلَمِ؟
قد أَسْكَتَ المصطفى (البِنْتَيْنِ) من صفة * قد قَالَتَاهَا، لما فِيهَا من التُّهَمِ
ألم تَرَوْا ما بهذا القَوْلِ من شَطَطٍ؟ * فكيف تَسْتَسْهِلون الهَتْكَ للحُرَمِ؟
وتُنْشِدُونَ وأنتم في جَهَالَتِكُمْ: * أنّ الإلَهَ بَرَى الأكْوانَ من عَدَمِ:
لَوْلاَ الرّسُولُ لَكَانَ الكَوْنُ منعَدِماً * هَذِي المُصِيبَةُ قد أرْبَتْ على اللَّمَمِ
ومن علُومِ رسولِ الله-وا أسفاً-* علمُ الإله، وما في اللوح والقَلَمِ
واللهِ لو سَمِعَ المختارُ قولَكُمُ * هذا لأرْكَسَكُمْ في مَارِجِ الضَّرَمِ
يا ويْحَكُمْ عِنْدَ ما تُبْلَى السَّرَائرُ في * يومٍ تَفَاقَمَ فيه الحُزْنُ مِن ألَمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَيْسَ يُنْجِي سِوى التَّوْحِيدِ مُنْفَرِداً* كَمَا أَتَى الوَحْيُ من هُلكٍ ومن غُمَمِ
هلاَّ اتَّبَعْتُم رَسُولَ اللَّهِ، يَحْدُوكُمُ * حُبٌّ لسُنّتِه الغَراءِ، من هِمَمِ
فَهُوَ السَّبيلُ لِحُبِ اللهِ، َلا غُلُوٌّ * مُرْدٍ وَلا لَهَجٌ بِالشَّطْحِ والنِّقَمِ
يَا أُمَةً أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَهْدِيهِمُ * لِلحَقِ، فَانْشَغَلَتْ بِاللَهْوِ وَالخَدَمِ
تَقَاعَدَت عَن جِهادِ الظُّلَمِ، وانحَشَرت* إلى الزَّوايا تَرومُ النُّورَ في الظُّلَمِ
سِلاَحُهَا الطِّبْلُ والمِزْمارُ يَصْحَبُهُ * رَقْصٌ سَخيفٌ على الإِيقَاعِ في نَهَمِ
وَشَاذنٌ تُطْربُ الأَسْماعَ نَغَمتُهُ * يَعْلُوا الصِيّاحُ له من كل مُصطَلَمِ
هَذَا التَّصَوّفُ أَخْزى اللهُ رَائِدَهُ * إِرْثُ اليَهود به القُربانُ للصَّنَمِ
والسامريُّ به أَبْدَى دَخِيلتَه * للعِجْلِ حُبّاً، فَهِمْ في المسخ أوْ فَلُمِ
قَدْ قَالَه القُرطبِي والشاطبي وكذا الطُّـ * رْطُوشي، أَكْرِمْ بهِمْ من فاضِلِي الشِّيَمِ
هَذِي شَرِيعَتُنا، واللهُ كَمَّلَهَا * وَزَانَهَا بِرِضَاهُ الوَافِرِ الكَرَمِ
فَمَا عليك إذا رُمْتَ النجاةَ سِوى* قَفْوِ الرسولِ حليفِ العِلْمِ والحِكَمِ
وإنْ أَبَيْتَ فَلُمْ-واللهِ-نفسك إذ * اهلكتَها حينَما قد عِشْتَ ذا صَمَمِ
فَعَاوِدْ التَّوْبَ واصْدُقْ واستقِمْ وأَدِمْ * ذِكْرَ الإلَهِ عَسَى تنجو من الحُمَمِ
تطوان في7 ذي القعدة عام1423 هـ
أبو أُويس محمد بوخبزة عفي عنه
__________________
قال ابن رجب رحمه الله:
"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
قال سماحة العلامة / عبد العزيز بن باز (رحمه الله)
(( ... الواجب على طلبة العلم وعلى أهل العلم معرفة واجب العلماء، والواجب عليهم حسن
الظن وطيب الكلام والبعد عن سيئ الكلام، فالدعاة إلى الله – جل وعلا–
http://www.aloloom.net/vb/showthread.php?p=7595#post7595
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 06:59]ـ
بارك الله فيكم أبا الخطاب ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 08:00]ـ
لكن هذا المقال للشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف
فلماذا لم تعز إليه؟!!!!!!!!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 08:01]ـ
نريد الجواب، وتعليق الشيخ سليمان
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 08:08]ـ
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=389
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 11:18]ـ
أين أنت أبا الخطاب؟!
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 11:52]ـ
(بردة التوحيد)
ورد في بعض الروايات ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاه بردته حن أنشده القصيدة .. وهذا من الأمور المشهورة جداً، ولكن لم أر ذلك في شيء، من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه؛ فالله أعلم
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
(3) انظر مقدمة محقق ديوان البوصيري، ص 29.
http://www.aloloom.net/vb/showthread.php?p=7595#post7595
قد أشار إلى الاسم ثم أحال إلى مورد المقال.
و التريث لازم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 05:37]ـ
قد أشار إلى الاسم ثم أحال إلى مورد المقال.
و التريث لازم.
هذا الكلام ورد في هامش رقم 2.
وهذا ليس محلا لذكر اسم صاحب المقال يا أخي
وأنا طلبت من الأخ أن يوضح، فغاب ولم نره حتى الآن ..
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 06:29]ـ
بارك الله فيك ونفع بك أخي الكريم صاحب الموضوع
وهناك رد للعلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين - رحمه الله -
مطبوعة مع ترجمة الشيخ بتحقيق د / علي بن محمد بن عبدالله العجلان
دار الصميعي 1422هـ / 2001 مـ(/)
يا جمال البنا ... اتق الله-أ. د/ جابر قميحة
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:05]ـ
يا جمال البنا ... اتق الله
أ. د/ جابر قميحة
gkomeha@gmail.com
بتاريخ 6 ـ 2 ـ 2009
عرضت المصريون حديثا للسيد جمال البنا، صُدِّر باعنوان التالي:
قال إن التفاسير من ابن عباس إلى سيد قطب "افسدت الإسلام" .. جمال البنا: الإجماع "خرافة" وأبحت "التدخين " في رمضان لأنه مثل البخور
وفي السطور الآتية نقدم قطوفا منه لا تخل بمضمونه:
ــ "في عالم اليوم لدينا إمكانات لم تتوافر للأوائل من أدوات التكنولوجيا الحديثة، ولذلك علينا أن نلتزم بالأصل الأصيل لديننا وهو القرآن دون القيد بتفسيرات المفسرين ".
ــ إن التفسير "أفسد الإسلام، ولذا علينا أن نعود للقرآن دون الالتزام بالتفاسير من بن عباس حتى سيد قطب؛ فالقرآن يفسر نفسه بنفسه وما يحمله من ناحية يفصله من ناحية أخرى".
ــ المؤسسة الدينية احتكرت الدين واعتبرت نفسها المسئولة عنه وأي مفكر يبدي رأيه تضييق به.
ــ الإجماع "خرافة"، والإمام أحمد بن حنبل وهو ممثل السلفية قال "من ادعى الإجماع فهو كاذب ما يدريه لعل هناك من يختلف".
ــ ضرورة تنقية السنة من "طوفان الأحاديث الموضوعة"، وإعادة النظر في تفسير القرآن،.
ــ أخطأ من يطلق وصف "رجال الدين" على العلماء المعنيين بعلوم الشريعة، "لأن الإسلام من مفاخره ومميزاته أنه استبعد رجال الدين نهائيا، واعتبر الأحبار والرهبان ليس لهم وجود في الإسلام،
ــ استند البنا في قوله إباحة التدخين في رمضان بأنه مثل البخور الذي أباحوه.
**********
وما جاء على لسان السيد جمال البنا ليس جديدا عليه. وأمام رؤيته الغريبة يهمني أن أبرز النقاط الآتية:
1 - أن هناك من عتاة العالمانين من سبقه إلى معروضاته هذه، منهم: أ - محمود أبو رية في كتابه الساقط " أبو هريرة شيخ المضيرة "
وأبو رية الذي يقطع بكذب كل مرويات " أبي هريرة " يسلم تسليما مطلقا بما يحكي في كتب القصص والمجالس والمسامرات إذا كانت تخدم غرضه. وعلى سبيل التمثيل يذكر أن معاوية كان يأكل كل يوم خمس أكلات وآخرهن أغلظهن، ثم يقول " ياغلام: ارفع، والله ما شبعت، ولكن مللت "، وأنه أكل مرة عجلا مشويا مع دشت من الخبز السميذ، وأربع خراف، وجديا حارا، وآخر باردا , سوي الالوان!! ص 208
" عاش (ابو هريرة) مجردا من القيم والمبادىء: فعندما نشب القتال بين علي ومعاوية في صفين كان أبو هريرة يأكل على مائدة معاوية الفاخرة، ويصلي وراء علي، واذا احتدم القتال لزم الجبل "
" وهو كذاب يحلف باليمين الغموس " (ص72)
" وهو مصاب بمركب النقص، فهو من أجل ذلك يسعي ليستكمل هذا النقص ويخلع عن نفسه إزار الخمول والضعة، ليستبدل به لبدة الأسد "!! (ص227)
" وهو مهين، استخفه أشره، ونم عليه أصله وطبعه، فخرج على حدود الأدب والوقار "!! (ص 241 - 242).
**********
ب - وممن سبقوه كذلك الطبيب طلبة زايد في كتابه " خطيئة المذاهب "
وأجتزئ ببعض النقول من الكتاب ليرى القارئ فداحة ما ذهب إليه السيد الطبيب.
ــ " ... ليس كل الدين خالصًا لله .. بل أكثر المؤمنين بالله هم في الحقيقة مشركون وهم لا يشعرون" (ص14).
ـ "وتلك المذاهب ـ الأربعة المشهورة ـ تحرّم ما أحل الله، وتحل ما حرم الله، فيطيعون المذاهب، ويخالفون أمر الله، فهؤلاء (المسلمون) مشركون أقبح الشرك بتفضيلهم عبادة المذاهب على عبادة الله" (ص16).
والسيد الطبيب مصرّ على تخطيء كبار الصحابة دون دليل يهضمه العقل، بل الحد الأدنى من العقل، فالباب الخامس من الكتاب عنوانه (طائفة من الأخطاء) وفي هذا الباب نصطدم بالعناوين الفرعية الآتية:
ـ أخطأ عُمر وعثمان في النهي عن التمتع بالعمرة مع الحج صـ57.
ـ أخطأ علي بن أبي طالب وابن عمر في النهي عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث. صـ61.
ـ أخطأ ابن عباس في الحكم أن عدة الحامل المتوفي عنها زوجها هو أبعد الأجلين صـ 63.
ـ وأخطأ أبو هريرة في النهي عن صوم رمضان لمن أدركه الفجر جذبًا. صـ 64
***********
2 - والسيد جمال البنا يرفض في إصرار أن يواجه العلماء المتخصصين لمناقشة بعض آرائه، وخصوصا الشاذ منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - وربما جاءت المواجهة الوحيدة باقتراح منه، فسيادته بعد أن ألف كتابه " نحو فقه جديد " أبدى رغبته في أن نناقش الكتاب في ندوة عامة، فعقدنا في قاعة مجلة " آفاق عربية " ندوة لمناقشته، حضرها عدد كبير من الشباب، والمفكرين، والأدباء. وكان المناقشون الدكتور يحيى إسماعيل، والدكتور إبراهيم عوض، وكاتب هذه السطور، وفوجئنا بالسيد جمال يحضر وبصحبته أحمد صبحي منصور وهو يعلم جيدًا من هو، وما هو أحمد صبحي منصور!!! ومن المعروف انه ينكر السنة النبوية جملة وتفصيلا.
ودارت المناقشة .. ولن أعرض ما دار .. أو خلاصة ما دار .. ولكني أقول أنني والله أشفقت علي جمال .. فقد نقض المناقشون كل ما في الكتاب .. وكان جمال غير موفق في كل ردوده. أما أحمد صبحي منصور فقد أضحك الحاضرين، وهو يهب واقفًا .. ويصرخ بعد مضي نصف ساعة من المناقشة " لا .. أنا لا يمكن أشارك في ظل هذا الإرهاب الفكري .. ". وغادر القاعة ومقر الجريدة.
4 - ومن الشذوذات الجمالية: إباحته تقبيل الفتى للفتاة، وقد نقضنا غثاءه هذا في مقال سبق.
5 - وأنا أؤكد أن السيد جمال لم يقرأ تفسير الظلال لسيد قطب رحمه الله، وهو التفسير الذي ترجم لعدة لغات، ولو قرأه وفهمه فهما جيدا لعرف أنه يواجه منهجا جديدا في التفسير الذي كتبه صاحبه بعقلية متعمقة، وإيمان قوي، ووجدان حي. ولا نبالغ إذا قلنا إنه لم يفسر القرآن، ولكنه " عاش القرآن". وبحمد الله قرأت الظلال كله قراءة معايشة فعلية، وأنا أعمل في الكويت في مطالع السبعينيات.
6 - وجمال البنا يذكرني بشيخ مشهور نزل الكويت لمدة شهر أو بعض شهر، والمعروف عن هذا الشيخ المشهور أنه " كثير الانفلات "، يحقد على ذوي المكانة العلمية الحقيقية. وعلمت أنه كان في ديوانية أحد الكويتين الأفاضل
وقف يصرخ:" الشاطر يوريني أين التفسير في ظلال سيد قطب ... إنه مجرد خطب إنشائية كخطب تلاميذ المدارس "،
7 - مما يتدرع به السيد جمال في تجريحه للسنة النبوية، وتجريحه للعلماء والفقهاء بأنهم بشر، أو على حد قوله " هم رجال ونحن رجال ".
وهذا صحيح في ظاهره، ولكن من قال إن الرجال ــ يا سيد جمال ــ على شاكلة واحدة، ويملكون من الإمكانات ما يتشابه أو يتقارب؟!!، لقد كان أصحاب المذاهب الأربعة يتحملون المشاق، ويبذلون جهد الطاقة للوصول إلى الصحيح السديد. ويا ليت السيد جمال قد قرأ ما قام به أحمد بن حنبل ــ رضي الله عنه ــ من السفر إلى اليمن للتأكد من صحة حديث قيل أنه لن يجد تحقيقه إلا عند العالم فلان في اليمن. فلما وصل إليه بعد عدة أشهر من السفر الشاق وجده يضم حِجْره ويدعو بغلته يوهمها بطعام وحجره فارغ، فتحرج أحمد بن حنبل أن يروي عنه، وقد كذب على بغلته.
8 ــ والتعميم الخطير ــ دون دليل ــ هو أظهر عيوبه المنهجية: فهو يرفض الإجماع اعتمادا علي مقولة لأحمد بن حنبل، مع أن الأغلبية العظمى من الأصوليين والفقهاء تعتبر الإجماع مصدرا تشريعيا بعد القرآن والسنة. على اختلاف في التفصيل.
ومن ذلك رفضه السنة والتفاسيربسبب ما فيها من إسرائيليات، وهو مبرر غير مقبول. والمعقول المقبول هوالعمل الجاد لتنقية كل أولئك، وللعلماء "المتخصصين" وطلاب الدراسات العليا جهود طيبة في هذا المجال.
*********
وما ذكرته ليس تقييما لإفرازات جمال البنا، فقد عرضت لهذه الإفرازات في أكثر من أربع مقالات، ولكني آمل أن يكون ما ذكرته تنبيها لمن يقرءون معروضاته الغريبة. كما أنه نصيحة للسيد جمال بأن يتقي الله، ويتوب إليه مما اقترفت يداه
http://www.odabasham.net/show.php?sid=24343
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:36]ـ
جمال البنا شخص مريض نفسيا بحب الظهور مع ضعف الوازع الدينى وضحالة العلم، وقد استغل ذلك فيه أعداء الدين أسوء استغلال فلمعوه وجعلوه ضيفا فى وسائل الإعلام الخاصة والحكومية للتشتيت على عقائد العوام وثوابتهم الشرعية وإثارة البلبلة والنيل من هيبة الدين وحملته وجعله عرضة للأخذ والرد لكل من هب ودب.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن ولله الحمد لا أثر ولا قيمة لكل تلك الجهود فهذا الشخص ساقط فى نظر العوام وفى بؤرة احتقار الجميع، ورب ضرة نافعه فقد نبه هذا الشخص وأمثاله مما يتعفف اللسان عن ذكر أسمائهم إلى ضرورة التمسك بالدين وأن ثمت حملة منظمة تستهدف هذه الأمة فى عقائدها وثوابتها وينبغى التصدى لها.
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 07:24]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده
وبعد
إن لقضايا التي يثيرها المتشككون في حقيقة أمرها ليست جديدةو قد أثيرت من قبل (في القرن الرابع عشر الهجري/ العشرينات من القرن العشرين الميلادي) ثم أعيد نشرها في الستينيات من القرن نفسه (والمخططات الموضوعة من قبل أعداء أمتنا (التغريبيين-العلمانيين-المستشرقين-ودعاة الشعوبية والحديثة-والليبراليين .... ) وغيرهم ممن يحاربون الفكرة الإسلامية،بل الدعوة الإسلامية بالإجمال في مفهومها الناصع الواضح،
هؤلاء جميعا يعتمدون على تجزئة القضايا ومعاودة إثارتها وتلوينها وتغيير غلافها وهناك اكثر من سبعين قضية جزئية تجري في فلك الصراع بين حركة التغريب والفكر الإسلامي وهي تختفي ثم تظهر ثم تعاود الاختفاء والظهور،وفي كل مرة تلبس ثوبا مغايرا وتبدو على قلم كاتب عربي أو آخر وهي تحتفظ بوصية أساسية أوصى بها (زويمر) -أحد زعماء التبشير-:
إن الكلمة التي يقولها كاتب مسلم أفضل وأشد تاثيرا من الكلمة التي يقولها الغربي ... *.
فبعد فشل جماعة التنصير والتبشير في عالمنا الإسلامي في الدعوة لمعتقداتهم ونشر معتقدهم الثالوثي، كان التعويل في نهاية الأمر على التغريب في تشويه القيم الإسلامية وخلق الشكوك وإثارة الشبهات والريبة فيها وتكوين رعيل من الملحدين والإباحيين والمتحللين ليحملوا لواء هذه الهجمة.
والحمد لله ,هم في حالة إنكسار بعد الضربات القاصمة التي تلقوها مرة بعد مرة من علماء بررة ,أخلصوا لدينهم وزادوا عن حياضه و ودفعوا الريبة من نفوس المرتابين {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً} الأحزاب25
* (عن كتاب الثقافة العربية المعاصرة في معارك التغريب والشعوبية) .......... بتصرف
للأستاذ أنور الجندي
فالشبهات المثارة الآن هي عينها الشبهات التي اثيرت من قبل عشرات المرات , وقام علماؤنا بالرد عليها وتفنيدها شبهة شبهة بالردود العلمية المفحمة , لكن عادة أعداء الإسلام أن يثيروا مثل هذه الشبهات تباعا؛ ليحققوا أكثر من هدف: من هذه الأهداف
الاستمرار على الساحة وعدم ترك المجال للدعاة والمصلحين
وأيضا استنفاد الطاقات الإسلامية في الرد سواء بإلقاء المحاضرات أو تأليف الكتب في الرد على هذه الشبهات وفي هذا مضيعة لوقت وجهد علماء الأمة وباحثيها في قضايا وشبهات معادة.
وجدت تحليلا عميقا للأستاذ حسام تمام
يحلل فيه الأسباب الدافعة وراء اختيار جمال البنا هذا الطريق ليسير فيه بعد ان أعياه الجهد فن أن ينال شهرة طيلة حياته.
إليكم المقال والرابط:
قراءة في مشروعية: النقابية والعمالية والفقه الجديد
جمال البنا .. لن أعيش في جلباب أخي!
حسام تمام:
كان الزمان في الثلث الثاني من القرن العشرين، وكان نجم الشيخ حسن البنا لامعا يخلب الأبصار، وكان جمال البنا -الأخ الأصغر- شابا يافعا ما زال يتحسس أقدامه في الفضاء العام الذي ملأه شقيقه وشغل فيه الناس بجماعته -الإخوان المسلمين- الصاعدة إلى بؤرة الضوء والحدث.
لم يكن جمال قد حسم أمره، والشخص الذي يمكن أن يكونه ما بين السياسة والثقافة والدعوة أو حتى الخدمة الاجتماعية، وكان لافتا أن الشاب الموهوب والمثابر والمعاند لا يجد آذانا تصغي إليه وسط الضجيج الذي أثارته أفكار شقيقه وحركته، وبدا أنه ليس له مكان في هذا الصخب حتى داخل جماعة أخيه، وربما كان يزعجه ألا أحد يلتفت إلى ما يقوله إلا من زاوية ما يقوله أخوه الأكبر، بل إنه لا يُعرَف إلا مقترنا به رغم أن بعد المشرقين يفصلهما فكرا ومزاجا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما وجد نفسه يعيش مأزق أبناء جيله الراغبين في الاستقلال والتحقق ذاتيا، والذين عبرت عنهم فيما بعد رواية إحسان عبد القدوس "لن أعيش في جلباب أبي" أديب ذلك الزمن الذي بدا معجبا هو الآخر بحسن البنا؛ فكان أن اختط جمال البنا لنفسه مسارا ومنهجا فكريا يصلح أن يلخصه عنوان رواية إحسان معدلا: "لن أعيش في جلباب أخي"!.
في الحركة العمالية والحرية النقابية
ربما كان هذا العنوان أفضل مفتاح لفهم شخصية جمال البنا وقراءة مساره ومنهجه الذي حكمه وتحكم به وقدم من خلاله مشروعين فكريين بالغي الأهمية، يمثل كل منهما خروجا على جلباب أخيه الشيخ حسن البنا، والذي تحكمت أطروحته الفكرية وإطاره الحركي (ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين بمدراسها الفكرية وتجلياتها التنظيمية) في المسار الإسلامي طوال ثلاثة أرباع القرن الأخيرة.
كان أول ما خرج به جمال البنا عن جلباب أخيه (تنظيم الإخوان) الإطار التنظيمي الذي أحكم الشيخ حسن بناءه وأنفق عليه جهده الأكبر، وراهن عليه في قيادة حركته للنهضة الإسلامية، لم يجد الفتى نفسه في هذا التنظيم الضخم؛ إذ سرعان ما تبين له وهو المحلق في سماء الفكر أن ليس له مكان في تنظيم يغلب الحركي على الفكري، وتضيق فيه مساحة النقاش والجدل لمصلحة العمل والتنفيذ؛ فالجميع تروس في ماكينة عملاقة يقودها بمهارة واقتدار شخص وحيد هو المرشد المؤسس، والجميع سهل الانقياد بين يديه كالميت بين يدي مغسله (بوصف تلميذه المرحوم عمر التلمساني).
وعلى الفور ومن غير صدام مباشر بدأ جمال خروجا هادئا من جماعة أخيه، رافضا "شجر الإخوان الذي يطرح ثمارا لا أريدها"، واتجه يبحث عن إطار آخر، فتردد بين اختيارات شتى: حزب سياسي (حزب العمل الوطني الاجتماعي 1946)، جمعية اجتماعية (الجمعية المصرية لرعاية المسجونين وأسرهم) .. بحسب الظروف والمتاح، وكانت كلها تناسب تطورات شاب صغير السن ولكن عالي الهمة.
الخروج عن الإطار التنظيمي كان لا بد أن يتبعه خروج آخر في مساحة الفعل؛ ففي حين ركز حسن البنا اهتمامه على البورجوازية المصرية بشرائحها المختلفة، وغلب على جمهور حركته الموظفون وطلاب الجامعات، مد شقيقه جمال بصره حيث غاب أخوه وحركته، فاختار لنفسه طبقة العمال ومجال العمل النقابي والعمالي الذي ظل محور مشروعه الفكري ما يقرب من نصف قرن، وهو مشروع كان الرائد الأول فيه بامتياز في تاريخ الفكر الإسلامي الحديث إبداعا وتنظيرا وممارسة، فلم يسبقه مفكر إسلامي إلى هذا المجال، ولم يلحق به نظير؛ بحيث لم تعد تُذكر النقابات والعمال في الفكر الإسلامي إلا ويذكر معها جمال البنا.
كان جمال البنا صاحب أكبر إسهام للمكتبة العربية في مجال النقابية والعمال؛ ففاق ما قدمه للمكتبة العربية كل ما قدمته النخبة العمالية والنقابية المصرية والعربية والإسلامية كذلك مجتمعة؛ حيث زادت مؤلفاته فيها عن الثلاثين كتابا غطت كل مجالات النقابة والعمالية؛ فلم يترك منها جانبا إلا وقدم له معالجة مستقلة تأليفا أو ترجمة.
كتب جمال البنا وترجم في التاريخ النقابي المصري والعربي والعالمي، وفي التنظيم والبنيان النقابي، والحقوق النقابية، والمشكلات النقابية والثقافة العمالية، وكتب عن الحرية النقابية التي لم يكتب فيها مفكر عربي قبله، وعن العمل وله فيه كتابه المعروف "تعميق حاسة العمل في المجتمع الإسلامي"، كما كتب عن عقيدة وفلسفة الحركة النقابية وعلاقتها بالإسلام، محاولا التأسيس لمنطلق إسلامي، وفي كل ما سبق خاض البنا في تفصيلات وتفريعات تتجاوز التناول العام.
ويمكن القول بأن الرجل نجح -لأول مرة- في أن يدخل الإسلام كعقيدة للحركة النقابية والعمالية. فقبل جمال البنا كان هناك قصور في الفكر الإسلامي فيما يخص قضية العمل التي كان الاهتمام بها يكاد ينحصر في شرح ثلاثة أحاديث تحدثت عن العمل ولم تخرج عنها أو تستخلص منها نظرية، وهي: "أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه"، و"هذه يد يحبها الله ورسوله"، و"ثلاثة أنا خصمهم ... رجل ظلم أجيرا"، وكانت النقابة والعمالية في تصور الحركات الإسلامية المعاصرة أقرب إلى أعمال الشيطنة؛ منبوذة من كل الهيئات والمؤسسات الإسلامية الرسمية والشعبية؛ إما باعتبارها جزءا من الفكر والعقيدة الماركسية والشيوعية أو كقرين لتحريض الجماهير وبث روح الشغب فيها وتعطيل
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنتاج.
كان الحال كذلك إلى أن جاءت كتابات جمال البنا لتنفي تعارض النقابية مع الإسلام؛ بل وتؤكد حث الإسلام على النقابية ودعوته إليها باعتبار أن أساس الدعوة الإسلامية هو "العدل"، وجمهوره هو الجماهير المستعبدة (الأراذل) الذين هم جماهير العمال في عصرنا الحديث، وقدم قراءة عميقة للآية 282 من سورة البقرة (آية الدين) استخلص منها الأساس الإسلامي للنقابية وهو الاتفاقات الجماعية التي هي محور العمل النقابي في المجتمعات الحرة والتي لا تدار إلا بالنقابات العمالية. هذا من الناحية النظرية، أما التأصيل التاريخي للنقابية فقدمه من خلال دراسة تاريخية لما عرف في التاريخ الإسلامي بـ"الأصناف" التي كانت تمثل طوائف الحرف والمهن، وكانت ترتبط إما بشيخ الطريقة (ممثل المجتمع الأهلي) أو بالمحتسب (ممثل السلطة) فقدم البنا بذلك الأساس والتأصيل الشرعي والتاريخي للنقابة في الإسلام.
ونجح جمال البنا في أن يقدم مفهوما إسلاميا جديدا للعمل، أعلى فيه من منزلة العمل، وأعاد له اعتباره داخل منظومة الفكر الإسلامي الحديث كمصداق للإيمان في الدنيا ومعيار للثواب والعقاب في الآخرة، وذلك من خلال قراءة عصرية لعدد من الأحاديث والآيات، كما أعاد تعريف مفهوم العمل في صورة إسلامية ابتعد بها عن التعريف القانوني (كل من يعمل بأجر تحت إمرة صاحب العمل) والتعريف النقابي (كل من ينضم لنقابة)، كما تجاوز المفهوم البرولتياري والرأسمالي للعمل (المنتج أو المأجور)، وقدم مفهوما إسلاميا هو "العمل الصالح"، سواء أكان بأجر أو من دون أجر، تحت إمرة صاحب العمل أو حرا .. فأدخل تحت هذا التعريف الأعمال الخيرية والتطوعية والنشاطات الطلابية والدعوية بل وأعمال ربات البيوت، وهو ما سبق به الفكر العمالي العالمي الذي عاد في السنوات الأخيرة ليوسع من مفهوم العمل بالضبط كما دعا إليه جمال البنا، ولا يزيد عليه كثيرا.
وفي هذا السياق سعى لصياغة نظرية إسلامية متكاملة لعلاقات العمل تحل مأزق التعارض بين حقوق العمال وأصحاب العمل في المجتمعات الاشتراكية أو الرأسمالية (علاقات العمال بالإدارة).
ففي المجتمع الرأسمالي، حرية صاحب العمل (الرأسمالي) بلا حدود في إطار فلسفة السباق والمنافسة، وله أن يصنع بعمله ما يريد؛ وهو ما يجور على حقوق العمال. وفي المجتمع الاشتراكي الذي أممت فيه الدولة وسائل الإنتاج وسيطرت عليها بديلا عن الشعب (وعن الرأسماليين كذلك) صار العمال في مواجهة جهاز الدولة الذي يملك سلطة القمع؛ وهو ما جعل الصراع أكثر سوءا، خاصة مع غياب حرية تكوين النقابات التي كانت مكفولة في المجتمعات الرأسمالية، حتى إن بعض المجتمعات الاشتراكية طبقت دعوة تروتسكي إلى عسكرة العمل (أي تطبيق النظم المطبقة في الجيش على مجتمع العمال).
وقد قدم البنا حلا إسلاميا يمثل نظرية في إدارة علاقات العمل يعلي من قدر القيم الإيمانية المشتركة بين العمال وأصحاب العمل؛ بحيث تصبح حقوق العمال هي واجبات أصحاب العمل (المعاملة الكريمة، والأجر العادل، والشورى في الإدارة ... )، وتصبح حقوق أصحاب العمل هي واجبات للعمال (الأمانة، والإخلاص، والحفاظ على المواد الأولية ووسائل الإنتاج ... )، وهو ما حل مأزق التعارض والتناقض بين طرفي العمل؛ بحيث يتوارى الحديث عن الصراع الطبقي وصراع المصالح.
أسس جمال البنا مدرسة عربية وإسلامية في الفكر العمالي والنقابي، وذلك من خلال عمله بالتدريس في معظم معاهد ومؤسسات العمال في العالم العربي ومشاركته في تأسيس عدد منها؛ فقد عمل خبيرا بمنظمة العمل العربية، وشارك في تأسيس معاهد الدراسات النقابية والعمالية في مصر والجزائر والعراق، وكذلك الجامعة العمالية في مصر، وشارك في صياغة مواد ودساتير عدد من المنظمات والنقابات العمالية العربية (النقابة الإسلامية العامة في الجزائر/ نقابة شركة طيران باكستان/ دستور منظمة العمل الدولية ... )، ودرّس لمدة ثلاثين عاما في الجامعة العمالية؛ بحيث صار جميع وزراء العمل المصريين وجميع القيادات العمالية العربية الحالية من تلامذته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد توج هذا كله بتأسيس الاتحاد الإسلامي الدولي للعمل المنظمة العمالية الإسلامية الوحيدة في العالم (في جنيف 1981) ليقف رابعا في العالم مع الاتحاد العالمي للنقابات في براغ الذي يمثل الرؤية الاشتراكية، والاتحاد الدولي للنقابات الحرة في بروكسل الذي يمثل الرؤية الرأسمالية، والاتحاد المسيحي للعمل في لاهاي الذي أعيدت تسميته إلى الاتحاد العالمي للعمل.
وقد كان من نتائج ذلك إدخال العمال ضمن جماهير الصحوة الإسلامية؛ بل وجعلهم في طليعتها، وهو ما أحدث تحولا مهما؛ فبعد أن كان الاهتمام بالتجمعات العمالية قصرا على الفكر الشيوعي والماركسي وقوى اليسار صارت جمهورا مستهدفا للحركة الإسلامية بعد أن وجدت في الفكر الإسلامي ما يجذبها إليه، وقد تأثرت تجارب إسلامية بهذه الأفكار كما حدث في السودان والجزائر وباكستان ... وقبلها إيران.
بين مشروعين
كانت مفارقة ألا يجد هذا الجهد الرائد لجمال البنا من يهتم به أو ينسج عليه؛ فقد كانت الساحة غارقة في الاستقطاب الإسلامي العلماني الذي يتعامل مع المشروعات الفكرية بطريقة الولاء والبراءة، ولم يكن مقبولا ألا يخرج المشروع الفكري ممهورا بختم أحد المعسكرين لكي يضمن تسويقه، إضافة إلى عيوب هيكلية أخرى تعاني منها التيارات الفكرية السائدة؛ فقد بدت الحركة الإسلامية -نتاج بذور أخيه- أكثر يمينية من أن تقبل بهذه الأفكار، فضلا عن أن تتبناها، ولم تكن التيارات العلمانية واليسارية بخاصة على استعداد بأن تهتم بمشروع فكري يمد جسور "الإسلامية" إلى المساحة التي ظلت حكرا خالصا عليها.
وعليه فقد ظل جمال البنا حينا من الدهر- السبعينيات والثمانينيات- غريبا بين فرقاء المشهد الفكري المتجه يمينا، والذي تتقاسمه سلطة تجاهد نفسها في التخلص من كل ما يذكرها بالعهد الاشتراكي ومخلفاته العمالية، ومؤسسة دينية تنافسها في اليمينية، وتتوجس خيفة من كل ما يشي بالشيوعية، وعلمانيين ليبراليين يخلو معجمهم من جنس هذه الكلمات .. ويسار يوشك على لفظ أنفاسه الأخيرة .. وأخيرا حركة إسلامية تميل تدريجيا إلى المحافظة واليمينية وتفتقد مع الوقت النفس النضالي من أجل حقوق البسطاء والمهمشين، وهي فضلا عن ذلك حددت موقفها منها من قبل: ألا تلقي بالا بما يقول ويفعل!
شعر جمال البنا بأن مشروع النقابية والعمالية استنفد أغراضه، ويوشك أن يقضي أجله، وأن المنظومة الإسلامية الحاكمة -التي أحكم أخوه نسجها- هي المسئولة عن ذلك، وأنها لن تسمح لأفكاره بالبقاء، فضلا عن المراكمة عليها، فقرر أن ينازلها مباشرة، ويخلع عنه آخر ما تبقى من جلباب أخيه: السلفية!.
نحو فقه جديد
لا يمكن قراءة مشروع "نحو فقه جديد" الذي أنجزه جمال البنا في ثلاثة أجزاء كاملة إلا في إطار علاقته بالمنظومة السلفية التي كانت وما زالت القاعدة الأساسية لمجمل حركات وتيارات الإحياء الإسلامي في القرن العشرين، وعلى رأسها الإخوان المسلمون.
في مشروعه "نحو فقه جديد" ينقض جمال البنا عرى السلفية عروة عروة، فيخوض معها نزالا مباشرا باعتبارها مرادفا للتخلف الذي وصل به شقيقه حسن البنا -ومن بعده تلامذته الغزالي والقرضاوي- إلى أقصى حدود المرونة والانفتاح، ولم يعد يتبقى لمجدد بعدهم سوى خرق السقف والخروج منها تماما، وهو يرى في نفسه الجرأة على تجديد يخرق السقف ويجاوز كل الحدود.
وأول ما يفعله جمال البنا -في مشروعه الذي يقدمه كثورة شاملة على الفقه الإسلامي المستقر- أن يعيد تحديد مصادر الفقه الجديد ابتداء؛ فيستبعد الإجماع الذي يراه خرافة لا يمكن أن تتحقق، معتمدا على ما نسب من إنكار الإمام أحمد بن حنبل له وما أثاره الإمام الشافعي حوله من شكوك. ويعيد تعريف الاجتهاد بغير صورته المعروفة التي هي- في رأيه- تقليدية وليست سوى شكل من أشكال القياس ينحصر في اتحاد العلة ويخلو من الجهد العقلي الخلاق، في حين يراه هو اجتهادا مطلقا بلا قيد كما يفهمه من حديث معاذ بن جبل عن الاجتهاد "أجتهد رأيي ولا آلو " .. ثم يستبعد بقية المصادر الأخرى الفرعية للفقه مثل سد الذرائع الذي اعتمده الحنابلة حيث يراه عامل حجر وتضييق وعنت .. وينتهي به الحال إلى الاقتصار على النصوص الدينية فقط مصدرا رئيسيا للفقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو حين يتحدث عن النص يعيد تعريفه؛ فيبدأ بحصره في القرآن ثم السنة "الصحيحة"، والسنة الصحيحة هي السنة التي ثبتت عنده هو وبمعايير جديدة وليست عند أهل الحديث الذين يخرج عليهم منهجا وتطبيقا.
فمن حيث المنهج يرفض جمال البنا قواعد المحدثين في الجرح والتعديل والتي من خلالها يثبت النص/ الحديث، وعلى رأسها "عدول الصحابة" حيث ينفي وجوب تعديلهم إلزاما كما استقر المنهج عند أهل السنة والجماعة، ويري أنهم قد يكذبون في الحديث، وإذا لم يكذبوا فهم ينسون، والنسيان أخو الكذب، وكثرة رواية الصحابي للحديث عنده تجرحه؛ إذ إن أفاضل الصحابة وكبارهم أقلهم رواية للحديث، والعكس بالعكس!.
ويحاول جمال البنا وضع قواعد بديلة عن قواعد المحدثين في التعامل مع الحديث تركز بالأساس على نقد المتن أو نص الحديث، وينعى على أهل الحديث الذين اكتفوا-في رأيه- بنقد السند ولم يقتربوا من المتن، وتعتمد رؤيته في "ضبط" السنة على الاحتكام إلى القرآن الكريم باعتباره النص الأول والنهائي، فيضع اثني عشر معيارا للتعامل مع السنة، وبضبطها قرآنيا تخالف كل ما استقر عليه الأمر في العصور الإسلامية المختلفة.
وترفض المعايير الجديدة أحاديث الغيب والمغيبات من الموت حتى القيامة والحساب، وكذلك أحاديث فهم المبهم من القرآن أو نسخه، والأحاديث التي تخالف أصولا واضحة فيه، وتلك التي لا تساوي بين الرجل والمرأة في أي شيء حتى الميراث والطلاق، ويرفض كذلك أحاديث المعجزات النبوية، والأحاديث التي تنسب فضلا لأحد، أو التي تخالف مبدأ الحرية المطلقة للعقيدة، أو تشرع ما لم يأت به القرآن (كالرجم مثلا)، والتي تعد بثواب أو عقاب مبالغ فيه في رأيه ... وأخيرا التي توجب طاعة ولي الأمر.
ووفق هذا المنهج لا تثبت أحاديث كثيرة عند جمال البنا مع أنها صحيحة ومشهورة بسبب أنها تصطدم عنده بقواعد المنهج القرآني؛ إذ يرى أن كل كتب السنة تعج بالأحاديث الموضوعة والمكذوبة بما فيها كتب الصحاح الستة، وعلى رأسها صحيحا البخاري ومسلم أصح الكتب بعد كتاب الله في مذهب أهل السنة؛ لذا فقد وضع كتابا في نقدها و"غربلتها" من الموضوعات أسماه: "تجريد البخاري ومسلم من الأحاديث التي لا تلزم". وهو بهذا المنهج يضرب في الصميم قلعة الفقه "القديم"؛ وهو كل الفقه الذي أنتجه العقل المسلم في عصوره المختلفة؛ لأن هذا الفقه يقوم بالأساس على السنة.
بعد أن يُخضع جمال البنا السنة لعملية غربلة وتصفية شاملة قد لا يتبقى معها إلا بضعة أحاديث نكتشف أن هذا القليل من السنة لا يمثل عمادا يصلح أن يقوم عليه الفقه الجديد أو يتأسس عليه عقل فقهي حديث؛ إذ إن السنة حتى في حال ثبوتها وفق هذه المعايير لا تتساوى مع النص القرآني بحيث تشكل مصدرا رئيسيا للفقه؛ حيث إنها ليس لها تأبيد القرآن ومرجعيته لاختلاف في طبيعة الوحي الذي جاءت من خلاله؛ فهي -عنده- أقل درجة؛ إذ إن مصدرها وحي سني أقل دقة، وقوامه ما روي عن النبي في وصفه: "ألقي في روعي"، ومن ثم فهو ليس صالحا لكل زمان ومكان بل هو مجرد إلقاء في الروع.
وبعد أن تعمل عملها لا تتوقف آلة المنهج النقدي والتفكيكي عند جمال البنا عند النص النبوي؛ إذ تنتقل تلقائيا إلى النص الأول والمؤبد والأعلى عنده، وهو القرآن الكريم الذي يبدو من أول وهلة أن مقدمات البنا في نقد السنة تعتمد عليه، ثم لا يلبث أن تتضح الصورة، ونكتشف أن النص القرآني نفسه ليس بعيدا عن سيف التفكيكية أو سرطانها في هذه الحال؛ فهو يبدأ في التمييز بين النصوص القرآنية؛ فيفصل بين النصوص التي تتعلق بذات الله وما وراء الغيب، ويعطيها رتبة أعلى تقترب من الدوجمائية أو الثبوتية، أما النصوص الأخرى وهي الأغلبية والبقية الباقية من القرآن الكريم؛ فلها رتبة أقل ومنهج آخر في التعامل معها أساسه تقديم العقل (مطلق العقل) على النقل (مطلق النقل)؛ فتصبح قابلة للإيقاف في حال انتفاء العلة أو قابلة للتأويل في حال عدم قبول العقل لها.
وبهذه الآلية يعيد البنا النظر في أصول الفقه؛ فيدخل عليها بالحذف والتعديل والإضافة كذلك؛ فيقدم أصلا ثالثا يسميه "الحكمة"، وهو أصل رافده ليس النصوص المنزلة وليس له ضابط مستقر ومحدد، وإنما هو "نتاج وثمار العقل البشري".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يرسي جمال البنا بقية قواعد منهجه الجديد في التعامل مع القرآن (راجع كتابه: تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين) الذي تتمثل أولى ملامحه في رفض ما اصطلح على تسميته بعلوم القرآن جملة وتفصيلا؛ وهي العلوم التي استقر علماء السلف على اعتمادها كقواعد وآليات لفهم النص القرآني، ويعتبر البنا أن القرآن هو الذي يفسر نفسه بنفسه حتى من دون العودة إلى السياق الذي تنزلت فيه الآيات أو ما يعرف بأسباب النزول، وله في ذلك جملة آراء أخرى في هذه المساحة منسجمة مع السياق نفسه، أهمها استبعاد النسخ من القرآن نهائيا حتى في حال التعارض المؤكد بين النصوص، ويطرح بدائل أخرى مثل "اختيار الأصلح" من بين أي نصين يتعارضان! إذ إن التعارض قد يكون مقصودا لذاته، ومن أجل أن يختار المسلم ما يراه الأصلح له ولزمنه.
ويصبح من نافلة القول أن نزيد فنقرر أن أهم قاعدة يعتمدها جمال البنا في التعامل مع القرآن هي رفض كل التفاسير السابقة عليه والتحرر من آراء وأقوال واجتهادات من سبقه؛ لأنها كانت الجناية الكبرى والخطأ الأعظم في حق القرآن، ولأنها -في رأيه- تقدم وجهة نظر المفسرين وليس ما أراده صاحب النص!.
يتبنى جمال البنا رؤية قديمة للشيخ محمود شلتوت رحمه الله في كتابه "الإسلام عقيدة وشريعة" يفرق فيها بين العقيدة والشريعة من حيث الطبيعة والآلية والهدف؛ فالعقيدة طبيعتها إيمانية، وآلتها الوحي، وهدفها الإيمان والسلام الروحي. والشريعة طبيعتها دنيوية، وآلتها العقل، وهدفها العدل الدنيوي .. ولكن جمال البنا يوسع هذه الرؤية ويمدها على استقامتها، ومن ثم فإذا كانت العقيدة ثابتة (رغم ضبابيتها عنده) فإن الشريعة متطورة ومتغيرة ومتحولة؛ لأنها "تصدر لمصلحة أو لحكمة أو لعلة"، كما أن التغيرات الدنيوية تجعل المصلحة لا تتحقق مع النص في كثير من الأحيان، ومن ثم فإن ارتباط النص عنده بالحكمة أو العلة أو المصلحة يجعله ينتفي بانتفائها! وعلى هذا الأساس لا حرج عنده من إعادة النظر في الشريعة جملة وتفصيلا في ضوء مدى توفر الحكمة التي سنت من أجلها وتحقيق هدف العدل فيما يبدو وكأن على الشريعة أن تكيف نفسها مع واقع الناس لا أن يضبط الناس واقعهم عليها.
مصلح اجتماعي لا مجدد ديني
وفي رؤيته الجديدة تجد أقوالا لكبار الأئمة والأصوليين بما يشعر أن ما يقوله امتداد لتيار قديم؛ فتجد اقتباسات من كلام العز بن عبد السلام وابن القيم والشاطبي ونجم الدين الطوفي، خاصة في نظرية المصلحة التي توسع فيها جمال البنا بما لم يقل به من بدءوها، غير أنك عند التدقيق تجد أن الإطار الذي يضع فيه جمال البنا هذه الإحالات والاقتباسات مفارق تماما لما قيلت فيه، وهو إطار لا أراه مناقضا للرؤية السنية السلفية فحسب بل ربما لمفهوم الدين عموما الذي يقوم بالأساس على الدوجما أو الثبوتية، فيبدو ما يطرحه البنا -أيا كان عقلانيته وانفتاحه- بعيد الصلة تماما بأصول الدين، وهو أقرب إلى نظريات الإصلاح الاجتماعي منه إلى مشروع إصلاح وتجديد ديني.
مشروع جمال البنا هو أقرب لمشروع مصلح اجتماعي مهموم بقضايا العدل الاجتماعي والحرية منه إلى مجدد للدين على أصول وقواعد، ومن ثم فإن ما قد يقوله يفتقد للتأسيس الديني والتخريج غالبا، وحتى لو تضمن إحالات أو إرجاعات لنصوص وقواعد فهي تأتي أقرب إلى طريق التوافق غير المقصود بين حكمة العقل والنقل، أقرب إلى المشترك الإنساني والعقل الفطري منه إلى الالتزام بدين بعينه.
يظهر ذلك جليا في رؤيته لمبدأ الحل والحرمة الذي يبدو فيه ماركسيا حين يربطه بالضرورة بالعلة والفائدة، فيقول: إن الحلال حلال لأنه فيه فائدة وله علة في حله، وإن التزامنا به رهن بمعرفة العلة أو تحقق الفائدة وكذا الحرام: فنحن لا نشرب الخمر لأنها ضارة تذهب الوعي، ولا نأكل الخنزير لأن لحمه ضار كما يؤكد الطب! .. وهكذا حتى يصل إلى أن قراءة كتاب أو الانشغال بعمل هو أفضل من أداء السنن والنوافل! .. إنها رؤية تستدمج المادية والنفعية بداخلها حتى وهي تتكلم في أمور الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومشروع جمال البنا لا يقترب بالإسلام من العلمانية فحسب بل يكاد يرفع بينهما كل الحدود حتى وكأنه يقدم إسلاما علمانيا؛ فالإسلام لا علاقة له بشئون الدنيا إذ هو "مجرد دعوة للهداية"، والإسلام عنده لا يفرق بينه وبينه العلمانية إلا حساب اليوم الآخر فحسب الذي تغفله العلمانية التي هي دنيوية بالأساس.
وإذا كان ما سبق الإطار النظري الذي أسس عليه جمال البنا رؤيته للفقه الجديد فقد ترجمته جملة من الآراء الفقهية في الفن والمرأة والحكم والسياسة والاقتصاد وكل مجالات الحياة لا تقل إثارة للجدل؛ فهو لا يرى في الحجاب فرضا، ويوافق مطلقا على فوائد البنوك إن كانت للمودع، ويربطها بعدم الاستغلال إن كانت للمقترض، ويقبل بزواج المتعة، ويرفض حد الردة ... وهو أخيرا يرفض أي دور للدين في الدولة التي يجب أن تستبعد الدين تماما من النظام السياسي، وتقيم السلطة برمتها على أساس مدني، رافضا بذلك أطروحة الدولة الإسلامية التي كانت نهاية المشروع الذي طرحه حسن البنا ليكتمل الفراق، وليتخلص حتى من الخيال الذي داعب أخاه.
لم يكن في شخصية جمال البنا شيء من سمات أخيه الشيخ حسن "الداعية المجيد، والقائد الحركي صاحب الملكات التنظيمية الباهرة، والزعيم الجماهيري المبرز، ورجل المراحل والخطوات المحسوبة، وصاحب العلاقات القوية مع المؤسسة الدينية الرسمية (الأزهر) "، ولم يكن منتظرا أن يحمل مشروعه أو يرتدي جلبابه السلفي.
لقد حدد جمال البنا مشروعه واختصره في السعي لهدم بنيان المدرسة السلفية واقتلاعها من جذورها، وهي المهمة التي يرى أنها لن تؤتي ثمارها قبل مائة عام وهو لا يستعجل هذا الثمر، ورغم القطيعة التامة التي كانت وتأكدت بينهما فهو يصر على أن شقيقه حسن البنا لو عاش لقال مثل ما يقوله، غير أنه عوجل في شبابه، ويقول: "حسن البنا كان قادرا على تطوير خطابه ورؤيته في زمن قياسي؛ فهو بدأ جماعته كجمعية خيرية صوفية عام 1928، ثم لم يلبث أن طورها فصارت عام 1948 دعوة وجماعة عالمية شاملة، ولو عاش عشرين عاما أخرى لفعل ما أفعله أنا"!.
رابط المقال:
http://www.islamonline.net/arabic/famous/2005/02/article02.SHTML
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 02:39]ـ
كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة. فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي. فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره. فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم! اهد أم أبي هريرة " فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم. فلما جئت فصرت إلى الباب. فإذا هو مجاف. فسمعت أمي خشف قدمي. فقالت: مكانك! يا أبا هريرة! وسمعت خضخضة الماء. قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها. ففتحت الباب. ثم قالت: يا أبا هريرة! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال قلت: يا رسول الله! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا. قال قلت: يا رسول الله! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عبادة المؤمنين، ويحببهم إلينا. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم! حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين. وحبب إليهم المؤمنين " فما خلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني، إلا أحبني.
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2491 خلاصة الدرجة: صحيح".
من قدح في ابي هريرة رضي الله عنه كافر حلال دمه
ـ[محمد عمر دوميدي الفطاني]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 09:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل لديكم كتب في الردة عن جمال البنا أو غيره من العلماء, وذلك للبحث عن أصل المسألة, ولكم مني كل الشكر والعرفان.(/)
مفهوم العلم الضرورى عند إمام الحرمين
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه أجمعين .. أما بعد
فقد اشتهر إمام الحرمين بمذهبه فى الضرورى، وذكر ابن تيمية وغيره أن الجوينى قال إن العلوم كلها ضرورية (1) وقبل الحديث عن مذهب إمام الحرمين فى الضروريات ينبغى التنبيه على أن إمام الحرمين يستعمل عبارة ((ضرورى)) أحيانا بالمعنى الاصطلاحى خاصة إذا قرنت بمقابلها الاصطلاحى وهو ((النظرى)) وقد يستبدل هذا المعنى الاصطلاحى بغيره كلفظ ((المهجوم عليه))،وكثيرا ما يستعملها بالمعنى اللغوى الذى يعنى الإلجاء والإكراه ولا يقصد بها غيره كما فى قوله: ((إن العلوم كلها ضرورية)).
وكان إمام الحرمين لا يضع حدا بين الضرورى والنظرى ويقول: ((ولا حاصل للفصل بين النظرى والضرورى)) (2) لأن ذلك يختلف عنده من شخص لآخر، ويرى أن العلوم كلها تدرك عن طريق واحد وهو: تسديد الفكر من ذى نحيزة صحيحة إلى جهة المعلوم مع زوال الموانع، ثم يترتب على ذلك حصول العلم بالضرورة سواء احتاج لمزيد من التأمل وإعمال الفكر أو لا، ويقول: ((النظر عندنا مباحثة في أنحاء الضروريات وأساليبها، ثم العلوم الحاصلة على أثرها كلها ضرورية .. وتلك الأنحاء يئول حاصل القول فيها إلى تقاسيم منضبطة بالنفي والإثبات منحصرة بينهما، يعرضها العاقل على الفكر العقلي ويحكم فيها بالنفي والإثبات، فإن كان ينقدح فيها نفى أو إثبات قطع به، وليس للدليل تحصيل إلا تجريد الفكر من ذي نحيزة صحيحة إلى جهة يتطرق إلى مثلها العقل، فإذا استد النظر وامتد إلى اليقين والدرك فهو الذي يسمى نظرا ودليلا)) (3)
ويرجع ذلك لاختلاف حدة القرائح أو لكون المعلوم نفسه يصعب إدراكه بطبيعته؛ فلا يقال إن هذا علم ضرورى وذاك نظرى يحتاج لنظر لأنها جميعا تحصل بنفس الطريقة ولها نفس الصفة بعد حصولها، وإنما يقع التفاوت بينها لعاملين:
أحدهما يرجع إلى ذات المعلوم.
والثانى يرجع إلى ذات المدرك وآلة إدراكه.
فهناك أولا التفاوت بين المعلومات؛ فبعضها أعسر فى إدراكه من البعض، أو بعبارة إمام الحرمين ((بعضها مهجوم عليه والآخر غير مهجوم عليه))، ووضع لذلك عدة أمثلها أوضحها المثال الهندسى: ككون الخطوط المستقيمة الخارجة من مركز الدائرة إلى محيطها متساوية، إلى غير ذلك من الأمثلة التى تسمى المصادرات ((فإذا بنى المهندس على هذه المقدمات شكلا، وركب عليها دعاوي، وبرهنها بما يستند إلى تلك المقدمات فقد يحتاج في ترتيب الاستخراج إلى فكر طويل، وإذا أحاط بما يبغيه فعلمه به على حسب علمه بالمقدمات وكذلك القول في العدديات)) (4)
فالهندسة الإقليدية القديمة علم استنباطى مبنى على مصادرات أو مسلمات منها: أن القطع المستقيمة الخارجة من مركز الدائرة إلى محيطها متساوية، يمكن أن يبنى عليها قواعد أخرى تتفاوت فى تعقيدها مثل: المثلث الذى قاعدته على محيط الدائرة ورأسه مركز الدائرة متساوى الساقين، والعمود الساقط من مركز الدائرة على أى وتر فيها ينصفه، والزاوية المحيطية تساوى نصف الزاوية المركزية المشتركة معها فى القوس .. فهذه يمكن أن يدركها المرء بمزيد من التأمل يختلف كلما زاد تركيب القاعدة، و لا يقال إن بعضها نظرى والآخر ضرورى بل كلها تشترك فى نفس النوع والخلاف بينها فقط فى طول الفكر أو قصره، ولا يمكن أن يقال إن بعضها يدرك بإعمال النظر دون البعض الآخر بل إن بعضها يدرك بإعمال نظر أكثر من الآخر.
والثانى: التفاوت فى حدة القرائح وكلالها:
ذلك أن المرء قد ((يفكر فيطيل فكره أو يقصره على التفاوت في احتداد القرائح وكلالها فيعلم من غير وسيلة ما يسمى دليلا)) (5)
وهنا يفرق إمام الحرمين بين أمرين:
الأول: ما تتفاوت القرائح بحيث يوصف أحدها بالحدة، ويوصف الآخر بالكلال، ويضاف إليه أيضا نشاط العقل وتبلده حيث إن بعض القرائح قد تتميز بالحدة ولكن تصاب بنوع من التبلد لعارض ما.
(يُتْبَعُ)
(/)
((أما ما يحمل على تبلد العقل فهو ما يقتضيه طارئ من الاعتلال أو الاختلال، ولا يكاد ينكر ذلك العاقل من نفسه، ثم يتصدى له طوران أحدهما أن يعلم قصوره والمطلوب مضطرب العقل، والثاني أن يتمارى أنه مضطرب العقل أم لا .. وبالجملة لا يحكم لمن هذا حاله بتوقف العقل كحكمنا الأول فيما تقدم)) (6)
وهذا يختلف عن محارات العقول والتى يصعب على العقول النفوذ فيها، وكذلك تختلف عن مواقف العقول التى لا يمكن للعقل أصلا أن يخوض فيها ولا علاقة لذلك بكلاله أو تبلده ((ومما يتعين على الطالب الاهتمام به في مضايق هذه الحقائق أن يفصل بين موقف العقل وبين تبلده وقصوره لفرض عوائق تعوق)) (7).
وهذه الأمور يمكن تمييزها عن غيرها، وتسمى بمحارات العقل: يقول إمام الحرمين: ((فنقول لا يجول العقل في كل شيء بل يقف في أشياء وينفذ في أشياء ..
فإذا تقرر ذلك فالقول الضابط في مقصود الفصل أن كل ما يتجه فيه تقسيم مضبوط وينقدح تعيين أحدهما فهو الذي يتطرق العقل إليه، وما لا ينضبط فيه التقسيم أو ينضبط ولا يهتدي العقل مع الفكر الطويل إلى تعيين أحدهما فهو من محارات العقل)) (8)، ويمثل لذلك بمسألة الرؤية فيقول: ((جواز رؤية الباري سبحانه وتعالى من النظر في أن مصحح الرؤية ماذا، فهذا وقبيله لا يحصره النفى والإثبات؛ فلا ينتهي النظر فيه قط إلى العلم)) (9)
وأما مواقف العقل والتى لا يمكن للعقل أصلا أن يتناولها فهى ((الإحاطة بأحكام الإلهيات على حقائقها وخواصها، فأقصى إفضاء العقل إلى أمور جملية منها، والدليل القاطع في ذلك رأى الإسلاميين أن ما يتصف به حادث موسوم بحكم النهاية يستحيل أن يدرك حقيقة مالا يتناهى، وعبر الأوائل عن ذلك بأن قالوا: تصرف الإنسان في المعقولات بفيض ما يحتمله من العقل عليه ويستحيل أن يدرك الجزء الكل ويحيط جزء طبيعي له حكم عقلي بما وراء عالم الطبائع.
وهذه العبارات وإن كانت مستنكرة في الإسلام فهى محومة على الحقائق، ولكن لا يعدم العاقل العلم بكلى ما وراء عالم الطبائع، فأما الاحتواء على الحقيقة فهو حكم سلطنة الكل على الجزء)) (10).
وكذلك العلم بحقائق الأشياء وكنهها ((وقد صار معظم الأوائل إلى أن درك خواص الأجسام وحقائقها من مواقف العقول)) (11)
ثم بعد أن يصل الإنسان إلى درك تلك العلوم فلا فرق بينها فالعلم بها جميعا فى نفس القوة، وهو ضرورى من الضرورة بمعنى الإكراه والإجبار على الاعتقاد فى صحته وعدم الشك فيه وإلا لم يكن ذلك علما.
هذا هو مذهب إمام الحرمين فى تقسيم العلوم إلى ضرورى ونظرى و الذى يعرف بمذهبه فى الضرورى لكن هذه التسمية قد توقع فى اللبس فهو لا يعنى بالضرورة هنا- باستثناء عبارة: لا حاصل للتفريق بين الضرورى والنظرى – لا يعنى المعنى الاصطلاحى الذى نتحدث عنه بل المعنى اللغوى أى الإكراه والإلجاء أى أن الإنسان يكون مضطرا ومجبرا على التصديق بما تحصل له من علوم أما المعنى الاصطلاحى وهو ما لا يحتاج إلى نظر واستدلال فيعترف به لكن على أساس أنه غير مطلق بل نسبى يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال ويسميه بدلا من الضرورى المهجوم عليه.
وهذا المذهب بغض النظر عن التسميات والمصطلحات هو الأقرب للواقع؛ فوضع حد مطرد يفصل بين الضرورى والنظرى دائما ولدى جنس العقلاء مجرد تقسيم صورى وإنما يؤخذ بمثل تلك التقسيمات الصورية بهدف التحليل والتنظير فى كتب المنطق ومناهج البحث عند الحديث عن البراهين، وقد ذهب ابن تيمية مذهب إمام الحرمين فى كتابه المعروف بـ ((نقض المنطق)) وقال: ((ليس بين ما يمكن أن يعلم ابتداء من العلوم البديهية وما لا يجوز أن يعلم فصل يطرد؛ بل هذا يختلف باختلاف قوة العقل وصفائه وكثرة إدراك الجزئيات التي تعلم بواسطتها الأمور الكلية.)) (12)
اللهم إلا إن كان بين عبارته ((قوة العقل وصفائه)) وعبارة إمام الحرمين ((حدة القرائح وكلالها)) فرقا يذكر.
يقول ابن تيمية: (( .. وهذا مما اعترفوا به هم وجميع بنو آدم أن من التصورات والتصديقات ما هو بديهى لا يحتاج إلى كسب بالحد والقياس وإلا لزم الدور والتسلسل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان كذلك فنقول إذا جاز هذا فى علم كلى جاز فى آخر، إذ ليس بين ما يمكن أن يعلم ابتداء من العلوم البديهية وما لا يجوز أن يعلم فصل يطرد، بل هذا يختلف باختلاف قوة العقل وصفاؤه، وكثرة إدراك الجزئيات التى نعلم بها الأمور الكلية)) (13) ولم يكتف ابن تيمية بذلك بل إنه كان ينتقد فكرة وضع الحد بين الضرورى والنظرى ذكرها فى أكثر من موضع ينتقد فيه مذهب المتكلمين وطريقتهم وقال إن طريقة المتكلمين هى تقسيم العلم إلى ضرورى ونظرى (14)
والسؤال الآن:
ألا يتعارض ذلك مع ما ورد فى المسودة من أن العلوم تنقسم إلى ضرورى ونظرى حيث قال: ((ومدارك العلوم تنقسم إلى ضرورى ونظرى؛ فالضروريات التى تبنى مبادئ فكر العقلاء عليها، والنظريات العقليات والسمعيات على ما سيأتى تفصيله، فالضروريات تقع بقدرة الله تعالى غير مقدورة للعباد، والنظريات -عند الأكثرين- مقدورة بالقدرة الحادثة))؟ (15)
والجواب:
ليس فى ذلك تعارض؛ لأنه عندما قسم العلوم إلى ضرورى ونظرى بحسب القسمة الصورية لم يذكر حدا حقيقيا للضرورى بل عرفه بحسب المدرِك له وما يخلقه الله تعالى فيه، ولم يذكر أن العقول تتحد وأن ما يراه زيد ضروريا يجب أن يراه عمرو كذلك كما يفعل المتكلمون حين يستدلون بتلك القسمة على أن إيمان المقلد لا يصح فيقولون: إن العلوم تنقسم إلى ضرورى: وهو ما لا يحتاج لنظر واستدلال، ونظرى: وهو ما يحتاج إلى نظر واستدلال، وأن ما ليس بضرورى فهو نظرى، وأن معرفة الله تعالى ليست ضرورية وإلا لما وقع فيها الخلاف بين العقلاء؛ فهى إذن نظرية يتطلب تحصيلها نظرا واستدلالا .. فمن لم يقدم النظر والاستدلال فى طريق معرفة الله تعالى فلا يحصلها .. هذه هى طريقة المتكلمين حين يفترضون تقسيمات ويطبقونها على واقع الأشخاص ويستخرجون منها أحكاما تتعلق بالعقيدة، وهى الطريقة التى انتقدها ابن تيمية، أما القول بأن لدى كل شخص علم ضرورى أودعه الله تعالى فيه،لا يحتاج إلى نظر، يتفق فيه مع غيره أو لا يتفق، تضيق فيه دائرة الاتفاق بين العقلاء حتى لا تشمل سوى صاحبها كالإلهاميات أو تتسع حتى تكاد تشملهم جميعا كالبديهيات، وأن هذا العلم الضرورى يمكن أن ينبنى عليه غيره من العلوم .. فهذا من الأمور المسلمة لدى ابن تيمية.
والخلاصة من هذا المبحث أنه يمكن القول بأن العلوم الضرورية موجودة ووجودها أوضح من أى دليل يمكن أن يستدل به عليها لكنها تختلف من شخص لآخر بحسب حدة القرائح وكلالها.
---------
(1) انظر آل تيمية: المسودة فى أصول الفقه، تحقيق محيى الدين عبد الحميد، المدنى القاهرة 501
(2) الجوينى إمام الحرمين:البرهان فى أصول الفقه،تحقيق د/ عبد العظيم محمود الديب، دار الوفاء بالمنصورة،ط4، 1418.1/ 103
(2) السابق 1/ 111
(4) السابق 1/ 112
(5) السابق والصفحة
(6) السابق 1/ 114
(7) السابق 1/ 113
(8) السابق 1/ 112 - 113
(9) السابق 1/ 113
(10) السابق 1/ 114
(11) السابق 1/ 114 - 115
(12) ابن تيمية: نقض المنطق تحقيق محمد بن عبد الرازق حمزة، وسليمان الصنيع،وصححه محمد حامد الفقى، مكتبة اللسنة المحمدية القاهرة،ص 207 - 208
(13) انظر السابق والصفحة
(14) انظر ابن تيمية: مجموع الفتاوى تحقيق أنور الباز،و عامر الجزار، دار الوفاء، ط3، 1426 - 2005 م. 13/ 70، الفتاوى الكبرى تحقيق أحمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1408هـ - 1987م، 6/ 477
(15) انظر آل تيمية: المسودة ص 50(/)
تأصيل علمي لمسألة تولي المرأة للمناصب القيادية
ـ[عبدالرحمن الجبرين]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:24]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء سيد ولد آدم أجمعين .. أما بعد
فهذه ورقة عمل في موضوع تأصيل تولي المرأة للإدارة في مجتمع العمل النسائي.
مدخل:
الأصل أنّ نصوص القرآن والسنة تخاطب الرجل والمرأة على السواء، فالمرأة كالرجل في الأحكام الشرعية إلا ما دلّ الدليل على تخصيصه بأحدهما.
ومما يدل على أصل التساوي في الأحكام الشرعية، قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " [1].
ومما يدل على ثبوت تخصيص كل من الجنسين بأحكام ينفرد بها عن الآخر: النصوص الشرعية الواردة في بيان هذه الأحكام؛ فمن الأمور المقرّرة في الشرع الحنيف أنَّ لكل من الجنسين أحكام تخصّه، لما بينهما من الفروق الخَلْقية البدنية والعاطفية والوظيفية؛ ومما جاء في ذلك: اختصاص الولايات والقيادات بالرجال دون النساء في الجملة، الذي من جملة أدلته قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَة) رواه البخاري , ولذلك كانت النبوة والرسالة من وظائف الرجال دون النساء , واختصهم الله عز وجل بالعبادات الشاقة , كالجهاد؛ والمنتظمة الظاهرة العلنية، التي تتطلب حضوراً متكرراً كالجمع والجماعات.
والله عز وجل هو الذي خلق وقدّر، فجعل التفاضل من سننه في الكون، ولكنه من عدله سبحانه لم يؤاخذ المكلّف – ذكرا كان أو أنثى - بنقص لا يَدَ للمكلّف فيه، بل نهى سبحانه عن تمني ما لم يقدِّره لأحدٍ من ذلك، ومنه ما فضّل به أحد الجنسين على الآخر إذ قال: "وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً " (النساء/32) أي: لكل من الجنسين نصيب من العمل، فاطلبوا الفضل بالعمل، لا بالتمني؛ لأنَّ ما وقع أمر محتوم لا يفيد فيه التمني، ولأنه يقتضي السخط على قدر الله؛ فلا تتمنى النساء خصائص الرجال التي فضلهم الله بها على النساء، ولا العكس؛ واسألوا الله من فضله يعطكم. وهو ما يخالفه المنحرفون عن الفطرة، من المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.
وعمل المرأة إما أن يكون عملاً أصليا، وهو رعايتها لبيتها، وتفرغها لتربية أولادها، والاهتمام بأسرتها، وتمامه يقع بقرارها في بيتها؛ وإمَّا أن يكون عملا ثانوياً، وهو ما كان مشروعا من عملها سوى الأصلي.
ولمّا كانت المرأة شقيقة الرجل، مكلّفة كمثله بتكاليف شرعية قد تكون فرض عين أحيانا أو فرض كفاية على الأصل، من مثل: الدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وما في معناها، وهي أمور قد يقتضي الحال تطبيقها من خلال عمل مؤسسي، كان هذا الموضوع، أعني: تولي المرأة أو توليتها إدارة عمل مؤسسي في مجتمع نسائي.
وقد رأيت أن يكون الحديث في هذا الموضوع في نقاط على النحو التالي:
أولاً: المراد بتولي الإدارة الفرعية العامة في هذه المسألة:
المراد هنا حكم توظيف المرأة وتوليتها أو توليها للإدارات العامة الفرعية الخاصة ببنات جنسها، كأن تكون مديرة جامعة نسائية أو مديرة مركز إشراف نسائي أو مديرة مدرسة بنات، أو رئيسة قسم نسائي، ونحو ذلك؛ وهي فرعية بالنسبة إلى الولاية الشاملة لها، وهي ولاية وزير التربية والتعليم مثلا أو ولاية رئيس المؤسسة الخيرية التي تشمل الولاية على كل العاملين ذكورا وإناثا ..
وهذا النوع من الولاية لا يعد من كمال الولايات، التي لا يصلح لها إلا الكامل من الرّجال، كالإمامة العامة والقضاء؛ فهي دون ذلك، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
ثانياً: تحرير محل التأصيل في المسألة:
تولي المرأة وتوليتها للإدارات العامة لا يخلو من ثلاثة أحوال:
الحال الأولى: ولاية المرأة على غير جنسها، كأن تكون مديرة على جمع من الرجال.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحال الثانية: ولاية المرأة على جمع من الرجال والنساء، كأن تكون مديرة جامعة مختلطة أو مدرسة مختلطة أو مؤسسة من المؤسسات العامة التي لا تختص بالنساء، ووجود الرجال فيها ليس وجود عقود عمل لا ولاية.
الحال الثالثة: ولاية المرأة على مثلها، أي على جمع من النساء، كأن تكون مديرة لجامعة نسائية أو مديرة قسم نسائي في مؤسسة من المؤسسات العامة، وتكون ولايتها على من تحتها ولاية عامة في عموم الاصطلاح السياسي الشرعي، لكنها فرعية على ما مرّ بيانه.
ثالثا: التأصيل الفقهي للمسألة:
أمَّا الحال الأولى، فولاية غير جائزة؛ لعموم الأدلة المانعة من ولاية المرأة ولاية عامة على الرجال، سواء كانت الولاية العظمى أو ما دونها من الولايات العامة على الجنسين، من مثل قول الله تعالى: (الرّجال قوّامون على النساء)، ومن مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة)؛ ولعموم الأدلة المانعة من اختلاط الرجال بالنساء وخلوة الأجنبي بالأجنبية، وما قد يصاحب ذلك من تبرج ونحوه؛ فجميع الأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الخلوة بالأجنبية وتحريم النظر إليها، وتحريم الوسائل الموصلة إلى الوقوع فيما حرم الله، ونحوها، مما استدل به العلماء على الاختلاط المحرّم دالّة على منع هذا النوع من الولايات والإدارات.
وكذلك الشأن في الحال الثانية فحكمها حكم الحال الأولى.
وأمّا الحال الثالثة فهي محلّ البحث والتأصيل في هذه الورقة. وهي تختلف في حكمها عن الحالتين الأولى والثانية؛ لعلتين رئيستين:
الأولى: خلوها عن الأسباب المانعة من تولية المرأة ولاية عامة، تلك الأسباب التي سبق الإشارة إليها في الحالين الأولى والثانية.
الثاني: دخولها في عموم أدلة تكليف المرأة بالتكاليف الشرعية، كأدلة وجوب الدعوة والاحتساب ومشروعيتهما، وتحقيقها لمقاصد الشريعة في ذلك دون محظور شرعي.
ومما يدلّ على مشروعية ولاية المرأة على بنات جنسها ولاية عامّة في الإدارات الفرعية أيضاً ما يلي:
1 - مشروعية إمامة المرأة لبنات جنسها في الصلاة، مع أنَّ إمامة الصلاة من الولايات العامّة في تصنيف الولايات في الفقه الشرعي السياسي. فإمامتها للنساء وإن كان فيه خلاف بين أهل العلم، إلا أنَّ الراجح مشروعيته؛ لما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنَّها (كانت تؤم النساء، تقوم معهن في الصف)، ولما ورد عن أم سلمة رضي الله عنها أنَّها كانت تؤم النساء في رمضان وغير ذلك من الآثار التي احتج بها أهل العلم في المسألة.
2 - الحاجة العامة لتولي المرأة لهذه الولاية التي لِوِلايتها فيها أصل شرعي، والحاجة العامّة تنزّل منزلة الضرورة. وهذا أمر ظاهر، فإنَّه لا يمكن أن يولّى رجلٌ إدارة مدرسة بنات مثلا، أو إدارة حلقات تحفيظ نسائية، أو سوق نسائي مغلق، أو مشفى صحي نسوي، بشكل مباشر. وممن يعلّل بذلك شيخنا عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، سماحة مفتي عام المملكة حفظه الله.
وجاء في كتاب: ولاية المرأة في الفقه الإسلامي، للباحث حافظ محمد أنور ما نصّه: " لم يُقدِّم سلف الأمّة امرأة من النساء إلى أيّ منصب من المناصب القيادية، والولاية العامة، وهذا هو ما فهموه من نصوص الكتاب والسنّة الصحيحة، نعم قد يقال: لو كانت الوزارة تتعلق بشؤون النساء خاصة، بحيث لا تحتاج المرأة الوزيرة إلى الخروج إلى الرّجال والتكلّم معهم، بل يكون تصرفها في بنات جنسها، وهي تلتزم بالأحكام الشرعية والآداب الإسلامية، فيمكن أن يُسمح لها بتولي هذه الوزارة كمديرة البنات؛ حتى لا تضطر النّساء إلى الاختلاط بالرّجال الأجانب، وهذا النوع من عمل المرأة هو ما تقوم به المملكة العربية السعودية، ممثلة في رياسة مدارس البنات، حيث يقوم بإدارة الكليات والثانويات والمتوسطة والابتدائي للبنات نساء؛ وندعو إلى توسيع هذه الدائرة بأن يوجد عيادة نسائية، ومستوصف نسائي، ومستشفى نسائي يكون جميع العاملات فيه من نساء؛ وهكذا ينبغي أن ينجرّ الأمر إلى كلّ ما فيه مصلحة للمرأة، ويمكن استقلالها عن الرّجل كالبنك والسّوق ونحو ذلك؛ فإنَّ الحاجة داعية في هذا الزمن إلى وجود هذه المصالح واستقلال المرأة بها ".
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أنَّ ما ذكر من وظائف تقتضيها الأدلة العامة في المأمور به منها كالدعوة والاحتساب، ونحوه، وأدلتها أدلة لها؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ فهي داخلة في التكليف، ومن ثم تندرج في قاعدة (ما لا يتم المأمور إلا به فهو مأمور به)، أو ما يعبّر عنه بعض العلماء بقاعدة فتح الذرائع؛ فالأمر في المسألة داخل في أمر الفعل (أحد شطري القاعدة)، أي أنه أمر طلب، سواء كان على سبيل الندب أو الإيجاب.
ولعلّ وضوح هذا الأمر عند علمائنا، من أسباب قلة حديثهم في تأصيل المسألة؛ ولا سيما أنَّهم أقرّوا ذلك في تعليم المرأة الذي كان تحت ولاية العلماء خلال العقود الماضية، فوجدنا الهيكلة التنظيمية تتضمن تولية إداريات في شأن تعليم المرأة ما بين مديرة ووكيلة ونحوه.
وذلك أنها ولاية امرأة على مثلها؛ فليس فيها قوامة للمرأة على الرجل، لا على الرجال منفردين، ولا على الرجال مع النساء؛ وحينئذٍ فلا تدخل في مدلول الأدلة المانعة من قوامة المرأة على الرجل، لانتفاء وجود الرجل هنا، وإن وجد فوجوده يكون من باب التعاقد الخاص، أي أن العقد معه عقد خاص لا ولاية عامة؛ كسائق السيارة أو الحافلة مثلا.
وهنا قد يرد سؤال مهم، وهو:
هل تدخل ولاية المرأة على بنات جنسها في مدلول قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة)؟
وللجواب على هذا الإيراد، ينبغي أن يُنظر في مدلول كلمة (قوم) عند أهل اللغة وأهل الشريعة، ليُنظر: هل تطلق على النساء منفردات؟
قال في القاموس: " القوم: الجماعة من الرّجال والنساء معاً، أو الرّجال خاصّة، أو تدخله النساء على تبعيّة " [2].
وقال الجوهري: " القوم: الرِّجال دون النِّساء، لا واحد له من لفظه.
وما أدْرِي وَسَوفَ إخالُ أدْري ... أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أم نِسَاءُ
قال الله تعالى: (لا يسخر قوم من قوم) ثم قال سبحانه: (ولا نساء من نساء). وربّما دخل النّساء فيه على سبيل التَّبَع؛ لأنَّ قوم كلّ نبيّ رجالٌ ونساء ... ".
وقال في لسان العرب: " القوم: الجماعة من الرّجال والنساء جميعا، وقيل: هو للرجال خاصّة دون النِّساء؛ ويقوِّي ذلك قوله تعالى: (لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهن) أي: رجال من رجال ولا نساء من نساء، فلو كانت النّساء من القوم، ولم يقل: ولا نساء من نساء، وكذلك قول زهير:
وما أدْرِي وَسَوفَ إخالُ أدْري ... أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أم نِسَاءُ
... وروي عن أبي العبّاس: النفر والقوم والرّهط هؤلاء معناهم: الجمع، لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النّساء ".
وقال ابن فارس رحمه الله: " القاف والواو والميم أصلان صحيحان، يدل أحدهما على جماعةٍ ناسٍ، وربما استعير في غيرهم، والآخر على انتصاب أو عزم. فالأوّل: القوم، يقولون: جمع امرئٍ، ولا يكون ذلك إلا للرّجال، قال الله تعالى: (لا يسخر قوم من قوم) ثم قال: (ولا نساء من نساء). وقال زهير:
وما أدْرِي وَسَوفَ إخالُ أدْري ... أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أم نِسَاءُ
ويقولون: قومٌ وأقوامٌ وأقاومُ جمعُ جمعٍ ... وأمّا الآخر فقولهم: قام قياماً، والقومة: المرّة
الواحدة: إذا نتصب، وتكون قام بمعنى العزيمة، كما يقال: قام بهذا الأمر، إذا اعتنقه، ... ومن الباب: هذا قِوام الدِّين، أي به يقوم ... ". ومن الأصل الثاني قول عبد لرجل أراد أن يشتريه: لا تشترني فإني إذا جعتُ أبغضتُ قوما وإذا شبِعتُ أحببت نوماً، أي: أبغضت قياما من موضعي.
و نجد من عبارات علماء الشريعة ما يؤكِّد اختصاص كلمة قوم في لغة العرب بالرّجال؛ قال ابن عطية رحمه الله: " و (القوم) في كلام العرب واقع على الذُّكران، وهو من أسماء الجمع كالرهط، وقول من قال: إنّه من القيام أو جمع قائم ضعيف، ومن هذا قول الشاعر زهير:
وما أدْرِي وَسَوفَ إخالُ أدْري ... أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أم نِسَاءُ
وهذه الآية [يعني آية الحجرات] تقتضي اختصاص القوم بالذُّكران، وقد يكون مع الذُّكران نساء فيقال لهم (قوم) على تغليب حال الذّكور" [3].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنَّ علّة إطلاق (القوم) على الرّجال خاصّة، ظاهر في أصل اشتقاق الكلمة؛ قال الزمخشري: " القوم هم الرّجال خاصّة؛ لأنّهم القوام بأمور النساء، قال الله تعالى: (الرّجال قوّامون على النّساء) ... واختصاص القوم بالرّجال صريح في الآية [يعني قول الله تعالى: (لا يسخر قوم من قوم ولا نساء من نساء)]، وفي قول زهير: أقوم آل حصن أم نساء
وأمّا قولهم في قوم فرعون وقوم عاد: هم الذكور والإناث، فليس لفظ القوم بمتعاط للفريقين ولكن قصد ذكر الذّكور وترك ذكر الإناث لأنّهن توابع للرجال " [4].
وقال القاضي عياض في بيانه كلمة قوم في حديث (يؤم القوم أقرؤهم): " مختصة عند الأكثر بالرجال دون النساء "، وقد ورد تخصيصه بالرجال في قول الله تعالى: " (لا يسخر قوم من قوم) ثم قال (ولا نساء من نساء)؛ ففصل بين القوم والنساء " [5].
وقال شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله في تعليق له على هذا الحديث في سنن النسائي (المجتبى): " هذا يدل على تحريم تولية المرأة في القضاء والوزارة والإمامة وغيرها، إلا على النساء كمديرة مدرسة بنات ونحوها " [6]؛ وكأنَّ الشيخ رحمه الله لا يرى دخول ذلك في نصّ الحديث، والله تعالى أعلم.
فيظهر - والله تعالى أعلم - أن ولاية المرأة على جنسها لا يدخل في مدلول النهي الوارد في حديث أبي بكرة رضي الله عنه (لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة).
المحور الثاني:
نماذج من صدر الإسلام للمرأة القيادية (تعليم، تربية، إفتاء، إقراء .. )
هنا ينبغي التفريق بين النماذج التي تصح مستندا للحكم الشرعي، وما ليس كذلك؛ إذ لا يكون مستند مشروعية إلا ما كان مرجع مشروعيته دليل شرعي من نصٍّ أو إجماع أو قياس أو استدلال، أو ما سنّة الخلفاء الراشدون أو بعضهم.
ومن هنا فلا عبرة بما يرد في التأريخ من وقائع لم تعضدها النصوص، ولم يفت بصحتها علماء الشريعة.
ولمَّا كان هذا الفرع عن المرأة القيادية وليس عن ولاية المرأة، فألخص ما يُعدّ قبوله في المجتمع تشريعا لوجوده في بحر الخلافة الراشدة؛ لكنه مما يتعلق بالفتيا، وهي قيادة علمية لا ولائية، ومن هنا يمكن القول: إنَّ " الذين حفظت عنهم الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة ونيف وثلاثون نفسا، ما بين رجل وامرأة، وذُكر منهم أكثر من عشرين امرأة، والمكثرون من للفتوى من الصحابة سبعة، منهم: عائشة رضي الله عنها، ومن المتوسطين أم سلمة رضي الله عنها، ومن المقلِّين: صفية، وحفصة وأم حبيبة، وأم عطية، وأسماء بنت أبي بكر وغيرهن رضي الله عنهم جميعا ".
المحور الثالث:
ضوابط تولي المرأة للمناصب القيادية
1) ثمة ضابط عام، وهو أن تبقى ولاية المرأة على جنسها في حدودها الشرعية من حيث ارتباطها بالدليل الشرعي، والتزامها بشرطها بأن تكون ولاية للمرأة على مثلها فقط في أمور مشروعة؛ فلا يكون لها ولاية على الرجال، لا فرادى، ولا مع نساء أخريات وإن لم يكن ثم اختلاط؛ ولا في أمور ممنوعة شرعا، كإدارة مؤسسات تتبنى الدعوة إلى تغريب المرأة وتوظيفها مع الرجال مثلا.
2) أن تخلو من الاختلاط المحرم، كأن يكون مقرّ العمل مختلطا بين الجنسين وإن لم يكن للمرأة ولاية على الرجال فيه؛ وهذا من الفروق المهمة بين الصورة الشرعية، والصور الوضعية التي يتبناها المستغربون ممن استعملهم الأعداء في إيصال أذاهم إلى أهل الإسلام، ونشر أفكارهم بينهم، تحت دعوى المساواة تارة ودعاوى التحرر أخرى.
ولهذا الحكم فلسفة أفصح عنها العلامة الشنقيطي رحمه الله في قوله: دلت نصوص القرآن الكريم على أنَّ " المرأة الأولى كان وجودها الأول مستنداً إلى وجود الرجل وفرعاً عنه. وهذا أمر كونيّ قدريّ من الله، أنشأ المرأة في إيجادها الأوّل عليه. وقد جاء الشرع الكريم المنزّل من الله ليُعمل به في أرضه، بمراعاة هذا الأمر الكونيّ القدريّ في حياة المرأة في جميع النواحي؛ فجعل المرأة قائماً عليها، وجعلها مستندةً إليه في جميع شؤونها، كما قال تعالى: (الرِّجال قوّامون على النّساء).
(يُتْبَعُ)
(/)
فمحاولة استواء المرأة مع الرجل في جميع نواحي الحياة لا يمكن أن تتحقق؛ لأنّ الفوارق بين النوعين كوناً وقدراً أوّلاً، وشرعاً منزّلاً ثانياً، تمنع من ذلك منعاً تامّاً.
ولقوّة الفوارق الكونية والقدرية والشّرعيّة بين الذكر والأنثى، صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه لعن المتشبّه من النوعين بالآخر. ولا شكّ أنَّ سبب هذا اللعن هو محاولة من أراد التشبه منهم بالآخر، لتحطيم هذه الفوارق التي لا يمكن أن تتحطّم ... " [7].
3) أن لا يزاحم تمتعها بهذا الحق ما هو واجب عليها على نحو يجعلها عاجزة عن القيام بهذا الواجب أو يجعلها مقصّرة في أدائه. والواجب الأصلي عليها هو رعاية البيت والقيام بشؤونه وتربية أطفالها، والقيام بحقوق زوجها. ويدل له: (والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم) [8]، وباختصار: عدم إخلال المرأة بواجبها الأصلي في بيتها [9]. " قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه، وما هو تحت نظره، ففيه أنّ كلّ من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته " [10].
4) البعد عن سوء الظن، فقد تقع مخالفة عن جهل أو ضرورة أو غفلة؛ فلا يجوز الحكم من خلالها على الآخرين ولا سيما الدعاة الفضلاء والداعيات الفضليات. وفي قصة الإفك عبرة، وفي قصة صفية حذر.
المحور الرابع:
حكم صناعة القيادات النسائية من الناحية الشرعية (وهل هو فرض كفاية)
يظهر والله تعالى أعلم أنَّ حكم صناعة القيادات النسائية لبنات جنسها في المجالات الخاصة بالنساء، هو مما يختلف حكمه باختلاف الحاجة إليه، وربما انطبقت عليه الأحكام التكليفية الخمس ما بين مشروع واجب أو مندوب أو مباح، وما بين ممنوع منع تحريم أو كراهة.
وقد أشار إلى هذا الشيخ العلامة عبد الكريم زيدان في جوابه على سؤال: هل يصل الجواز الذي توفرت شروطه إلى درجة الوجوب؟: " فالمرأة التي ترى تحقق هذين الشرطين فيها، يجوز لها أو يندب أو يجب حسب الظروف والأحوال تولي هذه الوظائف لأداء هذه الخدمات للنساء؛ ومثل هذا يقال بالنسبة لتعليم الإناث ما هو ضروري لهنّ أو ما هو مندوب لهن، فيجوز للمرأة أو يندب أو يجب حسب الظروف والأحوال تولي وظائف تعليم الإناث إذا توفر فيها الشرطان المذكوران [يعني: عدم الإخلال بواجبها في البيت و حاجتها إلى ارتزاق والكسب بسبب هذه الوظيفة] " [11].
هذا ما تيسر بيانه في هذه العجالة، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
وكتب / د. سعد بن مطر العتيبي -
أستاذ السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء(/)
حوار "الشروق اليومي" مع الشيخ ناصر العمر
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:39]ـ
السلام عليكم ..
هذا نص حوار أجرته جريدة "الشروق اليومي" ـ أكبر صحيفة جزائرية ـ مع فضيلة الشيخ ناصر العمر، أنقله هنا للإفادة .. وشكرا
الشيخ ناصر العمر في حوار مع الشروق اليومي
"لو قام العلماء بدورهم في الجزائر لما كان هناك إرهاب ولا سفك للدماء"
· على جمعية العلماء أن تكون في المستوى لترشد الجزائريين كما فعل الإبراهيمي قديما
· المظاهرات السلمية للتعبير عن الرأي جائزة ولا حرج فيها
· كل يهودي في فلسطين محتل ويستحق القتل
الشيخ ناصر العمر من ابرز دعاة التيار السلفي في المملكة العربية السعودية، يتحدث بلغة صريحة دون لف أو دوران، سبق له أن زار الجزائر ونصح الإسلاميين قبل وقوع الأحداث الدامية التي شهدتها بلادنا في تسعينيات القرن الماضي، بعدم الاصطدام مع السلطة، ويأسف أن هؤلاء لم يأخذوا بنصيحته، ويعتبر إهدار دم المسلم فساد في الأرض، كما تناولنا في حديثه معه العديد من القضايا.
حاوره في اسطنبول: مراد أوعباس
س: كيف يقيم الشيخ ناصر العمر، حالة المسلمين في عالمنا اليوم؟
ج: إذا أراد إنسان ان يقيم أي شيء يقيمه بناء على مقياس الزمان والمكان والحال، النظرة المجردة لأهل المسلمين دون مراعاة الظروف، يقول الحالة سيئة، لكن في الحقيقة وفي ظل كل الظروف الدولية والاوضاع العالمية، انا اعتقد ان المسلمين الآن في حالة ايجابية، ما مرت في الزمن المتأخر، قد تقول لي كيف؟، اعتقد ان مجرد انشغال العالم بالمسلمين في كل خبر على أنهم موجودون، أيضا الآن الأمة مقبلة، لما نقول في الولايات المتحدة الأمريكية اكثر من سبعة ملايين مسلم، وفي بريطانيا أربعة ملايين مسلم، في فرنسا وايطاليا كذا كذا مسلم، هل دخل بالسيف الإسلام؟ ابدا، معناه ان الاسلام ينتشر، حتى في الاتحاد السوفياتي الذي عاش في ظل الشيوعية الآن الاسلام يتقدم، لكن المشكلة لا تزال في رأس الامة، على مستوى الشعوب، الحقيقة الشعوب مقبلة على دين الله جل وعل، لكن لا يزال على مستوى رأس الأمة، الرأس الهرمي يحتاج الى مزيد من النظر واستثمار كل الطاقات المتاحة، أيضا هناك مشكلة تعاني منها الأمة في ظل هذا الوضع مما ينكد على تقييمها، الخلافات الموجودة، سواء داخل الشعوب او داخل الجماعات الإسلامية او غيرها، فإذا وجد دور وبخاصة دور العلماء، بإذن الله ستصل الأمة إلى مجد، ويحسب للامة حساب كبيرا، ويكفي ان اشير في هذا اللقاء ان التقارير العالمية، الاستخبارات ومراكز الدراسات ان أقوى قوة قادمة في القرن القادم هو الإسلام، هذا اجماع تقارير الاعداء، قدموها لمخابراتهم وليس لنا.
س: في تقديركم ما هو سبب هذه الخلافات التي تعصف بالأمة، وخاصة بين الحركات الاسلامية، هل تجدون مبررات لذلك؟
ج: بعض الاسباب حقيقية، هناك خلافات منهجية واقعية، وفي بعضها الحقيقة اسمح لي اقول لك، وهمية، مضخمة، بعبارة ادق المشكلة بدل ان نأتي بالأسباب الحقيقية لسبب الخلافات ونعالجها استخدمناها وسيلة لمزيد من التشرذم والخلافات، هذه قضية جوهرية، بدل أن نأتي، مثلا جار مع جاره، عنده مشكلة بسبب الجوار، ان يحلوا المشكلة جعلوها سببا لتفرقة العائلتين والجارين، هذا واقع بين كثير من الجماعات الاسلامية، وإلا المشكلة موجودة لكن ضخمت واستثمرها لمزيد من العداوة والتمكين والتفرقة.
س: ما رأيكم في بعض الجماعات التي ترفع شعار المغالبة؟
ج: هذا يختلف، الذي أراه، هو منهج التدرج، وارى ان بالنسبة لحالتنا، وقد ناقشنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في هذا الامر ان عصرنا قريب من العصر المكي، فقط ان بعض الاحكام الشرعية كالصلاة، والزكاة والصيام والحج اتت احكاما محكمة، لكن مراحل الدعوة، ارى ان يؤخذ بعضها من العصر المكي من حالة الضعف وعدم الدخول في نزاعات ومشكلات لا طائل من ورائها، ولذلك انا اقسم البلاد الى ثلاثة اقسام:
اقول بلاد محتلة، يجب الجهاد فيها، مثل فلسطين، افغانستان الصومال، هذه بلاد محتلة، فيها عدو اجنبي يجب الجهاد وهو فرض ...
س: (مقاطعا) بالرغم من ان الرئيس الحالي للصومال، هو الشيخ شريف، وهو اسلامي، ورئيس المحاكم الاسلامية التي قادت مرحلة سابقة تحرير الصومال من القوات الاجنبية؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: الى الآن لا استطيع الحكم، وليست عندي خلفية عن الموضوع الصومالي، اتحدث عن وجود القوات الاثيوبية والامريكية.
النوع الثاني من البلاد، هي بلاد مسلمين، ويحكمها حكام قد يكونون علمانيين، فارى ان ينظر في أسلوب التغيير، لان المصالح والمفاسد قد لا تراعى هنا، الذين يذهبون ضحايا لهذا هم المسلمون انفسهم، الحكام لا يطالهم شيئ كما هو في كثير من البلاد الاسلامية، فالذي اراه ان الكثير من الجماعات الاسلامية اقول لك، وحتى اكون دقيقا في كلامي معك، لم توفق في هذا الموضوع ودخلت في صراعات لم تأت بنتائج ايجابية، مثلا في سوريا كنموذج الحكم في سوريا حكم بعثي .. ولانشك في هذا، لكن اسلوب المغالبة لم تكن موفقة ولم تأت بنتائج، وهذا الذي حدث، ضربت الدعوة، وضرب المسلمون، وتأخروا، وبقي الحكم كماهو، وهذا خطأ.
النوع الثالث، بلاد فيها مسلمون وفيها نصارى، والحكام نصارى، او كفار، اقول فهؤلاء اهل البلد والعلماء هم الذين يقررون ماذا يفعلون بالتشاور مع العلماء المسلمين المعتبرين، ليقرروا ماذا يناسب هذا البلد، وكيف يفعلون معه.
س: البعض من المراقبون لشؤون الحركات الإسلامية، يذهبون الى الاعتقاد ان جماعة الاخوان فرخت في وقت من الأوقات جماعة الجهاد، ثم جاء الدور على السلفية مع الالفية الجديدة لتفرخ هي بدورها جماعة الهجرة والتكفير والسلفية الجهادية، ماهو تعلقيكم؟
ج: هذا حكم عام، ولا يجوز ان يكون مطلقا، ثانيا، اعتقد ان الجهاد لا يحتاج الى احد كي يفرخه، يفرخه الاسلام، الجهاد الحقيقي في مواطنه الصحيحة هو ذروة سنام الاسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين يقاتلون حتى يأتي أمر الله"، فالجهاد قائم بعز عزيز او بذل ذليل، ولكن ما يقصدونه شيئ آخر، يقصدون مظاهر الغلو التي حدثت، ومظاهر تكفير للمسلمين ولبعض علماء المسلمين، وان المسؤول عنها هي سجون بعض الحكام في بعض البلاد العربية، مثلا زمان ايام جمال عبد الناصر، هي التي أخرجت التكفير والهجرة، وسجون عدد من الدول العربية بل امريكا واتباعها هي التي أخرجت هؤلاء، لما يجري في السجون من ظلم وطغيان، وبعد عن العدالة، هو الذي اخرجهم، اما الجهاد الحقيقي فهو امتداد للإسلام ولا يعتبر هو الذي فرخه فلان او علان، او الجماعة الفلانية.
س: هناك مؤخذات حقيقة على بعض علماء السعودية كما نعتقد نحن في الجزائر عندما كانت تواجه جماعات العنف سكت العلماء وبعضهم من حرض على العنف، وعندما اهتزت المملكة على ضربات هؤلاء تحرك العلماء بتحريم اهدار دم المسلم، لماذا التمييز بين دماء المسلمين، وتردد العلماء دائما في إبراز الموقف الشرعي؟
ج: جئت الى الجزائر سنة 1986 والقيت محاضرة "العلم ضرورة شرعية"، وحذرت علانية مما يقع في الجزائر، وقلت اذا سارت الامور بالجزائر بمثل هذا الوضع فإن المآل لا يحمد.
ثم الفت كتابا واعطيك نسخة منه "العلم ضرورة شرعية"، وقلت انني زرت عددا من البلدان وكنت اقصد الجزائر وحذرت من هذا الامر، وبعد ان وقعت الاحداث وتكلمت أيضا.
س: هل توقعت حدوث تلك الاحداث؟
ج: نعم توقعت ذلك، لأني الذي رأيت ان الوضع يسير الى الاصطدام، سواء في تعامل السلطة، او تعامل الناس، او المدارس الدعوية، واعرف ان عددا من المشايخ تكلموا في هذا بوضوح، وقد ارسل لي بعض الجزائريين مثل هذا الكلام ورددت عليهم، وبينت لهم مواقفي، ولي بيان منشور موجود في موقع المسلم، اما أنهم يقولون انكم لم تتكلموا الا بعد ان سالت الدماء في بلدكم فهذا كذب، الدليل على ذلك انني حدثت السوريين بسبب احداث ما وقع في سوريا عام 1979 ونصحتهم وبينت لهم خطأ هذا المنهج، والفت كتابا سميته "حقيقة الانتصار" مؤلف في عام 1992 وبينت خطأ هذه المناهج. فكيف يقال لنا هذا الكلام، هذه تهمة باطلة، اما كون ان بعض الاشخاص لم يتكلموا في الموضوع، فهذا فرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن الباقين.
س: ما هو موقفكم من العمل المسلح الذي يعصف ببعض الدول ومنها الجزائر خاصة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: عندي بيان ارى الرجوع اليه، وكنت قد اصدرت منذ عدة سنوات رسالة الى اهل الجزائر، وبينت فيها موقفي، ومن جهتي انصح الجميع بالعودة الى دين الله، ومن عندهم بعض الافكار، والآراء، اقول لهم تعالوا الى كلمة سواء، هذا الذي انصح به، ان يجلسوا ويتناقشوا، اليس كلهم مسلمون، وكلهم يقول انا مسلم، ماداموا مسلمين، فالكتاب واضح والسنة واضحة ولا اشكال.
كما أوجه كلمتي الى الحكومة الجزائرية، وللشعب الجزائري وللدعاة، ولكل من يحمل هما، اقول لهم اتقوا الله جل وعلا، المسؤولية مسؤولية الجميع، وعليهم ان يحتكموا الى الكتاب والسنة، واذا كان الله امرنا ان نقول لاهل الكتاب:"قل يا اهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله"، فأحسن باب هو أن ندعو بعضنا بعضا، ونتحاور ونتقاش، اليسوا كلهم مسلمون، الاسلام واضح، اما استمرار هذه الدماء واستمرار هذه الحالة وبطش البعض بالبعض الاخر والظلم، وكل واحد يتبنى رأيه وانه هو الرأي الصحيح، سيزيد المشكلة ويعقد المشكلة، فلنتق الله في هذا الشعب المؤمن الصابر الذي خسر الآلاف في قتاله مع الفرنسيين فما ذنبه أن يخسر مزيدا من الدماء بلا ثمن؟.
س: فضيلة الشيخ .. سمعنا فتاوى متناقضة حيث ان البعض حرم المسيرات للتعبير عن دعم الشعوب للمقاومة الفلسطينية في غزة، وبعضهم افتى بضرورة دعم المقاومة والجهاد ضد الاحتلال، مما اخلط الامور على عامة الناس، لماذا هذا التناقض الصارخ في الفتاوى؟
ج: طرحت عدة قضايا، سبب الاختلاف بين العلماء فهو كبير، "ولا يزالون مختلفين الا ما رحم ربك"، وهذا قضاء قدري، لا استطيع لن أحله انا او غيري، حتى الاختلاف حدث وان كان في بعض الفروع بين الصحابة رضوان الله عليهم. اما ان كنت تسألني عن رأي المقاومة، فأرى ان هذا الجهاد وجب دعمه وكل يهودي في فلسطين فهو محتل ويستحق القتل، لانه ظالم ومجرم، وفي ارض ليست ارضه، اما عن المظاهرات، فهي على نوعين، اذا كانت مظاهرات فيها فساد، وفيها افساد في الممتلكات وفيها فوضى اثارة الفراق فلا تجوز، اما ان كانت مظاهرات سلمية ومجرد ان تعبر عن رأي اصحابها لنشر فكرة او مدافعة باطل فلا ارى حرجا في ذلك.
س: ولكن لماذا تحفظتم على فتوى الشيخ عوض القرني الذي افتى باستهداف المصالح الاسرائيلية؟
ج: انا لم اناقش فتوى عوض القرني ولم اتحفظ عليها، فقط انا قلت ارى ان في الازمات ان تكون الفتاوى جماعية، اذا لم يوجد هذه الفتاوى الجماعية، فيمكن للفرد ان يصدر فتوة فردية، اما الفتوة فلم اناقاشها اطلاقا، لكني تحدثت عن طريقة اصدار الفتاوى في الازمات، فاقول ان الفتاوى يجب ان تصدر بطريقة مؤسسية وبطريقة جماعية وبمشاركة مجموعة من العلماء وبالذات مع اهل البلد، فمثلا أي فتوى تتعلق بفلسطين ان يناقش فيها اهل فلسطين، لان الموضوع يمسهم سلبا او ايجابا.
س: هناك شد وجذب بخصوص منع التهريب عبر الأنفاق في قطاع غزة، ماهو الموقف الشرعي من هذه المسألة؟
ج: التهريب يتعلق بالمخدرات والحشيش، اما الأسلحة فمن حق المقاومة والمجاهدين، وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب، وانا أقول، مالا يتم الواجب الا واجب، يجب دعم الفلسطينيين، ويجب ايصال الاسلحة لهم والذي يقف دون وصول الأسلحة الى المقاومة فهو خائن ومفرط، فلا يسمى تهريب اطلاقا لانه يدافع عن دينه وعن بلده، فهو لا يعتبر مهربا إطلاقا.
س: ماذا يقول فضيلة الشيخ الى القراء في الجزائر؟
ج: حقيقة اقول ان الشعب الجزائري شعب ابي ومضح، وشعب بطل، فيكفي انه في سنوات طويلة اخرج الاستعمار الفرنسي وقدم تضحيات ضخمة هائلة، اصبحت مضرب المثل في التاريخ المعاصر، فمن الخطأ ان يفرط في هذا الانجاز، وتضيع حقوق الامة، وماحارب الجزائريون الا بالاسلام، ويجب ان يظل الاسلام هو الحاكم في الجزائر، وان يبتعد الجميع عما يثير أي قلاقل في حياة الشعب الجزائري، الدولة مسؤولة في تأمين البلد وتحقيق المعيشة ورغد العيش. كما أنصح العلماء، وصارت مضرب المثل "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" في العالم، اصبحت امنية ان يحقق كل بلد ما حقق في الجزائر، اقول ليعود دور جمعية العلماء المسلمين التي كانت في الجزائر وعلى يد البشير الابراهيمي وغيره، ان تعود الآن بقوة لتوجه الناس، ان يكون لها التأثير في الناس لان الناس يتبعون علماءهم، واعتقد أن سبب المشكلات الموجودة في الجزائر لغياب العلماء وتقصير الكثير من العلماء عن أداء دورهم، لان الناس لو وجدوا العلماء الصادقين المخلصين ما حدثت هذه المشكلات والاضطرابات، فبقدر تقصير العلماء تقع الفتن في أي بلد، في الجزائر او في غيرها.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 07:44]ـ
أحسن الله إليك، لا تصفها بأكبر صحيفة جزائرية، بل هي أكبر سخيفة وليست جزائرية!!، وما نشروه العام الماضي في الصفحة الأولى بالبنظ العريض من طعن وسب وشتم لأئمة أهل السنة لهو أكبر دليل على نفاقهم ... !!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:27]ـ
أحسن الله إليك، لا تصفها بأكبر صحيفة جزائرية، بل هي أكبر سخيفة وليست جزائرية!!، وما نشروه العام الماضي في الصفحة الأولى بالبنظ العريض من طعن وسب وشتم لأئمة أهل السنة لهو أكبر دليل على نفاقهم ... !!!
الفاضل أسامة بن الزهراء .. وفقه الله.
ما كان أغنانا عما ذكرت، ولم يكن إلا أن نقلنا حوارا لشيخ جليل عسى أن ينتفع به أهل المجلس الأكارم .. ولن أزيد. فسلام.
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:32]ـ
الله يجزاك خير على هذا القل النافع عن شيخنا العمر
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 01:28]ـ
الله يجزاك خير على هذا المقال النافع عن شيخنا العمر
وجزاكم الله كل خير ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 06:30]ـ
غريبٌ كلام الشيخ في أحداث (سورية) .. وليس من الموضوعية اختزال ما حدث فيها بسبب (العنف) - فقط -
ما حدث أكبر من (هذا) .. !
يمكن القول:
أنّ التخاذل الإسلامي، و السكوت العالمي، والإنقسام الداخلي .. والكذب المشيخي و " الوقوف مع السلطة على الإسلاميين " .. والكثير من الأسباب كانت نتيجة ما حدث .. !
ولا ننسى: الدعم الخميني .. والدعم العربي، والدعم العالمي .. ، ثم يقول الشيخ: العنف.!! (والله ظلم).
خيانة من الأمة حدثت .. !
أتمنى من الشيخ أن يسكُنَ الدروس ويترك العمل السياسي الفكري .. " فهذا أرحم لنا وله ".
نقول له: التشيع في سورية زاحف بقوّة .. يقول لنا: الحكمة .. الحكمة .. ! (نحنُ نرى البلاد تطير من أيدينا ويقول: لا بد من الهدوء، من أين يأتي الهدوء).
نقول له: من الأسباب: الدكتاتورية .. يقول: لا دكتاتورية إلا إدارياً .. فأي منطقٍ يقبلُ (هذا) الحديث؟!
يريدنا أن نتحاور، فها نحنُ بحّت أصواتنا: في التعامل السليم مع (الأشاعرة)؟ .. ولا فائدة!
ها هُم الأشاعرة وقفوا وقفاتٍ جليلات في هاتيك الأحداث من أمثال (سعيد حوى) , (محمد الحامد) .. !
.. ثم نقول: الحديث عن تفرق، وأسباب عقائدية .. " وما بعرف شو ... " (والله أمر الوعي غريب!!)
(الله المستعان)(/)
سيد قطب و (وحدة الوجود)
ـ[الآجري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:51]ـ
من أهم الأشياء التي ينسبها بعض النقاد للمفكر سيد قطب رحمه الله: القول بوحدة الوجود.
