قال عبدالغني النابلسي:"…قال ابن الفارض: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي: يا عمر! لمن تنتسب؟ فقلت: إلى بني سعد يارسول الله، وهي قبيلة حليمة السعدية مرضعتك يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم: لا؛ بل أنت مني، أي من ذريتي، ونسبك متصل بي. فقلت: يا رسول الله إني أحفظ نسبي عن أبي وجدي إلى بني سعد! فقال صلى الله عليه وسلم: لا، لا، ماداً صوته صلى الله عليه وسلم!: بل أنت مني، ونسبك متصل بي؛ أي: من أولاد علي من فاطمة الزهرآء رضي الله عنهم. فقلت: صدقت يا رسول الله مكرراً ذلك القول ثلاث مرات مشيراً إليه صلى الله عليه وسلم بأصبعي. قال جامع هذا الديوان: رأيت ولده المشار إليه واقفاً على قدميه في اليقظة، وأصابع يديه مبسوطة على ركبتيه من غير انحنآء في ظهره، بأن كانت يداه طويلتين، بحيث تصلان إلى ركبتيه. وقال - أي: ولد الشيخ رحمه الله تعالى -:رأيت والدي، أي: الشيخ عمر بن الفارض رضي الله عنه: واقفاً على قدميه، وأصابع يديه مبسوطة على ركبتيه مثل وقوفي هذا، وأشار إلى وقوفه ذلك كذلك. وقال - أي ولد الشيخ، أو الشيخ -: هذا وصول اليدين الى حد الركبتين من علامات الشرف. قال العارف النابلسي: ولايلزم أن يكون ذلك شرطاً في صحة النسب، بل هو من علاماته، كما قال؛ وقد ورد في الأخبار ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت يداه طويلتين في الحس والمعنى [18]! …." أهـ.
ثم ساق بعض الروايات في معنى طول يديه. ثم قال:" … قال جامع هذا الديوان سبط الشيخ: النسبة الشريفة التي أرادها صلى الله عليه وسلم بقوله للشيخ عمر في المنام: "بل أنت مني، ونسبك متصل بي ": إما أن تكون نسبته الأهلية بأن يكون من ذرية فاطمة التي هي ذرية النبي صلى الله عليه وسلم. قال العارف النابلسي: وهو الظاهر المتبادر من الكلام، وإنْ لم يكن ثابتاً في الظاهر، وكان الثابت غيره، لأنه لما كان المعتبر في الشرع ثبوت النسب بالبينة واختلاف الأزمان بقتضي اختلاف الناس في طبآئعهم، وعاداتهم وأغراضهم وقاصدهم، فقد يضعف بعض الذرية عن إقامة البينة، وقد تمتنع الشهود عن أدآئها لخوف أو لطمع، وقد يعد الحاكم، وقد يظلم،، وقد ينتسب بعض الذرية إلى غير نسبه لجهله بنسبه، أو لغرض من الأغراض فيكون قول النبي صلى الله عليه وسلم هو الصحيح على خلاف ما هو في ظاهر الحال، وإنْ لم تكن هذه الرؤية المنامية موجبة لحكم من الأحكام الشرعية. قال سبطه: أو تكون تلك النسبة نسبة المحبة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم، والنسبة التي هي عند أهل المحبة أشرف قدراً واعتباراً من نسب الأبوة التي كانت منها الولادة؛ وهي التي جعلت بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي من أهل البيت …" أهـ. ثم ساق النابلسي شيئاً من الأحاديث التي تؤيد المعنى الثاني هذا كحديث:" آل محمد كل تقي "، ونحوه.
ثمّ قال:" … وإلى هذا النسب الشريف الذي هو نسب المحبة أشار شيخنا يعني الشيخ عمر رضي الله عنه في القصيدة اليآئية التي قافيتها اليآء المثناة التحتية، حيث قال:
نسبٌ أقربُ في شرع الهوى بيننا من نسب من أبوي
قلت -أي جامع هذا الديوان سبط الشيخ عمر -: بطريق المناسبة في اعتبار نسب المحبة نظير واقعة الشيخ عمر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم، ورأيت في المنام كأنني في الحضرة الشريفة المحمدية، وكأنّ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة كثيرة من الأنبيآء والأوليآء، وكأنّ الشريف شمس الدين الأيكي نقيب الأشراف، وقاضي العساكر المنصورة -توفي بدمشق في شهر رمضان سنة سبع وتسعين وستمائة - مع الجماعة في الحضرة الشريفة، ولم أعرف أحداً منهم بصورته سواه؛ وكأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإثبات نسبة الشيخ صبيح الحبشي إليه؛ أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ورأيت رجلاً في المجلس معه المكتوب الذي يشهد فيه بالنسبة الشريفة المحمدية، وهو يدور على الحاضرين في ذلك المجلس يأخذ خطوطهم فيه؛ فلما وصل إليّ ناولني المكتوب، وقال لي: اكتب. فقلت له: أنا مارأيت الشيخ صبيح، و لا عاصرته، و لا أعرف نسبته، وإنما رأيت أولاده، وهم أصحابي. فصرخ عليّ صرخة عظيمة، وجدت لها رعباً عظيماً؛ وقال لي: اكتب كما أمر رسول الله صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم أنْ يُكْتَبَ! فقلت: وكيف أمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يكتب؟ فقال: اكتب:" أشهد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم متصل النسب بالشيخ صبيح ". قال النابلسي: فكتب كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب، والشيخ صبيح المذكور لم يعرف أحد أنه من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ أنه كان رجلاً من الصالحين الكاملين كما وقع للشيخ عمر رضي الله عنهما، فلعلهما في حقهما نسبة الأهلية، أو نسبة المحبة كما سبق بيانه " انتهى [19].
تأمل العبارة السالفة: " الرسول صلى الله عليه وسلم متصل النسب بالشيخ صبيح "! سبحان الله! النبي صلى الله عليه وسلم متصل النسب بحضرة سِيْ السيد الشيخ صبيح لا أن الشيخ صبيح الحبشي المولى متصل النسب بالنبي عليه الصلاة والسلام؟!
ما عهدنا في تاريخ الأشراف و السادة الأكارم إلا أنهم يجعلون اسم " صبيح " و أمثاله للعبيد و الموالي، ... ، إيهٍ ... " إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه "!
و هذا الكلام الذي تقشعر منه جلود الذين آمنوا، و تتقزز منه النفوس، ينقله النبهاني الصوفي، دون أن يعلق عليه بما يوجبه الشرع، و هو المتيم بحب النبي صلى الله عليه وسلم و حب أهل بيته، أوَ لم يؤلف " الشرف المؤبد "؟
إذا تعارض حب دراويش الصوفية و خيالات المجاذيب و البلهى مع حب آل بيت النبوة قدم البلهى والمجاذيب عند الترجيح! و لو كان هناك قليلٌ من الغيرة على " بيت النبوة " لرد على تلك الطوام، كيف و هو القاضي الذي يفصل بين الخصوم ويرد على المبطلين دهراً طويلاً! نعم لو كان تعرض أحدٌ للصوفية و للدجاجلة، كما فعل الإمام محمد عبده التركماني بمصر، لأخرجه النبهاني من دائرة الاسلام كما فعل حين اتهمه بترك الصلاة؟!!
****
الأصل الثالث: الكشف!
يثبت بعضهم أمر النسب أحياناً من جهة الكشف، وإذا علم أن الكشف من مصادر المعرفة عند الصوفية، هان الأمر. و الكشف في أقرب معانيه التي يمكن مخاطبة القراء بها، هو: " الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الخفية، وجوداً أو شهوداً".
مساكين هؤلاء النسابين، أضاعوا أعمارهم في غير طائل من الأمر، هذا أبو العباس المرسي يقول: " والله الذي لا إله إلا هو ما من ولي لله كان أو هو كائن إلا وقد أطلعني الله عليه و على اسمه و نسبه، وكم حظه من الله تعالى " [20].
عجيب صوفي و نسابة! عهدنا و عهد الجميع بالصوفي أنه ينهى عن " الفقه "، و " العلم "، و لا يجوز لمريديه حضور مجالس " الفقهاء " ... و لو علم أصحاب " الشجرات " و " أعمدة النسب " المساكين لحاولوا أن يكشفوا أو يُكشف لهم من أجل أن يتعلموا الأنساب .. و يرتاحوا ويريحوا .. !
العادة الجارية أن الكشف و الذوق والمواجيد القلبية كلها راجعة إلى اعتقاد الانسان، و حبه أو بغضه للشيء الذي يفكر فيه. وذلك أن كل نفس متحركة طالبة لمحابها ولذاتها، فما لاح في قلبه من الاعتقادات أو الكشوفات أو المواجيد ونحوها، رأى صدقه في حياته إما بصوت يظن أنه يسمعه بأذنه، أو بتردده في داخل نفسه، أو بخيال يظن أنه يراه بعينه، أو يتأمل مبناه في نفسه.
[1] تحفة الأكياس للكتاني (2/ 293).
[2] الصلة بين التصوف والتشيع (2/ 294).
[3] انظر في التعريف بها: التذكرة التيمورية (330 - 332). و الفتاوى (35/ 163 - 166).
[4] الصلة بين التصوف والتشيع (1/ 475).
[5] الصلة بين التصوف والتشيع (2/ 64 - 65).
[6] الفتوحات المكية: بواسطة جواهر البحار للنبهاني (1/ 131)، و انظر: عبدالكريم الجيلي في " الجواهر " و كلامه في هذا المعنى: (1/ 259)، (1/ 267).
[7] في التصوف الاسلامي ص116 لنيكلسون، بواسطة: الصلة بين التصوف والتشيع (2/ 485).
[8] رواه الطبراني في المعجم الكبير والحاكم عن عمرو بن عوف. وقد جزم الحافظ الذهبي بضعف سنده. قال الهيثمي:" فيه عند الطبراني كثير بن عبدالله المزني، ضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات ". وقال العجلوني في كشف الخفاء:" وسنده ضعيف " انظر (1/ 460). وقال الألباني:" قد صح موقوفاً على علي رضي الله عنه " وضعف رحمه الله تعالى رواية الرفع بقوله:" ضعيف جدا ". انظر: ضعيف الجامع (3272).
وقد ورد في معنى حديث سلمان هذا: حديث مروي عن علي رضي الله عنه يرفعه، قال:" جرير بن عبدالله منَّا أهل البيت ظهرٌ لبطن "، رواه الطبراني وابن عدي. قال الذهبي:" هذا منكر، وصوابه من قول علي ". سير الأعلام 2/ 534. وقال الألباني:" ضعيف ". انظر: ضعيف الجامع رقم 2627. والضعيفة 1207.
[9] الصلة بين التصوف والتشيع (1/ 406). ط: 3. للدكتور كامل مصطفى الشيبي. وانظر فيه أيضاً: 1/ 380 - 382.
[10] بواسطة: الصلة بين التصوف والتشيع (2/ 274) حاشية رقم (2).
[11] الفتوحات المكية (4/ 467)
[12] الفتوحات المكية (4/ 465).
[13] انظر: الفتوحات المكية (4/ 437 - 438) ط: صادر،بيروت.
[14] كرامات الاولياء (1/ 500 - 501)
[15] كرامات الاولياء (2/ 4)
[16] كرامات الاولياء (2/ 124)
[17] انظر: كرامات الاولياء للنبهاني (1/ 316)
[18] ومن طرائف هذا الباب أنهم ذكروا في ترجمة الشيخ عبدالقادر الجيلاني: أن الذباب لا يصيبه، و راثة من جده المصطفى صلى الله عليه وسلم! فهذا من علامات الشرف عندهم مثل طول اليدين! (انظر: طبقات المناوي 1/ 678). و هذا من جملة الكذب على الولي الصالح الفقيه عبدالقادر الجيلاني الحنبلي رحمه الله تعالى.
[19] جواهر البحار للنبهاني (3/ 283 - 285)
[20] لطائف المنن لابن عطاء (55).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 10:48]ـ
الأصل الرابع: كسب النسب .. !!
دعك من كسب الأشعري .. فههنا كسب الصوفية!
وجد عند طوآئف من المتصوفة إثبات النسب النبوي للمرء كسباً بدون أن يكون له نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محقق، ويمكن أن يفسر ذلك بتتبع كلامهم والنظر في اعتقادهم. من مداخلهم في هذا الشأن: القول بالنسب البدني والنسب الروحاني. أو ما يعبر عنه أحياناً: بالأبوة الدينية والأبوة الطينية. و قد يقال: " ولادة الصلب "، و " ولادة القلب ".
هذا المقام مما يحتاج إلى تفصيل، و تلك العبارات تحتمل معنيين: فإن أريد بالأبوة الدينية أو ولادة القلب حمله لنسب شيخه فهذا قول باطل، و ينهى عن هذه التسمية و أشباهها، و إن أراد أثر التربية والهدى الذي حصله على يديه وما نفعه الله به، فهذا لا بأس به و لا حرج فيه.
و قد توارد على امثال هذه العبارات جمعٌ من أهل العلم، و هي من أصول الأدب والرعاية و الأخذ عن المشايخ و أهل العلم، خاصة من كان له مزيد اختصاص بشيخ أو عالم. و ربما استشهد للمعنى الثاني بقوله تعالى:" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " وفي قرآءة شاذة:" وهو أب لهم ". و ورد في حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم، فإذا أتى أحدكم الغائط، فلا يستقبل القبلة و لايستدبرها، و لا يستطيب بيمينه، وكان يأمر بثلاثة أحجار، وينهى عن الروث والرمة " رواه أحمد والنسائي وأبو داود وابن ماجة [1].
و القوم في اكتساب النسب على وجهين:
الأول: أن يكون الأخذ مباشرة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مشهور في طريقة القوم، فيحمله ذلك على الانتساب إليه. و قد ساق النبهاني في ضمن كرامات الامير الشهير عبدالقادر الجزائري أنه قال:"…لما بلغت المدينة طيبة، وقفت تجاه الوجه الشريف بعد السلام عليه صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه الذين شرفهم الله تعالى بمصاحبته حياة وبرزخا؛ وقلت: يارسول الله عبدك ببابك، يارسول الله كلبك بأعتابك، يارسول الله نظرة منك تغنيني، يارسول الله عطفة منك تكفيني، فسمعته صلى الله عليه وسلم يقول لي: " أنت ولدي، ومقبول عندي بهذه السجعة المباركة ". وما عرفت هل المراد ولادة الصلب أو ولادة القلب، والأمل من فضل الله انهما مرادان معا، فحمدت الله تعالى! " انتهى [2].
و الأمير عبدالقادر الجزائري يساق نسبه على الوجه التالي: " عبدالقادر بن محي الدين بن المصطفى بن محمد بن أحمد بن المختار بن عبدالقادر بن أحمد المختار بن عبدالقادر -المعروف بـ"خدة " محشي صغرى السنوسي - بن أحمد القديم بن عبدالقادر بن محمد بن محمد بن عبدالقوي بن عبدالرزاق بن بن عبدالقادر الجيلاني … "، و قد أورد الأمير محمد هذا النسب في كتابه:" تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر وأخبار الجزائر " [3].
و قد ذكر في ذلك الكتاب وغيره للأمير عبدالقادر سلسلتان من جهة الأطراف تنص عمود نسبه إلى الحسن والحسين، وقد اعتمد إحداهما صاحب كتاب " ملتقى الأطراف "، على أنها عمود نسب الأمير عبدالقادر المزعوم، وهو واهمٌ في ذلك، حيث أورد أن نسبه كالآتي، قال:" هو الأمير عبدالقادر بن محي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبدالقادر بن احمد المختار بن عبدالقادر بن احمد ابن محمد ابن عبدالقوي بن خالد بن يوسف بن احمد بن بشار بن محمد بن مسعود بن طاوس بن يعقوب بن عبدالقوي بن أحمد بن محمد بن ادريس الأصغر بن ادريس بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط " [4].
و للأمير عبدالقادر الجزائري شجرة نسب تضمنت عمود نسبه وبيان أحفاده [5].
(يُتْبَعُ)
(/)
و الأمير عبدالقادر الجزآئري هذا من ألد أعدآء دعوة شيخ الاسلام ابن تيمية. قال الشيخ الجليل محمد نصيف:" أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف: سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة؟ فقال: قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة، وطالعها كلها، ثم أحرقها بالنار، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي. صرّح فيه بما كان يلوح ابن عربي، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله:" أبو الحسين الحلاج "، وقد طبع كتابه بمصر ففي ثلاث مجلدات، وسماه المواقف في الواعظ والارشاد، وطبع وقفا، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ[6]
الوجه الثاني: أن يكون الأخذ على يد شيخ من أئمتهم يعزى إلى البيت النبوي، فينتسب إليه التلميذ، فينال الشرف بالواسطة كسباً.
جاء في " النور السافر ":" أن الشيخ محمد بن أحمد با جرفيل الدوعني (820 - 903) قال:" لم أصحب مع كثرة من صحبته من العارفين بالله مثال الشيخ علي بن أبي بكر، فلازمته أربعة أشهر على أن يقول لي:" أنت منَّا أهل البيت "، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لسلمان الفارسي رضي الله عنه، فلم يجبني إلى ذلك، فلما ألححت عليه، وتحقق صدق ودي ومحبتي لأهل البيت. قال: يا فقيه! إنَّ الدين النصيحة، لا يجيبك إلى مقصودك هذا إلا الشيخ أبو بكر بن عبدالله، فإنه القطب الوارث للقطبية من صغره بعد موت أبيه الشيخ عبدالله بن أبي بكر، ونحن نكتب لك إليه أن يجيبك إلى مرادك! قال: والشيخ أبو بكر يومئذ باليمن، فكتب الشيخ علي إليه، وكتبت أنا أيضاً إليه، فأتانا منه بحمدالله الجواب بالقصد والمراد! ". أهـ[7].
****
الأصل الخامس: نيل درجة القطبية .. من مزالق الصوفية في إدعاء أنساب آل البيت تقريرهم لمقولة:" أن القطب لايكون إلا من آل البيت النبوي، وأن الآل عوضوا بالخلافة الباطنة لما ذهبت منهم الخلافة الظاهرة " [8]، ولهذا اشترط بعضهم في صفات القطب أن يكون شريفاً من الآل النبوي. و يعرف الصوفية القطب بأنه (موضع نظر الإله). و من علاماته عندهم أنه يحوز: (الخلافة، و النيابة)، كما ذكره أبو الحسن الشاذلي في " علامات القطب ". و يحتاج القطب عندهم إلى مبايعة دولة الباطن كما هو الحال في خلافة الظاهر.
و مشهور عندهم أن القطب لاتكون محل إقامته إلا في مكة [9].
و قد أشكل اشتراط تحقق النسب الشريف في القطب، فسأل الشعراني شيخه علي الخواص عن صحة ذلك؟ فقال علي الخواص:" لا يشترط ذلك، ولعل من اشترط ذلك كان شريفاً، فتعصب لنسبه " [10].
ثمَّ خفَّ اشتراط هذا القيد في القطب وذلك بتصحيحهم للنيابة في منزلة القطبية لغير آل البيت، و نفى بعضهم ذلك، و قال: " لا تكون منزلة القطبية إلا للآل "، و لكن ربما حاذى الوليُ الذي ليس بشريف هذه المنزلة، و سيأتي ذكر هذا بعد قليل.
قال الآلوسي:" … وقد رأيتُ في مكتوبات الإمام الفاروقي [11] الرباني مجدد الألف الثاني قدس سره ما حاصله: " أن القطبية لم تكن على سبيل الأصالة إلا لأئمة أهل البيت المشهورين، ثمَّ إنَّها صارت بعدهم لغيرهم على سبيل النيابة عنهم حتى انتهت النوبة إلى السيد الشيخ عبدالقادر الكيلاني قدس سره النوراني، فنال مرتبة القطبية على سبيل الأصالة، فلما عرج بروحه القدسية إلى أعلى عليين نال من نال بعده تلك الرتبة على سبيل النيابة عنه، فإذا جاء المهدي ينالها أصالة، كما نالها غيره من الأئمة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ".انتهى [12].كلام الآلوسي.
وقال الرفاعي في " صحاح الأخبار " - وهو كلام مفيد و مهم في توضيح هذا الأصل -:" تنقسم الإمامة إلى: إمامة وحي، وهي للأنبياء؛ و إلى: إمامة وراثة، وهي للعلماء؛ و إلى إمامة عبادة، وهي لإئمة الصلاة؛ وإلى: إمامة مصلحة، وهي لإئمة المسلمين الخلفاء الكرام القائمين بمصالح الأمة. ولم تجتمع هذه الأقسام المذكورة إلا للنبي صلى الله عليه وسلم …".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمَّ قال بعد ذلك:" … وقد عني أهل البيت عليهم السلام في أفرادهم المكرمين و أئمتهم الطاهرين إمامة معنوية لا كما عناها الرافضة، وهي الإمامة التي عناها جحاجحة الصوفية، و وسموها بالقطبية الكبرى، والغوثية العظمى، و الإمامة الجامعة؛ وقالوا لصاحب مرتبتها الغوث وقطب الأقطاب والإمام الجامع والإنسان الكامل.
و أطبق جماهير الصوفية سلفاً وخلفاً أن الغوث هذا، المعني، بهذه الإمامة لا يكون من غير أهل البيت النبوي أبداً. وقالوا: إنَّ أهل البيت لمَّا فاتتهم إمامة الأشباح التي هي الخلافة الظاهرة عوضهم الله سبحانه وتعالى ما هو خير منها، و ذلك إمامة الأرواح، فإمامهم هذا أعني القطب الغوث يتصرف في ذرَّات الأكوان، و صاحب خلافة الظاهر، ذرة منها!
و روى العارفون من سلف أهل البيت أنَّ الإمام الحسين لمَّا انكشف في سره تولى الخلافة الروحية التي هي الغوثية، والإمامة الجامعة فيه وفي بنيه على الغالب، استبشر بذلك، وباع في الله نفسه لنيل هذه النعمة المقدسة، فمنَّ الله عليه بأن جعل في بيته كبكبة الإمامة، وختم ببنيه هذا الشأن، على أنَّ الحجة المنتظر الإمام المهدي عليه السلام من ذريته الطاهرة وعصابته الزاهرة.
قال سيدنا السيد إبراهيم أبو إسحاق الأغرب الرفاعي: كلمتان مردودتان عند أهل البساط:
1 - كلمة شريف يطلب نيل الإمامة الظاهرة بعد أن انعقدت على الإمامة الجامعة الروحية بيعة الأرواح لأهل البيت، و أمضى الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم لهم ذلك، و ها هي تتقلب بحمد الله تعالى فيهم، و لا تنزع منهم حتى تختم بسيدنا الإمام ولي الله المهدي عليه السلام.
2 - والكلمة الثانية: كلمة رجل، قال: إنَّ قطبية الأقطاب يعني الغوثية والإمامة الكبرى الروحية تكون في غير أهل البيت، فإنَّ هذه الكلمة من عثرات ألسن بعض أهل الري (؟!)، لا يلتفت إليها و لا يعول عليها "
ثم قال:" نعم إنَّ المحاذاة للغوث ثابتة عند المتمكنين، فقد يحاذي الولي الذي ليس بشريف بمحض فضل الله وتوفيقه مرتبة الغوث الجامع، و لكن لا ينزل تلك المنزلة بعينها أبداً. وقال جماعة: قد يمكن أن يسقط المحاذي الذي ليس بشريف على مرتبة الغوثية، و يتصرف بمنزلتها من طريق تسلق المرتبة الصديقية؛ ولكن يكون ذلك إذا لم يكن في عصره من أهل البيت من تحمل طينته عبء المنزلة، فيكون تصرف ذلك الرجل تصرف خلعة لا تصرف مرتبة، فهو يتصرف بالخلعة التي ألقيت عليه من الغوث الشريف المتوفى والمنخلع عن مرتبة التصرف تمكناً بمحبة الله، و إعراضاً عن غيره، كما وقع لسيدنا أحمد الرفاعي رضي الله عنه حين نودي للغوثية بعد أن رفع له علمها في الأكوان، فأعرض عن مشغلتها، و تململ على الباب، وقال: "بالله العفو العفو"، واتخذ ذريعته لذلك الجد الأعظم صلى الله عليه وسلم، فقبل الله منه، و أفرغت عنه الخلعة للشيخ عبدالقادر الجيلي قدس سره، فتصرف بها مدة حياته حتى مات، ثم رفع علم الغوثية الجامعة والتصرف المحض للسيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه بإعادة خلعته الأصلية، فاشتهر بأبي العلمين في الكونين، وكان لما رفع له العلم الثاني أراد أن يتجرد عن التصرف لربه، والله تعالى قسم له نيل الوراثة المحمدية أدباً وتصرفاً، فلما أراد التنصل من المرتبة بالبكاء والتذلل أحاطه نداء الغيب من كل جانب أن تأدب، فامتثل، وبقيَ على حاله في منزلته حتى تمكن فيها بالترقي عنها إلى ما هو أعظم منها، وما من نعمة تفرغ على العبد إلا وفي خزانة الكرم ما هو اعظم وأجل منها.
وقد قال جماعة من العلماء بعدم وجود القطبية، و لكن فاتهم أنَّ وجود الأولياء ثابتٌ لا دفاع له، واصطلاح الأولياء على تسمية أعظمهم منزلة في عصرهم صاحب رياستهم و مقدمهم بالقطب الغوث. وكما فرَّط بعض المتفقهة، أفرط بعض المتصوفة، فجعلوا القطبية إرثاً في مشايخهم، و كأنها تؤخذ بالنيابة عنهم. وما كل ذلك إلا من الجهل بنفوذ سلطان النبوة، وأن نيابة الأقطاب في كل عصر عنه صلى الله عليه وسلم، و وراثة هذه المنزلة لا تحجر، كما أنَّ فضل الله على قوم دون قوم لا يقصر، يهب ما يشاء لمن يشاء " ألا له الخلق والأمر "، وهو على كل شيء قدير. ". انتهى [13].
(يُتْبَعُ)
(/)
و هذه النقول السابقة توضح أنَّ مقالة القطب والاعتقاد بوجوده، لها تأثيرٌ لا ينكر في ادّعاء طوائف منهم للنسب والوقوع في كبيرة من كبائر الذنوب، وليس ذلك ببعيد عن جهال و مردة الصوفية.
إنَّ منزلة القطبية منزلة عالية تسمو إليها نفس كل صوفي، يعلم ذلك بتتبع أخبار كبرآئهم ومشاهيرهم، الذين يقضي المرء منهم أغلب عمره في محاولة تحقيق تلك المنزلة و التخلق بآدابها، أو يقضي عمره في البحث عن قطب الأقطاب في الفيافي والقفار. و لهذا يُدَّعى النسب النبوي حتى لا يطعن في الولي أو الشيخ أنه قاصرٌ عن رتبة القطبية.
وإذا اشتهرت نسبة الشيخ أو الولي المزعوم إلى غير آل البيت ولم يكن هناك مناصٌ من التهرب من تلك النسبة، فإنَّ أمره يكون على الأحوال الآتية:
الأول: أن يجد له شرفاً من جهة الأمهات بصورةٍ أو بأخرى.
الثاني: أن يطعن في اشتراط ذلك الشرط في " القطب "، كما تقدم عن علي الخواص.
الثالث: أن يقال بجواز النيابة في منزلة القطبية.
الرابع: أن يقال بجواز محاذاة الولي غير الشريف لمنزلة القطبية، وذلك بأن ينال مرتبة الصديقية، فيقال فيه:" الصديقي "، ومن ثَمَّ يقال:" البكري "!
****
الأصل السادس: طلب المهدية و التبشير بها. كثيراً ما ينصرف ذهن عدد من القراء والباحثين إلى أن المهدية مما اختصت بها الرافضة الاثني عشرية، ولكن عند التحقيق تجد أن للصوفية نصيب في الأمر لا يقل شأناً عن أولئكم. و من أهم مداخل الصوفية إلى هذه الساحة التأصيل لمفهوم " خاتم الأولياء ". لقد تمت إعادة الحديث عن " خاتم الأولياء " و التأكيد عليه في أدبيات التصوف، خاصة عند ابن عربي ومن ينحى نحوه.
كان هذا التجديد للخطاب و الاحياء في فترة تبدأ من منتصف القرن السادس تقريباً، و هي توافق أواخر أيام الدولة العبيدية بمصر. و الناظر في أكثر أنساب أئمة الصوفية يجدها قد بدأت في الخروج والظهور بالقرب من بدايات القرن السابع الهجري، قبل سنة 600هـ أو بعدها بقليل، و هو ما يقارب فترة انحلال الدولة العبيدية الباطنية بمصر، ثم انفراط العقد بعد ذلك التاريخ.
و قد رادف ذلك التحديد لوقت الخروج تبشير كثير من مشايخ الصوفية بقرب ظهور المهدي المنتظر في تلك الفترة. يقول ابن أبي واصل في شرح:" خلع النعلين ": … ولم تزل البشرى تتابع به، من أول اليوم المحمدي الى قبيل الخمسمائة نصف اليوم. وتأكدت وتضاعفت بتباشير المشايخ بتقريب وقته، وازدلاف زمانه، منذ انقضت إلى هلم جرَّا " أهـ[14].
و وافق ذلك انتشار كتب الملاحم و الأزياج عند الصوفية وأشياعهم من مدعي علم الحروف والباطن و علم الجفر.
لا ريب أنه قد كانت هناك دعاوى للنسب الشريف في طول العالم الاسلامي وعرضه، قبل ذلك التاريخ، و لكنها كانت دعاوى ساذجة فردية، لا تتخذ أصلاً فلسفياً تقوم عليه، و يظهر كذبها لعامة الناس فضلاً عن أئمة النسب و حذاقه، و أكثر ما يكون من هذا عند الرافضة، لأنهم أهل جهل و بلادة بخلاف الصوفية، فإن عندهم من مواد المتفلسفة و مواد الملاحدة ما يروجون به على الجهال.
و عندما تجدد القول و الخطاب بـ" خاتم الأولياء " في محافل ودوائر الصوفية، أصبح القوم يتحدثون عن " المهدي، والفاطمي " المنتظر المرتقب الذي بشرت به الأحاديث النبوية الثابتة، وهذا من أوجه الصلة بين التشيع والتصوف. قال ابن خلدون:" … وأما المتصوفة، فلم يكن المتقدمون منهم يخوضون في شيء من هذا - يعني: أمر المهدي -، وإنما كان كلامهم في المجاهدة بالأعمال، وما يحصل عنها من نتائج المواجد والأحوال. وكان كلام الإمامية والرافضة من الشيعة في تفضيل علي رضي الله تعالى عنه والقول بإمامته وإدعاء الوصية له بذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، والتبري من الشيخين كما ذكرناه في مذاهبهم.
ثم حدث فيهم بعد ذلك القول بالإمام المعصوم، وكثرت التآليف في مذاهبهم.
و جاء الإسماعيلية منهم، يدعون ألوهية الإمام بنوع من الحلول، وآخرون يدعون رجعة من مات من الأئمة بنوع التناسخ، وآخرون منتظرون مجيء من يقطع بموته منهم، وآخرون منتظرون عود الأمر في أهل البيت مستدلين على ذلك بما قدمناه من الأحاديث في المهدي وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم حدث أيضاً عند المتأخرين من الصوفية الكلام في الكشف، وفيما وراء الحس. وظهر من كثير منهم القول على الاطلاق بالحلول والوحدة، فشاركوا فيها الإمامية والرافضة لقولهم بألوهية الأئمة، وحلول الإله فيهم. وظهر منهم أيضاً القول بالقطب والأبدال، وكأنه يحاكي مذهب الرافضة في الإمام والنقباء، وأُشربوا أقوال الشيعة، وتوغلوا في الديانة بمذاهبهم، حتى لقد جعلوا مستند طريقهم في لبس الخرقة أن علياً رضي الله عنه ألبسها الحسن البصري، وأخذ عليه العهد بالتزام الطريقة. واتصل ذلك عندهم بالجنيد من شيوخهم. ولايعلم هذا عن علي من وجه صحيح. ولم تكن هذه الطريقة خاصة بعلي كرم الله وجهه، بل الصحابة كلهم أسوة في طرق الهدى، وفي تخصيص هذا بعلي دونهم رائحة من التشيع قوية، يفهم منها ومن غيرها مما تقدم دخولهم في التشيع، وانخراطهم في سلكه.
و ظهر منهم أيضاً القول بالقطب؛ وامتلأت كتب الاسماعيلية من الرافضة وكتب المتأخرين من المتصوفة بمثل ذلك في " الفاطمي المنتظر ". وكأن بعضهم يمليه على بعض، ويلقنه بعضهم من بعض، وكأنه مبني على أصول واهية من الفريقين. وربما يستدل بعضهم بكلام المنجمين في القرانات، وهو من نوع الكلام في الملاحم، ويأتي الكلام عليها في الباب الذي يلي هذا
و أكثر من تكلم من هؤلاء المتصوفة المتاخرين في شأن الفاطمي: ابن العربي الحاتمي في كتاب " عنقاء مغرب "، وابن قسي في كتاب " خلع النعلين "، وعبدالحق ابن سبعين، وابن أبي واصل تلميذه في شرحه لكتاب " خلع النعلين ".
و أكثر كلماتهم في شأنه ألغاز وأمثال، وربما يصرحون في الأقل أو يصرح مفسرو كلامهم.
و حاصل مذهبهم فيه على ما ذكر ابن أبي واصل أن النبوة بها ظهر الحق والهدى بعد الضلال والعمى، وأنها تعقبها الخلافة، ثم يعقب الخلافة الملك، ثم يعود تجبراً وتكبراً وباطلاً. قالوا: ولما كان المعهود من سنة الله رجوع الأمور إلى ما كانت، وجب أن يحيا أمر النبوة والحق بالولاية، ثم بخلافتها، ثم يعقبها الدجل مكان الملك والتسلط، ثم يعود الكفر بحاله.
يشيرون بهذا لما وقع من شان النبوة، والخلافة بعدها، و الملك بعد الخلافة: هذه ثلاث مراتب.
وكذلك الولاية هي لهذا الفاطمي، والدجل بعدها كناية عن خروج الدجال على اثره، والكفر من بعد ذلك. فهي ثلاث مراتب على نسبة الثلاث مراتب الأولى.
قالوا: ولما كان أمر الخلافة لقريش حكماً شرعياً بالاجماع الذي لايوهنه إنكار من لم يزاول علمه، وجب أن تكون الإمامة فيمن هو أخص من قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم، إما ظاهراً كبني عبدالمطلب، وإما باطناً ممن كان من حقيقة الآل، و الآل من إذا حضر لم يغب من هو آله.
و ابن العربي سماه في في كتابه " عنقاء مغرب " من تأليفه: " خاتم الاولياء "؛ وكنى به عنه بـ" لَبِنَةِ الفضة " إشارة إلى حديث البخاري في باب خاتم النبيين، قال صلى الله عليه وسلم:" مثلي فيمن قبلي من الأنبياء، كمثل رجل ابتنى بيتاً وأكمله، حتى إذا لم يبق منه إلا موضع لبنة، فأنا تلك اللبنة ". فيفسرون " خاتم النبيين " باللبنة التي أكملت البنيان؛ ومعناهُ " النبي ":الذي حصلت له النبوة الكاملة.
و يمثلون الولاية في تفاوت مراتبها بالنبوة، ويجعلون صاحب الكمال فيها " خاتم الأولياء "؛ أي: حائز الرتبة التي هي خاتم الولاية، كما كان خاتم الأنبياء حائزاً للمرتبة التي هي خاتم النبوة، فكنى الشارع عن تلك المرتبة الخاتمة بـ" لبنة البيت " في الحديث المذكور. وهما على نسبة واحدة فيها؛ فهي لبنة واحدة في التمثيل. ففي النبوة: لبنة الذهب؛ وفي الولاية: لبنة الفضة، للتفاوت بين الرتبتين، كما بين الذهب والفضة. فيجعلون لبنة الذهب كناية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولبنة الفضة كناية عن هذا الولي الفاطمي المنتظر؛ وذلك خاتم الأولياء، وهذا خاتم الأنبياء ".أهـ[15].
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال ابن خلدون:" … وقد ينتسب بعضهم إلى الفاطمي المنتظر إما بأنه هو أو بأنه داعٍ له، وليس مع ذلك علمٌ من أمر الفاطمي، و لا ما هو؟!. وأكثر المنتحلين لمثل هذا تجدهم موسوسين أو مجانين أو ملبسين، يطلبون بمثل هذه الدعوة رياسة امتلأت بها جوانحهم، وعجزوا عن التوصل إليها بشيء من أسبابها العادية، فيحسبون أن هذا من الأسباب البالغة بهم إلى ما يؤملونه من ذلك، و لايحسبون ما ينالهم فيه من الهلكة، فيسرع إليهم القتل بما يحدثونه من الفتنة، وتسوء عاقبة مكرهم.
وقد كان لأول هذه المائة خرج بالسوس رجل من المتصوفة يدعى التبوذري عمد إلى مسجد " ماسة " بساحل البحر هنالك، و زعم أنه الفاطمي المنتظر، تلبيساً على العامة هنالك بما ملأ قلوبهم في الحدثان بانتظاره هنالك، وأن من ذلك المسجد يكون أصل دعوته، فتهافتت عليه طوائف من عامة البربر تهافت الفراش؛ ثم خشي رؤساؤهم اتساع نطاق الفتنة، فدس إليه كبير المصامدة يومئذ عمر السكسوي من قتله في فراشه … " أهـ[16]
و قد ذهب ابن عربي وغيره من الصوفية إلى تحديد وقت خروج المهدي المنتظر [17]، كما نقله عنهم ابن أبي واصل [18] في شرح " خلع النعلين "، إذ يقول ابن أبي واصل:" قال ابن العربي:"وهذا الامام المنتظر، وهو من أهل البيت من ولد فاطمة، وظهوره يكون بعد مضي (خ ف ج) من الهجرة، ورسم حروفا ثلاثة يريد عددها بحساب الجمل، وهو الخاء المعجمة بواحدة من فوق: ستمائة، والفاء أخت القاف: ثمانين. والجيم المعجمة بواحدة من أسفل: ثلاثة، وذلك ستمائة وثلاث وثمانون سنة، وهي في آخر القرن السابع. و لما انصرم هذا العصر، ولم يظهر حمل ذلك بعض المقلدين لهم على أن المراد بتلك المدة مولده، و عبر بظهوره عن مولده، وأن خروجه يكون بعد العشر وسبعمائة، فإنَّه الإمام الناجم من ناحية المغرب …" أهـ[19].
وقال ابن خلدون أيضاً:" … وأما المتصوفة الذين عاصرناهم، فأكثرهم يشيرون الى ظهور رجل مجدد لأحكام الملة، ومراسم الحق، ويتحينون ظهوره لما قرب من عصرنا. فبعضهم يقول من ولد فاطمة. وبعضهم يطلق القول فيه. سمعناه من جماعة أكبرهم أبو يعقوب البادسي كبير الأولياء بالمغرب، كان في أول هذه المائة الثامنة، وأخبرني عنه حافده صاحبنا أبو يحيى زكريا عن أبيه أبي محمد عبدالله عن أبيه الولي أبي يعقوب المذكور … ".
ثم ذكر ابن خلدون بعض المدعين من أرباب التصوف للمهدية، فقال:"… أخبرنا شيخنا محمد بن أبراهيم الآبلي، قال: خرج برباط ماسة لأول المائة الثامنة وعصر السلطان يوسف بن يعقوب رجل من منتحلي التصوف، يعرف ب:" التويزري "، نسبة الى: " توزر " مصغرا، وادعى أنه الفاطمي المنتظر، واتبعه الكثير من أهل السوس من ضالة وكزولة، وعظم أمره، وخافه رؤساء المصامدة على أمرهم …".أهـ[20].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (2346)
[2] جامع كرامات الاولياء للنبهاني (2/ 218) ط:3، 1404، تحقيق:ابراهيم عطوة عوض.وانظر: جواهر البحار (3/ 266). وقد طبع في نهاية ديوانه:"شجرة مصغرة في عقب الأمير عبدالقادر وذريته "، مختومة من النقابة في تركيا.
[3] 2/ 297 - 307، طبعة الاسكندرية 1903، بواسطة: سيرة الأمير عبدالقادر وجهاده للحاج مصطفى بن التهامي، (ص47).
[4] ملتقى الاطراف في أنساب ومناقب الاشراف (ص68).
[5] انظر: ديوان الأمير عبدالقادر: ص 165، شرح وتعليق ممدوح حقي، ط: دار اليقظة العربية، بدمشق.
[6] مقدمة تنبيه الغبي الى تكفير ابن عربي، للبقاعي (ص14 - 15)
[7] النور السافر من أخبار القرن العاشر لعبدالقادر بن عبدالله العيدروس (978 - 1037). (ص 23). ط: 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405.
[8] انظر: جواهر العقدين للسمهودي، القسم الثاني (1/ 30) ط: العاني. و الصواعق المحرقة (77).
[9] انظر كثير من الأسئلة والأجوبة حول القطب في " اليواقيت والجواهر " للشعراني (2/ 78 - 83).
[10] طبقات الشعراني.
[11] هو أحد أئمة الصوفية النقشبندية. من أقواله: اطلعني الله على أسماء من يدخلون في سلسلتنا من الرجال والنساء إلى يوم القيامة، وإن نسبتي هذه تبقى بواسطة أولادي إلى يوم القيامة، حتى أن الإمام المهدي سيكون على هذه النسبة الشريفة ". مات سنة 1034 هـ، و دفن ببلده سهرند، مدينة عظيمة من أعمال لاهور في الهند. انظر: جامع كرامات الولياء للنبهاني (1/ 555 - 557).
[12] روح المعاني (22/ 19 - 20)، وله بقية مفيدة فيه. ط: دار إحياء التراث العربي، بيروت.
[13] صحاح الأخبار للرفاعي (49 - 52).
[14] نقلا عن مقدمة ابن خلدون (2/ 813) تحقيق وافي.
[15] مقدمة ابن خلدون (2/ 809 - 812).تحقيق وافي.
[16]. المقدمة (2/ 531 - 532).
[17] هناك من يحكي أن مذهب ابن عربي: أنّ خاتم الأولياء هو المهدي المنتظر كما هو ظاهر من كلام ابن خلدون، وهناك من ينفي ذلك عنه، ويقول بالتغاير بينهما عند ابن عربي، و المسألة تحتاج إلى بحث موسع من كلامه. فله كلام صريح في القول بالتغاير، مثل قوله عن سؤال الترمذي الخامس عشر:" ما سبب الخاتم وما معناه؟ "، فقال مجيباً في " الفتوحات المكية ":" … فأنزل الله في الدنيا من مقام اختصاصه، واستحق أن يكون لولايته الخاصة يواطيء اسمه، ويحوز خلقه، وماهو بالمهدي المعروف، المسمى المنتظر، فإن ذلك من سلالته الحسية، ولكنه من سلالة أعراقه وأخلاقه " أهـ. بواسطة: الصلة بين التصوف والتشيع (1/ 502). و انظر أيضاً: الفكر السياسي عند الباطنية، للدكتور أحمد عرفات قاضي (ص89)، والله أعلم.
[18] في طبعة علي عبدالواحد وافي:" ابن أبي واطيل "، وفي باقي الطبعات:" ابن أبي واصل ".
[19] مقدمة ابن خلدون (2/ 812)
[20] مقدمة ابن خلدون (2/ 817، 818). وانظر: تاريخ ابن خلدون (6/ 689، و ما بعدها) في خبر أحمد بن مرزوق المدعي للمهدية.
رابط المقال:
www.alhashemih.com/vb/showthread.php?t=5871 - 148k -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 11:05]ـ
الأصل السابع: عصمة وطهارة الآل النبوي:
ترى الصوفية فيما ترى أن الآل المحمدي مطهر معصوم، لايصدر منهم إلا كل طاهر لأنهم ملحوظون، كما قال تعالى:" إنَّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً "، فهم يفسرون الطهارة في الآية بأنها العصمة والحفظ من الذنوب، وأنهم مطهرون لا محالة قبل وفاتهم. بل قال محي الدين ابن عربي:" الذي أقول به أن ذنوب أهل البيت إنما هي ذنوب في الصورة لا في الحقيقة لأنَّ الله تعالى غفر لهم ذنوبهم بسابق العناية، لقوله تعالى:" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً "، ولا رجس أرجس من الذنوب " أهـ[1].
و وصل الغلو ببعضهم إلى أن قال بـ:" طهارة فضلات آل البيت "؟! [2].
وهذا مما يستحي المرء من نقله، فكيف بالاعتقاد به؟!
و سبب ذلك عند الصوفية ومن وافقهم أنهم يفسرون الإرادة في آية سورة الاحزاب بأنها الارادة الكونية، وهي واقعة لامحالة. و الصواب المتقرر في كلام المحققين من أهل العلم أن الإرادة في الآية يراد بها الارادة الشرعية التي قد تقع أوْ لا.
ومن هذا الاعتقاد نشأ عند بعض المتصوفة الانتساب للآل النبوي رغبة في الطهارة والعصمة من الذنوب، وربما عبروا بالحفظ، و يريدون به معنى " العصمة ".
و من أبرز مداخلهم لذلك:تفسيرهم لحديث " سلمان منّا آل البيت " [3] بذلك، فأضاف النبي صلى الله عليه وسلم سلمان الفارسي إليه، فتحققت له النسبة الباطنة، كما قرّره كبيرهم محي الدين ابن عربي في:" الفتوحات المكية " [4]. و نقل أحمد الكسروي في كتاب" مشعشعيان " النصَّ الآتي:" … الاعتقاد أن علياً الذي كان بجنب النبي هو السرُّ الدائر في السماء والأرض، و محمداً صلى الله عليه وسلم كان هو الحجاب بنوع الرسالة، و الأحد عشر إماماً كانوا هم الملائكة منهم إليه ومنه، و سلمان من أهل البيت، والبيت هي الطريقة والمعرفة، و كل من وصل إلى عرفانه كان سلمان في كل عصر و زمان… "أهـ[5].
****
الأصل الثامن: القيام بالرواتب والأوراد كبعض الأدعية و الصلوات المبتدعة.
في الصلاة المشيشية لعبدالسلام بن مشيش:" اللهم صل على من انشقت منه الأسرار، وانفلقت منه الأنوار، وفيه ارتفعت الحقائق، وتنزلت علوم آدم، فاعجز الخلآئق، وله تضاءلت الفهوم، فلم يدركه منّا سابق ولا لاحق … "، إلى أن قال:" اللهم إنه سرك الجامع الدال عليك وحجابك الأعظم القائم لك بين يديك، اللهم ألحقني بنسبه، وحققني بحسبه، وعرفني إياه معرفة أسلم بها من موارد الجهل، وأكرع بها من موارد الفضل " [6].
لك أن تتصور عبر هذه القرون الطويلة من وقت عبدالسلام بن مشيش المتوفى في أوائل القرن السابع (622)، و القوم يرددون مثل هذه الصلاة المبتدعة وغيرها، ويطلبون فيه إلحاق أنفسهم بنسب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتحقيق حسبه، فهل يؤمن أن ينبري صوفي مارد، فينجذب الى الحضرة، ويغيب بمشهوده عن شهوده، ثم يفيق، واذا بالنسب النبوي قد تحقق، إمّا ولادة قلب أو ولادة صلب؟!
و لهذا لما تعرض عبدالعزيز الدبّاغ لشرح الصلاة المشيشية، فسره بما يعرف من أصولهم كما تقدم عند الكلام على الحقيقة المحمدية في الأصل الأول، فقال في قول عبدالسلام بن مشيش عندما كان يدعو بتحقق نسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم:"… اللهم ألحقني بنسبه، وحققني بحسبه …"، قال الدّباغ:" إنّ المراد بالنسب ما ثبت في باطنه صلى الله عليه وسلم من المشاهدة التي عجز عنها الخلآئق اجمعون، والشيخ عبدالسلام رضي الله عنه كان قطباً كاملاً له صلى الله عليه وسلم. والمراد بالحسب صفاته صلى الله عليه وسلم مثل الرحمة والعلم والحلم …" انتهى [7].
وقال الصاوي في شرح هذا اللفظ:"… (اللهم ألحقني بنسبه) أي: دين الاسلام، ولذا قال صلى الله عليه وسلم:" آل محمد كل تقي " … " أهـ[8].
و الشيخ عبدالسلام ابن مشيش ممن ينتسب للشرف من جهة ادريس بن ادريس بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نقل ابن عبّاد نسب أبا الحسن الشاذلي من كتاب"اللطيفة المرضية في شرح دعاء الشاذلية " للشيخ شرف الدين أبي سليمان داود السكندري، فقال:" هو الشريف الحسيب ذو النسبتين الطاهرتين الجسدية والروحية المحمدي العلوي الحسني الفاطمي: أبو الحسن علي الشاذلي بن عبدالله بن عبدالجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع بن ورد بن بطال بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب". أهـ.
ومن له أدنى خبرة بنسب آل البيت يعلمُ أنَّ هذا العمود مرَّكبٌ مفتعل، ولهذا قال السكندري السابق ذكره، وهو من المعتقدين في ولاية الشاذلي:" لم يكن من اولاد الحسن بن علي من اسمه محمد له عقب، وإنَّ الذي أعقب من أولاد الحسن السبط: زيد الأبلج، والحسن المثنى، كما نصّ عليه غير واحد "، ولما كان لابد من تصحيح نسب الولي، قالوا:" … وصوابه محمد بن الحسن المثنى بن الحسن السبط " انتهى [9].
وفاتهم أنّ العقب في الحسن المثنى إنما هو في خمسة هم:"عبدالله المحض، و ابراهيم الغمر، و الحسن المثلث، و داود، و جعفر "، وأمّا محمد بن الحسن المثنى فلا بقية له بالاتفاق، كما قاله ابن عنبة في " عمدة الطالب " وغيره [10].
و لهذا قال الصفدي في " نَكْتِ الهُمْيَان " عن أبي الحسن الشاذلي:" وقد انتسب في بعض مصنفاته إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: بعد يوسف المذكور بن يوشع بن برد بن بطال بن احمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي بن ابي طالب. قال الشيخ شمس الدين الذهبي:" هذا نسب مجهول لا يصح ولا يثبت، وكان الأولى به تركه، وترك كثير مما قاله في تآليفه من الحقيقة " …" أهـ[11].
ومن الغرائب أنَّ عبدالسلام بن مشيش لما قابل أبا الحسن الشاذلي قال له على وجه الكشف:" مرحباً بعلي بن عبدالله بن عبدالجبار "، وساق نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال له:" يا علي ارتحل إلى افريقية واسكن بها بلداً تسمى شاذلة، فإن الله يسميك الشاذلي، وبعد ذلك تنتقل إلى مدينة تونس ويؤتى عليك بها من قبل السلطنة، وبعد ذلك تنتقل إلى بلاد المشرق، وترث فيها القطبانية " انتهى [12].
ومن المفارقات ههنا:" أنّ ابا الحسن الشاذلي مكتوب على قبته وضريحه سياق النسب إلى الحسين رضي الله عنه لا الحسن " [13]!.
****
الأصل التاسع: تأييد المتصوفة للأقوال الشاذة .. والطوفان الشريفي.
من الأمور اللافتة للانتباه، تأييد بعض مشايخ الصوفية لبعض الأقوال الفقهية الضعيفة كمسألة " الشرف من الأم " [14]، و قد نشأ القول بهذه المسألة سنة 726 بأرض المغرب العربي، وكان أول من تكلم فيها من الفقهاء فقهاء المالكية، فأفتوا فيها سنة 726 [15]. و قد أثبت جمع من الفقهاء المتصوفة النسب الشريف من خلال تلك المسألة.
يقول أحد المستشرقين:"… و وفقاً لعادة كانت منتشرة جداً في ذلك العصر بخاصة عند البربر، ادعى الجزولي أنه من الأشراف، أي من ذرية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، و هو قد مجَّد النبي (عليه الصلاة والسلام) في كتابه في الأذكار وعنوانه " دلائل الخيرات "، الذي لايزال واسع الانتشار جداً، و مقدراً في كل المغرب. و بهذا أسهم الجزولي بقوة في تمجيد النبي (عليه الصلاة والسلام) تمجيداً عظيماً في المعتقدات الشعبية، و بالتالي في تمجيد الأشراف، أعني ذرية آل البيت. ومن ثمَّ صارت صفة " الشريف " (أي: الذي من ذرية النبي محمد عليه الصلاة والسلام) - وكان لها سحرها الخاص عند البربر، منذ مغامرة إدريس في القرن السابع (الميلادي) - لقباً هاماً؛ حتى أنَّ معظم رؤساء الفرق الصوفية، والصوفية العاديين ادعوا أنهم من الأشراف، أو خلعها عليهم عن خطأ أو صواب من ترجموا لهم من مؤلفي كتب تراحم الصوفية وواضعي كتب الأنساب [16]، و خلال هذا القرن الخامس عشر (الميلادي، أي: أواخر القرن التاسع) نفسه، ادعى النسب الشريف عالم التوحيد والصوفي البربري محمد السنوسي، الذي لم يكن من الممكن جعله ينحدر من نسل النبي (عليه الصلاة والسلام) من جانب أبيه، ولهذا جعل حسنياً من ناحية أمه. و هناك صوفي كبير آخر، و بربري أيضاً أيضاً، هو محمد الهواري، وهو وليُّ وهران الحالي حيث دفن فيها، كان بحسب ما يقول من ترجموا له: شريفاً من
(يُتْبَعُ)
(/)
جهة أبيه.
و في وسع المرء أن يكثر من هذه الأمثلة. لكن لم يكن الأمر كذلك في الشمال الإفريقي في القرون السابقة و خصوصاً بالنسبة إلى صوفية القرنين الثاني عشر والثالث عشر (الميلاديين، أي: الخامس والسادس الهجريين). وقد لاحظ ج. س كولان (المقصد ص11، تعليق 1) أن التادلي في " كتاب التصوف " الذي ألفه سنة 1220 م، و فيه يذكر أسماء أكثر من 260 صوفياً عاشوا في نواحي مراكش وتادلا، وتامسناو وبني دكالة، لم يذكر اسم شريف واحد حتى ولا بين أبناء الأسر المشهورة - الشريفية اليوم -: بني أمغر في تيت ان فطر [17].
و مؤلف " المقصد " وهو البادسي، الذي ذكر في بداية القرن الرابع عشر 48 صوفياً في إقليم الريف، و ترجم لهم، لا يصف بلقب شريف غير واحد منهم فقط. ويلاحظ ج. س كولان أنه من بين أولياء " الريف " هؤلاء " كل من نجدهم اليوم موضع تبرك، يعدون من نسل النبي (عليه الصلاة و السلام)، و أحفادهم - الحقيقيون أو غير الحقيقيين - يتحلون بنفس اللقب ". (راجع المقصد ص11).
و هذا الطوفان الشريفي الذي أصاب الصوفية و رجال الدين والأشخاص المهمين، خصوصاً في غرب الشمال الإفريقي ابتداءً من القرن الخامس عشر (الميلادي) تضاعف على مدى القرون التالية، و وُلِّدَ في القرنين السابع عشر والثامن عشر مجموعة من كتب الأنساب الشريفية هي بمثابة تكملة لكتب المناقب التي عالجت سير الصوفية وكراماتهم. ولا شك أن المكانة الممتازة التي أوليت للنبي (عليه الصلاة والسلام) في عالم الآداب آنذاك إنما ترجع إلى نمو الأفكار المهدوية في تصوف ذلك العصر. و محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يعد مجرد إنسان بسيط مختار لتلقي كلام الله، بل صار - كما عند الشيعة - إنساناً أعلى، مملؤاً بالروح القدس، وبالعلم اللدني، وفيه من قدرة الله، وقد توارثت ذريته كل ذلك منه … ". انتهى [18].
يقول أحد الباحثين [19] عن بعض " الأسر الصوفية الشريفة ":" … والنصوص التاريخية التي تتحدث عن تاريخ هذه الأسرة في " فاس " تتجه في مجموعها إلى التعريف بها لإقناع الجميع بصحة نسبها الشريف [20]، فركزت المؤلفات بفاس على الجانب السلالي تدافع عنه بحرارة وتعمل على التعريف بهذه الأسرة في حين لا نجد تركيزاً على الطريقة نفسها …
والواقع أن تاريخ هذه الأسرة غامض في الفترة التي وجدت فيها بالأندلس، وهي فترة طويلة استغرقت ثمانية آباء. وخلال مدتها الزمنية التي تناهز مائتي سنة لم يقم أفرادها بأي نشاط صوفي بها، ولم تتفرع إلى عائلات سواء في " وادي آش "، أو في " غرناطة "، … و يبتدئ التعريف بهذه الأسرة في " فاس " بجهود الشيخ محمد القصار شيخ علماء الأنساب في عصره، وصهر الأسرة [21]. و بجهود قاضي الجماعة في " فاس " أبي القاسم محمد بن أبي النعيم الغساني، فقد لعبا دوراً كبيراً في التعريف بنسبها و برجالها و بمجدها الصوفي. و الجدير بالملاحظة أن دور أبي النعيم كان في المرحلة المضطربة من العصر السعدي والتي أعقبت وفاة أحمد المنصور الذهبي (1012 هـ)، فالقصَّار بذل جهوداً كبرى في التعريف بالنسب القادري في فاس، وعلى تقاييده اعتمد من جاء بعده في الموضوع .. " أهـ[22]. باختصار.
من هذا الأصل ندرك جانباً من أسرار التصنيف في أولياء الصوفية و إثبات أنسابهم الشريفة في تلك المصنفات. إنه نوعٌ آخر أكثر وضوحاً وقوة في إثبات النسب الشريف، والتسليم بشرف " الشرفاء "، فمن تعرض لهم أو لأتباعهم أو من ينتسب لهم، فإنما يتعرض لأسرة النبي عليه الصلاة والسلام و لآل البيت، و في هذا نوع حصانة و قوة لا تخفى للطرق الصوفية. إنه سبيلٌ يتحد فيه مفهوم الولاية و القول بالكرامات مع إثبات النسب الشريف، و لهذا ألف في " نسب الأقطاب والأولياء الأشراف ". و يدمج في هذا النوع من التصنيف أخبار و كرامات الصوفي الولي المزعوم مع إثبات صحة نسبه في آل البيت. ومن ذلك كتاب " الإشراف على نسب الأقطاب الأشراف ". و لما أراد الشبلنجي أن يختم كتابه " نور الأبصار " ما زاد على أن ترجم و ذكر مناقب الأربعة الأقطاب [23].
خاتمة المقال
(يُتْبَعُ)
(/)
لو تتبعنا التاريخ الصوفي ونفضناه نفض الأديم، لخرجنا بشيء كثير من الأمور التي تحتاج إلى تأصيل و عناية وترتيب. و ما ذكر فيه كفاية – إن شاء الله - للتنبيه على أصول ومنطلقات الصوفية في هذا الباب.
و علم الله أننا ما كتبنا هذا المقال إلا نصحاً و حباً لآل البيت، فإننا نتعبد لله بحبهم وبالذب عنهم، و العلم رحمٌ بين أهله، و إني أعلم أن كثيراً من ذراري المتصوفة و أبناءهم فيهم صدق و إيمان، و حب للنسب الشريف، وفيهم غيرة كبيرة عليه، ولهم مقامات محمودة مشكورة فيه، و لكن الواجب شرعاً على الجميع ألا يتكلوا على الأنساب و الجاهات بل عليهم تحقيق صدق الانتساب للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالعلم والعمل، فتلتزم دعوته التي دعا إليها، ومنهاجه الذي سار عليه و سار عليه صحابته الكرام رضي الله عنهم ومن بعدهم من التابعين ..
إننا أعلم أن هناك من سيقول: في هذا المقال تحامل على نسب فئام من آل البيت لأنهم من الصوفية والطرقية "، فنفي النسب، وتوجيه التهمة لهذه الأعمدة مفسّر بعداء عقدي أو مذهبي، وكأني برجل يقول: هذا وهابي، هذا كذا، هذا ... !! التاريخ ينسى هؤلاء و لا يلقي لهم بالاً ... " و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " ..
إننا لانزال ندفع التهم عن أنساب المسلمين أجمعين، ونرى أن هذا دينٌ واجب على كل مسلم، خاصة وقد ورد ما ورد في شأن وعيد من طعن في الأنساب، خاصة في أنساب آل البيت، و لكن إذا ورد نهر الله بطل نهر معقل.
لماذا لم تنف بعض أنساب المبتدعة الشهيرة؟! و لماذا تصحح أنساب أقوام من المتصوفة يشاركون أولئك القوم في الطريقة والخرقة و البلد والقرية و الجد الواحد؟!
إنّ:"…الأنساب المشهورة أمرها ظاهر متدارك مثل الشمس لا يقدر العدو أن يطفئه، وكذلك اسلام الرجل وصحة ايمانه بالله والرسول أمر لايخفى، وصاحب النسب والدين لو أراد عدوه أن يبطل نسبه ودينه، وله هذه الشهرة، لم يمكنه ذلك، فإنَّ هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، ولا يجوز أن تتفق على ذلك أقوال العلمآء،… " [24].
و قد يصح نسب الصوفي الى الحسن أو الحسين أو غيرهما، و هذا واضح وجلي لا يحتاج معه الى نقل أو عزو، و:" لا يجرمنكم شنئآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ". و يوجد في بعض اعمدة الأنساب التي فيها بعض مشاهير المتصوفة ما هي في الصحة كالشمس، فلا تخلط بين هذا، و بين ما نبهنا عليه في هذا المقال.
و لا يمتنع في الوجود أن يكون المرء ذا نسب عالٍ صحيح، لا مطعن فيه، وطريقته غير مرضية في الدين، إذْ لا تلازم بين صحة النسب وصحة المعتقد. و هذا من وقت آدم عليه الصلاة والسلام عندما اقتتل ابناه مروراً بنوح عليه الصلاة والسلام عندما قيل في ابنه:" إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح "، و ابراهيم وأبيه آزر، ومحمد صلى الله عليه وسلم وعميه أبي لهب وأبي طالب، وهذا الى أن تقوم الساعة.
فهؤلاء صحت أنسابهم، و قربت من الأنبياء، و قامت عليهم الحجة، و انقطع عذرهم. و من عدا هؤلاء من أهل الأنساب الفاضلة الصحيحة الذين لا ترتضى طريقتهم ومذاهبهم، فقد يكون لهم من العذر، ما يعفى عنهم به، إما لوجود حسنات ماحية، أو مصائب مكفرة، أو لغلبة الجهل، أو لعدم قيام الحجة، أو غير ذلك من الأسباب كما هو متقرر في كتب الاعتقاد. و قد لايكون لهم من العذر شيء، فيلتحقوا بأضرابهم.
و اعلم أخي الحبيب أني قد تلطفت في العبارة قدر جهدي، و تحاشيت كثيراً من النقول التي ربما كانت سبباً للعصبية و ما أشبهها، و حذفت ضعف ما أثبت، و حسبي أني محب لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أين كانوا و من كانوا دون تفريق بينهم، و حبي لهم يشفع لي في إخراج هذا المقال، الذي من أسمى ما أتمناه فيه أن يقودنا إلى العناية بالنسب الشريف و الاهتمام بحياطته و دعوة أهله إلى الخير والهدى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
كم يؤلم النفس، أن يرى الانسان بعض متصوفة الزمان يتكلمون باسم " الحجاز " تارة، و الحجاز منهم بريء، و تارة يتحدثون باسم السيادة والشرف، و السيادة و الشرف عنهم بمنأى، و تارة يثيرون محافل الصوفية، و يتمسحون بأهدابها، وكأنهم في " حكومة باطنية "، تعيش وتقتات في الظلام عبر الكذب والادعاء، و التصوف الحق بريء من هؤلاء! و تارة يتحدثون باسم " التسامح و التعايش "، و هم أهل العنف و القسوة وقلب الموازين!
و لإن رأينا في أصول ومنطلقات " التاريخ الصوفي " القديم، ما يؤيد سوء الاستغلال و التوجيه للنسب الشريف، فإنه في هذه الآونة بدأنا نلمس أن المسألة أصبحت تأخذ دوراً أكبر و طوراً أعلى من ذي قبل، و ذلك بسبب ربطه بالسياسة العامة، و التوصل من ذلك إلى خدمة الاستعمار في العالم العربي!
اليوم يريد بعض " الهلكى " و " الزمنى "! أن يظهروا أنفسهم بأنهم قد جمعوا أطراف " المجد "، و " النفوذ " في ساحة رهان موهومة، و ذلك بسبب وجود بعدٌ تاريخي واجتماعي و تعلقات قريبة العهد لهم أو لأجدادهم و آباءهم، فنراهم يتجولون بأعمدة النسب، فيخبطون ذات اليمين وذات الشمال!
ما هم في الحقيقة إلا امتداد لآثار قديمة، ترسباتها حاضرة في الذهنية المعاصرة بصورة أو أخرى، نسأل الله أن يكف شرورهم، ويقِ المسلمين فجورهم، و الله من وراء القصد.
[1] نور الابصار (ص107). وقد تقدم هذا في مبحث الفضائل.
[2] رحلة الأشواق القوية لباكثير (ص149)
[3] رواه الطبراني في المعجم الكبير والحاكم عن عمرو بن عوف. وقد جزم الحافظ الذهبي بضعف سنده. قال الهيثمي:" فيه عند الطبراني كثير بن عبدالله المزني، ضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات ". وقال العجلوني في كشف الخفاء:" وسنده ضعيف " انظر (1/ 460). وقال الألباني:" قد صح موقوفاً على علي رضي الله عنه " وضعف رحمه الله تعالى رواية الرفع بقوله:" ضعيف جدا ". انظر: ضعيف الجامع (3272).
وقد ورد في معنى حديث سلمان هذا: حديث مروي عن علي رضي الله عنه يرفعه، قال:" جرير بن عبدالله منَّا أهل البيت ظهرٌ لبطن "، رواه الطبراني وابن عدي. قال الذهبي:" هذا منكر، وصوابه من قول علي ". سير الأعلام 2/ 534. وقال الألباني:" ضعيف ". انظر: ضعيف الجامع رقم 2627. والضعيفة 1207.
[4] الفتوحات المكية (1/ 195 - 198) ط:صادر، بيروت
[5] بواسطة: الصلة بين التصوف والتشيع (2/ 274) حاشية رقم (2).
[6] جواهر البحار للنبهاني (2/ 287)
[7] جواهر البحار للنبهاني (2/ 297) ط: البابي الحلبي.
[8] جواهر البحار (3/ 35)
[9] نور الأبصار للشلبنجي (ص225 - 226). وقد ذكر أحمد ابن عطاء الله السكندري في كتاب " لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه الشاذلي أبي الحسن " نسب الشاذلي هذا بالوجه الشاذ المثبت ههنا، ولم يتعقبه. انظر: (ص 41). ط: المكتبة العلامية، بجوار الأزهر بمصر، بدون تاريخ سنة الطبع.
[10] عمدة الطالب (202) ط: الكمالية. وانظر الحاشية. و قد ذكر الزبيري في " نسب قريش" لمحمد بن الحسن المثنى ابنتين هما: فاطمة و أم سلمة؛ و لم يذكر له عقباً من الذكور. انظر (ص53).
[11] نكت الهميان في نكت العميان للصفدي (ص213) ط:1404 بعناية أسعد طرابزوني الحسيني.
[12] كرامات الاولياء للنبهاني (2/ 168)
[13] نور الابصار للشبلنجي، ط:1.المطبعة المليجية سنة1323، (ص229).
[14] لكاتب المقال بحث مستقل في المسألة، نشر ملخص منه في مجلة " الحكمة " بالمدينة، العدد 29، جمادى الثانية، 1425، ص (413 - 442).
[15] انظر: الضوء اللامع للسخاوي (8/ 48).
[16] علَّق د. عبدالرحمن بدوي على هذالموضع بقوله:" ولع البربر بالأشراف لايزال قوياً حتى اليوم في كل المغرب الأقصى. و حديثاً ادعى زعماء زاوية تامجروت في مراكش (وهم من نسل محمد بن ناصر) أنهم أشراف جعفرية - أي: ينحدرون من أحد أبناء عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جعفر بن أبي طالب -، و لاشك في أن هذه الشريفية أقل صفاء من شريفية المنحدرين مباشرة من نسل الرسول من أولاد علي و فاطمة، لكن كذلك كانت للشريفية المنحدرة من أحد الخلفاء الراشدين الثلاثة: أبي بكر و عمر وعثمان، قيمتها في العصر الوسيط، … " أهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
[17] ذكر الأستاذ الباحث محمد المازوني في " مقاله: رباط تيط من التأسيس إلى ظهور الحركة الجزولية" أن الشيخ محمد بن عبدالعظيم الزموري صاحب كتاب:" بهجة الناظرين وأنس الحاضرين ":" أظهر موقفاً عدائياً ضد كل من تصدى لشرف الأمغاريين أو تشكك في صحيه، و هو ما يبين أنه كانت في زمانه حالات تشكك في نسبهم، بالإضافة إلى أنه حرص على استعطاف أهل الحل والعقد لإبقاء ما كان للأمغاريين من امتيازات سابقة، خصوصاً في عهد أبي يعقوب وأبي الحسن وأبي عنان. و يظهر أنَّ مثل هذه الحالات الواردة في " البهجة "، و صمت بعض النسابة المغاربة عن ذكر نسب الأمغاريين هو ما دفع ببعض الباحثين المتأخرين إلى اعتبار شرف الأمغاريين مجرد انتحال مكشوف، و أنَّ بربريتهم لا غبار عليها ". أهـ. (بواسطة: الرباطات والزوايا في تاريخ المغرب، ط1: النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1997، ص26، الهامش رقم (3)؛ من منشورات كلية الآداب بالرباط، تنسيق نفيسة الذهبي).
[18] الفرق الاسلامية في الشمال الإفريقي، للمستشرق ألفرد بل، ترجمة د. عبدالرحمن بدوي، ط3: دار الغرب الاسلامي، سنة 1987، (ص422 - 424).
[19] هو: هاشم العلوي القاسمي في " مقدمة تحقيق كتاب التقاط الدرر " لمحمد بن الطيب القادري.
[20] انظر: الدر السني لعبدالسلام القادري (طبع على الحجر بفاس)، العرف العاطر (مخطوط)، ونتيجة التحقيق للمسناوي الدلائي (طبع بفاس).
[21] هو: أبو عبدالله محمد بن قاسم القصار الغرناطي الأصل، الفاسي النشأة والدار، المتوفى سنة 1012 هـ. قال الكتاني في " فهرس الفهارس ":" … و كان للقصار معرفة بالتاريخ والأنساب، شديد الاعتناء بأنساب الأشراف، و كان يفتخر بمصاهرتهم، و سمعت بعض المشايخ يقول: إنه ما علا زوجته الشريفة قط ادباً مع جدها عليه السلام، و جمع خزانة عظيمة من الكتب تفرقت بعد موته أيادي سبا ". أهـ. (2/ 965).
[22] مقدمة تحقيق كتاب التقاط الدرر، لهاشم العلوي القاسمي (129، 130).
[23] (ص 211 - 229).
[24] مجموع الفتاوى لابن تيمية (35/ 130)
ـ[نزيه الشبراوى]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 06:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد فأقول بالنسبة لمسألة إيمان فرعون فقد صنف فيها أيضا الإمام جلال الدين الدواني و أفردها بالتصنيف في سؤال ورد عليه 0 لكن كر عليه و صال في وجهه وجال الإمام العلامة علي بن سلطان بن محمد القاري ورد عليه و أبطل ماظنه الدواني حججا في مصنف ماتع نافع أسماه ((فر العون من مدعي إيمان فرعون)) 0 و الكتاب مطبوع بالمطبعة المصريةو مكتبتها سنة 1383هجرية - 1964 م 0طبعة أولي و العبد الفقير عنده منه نسخة 0 و الفضل لله ربي و الحمد لله 0 و كتب أبو حازم نزيه بن الشبراوي السكندري 0
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 09:30]ـ
بارك الله فيكم يا ابا حازم.
و لا يستغني البحث عن افاداتكم المباركة
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والشكر لله، والثناء كلّه لله،
أمّا بعد: فقد اطّلعتُ على (الإشادات الوضيئة) للأخ محمد المبارك، وقرأتُ مقدمتها وما فيها من لطيف العبارة وجميل الثناء عليَّ وعلى سلسلة الحلقات التي كتبتها في الرد على مقاله "فك الشفرة". وأنا أشكر الأخ محمد المبارك على لطفه ودماثته.
وكنت فهمت من كلامه السابق أنه موضوعه هذا سيكون مشتملاً على استفسارات يريد أن عرضها عليّ، ولكن الذي وجدته فيها إلى الآن إنما هو اعتراضات! أي ليست إشادات ولا استفسارات! على كل حال ربما أراد الأخ محمد أن يبدأ بهذه الوقفات (كما يسميها)، ثم يتبعها بالاستفسارات.
وأنا لا أريد أن أستعجل في الجواب، ولكن رأيت أنّ هناك بعض الأمور التي لا يجوز تأخير جوابها. ونحن الآن نكتب في مجال الردود العلميّة، وصدري يتّسع لكل مناقشة علميّة، ولكن الذي أجده أنّ الوضع لا يسير في هذا الاتجاه، وأرجو من الأخ محمد المبارك أن يتّسع صدره الآن لكلامي، ويتفّهم موقفي بعيدًا عن إساءة الظن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك أنني أنفقتُ الوقت الكثير وأنا أتتبع الأقوال والأخبار العجيبة التي ساقها الأخ محمد المبارك في مقاله "فك الشفرة" واعتمد عليها في اتهام الأمير بأكثر من (13) تهمة باطلة! وتجشمت عناء الرد عليها وبيان عدم صحتها وانعدام صدقيتها، وذلك ليتبيّن الحق له ولمن يبغيه. كل ذلك جاء موثّقًا محرّرًا معتمدًا على أصح الكتب والمراجع وبأقلام كبار العلماء المتخصصين بذلك الشأن.
وبعد الانتهاء من عرض سلسلة (رد الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر) كان المنتظر من الأخ محمد المبارك أن يبيّن موقفه مما جاء فيها، وقد صرّح هو بذلك ولكن قال إن هناك بعض الاستفسارات التي يريد عرضها أولاً.
فإذا به يدخلنا في دوّامة جديدة من فرضيات باطلة، وتقريرات لا تصح، ونقول مزوّرة، وكلام لبعض الناس غير علمي ويفتقد إلى كل مقومات القبول.
وأنا بصراحة لا أرغب أبدًا في إضاعة المزيد من الوقت في الرد عليها وتفنيدها!
يا أخ محمد: أنت قرأت الحلقات وقرأت ردّي على مقالك، وأنت إمّا اقتنعت بما فيه، أو لم تقتنع! فإذا اقتنعت فليتك تبيّن ذلك وفكّها الله.
وإذا لم تقتنع فدافع عن مقالك، وبيّن بطلان الأدلة التي أتيتك بها، كل ذلك بوضوح وصراحة.
ولا داعي للتشعب في الموضوع والوقوف عند جزئيات هامشية ـ ذكرتُها أثناء ردّي على صلب موضوعك المنصب على اتهام الأمير ـ لا تهمنا الآن والخوض فيها فيه إماعة للموضوع الأساسي!
في مقالك "فك الشفرة" اتهمت الأمير بما يلي:
1ـ بأنه جمع وأحرق الكتب التي ترد على ابن عربي!!
2ـ بأنه أحرق كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيّم!!!
3ـ بأنه مستغرق في التصوف وتقديس ابن عربي تقديسًا يصل إلى حد الجنون، والقول بالحلول والاتحاد .. ! وأنه سكن في داره وأوصى بدفنه إلى جواره!!
4ـ بأنه مفتتن بالحضارة الفرنسية، وعلى صلة وطيدة معهم!!
5ـ واتّهمتَه بحبّه للسلطة وشرهه للمال!!
6ـ واتهمته بقتل بعض الولاة العثمانيين في لبنان.
7ـ واتهمتَ الأمير بوقوفه وراء أحداث 1860م في سورية ولبنان، ودعم النصارى والغرب للانفصال عن الدولة العثمانية، وتيسير التدخل الأجنبي!!!!
8ـ واتهمتَ الأمير بأنه كان ينفذ في دمشق أجندة عمل فرنسية!! وأنه كان يسرع إلى القنصلية الفرنسية بدمشق لتتوسط له عند العثمانيين!!!
9ـ واتهمتَ الأمير بالماسونيّة، والسعي لهدم الخلافة العثمانية!!!
10ـ واتهمته بدعم المؤسسات المالية الغربية (اليهودية وغيرها) لتنفيذ مشاريعها في الشرق (شق قناة السويس، شق الطرقات في الشام)!!
11ـ وطعنتَ في نسبه، وزعمتَ أنه هو مخترع ذلك النَّسب!
12ـ وطعنتَ في ولائه لدينه وبلاده وسلطانه، وزعمتَ أنه والى الفرنسيين ولذلك استسلم لهم!! وصار يخذّل أبناء وطنه عن القتال.
13ـ وطعنتَ بشرفه وإخلاصه، وزعمت أنه اتفق مع الفرنسيين على خدمة مصالح فرنسة ولذلك أُطلق سراحه، ووُعِدَ باستلام الحكم في بلاد الشام!!
كل تلك التهم والطعون دون أية أدلّة صحيحة أو مستندات معتبرة.
فأحد أمرين: إما أن تثبتها بحق، أو ترجع عنها؛ وأُعيذك أن يكون الأمر الثالث!
ومهما كان موقفك فهذا يعنيك أنت بالمقام الأوّل وستُسأل عنه في الدنيا والآخرة والله حسيبك. وأمّا أنا فقد أدّيت واجبي وبذلت جهدي وتحرّيت الحق وسعيتُ إليه وقدّمته لك ولجميع المسلمين واضحًا جليًا لا لبسَ فيه ولا مراء، بفضل الله. وحسبيَ الله ونعم الوكيل.
أولاً؛ أقول للأخ محمد المبارك: إنّ قصّة إحراق كتب شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيّم، ليست مسألة افتراضية! إنها حادثة معيّنة اتُّهم بها الأمير عبد القادر الجزائري، فإمّا أن تكون ثابتة وصحيحة، وإما أن تكون باطلة ولا أصل لها! وأنت في مقالك "فك الشفرة" زعمت أنها قصّة متواترة!!! يعني ليست ثابتة فحسب وإنما متواترة. وقد بيّنتُ لك في الحلقة الأولى من ردي على مقالك أنّ هذه القصّة غير صحيحة، بل لا أصل لها!! وإنما هي مختلقة ومفتراة على الأمير، والذين اختلقوها إنما ولّدوها من القصّة التي رواها عبد الرحمن الوكيل عن الشيخ محمد نصيف، وقد بيّنتُ لك أيضًا أن تلك القصّة غير صحيحة قطعًا، وأثبتُّ ذلك من جهة السند ورجاله، ومن جهة المتن، ومن جهة الوقائع التاريخية، ومن جهة القرائن التي تحف بها، ومن جهة تصادمها مع الحقائق المعارضة لها. فكتب ابن تيمية وابن
(يُتْبَعُ)
(/)
القيّم لم تحرق وهذا باتفاق أهل العلم المحققين والمحصّلين قديمًا وحديثًا، في حين أنّ الذين يدندنون حول قصة إحراق الكتب المفتراة إنما اتخذوا من السائح التركي المجهول شيخًا لهم يروون عنه أمثال هذه المناكير!
فإذا كنت يا أخ محمد لم تقتنع بسقوط هذه القصّة وبطلانها وعدم جواز الاحتجاج بها، فعليك أن تبرهن على صحّتها. وكنتُ طالبتك بإثبات تواترها الذي تزعمه، ثمّ ترفّقت بك وطالبتك بإثبات طريق واحدة صحيحة لها. وأخبرتك أنّ هذا الطلب ليس عاديًّا، وإنما هو فيصل في المسألة!! فلا أقبل منك أبدًا أن تعمد إلى إماعة المسألة وتقول "هب أنّ، وهب أنّ"!!!
إمّا أن تثبتها، وإمّا أن تقرّ ببطلانها. ولا يُقبل أي حل ثالث.
ويجب أنّ تفرّق أخي بين ثبوت مثل هذه القصّة وبين عقيدة أو مذهب الشخص الذي يُتهم بها!
فلو كان المتهم حاخامًا يهوديًا أو كاهنًا بوذيًا، لا يجوز لأحد أن يثبتها بدعوى أنّ المتهم يهودي أو بوذي فلا بأس من اتهامه بها؛ هذا ليس من العلم في شيء ولا من الدين بالطبع!
فإذا كنتَ مصرًّا على اتهام الأمير بأنه على عقيدة وحدة الوجود، فهذا لا يسمح لك ولا لغيرك أبدًا أن يفتري عليه قصة إحراق كتب ابن تيمية بالتشهي والتخرّص. فالأمران منفصلان لا تلازم بينهما، وأنت مطالب بالدليل الواضح والصحيح لا غير.
بالأمس كنت تقول متواترة واليوم تقول لنا هب وهب!! وتقول "إذا ثبتت القصة فإنما تدل على محاربة الأمير لتراث ابن تيمية"، عجيب والله!!
وكنت طلبتُ منك ألا تستعجل في الكلام على عقيدة الأمير حتى آتيك بالبحث الذي أجريه بخصوص كتاب المواقف. فلا أدري لماذا تصرّ على موقفك.