ولم أقف على نص صريح، يمكن من خلاله القطع بنسبة هذا القول إليه، بل كل النصوص التي يوردها النقاد محتملة، فإذا ما حكمنا - بمنهج سيد وكتاباته - على هذه النصوص المحتملة بان لنا أن التصور المخبوء في ذهن سيد عن الإله، أو عن الخالق والمخلوق أبعد ما يكون عن وحدة الوجود.
لأمور:
أولها: القائل بوحدة الوجود من أبعد الناس عن إنكار المنكرات، وتكفير الناس، وتضليلهم، والجهاد، والتضحية، ومن المعلوم الذي لا يختلف عليه اثنان: أن سيداً من الرجال الذين اشتغلوا بمثل هذه الأمور، بل وقدم نفسه في سبيل ذلك ..
ويروى أيضاً أن الذي قام بعملية تلقينه الشهادتين قبل الإعدام قال له: "تشهد"، فقال له سيد: "حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم بسبب لا إله إلا الله، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله"
[ويكيبيديا] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%AF_%D9%82%D8%B 7%D8%A8#.D9.8A.D9.88.D9.85_.D8 .A5.D8.B9.D8.AF.D8.A7.D9.85.D9 .87)
ثانيها: من أوضح الأمور التي اشتغل بها سيد: توحيد الحاكمية، متمثلاً قوله تعالى: (إن الحكم إلا لله)، و لا يتصور فيمن يقول بوحدة الوجود أن تكون قضيته تكفير من لم يرض بحكم الإله، أو من وضع نفسه موضع الإله في التشريع، كما في إحدى كتاباته:
"وكم من عالم دين رأيناه يعلم حقيقة دين الله ثم يزيغ عنها، و يعلن غيرها، و يستخدم علمه في التحريفات المقصودة، و الفتاوى المطلوبة لسلطان الأرض الزائل، يحاول أن يثبت بها هذا السلطان المعتدي على سلطان الله و حرماته في الأرض جميعاً، لقد رأينا من هؤلاء من يعلم و يقول: " إن التشريع حق من حقوق الله؛ من ادعاه فقد ادعى الألوهية، و من ادعى الألوهية فقد كفر، و من أقر له بهذا الحق و تابعه عليه فقد كفر أيضاً "، و مع ذلك - مع علمه بهذه الحقيقة التي يعلمها من الدين بالضرورة - فإنه يدعو للطواغيت الذين يدّعون حق التشريع، و يدّعون الألوهية بادعاء هذا الحق، ممن حكم عليهم هو بالكفر، و يسميهم " المسلمين "، و يسمي ما يزاولونه إسلاما لا إسلام بعده " اقتباس من الظلال، في ظلال القرآن ج19/ص1397
[ويكيبيديا] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%AF_%D9%82%D8%B 7%D8%A8#.D9.85.D9.86_.D8.A3.D9 .82.D9.88.D8.A7.D9.84.D9.87)
ثالثها: مصدر عقيدة وحدة الوجود: الفلسفات الوضعية، الهندية واليونانية، ومنهج سيد - رحمه الله - في تقديم التصور الإسلامي: أنه يرى أنَّ كثيراً من الضلال والخطأ الذي وقع فيه المسلمون في الاستمداد من القرآن؛ تأثرهم بهذه الفلسفات، وما نتج عنها من عقائد في الصفات وفي القدر، وما أنتجته من علوم كعلم الكلام وغيره ...
ويرى أنَّ الحق في القرآن لا يعرف إلا بالتجرد من كل ذلك والعودة لفهم الصحابة رضوان الله عليهم.
فقد كتب في مقدمة كتابه (خصائص التصور الإسلامي) ( http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=310&CID=1) فصلاً عنوانه:
(كلمة في المنهج) ( http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=310&CID=2#s1 وبهذا التصور المستمد مباشرة من القرآن، تكيفت الجماعة المسلمة الأولى. تكيفت ذلك التكيف الفريد. وتسلمت قيادة البشرية، وقادتها تلك القيادة الفريدة، التي لم تعرف لها البشرية – من قبل ولا من بعد- نظيراً. وحققت في حياة البشرية- سواء في عالم الضمير والشعور، أو في عالم الحركة والواقع- ذلك النموذج الفذ الذي لم يعهده التاريخ. وكان القرآن هو المرجع الأول لتلك الجماعة. فمنه انبثقت هي ذاتها. . وكانت أعجب ظاهرة في تاريخ الحياة البشرية: ظاهرة انبثاق أمة من خلال نصوص كتاب! وبه عاشت. وعليه اعتمدت في الدرجة الأولى. باعتبار أن " السنة " ليست شيئاً آخر سوى الثمرة الكاملة النموذجية للتوجيه القرآني. كما لخصتها عائشة –رضي الله عنها- وهي تُسأَل عن خلق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فتجيب تلك الإجابة الجامعة الصادقة العميقة: " كان خلقه القرآن ". . (أخرجه النسائي).
[/ QUOTE]
(يُتْبَعُ)
(/)
اشتغل الناس بالفلسفة الإغريقية وبالمباحث اللاهوتية التي تجمعت حول المسيحية، والتي ترجمت إلى اللغة العربية. . ونشأ عن هذا الاشتغال الذي لا يخلو من طابع الترف العقلي في عهد العباسيين وفي الأندلس أيضاً، انحرافات واتجاهات غريبة على التصور الإسلامي الأصيل. التصور الذي جاء ابتداء لإنقاذ البشرية من مثل هذه الانحرافات، ومن مثل هذه الاتجاهات، وردها إلى التصور الإسلامي الإيجابي الواقعي، الذي يدفع بالطاقة كلها إلى مجال الحياة، للبناء والتعمير، والارتفاع والتطهير. ويصون الطاقة أن تنفق في الثرثرة. كما يصون الإدراك البشري أن يطوح به في التيه بلا دليل.
ووجد جماعة من علماء المسلمين أن لابد من مواجهة آثار هذا الاحتكاك، وهذا الانحراف، بردود وإيضاحات وجدل حول ذات الله-سبحانه- وصفاته. وحول القضاء والقدر. وحول عمل الإنسان وجزائه، وحول المعصية والتوبة. . إلى آخر المباحث التي ثار حولها الجدل في تاريخ الفكر الإسلامي! ووجدت الفرق المختلفة خوارج وشيعة ومرجئة. قدرية وجبرية. سنية ومعتزلة…. إلى آخر هذه الأسماء.
كذلك وجد بين المفكرين المسلمين من فتن بالفلسفة الإغريقية- وبخاصة شروح فلسفة أرسطو- أو المعلم الأول كما كانوا يسمونه- وبالمباحث اللاهوتية- " الميتافيزيقية " – وظنوا أن " الفكر الإسلامي " لا يستكمل مظاهر نضوجه واكتماله، أو مظاهر أبهته وعظمته، إلا إذا ارتدى هذا الزي- زي التفلسف والفلسفة- وكانت له فيه مؤلفات! وكما يفتن من اليوم ناس بأزياء التفكير الغربية، فكذلك كانت فتنتهم بتلك الأزياء وقتها. فحاولوا إنشاء " فلسفة إسلامية " كالفلسفة الإغريقية. وحاولوا إنشاء " علم الكلام " على نسق المباحث اللاهوتية مبنية على منطق أرسطو!
منهجنا إذن في هذا البحث عن: " خصائص التصور الإسلامي ومقوماته " أن نستلهم القرآن الكريم مباشرة – بعد الحياة في ظلال القرآن طويلاً – وأن نستحضر بقدر الإمكان- الجو الذي تنزلت فيه كلمات الله للبشر، والملابسات الاعتقادية والاجتماعية والسياسية التي كانت البشرية تتيه فيها وقت أن جاءها هذا الهدى. ثم التيه الذي ضلت فيه بعد انحرافها عن الهدي الإلهي!
ومنهجنا في استلهام القرآن الكريم، ألا نواجهه بمقررات سابقة إطلاقاً. لا مقررات عقلية ولا مقررات شعورية – من رواسب الثقافات التي لم نستقها من القرآن ذاته –نحاكم إليها نصوصه، أو نستلهم معاني هذه النصوص وفق تلك المقررات السابقة.
رابعها: يصعب على كل من يقرأ كتابات سيد في تقديم التصور الإسلامي عن القضايا الأساسية (الله، والكون، والحياة، والإنسان) أن يصدق أن كاتب هذه التصوارت - السليمة في مجملها والمتفقة مع القرآن المهتمة بالتوحيد الثائرة على المناهج والأفكار المستمدة من غير القرآن - أنه يؤمن بوحدة الوجود أو يقول بها!
إقرأو مثلاً: [ COLOR="lime"]( الربانية) ( http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=310&CID=3#s2)
خامسها: عقد فصلاً في كتابه الآنف، أسماه (التوحيد) ( http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=310&CID=7#s1) الذي هو من خصائص التصور الإسلامي، وجاء فيه:
يقوم التصور الإسلامي على أساس أن هناك ألوهية وعبودية. . ألوهية يتفرد بها الله سبحانه. وعبودية يشترك فيها كل من عداه وكل ما عداه. . وكما يتفرد الله – سبحانه- بالألوهية، كذلك " يتفرد " –تبعاً لهذا- بكل خصائص الألوهية. . وكما يشترك كل حي وكل شيء- بعد ذلك – في العبودية، كذلك يتجرد كل حي وكل شيء من خصائص الألوهية. . فهناك إذن وجودان متميزان. وجود الله ووجود ما عداه من عبيد الله. والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالمخلوق، والإله بالعبيد. .
ونكتفي بهذا القدر من مجالات التوحيد في التصور الإسلامي، حيث يتبين منها إفراد الله-سبحانه- بالألوهية، وتقرير عبودية كل من عدا الله وكل ما عداه لألوهيته. وقيام العلاقات بين الخلق والخالق على أساس العبودية وحدها. لا على أساس نسب ولا صهر. ولا مشاركة ولا مشابهة، في ذات ولا في صفة ولا في اختصاص… وهذا القدر يكفي في بيان أن التوحيد خاصية من خصائص التصور الإسلامي.
وبرأيي: فمثل هذا الكلام كاف لنفي قوله بوحدة الوجود!
وكتب أيضاً في هذا الفصل:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكي ندرك حقيقة أن التوحيد خاصية من خصائص التصور الإسلامي –وقبل أن نعرض المساحة التي تشغلها حقيقة التوحيد في هذا التصور- يحسن أن نلم ببعض التصورات الأخرى فيما يختص بتصور الألوهية والعبودية … وبخاصة بعض التصورات التي اشتملت على تصور وجودين متميزين، أو على نوع من التوحيد للإله:
الهندوكية مثلاً اعترفت بواحد هو وحده " الموجود " وهو " براهما " وجعلت من صفاته: التفرد بالكمال، والتفرد بالخير، والتفرد بالدوام، والتفرد بالأزلية. .
وجعلت ما عدا هذا الواحد الموجود " عدما " لا وجود له. . فهذه الأكوان وما فيها عدم!
ولكنها من جانب آخر جعلت " الوجود " الذي هو الخير والكمال يحل في " العدم " الذي هو الشر والنقص. . فبراهما حالٌّ في كل جزء من أجزاء هذا العالم –الذي هو عدم- فكل جزء من أجزاء هذا العالم- بما في ذلك الإنسان- مؤلف إذن من وجود وعدم. من خير وشر. من كمال ونقص. من بقاء وفناء!
ومهمة الهندوكي المؤمن إذن هي المحاولة المستمرة لتخليص الوجود والخير والكمال والبقاء الذي في كيانه، من العدم والشر والنقص والفناء، " ليصير " براهما. . ومن هنا حرصه على إفناء جسمه –الذي هو العدم- لينطلق " الوجود " الحالّ فيه، ويصبح طليقاً. . وهذه هي درجة " النرفانا " وهي تمثل الخلاص والعودة " براهما "!
ومع ذلك فقد شاب هذا التوحيد –على ما به من حلول- شائبة من " التثليث ". . إذ اعتبر " براهما " صورة من صور ثلاث للإله الواحد: الإله " براهما " في صورة الخالق. والإله " فشنو " في صورة الحافظ. والإله " سيفا " في صورة الهادم.
ثم جعلوا " الكارما " هي " القدر " الغالب على الآلهة وعلى الأفلاك. وهو الذي يكرر على العالم دورات الخلق والفناء. . فلم تسلم عقيدة التوحيد حتى في صورتها تلك المليئة بالإحالات!
واشتملت ديانة أخناتون على لون من التوحيد. إذ وصف أخناتون إلهه " أتون " بأوصاف الوحدانية، والفاعلية، ومنها خلق هذا الكون وحفظه وتدبيره. وكان هذا أعلى تصور عرفته البشرية في غير الديانات السماوية- وإن كان ينبغي ألا تغفل أثر الديانات السماوية في عقيدة أخناتون هذه- ولكن مع ذلك شابتها شائبة من عقائد الوثنية. إذ جعل هذه الشمس المادية رمزاً لإلهه، وجعل اسمها مرادفاً لاسمه. فاختلطت عقيدة التوحيد بهذا الأثر الوثني الغريب!
وفرق أرسطو بين إله " واجب الوجود " وكون " ممكن الوجود ". . غير أنه جعل إلهه هذا الواحد، سلبياً تجاه الكون. فهو أولاً لم يخلق الكون. ولا علاقة له بتدبيره. إنما هذا الكون يتحرك بشوق كامن فيه إلى واجب الوجود، تقل من حالة " مكان الوجود " إلى حالة " الوجود ".
وكان التوحيد ديانة إبراهيم عليه السلام، ووصى به إسماعيل وإسحاق. وكان يعقوب ابن اسحاق يدين بالتوحيد، ووصى به بنيه كذلك في ساعة موته، كما يحكي ذلك القرآن الكريم:
{ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه؟ ولقد اصطفيناه في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين. إذ قال له ربه: أسلم. قال: أسلمت لرب العالمين، ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوبُ: يا بني إن الله اصطفى لكم الدين، فلا تموتن إلا وأنت مسلمون. أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت. إذ قال لبنيه: ما تعبدون من بعدي؟ قالوا: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق –إلهاً واحداً- ونحن له مسلمون}. (البقرة: 130 - 133)
فلما جاء موسى رسولاً لبني إسرائيل جاء بالتوحيد – وما تزال اليهودية تعتبر ديانة توحيد- إلا أن بني إسرائيل من قبل موسى ومن بعده، شوهوا هذا التوحيد، وحرفوا الكلم عن مواضعه. فجعلوا إلهاً خاصاً لبني إسرائيل وحدوه. ولكنهم جعلوه إلهاً قومياً ينصرهم على أصحاب الآلهة الآخرين! وذلك فوق ما افتروا على " إله إسرائيل " ذاته فقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه. وهو لا يعذبنا بذنوبنا، وقالوا: " عزير ابن الله " وقالوا عنه: إن له أبناء تزاوجوا مع بنات الناس فولدوا العمالقة، الذين خاف الإله منهم أن يصبحوا آلهة مثله، فنزل وبلبل ألسنتهم! وقالوا: إن يعقوب صارع هذا الإله مرة، وضربه فخلع حقوه! وقالوا عنه: إنه يتمشى في ظلال الحديقة ويتبرد بهوائها، وقالوا عنه: إنه يحب ريح الشواء… إلى آخر هذه الأساطير التي شوهت وطمست عقيدة التوحيد.
وجاء عيسى عليه السلام بالتوحيد. . ثم انتهت عقائد النصارى إلى التثليث، الذي يحاولون أن يصفوه بالتوحيد، بين الأقاليم الثلاثة: الأب، والابن، والروح القدس. مع الاختلاف على طبيعة الأقنوم الابن ومشيئته. . مما يجعل " التوحيد " في هذه الديانة، كما تفرقت بها الطوائف، دعوى لا حقيقة لها من واقع التصورات المتنوعة للكنائس المتعددة. .
وهكذا نستطيع أن نقول باطمئنان: إن التصور الإسلامي هو التصور الوحيد الذي بقي قائماً على أساس التوحيد الكامل الخالص. وإن التوحيد خاصية من خصائص هذا التصور، تفرده وتميزه من بين سائر المعتقدات السائدة في الأرض كلها على العموم.
هذه إشارات بسيطة متواضعة، حول قوله بوحدة الوجود، لها اعتباراتها عند المسلم الذي يعمل بمبدأي: إحسان الظن، والعدل.
والله أعلم، فما دام حال الرجل كذلك - يوجد من حاله ما ينفي هذه العقيدة - فإن وصمه بها من أخطر الأمور، التي يجب على المسلم أن يبتعد عنها، وأن يكون في غنى عن ظلم امرئ في دينه.
(ما مُيز بالأخضر روابط للمصادر)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 03:06]ـ
أخي الحبيب الكريم: الآجري
جزاك الله خيرا على هذا المقال النافع، وهذا الإنصاف في التقويم، والاتزان في الجريح والتعديل، ووالله لقد انقبض قلبي عندما قرأت عنوان الموضوع من الخارج، فلما قرأته انشرح صدري لما ذكرت، فجزاك الله خيرا، ورضي الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية الذي كان يكثر من وصف السلف الصالح بأنهم كانوا أَعْلَمَ النَّاسِ بِالحَقِّ، وَأَرْحَمَ النَّاسِ لِلخَلْقِ، فلنكن هكذا دائما؛ نلتمس الأعذار، وتأول الأقوال ما دامت تحتمل، وليست من الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله سلطان.
أسأل الله عز وجل أن يبارك في جهدك، وأن يرزقنا وإياكم العدل والإنصاف، وأن يقينا الوقوع في لحوم الناس وأعراضهم؛ بله العلماء، وأن يجنبنا الزلل في القول والعمل.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 04:26]ـ
الأخ الفاضل / الآجري
جزاك الله خيرًا وكتب أجرك، ونأمل من الأعضاء الأفاضل عدم الخروج عن الموضوع إلى نقل الفتاوى في سيد قطب رحمه الله، سواء كانت تلك الفتاوى له أو عليه.
وعلينا أن نقتصر هنا على الكلام في الموضوع المطروح فحسب، بارك الله في الجميع.
ـ[الآجري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:49]ـ
مما هو جدير بالذكر: أنني كنتُ أظن رمي سيّد - رحمه الله - بأنه من أهل هذه القولة، هو من صنيع طرف قد بغى وأفرط في الردَّ عليه، ولكنني قرأت كتابات لمن يتبرأ من هذا الطرف ويدعي الحياد من النقاد أوردوا فيها التهمة، بل وبعض علمائنا الكبار - ممن صرح بأنه لم يقرأ لسيد ولم يطالع كتبه - قال عن كلامه في تفسير سورة الإخلاص - لما نقلوه له - أنه يحتمل القول بوحدة الوجود.
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:10]ـ
ياآجرّي ببساطة شديدة أسألك وأرجوا منك أن تجيب بنفس البساطة: هل تعلم أن سيّد قطب قد نفى بصريح العبارة وبألفاظ لاتحتمل الشَّك أو التأويل فكرة وحدة الوجود في العقيدة الإسلامية؟
هل تدري ذلك عنه؟ أم أنه فاتك؟
بعبارة أخرى, هؤلاء النقاد الذين نقلتَ عنهم قول سيّد قطب بوحدة الوجود, هؤلاء النُّقّاد ألم ينقلوا عنه أيضا قوله: " ... ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود"
هل مرّ ذلك عليك من قبل؟ أم أنك تراه لأول مرة في حياتك هنا؟
هل ستجيبني بارك الله فيك أم ستلوذ بالصمت العميق؟
ـ[الآجري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:17]ـ
هل ستجيبني بارك الله فيك أم ستلوذ بالصمت العميق؟
غفر الله لك .. !
ادخل لما تريد مباشرة، ودع أساليب لا تليق.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:35]ـ
قال سيد قطب في قصيدته {إلى الشاطئ المجهول}
إلى الشاطئ المجهول والعالم الذي .... حننْتُ لمرآه إلى الضفة الأخرى
إلى حيث لاتدري إلى حيث لاترى ....... معالم للأزمان والكون تُستَقْرى
إلى حيث (لاحيث) تميز حدوده! ......... إلى حيث تنسى الناسَ والكونَ والدّهرا
وتشعر أنّ (الجزء) و (الكل) واحد ...... وتمزج في الحس البداهة والفكرا
فليس هنا (أمس) وليس هنا (غد) ...... ولا (اليوم) فالأزمان كالحلقة الكبرى
وليس هنا (غير) وليس هنا (أنا) ... هنا الوحدة الكبرى التي احتجبت سرا
وقال في تفسير سورة الإخلاص في " ظلال القرآن ": (إنها أحدية الوجود،
فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده، وكل موجود آخر؛
فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية،
وهي من ثم أحدية الفاعلية، فليس سواه فاعلا لشيء أو فاعلا في شيء في هذا الوجود
أصلاً، وهذه عقيدة في الضمير، وتفسير للوجود).
(" الظلال " (6/ 4002، 4003))
أيها المباركون جميها ...
سيد قطب؛ مات، وأفضى إلى ماقدم ..
و العلماء ردوا عليه وبينوا أخطاءه ...
و إثارة مثل هذا الموضوع مدعاة إلى القول بغير علم أو سابق تأصيل في مثل هذه المسائل ....
لست أنا، ولست أنت من يقرر صحت نسبة هذا المعتقد لسيد قطب ....
فقد أنفي عنه النسبة وهو متلبس بها فعلا من حيث لا أدري، وقد أثبتها وهو بريء منها فأقع في
الإثم ...
قال ابن دقيق العيد
أعراض المسلمين حفرة من حفر النار، وقف على شفريها العلماء و الحكام
و أقول أنا
الحكم على المسلمين و أقوالهم حفرة من حفر النار، وقف على شفريها العلماء
وسيد قطب اخلتف فيه الناس بين قادح ومادح ...
و الموازنة بين القدح و المدح في الرجال مجال صعب وطريق وعر ...
فسيد قطب رجل من البشر، يخطىء ويصيب ....
يؤخذ من قوله ويرد؛ لكن أن نتعصب له، ونغض البصر عن أخطاءه ونهونها فهذا هو الغلط ...
كما قلت سلفا؛ العلماء بينوا أخطاء سيد قطب ووضعوها في متناول الناس، ولا نجعل سيد قطب
محورا للخلاف و الإختلاف ...
وفيما يخص قوله بوحدة الوجود هي هفوة من هفواته نتيجة جهله بالعقيدة الإسلامية الصحيحة،
ولعبه بالمصطلحات كما هو شأن كثير من الأدباء ....
و الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:38]ـ
بعبارة أخرى, هؤلاء النقاد الذين نقلتَ عنهم قول سيّد قطب بوحدة الوجود, هؤلاء النُّقّاد ألم ينقلوا عنه أيضا قوله: " ... ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود"
هل مرّ ذلك عليك من قبل؟ أم أنك تراه لأول مرة في حياتك هنا؟
هل ستجيبني بارك الله فيك أم ستلوذ بالصمت العميق؟
ممكن تنقل لنا مصدر هذا الكلام من كتبه أو مقالاته؟
ـ[الآجري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:48]ـ
الأخ المبارك فيصل،
قد قلت في بداية موضوعي: إن له كلاماً محتملاً، ولكنه ليس قاطعاً في جعله من أهل هذا القول، أضف إلى ذلك ما ذكرنا لك من حاله، وأيضاً من نصوص صريحة بخلاف هذا القول.
أما الشعر الذي نقلته، فيمكن حمله على ما يذهب إليه كثير من المختصين في الأدب الحديث، من أن الشعر ميدان فسيح، لا تحده حدود، المهم الإبداع في رسم الصور والأخيلة، ولذلك يقولون فيه كذباً، و أشياء مما لا يعتقدونه، ويدعمون رأيهم بقصة كعب لما تغزل وتمنى وصال محبوبته في حضرة النبي - وهو أمر محرم لو كان نثراً -
وهو رأي خاطئ بلا شك
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:56]ـ
الأخ الآجري الكريم
هل هذا الكلام يحتمل تفسيرا آخرا {إنها أحدية الوجود،فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده} إذا كان عندك تفسيرا لهذا الكلام أورده علينا - يرحمني الله و إياك -
ـ[الآجري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 01:05]ـ
أخي فيصل،
ليست الكلمة المذكورة وحيدة في الباب، فلدينا إرث مليء بالكلمات المتصلة بهذا الموضوع وفيها ما ينقض صراحة ما تبادر لذهنك، وما هو ظاهر هذه الكلمة.
فبقي أن تكون أسلوباً أدبياً، فإذا ما أحلت على الأدب فلن تعدم المخارج، ومنها على سبيل المثال: الإضمار، فيكون التقدير (الوجود الحقيقي الكامل) .. الخ
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 01:14]ـ
الأفاضل الأكارم .. اسمحوا لي بهذا التدخل ..
ذكر سيد ـ رحمه الله ـ في تفسيره في سورة البقرة الآيات (116 ـ 117) كلاما له تعلق كبير بما يُذكر هنا، أنقله على طوله معلما بالأحمر فيما ينبغي أن يوقف عنده، وأعتذر على الإطالة، وإنما حداني إلى هذا مشاركة إخواني والإفادة والاستفادة:
جاء في تفسيره ـ رحمه الله وسائر المسلمين ـ ما يلي:
(({وقالوا: اتخذ الله ولداً. سبحانه! بل له ما في السماوات والأرض، كل له قانتون. بديع السماوات والأرض، وإذا قضى أمرا فإنما يقول له: كن. فيكون. وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية. كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم. تشابهت قلوبهم. قد بينا الآيات لقوم يوقنون}. .
وهذه المقولة الفاسدة: {اتخذ الله ولداً}. . ليست مقولة النصارى وحدهم في المسيح، فهي كذلك مقولة اليهود في العزير. كما كانت مقولة المشركين في الملائكة. ولم تفصل الآية هنا هذه المقولات، لأن السياق سياق إجمال للفرق الثلاث التي كانت تناهض الإسلام يومئذ في الجزيرة - ومن عجب أنها لا تزال هي التي تناهضه اليوم تماما، ممثلة في الصهيونية العالمية والصليبية العالمية، والشيوعية العالمية، وهي أشد كفراً من المشركين في ذلك الحين! - ومن هذا الإدماج تسقط دعوى اليهود والنصارى في أنهم وحدهم المهتدون؛ وها هم أولاء يستوون مع المشركين!
وقبل أن يمضي إلى الجوانب الفاسدة الأخرى من تصورهم لشأن الله - سبحانه - يبادر بتنزيه الله عن هذا التصور، وبيان حقيقة الصلة بينه وبين خلقه جميعاً:
{سبحانه! بل له ما في السماوات والأرض، كل له قانتون. بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن. فيكون}. .
هنا نصل إلى فكرة الإسلام التجريدية الكاملة عن الله سبحانه، وعن نوع العلاقة بين الخالق وخلقه، وعن طريقة صدور الخلق عن الخالق، وهي أرفع وأوضح تصور عن هذه الحقائق جميعاً. . لقد صدر الكون عن خالقه، عن طريق توجه الإرادة المطلقة القادرة: {كن، فيكون}.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتوجه الإرادة إلى خلق كائن ما كفيل وحده بوجود هذا الكائن، على الصورة المقدرة له، بدون وسيط من قوة أو مادة. . أما كيف تتصل هذه الإرادة التي لا نعرف كنهها، بذلك الكائن المراد صدوره عنها، فذلك هو السر الذي لم يكشف للإدراك البشري عنه، لأن الطاقة البشرية غير مهيأة لإدراكه. وهي غير مهيأة لإدراكه لأنه لا يلزمها في وظيفتها التي خلقت لها وهي خلافة الأرض وعمارتها. . وبقدر ما وهب الله للإنسان من القدرة على كشف قوانين الكون التي تفيده في مهمته، وسخر له الانتفاع بها، بقدر ما زوى عنه الأسرار الأخرى التي لا علاقة لها بخلافته الكبرى. .
ولقد ضربت الفلسفات في تيه لا منارة فيه، وهي تحاول كشف هذه الأسرار؛ وتفترض فروضاً تنبع من الإدراك البشري الذي لم يهيأ لهذا المجال، ولم يزود أصلاً بأدوات المعرفة فيه والارتياد. فتجيء هذه الفروض مضحكة في أرفع مستوياتها. مضحكة إلى حد يحير الإنسان: كيف يصدر هذا عن «فيلسوف»! وما ذلك إلا لأن أصحاب هذه الفلسفات حاولوا أن يخرجوا بالإدراك البشري عن طبيعة خلقته، وأن يتجاوزوا به نطاقه المقدور له! فلم ينتهوا إلى شيء يطمأن إليه؛ بل لم يصلوا إلى شيء يمكن أن يحترمه من يرى التصور الإسلامي ويعيش في ظله. وعصم الإسلام أهله المؤمنين بحقيقته أن يضربوا في هذا التيه بلا دليل، وأن يحاولوا هذه المحاولة الفاشلة، الخاطئة المنهج ابتداء. فلما أن أراد بعض متفلسفتهم متأثرين بأصداء الفلسفة الإغريقية - على وجه خاص - أن يتطاولوا إلى ذلك المرتقى، باءوا بالتعقيد والتخليط، كما باء أساتذتهم الإغريق! ودسوا في التفكير الإسلامي ما ليس من طبيعته، وفي التصور الإسلامي ما ليس من حقيقته. . وذلك هو المصير المحتوم لكل محاولة العقل البشري وراء مجاله، وفوق طبيعة خلقته وتكوينه. .
والنظرية الإسلامية: أن الخلق غير الخالق. وأن الخالق ليس كمثله شيء. . ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة: «وحدة الوجود» على ما يفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح - أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة - أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده. . أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس. . والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى آخر: وحدة صدوره عن الإرادة الواحدة الخالقة، ووحدة ناموسه الذي يسير به، ووحدة تكوينه وتناسقه واتجاهه إلى ربه في عبادة وخشوع:
{بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون}. .)) اهـ.
عذرا على الإطالة مرة الأخرى، ولكني ارتأيت هذه الكلمات مفيدة في هذا السياق، والله الموفق.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 01:16]ـ
نسيت نقطة مهمة:
من ثمار القول بوحدة الوجود وحدة الأديان، وأن الكل يعبدون الله المتجلي في الموجودات الحية و الصامتة.وأنا أستبعد كثيرا أن يعتقد سيد قطب هذا الاعتقاد، فإنه الكفر و الإلحاد بعينه، لكني أقول أن سيد قطب يجهل العقيدة الإسلامية الصحيحة، ويجهل ما تحمله هذه المصطلحات من خطر، وما تحمله من اتجاه خطير، فدفعه حماسه في تفسير القرآن إلى هذه الخطأ.
فالذي يروج كتابه {في ضلال القرآن} عليه أن يبين الأخطاء التي فيه.
أخي جولدن أليست عبارة الغزالي شبيهة بعبارة سيد قطب حيث قال {لايرى في الوجود إلا واحداً وهي مشاهدة الصديقين} الإحياء جـ4/ 359 و قال {موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد، فلا يرى الكل من حيث أنه كثير بل من حيث أنه واحد، وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد} الإحياء جـ4/ 360. أرجو أن تتأمل قبل أن ترد
ولحد الآن لم أجد تفسيرا لهذا الكلام: {الأخ الآجري الكريم
هل هذا الكلام يحتمل تفسيرا آخرا {إنها أحدية الوجود،فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده} إذا كان عندك تفسيرا لهذا الكلام أورده علينا - يرحمني الله و إياك -
ـ[الآجري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 01:21]ـ
أخي الحبيب الكريم: الآجري
جزاك الله خيرا على هذا المقال النافع، وهذا الإنصاف في التقويم، والاتزان في الجريح والتعديل، ووالله لقد انقبض قلبي عندما قرأت عنوان الموضوع من الخارج، فلما قرأته انشرح صدري لما ذكرت، فجزاك الله خيرا، ورضي الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية الذي كان يكثر من وصف السلف الصالح بأنهم كانوا أَعْلَمَ النَّاسِ بِالحَقِّ، وَأَرْحَمَ النَّاسِ لِلخَلْقِ، فلنكن هكذا دائما؛ نلتمس الأعذار، وتأول الأقوال ما دامت تحتمل، وليست من الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله سلطان.
أسأل الله عز وجل أن يبارك في جهدك، وأن يرزقنا وإياكم العدل والإنصاف، وأن يقينا الوقوع في لحوم الناس وأعراضهم؛ بله العلماء، وأن يجنبنا الزلل في القول والعمل.
جزاك الله خيراً، وأثابك على هذه الدعوات المباركة، وقد شرف بمرورك الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الآجري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 01:22]ـ
الأخ الفاضل / الآجري
جزاك الله خيرًا وكتب أجرك، ونأمل من الأعضاء الأفاضل عدم الخروج عن الموضوع إلى نقل الفتاوى في سيد قطب رحمه الله، سواء كانت تلك الفتاوى له أو عليه.
وعلينا أن نقتصر هنا على الكلام في الموضوع المطروح فحسب، بارك الله في الجميع.
وإيّاك أخي الفاضل وبارك فيك.
شكراً لمرورك.
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 02:54]ـ
الاخ ابو حزم ليتك التزمت ما قررته - من عدم الخوض في عرض سيد رحمه الله دون يقين -
أما طلبك لتفسير عبارة سيد فهي محتملة و ربما أي تفسير قد لا يكون مقنعا و عندها يكفيك المحكم من كلامه الذي نقله لك أحد الاخوة.
و سأنقل لك تفسيرا لأحد المدافعين عن سيد رحمه الله و أراه وجيها لعل الله ينفعك به، وبعدها أنقل البحث كاملا لأهميته و هو منقول من مكتبة المشكاة - تعليق على الظلال -
أما في سورة الإخلاص قالوا: إنه مقصور على (أحدية الوجود) التي لا تكون إلا لله وليس عن وحدة الوجود بالمفهوم المنحرف إنه يتحدث عن أحدية الوجود التي ينتج عنها أحدية الفاعلية التي ينتج عنها نفي فاعلية الأسباب الظاهرة كلها، ورد كل شئ وكل حدث وكل حركة في هذا الكون إلى الله وحده سبحانه وينتج عن ذلك تنحية الأسباب الظاهرة عن التأثير في هذا الكون والانتباه إلى المسبب الذي خلق هذه الأسباب ووجهها كيف شاء.
وهذا كله يقرره سيد لهدف اعتقادي تربوي عملي حركي إنه يخاطب الدعاة بذلك ليكونوا عقيدتهم ويعيشوا بها ويتحركوا بدينهم وهذه عقيدة حية إيجابية مؤثرة ولذلك يأخذ سيد على المتصوفة في هذا الموطن سلبيتهم وانعزالهم التي قادتهم إلى القول بوحدة الوجود.
يتبع بعد اذن الاخ الاجري صاحب الموضوع جزاه الله كل خير
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 02:57]ـ
الجزء الاول
أُتهم سيد بأنه من القائلين بقول الملاحدة أهل وحدة الوجود والحلول وذلك في موضعين من الظلال في سورة الحديد والإخلاص، واليك قول سيد رحمه الله في هذين الموضعين:
الموضع الأول: قال سيد في تفسير قوله تعالى ?? هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ?
(الحديد آية 3): " وما يكاد يفيق من تصور هذه الحقيقة الضخمة التي تملأ الكيان البشري وتفيض حتى تطالعه حقيقة أُخرى لعلها أضخم وأقوى حقيقة أن لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة. فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده سبحانه ومن ثم فهي محيطه بكل شئ عليمة بكل شئ. ?? هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ?.?
الأول فليس قبله شئ والآخر فليس بعده شئ والظاهر فليس فوقه شئ والباطن فليس دونه شئ. الأول والآخر مستغرقا كل حقيقة الزمان، والظاهر والباطن مستغرقا كل حقيقة المكان. وهما مطلقتان ويلفت القلب البشري فلا يجد كينونة لشيء إلا لله. وهذه كل مقومات الكينونة ثابتة له دون سواه حتى وجود هذا القلب ذاته لا يتحقق إلا مستمدا من وجود الله. فهذا الوجود الإلهي هو الوجود الحقيقي الذي يستمد منه كل شئ وجوده وهذه الحقيقة هي الحقيقة الأولى التي يستمد منها كل شئ حقيقته. وليس وراءها حقيقة ذاتية ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود ...
? وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ? ... علم الحقيقة الكاملة. فحقيقة كل شيء مستمدة من الحقيقة الإلهية وصادرة عنها. فهي مستغرقة إذن بعلم الله اللدني بها. العلم الذي لا يشاركه أحد في نوعه وصفته وطريقته. مهما علم المخلوقون عن ظواهر الأشياء!.
فإذا استقرت هذه الحقيقة الكبرى في قلب، فما احتفاله بشيء في هذا الكون غير الله سبحانه؟ وكل شيء لا حقيقة له ولا وجود - حتى ذلك القلب ذاته - إلا ما يستمده من تلك الحقيقة الكبرى؟ وكل شيء وهم ذاهب، حيث لا يكون ولا يبقى إلا الله، المتفرد بكل مقومات الكينونة والبقاء؟
وإن استقرار هذه الحقيقة في قلب ليحيله قطعة من هذه الحقيقة. فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار، فإن هذه الآية القرآنية حسبه ليعيش في تدبرها وتصور مدلولها، ومحاولة الوصول إلى هذا المدلول الواحد وكفى!.
ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال إنه يرى الله في كل شيء في الوجود. وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود. وبعضهم قال إنه رأى الله فلم ير شيئاً غيره في الوجود .. وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال. إلا أن ما يؤخذ عليهم - على وجه الإجمال - هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور. والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها، بينما هو يقوم بالخلافة في الأرض بكل مقتضيات الخلافة من احتفال وعناية وجهد لتحقيق منهج الله في الأرض، باعتبار هذا كله ثمرة لتصور تلك الحقيقة تصوراً متزناً، متناسقاً مع فطرة الإنسان وفطرة الكون كما خلقهما الله.
الموضع الثاني: كلامه في تفسير سورة الإخلاص من قوله: " أنها أحدية الوجود إلى أن قال وهذه درجه يرى فيها القلب يد الله في كل شي يراه. ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله الخ ".
قالوا إن كلامه هذا (في سورة الإخلاص والحديد) هو كلام أهل وحدة الوجود. هذان الموضعان هما من أقوى ما أُخذ عليه رحمه الله تعالى في القول بوحدة الوجود وإليك أقوالهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 02:59]ـ
الجزء الثاني
ذكر أقوال من نسب الحلول إلى سيد
أولاً: قال الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله في تعليقه على كلام سيد في تفسير سورة الحديد:
أ - الوجه الثاني: قوله: " وإن استقرار هذه الحقيقة في قلب ليحيله قطعة من هذه الحقيقة ".
هذا الكلام باطل وهو يشبه قول النصارى الذين يجعلون المسيح بعضاً من الله وقول أهل وحدة الوجود الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق، لأن القطعة من الشيء بعض منه يبين ذلك قوله بعده فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار فإن هذه الآية القرآنية حسبه فافهم كلامه أنه قبل أن يصل إلى هذه الحقيقة وهي أن كل شيء مستمد من هذه الحقيقة لم يصل إلى الحقيقة فإذا وصل إلى تلك الحقيقة فإنها تحيله قطعة من هذه الحقيقة. وإن تعذر عنه حمل كلامه على أن من لم يصل إلى هذه الحال فهو ناقص وإذا وصل إلى هذه الحال فهو الواصل حقاً لأن قلبه اجتمع على الله وحده فإن أراد هذا فهو حق ولكن قوله ليحيله قطعة من هذه الحقيقة يبعد هذا الاحتمال ويقوي ما تقدم
ب - وقال أيضاً: الوجه الثالث قوله: " ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى .... الخ "
أقول مدحه ذلك خطأ لأن السابقين الأولين لم يصدر عنهم مثل هذه الألفاظ والواجب اتباعهم والاقتداء بهم دون ما احدث بعدهم واما ما قاله هؤلاء المتصوفة فإن أرادوا بقولهم إن الله يرى في كل شيء وأن الله حال في خلقه فهذه أقوال الحلولية وهو كفر.
ج - وقال أيضاً الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله في الرد على سيد في تفسير سورة الإخلاص: الوجه الثاني قوله: " وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلاّ الله لأنه لا حقيقة يراها إلاّ حقيقة الله ".
أقول قوله ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلاّ الله. هذا قول أهل الاتحاد الملاحدة الذين هم أكفر من اليهود والنصارى كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء قال شيخ الإسلام: الثالث فناء عن وجود السوي بمعنى أنه يرى أن الله هو الوجود وأنه لا وجود لسواه لا به ولا بغيره وهذا القول والحال للاتحادية الزنادقة من المتأخرين كالبلياني والتلمساني والقونوي ونحوهم الخ.
ثانياً: قال ربيع بن هادي المدخلي في تعليقه على كلام سيد في تفسير سورة الحديد:
أ - وهكذا يقرر سيد قطب وحدة الوجود والحلول، وينسبهما إلى أهلهما الصوفية الضالة في سياق المدح، ويدعوا إلى ذلك بقوله: "والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها ".
إنه يرى أن وحدة الوجود والحلول كمال لا يدركه كثير من الناس، ومن لا يصل إلى هذه المرتبة من الكمال، فحسبه أن يعيش في تدبر هذه الآية التي تدل على عظمة الله، فحولها سيد قطب إلى وحدة الوجود والحلول، أعظم أنواع الكفر بالله.
ولقد قال في تفسير سورة البقرة بإبطال وحدة الوجود، ونفاها نفياً قاطعاً، وبين أنها عقيدة غير المسلم، فما باله يقررها ها هنا وفي تفسير سورة الإخلاص؟! هل تسلل إليه غلاة التصوف أهل وحدة الوجود والحلول والجبر فأقنعوه بعقيدتهم فآمن بها وقررها؟! أو أنه أمعن في دراسة كتب التصوف، فاقتنع بهذه العقيدة بنفسه، فصدع بها؟!.
ب - وقال أيضاً في رده على كلام سيد في تفسير سورة الإخلاص: وفي هذا تأكيد قوي لما قرره من وحدة الوجود في تفسير سورة الحديد: فهل هناك أصرح في وحدة الوجود من قوله: " إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده "؟!.
وهل هناك أصرح في وحدة الوجود والدعوة إليها من قوله: " إن الإسلام يريد من الناس أن يسلكوا الطريق إلى هذه الحقيقة وهو يكابدون الحياة الواقعية بكل خصائصها، شاعرين مع هذا أن لا حقيقة إلا الله، وان لا وجود إلا وجوده "؟!.
وكذلك قوله: " الحقيقة التي لا حقيقة غيرها ".
فنسبته هذا المذهب إلى أهله، واستخدامه تعبيراتهم نفسها، ألا يدل على دراسة متعمقة ثم قناعة بهذا المذهب بعد أن نفاه وأبطله في أول تفسيره؟!.
وبعد هذا العرض لأقوال الذين قالوا بنسبة القول بالحلول إلى سيد، نقول وبالله التوفيق:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 03:02]ـ
الجزء الثالث
ذكر أقوال وحجة من نفى وحدة الوجود عن سيد رحمه الله
إن المدافعين عن سيد قد حملوا كلامه في سورة الحديد والإخلاص على محامل شتى منها:
1 - أما سورة الحديد فقالوا أنه يتحدث عن الحقيقة الإلهية وإن الله خالق هذا الكون وما فيه والعالم بكل شئ والمحيط به والفاعل الحقيقي فيه.
ولذلك كل ما في الوجود خاضع لله عز وجل لا يخرج عن أمره ... ويدعو القاري أن يعيش هذه الحقيقة الاعتقادية ... الخ.
وقالوا: إن هدفه من كلامه هدف تربوي حركي.
أما في سورة الإخلاص قالوا: إنه مقصور على (أحدية الوجود) التي لا تكون إلا لله وليس عن وحدة الوجود بالمفهوم المنحرف إنه يتحدث عن أحدية الوجود التي ينتج عنها أحدية الفاعلية التي ينتج عنها نفي فاعلية الأسباب الظاهرة كلها، ورد كل شئ وكل حدث وكل حركة في هذا الكون إلى الله وحده سبحانه وينتج عن ذلك تنحية الأسباب الظاهرة عن التأثير في هذا الكون والانتباه إلى المسبب الذي خلق هذه الأسباب ووجهها كيف شاء.
وهذا كله يقرره سيد لهدف اعتقادي تربوي عملي حركي إنه يخاطب الدعاة بذلك ليكونوا عقيدتهم ويعيشوا بها ويتحركوا بدينهم وهذه عقيدة حية إيجابية مؤثرة ولذلك يأخذ سيد على المتصوفة في هذا الموطن سلبيتهم وانعزالهم التي قادتهم إلى القول بوحدة الوجود.
2 - إن كلام سيد في سورة الحديد والإخلاص كلاماً متشابهاً حلق فيه بالأسلوب ووسع فيه بالعبارة في تفسير سورتي الحديد والإخلاص.
3 - ومنهم من قال إن كلام سيد يفهم منه أنه يقول بوحدة الوجود وقد كتب هذا في الطبعات الأولى من الظلال وقد نسخ هذا الذي كتبه في الطبعة الثانية منه وقد ذم في الطبعة الثانية القول بوحدة الوجود.
رد دعوى القول بوحدة الوجود عن سيد
بعد أن ذكرنا ما اخذ على سيد في وحدة الوجود، وذلك في سورة الحديد وسورة الإخلاص، وذكرنا أقوال الذين ادعوا أن سيداً يقول بوحدة الوجود، وأقوال الذين نفوا عن سيد دعوى القول بوحدة الوجود، أود أن أُبين أُموراً مهمة:
الأمر الأول: إن كلام سيد متشابه وخطأ وكان الأولى منه أن يتحرى عبارات السلف ولا يدع أسلوبه الأدبي يجره إلى ألفاظ مبتدعة.
الأمر الثاني: أن لسيد رحمه الله أقوالاً أخرى تتعارض مع ما ذكر هنا، ذكرها في الطبعة الثانية في سورة البقرة أي بعد تفسيره لسورتي الحديد والإخلاص - وستأتي - وأنه في حالة وجود قولين متعارضين - كما هو الحال مع سيد في وحدة الوجود - لابد من اتخاذ الخطوات التالية: قال الدكتور عبدالله عزام رحمه الله:
أولاً: أن يجمع بين النصوص لسيد قطب: فيحمل المجمل على المبين والمبهم على الواضح.
ثانياً: أو يلجأ إلى النسخ فسورة البقرة التي كتبها سيد في الطبعة الثانية بعد سورة الحديد والإخلاص لأنه لم يصل إليها في الطبعة الثانية بل وصل إلى الجزء الرابع عشر فقط في الطبعة الثانية.
ثالثاً: أو يرجح بين النصوص المتعارضة لسيد. فيرجح عبارة النص في سورة البقرة على إشارة النص في سورتي الإخلاص والحديد. ويرجح المنطوق الصريح في مهاجمة وحدة الوجود على المنطوق غير الصريح في السورتين.
رابعاً: أو يلجأ إلى إسقاط العبارتين فيسكت عما فيهما.
وكلام الدكتور عبدالله عزام رحمه الله كان يرد فيه على العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وكان يدعي أن الشيخ الألباني يكفر سيد قطب فبين الشيخ رحمه الله أنه لا يكفر سيد ولكن يقول: إن هذا الكلام كفر - أي كلام سيد في سورة الإخلاص والحديد - ويقول: انه لا تلازم بين أن يتكلم الإنسان بكلمة الكفر وبين الحكم عليه بأنه كفر وارتد عن دينه. ولابد من إقامة الحجة على من يقول بالكفر.
ومن هنا أستطيع أن أقول إن للظلال كما مر معنا سابقاً له طبعتان، طبعة أولى، وطبعه ثانية وصل فيها سيد إلى الجزء الثالث عشر بنهاية سورة إبراهيم.وفي الطبعة الثانية انتقد سيد القائلين بوحدة الوجود نقداً واضحاً وضوح الشمس وإليك الأمثلة على ما أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
المثال الأول: قال سيد في الظلال: والنظرية الإسلامية أن الخالق غير المخلوق ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ? ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة وحدة الوجود على ما يفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى آخر.وحدة صدوره عن الإرادة الواحدة الخالقة. ووحدة ناموسه الذي يسير به. ووحدة تكوينه وتناسقه واتجاهه إلى ربه في عبادة وخشوع بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون.
المثال الثاني: قال في تفسير آية الكرسي: تبدو سائر التصورات المنحرفة للذين جاءوا من بعد الرسل فخلطوا بين حقيقة الألوهية وحقيقة العبودية فزعموا لله سبحانه خليطا يمازجه أو يشاركه بالنبوة أو بغيرها من الصور في أي شكل وفي أي تصور ….
المثال الثالث: وقال في تفسير قوله تعالى ? قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ? (الأعراف آية 188) قال: ... وبهذا الإعلان تتم لعقيدة التوحيد الإسلامية كل خصائص التجريد المطلق من الشرك في أية صورة من صوره أو تنفرد الذات الإلهية بخصائص لا يشاركها البشر في شئ منها ولو كان هذا البشر محمداً رسول الله وحبيبه ومصطفاه عليه صلوات الله وسلامه ... .
المثال الرابع: وقال في كتابه خصائص التصور الإسلامي ومقوماته: يقوم التصور الإسلامي على أساس أن هناك أُلوهية وعبودية ... أُلوهية يتفرد بها الله سبحانه، وعبودية يشترك فيها كل من عداه وكل ما عداه ... وكما يتفرد الله سبحانه بالأُلوهية كذلك يتفرد تبعا لهذا بكل خصائص الألوهية ... وكما يشترك كل حي وكل شئ - بعد ذلك - في العبودية، كذلك يتجرد كل حي وكل شئ من خصائص الألوهية ...... فهناك إذاً وجودان متميزان. وجود الله، ووجود ماعداه من عبيد الله، والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالمخلوق والإله بالعبيد ... .
بعد أن سقنا الأمثلة على ذم سيد للقائلين بوحدة الوجود من كتابه في ظلال القرآن وغيره من الكتب تبين لنا أن سيداً ليس من القائلين بوحدة الوجود كما تحامل عليه الشيخ ربيع هداه الله، ويرحم الله الشيخ عبدالله الدويش فقد أنصف سيداً بقوله: (( .... ولعله لم يقصد ما يُفهمه كلامه من قول الاتحادية ونحن إنما قصدنا التنبيه على كلامه لئلا يغتر به من لا يفهمه وأما هو فله كلام صريح في الرد على الاتحادية كما قال في خصائص التصور الإسلامي ومقوماته ... ))
وقال أيضاً في تعليقه على كلام سيد في سورة الحديد: (( ... وأما ما قاله هؤلاء المتصوفة فإن أرادوا بقولهم إن الله يرى في كل شئ أن الله حال في خلقه فهذا أقوال الحلولية وهو كفر، وإن أراد بقوله إنه رأى الله أي عرف بقلبه وبصيرته ذلك فهذا حق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).
وأما ربيع المدخلي فلم يكن منصفاً لسيد فهو بعد أن ساق كلامه في سورة الحديد قال: ولقد قال في تفسير سورة البقرة بإبطال وحدة الوجود، ونفاها نفياً قاطعاً، وبين أنها عقيدة غير المسلم، فما باله يقررها ها هنا وفي تفسير سورة الإخلاص؟! هل تسلل إليه غلاة التصوف أهل وحدة الوجود والحلول والجبر فأقنعوه بعقيدتهم فآمن بها وقررها؟! أو أنه أمعن في دراسة كتب التصوف، فاقتنع بهذه العقيدة بنفسه، فصدع بها.أ. هـ.
وربيع يجهل أو يتجاهل أثر الطبعتين في الظلال من حيث ترجيح أقواله المتعارضة فقد قال بعد أن ساق كلام سيد في تفسير سورة البقرة: ((هذا ما قرره سيد قطب في الطبعة الأولى، هذا الكلام الجيد القوي الذي هاجم فيه وحدة الوجود مهاجمة من يعرف أنها كفر وضلال، وأنها عقيدة غير المسلمين، ومهاجمة دارس يعرف أصنافها وأشكالها وتفاصيلها.
ثم لما وصل إلى تفسير سورة الحديد، سالمها وعانقها ونسبها إلى أهلها، وهم الصوفية، وعرضها على أنها كمال، وعرض أشكالها وأصنافها.
ثم عاد مرة أخرى وعانقها في سورة التوحيد والإخلاص، ونسبها إلى أهلها، وهم الصوفية، وقرر أنها كمال لا يرقى إليه كل أحد، وعرض أصنافها وأشكالها عرض عارف لها. فما هو عذره إذاً؟!)).
فكلامه هذا يعني أن الطبعة الأولى كالثانية مع العلم أن سيد رحمه الله لم يصل في الطبعة الثانية من الظلال إلى سورة الحديد والإخلاص، بل وصل إلى تفسير سورة إبراهيم مما يعني أن كلامه في تفسير سورة البقرة والذي فيه نفي وحدة الوجود كان بعد كلامه في تفسير سورتي الحديد والإخلاص.
ولله در الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد فقد كان أيضاً منصفاً لسيد خيراً من الذين تحاملوا عليه فقد قال في رده على ربيع المدخلي: إن سيد رحمه الله تعالى قال كلاماً متشابهاً حلق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد اعتُمِدَ عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه. وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود ومنه قوله: ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود.
وأزيدكم: إن في كتابه: مقومات التصور الإسلامي رد شاف على القائلين بوحدة الوجود. لهذا فنحن نقول: غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأُسلوب وسع فيه العبارة، والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه. أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 03:08]ـ
الجزء الرابع و الاخير
وخلاصة القول فيما يتعلق بمسألة وحدة الوجود فقد كانت هناك ثلاثة آراء (طرفان ووسط) فمن هذه الآراء من رماه بقول الملاحدة وبوحدة الوجود وآراء تنفِ عنه القول بوحدة الوجود في سورة الحديد والإخلاص وآراءٌ عرفت الحق وتجردت له من خلال القراءة في الطبعتين من الظلال وفيها ذمه للقائلين بوحدة الوجود، كأمثال الشيخ بكر أبو زيد وغيره، وهذا هو الحق إن شاء الله. والله اعلم.
و في الاخير أعتذر للإخوة على الاطالة و ربما قد مر بكم البحث قديما و لكن لمكانة الالوكة و نوعية الاخوة الاعضاء أحببت نقل هذا الكلام لعل الله ينفع به و يلم الشمل و يوحد الصف
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 05:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الفضلاء أرجو أن تتحملوني قليلا.
جرى نقاش مرة بيني وبين أحد اتباع ابن عربي و كان من ضمن النقاش قول ابن عربي بوحدة الوجود , و أجاب عن هذه التهمة بأمرين عن ابن عربي. أننا لم نفهم كلام ابن عربي، أنه له كلاما آخر يصرح به بالفرق بين الخالق والمخلوق.
وعندما رأيتُ نقاشكم هذا تذكرت ُ أن هذه هي عينها حجج من يدافع عن ابن عربي، فلماذا نردها في من دافع عن ابن عربي.
ونقبلها في من دافع عن الأستاذ سيد قطب - رحمه الله -؟
وكلام سيد قطب في وحدة الوجود ظاهر ليس محتملا أو مجملا، و لذلك انتقده كبار العلماء سوى الشيخ ربيع المدخلي. ورد هذه العبارة عن سيد قطب لا يكون إلا بأمور
- جهل سيد قطب بما قال. وذلك لعدم معرفته بعلوم الشرع والسنة والأحاديث فهو لا يعدو عن كونه أديبا كأستاذه العقاد. والثاني كان يدعي المعرفة في كل شي حتى أنه جاء بطامات في الشرع، وقد حدثت مساجلات بينه وبين الدكتورة بنت الشاطيء في مسائل عقدية وكان مصرا على رأيه.
- أن سيد قطب على علم بما قال وهذا كفر صريح لكن يُقال أنه رجع عن هذا القول بما وقع في كلام الآخر.
-الثالث: أن الذي قاله سيد قطب لا يستطيع فهمه حتى كبار أهل العلم لسمو قلمه وخياله، وهذه مقولة اتباع ابن عربي وحجتهم.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 07:04]ـ
- حقيقة ما دار بين العلامة الالباني رحمه الله وعبد الله عزام:
# قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في سياق مناقشة لشخص: أنا قلت يوماً ما بالنسبة لسيد قطب. تسمع بالشيخ عبد الله عزام؟
قال السائل: نعم.
قال الشيخ: جزاك الله خيراً، عبد الله عزام كان هنا من الإخوان المسلمين، ومنذ قريب سبع سنين أو ثمان سنين الإخوان المسلمون اتخذوا قراراً بمقاطعة الألباني؛ مقاطعة دروسه ومقاطعة كل من ينتمي إلى دعوته علماً أن عبد الله عزام كان هو الرجل الوحيد من بين الإخوان المسلمين الذي لا يكاد يسمع أن الشيخ الألباني عنده جلسة في دار كذا إلا يكون هو من أول الحضور ومعه دفتر (هيك) (1) صغير وقلم (هيك) صغير جداً يكتب فيه خلاصات.
هذا الرجل الودود حقاً لما صدر قرار مقاطعة الألباني ما عاد حضر عند الألباني إطلاقاً.
لقيته في "مسجد صهيب" ونحن خارجون من الصلاة، سلمت عليه بطبيعة الحال وسلَّم هو على استحياء لأنه لا يريد أن يخالف القرار!
قلت له: أيش هذا يا شيخ، هكذا الإسلام يأمركم؟
قال - أي عبد الله عزام -: سحابة صيف عما قريب تنقشع.
عاود الشيخ فقال: راحت أيام وجاءت أيام كان جاء زارني على البيت ما وجدني، الخلاصة قام بتتبع الأخبار عرف أني أنا عند نظام (2) لما كان بيته تحت في البلد، طرق الباب دخل، أهلاً وسهلاً، قال: أنا جئت البيت ما وجدتك وأنا كما تعلم حريص على الاستفادة من علمك من هذا الكلام، قلت له: أنا هكذا أعرف، لكن أيش معنا المقاطعة هذه؟
قال: أنت كفَرتَ سيد قطب - وهذا الشاهد -.
قلت له: أيش كفَّرت؟
قال: أنت بتقول إنه هو يقرر عقيدة وحدة الوجود في تفسير أولاً:"سورة الحديد"- أظن -
وثانياً: بـ "قل هو الله أحد".
قلت: نعم، نقل كلام الصوفية ولا يمكن أن يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود، لكن نحن من قاعدتنا - وأنت من أعرف الناس بذلك لأنك تتابع جلساتي - لا نكفر أنساناً ولو وقع في الكفر إلا بعد إقامة الحجة، فكيف أنتم تعلنون المقاطعة هذه وأنا موجود بين ظهرانيكم ... (1) أنت إذا ما جئت تبعثوا شخص يتحقق من أنه صحيح أنا أكفر سيد قطب.
كان معه يومئذٍ لما جاء لنظام أخونا علي السطري، قلت له: سيد قطب هكذا يقول في سورة كذا.
قام فتح في مكان آخر فيه بأن الرجل يؤمن بالله ورسوله والتوحيد …إلخ، قلنا له:
يا أخي نحن ما أنكرنا هذا الحق الذي يقوله، لكننا أنكرنا هذا الباطل الذي قاله.
ورغم هذه الجلسة فيما بعد راح نشر مقالتين أو ثلاثة بصورة متتابعة في"مجلة المجتمع" (2) في الكويت بعنوان ضخم: (الشيخ الألباني يكفر سيد قطب)، والقصة طويلة جداً لكن الشاهد فيها أين؟
أننا نحن نقول (هيك) ونقول (هيك) فالذي يأخذ إن سيد قطب كفره الألباني مثل الذي يأخذ إنه والله الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب في مكان معين، هؤلاء أهل أهواء،
يا أخي!
هؤلاء لا سبيل لنا أن نقف في طريقهم إلا أن ندعو الله لهم فقط، أفأنتَ تُكْرهُ الناس
حتى يكونوا مؤمنين) اهـ.
المرجع (شريط للشيخ بعنوان "مفاهيم يجب أن تصحح").
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 10:18]ـ
يا إخوة الرجل لم يكن عالما قط ولا عُرف بالطلب، إنما كان أديبا موهوبا له اطلاع في الدين، تحركه مشاعره بلا علم فلا يضبط قلمه ضبطا شرعيا ولا يدرك لوازم كثير من كلامه! والظن أنه لو بعث من قبره وواجهه أحدكم بهذه اللوازم من كلامه لتبرأ من أكثرها! فيكفي تحذير الناس من انحرافاته دون السعي إلى تصنيفه ضمن طائفة كذا وطائفة كذا .. فالرجل قد أفضى إلى ما قدم وحسابه على الله، وكتبه قد قتلت ردا - منها ما كتب بإنصاف أهل السنة، ومنها ما كتب بغلو ومبالغة وإسراف - فما الثمرة الشرعية من مواصلة هذا الحوار؟(/)
. (العلمانية اللّا مقصودة) .. !
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 04:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
تحدثتُ مرةً مع أحد الإخوة عن: مقررٍ في الطبّ .. وهوَ (التشريح المرَضِي)، .. هذا المقرر يبحث في (الكُتل الغريبة) .. وما بها، وأصلها، أي (السرطانات) و (الأورام) وتعليلها العلمي أو ما يسمى بالـ (فيزيولوجي) .. ! .. - عافانا الله وإياكم -.
الحديثْ كان عقِب امتحان في هذا (المقرر)، فقلتُ له: إنّ في (هذا) المقرر إشكال شرعي .. !
فقال: و ما دخل (الشريعة) بالتحليل العلمي .. والطب .. !
..... ..... .....
من هنا قُدح في ذِهني الحديث عن (العلمانية) في شعور المسلم .. !
في (حياته) .. !
و (معاملاته) .. !
و (علاقاته) .. !
في تفريقه بين (المسجد) .. و (العمل) .. ! " وذلك في ذِهنه "!
وقد ذكرَ لي أحد الأخوة في (لبنان): تجد المسلم خارج من المسجد .. وصديقته تنتظره عند الباب!
و هوَ أمر طبيعي و (نورمال) .. عنده .. !
بل أجد (هذا) في أدقّ مما ذكرت آنفاً: في جعل الإسلام .. إسلاماً (سبور) .. !
الإسلام الذي ينظر إليه بأنّه (حمامة) و (غصن زيتون) .. !
و: الخجل أو الإنهزامية النفسية داخل قلب المسلم عند الحديث عن (الحدود) و (العقوبات) في (الإسلام) .. !
في المقابل:
يجد الأمر مستساغاً و جميلاً عند الحديث عن (إنسانية) الإسلام .. !
و رحمة (الإسلام) .. !
هذا -عندي- لا تعبير له إلا علمانية الشعور.
...... ........ .......
شمولية الإسلام يجب أن تتدخل في دقائق الحركات والمعاملات .. من (الصلاة) .. إلى (العمل السياسي) .. !
ولكن:
هناك خلطٌ واضح بين العلمانية .. وبين بعض الإجتهادات الشرعية التي تستخدم سبُل العلمانية في (العمل السياسي) .. :
وقد نضرب - مثالاً - على (هذا) بالمشاركة في البرلمانات.
اختلف العلماء في المشاركة بالأنظمة المعاصرة: فمانعون .. ومجيزون .. !
فمن أجاز بنى (هذا) على (الضرورة) .. و (المصلحة) و (لنا في تاريخنا نظير).
وأنها (وسيلة) لا (غاية) .. ! و (الوسائل لها أحكام المقاصد) و (ما لا يتم الواجب إلا به فهوَ واجب) .. و و سائل الدعوة أمور إجتهادية .. و (هكذا).
ومنهم:
الشيخ الدكتور: عبد الكريم زيدان -حفظه الله -.
والشيخ: محمد أحمد الراشد: بل ورجّح (الوجوب).
والشيخ يوسف القرضاوي.
والشيخ أحمد الريسوني.
والشيخ صلاح الصاوي.
.. وغيرهم
وهناك رسالة للماجستير قدّمها الأستاذ المجاهد الحمساوي مشير المصري في (الجامعة الإسلامية في غزة).
وهيَ بعنوان (المشاركة السياسية في ظل الأنظمة المعاصرة) .. ورجّح الجواز.
(وهذا على عجالة .. والله أعلم)
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 04:26]ـ
تحدثتُ مرةً مع أحد الإخوة عن: مقررٍ في الطبّ .. وهوَ (التشريح المرَضِي)، .. هذا المقرر يبحث في (الكُتل الغريبة) .. وما بها، وأصلها، أي (السرطانات) و (الأورام) وتعليلها العلمي أو ما يسمى بالـ (فيزيولوجي) .. ! .. - عافانا الله وإياكم -.
الحديثْ كان عقِب امتحان في هذا (المقرر)، فقلتُ له: إنّ في (هذا) المقرر إشكال شرعي .. !
فقال: و ما دخل (الشريعة) بالتحليل العلمي .. والطب .. !
لم توضح يا أخى ما هو الإشكال الشرعى! هل تقصد أن تعليل الأمراض فسيولوجيا من المحظورات الشرعية؟!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 04:37]ـ
نعم: أخي الدكتور:
ليس بهذه (السطحية) من النظر، .. فلا أظنّ أنّ هناك إشكالاً شرعياً في (التحليل الفسيولوجي) للأمراض، إنما كان الحديث ُعن (موت الخلية) ..
على العموم: القضية كانت إشكالاً عندي .. فقط!
و ما قاله لي: كان هوَ المحور في نظري.
(حياك الله)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 05:16]ـ
و: الخجل أو الإنهزامية النفسية داخل قلب المسلم عند الحديث عن (الحدود) و (العقوبات) في (الإسلام) .. !
في دراسة مؤسسة راند "شبكات مسلمة معتدلة" جاء فيها:
رافض الشريعة .. معتدل!
ويحدد التقرير بدقة بالغة صفات هؤلاء المسلمين "المعتدلين" المطلوب التعاون معهم -بالمواصفات الأمريكية- بأنهم الليبراليون والعلمانيون الموالون للغرب والذين لا يؤمنون بضرورة الالتزام بالشريعة الإسلامية .....
فالتيار (الإسلامي) المعتدل المقصود هو ذلك التيار الذي من صفاته:
1 - يرى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية.
.... الخ(/)
أثر التصوف في نشر الخرافة في الأمة
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 07:07]ـ
أثر التصوف في نشر الخرافة في الأمة
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين .......... أما بعد
فقد جاء الإسلام ونشر الوعي في عقول الناس وبصرهم بالطرق التي ترفع عنهم الجهالة والعمى , فحثهم على التدبر واستعمال العقل , والنظر في ملكوت السموات والأرض , ونفرهم من تقليد الآباء بغير حجة , والتسليم لأقوالهم من غير مستند , ونبههم على طرق المجادلة وأساليب الحجاج , وبناء الأقوال والمعتقدات , وطالب المخالفين والمدعين بإقامة الأدلة التي تدل على صحة أقوالهم , وبين المواطن التي يقع من خلالها الغلط في أقوال المخالفين كالاضطراب والتناقض والتفريق بين المتمثلات وعدم الاطراد في القول , وبطلان اللازم , ونحوها.
فلقد جاء الإسلام بمنهجية علمية فائقة , ظاهرة المعالم واضحة المسالك قوية التأثير , فأحدثت هذه المنهجية ثورة في تفكير الأمة وتعقلها , وسار متقدموا الأمة على مقتضاها , فبنوا علومهم ومعارفهم ومعتقداتهم عليها وألفوا كتبهم وهم مستحضرين لمنهجيتها , وسيروا حياتهم وأقاموا هيكل معيشتهم على ما تقتضيه , فلم يعد لما ينافي تلك الأصول المنهجية سلطة ولم يبق لما لا يتماشى معها تأثير , فخبا وهج الخرافة , وضاق مجال الأساطير , وقل ظهور الشعبذة والخيالات , فعاش الناس حياة مستقرة في نفسها , متناسقة في واقعها , حتى غدت مثالا يحتذى به ونبراسا يقتدى به.
وما زالت الأمة كذلك حتى ظهر فيها التصوف ببدعه وتراتيبه المخالفة للدين ولمقتضياته المعرفية , ومازال التصوف يتوغل في جسد الأمة ويتعمق في أرضها , مع تطوره في بعده عن المنهجية المعرفية الإسلامية , حتى أضحى من أوسع الطرق وأكثر السبل التي ولجت منها المظاهر المخالفة للمنهجية المعرفية التي جاءت بها النصوص , فلقد جاء التصوف بطقوس غرست في عقول الأمة الخرافات وصيرت أذهان الناس وعواطفهم أسيرة للخيالات , ورتبت شؤون حياتهم على التوهمات , فشاعت في المجتمعات الإسلامية الروح المخالفة للروح العلمية التي جاء بها الإسلام , وقد صور هذه الحالة كثير من مصلحي هذه الأمة ومفكريها , ومن هؤلاء محمد عبده حيث يقول:" فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف واعتقاد أهله بغير فَهمٍ ولا مراعاة شرع , اتخذوا أندادا وصار يُقصد بزيارة القبور والأضرحة قضاء الحوائج وشفاء المرضى وسعة الرزق , بعد أن كانت للعبرة وتذكرة القدوة , وصارت الحكايات الملفقة ناسخة فعلا لما ورد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والتعاون على الخير , ونتيجة ذلك كله أن المسلمين رغبوا عما شرعه الله , إلى توهموا أنه يرضي غيره ممن اتخذوا أندادا له , وصاروا كالإباحيين في الغالب , فلا عجب إذ عم فيهم الجهل واستحوذ عليهم الضعف , وحرموا ما وعد الله المؤمنين من النصر؛ لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين .... فهذا النوع من اتخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه " ().
ومن هؤلاء ابن باديس حيث يقول:" لقد سيطرت الطرق الصوفية على الفكر الإسلامي , والمجتمع المغربي في القرن التاسع عشر , سيطرة مذهلة و فبلغ عدد الزوايا في الجزائر 349 , زاوية , وعدد المريدين او الإخوان 295000 , والفقهاء الذين عرفوا بمعارضتهم الصوفية أصبحوا بدورهم طرقيين , فساد الظلام وخيم الجمود , وكثرت البدع , واستسلم الناس للقدر .... وهذه الظاهرة الاجتماعية أدت إلى تعطيل الفكر وشل جميع الطاقات الاجتماعية الأخرى " ().
ومن يتأمل في تراتيب الصوفية وطرقها وأورادها وطقوسها يدرك أنها تتحمل القدر الأكبر في نشر الخرافة في الأمة , وشيوع السلبية الفكرية فيها , والذي يدل على هذا أمور كثيرة , لعلها ترجع في مجملها إلى سبعة أمور هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الأول: التعلق بالرؤى والأحلام والمصادر الوهمة في المعرفة كالهواتف والإسراء والمعراج إلى السماء والحكايات والقصص ونحوها في بناء العقائد والتصورات والأحكام , فقد تعلق الصوفية بهذه المصادر في كثير من شؤونهم الدينية والحياتية , فكم من ورد ودعاء بنوا مشروعيته على رؤيا رآها الولي في منامه أو في يقظته , فجعلها عبادة من أعظم العبادات تترتب عليها أعظم الأجور , إلى درجة أن المحافظ عليها يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب!! , وكم حُكِمَ بناءً على تلك الطرق الوهمية من أحكام على المعيننين بالتزكية أو الفلاح أو الخسران! وكم حُدِدَ بناءً عليها من موضع لقبور الأولياء والصالحين , وحُددت فضائل زيارتها.
فقد اعتمد الصوفية على هذه المصادر وجعلوها مستندا لهم في كثير من أقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم , فلا تكاد تقرأ كتابا من كتبهم في التراجم والسير إلا ويستوقفك سيل عارم من تلك القصص التي فيها أن وليا سمع هاتفا يقول له كذا وكذا , فيأخذه الولي ويجعله دينا يدين الله به , أو أن وليا رأى الخضر يمشي في الطريق وأخذ منه وردا يترتب عليه من الأجر كذا وكذا , أو أن صالحا كان يمشي في أرض خالية فسمع صوتا لا يعرف مصدره يأمره بأمر ما , ثم يُرَوج هذا الأمر على أنه من مصدر معصوم.
إن التعلق بمثل هذه الهواتف والرؤى يفتح الباب على مصراعيه لولوج الخرافة والأساطير إلى عقول الناس وقلوبهم؛ لأنه يدعوهم إلى تصديق أخبار لا يعلمون مصدرها ولا قائلها , فمن كان يصدق بذلك , فكيف تريد منه أن ينكر الخرافة أو يبتعد عنها؟!.
الأمر الثاني: الغلو في الأشخاص , فالغلو في الأشخاص عند الصوفية بلغ مبلغا عظيما لا يضاهيهم فيه إلا الشيعة , فقد بلغ بهم الغلو حتى أضفوا على الولي صفات الباري سبحانه وتعالى , فالولي يرتقي في ولايته حتى يقول للشيء كن فيكون! , فهو يتصرف في الكون ويعلم ما تخفي الصدور , وما يكنه المريد في قلبه من موافقة شيخه أو مخالفته! , والولي يعطي الرزق والولد ويغفر الذنب والزلل , والولي يخالف أوامر الله تعالى ويفعل الأشياء الغريبة ولا يُنكر عليه.
والولي عندهم له اتصال مباشر بالله تعالى وبالرسول ? وبالخصر عليه السلام , والولي هو الذي يحفظ المسافر ويرد الغائب , وهو الذي يشفي المريض ويعافي المبتلى , والولي هو الذي ينصر على الأعداء ويحدد موقفنا منهم , فإذا نزل العدو بساحتنا فليس علينا إلا أن نذهب إلى سدنة الولي حتى يشاوروه في حالنا , وفي أحيان كثيرة يخرج السادن إلى الناس ويخبرهم بأن الولي لم يأذن في قتال الغازي ويأمر بتركه وعدم الاعتراض له!.
وكل هذه الأشياء يفعلها الولي بإذن الله تعالى كما يقولون! , وما أدري كيف علم أولئك بأن الله تعالى أذن للولي؟! , وبأية حجة نسبوا إلى الله تعالى ذلك الإذن؟! , فهل سأل القائلون بهذا القول أنفسهم عن موقف العقلاء من هذه الدعوى , وهل تنبهوا أن للناس عقولا يحاكمون إليها الدعاوى ويميزون تصحيحها من ضعيفها , وأن عندهم النصوص الشرعية التي تدل على بطلان تلك الدعوى وكذبها.
إن شيوع مثل هذه الأوصاف عن الأولياء في المجتمعات الإسلامية من أكبر الأسباب في انتشار الخرافة والتخبط الفكري والتوهم المعرفي , وذلك أن الناس يتعلقون بأشياء لا حقيقة لها , ويرجعون إلى أناس لم يسمعوا كلامهم ولم يدركوا شيئا مما يُنسب إليهم إلا مجرد أخبار واهية.
الأمر الثالث: التعلق بالخوارق والكرامات , فمن يتأمل في طبقات الصوفية وكتب التراجم التي أُلفت في سير الأولياء والصالحين , ومن يستمع إلى مجالس الذكر عندهم يستوقفه كثرة الكرامات التي لا يكاد ولي من الأولياء إلا وله عدد كبير منها , خوارق غربية كل الغرابة , وبعيدة كل البعد عن العقل , بل وبعضها ظاهر كل الظهور في مخالفة النصوص الشرعية , ومع هذا يذكرونها على أنها كرامة يكرم الله تعالى بها أولياءه , فعلقوا قلوب الناس بالأشياء المخالفة للضرورات والحسيات , وربطوا عواطفهم بما يخرج عن حياتهم الطبيعية القريبة!.
ومن يخالفهم في المنكر منها حكموا عليه بأنه ينكر الكرامات ويقيد قدرة الله تعالى , وغفلوا عن أن المخالفة ليست في أصل الكرامة ولا في الصحيح منها , إنما في تلك الكرامات الغربية التي ينبغي لكل عاقل من الصوفية وغيرهم إنكارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد غفل الصوفية عن أنهم بفعلهم هذا قد استخفوا بالكرامات وحقروا من شأنها وفتحوا الباب للاستخفاف بها وعدم قبولها من أصلها؛ لأنهم لم يراعوا فيها لا العقل ولا الشرع ولا الفطرة ولا الأخلاق الفاضلة.
فمن كراماتهم ما يتضمن أن الولي يتقلب في خلقته على أشكال مختلفة , فذكروا عن بعض الأولياء أنه تارة يكون وحشا وتارة يكون فيلا وتارة يكون صبيا صغيرا!! , هكذا يتقلب في خلقته على أنه كرامة له , وذكروا عن بعض الأولياء أن الله أعطاه التصرف في كل من حضر عنده فلا يضحك ولا يبكي ولا يقوم ولا يقعد إلا بإذن الولي , ولما شك بعض الحضور في قدرته على ذلك أمره الولي بالقيام فلم يستطع , فقال له الولي: ألم تعلم أن قلوب الخلق بين أيدينا كالمصابيح من وراء الستارة نشهدها رأي العين!!.
إن مجتمعا تشيع فيه مثل تلك الأخبار المخالفة للعقل والواقع والشرع والفطرة , وتشيع فيه على أنها كرامة لا بد أن يصدق بها , وإلا سيعاقب العقاب الشديد , لهو مجتمع أسير للأوهام وسيتقبل الخرافة بكل سهولة؛ لأنه ربي على قبول ما يخالف العقل والشرع بحجة أنها كرامة للولي , وهي تطرق سمعه كل حين.
الأمر الرابع: التأويل الباطني والرمزي , فقد شاع عند الصوفية التأويل الباطني للنصوص بحجة أن الشريعة منقسمة إلى ظاهر لا يصلح إلا للعوام من الناس , وباطن وحقيقة لا تصلح إلا للخواص منهم , وأضفوا على هذا التقسيم قداسة وأهمية بالغة بحيث غدا من أصول الطريقة عندهم , ومن أركان منهج الاستدلال لديهم , وغدا هذا التقسيم سبيلا لتبرير قبول ما يخالف ظواهره النصوص من الأقوال والأفعال , وما يخالف العقول السليمة أيضا , وأخذ كثير منهم ينص على أن الشريعة منقسمة إلى ظاهر وباطن , وأن من ينكر تلك الأقسام إنما أُتي من جهله بتلك الأسرار العالية التي لا يدركها إلا الخلص من الناس.
فماذا بقي أمام الخرافة من أن تصل إلى عقول الناس بعد أن شُحنت بتلك التوهمات , فقيل لهم إنه يجب عليكم أن تصدقوا بكل ما يصدر من الولي والصالح , ولو كان مخالفا للشرع أو العقل أو الأخلاق؛ لأن الولي عنده حقيقة لا تعلمونها ولم تبلغوها! , فماذا بقي عن باب الخرافة أم يفتح على مصراعيه لتسلك إلى قلوب الناس وعقولهم بعد شيوع هذه الأفكار الهدامة وانتشارها.
الأمر الخامس: التعبد بالطلاسم والحروف السرية والسجعات متكلفة التي اشتملت عليها الأذكار والأوراد عند الصوفية , والأسماء الغريبة التي يقولون إنها أسماء للجن, فقد كثر في أوراد الصوفية وأذكارهم التراكيب الغربية التي ليس لها معنى أصلا , والطلاسم المستوحشة التي لا يكاد يستطيع المرء النطق بها , وجعلت دليلا على أهمية الذكر وكثرة ثوابه وكبير تأثيره.
ففي بعض أوراد القادرية: " ياطهلفوش انقطع الرجاء إلا منك ... " , وفي بعضها:"ايتنوخ ياملوخ .... يامهباش" , وفي بعض أوراد الشاذلية:" أحون , قاف , أدم , حم , ها , آمين , كهيعص" , وفي بعضها:" قاف جيم سران مع سرك " , وفي بعض أوراد البدوي:" بدعق , محببة , صورة محببة , سقفاطيس أحون " , وفي بعض الأوراد الختمية نداء للأرواح الروحانية العلوية والسفلية إلى أن يصل فيها إلى أسماء أعجمية غريبة فيذكر شمخاهر وشمهاهير والأغلاغيطال , أهـ ياه هيوه بقطريال , وغيرها , فقلب يُعلق بهذه الخرافات والطلاسم على أنها أذكار فاضلة شرعها الله تعالى لعباده , وأوراد يصل بها المريد إلى ربه كيف يراد منه أن يتنكر للخرافة وللانتهاك الفكرية وهو غارق فيها إلى أخمص قدميه؟!!.
الأمر السادس: التزهيد في طلب العلم الشرعي والتحقير من شأن علماء الشريعة , فالصوفية لما أدركوا أن علومهم ومعارفهم لا تتماشى مع دلالات النصوص ومقتضياتها وقد اشتد إنكار الفقهاء وأتباع المذاهب عليهم في شطحاتهم , أخذ بعضهم يزهد الناس في طلب العلم الشرعي بحجة أنه طريق طويل لا يؤدي إلى الحقيقة , وبحجة أن الولي الكامل يحصل العلم من طرق أكمل , فالولي يأخذ علومه من الله تعالى مباشرة أو من الرسول ? أو من الخضر أو من اللوح المحفوظ , وقد بلغ الحال ببعضهم إلى أن جعل من آفات المريد طلب الحديث , وأوصى بعضهم ألا يتعلم الصوفي العلم , وجعل بعضهم طلب العلم من الركون إلى الدنيا , بل جعله من الأمور التي تحجب عن الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك إن هؤلاء الصوفية المانعون من طلب العلم الشرعي , والذين زهدوا الناس فيه يتحملون أعظم الوزر في تأخر المسلمين وانحطاطهم وتأخرهم في الإنتاج والتقدم , واستيلاء الأعداء عليهم , فقد تقدم ركب الحضارة ونشط الغرب وأبدع في ميادين العلم والاختراع التي جعلت منه ماردا يصول ويجول في العالم الإسلامي , ذلك العالم الذي سيطرت عليه الأوهام والخرافات , واكتفى في بعض البلاد في صد العدو القادم إليه بقراءة صحيح البخاري في المسجد بناءً على نصيحة بعض الأولياء , أو باستشارة الولي الميت في قبره منذ كذا وكذا.
الأمر السابع: شيوع روح الجبر والاستسلام , فقد غلبت الروح الجبرية والسلبية على أكثر الصوفية في العصور المتأخرة , مما أثر ذلك على تفكير الأمة وجعلهم يعتقدون أنهم مسيرون: إما من الله تعالى ,وإما من الولي المقبور في قبره منذ كذا وكذا , ونتج من ذلك اعتقاد أنه لا فائدة من البحث والتنقيب والإبداع ومحاولة التجديد في العلوم والمعارف في شؤون الحياة , بل والأغرب أنه لا فائدة حتى من مقامة الأعداء الغازين؛ لأن الله شاء ذلك , فالأفضل الاستسلام لهم؛ لأنه في الحقيقة استسلام لما أراده الله تعالى.
إن هذه الأمور كلها موجودة في التصوف وشائعة بين أهله , وهي مع مخالفتها الظاهرة للنصوص تؤهل الصوفية لأن تكون رائدة في نشر الخرافة في المجتمع المسلم بامتياز , ويجعلها أكبر مسوق للخيالات والتوهمات الزائفة في عقول الأمة.
إن الصوفية باجتماع تلك الأمور فيها أكبر ناشر لجرثومة العقول ومبدد لطرق التفكير السليمة , التي تؤدي إلى انتهاك الفكر واغتيال طرقه , وهذا كله يستوجب على المصلحين ألا يتهاونوا في إصلاح ما أُفسد وحماية ما يمكن أن يَطاله الفساد.
ومما ينبغي أن يذكر هنا أن من الصوفية من أردك شناعة تلك الخرافات فحاول أن ينشأ اتجاها جديدا في التصوف يُعنى بالأمور العلمية , ويحاول الابتعاد عن تلك الأمور الغربية عن العقل والنقل والفطرة , فأخذ يؤلف في التصوف وتراتيبه , ولا يذكر شيئا مما يستغرب أو ينكر , ولكنه لم تكن عنده الشجاعة في النقد والصراحة في التبرؤ من كل تلك الأمور , وأكثر الأساليب التي يطرقها ذلك الاتجاه هو الاقتصار على عدم ذكر الأمور الخرافية في التصوف , ولم يكن من منهجهم ضرورة التصريح بإنكار المنكر التي اشتمل عليه التصوف وبيان أدلة بطلانه , ولا الحكم عليه بما يوجب رده كما فعل ما يسمون بتيار التصحيح في الفكر الشيعي , فإن هذا التيار ظهر فيه رجال كانت عندهم الشجاعة الكافية فصرحوا ببطلان قدر من عقائد الشيعة الكبار وبينوا أدلة بطلانها وأعلنوا براءتهم منها , وألفوا الكتب النقدية لأصول التشيع , ولكن الصوفية لم يوجد هذا التيار فيهم حتى الآن مع حاجتهم لذلك , فقد امتلئ مذهبهم بالخرافات وتشبع الخيالات وطفح بالتوهمات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 02:03]ـ
أهلا بالشيخ سلطان
طالت غيبتك
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 03:38]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
(موقف أهل السنة والجماعة من الطوائف) من كلام الإمام ابن القيم
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 08:04]ـ
قال الإمام الرباني العلامة أبوعبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية في "شفاء العليل" (1: 199) بين يدي مناقشته لمذاهب الطوائف في بعض مسائل القدر بعد عرضه لها:
((وأربابُ هذه المذاهب مع كُلِّ طائفةٍ منهم خطأٌ وصواب ...
وبعضُهم أقرب إلى الصواب، وبعضهم أقرب إلى الخطأ ...
وأدِلَّةُ كُلٍّ منهم وحُجَجُه إنما تنهضُ على بُطلان خطإ الطائفه الأخرى لا على إبطال ما أصابوا فيه)).
ثم قال: ((وأهلُ السُّنةِ وحِزْبُ الرَّسولِ وعسْكر الإيمانِ لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء ....
بل هم مع هؤلاء فيما أصابوا فيه، وهم مع هؤلاء فيما أصابوا فيه.
فكلُّ حقٍّ مع طائفةٍ من الطَّوائفِ فهُم يوافقونهم فيه، وهم بُرآء من باطلهم.
فمذهبُهم:
- جَمْعُ حَقِّ الطَّوائفِ بعضَه إلى بعضٍ والقولُ به ونصرُه وموالاةُ أهله من ذلك الوجه ..
_ ونفيُ باطلِ كُلِّ طائفةٍ من الطَّوائفِ وكسرُهُ ومعاداةُ أهلِه من هذا الوجْه.
فهم حُكَّامٌ بين الطَّوائفِ:
1. لا يتحيَّزُون إلى فئةٍ منهم على الإطلاق.
2. ولا يردُّون حقَّ طائفةٍ من الطَّوائف.
3.ولا يقابلون بدعةً ببدعةً، ولا يردُّون باطلاً بباطلٍ.
4.ولا يحملُهم شَنَآنُ قومٍ -يعادُونهم ويكفِّرونَهم - على أن لا يعدلوا فيهم، بل يقولون فيهم الحقَّ ويحكمون في مقالالتهم بالعدل.
والله سبحانه وتعالى أمرَ رسُولَه (ص) أن يعدِل بين الطَّوائفِ فقال: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} (الشورى: 15).
فأمَرَهُ سُبحانه أن يدعوَ إلى دينه وكتابِه، وأن يستقيم في نفسه كما أمَرَه، وأن لا يتَّبعَ هوى أحدٍ من الفِرَق، وأن يُؤمنَ بالحقِّ جميعِهِ ولا يؤمن ببعضه دون بعض، وأن يعدِل بين أرباب المقالات والدياناتِ.
وأنتَ إذا تأمَّلت هذه الآية وجدت أهلالكلام الباطل وأهل الأهواء والبدع من جميع الطوائف أبخس الناس منها حظاً وأقلَّهم منها نصيباً، ووجدتَ حزبَ الله ورسوله وأنصار سُنَّته هم أحقَّ بها وأهلها)) انتهى.
والعزو إلى طبعة مكتبة العبيكان بتحقيق عمر الحفيان.
ـ[صالح السويح]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 06:07]ـ
بارك الله فيك ونفع بما نقلت.
ولا شك فيما ذكرت فالله أقر المشركين على ما زعموا أنهم وجدوه من عند آبائهم وأنكر عليهم ما زعموا أن الله أمرهم به.
ولكن لا يخفى عليك:
أن الأخطاء تختلف فمنها ما يخرج الإنسان والطائفة من الفرقة الناجية، ومنها ما لا يخرجها فيبقى لها وصف النجاة، مما هو مفصّل في بابه.
لا يظن ظان أن في هذا تمييع لتنصنيف الطوائف وترك للتحذير منها ومن باطلها بحجة أن عندها حق!
وهذا النقل يتأكد عندالسؤال عن الطوائف بهذه الصيغة من حيث القرب والبعد أو عند الرد على من ردّ الحق الذي عندها.
أما عند السؤل عن الفرق الضالة ومدى مصاحبتها ومخالطتها فالحكم يختلف من حيث أنها داخلة في السنّة أو ملحقة بالبدع وأهلها والتعامل معها على هذه الحال له وضعه الذي ذكره السلف رحمهم الله كالتحذير من مجالسة أهل البدع ومخالطتهم وغير ذلك.
وهذا لا يعني إنكار قربهم من السنّة أو جحد الحق الذي معهم.
كما مما ينبغي أن يلفت إليه:أن كل خير في أهل البدع والضلال فأصله في أهل السنّة، ففي السنّة وأهلها وعلمائها غنية عن أهل البدع.(/)
التعددية في فكر محمد المحمود [4/ 4]
ـ[صالح السويح]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 10:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الكرام:
يسرّني أن أكمل ما بدأته في موضوع (التعددية في فكر محمد المحمود)
وللفائدة:
رابط [1/ 4]: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16327
رابط [2/ 4]: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16440
رابط [3/ 4]: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16476
فأقول مستعينا بالله طالباً من العون والسداد:
رابعا: حكم الدعوة و الداعي إلى إقرار التعددية
يختلف حكم الدعوة و الداعي إلى التعددية باختلاف مراده من دعوته، كما أن من المعلوم أن الحكم على المقولة ليس حكما على القائل فالتكفير والتبديع و التفسيق لها شروط لا بد من تحققها وموانع لابد من انتفائها كما هو متقرر في كتب العقائد.
ونجمل الجواب ثم نفصله فأقول:
لا تخلو الدعوة إلى إقرار التعددية فيما لا يسوغ من حالين:
الحال الأولى: أن تكون الدعوة إليها دعوة بدعية وضلالة مخالفة للسنّة.
الحال الثانية: أن تكون الدعوة إليها دعوة كفرية ناقضة للتوحيد مردية في الكفر.
أما التفصيل فأقول مستعينا بالله طالبا من العون والسداد:
الحال الأولى:
من كان يدعوا إلى تعددية الأديان و الطوائف و الأفكار ولكن يزعم إقراره وإيمانه ببطلان ما سوى دين الإسلام وعقيدة التوحيد والسنّة، وأن الإسلام له أصول لا يجوز الإخلال بها.
بل يقر أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة قائمة لا يسقطها اختلاف المختلفين، وأن سنّة التدافع باقية ما بقي الحق والباطل.
فهذا الداعي ينظر في قوله فإن لم يأتي بما يناقض الملّة كإقرار الكفار على أديانهم أو اعتقاد أن الحق متعدد، أو أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة بعدوى التعددية، فإن أقل أحواله أن دعوة هذه دعوة لتفريق الكلمة، وتفتيت الجماعة، ونشر البدع والأهواء، لاسيما في بلد الحاكم فيه الكتاب والسنّة، و ولاته يعلنون أنهم سلفيون، ولا يوجد في البلد رايات معلنة، وأهل البدع متفرقة كلمتهم، لا يسمع لهم صوت، ولا ترى لهم راية.
فماذا يريد هذا الداعي للتعددية وحريّة الكلمة؟!
بل إن من هذه حالة، ولو زعم تمسكه باعتقاد السلف الصالح فيما يتعلق بالله تعالى وأمور الغيب فإنه بدعوته هذه ما دام مصرّا عليها فإنه يفارق السنّة ويلتحق بأهل البدع الذين يجب على أهل السنّة إقصاؤهم والتحذير منهم صيانة للأديان والعقول، قال الشاطبي رحمه الله مبينا متى تخرج الفرقة أو الرجل من السنّة: " وذلك أن هذه الفرق تصير فرقاً بخلافها للفرقة الناجية في معنىً كلي من الدين،وقاعدة من قواعد الشريعة، لا في جزء من الجزئيات " ا. هـ إلى أن قال رحمه الله: " ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات، فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة، عاد ذلك على الشريعة بالمعارضة، كما تصير القاعدة الكلية معارضة أيضاً " ا. هـ (1)
وهذا الكلام النفيس يبن لنا ويكشف حال من زعم سلوكه مسلك السلف في الاعتقاد مع دعوته للتعددية، فهذا الداعي للتعددية لا يغني عنه ما تستّر به من لباس السلفية إذ لا تكاد تستر عورته!
إذ أن الدعوة إلى التسامح مع الأديان، أو الفرق المبتدعة، أو الأفكار الضالة بمعنى: أن نفسح لكل الأصوات أن تتحدث ولكل الأنواع أن تتنفس ويعل ذلك بأن العملة الصحيحة سوف تطرد كل عملة مزيفة. دعوة لهدم أصول الملّة وإن زعم خلاف ذلك.
وإنك غالياً لتجد حال هؤلاء لا يدعون إلى التوحيد، ولا تجده معظّما في قلوبهم إذ لو عظّموه لأكثروا ذكره، و لأصبح هو المرتكز الأساس لدعوتهم كما هو منهج الأنبياء والمرسلين.
فمن هذه حاله لا يبعد عن الابتداع في الدين و مفارقة الجماعة إذ " لا يجتمع الولوع بين المتضادين فكما لا يجتمع في قلب عبدٍ حب القرآن وحب الغناء, فكذلك لا يجتمع حب السنة والبدعة, ولا حب السني والمبتدع " (2) و " المعقود في اعتقاد أَهل السنة والجماعة أَنه لا ولاء إِلا ببراء, فلا موالاة للسنة إِلا بالبراءة من البدعة, ولا موالاة لعلماء السنة وأَهلها, إِلا بالبراءة من علماء المبتدعة وحملتها, وهلم جرا. فالمنابذة مستحكمة, والرحم جَذَّاء بين السنة و الفعلات الشنعاء " (3) و " من ينحو في الاعتقاد منحى السلف, المعروف عند الإِطلاق, ينفض يديه من المبتدعة, ويغسل كتبه من الخلفية, ويكف قلمه عن المدح, والتمجيد, والحفاوة بمن يلعن السلف, ويسبهم, ويكفرهم " (4) و " لا تجتمع السنّة والبدعة إلا وتخرج إحداهما الأخرى، فلا يكون الإنسان مبتدعاً وسنّيا، بل إما أن يكون مبتدعاً أو يكون سنِّيَّا، لا يجتمعان فيه، فلابد أن تخرج إحداهما الأخرى " (5). فالسنّي لا يفتر تعظيما لاعتقاد السلف و امتثالا لطريقتهم و محاربتةً للبدع و شدّةً على أهلها أما أهل البدع فإنهم " يحاربون السنن لأنها تقضي على ما عندهم من البدع " (6)
ومن أعظم السنن الدعوة إلى الاجتماع على ولي الأمر المسلم، وعلى الكتاب والسنّة بفهم السلف الصالح، فتأمل – رحمك الله - من وجدته معظّما لنصوص الكتاب والسنّة و آثار السلف فاعلم أنه صاحب سنّة، ومن وجدته يضيق بها ويدعوا للتعددية وإقرارها بقوله أو بفعله فاعلم أنه صاحب بدعة.
و للأسف فإن أصحاب الدعوة إلى التعددية ممن يجمعون بين زعم اتباع السلف في الاعتقاد و مداهنة أهل البدع والمنحرفين عن الحق وإفساح المجال لهم باسم حرّية الكلمة وأنها ضمان لأمن المجتمع من التناحر والقتال يزعمون أنهم بهذا معتدلون و حياديّون و وسطيون ما أرادوا إلا الإصلاح و " من أراد صلاح المجتمع الإسلامي، أو صلاح المجتمعات الأخرى بغير الطريق والوسائل و العوامل التي صلح بها الأولون فقد غلط وقال غير الحق" (7) [/ COLOR]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح السويح]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 10:57]ـ
[2]
لقد جاء الكتاب و السنّة بخلاف تقريرهم وهو ما قدمناه في الحديث عن (التعددية في الكتاب والسنّة وآثار السلف). وجاء في الوحيين الأمر بلزوم الكتاب والسنّة ومنهج السلف الصالح اجتماعاً وتحكيماً فمن ذلك:
قال تعالى:-
1 - {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ... } [آل عمران:103]
2 - {أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} [الشورى: 13]
3 - {ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون} [الروم: 31 - 32]
4 - {إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء} [الأنعام: 159]
5 - {ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وألئك لهم عذاب عظيم} [آل عمران: 105]
وتقرير التعددية على زعم من هذه حاله مخالف لهذه النصوص وصد عن الحق و لبس للحق بالباطل.
وفي السنّة:-
1 - أخرج الترمذي في سننه من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا يا رسول الله: أوصنا؛ فقال: " أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضو عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة ".
يستفاد من هذا الحديث:
? أن الدعوة إلى التعددية كما يزعم من هذه حاله مخالفةٌ لما في هذا الحديث من الأمر بالسمع والطاعة لولي الأمر سمعا وطاعة على نهج السلف الصالح لا كما يدّعي أصحاب المناهج الدخيلة أن قيام المعارضات و الأحزاب بتنظيمها المعاصر لا ينافي ذلك.
? أن الدعوة إلى التعددية كما يزعم من هذه حاله صرف عن سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم و خلفائه الراشدين من بعده الذين حاربوا كل مظاهر الفرقة والبدع و أقصوها و أهلها مما لا يخفى على مطلع، ويطول المقام بذكره حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر باللّجوء إليها عند الاختلاف، فعلاج الاختلاف اللجوء إلى الوحيين لا إقرار التعددية والاعتراف بالخلاف.
? أن الدعوة إلى التعددية كما يزعم من هذه حالة تمكين للبدع والضلالات من قلوب الناس و أسماعهم إذ أن مقتضى دعوته للتعددية أن يتكلم الجميع ومنهم أهل البدع و أهل الزندقة والإلحاد فمن يؤمّن الرجل المتأهل العالم بالسنّة من البدعة من زيغ قلبه وانحرافه فكيف بعوام الناس أتباع كل ناعق؟! ففي هذا مخالفة لأمر سول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بالحذر من البدع ومحدثات الأمور.
2 - ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث (إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثا: - وذكر منها - أن تعتصموا بحبل الله جميعا ... ) الحديث.
3 - ما أخرجه احمد في المسند من حديث (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة).
4 - وما أخرجه من حديث (الجماعة رحمة والفرقة عذاب).
فهذه نصوص تدلّ على بطلان الدعوة إلى التعددية فيما لا يسوغ الخلاف فيه من كل وجه وأن الحق واحد في ذلك.
وبعض دعاة التعددية وحرّيَّة الكلمة يؤل النصوص على ما تهواه نفسه وتشتهيه، فتجده يدعوا للجماعة، ويحذّر من الفرقة والتنازع، ولكنه يخلط السم بالعسل، فيجعل دعوته للتعددية دعوة للجماعة رافعاً لواء " نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " فيسمي تلبيسا الأسماء بغير اسمها، و يدعوا للاجتماع على القواسم المشتركة، وأما المسائل المختلف فيها مما لا يسوغ الخلاف فيه والتي هي من صلب العقيدة والمنهج السلفي القائم على أصول الشريعة و منطلقاتها الثابتة فيميّع الخلاف فيه، و يجعله من الخلاف السائغ الذي لا ينبغي أن ينفّر القلوب ويفرّق الكلمة.
و أيم الله إن دعوته هذه دعوة للفرقة وإقرار البدع باسم التأليف وجمع الكلمة، والله لا يكون هذا أبداً فوالله " لا يجتمع المختلفون في العقيدة مهما حاول من حاول، لأنه يريد أن يجمع بين المتضادات و المتناقضات " (8)
وبهذا يتبين أن من دعا إلى الإقرار بالتعددية بالوصف الذي ذكرنا عن حاله آنفا أن دعوته تلك دعوة للإحداث في الدين و تمكين للبدع وأهلها وتفريق صفوف المسلمين و دعوة بدعية وضلالة مخالفة للسنّة.
أما الحال الثانية:-
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - فمن كان يدعوا إلى: التعددية العقائدية لعلّة الصوابية النسبية بمعنى: تعدد الحق فلم يكفّر الكفار لكون أن معهم نسبة من الحق والصواب لأن الصواب لا يحتكره أحد. وكان نتيجة لهذا الاعتقاد أن زعم أن الكفار والمسلمون أخوة في الإنسانية، و أن التمييز بينهما و زرع العداء و البغض و البراء هو عداء للإنسانية، وعليه يدعوا إلى تعدد الأديان.
2 - أو يدعوا إلى: التعددية الفكرية وذلك بممارسة حريَّة الفكر وذلك بالانسلاخ من الأصول السلفية والتي هي أصول الإسلام فدعا إلى الانعتاق من أسرها و الانطلاق بفكر حر نحو حريّة الاعتقاد والفهم للأديان والطوائف. أو أنه لن يتغير العالم إلا حينما يتغير الإنسان ولن يتغيّر الإنسان إلا حينما تتغيّر إرادته و لا إرادة حقيقية إلا أن ينسلخ من كل اعتقاد سابق يقيد الإرادة ويجعلها أسيرة لحتميات جبرية لا يستطيع الانفكاك منها، فمن زعم أن العالم سيكون حاله أحسن - كما زعم ابن محمود - إذا انعتق و انفك من أسر الدين والشريعة التي تقيّد الشعوب وتجعل بينهم التمايز والعداء الذي يقود إلى التكفير والتطاحن! فقد وقع في ناقض من نواقض الإسلام كما سيأتي بيانه.
فهذه الدعوات ردّة صريحة، وكفر بواح عند دين الإسلام و دعوة إلى إحلال الطاغوت الكافر في العقول والواقع وإزاحة الأصول الشرعية وهي الإسلام بأصوله السلفية.
ويجب على ولي الأمر أن يستتيب الداعي إلى مثل ذلك فإن تاب وإلا قتل مرتدّا عن دين الإسلام.
فإليك الرد وبيان حكم هذه الدعوة إلى مثل هذه الآراء مقرونا بالدليل من الكتاب والسنّة:-
أما الدعوة إلى التعددية العقائدية:فهي دعوة كفريَّة لإقرارها بصحّة الأديان المنسوخة المحرّفة وأن له لمعتنقيها المعرضين عن دين الإسلام نسبة من الحق؛ لأن الصواب عند أربابها نسبياً إذ الحق يتعدد. ومقتضاها أن لك أحد الحرّية في الكفر بالإسلام واعتناق سواه من الأديان.
قال تعالى:-
1 - {ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران:85]
2 - {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين آتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون} [التوبة: 29]
3 - {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون} [الصف:9]
وهذه الآيات الكريمة تبين أن الدين الحق والذي سواه باطل هو دين محمد صلى الله عليه وسلم وهو دين الإسلام الذي جاء بالله وما سواء منسوخ ولو زعم أنه على ملّة إبراهيم أو دين عيسى أو دين موسى لم يقبل منه حتى يدخل دين محمد بن عبدالله ويكفر بما سواه من الأديان الباطلة المنسوخة.
ومعلوم أن الأنبياء دعوتهم واحدة هي توحيد رب العالمين، وأن شرائعهم مختلفة، فلما جاء الإسلام دخلت دعوات الأنبياء كلها في دعوة محمد صلّى الله عليه وسلم، ونسخ دين الإسلام جميع الشرائع.
وجاء في السنّة ما يبين ويوضح ويفسّر ذلك. فمن ذلك:-
1 - ما رواه مسلم في صحيحه من حديث: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار).
2 - ما أخرجه البخاري و مسلم في صحيحيهما من حديث: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا منّي دماؤهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله) [/ color]
ـ[صالح السويح]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:05]ـ
[3]
أما الدعوة إلى التعددية الفكرية وحريّة الفكر:فهي دعوة كفرية لأن معناه أن له الحق في أن يعتقد ما يشاء و يترك اعتقاد ما يشاء دون خضوع لسلطان الأمر والنهي الرباني وهي دعوة إلى الإلحاد و الانسلاخ من الدين والكفر بأصوله وثوابته.
و يُرد على هذه الدعوة بما سبق من الآيات والأحاديث
ومما يرد به أيضا:-
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أن الله تعالى لم يخيّر الناس الاستجابة لأمره من عدمه على وجه تساوى الفعلين عنده في الجزاء و في الحكم الشرعي فدعوى حرّية الفكر تعني أنك مخيّر في اعتناق ما تشاء من فكر أو عقيدة تبعاً لما أدى إليه نظرك و رأيك والله تعالى يقول: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيَرة من أمرهم} [الأحزاب: 36]
قال ابن كثير رحمه الله: " هذه الآية عامة في جميع الأمور، وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء فليس لأحد مخالفته، ولا اختيار لأحد ههنا، ولا رأي ولا قول "ا. هـ
والله تعالى قد حسم الشرع والدين وأكمله فقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة: 3] فدينه دين الإسلام وشريعته كاملة وهي الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم وأبطلت ما قبلها من الشرائع ونسختها، فالحلال ما أحل، والحرام ما حرّم، ومن أحدث في أمر الدين ما ليس منه فهو ردّ عليه لا يقبله الله ولا يرضاه {وتمّت كلمة ربك صدقاً عدلاً} [الأنعام: 115] صدق في الأخبار عدل في الأحكام.
2 - وقال تعالى مفرّقا بين الحق والباطل: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون} [الأنبياء: 18]
قال ابن كثير رحمه الله: " أي نبين الحق فيدحض الباطل ولهذا قال: (فيدمغه فإذا هو زاهق) أي: ذاهب مضمحلٌّ (ولكم الويل) أيها القائلون لله ولد (مما تصفون) أي تقولون و تفترون "ا. هـ
فتأمل هذه الآية إذ وصف الله تعالى زعم القائل أن لله ولداً بالباطل و أخبر أن الحق يدمغ الباطل ويفنيه، فأين هذه الآية من دعاة التعددية الفكرية وحريّة الاعتقاد؟! فلكم الويل يا دعاة التعددية وحريّة الاعتقاد مما تصفون!
فالله تعالى فرّق بين الحق والباطل، وقرر أن الحق يفني الباطل ويدحضه، ودعاة التعددية الفكرية يجمعون بين الحق والباطل بزعم حرّية الفكر و الانعتاق من الأصول لأن الصواب نسبياً متعددا حسب ما أدى إليه النظر والتأمل!
وإنما هما اثنتان:-
? حق يرضي الله؛ ولا سبيل إليه إلا بالوحي، خضوعاً للأصول واستسلاماً للنصوص. و الفكر آلة تبع لذلك يعمل باتباع لا ابتداع و اقتداء لا ابتداء
? أو باطل يسخط الله؛ وطريقه الفكر مستقلاً عن الوحي، بل أهله يخضعون الوحي لأفكارهم وعقولهم بخلاف أهل الاتباع.
فالفكر " قابل للتغيّر والتبدّل والتناقض والانحراف والخطأ، لاختلاف آراء المفكرين باختلاف أقدارهم وكل ابن آدم خطّاء، ولتغيّر نظر المفكّر نفسه بين أمسه ويومه وغده، ولكن الوحي الإلهي لا يتغيّر ولا يتبدّل ولا يتناقض ولا يخطئ لأن الخالق العليم الخبير الحكيم أنزله بعلمه، وهو أعلم بخلقه في الماضي والحاضر والمستقبل، وهو أعلم بما يُصلحهم وما يَصْلح لهم؛ وليس عليهم في الدين إلا الإتباع، أما الابتداع والاختراع في الدّين فهو استدراك على الله وعلى رسوله " (9) وهذا الفكر المجرّد عن النصوص الشرعية المُعْرَضُ أصحابه عن فهم السلف الصالح إنما هو ظنون كاذبة وأهواء ضالة شاردة عن طريق الحث و {إن يتّبعون إلا الظنّ وما تهو الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى} [النجم: 23]
فالوحي هو النور الذي يبدد الظلام، و أما الفكر فهو سلاح الشيطان، و وقوده لصد أولياء الرحمان عن الهدى والحق، كما قال تعالى مخبراً عن إبليس أنه قاس بفكره قياساً فاسداً ولم ينقد لأمر الله ويستسلم حكمه: {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين * قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} [ص: 77].
وهكذا هم أولياء الشيطان يردّون الحق والسنّة بأهوائهم وآراءهم فجحدوا صفات الرب بأفكارهم وعقولهم الحائدة عن الحق والفطرة حيث قاسوا الخالق على المخلوق والله تعالى يقول: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، وأنكروا المعاد و البعث للجزاء والحساب بأفكارهم وعقولهم الحائدة عن الحق والفطرة حيث قالوا: {أئذا متنا وكنا تراباً و عظاما أئنا لمبعوثون * أوَ آبائنا الأولون} [الصافات: 16 - 17]، وأنكروا الرسالة والنبوّة بأفكارهم وعقولهم الحائدة عن الحق والفطرة حيث قال الله تعالى عنهم {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا} [سورة الإسراء 17: 94]
وهذه نتيجة حتميّة لكل من دعا لحرّية الفكر وهي أن تنقلب حرّية الفكر عنده إلى حرية الكفر والإلحاد،وهذا مآله دائما وأبداً الانحراف عن الحق والهدى الذي فطر الله الناس عليه؛ لأنه أعرض عن الأصول والقواطع الشرعية. إذ هذه الحريّة الفكرية متحررة من كل شيء إلا من إبليس و أعوانه الذي يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً!
وفي السنّة:-
1 - ما أخرجه البخاري في صحيحه: (من بدّل دينه فاقتلوه) وهذا فيمن دخل في دين الإسلام ثم ارتدّ عنه عن علم واختيار وكان لولي الأمر عليه في ذلك قدره واستطاعه فإنه لا يترك وما اختار من اعتقاد باطل مناقض للدين.
2 - ما أخرجه البخاري تعليقا وأخرجه الإمام أحمد في المسند وغيرهما واللفظ كما في المسند من حديث (بعثت بين يدي الساعة مع السيف وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم)
فالله تعالى بعث رسوله لإقامة القسط الحق والدعوة إليه وكما بعثه بالقرآن فقد بعثه بالسيف لمن أبى وأعرض عن قبول الدين الذي جاء به، وأخبر أن كل من خالف أمره سواءً بالكلية وذلك بالكفر بما جاء به أو خالف شيئا مما جاء به سواءً بالبدع أو المعاصي فله نصيب من الذلّة والصغار بحسب مخالفته.
فهذا الحديث ردّ على دعاة التعددية و حرية الاعتقاد أو الفكر لما فيه من الوعيد والتهديد لمن خالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
3 - وما أخرجه أحمد وأبو داوود وغيرهما من حديث: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم).
وغير ذلك من الأدلة الدالة على أن الحق واحد وأن الدعوة إلى التعددية أو حريّة الفكر أو غير ذلك مما ذكرنا أنه مناقض لأصول الشريعة وأنه مردود بالنصوص القطعية بل القرآن والسنّة كلهما دالة على خلاف ذلك كما بينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح السويح]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:15]ـ
[4]
ومما ينبغي الجواب عليه في هذا المقام، وهو مما يردّ به عليهم ما يستشهد به بعضهم من قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} [البقر: 265] والردّ عليهم من وجوه:
الوجه الأول:
أن الله تعالى أعقب هذه الآية بقوله: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} والطاغوت: ما تجاوز العبد به حدّه من معبود أو متبوع أو مطاع.
ومن الكفر بالطاغوت اعتقاد بطلان ما سوى دين الإسلام والكفر به، والإيمان بالله وحده لا شريك له، وإفراده سبحانه بالتعلق.
أما من آمن بالله ولم يكفر بالطاغوت فدعا إلى تعددية الأديان، وحرية الاعتقاد والفكر فإن توحيده مردود عليه لا ينفعه، لأنه ما أتى بشرط من شروط كلمة التوحيد وهو الكفر بالطاغوت.
و كلمة التوحيد هي العروة الوثقى القائمة على نفي وإثبات، الكفر والنفي واعتقاد بطلان عبادة كل أحد إلا الله فهو المعبود بحق و ما سواه من المعبودات والآلهة باطل لا يستحق من العبادة شيئاً.
فمن دعا إلى تعددية الأديان وحرّية الاعتقاد مريدا به ما أشرنا إلى معناهما فقد كفر بالله وآمن بالطاغوت. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله " الذي يجيز أن يكون الإنسان حرا الاعتقاد، يعتقد ما شاء من الأديان فإنه كافر، لأن كل من اعتقد أن أحدا يسوغ له أن يتدين بغير دين محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه كافر بالله عز وجل يستتاب، فإن تاب وإلا وجب قتله ". (10)
الوجه الثاني:
أن المتعلقين بهذه الآية فسّروها على ما تهوى أنفسهم وتشتهيه وتفسير هذه الآية كما يلي:
قال ابن كثير رحمه الله: " أي لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام " إلى أن قال: " من هداه الله الإسلام وشرح صدره، نوّر بصيرته دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره، فإنه لا يفيده الدخول فيه مكرها مقسوراً " ا. هـ
وقال ابن الجوزي رحمه الله: " المعنى أن دين الإسلام في غاية الوضوح وظهور البراهين على صحته بحيث لا يحتاج أن يكره أحد على الدخول فيه بل يدخل فيه كل ذي عقل سليم من تلقاء نفسه دون إكراه ويدل على ذلك قوله قد تبين الرشد من الغي أي قد تبين أن الإسلام رشد وأن الكفر غي فلا يفتقر بعد بيانه إلى إكراه " ا. هـ (11)
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله مبينا معنى هذه الآية: " قد ذكر أهل العلم رحمهم الله في تفسير هذه الآية ما معناه: أن هذه الآية خبر معناه: النهي، أي: لا تكرهوا على الدين الإسلامي من لم يرد الدخول فيه، فإنه قد تبين الرشد، وهو دين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعهم بإحسان، وهو توحيد الله بعبادته وطاعة أوامره وترك نواهيه مِنَ الْغَيِّ وهو: دين أبي جهل وأشباهه من المشركين الذين يعبدون غير الله من الأصنام والأولياء والملائكة والأنبياء وغيرهم.
وكان هذا قبل أن يشرع الله سبحانه الجهاد بالسيف لجميع المشركين إلا من بذل الجزية من أهل الكتاب والمجوس.
وعلى هذا تكون هذه الآية خاصة لأهل الكتاب والمجوس إذا بذلوا الجزية والتزموا الصغار فإنهم لا يُكرهون على الإسلام؛ لهذه الآية الكريمة، ولقوله سبحانه في سورة التوبة: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.
فرفع سبحانه عن أهل الكتاب القتال إذا أعطوا الجزية والتزموا الصغار.
و ثَبَتَ في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ الجزية من مجوس هجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
(أما من سوى أهل الكتاب والمجوس) من الكفرة والمشركين و الملاحدة فإن الواجب مع القدرة دعوتهم إلى الإسلام فإن أجابوا فالحمد لله، وإن لم يجيبوا وجب جهادهم، حتى يدخلوا في الإسلام، (ولا تقبل منهم الجزية)؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلبها من كفار العرب، ولم يقبلها منهم، ولأن أصحابه رضي الله عنهم لما جاهدوا الكفار بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لم يقبلوا الجزية إلا من أهل الكتاب والمجوس، ومن الأدلة على ذلك قوله سبحانه: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فلم يخيّرهم سبحانه بين الإسلام وبين البقاء على دينهم، ولم يطالبهم بجزية، بل أمر بقتالهم، حتى يتوبوا من الشرك ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة.
فدل ذلك على أنه لا يقبل من جميع المشركين (ما عدا أهل الكتاب والمجوس إلا الإسلام) وهذا مع القدرة. والآيات في هذا المعنى كثيرة
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تدل على هذا المعنى منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل» [متفق على صحته]، فلم يخيرهم النبي صلى الله عليه وسلم بين الإسلام وبين البقاء على دينهم الباطل، ولم يطلب منهم الجزية.
فدلّ ذلك: أن الواجب إكراه الكفار على الإسلام، حتى يدخلوا فيه (ما عدا أهل الكتاب والمجوس)؛ لما في ذلك من سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، وهذا من محاسن الإسلام، فإنه جاء بإنقاذ الكفرة من أسباب هلاكهم وذلهم وهوانهم وعذابهم في الدنيا والآخرة، إلى أسباب النجاة، والعزة والكرامة والسعادة في الدنيا والآخرة، وهذا قول أكثر أهل العلم في تفسير الآية المسئول عنها.
أما أهل الكتاب والمجوس فخصوا بقبول الجزية والكف عن قتالهم إذا بذلوها لأسباب اقتضت ذلك، (وفي إلزامهم بالجزية إذلال وصغار لهم)، وإعانة للمسلمين على جهادهم وغيرهم، وعلى تنفيذ أمور الشريعة ونشر الدعوة الإسلامية في سائر المعمورة، كما أن في إلزام أهل الكتاب والمجوس بالجزية؛ حملا لهم على الدخول في الإسلام، وترك ما هم عليه من الباطل والذل والصغار؛ ليفوزوا بالسعادة والنجاة والعزة في الدنيا والآخرة." ا. هـ (12)
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله: " أي لا أحد يُكرَه في دين الله بل من دخل في دين الله دخله اختيارا لأنه قد تبين الرشد من الغي فأي إنسان يتأمل الإسلام بمحاسنه عبادة وأدبا وخلقا لا بد أن يدخل الإسلام مختارا لأنه فطرة الله ولهذا قال: (قد تبين الرشد من الغي) وهذه الجملة تعليل للحكم السابق أي: لا إكراه في الدين: لأنه تبين الرشد من الغي فمن دخل في الدين دخله اختيارا لا بإكراه. وليس معنى الآية كما يظن بعض الناس لا إكراه على الدين، وأن هذه الآية قد نُسخت لوجوب الجهاد. لأن الآية لا تدل على هذا المعنى بل الجهاد قائم لمن عاند واستكبر وأما من تمشى على الفطرة فلا يحتاج إلى جهاد ولا إكراه على الدين والمراد بالدين هنا دين محمد صلى الله عليه وسلم لأنه هو الدين المقبول عند الله قال تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) وقال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) ... " أ. هـ (13)
وبهذا تنقطع شبهتهم وخلاصة الكلام في هذه الآية:
1 - أن التوحيد ينفع صاحبه إذا كان داخلاً فيه عن قبول و انقياد واستسلام وتحقيق لمراد الله تعالى وما لم يكن كذا فلا فيغني عنه شيئاً.
2 - و إذا كان الأمر كذلك فلا يكره على الدخول في الإسلام من لم يقبله عن إيمان وانقياد إذ أن ذلك لا ينفعه عند الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - وإذا كان الأمر كذلك فمن أبى الدخول في الإسلام عن انقياد وقبول لحكم الله فمنهم من يخيّره ولي الأمر بين إعطاء الجزية أو القتال وهم أهل الكتاب والمجوس، ومنهم من لا يُقبل من إلا الإسلام غير الكتابيين والمجوس من الديانات فلا يقبل منهم إلا الإسلام أو الجهاد بالقتال والذبح.
4 - ثم إن من بقي منهم على دينه من أهل الكتاب والمجوس و أعطى الجزية ثم مات على كفره فهو خالد مخلّد في النار. ومن ضربت عليهم الجزيّة فهم في ذلّة و صَغَار فلا يظهرون شعائر دينهم ولا يسمح لهم – كما يدعوا إلى ذلك دعاة التعددية - بالطعن في الإسلام ولا بنشر مذاهبهم كما قرر ذلك أهل العلم في باب أحكام أهل الذمّة بل يخضعون لحكم الإسلام و سلطته.
والوجه الثالث:
أن هذا التخيير وعدم الإكراه في دخول الإسلام والإيمان به من عدمه هو تخيير بعد البيان أن الله لا يقبل إلا ما ارتضاه من دين وهو دين الإسلام كما قال تعالى: {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بما كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً} [الكهف: 29]
قال ابن كثير رحمه الله: " (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليفكر) هذا من باب التهديد و الوعيد و الشديد " ا. هـ
فأي حريّة في أمر المآل فيه ما بين جنّة ونار؟!
وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: " الذي يريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي هذا متمرد على شرع الله يريد حكم الجاهلية وحكم الطاغوت فلا يكون مسلماً. والذي ينكر ما علم من الدين بالضرورة من الفرق بين المسلم والكافر ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة وينكر الأحكام الشرعية من الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومشروعية الجهاد في سبيل الله هذا قد ارتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام، نسال الله العافية. " ا. هـ (14)
وبعد؛ فيعلم بهذا ضلال دعوة محمد المحمود للتعددية العقائدية والتعددية الفكرية أيّا كان مراده وقصده و أنه بدعوته هذه على خطر عظيم لمخالفته قواعد الشريعة وأصول الإسلام. وأن الواجب على القادر أن يناصحه بما أوتي من قدرة وعلم وبما أوتي من الحكمة وقوّة العقل ومعرفة مداخله و مخارجه
كما أن الواجب على كل مسلم الحذر من دعاة السوء دعاة الباطل ولو تسمّو اسم السلفية أو الدعوة إلى الله أو زعموا السير على منهاج الوسط والاعتدال والحياد ماداموا على غير جادّة الحق فالدعاوى لا تغني والأسماء لا تغير الحقائق.
" فالحق معدن نفيس و إيايك ثم إياك أن تُسلِم عقلك لك سائح " (15)
وبهذا اكتمل البحث أسأل الله أن أكون وفقت فيه للصواب والحق واستغفر الله مما خالطه من الخطأ والنسيان والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
حرره/ صالح بن محمد السويح في 2/ 6/1429هـ
______________________________ _________
1) انظر الاعتصام (2/ 200 - 201)
2) انظر كتاب براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأُمة للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله.
3) المرجع السابق.
4) انظر المرجع السابق
5) انظر إتحاف القاري بالتعليقات على شرح السنّة للبربهاري بشرح الشيخ صالح الفوزان (1/ 91 - 92)، ط-1، مكتبة الرشد ناشرون
6) المرجع السابق
7) انظر مجموع مقالات ورسائل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله (1/ 249)
8) انظر إتحاف القاري بالتعليقات على شرح السنّة للبربهاري بشرح الشيخ صالح الفوزان (1/ 43)، ط-1، مكتبة الرشد ناشرون.
9) مقال بعنوان (الفكر الإسلامي يخالف الوحي والفقه) للشيخ سعد الحصين، انظر موقع الشيخ في الانترنت.
10) انظر من مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد العثيمين (3/ 99)
11) انظر زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي (1/ 304 – 306).
12) انظر موقع الشيخ عبدالعزيز ن باز رحمه الله.
13) أحكام في القرآن الكريم للشيخ محمد العثيمين (2/ 256)
14) انظر موقع الشيخ صالح الفوزان.
15) هذه من عبارات الأخ ناصر الكاتب حفظه الله(/)
شبهة يدندن حولها من يدعو للموالد .. !! (تعليقك وفقك الله)
ـ[صالح المطيري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 06:23]ـ
ذكر بعض من يدعو إلى الموالد شبهة في مسألة جواز بدعة المولد فقال في كلام معناه:
إن الكثير ممن يستنكر المولد لم يفرِّق بين (ترك العمل) و (ترك البيان وقت الحاجة)، حيث إن الترك المجرد للعمل لا يدل على بدعية العمل المتروك .. أما إذا ترك العمل في وقت حاجته ووقت بيانه كان هذا العمل المتروك بدعة ..
قال: وبيان هذا فيما يلي: أن الآذان للعيدين بدعة لأن النبي (ص) ترك العمل به مع أن تركه له خلاف القياس وخلاف المعتاد فهذا يكون بدعة لأنه لو كان سنة لبينه لنا في وقته .. !! أما الاحتفال بالمولد فتركه تركاً مجرداً فلو فُعِل لا بأس به لأن النبي (ص) لم يقصد تركه ولم يأت دليل ينه عنه.
فهذا هو الفرق بين الأمرين .. !!
ما تعليقكم وفقكم الله .. ؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:09]ـ
هذه من شبهات صالح الأسمري - أصلحه الله -. وقد رد عليها صاحب " طليعة القول الجلي في أخطاء صالح الأسمري ":
http://samuderailmu.googlepages.com/ThaliiatulQaululJaliy.rtf
ـ[صالح المطيري]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 12:05]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخنا .. وكل ما جاء ذكر لك أدعو لك ..
وعلى فكرة: هذه الشبهة من شبهات الغماري في كتابه الذي يتحدث عن "مسألة الترك" ..
ذكرها أحد المبتدعة نقلاً عنه ..
ـ[المقر بذنبه]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 12:39]ـ
الشيخ الفاضل "سليمان الخراشي"
المدعو "الأسمري" إعتمد في قوله كما قرأته في ملتقى أهل الحديث اعتمد على قول الأصوليين من أن الترك ليس دليل!
فعلى ماذا إعتمد صاحب الكتاب المذكور في الرد عليه؟؟
شكراً لكم.(/)
د. سعد العتيبي: حضور الليبراليين السعوديين مكثف لا كثيفاً .. وتحطيم الرموز العلمية تكرا
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 03:17]ـ
د. سعد العتيبي، عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء وأحد أبرز المهتمين بتفنيد حجج الليبرالية، أجرى موقع "المسلم" معه هذا الحوار الذي بدا معه الشيخ واثقاً من قدرة نفر من العلماء على لجم عصابة الليبراليين المبثوثة في وسائل الإعلام، تمارس دوراً مكثفاً في ضرب الرموز العلمية الإسلامية تحت طائلة حرية النقد.
حجج الليبراليين هي استنساخ لحججهم في مصر والمغرب من قبل والتي تصدى لها علماؤهما بسهولة، وجاء الأبناء الليبراليون في الخليج ليعاودوا تجربة الفشل الليبرالي رجاء استماع البعض إليهم في الصحف المجلات والفضائيات، لكن الشعوب فيها وعي وتلقائية يحول بعضه دون استرسال هذه الشرذمة في محاولتهم تقويض أسس العقيدة في المجتمع السعودي
إلى أين تمضي العصابة الليبرالية في حربها على العلم? والعلماء في بلاد الحرمين؟
بسم الله و الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
وقبل البدء بالجواب على مضمون هذا السؤال، أود تسجيل تحفظٍ شديد، على إضفاء وصف (الليبرالية) على من ذكرت .. وقبل أن تسأل: لماذا؟ أجيبك بأنَّ الليبرالية مفهوم يفقهه المنظِّرون الكبار من العلمانيين الدينيين في البدايات، ومن الملحدين أو اللاأدرية في الوقت الراهن .. وأمَّا من تشير إليهم، فأظن كثيراً منهم ممن يسمعون بهذا المصطلح الأجنبي دون وعي لحقيقته، وما يؤيد وجهة النظر هذه، أنَّ ممن تعنيهم من يصفون أنفسهم بهذا الوصف حيناً، ثم يتبرّؤون منه فيما بعد، ولا سيما من عرف عنهم حضور الصلوات، وهذه حسنة لهم أعني إعلانهم البراءة من هذا المصطلح إن كان الدافع إليه رفضه، ويرجى أن يكون هذا مؤشر خيرٍ عند من يدرك خطر الانتساب إلى هذا الفكر المناقض للإسلام .. ومما يؤيد وجهة النظر هذه أيضاً أنك تجد بعض هؤلاء يصف نفسه باللبرالية ثم يفسد ثقتنا في فهمه لها بإضافة وصف آخر مناقض لها! فتجد هناك من يصف نفسه بأنَّه ليبرالي إسلامي!!! فبربك هل سمعت ماركسياً يصف نفسه بأنَّه ماركسي مؤمن، أو سلفياً حقيقيا يصف نفسه بأنه سلفي قبوري!
و لعلّ هذا التناقض هو سرّ الخصومات بين مدعي الليبرالية في المنتديات التي تنتسب إليها، حتى إن بينهم نزاعا في صحة انتماء من يسمون أنفسهم بـ (الليبراليين السعوديين) إلى الفكر الليبرالي المستورد في أصله باتفاق الجميع؛ إذ إن هناك من ينتمي للفكر الليبرالي في الجانب المتعلق بالنظرة إلى الدين، وذلك في بعض المنتديات المنتسبة لليبرالية ولبلادنا، وهنا ينبغي التنبيه إلى أنَّ ما يخرجه الإعلام بأسماء حقيقية أو مستعارة أحيانا من فكر منحرف مضلِّل، ما هو إلا مخرج (مفلتر) من تلك المنتديات الآسنة التي لا تخلو من ولاء أجنبي فاضح، ونكران وطني صارخ، واعتداء أثيم على الثوابت، مما أجبر الجهات المسؤولة على إغلاق بعضها، وحجب بعضٍ آخر.
ومن المضحك أنني قرأت مقالا لأحد هؤلاء في صحيفة محليّة، يصف فيه المجتمع السعودي بأنَّه مجتمع ليبرالي!! فهل تريد تأكيداً أكثر من هذا على أنَّ من مُصَدَّري القوم من سمعوا بالمصطلح فردَّدوه دون معرفة دلالاته، فأرادوا أن يستجيروا به من مصطلح (العلمانية) المنبوذ إسلامياً، والذي يلصقه البعض بهم، فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنّار ..
أوضِّح مرّة أخرى: نعم هناك فكر يحمل بصمات ليبرالية في الموقف من الدين بصفة عامة وتشريعات الإسلام بصفة خاصّة، وهو ما نجده في بعض طروحات كتاب المنتديات التي تصف نفسها باللبرالية، عربية كانت أو متفرعة عنها .. وهذه المنتديات هي مصادر مهمّة لتغذية الفكر المضلِّل الذي ينتسب أتباعه أحيانا لليبرالية وقيادة خطواته الآثمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعوداً إلى جواب السؤال ذاته، يمكن القول: إنَّ من وصفتموهم بـ (الشرذمة)، ستحاول – خاسرة بإذن الله – المضي إلى حيث تتحقق غايات أصحاب الأجندة الأصليين، وأعني بهم ظلمة الإفرنج الذين يكيدون لنا {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ}، ويحاول هؤلاء أن يصفوا هذه الحقيقة القرآنية بما يشوهها، كقولهم: نظرية المؤامرة! أو عقدة المؤامرة! مع أنَّ الآية الكريمة، لم تدع فرصة للمعتذرين عن الأعداء ولا للمخدوعين بهم {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} .. و هذا العلم قد انكشفت حقيقته بالوقوع في الماضي والحاضر، فقد تبيّن للأمة أن منكري تآمر الأعداء، هم من ضحايا هذا التآمر، وممن من وقع في نطاق {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} على أقل تقدير.
وهناك من يريد المضي في اتجاهٍ يوصله إلى فكرة الإفادة الوصولية من الخيانة التي أشار الله تعالى إليها في قوله: {وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
وأما الغايات التي يطمح إليها أصحاب الأجندة الأصلية، فهي التي نجدها في مثل قوله تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، و {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء}، وجاء الحل موصولا بالمشكلة: {فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء}.
وأما خسارتهم فلا ريب فيها، وإن استمتعوا زمناً بأماني النصر المتوهمة أو احتفاءات الاستقطاب الأجنبية الآنية المفخّمة، فالتاريخ يثبت أن هؤلاء المنتقدين للثوابت، المحتقرين لأهل الشرع أشبه بأطباقِ وجبات سريعة، ما إن تُستهلك حتى ترمى، مع اهتمام الأكلة بالنظافة، لمنع تسرب بقايا الطعام، التي ربما تحمل سرّ الطبخة للآخرين مجانا أو بمقابل.
وأتوقع أن يأتي اليوم الذي يتبرأ منه عدد من هؤلاء من هذا الطيش، ولا سيما ذوي الاتجاه الوطني الصادق والقومي الحرّ .. وقد بدأت بوادر ذلك بينهم بنقد بعض هؤلاء للقومية و للعروبة مثلا، وهي مما لا يقبل المساومة عند أحرارهم!!
لا أحد فوق النقد? .. شعار مرفوع (وهو في أصله مشروع) يسير تحته أولئك سيرا حثيثا نحو تحطيم الرموز العلمية والتأسيس لدين عصري جديد .. ما هي المحددات الشرعية لمفهوم النقد؟
هذا موضوع يطول الحديث فيه، ولولا أنه روِّج إعلامياً بطريقة خاطئة، لتجاوزت الحديث عنه في مثل هذا اللقاء، وعلى كلّ حال، فيمكن إيجاز المحدِّدات الشرعية لمفهوم النقد في مدلول (النصيحة) التي وُصف بها الدين شرعاً: (الدين النصيحة)؛ وهي واجب العالم بحكم ما ينقد لا المتعالم، الصادق في نصحه لا المتربص المتنقِّص للمؤمنين، المعروف بالديانة لا المتهم في الدين. ويمكن إيجاز صفات الشخصية الناصحة - إذا ما تحقق شرط العلم - في استبعاد وصفين أرشدنا الله تعالى إلى الحذر من أهلهما في خطاب جاء موجها لنبينا صلى الله عليه وسلم، ليكون إرشادا لنا من باب أولى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} .. ولو عدنا لمصطلح اللبرالية لوجدناه مناقضا لمدلول الدين، فكيف بمدلول النصيحة التي يتفرع عنها!! ولو كنّا أمام منظِّرين ليبراليين لأمكننا نقض فكرهم من وجهة نظر شرعية ببحث الفروق بين النصيحة في الإسلام والمعارضة في غيره ..
وأمَّا مسألة تحطيم الرموز العلميّة فتلك أجندة المنافقين في غزوة تبوك، إذ وصفوا الصحابة الكرام الذين رضي الله عنهم بأوصاف كاذبة خاطئة، يشهد واقع الزمان والمكان والمهمّة التي كانوا فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم، بكذب من أطلقها.
وأما التأسيس لدين عصري جديد، فتلك حيلة أصحاب الأجندة الأصليين التي يكشفها المتآمرون من الغربيين بين الحين والحين كما في تقرير راند 2002م، وربما وقع في تنفيذها مخدوع أو مأجور. وقد وصف التقرير من ينفِّذ مهامه بالشركاء، كما توصف الخمرة بالمشروب الروحي والربا بالفائدة ولو كان ربا الجاهلي.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل ترى تقصيرا? من العلماء وطلبة العلم في الحضور الإعلامي المكافئ والمناوئ للحضور الليبرالي الكثيف؟ إن كان الأمر كذلك فما السبب؟
الحضور الذي وصفته باللبرالي ليس كثيفاً، ولكنه ربما كان مكثفاً، لأنّه مستبِّد في حضوره بما يشبه احتكار الوسائل الإعلامية التي لم تخصخص بعد! يا أخي: إنهم يمارسون ذات الإقصاء الذي تمارسه الأحزاب الحاكمة في العالم العربي في المدد الانتخابية .. ولكن التاريخ سجّلها مهزلة تسمى نسبة الانتخابات العربية 99.99 وكان آخر شعار في انتخابات أكبر دولة عربية (الإسلام هو الحلّ)؟! ولا يخفى ما يعنيه الشعار من دلالة في مثل ذلك البلد .. ولعلّ باحثا يعود إلى المساحة الإعلامية التي أتيحت لبعض المترشحين في الانتخابات البلدية، من فئة: لم ينجح أحد. ليقارنها بالمساحة التي أتيحت للقوائم التي نجحت دون دعاية مجانية من بعض وسائل الإعلام تلك ..
دعني أقول بكل ثقة: الأصل في علمائنا ودعاتنا القيام بالواجب قدر طاقتهم فيما يحسبون ويحسنون، وكلٌ على ثغر، كما أن لبعض العلماء والدعاة في مجتمعنا رؤية قد يوافقون عليها وقد لا يوافقون، وذلك في نظرتهم للوسائل التي يقوم العالم أو الداعية بواجبه من خلالها، كما أنَّ منهم العاملون الأخفياء ورعاً وزهداً، وهم كثر بحمد الله، ورجاء النفع منهم حين عملوا فأخفوا طلبا للإخلاص أكبر ..
والذي لا شك فيه أن العلماء الربانيين والدعاة الصادقين رافضون لهذه الفئة المضلِّلة التي وصفتموها بالشرذمة .. كما أن جملة العلماء والدعاة المتابعين متضامنون مع كلّ من يتصدّى لهذه الفئة المضلِّلة .. وهذا أمر لا يمكن تجاهل أثره، ويمكن وصفه في الصورة الأدنى بالمفاجأة التي تظهر عند آخر مشهد من كل مسرحية يظنها أصحابها ناجحة، فيعلن الجمهور فشلها من خلال صيحات الأسف على دفع قيمة بطاقات الحضور ..
نعم هناك من يحتاج إلى برهان ملموس على صحة رؤية الناقدين للفئة المضلِّلة، ليتنبه إلى خطورة الأمر .. ولعلكم لاحظتم كيف كان أثر الكتابة السيئة ذات الأسلوب المنحدر التي انتقد فيها أحد المضلِّلين الشيخَ العلامةَ الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله، لقد كان لها وقع قوي في تنبيه بعض المتساهلين بالأمر من بعض طلبة العلم وعامة الناس، ولذلك ربّ ضارّة نافعة ..
لذا يكفي أن نوصي بأن ينفر بعض الفضلاء من العلماء والدعاة لصدّ هذه الفئة وكشف ضلالها وتضليلها، {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} .. وكلٌ على ثغر، فلا يصح أن نطالب الجميع بالانخراط في جهدٍ يرى بعضنا أهميته ذاهلاً عن بقية الجهود الدعوية والتربوية والعلمية ..
وقد اضطررت إلى هذا التفصيل الذي قد لا يخفى، لكنه ربما غاب عن بعضنا -منعاً للإغراق في جلد الذات على نحو مسيء، فكم من العلماء والدعاة يكون محلّ تمثيل من بعض الناس عند إطلاق الجواب على مثل هذا السؤال .. وهذا نهج ينبغي الابتعاد عنه، فقد يصرفنا عن السعي في التصحيح، إلى الانزلاق في منحدر التنفيس بالتجنيح. مع ما فيه من محاذير شرعية.
والخلاصة أنّ الجهود الإعلامية التي تخدم الصحوة الإسلامية العارمة، قد كثرت، فلا عذر لقادر، وها نحن بحمد الله نشهد نقلة نوعية في المجال الإعلامي الإسلامي المحافظ، كما نشهد حضوراً واضحاً ومتزايداً للعلماء الربانيين والدعاة الواعين في عدد من الوسائل الإعلامية، مجلاتٍ وصحفٍ وقنواتٍ (كقنوات المجد الناهضة بقوة نسأل الله لها المزيد) وأما الشبكة العنكبوتية، فهي مثال مشهود لبعض معاني قول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} .. فكم هي المواقع والمنتديات الإسلامية المتينة التي تتصدر القوائم المفضلة لدى عامة المسلمين وخاصتهم، داخل العالم الإسلامي وخارجه، وأنتم في موقع المسلم تدركون حجم الرسائل التي تصلكم، والأسئلة التي تتوجه إليكم من جميع المعمورة، التي تصل في ثوانٍ من كتابتها ودفعها إلكترونيا، فاللهم لك الحمد على هذه النعمة العظيمة .. نسأل الله عز وجل أن ينفع بها، وأن يحمي مسيرتها ويضاعف مثوبة كل من ساهم فيها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يرى البعض أن أفضل وسيلة هي تجاهل الحرب الصحفية والمضي قدما في الخطاب? العلمي والدعوي مباشرة نحو الجمهور دون الانشغال بمعارك جانبية قد تستنفد الجهود والأوقات والطاقات. ما رأيك؟
أشرت إلى هذه الفكرة في جواب السؤال السابق. ولا يخفى أن بيان الحق يكون بنشر الحق وردّ الباطل، ولا شك أن لرد الباطل ضوابط: منها أن لا يصل حدّ الانشغال بالتنقيب عن الباطل والترويج له دون وعي. وهنا ينبغي مراعاة شروط إنكار المنكر وقد ذكرتها في موضوع نشر في هذا الموقع بعنوان: جهود العلماء والمحتسبين بين النفع والنقد .. ولابن بطّة رحمه الله كلام بديع عن طريقة الحوار مع أهل الباطل في كتاب الإبانة يُنصح بالرجوع إليه، وقد ذكرتها في كتابة حول فقه الحوار المعاصر أسأل الله عز وجل أن ييسر نشرها.
والخلاصة أننا نشهد اهتماما بجميع هذه الجوانب، وهذا نهج صحيح، وعلى كلٍ أن يسعى جهده في نشر الخير، وهو الأصل، وردّ الباطل وهو من دفع الشرّ المتضمن نشر الخير، فلا ينبغي أن يزعم أحد أن ما اختاره من أبواب الخير هو الذي يجب على الآخرين اختياره، كما لا يجوز أن يحقر أحد جهد أحد، ولا أن يمن أحد جهده، وليرجع باغي الحق في جواب هذا السؤال، لمعاني قول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ {1} قُمْ فَأَنذِرْ {2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ {3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ {4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ {5} وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ {6} وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}، وقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} ..
هل ترى أن محاولة التغريب الآن التي تجري في بلاد الحرمين من خلال نقد المرجعيات العلمية وغيرها من الأساليب تتلمس خطى التغريب التي جرت في البلدان العربية والإسلامية الأخرى وتكرر تجربتها؟
يا أخي الكريم .. إنها لا تتلمس خطاها فحسب، وأحيانا تشك في أنها تنتقي أخطاءها لتكررها! وهذا إن صح له دلالات خطيرة، في أهداف من يدفع هؤلاء ونواياه، لأن تكرار الأخطاء يعني تكرار المآسي، وتكرار المآسي يعيد التاريخ "الاستعماري" القذر. دعني أشير إلى مسألة ظهور مجموعات كفرية وتكفيرية في بعض مجتمعات المسلمين، مع أنها لم تكن معهودة في التاريخ الذي سبق ظهورها ..
وأنا أزعم أن كثيرا من هؤلاء يجهل التاريخ المعاصر فضلاً عن الجهود التي بذلتها الأمة في التخلص من "الاستعمار" وأذنابه؛ وقد حاورت بعضهم، فظهر لي أنه لا يعرف شيئا عن تاريخ الشبهات التي يوردها، وكان يوردها فرحاً جذِلاً كما لو كان هو الذي بدعها، بينما كانت من مخلفات تاريخ مصر والمغرب، وما قبل ذلك، وكلها قد ناقشها علماء المسلمين في مصر والشام والعراق، في حينه. وكنت أحيله إلى بعض هذه الردود فيعجب أنه وجد الشبهة بصياغة علمية، ووجد تحته مباشرة جوابا لا يدع لمتشكك مجالاً للتعالم، في طلعة قديمة من كتاب لعالم من علماء المسلمين، فتأكّد له أنه من يقدم له هذه الشبهات إنَّما يجترّ من الماضي المحسوم، وأنه لا جديد لديه! اللهم إلا نوعية القلم أو الراقم، والورق أو الشاشة.
وهنا أود التنبيه إلى أمر مهم بالنسبة لهؤلاء، وهو أنهم عوام في الجوانب الشرعية، وتحتاج معهم إلى عدة مقدمات لتوصله إلى العمق الإسلامي الذي يكشف شبهته إن كان ذا شبهة، لا باغي شهوة.
ومن آخر ما وقفت عليه في تأكيد ما ذكرتم في السؤال كتاب لطيف يحسن بطالب العلم الواعي الاطلاع إليه – مع التحفظ على بعض ما فيه من الآراء – ألا وهو كتاب: المسلمون من التبعية والفتنة إلى القيادة والتمكين، للدكتور عبد الحليم عويس، من مطبوعات مكتبة العبيكان. وهناك كتب أوسع فيما يتعلق ببعض الأقاليم، ككتاب (واقعنا المعاصر) للأستاذ محمد قطب. وقد سجلت بعض الملحوظات في هذا الجانب في مقال بعنوان: محاولات التسلل إلى نقد الشرعية الإسلامية العليا.
هل ترى أن المناظرات العلمية والنقاش الموضوعي كفيلان برد المخالفين إلى الحق؟ أم أن البعض ربما احتاج إلى أساليب أخرى كالكتابة الساخرة و نبش الماضي الشخصي الذي لا يسر أصحابه في كثير من الأحيان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شك أن الحوار مع صاحب الشبهة، إن كان طالب حق، أمر مفيد جداً، ولذلك أرشدنا الله تعالى إلى هذا الأسلوب، وقد كان للشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله حوارات رائدة مع فلول الحزب الاشتراكي اليمني وكبار أتباعه، وأنتم تعرفون موقف الشيوعيين من الدين، ومع ذلك وجدنا عددا منهم لا بأس به، قد عاد إلى الحق، واشتغل بالتعلم وشارك في الجهود الدعوية بماله وجاهه وغير ذلك من الوسائل .. نعم الحوار مفيد عندما يكون أمامك شخص حرّ، منظِّر لا مسوِّق ..
وحبّذا لو أتحفنا موقع المسلم بحوار من فضيلة الشيخ الزنداني حفظه الله حول هذه القضية وجهوده العملية في ذلك ..
ولكن عندما يكون الشخص الذي أمامك آلة في يد غيره، أو شخصا لا يفهم أبعاد ما يروج من فكر، أو أنه منسجم مع ما يحمل كانسجام المخمور مع خمرته، فهنا قد تحتاج إلى أساليب أخرى، يمكن ضبطها لعموم الناس بوصف المشروعية الذي يؤكّد فيه على جانب السلمية .. فالكتابة الساخرة أو التهكم بالمسيء مفيدٌ في إسقاط فكرة شاذّة أو شخصية متعالمة، وهو مطلب وقائي يعود أثره على الجماعة .. وقد يكون علاجياً، وإذا أردنا أن نعبِّر بتعبير يفيد المتفقه في أحكام هذا النوع من الوسائل، فلنقل: ما حكم الهجاء؟ وما مدى مشروعيته؟ وأظن وصف هذه الوسيلة بـ (الهجاء) أدعى لتقبل ما يعرف بالأسلوب الساخر الذي ربما ينكر بعض الإخوة استعماله مطلقا .. ومع أن السخرية والتهكم أحد المجالات الأدبية المشهورة عالمياً، والمرغوبة شعبيا، ولا سيما في صيغة نكتة أو رسم معبّر (كاريكاتير)، إلا أنّ لنا نحن المسلمين ضوابطنا الشرعية، ففرق بين السخرية بخلقة الشخص، وبين التهكم بتعالمه وجرأته على العلماء، هذا على سبيل المثال. ومن يقرأ المؤلفات في هذا المجال يجده أحد أنواع الحرب النفسية التي لا يخلو جيش من خبراء فيها، لما له من أثر فعال في هزيمة الجنود والجيوش وانهزامية الشعوب، وهناك بعض المدارس الأدبية تعبر عن ذلك بـ (أخلاق التهكم)، وله شخصياته ورموزه، على كل حال: ينبغي التنبّه إلى ضوابط الهجاء أو ما يعبّر عنه تعبيرا أخص بـ (السخرية) .. وأظن الاتكاء على (الكاريكاتير) من أقدم وسائل المستغربين في العالم العربي والإسلامي، وللشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله مدرسة خاصّة في نقد التهكم الجائر، وله أسلوبه التهكمي من أهل الباطل إلى درجة لا ينكر أثرها الفعّال في إسقاط المغالطات، وفي حذر رموز تياري التغريب والتشريق الأجنبين منه في حينه، حتى إن بعضهم ربما هنّأ بعضاً عندما يسلم من نقد الشيخ له في خطبة تالية لموقفٍ خزي لأحدهم، فتعليق قصير من الشيخ في لقاء أو خطبة يفعل في القوم الأفاعيل، ولكنه علم يدرس كما أشرت، وفن يحتاج إلى تدرب ..
وأنصح بالاستمتاع أو إعادة الاستماع لبعض خطب الشيخ رحمه الله في الموضوعات المتعلقة بالتفرنج وأذنابه في مصر وغيرها فقد كان خطيب أمّة لا إقليم رحمه الله وغفر لنا وله .. وله رحمه الله خطبة إيمانية علمية ظريفة كان عنوانها: الخواجه عبد الله! يحكي فيها قصة مبتعث عاد ملحدا، ويجيب فيها عن شبهاته بأسلوب جميل ..
أما نبش الماضي الشخصي، فينبغي تحديد مفوم كلمة (الشخصي) فإن كان فكراً منحرفا ذا صلة بالفكر الذي يطرحه ككتابات سابقة، أو مؤلفات لم يتبرأ منها صاحبها، فهو فكر يُردّ بتفنيده، كغيره، ويكشف من خلاله اضطراب صاحبه وتناقضاته، وأما إن كان ذا علاقة بالحرمات الشخصية، فهذا داخل في الحقوق الخاصة التي تترتب على طرحها آثار حقوقية تحتاج إلى بينة وإثبات، ولا فائدة من طرحها في نقد الفكر المنحرف، بل قد تسيء إلى من لا وزر له من عائلته مثلا، فيكون في ذلك نوع من التعدي على الآخرين. كما أنها قد تُضعف حجّة صاحب الحق، ثم هو في غنى عنها ..
الانتقائية العجيبة في الأخذ بالنصوص الشرعية و (تبضيع الدين) ? تكاد تكون سمة عامة لطرح الليبراليين. . أرجو تعليقك على هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
مسالك أهل الباطل متشابهة (تشابهت قلوبهم)، وقد بيّن الله عز وجل هذا الأسلوب الانتقائي، في مثل قوله سبحانه وتعالى عن يهود قتلةِ الأنبياء: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}؟! وما الفرق بين قتلة الأنبياء ومحاولي إسقاط ورثة الأنبياء بكبير، بل هي علاقة التلميذ بالأستاذ، سواء كان تعليما عن قرب أو عن بعد، بمقابل أو مجانا ..
وهؤلاء القوم منهم من هو مريد للباطل، يحاول ترويجه بالنصوص الشرعية أو الفتاوى الإسلامية تلبساً ومغالطة؛ ومنهم من هو صاحب شبهة جاهل بأصول الأحكام الشرعية العامة، فضلا عن علم القواعد الأصولية والفقهية و علم الفروق ونحوها.
ولبيان الفرق بين الفريقين، تجد صاحب الشبهة يتطلع إلى جواب يشفي نفسه مما لا يحتمله فكره، ويعترف بالحق أو بعضه، كما أنه لا يتناقض في سلوكه؛ بينما صاحب الباطل المشكك في أحكام الشريعة، تجده بعيداً عن مراعاة الأحكام الشرعية في سلوكه، يحدث عن الخلاف في حكم صلاة الجماعة، في الوقت الذي ربما لا يشهد فيه صلاة الجمعة فضلا عن غيرها، ويحدث عن كشف الوجه وما فيه من خلاف سمع به، في حين أنه لا يرى بأساً في كشف ثلاثة أرباع جسم المرأة على أقل تقدير، كما تجد منهم من يحاول تطبيع الفاحشة باسم الرواية أو المسلسل أو اللقاء مع مشبوهة أو مشبوه، وهكذا، كما تجده مسفهاً لآراء العلماء الاجتهادية، محاولاً تنصيب نفسه في مقام أهل العلم، مدعياً أن هذا رأيه، وأنه ليس ملزما برأي أحد، ومن هو حتى يكون ذا رأي في شريعة الله! وقد بلغت الحماقة ببعضهم حدّ المجادلة في حجية السنة والإجماع، وربما القرآن الكريم.
لقد أشار ابن القيم رحمه الله إلى هذا الأسلوب في الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، الذي اختصره الموصلي، فيما عرف بمختصر الصواعق المرسلة، وقد أشرت إليه في الرد على الكاتب داود الشريان حين نسب إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وصف قتلى الإفرنج النصارى فيما يعرف بحرب الخليج الثانية بـ (الشهداء)!!، ويمكن الاطلاع عليه في ملحق الرسالة بموقع جريدة المدينة على الشبكة العنكبوتية، وذكرت فيه بعض الأمثلة من خلال قراءة بعض ردود الشيخ رحمه الله على بعض المفترين عليه.
سمة أخرى لأولئك هي التملص والتبرؤ من بعض الأفكار حينا واعتناقها والدفاع عنها أحيانا أخرى تبعا لمناسبة الزمان والمكان في سلوك منافق لا يمكن معه النقاش بموضوعية علمية ... كيف يمكن التصدي لذلك؟
هذا التخبط منه ما يوحي بانحراف فكري، يشهد له قول الله عز وجل: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ} أي مضطرب مختلط! ومنه ما هو نتيجة حتمية لتنفيذ أجندة متناقضة في الرؤية الإسلامية، يشهد له قول الله عز وجل (فيه شركاء متشاكسون)، وهذا من أكثر المواضع إحراجا للقوم، وهو أمر ملحوظ في تناديات المنتديات المنتسبة للبرالية. حيث تجدهم يتساءلون: كيف ندفع تناقض المطالبة الفلانية مع مطالبتنا السابقة بكذا وكذا ..
ومن أسباب تخبطهم: سوء تقديرهم لنتائج طروحاتهم وتعارضها مع أمانيهم، لتناقض تحقيق الأهداف مع ادعاء عمومية الأفكار، ففي حين يطالبون بالانتخابات و نشر الحريات، تجدهم من أكثر الناس استبدادا بالناس، وأشدهم إقصاء لخصومهم .. فتجدهم ينشرون لبعضهم في وسائل الإعلام التي يستبدّون بها، ويصرِّحون لكتب أصحابهم في الفكر، ويحجبون المقالات المخالفة لأجندتهم، ويمتنعون عن التصريح بطباعة الكتب التي تخالف أفكارهم أو التي يخالف أصحابها فكر القوم، وتجدهم يثبِّتون مقالات بعضهم بعضا في منتدياتهم، في حين يرحلون مقالات خصومهم في صفحات سابقة!
أعطني اسم جريدة إسلامية محافظة تم التصريح لها من وزارة الإعلام الحالية؟ بل حتى مجلاتنا الإسلامية المحافظة تم التصريح لها في بيروت أو دبي أو لندن أو واشنطن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المناقشة العلمية الموضوعية، فأظنها لا تصلح إلا مع ذي ثقافة جيدة، ممن يملك عقلا محترما، وشخصية حرّة لا تدور في فلك الآخرين. وهذا في القوم كبريت أحمر إن وجد.
ولذلك فالتصدي لهم يكون من خلال التعرف على الشخصيات الحرّة منهم، فمنهم قوميون وعروبيون أحرار، لا يمكن مساواتهم بمن هم ريش في مهب ريح الإفرنج ولاء بعمالة أو بدونها، فالتفريق بين الشخصية المستقلة والشخصية الموجّهة في التعامل معهم والتصدي لانحرافهم أمر في غاية الأهمية، ولنا في السيرة النبوية الثابتة قدوة حسنة أرشدنا إليها الله عز وجل، وهكذا معرفة أصنافهم، ليتم التعامل معهم في ضوء ذلك من خلال الخطوات التي منها ما أشرت إليه في أجوبة الأسئلة السابقة.
كيف ترى موقف القارئ والمتابع للمعارك الصحفية مما يجرى؟ وهل ترى الأغلبية على قدر من التميز والمعرفة تمكنه من تمييز الحق من الباطل ومعرفة المصيب من المخطئ؟
طالعت حواراً في إحدى القنوات الفضائية، بين أحد هؤلاء وبين أحد المشايخ الكرام، وكان طرح الطرف المحافظ فيه علمياً، كشف جهالة الطرف المضلِّل مما حدا به أن يجيب بحركات يده وتكرار كلمة: لا، لا لا، اسمح لي .. ومدير الحوار يكرِّر: يا أخي هو أعطاك فرصة رجاء لا تقاطع .. بينما المتلبرل يكرِّر: لا، لالا .. حتى تذكرت دروس علم العروض .. أثناء ذلك: اتصل شخص بالقناة وخاطب المضلِّل المتلبرل قائلا له: فلان .. كيف حالك؟ أجابه فرحاً: بخير! فردّ المتصل: والله ما أدري وش تقول، بس أنا مع أبو [هكذا] لحية!
وهذه الواقعة نموذج بسيط يحكي ثقة عامّة الناس في العلماء والدعاة مع كثرة التنقّص لهم من هؤلاء المُضلِّلين .. وهذه الحقيقة - أعني ثقة الناس في العلماء والدعاة – محلّ قلق في منتديات المُضَلِّلين التي تسمى منتديات اللبراليين .. وقد اطلعت على عدد من مقالاتهم التي تحاول البحث عن حلّ لهذا التحدي كما يصفون .. وهذا في الحقيقة ينم عن جهلٍ مطبقٍ بطبيعةِ هذا الدين وتمكنه من نفوس الأمّة .. كما يوحي بأنّ صاحب الفكرة أجنبي عن المجتمع الإسلامي ..
ولذلك أيضاً تجد هؤلاء يتهربون من الحوارات التي تكون على الهواء مباشرة، لأنها تكشفهم كشفاً لا يمكنهم ترقيعه .. بل ويقطعون المداخلات التي يعرفون توجه أصحابها من مخالفيهم، ويمنعون بعضها إن استطاعوا، ويقلصون البرامج الدينية والتربوية، ثم تجد بعضهم يتبجح متسائلا في مغالطة بحجم جهله: لماذا يخاف الإسلاميون من النقد، هل الإسلام ضعيف إلى هذه الدرجة!!! إنها مهزلة لن تدوم طويلا بإذن الله تعالى (والعاقبة للمتقين).
ونحن نتحداهم أن يقدِّموا لنا حلقة حوارية مباشرة في وسيلة من وسائل الإعلام التي يديرونها، وليأتوا بمن شاءوا، وأقترح شخصيات من مثل د. محمد عمارة، ود. عوض القرني، ود. سعيد بن ناصر، ود. سعد البريك، مثلاً .. فهل هم فاعلون ... أستطيع أن أستبق الحدث وأقول لك بكل ثقة: كلا. اللهم إلا أن يتغير حالهم ويخرجوا من إقصائيتهم المؤدلجة بفكر إفرنجي، إلى رحابة الحوار الذي يزعمون ..
ختاما أشكركم على فتح هذا الملف، وعلى هذه الفرصة التي وددت لو كانت مع أحدٍ من مشايخنا وأساتذتنا لنفيد منهم علماً وتجربةً وخبرةً .. أسأل الله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها ويجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وأن يرد كيد الكائدين وتربص المتربصين بديننا ووطننا جميع أمتنا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله.
المصدر
http://almoslim.net/node/86776
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 08:08]ـ
ما وجه تفريقه بين "مكثف" و"كثيف"؟
ـ[عالي السند]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 10:56]ـ
مقال رااائع ومهم، جزى الله كاتبه خير الجزاء، ووالله إن هؤلاء لشرذمة
ليسوا بأكثرية، كما وصفهم الكاتب (حضورهم كثيف وهم قلة لا كثرهم الله)
لكن سيطرتهم على الوسائل الإعلامية جعلتهم يبدون أنهم كثر!! وهم يتنادون في
مثل هذه الفعاليات ليظهروا قوتهم وسيطرتهم، وحري بأهل الحق أن يكون لهم حضور
وواقع ليزاحموا أهل الباطل والحركات التغريبية التعيسة، كفانا الله شر المنافقين,(/)
هل قتال اليهود من علامات الساعة الكبرى؟
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 05:02]ـ
السلام عليكم
القتال الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم، والذي سوف يكون
بيننا وبين اليهود؛
هل هو من علامات الساعة الكبرى؟ أم من علامات الساعة الصغرى؟
وهل هي نفسها المعركة التي بين المسلمين وبين الروم
والتي تسمى بـ " الملحمة " ..
وماهي أول علامة من علامات الساعة الكبرى؟(/)
السقوط الأمريكي والعجائب الخمس!!
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 06:32]ـ
حامد بن عبدالله العلي
سألت صحيفة إزفيستا الروسية الخبير الروسي الإستراتيجي إيغور بانارين، عن السر وراء توقعه المبكّر جداً، بتفكّك الولايات المتحدة الأمريكية، إثر إنهيار إقتصادي شامل سيصيبها بالشلل، إذ كانت توقعاته تلك في عام 1998م، فقال:
(لقد انعقد في عام 1998 بالنمسا مؤتمر دولي تحت عنوان (الحرب المعلوماتية). وحضر المؤتمر 400 مندوب، وبينهم 150 ممثلاً عن الولايات المتحدة. وكنت قد ألقيت محاضرتي هناك، ولما ذكرت أن الولايات المتحدة ستتفكك إلى أجزاء دويت في القاعة صيحة فظيعة، فأتممت المحاضرة مقدما فيها براهين مقنعة تشيرإلى أن العامل المالي - الاقتصادي هو القوة المدمرة الرئيسية للولايات المتحدة، بسبب أن الدولار غير مدعوم بشيء، وأن الديون الخارجية كانت تتعاظم بشكل متوال، في حين لم تكن موجودة في عام 1980، وعندما تنبأت بهذا الأمر عام 1998 كان الدين الخارجي آنذاك يزيد عن 2 تريليون دولار، أما الآن فانه بلغ قيمة تزيد عن 11 تريليون دولار، وهذا يشكل هرما سينهار حتما).
وعند سؤاله عن الأدلة على إحتمال تفكك الولايات المتحدة الأمريكية:
قال بانارين: (ثمة أكثر من سبب: أولا، ستتفاقم المشاكل الماليةفي الولايات المتحدة، وقد ضاعت مدخرات الملايين من الناس، فتزداد البطالة في البلاد، وقد وصلت شركتا " جنرال موتورز" و"فورد" إلى حافة الانهيار، ويعني ذلك أن مدناً بكاملها قد تنزع منها فرص العمل، أما محافظو الولايات فيطالبون المركزي الفيدرالي بشكل صارم بتزويدهم بالأموال، ويتزايد عدم الرضا في أوساط المواطنين، وكان من الممكن كبحه لحد الآن بسبب أن الاقتصاد الأمريكي تعلق بقشة الانتخابات الرئاسية آملاً بقيام اأوباما بمعجزةٍ تُنقذه، لكن في الربيع المقبل سيتضح أن أوباما غيرُ قادرٍ على صنع المعجزات، أما العامل الثاني الذي سيسهم بتفكك الولايات المتحدة فهو الهيكل السياسيُ الهشّ في البلاد).
وايغور بانارين هو عميد كلية العلاقات الدولية في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية.
وكانت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية قد نشرت تقريرا لمسؤول أميركي هو المراقب العام ديفيد وولكر، يحذر فيه من انهيار أميركا كما حدث للإمبراطورية الرومانية بعد أن سرد أوجه التشابه بين الدولتين.
ورد في التقرير: (حذّر وولكر في هذا التقرير من وجود "تشابه صاعق" بين الحالة الراهنة التي تمر بها الولايات المتحدة، والعوامل التي أطاحت بروما بما فيها "انحدار مستوى القيم الأخلاقية والكياسة السياسية في الداخل، والمبالغة في الثقة بالنفس، والمبالغة في التوسع العسكري في الأراضي الأجنبية، واللامبالاة المالية التي توليها الحكومة المركزية".
وأراء وولكر تحمل معان في غاية الأهمية، لأنه شخصية غير حزبية مسؤولة عن مكتب المحاسبة الحكومية, وغالبا ما يوصف بالذراع المحقق في (التقدم الأميركي).
ويؤكد وولكر: (إنني أحاول أن أدق جرس الإنذار وأطلق دعوة للصحوة).
وأضاف وولكر وهو مدير تنفيذي سابق في شركة بي دبليو سي ( PwC) لتدقيق الحسابات أنه "مع تقاعد مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي بدأ يلوح في الأفق، وتصاعد تكاليف الرعاية الصحية، وانخفاض معدلات الإيداعات والاعتماد المتزايد على المقرضين من الخارج، أصبحنا نواجه مخاطر مالية غير مسبوقة".
وأضاف: "السياسة الأميركية الراهنة في التعليم والطاقة والبيئة والهجرة والعراق شكلت كلها طريقا من التحديات المستعصية". "ورخاؤنا يتطلب التركيز على بنيتنا التحتية. هناك حاجة إلى مليارات الدولارات لتحديث كل شيء بدءا بالطرق السريعة والمطارات وحتى المياه والصرف الصحي. انهيار الجسر الحالي في مينوبوليس كان جرس إنذار ونداء للصحوة) انتهى الملخص من التقرير
وقد صدر تقرير عن المركز الأمريكي العلمي، شارك في إعداده نحو 190 أكاديميا ومسؤولا أمريكيا سابقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء في هذا التقرير الخطير: (في عهد الرئيس بوش زاد معدل الفساد الحكومي بمعدلات غير مسبوقة بلغت أكثر من 35%، وانه في غضون الأشهر القليلة الماضية تم تحريك 2130 حالة إلى المحاكم، وجهات التحقيق المختصة، لنظر معدلات الفساد الحكومي، وانه جرى التحقيق مع مسؤولي 64 شركة اقتصادية أمريكية، ومع أكثر من مائتي مسؤول مؤسسة حكومية أمريكية، حيث دارت التحقيقات حول الحصول على رشاوى، وأموال، وتيسير الحصول على بعض الخدمات في مقابل التنازل عن القوانين.
وأشار التقرير إلى انه قد ثبت إبان الأشهر الأخيرة أن تآكل الاقتصاد الداخلي، بدأت تظهر آثاره المباشرة في تلك الانهيارات السريعة، لمعدلات النمو للناتج القومي، وان هذه المعدلات بدأت تهبط من شهر إلى شهر بأكثر من 1% مما يعني أنها مرشحة للهبوط الحاد في معدلات نمو الناتج القومي إلى أكثر من 12% في العام الواحد، وانه إذا مااستمر هذا المعدل لمدة ثلاث سنوات فقط، فإن هذا سيؤدي إلى القضاء تماما على كل الآمال بانتعاش الاقتصاد الأمريكي، الذي سيدخل في دوامة الأزمة الفعلية التي تفضي إلى تآكله، وتوقع التقرير حدوث الانهيار الأمريكي خلال السنوات العشر القادمة).
ولنتأمل هذه الإحصائيات المرعبة لما يجري للداخل الأمريكي التي جعلت وولكر يشبه ما يحدث لأمريكا بسقوط روما: (في خلال 30 سنة زادت نسبة الطلاق 250%، وزادت نسبة الانتحار 250 %، وزادت نسبة الأمراض الجنسية إلى 12 مليون حالة سنويا، و نسبة المخدرات بين الطلبة 70%،وزادت نسبة المدمنين و أصبحت نسبة الأولاد غير الشرعيين70% من المجتمع)!
من الواضح جداً، أنّه لم يعد الحديث عن إنهيار الإمبراطورية الأمريكية هو آمال المستضعفين، والمكتوين بنارها في العالم، بل قد أصبح حقيقة واضحة للعيان، فالأزمة المالية التسوناميّة التي خَسفت بها، لم تنزل بها إلى الهاوية السحيقة بعد، وهي الآن في الهويِّ السريع ـ بالنسبة لمقاييس الأمم ـ، آخذةً معها في هُويِّها، ذلك الوهج الهائل المزيّف الذي بهر العيون من نمط الحياة الأمريكية، الذي أطلق عليها جوزيف ناي: (قوِّتنا الناعمة)، والتي أحرى أن تُسمَّى: (رأسمالية رعاة البقر الفاشلة).
والعجيب في هذا المنعطف التاريخي الهائل الذي كتب علينا أن نشهد طروقه الدهر في حياتنا، هذه العجائب الخمس:
أحدها: أن أذناب أمريكا في بلادنا، الذين يسمُّون أنفسهم ليبراليين، لازالوا يبشِّرون بزيفها ـ بمخازيه الثلاث عبادة المادة، وتقديس اللذة الدنيوية، والنفاق السياسي ـ وهي مُدبرة هابطة، وعن أعين البشر كلِّهم ساقطة، فكأنَّ هؤلاء الذين يسمُّون أنفسهم (ليبراليين) من هول الصدمة، لايريدون أن يصدِّقوا أنَّ عجلهم الذي كانوا يعبدون قد احترق، ونُسف في اليمّ نسفا، فهم في غيِّهم سادرون، وفي سكرتهم يعمهون.
ثانيا: ذلك أنَّ هذا السقوط الخسفي، قد جرى سريعا جدا، حتى كأنَّ الناس الذين خطف أبصارهم التفرد الهيمنة الأمريكية على العالم إثر سقوط الإتحاد السوفيتي، لم ترتدَّ إليهم أبصارهم، حتى رأوا تلك الهيمنة تهوي أيضا، فسبحان الله: (ثم أخذتها وإليَّ المصير).
ثالثا: استمرار الخنوع، وروح الهزيمة في كثير من (الإسلاميين) وغيرهم، وتقاعسهم عن دعم جهاد الأمة، رغم شهودهم أنّ عدوّها يتهاوى، وجبروته والهراء يتساوى، فكأنَّ الخوف قد سكن عظام هؤلاء الخانعين بل صار نخاعا لها، والإنبطاحُ أصبح الدمَ الذي يجري في عروقهم، والرقّ أضحى سجيَّتهم، فلايملكون عنه إنفكاكا!
ومن مظاهر هذا الداء العضال، إستنكار بعض هؤلاء رمي الحذاء على بوش (الضيف) ونسوُا أنَّه محتل باغ، ولهذا لايأتي إلاّ كما تأتي اللصوص في جنح الليل متخفيا، ولايأتي كالضيوف يطرقون الباب في وضح النهار، وأما زعمهم أن المالكي وليَّ الأمر قد أعطاه أمانا، فهذه والله التي تضحك الثكلى، فالمالكي الذي تحرسه جيوشُ المحتل، يعطي أماناً لآمر تلك الجيوش، فاللهمّ لك الحمد على نعمة العقل!
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا: إنمساخ الشعور، وانعدام الإحساس، لدى الزعماء السياسيين لدينا، فكأنهم ينظرون كبالبُلَهاء، لهذا التغيُّر العالمي بالإنحدار التدريجي لأمريكا، وقد استفادت كلُّ الدول منه، وهرعت تأخذ بالحيطة، وتقطع حبالها المرتبطة بـ (التيتانيك) التي تغرق،
إلاّ هؤلاء الزعماء لدينا، فمازالوا في سُباتهم، وهم يرون أعداءهم المتربصين، يحدُّون السكاكين، ليثبوا على تركة الإمبراطورية الأمريكية، كما وثبت بريطانيا وفرنسا على تركة الإمبراطورية العثمانية، فهل استمرأ هؤلاء الذلَّ والعبودية، فهم لايحسنون سوى انتظار سيَّدهم الجديد فحسب، أم ماذا؟!!
خامسا: استمرار التقاعس عن نصرة الجهاد الفلسطيني، واستمراء التفرُّج على حصار غزة إمبراطورية العزّة.
وذلك رغم ظهور الضعف، والخور الصهيوني، الذي بلغ إلى حدّ هزيمتهم النكراء في حرب الفرقان المباركة، ذلك أنَّ الصهاينة قد علموا ـ وقد أكلتهم الأزمة الإقتصادية أيضا ولكنَّهم صامتون ـ أنَّ السقوط الأمريكي يعني سقوطهم تبعا لامحاله، ولهذا فالوهن ينخر عزيمتهم، والخوف جاثمٌ على نياط قلوبهم!
وختاما
فلنتذكر اليوم أبطالنا الذين واجهوا الطغيان الأمريكي وهو قابض على صولجانه، ومستو على عرش سلطانه، فلم يردُّهم بطشُه، ولم يخافوا قوتّه في عنفوانه، ولم يتردَّدوا عن الوقوف مواقف الأبطال، يبتغون وجه الله، ويحتسبون عنده ثواب الدفاع عن الإسلام، فأولئك والله هم الرجال، (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر،وما بدلوا تبديلا).
وأكثرهم قد لقي ربه ولا يعرفه إلا الله تعالى، في أزقة غزة، أو الضفة، أو على جبال بلاد الأفغان، أو في أحياء بغداد، والفلوجة، وغيرها من بلاد الإسلام.
أولئك الذين جعلوا نحورهم فداءً للإسلام، وأجسادهم جسورا لعبور النصر، ودماءهم سُقيا شجرة العزِّة الإسلامية.
فلنتذكَّرهم اليوم، وكلَّ يوم، فإليهم اللهمّ وجِّه سحائب الرحمة، وعليهم أتمم نعمتك في الآخرة، كما أنعمت عليهم في الدنيا،وارفع درجتهم في المهديين، واخلفهم في عقبهم في الغابرين، وارزقنا مثل ما رزقتهم من نصرة الدين، والثبات على ملِّة المسلمين الموحّدين، حتى نلقاك شهداء، وأنت راض عنا يارب العالمين،وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير
http://www.h-alali.org/m_open.php?id=cf09c0c2-2543-102c-89ca-00e04d932bf7
ـ[شيشناق الأمازيغي]ــــــــ[14 - Jan-2010, مساء 04:39]ـ
ربما هذا حلم في القريب العاجل.(/)
هل من إيضاح لو تكرمتم في بعض مسائل الأسماء والصفات؟
ـ[النيلوفر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام:
أن طويلب علم يسير في أولى خطواته نحو العلوم الشرعية.أقرأ في كتيّب اسمه حاشية الأصول الثلاثة من تأليف شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
بقلم:عبدالرحمن بن محمد بن قاسم الحنبلي النجدي
"أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل الأولى العلم: وهو معرفة الله ... " انتهى
طبعا يتم التعرف على الله سبحانه وتعالى من خلال أسمائه وصفاته
وقد قرأت فيما يتعلق في الأسماء والصفات كتيّبا بعنوان شرح أسماء الله الحسنى
لـ سعيد بن وهف القحطاني
في المبحث الرابع: دلالة الأسماء الحسنى ثلاثة أنواع ذكرها على النحو التالي:
- دلالة مطابقة
- دلالة تضمّن
- دلالة التزام
السؤال أرجو منكم توضيحا لما ذكر
بوركتم وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:46]ـ
مثال ذلك "الخالق" يدل على ذات الله و على صفة الخلق بالمطابقة، ويدل على الذات وحدها و على صفة الخلق وحدها بالتضمن، و يدل على صفتي العلم و القدرة بالإلتزام، و لهذا لما ذكر الله خلق السماوات و الأرض قال " لتعلموا أن الله على كل شيئ قدير و أن الله قد أحاط بكل شيء علما" [الطلاق 12].
ودلالة الإلتزام مفيدة جدا لطالب العلم إذا تدبر المعنى ووفقه الله فهما للتلازم؛ فإنه بذلك يحصل من الدليل الواحد على مسائل كثيرة ...
من كتاب القواعد المثلى في صفات الله و أسمائه الحسنى للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
ـ[النيلوفر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:26]ـ
هلّا أوضحت بتفصيل أكثر يا رعاك الله
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:41]ـ
نعم: أخي الفاضل:
دلالة المطابقة: دلالة اللفظ على جميع معناه.
و دلالة التضمن: دلالة اللفظ على جزء من معناه.
و دلالة الإلتزام: دلالة اللفظ على أمرٍ لازمٍ خارج.
طبّق (هذا) على مثال الأخ - بارك الله فيه -
ـ[النيلوفر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:05]ـ
أخي الكريم فيما يتعلق بدلالة الالتزام ما فهمته هو تلك الصفات التي دلتني عليها أسماء أخرى على نحو:
لفظة الخالق تدل على المبدع تدل على العظيم وتدل على العليم وتدل على السميع، البصير ... وهكذا فهل ما فهمته صحيح؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:48]ـ
يمكن أنْ يكون (هذا)، ويمكن أن نقول - بمثالٍ حسي-:
(هذا بيتٌ): كلمة بيت تدل على جميع البيت، على كل ما يحيط به سور البيت دلالة مطابقة، وتدل على هذه الغرفة، وغرفة ثانية، .. وثالثة، وعلى (الحوش) دلالة تضمن، وتدل على أن لهذا البيت بانياً دلالة التزام، فلا يمكن وجود بيت دون باني، كما لا يمكن أن يكون هناك خالقاً بدون إرداة الخلق، أو قدرة الخلق .. أو ..
وهذا -بالنسبة للأسماء والصفات- طريق عقلي لإثباتها وإلا فهناك الدليل السمعي كذلك!
ـ[النيلوفر]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 06:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما فقد اتضح الأمر وجزاكما الله خير
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 07:09]ـ
أخي الفاضل أنا طالب مبتدئ مثل , وخذ نصيحة من أخوك ..
- بالنسبة لمتون العقيدة وغيرها فعليك بشروح الشيخ ابن عثيمين عليها فهي شروح سهلة وميسرة ومهمة في نفس الوقت , ثم بعد ذلك عرج على الحواشي , مثال: غقرأ شرح العثيمين على الاصول الثلاثة وبعد إنهائه اقرأ حاشية النجدي عليه.
وفقني لله وإياك ...
ـ[النيلوفر]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 07:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم أحتاج والله أخي الكريم إلى الدعاء فأنا أتدارسها وحدي والله
و إنما أنتم هنا أخوتي في هذا المنتدى متنفسي الذي أتنفس منه لأتعلم العلوم الشرعية(/)
هل قال أحد إن الشيطان أمر بالسجود لآدم في هذا الحديث؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:24]ـ
هل قال أحد إن الشيطان أمر بالسجود لآدم في هذا الحديث؟
شُعَبُ الْإِيمَانِ لِلْبَيْهَقِيِّ >> فَصْلٌ فِي بَرَاءَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النُّبُوَّةِ >>
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ، أخبرنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أخبرنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ أَبِي سَعِيدٍ - شَكَّ الْأَعْمَشُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي وَيَقُولُ: يَا وَيْلَهُ أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ وَكِيعٍ " وَمَعْلُومٌ أَنَّ ابْنَ آدَمَ إِنَّمَا أُمِرَ بِالسُّجُودِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا لِغَيْرِهِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ السُّجُودَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ الشَّيْطَانُ مِنْ جِنْسِ مَا أُمِرَ بِهِ ابْنُ آدَمَ وَهُوَ السُّجُودُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَكِنْ عِنْدَ خَلْقِ آدَمَ إِعْظَامًا لِقُدْرَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي أَظْهَرَهَا لَهُمْ بِخَلْقِهِ إِيَّاهُ ". وَقَالَ: " وَإِنْ كَانَ السُّجُودُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ عُقُوبَةً لَهُمْ عَلَى قَوْلِهِمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ فعرض الْكَرَامَةَ لَهُ فِيهِ لا يَخْلُصُ مِنْ عَرْضِ الْعُقُوبَةِ لَهُمْ
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 09:05]ـ
العبرة أخي الكريم بعموم السجود، لا بخصوص القصة
فتحسر الشيطان من مجرد الأمر بالسجود عموما؛ حيث أن الآمر بالسجود واحد؛ وهو الله سبحانه وتعالى
فسجد ابن آدم ابتداءا لما أمر به، وعصى إبليس مباشرة لما أمر به
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 03:38]ـ
و هل إذا أطلق الشيطان اريد به إبليس أم كل شيطان من الجن يقول ذلك؟؟ ثم إن السجود لله عبادة و السجود لآدم إكرام و تعضيم كم قال بن كثير في التفسير فهو لا يدخل في عموم السجود و لا الأمر بالسجود.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 09:05]ـ
و هل إذا أطلق الشيطان اريد به إبليس أم كل شيطان من الجن يقول ذلك؟؟ ثم إن السجود لله عبادة و السجود لآدم إكرام و تعضيم كم قال بن كثير في التفسير فهو لا يدخل في عموم السجود و لا الأمر بالسجود.
أخي الكريم سؤال واحد فقط: من الذي أمر بالسجود لآدم؟
أليس الله؟
إذا السجود إمتثال إلزامي. فتنبه(/)
ما المقصود بفرقتي الاتحادية والجهمية؟
ـ[النيلوفر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماالمقصود أخوتي بالطائفة الاتحادية وما هي المباديء التي تدعو إليها؟
ماالمقصود بالجهمية وما المباديء التي تدعو إليها؟
بوركتم وجزاكم الله خيرا
ـ[النيلوفر]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 06:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي هل من مجيب؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 11:37]ـ
أهلا بك أخي الكريم
قد أسطر ما أردت هنا وأكتبه، لكني أنصحك خشية الإطالة في الكتابة حقيقة، أن يكون من مقتنياتك كتاب (الموسوعة الميسرة في الأديان) ففيها مبتغاك وأكثر.
وإن لم ترغب ذلك كتبت لك أو أحد من الإخوة الكرام ما يسر خاطرك.
ـ[النيلوفر]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 11:41]ـ
أخي السكران التميمي
سلام من الرحمن وفضل ورحمة وغفران
فوالله لاأملك تلك الموسوعة فهلّا أخبرتني عما يتعلق بالسؤال
ـ[النيلوفر]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 07:08]ـ
أخوتي في الله العظيم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم لم يرد أحد حول سؤالي حول المقصود بالفرقتين الجهمية والاتحادية؟؟؟؟!
ـ[حمد]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 07:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
http://209.85.229.132/search?q=cache:BrQ-SGyExwkJ:www.alqerqaa.com/vb/showthread.php%3Ft%3D2398+%22% D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD% D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9+%D8%A7 %D9%84%D8%AD%D9%84%D9%88%D9%84 %D9%8A%D8%A9%22&hl=ar&ct=clnk&cd=3&gl=sa
بدعة الإتحادية (الحلولية):طائفة متأخرة اعتقدوا عقيدة سيئة وبدعة شنيعة ألا وهي: الوجود واحد وان الخالق هو عين المخلوق وان لا فرق بين الله و الخلق وتدعي هذه الطائفة أن الخالق حالّ في كل المخلوقات ومن أجل ذلك يعبدون كل شيء ويدعون أنهم من الله، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، وهذه الطائفة لم تزل موجودة في بعض المناطق
ـ[الآجري]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:16]ـ
من موقع الشيخ سفر الحوالي - حفظه الله -:
الجهمية: إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلى الإسلام، قامت على البدع الكلامية والآراء المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة، متأثرة بعقائد اليهود والصابئة والفلاسفة، وتنتسب إلى الجهم بن صفوان، ومن عقائدهم: إنكار جميع الأسماء والصفات، والقول بالإرجاء في فعل الإنسان، والقول بأن القرآن مخلوق، وغيرها.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.ShowFahr as&id=2000001&ftp=Firak
وفي ويكيبيديا - وأظنه نفس ما في الموسوعة الميسرة -:
عقائد الجهم بن صفوان تتلخص فيما يلي:
إنكار جميع أسماء الله وصفاته الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية بدعوى تنزيه الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين.
إنكار أن يكون للمخلوق أي إرادة أو اختيار في أفعاله، وأن جميع المخلوقين مجبورون على أفعالهم.
يعتقد الجهمية بأن الإيمان هو معرفة الله والكفر هو الجهل بالله.
نفي رؤية المؤمنين لله يوم القيامة الواردة في الكتاب والسنة.
القول بفناء الجنة والنار.
وغير ذلك على هذا الرابط:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9 #.D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.B9.D8.B 1.D9.8A.D9.81
ـ[النيلوفر]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 09:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لكما أخوي الكريمين وجزاكما عني خير الجزاء(/)
مصادمة حركة المجتمع ..... الشيخ سعيد بن عبد العظيم
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:53]ـ
مصادمة حركة المجتمع
كتبه/ سعيد عبد العظيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فحركة المجتمع واتجاه الريح فيه، تعبير ومصطلح صار أشبه بالميزان والمقياس عند قطاعات عديدة من البشر يُراد به ضبط الأقوال والأفعال، بل المعتقدات، فما وافقه قُبل وما خالفه مُنع وحورب في بعض الأحيان، وقد يصوغ البعض هذا المعنى في عبارات أخرى كمجاراة الواقع، أو عدم مخالفة العرف والبيئة والنشأة، أو موافقة الكثرة والأغلبية، ويتم التناصح أحيانا بركوب الموجة وعدم مواجهة الطوفان!!
وكلها تعبيرات من مخرج واحد، ومآلها واحد، ومع إمعان النظر نجد أنها لا تحمل جديدا في طياتها، بل هي مصطلحات وافدة تصطدم في الكثير من الأحيان بالسنن الشرعية والسنن الكونية، ولابد من ضبطها هي وغيرها بكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فلا يصح أخذها على عواهنها، ولا اعتمادها مقياسا وبديلا عن شرع الله، ولا ترديدها والترويج لها؛ لما تنطوي عليه من مخالفات شرعية، وحذرنا من لدغات الحيات والعقارب يقتضي منا أن نحذر المصطلحات الوافدة والتعبيرات المستوردة والموازين الخربة التي تميت القلوب والأرواح، وتدمر العاجل والآجل.
وخذ على سبيل المثال لا الحصر ما كان يحدث في مجتمعنا في وقت من الأوقات فقد كان المتدين هو الذي يستغيث بالسيد البدوي، ويذبح للحسين، ويشد الرحال إلى مولد إبراهيم الدسوقي، ويطوف سبعة أشواط حول قبر أبي العباس المرسي في عرسه وفرحه!!
وكان الرجل إذا قيل له: صلِ، لا تصافح النساء، اترك مشاهدة الراقصة وسماع الأغنية، وقيل للمرأة: لا تدخلي الرجال الأجانب البيت في غياب الزوج أو المحرم فما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما؛ قالوا: "ربك رب قلوب، وطالما أن القلب أبيض وسليم يكفينا ذلك".
عاش الناس بعقيدة أقرب لعقيدة المرجئة في تأخير العمل، وكانوا في أفراحهم يذهبون إلى المسارح حيث الغناء والرقص، واختلاط الرجال بالنساء، وتعاطي الدخان والمخدرات، والتبرج والخلاعة وإظهار المفاتن، ويجلس الرجل بجوار المرأة في حفلات الخطوبة يلبسها دبلة الخطوبة!! وتلتقط التصاوير، وينظر الرجال للمخطوبة، وتنظر النساء للخاطب، وتذهب المخطوبة للكوافير "حلاق السيدات"، وتوضع تصاوير الخطوبة في حجرة الصالون للداخل والخارج يتسلى بها، كل ذلك والخطوبة علاقة أجنبي بأجنبية، مجرد وعد بالزواج، وسلسلة مخالفات شرعية يبدأ بها الناس حياتهم الزوجية، ومن المعلوم أن فساد الانتهاء من فساد الابتداء، والعبد إذا فسدت بدايته فسدت نهايته إلا أن يتوب إلى الله -تعالى-.
وأتراح الناس وأحزانهم لا تقل في المخالفة والتعدي عن أفراحهم؛ فلابد من إقامة سرادق يتناسب مع الوسط الاجتماعي، والإتيان بالشيوخ المقرئين، وتوزيع العزاء، ويصنع أهل الميت الطعام لمن جاءوا لتعزيتهم ... مخالفات كثيرة وعديدة لا تخلو من أذى للأحياء والأموات.
لقد عشنا في أوضاع كانت حشمة المرأة تقاس فيها بالركبة والإبط! فالثوب إذا زاد على الركبة فهذه مؤدبة محترمة، أما إذا كان الثوب فوق الركبة فهذه قد يُعتب عليها!!
وكأن الدنيا يومها جهلت قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) (الأحزاب:59)،وقوله -تعالى-: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ) (النور:60)، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المرأة عورة) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
جهلت الدنيا قول الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "لم يزل الأمر منذ عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا على خروج النساء في الأسفار وإلى الأسواق منتقبات".
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كان لابد من رد الدنيا ردا جميلا لكتاب الله ولسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهذا هو الضابط والميزان للأقوال والأفعال، به توزن حركة المجتمع وتضبط به القلة والكثرة، والحاكم والمحكوم، وتنصبغ به السياسة والاقتصاد، والاجتماع والأخلاق، والمسجد والسوق، والحرب والسلم، قال -تعالى-: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65)، فلا يجوز تحكيم العرف ولا العادة، ولا البيئة ولا النشأة، ولا مجاراة حركة المجتمع، أو موافقة طوفان وموجة تتصادم مع الكتاب والسنة، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59).
إن المجتمعات قد تكون إسلامية وقد تكون جاهلية، هذه تتحاكم بشرع الله، وتلك تتحاكم بأحكام الطاغوت، والرايات المرفوعة قد تكون بارة أو فاجرة أو كافرة، نسمع عن نظم إسلامية أو رأسمالية، وأخرى اشتراكية وشيوعية، وقد تنقلب الدار من دار إسلام إلى دار حرب وكفر، وبعضها قد يسمح بظهور بعض الشرائع أو الشعائر، وأخرى تعلق على المشنقة من قال: "ربي الله".
ومن هنا جرت سنن التدافع بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، والسنة والبدعة (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ) (البقرة:251).
والمتتبع لمنهج الأنبياء والمرسلين سيجد أنهم صدعوا بكلمة الحق في مواجهة أممهم، وقاموا بتعبيد الدنيا بدين الله فما غيروا ولا بدلوا ولا داهنوا على حساب الحق، وما التفتوا لكثرة زائفة ولا مالئوا أو وافقوا حركة مجتمع كافر، فهذا نبي الله نوح -عليه السلام- لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم بالليل والنهار، سرا وعلانية، يدخل لهم في بيوتهم فيؤذونه حتى يُغمى عليه، فإذا أفاق قال: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) (الأعراف:59)، وفي النهاية ما آمن معه إلا قليل.
وهذا نبي الله إبراهيم -عليه السلام- يدعو أباه الذي يصنع الأصنام ويعبدها من دون الله، ويناظر "النمرود" ويواجه قومه.
حاولوا قتل نبي الله عيسى -عليه السلام- رغم أنه أثر عنه: "من ضربك على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر".
وقال الشاذون -قوم لوط-: (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (النمل:56)، وأوذي النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أوذي أحد؛ حتى أغمي عليه، وكسرت رباعيته، وجرح وجهه الشريف -صلوات الله وسلامه عليه-، قال -تعالى-: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (يّس:30)، وقال -تعالى-: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (الزخرف:7)، وقال: (مَا يُقَالُ لَكَ إِلا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) (فصلت:43).
وما قيل للرسل هو الباطل، ومن تتبع سير أتباع الرسل علم ما لاقوه في مواجهة أممهم، والجهرِ بكلمة الحق، وتعبيد الدنيا بدين الله.
تطالع ذلك في قصة "صاحب يس"، و"مؤمن آل فرعون"، و"أصحاب الكهف"، وعبد الله الغلام المذكور في قصة أصحاب الأخدود.
صدع أبو ذر -رضي الله عنه- في المشركين بكلمة الشهادة، وتلا ابن مسعود -رضي الله عنه- على مسامعهم آيات من كتاب الله فانهال المشركون عليهما ضربا.
وكان أويس القرني -رضي الله عنه- سيد من سادات التابعين يقول: "نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيشتموا آباءنا ويسبوا أعراضنا! فوالله لا ندعهم حتى نقوم بحق الله فيهم".
قد يُسمح للباطل أن يروج وللكفر أن ينتشر، وتُعطى الحرية للخلاعة والفسق والفجور!! أما أن يقول العبد: "ربي الله" فحينئذ تقوم الدنيا ولا تقعد (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (البروج:8).
والطغاة والطواغيت قد لا يميزون في جبروتهم بين كبير وصغير، ولا بين رجل وامرأة، فقد قتل طاغية الأخدود المرأة وابنها، وصرع عبد الله الغلام، وقال أصحاب الكهف عن قومهم: (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً) (الكهف:20)، فالاستكراه لم يكن رخصة إلا لهذه الأمة، وفي الحديث: (إن الله رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
لا بأس بمراعاة العرف ما لم يصطدم بالشرع؛ إذ إخراج الناس عن أعرافها فيه حرج ومشقة منتفية شرعا، ولا مانع من مصادمة حركة المجتمع ومخالفة الأكثرية وفق الضوابط الشرعية، ومع مراعاة قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث تتحقق المصلحة وتندفع المضرة والمفسدة، مستصحبين في ذلك منهج الأنبياء والمرسلين (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الأنعام:90).
وبحيث نكون في هذا وغيره على مثل ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام، وأن نعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين، ولا يصلح عمل المفسدين، وأن العاقبة للمتقين، قال -تعالى-: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) (غافر:51)، وقال: (كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (المجادلة:21)، وقال: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) (الحج:41).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
شتيمة للنصارى أم للمسلمين؟؟ أخرس الله لسان بني صهيون ومن عاونهم
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد بلغنا وبلغ أمتنا الإسلامية أن أبناء صهيون وأذنابهم قد تجرؤوا على سيدنا المسيح عيسى عليه السلام
وتجرؤوا على أمنا مريم عليها السلام وطعنوا فيها وفي عرضها وشرفها وعفتها
وعرضوا سفههم وغباءهم على قنواتهم العاهرة الفاسدة
وصوروا عيسى وأمه عليهما السلام بأقبح الصور وأقذر الصفات
وأخذوا يصورون لمشاهديهم – عبر قنواتهم اليهودية – نبي الله وأمه عليهما السلام بصور تفوق حدود الأدب
متجاهلين بذلك كل الخطوط الحمراء
وهم أصلا لا يعتبرون لحدود أدب ولا دين ولا شرف
ولكنهم ما ذموا إلا أنفسهم
فقد برأ الله نبيه عيسى وأمه مريم عليهما السلام من فوق سبع سماوات
فقال جل وعلا في تبرئة مريم رضي الله عنها وعليها السلام: ((وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)) (سورة آل عمران آية 12)
وقد قال عليه الصلاة والسلام في بيان فضلها: " أَفْضَل نِسَاء أَهْل الْجَنَّة خَدِيجَة بِنْت خُوَيْلِد وَفَاطِمَة بِنْت مُحَمَّد وَمَرْيَم بِنْت عِمْرَان وَآسِيَة اِمْرَأَة فِرْعَوْن "
وقال جل وعلا في تأكيد نبوة المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام: ((وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)) (سورة البقرة آية 87)
وهذا عهد بني إسرائيل مذكورا في كتاب الله
تكذيب الرسل وقتلهم
ولكن هل يضر السحاب نباح الكلاب؟
وأنا أحسب الكلاب أفضل من أمثالهم فالكلاب تتصف بالوفاء
ولكن هؤلاء لا عهد لهم ولا ذمة
وقد قال جل وعلا في وصف نبينا وأخ نبينا عيسى عليه السلام:
((إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)) (سورة آل عمران آية 45)
قال ابن كثير: " أي: له وجاهة ومكانة عند الله في الدنيا، بما يوحيه الله إليه من الشريعة، وينزل عليه من الكتاب، وغير ذلك مما منحه به، وفي الدار الآخرة يشفع عند الله فيمن يأذن له فيه، فيقبل منه، أسوة بإخوانه من أولي العزم، صلوات الله عليهم. "
فوالله ما ضره كلامكم فقد برأه الله وأمَّه من فوق سبع سماوات وقد شهدت له الكائنات بصفاته الكريمات
في كتاب الله يتلى آناء الليل وأطراف النهار
وذم بني إسرائيل يبقى على لسان كل تالٍ لكتاب الله جل وعلا
وما أشبه اليوم بالأمس
ستعتذرون كما فعل الدنمارك وسيدمر اقتصادكم بإذن المولى جل وعلا
وما ذلك على الله بعزيز
فهؤلاء ما تعلموا من الخزي والهزيمة النكراء في قطاع غزة الأبي
إنما لن يسكتوا حتى ندس الطين في أفواههم
وموعدنا الأقصى بإذن الله جل وعلا(/)
" لبيك يا حسين " بالبقيع وصداها في قلب القاهرة!!
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:48]ـ
لبيك يا حسين" بالبقيع وصداها في قلب القاهرة!!
أمير سعيد
28/ 2/1430هـ
تجمهر المئات في البقيع يهتفون "لبيك يا حسين" .. "هيهات منا الذلة"، وهي هتافات لم تنطلق أبداً إلا حينما يكون الخصم مسلماً، وتختفي أمام كل غاصب محتل وعدو صائل ..
لا غرابة في المشهد؛ فتلك سمة للقوم لم تعد تثير فضولاً؛ فالجهاد موقوف حتى آخر الزمان عندما يأتي المهدي، وما بين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ونهاية الزمان، لا وجود لعداوة حقيقية في التراث الشيعي مع أعداء الأمة الحقيقيين، وإنما "ثغور" الخصومة والعداء ربما كانت المدينة المنورة أو بغداد أو دمشق أو القاهرة، لكن لا سبيل لتفكير في فتح رومية مثلاً!!
على كل حال، كان البقيع الساكن على موعد مع الصرخات عن الذلة التي تتأباها النفوس الأبية في المدينة المنورة!! في حلبة المصارعة تلك التي لابد وأن يكون محلها في قلب العالم الإسلامي، وكانت هذه المرة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند قبور أصحابه رضوان الله تعالى عليهم، حيث المبرر مجموعة من الطقوس يتوجب على معتنقي الفكر الشيعي ممارستها في هذا المكان الطاهر، ولو كان في ذلك خرق لثوب التوحيد الخالص، ولو علا فيها هتاف "لبيك يا حسين" صوت الضمير المسلم القادم من ربوع الأرض يردد "لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك، لبيك".
الحسين رضي الله عنه لم يدفن في البقيع، ولا في القاهرة، حيث انفجرت أمس عبوة مخلفة عدداً من القتلى والجرحى في صفوف السياح والمصريين بالقرب مما يزعم أنه مشهد أو مقام لحفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا رابط في الحقيقة معلن ما بين التلبية في البقيع والانفجار عند المشهد، لكن المحصلة واحدة في الحقيقة ..
دعونا نتجاوز هنا السيناريوهات المتوقعة وضرب الأخماس في الأسداس، لأنه ربما يبدو اليقين في مثل تلك الأمور مستحيلاً، لكن من تخدمه تلك العملية وهتافات البقيع ربما واحد، هذا على الأقل ثابت من دون أن نضطر إلى توجيه أصابع الاتهام إلى إيران؛ فلسنا في الحقيقة مولعين بتعليق كل مصيبة في العالم العربي والإسلامي على إيران، ولا مدفوعين بالضرورة إلى تصديق تورط جهاز أمني كبير في عملية استخدمت في صناعة عبوتها عشرات من المسامير!!
عندما هتف المتعبدون بالتقرب إلى الله بالتوسل من قلة من الصحابة ولعن الأكثرية منهم "هيهات منا الذلة" لم يكونوا يقيناً يدركون أنهم ينفذون سياسة معينة اتخذت توقيتاً بارعاً لتنفيذ ضغوطها على الدول المؤثرة في العالم الإسلامي، وعندما وضع الجاني العبوة أسفل الكرسي في ميدان الحسين بالقاهرة، ربما لم يكن كذلك يدري أن طهران ستطرب لصنيعه ولو كان يدين سياستها ليل نهار ويصم حكامها بالروافض .. لكن في الحقيقة كانت العاصمة الإيرانية هي الأسعد بهذا التفجير الذي يبلغ القاهرة رسالة مبطنة بما يمكن أن تلقاه إذا ما تمادت في تصديها للمطامع الإيرانية في المنطقة، ولو لم تكن طهران في الحقيقة هي بلد الإرسال!!
وكانت في الحالتين تقول للرياض والقاهرة أن المناسك والمشاهد ليست آمنة لا هنا ولا هناك، وأن الشعائر وفقاً للفقه الشيعي لن تتم في المدينة أو في القاهرة من دون أن يكون ثمة حضور تمثيلي لطهران هنا أو هناك، وهو ما يتقاطع مع مطامح قديمة سبق أن كشف عنها الخميني، المرشد الأول للثورة الإيرانية ... ومع كل هذا، قد لا نحتاج بالضرورة إلى توجيه أصابع الاتهام لإيران، لكن ـ أكرر ـ نتناول فقط الجهة التي تخدمها هاتين الحادثتين معاً، لاسيما إذا ما قرأنا المشهد السياسي في تلك اللحظة والصفقات والمباحثات المتوقعة هنا وهناك ..
وسواها، تبدو جهات أخرى، مفيدة من إحدى هاتين الحادثتين؛ فما أسعد ليبراليي السعودية بحادثة يمكنهم من خلالها أن يلوكوا بألسنة حدادٍ دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الأحداث، وطريقتها في التعامل مع المواطنين والنساء خصوصاً، وما أفرح من يضعون اللمسات الأخيرة على قوانين الإرهاب في العالم العربي من توفير مبرر تافه كمثل انفجار الحسين بقلب القاهرة للتذرع به لتقييد الحريات وتوسيع دوائر الاشتباه، وما أحسنها من فرصة لاجترار موضوع مكافحة الإرهاب في العالم العربي، وإعادة إنتاج خطره لتقديم مبررات قوية أو مفتعلة عربياً لخفض سقف التعبير ارتكاناً على هذه الحادثة ولو كان النافذون بريئين من ارتكابها ..
وستسعد "إسرائيل" بالحادثة التي تعيد مصر إلى دائرة الاستهداف السياحي ولو بحادثة بسيطة ولكنها مؤثرة وفي أوج الموسم السياحي الغربي، وستطنطن لها "إسرائيل" بأن المنطقة تعانى كلها من "الإرهاب" مثلما هي تعاني منه أيضاً!! وقد قال ذلك بيريز صراحة عندما وجه سؤاله لرئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في دافوس: "ماذا لو كانت الصواريخ تسقط على اسطنبول كما تسقط على سيديروت"!! (ومن يدري فلعل بعض الكتاب المصريين "المبوصلين" سيلجؤون إليها في إدانة حماس، خصوصاً أولئك الذين لم يقرؤوا عن حليفهم دحلان وتورطه ـ بحسب وثائق حماس إبان سيطرتها على مباني الأجهزة الأمنية في غزة ـ في تفجيرات دهب وغيرها).
إن الحاجة تبدو أكثر إلحاحاً للنظر فيمن تخدمه هذه الحادثة، لا لشيء سوى الوعي بما تفرزه تلك الحوادث سواء أكانت باسم الحسين في المدينة أو عند مشهده المدعى في القاهرة، أما الفاعلون والأدوات فليكونوا من كانوا ..
موقع المسلم
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 02:30]ـ
الرافضة ومحاولات الإلحاد في الحرمين
ما منصف يشك في أن الاستفزازات الأخيرة التي قام بها الرافضة لرجال الأمن والمواطنين في المدينة المنورة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فالشغب على أهل الإسلام ديدنهم منذ ظهورهم على يد ابن سبأ، شريطة أن يستشعروا قوة-حقيقية أو موهومة!! -في أنفسهم، وقبل ذلك في رجال دينهم، الذين تخصصوا على مدى تاريخهم كله في الكيد للإسلام والتآمر على المسلمين باعتبارهم العدو الأول للقوم، إن لم يكونوا عدوهم الوحيد، وهو ما تنص عليه كتبهم صراحةً وتتكدس البراهين الواقعية عليه في صفحات التاريخ الإسلامي على اختلاف دوله وفتراته.
والقوم الذين يدينون بالتقية-تسعة أعشار دينهم!! -يستكينون ويذلون ما دام الناس يقظين لمؤامراتهم وحازمين مع خططهم الخفية، وإن كانوا يغرسون مخالبهم إذا سنحت لهم الفرصة للغدر خلسة، لكنهم يتنمرون عندما يأنسون إمكاناً للأذى العلني إذا أَمِنوا العقوبة الرادعة، عملاً بالقول الحكيم: مَنْ أَمِنَ العقوبة أساء الأدب.
والبرهان الجلي الذي يلمسه الجميع هو تبدل مسلكهم من الخنوع إلى الجهر بمكنونات صدورهم من البغضاء المتوارثة، منذ ثورة الخميني الذي دعا بوضوح إلى ما سماه"تصدير الثورة"أي تحريك أدواته من الرافضة بحسب موازين القوى ووفقاً لمتطلبات مصالح آيات قم.
حدث ذلك في العراق إلى أن جاء قادة الرفض على دبابات الاحتلال الأمريكي قبل ست سنوات، كما حدث في لبنان إلى أن أصبح فيلق الحرس الثوري الإيراني-المسمى: حزب الله اللبناني-مسيطراً على القرار اللبناني كله.
أما في الجزيرة العربية فالأمر أكثر تعقيداً، وأعمق غوراً. فالقوم يعلمون علم اليقين أن الدعوة السلفية الإصلاحية هي خصمهم الأول لأنها تعرّي البدع وبخاصة المغلظة منها، بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة بحسب فهم السلف الصالح لهما. ولذلك ظل أهل الرفض يخصون الجزيرة بالقسط الأكبر من حقدهم، وجاءت المناظرات العلمية على الفضائيات ومواقع الإنترنت لترسخ هزيمتهم أمام أتباعهم.
ففي المملكة العربية السعودية جرى تحريك شيعة القطيف ضد الدولة والمجتمع منذ عام 1400، فضلاً عن تنظيم مظاهرات سياسية ثم تحرشات دموية في الحرم المكي وفي موسم الحج الذي حرّم الله فيه الجدل والرفث والفسوق.
ولولا صرامة الرد السعودي على باطل هؤلاء لما خنسوا بعد محاولات دموية متكررة.
ثم ركّز القوم على مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظناً منهم بأن فرصتهم فيها أكبر، بسبب وجود مقبرة البقيع التي يستغلون زيارتها لنشر سمومهم، وبحكم وجود أحياء رافضية فيها، تعتبر رصيداً استراتيجياً لمثيري الفتن ومؤججي الاضطرابات. وهو ما وقع مرات ومرات، كانت آخرها الواقعة التي جرت منذ أيام، وبدأت بافتعال مشكلة مع رجال الحسبة والتطاول عليهم، ثم استفزاز رجال الأمن ومحاولة تخريب سياراتهم بالقوة.
ويلاحظ على هذا التحرك المريب، اعتماد الرافضة على أناس محليين ممن لا يوالون سوى سدنة دينهم في الخارج، لإعطاء جرائمهم طابع تمرد داخلي يحرج-بزعمهم-الحكومة السعودية، بانتهاز حملات اليهود والصليبيين عليها، تحت شعار الحريات الدينية!!
وتجاهل جميع هؤلاء وضع المسلمين في إيران ولا سيما منذ هيمنة رجال الدين الاثني عشري على السلطة هناك. كما تناسوا سماحة المسلمين معهم إلى حدود التفريط أحياناً، وهو ما يفسر بقاياهم في المدينة النبوية مثلاً، والتي ظلت تحت سيطرة أهل التوحيد منذ البعثة النبوية حتى اليوم.
وفي المحيط يسجل المراقبون تصاعد التحرشات الرافضية بدول الخليج من دولة الكويت إلى الإمارات والبحرين، من خلال الأدوات المحلية كذلك، لإفساد استقرارها الأمني، مثلما جرى عند إدخال الفالي إلى الكويت مع أن دخوله محظور أمنياً، ومثلما وقع من رموز رافضية لزعزعة الأمن في البحرين ....
وليس سراً أن مخططات المكر الرافضية تستفيد من الأبواق العلمانية في المنطقة، فهي تتعاطف معهم، وتعادي المسلمين في تناقض سافر وممجوج، ولم يعد ينطلي على أحد.
موقع المسلم
.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 02:36]ـ
هل تقود إيران المنطقة إلى الفوضى .. أحداث البقيع أنموذجًا؟
عائض بن سعد الدوسري
لُجينيات)
(يُتْبَعُ)
(/)
يُجمع جميع العقلاء العرب أننا في هذا الوقت بالذات نحتاج إلى تُوحد ولحمة حقيقية، ولذا لا نستغرب –في هذا السياق- قيام أحد أهم القادة العرب وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بقيادة الوحدة والائتلاف والمصالحة العربية، بلغة صادقة وصريحة، لإدراكه الحكيم بأن الأمة العربية يُتربصُ بها الدوائر، وهي تحتاج إلى حُكماء وعقلاء يجتازون بها تلك المحن التي يُراد لها أن تكون (فوضى خلاقة)!
في ظل هذا التنادي من قبل العقلاء، قطع الهدوء النسبي في منطقتنا العربية تصريح المسئول الإيرانية بأن مملكة البحرين الشقيقة مجرد مقاطعة إيرانية!
ثم تلاه الاعتداء الآثم الذي وقع في مصر من تفجير إرهابي في منطقة الحسين بالقاهرة، وقد أعلنت مصر القبض على إيراني مشتبه به وباكستانيين قادمين من البحرين!
ثم تبع ذلك نداءات طائفية من زعمات شيعية خليجية معروفة بولائها لإيران وائتمارها بأوامر طهران، إلى الفتنة الطائفية وإلى الثورة و المظاهرات ونحوها.
وقد دعا الشيخ الشيعي الراديكالي (نمر النمر) قبل أربعة أشهر الشيعة للتحرك لإثارة الفتنة في المدينة المنورة وخصوصًا البقيع، وأخذ يؤجج للفتنة في خطبه ومواعظه مذكرًا بأهمية التحريض ودوره في تحقيق الأهداف!
يقول (نمر النمر) في خطبته المشهورة المسجلة والمثبتة في موقعه الرسمي، محرضًا الشيعة على التحرك في منطقة البقيع والمدينة المنورة: (أدعو نفسي وأحرض جميع المؤمنين وبالخصوص محبي أهل البيت عليهم السلام وبالأخص مواليهم وأتباعهم لتجديد العهد، وعقد العزم، ومضاعفة الجهد للسعي بكل إمكانياتنا .. فلنكافح ونجاهد ونناضل ونقاوم من أجل البناء الشامخ قبل مضي قرن على الهدم الغاشم).
وقد سبقت تلك الخطبة دعوة صريحة من أحد شيوخ الشيعة وهو (ياسر الحبيب) للتمرد الدموي على أهل السنة ووجوب هدم مساجدهم، ومما قاله: (مكة والمدينة اليوم تحت الاحتلال ويجب تحريرهما).
ثم تداعت النداءات الطائفية من قبل شيوخ الشيعة الموالين للنظام الإيراني، حيث أكد عضو كتلة الوفاق الشيعية النائب الشيعي البحريني (حمزة الديري) أن أهل السنة كلهم نواصب أي غير مسلمين، ولذا الصلاة خلفهم في الحرمين الشريفين باطلة، حيث قال: (شيوخ أهل السنة وعلماءهم وأئمة الحرم نواصب، وإن صلاتكم في المسجد الحرام تعتبر صلاة وراء ناصبي).
وهذا التحرك الحالي من قبل الموالين للنظام الفارسي، يأتي استجابة لما قرره وقعده النظام الفارسي الإيراني منذ قيام الثورة وحتى وقتنا الحالي، من اعتبار الحرمين الشريفين يقعان تحت سيطرة أهل السنة النواصب، وأنه يجب تحريره، وأنهم يفضلون احتلال الأمريكان أو البريطانيين لمكة والمدنية من أن تكون تحن يد أهل السنة!
وقد قال أحد أعمدة الحكم في الجمهورية الإسلامية وهو آية الله العظمى (حسين الخراساني) في كتابه (لإسلام على ضوء التشيع): (إن كل شيعي على وجه الأرض يتمنى فتح وتحرير مكة والمدينة وإزالة الحكم الوهابي النجس عنها)!
وقد ألقى الدكتور (مهدي صادقي) أحد رجالات الجمهورية الإيرانية خطبة وصفت بأنها مهمة وخطيرة، جاء فيها: (أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله يحتلها شرذمة أشد من اليهود).
وقد نشرت مجلة الشهيد الإيرانية وهي تعتبر لسان علماء الشيعة الناطق في مدينة قم، في عددها (6) صورة تمثل الكعبة المشرفة، وإلى جانبها صورة تمثل المسجد الأقصى المبارك، وبينهما صورة يد قابضة على بندقية، وتحتها تعليق نصه: (سنحرر القبلتين)، وصرح أحد زعمائهم، فقال: (أنني أفضل أن يكون الإنجليز حكاماً في الأراضي المقدسة).
وهدد الرئيس (رفسنجاني) أهل السنة باحتلال الحرمين الشريفين، حيث صرح لجريدة (اطلاعات) بتاريخ (14/ 12/ 1987م) ما نصه:
(إن جمهورية إيران الإسلامية لديها الاستعداد للحرب من أجل تحرير مكة).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى أساس هذا الفكر المتطرف حصلت الأحداث الآثمة من تفجيرات مكة التي حصلت قبل سنوات، واليوم نشهد تجديدًا لهذه الفتنة الطائفية على أيدي الموالين للنظام الإيراني في دول الخليج، حيث بدأت الدعوة إلى احتلال الحرمين الشريفين من قبل الشيخ (ياسر الحبيب)، ثم تبعه فتوى من قبل (حمزة الديري) بأن أهل السنة نواصب ولا تجوز الصلاة خلفهم في مكة والمدينة، ثم تبعه تحريض على الجهاد في مكة والمدينة من قبل الشيخ (نمر النمر).
وبعد كل ذلك التأجيج الطائفي المليء بالكراهية والعنف، توجهت مجموعات منظمة من الشيعة في المدينة المنورة يوم الأحد والاثنين الماضيين، لتنفيذ التوجيهات الطائفية، فباشروا التجمهر الكثيف، ورص الصفوف، ومعهم مكبرات الصوت وكاميرات الفيديو، وهم يُصورون تحركاتهم –مما يدل أن العملية كلها مرتبة ومنظمة- واشتبكوا مع رجال الأمن الذي يحمون المصلين والزائرين، ثم توجهوا وحاصروا مباني حكومية، وهم في كل خطوة يُصورون بكمراتهم الخاصة كل ما يجري، ويرجمون رجال الأمن وبعض المصلين بالأحجار والخشاب والأحذية.