يا أخي ليس لك ولا لغيرك أي مستند لاتهام الأمير بعقيدة وحدة الوجود سوى كتاب المواقف فحسب! وهو ليس من تأليفه وسيأتيك بيان ذلك فاصبر قليلاً. وكان يكفيك أنّ كل العلماء المشهود لهم بالاستقامة والنهج القويم في عصر الأمير وفي الذي يليه والذي يليه، شهدوا له بحسن الديانة ووصفوه بالعابد والتقي، ولم يطعنوا قط في دينه أو عقيدته، ابتداءً من الشيخ عبد الرزاق البيطار والعلاّمة جمال الدين القاسمي، مرورًا بشيخنا العلاّمة محمد بهجة البيطار رحمه الله (1311 ـ1396هـ = 1894ـ 1976م) شيخ السلفية في بلاد الشام والحجاز، وهو الذي طلب منه وألحّ عليه الملك عبد العزيز أن يشرف على المعهد العلمي السعودي، فلبّى طلبه وبقي في الحجاز مدة خمس سنوات (من 1345 إلى 1350هـ) قلّده الملك خلالها مناصب قضائيّة وعلميّة، فكان: 1ـ عضو محكمة مكّة الشرعيّة الكبرى.
2ـ نائب رئيس هيئة المراقبة القضائيّة.
3ـ مفتش التعليم في مدارس الحجاز.
4ـ أستاذ مادتي التوحيد والتربية اللتين كان يُجمع لهما مديرو وأساتذة مدارس مكّة.
5ـ عضو مجلس المعارف العموميّة.
6ـ مدرّس في الحرم المكّي.
7ـ عضو هيئة مراقبة التدريس في الحرم الشريف.
وعندما عزمت الحكومة السعودية على إنشاء ثانوية كبرى في مدينة الطائف باسم (دار التوحيد السعودية) أعلن الملك عبد العزيز آل سعود رغبته في أن يتولّى الشيخ بهجة البيطار إدارة هذا المعهد، فنزلت الحكومة السورية عند رغبة الملك وأوفدت الشيخ بهجة سنة 1363هـ حيث أقام في الطائف ثلاث سنوات.
هذا الشيخ الجليل والإمام القدوة للدعوة السلفية والتوحيد الصحيح في بلاد الشام والحجاز والمنافح عن شيخ الإسلام ابن تيمية والناشر لرسائله وسيرة حياته، أثنى على الأمير عبد القادر كثيرًا، ولم يجرحه بأي جرحة! وذلك أثناء تعليقاته على كتاب (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر) وكان يصفه دائمًا بالمجاهد الكبير ويذكر فضائله ومآثره. وكذلك كان شيخنا محدّث الشام العلاّمة الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله، لم أسمعه يذكر الأمير إلاّ بخير طيلة ملازمتي له ـ أكثر من 15 سنة ـ حتى وفاته رحمه الله، وكان في مجالسه يعرّف الحضور بي فيقول هذا حفيد الشيخ عبد القادر الجزائري رحمه الله!. وأذكر عندما حضرنا عليه كتاب (قواعد التحديث) للقاسمي، استشهد القاسمي بكلام حسن للشيخ ابن عربي من الفتوحات. فتوقف شيخنا وقال: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ليت شيخنا القاسمي لم يفعل ذلك ... ، ولكن لمّا استشهد القاسمي بكلامٍ طويل للأمير عبد القادر من كتابه (ذكرى العاقل) أعجب الشيخ الأناؤوط بالكلام وترحّم على
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمير.
ثم رحتَ ـ يا أخ محمد ـ بعد ذلك تحدثني عن عقيدة وحدة الوجود. سبحان الله.
أتظن أنني لا أعرف هذه العقيدة الباطلة؟ منذ عشرين سنة وأنا أحارب هذه العقيدة وأتصدى للمروّجين لها، وأعاني بسبب ذلك ما الله وحده أعلم به، وحسبي الله وكفى.
وإنني أبرأ إلى الله من هذه العقيدة ومن معتقديها كائنًا من كانوا.
فيا أخي لا تتعب نفسك لبيان شيء هو عندي من أوضح الأشياء وإذا شئتَ زدتك فيه بقدر ما تشاء. وأنا لم أتعرّض لهذه المسألة في ردودي السابقة إلاّ عَرَضًا لأنها ليست من صلب موضوعي.
ثانيًا؛ المعلومات التي أتيت بها بخصوص تراجع الإمام السيوطي عن موقفه من ابن عربي!
بدايةً أقول لك أخي محمد: إنّ محلّ الشاهد من كلامي هو أنّ السيوطي حال كونه يعتقد بولاية ابن عربي كان يحرّم قراءة كتبه! هذا هو محلّ الشاهد ولا يعكّر عليه دعوى تراجع السيوطي عن اعتقاد ولاية ابن عربي. ولكن ما قولك إذا أخبرتك أنّ النقول التي أتيتَ بها غير صحيحة ومكذوبة ومزوّرة!!
1ًـ كتاب (التحبير في علوم التفسير) فرغ السيوطي من تأليفه سنة 872هـ.
ً2ـ كتاب (إتمام الدراية لقراء النقاية) ـ هذا اسمه الصحيح لا الذي أوردته ـ فرغ السيوطي من تأليفه سنة 873هـ.
3ًـ في حين أنّ السيوطي لم يبدأ بتأليف ردّه على كتابيّ البقاعي إلاّ بعد حادثة سنة 875هـ!!! وهذا يعني أن كتابه في تنزيه ابن عربي هو المتأخّر عن الكتابين الأولين فإذا كان هناك تراجع فهو تراجعٌ إلى صف ابن عربي!!
ولكن حقيقة الأمر أنه ليس هناك أي تراجع ولا وجود لذلك الكلام الذي نقلته يا أخ محمد في أيٍ من كتب السيوطي! ولو أنّك تأمّلت الكلام الذي أتيت به وفيه "" ابن عربي المبتدع الذي ينسب إليه كتاب الفصوص الذي هو كفركله""، "" بخلاف طريق جماعة من المتصوفة كابن عربي الطائي وأضرابه فإنها زندقة منافية للكتاب والسنة"" وكنتَ ممن سبر سيرة السيوطي وتمرّست في كتبه ورسائله، لأدركتَ من فورك أنّ هذا الكلام لا يمكن أن يصدر عنه مطلقًا! ولتبيّن لك أن مُنشئ هذا الكلام إنما هو من عصرنا هذا!!!
ولمزيد من التوضيح أقول: إنّ كتاب التحبير وضعه السيوطي سنة 872 وله من العمر 23 سنة، ومازال يزيد عليه ويضيف إليه ويتوسّع فيه حتى بلغ حجمه الجديد فسمّاه (الإتقان في علوم القرآن)، إذن فكتاب التحبير مدرج ضمن كتاب الإتقان، والتحبير لم يُطبع من قبل والذي طبع إنما هو الإتقان ولا وجود لشيء من ذلك الكلام فيه. فلا بدّ من التحقق من النسخة المطبوعة الجديدة التي نقلتَ عنها والنظر هل الكلام للسيوطي أم هو لمحقق الكتاب؟ (وهذا هو الأغلب). بدليل أنّ الكلام الذي نقلته عن (إتمام الدراية لقراء النقاية) مدرج ومُقحم ولا وجود له في النسخة المطبوعة! وبين يديّ الآن النسخة الحجريّة الأولى لكتاب إتمام الدراية وهي مطبوعة سنة 1317هـ ـ أي من 113 سنةـ وإليك العبارة كما وردت بحروفها: ((ونعتقد أن طريق أبي القاسم الجنيد ـ سيد الصوفية علمًا وعملاً ـ وصحبِه، طريقٌ مقوّم، فإنه خالٍ من البدع، دائرٌ على التفويض والتسليم والتبرّي من النفس، مبنيٌّ على الاتباع للكتاب والسنة. وهذا آخر ما أوردناه من أصول الدين ومن تأمّل هذه الأسطر اليسيرة وما أودعناه فيها تحقق له أنّه لم يجتمع قبلُ في كتاب)).انتهى [(إتمام الدراية لقراء النقاية) ص22]
إذن الكلام الذي نقلته يا أخ محمد عن مجلة الحكمة!! إنما هو كلام مختلق ومدسوس على السيوطي.
ونحن كنا نتمنّى أن يكون السيوطي قد رجع عن موقفه المدافع عن أصحاب تلك العقيدة الباطلة، ولكن ذلك لا يكون بالتزوير والدس والكذب.
وللفائدة ألخّص للإخوة القرّاء ما قاله صاحب وتلميذ العلاّمة محمد بهجة البيطار وهو القاضي الشرعي سعدي أبو جيب حفظه الله في كتابه (حياة جلال الدين السيوطي من المهد إلى اللحد):
إن شهرة السيوطي بدأت بعد سنة 875هـ يوم أن نشبت معركة فكرية عنيفة قامت حول بيتين من شعر ابن الفارض، وردا في قصيدته التائيّة الكبرى، وهما:
كلانا مُصَلٍّ واحدٌ ساجدًا إلى ... حقيقته بالجمع في كل سجدةِ
وما كان لي صلّى سواي ولم تكن ... صلاتي لغيري في أدا كُلِّ ركعةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وانقسم أهل العلم إلى فريقين: أحدهما، يرمي ابن الفارض بالكفر، والزندقة، لأنه يقول باتحاد المخلوق مع الخالق سبحانه. وكان يتزعم هذا الفريق العلاّمة برهان الدين البقاعي صاحب كتاب (تحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد)، وكبير القضاة محب الدين ابن الشحنة، والقاضي عز الدين الحنبلي، ومعهم ثلة من أهل العلم.
وأما الفريق الآخر، فيرى أن ابن الفارض من كبار الأولياء والصالحين، وتزعّم هذا الفريق الكافيجي، وقاسم الحنفي، وبدر الدين بن الفرس، ومعهم بعض أهل العلم.
وقد استفتى السلطانُ الشيخَ زكريا الأنصاري في هذه المسألة، فأفتى بتبرئة ابن الفارض مما نسب إليه الفريق الأول، وقال بأنّ للصوفية تعبيراتهم، ولغتهم الخاصة بهم، والتي لا ينبغي أن تؤخذ على ظاهرها.
وقد انتصر الفريق الثاني لأنّ السلطان قايتباي ومن حوله من الأمراء نصروهم، لما فيهم من نزعة صوفية ظاهرة .. وكذلك جماهير الأمّة كانت مع هذا الفريق، لتغلغل الصوفية في طبقات المجتمع على صورة لم تُعهد قبل هذا العصر!
فعَزَلَ السلطانُ ابنَ الشحنة من القضاء، وحاول العامة قتل البقاعي، ورجموه بالحجارة، وناله من الأمراء الأذى، فهرب واختفى، حتى توجّه إلى مكّة، كما قال محمد بن أحمد بن إياس في (بدائع الزهور في وقائع الدهور).
وقد تبع السيوطي شيخَه الكافيجي، وانتصر لابن الفارض، فكتب رسالته (قمع المعارض في نصرة ابن الفارض)، وأتبعها بشرح يائيته الخالدة برسالة عنوانها (البرق الوامض في شرح يائية ابن الفارض). والنتيجة التي وصل إليها في رسالتيه تتلخص في أنّ ابن الفارض من كبار العارفين بالله تعالى، ومن الأولياء المقرّبين .. بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فعدَّه من أعلام الفقهاء! وهذا مالم يقل به أحد من أهل العلم!
ثمّ بعد ذلك بزمن وضع رسالة انتصر فيها لابن العربي وسمّها (تنبيه الغبي في تنزيه ابن عربي).هذا هو الاسم الذي تُعرف به الرسالة.
هذه هي القصّة عند أهل العلم المحققين، ومنها يُعلم بيقين أنّ موقف السيوطي واحد لم يتبدّل والكلام الذي نقلته يا أخ محمد ونسبته إلى السيوطي واعترضت به عليَّ لا أصل له من الصحة وإنما هو مختلق ومزوّر!! فانتبه!
ثالثًا؛ أنا في كل ما كتبت لم أعرّف نفسي بأنني حفيد الأمير عبد القادر. وذلك لأنني لم أنطلق في ردّي على التهم والفِرى التي وجّهت إليه من منطلق القرابة. وكان من الأخ في الله فريد المرادي بارك الله فيه (ليس بيننا معرفة سابقة) أنْ أحبّ أن ينبّه الإخوة القرّاء إلى قرابتي من الأمير فقال في مشاركته:""وللعلم فإن الأخ خلدون من أحفاد الأمير"".
وهذا الكلام صحيح كل الصحّة ولا مجال أمام أحدٍ لإنكاره!
ولو كان هذا الكلام غير صحيح فهل تظن يا أخ محمد أنني أسكت ولا أبيّن؟! هذا ليس من منهجي ولا من طبعي!
في مقالك "فك الشفرة" قلتَ عن محمد باشا أنه من أقارب الأمير عبد القادر! وغاب عنك أنّه ابنه الأكبر! واليوم تعترض على كلام الأخ فريد المرادي وتقول له: "بل الشيخ خلدون من أحفاد الأمير محمد السعيد (الأخ الأكبر للأمير عبد القادر) "فما القصّة يا أخي؟
إذا كنتَ على غير دراية بالأنساب القريبة أو البعيدة فلماذا تتعب نفسك في البتّ فيها والحديث عنها؟! طيب إذا غاب عنك أمر محمد باشا ولم تستطع أن تقف على حقيقته، فلماذا لم تسألني عن صلتي وقرابتي من الأمير؟
إنّ ما ذكرتَه عن تسلسل آبائي هو صحيح بلا شك.
فأنا محمد خلدون بن محمد مكّي بن الأمير عبد المجيد بن السيد عبد الباقي بن السيد محمد السعيد الحسني. ولكن كما يعلم الجميع فإنّ لكلّ إنسان جدّان، جدٌّ لأبيه، وجدٌّ لأمّه.
فبعد أن وقفتَ على أنّ السيد محمد السعيد هو جدّي الأوّل، ألم تسأل نفسك من هو جدّي الثاني؟ إنّ أبا طالب هو جدّ سيدنا الحسن لأبيه، ولكنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو جدّه لأمّه. أليس كذلك؟
وكذلك الحال معي فإنّ الأمير عبد القادر هو جدّ الأمير عبد المجيد لأمّه.
فأنا محمد خلدون بن محمد مكّي بن الأمير عبد المجيد ابن الأميرة كلثوم بنت الأمير عبد القادر.
وكذلك الحال مع الأميرة بديعة فهي بنت مصطفى ابن زينب بنت الأمير عبد القادر. فالأمير جدّها أيضًا!
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالمناسبة فإن طلبة العلم يعلمون أنّ الشيخ عبد الرزاق البيطار هو جدّ الشيخ محمد بهجة البيطار، مع أنّ الشيخ بهجة هو ابن محمد بهاء الدين ابن عبد الغني بن حسن البيطار. ولكن من جهة أخرى فإنّ والد الشيخ بهجة تزوج ابنة عمّه الشيخ عبد الرزاق بن حسن البيطار، إذن فالشيخ عبد الرزاق هو جدّ الشيخ بهجة لأمّه. لذلك كان لزامًا على كل من يريد الخوض في الأنساب أن يكون على علم بتراجم الرجال وتسلسل آبائهم.
وأمّا ما ذكرته من ترجمة أبي العلاّمة مكّي الحسني، فهي ترجمة موجزة صحيحية، وذلك لأنّك نقلتها فيما أظن من الترجمة التي كتبها له الأستاذ الفاضل أيمن ذو الغنى بارك الله فيه. وهو على علم ودراية فيما يكتب.
وأقول لك يا أخ محمد: لقد طلبني أبي يومًا فأتيته، فأخبرني أنّ بعض الأساتذة الكبار في العراق وسورية والمغرب اتصلوا به يخبرونه عن مقال عجيب وصلهم، فيه تجنٍ على الأمير عبد القادر، وطلبوا منه بعض المعلومات حول الأمير ورجوه أن يكتب لهم شيئًا في هذا الخصوص. فقلت لأبي لقد مضى عليّ وقت طويل وأنا أكتب في الرد على ذلك المقال، وأحضرت له الحلقات، فأقرّها، وسألني وهل قرأ صاحب ذلك المقال هذه الردود؟ فقلت له نعم. قال: وماذا كان جوابه؟ فقلت له: وعد بالإجابة ونحن ننتظر.
فماذا تريدني أن أخبره يا أخ محمد؟
رابعًا؛ ما وصفتني به من كوني نقيبًا للأشراف في الشام. فليس كذلك.
إنّ منصب نقيب الأشراف هو منصبٌ رسميّ في الدولة، وقد ألغيَ رسميًا منذ عقود. وأنا لم أشغل هذا المنصب قط! ولعلّكَ ذكرت ذلك من باب غلبة الظن. فأنا يا أخي لي بعض الدراية في علم الأنساب، ويقصدني بعض الناس للنظر في أنسابهم لحسن ظنهم بي. لأنّ الأدعياء والمزوّرين قد كثروا وهم يبيعون الأنساب بأبخس الأثمان وذلك ليروّجوا لأنفسهم ويكتسبوا مع الزمن النسبة الشريفة!! ولذلك فأنا أتصدى لأمثال هؤلاء، ومن ذلك كان المقال الذي ذكرته "عن بطلان النسب الرفاعي الصيادي" وقد سبب لي ذلك الكثير من المشاكل وكان منها تجرّؤ بعض الحاملين لهذا النسب عليَّ، وكتبَ أحد سفهاء الصوفية (الصيادية الرفاعية) كلمةً في أحد مواقعهم المغرضة والمضللة تقوَّل فيها عليَّ ونفى أن أكون حفيدًا للأمير عبد القادر. ولم أكن أعلم بهذه الكلمة لولا أنّ أحد سفهاء السلفية (هذه المرّة) قام باقتباس تلك الكلمة ونشرها في موقع ملتقى أهل الحديث، وجعل من ذلك الصوفي السفيه شيخًا له في الرواية، فوافق شنٌّ طبقه! ثم بعد ذلك ـ ويا للأسف ـ راح بعض الشباب السلفي في ذلك المنتدى يعيد محتويات تلك الكلمة فرحًا بها مبتهجًا! وكأنه يروي عن البخاري أو ابن حجر!! وأنا لم أرد على واحد منهم لأنهم ليسوا أهلاً لأن أردّ عليهم أو أشتغل بالكلام مع أمثالهم.
خامسًا؛ قلتُ في الحلقة الأولى: ((إن شيخ الإسلام لم يتعرّض فيما أعلم لتأليف جزءٍ خاص في الرد على ابن عربي، وإنما ذكره في فتاويه ورسائله خلال حديثه عن انحرافات الصوفية. وكان يذكر عباراته التي في (فصوص الحكم والفتوحات) وينتقدها ويصفها بما تستحق من الضلال إلى الكفر، ولكنّه لم يتعرّض لتكفير شخص ابن عربي مباشرة)).انتهى
فاعترضتَ عليَّ قائلاً: ((بل أفرد شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله رسالة خاصة في الرد على ابن عربي في دعوى إيمان فرعون)).انتهى
أقول يا أخ محمد: كلامك غير صحيح، وهذه الرسالة التي أتيت بها ليست كما تقول! وإنما هي سؤال وجّه إليه فأجاب عنه، وليس له عنوان خاص.
وهذا العنوان إنما هو من وضع بعض المعاصرين!
ألم تلاحظ أن اسم ابن عربي لم يرد من أول السؤال إلى آخر الجواب؟ في كل الكلام لم يأت ذكر ابن عربي إلاّ مرّة واحدة تعريضًا عندما قال:""والمقصود هنا أن هؤلاء الاتحادية من أتباع صاحب "فصوص الحكم" وصاحب "الفتوحات المكية" ونحوهم، هم الذين يعظمون فرعون""
فكيف تقول إنّ ابن تيمية أفرد رسالة في الرد على ابن عربي؟؟ والرسالة أمامك وليس فيها التعرض لابن عربي شخصيًا، وإنما الكلام عام موجّه إلى كل من يقول بإيمان فرعون.
لقد قلتُ في كلامي إنّ شيخ الإسلام ابن تيمية رد على ابن عربي من خلال رسائله وفتاويه، لكنّه لم يفرد مؤلّفًا خاصًّا في الرد على ابن عربي. وهذا الكلام صحيح وأنت لم تأت بشيء ينقضه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود من قولي (جزء خاصّ للرد على ابن عربي) هو مؤلّف يشتمل على التعريف بابن عربي وبيان كل انحرافاته، والرد عليها وذكر أحوال الرجل وأقوال العلماء فيه والإحاطة بجوانب حياته، ثم الخلوص إلى إطلاق حكم الكفر على شخصه. وهذا ما لم يفعله ابن تيمية.
وإنما قام به برهان الدين البقاعي في كتابه (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي). هذا هو محلّ الشاهد من الموضوع، فإنّ كتاب البقاعي والكلام الذي صدر عنه أشد بكثير من كلام ابن تيمية، فلو كان هناك حقدٌ أو غيظٌ (مفترض) في قلب الأمير تجاه الذين انتقدوا ابن عربي فسيكون دون أدنى شك موجّهٌ إلى البقاعي مثلاً، لا إلى ابن تيمية. وكان هذا الكلام مني أثناء معالجتي للموضوع من الناحية المنطقيّة والعقليّة، والتي تبيّن أن قصة العداء لابن تيمية (المزعومة) غير مقبولة حتى من الناحية الافتراضية، لأنّ جميع الدلائل لا تساعد عليها.
فأرجو أن لا تتوقف كثيرًا عند هذه المسألة قبل أن تثبت فرضية العداء بين الرجلين!
وبالمناسبة: فإن وضع العناوين لكتب العلماء أو لرسائلهم أمرٌ دقيق، لا يقدم عليه إلاّ عالمٌ راسخ يعي ما يقرأ ويدرك مقصود الكاتب. فانظر مثلاً إلى فعل الشيخ عبد الرحمن وكيل عندما غيّر عنوان كتاب البقاعي (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي) فجعله (مصرع التصوف)!! ووضع له عناوين للفقرات لا تمت في كثير منها لكلام البقاعي بصلة، بل عكس مراده! وهذا تحوير للتراث وتقوّل على الإمام البقاعي! الذي قال في مقدمة كتابه (تحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد): "وهؤلاء الذين اتسموا بسمة الاتحاد، وقد أَلِفَهم الطَّغام من الأنام، لما غرّوهم به من إظهار التصوف، ليأخذوهم من المأمن، وما دَرَوا أن الصوفية أشد الناس تحذيرًا منهم وتنفيرًا للعباد عنهم، فإن المحققين منهم بنوا طريقهم على الاقتداء بالكتاب والسنة كما نقل القاضي عياض في أوائل القسم الثاني من الشفاء فيما يجب من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم .... " إلى أن قال "وإنما نقلت هذه النبذة الماضية من الشفاء ليعلم أن طريق الفقهاء هي طريق الصوفية، هذا ما بنى عليه الصوفية أمرهم، وأما هؤلاء الذين تشبهوا بهم ونبه العلماء ـ حتى الصوفية ـ على أنهم ليسوا منهم ودلسوا على الناس ولبسوا أحوالهم ليقطعوا الطريق على أهل الله وهم يظهرون أنهم منهم، فأول ما بنوا عليه أمرهم ترك العقل، الذي بنى الله أمر هذا الوجود على حكمه بشرط استناده إلى النقل الذي أنزل به كتبه، وأرسل به رسله عليهم الصلاة والسلام لئلا يزل العقل بما يغلبه من الفتور والشهوات والحظوظ وجعل العقل حاكمًا لا يعزل بوجه من الوجوه في وقت من الأوقات في ملة من الملل ... إلخ".انتهى
ثم قال في آخر كتابه السابق وهو يرد على المدافعين عن ابن الفارض: "وإن قالوا أنت تبغض الصوفية، فقل: هذه مباهتة! إنما أبغض مَنْ كفَّره مَنْ أجمعنا على أنهم صوفية، مثل الجنيد، وسري، وأبي يزيد، وأبي سعيد الخراز، والأستاذ أبي القاسم القشيري، والشيخ عبد القادر الكيلاني، والشيخ شهاب الدين عمر السهروردي صاحب العوارف، فإن بعضهم قال: ((طريقنا مشبك بالكتاب والسنة، فمن خالفهما فليس منا))، وبعضهم جعل أثر عمر رضي الله عنه أصلاً، وبنى عليه طريقهم، وبعضهم قال: ((من قال إن الشريعة خلاف الحقيقة فهو زنديق، ومن قال إن المراد بمحبة الله تعالى، ووصوله إليه، غير كمال المتابعة للكتاب والسنة، أو بمحبة الله غير إكرامه بحسن الثواب، فهو زنديق)). إلى غير ذلك مما حدّوه، فتعداه من عاديتمونا بسببهم، بل أنتم بعد بغضكم للصوفية، نابذتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بموالاتكم من نابذ شريعته، ونحن نذب عنها، وأنتم تناضلون عمن يهدمها من غير فائدة في ذلك. وتقولون إنهم أرادوا بكلامهم الذي ظاهره قبيح غيرَ ظاهره، ولو قال أحد من الناس لأحد منكم كلمةً توهم نقصًا ـ (كالعِلْق) الذي قال أهل اللغة: إن معناه الشيء النفيس ـ عاداه، وإن حلف له أنه ما قصد ذمًّا، وإن كرر ذلك كانت القاصمة، فتحرر بذلك أن نابذتم أهل الدين من الفقهاء والصوفية المجمع عليهم بالتأويل في جانب الله تعالى، ومنعتم مثله في حقكم، فأفٍ لهذا عقلاً، فكيف بالنظر إلى الدين؟ ".انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما تحدث البقاعي عن عدم جواز التوقف في تكفير أهل الحلول والاتحاد، تدخّل عبد الرحمن وكيل ووضع هذا العنوان (المتوقف في تكفير الصوفية)!! لكلام البقاعي الآتي: "ولا يسع أحدًا أن يقول أنا واقف أو ساكت لا أثبت ولا أنفي لأن ذلك يقتضي الكفر، لأن الكافر من أنكر ما عُلم من الدين بالضرورة، ومن شك في كُفْر مثل هذا كَفَر! ولهذا قال ابن المقري في مختصر الروضة: (مَنْ شك في اليهود والنصارى وطائفة ابن عربي فهو كافر)، وحكى القاضي عياض في الباب الثاني من القسم الرابع من الشفاء الإجماع على كفر من لم يكفر أحدًا من النصارى واليهود وكل من فارق دين المسلمين".انتهى؛أرأيت كيف يكون التحريف والتغيير!
سادسًا؛ قلتُ في ردّي: [نحن لم نسمع أو نقرأ عن كتاب صنّف لأجل الرّد على ابن عربي غير كتاب الإمام البقاعي (تنبيه الغبي)]
فاعترض عليّ الأخ محمد المبارك قائلاً: "بل المؤلفات في الرد على أهل وحدة الوجود كثيرة"
عجيب والله! أنا أتحدّث عن شيء خاص: وهو كتاب أُلِّف لغرض واحد وهو الرد على ابن عربي، فيحدثني الأخ محمد عن المؤلّفات التي ترد على أهل وحدة الوجود!!! ليس ذلك فحسب بل راح يعرّفني بابن عربي وبجهود علماء المسلمين في التصدي لتلك العقيدة!!!
أقول: يا أخ محمد أرجو أن تتنبّه إلى كلامي جيّدًا، ولا تبتعد عنه كثيرًا، أنا لم أتحدّث عن طائفة القائلين بوحدة الوجود لا من جهة التعريف بهم ولا من جهة الدفاع عنهم ولا من جهة ما صُنِّفَ في الردّ عليهم، حتى تحدثني في اعتراضاتك عن تلك الطائفة وخطرها وموقف علمائنا منها! فليس موضوع الرد الذي كتبتُه الحديث عن تلك الطائفة ولم يكن يهمني الخوض فيه هناك، وإن كنتَ تحب أن تفتح هذا الموضوع معي خارج بحثنا في الأمير، فهذا ممكن ولكن بعد الفراغ من بحث الأمير. ولكن أن تخاطبني وكأنني أجهل هذا الموضوع أو أقف في صف الوجوديين الضالين!! فهذا ما لا أرضاه منك.
وأمّا عن جهود علماء المسلمين في التصدي للقائلين بوحدة الوجود أو الحلول والاتحاد، فاطمئن يا أخي، فإنني على اطلاع واسع على أقوالهم وفتاويهم ورسائلهم في هذا الخصوص، وعندي من كلامهم الكثير الكثير مما لا تجده في الكتب التي بين يديك، أو في الإنترنت وموسوعاتها التي تستعين بها! وكنتُ قد كتبتُ مقالاً عن ابن عربي طلبه مني الإخوة في القسم العلمي بموقع الصوفية، فأرسلته إليهم، فقاموا باختصاره وصوغه على النحو الذي رأوه يناسب الموقع ثم نشروه من سنوات، ولعلّك اطلعتَ عليه ولكنك لا تعرف من كتبَ أصلَه!
في الحلقة الأولى ذكرتُ لك أنّ العلماء تصدوا لابن عربي في كتبهم على اختلاف موضوعاتها سواء الكتب الفقهية أو الحديثية أو كتب التراجم التي ترجمت لابن عربي وانتقدته، مثل (ميزان الاعتدال) و (لسان الميزان) و (سير أعلام النبلاء) و (العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين) لتقي الدين الفاسي، وغيرها من الكتب. وأوردت بعض كلامهم وذكرتُ بعض أسمائهم، بإيجاز وكل ذلك في معرض توضيح مسألة هامة وهي أنّ كل هؤلاء العلماء كانوا أشد وأقسى في عباراتهم وأحكامهم على ابن عربي، من الشيخ ابن تيمية رحمه الله. وأنهم كثيرون في كل عصر، وأن كتاب الإمام البرهان البقاعي هو أوسع وأشد كتاب كُتِب في الرد على ابن عربي، وأنه كان بحوزة الشيخ محمد نصيف، وكل تلك الكتب كانت موجودة، فعن أي كتاب كان يسأل الشيخ نصيف؟!
وأنتَ لو نظرت في كتاب البقاعي لوجدته لا نظير له في موضوعه، ولم يُسْبق إليه، فقد عالج انحرافات الحلوليين والوجوديين وفصّل القول في ذلك، وأتى بطامّات ابن عربي التي في الفصوص والفتوحات وغيرها من كتبه، وردّ عليها ففنّدها، واستشهد بكلام العلماء وأورد فتاويهم في ابن عربي ومن على نهجه، وقعّد القواعد في تكفيره ووجوب ذلك، وردّ على حجج المدافعين عنه فأسقطها، ولم يدع شاردة ولا واردة تخص الموضوع إلاّ وأتى بها، وجمع كل ما قيل في ابن عربي. فصار كتابه مرجعًا لمن بعده، وهو إلى اليوم المرجع الأهم والأكبر لكل من يريد الوقوف على حقيقة ابن عربي.
ولعلمك أخي محمد فإنّ معظم الكتب التي ذكرتَها في اعتراضك قد ذكرها البقاعي في كتابه وهو أوّل من نبّه إلى بعضها مما لم يُعثر عليه، والذي جمع تلك القائمة جمعها معتمدًا على كتاب البقاعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك أسماء العلماء الذين ذكرتَ أنهم كفّروا ابن عربي فإنّ الذي أوردها وجمعها إنما هو الإمام البقاعي في كتابه، والكل يقتبس منه ويحيل عليه. والمقال الموجود في موقع الصوفية عن ابن عربي وابن الفارض، هو أوّل محاولة قمنا بها لتفريغ محتوى كتابيّ البقاعي في الرد على ابن عربي وابن الفارض.
إذن فكما ترى فإنّ كل ما أتيتَ به وتكثّرت به علينا إنما هو مأخوذٌ من كتاب (تنبيه الغبي) للبقاعي!!! فما جوابك؟ وهل فهمت الآن لماذا أشدد على مسألة تفرّد كتاب البقاعي؟
وعلى كل حال هناك أخطاء يجب أن أنبّهك عليها:
· إنّ أسماء العلماء الذين أوردتهم وقلت أنهم كفّروا ابن عربي. هم ليسوا كذلك!
فمنهم من كفّر ابن الفارض فقط، ومنهم من ذمّ ابن عربي ولم يكفره، ومنهم من تكلّم بكلام عام في الرجلين، ومنهم من تكلّم على كتب ابن عربي وحكم عليها دون إطلاق الحكم على شخصه، و ... والإمام البقاعي أورد ذلك بأمانة ودقّة. فنقل ألفاظهم بحروفها.
أمّا أنت فأطلقت الكلام والأحكام، ولو طُلِبَ منك أن تسوق كلام كل واحد منهم في تكفير ابن عربي لما استطعت، وكان مرجعك إلى كتاب البقاعي ولابد!
· إنّ الكتب التي أوردتَها هي في الرد على أهل وحدة الوجود بوجه عام كما ذكرت بنفسك، فلا محلّ لذكرها في اعتراضك عليّ وأنا أتحدث عن الكتب التي ترد على ابن عربي فحسب!! وما يُنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الخصوص إنما هي فتاوى وضعها جوابًا على أسئلة وردته أو بيانًا لحقائق عرضت له أثناء بحوثه الكبيرة والقيّمة. وهو لم يفردها كمصنف مستقل أو يضع لها عنوانًا خاصًّا، وإنما هذا فعل جديد قام به المعتنون بتراثه والناشرون له.
ولمزيد من التوضيح أضرب لك مثالاً:
ذكرتَ ضمن الكتب كتابًا بعنوان: (الرد على ابن سبعين وابن عربي، لمحمد البساطي).!
ومحمد البساطي هو: القاضي المالكي المصري شمس الدين أبو يوسف محمد بن أحمد البساطي ولد (756ـ 842هـ)، له عدّة مصنفات، ونُسِبَ إليه مصنف: شرح تائية ابن الفارض. بيّن فيها أنّ ما يدعو إليه ابن الفارض وينعق به من وحدة الوجود هو كفرٌ محض. وقد ذكر الحافظ السخاوي أنّ ذلك المصنف لم يثبت عنده! قال في ترجمته للبساطي عند ذكر مصنّفاته: (( ... وغير ذلك مما لمْ يَظْهَرْ:كمصنفٍ في ابن عربي، وشرح للتائية والفارضية فيما قيل مما لم يثبت أمرهما عندي)).انتهى
أقول: ولكن الأمر الثابت عنه أنّه مع إنكاره على أهل وحدة الوجود والحلول، كان يرفض التصريح بكفر ابن عربي!! فقد ذكر الحافظ السخاوي: ((أنّ القاضي محمد الدفري المالكي كان ممن قام على بعض معتقدي ابن عربي، واستكثر من الاستفتاء في ذلك، وصار بينه وبين الشمس البساطي وحشة ومخاشنة بسبب امتناع البساطي من الكتابة بتكفير ابن عربي! معلّلاً ذلك بانتقاله إلى الآخرة ونحو هذا، واستمرّ الدفري قائمًا في ذلك مباينًا للبساطي حتى مات)).انتهى
ليس ذلك فحسب، بل إنّ القاضي البساطي صار بينه وبين العلاء محمد البخاري خصومة ووحشة عندما تباحثا في الوحدة المطلقة ومذهب ابن عربي، وقد جرى ذلك في القاهرة بمجلس العلاء ثم في حضور (السلطان الأشرف) وكان العلاء ممن كفّر ابن عربي فظهر على البساطي.
وعندما كتب الشمس البساطي تقريظًا لكتاب (الرد الوافر على من زعم أن من أطلق على ابن تيمية شيخ الإسلام كافر) للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، أجاد فيه ولمح بالحطّ على العلاء البخاري لأجل تجاذبهما في ابن عربي!! ذكر ذلك الحافظ السخاوي.
والعلاء محمد البخاري هو من الذين كفّروا ابن عربي وابن تيمية أيضًا، وكذلك فعل تقي الدين الحصني!
وبدأ ذلك عندما كان يُسأل العلاء البخاري عن مقالات التقي ابن تيمية التي انفرد بها فيجيب بما يظهر له من الخطأ فيها ويّنفر عنه، إلى أن استحكم أمره عنده فصرح بتبديعه ثم تكفيره ثم صار يصرح في مجلسه بأن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام فهو بهذا الإطلاق كافر! وكان ذلك في مجلسه عندما سُئل عن مسألة الطلاق. فاستنفر حافظ الشام ابن ناصر الدين ونافح عن ابن تيمية في كتابه (الرد الوافر). وهذا أيضًا مما قاله الحافظ السخاوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن البساطي جرت بينه وبين أقرانه خصومات وخشونات لكونه أبى تكفير ابن عربي (مع تشنيعه على مذهبه)، فكيف تجعله يا أخ محمد من الذين كفّروا ابن عربي؟! وتنسب له كتابًا لم يذكره أحدٌ ممن ترجم له؟!
مثال ثاني؛ ذكرتَ كتابًا بعنوان: (كشف الغطاء عن حقيقة التوحيد وبيان حال ابن عربي وأتباعه المارقين)، للحسين الأهدل.
والأهدل هو:بدر الدين أبو محمد الحسين بن عبد الرحمن بن محمد اليمني الشافعي وهو من أعيان الصوفية في اليمن! المعروف بابن الأهدل المتوفى ببلده سنة 855 هـ. وهو صاحب كتاب (الباهر في مناقب الشيخ عبد القادر - قدس سره)، وكتاب (الرسائل المرضية في نصر مذهب الأشعرية وبيان فساد مذهب الحشوية)، وله (قصيدة في الحث على تعلم العلم وتعيين ما يعتمد من العلم والكتب في الشرع والتصوف على ذوق ابن عربي)!
وله مصنف لطيف بعنوان (كشف الغطاء عن حقائق التوحيد وعقائد الموحدين)، ورَدَ عنوانه هكذا لا كما ذكرته يا أخ محمد. وهو في كتابه كان يروي وينقل كلام العلماء في ابن الفارض وابن عربي، ويبيّن مراميهم، ويمكنك أن تراجع كتاب البقاعي لتقف على النقول التي أوردها منه.
مثال ثالث؛ ذكرتَ كتاب (تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي)، للشيخ إبراهيم بن محمد الحلبي.
المتوفى: سنة (952هـ)!! وهذا الكتاب ألّفه الحلبي ردًا على كتاب السيوطي (تنزيه ابن عربي)!
وهو دليل آخر على عدم صحة ما ذكرته من تراجع السيوطي المتوفى سنة (911هـ)!
وأمّا كتاب (الحجة الدامغة لرجال الفصوص الزايغة)، فهو على الأغلب لابن فهد المكي: عبد العزيز بن عمر بن محمد، (850 ـ 921هـ). وليس لابن المقري.
يا أخ محمد: هناك فرق كبير بين بيان موقفك من مذهبٍ ما ورفضك له، وبين تلفيق الكلام عليه دون تثبّت أو برهان! نحن متّفقون في الرد على الحلوليين وأهل الوحدة والتبرّي من معتقداتهم، ولكننا مختلفونا في المنهج!
فأنا أعتمد على الكلام الثابت والواضح والمتفق عليه، دون الزيادة عليه أو النقصان، وفيما ثبت كفاية وغنية. وأرفض إلقاء الكلام على عواهنه، وجمع المعلومات دون تمحيصها، والاحتجاج بما لا يصلح أو بمن لا يُلتفت إلى كلامه!
ولا داعي لأن تعرض عليّ جواب الإمام ابن تيمية في الرد على القائلين بإيمان فرعون ضمن وقفاتك أو استفساراتك!
يا أخ محمد ما الخبر؟ تشرح لي عقيدة وحدة الوجود ثم تضع رسالة فرعون، وبعد ذلك تشرح لي عن ابن عربي وأقوال العلماء فيه ... ؟!
وكأنّك تخاطب صوفيًا من أتباع ابن عربي أو محبّيه!!
وإذا كنتَ تجهلني فاعلم أنني مذ كنتُ فتيًّا وأنا أجابه أصحاب هذا المذهب بكل ما أوتيت، وأفضح مخازيهم وأباطيلهم.
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:33]ـ
سابعًا؛ أنت في مقالك "فك الشفرة" شككت بنسب الأمير عبد القادر، وزعمت أنّه ادّعاه، وأوردتَ له عمود نسب مضحك لم يذكره أحد من المؤرخين أو النسابة، واتهمته بأنه فعل ذلك لأنه يسعى للحصول على القطبية. كل ذلك دون أي بيّنة أو برهان، وإنما مجرّد كلام لا وزن له ولا صدقيّة.
وقد أجبتك في ردّي وبيّنتُ لك فظاعة ما ادّعيته واتهمتَ به الأمير. وأثبتُ لك بالدليل القاطع أنّ كتب الأنساب والتواريخ أثبتت نسب آباء الأمير قبل ولادة الأمير بقرون!! وذكرت لك عمود نسبه الصحيح الذي أجمع عليه أهل هذا الشأن. وطالبتك بإثبات دعواك أنّ الأمير كان يسعى للقطبية!
وفي إشاداتك (اعتراضاتك) لم أجدك تتراجع عن تشكيكك في نسبه! وإنما اكتفيت بقولك: الناس مؤتمنون على أنسابهم. يا سلام!!
يا أخ محمد: هذه المقولة تقال عندما تدخل إلى مدينةٍ ما زائرًا أو عابر سبيل فيسألُك أحدهم من أنت أو من أي العرب أنت؟ فتقول له أنا ابن فلان وجدّي فلان من بني كذا، وأمي فلانة بنت فلان من بني كذا. فإذا اعترض أحدهم وقال لا نعرف أنّ لفلان ولدًا، أو ليس في بني كذا من اسمه فلان، أو من أشباه هذا الكلام.
فحينئذٍ يُقال لذلك المعترض: ألجم لسانك ولا تخض في أعراض الناس، فالناس مؤتمنون على أنسابهم. ولذلك تفصيل ليس هذا محلّه.
ولكن هذه المقولة لا تُقال لمن يزعم أنّه منسوب إلى رجل يفصل بينهما قرون من الزمن!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا أتانا اليوم رجل وادّعى أنّه من آل بيت النبي ـ يعني يدّعي نسبًا يعود إلى خمسة عشر قرنًاـ فلا نقبل ذلك منه بدعوى أنّ الناس مؤتمنون على أنسابهم! وإنما لا بد له من إحضار الأدلّة والمواثيق التي تثبت ما يدّعيه.
وإنّ الأدلّة المثبِتة لنسب الأمير وأسرته من قبله لآل البيت، هي من الكثرة والقوة والشهرة التي يقلّ نظيرها في أنساب غيره. وإنّ تسلسل آبائه وتراجمهم الموجودة في كل عصر مما يعزّ وجوده عند غيره ممن ينتسبون إلى آل البيت. فبعد كل هذا لا يُقال الناس مؤتمنون على أنسابهم!!
بل يُقال أستغفر الله العظيم مما افتريته على هذا الرجل، ولابد من الإقرار بنسبه، بعد الأدلّة الساطعة بتواتر نسبه.
وكذلك لم تأت بأي دليل على دعواك أنه يريد القطبية، وبدلاً من ذلك تمسّكت بقولي "وللفائدة فإن درجة القطبية عند المتصوفة لا يشترط فيها النسب أبدًا، وهذا معروف في كتبهم الكبرى"، ورحت تسرد لنا مقالاً طويلاً للأخ محمد الصمداني، لا يصلح للاحتجاج في هذا الخصوص!
يا أخ محمد: إذا كنتَ تريد أن تثبت على الصوفية مسألةً فعليك أن تحضرها من كتبهم، وتستشهد بأقوالهم المعتمدة لديهم، لا أن تعتمد على كلام شخص ليس منهم ومخالف لهم.
وأنا عندما حررتُ لك المسألة عندهم كنتُ معتمدًا على كتبهم وكلام علمائهم المحققين.
يقول أحد أشهر علماء الصوفية في عصرنا الحديث وهو الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري، في كتابه (أولياء وكرامات ـ النقض المبرم لرسالة الشرف المحتم): تحت عنوان ((فكرة الأقطاب الأربعة لا أصل لها: لقد اشتهر في مصر، فكرة الأقطاب الأربعة، وأنّ السيد البدوي أحدهم. ولا ندري مستندهم في هذه الفكرة، وفي الصوفيّة أقطاب يفوقون هؤلاء الأربعة، مثل سيدي عبد السلام بن مشيش وتلميذه أبي الحسن الشاذلي، وأبي مدين الغوث وتلميذه ابن العربي الحاتمي ..... إلى أن قال: ثم كون السيد أحمد البدوي أحد الأقطاب الأربعة، ليس بصحيح، بل هو لم يبلغ درجة القطبانية ... ثم قال عن البدوي: إنه مجذوب وليس بقطب)).انتهى ص29
وقال أيضًا: ((والحقيقة أنّ الرفاعي ـ رضي الله عنه ـ لم يثبت له الشرف إلاّ بعد موته بمدّة، حين ظهرت فكرة الأقطاب الأربعة، وكان هو أحدهم، وعزَّ على بعض أتباعه ألاّ يكون شريفًا مثل إخوانه الأقطاب الثلاثة: الجيلي والبدوي والدسوقي، فأُنشِأَ له نسبًا يتصل بالحسين ـ عليه السلام ـ ولكن أبا الهدى الصيادي الرفاعي لم يكتف بهذا، بل أنشأ له نسبًا أيضًا يتصل بالحسن ـ عليه السلام ـ وبذلك صار الشيخ الرفاعي حسينيًا وحسنيًا، وامتاز على زملائه بالجمع بين الشرفين)).انتهى بحروفه ص16
أرأيت يا أخي! إنّ الصوفيّة لا يقولون باشتراط النسب الشريف لنيل درجة القطبيّة، بدليل أنّ أكبر أقطابهم وأهمّهم ليسوا من الأشراف ولم يُنشئ لهم أحدٌ من الصوفيّة نسبًا إلى الحسن أو الحسين! وأكبر مثال الشيخ محيي الدين ابن عربي الحاتمي، وأبو مدين الغوث، وأبو العباس المرسي، وابن عطاء الله، وأبو القاسم القشيري، وأبو بكر الشبلي، وسيد الطائفة الجُنيد، ...
وهذا كلام الغماري الصوفي الصريح في نفي النسب عن القطب الرفاعي، وفي نفي حصر الأقطاب بالأربعة أصلاً.
فكيف تقبل يا أخ محمد أن تعترض على هذا الكلام الصادر من القوم أنفسهم، بكلام صادر عن شخص من خصومهم وبعيد عن أصولهم؟! مع أنّه في مقاله ساق كلامًا لبعض أعلام الصوفيّة يرد اشتراط النسب الشريف في القطب! فلماذا لم تتنبّه له؟!
والكلام الذي استدّل به من كتاب (صحاح الأخبار) إنما هو لأحد الرفاعيّة المتعصّبين للرفاعي، وهذا الكتاب إنما وضعه مؤلّفه لغرض أساسي وهو محاولة إثبات النسب المزعوم لأحمد الرفاعي. وبيّنتُ لك آنفًا أنّ الرفاعيّة هم الذين ابتدعوا واخترعوا شرط النسب الشريف لكي يرفعوا من شأن إمامهم أحمد الرفاعي. ألم تقرأ مقولته السخيفة التي يحاول فيها رفع شأن شيخه الرفاعي فوق الجيلاني: "وقال جماعة: قد يمكن أن يسقط المحاذي الذي ليس بشريف على مرتبة الغوثية، ويتصرف بمنزلتها من طريق تسلق المرتبة الصديقية؛ ولكن يكون ذلك إذا لم يكن في عصره منأهل البيت من تحمل طينته عبء المنزلة، فيكون تصرف ذلك الرجل تصرف خلعة لا تصرف مرتبة، فهو يتصرف بالخلعة التي ألقيت عليه من الغوث الشريف المتوفى والمنخلع عن مرتبة التصرف
(يُتْبَعُ)
(/)
تمكناً بمحبة الله، و إعراضاً عن غيره، كما وقع لسيدنا أحمد الرفاعي رضي الله عنه حين نودي للغوثية بعد أن رُفِع له علمها في الأكوان، فأعرض عن مشغلتها، و تململ على الباب، وقال: "بالله العفو العفو"، واتخذ ذريعته لذلك الجد الأعظم صلى الله عليه وسلم، فقبل الله منه، وأفرغت عنه الخلعة للشيخ عبدالقادر الجيلي قدس سره، فتصرف بها مدة حياته حتى مات، ثم رفع علم الغوثية الجامعة والتصرف المحض للسيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه بإعادة خلعته الأصلية، فاشتهر بأبي العلمين في الكونين، وكان لما رفع له العلم الثاني أراد أن يتجرد عن التصرف لربه، والله تعالى قسم له نيل الوراثة المحمدية أدباً وتصرفاً، فلما أراد التنصل من المرتبة بالبكاء والتذلل أحاطه نداء الغيب من كل جانب أن تأدب، فامتثل، وبقيَ على حاله في منزلته حتى تمكن فيها بالترقي عنها إلى ما هو أعظم منها، وما من نعمة تفرغ على العبد إلا وفي خزانة الكرم ما هو اعظم وأجل منها".انتهى
أرأيت إنّه يريد نفي النسب الشريف عن عبد القادر الجيلاني، عن طريق إثباته للرفاعي، والحقيقة أنّ كلاهما لا يصحّ نسبه إلى آل البيت، وهما لم يدّعيا النسب، وإنما ادّعاه المتأخّرون من أتباعهما.
إذن فالمسألة خاصّة بالرفاعيّة، وليست من أصول الصوفيّة المعتمد عليها. ولذلك كان الاعتماد على أقوال المتعصّبين للرفاعي، خطأً علميًا.
هذا فيما يخص مسألة القطبية وادعاء النسب.
ثمّ إنّك يا أخ محمد وصفت مقال الأخ الصمداني بأنّه: مقالٌ مدعَّمٌ بالتوثيق وعزو النقول! وهذا صحيح وواضح من خلال الحواشي وأسماء المراجع الكثيرة التي لم يكن لها أي وجود في مقالك "فك الشفرة"، ولكن هذا لا يجعل من المقال مرجعًا يحتجّ به بوجه عام في كل ما جاء به!
وللعلم فإنني وقفتُ على مقال الأخ محمد حسين الصمداني من أربع سنوات، وسجّلتُ ملاحظاتي على المقال، الإيجابيّة والسلبيّة، وأرسلتها للأخ الصمداني، فاتّصل بي هاتفيًّا، وأبدى سروره برسالتي وملاحظاتي على مقاله، وكان غاية في اللطف والأدب والدماثة، وجرت بعد ذلك عدّة مراسلات بيني وبينه، وقد تقبّل نقدي بصدر رحب، ورجع عن الأخطاء التي نبّهته عليها، وأبدى عذره في سبب وقوع ذلك منه، وهذا من إنصافه، وأنا أثمّن له موقفه، وأعربَ عن سروره بثبوت نسب الأمير وعدم صحة ما توهّمه، وطلب مني أن أكتب بحثًا مفصّلاً في هذا الخصوص لينشره في موقعه الخاص، كي يتبيّن للقرّاء الصواب من الخطأ! ولكن يبدو أن ما يُنشر في الإنترنت يبقى ما بقيت الإنترنت!!
وأنا لا أريد أن أذكر مؤاخذاتي على مقال الأخ الصمداني ضمن هذا الجواب، ولكن أنا مضطر إلى الإشارة لبعضها لك حتى تتبيّن الحق.
فمن ذلك أنه اعتمد على كتاب (سيرة الأمير عبد القادر) الذي حققه الدكتور يحيى بوعزيز، في نسبة الأمير إلى عبد القادر الجيلاني، وهذا الكتاب عند المحققين إنما هو من وضع أحد الفرنسيين، لذلك وردت فيه أخطاء ومغالطات كثيرة، ومنها مسألة عمود النسب والانتساب للجيلاني. والأستاذ بوعزيز لا علم له بالأنساب لذلك لم يتنبّه إلى ذلك.
وكذلك أخطأ في مسألة عمود النسب الخاص بالأمير، والتبس عليه الأمر. ولكنني يا أخ محمد قد بيّنتُ لك تفاصيل الموضوع بدقة، فلماذا تتركها وتعود إلى كلام لآخرين وقعوا في نفس خطئك؟
وأذكّرك بما رواه الأخ الصمداني في مقاله عن شيخ الإسلام ابن تيميّة أنه قال: ((…الأنساب المشهورة أمرها ظاهر متدارك مثل الشمس لا يقدر العدو أن يطفئه، وكذلك إسلام الرجل وصحة إيمانه بالله والرسول أمر لا يخفى، وصاحب النسب والدين لو أراد عدوه أن يبطل نسبه ودينه، وله هذه الشهرة، لم يمكنه ذلك، فإنَّ هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، ولا يجوز أن تتفق على ذلك أقوال العلمآء)).انتهى
وهل أعجبتك القصّة التي جاءت في أوّل المقال؟:مدخل صوفي يدعي النسب أمام الحجرة النبوية
(يُتْبَعُ)
(/)
" .. أخبرني شريفٌ حسيني بأنه توجه لحج بيت الله الحرام و زيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام، لا حرمنا الله وسائر المسلمين من التوجه لتلك البقاع الشريفة المعظمة المطهرة المنيفة، وصادف الحال في تلك السنة أن سافر بقصد الحج السيد محمد ... ، المدرس بكلية القرويين، واجتمع الشريف الحسيني المغربي مع أشرقي المذكور بالمدينة المنورة بباب الحجرة النبوية؛ فالشريف المذكور كان يتكلم مع أحدٍ بباب الحجرة الشريفة، و أشرقي المذكور كان يتكلم مع شريف من شرفاء المدينة المنورة، إذ قال أشرقي للشريف الذي كان يتكلم معه: " نحن شرفاء أبناء عمكم "، و سمعه الشربف الحسيني المغربي، الذي قال لي:" والله ما تم كلامه حتى عاقبه الله على قوله، و مرض، و سافر من المدينة المنورة إلى هذه الحضرة، ولا زال بها مريضاً".انتهى
لأنني لم أجدك علّقت عليها، وأنت الذي تنتقد قصص الصوفيّة الخرافية والباردة!
لقد كتبتُ عشر صفحات في نقدي لبعض ما ورد في هذا المقال، ولكنني لا أرغب في نشرها كي لا يُساء فهمي، ويتحوّل ردّي عليك إلى رد على الأخ الصمداني. وإذا كنتَ حريصًا على معرفة مواضع الخلل في ذلك المقال، فيمكن أن أرسله لك خاصّة.
وختامًا أقول: لقد أجبتك منذ الآن على جميع اعتراضاتك أو وقفاتك، وعالجتُ هذه المطوّلات التي أرهقتني بها ولم تُكلّف نفسك عناء التمحيص فيها، لكي تعلم أنني لن أجيب على اعتراضات من هذا القبيل مرّة أخرى، ولستُ مستعدًّا لإضاعة المزيد من الوقت في تتبع غرائبك التي تجمعها من هنا وهناك.
أمّا إذا كانت لك استفسارات عن موضوعنا الأصلي وهو الأمير عبد القادر، أو أتيت بإثباتات حقيقيّة بخصوص التهم التي وجّهتها إليه، فلا مانع عندي من معالجتها.
والله يعلم أنني في كل ما قلته في جوابي هذا كنت أريد به النصح لك ولجميع من يكتب وينشر، كي لا ينساق وراء كل ما يقرأه أو تقع عليه عيناه فيصدقه ويعتمد عليه دون أدنى بحث أو تمحيص أو تحقق؛ ولا أريد به الإساءة إلى أحد أو النيل من أحد، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعًا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، وأن يجعلنا من الوقافين عند حدود الله، والراجعين عن الخطأ.
وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه، وحسبي الله عليه توكلت وإليه أنيب.
خلدون بن مكّي الحسني
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 03:00]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على ما قدمت
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 10:06]ـ
وإنّ الأدلّة المثبِتة لنسب الأمير وأسرته من قبله لآل البيت، هي من الكثرة والقوة والشهرة التي يقلّ نظيرها في أنساب غيره. وإنّ تسلسل آبائه وتراجمهم الموجودة في كل عصر مما يعزّ وجوده عند غيره ممن ينتسبون إلى آل البيت. [/ font][/center]
بارك الله فيكم شيخنا العزيز.
و اذكركم شيخنا الفاضل بدرة من بديع كلامكم.
و هو قولكم
.............. والموضوع علمي بحت لا دخل للعواطف فيه،
............. وأرجو منك يا أخي أنّك إذا وجدت في كلامي أيّ شدة أن تتقبلها بصدر رحب من أخيك، فطبيعة الكتابة النقدية كما تعلم جافة، بل إنّ الكتابة بحد ذاتها فيها جفاف إذا لم تكن تسمع أو ترى الكاتب، .............................
أما بالنسبة لظنكم اني أرد نسب لأمير عبدالقادر.
فمن محمد المبارك حتى يشكك في نسب فلان أوعلان!
فكيف بمن ينتسب الى الشجرة النبوية.
و إنما أوردتُ ذلك المبحث،و هو ما سطَّره الباحث الشريف محمد حسين الصمداني حتى يعلمَ القارئ أن المسألة جرى فيها البحث بشكلٍ ما، و أن هناك من استشكل هذا الأمر بناءً على اختلاف سلسلتي نسب للأمير عبدالقادر في كل من:كتاب " تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر وأخبار الجزائر "، و كتاب " ملتقى الأطراف "، و أنها ليست من بنات أفكار "صاحب المقال".
وبالنسبة لما ذكرتم من الاستشكالات فلعلها تتضح أكثر بعد انتهاء سلسلة "الإشادات" و التي لا ترونها كذلك، مع اصراري على الإشادة بكل من استفدتُ منه وعلى رأسهم الشيخ خلدون و الذي نكنُّ له كل محبة و احترام و تقدير، لا سيما و هو من القلَّة الباقية الذين قاموا بواجب النصح و الرد على مروجي التصوف الباطني في الديار الشامية حرسها الله، بارك الله فيكم شيخنا الفاضل و أنجح مساعيكم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 12:02]ـ
بارك الله فيكما ..
قال الأخ محمد: (فلعلها تتضح أكثر بعد انتهاء سلسلة "الإشادات").
فأقترح أن (ينتهي) منها، ثم نستمع لمداخلة أو مداخلات الشيخ خلدون .. وأرجو أن لا يحرمنا من فوائده، وهو - وإن كان سيتعب فيها - إلا أنها مما سيبقى، وينتفع بها كثيرون من أماكن مختلفة؛ فليحتسب ..
وفقكم الله ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 01:03]ـ
وكنت فهمت من كلامه السابق أنه موضوعه هذا سيكون مشتملاً على استفسارات يريد أن يعرضها عليّ، ولكن الذي وجدته فيها إلى الآن إنما هو اعتراضات! أي ليست إشادات ولا استفسارات!
استاذي العزيز لا شك أن هذه الإشادات متجهةٌ في الأصل الى المنهجية العلمية و الاسلوب الرصين و الفكر المتقد، و لا تُعطي بالحتمية نفس النتائج في جميع الجزئيات، بل افترض بقاء حصيلة من الآراء غير المتطابقة تماماً في الموضوع.
ثم كيف يكون هناك حوارٌ بين طرفين إذا لم يدلِّل كلُّ منهما الى ما توصَّل اليه وفق المعطيات العلمية المجرَّدة.
أمَّا بالنسبة لأسلوب الطرح فإني أذكركم بما كنتُ أشَرتُ اليه في أول "الإشادات "
[ center]
ولي حول تلكم المباحث وقفات واستفسارات ـ وان عرضتُها باسلوب التقرير فذلك من لوازم الإنشاء و أصول التحرير ـ أورِدها ـ شاء الله ـ في حلقات، نظرا لاشتغال البال و تضايق الأوقات. [/ size]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 07:51]ـ
وفيكم بارك الله يا شيخ سليمان، وأنا هنا معكم في هذا المنتدى لأفيد وأستفيد، ومعاذ الله أن أبخل على إخواني بأي معلومة مفيدة، والبحث العلمي للوصول إلى الحقيقة والتثبّت من المعلومات هو متعة رغم كل الصعوبات والمشاق التي يعانيها الباحث، وكما يقول الفخر الرازي:"كلُّ شهوات ابن آدم لِدَفْع أَلم، إلاّ العلم فهو اللذّة"
والباحث عندما يجد في الناس مَن يستفيد مِن نتائج بحوثه ويقدّرها ويعمل بها، فإنّه ينسى تعبه ويتحمّس لمزيد من البحث والتنقيب. وأنا إن شاء الله محتسبٌ، وأسأل الله القَبول.
ورحم الله شيخنا المحدِّث عبد القادر الأرناؤوط، الذي كان كثيرًا ما يذكرنا بمقولة بشر الحافي:
"يا أصحاب الحديث أدوا زكاة الحديث، من كل مئتي حديث خمسة أحاديث"
هكذا كان يرويها، ويقصد بها: أنّ على المشتغل بالعلم أن يعمل به، ويؤدّيه إلى غيره.
ولأبرهن لك على أنني صابر ومحتسب، سأجيب على تعليقات الأخ محمد المبارك الأخيرة، وذلك دفعًا للالتباس والظن، وحتى لا نغرق في بحر من ورق. فأرجو منه أن يتفهّمني تمامًا، ولا يذهب بعيدًا في ظنونه.
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 07:57]ـ
الحمد لله وبعد:
أخي محمد المبارك هداني الله وإيّاك إلى الحق، أخبرتك سابقًا في أكثر من موضع، واليوم أعود فأخبرك أنني ـ في كل تعليقاتي ومؤاخذاتي الخاصة بالرد على مقالك "فك الشفرة" ـ لم أنطلق من العاطفة وليس في كل كلامي أي دوافع عاطفيّة أوحميّة أسرية! فلماذا أجدك تدندن على مسألة العاطفة دائمًا؟!
أين وجدت في كل ردودي السابقة أو في جوابي الأخير كلامًا غير علمي أو غير موثّق، حتى عددته عاطفيًا لا يجوز لي أن أذكره في معرض النقد العلمي؟!
أولاً؛ أنا لا أنزعج من النقد العلمي أبدًا، وكل من يوجّه إليّ نقدًا أو تصويبًا علميًا فإنّه يستحق تقديري وأنا له من الشاكرين.
وأنا لستُ منزعجًا من لهجة خطابك معي، فأنت تخاطبني بأدب واحترام واضحين، بارك الله فيك، ولكنّ انزعاجي هو من النهج الذي مازلت تتبعه في معالجتك للموضوع.
فأنت في "فك الشفرة" لم تمحّص الأخبار التي سمعتها من التلفاز، ولم تتحقق من المعلومات التي وقفتَ عليها في المقالات المبثوثة في الإنترنت، ولم تبحث عن تفاصيل الموضوع في مظانّها المعتمدة. وإنما رحت تجمعها كيفما اتّفق وتصوغها على النحو الذي ارتأيته! فكانت النتيجة (الكارثيّة) كما يقال.
فوضعتُ بين يديك "سلسلة حلقات رد الشبهات"، والتي هي بحوث محققة وممحصّة والمعلومات الواردة فيها ثابتة ومعتمدة ومتفق عليها، والكتب والمراجع التي اعتمدتُ عليها هي لعلماء متخصصين في هذا الشأن، والنقول التي أتيتُ بها صحيحة ودقيقة وغير محرفة، والتحليلات والمناقشات التي وضعتها كانت مدعومة بالأدلة والبراهين.
فماذا كان منك؟ كان أن عدتَ وأتيتني بمعلومات ومقالات من هنا وهناك، دون أن تتعب نفسك بتمحيصها أو التحقق مما ورد فيها!
فاستعنتُ بالله وقلتُ ربِّ أفرغ عليّ صبرا، وأجريتُ بحثًا وتحقيقًا فيها وأعطيتك النتيجة العلمية الصحيحة التي تثبت بطلان كل ما أتيتَ به.
وإذا بك تترك كل ذلك ولا تعلّق عليه لا إقرارًا ولا نقدًا، وإنما وقفتَ على جملة من كلامي، تخيّلتَ أنها لم تكن علميّة وإنما هي عاطفيّة!!
فأجبتني قائلاً: ((إنما أوردتُ ذلك المبحث، وهو ما سطَّره الباحث الشريف محمد حسين الصمداني حتى يعلمَ القارئ أن المسألة جرى فيها البحث بشكلٍ ما، وأن هناك من استشكل هذا الأمر بناءً على اختلاف سلسلتي نسب للأمير عبد القادر في كل من:كتاب "تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر"، وكتاب "ملتقى الأطراف"، وأنها ليست من بنات أفكار "صاحب المقال")).انتهى
أقول: لقد أخبرتك في جوابي الأخير أن مقال الأخ الصمداني لا يصلح للاحتجاج في مسألة نسب الأمير، وقلتُ لك أنني رددتُ على ذلك المقال، ولكنني لم أشأ أن أعرض ردّي كاملاً (مراعاة للأخ الصمداني) واكتفيتُ بالإشارة إلى خطئه في مسألة نسب الأمير. ولكن أنت الآن تضطرني للبيان دون الإشارة.
فقولك: ((أن المسألة جرى فيها البحث بشكلٍ ما))!
(يُتْبَعُ)
(/)
فيا أخي إن كنت تراه بحثًا على نحوٍ ما! فهو دون شك على نحو غير علمي، بل أقول إنه لم يجر أي بحث، وإنما اكتفى بمعلومة خاطئة وعالجها بتسرّع.
وأمّا قولك: ((وأنها ليست من بنات أفكار "صاحب المقال"))!
فهذا ما أعجب منه وهذا الذي يثيرني في طريقة معالجتكم للأمور. فما رأيك إن قلتُ لك: بل هي من بنات أفكار صاحب المقال! أو بالأصح هي من أخطائه الفادحة!
وسأبيّن لك ذلك بالتفصيل حتى تقتنع تمامًا بالفرق بين المعلومات التي أسوقها إليك محققةً وبين ما تجده في كلام الآخرين الذين لا يبذلون الجهد في التحقق أو التثبّت!
قال الأخ الصمداني: ((والأمير عبدالقادر الجزائري يُساق نسبه على الوجه التالي: " عبدالقادر بن محي الدين بن المصطفى بن محمد بن أحمد بن المختار بن عبدالقادر بن أحمد المختار بن عبدالقادر -المعروف بـ"خدة " محشي صغرى السنوسي - بن أحمد القديم بن عبدالقادر بن محمد بن محمد بن عبدالقوي بن عبدالرزاق بن بن عبدالقادر الجيلاني … "، وقد أورد الأمير محمد هذا النسب في كتابه:" تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر وأخبار الجزائر"
وقد ذكر في ذلك الكتاب وغيره للأمير عبدالقادر سلسلتان من جهة الأطراف تنص عمود نسبه إلى الحسن والحسين، وقد اعتمد إحداهما صاحب كتاب "ملتقى الأطراف"، على أنها عمود نسب الأمير عبدالقادر المزعوم، وهو واهمٌ في ذلك، حيث أورد أن نسبه كالآتي، قال:"هو الأمير عبدالقادر بن محي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبدالقادر بن أحمد المختار بن عبدالقادر بن أحمد ابن محمد ابن عبدالقوي بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشار بن محمد بن مسعود بن طاوس بن يعقوب بن عبدالقوي بن أحمد بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ".
و للأمير عبدالقادر الجزائري شجرة نسب تضمنت عمود نسبه وبيان أحفاده)).انتهى
إن الباحث الصمداني لم يرجع إلى كتاب تحفة الزائر لمحمد باشا مطلقًا. ومع ذلك فهو يصوغ الكلام على نحوٍ يشعر بأنه مطلع عليه ويأخذ عنه! وأنت إذا نظرتَ في الحاشية التي وضعها في نهاية نقله عن الكتاب، فستجد أنه ذكر الجزء والصفحة وتاريخ الطبعة، ثم أضاف أن ذلك بواسطة كتاب آخر لابن التهامي!!! هذه واحدة!
ثم نقل الباحث الصمداني عن محمد باشا في تحفة الزائر أنه أورد سلسلتي نسب للأمير تتضمن الأولى عمود نسب حسني والأخرى عمود نسب حُسينيّ!!!
ولكنه هنا لم يضع حاشية ولم يشر إلى موضع هذا الكلام!! وهذه الثانية!!
ثمّ قال إن صاحب كتاب "ملتقى الأطراف" اعتمد إحدى السلسلتين الواردتين في تحفة الزائر بوصفها عمود النسب المزعوم للأمير! ووهّمه في ذلك!! ثم أورد تلك السلسلة وأحال في الحاشية إلى كتاب ملتقى الأطراف وذكر الصفحة. وهذه الثالثة!!!
وختم كلامه بقوله: ((وللأمير عبدالقادر الجزائري شجرة نسب تضمنت عمود نسبه وبيان أحفاده)) وأحال في الحاشية إلى ديوان الأمير بتحقيق ممدوح حقي وذكر الصفحة والطبعة! وهذه الرابعة!!!!
وإليك الحقيقة أخي محمد: إنّ محمد باشا في كتابه تحفة الزائر (بجميع طبعاته) لم يورد سوى سلسلة نسب واحدة للأمير وهي نفسها التي أوردها صاحب ملتقى الأطراف، وهي نفسها التي أجمع عليها كل من كتب في ترجمة الأمير وكل من كتب في بيان أنساب أشراف المغرب والجزائر، وليس للأمير عمود نسب غيرها.
فكيف نسب الصمداني عمود النسب العجيب إلى تحفة الزائر؟! وكيف نسب إليه أنه أورد سلسلتين حسنية وحسينية، وهو لم يورد سوى سلسلة واحدة إدريسية حسنية؟!
ثمّ بناءً على ماذا وهَّم صاحب كتاب "ملتقى الأطراف" في اعتماده على السلسلة الصحيحة؟!!
وباءً على ماذا يقول عن نسب الأمير إنّه مزعوم؟! كل ذلك جزم به دون أن يتكلّف وضع حجة واحدة أو دليل!
وأمّا شجرة النسب التي أحال عليها في الديوان بتحقيق ممدوح حقي فليس فيها عمود النسب ولا بيان الأحفاد!!
أرأيت أخي محمد! فقرة صغيرة من تسعة أسطر (في ذلك البحث!) اشتملت على أربعة نقول وتعليقات عليها لم يصب الباحث في جميعها! (إما في النقل أو التعليق).
وعندما بعثتُ إليه بردي على مقاله من سنوات، أقرّ بخطئه واعتذر لنفسه بأنه نقل ما وجده في كلام محقق كتاب (سيرة الأمير)، واعتمد عليه، دون الرجوع إلى المصدر الأصلي!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن تبقى المصيبة: وهي أنّ مقال الأخ الصمداني انتشر وانتشرت معه تلك الأخطاء.
وأنت يا أخ محمد في مقالك "فك الشفرة" نقلت سلسلة نسب الأمير من مجلة (الفن والثقافة)!! وقلت إن محمد باشا في تحفة الزائر أورد سلسلة تختلف عنها كليًا، وكانت النتيجة أنك قلت: وهذا مما يُضعف الثقة بنسب الأمير!!
فلا فرق بين ما فعله الأخ الصمداني وبين ما فعلته أنت، كلاكما لم ينقل من المصادر التي يتحدث عنها أو من المراجع المتخصصة في هذا الشأن، وكلاكما لم تبذلا الجهد في تقصي نسب الأمير، ولم تسألا أحدًا من المشتغلين بهذا الاختصاص، وإنما تسرّعتما كثيرًا في إطلاق الحكم، والسبب واضح!!
وقد بيّنتُ لك يا أخ محمد الخطأ الذي ارتكبته في مقالك عندما شككت بنسب الأمير وفصّلتُ لك في الموضوع، ففاجأتني عندما لم أجدك تبيّن اقتناعك بما أتيتك به، ورحت تسرد عليّ مقال الأخ الصمداني الذي وقع في نفس ما وقعتَ به من الخطأ.
أنا لا أنزعج من الحديث في هذه المسألة بعلم، ولكن الذي يزعجني هو الحديث فيها بغير علم!
مثال: قرأت مرّةً تعليقًا عجيبًا لأحدهم في مجلّة يرد فيه على بحث كتبه أحد الباحثين المتخصصين في علم الحديث، عن حديثٍ معيّن، وكان ذلك الباحث قد أثبتَ بعض الألفاظ التي تروى للحديث، وذلك بعد دراسة وتمحيص وتتبع دقيق لطرق الحديث ورواياته.
ومما جاء في كلام المعلّق قوله: إن الباحث قد أخطأ في إثباته لتلك الألفاظ في الحديث، فالحديث لا يروى كذلك، فقد أورده الدكتور عمارة في مقالٍ له في مجلة العربي (عدد كذا) دون تلك الألفاظ، وكذلك أورده الأستاذ الهويدي في مقاله في مجلة المجلة (عدد كذا) دون تلك الألفاظ أيضًا. والحديث مروي كذلك في أحد أهم المراجع الإسلامية (انظر إحياء علوم الدين الجزء كذا والصفحة كذا).
فماذا تتوقع يا أخ محمد أن يكون شعور الباحث عندما يقرأ ذلك التعليق على بحثه الذي تعب في تحقيقه وإنجازه؟
· وأمّا قولك: ((ثم كيف يكون هناك حوارٌ بين طرفين إذا لم يدلِّل كلُّ منهما إلى ما توصَّل إليه وفق المعطيات العلمية المجرَّدة)).انتهى
فهذا ما أطلبه منك يا أخي وهذا ما كنتُ أنتظره منك، وأنت إلى الآن لم تدلل على أي مسألة أتيت بها وفق معطيات علمية. وأقرب مثال هو مسألة نسب الأمير التي بينتها آنفًا.
والمثال الآخر هو ما نقلته أنت عن السيوطي. فهل تعد تلك النقول المزوّرة والمختلقة على السيوطي معطيات علمية؟! وبعد أن قرأتَ جوابي عليها لماذا لم نسمع منك شيئًا بخصوصها؟
· وأما قولك: ((لا شك أن هذه الإشادات متجهةٌ في الأصل إلى المنهجية العلمية والأسلوب الرصين والفكر المتقد، ولا تُعطي بالحتمية نفس النتائج في جميع الجزئيات، بل افترض بقاء حصيلة من الآراء غير المتطابقة تماماً في الموضوع)).انتهى
أخي في الله، أنا أشكر لطفك وحسن ثنائك، وأنا لا أنتقد عليك شيئًا من خطابك معي. ولكن صدقني يا أخي إنّك لو لم تثنِ عليّ، ولكن رددتَ عليّ في مسألة واحدة بحجة علمية تُبيّن فيها خطأي، فأرجع عن ذلك الخطأ، لكان أحبَّ إليّ.
وعدم التطابق في الآراء في بعض جزئيات الموضوع، هذا أمر وارد ولا بأس فيه، ولكن ذلك يكون في المسائل الخاضعة لوجهات النظر والمفتقرة إلى الأدلة والبراهين؛ أمّا المسائل العلمية المستندة إلى أدلة ومعطيات ثابتة والخاضعة لميزان البحث العلمي، فهذا الذي يجب أن تتفق عليه الآراء.
وكيف تريد مني أن لا أفهم من وقفاتك أنها اعتراضات، وأنت تسوقها بعد اقتباس جملة من كلامي قائلاً: بل كذا، وبل كذا؟ وهذا كما تعلم ليس من لوازم الإنشاء ولا من أصول التحرير! وإذا كنت تريد جوابًا عن تلك الوقفات فيمكنك عرضها بصيغة سؤال أو استفهام أو ما شاكل ذلك، لاجتناب الالتباس في فهم المراد.
وفّقني الله وإياك لما يرضيه. والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 08:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كنتُ قد نبهتُ على أمر وأعيد التنبيه عليه: هناك أحد الإخوة المشاركين في عدة منتديات يكتب باسم (خلدون الجزائري). وقد توهّم بعض الإخوة أنه أنا!!
وهو شخص آخر لا أعرفه، ولهو ليس من أسرتنا أيضًا. وأنا أكتب في الإنترنت باسمي خلدون مكي الحسني، أو بكنيتي: أبو إدريس الحسني وأوقع باسمي، وليس لي أي اسم آخر.
فأرجو التنبه لذلك. وشكرًا
ـ[فريد طارق]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 10:16]ـ
الدكتور الفاضل خلدون:
دع الشيخ محمد المبارك ينتهي من وقفاته ثم عقّب بما تريد، كما انتظركم إلى أن فرغتم من سلسلتكم.
ثم إني أجدك تجزم بأشياء وتبيَّن أنها على خلاف ماجزمتَ به مثل (تكفير ابن تيمية لابن عربي مباشرةً) وليس في تصنيف رد مستقل من ابن تيمية على ابن العربي، لأنك ضبتَطها بقولك (إن شيخ الإسلام لم يتعرّض فيما أعلم لتأليف جزءٍ خاص في الرد على ابن عربي)، لكنك جزمتَ في قولك: (ولكنّه لم يتعرّض لتكفير شخص ابن عربي مباشرة).
وقد وضح لك الشيخ محمد المبارك كما في المشاركة (7) هنا بأن شيخ الاسلام كفّر ابن عربي مباشرة.
فلننتظر اكتمال الوقفات ثم قل ماتشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 02:04]ـ
الأفاضل الأكارم، لقد استفدنا كثيرا من تحقيقات الشيخ خلدون، بارك الله فيه، وآمل أن تكون "الاعتراضات" و"الاستفسارات" في صلب الموضوع، حتى لا نُحرم الفائدة من الجميع، والله الموفق.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 04:49]ـ
الأفاضل الأكارم، لقد استفدنا كثيرا من تحقيقات الشيخ خلدون، بارك الله فيه، وآمل أن تكون "الاعتراضات" و"الاستفسارات" في صلب الموضوع، حتى لا نُحرم الفائدة من الجميع، والله الموفق.
بالنسبة للاستفسارات فهي مرتَّية ـ في الأغلب ـ هكذا:
ـ استفسارات حول التأصيل العلمي
ـ استفسارات حول مؤلفات الأمير
ـ استفسارات حول مسائل تاريخية.
بارك الله فيك ..
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 07:29]ـ
بالنسبة للاستفسارات فهي مرتَّية ـ في الأغلب ـ هكذا:
ـ استفسارات حول التأصيل العلمي
ـ استفسارات حول مؤلفات الأمير
ـ استفسارات حول مسائل تاريخية.
بارك الله فيك ..
بانتظارها لكي نستفيد، لا حرمنا الله وإياك وجميع المشاركين الأجر والتوفيق.
بارك الله فيك أخي محمد.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 09:31]ـ
بارك الله فيكم أخي العزيز العاصمي.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 10:35]ـ
وقفة مع كتاب المواقف:
لا شك إن ارتباط اسم كتاب"المواقف" باسم الأمير عبدالقادر الجزائري من الشهرة بمكان بحيث يكاد إذا ذُكِر أحدهما أن يُذكرَ الآخر.
ولكن هل هذه النسبة للأمير ثابتة.
ـ فلنقرأ إذن رأي المؤرِّخ الجزائري الكبير الدكتور أبو القاسم سعد الله ـ و هو ممَّن أفنى جزءاً كبيراً من عمره في جمع مآثر الأمير عبدالقادر و الإشادة بأعماله ـ حيث يقول حفظه الله في موسوعته "تاريخ الجزائر الثقافي" الجزء السابع:
"ومن أشهر مؤلفات الأمير كتاب (المواقف) الذي يقع في ثلاثة مجلدات , وكان الأمير قد استغرق في التصوف منذ حجّه , وقد اختلى في غار حراء أثناء مجاورته. وفي دمشق كانت له خلوة يتعبد فيها. وفي آخر سنواته ازداد تعمقاً في هذا الباب , وكان يطالع أمهات كتب التصوف ومنها الفتوحات المكية وفصوص الحكم لابن العربي , الذي يعده شيخه الأكبر. ويبدو أنه قد تأثر به كثيراً في (المواقف) إذ بناها على نظريات شيخه , حسب العارفين بهذا الفن. , , ,.
وكتاب (المواقف) يضم 372 موقفاً , وقد طبع مرتين أولاهما كانت في عهد ابنه محمد , اي سنة 1911. وقد قدم الأمير كتابه بعبارات صوفية مغرقة ووشح ذلك بمقامة أدبية -خيالية عن معشوقة تشبه معشوقة ابن الفارض. وكل موقف من مواقفه تقريباً يبدأ بآية ذات معنى توحيدي أو صوفي , ثم يأخذ في شرح الآية شرحاً صوفياً يتغلب عليه الفكر الباطني الذي يعبر عنه بالأسرار والغيبة عن الشهود , وطالما عرّض الأمير بأهل الرسوم وعلماء الظاهر الذين لا يدركون أسرار الوجود ولا الحقيقة الإلهية. , , , وقد أورد عدداً من المرايا التي حدثت له , وجاء بأخبار و (مواقف) حدثت له , يقظة أو مناماً منذ كان في الجزائر , ولا سيما منذ حج ثانية.
يقول الأمير في المقدمة: " هذه نفثات روحية , وإلقاءات سبوحية , بعلوم وهبية , وأسرار غيبية , من وراء طول العقول , وظواهر النقول , خارج عن أنواع الاكتساب , والنظر في كتاب , قيدتها لإخواننا الذين يؤمنون بآياتنا , , ,". ومن الواضح أنه كتب المواقف "لإخوانه" الصوفية أو الذين لهم استعدادات صوفية , مؤمنين بمبادئ أهل الباطن ذوي اللقاءات السبوحية , , ,.
آمن الأمير بوحدة الوجود تبعاً لشيخه ابن عربي. وهو يتمنى أن يكون إيمانه كإيمان العجائز.
ومما يذكر أن الناشر للمواقف اعتمد على عدة نسخ. منها نسخة الأمير بخط يده. وقوبلت على نسخة جمال الدين القاسمي التي كانت بدار الكتب الظاهرية , ثم نسخة عبد الرزاق البيطار (وهو صديق الأمير وتلميذه) وكانت على هذه النسخة تعاليق بخط الأمير نفسه ".
تاريخ الجزائر الثقافي للدكتور أبو القاسم سعد الله الجزء السابع.
----------
ـ كما يقول الدكتور عبدالرزاق بن السبع في كتابه الذي يشيد فيه بالأمير و بآثاره وأعماله:" الأمير عبد القادر الجزائري وأدبه"
(يُتْبَعُ)
(/)
" يُجمع باحثو ودارسو حياة الأمير عبدالقادر وآثاره على أن كتاب " المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد" هو أهم مصنف ألفه الأمير سواء من ناحية الحجم أو الموضوعات التي يبحثها حيث أودع فيه زبدة تجاربه وبين فيه بوضوح مذهبه الروحي والصوفي والفلسفي في الوصول إلى الحقيقة التي ينشدها" وحصيلة تأملاته حيث أقدم فيه على تناول القضايا العويصة في تاريخ الفكر الإسلامي .... "
و يقول " والكتاب يقع في ثلاثة مجلدات يبلغ عدد صفحاتها مجتمعة 1416 ص تضم 372 موقفا.