ثم تطور الوضع واشتبكت المنظمات الشيعية القادمة من القطيف بترتيب دقيق مع رجال الأمن. ثم انتقلت موجهات التنظيمات الشيعية نحو المواطنين المسالمين، حيث قام الشيعة بالهجوم على العديد من المحلات التجارية وتكسير زجاج الكثير من السيارات. وأكد شهود أعيان أن مجموعة من قيادات الشيعة وجهة شتائم مُقذعة لأبي بكر الصديق وعمر الفاروق ومن يتولاهما، ثم قامت مجموعة من الشباب الشيعة بإيقاف سيارة مواطن في حي العوالي في المدينة وإنزاله بالقوة منها وضربه، وتحطيم السيارة بالكامل.
ثم تطورت الأحداث لتأخذ منحًا أكثر عنفًا، حيث ردد المتجمهرون شعارات تمجيدية لإيران, وأناشيد حماسية، ثم قام بعض المتجمهرين بالاعتداء على أفراد دورية كانت بجانب الحرم النبوي, وعملوا بعد ذلك على قلب سيارة الدورية يدوياً لإرغام رجال الأمن على النزول. وفي نفس الوقت أصيب اثنين من رجال الأمن في مكان آخر بعدة طعنات في أنحاء متفرقة من أجسامهم.
وكان المتوقع أن يتدخل بعض شيوخ الشيعة الذين يُصفون بالاعتدال، لكن الرأي العام تفاجأ ببيان للشيخ (حسن الصفار) يقف فيه ويتعاطف مع دعاة الطائفية والمعتدين، بدل أن يشجع على السلم المدني والأخوة والمواطنة!
إن ما يحدث يجعل القارئ يُدرك بعمق مدى التأثير السلبي الذي تلعبه إيران في منطقتنا العربية، ولعل هذا يؤكد ما نشرته مجلة مختارات إيرانية العدد 71 ـ يونيو 2006م، نقلاً عن قول مسئول رفيع المستوى في وزارة الاستخبارات الإيرانية، حيث قال: (إيران تعتبر السعودية هي منافسها الرئيسي ليس فقط في المنطقة، ولكن في العالم الإسلامي ككل، ومن ثم فإن عملياتنا في العراق وفي الخليج تمثل وسائلنا الأساسية لموازنة ذلك).
وللأسف أن ينساق شيوخ شيعة خليجيين وسعوديين وراء أطماع إيران التخريبية، والتي لن تنجح –لا قدر الله- إلا في جلب الدمار والخراب إلى بلادنا الآمنة، ومما يؤسف له حقًا أن ينجر شيوخ الشيعة للتحريض الطائفي والانصياع للتوجيهات الإيرانية، تاركين مصلحة مواطنيهم وبلدانهم.
إنني أتألم على كل جريح سواء كان شيعيا أو سنيا، لأن المستفيد من الفتنة الطائفية هي جهات معادية لا تهتم بالشيعي العربي، بل إنها تستخدمه لأغراضها الاستعمارية التوسعية، ولا تهتم بإزهاق الأرواح، أو زعزعة الأمن.
إنني أوجه نداءً إلى شيوخ الشيعة في الخليج لاستنكار التصريحات الإيرانية بأن البحرين عبارة عن مقاطعة إيرانية، وأدعوهم إلى استنكار الدعوات التحريضية التي يطلقها شيوخ شيعة موالين لإيران لزرع الفتنة. كما ادعوهم لاستنكار صمت الشيوخ الشيعة على مثل تلك الدعوات الطائفية، التي لن تحصد إلا المآسي والفتن.
مشهد فديو للشيعة وهم ينبشون القبور في البقيع
http://www.*******.com/watch?v=n25j0v4kEpM
خطبة لنمر النمر وهو يُأجج الشيعة في البقيع
http://www.*******.com/watch?v=t1kWd7QEU2o
التمجهرات الشيعية تمنع المصلين الآمنين من الصلاة، وهم يصيحون (حيدر، حيدر) وهي نداءات لا تُقال إلا في الحروب!
http://www.*******.com/watch?v=5RyXSpP-29c&feature=related
.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 02:38]ـ
شيعة السعودية يلبون نداءات الصدر
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www4.0zz0.com/2009/02/25/12/964608263.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www4.0zz0.com/2009/02/25/12/716109873.jpg (http://www.0zz0.com)
[CENTER]http://www4.0zz0.com/2009/02/25/12/242695208.jpg (http://www.0zz0.com)
( لُجينيات) لمن لا يعرف مدى اتصال شيعة الشرقية بالخارج ومدى اتصالهم بمقتدى الصدر! الذي صرح يوما في الفضائية العراقية حول هذه القضية متهماً السعودية بالوهابية النواصب (أي: كفار خالدون في جهنم) .. هاهم الآن يجدون فرصة فيوعز لهم أسيادهم على حين انشغال القيادات بتصريحات إيران الفوضوية! فهي تشغل أمننا في الخارج وهؤلاء في الداخل (ترتيب عالي) وقد تركوا وراءهم في القطيف مناسبة لم نعهدهم أبدا ينشغلون عنها (وهي ليلة وفاة النبي) ولكن تأجيج قيادي سياسي كمقتدى الصدر لهذه الأمور قادهم للتطبيق مباشرة!!
وإليكم بيان الصدر في التحريض على الاعتداء والشغب في طيبة الآمنة: -
اعلن رجل دين شيعي من التيار الصدري الذي يتزعمه الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الجمعة 11 - 11 - 2005م ان التيار سيطلق حملة لجمع ثمانية ملايين توقيع من اجل بناء قبور الائمة الشيعة في المملكة العربية السعودية.
وقال الشيخ حازم الاعرجي احد قيادي التيار الصدري في خطبة صلاة الجمعة في ضريح الامام موسى الكاظم شمال بغداد ان "كل الشيعة في العراق وايران ولبنان وباكستان وغيرها من الدول مستعدة لاعادة بناء قبور الائمة الشيعية المهدمة في البقيع, وهذه امنية كانت ولاتزال وستبقى في قلوبنا".
واوضح ان "الامر يتوقف على موافقة الحكومة السعودية" معتبرا انه "ليس هناك اي ضرر سياسي ولا اجتماعي ولا ديني على الحكومة السعودية يتعارض مع الموافقة على ذلك"، واضاف "اننا سنطلق حملة لجمع ثمانية ملايين توقيع وارفاقها برسالة سبق ان كتبها السيد محمد صادق الصدر (والد مقتدى) قبل ست سنوات وطالب فيها الحكومة السعودية ببناء قبور اهل البيت في منطقة البقيع".
واكد الأعرجي ان "هذه التواقيع سترسل الى الجهات السعودية المختصة عن طريق السفارة وان على الحكومة العراقية ان تطالب الحكومة السعودية بذلك".
وكان الصدر طالب الثلاثاء الماضي المملكة العربية السعودية بالسماح "ببناء قبور ائمة الشيعة" في مقبرة البقيع في المدينة المنورة. وقال في بيان تلقت وكالة الأنباء الفرنسية نسخة منه "لا بأس للبدء بحملة جمع تواقيع لمطالبة الحكومة السعودية ببناء قبور الائمة الشيعة على نفقة الحوزة العلمية الشريفة في النجف".
والبقيع مقبرة في المدينة المنورة دفن فيها معظم الصحابة الكبار كما دفن فيها أربعة من أئمة أهل البيت وهم الإمام الحسن بن علي والإمام علي ابن الحسين وابنه الإمام محمد الباقر وحفيده الإمام جعفر الصادق.
وجاء بيان الصدر ردا على طلب تقدم به اهالي مدينة الصدر في بغداد باحياء ما يقول الشيعة إنه ذكرى هدم القبور في الثامن من شوال عام 1342 هجرية الموافق 1921 ميلادية والتي تصادف يوم الجمعة المقبل.
_______________________
وهذا مقطع مصور لبعض الأحداث بجوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وأمام قبره الشريف ..
http://www.*******.com/watch?v=7-f2dk-GV4A
والمتابع لبقية المشاهد يسمع الهتافات التحريضية الدالة على أن الشيعة جاءوا في الحقيقة لإثارة الشغب وليس للزيارة المشروعة ومن عباراتهم العجيبة:
هيهات منا الذلة _ حيدر حيدر حيدر _ بالروح بالدم نفديك يا حسين _ يا كلب
.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 02:54]ـ
جديد هروب جرذان الروافض من قوات الطوارئ بالمدينه
http://www.*******.com/watch?v=6ze24jodZME&eurl=http://fadelh.com/vb/showthread.php?t=1525
الرافضة يلعنون عمر رضي الله عنه عند البقيع ..
http://www.*******.com/watch?v=Dr8_S2itO3E&eurl=http://fadelh.com/vb/showthread.php?t=1516
.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 02:41]ـ
مطالبنا ليست اطلاق المعتقلين بل استرجاع كامل حقوقنا او الانفصال ولن يتوقف التصعيد
أضيف في:26 - 2 - 2009
(يُتْبَعُ)
(/)
صدر عن مايسمى حركة أبناء القطيف الجهادية بياناً اليوم الخميس كشفوا فيه عن نواياهم الخبيثة وأهدافهم التوسعية التي يريدون تحقيقها في بلاد الحرمين الشريفين حفظها الله من كل مكروه مستغلين الأحداث التي أفتعلها اخوانهم القطيفيين قبل أيام في ساحات الحرم النبوي الشريف، ولم يراعوا حرمة الأماكن المقدسة ولايستغرب منهم ذلك فإن تاريخهم الأسود ملئ بالخيانات والغدر والتنكيل بالمسلمين وهذه مقتطفات مما جاء في بيانهم الطائفي:
لقد تم انتهاك اعراضنا واراقة دماء ابنائنا وشيوخنا ونسائنا في اطهر بقعة في هذا العالم وفي جوار نبينا الكريم، ان سكوتنا الان وتخاذلنا وتوقفنا عن الاحتجاجات والمسيرات والمظاهرات بمثابة ضوء اخضر للحكومة والزمرة الوهابية لشن مزيد من الهجمات علينا وعلى مصالحنا وهذا ماتسعى اليه الحكومة والوهابية منذ زمن طويل.
لذا فليخرج الشعب للشوارع ليعبر عن غضبه وعن مايكنه في داخله ازاء المذابح التي قام بها الوهابية بمساعدة وزارة الداخلية في البقيع.
لن تتوقف الاحتجاجات والمسيرات والعصيان المدني الا بأسترداد حقوقنا كاملة وغير منقوصة، واذا كانت المعارضة الشيعية انخدعت بوعود أل سعود وتم تقييدها منذ اكثر من 16 سنة حتى الان، فأن الحركات الشيعية مازالت متواجدة وحرة وطليقة وتستطيع أحداث أكبر دمار لهذه الحكومة التي لاتفهم الا لغة القوة والسلاح، لن نتوقف ولن نهدأ ولن نتراجع ومطالبنا معروفة وهي استراد كامل الحقوق او الانفصال عن هذه الدولة.
لذا على كل الشعب الاستمرار في الاحتجاجات وتنظيم المسيرات والمظاهرات واحراق الاطارات في الشوارع ولصق صور الشهداء والمعتقلين في كل مكان وعلى كل جدار وكتابة الشعارات التي تنادي بزوال ال سعود والسلطة الدينية على المباني الحكومية.
يجب على هذه الحكومة ومن معها من الوهابية والخونة ان تعرف من يكون شعب القطيف والاحساء والمدينة ونجران. يجب علينا ان نخبرهم من نحن بماسوف نقوم به، نحن ابناء الحسن والحسين. نحن ابناء فاطمة الزهراء .. نحن ابناء الحجة المهدي ابن الحسن
الخميس: 26/ 02/2009م
حركة أبناء القطيف الجهادية
ـ[صوت الأحساء]ــــــــ[03 - Apr-2009, صباحاً 12:41]ـ
اولا اشكرك على هذا الموضوع القيم والذي استغرب عدم التفاعل معه من الأعضاء وقد يكون اكبر بلاء قد يصيب الأمة في وقتنا الحاضر
ثانيا ضعفنا هو السبب اخي الكريم
فعندما نكون اقوياء فلا احد يستطيع ان يتجرأ علينا لا ايران ولا غيرها
فقوتهم من قوة ايران ويجب على الحكومة وضع حد لهذه الأصوات المغيته امثال النمر والصفار وغيرهم من موالين ايران
واعتبارهم خونة وجواسيس يطبق عليهم الأحكام الخاصة بذلك وعلناً ولا يجب السكوت او التساهل في هذا الأمر بتاتا
والا اصبحت المسألة اكبر من ذلك وخارج نطاق السيطرة لا قدر الله
وانا اعتبر الأهتمام والحرص منا في موضوع كيفية تجرؤ الشيعة علينا وفي بلاد الحرمين اهم المواضيع المطروحة في الوقت الحالي
احذروا وانتبهوا يا شباب الأسلام ولا تستهينوا بالموضوع فالأمر جلل
وبارك الله فيك اخي ابو احمد العتري
وجزاك الل عنا كل خير على هذا الطرح الهادف والمهم
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 01:10]ـ
جزاك الله خيرا أخانا العتري على هذا الموضوع المهم.
عجيب!! عدم تفاعل الأعضاء والمشاركين مع مثل هذا الموضوع الحساس!!!
والله لو كان في الكلام حول بعض الرجال أو مسائل التكفير وجنس العمل لرأيت مئات المشاركات!!!.
هدى الله الجميع وخلصنا من شر الرافضة مجوس إيران ومواليهم، آمين.(/)
ترجمة الشيخ عبد المجيد الشاذلي للشيخ سرور الرفاعي
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 03:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد المجيد الشاذلي .. تعريف منهجي في مواجهة المحاولة الجاهلية لإهدار الرموز الإسلامية المؤثرة بأعمالها والملهمة بسيرتها في الواقع والناس ... ينشأ واجب الدفاع عنها بالتعريف بها وكشف محاولة إهدارها وفي البداية يجب تقرير أن هناك فرق بين التعريف المنهجي والسيرة الشخصية فالتعريف المنهجي هو الحديث في إطار المنهج الثابت للدعوة وحقائقه المستفادة من خلال الحديث عن الحياة الشخصية لعلماء هذا المنهج التي قد تمثل حجة وبيان لا يقل بل قد يفوق العلم المستفاد من كتاباتهم والشيخ عبد المجيد الشاذلي ممن تنطبق عليه هذه القاعدة بصورة قوية من خلال دلالة الشخصية علي المنهج حيث يمثل الشيخ عبد المجيد اتجاها منهجيا أساسيا في واقع الفكر الإسلامي المعاصر باعتباره المؤصل الفقهي والشرعي لفكر سيد قطب حتى تكونت بجميع كتابات هذا الاتجاه وحدة موضوعية واحدة توزعت علي كل العقول التي تحاول الوصول للحق كل بما يناسبه ليكون هذا التأصيل هو المواجهة الفكرية الواقعية علي الزعم القائل بأن كتابات سيد قطب مجرد كتابات أدبية حيث لم يفهم القائلون بذلك أن سيد قطب كان يخاطب الناس بما يناسبهم ويؤثر فيهم لتكون مهمة التأصيل الضرورية موكولة لكتابات التأصيل التي تعتبر كتابات الشيخ عبد المجيد نموذجا كاملا لها فتكتمل كل الشروط الشرعية للاتجاه الفكري الصحيح للدعوة والبعد الأساسي للتعريف المنهجي بالشيخ عبد المجيد الشاذلي هو تجربة 65حيث كانت تلك التجربة هي البداية التاريخية للتصحيح الفكري والمنهجي للدعوة كما كانت سندا نفسيا لمن أتي بعدها حيث علم شباب الدعوة الجدد بعد اكتشاف تنظيم 65أن هناك من استطاع الوقوف أمام عبد الناصر ... هناك من حاول تغيير الواقع .. وقياسا علي خطر الناصرية كان يكفي الوقوف أمامها ومحاولة تغييرها ليكون أصحاب التجربة قد وفوا ما عليهم ولا يدرك قيمة المحاولة إلا من عاش ظروفها وأهوالها كما كانت مجرد المحاولة كافية لمن أتي بعدها ليعلموا أن لهم سابقين في الطريق لقد كان لتلك التجربة معطيات هائلة في واقع الدعوة حيث قدمت لواقع الدعوة نموذجا أخلاقيا عاليا لأصحاب الدعوة كما قدمت نموذجا وجدانيا راقيا لمعني الحب في الله حيث كانت طبيعة العلاقة ظاهرة لكل من يقترب من أصحاب هذه التجربة من خلال المواقف والأحداث ومنها هذا الموقف الذي كان في سجن استقبال طرة عام 81 عندما تكلم واحد من المعتقلين في كلمة له عن الأستاذ سيد قطب بصورة غير سليمة وإذا بالشيخ عبد المجيد يقف له ويتكلم بأعلى صوته حتى ظن الناس أنه سيحطم الزنزانة ويخرج إلى من يتكلم وأصاب جميع من في العنبر ذهول ما الذي حدث؟ لم ير أحد الأستاذ عبد المجيد في هذه الحالة وهو المعروف بالهدوء والابتسامة المطمئنة ولكن كان هناك من يعلم لماذا فعل الشيخ عبد المجيد ذلك .. لقد اقترب من تكلم عن الشيخ الحبيب سيد قطب من منطقة القلب ومن هنا كان البركان الذي لم يعرف كيف تفجر إلا من يعرف الطبيعة الوجدانية لعلاقة الشيخ عبد المجيد الشاذلي بالأستاذ سيد قطب من هذه الوحدة الوجدانية بين أصحاب تجربة 65بدأت مرحلة جديدة كان منطلقها الموقف الذي بقي عليه أربعة وعشرون رجل كانوا آخر من خرج من سجون عبد الناصر حتى أن الصحفي الذي أعلن خروجهم قال عنهم "أربعة وعشرون حقيقة" يقصد حقيقة خروجهم من السجن وخلو السجون الناصرية منهم ونحن نقول ما يقول ولكننا نقصد أربعة وعشرون حقيقة لثباتهم الذي جعلهم آخر من خرج غير أن كتابات أصحاب هذه التجربة كانت أهم هذه المعطيات حيث انطلقت من منطلق هذا الثبات فكانت الكتابة مشربة بحقيقة هذا الثبات لتجمع إليها من تجانس بطبعة مع طبيعتها التي أشربت بها
فتواصلت بركة ثبات هؤلاء الرجال الأربعة والعشرين حتى وهم في سجنهم حيث أجري معهم أحد المذيعين حديثا تليفزيونيا فأرسلوا من خلاله رسائل أفادت الشباب الذي كان يعاني من فراغ الواقع من الموجهين والمفكرين الصادقين
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى أنه يمكن القول أن مرحلة سجنهم وخروجهم كانت موقفا واحدا ودرسا تاريخيا تعلمه من رآهم ومن لم يرهم ومن هذا الموقف كان فضل الكتابة بالقياس إلى المرحلة .. كلما خالف الناس .. وكلما اشتد الأمر .. و كان الكلام ضروريا في وقته ليكون لثبات الكاتب بركة ثبات من يقرأ له وخصوصا إذا كان الثبات أمام كل الفتن .. تعذيب الطواغيت .. واختلاف الإخوة وضيق السجن وكل واحدة منها كافية للانزواء والانطواء .. ولكن ذلك لم يكن بل كان غير ذلك .. فبدأ الشيخ عبد المجيد أول كتاباته بمشاعر التحدي للجاهلية التي قتلت الأستاذ سيد من أجل كتاباته فأصبحت كلمة الحق المكتوبة هي موضوع التحدي وكان لابد من قبول التحدي فخرجت كتابات الشيخ عبد المجيد لتقول للشباب الصغير: الموقف ثابت .. والمحاولة باقية ... وها هي الرسائل التي توضح لهم منهج ثبات الموقف وبقاء المحاولة وهي قيمة لا يقدرها إلا من كانت هذه الكتابات له مادة امتزج فيها الاطمئنان واليقين بالعلم ولكن الكتابة لم تكن مجرد مشاعر التحدي فقط بل كانت مرحلة لها جذورها الضاربة منذ الطفولة حيث كان الجد والوالد من علماء الأزهر مما جعله يحيا بيئة علمية أحب فيها كتب الفقه والسيرة وازداد حبا لكتب الأصول الأمر الذي كان له في كتاباته أثرا واضحا لكل من يقرأها وكان أهمها كتاب الموافقات والاعتصام للإمام الشاطبي وكتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين للإمام ابن القيم فكانت كتب الأصول هي أول روافده المنهجية .... وقد عالجت الأصولية الفقهية في كتابات الشيخ عبد المجيد خطأ شائعا يقول بأن الكتابات التي تناقش قضايا الحكم بغير ما أنزل الله وتبديل الشرائع مجرد رد فعل نفسي للمعاناة والتعذيب وأنها لا تستند إلي أدلة فقهية وشرعية ثم كانت كتابات سيد قطب لتكون رافدا أساسيا في حياته الفكرية وخصوصا كتاب "هذا الدين" .. المستقبل لهذا الدين والإسلام ومشكلات الحضارة ... وخصائص التصور الإسلامي ... ومعالم في الطريق ... ثم يحيا الظلال من أول كلماته " الحياة في ظلال القرآن نعمة .... ولكن كتابات العقيدة والفكر لم تكن هي كل المؤثرات حيث سبقها من البداية الدوريات والمجلات التي كان يواظب علي قراءتها في فترة الشباب الأولي وكان منها الدورية الإنجليزية " خلاصة مهضومة للقاريء " والتي كان علي أحد أغلفتها صورة تذكارية للأخ الماسوني " جمال عبد الناصر " مع أعضاء المحفل الماسوني ورسالة من جندي إسرائيلي كان أسيرا في حرب فلسطين يقول فيها إن الضابط المسئول عنه وكان هذا الضابط هو البكباشي عبد الناصر قال له أن ما فيش معركة بيننا وبينكم وأن الملك هو الذي ورطنا في الحرب معكم فكانت هذه أولي المؤشرات الدالة عند عبد المجيد الشاذلي وهو في مقتبل شبابه علي شخصية عبد الناصر العميل التاريخي لأعداء الإسلام وبهذه الحاسة السياسية توقع الشيخ ضربة 65 حيث كان لهذه الضربة في تصوره ثلاث مبررات ـ التملص من حرب اليهود تحت زعم أن لا يمكنه الدخول في حرب مع اليهود والعرب يتآمرون عليه في الداخل زاعما أن السعودية كانت وراء تنظيم 65 ـ إرضاء الشيوعيين الذين قال زعيمهم خروتشوف أنه لن يأتي مصر وفي سجونها شيوعي واحد فأخرج عبد الناصر الشيوعيين من السجون وزاد علي ذلك إدخال المسلمين ـ توجيه ضربة أمنية إستباقية للحركة الإسلامية وهكذا اجتمعت الروافد العقيدية والفكرية والسياسية في عقله
لتبدأ بعد ذلك كتابات الشيخ عبد المجيد بتلك الروافد في مرحلة ما بعد الخروج من السجن .. ومواجهة الحالة الفكرية الممزقة وقت الخروج
فتواصلت الكتابة في الظروف الجديدة لتحقق قاعدة ارتباط الفكر بالواقع ويصبح كل كتاب معلما في الطريق ودليلا علي المرحلة التي كتب فيها الكتاب فكانت مقدمة كتاب " حد الإسلام " والتي كانت مرجعيتها السلفية كتاب اقتضاء الصراط المستقيم والعبودية والرسالة التدمرية خرجت المقدمة التي قرأها شباب الدعوة مطبوعة كمذكرات علي أوراق الإستنسل لتكون غوثا لهم أمام هجمة الفكر الإرجائي التي بدأ تناميها في تلك المرحلة كما كانت غوثا لهم أمام هجمة الفكر الخارجي الذي ظهر كرد فعل لظهور الفكر الإرجائي وما نعنيه بكلمة " غوث " هو فراغ الواقع من أي كلمة حق في هذه المرحلة الكالحة حتى خرجت هذه الأوراق من ظلمات السجن إلى الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان قد سبقها إلى الخروج كتاب " معالم في الطريق " للأستاذ سيد قطب فكانت أوراق " المعالم " و " الحد " كقطرات اللبن للرضيع حتى أصبح شباب الدعوة الجدد يرددون عبارات هذه الكتابات بثقة ويقين يتعجب لها كل من يسمعهم وهم يرددونها .. ويهمسون .. من أين لهم هذا الكلام وهذا الفكر .. ما هذا الاتجاه الذي يسعي بكل قوة للصدام مع كل النظم والسلطات الحاكمة؟ .. من هؤلاء الشباب؟ .. ما لهم لا يخافون؟ .. ولم يكن الناس يعلمون أنهم يقرءون "معالم في الطريق" و"حد الإسلام" ولذلك فهم لا يخافون لقد أذهبت حلاوة الكلمة الصادقة أي شعور بالخوف .. فلم يعد لهذا الشعور أي وجود وبعد الأوراق الأولي من حد الإسلام الذي كتبت كاستجابة لظروف الواقع والمرحلة توالت جميع كتابات الشيخ مرتبطة بالمرحلة ارتباطا حقق بصورة صحيحة قاعدة العلاقة الجدلية الصحيحة بين الفكر والحركة ودليل ذلك أن يستغرق كتاب حد الإسلام في كتابته سبع سنوات تفاعل فيها مع كل الأحداث وواجه كل مشكلات الفكر التي ظهرت في هذه السنوات وعندما تكشف العلاقة الجدلية بين الفكر والحركة دور العامل الزمني في تطور الفكر ندرك كيف انتقل كتاب حد الإسلام بواقع الفكر إلي مرحلة تجاوزت بالحركة الإسلامية مرحلة زمنية كبيرة
هذه حقيقة يجب أن نعلمها
ليبدأ بعدها كتاب البلاغ المبين الذي يناقش فيه رد الفعل الناشئ عن طرح كتاب حد الإسلام في واقع الفكر الإسلامي لتثبت مرة أخري قاعدة ارتباط الفكر بالواقع بعد محاولة التفاهم الأوسع نطاقا والأرحب مجالا في البلاغ المبين والتوسع في قاعدة الولاء والبراء وليطرح فيه الشيخ قضاياه الجديدة ومنها قضية عوارض الأهلية ثم يشعر الشيخ بخطر محيط بالدعوة تغيب فيها المفاهيم الصحيحة وتتبدد فيها مشاعر الولاء والبراء ....... ليكون كتاب "وصية لقمان" وهذا العنوان يجعل من يقرأه يشعر بأن الشيخ ارتكز في كتابته علي حكمة القرآن في عرض قضايا التوحيد في صيغة وصية الأب لإبنه وكأنه يريد أن يقول للناس بعد كل التفاهم والرحابة التي في البلاغ المبين .. هذه هي قضية حد الإسلام بكل المودة والرحمة والشفقة ولكن هذا الشعور التلقائي لا ينفي سبب التسمية الأساسي وهو أن الكتاب جاء تفسيرا لقول الله في سورة لقمان (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان:13) كما جاء في كتابات ابن تيمية وابن القيم وأبو بطين ثم يزداد الخطر في واقع الدعوة إلى الدرجة التي أصبح الشعور بالبلاء هو الشعور الغالب علي ضمير كل الإخوة أصبح شعورا حياتيا لا يفارق صاحبه لحظة ليكون كتاب "الطريق إلى الجنة " مذكرا بثمن الأجر علي الثبات ومفسرا لطبيعة الطريق إلى الجنة ليرغب الناس إليها ويكونوا علي بصيرة من أمرهم أمام البلاء وكذلك الخلط الذي أصاب الفكر في تلك المرحلة ولكن ارتباط كتابات الشيخ عبد المجيد كنموذج للعلاقة الصحيحة بين الفكر والحركة اكتمل بصورته المذهلة في قضاياه الأخيرة حيث ذهب أبعد من الواقع ذهب إلى المستقبل ليعد مرحلة فكرية تكون في استقبال من سيصل إلى غاية الأمة لكي تكون هناك نهضة لابد لها من شروط أهمها: • أولاً: تصحيح المفاهيم - تصحيح المفاهيم في التوحيد وعقيدة أهل السنة وذلك:
* بإثبات توحيد الإلوهية مع توحيد الاعتقاد خلافا للمفاهيم المغلوطة للمتكلمين.
2 - تصحيح المفاهيم بالنسبة للشرعية:
* شرعية الوضع وشرعية الحكم، وهي التي تحدد علاقة الحاكم بالمحكوم.
3 - بيان طبيعة النظام السياسي الإسلامي التي تحقق التعددية من خلال قواعد شعبية إسلامية راسخة البنيان تغطي مساحتها مجمل الأمة. 4 - بيان طبيعة النظام الاقتصادي الذي يحقق الحلال والازدهار ويخرج بلاد الإسلام من سيطرة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومؤسسات التمويل الأخرى. 5 - النظام الاجتماعي: سلوك فردي مستقيم وأسرة صالحة متماسكة. • ثانيًا: الإحياء وإحياء الأمة هو تصحيح المفاهيم مع قوة الشعور الديني وحسن الصلة بالله سبحانه وتعالي وتوقير رسوله الكريم ودينه القويم مع وعي بالواقع وترسيخ للقيم وخصوصا علو الهمة ومضاء وصدق العزيمة وإرادة النهضة والتجرد والتضحية حتى تخرج الأمة من النفق المظلم وتخرج من التبعية والاستضعاف إلى الريادة والتمكين،
(يُتْبَعُ)
(/)
سادساً: هو حماية المكتسبات والحفاظ على الأمة من الاختراقات.
ولابد للحركات الإسلامية من أن تحافظ علي نفسها وتبذل جهدا مستمرا للخروج من التهميش والهيمنة والمطاردة, وتكوين رؤية متكاملة وطرحها علي الأمة وبث الوعي بهذه الرؤية بكل الطرق ومنها الدعوة الفردية فضلا عما يتاح لها من منابر ذلك حتى تتكون قواعد شعبية ضخمة ورأي عام رافض للعلمانية والتبعية وولاء الكافرين ورافض للفساد والضياع، ولتحقيق كل ذلك لابد من ترك التعصب الممقوت والبحث عن عوامل الوحدة وليس عن مقومات التفريق والتكامل من خلال التعدد، مع المرونة والقدرة علي المناورة والواقعية، فما لا يدرك كله لا يترك كله والميسور لا يسقط بالمعسور ولكن مع الاحتفاظ بالهدف بصدق يعلمه الله الذي لا يخفي عليه خافية، ومع تفعيل وتنويع وتوسيع طرائق المواجهة " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" وستخرج الأمة من النفق المظلم وسيفرح المؤمنون بنصر الله.
وفي كل الكتابات بكل مراحلها كان الموضوع هو قضية التوحيد .. الواجب الأول علي المكلفين و كانت مهمة استفاضة البلاغ وإقامة الحجة وتصحيح المفاهيم ورفع الالتباس هي المهام الأساسية التي ناقشتها الكتابات لتضعها علي عاتق الجميع
وذلك بأداة سلفية تعطي نتائجها الصحيحة وكان أهمها كتب العقيدة والأصول التي كتبت في زمن السنة المحضة وكتابات ابن تيمية والشاطبي تشعر بذلك وأنت تقرأ مسألة علاقة العمل بحد الإسلام من خلال المقارنة بين فكر الخوارج والمرجئة وأهل السنة وتشعر بها وأنت تقرأ أقواله التي تفيض بالمفاهيم المنهجية الثابتة
"إن طريق الجنة يتطلب فيما نحسب ـ في ظل أوضاعنا الراهنة أن تكون دعوتنا إلى الإسلام دعوة إلى:
توحيد ننجو به من الشرك. هوية تجمع الأمة. صبغة تصطبغ بها. شريعة تحكم حياتها. عقيدة أهل السنة والجماعة ننجو بها من البدع والضلالات. الإسلام مسئولية فردية ومسئولية جماعية تضامنية." .....
وإننا لنهيب بإخواننا رجالات الحركة الإسلامية وأبنائها أن يكونوا على منهج واحد متمثلاً في:
شمولية الدعوة المنبثقة عن شمولية التوجيه الرباني.
الخروج عن محدودية المقاصد إلى رسالة الإحياء.
ولكي تحقق ذلك لابد لها من أن: تقدم ولاءها العام للمسلمين على ولائها الخاص لطائفتها إذا تعارضا. يكون ارتباطها كإطار عمل وليس إطار انتماء. تحافظ على وحدة الهوية والعقيدة مع غيرها من جماعات أهل السنة والجماعة
نسأل الله لنا وله الثبات والمغفرة وحسن الخاتمة
رفاعي سرور(/)
وليبرالية ابتدعوها ـ مقال لشيخنا بدر بن طامي العتيبي
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 03:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وليبرالية ابتدعوها
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فلا يخفى على من لديه أدنى نظر واطلاع على ما في الساحة الإعلامية من حملة ليبرالية إلحادية تنادى إلى الانسلاخ من سائر الثوابت الشرعية والأخلاقية وإن ركزت الجهد على بعض تلك الثوابت، إلا أن ما أباح لهم الكلام في أصلٍ لن يمنعهم الكلام في آخر، ولهذا من تتبع مقالاتهم، ورواياتهم، ومداخلاتهم المكتوبة والمقروءة رأى تتابع خرز عقائدهم من سيءٍ إلى أسوأ، ومن خوض في أبواب الآداب ثم عموم الأحكام ثم خصوص الأحكام ثم العقائد.
وفي مقالٍ لي سابق كتبته معارضة للقاء تلفازي لبعض رموز هذا الفكر المنحرف عنوانه (ولقد مضى مثل الأولين) ذكرتُ ما يخدّر جهود القوم، ويفسد مخططاتهم، ويبطل كيدهم، ويفتك قوة عزمهم، بأن هذا الدين العظيم عمره 1430 سنة!!، وأصوله تعود من حين خُلِق أبونا آدم، ونحن في صلبه عليه السلام: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (الرُّوم:30).
ولمثل هذا يقال ما قال الله تعالى في أسلافهم المنافقين (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) (البقرة:11 - 12).
فدين عمره هذا العمر المديد، ومجده هذا المجد التليد، وأصوله بهذه القوة من الثبات، لن يستطيع أقماع القول، وعصارة الغربية المعاصرة أن يزيلوا هذه الثوابت بمقال في صحيفة، أو لقاء في قناة، أو رواية تذهب أدراج الرياح مع كل نهيق ونباح، لا يعدو أن تُكَدَّر مسامع الطاهرين بها لحظة من الزمن ثم يصفو الجو من كدر أولئك النتنى.
دعونا من السعودية يا ليبرالية الشر!.
وانظروا إلى التوجه الديني في العالم أجمع ولا أخص الإسلامي من غيره!، فسيرى من لديه أدنى مسكة من عقل أن الناس قد عرفوا زيف الحضارة -عفواً- الخسارة الغربية في إنجاح الحياة المدنية، ودعاوى تحقيق حقوق المرأة، فهاهي الشعوب تخرج بالملايين تطالب بتحكيم الشريعة، وتحاسب الحكومات على تطبيق الكتاب والسنة، وتحيي روح مفاصلة المشركين، بل وجهادهم، وتعود المرأة بكامل قواها الفكرية الحرة إلى لبس الحجاب، ونبذ الاختلاط، والاتجاه إلى مهمتها الأنثوية العادلة.
قال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ) (الأعراف:56)، فتأكد لدى الشعوب مسلمهم وكافره أن الحياة المدنيّة التي يدعو إليها أعداء الفضيلة، ما هي إلا شعارات زائفة، دعا إليها سخفاء العقول في فترة سُكْرِهم بحب الحياة الغربية المزيفة.
والليبرالية العربية ترسم أفكارها على سطح من ماء، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله تعالى، فمع جهودهم المتهالكة يوماً بعد يوم للتغريب الهابط إلا أن الشعوب العربية لا تسكن لتوجهاتهم، ولا تميل لرغباتهم، ولن نذهب إلى أقاصي البلدان العربية المتأثرة بثقافات الجوار، ولن ندخل في حصن بلاد الحرمين، وإنما نتجه إلى دول الخليج العربي كأقرب مثال، وأبسط حجة تدمغ الليبرالي المنتفخ على أمِّ رأسه، فمع ما عند تلك الدول من الحرية المزعومة، ومن رفع إقامة الحدود الشرعية على كلّ مارق زنديق تطاول على ثوابت الشريعة، إلا أن الجلّ السائد يتمتع بالتمسك بصالح عادات الآباء والمشايخ، فكيف بصادق ثوابت الشريعة من التي تتسابق أفئدتهم إليها؟!.
والليبرالية السعودية وصف حالها يُضحك الثكلى مع مصابها عندما تتصور حقيقته!، وكيف يطيرون مع الرياح، ويخفقون مع كلّ ذي جناح، (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4).
(يُتْبَعُ)
(/)
فما إن يحصل في المجتمع أمراً ينساق مع ميولهم إلا وطاروا به فرحاً، وزمروا وطبلوا تشجيعاً له، وتكلموا بلسان النصر، وخطاب الفتح، ثم ما إن تمضي مدة يسيرة إلا وتزول نشوة السُكر الغربي ثم يعودون في كتاباتهم إلى الحزن والأسى من (التخلف الفكري السعودي) و (الجمود المذهبي الوطني) و (الرجعية الفكرية) وغير ذلك من أساليب الخيبة، والتخلف عن ركب الصالحين.
فخلاصة القول!، الليبراليون السعوديون أشبه بالقمل! الذي لا يتحرك إلا في رأس المهمل!، وفردهم قملة منتهاها الموت بين أظفرين!، فلم يعرف الواقع منهم قوة على نظار، ولا جلادة في حوار، وإنما يسلكون مسالك الجبناء بالكلام تحت حماية الإعلام الهزيل، أو يإقحام أمير متهور، أو وجيه مخبول، أو مسؤول أحمق، فيتكلم بما يريدون.
وما هذه القوة إلا بإهمال أهل الحق عندما اتجهت همومهم إلى الأدنى وتركوا مضاعفة الجهود في تأكيد الكلام عن ثوابت العقيدة، وقواعد الشريعة، ومحاسن الأخلاق والآداب الشرعية في الخطب والمحاضرات والكتب واللقاءات الصحفية.
إني أراهن واثقاً بوعد الله تعالى وحكمته أن الدعاة الإعلاميين إلا ضاعفوا جهودهم بالكلام عن هذه الثوابت فإن الليبرالية سوف تعض الأحذية حسرة وكمداً.
ولكن المؤسف أن القملة الليبرالية لم تنشط إلا عندما أهمل أولئك الصلحاء الأهم، ويا ليتهم اتجهوا للمهم، بل تركه الجلُّ، واتجهوا إلى التهريج والضحك والتنكيت والمجون تحت مسمى (عصرية المواجهة) و (الأسلوب الدعوي الحديث!) وخيرهم من يتكلم في القضايا الاجتماعية من هموم الأسرة والأبناء الزوجات مما لا يحقق المفاصلة بينهم بين أرباب الزندقة مما يمهد للقملة الليبرالية العبث بهم، وإفساد ثوابتهم من حيث لا يشعرون.
إن قصاصة الصحيفة الليبرالية، ودقائق اللقاء التلفازي لا يستقطب من المشاهدين والمتابعين أكثر من عدد من يسمع في اليوم والليلة (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).
ولا أكثر ممن يجدد العهد والميثاق بين وبين ربه في كل صباح ومساء ويقول: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
ولا أكثر ممن يجتمعون في كلّ أسبوع تحت منبر الجمعة.
ولا أكثر من يحضرون المحاضرات ولا الدروس.
ولا أكثر من أعضاء الدور النسائية، فإن هذه الجموع توهن كيد الليبرالي القملة!، وتبين له حقيقة حجمه، ومبلغ جهده، مع ضعف الدعوة، وتكاسل الصلحاء عن المهم.
وقبل الختام، أوجه نداءات لإخواني الدعاة، فأقول:
يا دعاة الإسلام، ويا حملة الأقلام، ويا أسود المنابر، ويا عليّة الأكابر، ويا روّاد القنوات، ويا أعمدة اللقاءات:
اتقوا الله تعالى ولا يؤتى للإسلام من قبلكم!.
اتقوا الله تعالى وقد ابتلاكم بالظهور أمام الرأي العام، وعبر شاشات الإعلام، وبينوا ما أوجب الله تعالى من دين الله، وأعلنوا البراءة من الليبرالية بالتصريح من فاسد أفهامهم، وقبيح أقلامهم، بل وتعرية أسمائهم، وكشف مخططاتهم للمسلمين، وأنهم الفساد على البلاد والعباد، والراعي والرعية، ولا يغركم طلب الظهور عبر وسائل الإعلام بمداهنة ملاّكها، والله تعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة:159).
فإذا سكت أمثالكم عن بيان الحق للناس، فمن يبينه لهم؟!.
يتكلم كل ملحد بصريح عقيدته، وينافح عنها في كل لقاء ومحفل، ويستغل الوقائع والأحداث لصبها في مجرى دعوته، وأنتم تتكلمون في وادٍ والناس في وادٍ آخر.
بل الرزية كلّ الرزية أن ممن يظن بهم الصلاح يتكلمون فيما يدعم أصول الليبرالية اللعينة من حيث لا يشعرون حتى أصبحنا نسمع منهم (حقوق المرأة) و (عصرية المواجهة) و (الوسطية) و (نبذ الجمود المذهبي) والطعن في رموز الإسلام ذلة ومهانة لمن لمعوا تحت أيديهم من أرباب تلك المجاري –عفواً- القنوات الإعلامية!.
إن القلب ليحزن عندما أقرأ مقالاً لزنديق من زنادقة الليبرالية في صحيفة سعودية، وهو يسب الدين، ويستهزئ بالصالحين، وينقض عرى توحيد رب العالمين.
وبجانبه عمود لمن هو محسوب على الدعوة الإسلامية ببواقي لحيته، وجميل هندامه وهو يتكلم عن غلاء الاقتصاد العالمي، أو عن
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن القلب ليتقطع عندما يتكلم زنديق ليبرالي في برنامج عبر قناة فضائية عن أصل دينه وعقيدته، ويأتي بعده أو قبله داعية يتكلم عن أخلاق وسلوكيات تتفق فيها كافة الشعوب مسلمهم وكافرهم!.
فأين المفاصلة؟!.
وأين إعلان البراءة من دين الملحدين؟.
قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (هود:113).
وقال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ) (الممتحنة:4).
فهل أنتم قائلون لليبرالية وكل ملحدٍ بأوصافهم وأشخاصهم: (إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ)؟!.
فوحدوا صفوفكم فللدين عليكم حق، وللشريعة عليكم واجب، واعلموا أن العزة كلّ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين: (وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ المُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (المنافقون:8).
وأظهروا عوارهم، واهتكوا أستارهم، وانقضوا مقالاتهم، وأبطلوا مخططاتهم، بالخطب والمقالات واللقاءات والكتب، ووحدوا صفوفكم، وجاهدوهم بالقرآن والسنة جهاداً كبيراً، وليجدوا فيكم غلظة، فهم منافقون، وقد أمر الله تعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بجهادهم، فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ) (التوبة:73)، وما حمل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم السلاح، ولم يكن جهادهم إلا بفضحهم، وكشف أساليبهم، والتحذير منهم، ومن أخلاقهم، وتعزيز الدين الذي به ترغم أنوفهم، وتنكس رؤوسهم.
وأنشدوا:
كفى حزنا بالدين أن حماته **** إذا خذلوه قل لنا: كيف يُنصرُ؟
متى ينصر الإسلام مما أصابه **** إذا كان من يُرجى يخاف ويحذر؟
فعليكم بأصلين عظيمين من أصول الدين، إذا أضعتموهما وأنتم أنتم في المكانة بين الناس فقل على دين خير المرسلين في بلادكم السلام، وسوف يبعث الله له من ينصره في بلاد أخرى كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة:54)، وقال تعالى (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ] {محمد:38}، وهذان الأصلان هما:
(1) الولاء والبراء على توحيد رب العالمين، وسنة خير المرسلين.
(2) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولا يحقق هذين الأصلين إلا أنصار الله ورسوله حقاً وصدقاً وعدلاً، ولهم العزة والرفعة والمكنة بهما متى تحققا.
وأي رفعة بغير هذين الأصلين فهي رفعة وهمية ستزول ولو طال زمانها، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
جزى الله من نشره خير الجزاء.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الرياض 29 صفر 1430هـ
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 08:06]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك(/)
بين صحوة المسلمين وسكرة الليبراليين
ـ[علي التمني]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 06:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بين صحوة المسلمين وسكرة وشهوة الليبراليين
الحمد لله الذي أنعم على المسلمين بالتوبة، ولولا التوبة كانت حياة المسلمين عنتا وعناء ومشقة لا يتصورها إنسان، والمسلمون توابون أوابون في كل أحوالهم، والأمة الإسلامية حين تؤوب وتتوب إلى ربها فهي تصحوا من غفلتها وتنهض من رقدتها، وما الغفلة والرقدة إلا مجموع الذنوب والتقصير في حق الخالق عز وجل و التقصير في الأخذ بأسباب القوة والعطاء والتقصير في التنبه إلى أحابيل الأعداء ومكر العملاء المنافقين والتقصير عن الأخذ بأسباب القوة، وقد مرت الأمة الإسلامية بهذه الحال ردحا من الزمن فاستقوى عليها الأعداء برقدتها وغفلتها، لا بقوتهم الذاتية بل بما استقووا به من أسباب القوة المادية، ولكن الله لطيف بعباده فقد أيقظ هذه الأمة من غفلتها وأنهضها من رقدتها في هذا العصر بأسباب كثيرة منها ظهور الدعاة المصلحين والقادة المخلصين الذين أخذوا هذه الأمة إلى شاطئ النجاة بعد أن كادت تذهب ريحها – والأمر لله من قبل ومن بعد وما التوفيق إلا من الله العلي الكبير- ولما رأى الأعداء الاستعماريون من النصارى واليهود وغيرهم هذه العودة أقضت مضاجعهم وأقلقت راحتهم لأنهم يريدون لهذه الأمة أن تستمر في نومها وأن تبقى في غفلتها ورقدتها، أما صحوتها وعودتها إلى دينها فأمر يعني ظهور قوة هذه الأمة من جديد ووعيها بذاتها وبمصالحها ويعني أخذها بأسباب القوة والعزة والتفوق والاستقلال على كل صعيد، وهو ما لا تريده القوى المعادية للإسلام التي لن ترضى عنه (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) البقرة، وكذا المنافقون الليبراليون العلمانيون في العالم الإسلامي وهم الذين صنعهم الكفار الذين دنسوا أوطان المسلمين ردحا من الزمن، لما رأى الأعداء المنافقون هذه الصحوة التي هي تعبير عن التوبة والأوبة إلى الله تعالى وإلى معرفة الذات وإلى الرجوع إلى كتاب الله تعالى وسنة بنبيه صلى الله عليه وسلم واستلهام تجارب الأمة وتراثها ورجالها وقادتها وعلمائها، لما رأى المنافقون الليبراليون جن جنونهم، وقاموا قومة رجل واحد ضد الإسلام وأهله تارة يشككون في ولاء الدعاة المخلصين والقادة الصادقين، وتارة يشككون في شرع الله المطهر، وتارة بالقول بأن التقدم لا يكون إلا بالأخذ بكل ما لدى الغرب الجاحد الملحد في الله النصراني واليهودي وما دار في فلكه حتى الديدان التي في التي أمعاء الغربيين كما قال كبيرهم قبل نصف قرن.
صحوة المسلمين والتي يعبر عنها بالصحوة الإسلامية هي عودة إلى الله وهي إصلاح للذات ورجوع عن ظلمها بالمعاصي والذنوب، وهي تطهير للنفس وإعلاء للأخلاق وبث لروح الإيمان ودعوة إلى الله تعالى وإصلاح للنفس والمجتمع على نور من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي رفض لأدران الضلالات ولدنس الأفكار الظلامية، هي رجوع إلى النور ورفض لحالك الديجور، صحوة تترسم فيها الأمة خطى نبيها صلى الله عليه وسلم الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، الذي يأمر بمكارم الأخلاق ويكره سفسافها، النبي الذي لم أدبه ربه فأحسن تأديبه، النبي الذي هدى به الله الناس من الضلال إلى الهدى ومن التيه إلى اليقين ومن الظلمات إلى النور، النبي الذي أعز الله به أمة لم تكن ذات بال فصارت قائدة العالم وسيدة القرار في العلم خلال أقل من نصف قرن من الزمان.
هذه هي الصحوة التي تريد أن تعود بالأمة إلى القوة والسؤدد، وتعود بالفرد المسلم إلى طريق النجاة في الدارين، فمن يكرهها ويغص بها ويبغضها إلا من ليس في قبله ذرة من إيمان؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
أم المنافقون الليبراليون فهم في سكرتهم يعمهون ويترددون، صنعهم العدو الكاشح الصليبي وغير الصليبي على عينه، فصاروا أهل ولا ء له، وصاروا جندا من جنده، بل صاروا أخطر جنده لأنهم يعملون ضد الإسلام وأهله وهم يظهرونا أنهم مسلمون ويعيشون بين المسلمين ليكيدوا للمسلمين من بين أظهرهم، ولينفثوا سمومهم ضد الإسلام ودعاته وقادته وهم يتكلمون بلسان المسلمين ويلبسون ثيابهم ويحملونا أسماءهم، فهم العدو، كما قال الله تعالى عن المنافقين (هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون) والمنافقون هم الذين كانوا يكيدون للنبي صلى الله عليه وسلم ولصحابته ولدولة الإسلام في المدينة، يعيشون بين المسلمين بل ويأخذون عطاءهم من بيت مال المسلمين – ولكنهم كانوا معزولين مهمشين ليس لهم من الأمر شيء،وهل يعقل أن يؤتمن المنافق الليبرالي على أمة الإسلام وعلى مصالح الأمة وهم عدو لها؟ - ويحملون أسماءهم ويقولون إنهم مسلمون ويشهدون الصلاة ولكنهم المنافقون الذين لا يتركون مناسبة إلا ويكيدون للإسلام وأهله وللنبي صلى الله عليه وسلم وجماعة المسلمين ودولتهم في المدنية، والأمثلة على ذلك لاحصر لها، فقد قال كبيرهم عبدالله بن أبي بن أبي سلول لئن رجعنا إلى المدينة بعد غزوة بني المصطلق ليخرجن الأعز يعني نفسه ورهطه المنافق، ليخرج الأذل يعني النبي صلى الله عليه وسلم وجماعة المسلمين من المدينة فأنزل الله فيه قرآنا يفضحه (َيقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) المنافقون وهكذا فسترى أيها المسلم أن النفاق ظهر في المدينة بعد قيام دولة الإسلام، أي بعد أن رأى المنافقون قوة المسلمين وظهورهم على غيرهم، وفي عصرنا الراهن ووقتنا القائم اشتد عداء المنافقين الليبراليين للإسلام وأهله وللدعوة وأهلها بعد أن رأوا عودة الأمة إلى دينها وبشارات قوتها وعزها ونصرها، فهلا ساقنا هذا إلى مزيد تأمل وتدبر في حال هؤلاء الأعداء.
وهكذا فالمنافقون في هذا العصر – الليبراليون العلمانيون – يكيدون للإسلام ولأهله، ويفتون في عضد المسلمين من بين أظهرهم، وهو يقومون بذلك كله لأنهم لا يؤمنون على الحقيقة بالإسلام ولا يعظمون شعائر الله ولا يحبون أن يحكم المسلمون بشريعته الغراء.
وهم لا يريدون للمسلمين عزا ولا نصرا ولا سؤددا، بينما يسعون لعز أسيادهم من الغربيين والشرقيين وينصرونهم، وهل نسينا أن هؤلاء المنافقين كانوا ذات يوم حزبين يعملان هدما وهتكا في كيان الأمة الإسلامية ولإذلال أوطان الإسلام، هؤلاء المنافقون الذين كانوا ذات يوم موزعين في الولاء بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الليبرالي، وحين سقط المعسكر الشيوعي رجع الفرع إلى الأصل واتضح أن ما كان من خلاف بين المعسكرين والعسكرين في بلاد الإسلام كان مؤقتا ومن أجل المزيد من إنجاح الكيد للإسلام وأهله ولخداع الأمة أن هنالك معسكر يقف مع المسلمين وهو المعسكر الشيوعي بقياة الصليبية الشيوعية الكبيرة الإتحاد السوفييتي – مثلما أن أمريكا وأوربا ليبرالية صليبية فمن عقيدتهم اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله وهذا جوهر النصرانية عندهم فلا خلاف بين الليبرالية والنصرانية كما يعتقدون - فلما سقط المعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي رجع هؤلاء إلى المعسكر الأم وهو الليبرالية الغربية بمعانيها ومكوناتها الأساس: الصليبية والرومانية والإغريقية الوثنية.
إذا كان للمسلمين أوبتهم إلى دينهم وصحوتهم من غفلتهم التي تعيدهم إلى ربهم وتعزهم بعد هوان وتقويهم بعد ضعف وتفتح أعينهم على خطر العدو المنافق الليبرالي قبل كل شيء، فإن لليبراليين سكرتهم التي لا يفيقون منها، وضلالهم الذي لا يحيدون عنه وصدق الله تعالى (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) الحجر، إنهم لفي سكرتهم، فالحمد لله الذي جعل لنا الصحوة والتوبة والأوبة، وجعل لهم السكرة والشهوة والعمالة، نسأل الله تعالى أن يكبتهم، وأن يخذلهم إنه على كل شيء قدير.
وإلى الأمام يا أمة الإسلام في صحوتك المباركة وتوبة البارة وأوبتك الحميدة إلى خالقك ومدد عزك وسبب نجاتك في الدارين، وستصل المسييرة – مسيرة الإسلام وأهله - بإذن الله التي لايغص بها إلى منافق ليبرالي عميل عدو للإسلام وأهله.
حفظ الله بلاد الإسلام قاطبة من شرورهم وفجورهم.
علي التمني
أبها في 29/ 2/1430(/)
في مسألة الحب الطبعي للكافر ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 11:58]ـ
قال الشيخ المقدم أن لايجوز ابدا للمسلم ان يحب الكافر لأنه يكذب نبينا الذى هو اصدق الصادقين وأغلى من اهلنا ولو كذب ابينا لم نحبه فكيف بنبينا
أرجو التفصيل فى هذه المسألة ولو أحد أحب الكافر لخلقه الحسن وأبغضه لكفره فهل فيه شيئا؟
وان مات وهو يحب كافر حشره الله معه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 12:42]ـ
يعنى هل يفرق بين الحب الطبعى وبين الشرعى
ـ[حمد]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 04:30]ـ
بارك الله في الشيخ.
أريد دليلاً على وجوب بغض الكافر بعينه؟
أنا أبغض ما هو فيه من الكفر، لكن أين الدليل على وجوب بغضه بعينه؟
# أنا أتكلم عن كافر لم أسمع منه سباً للإسلام ولا عداوة له، وإلا تلقائياً سأبغضه.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 06:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أقول رعاكم الله .. يقول تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في ابراهيم والذين معه) نحن نتسائل .. أسوة حسنة في ماذا؟؟
يأتيك الجواب: (إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله) .. لاحظ أخي أنه قدم البراءة من أعيان المشركين قبل البراءة من دينهم .. وهذا في جل آيات الولاء والبراء إن لم يكن كلها .. (واعتزلكم وما تدعون من دون الله) .. (واذ اعتزلتموهم وما يعبدون من دون الله) .. (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله) ..
وهذا رد على من أصابه الخور والضعف فقال إن البراءة في القران إنما هي من دين المشركين لا من أعيانهم ..
ما الموقف الشرعي ممن يعبد غير الله:
الجواب: (كفرنا بكم وبدا {أي ظهر} بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا)
فالمسلم الموحد الذي لا يدعو إلا الله يبغض المشرك والكافر كائنا من كان .. أبدا .. فلو قيل إلى متى؟؟
الجواب: (حتى تؤمنوا بالله وحده) .. فعلة البغض والعداوة هي عدم الإيمان بالله وحده. فمن لم يؤمن بالله وحده فبينك وبينه عداوة وبغضاء ...
لاحظ أخي في هذه الأية رد على من يقول إن العداء للكافر الحربي .. وهذا من أعظم الباطل .. فلو كان كذلك لقال: أبدا حتى تكفو عن قتالنا ... ولم يقل ...
وبعذهم يقول ان هذا الموقف من ابراهيم لقومة لأنهم عادوه .. وهذا أيضا باطل .. فلو كان كذلك لقال: أبدا حتى تكفو عنا أذاكم. أو نحو ذلك ... ولم يقل ..
ثم يا أخي: سبحان الله كيف نحب من يقول إن الله ثالث ثلاثة؟؟ نحب من يقول إن المسيح ابن الله؟؟ نحب من يقول يد الله مغلولة؟؟ لا بد على مؤمن أن يكون عنده غيره على دينه ويغضب إذا رأى من يستنقص ربه. ومن مقتضيات محبة الله أن يعادى من لا يعبد الله. فإنك (لاتجد قما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك) من يكن بينهم وبين المشركين مودة لا غيرهم (كتب في قلوبهم الإيمان) .. فمن أراد أن يكتب في قلبه الإيمان فعليه بهذا ..
____________
أما بالنسبة لمسألة الحب الطبعي فقد توسع فيها بعضهم توسعا مخيفا .. أنقل لك جواب لسؤال تم طرحه على شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف عن هذه المسألة في شرحه لرسالة لعبودية في المجلس الأول وهو مسجل فسأفرغه هنا مع ان بعض الكلام خارج عن الموضوع لكن لتعم الفائدة:
{الكلام فيه بعض الألفاظ العامية}
قال حفظه الله: ((على كل .. الذي يجب أن يتنبه له في هذا المقام أن الولاء والبراء هو أصل عظيم من أصول هذا الدين وقد حصل شيء من التفلت والضعف في السنوات الأخيرة مع أن المقام يقتضي أن يكون ذلك أكثر وضوحا. لأنه ,للأسف الشديد, الآن أعداء الله يزدادون عداوة ويزدادون كيدا وعداوتهم في هذه السنوات الأخيرة سواء في العراق أو في فلسطين أو ما يحصل الآن في بلاد الغرب مثل الدنمارك ونحوها أمر يراه كل ذي عينين. فالآن عداوتهم تزداد وحقدهم على أهل الإسلام وتكالبهم على الإسلام واضح للعامة فضلا عن الخاصة. فهذا يوجب أن تكون عداوة الكفار ظاهرة لكن المصيبة أن الكفار يزدادون عداوة ويزدادون شراسة وبعض الناس من أهل السنة تزداد مواقفهم تراجعا وخورا. الكفار يعلنون العداء السافر ويعلنونها حربا ضروسا على الإسلام وأهله ويطعنون في نبينا صلى الله عليه وسلم ويقتلون إخواننا ويقتلون
(يُتْبَعُ)
(/)
الأطفال والنساء وللإسف مواقف بعض أهل الإسلام يزداد خورهم. فيأتي مثل هذا فيقول لك والله الكافر هناك فيه شيء اسمه محبة فطرية ..
يجب أن يتنبه الإخوة إلى أنه ينبغي أن يقرر الأصل وهو عداوة الكفار ومحبة المؤمنين .. وهذا كلام واضح مايبي له كلام الشيخ فلان ولا علان كما يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله: الناظر في كتاب الله يجد أن هذا الموضوع هو أعظم موضوع في كتاب الله بعد التوحيد .. وأنت انظر للآيات التي تتحدث عن هذا .. انظر .. نحن نقول في كل صلاة (اهدنا الصراط المستقيم) ونتبرأ من النصارى واليهود (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فالأصل أنه ينبغي أن يقرر هذا الأصل بقوة
الأمر الثالث: الناس إذا غلب عليهم التهاون .. نحن الآن نلحظ في الناس التشبة بالكفار .. وانخداع وإعجاب .. فلما نرى هذا الانفتاح وهذا التوسع وهذا التساهل وهذا التنازل وهذا التفريط .. هذا يوجب الحزم .. لو كان عندك الناس الآن ما شاء الله عندهم الولاء والبراء متعدين الحد كما يقولون .. لكن غالب الناس الآن عندهم تفريط .. وقرر شيخ الإسلام أن الناس إذا غلب عليهم التساهل في أمر فينبغي أن يغلظ عليهم ..
ثم نأتي لقضية من يقول لك: الكفار إذا كانت محبتهم طبيعية ما فيه اشكال .. ما فيه اشكال .. لكن يا اخوان ينبغي أن نتنبه .. نحافظ على المحكمات .. نحافظ على ما كان أمرا معلوما من الدين بالضرورة. فالأصل أن الكافر يبغظ ويعادى حتى يؤمن والآية في هذا واضحة: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا {لاحظ بدا يعني يعني ظهر موب شيء بس في قلبك وايثار السلامة} بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده) .. هكذا اباهيم الخليل ونحن امرنا بالتأسي به عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .. فهذا الأصل
فلما يأتي بعضهم ويقول: والله أبو طالب (إنك لا تهدي من أحببت) .. أولا ألآية محتملة .. أحببته لقرابته وأبو طالب نعم نصر النبي صلى الله عليه وسلم .. أو أحببت هدايته وهذا قول قوي فلا نترك المحكمات لأجل آية تحتمل .. الآية تحتمل لأنه محبه أحبه جبلية لأنه عمه ولأنه نصره صلى الله عليه وسلم أو لأنه أحب هدايته ..
أو نأتي مثلا إلى قضية الزوجه: (وجعلنا بينكم موده) فيقول طيب الزواج من نصرانية يجوز وهناك موده .. نقول نعم هي محبة جبلية طبعية .. لكن عندا يحصل إغراق .. انتبه .. يحصل اغراق وتوسع فيما يسمى بالولاء الفطري والمحبة الجبلية حتى تزاحم ويشغب بها على عداوة الكفار فهذا نوع من التلبيس ..
فينبغي التنبه لهذا الأمر .. وسلفنا الصالح كلامهم واضح في هذا. السلف الصالح يعرفون التزوج بالكتابية جائز ويعرفون أن هناك شيء اسمه محبة جبلية طبعية. ومع ذلك نجد أن كلامهم في ذلك حاسم وهو أن يكون الولاء للمؤمنين والعداوة للكافرين ولا يشغب ببعض ما قد يشتبه وما قد يحتمل على ما كان محكما واضحا جليا. والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين)). انتهى كلام الشيخ رعاه الله.
آسف للإطالة وتقبلوا تحياتي
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 09:51]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبد العزيز ..
وفي الحقيقة فمسألة الحب الطبعي والكره الطبعي هذه مسألة دقيقة ينبغي التنبه إلى كيفية التعامل معها تعاملا صحيحا وبميزان شرعي صحيح، حتى لا يقع الفساد في أحد الطرفين، إفراطا أو تفريطا .. وهي من حكم المولى جل وعلا في خلقه العباد، فهي مركوزة في الفطر للابتلاء والامتحان، كما هو الشأن في سائر ما في نفس الإنسان من غرائز وطباع، لو لم تهذب وتضبط بشرع المولى جل وعلا لأهلكت صاحبها ..
وقد كنت أعتزم قبل بضعة أيام أن أكتب موضوعا في هذه المسألة، مسألة الحب والكره الطبعي، وعلاقته بالولاء والبراء الشرعي، بعدما سمعت شيخا من المنتسبين إلى السلفية في مصر - عفا الله عنه - يسأله أحد الإخوة في درس من دروسه عن حكم قول المسلم للنصراني (أخي) أو (إخواننا)، فيجيب بقوله أنه لا بأس بذلك، وهم إخواننا "في الوطن" وليس "في الله"، ويستدل بقوله تعالى ((وإلى عاد أخاهم هودا)) ونحوه، ويستدل بجواز الزواج من الكتابية وضرورة وجود المودة والرحمة بينهما، وما إلى ذلك .. وهذا كلام - وإن كان في حقيقته غير فاسد - لا يصح أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يقال بلا تفصيل دقيق لقوم يغلب عليهم الغرق في محبة هؤلاء دون انضباط بضوابط البراء الشرعي الصحيح ..
فالآن وقد سبق الأخ خالد – وفقه الله - بطرح الموضوع هنا، فسأجعله في هذه الصفحة، والله أسأل السداد والقبول .. آمين.
هذا وقد عدلت العنوان – وأرجو ألا يمانع في ذلك - إلى (في مسألة الحب الطبعي للكفار) حتى يكون أوضح في بيان القصد، وأوعب لما يفتح الله به على المشاركين في هذا الشريط، والله من وراء القصد.
-----
أما بعد،
فلعلنا أن نبدأ أولا ببيان ما هو الحب الطبعي والبغض الطبعي ..
ونقول وبالله التوفيق أن الحب الطبعي هو ميل الطبع في نفس الإنسان للتعلق بالشيء .. وضده الكره الطبعي، وهو ميل الطبع للنفور عن الشيء. وهذا في الحقيقة مما ابتلى الله الإنسان به في نفسه ابتلاءا كبيرا! وله صور كثيرة، كمحبة الإنسان للراحة والدعة والكسل، ومحبته للهو واللعب، ومحبته لسماع المدح والثناء من الناس، وحبته الظهور والرياسة، ومحبته لمطلق اللذة والشهوة وما يجلبها بشتى صوره وصنوفه، ومحبته لما تطول معاشرته له وإلف ذلك في نفسه أيا كان، ولو كان كريها، ولو كان شيئا وضيعا تعافه النفوس لولا الإلف وطول العادة (كما ترى الرجل يتعلق ببيت خرب أو بمكان مستقذر لكونه قد ولد فيه وتربى فيه، حتى إذا ما قيل له دعه نبدلك خيرا منه، كره ذلك وشق على نفسه)، ومحبته للأهل والولد والمال والاستزادة من زينة الحياة الدنيا .. ((وتحبون المال حبا جما))، ومحبته لبيته وقريته وبلده وعشيرته .. كل هذه المحاب هي من الحب الطبعي في بني آدم، الذي جبلت النفوس على وجوده فيها ابتلاءا وامتحانا ..
ويقابله الكره الطبعي، وبطبيعة الحال فكل ما يحبه المرء حبا طبعيا فإنه يكره تركه كرها طبعيا .. ككراهة الرجل القيام بالليل ومفارقة الفراش لصلاة الفجر، وكراهته بذل النفس في القتال والجهاد، وكراهته الانفاق في سبيل الله، وكراهته مخالفة عشيرته وأهله إلى ما لا يحبونه، إلى آخر ذلك، وهي المكاره التي نص الحديث عليها في قوله عليه السلام "وحفت الجنة بالمكاره" ..
فإذا علم ذلك، تبين أن الحب الطبعي والكره الطبعي إنما هو ابتلاء للعباد، ليرى الله ما هم فاعلون به .. فإن أتتهم حجة الشرع وبيان ما يجب عليهم إزاء كل شيء من تلك الأشياء التي أحبوها طبعا أو كرهوها طبعا، ثم لم يضبطوا قلوبهم في ذلك على ما أمر الله به، استحقوا العقوبة على ذلك، وصاروا من الذين يتبعون أهواءهم من بعد ما تبين لهم الحق، نعوذ بالله من ذلك.
ولهذا ميز العلماء في قول الرجل – مثلا - "أنا أكره القتال في سبيل الله" أو "القتال في سبيل الله أمر كريه" هل يريد بذلك كراهة الطبع كما في قوله تعالى: ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم))، أم يريد كراهة الشرع، بمعنى أنه يكره التشريع نفسه ولا يقبله، منابذة للشارع وجحودا لحقه في ذلك التشريع، فلا يرى أن فيه خيرا وإن ثقل على النفوس ويرى أن إهماله وتعطيله خير من إعماله، فإن كانت الأولى فلا بأس ولا نكير عليه، لأنه أمر جبلي معلوم مشهود ولا مرية فيه، وإن كانت الثانية فكفر وردة عن الإسلام!
والله تعالى يقول في مبتدأ الوحي لرسوله عليه السلام: ((قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً)) [المزّمِّل: 2]
ويعقب ذلك بقوله جل وعلا: ((إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً)) [المزّمِّل: 5]
فلأنه تبارك وتعالى يعلم أن في ذلك التشريع ثقل على النفس، وفي مهمة تبليغه للخلق شدة على المبلغ صلى الله عليه وسلم، فأتبع سبحانه بقوله: ((إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً)) [المزّمِّل: 6] فيبين له ما في هذا التكليف – مع ثقله على النفوس – من خير للقلوب، حتى يتأسس الأصل في نفسه عليه السلام من مبتدأ الوحي بأن كل تشريع مهما شق على النفس وثقل فهو خير ولو لم ير العبد ذلك الخير ولم يدركه .. ثم بعدها بقليل يكلفه المولى بتكليف آخر: ((وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً)) [المزّمِّل: 10] ولأن الكلام الذي يسمعه المبلغ في مبتدأ تبليغه شديد ثقيل على النفس، كلفه سبحانه بالصبر عليه، ثم طيب نفسه بتعليقها بانتظار قيام العدالة الربانية على هؤلاء البغاة المجرمين يوم الحساب إذ قال: ((وَذَرْنِي
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً. إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً)) (المزّمِّل: 11:12) إلى آخر الآيات الكريمة.
فلأن الطبع يكره تلك التكاليف ويستثقلها، فإن النفس تحتاج إلى الترغيب والترهيب، وإلى توثيق إيامنها بأن ذلك خير لها وإن جهلت وجه ذلك ((والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).
وتأمل كيف حزن نوح عليه السلام لما رأى ولده يهلك – فلذة كبده – والذي أحبه حب الأب لولده حبا طبعيا جبليا، فنادى ربه: ((فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ)) [هود: 45] فأجابه الملك جل وعلا: ((قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)) [هود: 46]
فانظر كيف نزه الرب نبيه عن أن يترك تعلقه الفطري الجبلي بولده – وما أشده من تعلق ومحبة في النفوس – يطغى على ما علم أنه أمر الله النازل في كل كافر في الأرض بلا استثناء، ووصف من ترك قلبه يحمله على مخالفة أمر الله في ذلك بأنه (من الجاهلين)! فهل كان التعلق القلبي بولده من جهة الطبع والجبلة – في مجرده ومطلقه – جهلا؟ كلا! ولكنه كاد أن يكون من أحوال الجاهلين لما حمل نوحا عليه السلام على أن يسأل الله ما ليس له بحق .. ولذلك فلما استبان الأمر له عليه السلام رجع وفاء من فوره – كما هو شأن الأنبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه – فقال: ((قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ)) [هود: 47]
وتأمل كيف امتثل إبراهيم الخليل – ذلك الرجل الذي كان يعدل أمة، صلى الله عليه وسلم – لأمر الملك جل وعلا إياه بأن يذبح ولده وحيده الذي طال انتظاره له، فهل هناك محبة جبلية أشد من هذه المحبة في نفسه عليه السلام؟ وهل هناك ما هو أشد وأثقل وأكره عليه من أن يرى ذلك الولد يتأذى أخف الأذى؟ فكيف بأن يؤمر بذبحه بيده؟؟؟ سبحان الله! إنه ابتلاء عظيم والله، ابتلاء للمرء بنفسه التي بين جنبيه! والدرس المأخوذ هنا أن المحبة الطبعية كلما عظمت في نفس الإنسان، كلما اشتد بها الابتلاء، وكلما كانت مخالفة النفس فيها استجابة لأمر الله، آية أظهر وأوضح على صدق العبد في توحيد الله جل وعلا بالمحبة كما هو الركن في معنى العبودية والتوحيد ..
لما قال عليه السلام للفاروق: "لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك"، أجابه عمر: "فأنت أحب إلي من نفسي" فحينها قال "فالآن يا عمر" أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. وما أسهل أن يقول الرجل: "الله ورسوله أحب إلى من نفسي ومالي وولدي" هكذا بلسانه، ولكن عند الابتلاء بالشدة يظهر ذلك ويتميز ويمحص في القلوب تمحيصا! فمن كان من الجاهلين، تاركا لقلبه تحمله المحاب الطبعية لهذا وذاك، وتصرفه المكاره الطبعية عن هذا وذاك، دونما اعتبار لأمر من الله ونهي، فهذا عند التمحيص بالعمل، يهلك ويغوى والعياذ بالله ..
رأس التوحيد المحبة .. وهي واجبة على المكلف وجوبا! وما لا يصاب الواجب إلا به فهو واجب، وما يخالف ذلك الواجب أو يحول دون تحقيقه فهو محرم، وما يعين على بلوغه فهو مطلوب مرغوب، وما لا يعين ولا يمنع من بلوغه فهو مباح، لا إلى منع ولا إلى إيجاب. فالأشياء التي يميل إليها القلب ميلا طبعيا والتي يكرهها كرها طبعيا تتفاوت في حكمها ما بين المنع والإيجاب ..
وتأمل كيف ندب الشرع المقاتل المسلم على الاختيال أمام الكفار واستعراض القوة والبأس تعاليا بذلك في حال الحرب أمامهم، موافقة لميل طبعي في النفس، فكان في تلك الحال موافقة لذلك الميل عبادة وقربة .. مع أن الخيلاء باطلاقها مذمومة، والتعالي والاستكبار مذموم، وهو ميل نفسي لو تركه العبد في غير ذلك الحال لما كان مندوبا بل لكان مذموما مكروها!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال ذلك: محبة بيوت الله علامة على محبة الله، فهي لا تحب لذاتها، لا لبنيانها ولا لترابها ولكن لما يقام فيها من شعائر الله .. فمن كره مسجدا بعينه، هل يقال أنه في حرج من أمر دينه؟ لا يلزم ذلك .. فقد يكره ذلك المسجد بعينه لكراهيته لبعض المصلين فيه، أو لكراهيته لشيء في بنائه أو نحو ذلك .. فلا يقال بالضرورة أن كراهيته ذلك المسجد بالذات هي مما يتعارض مع توحيد المحبة للمولى جل وعلا! ولكن لو قال أنا لا أحب المساجد – بعموم – فهذا لا حظ له من إيمان ومحبته لله جل وعلا غير متصورة بحال من الأحوال!
وتأمل حال القلب مع شيء من المباحات، كالمال مثلا. قد نص القرءان على أن له محبة في نفوس العباد، محبة طبعية .. فهل يأثم المرء بمجرد ذلك؟ كلا .. ولكنه يأثم إن لم يضبطها بضوابط الشرع الحكيم، فلا تشح يده ولا تضيق عن البذل الواجب في سبيل الله، ثم يتفاضل العباد بعد القدر الواجب في القدر التطوعي، ما بين رجل أشد حبا لله، فيقدم ما يرضى الله على ما تحبه نفسه، فيبذل أكثر ماله ولا يبالي، ورجل أقل حبا لله فتضيق يده عما انبسطت به يد غيره من تطوع وتحبب إلى الملك جل وعلا، فلا يقال هو آثم بذلك القدر من الحب للمال، ولكنه قد فوت على نفسه خيرا كثيرا اغتنمه غيره .. ولعله أن يعوض ذلك الخير في غير ذلك من الأعمال، ولكن الشاهد أنه لا يذم بأن كانت محبته للمال مانعة له عن الجود تطوعا بما جاد به غيره .. ولم تكن مانعة له من بلوغ محبة الله جل وعلا بغيرها من الأعمال ..
وانظر إلى رجل يجب أن يمتدحه الناس وأن يثنوا عليه، هذا يحب شيئا يبغض الله تعالى فيه .. ولكن ما بال رجل لا يرجو ذلك ولا يتطلع إليه، ولكن لما مدحه الناس وجد في نفسه حال ذلك سرورا وانبساطا؟ هل هذا في محبته تلك – في عمل المحبة في ذلك الحال تحديدا – يذم ويقال له لقد أحببت ما يبغضه الله؟ كلا، فنفسه غير مقيمة على ذلك، بل إن في الحديث أن ذلك لا يؤاخذ به العبد لأنه من عاجل بشرى المؤمن .. فهذا ضابط شرعي دقيق لحال من أحوال القلوب في المحبة والميل الطبعي ..
وتأمل إلى رجل تزوج من كتابية، هل يقال له أن مطلق محبتك الطبعية لها – محبة الرجل لامرأته – شيء يتعارض مع أصل البراء الواجب في القلوب من الكفار؟ كلا! ولو كان كذلك ما شرعه الله، فشرع الله لا يتعارض بحال من الأحوال! ولكن العبرة بحال القلب إزاء تلك المحبة وتوجيهه لها .. ففي حال الجماع ومقدماته بينهما – مثلا - هل يُتصور أن يستحضر الرجل أنها كافرة مارقة يبرأ إلى الله منها؟ كلا! لو فعل لما واقعها ولما نظر إليها أصلا! ولكن هذا أمر أباحه الشارع له، فهو يقدره بقدره، ويترك نفسه في محبتها الطبعية في ذلك تقييدا بتلك الأحوال المباحة، وغيرها مما يلزم لقرار البيت وحسن المعشر، ولكن لا يغفل عن كونها كافرة يبغضها الرب تبارك وتعالى وهي على كفرها .. فيبرأ إليه سبحانه من ذلك، وينزه بيته عن أن تظهر فيه آثار ذلك الكفر! ليس هذا فحسب، بل إنه يجتهد في دعوتها إلى الإسلام ولا يفتر في ذلك أبدا، ويستحضر نية تحبيبها في دين الله من خلال محبتها هي الطبعية الجبلية فيها لذلك الزوج المسلم، وهذا أمر لطالما جعله الله سببا في دخول كثير من سبايا الحرب الكافرات في دين الله تحت رجال مسلمين، وهو من الحكم العظيمة في ذلك الأمر، فسبحان الملك ما أحكمه!
والقرءان حين يذكر قوم عاد بأن هودا أخوهم، فليس المراد أنه يحبهم ويترك قبله أسيرا لإلف الطبع والعادة كما هو حال الجاهلين، كلا وحاشاه، إنما المراد أنهم عشيرته وقومه، وهذا الحب الطبعي تجاههم، محمود ما دام يحمله على حب الخير لهم والسعي الحثيث في طلب هدايتهم مع البراءة منهم ما داموا كافرين، ومع امتثال كافة التكاليف الشرعية فيهم بلا إفراط ولا تفريط! فهي خير له ما حملته على الخير، وشر له ما حملته على الشر! فالغفلة عن أصل البراء من الكفار إنما هي هتك للمحبة الواجبة لله جل وعلا، سببها – غالبا – غلبة الحب الطبعي على النفس دون ضابط .. كحب الرجل لجاره الذي ألفه من الصغر، مع علمه بأنه كافر وبأنه يشتم ربه في كل صلاة يصليها!! هذا حب محرم شرعا، ولكن هل يمنع من أداء حق الجار الذي هو البر والإحسان وترك مظلمته؟ كلا! ففي حال العمل بتلك الأعمال، يجد الإنسان محرك الميل الطبعي يحركه فيضبطه بالحد الشرعي بلا إفراط ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
تفريط .. ولهذا يقول تعالى: ((لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) [الممتحنة: 8]
فلا يفهم من هذه الآية والتي تليها في كتاب الله أن المراد ألا تكون البغضاء والبراءة إلا من الكافر المحارب المقاتل، وإنما يفهم أن الكفار ليسوا سواءا في عملهم، فلا يقابلون من العمل إلا بما يناسب ذلك على وفق ما هو مشروع في دين الله .. فلا يتعارض البر والعدل (القسط إليهم) – مثلا - مع بغضهم في الله وحضور ذلك في النفس تجاههم، بل لا تتعارض الملاطفة من باب تأليف القلوب للدعوة – فيمن يجرى تألف قلبه ويظن فيه استعداد لسماع الحق وقبوله - مع ذلك البغض والبراءة منهم .. فهذا عمل مطلوب مندوب إليه، فإن وافق ميلا طبعيا في النفس لم يكن ذلك الميل حالئذ مذموما .. ولكن إن غفل الإنسان فلم يميز الحد الشرعي في المسألة، ووجد نفسه يحمله ذلك الميل إلى هتك البراءة من ذلك الرجل الكافر، ومعاملته كما لو لم يكن كافرا، فهنا يقال هذا طبع مذموم يجب ضبطه وتقويمه بالشرع .. فالاعتدال والتوسط حق واجب وهو أساس التشريع في دين الله جل وعلا، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. يكلفها بما تكرهه وقد يثقل عليها لميلها إلى خلافه، ولكنه أبدا لا يكلفها بما لا يسعها!
لو كان الساكن إلى جوارك قسيسا أو راهبا كتابيا، لكان له حق الجار، ولكن هل تستوي معاملته بمعاملة جار نصراني يغلب على ظنك استعداده للسماع منك وقبول الحق؟ كلا ولا شك! كلاهما بغيض عندك ما دام على كفره، ولكن أحدهما أبغض إليك من الآخر .. وحق الأول ألا تظلمه، ولا عليك وراء ذلك من شيء! وأما الثاني فلعلك تكون مندوبا إلى دعوته والتلطف معه بل وربما مزاورته ومجالسته ومؤاكلته أحيانا بغية تأليف القلب لسماع الحق .. ولا يضيرك ما تجد في قلبك من ميل لذلك، فإن سمع وقبل فخير، وإن أبى وكره فينزل الضابط الشرعي على الميل الطبعي ويرجع الأمر إلى الحق الأدنى الواجب له .. ولا شك أن بغضه يزيد في القلب بحسب ما يظهر من عمله، ولكنه بناء على أصل، لا تحويل للأصل! بمعنى أنك لم تكن تحبه لغفلتك عن أعمال الكفر التي يعملها، حتى إذا ما رأيت كفره أبغضته عليه!! كلا، ولكن زاد بغضه بقدر ما خرج منه من عداوة الحق وأهله .. فالأمر مداره الضبط الشرعي .. فمن كان يضبط طبعه بالضابط الشرعي في كل حال، فهو موجه لكل محبة ولكل بغض في قلبه إلى الغاية من المحاب جميعا، وهي محبة الله وحده جل وعلا! أما الغافل عن ذلك، الذي يغلبه الطبع ولا يضبطه الشرع، فهذا لا يصدق في زعمه أن الله أحب عنده من كل شيء، وعمله يشهد على كذبه .. والله المستعان.
هذا ما فتح الله علي به فيما أفسحه لي من الوقت، والله أعلى وأعلم وأحكم، ولعلي أن أرجع إلى مزيد من التحرير والإضافة فيما بعد بإذن الله .. والله من وراء القصد ..
أستغفره عن كل زلل، وأسأله الخير كله وأعوذ به من الشر كله، إنه بكل جميل كفيل، وهو البر التواب الرحيم، الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 11:32]ـ
تحريم محبة الكفار محبةً طبيعيةً , أليس من لوازمه تحريم أخذ العلوم عنهم؟! لأن الإنسان بطبيعته يميل إلى كل من يحسن إليه , ولا أفضل من العلم!
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ...
فما الجواب على هذا الإشكال؟!
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 12:38]ـ
إخواني الكرام وفقك الله تعالى
-------------------
يقول العلامة ابن الوزير اليماني رحمه الله: (المسألة الثامنة: في الولاء والبراء والتكفير والتفسيق وما يتعلق بذلك على طريق الإختصار.
قال الله تعالى: " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ".
وهي من قواعد هذا الباب والدواعي إلى المحافظة عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: " ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ". وصح بلا خلاف حديث المرء مع من أحب وشواهده وطرقه كثيرة.
وفي سنن أبي داود من حديث أبي ذر مرفوعاً: " أفضل الأعمال الحب في الله تعالى والبغض في الله تعالى "، وللحاكم من حديث عائشة مرفوعاً: " الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل وأدناه أن يحب على شيء من الجور ويبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض " رواه الحاكم في تفسير آل عمران من المستدرك وقال صحيح الإسناد.
وفي مسند البراء من مسند أحمد حدثنا إسماعيل هو ابن إبراهيم بن علية قال حدثنا ليث عن عمرو بن مرة عن معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء ابن عازب قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم وآله فقال: أي عرى الإسلام أوثق؟ قالوا: الصلاة. قال حسنة. وما هي بها؟ قالوا: الزكاة. قال حسنة. وما هي بها؟ قالوا: صيام رمضان. قال: حسن وما هو به؟ قالوا: الحج قال حسن. وما هو به؟ قالوا: الجهاد. قال حسن. وما هو به؟ قال: إن أوثق عرى الإسلام أن تحب في الله وتبغض في الله عزوجل.
وفي هذا فروع مفيدة:
الأول: أن هذا كله في الحب الذي هو في القلب والمخالصة لأجل الدين وذلك للمؤمنين المتقين بالإجماع وللمسلمين الموحدين إذا كان لأجل اسلامهم وتوحيدهم عند أهل السنة كما يأتي.
وأما المخالفة والمنافعة وبذل المعروف وكظم الغيظ وحسن الخلق واكرام الضيف ونحو ذلك فيستحب بذله لجميع الخلق إلا ما كان يقتضي مفسدة كالذلة فلا يبذل للعدو في حال الحرب كما أشارت إليه الآية: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين" كما يأتي.
وأما التقية فتجوز للخائف من الظالمين القادرين.
وأما الفرق بين ما يجوز من المنافعة والمداهنة وما لا يجوز من الرياء فما كان من بذل المال والمنافع فهو جائز وهو المنافعة وربما عبر عنه بالمداهنة والمداراة والمخالفة، وما كان من أمر الدين فهو الرياء الحرام ويأتي ما يدل على ذلك في الأدلة المذكورة في هذه المسألة.
ومن كلام الإمام الداعي إلى الله تعالى يحيى بن المحسن عليه السلام في الرسالة المخرسة لأهل المدرسة: " لا يجوز أن تكون الموالاة هي المتابعة فيما يمكن التأويل فيه لأن كثيراً من أهل البيت عليهم السلام قد عرف بمتابعة الظلمة لوجه يوجب ذلك فتولى الناصر الكثير منهم وصلى بهم الجمعة جعفر الصادق وصلى الحسن السبط على جنائزهم وأقام علي بن موسى الرضا مع المأمون وكثر جماعته وتزوج ابنه محمد ابنة المأمون وغير ذلك.
والوجه فيه أن الفعل لا ظاهر له فتأويله ممكن، وذكر الإمام المهدي محمد بن المطهر عليهما السلام أن الموالاة المحرمة بالإجماع هي موالاة الكافر لكفره والعاصي لمعصيته ونحو ذلك.
قلت: وهو كلام صحيح والحجة على صحة الخلاف فيما عذا ذلك أشياء كثيرة منها قوله تعالى في الوالدين المشركين بالله: " وصاحبهما في الدنيا معروفاً " ومنها قوله تعالى: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون " وفي الحديث أنها نزلت في قتيلة أم أسماء بعد آيات التحريم رواه أحمد والبزار والواحدي وتأخرهما واضح في سياق الآيات وقرينة الحال مع هذا الحديث. ومع حديث ابن عمر الآتي، ولو لم يصح تأخر ذلك في هذين الحديثين وغيرهما فالخاص مقدم على العام عند جهل التاريخ عند الجمهور ورجحه ابن رشيد في نهايته بالنصوصية على ما هو خاص فيه.
ويدل عليه ما ثبت في القرآن والسنة الصحيحة المتفق عليها من حديث علي عليه السلام في قصة حاطب على ما ذكره الله تعالى في أول سورة الممتحنة، وذكره أهل الحديث وأهل التفسير جميعاً فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله قبل عذره بالخوف على أهله في مكة والتقية بما لا يضر في ظنه.
فان قيل القرآن دال على أنه قد أذنب لقوله: " ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل "، فكيف يقبل ما جاء من قبول عذره.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: إنما قبل عذره في بقائه على الإيمان وعدم موالاة المشركين لشركهم، ولذلك خاطبه الله بالإيمان فقال: " يا أيها الذين آمنوا" والعموم نص في سببه فاتفق القرآن والحديث، وأما ذنبه فإنه لا يحل مثل ما فعله لأحد من الجيش إلا بإذن أميرهم لقوله تعالى: " وإذا جاءهم أمر من الخوف أو الأمن إذاعوا به .. الآية "، ولأن تحريم مثل ذلك بغير إذن الأمير إجماع، ومع إذنه يجوز، فقد أذن في أكثر من ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآله حيلة في حفظ المال فلو كان مثل ذلك موالاة لم يأذن فيه صلى الله عليه سلم وآله فدل على أن ذنب حاطب هو الكتم لما فيه من الخيانة لأنفس الفعل لو تجرد من الكتم والخيانة والله أعلم.
ويدل عليه قوله تعالى: " أشداء على الكفار رحماء بينهم ". وقوله تعالى: " فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون " فأمره بالبراءة من عملهم القبيح لا منهم، وكذلك تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم وآله مما فعل خالد بن الوليد ولم يبرأ منه بل لم يعزله من إمارته، ولأن الله تعالى علل تحريم الإستغفار للمشركين بقوله: " من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ". فكل ذنب يستغفر أو نحو ذلك فيه لم تلزم لذنب الشرك في ذلك حتى احتج بها بعضهم على جواز الإستغفار للمشركين قبل أن يموتوا على الشرك وتأولوا عليه حديث: " اللهم اغفر لقومي فإنهم كانوا جاهلين " .. وحديثا آخر لعلي عليه السلام في تأويل استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه كذلك رواه أحمد، ويدل عليه قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ".
عن ابن عباس: " هم الذين منعهم أهلهم عن الهجرة لما هاجروا ورأوا الناس قد فقهوا هموا أن يعاقبوا أهليهم الذين منعوهم ".
ومن قال كانوا مشركين فليس بشيء لأنها مدنية، وقد كان حرم نكاح الكوافر وفيه نظر، ويدل عليه ما تقدم في حديث الحب على شيء من الجور والبغض على شيء من العدل، ويدل عليه جواز نكاح الفاسقة بغير الزنا وفاقاً، ونكاح الكتابية عند الجمهور وظاهر القرآن يدل عليه، وفعل الصحابة، ومنه امرأة نوح وامرأة لوط وقوله: " للكفار هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ".
ومن ها هنا أجاز المشددون في الولاء والبراء أن يحب العاصي لخصلة خير فيه ولو كافرا كأبي طالب في أحد القولين، وعلى الآخر: حب النبي صلى الله عليه وسلم وآله له قبل إسلامه وهو مذهب الهادوية، ويدل لهم في المسلم حديث شارب الخمر الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم وآله عن سبه بعد حده وقال: " لا تعينوا الشيطان على أخيكم أما أنه يحب الله ورسوله رواه البخاري، وكذلك حديث ضمضم عن أبي هريرة في المتآخيين المجتهد في العبادة والمسرف على نفسه كما تقدم في المسألة السابعة، بل يدل عليه في حق أهل الاسلام قوله تعالى: " وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده " فجعل الإيمان بالله وحده غاية ينقطع عندها وجوب العداوة والبغضاء، ومنه استئذانه صلى الله عليه وسلم وآله في زيارة قبري والديه وزيارته لهما، وشفاعة إبراهيم لأبيه، فان الباعث على تخصيصهم بذلك هو الحب للرحامة ومنه: " فلا تذهب نفسك عليهم حسرات " ولعلك باخع نفسك " لشدة شفقته ورفقه) إهـ إيثار الحق على الخلق (370 وما بعدها)
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 03:10]ـ
أخي أبو جهاد .. ليس هناك اشكال ولله الحمد
أنت سألت: تحريم محبة الكفار محبةً طبيعيةً , أليس من لوازمه تحريم أخذ العلوم عنهم؟!
الجواب .. لا.
.............................. ...........................
وهنا مسألة: ليس معنى هذا أن الإنسان لا يحب من أحسن إليه من الكفار أو أباه الكافر أو غير ذلك .. من قال بهذا؟؟ وليس معنى بغضهم هذه الأمور التي يفعلها بعض من أخطأ - هدانا الله وإياه - وفجر المستأمنين والمعاهدين في بلاد المسلمين .. هذا شيء وهذا شيء.
لكن أقول ينبغي ألا نبالغ في ردة فعلنا ونهون من مسألة الولاء والبراء بسبب هذه الأفعال الشنيعة
وفرق بين موالاة المؤمنين .. وبين المودة والمحبة التي تسمى طبعية .. وبين البر والعدل والإحسان التي فيها قوله تعالى: (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).
إقرأ هذه الفتوى:
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
السؤال: إن الممرضات أو الطبيبات أوغيرهن من الكافرات اللاتي تكون أخلاقهن حسنة ربما أدَّى ذلك إلى الافتتان بتلك الأخلاق أو مودتهن بحجة الأخلاق .. ؟
الجواب: الدين لا شك أنه خلق، وأنه معاملة، وأن الأخلاق الحسنة هي أعظم ما يدعو الإنسان به الناس بعد ما يعطيه الله تبارك وتعالى القول الحسن وهو من الأخلاق الحسنة، ولا يجوز للمسلم أن يحب الكافر أو أن يوده، وأما إن أحسن إليه هؤلاء فلا بأس أن يرد الإحسان، فالمؤمن هو مكافئ، يكافئ الإحسان بالإحسان، ولو بشيء من الهدية أو بشيء من العطاء، ولعل ذلك يكون بإذن الله مما يرغب تلك المرأة في أن تسلم، لكن لا يصل ذلك إلى المحبة والمودة والموالاة كما جاء في هذا السؤال.
واقرأ هذه أيضا:
يقول الشيخ عبدالرحمن البراك:
(الواجب على من منّ الله عليه بالإسلام والإيمان والتوحيد أن يبغض الشرك وأهله، فإن كانوا محاربين فعليه أن يعاديهم بكل ما يستطيع، وإن كانوا مسالمين للمسلمين فيجب بغضهم على كفرهم ومعاداتهم لكفرهم، ولكن من غير أن ينالوا بأذى؛ بل لا مانع من الإحسان إليهم وصلتهم إن كانوا أقارب، وبرهم إن كانوا من الوالدين).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:13]ـ
أخي الكريم ترقب الحديث حول هذه المسألة بشكل مطول في بحث لي سيظهر فريبا بإذن الله بعنوان:
حقيقة البعد الاعتقادي في موقف المسلم من الكافر!!
أرجو ان أوفق فيه
والله يرعاك ويتولاك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 12:20]ـ
أخي الكريم ترقب الحديث حول هذه المسألة بشكل مطول في بحث لي سيظهر فريبا بإذن الله بعنوان:
حقيقة البعد الاعتقادي في موقف المسلم من الكافر!!
أرجو ان أوفق فيه
والله يرعاك ويتولاك
نحن بانتظاره
وللشيخ المقدم شريط أدب التعامل مع الكفار يقرأ فصلا مكن كتاب احكام الاستعانة بالكفار فى الفقه الاسلامى لعبد الله الطريقى والكتاب على النت
ـ[سلطان خليفة]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:14]ـ
ألاحظ أن هناك ثلاثة مناهج في التعامل مع المسألة (وهي مسألة دقيقة جداً، والنصوص تتجاذبه):
1) من لا يرى أبداً أي محبة لا طبيعية ولا غيرها بين المسلم والكافر.
وهو ظاهر كلام الشيخ سليمان بن عبدالله في الدلائل، والشنقيطي في تفسيره، والشيخ صالح الفوزان.
2) من يرى فقط أن هناك محبة طبيعية للقرابة ونحوهم.
والقائلون به كثير من العلماء.
3) من يرى أن الكافر غير المحارب يجوز محبته محبة طبيعية، وبغضه بغضاً دينياً.
وهو قول محمد رشيد رضا، والطاهر بن عاشور، وجمال الدين القاسمي، ومحمد أبو زهرة وغيرهم.
ـ[أحمد يس]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 01:53]ـ
كتب الدكتور لطف الله خوجة مقالاً تكلم فيه عن هذه المسألة:
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-9244.htm
ولا ننسى فيمن نزل قوله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت).
والله أعلم.
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 09:45]ـ
يوجد كلام ممتاز للشيخ محمد الحسن الددو في هذا تجدونه هنا:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=87131
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 02:23]ـ
للفائدة:
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5254
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2216
ـ[سلطان خليفة]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 10:30]ـ
الإشكال قوي جداً ...
ما دام لا تلازم بين المحبة الدينية والمحبة الطبيعية، وهذا تجده واضحاً في المؤمن العاصي، وكذلك محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي طالب، فما هو المانع من محبة الكافر غير المحارب محبة طبيعية؟!
والمجمع عليه " محبة الكافر لأجل دينه " هذا بالإجماع، ولا أظن أحداً يخالف فيه ..
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 11:22]ـ
إخواني الكرام وفقك الله تعالى
-----------------
أليست المحبة الفطرية هي مثل (الخوف الفطري) لا يؤاخذ العبد عليها إلا إذا رتب على هذا المحبة الفطرية سبب من أسباب الكفر الصريحة مثل: الرضا بدين الكفار أو استحسان ما هم عليه من الكفر أو عدم بغض دينهم الكفري أو موالاتهم من دون المؤمنين أو مظاهرتهم على أهل الإسلام.
وما يقال في (المحبة الفطرية) يقال مثله أيضاً في (البغض الفطري) فقد يقع البغض من المسلم لأخيه المسلم لسبب من أسباب الدنيا أو مثل بغض الزوجة لزوجها وعدم ميلها له فلا يؤاخذ المسلم بذلك إلا إذا رتب على هذا البغض عدم موالاة المسلم أو بغض الإسلام وكراهية أهله من أجل إسلامهم فعند ذلك يقع المحذور الشرعي.
يقول العلامة ابن الوزير اليماني رحمه الله: ( ... ومن ها هنا أجاز المشددون في الولاء والبراء أن يحب العاصي لخصلة خير فيه ولو كافرا كأبي طالب في أحد القولين، وعلى الآخر: حب النبي صلى الله عليه وسلم وآله له قبل إسلامه وهو مذهب الهادوية، ويدل لهم في المسلم حديث شارب الخمر الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم وآله عن سبه بعد حده وقال: " لا تعينوا الشيطان على أخيكم أما أنه يحب الله ورسوله رواه البخاري، وكذلك حديث ضمضم عن أبي هريرة في المتآخيين المجتهد في العبادة والمسرف على نفسه كما تقدم في المسألة السابعة، بل يدل عليه في حق أهل الاسلام قوله تعالى: " وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده " فجعل الإيمان بالله وحده غاية ينقطع عندها وجوب العداوة والبغضاء، ومنه استئذانه صلى الله عليه وسلم وآله في زيارة قبري والديه
(يُتْبَعُ)
(/)
وزيارته لهما، وشفاعة إبراهيم لأبيه، فان الباعث على تخصيصهم بذلك هو الحب للرحامة ومنه: " فلا تذهب نفسك عليهم حسرات " ولعلك باخع نفسك " لشدة شفقته ورفقه) إهـ إيثار الحق على الخلق (370 وما بعدها)
والله أعلم وأحكم.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 09:12]ـ
هذه فائدة من كتاب (إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد) باب قول الله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت)، للعلامة الشيخ: (صالح بن فوزان الفوزان) - حفظه الله -.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(وأنزل الله في أبي طالب: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (إِنَّكَ) أيها الرسول، {لَا تَهْدِي} لا تملك هداية {مَنْ أَحْبَبْتَ} من أقاربك وعمك، والمراد بالمحبة هنا: المحبة الطبيعية، ليست المحبة الدينية، فالمحبة الدينية لا تجوز للمشرك، ولو كان أقرب الناس: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} فالمودة الدينية لا تجوز، أما الحب الطبيعي فهذا لا يدخل في الأمور الدينية.
{وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} فنفى -سبحانه وتعالى- عن نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه يملك الهداية لأحد، كما قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} قال -سبحانه - {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}.
فإن قلت: أليس الله -جل وعلا- قال في الآية الأخرى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فأثبت في هذه الآية أن الرسول يهدي إلى صراط مستقيم؟
فالجواب عن ذلك: أن الهداية هدايتان: هداية يملكها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهداية لا يملكها.
1 - أما الهداية التي يملكها الرسول فهي: هداية الإرشاد والدعوة والبيان، ويملكها كل عالم يدعو إلى الخير.
2 - أما الهداية المنفية فهي: هداية القلوب، وإدخال الإيمان في القلوب، فهذه لا يملكها أحد إلا الله سبحانه وتعالى.
فنحن علينا الدعوة وهداية الإرشاد والإبلاغ، أما هداية القلوب فهذه بيد الله -سبحانه وتعالى - لا أحد يستطيع أن يوجد الإيمان في قلب أحد إلا الله - عز وجل - هذا هو الجواب عن الآيتين الكريمتين.
{وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} فلا يضع هداية القلب إلا فيمن يستحقها، أما الذي لا يستحقها فإن الله يحرمه منها، والله عليم حكيم -جل وعلا- ما يعطي هداية القلب لكل أحد، وإنما يعطيها -سبحانه- من يعلم أنه يستحقها، وأنه أهل لها، أما الذي يعلم منه أنه ليس أهلا لها ولا يستحقها، فإن الله يحرمه منها، ومن ذلك حرمان أبي طالب، حرمه الله من الهداية لأنه لا يستحقها، فلذلك حرمه منها، والحرمان له أسباب).
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Libr...32&SectionID=1
.............................. .......................
وهذه أيضا: من كتاب (القول المفيد على كتاب التوحيد) باب قول الله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت)، للعلامة الشيخ: (محمد بن صالح العثيمين) - رحمه الله -.
(وقوله: {اِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ اَحْبَبْتَ} ظاهره ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب أبا طالب، فكيف يؤول ذلك؟
والجواب: (إما أن يقال: أنه على تقدير إن المفعول محذوف، والتقدير: من أحببت هدايته لا من أحببته هو.
أو يقال: أنه أحب عمه محبة طبيعية كمحبة الابن أباه ولو كان كافرًا.
أو يقال: إن ذلك قبل النهي عن محبة المشركين.
والأول أقرب، أي: من أحببت هدايته لا عينه، وهذا عام لأبي طالب وغيره.
ويجوز أن يحبه محبة قرابة، لا ينافي هذه المحبة الشرعية، وقد أحب أن يهتدي هذا الإنسان، وإن كنت أبغضه شخصيًا لكفره، ولكن لأني أحب أن الناس يسلكون دين الله) انتهى.
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=365&CID=17&SW= انك-لا-تهدي-من-احببت# SR1
ـ[البتيري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 10:46]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 01:54]ـ
القول ان القول الاول هو الاقرب اظن انه قول بعيد لانه مخالف لظاهر القرآن والقول الثاني هو الاقرب للصواب والله اعلم
ـ[التبريزي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 03:16]ـ
(وأنزل الله في أبي طالب: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (إِنَّكَ) أيها الرسول، {لَا تَهْدِي} لا تملك هداية {مَنْ أَحْبَبْتَ} من أقاربك وعمك، والمراد بالمحبة هنا: المحبة الطبيعية، ليست المحبة الدينية، فالمحبة الدينية لا تجوز للمشرك، ولو كان أقرب الناس: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} فالمودة الدينية لا تجوز، أما الحب الطبيعي فهذا لا يدخل في الأمور الدينية.
(وقوله: {اِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ اَحْبَبْتَ} ظاهره ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب أبا طالب، فكيف يؤول ذلك؟
والجواب: (إما أن يقال: أنه على تقدير إن المفعول محذوف، والتقدير: من أحببت هدايته لا من أحببته هو.
أو يقال: أنه أحب عمه محبة طبيعية كمحبة الابن أباه ولو كان كافرًا.
أو يقال: إن ذلك قبل النهي عن محبة المشركين.
والأول أقرب، أي: من أحببت هدايته لا عينه، وهذا عام لأبي طالب وغيره.
بل الأقرب والله أعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام أحبَّ عمَّه محبة طبيعية كمحبة الابن أباه ولو كان كافرًا، وهذا أقرب إلى فهم الآية: "اِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ اَحْبَبْتَ "، لكن كيف يفرق بين المحبة الطبيعية والمحبة الدينية كما ذكر الشيخ الفوزان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جميل الرويلي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 03:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحبة الطبعية رابطها كوني أما المحبة الدينية فرابطها معنوي مستقل
و الله أعلم
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 06:48]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
جزاك الله خيرا أختى السلفية وجزاكم الله خيرا إخوانى جميعا
ولى إضافة قد تساعد فى التفريق بين المحبة الطبيعية والمحبة الدينية ففى حديث على لما مات أبوه أبو طالب كمافى سنن أبى داود وغيره من حديث على قال قلت للنبى -صلى الله عليه وسلم- إن عمك الشيخ الضال قد مات. قال «اذهب فوار أباك ثم لا تحدثن شيئا حتى تأتينى». فذهبت فواريته وجئته فأمرنى فاغتسلت ودعا لى.
بل فى رواية عند النسائى وعند غيره عن علي قال لما توفي أبو طالب اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان عمك الضال قد هلك قال فانطلق فواره فقلت ما انا بمواريه قال فمن يواريه انطلق فواره ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني فانطلقت فواريته فأمرني ان اغتسل ثم دعا لي بدعوات ولا يسرني بها ما على الارض من شئ.
فمن هذا يظهرالفرق بين المحبة الطبيعية والمحبة الدينية
فالمحبة الدينية تقضى النصرة والموالاة بخلاف المحبة الطبيعية
فالنبى صلى الله عليه وسلم مع محبته لأبى طالب عمه الذى دافع عنه لم يحضر دفنه حتى علىّ رضى الله عنه ولده كان متحرجا من دفنه كما سبق فى رواية النسائى
هذا والله أعلم
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 12:57]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وخيرا جزيتم إخواتي الأفاضل ..
أخي أبو قتادة السلفي: أنا معك فيما يراه الفوزان، وكل شيخ له رأيه وهو مأجور في اجتهاده ..
أخي التبريزي: المحبة الطبيعية: هي فطرة جبلية، قد خلقها الله تعالى في قلب كل عبد، كأن يحب الابن أباه ..
أما المحبة الدينية: أن تحبه لدينه، أو تحبه لصفة دينية يتصف بها ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 11:41]ـ
هذا الموضوع قلب المواجع
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 06:35]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25179&highlight=%CA%C7%D1%DF+%C7%E1% D5%E1%C7%C9
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 04:19]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:40]ـ
لن يجتمع حب لله مع حب لاعداءه ولوكانوا اقرب المقربين لنا وهذا لايمنع ان نرحمهم بالرحمة العامة واظن ان الخلط جاء من هنا اي الخلط بين الرحمة العامة والحب الطبعي ... والله اعلم بالصواب(/)
دعوة عامة للاستفتاء حول (إعادة قراءة الأحاديث الشريفة) .... / شاركنا برأيك؟
ـ[الاعجاز العلمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 01:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة عامة للاستفتاء حول (إعادة قراءة الأحاديث الشريفة)
من مواقع ومنتديات الإعجاز العلمى
الهيئة المصرية العالمية للإعجاز العلمى
موسوعة الإعجاز العلمى الرقمى الإلهي
موقع الباحث العلمى: سيد جمعة
ايماءا إلى رسالتنا العلمية التي أفردنا لها مواقع ومنتديات وكتب وأبحاث ونظريات والتى من خلالهم طالبنا مرارا وتكرارا (تشكيل لجنة علمية عليا من كبار العلماء المختصين) وذلك لمراجعة جميع (الأحاديث النبوية) وإزالة شبهة التدليس والتدنيس التي مازال يلوكها فى أفواههم الكارهون للإسلام باعتبار ذلك عارا على الإسلام الحنيف.
أخيرا استجابت الهيئات الإسلامية فى (تركيا) بتشكيل لجنة علمية مختصة، هدفها .. (إعادة قراءة الأحاديث الشريفة) حيث أن التحديات التي باتت تواجه الأمة،من جراء تواجد بعض الأحاديث المنسوبة إلى السنة .. والتي ظهر البعض منها حتى في صحيح الإمام البخاري، أحال المفاهيم والتساؤلات إلى وضع بيانا للحقائق وتبيانا لإيضاحها، علاوة على تطورات الأوضاع التي أصبحت تشمل هذا الجيل .. بما يستلزم إعادة إدراك آلية بعض الأحاديث لفهمها وفهم مضمونها في إطار المستجدات ....
ونحن إذ نطرح بين أيدي الإخوة المتابعين هذا الخبر الذي كان قد أعلن عليه مسبقا والمتمثل في تشكيل هذه اللجنة
http://2.bp.blogspot.com/_gk3szlj20Ik/SaG7bnnM0vI/AAAAAAAAAK4/g6jWRZ0RN6s/s320/Sans+titre.bmp
نرغب بان نعرف آراء القراء في هذا الموضوع وهذه الخطوة من العلماء .. ؟؟ والمراد في الاستطلاع- الذي تتبناه مواقعنا - يطرح ببساطة السؤال .. /
هل توافق على هذا المشروع أم لا؟
إن كان نعم .. / اشرح لنا وجهة نظرك ورأيك؟ وان كنت رافضا؟ .. وضح لنا أيضا سبب رفضك وحجتك؟؟ ونفتح الأبواب لكل رأي مهما خالف ...
على أن يطرح عبر حوار علمي جاد وبكل احترام للرأي الأخر
للمشاركة في الاستطلاع وإبداء رأيك .. والإطلاع على نص مشروع اللجنة التي شكلتها بعض الهيئات بتركيا
http://aleijazat.alafdal.net/montada-f52/topic-t1178.htm#4552 (http://aleijazat.alafdal.net/montada-f52/topic-t1178.htm#4552)
والله ولي التوفيق(/)
التحذير من شريط للشيخ الزنداني (أصوات مخيفة) لشيخنا العلامة صالح الفوزان
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 01:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد ...
سئل الشيخ الفوزان عن شريط الزنداني أصوات مخيفة وهذا نصه:
س) انتشر شريط بين الناس وهذا الشريط يزعم قائله وهم الروس الكفار وضعوا أجهزة تحت الأرض وسمعوا بعض أصوات البشر من الرجال والنساء؛ وعلّق على هذا الشريط الشيخ الزنداني يقول نعم هذا صحيح. فماذا ترون في هذا الأمر؟ هل ينشر الشريط؟ وهل ينكر على من يوزعه؟ أفتونا مأجورين
الجواب:
أرى أن الشريط يتلف ولا يوزّع، وهذا فيه مجاوزات:
أولا: أن عذاب القبر (من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله) من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، لان أمور الآخرة من علم الغيب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى فالتعذيب في القبر أو النعيم في القبر هذا من علم الغيب ومن أمور الآخرة لم يطلع عليها إلا الرسول صلى الله عليه وسلم فان الله يطلعه على شيءٍ من الغيب قال تعالى {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا*إلا من ارتضى من رسول}
ثانيا: هذا فيه ترويع للناس ربما يصاب بعض الناس بعقله إذا سمع هذا الشريط ففيه (ترويع للناس)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول << لولا أن لا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما اسمع >> الرسول ترك هذا ترك الدعا (دعا الله) إن يسمع الناس عذاب القبر خوفا عليهم، خوفا من الترويع و هذا يأتي يروع الناس يوزع عليهم شريط.
عذاب القبر تواترت الأدلة فيه، فنحن نعتمد على الأدلة ما نعتمد على أقوال الكفار و الروس أو غيرهم، نعتمد على خبر الصادق صلى الله عليه وسلم نؤمن بعذاب القبر. أما اللي (الذي) ما يؤمن إلا إذا سمع كلام الروس فهذا ليس عنده إيمان، نحن نؤمن بعذاب القبر ونتيقنه ونثبته ومن عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان به، يذكر في كتب العقائد هذا شيءٌ معلوم ومتيقن ومعتقد إن القبر فيه نعيم وفيه عذاب فلا حاجة إلى هذا الشريط.
ثالثا: هو يزعم أن الروس إنهم وصلوا الطبقة السابعة من الأرض، هذا صحيح سبع طباق من الأرض {الله الذي خلق سبع سموات و من الأرض مثلهن} فطباق الأرض مثل طباق السماء هل احد يخترق طباق السماء؟! فكيف يخترق طباق الأرض؟! حفّار يصل إلى الأرض السابعة إلى سجين كما يقول، لا يمكن هذا. هذا من الكذب والإفترى،حفّار يخترق السبع الطباق الأرض ويصل إلى الأرض السابعة هذا من الكذب والإفتراء
.
رابعا إن هذا الشريط) إن هذا الشريط ماهو صحيح ايش اللي (الذي) يدريك أن هذا أصوات أهل القبور ألا يكون انه جاء عند ناس يزعِقون ويتكلمون ويصايحون وسجلهم لأجل التمويه والكذب، من الذي يأمن هذا. أنها الكفار جاءوا عند اجتماع أو عند ناس يصرخون أو أسواق فيها ضجيج وسجلوها وقالوا هذا عذاب القبر، من الذي يأمنهم فعلينا إننا نحذر من هذه الأمور وهذه الترويجات وهذه غلطه من عبد المجيد الزنداني إن كان صح انه هو اللي (الذي) تبنّاها هي غلطه منه عف الله عنا وعنه الواجب عليه أن يترك هذا الشيء.
المرجع
شريط اللقاء المفتوح بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب الوجه (الأول)
توزيع مؤسسة أهل الأثر
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 05:52]ـ
إثبات صحة القصة ليس فيه أي مخالفة عقدية
الإشكالية في الربط بين القصة وبين عذاب أهل القبور
وقد ذكر ابن تيمية في الفتاوى أن سماع بعض الناس لأصوات بعض المعذبين أمر متواتر ومعلوم عند الخاص والعام لا يصلح إنكاره
ولا ينبغي مثل هذا التحذير!!
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 07:38]ـ
لقاء مع الشيخ عبد المجيد الزنداني حول سماع أصوات المعذبين
خالد بن عثمان السبت
نبذة عن المحاضرة: جواب على سؤال في درس الفجر حول أصوات المعذبين وذكر فيه الشيخ لقاءه مع الشيخ عبدالمجيد الزنداني في صيف عام 1426 هـ في اليمن
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60363
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 09:46]ـ
لقاء مع الشيخ عبد المجيد الزنداني حول سماع أصوات المعذبين
خالد بن عثمان السبت
نبذة عن المحاضرة: جواب على سؤال في درس الفجر حول أصوات المعذبين وذكر فيه الشيخ لقاءه مع الشيخ عبدالمجيد الزنداني في صيف عام 1426 هـ في اليمن
http://www.islamway.com/?iw_s=lesson&iw_a=view&lesson_id=60363
كلام جميل من د. خالد السبت حسن عرض وأدب جم مع الشيخ الزنداني.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 06:36]ـ
اخت سماحة لو تذكرين لنا اين ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هذا الكلام وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 07:04]ـ
أما إني لم أكن في صلاة ..
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 01:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقاء الشيخ خالد السبت مع الشيخ عبد المجيد الزنداني حول سماع أصوات المعذبين
من هذا اللقاء ينبغي لنا ان نتعلم ادب الحوار
و الشيخ خالد يشهد لي للشيخ الزنداني بقمة التواضع و التجرد لطلب الحق من الغير
http://download.media.islamway.com/lessons/khaledassabt/15_%F6AswatMouthbin.mp3
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 04:09]ـ
(من مجموع الفتاوى)
وَقَدْ انْكَشَفَ لِكَثِيرِ مِنْ النَّاسِ ذَلِكَ حَتَّى سَمِعُوا صَوْتَ الْمُعَذَّبِينَ فِي قُبُورِهِمْ وَرَأَوْهُمْ بِعُيُونِهِمْ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ فِي آثَارٍ كَثِيرَةٍ مَعْرُوفَةٍ وَلَكِنْ لَا يَجِبُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ دَائِمًا عَلَى الْبَدَنِ فِي كُلِّ وَقْتٍ؛ بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي حَالٍ دُونَ حَالٍ
مَا ذَكَرْنَا فِي أَنَّ الْمَوْتَى يَسْمَعُونَ الْخِطَابَ وَيَصِلُ إلَيْهِمْ الثَّوَابُ وَيُعَذَّبُونَ بِالنِّيَاحَةِ بَلْ وَمَا لَمْ يَسْأَلْ عَنْهُ السَّائِلُ مِنْ عِقَابِهِمْ فِي قُبُورِهِمْ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ يُكْشَفُ لِكَثِيرٍ مِنْ أَبْنَاءِ زَمَانِنَا يَقَظَةً وَمَنَامًا وَيَعْلَمُونَ ذَلِكَ وَيَتَحَقَّقُونَهُ وَعِنْدَنَا مِنْ ذَلِكَ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ لَكِنَّ الْجَوَابَ فِي الْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ يُعْتَمَدُ فِيهِ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْخَلْقِ التَّصْدِيقُ بِهِ وَمَا كُشِفَ لِلْإِنْسَانِ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَخْبَرَهُ بِهِ مَنْ هُوَ صَادِقٌ عِنْدَهُ فَهَذَا يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ عَلِمَهُ وَيَكُونُ ذَلِكَ مِمَّا يَزِيدُهُ إيمَانًا وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَتْ بِهِ النُّصُوصُ وَلَكِنْ لَا يَجِبُ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ الْإِيمَانُ بِغَيْرِ مَا جَاءَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ
وَقَدْ يَقْوَى الْأَمْرُ حَتَّى يَظْهَرَ ذَلِكَ فِي بَدَنِهِ وَقَدْ يُرَى خَارِجًا مِنْ قَبْرِهِ وَالْعَذَابُ عَلَيْهِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ مُوَكَّلَةٌ بِهِ فَيَتَحَرَّكُ بَدَنُهُ وَيَمْشِي وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ وَقَدْ سَمِعَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَصْوَاتَ الْمُعَذَّبِينَ فِي قُبُورِهِمْ وَقَدْ شُوهِدَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ مُعَذَّبٌ وَمَنْ يَقْعُدُ بَدَنُهُ أَيْضًا إذَا قَوِيَ الْأَمْرُ لَكِنَّ هَذَا لَيْسَ لَازِمًا فِي حَقِّ كُلِّ مَيِّتٍ؛ كَمَا أَنَّ قُعُودَ بَدَنِ النَّائِمِ لِمَا يَرَاهُ لَيْسَ لَازِمًا لِكُلِّ نَائِمٍ بَلْ هُوَ بِحَسَبِ قُوَّةِ الْأَمْرِ. وَقَدْ عُرِفَ أَنَّ أَبْدَانًا كَثِيرَةً لَا يَأْكُلُهَا التُّرَابُ كَأَبْدَانِ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ الصِّدِّيقِينَ وَشُهَدَاءِ أُحُدٍ وَغَيْرِ شُهَدَاءِ أُحُدٍ وَالْأَخْبَارُ بِذَلِكَ مُتَوَاتِرَةٌ
قَالَ بَعْضُهُمْ: وَلِهَذَا السَّبَبِ يَذْهَبُ النَّاسُ بِدَوَابِّهِمْ إذَا مَغَلَتْ إلَى قُبُورِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُنَافِقِينَ؛ كالْإِسْمَاعِيلِيَّةِ وَالْنُصَيْرِيَّة وَسَائِرِ الْقَرَامِطَةِ: مِنْ بَنِي عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِمْ الَّذِينَ بِأَرْضِ مِصْرَ وَالشَّامِ وَغَيْرِهِمَا؛ فَإِنَّ أَهْلَ الْخَيْلِ يَقْصِدُونَ قُبُورَهُمْ لِذَلِكَ كَمَا يَقْصِدُونَ قُبُورَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى. وَالْجُهَّالُ تَظُنُّ أَنَّهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ فَاطِمَةَ وَأَنَّهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ. فَقَدْ قِيلَ: إنَّ الْخَيْلَ إذَا سَمِعَتْ عَذَابَ الْقَبْرِ حَصَلَتْ لَهَا مِنْ الْحَرَارَةِ مَا يُذْهِبْ بِالْمَغْلِ
قال في حديثه عن العبيدية:
وَلِأَجْلِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ الزَّنْدَقَةِ وَالْبِدْعَةِ بَقِيَتْ الْبِلَادُ الْمِصْرِيَّةُ مُدَّةَ دَوْلَتِهِمْ نَحْوَ مِائَتَيْ سَنَةٍ قَدْ انْطَفَأَ نُورُ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ حَتَّى قَالَتْ فِيهَا الْعُلَمَاءُ: إنَّهَا كَانَتْ دَارَ رِدَّةٍ وَنِفَاقٍ كَدَارِ مُسَيْلِمَةِ الْكَذَّابِ. " وَالْقَرَامِطَةِ " الْخَارِجِينَ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ الَّذِينَ كَانُوا سَلَفًا لِهَؤُلَاءِ الْقَرَامِطَةِ ذَهَبُوا مِنْ الْعِرَاقِ إلَى الْمَغْرِبِ ثُمَّ جَاءُوا مِنْ الْمَغْرِبِ إلَى مِصْرَ؛ فَإِنَّ كُفْرَ هَؤُلَاءِ وَرِدَّتَهُمْ مِنْ أَعْظَمِ الْكُفْرِ وَالرِّدَّةِ وَهُمْ أَعْظَمُ كُفْرًا وَرِدَّةً مِنْ كُفْرِ أَتْبَاعِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ وَنَحْوِهِ مِنْ الْكَذَّابِينَ؛ فَإِنَّ أُولَئِكَ لَمْ يَقُولُوا فِي الْإِلَهِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالشَّرَائِعِ مَا قَالَهُ أَئِمَّةُ هَؤُلَاءِ. وَلِهَذَا يُمَيَّزُ بَيْنَ قُبُورِهِمْ وَقُبُورِ الْمُسْلِمِينَ كَمَا يُمَيَّزُ بَيْنَ قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ وَالْكُفَّارِ؛ فَإِنَّ قُبُورَهُمْ مُوَجَّهَةٌ إلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ. وَإِذَا أَصَابَ الْخَيْلَ مَغْلٌ أَتَوْا بِهَا إلَى قُبُورِهِمْ كَمَا يَأْتُونَ بِهَا إلَى قُبُورِ الْكُفَّارِ وَهَذِهِ عَادَةٌ مَعْرُوفَةٌ لِلْخَيْلِ إذَا أَصَابَ الْخَيْلَ مَغْلٌ ذَهَبُوا بِهَا إلَى قُبُورِ النَّصَارَى بِدِمَشْقَ وَإِنْ كَانُوا بِمَسَاكِنِ الْإِسْمَاعِيلِيَّة وَالْنُصَيْرِيَّة وَنَحْوِهِمَا ذَهَبُوا بِهَا إلَى قُبُورِهِمْ وَإِنْ كَانُوا بِمِصْرِ ذَهَبُوا بِهَا إلَى قُبُورِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى أَوْ لِهَؤُلَاءِ العبيديين الَّذِينَ قَدْ يَتَسَمَّوْنَ بِالْأَشْرَافِ وَلَيْسُوا مِنْ الْأَشْرَافِ. وَلَا يَذْهَبُونَ بِالْخَيْلِ إلَى قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ؛ وَلَا إلَى قُبُورِ عُمُومِ الْمُسْلِمِينَ وَهَذَا أَمْرٌ مُجَرَّبٌ مَعْلُومٌ عِنْدَ الْجُنْدِ وَعُلَمَائِهِمْ. وَقَدْ ذُكِرَ سَبَبُ ذَلِكَ: أَنَّ الْكُفَّارَ يُعَاقَبُونَ فِي قُبُورِهِمْ فَتَسْمَعُ أَصْوَاتَهُمْ الْبَهَائِمُ كَمَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ أَنَّ الْكُفَّارَ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {أَنَّهُ كَانَ رَاكِبًا عَلَى بَغْلَتِهِ فَمَرَّ بِقُبُورِ فَحَادَتْ بِهِ كَادَتْ تُلْقِيهِ فَقَالَ: هَذِهِ أَصْوَاتُ يَهُودَ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا} فَإِنَّ الْبَهَائِمَ إذَا سَمِعَتْ ذَلِكَ الصَّوْتَ الْمُنْكَرَ أَوْجَبَ لَهَا مِنْ الْحَرَارَةِ مَا يُذْهِبُ الْمَغْلَ وَكَانَ الْجُهَّالُ يَظُنُّونَ أَنَّ تَمْشِيَةَ الْخَيْلِ عِنْدَ قُبُورِ هَؤُلَاءِ لِدِينِهِمْ وَفَضْلِهِمْ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ يُمَشُّونَهَا عِنْدَ قُبُورِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْنُصَيْرِيَّة وَنَحْوِهِمْ دُونَ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَذَكَرَ الْعُلَمَاءُ أَنَّهُمْ لَا يُمَشُّونَهَا عِنْدَ قَبْرِ مَنْ يَعْرِفُ بِالدِّينِ بِمِصْرِ وَالشَّامِ وَغَيْرِهَا؛ إنَّمَا يُمَشُّونَهَا عِنْدَ قُبُورِ الْفُجَّارِ وَالْكُفَّارِ: تَبَيَّنَ بِذَلِكَ مَا كَانَ مُشْتَبِهًا.
أخوك في الله: سماحة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 08:28]ـ
كلام الاخ سماحة مضبوط وبن تيمية شاهد بعينه أناس يخرجون من القبور ويجرون وورائهم من يجرى بعصا
لكن المصيبة الكبرى ان بعض اهل البدع يحتجون بمثل هذه الفتوى عن الشيخ الفوزان ويطعنون فى الشيخ ويقولون انه متشدد التشدد المذموم وبالتالى تحدث صدمة فكرية ولايحتج بفتاويه التى يصف فيها شئ بأنه ضلال أو حرام أو مثل ذلك على سبيل تضليل من يقول بالرأى المخالف
لكن فى الواقع الصحابة كانوا يفتون بمثل منهج الشيخ الفوزان وتلك الشدة مع علمهم بأن الخلاف سائغ
لكن المشكلة يحدثها طلبة العلم حين لايفهمون ويجهلون بكلامى هذا ويضللون المخالف
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 04:42]ـ
رد الشيخ " عبد الرحمن السحيم" على ما يزعم انه أصوات المعذبين، ورده على من استدل بكلام شيخ الإسلام بن تيمية.
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الخبر: هذا ما قاله الدكتور أساكوف: أنا لا أومن بأي ديانة لكن آمنت بالنار بعد هذه الحادثة، كنا نحفر في أحد الأراضي للتنقيب عن شيء حتى وصلنا إلى عمق ووصلت درجة الحرارة إلى 2000 فهرنايت وسمعنا أصوات وصراخ وصوت زفير أشبه بصوت النار ...
رأيت هذا الخبر قد انتشر في أكثر من موقع عبر الشبكة
وسُئلت عنه من أكثر من سائل
فقلت:
أما أنا فلا أصدّق!
أما لماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فلأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم. قال: يأتيه ملكان فيُقعدانه، فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، قال: فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: فيراهما جميعا. رواه البخاري ومسلم.
زاد البخاري قال: وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس! فيُقال: لا دريت ولا تليت، ثم يُضرب بمطرقة من حديد بين أُذنيه، فيصيحُ صيحةً يسمعها من يليه إلا الثقلين.
يعني تسمعه الدواب ويسمعه من كان قريبا من المكان إلا الإنس والجن.
وعذاب القبر مما تُدركه المخلوقات غير الإنس والجن، لقوله - صلى الله عليه وسلم - عن الكافر أو المنافق -: ثم يُضرب بمطرقة من حديد بين أُذنيه، فيصيحُ صيحةً يسمعها من يليه إلا الثقلين. رواه البخاري وقد تقدم.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: إنهم يُعذّبون عذاباً تسمعه البهائم.
وهذا صريح في سماع عذاب القبر لغير الجن والإنس، أي أن الإنس والجن لا يسمعون عذاب القبر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولهذا السبب يذهب الناس بدوابهم إذا مُغِلَتْ إلى قبور اليهود والنصارى والمنافقين كالإسماعيلية والنصيرية وسائر القرامطة من بني عبيد وغيرهم الذين بأرض مصر والشام وغيرهما، فإن أهل الخيل يقصدون قبورهم لذلك كما يقصدون قبور اليهود والنصارى، والجهال تظن أنهم من ذرية فاطمة وأنهم من أولياء الله، وإنما هو من هذا القبيل، فقد قيل: إن الخيل إذا سمعت عذاب القبر حصلت لها من الحرارة ما يذهب بالمغل. انتهى كلامه - رحمه الله -.
أي يُذهب الإمساك من بطونها.
وقد حدّثني بعض المسلمين الذين يُقيمون في بلاد الكفار اليوم، أن الكفار الذين يدفنون موتاهم بالتوابيت مدة معلومة ثم يجمعون عظامهم بعد ذلك في مكان واحد وتستخدم التوابيت في دفن آخرين، وهم يجدون آثار أظفار وخدوش على جدران التوابيت، ويظنّون أن سبب ذلك أن من الأموات من دُفِنَ حيّاً.
إذا عُلِمَ هذا فإن ما يتعلّق بالقبر من عرض وفتنة وسؤال وعذاب ونعيم، هو من علم الغيب الذي لا نعلم كيفيّته، ويجب علينا الإيمان به والتسليم فيه لله ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنؤمن به من غير سؤال عن كيفيّته، وكيف يقع؟ لأن عقولَنا قاصرة عن إدراك ذاتها فكيف تُدرك ما حُجِبَ عنها؟
قال ابن القيم: أحاديث عذاب القبر ومساءلة منكر ونكير كثيرة متواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال ابن أبي العز: وقد تواترت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيلة العقول ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول. اهـ.
وقد أسمع الله نبيّه وأطلعه على شيء من ذلك
فعن زيد بن ثابت قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حَادَتْ به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة، فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ فقال: رجل أنا. قال: فمتى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في الإشراك فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار، قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر. قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. رواه مسلم.
كما أسمعه أيضا في قصة القبرين اللذين قال فيهما: إنهما ليُعذّبان وما يُعذّبان في كبير.
فهذا مما اختص به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى فإن هذا الخبر الذي يُتناقل عبر بعض المنتديات رواية عن كافر ولا تُقبل رواية الكافر إلا إذا أسلم.
وفي هذه المسألة لا تُقبل روايته حتى لو أسلم لأنها تُخالف ما ثبت في السنة.
وهذه الأمور من الأمور الغيبية التي لم يُطلع الله عليها الإنس والجن
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم اعترض بعض الأخوة بكلام لبعض الأفاضل نقل فيه كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فيه رؤية صورة من صور العذاب، وما ذُكر من خروج جسد برأس حمار من مقبرة من المقابر ... إلى الخبر.
فقلت:
ينبغي أن يُفرّق بين رؤية بعض صور العذاب، أو سماع الأصوات، فالأول ممكن لأنه لم يرد به نص على المنع، بينما الثاني وردت به نصوص كثيرة، ومنها ما سقته أعلاه.
وبالنسبة لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فقد ساقه مساق الاستئناس وليس مساق التقرير كما يعلم ذلك من يتتبّع كتبه وعلِم بطريقته في التصنيف.
وعلى كلٍّ: كلٌّ يؤخذ من قوله ويُردّ إلا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه. رواه مسلم، وقد تقدّم.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين يذهبون بها، يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه صعق. رواه البخاري.
وهذا يدلّ على أن سمع الإنسان له طاقة محدودة، إلا أن الله اختص نبيّه بخاصيّة فأسمعه من عذاب القبر. وقد تقدّم هذا أيضا.
وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُقدّم على قول كل أحد، ولو كان القائل أفضل الناس من بعده، ولو كان قول الشيخين الخيّرين اللذين أُمِرنا أن نقتدي بهم.
قال - صلى الله عليه وسلم -: اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر.
ومع ذلك لا يُعدل عن قوله - صلى الله عليه وسلم - إلى قولهما، مع مكانتهما وفضلهما، فكيف بغيرهما؟
وهذا من إجلال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يُعارض بقول أحد كائن من كان.
ولا يعني هذا عدم إجلال العالم بل هذا من كمال إجلال الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن إجلال العالم أن لا يُرفع فوق قدره، وأن يُردّ قوله إلى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا العكس.
والله - تعالى -أعلى وأعلم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 03:10]ـ
لكل عالم رأيه
ـ[ابو عبد الحق المصرى السلف]ــــــــ[02 - Aug-2009, صباحاً 02:11]ـ
الذي ادين به الى الله ان البشر والجن جميعم الاالانبياء لا يسمعون ما يحدث فى القبور وهذا بنص كلام الرسول صلى الله عليه وسلموكان افضل الناس بعد الانبياء اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام معه وهو يخبرهم وهم لا يسمعون وما سمعنا ان احد من الصحابة قال هذا ودعوى التواتر اين اسانيدها الصحيحة
والله اعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 12:19]ـ
...
هذه الواقعة أجزم بكذب وقوعها لو زُعِمَ أنها أصوات المعذَّبين من أصحاب القبور.
وذلك لمنافتها صراحةً نصَّ الحديث الصحيح المتقدِّم ذكره، وهو قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((يسمعه كلُّ شيءٍ إلاَّ الثقلين، ولو سمعوه لصعقوا)).
/// فدلَّ نصُّ الحديث على انتفاء سماع الثقلين (الإنس والجن) لهذه الأصوات، وعُلِّق جواز سماعه بحصول الصعق لمن حصل له.
ولا يستثنى من هذه الاستحالة الشرعية إلاَّ على وجه قليلٍ، ولبعضٍ الناس.
وذلك يتَّضح بأمور ..
/// الأمر الأول: قد تبيَّن مما سبق أنَّ سماع هذه الأصوات على وجه العموم ولكلِّ الناس ممتنع شرعاً، بل هو مستحيلٌ من الجهة الكونية، إذ لو حصل لما قدرت الأسماع على تحمُّله، بل يصاب السامعون بالصعق.
/// وفي هذه القصة المنقولة عن حادثة سيبيريا حصل هذا العموم المنتفي شرعاً، فقد تم بثُّ هذا الشريط المسموع منها على آلاف الأشخاص على قنوات فضائية وعلى الشبكة، وهو متوفر لمن أراده.
/// فإذن .. دلَّ هذا على نسخ هذا الخبر للحديث الذي أخبرناه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وهذا ما لا يمكن تصديقه ألبتة.
/// الأمر الثاني .. أن يقال إنَّ الأمر ممكن حدوثه، وذلك استناداً لحوادث وقعت قبلُ.
مثل قصة مسخ ذاك العاق ونهيقه وخروجه من قبره في ساعة معينة، ومنها ذكره الشيخ ابن تيمية رحمه الله عن مشاهداتٍ حصلت لبعض الناس .. ونحو ذلك.
/// فالجواب أن يقال: إنَّ حوادث السماع مثل هذه الحادثة قد تحصل، لكنها تكون خاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ما قد يُسمَّى بالكرامة، إذ هي أمرٌ خارقٌ (للعادة) يحصل لبعض الناس دون عامتهم.
وهو لا يقلُّ شأناً عن مشي (بعض الناس) على الماء، أو شرب (بعض الناس) لكأس سُمٍّ دون ضرر، ونحو ذلك.
فإنه لو فُرضَ أن يكون المشي على الماء متاحاً لكلِّ أحدٍ لما كان مشي هذا الشخص أمراً محالاً، فلم يعد كرامة؟!!
إذ ما وجه الكرامة في أمرٍ متاحٍ لكلِّ أحدٍ، مسلم وكافر، وليِّ لله وللشيطان!
وهو حال الشريط الذي يعرض في قنوات تلفازية وعنكبوتية ويستمع إليه آلاف الناس دون خصوص؟!
فإن كان متاحاً لكلِّ أحدٍ سماعه ((وهو أمر مستحيل أصلاً بنصِّ الحديث السابق)) فلم يعد مستحيلاً، إذ رفعت عنه الاستحالة بهذه الطريقة.
/// إذن فقد يحصل الأمر المستحيل الخارق للعادة أحياناً على وجه الكرامة لبعض الناس، لا أن يكون عامَّاً لكل أحدٍ.
الأمر الثاني: أن يقال إنَّ هذه الواقعة قد حصلت بالفعل لكن لا لكونها أصوات معذبين من فتحة من جهنم ولا من البرزخ.
لكن هي أصوات جنٍّ وشياطين، وهو أمرٌ ممكن جداً، وليس فيه مانعٌ شرعيٌّ، بخلاف الاعتقاد الأول السائد.
وقد حكى الأئمة قبلاً وضربوا الأمثلة لحصول مثل هذه الأفعال من الشياطين.
ولعلِّي أسوق كلام الشيخ ابن تيمية رحمه الله بنصِّه دلالة على هذا.
قال رحمه الله [كما في مجموع الفتاوى: 1/ 168 - 178]: " ولهذا يحصل عند القبور لبعض الناس من خطاب يسمعه وشخص يراه وتصرف عجيب ما يظن أنه من الميت، وقد يكون من الجن والشياطين.
مثل أن يرى القبر قد انشق وخرج منه الميت وكلمه وعانقه.
وهذا يُرى عند قبور الأنبياء وغيرهم.
وإنما هو شيطان فإنَّ الشيطان يتصوَّر بصور الإنس، ويدَّعي أحدهم أنه النبى فلان أو الشيخ فلان، ويكون كاذباً في ذلك.
وفي هذا الباب من الوقائع ما يضيق هذا الموضع عن ذكره وهي كثيرة جداً.
والجاهل يظن أن ذلك الذى رآه قد خرج من القبر وعانقه أو كلمه هو المقبور أو النبي أو الصالح وغيرهما.
والمؤمن العظيم يعلم أنه شيطان، ويتبين ذلك بأمور ... ".
/// إلى أن قال رحمه الله: " وأما من ابتدع دينا لم يشرعوه [يعني الأنبياء]، فترك ما أمروا به من عبادة الله وحده لا شريك له واتباع نبيه فيما شرعه لأمته وابتدع الغلو فى الأنبياء والصالحين والشرك بهم، فإنَّ هذا تتلعب به الشياطين.
قال تعالى: ((إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون - إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون)).
وقال تعالى: ((إن عبادى ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين)) ... ".
/// إلى أن قال رحمه الله: ((فإذا شاهد أحدهم القبر انشق وخرج منه شيخ بهيٌّ عانقه أو كلَّمه ظنَّ أنَّ ذلك هو النبي المقبور، أو الشيخ المقبور.
القبر لم ينشق! وإنما الشيطان مثَّل له ذلك، كما يمثِّل لأحدهم أنَّ الحائط انشق، وأنَّه خرج منه صورة إنسان، ويكون هو الشيطان تمثَّل له فى صورة إنسان، وأراه أنه خرج من الحائط.
ومن هؤلاء من يقول لذلك الشخص الذى رآه قد خرج من القبر: نحن لا نبقى فى قبورنا، بل من حين يقبر أحدنا يخرج من قبره ويمشي بين الناس.
ومنهم من يرى ذلك الميت فى الجنازة يمشي، ويأخذ بيده.
إلى أنواع أخرى معروفة عند من يعرفها.
وأهل الضلال إما ان يكذِّبوا بها. وإمَّا أن يظنُّوها من كرامات أولياء الله، ويظنُّون أن ذلك الشخص هو نفس النبي أو الرجل الصالح أو ملك على صورته.
وربما قالوا هذه روحانيته، أو رقيقته، أو سره أو مثاله أو روحه، تجسَّدت.
حتى قد يكون من يرى ذلك الشخص فى مكانين، فيظنُّ أنَّ الجسم الواحد يكون فى الساعة الواحدة في مكانين!
ولا يعلم أنَّ ذلك حين تصوَّر بصورته ليس هو ذلك الإنسى)). انتهى المقصود منه باختصار وتصرُّفٍ قليل.
/// فالحاصل .. من كلِّ ما سبق:
أنَّ هذه القصة والأصوات التي في الشريط لا تخرج عن حالين:
/// الأولى: إما أن تكون قد وقعت بالفعل ولم يكذب من حكاها وسجَّلها، فتكون من أصوات الشياطين وألاعيبهم وعبثهم بالإنس، خاصةً أنَّ أولئك الذين وقعت لهم من اوليائهم من الكفرة المرتكسة.
/// يضاف إلى هذا أنَّ هؤلاء الذين حكوا هذه القصة ممن وقعت لهم بزعمهم ممن لا يؤمن أكثرهم بالجن والشياطين ووجودها.
/// الحال الثانية: أن تكون القصَّة مكذوبة مختلقة من أساسها، وتسجيل أصواتٍ في شريط صوتي، بل حتى تسجيل فيلم مرئي فيه نوعٌ مما تقدَّم = ممكنٌ في هذا العصر الذي كثرت فيه طرق الخداع والتصميم بطرقٍ شتى.
/// وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 12:38]ـ
الشيخ الزنداني رجع عن رأيه في المسألة , كما بين الشيخ خالد السبت -حفظه الله-.
بل وجمع طلابه وبين لهم خطأه , كما ذكر الشيخ خالد.
ولكن بعض الناس لا يستريح حتى يأتي بمثل هذه الأمور حتى ينال من الشيخ عبد المجيد الزنداني. الذي هو بشر غير معصوم.
وكثير من أدعياء السلفية يلفق مثل هذه الأمور , كما لفقت في سيد قطب -رحمه الله- سابقاً , حتى يثبت إدانته للشخص الذي يبغضه! ..
ووالله ما هذا بمنهج أهل الإسلام بله أهل العلم الصادقين المخلصين.
أمرهم جدُّ عجيب والله! .. لا يحبون أن تذكر توبة الشخص , ورجوعه للحق.
اللهم إنا نستغفرك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 12:41]ـ
/// اهدأ يا أخي الكريم .. لا يعرف كثير من الناس -وأنا منهم- تراجع الزنداني عن هذا الموضوع، ولا يضرُّ الشيخَ كلامُ الناس عنه ما دام قد تراجع، وهذه منقبة له لا مثلبة والحمدلله.
/// ثم طرح "المسألة" هنا هو مقصود الإخوة لا ذات الشيخ سدده الله، إذ ما زال الناس يسألون عن القضيَّة للآن، فلو طُرحت القضيَّة لنفعهم ذاك.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 12:45]ـ
عفواً شيخنا الفاضل. وأعتذر.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 04:21]ـ
فعلا حتى في الشريط ليس هناك ما يدل على أنها أصوات قوم يعذبون ... بل قد تكون أصواتا تبدلت هيئاتها بعد معالجتها .... و ان تبث أنها أصوات معذبين .. فليس فيها -حسب نظري القاصر- أي تعارض مع الحديث الذي يشترط الصعق لمن سمع .. اذ أن مقتضاه أن ذلك في حق من سمعه مباشرة بسمعه ... لا بواسطة خاصة و ان كانت الوسائط بحسب ما نراه قادرة على معالجة تلقي الصوت المسبب للصعق و جعله مسموعا للأذن البشرية ... وفي الباب حديث ابن عمر أيضا و قد سمع المعذب و رآه ... أفلا يدل على ان أحاديث المنع خرجت مخرج العام الذي يراد به الخصوص لوجود المقتضى؟؟ و نفي رواية الكافر فيها أليس فيها تفصيل بحسبه؟؟(/)
اللجنة الدائمة تجيب عن سؤال (أناس يدعون أنهم من السلفية،وشغلهم الشاغل هو الطعن ...
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 01:46]ـ
الطعن في العلماء:
أناس يدعون أنهم من السلفية،
وشغلهم الشاغل هو الطعن في
العلماء واتهامهم بالابتداع
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الفتوى رقم (16873)
س: نسمع ونجد أناسا يدعون أنهم من السلفية، وشغلهم الشاغل هو الطعن في العلماء واتهامهم بالابتداع، وكأن ألسنتهم ما خلقت إلا لهذا، ويقولون: نحن سلفية. والسؤال يحفظكم الله:
ما هو مفهوم السلفية الصحيح، وما موقفها من الطوائف الإسلامية المعاصرة؟ وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء إنه سميع الدعاء.
ج: إذا كان الحال كما ذكر، فإن الطعن في العلماء ورميهم بالابتداع واتهامهم مسلك مرد ليس من طريقة سلف هذه الأمة وخيارها، وإن جادة السلف الصالح هي الدعوة إلى الكتاب والسنة، وإلى ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، مع جهاد النفس على العمل بما يدعو إليه العبد، والالتزام بما علم بالضرورة من دين الإسلام من الدعوة إلى الاجتماع والتعاون على الخير، وجمع كلمة المسلمين على الحق، والبعد عن الفرقة وأسبابها من التشاحن والتباغض والتحاسد، والكف عن الوقوع في أعراض المسلمين، ورميهم بالظنون الكاذبة، ونحو هذا من الأسباب الجالبة لافتراق المسلمين وجعلهم شيعا وأحزابا يلعن بعضهم بعضا، ويضرب بعضهم رقاب بعض،
قال تعالى:
سورة آل عمران الآية 103وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ سورة آل عمران الآية 104وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ سورة آل عمران الآية 105وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أحمد 4\ 358، 363، 366، والبخاري 1\ 38، 5\ 126، 8\ 36، 91، ومسلم 1\ 82 برقم (65)، والنسائي 7\ 127 - 128 برقم (4131)، وابن ماجه 2\ 1300 برقم (3942)، والدارمي 2\ 69.
لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، والآيات والأحاديث في ذم التفرق وأسبابه كثيرة؛ ولهذا فإن حماية أعراض المسلمين وصيانتها من الضروريات التي علمت من دين الإسلام، فيحرم هتكها والوقوع فيها، وتشتد الحرمة حينما يكون الوقوع في العلماء، ومن عظم نفعه للمسلمين منهم؛ لما ورد من نصوص الوحيين الشريفين بعظيم منزلتهم، ومنها: أن الله سبحانه وتعالى ذكرهم شهداء على توحيده، فقال تعالى:
سورة آل عمران الآية 18شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، والوقوع في العلماء بغير حق تبديعا وتفسيقا وتنقصا وتزهيدا فيهم- كل ذلك من أعظم الظلم والإثم، وهو من أسباب الفتن، وصد المسلمين عن تلقي علمهم النافع وما يحملونه من الخير والهدى، وهذا يعود بالضرر العظيم على انتشار الشرع المطهر؛ لأنه إذا جرح حملته أثر على المحمول، وهذا فيه شبه من طريقة من يقع في الصحابة من أهل الأهواء، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم شهود نبي هذه الأمة على ما بلغه من شريعة الله، فإذا جرح الشاهد جرح المشهود به.
فالواجب على المسلم التزام أدب الإسلام وهديه وشرائعه، وأن يكف لسانه عن البذاء والوقوع في أعراض العلماء، والتوبة إلى الله تعالى من ذلك، والتخلص من مظالم العباد، ولكن إذا حصل خطأ من العالم فلا يقضي خطؤه على ما عنده من العلم، والواجب في معرفة الخطأ الرجوع إلى من يشار إليهم من أهل العلم في العلم والدين وصحة الاعتقاد، وأن لا يسلم المرء نفسه لكل من هب ودب، فيقوده إلى المهالك من حيث لا يشعر.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
……… .. عضو ................. عضو .. .................. عضو ......... ..... عضو ................... الر ئيس
بكر أبو زيد……. عبدالعزيز آل الشيخ ..... صالح الفوزان… عبدالله بن غديان ....... عبدالعزيز بن عبد الله بن باز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 08:57]ـ
جزاك الله كل خير يا شيخ فيصل وبارك الله فيك وسبق وان سمعت عبر اذاعة القران الكريم سؤال لسماحة المتفي اجابة بنفس الاجابة وكنت اتمنى لو اجد ذلك الجواب في الانترنت لعل بعض من اضلهم الشيطان يعودون عن ما يقومون به من جناية على انفسهم وعلى غيرهم حيث نفروا الناس من السلفية وجعلوها مرادفة للطعن والقدح في العلماء والدعاة.
واولئك الناس يفتقدون لفهم الصحيح للانكار على اخطاء اخوانهم المسلمين وقد قال صلى الله عليه وسلم: " من حرم الرفق حرم الخير أو من يحرم الرفق يحرم الخير" [رواه مسلم] و قال صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه" [رواه مسلم] وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه" [رواه مسلم]
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 01:45]ـ
قال الشيخ العلامة الألباني {شريط مسجل تحت رقم 900}
"علينا أن نترفق في دعوتنا المخالفين لها وأن نكون مع قوله تبارك وتعالى دائما وأبدا {ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}
وأحق من يكون باستعمالنا معه هذه الحكمة هو من كان أشد خصومة لنا في مبدئنا وفي عقيدتنا حتى لا نجمع بين ثقل دعوة الحق التي امتن الله عزوجل بها علينا وبين ثقل أسلوب الدعوة الى عزوجل
وأرجو من إخواننا جميعا في كل بلاد الإسلام أن يتأدبوا بهذه الآداب الإسلامية ثم أن يبتغوا من وراء ذلك وجه الله عزوجل لايريدون جزاء ولا شكورا"
فهذه هي وصية الشيخ رحمه الله في بيان منهج الدعوة الى الله بالحكمة والرفق مع المخالف فما بالك بالموافق في أصل العقيدة والمنهج فأولى وأولى أن نترفق به فلنتق الله جميعا في الدعوة الى الله ونترك الغمز واللمز والهجر والتبديع غير المنضبط بضوابط الشرع.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 01:49]ـ
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما ....
وهذا رد على شرذمة من الغلاة في الجرج و التجريح .....
هدانا الله و إياهم
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 02:59]ـ
المشكلة أنه لا أحد يسلّم بأن هذه الفتوى تتحدّث عنه , حتى من وقع في هذا البلاء.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 03:10]ـ
بارك الله فيكم
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27127
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 05:22]ـ
قال الشيخ ابن عثمين رحمه الله {لقاء الباب المفتوح السؤال رقم 1322
السلفية هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأنهم سلفنا تقدموا علينا فأتباعهم هم السلفية وأما اتخاذ السلفية كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حق فلا شك أن هذا خلاف السلفية فالسلف كلهم يدعون الى الإسلام و الإلتئام حول سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا يضللون من خالفهم عن تأويل اللهم إلا في العقائد فإنهم يرون من خالفهم فيها فهو ضال لكن بعض من انتهج السلفية في عصرنا هذاصار يضلل كل من خالفه ولم كان الحق معه واتخذها بعضهم منهجا حزبيا كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب الى الإسلام وهذا الذي ينكر ولا يمكن اقراره ويقال انظرالى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون في طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يسوغ فيه الإجتهاد حتى أنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة في مسائل عقدية وفي مسائل علمية فتجد بعضهم مثلا ينكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربه وبعضهم يقول بذلك وبعضهم يقول إن الذي يوزن يوم القيامة هي الأعمال وبعضهم يرى أن صحائف اللأعمال هي التي توزن وتراهم أيضا في مسائل الفقه يختلفون في النكاح في الفرائض في العدد في البيوع وفي غيرها ومع ذلك لا يضلل بعضهم بعضا فالسلفية بمعنى أن تكون حزبا خاصا له مميزاته ويضلل أفراده سواهم فهؤلاء ليسوا من السلفية في شئ وأما السلفية التي هي اتباع منهج السلف عقيدة وقولا وعملا واختلافا واتفاقا وتراحما وتوادا كما قال النبي صلى الله عليه وسلممثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمّى والسهر فهذه هي السلفية الحقة.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 06:43]ـ
المشكلة أنه لا أحد يسلّم بأن هذه الفتوى تتحدّث عنه , حتى من وقع في هذا البلاء.
تعليق موفق بارك الله فيك.
من ينتهجون هذا المنهج يسيرون على قواعد اخترعوها لأنفسهم ـ ومع الأسف ـ لا أعرف عالما على حد علمي تطرق لقواعدهم بالدحض و التفنيد. الحمد لله فإن نجمهم قد أفل لسبب بسيط وهو أن دواعي وجودهم قد انتهى.
مهما كان، ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله زال وانفصل. فإن الله لم يضع لهم القبول والناس منهم في نفور وبأسهم بينهم شديد.
وفقنا الله وإياهم لصالح القول والعمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 08:13]ـ
وهنا أسوق لك قصة حصلت بين عالمين، تتضمن حسن المعاتبة، وبيان ما ينبغي أن يكون عليه المسلم تجاه أخيه المسلم من حسن الظن به، والتماس الأعذار لزلاته.
وقد ساق هذه القصة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في "الفتاوى السعدية ص 71 - 73". وحاصلها:
أنّ أحد العلماء كتب لعالم آخر كتاباً ينتقده فيه انتقاداً شديداً في بعض المسائل ويذكر أنّه قد أخطأ فيها، بل أنّه قدح في قصده ونيته، وادعى أنّه يدين الله ببغضه! بناء على ما توهم من خطئه.
فأجاب المكتوب له:
"يا أخي إنّك إذ تركت ما يجب عليك من المودة الدينية، وسلكت ما يحرم عليك من اتهام أخيك بالقصد السيئ - على فرض انه أخطأ - وتجنبت الدعوة إلى الله بالحكمة في مثل هذه الأمور فإني أخبرك - قبل الشروع في جوابي لك، عما انتقدتني عليه - بأنّي لا أترك ما يجب عليّ من الإقامة على مودتك، والاستمرار على محبتك المبنية على ما أعرفه من دينك، انتصاراً لنفسي، بل أزيد على ذلك إقامة العذر لك في قدحك في أخيك، بأن الدافع لك على ذلك قصد حسن، لكن لم يصحبه علم يصححه، ولا معرفة تبين مرتبته، ولا ورع صحيح يوقف العبد عند حده الذي أوجيه الشارع عليه.
فلحسن قصدك عفوت لك عما كان منك لي من الاتهام بالقصد السيئ، فهب أن الصواب معك يقيناً، فهل خطأ الإنسان عنوان على سوء قصده؟!.
لو كان الأمر كذلك للزم رمي جميع علماء الأمة بالقصود السيئة! لأنه لا يسلم من الخطأ أحد، إلا من رحم الله.
وهل هذا الذي تجرأت عليه إلا مخالف لما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يحل رمي المسلم بالقصد السيئ إذا أخطأ، والله تعالى قد عفا عن خطأ المؤمنين في الأقوال والأفعال وجميع الأحوال.
ثم أقول: هب أنه جاز للإنسان القدح في إرادة من دلت القرائن والعلامات على قصده السيئ، أفيحل - فيمن عندك من الأدلة الكثيرة على حسن قصده وبعده عن إرادة السوء - أن تتوهم فيه شيئاً مما رميته به؟!.
والله تعالى قد أمر المؤمنين أن يظنوا بإخوانهم خيراً إذا قيل فيهم خلاف ما يقتضيه الإيمان، فقال تعالى: (لََوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً ... ). [سورة النور، الآية: 12].
واعلم أنّ هذه المقدمة ليس الغرض منها مقابلتك بما قلت، فإني كما أشرت لك قد عفوت عن حقي - إن كان لي حق - ولكن الغرض النصيحة، وبيان موقع هذا الاتهام من العقل والدين والمروءة الإنسانية ... "
ثم شرع في الجواب عما انتقده به.
فعلا كان هذا الأدب وهذا الخلق الرفيع شعاراً لطلاب العلم والدعاة إلى الله تعالى!
الشيخ: سعد بن تركي الخثلان
المصدر: موقع الشيخ
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 03:25]ـ
هؤلاء الذين يضيقون معنى السلفية ولا يقبلون التوبة
الشيخ عبد الله المطلق
(يا أحبابي هؤلاء الذين يضيّقون معنى السلفية والذين يأخذون بالظِنّة والذين لا يقبلون التوبة والذين لا يناقشون الناس ولا ينشرون الخير هؤلاء يضرّون السلفية أكثر مما يحسنون إليها، إنك لو نظرت إلى علماء من أهل السعودية كم هم؟ يريدون فقط ثلاثة أو أربعة علماء، والباقين؟ هاه؟ ليسوا من السلف؟!! ذي مصيبة عظيمة يا إخوان، إنك إذا نظرت إلى علماء العالم الإسلامي الآن تجد أنهم عندهم في قوائم المنحرفين، إنك إذا نظرت إلى علماء الأمّة الذين خدموا الدين، أمثال ابن حجر والنووي وابن قدامة صاحب المغني والكتب النافعة وابن عقيل وابن الجوزي وجدت أنهم عندهم مصنفون تصنيفات يخرجونهم بها من السلفية لأنه وجد عليهم بعض الملاحظات، هؤلاء الذين يضيّقون معنى السلفية يسيئون للأمة إخوتي في الله، ولذلك انظروا إلى سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله وإلى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله وإلى سماحة المفتي الآن الموجود، كيف يتعاملون مع الناس، كيف يحسنون أخلاقهم، كيف يستقبلون طلبة العلم، كيف يجلّون العلماء لكن هل هذا المنهج موجود عند هؤلاء؟ لا. هؤلاء ليسوا راضين إلاّ عن أعدادٍ قليلة معدودة على الأيدي من طلبة العلم، الذين يشتغلون في مجالسهم بأكل لحوم العلماء، وأحياناً يحمّلون كلامهم ما لا يتحمل بل وأحيانا يكذبون عليهم، ليس في قاموسهم توبة ولا يقبلون لأحد أوبة، يضيّقون هذا الدين، يفرحون بخروج الناس منه ولا يفرحون بقبول أعذار الناس وإدخالهم فيه، ترى هذي مصيبة يا إخواني لو ابتليت بها الأمة يمكن أن تكون السلفية في مكان محدود من هذه الجزيرة، انظروا إخوتي في الله إلى دماثة خلق الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين كيف كانوا مفتين لجميع شباب العالم الإسلامي إن اختلفوا في أوروبا في أمريكا في أفريقيا في اليابان في أندونيسيا في استراليا، من يرضون حكماً؟ من يرضون؟ تجدهم يقبلون عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين وفلان وفلان، لكن هل يرضون مشايخ هؤلاء؟ هاه؟ لا والله ما يرضونهم، وهؤلاء لا يقبلونهم، إن ما ينتهجه هؤلاء وفقهم الله وهداهم يضيّق معنى السلفية وينفر الناس منها، ويجعل السلفية معنىً ضيّقا محدوداً أغلب عمله تكفير الناس وتفسيقهم وجمع أخطائهم وتشويه سمعتهم والقدح في أعراضهم).
د. عبد الله المطلق
عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية
الدرس بتاريخ: الأربعاء 19 شعبان 1424هـ
بعنوان: الفتن - أسبابه وعلاجه
http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=32
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 03:34]ـ
العلامة صالح بن فوزان الفوزان: السلف حزب الله المفلح .. والتسمي بالسلفي أو الأثري لا أصل
يقول فضيلة الشيخ -وفقكم الله- نسمع بعض الناس يقولون: لا يجوز الانتساب إلى السلف، ويَعد السلفية
حزب من الأحزاب القائمة في الوقت الحالي، فما رأيكم بهذا الكلام؟
فأجاب فضيلة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله-:
نعم السلف حزب الله، السلف حزب؛ لكنهم حزب الله، الله -جل وعلا- يقول: ((أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)).
السلف انحازوا إلى الكتاب والسنة وإلى الصحابة فصاروا حزب الله، وأما من خالفهم فهم أحزاب ضالة مخالفة ..
الأحزاب تختلف هناك حزب الله، وهناك حزب الشيطان، كما في آخر سورة (المجادلة)، هناك حزب الله، وهناك حزب الشيطان. ز فالأحزاب تختلف.
فمن كان على منهج الكتاب والسنة؛ فهو حزب الله.
ومن كان على منهج الضلال؛ فهو حزب الشيطان.
وأنت تَخيّر، تكون من حزب الله، أو تكون من حزب الشيطان! تَخيّر!!
ثم سُئل حفظه الله:
يقول فضيلة الشيخ – وفقكم الله-:
بعض الناس يختم اسمه بـ (السلفي) أو (الأثري)، فهل هذا من تزكية النفس؟ أو هو موافق الشرع؟
فأجاب- حفظه الله-:
المطلوب أن الإنسان يتبع الحق .. المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق .. ويطلب الحق ويعمل به .. أما أنه يُسمى بـ (السلفي) أو (الأثري) أو ما أشبه ذلك فلا داعي لهذا ..
الله يعلم – سبحانه وتعالى- ((قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم)).
فالتسمي (سلفي) (أثري) أوما أشبه ذلك، هذا لا أصل له، نحن ننظر إلى الحقيقة، ولا ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى ..
قد يقول إنه (سلفي) وما هو بسلفي،، (أثري) وما هو بأثري ..
وقد يكون سلفياً وأثرياً وهو ما قال أني أثري ولا سلفي ..
فالنظر إلى الحقائق، لا إلى المسميات، ولا إلى الدعاوى ..
وعلى المسلم أنه يلزم الأدب مع الله – سبحانه وتعالى-.
لما قالت الأعراب آمنا، أنكر الله عليهم: ((قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا))
.. الله أنكر عليهم أنهم يصفون أنفسهم بالإيمان، وهم ما بعد وصلوا إلى هالمرتبة، توهم داخلين في الإسلام ..
أعراب جايين من البادية .. وادعوا أنهم صاروا مؤمنين على طول! لا .. أسلَموا دخلوا في الإسلام،
وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئاً: ((ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)) ..
وكلمة (لمّا) للشيء الذي يُتوقع، يعني سيدخل الإيمان، لكن أنك تدعيه من أول مرة تزكية للنفس ..
فلا حاجة إلى أنك تقول أنا (سلفي) .. أنا (أثري) أنا كذا .. أنا كذا ..
عليك أن تطلب الحق وتعمل به .. تُصلح النية .. والله هو الذي يعلم – سبحانه- الحقائق.
http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=89
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 03:38]ـ
المطلوب اتباع السلف لا التحزب
إلى مايسمى: (السلفيون)
الشيخ محمد بن عثيمين
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
يستفاد يُستفاد من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي .. " أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة؛ لا تنتمِ إلى حزب.
هنا ظهرت طوائف من قديم الزمان: خوارج، معتزلة، جهمية، شيعة بل رافضة ..
ثم ظهرت أخيراً: إخوانيون، وسلفيون، وتبليغيون، وما أشبه ذلك.
كل هذه الفرق اجعلها على اليسار، وعليك بالأمام، وهو: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين ".
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى (السلفيين) ..
الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح، لا التحزب إلى من يسمى (السلفيون) .. انتبهوا للفَرْق!!
هناك طريق سلف، وهناك حزب يُسمى (السلفيون) .. المطلوب إيش؟ اتباع السلف.
لماذا؟ لأن الإخوة السلفيين، هم أقرب الفرق للصواب، لا شك .. لكن مشكلتهم كغيرهم، أن بعض هذه الفرق يُضلل بعضاً، ويُبدّعهم، ويُفسّقهم ..
نحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين، لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة ..
الواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق، ويقولون بيننا كتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله، فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء، و الآراء، ولا إلى فلان أو فلان.
كلٌّ يخطيء ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة، ولكن العصمة في دين الإسلام.
فهذا الحديث أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فيه إلى سلوك طريق يسلم فيه الإنسان، لا ينتمي إلى أي فرقة؛ إلا إلى طريق السلف الصالح، بل سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والخلفاء الراشدين المهديين.
العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
http://www.IslamGold.com
مأخوذ من شرح الشيخ للأربعين النووية في آخر سنة من حياته رحمه الله
كتاب (شرح الأربعين النووية) له، حديث رقم (28) أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، ص (308، 309).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 03:47]ـ
بعض طلبة العلم يتكلم في الدعاة ويحذر منهم
الشيخ عبد الله بن قعود
السؤال: كثيراً ما نسمع عن بعض طلبة العلم التحذير من أشخاص معينين؛ من أهل العلم والدعوة بحجة فساد في عقيدتهم- كما يزعمون- أو بحجة أنهم من فئة كذا، (الشيخ ابن قعود يستعيذ بالله) أو أنهم يخوضون في السياسة (الشيخ ابن قعود يستعيذ بالله) ويستغلون منابرهم من أجل السياسة (الشيخ ابن قعود يستعيذ بالله)، فما رأي فضيلتكم في هذا ونرجو النصح والإرشاد في هذه المسألة؟
فأجاب فضيلة الشيخ: عبد الله بن قعود رحمه الله:
أعوذ بالله! (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)، (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) هذه دعوة المسلم – يا إخوان- يسأل الله جل وعلا ألاَّ يجعل في قلبه غل، وأن يجعل فيه محبة لأولياء الله، وبغضاً لأعداء الله، لا أن تنعكس القضية فيكون في قلبه بغض لأولياء الله، ومحبة لأعداء الله، أكرر القول والتذكير بقول الله: (ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا)
فهؤلاء النوع الذين حُذِّر منهم أليسوا مؤمنين؟ أليسوا دعاة؟ أليسوا أئمة مساجد؟ ونتحفّظ عن الأسماء، أليسوا أصحاب حِلَق وما إلى ذلكم؟! متى وُجد من المسلمين بعضهم يحذّر من بعض؟!
يا جماعة! حذِّرونا من المبتدعة بابتداع واضح، حذِّرونا من نفس الطغاة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله! حذِّرونا من الذين ظلموا عباد الله في كل مكان لكن تحذرون شباب الإسلام من أن يستمعوا لدعاة الإسلام؟! على كل حال مثل هذا المقال ما يجوز أن يصدر من مؤمن مهما كان مستواه العلمي، ما يجوز أن يصدر من داعية، وإن صدر منه فلا شك أنه أحد رجلين، أو من أحد القسمين الذين ذكرت: إما أن يكون اشتبه الأمر عليه وتسلّط شيطانه عليه وجاءه باجتهادات، وبآراء أيضاً خاطئة، ولا صلة له بالأمور الأخرى، أو أن يكون- أيضاً- بوقاً من الأبواق التي تخدم في الباطل باسم الدين وباسم التحذير، وليس هذا غريب يا إخوة أنا أذكر (كلمة غير واضحة) قد قرأت تقرير، يعينني إخواني الذين يحفظونه نقلَتْهُ أظن (الندوة) أو (المدينة) قبل عشرين سنة، (المدينة)؟، التقرير هذا أيام فتنة تسلط جمال عبد الناصر على (الإخوان)، المدينة نقلت تقريراً قالت إنه اختص منها، حظيت به، سري معد من رئيس استخبارات مصرية مع الأسف (كلمة غير واضحة) معادي لليهودية واستخبارات أمريكية واستخبارات يهودية، التقرير استعرض وضع (الإخوان)، ومن النقط التي علقت بذهني نقطتان: نقطة العرض منه ونقطة في الحلول التي وضعوها، التي في العرض: قالوا إن – وهم يستعرضون الإخوان – إن المتدينين من الناس – يعني من غيرهم – رصيد لهم. طبعاً هذا صحيح! يعني نعم مهما كان في المسلم من نقص فأخوه المسلم يحس بإحساسه، المسلم أخو المسلم، بقطع النظر عن انتظامه وعدم انتظامه، هم منتظمين بـ (إنما المؤمنون إخوة)، فقال: إن البقية أرصدة لهم، معناه إذا وُجِد شيء فيكون المتدينون أرصدة لهم، النقطة في الحل الثاني قالوا: يجب أن يسلَّط عليهم من بينهم من يشكك بعضهم في بعض! أنتم ملتحون، لو جاء غيركم فعثر في لحية، حليق أو (كلمة غير واضحة) ممكن تتيحون له الفرصة؟!! لا، يبي [يعني يريد] واحد من النوع، من بينهم من يشكك بعضهم في بعض، هذا التقرير معمول قبل عشرين أو اثنين وعشرين سنة، من خصوم مسلمين بقطع النظر عن مستواهم، لكن ما خرجوا من الملة، الآن نكاد نجد آثاره وإن لم نقرأ ونحدد أن فيه تسلط على المسلمين بعضهم من بعض.
[إلى أن قال]: فعلى كل حال أنا أعتقد أن مثل هذا يعتبر تسلط من الدعاة على الدعاة، ومن المتعلمين على المتعلمين، وممن ينتمي-أنا ما أقطع بسلفية بعض الناس، نقول: هم منتمين للسلفية- على من لم ينتم لها، ولا شك أن مما يجعلنا نقسوا ونقول هذا القول أنني سمعت شريطاً لأحدهم يقول: (فلان سلفي الظاهر مبتدع الباطن!) أنا سمعت هذا بأذني، وكلكم قد يكون سمعه، فبالله – يا إخواني- هل الأنبياء ادعوا مثل هذا؟ هل فيه نبي ادعى أنه يعلم الغيب، أو حَكَم على الناس على بواطنهم؟!! عمر رضي الله تعالى عنه يقول: [الناس يؤاخذون في وقت الوحي بالوحي،
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الآن فيؤاخذون بما يظهر لنا منهم] يعني فلان سلفي الظاهر مبتدع الباطن! هل هذا من العدل؟ أليس هذا والله أعلم منبعث من سوء نية؟ ومن تسلط؟! إن قلنا: أنه ما فيه سوء نية ولا تسلط، معناه اجتهاد أعمى، أقل أحواله، أحد يدعي أنه يعلم الباطن! هذا الكلام تعرفونه كثيراً ودار عندكم هنا في أشرطة، وفي كلمات وفي أخرى، فلا شك أن مثل هذا الكلام أن القول به أو التحذير من طالب علم معروف بالخير، أو التحذير من داعية أو التحذير من كونه سياسي، أنتم تفصلون السياسة عن الدين؟! الذي يفصل الدين عن السياسة هذا هو محل الإبعاد، ومحل التهمة، ومحل - أيضاً- تعطيل جزء كبير من دين الله، وإذا تكلم إنسان في أمر ما! قيل: هذا سياسي!
الحباب بن المنذر لما قال للرسول عليه الصلاة والسلام: (أهذا منزل أنزلك الله إياه، أم هو الحرب والمكيدة، قال له: بل الحرب والمكيدة) فهل هذا تدخل في السياسة أم غير تدخل؟ هذا تدخل في السياسة. [إلى أن قال رحمه الله]: [إذا رجل نقد أمر ما- أقسم بالله وأباهل- أن بعض من يعترض على هذا الأمر، لو خلا له الجو نفسه، ولم يكن هناك مؤثرات، لقال: هذا هو الحق! وأصفه بأنه سياسي! .. ومن يقول بفصل الدين عن السياسة؟! ومن يقول: إن الحكومات لا تُنتقد؟! ومن يقول: إن الوضع العام ما يُنتقد؟!! معنى هذا إخراس الألسن، وإماتة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحمد لله أنه لا يزال في الزوايا بقايا، يعني عموم الأمة لو [كلمة غير واضحة] على أمر ما، يمكن أن يعترضها ضلال أو شبه أو غير هذا، لكن يبقى منها من بقي .. على كل حال نرجو الله أن يرحم إخواننا جميعاً الناقدين والمنقودين، المتسلطين والمتسلَّط عليهم، وأن يجمع كلمتهم، وأن ينور قلوبنا وقلوبهم، وأن يجعلنا وإياهم جميعاً ممن يتحقق فيهم الدعاء: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)].
شريط (وصايا للدعاة– الجزء الثاني) للشيخ العلامة عبد الله بن قعود.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 07:25]ـ
أود أن أنبه بأن المقصود في كل هذه الفتاوى من هو في العقيدة و المنهج على نهج السلف أما الأشاعرة و الصوفية و الرافضة و العصرانيين و الجماعات الضالة المميعة للدين و "الاسلاميين العلمانيين" لا يدخلون في من حذرت الفتاوى من الطعن فيهم و التحذير منهم.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 07:53]ـ
غريبٌ أمر الناس، ..
من هؤلاء السلفيون الذين يطعنون في السلفيين؟!
ما أظنّ .. إلا أنكم في حرب مع ... " العالمين "!
وما فهمته من كلامك أن من ذكرتَ .. لا منازع في ضلالهم، وأن أمرهم محسوم؟ أليس كذلك؟!
أما .. الأشاعرة؟، فما أدين الله به أنهم من " الجماعة " .. !
والعصرانيون .. فلا نعلم، من تقصد؟!
فإن كنتَ تقصد: يوسف القرضاوي، و طه العلواني، وأحمد الريسوني، و رشيد رضا .. فنُنازعك.
وإن كنتَ تقصد: فهمي هويدي .. ومن نحا نحوه .. فنتثبت مع تسليمنا لك .. !
أما (الجماعات الضالة المميعة للدين) .. فلا نعلمهم، وجميل أنك أجملتَ ولم تفصل .. فأرحتنا عناء الردّ .. !
أما (الإسلاميين العلمانيين)، .. فهذا مما ينمّ عن جهل مركب، فكيف يجتمع (الإسلام) مع (العلمانية) .. ؟
(هداك الله)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 10:00]ـ
والعصرانيون .. فلا نعلم، من تقصد؟!
فإن كنتَ تقصد: يوسف القرضاوي، و طه العلواني، وأحمد الريسوني، و رشيد رضا .. فنُنازعك.
كيف تنازعني في أشخاص ثبت ضلالهم أم لانهم من جماعتك!
أما (الإسلاميين العلمانيين)، .. فهذا مما ينمّ عن جهل مركب، فكيف يجتمع (الإسلام) مع (العلمانية) .. ؟
يجتمع عند الممسوخين فكرياً أمثال جماعتك الضالة الذين يرفضون الشريعة و حدودها لأنها في نظرهم غير معتدلة!!
و يرفضون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لأنه لا اكراه في الدين!
اخزاهم الله
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 01:51]ـ
غريبٌ أمر الناس، ..
من هؤلاء السلفيون الذين يطعنون في السلفيين؟!
ما أظنّ .. إلا أنكم في حرب مع ... " العالمين "!
وما فهمته من كلامك أن من ذكرتَ .. لا منازع في ضلالهم، وأن أمرهم محسوم؟ أليس كذلك؟!
أما .. الأشاعرة؟، فما أدين الله به أنهم من " الجماعة " .. !
والعصرانيون .. فلا نعلم، من تقصد؟!
فإن كنتَ تقصد: يوسف القرضاوي، و طه العلواني، وأحمد الريسوني، و رشيد رضا .. فنُنازعك.
وإن كنتَ تقصد: فهمي هويدي .. ومن نحا نحوه .. فنتثبت مع تسليمنا لك .. !
أما (الجماعات الضالة المميعة للدين) .. فلا نعلمهم، وجميل أنك أجملتَ ولم تفصل .. فأرحتنا عناء الردّ .. !
أما (الإسلاميين العلمانيين)، .. فهذا مما ينمّ عن جهل مركب، فكيف يجتمع (الإسلام) مع (العلمانية) .. ؟
(هداك الله)
رغم أني لست في مستوى الاجابة على هذه التساؤلات الفلسفية العميقة اجدني مضطرا للتحليق في سمائك ودلالتك على بعض المواطن التي حجبتها عنك السحب فالذي يطير تحت السحاب يبصر أوضح ممن يطير فوقه ولعلّك تنزل قليلا لترى ما لم تتبيّنه في مداخلة أخيك اذ هو -في تصوري-بسيط وواضح بساطة أخيك هذا الذي يراسلك الآن وواضح وضوحه لم يتعلّم دهره دخول الأزقة الضيّقة ولا مجاملة أهلها فاذا أصررت أجبتك الجواب الذي أدين الله به وهو -صدقا- غير ما تدين-أنت- الله به واصدقك القول أن الأمة ضائعة بين هؤلاء واولئك وللصراحة أقول غلاة جرح ظالمون وغلاة تعديل ضائعون ولو شئت الحق للدعوت هؤلاء وأولئك للإلتفاف حول الحق ونصرة السنّة ولكن ماذا نصنع فللسنن أحكامها ولربما أتى على الجيل يوم يبصر فيه أسقامه ويعود كما عاد الأولون وعندها سيفرح المؤمنون بنصر الله ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 02:45]ـ
ومن باب الإضافة لما نقله الأخ الحبيب أبا حازم يسعدني أن أضع بين أيديكم هذا النقل عن العلامة المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله إذ يقول كما جاء في كتابه "رفقا أهل السنة"
وطريق السلامة من هذه الفتن تكون بما يأتي:
أولاً: فيما يتعلَّق بالتجريح والتحذير ينبغي مراعاة ما يلي:
1. أن يتقي الله من أشغل نفسه بتجريح العلماء وطلبة العلم والتحذير منهم، فينشغل بالبحث عن عيوبه للتخلص منها بدلاً من الاشتغال بعيوب الآخرين، ويحافظ على الإبقاء على حسناته فلا يضيق بها ذرعاً، فيوزعها على من ابتلي بتجريحهم والنيل منهم، وهو أحوج من غيره على تلك الحسنات في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
2. أن يشغل نفسه بدلاً من التجريح والتحذير بتحصيل العلم النافع، والجد والاجتهاد فيه ليستفيد ويفيد، وينتفع وينفع، فمن الخير للإنسان أن يشتغل بالعلم تعلماً وتعليماً ودعوة وتأليفاً، إذا تمكن من ذلك ليكون من أهل البناء، وألا يشغل نفسه بتجريح العلماء وطلبة العلم من أهل السنة، وقطع الطريق الموصلة إلى الاستفادة منهم، فيكون من أهل الهدم، ومثل هذا المشتغل بالتجريح لا يخلف بعده إذا مات علماً يُنتفع به، ولا يفقد الناس بموته عالماً ينفعهم، بل بموته يسلمون من شره.
3. أن ينصرف الطلبة من أهل السنة في كل مكان إلى الاشتغال بالعلم، بقراءة الكتب المفيدة وسماع الأشرطة لعلماء أهل السنة مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، بدلاً من انشغالهم بالاتصال بفلان أو فلان، سائلين: (ما رأيك في فلان أو فلان؟)، (وماذا تقول في قول فلان في فلان، وقول فلان في فلان).
4. عند سؤال طلبة العلم عن حال أشخاص من المشتغلين بالعلم، ينبغي رجوعهم إلى رئاسة الإفتاء بالرياض للسؤال عنهم، وهل يرجع إليهم في الفتوى وأخذ العلم عنهم أو لا؟ ومن كان عنده علم بأحوال أشخاص معينين يمكنه أن يكتب إلى رئاسة الإفتاء ببيان ما يعلمه عنهم للنظر في ذلك، وليكون صدور التجريح والتحذير إذا صدر يكون من جهة يعتمد عليها في الفتوى وفي بيان من يؤخذ عنه العلم ويرجع إليه في الفتوى، ولا شك أن الجهة التي يرجع إليها للإفتاء في المسائل هي التي ينبغي الرجوع إليها في معرفة من يُستفتى ويؤخذ عنه العلم، وألا يجعل أحد نفسه مرجعاً في مثل هذه المهمات؛ فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
ثانيا: فيما يتعلق بالرد على من أخطأ، ينبغي مراعاة ما يلي:
1. أن يكون الرد برفق ولين ورغبة شديدة في سلامة المخطئ من الخطأ، حيث يكون الخطأ واضحاً جلياً، وينبغي الرجوع إلى ردود الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – للاستفادة منها في الطريقة التي ينبغي أن يكون الرد عليها.
2. إذا كان الخطأ الذي رد عليه فيه غير واضح، بل هو من الأمور التي يحتمل أن يكون الراد فيها مصيباً أو مخطئاً، فينبغي الرجوع إلى رئاسة الإفتاء للفصل في ذلك، وأما إذا كان الخطأ واضحاً، فعلى المردود عليه أن يرجع عنه، فإن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل.
3. إذا حصل الرد في إنسان على آخر يكون قد أدى ما عليه، فلا يشغل نفسه بمتابعة المردود عليه، بل يشتغل بالعلم الذي يعود عليه وعلى غيره بالنفع العظيم، وهذه هي طريقة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
4. لا يجوز أن يمتحن أي طالب علم غيره بأن يكون له موقف من فلان المردود عليه أو الراد، فإن وافق سلم، وإن لم يوافق بدع وهجر، وليس لأحد أن ينسب إلى أهل السنة مثل هذه الفوضى في التبديع والهجر، وليس لأحد أيضاً أن يصف من لا يسلك هذا المسلك الفوضوي بأنه مميع لمنهج السلف، والهجر المفيد بين أهل السنة ما كان نافعاً للمهجور، كهجر الوالد ولده، والشيخ تلميذه، وكذا صدور الهجر ممن يكون له منزلة رفيعة ومكانة عالية، فإن هجر مثل هؤلاء يكون مفيداً للمهجور، وأما إذا صدر الهجر من بعض الطلبة لغيرهم، لا سيما إذا كان في أمور لا يسوغ الهجر بسببها، فذلك لا يفيد المهجور شيئاً، بل يترتب عليه وجود الوحشة والتدابر والتقاطع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى [3/ 413 - 414]: في كلام له عن يزيد بن معاوية: " والصواب هو ما عليه الأئمة، من أنه لا يخص بمحبة ولا يلعن، ومع هذا فإن كان فاسقاً أو ظالماً فالله يغفر
(يُتْبَعُ)
(/)
للفاسق والظالم، ولا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له "، وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه ...
فالواجب الاقتصاد في ذلك، والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به، فإن هذا من البدع المخالفة لأهل السنة ".
وقال [3/ 415]: " وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ".
وقال [20/ 164]: " وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون ".
وقال [28/ 15 - 16]: " فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه: فإن كان قد فعل ذنباً شرعياً عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنباً شرعياً لم يجز أن يعاقب بشيء لأجل غرض المعلم أو غيره.
وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى، كما قال الله تعالى: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) "، قال الحافظ ابن رجب في شرح حديث: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " من كتابه جامع العلوم والحكم [1/ 288]: " وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب، وقد حكى الإمام أبو عمرو بن الصلاح عن أبي محمد بن أبي زيد – إمام المالكية في زمانه – أنه قال جماع آداب الخير وأزمته تتفرع من أربعة أحاديث، قول النبي صلى الله عليه وسلم: {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت}، وقوله صلى الله عليه وسلم: {من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه}، وقوله للذي اختصر له في الوصية: {لا تغضب}، وقوله صلى الله عليه وسلم: {المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه} ".
أقول: ما أحوج طلبة العلم إلى التأدب بهذه الآداب التي تعود عليهم وعلى غيرهم بالخير والفائدة، مع البعد من الجفاء والفظاظة التي لا تثمر إلا الوحشة والفرقة وتنافر القلوب وتمزيق الشمل.
5. على كل طالب علم ناصح لنفسه أن يعرف عن متابعة ما ينشر في شبكة المعلومات الانترنت، عما يقوله هؤلاء في هؤلاء، وهؤلاء في هؤلاء، والإقبال عند استعمال شبكة الانترنت على النظر في مثل موقع الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – ومطالعة بحوثه وفتاواه التي بلغت حتى الآن واحداً وعشرين مجلداً، وفتاوى اللجنة الدائمة التي بلغت حتى الآن عشرين مجلداً، وكذا موقع الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – ومطالعة كتبه وفتاواه الكثيرة الواسعة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 03:10]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل المبارك.
من عجائب ما وجدت من هؤلاء أنهم لما علموا أني أدرس على ( .... ) أحد الفنون أنكروا علي وقالوا أنه متمييع!!
ثم إن إحداهن امتحنتني بفلان وفلان من العلماء .. فقالت ما تقولين في فلان؟ وما تقولين في فتنة كذا (!!!!!)؟؟
ثم تم تصنيفي كـ ( .... )!
وفي الجانب الآخر شاهدتني احداهن أحمل مجموعة أشرطة للشيخ محمد أمان الجامي (شرح شرح الهراس للواسطية) فأنكرت علي استماعي لشرح الشيخ وبعد ايام صُنفت ( ... )!
اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن .. ونسألك أن ترينا الحق حقا وترزقنا اتباعه وترينا الباطل باطلا وترزقنا اجتنابه .. اللهم آمين(/)
الشيخ العمر يدين أحداث العنف بالمدينة ويدعو لضبط النفس
ـ[الخميس]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 01:42]ـ
استنكر الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر، المشرف العام على موقع المسلم، في تصريح خص به الموقع، الأحداث التي جرت مؤخرا في المدينة النبوية جوار الحرم المدني ومقابر البقيع.
وأدان الشيخ العمر مظاهر الشغب والتظاهر والاعتصام التي قامت بها فئات لها تاريخها في إثارة الفتن والقلاقل والتي تطورت إلى أحداث عنف وتعد على الأرواح والممتلكات في مكان مقدس للمسلمين جميعا وبلد حرام حرمه الله تعالى كما حرم مكة، ولا يليق بمسلم ولا يجوز له أن يقوم بها أو يشارك فيها أو يؤيدها أو ان يدافع عمن أثارها وباء بإثمها.
وأكد الشيخ العمر أنه أيا كانت الأسباب في حدوث الأزمة فإنه كان يمكن معالجتها بدون اللجوء إلى العنف والشغب وترويع الامنين وانتهاك حرمة المسجد النبوي، وأن ما حدث ويحدث يشي بأن أياد خفية تريد تأجيج الفتنة وتنفيذ أهداف عدائية مبيتة وخاصة في تزامنها مع أحداث أخرى في المنطقة.
ودعا الشيخ العمر الشباب إلى ضبط النفس وترك الأمور للجهات الأمنية الرسمية للتعامل معها وتولي مسئوليتها في حماية المسلمين وضبط الأمن وعدم الانجرار إلى المزيد من العنف الذي لن يخدم سوى أعداء الإسلام والمتربصين بأهله في الداخل والخارج.
كما استنكر الشيخ العمر الزج بـ (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) في الأحداث حيث سارع بعض زعماء تلك الفئات التي أثارت الفتنة - لأغراض سيئة لا تخفى - إلى تحميلها المسؤولية رغم أنه لم يكن لها أي علاقة بالأمر بل كانت إحدى الضحايا حيث تعرض أعضاء مركز الهيئة في البقيع إلى السب والشتم بل التهديد بالأذى والقتل.
و دعا الشيخ العمر إلى التثبت و التروي في نقل الأخبار وتداولها عما يحصل من أحداث ومواقف وتصريحات وعدم ترويج الشائعات التي يطلقها البعض ويريد بها تأجيج العنف وإطالة أمد المشكلة.
وختم الشيخ العمر تصريحه بدعاء الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين من الفتن وأن يحفظ لبلادنا أمنها وطمأنينتها وأن يكفي المسلمين شر أعدائهم إنه سميع قريب مجيب.
المصدر موقع المسلم ( http://almoslim.net/node/107587)(/)
الوهابية ليست حوزة رافضية، ولا طريقة صوفية
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 05:56]ـ
هذا مقال كتبه أبو ريان الطائفي ـ حفظه الله ـ
الحمد لله:
يتلقف البعض مسمى الوهابية وكأنها فريدة الدهور، و وحيدة العصور، وأتت بما لم يأتِ به الأنبياء والمرسلون.!!!
وأن الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – قد رسم عقيدة جديدة، وأحدث ملة مبتكرة، وخالف إجماع الأولين والآخرين.!!
وغير ذلك من الإفك الذي لا ينطلي إلاّ على أشباه البهائم من البشر.!!
والعجيب أن عامة من انتقد دعوة هذا الإمام وطريقته لم يستدل بشيٍ من كلامه غير نقولاتٍ جمعها من أفواه خصومه.!!
وهذه والله هي البلية، والجور في القضية.!
ولهذا ما من منصفٍ نظر في كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ، وسبر سائر كتبه إلا وجزم يقيناً أنه من الأئمة المتبعين لا المبتدعين.
وأنه ما جاء بشي خالف فيه الكتاب والسنة، وطريقة السلف الصالح المرضي عنهم.
وقد أوقفنا الخصوم في مجالس المناظرة، وفي الردود المكتوبة على إثبات هذا الإحداث فسقطوا في أيديهم، وفزعوا إلى التحريف، والتهويل.!
والعجيب أن خصوم دعوة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ هم الأحق بأن يوصفوا بداء الإحداث في الدين، وشرع ما لم يأذن الله تعالى به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أظن تلك الزوبعات، وهذه الافتراءات إلا لإبعاد الأنظارعن كشف بدعتهم، وإحداثهم في الدين.
وعلى هذه الدعوة المباركة سار الأئمة من بعدهم، فنصر الله بهم الدين، وأقام بهم توحيد رب العالمين، وأحيا مراسم شريعة سيد المرسلين، فعادت العزة لهذه الأمة بعد السبات، واشتد عودها بعد الضعف والشتات، ولله الحمد والمنة.
ومما يجب التأكيد عليه:
أن الوهابية ليست حوزة رافضية، ولا طريقة صوفية
يحدها خرقة أو طقوس معينة.!
وإنما هي دين الله تعالى وشريعته، لا تُعرف بالرجال، وإنما الرجال يعرفون بها.
فليست حكراً على قطرٍ دون قطر، ولا على جيلٍ دون جيل، ولا على مدرسة دون مدرسة، ولا تحتويها الجنسيات، ولا تحجبها الحدود والسياسات، فمن أصاب دين الرسول صلى الله عليه وسلم، وسلك شريعته، واتبع منهج أصحابه والتابعين لهم بإحسان فهو في مصطلح الخصوم: وهابي.!
نعم: وهابي، حيث وهبه الله تعالى الهداية للتوحيد، والالتزام بالسنة، في زمن مدلهمات الفتن، ومعضلات المحن.
نعم: وهابي، حيث وهبه الله تعالى الحنيفية السمحة ملة إبراهيم، وصرفه عن عبادة الأوثان، والإشراك بالله تعالى.
نعم: وهابي، حيث وهب: عرضه، وماله، ودمه: في ذات الله تعالى ونصرة دين الله: بيده، ولسانه، وقلبه.
فلهذه وتلك كانت الرفعة لهم، والعزة لهم: بالحجة في كل حين، وبالقوة أحايين
إمامهم
محمد صلى الله عليه وسلم
لواؤهم
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – رسول الله
شعارهم
(بِآياتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) [القصص:35] (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) [الصافات:173] (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد:7]
كتيبتهم
الصحابة والتابعون
قبائلهم
(هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) [الحج: 78]
مراتبهم
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13]
سلاحهم
الكتاب والسنة
تدريبهم
في مدرسة (البخاري) و (مسلم) و (موطأ مالك) و (السنن) و (المسانيد) و (المعاجم) و (الأمالي)
تموينهم
من حلق الذكر، ومجالس العلم، ورياض الجنة
عدوهم
(شَيَاطِينَ الْإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) [الأنعام: من الآية112]
طريقتهم
الإتباع وترك الابتداع
محاذيرهم
الكفر والشرك والبدعة والمعصية
دعاؤهم
(وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) [الأعراف: من الآية89]
نشيدهم
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا حوزتهم
(مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) [النساء: 69]
مرادهم
رضا الله
شوقهم
(جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133]
موعدهم
(يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التحريم: 8]
منتهى آمالهم
رؤية رب العالمين
فهذه هي الوهابية إن كنتم لا تعلمون
وأنشدوا
إن كان توحيد الإله توهباً:::: فأنا المقر بأنني وهابي
أبو ريان الطائفي
كان الله في عونه ونصرته
الطائف: 4 ربيع الآخر 1426هـ(/)
حول تفجيرات منطقة الحسين بالقاهرة، د. ياسر برهامي (مرئي)
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 05:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق الشيخ ياسر برهامي حفظه الله على التفجيرات التي وقعت بمنطقة الحسين بالقاهرة
التحميل هنا ( http://www.anasalafy.com/materials/Video/dr-yasser/nadawat/tafgeer.wmv)
لا تنسوني من صالح الدعاء
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 11:46]ـ
جزاك الله خيرا جاري التحميل
أصلح الله حال الأمة
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 04:29]ـ
وجزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[العقيلي الهاشمي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 09:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاري التحميل(/)
منهج التكامل ومصلحة التغيير ...
ـ[عبدالرحمن الجبرين]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 07:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم
أما بعد:-
فإن المنهج هو قوام الإنسان وقيمته فالإنسان بلا منهج تقل إنجازاته وتضعف فاعليته وهي من الأمور التي صارت بدهية في هذا العصر فالإنسان بما يحمل تكون قيمته
و أهميته في المجتمع.
وكان منهج السلف الصالح هو الاستقاء من منبع الوحي الذي هو كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم فكان الكل ينزع من هذا المنبع الصافي الصالح لكل زمان ومكان وكان لكل منهم ما قدر له من النزع من هذا المعين. .
ولو تأملنا حال الصحابة رضوان الله تعالى عنهم وهم من شاهدوا التنزيل وعلموا التأويل لوجدنا استقلال القيادات منهم بمنهج معين يسير عليه فعلى سبيل المثال لا الحصر:
ابن عباس رضي الله عنه كان له منهج معين مع طلابه.
وابن مسعود كذلك وابن عمر وغيرهم رضوان الله تعالى عليهم ..
كان كل منهم يسير على نهج معين وعلى نظام اجتهد فيه وسار عليه وكان ذلك مما استنبطه ورآه من منبع الوحي الكتاب والسنة وعلى ذلك سار طلابه من بعده حتى نشأت المدار س الفقهية الكبرى المعروفة في تاريخ الإسلام.
وكان هذا المنهج الذي سار عليه الأوائل واضحاً وضوح الشمس لعالمه ومتعلمه ..
ومن ضرورات استقلال كل منهم بمنهج أن يكون هناك ثمة اختلاف بينهم ووجود الاختلاف بين بني البشر أمر فطري فالبشر في جميع شؤونهم قد يحصل بينهم الاختلاف وليس خاصا بالجانب الشرعي كما هو مشاهد معلوم وقد قال الله مبيناً هذه الحقيقة (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ .. ) الآية
أي وللاختلاف خلقهم كما ذكر حبر الأمة عبدالله بن عباس رضي الله عنه.
ومع هذا كله لم تكن هناك تشققات في أصحاب المناهج من الصحابة والمحاولة لإسقاطهم لمجرد المخالفة بل كان بينهم المودة والاحترام وكامل التقدير فثناء بعضهم على بعض موجود في كتب التاريخ وعلم الرجال وهذا لا يخفى على عاقل بل كان عندهم من الإنصاف ما لله به عليم وكانوا على ذلك حريصين أشد الحرص على وحدة الكلمة وعلى الاتفاق وعدم الاختلاف (أي الاختلاف المذموم) فالخلاف شر كما هو متقرر عندهم.
فتتعجب من هذا المجتمع الجميل الرائع الذي كان يسير على نور من الله وهدى والذي يحرص أصحابه على الاتفاق في القواسم المشتركة وإعذار من خالفهم من الصحابة مع عدم الموافقه على ماذهب إليه والإنكار عليه كذلك.
فصار المجتمع في هذه الحالة متآلفاً متجانساً تحيطه من كل ناحية أواصر المحبة وتتغلل في داخله معاني الألفة والتسابق إلى شئ واحد هو رضى الله عز وجل وتعبيد الناس لرب العالمين.
ومع ذلك كله لم يكن هناك تغاضي عن الحق أو مداهنة لأحد منهم إذا رأوا الحق في غيره
و لم يكن عندهم منهج الإسقاط الذي يلتزمه بعض الناس في هذا العصر فالصحابة رضوان الله تعالى تركوا قول ابن عباس رضوان الله تعالى عنه في خمس مسائل في الفرائض وابن مسعود مثلها بل ورد عن ابن عباس القول بالمتعة واختصاص الربا بالنسيئة ومع ذلك هذا لم يجعل هذا الأمر جمهور الصحابة رضي الله عنهم يسقطونهم بل خالفوهم في هذه المسألة وبقيت مكانتهم بل بالعكس ورد عنهم ماهو أكبر من ذلك وهو المدح والثناء على من خالفوهم.
فقد قال عمر رضي الله عنه عن ابن مسعود (كنيف ملئ علما)
وقال ابن عمر في ابن عباس رضي الله عنهم أن ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
وغير ذلك من النماذج الجميلة من عصر الصحابة والسلف الصالح.
وقد بلينا في هذه الأزمنة بمنهج الإسقاط الذي يصاحب المخالفة فليس ثمة إشكال أن نختلف لكن الإشكال أن نسقط من خالفونا ولا نعتبرهم شيئاً فهنا يكمن الخلل.
فإذا كان عند البعض رأي ينتقد هذا الشيخ أو ذلك الداعية فلا إشكال أن يبين رأيه دون إسقاط أو تسفيه , وإنما الإشكال يكمن في أن مجرد المخالفة سبب للعداوة وفي أقل أحوالها البعد.
فوجود النظرة التكاملية في الأعمال الخيرية والعمل لهذا الدين تكاد تكون معدومة عند أصحاب هذا المنهج والأصل أن نجتمع في القواسم المشتركة أي في المسائل القطعية ويعذر بعضنا بعضاً في المسائل الذي يسوغ فيها الاجتهاد وبهذا تتوحد الجهود في خدمة دين الله عز وجل.
ومما يلاحظ دوما أن موضوع (الموقف من المخالف) يتأثر كثيرا بنفسية الكاتب أكثر من البحث الموضوعي في النصوص.
فالشخص الشرس الطباع يستحضر دوماً نصوص الإنكار، والشخص الوديع يستحضر دوماً نصوص العذر.
وكلاهما لم يحققا الانقياد لله ورسوله، وإنما عملا بمقتضى طباعهما
والموفق من جمع النصوص ووضعها في مواضعها
ومنهج أهل السنة في هذا الباب ليس الإعذار المطلق، ولا البغي على المخالف
وإنما التفريق بين مايسوغ فيه الاجتهاد، ومالايسوغ
وأنه لا تعارض بين: إعذار القائل، وإنكار القول
والتفريق بين من كان خطؤه جزئي، ومن كان خطؤه منهجي،
كمنهج من يتتبع الرخص.
والصحابة أنفسهم عذروا بعضهم في مسائل، ولم يعذروا في مسائل أخرى وليس هناك تعارض بينهما.
وإن كان مراد كل هذه التوجهات والتيارات هو التغيير ولاشك لكن لا يكون التغيير بالإعانة على زيادة الشقوق في الثوب السليم بل بتضافر الجهود لأجل أن يكون هناك منهج متكامل متصالح يؤمن
بالخلاف ويجمع بينه وبين مخالفيه رابطة الإسلام والعمل لهذا الدين.
وبالله التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الجبرين]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 11:41]ـ
للرفع فقط
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 11:47]ـ
للرفع فقط
إن كان الرفع لمجرد الرفع فقط تصير القضية عبث، أما إن كان الرفع للفائدة و التذكيرة كانت القضية مهمة
مشكور على الموضوع
ـ[عبدالرحمن الجبرين]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 02:24]ـ
المقصود أن الموضوع مهم وجيد ان يتباحث
ـ[عبدالرحمن الجبرين]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 06:47]ـ
وهناك مقالات تهتم بالجانب هذا على هذه الرابط
http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=670(/)
. الاجتهاد - رؤية مغايرة - .. !
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 07:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
إن الحديث عن الاجتهاد وصناعة الفتوى لهُ شجون - ولكنّه مزعجٌ للبعض - والسبب:
أنّ الكثير من المتوارث في طُرق الاستنباط يُعتبر مُقدسَاً عند البعض، بل هوَ محلّ مفاصلة.
ولذلك الرؤى الجديدة دائماً ما تكون محلّ رفض، وشجبٍ وانكار .. !
بل .. و تهويل:
الكثير منّا اليوم مسحوا - في أذهانهم - كل احتمالات الخطأ والوهم والهوى، والقصور الذاتي والخضوع للمصلحة - وإن كان لسان المقال يُخالف لسان الحال -، وانتهوا إلى أنّ المجتهد أو العبقري .. إذا أبدى رأياً .. فينبغي أن يكون صواباً!
وكانت النتيجة تضاؤل الرؤى المنهجية والحقائق الواضحة .. عن طريق منح العصمة لمن لا يستحقها أو من لم يتملك شروط القول ..
أو الآدمي - بإطلاق - في كل شؤون الحديث.
وهذه الحالة - مع الأسف -: " لا تجرح كبرياء العقل فحسب .. وإنما تخدش صفاء التوحيد " - كما يقول د. بكّار -.
والأمر الآخر: أننا في الغالب - وضمناً - لا نفرّق بين (الأفكار) و (الأشخاص)، .. ويمكن معرفة مستوى أمةٍ من الأمم بالنظر إلى موقفها من ثلاث أشياء:
(1) الأفكار.
(2) الأشخاص.
(3) الأشياء.
فمدى طُغيان إحدى الأشياء - مثلاً - على الأشخاص .. تجد التدهور في التفكير، فكيف بطُغيان الأشخاص على الأفكار؟! " وهنا المشكلة "!!
أيضاً يمكن القول:
أن الوسط أو (البيئة) مُنطَلق الفكرة .. هيَ تحكم مدى جدواها على التطبيق في أوساط أخرى، فقياس بيئة على بيئة أخرى - هكذا بإطلاق - يُعتبر (قياس مع الفارق) - كما يقول الأصوليون -.
ويظهر (هذا) واضحاً في:
(الحزب الإسلامي في العراق) عندما وقّع وقبل التوقيع على المعاهدة المشؤومة، قاسَ نفسه على تُركيا - مثلاً - ولم يعلموا أنّ الفارق: هو الوجود الأمريكي، والافتراق المذهبي والعَقدي .. والسياسي.
ونحنُ نعلم أن العملية الإجتهادية تمرّ بمجموعة من التطبيقات في الأدلّة ذكرها علماء الأصول، .. على خلاف بينهم في بعض الأدلّة - كما هوَ معروف -.
ولكن هناك اغفالٌ نسبي لبعض المؤثرات على العملية الاجتهادية .. :
فنحنُ نعلم أن الفقه الإسلامي - اصطلاحياً - ينقسم إلى قسمين:
(1) عبادات.
(2) معاملات.
ولنقول أن (السياسية الشرعية) معاملة .. مع أنّ البعض يرفض (هذا) ويقول أنها: قسم مستقل .. ولا مشاحة في الاصطلاح .. !
بالنسبة للعبادات: لا يمكن أن يتدخل فيها إلا الأدلّة الشرعية .. وهذا مرجعه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهوَ رد "، و (أنّ الأصل في العبادات المنع).
ولكن بالنسبة للمعاملات: يمكن القول:
بما أنّ نصوصها - في الغالب - نصوص عامّة، وأنّ (الأصل في الأشياء الإباحة) .. فيمكن التعامل معها بحرّية أكثر وانفتاح نسبي - منضبط طبعاً -، يراعي (المقاصد الشرعية) و (قانون المصلحة والمفسدة) ..
ما أريد قوله: لِمَ لا يكون هناك تدخل للتجربة البشرية في (التاريخ القديم والمعاصر) على الُحكم على نفوذ أو قَبول بعض التطبيقات الفقهية أو الاجتهادات .. !
ويمكن أن أضرب مثالاً لهذا على:
(الأصلاح السياسي) و طُرق تطبيق الشورى أو (البرلمان) .. ، بهذا المنطق السابق يمكن قَبول (الديمقراطية) - مثلاً - بعيداً عن توهم البعض أن (الديمقراطية) تُضادّ (الحاكمية) .. !
أعرف أنّ هناك إشكالاً في مدى أثر التجربة الإنسانية على الحكم الشرعي، .. فهل هوَ يؤثر على أصل الحكم أم على كيفية تطبيق الحُكم؟!
ولكن:
يمكن أن ننحى (هذا) المنحى في التفكير حتى نخرج من الأزمة التي نعيُشها .. !
وهذا يظهر - كذلك - في العمل الاقتصادي، ومدى أثر التطبيقات الغربية على البنوك والمصارف والاجتهاد الفقهي صاحب الاهتمام في (هذا) .. !
يجب النظر إلى موضوع الاجتهاد من أكثر من جانب حتى تتضح معالم الموضوع - تماماً -، فلا يمكن إغفال الشأن العام عن القول الفقهي، ..
فهذا لهُ آثار كارثية .. فما سيحصل لو قِسنا أنفسنا على (الأقليات) في العالم الغربي؟!
وهذا يظهر - مثلاً - على: أننا في مُعايدة الكافر في بلاد الإسلام .. قد نُرجح جانب المنع، أما في بلاد الغرب، فيظهر أن المصلحة تُرجح القول بالجواز .. !
الُجعبة مليئة بالتفاصيل ..
ولكن:
لنتذكر أنّ الاجتهاد ليس في المسائل الفقهية الفردية - فقط -
ولكن في الشأن العام، والمجتمع .. و نظريات الدعوة، والعمل السياسي، وهذا غائب في أذهاننا.
(والله الموفق)(/)
الشيخ سلمان العودة: شاشة السينما أصبحت قائمة في كل منزل والعبرة بالمحتوى
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 11:00]ـ
أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أن شاشة السينما أصبحت قائمة الآن في كل بيت، وإن شئت قل في كل غرفة، توجد شاشة عرض سينمائية، لا تعرض فيلمًا واحدًا أو مادة جديدة فقط، وإنما تعرض العديد من الأفلام أو البرامج، مشيراً إلى أن مجتمعاتنا العربية والإسلامية بحاجة إلى الانتقال من سياسة المنع إلى ثقافة المناعة.
وقال الشيخ سلمان إن الفضائيات أتاحت اليوم لأعضاء الأسرة الواحدة المجتمعين حول الشاشة أن يشاهدوا وفي الوقت ذاته، العديد من المربعات التي ينتمي كُلُّ مربع منها إلى ما يهواه هذا المتابع، مما يُؤَكِّدُ أننا بحاجة إلى التعرف على المشكلة التي يواجهها مجتمعنا، وأن هذا الكم الإعلاني الهائل، أصبح واقعًا مشهودًاً.
وتساءل فضيلته في حلقة أمس الجمعة من برنامج الحياة كلمة على فضائية mbc والتي جاءت تحت عنوان " الفضائيات": ما الفرق إذن بين السينما، وبين الشاشة، أو بين التلفاز ذاته؟!! ... موضحاً أن المسألة من وجهة نظر فضيلته تتعلق بأمرين، هما:
1 ـ المحتوى المعروض:
أو المادة الْمُقَدَّمة، وهل هذه المادة مادةٌ أخلاقية تربوية، تبني نفوس الشباب وعقولهم، وتصنع منهم رجالًا للمستقبل، وتُهَيِّئُهم، وتبني خبراتهم، أم هي مادة هدامة، تحاول أن تلهيهم بالمتع الرخيصة عن بناء الحياة.
2 ـ الضوابط:
فكل شيء له ضوابط، ولم يعد الأمر خياراً (أن تفعل أو لا تفعل)، فهذه الأشياء موجودة وقائمة، شئنا أم أبينا، لكن عندما يكون موقفنا هو موقف الرفض والسلب، مثل موقفنا السالب من التلفاز، والذي كان موقفاً فيه الكثير من الرفض والصرامة، لم يصمد أمام التغيرات الواقعية الهائلة الكبيرة، لكنه انعكس سلبًا علينا.
فهذا الموقف السلبي أخَّر كثيرًا من مشاركتنا، وأوجد حالةً كبيرةً من التردد، ربما إلى اليوم عند بعض الناس، الذي يريد أن يكون منسجماً مع ماضيه، ومن هنا نجد تأخُّرًا كبيرًا في المشاركة الإعلامية اليوم ..
ولذا فإن علينا أن ندرك أننا عندما نأخذ بمبدأ المنع والرفض المطلق، فإن هذا الجدار المانع الرافض قد ينهدم بلحظة أو بأخرى، وفي الوقت ذاته يبقى الناس- لأنهم منطلقون من دائرة الرفض والمنع والتخوف- بعيدين عنه، وبالتالي لا تكون هناك مشاركة إيجابية. موضحاً أن في البلاد الغربية صناعة ضخمة للسينما، حيث يكون هناك نوع من الإغراء على شباك التذاكر، حتى يتم تعويض الكثير من قيمة الفيلم التي تبلغ أحيانا مئات الملايين من الدولارات، لكنّ وجود هذه الشاشة في المنزل، جعل الحديث عن السينما، ربما، متأخرًا إلى درجة كبيرة.
حوار اجتماعي
وتعقيبًا على مُدَاخَلَةٍ تقول: إن التليفزيون أول ما بدأ بثه، واجه صدودًا وإعراضًا من المتدينين - فيقال، والله أعلم بهذا القول هل هو صحيح أم لا- أنه قيل لأهل الدين: خذوه وأشرفوا عليه. فلو أنهم أشرفوا عليه، وجعلوه منطلقًا للدعوة، لكان حالنا مختلفًا جداً .. والأمر كذلك في السينما، ينبغي ألا يتكرر فيه ما حدث بالأمس، فالأفضل أن يدار بيد العقلاء وليس غيرهم كما حدث في الإعلام السابق .....
قال الشيخ سلمان العودة: عندما يكون هناك موقف رفض مطلق، حينما ينكسر الجدار، ويفرض هذا الأمر كواقع قائم، سيكون انتصارًا لفئة على أخرى، لكن حينما يكون هناك حوارٌ اجتماعي، في التعامل مع هذه الأشياء المستجدة، وكيف يمكن أن نقدمها بطريقة مُرْضِية للناس، لا تستفز مشاعرهم ولا تستفز عقولهم، ولا تدعوهم إلى الرفض، وتحاول أن تُهَدِّئ من مخاوفهم؛ لأن الناس في النهاية، عندهم خوف، وهذا الخوف قد يكون مشروعًا، وقد يكون طبيعيًّا على أقل تقدير، فالحاجة ماسة، على أن يكون هناك حِرَاكٌ اجتماعي، بصدد التفاهم بين مكونات المجتمع، سواء كانت رسمية أو شعبية، أو اتجاهًا أو آخر .. وأن يكون هناك نوع من الطمأنة التي تسمح للمجتمع أن يتعاطى مع المستجدات التقنية بشكل إيجابي.
الفضائيات .. والمرأة
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعقيبًا على مُدَاخَلَةٍ من الدكتورة الجازي الشبيكي، تقول: أشيد إشادة كبيرة بدور الفضائيات الهام في حياة البشر في هذا العصر، ولا شك أننا استفدنا منه في العالم الإسلامي في جوانب كثيرة .. ولكن عجبي على هذه القنوات بصفتي امرأة سعودية، هو تركيز هذه القنوات في أحيان كثيرة على بعض القضايا الجانبية للمرأة السعودية، واعتبارها قضايا أساسية، وتسليط الضوء على جوانب سلبية، ومشاكل أسرية للمرأة السعودية، والتغافل أو التجاهل عن الجوانب الإيجابية العديدة للمرأة السعودية .. أنا لا أطلب برامج تنفيذية أو مدحًا أو ثناء للمرأة السعودية التي هي أهل لذلك.
ولكن أطلب من القنوات الفضائية طرح قضايا المرأة السعودية بعدل وإنصاف .. وأقول عدل وإنصاف لامرأة استطاعت خلال سنوات قليلة في تاريخ حضارة الأمم، أن تكون لها مكانتها وإنجازاتها في مختلف مجالات الحياة، سواء كانت ربة أسرة أو موظفة، أو مدرسة جامعية، أو معلمة، أو تعمل مثلًا في القطاع الخاص، أو غيره .. فقط نريد إنصافًا من القنوات الفضائية في تسليطهم الضوء على المرأة السعودية، أو في طرح مواضيع المرأة السعودية بشكل عام، وأشكركم جزيل الشكر .... قال الشيخ سلمان: نعم، هذا صحيح.
بين الإثارة والأهمية
وأضاف فضيلته: دون شك، أن الإعلام فيه قدر كبير جدًّا من الإثارة، وهذا ليس خاصًّا بالفضائيات، فأنت تجد ذلك في الصحف، وفي الفضائيات، وفي مواقع الإنترنت، من التركيز على مواقع الإثارة، وقد لا تكون ذات أهمية، وأحيانًا نتجاوز بعض القضايا المهمة لأنها غير مثيرة!
وصناعة الإعلام الناجح هي: كيف نستطيع أن نحقق الإثارة والأهمية في الوقت ذاته.
وأردف الدكتور العودة: أن من إيجابيات الفضائيات، أنها وضعتنا أمام واقع، ربما لم نكن لنختاره، فكنا سنواصل العيش ضمن الإطار الذي كنا عليه في الماضي، هذه الفضائيات جعلتنا مضطرين إلى التعاطي مع الحرية كواقع يدق أبوابنا وبقوة .. ولذلك فالخيارات أمامنا فيما نشاهد وفيما نسمع، وفي تصرفاتنا وفي سلوكياتنا على ضوء الفضائيات، أصبحت كبيرة جدا، مما اضطرنا إلى تعديل أساليبنا ..
ولكن علينا أن نعمل على استثمار هذه الحرية في صناعة أساليب أكثر نضجًا، وأكثر ملائمةً للعصر، وأكثر انسجامًا مع أصل القيم الإسلامية، بدلًا من روح التقليد التي كانت تسيطر على مجتمعنا.
تقبل النقد
وأكد الشيخ سلمان على أن أفضل الحلول في مواجهة الفضائيات، أن ندرب مجتمعنا، السعودي، والعربي، والإسلامي، على النقد، ونتجرأ على النقد حتى نُسِيغَهُ، فالنقد مادة صعبة جدا عندنا، على الصعيد السياسي، والمعرفي والفقهي، والشرعي، والاجتماعي، فنحن لا نتقبل النقد إلا أن نكون مكرهين أو مضطرين، وهذا الأسلوب الناقد ربما نحن بحاجة إليه ..
وقال فضيلته: إن الأمر أيضا ينطبق على المرأة السعودية، فلماذا لا نتقبل النقد- النقد صعب! - وقد نضع مقدمات أحيانا، ونقول نحن نرحب بالنقد، ونفرح بالنقد، والنقد البنّاء، ولكن من الناحية العملية نخفق في التجربة الميدانية؛ فنفوسنا لم تتهيأ لقبول النقد، وإذا تهيأت لقبول النقد، فهي تقبل جرعةً بسيطة منه، ولا أدل على ذلك، من أننا كثيرا ما نبدأ في معالجة النقد، بأن يقول الواحد منا: أنا والله بشر .. ، أنا بشر! هذا مما لا يحتاج إلى تأكيد، والحديث عن بشريتك، ما هو إلا تعبير عن رفضك للنقد؛ لأن الإنسان الذي يتقبل النقد، يتعامل معه بشكل مباشر، ولا يحتاج إلى مقدمات طويلة عريضة.
وأضاف: سوف تضطرنا هذه القنوات التي تطرق قلوبنا وعقولنا بعنف في أحيان، وبرومانسية في أحيان أخرى، إلى تعديل أساليبنا في التعامل الأسري، وفي التعاطي مع المرأة، وفي التعاطي مع حقوق الإنسان، وفي الطفل والتربية .. وإلا سيكون هناك أثر سلبي وخطير وهدام.
الواقفون على الإعلام
وتعقيبًا على مُدَاخَلَةٍ من أحد المشاركين في البرنامج يقول: الكثير من الناس يتصورون أن من يقف على هرم الإعلام صفوة الخلق وعقولهم! للأسف الشديد! على الرغم من أنهم يقدسون أشياء أكثر من الإسلام.