وقد طبع المواقف لأول مرة سنة 1329 هـ -1911م وأعيد طبعه ثانية في عام 1362هـ-1966م عن دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر وهي طبعة منقحة " بوبت ورتبت بالاستناد إلى النسخة الأم الأصلية المكتوبة بخط المرحوم السيد الأمير عبدالقادر الجزائري.
وقد قوبلت على نسخة عالم الشام الكبير المرحوم الشيخ عبدالرزاق البيطار المحلاة هوامشها بتقييدات وملاحظات هامة بخط المرحوم الأمير المؤلف.
كما قام بمراجعتها والوقوف على أصلها وتصحيحها لجنة من أكابر وأفاضل علماء دمشق" (628) مما يعطى هذه النسخة قيمة علمية من حيث دقة التحقيق وصحة ما جاء فيها نسبة للأمير.
إلا أن عيب هذه النسخة يكمن في عدم وجود فهرس في كل جزء على حده مما يضطر القارئ إلى العودة إلى فهرس الجزء الثالث في سبيل تحديد الموقف أو الصفحة التي يريدها.
أما عن اختيار الأمير لهذا العنوان " المواقف" فإننا نجد أن الأستاذ بوعبدالله غلام الله في دراسته لهذا الكتاب يذكر أن الأمير يشير دائما إلى مصادره " وما كان يلقى إليه في المنام أو اليقظة وهو قائم في الصلاة وما أخذه عن رسول الله مباشرة أو ما تلقاه من الشيخ محيي الدين بن عربي يقظة أومناما.
ولكنه لم يذكر من أين أخذ هذا العنوان الذي وضعه في كتابه الضخم في التصوف والاجتهاد" (629.
على أن بعض الباحثين يرجع تسمية المؤلف بالمواقف إلى أن الأمير أراد أن يتشبه بغيره من أعلام التصوف " الذين ألفوا كتباً بهذا العنوان ومنهم محمد عبدالجبار النفري (630) المتوفي سنة 354هـ - 965م و ابن قضيب البان عبدالقادر بن محمد المتوفى سنة 1040هـ -1630م صاحب كتاب المواقف الإلهية على نسق الفتوحات المكية " (631).
ألف الأمير كتابه بدمشق وكان تأليفه هذه الموسوعة الجامعة حصيلة لثقافة الأمير الصوفية كما جاء استجابة لطلب بعض جلسائه من العلماء الذين التمسوا من الأمير أن يدوِّن لهم ما يلقيه في دروسه وما يتكلم به في مجالسه.
والكتاب خلاصة اعتكاف وانكباب على مدى العقدين الأخيرين من حياته على القراءة والتأمل " لموسوعة ابن عربي الصوفية وهي الفتوحات المكية وقراءة فصوص الحكم وكل كتب محيى الدين بن عربي وكان جادا في هذه الفترة المقدرة بقرابة عشرين سنة في تأليف كتابه الضخم الموسوم بالمواقف .... ويعد الأمير أخلص تلامذة بن عربي وأشدهم تمسكا وعملا بمذهبه ونظرياته" (632).
يستهل الأمير كتابه بفاتحة تنبئ على أنه لم " يكن شاكاً ولا حائراً بمعنى عدم الاهتداء إلى طريق الصواب وإنما يفتعل الشك فقط أو على الأصح يثير الحيرة من حيث هي إشكال تعجز أمامها التفسيرات العقلية المعتمدة في مناهج المتكلمين والفلاسفة لأنها تفسيرات متناقضة فيما تقترحه من حلول" (633).
ولذلك فهو يؤكد أن عمله هذا ما هو إلا " نفثات روحية وإلقاءات سبوحية بعلوم وهبية وأسرار غيبية من وراء طور العقول وظواهر النقول خارجة عن أنواع الاكتساب والنظر في الكتاب قيدتها لإخواننا الذين يؤمنون بآياتنا إذا لم يصلوا إلى اقتطاف أثمارها تركوها في زوايا أماكنها إلى أن يبلغوا أشدهم ويستخرجوا كنزهم (634 (.
والأمير أودع في سفره هذه الأسرار والعلوم والإلقاءات التي لم يكتسبها علما ولم يقرأها في كتاب وإنما هي هبة ومنة من الله تعالى" فهي من قبيل العلم الموهوب لا صلة له فيها بالاكتساب ولم يتلقها من كتاب، يقدمها في تصنيف عسى الله أن ينفع به إخوانه في طريق الرحمن (635).
.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 10:41]ـ
نعم هناك من يشكِّك في ثبوت نسبة الكتاب للأمير مثل الأميرة الفاضلة بديعة الحسني حفظها الله في بحثٍ لها بعنوان:"عدم صحة نسبة كتاب (المواقف) للأمير عبد القادر والمستجدات لهذا الموضوع"
.
(يُتْبَعُ)
(/)
و هذا بحثها حفظها الله ذكرَت فيه جملةً من الأدلَّة التي اعتمدت عليها، و ها هنا أسوق بحثها بالكامل، لأنه من مقتضى الأمانة العلمية، فتقول حفظها الله:
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:02]ـ
عدم صحة نسبة كتاب (المواقف)
للأمير عبد القادر والمستجدات لهذا الموضوع.
الأميرة بديعة الحسني
أقدم هذا البحث لكل من قرأ كتاب (المواقف) الذي ينسب إلى الأمير عبد القادر، أو سمع به، أو قدم رأياً به أو بحث فيه، لأن من بُحث بفكره من خلال هذا الكتاب هو ليس الأمير عبد القادر وإنما آخرون، وهم بعض مشايخ دمشق أرادوا تعظيم الأمير بجمع بعض أفكاره من خلال أجوبة كان يجيب فيها على أسئلتهم، وجمعوا ونقلوا أقوالاً لمن يعتبرونهم علماء مماثلين للأمير، مثل محمود الأرناؤوطي باشا الذي ذكره أحد أصدقاء جدي برسالة وهي بحوزتي، يقول فيها أن محمود باشا كان يرسل من مصر ما ينقله عن العلماء الأعلام ويرسلهم إلى أصحابه ويبتهج بهذا العمل.
وهذه الحال أصبحت راسخة لديه، فجمع هؤلاء المشايخ كل ما حصلوا عليه من تفسير للآيات القرآنية وغيرها وضموها إلى أفكار الأمير ظناً منهم، والله أعلم، أنها مماثلة وأنهم يفعلون خيراً مع الأمير الذي أحبوه ويريدون تكريمه.
وشهادة الشيخ عبد المجيد الخاني في كتاب (الكواكب الدرية) ([1]) في الصفحة 774 دليل تجاهلته مع الأسف، كما أسلفت، تجنباً لذكر أسماء. ولأهمية هذا الموضوع وخطورته على الدين الإسلامي الحنيف بالتشويش والتشكيك بمبدأ التوحيد والقبول بتأله الإنسان لكونه خليفة الله في الأرض (أستغفر الله العظيم) وتفسير الآيات القرآنية بعيداً عن الحكمة التي أرادها الله من تلك الآيات وبعدها عن ضوابط التفسير التي حددها الشرع الإسلامي، جعلاني أحاول سد أي ثغرة أو سلبيات منهجية سببت خللاً على مستوى الموضوع وهو عدم نسبة كتاب (المواقف) للأمير عبد القادر، وأن لا أترك هذه السلبيات سائبة دون معالجة.
ومنذ ذلك التاريخ 2001م وأنا مثابرة على أبحاث متأنية لمعالجة هذا الأمر وتقديم أدلة من غير ذكر أسماء، وكان ذلك سبب الخلل، وأهم فقرة ضائعة، ولكن كان لابد مما لا بد منه به، بعد استلامي لرسالة من الدكتور أمين يوسف عودة، من جامعة آل البيت في المملكة الأردنية، يشير في رسالته إلى افتقاد كتابي (فكر الأمير عبد القادر) ([2]) إلى الأدلة الكافية، ويذكر أن كتاب (المواقف) كتاب عظيم يعد من أرفع ما كتب في موضوعه، ويعجب من موقفي منه. وهنا وجدت أن تصميمي على تحاشي ذكر أسماء أمر سلبي، وشهادات لها من الأهمية بمكان، والاكتفاء بشهادتي، والاعتماد على الأرقام والتواريخ، وأسئلة (متى، وأين، وكيف ... إلخ) من غير إجابة عليها، أيضاً أمر سلبي. وقد أشار الدكتور إسماعيل الزروخي إلى هذه الأمور في قراءته التحليلية لكتابي المذكور في مجلة (الحوار الفكري) ([3]). وأما الشهادات التي تثبت بشكل قاطع أن الأمير لم يؤلف كتاب (المواقف) هي التالية:
أولاً: هي شهادة الشيخ عبد المجيد الخاني بن محمد الخاني، المتوفي عام 1318 هجرية، في كتابه (الكواكب الدرية على الحدائق الوردية) ([4]) الذي طبع لأول مرة عام 1308 هجرية. وهي شهادة معتبرة، كما ستلاحظون. قال: (أن والده الشيخ محمد الخاني كان صديقاً للأمير، وكثيراً ما كان يراجعه في بعض المسائل التي تخفى عليه، ويسأله حل بعض الأمور من كتاب (فصوص الحكم والفتوحات المكية) وغيرها، فكان الأمير لكثرة حبه للخير مع وفرة موانعه وشغله، كان يقيد الأجوبة ويرسلها إليه، أي إلى والده، فكان والده من فرط حرصه على هذه الأجوبة يلحقها بالمواقف بإذنه، فما زال الوالد يضم كل مسألة إلى أخدانها ويقرنها بأقرانها، حتى اجتمع لديه من ذلك ثلاث مجلدات ضخمة، وقد ذيلها والده محمد الخاني بعد وفاة الأمير بالجزء الثالث منها بما وجده في كناشة بخطه).
النقطة الأولى: التي يتوجب علينا الوقوف عندها كباحثين، هي أن الشيخ كان يطلب أجوبة والأمير كان يرسل، أي لا يوجد تسليم باليد، وأن هناك شخصية ثالثة على الخط، ليس المهم من هي، ولكن المهم البعد في الزمان والمكان عن الكتاب الذي يؤلف، والخاني هو الذي يجمع النصوص ويرتبها، كما ذكر ابنه الشيخ عبد المجيد الخاني في الكتاب المذكور.
(يُتْبَعُ)
(/)
النقطة الثانية: هي الضم إلى أخدان وأقران، ألا يفهم من ذلك أن لدى الشيخ نصوصاًً ضمها إلى أجوبة الأمير، ولكن البنوة ليست واحدة، ولا الأخوة واحدة، كانت أخدان وأقران، والواقع هي متناقضة كلياً، لأن في لغتنا العربية معنى أقران: أي جمع بين شيئين أو عملين، ويقال اقترن الشيء بغيره أي اتصل بغيره وصاحبه، أما الأخدان فمعناها الأصدقاء، ألا يفهم من ذلك أن الخاني كان يضم أجوبة الأمير إلى نصوص أخرى كانت في حوزته ظنها تشبه أجوبة الأمير لأنه لم يقل أنه كان يجمع أجوبة الأمير وأخواتها إلى أن اجتمع لديه ثلاث مجلدات، وإنما قال أنه يضم أجوبة الأمير إلى متشابهات برأيه أخدان وأقران، وهذا سبب التناقضات في كتاب (المواقف).
أليس هناك احتمال كبير أن هذه الأخدان نقلها الخاني من كتب تحمل اسم المواقف منها لعبد القادر بن محيي الدين المتوفي عام 1150 هجرية! والثاني (المواقف) تأليف عبد القادر بن محيي الدين الجيلاني!، والثالث أيضاً تحت اسم المواقف لعبد القادر بن محيي الدين قضيب البان المتوفي 1040 هجرية!، والرابع أيضاً (المواقف) تحت اسم عبد القادر بن محيي الدين القادري الصديقي!. تجد هذه الكتب في قسم التاريخ في مكتبة الأسد بدمشق في معجم المؤلفين لعمر كحالة في الصفحة 198 من المعجم، وأيضاً ممن كان يجمعه محمود باشا الأرناؤوطي.
النقطة الثالثة: هي كلمة (بإذنه)، أي بعلم الأمير، وهذه إشارة من مؤلف كتاب (الكواكب الدرية) إلى المكانة العالية من التهذيب لدى والده، حيث من الممكن وضع هذه النصوص في كتاب (المواقف) من غير علم الأمير، ولكنه كان مهذباً ولم يفعل. وهذا دليل على أن الكتاب كان مشروعه وعنده يكتب فيه ما يشاء وأخذ إذن الأمير بوضع الأجوبة فيه لإثرائه.
لم يذكر أن الأمير كلفه أو طلب منه، وإنما هو الذي كان يطلب، أي الخاني، والأمير على الرغم من مشاغله كان من كثرة حبه للخير، كما ذكر، يلبي طلبه ويرسل إليه الأجوبة.
النقطة الرابعة: هي كلمة (الضم والإلحاق)، التي تعني (العمل)، (الكتابة) وهي شهادة واعتراف بأن الخاني هو الذي كان يكتب، ويؤلف كتاب والأمير كان يرسل أجوبة فقط للسائلين، للخاني أو لغيره.
النقطة الخامسة: هي جملة (حتى اجتمع من ذلك ثلاث مجلدات ضخمة)، اجتمع من ذلك عند من؟ أليس عند من كان يضم، ويلحق، ويكتب؟ وأن الجزء الثالث من هذا الكتاب كتبه بعد وفاة الأمير كما ذكر كتاب الحدائق الوردية.
النقطة السادسة: وهي جملة (بعد وفاة الأمير ذيل الجزء الثالث من كناشة)، هذه الجملة أرى أنها تحتاج إلى شيء من التحليل، أولاً: لم يشر الشيخ الخاني إلى أن الأجزاء التي كتبت بحياة الأمير كان للأمير رأيٌ فيها ولا بعنوانها، ثانياً: لم يشهد الشيخ الخاني أن والده أخذ رأي الأمير بهذا العمل أو هذا المشروع من أساسه الذي كان يقوم به، ولا حتى أخذ رأيه بالعنوان الذي أطلقه على الكتاب، ولا على هذه التقسيمات، وكما هو واضح فالأمير كان مغيباً تماماً عن هذا المشروع، وهذه هي الحقيقة. والشيخ كان صادقاً، لم يشهد بشيء لم يحدث، واعترف بأن الجزء الثالث كُتب بعد وفاة الأمير، ولم يقل بأن الأمير كلفه، أو أعطاه كناشته لينقل منها ما يشاء، أو أوصاه بتأليف كتاب ووضع اسمه عليه. وهنا سؤال يتبادر إلى الذهن: من أين جاء الشيخ بهذه الكناشة؟ هل يجوز تأليف كتاب ديني معظمه تفاسير لآيات قرآنية وأحاديث شريفة بغياب من وضع اسمه عليه، وأيضاً بعد وفاته بسنين طويلة، ولا يوجد أي نص مخطوط بخطه ولا دليل واحد يثبت أنه رآه بحياته أو وافق عليه؟ وإن كان هذا جائز فهو أمر خطير ومخيف!!
* فمثلاً شخصياً عندما ألفت كتاب (الأسس الاقتصادية في الإسلام) كتبت نصوصاً تتعلق بنظريات اقتصادية لماركس وباكونين وغيرهما من غير ذكر لمن هذه الأقوال، كتبتها لدراستها بهدف المقارنة، مثلاً. ذات مرة وجدت صفحة كتبتُ فيها أن التطور الاقتصادي يتجه بشكل عفوي وطبيعي نحو إلغاء الملكية وإلغاء الإرث من غير ذكر أنها نظرية لباكونين الذي عارض فيها ماركس، وصفحات كثيرة بخطي لا تمت إلى معتقداتي بصلة بل أستنكرها، فلو جاء أحد بعد وفاتي يحمل أفكاراً يسارية فأهمل كتابي (الأسس الاقتصادية) وجمع أوراقي التي بخط يدي وضم إليها أخدان وأقران، ثم ألف منها كتاباً سماه مثلاً (التراث الفكري) لفلانة ظناً منه أنه
(يُتْبَعُ)
(/)
يكرمني ويجعل مني كاتبة يسارية!! كما فعلوا بالأمير فجعلوه صوفياً حلولياً، وأكثر من ذلك يقول بأنه يكلم رب العالمين ويحاوره ويوحي إليه بغير واسطة بأخذه ورده ... بأمور لم يوحي بها لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن الحب ما قتل .... فحب الناس لهذه الشخصية جعل البعض منهم ينحته كتمثال كما يريد.
- الافرنسيين أرادوه صديقاً لهم يعترف بفضلهم عليه وينسى أنه جزء من شعبٍ مازال محتلاً يعاني ويلات الاحتلال ووطن افتداه بروحه ودمه يُداس وكرامة تهان، وهويته التي هي كجلده الذي لا يستطيع أحد سلخه عنه، وقصائده الشعرية في سجنه فضحتهم التي كان يناجي فيها شعبه المقاوم وسماهم (أهل الوفا).
- الماسونيون أرادوه ماسونياً وبجرة قلم بعد وفاته أعلنوا أنه انتسب إليهم ولكنهم لم يجدوا دليل يقدمونه لأحد،.
- وأصحاب الطرق الضالة أرادوه حلولياً .... !
ولقد نسب إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آلاف الأحاديث الموضوعة لغايات معروفة، وأيضاً كتباً نُسبت لغير المؤلفين، لم يسمعوا بها، مثلاً كتاب (مولد العروس) الذي نُسب افتراءً إلى المحدث الكبير العلامة ابن الجوزي، وفيه من اللغط ما لا يحصى، ووُضع اسم ابن الجوزي عليه، وكتاب (الشفاء) الذي كُتب اسم أبو حامد الغزالي وتبين بعد سنوات أنه من تأليف تلميذ ولا يمت له بصلة، وكذلك الإمام فخر الدين الرازي نُسب إليه كتاب (السر المكتوم في مخاطبة النجوم) وتبين أن مكذوب عليه لما احتوى من أباطيل، وقال عنه الذهبي أنه سحر صريح، وجلال الدين السيوطي نًسب إليه كتاب (الرحمة والطب في الحكمة) ملئ بالكلام السفيه والبذيء، ولكن السيوطي كان على قيد الحياة فنفى عن نفسه ذلك الكتاب، وقال مختلق عليه، وأنه لا يعرف لا الطب ولا الفلسفة ولم يكتبه في حياته، والإمام ابن حجر العسقلاني نُسب إليه (الاستعداد ليوم الميعاد) فيه من الأحاديث المزعومة والخرافات الباطلة ما لا يحصى وكان مكذوب عليه، وكتاب (المواقف) أيضاً إذا نُسب إلى الأمير عبد القادر ليس أمراً مستحيلاً أو غير مألوف.
فالرجل الذي قرأ كتاباً فوجد فيه تناقضات شك بشيء من التشويه والتحريف طال هذا الكتاب، فسارع إلى إرسال من يقوم بمقابلته على مخطوطة الشيخ محي الدين في قونية ثم أعاد طباعته بعد التصحيح وهو كتاب (الفتوحات المكية)، مع العلم أن صاحب الكتاب ليس من أصدقائه ولا معاصريه، وبينهما سبعة قرون، وعلى الرغم من ذلك أراد رفع الظلم عن عالم لا يشك بإيمانه من خلال أفكار قرأها في كتابه فنفى عنه كتاب الشجرة النعمانية والنصوص والفتاوى وكتاب الجفر، وقال الأمير أنها من أعمال اليهود والشيخ بريء منها.
هذا الرجل كيف لا يدقق كتاباً يعلم أنه سيوضع اسمه عليه؟!
الرجل الذي أعاد طباعة كتاب لغيره، كيف لا يطبع كتاباً يخصه مثل هذا الكتاب الخطير ويتركه عرضة للتحريف والتشويه؟ هل يعقل هذا؟ وعبد الرزاق البيطار توفي قبل صدور كتاب ((المواقف)) المذكور بتسع سنوات، وقبل أن يضم إليه الجزء الثالث الذي لم يكن قد انتهى، وكتابه (حلية البشر) صدر في نفس العام الذي توفي فيه 1335م أي بعد وفاة الأمير عبد القادر بخمسة وثلاثين عاماً الموافق 1916ميلادي، والأمير كانت وفاته عام 1883ميلادية/1300هجرية، وخلال السنوات التي فصلت بين وفاة الأمير والأجزاء التي خطّت بقلم فراج بخيت السيد، وانتهت عام 1911 ميلادية الموافق 1328 هجرية ([5])، هي ثمانية وعشرون عاماً.
ولماذا حدث الإعلان عن الكتاب قبل إنجازه؟ لقد أعلن عنه في كتاب (تحفة الزائر) الذي صدر عام 1903 ميلادي، أي قبل الانتهاء من الجزء الأول والثاني عام 1911 ميلادي بثمانِ سنوات ولماذا وُضعت له مقدمة لا علاقة لها بمضمون الكتاب الذي معظمه تفسير آيات قرآنية، والمقدمة ذكر صاحبها أنها نفثات روحية. وكتاب (المواقف) معظمه تفسير آيات قرآنية حرم الله تفسيرها بالرأي المجرد، هذه الأسئلة ليس لها إلا جواب واحد أتركه لكم.
وكتاب (المواقف) الذي أعيدت طباعته عام 1966م بدار اليقظة العربية، وكتب في الصفحات الأولى منه أن مجموعة من أكابر وأفاضل علماء دمشق كلفتهم الدار بتدقيقها (!!) ولكن لماذا لم تذكر دار النشر اسماً واحداً من هؤلاء الأفاضل الأكابر ليذهب الباحث إليهم ويناقشهم؟!!
أم أن هذا الكلام كان من باب الدعاية وهدف الربح الذي تسعة إليه بعض دور النشر عادة؟!
----------------------
[1]- الشيخ عبد المجيد الخاني، (الكواكب الدرية على الحدائق الوردية)، صفحة 774، تحقيق محمد خالد الخرسه، دار بيروت.
[2]- (فكر الأمير عبد القادر)، الأميرة بديعة الحسني الجزائري، دار الفكر، 2000م.
[3]- الدكتور إسماعيل زروخي، مجلة (الحوار الفكري)، جامعة منتوري، قسنطينة، العدد 2001.
[4]- عبد المجيد الخاني المتوفي 1318 هجرية، وكتاب (الكواكب الدرية على الحدائق الوردية في إجلاء السادة النقشبندية)، دار البيروتي، الطبعة الأولى 1908م، الطبعة الثانية 1997م، الصفحات 774، 775.
[5]- (المواقف)، (هامش)، صفحة 464، طبعة إسكندرية، عام 1344 هجرية، 1923م تقريباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:04]ـ
ومما جعلني أسرع بإصدار كتابي المذكور الذي برأيكم أن موضوع براءة الأمير من تأليف كتاب ((المواقف)) والأدلة التي قدمتها تفتقد إلى المزيد من الأدلة، وهذا صحيح لأني كنت أتحاشى ذكر الأسماء، ولكن الأسباب التي دعتني إلى الإسراع بإصدار كتابي (فكر الأمير عبد القادر) كانت التالي:
أولاً – الأخبار التي تناهت إليّ بأن نشاطاً واسعاً تقوم به مؤسسة الأمير عبد القادر، والتي أنا عضو فيها، من ندوات فكرية وملتقيات دولية في الجزائر العاصمة تبحث عن فكر الأمير من خلال كتاب ((المواقف))، مما أشعرني أن من واجبي، انطلاقاً من مبدأ الأمانة التاريخية، الإسراع بإصدار كتابي وتقديم الأدلة التي وصلت إليها لإعاقة ذلك النشاط الظالم ولأقول لهم: تأكدوا قبل الحكم على فكر الرجل، لئلا تصبحوا على ما فعلتم نادمين. ومن الآراء التي قيلت قبل صدور كتابي قول الأستاذ عبد القادر بن حراث في مجلة مسالك (إن فكر الأمير في كتاب " (المواقف) " يكاد يخرجه عن الدين الإسلامي الحنيف)، والدكتور عبد الله الركبي وصف صفحات الحوار في الموقف الثلاثين وغيره (والأخذة والردة) بالحوار الشقي في كتيب صغير صدر عن المؤسسة بتاريخ 1998م في الجزائر ([1])، أما غيره من المثقفين هنا فقد وصفوا هذه الصفحات من الحوار بالتشويش على مبدأ التوحيد والتشكيك بعظمة رب العالمين جل جلاله (أستغفر الله العظيم). وفي الموقف الرابع والسبعين من كتاب المواقف ([2])، كل من قرأ كل هذه الصفحات وسؤال الكاتب فيها (فما الذي تميزت به عني، أنا القديم وأنت القديم، أنت الحادث القديم وأنا الحادث القديم ... إلخ من أسئلة لا يسألها إلا من كان نداً لآخر، يرى نفسه مساوياً له. هذه الأقوال لا تدخل في دائرة الرموز الصوفية ولا اللغة التي لا تعطي دلالة على مرادهم فيحتاج فك رموزها ردها إلى أهلها لأنه عندما يقول الكاتب (قلت للحق تعالى: أنت الحادث القديم وأنا الحادث القديم ... إلخ، فما الذي تميزت به) فهو يتجاهل سورة الإخلاص وآية (ولم يكن له كفواً أحد). فالحادث شيء أو أمر لم يكن له وجود مسبق، ومن استحدث أمراً، أي أوجده كان غير موجود قديمأ أو جديداً، والله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض وما بينهما وكل شيء، أي استحدثه تعالى، ولم يكن لهم وجود قبلاً. هذه الأقوال وغيرها في كتاب ((المواقف)) تدخل في دائرة عقائد إشراقية تجيز التلاعب بالآيات القرآنية وتؤمن بخليفة الله في الأرض وتأله البشر، المخالف لقول الله تعالى في سورة البقرة (إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) ([3]) وفي سورة ص (يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) ([4]) وسبحانه وتعالى قال خليفة ولم يقل خليفة لي، وكلام الله عز وجل في غاية الدقة والسداد لا يأتيه الباطل. ومعنى الخليفة في اللغة العربية، لغة القرآن (خلف فلان فلاناً) أي قام مقامه بعد ذهابه، خلق الله سيدنا آدم من غير أب ولا أم، وجعله خليفة في الأرض وهو لم يخلف أحد، ولذلك حكمة، والله قادر على كل شيء. ولا أريد الدخول في متاهات الطرق والمذاهب الصوفية الفلسفية ونظرياتهم المختلفة، ولا أريد أن أُجرّ لمثل هذا المنحدر الشائك، وإنما أردت الكتابة بتاريخ هذا الكتاب وعلاقته بالأمير عبد القادر الذي احتوى على تناقضات صارخة بلا شك، منها نظرية تأله البشر وإمكانية أن يصبح الإمام والله واحد، أي الجمع، وهو معنى الحلول والاتحاد، إلى جانب معتقدات أهل السنة والجماعة، منها هجوم الأمير على بعض أصحاب نظريات صوفية، وصفهم الأمير بالقاصرين الذين للشيطان فيهم مدخل واسع، ويسميه بأبي مرّة يعني إبليس لعنة الله عليه، وبالزندقة والحلول والإباحية يمرق أحدهم من الدين كما يمرق السهم من الرمية ([5])، وتحذيرات شديدة اللهجة لمن يمس مقام الأنبياء بسوء، كما أسلفت، وغيرها. وبعد هذا الهجوم على المتصوفة في نفس الصفحة، ومن غير فاصلة أو ربط يضع الكاتب كلمتين من سورة النحل آية 66 (الفرث والدم)، ولم يذكر اسم السورة ولا رقم الآية ثم يتبعها بقوله (وجمع الشمس والقمر) وهي آية في غاية الأهمية والدلالة على القدرة الإلهية، فمن بين الفرث أي ما يهضم من الطعام مع ما يحمله من رائحة مقززة وألوان، ومن بين الدم الأحمر يخرج هذا اللبن الأبيض
(يُتْبَعُ)
(/)
الحلو المذاق خالصاً من كل رائحة غير لطيفة، لبناً سائغاً للشاربين. هذه الآية فيها من الإعجاز الكثير، والإلهام بكل قارئ مؤمن على التفكير بقدرة الله تعالى والتفكير بطريقة الفرز والطرق التي مرت بها هذه المواد الدم إلى الشرايين واللبن إلى الضرع والفرث إلى خارج الجسم، خاطب فيها سبحانه جلّ شأنه عقول عباده بطريقة علمية، فما معنى وضع هذه الكلمتين فقط بعد ذلك الهجوم العنيف على القاصرين، ثم الانتقال بغير مناسبة إلى الحديث عن يوم القيامة وجمع الشمس والقمر. هذه الخلطة العجيبة من عقائد متضاربة متنافرة، وفي أغلب (المواقف) في صفحة واحدة! لا يمكن أن تعود لشخص واحد، مما يؤكد شهادة الشيخ الخاني بأن الأمير كان يرسل إلى والده، ولم يقل أنه كان يسلمه باليد تلك الأفكار وكان والدهيضم هذه الأفكار إلى أخدان وأقران كانت لديه، والأدلة كثيرة منها هذا الدليل في الصفحة التي وضعتها في كتابي من كتاب ((المواقف)) المذكور، ولا يشك من أنها كلام الأمير ولكن من غير أي مقدمات أو ربط، تسير الأسطر نحو الآية التاسعة من سورة القيامة كما أسلفت (…وجمع الشمس والقمر) ([6]) وقبلها آية (وخسف القمر) فيفسرها الكاتب "بأن ذلك إشارة إلى الرب تعالى (أستغفر الله العظيم)، والقمر إشارة إلى العبد، وجمعهما إشارة إلى جمع الجمع التي هي المرتبة العليا"، أي ذهب نورهما معاً. وهنا أي اجتمع الرب والعبد وهي مرتبة عليا برأيه ثم ذهب نورهما معاً أستغفر الله العظيم، يكفي الباحث الوقوف عند هذا التفسير، ولن أصفه بأي وصف، وإنما سأذكر تفسير الآية في كتاب تفسير ابن كثيروفي الأحاديث الشريفة التي كان يدرسها الأمير من كتاب البخاري ([7])، ويعطي فيها إجازات. وأعطى بعض المشايخ إجازات في صحيح البخاري ومنهم الشيخ يوسف بدر الدين، وقدم الشيخ للأمير قصيدة شعرية بدأها بهذا البيت:
باب القبول لهذا الختم قد فتحا
فلاح من يمنه بدر السعود ضحى
أدى إلينا صحيحاً من حديثهم
بجامع فاق ترتيباً ومصطلحا
نور النبوة يبدو في أسرته
وسرها من حلى أخلاقها وضحا
هو الإمام عبد القادر من ظهرت
منه الكمالات في الدنيا كشمس ضحا
من قام لله في أمر الجهاد ومن
غدا به صدر دين الله منشرحاً
وهي قصيدة طويلة قدمها للأمير قائلاً أيضاً:
يا نجل فاطمة الزهراء من فضلت
طر نساء الدنيا من ذا يضاهيها
بك المسرات قد نالت أمانيها
يا نعمة ما لها شيء يدانيها
نعم أهنئ دمشق الشام إذ ظفرت
بمثلك الآن تغدو في ضواحيها
بك استنارت واحي الله مربعها
كما تلوت البخاري وسط ناديها
وأبشر بخير فإن الله ذو كرم
يخفي مقادير أشياء ويبديها
الله ينصركم نصراً كنصرته
أصحاب بدر الأولى ثم المضاهيها
ما زلت يا نجل محيى الدين مرتقياً
أوج الكمالات باديها وخافيها
------------------------------------------
[1]- مؤسسة الأمير عبد القادر، (الحياة الروحية للأمير)، ملتقى الجزائر، 1 يوليو عام 1998م، الأكاديمية الجامعية لمدينة الجزائر.
[2]- كتاب (المواقف)، الموقف 74.
[3]- سورة البقرة، الآية 30.
[4]-سورة ص، الآية 26
[5]- كتاب (المواقف)، الصفحة 464، والموقف 180 الذي ذُيل في آخر الصفحة بقول الكاتب (تم الجزء الثاني ويليه الأحد والعشرون وثلاثمائة، والحمد لله وحده، تم بقلم الفقير إلى ربه القدير فراج بخيت السيد وانتهاؤه في يوم السبت 27 جمادى أول سنة 1328 هجرية).
[6]- سورة القيامة، الآية 9.
[7]- والأدلة كثيرة على اختيار الأمير لكتاب البخاري للتدريس فيه وكان يعطي فيه إجازات أيضاً، والأدلة كثيرة على ذلك في كتب كثيرة، ومنها قصة الرومي ذُكرت في كتاب (تحفة الزائر)، وكتاب (أعيان دمشق)، وكتب تراجم كثيرة، والقصة: أن الشيخ يوسف بدر الدين المحدث الكبير اشتكى إلى الأمير عبد القادر بأن دار الحديث النووي احتلها رومي وحولها إلى حانة حتى قاعة الدرس فيها حولها إلى اجتماع السكارى، وذهبت جميع جهوده لتغيير هذا الوضع الشائن سدى، ولكن الأمير وجد الحل فاشترى الدار من المسيحي وأمر بترميمها، وعندما أصبحت الدار جاهزة للتدريس والسكن أرسل الخبر إلى الإمام الشيخ يوسف بدر الدين في المدينة المنورة ودعاه لدمشق، وجاء الشيخ واستلم الدار التي أصبحت ملكه بعد أن كتبها الأمير له، ملكاً خالصاً، ودشّنها الأمير عبد القادر باحتفال دعا إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
أعيان دمشق وعلمائها في آخر يوم من رمضان عام 1274 هجرية، وختم الأمير صحيح البخاري وأعطى بعض الحضور إجازات ومنهم الشيخ يوسف بدر الدين.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:06]ـ
فهل يمكن لرجل عالم، واسع المعرفة، يدرّس كتاب صحيح البخاري، ومسلم، وموطأ سيدنا مالك في ندواته في الجامع الأموي ودار الحديث النووي، الدار التي أنقذها من الرومي (12)، وفي مدرسة الجقمقية، وفي داره؟ وهكذا من ظل يدرّس هذه الكتب ويعطي فيها إجازات، أن يصدر عنه كتابٌ كالمواقف وفيه هذه التفاسير القرآنية غير الشرعية، والأحاديث الباطلة!!؟ منها مثلاً: في الآية الثامنة من سورة القيامة قال تعالى (وخسف القمر) أي ذهب نوره، وفي الآية التاسعة (وجمع الشمس والقمر) أي كوِّرا وذهب نورهما معاً، كقوله تعالى في أول سورة التكوير (إذا الشمس كورت) ([1]) صدق الله العظيم، وفسر كاتب المواقف المذكور هذه الآية بقوله: وجُمع الشمس والقمر إشارة إلى الرب تعالى، كما أن القمر إشارة إلى العبد وجمعهما إشارة إلى مرتبة جمع الجمع التي هي المرتبة العليا، بالله عليكم ماذا يسمى هذا التفسير أليس جمع الخلود وهو الوجود الدائم لرب العالمين مع الفناء ويعتبرها الكاتب المرتبة العليا- أستغفر الله العظيم، أليس في هذا الكلام منتهى التضليل؟! هذا ما جاء في كتاب المواقف بالحرف الواحد، وفسّر أيضاً الآية العاشرة من سورة القيامة (يقول الإنسان يومئذ أين المفر)، وهنا يؤل الكاتب الآية فيزيد عليها كلمة العارف (يقول الإنسان العارف أين المفر) ويفسر قول الله تعالى على غير حقيقته، ثم يذكر حديث لم يسمع به أحد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والحديث بالحرف الواحد (قال سيد العارفين صلى الله عليه وسلم اللهم زدني فيك تحيراً). فهل يعقل أن إنسان مثل الأمير يقرأ صحيح البخاري وأعطى فيه إجازات، أن يخطئ هذا الخطأ ويذكر حديث ملفق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
فالأمير عُرف بالتقوى والخوف من الله وبالإيمان بالله واليوم الآخر وختم القرآن وهو في سن الثانية عشر، ولا شك أنه يعرف معنى قوله تعالى في سورة غافر (لم ترى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون) ([2]) أي الذين يؤلون البيان الصحيح كيف يصرفون، وهذا التهديد شديد من الله، ووعيد أكيد من الله لهؤلاء.
ولم يُعرف عنه أنه انتسب إلى الطرق الإشراقية ولا القاديانية، وإنما عُرف عنه أنه مالكي المذهب، ولكنه يأخذ من المذاهب الأربعة ما يناسبه في العبادات، ولم يخرج عن شرع الله في حياته كلها حتى يوم وفاته، ولا شك أنه يعلم بقول الله تعالى: (ويل يومئذ للمكذبين) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم المسند الصحيح: (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). ثم يتابع الكاتب فراج بخيت السيد في الأسطر الباقية أن الإنسان العارف يقول أين المفر من شدة حيرته، والله سبحانه وتعالى لم يقل (العارف) بل قال (الإنسان)، ويصف الله تعالى الإنسان يوم القيامة المؤمن والكافر، فيقول في سورة القيامة يصف المؤمن فيها (وجوه يومئذ ناضرة) ([3]) أي مسرورة ومشرقة نضرة (إلى ربها ناظرة) لأنها في الحياة الدنيا كانت تعيش حياة الإيمان والاطمئنان والراحة النفسية الذي أكسبها إياهم اليقين، ويصف الكافر فيقول في الآية 24 (وجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل فيها فاقرة) أي تكون في حيرة من أمرها أين تذهب من العذاب، فتظن أنها هالكة، معنى باسرة حزينة كالحة أي تفتش عن مكان تهرب إليه.
والحيرة تكون عادة قبل الإيمان، والأمير مؤمن، وظل مؤمناً حتى آخر يوم من حياته، فكيف يوصف بالأمير الحائر أي الضالّ في الكتيب الذي أصدرته المؤسسة!؟
وقبل ختام تحليلي وتعليقي على هذه الصفحات من كتاب ((المواقف)) أريد الإشارة إلى الباب الأول من كتاب (المقراض الحاد) ([4]) الذي ألفه الأمير عبد القادر في سجنه عندما طلب منه القساوسة التعريف بالإسلام. وفي فصل إثبات الألوهية في كتاب (المقراض الحاد) قال الأمير عبد القادر في ذكر الحيرة وبالحرف الواحد: "إن الفلاسفة جرهم الجدل العقلي إلى قصور وحيرة: وهذا النص يجده القارئ في الصفحة 87 من كتابي (فكر الأمير عبد القادر) ([5]) وهو يناقض تماماً ما جاء في الأسطر الإحدى عشر من الصفحة 464 من كتاب ((المواقف)). ومثال آخر لا بد من الإشارة إليه وهو تفسير الآية
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى في سورة الإسراء في الموقف 101 من كتاب ((المواقف)) ([6])، والآية (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) ([7]) فسرها الكاتب بأن السميع البصير هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ومن المحال لعالم في فقه اللغة العربية، شاعر وأديب مثل هذا الرجل الأمير يخطئ هذا الخطأ اللغوي وليس فقط الشرعي!
أولاً – الآية مكية بدأت بتسبيح الله عز وجل وتنزيهاً له وهو الذي أسرى بعبده ليلاً، وهذه معجزة دالة على عظمة الله وقدرته، إنه سميع مجيب.
ثانياً – السميع البصير من أسماء الله الحسنى، وهذه الآية فيها إعجاز قرآني، وكلمه (إنه) ضمير مقيد يعود حرف الهاء فيه إلى الذي أسرى، الذي قام بالفعل. فهل الأمير، الأديب والشاعر جاهل بقواعد اللغة العربية والضمائر فيها لهذه الدرجة؟ أيعقل هذا؟ وما الغاية من تبديل كلام الله عز وجل في القرآن؟ قال تعالى في سورة يونس (لا تبديل لكلمات الله) ([8]) وبسورة الأعراف (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته) ([9]). ومثال آخر من الموقف الخامس والسبعون ([10]) وتفسير سورة الرحمن (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) ([11]) صدق الله العظيم، يفسر الكاتب أن معنى البحر هو الشريعة والحقيقة، والبرزخ بينهما العارف، وكلام مشوش لا يفيد بشيء يصف فيه العارف أنه بين نارين نار الشريعة ونار الحقيقة، وكأن الكاتب لا يعرف معنى الشريعة التي هي دستور حياة لكل إنسان في كل زمان ومكان، وهي نور وعدل ومساواة ورحمة وليست نار حارقة، وهي التي كان الأمير يأمر بها، فيقول: عليك بشرع الله فالزم حدوده. فالرحمن جل جلاله يذكر هذه الآية كدليل على قدرته ويقول بعدها (فبأي آلاء ربكما تكذبان) قال (مرج البحرين) يعني ماء مالح وحلو لا يختلطان عند مصب الأنهار في البحار، (بينهما برزخ) أي حاجز، وفي هذا العصر اكتشف علماء البحار السبب بعدم اختلاط مياه الأنهار الحلوة بمياه البحر المالحة، فما هي الغاية من تبديل كلام الله وتفسيره بهذا الشكل؟ والأمثلة كثيرة على هذا الأسلوب من التفاسير القرآنية والفوضى الفكرية لا تدخل في دائرة الرموز، وإنما في دائرة نظريات إشراقية، ولو كان الأمير من تلاميذ مدرسة شهاب الدين السهروردي ويدرّس كتاب (حكمة الأشراق) أو كتاب (هياكل النور) ([12]) مثلاً ممكن أن يصدر عنه كتاب كالمواقف، ولكن هذا المجاهد الكبير كان ينتمي إلى مدرسة الإمام محمد بن إسماعيل بن مغيرة البخاري ([13])، وكان يدرس كتابه صحيح البخاري الذي ختمه عام 1837م وهو يحاصر التيجاني في حصن عين ماضي بسبب تمرد الأخير وانحيازه للمحتلين!
وعندما أقام في دمشق اختار صحيح البخاري للتدريس فيه، ويعطي فيه إجازات أيضاً، فكيف يعقل أن يصدر عنه كتاب ك (المواقف) المذكور، وفيه كل هذه الفوضى الفكرية والمنهجية المستهجنة والتأله الصريح وتبديل معاني الآيات القرآنية!؟
ومثال من الموقف الرابع ([14]) والصفحة 29 وجملة: (والله القائل على لساني) - أستغفر الله العظيم وأترك التعليق على هذه الجملة لكم-
[1]- سورة التكوير، الآية 1.
[2]- سورة غافر، الآية 69.
[3]- سورة القيامة، الآية 22
[4]- الأمير عبد القادر، (المقراض الحاد)، فصل إثبات الألوهية.
[5]- (فكر الأمير عبد القادر، حقائق ووثائق)، المصدر السابق، دار الفكر المعاصر.
[6]- (المواقف)، الموقف 101
[7]- سورة الإسراء، الآية 1
[8]- سورة يونس، الآية 24
[9]- سورة الأعراف، الآية 185
[10]- (المواقف)، الموقف 75
[11]- سورة الرحمن، الآية 20
[12]- شهاب الدين سهروردي، كتاب (هياكل النور)، راجع كتاب (أصول الفلسفة الإشراقية)، تأليف الدكتور محمد علي أبو ريان، الطبعة الثانية، دار اليقظة، الطلبة العرب، 1969م، وكتاب (الفلسفة الإسلامية) للدكتور محمد علي أبو ريان، الطبعة الأولى، بيروت 1970م، مطبعة منيمنة الحديثة.
[13]- كتاب صحيح البخاري، الذي ختمه الأمير عبد القادر وهو يحاصر التيجاني بعين ماضي عام 1837م بسبب تمرد الخير وانحيازه إلى المحتلين.
[14]- (المواقف)، الموقف الرابع، الصفحة 29 من الكتاب
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:08]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وكتاب (المقراض الحاد) الذي ألفه الأمير، كما أسلفت، الموثق بخطه وتوقيعه، والذي تُرجم إلى لغات عديدة، أتساءل: لماذا أُهمل واعتُمد كتاب مشكوك فيه، متناقض نصاً وفكراً، كتاب لم يره الأمير في حياته ولم يوصِ به، وهذا موثق أيضاً، فاعتُمد للبحث في فكر الأمير من خلاله؟
وإذا قلتم أن لهؤلاء (القائلين بالحلول والاتحاد) لغة خاصة لا يفهمها إلا أهلها، فهذا صحيح، ولكن الأمير لم يكن منهم، كان رجل مؤمن، تقيٌ صالح، متزن، صافي العقيدة والفكر، جميل المظهر، أنيق الملبس والمسكن وقد عُرف عند الجميع بالأمير عبد القادر، أو السيد أمير العلماء، حفيد رسول الله، أما ثوب الصوفية فقد ألبسوه إياه بعد وفاته بسنين طويلة، ولابنه محمد باشا بالتأكيد باع طويل في ما نُسب إليه لأنه، والله أعلم، كان ينتمي إلى هذا الرعيل من الصوفية، فأحبَّ تكريم والده بعد وفاته، وهو الذي، أي محمد باشا، صمم على دفن والده، بمساعدة الوالي في ذلك الوقت، بقرب ضريح الشيخ محيى الدين بن العربي، مع أن الأمير لم يوصِ بذلك في وصيته المعروفة، والمعروف أنه كان قد اشترى أرضاً في حي الدحداح وسوَّرها ودفن فيها والدته، وجعلها مدفناً خاصاً بعائلته، وهي باقية حتى الآن. وكم كنت أتمنى لو دفنوه إلى جانب والدته ليقف كل من مرّ بقرب ضريحه من سكان دمشق ليقرأ له الفاتحة بخشوع، لروح بطلٍ مجاهد أنقذ مدينتهم من الاحتلال الفرنسي عام 1860، ومنع فرنسا من ضربها لدمشق، وقضى على الفتنة الطائفية في مهدها.
وأعود لكتاب (المواقف) الذي نسبوه إليه وصل الأمر إلى القرآن كلام الله وتبديل كلمة الناس بكلمة العارف، والبحرين بكلمات الشريعة والحقيقة والأمر الذي لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما بوصفهما بالنار المحرقة، الشريعة التي هي النور والهدى ودستور حياة جاء بها القرآن وحياً منزلاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفها بالنار الحارقة. وعندما يخاطب الكاتب الحق تعالى فيقول: أنت القديم وأنا القديم، أنت الحادث القديم وأنا الحادث القديم فما الذي تميزت به عني، فقال له: لي قدمك وحدوثي بك ... إلخ. فكلمة حادث أي شيء لم يكن له وجود مسبق، والله أعلمنا في القرآن أنه عز وجل خلق السموات والأرض قبل أن يخلق الإنسان، فكيف يصفه الكاتب بالحادث إن كان قديم أو جديد!! والحادث لا بد من وجود من أحدثه، وهل يُعقل مثل هذا الأمر يجهله الأمير، أو من كان في مستواه؟ وسبحانه وتعالى قال في سورة الشورى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب) ([1]) أي كما كلّم موسى عليه السلام، فقال لموسى في سورة طه (اذهب إلى فرعون إنه طغى) ([2]) فقال موسى عليه السلام بكل أدب وتذلل (ربّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) صدق الله العظيم.
وخلاصة القول
أن هذه الأقوال في كتاب (المواقف) لا تدخل في دائرة الرموز، وإنما في دائرة الفرق الضالة في الدور الثالث التي خرج بها قديماً عبد الله بن سبأ الذي أسلم، وانتشرت في عهد المأمون الخليفة العباسي حتى كادت تلك الأفكار تهدد أسس العقيدة الإسلامية، ولكن عندما آلت الخلافة إلى المتوكل عام 247 هجرية أمر بإحراق كتب تلك الفرق وعاد الصفاء والتماسك والبساطة المشرقة وعدم الانحراف إلى العقيدة الإسلامية، كما تدفقت من ينبوع النبوة وعهد الخلفاء الراشدين.
ولكن لم يخلُ العالم الإسلامي من ظواهر إفساد العقيدة الإسلامية والتشويش على هذه الشريعة، وأقصد انتشار نظرية شهاب الدين السهروردي الذي حكم عليه علماء الدين الإسلامي بالردة والكفر وقُتل عام 588 هجرية، وقبله كان الحلاج الذي أُهدر دمه وأُحرقت جثته لنفس السبب، وغيرهم.
والشيخ محيي الدين العربي لولا أنه نفى عن نفسه تلك الأفكار التي نُسبت إليه وتبرأ منها لما خرج من مصر سالماً، ومصير الحلاج وشهاب الدين السهروردي معروفٌ.
وكتاب (الفتوحات المكية) ليس فيه أحاديث كاذبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يدّع الشيخ في هذه الفتوحات أنه كلّم الله وقال: الآن عرفتني فاسترني (أستغفر الله العظيم. كما جاء في كتاب ((المواقف)) في الموقف 30 ([3]). فهل كتاب (المواقف) المذكور ثمين وعظيم يقال أنه يكتب بالنور على نحور الحور، وكتاب جليل؟ ومن أرفع ما كتب في موضوعه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال آخر من كتاب المواقف وهو الموقف 265 الذي ذكر الكاتب عن لسان الأمير أنه قال: سألت من الحق إشارة، وهذا الموقف من كتاب المواقف نقله السيد جواد المرابط في كتابه (التصوف والأمير عبد القادر) عام 1966 في دار اليقظة العربية في الصفحة 131.
أيها القارئ الكريم، السبب الذي جعلني على يقين من أن الأمير لم يؤلف كتاب ((المواقف)) هو معرفتي به، رحمه الله، من خلال أحاديث أهلي عنه منذ نشأتي، أهلي الذين عاصروه، كجدي الذي كان أقرب إليه من أكبر أولاده محمد باشا، فكانت معظم أحاديث جدي حول حياة عمه شقيق والده الذي تركه طفلاً بعد وفاة والدته في سجن أمبواز ودفنت هي في حديقة القصر، فعاش تفاصيل حياة عمه الأمير عيد القادر بكل أبعادها في دمشق بحميمية وقرب، ومن شدة محبة الأمير وإعجابه به، زوجه ابنته زينب، أي جدتي رحمها الله، لذلك أقول أن معرفتي بالأمير كأنني من معاصريه. وكم سمعت جدتي زينب تقول: كان والدي يردد أمامنا هذا البيت (عليك بشرع الله فالزم حدوده .... حيثما سار سر وإن وقف قف). وهذا البيت قرأته في كتاب ((المواقف)) الذي نُسب إليه، إنما كان إلى جانبه أبياتاً لا تمت له بصلة مناقضة له، وأيضاً أذكر أنني سمعت أن الأمير رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام بالمدينة المنورة عند مسجد الرسول، فقال له: أنتَ ولدي ومقبول عندي. هذا كل ما سمعته ولا كلمة زيادة.
قال تعالى في سورة الإسراء (لا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) ([4]).
لم أسمع عنه أنه كتب كتاباً اسمه ((المواقف))، ولا أنه كان متصوفاً طرقياً مطلقاً، والإجازات التي كان يعطيها هي في كتاب صحيح البخاري، وأنه كان متمسكاً بالسنة ولا يخرج بأقواله وأعماله قيد أنملة عن شرع الله وسنة رسوله. هكذا كان جدي يقول عنه، وكان يقول أن عمي جدكم كانت أوقاته كلها مملوءة إما بالصلاة والتدريس في الجامع الأموي أو دار الحديث النووي وحل مشاكل المهاجرين الجزائريين الذين لحقوا به على دفعات، من تأمين المساكن لهم في دمشق أو شراء مزارع لهم في شيخ مسكين وحوران وفلسطين. والحقيقة كان مسؤولاً عن أربع زوجات وعشرة أولاد ذكور وستة إناث وتأمين حياتهم وطموحاتهم الكثيرة.
كان لديه ديوان أحوال شخصية لهؤلاء المهاجرين يقيد فيه الوفيات والمواليد، وحل النزاعات، وكانت كثيرة.
وأيضاً كان يحاكم من يعتدي على آخر يُوبخ ويُعاقب.
كانت جدتي تقول أن الأمير كان عادلاً ورحيماً، كما كان أثناء رئاسته للدولة في الجزائر وقيادته للجيش الذي أسسه من العدم، ومعاملة الأسرى، وكل شيء كان على هدى القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان كثير الأسفار، والتنقلات كانت في ذلك الزمن تحتاج إلى ركوب البحر والقطارات، وفي كل سنة كانت له عدد من السفرات، سافر مرتين إلى الأماكن المقدسة وفلسطين وفرنسا سافر إليها مرتين، وإنكلترا وتركيا عدد من المرات لمقابلة السلطان والمدن السورية وحينما يكون حاضراً فدار مضافته لا تخلو يوماً من الزوار من أنحاء البلاد العربية والإسلامية، هذا عدا ما ألزم به نفسه من التدريس في المساجد وقراءة صحيح البخاري ومسلم وموطأ سيدنا مالك والندوات في داره.
فمثل هذا الرجل هل باستطاعته تأليف مجلد ضخم من 1500 صفحة؟ كتاب فكري صوفي؟
كان جدي يقول لي: كنت أحضر معه معظم أعماله ودروسه، ملازماً له أكثر من أولاده الذين بعد أن تزوجوا سكنوا في دور منفصلة، أما أنا فكنت مقيماً معه في نفس الدار حتى بعد زواجي من ابنته جدتك. وكانت دروسه في صحيح البخاري ممتعة جداً لأن هذا الكتاب ثري بالأحاديث الشريفة والتفاسير القرآنية.
وسمعت أيضاً من جدتي أن داره لم تكن تخلو منهم يوماً في شهر رمضان
يفرّ أحياناً من ضوضاء المدينة وزواره الذين لم تكن داره تخل منهم يوماً على طول مدار السنة من بيروت ودمشق للسؤال عن فتوى أو شكوى من الوالي العثماني وطلب التدخل منه، فكان أحياناً يعتذر منهم للذهاب لإعطاء دروسه المعتادة، لذلك كان في شهر رمضان في السنين الأخيرة من حياته يذهب إلى مزرعته في أشرفية صحنايا، يمضي أواخر الشهر في غرفة صغيرة منعزلاً عن الناس،
يسهر الليل على نور شمعة يرتّل القرآن ويصلي وطعامه كان الحليب والتمر.
لم يكن يدخل عليه سوى الخادم الذي كان يقوم على خدمته،قال أن الأمير كان يسهر الليل يصلي، وينام في النهار. هذا ما أذكر أنني سمعته من أهلي، ولم أسمع أبداً يشهد الله عليّ أنه كان يكتب في خلوته أو ألف كتاباً اسمه ((المواقف)) ولا أنه كان مشغولاً بتأليف كتاب، حتى هوايته المعروفة في كتابة الشعر لم يكن لديه الوقت لها، فطيلة حياته في دمشق لم ينظم سوى قصيدة في مديح دمر التي مطلعها (عج بي فديتك في أباطح دمر ... ) بمناسبة الانتهاء من بناء قصر دمر الذي شيده في سفح جبل على شواطئ نهر يزيد فوق صخور كانت تحيط بها الأشجار من كل جانب، يقابلها نهر بردى، قصر أشرف على بنائه أشهر المهندسين وتكاليفه كانت من تعويضات دفعها له السلطان العثماني عبد المجيد خان عن القصور التي وهبها له في مدينة بورصة. وقصيدة أخرى كتبها في مكة شطرت قبل وضعها في ديوانه وزيد عليها أبيات لأبي النواس ([5])، وغير ذلك، وعدد قليل من الأبيات كان ينظمها في المناسبات لأصحابه شكر أو تعزية.
[1]- سورة الشورى، الآية 51
[2]- سورة طه، الآية 24
[3]- (المواقف)، الموقف 30
[4]- سورة الإسراء، الآية 36
[5]- الأمير عبد القادر، ديوان شعر، تحقيق الدكتور ممدوح حقي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:09]ـ
وكما ترون أيها الأخوة الكرام فالأمير لم يكن شخصية عادية، إذ كان بالتأكيد مسؤولاً عن عائلة كبيرة، عشرة أولاد ذكور وستة إناث وآلاف من المهاجرين الجزائريين بالإضافة إلى مسؤولياته الاجتماعية والخيرية والثقافية، فهو الذي كان يساعد الشيخ طاهر الجزائري الشهير على النهضة باللغة العربية في بلاد الشام، الذي أسس المكتبة الظاهرية بدمشق، والمكتبة الخالدية في فلسطين بأموال كان يدفعها الأمير لهذه المشاريع، وسار في هذا الطريق ابنه علي باشا بعد وفاته. وما أذكره موثق تاريخياً، ومما ذكرته السيدة فادية طرشون في أطروحتها للماجستير في دمشق والتي أهدتني نسخة عنها فور استلامها.
ومما سمعته أيضاً أن الأمير كان يتمنى أن تسمح له الظروف والوقت لتأليف كتاب يرد فيه على كتب قديمة يسميه (الأعلام بأغاليط الإعلام) ([1]) لأن التأليف يحتاج إلى تفرغ، وهذا التفرغ كان بعيد المنال ومستحيل في حياة الأمير التي كان يحياها في دمشق.
هذه المعلومات عن الأمير حُفرت في ذاكرتي، لذلك لم أصدق عندما قرأت في كتاب تشرشل الجاسوس البريطاني الحاقد المغرض في الصفحات التي كتبها في لندن أن الأمير كان منتمياً إلى الجمعية الماسونية. هذا الخبر المزعوم من غير أي دليل، الذي نقله عنه جرجي زيدان لم أصدقه، بالإضافة إلى غيره، ولكن لم تكن قناعاتي كافية لنفي كل ما قيل من أكاذيب عن الأمير. كنت بحاجة إلى أدلة ووثائق، وهذا عمل لم يكن سهلاً، مثلاً لو كان لديكم صديق تعرفونه كما تعرفون أنفسكم ملازمين له بحكم الجوار والقرابة العائلية والعمل أيضاً، تعرفون عنه أنه كان ملتزماً بدينه الإسلامي، لا يقرب المحرمات، بل كان من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، شجاعاً، مهذباً، محباً للجميع، وبعد وفاته كتب عنه أنه كان منتسباً إلى نادي قمار، مدمناً على الكحول، جباناً ومغروراً، هل تصدقون عنه هذه الأوصاف؟ ولكن نفيها ليس سهلاً ولا تكفي قناعاتكم، ومن الصعوبة نفي معلومة مر أو مضى عليها أكثر من قرن من الزمان كالتي نحن بصددها وهي نسبة كتاب (المواقف)، ومثال من تاريخنا الإسلامي وهو حرق مكتبة الإسكندرية، ذلك العمل الشنيع الذي نسب إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مدة خمس قرون ظلت أقلام المؤرخين تتناقله من الخلف إلى السلف، ذكرها وأكدها المؤرخ أبو الحسن القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء)، ونقلها عنه المؤرخ أبو الفرج بن العبري وغيرهم. ولعل المهارة في أسلوب روايتها سهلت تصديقها خمس قرون فتحت أبواباً للطعن أمام المغرضين من أعداء الإسلام والمسلمين إلى أن كشف الحقيقة أحد المستشرقين الباحث (بتلر) ([2]) في القرن التاسع عشر. خمس قرون وليس قرن واحد من الزمان، كنسب كتاب ((المواقف)) للأمير عبد القادر.
وزيارة الدكتور عمار الطالبي لداري برفقة مجموعة من الأساتذة الأكاديميين قبل شهر رمضان المبارك دليل على أهمية هذا الموضوع، وهذا البحث الذي طرحته، أي براءة الأمير من هذا الكتاب وأبدى هؤلاء الأساتذة اهتماماً كبيراً بنفي نسبة ((المواقف)) للأمير عبد القادر ورحبوا بما قدمته من أدلة، والحقيقة أني كنت أملك من الأدلة أكثر مما ذكرته في كتابي (فكر الأمير عبد القادر)، ولكن كما أسلفت كنت أتحاشى ذكر الأسماء، ولذلك لم أذكر فيه كتاب (الكواكب الدرية على الحدائق الوردية) لأنني لو ذكرته لا بد لي من ذكر أسم مؤلفه، وهذا ما لا كنت أريده لأسباب كثيرة. وهنا لا بد لي من تقديم الشكر الجزيل من الأعماق للأخ الكريم الدكتور بوصفصاف والدكتور إسماعيل زروخي من الجزائر جامعة قسنطينة الدكتور أمين يوسف من الأردن.
ودليل آخر، معتبر جداًأرويه لكم، ذكره السيد جواد المرابط ([3]) (وهو أن في أحد مجالس الأمير طلب منه ثلاثة من الزوار السماح لهم وتدوين أحاديثه في مجالسه، فكان ذلك نواة الكتاب الذي عرف فيما بعد بالمواقف)، وهذه شهادة أن الكتاب تألف من (نوطات) كان دوّنها أصحابه بإذنه للاحتفاظ بها ولكنهم تجاوزوا ذلك فألفوا منها كتاباً، أضافوا فيه أخدان وأقران ونصوص لغيره. وكلمة (نواة) لي وقفة عندها، فالنواة تخرج منها النبتة التي يمكن تطعيمها بنوع آخر مختلف، ولذلك نجد أنواعاً من الفاكهة طُعمت بغير أصلها فجاءت مختلفة في الطعم والشكل، ونجد مثلاً خوخاً بطعم الموز، وأخرى بطعم تفاح وشكل بندورة، وفواكه أخرى إذا لم تُطعم بنوعها تخرج مرّة الطعم لا تؤكل.
واسمحوا لي بتقديم هذا المثال الصغير، مهندس أراد تأسيس مشروع ما، طلب من مهندس آخر تصاميم هندسية، كان معجباً بها وأخذها بإذنه، لم يسرقها وألحقها بتصاميم كانت لديه من أقران وأخدان فهل يجوز وضع اسم المهندس الآخر على هذا المشروع لمجرد أن فيها بعض من تصاميمه وبعد وفاته؟ وفي ظرف لا يستطيع فيه الاحتجاج. هذه الأدلة لا ريب فيها كما ترون.
[1]- الدكتور عمار الطالبي، مجلة (الثقافة الجزائرية، العدد 75، عام 1998م، الصفحة 261، بحث مطول بعنوان الأمير عبد القادر والتصوف)
[2]- حسين هيكل، كتاب (الفاروق عمر)، الصفحات 169، 173
[3]- جواد المرابط، كتاب (التصوف والأمير عبد القادر)، 1966م، دار اليقظة العربية، دمشق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:10]ـ
والخلاصة: ثبت بشهادة الشيخ عبد المجيد الخاني رحمه الله في كتابه (الكواكب الدرية على الحدائق الوردية) ص 430 - 431. والشهادة الثانية للشيخ فراج بخيت السيد الذي ذكرت شهادته في كتاب (المواقف) الذي نسب للأمير في الصفحة 464 الذي قال بهذه الشهادة (تم الجزء الثاني وانتهاؤه في يوم السبت 27 جمادى أول سنة 1328 هجرية).
هذه الشهادات معتبرة جداً، ومما يزيدها توثيقاً شهادة ثالثة هي شهادة الأستاذ المرحوم جواد المرابط. وذكر هذه المعلومة الدكتور فؤاد صالح السيد ([1]) في بحث له في مجلة الثقافة الجزائرية. هذه الشهادات الثلاث تثبت أن الأمير لم يؤلف كتاب (المواقف)، ولم يذكر أحد من المؤرخين أن الأمير طلب من أحد تدوين أحاديثه، وإنما الآخرين هم من طلب تدوينها للانتفاع منها وإثراء معلوماتهم على ما يبدو. رابعاً شهادتي: وهي أنني لم أسمع من أهلي الذي كانوا مقيمين معه أنه ألف كتاباً باسم (المواقف) ولا غيره، وإنما كان في نيته تأليف كتاب يرد به على أفكار خاطئة في كتب كانت ترد إليه هدايا، كما أسلفت، تحت عنوان (الأعلام بأغاليط الإعلام) ([2]). أما جدي فكان الكتاب الذي يهدى إليه ولا يعجبه يحرقه، كما ذكرت لي عمتي، وكتاب (المواقف) الذي اختفى، كما أسلفت كان هذا مصيره عام 1944م والله أعلم.
وبعد تقديم هذه الأدلة من شهادات وغيرها لا أريد اتهام أحد بتأليف كتاب (المواقف)، ولا أدعي أنني قمت بدراسة كاملة لهذا الكتاب، وما ذكرته في هذا البحث هو من باب تقديم الأدلة والأمثلة وشهادات الشهود والإشارة إلى التناقضات، منها مثلاً ما جاء في الموقف 30 من قول في آخر الموقف (لا أنت حق ولا أنا حق، ولا أنت خلق ولا أنا خلق، فأجابه ربه حسبك عرفتني فاسترني)، وبين ما جاء في كتابه (المقراض) من أن معرفة الله تعالى هي عن طريق الأنبياء، وهاجم الفلاسفة وأصحاب علم الكلام الذين كفّر بعضهم بعضاً ولعن بعضهم بعضاً كما ذكر، وقال لا سبيل إلى معرفة الله إلا طريق الأنبياء وقول الأمير هنا يتعارض كلياً مع ما ذكره الكاتب في الموقف الثلاثين وذلك الحوار، أستغفر الله العظيم. الذي سماه الدكتور الركبي في الكتاب الذي أصدرته مؤسسة الأمير عبد القادر في الجزائر سماه (بالحوار الشقي) بصفته دبلوماسياً لا عالماً دينياً!
ولكن اعتقاد الأمير أن لا سبيل لمعرفة الله إلا عن طريق الأنبياء، هذا الموضوع ذكره في كتابه (المقراض الحاد) ولكن في كتاب ((المواقف)) ذُكرت فقرات من كلام الأمير عن معرفة الله عن طريق الأنبياء، ولكن الكاتب، أو مصمم كتاب (المواقف) لم يترك هذه الفقرة تمر بسلام، بل عمد إلى تذييلها بالكلام عن التصوف وعلم الأذواق، وكأن هذا الكاتب كان شغوفاً بقراءة كتب الإشراقية حتى صار عنده ملكة في هذه المذاهب، ويريد نشر أفكاره بأي طريقة. ولا أعتقد بأن من كتب (المواقف) هو شخص واحد، مع العلم أن الأمير لم يكلف أحد بكتابة أحاديثه، وهذا بشهادة الشهود الذين شهدوا بأنهم هم من طلب وهم من قيّد، وهم من جمع وضمّ.
وهنا نقطة مهمة أيضاً وهي أن الأمير عندما سمح بتدوين أحاديثه في جلساته يبدو أنه خشي أن تحرّف أحاديثه أو يُفهم منها ما لا يقصده أو تبدّل فحذّر بقوله (احذر أن ترميني بحلول أو اتحاد أو امتزاج أو غيره، وإياك إياك أن تتوهم فيما أذكره من تفسير لأقوال الشيخ فيه تشبيهاً عقلياً أو تمثيلاً أو حلولاً واتحاداً أو اتصالاً أو مقابلة أو مقارنة أو تقديماً أو تأخيراً، فمن توهم شيئاً من هذا كله سقط في مهواة من التلف على قمة رأسه)، من الجزء الثاني ص 568 من كتاب (المواقف) ([3]).
وأترك التعليق على هذا النص لكم أيها القراء الكرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ودليل آخر هو من الأهمية بمكان (الوصية) التي حصلت عليها من المحكمة الشرعية بدمشق رقم 756، ورقم الوثيقة 256. هذه الوصية فُتحت بتاريخ الثاني عشر من شعبان 1300 هجرية، حسب الأصول، أي بعد وفاة الأمير في التاسع عشر من رجب 1300 هجرية. في هذه الوصية يلاحظ الباحث عدم ذكر كاتبها وهو الأمير عبد القادر، أي ذكر لكتاب (المواقف)، أو أي شيء ما دي أو عملي يتعلق بكتاب اسمه (المواقف)، فالمتوفي الأمير أوصى بمبالغ كبيرة للفقراء ولنسائه وغيرهم، فهل من المعقول أن لا يوصي بشيء لطباعة كتاب ألفه فيما لو ترك أعمالاً تحتاج إلى تكاليف مادية من نسخ وطباعة؟ هذه الوصية هي دليل آخر أن الأمير لم يكن له أي علاقة بكتاب صوفي اسمه (المواقف).
وإلى القارئ الكريم هذا الموقف 265 من كتاب (المواقف) الذي نُسب للأمير، ذكره الأستاذ جواد المرابط وهو أحد أعيان دمشق المعروفين في كتابه (التصوف والأمير عبد القادر الحسني الجزائري)، فكتب في الصفحة 131، ولا أرى مانع من تكراره هذه الصفحة:
"قال الأمير عبد القادر في الموقف 265 من كتابه (المواقف): سألت من الحق تعالى إشارة بسعادتي، وقد فعل مراراً، وقد ألقى عليّ قوله (لتكون لمن خلفك آية، وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون)، وبعد رجوعي إلى الحس، قلت يا رب هذا خطابك لفرعون، فألهمني في الحال بالطريقة التي عوّدني إياها أن فرعون عاش سعيداً سيداً، بل إلهاً يُعبد، ولمّا حضرت وفاته قبضه الله بعد توبته، وإيمانه، طاهراً، مطهّراً، شهيداً، وهو في الآخرة ملك من ملوك الجنة، وأكثر الناس يأبون عليه ذلك، وأنت سعيد في الدنيا والآخرة، وأكثر الناس يأبون عليك ذلك بما يرون حولك من النعم"
هذا الكلام من أهم وأخطر ما جاء في هذه المواقف التي ذكرتها كنماذج. والغريب في هذا الموضوع الذي نحن بشأنه أن مؤلف الكتاب الأستاذ جواد لم يعلّق على هذا الموقف سوى بالقول: أقول أن الأمير عليه رحمة الله، تكلم هنا بلسان صاحب الحقيقة حينما غاب عن الخلق بشهود فعل الملك الحق، وغني عن السباب بشهود مسبب الأسباب، وهذه الحال من أروع ما يكون عليه الإنسان من حال، إذ بها يزداد سعادة إل سعادة، ويتحسس بما وراء الظاهر، والرسوم إلى نعم لا تكون إلا من الحي القيوم، وكم من سعيد ليس بسعيد لأنه لا يدرس أنه سعيد، ومن هنا كان الصوفي هانئ الحس والنفس والروح بالقليل من عطايا الله ... إلخ من الكلام المفهوم والغامض أحياناً، والباقي جيد لا غبار عليه، ولكن لم يعلّق بكلمة واحدة عن مخالفة الآيات القرآنية التي لم يذكر سبحانه وتعالى بأنه غفر لفرعون وجعله ملك من ملوك الجنة وشهيداً طاهراً! وهل يمكن لمسلم الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى يوحي لإنسان مهما بلغ من عظمة ما لم يوحي به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم؟ أليس هذا تضليل مريع؟ وقوله سبحانه وتعالى في سورة يونس، آية 90 (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية)، لم يذكر الله أنه غفر له، وإنما قال تعالى في سورة النساء، آية 17 (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب، فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً، وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن، ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً). وكلام الله سبحانه وتعالى بغاية السداد والدقة والوضوح. وقال تعالى في سورة يونس ذاتها (ما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة) ن وفي الآية 70 قال (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)، فهل يوجد فريّة أكبر من هذه وقول أكذب من هذا؟
ألا تستحق من مؤلف هذا الكتاب تعليقاً أو ملاحظة لدرء الضلال والنهي عن المنكر؟
وهل الكلام الجيد والمقبول الذي ذكره الأستاذ جواد ممكن أن يستر أو يحجب هذا الضلال بمخالفة قول الله تعالى في هذه الآيات البينات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والدليل التاريخي الموثق في كتاب (تحفة الزائر) الذي ألّفه ابنه وذكر فيه أن من مؤلفات والده كتاب (المواقف) وامتدحه، هذه المعلومات الغير صحيحة كانت السبب في سرقة أخوته لكتاب (تحفة الزائر) بعد اطلاعهم عليه، ولم يكتفوا بسرقته بل حرقوه وكانوا يرددون فيما بينهم (أن هذا الكتاب بدو حرق) قبل أن يصل إلى المطبعة، واعترف محمد باشا بسرقة الكتاب في مقدمته، ولكن لم يقل أنه حرق لغاية في نفسه واكتفى بالقول (ذهب منه الكثير ولم يبقى إلى القليل فشمّرت عن ساعد الاجتهاد وأعدت ما فُقد من الكتاب) وهذا دليل آخر أن أخوة الأمير لم يشاهدوا والدهم يكتب أو يقوم بكتابة كتاب (المواقف)، لذلك أخذوه خلسة وحرقوه بما وجدوا فيه من أكاذيب عن والدهم، منها (وألقى السلاح إلى الفرنسيين)، وغيرها من الاتهامات.
والدليل الأخير أن الأمير ظل متوازن العقل والشخصية حتى آخر يوم في حياته. الدليل الأول: هو رفضه للمشروع الفرنسي والعربي بتنصيبه حاكماً في بلاد الشام. هذا العرض رفضه رفضاً باتاً. هذه المعلومة هي موثقة تاريخياً، فلو كان مهزوز الشخصية أو تنتابه الأخذات والردات والحالات التي ذكرت في (المواقف)، لما فكّر أحد بعرض هذا المنصب عليه. لقد تجنب الأمير ذلك الفخ المغري بذكاء وحكمة، ولم يجعل من نفسه مطية للدول الغربية، إذ لم يكن من المغامرين، وكان يحسب لكل أمر ألف حساب. والدليل الثاني: هو مراسلاته مع الشيخ المفكر الكبير محمد عبدو، ومشروع الجامعة الإسلامية قبل وفاته بوقت قصير جداً. ذكر هذه المعلومة الدكتور أبو القاسم سعد الله في كتابه (تاريخ الجزائر الثقافي) ([4]).
حفيدة الأمير عبد القادر
بديعة الحسني الجزائري
عضو اتحاد المؤرخين الجزائريين
عضو شرف في مؤسسة الأمير عبد القادر
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1]- الدكتور فؤاد الصالح السيد، مجلة (الثقافة الجزائرية)، صفحة 266، عام 1963م.
[2]- الدكتور عمار الطالبي، (الأعلام بأعغاليط الإعلام)، مجلة (الثقافة الجزائرية).
[3]- (المواقف)، الجزء الثاني، الصفحة 56.
[4]- الدكتور أبو القاسم سعد الله، موسوعة (تاريخ الجزائر الثقافي)، الجزء الخامس، الصفحات 542 و 543، دار المغرب الإسلامي، 1998م، الطبعة الأولى.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:14]ـ
هذا هو بحث السيدة الفاضلة الأميرة بديعة الحسني الجزائري حفظها الله، و لي وقفة بسيطة
مع بعض ما جاء في المقال قريباً ان شاء الله.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 04:53]ـ
يُلاحظ القارئ الكريم أنَّ ما أوردته السيدة الفاضلة بديعة الحسني لا يرقى إلى أن
يكون أدِلّة، بل قُصارى الأمر أن تراوحَ بين العمومات و القرائن.
[ color="darkred"][size="6"] و غايةُ مافيها شهادة عبدالمجيد الخاني الآتية:
[ size="5"]
شهادة الشيخ عبد المجيد الخاني بن محمد الخاني، المتوفي عام 1318 هجرية، في كتابه (الكواكب الدرية على الحدائق الوردية) ([4]) الذي طبع لأول مرة عام 1308 هجرية. وهي شهادة معتبرة، كما ستلاحظون. قال: (أن والده الشيخ محمد الخاني كان صديقاً للأمير، وكثيراً ما كان يراجعه في بعض المسائل التي تخفى عليه، ويسأله حل بعض الأمور من كتاب (فصوص الحكم والفتوحات المكية) وغيرها، فكان الأمير لكثرة حبه للخير مع وفرة موانعه وشغله، كان يقيد الأجوبة ويرسلها إليه، أي إلى والده، فكان والده من فرط حرصه على هذه الأجوبة يلحقها بالمواقف بإذنه، فما زال الوالد يضم كل مسألة إلى أخدانها ويقرنها بأقرانها، حتى اجتمع لديه من ذلك ثلاث مجلدات ضخمة، وقد ذيلها والده محمد الخاني بعد وفاة الأمير بالجزء الثالث منها بما وجده في كناشة بخطه). size][/QUOTE]
و لي مع هذا الدليل عِدَّة وقفات:
الوقفة الأولى:
و هي ملاحظات تتجه الى كون ما ذكرته الباحثة الفاضلة يضعِف من نسبة الكتاب إلى الأمير عبدالقادر
بل ما يلاحظه القارئ ما يلي:
1ـ أنَّ الأمير هوكاتب تلك الأجوبة بدليل:
[ size="5"]
فكان الأمير لكثرة حبه للخير مع وفرة موانعه وشغله، كان يقيد الأجوبة ويرسلها إليه، size][/QUOTE]
2 ـ أن الحاقها بالمواقف بإذنٍ من الأمير، بدليل:
[ size="5"]
(يُتْبَعُ)
(/)
فكان والده من فرط حرصه على هذه الأجوبة يلحقها بالمواقف بإذنه، size][/QUOTE]
3 ـ ومع ذلك فإن الملحقات استقرَّت في الجزء الثالث من المواقف دون الجزئين الأولين، بدليل:
[ size="5"]
فما زال الوالد يضم كل مسألة إلى أخدانها ويقرنها بأقرانها، حتى اجتمع لديه من ذلك ثلاث مجلدات ضخمة، وقد ذيلها والده محمد الخاني بعد وفاة الأمير بالجزء الثالث منها بما وجده في كناشة بخطه).
size][/QUOTE]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:10]ـ
الوقفة الثانية:
أن هذا معارَضٌ من قِبَلِ عبدالمجيد الخاني نفسه في أبياتِه الشهيرة التي اختارتها أسرة الأمير لتُنقَشَ على قبر الأمير نفسِه.
و اقرأ معي هذا الفصل من كتابٍ " الأمير عبد القادر الجزائري وأدبه" لأحدِ المشِيدين بالأمير و هو الدكتور عبدالرزاق بن السبع، و الذي اختارته "مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري" و هي مؤسسة تحتفي كثيرا بالأمير عبدالقادر و آثاره، ليكون أحدَ اصداراتها عن الأمير و التي صدر منها الى الآن اربعة اصدارات بعضها موجودٌ على الانترنت، و هذا نص ما ورَدَ في الكتاب:
() وفي الساعة السابعة من ليلة يوم السبت 19 رجب 1300 هـ / 24 مايو 1883 م " لبى ـ أي الأمير ـ نداء ربه بنفس راضية مرضية وذلك في قصره في قرية دمر بضاحية دمشق عن عمر يناهز 76 حولا، واهتزت دمشق وما جاورها لهذا المصاب الجلل، وسرعان ما ذاع الخبر في جميع الأنحاء فعم الحزن والأسى كل من يعرف عبدالقادر.
وفي صباح اليوم الموالي نقل إلى بيته في دمشق، وبعد تجهيزه والصلاة عليه في جامع بني أمية، حملت جنازته إلى الصالحية في موكب شعبي ورسمي رهيب حيث خرجت دمشق عن بكرة أبيها لتودع هذا الرجل العظيم إلى مثواه الأخير، ولتلقي عليه نظرة الوداع قبل أن يوارى جسده الطاهر" بجوار الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي داخل القبة (174) ".
وبدأ سيل برقيات التعازي ينهال على أسرة الأمير من ملوك العالم والوزراء والأعيان والعلماء ينعون فيها الفقيد العظيم مشيدين بخصاله الحميدة. (175) ومن بين مئات القصائد التي نظمت في رثائه اختار أهله أبياتا للشيخ عبدالمجيد الخالي فنقشت على قبره:
لله أُفْقٌ صار مشرق دارتي
قمرين، هلاّ من ديار المغربِ
الشيخ محيى الدين، ختْم الأوليا
قمر "الفتوحات"، الفريد الشَّرِب
والفرد عبدالقادر الحسني الأمير
قمر "المواقف".ذا الولي ابن النبي
من نال، معْ أعلى رفيق.أرّخوا:
أذكى مقامات الشهود الأقرب
و هذه الأبيات ذكرها الشيخ عبدالرزاق البيطار في "حلية البشر" أيضاً في ترجمة الأمير عبدالقادر.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 01:04]ـ
الوقفة الثالثة:
من هو عبدالمجيد الخاني:
: هو عبد المجيد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن مصطفى, الخاني, الشافعي, النقشبندي,. صوفي, أديب, شاعر, مشارك. ولد في صفر سنة 1263هجرية, اشتهر بفصاحته, ولباقته وطلاقة لسانه, توفي في الآستانة سنة 1318هجرية.
من مؤلفاته:
"الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية".
"الكواكب الدرية على الحدائق الوردية في حقائق أجلاء السادة النقشبندية".
وفيهما مجازفات لا أرى إيرادها.
ـ و جده الشيخ محمد بن عبد الله بن مصطفى الخاني االنقشبندي هو صاحب كتاب " البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية "، و الذي يقول فيه:
:" ومن تتبع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف اخباره وأحواله وعلم أقواله وأفعاله تبين له أن هذه الطريقة هي التي اختارها صلى الله عليه وسلم بعد البعثة وبعث أمته على هذه الحالة وتبعه أكابر الصحابة رضي الله تعالى عنهم " ص 16.
ـ إذن الشيخ عبدالمجيد ووالده الشيخ محمد و جدُّه الشيخ محمد من أسرة مغرقة في التصوف على الطريقة النقشبندية.
و تتميز هذه الطريقة بالغلو في طلب الإمداد من الشيوخ، و تتفرد ـ حسب علمي ـ بما يُسمَّى بالرابطة وهي ـ حسب اعتقادهم ـ صلة بالله تحصل بالتقرب إليه بوضع صورة الشيخ في مخيلة المريد وبين عينيه عند ذكر الله.
و الشيخ عبدالمجيد يقرِّر "الرابطة النقشبندية" في حدائقه، و يحدِّد لها تعريفاً خاصاًّ بها، و يسوق بعض القصص حولها.
ـ و بسبب ما في الطريقة النقشية"النقشبندية " من الغلو في المشايخ، فقد ردَّ الشيخ عثمان بن سند البصري على هذه الرابطة، مع أن الشيخ عثمان كان نقشبنديا بل ألف الشيخ عثمان في ترجمة شيخة في الطريقة الشيخ خالد النقشبندي كتابه الشهير "أصفى الموارد في سلسال أحوال الإمام خالد" إلاَّ أنه انتقد بعض أحوال النقشبندية،
و ذلك في قوله:
الشيخ يدعو لإخلاء الفُؤاد من الـ
أغيارِ طُرَّا ليصفو الذكر للفُقرا
فكيف يدعو إلى تصوير صورته
في خاطرٍ فيه نور الله قد سَفرا
فحسبُنا باتباع المصطفى شرفاً
إن مالَ نحو ابتداع غيرُنا وجَرى
فيامريدَ الهُدى استنسك بعِز تُقى
وقل إذا السالك استهداك معتبِرا
دع التَوجُّه إلاَّ للذي فَطرا
واسلك على الشرع واترك ما سواه ورا) انتهى.
قالَ الألوسي: (وكانَ رحمه الله ـ أي:ابن سند ـ سلفي الظاهر والباطن، مازالَ يصدعُ بالحق ويُعلِن، وقد أبطلَ الرابطة بقصيدةٍ طويلة، وبيَّن عَدمَ مشروعِيتها، يقول فِيها ـ ثم ساق الأبيات).
قلت: قول الألوسي عن الشبخ عثمان بأنه سلفي الظاهر و الباطن فيه مبالغة، فالرجل كان أشعرياً ـ "وهوابن عمَِّنا" ضمير الجمع يرجع للأسرة ـ، بل قد ألف على مذهب الأشاعرة منظومة أسماها: (هادي السعيد) ضمَّنها متن "جوهرة التوحيد" لابراهيم ابن اللقاني المالكي الأشعري، كما سيأتي.
و الأمير عبدالقادر له صلة قديمة بالطريقة النقشبندية منذ رحلته للحج مع والده في حداثته.
قال تلميذه الشيخ عبدالرزاق البيطار ـ عن رحلة الأمير مع والده للحج ـ:
"غير أنه ـ أي الأمير ـ قد استقام في دمشق الشام مدَّة، بذل فيها في طريق "النقشية" اجتهاده و جِدَّه "حلية البشر (888).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 09:38]ـ
الطريقة النقشبندية
"منقول"
نماذج من عقائد النقشبنديين:
يعتقد النقشبنديون عامة والأحباش خاصة أن المؤسس الأول للطريقة النقشبندية هو أبو بكر الصديق. وكان يستعمل طريقة الذكر النقشبندية بحبس النفس ولا يتنفص إلا في الصباح وكان الناس يشمون رائحة اللحم المشوي فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الرائحة كبد أبي بكر من كثرة ذكره لله. [إرغام المريد للكوثريص30 وانظر مجلة منار الهدى 16/ 20]
ويعتقدون أن من لم يسلك طرقته فهو على خطر من دينه. [نور الهداية والعرفان في سر الرابطة وختم الخواجكان41]
ويعاملون مشايخ الطريقة الأموات معاملة الأحياء في الاستغاثة وتلقي فيوضات النور والهدى منهم ومبايعتهم وأخذ العلم عنهم، كل ذلك وهم في قبورهم.
ويعتقدون أن الصلة بالله إنما تحصل بالتقرب إليه بوضع صورة الشيخ في مخيلة المريد وبين عينيه عند ذكر الله.
وهذه الصلة تسمى الرابطة. وهي أوثق وأعظم تأثيراً من الرابطة التي يؤديها المسلمون خمس مرات في اليوم والليلة.
ولا يقتصر شيوخ الطريقة على الإنس بل من الحيوانات شيوخ الطريقة كالفرس والهرة والفهد والنحلة والبازي. قال صاحب الرشحات: "وأما الحيوانات فلنا منهم شيوخ، ومن شيوخنا الذين اعتمدت عليهم الفرس فإن عبادته عجيبة، فما استطعت أن أتصف بعبادتهم" وزعم أن السالكين يرون الله بالطريقة التجلية فيرون الله في جميع الأشياء من إنسان ونباتات وحيوانات بل ويتجلى الله في شكل فرس [البهجة السنية ص6 رشحات عين الحياة ص133 لعلي الهروي]. فالله عندهم يتشكل ويظهر بأشكال مختلفة.
بل وذكروا أن الله يصلي [كتاب السبع أسرار في مدارج الأخيار ص83 لمحمد معصوم]
وإن روح الإنسان لها شبه بالله ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله خلق آدم على صورته)) [مكتوبات السرهندي 121 و 198 نور الهداية والعرفان 83]
وفي الوقت الذي يعتقدون فيه أن الله ظل: يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى له ظل لا بالدليل ولا بالنهار لأنه نور محض [نور الهداية والعرفان 24]
ويزعم النقشبنديون أن بهاء الدين نقشبند [مؤسس هذه الطريقة] كان يقول للرجل "مُت" فيموت ثم يقول له "قم حياً" فيحيا مرة أخرى" [المواهب السرمدية 133 الأنوار القدسية 137 جامع كرامات الأولياء 1/ 146]
وكان يتمثل بأقوالِ الحلاج ومنها هذا البيت [الأنوار القدسية 134 الحدائق الوردية 134 مكتوبات السرهندي 282]:
كفرتُ بدين الله والكفرُ واجبٌ **** لديّ وعند المسلمين قبيح
ويحكون أن شيخهم علمه أن يطلب المدد من كلاب الحضرة النقشبندية ويخدمهم بإخلاص وأنه اجتمع مرة بكلبِ وحرباء، فحصل له من لقائهما بكاءً عظيماً وسمع لهما تأوهاً وحنيناً فاستلقى كل منهما على ظهره، ورفع الكلب قوائمه الأربع إلى السماء وأخذ يدعوا الله، وكذلك فعلت الحرباء والشيخ واقفٌ يقول: آمين، يؤمِّنُ على دعاء الكلب والحرباء (المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية 118 - 119 الأنوار القدسية في مناقب النقشبندية 130)
كرامات مشايخ الطريقة
وأن رجلاً سلَّم عليه فلم يرد عليه السلام ثم أعتذر إليه بعد ذلك بأنه كان مشغولاً بسماع كلام الله [المواهب السرمدية 130،الأنوار القدسية 135]
"وحين توفي حبيب الله جان جانان النقشبندي ارتفع نصف القرآن إلى السماء ووقع في الدين فتور" [الأنوار القدسية207، المواهب السرمدية 231 - 232]
وكان الشيخ أحمد الفاروقي يقول "كثيراً ما كان يُعرجُ بي فوق العرش وأرتفع فوقه بمقدار ما بين مركز الأرض وبينه، ورأيت مقام الإمام شاه نقشبند ... قال "وأعلم أني كلما أريد العروج يتيسر لي" [المواهب السرمدية 184 الأنوار القدسية 182]
قال: "وكانت الكعبة تطوف به تشريفاً له" ويروج السيوطي لمثل هذه الأكاذيب [المواهب السرمدية 185 الحدائق الوردية 180 البهجة السنية 80 والحاوي للفتاوي 1/ 220 للسيوطي]
وكان أحد مشايخهم واسمه عبدالله الدهلوي يقول: "كما أن طلب الحلال فرض على المؤمنين كذلك ترك الحلال فرض على العارفين" [المواهب السرمدية 185 الأنوار القدسية 213]
وكان الشيخ عبيدالله أحرار ميزة عجيبة فكان عنده قوة ينقل بها المرض من شخص لآخر" [جامع كرامات الأولياء 2/ 236،الأنوار القدسية 177]
(يُتْبَعُ)
(/)
ونص الدهلوي على أن نقل المرض من كرامات مشايخ هذه الطريقة. [شفاء العليل ترجمة القول الجميل 104]
أما الشيخ محمد المعصوم فقد كان غوثاً يستغيث به الناس ويصفونه بحضرة (القيوم) فقد سقط أحد مريديه عن فرسه في الصحراء، قال: فاستغثت بحضرة (القيوم) فحضر بنفسه وأيقظني"، وكذلك أشرف آخر من أتباعه على الغرق فاستغاث به فحضر في الحال وأنقذه.
وكان يغيث الناس في أقصى الأرض وهو جالس في مكانه. فقد استغاث به رجل في سفينة كانت تغرق فمد الشيخ يده وانتشل السفينة وهو في بيته أمام أصحابه الذين رأوا فجأة أن كُمّه صارت مبللة بعد أن رأوه يمدها في الهواء" [جامع كرامات الأولياء 1/ 199 المواهب السرمدية 210 - 213 الأنوار القدسية 195]
وكان الشيخ بهاء الدين نقشبند يجتمع بأرواح سلسلة المشايخ النقشبندية وأخذ العهد والولاية والتكليف منهم في المقبرة. [المواهب السرمدية 113]
وتلقن الذكر الخفي من روحانية الشيخ عبدالقادر غجدواني، وهذا ليس عجيباً فإن الروحانيات تجتمع بعد الممات وهو عالم اللاهوت الخارج عن عالم الأجسام" [الأنوار القدسية 7]
وهذا يتناقض مع ما جاء في الفتاوى البزازية "من قال إن أرواح المشايخ حاضرةً تُعلم: يكفر. وقال الشيخ فخر الدين أبو سعيد عثمان الجياني: ومن ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله وأعتقد بذلك فقد كفر" [البحر الرائق 3/ 94 و2/ 298 وفي طبعة أخرى 5/ 124 وأنظر رد المحتار 2/ 439 قبيل باب الاعتكاف]
قال الشيخ الكردي " وما يفعله العامة من قبيل تقبيل أعتاب الأولياء، والتابوت الذي يجعل فوقهم فلا بأس به إن قصدوا بذلك التبرك، ولا ينبغي الاعتراض عليهم لأنهم يعتقدون أن الفاعل والمؤثر هو الله، وإنما يفعلون ذلك محبةً فيمن أحبهم الله تعالى" [تنوير القلوب 534]
وقال الكردي " ولما مات الشيخ بهاء الدين نقشبند بنى أتباعهُ على قبره قبة عظيمة وجعلوه مسجداً فسيحاً" [المواهب السرمدية 142]
قال: "ولم يزل يستغاث بجنابه ويُكتحل بتراب أعتابه ويُلتجأ إلى أبوابهِ" [الأنوار القدسية 142]
قلت-أي الشيخ دمشقية-:بهذا لعن الله ورسوله اليهود والنصارى حين اتخذوا قبور أنبيائهم وصلحائهم مسجداً.
يعلمون الغيب
والنقشبنديون يثبتون لمشايخهم العلم بالغيب في الوقت الذي نجد بعضهم يصرحون بنفي علم الله للغيب كما نقله صاحب الرشحات عن أولياء النقشبندية أنه قال: "إن الله تعالى ليس عالماً للغيب" ونسب السرهندي أصل هذا القول إلى ابن عربي. [رشحات الحياة 153 المكتوبات الربانية للسرهندي 106]
وإما إثبات علم الغيب لأنفسهم فقد قال الدهلوي: "وللنقشبندية تصرفات عجيبة من التصرف في قولب الناس" [شفاء العليل ترجمة القول الجميل 104]
فمن ذلك تصرف الشيخ عبدالله الدهلوي تصرفه في باطن المريدين وإلقاء الفيوضات والأسرار في صدورهم.
ومن كراماته أيضاً أن زوجة أحد أصحاب هذا الشيخ قد مرضت، فالتمس من حضرته أن يدعوا الله تعالى بتخفيف مرضها فلم يفعل، فألح عليه، فقال له: لا تبقي هذه المرأة أكثر من خمسة عشر يوماً، وبقدرة الله تعالى توفيت يوم الخامس عشر" [المواهب السرمدية 249و251 جامع كرامات الأولياء 2/ 129 الأنوار القدسية 216و217]
ولم يكن من خاطر في قلوب الناس إلا ويطلع عليه. [المواهب السرمدية 173 الأنوار القدسية 175 جامع كرامات الأولياء 2/ 140]
..... وحكى الكوثري عن أبي الحسن الشاذلي أنه قال: "أطلعني الله على اللوح المحفوظ، فلولا التأدب مع جدي رسول الله لقلت هذا سعيد وهذا شقي" [ارغام المريد شرح النظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشيندية 39]
وكان الشيخ عبدالله الخاني يخبر بالأمور قبل وقوعها وكان لا يسأل أتباعه عن أحوالهم وإنما يخبرهم عنها [جامع كرامات الأولياء 1/ 222 - 223]
وخطر ببال أحد الواقفين أمام الشيخ محمد سيف الدين الفاروقي أن هذا الشيخ متكبر فعرف ما في قلبه وقال له: "تكبُّري من تكبر الحق تعالى" [المواهب السرمدية 215 الأنوار القدسية 200 جامع كرامات الأولياء 1/ 204]
أما محمد الخوجكي الأمكنكي فما من ذرة في العالم إلا وهو يمدُّها بالروحانية" [المواهب السرمدية 178 الأنوار القدسية 178]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 10:10]ـ
عوداً الى كتاب المواقف:
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد أن استعرضتُ و ناقشتُ رأي الأميرة بديعة الحسني أرجع الى استكمال مبحث ثبوت نسبة كتاب المواقف لأمير عبدالقادر من عدمِه، و لذلك فسأعيد ما أوردتُه مسبقاً طلباً لاتصال المبحث:
وقفة مع كتاب المواقف:
لا شك إن ارتباط اسم كتاب"المواقف" باسم الأمير عبدالقادر الجزائري من الشهرة بمكان بحيث يكاد إذا ذُكِر أحدهما أن يُذكرَ الآخر.
ولكن هل هذه النسبة للأمير ثابتة.
1 ـ فلنقرأ إذن رأي المؤرِّخ الجزائري الكبير الدكتور أبو القاسم سعد الله ـ و هو ممَّن أفنى جزءاً كبيراً من عمره في جمع مآثر الأمير عبدالقادر و الإشادة بأعماله ـ حيث يقول حفظه الله في موسوعته "تاريخ الجزائر الثقافي" الجزء السابع:
"ومن أشهر مؤلفات الأمير كتاب (المواقف) الذي يقع في ثلاثة مجلدات , وكان الأمير قد استغرق في التصوف منذ حجّه , وقد اختلى في غار حراء أثناء مجاورته. وفي دمشق كانت له خلوة يتعبد فيها. وفي آخر سنواته ازداد تعمقاً في هذا الباب , وكان يطالع أمهات كتب التصوف ومنها الفتوحات المكية وفصوص الحكم لابن العربي , الذي يعده شيخه الأكبر. ويبدو أنه قد تأثر به كثيراً في (المواقف) إذ بناها على نظريات شيخه , حسب العارفين بهذا الفن. , , ,.
وكتاب (المواقف) يضم 372 موقفاً , وقد طبع مرتين أولاهما كانت في عهد ابنه محمد , اي سنة 1911. وقد قدم الأمير كتابه بعبارات صوفية مغرقة ووشح ذلك بمقامة أدبية -خيالية عن معشوقة تشبه معشوقة ابن الفارض. وكل موقف من مواقفه تقريباً يبدأ بآية ذات معنى توحيدي أو صوفي , ثم يأخذ في شرح الآية شرحاً صوفياً يتغلب عليه الفكر الباطني الذي يعبر عنه بالأسرار والغيبة عن الشهود , وطالما عرّض الأمير بأهل الرسوم وعلماء الظاهر الذين لا يدركون أسرار الوجود ولا الحقيقة الإلهية. , , , وقد أورد عدداً من المرايا التي حدثت له , وجاء بأخبار و (مواقف) حدثت له , يقظة أو مناماً منذ كان في الجزائر , ولا سيما منذ حج ثانية.
يقول الأمير في المقدمة: " هذه نفثات روحية , وإلقاءات سبوحية , بعلوم وهبية , وأسرار غيبية , من وراء طول العقول , وظواهر النقول , خارج عن أنواع الاكتساب , والنظر في كتاب , قيدتها لإخواننا الذين يؤمنون بآياتنا , , ,". ومن الواضح أنه كتب المواقف "لإخوانه" الصوفية أو الذين لهم استعدادات صوفية , مؤمنين بمبادئ أهل الباطن ذوي اللقاءات السبوحية , , ,.
آمن الأمير بوحدة الوجود تبعاً لشيخه ابن عربي. وهو يتمنى أن يكون إيمانه كإيمان العجائز.
ومما يذكر أن الناشر للمواقف اعتمد على عدة نسخ. منها نسخة الأمير بخط يده. وقوبلت على نسخة جمال الدين القاسمي التي كانت بدار الكتب الظاهرية , ثم نسخة عبد الرزاق البيطار (وهو صديق الأمير وتلميذه) وكانت على هذه النسخة تعاليق بخط الأمير نفسه ".
تاريخ الجزائر الثقافي للدكتور أبو القاسم سعد الله الجزء السابع.
----------
2ـ كما يقول الدكتور عبدالرزاق بن السبع في كتابه الذي يشيد فيه بالأمير و بآثاره وأعماله:" الأمير عبد القادر الجزائري وأدبه"
" يُجمع باحثو ودارسو حياة الأمير عبدالقادر وآثاره على أن كتاب " المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد" هو أهم مصنف ألفه الأمير سواء من ناحية الحجم أو الموضوعات التي يبحثها حيث أودع فيه زبدة تجاربه وبين فيه بوضوح مذهبه الروحي والصوفي والفلسفي في الوصول إلى الحقيقة التي ينشدها" وحصيلة تأملاته حيث أقدم فيه على تناول القضايا العويصة في تاريخ الفكر الإسلامي .... "
و يقول " والكتاب يقع في ثلاثة مجلدات يبلغ عدد صفحاتها مجتمعة 1416 ص تضم 372 موقفا.
وقد طبع المواقف لأول مرة سنة 1329 هـ -1911م وأعيد طبعه ثانية في عام 1362هـ-1966م عن دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر وهي طبعة منقحة " بوبت ورتبت بالاستناد إلى النسخة الأم الأصلية المكتوبة بخط المرحوم السيد الأمير عبدالقادر الجزائري.
وقد قوبلت على نسخة عالم الشام الكبير المرحوم الشيخ عبدالرزاق البيطار المحلاة هوامشها بتقييدات وملاحظات هامة بخط المرحوم الأمير المؤلف.
كما قام بمراجعتها والوقوف على أصلها وتصحيحها لجنة من أكابر وأفاضل علماء دمشق" (628) مما يعطى هذه النسخة قيمة علمية من حيث دقة التحقيق وصحة ما جاء فيها نسبة للأمير.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن عيب هذه النسخة يكمن في عدم وجود فهرس في كل جزء على حده مما يضطر القارئ إلى العودة إلى فهرس الجزء الثالث في سبيل تحديد الموقف أو الصفحة التي يريدها.
أما عن اختيار الأمير لهذا العنوان " المواقف" فإننا نجد أن الأستاذ بوعبدالله غلام الله في دراسته لهذا الكتاب يذكر أن الأمير يشير دائما إلى مصادره " وما كان يلقى إليه في المنام أو اليقظة وهو قائم في الصلاة وما أخذه عن رسول الله مباشرة أو ما تلقاه من الشيخ محيي الدين بن عربي يقظة أومناما.
ولكنه لم يذكر من أين أخذ هذا العنوان الذي وضعه في كتابه الضخم في التصوف والاجتهاد" (629.
على أن بعض الباحثين يرجع تسمية المؤلف بالمواقف إلى أن الأمير أراد أن يتشبه بغيره من أعلام التصوف " الذين ألفوا كتباً بهذا العنوان ومنهم محمد عبدالجبار النفري (630) المتوفي سنة 354هـ - 965م و ابن قضيب البان عبدالقادر بن محمد المتوفى سنة 1040هـ -1630م صاحب كتاب المواقف الإلهية على نسق الفتوحات المكية " (631).
ألف الأمير كتابه بدمشق وكان تأليفه هذه الموسوعة الجامعة حصيلة لثقافة الأمير الصوفية كما جاء استجابة لطلب بعض جلسائه من العلماء الذين التمسوا من الأمير أن يدوِّن لهم ما يلقيه في دروسه وما يتكلم به في مجالسه.
والكتاب خلاصة اعتكاف وانكباب على مدى العقدين الأخيرين من حياته على القراءة والتأمل " لموسوعة ابن عربي الصوفية وهي الفتوحات المكية وقراءة فصوص الحكم وكل كتب محيى الدين بن عربي وكان جادا في هذه الفترة المقدرة بقرابة عشرين سنة في تأليف كتابه الضخم الموسوم بالمواقف .... ويعد الأمير أخلص تلامذة بن عربي وأشدهم تمسكا وعملا بمذهبه ونظرياته" (632).
يستهل الأمير كتابه بفاتحة تنبئ على أنه لم " يكن شاكاً ولا حائراً بمعنى عدم الاهتداء إلى طريق الصواب وإنما يفتعل الشك فقط أو على الأصح يثير الحيرة من حيث هي إشكال تعجز أمامها التفسيرات العقلية المعتمدة في مناهج المتكلمين والفلاسفة لأنها تفسيرات متناقضة فيما تقترحه من حلول" (633).
ولذلك فهو يؤكد أن عمله هذا ما هو إلا " نفثات روحية وإلقاءات سبوحية بعلوم وهبية وأسرار غيبية من وراء طور العقول وظواهر النقول خارجة عن أنواع الاكتساب والنظر في الكتاب قيدتها لإخواننا الذين يؤمنون بآياتنا إذا لم يصلوا إلى اقتطاف أثمارها تركوها في زوايا أماكنها إلى أن يبلغوا أشدهم ويستخرجوا كنزهم (634 (.
والأمير أودع في سفره هذه الأسرار والعلوم والإلقاءات التي لم يكتسبها علما ولم يقرأها في كتاب وإنما هي هبة ومنة من الله تعالى" فهي من قبيل العلم الموهوب لا صلة له فيها بالاكتساب ولم يتلقها من كتاب، يقدمها في تصنيف عسى الله أن ينفع به إخوانه في طريق الرحمن (635).
ـ يقول الأستاذ الزميل عبد القادر بن محي الدين تعليقاً على ما ذكره الدكتور سعد الله:
حسبنا أن نذكر أن الدكتور أبالقاسم سعد الله- وفقه الله- قد قضى ربع قرن يجمع مادة كتابه (تاريخ الجزائر الثقافي) , داخل البلاد وخارجها في المكتبات الأوربية والأمريكية , فضلاً عن العربية والإسلامية كما ذكر هو ذلك في مقدمته , والأمثلة على ذلك كثيرة فقد ذكر في سلسلته (أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر) الجزء الثاني أنه عثر على النسخة المسروقة من كتاب (تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر واخبار الجزائر).
يقول الدكتور:" وقد استمر بحثي عنها في كل المظان الممكنة: دمشق والاسكندرية واسطانبول وباريس , وهي البلدان التي تردد عليها المؤلف والتي يوجد فيها منم يهمه موضوع الكتاب , وكانت النتائج دائماً مخيبة للأمل , ولكن اليأس لم يتطرق إلى البال , وزاد حماسي للبحث أن الطبعة الثانية للكتاب التي صدرت بعناية الدكتور ممدوح حقي لم تقدم نقداً ما لقضية النسخة المسروقة , , , وفي زيارتي إلى اسطانبول بتاريخ أغسطس 1970 , تمكنت من الاطلاع على نسخة مخطوطة من كتاب (تحفة الزائر. . .) في احدى مكتبات اسطانبول.
والدكتور سعد الله لا يتكلم جزافاً في المسائل التاريخية ومن قرأ أبحاثه يعلم حقيقة ما نقول , , ,
فهو عندما تكلم عن كتاب المواقف وأثبت نسبته للأمير ذكر معه أن الكتاب قوبلت نسخته على نسخة جمال الدين القاسمي التي كانت بدار الكتب الظاهرية , ثم نسخة عبدالرزاق البيطار وكانت على هذه النسخة تعاليق بخط الأمير نفسه.
يقول سعد الله:" إننا نرجح أن" عودة" الأمير إلى التصوف بتلك الصفة التي تدعو للدهشة كانت هروباً من محاولات استعماله في أدوار لم ير الفرصة سانحة للقيام بها , وقد كانت له همة قعساء ومروءة شماء أيضاً. فرأى أن خير ما يبتعد به هو اللجوء إلى الفتوحات المكية وفصوص الحكم لابن عربي , وغيرها من كتب الحقيقة الصوفية , , , وكثيراً ما وجدناه في (المواقف) يردد عبارة معينة , وهي أنه كان في حالة مشاهدة فصعق فكلمه الله وقال له: إنني أنا الله لا إله إلا أنا , وكان يحصل له , كما أخبر , بعد الرجوع إلى الحس , فرح وبشارة.
وجاء في (المواقف) الأول قوله: " إن الله قد عودني أنه مهما أراد أن يأمرني أو ينهاني أو يبشرني أو يحذرني أو يعلمني علماً. . . إلا ويأخذني مني مع بقاء الرسم , ثم يلقي إليّ ما أراد بإشارة آية كريمة من القرآن , ثم يردني إليّ فأرجع بالآية قرير العين ملآن اليدين , ثم يلهمني ما أراد بالآية ".
وقد أحلناك أخي الفاضل إلى مليئ ,,, ولا أعلم أن الدكتور خلدون سيأتي بجديد غير هذا الذي قاله سعد الله - أطال الله عمره , , ,
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 10:19]ـ
3ـ أبيات عبدالمجيد الخاني الشهيرة التي اختارتها أسرة الأمير لتُنقَشَ على قبر الأمير نفسِه.
لله أُفْقٌ صار مشرق دارتي
قمرين، هلاّ من ديار المغربِ
الشيخ محيى الدين، ختْم الأوليا
قمر "الفتوحات"، الفريد الشَّرِب
والفرد عبدالقادر الحسني الأمير
قمر "المواقف".ذا الولي ابن النبي
من نال، معْ أعلى رفيق.أرّخوا:
أذكى مقامات الشهود الأقرب
و هذه الأبيات ذكرها الشيخ عبدالرزاق البيطار في "حلية البشر" أيضاً في ترجمة الأمير عبدالقادر
.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 10:35]ـ
4ـ أن لوالد الأمير عبدالقادر وهو الشيخ محيي الدين بن مصطفى الحسني كتاب على طريقة القوم و هو الموسوم بكتاب (إرشاد المريدين)، و صاحب المواقف يقبس فيه كثيراً من آراء صاحب "إرشاد المريدين" في ذلك الكتاب، مشيداً به ومشيراً إلى نوع قرابته له.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 10:58]ـ
5 ـ نسبة الأمير محمد بن الأمير تأليف كتاب "المواقف" لوالده الأمير عبدالقادر.
و لا ننسى أن كتاب "المواقف" قد طبع مرتين أولاهما كانت في عهد ابنه محمد , اي سنة 1911
، بل و أشار الأمير محمد باشا الى نسبة كتاب المواقف الى أبيه في كتابه "تحفة الزائر"، ونصَّ على ذلك في تقديمه لديوان والده الذي أسماه الأمير محمد باشا ابن الأمير عبد القادر، نزهة الخاطر في قريض الأمير عبد القادر، مطبعة المعارف /مصر.
و لا مانع من ايراد تلك المقدِّمة بجملتها لما فيها من الفوائد:
ترجمة الناظم صلى الله عليه و سلم بقلم: الأمير محمد ولد الشاعر
هو فرع الشجرة الزكية، وبدر العصابة الحسنية. إنسان عين السادة الأخيار، وعقد جيد القادة الأبرار. صدر الشريعة بل تاجها، بدر الحقيقة بل معراجها، نخبة آل بيت اشتهرت بالشرف أوائلهم وأواخرهم، وأشرقت في أفق سماء السعادة فضائلهم ومفاخرهم. من عجزت عن حصر أوصافه الأقلام، وتباهت بوجوده الليالي والأيام، وتزينت الطروس بغرر مزاياه ومدائحه، وتلت النفوس آيات الحمد والإخلاص في صحائفه. واسطة عقد الشرف المقتنى، وغصن شجرة المجد المجتنى. كعبة القاصدين، حرم الخائفين، ناصر الدين، الأمير عبدالقادر بن محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبدالقادر بن خدة بن أحمد بن محمد بن عبدالقوي بن علي بن أحمد بن عبدالقوي بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشار بن أحمد بن محمد بن مسعود بن طاووس بن يعقوب بن عبدالقوي بن أحمد بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء. بضعة خير الأنام، عليه أفضل وأكمل السلام.
ولد قدس الله سره في رجب سنة ألف ومئتين واثنتين وعشرين ببلدة القيطنة التي اختطها جده بإيالة وهران من أعمال الجزائر ثاني أنجال والده ووالدته السيدة الزهراء بنت السيد عبدالقادر بن دوخه الحسيني تربى في حجر والده وفي مدرسته حفظ القرآن. وأخذ العلم عن أهل العرفان، وفي سنة مئتين وست وثلاثين سافر إلى وهران وحصل، حتى برع في كافة الفنون وكمل، وفي سنة مئتين وإحدى وأربعين سافر منها براً صحبة والده ذي الكمالات والعلوم الباهرة، قاصدين مكة المكرمة عن طريق القاهرة، وبعد أداء النسك رجعا إلى دمشق الشام، لزيارة الصلحاء والعلماء الأعلام، وأخذ بها عن الولي الصالح الإمام حضرة مولانا الشيخ خالد المجدوي الطريقة النقتبندية (لعلها النقشبندية)، ومنها إلى بغداد وأخذ بها الطريقة العلية القادرية على السيد محمود الكيلاني ثم رجع براً إلى الشام، وآب منها إلى بيت الله الحرام، وبعد أداء المناسك رجع من طريق البر إلى بلدته في السنة الثالثة والأربعين بعد المائتين وفي سنة ست وأربعين قام والده بأمر الجهاد فحارب معه سنتين وفي رجب سنة ثمانية وأربعين بايعه أهل الجزائر أميراً عليهم لاشتهاره بالشجاعة والعلم والبراعة، فباشر الأعمال، وركب الأخطار والأهوال وأقام الإمارة على قدمي الفضل والعدل، وزانها بما يؤيده العقل والنقل، وضرب السكة من فضة ونحاس، وأنشأ المعامل للأسلحة واللباس. وقام بأمر الجهاد ست عشرة سنة، يحارب الدولة الفرنساوية ويحمي دينه ووطنه، وأظهر من الشجاعة والبسالة والفتك في كل مجال ما اشتهر في الآفاق وقد بسطت ترجمته في كتابي المسمى بـ «تحفة
(يُتْبَعُ)
(/)
الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر» وكانت الحرب بينهما سجالاً (*)
وكان يباشر القتال بنفسه ويتقدم أصحابه في المواقف فيرجع وقد ألبسته مخرقة من الرمي بالرصاص ولم يصبه سوى جرح بكتفه وآخر بأذنه ومات تحته عدة خيول ثم هاجمته دولة مراكش من جهة أخرى وبعد محاربات عديدة علم أن التسليم أولى فسلم لدولة فرنسا على شروط مقررة وعهود وذلك في محرم سنة ألف ومئتين وأربع وستين وبقي محجوراً (**) عليه عندها. وفي سنة ست وستين حضر إلى محل إقامته بمدينة إمبواز نابليون الثالث إمبراطور فرنسا وبشره بإطلاق سبيله وأهداه سيفاً مرصعاً ورتب له في كل سنة خمسة آلاف ليرة فرنساوية فتوجه إلى باريس ومنها إلى الآستانة العليا فتشرف بمقابلة ساكن الجنان مولانا السلطان الغازي عبدالمجيد خان طاب ثراه فأكرم وفادته وأحسن مثواه ومنحه في بورسة داراً عظيمة ثم رجع سنة السبعين إلى الآستانة وتوجه إلى باريس ثم رجع إلى بورسة وعزم سنة إحدى وسبعين على السكن بدمشق الشام فارتحل إليها.
ثم توجه سنة ثلاث وسبعين إلى زيارة بيت المقدس والخليل وقرأ في شهر رمضان البخاري الشريف في دار الحديث والإتقان والإبريز في مدرسة الجقمقية، واعتكف في شهر رمضان سنة خمس وسبعين بالجامع الأموي وقرأ الشفا والصحيحين في مشهد سيدنا الحسين. وفي سنة سبع وسبعين منحته الدولة العلية النيشان المجيدي من الرتبة الأولى وأهدته أيضاً الدول الفخام نياشينها من الطبقة الأولى نظراً لما أبداه من مساعدة للمسيحيين في واقعة تلك السنة، ثم سافر إلى حمص وحماه وزار سيدنا خالد بن الوليد ومن حل في حماه.
وفي سنة ثمانين توجه إلى مكة وأقام بها وبالطائف والمدينة المنورة سنة وستة أشهر وأخذ بمكة الطريقة الشاذلية عن الشيخ محمد الفاسي، وقصد الآستانة سنة اثنتين وثمانين وتشرف بمقابلة ساكن الجنان السلطان الغازي عبدالعزيز خان طاب ثراه فأكرم نزله وأحسن قراه ومنحه النيشان العثماني من الرتبة الأولى، ثم توجه منها إلى باريس فزاد له الإمبراطور على مرتبه السابق ألفين وخمسمائة ليرة إفرانساوية في كل سنة.
ودعي إلى مصر سنة ست وثمانين ليحضر احتفال خليج السويس، وقرأ الفتوحات المكية سنة تسع وثمانين مرتين بعد أن أرسل عالمين لتصحيحها على النسخة الموجودة بخط مؤلفها الشيخ الأكبر في قونيه.
وأخذ الطريقة العلية المولوية على حضرة الدرويش صبري شيخ الطريقة المولوية بالديار الدمشقية.
وكان محافظاً على السنن عاكفاً على شهود الجماعة كثير الصدقات وكان مرتباً راتباً في كل شهر للعلماء الصلحاء والفقراء منتصبًا لقضاء حوائج العباد، عاملاً بتقوى الله في السر والجهر، متعبداً على مذهب سيدنا مالك، وتغلغل في آخر عمره في علوم القوم وأظهر من دقائق الحقائق وعوارف المعارف ما يؤذن بسمو مقامه، وكان يصوم شهر رمضان على الكعك والزبيب معتزلاً عن القريب والغريب وله خلوة يتحنّث بها في قصر بقرية أشرفية صحنايا، وكان مشتغلاً عن مرض وفاته بالمراقبة والمشاهدة حتى إنه لا أنّ ولا تأوّه إلى أن انتقل إلى رحمة ربه الكريم في منتصف ليلة السبت لتسع عشرة خلت من شهر رجب سنة ألف وثلاثمائة في قصره بقرية دمر من مرض اعتراه بالكلى والمثانة، مدة خمسة وعشرين يومًا وصلى عليه بالجامع الأموي خلق كثير، وكان له مشهد لم يعهد له نظير، واجتمع في جنازته أمم من جميع الملل ودفن ظهر يوم السبت جوار الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي الحاتمي في حجرته وتوفي عن زوجته ابنة عمه وثلاث جوار جركسيات وجارية حبشية وخلف عشرة أولاد ذكور وست بنات.
وكان صلى الله عليه و سلم معتدل القامة عظيم الهامة، ممتلئ الجسم أبيض اللون مشرباً بحمرة أسود الشعر كثَّ اللحية أقنى الأنف أشهل العينين يخضب بالسواد، وله من التأليفات تعليقات على حاشية جده السيد عبدالقادر بن خدة في علم الكلام، وتنبيه الغافل وذكرى العاقل، والمقراض الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام من أهل الباطل والإلحاد، والمواقف في علم التصوف، وله من الشعر الرائق والنثر الفائق ما يطرب الأسماع ويستهوي الألباب والطباع وكان يحب اللعب بالشطرنج ويحسن الخياطة سيما خياطة الشبكة. وبالجملة كان إماماً جليلاً عالماً عاملاً نبيهاً نبيلاً زاهداً ورعاً مهاباً شجاعاً كريماً حليماً، أوَّاباً رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه، آمين.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 11:11]ـ
6ـ أن كتاب "المواقف" خرج من كنف أسرة الشيخ وذريَّته، و من ضئضئ مريديه و طلبته، و لم يصدر عن أيِّ منهم أدنى اعتراض، و لم يبدر من أحدهم أيُّ امتعاض، و إنما جرى التشكيك في نسبة الكتاب بأخَرة.
و تلميحات وتلويحات الأميرة الفاضلة بديعة الحسني بالأخدان و الأقران تتجه الى التنسيق لا إلى النسبة والتوثيق.
بل قد يرى القارئ الكريم أن ما أوردته الأميرة حفظها الله عند التفتيش أقرب إلى إثبات نسبة الكتاب الى الأمير منه إلى نفيه عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 02:18]ـ
7ـ مِمَّا يؤكِّد نسبة كتاب المواقف الى الأمير عبدالقادر أن الأمير كانت له عناية بقراءة و تصحيح "الفتوحات المكية" لابن عربي، بل و التعليق عليها ..
قال ابنه الأمير محمد باشا: (وقرأ الفتوحات المكية سنة تسع وثمانين مرتين بعد أن أرسل عالمين لتصحيحها على النسخة الموجودة بخط مؤلفها الشيخ الأكبر في قونيه) مقدمة "نزهة الخاطر في قريض الأمير عبد القادر"، مطبعة المعارف /مصر
قلت:العالمان المذكوران هما:
الشيخ محمد الطنطاوي جد الشيخ العالم و الأديب المشهور على الطنطاوي.
أمَّا الآخر فهو الشيخ محمد الطيب تلميذ الشيخ محمد الطنطاوي.
و الشيخ علي الطنطاوي قد نصَّ على ذلك عندما تعرض في فتاواه للصوفي المسمِّي نفسه " محمود الغراب " الذي ادعى أن الطنطاوي لايعرف شيئا عن ابن عربي!
ـ فقال الشيخ ردًا عليه:
(أما قوله في الرسالة من أنني لا أعرف شيئًا عن ابن عربي وعن عقيدة وحدة الوجود؛ فأخبره - و لافخر في ذلك - أن الذي جلب كتاب الفتوحات من قونيا ونقله من النسخة المكتوبة بخط ابن عربي نفسه، المحفوظة الآن في قونية، هو جدنا الذي قدم من طنطا إلى دمشق سنة 1250هـ، فإن كان أخطأ في ذلك فأسأل الله المغفرة له، وإنني قابلت مع عمي الشيخ عبدالقادر الطنطاوي نسخة الفتوحات المطبوعة على هذا الأصل المنقول صفحة صفحة .. .. وأنا أستغفر الله على ما أنفقت من عمري في قراءة مثل هذه الضلالات). انتهى (انظر فتاوى الطنطاوي: ص 79 - 80).
ـ وكرَّر الشيخ علي الطنطاوي الإشارة الى هذه القصة في ذكرياته فقال:
(والشيخ ـ " محمد" ـ الطيب كان تلميذ جدنا الشيخ محمد الطنطاوي الذي قدم دمشق من مصر , وقد ذهب معه بأمر الأمير عبدالقادر الجزائري إلى (قونية) في الأناضول , وأحضرا منها نسخة الفتوحات المكية لمحيي الدين بن عربي.
والنسخة التي قوبلت على نسخة مؤلفها وطبعت المطبوعة عنها , وضعتُها في مكتبة مجمع اللغة العربية في دمشق من عهد بعيد.) ـ انتهى من " ذكريات علي الطنطاوي".
و قال بعد ذلك في موضع آخر من الذكريات:
(وأنا أكتب هنا للحق وللتاريخ , فلا استطيع أن أختم الكلام عن جدنا من غير أن أعرض إلى أمر صنعه , ما أدري هل أحسن فيه أم أساء؟ هو ان الأمير عبدالقادر العالم المجاهد كان (وليته لم يكن) ممن يقول بوحدة الوجود.
وشيخ القائلين بها ابن عربي (قالوا في المشرق ابن عربي ليميز من ابن العربي الإمام الفقيه المحقق المعروف) وأكبر كتبه الفتوحات المكية وكان منه نسخة كاملة في (قونية) بخط المؤلف فبعث الأمير جدنا الشيخ محمداً وتلميذه الشيخ محمد الطيب (المدفون في المزة في اجمل بقعة منها) إلى قونية لنسخ صورة عنها , وطبعها، هذا هو الذي صنعه.
وللأمير عبدالقادر كتاب اسمه (المواقف) مملوء بمذهب (وحدة الوجود) ألزمت وأنا صغير بالمشاركة بتصحيح تجارب طبعه فلما رأيت ما فيه استعذت بالله وتركته.
ولقد كتبت في الرسالة من أكثر من أربعين سنة أن كفر كفار قريش ليس أكثر مما في هذه الكتب , فقام عليّ مشايخ من مشايخي وكانت بيني وبينهم مناظرات , ثم اقترحت اقتراحاً , أعيد ذكره الآن:
إن ابن عربي واحد من الكتّاب الخمسة الذين هم أعظم كتاب العربية: الجاحظ , وأبوحيّان التوحيدي , والغزالي وابن خلدون.
وهو فيلسوف لا يبلغ سبينوزا إلاّ أن يكون تلميذاً له , وكتابه الفتوحات كتاب عظيم ولكن يفسده ويذهب بخيره ويمحو جماله ما فيه من كلام لا يشك في أنه كفر , وأنه أخذ الأفلاطونية الجديدة لأفلوطين ( plotin ) فجعلها من الدين.
والاقتراح هو أن نأخذ الفتوحات , فنمحو منها هذا كله , وهذا كله لا يبلغ عشر الكتاب , ثم نطبعه طبعة جديدة , ونكتب على غلافها (مهذب الفتوحات) فنستفيد منه ونستمتع بالخير فيه , ونسلم مما فيه من الشر , فما رأيكم دام فضلكم؟.) انتهى من " ذكريات علي الطنطاوي".
إذن كتابا الفتوحات و المواقف صنوان كأنما خرجا من مشكاة واحدة، بل إن هناك من يرى أنَّ ما في المواقف من الكفريات يفوق ما في الفتوحات.
قلتُ و هو الحق، و مِمَّن يرى ذلك الشيخ محمد نصيف علامة الحجاز رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد ذكر الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى في مقدمة تحقيقه لكتاب تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي للبرهان البقاعي، أن النسخة التي اعتمد عليها كانت في ملك الشيخ محمد نصيف رحمه الله تعالى، وأنه دفعها للشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله ليحققها، ودفعها الشيخ حامد للشيخ عبد الرحمن ليقوم بهذه المهمة، وأنه كان مكتوبا على النسخة بخط الشيخ محمد نصيف أنه سأل أحد الرحالة الأتراك السواح عن سر ضياع كثير من كتب العلماء التي ترد على ابن عربي، وتبين ضلاله وكفره، فأخبره بأن الأمير عبد القادر الجزائري حين كان مقيما في الشام سعى في جمع الكتب التي تنتقد ابن عربي، وقرأها جميعا، ثم أحرقها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
قلتُ و هذا نص ما كتبه الشيخ محمد نصيف ـ و الذي يسمِّيه الشيخ محب الدين الخطيب " مفخرة الحجاز " رحمهما الله:
قال الشيخ الجليل محمد نصيف:" أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف: سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة؟ فقال: قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة، وطالعها كلها، ثم أحرقها بالنار، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي. صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله:" أبو الحسين الحلاج "، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد، وطبع وقفا، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ
ـ و ربَّما كان ما في كتاب المواقف من المجازفات الغريبة و الشطحات العجيبة هي التي حدَت بالأميرة الفاضلة بديعة الحسني لإنكار نسبة الكتاب إلى الأمير.
تقول الأميرة الفاضلة بديعة الحسني:
(وفي الموقف الرابع والسبعين من كتاب المواقف (، كل من قرأ كل هذه الصفحات وسؤال الكاتب فيهاـ (أي لله عز و جل) ـ (فما الذي تميزت به عني، أنا القديم وأنت القديم، أنت الحادث القديم وأنا الحادث القديم ... إلخ من أسئلة لا يسألها إلا من كان نداً لآخر، يرى نفسه مساوياً له. هذه الأقوال لا تدخل في دائرة الرموز الصوفية ولا اللغة التي لا تعطي دلالة على مرادهم فيحتاج فك رموزها ردها إلى أهلها لأنه عندما يقول الكاتب (قلت للحق تعالى: أنت الحادث القديم وأنا الحادث القديم ... إلخ، فما الذي تميزت به) فهو يتجاهل سورة الإخلاص وآية (ولم يكن له كفواً أحد). فالحادث شيء أو أمر لم يكن له وجود مسبق، ومن استحدث أمراً، أي أوجده كان غير موجود قديمأ أو جديداً، والله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض وما بينهما وكل شيء، أي استحدثه تعالى، ولم يكن لهم وجود قبلاً. هذه الأقوال وغيرها في كتاب ((المواقف)) تدخل في دائرة عقائد إشراقية تجيز التلاعب بالآيات القرآنية وتؤمن بخليفة الله في الأرض وتأله البشر، المخالف لقول الله تعالى في سورة البقرة (إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) ([3]) وفي سورة ص (يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) ([4]) وسبحانه وتعالى قال خليفة ولم يقل خليفة لي، وكلام الله عز وجل في غاية الدقة والسداد لا يأتيه الباطل. ومعنى الخليفة في اللغة العربية، لغة القرآن (خلف فلان فلاناً) أي قام مقامه بعد ذهابه، خلق الله سيدنا آدم من غير أب ولا أم، وجعله خليفة في الأرض وهو لم يخلف أحد، ولذلك حكمة، والله قادر على كل شيء) انتهى عن مقال (كتاب المواقف و الأمير عبدالقادر الجزائري) بديعة الحسني.
www. djelfa.info/vb/showthread.php?p=754314 - 83k -
إضاءة:
و إنصافاًً لتاريخ الأمير فإن الأمير ـ فيما أعلم ـ ليس هو من طَبَع الفتوحات، فقد تم طبع كتاب الفتوحات المكية ببولاق مرتين:
1 ـ كان أولهما طبعة بولاق بمصر سنة 1274/ 1857.
2ـ ثم أعيد طبعه سنة 1293/ 1876 بتصحيح الشيخ محمد قطة العدوى.
3 ـ ولكنَّ الطابعين للطبعة الثالثة من الفتوحات اعتمدوا نسخة الأمير التي جلبها من قونية.
و ذلك حين قامت دار الكتب العربية الكبرى بمصر (مصطفى الحلبي وأخويه) بطباعته سنة 1329/ 1911 على نفقة الحاج فدا محمد الكشميري وشركاه بمكة، وتم فيها تدارك ما وقع في طبعتي بولاق من أخطاء، وذكر الشيخ محمد الزهري الغمراوي رئيس لجنة التصحيح بمطبعة دار الكتب العربية الكبرى أنه فات طبعتي بولاق الوقوفُ على نسخة المؤلف، وأنه من العناية الإلهية أن سيقت لهم نسخة تمت مقابلتها على نسخة قونية التي بخط المؤلف، قابلها جماعة من العلماء بأمر الأمير عبد القادر الجزائرى.
ـ و لذلك فإنَّ من ينسب الى الأمير طباعة كتاب "الفتوحات" كالشيخ علي اللطنطاوي رحمه الله كما مرَّ بنا قريبا ـ فذلك بسبب جهود الأمير في جلب النسخة وتصحيحها و التعليق عليها.
ـ ولكن ما يُؤخذ على الأمير عبد القادر الجزائرى هو أنَّ له تهميشات و تعليقات بخطِّه على الكتاب اعتمدها الناشر تصبُّ في مجال الإشادة بالكتاب وبمؤلفه، و ليس فيها شيءٌ من الاستدراك على المؤلف، ولا من انتقاد ما في الفتوحات من الشطحات والكفريات
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 02:22]ـ
تنبيه:
أمَّا من ظنَّ و قوع الخلط بين كتابي ابن قضيب البان و محمد بن عدالجبار النفري و بين كتاب "المواقف" المنسوب للأمير عبدالقادر فقد أبعد النجعة و أغربَ النزعة، وإن كان كلا الكتابين ينضحان بعقيدة وحدة الوجود الصوفية
1ـ فبالنسبة لكتاب "المواقف الإلهية"، لعبد القادر بن محمد أبي الفيض النقشبندي القادري الخلوتي، المعروف بابن قضيب البان، و المولود في مدينة حماة من بلاد الشام سنة: (971) للهجرة،. و المتوفى بحلب سنة: (1040) للهجرة.
فكتابه "المواقف الإلهية" مطبوع و معروف، و قد حقَّقه عبد الرحمن البدوي و ألحقه بطبعنه لكتاب الإنسان الكامل / ط وكالة المطبوعات الكويتية.
ـ ومن طوام ابن قضيب البان ما جاء في كتابه "المواقف الإلهية":
((ثم نوديت من مكان قريب، وذلك من جهاتي الست: يا حبيبي ومطلوبي، السلام عليك، فغمضت عيني، وكنت أسمع بقلبي ذلك الصوت حتى أظنه من جوارحي لقربه مني، ثم نوديت: انظر عليّ، ففتحت عينيّ فصرت كلي أعيناً، وكأن ما أراه في ظاهري، وصرت كأني برزخ بين كونين وقاب، كما يرى الرائي عند النظر في المرآة ما في خارجها. ثم سمعت بقارئ يقرأ: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفران ربنا وإليك المصير.
وإذا بذلك الحجاب قد رفع وأذن لي بدخوله، ولما دخلته رأيت الأنبياء صفوفاً صفوفاً ودونهم الملائكة، ورأيت أقربهم للحق أربعة أنبياء، ورأيت أولياء أمة محمد أقرب الناس إلى محمد وهو أقرب الخلق على الله - تعالى - وأقرب إليه أربعة أولياء، فعرفت منهم السيد محي الدين عبد القادر، وهو الذي تلقاني إلى باب الحجاب، وأخذ بعضدي حتى دنوت من سيدنا محمد صلى الله عليه وآله، فناولني يمينه فأخذته بكلتا يدي.
فلا زال يجذبني ويدنيني حتى ما بقي بيني وبين ربي أحد، فلما حققت النظر في ربي ورأيته على صورة النبي، إلا أنه كالثلج أشبه شيء أعرفه في الوجود من غير رداء ولا ثياب.
ولما وضعت شفتي على محل منه لأقبله أحسست ببرد كالثلج - سبحانه وتعالى -، فأردت أن أخر صعقاً، فمسكني سيدنا محمد صلى الله عليه وآله))
(المواقف الإلهية لابن قضيب البان صفحة: 164 ـ 169)
2 - أمَّا كتاب "المواقف والمخاطبات " للنفري
- فالنفريو هو محمد بن عبد الجبار النفَّري، المولود في مدينة نِفَّر الواقعة على ضفاف نهر الفرات شرقاً. ونِفَّر مدينة سومرية تسمى نيبور؛ وهي مبنية على ضفاف الفرات الشرقية، وكانت مركزاً دينياً مهماً قبل أربعة آلاف سنة. ومن بعدُ أصبحت مركزاً للديانة المانوية، ثم المسيحية في القرن السابع الميلادي. عاش في القرن الرابع الهجري، وعاصر محنة الحلاج التي أثَّرت على أهل التصوف ودَعَتْهم إلى التحفظ والكتمان والتقية الشديدة.
وقد اكتشف كتابَ المواقف والمخاطبات للنفَّري المستشرقُ آرثر جون آربري سنة 1934. ويبدو أن عدم ذكر النفَّري في مصادر أهل التصوف والعرفان يرجع إلى عدة أسباب أهمها: تأثير محنة الحلاج على جيل المتصوفة الذي تستر بالتحفظ والكتمان. التخوف من الفقهاء.
تبنى النفَّري أفكاراً خاصة به تدعوه إلى الغياب التام وعدم الظهور؛ وقد تكون هذه طريقة خاصة بالنفَّري وأصحابه.يبدو أن النفَّري شيعي المذهب؛ وهو ما يبدو من خلال نصِّه الأخير في "المواقف والمخاطبات "الذي يشير فيه إلى الإمام المنتظر الذي يظهر وأصحابَه في آخر الزمان، بحسب الرواية الشيعية. والاعتقاد الشيعي بخصوص الإمام المنتظر متطابق مع مفردات النص النفَّري، وتؤكد ذلك طريقتُه العرفانية.، و هناك من يعتبر كتابه "المواقف" من تراث النصيرية الأولى، و كون ولادة النفَّري كانت في مدينة نِفَّر العراقية المجاوِرة للكوفة فإنَّ ذلك ممَّا يقوِّي الظنَّ بتشيُّعه.
- وذهب يوسف سامي اليوسف في كتابه (مقدمة للنفري: ص163) إلى أن النفري لم يكن مسلماً، ورجح أنه زردشتي توفي النفَّري في القاهرة عام 375 هـ/965 م، كما ذكره التلمساني شارح مواقفه.
و العفيف التلمساني (ت690هـ) له شرح مشهور على مواقف النفري،وبسبب هذا الشرح اتّهمه البعض بالميل إلى مذهب النصيرية
.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 05:29]ـ
إذن فلمَ كان هذا التشابه في السم بين كلٍّ من الكتابين المذكورين و بين كتاب الأمير؟
ـ يلمِّح الدكتور عبدالرزاق بن السبع في كتابه:" الأمير عبد القادر الجزائري وأدبه" إلى سبب تسمية كتاب "المواقف" للأمير بقوله:
(ولكنه لم يذكر ـ أي الأمير ـ من أين أخذ هذا العنوان الذي وضعه في كتابه الضخم في التصوف والاجتهاد.
على أن بعض الباحثين يرجع تسمية المؤلف بالمواقف إلى أن الأمير أراد أن يتشبه بغيره من أعلام التصوف " الذين ألفوا كتباً بهذا العنوان ومنهم: محمد عبدالجبار النفري المتوفي سنة 354هـ - 965م و ابن قضيب البان عبدالقادر بن محمد المتوفى سنة 1040هـ -1630م صاحب كتاب " المواقف الإلهية "631).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 12:48]ـ
تساؤل:
هل كتاب "المواقف" هوالكتاب الوحيد الذي توجد فيه المخالفات العقدية فبالتالي فعندما ننفيه عن الأمير يكون ذلك كافياُ لنفي تلك المخالفات العقدية عن جميع آثاره.
يقول سعدوني:
"أما ماذهب إليه ـ أي الدكتور حقي ـ من بعض الشك في شعر «المواقف» على أنه ليس للأمير، فإن ذلك النزر من الظن عنده قد يعني بعض ما يمكن أن يضاف، أو يدس في ثنايا القصائد ليس إلا، لأن شعر «المواقف» ورد في مظانه كما أراد الأمير عبدالقادر نفسه ذلك".
و لذلك فلا بدَّ من ذكر مقدمة مختصرة في مؤلفات الأمير،و هي كما يلي:
مؤلفات الأمير عبد القادر:
1ـ حسام الدين لقطع شبه المرتدين.
وهي رسالة تتضمن جوابا للامير عبد القادر الجزائري حول الجهاد وموالاة الكفار، و فيه تتبين نزعة الأمير الجهادية للذود عن حياض الإسلام و المسلمين.
2 - "المقراض الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام من أهل الباطل والإلحاد" وهي رسالة كتبها في سجنه بفرنسا.
3 - "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" وهي رسالة كتبها و أرسلها للأكاديمية الفرنسية عندما انتخبته عضوًا فيها.
4 - تعليقات على حاشية جده "عبد القادر بن خدة" في علم الكلام.!
5 - رسائل وإجابات على أسئلة في العديد من الموضوعات والفنون
6 - "المواقف" وهو في التصوف، و هومحل البحث الآن.
7ـ مذكرات الأمير عبدالقادر الجزائري، ولي رجوعٌ للحديث عن هذا الأثر الهام و مدى صلته بالأمير.
8ـ ديوان الأمير عبدالقادر الجزائري و سيأتي الحديث عنه بتفصيل.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 01:03]ـ
كلمه عن ديوان الأمير عبدالقادر ونشره:
أ ــ إن أول نسخة نشرت للديوان هي النسخة التي أعدها «محمد باشا ابن الأمير عبدالقادر:
التي نشرها في دار المعارف بمصر، وعنونها بـ «نزهة الخاطر في قريض الأمير عبدالقادر» يقول في أولها:
«أما بعد فيقول المفتقر إلى رحمة مولاه الغني، محمد بن الأمير عبدالقادر الحسني: قد سنح بفكري أن أرتب ما عثرت من كلام مَنْ في جوامع محامده ركعت غرر الشمائل، وفي محاريب معاليه سجدت جباه الفضائل، وكرع من بحر محيط الشريعة صافي الشراب، وبرع في نشر خفي الحقيقة لما عن الأغيار غاب، سيدي ومولاي ناصر الدين، الأمير عبد القادر بن محيي الدين، ولم أتعرض لذكر ماله من النظم في الحقيقة واللطائف، حيث أنه قدس سره أثبتها في كتابه المسمى بالمواقف، لا زالت أحاديث فضله تروى وتسند، وآيات بره بين الملأ تتلى وتشهد، ماذر شارق، ولاح بارق».
ب ــ» ديوان الأمير عبدالقادر» نسخة الدكتور ممدوح حقي:
تعد نسخة الدكتور «ممدوح حقي» النسخة الثانية»، وهي نسخة من الحجم الكبير، بالقياس إلى نسختي «الأمير محمد» ونسخة «صيام»،
مؤلفة من أربع وأربعين ومائتي صفحة وقد استبعد شعر «المواقف» كله ما عدا قصيدة «أستاذي الصوفي» التي أثبتها كذلك الأمير محمد في الديوان، ونجدها في «المواقف» أيضا.
وقد مضى قول سعدوني:"
أما ماذهب إليه ـ أي الدكتور حقي ـ من بعض الشك في شعر «المواقف» على أنه ليس للأمير، فإن ذلك النزر من الظن عنده قد يعني بعض ما يمكن أن يضاف، أو يدس في ثنايا القصائد ليس إلا، لأن شعر «المواقف» ورد في مظانه كما أراد الأمير عبدالقادر نفسه ذلك".
جـ ــ نسخة «زكريا صيام»:هذه هي الإصدار الثالث للديوان، أو هي النسخة الثالثة التي وصلنا إليها، وهي بعنوان «ديوان الأمير عبدالقادر الجزائري تحقيق وشرح وتعليق»، صدرت عن «ديوان المطبوعات الجامعية»، الجزائر سنة 1988، بحجم متوسط بلغت صفحاته أربعين وثلاثمائة صفحة،
كما تبين فإن ديوان «الأمير عبدالقادر» الذي أصدره ولده «محمد»، والذي حذا حذوه فيه «ممدوح حقى» لم يضم كل شعر الأمير، بحيث استبعد عنه شعره الذي في «المواقف»، أما «صيام» فقد حاول استدراك ذلك، وأثبت ما وصل إليه من شعره في «المواقف»، ومع ذلك فقد فاتته بعض النصوص، كما سيلاحظ ذلك في مظانه في الديوان أو في الملحقين معا.
د ـ ثم اخرجه الدكتور سعدوني عن مؤسسة جائزة عبدالعزيزالبابطين للإبداع الشعري، واعتمد فيه على النسخ الثلاث السابقة بينما جعل نسخة ممدوح حقي هي الأصل، وأثبت ما وصل إليه من شعر الأمير في «المواقف» أو زاده عن مصادر أخرى في ملحقين منفصلين.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 01:16]ـ
بعد أن عرفنا مصادر شعر الأمير، أنبِّه إلى أمرين:
1ـ أن هناك أشعار تحتوي على مخالفات عقدية ظاهرة، وهي ليست في كتاب المواقف أصلاً، مثل:قصيدة الاستغاثة برسول الله. والتي يقول فيها الأمير:
يا سيدِي! يا رسولَ اللّهِ! يا سندِي //ويا رجائِي! ويا حصنِي! ويا مددِي
وياذخيرةَ فقرِي! يا عياذِيَ! يا //غوثِي! ويا عدتِي للخطبِ والنكدِ
يا كهفَ ذلّي! ويا حامِي الذمارَ! ويا// شفيعَنا في غدٍ! أرجوكَ يا سندِي
لا علمَ عندي أُرجِّيه ولا عملٌ //أمامَ نجوايَ من هديٍ ومنْ رشَدِ
أبغي رضاكَ ولا شيءٌ أقدّمِهُ //سوى افتقارِي وذلِّي واصفرارِ يَدِي
إن أنتَ راضٍ فيَا فخرِي ويا شرفي//ماذا عليَّ إذَا واليتَ من أحدِ؟
و هذه القصيدة ليست في "المواقف"، بل في ديوان الأمير عبدالقادر نسخة ابنه الامير محمد ص: 14، 15.و نسخة صيام ص: 142، 143.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 01:24]ـ
2ـ أنَّ كثيراً من القصائد الموجودة في المواقف موجودة في مظانِّها من آثار الأمير أو تقييدات مؤرخيه و معاصريه.
و قد مرَّ بنا قول الدكتور سعدوني:
" أما ماذهب إليه ـ أي الدكتور حقي ـ من بعض الشك في شعر «المواقف» على أنه ليس للأمير، فإن ذلك النزر من الظن عنده قد يعني بعض ما يمكن أن يضاف، أو يدس في ثنايا القصائد ليس إلا، لأن شعر «المواقف» ورد في مظانه كما أراد الأمير عبدالقادر نفسه ذلك".
فمثلاً قصيدة "استاذي الصوفي" رواها ابن الأمير و مؤرخه الامير محمد في كتابه "تحفة الزائر" ص: 694، 695"، بل وبيَّن مناسبة القصيدة، حيث قالها الأمير بعد أن انقطع إلى العبادة في غار حراء بمكة المكرمة إلى أن جاءته ـ كما ذكر ـ البشرى بالرتبة الكبرى على عادة المتصوفة.
ومن هذه القصيدة قوله في شيخه الصوفي:
عيادي ملاذي وعمدتي ثم عدتي//وكهفي إذا أبدى نواجذه الدهر
غياثي من أيدي العداة و منقذي//منيري مجيري عندما غمني الغمر
ومحيي رفاتي بعد أن كنت رِمَّة//وأكسبني عمرا لعمري هو العمر
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 05:39]ـ
7ـ مذكرات الأمير عبدالقادر الجزائري، ولي رجوعٌ للحديث عن هذا الأثر الهام و مدى صلته بالأمير.
بالنسبة للأميرة الفاضلة بديعة الحسني فهي تنفي هذه المذكرات، وترى أنَّ ظروف خروجها كانت مُريبةً بعض الشيء، و هذا هومقال الأستاذة الفاضلة ـ حفظها الله ـ:
----------------
بسم الله الرحمن الرحيم
ملاحظات حول مخطوط سمي مذكرات للأمير عبد القادر
الملاحظة الأولى هي: مصدر المذكرات وهو فرنسي السيد جاك شوفالييه:
ذكر الدكتور أبو القاسم سعد الله حفظه الله في تقديمه لهذا المخطوط الذي سمي مذكرات الأمير عبد القادر أن أحد أفراد عائلة السيد جاك شوفالييه قد عثر على هذا المخطوط بالمصادفة، أثناء بحثه عن بعض الخشب في القبو للتدفئة، ولما اطلع عليه تأكد من أهميته التاريخية البالغة للوطن، فاتصل فوراً بوزير المجاهدين وسلمه المخطوط، وقد قام الوزير بتسليمه إلى السيد مدير المكتبة الوطنية في حفل رسمي، ويذكر الدكتور أنه اطلع على هذا المخطوط وأنه وجده من غير عنوان ومنسوب إلى مصطفى بن التهامي وأن هنري تيسيه هو من أطلعه عليه وكان على علاقة قرابة مع عائلة شوفالييه التي وحدت المخطوط.
أما قصة المخطوط فهي تعود إلى عام 1848 أي قبل ما يقرب من قرن وسبعة عشر عاماً من كتابة هذا المخطوط الذي يفترض أن كتابته كانت أثناء سجن الأمير عبد القادر عام 1848 تقريباً، وهذا الجزء يشكل جاذبية كبيرة وأيضاً تساؤلات أكبر وملاحظات.
الملاحظة الثانية: هل بقي هذا المخطوط طيلة هذه المدة بين الأخشاب؟ إلى أن وجده أحد عائلة شوفاليه السيد جاك، وهذا كان رئيس بلدية مدينة الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر.
وقد اطلع السيد حبر الكنيسة الكاردينال تيسييه عليها قبل أن تقدم هدية إلى وزارة المجاهدين التي أهدتها بدورها إلى المكتبة الوطنية في الجزائر بحفل رسمي.
إذاً كما نشاهد أن هذا المخطوط قدم من مصدر فرنسي وهو حدث على درجة كبيرة من الأهمية، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عند المحققين.
الملاحظة الثالثة: كما ذكر الدكتور سعد الله حفظه الله في تقديمه فقال أن العمل في هذا المخطوط هو عمل إنشائي تاريخي بعيداً عن حياة الأمير عبد القادر ومرتبطاً بتاريخ الإسلام العام، والمعارف الحضارية التي قد تكون مقحمة إقحاماً أي أُدخلت على الموضوع ولا علاقة لها بسؤال أو طلب القبطان وملاحظات الدكتور جديرة بالاهتمام وهي:
أولاً- المصدر هو فرنسي
ثانياً- المكان الذي وجد فيه المخطوط.
ثالثاً- المدة الزمنية
رابعاً- المضمون الذي خرج عن موضوع السؤال أو الطلب
خامساً- الأمور التي احتوت عليها دراسة هذا المخطوط، وكلها أمور على درجة عالية من الأهمية لدينا لأنها بنيت على أساس مشكوك فيه وهو نسبة هذا المخطوط إلى الأمير عبد القادر الأساس الذي بنيت عليه الدراسة.
والمستهجن على الأقل من قبل القراء أن يقدم هذا المخطوط على أنه مذكرات للأمير عبد القادر وصهره التهامي أو أنه بعلمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
في المقدمة التي كتبها السيد محمد الصغير بناني للمخطوط يبدو أنه كان على ثقة بأن هذا المخطوط يعود إلى الأمير، وكذلك التقسيمات التي فيه والتصاريح والتلميحات وجميع المعلومات التي وردت فيه واعتبارها حقيقية ولكن لم يغب عن ذهنه إمكانية التزوير فقال في الصفحة التاسعة عشر أنهم وجدوا بعض أجزاء من المخطوط مشوهة بالأخطاء اللغوية ويشيع فيها التحريف ولكنهم وصفوه بالسهو، رغبةً منهم بالتخفيف من الشكوك ولكن إمكانية الدس من أيادي أجنبية التي ترى من مصالحها الفرنسية التزوير والتضليل بالأمير لما توصلت إليه من وسائل في التقنيات الجاسوسة والتدليس والكذب، وعلى الرغم من ذلك لا يذكرون تشكيكهم صراحةً في هذا المخطوط مما يغلِّب ثقتهم على الشك. ولكن هذه الثقة التي يلمسها القارئ في هذه المقدمات لهذا الكتاب الذي يسمى مذكرات الأمير عبد القادر واعتباره من قبل المسؤولين والمؤرخين في بلادنا وثيقة هامة يحتفل بها ويحتفظ بها أيضاً في الأرشيف لدراسة فكر الأمير عبد القادر وتاريخ جهاده من خلالها.
ولا أدري هنا لماذا تميل بنا ثقافتنا نحو كل ما يقدم لنا من محتلي بلادنا سابقاً؟
حتى تاريخ وأفكار رموز أمتنا ونظل نراوح ضمن القيود التي وضعوها لنا والتي تحدد خطانا؟
ونتغافل عن المجال الفسيح أمامنا من التحليل والقياس ومجال التفكير الواسع بالتفتيش عن المصدر والأسباب ربما نجد من هذه الأسباب إدراك العدو سابقاً الذي كتب هذا المخطوط، الشعبية الكبيرة في الجزائر لهذا المجاهد الكبير وقوة تأثيره على الشعب وبصورة خاصة ركزوا على فكره. هذا أولاً.
ثانياً: إدراكهم أيضاً أن هذا الفكر يجب أن يشوه بشتى الطرق والأساليب، وكذلك تاريخ هذا القائد القدوة بالعمل على إزالة هيبته والتشكيك بأفكاره وأقواله لدى الشعب والعمل على القيام بمذبحة معنوية لكل أفكاره وهدم تلك الهيبة وتحويلها إلى القدوة التي يريدون نشرها بين الشعب الجزائري وبقية الأمم، وبعملية غسل دماغ فنية لشباب أمتنا ومفكريها فيجعلون الأمير في هذا المخطوط يصادق في سجنه حارسه الفرنسي القبطان صاحب الطلب ويذكرون في هذا المخطوط على لسان الأمير ما يريدون منه قوله وأول ما يرغبون فيه هو المديح له والثناء عليه كدولة فرنسية وشعب ووصفه لهم بأنهم «بيت ملك قديم» وأهل وفاء وكرم .... الخ، من كلمات المديح ثم الاعتراف منه بفضلهم عليه، ثم يجعلونه يصادق حراس سجنه الفرنسيين لدرجة يتجرأ أحدهم ليطلب منه كتابة سيرة حياته الذاتية ويقدمها له وأخيراً رماها هذا القبطان السجان بين الأخشاب ليجدها بعد قرن ونيف من الزمن جاك شوفالييه عن طريق المصادفة.
وإذا تركنا كل هذه الأمور جانباً التي تجرح هذا المخطوط ألا يحق للقارئ السؤال عن اللغة التي يتحدث بها الأمير مع رفاقه السجانين ويتفاهم معهم وهو لا يتقن الفرنسية وأيضاً لا يتكلم باللهجات العامية لأن ثقافته لم تكن على مستوى القرية ولكنها كانت على مستوى عال والدليل قصائده الشعرية وثقافته ثقافة جامعات ومعاهد في وهران وفاس، ومعهد القيطنة ليس زاوية في قرية لأن القيطنة كانت مزرعة لأجداده والقرية تخططها الدول ولا يخططها الأفراد.
وذكر المحققون من المفكرين الجزائريين أن الأمير كتب بهذه اللغة الركيكة ليجعل حراسه يفهمونها.
فهل يمكن أو من المعقول أن يخفض الأمير من لغته العربية التي يكتب بها قصائده الشعرية ويتكلم بها إلى مستويات هابطة ويجعلها بهذه الركاكة ليسيء إليها- أي إلى لغته- من أجل أن يفهمها حراس سجنه القبطان الفرنسي إن كان هو أو صهره التهامي الذي كان أيضاً شاعراً وأديباً.
كما يبدو لقد أرادوا من الأمير الاعتراف بأنه أوقف المقاومة وهذه نقطة علينا الوقوف عندها، لأنهم جعلوا هذا المجاهد يكررها عدداً من المرات لأنه عندهم هو الموضوع الأساسي الذي كانوا يحلمون به وهو «وقف المقاومة» وجعل الأمير وعلى لسانه القول في الصفحة 196 من المخطوط «وأصبحت الكوازيط منشورة بكل ضاحية من ضواحي مملكته» (مملكة فرنسا) وهنا أرادوا منه الاعتراف بأن الجزائر أصبحت مملكة لفرنسا وليست أرض محتلة وجعلوه يقول في هذا المخطوط بأن فرنسا أرسلت له هدايا بواسطة الدوق دومال منها ملابس نفيسة من كل نوع ومعها أنواع الطيب وأواني فضية للشراب وساعة ذات قيمة وجعلوا الأمير يقول في المخطوط أنه فرح
(يُتْبَعُ)
(/)
بهذه الهدايا ويصفونه كأنه طفل صغير وجعلوه يقول بأنهم طلبوا عدم إلباس هذه الكسوة إلى حين السفر ليعلموا الناس كرم الفرنسيين وخصالهم الحميدة وأفعالهم الفاخرة بالفخر والافتخار.
وهنا مما يلفت النظر نظر القارئ الذي يعرف من هو الأمير عبد القادر لا يصدق ما جاء في هذه الصفحات وربما يعتقد (القارئ) أن من كان حاضراً أو من قدم هذه الهدايا من الفرنسيين، فشعر بالغضب، وربما الإهانة لعدم قبول الأمير هذه الهدايا لأن الأمير لم يكن بحاجة إلى ملابس ولا إلى طيب ولا إلى أواني فضية التي يحرم على المسلم استعمالها للشراب فكتب هذه الصفحة أو هذا السيناريو ليشفي غليله، وجعل الأمير جلّ تفكيره محصوراً بتعظيم فرنسا وكيل المديح لها لدرجة وكأنه ينتمي إليها وحريص على سمعتها ومصالحها، وهذه كلها رسائل موجهة إلى الشعب الجزائري وربما وأيضاً إلى الشعوب العربية.
وجعلوه في هذه الصفحات ينسى أنه عربي مسلم ينسى إلى أنه ينتمي إلى شعب أبي كريم، وينسى أن بلاده مازالت محتلة من هؤلاء الذي يكيل لهم المديح ولا يذكر كلمة وينسى أنه مسلم، والآيات القرآنية التي أمر الله بها المسلم للهجرة في مثل ظروفه ولا يذكر سوى أنه يريد الذهاب إلى عكا أو مكة أو المدينة للحج وينسى قول الله تعالى: «ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً». (سورة البقرة الآية 100)
وكأنه لا يعرف قيمة الهجرة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أسوة حسنة فهاجر حينما اشتد عليه الحصار وأحاطت به المخاطر من بني قومه هاجر إلى المدينة، وهذه الهجرة شعر الأمير أنها باتت واجبة عليه في تلك الظروف وفي تلك الليلة الظلماء ولم يكن رأيه وحده في ذلك وإنما مجلس الشورى بجميع أعضائه وجدوا أن الهجرة وجبت عليهم.
ويلاحظ القارئ بعد هذا السرد عن لسان الأمير لخروجه من الجزائر ووصوله إلى مدينة طولون صفحات جعلوه فيها يصف المغاربة باللئام وجعلوه يكيل لهم كل ما هو مسيء بأسلوب التعميم وكأنه هو ليس من هذا الشعب العربي الواحد ولا يترك كلمة مديح في لغتنا العربية ومفرداتها الواسعة إلا واستعملها لمدح الفرنسيين إلا وذكرها هذا الكاتب من الصفحة /192/ إلى الصفحة /196/ وبعدها من غير مقدمات يقفز الكاتب إلى أعمال أهل السنة في التاريخ والتاريخ الإسلامي إلى جانب خصال الروم وأن الجنس الفرنسي فاق جميع الأجناس والأمم وكأن الأمير لم يكن يوماً مقاوماً لهؤلاء المحتلين لبلاده وأيضاً لم يعانِ يوماً مرارة ووحشية اعتداءاتهم على أبناء وطنه وينسى حادثة وضع تلك الأعشاب اليابسة في مدخل الغار الذي احتم فيه أبناء وطنه من أطفال ونساء حوامل وشيوخ لا يقدرون على المقاومة وأشعلوا النار فيها إلى أن مات كل من في الغار اختناقاً أو احتراقاً ولم يرَ آذان رجاله من الشهداء مقطوعة وممثل فيهم من قبل هؤلاء أو أبنائهم أو أجدادهم ويجعلوه يصفهم في هذه الصفحات بأنهم كرام وأفضل جنس من الأجناس البشرية، ولم يعانِ من غدرهم مدة سبعة عشر عاماً من مقاومة احتلالهم لبلده.
وبكل بساطة يجعلونه ينسى وكأنه أصيب بمرض نسيان الذاكرة وهو الرجل الذي عرف بالشجاعة الفائقة ورباطة الجأش وبالتقى والصلاح والبعد عن النفاق، الرجل الذي عُرف بالاتزان والحكمة بعبقرية العسكرية التي شاهد بها أعدائه الرجل الذي قبل تحمل مسؤولية الحكم وقيادة المقاومة، الرجل الذي أسس دولة، دولة مؤسسات، وجيشاً نظامياً وقف في وجههم وقوف الند إلى الند وكبدهم الخسائر الفادحة وتسببت مقاومته لهم بتغيير عدد كبير من جنرالاتهم الذين هزمهم في مواقع كثيرة ومعارك لا تحصى.
وملاحظة أخيرة عن هذا الموضوع:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه بالإضافة إلى هذا السيناريو- سيناريو الأمير من الجزائر- الذين كتبوه كما يريدون لأسباب سياسية ذكروا فيه أحداثاً وتواريخ ليجعلوه وليضعوا فيه شيئاً من المصداقية وذكروا فيه تواريخ، من الجاهلية إلى الإسلام وتاريخ العرب ومؤلفات فقهية وسير الأنبياء ومواضيع من أبي هريرة رضي الله عنه إلى ابن خلدون وابن هشام وابن عساكر والبخاري ومسلم وعدد كبير من أمثالهم يعني خلطة عجيبة من تواريخ الأقدمين وهذه كل هذه المعلومات ممكنة لأي باحث وطالب معرفة أن يجدها في مكتبات بلاده العامرة بهذه الكتب والمخطوطات.
وهنا سؤال ما الفائدة من هذا المخطوط لأبناء وطننا وبناة المستقبل من شباب أمتنا؟ مع العلم كما شاهدنا أن الأمير لم يخط بخطه ولو سطراً واحداً بهذا المخطوط الذي خطط لغايات سياسية استعمارية واضحة المعالم وما وجد فيه من تواريخ الأمم والتاريخ الإسلامي يجده أي كان في المكتبات وكتب السيرة النبوية وتاريخ الأمم الغابرة تملأ المكتبات، فهل المكتبة الوطنية في بلادنا بحاجة إلى مثل هذا المخطوط المفبرك يزيد من قيمة محتوياتها وربما له فائدة إذا لم ينسب إلى الأمير عبد القادر ويصدر منه نسخ تملأ البلاد شرقاً وغرباً ويرسل منه نسخاً إلى معارض الكتاب في البلاد العربية تحت اسم مذكرات «الأمير عبد القادر».
والملاحظ في هذا المخطوط أيضاً أنهم وضعوا للأمير ثلاثة أنساب:
واحد للحسن وواحد للشيخ عبد القادر الجيلاني، وواحد إلى الحسين بن علي ويجعلونه يتهم الشيخ عبد القادر الجيلاني بالتكبر والغرور، وهل هنالك غرور أكثر من أن يقول إنسانه أن قدمه فوق رقبة غيره «عن لسان عبد القادر الجيلاني أن قدمه فوق رقبة الأولياء». وأهم أمر هو وقفه للمقاومة وكأن الأمير لا يعرف أن المقاومة هي جهاد وأمر من رب العالمين فرض عين لا يستطيع أحد إيقافه مادام هناك محتل أجنبي على أرض الوطن والدليل أن المقاومة لم تتوقف بخروج الأمير من الجزائر مهاجراً وبعد اختطافه وسجنه اشتعلت ثورة الزعاطشة بقيادة الشيخ بومزيان وولده عام 1949 وثورة لالا فاطمة الادريسية، بمناطق جرجرة التي أوقعت بالقوات المحتلة خسائر فادحة وتابعت مقاومة الأمير عبد القادر وأيضاً مقاومة لأولاد الشيخ التي دامت لسنوات وثورة سي أحمد حمزة وثورة الأمير محي الدين بن الأمير عبد القادر عام 1871 وثورة المقراني وبعدها الحداد، ثم بوعمامه بن العربي، وهذا على سبيل المثال لا الحصر وهو دليل على أن الأمير لم يوقف المقاومة وإنما أوقف حرب دفاعية ضد أبناء وطنه الذين بدأوه بالقتال بأنه اعتبرها مهزلة ليس فيها شهداء لأنها كانت بين الأخوة في الدين، وهذا دليل أن المقاومة لا تتوقف إذا ذهب القائد أو استشهد فآلاف غيره سيقودونها.
حفيدة الأمير عبد القادر
بديعة الحسني الجزائري
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - Apr-2009, مساء 10:11]ـ
الأخ الفاضل المكرم/ محمد المبارك: جزاك الله كل خير على ما تفضلت به، والحقيقة غسم على مسمى: (إشادات وشيئة و فوائد مضيئة)، أسال الله تعالى أن يجعلك مباركا أينما كنت، اللهم آمين.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 01:09]ـ
اخي العزيز عبدالحق
اشكرك على مرورك بالموضوع
و الذي يحتاج الى اضافاتكم و فوائدكم
بارك الله فيك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 08:26]ـ
عذراً على التوقف بسبب مشاكل في جهاز الحاسب.
و سأحاول العودة الى الموضوع قريباً.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 09:11]ـ
و هذا فصلٌ عن "مذكرات الأمير عبدالقادر" نقلتُه برُمَّته عن كتاب " الأمير عبدالقادر الجزائري و أدبِه " للكاتب الفاضل ناصر سعدوني حتى يتبين رأي النقَّاد عن هذا الكتاب وعلى رأسهم الباحث الكبير الحُجَّة في هذا الباب "أبو القاسم سعد الله "
يقول الأستاذ الفاضل ناصر سعدوني:
" أما مذكرات الأمير عبدالقادر فهي عبارة عن" عمل يلتقي فيه التحرير والإملاء الشخصي للأمير مع الإنشاء الجماعي الذي تم إنجازه تحت إشراف الفقيه السيد مصطفى بن التهامي صهر الأمير وخليفته وصديقه المقرب والمحبب إليه (593) " ولذلك فهو شهادة صادقة لها قيمتها التار يخية " لأنها مكتوبة بأيدي شهود عيان عاشوا الأحداث وصنعوها بأيديهم واعطوها تفسيرها من داخل الواقع الذي التحم بأنفسهم ايما التحام (594) ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وسواء دونت هذه المذكرات بقلم الأمير أو كانت من إملائه فالمهم في هذا كما يذكر د. ابو القاسم سعد الله:" ان النموذج كان بموافقة الأمير نفسه وتحت نظره (595) " وهو ما يؤكده مصطفى بن التهامي في قوله:"فلما قرأ مولانا أيده الله مكتوبه واستوعب معانيه كلها. كلفني- اعلى الله مقامه وأعاد علينا وعليه عوائد بره بصالح الحال والمآل - بأن أجمع ذلك بحسب ما طلب كاتب المكتوب، فأجبته بالموافقة واثقا بإعانة المالك وسالكا صحة المسالك ومرتجيا نفعا دنيويا مآله الصالح الديني بحول الله وقوته (596) ".