قال الدكتور العودة: إن من يقفون على الإعلام هم جزء من هذا المجتمع، لا نستطيع أن نقول إن لهم خصوصية، أو مزيدًا من الفضل، ولا نستطيع أن نقول: إنهم يختلفون عمن سواهم، ولا نستطع أن نمدحهم ولا أن نذمهم، ندع أعمالهم وأفعالهم هي التي تمدحهم أو تذمهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
شارع إبليس
وعلق الشيخ سلمان العودة على مداخلة تقول: إن أحد الشوارع في الرياض كان يُطْلَقُ عليه منذ سنين "شارع إبليس"، بسبب بيع أجهزة استقبال الفضائيات فيه، لكن يبدو أن الناس الآن كلهم أصبحوا يرتادون هذا الشارع، دون أن تكون هناك أي مشكلة، بل كان السؤال الأكبر في أذهانهم: لماذا؟! كان هذا محرمًا وبقوة، بل إن منابر المساجد والدروس العلمية كانت تُحَذِّرُ بشدة من هذا الطبق اللاقط، لماذا كان هذا بالأمس، واليوم لم يعد هذا التحريم، بل أصبح ترغيبا؟!
قال الشيخ سلمان: نعوذ بالله من إبليس وجنوده أجمعين .. هذا نموذج صارخ جِدًّا لحجم التغير الذي يطال المجتمعات العربية والإسلامية، ويطالها على حين غِرَّة، وبدون سابق إعداد أو تخطيط أو تهيؤ للاستقبال، فضلًا عن القدرة على المنافسة .. ولعل تسارع العولمة وتداعياتها، ودمج العالم كله في وتيرة واحدة وقرية واحدة، أدّى إلى نتائج بعيدة، لعل هذا يصلح أن يكون مثالًا جيدًا لها ..
وأضاف فضيلته: إن هذا الأمر بحاجة إلى إلقاء الضوء عليه، لا لنوبخ أنفسنا ونجلد ذواتنا، ولكن لنستفيد؛ لأن وتيرة التسارع قوية، وما كان يحدث بين كل 500 سنة، أصبح يحدث كل ساعة وكل دقيقة، في التغيرات الإعلامية والعالمية، ولعل هذا مثالٌ لها، ويستحق أن نقف عنده طويلًا ..
فتوى التحريم
ورَدًّا على سؤال حول: أيهما كان صحيحًا، فتوى التحريم المتشددة، أم فتوى التساهل الحالية؟! ..... أجاب الشيخ سلمان قائلا: التحريم لم يكن تحريمًا أصليًّا، فبعض الفقهاء والمفتين، بسبب شدة غيرتهم على المجتمع، أصدروا فتاوى أخذوا فيها بما يغلب على ظنهم أنه المصلحة في ذلك الوقت، أو بما يغلب على ظنهم أنه هو الاستخدام الأكثر لمثل هذه الأطباق، وهذا ينتمي إلى ما يمكن أن نعبر عنه بـ (ثقافة المنع)، والتي تعتمد في حالات كثيرة جدًّا على السلطان، أو السلطة، كما في الأثر الذي نتداوله كثيرًا، عن عثمان رضي الله عنه، "إن الله لَيَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن".
وتابع فضيلته: لكن الممنوعات الآن في عصر العولمة، تضاءلت إلى حد كبير، فليس سِرًّا أن الحكومات والدول- في فترة قريبة جدا، نحن عشناها- كانت تمنع، لا أقول الأطباق، بل كانت تمنع بث بعض الإذاعات، مثل البي بي سي، التي ربما تنشر خبرًا هنا أو خبرًا هناك، وتشوش عليها!
أما الآن فقد أصبح داخل الدول ألوان من البث الفضائي والإذاعي، لا تتحكم فيه الدول، بحكم اندماجها ضمن اتفاقية الجات، ثم حالة العولمة؛ حيث تشير بعض التقارير إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد الفضائيات في العام خلال 2010 إلى 60 ألف قناة فضائية على مستوى العالم! هذه القنوات تخدمها كميات هائلة جدًّا من شبكات الأقمار، ويمكن أن تُسْتَقْبَلَ في أي مكان بواسطة جهاز لا يساوي شيئًا بالنسبة لقيمته!!
ويرى الدكتور العودة أنه -وإن كانت هناك قنوات الأفلام التي تُشَاهَدُ بواسطة اشتراك؛ لأنها قنوات مشفرة- فإن الكم الأعظم والهائل من هذه القنوات مجاني .. يحصل الإنسان عليه، بمجرد امتلاك جهاز استقبال.
تناقض كبير
وأشار الشيخ سلمان إلى أنّ هناك تناقضًا كبيرًا، فيما يتعلق بمنع استيراد أجهزة استقبال القنوات الفضائية، ففي الوقت الذي لا يزال منع استيراد وبيع هذه الأجهزة قائمًا في المملكة، كان هناك أناس يقومون بتسريبها وتهريبها، ثم آخرون يقومون ببيعها، ثم نجد أن جهة رابعة تقوم بمصادرتها .. ! فكانت عملية هزلية، أو أحيانا عبثية.
وقال فضيلته: ولم يعد هناك حظر الآن على المنع من الناحية العملية إطلاقًا، بل أصبح هناك توسع شديد في بيع وشراء هذه الأجهزة، مع وجود أصل المنع، وهنا نكتشف أن قوانين كثيرٍ من البلاد العربية والإسلامية، لم تتواكب مع هذه الطفرة الهائلة. وكذلك ثقافة المتلقي، سواء كان متلقيًا عاديًّا، داخل الأسرة، أو حتى كان مسئولًا، لم يستوعب بَعْدُ خطورة هذا الأمر.
وأضاف فضيلته: إن مثل تلك الفتاوى المانعة كانت تنتمي إلى ما يمكن أن نعبر عنه بدائرة المنع، الذي ينطلق من منطلق الحب والغيرة والخوف، ولكن لم يعد هذا مُجْدِيًا في هذا العصر، فقد صار هناك حاجةٌ للانتقال إلى ثقافة المناعة، وليس سياسة المنع.
أدق الخصوصيات
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعقيبًا على مُدَاخَلَةٍ تقول: إن الشارع العربي صيغ في نداءات إذاعية قديمة، وكانت الإذاعة سيدة الموقف، وأسهمتْ نوعًا ما بتشكيل الرأي العام السياسي .. أما الفضائيات التليفزيونية الآن، فلا تصبغ لشارع بنظرة سياسية فقط، بل تصوغ أدق خصوصيات الأسرة من الألف إلى الياء ....
قال الشيخ سلمان: نحن لا نضيف جديدًا حينما نتكلم عن الأثر الكبير والخطير للقنوات الفضائية على الناس، كما يجب أن ندرك أن اعتياد الناس على مشاهدة هذه القنوات قد يُخَفِّفُ من هذا الأثر، لكنه يصنع أثرًا تراكميًّا كبيرًا جدًّا، خاصة بالنسبة للمراهقين، والأطفال- الأولاد والبنات- كما أن هذه القنوات تصنع عندهم قيمًا جديدة، وأنماطَ سلوكٍ جديدة فيما يتعلق باللباس واللغة، والأخلاقيات.
وأضاف فضيلته: هناك استطلاعات رأي كثيرة جدا، تتكلَّمُ عن انحرافات متعددة، منها ما يتعلق بالتعاطي، أو بالممارسات الجنسية، أو بالشذوذ، وبشكل عام تُقَدِّمُ القنوات الفضائية ثقافةً استهلاكية، فنحن شعوب استهلاكية حتى في صعيد القنوات!
مُشِيرًا إلى أن معظم المادة التي يتلقاها الناس، مادةٌ أجنبية، تُقَدَّمُ لنا "مدبلجة"، أو مترجمة، وأحيانا تُقَدَّمُ لنا باللغة العربية أيضًا، ولكنها تظل ثقافةً أجنبية، وقيمًا أجنبية، تُؤَثِّر على الكبار، كما تُؤَثِّرُ على الصغار.
وأكد الدكتور العودة ضرورة الاهتمام بالأطفال والصغار، مُشِيرًا إلى أن أقل من 5 % من القنوات العربية موجهةٌ للأطفال، كما أن أحد الدراسات تشير إلى أن أكثر من 93 % من الأولاد والبنات يشاهدون ويتابعون بشكل مستمر ما يسمى بقنوات الغناء أو الفيديو كليب، سواء كان عربيًّا أو غير عربي، إما إعجابًا بشكل المغني، أو المغنية، أو تَعَلُّقًا بالكلمات، أو بحثًا عن الجو الرومانسي، أو ما شابه ذلك!
وحذر فضيلته من أن هذا (الإدمان المستمر) من قِبَلِ الأطفال للقنوات الفضائية يُحْدِثُ دون شك تأثيرًا كبيرا في نفسية هؤلاء الصغار وفي عقولهم وقيمهم، وأخلاقهم، وأنماط حياتهم، وسلوكهم، وهذا التأثير سيظل موجودًا، حتى لو أنهم تخلصوا منه في مرحلة من المراحل .. أو تجاوزوا هذه المرحلة، فإن هذا التأثير سيظل يصنع عندهم الشيء الكبير. ولذلك نُوَجِّهُ رسالةً قويةً جدًّا هنا، للآباء، للدعاة، للخطباء، للمسئولين: أن هناك خطرًا كبيرًا، وبصمةً واضحةً وقويةً، تصنعها القنوات الفضائية في نفوس أولادنا وفي نفوس بناتنا، وأن مجرد الحديث الشفوي عن هذا الموضوع، أو مجرد المطالبة بالمنع أيضا، لا يكفي في حل هذه المشكلة.
إيجابيات وسلبيات
وفيما يتعلق بإيجابيات وسلبيات القنوات الفضائية ... أوضح الشيخ سلمان: لقد قدمنا قراءة للجوانب الإيجابية والسلبية عن التلفزيون في الأسبوع الماضي، وأظن أنه سيكون الكلام كما قال أبو العلاء:
ما أرانا نقول إلا مُعَارًا أو مُعَادًا من قولنا مكرورَا
فهناك جوانب إيجابية للقنوات الفضائية، خاصة فيما يتعلق بالتنوع، والاطِّلَاع على ثقافات الشعوب الأخرى، إضافةً إلى إمكانية وجود لغة عربية مشتركة وبسيطة تجمع بين الشعوب العربية والإسلامية وتبتعد عن التقعر، والكلمات المعجمية، وتُوجِدُ نوعًا من الترابط، فضلا عن المنافسة الإعلامية ذات الطابع القِيمي.
وأردف فضيلته: لكن علينا أيضًا أن ندرك أننا شعوب استهلاكية في مجال السلعة الثقافية الإعلامية- إن صح التعبير – كما أننا شعوب استهلاكية في مجال السلع المختلفة!
فإذا نظرنا إلى كم الأفلام أو المسلسلات، أو القنوات التي تُبَثُّ من أمريكا، أو تبث من أوروبا، أو من أي مكان في العالم، ستجد أنها كم هائل جدا، بالقياس إلى ما يُبَثُّ عربيًّا، حتى إن ما يُبَثُّ عربيا، ينتمي جز منه إلى قيم هذه الأمة، ولكن هناك جزءًا آخر، قد لا يختلف عن غيره، إلا من حيث اللغة التي يستخدمها!
المصدر: موقع الشيخ
ـ[علي التمني]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 11:52]ـ
بسم الله
المسلم العادي يعلم ما في الفضائيات من الشرور، ويعلم أن السينما شر يضاف الى شر الفضائيات المنحرفة، فهل غاب عن الدكتور سلمان العودة هذه القاعدة الايمانية الشرعية: اي قاعدة تقليل الشرور ان لم يمكن القضاء عليها كلية.
وهل غاب عنه ان السيبنما تعني شرا آخر وهو فتح دور السينما الامر الذي يعني فتحها للنساء وتدريجيا يقع الاختلاط في قاعاتها ان لم يقع من اول مرة.
وهل فاته ان السينما تعني مسابقات الافلام المحلية والعالمية مع ما يعنيه ذلك من استقدام مجرمي السينما من المخرجين والممثلين والممثلات الامر الذي يعني فتح ابواب الفساد على مصاريعها.
ما ضر الشيخ لوسكت وقد قال لنا نبينا صلى الله عليه وسم (ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خير او ليصمت)
الا يستحضر حديث الفتن التي القاعد فيها خير منن القائم والقائم خيرمن الماشي،،،، الى آخر الحديث العظيم الذي يحمل نذارة وتحذيرا للمؤمنين من الخوض في الفتن.
والله انها الفتنة كفانا الله شرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 11:56]ـ
أنا في الحقيقة قرات كلام الشيخ وفقه الله يوم امس والحقيقة إني استغربت جدا صدور هالكلام من مثله ..
من أنا حتى أناقش الشيخ لكن نحن تعلمنا منه ومن غيره .... (مامنا إلا راد ومردود عليه) ..
أقول هذه والله غريبه .. قول الشيخ: (ما الفرق إذن بين السينما، وبين الشاشة، أو بين التلفاز ذاته؟!! ... )
أقول الآن .. ألا يوجد فرق بين رجل ينظر إلى فيلم فيه بعض اللقطات الغير لائقة - حتى ولو لم تبلغ حد الإباحة والجنس الصريح - في بيته وغرفته مستور عليه وبين أن يجاهر بهذا الأمر عيانا بيانا؟؟ سيقال لك الآن هذه محلات أشرطة الفيديو تبيع الأفلام الأمريكية .. ما الفرق بين أن يأتي أحد ويشتري شريطا ويذهب إلى بيته وينظر إليه وحده أو معه شخص أو شخصان وبين أن نعرضه على شاشة السينما وجميع الناس ينظرون ... !!!! هذا يلزم من كلام الشيخ.
ويقول الشيخ: (علينا أن ندرك أننا عندما نأخذ بمبدأ المنع والرفض المطلق، فإن هذا الجدار المانع الرافض قد ينهدم بلحظة أو بأخرى) .. كأن في هذا الكلام نوع من التخوير للصالحين الذين يسعون في انكار هذا الأمر ..
وانظر أخي الى الكلام الذي قاله الشيخ في مسألة الضوابط والمحتوى المعروض .. كأن الشيخ وفقه الله لا يعيش بيننا ولا يدري ما معنى السينما ..
هل يظن الشيخ بأن السينما ستعرض صلاة التراويح من الحرم؟؟؟؟
أو تعرض بعض الأفلام الوثائقية عن الحيوانات الأليفة؟؟؟
أو تعرض حتى مباراة كرة قدم؟؟؟
السينما تعرض أفلام ... من ينتج هذه الأفلام ويمثلها ويصدرها ويعرضا ... ؟ الجواب: أقل الناس دينا وغيرة وأكثرهم تفلتا واعراضا (هذا على جهة الإجمال) ..
فكلام الشيخ في هذه الضوابط كلام في الحقيقة .. ... لا أستطيع أن أجد عبارة توافق ما في ذهني .. لكن أقول خرافه أو أفلاطوني كما يسمونه.
عموما أبو معاذ أعلم مني وأفهم إلا انه لا يوافق على كلامه ...
وأتمنى والله .. بكل صدق ... أن أقرأ تعليقا لشيخنا سليمان الخراشي على هذا المقال .. لعله لا يبخل علينا بما عنده.
أخي الشيخ علي التمني لم أقرأ تعليقك إلا بعدما كتبت تعليقي ولو كنت قرأته قبل ذلك لما علقت!! جزاك الله خير أنا اوافقك على جميع ما قلت
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 12:12]ـ
كلام الشيخ دعوة إلى إنتاج أفلام تربوية وقنوات إسلامية
ودعوة إلى ضبط السينما في المملكة (إن وُجِدَت)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 07:45]ـ
جزاك الله خير ياشيخ علي التمني و بارك فيك و كفانا الله شر مضلات الفتن.
أنا أقول هذه الفتوى من الشيخ سلمان سيستغلها المنحرفون و العلمانيون لنشر دور السينما و الاختلاط و الله المستعان.
و الفتوى تأتي في وقت يراد فيه عرض افلام فيها نساء متبرجات و اختلاط مثل الفيلم السعودي "مناحي" وهو اول فيلم سينمائي سعودي لا يخالف عادات و تقاليد المجتمع -حسب زعمهم- فإذا كان هذا الفيلم هو باكورة الافلام السعودية فماهو القادم و العياذ بالله فضلا عن ان النقاد الفنيين السعوديين!!! قالوا بأن الفيلم فاشل و لا أدري ماهو الناجح في نظرهم؟
ـ[المسروحي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 10:30]ـ
ولا تتبعوا خطوات الشيطان
والقادم أعظم
فالإسلام ليس خاص ببلد دون آخر وليس حكراً على أهل اقليم دون اقليم آخر
ففي نفس الوقت الذي يتخلى فيه أهل أرض عن دينهم تجد من يتمسك به في أرض
أخرى من أرض الاسلام.
صحيح أننا نحزن لتراجع المسلمين عن دينهم في أرض الحرمين وتمكينهم للمنافقين
من اللبرالين والعلمانين وأهل الشهوات أما العلماء فالكثير منهم مشغولون بالدنيا
وجمع المال وفتاوى الأسهم والترقيع لكل خطوة من خطوات التغريب والتراجع
تحت ضغط الواقع والعامة مشغولون بالعقارات والإكتتاب في الشركات المختلطة وغير
المختلطة والرياضة والفن واذا سألت واحداً منهم عن أمر يهم أمته أو وطنه نقله لك
بحذافيره من مصدر موثوق عنده على لسان أحد المنافقين في الإعلام (العلمانيين)
مصداقاً لقوله تعالى: (وفيكم سماعون لهم) أي المنافقين أقول صحيح أن هذا
يحزن كل مسلم لأنه يحصل في بلد مسلم وبخاصة في قبلة المسلمين ومهبط الوحي
الا أنه في نفس الوقت نجد أن الاسلام يعود في بلد آخر وفي بقعة أخرى من بقاع
(يُتْبَعُ)
(/)
العالم ليعبد الله وحده
فبالنظرة الشمولية للإسلام نجد أن الإسلام في عز وانتشار وقوة ولله الحمد
أما النظرة الضيقة الحزبية أو القومية أو الوطنية فهي التي تسبب الإحباط
واليأس والحزن.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 10:51]ـ
الشيخ علي التمني جزاك الله خيرا.
والظاهر أن الشيخ [لم ينظر للمسألة] بفقه الواقع!!!!!
لي عودة إن شاء الله.
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 11:28]ـ
السينما
هي مصطلح يشار به إلى التصوير المتحرك الذي يعرض للجمهور إما في أبنية فيها شاشات كبيرة تسمى دور السنما، أو على شاشات أصغر وخاصة كشاشات التلفزيون.
فالسينما يتنوع لأنواع كثيرة ومن أهمها
التصوير السينمائي المسرحي
التصوير السينمائي الوثائقي
اذن هي أصلاً ليست (نوعاً) واحداً وليست تخدم (غرضاً) واحداً ولا تأخذ نمطاً و (سلوكاً) واحداً .. وهذا الاختلاف في الأنواع والأغراض والأنماط يعني وجود تعريفات مختلفة بطبيعة الحال ..
وقد تطرق أخي أبو عبدالعزيز الى قضية الفرق بين النظر الى السينما المحرمة بشكل ظاهر وبين النظر الى القناة الفضائية بشكل خفي
وأن هذا فيه مجاهرة والآخر ليس فيه!!
ومن هذا أقول
من أندر النوادر أن تجد انسانا يضع القنوات الفضائية في غرفته ولا يطلع عليها أحد من أسرته
بل المشهور والواقع أن الذين وضعوا هذه القنوات الفاسدة في بيوتهم قد تركوا الحبل على الغارب
فيشاهدها الصغير قبل الكبير والفتاة قبل الشاب
وأي جرم أعظم من أن يغش الأب أو الأم أبناءهم
وفوق كل ذلك المجاهرة في النظر الى المعاصي
فالذي يقول بالجواز أو الحرام باطلاق في قضية السينما قد جانب الصواب
مثلا:
بعض المعلمين يستخدمون البروجكتر لطلابهم وهو عبارة عن شاشة سينمائية
المراكز الصيفية يستخدم فيها الشاشة السينمائية
الجامعات والكليات
فهل يحرم كذا باطلاق أم أن المسألة لابد أن يفصل فيها
وفقكم الله
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 02:02]ـ
بحثت عن مصطلح (ثقافة المنع) فوجدت غالب من يردده العلمانيون والعقلانيون يريدون به الاعتراض على فتاوى التحريم!!
ولا يثرب على من رضي بالحياة الدنيا بديلا عن الآخرة، لكن العجب كل العجب أن يستخدم هذا المصطلح طلبة العلم والدعاة!!
أليس شرع الله كله عبارة عن طلب فعل وطلب ترك .. افعل ولا تفعل؟؟
فهل يقال -عياذا بالله- أن شرعنا مبني على ثقافة المنع؟؟
هدى الله الشيخ سلمان للصواب .. وكف عن المسلمين غرائب الفتاوى التي يستخدمها المغرضون في سبيل هد ما بقي من الدين!!
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 06:41]ـ
فتوى للشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله (نصيحة أبوية)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...0&d=1229978834
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 10:04]ـ
حياكم الله أيها الأحبة في الله ...
رأيتُ –والله أعلم- أن أكثر من اعترض على الشيخ العودة (لم يجدِ الحزَّ ولم يطبّقِ المفصل) , بمعنى أنه لم يفهم مرامي كلام الشيخ , وأخشى أن يكون ذلك من جراء نظرة انطباعية معهودة عند بعض بني العم –أكرمهم الله وأعزهم- , فكلُ ما يقوله (الخصم) خطأ أو باطل أو-ربما- ضلال حتى يثبتَ خلافُ ذلك , وفق شروطٍ معينة بها –لا بغيرها- يتحقق الإثبات المطلوب , وغالباً لا يتحقق , يعني: أننا لا نقتنع بذلك الرأي حتى يأتي من تأصيلنا الذي نعرف , ومتى جاء من غير ذاك الطريق فلا سمعَ ولا طاعة , لكن ماذا لو كان القصور من هؤلاء , بمعنى أنهم قاصرون في فهم الأصول ثم في طبيعة تطبيقها على الواقع الماثل , بل إنهم يظنون أن الواقع سيستجيب لاشتراطاتنا دائماً , يبدو أنه لم يُلقى في روعهم أن للواقع إكراهاتٍ تصعب أو تتعذر ممانعهتا , وهذا يعني بطلان فكرة (المنع) , وليس ذلك بقرارٍ اختياريٍ منا؛ بل لأن الواقع قاهرٌ مستبدٌ لم ولن يطلب الإذن من أحد؛ فإما التأقلم المدروس أو التواري المؤقت استعداداً للذوبان.
(يُتْبَعُ)
(/)
من المعلوم أن لكل طرف (نظرية معرفة) شرعية معينة , من خلالها يوفّق بين ما يراه واقعاً وبين يراه شراعاً , بمعنى أن الخلاف له –مرةً أخرى- علاقةٌ بالتصورات الأولى , إنه نظرٌ في التأصيل وفي طبيعة التثقيف الفقهي وفي المزاج الاجتماعي , إنني ممن يظن –والله أعلم- أن فقه الفقيه يأخذُ لونَ وسطه الاجتماعي , يعني أن الفقه -بشكلٍ أو آخر- منتجٌ اجتماعي ذو أصول مطلقة ربانية , وهذا يعني أيضاً أن النفرةَ من الجديد –وهي طبيعة بشرية- لها أبعاد في الثقافة الاجتماعية تتخفى بالرداء الفقهي , يعني أننا نعبر عن امتعاضنا من بعض الأشياء (المستجدات) بشكلٍ فقهي , فهل صارَ الفقه تابعٌ لا متبوع؟ وهل هذا نوعٌ من الاستنجاد بالفقه لحماية الهوية الاجتماعية (الضيقة)؟ أظن ذلك –والعلمُ عند ربي- , وقيد (الضيقة) مهم جداً لأن حماية النظام الاجتماعي ضرورة قصوى وواجب شرعي , لأن البنى الاجتماعية هي من أهم ركائز الثبات في وجه الاستعمار بأشكاله المتعددة سياسياً وثقافياً واقتصادياً ... , وأحسَبُ أن الاجتهاد الحق يكمن في فهم هذه الجزئية وتقديرها حق قدرها , هذه محاولة مختصرة متواضعة جداً لتحليل المنع الفقهي المستمر ورده إلى أصوله الاجتماعية , مع أنني أدرك أن للفقه مصادرَ محددة ومعايير منضبطة , وهذا لا يمنع من وجود أثر اجتماعي في الممارسة الفقهية , وهو ما يُفسر تعدد المدارس الفقهي وتباين اجتهادات أهل العلم مع أنها تتفق في أصولها النظرية , وهي مسألة واضحة وبيّنة ولله الحمد.
تذكروا –الله يذكّرنا وإياكم الشهادةَ- أن (الدش) كان من قريب من أسباب دخول النار , ومع كل حملات الترهيب منه إلا أنه فرض نفسَه واقعاً وولوج كلَ بيتٍ , وكانت أفضل مواجهات آثاره السيئة هي بإيجاد البدائل , والحمد الله صارَ عندنا إعلام محافظٌ جيد , بل واخترق بعض المجتمعات التي كانت محرومةً من البرامج الدينية فظهر التدين واهتم الناس بالدين , وحدث شيءٌ من ذلك أمام طوفان (النت) المائج الذي فرض نفسَه واقعاً رغم أنف الإرادة الرسمية والمجتمعية , واستوعبنا الظاهرة , وها نحن نتمتّع بمواقع هادفة مفيدة للغاية , ويُقال إن أغلب المواقع العربية وأكثرها ارتياداً هي المواقع الإسلامية (ألا تحمدون اللهَ أيها الناس) , فهل ظاهرة السينما ستأخذ نفس السياق التاريخي لما سبقها؟ أظنُ وآمل ذلك , وأمام هذه الوافد الجديد سينقسم الناس , فمنهم من أدرك أن المنع لن يجدي شيئا فاشتغلَ بوضع التدابير المعرفية المخففة لأضرار (ثقافة الفرز بين الجيد والسيء)؛ ومن الناس من أطلق المنعَ وعلا الجبلَ ليتفرّج بما سيصنعه السيلُ العرم بالقرية التي في بطن الوادي , وليته اكتفى بذلك بل راح يصيح مسفهاً رأيَ من يدعوا أهل القرية لتمتين السدود وحفر قنوات تصريف المياة حتى تخف سورةُ الماء.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 02:25]ـ
أصبحت أشتاق لأن أرى من يرفض رأياً فيرفضه بإحسان ..
ورأس الإحسان = حسن فهم الكلام المرفوض.
وذروة سنام الإحسان = أن يكون الرد بالحجة والبرهان.
وأنا لا أوافق الشيخ على كلامه .. ولكني لا أرى أن ينقد رأيه بمثل هذه الردود الصحافية الانطباعية الخالية من النقد العلمي
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 10:40]ـ
من يوافق الشيخ يتكلم وكأن السينما اصبحت في كل مكان.وانها مما عمت به البلوى.بل الايقاف والاحتساب والمناصحة ... وتشبيه السينما بالتلفاز تشبيه غريب ....... التلفاز فيه فوائد كثيرة والمعصية لحد ما مستورة ....... ويأتي من يقارن السينما بشاشات العرض في الجامعة ويقول اليست سينما ....... اليس فيها فائده .... اتقو الله ...... وبعض طلبة العلم عرفوا الاختلافات الفقهية واصبحوا يعرضونها للناس هذا فيه ثلاث اقوال ثم يفصلها تفصيلا مملا وهذا خمسه وهذا اثنان ......... ويظنون كل هذه الاختلافات يجب ان تظهر للناس.افتيه ياأخي بما ظهر لك ... الا للضرورة او في ما يحتاج تبيينه .. وكأن بعض الناس اذا ذكرت له الاختلافات والادلة سيأخذ بالراجح او سينظر للادلة ....... اما ان يتخذ الرأي عن هوى .... او عن جهله انه في الاختلاف يأخذ بما يظنه الحق.فيقول ما دام فيه اختلاف اخذ بالقول الذي يوافقني ....... فيه خلاف .... بينك وبين النار مطوع ........ تبي تسمع اغاني دق على الشيخ الفلاني ترا الاغاني عنده حلال .... وهكذا .. وتنصح امرأه كاشفه الوجه تقولك فيه خلاف تقولها قرأتي الادلة للطرفين وبنيتي عليه اختيارك للقول بالجواز ... تقولك لا ....... وقليل يميز الحق .... والاخ اللي يريد ردا علميا جزاه الله خير ووفقه وسدده انا لا استيطع ..... وسياسة بعض المشايخ مخالفة كل الاراء وكأنه اتى بما لم تأتي به الاوائل ....... اول من طبل لفتاوي الشيح الليبراليين وانظر تطبيلهم لهذه الفتوى ..... ان لست طالب علم ولكني احب اهل الصلاح ان شاء الله امثالكم انا اعرف كلامي قاسي ولا اقصد احد بعينه ... الخلاصة السينما لم تصبح ظاهرة هو فيلم انعرض وان شاء الله ستنتهي بالصبر والاحتساب والدعاء ,,,نعم الدعاء لمن لم يفكر يرفع يديه ويقول ربي ابعد عن بلدنا وبلاد المسلمين هذه السينما والله على كل شي قدير والله ولي التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 10:40]ـ
مشيراً إلى أن مجتمعاتنا العربية والإسلامية بحاجة إلى الانتقال من سياسة المنع إلى ثقافة المناعة.
أصلح الله أبا معاذ وجعله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، أين كلامه هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن:
(من سمع بالدجال فلينأ منه، من سمع بالدجال فلينأ منه، من سمع بالدجال فلينأ منه، فإن الرجل يأتيه، وهو يحسب أنه مؤمن، فلا يزال به لما معه من الشبه، حتى يتبعه
- وفي رواية: من سمع بالدجال فلينأ منه، ثلاثا يقولها، فإن الرجل يأتيه يتبعه، وهو يحسب أنه صادق، لما يبعث به من الشبهات
- لفظ جرير بن حازم: من سمع منكم بخروج الدجال، فلينأ عنه ما استطاع , فإن الرجل يأتيه، وهو يحسب أنه مؤمن , فما يزال به حتى يتبعه، مما يرى من الشبهات).
فالمنع مطلوب بنص هذا الحديث، والمناعة مطلوبة بالتصفية والتربية على منهج السلف الصالح
ـ[فريد طارق]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 05:17]ـ
اطلب من الادارة حذف كلام الأخت شذى الجنوب الذي فيه سوء تعامل مع عالِم جليل.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 04:31]ـ
اطلب من الادارة حذف كلام الأخت شذى الجنوب الذي فيه سوء تعامل مع عالِم جليل.
ليتكم تهتمون لدينكم ولما يدبر للإسلام في بلاد الحرمين من مؤمرات قذرة تسلك عن طريق غرائب الفتاوى كما تهتمون لسين وصاد من الناس!!.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 04:38]ـ
ماهو سوء التعامل الذي في كلام الاخت؟
ـ[فريد طارق]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 09:34]ـ
ليتكم تهتمون لدينكم ولما يدبر للإسلام في بلاد الحرمين من مؤمرات قذرة تسلك عن طريق غرائب الفتاوى كما تهتمون لسين وصاد من الناس!!.
حل المؤامرات المدبرة تكون بالحجة الممزوجة بالأدب والتعامل الحسن مع علمائنا (علماء أهل السنة)، ونحن والله نهتم لذلك، لكن التركيز على عالِم سني معين دون غيره بهذه الطريقة المقيتة يعطي إشارة إلى اننا في أزمة حقيقية في تعاطينا للحياة.
ـ[فريد طارق]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 09:41]ـ
ماهو سوء التعامل الذي في كلام الاخت؟
أخي أبا ممدوح:
جاء هذا في تهكمها على الشيخ سلمان العودة بقولها (والظاهر أن الشيخ [لم ينظر للمسألة] بفقه الواقع!!!!!).
ثم إن الشيخ العودة استخدم لفظة ثقافة المناعة والمنع وغيرها في سياق كلامه، وتأتي الأخت - هداها الله - وتقول (بحثت عن مصطلح (ثقافة المنع) فوجدت غالب من يردده العلمانيون والعقلانيون يريدون به الاعتراض على فتاوى التحريم!!
ولا يثرب على من رضي بالحياة الدنيا بديلا عن الآخرة، لكن العجب كل العجب أن يستخدم هذا المصطلح طلبة العلم والدعاة!!
أليس شرع الله كله عبارة عن طلب فعل وطلب ترك .. افعل ولا تفعل؟؟
فهل يقال -عياذا بالله- أن شرعنا مبني على ثقافة المنع؟؟).
فهنا اتهام سيئ بأن الشيخ العودة متأثر بالعلمانيين والعقلانيين ... الخ(/)
نصيحة الإمام ابن عثيمين للطاعنين في الشيخ المغراوي
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 01:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا سؤال موجه لفضيلة الشيخ والدنا محمد بن صالح العثيمين حفظه الله، في يوم الجمعة التاسع والعشرين صفر لعام 1421 هـ.
شيخنا، وقع عندنا في المغرب في الآونة الأخيرة أن بعض الشباب قاموا بتتبّع كتب وأشرطة الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي، وأخذوا بعض الجمل وبدؤوا يعرضوها على العلماء هنا في المملكة وخارجها، وأنتم فضيلة الشيخ من بين هؤلاء العلماء، وقد حذرتَ منه بناءً على ما عُرض عليك في الهاتف، وجمعوا أشرطة بدؤوا ينشروها في المغرب ويثبطوا الطلبة عن أخذ العلم منه، فماذا ترون في ذلك؟ ولو تفضلتم بنصيحة لهؤلاء الشباب الذين صار تتبع الأخطاء منهجهم، وتبديع الناس ديدنهم، وجزاكم الله خيرا.
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. نصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله عز و جل، وألا يتتبعوا عورات المسلمين، فإن ذلك من صفات المنافقين، ومن تتبع عورة أخيه، تتبع الله عورته وفضحه ولو في بيت أمه. نصيحتي لهؤلاء أن يدعوا الفتن وأن يُقبلوا على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم؛ أن يُقبلوا على دراسة الكتاب و السنة ومنهج السلف الصالح، وما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك، فالرجل المشار إليه في السؤال وهو المغراوي قد يخطئ وقد يصيب، وكل أحد منا يخطئ ويصيب، ولا يجوز لأحد أن يتتبع الخطأ الواقع من العلماء، ويشيعه ويترك الصواب. الخطأ مردود لا شك غير مقبول لكن لا يجوز أن نشهّر بالمخطئ، اللهم إلا أن يكون صاحب بدعة خارجة عن منهج السلف الصالح ويدعو إلى بدعته، فحينئذ لا بد من التحذير منه لئلاّ يقع الناس في الضلال.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 01:05]ـ
المصدر أخي فيصل بارك الله فيك
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 01:10]ـ
http://tahmil.darcoran.net/tahmil.php?filename=zakaria/httpdocs/rodod-fitna/Sheik-Ibn-othaimeen-nassiha-li-taainin-fi-olama.mp3
ـ[أبو يحيى جعفر]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 04:04]ـ
الأخ فيصل لماذا المغراوي هنا بالضبط ولما لم تدل الناس على الحكم الاخر و الأخير للفقيه ابن عثيمين رحمه الله تعالى عند تعليقه على كلام للمغراو في أحد كتبه المطبوعة مؤخرا كما هي قديما أم أن الأمر فيه ان ... والله أعلى و أعلم.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 07:52]ـ
الأخ فيصل لماذا المغراوي هنا بالضبط ولما لم تدل الناس على الحكم الاخر و الأخير للفقيه ابن عثيمين رحمه الله تعالى عند تعليقه على كلام للمغراو في أحد كتبه المطبوعة مؤخرا كما هي قديما أم أن الأمر فيه ان ... والله أعلى و أعلم.
أخي الكريم لم لا تنشر أنت أيضا الكلام الذي تومىء إليه وهو لا يخرج إن صحّ فهمي عن أمرين:
1 - الشيخ العلامة ابن عثيمين يبدع الشيخ الدكتور المغراوي وهذه لم أسمع بها من قبل رغم ضراوة الحرب بين محبي الدكتور المغراوي والمنحرفين عنه فالواجب إذا هو أن توثق مثل هذه الدعوى إن صحّت
2 - الشيخ العلامة ابن عثيمين يرد على أخطاء الشيخ الدكتور المغراوي دون إخراج له من السلفية وهذه طريقة أهل العلم في معالجة الخلاف بين أهل السنة من قديم فلا مجاملة لأحد في مخالفة الدليل ولا أظن بأن الشيخ المغراوي يرضيه أن يتعصب له أحد في هذه المخالفة والله أعلم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 10:30]ـ
أخي الكريم لم لا تنشر أنت أيضا الكلام الذي تومىء إليه وهو لا يخرج إن صحّ فهمي عن أمرين:
1 - الشيخ العلامة ابن عثيمين يبدع الشيخ الدكتور المغراوي وهذه لم أسمع بها من قبل رغم ضراوة الحرب بين محبي الدكتور المغراوي والمنحرفين عنه فالواجب إذا هو أن توثق مثل هذه الدعوى إن صحّت
2 - الشيخ العلامة ابن عثيمين يرد على أخطاء الشيخ الدكتور المغراوي دون إخراج له من السلفية وهذه طريقة أهل العلم في معالجة الخلاف بين أهل السنة من قديم فلا مجاملة لأحد في مخالفة الدليل ولا أظن بأن الشيخ المغراوي يرضيه أن يتعصب له أحد في هذه المخالفة والله أعلم
أحسنت أخي العزيز العاصمي؛ ولا غرابة من أولئك المنحرفين عن السلفية أن تصدر عنهم أحكام جائرة في حق الدعاة إلى الله؛ فدرايتهم بقواعد الجرح و التعديل كليلة؛ فيجب أن ننظر للردود نظرة مقاصدية كما كان يفعل الأولون.
أحسن الله إليك مجددا أخي العاصمي.
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 11:45]ـ
الشيخ ابن عثيمين أظن انتقده في مسألة البيعة و الله اعلم
ـ[أبو يحيى جعفر]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 05:52]ـ
ولا أظن بأن الشيخ المغراوي يرضيه أن يتعصب له أحد في هذه المخالفة-و مثل هذا الكلام يقوله من هم أكثر منه خطأ و لا أقول انحرافا فبارك الله فيك أنا لم أذكر تبديعا ولا توثيقا فلا تتسرع أحسن الله اليك. و الذي أشرت اليك في مشاركتي هو لم لم يظهر الأخ فيصل بن المبارك أبو حزم-مع مباركته لكلامك هداني الله و اياكم جميعا- انتقاد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في مسألة البيعة كما تفضل بذكره الأخ الكريم جمال سعدي لا غير لهذا و ذاك فاني أبرأ الى الله مم نسبت لي قوله فسامحك الله جل في علاه.و به الاعلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو بردة]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 08:59]ـ
الاخوة الافاضل
خذوا بنصيحة الشيخ ابن عثيمين ودعوا عنكم الخلاف والشقاق وأقبِلوا على ما ينفعكم في دينكم من حفظ
ومدارسة وتعليم و و
فما اشتغل أحدٌ بالردود والقيل والقال الاّ صار صفر اليدين في العلم والدين!
والله المسنعان
ـ[أبو يحيى جعفر]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 04:40]ـ
فما اشتغل أحدٌ بالردود والقيل والقال الاّ صار صفر اليدين في العلم والدين! -هذا بدع من الكلام هداك الله. أخي الفاضل لولا الردود لذهبت بيضة الاسلام و عليك بقراءة كتاب الرد على المخالف للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى أما الحفظ و المدارسة و التعليم و الدعوة و الكتابة و الخطابة و التعالم فيتقنه أهل الباطل أكثر من أهل الحق.اما اخانا المفضال العاصمي عصمه المولى فأرجو من الله تعالى أن لا يتبادر الى ذهنك ان شاء المولى انني حملت كلامك ما لا يطيقه فرجاء ...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 08:50]ـ
جزاك الله كل خير اخي فيصل وبارك فيك
من خلال تصفحي لبعض المنتديات المغربية وجدت ان ظاهرة الطعن في العلماء والدعاة وتتبع عثراتهم منتشرة انتشار واضح والخطير اني لمست انهم يعتقدون ان اهل بلاد الحرمين علمائهم وعامتهم على هذا المنهاج الضال المضل نسأل الله ان يعصمنا ومعظمهم فيه خير ويحب السلفية والعلماء ولكن هناك من استغل جهلهم وحبهم للعلم.
واذكر اني نصحة احدهم بالابتعاد عن تلك التجمعات فقال لي: لن اتركهم ولهم فضل علي في احتوائي وفتح باب العلم الشرعي امامي
ـ[أبو يحيى جعفر]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 02:45]ـ
سبحان الله العظيم البعض هنا فيهم استعجال غريب اللهم اهديني فيمن هديت.يا أخي ماهر سدد الله خطاك ما كان عليك ذكر لا المنتديات المغربية و لا المشرقية و لا الشمالية و لا ... ابدعوى الغمز لا دعوها اذن لأن هذه الظاهرة التي ذكرت تجدها في كل المنتديات و لا أبالغ ان قلت -تماشيا مع استقرائك-أنها وليدة المشرق لا غمزا بل مدحا و قد و الله فتحت لي جل الردود القوية لمشائخ الشرق العظيم أبوابا من العلوم لا حد لها و الى اليوم أنا متابع لجديدها اما ردود الصغار المتعالمين التي تنضح بشتى أنواع السب و الشتم فأنت و غيرك و اياك و كل مسلم عاقل مستحضر لنصوص الوحيين و اقوال أئمتنا يعلم ضرها.هذا اخر مشاركة لي في هذا الموضوع و الله المستعان على ما يصفون.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 04:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[أبوعامر المغربي]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 12:14]ـ
اتقوا الله اخواني الكرام في الشيخ المغراوي حفظه الله.
فالشيخ كان له الفضل الكبير بتوفيق من الله في إحياء السنة وقمع البدع
وتوجيه الشباب الي سلك المنهج السلفي.
واما من ينتقده ويتكلم فيه بغير علم فلا أحد من العلماء الكبار من اهل السنة والجماعة لم يسلم من الطعن او سلم من الخطأ
وكما قال الامام مالك رحمه الله - كل يؤخد من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر - وأشار الي قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام.(/)
صفة الصراط
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 01:52]ـ
الصراط بين ظهري جهنم دحض مزلة كحد السيف له ذؤابة في أعله الملائكة قيام على ذؤابته و الأنبياء عليه يقولون اللهم سلم سلم و على جنبتي الصراط الأمانة و الرحم يمينا و شمالا وفي حافتيه كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 04:17]ـ
مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ لِلطَّبَرَانِيِّ >> مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ مُسْنَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرِ >> ابْنُ جَابِرٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِي >>
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الصِّرَاطَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ , دَحْضٌ مَزِلَّةٌ , وَالْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِ يَقُولُونَ: سَلِّمْ سَلِّمْ وَالنَّاسُ كَلَمْحِ الْبَرْقِ , وَكَطَرْفِ الْعَيْنِ , وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالرِّكَابِ , وَشَدٌّ عَلَى الْأَقْدَامِ , فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ , وَمُرْسَلٌ , وَمَطْرُوحٌ فِيهَا , وَلَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ " *
الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ لِلْبَيْهَقِيِّ >> بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ >>
443 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا سَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي ابْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الصِّرَاطَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، فَالْأَنْبِيَاءُ يَقُولُونَ عَلَيْهِ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَالنَّاسُ كَلَمْعِ الْبَرْقِ، وَكَطَرْفِ الْعَيْنِ، وَكَأَجَاوِدِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالرِّكَابِ، وَشَدًّا عَلَى الْأَقْدَامِ، فَنَاجٍ مُسْلِمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، وَمَطْرُوحٌ فِيهَا، وَلَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ " *
الرُّؤْيَةُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ >> وَأَمَّا حَدِيثُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ >>
فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ح وَحَدَّثَنَا بِهِ أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَلْ نَرَى رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ " قُلْنَا: لَا. قَالَ: " هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قُلْنَا: لَا قَالَ: " فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ،
، ثُمَّ يُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، وَهُوَ كَحَدِّ السَّيْفِ بِحَافَّتَيْهِ حَسَكٌ، وَسَعْدَانٌ، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟ " قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: " فَإِنَّهُ كَذَلِكَ، وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُ عِظَمَهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَمَلَائِكَةٌ قِيَامٌ عَلَى ذُؤَابَةِ الصِّرَاطِ الْأَعْلَى يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ، سَلِّمْ، فَيُقَالُ لَهُمُ: انْجُوا بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ، فَمِنْهُمْ كَالطَّرْفِ، وَمِنْهُمْ كَالْبَرْقِ، وَمِنْهُمْ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ كَالطَّيْرِ،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمِنْهُمْ كَالْخَيْلِ، وَمِنْهُمْ كَالسَّاعِي، فَآخِرُ مَنْ يَنْجُو: مَنْ تَعْلَقُ رِجْلَاهُ - أُرَاهُ قَالَ: وَتَجُوزُ يَدَاهُ - وَتَعْلَقُ يَدَاهُ وَتَجُوزُ رِجْلَاهُ وَتُصِيبُ النَّارُ مِنْهُ، حَتَّى إِذَا جَازَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: تَبَارَكَ الَّذِي أَنْجَانِي مِنْكِ بَعْدَمَا رَأَيْتُ مِنْكِ مَا رَأَيْتُ
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كِتَابُ الْإِيمَانَ >> بَابُ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً فِيهَا >>
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفِ بْنِ خَلِيفَةَ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ، وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ " قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ: " أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ؟ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ، حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا "، قَالَ: " وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنِ اُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا *
الزُّهْدُ لِأَسَدِ بْنِ موسَى >> بَابُ ذِكْرِ الصِّرَاطِ وَالْمَمَرِّ عَلَيْهِ >>
ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنَّ عَلَى النَّارِ ثَلَاثَ قَنَاطِرَ: قَنْطَرَةٌ عَلَيْهَا الْأَمَانَةُ، لَا يَمُرُّ بِهَا مُضَيِّعُ الْأَمَانَةِ إِلَّا قَالَتْ: رَبِّ هَذَا ضَيَّعَنِي، وَقَنْطَرَةٌ عَلَيْهَا الرَّحِمُ، لَا يَمُرُّ بِهَا قَاطَعُ رَحِمٍ، إِلَّا تَقُولُ: رَبِّ هَذَا قَطَعَنِي، وَقَنْطَرَةٌ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهَا بِالْمِرْصَادِ ". قَالَ سَالِمٌ: وَلَا يَنْجُو مِنْهَا إِلَّا نَاجٍ *
مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ >> كِتَابُ الزُّهْدِ >> مَا ذُكِرَ فِي زُهْدِ الْأَنْبِيَاءِ وَكَلَامِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ >> كَلَامُ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ >>
غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي تَمِيمُ بْنُ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ، ثُمَّ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ يَوْمٍ جِيءَ بِجَهَنَّمَ قَدْ سَدَّتْ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ وَقِيلَ: لَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ حَتَّى تَخُوضَ النَّارَ، فَإِنْ كَانَ مَعَكَ نُورٌ اسْتَقَامَ بِكَ الصِّرَاطُ، فَقَدْ وَاللَّهِ نَجَوْتَ وَهُدِيتَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَكَ نُورٌ تَشَبَّثَتْ بِكَ بَعْضُ خَطَاطِيفِ جَهَنَّمَ، أَوْ كَلَالِيبِهَا، أَوْ شَبَابِيَّتِهَا، فَقَدْ وَاللَّهِ رَدِيتَ وَهَوَيْتَ، فَوَرَبِّ أَبِي الدَّرْدَاءِ، إِنَّ مَا أَقُولُ حَقٌّ، فَاعْقِلْ مَا أَقُولُ " *
مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ >> كِتَابُ ذِكْرِ النَّارِ >> مَا ذُكِرَ فِيمَا أُعِدَّ لِأَهْلِ النَّارِ وَشِدَّتِهِ >>
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: الصِّرَاطُ دَحْضٌ مَنْزِلُهُ كَحَدِّ السَّيْفِ سَلْقًا وَالْمَلَائِكَةُ مَعَهُمُ الْكَلَالِيبُ وَالْأَنْبِيَاءُ قِيَامٌ يَقُولُونَ حَوْلَهُ: رَبَّنَا سَلِّمْ سَلِّمْ فَبَيْنَ مَخْدُوشٍ وَمُكَرْدَسٍ فِي النَّارِ وَنَاجٍ وَمُسَلَّمٍ *
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 06:03]ـ
جزاك الله خيرا(/)
مناظرة الشيخ الدكتور جمال المراكبى مع الشيعى أحمد النفيس مرئى
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 07:54]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوانى الاحباء هذه مناظره بين اهل السنه ممثله فى الدكتور جمال المراكبى (الرئيس العام لجماعه انصار
المحمديه)
والشيعه ممثله فى احمد راسم النفيس (كاتب واستاذ فى طب المنصوره)
المذيع جمال الشاعر
وهى على قناه النيل الثقافيه
http://www.elmarakby.com/video/monazara.WMV
منقول
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 12:13]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 12:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عمر سيف]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 06:26]ـ
الرابط لايعمل
ـ[مهداوي]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 09:22]ـ
الظاهر أن موقع المراكبي معلق (موقوف)(/)
نقد شيخ الإسلام للأشاعرة في مسألة "تقرير النبوات"
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 08:01]ـ
نقد شيخ الإسلام للأشاعرة في مسألة "تقرير النبوات"
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
مسألة النبوات من المسائل العظيمة؛ فالإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الستة والرسل والأنبياء هم الواسطة بين الله وخلقه في تبليغ الوحي.
وقد جانب المتكلمون الصواب في مسائل عدة في تقرير أمر النبوة وذلك لتبنيهم مسائل كلامية وفلسفية فالتزموا لأجلها عقائد باطلة.
وقد تتبع شيخ الإسلام المتكلمين المعتزلة والأشاعرة وبين تناقضهم ومجانبتهم للصواب في مسائل عدة منها دلائل النبوة وفي حد المعجزة وغيرها.
ومن أهم النقاط التي خالف فيها الأشاعرة أهل السنة في مسألة تقرير النبوات كما يلي:
أولا: جعل الأشاعرة النبوة صفة إضافية وليست اختصاص أو اصطفاء من الله أو صفة ثبوتية في نفس النبي.
أ - فجوزوا أن يرسل الله من يشاء لا يشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به.
ب - وعلى أصلهم جواز تكليف ما لا يطاق يلزمهم جواز أن يأمر الله الرسول بتبليغ رسالة لا يعلم ما هي.
ت - قالوا: وما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس ... أو غير ذلك فإنه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر.
ث - اعتمد القاضي الباقلاني على الإجماع فيما ينبغي للنبي أن ينزه عنه؛ فلم يعتمد على دليل سمعي أو عقلي.
ج - قالوا: ليس للنبوة آية تختص بها فكان حقيقة قولهم إن الله لا يقدر أن يأتي بآية تختص بها وإنه لو كان قادرا على ذلك لم يلزم أن يفعله بل ولم يفعله
ح - ويلزم من ذلك أنه لا دليل عندهم على نبوة النبي بل كل ما قدر دليلا فإنه يمكن وقوعه مع عدم النبوة فكان حقيقة قولهم إنا لا نعلم على النبوة دليلا.
ثانيا: قرروا أنه لا دليل على صدق النبوة إلا المعجزة.
خ - قالوا: إن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق- المعجزة - وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة – على قول بعضهم -
د - وهذه الطريق إنما تكون دليلا إذا علم أن الله إنما خلق أو جعل هذه المعجزة لتصديق الرسول فتناقضوا على ذلك لأن أصل مذهبهم هو إنكار الحكمة والسببية فلا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء.
ذ - من تناقضهم قالوا: إن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري ... وهذا صحيح إذا منعت أصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لا يفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لا يجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم.
ر - من تناقضهم قولهم إن الله سبحانه لا يظهر المعجزة على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء.
ز- تفريقهم بين معجزة الأنبياء وغيرهم بفروق ضعيفة مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها.
ثالثا: حدهم المعجزة بالخارق للعادة.
رابعا: كون الخارق معجزة للنبي إذا قارنه التحدي ودعوى النبوة وعدم المعارضة.س - قالوا: كل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها.
ش- فالمعجزات عندهم لا تختص بجنس من الأجناس المقدورات بل خاصتها أن النبي يحتج بها ويتحدى بمثلها فلا يمكن معارضته فاشترطوا لها وصفين أن تكون مقترنة بدعوى النبوة وجعلوا المدلول جزءا من الدليل وأنها لا تعارض وبالأول فرقوا بينها وبين الكرامات وبالثاني فرقوا بينها وبين السحر والكهانة.
ص -قالوا لو ادعى ساحر أو كاهن النبوة لكان الله يعجزه عن تلك الخوارق التي علم أن غيره من السحرة والكهان يفعل مثلها وليس بنبي وهذا مناف لأصلهم في نفي الحكمة والسببية وأيضا تجويزهم فعل كل شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ض- فعلى أصولهم يجوز أن يكون كل ما هو معجزة للأنبياء يجوز أن يأتي به الساحر إلا أن يمنع منه سمع و يجوز أن يبعث أي أحد ولا يقيم على نبوته دليلا هذا حقيقة قولهم و إذا بعثه لا يقيم دليلا على نبوته بل يلزم العباد بتصديقه بلا دليل يدلهم على صدقه وهذا غاية التكليف بمالا يطاق وهم يجوزونه.
ط- حد بعضهم المعجزة بكونها مما ينفرد الباري بالقدرة عليها.
ظ- دليل الأشعري الذي استدل به في أن المعجز علم الصدق ودليله فيستحيل وجوده بدون الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب دليل صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لأصول مذهبه فإنه إنما يكون علم الصادق إذا كان الرب منزها عن أن يفعله على يد الكاذب أو علم بالاضطرار أنه إنما فعله لتصديق الصادق أو أنه لا يفعله على يد كاذب وإذا علم بالاضطرار تنزهه عن بعض الأفعال بطل أصلهم.
ع- قالوا ولو ادعى النبوة أحد من أهل هذه الخوارق مع كذبه لم يكن بد من أن الله يعجزه عنها فلا يخلقها على يده أو يقيض له من يعارضه؛ وهذا في الحقيقة مناقض لأصولهم كما سيأتي.
هذا ملخص أهم النقاط التي ساقها شيخ الإسلام في كتابه النبوات؛ وهذا توضيح مفصل لهذه النقاط من قوله رحمه الله:
أولا: جعل الأشاعرة النبوة صفة إضافية وليست اختصاص أو اصطفاء من الله أو صفة ثبوتية في نفس النبي.
1 - فجوزوا أن يرسل الله من يشاء لا يشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به.
2 - وعلى أصلهم جواز تكليف ما لا يطاق يلزمهم جواز أن يأمر الله الرسول بتبليغ رسالة لا يعلم ما هي.
3 - قالوا: ما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس ... أو غير ذلك فإنه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر.
4 - اعتمد القاضي الباقلاني على الإجماع فيما ينبغي للنبي أن ينزه عنه؛ فلم يعتمد على دليل سمعي أو عقلي. [/ color]
قال شيخ الإسلام: والنبوة قد قال طائفة من الناس إنها صفة في النبي وقال طائفة ليست صفة ثبوتية في النبي بل هي مجرد تعلق الخطاب الإلهي به يقول الرب إني أرسلتك فهي عندهم صفة إضافية كما يقولونه في الأحكام الشرعية أنها صفات إضافية للأفعال لا صفات حقيقية ,والصحيح أن النبوة تجمع هذا وهذا فهي تتضمن صفة ثبوتية في النبي وصفة إضافية.
النبوات (2|989)
وقال شيخ الإسلام: والمقصود أن هؤلاء لما احتاجوا الى إثبات النبوات اضطربوا في صفة النبي وما يجوز عليه وفي الآيات التي بها يعلم صدقه فجوزوا أن يرسل الله من يشاء بما يشاء لا يشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به لأن تبليغ الرسالة بدون العلم ممتنع ومن جوز منهم تكليف ما لا يطاق مطلقا يلزمه جواز أن يأمره الله بتبليغ رسالة لا يعلم ما هي وجوزوا من جهة العقل ما ذكره القاضي أبو بكر أن يكون الرسول فاعلا للكبائر إلا أنه لا بد أن يكون عالما بمرسله لكن ما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس أو مخنث أو غير ذلك فانه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر ... فلم يعتمد القاضي أبو بكر وأمثاله في تنزيه الأنبياء لا على دليل عقلي ولا سمعي من الكتاب والسنة فإن العقل عنده لا يمنع أن يرسل الله من شاء إذ كان يجوز عنده على الله فعل كل ما يقدر عليه وإنما اعتمد على الإجماع فما أجمع المسلمون عليه أنه لا يكون في النبي نزه عنه ثم ذكر ما ظنه إجماعا كعاداته وعادات أمثاله في نقل إجماعات لا يمكن نقلها عن واحد من الصحابة ولا ثلاثة من التابعين ولا أربعة من الفقهاء المشهورين.
النبوات (1|478)
5 - قالوا: ليس للنبوة آية تختص بها فكان حقيقة قولهم إن الله لا يقدر أن يأتي بآية تختص بها وإنه لو كان قادرا على ذلك لم يلزم أن يفعله بل ولم يفعله
6 - ويلزم من ذلك أنه لا دليل عندهم على نبوة النبي بل كل ما قدر دليلا فإنه يمكن وقوعه مع عدم النبوة فكان حقيقة قولهم إنا لا نعلم على النبوة دليلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن هؤلاء حقيقة قولهم انه ليس للنبوة آية تختص بها كما أن حقيقة قولهم إن الله لا يقدر أن يأتي بآية تختص بها وإنه لو كان قادرا على ذلك لم يلزم أن يفعله بل ولم يفعله فهذان أمران متعلقان بالرب إذ هو عندهم لا يقدر أن يفعل شيئا لشيء والآية إنما تكون آية إذا فعلها لتدل ولو قدر أنه قادر فهم يجوزون عليه فعل كل شيء فيمكن أنه لم يجعل على صدق النبي دليلا وأما الذي ذكرناه عنهم هنا فإنه يقتضي أنه لا دليل عندهم على نبوة النبي بل كل ما قدر دليلا فإنه يمكن وقوعه مع عدم النبوة فلا يكون دليلا فهم هناك حقيقة قولهم إنا لا نعلم على النبوة دليلا وهنا حقيقة قولهم إنه لا دليل على النبوة ولهذا كان كلامهم في هذا الباب منتهاه التعطيل ولهذا عدل الغزالي وغيره عن طريقهم في الاستدلال بالمعجزات لكون المعجزات على أصلهم لا تدل على نبوة نبي وليس عندهم في نفس الأمر معجزات وإنما يقولون المعجزات علم الصدق لأنها في نفس الأمر كذلك وهم صادقون في هذا لكن على أصلهم ليست دليلا على الصدق ولا دليل على الصدق فآيات الأنبياء تدل على صدقهم دلالة معلومة بالضرورة تارة وبالنظر أخرى وهم قد يقولون إنه يحصل العلم الضروري بأن الله صدقه بها وهي الطريقة التي سلكها أبو المعالي والرازي وغيرهما وهي طريقة صحيحة في نفسها لكن تناقض بعض أصولهم.
النبوات (2|806)
ثانيا: قرروا أنه لا دليل على صدق النبوة إلا المعجزة.
7 - قالوا: إن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق- المعجزة - وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة – على قول بعضهم -
8 - وهذه الطريق إنما تكون دليلا إذا علم أن الله إنما خلق أو جعل هذه المعجزة لتصديق الرسول فتناقضوا على ذلك لأن أصل مذهبهم هو إنكار الحكمة والسببية فلا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء.9 - من تناقضهم قالوا: إن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري ... وهذا صحيح إذا منعت أصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لا يفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لا يجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم.
10 - من تناقضهم قولهم إن الله سبحانه لا يظهر المعجزة على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء.
قال شيخ الإسلام: ولما أرادوا إثبات معجزات الأنبياء عليهم السلام وأن الله سبحانه لا يظهرها على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء فتقوا فتقا فقالوا لو جاز ذلك لزم أن لا يقدر على تصديق من ادعى النبوة وما لزم منه نفي القدرة كان ممتنعا فهذا هو المشهور عن الأشعري وعليه اعتمد القاضي أبو بكر وابن فورك والقاضي أبو يعلى وغيرهم وهو مبني على مقدمات أحدها أن النبوة لا تثبت إلا بما ذكروه من المعجزات وأن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة.
وأن إعلام الخلق بأن هذا نبي بهذا الطريق ممكن فلو قيل لهم لا نسلم أن هذا ممكن على قولكم فإنكم إذا جوزتم عليه فعل كل شيء وإرادة كل شيء لم يكن فرق بين أن يظهرها على يد صادق أو كاذب ولم يكن إرسال رسول يصدقه بالمعجزات ممكنا على أصلكم ولم يكن لكم حجة على جواز إرسال الرسول وتصديقه بالمعجزات إذ كان لا طريق عندهم إلا خلق المعجز وهذا إنما يكون دليلا إذا علم أنه إنما خلقه لتصديق الرسول وأنتم عندكم لا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء وسلك طائفة منهم طريقا آخر وهي طريقة أبي المعالي وأتباعه وهو أن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري وضربوا له مثلا بالملك وهذا صحيح إذا منعت أصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لا يفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لا يجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم.
النبوات (1|482)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام: وأما الطريق الثانية وهي أجود وهي التي اختارها أبو المعالي وأمثاله فهو أن دلالة المعجز على التصديق معلومة بالاضطرار وهذه طريقة صحيحة لمن اعتقد أن يفعل لحكمة وأما إذا قيل انه لا يفعل لحكمة انتفى العلم الاضطراري والأمثلة التي يذكرونها كالملك الذي جعل آية لرسوله أمرا خارجا عن عادته إنما دلت للعلم بأن الملك يفعل شيئا لشيء فإذا نفوا هذا بطلت الدلالة وكذلك دليل القدرة هو دليل صحيح لكن مع إثبات الحكمة فإنه سبحانه وتعالى قادر على أن يميز بين الصادق والكاذب إذ كان قادرا على أن يهدي عباده إلى ما هو أدق من هذا فهداهم إلى أسهل لكن هذا يستلزم إثبات حكمته ورحمته فمن لم يثبت له حكمة ورحمة امتنع عليه العلم بشيء من أفعاله الغائبة وأيضا فآيات الأنبياء تصديق بالفعل فهي تدل إذا علم أن من صدقه الرب فهو صادق وذلك يتضمن تنزيهه عن الكذب وعلى أصلهم لا يعلم ذلك فإن ما يخلقه من الحروف والأصوات عندهم هو مخلوق من المخلوقات فيجوز أن يتكلم كلاما يدل على شيء وقد أراد به شيئا آخر فإن هذا من باب المفعولات عندهم.
النبوات (2|932)
11 - تفريقهم بين معجزة الأنبياء وغيرهم بفروق ضعيفة مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها.
قال شيخ الإسلام: ومن الناس من فرق بين معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء بفروق ضعيفه مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها.
النبوات (1|138)
ثاثا: حدهم المعجزة بالخارق للعادة.وقد رد عليهم شيخ الإسلام في ذلك:
أ - كون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ولا السلف.
ب - وكون المعجزة خارقة للعادة ليس أمرا مضبوطا فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض بل النوع الواحد منه كاحياء الموتى وهو آية لغير واحد من الأنبياء وإن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن والعصا والناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات.
قال شيخ الإسلام:كون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ولا السلف وقد بينا في غير هذا الموضع أن هذا وصف لا ينضبط وهو عديم التأثير فإن نفس النبوة معتادة للأنبياء خارقة للعادة بالنسبة إلى غيرهم.
إن كون الشخص يخبره الله بالغيب خبرا معصوما هذا مختص بهم وليس هذا موجودا لغيرهم فضلا عن كونه معتادا؛ فآية النبي لا بد أن تكون خارقة للعادة بمعنى أنها ليست معتادة للآدميين وذلك لأنها حينئذ لا تكون مختصة بالنبي بل مشتركة وبهذا احتجوا على أنه لا بد أن تكون خارقة للعادة لكن ليس في هذا ما يدل على أن كل خارق آية فالكهانة والسحر هو معتاد للسحرة والكهان وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم كما أن ما يعرفه أهل الطب والنجوم والفقه والنحو هو معتاد لنظرائهم وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم.
النبوات (1|165)
وقال: فكونه خارقا للعادة ليس أمرا مضبوطا فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض بل النوع الواحد منه كإحياء الموتى هو آية لغير واحد من الأنبياء وإن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن والعصا والناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات ثم هب أنه لا نظير لها في نوعها لكن وجد خوارق العادات للأنبياء غير هذا فنفس خوارق العادات معتاد جميعه للأنبياء بل هو من لوازم نبوتهم مع كون الأنبياء كثيرين وقد روي أنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي وما يأتي به كل واحد من هؤلاء لا يكون معدوم النظير في العالم بل ربما كان نظيره وإن عني بكون المعجزة هي الخارقة للعادة أنها خارقة لعادة أولئك المخاطبين بالنبوة بحيث ليس فيهم من يقدر على ذلك فهذا ليس بحجة فإن أكثر الناس لا يقدرون على الكهانة والسحر ونحو ذلك.
النبوات (1|172)
ت - وبين أنه لا يصح حد المعجز بالخارق للعادة لوجهين: أحدهما أن كون الشيء معتادا وغير معتاد أمر نسبي إضافي ليس بوصف مضبوط تتميز به الآية بل يعتاد هؤلاء مالم يعتد هؤلاء مثل كونه مألوفا ومجربا ومعروفا ونحو ذلك من الصفات الإضافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن مجرد ذلك مشترك بين الأنبياء وغيرهم وإذا خص ذلك بعدم المعارضة فقد يأتي الرجل بما لا يقدر الحاضرون على معارضته ويكون معتادا لغيرهم كالكهانة والسحر وقد يأتي بما يمكن معارضته وليس بآية لشيء لكونه لم يختص بالأنبياء.
النبوات (1|174)
رابعا: كون الخارق معجزة للنبي إذا قارنه التحدي ودعوى النبوة وعدم المعارضة.
12 - قالوا: كل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها بخلاف تلك.النبوات (1|134)
13 - فالمعجزات عندهم لا تختص بجنس من الأجناس المقدورات بل خاصتها أن النبي يحتج بها ويتحدى بمثلها فلا يمكن معارضته فاشترطوا لها وصفين أن تكون مقترنة بدعوى النبوة وجعلوا المدلول جزءا من الدليل وأنها لا تعارض وبالأول فرقوا بينها وبين الكرامات وبالثاني فرقوا بينها وبين السحر والكهانة.
النبوات (2|789)
14 - فعلى أصولهم يجوز أن يكون كل ما هو معجزة للأنبياء يجوز أن يأتي به الساحر إلا أن يمنع منه سمع و يجوز أن يبعث أي أحد ولا يقيم على نبوته دليلا هذا حقيقة قولهم و إذا بعثه لا يقيم دليلا على نبوته بل يلزم العباد بتصديقه بلا دليل يدلهم على صدقه وهذا غاية التكليف بمالا يطاق وهم يجوزونه.النبوات (2|792)
وقد رد عليهم شيخ الإسلام فقال:
أ-: وقالت طائفة بل كل هذا حق وخرق العادة جائز مطلقا وكل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها بخلاف تلك وهذا قول من اتبع جهما على أصله في أفعال الرب من الجهمية وغيرهم حيث جوزوا أن يفعل كل ممكن فلزمهم جواز خرق العادات مطلقا على يد كل أحد واحتاجوا مع ذلك إلى الفرق بين النبي وغيره فلم يأتوا بفرق معقول بل قالوا هذا يقترن به التحدي فمن ادعى النبوة وهو كاذب لم يجز أن يخرق الله له العادة أو يخرقها له ويكون دليلا على صدقه لما يقترن بها مما يناقض ذلك فإن هذين قولان لهم.
فقيل لهم لم أوجبتم هذا في هذا الموضع دون غيره وأنتم لا توجبون على الله شيئا فقالوا لأن المعجزة علم الصدق فيمتنع أن تكون لغير صادق فالمجموع هو الممتنع وهو خارق العادة ودعوى النبوة أو هذان مع السلامة عن المعارض فقيل لهم ولم قلتم إنه علم الصدق على قولكم فقالوا إما لأنه يفضي منع ذلك إلى عجزه وإما لأنه علم دلالته على الصدق بالضرورة فقيل لهم إنما يلزم العجز لو كان التصديق على قولكم ممكنا وكون دلالتها معلومة بالضرورة هو مسلم لكنه يناقض أصولكم ويوجب أن يكون أحد الشيئين معلوما بالضرورة دون نظيره وهذا ممتنع فإنكم تقولون يجوز أن يخلق على يد مدعي النبوة والساحر والصالح لكن إن ادعى النبوة دلت على صدقه وإن لم يدع النبوة لم تدل على شيء مع أنه لا فرق عند الله بين أن يخلقها على يد مدعي النبوة وغير مدعي النبوة بل كلاهما جائز فيه فإذا كان هذا مثل هذا فلم كان أحدهما دليلا دون الآخر ولم اقترن العلم بأحد المتماثلين دون الآخر ومن أين علمتم أن الرب لا يخرقها مع دعوى النبوة إلا على يد صادق وأنتم تجوزون على أصلكم كل فعل مقدور وخلقها على يد الكذاب مقدور.
(1|136)
ب- وهو أنه قد ادعى جماعة من الكذابين النبوة وأتوا بخوارق من جنس خوارق الكهان والسحرة ولم يعارضهم أحد في ذلك المكان والزمان وكانوا كاذبين فبطل قولهم إن الكذاب إذا أتى بمثل خوارق السحرة والكهان فلا بد أن يمنعه الله ذلك الخارق أو يقيض له من يعارضه وهذا كالأسود العنسي الذي ادعى النبوة باليمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم واستولى على اليمن وكان معه شيطان سحيق ومحيق وكان يخبر بأشياء غائبة من جنس أخبار الكهان وما عارضه أحد وعرف كذبه بوجوه متعددة وظهر من كذبه وفجوره ما ذكره الله بقوله {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} وكذلك مسيلمة الكذاب وكذلك الحارث الدمشقي ومكحول الحلبي وبابا الرومي لعنة الله عليهم وغير هؤلاء كانت معهم شياطين كما هي مع السحرة والكهان.
النبوات (1|498)
(يُتْبَعُ)
(/)
ت- أن آيات الأنبياء ليس من شرطها استدلال النبي بها ولا تحديه بالإتيان بمثلها بل هي دليل على نبوته وان خلت عن هذين القيدين وهذا كإخبار من تقدم بنبوة محمد فانه دليل على صدقه وان كان هو لم يعلم بما أخبروا به ولا يستدل به وأيضا فما كان يظهره الله على يديه من الآيات مثل تكثير الطعام والشراب مرات كنبع الماء من بين أصابعه غير مرة وتكثير الطعام القليل حتى كفى أضعاف من كان محتاجا إليه وغير ذلك كله من دلائل النبوة ولم يكن يظهرها للاستدلال بها ولا يتحدى بمثلها بل لحاجة المسلمين إليها وكذلك إلقاء الخليل في النار إنما كان بعد نبوته ودعائه لهم إلى التوحيد.
النبوات (1|500)
ث- أن الدليل الدال على المدلول عليه ليس من شرط دلالته استدلال أحد به بل ما كان النظر الصحيح فيه موصولا إلى علم فهو دليل وإن لم يستدل به أحد فالآية أدلة وبراهين تدل سواء استدل بها النبي أو لم يستدل وما لا يدل إذا لم يستدل به لا يدل إذا استدل به ولا ينقلب ما ليس بدليل دليلا إذا استدل به مدع لدلالته.
النبوات (1|500)
ج-وأما قولهم خاصة المعجز عدم المعارضة فهذا باطل وإن كان عدم المعارضة لازما له فإن هذا العدم لا يعلم إذ يمكن أن يعارضه من ليس هناك إذا كان مما يعلم أنه معتاد مثل خوارق السحرة والكهان فإنه وإن لم يمكن أن يعارض في هذا الموضع ففي السحرة والكهان من يفعل مثلها مع أنه ليس بنبي ودليل النبوة يمتنع ثبوته بدون النبوة وإذا قالوا الدليل هو مجموع الدعوى والدليل تبين خطأهم وان القوم لم يعرفوا دلائل النبوة ولا أقاموا دليلا على نبوة الأنبياء كما لم يقيموا دليلا على وجود الرب فليس في كتبهم ما يدل على الرب تعالى ولا على رسوله مع أن هذا هو المقصود من أصول الدين.
النبوات (2|795)
15 - حد بعضهم المعجزة بكونها مما ينفرد الباري بالقدرة عليها
أ - إذا جوز أن يكون ما ينفرد الرب بالقدرة عليه وعلى قولهم يأتي به النبي تارة والساحر تارة ولا فرق بينهما إلا دعوى النبوة والاستدلال به والتحدي بالمثل فلا حاجة إذا إلى كونه مما انفرد الباري بالقدرة عليه.
النبوات (1|228)
ب- وعلى هذا القول لا فرق بين المعجزة وغيرها
قال شيخ الإسلام: وإذا قال القائل آيات الأنبياء لا يقدر عليها إلا الله أو أن الله يخترعها ويبتدئها بقدرته أو أنها من فعل الفاعل المختار ونحو ذلك قيل له هذا كلام مجمل فقد يقال عن كل ما يكون أنه لا يقدر عليه إلا الله فإن الله خالق كل شيء وغيره لا يستقل بإحداث شيء وعلى هذا فلا فرق بين المعجزات وغيرها وقد يقال لا يقدر عليها إلا الله أي هي خارجة عن مقدورات العباد فإن مقدوراته على قسمين منها ما يفعله بواسطة قدرة العبد كأفعال العباد وما يصنعونه ومنها ما يفعله بدون ذلك كإنزال المطر فإن أراد هذا القائل أنها خارجة عن مقدور الإنس بمعنى أنه لا يقع منهم لا بإعانة الجن ولا بغير ذلك فهذا كلام صحيح وإن أراد أنه خارج عن مقدورهم فقط وإن كان مقدورا للجن فهذا ليس بصحيح فإن الرسل أرسلوا إلى الإنس والجن والسحر والكهانة وغير ذلك تقدر الجن على إيصالها إلى الإنس وهي مناقضة لآيات الأنبياء كما قال تعالى {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} وإن أراد أنها خارجة عن مقدور الملائكة والإنس والجن أو أن الله يفعلها بلا سبب فهذا أيضا باطل فمن أين له أن الله يخلقها بلا سبب ومن أين له أنه لا يخلقها بواسطة الملائكة الذين هم رسله في عامة ما يخلقه فمن أين له أن جبريل لم ينفخ في مريم حتى حملت بالمسيح وقد أخبر الله بذلك وهو وأمه مما جعلهما آية للعالمين قال تعالى {وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرر ومعين}.
النبوات (2|1065)
16 - و دليل الأشعري الذي استدل به في أن المعجز علم الصدق ودليله فيستحيل وجوده بدون الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب دليل صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لأصول مذهبه فإنه إنما يكون علم الصادق إذا كان الرب منزها عن أن يفعله على يد الكاذب أو علم بالاضطرار أنه إنما فعله لتصديق الصادق أو أنه لا يفعله على يد كاذب وإذا علم بالاضطرار تنزهه عن بعض الأفعال بطل أصلهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: هذا كلام صحيح إذا علم أنها دليل الصدق يستحيل وجوده بدون الصدق والممتنع غير مقدور فيمتنع أن يظهر على أيدي الكاذبين ما يدل على صدقهم لكن المطالب يقول كيف يستقيم على أصلكم أن يكون ذلك دليل الصدق وهو أمر حادث مقدور وكل مقدور يصح عندكم أن يفعله الله ولو كان فيه من الفساد ما كان فانه عندكم لا ينزه عن فعل ممكن ولا يقبح منه فعل فحينئذ إذا خلق على يد الكاذب مثل هذه الخوارق لم يكن ممتنعا على أصلكم وهي لا تدل على الصدق البتة على أصلكم ويلزمكم إذا لم يكن دليل إلهي ألا يكون في المقدور دليل على صدق مدعي النبوة فيلزم أن الرب سبحانه لا يصدق أحدا ادعى النبوة وإذا قلتم هذا ممكن بل واقع ونحن نعلم صدق الصادق إذا ظهرت هذه الأعلام على يده ضرورة قيل فهذا يوجب أن الرب لا يجوز عليه إظهارها على يد كاذب وهذا فعل من الأفعال هو قادر عليه وهو سبحانه لا يفعله بل هو منزه عنه فأنتم بين أمرين إن قلتم لا يمكنه خلقها على يد الكاذب وكان ظهورها ممتنعا فقد قلتم إنه لا يقدر على إحداث حادث قد فعل مثله وهذا تصريح بعجزه وأنتم قلتم فليست بدليل فلا يلزم عجزه فصارت دلالتها مستلزمة لعجزه على أصلكم وان قلتم يقدر لكنه لا يفعل فهذا حق وهو ينقض أصلكم وحقيقة الأمر أن نفس ما يدل على صدق الصادق بمجموعه امتنع أن يحصل للكاذب وحصوله له ممتنع غير مقدور وأما خلق مثل تلك الخارقة على يد الكاذب فهو ممكن والله سبحانه وتعالى قادر عليه لكنه لا يفعله لحكمته كما أنه سبحانه يمتنع عليه أن يكذب أو يظلم والمعجز تصديق وتصديق الكاذب هو منزه عنه والدال على الصدق قصد الرب تصديق الصادق وهذا القصد يمتنع حصوله للكاذب فيمتنع جعل من ليس برسول رسولا وجعل الكاذب صادقا ويمتنع من الرب قصد المحال وهو غير مقدور وهو إذا صدق الصادق بفعله علم بالاضطرار والدليل أنه صدقه وهذا العلم يمتنع حصوله للكاذب.
النبوات (1|241)
وقال شيخ الإسلام: وقالوا أيضا ما ذكره الأشعري المعجز علم الصدق ودليله فيستحيل وجوده بدون الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب وهذا كلام صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لأصولهم فانه إنما يكون علم الصادق إذا كان الرب منزها عن أن يفعله على يد الكاذب أو علم بالاضطرار أنه إنما فعله لتصديق الصادق أو أنه لا يفعله على يد كاذب وإذا علم بالاضطرار تنزهه عن بعض الأفعال بطل أصلهم.
النبوات (1|483)
17 - قالوا ولو ادعى النبوة أحد من أهل هذه الخوارق مع كذبه لم يكن بد من أن الله يعجزه عنها فلا يخلقها على يده أو يقيض له من يعارضه؛ وهذا في الحقيقة مناقض لأصولهم.
قال شيخ الإسلام: قالوا ولو ادعى النبوة أحد من أهل هذه الخوارق مع كذبه لم يكن بد من أن الله يعجزه عنها فلا يخلقها على يده أو يقيض له من يعارضه فتبطل حجته وإذا قيل لهم لم قلتم إن الله لا بد أن يفعل هذا وهذا وعندكم يجوز عليه كل شيء ولا يجب عليه فعل شيء ولا يجب منه فعل شيء قالوا لأنه لو لم يمنعه من ذلك أو يعارضه بآخر لكان قد أتى بمثل ما يأتي به النبي الصادق فتبطل دلالة آيات الأنبياء فإذا قيل لهم وعلى أصلكم يجوز أنه يبطل دلالتها وعندكم يجوز عليه فعل كل شيء.
النبوات (1|487)
6 - تقرير عقيدة أهل السنة في النبوات.
أ- النبوة صفة ثبوتية وكذلك إضافية فهي اختصاص واصطفاء من الله لا ينالها أحد إلا باختيار الله.
النبوات (2|989)
ب - آيات الأنبياء لا تكون إلا خارقة للعادة ولا تكون مما يقدر أحد على معارضتها فاختصاصها بالنبي وسلامتها عن المعارضة شرط فيها بل وفي كل دليل فإنه لا يكون دليلا حتى يكون مختصا بالمدلول عليه ولا يكون مختصا إلا إذا سلم عن المعارضة.
النبوات (1|500)
ت - آيات الانبياء خارجة مقدور من أرسل الأنبياء إليه وهم الجن والإنس فلا تقدر الإنس والجن أن يأتوا بمثل معجز الأنبياء كما قال تعالى {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} وأما الملائكة فلا تضر قدرتهم على مثل ذلك فإن الملائكة إنما تنزل على الأنبياء لا تنزل على السحرة والكهان كما أن الشياطين لا تتنزل على الأنبياء ,والملائكة لا تكذب على الله فإذا كانت الآيات من أفعال الملائكة مثل أخبارهم للنبي عن الله بالغيب ومثل نصرهم له على عدوه وإهلاكهم له نصرا وهلاكا
(يُتْبَعُ)
(/)
خارجين عن العادة كما فعلته الملائكة يوم بدر وغيره وكما فعلت بقوم لوط وكما فعلت بمريم والمسيح ونحو ذلك.
النبوات (1|503)
ث- كرامات الأولياء من معجزات أنبيائهم
قال شيخ الإسلام:أما الصالحون الذين يدعون إلى طريق الأنبياء لا يخرجون عنها فتلك خوارقهم من معجزات الأنبياء فإنهم يقولون نحن إنما حصل لنا هذا باتباع الأنبياء.
النبوات (1|141)
وقال: ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين فلا تبلغ كرامات أحد قط مثل معجزات المرسلين كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم ولكنهم قد يشاركونهم في بعضها كما قد يشاركونهم في بعض أعمالهم وكرامات الصالحين تدل على صحة الدين الذي جاء به الرسول لا تدل على أن الولي معصوم ولا على أنه تجب طاعته في كل ما يقوله.
النبوات (1|143)
ج- جنس آيات الأنبياء خارجة عن مقدور البشر بل وعن مقدور جنس الحيوان وأما خوارق مخالفيهم كالسحرة والكهان فإنها من جنس أفعال الحيوان من الإنس وغيره من الحيوان والجن مثل قتل الساحر وتمريضه لغيره فهذا أمر مقدور معروف للناس بالسحر وغير السحر وكذلك ركوب المكنسة أو الخابية وغير ذلك حتى تطير به وطيرانه في الهواء من بلد إلى بلد هذا فعل مقدور للحيوان فان الطير يفعل ذلك والجن تفعل ذلك.
النبوات (1|145)
ح- النبوة لها خصائص منها أنها خارقة لعادة غير الأنبياء
قال شيخ الإسلام:المقصود أن هذه الأجناس كلها موجودة في الناس معتادة معروفة وكل واحد منها يعرف بخواصه المستلزمة له وتلك الخواص آيات له مستلزمة له فكذلك النبوة لها خواص مستلزمة لها تعرف بها وتلك الخواص خارقة لعادة غير الأنبياء وان كانت معتادة للأنبياء فهي لا توجد لغيرهم.
النبوات (1|192)
خ- من دلائل النبوة النهي عن الشرك والكفر والفواحش والمعاصي.
قال شيخ الإسلام: وقد علم بصريح العقل مع ما تواتر عن الأنبياء أنهم حرموا الشرك فمتى كان الرجل يأمر بالشرك وعبادة غير الله أو يستعين على مطالبه بهذا وبالكذب والفواحش والظلم علم قطعا أنه من جنس السحرة لا من جنس الأنبياء وخوارق هذا يمكن معارضتها وإبطالها من بني جنسه وغير بني جنسه وخوارق الأنبياء لا يمكن غيرهم أن يعارضها ولا يمكن أحدا إبطالها لا من جنسهم ولا من غير جنسهم فإن الأنبياء يصدق بعضهم بعضا فلا يتصور أن نبيا يبطل معجزة آخر وإن أتى بنظيرها فهو يصدقه ومعجزة كل منهما آية له وللآخر أيضا كما أن معجزات أتباعهم آيات لهم بخلاف خوارق السحرة فإنها إنما تدل على أن صاحبها ساحر يؤثر آثارا غريبة مما هو فساد في العالم ويسر بما يفعله من الشرك والكذب والظلم ويستعين على ذلك بالشياطين فمقصوده الظلم والفساد والنبي مقصوده العدل والصلاح وهذا يستعين بالشياطين وهذا بالملائكة وهذا يأمر بالتوحيد لله وعبادته وحده لا شريك له وهذا إنما يستعين بالشرك وعبادة غير الله وهذا يعظم إبليس وجنوده وهذا يذم إبليس وجنوده.
النبوات (1|194)
د- ولهذا إنما يقرر الرب تعالى في القرآن أمر النبوة وإثبات جنسها بما وقع في العالم من قصة نوح وقومه وهود وقومه وصالح وقومه وشعيب ولوط وإبراهيم وموسى وغيرهم فيذكر وجود هؤلاء وأن قوما صدقوهم وقوما كذبوهم ويبين حال من صدقهم وحال من كذبهم فيعلم بالاضطرار حينئذ ثبوت هؤلاء ويتبين وجود آثارهم في الارض فمن لم يكن رأى في بلدة آثارهم فليسر في الارض ولينظر آثارهم وليسمع أخبارهم المتواترة.
النبوات (1|199)
ذ- ومن آياته نصر الرسل على قومهم
وهذا على وجهين تارة يكون بإهلاك الأمم وإنجاء الرسل وأتباعهم كقوم نوح وهود وصالح وشعيب ولوط وموسى.
النبوات (1|205)
ر- جميع ما يفعله الله من الآيات في العالم فهو دليل على صدق الأنبياء ومستلزم له وإن كانت الآيات معتادة لجنس الأنبياء أو لجنس الصالحين الذين يتبعون الأنبياء فهي مستلزمة لصدق مدعي النبوة فإنها إذا لم تكن إلا لنبي أو من يتبعه لزم أن يكون من أحد القسمين والكاذب في دعوى النبوة ليس واحدا منهما فالتابع للأنبياء الصالح لا يكذب في دعوى النبوة قط ولا يدعيها إلا وهو صادق كالأنبياء المتبعين لشرع موسى فإذا كان آية نبي إحياء الله الموتى لم يمتنع أن يحي الله الموتى لنبي آخر أو لمن يتبع الأنبياء كما قد أحيي الميت لغير واحد من الأنبياء ومن تبعهم وكان ذلك آية على نبوة محمد صلى الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلم ونبوة من قبله إذا كان إحياء الموتى مختصا بالأنبياء وأتباعهم وكذلك ما يفعله الله من الآيات والعقوبات بمكذبي الرسل كتغريق فرعون وإهلاك قوم عاد بالريح الصرصر العاتية وإهلاك قوم صالح بالصيحة وأمثال ذلك فإن هذا جنس لم يعذب به إلا من كذب الرسل فهو دليل على صدق الرسل وقد يميت الله بعض الناس بأنواع معتادة من البأس كالطواعين ونحوها لكن هذا معتاد لغير مكذبي الرسل أما ما عذب الله به مكذبي الرسل فمختص بهم ولهذا كان من آيات الله كما قال {وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} وكذلك ما يحدثه من أشراط الساعة كظهور الدجال ويأجوج ومأجوج وظهور الدابة وطلوع الشمس من مغربها بل والنفخ في الصور وغير ذلك هو من آيات الأنبياء فإنهم أخبروا به قبل أن يكون فكذبهم المكذبون فإذا ظهر بعد مئين أو ألوف من السنين كما أخبروا به كان هذا من آيات صدقهم ولم يكن هذا إلا لنبي أو لمن يخبر عن نبي والخبر عن النبي هو خبر النبي ولهذا كان وجود ما أخبر به الرسول من المستقبلات من آيات نبوته إذا ظهر المخبر به كما كان أخبر فيما مضى عرف صدقه فيما أخبر به إذ كان هذا وهذا لا يمكن أن يخبر به إلا نبي أو من أخذ عن نبي وهو لم يأخذ عن أحد من الانبياء شيئا فدل على نبوته.
النبوات (1|496)
ز- المعجزة لا تظهر على يد الكذاب
قال شيخ الإسلام: والتحقيق أن إظهار المعجزات الدالة على صدق الأنبياء على يد الكاذب لا يجوز لكن قيل لامتناع ذلك في نفسه كما قاله الأشعري وقيل لأن ذلك يمتنع في حكمة الرب وعدله وهذا أصح فانه قادر على ذلك لكن لو فعله بطلت دلالة المعجز على الصدق.
النبوات (1|551)
س- الفروق بين آيات الأنبياء وغيرهم وبينها وبين غيرها من الفروق مالا يكاد يحصى منها:
الأول: أن النبي صادق فيما يخبر به عن الكتب لا يكذب قط ومن خالفهم من السحرة والكهان لا بد أن يكذب كما قال {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم}.
الثاني: من جهة ما يأمر به هذا ويفعله ومن جهة ما يأمر به هذا ويفعله فان الأنبياء لا يأمرون إلا بالعدل وطلب الآخرة وعبادة الله وحده وأعمالهم البر والتقوى ومخالفوهم يأمرون بالشرك والظلم ويعظمون الدنيا وفي أعمالهم الإثم والعدوان.
الثالث: أن السحر والكهانة ونحوهما أمور معتادة معروفة لأصحابها ليست خارقة لعادتهم وآيات الأنبياء لا تكون إلا لهم ولمن اتبعهم.
الرابع: أن الكهانة والسحر يناله الإنسان بتعلمه وسعيه واكتسابه وهذا مجرب عند الناس بخلاف النبوة فانه لا ينالها أحد باكتسابه.
الخامس: أن النبوة لو قدر أنها تنال بالكسب فإنما تنال بالأعمال الصالحة والصدق والعدل والتوحيد لا تحصل مع الكذب على من دون الله فضلا عن أن تحصل مع الكذب على الله فالطريق الذي تحصل به لو حصلت بالكسب مستلزم للصدق على الله فيما يخبر به.
السادس: أن ما يأتي به الكهان والسحرة لا يخرج عن كونه مقدور للجن والإنس وهم مأمورون بطاعة الرسل وآيات الرسل لا يقدر عليها لا جن ولا إنس بل هي خارقة لعادة كل من أرسل النبي إليه {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}.
السابع: أن هذه يمكن أن تعارض بمثلها وآيات الأنبياء لا يمكن أحدا أن يعارضها بمثلها.
الثامن: أن تلك ليست خارقة لعادات بني آدم بل كل ضرب منها معتاد لطائفة غير الأنبياء فليست معتادة لغير الصادقين على الله ولمن صدقهم.
التاسع: أن هذه لا يقدر عليها مخلوق لا الملائكة ولا غيرهم كإنزال القرآن وتكليم موسى وتلك تقدر عليها الجن والشياطين.
العاشر: أنه إذا كان من الآيات ما يقدر عليه الملائكة فان الملائكة لا تكذب على الله ولا تقول لبشر إن الله أرسلك ولم يرسله وإنما يفعل ذلك الشياطين والكرامات معتادة في الصالحين منا ومن قبلنا ليست خارقة لعادة الصالحين وهذه تنال بالصلاح بدعائهم وعبادتهم ومعجزات الأنبياء لا تنال بذلك ولو طلبها الناس حتى يأذن الله فيها {قل إنما الآيات عند الله} {قل إن الله قادر على أن ينزل آية}
(يُتْبَعُ)
(/)
الحادي عشر: أن النبي قد تقدمه أنبياء فهو لا يأمر إلا بجنس ما أمرت به الرسل قبله فله نظراء يعتبر بهم وكذلك الساحر والكاهن له نظراء يعتبر بهم والثاني عشر: أن النبي لا يأمر إلا بمصالح العباد في المعاش والمعاد فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيأمر بالتوحيد والإخلاص والصدق وينهى عن الشرك والكذب والظلم فالعقول والفطر توافقه كما توافقه الأنبياء قبله فيصدقه صريح المعقول وصحيح المنقول الخارج عما جاء به.
النبوات (1|560)
ش- من آيات الأنبياء ما يختص به النبي ومنها ما يأتي به عدد من الأنبياء ومنها ما يشترك فيه الأنبياء كلهم ويختصون به وهو الإخبار عن الله بغيبه الذي لا يعلمه إلا الله قال {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا} لكن ما يظهر على المؤمنين بهم من الآيات بسبب الإيمان بهم.
النبوات (2|823)
ص-لدلائل النبوة طرق منها ما يعلم بالضرورة ومنها يعلم بالنظر والاستدلال وكلاهما صحيح فإن كثيرا من العلوم في هذا الباب كدلالة الأخبار المتواترة فإنه قد يحصل بالخبر علم ضروري وقد يحصل العلم بالاستدلال وطائفة منهم الكعبي وأبو الحسين البصري وأبو الخطاب أنه نظري والتحقيق أن كلا القولين حق فإنه يحصل بها علم ضروري والأدلة النظرية توافق ذلك وكذلك كثير من الأدلة والعلامات والآيات من الناس من يعرف استلزامها للوازمها بالضرورة ويكون اللزوم عنده بينا لا يحتاج فيه إلى وسط ودليل ومنهم من يفتقر إلى دليل ووسط يبين له إن هذا الدليل مستلزم لهذا الحكم لازم له ,ومن تأمل معارف الناس وجد أكثرها من هذا الضرب فقد يجيء المخبر إليهم بخبر فيعرف كثير منهم صدقه أو كذبه بالضرورة لأمور تقترن بخبره وآخرون يشكون في هذا ثم قد يتبين لبعضهم بأدلة وقد لا يتبين وكثير من الناس يعلم صدق المخبر بلا آية البتة بل إذا أخبره وهو خبير بحاله أو بحال ذلك المخبر به أو بهما علم بالضرورة إما صدقه وإما كذبه.
النبوات (2|885)
والحمد لله رب العالمين.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 04:17]ـ
بارك الله فيكم .. ومتابع لجهودكم - رعاكم الله -.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 09:41]ـ
بصراحة بحث جيد
وفيه تري ان شيخ الاسلام حينما تكلم في النبوات والمعجرات وخوارق العادات لم يترك امرا سماويا او ارضيا او انسيا او جنيا-لو صح التعبير- او ملائكيا الا وقد اجال الفكر فيه ثم تكلم وحكم
فلله در شيخ الاسلام
قال شيخ الإسلام: وإذا قال القائل آيات الأنبياء لا يقدر عليها إلا الله أو أن الله يخترعها ويبتدئها بقدرته أو أنها من فعل الفاعل المختار ونحو ذلك قيل له هذا كلام مجمل فقد يقال عن كل ما يكون أنه لا يقدر عليه إلا الله فإن الله خالق كل شيء وغيره لا يستقل بإحداث شيء وعلى هذا فلا فرق بين المعجزات وغيرها وقد يقال لا يقدر عليها إلا الله أي هي خارجة عن مقدورات العباد فإن مقدوراته على قسمين منها ما يفعله بواسطة قدرة العبد كأفعال العباد وما يصنعونه ومنها ما يفعله بدون ذلك كإنزال المطر فإن أراد هذا القائل أنها خارجة عن مقدور الإنس بمعنى أنه لا يقع منهم لا بإعانة الجن ولا بغير ذلك فهذا كلام صحيح وإن أراد أنه خارج عن مقدورهم فقط وإن كان مقدورا للجن فهذا ليس بصحيح فإن الرسل أرسلوا إلى الإنس والجن والسحر والكهانة وغير ذلك تقدر الجن على إيصالها إلى الإنس وهي مناقضة لآيات الأنبياء كما قال تعالى {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} وإن أراد أنها خارجة عن مقدور الملائكة والإنس والجن أو أن الله يفعلها بلا سبب فهذا أيضا باطل فمن أين له أن الله يخلقها بلا سبب ومن أين له أنه لا يخلقها بواسطة الملائكة الذين هم رسله في عامة ما يخلقه فمن أين له أن جبريل لم ينفخ في مريم حتى حملت بالمسيح وقد أخبر الله بذلك وهو وأمه مما جعلهما آية للعالمين قال تعالى {وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرر ومعين}.
النبوات (2|1065)
العاشر: أنه إذا كان من الآيات ما يقدر عليه الملائكة فان الملائكة لا تكذب على الله ولا تقول لبشر إن الله أرسلك ولم يرسله وإنما يفعل ذلك الشياطين
وكذلك ما يفعله الله من الآيات والعقوبات بمكذبي الرسل كتغريق فرعون وإهلاك قوم عاد بالريح الصرصر العاتية وإهلاك قوم صالح بالصيحة وأمثال ذلك فإن هذا جنس لم يعذب به إلا من كذب الرسل فهو دليل على صدق الرسل وقد يميت الله بعض الناس بأنواع معتادة من البأس كالطواعين ونحوها لكن هذا معتاد لغير مكذبي الرسل أما ما عذب الله به مكذبي الرسل فمختص بهم ولهذا كان من آيات الله كما قال {وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}
وخوارق الأنبياء لا يمكن غيرهم أن يعارضها ولا يمكن أحدا إبطالها لا من جنسهم ولا من غير جنسهم فإن الأنبياء يصدق بعضهم بعضا فلا يتصور أن نبيا يبطل معجزة آخر وإن أتى بنظيرها فهو يصدقه ومعجزة كل منهما آية له وللآخر أيضا كما أن معجزات أتباعهم آيات لهم بخلاف خوارق السحرة
ج- جنس آيات الأنبياء خارجة عن مقدور البشر بل وعن مقدور جنس الحيوان وأما خوارق مخالفيهم كالسحرة والكهان فإنها من جنس أفعال الحيوان من الإنس وغيره من الحيوان والجن مثل قتل الساحر وتمريضه لغيره فهذا أمر مقدور معروف للناس بالسحر وغير السحر وكذلك ركوب المكنسة أو الخابية وغير ذلك حتى تطير به وطيرانه في الهواء من بلد إلى بلد هذا فعل مقدور للحيوان فان الطير يفعل ذلك والجن تفعل ذلك.
النبوات (1|145)
والمعجز تصديق وتصديق الكاذب هو منزه عنه والدال على الصدق قصد الرب تصديق الصادق وهذا القصد يمتنع حصوله للكاذب فيمتنع جعل من ليس برسول رسولا وجعل الكاذب صادقا ويمتنع من الرب قصد المحال وهو غير مقدور وهو إذا صدق الصادق بفعله علم بالاضطرار والدليل أنه صدقه وهذا العلم يمتنع حصوله للكاذب.
النبوات (1|241)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 08:09]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم إخواني الكرام(/)
الشيخ محمد صفوت نور الدين
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 09:28]ـ
حياته: الشيخ محمد صفوت نور الدين
الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية
من 1363 إلى 1423 هـ - من 1943 إلى 2002م
((عالم فطن غزير العلم واضح المنهج))
اسمه: محمد صفوت بن نور الدين أحمدمرسي.
ولد بلبيس عام هـ1363 مؤهلاته: بكالوريوس علوم وتربية.
وظائفه: عمل بوزارة التربية والتعليم حتى صار مديرًا عاماً بالتعليم.
تولى رئاسة جماعة أنصار السنة المحمدية بعد وفاة الشيخ محمد علي عبد الرحيم - خامس رؤساء الجماعة - عام 1412هـ - 1991م، فصار بذلك أول رئيس من الجيل الثاني.
وقد تم انتخابه بالإجماع في يوم الخميس 22 شعبان 1412هـ الموافق 27/ 2/1992م.
وفاته: توفي رحمه الله يوم الجمعة 13 رجب 1423هـ الموافق 20/ 9/2002م بعد صلاة الجمعة في المسجد الحرام بمكة، وصلي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة المغرب ودفن في مقابر مكة.
وبذلك فاضت روحه إلى بارئها بعد حياة حافلة بالجهاد والدعوة في سبيل الله، بغير كلل ولا ملل.
ومما يعتبر من حسن الخواتيم أن الله قبضه إليه يوم الجمعة بعد أن أدى قبلها بيوم أو يومين عمرة.
ولقد كان رحمه الله في فترة الستينات من القرن العشرين طالبًا بالجامعة ولم تشغله دروسه العلمية عن أن يستمع إلى شيوخ جماعة أنصار السنة المحمدية في بلدته بلبيس وفي المركز العام للجماعة، من أمثال الشيخ، عبد الرحمن الوكيل، والشيخ خليل هراس، رحمهما الله.
ولقد عوض ما فاته من التلقي على يد الشيوخ الأول أمثال الشيخ محمد حامد الفقي والشيخ أبو الوفاء درويش؛ لأنه كان حريصًا على معرفة إنتاجهم العلمي في كتبهم وفي مجلة الهدي النبوي التي كانت تصدر عن أنصار السنة المحمدية
وقد شغل الشيخ رحمه الله منذ الثمانينات وظيفة أمين عام الدعوة زمن رياسة الشيخ محمد علي عبد الرحيم، وكانت له مساهمات كبيرة في الكتابة في مجلة التوحيد، حتى إذا صار رئيسًا للجماعة أولى مجلة التوحيد عناية فائقة وساهم في تطويرها والكتابة فيها والفتيا على صفحاتها، حتى شبت عن الطوق، وانتشرت في غالب بلاد العرب والمسلمين، وبلغ مجمل ما يطبع منها مائة ألف نسخة.
مساهماته في خارج البلاد:
لم يكتف رحمه الله بما كان يقوم به من إلقاء الخطب والدروس اليومية في فروع ومساجد الجماعة، بل امتد نشاطه إلى خارج البلاد محاضرًا في بلاد الغرب، كما شهد عددًا كبيرًا من المؤتمرات العلمية التي كانت تعقد لمناقشة هموم الدعوة والمسلمين.
وكان آخر مؤتمر برياسته هو المؤتمر الذي عقد بالمركز الدولي لدعاة التوحيد والسنة بمسجد العزيز بالله، وقد انتهت أعماله قبل سفر فضيلته إلى السعودية بيومين تقريبًا، وكان شعار المؤتمر ((القدس)).
مساهماته في الصحافة الدينية:
كان رحمه الله يحسن استقبال الصحفيين ويدلي لهم بآرائه، وكان مرتب الفكر والمنهج بارعًا في الرد على ما يثيره الصحفي من علامات استفهام حول بعض المسائل الخلافية، وكان يتكلم عن منهج الجماعة ورجالها ومسيرتها ولا يتكلم عن نفسه، وقد تم ذلك بأسلوب واضح وعبارات تدل على أن الرجل عالم فطن غزير العلم واضح المنهج.
ومن أبرز حواراته ما كان على صفحات اللواء الإسلامي مع فضيلة شيخ الأزهر د. محمد سيد طناوي يوم أن كان مفتيًا للجمهورية، ود. أحمد عمر هاشم من جهة، والشيخ صفوت نور الدين، وصفوت الشوادفي من جهة أخرى.
والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
أما عن منهجه في إدارة شئون الجماعة وسياسة رجالها، فقد كان رحمه الله حريصًا كل الحرص على مال الجماعة، وكان رحمه الله يحمي إخوانه من غيرهم، بل وأحيانًا من أنفسهم، وأشهد الله أني لم أر رجلاً له قبول عند الناس بعد الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله إلا الشيخ صفوت نور الدين.
ومما يدل على غزير أدبه ومحبته لأنصار السنة أنه كان يقول لكل واحد منا: لا تهلك نفسك، نريدك معنا.
ومن عجب أنه قال لي تلك العبارة، قبل سفره بيوم: لا تهلك نفسك، نريدك معنا
وكان يشعر كل واحد منا أنه له فائدة كبيرة، وأن وجوده مهم لمسيرة الدعوة، ولا ننسى أن من صفات القائد لهذه الجماعة أنه كان يلقى الناس بوجه طلق، وأنه كان يحقق قول الرسول الكريم: ((تبسمك في وجه أخيك صدقة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إخلاصه في محبته إخوانه الشيوخ الذين سبقوه في الجماعة فحدث ولا حرج، لقد كان حريصًا بل شغوفًا بمعرفة كل جوانب حياتهم ومعارفهم وأخلاقهم وإنتاجهم العلمي وبحوثهم وكتبهم وآرائهم، وكان كثيرًا ما يقول لي عندما أعرض عليه مشروع إخراج بعض كتابات السابقين: ((اكتب يا شيخ فتحي حتى يعرف الإخوة أننا على نفس المنهج كتاب الله وسنة رسوله بفهم سلف الأمة)).
ولقد قدم لمجموعة من كتب تراث شيوخ الجماعة مثل كتاب شرح أحاديث الأحكام للشيخ حامد الذي يشعر بسعادة كبيرة كلما أخبرته عن قرب تمام الكتاب، وقد قدم لكتب كثيرة أصدرتها الجماعة، ولكن تلك المقدمات لم تكن مدحًا وتقريظًا مطلقًا، بل كانت تحمل نظرة واعية وفهمًا جيدًا لمسيرة الجماعة، مما يمكن أن نسميه ((نظرات في منهج ومسيرة الجماعة)).
مكانته عند العلماء:
كانت للشيخ مكانته العلمية عند سائر الجمعيات الدينية والهيئات العلمية في مصر، أما مكانته خارج البلاد فقد كان رحمه الله صاحب مكانة خاصة عند الشيخ عبد الرزاق عفيفي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية السابق ونائب رئيس لجنة الفتوى بالسعودية، وكان بينهما مراسلات كثيرة، كما كان له من المكانة اللائقة به ولجماعته عند سماحة الشيخ ابن باز وابن عثيمين وابن حميد والسبيل والفوزان والعديد من علماء بلاد الجزيرة.
وكانت له أيضًا مكانة عند الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق والشيباني بالكويت
ولا أجد ما أقوله لأنصار السنة إلا ما قاله الشيخ عبد العزيز بن راشد النجدي عند وفاة الشيخ محمد حامد الفقي مؤسس الجماعة، حيث نصح أنصار السنة بالآتي:
((اعملوا يا أنصار السنة على تطهير القلوب والعقول، وخصوصًا في هذا الزمن الذي كثر فيه إلحاد الماديين، واستهتار الجهلة بالدين، فاصبروا وصابروا يا أنصار السنة، فبالابتلاء يمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، وعليكم أن تقوموا بما أوجب الله عليكم من تبليغ دعوة التوحيد إلى الناس أفرادًا وجماعات)).
رحم الله الشيخ الجليل
ـ[أبو حسين]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 09:55]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم
هذا رابط به دروس ومحاضرات وكتب لفضيلة الشيخ / صفوت "رحمه الله"
http://www.altawhed.net/sheikh.php?i=1(/)
رفع اللبس عن منهج حركة الشباب المجاهدين في الصومال حفظهم الله
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 02:02]ـ
رفع اللبس عن منهج حركة الشباب المجاهدين في الصومال حفظهم الله:
لقاء مع الشيخ أبو منصور الناطق بإسم الحركة
http://dsa6.fileflyer.com/d/2f0985f7-8de7-45cf-9702-d32bc72eb40d/vIDM/Mld5FAg/abu%20mansour.rar(/)
تفجيرات الحسين ... من المستفيد؟،، د. ياسر برهامي
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 02:20]ـ
تفجيرات الحسين ... من المستفيد؟
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فقد جاءت تفجيرات "حي الحسين" بالقاهرة لتعيد إلى الأذهان ذكريات مؤلمة استراح المسلمون من آلامها مدة من الزمن، ظننا وظن غيرنا أن تكرارها لم يعد احتمالاً قائماً! خصوصاً بعد مراجعات "الجماعة الإسلامية" وجماعة "الجهاد"، التي أوضحت قناعة من كانوا في الماضي يتبنون مثل هذه العمليات بانعدام الأساس الفقهي العلمي لها، بل بيَّنت بطريقة جلية تحريم مثل هذه العمليات التي طالما أنكرتها "الدعوة السلفية" وقت وقوعها في الماضي من نحو خمسة وعشرين عاماً مضت، وبينت في مؤلفات ومحاضرات دعاتها -كـ"فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" و"فقه الجهاد في سبيل الله" و"مناهج التغيير"- ما في هذه العمليات من غدر ونقض لعهد الأمان الذي يدخل به السياح، ولو كانوا فجاراً أو كفاراً، إلا أنهم لم يدخلوا بلادنا بقوة سلاحهم، بل بأمان من المسلمين آحاداً ودولاً، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْمُسْلِمُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ) رواه أبو داود، وابن ماجه، وأحمد، وصححه الألباني.
فأدنى المسلمين -ولو كان عبداً، أو امرأة، أو فاسقاً- إذا أجار كافراً حربياً، ودخل بلاد المسلمين بهذا الأمان؛ لم يجز لأحد إخفار ذمته، فضلاً عما تتضمنه هذه التفجيرات العشوائية من إصابة المعصومين من المسلمين الذين تعج بهم طرقات المسلمين وشوارعهم وأسواقهم، من المصريين وغيرهم، فهي إذن تقتل مسلمين معصومين بالإسلام، وكافرين معصومين بالعهد والأمان.
ولقد مثَّلت هذه المؤلفات التي كانت تُدرسها الدعوة لأبنائها في تلك المرحلة الأساسَ العلميَّ الذي بُنيت عليه حقيقةً -أو توصلت إليه في النهاية- مراجعاتُ "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد"، وهذا من فضل الله على الإخوة في "الدعوة السلفية".
ولقد كانت هذه المؤلفات هي "الأخت الكبرى" لأُسُسِ هذه المراجعات في الجملة؛ إذ ولدت قبلها بخمسة عشر، أو عشرين سنة، وكانت هذه المراجعات سبباً عظيماً لمنع كثير من المنكرات، وما يترتب عليها من منكرات أعظم: مِنَ الصد عن سبيل الله، التضييق على الدعوة والدُّعاة، وأذية المسلمين في حرماتهم وأعراضهم وأموالهم، وتفتح باباً لعلاقة جديدة بين الاتجاهات الإسلامية وأجهزة الدولة، قلًّت فيها أعداد المعتقلين، وتحسنت فيها أوضاع السجون، واختفت ممارساتٌ -أو كادت- كانت تمثل حِقبة مظلمة لن ينساها الكثيرون، ولا شك أن تَغَيُّراً قد طرأ بالفعل -وصار مشهوداً- في طريقة التعامل مع الحركة الإسلامية بصفة عامة، ولابد أن يسعى الجميع إلى زيادة الخير، وتقليل الشر في هذا الباب.
ولا شك أن استنكار "الجماعة الإسلامية"، ومراجعات "الجهاد" المُنْكِرة -أيضاً- لهذه العلميات، مع الاستنكار القديم للاتجاهات الإسلامية القائمة؛ يجعلنا ويجعل كلَّ حريص على خير أمتنا وبلادنا يعيد التفكير في: مَنِ المحتمل أن يكون وراء هذه العمليات بطريق مباشر أو غير مباشر؟! ومَنِ المستفيد منها؟! وكيف يتم العلاج حتى لا تتكرر مرة أخرى؟
فالبعض يرجح احتمال كون "المخابرات الإسرائيلية" وراء هذه العمليات، ولو من خلال إغراء جهال أغرار من الشباب الذين لم يجدوا غير "النت" لتلقي علومه وثقافته، أو من خلال عملاء متمرسين في مثل ذلك، وكون اليهود يستفيدون من ذلك بإحداث الوقيعة وإيقاد الوقيعة والعداوة بين "الإسلاميين" و"الأنظمة الحاكمة"، وصب البنزين على نار لم تخمد نهائياً بعدُ، ثم بإظهار المجتمع المصري منقسماً متقاتلاً يعاني من أزمات لا حل لها إلا باجتثاث الإسلاميين، وسَنِّ التشريعات الحاسمة التي تقتلع "الإرهاب" و"التطرف" من جذوره، هذه الكلمات المطاطة التي طالما استخدمت عالمياً وإقليمياً لضرب الإسلام، واحتلال بلاد المسلمين، وانتهاك حرماتهم، واستعمال أبشع وسائل التعذيب ضد الأبرياء، والمجاهدين في سبيل الله -تعالى- المقاومين لاحتلال بلادهم، وغير ذلك من أنواع الصد عن سبيل الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بتشويه صورة المسلمين الملتزمين -أو الأصوليين كما يحلو لهم أن يسموهم- في مقابلة القبح، والخبث الحقيقي الذي ظهرت فيه صورة اليهود وحلفائهم أثناء معركة غزة، وكيف عَلِمَ العالَمُ كُلُّه حقيقتَهم التي زادت على جرائم النازية، التي طالموا تغنوا بها، وحلبوا أبقار العالم بالضغط عليها.
فمحاولتهم إظهار الإسلاميين في صورة سفاكي دماء الأبرياء والعُزَّل، والنساء والأطفال؛ قد تغطي على الحقيقة العارية التي ظهرت، وأنهم هم الإرهابيون حقاً، بالظلم والعدوان، والكفر والطغيان، هم ومَن يعاونهم ويمدهم بالمال والسلاح والتأييد.
ونقول: إن هذا الاحتمال لا يمكن إلغاؤه، ولا إهماله، ولا تهميشه، ويجب أن يعلم الشباب الذين يدخلون على المواقع المسماة بالجهادية أن احتمال اختراقها من عملاء اليهود، وتوجيهِ طوائف من الشباب -ولو كانوا في النهاية قلة قليلة- نحو تدمير مجتمعاتهم، وقتل أهليهم، وغيرهم من المعصومين؛ أمرٌ ليس بالعسير؛ فليحذروا من ذلك، وليراجعوا علماءهم ومشايخهم قبل الإقدام على أي خطوة جاهلة مدمرة لأنفسهم قبل غيرهم.
والبعض يرجح احتمال كون إيران أو حلفائها وأتباعها من الشيعة المنتشرين بكثرة لم تشهد لها مصرُ مثيلاً من قبلُ، والذين يحاولون إثباتَ قَدَمٍ لهم في بلادنا، ويسعون إلى نشر فكرهم من الأبواب الخلفية، بل والأمامية، فالخلفية بإحياء التصوف الغالي، والأمامية بإعلان مذهبهم، ومحاولة فرضه كمذهب مقبول على عموم المسلمين، ومطامعِهم في السيطرة على مصر بزعم أنها كانت دولة لهم في يوم من الأيام، وهم بعد سيطرتهم على العراق قد تفتحت شهيتهم لدول الخليج، ومؤامراتُهم في السعودية لم تعد خافية على أحد، وتنظيماتُهم السرية والعلنية في مصر لا تحتاج إلى جهد كبير لإدراك وجودها.
وأجهزة إعلامهم، وخداعُهم للشعوب الإسلامية بأدوار البطولة في حرب تموز في لبنان، ثم في "جهاد الحناجر الأجوف" الذي قاموا به أثناء حرب غزة؛ مازالت تفتح لهم أبواباً في قلوب الجهلة الذي لا يعرفون حقيقةَ مذهبهم، ولا تاريخَهم في خيانة المسلمين، وموالاةِ أعدائهم من اليهود والنصارى والمشركين، ولا حقيقةَ أطماعهم في تدمير أهل السنة، وإذاقتِهم ألوانَ العذاب والهلاك.
أضف إلى ذلك مواقف اتجاهات إسلامية ذات شأن منهم، في الترحيب بهم، وإظهار المودة والاحترام لهم، وادعاء أن الخلاف معهم خلاف فرعي لا يفسد للود قضية.
كل ذلك يمثل خطراً هائلاً على مجتمعنا وأمتنا.
والعجب أن تتزامن أربعينية الحسين -المضخمة إعلامياً بشكل مكشوف، حتى زعموا أن عشرة ملايين استقبلتهم كربلاء في هذه الذكرى! والمدينة لا تتسع -بالقطع- لأقل من عُشْر هذا العدد، بل وما دونه -مع مظاهرات الشيعة بالمدينة المنورة- بالهتاف المُنكَر: "لبيك يا حسين"، هيهات أن نرضى بالذلة- مع تفجيرات "حي الحسين"؛ ليكون كُلُّ ذلك زخمًا إعلاميًّا عالميًّا يطرق أسماع الناس في كل مكان؛ فيبحثون عن حقيقة المذهب، وما تعرض له الحسين -رضي الله عنه- من ظلم وعدوان، مما كان -في حقيقة الأمر- أعظمَ سبب لولادة هذا المذهب البدعي الغالي، وتغذيتِه عبر التاريخ؛ فلقد كانت بدايته تحت نفس الشعار: "يا لثارات الحسين".
لقد تشيع الكثيرون بسبب قراءتهم لسيرة الحسين -رضي الله عنه- ربما أكثر بكثير من قراءتهم ومعرفتهم بسيرة علي -رضي الله عنه-، ولو تأملتَ لماذا لا يريدون الأخذ بثأر علي -رضي الله عنه- وقد قُتِل شهيدًا مثل الحسين؟ ولماذا لا يتنادون بالتلبية له؟ وهو أفضل من ابنه عندنا وعندهم! وعلمتَ أن قتلة علي لم ينتسبوا إلى السنة، بل إلى الخوارج، وهم منبوذون عند أهل السنة، في حين أن قتلة الحسين انتسبوا إلى السنة، وزعموا أنهم من أهلها، والسنة -بلا شك- منهم براء، ولكنَّ أهل السنة في الجملة لا يتبرئون من بني أمية في المجموع، وإنما يُخَطِّئون ويُجَرِّمون مَن قتل الحسين -رضي الله عنه- ومَن رضي بذلك، دون أن يقبلوا أن يكون ذلك ذريعة للطعن في معاوية -رضي الله عنه-، فضلاً عن غيره من الصحابة، وخاصة الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو تأملتَ ذلك؛ علمتَ أنهم يقصدون إثارة عاطفة عوام أهل السنة ضد مذهب أهل السنة وطريقتهم، بزرع الكراهية في قلوبهم للصحابة -رضي الله عنهم-، بزعم أنهم سكتوا أو تسببوا في مقتل الحسين بإقرارهم بصحة خلافة بني أمية؛ فلا غرابة إذن في عدم الاحتفال بأربعينية علي -رضي الله عنه-، ولا بيوم مقتله، مثل الاحتفال بمقتل الحسين وأربعينيته بالمناظر الفظيعة التي يفعلونها لاستجلاب القلوب إلى ولاء المذهب الذي يريد الأخذ بثأر أهل البيت.
نعود فنقول: إن استفادة "إيران" و"الشيعة الرافضة" بوجه عام من زعزعة المجتمعات السنية في "مصر" و"السعودية"، وتشويهِ صورة الملتزمين السُّنِّيِّين الذين هم العقبة الحقيقية أمام انتشار التشيع في أوساط أهل السنة من خلال الأبواب الخلفية والأمامية كما سبق بيانه، ووأدِ أي احتمال تعاون في مساحة مصلحة متقاطعة بين كثير من "الإسلاميين" و"الأنظمة الحاكمة" في مقاومة التشيع الزاحف سرًّا وجهرًا؛ هي استفادةٌ واضحةٌ لا يمكن معها إغفالَ أن تكون مخابراتهم من وراء إغواء الجهال الأغرار من الشباب بمثل هذه العمليات.
والواجب في مواجهة هذا الاحتمال فتحُ كل الأبواب أمام بيان حقيقة هذا المذهب الخبيث وتاريخه الأسود، وتعليمُ المسلمين العقيدة الصحيحة في "الصحابة" و"الإمامة" و"آل البيت"، وتفويتُ الفرصة عليهم في إيقاد مزيد من العداوة بين "الأنظمة" و"الإسلاميين" الرافضين لمذهبهم؛ فإن خطرهم من أكبر الخطر.
ومن أعظم ما يمهد الطريق لهم في بلادنا العودةُ إلى ممارسات ظالمة ضد الإسلاميين؛ تعمق الكراهية والقطيعة، وتقلل مساحة التقاطع في الرؤية والمصلحة لبلادنا.
ثم لابد أن تعيد اتجاهاتٌ إسلاميةٌ لا زالت تهون من حقيقة الخلاف والخطر -كـ"الإخوان المسلمين" وغيرهم- النظرَ في هذا الموقف، وتتخذ موقفَ علماء وأئمة أهل السنة من هذا المذهب المنحرف عبر التاريخ.
والبعض قد يرى احتمال أن يكون الأمر "مفبركًا" من الأمن المصري؛ ليكون ذلك ذريعة لاستمرار حالة الطوارئ، وتبريرِ إجراءات القمع ضد الإسلاميين، وهذا نراه أضعف الاحتمالات؛ فإنه لا يوجد جهاز أمني يريد أن يظهر أمام العالم بصورة الضعف أو العجز عن حماية البلاد؛ ليبرر ممارساته التي لم يحتج عبر سنين إلى مبررات لها، ثم قد وضح للجميع تراجعٌ كبيرٌ عن مثل هذه الممارسات، والقناعةُ بأن أسلوب القمع والاعتقالات والتعذيب ليس بالذي يحل القضية، بل دائمًا يزيدها اشتعالاً، ولا شك أن أسلوب الحوار هو الذي أنتج مراجعات "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد"، وليس الطوارئ والتشريعات المضادة للإرهاب.
وعلى أي حال لابد أن تظل روح الابتعاد عن الإجراءات الاستثنائية هي التي ندفع في طريقها، ونمنع من توقفها، لتحسين العلاقة بين طوائف المجتمع كلها.
ويبقى احتمال أخير:
وهو أن تكون هذه العملية من تدبير مجموعات صغيرة من شباب "النت" الذين لا خبرة لهم، ولا علم ولا دعوة، كان التزامهم من خلال العاطفة المتأججة بالجهاد؛ لِمَا يرون من مآسٍ تحصل بالعالم الإسلامي، ومواقفَ متخاذلةٍ من كافة الدول أمام العدوان اليهودي الأمريكي ومَن يحالفهم، ولا يجدون سبيلاً للتعبير عن غضبهم من هذا إلا بمثل هذه العمليات التي يسهل الحصول على معلومات تنفيذها من شبكة الإنترنت، وهم لا يدرون مَن وراء هذه التوجيهات التي تأتيهم مُرسَلة أو مقيدة؛ فتقع هذه المصائب والمحن المؤلمة.
ونقول: إن هذا الاحتمال لا ينافي الاحتمالين: الأول والثاني؛ لسهولة الاختراق كما ذكرنا، وإن كان العلاج الأمثل له فتحَ المساجد أمام هذا الشباب، فوالله إنها لنصيحة إلى الجميع: إن من يتربى في المساجد يختلف تمامًا عمن يتربى في البيوت، وعبر الإنترنت.
إن من أكبر أسباب هذه التصرفات إغلاقُ فرص "العمل الإسلامي المتزن"، والذي لا يلزم أن يكون مواليًا للحكومات في كل المواقف!
كما يظن البعض أنه بفتح المجال أمام الدعاة الذين يمدحون الحكومة، ويكونون: "مَلَكِيِّين أكثر من المَلَك"، ويتبنى التأييد لكل المواقف -حتى ما كان منها لا يحتمل ذلك- يظن أنه بذلك يحل المشكلة! بل هذا هو الذي يُفقِد هؤلاء الدعاة ما بقي من مصداقيتهم، وقناعةِ الشباب بهم. فهل كان للمؤسسة الدينية الرسمية دورٌ حقيقيٌّ في المراجعات، أو حتى إيقاف النزيف، فضلاً عمَّن هو أكثر ولاءً وموافقةً للأنظمة من هذه المؤسسات الرسمية؟!
الجواب الأكيد: أنه لم يكن لها هذا الدور، وإنما قام به -في أوج الفتنة- الدعاةُ المُتَّزِنُون من سائر الاتجاهات، وقد كانت مدينة الإسكندرية مثالاً لا يمكن لأحد أن ينكره في أثر انتشار "الدعوة السلفية" بها وما حولها في تحجيم مثل هذه العمليات المُنكَرة، إن لم يكن اختفاؤها نهائيًّا؛ فالواجب أن يُحتذى هذا المثالُ في سائر المدن؛ فالثقل الحقيقي لن يكون إلا للدعوة الحقة.
ونسأل الله أن يعافي المسلمين في بلادهم كلِّها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحقن دماءَهم وأموالَهم وحرماتِهم، وعَهْدَهم وذِمَّتَهم، ونسأله أن يمن على بلادنا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ويكفَّ عنَّا السوء والبلايا والمحن، إنه على كل شيء قدير، وأن لا يهلكَنا بما فعل السفهاء منا، إنه أرحم الراحمين وخير الغافرين.
http://www.salafvoice.com/sitefiles/pic_adv/storm_2006536819105898843_7ose en.gif (http://www.salafvoice.com/advredir.php?id=637&url=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZvaW NlLmNvbS9tb3NocmVmYXJ0aWNsZXMu cGhwP2E9MzExMiZiYWNrPWFIUjBjRG 92TDNkM2R5NXpZV3hoWm5admFXTmxM bU52YlM5dGIzTm9jbVZtTG5Cb2NBPT 0=)(/)
كيف تتحقق موافقةُ الشريعة ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 02:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام هذا جواب سديد استللته من مقال للشيخ الفقيه سعيد رسلان حفظه الله فأرجوا أن يكون الخيار موفّقا والنقل نافعا والله هو الهادي إلى سواء السبيل
كيف تتحقق موافقةُ الشريعة ومتابعةُ رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ؟
والجواب: أنَّ المتابعةَ لا تتحققُ إلا بستَةِ أوصاف، المتابعةُ لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تتحقق إلا بستة أوصاف، فهذه العبادة التي تكون خالصةً لله تبارك وتعالى تستوفي الشرطَ الأول لا تُقبل عند الله تبارك وتعالى حتى تكون على قَدَمَي رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ، وتكون هذه العبادة موافقةً للشريعةِ التي جاء بها النّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ في: سببِها، وجنسِها، وقدرِها، وكيفِيَّتِها، وزمانِهَا، ومكانِها، فهذه ستةُ أوصاف، لا بدّ أنْ تتوفر وأنْ تتحقق, وأنْ يتصف بها العملُ الصالحُ الخالصُ لله تبارك وتعالى؛ حتى يكون هذا العملُ متوفرًا فيه شرطُ المتابعةِ لرسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ.
الأولُ من هذه الأوصاف: أنْ تكونَ العبادةُ موافقةً للشريعةِ في سببِها:
فأيُّ إنسانٍ يَتَعَبَّدُ لله تبارك وتعالى بعبادةٍ مبنيةٍ على سببٍ لم يَثبُت بالشرعِ فهو عبادةٌ مردودةٌ ليس عليها أمرُ اللهِ ورسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومثال ذلك - يعني: في اختلالِ هذا الوصفِ - وهو السبب - الذي لأجلِهِ تكونُ العبادةُ عبادةً, وتكونُ على قدمِ رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مثال ذلك في اختلال هذا الوصف: الاحتفالُ بمولدِ النّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الثاني من الأوصاف: أن تكونَ العبادةُ موافقةً للشريعةِ في جنسِها:
مثل: أنْ يُضحّي المسلم بفرس مثلًا، فإنه لو ضَحَّى بفرسٍ كان مخالفًا لجنس ما يُضحّى به وهو بهيمة الأنعام، وحينئذ لا يُقبل منه هذا ولا يكونُ عبادةً على النحوِ الذي أراد.
وأما الثالثُ: فأنْ تكونَ العبادةُ موافقةً للشريعةِ في قَدْرِها:
فلو أنَّ إنسانًا صَلَّى الظهر سِتًّا، أو المغرب أربعًا، فإنَّه لا يكونُ قد أتى بما يوافق شريعةَ النّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ، ويكونُ هذا العملُ مردودًا غيرَ مقبولٍ؛ لأنَّ النّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ لم يأتِ بهذا.
وأما الوصف الرابع: فأن تكونَ العبادةُ موافقةً للشريعةِ في كيفِيَّتِها:
فلو أنَّ إنسانًا فَعَلَ العبادة بجنسِها وسببِها وقدرِها لكنه خالفَ الشَّرْعَ في كيفِيَّتِها فإنَّ ذلك لا يصح، كرجلٍ أَحْدَثَ حدثًا أصغر، وتوضأ لكنه غَسَلَ رجليه, ثم مسحَ رأسَهُ, ثم غسلَ يديه، ثم غسلَ وجهَه، فهذا لا يصح وُضُوؤُهُ؛ لاختلالِ شرطِ الترتيبِ فيه، وهذا خالفَ الشرعَ في الكيفية.
ومثاله أيضًا أنْ يقوم مُصَلِّيًا، فَيُقَدِّمَ السجودَ على الركوعِ، أو يقرأ التشهدَ بَدَلَ الفاتحة، ويأتي بالفاتحةِ بَدَلَ التشهد، فهذا خالفَ العبادةَ في كيفيتها التي جاء بها النّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والخامس من الأوصاف: أنْ تكونَ العبادةُ موافقةً للشريعةِ في الزمان:
فلو أنَّ إنسانًا صامَ الشهرَ الواجبَ صومُهُ في شعبان، أو شوال، أو ذَهَبَ للحجِّ في رمضان، أو صَلَّى الظهر قبل الزوال، فخالف في الزمان, فإنَّ هذا العمل لا يكون مقبولًا عند ربِّنَا تبارك وتعالى.
وكذلك أنْ تكونَ العبادةُ موافقةً للشريعةِ في مكانها:
فلو أنَّ إنسانًا وقفَ يومَ عرفة بمزدلفة، لم يصح وقوفُه؛ لعدمِ موافقةِ العبادةِ للشرعِ في مكانها.
فهذه ستةُ أوصاف: السَّبب والجنس والكمّ والكيف والزَّمان والمكان.
إذا اختل شرطٌ من هذا الشروط في العبادةِ التي يَتَقَرَّبُ بها العبدُ إلى الله تبارك وتعالى لم تكن العبادةُ مقبولةً عند الله تبارك وتعالى، فلا بد من أَجْلِ أنْ تُحققَ المتابعةَ للمعصومِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ أنْ تأتيَ بهذه الأوصاف على النّحو الذي جاء به نبيُّنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ.(/)
لماذا نقابل انعم الله بالشح
ـ[محمدكمالمحمد]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 05:23]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قال الله تعالى
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) الضحى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا
الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِوَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) البقرة
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) فاطر
قد لا يكون معنى السائل هو المتسول فقد يشمل ذلك
1 - صديقا يطلب المعونة او يسال شيئا او حاجة او يستلف شيئا ونحن قادرون على تلبية ذلك الطلب
2 - جارا يطلب المعونة او يسال حاجة او يستلف شيئا ونحن قادرون على تلبية ذلك الطلب
3 - شخصا لا نعرفه يطلب المعونة او يستلف شيئا و نحن قادرون على تلبية ذلك الطلب
4 - قد يكون غير ذلك ولكن في كل الاحوال يطلب منا خدمة نقدر عليها بكل يسر
ولكن في كل هذه الحالات قد نعتذر مع استطاعتنا بكل انواع الاعذار ليس بوجه حق ولكن
تبريرا فقط لشحنا و تقاعسنا عن اداء الواجب علينا
الكثير يجد في نفسه من الغضب والامتعاض ما يدفعه ان يقول او يعمل ما يسيء به للسائل وصاحب الحاجةوبذلك يكون قد اغتنم الشيطان فرصته و زدنا نحن في رصيد سيئاتنا ارضاء لانفسنا؟؟؟؟
والمحسن منا من يمتلك نفسه وينفذ ما طلب منه مكرها؟؟؟؟
فلوكنا متفائلين لنظرنا الى مثل هذه المواقف بعين غير هذه
*- اول نعم الله علينا ان ملكنا ما احتاج اليه غيرنا بغض النظر الى قيمته (حاجيات, اموال, مكانة, جاه, ع لم, صحة,,,,,,)
فالرسول يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة واين شق التمرة مما يطلب منا غالبا!!!!!!؟
*- من نعم الله علينا ان خلق لنا من يحتاج ما ملكنا الله اياه و ما انعم الله به علينا (اليد العليا خير من اليد السفلى)
*- من نعم الله علينا ان هدى صاحب الحاجة الينا ليطلبها منا وقاده الينا من بين سائر من سوانا ممن يملك هذه الحاجة
فلا الفضل لنا ولا المنة في اي شيء فالله المنعم بكل شيء
فلو تاملنا تلك المواقف لعرفنا ان صاحب المنن كلها هو الله فهو الذي ملكنا الحاجة بمنه وانعم علينا بالمحتاج اليها بمنه ووفقنا الى اللقاء بصاحب الحاجة بمنه
فما هي الا دعوة الله لنا للاستجابة لصاحب الحاجة لنتقرب الي الله باغتنام الفرصة لينعم علينا بالمغفرة والحسنات وقبول العمل
فهل نتذكر في مثل هذه المواقف اننا عندما نعتذر بغير وجه حق اننا نرد دعوة الله لنا لفعل الخير؟ ونرد نعمة عرضها الله علينا لينعم بها علينا؟ الا نستحي من رد عرض نعم الله؟ وهل نتذكر ان هذا العمل الصالح يرفعه الله؟
وهل نتذكر اننا عندما نكون في مثل هذه المواقف فنحن مطالبون بشكر انعم الله علينا (تمليكنا للحاجة وخلق من يحتاج لما ملكنا و توفيقه لطلب العون منا) والله يقول لان شكرتم لازيدنكم
اللهم ااعف عنا واغفر لنا وارحمنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم
اللهم ارزقنا الفهم عنك واجعلنا من عبادك الشاكرين لانعمك انك انت السميع المجيب
اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق والاقوال والاعمال لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها الا انت
ومن فاته ان يقضي حاجة السائل وندم على تفويت الفرصة فليقل يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ
سنن الترمذي - (ج 11 / ص 430)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُكْتِبُ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ الرُّحَيْلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَخِي زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ.(/)
بعد تطاولها على المسيح القناة العاشرة الصهيونية تتطاول على مقام محمد عليهما السلام
ـ[أبوحذيفة-الانصاري]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 05:32]ـ
[] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد تطاولها على عيسى صلى الله عليه وسلم القناة العاشرة الصهيونية تتطاول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالسباب
في تحدٍّ خطير لمشاعر مسلمي العالم أساءت القناة العاشرة الصهيونية إساءة بالغة لمقام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بعدما تطاولت قبل أسبوع على عيسى صلى الله عليه وسلم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 04:16]ـ
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=6928
وقبل تلك الواقعة بأيام، تعرض أولئك الهمج الرعاع للمسيح عليه السلام بأنواع من السباب، وكأن الأمر خطة معدة سلفا للتطاول على كل الرموز.
والإشكال في هذا الأمر أننا نتعامل مع أمة بلا قيم، فإنهم لا يرجون لموسى الكليم، عليه السلام، وقارا، وهو زعيم أنبياء بني إسرائيل، بل إنهم لا يرجون لله، عز وجل، وقارا، وتوراتهم مشحونة بأوصاف النقص للباري، عز وجل، تعالى عما يقولون علوا كبيرا، فكيف يرجى منهم توقير للمسيح عليه السلام، أو للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من باب أولى، فهو رسول الأمة التي انتزعت منهم قيادة البشرية بموجب الوحي الإلهي، فعرفوا صدق الرسالة، ولكن نفوسهم الدنيئة التي غلب عليها الشح بالرياسات الفانية والمكاسب الزائلة عرفت الحق فجحدته حسدا لأمة التوحيد.
ولا عجب، أيضا، أن يكون رد فعل أمة النصارى فاترا على سب المسيح عليه السلام، فحرارة الإيمان في قلوبهم باردة، فهم أنفسهم يتعرضون له بالسب والانتقاص، حتى وصل الأمر، كما يقول صاحب رسالة "العلمانية" إلى إنتاج فيلم عن حياة المسيح عليه السلام الجنسية سنة 1977م!!!، بل إنهم، أيضا، تطاولوا على مقام الرب، جل وعلا، فسبوه مسبة ما سبه أحد من البشر مثلها، اللهم إلا غلاة الاتحادية.
وموقف الكنيسة الكاثوليكية التي تدافع عن اليهود باستماتة، فتتحفظ على تصريحات "الكاردينال: ريناتو مارتينو" عن كون غزة معسكر اعتقال ضخم كمعسكرات النازية التي ضخمت لدرجة الأسطورة، وهو ما حمل الأسقف "ريتشارد ويليامسون" على إنكار تلك المبالغات فسارع الفاتيكان بتهديده بالإقالة، وهي، أيضا، التي تبرئ ساحة اليهود من دم المسيح عليه السلام مع أن ذلك من الثوابت العقدية النصرانية، بزعم أنها ترفع التسامح مع الآخر شعارا لها، في مثالية جوفاء تعني إنكار ما تواتر عندهم، وإن كان باطلا في نفس الأمر فلا اليهود ولا غيرهم نالوا من المسيح عليه السلام، موقفها في كل ذلك وهي تتلقى مقابله الصفعات على قفاها صفعة تلو أخرى يشبه إلى حد كبير موقف الساسة العرب الذين تصفعهم إسرائيل ليل نهار على وجوههم وأدبارهم ومع ذلك يتمسكون بالسلام كخيار استراتيجي!!!، فالفاتيكان، أيضا، يتمسك بالسلام كخيار استراتيجي مع اليهود فقط.
وبطبيعة الحال لا أمل في حكام العرب ليهبوا لنصرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والذب عن عرضه، فهم كما عهدماهم دوما: متمسكون بالسلام كخيار استراتيجي أوحد وإن داستهم يهود بنعالها!!!!.
وما أشبه تلك الواقعة بواقعة: "تاتيانا سوسكند" اليهودية الروسية التي نشرت رسما يسخر من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سنة 1997م، فحكم عليها بخمسة أشهر مع إيقاف التنفيذ، إن لم تخني الذاكرة، مع اعتذار بارد من "نتنياهو" الذي كان رئيس الوزراء آنذاك، ويبدو أن تلك التصرفات السافلة إنما تكثر في ولاياته المشئومة ونحن على أعتاب واحدة منها عجل الله بزوالها وزال كيان يهود الغاصب.
والشعوب، كما يقول أحد الفضلاء عندنا في مصر، هي الأمل في رد تلك الهجمات بما تقدر عليه وفق ضوابط الشرع الذي ينظر إلى المصالح الشرعية المعتبرة، ولا أقل من أن نحرر ولاءنا وبراءنا في مثل تلك النوازل التي ينال فيها من ديننا ونبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد أصبح التعرض لمقامه الرفيع من أولئك الأقزام ومن على شاكلتهم من أمثال: زكريا بطرس وبقر الدنمارك وأشيمط الفاتيكان، أصبح موضة، وهو ليل دامس مؤذن بميلاد فجر جديد للإسلام، فليس بعد الظلام إلا النور، وليس بعد الشدة إلا الفرج.
و: (اللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
ـ[أم البشرى]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 05:31]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله
{إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابًا مهينًَا} الاحزاب 57
اما والله لن نرضى لعرض نبينا يؤدى الا شلت ايدي الاوغاد والاجرام والبلوى ابناء القردة والخنازر سنحمي عرض نبينا ولو بالروح فلتفنى
فداك ابي وامي ونفسي يا حبيب الله يا خير خلق الله(/)
مناظرة مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 06:20]ـ
مناظرة مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي
الشيخ الألباني:
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر؟
محاور الشيخ:
خير.
الشيخ الألباني: حسناً، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه؟
محاور الشيخ:
لا.
الشيخ الألباني:
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول: هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه! هذا مستحيل.
محاور الشيخ:
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له.
الشيخ الألباني:
هذه فلسفة نحن نعرفها، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد؟
محاور الشيخ:
التوحيد.
الشيخ الألباني:
أول ما دعاهم للتوحيد، بعد ذلك فُرضت الصلوات، بعد ذلك فُرض الصيام، بعد ذلك فُرض الحج، وهكذا؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة.
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً.
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام:
1. قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به)).
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه.
صحيح أم لا؟
أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله، ولك كامل الحرية في أن تقول: أرجوك، هذه النقطة ما اقتنعت بها.
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً؟
محاور الشيخ:
معك تماماً.
الشيخ الألباني:
جزاك الله خيراً.
إذاً ((ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد:
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم -؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه.
فإن قالوا: قد دلنا عليه.
قلنا لهم: (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً.
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لا يستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة!! بدعة حسنة!!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام.
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون: وماذا في المولد؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاة عليه ونحو ذلك.
ونحن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه.
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) وهو في الصحيحين. وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه،ثم الذين يلونهم التابعون، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين. وهذه أيضاً لا خلاف فيها.
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً؟ هل يمكن هذا؟
محاور الشيخ:
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور.
الشيخ الألباني:
(يُتْبَعُ)
(/)
عفواً، أرجوا عدم الحيدة، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك. فيجب أن تنتبه لهذا؛ فعندما أقول لك: هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجريبي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء. وافترض مثلا في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى؟
محاور الشيخ:
لا.
الشيخ الألباني:
إذاً نحن لا نتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحظى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية.
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح؟
محاور الشيخ:
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن؟
الشيخ الألباني:
هم أعلم منا بتفسير القرآن، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام.
محاور الشيخ:
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد؟! ما كان صدقه أحد.
الشيخ الألباني:
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية. يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء، نحن نسأل سؤالاً عاماً:
الإسلام ككل من هو أعلم به؟
محاور الشيخ:
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته.
الشيخ الألباني:
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك.
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل، له علاقة بالفكر والفهم. ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة ((يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).
لسنا على كل حال في هذا الصدد.
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن ما الذي يستفيدونه من ذلك؟ لاشيء. فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف.
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا؛ فهل في هذا شك؟
محاور الشيخ:
لا، لا شك فيه.
الشيخ الألباني:
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح.
الآن، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ما كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، كيف خفي هذا الخير عليهم؟!
لابد أن نقول أحد شيئين:
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا –، أو لم يعلموه؛ فكيف علمناه نحن؟!؛ فإن قلنا: علموه؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به؟!
هل نحن أقرب إلى الله زلفى؟! –
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا لم يُخطئ واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً؟! وهم بالملايين، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _: ((لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ)).
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد)) يعني عبد الله بن مسعود.
" غضاً طرياً " يعنى طازج، جديد.
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير.
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله؟
محاور الشيخ:
الحمد لله.
الشيخ الألباني:
جزاك الله خيراً.
هناك شيء آخر، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة
وهي: أن الإسلام كَمُلَ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل.
وأذكرك بمثل قول الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال: وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد.
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام؛ فنقول: هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ما كان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام؟
ويوم أُنزلت هذه الآية: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي؛ فهل يكون ديناً فيما ترى؟
أرجو أن تكون معي صريحاً، ولا تظن أني من المشايخ الذين يُسكِّتون الطلاب، بل عامة الناس: اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً. إذا لم تقتنع قل: لم أقتنع.
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام.
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس: قال:
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ".
وهذا شيء خطير جدا ً، ما الدليل يا إمام؟
قال الإمام مالك: اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى:
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً. انتهى كلامه.
متى قال الإمام مالك هذا الكلام؟ في القرن الثاني من الهجرة، أحد القرون المشهود لها بالخيرية!
فما بالك بالقرن الرابع عشر؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين.
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين: "فما لم يكن يومئذٍ ديناً؛ فلا يكون اليوم دينا".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين، وهو من الذين يشملهم حديث:
((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)).
يقول الإمام مالك: " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها ".
بماذا صلح أولها؟ بإحداث أمور في الدين والتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل:
((ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به)).
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده؟! هذا سؤال وله جواب:
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع،مع بَون شاسع بين الاحتفالين:
أول ذلك: أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً.
ثانياً: أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة.
هاتان فارقتان بين الاحتفالين: أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع.
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله: ما تقول في صوم يوم الإثنين؟
قال ((ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزل القرآن عليَّ فيه.))
ما معنى هذا الكلام؟
كأنه يقول: كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه، وأنزل عليَّ الوحي فيه؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ.
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين.
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ فسألهم عن ذلك؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى:
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)).
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه.
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه.
الآن أنا أسألك: هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين؟
لا، لا يصومون يوم الاثنين، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة! أليس هذا قلباً للحقائق؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود:
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير: صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه!!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة: هل يعلمون السر في صيامه؟ لا لا يعلمون.
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
((للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))
وفي رواية أخرى خطيرة ((حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فنحن اتبعنا سنن اليهود؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وأنزل الوحي فيه.
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم:
((أبى الله أن يقبل توبة مبتدع)).
والله تعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
محاور الشيخ:
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له؟
الشيخ الألباني:
نعم
محاور الشيخ:
فيه ثواب هذا الخير من الله؟
الشيخ الألباني:
كل الخير. ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال؛ ولذلك أقاطعك بسؤال: هل أحد يمنعك من قراءة سيرته؟
أنا أسألك الآن سؤالاً: إذا كان هناك عبادة مشروعة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً، ولا جعل لها كيفية معينة؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً، أو كيفية معينة؟ هل عندك جواب؟
محاور الشيخ:
لا، لا جواب عندي.
الشيخ الألباني:
قال الله تعالى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى:
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
((لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟)، فقال: بلى. قال: (فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى.
منقول من منتدى كل السلفيين
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=2433(/)
الحواجز الملغية في زمن التقريب!!
ـ[أم عمر]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 09:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه وطيبه وبعد:
جميعنا نعلم عن مايدور اليوم حول التقريب بين المذاهب والسعي إليها من خلال بعض المشائخ
أثناء حديثي مع أحد الشيعة كان قائم على كسر الحواجز
فوجدت أني بموضع لايليق لي إصدار فتوى بعدم كسر الحاجز لأني أرى إننا نستطيع كسر الخوف والتقارب المعيشي بين المجتمع دون الخوض بالمسائل العقديه والفقهيه لإننا لانستطيع كسره
وأيضا لأن العقيده وإختلاف الآراء هي من اوجدت المذاهب الأخرى فكيف استطيع كسرها
دخلت لموقع الإسلام اليوم الخاص بالشيخ: سلمان العوده للإستشاره فصدمت بالإجابه
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/1ur73810.jpg
هل لديكم رأي آخر؟
أعلم بأن التكلم بالأمور الفقهيه تحتاج إلى علم لهذا سألت
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 11:17]ـ
يقول الشيخ عبدالرحمن البراك:
(والمقصود أن الرافضة في جملتهم هم شر طوائف الأمة،واجتمع فيهم من موجبات الكفر، تكفير الصحابة، وتعطيل الصفات، والشرك في العبادة بدعاء الأموات، والاستغاثة بهم , هذا واقع الرافضة الإمامية الذين أشهرهم الإثنا عشرية فهم في الحقيقة كفار مشركون لكنهم يكتمون ذلك، إذا كانوا بين المسلمين عملا بالتقية التي يدينون بها، وهي كتمان باطلهم، ومصانعة من يخالفهم).
________________________
يقول الشيخ عبدالرحمن بن جبرين:
(وأما الشيعة فهم الرافضة يدَّعون أنهم شيعة علي أي أحبابه ويدَّعون أنهم يوالون أهل البيت وقد كذبوا فهم يعادون زوجات النبي وعمه العباس وسائر أقاربه من بني هاشم الذين هم من أهل البيت، ويقصرون أهل البيت على علي وفاطمة وابنيهما وذريتهما ويسبون بقية الخلفاء ويطعنون في القرآن ويدعون غير الله، وقد كفروا بذلك)
______________________
قال الشيخ المبارك / عبدالله بن مانع الروقي حفظه الله تعالى في كتابه الماتع:
(مسائل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى)
" قال شيخنا: ذبائح الرافضة لا تؤكل لأنهم وثنيون ".
ثم قال الشيخ عبدالله بن مانع حفظه الله في الحاشية:
وقال شيخ شيوخنا ابن إبراهيم رحمه الله تعالى كما في فتاواه " 12/ 207 ":
وسئل عن أكل ذبائح بحارنة القطيف؟ فأجاب: " يخسون ".
ونطقُها عند أهل نجد بإضافة ألف مكسورة بأولها.
______________________
أختي قارني بين هذه الفتاوى وبين من يقول: (ليس هناك حواجز بين أبناء الوطن المسلمين. فالمسلمون جميعهم أخوة).
وربما .. أقول ربما .. لا يكون الذي أجابك هو الشيخ سلمان لانه في الفتوى مكتوب (اللجنة العلمية بموقع الاسلام اليوم).
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 04:56]ـ
من هم اللجنة العلمية في موقع الإسلام اليوم؟
لأنها بصراحة فتوى عجيبة تتفق مع قاعدة (نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)!!
مع أني لا أجد مشتركات بيننا وبين الشيعة يمكن التعاون عليها!(/)
السيد يسين-علماني - قطب -وعالم اجتماع عربي -غربي!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:18]ـ
غير أن هناك حداثات أخرى فرعية. أهمها على الإطلاق الحداثة السياسية، وهي تطبيق الديمقراطية شكلاً وموضوعاً، والحداثة الفكرية وهي التي رفعت شعار أن "العقل هو محك الحكم على الأشياء" وليس النص الديني.
بهذا النص يعرف السيد يسين الحداثة الفكرية التي حدثت في الغرب
وذلك في مقال اليوم
http://www.alittihad.co.ae/wajhatdetails.php?id=43500
لكن في بحث سريع وعلي فترات متقطعة ساحاول وكلما سمح الوقت ويسر الله تعالي ووفق ان اعرض موقف السيد يسين نفسه من هذه الحداثة وموقعه منها واي مذاهبها العولمية اتخذ سبيلا واقتبس قولا وقيلا واتبع مذهبا وفريقا وقبيلا
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 08:54]ـ
لتفسير بعض ماورد في العنوان اقول انه من المعروف ان السيد يسين المصري الجنسية والذي حصل علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 1996 والذي كان (مستشار مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية) وهو (استاذ علم الاجتماع السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية)، هو عربي من اصل مسلم
فكيف يمكن ان اشير اليه بانه عربي -غربي!؟
في علمه وحلمه!!
والاجابة بسيطة وليست مركبة
وذلك ان السيد يسن تبني الفكرة الغربية العلمانية في سياقاتها الكونية-الاجتماعية
فهو من هذا الوجه مستشرق! مثل محمد اركون وغيره من المستشرقين العرب ويمكن ايضا تسميتهم بالمستغربين لكن وصفهم ب (الاستشراق العربي) اولي لانهم يتبنون دعوات المستشرقين الجدد والقدامي وهناك مستشرقون في علم الاجتماع ويقومون بدراسة مجتمعاتنا واتخاذ موقف من ثوابتها الاسلامية من خلال النظرة الغربية العلمانية
وهذا هادي العلوي وهو من كبار العلمانيين العرب يصف اركون بانه مستشرق كما في كتابه محطات في التاريخ والتراث ص 159
كما يصف في نفس الصفحة الجابري بنفس الوصف ويقول عن طائفتهم انها مجددة للاستشراق ضمن مؤشرات الطور الراهن للايديولوجيا الغربية
ولاشك ان علم الاجتماع الغربي اياكانت صورته خصوصا اذا قام بدراسة المجتمعات الاخري والشرق منها علي وجه الخصوص انما هو علم استشراقي وان اخذ سياقا جديدا اي علمانيا
ف يسين من هذا الوجه غربي الفكر مستشرق الوعي والنظرة!
وسياتي ان شاء الله عز وجل شرح موقفه من الاسلام اولا ثم من المجتمعات المسلمة ثانيا وسعيه لتطويرها بحسب العلم الغربي(/)
رسالة تحكيم القوانين للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة تحكيم القونين
كتبها الشيخ:محمد بن إبراهيم آل الشيخ
يقول الشيخ رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
إنّ من الكفر الأكبر المستبين، تنزيل القانون اللعين، منزلة ما نزل به الروح الأمين، على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون من المنذرين، بلسان عربي مبين، في الحكم به بين العالمين، والرّدِّ إليه عند تنازع المتنازعين، مناقضة ومعاندة لقول الله عزّ وجلّ: {فإنْ تنازعتُم في شيءٍ فرُدّوه إلى اللهِ والرسولِ إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً}.
وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عمن لم يُحَكِّموا النبي صلى الله عليه وسلم، فيما شجر بينهم، نفيا مؤكدا بتكرار أداة النفي وبالقسم، قال تعالى: {فلا وربِّك لا يؤمنون حتى يُحكِّموك فيما شَجَر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيتَ ويُسَلِّموا تسليمًا}.
ولم يكتف تعالى وتقدس منهم بمجرد التحكيم للرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يضيفوا إلى ذلك عدم وجود شيء من الحرج في نفوسهم، بقوله جل شأنه: {ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممّا قضيت}. والحرج: الضيق. بل لا بدّ من اتساع صدورهم لذلك وسلامتها من القلق والاضطراب.
ولم يكتف تعالى أيضا هنا بهذين الأمرين، حتى يضموا إليهما التسليم: وهو كمال الانقياد لحكمه صلى الله عليه وسلم، بحيث يتخلّون ها هنا من أي تعلق للنفس بهذا الشيء، ويسلموا ذلك إلى الحكم الحق أتمّ تسليم، ولهذا أكّد ذلك بالمصدر المؤكّد، وهو قوله جلّ شأنه: {تسليمًا} المبيّن أنه لا يُكتفى ها هنا بالتسليم .. بل لا بدّ من التسليم المطلق.
وتأمل ما في الآية الأولى، وهي قوله تعالى: {فإنْ تنازعتم في شيء فردُّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً .. } كيف ذكر النّكِرة، وهي قوله: {شيء} في سياق الشرط، وهو قوله جلّ شأنه: {فإنْ تنازعتم} المفيد العمومَ فيما يُتصوّر التنازع فيه جنسا وقدرًا.
ثم تأمل كيف جعل ذلك شرطا في حصول الإيمان بالله واليوم الآخر، بقوله: {إنْ كُنتُم تؤمنون بالله واليوم الآخر}، ثم قال جل شأنه: {ذلك خيرٌ}. فشيء يُطلقِ اللهُ عليه أنه خير، لا يتطرّق إليه شرّ أبدا، بل هو خيرٌ محضٌ عاجلا وآجلاً.
ثم قال: {وأحسن تأويلاً}. أي: عاقبةً في الدنيا والآخرة، فيفيد أنّ الردَّ إلى غير الرسول صلى الله عليه وسلم، عند التنازع شرٌّ محضٌ، وأسوأ عاقبة في الدنيا والآخرة عكس ما يقوله المنافقون: {إنْ أَرَدْنا إلآَّ إحْسانًا وتَوْفيقًا}. وقولهم: إنّما نحنُ مُصلِحون. ولهذا ردّ اللهُ عليهم قائلا: {ألاَ إنّهم هُمُ المُفْسِدون ولكن لا يَشْعُرون}.
وعكس ما عليه القانونيون من حكمهم على القانون بحاجة العالم (بل ضرورتهم) إلى التحاكم إليه، وهذا سوء ظن صِرْفٍ بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحضُ استنقاص لبيان الله ورسوله، والحكم عليه بعدم الكفاية للناس عند التنازع، وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة إن هذا لازمٌ لهم.
وتأمّل أيضا ما في الآية الثانية من العموم، وذلك في قوله تعالى: {فيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم}. فإنّ اسم الموصول مع صِلته مع صيغ العموم عند الأصوليين وغيرهم، وذلك العمومُ والشمولُ هو من ناحية الأجناس والأنواع، كما أنه من ناحية القدْر، فلا فرقَ هنا بين نوع ونوع، كما أنّه لا فرق بين القليل والكثير، وقد نفى اللهُ الإيمانَ عن مَن أراد التحاكم إلى غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، من المنافقين، كما قال تعالى: {أَلمْ تَرَ إلى الذينَ يَزْعُمونَ أنّهم آمنوا بما أُنْزِلَ إليكَ وما أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ يُريدونَ أنْ. يَتَحاكَموا إلى الطاغوتِ وقدْ أُمِروا أنْ يكفُروا به ويُريدُ الشيطانُ أنْ يُضلّهم ضلالا بعيدًا}.
فإنّ قوله عز وجل: "يَزْعُمون" تكذيب لهم فيما ادّعوه من الإيمان، فإنه لا يجتمع التحاكم إلى غير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مع الإيمان في قلب عبدٍ أصلاً، بل أحدهما ينافي الآخر، والطاغوت مشتق من الطغيان، وهو: مجاوزة الحدّ.
فكلُّ مَن حَكَمَ بغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أو حاكَمَ إلى غير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حَكَمَ بالطاغوت وحاكم إليه.
وذلك أنّه مِن حقِّ كل أحدٍ أن يكون حاكمًا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فقط لا بخلافه، كما أنّ من حقِّ كل أحدٍ أن يُحاكِمَ إلى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم .. فمَن حَكَمَ بخلافه أو حاكم إلى خلافه فقد طغى، وجاوز حدّه، حُكْمًا أو تحكيما، فصار بذلك طاغوتا لتجاوزه حده.
وتأمل قوله عز وجل: {وقدْ أُمِروا أنْ يكفُروا به} تعرف منه معاندة القانونيين، وإرادتهم خلاف مراد الله منهم حول هذا الصدد، فالمراد منهم شرعًا والذي تعبّدوا به هو: الكفر بالطاغوت لا تحكيمه .. {فبدَّل الذينَ ظَلموا قولاَ غيرَ الذي قيلَ لهُم}.
ثم تأمل قوله: {ويُريدُ الشيطانُ أنْ يُضلّهُم} كيف دلَّ على أنّ ذلك ضلالٌ، وهؤلاء القانونيون يرونه من الهدى، كما دلّت الآية على أنّه من إرادة الشيطان، عكس ما يتصور القانونيون من بُعدهم من الشيطان، وأنّ فيه مصلحة الإنسان، فتكون على زعمهم مرادات الشيطان هي صلاح الإنسان، ومراد الرحمن وما بُعث به سيدُ ولد عدنان معزولا من هذا الوصف، ومُنحىً عن هذا الشأن وقد قال تعالى منكرا على هذا الضرب من الناس، ومقررا ابتغاءهم أحكام الجاهلية، وموضحا أنه لا حُكم أحسن من حُكمه: {أَفَحُكمَ الجاهليةِ يَبْغونَ ومَنْ أحسنُ مِن اللهِ حُكمًا لِقومٍ يُوقِنون}.
فتأمل هذه الآية الكريمة وكيف دلّت على أنّ قِسمة الحكم ثنائية، وأنّه ليس بعد حكم الله تعالى إلاّ حُكم الجاهلية، شاءوا أمْ أبوا، بل هم أسوأ منهم حالاً، وأكذب منهم مقالاً، ذلك أنّ أهل الجاهلية لا تناقُضَ لديهم حول هذا الصدد.
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:48]ـ
وأما القانونيون فمتناقضون، حيث يزعمون الإيمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ويناقضون ويريدون أنْ يتّخذوا بين ذلك سبيلاً، وقد قال الله تعالى في أمثال هؤلاء: {أُولئكَ هُمُ الكافرونَ حَقَّا وأَعْتدنا للكافرينَ عذابًا مُهينًا}.
ثم انظر كيف ردّت هذه الآية الكريمة على القانونيين ما زعموه من حُسن زبالة أذهانهم، ونحاتة أفكارهم، بقوله عزّ وجلّ: {ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقوْمٍ يُوقِنون}.
قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية: (ينكر اللهُ على من خرج من حكم الله المُحْكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شرّ، وعَدَلَ إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتارُ من السياسات الملكية المأخوذة عن مَلِكهم "جنكيز خان" الذي وضع لهم كتابًا مجموعًا من أحكامٍ قد اقتبسها من شرائع شتى، من اليهودية، والنصرانية، والملة الإسلامية، وغيرها وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بَنيهِ شرعا مُتّبعا يقدِّمونها على الحكم بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن فعل ذلك فهو كافرٌ يجب قتاله حتى يرجعَ إلى حكم الله ورسوله، فلا يُحَكِّم سواه في قليل ولا كثير. قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الجاهليةِ يَبْغون}. أي: يبتغون ويريدون، وعن حكم الله يعدلون. {ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يوقِنونَ}. أي: ومن أعدل من الله في حكمه، لِمَن عَقَل عن الله شرعه وآمن به وأيقن، وعلِم أنّ الله أحكمُ الحاكمين، وأرحمُ بخلقه من الوالدة بولدها، فإنه تعالى هو العالم بكل شيء القادر على كل شيء، العادل في كل شيء) انتهى قول الحافظ ابن كثير.
وقد قال عزّ شأنه قبل ذلك مخاطبا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم: {وأَنِ احْكُمْ بَيْنهُم بما أنزل اللهُ ولا تَتَّبِعْ أهْواءهُم عَمّا جاءَك مِن الحقّ}.
وقال تعالى: {وأنِ احْكُمْ بَيْنهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ ولا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ واحْذَرْهُم أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إليك}.
وقال تعالى مُخيرا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، بين الحُكم بين اليهود والإعراض عنهم إنْ جاءُوه لذلك: {فَإنْ جاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُم أوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وإنْ تَعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وإنْ حَكَمْتَ فاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالقِسْطِ إنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطينَ}. والقسط هو: العدل، ولا عدل حقا إلاّ حُكم الله ورسوله، والحكم بخلافه هو الجور، والظلم، والضلال، والكفر، والفسوق، ولهذا قال تعالى بعد ذلك: {ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكافِرون} {ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظالِمُون} {ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقون}.
فانظر كيف سجّل تعالى على الحاكمين بغير ما أنزل اللهُ الكفرَ والظلمَ والفسوقَ، ومِن الممتنع أنْ يُسمِّي اللهُ سبحانه الحاكمَ بغير ما أنزل اللهُ كافرًا ولا يكون كافرًا، بل كافرٌ مطلقًا، إمّا كفر عمل وإما كفر اعتقاد، وما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية من رواية طاووس وغيره يدلُّ أنّ الحاكم بغير ما أنزل اللهُ كافرٌ إمّا كفرُ اعتقادٍ ناقلٌ عن الملّة، وإمّا كفرُ عملٍ لا ينقلُ عن الملّة.
أمّا الأول: وهو كفر الاعتقاد فهو أنواع:
أحدها:
أن يجحد الحاكمُ بغير ما أنزل الله أحقيّة حُكمِ الله ورسوله وهو معنى ما رُوي عن ابن عباس، واختاره ابن جرير أنّ ذلك هو جحودُ ما أنزل اللهُ من الحُكم الشرعي، وهذا ما لا نزاع فيه بين أهل العلم، فإنّ الأصول المتقررة المتّفق عليها بينهم أنّ مَنْ جَحَدَ أصلاً من أصول الدين أو فرعًا مُجمعًا عليه، أو أنكر حرفًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، قطعيًّا، فإنّه كافرًا الكفرَ الناقل عن الملّة.
الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنْ لا يجحد الحاكم بغير ما أنزل الله كونَ حُكم اللهِ ورسولِهِ حقًّا. لكن اعتقد أنّ حُكم غير الرسول صلى الله عليه وسلم أحسنُ من حُكمه، وأتمّ وأشمل ... لما يحتاجه الناسُ من الحُكم بينهم عند التنازع، إمّا مُطلقا أو بالنسبة إلى ما استجدّ من الحوادث، التي نشأت عن تطوّر الزمان وتغير الأحوال، وهذا أيضًا لا ريب أنه كافرٌ، لتفضيله أحكامَ المخلوقين التي هي محضُ زبالةِ الأذهان، وصرْفُ حُثالة الأفكار، على حُكم الحكيم الحميد.
وحُكمُ اللهِ ورسولِه لا يختلف في ذاته باختلاف الأزمان، وتطور الأحوال، وتجدّد الحوادث، فإنّه ما من قضية كائنة ما كانت إلاّ وحُكمها في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، نصًّا أو ظاهرًا أو استنباطًا أو غير ذلك، عَلِمَ ذلك مَن علمه، وجَهِلَه مَن جهله.
وليس معنى ما ذكره العلماء من تغيّر الفتوى بتغير الأحوال ما ظنّه مَن قلَّ نصيبُه أو عدم من معرفة مدارك الأحكام وعِلَلها، حيث ظنّوا أنّ معنى ذلك بحسب ما يُلائم إرادتهم الشهوانية البهيمية، وأغراضهم الدنيوية وتصوّراتهم الخاطئة الوبية.
ولهذا تجدُهم يحامون عليها، ويجعلون النصوص تابعة لها منقادة إليها، مهما أمكنهم فيحرفون لذلك الكَلِم عن مواضعه.
وحينئذٍ معنى تغيُّر الفتوى بتغير الأحوال والأزمان مراد العلماء منه: ما كان مُستصحبه فيه الأصول الشرعية، والعلل المرعية، والمصالح التي جِنْسُها مرادٌ لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومن المعلوم أنّ أرباب القوانين الوضعية عن ذلك بمعزل، وأنهم لا يقولون إلاّ على ما يلائم مراداتهم، كائنة ما كانت، والواقع أصدقُ شاهدٍ.
الثالث:
أنْ لا يعتقد كونَه أحسن من حُكم الله ورسوله، لكن اعتقد أنه مثله، فهذا كالنوعين الذين قبله، في كونه كافرًا الكفرَ الناقل عن الملّة، لما يقتضيه ذلك من تسوية المخلوق بالخالق والمناقضة والمعاندة لقوله عزّ وجلّ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء}. ونحوها من الآيات الكريمة، الدالّة على تفرُّدِ الربّ بالكمال، وتنزيهه عن ممثالة المخلوقين، في الذات والصفات والأفعال والحُكم بين الناس فيما يتنازعون فيه.
الرابع:
أنْ لا يعتقد كون حُكم الحاكم بغير ما أنزل الله مماثلاً لحكم الله ورسوله، فضلاً عن أنْ يعتقدَ كونه أحسن منه، لكن اعتقد جواز الحُكم بما يخالف حُكم الله ورسوله، فهذا كالذي قبله يصدُقُ عليه ما يصدق عليه، لاعتقاده جوازَ ما علم بالنصوص الصحيحة الصريحة القاطعة تحريمه.
الخامس:
وهو أعظمها وأشملها وأظهرها معاندة للشرع، ومكابرة لأحكامه، ومشاقّة لله ورسوله، ومضاهاة بالمحاكم الشرعية، إعدادا وإمدادا وإرصادا وتأصيلا، وتفريعا وتشكيلا وتنويعا وحكما وإلزاما، ومراجع ومستندات.
فكما أنّ للمحاكم الشرعية مراجعَ مستمدّات، مرجعها كلُّها إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فلهذه المحاكم مراجعٌ، هي: القانون المُلفّق من شرائعَ شتى، وقوانين كثيرة، كالقانون الفرنسي، والقانون الأمريكي، والقانون البريطاني، وغيرها من القوانين، ومن مذاهب بعض البدعيين المنتسبين إلى الشريعة وغير ذلك.
فهذه المحاكم في كثير من أمصار الإسلام مهيّأة مكملة، مفتوحةُ الأبواب، والناس إليها أسرابٌ إثْر أسراب، يحكُمُ حُكّامُها بينهم بما يخالف حُكم السُنّة والكتاب، من أحكام ذلك القانون، وتُلزمهم به، وتُقِرُّهم عليه، وتُحتِّمُه عليهم .. فأيُّ كُفر فوق هذا الكفر، وأيُّ مناقضة للشهادة بأنّ محمدًا رسولُ اللهِ بعد هذه المناقضة.
وذِكْرُ أدلّة جميع ما قدّمنا على وجه البسْطِ معلومةٌ معروفة، لا يحتمل ذكرها هذا الموضوع.
فيا معشر العُقلاء! ويا جماعات الأذكياء وأولي النُهى!
كيف ترضون أنْ تجري عليكم أحكامُ أمثالكم، وأفكارُ أشباهكم، أو مَن هم دونكم، مِمّن يجوز عليهم الخطأ، بل خطأهم أكثرُ من صوابهم بكثير، بل لا صواب في حُكمهم إلاّ ما هو مُستمدٌّ من حُكم اللهِ ورسولهِ، نصًّا أو استنباطًا؟!!
تَدَعونهم يحكمون في أنفسكم ودمائكم وأبشاركم، وأعراضكم وفي أهاليكم من أزواجكم وذراريكم، وفي أموالكم وسائر حقوقكم!! ويتركون ويرفضون أن يحكموا فيكم بحُكم الله ورسوله، الذي لا يتطرّق إليه الخطأ، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وخُضوع الناس ورضوخهم لحكم ربِّهم خضوعٌ ورضوخٌ لِحُكم مَنْ خلقهم تعالى ليعبدوه .. فكما لا يسجدُ الخلقُ إلاّ للهِ، ولا يعبدونَ إلاّ إياه ولا يعبدون المخلوق، فكذلك يجب أن لا يرضخوا ولا يخضعوا أو ينقادوا إلاّ لحُكم الحكيم العليم الحميد، الرءوف الرحيم، دون حُكم المخلوق، الظلوم الجهول، الذي أهلكته الشكوكُ والشهواتُ والشبهات، واستولت على قلوبهم الغفلة والقسوة والظلمات.
فيجب على العُقلاء أن يربأوا بنفوسهم عنه، لما فيه من الاستعباد لهم، والتحكم فيهم بالأهواء والأغراض، والأغلاط والأخطاء، فضلاً عن كونه كفرًا بنصِّ قوله تعالى: {ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فأُولئكَ هُمُ الكافِرونَ}.
السادس:
ما يحكُم به كثيرٌ من رؤساء العشائر، والقبائل من البوادي ونحوهم، من حكايات آبائهم وأجدادهم، وعاداتهم التي يسمُّونها "سلومهم"، يتوارثون ذلك منهم، ويحكمون به ويحُضُّون على التحاكم إليه عند النزاع، بقاءاً على أحكام الجاهلية، وإعراضًا ورغبةً عن حُكم الله ورسوله، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.
وأمّا القسم الثاني:
من قسمي كُفر الحاكم بما انزل الله، وهو الذي لا يُخرجُ من الملة.
فقد تقدّم أنّ تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقول الله عزّ وجلّ: {ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أنْزَلَ اللهُ فَاُولئكَ هُمُ الكافِرونَ}. قد شمل ذلك القسم، وذلك في قوله رضي الله عنه في الآية: "كُفر دون كفر"، وقوله أيضًا: "ليس بالكفر الذي تذهبون إليه".
وذلك أنْ تَحْمِلَهُ شهوتُه وهواهُ على الحُكم في القضية بغير ما أنزل الله، مع اعتقاده أنّ حُكم الله ورسوله هو الحقّ، واعترافه على نفسه بالخطأ ومجانبة الهدى.
وهذا وإنْ لم يُخرِجْه كُفْرُه عن الملّة، فإنه معصية عُظمى أكبرُ من الكبائر، كالزنا وشُرب الخمر، والسّرِقة واليمين الغموس، وغيرها ..
إنّ معصية ً سمّاها اللهُ في كتابه كفرًا، أعظمُ من معصية لم يُسمِّها كُفرًا.
نسأل الله أنْ يجمع المسلمين على التحاكم إلى كتابه، انقيادا ورضاءً، إنّه وليُّ ذلك والقادر عليه.
تمّت
ولله الحمد
منقول
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 07:04]ـ
(وأمّا القسم الثاني:
من قسمي كُفر الحاكم بما انزل الله، وهو الذي لا يُخرجُ من الملة.
فقد تقدّم أنّ تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقول الله عزّ وجلّ: {ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أنْزَلَ اللهُ فَاُولئكَ هُمُ الكافِرونَ}. قد شمل ذلك القسم، وذلك في قوله رضي الله عنه في الآية: "كُفر دون كفر"، وقوله أيضًا: "ليس بالكفر الذي تذهبون إليه".
وذلك أنْ تَحْمِلَهُ شهوتُه وهواهُ على الحُكم في القضية بغير ما أنزل الله، مع اعتقاده أنّ حُكم الله ورسوله هو الحقّ، واعترافه على نفسه بالخطأ ومجانبة الهدى.
وهذا وإنْ لم يُخرِجْه كُفْرُه عن الملّة، فإنه معصية عُظمى أكبرُ من الكبائر، كالزنا وشُرب الخمر، والسّرِقة واليمين الغموس، وغيرها ..
إنّ معصية ً سمّاها اللهُ في كتابه كفرًا، أعظمُ من معصية لم يُسمِّها كُفرًا).
# وفقك الله.
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 08:10]ـ
بارك الله فيك يا اخي
قال شيخنا:
إنَّ تارك الحكم بما أنزل الله:
- إما أنْ يترك الحكم تحكيماً لهواه كأن يكون حاكماً أو قاضياً في دولة تحكّم شرع الله، فدينه الذي يدين به وشرعه المحكّم هو شرع الله؛ ويأتيه ذو قرابة أو رشوة فلا يُنزل فيه حكم الله، للقرابة أو الرشوة؛ فيكون ظالماً وسمّاه الله كافراً تعظيماً لذنبه وتغليظاً لفعله. فنحن نسميه كافرا كما سماه الله (لكن كفره، كفر دون كفر) وذلك بالجمع بين أدلة الشرع وبالرد إلى قواعده وأصوله كما هي طريقة أهل السنة.
- وإمّا أنْ يترك حكم الله ويتحاكم إلى الطاغوت وهو كلّ شرع ـ أو مُشرّع ـ غير شرع الله تعالى. وهو النوع الشركي الكفري الطاغوتي الموجود اليوم.
فالأول: دينه ومنهجه الذي يلتزمه هو شرع الله لم يتركه أو ينسلخ عنه ويتولى، بل تركَ تنزيله على قرابته أو لأجل الشهوة أو الرشوة أو نحوهما. فقال مثلاً: قانوننا وشرعنا يقطع في السرقة ولكن السرقة لم تكن من حرز، ولذلك فلا قطع فيها ونحو ذلك من الكذب أو الهوى والمعصية، كي لا يُنزّل حكم الله على قرابته ونحوه.
والثاني: دان بشرع وقانون ومنهج غير دين الله وابتغى حكماً غير الله أو جعل لنفسه السلطة التشريعية وفقاً لمواد الدستور ـ كما سيأتي ـ أو صرف التشريع ـ الذي هو عبادة ـ لغير الله، أو تحاكم إلى الطاغوت. فقال (قانون الجزاء عندنا ينصّ على أنَّ السارق يُسجن ثلاث سنوات) أو أنَّ المادة (284) من قانون العقوبات تنصّ على أنَّه: (لا يجوز مُلاحقة فعل الزنى إلا بشكوى ما دامت الزوجية قائمة بينهما أو شكوى وليها إذا لم يكن لها زوج ولا يجوز ملاحقة الزوج بفعل الزنى إلاّ بناء على شكوى زوجته، وتسقط الدعوى والعقوبة بالإسقاط) انتهى.
أفلا تُفرّقون يا أولي الألباب بين هذا وذاك؟!
فالأول كبيرة من كبائر الذنوب لا يكفر صاحبها ما دام يدين بدين الله، لأنَّ الأمر بتحكيم الكتاب واجب من الواجبات وتركه أحياناً لشهوة، هو معصية لا يكفر صاحبها إلاّ بالاستحلال ما دام ملتزماً لدين الله وشرعه
أمّا الثاني: فهو ابتغاء غير الله حكماً ومشرّعاً، واختيار غير دينه ديناً، وهو إتباع للأرباب المتفرقين وطاعة لشركاء شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله، وهذه قضية غير الأولى قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}؟؟
نقلته مختصرا
لعل الله ان ينفع بها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 01:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا
ـ[باعث الخير]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 02:06]ـ
بارك الله فيكم
ورحم الله العلامه ابن ابراهيم
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 10:54]ـ
يرفع للفائدة(/)
مصالح الشيعة مع زوار السفارت على حساب فساد المجتمع وقانونه.
ـ[فريد طارق]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 01:59]ـ
اخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلا تخفى عليكم المحاولات المستميتة للنيل من الحق وأهله (أهل السنة)، وذلك في اتحاد أهل الضلال - على اختلاف مشاربهم ومناهجهم -كالشيعة والمتلبرلين ضد أهل السنة، وأرجو من الإخوة إثراء الموضوع من خلال النقاط التالية:
* التمرد على دستور البلاد التي يعيشون تحت حكمها.
* عدم إنكار بعضِهم لبعض فيما يقوم كل منهم بأي عمل تجاه أهل السنة، فلا توجد بيانات إدانة وشجب ونحوها من الطرفين حتى فيما يعتقدونه أخطاء لكن يغضون الطرف، بينما يتهمون ويتحينون الفرص إذا كان ذلك فيه ضرر على أهل السنة.
* سعادتهم الغامرة بما يُحاك لأهل السنة، وتبرير مايفعله أعداء السنة.
* مقترحات عملية في قمع زيغهم وأفكارهم.
* آثار التهاون في ذلك.
(جاءت هذه الفكرة بعد أحداث البقيع مؤخرا وأرجو من الاخوة إثراء الموضوع بمعلومات أو تقارير ونحو ذلك حتى نستطيع أن نشكل من خلال الأفكار المطروحة ورقة عمل تُنشر بطريقة مرتبة في كثير من المواقع).(/)
زوار السفارات
ـ[العرب]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 02:23]ـ
حسن مفتي
زوار السفارات
نسبت هذه العبارة إلى الأمير نايف وزير الداخلية وطار بها الركبان في الأفاق ما بين مؤيدٍ ومعارضٍ، ولم تعجب هذه العبارة العشرات ممن ينسبون أنفسهم للثقافة والأدب من المتطفلين على موائد الإعلام والشاشات الملونة، فتراشقوا مع خصومهم إبان وأثناء المعارك التي احتدمت، والمواجهات التي استعرت، في حين تبرأت طائفة ممن نالتهم سهام الاتهام من السفارات والغرب والسياسة، بل والحي الدبلوماسي في مدينة الرياض برمته!
ومرت الأيام وبضعة أشهرٍ وأطلت رؤوس القوم ثانيةً – كما تطل الأفعى من جحرها - على استحياء مرةً أخرى، فكتب صاحب إحدى الزوايا الغريبة - ذات البعد الطريف السخيف - في صحافتنا العتيقة مقالةً عن زوار السفارات، وقال: إن هذا اللقب ألصق زوراً بكل من احتاج إلى تأشيرةٍ سياحيةٍ أو تعليميةٍ أو طبيةٍ، أو تأشيرةٍ خاصةٍ بتعميده في كنيسة وستمنستر في بريطانيا! قبل أن يتبسم في حبورٍ بسمةً تفوق بسمة صورته في تلك الصحيفة بالشنب المحلوق واللحية المنتوفة الناسخة لوجهه صورةً طبق الأصل من قفاه البليد، بقوله: ويسري هذا اللقب أيضاً على كل من تقصد سفارتي كوستاريكا وموزنبيق وبوركينا فاسو! يعني الرجال عامل فيها خفيف العقل ّ أقصد خفيف الظل.
ضحكت كثيراً من خاطرته التي يستعاض بها هذه الأيام عن حل الأحاجي وتمضية الوقت، وتقليب صفحاتٍ حاضرةٍ غائبةٍ من أخبار الحمقى والمغفلين لأبي الفرج قدس الله روحه، لأن صاحبنا لا يزور السفارات عادةً لا ليلاً ولا نهاراً، وأنا أزكيه شخصياً من هذه التهمة الخطرة، لا لطهارته معاذ الله، بل لأن الله جل وعلا أسقط عنه قلم التكليف منذ عقودٍ! ولو رأيتم صورته في تلك الصحيفة لأدركتم سر الابتسامة المشخصة لمرض دارون، ومتلازمة طويل واهبل!
غير أنه يحوم حول الحمى، فيستضاف في الحرة، القناة الأمريكية سيئة السمعة، ويثني على أوباما - في مقالةٍ سابقةٍ - لأن قناته (يعدوت أحرنوت) شرفت بتصريحاته الخطرة، عن علاقة الإدارة الجديدة مع العالم الإسلامي! (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)
وكنت قد سألت أحد أساتذتي في الكلية، عطفاً على قوله لنا في إحدى المحاضرات: بأن دعوةً شخصيةً وجهت له من قبل السفارة الأمريكية، وأنه رفض إجابة تلك الدعوة، فقلت له عفواً: هل إجابة دعوة أولئك تعد تهمةً؟! فأجابني بأن وقته لا يسمح بقبول الدعوات، وإنه لا يرى غضاضةً من إجابة الدعوة إلخ ...
من وجهة نظري الشخصية، ليس عيباً أن يزور أولئك المهرجين - وغيرهم من المفتونين وأصحاب المصالح - السفارات ما دامت الدولة قبلت بالتمثيل الدبلوماسي لتلك الدول على أرضها، وليس عيباً أن يتم استقبال مسؤولٍ ما في السفارة للصالح العام، فالمسؤول الأمريكي أو الإسرائيلي لا ينزل عادةً لمستوى أولئك السفهاء كي يجندهم، بل يوجه لهم عادةً قهوجي السفارة وزبال السفارة لإعطائهم الأوامر والتعليمات، فذلك قدرهم عند أسيادهم الغربيين.
وتحضرني في هذا قصة متسول شهيرٍ من متسولي تأشيرة علاجٍ لبلاد عمه سام، حينما سقطت زوجته – شافها الله وهداها - بجلطةٍ في الدماغ أثناء تغطيتها لإحدى المهرجانات المحلية، وتأخر عليه أسياده من موظفي السفارة الأمريكية في التأشيرة، فكتب عريضة شحاذة – تقطر ذلاً - لعمه الأمريكي يقدم فيها نفسه على أنه تنويريي خط 220 وأنه ساهم في مكافحة الإرهاب والبعوض وحمى الوادي المتصدع وحمى الظنك! ويعلم الله أنه ما كافح وما فعل شيئاً، وإنما تربع على إدارة قناة من القنوات المحلية مع زوجته - التي لولا مرضها، لأطلت علينا من خلال أحوال الطقس أيضاً! - واستولى عليها كأنها إرث عائلي خالص له!
ولم تقف مهزلة شحاذة فيزا العلاج عند هذا الحد، بل قام صديق له بتوفير الدعم اللوجستي فكتب تزكية له أمام سعادة السفير الأمريكي، يدور محورها على قول الناظم: وتكفى تكفى لا تنساني، يا مستر جون تراني ناخيك، واعلم يا جون أن مقادير الله تقدر على كل إنسان!
حينما دُشنت حركة الدفاع عن الحقوق الشرعية في التسعينات على ثرى المملكة، كنت أستمع للقسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، فقال تقرير من التقارير البريطانية: إن الدكتور محمد المسعري اجتمع مع القنصل الأمريكي لتعريفه بأهداف اللجنة، وبعيداً عن صدق ما قيل من كذبه، وبعيداً كل البعد عن اللجنة وأهدافها وما قيل فيها وعنها وما صدر حيالها، قلت لنفسي عطفاً على الخبر:إصلاح تحت ظلال الحراب الأمريكية لا يعد إصلاحاً، بل عمالة سافرة ينأى بها الأحرار والشرفاء، في حين لم ولن ينأى بها عملاء السفارات الأمريكية من أصحاب البدل والشنبات المملوطة، تمهيداً لنمص الحواجب ونتف الرموش بمشيئة الله تعالى، وإن تدثروا بالعلم السعودي الأخضر محتفين بالدلة والفنجان وسعف النخيل!
حسن مفتي
كاتب سعودي(/)
و انكشف القناع عن بني ليبرال!!
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 06:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تصدقون يااخوة بأن أغلب اعضاء المنتديات الليبرالية السعودية رافضة!!!
هذا ما اتضح من الأزمة الأخيرة التي افتعلوها في طيبة الطيبة و ردود أفعاهم ومن هنا نستنتج بأن:
1 - أغلب الليبراليين السعودين رافضة وهذا سر هجومهم على الهيئات و العلماء عبر الصحف وصمتهم المريب لما فعلة اخوانهم في الزندقة في المدينة المنورة.
2 - ثبت من ردات فعل الليبراليين السعوديين و تصرفاتهم بأنهم أبعد مايكون من اللبرالية الحقيقية اذ كيف يجتمع التعصب الديني مع اللبرلة كما يرى أساطين اللبرالية الأصلية في العالم!
لذا من اليوم وصاعداً أي هجوم تجدوه في الصحف و المواقع ممن يزعم اللبرلة على الهيئات العلماء و الدين فاعلموا بأنه رافضي استغل الليبرالية للطعن في ثوابت المنهج السني.
وكما جاء في المثل:
رب ضارة نافعة
تعليقاتكم على هذه الفضيحة
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 08:45]ـ
جزاك الله خيرا ... كلامك صحيح 500% وأيضاً مفسدين من خارج السعودية ومن العجيب أن بعضهم عرفتهم بكلماتهم في بعض العبارات فمستحيل مثلاً أن يتكلم بهذه العبارة ( ... ) شخص سعودي حتى الليبرالي السعودي لايتكلم بها أو لايتلفظ بها طبيعةً، فبقي إما رجل خارج السعودية يتلفظ بذلك أو رافضي سعودي لأن الروافض لايحسنون جميع الكلام والعبارات عند التحدث فثقافتهم خارجية.
وطلبي لك لو تستطيع تصوير بعض صفحات منتدياتهم التي فيها الحقيقة فهذا خير عظيم ولتستبين سبيل المجرمين.(/)
تعقيب مختصر على من قال: التكفير سرطان العصر
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 09:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" تعقيب مختصر على من قال: التكفير سرطان العصر "
اطلعت على مقال لبعض الإخوة نشر في أحد المنتديات السلفية (!!!) بعنوان: " التكفير ... سرطان العصر "، ولا شك ولا ريب أن ذم التكفير والتنفير منه - هكذا بإطلاق - ظاهر البطلان؛ لأنه مخالف لنصوص الكتاب والسنة، ومخالف لطريقة أهل العلم، ومع هذا وجد الكاتب من يؤيده - بل ويثبت المقال في ذلك المنتدى! -، والله المستعان.
والتكفير حكم شرعي له قواعد وضوابط، وقد عده العلماء من واجبات الدين وقواعدالإسلام، بل لا إسلام بدون تكفير - لمن يستحق التكفير طبعا -، وهذا ظاهر جدا، ولله الحمد.
وقد يقول صاحب المقال: أنا لم أقصد التحذير من مطلق التكفير، وإنما قصدي هو التحذير من التكفير المنفلت وغير المنظبط بالظوابط الشرعية، والغلو فيه.
أقول: قصدك الحسن لا يبرر إطلاقك للذم وتركك للتفصيل في مقام يقتضي ذلك، ولك أسوة بشيخك الشيخ علي الحلبي - وفقه الله - حين عدل عنوان كتابه " التحذير من فتنة التكفير " إلى " التحذير من فتنة الغلو في التكفير "، فجزاه الله خيرا ووفقني وإياه لمزيد من الحق والصواب.
ثم إن مواجهة الغلو في التكفير لا يكون بالغلو في التحذير منه، فالغلو لا يرد بغلو آخر.
قال معالي الشيخ العلامة صالح الفوزان - حفظه الله -:
(التكفير للمرتدين ليس من تشريع الخوارج ولا غيرهم، وليس هو فكرًا ... ، وإنما هو حكم شرعي، حَكمَ به الله ورسوله على من يستحقه، بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام القولية أو الإعتقادية أو الفعلية، والتي بينها العلماء في باب أحكام المرتد، وهي مأخوذة من كتاب الله - تعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فالله قد حكم بالكفر على أناس بعد إيمانهم، بارتكابهم ناقضًا من نواقض الإيمان، قال - تعالى -: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)) [سورة التوبة: 65 - 66]، وقال - تعالى -: ((وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ)) [التوبة: 74].
وقال - عليه الصلاة والسلام -: " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة "، وقال: " فمن تركها فقد كفر "، وأحبر - تعالى - أن تعلم السحر كفر، فقال عن الملكين اللذين يعلمان السحر: ((وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ)) [البقرة: 102]، وقال - تعالى -: ((إِنَّ الَّذِينَ أمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ أمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)) [النساء: 137].
وفرق بين من كفره الله ورسوله وكفره أهل السنة والجماعة اتباعًا لكتاب الله وسنة رسوله، وبين من كفرته الخوارج والمعتزلة ومن تبعهم بغير حق، وهذا التكفير الذي هو بغير حق هو الذي يسبب القلاقل والبلايا من الاغتيالات والتفجيرات، أما التكفير الذي يُبنى على حكم شرعي، فلا يترتب عليه إلا الخير ونصرة الحق على مدار الزمان)، " البيان لأخطاء بعض الكتاب " (2/ 88 - 89).
وللشيخ أيضا مقال نفيس في الموضوع بعنوان: (قضية التكفير والخلط فيها) راجعه - لزاما - في المصدر السابق (2/ 165 - 167).
أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه واتباع أهله، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه واجتناب أهله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فريد المرادي (02 ربيع الأول 1430ه).
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 09:32]ـ
سلمت يمينك .. بارك الله فيك. وهذا الأسلوب من إطلاق الذم على "التكفير" هكذا دون تفصيل أو تقييد، إنما هو من تأثر الكثير من الكتاب بل وبعض طلبة العلم بما فشا في الأرض من دعاية العلمانيين والروافض وغيرهم من أعداء الدين .. بل حتى إطلاق كلمة (تكفيري) بدلا من (خارجي) هذا أمر حادث من صنع هؤلاء القوم الذين لا خلاق لهم، وتأثر به - للأسف - كثير من الإخوة في كتاباتهم، حتى صارت كلمة (تكفير) يتوجس البعض منها خيفة ولا يميز فيها حدا بين حق وباطل، وكأن المذموم هو مطلق التكفير، وليس التكفير ظلما وغلوا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لقد بلغ الأمر في ذلك أن صار بعض قسس النصارى يعلنون على وسائل الإعلام استياءهم من تكفير "بعض المسلمين" لهم (وتتردد كلمة "تكفيريين" هذه على ألسنتهم كثيرا)!!!!! وليست هذه هي المشكلة، فلا عبرة بما يقولون، إنما الكارثة أن تجد بعض جهال المسلمين يتعاطف معهم في ذلك!!! فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 11:00]ـ
وفيكم بارك الله أخي الفاضل أبا الفداء على إضافتكم المفيدة،،،(/)
سلسلة ماذا تعرف عن هؤلاء المفكرين @ شارك @
ـ[نصر]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 10:36]ـ
هذا موضوع تفاعلي نحاول في جمع معلومات مركزة ومبسطة حول أشخاص لهم بصمات واضحة على مجموعة من المسلمين.
وسوف يكون الموضوع عبارة عن تطارح للأراء حول هؤلاء المفكرين ومحاولة تجلية بعض الحقائق
المتعلقة بهم من وجة كاتب الرأي أوناقله.
المفكر / مالك بن نبي (1905 - 1973 م)
حياته
ولد في مدينة قسنطينة في الشرق الجزائري سنة 1905 م، في أسرة فقيرة بين مجتمع جزائري محافظ تخرج بعد سنوات الدراسة الأربع، في مدرسته التي اعتبرها "سجناً يعلّم فيه كتابة "صك زواج أو طلاق" وتخرج سنة 1925م.
سافر بعدها مع أحد أصدقائه إلى فرنسا حيث كانت له تجربة فاشلة فعاد مجددا إلى مسقط رأسه. وبعد العودة تبدأ تجارب جديدة في الاهتداء إلى عمل، كان أهمها، عمله في محكمة (آفلو) حيث وصل في (مارس 1927م)، احتك أثناء هذه الفترة بالفئات البسيطة من الشعب فبدأ عقله يتفتح على حالة بلاده.
ثم أعاد الكرة سنة 1930م و لكن هذه كانت رحلة علمية. حاول أولا الإلتحاق بمعهد الدراسات الشرقية، إلا أنه لم يكن يسمح للجزائريين أمثاله بمزاولة مثل هذه الدراسات. تركت هذه الممارسات تأثيرا في نفسه. فاضطّر للتعديل في أهدافه وغاياته، فالتحق بمدرسة (اللاسلكي) للتخرج كمساعد مهندس، ممّا يجعل موضوعه تقنياً خالصاً، بطابعه العلمي الصرف، على العكس من المجال القضائي والسياسي.
ثم انغمس في الدراسة، وفي الحياة الفكرية، كما تزوج فرنسية واختار الإقامة في فرنسا وشرع يؤلف، في قضايا العالم الإسلامي كله، فكان سنة 1946 كتابه "الظاهرة القرآنية" ثم "شروط النهضة" 1948 الذي طرح فيه مفهوم القابلية للاستعمار و"وجهة العالم الإسلامي" 1954،أما كتابه " مشكلة الأفكار في العالم الاسلامي" فيعتبر من أهم ماكتب بالعربية في القرن العشرين.
انتقل إلى القاهرة بعد إعلان الثورة المسلحة في الجزائر سنة 1954م وهناك حظي باحترام، فكتب "فكرة الإفريقية الآسيوية" 1956. وتشرع أعماله الجادة تتوالى، وبعد استقلال (الجزائر) عاد إلى الوطن، فعين مديراً للتعليم العالي الذي كان محصوراً في (جامعة الجزائر) المركزية، حتى استقال سنة 1967 متفرغاً للكتابة، بادئاً هذه المرحلة بكتابة مذكراته، بعنوان عام"مذكرات شاهد القرن".
مذكرات شاهد القرن
صورة عن نضال (مالك بن نبي) الشخصي في طلب العلم والمعرفة أولاً، والبحث في أسباب الهيمنة الأوروبية ونتائجها السلبية المختلفة وسياسة الاحتلال الفرنسي في الجزائر وآثاره، ممّا عكس صورة حية لسلوك المحتلين الفرنسيين أنفسهم في (الجزائر) ونتائج سياستهم، ووجوهها وآثارها المختلفة: الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعي.
لكن مذكراته ممّا عبر بشكل قوي عن صلته بوطنه، وآثار الاستعمار والدمار الذي أحدثه في (الجزائر) سياسياً، وزراعياً، واقتصادياً، وثقافياً، واجتماعياً، فهو شاهد على حقبة مظلمة في تاريخ الجزائر وظروف مواجهة الفعل الاستعماري العنصري، فكانت الشهادة قوية زاخرة، وستبقى من المناجم الثرية للباحثين في أكثر من مجال من مجالات الحياة المختلفة، وفي مقدمتها المجال الاجتماعي والثقافي والسياسي أولاً وأخيراً، حيث يسجل لنا مالك مواقف مختلفة في مسار الحركة الوطنية نفسها، مما خدم القضية الوطنية في (الجزائر) ومما خذلها منذ أصيب المجتمع بمرض (الكلام) بتعبير (مالك بن نبي) نفسه، بعد إخفاق (المؤتمر الإسلامي الجزائري) سنة (1936) إلى (باريس) في الحصول على مطالبه "ولا يستطيع أحد تقييم ما تكبدنا من خسائر جوهرية منذ استولى علينا مرض الكلام، منذ أصبح المجتمع سفينة تائهة بعد إخفاق البيالمؤتمر" المؤتمر ذلك المشروع الذي قضى نحبه "في الرؤوس المثقفة: مطربشة كانت أم معممة" فكان ذلك عبرة للحركة الوطنية التي فصلت الخطاب فيها ثورة نوفمبر (1954 - 1962)، في ليل اللغط الحزبي البهيم؛ فكانت هذه الثورة (جهينة الجزائر) التي قادت إلى استقلال مضرج بالدماء والدموع، وسرعان ما عمل العملاء والانتهازيون والوصوليون على اغتصابه، وتهميش الشرفاء الأطهار من صانعيه، وفي مقدمة هؤلاء الشرفاء رجال الفكر والرأي ومنهم (مالك بن نبي) الذي قضى يوم (31/ 10/1973)، في صمت معدماً، محاصراً منسياً، وهي سبة عار في جبين أولئك الديماغوجيين ومنهم (أشباه المجاهدين) الذين باعوا الوطن ـ مقايضة ـ على (طبق من ذهب) لعملاء الاستعمار، وبيادقه، وأحفاده انتماء، وهوى؛ ليمرغوا سمعته في الأوحال العفنة.
وفاته
توفي يوم 31 أكتوبر 1973م، مخلفا وراءه مجموعة من الأفكار القيمة و المؤلفات النادرة، رحمه الله.
[عدل] مؤلفاته
تحلَّى مالك ابن نبيّ بثقافة منهجيَّة، استطاع بواسطتها أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلِّف، فألف سلسلة كتب تحت عنوان " مشكلات الحضارة" بدأها بباريس ثم تتابعت حلقاتها في مصر فالجزائر، وهي (مرتبة ترتيبا هجائيا):
1 - بين الرشاد والتيه 1972.
2 - تأملات 1961.
3 - دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين (محاضرة ألقيت في 1972).
4 - شروط النهضة 1948.
5 - الصراع الفكري في البلاد المستعمَرة 1959.
6 - الظاهرة القرآنية 1946.
7 - الفكرة الإفريقية الآسيوية 1956.
8 - فكرة كومنولث إسلامي 1958.
9 - في مهبِّ المعركة 1962.
10 - القضايا الكبرى.
11 - مذكرات شاهد للقرن _الطفل 1965.
- مذكرات شاهد للقرن _الطالب 1970.
12 - المسلم في عالم الإقتصاد 1972.
13 - مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي 1970.
14 - مشكلة الثقافة 1958.
15 - من أجل التغيير.
16 - ميلاد مجتمع.
17 - وجهة العالم الإسلامي 1954.
كما له أيضا:
" آفاق جزائرية" 1964.
" لبيك" 1947.
"النجدة ... الشعب الجزائري يباد" 1957.
"حديث في البناء الجديد" 1960 (ألحق بكتاب تأملات).
"إنتاج المستشرقين " 1968.
" الإسلام والديمقراطية" 1968.
" معنى المرحلة" 1970.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83_%D8%A 8%D9%86_%D9%86%D8%A8%D9%8A(/)
وقالوا بالشرك وقالوا بالشريك
ـ[المحدث]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 04:38]ـ
وقالوا بالشرك وقالوا بالشريك
بسم الله والحمد لله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك علي الحبيب المصطفي المشرف بالشفاعه المخصوص ببقاء شريعته الي قيام الساعة صلاة باقية ماتعاقب الليل والنهار.
عند النقاش مع النصاري تبذل جهدأ رهيبأ لأقناعهم ان لازم اعتقادهم الشرك ... ومع ذلك قد لا تفلح الا ان الاعتراف الصريح في كتب الاباء ودارسي اللاهوت، (بالشرك) يخرس الالسن ويقيم الحجة ويفحم المخالف وهذا أحد الاقتباسات من كتاب (كنيستي عقيدة وايمان) للقمص مينا جاد جرجس كاهن بمدينة اسنا.
http://www.sheekh-3arb.net/~library/altotheq.jpg
http://www.sheekh-3arb.net/~library/alshahed.jpg
قال الله عز وجل
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران: 64]
وقال تبارك وتعالي
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة: 72]
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 09:19]ـ
عند النقاش مع النصاري تبذل جهدأ رهيبأ لأقناعهم ان لازم اعتقادهم الشرك
بارك الله في جهودك أخي الكريم .. ولكن ليس الأمر كما تقول! وحتى هذا الكلام الذي في هذا الكتاب لن يلتزموا بلازمه .. فهم في الحقيقة عندما يرميهم المسلم بالشرك فإنهم يتذرعون بأنهم لا يعبدون مخلوقا آخر مع الله يجعلونه له ندا أو شريكا، وإنما يعبدون اللاهوت الذي هو في أقنوم من أقانيم ثلاثة هي باجتماعها ذات الله الواحدة في اعتقادهم - تعالى عما يقولون! فهم يطلقون لفظ الجلالة على الثالوث مجتمعا أحيانا، وعلى كل من الابن والآب والروح كذلك في أحيان أخرى! وهذا النص في الكتاب يسهل جدا أن يقول لك قائلهم ردا عليه: "لا نقصد هنا الشرك بمعنى شراكة مخلوق للخالق، كلا، ولكن شراكة الأقانيم - التي هي ذات الخالق - في ملك الخالق! "! وهذا ولا شك كلام يغني فساده عن تكلف رده، ولكن الشاهد أن الكلام له عندهم ألف تأويل وتأويل، وسيرجع الأمر في النهاية إلى عقيدة الثالوث والتي هي جماع ملتهم الفاسدة، والتي لا يحتاج إبطالها وإثبات أنهم قد أشركوا بجعل المسيح إبنا وإلها وواحدا مع الرب، إلى تكلف أي نقل من كلام فلاسفتهم اللاهوتيين ..
فأرى لك - بارك الله فيك - ألا تنشغل بالتنقيب في تلك الكتب .. فالحجة قائمة عليهم بما هو أظهر من هذا بكثير .. والمكابر المعاند الذي يصر على قبول الثالوث حتى بعد إثباتنا فساده العقلي، فإنه لن يعجز شيطانه عن تسويغ طريق فلسفي باطل لتأويل كلام هذا وذاك من قساوستهم، وتجد نفسك - أيها المناظر - في دائرة مغلقة لا داعي أصلا للدخول فيها!
وفقك الله وسددك لكل خير.
ـ[المحدث]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 03:04]ـ
جزاكم الله خيراً اخي الغالي
أما عن نصيحتك بترك التنقيب فهذا عملي وهذا بحثي
تخصصت في دراسة المسيحية من المراجع المسيحية_ لمختلف الطوائف_ المتاحة الان لانه كما تعلم يقومون باخفاء المراجع التي نستدل عليهم بها وهذا يفقد اي بحث في هذا الامر قيمته فمثلاً كتاب رحمت الله الهندي الرائع اظهار الحق، أكثر من مرجع يستند اليه المؤلف في هذا الكتاب غير موجود الان والباقي من العسير الحصول عليه،
وان كان تخصصي وبحثي الاكبر في علم النقد الكتابي والمخطوطات والترجمات والاباء والتاريخ الكنسي الا أن ذكري للمواضيع اللاهوتيه هام بالنسبة للمسلمين وهو أكثر أهميه من مجرد توظيفه للاحتجاج عليهم كذكر اعتقادهم (بموت الله) وهذا نص كلامهم ذكرته في مقال هنا علي مجلس الالوكه وهذا ذكر اعتقادهم (بالشريك)،
فان لم تستخدمه لمناظرتهم فهو لتوثيق ما نعتقده فيهم واظهاره للمسلمين تدليلاً علي بشاعة ما يعتقدوه وحماية لهم من مواجات التنصير كذا وثق بعض الاخوة عبادتهم لمريم عليها السلام،
اما عن الاقانيم فلهم فيها مذاهب شتي لكن لازم كلامهم انهم ذوات منفصلة تمام الانفصال عن بعضها فلكل منهم ارادة ومشيئة وحياه في ذاته فدعواهم الوحدانية الجامعه باطل،
ولو اننا لن نذكر الحق لان اهل الباطل لن يقروا به لما نذكر اذن عقائد المعتزلة والمتصوفه والشيعه والثنوية والمجوس وغيرهم الكثير ... الذي يملك ايضاً مهارة التأويل وتلبيس الحق بالباطل؟ ولما نبحثهم في مراجعهم ونناظرهم ونؤلف المجلدات عنهم؟ .... وجزاكم الله اخي الحبيب الغالي خير الجزاء علي وقتك وجهدك واهتمامك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 03:23]ـ
بارك الله فيك ونفع بك المسلمين
آمين.(/)
هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور؟!
ـ[سالم بن محمد العماري]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 07:55]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فقد اطلعت على كلام لأحد الفضلاء قرر فيه أن عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تصلي في غرفتها التي فيها القبور وأن فعلها هذا من باب الضرورة ... إلى آخر ماقرر ولا شك أن ماقرره يعد
شبهة للصوفية في جواز إدخال القبر للمسجد والصلاة في المقبرة وللرد على هذه الشبهة أقول:
أولا: ظاهر النصوص أن بيتها لم يكن غرفة واحدة بل كان غرفتين قطعا ويدل لذلك ماجاء عند أبي داود قال:
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَوَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَسًا بِالْمَدِينَةِ فَصَرَعَهُ عَلَى جِذْمِ نَخْلَةٍ فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ فَأَتَيْنَاهُ نَعُودُهُ فَوَجَدْنَاهُ فِى مَشْرَبَةٍ لِعَائِشَةَ يُسَبِّحُ جَالِسًا قَالَ فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَسَكَتَ عَنَّا ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى نَعُودُهُ فَصَلَّى الْمَكْتُوبَةَ جَالِسًا فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا. قَالَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ قَالَ «إِذَا صَلَّى الإِمَامُ جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا وَإِذَا صَلَّى الإِمَامُ قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَلاَ تَفْعَلُوا كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ فَارِسَ بِعُظَمَائِهَا».
قال في النهاية في غريب الأثر المشْرُبة بالضم والفتح: الغُرْفة
وقال في تاج العروس - (1/ 617)
وفي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبيَّ صَلَى الله عليه وسَلَم كَانَ في مَشْرُبَة لَه أَي كَان في غُرْفَة وجَمْعُها مَشْرَبَاتٌ ومَشَارِبُ. المَشْرَبَةُ: العِلِّيَّةُ. قال شيخنا: هي كَعطْفِ التَّفْسير على الغُرْفَة وهي أَشْهَرُ من العِلِّيَّة وعليه اقْتَصَر الفَيُّوميّ انتهى. والمَشَارِبُ: العَلاَلِيّ في شِعْر الأَعْشَى. المَشْرَبَةُ: الصُّفَّةُ وقِيلَ: هي كالصُّفَّةِ بَيْن يَدَيِ الغُرْفَة.
ويوضح ذلك أكثر ماجاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (10/ 316)
4495 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، أخبرني هشام بن سعد، عن عمرو بن عثمان بن هانئ، عن القاسم بن محمد قال: «أطلعت في القبر - قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر - من حجرة عائشة رضي الله عنها فرأيت عليها حصباء حمراء»
فقوله اطلعت في القبر من حجرة عائشة ظاهر في أن القبر في غرفة وهي في غرفة أخرى.
وفي دلائل النبوة للبيهقي - (7/ 370) قال:
2807 - وأنبأني أبو عبد الله الحافظ، إجازة، أن أبا الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى أخبره، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي، حدثنا سعيد بن أبي مريم، وأنبأني أبو عبد الرحمن السلمي، أن أبا محمد بن زياد السمذي، أخبرهم: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، حدثنا سعيد هو ابن الحكم بن أبي مريم، قال: حدثني يحيى بن أيوب، قال: حدثني ابن غزية وهو عمارة، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: كان لعائشة مشربة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد لقي جبريل لقيه فيها فرقيها مرة من ذلك وأمر عائشة أن لا يطلع إليهم أحد، قال: وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة، فدخل حسين بن علي فرقي ولم تعلم حتى غشيها فقال جبريل: من هذا؟ قال: «ابني»، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعله على فخذه، قال جبريل عليه السلام: سيقتل، تقتله أمتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمتي؟» قال: نعم، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها، فأشار جبريل عليه السلام إلى الطف بالعراق فأخذ تربة حمراء، فأراه إياها. هكذا رواه يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية مرسلا. ورواه إبراهيم بن أبي يحيى، عن عمارة موصولا، فقال: عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة.
وقوله: وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة دليل واضح على وجود غرفة أخرى.
وفي مسند أحمد بن حنبل - (6/ 202)
(يُتْبَعُ)
(/)
25701 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حماد بن أسامة قال أنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي فاضع ثوبي فأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة على ثيابي حياء من عمر
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين
فيه إشارة إلى أن لها غرفة أخرى لأنه يستحيل أن تستمر رضي الله تعالى عنها في بيتها وقد شدت عليها ثيابها.
وقد جاء صريحا عن مالك بن أنس عند ابن سعد في الطبقات الكبرى [جزء 2 - صفحة 294]
أخبرنا موسى بن داود سمعت مالك بن أنس يقول قسم بيت عائشة باثنين قسم كان فيه القبر وقسم كان تكون فيه عائشة وبينهما حائط فكانت عائشة ربما دخلت حيث القبر فضلا فلما دفن عمر لم تدخله إلا وهي جامعة عليها ثيابها. قلت وموسى بن داود الضبى، أبو عبد الله الطرسوسى، الخلقانى قال عنه الذهبي ثقة زاهد مصنف.
وفي مستخرج أبي عوانة - (1/ 313)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَهْبِيُّ، قَالَ: أنبا عَمِّي يَعْنِي ابْنَ وَهْبٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْفَأْفَاءِ الْعَلافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى شَدَّادٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ يَوْمَ تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَتَوَضَّأَ عِنْدَهَا، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ.
ومحال أن يتوضأ أخوها في حجرتها وعند القبور.
وقد جاء في مسند أبي يعلى - (7/ 357) مايدل أن لبيتها فناء:
4393 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري: أخبرني عروة بن الزبير قال: جلس رجل بفناء حجرة عائشة فجعل يتحدث قال: فقالت عائشة: لولا أني كنت أسبح لقلت له: ما كان رسول الله يسرد الحديث كسردكم إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلا تفهمه القلوب
قال حسين سليم أسد: إسناده صحيح
وجاء في مصنف ابن أبي شيبة - (2/ 300) مايدل أن لها بيتا تخلو فيه وهذا يعني وجود مكان آخر:
(8) حدثنا أبو خالد الاحمر عن ابن عجلان عن القعقاع بن الحكيم عن جدته رمثة قالت دخلت بيت عائشة كانت تخلو فيه فرأيتها صلت فيه من الضحى ثمان ركعات.
وفي شعب الإيمان للبيهقي - (21/ 179) أثر كالصريح في وجود غرفة أخرى:
9859 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الربيع بن سليمان، نا عبد الله بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، أن امرأة دخلت بيت عائشة فصلت عند بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صحيحة، فلم ترفع رأسها حتى ماتت، قالت عائشة: «الحمد لله الذي يحيي ويميت، إن هذا لعبرة لي في أخي عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان عبد الرحمن رقد في مقيل قال: فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات، فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صنع به شيء، أو عجل عليه، فدفن وهو حي، فرأت أنها عبرة لها، وذهب ما كان في نفسها»
وفي مسند أبي يعلى الموصلي - (7/ 364) انتظار أصحابه لطعام ولا يمكن أن يقال أنه ينتظر هو وأصحابه الطعام في غرفة عائشة:
3250 - حدثنا العباس، حدثنا عمران بن خالد الخزاعي، حدثنا ثابت، عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة وبعض أصحابه ينتظر طعاما، قال: فسبقتها - قال عمران: أكبر ظني أنها حفصة - بصحفة فيها ثريد وقالت: فوضعتها. قالت: فخرجت عائشة فأخذت القصعة - قال: ذاك قبل أن يحتجبن - قال: فضربت بها فانكسرت، فأخذها نبي الله صلى الله عليه وسلم فضمها - وقال بكفه - حكى عمران: وضمها - وقال: «كلوا، غارت أمكم». قال: فلما فرغ أرسل بالصحفة إلى حفصة، وأرسل بالمكسورة إلى عائشة، فصارت قضية: من كسر شيئا فهو له وعليه مثلها.
وفي الخاري ومسلم رأى البرمة تفور ثم أتي بخبز وأدم فقال ألم أر في البيت لحما ..... ولو كانت غرفة واحدة لما سأل.
ثانيا: قد استقر عند الصحابة أنه لايجوز الصلاة إلى القبر ففي صحيح مسلم عَنْ وَاثِلَةَ عَنْ أَبِى مَرْثَدٍ الْغَنَوِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا».ولو صلت رضي اللله عنها في غرفة القبر لصلت إليها.
وروى البخاري معلقا قال ورأى عمر وأنس بن مالك يصلي عند قبر فقال القبر القبر ولم يأمره بالإعادة قلت وصله البيهقي في السنن الكبرى
رابعا: أن الغرفة امتلأت بالقبور الثلاثة وماورد أنه يوجد مكان لعيسى عليه الصلاة والسلام لا يصح فكيف تصلي فيها وتستضيف فيها أبناء أخيها وأختها.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة مايؤيد ماذكرته فقال في مجموع الفتاوى [جزء 27 - صفحة 399]
مع أن قبره من حين دفن لم يمكن احد من الدخول إليه لا لزيارة ولا لصلاة ولا لدعاء ولا غير ذلك ولكن كانت عائشة فيه لأنه بيتها وكانت ناحية عن القبور لأن القبور فى مقدم الحجرة وكانت هى فى مؤخر الحجرة ولم يكن الصحابة يدخلون إلى هناك.
بل ذكر مايدل على أن الداخل لبيت عائشة لا يرى القبور فيحتاج إلى تمكين من رؤيتهن فقال في مجموع الفتاوى [جزء 27 - صفحة 324]
ففى حياة عائشة رضى الله عنها كان الناس يدخلون عليها لسماع الحديث ولإستفتائها وزيارتها من غير أن يكون إذا دخل أحد يذهب إلى القبر المكرم لا لصلاة ولا لدعاء ولا غير ذلك بل ربما طلب بعض الناس منها أن تريه القبور فتريه إياهن.
هذا ماظهر لي والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب: سالم بن محمد العماري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 08:47]ـ
بحث موفق وفوائد طيبة ..
بارك الله فيك أخي الفاضل .. ولعله أول الغيث؟
(ابتسامة)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 03:57]ـ
أحسنت.
زادك الله علما وحلما وفقها.
لكن النقطة"رابعا" هي "ثالثا".
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 04:30]ـ
بارك الله فيكم الشيخ الكريم سالم بن محمد العماري
وزادكم علماً
لكن قد يرد القبوريون بشبهة سيأخذونها من كلامك وهي:
إذا كانت عائشة تصلى في حجرة مجاورة للحجرة التى بها القبور الثلاثة فهذا لا يختلف عن المساجد ذات الأضرحة
فالأضرحة غالباً ما تكون في حجرة ملحقة بالمسجد ويجمعها سقف واحد والحجرة التى بها الضريح إذا أغلقت فأنتم تقولون الصلاة بالمسجد صحيحة ... وهذا هو الواقع في مسجد الرسول الكريم ورأيناه بأعيننا فالقبور الشريفة في حجرة منفصلة عن المسجد بباب وجدران.