ولعل الدافع الأساسي وراء كتابة هذه المذكرات هو تلبية الأمير ونزولا عند رغبة بعض المترددين عليه "من المثقفين والمستشرقين ودعاة الماسونية طمعا في معرفة نوازعه ومواقفه إزاء الحرية والأديان والإنسان والفلسفة والمرأة ونظم الحكم ونحو ذلك من اهتمامات هذه الفئة (597) ".
وهذا ما أشار إليه الأمير صراحة في بداية مذكراته في قوله " وبعد فإن بعض أساقفة النصارى طلب كتابا مضمنه تاريخ ما جرى بيننا وبينهم بالقطر الجزائري من مصالحة ومكافحة ببيان سبب كل واحد من الأمرين ونزيده مع ذلك التعريف بالمجاهد الإمام الأعظم الأعدل الأكرم وهذا هو الغرض الآكد منه (598) " وقد أورد الأمير نص الرسالة كاملة لصاحبها عبدالله القبطان فلان (599).
أما عن تاريخ ومكان كتابة هذه السيرة فإن المخطوط كما يذكر المحققون لايوجد فيه نص صريح ينبئ عن تاريخ ومكان الشروع في تحريرها والانتهاء منها "ولكن المرجح هو أن الأمير حرر سيرته في بو peau أوعلى الأقل شرع في تحريرها هناك "و ذلك سنة 1848 (600).
وقد أشرفت على تحقيق المخطوط وتقديمه بهذه الصورة العلمية المرتبة فرقة (الأمير عبدالقادر) للبحث العلمي المؤلفة من السادة الأساتذة الدكتور محمد الصغير بناني والدكتور محفوظ السماتي والدكتور محمد الصالح الجون وقد قام بمراجعة التحقيق في طبعته الثانية الأستاذ محمد الهادي حساني وأخرج أحاديثها الأستاذ عبدالمجيد بيرم وقامت بنشره شركة دار الأمة في إخراج جميل يحمل الغلاف صورة الأمير عبدالقادر بالألوان وتحته " مذكرات الأمير عبدالقادر ".
أمافارق الصفحات فقد كانت بمثابة تصدير بقلم الدكتورأبو القاسم سعد الله وتقديم، للدكتور عبدالمجيد مزيان وزير الثقافة سابقا إلى جانب مقدمة المحققين ونماذج من المخطوط مع ذكر أهم المراجع المتعددة في إنجاز هذا العمل، وفي نهاية هذا الكتاب فهرس للأماكن وآخر للقبائل والشعوب وأخيرا فهرس الموضوعات وقد أخذت هذه مايقارب من اثنتين وستين صفحة.وهكذا بلغ عدد صفحات الكتاب 292 صفحة من الحجم العادي.
ففي مقدمة الكتاب سرد الأمير الأسباب والدوافع التي كانت وراء انجاز هذا العمل مستعرضا المبررات الشرعية والمنهجية مؤكدا على أن ما قام به " أن لم يكن فيه نفع ديني أو دنيوي فلا ضرر فيه من جانبها، فإن الكلام المحتوي على حكمة أو مثل أو حكاية يقوي النفس وينشطها بالتشويق الىما وراء ذلك لا سيما إذا ذكر ذلك في المقدمة التي تقدم امام المقصود للانتفاع بها فيه للارتباط لها به (601) " وبذلك يدرك الأمير أن حسن الاستهلال محبب إلى النفس ومثيرإلى الشوق والبحث فيدفعها حتما إلى الانكباب على العمل وتقبله دون كلل أو ملل وهو ما جسده الأمير فعلا في بداية حديثه حين ينقل قارئه أو بالأحرى سائله من لوحة إلى اخرى مستهديا بأحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) وبعض صحابته وأقوال بعض العلماء والفقهاء والفلاسفة مستعرضا بعضا من القصص التراثي للتدليل على أحكامه وتدعيم حججه بالعبرة تارة وبالتذكير اخرى متحدثا عن النبوة وحاجة الإنسان إليها لهدايته إلى سواء السبيل مؤكدا على وجوب الوفاء بالعهد والحكم بالعدل لأنه ذاق مرارة الخيانة والظلم فلا يحدثك مثل الأمير صدقا إلا من عاش هذه المآسي وشرب كأس مرارتها حتى الثمالة، وتكاد هذه المواقف تتكرر عنده في كل مؤلفاته ولا يزال الأمير يرددها ولا يمل
تكرارها كلما سنحت الفرصة لذلك ليشعر فرنسا بفداحة جرمها فقد انبرى بالقلم يذود به عن حياض الدين وشرف العرب وشمائل الإسلام ينشد الإنسان الكامل الذي يراه متجليا في" تبليغه الهدي والعلم فيحفظه فيحيا قلبه ويعمل ويعلمه غيره فينتفع ينفع (602) " وخير الناس من ادرك هذه الحقيقة فوعاها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الفصل الأول ففي بيان نسب الأمير عبدالقادر ونشأته ومراحل تعلمه وتعداد أسماء شيوخه والإشادة بتلك الأرومة الكريمة التي ينحدر منهاو السبل التي ملكها في بلوغه " الذروة الشامخة وشام المرتبة الباذخة (603) " مبينا ومفتخرا بمذهبه المالكي وتبحره في العلوم الدينية والدنيوية مما جعله يتبوأ مكانا عليا وسط قومه وبين أترابه حتى " انتهت إليه رئاسة الشورى وسياسة القربى من الأقارب والأباعد واستشرفت لمحبته الأرجاء والأقطار ... ولو تتبعنا ما وصف به هو ووالده وسلفه وما عد من ثناء الناس في القديم والحديث لملأ الأرض وفات الطول والعرض وضاقت عن فحواه الطروس وتهلهلت بالعجز عن العبد الجروس (604) ".
أما الفصل الثاني وهو تكملة للحديث عن ذلك النسب والحسب الشريف الذي تنحدر منه أسرة الأمير والذي يرجع إلى سيد الخلق محمد (ص) مفصلا الحديث عن نسب الرسول وأجداده وقبيلة قريش " فنسبه (ص) أشرف الأنساب وسببه أفضل الأسباب وبيته في قريش أوسط بيوتها المرامة وأعرق معدنها الكريمة، فشماؤهم في المجد الصميم وشركائهم إلى ذلك المقام الكريم فسؤدد البطحاء عليهم مقصور والعيون إليهم أياً سلكوا أمور (605) ". كما يتحدث الأمير في هذا الفصل عن العرب العاربة والمستعربة من الشعوب العدنانية والقبائل القحطانية من البطون والأفخاذ منتصرا لقومه وجنسه العربي القح المجيد مستشهدا على هذا الشرف وهذا الامتياز بما صدر عن رسول الله (ص) من أحاديث
شريفة في فضل العرب على غيرهم بل إنه عليه السلام جعل محبة العرب من محبته نفسه" فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض فببغضي أبغضهم (606) "
بل إنه كره العرب وبغضهم آية من آيات المنافق في قوله (ص) "لا يبغض العرب "إلا منافق (607) " لما للعرب من فضل في حمل الرسالة وهداية الناس فالقرآن نزل بلسانهم والرسول منهم والكعبة في بلدهم فأي فضل يسمو على هذا، مدللا على هذه الحقائق في تأكيد شرف هذه السلالة بكثير من المآثر وجلائل الأعمال والأخلاق التي صدرت عن السلف الصالح فبوأت هذه الأمة تلك المكانة التي كانت تستأثر بها دون الأمم الأخرى.
وكان الفصل الثالث مخصصا للحديث عن النبي والرسول ومعنى النبوة والرسالة وما يتعلق بذلك من أحكام وشروط، ومن تفضيل بعض الرسل عن بعض وتخصيص كل رسول بآية أو معجزة ويذهب في تفسير ذلك والاستدلال على أقواله بما ورد في آي الذكر الحكيم شارحا تارة ومفسراً أخرى مشفعاً كلامه ببعض ما تواتر عن الرسول (ص) في هذا الموضوع وبعض أقوال العلماء والمفسرين والفقهاء كالسيوطي وابن حجر الهيثمي، ويكاد حديث الأمير يتكرر كل مرة عن موضوع النبوة فقد سبق له أن عرض هذا في مؤلفه ذكر العاقل، والمقراض الحاد، ويحاول الأمير أن يربط دائما قارئه بموضوعه حين يستعرض جملة من الأحداث والقصص التي لها علاقة بما هو مقبل عليه إدراكا من الأمير بأن النفس تميل دوما إلى القص والسرد عبرة وتسلية وإن كان الأمير يسميها في مذكراته تارة بالحكاية وأخرى بالطريفة واللطيفة والفائدة وفيها يتبع الموضوع بكل دقائقه كما فعل مثلا حين تحدث عن بعض الأنبياء والرسل كهود وصالح ولوط وداوود وغيرهم عليهم صلوات الله (608).
يكاد يكون الفصل الرابع تتمة أو تكملة للحديث الذي بدأه الأمير في فصله الأول الذي خصصه لذكر نسبه وسيرته وشيوخه وفيه يعيد استحضار تلك المحن والمآسي التي ألمت بعبدالقادر وما تعرض له من الأهوال والشدائد في سبيل مبادئه وعقيدته درءا عن حياض الدين وإعلاء لكلمة الجهاد التي أفنى من أجلها زهرة شبابه، واصفاً ما جرى بينه وبين أعدائه من منازلات ووقائع كانت له الغلبة فيها تارة، ولفرنسا وخصومه الغلبة تارة أخرى، واصفاً ذلك بكل صدق وأمانة إيمانا من الأمير بأن الزمن لا يبقي على حدثانه وأن الله يداول أيامه بين عباده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وينتقل الأمير للحديث عن رحلاته وسياحته العلمية والدينية فلا يدع أمرا إلا وعرض له بالوصف والتعليق مسجلا كل لحظاتها وما استشعره عند كل موقف، فأنصت إليه مثلاً وهو يصف بكل دقة ويرسم إطلالة الركب على مكة مهد الرسالة يقول:" إلى أن دخلنا بلاد الله الحرام الفجر بمقدار ساعة وعاينا قبلة كعبة صلاتنا وابتدأنا بسند طواف القدوم باستلام الركن اليمني والحجر الأسود والناس بين داع وقارئ وملب وخاشع وقانت وساجد وراكع خاشع وخاضع وجالس ينظر لتلك وساع بين الصفا والمروة بهرولة الرمل المتعاهد (609) " ولم يغفل الأمير كعادته في هذا الفصل أن يستشهد بما يتأتى له من القول المأثور نثراً أو شعراً تأكيداً لمذهبه في الحرب والسلام والوفاء بالعهد وشرف الكلمة تأسياً بدينه الحنيف الذي يحث على ذلك ورداً على أولئك الذين اتهموه بالخيانة والخداع " ويحسبون الخدعة علينا وحاشا الله أن نخدع وشرعنا لا يأذن لنا فيه (610) ".
كما نجد ذكراً لمعاهدات الأمير مع فرنسا في هذا الفصل بشروطها وبنودها وذكراً لانتصارات الأمير وهزائمه بعد أن ولاه جموع المسلمين إمارة البلاد والعباد والجهاد بعد
دخول الجيوش الغازية أرض الجزائر وأغلب هذه الوقائع والأحداث نجدها أيضا مفصلة في مؤلف نجله الأمير محمد "تحفة الزائر ". وهكذا يعيد الأمير كل مرة إلى الارتداد إلى مفاخر قومه إلى ذلك الإرث العظيم يفاخر به خصومه ويغالب به أمجادهم، فهو بالنسبة له معين لا ينضب وحوادث تقف شاهدة على عظمة أمته التي وهنت وضعفت ولكن الأمر عند الأمير لا يعدو أن يكون سحابة صيف وهذا ما حاول الأمير أن يؤكده في الفصل الخامس من هذه المذكرات بحيث نجده قد حشد كماً هائلاً من الأخبار والحوادث التاريخية التي التي تبرز مآثر وأيام العرب في الزمن الأول وسجاياهم وخصالهم في الحرب والسلم " ليعلم الواقف على هذا التأليف أن شرف العرب أمر شهير النواصي يعترف به المنصف والغريب والمعاند والقاصي (611) " ولذلك راح الأمير يذكر ويعدد المناقب التاريخية لتأصيل هذه الحقائق فيتحدث عن فضائل مكة وتاريخ بنائها (612) وما جرى فيها من أحداث كتدفق ماء زمزم ونزول العمالقة وانهدام البيت وقصة إعادة بنائه وزوال المماليك بظهور الإسلام والنبوءات المشيرة به إلى جانب بعض القصص التي رأى الأمير أن لها علاقة بهذا المجد التليد مستحضراً في كل هذا ميزة العرب " شعرهم " يدبج به أحاديثه.
فالأمير عبدالقادر إنساني في التوجه لم يكن متزمتاً ولا متطرفاً صاحب فكر منفتح وروح متسامحة يؤمن بحق الإنسان في الحياة مهما كان جنسه أو لونه لذلك آثر أن يتحدث في الفصل السادس من مذكراته عن الروم القيصرية فوفاها حقها بكل موضوعية وحدد مناقبها وإسهاماتها في بناء صرح الحضارة الإنسانية مثنياً على إخلاص الحواريين لنبيهم عيسى عليه السلام معدداً فضائل النصارى من خلال آي القرآن الكريم "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لايستكبرون "المائدة آية 82. وقوله: " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين " المائدة آية 83، مستشهدا في المقام نفسه على مدى تحبيب الإنجيل المسلمين للنصارى ويضرب لذلك مثلا في قصة النجاشي وما جرى لأوائل المهاجرين للحبشة حين خاطبهم بقوله " ما تجاوز عيسى ما قلت بمقدار هذا العود .... اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي آمنون به من سبكم عزم، من سبكم عزم، من سبكم عزم، فما أحب أن جبل دبرا من ذهب واني آذيت أحداً منكم (613) " مدليا بشهادة على كرم أخلاقهم وطهر سرائرهم " ولقد سايرناهم سنين واختبرنا أحوالهم فيها بكثير من الخصال الجميلة لا سيما وصفه تعالى لهم بأنهم لا يستكبرون، فإن عدم الكبر مستمر بينهم إلى الآن (614) " ولعل مرد نبل أخلاق الأمير وإقراره بهذا يعود أساساً إلى صفاء قلبه ودماثة خلقه فهو يرى الكل بعين الطيبة وجميل الخلق على أن معاشرته إياهم في حربه وسجنه ومجادلاته تبرز ربما هذه الحقيقة التي تنأى عن التملق. ذلك أن الأمير كما هو معروف لا يخاف في الحق لومة لائم " نعم شاهدنا ممن رأينا من كثير لهم الأدب والاعتراف والثبات والإنصاف ومعرفة الأفضل والمتفضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنازل الرجال وإعطائهم حقهم من تعظيم وتوقير وما يبلغنا عن مجالسهم في محادثتهم عنا إلا ما يقر العين (615) " وتلك هي روح التسامح والعفو والصفح برغم كل المآسي التي لحقته من بعض هؤلاء وكعادة الأمير فهو ينتقل في كل فصل من موضوع إلى آخر ليوفيه حقه فعرض بالحديث للمسيح وعودته إلى الأرض كما عدد فضائل مريم العذراء طارقاً كل ما له علاقة بالنصارى وكأنه يثبت لمعاصريه منهم على أنه يعلم من تاريخهم وسيرهم وأخبارهم ما قد يجهله هؤلاء أنفسهم فيقيم عليهم الحجة والبينة ليعلموا أي رجل هو عبدالقادر العربي المسلم.
أما الفصل السابع فأفرده الأمير لما اجتمع نسبه من هذه الأجناس وغيرها كالروم والعرب والنبط فما هذه الأجناس إلا أصلاً واحداً ثم تفرقت بهم السبل بعد ذلك لتنفرد كل أمة بميزة وخاصية تدل عليها بين غيرها، وينطلق الأمير في ذلك من كثير من الأحكام والأدلة العقلية والتاريخية مؤكداً أن هذه الخصومات والعداوات لا مبرر لها أصلاً والأصل هو التراحم والتواصل، ومنه فإنه لا يمكن لأحد أن ينكر هذه الصلات والوشائج التي تربط بني الإنسان جميعا، ويضرب لذلك أمثلة فمنبتهم واحد ودماؤهم اختلطت فللعرب مثلا " مصاهرة مع النبط من جهة مارية القبطية التي أهداها المقوقس لنبينا عليه السلام فأتت معه بإبراهيم ومات قبل أمد الرضاع فقال:"إن له مرضعاً في الجنة " وقال " لو عاش ابراهيم لم يعط الجزية قبطي (616) " ولعل الأمير كان يأمل من خلال هذا كسر تلك الحواجز النفسية والدينية والعرقية التي كثيرا ما كانت معوقات في سبيل الحق والسلام والوئام والأخوة الإنسانية فالكل من آدم وآدم من تراب:
العرب والروم وفارس فاعلمن
ولد سام فيهن الخير كن
القبط والبربر والسودان
ولد حام ثبت البرهان (617)
و في تراثنا الإسلامي كثير من القصص والشواهد التي يرجع إليها عبدالقادر للتدليل على مذهبه الإنساني ونظرته إلى غيره دون استعلاء فقد روى " أن اعرابيا جاء معاوية فقال له:" سألتك بالرحم الذي بيني وبينك إلا ما رفدتني، فقال: أنت من عبدمناف؟ قال لا، قال: أنت من قريش؟ قال: لا، قال: أنت من العرب؟ قال: لا، قال: أي رحم بيني وبينك، قال: رحم آدم، قال: رحم آدم فجوة لأكونن أول من وصلها" فأعطاه (618) ".
كما عرض الأمير في هذا الفصل لبعض القصص التراثية القديمة المستوحاة من مصدره الأساسي ومن موروث الأمم القديمة كقصة "ياجوج وماجوج (619) " وقصة النمرود مع سيدنا ابراهيم الخليل (620) وأصحاب الأخدود (621) معدداً صفات وأخلاق ومآثر بعض الملوك المشهورين عارضا لسير بعض الأنبياء مفرداً قسطاً من هذه الصفحات للتغني بحب الوطن والحنين والشوق إليه. ذاك أن حب الوطن من الإيمان كما جاء في المأثور، فالكريم "يحن إلى وطنه كما يحن النجيب إلى عطره (622) ".مستحضرا مختارات من الشعر العربي التي تصور هذا الحب وهذا الحنين وتشد الآصرة (623).
وينهي الأمير هذه المذكرات بخاتمة عدد فيها أسماء الشهور العربية، تأكيدا لانتمائه وتعلقا بتراثه، مفصلا القول عن مزايا وخصائص كل شهر من هذه الأشهر، فهو يذكر مثلا: أن محرم سمي بهذا الاسم " لتحريم القتال فيه، ثم صفر لخلو مكة من أهلها فيه ... ثم الربيعان ارتباع الناس فيهما أي لإقامتهم في الربيع زمن المطر، ثم جماديان لأن الماء يجمد عليها في زمن البرد (624) ".دون أن يغفل -طبعا- ذكرى أسماء بقية الشهور عند العجم خاتما حديثه بالتطرق إلى علامات قيام الساعة وأشراطها (625).
وتبقى هذه المذكرات مصدراً تاريخياً هاماً لاستكشاف بعض الجوانب الخفية في حياة الأمير لما تحمله من حقائق فهذا المخطوط يعد بحق " تحفة من أهم التحف لأنه نسخة فريدة ولأنه ذو صفات خاصة وله تاريخ خاص ... فكل جملة تاريخية في هذا المخطوط لها قيمتها الخاصة لأنها مكتوبة بأيدي شهود عيان عاشوا الأحداث وصنعوها بأيديهم وأعطوها تفسيرها من داخل الواقع الذي التحم بأنفسهم أيما التحام، ومهما تكلم الأمير عن نفسه بعفة وتواضع، أو تكلم عنه خليفته ببعض الإعجاب، فإن أسلوب الكتابة يبقى أسلوباً مباشراً ميزته الأولى الصدق الأمانة وبساطة التعبير" (626).
" الأمير عبدالقادر الجزائري و أدبِه " ـ ناصر سعدوني /ص212ـ 224.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 09:35]ـ
وأشرع الآن في القسم التاريخي من مقالي هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
و من دواعي الإنصاف الذي أرجو أواكٍب مساره و أوافِق مداره أن أبني هذا القسم على ملاحظات الشيخ خلدون حفظه الله نفسه، و التي طلب منِّي الإجابة عنها.
و ليُعلم أنَّ المقصود هو استخراج االعبر والفوائد من التجارب الكبرى في تاريخ المسلمين، فأقول مستعيناً بالله عز و جل:
قال شيخنا الشيخ خلدون حفظه الله
في مقالك "فك الشفرة" اتهمت الأمير بما يلي:
1ـ بأنه جمع وأحرق الكتب التي ترد على ابن عربي!!
2ـ بأنه أحرق كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيّم!!!
3ـ بأنه مستغرق في التصوف وتقديس ابن عربي تقديسًا يصل إلى حد الجنون، والقول بالحلول والاتحاد .. ! وأنه سكن في داره وأوصى بدفنه إلى جواره!!
4ـ بأنه مفتتن بالحضارة الفرنسية، وعلى صلة وطيدة معهم!!
5ـ واتّهمتَه بحبّه للسلطة وشرهه للمال!!
6ـ واتهمته بقتل بعض الولاة العثمانيين في لبنان.
7ـ واتهمتَ الأمير بوقوفه وراء أحداث 1860م في سورية ولبنان، ودعم النصارى والغرب للانفصال عن الدولة العثمانية، وتيسير التدخل الأجنبي!!!!
8ـ واتهمتَ الأمير بأنه كان ينفذ في دمشق أجندة عمل فرنسية!! وأنه كان يسرع إلى القنصلية الفرنسية بدمشق لتتوسط له عند العثمانيين!!!
9ـ واتهمتَ الأمير بالماسونيّة، والسعي لهدم الخلافة العثمانية!!!
10ـ واتهمته بدعم المؤسسات المالية الغربية (اليهودية وغيرها) لتنفيذ مشاريعها في الشرق (شق قناة السويس، شق الطرقات في الشام)!!
11ـ وطعنتَ في نسبه، وزعمتَ أنه هو مخترع ذلك النَّسب!
12ـ وطعنتَ في ولائه لدينه وبلاده وسلطانه، وزعمتَ أنه والى الفرنسيين ولذلك استسلم لهم!! وصار يخذّل أبناء وطنه عن القتال.
13ـ وطعنتَ بشرفه وإخلاصه، وزعمت أنه اتفق مع الفرنسيين على خدمة مصالح فرنسة ولذلك أُطلق سراحه، ووُعِدَ باستلام الحكم في بلاد الشام!!
كل تلك التهم والطعون دون أية أدلّة صحيحة أو مستندات معتبرة.
فأحد أمرين: إما أن تثبتها بحق، أو ترجع عنها؛ وأُعيذك أن يكون الأمر الثالث!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 09:46]ـ
1ـ بأنه جمع وأحرق الكتب التي ترد على ابن عربي!!
2ـ بأنه أحرق كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيّم!!!
قلت:
ذكر الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى في مقدمة تحقيقه لكتاب تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي للبرهان البقاعي، أن النسخة التي اعتمد عليها كانت في ملك الشيخ محمد نصيف رحمه الله تعالى، وأنه دفعها للشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله ليحققها، ودفعها الشيخ حامد للشيخ عبد الرحمن ليقوم بهذه المهمة، وأنه كان مكتوبا على النسخة بخط الشيخ محمد نصيف أنه سأل أحد الرحالة الأتراك السواح عن سر ضياع كثير من كتب العلماء التي ترد على ابن عربي، وتبين ضلاله وكفره، فأخبره بأن الأمير عبد القادر الجزائري حين كان مقيما في الشام سعى في جمع الكتب التي تنتقد ابن عربي، وقرأها جميعا، ثم أحرقها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
قلتُ و هذا نص ما كتبه الشيخ محمد نصيف ـ و الذي يسمِّيه الشيخ محب الدين الخطيب " مفخرة الحجاز " رحمهما الله:
قال الشيخ الجليل محمد نصيف:" أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف: سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة؟ فقال: قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة، وطالعها كلها، ثم أحرقها بالنار، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي. صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله:" أبو الحسين الحلاج "، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد، وطبع وقفا، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 10:22]ـ
3ـ بأنه مستغرق في التصوف وتقديس ابن عربي تقديسًا يصل إلى حد الجنون، والقول بالحلول والاتحاد .. ! وأنه سكن في داره وأوصى بدفنه إلى جواره!!
قلت:
سبق بحث ذلك في مبحث مؤلفات الأمير، و أن نسبة المواقف الى الأمير لم تكن محلَّ نقاش في السابق إذ أثبتها جلُّ من ترجم لأمير من محبِّيه ومُريديه و تلامذته وغيرهم وحتى ابنه الأمير محمد في تاريخه و في مقدمة ديوان والده.
بل إنَّ من يتتبع تراجم تلميذه الشيخ عبدالرزاق البيطار في كتابه "حلية البشر"
يجد أن الشيخ عبدالرزاق عندما يترجم لصوفية عصره لا ينسى دائما أن يُذكِّر بأنهم كانوا يرجعون الى الأمير في تفسير كتب ابن عربي كالفتوحات و الفصوص، و التي كان يٌقرِؤها في بلاد الشام، بل حتى الشيخ عبدالرزاق البيطار قرأ عليه "الفتوحات المكية".
ملاحظة:
الشيخ عبدالرزاق البيطار كان أحد طلبة الأمير عبدالقادر بل كان من أخصَّ تلامذته، و ذكر حفيده الشيخ محمد بهجت البيطار أنه قرأعلى الأمير "الفتوحات المكية" و لا زمه ملازمة تامَّة.
وكان الأمير يُحيل عليه مسائل الخصومات قال الشيخ محمد بهجت البيطار:
(حتى عُدَّ ثاني الأمير في حياته، و عهد إليه بتربية أولاده و تعليمهم)
ولكن الشيخ بعد وفاة الأمير بمدَّة رجع إلى طريقة السلف وترك طريقة القوم،
قال الشيخ محمد بهجت البيطار:
(ثم ألهمه الله تعالى الأخذ من الكتاب و السنة، و عدم قبول رأي أحد من دون حجة، كما كان على ذلك سلف الأمة)
قال الشيخ محمد بهجت البيطار:
(لقد سمعته في مزله يقول لعلامة العراق السيد محمود شكري الألوسي
لما كان نزيل دمشق سنة 1333هـ ـ و قد جاء ذكر أحد أئمة الإسلام العظام ـ لقد كنا أيام التحصيل عند شيوخنا إذا جاء ذكر مثل هذا الإمام نظنه رجلا خارجاً عن دائرة الإسلام).
ثم صار للشيخ عبدالرزاق صحبة أكيدة بالشيخ جمال الدين القاسمي ت1332هـ، و كان الشيخ القاسمي يُجلُّه و يسميه شيخنا الشيخ عبدلرزاق.
توفي رحمه الله في العاشر من ربيع الأول عام 1335هـ.
قلت: ترجمة الشيخ عبدالرزاق البيطار بقلم حفيده الشيخ محمد بهجت في مقدمة "حلية البشر" مهمة فليت أن أحد الاخوة ينقلها هاهنا لأنها موجودة بصيغة ال بي دي اف، و لم أستطع نقلها هاهنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 10:39]ـ
قلت و والد الشيخ محمد بهجة أيضاً كان على طريقة القوم ثم ألهمه الله عزوجل الرجوع الى مذهب السلف:
يقول الشيخ سليمان الخراشي في مبحثٍ له بعنوان:
"اتصال الشيخ الطنطاوي بالشيخ البيطار سبّب له أزمة " وهابية "! .. أما الآن فتغير الحال "
(بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - في ترجمة الشيخ بهجة البيطار - رحمه الله -:
(كان أول اتصالي بالشيخ بهجة سبب أزمة لي في حياتي. فلقد كان أكثر مشايخي، بل أكثر مشايخ الشام، ممن يميلون إلى الصوفية، وينفرون من الوهابية، وهم لا يعرفونها ولا يدرون أنه ليس في الدنيا مذهب اسمه المذهب الوهابي، ولكن ذلك أمر افتراه عليهم خصومها، ينفرون منها كما ينفر الإنسان من عدو خطر مجهول.
وكان عندنا جماعة من المشايخ يوصفون أو يوصمون بأنهم من الوهابيين، على رأسهم الشيخ محمد بهجة البيطار وزميله في القراءة علي الشيخ جمال القاسمي الأستاذ حامد التقي. ومن أعجب العجب أن والد الشيخ بهجة صوفي من غلاة الصوفية، القائلين بوحدة الوجود على مذهب ابن عربي وابن سبعين والحلاج. كما أن الشيخ خالد النقشبندي، المفسر السلفي كان جده المدفون في سفح قاسيون هو الذي حمل الطريقة النقشبندية إلى دمشق. ومن تبع أمثال هذه الظاهرة في تاريخ علمائنا وأدبائنا وجد منها الكثير، ولعل من أغربها أن صاحب "الأغاني" أبا الفرج الأصفهاني، أموي النسب شيعي المذهب، ومن أبنائي الأستاذ محمد سعيد المولوي، وهو سلفي العقيدة وعمه شيخ المولوية وأبوه من مقدميها.
من هنا كان اتصالي بالشيخ بهجة سبب سخط هؤلاء المشايخ علي، حتى أن أحدهم لقيني مرة، فسألني عن حالي، فقلت في نفسي: لماذا ألقي بالحقيقة الثقيلة عارية في وجهه، وما شاء فليفعل؟ فقلت له: أقرأ كتاباً لابن تيمية على الشيخ بهجة، في دار الشيخ ياسين الرواف، أي أنني جمعت له الوهابية من أطرافها!
فأخذني إلى مدرسته، وكان مدير مدرسة أهلية فلقينا الشيخ أمين سويد .. فقال له: يا سيدي هذا ابن الشيخ مصطفى، صار وهابياً ينكر التوسل. فقال الشيخ، رحمة الله عليه: يا بني، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. دعه فلا شيء لك عليه).
(رجال من التاريخ، ص 416 - 417) ..
قلت: هذا ما كان في الزمن القديم؛ بسبب سطوة " الصوفية " على المجتمع الشامي، أما اليوم - ولله الحمد - فقد تحرر أهل الشام من هذه السطوة، وأصبحوا يحاكمون أقوال وأعمال رعاة التصوف بالكتاب والسنة، دون خوف أو وجل. (انظر مثلا: " إلى أين أيها الجفري " للأستاذ الفاضل خلدون الحسَني). وانتشرت بينهم الدعوة السلفية، وهي مقبلة على خير - إن شاء الله -، بسبب الانفتاح الإعلامي، ......
أسأل الله أن يوفق أهل الشام إلى ما يحبه ويرضاه، ويحفظهم من كل مكروه، ويولي عليهم خيارهم، وينزع شرارهم .. ) انتهى كلام الشيخ الخراشي حفظه الله.
قلت:
والشيء بالشيء يُذكر، و كذلك الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي حفظه الله و له جهود مشكورة في مدافعة التصوف الذموم، وهو حفيد الشيخ عبدالغني النابلسي 1050 - 1287ه و الشيخ عبدالغني النابلسي من أشهر رموز الصوفية في هذه القرون المتأخرة
و هذا موقع الشيخ حفظه الله:
http://www.nabulsi.com/
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - May-2009, صباحاً 07:49]ـ
بقيت جزئية صغيرة في الموضوع وهي:
سكنى الأمير في دار ابن عربي و وصيته بدفنه في جواره!!.
و لا شك أن الخوض في إثبات هذه الجزئية أونفيها هوتحصيل حاصل، فإن متابعة الأميرعبدالقادر لابن عربي لم تقتصر على مثل هذه الجزئية، بمعنى: أنه لو انتفت انتفى المطلوب لإن ذلك ثابتٌ بأمورٍ عِدَّة سبق بيان أكثرها.
بل حتى مقالات محبي الأمير ومريديه تتكثَّر بمتابعة الأمير " للشيخ الأكبر" و ترى ذلك من مناقبه ومحامده.
ولنأخذ هذا المقال للإعلامي السوري ناظم مهنا على سبيل المثال
================
http://www.aawsat.com/01common/pix/Asharq-alawsat-logo.jpg (http://www.aawsat.com/default.asp?issue=)
الاربعاء 05 صفر 1429 هـ 13 فبراير 2008 العدد 10669
الوجه الدمشقي للأمير عبد القادر الجزائري يكشف عنه بترميم قصره وتصوير فيلم
عاش في سورية 27 سنة ودفن في تربتها
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.aawsat.com/2008/02/13/images/art1.458295.jpg الأمير عبد القادر الجزائري (صورة التقطها له فرنسيس بدفورد في دمشق سنة 1862) سار على خطى ابن عربي
دمشق: ناظم مهنا
أدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل عدد من البيوت الشهيرة في دمشق بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها من أجل تحويلها إلى منشآت سياحية وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت الشاعر شفيق جبري، وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر، استثمرتها سفارات بعض الدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت العقاد» الذي تحول إلى المعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.
واليوم وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة، وضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة من الأشجار الوارفة!
القصر كما أفادنا المهندس نزار مرادمي الذي نفذ الترميم، يعود بناؤه إلى حوالي 140 سنة، سكنه الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنه أبناء الأمير وأحفاده، وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلس الوزراء في عهد حكومة الملك فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصر مهملاً مهجوراً، شبه متهدم، منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين 1832 متراً مربعاً. ويقول المهندس نزار، إن العمل تم في القصر ومحيطه، بعد إزالة البناء العشوائي، وسيتم افتتاح القصر رسمياً في شهر مايو (أيار) من العام الجاري. وسيضم القصر بعد ترميمه، قاعة كبيرة خاصة بتراث الأمير عبد القادر، بالتعاون مع السفارة الجزائرية بدمشق، التي عبرت عن استعدادها بتزويد القصر بكل ما يرتبط بتراث هذا المجاهد الذي يكن له الجزائريون كما السوريون والعرب كل التقدير، ليس لكونه مجاهداً ومصلحاً وحسب، بل أيضاً لكونه عالماً وفقيهاً وشاعراً، وداعية دؤوباً للتآخي بين شعوب الشرق.
ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر، تم نقل جثمان الأمير، من دمشق إلى الجزائر عام 1966.
وقال المهندس نزار مرادمي ان عملية الترميم، تتركز على بعدين: ثقافي وبيئي. ويراد من ترميم القصر تحويله إلى بيت للثقافة، يزوره الناس مع ما يحمله اسم صاحب القصر من دلالات، والبعد الآخر سياحي، حيث يتم إنشاء حديقة بيئية أمام القصر وفي محيطه، وهذا يندرج ضمن المساعي القائمة لتحسين مظهر المدينة وتأهيل المعالم السياحية فيها.
ويذكر بهذا الصدد أن هذا القصر لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكن محل إقامته الدائم. فمن المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطات العثمانية في حي العمارة بدمشق القديمة، والمعروف بـ «حارة النقيب» وهو الحي الذي ضم آل الجزائري حتى اليوم ..
استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من اسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر .. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الزعيم المغاربي دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.
ولمكانة الأمير عبد القادر عند السلطان العثماني عبد المجيد، لجأ إليه «فردينان دو ليسبس» من أجل إقناع العثمانيين بأهمية مشروع قناة السويس، ودعي فيما بعد لحضور تدشين القناة عام 1869.
وهو بالإضافة إلى مكانته الوجاهية في دمشق، مارس حياة الشاعر المتصوف، وكان معجباً بالطريقة القادرية، نسبة إلى المتصوف عبد القادر الجيلاني، وله أشعار معروفة تنم عن عمق نظرته للإسلام، وللتسامح الديني، متأثراً أيضاً بالشيخ الأكبر محيى الدين بن عربي، إذ يمكن القول إن الأمير عبد القادر يشبهه في بعض الجوانب. شبه نجده لا سيما في قدومه من المغرب متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن قاسيون.
ومن جهة أخرى عبر الفنان السوري أسعد فضة، عن رغبته في تجسيد شخصية الأمير عبد القادر الجزائري في فيلم سينمائي ضخم، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية. وسبق للروائي الجزائري واسيني الأعرج أن قدم رواية تاريخية بعنوان «مسالك أبواب الحديد» عن الأمير عبد القادر وسيرة كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
وعن هذا الاهتمام اللافت بالأمير، سواء في سوريا أو في الجزائر، يرى النحات آصف شاهين، رئيس تحرير مجلة أبولدور الدمشقي: إن هذا الاهتمام وإن جاء متأخراً إلا أنه ضروري لرجل يستحق، وهو، أي الأمير، صاحب سيرة حافلة بالكفاح امتدت من المغرب العربي إلى المشرق، وإن كان الأوروبيون يشاركوننا في هذا الاهتمام، فقد كان الأمير عبد القادر رجل حوار وتحرر. وإن كان كافح الاستعمار الأوروبي، فقد عرفته بعض الشخصيات الأوروبية كمحاور متميز وواحد من أعلام الإسلام في ذاك العصر. ويرى المهندس هائل هلال أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف، وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم، جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في افياء غوطتها الغناء! بينما في حقيقة الأمر، يقول هلال: إن الرجل كان أحد أكبر أعلام تلك المرحلة، وأنه هو وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري من بابه الواسع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - May-2009, صباحاً 08:00]ـ
وهذا مقال آخر للأستاذ محمد حبش:
http://thawra.alwehda.gov.sy/images/thawra/banar.jpg
تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
http://thawra.alwehda.gov.sy/images/__print.gif (http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=93380 582820070112133231)http://thawra.alwehda.gov.sy/images/__email.gif (http://thawra.alwehda.gov.sy/__EmailStory.asp?FileName=9338 0582820070112133231&Title= ابن) http://thawra.alwehda.gov.sy/images/__save.gif (http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=93380 582820070112133231)
ابن تيمية وابن عربي ... حكاية من دمشق
دين ودنيا
الجمعة 12/ 1/2007
بقلم د. محمد الحبش
جبارة هي دمشق!! لقد احتضنت في وقت واحد رجلين كبيرين لا يمكن افتراض لقائهما في عالم المفهوم ناهيك عن الماصدق, وهما كالمتناقضين لا يجتمعان ولا يرتفعان,
ابن تيمية وابن عربي!!
ولكن أي سر في ذلك, فدمشق تحتضن خلال التاريخ أهم الأنبياء, وفيها مزارات لإبراهيم وزكريا وأيوب وذي الكفل وإلياس وإليسع ويحيى وعيسى ابن مريم, وتحتضن من الصحابة الأطهار حنجرة بلال وسيف خالد وتجليات أبي بن كعب وديمقراطية سعد بن عبادة وبطش ضرار بن الأزور وحكمة أبي الدرداء وعدل عمر بن عبد العزيز.
ولكن حكاية الرجلين تختلف عن ذلك!.
يسكن ابن تيمية في جامعة دمشق خلف مدرج الجامعة الرئيسي, ويسكن ابن عربي في جبل الصالحية حيث سمي باسمه أكبر حي في قاسيون حي الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي.
عاش ابن عربي في الفترة من 558 - 638 هجرية حيث جاء قادماً من الأندلس واختار سفح قاسيون ليكون شاهداً باقياً على رسالة دمشق في الحب والتسامح, ولكن ابن تيمية الذي جاء بعده بأقل من قرن رفع صوته بالغضب من فتوحات ابن عربي وفصوصه وحكمه وإشاراته ودلالاته, ولم يتردد في اعتبار كل تلك الإشارات أشكالاً من الكفر الأكبر, إلى حد جعل أتباع ابن تيمية يستخدمون في وصف الشيخ محي الدين الشيخ الأكفر!!
وخلال عقود قليلة من الزمن كتب فقهاء كثر من تيار ابن تيمية يدينون فكر ابن عربي بأقسى العبائر, وظهرت سلسلة متعاقبة من الكتب في تكفير ابن عربي, وقال ابن حجر العسقلاني إذا لم يكن كتاب الفصوص لابن عربي كفراً فلا كفر في هذه الدنيا!!.
وتعاقب فقهاء كبار على اتهامه بأقسى النعوت, ونص على تكفيره أئمة كبار منهم الإمام الحافظ الذهبي والإمام الحافظ تقي الدين السبكي والسراج البلقيني, وقال عنه الحافظ زين الدين العراقي كلامه كلام ضلال وشرك واتحاد وإلحاد, وقال عنه العز بن عبد السلام شيخ سوء يقول بقدم العالم, لا يحل حلالاً ولا يحرم حراماً, وبأشد من ذلك تحدث ابن كثير وابن حجر الهيتمي والإمام نور الدين البكري أما الإمام ابن قدامة المقدسي صاحب المغني فقد كتب عن ابن عربي بيتين من الشعر:
هذا الذي بضلاله ضلت أواخر مع أوائل
من قال فيه غير ذا فلينأ عني فهو كافر
وقد جمع برهان الدين البقاعي هذه الأقوال في كتاب خاص سماه: تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي!! وصار كثير من الفقهاء لا يذكرونه إلا مع الملاحدة والزنادقة وأعداء الدين!!!
ومن جانب آخر فقد انبرى عدد من علماء الشريعة للدفاع عن ابن عربي وكتبوا عدداً من الكتب في منزلته وفضله, فكتب السيوطي كتابه تنبيه الغبي إلى تبرئة ابن عربي وكتب عبد الوهاب الشعراني كتابه اليواقيت والجواهر في بيان عقيدة الأكابر, وكتب أيضاً تنبيه الأغبياء إلى قطرة من بحار علوم الأولياء.
ولكن دمشق ظلت تحتضن ابن عربي وتمنحه أبرك صلواتها وزياراتها, وترسل إليه أعذب أشواق الزوار اللاهبة, وعند أعتابه كتبت أعذب قصائد الشوق وتألق القراء والحفاظ والعلماء, ولا زال علماء دمشق إلى اليوم يعقدون مجالس الإقراء عند روضته الكريمة, وجاء المغاربة فأقاموا إلى جواره, وغدا ابن عربي جسراً للمعرفة والعطاء بين العرب والأندلس وبين الشرق والغرب, وبكل أمانة فإنه لا يوجد في دمشق باستثناء الجامع الأموي معلم تاريخي أغزر من مرقد الشيخ محي الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تحتاج لكثير عناء لتدرك كيف كان الشيخ محي الدين بن عربي يفكر, وإلى أي مدى كان شديداً في حربه على احتكار الخلاص, ولا يوجد في تاريخ التسامح الديني في العالم عبارة أشهر ولا أصدق من أبياته الخالدة:
لقد كنت قبلاً منكراً كل صاحب إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
وقد صار قلبي قابلاً كل ملة فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني
وفي خبر ذي دلالة وبخلاف سلوك فقهاء الشام بتأويل كلام ابن عربي, واعتذارهم عن اتباعه في هذا الموقف فإن التاريخ سيسجل لرجل عظيم في تاريخ سورية والعرب, وهو الأمير عبد القادر الجزائري أنه كان صريحاً في تأييده لموقف ابن عربي في ترجمان الأشواق حيث كتب قائلاً:
ففي نوره من كل ما يأمل الورى
فمن شاء قرآنا ومن شاء فرقانا
ومن شاء توراة ومن شاء إنجيلا
ومن شاء مزمارا زبورا وتبيانا
ولا ينسى أهل الشام موقف الأمير عبد القادر من طوشة النصارى التي وقعت في الشام 1860 حيث لم يكن للنصارى ملاذ يلجؤون إليه إلا دار الأمير عبد القادر رحمه الله.
ومع أن عادتنا في مواجهة عبارات السادة الصوفية أن نصفها بالشطح حفاظاً على سمعة الإمام الصوفي لئلا يوصم بمخالفة الجمهور, ولكن محاذير الشطح لاتحل عند ابن عربي أي مشكلة, فالرجل ماض إلى خلاف الجمهور في كل مسألة نظر فيها, وحروف كتبه كلها ناطقة بتميزه وخلافه ويتعذر تأويلها وهو مصر على المضي في خلافه إلى الغاية على طريقة الدوماني الغضبان: كل ما حللها شيخ يحرمها مائة ألف شيخ!!
ولكن ابن عربي ظل يحتفظ في الذاكرة الجماعية لأهل الشام أطيب الذكرى, ولم تنطفئ على الرغم من كل ما قيل أشواق العاشقين الوافدين على مرقده, وظل أهل الشام ينذرون للفقراء عند ضريح الشيخ محي الدين بن عربي, ويشكرون الله عند روضته, وصار دعاؤهم الحمد لله على الإسلام والسكنى بالشام والسكنى بالصالحية وجوار الشيخ الأكبر.
أما ابن تيمية فليس سراً أنه نال هو الآخر شهرة واسعة, وسارت الركبان بفتاويه وأدهش العالم بصموده وثباته على مواقفه, وشدته على خصومه, وكان لا يتردد في مهاجمة مخالفيه, ويصرح بالقول بأن القول ما قلناه ومن قال خلاف هذا يستتاب فإن تاب وإلا قتل!!
ولكن ابن تيمية لم ينل قبولاً في الشام, فالشام بما هي عاصمة حضارية خلال التاريخ كانت واضحة في قبولها الآخر, واحترامها للتعدد والاختلاف, ولم تقبل من ابن تيمية احتكاره للحقيقة, وهكذا فقد ارتحل علمه إلى نجد وتلقاه أهل الجزيرة العربية بالقبول والاتباع, ومع ذلك فقد ظلت دمشق ظلت تحتضنه وتتقبله, على منهج قول الأول: أنا سني وليلى علوية وخلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
من الطبيعي أن تكون أفكار ابن تيمية في تكفير المخالف وقوداً للتطرف والفكر التكفيري, وهو ما نشعر أن سورية في مأمن منه, ولكن وللأسف فإن أفكار ابن عربي في التسامح لم تدخل منهج التعليم في سورية, وظلت تعامل على أنها شطح يرتجى له غفران الله وليس -كما أرادها- فتحاً يرتجى فيه رضوانه! على الرغم من أنها تعكس ذهنية المحبة والإخاء التي نجدها في أبناء سورية على اختلاف مذاهبهم.
يبقى الضريحان في دمشق رمزاً لتعايش الفكر المتعدد في سوريا, وتقسم بينهما دمشق بالسوية, ولكن سوريا إذ يتزاحم ملوكها ليدفنوا في جوار ضريح ابن عربي وأعتابه, وتنشد عند ضريحه أعذب مغاني الشوق والوصال, وتكلل اسم الشيخ الأكبر على أعلى أحيائها في جبلها الشامخ تقدم رسالة واضحة تذكرك بقول النبي الكريم: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك).
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - May-2009, صباحاً 08:54]ـ
و أرى أنَّه لا بُدَّ من إيراد نص حلقة برنامج "العربية" مشاهد وآراء عن الفيلم الوثائقي "البحث عن الأمير عبد القادر" حيثُ سيتكرَّر الستشهاد ببعض فقراته في مباحث قادمة، و هذا هونص الحوار في ذلك البرنامج:
http://www.alarabiya.net/files/gfx/img/alarabiya.gif الأحد 25 جمادى الثانية 1426هـ - 31 يوليو 2005ممشاهد وآراء: الفيلم الوثائقي "البحث عن الأمير عبد القادر"
اسم البرنامج: مشاهد وآراء، مقدم البرنامج: ميسون عزام، تاريخ الحلقة: الخميس 28/ 7/2005
ضيوف الحلقة:
د. رضوان السيد (كاتب في الشؤون الإسلامية).
(يُتْبَعُ)
(/)
خالد عمر بن ققة (كاتب وصحفي).
د. ساسين عساف (أستاذ الحضارة والآداب/ الجامعة اللبنانية).
مشاهد وآراء: البرنامج يتكون من جزئين الأول يمثل فيلماً وثائقياً يطرح قضية مثيرة للجدل والجزء الثاني يستضيف خبراء ومختصين لمناقشة القضايا والأراء التي يطرحها الفيلم الوثائقي هي:
1 - الفيلم الوثائقي
2 - مناقشة الفيلم الوثائقي
ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم وبرنامج مشاهد وآراء. على الرغم من مرور ما يقرب من قرن وربع القرن على وفاة الأمير عبد القادر الجزائري قائد الثورة الأولى في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، إلا أن تجربته في الثورة وبعدها ما زالت تطرح إشكاليات كثيرة وما زال الكثير من الغموض يحيط بها، عبد القادر الجزائري ألد أعداء فرنسا الذي أصبح أقرب الحلفاء إليها هو موضوع الفيلم الوثائقي "البحث عن الأمير عبد القادر" الذي سنشاهده الآن في سياق هذه الحلقة الجديدة من برنامج مشاهد وآراء فلنتابعه سويةً.
الفيلم الوثائقي "البحث عن الأمير عبد القادر"
التعليق الصوتي: بدأت القصة هنا في زاوية الحمل على مرتفعات الجزائر، كان أجدادي رجال دين قدموا من الجزيرة العربية واستقروا هنا منذ ألف سنة، وُلدت هنا وترعرعت في قلب هذه الزاوية الكبيرة، والزاوية هي أساسٌ ديني يستقبل الناس ويؤمّن لهم الملجأ ما شاءوا البقاء، غالباً ما تضم مركزاً تعليمياً حيث يمكن للأتباع أن يتعلموا مبادئ الصوفية، والصوفية هي مدرسة فكرية تعتبر الحب الطريق الأقصر إلى الله، بعيد الاستقلال انتسب معظم الجزائريين إلى الزوايا المختلفة. [البحث عن الأمير عبد القادر] التعليق الصوتي: كان جدي القائد مصطفى على رأس زاوية الحمل منذ عام 1930، شهد الحربين العالميتين وعاش حرب الجزائر بكل ويلاتها، تجاوز محن العصر مردداً كل يوم شعار شيوخ الصوفية: لا بد من البحث عن السعادة حتى في الكوارث، كانت لوحة الفارس النبيل هذه المعلقة في مكتبة جدي واحدةً من أعظم ذكريات طفولتي، هل كان هذا الفارس أميراً من حكايات ألف ليلة وليلة؟ أو أحد فرسان الإسلام القادر على قتل ألف مرتد بضربة سيفٍ واحدة؟ تحت اللوحة وُضع صندوق مقفل من الخشب كُتبت عليه رسالةٌ موجهة إلى جد جدي، تقول هذه الرسالة: يا صديق الله العزيز، أتكلم من هنا، من حيث قاد الله خطاي وإني أوكل إليك قسماً من أسلحتي فاحفظها لي فقد أحتاج إليها يوماً ما، مع توقيع عبد القادر ابن محي الدين، عندما كنت صغيراً كنت أقضي الساعات وأنا أتساءل: من عساه يكون فارس الأساطير هذا الذي ترك أسلحته أمانةً عندنا؟ وفي أحد الأيام كشف لي جدي عن اسمه، إنه الأمير عبد القادر كان ملك الجزائر العظيم، كان يملك قصراً كبيراً في فرنسا، ولكنه مات في مدينة خلابة تسمى لؤلؤة الشرق، سيُدفن قريباً بيننا، سنقيم له مراسم دفنٍ مهمة، وسيعطيه الله روضةً من رياض الجنة. عندما بدأتُ أرتاد المدرسة كنت أتوقع أن أتعلم كل شيء عن الأمير، لكن في عهد الجزائر المستقلة لم تكن الكتيّبات الجزائرية متوافرة، كانت فرنسا قد رحلت تاركةً لنا كتباً عن تاريخها، لقد علمتني مدرسة الجزائر كل شيءٍ عن معركة بواكي، وأغنية رولا، ولكنها لم تعطني أي معلومةٍ عن عبد القادر. في أحد الأيام تحقق حلم جدي، ففي عام 1966 أعادت طائرةٌ كبيرةٌ الفارس العظيم إلى الجزائر، لكن جدي لم يكن يعلم أن الأمير سيقع بين يدي الكولونيل بومدين والجيش، أخيراً أصبح الأمير بيننا، كنت أتوقع أن يخبرنا أحدهم عن حياته، والأسلحة التي تركها، وقصر فرنسا ولؤلؤة الشرق، لكن في ذلك اليوم لم يقل أحد لماذا غادر الجزائر؟ ولا إلى أين ذهب؟ وضع الجنود النعش على الأرض وصاحوا: فليتمجد المحارب العظيم، ثم أغلقوا القبر، تبعت كآلاف الجزائريين الرجل الذي كان يرمز إلى الاستقلال، لكنني ما كنت أعرف شيئاً عن حياته، وفي عام 1976 قرر الكولونيل بومدين الذي رغب في تحويل الجزائر إلى جنةٍ اشتراكية أن يضع حداً للزوايا، واتهمها بأنها معقل الإقطاعية، غير أن سقوط معاقل الإسلام المنفتح سيمهّد الطريق لكل المذاهب التمامية. أرسل بومدين الجرافات إلى الحمل ليدمر خلايا الصوفيين، استولى الجنود على لوحة الأمير وأسلحته، كنت قد بلغت العشرين من عمري عندما توفي جدي، وجدت الجامع محاطاً بالدمار، لم يبقَ من المكتبة سوى حائطٍ فارغ وصندوق مفتوح، كانت
(يُتْبَعُ)
(/)
الجرافات قد دمرت ذكرى الأمير. اليوم يعلو تمثال الأمير في قلب العاصمة الجزائر فحل محل تمثال بوجو المسؤول عن الاحتلال الدموي، لكن هل يحتل عبد القادر قلب تاريخ الجزائر أيضاً؟ فما هي مكانة الأمير اليوم في تاريخ الجزائر؟ وأي أثر خلّف في أرضها؟ هل تُختصر حياة الأمير كلها على هذا السيف؟ من هو الأمير عبد القادر؟
برونو ايتيان: (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): كان في قلب العالم ومنفصلاً عنه في آن، أقصد أنه مسلمٌ ملتزم في وقت واحد، لكن ليس هذا فحسب، إنه عربي ذو ثقافة عظيمة وفي الوقت نفسه فارسٌ استثنائي ومحارب استثنائي، لكن الحرب ليست ما يثير اهتمامه، إنه في الوقت نفسه شخص في علاقة غيرية تثير الدهشة في تلك الحقبة، فهو يسعى دائماً لفهم ما هي الغيرية، بما فيها الله والرجال أيضاً. التعليق الصوتي: في وقت لاحق عرفت أن الأمير وُلد في منطقة معسكر، علمه والده قائد الزاوية الشعر وأصول التصوف والفقه، وفي عام 1830 قررت فرنسا أن تحتل الجزائر لأسباب تتعلق بالتوسع الاستعماري في تلك الفترة، فأرسلت إلى ذلك البلد أسطولاًَ يضم 10 آلاف رجل، كانت الجزائر في ذلك الوقت خاضعةً للعثمانيين غير أنهم سرعان ما سلموها للقوات الفرنسية من دون أي مقاومة، وضع هذا الاندحار الشعب الجزائري في حالة قلق عميق فاجتمع شعب أورانيا واختار الأمير الذي كان آنذاك في الـ 24 من العمر ليقود المقاومة، انتقل من التأمل الصوفي إلى خوض الحرب من دون أن يكون مهيئاً لذلك، فهو الذي قال إنه لن ينطلق في الحرب من دون أن يمارس الحب، سيتكلم عن الشعر والخيول والسحر مع أعدائه بين معركتين. برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): في سنوات المواجهة الأولى كان الأمير يسيطر كلياً على الساحة لأن الفرنسيين لم يكونوا يعرفون حرب العصابات. التعليق الصوتي: خلال 5 سنوات واجه الأمير على رأس بعض الفرسان القوات الفرنسية المسلحة بالأسلحة الثقيلة، فكان يتغلب عليها ويحقق الفوز تلو الآخر، انتهى به الأمر أن وقّع معه الفرنسيون هدنةً واعترفوا بسلطته على الجزء الغربي من البلاد، استغل الأمير الوضع ليؤسس دولةً حديثةً حقيقية، وجعل لها عاصمةً كما ضرب عملته الخاصة. برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): كانت دولته حديثةً بالفعل إذ كانت تضم جيشاً وشعارات وأشخاصاً يتقاضون الأجور وحكاماً يتلقون بدل أتعابهم، وما عاد بينهم أشخاصٌ يخلّون بوظائفهم ولا رؤساء قبائل؛ إذ كانت دولته حديثة بالفعل لكنها كانت قائمةً على التقليد الإسلامي، أي إنها دولة الشريعة فهي إذن ليست ما يريده بعض الأشخاص اليوم، لكنني لم أقل إنها دولةٌ إسلاميةٌ متطرفة بل هي دولة تحترم تقليد عبد القادر ألا وهو الشورى أي إنه يستشير ضباطه ويعود له القرار فهو القائد. التعليق الصوتي: تم خرق الهدنة بعد بضع سنوات، فعمدت باريس إلى تعيين الجنرال بوجو الذي عُيّن بدوره حاكم الجزائر، قرر بوجو أن يقضي على عبد القادر، فأمر بتدمير المدن والقرى وحرق محصول المدنيين، كما جرّد آلاف المزارعين من ممتلكاتهم
.برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): وقعت الفظائع في الأعوام 1846 و1947 و1948 فتحمل الفريقان الخسائر الفادحة، أتعلمون ما كانت الإصابات في تلك الحقبة؟ كانت تتوسع بين الكوليرا والجفاف والجراد والسيول إذ لم يتوقف المطر مدة 8 أيام، فما عاد باستطاعة أحد أن يسير بما في ذلك الخيول. التعليق الصوتي: حاول الأمير أن يحرض مناطق الجزائر المختلفة، لكن عدد الجنود الفرنسيين كان هائلاً، وعندما أصبح الجيش الفرنسي مؤلفاً من 100 ألف رجل اضطر إلى اللجوء إلى المغرب عندئذ ضغطت فرنسا على الملك الذي أعلن الأمير الموجود في مملكته خارجاً عن القانون، استسلم الأمير عام 1847 بعد أن أصبح ملاحقاً من المغربيين، وتخلت عنه القبائل المتعبة وواجه جيشاً عظيماً لا يتراجع أمام شيء، في المقابل أكدت له فرنسا أنه سينفى إلى مصر أو إلى فلسطين. برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): بصراحة تشاجرت بضع مرات مع شبان جزائريين قالوا: إن عبد القادر استسلم ولم يبقَ له إلا الموت، إنهم شبان متعجرفون، لا يعلمون ما تعنيه 17 عاماً من الحرب ضد الجيش الأقوى في العالم في ظروف وصفتها منذ قليل بالفظائع، لا، لم
(يُتْبَعُ)
(/)
يستسلم عبد القادر إلا بعد أن استشار الله وضباطه أيضاً، فلم ينسَ الشورى، ثم إنه اعتبر استسلامه آخر خدمة يقدمها إلى الشعب الجزائري. التعليق الصوتي: توقفت حياة عبد القادر في تاريخ الجزائر الرسمي في الليلة التي سبقت استسلامه، أما أنا فأردت أن أعرف إن كان الأمير تابع حياته بعد أن نُفي من الجزائر؟ فبدل أن يُرسَل إلى مصر أو إلى فلسطين سُجن مع أتباعه في تولو، ومن هناك تم نقله إلى بو، ثم إلى أمبواز، هذا هو القصر الذي كان يتحدث عنه جدي، في الواقع إنه حصن كان يُستعمل كسجنٍ للدولة، في أحد أيام الشتاء وجدت نفسي في أمبواز حيث ينقل نهر الوار حزن العالم وقسوته، يمكننا أن نتخيل الصدمة التي أصابت أقارب الأمير الذين قضوا حياتهم تحت الخيام في وسط سهول الجزائر الواسعة، كان الأمير يعيش مع عائلته تحت مراقبةٍ قاسية وفي حالة حرمانٍ كبيرة. كان قد اعترف لصديقه المقرب المون سونيير ديبيش مطران الجزائر السابق قائلاً: تراني على قيد الحياة، لكنني في الواقع ميت، فالبرد والغربة والمرارة التي كان يشعر بها تجاه عدم احترام السلطات الفرنسية وعودها كانت قد قضت على معنوياته
.مارك ميتاي (مساعد الأمين في قصر أمبواز): في مساء الثامن من تشرين الثاني نوفمبر عام 1848 رست باخرة مدينة الجزائر عند أقدم هذا الجسر، ونزل عن متنها الأمير عبد القادر وحاشيته، ثم صعدوا جميعاً في العربات التي ستقودهم إلى ساحة القصر.
برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): كانت الأعوام الأربعة أو الخمسة التي قضاها الأمير في أمبواز فرصةً استثنائية لسببين: أولاً: كانت المرحلة الأولى من الحوار الإسلامي المسيحي، فهنا جرى لأول مرة حوارٌ حقيقي بين المثقفين المسلمين وكل كنائس فرنسا ونافار التي جاءت لزيارته، إذ نظم مع زوج أخته بنتامي مؤتمراً أدبياً وفلسفياً، سرعان ما أثارت أعمالهم اهتمام الأكاديمية الفرنسية، فطلب منها المجتمع الشرقي تقديم مداخلة، وما زال لدينا من كتابات الأمير في تلك الفترة رسائل إلى الفرنسيين فكل هذه النصوص الشهيرة الصغيرة هي عبارةٌ عن نصوص تربوية مثيرة للاهتمام، فكانت خلاصة الأمير العامة: لو كان العالم يسمعني لجعلت من المسلمين والمسيحيين إخوةً ولعملنا معاً من أجل إرساء السلام في العالم، إنها لرسالة استثنائية بالنسبة إلى شخص يعتبر نفسه ميتاً، إذاً إشكالية الأمير كلها حتى نهاية حياته ستكون التالية، أنا جسر بين الشرق والغرب. التعليق الصوتي: لدى وصولي ظننت أن أمبواز كانت تذخر بكل ذكريات أسره والاضطراب العميق الذي سببه أسره في المجتمع الفرنسي في تلك الحقبة، تحفظ قاعات القصر ذكرى كل الشخصيات التي قضت فيه ليلةً أو ساعة، لكن ليس فيه من فترة إقامة الأمير إلا هذه الصورة المحفورة، إنها نسخة. الصحفي: ما هو الأثر الباقي للأمير عبد القادر في قصر أمبواز؟ مارك ميتاي (مساعد الأمين في قصر أمبواز): كيف أجيب عن هذا السؤال؟ التعليق الصوتي: توفي 25 فرداً من عائلته الأمير بسبب البرد والمرض خلال فترة الأسر، يعلو هذه المئذنة التي تحدد مقبرتهم هلال ذهبي، خلال الاحتلال ظن الألمان هذا الرمز من الذهب فسرقوه.
مارك ميتاي (مساعد الأمين في قصر أمبواز): قضى الأمير هنا أكثر من أربعة أعوام من تشرين الثاني نوفمبر 1848 حتى كانون الأول ديسمبر 1852، وقبل ذلك ببضعة أسابيع استقبل الأمير الرئيس لويس نابليون بونابرت الذي جاء ليلعن عن حريته، حصل هذا في 16 من تشرين الأول أكتوبر عام 1852.برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): جرى حادث آخر وهو أن الأمير الرئيس الذي لم يصبح بعد نابليون الثالث قد أحب عبد القادر حباً جماً، لدرجة أنه نظّم بنفسه عودة الأمير إلى الشرق، وأقول عودة الأمير؛ إذ يجب ألا ننسى أبداً أن عائلته الأمير كانت قد جاءت من الحجاز، وأن النفي الغربي غدا بالنسبة إلى الأمير عودةً إلى الشرق.
التعليق الصوتي: إن كانت حياة الأمير قد توقفت بالنسبة إلى الجزائريين قبل استسلامه فهي لم تنتهِ بالنسبة إلى الفرنسيين عندما حرّره نابليون الثالث، لكن الغموض يسيطر على نصف حياته، وهي الأعوام الـ 28 التي قضاها في دمشق. قصدت دمشق لؤلؤة الشرق الشهيرة، عندما وصل الأمير إلى دمشق كانت سوريا ولايةً من ولايات الإمبراطورية العثمانية،
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن لماذا اختار دمشق؟ إن دمشق هي مدينةٌ وجد فيها معلمّه الروحي ابن عربي ملجأً عندما طُرد من الأندلس في القرن الثاني عشر.
برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): أعرف بالتفصيل كيف كان يعيش الأمير فيما يتعلق بحياته اليومية في دمشق؟ إن حياة الأمير مثيرة للاهتمام ومنظمة كالعادة، فعاش في منزل ابن عربي الذي استأجره أو الذي استأجره الباشا، صحيح أن الفرنسيين دفعوا له نفقةً باهظة ما يقارب 100 ألف فرنك فرنسي، أو ما يساوي في تلك الحقبة بضعة ملايين في الشهر، لكن لا بد من أن نفهم أنه كان محاطاً بنحو 180 شخصاً من عائلته، وكان يعمل لديه ألفا شخص كحراس شخصيين أو مزارعين أو موظفين، وشيئاً فشيئاً وصل إلى دمشق زهاء 15 ألف مغربي وجزائري وتونسي، كان يستيقظ قبل الفجر بقليل إذ كان يؤدي بعض التأمل قبل الصلاة، بعد ذلك كان يتناول الفطور مع الأولاد، لكنه لم يكن يهتم بهم كثيراً، ................. ولديه أولاد كثيرون،
ثم يبدأ العمل فتصل الحلَقة الأولى من التلامذة، فلديه تلامذة معينون يقوم معهم بشيء محدد، فيتحدث عن الفتوحات المكية، فانطلاقاً من ملاحظات هؤلاء التلامذة سنرى نصوص كتاب المواقف، لكنني أذكّركم أنه الناشر المعاصر الأول الذي كتب الفتوحات المكية، أي إنه أمر بإعادة كتابة المخطوطات الأصلية التي كانت موجودةً في كونيا بالأناضول، فكان يشرح كل الفتوحات المكية ثم ينادي أمناء سره السوريين فيملي عليه رسائله، في تلك الفترة كتب بين 50 إلى 60 ألف رسالة للجميع، منها ما كان موجهاً إلى صديقه إميري المصرفي السويسري، وإلى الراهبة التي عالجت زوجته مبارك في أمبواز، وكاهن بو، ونابليون، باختصار كاتب الجميع، بعدئذ كان يقوم بجولةٍ في ممتلكاته، إذ كان يملك قصرين أو ثلاثة وكانت تضم حماماً وفرناً وطاحونةً وجسراً، كان لديه أيضاً أراضٍ زراعية واسعة في منطقة بعيدة جداً، لكن إحداها كانت قرب دمشق، بعد عودته بعد الظهر كان يذهب إلى الجامع الأموي ويجيب عن أسئلة الناس وهم غالباً ما يكونون من الطلاب أو من سكان المدينة، وكان يملك أيضاً صالوناً أدبياً، وتقرّب إلى عائلات دمشق العريقة وانضم إلى المجلس البلدي في المدينة، كما استقبل آل روتشيلد وآل ديلي شيبس إذ كان يموّل الطريق التي تربط ما بين دمشق وبيروت، ونظّم مصرفاً دولياً في هذا النظام، إذن كان نشاطه دينياً وزراعياً واقتصادياً وسياسياً في الوقت نفسه. التعليق الصوتي: دلّني الناس على الشارع الضيق الذي يقع فيه منزل الأمير، شعرت عندئذ أنه ليس بعيداً عني، وأنه هنا، خلف هذه الجدران الشاهقة التي لم تتحرك منذ عصور، فقلت في نفسي: إن طرقت الباب، فتح لي الأمير بنفسه، لكن الباب الأول لم يُفتح، طرقت الباب الثاني لكن المالك صرفني إذ كان يهدم المنزل، لكنني قررت أن أطرق الأبواب كلها، وصلت إلى الباب الثالث ورشوت الحارس الذي تركني أدخل فعبرت بهو المنزل على إيقاع دقات قلبي المتسارعة، وهنا اكتشفت أن سوريا قد حولت منزل الأمير عبد القادر إلى مأوىً للعجزة، استغرقت وقتاً طويلاً لأعود إلى رشدي في جامع الأمويين، بقيت هنا أقرأ هذه الصفحات التي كتبها الأمير، اليوم تتمزق الإنسانية، فكل واحدٍ يحاول أن يجعل إلهه متفوقاً على إله الآخرين، لكن الحب الحقيقي يسمو فوق كل الديانات، ويتابع الأمير قائلاً: لو سمعني الجميع لتمكنت من التأليف بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، في عام 1860 اشتعلت الثورات في دمشق ووقعت فتنة طائفية بين أبناء المدينة فرفع الأمير سلاحه بين اللاجئين الجزائريين وحمى آلاف المسيحيين، إن عمله هذا جعل منه أسطورة من جديد وانهالت عليه المراتب والتكريمات من البابا وملك أوروبا ورئيس الولايات المتحدة الأميركية. ميسون عزام: مشاهدينا نتوقف مع فاصل قصير ونعود بعده إليكم لمتابعة الفيلم الوثائقي "البحث عن الأمير عبد القادر" لبرنامج مشاهد وآراء فابقوا معنا. [فاصل إعلاني] ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً، لا زلتم معنا ومع برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي "البحث عن الأمير عبد القادر" لنتابعه سوية. [الفيلم الوثائقي] [البحث عن الأمير عبد القادر] التعليق الصوتي: تركت حي الأمويين وقصدت الحي المسيحي لأرى إن كان الناس هناك يذكرون الأمير. [مشهد لقسيس مسيحي يقرأ من الإنجيل
(يُتْبَعُ)
(/)
داخل الكنيسة متعبداً] الموسينيور فرانسوا ابوموك (مطران دمشق): في عهد الأتراك لم يكن يُسمح للمسيحيين بالسير على الرصيف هنا في دمشق، فكان عليهم أن يسيروا في وسط الشارع وكانوا مجبرين على ارتداء خاص يقول: هذا مسيحي، لم يكن يحق لنا أن نمتطي الجياد ولا حتى البغال، كانت هذه عقلية الأتراك الذي شجعوا نوعاً ما الحركة المتطرفة بين المسلمين، بدأت ثورة بسيطة عام 1848، ثم تأزمت الأوضاع حتى بلغت أوجها عام 1860، كان الأمير عبد القادر شخصية استثنائية لاسيما بالنسبة إلينا نحن المسيحيين، ما زلنا نكن له احتراماً لا مثيل له إذ كرّس نفسه ليحمي المسيحيين من تلك الفتنة الفظيعة، ثم إن عدد المسيحيين الذين التجؤوا لدى الأمير عبد القادر كان أكبر من عدد الذين قتلوا فمن وجهة النظر الإنسانية كان رجلاً رحب الصدر إلى أقصى الحدود يعتبر المسيحيين والمسلمين أبناء الله، فحماهم على الرغم من كونه مسلماً، لا بد من أن نتفق على أن المسلمين ليسوا جميعاً معادين للمسيحيين بل بالعكس لقد كان البطل الكبير في هذا التفاهم الإسلامي المسيحي فلم تبقَ عائلة مسيحية واحدة لم تقف إجلالاً لهذا الرجل العظيم. التعليق الصوتي: اقترح نابليون الثالث على الأمير أن يترأس الإمبراطورية العربية في الشرق بعد أن تم تحريرها من الاحتلال العثماني لكن الأمير رفض وسلك طريق مكة حيث عاش طوال سنتين لكن هذا الانعزال لم يبقِه بعيداً عن الأمور التي كانت تجري في تلك الفترة فبذل جهداً كبيراً ليحمي مشروع قناة السويس الذي وضعه صديقه فيردينان دوليسبس، وإذا كان الأمير يعشق الابتكارات التقنية فقد توجه إلى باريس لحضور المعرض العالمي وقضى بعض الوقت في إنجلترا، وفي نهاية حياته بنى في مراعي دمشق منزلاً رائعاً ليصلي باتجاه مكة، كنت مصراً على رؤية هذا المنزل الذي مات فيه عبد القادر، أمام هذه الكارثة رحت أسأل نفسي إن كانت هذه محاولة للقضاء على ذكرى الأمير في الأرض العربية، قلت في نفسي: ليست هذه محاولة تدمير لأثر رجل بل لحلمه بالتسامح والعصرية الذي ندعه ينهار في أرض الإسلام.
فاتح الجزائري (حفيد ابن عبد القادر): مساكن الأمير عبد القادر التي تواجد فيها، التي سكن فيها، أماكن عبادته، الأماكن التي تواجد فيها هو وحاشيته وأبناؤه وأهله كان محافظاً عليها حتى تاريخ ذهاب الرعيل الثاني لمن بعد أبناء عبد القادر يعني أحفاده. أصبحت المادة قليلة في يدهم حتى من الأمور المادية الصعبة والظروف التي عانوا منها باعوا أشياء ورثوها عن الأمير عبد القادر، هذا عامل أثّر تأثيراً كبيراً على الأماكن التي كان متواجداً فيها الأمير عبد القادر لتقصير من الحكومتين الجزائرية والسورية، مفروض تتضافر الجهود ما بين الحكومتين لإحياء ذكرى عبد القادر كتراث، مفروض يتكرم هذا الرجل، يُعطى حقه، يوفوه حقه، لو كان هذا الإنسان هذا موجود في بلد من بلاد العالم .. نقول: العالم الحر في أميركا ولا في فرنسا ولا في بريطانيا يكرموه خير تكريم هو وأبناؤه وأبناء أبنائه وإلى آخره.
التعليق الصوتي: بقيت زاوية غامضة واحدة في حياة الأمير كان عليّ أن أنيرها ألا وهي علاقته بالماسونية. فاتح الجزائري (حفيد ابن عبد القادر): يا سيدي الكريم الذي أعرفه وأعلمه تمام العلم من الوثائق الموجودة لدينا ومما قيل من أبناء عبد القادر في ذاك الوقت ثم أحفاده، لم يرد أي قول أو أي معلومة تشير إلى صدق ذلك الكلام بأنه انتسب للماسونية وأتى بها إلى دمشق وكان القطب الأعظم لها، أنا والدي محمد سعيد كان القطب الأعظم للماسونية وهذا معروف كان القطب الأعظم للمحفلين السوري واللبناني، ولديّ ما يثبت ذلك ولديّ وثائق تشير بأن عبد القادر لا يعلم عن الماسونية شيئاً.
.برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): إن الرسائل والإثباتات موجودة في أرشيف ديكسون بروفونس حيث تُحفظ الوثائق، فلنعد إلى سرد الأحداث بروية، ففي تلك الحقبة كان عبد القادر بحاجة إلى حلفاء في الغرب؛ إذ كان يفكر أن الغرب لديه التكنولوجيا والشرق لديه الروحانية، إذاً كانت الكنيسة الكاثوليكية مع الموسينيور ديبّيس أحد هذه العناصر الممكنة لهذا التبادل الذي يقوم على الحوار بين المسيحيين والمسلمين هذه هي الماسونية.
(يُتْبَعُ)
(/)
التعليق الصوتي: في نهاية رحلتي كنت مصراً على زيارة ضريح ابن عربي القائم على مرتفعات المدينة، فإن قضى الأمير السنوات الـ 28 الأخيرة من عمره في دمشق فهذا لأنه أراد أن يُدفن قرب ابن عربي معلّم الصوفية الأندلسي الذي حاول أن يجمع كل الديانات في حب واحد هو حب الله، وحتى لو مُحيَ كل أثر للأمير في دمشق وانهارت منازله ولم يكن أي شارع يحمل اسمه يبقى ضريحه الذي حُفر عليه اسمه وسلالته، لكن الضريح فارغ، بِتُّ الآن أعرف كل شيء تقريباً عن حياة هذا الفارس العظيم، ها أنا من جديد في الجزائر أذكر عندما قال جدي إنه سيكون للأمير مكان عظيم في الجنة، لكن .... ما هو المكان المخصص للأمير اليوم في الجزائر؟ وفي أي حديقة دُفن جثمانه؟ فعندما كان الأمير على قيد الحياة لم تطأ قدماه أرض هذه المدينة أبداً، اليوم يرتاح الأمير على مرتفعات العاصمة الجزائرية في وسط مربع شهداء الثورة، لم يعد قرب ابن عربي بل دُفن إلى جانب هواري بومدين، فكل مصير الأمير عبد القادر الجزائري هنا، عليّ أن أسلك طريق الغرب وأذهب إلى المكان الذي قضى فيه طفولته فاجتزت سهول راليس حيث عاش بنو هاشم أجداده، وفقاً للأمير كانت خيول بني هاشم أشبه بنيازك تطلقها الملائكة ضد الشياطين، وصلت أخيراً إلى جتنا القرية التي وُلد فيها الأمير، يقول عبد القادر في مذكراته إنه وُلد في زاوية الحمل التي كانت تجذب آلاف المؤمنين والعلماء الذين كانوا يأتون من سوسة ومن مراكش وتمبكتو وحتى من الإسكندرية لدراسة القرآن والشعر والفلسفة الصوفية، باتت زاويته اليوم خالية تماماً مثل ضريحه، أما قريته الأم فأصبحت في حالة سيئة، يحدد هذا السور المكان الذي وُلد فيه الأمير عبد القادر، لا يزور الناس هذا الضريح ليستغرقوا في التأمل بل ليرتاحوا، لم أجد في جتنا الأحصنة ولا النيازك ..........
وللهروب من بأس جتنا سلكت طريق معسكر المدينة التي عُين فيها عبد القادر سلطاناً على الجزائر والتي اختارها عاصمة لمملكته، رحت أبحث عن محكمته وعن مجلس قيادته فوجدت منزله الذي تم ترميمه بشكل خاطئ لدرجة أن ذكراه اندثرت. صادق محمد (مهندس): لقد تبدل المبنيان بشكل كبير، إنه لأمر مؤسف فعلاً أن نرى هذين المبنيين اللذين يذخران بتاريخ عظيم بهذه الحالة، في الواقع إنه أمر لا يصدق، يعتقد جزء كبير من سكان مدينة معسكر أن استعادة هذين المبنيين مهمة مستحيلة، أضف إلى ذلك أن عدداً كبيراً منهم يؤيد فكرة تدميرهما خشية انهيارهما. ميسون عزام: مشاهدينا فاصل قصير ونعود إليكم، ابقوا معنا. [فاصل إعلاني] ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً، لنتابع معاً "البحث عن الأمير عبد القادر". [الفيلم الوثائقي] [البحث عن الأمير عبد القادر] الدليل السياحي [مخاطباً عدداً من السائحين الفرنسيين]: هذه هي الجبال التي تسمى جبال بني شره، كانت في السابق مغطاة بالغابات لكنها حُرقت، أولاً في حرب الجزائر أي في حرب الاستقلال، لقد حُرقت لأن الكثيرين كانوا يختبئون في الأدغال والآن منذ عشر سنوات احترق ما تبقى منها. أحد السائحين: كان يقول: "كن مسلماً مع المسلمين ومسيحياً مع المسيحيين ويهودياً مع اليهود ومشركاً مع المشركين"، هذا ما كان يقوله. الدليل السياحي: لا بد من فهم قصد الأمير؛ فالأمر دقيق جداً، كان يستوحي من التراث الصوفي فهو كان يكرر ما قاله ابن عربي وهذا يعني أنني أحفظ في قلبي مكاناً للجميع، يوجد مكان لليهودي والمسيحي والمسلم وحتى المشرك فالدين الذي اعتنقوه ونشروه هو دين الحب الذي كان بالنسبة إليهم موجهاً إلى كل المخلوقات، كما كانوا يعتبرون أن كل شيء يتصل بالوحدة مع المحافظة على بعض الفروقات بين دين وآخر، إذن كانوا يحترمون كثيراً كل أشكال التقاليد، وكما أثبت الأمير كان في الوقت نفسه رجل فعل ورجل حب، كان حقاً رجل فعل كونه أسّس دولة أو قد أسّس الدولة الوطنية الأولى، لا بل الهوية الوطنية الجزائرية فقبله لم يكن للدولة الجزائرية حدود ولا تعريف بل كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، لكنها اكتسبت بفضل الأمير هوية ودخل في العصرية، كما فعل أمراً استثنائياً، فالسجناء مثلاً كانوا موضوعين تحت مراقبة والدته؛ إذ كان عليهم أن يأكلوا ما يأكله الأمير، وكان متأكداً أن والدته ستنفذ هذا الأمر، وفي النهاية عندما لم يبقَ لديه شيء قال
(يُتْبَعُ)
(/)
للحراس: أطعموا السجناء، فأجابوه: الطعام لم يعد متوافراً، فقال: أطعموا السجناء لأنني أنا ما زلت أنعم بحريتي. نحن في مكان رمزي جداً فهو المكان الذي أوكلت فيه قبائل غريس أي سكان هذه السهول الجميلة الحكم إلى الأمير عبد القادر للمرة الأولى واستجاب من جهته قولاً وعملاً، فكان ما يمكن أن نسميه اليوم الرجل العالمي ومن المثير للاهتمام أن كل هذا بقي في الماضي، ومنذ سنة بالضبط استعادت المناطق التي زرناها اليوم مثل معسكر وغريس الحياة، فلنأمل أن تكون هذه انطلاقة جديدة لهذا البلد ولنتمنى له السلام والأخوّة والتطور مع المحافظة على جذوره وتقاليده.الشيخ خالد بن تونسي (قائد الجمعية العلوية في مستغانم): بعد أربعين عاماً ظهر الاهتمام بالأماكن التي عاش فيها الأمير وبدأت عملية إعادة ترميمها، هذا أمر لا يُصدّق، إذاًَ السؤال هو: لماذا أُحضر رماد الأمير من سوريا إلى مقبرة العليا في عاصمة الجزائر؟ في حين أنه تم محو هذا التعليم وهذا المصدر الروحاني كلياً، لماذا؟ [عدداً من الرجال الصوفيين ينشدون بعض الأناشيد تقرباً إلى الله] التعليق الصوتي: في اليوم الذي تلا الاستقلال أعادت الجزائر كلها الفضل إلى أسطورة جبهة التحرير الوطنية، إنها أساس صلب وهوية وطنية لكن هذه الأسطورة انهارت مع الأزمة والحرب، لذلك أعادت الدولة الحياة إلى أسطورة الأمير المحارب في كل مكان تقريباً لتُظهر من جديد النقاء الثوري الذي يمثله هذا الرجل، في منطقة معسكر عاد ذكرى حروب عبد القادر وتم بناء جدار ساس مالا شعار الدولة الجزائرية الحديثة المنشأ، كُتب على اللافتة: "هذا منزل الأمير، أين هو؟ لا يهم"، كان يلزمه منزل فها هو، وفي المقابل يوجد هذا التمثال الفرنسي الذي يذكرنا بشخصية بطلنا المتناقضة، ففي الثلاثينيات أقامت فرنسا بضعة أنصاب تذكارية إحياءً لذكرى عبد القادر بُغية تمجيد تطور الاستعمار، أما تاريخ الاستعمار فيمثله على النحو التالي: "عبد القادر ألد عدو لفرنسا، أصبح من أقرب أصدقائها"
.ميسون عزام: مشاهدينا فاصل قصير إخباري ونعود إليكم فابقوا معنا. [فاصل إعلاني]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - May-2009, صباحاً 09:01]ـ
ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم وبرنامج مشاهد وآراء، تختصر تجربة الأمير عبد القادر الجزائري إلى حد كبير تجربة العلاقة الطويلة بين شعوب الشرق والاستعمار الغربي إلا أن التجربة ليست في غالبيتها صورة سلبية، بل تحوي صوراً إيجابياً تفتح الطريق أمام الحوار والتفاعل الضروريين، قاتل الأمير عبد القادر الفرنسيين وانتصر عليهم أولاً وأقام أول دولة جزائرية مستقلة في الغرب الجزائري، ثم خالف الفرنسيون العهود وشنوا حملة كاسحة عليه أنهت دولته وأجبرته على الاستسلام فانتقل إلى حياة المنفى، لم ينتهِ دور الأمير بخروجه من الجزائر بل ربما كانت الصفحة الثانية من حياته في دمشق صفحة زاهرة مثلت نموذجاً حضارياً خارقاً في إيجابيته وتسامحه وفي تفاعله، في دمشق أسّس الأمير الجزائري للحوار بين الشرق والغرب وللتفاعل بين الحضارات والثقافات بل أسّس للقومية والوطنية في المنطقة العربية، وأسّس مسبقاً للمرحلة التي أعقبت انهيار الدولة العثمانية، أين أصبحت تجربة الأمير؟ وأين أصبح ما أسّسه قبل قرن ونصف من القرن؟ وهل نجحت تجربة الحوار مع الآخر التي بدأها هو؟ وهل يمكن الثقة بحوار مع الآخر مع المستعمر؟ وهل هو منطقي أن يُفتح الحوار والنقاش حتى مع الأعداء في الحروب؟ وما الذي بقي من الأمير عبد القادر؟ وهذا هو موضوع هذه الحلقة الجديدة من برنامج مشاهد وآراء نناقشها مع ضيوفنا،
معنا اليوم من بيروت الدكتور ساسين عساف أستاذ الحضارة والآداب العربية في الجامعة اللبنانية، وأيضاً من بيروت الدكتور رضوان السيد الكاتب في الشؤون الإسلامية، ومعنا في الأستوديو الكاتب والصحفي الأستاذ خالد عمر بن ققة، أهلاً بكم جميعاً ونبدأ بما يراه هذا الفيلم الوثائقي، يعني الفيلم الوثائقي يظهر أن الدولة الجزائرية في الفترة التي أعقبت الاستقلال مباشرة كانت تفرض تعتيماً على حياة وأفكار الأمير عبد القادر الجزائري أو على الأقل لم تكن مهتمة بإطلاع الجمهور على حياته وأفكاره، لنتابع معاً بداية هذا المقطع. [مقطع من الفيلم الوثائقي]
(يُتْبَعُ)
(/)
التعليق الصوتي: أخيراً أصبح الأمير بيننا، كنت أتوقع أن يخبرنا أحدهم عن حياته، والأسلحة التي تركها، وقصر فرنسا ولؤلؤة الشرق، لكن في ذلك اليوم لم يقل أحدٌ لماذا غادر الجزائر؟ ولا إلى أين ذهب؟ وضع الجنود النعش على الأرض وصاحوا: فليتمجد المحارب العظيم، ثم أغلقوا القبر، تبعتُ كآلاف الجزائريين الرجل الذي كان يرمز إلى الاستقلال، لكنني ما كنت أعرف شيئاً عن حياته.
ميسون عزام: سيد خالد كونك جزائري وبالمقابل عايشت تلك المرحلة، هل تعتقد فعلاً أن الدولة الجزائرية الفتية كانت غير مهتمة بتاريخ الأمير عبد القادر؟ ولماذا؟
خالد عمر بن ققة: لأ أنا أخالف هذا الرأي تماماً، الدولة الوطنية أو الدولة الجزائرية إبان الاستقلال في عام 1962 ما كان في إمكانها أن تؤسس لمرجعية لأي شيء لأنها استلمت وضعاً مدمراً بالكامل سواء على المستوى العلائقي الاجتماعي، على المستوى الثقافي، على المستوى العمراني، أقصى ما يمكن أن تعمله أو أن تقوم به آنذاك هو أن تأتي بالبطل كما فعلت ولم يكن هناك ما يمنع، بل بالعكس الناس كانت قد رحبت بعودة رفات الأمير عبد القادر الجزائري أو الأمير عبد القادر رحمه الله، قياسنا الآن أو قراءتنا للحاضر الآن على قياس التجربة مرت من 43 سنة فيه نوع في تصور من الجور بمعنى أنه .. وإلا ما كنا .. ما يؤكد هذا الجور أن رئيس الجمهورية نفسه هواري بومدين رحمه الله كان يسمى محمد بن خروبة واختار أن يكون اسمه هواري بومدين الذي هو اسم على اثنين يعني زي ما نقول نحن أولياء أو رجال صوفية من الجزائر فهو خلفيته الدينية أيضاً كانت تعتبر أن هذا القائد هو الأساس في مرجعية الدولة الجزائرية، لكن لم يكن في مقدورها أن تؤسسها كمرجعية في لحظتها، لأنها هي أصلاً ما كانت تملك هذا كقوة ذاتية .. ميسون عزام: نعم ولكن رغم ما ذكرته إلا أن الفيلم يتهم الدولة الجزائرية الحديث بالسعي إلى محو ذكرى الأمير كلياً يعني بالنهاية وذلك بالطبع على أرض الواقع والسعي لمحو أفكاره، لنتابع معاً هذا المقطع. [مقطع من الفيلم الوثائقي].
التعليق الصوتي: وفي عام 1976 قرر الكولونيل بومدين الذي رغب في تحويل الجزائر إلى جنةٍ اشتراكية أن يضع حداً للزوايا، واتهمها بأنها معقل الإقطاعية، غير أن سقوط معاقل الإسلام المنفتح سيمهّد الطريق لكل المذاهب التمامية، لم يبقَ من المكتبة سوى حائطٍ فارغ وصندوق مفتوح، كانت الجرافات قد دمرت ذكرى الأمير، لم أجد في جتنا الأحصنة ولا النيازك ........
ميسون عزام: دكتور ساسين هل تعتقد فعلاً أن الفيلم كان محقاً في هذه النقطة بالذات فيما يتعلق بالزوايا ومساهمتها أو إلغائها الذي ساهم في إحياء التطرف؟ أم أن هذه النقطة كانت مبالغ فيها بعض الشيء ربما أراد معد الفيلم أن يظهر وجهة نظره فقط وليس الواقع؟
د. ساسين عساف: أنا أعتقد أن التطرف له يعني عدة أسباب لنشوئه، قد يكون يعني الرئيس بومدين بالتدابير التي أخذها يعني قد نحى بالبعض في هذا الاتجاه، ولكن أنا أعتقد أن هناك أسباباً أبعد بكثير من إجراءات تتخذها هذه الحكومة أو هذا الحاكم، هناك وضع اجتماعي، هناك وضع سياسي عام، هناك شعور بالانكسار التاريخي، هناك قبضة الاستعمار المتشدد على شعوب المنطقة يعني هناك عدة أسباب لنشوء أو إعادة يعني تنمية الشعور الديني المتطرف، ثم إن الزوايا لم تكن يعني زوايا شر وإنما زوايا صلاة وتأمل واختلاء بالنفس ومحاولة الارتقاء بها، يعني وهذه عادة معروفة عند العرب المسلمين في المغرب كما في المشرق، كما في ما يتعدى الوطن العربي إلى العالم الإسلامي بشكل عام، فالزوايا كان لها دور أساسي في تأصيل الفكر أو الروح الإسلامي لدى المسلمين وفي الارتقاء بالنفس إلى مراتب صوفية معينة وهذا ليس وهذا ليس يعني بوافد أو بغريب على التاريخ العربي أو التاريخ الإسلامي.
ميسون عزام: طيب لنستمع إلى رأي الدكتور رضوان حول هذه النقطة بالذات، دكتور رضوان يعني الدكتور ساسين يتحدث عن أسباب عديدة وراء انطلاق التطرف، ولكن إلى أي مدى ترى أن إلغاء الزوايا في تلك الفترة ساعد وساهم في إطلاق التطرف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
د. رضوان السيد: في الواقع عاشت العلاقة بين الدين والدولة في مرحلة الاستقلال محنة كبرى في العالم العربي بالذات، فقد جرى باسم الإصلاح استتباع المؤسسة الدينية بعد إلغاء مصادر استقلاليتها ومصارعة التصوف باعتباره تخلفاً، وبذلك فقدت هاتان المؤسستان - المؤسسة الدينية التحديدية من جهة وهذه الحركة الشعبية المعروفة بالحركة الصوفية - فقدتا سندهما المستند إلى الأوقاف والمدارس من جهة، وإلى نوع من الاستقلالية كقوتين من قوى المجتمع المدني من جهة أخرى، فكان هذا طبعاً من أسباب ظهور التطرف الإسلامي وشيوع ثقافة الصراع بين الدين والدولة، منذ أربعين أو خمسين عاماً في أقطار المشرق والمغرب العربيين، إضعاف المؤسسة الدينية ومقاتلة الحركة الصوفية وكلاهما باعتبار أنهما مؤسستان رجعيتان تحولان دون الإصلاح ودون تجديد الدين ودون الاجتهاد فيه أخلى الجو للحركات الأصولية الإسلامية التي تقول كلها بالاجتهاد من الناحية الرسمية لكنها من الناحية الفعلية توحد بين الدين والدولة، تدمج الدين بالدولة، أو تدمج الدولة بالدين، وتريد أن تحكم باسم الإسلام، باسم تطبيق الشريعة، باسم الدولة الإسلامية، وهي تصارع .. طبعاً انتصرت على المرجعيات التقليدية الدينية وهي ما تزال بصدد الصراع مع الأنظمة العربية والإسلامية كما هو معروف، طبعاً ميراث الأمير عبد القادر لا يمكن الحكم عليه لجهة كم أُكرمت الزوايا؟ أو كم جرى تجاهلها؟ فقادة الثورة الجزائرية أنفسهم كانوا مختلفين حول دور الزوايا والصوفية، منهم من اعتبر أن الزوايا هي التي احتضنت التراث العربي والإسلامي وهي التي أبقت على ذاتية الجزائر، وهي التي ساهمت في التحرير، منهم مثلاً الرئيس السابق بن بلاّ، ومنهم من اعتبر أن الصوفية استوعبهم الفرنسيون وأن جمعية العلماء الجزائريين النهضوية التي أسسها عبد الحميد بن باديس والتي ميراثها ميراث إصلاحي مشرقي يشبه ميراث مدرسة محمد عبده وضد التصوف إلى حد ما هي التي تُعتبر السلف المباشر للثورة الجزائرية وهذا رأي بومدين لذلك فإن بومدين كان يكرم الأمير عبد القادر باعتباره .. باعتبار أن هناك رافدين: الرافد الصوفي والرافد الإصلاحي، والأمير عبد القادر يمثل الرافد الصوفي وعبد الحميد بن باديس يمثل الرافد الإصلاحي.
ميسون عزام: يعني بالطبع هو رمز.
.د. رضوان السيد: ولكن هناك فرقاً بين بومدين الفرد الحاكم المستبد وبين إدارة الدولة الجزائرية وهي إدارة تحديثية فرنسية مع نزعة وقتها كانت اشتراكية فهمشت المؤسسة الدينية كلها إلى حدود الإلغاء وليس الزوايا فقط ..
ميسون عزام: لنعد لنتحدث ..
د. رضوان السيد: فهناك هذه اليسارية الطفولية وهذا الاستخفاف في التعامل مع المؤسسة الدينية أو مع الجوانب والهيئات والموروثات والمؤسسات الدينية في المجتمع .. في مجتمع مقتلع من جذوره كالمجتمع الجزائري وهذه الاضطرابات التي حدثت نتيجة تلاعب الفرنسيين من جهة.
.ميسون عزام: طيب عذراً دكتور لضيق الوقت دعني أنتقل.
.د. رضوان السيد: دقيقة واحدة .. نتيجة تلاعب الفرنسيين من جهة، وعدم جدية الدولة الجزائرية من جهة أخرى فيما يتعلق بالموروث الديني الجزائري، التعامل معه بطريقة استخفافية أو بطريقة عدوانية، نعم كان هذا سبباً مهماً من أسباب ظهور الأصولية الجزائرية
.ميسون عزام: يعني نعم وصلت الرسالة دكتور، ولكن سأنتقل إلى الرمز الفكري بالنسبة للأمير، يرى الفيلم الوثائقي أن الأمير جرى انتزاعه من موقعه الطبيعي الذي أراده قرب ابن عربي إلى موقع مصطنع قرب الرئيس الراحل هواري بومدين ويتساءل عن السبب، لنتابع معاً هذا المقطع. [مقطع من الفيلم الوثائقي] التعليق الصوتي: لم يعد قرب ابن عربي بل دُفن إلى جانب هواري بومدين، فكل مصير الأمير عبد القادر الجزائري هنا.الشيخ خالد بن تونسي (قائد الجمعية العلوية في مستغانم): إذاًَ السؤال هو: لماذا أُحضر رماد الأمير من سوريا إلى مقبرة العليا في عاصمة الجزائر؟ في حين أنه تم محو هذا التعليم وهذا المصدر الروحاني كلياً، لماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ميسون عزام: سيد خالد يعني سؤال طُرح يعني هناك أو الفيلم يحاول إظهار أن الأمير جرى اعتقاله ليس قبل أن يموت ولكن بعد أن توفي بكثير عندما تم نقله من موقعه الفكري الذي أراده وتحول من رمز فكري إلى رمز ربما يخدم أهداف الدولة، ماذا تقول في ذلك؟
خالد عمر بن ققة: أولاً: في الشريط يذكر أنه نُقل ليُدفن جانب بومدين لكن هو بومدين الذي دُفن إلى جانب الأمير، خلينا نصحح المعلومة هذه، يعني بومدين أتى بالأمير ثم دُفن إلى جانبه ولم يُدفن، يعني هذه معلومة في غاية الأهمية مع أنها شكلية، لكن الدولة الجزائرية ..
ميسون عزام: ولكن ربما كان مقرراً مكان دفن بومدين.
خالد عمر بن ققة: لأ كان خلاف الدولة الجزائرية يوم وفاة بومدين كان خلاف أنه ممكن لا يدفن في العليا، يعني هذا ليس تخطيطاً مسبقاً إنما نظرة بومدين نظرة القيادة الجزائرية للقيادة على أنه يجب أن يكون هناك رمز تاريخي للدولة الجزائرية، بدليل وجوده في عملتنا إلى غير ذلك، لكن القضية ليست هنا، القضية ليست بأنه نقل من اختياره أن يُدفن إلى جانب ابن عربي إلى نقله للجزائر أو إعادة رفاته، لأ، القضية أنا أتصورها على النحو التالي أن هناك خلافاً أساسياً بين الدولة الوطنية ورؤيتها التاريخية للأمير عبد القادر، أن الأمير عبد القادر وده اللي يعانيه العالم الإسلامي الآن - دعونا نتكلم بصدق - أن هناك خلافاً أن الأمير عبد القادر خلاف أساسي بين أنظمة الحكم وبين ما سماه الدكتور رضوان المؤسسات الدينية، أن الحاكم ممثلاً في الأمير عبد القادر كان يمثل الدين والدولة - إن جاز التعبير- يمثل المؤسسة الدينية بشقها الصوفي ويمثل رئيس الدولة أو الأمير أو نسميه ما شاء، في حين حصل بعد ذلك بعد استقلالنا فصل تام بين مؤسسات دينية وبين قيادات سميها علمانية سميها سياسية سميها عسكرية، إذاً فكأن الدولة الجزائرية أن لحظتها كانت تقول أن هذا ميراثي ميراثي كأمير عبد القادر ميراثي، لكن هذا الميراث لم تتبناه أنا معك، مع أن الصوفية في الجزائر - دعونا نقول بكل صراحة - الصوفية في الجزائر من 1830 إلى 1900 كانت هي التي تقوم بالجهاد الفعلي الميداني, وكل الحركات التي قامت في الجزائر لمقاومة الاستعمار من الأمير عبد القادر إلى سومر إلى أبو بغلة إلى غيره كلها ثورات صوفية بالأساس، ثم بعد 1900 تراجعت بعد أن اخترقها الاستعمار، لكنها تراجعت لتقوم بدور فعال في قضية نقل الموروث الديني أو تحديد القرآن ونقله للأجيال الأخرى، وقامت على استشهادات واجتهادات لم يقبل بها نظام الدولة الجزائرية آنذاك لأنه كما قال الدكتور رضوان هذا محق أنه تم تهميش الصوفية لصالح المشروع النهضوي لجمعية العلماء المسلمين، بمعنى تم تهميش الجانب الاجتهادي الأولي لصالح السياسي، سواء كان نهضوياً أو نضالياً، لأن جمعية العلماء المسلمين جمعية دخلت شقاً سياسياً وناضلت سياسياً أيضاً بشكل أو بآخر، المهم فكانت أيضاً رغم ما يُقال كأن الأمير عبد القادر حتى في ذهابه لسوريا عاد إلى مرحلة الأمة الواحدة ومفهوم الأمة الواحدة بغض النظر على ..
ميسون عزام: على كل هذه النقطة بالذات وخاصة عودته إلى سوريا سنناقشها ولكن بعد الفاصل، لدينا فاصل قصير نعود بعده إليكم مشاهدينا لمتابعة برنامج مشاهد وآراء، نناقش اليوم الفيلم الوثائقي "البحث عن الأمير عبد القادر"، ابقوا معنا. [فاصل إعلاني]
مناقشة الفيلم الوثائقي "البحث عن الأمير عبد القادر"
ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً، ما زلنا معكم ومع برنامج مشاهد وآراء نناقش معاً الفيلم الوثائقي "البحث عن الأمير عبد القادر"، في هذا الفيلم يرى أن الأمير برغم توجهه الديني بنى دولة حديثة، لنتابع معاً هذا المقطع. [مقطع من الفيلم الوثائقي]
(يُتْبَعُ)
(/)
برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): كانت دولته حديثةً بالفعل إذ كانت تضم جيشاً وشعارات وأشخاصاً يتقاضون الأجور وحكاماً يتلقون بدل أتعابهم، وما عاد بينهم أشخاصٌ يخلّون بوظائفهم ولا رؤساء قبائل؛ إذ كانت دولته حديثة بالفعل لكنها كانت قائمةً على التقليد الإسلامي، أي إنها دولة الشريعة فهي إذن ليست ما يريده بعض الأشخاص اليوم، لكنني لم أقل إنها دولةٌ إسلاميةٌ متطرفة بل هي دولة تحترم تقليد عبد القادر ألا وهو الشورى أي إنه يستشير ضباطه ويعود له القرار فهو القائد.
ميسون عزام: دكتور ساسين يعني لاحظنا أن الأمير عبد القادر أنشأ دولة حديثة، دولة مبنية على حسب الشريعة الإسلامية، ولكنها لم تكن متطرفة ورغم ذلك إلا أن الفرنسيين لم يتحملوا ذلك وقضوا عليها، هل يعكس ذلك النظرية التي تتحدث أن الغرب مصر دائماً على إلغاء الآخر مهما كانت إيجابياته، وهو جوهر الخلاف ما بين الشرق والغرب؟
د. ساسين عساف: العدوانية عدوانية الاستعمار يعني هذه حقيقة مثبتة في التاريخ وخصوصاً يعني عندما نتكلم على المركزية الغربية وعلى نظرتها للآخر، وبصورة خاصة إلى الآخر الذي هو أقل تدرجاً في سلم في السلم الحضاري، أو الآخر المختلف ثقافياً ودينياً، هذه حقيقة مثبتة، ولكن أن يقال أن الاستعمار الفرنسي أراد أن يدمر الدولة الحديثة التي أنشأها عبد القادر أو كان في طور إنشائها عبد القادر رغبة منه في تدمير هذه الدولة بالذات لكونها دولة يعني تعتمد المبادئ أو الشريعة الإسلامية لا أعتقد ذلك، أنا أعتقد أن الاستعمار عندما يتمدد في خارج حدوده لا يعنيه سوى تأمين مصالحه، لو رأى أن دولة عبد القادر كانت لتؤمّن له مصالحه في الهيمنة وفي استثمار الثروات الطبيعية وفي التوسع في اتجاه المشرق العربي آنذاك لا أعتقد أنه كان ليعمل على تدمير هذه الدولة، وإنما كان ليعمل لتوسيعها، وأنا أعتقد أن الاستعمار لا ينطلق من منطلقات دينية بمعنى أنه لا يقود يعني حروباً دينية وإنما حروب مصالح.
ميسون عزام: طيب هذا بالنسبة للفرنسيين.
.د. ساسين عساف: هذا هو ردي باختصار.
ميسون عزام: نعم، هذا بالنسبة للفرنسيين ولكن ماذا عنه هو شخصياً ودعوته دائماً للحوار مع الغرب؟ برغم شعوره العميق بالمرارة من نكران الفرنسيين لوعودهم، إلا أنه دعا دائماً في المرحلة التالية من حياته بعد نفيه إلى الحوار مع الغرب والتفاعل معه، لنتابع معاً هذا المقطع. [مقطع من الفيلم الوثائقي]
برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): إذاً إشكالية الأمير كلها حتى نهاية حياته ستكون التالية، أنا جسر بين الشرق والغرب.
ميسون عزام: دكتور رضوان إليك ما الدافع برأيك وراء هذه العقلية التصالحية الحوارية رغم أننا نتحدث عن دولة احتلت دولته، احتلت بلاده، قتلت شعبه، قضت على دولته، يعني كيف تفسر ذلك؟ هل هناك ربما من دوافع شخصية وراء هذا الانفتاح نحو الغرب؟
د. رضوان السيد: أولاً مزاجه الصوفي، ليس مزاجاً قتالياً بالضرورة، بالإضافة إلى أنه عندما قاتل الفرنسيين فاوضهم ثم أخذوه إلى فرنسا تواصل بالدرجة الأولى مع سياسيين ورجال دين، واطلع على الصحافة الفرنسية وعلى النقاشات وعلى الحريات الأساسية التي يضمنها الدستور الفرنسي ورأى النقاشات المختلفة حول فوائد المستعمرات وحول مضارها بالنسبة لفرنسا، ويقال: إن شخصية نابليون أثّرت فيه أيضاً، كل ذلك دفعه للاعتقاد أنه يمكن بالحوار إصلاح هذه العلاقة الفرنسية التي بين الشرق والغرب، وبين المسيحية والإسلام، العلاقة السياسية القائمة على الغلبة من جانب الأوروبيين للمسلمين، والعلاقة الثقافية القائمة على التبشير من جانب المسيحيين في البلدان الإسلامية، رأى أنه في هذين الملفين وعن طريق الحوار ومع قوى المجتمع المدني وقوى الكنسية المتنورة ولا ننسى أن الكنيسة وضعها سيء الكاثوليكية في فرنسا بالذات، يعني كأنها من قوى المعارضة، استناداً إلى ذلك كله وفي فترة إقامته في فرنسا أربع سنوات وما يزيد، اعتبر أن هناك أملاً في علاقة أكثر صحة بين المسيحية والإسلام وبين الشرق والغرب من طريق الحوار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ميسون عزام: إذاً أنت تستبعد أن تكون هناك دوافع شخصية ربما يهتم من خلالها أو يصل من خلالها إلى دور حتى ولم يكن هذا الدور داخل الجزائر، لم تكن هناك أي مصالح بالنسبة له مصالح شخصية.
د. رضوان السيد: لا، لم تكن هناك مصالح شخصية، وعندنا من تراثه ورسائله كان يفكر كثيراً في مستقبل حياته وفي مستقبل أسرته، ويكتب للسلطات الفرنسية بشكل دوري يطلب منهم إعادته إلى الجزائر ضمن شروط معينة، أو إن لم يكن ذلك ممكناً فإرساله إلى أحد بلدان المغرب العربي أو إلى مصر أو إلى دمشق .. ميسون عزام: ولكنه بالنهاية اختار الذهاب إلى دمشق، يقدم الفيلم تفسيراً روحانياً لاختيار دمشق مقراً لإقامته، لنتابع معاً هذا المقطع. [مقطع من الفيلم الوثائقي]
التعليق الصوتي: لكن لماذا اختار دمشق؟ إن دمشق هي مدينةٌ وجد فيها معلمّه الروحي ابن عربي ملجأً عندما طُرد من الأندلس في القرن الثاني عشر.
برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): أعرف بالتفصيل كيف كان يعيش الأمير فيما يتعلق بحياته اليومية في دمشق؟ إن حياة الأمير مثيرة للاهتمام ومنظمة كالعادة، فعاش في منزل ابن عربي الذي استأجره أو الذي استأجره الباشا، صحيح أن الفرنسيين دفعوا له نفقةً باهظة ما يقارب 100 ألف فرنك فرنسي، أو ما يساوي في تلك الحقبة بضعة ملايين في الشهر، لكن لا بد من أن نفهم أنه كان محاطاً بنحو 180 شخصاً من عائلته، وكان يعمل لديه ألفا شخص كحراس شخصيين أو مزارعين أو موظفين، وشيئاً فشيئاً وصل إلى دمشق زهاء 15 ألف مغربي وجزائري وتونسي.
ميسون عزام: سيد خالد هل يعقل أن الفرنسيين دفعوا له الأموال الباهظة كما ذكر البروفيسور فقط من أجل أن يخدموا أغراضه الروحانية؟ أليس من المنطقي أن نتحدث عن مصالح ربما أرادتها منه فرنسا من خلال ذهابه إلى دمشق وبالتالي داخل الدولة العثمانية؟
خالد عمر بن ققة: هو في ملحوظة أساسية قبل هذه النقطة أن القول - اسمحي لي - أن القول بأن فرنسا حينما دخلت كان يهمها مصالح اقتصادية فقط ولم تكن وراءها الكنيسة هذا فيه نوع من المغالطة للتاريخ، علماء الانثربولوجيا وعلماء الاجتماع الذين صاحبوا هذه الحملة إن جاز اعتبارها كذلك والخلفية الكنسية في التراث الاستعماري أثناء دخول فرنسا في حملتها على الجزائر موجود، يعني هذه نصوص مكتوبة ولا تحتاج منا إلى قدرة اجتهاد ..
ميسون عزام: أنت ترد الآن على الدكتور رضوان ..
خالد عمر بن ققة: مش أرد يعني هذا فتح للنقاش بغض النظر، لأن القول بأنها لم تكن دنيا لأ بالعكس لأن دولة الأمير حتى بدليل أن الجزائريين الذين بقوا من الطرق الصوفية التي تم اختراقها مثلاً أو غيرها أو الذين قابلوا الاستعمار الفرنسي مع ذلك همشوا وعذبوا وغيرت المساجد إلى إسطبلات الخيل إلى غير ذلك، لنعد إلى قضية .. هناك التزام بالشروط لقائد حارب الاستعمار لمدة 17 سنة، القول هذا العدد أنه فيه 2000 حارس وفيه 150 من العائلة، لماذا 2000 حارس؟ وهذا السؤال أيضاً، نحن لا .. أنا شخصياً في قراءاتي ليست ممتدة أو ليست ثرية في هذا الموضوع حتى أحكم، لكن لماذا 2000 حارس ..
ميسون عزام: ولم تصل إلى هذا الرقم.
خالد عمر بن ققة: آ 2000 حارس على الأمير يعني، مع 150 موظف و2000 حارس، يعني فيه نوع من الوهم، ليست هناك مصالح استعمارية يمكن أن يحافظ عليها لأنه أصلاً خارج باتفاقات غربية توحي لنا بأن هناك وعوداً من الغرب وهذه الوعود نظل نحن نطالبها.
.ميسون عزام: وعود أن يكون مثلاً ملكاً على الشرق وتحديداً على العرب؟
خالد عمر بن ققة: لا ليس محتاجاً أن يكون ملكاً على العرب لأنهم لا يقبلون أن يكون ملكاً على العرب لأن نظرته الدينية تتجاوز هذا، وأنا أتصور يعني في قراءاتي للأمير عبد القادر أن خروجه لدمشق أو غيرها دائماً أقول منطلق من مفهوم الأمة الواحدة إنني أفتح جبهة أخرى بدليل أن الجزائريين كفيلين أو مغاربة أو غيرهم من المنطقة تحولوا إلى هناك وتابعوه، في نهاية المطاف إذا لم أحارب على مستوى جبهة القتال الميداني العسكري سوف أحارب على جبهة الفكر وهو رجل كان أيضاً مفكراً، ولا أحد ينكر هذا، إذاً القول هذا الاستعمار يجب أن نأخذه في سياقه التاريخي حتى وإن وُثّق لأن هذا يخدم فكرة أنه ليس فقط أن الرجل تم اتفاق معه مع الغرب مع أوروبا مع فرنسا ممثلة الغرب ولم
(يُتْبَعُ)
(/)
يفِ، ولن يفي الغرب بعهوده دائماً وهذه معروفة، وإنما هناك محاولة لتشويه تاريخ الرجل لما بعد ذلك أنه رجل تقزّم إلى إنسان يحب فقط أن يحافظ على أصالته وانتهى الأمر.
ميسون عزام: طيب لنرى اهتماماته إن كانت قد بقيت حول الجزائر والمغرب العربي أم أنها تحولت، الفيلم يظهر أن دور الأمير توقف تماماً في الجزائر والمغرب العربي عموماً وتركز على الشرق العربي وشمل تسهيل السياسات الغربية في ذلك الشرق، لنتابع معاً هذا المقطع. [مقطع من الفيلم الوثائقي] برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): كما استقبل آل روتشيلد وآل ديلي شيبس إذ كان يموّل الطريق التي تربط ما بين دمشق وبيروت، ونظّم مصرفاً دولياً في هذا النظام، إذن كان نشاطه دينياً وزراعياً واقتصادياً وسياسياً في الوقت نفسه.
ميسون عزام: دكتور ساسين كيف تفسر غياب الأمير عن الشأن الجزائري والمغرب العربي بصورة عامة وتركيزه على الشرق؟ وبالمقابل يعني ما سبب أو سر علاقته بعائلة روتشيلد الصهيونية وديلي سيبس؟
د. ساسين عساف: هو بالواقع لا نملك وثائق يقرأ فيها يعني دور الأمير في تسهيل السياسات الأجنبية في المشرق العربي وتحديداً السياسات الفرنسية، ربما بعض المختصين في دراسة عبد الأمير قد يقعون على مثل هذه الوثائق في وزارة الخارجية الفرنسية أو على بعض الرسائل، ولكن أنا أعتقد أن هذا الرجل عندما جاء إلى دمشق كانت دمشق تعيش يعني أو بلاد الشام بشكل عام كانت تعيش مرحلة انتقالية ويعني تهيئ نفسها للتخلص من الحكم العثماني وكان الاستعمار الفرنسي والإنجليزي يحضّر نفسه يعني لاجتياح المنطقة، أنا لا أقول أنه كان رهاناً أو كان يشكّل حصان طروادة في هذا الميدان، ولكن موقفه الإيجابي من تهدئة الفتنة التي نشأت في العام 1860 في دمشق وحماية المسيحيين أعتقد أنه تدخل في إطار حسه الإنساني وفي ثقافته ثقافة الإسلام المتوسط، الإسلام العقلاني، الإسلام .. يعني أنا لا أعتقد أن وصله أو طريقة تعامله بين دمشق وبيروت أو اتصاله .. طبعاً من المعروف أن آل ريتشارد هيّ كانت عائلة صهيونية وكانت تمهّد يعني لنشوء الدولة وكان لها اتصالات بالدولة العثمانية، وأنا لست متخصصاً في هذا الباب لأحكم يعني حكماً أو لأطلق حكماً مبرماً على دوره على علاقته بآل روتشيلد ..
ميسون عزام: طيب إذاً ربما نحاول الغوص في هذه التفاصيل مع ضيوفنا الآخرين، ولكن الآن سأتوقف مع فاصل قصير نعود بعده لنتابع معاً برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي لهذه الحلقة "البحث عن الأمير عبد القادر"، مشاهدينا ابقوا معنا. [فاصل إعلاني]
ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً، ما زلتم تتابعون برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي "البحث عن الأمير عبد القادر"، يعتبر الفيلم أن الأمير عبد القادر كان من أوائل العاملين من أجل الحوار الإسلامي المسيحي، لنتابع معاً هذا المقطع. [مقطع من الفيلم الوثائقي]
برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): كانت الأعوام الأربعة أو الخمسة التي قضاها الأمير في أمبواز فرصةً استثنائية لسببين: أولاً: كانت المرحلة الأولى من الحوار الإسلامي المسيحي، فهنا جرى لأول مرة حوارٌ حقيقي بين المثقفين المسلمين وكل كنائس فرنسا ونافار التي جاءت لزيارته، إذ نظّم مع زوج أخته بنتامي مؤتمراً أدبياً وفلسفياً، سرعان ما أثارت أعمالهم اهتمام الأكاديمية الفرنسية، فطلب منها المجتمع الشرقي تقديم مداخلة، وما زال لدينا من كتابات الأمير في تلك الفترة رسائل إلى الفرنسيين فكل هذه النصوص الشهيرة الصغيرة هي عبارةٌ عن نصوص تربوية مثيرة للاهتمام، فكانت خلاصة الأمير العامة: لو كان العالم يسمعني لجعلت من المسلمين والمسيحيين إخوةً ولعملنا معاً من أجل إرساء السلام في العالم.
ميسون عزام: دكتور رضوان الأمير يعني كما ذكرنا هو زعيم إسلامي متدين لم يأتِ من مجتمع يضم مسيحيين، فما الذي دفعه في تلك الفترة للانفتاح ولطلب التحاور ما بين الديانة الإسلامية وأيضاً المسيحية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
د. رضوان السيد: كان المسلمون يعانون من هذه النقطة نقطة أن هناك غلبة غربية وليس في المجال السياسي والعسكري فقط بل وفي المجال الديني والأمير عبد القادر عاصر أناساً حاولوا نفس المحاولة في الهند، رحمة الله الهندي في أن يجادل المسيحيين من موقع المسالمة بأن يقول لهم: إن الإسلام دين إبراهيمي وينبغي الاعتراف به وأن العالم الإسلامي عالم كبير وينبغي أن تهتم أوروبا بمصادقته لا باستعماله، كان مقتنعاً بهذه الفكرة الأمير عبد القادر وأنه يمكن إقناع الأوروبيين من جهة بحق المسلمين في الحرية، ومن جهة أخرى بحقهم في أن يُعامل دينهم معاملة ندية، أما في دمشق فقد عمل الأمير عبد القادر من ضمن مجتمع إسلامي، ابن سعيد يمكن اتهامه بأنه عمل لمصلحة الفرنسيين، أما هو فكان يرى أنه يمكن إقامة مجتمع وطني إصلاحي متقدم بين المسلمين والمسيحيين ..
ميسون عزام: دكتور هل تستطيع أن تكمل أم تريد أن تتوقف قليلاً لتشرب بعض الماء، سنكمل مع مقطع آخر ونعود إليك لتكمل حديثك، ولكن الموضوع لا يقتصر فقط على المسيحيين ولكن يعرض الفيلم وجهة نظر ينسبها إلى الأمير بأنه كان يدعو إلى التآخي الإسلامي المسيحي اليهودي والوثني حتى، لنتابع معاً هذا المقطع. [مقطع من الفيلم الوثائقي]
التعليق الصوتي: اليوم تتمزق الإنسانية، فكل واحدٍ يحاول أن يجعل إلهه متفوقاً على إله الآخرين، لكن الحب الحقيقي يسمو فوق كل الديانات، ويتابع الأمير قائلاً: لو سمعني الجميع لتمكنت من التأليف بين اليهود والمسيحيين والمسلمين. أحد السائحين: كان يقول: "كن مسلماً مع المسلمين ومسيحياً مع المسيحيين ويهودياً مع اليهود ومشركاً مع المشركين"، هذا ما كان يقوله.
ميسون عزام: سيد خالد هل فعلاً كان الأمير بهذا القدر من الانفتاح أن تكون مسلماً مع المسلمين، مسيحياً مع المسيحيين، وحتى مشركاً مع المشركين؟
خالد عمر بن ققة: هذا الطرح هذا القول هذا يضرب الإيمان من أساسه، يضرب إيمان الأمير أو غير الأمير أو أي مسلم من الأساس، لأنه يمكن أن تحاور المسيحي أو اليهودي أو غيرها دعينا نتكلم في فضاء الإسلام أما أن تكون يهودياً أنا لا أفهم أن تكون يهودياً.
.ميسون عزام: ولكن التصوف أليس هو .. ألا يعتمد التصوف على أن العلاقة مع الله هي عن طريق الحب وبالتالي يجب أن تحب الجميع؟
خالد عمر بن ققة: ولكن هي في إطار الإيمان، التصوف ليس شيئاً وهمياً أو ليس حالة وهمية، أو حالة نزعة شيطانية، ربي سبحانه وتعالى بالنسبة للمسلمين المؤمنين يقول: "لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم"، ولكن يأتي الأمير عبد القادر ليقول: إنني يمكن أن أؤلف بين اليهود والنصارى، وهذا قول مشكوك فيه ويجب أن نرد عليه، لأنه يطعن في إيمان .. أن يكون مشركاً مع المشركين ووثنياً مع الوثنيين ويهودياً مع اليهوديين، يمكن أن يتعامل كمسلم مع .. لأن الحوار مبدأ الحوار هو مبدأ قرآني، "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء .. "، ثم القول بأنه كل إنسان يعلو .. في إله واحد، لكن نظرتنا له كأمم مختلفة قرباً أو بعداً.
ميسون عزام: طيب لنستمع إلى رأي الدكتور ساسين حول هذا الموضوع، ماذا تقول في ذلك؟
د. ساسين عساف: أنا أعتقد أن إيمانه الصوفي هو الذي دفعه إلى مثل هذا الكلام، لأن وحدة الأديان هي من وحدة المصدر، وربما يكون كلامه هذا هو الذي حدا الآخرين على اتهامه باعتناق الماسونية، هذا كلام صادر فعلاً عن إنسان ارتقى بالروح إلى مستوى يعلو أو يسمو على التعاليم أو على بعض الشرائع أو على بعض الطقوس، لأنه ارتقى إلى المصدر إلى المصدر وأنا أعتقد أن الخلفية التي بُنِي عليها هذا الكلام هي خلفية حضارية تعود إلى ما يمكن أن يسمى أو ما يسميه جاك بيرك المستشرق الفرنسي المعروف بالإسلام المتوسطي، إسلام التسامح وإسلام الحوار مع الآخر والاعتراف بالآخر، وأنا أعتقد أن الثقافة التي يعني اطلع عليها نتيجة الحوارات مع الفرنسيين ومع بعض المسيحيين الذين أمّوا داره في دمشق، يعني أغنى هذه الثقافة وحدا الأمير على هذا النوع من الكلام المفتوح ..
ميسون عزام: والانفتاح وربما التجربة الرئيسية التي يلقي الفيلم الضوء عليها في حياة عبد القادر الجزائري، هي تجربة حمايته للمسيحيين في دمشق أثناء الفتنة الطائفية عام 1862، لنتابع معاً مشاهدينا هذا المقطع.
(يُتْبَعُ)
(/)
[مقطع من الفيلم الوثائقي] التعليق الصوتي: في عام 1860 اشتعلت الثورات في دمشق ووقعت فتنة طائفية بين أبناء المدينة فرفع الأمير سلاحه بين اللاجئين الجزائريين وحمى آلاف المسيحيين، إن عمله هذا جعل منه أسطورة من جديد وانهالت عليه المراتب والتكريمات من البابا وملك أوروبا ورئيس الولايات المتحدة الأميركية.
ميسون عزام: دكتور رضوان يمكننا أن نعود إليك الآن لنكمل معاً هذا الحوار المسيحي الإسلامي الذي دعا إليه الأمير، يعني وبالمقابل هذا المقطع ربما يرتبط نوعاً ما بما ذكرنا، المقطع يتحدث عن حمايته للمسيحيين، طبعاً عمل نبيل ولكن ألا تعتقد أن هناك دوافع سياسية وراء ذلك؟ ربما أراد أن يقول أن الدولة العثمانية لا تستطيع حماية رعاياها وأنه هو الوحيد وهو المدعوم من الغرب يستطيع ذلك؟
د. رضوان السيد: دعونا نعرف لماذا نقلته أصلاً من فرنسا إلى دمشق؟ لأنه لو مات هناك بعد موت 25 شخصاً من أسرته لكان يمكن أن يحدث تمرد في الجزائر فنفته إلى دمشق بمرتب باعتباره واحد من مواطنيها، فكانوا يفكرون وقتها في ضم الجزائر إليهم باعتبارها جزءاً من فرنسا، وكانت تعرف أنه من خلال رحلات الحج ومجيء الجزائريين إلى المشرق وانضمامهم لعبد القادر ورؤيتهم له، كل هذا سينتقل إلى الشعب الجزائري فلا شك أن ذلك أثّر في حسن معاملتهم له وفي إعطائه مرتباً جيداً، ثم إنه لم يكن .. لم يعد خطراً بالنسبة لهم صار داعية للسلم والمسالمة وللتحرير عن طريق التقدم، يعني هو أول من .. مشروع إلى جانب قناة السويس مشروع الذي .. مشروع طريق بيروت الشام، بيروت دمشق 1865 الذي مُوّل بطريقة الـ "بي أو تي" يعني شركات خاصة تجمع فلوساً أسهماً تعمل هذا الطريق أو تعمل قناة السويس ثم تديرها لتسترد فلوسها لمدة معينة وتعيد تسليمها إلى الدولة، فبدأ يشتغل بطريقة جديدة على مشاريع الإنماء والإعمار والتقدم والعلاقة الأخرى بين الشرق والغرب، وفي الوقت نفسه على المجتمع الوطني أن هذه العملية النهضوية المتقدمة لا يمكن أن تتم إلا بالتآلف بين العناصر المختلفة للأمة، ولا ننسى أننا كنا في عصر الإصلاحات العثماني، وكان قد أزيل نظام أهل الذمة 1857 ونشأ مجتمع وطني عثماني أو كان في طور النشوء مع ما تحدثه تلك التحولات من توترات، تدخّل الأمير لصالح المجتمع الجديد الذي يتساوى فيه المواطنون في وجه العامة التي قامت عناصر منها بالشغب بسبب التحولات صار في ناس كثير عاطلين عن العمل، هناك مسلمين متدينين قالوا: إن إسقاط الجزية عن المسيحيين هو أمر يخالف القرآن، عوامل متعددة لكن النخبة الإسلامية التجارية والثقافية كلها كانت تدعم السلطنة في إصلاحاتها هذه، فالأمير ليس استثناءً، الأمير لم يكن يمثل سياسة الدولة الفرنسية في حمايته للمسيحيين، كان يمثل سياسة الدولة العثمانية التي استضافته ..
ميسون عزام: طيب لم يكن يمثل سياسة الدولة الفرنسية ولكن سيد خالد اسمح لي بهذا السؤال: لماذا هذه الدولة ألد أعدائه تقوم بإنشاء تمثال له بدل أن تمحي ذكراه تحاول أن تعززها وتركزها؟
خالد عمر بن ققة: هي لا يمكن إلا أن تفعل هذا إذا اعتبرت أنها تتكلم على شق إنساني أو بعد إنساني أو إلى غير ذلك، لأنه في نهاية المطاف هذا قائد تاريخي لا يمكن أنت لأنك استعمرته أو لأنك انتصرت عليه في معركة تلغيه وليس لأنه صنع له تمثال هذا جزء من تماثيل كثيرة تقام كاعتراف بدور قادة في التاريخ، بدور قادة في التاريخ، ولكن بعيداً عن التمثال فيه قضية يجب أن نشير إليها بإيجاز، تجربة الأمير عبد القادر تحديداً تفيد أنه ما لم يتم إصلاح ذات البين وفض الاشتباك بين أجنحة الأمم من الداخل لا يمكن أن يكون هناك .. أن يحدث هناك حوار بيننا وبين الغرب ..
ميسون عزام: شكراً على هذه .. سأعتبرها هذا ختام هذه الحلقة الكاتب والصحفي الأستاذ خالد عمر بن ققة شكراً جزيلاً لك، وأيضاً دعوني أشكر ضيفيّ من بيروت كان معنا الدكتور ساسين عساف أستاذ الحضارة والآداب العربية في الجامعة العربية، وأيضاً الدكتور رضوان السيد الكاتب في الشؤون الإسلامية، مشاهدينا شكراً للمتابعة وإلى اللقاء.
ملاحظة:
حذفتُ بعض العبارات لمخالفتها للثوابت الشرعية و أشرتُ الى مواقعها بالنقط المتتابعة،و بالإمكان الرجوع الى نص المقابلة على هذ1الرابط:
(يُتْبَعُ)
(/)
www.alarabiya.net/save_print.php?save=1&cont_id=15432 - 94k -
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - May-2009, صباحاً 10:02]ـ
و رجوعاً الى موضوع دار الأمير عبد القادر الجزائري و وصيته بدفنه بجوار ابن عربي
أـ دار الأمير:
فقد ذكر البروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي برونو ايتيان أنَّ الأمير:
(كان يقوم بجولةٍ في ممتلكاته، إذ كان يملك قصرين أو ثلاثة وكانت تضم حماماًوفرناً وطاحونةً وجسراً، كان لديه أيضاً أراضٍ زراعية واسعة في منطقة بعيدة جداً، لكن إحداها كانت قرب دمشق).
فالأمير لديه عدة دور أو قصور كما هومتوقع
وكما في التعليق الصوتي في المقابلة السابق إيرادها يقول المعلِّق على لسان أحد أحفاد الأمير:
(في نهاية رحلتي كنت مصراً على زيارة ضريح ابن عربي القائم على مرتفعات المدينة، فإن قضى الأمير السنوات الـ 28 الأخيرة من عمره في دمشق فهذا لأنه أراد أن يُدفن قرب ابن عربي معلّم الصوفية الأندلسي الذي حاول أن يجمع كل الديانات في حب واحد هو حب الله)
و يقول برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي):
(أعرف بالتفصيل كيف كان يعيش الأمير فيما يتعلق بحياته اليومية في دمشق؟ إن حياة الأمير مثيرة للاهتمام ومنظمة كالعادة، فعاش في منزل ابن عربي الذي استأجره أو الذي استأجره الباشا،)
ميسون عزام: يعني نعم وصلت الرسالة دكتور، ولكن سأنتقل إلى الرمز الفكري بالنسبة للأمير، يرى الفيلم الوثائقي أن الأمير جرى انتزاعه من موقعه الطبيعي الذي أراده قرب ابن عربي إلى موقع مصطنع قرب الرئيس الراحل هواري بومدين.
خالد عمر بن ققة: لأ كان خلاف الدولة الجزائرية يوم وفاة بومدين كان خلاف أنه ممكن لا يدفن في العليا، يعني هذا ليس تخطيطاً مسبقاً إنما نظرة بومدين نظرة القيادة الجزائرية للقيادة على أنه يجب أن يكون هناك رمز تاريخي للدولة الجزائرية، بدليل وجوده في عملتنا إلى غير ذلك، لكن القضية ليست هنا، القضية ليست بأنه نقل من اختياره أن يُدفن إلى جانب ابن عربي إلى نقله للجزائر أو إعادة رفاته.
ـ أمَّا قصر الأمير عبد القادر الجزائري المشهور بدمشق بدمّر، فهذا بناه الأمير وسكنه في عام 1857 م تقريبا، و من المعلوم أنَّه لا بُدَّ له من مسكن حتى اكتمال بناء قصره.
http://www.alowaisnet.org/cms/_data/global/images/aldeemshk022ar.jpg
http://www.aawsat.com/2004/11/27/images/antiques.267768.jpg
قصر الأمير عبد القادر الجزائري قبل الترميم
http://thawra.alwehda.gov.sy/images/NEWS4/M07/D09/5-2.jpg
http://www.asharqalawsat.com/2008/12/07/images/daily1.497946.jpg
قصر الأمير عبد القادر الجزائري بعد الترميم
وأقام في افتتاح القصر للسكن وليمة كبيرة دعا إليها أعيان دمشق وارتجل هذه القصيدة
عج بي فديتك في أباطح دمر
تزهو بها طربا بأبهى منظر
وندير صفو الانس في ربواتها
ذات الرياض الزاهرات النضر
ذات المياه الجاريات على الصفا
كفرائد من لؤلؤ أو جوهر
أحلى من الضرب المصفى طعمه
فكأنها من ماء نهر الكوثر
ذات الجداول كالأراقم جريها
وترابها في الوصف مثل العنبر
هي جنة مولاي أبدع صنعها
سبحانه من خالقٍ ومصوّر
ذات النسيم العطر الذي
ينفي جوى المضنى بلطف المخبر
وبحسن نشر عبيره وأريجه
يغنيك عن زبد ومسك أذفر
والطير في أدواحها مترنم
شوقا إلى الوطن البهيّ النيّر
كم هيّج الأشجان من أهل الهوى
برخيم صوت فاق نغمة مزهر
مغنى به النساك يزهو حالها
فتفوز فيه بكل حظّ أوفر
أوقاتها أبدا تراها تنقضي
ما بين أذكار وبين تفكّر
ما شئت أن تلقى بها من ناسك
باكٍ على تقصيره متحسر
أو سالك نهج السعادة والهدى
أو فاتكٍ في فتكه متطوّر
أين الرصافة والسدير وشعب بو
وانٍ من المغنى الزهيّ الأنور
بل ما بها من حسان أفنان وألو
وان إذا أنصفته من دمّر
مأوى تفرّد بالمحاسن كيف لا
وبه انجلى سر الولي الأكبر
بدر العلا والمجد عبد القادر
الحسني ذي الوجه الجميل الأنضر
عين الندا علم الهدى السامي له
روحي الفدا من جهبذ شهم سري
مولى به روض المعارف أزهت
فتوضعت طيبا بعرف عبهري
منه وطلعته التي في حسنها
أنفقت كنز تجلدي وتصبري
من لي بأن أحظى بها متمتعا
طول المدى منها ببدر مسفر
أبقاه ربي للوجود وصانه
من سوء كل مروع ومكدّر
ما ناح قمري وغنى بلبل
أو سرّ قلبي بالقبول مبشري
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:23]ـ
كما يدل أيضاً على تنوع الدور و القصور التي كان يملكها الأمير إفادة الأستاذ فاتح الجزائري حفيد ابن عبد القادر ـ حول هذا الموضوع ـ في المقابلة التي سبق إيرادها، وهو قوله ـ وفقه الله ـ:
فاتح الجزائري (حفيد ابن عبد القادر): مساكن الأمير عبد القادر التي تواجد فيها، التي سكن فيها، أماكن عبادته، الأماكن التي تواجد فيها هو وحاشيته وأبناؤه وأهله كان محافظاً عليها حتى تاريخ ذهاب الرعيل الثاني لمن بعد أبناء عبد القادر يعني أحفاده. أصبحت المادة قليلة في يدهم حتى من الأمور المادية الصعبة والظروف التي عانوا منها باعوا أشياء ورثوها عن الأمير عبد القادر، هذا عامل أثّر تأثيراً كبيراً على الأماكن التي كان متواجداً فيها الأمير عبد القادر لتقصير من الحكومتين الجزائرية والسورية،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 02:22]ـ
ب ـ وصية الأمير عبدالقادر بدفنه بجوار ابن عربي:
يقول الدكتور عبدالرزاق بن السبع في كتابه: "الأمير عبد القادر الجزائري وأدبه"
(وفي الساعة السابعة من ليلة يوم السبت 19 رجب 1300 هـ / 24 مايو 1883 م " لبى ـ أي الأمير ـ نداء ربه بنفس راضية مرضية وذلك في قصره في قرية دمر بضاحية دمشق عن عمر يناهز 76 حولا، واهتزت دمشق وما جاورها لهذا المصاب الجلل، وسرعان ما ذاع الخبر في جميع الأنحاء فعم الحزن والأسى كل من يعرف عبدالقادر.
وفي صباح اليوم الموالي نقل إلى بيته في دمشق، وبعد تجهيزه والصلاة عليه في جامع بني أمية، حملت جنازته إلى الصالحية في موكب شعبي ورسمي رهيب حيث خرجت دمشق عن بكرة أبيها لتودع هذا الرجل العظيم إلى مثواه الأخير، ولتلقي عليه نظرة الوداع قبل أن يوارى جسده الطاهر" بجوار الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي داخل القبة "اهـ.
وبدأ سيل برقيات التعازي ينهال على أسرة الأمير من ملوك العالم والوزراء والأعيان والعلماء ينعون فيها الفقيد العظيم مشيدين بخصاله الحميدة. (175) ومن بين مئات القصائد التي نظمت في رثائه اختار أهله أبياتا للشيخ عبدالمجيد الخالي فنقشت على قبره:
لله أُفْقٌ صار مشرق دارتي
قمرين، هلاّ من ديار المغربِ
الشيخ محيى الدين، ختْم الأوليا
قمر "الفتوحات"، الفريد الشَّرِب
والفرد عبدالقادر الحسني الأمير
قمر "المواقف".ذا الولي ابن النبي
من نال، معْ أعلى رفيق.أرّخوا:
أذكى مقامات الشهود الأقرب
ـ و هذه الأبيات ذكرها أيضاً الشيخ عبدالرزاق البيطار في "حلية البشر" أيضاً في ترجمة الأمير عبدالقادر.
فبالنسبة الى كون الأمير مدفوناً بجوار ابن عربي فهذا ثابت وواقع، أمّا كونه أوصى أن يُدفن بجوار ابن عربي، فلا يمكن القطع به دون نقلٍ ثابت عن الأمير، و هذا ما لم أطَّلع عليه ـ مع قلة اطلاعي.
أ ـ إلاَّ أنه ورد في المقابلة المذكورة ـ السابق إيرادها ـ في التعليق الصوتي قول المعلِّق على لسان أحد أحفاد الأمير:
(في نهاية رحلتي كنت مصراً على زيارة ضريح ابن عربي القائم على مرتفعات المدينة، فإن قضى الأمير السنوات الـ 28 الأخيرة من عمره في دمشق فهذا لأنه أراد أن يُدفن قرب ابن عربي معلّم الصوفية الأندلسي الذي حاول أن يجمع كل الديانات في حب واحد هو حب الله)
ب ـ كما جاء في المقابلة ـ ما يلي ـ:
(ميسون عزام: يعني نعم وصلت الرسالة دكتور، ولكن سأنتقل إلى الرمز الفكري بالنسبة للأمير، يرى الفيلم الوثائقي أن الأمير جرى انتزاعه من موقعه الطبيعي الذي أراده قرب ابن عربي إلى موقع مصطنع قرب الرئيس الراحل هواري بومدين ويتساءل عن السبب، لنتابع معاً هذا المقطع.
[مقطع من الفيلم الوثائقي]
التعليق الصوتي: لم يعد قرب ابن عربي بل دُفن إلى جانب هواري بومدين، فكل مصير الأمير عبد القادر الجزائري هنا.
الشيخ خالد بن تونسي (قائد الجمعية العلوية في مستغانم): إذاًَ السؤال هو: لماذا أُحضر رماد الأمير من سوريا إلى مقبرة العليا في عاصمة الجزائر؟ في حين أنه تم محو هذا التعليم وهذا المصدر الروحاني كلياً، لماذا؟
ميسون عزام: سيد خالد يعني سؤال طُرح يعني هناك أو الفيلم يحاول إظهار أن الأمير جرى اعتقاله ليس قبل أن يموت ولكن بعد أن توفي بكثير عندما تم نقله من موقعه الفكري الذي أراده وتحول من رمز فكري إلى رمز ربما يخدم أهداف الدولة، ماذا تقول في ذلك؟
خالد عمر بن ققة: أولاً: في الشريط يذكر أنه نُقل ليُدفن جانب بومدين لكن هو بومدين الذي دُفن إلى جانب الأمير، خلينا نصحح المعلومة هذه، يعني بومدين أتى بالأمير ثم دُفن إلى جانبه ولم يُدفن، يعني هذه معلومة في غاية الأهمية مع أنها شكلية، لكن الدولة الجزائرية ..
ميسون عزام: ولكن ربما كان مقرراً مكان دفن بومدين.
خالد عمر بن ققة: لأ كان خلاف الدولة الجزائرية يوم وفاة بومدين كان خلاف أنه ممكن لا يدفن في العليا، يعني هذا ليس تخطيطاً مسبقاً إنما نظرة بومدين نظرة القيادة الجزائرية للقيادة على أنه يجب أن يكون هناك رمز تاريخي للدولة الجزائرية، بدليل وجوده في عملتنا إلى غير ذلك، لكن القضية ليست هنا، القضية ليست بأنه نقل من اختياره أن يُدفن إلى جانب ابن عربي إلى نقله للجزائر أو إعادة رفاته)
ج ـ كما أنَّ هذه الجملة دائماً ما توافينا في ترجمة الأمير:
(وكان قد اوصى بدفنه الى جوار مقام الشيخ محي الدين بن عربي , ولكنه دفن تحت القبه الى جوار الشيخ , ولا يزال الضريح قائما الى اليوم في مكانه , ولكن الرفات نقلت بعد استقلال الجزائر اوائل الستينات).
رابط على سبيل المثال
www.syrianstory.com/a.aljazairy.htm - 61k -
ـ و هذا كلُّه فيما أرى ـ لا يُغني شيئاً ـ لأنهم غير معاصرين للأمير.
ـ أمَّا الشيخ خلدون فيوضح لنا في ردوده ـ على الشبهات المثارة ـ مسألة دفن الأمير بجوار مرقد ابن عربي ـ بقوله ـ:
(ولكن أحب أن أنبّه هنا على أمر هام جدًّا، وهو أنّ الأمير كان قد اشترى أرضًا بجانب مقبرة الدحداح القريبة من حي العمارة شمال الجامع الأموي، وجعلها مقبرة وأوقفها على أسرته، ولمّا ماتت أمّه دفنها في وسطها، وأوصى أن يُدفن إلى جوارها (وهذا ثابت ومشهور عند أفراد أسرته إلى اليوم)، وحبّه لأمه وتعلقه بها معروف وذَكَرَه جلّ الذين ألّفوا عن حياته. ولكن عندما مات الأمير أشار بعض الشيوخ على أولاده أن يُدفن إلى جوار ابن عربي، وترددوا في الأمر إلى أن اجتمعت الآراء على دفنه بجوار ابن عربي، فاجتمع مجلس إدارة الولاية للمذاكرة في هذا الأمر ووافق عليه بعد ترخيصٍ من الباب العالي) انتهى.
فجزاه الله خيراً على هذا التوضيح و التبيين، فلدى الرواية التاريخية أهل البيت أدرى بما فيه.
ـ إلاَّ أن قضية تأثر الأمير عبدالقادر بتراث ابن عربي ليست رهناً بثبوت وصيته بدفنه قرب ضريح ابن عربي من عدمها، فالمفردات في هذا المعنى كثيرة، والمعطيات وفيرة، و فيما مرَّ بنا غُنية، و بقي من ذلك جملة، و الله المستعان وعليه التكلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 04:24]ـ
ـ أمَّا الشيخ خلدون فيوضح لنا في ردوده ـ على الشبهات المثارة ـ مسألة دفن الأمير بجوار مرقد ابن عربي ـ بقوله حفظه الله:
(ولكن أحب أن أنبّه هنا على أمر هام جدًّا، وهو أنّ الأمير كان قد اشترى أرضًا بجانب مقبرة الدحداح القريبة من حي العمارة شمال الجامع الأموي، وجعلها مقبرة وأوقفها على أسرته، ولمّا ماتت أمّه دفنها في وسطها، وأوصى أن يُدفن إلى جوارها (وهذا ثابت ومشهور عند أفراد أسرته إلى اليوم)، وحبّه لأمه وتعلقه بها معروف وذَكَرَه جلّ الذين ألّفوا عن حياته. ولكن عندما مات الأمير أشار بعض الشيوخ على أولاده أن يُدفن إلى جوار ابن عربي، وترددوا في الأمر إلى أن اجتمعت الآراء على دفنه بجوار ابن عربي، فاجتمع مجلس إدارة الولاية للمذاكرة في هذا الأمر ووافق عليه بعد ترخيصٍ من الباب العالي) انتهى.
و لكن هذا النص على نفاستِه يضيف سؤالاً كبيراً، وهو:
لماذا اجتمعت الآراء على دفن الأمير بجوار ابن عربي؟؟
مع أنَّ ذلك بخلاف مراد الأمير نفسِه؟؟؟
فهل رأى أولئك المجتمعون أنَّ الأمير يمثِّل امتداداً لطريقة ابن عربي؟؟؟
أو على الأقل تطورا نوعياً لمدرسته الفكرية و الروحانية؟؟؟.
فلندَعْ ـ إذن ـ تلميذ الأمير عبدالمجيد الخاني يجيب عن السؤال، و ذلك في أبياته السابقة التي يقول فيها:
لله أُفْقٌ صار مشرق دارتي
قمرين، هلاّ من ديار المغربِ
الشيخ محيى الدين، ختْم الأوليا
قمر "الفتوحات"، الفريد المشرِب
والفرد عبدالقادر الحسني الأمير
قمر "المواقف".ذا الولي ابن النبي
من نال، معْ أعلى رفيق.أرِّخوا:
"أذكى مقامات الشهود الأقرب"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 01:39]ـ
و عَوداً إلى ملاحظات شيخنا العزيز خلدون مكي الحسني حفظه الله ـ التي طلب منِّي الإجابة عنها ـ فسأتناول هذه المرَّة جملة من تلك الملاحظات دُفعةً واحدة، لكونها كلها ـ فيما أرى ـ تصبُّ في مصبٍّ واحد، وهو:
هل كان الأمير ماسونيا، وبالتالي فقد كان يؤدِّي خلال إقامته في الشام أجندةً ماسونية محدَّدةً مسبقاً؟؟
أم أنَّه كان بريئاً من تهمة الماسونية و وصمة التبعية الفرنسية؟؟؟
و إليكم تلكم الملاحظات:
4ـ بأنه مفتتن بالحضارة الفرنسية، وعلى صلة وطيدة معهم!!
5ـ واتّهمتَه بحبّه للسلطة وشرهه للمال!!
6ـ واتهمته بقتل بعض الولاة العثمانيين في لبنان.
7ـ واتهمتَ الأمير بوقوفه وراء أحداث 1860م في سورية ولبنان، ودعم النصارى والغرب للانفصال عن الدولة العثمانية، وتيسير التدخل الأجنبي!!!!
8ـ واتهمتَ الأمير بأنه كان ينفذ في دمشق أجندة عمل فرنسية!! وأنه كان يسرع إلى القنصلية الفرنسية بدمشق لتتوسط له عند العثمانيين!!!
9ـ واتهمتَ الأمير بالماسونيّة، والسعي لهدم الخلافة العثمانية!!!
10ـ واتهمته بدعم المؤسسات المالية الغربية (اليهودية وغيرها) لتنفيذ مشاريعها في الشرق (شق قناة السويس، شق الطرقات في الشام)!!
و ستأتي الإجابة عن تلكم الملاحظات قريبا إن شاء الله، فبالله المستعان و عليه التكلان
، و صلَّى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد، و على آله وصحبه أجمعين.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 01:26]ـ
و في ظنِّي أن بابة المسألة و جابة تلكم الأسئلة تكمن في الإجابة عن السؤال الأم و هو:
هل كان الأمير عبدالقادر ماسونيا
و بالتالي فإن الإجابة عن جميع الأسئلة المصاحبة له تكون ظاهرة للعيان.
ولكن .. هناك عدة مقدمات منطقية .. ينبغي الوقوف عليها قبل الإجابة:
المقدمة الأولى:
1ـ أن الاصل في الجمعيات السرية أنَّها ... جمعيات سرية ..
لا سيما الجمعيات و المحافل الماسونية التي تُحاط سرِّيتها بصروح من العهود و المواثيق و الإجراءات المنيعة.
المقدمة الثانية:
2ـ أن النقل عن الثقة العدل في موضوع ماسونية شخص من عدمها شبه متعذِّر، لأن الثقة العدل إن خالطهم اغترارا بهم لا يُظهر ذلك:
إمَّا خوفاً من غوائل اليد الماسونية.
أو خوفاً على سمعته وعدالته ـ لا سيما إن كان مِمَّن يُنسبُ إلى العلم ـ.
3 المقدمة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
و لذلك فالنقل في موضوع ماسونية شخص من عدمِه يكون طريقُه غير أهل العدالة، ويكون الحكم في ذلك الى القرائن المصاحبة لذلك النقل من معالم و تاريخ تلك الشخصية.
المقدمة الرابعة:
قبول شهادة أهل الكتاب على المسلمين فيما لا يطَّلع عليه المسلمون ـ كالوصية في السفر في غير محضرٍ من المسلمين ـ هو أصلٌ شرعي ثابت بالقرآن والسنة. ( http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=414#docudocu)
قال تعالى:
{ياأيها الذين آمنوا شهادة بينكمإذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران منغيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين ( http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=414#docudocu)} سورة المائدة - الآية (106).
قال ابن جرير -: رحمه الله ـ: هو محكم ; ومن ادعى النسخ فعليه البيان.
قال ابن كثير رحمه الله: قوله: منكم أي: من المسلمين. قاله الجمهور.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثناسعيد بنعون، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا حبيب بن أبي عمرة، ع نسعيد بن جبيرقال: قال ابن عباس في قوله: (قال: من غير المسلمين، يعني: أهل الكتاب.
ثم قال: وروي عن عبيدة وشريح وسعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=16972) ويحيى بن يعمر ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=17344)
وعكرمةومجاهد وسعيد بن جبير ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=15992) وإبراهيم النخعي ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=12354) وقتادة وأبي مجلز. ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=14468)
ـ وقد وردت السنة بمثل ما دلت عليه هذه الآية الكريمة.
فروى الترمذي عنا بن عباس قال: خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=155) وعدي بن بداء، فمات السهمي بأرض ليس فيهامسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة مخوصا بالذهب، فأحلفهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،ووجدوا الجام بمكة، فقيل: اشتريناه من تميم وعدي. فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما، وأن الجام لصاحبهم. وفيهم نزلت {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم} ( http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=414#docudocu)
قال الترمذي وكذا رواهأبو داود، عنالحسنبن علي، عن، به. ثم قا لالترمذي: هذاحديث حسن غريب، وهو حديث ابن أبي زائدة.
ومحمدبن أبي القاسم، كوفي، قيل: إنه صالح الحديث، وقد ذكر هذه القصة مرسلة غير واحد من التابعين منهم: عكرمةوقتادة. وذكرواأن التحليف كان بعد صلاة العصر [ص: 220] رواهابن جرير. وكذا ذكرها مرسلة: مجاهدوالحسن والضحاك. وهذا يدل على اشتهارها في السلف وصحتها.
ومن الشواهد لصحة هذه القصة أيضا ما رواه أبو جعفر بن جرير:
حدثنيي عقوب، حدثنا هشيم، أخبرنازكريا، عن الشعبي أن رجلا من المسلمين حضرته الوفاة بدقوقا، قال: فحضرته الوفاة ولم يجد أحدا من المسلمين يشهده على وصيته، فأشهد رجلين من أهل الكتاب. قال: فقدما الكوفة، فأتيا الأشعري - يعني: أبا موسى الأشعري ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=110) رضي الله عنه - فأخبراه وقدما بتركته ووصيته، فقال الأشعري: هذا أمر لم يكن بعد الذي كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فأحلفهما بعد العصر: بالله ما خانا ولا كذبا ولا بدلا ولا كتما ولا غيرا، وإنها لوصيةالرجل وتركته. قال: فأمضى شهادتهما.
ثم رواه عن عمرو بن علي الفلاس، عن داود الطيالسي ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=14724) ، عن شعبة، عنمغيرة الأزرق، عن الشعبي ; أن أبا موسى قضى بدقوقا.
وهذان إسنادان صحيحان إلى الشعبي، عن أبي موسى الأشعري ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=110)
قال ابن القيم ـ في زاد المعاد ـ في قبول شهادة أهل الكتاب على المسلمين في الوصية في السفر:
(والقرآن والسنة يدلان على هذا وهذا، وليس مع من ادعى نسخ ما دل عليه القرآن من ذلك حجة أصلا، فإن هذا الحكم في (سورة المائدة)، وهي من آخر ما نزل من القرآن وقد حكم بموجبها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده كأبي موسى الأشعري وأقره الصحابة).
قلت:
و هذا الحكم الشرعي لم يغب عن ذهن شيخنا الفاضل خلدون الحسني فقد استدل في بعض ردوده ـ على الشبهات المثارة ـ بأقوال بعض النصارى الانجليز، حيثُ يقول فضيلته:
(يقول شارل هنري تشرشل: ((إن العرب ينسبون نجاح وحظّ عبد القادر السعيد إلى تعضيد سميّه العظيم (يقصد بسميّه الشيخ عبد القادر الجيلاني)، ولكن كلّما سُئلَ عبدالقادر عن عقيدته في هذه الخرافة، أجاب بلا تغيير، مُشيراً بإصبعه إلى السماء، "إنّ ثقتي في الله وحده")).انتهى [(حياة الأمير عبد القادر) ترجمة أبي القاسم سعدالله ص46]
وهذا نصٌّ واضح يرويه هنري تشرشل (البريطاني المسيحي) مباشرة عن الأمير ـ فقد لازمه مدة خمسة أشهر في دمشق سنة 1860م يسأله عن حياته العائلية ووقائعه في الجزائرـ وبعد أن سأله مراراً عن عقيدته فيما يعتقده بعض المتصوفة منأنّ نجاح الأمير كان بسبب عناية الولي الجيلاني به ومساندته له، كان جواب الأميرثابتًا دائماً،كان يُشير بإصبعه إلى السماء ويقول:"إنّ ثقتي بالله وحده"!! وهذه النصوص التي سقتها لكم هي نصوص ظاهرة الدلالة يصرّح فيها الأمير عن معتقده، فلا يجوز أن يُتغافل عنها ويُصار إلى الكلام عنه بالتخرّص والتوهّم!! بل يتعيّن الاعتماد عليها وطرح ما يخالفها) انتهى منقول فضيلته حفظه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - Jun-2009, مساء 06:14]ـ
الأمير عبدالقادر و الماسونية:
بالنسبة لاتصال الأمير عبدالقادر بالماسونية فهذا ثابت بالاتفاق، سواء:
ـ من محبي الأمير ومريديه.
ـ أو النائين عن مدرسته الفكرية و منتقديه.
إلاَّ أنَّ المؤرخين بشتَّى مشاربهم انقسموا حول هذا المبحث الى فريقين:
أـ فريق يرى أن الأمير كان ماسونياً، ومن أولئك:
أولاً: مؤرخوا الماسونية:
أـ دائرة المعارف الماسونية
ـ حيث تذكر دائرة المعارف الماسونية: أنّ المغفور له الأمير عبد القادر الجزائري الكبير أسّس أوّل محفل في دمشق، و سمّاه محفل سوريا، و كان تابعا للشرق الأعظم الإيطالي و ذلك سنة 1864 م.
ـ و تُضيف دائرة المعارف: إنّ الأمير كُرَّس في محفل الأهرام في الإسكندريّة التابع للمحفل الأكبر الفرنسي.
ب ـ الماسونية البريطانية:
متمثلة بالضابط البريطاني شارل هنري تشرشل الذي قابل الأمير و ألَّف في سيرته «حياة عبد القادر" و هو اول من ذكر انتساب الامير للجمعية الماسونية.
ج ـ الماسونية المصرية:
ـ شاهين مكاريوس (1853 - 1910م):
المؤرخ الأكبر للماسونية الشرقية،و مؤسس أحد محافلها في مصر، و الذي خدم الماسونية بكتبه الكثيرة، و منها ـ و جلُّها مطبوع ـ:
1) تاريخ الماسونية
2) الجوهر المصون في مشاهير الماسون
3) الأسرار لخفية في الجمعية الماسونية
4) الدستور الماسوني العام
5) الحقائق الأصلية في تاريخ الماسونية العملية
6) الكنز المصون في درجات الماسون
7) الدر المكنون في غرائب الماسون.
8) الآداب الماسونية
حيثُ يقول شاهين مكاريوس أن عبد القادر الجزائري اغتنم فرصة مروره بالإسكندرية في أثناء عودته من الحجاز سنة 1864، فانتظم في سلكها في 18 حزيران بمحفل الأهرام التابع للشرق الشامي الفرنسي.
ـ المؤرخ الماسوني جرجي زيدان
حيث يقول جرجي زيدان: " إن "الماسونية دخلت دمشق بمساعي الأمير عبد القادر الجزائري. وأن أول محفل تأسَّس فيها هو محفل سوريا بشرق دمشق كما يرجع انتشار الماسونية إلى عام 1864 على يد الأمير عبد القادر "
د ـ الماسونية اللبنانية:
و إن شئت فقل الماسونية الفرنسية عبر المحفل اللبناني، و التي أعلنت ان: الدروز كانوا وراء فتنة 1860 باوامر من الانجليز!.
و عن ورود أوامر للأمير عبد القادر الجزائري بالسعي في انهاء تلك الفتنة الطائفية الكبرى الاولى في حبل لبنان.
و التي راح ضحيتها عدد كبير من المسيحيين الموارنة والدروز الحاليين اضافة الى عدد كبير ايضا من المسلمين ونجم عنها عمليات تهجير واسعة الى مختلف مناطق العالم الى مدن الشام الداخلية حلب و حمص و دمشق ... او مصر و الامريكتين ...
و قد أورد اسكندر شاهين الباحث الماسوني في كتابه: "الماسونية ديانة ام بدعة" خطاباً ماسونياً رسمياً أنشأه الدكتور انطوان عاصي رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبر اللبناني الموحد في الرد على حفيدة الأمير عبدالقادر الجزائري، ثمَّ لاثبات (شرف) ماسونية الأمير الجزائري نقلا عن مصادر معروفة و موجودة ...
كما يتناول فيه الباحث الماسوني اسكندر شاهين بالحرف والصورة تاريخ الماسونية في الشرق واهم الركائز والشخصيات التي قامت وتقوم عليها اضافة لملحق غني بصور قديمة وحديثة لقادة الماسونية والاحياء منهم اليوم 1999 في لبنان وعدد من الوثائق الهامة المزدحمة فيه ومنها صور ووثائق الترخيص الحكومي اللبناني لانشاء المحفل الماسوني تحت اسم: المجلس السامي اللبناني الموحد (سلطة ماسونية عليا) من قبل وزير الداخلية اللبناني 13 تموز عام 1988.
اضافةً لصور عدد كبير من الاعضاء والشخصيات الهامة التي لاتزال تدير دفة الحكم في لبنان.
وما يجدر الاشارة اليه هنا في الرسالة هو اقرار: (انطوان عاصي نقلا عن الموسوعة الفرنسية) لاحداث 1860 في الشام وذكره بالاسم لمن اثاروا فتنة 1860 بين المسيحيين والدروز في جبل لبنان عام 1860 وهم برايه: اسماعيل الاطرش , حسين تلحوق , وحمود نكد! وانهم افتعلوا هذه الفتن باوامر من الانجليز!!
و ها هنا نص الجزء الاخير فقط من الرسالة الموجهة من القطب الماسوني اللبناني انطوان عاصي الى الأستاذة الفاضلة الأميرة بديعة الحسني حفظها الله:
احداث 1860
حضرة الاميرة الموقرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن الماسونييون العريقون , نعلم بذلك من الخوارج المتطفلين , بل اننا نسمح بان ندل هؤلاء على الحجة الدامغة في هذا الشان, وهي حجة التوراة في عدة صفحات , ورد فيها ما لايمكن المكابرة معه , عند المقابلة بين نصها والنص المماثل , في التعالم الماسونية.
إلا ان التوراة ههنا , سند هام , من الوجهة التاريخية , وهو يدلنا على قدم هذه الجمعية
ولكن ندرك انحسار خطر اليهودية , بالنسبة للماسونية , في هذه النقطة فحسب , ينبغي ان نذكر: ان الحضارة في شتى مناحيها , ان هي الا سلسلة متتابعة متعاقبة منذ اقدم العصور ,. تالفت من المجهودات العامة , بين الشعوب و الامم , وعلى مر الدهر و ليس العبرة فيها , من حيث قدمها وعراقتها , وانما العبرة كل العبرة بتطورها والجدة التي رافقتها.
حضرة الاميرة الفاضلة:
في ذلك العام 1860 ونظرا للاحداث الطائفية والمذهبية التي حصلت في لبنان وسوريا والتي كان وراءها الامبراطورية الانجليزية بالاتفاق بين وريث العهد المصري والامبراطورية العثمانية والتي اراد بموجبها خضوع سوريا الى الحكم العثماني , قررت فرنسا ومعها بروسيا وايطاليا ارسال بعثة عسكرية مؤلفة من 12 الف عسكري فرنسي لانقاذ الدروز و الموارنة من المجازر التي ارتكبها (الطورانيون الاتراك) بقيادة فؤاد باشا , كان قائد الحملةالجنرال
: Beauford D`Haut Poul
خاطبهم نابليون الثالث بقوله: (قد يكون عددكم قليلا إنما انتم تمثلون العلم الفرنسي وتمثلون مبادى الحرية والمساواة والاخاء).
وللتاريخ نذكر أن من قاد الفتنة السياسية باوامر من الانجليز كانوا اسماعيل الاطرش , حسين تلحوق , وحمود نكد.
نحن نذكر هذه الاسماء كما وردت في المرجع المذكور وعلى ذمة التاريخ ,وكانت المجازر بين الدروز والموارنة وبين الدروز وبقية الفرق الاسلامية , ووفاء للحفاظ على الاقليات في الشرق , كلف الامبراطور نابليون الثالث الامير (عبد القادر الجزائري) بوقف المجازر ويقول المرجع في 16 اب 1860 وصل الى بيروت 12 الف عسكري فرنسي معهم بضعة الاف من النمساويين والبروسيين والانجليز , استطاع الامير عبد القادر الجزائري ان ينقذ حياة 13 الف شخص ولكي يظهر فؤاد باشا العثماني حسن نيته فقد اعدم سبعة وخمسين مسلما ومئة و عشرة من العسكر التركي وحكم على اربعمائة شخص بالاشغال الشاقة وقلد نابليون الثالث الامير عبد القادر الجزائري رتبة (مرتبة الشرف (.
واصبحت كلمة البناء وليس اشارة الى العملة الفرنسية على شفاه كل الذين بقوا على قيد الحياة.
أما عن انتساب الامير: عبد القادر الجزائري (واسمه الكامل عبد القادر محي الدين الحسني الجزائري 1808_1883) للماسونية وانخراطه في عملها نورد النص بالفرنسية , كما ورد في المرجع.
- Dictionnaire Universel de la France-Maconnerie Hommes Illutsters
. Pays-Rits-Symboles Sous La De Daniel LiGOU Concption et realisation
DNIEL BERESENIAK ET MARIAN PSACHIN
C-COPYRIGGT 1974 BY EDITIONS DE NAVARRE ET EDITIONS DU PRISME- PRINTED IN FRANCE:
TOUS DROITS REPRODUCTION , DE TRADUCTION ,D, ADAPTATION ET, D;EXECUTION RESERVES PUUR TOUS PAYS.
اشترك في وضع مقالات هذه الموسوعة أكثر من مئة وثلاثين باحثا ماسونيا مشهود لهم بدراساتهم التجريدية وهي موسوعة ليست نادرة أو نافذة.
ورد في هذه الموسوعة مايلي باللغة الفرنسية ونذكرها للامانة وهذه ترجمتها:
محفل هنري الرابع
ولد الامير عبد القادر الجزائري في مدينة مسكرة في الجزاير 1808 وتوفي في الشام عام 1883 بين الاعوام 1823 _1847 كان المناضل الاكثر شراسة للاحتلال الفرنسي للجزائر وادى هذا النضال بالحاكم الفرنسي الى عزله
وهذا ما سبب له عداء نابليون الثاني وحجزه في فرنسا الى غاية 1852 عندما توجه الى تركيا ومن ثم الى الشام حيث ان تكليفه بماهم عام 1860 كان باية انتمائه الى الماسونية.
في الاحداث الدامية التي وقعت في دمشق في تموز من العام 1860 بين المحمديين والمسيحيين , كلف عبد القادر بمهمات انقاذية ووضع تحت حمايته آلاف المسيحيين الذين لقوا الحماية تحت لواءه.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه البادرة قدرها نابيلون الثالث وقلد الامير وسام الشرف الفرنسي وارسلت من بعدها المحافل الماسونية كتابات شكر وتقدير له اهمها محفل هنري الرابع الذي اخذ المبادرة.
وفي 16 تشرين الاول 1860 اعترفت الماسونية في عة رسائل له بناحيته الانسانية والاخلاقية واقترحت عليه في هذه الرسائل ان يكون عضوا في الماسونية دون ان يكون عضوا مكرسا بعد , اذا ان النظام الماسوني يسمح بتكريس هكذا رجال عظماء دون ان يكونوا مكرسين وارسلت له ما يسمى بالجوهرة او الرمز المعدني عرفانا منها اليه ولم يكن وقتها في الجزائر الدولة المسلمة اكثر من ثلاثين مكرسا ماسونيا).