فكيف نبطل لهم هذه الشبهة؟
أم أنكم تقولون لو أن أي قبر منفصل عن مكان الصلاة بجدر وباب تصح الصلاة في هذا المسجد؟
كنت أتمنى من علماء الدعوة الوهابية المباركة لو فصلوا المسجد عن القبر لئلا تكون هناك أي شبهات للقبوريين.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 06:47]ـ
أخي الحبيب، قد ابتلانا الله بضرورة توسعة مسجد الرسول عليه السلام حتى دخلت فيه القبور، وهذا لا دخل له بما هو واقع في المساجد التي بنيت أصلا لتعظيم أصحاب القبور! فالمسجد الذي بني على قبر يهدم، والذي دفن فيه مقبور، ينبش، أما مسجد النبي عليه السلام فلا بني على قبر ولا للقبر، ولا دفن النبي عليه السلام فيه! فلا وجه للقياس أصلا! وقولك حفظك الله بأن يفصل العلماء بين القبر والمسجد هذا كلام من لا يتصور الحال هناك! فالقبر لا يجوز نقله بحال من الأحوال لا لضرورة ولا لغيره، كما أن المسجد لا يمكن أن يتوسع إلا بدخول القبر فيه، وهو متوسع لا محالة! فهل يقال بأن الاشتراك في الصورة يلزم منه الاشتراك في الحكم هنا؟ كلا! لأن ثم فارقا كبيرا بين مسجد النبي عليه السلام وغيره من المساجد - خلا المسجد الحرام والمسجد الأقصى - ألا وهو فضل حرم ذلك المسجد، وضرورة توسعه هو نفسه لاستيعاب المصلين، وعدم قيام غيره من المساجد بفضله الذي جاء به الشرع! وكذا الحال في القبر، فالأنبياء يقبرون حيث يموتون ولا يجوز نقلهم! فلا اتخذ الناس قبر النبي مسجدا، ولا دفنوه في مسجده، إنما دفن في غرفة عائشة عليه السلام حيث مات!
أما ما اتخذه الناس من القبور مساجد، فهذا يكون معروفا أمره، بغض النظر هل المقبور مدفون خلف جدار القبلة أو في غرفة مجاورة أو في داخل المسجد أو غير ذلك! فهو مسجد بناه أصحابه تعظيما للقبر وصاحبه، فلا تجوز الصلاة فيه كما لا تجوز في المسجد الضرار سواءا بسواء. والعلماء جاء تفصيلهم في الحكم ما بين كراهة وحرمة الصلاة في مثل هذا لاختلاف الأحوال .. ولكن كل مسجد مبني عند قبر تقصدا لذلك القبر، فلا يجوز الصلاة فيه، وكذا المدفون فيه ميت، ولا دخل لذلك بحال مسجد النبي عليه السلام، والله أعلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 07:33]ـ
بارك الله فيكم الشيخ الكريم أبا الفداء
وجوابك فيه رد قوى لشبهتهم إلا أنهم يمكن أن يستدركوا قائلين: هب أن هناك مسجداً آخر احتجنا لتوسيعه وكان بجواره قبر غير معظم فدخل في المسجد في غرفة يحيط بها أربع جدر فهل يجوز الصلاة فيه؟؟
واسمح لي بالتعقيب على حكم الصلاة في مساجد الأضرحة فالراجح فيه البطلان كما قال ابن حزم وابن تيمية وأظن الشيخ ابن عبد الوهاب
أما توسعة المسجد فلا يلزم منها نقل القبر الشريف بالطبع بل تكون من الجهة الشرقية للمسجد كما طلب الشيخ الألبانى ومقبل الوادعى رحمهما الله وأقترح أن يوجد ممر بين الحجرة وباقى المسجد ويحيط بالحجرة ليفصلها عن المسجد فيغنينا الله عن الرد عليهم وعن عن سماع أنكر الأصوات.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 10:11]ـ
هب أن هناك مسجداً آخر احتجنا لتوسيعه وكان بجواره قبر غير معظم فدخل في المسجد في غرفة يحيط بها أربع جدر فهل يجوز الصلاة فيه؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك، نقول: كلا لا يجوز وقد تقدم أن القياس فاسد! فلولا أن انفرد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بما له من الفضل عن غيره من المساجد - خلا الحرمين المكي والمقدسي - لما احتجنا إلى توسعته على هذا النحو أصلا! ولولا أن انفرد القبر بأن المدفون فيه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما اضطررنا لإبقائه في مكانه، ولأمكن نقله إلى مكان لا تشمله توسعة المسجد! هذان قيدان لا نتقيد بهما في غير هذا المسجد! فلا المسجد هنا كغيره من المساجد ولا القبر كغيره من المقابر .. فلا قياس!
وفي جميع الأحول فينبغي أن يُعلم أن جميع ما آل إليه حال المسجد اليوم - سواء ما كان منه مشروعا أو ما كان فيه محذور شرعي - ليس هو بحجة على الشرع، إنما الشرع حجة عليه! ونحن نرى في بنيان المسجد إسرافا كبيرا في التشييد والزخرفة وكذا، - مثلا - حتى إنه ليشبه - والله - كنائس النصارى في الزخارف الذهبية والزينات البالغة الترف، وهو عين ما نهى عنه النبي عليه السلام في بناء المساجد وفي البناء بعامة! فهل يقال فلنشيد مساجدنا ولنزخرفها ولنسرف في ذلك تعظيما لبيوت الله، اقتداءا بما هو قائم في مسجد الرسول عليه السلام؟؟ كلا ولا شك! هذا البنيان القائم هناك ليس بحجة في دين الله، فالذين بنوه على نحو ما نرى ليسوا هم الخلفاء الراشدين، ولم يبنوه على هذا النحو استنادا إلى نص شرعي، بل شيدوه على خلاف النص الشرعي، فلا حجة في ذلك ولا فيما يدعون أنه إجماع سكوتي عليه! وكذا ما نراه هناك من قباب مشرفة، وقد كان النبي عليه السلام يكره القباب ويهدمها! إلى غير ذلك مما قد يكون مخالفا في المسجد، فبقاء ذلك في بنيان المسجد ليس دليلا على مشروعيته! هذا من جهة أصل الاستدلال، أعني استدلالهم بأنه ما دام هذا ما عليه الحال في مسجد النبي عليه السلام، إذا فهو مشروع في غيره قياسا!! نقول كلا، لا قياس، بل ولا يلزم أن يكون مشروعا فيه هو نفسه، والعبرة بالأدلة لا بأفعال الناس!
أما توسعة المسجد فلا يلزم منها نقل القبر الشريف بالطبع بل تكون من الجهة الشرقية للمسجد كما طلب الشيخ الألبانى ومقبل الوادعى رحمهما الله
قلت هذا محل اجتهاد سائغ، فقد يتبين أنه لا مناص من دخوله في حيز التوسعة كما هو الحال. والقاعدة أن ما كان ممنوعا سدا للذريعة فإنه يباح للحاجة.
وأقترح أن يوجد ممر بين الحجرة وباقى المسجد ويحيط بالحجرة ليفصلها عن المسجد فيغنينا الله عن الرد عليهم وعن عن سماع أنكر الأصوات.
قلت: بارك الله فيك، هذا هو ما عليه الحال هناك بالفعل! ليس ممرا ولكنه فاصل يمنع الناس من التمسح بالغرفة أو تقبيلها أو نحو ذلك ..
وإليك هذه الفائدة فتأملها: إن هذا الذي قدره الملك العليم الحكيم من جعل القبر في هذا المكان تحديدا، ومن دخوله في توسعات المسجد، إنما هو عين إجابة رب العزة لدعاء النبي عليه السلام "اللهم لا تجعل قبري عيدا"! ذلك أنه لو تصورنا وجود قبر النبي عليه السلام في أي بقعة بعيدة من بقاع الأرض بحيث لا تدخل في حرم المسجد على هذا النحو الذي تدخل به، لعظمها الناس تعظيما خاصا ولاستقلت ببدع مخصوصة يعودها الناس بها استقلالا، ولأصبح فوق القبر ضريح كبير كمراقد الرافضة، فأزمنة الجهل والبدعة التي مرت بالأمة وبأراضي الحجاز ما كانت لتنصرم إلا وقد خلفت من ورائها مثل هذا!! ولكن أجاب الله دعاء نبيه، وجعل القبر في غرفة قريبة شملها المسجد في توسعه، وأصبح الناس يصلون إلى القبلة، والقبر إلى جوارهم - ثم في وسطهم - محاط بغرفات تفصل بينه وبين ساحة المسجد، واليوم من شدة تزاحم الناس على المسجد، قد يذهب المرء للصلاة هناك ولا يتمكن - أصلا - من أكثر من مجرد المرور أمام القبر الشريف، ومن تحيته بما هو مشروع في ذلك، فما أبعد هذا عن اتخاذ القبر عيدا! أرأيت لو كان القبر بعيدا عن تلك البقعة التي شاء الله أن تغوص في توسعة المسجد، أفكان يكون الحال هكذا؟
كلا ولا شك!
فسبحان الملك الحكيم العليم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 12:00]ـ
بارك الله فيكم ...
وبخصوص هذه الفائدة:
وإليك هذه الفائدة فتأملها: إن هذا الذي قدره الملك العليم الحكيم من جعل القبر في هذا المكان تحديدا، ومن دخوله في توسعات المسجد، إنما هو عين إجابة رب العزة لدعاء النبي عليه السلام "اللهم لا تجعل قبري عيدا"! ذلك أنه لو تصورنا وجود قبر النبي عليه السلام في أي بقعة بعيدة من بقاع الأرض بحيث لا تدخل في حرم المسجد على هذا النحو الذي تدخل به، لعظمها الناس تعظيما خاصا ولاستقلت ببدع مخصوصة يعودها الناس بها استقلالا، ولأصبح فوق القبر ضريح كبير كمراقد الرافضة، فأزمنة الجهل والبدعة التي مرت بالأمة وبأراضي الحجاز ما كانت لتنصرم إلا وقد خلفت من ورائها مثل هذا!! ولكن أجاب الله دعاء نبيه، وجعل القبر في غرفة قريبة شملها المسجد في توسعه، وأصبح الناس يصلون إلى القبلة، والقبر إلى جوارهم - ثم في وسطهم - محاط بغرفات تفصل بينه وبين ساحة المسجد، واليوم من شدة تزاحم الناس على المسجد، قد يذهب المرء للصلاة هناك ولا يتمكن - أصلا - من أكثر من مجرد المرور أمام القبر الشريف، ومن تحيته بما هو مشروع في ذلك، فما أبعد هذا عن اتخاذ القبر عيدا! أرأيت لو كان القبر بعيدا عن تلك البقعة التي شاء الله أن تغوص في توسعة المسجد، أفكان يكون الحال هكذا؟
كلا ولا شك!
فسبحان الملك الحكيم العليم.
كلام مبارك وفائدة لم أقرأها في مكان آخر
عسى الله أن ينفع بها ويكتب لك أجرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بنت الخير]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 01:48]ـ
موضوع طيب
وفوائد جيدة
بارك الله فيكم
ـ[ايمان نور]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 02:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
بارك الله فيك وزادك من علمه
السؤال: هل كل بيوت النبى صلى الله عليه وآله وسلم كانت مكونة من غرفتين أى جميع زوجاته لديهن مثل أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أم ماذا؟
أرجو شرح تلك الرواية بارك الله فيكم
عن داود بن قيس قال رأيت الحجرات من جريد النخل مغشى من خارج بمسوح الشعر، وأظن عرض البيت من باب الحجرة إلى باب البيت نحواً من ست أو سبع أذرع، وأحزر البيت عشر أذرع، وأظن سمكه بين الثمان والسبع ونحو ذلك، ووقفت عند باب عائشة فإذا هو مستقبل المغرب
وماالفرق بين الحجرة والغرفة؟؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[الرجل المحترم]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 02:56]ـ
جزاك الله خيرا
هل هناك بحث كامل لنقطة ان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم به قبره وابوبكر وعمر رضى الله عنهما
او تفصيل لها
لان القبوريين عندنا يحتجو بذلك ... ويقولون يعنى الصلاة فى المسجد النبوى لاتخلوا حتى من كراهه .......
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 03:40]ـ
جزاك الله خيرا
هل هناك بحث كامل لنقطة ان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم به قبره وابوبكر وعمر رضى الله عنهما
او تفصيل لها
لان القبوريين عندنا يحتجو بذلك ... ويقولون يعنى الصلاة فى المسجد النبوى لاتخلوا حتى من كراهه .......
راجع مشاركات الشيخ أبي الفداء بدءاً من مشاركة رقم (5) وهناك بحث آخر سأضيفه لاحقاً.
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 05:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ونفع بك على هذه النقولات الماتعه الجملية ..
======
قبل فترة قرأت كلاماً نفيساً لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ يُقرّر فيه أنه إلى الآن لا نستطيع القول أن قبر النبي عليه الصلاة والسلام داخل المسجد النبوي ..
وفيه تفصيل، لعله يُفيد أخي (الرجل المُحترم):
وهذا نص كلامه:
س2/ هل صحيح أنّ النبي (بنى مسجده فوق مقبرة؟ إن كان نعم فكيف يُجمع بين نهيه (الذين اتخذوا القبور مساجد.)؟
ج/
النبي (لما بركت النّاقة في موضع مسجده الآن كان فيها مواضع قبور للمشركين، فأمر النبي (يعني بجزءٍ منه أمر بالقبور فنبشت واتُّخذ هذا المكان مسجدا.
والمقبرة إذا كانت موجودة وبُني على القبر مسجدا فهذا هو الذي جاء فيه النهي.
نبش القبور للمصلحة الشرعية هذا جائز، ولهذا النبي (امتثل الأمر وبنى في ذلك المكان مسجدا.
وإن كان يَعني بُني مسجدا فوق مقبرة كان يعني بُني المسجد على قبر النبي (فإن آخر السؤال يدل عليه، وإن كان لها حكم المبرِّئ إيش القائل بذلك وإلى آخره.
إذا كان المقصود أن النبي (بني مسجده على قبره فهذا غلط كبير، النبي (بُني مسجده في حياته، وهو لما توفي عليه الصلاة والسلام دفن في حجرة عائشة كانت ملاصقة للمسجد وليست من المسجد.
ولما احتاج المسلمون إلى توسعة المسجد لضيقه بالناس وُسِّع من الجهة الجنوبية ومن الجهة الشمالية ومن الجهة الغربية، وأما الجهة الشرقية التي فيها حجرات أزواجه عليه الصلاة والسلام ومنها حجرة عائشة بالخصوص، فما كان يؤخذ منها إلا لما احتيج، وبقيت حجرة عائشة التي فيها القبور على ما هي عليه، فكانت حجرة عائشة ليست من المسجد وإنما المسجد من جهاتها الثلاث وليست حجرة عائشة بالوسط.
وبقي المسلمون على ذلك زمانا طويلا حتى أُدخل في عصور متأخرة -أظن في الدولة العثمانية أو قبلها- أُدخل الممر الشرقي وذلك بعد شيوع الطواف بالقبور، أدخل الممر الشرقي يعني وُسِّع يعني جعل الحائط يدور على جهة الغرفة الشرقية، صار فيه هذا الممر الذي يمشي معه من يريد الطواف.
وهذا الممر وإن كان السور سور المسجد من تلك الجهة خلفه لكن ليس له حكم المسجد ولا يقال القبر في المسجد إلى الآن، ولا يقال الحجرة الآن في المسجد وإن كان ظاهرها من حيث العين أنها في المسجد؛ لكنها حكما شرعا ليست بمسجد؛ لأن الجهة الشرقية هذه الممر لا يصحّ أن يكون مسجدا شرعا، فلذلك إدخاله في المسجد باطل، ولذلك الصلاة في الجزء ذاك لا تصح، ولهذا يعمل في كثير من الأحيان أنها تسدّ وقت الصلاة، سد الجهة من ذلك الممر حتى ما يصلي المصلون من جميع الجهات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك لما جاء في التوسعة الأخيرة توسعة الملك فهد لم يبتدأ في التوسعة من أول المسجد الأصلي وإنما ابتدئ بعد نهاية القبر؛ يعني من نهاية الحجرة بكثير وبعد الباب وصار الامتداد هناك.
فإذن الواقع الآن يعني من حيث التاريخ ليس المسجد مبني على القبر، هذا أولا.
الثاني أن القبر لم يدخل في المسجد وإنما اكتنفه المسجد من الجهات الثلاثة جميعا.
الأمر الثالث الجهة الرابعة الشرقية من الحجر هذه أدخلت في عصور متأخرة لما شارع الطواف بالقبور، ولما قامت الدعوة ووصلت الدولة السعودية إلى ذاك المكان، واستفتي أئمة الدعوة في ذلك فلم يروا تغيير السور وتقطيع المسجد حتى ما تثار أشياء وإنما قالوا الوقف الجزء هذا الصلاة فيه باطلة فيمنع الناس من أن يصلوا فيه الذي هو الممر الشرقي للقبر.
فإذن من كل جهة لا ينطبق عليه أن القبر هذا في المسجد، ولا أن المسجد بني على القبر، وإنما هذا (دفن في حجرة عائشة لا في المسجد، وحجرة عائشة رضي الله عنها منفصلة عن المسجد وليست في داخل المسجد.
بقي أيضا أنه لما وُسِّع المسجد من الجهة الشمالية واشتُريت بعض حجرات النبي (؛ يعني التي هي من جهة دكة الآغوات وما هو شمال منها، كانت الحجرة حجرة النبي عليه الصلاة والسلام حجرة عائشة جُعل عليها جداران:
الجدار الأول الذي هو يفصل حجرة عائشة عن بقية الحجر هذا الجدار الأول، وهذا الجدار له صفته، يمكن تشوفونها في الخرائط موجودة.
وجعل جدار آخر أيضا مثلث؛ جعل جدار آخر بعد هذا الجدار من الجهة الشمالية صار زاوية في اتجاه السهم كأنه يتجه إلى الجهة الشمالية، فعل ذلك من فعل من العلماء في ذاك الزمان من التابعين وغيرهم حتى لا يَظن أحد أنه يمكن أن يستقبل القبر، لا يُتصور أن القبر أمامه وأنه الآن هو يستقبله، يصير فيه الآن جدران محرفة ويبعد النظر أنه يستقبل القبر.
ثم بعد ذلك عُمِل جدار ثالث، والجدار الثالث هذا طويل يعني طوله في السماء يعني ارتفاعه نحو ستة أمتار ونحو ذلك، فهو غير مسقوف أيضا.
فهذه الجدران الثلاثة فعلها المسلمون ما كون الحجرة ليست في المسجد حتى لا يظن الظان أنه إن صلى في الجهة الشمالية أنه يستقبل القبر؛ لأنه إنْ صح ذلك يقال لا نستقبل القبر مع وجود هذه الجدران الثلاث بينه وبين القبر فمعناه كل إنسان بينه وبين المقبرة جدران فإنه يستقبل القبور، وهذا لا قائل به من أهل العلم، فلهذا جعلوا هذه الجدران الثلاثة حتى لا يُتّخذ قبره مسجدا يصلى فيه ولا يصلى إليه، وحتى لا تتعلق القلوب به، ولا يوصل إلى قبره، ولا يمكن لأحد أن يخلص إلى قبره، ليس هناك أبواب وليس هناك طريق أبدا أن يخلص واحد أن يخلص إلى قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ثم بعد أزمان جُعل هذا السياج الحديدي الموجود الآن، فهو الرابع الآن، هذا الياج الحديد الرابع بينه وبين الجدار الثالث ممر، والجدار الثالث هذا هو الذي ترون عليه السترة الخضراء أظن أو شيء، وبعده جدار ثاني وبعد الجدار الثاني الجدار الأول.
وهذه الثلاثة الجدران هي التي ذكرها ابن القيم في النونية بقوله:
فأجاب رب العالمين دعاءه ## وأحاطه به ثلاثة الجدران
يعني بدعاء النبي («اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد».
المقصود من هذه المسألة من مهمات المسائل أن تكون واضحة عند طالب العلم تماما؛ لأن الشبهة بها كبيرة، والذين يرددون مثل هذا الكلام كثير.
فلهذا نقول: إن القبر ليس في المسجد، ولا يمكن لأحد أن يستقبل القبر، وإنّما قد يتّخذ بعض الجهلة أو بعض المشركين في قلبه صورة القبر ويستقبل شيئا في قلبه ويأخذ شيئا في قلبه، أما القبر فإنّه ليس وثنا ولا يمكن أن يُتّخذ وثنا وأنه محاط بإحاطات تامة إلى آخر ذلك.
والقبة الموجودة فوق سطح مسجد النبي عليه الصلاة والسلام هذه ليست على القبر بالمسامتة إنما هي على جزء كبير تشمل الجدران الأربعة كلها، ولذلك لأن قطرها كبير جدا والقبر في الداخل، وهذه القبة كانت في زمن مضى من الخشب بلون الخشب أول ما صنعها أظن المماليك، ثم بعد ذلك جعلت باللون الأبيض، ثم جعلت باللون الأزرق، وهي التي كانت في وقت الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونحوه كان لونها أزرق، ثم في آخر عهد الدولة العثمانية جُعل لونها أخضر واستمر هذا اللون.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما قيل للشيخ محمد بن عبد الوهاب أنك تقول: لو أني أقدر على قبة النبي عليه الصلاة والسلام القبة التي على قبر النبي (لهدمتها؟ قال: سبحانك هذا بهتان عظيم فما قلت هذا ولا أقوله. لأنه ما يترتب من المفاسد على إزالة هذا المنكر أكثر من المصالح، فالواجب التنبيه وتعليم الناس ودعوتهم إلى التوحيد وعدم تمكين الشرك، والنّهي عن بناء القباب على المساجد نُهي عنه سدا للذريعة، وللعلماء في ذلك كلام يعني في مسألة بقاء القبة.
المقصود أنّ هذا الذي سار عليه أئمة الدعوة رحمهم الله في هذا الشأن فرأوا أن إبقاء القبة أن هذا أمر لازم، وذلك لما أشاعه الأعداء من بُغض أئمة الدعوة وبُغض أتباع دعوة الشيخ رحمه الله للنبي (؛ بل عظّموا النبي عليه الصلاة والسلام وسدّوا كل طريق يمكن أن يؤصل ما قالوه في هذا الباب؛ يعني ما قاله الأعداء.
... إذا كان القبر في مقبرة مستقلة عن المسجد فإن الصلاة في المسجد جائزة إذا كان في القبلة، بمعنى أنه يكون للقبر سور مستقل عن سور المسجد، فإذا قال القائل لا القبر في المسجد أو هذا السور محيط، أو أن القبر واضح أنه في جهة من المسجد فهذا يدلّ على أن المسجد بُني على القبر فلذلك لا تجوز الصّلاة فيه، والصلاة فيه باطلة.
وأما إذا كان المسجد وجد أولا ثم القبر أدخل فيه، هذا يفرّق فيه ما بين إذا كان القبر في قبلة المسجد أو في مؤخرة المسجد، فإذا كان في مؤخرة المسجد فطائفة من العلماء والمشايخ يقولون: إن الصلاة فيه جائزة. وأما إذا كان في القبلة فإنّه لا تجوز الصلاة إليه؛ لأن النبي (نهى عن الصلاة إلى القبور.
فإذن هنا يفرّق في هذه الحال ما بين إذا كان المسجد جُعل على القبر؛ يعني إذا كان المسجد متأخرا والقبر أولا فيكون هذا حكم المقبرة يعني المسجد وضع على قبر فهذا الصلاة فيه لا تجوز؛ لأن هذا منهي عنه والنهي يقتضي الفساد ولعن النبي (من فعل ذلك.
وأما إذا كان المسجد موجودا ثم جُعل في طائفة منه القبر:
فأولا نقول إذا كان القبر في الأول في مقدمة المسجد فإن الصلاة محرمة ولا تجوز باطلة لأن النبي (قال «لا تصلوا إلى القبور» الصلاة إلى القبر جعل القبر قبلة باطلة.
وإذا كان القبر في مؤخرة المسجد والمسجد مبني أولا فطائفة من العلماء يقولون بصحة الصلاة فيه، يعني من علمائنا.
شرح الطحاوية 5(/)
التبرك بآثار النبي بين المشروع والممنوع ـ عايض بن سعد الدوسري
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 09:08]ـ
(المصريون): بتاريخ 27 - 2 - 2009
* (كتبَ الأستاذ (زهير كتبي) مقالة بعنوان بـ (التبرك بآثار سيدنا محمد مشروع وسنة مأثورة) ونُشرت في صحيفة الوطن السعودية في العدد (3045)، وقد أرسلتُ ردي هذا للصحيفة، لكنها للأسف لم تنشره!)
قبل أن أبدأ في التعليق التفصيلي على ما كتبه أخي الكريم (زهير)، أود أولاً أن أسجل شكري وتقديري لأخي الفاضل (زهير) على ما تضمنه مقاله من أمور صحيحة، وما فاض منه من محبة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شك أن محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فرضٌ لازمٌ لا يكون الإسلام إلا به، ومكانة نبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم لا تعدلها مكانة، وحبه مغروسٌ في أفئدة أهلِ الإيمان، تتجمل به القلوب وتتزين به الصدور، صلى الله عليه وآله وسلم.
وأعظم ما تكون هذه المحبة حين يلتزم المحب في التعبير عنها بما جاءت به سنة المحبوب صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ الاتباعُ له هو أعظم برهانٍ على محبته محبةً حقيقيةً شرعيةً. ولأجل هذه النقطة بالذات أحببتُ التعليق على بعض ما كتبه الأخ زهير وفقه الله حول التبرك بآثار النبي –صلوات الله وسلامه عليه-، فقد لحظت في كلام الأخ زهير أمرين اثنين:
الأمر الأول: أن أخي (زهيراً) يستدل بما لا يكون مطابقًا مع دليله، فأدلة التبرك الصحيح يستدل بها على التبرك الممنوع، بل أحياناً يكون الدليل معاكسًا للاستدلال، كما في قصة عمر رضي الله عنه مع الحجر الأسود، وتأتي.
الأمر الثاني: أن الأخ الكريمَ يُطلق دعاوى عريضة ومُطلقة بدون دليلٍ، فضلاً أن يكون الدليل صحيحًا، كقوله إن هذه الآثار المنسوبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، حقائق متواترة، نقلها جيل عن جيل، أو كقصة منديل المسيح عليه السلام، إلى أخر تلك الدعاوى، ولم يكلّف نفسه التحقق من صحة ذلك، مع أن القاعدة عند العلماء: (إذا كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل).
وبعد هذه المقدمة، أشرعُ -بإذن الله- في البيان التفصيلي:
أولا: لم يُنكر أحد من علماء المسلمين قاطبة أو يشك في أنَّ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو أفضل الأنبياء وسيد البشر وخاتم المرسلين، كما أنهم يؤمنون ببركته صلى الله عليه وآله وسلم، وأنَّ بركته نوعان:
النوع الأول: بركة معنويَّة، وهي نبوته ورسالته وشريعته، وما اشتملت عليه من الحق المحض، والرحمة العامة، والسعادة التامة، وأنها السبيل الوحيد إلى الفلاح والنجاح والفوز بمرضاة الله.
النوع الثاني: بركة حسيَّة، وهي بركة ذاتِه، وبركة آثاره الحسيَّة المنفصلة عنه. فمن ذلك: تكثير الطعام، ونبع الماء بين أصابعه، وإبراء المريض، وغير ذلك مما ثبت.
وأما بركة ذاته وآثاره فلم يقع خلافٌ في ثبوتها، وجواز التبرك بها، ولا شك أنه صلى الله عليه وآله وسلم مباركٌ في ذاته وأفعاله وأقواله وآثاره، وقد كان أصحابه -رضوان الله عليهم- يتبركون بآثاره أثناء حياته وبعد مماته، وقد وقع بعض ذلك تحت سمع وبصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي أقرهم على فعلهم، وكل حديث صحيح ساقه أخي (زهير) في مقاله؛ فهو من هذا القبيل، لا يتجاوزه، ولهذا فلا خلاف حول هذه المسألة بالتحديد.
فالصحابة رضوان الله عليهم، كما ثبت في الصحيح، قد تبركوا بمسح يده الشريفة الطاهرة أو غمسها في الماء رجاء بركتها، وتبركوا بشعره، وريقه، وعرقه، وما فَضُلَ من ماء وضوئه، أو بما لبسه من الثياب، أو ما فَضُلَ من طعامه وشرابه، وكان ذلك وقت حياته صلى الله عليه وآله وسلم.
أما بعد مماته، فقد ثبت في الصحيح، أنَّ الصحابة رضي الله عنهم تبركوا ببقايا الآثار الحسيَّة المنفصلة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كخاتمه، وبرده، وسيفه، وعصاه، وشعره، وثيابه، وآنيته، ونعله، وما شابهها.
ولذا فإن التبرك بآثار النبي، صلى الله عليه وآله وسلم مشروعٌ، فعله الصحابة، ومن بعدهم التابعون لهم بإحسان، لأن بركة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، باقيةٌ في آثاره، وعلمنا مشروعية ذلك بما صح من الروايات التي نقلت لنا فعل الصحابة وإقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما فعلوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الأمور ليست كنوزًا مجهولةً مدفونة في أمّهات الكتب، بل هي معروفة ومنشورة ومشتهرة عند طلاب العلم، يَدرُسونها ويُدرِّسونها، لكنهم يفهمون المقصود منها فهمًا صحيحًا.
ثانيا: إذا ثبت أن التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشروع؛ فلا بد من التنبه للنتيجة العملية الواقعية للمسألة، وهي: هل بقي للمسألة وجود في الواقع؟ بمعنى: هل يثبت الآن صحة أي أثر من الآثار التي يُقال إنها من الآثار النبوية؟ ذلك لأن المسألة شرعية، فلا بد من التثبت فيما يُقال إنه من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنحن أمة إسناد وتثبت، وكما جاء الوعيد في نسبة القول الذي لم يقله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إليه؛ فكذا الأمر في نسبة فعلٍ أو أثرٍ له وهو ليس كذلك، وكما يُعرفُ ثبوت الحديث الشريف بأدلة وضوابط حدَّها علماء الحديث الأجلاء، فكذا لا بد من ثبوت ما يُزعم أنه من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأدلة وبراهين، و إلا جاز أن يَنسِبَ كلُّ أحدٍ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يشاء من الآثار والأغراض للاتجار، أو نحوه من الأسباب.
فالكذبُ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم جريمة شنيعة، وموبقة عظيمة، وكما كُذِبَ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله وفعله وفي الانتساب إلى نسبه الشريف: كذلك كُذِبَ عليه بادعاء آثارٍ له، وهي ليست كذلك في الحقيقة.
فالذي عليه العلماء المحققون سواءً المحدّثين المتثبتين أو حتى الآثاريين أنه لا يثبت شيء من ذلك اليوم! كما ستأتي النقول.
وقد كان الذين كانوا يملكون شيئًا من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ضنينين بما عندهم، فلم يكونوا يُؤثرون به غيرهم، ومنهم من كان حريصًا على أن تُدفن معه تلك الآثار، كما ثبت في صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أنَّ الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بردته إنما سألها ليجعلها كفًا له إذا مات، فذهبت بدفنه.
وكما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى مُغَسِّلة ابنته زينب -رضي الله عنها- إزاره كي تضعه على جسد ابنته في قبرها.
وقد رُويَ أنَّ بعض الصحابة والتابعين الذين كانوا يمتلكون شيئًا من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم جعلوها معهم في قُبورهم تبركًا بها، كما رُوي عن معاوية –رضي الله عنه-، وكما رُوي عن الإمام أحمد رحمه الله.
وبعضُ آثاره، صلى الله عليه وآله وسلم، قد ثبت أنها فُقِدت، كما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن خاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقع من عثمان –رضي الله عنه- في بئرٍ في المدينة يُدعى (أريس).
أيضًا نقلت كتب التاريخ، الاختلاف الكبير في مصدر البردة والقضيب، أما مصيرهما، فمنهم من قال إنها فُقدتِ بدفنها مع معاوية –رضي الله عنه-، ومنهم من قال إنها من ضمن ما أحرقه التتار في بغداد سنة 656هـ، وأنها تلطخت بدم الخليفة العباسي المقتدر حينما داسه المغول بأحذيتهم حتى مات من الرفس، وأخذ هولاكو البردة والقضيب وأحرقهما وذر رمادهما، كما نقل ذلك السيوطي في كتابه كتاب تاريخ الخلفاء، والبغدادي في خزانة الأدب، والقرماني في تاريخ الدول. وكذلك نقلت كتب التاريخ ضياع (نعلين) يُقال أنهما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في فتنة تيمورلنك سنة 803 هـ.
ولذلك علق العلامة والمؤرخ (أحمد تيمور باشا) في كتابه (الآثار النبوية) على ما يُوجد من آثار نبوية في (اسطنبول) بقوله: (لم نر أحدًا من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي، فالله سبحانه أعلم بها، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب، ويتنازعها من الشكوك). وعلق أيضًا على موضوع الشعرات المنسُوبة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: أنه من الصعوبة معرفة الصحيح منها من الزائف!
ويقول خبير الآثار العالمي الشهير أ. د. عفيف البهنسي: إنه تمت دراسة الآثار التي يقال إنها نبوية في متاحف اسطنبول والنتيجة أنه لا يُمكن إثبات أي شيء منها تاريخيًا، حتى ما يُنسب للصحابة الكرام، وغاية الأمر أن النادر منها يُمكن أن يرقى زمنياً للقرن الأول، دون أن يوجد أي إثبات أثري وتاريخي أنها لفلان من الناس دون غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال المحدث الألباني، وهو المعروف بتبحره في علم الحديث: (ونحن نعلم أن آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ثياب، أو شعر، أو فضلات: قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين).
ومما أدلة ذلك ما يُزعم أنه أثر قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض البلدان الإسلامية، حيث قام العلامة المؤرخ (أحمد تيمور باشا) بالمقابلة بين تلك الآثار، ووجدها سبعة أحجار، لا يشبه أحدها الآخر، لا في الصورة أو المقدار أو الحجم!!
وهذا واقع يدركه الباحث المنصف، خلافًا لما ذكره أخي (زهير) حين قرر أنَّ الآثار النبوية الشريفة اليوم هي حقائق لا يمكن للأيام والسنين محوها، وأنَّ المسلمين حفظوها في قلوبهم وأرواحهم .. إلخ. وهو كلام غير علمي.
وقد اختلف العلماء والمؤرخون في تعيين مكان ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تُوجد أدلة صحيحة يمكن التعويل عليها في إثبات ذلك. فقد قال المؤرخ (أبو سالم العياشي) في (الرحلة العياشية): (والعجب أنهم عيّنوا محلاً من الدار مقدار مضجع، وقالوا له: موضع ولادته صلى الله عليه وآله وسلم، ويبعد عندي كل البعد تعيين ذلك من طريق صحيح أو ضعيف).
وقال المؤرخ (حمد الجاسر): (هذا الاختلاف في الموضع الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يحمل على القول بأن الجزم بأنه الموضع المعروف عند عامة الناس باسم المولد، لا يقوم على أساس تاريخي صحيح).
واختلاف العلماء في موضعٍ مثل هذا، يدل دلالة قطعيَّة على عدم اهتمام الصحابة والتابعين بتلك المواضع، وإلا لو كانت محل زيارة وعناية لما خفيَّ الموضع ألبتة.
ومما يدل دلالة برهانيَّة: ما ثبت في الصحيحين، عن طارق بن عبدالله، أنه قال: (انطلقتُ حاجًا، فمررتُ بقوم يصلون. قلتُ: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيعة الرضوان. فأتيتُ سعيد بن المسيب فأخبرته. فقال سعيد: حدثني أبي، أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجر، قال: فلما خرجنا من العام المقبل أنسيناها فلم نقدر عليها. فقال سعيد: إن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يعلموها، وعلمتموها أنتم! فأنتم أعلم؟!).
وكما ثبت في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر أنه قال: (رجعنا العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها! كانت رحمة من الله).
فهذا يدل دلالة واضحة جدًا أن هذا الموضع مع أهميته العالية، ومناسبته الشريفة جدًا، ومع كونه في طريق حجهم وعمرتهم، ومع كونهم شهدوا الموضع وهم أعدادٌ غفيرة، إلا أن جمهور الصحابة لم يعرف الموضع، واختلط عليهم، فإذا كان ذلك في مثل هذا الموضع الشهير ولهؤلاء: فكيف بغيره من المواضع ولغيرهم؟
قال الإمام النووي الشافعي: (قال العلماء: سبب خفائها؛ أن لا يُفتن الناس بها، لما جرى تحتها من الخير ونزول الرضوان والسكينة).
ومع ذلك، فإنه لما نسبَ بعضهم مكاناً للشجرة، وأخذوا يأتونها للتبرك، وبلغ ذلك الفاروق رضي الله عنه: أمر بقطع تلك الشجرة، قطعًا وحسمًا لأي موضعٍ أو مادة تُفضي إلى الشرك.
وكمثال واقعي على تخبط العوام اليوم وعدم الاعتداد بما يُشتهر عندهم: أنه تُتداول صورة مشتهرة يُزعم أنها صورة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من داخل الحجرة، ويعلّقها وينشرها كثيرون مصدقين ما قيل لهم، ويعتزون بها، وهي في الواقع صورة قبر جلال الدين الرومي الصوفي في قونية بتركيا! لكن العوام -بل حتى بعض الخواص- لا يتثبتون كما أمر الشرع! ورسخ عندهم أنها من الحقائق على تعبير الأخ المكرم زهير!
ثالثا: وهنا نأتي لما احتج به الأخ الفاضل (زهير)، فنقول: أما ما احتج به من فعل عبدالله بن عمر –رضي الله عنه- الذي كان يتتبع مواضع وأماكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا يصح الاحتجاج به، لأنه كان يفعل ذلك متابعة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس تبركًا بتلك الأماكن التي لم يقصدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذاتها أو لبركة فيها، بل من غير قصد. وقد اشتهر عبدالله بن عمر بحرصه على متابعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل شيء، فلم يكن يفعلها طلبًا للبركة في تلك الأماكن، بل كان يفعل ذلك لشدة حرصه على متابعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يدل عليه ما رواه المعرور بن سويد، بإسناد صحيح على شرط مسلم، حيث قال: (خرجنا مع عمر بن الخطاب، فعرض لنا في بعض الطريق مسجد، فابتدره الناس يصلون فيه، فقال عمر: أيها الناس، إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا، حتى أحدثوها بِيَعاً، فمن عرضت له فيه صلاةٌ فليصل، ومن لم تعرض له فيه صلاة فليمض).
وقد ثبت في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)، وفي آخر صحيح: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ).
وأما استدلال الأخ (زهير) بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إني أعرف أنك حجر لا تضر ولا تنفع لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك). فإنه استدلالٌ على عكس مقصود عمر، إذ أن الحجر مما مسته يد الأنبياء، كما مسته يد نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك قبّله بفمه الشريف، فلو كان ذلك يقتضي البركة، لكان تقبيل الحجر لسببين: البركة فيه، ولأجل الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والذي أثبته عمر إنما هو المتابعة، ونفى غيره، وهذا ما يُبطل استدلال الأخ (زهير) به، بل هو على عكس مراده، فعمر –رضي الله عنه- نفى أن يكون تقبيل الحجر من أجل البركة، وأثبت أن الأمر مجرد عبادة واتباع وانقياد لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ويجب أن يسأل الإنسان نفسه: لماذا خصَّ عمر –رضي الله عنه- هذا الاستثناء بالحجر الأسود دون سواء؟ أليس في هذا الدليل أن المسألة مسألة عبادة ومتابعة، لا مسألة تبرك؟ لذلك اتفق العلماء على أنه لا يشرع استلام وتقبيل مقام إبراهيم –عليه السلام-، مع أنه موضوع قدمي الخليل عليه السلام، فكيف يُشرع التبرك بما لم يثبت ببرهان أنه من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو بما لم يقصده النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذاته؟
قال الإمام النووي الشافعي: (لا يُقبّل مقام إبراهيم ولا يستلمه، فإنه بدعة).
وروى ابن جرير عن قتادة قال: إنما أمروا أن يصلوا عنده، ولم يؤمروا بمسحه. ولقد تكلفت هذه الأمة شيئاً ما تكلفته الأمم قبلها.
يقولون هذا في المقام، مع أنه مقامُ نبيٍ من أنبياء الله –تعالى-. وقد قال ابن القيم في زاد المعاد: (ليس على وجه الأرض موضعٌ يُشرع تقبيله واستلامه، وتُحط الخطايا والأوزار فيه؛ غير الحجر الأسود، والركن اليماني).
وقال الإمام النووي: (يكره مسحه –أي قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم- باليد وتقبيله، بل الأدب أن يبتعد منه كما يبتعد منه لو حضر في حياته صلى الله عليه وآله وسلم، هذا هو الصواب، وهو الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه، وينبغي أن لا يُغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك .. ومن خطر بباله أن المسح باليد ونحوه أبلغ في البركة، فهو من جهالته وغفلته، لأن البركة إنما هي فيما وافق الشرع).
ولو جاز التقبيل والتمسح بكل ما مسَّه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، لرأينا الصحابة -رضي الله عنهم- يتمسحون بجدران بيته والأماكن التي مسّها صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا ما لم يُنقل ألبتة لعدم حصوله. ثم التقبيل والتمسح إنما يُفعل كعبادةٍ، والعبادة لا بد لها من دليل، مثلها مثل الطواف والسعي.
ولو جاز جعل القبر محلاً للتقبيل والتمسح والتبرك والطواف: لكان عيدًا يقصده الناس للاجتماع والتعظيم، وطلب الحاجة، وهذا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تجعلوا قبري عيدًا، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم).
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). قالت عائشة رضي الله عنها: (لولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خَشي أو خُشي أن يُتخذ مسجدًا).
ولذلك لم يثبت أن أحدًا من الصحابة أو من التابعين لهم بإحسانٍ قد تبركوا بقبر النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أو أمروا بذلك، بل كانوا ينهون عن ذلك.
ومما استدل به الأخ (زهير) قصة (منديل المسيح) ووصفها بأنها رواية رائعة. أقول: ما هكذا يستدل أهل العلم، فإن هذه القصة باطلة، ولا أساس لها من الصحة، حيث أن المؤرخ (حسين الديار بكري) ساقها في كتابه (تاريخ الخميس) من غير سندٍ أو مصدرٍ، مع أن ما بينه وبين الحادثة نحو ثمانمائة سنة، هذا أولاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الثاني: أن القصة لو صحت لا دلالة فيها على اهتمام المسلمين بذلك المنديل، وبل فيها دلالة اهتمام الكفار بذلك، وهذا ليس حجة في دين المسلمين.
الثالث: أننا أمام أمرين اثنين: إما أن المنديل ثبتَ أنه للمسيح عليه السلام أو لم يثبت، فإن كان لم يثبت فلا دلالة في القصة إلا على تعظيم الكفار لمثل هذه الأمور، فهو دليل ضد الأخ زهير لا معه. وإن ثبت أنه منديل المسيح فدلَّ على تفريط المسلمين بآثار الأنبياء الثابتة، وتسليمها للكفار، وهذا يخالف كلام الأخ (زهير) من أنَّ المسلمين حفظوها في قلوبهم وأرواحهم، وعاشوها في حياتهم، ثم قاموا بنقلها تامة لتحفظ في عقول الأجيال!
أما قول الأخ (زهير): (والتبرك لا يعني الشرك، بل إنه لا يؤدي إلى الشرك كما يخاف ويظن البعض، فالعقيدة الإسلامية راسخة في القلوب والعقول).
إن كان يقصد التبرك المشروع الذي تقدم شرحه فصحيح، وإن كان يقصد التبرك الممنوع، فهذا مخالفٌ للواقع المشاهد والمسموع الذي يعرفه كل من له أدنى اطلاعٍ على أحوال الناس، فقد رأيتُ بنفسي في مصر -في مكانٍ يُزعم أنه قبر رأس الحسين رضي الله عنه- الناس يطوفون على القبر كالكعبة، ويستلمون إحدى زواياه بالتكبير، ثم يطوفون عليه، ويتمسحون به، ويدعون الحسين باسمه أن يشفي مرضاهم ويُغني فقراءهم، فلما أنكرتُ عليهم ذلك، قال لي أحد سدنة القبر، مستدلاً على صحة فعلهم، وفاسد قولي: إنه شاهد يد الحسين عيانًا بيانًا تُسلم عليه وتُقره على فعله ذلك!
ويمكنك أن تشاهد القنوات الفضائية، أو المقاطع المرئية على الإنترنت، لترى حجم البدع والشرك والانحراف الذي وقع فيه كثيرٌ من المسلمين، فقد رأيناهم وسمعناهم يزعمون أن الولي الصالح أو الإمام هو الذي يخلق ويحيي ويميت ويقبض الأرواح، ويجري السحاب ويهزم الأحزاب، وغير ذلك مما تشيب له رؤوس الأطفال!
قال الإمام الشوكاني: (وكم سرى عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكي لها الإسلام، منها اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام، وعظم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضر، وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم).
وإن أردتَ شهادةَ من غير أهل السنة، فعليك بما كتبه آية الله العظمى (محمد الخالصي) في كتابه (علماء الشيعة) أو في رسالته إلى (رئيس الحكومة الإيرانية) حيث بيَّن أنه ما من مدينة أو قرية في إيران إلا ويوجد فيها قبر أو شجرة أو صخرة يقدسها الناس، ويلجؤون إليه في قضاء حوائجهم.
بل اقرأ كتب الصوفية وكراماتهم والتراجم المتأخرة وستتكرر أمامك كثيراً عبارة: وقبره تُقضى عنده الحاجات، وتفرّج فيه الكربات! وقبره ظاهر يُزار ويُتبرك به! وأشد من ذلك!
ولا أدري لو أن الأخ زهيراً رأى عمرَ بن الخطاب –رضي الله عنه-، وهو يقطع تلك الشجرة حتى لا يفتتن الناس بها، فهل سيعترض عليه، ويقول: إن العقيدة الإسلامية راسخةٌ في القلوب والعقول؟!
أما قياسُه ثبوت مواقع بعض الآثار المزعومة بموضع (إبليس) – كما تسميه- فقياس غير صحيح، لأننا عرفنا مواضع الجمرات وغيرها: من فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يُؤدي المناسك و يحدد المشاعر، فهذا دينٌ أُخذ من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي أمرنا بذلك، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: (خذوا عني مناسككم)، فعرفنا بها ثبوت مواضع المناسك بصورة قطعية. وليس هناك نقلٌ ثابتٌ من وقت خليل الرحمن –عليه السلام- إلى اليومَ يمكن التعويلُ عليه في إثبات تلك المواضع التي وقف فيها إبليس.
أما الاستدلال بأقوال علماء النفس والاجتماع، فليس بحجة في العقيدة والدين، فالدين يُؤخذُ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وليس علم النفس حجة في الدين والعقيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أنه لا يجوز الاحتجاج في العقيدة الإسلامية بما فعله الفراعنة واليهود والنصارى والوثنين، كيف ذلك ونبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، كما رواه البخاري، قال: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لسلكتموه). وكذا قال صلى الله عليه وآله وسلم، كما رواه البخاري أيضًا: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها، شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع. فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك). بل ذلك عين المخالفة للحديث الصحيح: (لا تُطْروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم)!
ولذا، فنحن نفتخر ونعتز ونتبرك باتباع سنة نبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، وما ثبت عنه، وما فعله الصحابة رضوان الله عليهم، ولا يسعنا إلا أن نتبعهم شبرًا بشبر. ولذا فنحن نؤمن بالتبرك الذي دلَّ عليه النقل الصحيح، كالتبرك بتلاوة القرآن الكريم، وذكر الله، والتبرك بذات النبي في حياته وبما ثبت من آثاره المنفصلة عنه، ونتبرك بدعاء الصالحين لا بذواتهم أو آثارهم، ونتبرك بشرب ماء زمزم، ونحوه مما أرشدنا النص الصحيح إليه، فهذه عبادة، والعبادة توقيفية لا اجتهاد فيها ولا قياس.
وكذلك نؤمن ببركة ما ثبت في الصحيح، كبركة مكة والمدينة، والأقصى، والشام، واليمن، وبركة عجوة المدينة، وبركة شجرة الزيتون، والنخلة، وبركة اللبن، وبركة السحور، وبركة المطر، وبركة الخيل، إلى آخر ما ثبت. وبركة بعض الأزمان؛ كأيام رمضان، والعشر من ذي الحجة، وأيام التشريق، وليلة القدر، ويوم الجمعة، وبركة الثلث الآخير من الليل، وغيرها.
نأخذ كل ذلك من قوله وفعله صلى الله عليه وآله وسلم، وفعل أصحابه رضي الله عنهم، لا من الفراعنة أو الوثنيين واليهود والنصارى!
رابعاً: بعد اتضاح الموضوع للمنصف المتّبع للدليل الصحيح فلا بد من بيان نقطة أخرى مهمة جدًا تتصل بالمقام، وهي: أنه لا يوجد شخصٌ يساوي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو يُدانيه في الفضل، ولذا فإن بركة ذاته وأفعاله وآثاره خاصةٌ به صلى الله عليه وآله وسلم، ليست لأحدٍ غيره، ونحن إنما علمنا مشروعية التبرك بذاته وآثاره صلى الله عليه وآله وسلم من فعل الصحابة -رضوان الله عليهم- ومن إقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم بذلك واستحبابه ذلك، ومن الطريق نفسه علمنا عدم مشروعية التبرك بغيره؛ علمناه بما صحَ عن الصحابة رضوان الله عليهم. فهذا الأمر دين، والدين يُؤخذ بالنقل الصحيح، وليس بالأقيسةِ أو استحسان العقل، فالأصلُ في العبادات أنها لا يُشرع منها إلا ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والدين قد تمّ وكَمُل بنص الآية الكريمة، ولم يبق فيه مجالٌ لمستدرك.
فلم يُنقل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر أو استحب لأصحابه التبرك بذات غيره أو آثاره، ولم يُنقل أن أحدًا من الصحابة –رضي الله عنهم- تبرك بذات غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو آثاره، لا في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا بعد مماته.
كذلك لم يتبرك أحد من الصحابة بأصحاب السبق والفضل فيهم، كالخلفاء الأربعة، أو العشرة المبشرين بالجنة.
قال الإمام الشاطبي في كتابه (الاعتصام) عن الصحابة: (لم يثبت لواحد منهم من طريق صحيح معروف أن متبركًا تبرك به على أحد تلك الوجوه أو نحوها -يعني التبرك بالآثار- بل اقتصروا فيهم على الاقتداء بالأفعال والأقوال والسير التي اتبعوا فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهو إذن إجماعٌ منهم على ترك تلك الأشياء).
ثم بيَّن الإمام الشاطبي سبب إجماع الصحابة على ترك التبرك بغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنهم اعتقدوا فيه الاختصاص، وأنَّ من تبرك بغيره فهو مُبتدع.
وقد أكد الإمام ابن رجب على أنَّ التبرك بالآثار إنما كان يفعله الصحابة مع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يكونوا يفعلونه مع بعضهم، ولم يكن يفعله التابعون مع الصحابة.
قال ابن رجب: (دل على أن هذا لا يُفعل إلا مع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي الختام نسأل الله الهداية والتوفيق والسداد لجميع المسلمين، وأن يجعلنا ممن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم الاتباع الكامل فأحبه الله وغفر له، كما قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)، آمين.
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 03:18]ـ
رد موفق للغاية
بارك الله فيكما
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 01:03]ـ
الأخ الفاضل / جمال الجزائري
وفيك بارك الله(/)
رؤية أخرى في وطنية (حسن الصفار)!!! للكاتب عبدالله زقيل
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 11:56]ـ
رؤية أخرى في وطنية (حسن الصفار)!!!
في ظاهرة ليست بدعاً من أفعال الشيخ الداعية الشيعي " حسن بن موسى الصفار " الذي أخذ على عاتقه فيما تبقى من حياته الجديدة في رفع عقيرته السلمية من خلال نوافذ التعايش السلمي الطائفي والانفتاح والوحدة والتآلف وحماية الأمن والتسامح وثقافة الاختلاف والحوار والعلاقة الأفضل ... الخ أسماء كتبه ومؤلفاته البراقة ذات اللون الوردي الجميل الرائق!
يعلم الجميع من هو الشيخ حسن الصفار، فلا داعي لفتح صفحات صفراء لربما هو لا يحب نبشها وإثارتها، لحرصه الشديد على شخصيته المتزنة عند البعض .. ولكن ما باله الآن يتناسى كل هذا ويتجاهله عندما يعلن موقعه " الموالي " شبكة راصد الإخبارية:
الصفار يطالب بإطلاق محتجزي «اعتصام البقيع» .. ومحاسبة المتسببين
انتقد الشيخ حسن الصفار التغاضي الحكومي ازاء ممارسات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحق الشيعة مطالبا العاهل السعودي بوضع حد لتلك الممارسات واطلاق المحتجزين على خلفية "اعتصام البقيع" في المدينة المنورة.
وانتقد الصفار في تصريح نشره موقعه الالكتروني ما وصفها بممارسات التشدد والإهانة التي يواجهها الزائرون الشيعة على يد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدينة المنورة.
موجها في الوقت نفسه نقدا ضمنيا لتغاضي الحكومة السعودية عن ممارسات "الهيئة".
كما دعا في تصريحه الملك عبد الله لوضع حد لتلك الممارسات "التي كان آخرها التعرض لحشد من الزائرات الشيعة من القطيف والأحساء بالإهانة والهتك وهن في رحاب تلك البقعة المقدسة".
وإلى جانب ذلك طالب الصفار بإطلاق سراح المواطنين الشيعة المحتجزين في أعقاب "اعتصام البقيع" ومحاسبة الجهات التي تسببت في ما حدث.
مبديا قلقه من تلفيق التهم لأولئك الموقوفين وتبرئة المعتدين على حد تعبيره.
وأشار إلى أن تعامل "الهيئة" مع ضيوف رسول الله وزائري البقيع ومقابر شهداء أحد يتنافى مع أخلاق الإسلام وحقوق الإنسان والتوجهات التي يتبناها الملك في الحوار الوطني والإسلامي وحوار الأديان.
مضيفا أنه "غالبا ما يواجه الزائرون هناك بالغلظة والشدة ويخاطبون بألفاظ نابية وتؤخذ من أيديهم كتب الزيارة والدعاء، وتفتعل لهم المشاكل".
كما انتقد إحالة الزائرين الى المحاكم الشرعية ليعاقبوا بالسجن "بتهم ملفقة كما حصل مرارا وتكرارا" لمواطنين شيعة من أهالي المدينة المنورة والأحساء والقطيف.
واعتبر الصفار أن هذا النوع من الممارسات تجعل مواسم الحج والعمرة والزيارة عرضة لحدوث التوترات المذهبية والطائفية وتشوه سمعة البلاد أمام ضيوف الرحمن الذين تبذل الحكومة جهودا مكثفة لرعايتهم.
______________________________ _______
وبعد .. فنقول: إن المتأمل لهذا المطلب ليحسب من الوهلة الأولى أنه خطاب موجه من وزير دولة داخلي أو رئيس مجلس الشورى لجناب ملك المملكة العربية السعودية!
فمطالبة وانتقاد وكأن الأمر بيده هو .. نعم الذي بيده هو كف بني قومه من الرعاع الذين استجابوا لنداء الزعيم السياسي العراقي .. مقتدى الصدر، الذي نقل عنه التلفزيون الرسمي العراقي (العراقية) وسمه حكام السعودية (بالوهابية والنواصب) يعني " كفار خالدون في النار " بمعتقدهم الإمامي!!
هذا الرجل دعا للضغط على السعودية في أمر يخص معتقده هو بشأن مقبرة البقيع وهو تهيأتها بالذهب والفضة والألماس وبناء القباب ووضع السدنة من الشيعة عليها لإجراء طقوس شركية تخالف معتقد هذه البلاد المباركة ومنهج قادتها – وفقهم الله – وقد سارع هؤلاء المساكين بدفع من قادتهم في الداخل والخارج للتجمهر أمام البقيع وإحداث الفوضى والشغب وإعلان التمرد والعصيان أمام قوات الأمن!
فنقول: أين كلماتك أيها الصفار لتحذير الشيعة في الداخل من المساس بأمن الوطن وأمانه والعبث بمقدراته أو على الأقل حثهم على التزام التقية التي هي " تسعة أعشار الدين " بل رأينا العكس تأييدهم وحثهم ودفعهم على المواصلة وأخذ حقوقهم! حتى حدى ذلك أحد الشيعة المعلقون على مقال الصفار بأن كتب وأنقله بنصه:
الشيخ الصفار استنكر الحدث أين بقية العلماء
أين حماة العقيدة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أين المدافعين عن الحق؟
حتى مجرد بيان لم يخرج منهم عجبي!!
نعم حُق له أن يستنكر جرأة الصفار في حدث يعتبر استجابة لقيادات خارجية في العراق وإيران!
والشيخ الصفار يعلم الحملات الشرسة التي يقودها الشيعة ضد أمن المملكة من قريب أو بعيد، فموقعه الموالي (شبكة الراصد الإخبارية) أرشيف ضخم لقاموس تشويه سمعة المملكة التي يرعون من خيراتها!
وكذا بقية المواقع التي للشيخ الصفار معرفة بها!
والسؤال الذي يسدح نفسه: هل للصفار مقال واحد أو بيان واضح في نقد تصرفات بني قومه حيال هذه الدولة التي أعادته آمنا هو ومن يعول؟؟!!
وانظر هذا الخبر الجديد:
المقال نشر في موقع ولي عصر التابعة لآية الله قزويني احد مراجع قم ونشر في كثير من المواقع الآخبارية في ايران
تاريخ الشاه بهلوي (ملك إيران) يعيد نفسه و الحكومة الاستبدادية السعودية تتنفس آخر أنفاسها
التاريخ مليء بالتحولات و التكرارات و عجلة الأيام تدور التي تجلب إليها ذهن كل إنسان عاقل و ذكي.
بإمكاني أن أضرب لكم أمثلة كثيرة على هذه التحولات التاريخية و لكن في هذه المقالة أريد أن أشير إلى الأساليب الحكم المفرط في الاستبداد الذي انتهجته حكومة الشاه محمد رضا بهلوي في تلك الأيام و ينتهجه الآن حكومة السعودية في هذه الأيام و أقارن بين سياساتهما الاستبدادية لإظهار وجه التشابه بينهما.
الحكومة البهلوية حكمت إيران لسنوات عديدة و كانت لها دورا فاعلا و حيويا في تحقيق أهداف أمريكا و الإنجليز الاستعمارية، و للنيل من بلوغ هذه الأهداف لم تتردد في صرف الظلم بحق الشعب هذه من جهة و من جهة أخرى مهدت الفرص للفرق الضالة كالبهائية بممارسة أنشطتها و فرضت القيود على الفعاليات الإسلامية. و نتج عن هذه الأوضاع المأساوية قيام الثوار للنيل منها فاتخذوا كل مكان يقيمون فيه موضعا للانطلاق و القيام ضد الحكومة و الدور البارز و المباشر لبعض الأفراد كالإمام خميني كان له أثر إيجابي في نفوس الشعب و الدافع الأساسي لقيامهم ضد الحكومة واستمرارهم في النضال.
في المقابل لم يبق لشاه بهلوي إلا أن ينتهج أحد خيارين، الأول- جرف و وأد الثورة و الخيار الثاني إجراء إصلاحات لمنفعة الشعب.
والهدف من كتابة هذه المقالة هو الإشارة إلى الخيار الثاني و هو إجراء الإصلاحات التي أجراها الشاه بهلوي بهدف تهدئة غضب الشعب، و بهذه السياسة الماكرة أراد أن يخدع الشعب و لكن في الحقيقة هو كان يخدع نفسه لأن الناس الذين تتلمذوا على أيد المفكرين و العلماء في الحوزات و الجامعات لا يخدعون بهذه السهولة بل كانوا يدركون أن هذه من مكائد الشاه و مؤامراته.
• فالهدف من هذه الإصلاحات كان واضحا وضوح الشمس فحكومة الشاه محمد رضا كانت تتنفس أنفساها الأخيرة فاضطر الشاه إلى اتخاذ هذه القرارات خوفا على سلطته و ليس بدافع الحب و ثقته بالشعب لأنه لم ينفذ رغبات و أماني الشعب أبدا.
و الآن في عام 1430 و بعد مرور عدة سنوات على سقوط نظام الشاه نتذكر تلك الأيام التي شهدنا فيها هروب الشاه ... و نفتخر الآن بحكومتنا الغالية التي تتقدم نحو الازدهار و التمدن
ونحن هنا في انتظار تعليق الصفار ودفاعه عن حكومته وبلاده!!
أم أن له رؤية أخرى في وطنيته؟؟
عبدالله بن محمد زقيل
كاتب وباحث شرعي
zugailamm@gmail.com
خاص بصحيفة (سبق) الالكترونية
(منقول من صحيفة سبق الالكترونية)
http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=235
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 01:05]ـ
والسؤال الذي [ color="red"] يسدح نفسه ........
هذا خطأ في الكلمة غير مقصود طبعا، ولكن كلمة "يسدح" في لهجة أهل الخليج بمعنى يطرح!! وله أصل في لغة العرب، قال في "اللسان":
(السَّدْحُ ذَبْحُك الشيءَ وبَسْطُكَه على الأَرض وقد يكون إِضْجاعَك للشيءٍ وقال الليث السَّدْحُ ذَبْحُك الحيوان ممدوداً على وجه الأَرض وقد يكون إِضْجاعُك الشيءَ على وجه الأَرض سَدْحاً نحو القِرْبة المملوءة المَسْدوحة .. ) اهـ.
المقال نشر في موقع ولي عصر التابعة لآية الله قزويني احد مراجع قم ونشر في كثير من المواقع الآخبارية في ايران
تاريخ الشاه بهلوي (ملك إيران) يعيد نفسه و الحكومة الاستبدادية السعودية تتنفس آخر أنفاسها
التاريخ مليء بالتحولات و التكرارات و عجلة الأيام تدور التي تجلب إليها ذهن كل إنسان عاقل و ذكي.
بإمكاني أن أضرب لكم أمثلة كثيرة على هذه التحولات التاريخية و لكن في هذه المقالة أريد أن أشير إلى الأساليب الحكم المفرط في الاستبداد الذي انتهجته حكومة الشاه محمد رضا بهلوي في تلك الأيام و ينتهجه الآن حكومة السعودية في هذه الأيام و أقارن بين سياساتهما الاستبدادية لإظهار وجه التشابه بينهما.
قاتلكم الله يا أحفاد المجوس والصفويين، آلاستبداد سجن الدعاة والعلماء واعتقالهم وترويعهم وتعذيبهم وقتلهم وسحلهم في سجونكم القذرة، أم ما يفعله حكام المملكة الأماجد، - فإن الرحمة في قلب أهل السنة-؟!! فهل رأيت حاكما منهم يقوم بقتل دعاة الرافضة وسجنهم وتعذيبهم وسحلهم؟!! فها هو الصفار يصول ويجول في المملكة آمنا، ووالله لو كان سنيا في إيران لاغتالوه منذ أمس!!
لكن تأكدوا تماما أنه ليس لكم دنيا منصورة، والفضل لله وحده.
إني لأدعو الله تعالى أن يرسل الملك عبد الله لهم الأمير نايفا - حفظه الله تعالى -، وهم يعرفون تمام المعرفة من هو الأمير نايف!!
اللهم فاستجب لي.(/)
حصار بيت المقدس والمشاركة فيه
ـ[عبداللطيف أبو محمد]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 05:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حصار بيت المقدس
بيتُ المقدسِ لبُّ عقيدةِ المُؤمِنِينَ، فَهُوَ آَيَةُ صِدقِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ? فَهُوَ المَسْرَى والمُصَلَّى لَهُ مُنْفَرِدًا وإِمَامًا بجميعِ الأَنبياءِ والمُرسَلينَ، ومَشَدُّ الرِّحَالِ، وَعَلَى عَتَباتِهِ تَتَحَّاتُّ الذُّنوبُ وتُرْمَضُ، وَإِلَيهِ تَهوِي القُلوبُ، وَبَيْنَ أَضلاعِ تُربِهِ الحانِيَةُ تمَنَّى الأَنبِيَاءُ الدَّفنَ .. فَحُبُّهُ إيمَانٌ، والعملُ على خَرَابِهِ كُفرٌ ونِفَاقٌ .. هذا بعضُ ما لبيتِ المقدسِ .. الأقصَى .. فماذا يجرِي لَهُ .. وما الأّخطارُ التي تُحيطُ بِهِ، في حديثِ أَبِي ذَرٍّ ? قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ غ فَقُلْت: الصَّلاَةُ فِي مَسْجِدِك أَفْضَلُ، أَمْ الصَّلاَةُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟. فَقَالَ: «الصَّلاَةُ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ [مِثْلُ] أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ [فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ]، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى هُوَ، [أَرْضُ الْمَحْشَرِ، وَأَرْضُ الْمَنْشَرِ]، وَلَيوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ للرَّجِلِ مِثلُ سِيَةِ قَوسِهِ مِنَ الأَرضِ، حتَّى [حَيْثُ] يَرَى مِنهُ بَيتَ الْمَقْدِسِ خَيرٌ لَهُ مِنَ الدُّنيا ومَا فِيهَا [جَمِيعًا]». (صحيح: صححه الحاكم ووافقه الذهبي، والألباني) مشكل الآثار 2/ 67 (608) وما بين المعقوفتين منه، والطبراني في الأوسط 7/ 142 (6983) و8/ 187 (8230) واللفظ له والحاكم 4/ 509 (8553) والبيهقي في الشعب 3/ 486 (4145) والمقدسي باب (20) ص: 108 و111. الصحيحة (2906). «سِيَةُ القَوسِ»: ما عُطِفَ من طَرَفَيها، ولَهَا سِيَتَانِ، وجمعُها: سِيَاتٌ.
** الفقرة الأخيرة من الحديث تقول: «وَلَيوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ للرَّجِلِ مِثلُ سِيَةِ قَوسِهِ مِنَ الأَرضِ، حتَّى [حَيْثُ] يَرَى مِنهُ بَيتَ الْمَقْدِسِ خَيرٌ لَهُ مِنَ الدُّنيا ومَا فِيهَا [جَمِيعًا]».
فهي تشير إلى واقع يُمنعُ فيه المسلمُ من دُخُولِ بيتِ المقدسِ، ويتطابق هذا مع الحاضر المعاصر من بناء الجدار العازل، والقرى المحصنة التي تنهب أرضنا حول بيت المقدس وتقام عليها المغتصبات والعمائر الشاهقة، وبالتالي تُمنعُ عِمارةُ المسجدِ الأقصَى الذِي تَجرِي من تحتهِ الحفرِيَّاتُ، وَيُهَجَّرُ سُكَّانُهُ بالآلاف، وتُهَدَّمُ بيُوتُ المُسلِمينَ وأبنائِهم من حَولِهِ.
* ومن هنا يجب علينا أن نتنبه إلى خطرِ هذا البناء، وخطرِ الحَفرِ، وخُطُورةِ المشاركةِ فيهما، حيثُ يقف الجميع منا صارخا صباح مساء إلى وقف غول المغتصبات .. ثم يقومُ البَعضُ منْ أَبنَائِنَا بالمشاركة في ذلكَ كُلِّهِ، فيُعِينُ المغتصبَ على اغتصاب مُقَدَّسَاتِنَا وَأرضِنا وديارنا والتمكينِ لهُ، بحجة عدم العمل والبطالة، -وعلى خطورة هذا الأمر (البطالة) التي يجب على الجهات الرسمية والقطاع الخاص بذلُ الوُسْعِ في معالجتها- التي لا تبرر المشاركة في خطر أكبر، حيث القاعدة الشرعية (درء المفاسد أولى من جلب المصالح)، و (تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة).
* وبناءً عَليهِ لِيَحذَرِ المشاركُ في تَخريبِ بيتِ الْمَقدسِ بإعانَتِةِ المُغتَصِبِين عَلى تَدميرِهِ وتَغييرِ مَعَالِمِهِ أن يشملَه قولُ الله ?: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (البقرة: 114).
* وليحذَرْ أَنْ يَشْمَلَهُ قَولُ اللهِ تَعالَى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} (آل عمرانَ: 28)
(يُتْبَعُ)
(/)
* وليحذر أن يكونَ ممن قال اللهُ فيهم: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140)} (النساء:).
* وليحذر أن يجعل لله عليه سلطانا في ذلك قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146)} (النساء:).
هذه القدس التي جَهِلَ بعضُنَا قِيمتَها الدنيوية والأخروية والتي تحتاج منا قبل كل شيء الإخلاصَ في الأقوال والأفعال، وليس فقط مجرد القول بالأفواه .. هذه القدسُ مُهاجرُ إبراهيم ولوطا، ومسرى النبي محمد، ومصلاه منفردا، ومصلاه إماما بالأنبياء، والقبلةُ الأولى، والمضاعفةُ الصلاةُ فيه، وإليه تشد الرحال، وأرضُ المحشر قبل قيام الساعة، وأرضُ المنشر حيثُ ينفخُ في الصُّور عن صخرتها ليخرج الناس من قبورهم، ودعوة موسى وَمَهْوَى فُؤَادِهِ أن يقربه الله منها لبركتها، وهي مقبرةُ الظالمين، وعاصمةُ خلافةِ المسلمين، وعُقْرُ دارهم في الفتنِ والملاحم، ففيها يعتصمون، ومن الدجال فيها يُمنعُون، وعلى بابها يقتله عيسى ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ غ: «قَالَ –يَعنِي نَبِيَّ اللهِ مُوسَى ?-: رَبِّ أَمِتْنِي مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ. رَمْيَةً بِحَجَرٍ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ غ: «وَاللّهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى? جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ». أخرجه البخاري في كتاب الجنائز باب مَن أحبَّ الدَّفنَ في الأرضِ المقدسةِ أو نحوِها (1339 و3407) ومسلم (2372) واللفظ له، فهنا طلب موسى ? من الله أن يدنيه من بيت المقدس وهو في أرض التيه ليجاور من دفن فيها من الأنبياء، وخشية أن يُفتَن بنو إسرائيل بقبره.
ولنتفكر كم سيدفعُ شعبُنا وأُمَّتُنَا –وربَّمَا البشريةُ جمعاءَ- من ثمنٍ باهظٍ لوقفِ وإزالَةِ هذه الاعتداءاتِ الظالمةِ وآثارِها ..
* وينبَغِي على من استطاعَ منَّا الاستمرارَ فِي شّدِّ الرِّحَالِ إِلَى الأَقصَى، وَعِمَارَتِهِ، وَيَجِبُّ عَلَينَا وَعَلَى المُسلِمينَ جَمِيعًا أَنْ نَعُودَ للتَّمَسُّكِ بحبلِ اللهِ، فَفِيهِ النَّجَاةُ، وَفي الإِعراضِ عنهُ الهَلَكَةُ، ويَجِبُ أَنْ تبقَى رايةُ الأَقصَى مُشرَعَةً في قُلوبِنَا وقُلُوبِ أَبنائِنا وأَطفالِنَا، تَرتَوِي جُذُورُهَا مِنْ شَرَايينِنَا، فتلكَ علامةُ إيمانِنا، قال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)} (التوبة:).
(يُتْبَعُ)
(/)
فيا غربتها اليوم عن قلوبنا .. وكيف يهتم بها أهل الضلال .. ويغفل عنها أهل الإيمان .. ويسعون صباح مساء إلى بناء هيكل لسليمان مزعوم مع أن سليمان إنما جدد بناء مسجد فيها، ودعا الله بالمغفرة لمن قصد الصلاة فيه: عن عبدِاللَّهِ بنِ عمرٍو م عَنْ رَسُولِ اللَّهِ غ قَالَ: «إِنَّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ سَألَ اللَّهَ ثلاثاً، أعطاهُ اثْنَتَيْنِ، وَأَرجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ: سَأَلَهُ مُلْكَاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَسَألَهُ حُكْمَاً يُواطِىءُ حُكْمَهُ، فَأَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَسَأَلَهُ مَنْ أَتَى هَذَا البَيْتَ -يُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ- لا يُرِيدُ إِلا الصَّلاةَ فِيهِ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». قَالَ رَسُولُ اللهِ غ: «وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ». (صحيح) ابن حبان 4/ 511 (1633) و14/ 330 (6420) وأحمد 2/ 176 والنسائي (693) وابن ماجة (1408) .. وابن خزيمة 2/ 288 (1334) والمقدسي باب (20) ص: 113.
ولَكنْ لا يَأْسَ ولا قُنُوطَ، فلكُم البُشْرَى يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، فالقدسُ دَارُ المؤمنينَ العامرةُ، فَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْكِنْدِيِّ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ: «عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ». (صحيح) النسائي (3561) وأحمد 4/ 104 والطبراني في الكبير 7/ 60 (6660) وابن حبان 16/ 296 (7307) والمقدسي ص: 432، «عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ»: أَي أَصلُهُ ومَوضِعُهُ، كأَنَّهُ أشَارَ بهِ إِلَى وقتِ الفِتَنِ، أي يكونَ الشَّامُ يومئِذٍ آمِنًا منها، وأَهلُ الإِسلامِ بِهِ أَسلَمُ.
ولتعلمي يا أمة محمد: أَن هذا الظلم لن يدوم، وسيزول، ونهايته لن تطول، وسينهار حلفاؤه من المشركين ويختفون، وعلى أرض بيت المقدس آذنت الخلافة بالنزول كما أخبر الرسول: عَنْ عَبْدِالله بنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ قَألَ: «وَضَعَ يَدَهُ –يعني رَسُولَ الله غ- عَلَى رَأْسِي أوْ عَلَى هَامَتِي ثُمَّ قالَ: يَا ابْنَ حَوَالَةَ إذَا رَأيْتَ الْخِلاَفَةَ قَدْ نَزَلَتْ أرْضَ المُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلاَزِلُ وَالبَلاَبِلُ وَالأُمُورُ العِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أقْرَبُ مِنَ النَّاسِ مِنْ يَدِي ه?ذِهِ مِنْ رَأْسِكَ». (صحيح) أبُو دَاوُدَ (2535) وأحمد 5/ 288 والحاكم (8309) والمقدسي باب 85 ص: 315.
وتقع هنا الفتن العظام، ومنها فتنة تلطم كل بيت من بيوت العرب، ثم تكونُ بينَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَبَيْنَ بَنِي الأصفَرِ –الأوروبيين- هدنَةٌ لحرب عدو مشترك لهم، وبعد النصر يغدِرون ويعتدُون، ويَمْتَازُ بعدَها الناسُ إلى مؤمنِيْنَ وكافِرينَ: فَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ غ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ. فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثمَّ مَوتانٌ يأخذُ فيكم كقعاصِ الغنم، ثُمَّ اسْتِفاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْكُمْ مِائَةَ دِينَارٍ، فَيَظَلُّ سَاخِطاً، ثُمَّ فِتنةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ [بَيْتٌ مُؤْمِنٌ] إلاَّ دَخَلَتْهُ، ثمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَينَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ [بِكُمْ]، فَيَأْتُونَكُم تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايةٍ اثْنا عَشَرَ أَلفاً». البخاري كتاب الجزية والموادعة باب ما يُحذَرُ منَ الغَدرِ (3176) وابن ماجة (4042) وفيه: «ثُمَّ دَاءٌ يَظْهَرُ فِيكُمْ يَسْتَشْهِدُ اللَّهُ بِهِ ذَرَارِيكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ، وَيُزَكِّي بِهِ أَعْمَالَكُمْ». وأخرج آخره في (4089 و4095)، وزادَ أحمد 6/ 25 والمقدسي باب (10) ص: 51 - 52، في آخره: «فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فِي أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: الغُوطَةُ فِي مَدِينَةٍ يُقالُ لَهَا: دِمَشْقُ». (غَايَة): راية. وما بين المعكقوفتين لأحمد.
ويُبَيِّنُ ذَلِكَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَيَقُولُ: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ? فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الأَحْلاَسِ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا فِتْنَةُ الأَحْلاَسِ؟. قَالَ: «هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ. ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي، وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِيَ الْمُتَّقُونَ. ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ.
ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لاَ تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ لَطَمَتْهُ لَطْمَةً، فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ، تَمَادَتْ. يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِى كَافِرًا، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ: فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ إِيمَانَ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ، فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ، أَوْ مِنْ غَدِهِ». (صحيح) أبو داود (4244)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 07:46]ـ
شكر الله لك .. والله نسأل أن يعجل بتحرير الأقصى الأسير، آمين ..
ولكن أخي ..
بيتُ المقدسِ لبُّ عقيدةِ المُؤمِنِينَ .....
أليس في هذا* شيء من الغلو؟
-----------
* ملحوظة: هذا التعقيب على هذه العبارة لا يفهم منه أني أهون من قضية بيت المقدس، فليتنبه لهذا!!(/)
الراجح من أقوال العلماء في تحديد دار الإسلام
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 05:49]ـ
من سلسلة نصيحة موضوعية للتيارات الجهادية للدكتور محمد إسماعيل المقدم الشريط الرابع
«تختلف آراء الفقهاء في مناط الحكم على الدار» يعني على أي أساس يحكم على الدار بأنها دار إسلام أو أنها دار كفر.
«القول الأول: إن مناط الحكم على الدار هو ظهور الأحكام.
القول الثاني: إن مناط الحكم على الدار هو الأمن.
أما بيان القولين فبالنسبة للحكم الأول أن ظهور الأحكام هو مناط الحكم على الدار فيرى جمهور الفقهاء أن مناط الحكم على الدار بأنها دار إسلام أو دار كفر هو ظهور الأحكام ففي «الإقناع» عرف دار الحرب بأنها ما يغلب فيها حكم الكفر، وقال الكاساني: «لا خلاف بين أصحابنا في أن دار الكفر تصير دار حرب بظهور أحكام الإسلام فيها».
ويقول ابن القيم: «دار الإسلام هي التي نزلها المسلمون وجرت عليها أحكام الإسلام، وما لم يجر عليه أحكام الإسلام لم يكن دار إسلام وإن لاصقها».
فهذا هو قول جمهور أهل العلم أن العبرة بظهور الأحكام ثم اختلفوا في هذه الأحكام ما هي الأحكام التي نقصدها حينما نقول إن العبرة هي ظهور الأحكام هل هي أعمال الإمام أم أعمال الأمة» هل هي أعمال الحاكم أم أعمال الشعب؟
«اختلف العلماء في تفسير المراد بظهور الأحكام هل هي أعمال الإمام أم هي أعمال الأمة؟» يعني الشعائر الظاهرة كالصلاة ونحوها.
«على اتجاهين منهم في التعريف، فالاتجاه الأول يرى أن الأحكام هي أعمال الإمام» يعني السلطان السياسي «فإن كان السلطان للمسلمين فالدار دار إسلام وإلا فالبعكس وهذا ما عليه الحنفية يقول السرخسي: «المعتبر في حكم الدار هو السلطان والمنعة في ظهور الحكم».
وعلل ابن حزم هذا بقوله: «لأن الدار إنما تنسب للغالب عليها والحاكم فيها والمالك لها».
وبهذا أفتى جمع من المعاصرين منهم: الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم: والشيخ عبد الرحمن السعدي والشيخ محمد رشيد رضا رحمهما الله.
مقتضى هذا القول أنه يمكن أن تكون الدار دار إسلام ولو أهلها كلهم كفارًا ما دام حاكمها مسلمًا ويحكمها بالإسلام».
هذا الاتجاه الذي يفسر أن الدار يحكم عليها أو مناط الحكم عليها هو ظهور أحكام الإسلام والمقصود بهذا في نظر الفريق الأول أعمال الإمام، أي السلطان السياسي للحكام المسلم فبالتالي يمكن أن تصبح الدار دار إسلام ما دام يحكمها حاكم مسلم بغض النظر عن أحوال الشعب.
ويضرب لذلك مثالًا بمصر في زمن الفتح الإسلامي المبارك فكان عامة المصريين قبطًا نصارى لكنها محكومة بشرع الله تابعة للخلافة الإسلامية لأمير المؤمنين عمر ? ففي هذه الحالة صارت مصر دار إسلام لأن الأحكام التي علتها أحكام الإسلام بغض النظر عن نوعية الشعب الذي فيها.
«الاتجاه الثاني يرى أن مناط الحكم على الدار هو أعمال أهلها» يعني ما صفة الشعائر الظاهرة فيها؟ هل هي الخاصة بأهل الإسلام أم غير ذلك؟
«فإن كانت أحكام الإسلام خصوصًا الصلاة ظاهرة فالدار دار إسلام وإلا فدار كفر وبهذا فسر بعض الحنفية الأحكام حيث قال: «ودار الحرب تصير دار الإسلام بإجراء أحكام أهل الإسلام فيها كإقامة الجمع والأعياد وإن بقي فيها كافر أصلي».
حتى وإن بقي فيها كفار لكن ما دام الظاهر على المجتمع اصطباغه بصبغة الشعائر الإسلامية وبالذات إقامة الصلاة والأعياد والشعائر الإسلامية الظاهرة فهي دار إسلام حتى ولو بقي فيها كفار.
ويقول بعض الفقهاء: «دار الإسلام ما ظهرت فيها الشهادتان والصلاة ولم تظهر فيها خصلة كفرية إلا بجوار أو بالذمة أو بالأمان من المسلمين».
يمكن أن توجد خصلة كفرية بعقد أمان بين الإمام وبين هؤلاء الكفار أو بعقد ذمة أو جوار.
«ودار الحرب هي الدار التي شوكتها لأهل الكفر ولا ذمة للمسلمين عليها».
والذي يظهر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية: تعالى أنه يوافق أصحاب هذا الاتجاه الثاني أن العبرة بأعمال الأمة لا بأعمال الإمام.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول شيخ الإسلام:: «وكون الأرض دار كفر ودار إيمان أو دار فاسقين ليست صفة لازمة لها؛ بل هي صفة عارضة بحسب سكانها فكل أرض سكانها المؤمنون المتقون هي دار أولياء الله في ذلك الوقت وكل أرض سكانها الكفار فهي دار كفر في ذلك الوقت وكل أرض سكانها الفساق فهي دار فسوق في ذلك الوقت فإن سكنها غير ما ذكرنا وتبدلت بغيرهم فهي دارهم».
فهذا الكلام يشعر بأن شيخ الإسلام يميل إلى القول الثاني وهو اعتبار أن مناط الحكم على الدار هو أعمال أهلها، هذا فيما يتعلق بمن يرى أن مناط الحكم على الدار هو الأحكام.
قلنا أن العلماء مختلفين في مناط هذا الحكم:
فبعضهم يقول الأحكام، وانقسموا إلى قسمين في تفسيرها:
فبعضهم يقول: أعمال الإمام، وفريق آخر يقول: أن الأحكام هي أعمال الأمة.
القسم الثاني من مناط الحكم على الدار يقولون: أن مناط الحكم على الدار هو الأمن.
فبعض الحنفية يرون أن مناط الحكم على الدار هو الأمن فإن أمن المسلمون في الدار فهي دار إسلام وإن لم يأمن المسلمون فيها فهي دار كفر.
قال السرخسي: «إن دار الإسلام اسم للموضع الذي يكون تحت يد المسلمين وعلامة ذلك أن يأمن فيه المسلمون».
يكون المسلم آمنًا بالأمان الأول فيأمن على دينه ونفسه وعرضه، فيرجح الباحث في كتابه «الغلو في الدين» أن مناط الحكم على الدار هو ظهور الأحكام لأن الأحكام هي المميزة للبلد إسلامًا وكفرًا والإسلام والكفر كل منهما مجموعة شعب هي الأحكام فإذا اجتمع في بلد قدر معين من شعب الإسلام وأحكامه فهي دار إسلام والعكس بالعكس.
وأما الأمن في الدار فهو عرض ناتج عن الحكم» إذن هو صف غير مؤثر لأنه ناشئ عن ظهور الأحكام.
«هذه الأحكام هي مجموع أعمال الناس وأعمال الإمام» يجمع بين القولين.
«فلا يحكم على الدار بأنها دار إسلام أو دار كفر إلا بعد النظر إلى هذين الجانبين ويجب مع ذلك استصحاب القواعد الآتية:
أولًا: أنه عندما يقال إن مناط الحكم على الدار ظهور الأحكام فلا يعني ذلك اجتماعها كلها فإن من النادر».
أي ليس معنى القول في دار أنها دار إسلام ويجتمع فيها أعمال الإمام وأعمال الأمة أنها تكون كما كانت في عهد النبوة أو كما كانت في عهد الخلافة الراشدة ليس الأمر بهذه الصورة المثالية لأنه «من النادر الذي لم يقع في تاريخ المسلمين إلا في عهد النبي ? وعهود خلفائه الراشدين ?.
ثم تتابع النقص بعد ذلك فما من زمان أو مكان إلا وقد غابت فيه بعض أحكام المسلمين.
ثانيًا أن هذه الأحكام التي هي مناط الحكم على الدار متفاوتة في درجة قوتها فالصلاة أعظم هذه الأحكام على الإطلاق».
هناك اهتمام خاص بمسألة الصلاة سواء في أعمال الإمام أو في أعمال الأمة كما سنزيد ذلك إيضاحًا إن شاء الله تعالى.
فالصلاة أعظم هذه الأحكام في كل حال من الأحوال ولها تأثير خطير جدًا في تحديد هوية الدار سواء كانت من أعمال الأمة أو أعمال الإمام كما ذكرنا.
مما يدل على ذلك حديث أبي أمامة الباهلي ? أن رسول الله ? قال: «لتنقضن عرى الإسلام عروةً عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضًا الحكم وآخرهن الصلاة».
أيضًا هناك جملة من الأحاديث فيها تسويغ الخروج على الحكام لترك الصلاة أو عدم إقامة الصلاة لأنها آخر ما يمكن أن يحكم به لقوم أنهم مسلمون لأن الصلاة هي أول الإسلام وهي آخر الإسلام.
عليه إذا لم يسمع الأذان في بلد ولم توجد المساجد فهذا دليل على أن الدار دار كفر أما إذا سمع الأذان ووجدت المساجد حتى غدت مظهرًا من مظاهر الدار فالدار دار إسلام وهذا يشهد له عدة أحاديث.
والذين يتجرءون في إطلاق دار الكفر أو الحرب على بلاد المسلمين الآن هم ما ذهبوا إلى بلاد الكفار في الغالب وما عرفوا ما هي دار الكفر، ونحن نعلم من الذين لم يلتزموا بالدين كما ينبغي إذا ذهبوا إلى هذه البلاد فإذا حدثته عن بلاد المسلمين وذكرته بالأذان يبكي لأنه اعتبر أن من أعظم نعم الله التي حرم منها بإقامته في ديار الكفار.
(يُتْبَعُ)
(/)
يتذكر الأذان ويبكي ويقول: «أنا لا أسمع الأذان» وأن الله يعاقبني بذلك ويحرمني من هذه النعمة، فالنعم التي نحن مغمورون فيها لا نشعر بها لأننا اعتدنا على هذه النعم فننسى فضل الله علينا، لكن لو ذهب أحدنا إلى بلاد الكفر وشعر بالوحشة وكيف أن الإخوة إذا أذنوا في داخل المساجد لا بد أن يكون الصوت مكتومًا لا يخرج إلى الشارع لأن ذلك ممنوع.
الشاهد أن الإنسان إذا فقط النعمة يحس بها ففرق شاسع وهذا الأمر يدرك إذا ذهبت إلى بلاد الكفار ورأيت الفارق في هذه الخصلة بالذات الصلاة والأذان.
يشهد لهذا المعنى أيضًا أحاديث:
منها: حديث أنس بن مالك ? قال: «كان رسول الله ? يغير إذا طلع الفجر وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذانًا أمسك وإلا أغار».
إن سمع أذانًا أمسك وما أغار على هذه البلدة لكن إن لم يسمع أذانًا تكون هذه علامة على أن هؤلاء ليسوا مسلمين.
قال الإمام النووي: تعالى: «في الحديث دليل على أن الأذان يمنع الإعارة على أهل ذلك الموضع فإنه دليل إسلامهم».
الحديث التالي حديث عصام المزني قال: «كان النبي ? إذا بعث السرية يقول: «إذا رأيتم مسجدًا أو سمعتم مناديًا فلا تقتلوا أحدًا».
قال الشوكاني: تعالى: «وفي هذا الحديث دليل على جواز الحكم بالدليل لكونه ? كف عن القتال بمجرد سماع الآذان وفي الأخذ بالأحوط في أمر الدماء لأنه كف عنهم في تلك الحال مع احتمال أن لا يكون ذلك على الحقيقة ...
وفيه دليل على أن مجرد وجود المسجد في البلد كاف في الاستدلال به على إسلام أهله وإن لم يسمع منهم الأذان لأن النبي ? كان يأمر سراياه بالاكتفاء بأحد الأمرين: إما وجود مسجد أو سماع الآذان».
وهنا ملاحظتان مهمتان جدًا:
وهو أنه قد يرد على الاستدلال بهذين الحديثين وهو الإمساك عن الإعارة إذا سمع الأذان أو إذا رؤي المسجد بأن غاية ما يدل عليه الحديثان منع الإغارة على الدار لا وصفها.
والجواب: أن الحكم الذي يمنع به الإغارة على الدار هو المحدد لصفتها، لأن أهم حكم يترتب على وصف الدار بأنها دار كفر جواز الإغارة على أهلها، فإذا وصفناها بأنها دار كفر جازت الإغارة على أهلها.
قال الإمام الشافعي:: «حكم الدار الذي يمنع به الإغارة على الدار».
أيضًا قد يقول بعض الناس أن كثيرًا من بلاد الكفر فيها مساجد ويسمع فيها الأذان ويجاب عن هذا بأن المراد حينما نقول أن الأذان والمسجد يمنعان من الإعارة ومن الحكم على الدار بأنها دار كفر أن تكون المساجد والأذان مظهرًا من مظاهر البلد فتكون من الشعائر والصبغة التي تصطبغ بها هذه البلد.
والرسول ? في امتناعه عن الإغارة بناء على الأذان كان يتعامل مع أحياء العرب، وكان سماع مجرد الأذان في أحياء العرب يعد مظهرًا ودليلًا على إسلام أهلها لصغر الحي وقلة سكانه.
فالمسألة نسيبة فقد يكون مسجد واحد مظهرًا دالًا على إسلام أهل القرية لأنها تكون صغيرة محدودة ولا تكون عشرة مساجد في مدينة من المدن مظهرًا دالًا على الإسلام فمدينة نيويورك مثلًا أنا أحفظ فيها حوالي تسعين مسجدًا، فهل تسعون مسجدًا في مدينة نيويورك تكفي لأن نقول أن نيويورك دار إسلام؟
كلا، لأنها مدينة كبيرة جدًا وكذلك الحال بالنسبة للندن لأنها عواصم كبيرة جدًا وفيها مساجد لكنها في وسط هذا الخضم من الكفر والضلال والضياع مع كثرتها لا تكون مظهرًا دالًا على إسلام أهلها.
فالمسألة نسبية فقد تكون قرية صغيرة عدد سكانها قليل وفيها مسجد واحد ويقام فيها أذان واحد ويكون هذا دليل على إسلام أهلها في لا يكون مثل هذا العدد الضخم من المساجد في بلدة كبيرة جدًا كمدينة لندن حيث يبلغ محيطها فقط مائتين وعشرين كيلو متر أي ما يعادل المسافة من الإسكندرية إلى القاهرة فحينما يكون فيها خمسون مسجدًا لا تكفي في الحكم على أهلها بأنهم مسلمون.
يقول هنا: «فمثلًا المسلمون في فرنسا يقيمون الشعائر ولهم مساجد لكنها ليست من مظاهر البلد وسماته فهي دار كفر والمسلمون في المغرب يقيمون الشعائر وهي ظاهرة وسمة من سمات البلد فهي دار إسلام».
إذن بهذا الكلام يتبين أن دار الإسلام هي التي ظهرت فيها الأحكام الإسلامية وخصوصًا الصلاة ودار الكفر هي التي غابت عنها الأحكام الإسلامية وخصوصًا الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس المراد بقيام الصلاة أداء أفراد من الناس لها بل المراد أن تكون الصلاة جزءًا من عمل الإمام أن يكون الإمام ولاية الصلاة كما يوجد وزارة الأوقاف وزارة الدفاع وزارة المالية وزارة التعليم يكون موجودًا وزارة الصلاة ولاية خاصة بالصلاة.
وهذا معنى: «لا ما أقاموا فيكم الصلاة» فيكون جزءًا من وظيفته أن يقوم بمراقبة الناس ومحاسبة من يتخلف عن صلاة الجماعة وينظر في عذره فإن لم يكن له عذر يعاقب ويحبس كيف أنه تخلف عن الصلاة؟
وهذا ليس إكراهًا في الدين ?لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ? [البقرة: 256] هذا بالنسبة للكافر أما المسلم الذي أعلن التزامه بالإسلام وقبوله بدين الله ? فهو ملزم بإظهار احترامه لشعائر هذا الدين فإن حاد عنها يعاقب على ذلك والله تعالى أعلم.
ولذلك قال ?: «لا ما أقاموا فيكم الصلاة» وقال: «لا ما صلوا» يعني لا تخرجوا عليهم ما صلوا، فهذه الألفاظ وإن كانت في الخروج على الحاكم إلا أن بينها وبين وصف الدار صلة إذ وجود الصلاة في الحالين هو الذي يمنع من استباحة هذه الدار، هذا فيما يتعلق بمناط الحكم على الدار هل هو الأمن أم هو الأحكام؟
الموضوع الثاني: هل تنقلب دار الإسلام إلى دار كفر؟
هذه المسألة لها صور عدة قال بعض العلماء: «صورة المسألة على ثلاثة أوجه:
إما أن يغلب أهل الحرب على دار من دورنا – كما يحصل الآن في البوسنة أو كما حصل من قبل في كثير من البقاع الإسلامية -.
أو يرتد أهل مصر – هم أنفسهم يرتدون ويغلبون على هذه البلاد ويجرون عليها أحكام الكفر-.
أو ينقض أهل الذمة العهد ويتغلبون على دارهم».
وهل يمكن أن تتحول دار الإسلام إلى دار كفر؟ اختلف العلماء في هذه المسألة إلى خمسة أقوال:
القول الأول: أن الدار التي كانت في يوم من الأيام دار إسلام لا تتحول إلى دار كفر.
يقول الإمام ابن حجر الهيتمي:: «الظاهر أنه يتعذر عوده دار كفر وإن استول عليه الكفار صرح به الخبر الصحيح: «إسلام يعلو ولا يعلى عليه».
وقال الرملي في بيانه لديار الإسلام: «ومنها: ما علم كونه مسكنا للمسلمين ولو في زمن قديم فغلب عليه الكفار كقرطبة نظرا لاستيلائنا القديم».
فهو أنها تبقى دار إسلام ولا يزول عنها وصف الإسلام حتى ولو تغلب عليها الكفار بعد ذلك.
يحمل بعض الشافعية هذا القول على ما إذا كانوا لا يمنعون المسلمين منها فإن منعوهم فهي دار كفر.
استدلوا بقول النبي ?: «الإسلام يعلو ولا يعلى» والاحتمال الوحيد لصحة هذا الاستدلال هو أن يكون قصدهم أننا نغلب جانب الإسلام لسابق حكم الله بعلو الإسلام على ما سواه من الأديان.
أيضًا يقولون: يترتب على القول بتحول الدار فساد، فإذا قلنا أن دار إسلام تحولت إلى كفر فإذا فتحها المسلمون بعد ذلك عنوة يملكونها على ملاكها وهذا قول في غاية البعد لأنه يترتب عليه فساد واضطراب في الكلام.
أما القول الثاني فهو أن دار الإسلام تصير دار كفر بمجرد ظهور أحكام الكفر فيها أو بمجرد استيلاء الكفار عليها، قال بهذا القول محمد بن الحسن وأبو يوسف.
يقول في «الفتاوى الهندية» نقلًا عنهما: «إن دار الإسلام تصير دار حرب بشرط واحد لا غير وهو ظهور أحكام الكفر».
كذلك الشيخ محمد رشيد رضا: أفتى في لبنان سنة ألف وثلاثمائة وثمانية وأربعين للهجرة بأنها دار كفر لأنها محكومة بغير الشريعة والسلطة فيها ليست بأيدي المسلمين مع أنها كانت دار إسلام اتفاقًا.
يعلل أصحاب هذا القول قولهم بأن إضافة الدار إلى الإسلام تفيد ظهوره فيها وظهوره بظهور أحكامها فإن زالت منها هذه الأحكام بظهور أحكام الكفر محلها لم تبق دار إسلام.
أما القول الثالث فهو أن دار الإسلام لا تصبح دار كفر إلا بثلاثة شروط:
أولها: إجراء أحكام الكفر على سبيل الإشهار وأن لا يحكم فيها بحكم الإسلام.
الثاني: أن تكون متصلة بدار حرب لا يتخلل بينهما بلد من بلاد الإسلام.
الثالث: أن لا يبقى فيها مؤمن ولا ذمي آمنًا بأمانه الأول لأن هذه علامات على تمام القهر فإذا وجدت هذه العلامات الثلاثة دلت على تمام قهر المشركين للمسلمين.
أما القول الرابع فهو أن دار الإسلام لا تتحول إلى دار كفر بمجرد ظهور أحكام الكفر فيها أو بمجرد استيلاء الكفار عليها ما دام سكانها المسلمون يدافعون عن دينهم بل ما داموا يقيمون بعض الشعائر وخصوصًا الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الدسوقي: «إن بلاد الإسلام لا تصير دار حرب بمجرد استيلائهم عليها بل حتى تنقطع إقامة الشعائر عنها، وأما ما دامت شعائر الإسلام أو غالبها قائمة فيها فلا تصير دار حرب».
حتى لو استولى عليها الكفار وأجروا عليها أحكام الكفر لكن ما دام الشعب متمسكًا بالدين يقيم شعائر الإسلام وبالذات الصلاة فلا تنقلب إلى دار كفر.
وخلاصة الكلام أنه إذا وجد إنسان في بلد غلب عليها الكفار لكنه يقدر على إظهار دينه فإنه يبقى في هذه البلاد لأنه يرجى ببقائه إسلام غيره ولأنه إذا هاجر منها تصير دار حرب لأنه لم يبق فيه أحد من المسلمين.
أما القول الخامس فيرى شيخ الإسلام أن مثل هذه الدار لا تكون دار إسلام ولا دار كفر بل هي قسم ثالث.
سئل عن بلدة ماردين فقال: «وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان ليست بمنزلة دار السلم التي يجري عليها أحكام الإسلام , لكون جندها مسلمين , ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار , بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه».
فهو يرجح القول الرابع وهو أن دار الإسلام لا تتحول إلى دار كفر بمجرد ظهور أحكام الكفر فيها أو بمجرد استيلاء الكفار عليها ما دام سكانها المسلمون يدافعون عن دينهم بل ما داموا يقيمون بعض الشعائر وخصوصًا الصلاة.
وأدلة ذلك:
أولًا: أن الأصل في الشرع بقاء ما كان على ما كان وأنه لا ينتقل عن حكم الأصل حتى يثبت ما ينقله بيقين فالبلد الذي فتح وأصبح دار إسلام لا ينتقل عن هذا الأصل إلا بتحول واضح ويذكر هنا مثالين:
الأول: الأندلس:
فقد تحولت هذه البلاد بعد إخراج المسلمين منها إلى دار كفر لأن مظاهر الإسلام فيها أصبحت في حكم العدم.
المثال الثاني: البلاد الإسلامية المحكومة بغير ما أنزل الله مع إقامة الشعائر وظهور الإسلام دار إسلام.
لأنه ليس هناك ناقل عن هذا الأصل ويبقى الأصل واليقين على ما هو عليه إلى أن يأتي دليل فينقله.
فيترجح جانب الإسلام في مثل هذه البلاد:
أولًا: لأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه.
ثانيًا: احتياطًا للدماء والأموال.
لأننا لو قلنا دار كفر آل ذلك إلى استحلال دماء الناس وأموالهم وأعراضهم.
أيضًا إذا وجدت في الدار بعض مظاهر الإسلام دل على أن شيئًا من العلة قد بقي وبقاء شيء من العلة يبقي الحكم.
فما دام الناس ينطقون بالشهادتين ويصلون وشعائر الإسلام ظاهرة من إلقاء السلام وصلاة العيد فما دامت شعائر الإسلام هي الظاهرة وهي صبغة المجتمع فبقاء حتى ولو جزء من العلة يبقي الحكم.
يقول الإمام الإسبيجابي: في بيان حكم البلدان التي استولى عليها الكفار: «وقد تقرر أن بقاء شيء من العلة يبقي الحكم وقد حكمنا بلا خلاف بأن هذه الديار قبل استيلاء التتار عليها كانت من ديار الإسلام وأنه بعد الاستيلاء عليها بقيت شعائر الإسلام كالأذان والجمع والجماعات وغيرها فتبقى دار إسلام».
ويقول بعض فقهاء الحنفية: «إذا وجدت الشرائط كلها أصبحت دار حرب وعند تعارض الدلائل أو الشرائط فإنه يبقى ما كان على ما كان أو يترجح جانب الإسلام احتياطًا».
أيضًا هذا الحكم وهو التثبت وعدم الحكم على الدار المسلمة بالتحول إلا بعد زوال أهم وأبرز علامات الدين هذا له نظير في الشرع وهو التفريق بين الكافر الأصلي و الكافر المرتد إذ لا يحكم في الشرع على مسلم بالردة إلا بعد اكتمال البينات وقيام الشواهد واستنفاذ وسائل الاستتابة».
يعني مسألة خلع الوصف عما هو عليه شيء صعب جدًا، ففرق بين الكافر الأصلي - وهو الذي لم يدخل في دين الإسلام- والمرتد يكون في الحكم عليه تدقيق شديد فلا يحكم عليه بالردة إلا بعد استنفاذ الوسائل في استتابته من إزالة الشبهة عنه والتحقيق معه التضييق عليه وتهديده بأن يقام عليه حد الله ? في المرتد فلا يحكم على أحد بالردة بسهولة بل لا بد من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع.
يبقى الكلام في بعض الدقائق المهمة المتعلقة بهذا الموضوع بعدما ذكرنا هذا العرض الموجز لقضية الديار:
أول هذه التنبيهات وهذا قد ذكرناه باختصار في الأسبوع الماضي:
أن مسألة التفريق بين الدور مسألة محدثة ليس لها مستند بين في النصوص وأن تقسيم البلاد إلى دور إسلام ودور حرب إنما هو من وضع الفقهاء في عصر التدوين لأسباب سنذكرها إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشيخ أبو زهرة:: «وتقسيم الفقهاء العالم إلى دارين أو ثلاثة: دار إسلام ودار حرب ودار عهد لم يكن بحكم الشرع وإنما باستنباط الفقهاء المجتهدين بحكم الواقع».
فلا يكاد يوقف على نص قاطع في التفريق بين دار الإسلام ودار الكفر ولكن هناك بعض الأحاديث يفهم منها من خلال الحث على الهجرة كما في الحديث: «فأمرهم أن يتحولوا منها إلى دار المهاجرين» ففهم منها أن دارهم دار كفر إلى دار المهاجرين التي هي دار الإسلام، وأحاديث الهجرة ليس فيها دلالة قطعية على التفريق بين الدور وتقسيمها إلى دار إسلام وإلى دار حرب أو كفر.
هذا التفريق بين الديار كان نتيجة الحال التي عاشها المسلمون وكأن الأقدمين من الفقهاء لما رأوا الهجرة وأحكامها والجهاد وأحكامه رأوا أنه لا بد من التفريق بين دار الحرب ودار الإسلام وهؤلاء الذين فرقوا لم يستندوا إلى نص بين في تحقيق مناط الحكم على الدار وإنما كان ذلك محل اجتهاد كل ينظر فيما يراه وصفًا مؤثرًا فيبينه ويبني عليه أقواله.
وما من شك أن هذا التقسيم كان متأثرًا بالواقع السياسي الذي كان الفقهاء يعيشونه في عصر وحدة دولة الإسلام وقوة شوكتها واتساع أرضها وحكم حكامها بالشرع أو عدم ذلك.
إذن القضية ملتبسة الدلالة في موضعين أولًا في موضوع التفريق بين الدور فليس مأخذ ذلك التفريق بينًا قاطعًا.
كذلك في تحقيق مناط هذا الفرق هل هو أعمال الإمام أم أعمال الأمة أم هو الأمان؟
أيضًا هذا كما أشرنا محض اجتهاد من الفقهاء رحمهم الله تعالى.
أيضًا العلماء الذين دفعوا إلى تقسيم العالم إلى دارين دار كفر ودار إسلام دفعوا إلى هذا القول بعدة عوامل:
أولها: أنه في ظل الفتوحات الإسلامية كانت الحاجة ماسة إلى التمييز بين دار الإسلام ودار الحرب ليكون في وقت الجهاد لكل منهما أحكامها، إذن فمسألة التفريق مسألة اجتهادية.
أيضًا كانت البلاد الإسلامية في ذلك الوقت تحت راية واحدة هي راية الخلافة الإسلامية مع وجود راية أخرى كالروم فجاء هذا التقسيم تأصيلًا لواقع العلاقات بين المسلمين وغيرهم.
لأن الحرب كانت هي الوسيلة الوحيدة للتعامل مع هذه الدول في ذلك الوقت وبالتالي اضطر الفقهاء إلى هذا التقسيم كي يضبطوا وينظموا العلاقة مع هذه الديار.
هناك أيضًا أحكام شرعية يرى بعض العلماء اختلافها بحسب اختلاف الدار لذلك وضعوا هذا التقسيم والتفريق.
أيضًا إذا قيل أن الدار دار كفر فهذا لا يعني أن جميع من في الدار كفار فهذا فهم خاطئ وكل ما بني عليه فهو كذلك فالإقامة في دار الكفر ليست سببًا في إكفار المقيم.
أيضًا الحكم على الدور والتفريق بينها ليس وراءه كبير فائدة لأفراد الناس وآحادهم وليس مؤثرًا في الأحكام المتعلقة بهم بل الفائدة منه متعلقة بالحاكم المسلم فالموضوع من قضايا الفقه السياسي.
مما يبين ذلك أن الأحاديث الصحيحة وردت بأن الكافر إذا تكلم بكلمة الإسلام عصم دمه وماله سواء كان في دار الحرب أم في دار الإسلام، فالمسلم معصوم الدم والمال في كل حال.
ومما يشهد لذلك قول الله تعالى ?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ? أي يمكن أن يكون من دار الكفر ?فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا? [النساء: 92]
يقول الإمام الشافعي: «فأوجب الله بقتل المؤمن خطأ الدية وتحرير رقبة وبقتل ذي الميثاق الدية وتحرير رقبة إذا كانا معا ممنوعي الدم بالإيمان والعهد والدار معا فكان المؤمن في الدار غير الممنوعة وهو ممنوع بالإيمان فجعلت فيه الكفارة بإتلافه ولم يجعل فيه الدية وهو ممنوع الدم بالإيمان».
أي أن الكافر في بلاد الكفار إذا قتله المؤمن فإنه يكون فيه كفارة لأنه أتلفه ولم يجعل فيه الدية، فعامله بصفة أنه مؤمن مع كونه من أهل دار الحرب.
(يُتْبَعُ)
(/)