وفي العام 1861 رد الامير عبد القادر الحسني الجزائري على محفل هنري الرابع الباريسي بقوله: (لم المس في المبادئ الماسونية ما يتعارض وشريعة القران الكريم والسنة والفقه الاسلامي) عندها طلب منه محفل هنري الرابع الاجابة على ثلاث اسئلة وهي اسئلة تقليدية للانتساب الى الماسونية:
_ ماهي واجبات الانسان تجاه الله؟
_ ماهي واجباته تجاه الانسانية؟
_ كيف ينظر الى خلود النفس والمساواة والاخاء والحرية؟
كان جواب الامير بمثابة اطروحة فلسفية تفوق هذه الاسئلة بتعاليم صوفية وفلسفة اسلامية ادهشت السائلين ... كان وصول المارشال الفرنسي كاستاذ اعظم لهذا المحفل وخلافاته مع الامير قد اخرت تكريسه هنا كان لابد من حضوره شخصيا ففي 18 حزيران 1864 وباسم محفل الاهرام في الاسكندرية والذي كان عاملا تحت لواء الشرق الاكبر الفرنسي والممثل في محفل هنري الرابع تكرس الامير الامير عبد القادر الجزائري واعطي امتيازا قل نظيره في ذلك الوقت انه منحت له في جلسة واحدة الدرجات الاولى الثلاث وصدر عن محفل هنري الرابع في باريس جلسة عمومية اعطي بموحبها إذنا للامير أن ينشئ محافل ماسونية ذات الطابع العربي في جميع الاقطار العربية.
عام 1865 وفي خلال وجوده في فرنسا عقد الامير اجتماعات مع الماسونية الفرنسية في مدينة Amboise واعترف امام اساتذة الماسونية في هذا المذهب انه (هناك بعض المصاعب التي ستواجهها الحركية في الشرق العربي نظا للانتماءات الذهبية رغم ان مبادئها هي من اجل المبادئ السامية والاخلاقية)
و بعد عودته الى سوريا اصبح عضوا فخريا في محفل سوريا الذي كان ينتمى الى الشرق الدمشقي ونظرا للمفهوم العلمني الماسوني المؤمن ولمفهوم الماسونية كحركة رمزيةولدت في الغرب المسيحي وتواجدها في الشرق الاسلامي.
حجب الامير عبد القادر بعضا من نشاطاته الماسونيه وبقي في الظل. بهذا المفهوم تصرف الامير بمعنى ان الماسونية ليست نسخة عن هذا العالم. لقد فهم الامير انه لايجوز كشف اسرار النظام الكوني امام اهل العماء ,نحن لسنا نسخة عن هذا العالم. وفي التكريس من استلم النور اي تكرس في نظام ما. ومن اعطي له النور فهو الذي تكرس في الاسرار والاسرارية الماسونية. اعطه النور ماذا يعني؟ الماسونية هي التفتيش عن الحقيقة ....
التجلي القدسي في المكرس واسطورة التكريس (لاتعني كلمة قدسي هنا المعنى الديني بل معنى المحترم , يعني من اصبح محترما يمنع على الاخرين استباحة اعراضه وحياته لانه اصبح محميا من ابناء العشيرة). وبينهما الرمز ولايتم ذلك بحالة الصفاء المشع
_ان فعل التكريس هو فعل دعوة عبور من المستوى المادي الى المستوى الما وراء المادي. نحن نعرف وبواسطة الزاوية والبركار ثلاث مستويات هي الطول والعرض والارتفاع. نحن نفتش وايضا بواسطة الزاوية والبركار عن مستوى البعد الرابع ونحن في المستوى المادي نشعر ان الزمان منفصل عن المكان لمجرد الارتباط المحدود بين هذه الابعاد الثلاثة وبقدرة حواسنا الخمس المادية. اما في التكريس علينا ان نصل الى العالم الما وراء المادي وهو مكون من ابعاد اربعة هي الطول والعرض والارتفاع والزمن وهنا نصل الى (حالة) وتعني وحدة وجود وليست وحدة زمنية. انها حضرة أي هيولية فكرية واعني بها ما وراء العقل الى الوحي اي النيرفانا الهندية وهي الحالة الاخيرة قبل بلوغ قمة التركيز وتدعى اليوغا.
رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبراللبناني الموحد
الدكتور انطوان عاصي
المصدر:
كتاب الماسونية ديانة ام بدعة من صفحة 125 - 129
المؤلف: اسكندرشاهين
الكتاب طبع دار بيسان. بيروت. عام 1999
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 11:56]ـ
ثانياً: مؤرخون مستقلُّون "غير ماسونين":
بينما يرى مؤرخون محايدون أنَّ اسم الأمير عبد القادر الجزائري ارتبط بالماسونية منذ عام 1860 عبر محفل باريسي ضم الشخصيات القريبة من الحكومة الفرنسية وانتمى لها في مصر عام 1864 ليصير قائدا لأحد محافلها في دمشق.
1ـ يقول الكاتب و المؤرخ الإسلامي السوري محمد علي شاهين مؤلف كلٍّ من:
1"ـ موسوعة (المصادر الإسلاميّة) في التراجم والتاريخ والتراث الإسلامي في مجلّدين كبيرين،
2ـ و (التاريخ السياسي والاجتماعي لسوريّة العربيّة) الذي تناول في جزئيه الأوّل والثاني تاريخ سوريّة منذ انفصالها عن الدولة العثمانيّة وحتى الآن بعيداً عن التزييف.
3ـ وكتاب (أعلام الصحوة الإسلاميّة) الذي تناول فيه ترجمة صادقة وأمينة لخمسمائة رجل وامرأة من أعلام الصحوة الإسلاميّة في مجلّد كبير يحوي نحو ألف صفحة.
في كتابه الأخير:
) عندما طرحت صيغة الأمارة العربية في أجواء الحرب (الروسية العثمانية) و أجواء معاهدة "سان ستيفانو" و مؤتمر برلين لم تخرج عن مفهوم النطاق الإسلامي لسلطة (أمارة عربية في إطارالخلافة الإسلامية
)، و بويع ـ أي: الأمير ـ زعيما لهذه الحركة وأميرا مرتقبا لبلاد الشام
وكان عبدالقادر الجزائري متعاطفا مع الماسونية التي في إطار محافلها كانت تُطرح طروحات الاستقلال
وكان قد انتظم في سلك الماسونية سنة 1864م، وهو في طريق عودنه من الحجاز بمحفل الأهرام التابع لشرق الفرنسي،وكان يجهر بانتسابه)
2ـ الدكتور عبد الجليل التميمي من الجامعة التونسية
كما في كتاب "الماسونية والماسونيون في الوطن العربي" لحسين عمر حماده الذي ذكر نقلا عن الدكتور عبد الجليل التميمي من الجامعة التونسية أن عدد ضئيلا جدا من الدارسين والباحثين قد اهتم بإقامة الأمير في المشرق ما عدا تدخله الحاسم في أحداث عام 1860 وقد استفاد الباحث التونسي التميمي من إحدى رسائل الأمير الموجودة في وثائق الخزانة المكتبية بالرباط وإدارة المكتبة الوطنية بالجزائر ومن الأستاذ زاميي ياكونو الذي قدم نسخا من رسائل الأمير لدى انتمائه إلى الماسونية، ويقول الدكتور التميمي "لا يعتريه أي شك في اقتناع الأمير بالأهمية المبدئية الإنسانية لهذه المنظمة التي قال فيها إنني أعتبر منظمة البنائين الأحرار كأول مؤسسة في العالم وفي رأيي أن كل رجل لا يجاهر بالعقيدة البنائية يعد رجلا ناقصا وأؤمل أن أرى اليوم الذي يتم فيه انتشار مبادئ الماسونية في العالم ويومئذ فإن كل الشعوب في العالم ستعيش بسلام وأخوة ". وقد نشر الباحث الدكتور التميمي لأول مرة في اللغة العربية ثلاث وثائق بخط يد الأمير تبين انتساب عبد القادر الجزائري إلى الماسونية.
كما ينقل عن عبد الجليل التميمي قول الأمير عبد القادر الجزائري: "إني أعتبر منظمة البنَّائين الأحرار [الماسون] كأول مؤسسة في العالم. وفي رأيي أن كل رجل لا يجاهر بالعقيدة الماسونية يُعَدُّ رجلاً ناقصاً. وأؤمل يوماً ما أن أرى انتشار مبادئ الماسونية في العالم، ويومئذٍ فإن كل الشعوب ستعيش في سلام وأخوة.
3ـ برونو ايتيان (بروفيسور وعضو في معهد فرنسا الجامعي): إن الرسائل والإثباتات موجودة في أرشيف ديكسون بروفونس حيث تُحفظ الوثائق، فلنعد إلى سرد الأحداث بروية، ففي تلك الحقبة كان عبد القادر بحاجة إلى حلفاء في الغرب؛ إذ كان يفكر أن الغرب لديه التكنولوجيا والشرق لديه الروحانية، إذاً كانت الكنيسة الكاثوليكية مع الموسينيور ديبّيس أحد هذه العناصر الممكنة لهذا التبادل الذي يقوم على الحوار بين المسيحيين والمسلمين هذه هي الماسونية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 06:26]ـ
ثانياً: الفريق الآخر الذي يرى أن الأمير اتصل بالماسونية توصُّلاً الى المتنفذين حتى يتمكن من نشر آرائه و مشاريعه التنموية.
أوـ كما يذهب الى ذلك البعض ـ انتسب الى الماسونية اغترارا بها:
1ـ الروائي واسيني الاعرج الذي ينفي الانتساب للماسونية عن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة في كتابه «الامير».
والذي أوضح في مقابلة معه في الفوروم الثقافي للإذاعة الثقافية الجزائرية، أن الحركة الماسونية كانت ترغب في أن تدفع الأمير للانخراط في صفوفها، لكن الأمير رفض ما طلب منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقلت صحيفة الخبر الجزائرية تصريحات واسيني شرح فيها تفاصيل هذه القضية استنادا إلى كثير من الوثائق التاريخية التي اعتمد عليها لكتابة رواية ''كتاب الأمير'' التي بواسطتها تحصل على جائزة المكتبيين الجزائريين.
وقال واسيني إن الأمير عبد القادر، وهو يجيب على الأسئلة التعليمية التي أرسلت له من قبل هيكل الشرق التابع للحركة الماسونية، فرض أفكاره المتمحورة حول التوحيد والدفاع عن حقوق الإنسان، وهو ما اعتبره الماسونيون بمثابة توافق في وجهات النظر، فأصروا على انضمامه إليهم.
لكن الأمير عبد القادر ظل يبدي رفضه وفضل الذهاب إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج.
واضاف واسيني طلبوا منه أن يلتحق بهيكل الأهرامات بالإسكندرية وهو هيكل ماسوني. وبالفعل يقول واسيني تم تحديد موعد بين الأمير والحركة الماسونية بالإسكندرية، لكن ذكاء الأمير ومعرفته بطقوس الحركة الماسونية التي تتطلب الوصول بحوالي نصف ساعة قبل الموعد المحدد جعله يتأخر ساعتين عن الموعد، وهو ما يعني أنه رفض قاطع للانضمام.
2ـ الأستاذ عبدالوهاب المسيرى الذي يقول فى موسوعته "اليهود و اليهودية و الصهيونية ":
" ان الصراع الإمبريالى على العالم انعكس من خلال صراع بين الحركات و المحافل الماسونية , فكان كل محفل ماسونى يخدم مصلحة بلد ممثله ... . و يبدو أن بعض الشخصيات المهمة فى العالم العربى أرادت أن تستفيد من هذا الصراع , خصوصا و أن اعضاء هذه المحافل كانوا من الاجانب ذوى الحقوق و الامتيازات الخاصة المقصورة عليهم. فكان الدعاة المحليون ينخرطون فى هذه المحافل بغية توظيفها فى خدمة أهدافهم , و حتى يتمتعوا بالمزايا الممنوجة لهم.و يُقال ان من بين هؤلاء الشيخ جمال الدين الافغانى و الشيخ محمد عبده و الامير عبدالقادر الجزائرى. و لعل هذه الشخصيات الدينية و الوطنية حذت حذو ماتزينى و غاريبالدى و غيرهما ممن حاولوا الاستفادة من اية اطر تنظيمية قائمة.
و لنا ان نلاحظ ان الافغانى اكتشف حقيقة الماسونية فى وقت مبكر , و توصل الى الاسس العلمانية التى يقوم عليها خطابها الدينى , و من ثم ناهض هذه الافكار فى" كتابه الرد على الدهريين".أما عبدالقادر الجزائرى فلا توجد تفاصيل حول علاقته بالماسونية , و ان كان قد حاول ايجاد أطر تنظيمية و تاسيسية لحركته مع الاستفادة من أسلوب التنظيمات الماسونية ..
كما أن الحركة الماسونية ظلت فى مصر و غيرها ضعيفة تضم فى صفوفها الأجانب أساسا" انتهى.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 06:50]ـ
اعتذر للاخوة الكرام عن التوقف مؤقتاً.
نظراً لظروف الإجازة الصيفية.
وفق الله الجميع
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 05:39]ـ
و بعد أن عرفنا آراء الفريقين وأنها اختلفت في اسباب اتصال الأمير بالماسونية العالمية،فالذي أذهب إليه و ذهبتُ إليه من قبل أن الأمير حين كان في الأسر و رأى ما حلَّ بعائلته إذ توفي 25 فرداً من عائلته الأمير بسبب البرد والمرض خلال فترة الأسر، اضطر الى مجاراة الفرنسيس بالانتساب الى الماسونية.
حيثُ قلتُ في مقال سابق ـ بل قديم ـ و هو"الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801") ":
(و من اشهر المنتمين للماسونية من الرموز الكبرى أمثال الأمير عبد القادر الجزائري, جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده والشيخ محمد أبو زهرة وغيرهم و ربما كان هؤلاء من المخدوعين في الشعارات التي رفعتها المحافل الماسونية حول الحرية والإخاء والمساواة، و بعضهم كان يحاول الاستفادة من عضويته الماسونية لخدمة قضايا الوطن، ولما تبين لها أن الشعارات ليست إلا خدعة كبرى كان الانسحاب هو الحل.
على أن هذا الاحتمال لا ينطبق على السياسيين ورجال الأحزاب في مصر أمثال سعد زغلول والنحاس باشا وفؤاد باشا سراج الدين فقد كان هؤلاء مستفيدين على الدوام من عضويتهم الماسونية وحققوا أهدافهم من حيث السلطة والنفوذ والصعود على النخبة بكل مغرياتها)
و المقال على هذا الرابط:
www.majles.alukah.net/showthread.php?t=5365 -
ـ و لا شك أن كون الأمير محمد سعيد الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري رئيساً لمحفلي سوريا و لبنان ـ على لسان حفيده الاستاذ فاتح ـ حيث يقول:
أنا والدي محمد سعيد كان القطب الأعظم للماسونية وهذا معروف كان القطب الأعظم للمحفلين السوري واللبناني، ولديّ ما يثبت ذلك ولديّ وثائق تشير بأن عبد القادر لا يعلم عن الماسونية شيئاً.
.
لهو مؤشر واضح للعلاقة التي نشأت اضطرارا بين الامير و الماسونية الفرنسية، و لكنها زادت اتصالاً في عهدة الأمير محمد سعيد الجزائري.
ولكن للأسف فإن "مؤسسة الأمير عبد القادر" لا ترى هذا الرأي بل قامت المؤسسة بالمشاركة في تدشين إقامة " جمعية ماسونية في الجزائر باسم الأمير عبد القادر" في حفل خاص حضره عتاة الماسونيين.
حيثُ تحدث ـ بتلك المناسبة ـ رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر: الأستاذ محمد بوطالب عن الأمير عبد القادر، و أشار إلى:_
" أن الأمير عبد القادر كان في ''الروتاري'' وهو اليوم يعود إليه"، و الخبر على هذا الرابط في منتديات "الجلفة": www.amirdz.org/news.php?action=view&id=5 -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 11:11]ـ
7ـ واتهمتَ الأمير بوقوفه وراء أحداث 1860م في سورية ولبنان، ودعم النصارى والغرب للانفصال عن الدولة العثمانية، وتيسير التدخل الأجنبي!!!!
بالنسبة لأحداث عام 1860م فالاتهام ينصبُّ على السياسات الاستعمارية في المنطقة آنذاك لا على الأمير عبدالقادر.
و قد أطال المؤرخون في وصف الأحداث التي جرت ذلك العام بين الحلفاء التاريخيين " النصارى و الدروز " و لكن لم يعمد أيٌّ منهم الى ذكر السبب الذي أدَّى الى تلك الأحداث و اكتقفوا بوصفها بالفتنة الكبيرة بين الفريقين والتي طالت المسلمين بسبب مدافعتهم للدروز المعتدين.
و بين يدينا وثيقة تاريخية في شكل كتاب بالغ الأهمية هو كتاب " تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية " تأليف توفيق يوسف بولاد، و قد قام بتعريبه الياس بولاد، و أسرة بولاد من الأسر المسيحية المشهورة التي استهدفت في تلك الأحداث، و أهل البيت أدرى بما فيه.
يقول الياس بولاد في التعريف بهذا المؤلَّف ـ الذي قام بترجمته ـ:
فتنة دينية أم مؤامرة سياسية غربية؟!!
لا زال هذا السؤال يشغل بالي منذ سنوات ولقد دعوت في تقديم الكتاب الذي ترجمته إلى اللغة العربية عام 2003م بعنوان: "تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية " تأليف توفيق يوسف بولاد المختص بالتاريخ إلى دراسة هذه الحوادث بتعمق، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية.
لأن معظم الكتب التي تناولتها قامت بعرض الأحداث والمذابح بتفاصيلها اليومية والواقعية من الناحية الدينية فقط، حيث لم يتعرض أحد حتى الآن لأسبابها الخارجية والحقيقية، وأبعادها الدولية والاقتصادية وإن أشار بعضهم إلى وقوف قوى خارجية وراء الأطراف المتنازعة، بصورة عابرة تفتقد إلى البحث العلمي والتاريخي.
إن الظروف الدولية والمحلية التي تعيشها دول المنطقة اليوم وبالأخص العراق، لبنان، سوريا .... تدفع أكثر لإعادة السؤال الذي أشرت إليه في الفقرة السابقة راغباً في عرض وجهة نظري بقليل من التفصيل راجياً أن تكون كورقة بحث، يغنيها المتخصصون بالتاريخ والمهتمون بأحوال وتاريخ وحاضر ومستقبل هذه المنطقة، من أبنائها أولاً، ومن الباحثين الأجانب ثانياً.
أرى أن حوادث 1860م في لبنان ودمشق، تعتبر مفصلاً تاريخياً أساسياً، ساهم في صياغة السياسة الخارجية الغربية حتى اليوم، وربما لقرون أخرى!!. فقد تكرر ظهور هذه السياسة وجرى التذرع بموجبها لتبرير العديد من التدخلات الأجنبية إلى يومنا هذا.
يمكننا إيجاز الغاية والهدف والوسيلة من وراء إثارة الفتن والحروب الدينية والطائفية بثلاثة بنود.
1 - القضاء بأسرع ما يمكن، وبأي ثمن على أية خطوة تقوم بها شعوب هذه المنطقة للمضي قدماً نحو تحقيق نهضة اقتصادية حضارية صناعية، مثال ذلك محاولة محمد علي في مصر واعتماده على السوريين في مشروع نهضته التي تبعتها حوادث العام 1860م في لبنان ودمشق. ففي البداية كان القضاء عليه عسكرياً، أما في المرحلة اللاحقة فقد تم ذلك من خلال مؤامرة دُفِعَ أبناء الشعب الواحد لتنفيذها إلى التقاتل فيما بينهم. وقد تم الإعداد لها بسرية تامة بحيث يظهر الجلاد فيها بمظهر المنقذ.
2 - احتكار الغرب للمادة الأولية التي هي الأساس المادي لقيام النهضة الصناعية في القرن التاسع عشر، "الحرير" سابقاً و"النفط" حالياً.
3 - وكانت الوسيلة دائماً هي نشر وتشجيع وتمويل الحروب الدينية والعرقية والطائفية، وقد توصل اليوم الكثير من الباحثين والسياسيين إلى هذه القناعة، عندما رأوا نتائجها أمام أعينهم، ولكن بعد خراب البصرة كما يقول المثل!.
إن أبحاث هؤلاء لم تتعمق بعد في الأسباب الحقيقية لتلك الحروب وكان دائماً تصديهم لنتائجها ناقصاً ومتأخراً، وهذا مما جعلنا نسير من فشل إلى فشل أكبر.
نعود لسؤالنا الكبير عن حوادث 1860م في لبنان ودمشق.
(يُتْبَعُ)
(/)
- جاء في قاموس الجغرافيا القديمة والحديثة المطبوع في باريس عام 1854م تأليف (ميساس وميشلو) إصدار مكتبة هاشيت، في الصفحة /269/ حول مدينة دمشق: «إنها المدينة الأكثر أهمية والتي تأتي في المرتبة الأولى في الصناعة في الشرق كله، فقد أعطت اسمها للمنسوجات الحريرية والتي يأتي الغرب للبحث عنها وشرائها. كما أنها تتاجر بالأسلحة الفولاذية ذات النصال القاطعة، وتتاجر أيضاً بالأصداف وأنواع متعددة من الحرير، وماء الزهر، كما تمر بها القوافل إلى حلب وبغداد وتتجمع فيها قوافل الحجاج».
- في كتاب "تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية" يقول المؤلف في الفصل السابع صفحة 105 بأن صيدا التي تبعد 40 كم من دمشق كانت مرفأ دمشق التجاري وأنها المدينة الرئيسة الأولى بمكانتها الاقتصادية في بلاد المشرق وأن كافة منتجات دمشق الجميلة والثمينة من الأقطان والأقمشة الحريرية والأجواخ التي ينتجها ويصنعها الدمشقيون بكميات كبيرة، تُصدَّر عن طريق مرفئها. وفي الصفحة 70 من نفس المصدر ونقلاً عن (ألفريد مارتينو) في كتابة التجارة الفرنسية في الشرق 1902 نقرأ: "بأن فرنسا كانت تستورد كامل الكمية الفائضة من الحرير عن إنتاج الورشات المحلية بدمشق".
- في كتاب (فرانسوا بيرنو) "طرق الحرير" إصدار أرتيميس " صفحة 185 - 186 نقرأ: "أُصيبت صناعة الحرير في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر بكارثة كبيرة، فقد أصاب مرض خطير دودة الحرير فيها، وكذلك أصاب المرض نفسه دودة الحرير في الصين في وقت كانت فرنسا تستورد نصف حاجتها من الحرير الصيني. ويقول المؤلف بأن فترة الأزمة امتدت من عام 1845م حتى عام 1869م. ومما أثر على أسعار الحرير المستورد أيضاً افتتاح قناة السويس عام 1869م بحيث انتقل هذا الارتفاع في الأسعار إلى أسواق أوروبا كلها كما زاد الطلب على هذه المادة في الحرب العالمية الأولى في الأسواق الخارجية".
نستنتج مما سبق بعض الاستنتاجات التالية:
1 - فقبيل عام 1860م كانت دمشق تشكل مركزاً صناعياً كبيراً ومهماً وبالأخص في صناعة الحرير والأقمشة والمنسوجات وهذه النهضة الصناعية كانت تتطور وتواكب آخر التطورات التقنية الصناعية العالمية في ذلك الوقت، أي نظام الجاكار الميكانيكي الذي كان أول من أدخله إلى دمشق في خمسينات القرن التاسع عشر "آل بولاد" المشهورون بصناعة "حرير البولاديّة" وذلك بغية زيادة الإنتاج كماً ونوعاً. هذه النهضة الصناعية واكبها ازدهار تجاري واقتصادي كبير وتوسيع للأسواق (تصدير الأقمشة الحريرية الدمشقية إلى القدس ومصر ودول مثل تركيا وإيران وحتى إلى أوروبا نفسها). وكانت مادة الحرير متوفرة وبأسعار زهيدة، وكان لقربها من المعامل والورشات أهمية اقتصادية بالغة، حيث كان ينعكس على رخص وجودة الإنتاج الدمشقي الذي اكتسب شهرة عالمية وزيادة في الطلب عليه، كما أن وجود مرفأ صيدا التجاري وقربه من دمشق أيضاً، كل هذا ساعد كثيراً على عملية الازدهار الاقتصادي لأبناء هذه المنطقة وعلى التوسع الصناعي والتجاري لدمشق.
ولابد من الإشارة هنا، وهذا ما يتم التعتيم عليه دائماً مع الأسف، إلى أن هذه الصناعة وهذه النهضة الاقتصادية كانت بمعظمها بأيدٍ مسيحية دمشقية (راجع كتاب "تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية" وأيضاً قاموس الصناعات الشامية للشيخ ظافر القاسمي وغيرهم ... )، ذلك أن نهضة العديد من الصناعات والفنون توارثتها عبر قرون العائلات المسيحية الدمشقية أباً عن جد، وكانت خبرتهم تنعكس إيجابياً على جودة ونوعية هذه المنسوجات مما جعل القاموس الفرنسي يتحدث عن دمشق كأول مدينة صناعية في الشرق بمنسوجاتها الحريرية التي كان الغرب دائم الطلب عليها. كذلك لابد من الإشارة إلى أن هذه الصناعة وخصوصاً الحريرية، كانت متمركزة في الحي المسيحي في مدينة دمشق وهو الحي الذي استهدفته حوادث 1860م بالذات.
2 - في الطرف المقابل، أي في الغرب شكَّل المرض الذي أصاب دودة الحرير في فرنسا والصين أعوام الأربعينات من القرن التاسع عشر أزمة كادت أن تؤدي إلى كارثة اقتصادية حقيقية في هذا القطاع، إذا لم يتم تأمين الحرير كمادة أولية لمعاملها. ومن المعلوم أن المكان الوحيد الذي توفرت فيه هذه المادة في ذلك الوقت هو لبنان وسورية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن دمشق بورشاتها الكثيرة، ومعاملها التي بدأت بتطبيق نظام الجاكار الميكانيكي كانت تكفي لاستيعاب كامل الإنتاج من الحرير المستخرج في لبنان وسورية وحيث بات إنتاجها ذا نوعية ممتازة وأسعار معتدلة، مما جعله مطلوباً عالمياً، ومن الممكن مراجعة كافة كتب الرحالة الذين زاروا لبنان وسورية في القرن التاسع عشر والثامن عشر؛ منهم على سبيل المثال الشاعر "لامارتين" وغيره كثيرون ممن عبَّروا عن دهشتهم لتنوع ورخص المنسوجات الحريرية وجودتها خصوصاً في أسواق دمشق.
وباتت هذه المنطقة أي سوريا، منافسة قوية للغرب بأهم صناعة في القرن التاسع عشر، وهي صناعة المنسوجات الحريرية، وأصبحت تشكل خطراً حقيقياً على صناعتها واقتصادها، حيث أن المادة الأولية لهذه الصناعة موجودة فيها فقط في ذلك الوقت بحيث أنه إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه، وأدركت سوريا مركزها القوي، وإذا استغلَّت جيداً الضعف والحاجة الغربية لمادة الحرير فإنها كانت ستصبح الأقوى وتسيطر حتى على الأسواق الأوروبية لسنوات طويلة، وبخاصة عندما يتم تطوير تصنيعها كماً ونوعاً.
إذا راجعنا كتب التاريخ التي تتحدث عن منطقتنا، فإنها تؤكد دائماً على أننا متخلفون حضارياً كما تتحدث عن الصراعات الدينية والطائفية والحزبية، وهذا ما كان يسجّله دائماً الرحّالة عند زيارتهم للشرق، ولكنهم كانوا يتحدثون في الوقت نفسه وبعد تصوير حالة التخلف، عن الصناعات الحريرية الفاخرة وعن الغنى والتنوع الصناعي، وغيرها من الصناعات الموجودة في أسواق دمشق وحلب!!! ... وكذلك عن رخص هذه المنتجات.
من هذا الواقع التاريخي الخطير جاء التخطيط الغربي لحوادث 1860 في لبنان ودمشق وعلى أعلى المستويات السياسية والاقتصادية، حيث رُصدت له الميزانيات الضخمة وجرى إعداد سيناريو المذابح والأماكن المقصود تدميرها والجهات المنفذة لها (من الغوغاء، وضعاف النفوس والمتآمرين) وعن طريق بث الإشاعات الدينية. ولكن المسلمين المتنوّرين وعَوا تلك المؤامرة، وحموا إخوانهم المسيحيين (راجع كتاب " تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية " وثيقة شاهد عيان آخر الكتاب).
والمؤسف، أن معظم المؤرخين، غربيين وشرقيين، لم يدركوا أن الهدف من وراء تلك الحوادث كان تأمين الحصول على الحرير، واستهداف الصناعة السورية، وتقويض النهوض الحضاري لها والقضاء عليه، وفي تقديري أنه لو تم تلافي وقوع تلك الحوادث لكنا اليوم، بكل تأكيد، كما في الماضي دولة صناعية كبرى في مجال المنسوجات، وفي مجالات صناعية أخرى، وكنا دولةً لا تقل أهمية عن أية دولة أوروبية!! ولكن حدوثها جعلنا دولاً استهلاكية تعتمد على الاقتصاد الغربي الذي كنا على قدم المساواة معه حضارياً آنذاك!!.
إن هجرة وتهجير الطبقة البرجوازية الصناعية جعل من الصعب علينا أن نتمكن من تأسيس نهضة حضارية صناعية حقيقية علماً بأن الأمر قد تكرر بعد ذلك ولكن بأسلوب آخر، في فترة ما بعد الاستقلال (1945 - 1958)!!!
وبالعودة إلى تلك الفترة /1840 - 1870م/ فلقد ارتفعت أسعار الحرير كثيراً نتيجة الطلب الخارجي عليه، وقد تم فرض ضرائب إضافية من قبل الحكومة العثمانية مما انعكس سلباً على الصناعيين الدمشقيين وخلق بلبلة وتفاوتاً بأسعار البضائع، وقد دفع ذلك ولأسباب أخرى غير خافية على أحد، منها أن كثيراً من الفرنسيين والغربيين قد استوطنوا لبنان ودمشق وأسسوا مراكز لزراعة الحرير وصناعته وذلك لتأمين هذه المادة لمصانعهم في بلدانهم دون اللجوء إلى التجار السوريين واللبنانيين! ويذكر لنا بهذا الصدد (فرانسوا لونورمان) كشاهد عيان في كتابه «الحوادث الأخيرة في سورية 1860م» العديد من تلك المراكز التي أُنشئت في جبل لبنان ودير القمر وغيرها من المدن والقرى اللبنانية.
لقد طلبت الحملة العسكرية الفرنسية التي أتت إلى بيروت في عام 1860م من البطريرك الماروني ومن البطل يوسف بيك كرم، الذي كان يدافع عن حقوق الفلاحين الذين يزرعون دود القز لإنتاج الحرير أن تنقل بعض الفلاحين على متن بوارجها للإقامة في بلاد الجزائر حيث تؤمن لهم الأراضي الزراعية الخصبة هناك ليمارسوا زراعتها تحت حكم الفرنسيين!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فجاء الرفض قاطعاً. من الواضح أن الغاية تمثلت في جعل الحرير أقرب وأرخص لهم من سواحل لبنان وجباله!!. بعد 115 سنة على هذه الحادثة تكرر الأمر وهذه المرة من الأمريكان ولنفس الغاية متمثلة بنقل المسيحيين اللبنانيين على متن البوارج الأمريكية إلى أمريكا وكندا واستراليا ...
نعود لنسأل هنا: هل كان الهدف من تلك الحوادث هو الحرير فقط؟ لا شك أن هناك أهداف أخرى. منها:
1 - استهداف وضرب القاعدة والبنية الصناعية في دمشق التي كان المسيحيون الدمشقيون يحتفظون بها في أحيائهم حيث رأى الغربيون أنها المنافسة الحقيقية لصناعتهم لأنها تستخدم مادة الحرير التي يريدونها رخيصة ولمعاملهم فقط!!.
2 - القضاء على أمهر الصناعيين والحرفيين وعلى ورشات عملهم ومنازلهم، حيث كان معظمهم من المسيحيين الدمشقيين وكان التركيز في هذه الحوادث على ورشات آل بولاد التي كانت تسخدم النظام المتطور للجاكار الميكانيكي لزيادة الإنتاج كماً ونوعاً (راجع كتاب تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية عموماً والصفحة 173 خصوصاً).
3 - تهجير من تبقى من المسيحيين ممن أحرقت أحيائهم وبيوتهم وورشات عملهم والذين تجمعوا في قلعة دمشق، حيث رُتِّبت القوافل لنقلهم إلى بيروت ثم مصر، وقد كانت كل قافلة تتألف من حوالي ثلاثة آلاف شخص (راجع نفس المصدر صفحة 267 - 276) بحيث لا يستطيعون العودة إلى مدينتهم التي عاشوا فيها آلاف السنين، لما يحملون من ذكريات أليمة، لا يعرفون من كان من ورائها، ولصعوبة البدء من جديد بأعمالهم وخوفهم من تكرار تلك الحوادث، ولذلك فإن أول منزل شُيّد من جديد في الحي المسيحي كان بعد مرور أربع سنوات على هذه الأحداث أي في عام 1864م.
4 - نتيجة تلك الحوادث تم القضاء على المنافس الحقيقي للاقتصاد الغربي كما تم الاستحواذ على المادة الأولية (الحرير) بكل سهولة وفُتحت الأسواق السورية على مصراعيها أمام البضائع الأجنبية. وكان لا بد أمام تدفق البضائع الأجنبية من إحداث مصارف خاصة تسهل القروض للمزارعين واستيفاء الديون، وتحويل ثمن المنتجات الغربية إلى أصحابها في الغرب. لقد تضاعف الاستهلاك وارتبط الاقتصاد السوري على المدى البعيد بالاقتصاد الغربي وقامت بعض المصارف مثل " بنك سيوفي وصباغ وبنك أصفر وبنك زلخا ... " بتسهيل ذلك وهكذا تحوَّل عمل بعض من تبقَّى من المسيحيين من الأعمال الصناعية إلى أعمال السمسرة والتجارة
المالية .... !!.
إن الارتباط الاقتصادي الناتج عن تلك الحوادث قد مهّد في المستقبل القريب إلى احتلال سياسي وعسكري لسورية ولبنان وغيرهما من البلدان العربية تحت عناوين مثل "الانتداب" أو "الحماية" بحجة أن هذه البلاد غير مهيئة لمواكبة التمدُّن والتقدُّم الحضاري والصناعي!!!.
- ولضرب أي أمل بعودة الترابط الاقتصادي والصناعي بين لبنان ودمشق وبلاد حوض البحر الأبيض المتوسط من بلاد عربية وأجنبية قام الانتداب الفرنسي بخلق " لبنان الكبير " وضم ميناءي صيدا وطرابلس لهذا البلد وقام بإيجاد حدود مُصطنعة بين البلدين لا زالت قائمة إلى اليوم.
- ولتكتمل هذه المؤامرة أُسِّست في سورية ولبنان المحافل الماسونية التابعة إلى محفل الشرق الكبير ومقره باريس بالإضافة إلى محافل إنكليزية أخرى! وقد ضمّت هذه المحافل خيرة أبناء هذه البلاد من أصحاب المناصب السياسية العالية ومدراء المصارف والأدباء وغيرهم! ..
- وبالعودة إلى كتاب فرانسوا لونورمان الآنف الذكر، عن تلك الحوادث في سوريا في صفحة 28 - 29 يروي: كيف أنه زار القرى اللبنانية التي أتت عليها الحوادث، حيث زار قرية حمّانا اللبنانية ولاحظ بأنها قد دُمِّرت بكاملها ما عدا مبنَيين لاستخراج خيوط الحرير، وعندما سأل الحرس الموجود على مدخلهما: لماذا لم يلحق بهما أذى، في حين أن جميع المباني الأخرى قد أُحرقت، جاءه الجواب بأن ملكيتهما تعود لرجل فرنسي يدعى السيد "بيرتران" وقد جاءتنا الأوامر بأن لا نتعرض لهما!!؟؟ ... ومن جملة الحوادث التي ذكرها الكتاب يشير إلى تعرض كبار تجار الحرير للقتل مثل " بشارة صوصه " من لبنان و "آل المسابكي" من دمشق! وقد جاء أيضاً في الصفحة 137 أن مراقبين لتلك الحوادث وممن عايشوها ومنهم السيد " روبسون " أن الوالي الذي كان تحت إمرته أكثر من /600/ عنصر من الجيش العثماني كان
(يُتْبَعُ)
(/)
بإمكانه وقف تلك الحوادث لو أمر /50/ عنصراً فقط بإغلاق مدخل الأحياء المسيحية بدمشق لكنه لم يفعل! وفي الصفحة 140 يقدّر صاحب الكتاب عدد الضحايا من المسيحيين ما بين عشرة آلاف إلى أحد عشر ألف قتيل، بينما هناك إحصائيات أخرى تقدر عدد سكان دمشق في تلك الفترة قبل الحوادث بمائة ألف نسمة منهم عشرون ألف نسمة من المسيحيين. بعد أعوام لا تتعدى الأربعة من هذه الحوادث قام أحد المصورين ويدعى (بيدفور) بتصوير الحي المسيحي الذي كان لا يزال آنذاك في حالة خراب شامل (لقد تم نشر هذه الصور في كتاب ظهر عام 2000م بعنوان مصورون في دمشق 1840 - 1918م لبدر الحاج في الصفحة /30 - 33 - 34/.
- نتساءل مرة أخرى؟! لماذا تم استهداف الحي المسيحي " القيمرية " ولقبها (الهند الصغرى) الذي يقع داخل السور ولم يتم استهداف الحي المسيحي في نفس المدينة في حي الميدان؟! إننا نرى أن السبب يعود إلى أن المسيحيين في حي الميدان كانوا يتعاطون تجارة الحبوب!! أما في حي القيمرية فكان المسيحيون يتعاطون تجارة الحرير!! وكانت تُقيم فيه الطبقة البرجوازية الصناعية التجارية!!، كما نتساءل أيضاً: إذا كانت تلك الحوادث بسبب الفتنة الدينية فلماذا لم تنتقل إلى مدنٍ أخرى كحلب وحمص وحماه ... ؟؟ لم يحصل ذلك لأن الهدف كان تدمير المركز الصناعي في دمشق فقط!! ...
- جاء في كتاب بلاد الشام في القرن التاسع عشر للدكتور (سهيل زكّار) وفي فصل منتخبات من مذكرات محمد أبو السعود الحسيبي الدمشقي صفحة 283 أنه قد أُعدم مباشرة بعد هذه الحوادث " وبلا محاكمة "؟؟!!! أكثر من مائتي شيخ حارة أو زعيم حارة كما تم إبعاد الكثير من المشاركين في هذه الحوادث إلى تركيا وإلى مدن بعيدة لمدة سنوات.
من المُلفت للنظر أيضاً أن الرأس المنفذ للمؤامرة وهو والي دمشق العثماني: (أحمد باشا) قد أُعدم مباشرةً أيضاً " وبلا محاكمة "؟؟!!! وهو الذي قيل بأن تعيينه والياً على دمشق قد جاء إثر مساعٍ لإحدى السفارات الأجنبية في استانبول؟؟!!! لم تُجرِ له أية محاكمة في حين أن الذين قتلوا البادري توما الكبوشي عام 1840م وعددهم على الأكثر عشرة أشخاص قد أعدت لهم محاكمة دامت شهوراً وتدخلت دول غربية عديدة لإبطال تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم ومنها " فرنسا وإنكلترا والنمسا ... ؟!! "
لماذا لم تجرِ محاكمة عادلة وعلنية لمنفذي فتنة 1860م؟؟؟!!!! الجواب بعد هذا العرض الذي قدمناه لا يحتاج إلى عناء التفكير والبحث!! إننا نقول بكل ثقة: لقد تم ذلك حتى يبقى السر مكتوماً حول تلك المؤامرة الدولية الكبرى ويبقى التعتيم عليها إلى اليوم وربما لقرون أخرى!؟ ...
إلياس بولاد
دمشق
صندوق بريد 686 – دمشق سورية
E.mail:e.boulad@mail.sy
المراجع:
1 - تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية تأليف يوسف توفيق بولاد ترجمة وإعداد إلياس بولاد دمشق – مطابع ألف باء – الأديب – 2003م.
2 - بلاد الشام في القرن التاسع عشر – دراسة وتحقيق الدكتور سهيل زكّار نشر وتوزيع دار حسان للطباعة والنشر دمشق – 1982م – طبعة أولى.
3 - استشهاد البادري توما الكبوشي وخادمه إبراهيم أمارة – دمشق 1840م مطبعة القديس بولس – حريصا – لبنان.
المراجع الأجنبية:
1 - LES DERNIERS EVENEMENTS DE SYRIE 1860
PAR FRANCOIS LENORMANT PARIS CH DOUNIOL EDITEUR.
2- DICTIONNAIRE DE GEOGRAPHIE . ANCIENNE ET MODERNE PAR MM. MEISSAS ET MICHELOT ET CIE PARIS LIBRAIRIE HACHETTE 1854 .
3- LES ROUTES DE LA SOIE - PAR FRANCOIS PERNOT ARTEMIS .
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 01:54]ـ
و ماذكره الياس بولاد يدور في فَلَك ما سُقتُه قبل ذلك من اعتراف الماسونية اللبنانية أنها لم تغِبْ عن أحداث عام 1860 ـ مع أنَّ الاعتراف الماسوني اللبناني بالتداخلات الماسونية في تلك الأحداث لا يخدم المصلحة الماسونية العالمية العليا، كما يؤول الى مزيدٍ من الجُهمة و الكَلَف للوجه الماسوني اللبناني الوطني ـ، و ذلك على لسان الدكتور انطوان عاصي رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبراللبناني الموحد.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أعيد ـ للتذكيرـ ما سبق إيراده عبر سرد مقطع من مقال يستند على الكتاب الشهير " الماسونية ديانة ام بدعة " ـ من صفحة 125 - 129 ـ للمؤلف: اسكندر شاهين، كما يحتوي هذا المقطع على رسالة من الدكتور انطوان عاصي رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبراللبناني الموحد بهذا الصدد.
و هذا هو المقال:
الماسونيةاللبنانية تعلن ان: الدروز وراء فتنة 1860 باوامر من الانجليز! ودور الماسوني عبد القادر الجزائري في انهائها!
حصلت احداث الفتنة الطائفية الكبرى الاولى في حبل لبنان عام 1860 وراح ضحيتها عدد كبير من المسيحيين الموارنة والدروز الحاليين اضافة الى عدد كبير ايضا من المسلمين ونجم عنها عمليات تهجير واسعة الى مختلف مناطق العالم الى مدن الشام الداخلية حلب و حمص و دمشق ... او مصر و الامريكتين ... وتكررت بصورة جديدة في اول السبعينات ايضا لاسباب مختلفة اهمها (تحول لبنان الى نقطة انطلاق مادية حقيقة لتحرير فلسطين) وربما تلاحظون الان شرارات وبوادر حرب اهلية جديدة فيه بانباء واخبار تحريضية ... يبثها (عملاء فرنسا الحاقدون) من موارنة لبنان خصوصا من جديد في كل وسائل الاعلام التي يديرونها باوامر خارجية (اسرائيلية مباشرة) او (اوربية / امريكية) عن (سلاح حزب الله والمخيمات)!!! وبشكل فاقع واضح التبعية والخيانة بدءا من البطريق: صفير .... الى اصغر سياسي واعلامي ماروني ... ولهم بالطبع اعوان ومشاركين من بقية الطوائف التي تدور في فلك الخيانة للامة سواء كانوا دروزا او مسلمين (سنة و شيعة). ربما تفيد من يتابع التطورات الجارية على قدم وساق في اشعال نار الحرب الاهلية الجديدة فيه و يهمه الربط بين مقتل الحريري (الذي نفذته اجهزة خبيرة ماسونية عليا باوامر صهيونية خالصة) الذي يمكن ان يتطور لغايات استعمارية واضحة ويتحول سببا وخلفية لاحداث فتنة طائفية جديدة في لبنان تشبه في اثارها ومحتواها وابعادها تماما احداث فتنة 1860 وانما تصب في مصلحة بني يهوذا هذه المرة مباشرة وتمكنهم من التجذّر فترة ايام معدودة اطول في لعبة البقاء التي يعرفون نهايتها جيدا) ....
و في هذا المقطع البسيط هنا من كتاب: الماسونية ديانة ام بدعة: لا اسكندر شاهين .. صورة لم يعتني بها مؤلفها اصلا وانما وضعت بالاصل عرضا في الرد على حفيدة الماسوني الجزائري ولاثبات (شرف) ماسونية الجزائري اصلا نقلا مصادر معروفة موجودة ... كما يتناول فيه الباحث الماسوني اسكندر شاهين بالحرف والصورة تاريخ الماسونية في الشرق واهم الركائز والشخصيات التي قامت وتقوم عليها اضافة لملحق غني بصور قديمة وحديثة لقادة الماسونية والاحياء منهم اليوم 1999 في لبنان وعدد من الوثائق الهامة المزدحمة فيه ومنها صور ووثائق عن انتساب الخائن حسين بن طلال وكبار اعضاء حكوماته و الترخيص الحكومي اللبناني لانشاء المحفل الماسوني تحت اسم: المجلس السامي اللبناني الموحد (سلطة ماسونية عليا) من قبل وزير الداخلية اللبناني عبد الله الراسي 13 تموز عام 1988 مثلا اضافة لصور عدد كبير من الاعضاء والشخصيات الهامة التي لاتزال تدير دفة الحكم في لبنان حاليا ومنهم رشيد الصلح , كريم بقرادوني , ضاهر ديب , انطوان صعب (الاستاذ الاعظم للمحفل الاكبر اللبناني حاليا) , عبد اللطيف سنو ولقبه القطب الاعظم للشرق الافريقي الوطني) , انطوان عاصي (صاحب النص , باحث ماسوني) فريد شهاب , جان صفير , فؤاد السعد , ريمون باتايان , بيار عماد , فريد شهاب , ...... وغيرهم.
بين ايدكم فقرة فقط من الكتاب يرد فيه انطوان عاصي على (بديعة الحسني الجزائري) حفيدة الماسوني عبد القادر الجزائري حين نشرت تكذيب في الصحافة حاولت تبرئة جدها من الانتساب للماسونية ولا ندري لم وحفيده سعيد الجزائري كان رئيس المحافل كلها في الشرق؟ وهو الذي استلم حكم دمشق ليلة ونهار فقط بانتظار وصول الماسوني فيصل واللنبي من الجنوب اليها عام 1918!!!!!!!
ما يهم هنا ليس ماسونية الجزائري فهي واضحة كالشمس ... لكن ما اورد انطوان عاصي (احد الاقطاب الماسونية) في رسالته لها والتي نشرها هنا مؤلف الكتاب اسكندر شاهين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وما يجدر الاشارة اليه هنا في الرسالة هو اقرار: (انطوان عاصي نقلا عن الموسوعة الفرنسية) لاحداث 1860 في الشام وذكره بالاسم لمن اثاروا فتنة 1860 بين المسيحيين والدروز في جبل لبنان عام 1860 وهم برايه: اسماعيل الاطرش , حسين تلحوق , وحمود نكد! وانهم افتعلوا هذه الفتن باوامر من الانجليز.!!!
وهنا نص لجزء الاخير من الرسالة الموجهة من القطب الماسوني اللبناني انطوان عاصي الى بديعة الحسني حفيدة الجزائري بدمشق
______________________________ _
احداث 1860
حضرة الاميرة الموقرة:
نحن الماسونييون العريقون , نعلم بذلك من الخوارج المتطفلين , بل اننا نسمح بان ندل هؤلاء على الحجة الدامغة في هذا الشان, وهي حجة التوراة في عدة صفحات , ورد فيها ما لايمكن المكابرة معه , عند المقابلة بين نصها والنص المماثل , في التعالم الماسونية.
إلا ان التوراة ههنا , سند هام , من الوجهة التاريخية , وهو يدلنا على قدم هذه الجمعية
ولكن ندرك انحسار خطر اليهودية , بالنسبة للماسونية , في هذه النقطة فحسب , ينبغي ان نذكر: ان الحضارة في شتى مناحيها , ان هي الا سلسلة متتابعة متعاقبة منذ اقدم العصور ,. تالفت من المجهودات العامة , بين الشعوب و الامم , وعلى مر الدهر و ليس العبرة فيها , من حيث قدمها وعراقتها , وانما العبرة كل العبرة بتطورها والجدة التي رافقتها.
حضرة الاميرة الفاضلة:
لن اذكر ما استلهمته الماسونية من الصوفية الاسلامية من (ابن خلدون) وعمر بن الفارض و (ابو العلاء المعري) وانما ساكتفي عما ورد في دراسة عن الغزالي واوجزها بالتالي:
ورد في دراسة للاستاذ الاعظم للمحفل الاكبر الروماني
Gerad Serbansco, HIstoire de la France_Maconnerie Universelle:
في موسوعته التي طبعت عام 1969 _باريس _ عن حملة نابليون الثالث على سورية مع ترجمته.
في ذلك العام 1860 ونظرا للاحداث الطائفية والمذهبية التي حصلت في لبنان وسوريا والتي كان وراءها الامبراطورية الانجليزية بالاتفاق بين وريث العهد المصري والامبراطورية العثمانية والتي اراد بموجبها خضوع سوريا الى الحكم العثماني , قررت فرنسا ومعها بروسيا وايطاليا ارسال بعثة عسكرية مؤلفة من 12 الف عسكري فرنسي لانقاذ الدروز و الموارنة من المجازر التي ارتكبها (الطورانيون الاتراك) بقيادة فؤاد باشا , كان قائد الحملةالجنرال: Beauford D`Haut Poul
خاطبهم نابليون الثالث بقوله: (قد يكون عددكم قليلا إنما انتم تمثلون العلم الفرنسي وتمثلون مبادى الحرية والمساواة والاخاء).
وللتاريخ نذكر أن من قاة الفتنة السياسية باوامر من الانجليز كانوا اسماعيل الاطرش , حسين تلحوق , وحمود نكد.
نحن نذكر هذه الاسماء كما ورت في المرجع المذكور وعلى ذمة التاريخ ,وكانت المجازر بين الدروز والموارنة وبين الدروز وبقية الفرق الاسلامية , ووفاء للحفاظ على الاقليات في الشرق , كلف الامبراطور نابليون الثالث الامير (عبد القادر الجزائري) بوقف المجازر ويقول المرجع في 16 اب 1860 وصل الى بيروت 12 الف عسكري فرنسي معهم بضعة الاف من النمساويين والبروسيين والانجليز , استطاع الامير عبد القادر الجزائري ان ينقذ حياة 13 الف شخص ولكي يظهر فؤاد باشا العثماني حسن نيته فقد اعدم سبعة وخمسين مسلما ومئةو عشرة من العسكر التركي وحكم على اربعمائة شخص بالاشغال الشاقة وقلد نابليون الثالث الامير عبد القادر الجزائري رتبة (مرتبة الشرف).
واصبحت كلمة البناء وليس اشارة الى العملة الفرنسية على شفاه كل الذين بقوا على قيد الحياة.
أما عن انتساب الامير: عبد القادر الجزائري (واسمه الكامل عبد القادر محي الدين الحسني الجزائري 1808_1883) للماسونية وانخراطه في عملها نورد النص بالفرنسية , كما ورد في المرجع.
- Dictionnaire Universel de la France-Maconnerie Hommes Illutsters
. Pays-Rits-Symboles Sous La De Daniel LiGOU Concption et realisation
DNIEL BERESENIAK ET MARIAN PSACHIN
C-COPYRIGGT 1974 BY EDITIONS DE NAVARRE ET EDITIONS DU PRISME- PRINTED IN FRANCE:
TOUS DROITS REPRODUCTION , DE TRADUCTION ,D, ADAPTATION ET, D;EXECUTION RESERVES PUUR TOUS PAYS.
(يُتْبَعُ)
(/)
اشترك في وضع مقالات هذه الموسوعة أكثر من مئة وثلاثين باحثا ماسونيا مشهود لهم بدراساتهم التجريدية وهي موسوعة ليست نادرة أو نافذة.
ورد في هذه الموسوعة مايلي باللغة الفرنسية ونذكرها للامانة وهذه ترجمتها:
محفل هنري الرابع
ولد الامير عبد القادر الجزائري في مدينة مسكرة في الجزاير 1808 وتوفي في الشام عام 1883 بين الاعوام 1823 _1847 كان المناضل الاكثر شراسة للاحتلال الفرنسي للجزائر وادى هذا النضال بالحاكم الفرنسي الى عزله
وهذا ما سبب له عداء نابليون الثاني وحجزه في فرنسا الى غاية 1852 عندما توجه الى تركيا ومن ثم الى الشام حيث ان تكليفه بماهم عام 1860 كان باية انتمائه الى الماسونية.
في الاحداث الدامية التي وقعت في دمشق في تموز من العام 1860 بين المحمديين والمسيحيين , كلف عبد القادر بمهمات انقاذية ووضع تحت حمايته آلاف المسيحيين الذين لقوا الحماية تحت لواءه.
هذه البادرة قدرها نابيلون الثالث وقلد الامير وسام الشرف الفرنسي وارسلت من بعدها المحافل الماسونية كتابات شكر وتقدير له اهمها محفل هنري الرابع الذي اخذ المبادرة.
وفي 16 تشرين الاول 1860 اعترفت الماسونية في عة رسائل له بناحيته الانسانية والاخلاقية واقترحت عليه في هذه الرسائل ان يكون عضوا في الماسونية دون ان يكون عضوا مكرسا بعد , اذا ان النظام الماسوني يسمح بتكريس هكذا رجال عظماء دون ان يكونوا مكرسين وارسلت له ما يسمى بالجوهرة او الرمز المعدني عرفانا منها اليه ولم يكن وقتها في الجزائر الدولة المسلمة اكثر من ثلاثين مكرسا ماسونيا).
وفي العام 1861 رد الامير عبد القادر الحسني الجزائري على محفل هنري الرابع الباريسي بقوله: (لم المس في المبادئ الماسونية ما يتعارض وشريعة القران الكريم والسنة والفقه الاسلامي) عندها طلب منه محفل هنري الرابع الاجابة على ثلاث اسئلة وهي اسئلة تقليدية للانتساب الى الماسونية:
_ ماهي واجبات الانسان تجاه الله؟
_ ماهي واجباته تجاه الانسانية؟
_ كيف ينظر الى خلود النفس والمساواة والاخاء والحرية؟
كان جواب الامير بمثابة اطروحة فلسفية تفوق هذه الاسئلة بتعاليم صوفية وفلسفة اسلامية ادهشت السائلين ... كان وصول المارشال الفرنسي كاستاذ اعظم لهذا المحفل وخلافاته مع الامير قد اخرت تكريسه هنا كان لابد من حضوره شخصيا ففي 18 حزيران 1864 وباسم محفل الاهرام في الاسكندرية والذي كان عاملا تحت لواء الشرق الاكبر الفرنسي والممثل في محفل هنري الرابع تكرس الامير الامير عبد القادر الجزائري واعطي امتيازا قل نظيره في ذلك الوقت انه منحت له في جلسة واحدة الدرجات الاولى الثلاث وصدر عن محفل هنري الرابع في باريس جلسة عمومية اعطي بموحبها إذنا للامير أن ينشئ محافل ماسونية ذات الطابع العربي في جميع الاقطار العربية.
عام 1865 وفي خلال وجوده في فرنسا عقد الامير اجتماعات مع الماسونية الفرنسية في مدينة Amboise واعترف امام اساتذة الماسونية في هذا المذهب انه (هناك بعض المصاعب التي ستواجهها الحركية في الشرق العربي نظا للانتماءات الذهبية رغم ان مبادئها هي من اجل المبادئ السامية والاخلاقية)
و بعد عودته الى سوريا اصبح عضوا فخريا في محفل سوريا الذي كان ينتمى الى الشرق الدمشقي ونظرا للمفهوم العلمني الماسوني المؤمن ولمفهوم الماسونية كحركة رمزيةولدت في الغرب المسيحي وتواجدها في الشرق الاسلامي.
حجب الامير عبد القادر بعضا من نشاطاته الماسونيه وبقي في الظل. بهذا المفهوم تصرف الامير بمعنى ان الماسونية ليست نسخة عن هذا العالم. لقد فهم الامير انه لايجوز كشف اسرار النظام الكوني امام اهل العماء ,نحن لسنا نسخة عن هذا العالم. وفي التكريس من استلم النور اي تكرس في نظام ما. ومن اعطي له النور فهو الذي تكرس في الاسرار والاسرارية الماسونية. اعطه النور ماذا يعني؟ الماسونية هي التفتيش عن الحقيقة ....
التجلي القدسي في المكرس واسطورة التكريس (لاتعني كلمة قدسي هنا المعنى الديني بل معنى المحترم , يعني من اصبح محترما يمنع على الاخرين استباحة اعراضه وحياته لانه اصبح محميا من ابناء العشيرة). وبينهما الرمز ولايتم ذلك بحالة الصفاء المشع
_ان فعل التكريس هو فعل دعوة عبور من المستوى المادي الى المستوى الما وراء المادي. نحن نعرف وبواسطة الزاوية والبركار ثلاث مستويات هي الطول والعرض والارتفاع. نحن نفتش وايضا بواسطة الزاوية والبركار عن مستوى البعد الرابع ونحن في المستوى المادي نشعر ان الزمان منفصل عن المكان لمجرد الارتباط المحدود بين هذه الابعاد الثلاثة وبقدرة حواسنا الخمس المادية. اما في التكريس علينا ان نصل الى العالم الما وراء المادي وهو مكون من ابعاد اربعة هي الطول والعرض والارتفاع والزمن وهنا نصل الى (حالة) وتعني وحدة وجود وليست وحدة زمنية. انها حضرة أي هيولية فكرية واعني بها ما وراء العقل الى الوحي اي النيرفانا الهندية وهي الحالة الاخيرة قبل بلوغ قمة التركيز وتدعى اليوغا.
رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبراللبناني الموحد
الدكتور انطوان عاصي
____________
المصدر:
كتاب الماسونية ديانة ام بدعة من صفحة 125 - 129
المؤلف: اسكندر شاهين
الكتاب طبع دار بيسان. بيروت. عام 1999
الرابط: http://www.hdrmut.net/vb/t192095.html(/)
(الشيعة!) فتنة العصر .. يا (سعادة) مفتي مصر!
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 10:23]ـ
(الشيعة!) فتنة العصر .. يا (سعادة) مفتي مصر!
بقلم: عليِّ بنِ حسنٍ الحلبيِّ الأثريِّ
تَناوَلَتْ بعضُ وكالات الأنباء -قبل أيام- بتاريخ: 5/ 2/2009 - بالخطّ العريض! - عن مُفتي (جمهورية مصر العربيّة) الدكتور (علي جُمعة) -غفر اللهُ لنا وله- قولَه:
«الشيعة مُسلمون، ولا حَرَج مِن التعبُّد على مذهبِهم»!!
وقولَه:
«الأُمَّة الإسلاميّة جسدٌ واحدٌ، ولا فرقَ بين سُنِّيٍّ وشيعيٍّ»!!
قلتُ:
وإنَّ هذا الكلامَ المُنْكَرَ لَيُسْتَغْرَبُ -جِدًّا- مِن مِثلِ فضيلةِ المُفتي -غفرَ اللهُ له-؛ بعد أن تكشَّفَتْ أوراقُ الشيعةِ السرِّيةُ! وعَلِمَ (كُلُّ النَّاسِ!) مَشْرَبَهُم!!
وإذ أقولُ: (كُلُّ النَّاس)؛ فإنَّما أعني بذلك -أوَّلاً- أولياءَ الأُمُور؛ حيث تنبَّهُوا -زادَهُمُ اللهُ توفيقاً-ولو بعد حين! - إلى خَطَرِ الشيعة على بلادِهم، وعلى عقائدِهم -سواءً بسواءٍ-!
وكذلك -أيضاً- معرفةً بحالِهم- عامَّةُ المسلمين؛ ممّن جعلوا عقولَهم أبواباً للتفكير الصحيح، وأنظارَهم طريقاً للحُكم السليم؛ ولم يجعلوها بوّاباتٍ للعواطف العواصف، وخنادقَ للحماسات الجارفات!!
ولَئِنِ ادَّعَى مُدَّعٍ، أو أوَّل مُتَأَوِّلٌ أنَّ كلامَ المُفتي -غفرَ اللهُ له- مردُّهُ إلى النَّظَرِ السياسي؛ لا إلى الحُكم الشرعيّ!!
فأقولُ:
... فالمصيبةُ أعظمُ!
ذلكُم أنَّ ادِّعاءَ انفكاك النظر السياسيِّ عن الحُكم الشرعِيِّ ادِّعاءٌ باطلٌ؛ يلتقي -مِن أطرافٍ- دعاوى العَلمانيَّةِ المُعاصرة- وصُورها المتعدِّدة!
نعم؛ قد (يضطرُّ) البعضُ (!) إلى عدم إظهارِ الحقِّ في أمرٍ -ما- لِسَبَبٍ -ما-!! لكنْ؛ لا يكونُ ذلك -أبداً- طريقاً للتكلُّم بالباطلِ! وسَبَباً لإظهارِ القولِ العاطل!!
وحتّى لا أُطيلَ القول -في مسألةٍ طويلةِ الذّيل، جالِبةٍ للويل- أنقلُ ثلاثةَ نُقولٍ مهمَّةٍ عن أشهرِ رؤوس الشِّيعةِ الشنيعةِ، وأكبرِ (عُملائهم) -عبرَ تاريخِهم الأَفِين-؛ تكشفُ حقيقةَ موقفِهم مِن دينِ الإسلام -ولا أقولُ: مِن أهل السُّنَّة الكِرام! -؛ وتُبطل مزاعمَ فضيلة المُفتي -غفر اللهُ له- فيما نقله عن (كبار علماء الشيعة!) مِن ادِّعاءِ أنَّ لعْن الصحابةِ والخلفاء ليس مِن مذهب الشيعة! وأنها أمور دخيلة عليه!!
وكلُّ هذا مُضادٌّ للواقع المحسوس، ومُغايرٌ للحال الملموس؛ وإليك -أيُّها المُوَفَّقُ- الأدلّة:
- أمَّا (أوَّلُ) هذه النُّقول:
فهوقَوْلُ كَبِيرٍ مِن (كَبَائِرِهِمْ!) - وهو نِعْمَة الله الجَزَائِرِيّ الشِّيعِيّ الرَّافِضِيّ -الهَالِكُ سَنَة (1112هـ) -، حيثُ يَقُول في كِتَابِهِ «الأَنْوَار النُّعْمَانِيَّة» (2/ 275 - طَبْع لُبْنَان!) -مَا نَصُّهُ- بِالحَرْفِ الوَاحِدِ -لِبَيَان (حَقِّيَّةِ دَيْن الإِمَامِيَّة) -كَمَا زَعَمَ! -:
«وَوَجْهٌ آخَر لِهَذَا -لا أَعْلَمُ إِلاّ أَنِّي رَأَيْتُهُ في بَعْض الأَخْبَار-، وَحَاصِلُهُ: أَنَّا لَمْ نَجْتَمِعْ مَعَهُمْ عَلَى إِلَهَ، وَلا عَلَى نَبِيّ، وَلا عَلَى إِمَام، وَذلِكَ أنَّهُمْ يَقُولُوا (!) أَنَّ رَبَّهُم هُوَ الَّذِي كَانَ مُحَمَّدٌ -صلى اللهُ عليه وسلم- نَبِيَّهُ، وَخَلِيفَتُهُ بَعْدَه أَبُوبَكْر، وَنَحْنُ لا نَقُولُ بِهذَا الرَّبّ! وَلا بِذلِكَ النَّبِيّ!
بَلْ نَقُولُ: إِنَّ الرَّبّ الَّذِي خَلِيفَةُ نَبِيِّهِ أَبُوبَكْرلَيْسَ رَبّنَا، وَلاذَلِكَ النَّبِيُّ نَبِيّنَا»!!
قُلْتُ: فأينَ -إذنْ- دَيْنُ الإِسْلام؟!
وَأَيْنَ مِنْهُ مذهبُ الشيعةِ الطَّغام اللِّئام؟!
وَأَيُّ (تَقْرِيبٍ) ترجُو يا سعادةَ المُفْتي -بَعْدُ-بِكُلِّ احتِرام-؟!
- أمَّا (ثاني) هذه النُّقول:
- فهو قولُ (المحقِّق الكركي!) -كما يحلو لهُم وصفُهُ -وليس هو من كركِيِّي الأُردُنِّ -بداهةً! - (الهالك سَنَةَ 940هـ) -، وذلك في رسالتِه «نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت -طبع إيران!» (ص198) - بعد أنْ أوْرَدَ بعضَ الرِّواياتِ في لعنِ الخُلفاءِ، وتكفيرِهم-:
«وهذا النّحو في كتب أصحابنا مما لو تحرَّى المتصدِّي لِحَصْرِهِ؛ جَمَعَ مِنهُ مجلداتٍ، ولم يأتِ على آخِرِهِ!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أوردَ الأمينُ الضابطُ الثِّقَةُ محمد بن يعقوبُ الكُلِيني في كتابِه «الكافي» مِن ذلك شيئاً كثيراً، وفيه أحاديثُ باللعنِ الصريح، والحثِِّ عليه مِن الأئمَّةِ»!!!
- أمَّا (آخِرُ) هذه النُّقول -الثلاثة-:
فهو قولُ (العلامة المجلسيِّ) -كما يُلَقِّبُونَهُ! - (الهالك سنة 1111هـ) في «بحار الأنوار» (ج30/ص399) -حيث قال-:
«الأخبارُ الدالَّةُ على كُفرِ أبي بكر وعُمر -وأضرابِهما-، وثوابِ لعنِهم، والبراءةِ منهم، وما يتضمَّنُ بِدَعَهم، أكثرُ مِن أنْ يُذكَرَ في هذا المجلَّد أو في مجلّداتٍ شتَّى، وفيما أوردناهُ كفايةٌ لِمَنْ أرادَ اللهُ هدايتَه إلى الصراطِ المستقيم»!!!
أقولُ:
فإذا كان هذا قولَهم -قاتلَهم اللهُ أنَّى يُؤفكُون- في خيرِ النَّاس وأعظمِهم -بعد رسولِ الله -صلّى اللهُ عليه وسلم-؛ فماذا هم قائلون -إذن- فيمَن بعدَهم -عَبْرَ حلقاتِ التَّاريخ الإسلاميّ الطويلةِ-إلى يومِنا هذا ... وإلى أولياءِ أُمُورِنا المُعاصرين؟!
... ولَئِن غَضَّ (البعضُ) الطَّرْفَ عن الأثَرِ العقائديِّ السلبيِّ الكبيرِ الخطيرِ مِن عقائدِ (الشيعةِ) على عقائد أهل السُّنَّةِ؛ فلا أَقَلَّ مِن أنْ (يتنبَّهوا) إلى الخَطَرِ السياسيِّ الشَّنِيعِ العظيمِ على بلادِ أهل السُّنَّةِ ودُولهم؛ بدايةً مِن التحذير مِن (الهلال الشيعي)، وانتهاءً بالكشفِ عن (ولاءِ شيعة الدول العربية -جميعاً- لدولة إيران الصفويَّة الفارسيَّة)!!!
وممَّا يجبُ التنبيهُ عليه -ها هُنا- أُمورٌ:
1 - زَعْمُ أنَّ للشيعةِ دراساتٍ (!) أُجْرِيَتْ (سنة 2008) -عدَّلَتْ مذهبَهم- منعوا فيها سبَّ الصحابةِ على المنابرِ: دعوى باطلةٌ، لا دليل عليها ..
وإنْ حَصَلَ شيءٌ مِن ذلك -في الظاهر-؛ فهو (التقيَّةُ) الكاذبةُ التي هي أصلُ دينهم؛ لنشر باطلهم.
وإلاّ؛ فهذا (منهم) إقرارٌ بالسبِّ؛ لكنْ؛ ليس على منابر (حُسَيْنِيَّاتِهم) التي لا يَلِجُها -أصلاً- إلاّ روافِضُهُم!!!
2 - زَعْمُ أنَّ الشيعة (فرقة مُتَطَوِّرة!): زعمٌ معاكسٌ للحقيقةِ والواقع -تماماً-؛ فلو كانوا كذلك -حقًّا-: لحرَّكُوا عجلةَ التاريخ -ولو قليلاً! -؛ ليتحرَّكُوا معها مُتجاوزين باطلَهم الكذوب في قضيّة الخلافة الراشدة التي (أوقفوا) التاريخَ -بتعصُّبٍ شديدٍ- عندها!!
3 - ادِّعاءُ التنقيب في كتب الشيعة (القديمة) للخُروجِ بالخلافات، واعتبارُ أنَّ هذا خطأٌ جسيمٌ: انْجِرارٌ وراءَ الدَّعاوَى الشيعيّة الفاسدة، المغيِّرة للواقع والحقِّ ..
فلا تزالُ كُتُبُهُم الخبيثةُ تُطبَع (مُجدَّداً!) في لُبنان وإيران -والآن في مصر! - وبكميَّات كبيرة- وبالمَجَّان! - بكُلِّ ما فيها مِن سَبٍّ، وشَتْمٍ، ولَعْنٍ، وتكفيرٍ ...
فَمَن الذي (يُجدِّد) الخِلافات -حقيقةً-، ويُذْكِي نارَها؟!
فكان الأجدرَ بفضيلةِ المُفتي -هداهُ الله- أنْ يطلبَ (!) مِن الشيعة التوقُّفَ عن نشر كُتُبِهِم الآفِكة، والتي تحْوِي كُلَّ هذه الغَثاثةَ والخَباثة!! حتَّى تُنْقَضَ دَعوَى (التنقيب في كُتُبِ الشيعة القديمة!)، و (الجديدة!) مِن جذورها!!
فإذا وُجدتْ هذه: وُجدت تلك -سواءً بسواءٍ-.
أمَّا التلاعُبُ المَحْضُ بالألفاظِ؛ فلا يُجْدِي نقيراً ولا قِطميراً!!
.. وأخيراً؛ فما أبشعَ -وأخْبَثَ! - ما قالَهُ المجلسيُّ في «بحار أنوارِه» (52/ 143 - طَبْع لُبنان!) عن أبي عبد الله -عليه السلام! -، أنَّهُ قال:
«كُلُّ رايةٍ تُرفعُ قبل قيامِ القائم [أي: المهديّ]-عليه السلام! -؛ فصاحبُها طاغوتٌ يُعْبَدُ مِن دُونِ الله»!!!
فأينَ أنتَ -يا سعادةَ المُفتي- مِن هذه النُّقول، وما إليه تَؤول؟!
أمْ أنَّكَ -معذرةً- لا تدري ما تحكي أو تقول؟!
وباللهِ -سُبحانَهُ- أَصُولُ وأَجُول ([1]) .....
* * * * *
([1]) ولْيُنْظَر -لمزيدِ الفائدة في معرفة باطل هؤلاء، وكشفِ ضلالهم القديم-:
1 - كتاب «الفكر التكفيريّ عند الشِّيعة؛ حقيقة أم افتراء؟!» - لعبد الملك بن عبد الرحمن الشافعي - طَبْع مِصر.
2 - كتاب «موقف الشيعة الإمامية مِن باقِي فِرَق المسلمين» - للمؤلِّف نفسِه - طَبْع مِصر.
3 - كتاب «الشيعة الاثنَى عشريَّة، وتكفيرهم لعُموم المسلمين» -لعبد الله بن محمد -طَبْع مِصر.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 12:51]ـ
وهل سنسوى بين على جمعة وبين اهل الضلال الذين يستحقون الرد؟!!!
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 02:04]ـ
هذا المفتي له تسجيل صوتي يهاجم فيها مايسميه الوهابية أما الشيعة عنده فمسلمون!!!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 03:02]ـ
[ quote= أبو الحجاج علاوي;190613] («الشيعة مُسلمون، ولا حَرَج مِن التعبُّد على مذهبِهم»!!
Quote]
إن كان الأمر كذلك فلماذا رفض إقامة حسينيات للراوفض فى مصر
أما أن الأمر وراءه أمر
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 12:19]ـ
[ quote= أبو الحجاج علاوي;190613] («الشيعة مُسلمون، ولا حَرَج مِن التعبُّد على مذهبِهم»!!
Quote]
إن كان الأمر كذلك فلماذا رفض إقامة حسينيات للراوفض فى مصر
أما أن الأمر وراءه أمر
أقل لك الامر
على جمعة طرطور عند الحكومة اذا قالت له يا على قل حرام يقول حاضر يا على قل حلال يقول حاضر
هذا هو الامر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 10:01]ـ
هذا هو الامر
صحيح. فالأمر واضح كالشمس
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:48]ـ
Quote]
[color="blue"] إن كان الأمر كذلك فلماذا رفض إقامة حسينيات للراوفض فى مصر
[/ QUOTE]
اهل الباطل لا يأتون بباطلهم دفعةً واحدة
وانما بالتدرج
و الله يحفظ الاسلام و المسلمين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 07:51]ـ
ولايبعد أن يكون حدث محادثات بين حسن نصر اللات ومبارك ووافق الاول على كف بأسه عن مصر مقابل اصدار فتوى البعيد على جمعة
وطبعا يا اخ محمد الامر واضح كالشمس مالظن برئيس مختلف فى كفره بعينه ويكاد يكون الاجماع او هو الاجماع على كونه عالمانى فمالظن به اذا عين مفتى دينى هل سيختاره تقيا يخشى الله أم يخشى الا نقلاب على الحاكم ويدخل معه فى السياسة التى لاتعرف حرمة لأى مبائ
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 06:24]ـ
بارك الله فيكم وفي الشيخ علي ..
(الحلبي) لا (جمعة)!
وموقف (السياسي العلماني) أحيانًا يكون أفضل من موقف (الشرعي المبتدع) ..
قارن موقف (الحكومة) المصرية من الشيعة .. وموقف (هذا المبتدع) ..
وتذكّر: " إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:00]ـ
لم أفهم كلامك يا شيخنا سليمان ليتك تشرحه
ولماذا تلك الفتوى الان وحزب اللات يشن حملة على مصر بل مجلة روز اليوسف المعبرة عن رأى الحكومة رسمت له كاريكاتير ساخر هازئ على صفحة المجلة
ولعل حسن نصر اللات يهمه فى ذلك الوقت بالذات اصدار فتوى على جمعة ليلبس على الناس أنها فتوى صحيحة لأنها قيلت فى وقت حرب حسن مع مصر
وأحد أقوال المحللين لفتوى الشيخ محمود شلتوت هو ان الفتوى مسيسة لأن جمال عبد الناصر كان مع حزب الشاه ايران سمعت هذا الكرم من الشيخ المقدم وقال اننا لو أحسنا به الظن سنقول بالقول الاخر وانه كان لايعلم حقيقة دين الشيعة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:51]ـ
هناك أمر لا يعرفه الكثيرون
كان موسى الصدر إمامهم المغيب يقول: المصريون نصف شيعة
وفي هذا الكلام شئ من الحقيقة فالصوفية المصريون عقائدهم تقترب من الروافض في مسائل الأضرحة والصوفية المصريون يفضلون آل البيت عليهم السلام على سائر الصحابة رضى الله عنهم
هذا من حيث الغالب
وقد نشأت بين قوم متصوفة وأعرف جيداً عقائدهم
وأحسنهم قولاً من يصف معاوية وبنى أمية رضوان الله عليهم بالتآمر لسرقة الخلافة!.
فلا تستبعد أن يكون أحد غلاة الصوفية مثل على جمعة يقول هذا الكلام.
ولدي وثيقة مسجل فيها حديث بين مشرفين على بعض المنتديات الرافضية (بتاريخ عام 2003أيام كان سكرتيراً لشيخ الأزهر) يثنون عليه ويمتدحونه ويصفونه بأنه فضل رجل دين سني شخص وأنهم على اتصال معه!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 09:06]ـ
والشيخ المقدم قال انهم يريدون دخول مصر بمساعدة الصوفيه لاشتراكهما فى تعظيم القبور
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 10:47]ـ
وهل سنسوى بين على جمعة وبين اهل الضلال الذين يستحقون الرد؟!!!
لا أدري ماذا قصدت بالضبط بهذا الكلام
ولكن من سمع للرجل ـ أقصد علي جمعة ـ وقرأ له علم أنه من أهل الضلال.
انظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161094&highlight=%DA%E1%ED+%CC%E3%DA% C9
اسطوانة رد شبهات علي جمعة - ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140742
آخر تصريحات المخرف علي جمعة - ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92839
ما هي عقيدة علي جمعة؟ - ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=157597
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 12:57]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27337
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 09:23]ـ
قال إن الخلاف في المصادر فقط!!!
مفتي مصر يتحدّى منتقديه: لا فرق بين المذهبين السني والشيعي!!!
القاهرة - عمرو حسنين
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد تصريح سابق له أثار جدلاً واسعاً يجيز التعبد على المذهب الشيعي، عاد مفتي مصر الدكتور علي جمعة ليؤكد أنه لا يوجد خلاف بينه وبين المذهب السني، وأن الاختلاف فقط في المصادر.
وقال في ندوة عقدها بنادي "الليونز" بالقاهرة مساء الأحد1 - 3 - 2009 إن الأزهر فتح قلبه في عام 1949 لوحدة المذهبين، وتم تأسيس مجلة رسالة الإسلام التي حلت الكثير من المشاكل بين السنة والشيعة، أعقبتها محاولات فردية في الاتجاه ذاته، لكن الأمر يحتاج إلى المزيد.
وأضاف أن الخلاف بينهما ليس بفعل عوامل سياسية، وإنما مجرد اختلاف في الفهم والمصادر، حيث إن مصادر الشيعة القرآن ومرويات آل البيت وهم: علي والحسن والحسين مع قلة من الصحابة أمثال عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري، ولا يروون إلا عن هولاء فقط، أما أهل السنة فإنهم يعتمدون في مصادرهم على كل أسانيد الصحابة البالغ عددهم 114 ألفاً هم الذين أدوا حجة الوداع مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والـ30 ألفاً الذين عايشوه في المدينة، ويسبق ذلك الاعتماد على القرآن الكريم.
واستطرد مفتي مصر "هذا يحتم علينا تفويت الفرصة على الراغبين في استغلال الدين لتفريق الأمة في السياسة والاقتصاد وتبرير القتل والدم". ونفى أن يكون هناك تحريم في الإسلام للاحتفال بعيد الأم أو المولد النبوي الشريف.
وكانت فتوى سابقة لمفتي مصر حول القضية نفسه أثارت ردود فعل واسعة ما بين مؤيد ومعارض في مصر بعد أن أدلى بها لـ"العربية. نت" وأجاز فيها التعبد على المذهب الشيعي، كما أبدى إعجابه بتطور الفقه الشيعي.
وتقدم الباحث الإسلامي فتحي عثمان ببلاغ إلى النائب العام المصري، اتهم فيه مفتي مصر بـ"تجاوز حد الرشاد والسداد وتغليب ميله الشخصي على مصلحة الأمة، بسبب إبداء إعجابه بالمذهب الشيعي وجواز التعبد به".
وذكرت جريدة "الجريدة" الكويتية أن عثمان طالب أيضاً بعزل المفتي من منصبه؛ "لأنه أخل بأهم مفردات الأمانة العلمية والموضوعية".
وفي حيثيات بلاغه قال عثمان: "تلك الفتوى تتزامن مع التوقيت نفسه الذي ينظر فيه القضاء دعوى مقامة ضد الرقابة المصرية، بسبب رفضها السماح بعرض فيلم الخميني بين الحقيقة والخيال، الذي يتناول مساءل عن الإمام الخميني والشيعة، وهو ما يعد تأثيراً في القضاء المصري مارسه المفتي، مستغلاً منصبه الرسمي ومنتصراً لتوجهه الفكري".
وطالب عثمان بالتعويض عما لحقه من أضرار مادية وأدبية عما تضمنته فتوى المفتي بوصمه وغيره من الباحثين بعدم الفهم والتعثر بين مخططات خارجية، ما يجعلها فتوى غير مسبوقة من المؤسسة المنوط بها الإفتاء في مصر.
المصدر
http://www.alarabiya.net/articles/2009/03/02/67591.html
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 03:10]ـ
وهذا الضال الآخر المفتي في سوريا (أحمد الحسون) قد أيد كلام (مفتي مصر الحالي) 100%100.
وذلك ضمن مقابلة قامت بها قنات (الظلمات) (الأنوار) معه.
فلا حول ولا قوة إلا بالله أن يكون مثل هؤلاء الضلال مفتين لأمة الحق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 12:38]ـ
قال إن الخلاف في المصادر فقط!!!
مفتي مصر يتحدّى منتقديه: لا فرق بين المذهبين السني والشيعي!!!
القاهرة - عمرو حسنين
بعد تصريح سابق له أثار جدلاً واسعاً يجيز التعبد على المذهب الشيعي، عاد مفتي مصر الدكتور علي جمعة ليؤكد أنه لا يوجد خلاف بينه وبين المذهب السني، وأن الاختلاف فقط في المصادر.
وقال في ندوة عقدها بنادي "الليونز" بالقاهرة مساء الأحد1 - 3 - 2009 إن الأزهر فتح قلبه في عام 1949 لوحدة المذهبين، وتم تأسيس مجلة رسالة الإسلام التي حلت الكثير من المشاكل بين السنة والشيعة، أعقبتها محاولات فردية في الاتجاه ذاته، لكن الأمر يحتاج إلى المزيد.
وأضاف أن الخلاف بينهما ليس بفعل عوامل سياسية، وإنما مجرد اختلاف في الفهم والمصادر، حيث إن مصادر الشيعة القرآن ومرويات آل البيت وهم: علي والحسن والحسين مع قلة من الصحابة أمثال عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري، ولا يروون إلا عن هولاء فقط، أما أهل السنة فإنهم يعتمدون في مصادرهم على كل أسانيد الصحابة البالغ عددهم 114 ألفاً هم الذين أدوا حجة الوداع مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والـ30 ألفاً الذين عايشوه في المدينة، ويسبق ذلك الاعتماد على القرآن الكريم.
واستطرد مفتي مصر "هذا يحتم علينا تفويت الفرصة على الراغبين في استغلال الدين لتفريق الأمة في السياسة والاقتصاد وتبرير القتل والدم". ونفى أن يكون هناك تحريم في الإسلام للاحتفال بعيد الأم أو المولد النبوي الشريف.
وكانت فتوى سابقة لمفتي مصر حول القضية نفسه أثارت ردود فعل واسعة ما بين مؤيد ومعارض في مصر بعد أن أدلى بها لـ"العربية. نت" وأجاز فيها التعبد على المذهب الشيعي، كما أبدى إعجابه بتطور الفقه الشيعي.
وتقدم الباحث الإسلامي فتحي عثمان ببلاغ إلى النائب العام المصري، اتهم فيه مفتي مصر بـ"تجاوز حد الرشاد والسداد وتغليب ميله الشخصي على مصلحة الأمة، بسبب إبداء إعجابه بالمذهب الشيعي وجواز التعبد به".
وذكرت جريدة "الجريدة" الكويتية أن عثمان طالب أيضاً بعزل المفتي من منصبه؛ "لأنه أخل بأهم مفردات الأمانة العلمية والموضوعية".
وفي حيثيات بلاغه قال عثمان: "تلك الفتوى تتزامن مع التوقيت نفسه الذي ينظر فيه القضاء دعوى مقامة ضد الرقابة المصرية، بسبب رفضها السماح بعرض فيلم الخميني بين الحقيقة والخيال، الذي يتناول مساءل عن الإمام الخميني والشيعة، وهو ما يعد تأثيراً في القضاء المصري مارسه المفتي، مستغلاً منصبه الرسمي ومنتصراً لتوجهه الفكري".
وطالب عثمان بالتعويض عما لحقه من أضرار مادية وأدبية عما تضمنته فتوى المفتي بوصمه وغيره من الباحثين بعدم الفهم والتعثر بين مخططات خارجية، ما يجعلها فتوى غير مسبوقة من المؤسسة المنوط بها الإفتاء في مصر.
المصدر
http://www.alarabiya.net/articles/2009/03/02/67591.html
يقرأ كتاب أصول الشيعة الاثنى عشرية للدكتور القفارى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 03:44]ـ
فى جريدة الدستور التى رئيس تحريرها ابراهيم عيسى والذى قال فيه زميله جمال سلطان انه على اتصالات بمكتب حسن نصر اللات وتثنى عليه الشيعة كثير فى عدد 7 ربيع أول 1430 تحت عنوا هل النبى (ص) سنيا أم شيعيا وما قرأت المقال بعد
وتعالى النبى عن هذا علوا كبيرا
وتحت عنوان اخر فى الصفحة المقابلة عن التقريب بين الشيعة والسنه وفتوى شلتوت
يدندن على فتوى الشيخ شلتوت ومن معه ممن ناصره ولفت نظرى منهم وما أعلمه وهو الامام الشهيد حسن البنا يقول انه كان من اعضاء حماعة التقريب
واقول اننى سمعت الشيخ المقدم أكثر من مررة ينقل عن ابن الشيخ محب الدين الخطيب انه حدثه أن الامام حسن البنا نظرا لجهله بدين الشيعة كان اذا اتاه من يناظره كان يذهب به الى الشيخ محب الدين الخطيب فى هذا المكان من البيت وأشار له
ثم ينق حوار على جمعة أخزاه الله فى موقع العربية نت قوله
وقال في حوار مع "العربية. نت": إن الشيعة بطبيعتها طائفة متطورة، وهم يُسلّمون بذلك، باعتبارهم الواقع جزءا لا يتجزأ من فقههم، "ولكن هناك من ينقِّب في الكتب الشيعية القديمة، ويخرج علينا بالخلافات، وهذا خطأ جسيم".
واتهم من يقوم بذلك بالسعي "لتدمير العلاقات بين السنة والشيعة لخدمة أغراض أخرى هدفها تفتيت وحدة المسلمين والإضعاف من شأنهم لتسهيل تنفيذ المخطط الذي تم الإعداد له منذ فترة طويلة".
وكان كبار علماء الشيعة أكدوا -في العام الماضي، خلال ندوات ومؤتمرات- أن لعن الصحابة والخلفاء الراشدين، خصوصاً أبو بكر وعمر، وأم المؤمنين السيدة عائشة، ليس من المذهب الشيعي، وأنها أمور دخيلة قديمة، ليس لها وجود في الكتب الشيعية المعتبرة.
وقال مفتي مصر: إنه "يجوز التعبد بالمذاهب الشيعية ولا حرج، وقد أفتى بهذا شيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت، فالأمة الإسلامية جسد واحد لا فرق فيه بين سني وشيعي، طالما أن الجميع يصلي صلاة واحدة ويتجه لقبلة واحدة انتهى
على جمعة يستخف بعقول المسلمين كعادته
هو لعله يعلم انه كما قال الشيخ المقدم هناك كتب لكتاب شيعة يكتبونها على طريقة اهل السنة اسمها كتب الدعاية
وقوله بأن افتراءاتهم فى كتبهم القديمة فالرد اننا نحب ذلك ونحب تبرئتهم أكثر من على جمعة لأننا أتقى لله منه ولسنا من أهل الضلال ونخاف على الاسلام أكثر مما يخاف عليه اهل الضلال أمثاله
لكن اذا كان صحيح فلماذ لاتأخذ علماء الشيعة الحمية على دينهم وينشروا فى الاعلام كذب تلك الروايات التى بالاف ويحرقون تلك الكتب ويكفرون معتقد ما فيها؟ لن يستطيع هو ولا أمثاله الرد فأهل السنة يفضحون شأن الاقوال الباطلة والاحاديث الموضوعة لعى رؤس الاشهاد فان كان الشيعة عندهم بقية ايمان فليعلنوها كما أعلنها الصادقين من علمائهم وألفوا الكتب وآل بهم الامر الى قتلهم على ايدى الشيعة!!!
وقوله بأن الشيعة طائفة متطورة كلام حق وهو معنى ما قاله الشيخ المقدم وهو أن دين الشيعة دين ديناميكى يتطور بتطور الزمان انتهى ونحن نرجو أن يتطوروا لمذهب اهل السنة والجماعة ولن ينفعهم هذا التطور الا بالتبرؤ كما بينت فى الاعلام من الكفر الذى يعج به كتبهم وهذا وقد قال الدكتور القفارى فى كتابه أن مذهب الشيعة الاثنى عشرية شرب مذاهب الغلاة حتى الثمالة
00000
وهل ينسى على جمعة ان الرافسنجانى الذى بصق على قبر الصديق ابو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ظانا أنلن يراه أحد لكن رءاه الحذيفى وفضحه فى تو اللحظة وهو هو الرافسنجانى الذى ناظر القرضاوى ولم يتكلم بشئ لما قال له القرضاوى لانستطيع أن نضع ادينا فى ايدى من يسب الشيخيين حثا له على الهداية ولكن ما قال شئ الا انه ابتسم ابتسامة الطفل البرئ!
وقال المقدم عن أحمدى نجاد قوله ان الاله الذى خليفة نبيه ابو بكر ليس بالهنا ولا ذلك النبى نبينا
(يُتْبَعُ)
(/)
وما ذكره المقدم فى شريط احيترام السنة والتغيير المأمول فى الدقيقة 12 عن تصريح صوتى لمحمد الكتانى من قناة المستقلة واقترح الشيخ احضار الشريط ليسمعوه فى المسجد يقول انتم تتكلمون على مستوى ليس عقيدى نحن الشيعة عندنا عقيدة راسخة أن كل من لم يقر بولاية أمير المؤمنين على وأبناءه فهو ليس على شئ لا فى الدنيا ولا فى الأخرة نحن نقول لكم بكل صراحة نحن هدفنا هو التمدد فى العالم الاسلامى لا أقول اندونسيا ولا ماليزيا ولا افريقيا نحن نريد رأس الاسلام كما قال رسول الله فى زعمه) أن رأس الاسلام فى الشام والعراق وايران (ويتندر عليه الشيخ المقدم قائلا من أين ظهر مصطلح ايران ايام النبى (ص)؟!) والجزيرة واليمن نحن الان بدأنا ببغداد والخليج ثانيا وفى اليمن اخواننا الحوثيون والزيديون فى اليمن أيضا سيطوقون نجدا قال بالحرف (اليوم بغداد وغدا نجد) وأين انت يا على من تصريحات الخومينى الذى كفره الشيخ الالبانى من خمسة أوجه (وانا خالد أعجب من هذا النقل فى كتاب الشيعة شاهدين على أنفسهم للدكتور ضياء الدين الكاشف لأنه فى اعتقادى أنهم كفار من عشرات الاوجه او مئات او او فكيف يقال خمسة) وأين كلام الامين العام لحزب الله محمد باقر خرازى عام 2008 الموثق فى صفحة 50 وما قبلها من كتاب العالمانيون وفلسطين ستون عاما من الفشل وماذا بعد عن سؤالة عن الفائدة التى سيجنونها وراء دعم الحركات الفلسطينية ان لم يكونوا متيقنين بتحولهم لمذهب اهل البيت والا فما الفرق بين اسرائيل وفلسطين؟!!!!! وكثير وكثير كثير
فهذا كلام المتأخرين والمتقدمين والمعاصرين فيا على جمعة وابراهيم عيسى وامثالكم م ناهل الضلال ان كان فعلا علماء الشيعة فى قلوبهم مثقال ذرة من ايمان كيف يتحملون سماع تلك التصريحات على رؤؤس الاشها ولا ينكرونها فى صحفهم؟!!!! وننتظر الجواب
ثم لما يا جريدة الدستور لم تذكروا اقوال علماء السنة المتأخرين والمتقدمين فى الشيعة واكتفيتم بالكام عالم المذكورين
أين أنتم مما ذكره الشيخ المقدم سماعا من بن باز عام 1387 ان لم اكن واهما ورده على سؤال أن هل للشيعة توبة؟ فأجاب أن لايرجى لهم توبة كاليهود وكلام صاحب اضواء البيان لما سؤل لماذا لاتناظر الشيعة فقال ليس بيننا وبينهم أصول مشتركة ووووو
وللقوم فضائح كثيرة واكاذيب وليس عندى وقت أكثر من ذلك للرد
وأما قوله فى الدستور بأن خرفنا معهم يضعف قوتنا فنعم لكن هذا قدر ولابد من الرضا به والهروب من قدره الى قدره لا أن نحتج ونبدل دين الاسلام للهروب من القدر المحتوم وليس البشر أخوف على الامة ودينها من خالقها
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 03:47]ـ
هناك كتاب اسمه فتاوى كبار علماء الازهر فى الشيعة جمع الدكتور محمد يسرى
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 10:23]ـ
هناك كتاب اسمه فتاوى كبار علماء الازهر فى الشيعة جمع الدكتور محمد يسرى
يا ليت المفتى ومن هم على شاكلته يقرأون الكتاب ويعرفون أن الأزهر برئ من دعوتهم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 11:25]ـ
وفى الكتاب منقول بيان للناس من الأزهر الشريف حول الشيعة وفرقها والبيان صدر فى عهد الشيخ جاد الحق على جاد الحق(/)
تنبيه طلاب العلم على سقط وقع في الفتوى الحموية (تحقيق: حمد التويجري)
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 11:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
/// جاء على الرابط ( http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=5858 )
ما يلي:
/// أثناء سماعي لشرح الشيخ: صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى على الحموية، وكنت أتابع في النسخة التي حققها: حمد التويجري_الطبعة الثانية1425_، فإذا بالقارىء يقرأ قطعة من المتن ليست موجودة في نسخة التويجري، فرجعت إلى الحموية في مجموع الفتاوى فوجدت السقط، وهو يقع في ستة أسطر.
والسقط في نسخة التويجري يقع في (ص547)، ويبدء السقط بعد قول شيخ الإسلام: (فيكونون قد أخطؤوا في اللفظ، وأنى لهم بذلك).
وتجد القطعة الساقطة في مجموع الفتاوى (5/ 116،115) طبعة دار القاسم.
وهي قوله رحمه الله تعالى: (ولا نقول إنها مجرد جزء من أجزاء البدن كالدم والبخار مثلا، أو صفة من صفات البدن والحياة، وإنها مختلفة الأجساد، ومساوية لسائر الأجساد في الحد والحقيقة، كما يقول طوائف من أهل الكلام، بل نتيقن أن الروح عين موجودة غير البدن، وأنها ليست مماثلة له، وهي موصوفة بما نطقت به النصوص حقيقة لا مجازا، فإذا كان مذهبنا في حقيقة الروح وصفاتها بين المعطلة والممثلة، فكيف الظن بصفات رب العالمين؟)
وفق الله تعالى الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 08:29]ـ
صحيح وحفظك الله من كل شر ..
تم المراجعة ووجدت السقط ولا أظنه الا مطبعيا فكيف يخفى على الشيخ التوجري هذا الأمر في تحقيقه؟؟ فهو متخصص بها ..
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 09:24]ـ
بارك الله فيكم , هذه احد اطروحته للماجستير او الدكتوراه , الامر العجيب كيف غفل عنه الذي اشرف على البحث , ولكن لعله سقط مطبعي من الطابع وهذا الذي يظهر والله اعلم. والشيخ التويجري واخوانه ما شاء الله لا قوة الا بالله من اعضاء هيئة التدريس في جامعة الامام محمد بن سعود.
ـ[حمدان السهلي]ــــــــ[15 - Jan-2010, مساء 02:47]ـ
لازال السقط موجودا في طبعة دار المنهاج الجديده مع الاسف (525)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[15 - Jan-2010, مساء 09:24]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 10:00]ـ
جزاكم الله كل خير وبارك فيكم ..
ـ[جذيل]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 03:54]ـ
الاخ حمدان كم رقم الصفحة في طبعة دار المنهاج.؟(/)
مقال المجاهدين بالصبر واليقين ج1
ـ[أبو عبد الله البدري]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 12:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأعزاء مرفق لحضرتكم مقال مقال المجاهدين بالصبر واليقين ج1
وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن.(/)
أسبوع الدعوة للاختلاط في الصحافة السعودية
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 12:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خمس مقالات خلال أسبوع واحد في الصحف السعودية كلها تدعو لاختلاط النساء بالرجال، وتتباكى على حال السعودية المعزولة عن أخيها الرجل في العمل والدراسة والأنشطة!!
فالكاتب إبراهيم طالع الألمعي كتب مقالا في الوطن بعنوان:
قذفُ المرأة ( http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3048&id=9328&Rname=145)
افتتحه بتهديد ووعيد لمن يتجرأ ويصف المرأة بالعورة!!
وأعتبر أن ذلك الوصف يعد قذفا ومهانة لها!!
بالطبع ليس غريبا أن يتفوه مسخ من مسوخ الليبرالية والحداثة بمثل هذا الكلام الذي يحمل جرأة وتطاولا على مقام النبوة، فالذي وصف المرأة بأنها عورة هو رسول الله (ص)، وليس غريبا أن يسلك كلامه هذا في صحيفة الوطن أو أي صحيفة سعودية، بعد أن رأينا التجاوزات الغريبة للإعلام لدينا على نظام الدولة الإعلامي، ولا يزال الأمل كبير جدا في ولاة الأمر أن ينظروا في هذه التجاوزات التي لا تتوافق مع نظام الدولة ودستورها.
أيضا الكاتب محمود الصباغ خرج بمقال درامي سيء يصف فيه الحالة النفسية لذلك المصور الشاب المسالم الذي رتب رحلة تصوير مختلطة "بريئة" لشباب وشابات، لكن الهيئة -هداهم الله- بصلافتهم وجلافتهم -التي لا تروق للصباغ ومن على شاكلته من دعاة الاختلاط- أفسدوا على ذلك الشاب الطيب الهادئ ومن معه الفتيان والفتيات رحلتهم!!
عنوان المقال: من بُعبُع الاختلاط .. إلى المُجتمع الواثق ( http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?id=9341&issueno=3049)
أما الكاتبة حصة آل الشيخ فقد كانت الأكثر حماسا حيث اجتهدت -لا شكر الله سعيها- في اخراج مقالين متواليين عن الاختلاط، ختمت الأخير بعبارة عجيبة تبرهن على ضيق أفق الليبراليين السعوديين من الجنسين؛ حيث قالت:
حكمة: مجرد وجود المرأة في أي مجتمع بجوار الرجل يبعث على الرقي بمستوى المجتمع كله.
إن أرادت وجودها مع الرجل كزوجة وأم وأخت وراعية لشؤون البيت والتربية وقائمة على تعليم النساء في مجالهن الخاص بهن فنعم،
لكن وتبعا لفكر المرأة وللسياق الذي وردت فيه العبارة فواضح أنها تقصد الجوار المطلق، وهو الجوار الذي يتباكون عليه ليل نهار!!،
وهذا لعمري هو قمة السطحية والغباء، إذ من غير المعقول والمنطقي أن يختزل رقي المجتمع في التجاور والامتزاج الذي يطالبون به!!، بل لا علاقة للرقي بذلك، وعلى العكس تماما فالاختلاط والممازجة التي يحلم بها الليبراليون وينظرون لها ويتباكون عليها هي سبب للانتكاسة الأخلاقية التي يعانيها الغرب ومن سار على دربهم، أما الرقي فسببه الحقيقي الاهتمام بجوانب المعرفة والبحث العلمي.
وفي الغالب أن المخترعين والمبدعين في المجالات العلمية التقنية والمختراعات هم من الرجال!.
ثم السؤال الذي يفرض نفسه هل بعد المرأة عن الرجل وبعده عنها في أماكن التعلم والعمل والبحث يشوش على خلايا المخ فتتوقف عن العمل والتفكير والابداع والإنتاج؟؟؟
وعنوان مقالها: الاختلاط .. ونقاط التقاء المصالح الذكورية ( http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3055&id=9435&Rname=257)
الكاتبة اللسانية حسناء القنيعير والتي حملت على عاتقها التنظير الديني النسوي للجماعة الليبرالية،
فخرجت بمقال بعنوان: تلقي النصّ الديني بين روحه وحرفيته! 2 - 2 ( http://www.alriyadh.com/2009/02/08/article408027.html)
تنظر فيه للاختلاط بطريقة عجيبة وتشير فيه إلى أن لفظة "اختلاط" مبتدعة لم يكن لها أصل في العهد النبوي .. الخ.
والمقال كما يبدو واضحا ضمن سلسلة مقالات للكاتبة تؤصل فيها على الطريقة الليبرالية الحداثية للفصل بين المدلول اللغوي للنص وبين مفاهيم روحية له يختص بها الليبراليون دونا عن غيرهم!!، هذه المفاهيم الروحية عجز عن الوصول إليها الصحابة والتابعين ومن تبعهم من جبال العلم!! لكن الدكتورة العبقرية-صاحبة السقطة المشهورة في حديث النمص- وصلت إليها!! -حقا إنه زمن الرويبضة! -
ومما يثير العجب الحماس الذي تبديه بعض النسوة لقضية الاختلاط بلا رادع من حياء، إذ الرجل لو كتب مطالبا به -أي الاختلاط- لعرفنا مغزاه ومراده ومطمعه في المرأة، لكن المرأة عندما تطالب به ما الذي تريده وترنو إليه؟؟
هل يقال أن لها مطمعا في الرجل؟؟
أمر عجيب والله!!!!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 12:37]ـ
حكمة: مجرد وجود المرأة في أي مجتمع بجوار الرجل يبعث على الرقي بمستوى المجتمع كله.
حكم ما شاء الله تبارك الرحمن اين كانت عنا حصة ال الشيخ هذه
ولكن ماذا تقول حصة عن كلام رجل اسمه محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم يوم قال: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" رواه احمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 06:05]ـ
من أراد أن يعرف قيمة المرأة عند الليبراليين فلينظر الى منتدياتهم تجد المواعيد الغرامية بلا حياء و لاخجل و بطولاتهم في هذا المجال التي سطروها عملياً قبحهم الله من ديوثين.
ـ[الجعفري]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 07:25]ـ
قاتلهم الله ..
وأفشل سعيهم ..
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 08:01]ـ
ويوجد في اليابان سبع عشرة كلية لطب النساء والولادة، ولا يدخلها إلا الطالبات فقط!!
http://www.saaid.net/tabeeb/40.htm
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 06:43]ـ
اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي بوش تشجيع المؤسسات التعليمية في أمريكا على العودة إلى مبدأ "عدم الاختلاط" بين الجنسين في المدارس وذلك في إطار برنامج لإصلاح نظام التربية هناك ..
http://www.alriyadh.com/2002/05/19/article27707_s.html
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 06:53]ـ
-تقول الصحفيّة الأمريكيّة "هيليان ستانبري": «أنصحكم بأن تتمسّكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، امنعوا الاختلاط، وقيّدوا حرّية الفتاة، بل ارجعوا لعصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحيّة وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا .. امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكيّ مجتمعًا مليئًا بكلّ صور الإباحيّة والخلاعة، إنّ ضحايا الاختلاط يملأون السجون، إنّ الاختلاط في المجتمع الأمريكيّ والأوروبيّ قد هدّد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق».
2 - تقول كاتبة أخرى: «إنّه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال».
3 - في بريطانيا حذّرت الكاتبة الإنجليزيّة: الليدي كوك من أخطار وأضرار اختلاط النساء بالرجال فقالت: «على قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا»، وقالت: «علموهنَّ الابتعاد عن الرجال».
http://www.womanmessage.com/articles.aspx?cid=3&acid=36&aid=6625
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 06:55]ـ
حكم ما شاء الله تبارك الرحمن اين كانت عنا حصة ال الشيخ هذه
ولكن ماذا تقول حصة عن كلام رجل اسمه محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم يوم قال: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" رواه احمد
بوركت يا غيور. ولكن هذه حجة لا تلزمهم، لأن عندهم مشلكة كبيرة أصلاً مع مصادر التلقي، وخاصة السنة فبعضهم - في سريرته - لا يرى حجيتها أصلاً، وهم يحاولون ترويج هذه الكفرية بطرق غير مباشرة، سلفهم في ذلك حجج القرآنيين، الذين هم أبعد عن القرآن من الشيطان الرجيم. الخلاصة: خصومتهم مع الشريعة أعمق مما يبدو لنا، بعضهم ضال فالله يهديه بمنه وكرمه، وبعضهم قائد إبليسي عدو لله ورسوله فالله يهلكه ويريح العباد منه.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 12:10]ـ
اخي عبد الله الشهري ما راته عيني في احد المنتديات الليبرالية وهو ان اقام احد الاخوان الغيورين بوضع موضوع يهاجم فيه الليبرالية فما كان من الليبراليين الغيورين على دينهم الضال إلا التحرك والرد على هذه الاخ بعضهم يسب ويشتم وبعضهم يفند ويقعد وبعضهم يستهزئ ثم جاء الاطم والاعظم وقام احدهم بسب وشتم الاسلام بكل وقاحة.
والعجيب انه لم يتكلم احد ويرد على هذا الحقير!!! قوم يغارون على الليبرالية اكثر من الاسلام ماذا نقول عنهم؟!!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 07:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطاب مفتوح للسعوديين
تانيا. س. هسو
المصدر: مقال مترجم من جريدة أربنيوز
تاريخ الإضافة: 13/ 12/2008 ميلادي - 16/ 12/1429 هجري
زيارة: 15
لقد شعرت بالغضب والإحباط بعد عودتي من المملكة العربية السعودية التي أمضيت فيها أربعة أسابيع مرتدية العباءة والحجاب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ونظرًا لأنني محللة متخصصة في شؤون المملكة العربية السعودية؛ فلقد عرفت الكثير مسبقًا مما هو متوقع مني عمله، ولم يمثِّل ارتدائي للحجاب وعدم تمكني من قيادة السيارة خلال المدة التي قضيتها هناك أي مشكلة بالنسبة لي، وبعد أربعة أسابيع؛ طرتُ إلى (أتلانتا) مرتديةً الحجاب، ليس فقط لأختبر ردَّ فعل الأمريكيين، ولكنه لأنه كان مريحًا وعمليًّا، ولقد أضفتُ لحجابي في سوق البدو بالرياض الُبْرقُع، وأدركتُ - ولأول مرة في حياتي - أنَّ الرجال يتحدثون إلي مباشرةً بكل احترام وتقدير، دون أن يكون لجسدي كامرأة أثرٌ في ذلك التقدير!!
ويرجع سبب حضوري للمملكة إلى أنني قد تلقيتُ دعوةً بعد أن انتهيتُ من إعداد كتاب لي عن المملكة لحضور منتدى حوار محلي نشِط بجُدة، ولقد قررتُ ان أمكثُ هناك قليلاً؛ لأجمع المادة الخاصة بكتاب آخَر لي عن المملكة، وقابلتُ خلال تلك الفترة أناسًا من جميع مشارب الحياة، منهم الغني ومنهم الفقير، ومنهم الأمهات، ومنهم النساء العاملات، ومنهم النساء الناجِحات والأخريات العاطلات عن العمل، ومنهم الأميرات ومنهم البدويات البائعات في الأسواق، ومنهم ما هو بين هذا وذاك، والتقيتُ سعوديين أصليين وسعوديين مجنَّسين (تابعية) وأجانب، وعشتُ مع أُسَر سعودية، كان يستخدم البعض منها الخدم والآخر بدون خدم، وكانوا جميعًا منفتحين وتوَّاقين لمشاركة الرأي معي.
لقد تنقلتُ بحرية عبر البلاد، وجلست على موائد الطعام الفاخرة ليلّيًا في منازل السعوديين، ولم يكن باستطاعتي أن أتهرَّب من مثل هذه الحفاوة والكرم، ولم أشاهد البتة ما يوحي بأن الرجال كانوا منفصلين عن النساء.
وفي الرياض؛ اعتدتُ على استخدام مكتب أحد الأصدقاء لمدة أسبوعين، وكان يتم التعامل معي بطريقة متكافئة مع الرجال، وتم إطلاعي على مناقشات تجارية على مستوًى عالٍ، لقد توقعت بعد هذه الزيارة أن أعود للولايات المتحدة وأنا في موقف دفاعي أفضل، خاصة وأنني قد حاولت بعد أحداث 11 سبتمبر - وبدون جدوى - أن أشرح أوضاع المملكة للشعب الأمريكي، الذي أظهر عدم رغبته في الاستماع أو الفهم، بعد أن أصبح هدفًا لتلك الهجمات، وواجهت صعوبة في ممارسة مهنتي؛ لإصراري على إيضاح بعض القضايا السعودية للشعب الأمريكي، ولقد شعرتُ بأنه من الممكن أن يلقى الشخص قبولاً إذا كان معاديًا للحرب أو معارضًا لجورج بوش، أو مؤيدًا للفلسطينيين، ولكن لا يلقى أي قبول من أي طرف سياسي داخل الولايات المتحدة إذا ما كان مواليًا للسعوديين، والذي يعني مضاجعة العدو أو عبادة الشخص!! ولا يوجد سوى تغطية إعلامية تافهة ومحدودة للمملكة في الغرب، في مواضيع غير مواضيع التجارة والنفط وإعلان الإصلاح.
لقد لاحظتُ - وللأسف - بأنه يوجد داخل المملكة - على الرغم من مشاهدة السعوديين للقنوات الفضائية، ومطالعتهم الصحف، واستخدامهم للإنترنت - عدم مواكبة للأحداث، وقد لاحظتُ ذلك حتى في مكتبة "جرير" التي لا تعرض سوى كتب عن الرحلات، والتصوير، وحياة أشخاص تاريخيين مثل "جيرتريد بيل وهاري فيلب"، ولكنها لا تعرض مادة سياسية للجمهور التوَّاق للمعرفة السياسية، ويعتبر ذلك في حد ذاته مناقضًا للمنطِق في هذه المرحلة!!
لقد واجهتُ بعض المضايقات؛ بسبب إغلاق المحلات في أوقات الصلاة، فالوقت في الولايات المتحدة يمر بطريقة مختلفة؛ حيث نسارع في الانتقال من مكان لآخَر، مما يوصلنا للإجهاد وحافة الانهيار، بينما شاهدت الأسر في جُدة تسير في مجموعات مسترخيةً على (الكورنيش)، بينما يلعب أبناؤهم بالطائرات الورقية، أو يركبون الحمير، أو يعدُّون اللحم المشوي في الهواء الطلق، بعيدًا عن الموسيقى الصاخبة التي تصك الآذان في الشوارع الأمريكية الرئيسة، التي يشغلها المراهقون في سياراتهم المسرعة ...
والسؤال هو: ما الذي جعلني أشعر بالغضب؟
لقد ظل هناك سؤال يطاردني، لم أحصل على جواب له خلال جميع مناقشاتي التي جرت بالمملكة، فعندما كان يوجه سؤال لشخص حول أسباب شعوره بالفخر لكونه سعوديًّا؛ كان من الإجابات الشائعة: إن السبب في ذلك هو كونه مسلمًا أو عربيًّا، ومثل أن المملكة هي موطن الحرمَيْن الشريفَيْن، ولكنني لم أتلقَّ إجابات حول القومية والروح الوطنية السعودية. إلا تروا ما في هذه الناحية من معنى؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد ظللتُم - ولسنوات عديدة ماضية - تعتذرون علانيةً عن بعض أعمال العنف التي وقعت بالمملكة، والافتقار للإصلاح، وعن بطء حركة التغيير، وسمعتُ مرارًا وتكرارًا عن الشعور باليأس الذي أعمى عيونكم عن رؤية ما يجري أمامكم من خطوات تغيير ونمو وإنشاء مؤسسات جديدة وجهود إصلاحية!
إن لديكم أشياء كثيرة تجعلكم تشعرون بالفخر، ولكن أدبكم الجمّ ورقَّتكم قد سمحت للغرب بأن يطأكم بقدمَيْه، وأن يصفكم بأنكم مصدر تهديد للديموقراطية وللعالم.
يجب عليكم ألا تسمحوا بأن يستمرَّ مثل هذا الشيء، وعليكم أن تسعوا للتقليل من المشاعر المعادية تجاه السعوديين، والتوقف عن إعادة تأكيد نقاط ضعفكم.
إنكم أمة عزيزة، ولذلك فعليكم أن تترجموا مشاعر الاعتزاز والفخر ببلدكم، من خلال العمل، وليس فقط من خلال المشاعر.
عليكم أن تشرحوا للعالم كيف أنكم تحترمون النساء، وكيف أن بلدكم خالي نسبيًّا من الجريمة، وكيف أن بلادكم آمنة، وكيف أنكم تمنحون الأسرة الأولوية في الاهتمام.
عليكم أن تخرجوا عن صمتكم، وأن تتساءلوا: كيف أن الولايات المتحدة، الدولة الرائدة في الجريمة وفي الاغتصاب وفي العنف المحلي - تجرؤ على اتهامكم بانتهاك حقوق الإنسان!!
عليكم أن تسألوا: كيف يدافع الأمريكيون عن تنفيذ أحكام الإعدام بقتل النساء والقاصرين والمتخلفين عقليًّا بالكرسي الكهربائي.
عليكم أن تبيِّنوا: كيف أن ديموقراطية الولايات المتحدة تسمح بتصدير أكبر صناعة للصور العارية في العالم، فلماذا ينتقدون المملكة بسبب القيود التي تفرضها للحفاظ على الأخلاق؟
عليكم أن تبينوا لهم كيف أن باستطاعة أي سعودي أن يترك محفظة نقوده أو الكاميرا الثمينة على المقعد الأمامي بالسيارة كما فعلت ويعود ويجدها في نفس مكانها بينما ينهمك الأمريكيون في استخدام أجهزة الإنذار لإبعاد اللصوص، كما وينتشر المجرمون الذين يسيئون للأطفال في كل حي. عليكم أن تبيِّنوا لهم كيف أنكم تطبقون إجراءات أمنية صارمة وفريدة لمنع تكرار وقوع أعمال عنف حول بعض المجمعات السكنية، كالتي وقعت في السابق؛ فهناك على سبيل المثال: مجمع سكني بالخُبَر، محاط بخمسة جدران أمنية وعربات مدرعة، وآخر محاط بثلاثة أنواع من التحصينات؛ لضمان عدم عودة المجرمين مرةً ثانيةً لمكان جريمتهم السابقة؛ فلماذا مثل هذا الشعور بالخوف من قِبَل الأمريكيين الذين يعملون الآن بالمملكة؟!
عليكم أن تبيِّنوا للأمريكيين أن العديد من الراهبات والقساوسة والمستوطنين اليهود والحاخامات والكاثوليكيين يغطون رؤوسهم، ولكن تغطية المرأة السعودية لرأسها يعتبر مظهرًا من مظاهر الظلم!
ولماذا يعتذر السعوديون عن بطء خطوات التقدم، بينما استغرقت الولايات المتحدة مائتي عام لمنح المرأة حق الاقتراع؛ إذ لم يتم ذلك سوى في عام 1920م؟
وعليكم أن تبينوا للأمريكيين بأنهم يميِّزون بين الرجل والمرأة في الدخل، بينما وُظِّف الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - للعمل في التجارة من قِبَل زوجته الأولى خديجة، التي كانت امرأة ناجحة تمامًا في أعمالها التجارية، كما حاربت زوجة أخرى للرسول هي عائشة جنبًا إلى جنب مع المقاتلين في إحدى الغزوات، وهو ما يدل على أن الإسلام يمنع العنصرية والتمييز ضد المرأة.
وعليكم أن تبيِّنوا للأمريكيين كيف أنه لم يتم إلغاء التفرقة العنصرية ضد السود سوى عام 1963م، بعد سلسلة من الاضطرابات وأعمال العنف، ولا يزال التمييز شائعًا ضدهم ولا يتم الاختلاط بهم من الجنس الأبيض بحرية.
ولماذا تعطي الولايات المتحدة نفسها الحق في مهاجمة أي بلد عربي، بينما لم يسبق أن وجَّهت أي دولة عربية تهديدًا للولايات المتحدة؛ فهل هذا من الديموقراطية في شيء؟ والأهم من ذلك: هل هذا هو الشيء الذي يريدونه؟
بالطبع هناك أشياء عديدة تحتاج لإصلاح داخل المملكة، وكل الدول تشهد صعودًا وهبوطًا، ولا يوجد فارق كبير بين (الروتين) في المملكة أو السويد أو فرنسا، وكذلك فإن الوزراء بتلك الدول - كما هو الحال بالمملكة - يستقرون في مناصبهم، ويقومون بأدوار في أجهزة الحكومة، وليس لديهم الرغبة في التغيير.
وأن لديكم - أيها السعوديون - مجموعة جاهزة من المطوَّعين أو المطوَّعات، الذين يمكن استخدامهم لتحسين المستويات الأخلاقية للناس؛ من خلال إبراز أن القيادة المتهورة محرَّمة في الدِّين؛ لأنها قد تقود إلى إهدار أرواح الآخَرين، وتحريم الدِّين لأن يلقي أي شخص بالأوساخ في الشوارع ويلوث البيئة ويضر بصحة الناس.
وأخيرًا:
فإذا ما أصبحت العولمة و (التكنولوجيا) سمة من سمات هذا العصر؛ فإن المصلح محمد بن عبدالوهاب قد دعا للإصلاح من أجل وَحْدَة البلاد والعباد في القرن الثامن عشر ميلادي، ولذلك فمن الممكن استخدام الاجتهاد والنصوص الشرعية لتوحيد أبناء الأمة، ومن أجل خدمة الإسلام والمملكة والكرامة القومية.
والحقيقة:
أن هناك لغزًا كامنًا في المملكة؛ ربما يكون في طبيعة الناس، أو ربما في طبيعة التاريخ، أو ربما في طبيعة الأرض، ولو أُتيحت لي الفرصة للبقاء مدة أطول في المملكة؛ فربما واصلت البحث حتى أجد حلاًّ لمثل هذا اللغز!!
إنني أاشعر بأن جزءًا من قلبي قد ظل ورائي في المملكة، وآمل في أن أتمكن من العودة سريعًا للمملكة لمعرفة السبب في ذلك ...
،،،،
المصدر:
http://www.alukah.net/articles/1/4539.aspx
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 07:15]ـ
العتب على من يسمح لهؤلاء مدعيا أنه ينصر الدين
فهذه صحف رسمية, وليست شيئا آخر
والله المستعان
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 07:20]ـ
وصفهم بـ «آخر الرجال وقوفاً في العالم» ... مؤلف أميركي يدعو السعوديين لتحجيم مشاركة المرأة
<
> الرياض - حسام الغيلاني الحياة - 24/ 05/08//
خالف مؤلف أميركي مناهض للحركات النسائية، رأي المنظمات الحقوقية في بلاده، بخصوص المطالبة بتوسيع مشاركة المرأة السعودية في كل المجالات، لافتاً إلى أن المجتمع الأميركي لم يجن من مشاركة المرأة سوى «تآكل القيم الأخلاقية والاجتماعية».
وبدا غاري نيلر الذي ألف كتاب «لعنة العام 1920»، معجباً بثقافة السعوديين تجاه المرأة، واصفاً الرجل السعودي في حوار مع «الحياة» بـ «آخر الرجال وقوفاً في العالم». وأضاف: «في الحالة السعودية الأنظمة الدينية والاجتماعية، إضافة إلى الحقوق المدنية، تبدو أكثر انسجاماً من تلك الموجودة في أوروبا وأميركا، فالصفات الأخلاقية والدينية للسعوديين أكثر اتساقاً وأفضل من حال مؤسسي الولايات المتحدة».
وطالب نيلر في رسالة وجهها إلى من سماهم «إخوانه في السعودية» برفض كل الأصوات المطالبة بفتح المجال أمام المرأة للتصويت والمشاركة السياسية، محذراً من «لعنة مقبلة تشبه تلك التي أصابت الولايات المتحدة، حينما أتيحت الفرصة للمرأة الأميركية لإسماع صوتها والمشاركة في التصويت».
ويبرر نيلر رأيه المخالف للعقلية الغربية بشكل عام بـ «النتائج المدمرة التي طاولت المجتمع الأميركي بعد عام 1920، وهو العام الذي نالت فيه المرأة الأميركية حقها الوطني في التصويت». واستطرد معدداً الآثار المترتبة على توسيع المشاركة النسائية، «اقتصادياً، ارتفعت التكاليف الحكومية بشكل متسارع، بشكل صار يهدد الاقتصاد الأميركي»، مستدلاً بدراسة أجراها قسم القانون في جامعة شيكاغو في هذا الجانب بعنوان «كيف أثر انتخاب المرأة بشكل متسارع في حجم ونطاق الحكومة؟».
ويضيف «أما اجتماعياً، فإن ثلاثة أرباع حالات الطلاق المنظورة في المحاكم الأميركية، تقدمها نساء بشكل يهدد الأمن المالي والتماسك الاجتماعي للأسر».
وإن بدا غاري نيلر معجباً بالثقافة السعودية فهو لم يزورها «على رغم اتصاله بالسفارة السعودية في واشنطن، ومحاولته الحصول على شرف استضافة زيارته لها»، مضيفاً أنه لم يتعامل بشكل مباشر مع المجتمع السعودي، غير أنه يرى أن «من السذاجة أن يتم التفكير في وجود ثقافة كاملة في كل الجوانب». وتابع: «لقد جربت الثقافة الأخلاقية والممارسات التي يؤديها السعوديون من خلال تربيتي لخمسة أطفال على العادات واللباس ذاتها، أعتقد أن لها قيمة كبيرة». ويتساءل نيلر متعجباً عن «شكل الفضيلة والأخلاق وضبط النفس والأمومة لدى النساء بعد حصولهن على حق المشاركة السياسية والمساواة في التعليم والتوظيف، بدلاً من الاهتمام بالمظهر والملابس؟».
وحول خوفه من تبعات دعواته لسحب الحقوق من المرأة بعد إصدار كتاب «لعنة العام 1920»، قال: «لسوء الحظ، زوجتي وأسرتي رفضوني، ولم يعد لي أن أدعي انتمائي إلى الديانة المسيحية في ظل المسيحية التقليدية، كما أن عائلتي تخلت عن الثوابت التي نشأت عليها، التي كانت في غاية الأهمية لنا، وانتقلت إلى العالم الآخر المليء بالمتعة».
وحول ما إذا كانت رسالته للسعوديين تتعارض مع قضية تزايد البطالة بين النساء في السعودية بسبب وجود عدد من الموانع المسيطرة على عمل المرأة، فضلاً عن وجود عدد من القصص الناجحة لنساء سعوديات ناجحات على المستويين العملي والأسري، قال: «لا يوجد تشابه بين المجتمعين السعودي والأميركي ... لكن هل أنتم مستعدون للتعامل مع الإحصاءات الأميركية، إذ إن نسبة الطلاق تصل إلى 53 في المئة، وعدد البيوت الزوجية التقليدية نحو 50 في المئة!».
(يُتْبَعُ)
(/)
ويواصل نيلر هجومه على الوضع الذي وصلت إليه حال المجتمع الأميركي بعد إعطاء المرأة حقها في التصويت، مشيراً إلى قضية الإجهاض التي بلغت أرقامها نحو 3500 حالة إجهاض يومياً في أميركا وحدها، مرجعاً ذلك أيضاً إلى الحقوق «أو اللعنة» التي أعطيت للمرأة. واختار أن يصف الحرية للمرأة الأميركية بـ «المدمرة، إذ دمرت الأسرة الأميركية والأخلاق وعدداً لا يحصى من الأرواح (في إشارة إلى موضوع الإجهاض)، فضلاً عن زعزعة الاستقرار المالي وغياب احترام القيم وقدسية الزواج، والخلط بين الحقوق الشرعية السياسية للرجل والمرأة».
ويؤكد أن «الأمهات من النساء لسن أبداً عاطلات»، وأن المشكلة تكمن في «عدم رؤية ما يؤدي إليه هذا الطريق وتبعات إعطاء المرأة حقها وحريتها في مشاركة الرجل».
يذكر أن غاري نيلر حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة تكساس للتقنية، وبدأ تناوله لقضايا الحركة النسائية في عام 1994، مصدراً كتابه الأول «لعنة العام 1920»، الذي يعد الأول من نوعه في مجال درس الحركات النسائية، مبيناً أن سبب توجهه لهذا المجال هو: «تدمير هذه الحركة للأرواح والعائلات والمجتمعات والدين».
رسالة غاري نيلر إلى خادم الحرمين الشريفين
لم يكتف المؤلف الأميركي بإبداء إعجابه بالثقافة السعودية وانتقاد وضع المرأة الأميركية، بل اختار أن يوجّه رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبر «الحياة»، قائلاً: «لقد درست الإسلام الذي بدأ في بلادكم، وقرأت عن التزام ملوك السعودية الثابت نحو الدين الإسلامي، ونحن هنا في الولايات المتحدة لدينا تراث ديني غني، ولكننا - بخلافكم - لم نلتزم بهذا التراث وتناسيناه، ما أدى إلى التدهور والخراب».
واستشهد نيلر بمقولة الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن: «من بين كل العادات والتصرفات التي تؤدي إلى الازدهار السياسي، فإن الدين والأخلاق لا غنى عنهما».
وأضاف: «أحيي فيك وفي شعبك المحافظة على الدين والأخلاق أولاً وقبل كل شيء، إضافة إلى احترام الخط الحيوي للتمييز بين الرجل والمرأة، والتي هي سبب سقوطنا في أميركا أخلاقياً ومدنياً واجتماعياً». وقال: «لاحظت في الآونة الأخيرة إدانة الإعلام الأميركي لأخلاقياتكم، خصوصاً في ما يتعلق بموقع المرأة السعودية، إنني كأميركي أدرك كيف تخلينا عن حكمة أجدادنا، أعتذر عن حماقتنا، طالباً معذرتكم وداعياً لكم للمحافظة على مثابرتكم في الحفاظ على المعايير العادلة التي تملكونها». وأضاف نيلر في خطابه إلى الملك عبدالله: «أمتنا تجاهلت حكمة الرئيس توماس جيفرسون القائلة بأنه متى ما سُمح للمرأة بالمشاركة والتصويت فإن هذا سيؤدي إلى الفساد الأخلاقي، وأنه لا يمكن للمرأة الاشتراك علنياً في الاجتماعات مع الرجال، والشيء المخجل أن هذا ما نمارسه الآن».
وتطرق نيلر - في رسالته إلى العاهل السعودي - إلى الأخلاقيات التي دعا إليها «الآباء المؤسسون» للأمة الأميركية، في ما يتعلق بمشاركة المرأة ودورها في المجتمع الأميركي وحثهم على المحافظة على الأخلاق كمعيار أساسي لنجاح الأمة الأميركية.
مشيراً إلى التبعات التي أعقبت إعطاء المرأة حقوقها السياسية في العام 1920، إذ ضرب الفساد الأخلاقي المجتمع الأميركي، والتخلي عن القيم الأخلاقية والمدنية، وانتشار الإباحية والطلاق والإجهاض، حتى أصبحت أميركا - بحسب وصف نيلر -: «الشيطان الأكبر»، الذي لا يمكنه العودة إلى أخلاق الآباء المؤسسين والتوبة قبل إدراك هذه الحقيقة، مبدياً قلقه حول الوضع الحالي للمجتمع الأميركي، ومعيداً تقديره وامتنانه للالتزام السعودي الراسخ والثابت بالثوابت الدينية والأخلاقية، وراجياً ألا يؤثر «الغباء والحماقة والعمى الأميركي» على هذا الالتزام»، ومختتماً بقوله: «سامحنا، لأننا لا نعرف ما نقوم به، وندين الذين هم أكثر صلاحاً منا».
http://www.daralhayat.net/actions/print.php
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 07:36]ـ
# قال الشيخ ابن سعدي-رحمه الله-: " فإن كان المدعو يرى أن ما هو عليه الحق أو كان داعية إلى الباطل، فيجادل بالتي هي
أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلاً ونقلاً، ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى
حصول المقصود". "تيسير الكريم الرحمن 3|93" <منقول>
- (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَ?لِكَ يَفْعَلُونَ (34))
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:03]ـ
# من باب الفائدة واثراء الموضوع, الرجاء النظر في هذا الرابط:
http://www.shobohat.com/vb/forumdisplay.php?f=6(/)
كتب للعلامة الجلال
ـ[شعيب عتيق]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 05:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد من أخواني مساعدتي في البحث عن كتب للعلامة الجلال الذي عاصر العلامة المقبلي
ولكم الشكر والتقدير
شعيب عتيق
ماليزيا - جامعة ملايا(/)
ما هو محل غلط الأشاعرة في التحسين والتقبيح؟
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 06:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام القرافي رحمه الله في التنقيح: " حسن الشيء وقبحه يراد بهما:
1) ما لاءم الطبع او نافره؛ نحو إنقاذ الغرقى واتهام الأبرياء.
2) أو كونه صفة كمال أو نقص؛ نحو العلم حسن والجهل قبيح.
3) أو كونه موجبا للمدح أو الذم الشرعيين.
والأولان عقليان إجماعاً (1).
والثالث شرعي عندنا؛ لا يعلم ولا يثبت إلا بالشرع، فالقبيح ما نهى الله تعالى عنه، والحسن ما لم ينه سبحانه عنه ".
سؤالي:
هل أخطأ الأشاعرة في عد الحسن والقبيح بالمعنى الثالث شرعيين؟.
[أرجو بحث هذه الجزئية فحسب دون نقل كلام لا علاقة له بها]
______________________________ _______
(1) تعقب ابن حلولو القرافي في التوضيح ص243 بقوله: " قال الفهري رحمه الله تعالى: والأولى أن يحرر محلُّ التراع قبل ذكر طرق
الأصحاب فنقول: الحسن والُقبح يطَْلق باعتبارات ثلاثة:
الأول: الحسن عبارة عن الملائمة، والقبح عبارة عن المنافرة – أي: بالطبع وهما بهذا التفسير عرفيان يختلفان باختلاف الأمم والأعصار، وهذا لا نزاع فيه، وإن كانت هذه القضية هي منشأ / الغلط، فإن المعتزلة والبراهمة اعتقدوها عقليًة مطَِّردة.
فجعل المصنف وغيره هذا القسم عقلياً إجماعًا ليس كما ذكر " اهـ كلامه رحمه الله
وقال الغزالي في المستصفى: " الاصطلاح المشهور العامي: وهو أن الأفعال تنقسم إلى ما يوافق غرض الفاعل وإلى ما يخالفه وإلى ما لا يوافق ولا يخالف فالموافق يسمى حسنا والمخالف يسمى قبيحا والثالث يسمى عبثا.
وعلى هذا الاصطلاح إذا كان الفعل موافقا لشخص مخالفا لآخر فهو حسن في حق من وافقه قبيح في حق من خالفه حتى أن قتل الملك الكبير يكون حسنا في حق أعدائه قبيحا في حق أوليائه فإطلاق اسم الحسن والقبح على الأفعال عند هؤلاء كإطلاقه على الصور فمن مال طبعه إلى صورة أو صوت شخص قضى بحسنه ومن نفر طبعه عن شخص استقبحه ورب شخص ينفر عنه طبع ويميل إليه طبع فيكون حسنا في حق هذا قبيحا في حق ذاك حتى يستحسن سمرة اللون جماعة ويستقبحها جماعة فالحسن والقبح عند هؤلاء عبارة عن الموافقة والمنافرة وهما أمران إضافيان لا كالسواد والبياض إذ لا يتصور أن يكون الشيء أسود في حق زيد أبيض في حق عمرو ".
قال مقيده عفا الله عنه: " أن يكون الحسن والقبح بهذا المعنى أمرين إضافيين أو يختلفان باختلاف الاعصار لا ينفي أن يكونا عقليين، إذ معنى كونه عقليا أن العقل يدرك حسنه أو قبحه، لذا قال العضد الإيجي في المواقف ص324: في بيان إطلاقات الحسن والقبح: " الثاني: ملائمة الغرض ومنافرته، وقد يعبر عنهما بالمصلحة والمفسدة، وذلك أيضاً عقلي ويختلف بالاعتبار، فإن قتل زيد مصلحة لأعدائه ومفسدة لأولياءه "(/)
ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها؟
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 10:26]ـ
اللهم قيَِّض لهذا الموضوع مَن يقرأْه وينتفع به
اللهم آمين
1 - قال سعيد بن المُسيِّب رحمه الله: إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله
في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول:
إن لأحبُ هذا الرجل!!.
2 - قيل للحسن البصري رحمه الله: ما بال المتهجدين بالليل من
أحسن الناس وجوها؟ فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره.
3 - كان شريح بن هانئ رحمه الله يقول:
ما فقد رجل شيئاً أهون عليه من نعسة تركها!!!
(أي لأجل قيام الليل).
4 - قال ثابت البناني رحمه الله: لا يسمى عابد أبداً عابدا،
وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان:
الصوم والصلاة، لأنهما من لحمه ودمه!!
5 - قال طاووس بن كيسان رحمه الله: ألا رجل يقوم بعشر آيات
من الليل، فيصبح وقد كتبت له مائة حسنة أو أكثر من ذلك.
6 - قال سليمان بن طرخان رحمه الله: إن العين إذا عودتها النوم اعتادت،
وإذا عودتها السهر اعتادت.
7 - قال يزيد بن أبان الرقاشي رحمه الله:
إذا نمت فاستيقظت ثم عدت في النوم فلا أنام الله عيني.
9 - قال محمد بن المنكدر رحمه الله: كابدت نفسي أربعين عاماً
(أي جاهدتها وأكرهتها على الطاعات) حتى استقامت لي!!
10 - كان ثابت البناني يقول كابدت نفسي على القيام عشرين سنة!!
وتلذذت به عشرين سنة.
11 - كان عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش
له فراشه لينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول:
ما ألينك!! ولكن فراش الجنة ألين منك!! ثم يقوم إلى صلاته.
12 - قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: إذا لم تقدر على قيام الليل
وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل، كبلتك خطيئتك.
13 - قال مخلد بن الحسين: ما انتبه من الليل إلا أصبت إبراهيم بن أدهم
رحمه الله يذكر الله ويصلي إلا أغتم لذلك، ثم أتعزى بهذه الآية
{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء}.
14 - قال أبو حازم رحمه الله: لقد أدركنا أقواماً كانوا في العبادة
على حد لا يقبل الزيادة!!
15 - كان السري السقطي رحمه الله إذا جن عليه الليل وقام يصلي
دافع البكاء أول الليل، ثم دافع ثم دافع، فإذا غلبه الأمر أخذ
في البكاء والنحيب.
16 - قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: إني لا أقدر على قيام الليل
فصف لي دواء؟!! فقال: لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه
في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف،
والعاصي لا يستحق ذلك الشرف.
17 - قال سفيان الثوري رحمه الله: حرمت قيام الليل خمسة أشهر
بسبب ذنب أذنبته.
18 - قال رجل للحسن البصري رحمه الله: يا أبا سعيد:
إني أبيت معافى وأحب قيام الليل، وأعد طهوري فما بالي لا أقوم؟!!
فقال الحسن: ذنوبك قيدتك!!
19 - وقال رجل للحسن البصري: أعياني قيام الليل؟!!
فقال: قيدتك خطاياك.
20 - قال ابن عمر رضي الله عنهما: أول ما ينقص من العبادة: التهجد بالليل،
ورفع الصوت فيها بالقراءة.
21 - قال عطاء الخرساني رحمه الله: إن الرجل إذا قام من الليل متهجداً
أًصبح فرحاً يجد لذلك فرحاً في قلبه، وإذا غلبته عينه فنام عن حزبه
(أي عن قيام الليل) أصبح حزيناً منكسر القلب، كأنه قد فقد شيئاً،
وقد فقد أعظم الأمور له نفعا (أي قيام الليل).
22 - رأى معقل بن حبيب رحمه الله:قوماً يأكلون كثيراً فقال:
ما نرى أصحابنا يريدون أن يصلوا الليلة.
23 - قال مسعر بن كدام رحمه الله حاثاً على عدم الإكثار من الأكل:
وجدت الجوع يطرده رغيف ... وملء الكف من ماء الفرات
وقل الطعم عون للمصلي ... وكثر الطعم عون للسبات
24 - قال الفضيل بن عياض رحمه الله: أدركت أقواماً يستحيون من الله في سواد
هذا الليل من طول الهجعة!! إنما هو على الجنب، فإذا تحرك (أي أفاق من نومه) قال:
ليس هذا لك!! قومي خذي حظك من الآخرة!!.
25 - قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أفضل الأعمال ما أكرهت إليه النفوس.
26 - قال: إبراهيم بن شماس كنت أرى أحمد بن حنبل رحمه الله يحي الليل وهو غلام.
27 - قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: إني لأستقبل الليل من أوله فيهولني
طوله فأفتتح القرآن فأُصبح وما قضيت نهمتي (أي ما شبعت من القرآن والصلاة).
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 02:24]ـ
"ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها؟ "
1 - قال سعيد بن المُسيِّب رحمه الله: إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله
في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول:
إن لأحبُ هذا الرجل!!.
2 - قيل للحسن البصري رحمه الله: ما بال المتهجدين بالليل من
أحسن الناس وجوها؟ فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره.
والله حق وصدق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 07:23]ـ
نفع المولى بكي اختي وجعلنا الله واياك من المتهجدين بالليل
موفقه(/)
الفاسق المبتدع المجرم الضال المضل (ابن الـ ........ )
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 11:51]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد
فكثيرا ما نرى من بعض الإخوة (و لا أبرئ نفسي) نرى إطلاقا لألفاظ التبديع و التفسيق
بل و ربما يصل الأمر للوصف بأوصاف الكفار كالقول (مجرم - زنديق ..... )
فهل مجرد أن يختلف البعض معنا في بعض المسائل (وإن كانت عقدية) يكون بهذا مجرم فاسق مبتدع ..... إلخ إلخ؟؟؟
هل رمي الناس و اتهامهم في دينهم يكون بهذه البساطة؟؟؟
للإجابة عن هذه التساؤلات أنقل لكم هذه الفتوى المختصرة من موقع الإسلام (ويب):
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هناك ضوابط يجب مراعاتها عند إصدار الأحكام كالتبديع وغيره، وهذه الضوابط تتمثل فيما يلي:
أولاً: أن الأصل سلامة المسلم، وبقاؤه على عدالته، حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي، ولا يجوز التساهل في إصدار الأحكام.
الثاني: دلالة الكتاب والسنة على أن هذا القول أو هذا الفعل موجب لهذا الحكم.
ثالثاً: أن تتحقق في القائل المعين أو الفاعل المعين شروط، وهي: العلم والاختيار وعدم التأويل، وبالتالي تنتفي عنه موانع الجهل والإكراه والتأويل حتى يحكم عليه بالتكفير أو التبديع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
ما ثبت قبحه من البدع وغير البدع من المنهي عنه في الكتاب والسنة، أو المخالف للكتاب والسنة إذا صدر عن شخص من الأشخاص، فقد يكون على وجه يعذر فيه، لاجتهاد أو تقليد يعذر فيه، وإما لعدم قدرته .. كما قررته في غير هذا الموضع وقررته أيضاً في أصل التكفير والتفسيق المبني على أصل الوعيد، فإن نصوص الوعيد التي في الكتاب والسنة، ونصوص الأئمة بالتكفير والتفسيق ونحو ذلك لا يُستلزم ثبوت موجبها في حق المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، لا فرق في ذلك بين الأصول والفروع، هذا في عذاب الآخرة، فإن المستحق للوعيد من عذاب الله ولعنته وغضبه في الدار الآخرة خالد في النار أو غير خالد، وأسماء هذا الضرب من الكفر والفسق يدخل في هذه القاعدة، سواء كان بسبب بدعة اعتقادية أو عبادية أو بسبب فجور في الدنيا وهو الفسق بالأعمال.
فأما حكم الدنيا فكذلك أيضاً، فإن جهاد الكفار يجب أن يكون مسبوقاً بدعوتهم، إذ لا عذاب إلا على من بلغته الرسالة، وكذلك عقوبة الفساق لا تثبت إلا بعد قيام الحجة.
انتهى من مجموع الفتاوى 10/ 372.
والله أعلم
المصدر ( http://www.islam ... .net/ver2/fatwa/showfatwa.php?lang=a&id=19773&option=fatwaid)
يتبع إن شاء الله
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 09:41]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و بعد
معلوم أنه من المهم لمن تصدى للكلام في هذا الباب أن يبرز مشروعية الرد على البدع و أهلها و أهمية ذلك لحفظ الدين
لكني سأتجاوز الكلام عن ذلك لأني أظن بل أعتقد أن جل الإخوة هنا - إن لم يكن كلهم - يحفظون هذا الباب عن ظهر قلب
ثم أزلف إلى أهم ما في هذا الموضوع برأيي و هو
من الذي يحكم على المسلم بأنه مبتدع؟؟؟
فأنقل رؤس أقلام في شروط المبدِّع من أحد الأبحاث القيمة
ثم إن يسر الله لي أنقل شيئ من التفصيل فيها إن شاء الله
شروط المبدِّع:
1 - العلم و التثبت و التقوى و الورع
2 - معرفة أسباب الجرح و التعديل
3 - تحرير مدلولات الألفاظ في اللغة و الاصطلاح
4 - اجتناب المعصية و هتك حجاب المعاصرة
5 - العلم بالأحكام الشرعية
6 - مراعاة قرب الجارح و المجروح زمانا مع معرفته بحقيقة حال المتقدم
7 - المعرفة بطرق أهل التصوف و مقالاتهم
8 - الاطلاع على أصول البدع
9 - أن يكون عارفا بالعلوم و مراتبها
10 - أن يكون بعيد النظر في تصور الممكنات
11 - أن يكون عارفا بسيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم و سنته
يتبع إن شاء الله(/)
مقال لليبرالي اقرأوه و اضحكوا على استدلالتهم!!
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 10:45]ـ
هذا مقال للبرالي يحاول فيه تلميع الرافضة و أعتذر إن رفع الضغط و السكر في أجسادكم:
(نحن السعوديين فقط نكره الشيعة) هذه حقيقة ....
أما بقية المسلمين في العالم الاسلامي سنة وشيعة فيعيشون ويتعايشون مع بعضهم كأخوان في الاسلام
نحن من صغرنا نتغذى على مفاهيم وافكار المذهب الوهابي وا لوهابية من مبدأ التكفير الجاهز لكل من خالفها تكره الشيعة كره العمى.
طيب تعالوا نشوف غيرنا من المسلمين كيف يتعامل مع هذه المسألة التي صوروها لنا و كأنها القضية
التي يجب أن يحملها كل سعودي في قلبه بغضا و حقدا و سوادا؟؟
بقية المسلمين السنة في كل العالم الاسلامي يتعاملون مع الشيعة كاخوان لهم في الاسلام
هذا الكلام مو من عندي
نأخذ ادلة واقعية موجودة واضحة في حياة المسلمين الان.
(في الهند _ اليمن _ سلطنة عمان _ البحرين _ سوريا _ لبنان)
في كل هذه الدول الاسلامية يعيش السنة والشيعة مع بعضهم مواطنين يتشاركون كل نواحي الحياة
اخوان في الاسلام يحترمون بعضهم في الدنيا وفي الاخرة حسابهم على الله.
فلماذا يريد بعض البشر أن يكون وكيلا عن ربه يحاسب الناس قبل يوم الحساب؟؟؟
ما حدث في العراق بين السنة والشيعة ليس دليلا على العداء السني الشيعي لعدة أسباب:
_ أنها فتنة سياسية وحرب اهلية شرسة ويحدث مثلها في اي مكان _ الصومال نموذجا _
_ أن العراق تقع بين الصفويين في ايران (والصفويون عند الشيعة يقابلون الوهابية عند السنة)
والوهابيون في السعودية فكان من مصلحة كل طرف أن يبحث له عن موطأ قدم في العراق.
_ أن الحرب عندما تشتعل لا ترحم أحد فهي فتنة لا يعلم القاتل لما قتل ولا المقتول فيما قتل (بضم الميم)؟؟
_ الدليل الأقوى أنها حرب اهلية داخلية مجنونة شاملة وليست شيعية سنية كما اراد البعض لأغراض في نفسه
أن يصورها للناس. أن معظم العراقيين السنة ممثلين في عشائر الصحوة رفضوا تواجد اعضاء القاعدة (الوهابيين)
وقاتلوهم قتالا شرسا في حرب سنية سنية.
_ العراقيون ومنذ مئات السنين لا يفرقون بين شيعي وسني بل أن الأحياء الشعبية في العراق لا تفرق
في سكانها بين السني والشيعي من طبيعة حياتهم الاجتماعية السهلة المبينة على الحب والاحترام حتى جاء
من الوهابيين والصفويين و ربما امريكا (كل لاهدافه الخاصة) من سكب النار على البنزين ليشعلها
فتنة طائفية احرقت الاخضر و اليابس و شوهت و دمرت تعايشا جميلا بين كافة الطوائف على مر السنين
كان العراقيون مثالا جميلا له.
((هنا نتوجه بالسؤال لكل مجنون احمق وهابي أو صفوي ... ها قد حصلت على هدفك ومطلوبك اخيرا
ودخلت في حرب مع الطرف الأخر .. فما هي ا لفائدة أو المكسب الذي حصلت عليه؟؟؟؟))
ولكن هل يواجه الحمقاء أنفسهم بأسئلة تعيد ترتيب الأوراق في رؤوسهم؟؟
طيب .....
نعود الى محور حديثنا ونكمل الأدلة على أن المسلمين السنة لا يكرهون الشيعة كالسعوديين ونأتي
بدليل واضح حدث فقط في الأسبوع الماضي:
(هل أنتم اصدق واقوى ايمان واسلام من اعضاء منظمة (حماس)؟؟
هل تشكون في صدق ايمان خالد مشعل و قوة اسلام اسماعيل هنية؟؟
هذا هو خالد مشعل ومعه اعضاء منظمة حماس يتعاونون مع الشيعة الايرانيين وفي الاسبوع الماضي كان خالد مشعل في زيارة الى ايران وخطب فيهم قائلا:
(نحن أخوانكم و أنتم أخواننا)
مشكلة السعوديين أنهم لا يفهمون أن (الصحوة الوهابية) يهمها ان تظل مسيطرة على المجتمع بشكل أو بأخر
ومن هذه الوسائل تضخيم قضايا صغيرة وجعلها بحجم الكرة الارضية لكي تظل قلوب الناس معلقة
بكلامهم وخطبهم وفتاواهم بما يدخلونه في قلوبهم من رعب وتخويف وترويع
مثل قضايا السحر والعين والشعوذة و العرض والمرأة ...
ولهذا جعلوا من قضية الشيعة وكأنها الموضوع الأول والمحوري في هذا الكون .. وكأن لا شي يشغل الناس ولا يهدد حياتهم وينذر بمحو السعوديين من الارض الا الشيعة وخطر الشيعة
بل انك تسمع من عامة الناس وتصديقهم للخزعبلات التي يقولها لهم المطاوعة عن الشيعة اشياء مضحكة لا يصدقها عاقل
يقولون للناس: (ان الشيعة يعتقدون ان من قتل سنيا دخل الجنة) (وان الشيعة يضعون لكم اشياء قذرة في الطعام) و .... و ....
اشياء مضحكة تسمعها فتستغرب من سذاجة الناس وانقيادهم (للمطاوعة) في هذا المجتمع؟؟
كم حربا اهلية كانت ستقوم في كل العالم الاسلامي لو كان هذا الكلام صحيحا؟؟ ولماذا يؤثر هذا الكلام في السعوديين ولا يؤثر في غيرهم من المسلمين في تعايشهم الاخوي الرائع شيعة وسنة في الكثير من بقاع العالم الاسلامي.
ومن ثمار هذا (التركيز الوهابي الصحوي) على (قضية المسلمين ومصيبة العالم) الشيعة
أنك صرت تسمع من كثير ممن تجالسهم عند الكلام عن الشيعة (ان الشيعة اخطر من اليهود) وانهم ليسوا مسلمين
كيف يكونون اخطر من اليهود و ما وجه الخطر ... لا تدري ولا احد يدري؟؟
والجملة السابقة طبيعية جدا .. فلقد تعودت أسماعنا أن كل العالم والبشر والمذاهب خطر علينا؟؟ خطر ننتظره منذ زمن و أزمان وهذا الخطر لم يأتي ولن يأتي الا في عقول لا تستطيع العيش الا على افتراض تواجد (عدو وهمي).
ثم كيف أصبح الشيعة غير مسلمين!!!
وانت أيها المواطن الساذج يختلط عرقك بعرقهم و أنفاسك بأنفاسهم و دعائك بدعائهم في منى وعرفات والمشاعر و وفي حرم الله وتحت رحمته.
واخيرا
تحياتي لكل سني طيب (غير وهابي)
ولكل شيعي طيب
ولكل من يقول لا اله الا الله. محمد رسول الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله اليماني]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 10:49]ـ
مضحك فعلاً ما يقوله ..
ربما يكون شيعي ليبرالي (شامبو وعلقم في آن واحد)!!
كتبه وهابي سلفي ...
ـ[أبو آلاء]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:29]ـ
ربما يكون الأفضل في التعامل مع أمثال هؤلاء الإعراض عنهم وتهميشهم ..
إذ أن الرد المباشر -أحياناً- ينبه الغافل ويعطي قيمة للكاتب ولما كتب!
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:35]ـ
ونأتي
بدليل واضح حدث فقط في الأسبوع الماضي:
(هل أنتم اصدق واقوى ايمان واسلام من اعضاء منظمة (حماس)؟؟
هل تشكون في صدق ايمان خالد مشعل و قوة اسلام اسماعيل هنية؟؟
هذا هو خالد مشعل ومعه اعضاء منظمة حماس يتعاونون مع الشيعة الايرانيين وفي الاسبوع الماضي كان خالد مشعل في زيارة الى ايران وخطب فيهم قائلا:
(نحن أخوانكم و أنتم أخواننا)
ليبرالي يمدح حماس تشابهت قلوبهم!!
و الطيور على اشكالها تقع.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:39]ـ
طبيعي جدا أن يلتئم ويلتحم الليبراليون في السعودية مع الشيعة .. لوجود مشتركات هامة بين الفريقين .. منها:
1 - العداء للسلفية لتعارضها من توجهات الفريقين، وعداء الفريقين للسلفية يعني عداءهم للدولة السعودية التي تعلن السلفية منهجا لها .. !!، ويشمل هذا العداء شعيرة الأمر بالمعروف، والقضاء الشرعي والقضاة، والعلماء والدعاة، والمناهج الدينية التي تؤكد على: التوحيد والولاء والبراء والتزام السنة .. ومعلوم أن هذه الأمور كلها مما يتعارض مع توجهات الفريقين،
إضافة لمنابذة أماكن الدعوة كدور حفظ القرآن والمراكز الصيفية ووووالخ.
2 - الولاء لأمريكا، وإن كان الشيعة يمارسون ولاءهم لأمريكا من وراء تقيتهم التي هي ركن ركين في دينهم.
3 - الدعوة للإباحية والمجون .. فالليبرالية تدعو للإباحية على الطريقة الغربية، والشيعة مذهب يشرعن الإباحية ويلبسها ثياب الدين، فاتفق الفريقان في الغاية وإن اختلفت الوسائل .. !!
4 - اتفاق الفريقين في سلوك التقية في ممارسة أنشطتهم .. فالليبرالية مثلا تمارس الخيانة للدين والوطن -التي هي جامع آخر للفريقين- من خلف ستار دعوى الإصلاح والوطنية، والشيعة لا تكاد التقية تفارق شيء من أفعالهم وأقوالهم .. فمتى أعلنوا العداء لجهة ما فهي الصديق اللدود لهم .. !!
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:46]ـ
و لاننسى العصرانيين"الاسلاميين المعتدلين" و كيف أنهم قنطرة للعلمانية بسلوكهم و تصريحاتهم علموا أو لم يعلموا!!(/)
النظم السياسية العربية العلمانية،- السيد يسين
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:15]ـ
السيد يسين
أزمة الحوار في المجتمع العربي
ليس هناك شك في أن ثمة أزمة في الحوار السياسي والفكري في المجتمع العربي، وترد هذه الأزمة إلى أسباب متعددة ومتشابكة ومعقدة في الوقت نفسه. ونحتاج حتى نفهم الأسباب العميقة للأزمة إلى أن نرسم خريطة سياسية للنظام الإقليمي، وخريطة ثقافية للمجتمع العربي في ذات الوقت.
والواقع أن الخلافات السياسية والإيديولوجية العربية- العربية قديمة ومتجددة في الوقت نفسه. ولا ننسى في هذا المجال أن أبرز الخلافات العربية القديمة ظهرت في العهد الناصري حين صيغ التصنيف الشهير للدول العربية الذي قسمها إلى دول تقدمية ودول رجعية! (الدول التقدمية كانت -في عرف هذا التصنيف- هي الدول "الثورية" مثل مصر وسوريا والعراق، في مواجهة الدول التقليدية).
ودار الصراع أساساً -على الصعيد الإيديولوجي- بين الاشتراكية والتوجه الإسلامي.
المساجلات ليست حواراً بالمعنى الصحيح، لأن أطرافها تنطلق من أن كل طرف هو الذي يمتلك الحقيقة المطلقة! وحين يسود هذا الاتجاه يلغي الحوار.
ودار الجدل الفكري المحتدم بين أنصار الماركسية ودعاة الاشتراكية العربية وذلك داخل معسكر الدول التقدمية، بالإضافة إلى الصراع مع مفكري معسكر الدول "الرجعية"، الذين رفعوا راية الإسلام للدفاع عن صحة توجههم الإيديولوجي وبطلان آراء أنصار الاشتراكية.
كانت هذه سنوات عجافا حقاً في تاريخ الحوار العربي العربي وهي التي سماها عالم السياسة الأميركي المعروف "مالكوم كير" الحرب الباردة العربية، قياساً على الحرب الباردة العالمية، التي دار فيها الصراع الإيديولوجي العنيف بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأميركية.
وهذه المساجلات لم تكن حواراً بالمعنى الصحيح، لأن أطرافها انطلقت من أن كل طرف هو الذي يمتلك الحقيقة المطلقة! وحين يسود هذا الاتجاه فإنه عملياً يلغي الحوار، لأنه -بحسب التعريف- يعني من بين ما يعنيه إمكانية قبول نقد الآخر، والاستعداد للوصول إلى حل وسط. وذوت هذه المساجلات الإيديولوجية، خصوصاً بعد هزيمة يونيو 1967، حيث رفعت مصر رائدة الدول التقدمية شعار "وحدة الصف" في مواجهة إسرائيل، بدلاً من الشعار الماضي "وحدة الهدف". وبعبارة أخرى أراد هذا الشعار الجديد أن يقول إنه مهما كان هناك تباين في طبيعة الأنظمة السياسية العربية، إلا أن الأهم من ذلك هو الوحدة في مواجهة الدولة الصهيونية لإزالة آثار العدوان.
ودارت مساجلات حادة أخرى بعد حرب أكتوبر 1973، حين اتجهت مصر -من أجل استكمال مشروعها الأساسي وهو تحرير الأراضي المصرية- إلى عقد سلام تفاوضي مع دولة إسرائيل. وتم ذلك أولاً من خلال توقيع اتفاق كامب ديفيد، واستكملت الخطوات بتوقيع معاهدة الصلح المصرية/ الإسرائيلية. وأدى الموقف المصري من الاعتراف بإسرائيل وتوقيع معاهدة سلام معها إلى مساجلات إيديولوجية حادة وصراعات سياسية عنيفة بين مصر وباقي الدول العربية الرافضة، التي أطلقت على نفسها "جبهة الصمود والتصدي". في هذه المرحلة أيضاً توقف الحوار وسادت المساجلات الإيديولوجية الحادة، وكل طرف يتهم الآخر بأنه على باطل، وأن الحق هو الذي يعبر عن موقفه. وجاء عام 1990 الذي شهد الغزو العراقي غير المشروع لدولة الكويت، والذي كان في الواقع انقلاباً على معاهدة الدفاع العربي المشترك من ناحية، وعلى الشرعية الدولية من ناحية أخرى. وانقسم العالم العربي بين دول معارضة للغزو ودول مؤيدة.
وهنا نحن نشهد هذه الأيام الانقسام العربي حول السلوك السياسي لحركة "حماس" التي قامت بانقلاب عسكري ضد السلطة الفلسطينية في غزة، وأرادت الزعم بأنها هي التي تمثل الشعب الفلسطيني. وقد أدى السلوك الفعلي لـ"حماس" وغياب استراتيجية واضحة لها في موضوع مقاومة إسرائيل، وتذبذبها بين قبول التهدئة وإطلاق الصواريخ العشوائية، إلى تقديم الذريعة للدولة الإسرائيلية العنصرية لأن تشن حربها الهمجية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعقد الحوار العربي- العربي في هذا المجال أيضاً، نتيجة تدخل إيران من ناحية ودعمها المطلق لـ"حماس" وتشجيعها لها على عدم التفاوض مع إسرائيل، وعلى المقاومة حتى ولو كان ذلك بغير استراتيجية واضحة، وبغير إجماع من الشعب الفلسطيني كله، وبدون تعبئة حقيقية. وذلك بالإضافة إلى دخول "حزب الله" اللبناني إلى صميم ساحة المساجلات العقيمة من خلال خطب ن نصر الله التحريضية العقيمة، التي لم تزد الموقف إلا اشتعالًا.
وهكذا توقف الحوار الفلسطيني- الفلسطيني نتيجة دخول أطراف إقليمية مثل إيران، ودعمها الصريح للاتجاهات المتطرفة لحركة "حماس" التي -كما أعلن قادتها- تريد تصفية السلطة الفلسطينية، وإنشاء مرجعية فلسطينية تهيمن عليها، مما سيؤدي في النهاية إلى تضييع قضية الشعب الفلسطيني إلى الأبد!
وليس غريباً أن يمر الحوار السياسي العربي- العربي بأزمة حادة عنيفة، بعد أن حاولت بعض الدول الصغيرة مثل قطر أن تختطف مؤتمرات القمة لحسابها، بدعم من إيران، سعياً وراء إدخال النظام الإقليمي العربي في دائرة نظام شرق أوسطي جديد فيه إيران وفيه إسرائيل معاً! وإن كانت هناك أزمة في الحوار السياسي بين الدول العربية فإن هناك أزمة أخرى لا تقل تفاقماً في مجال الحوار الأيديولوجي، بين تيار الإسلام السياسي والتيار الليبرالي العربي.
ومن المعروف أن ممثلي الإسلام السياسي ظهروا في عديد من البلاد العربية سواء من خلال المنابر الشعبية التي احتكروها بحكم لجوئهم إلى الخطابة الدينية التحريضية، أو من خلال الانتخابات كما حدث في حالة "حماس"، وفي حالة مصر حيث انتخب ما يزيد على ثمانين نائباً من نواب "الإخوان المسلمين" في الانتخابات التشريعية الأخيرة، على رغم أنها جماعة محظورة بنص القانون، ولكنهم انتخبوا كمستقلين.
ويمكن القول إن الحوار أصبح مستحيلاً بين ممثلي تيار الإسلام السياسي وممثلي باقي التيارات الوطنية، والليبرالية العربية، بحكم ضيق وانغلاق رؤية العالم التي تصدر عنها جماعات الإسلام السياسي، وسواء كانت أحزاباً سياسية أم جماعات ثقافية.
هذا التيار الإسلامي السياسي لا يؤمن أنصاره بالحدود بين الدول، ويرون أنها من صنع الاستعمار، وأن هناك أمة إسلامية واحدة، وأن الوطنية فكرة رجعية استعمارية، وأن الأممية الإسلامية هي الأساس. ومن هنا فاستراتيجيتهم هي قلب النظم السياسية العربية العلمانية، وتأسيس دول دينية محلها تحكم بالشريعة الإسلامية ليس في حقيقتها التي تقوم على الحرية الإنسانية والعدالة الاجتماعية، ولكن كما يفهمونها هم والتي تقدم -في رأيهم- على القهر السياسي للخصوم، وتكفيرهم ومنع أي أصوات مخالفة لهم، وإعلان "الجهاد" هكذا ضد الدول الكافرة.
وقد ظهرت أفكارهم المتطرفة أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث دعا بعض زعمائهم إلى عدم الاعتداد بالحدود المصرية وفتح المعابر بلا أي قيود، أمام الفلسطينيين، حتى لو تدفق الملايين بينهم. وأفتى أحدهم بأن في ذلك تطبيقا لمبدأ إجارة المسلمين لو استجاروا. ونسوا أن في ذلك تطبيقاً لخطة "الترانسفير" الإسرائيلية التي تريد طرد الفلسطينيين من أرضهم.
وهكذا ليست لدى هؤلاء أي ضوابط تحكم فكرهم ومسلكهم، وفي هذا تطبيق دقيق لاستراتيجيتهم الحقيقية حتى لو أنكروا وجودها. لقد حاولوا الانقلاب على الدولة في السودان، وحاولوا محاولات متعددة في مصر وفشلوا، ويدخلون الآن في صراع عنيف مع النظام الأردني، ويقومون بانقلابات شتى في الجزائر والمغرب، بحيث أصبح تيار الإسلام السياسي أحد المعوقات الحقيقية للتحول الديمقراطي في العالم العربي.
وليس ذلك فقط لعدم إيمانهم الحقيقي بالديمقراطية المعاصرة، ولكن لأنهم يدفعون النظم السياسية العربية دفعاً إلى إعلاء الضوابط الأمنية تحسباً من فكرهم المتطرف، والذي تحول في حالات متعددة إلى فكر إرهابي، لم يتورع أنصاره عن ممارسة العنف الدموي سواء ضد الأجانب أو ضد المواطنين. وسجل الإرهاب المتشح بالإسلام معروف ولا داعي لتكراره. ويكفي في هذا المجال أن نشير إلى التاريخ الأسود لـ"الجماعة الإسلامية" ولجماعة "الجهاد" في مصر.
صحيح أن هذه الجماعات قدمت نقداً ذاتياً وأعلن قادتها رجوعهم عن طريق العنف، غير أنهم -من خلال القراءة الدقيقة لمراجعاتهم المنشورة- لم يراجعوا معتقداتهم الأساسية ولا آراءهم التكفيرية للدولة والمجتمع في العالم العربي.
وهكذا يمكن القول إن الاختلافات السياسية العميقة في توجهات الدول العربية من ناحية، والصراعات الإيديولوجية الحادة بين تيار الإسلام السياسي وغيره من التيارات السياسية، من شأنها أن تساعد على استمرار أزمة الحوار العربي، في عالم متغير زاخر بالمشكلات التي تدعو لاعتماد الحوار أساساً متيناً للتفاهم بين البشر.
http://www.alittihad.co.ae/wajhatdetails.php?id=43165(/)
ردا على اللوبي الصحفي الحانق على الهيئة .. أهديكم وللجميع ملفا مهما [للتحميل]
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 12:05]ـ
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
قال تعالى: " وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ " [ص: 6].
ورد في كتب السيرة النبوية ذكر حلف الفضول، والفضول جمع فضل للكثرة، ومعناه: الفضائل، وهو حلف عُقد في الجاهلية عندما اجتمعت قبائل من قريش فتعاقدوا وتعاهدوا على نصرة المظلوم من أهل مكة أو من خارجها ممن ورد إليها حتى ترد مظلمته.
قال الإمام القرطبي: " قال العلماء: فهذا الحلف الذي كان في الجاهلية هو الذي شده الإسلام وخصه النبي عليه الصلاة والسلام من عموم قوله: " لا حلف في الإسلام ".
والحكمة في ذلك أن الشرع جاء بالانتصار من الظالم وأخذ الحق منه وإيصاله إلى المظلوم، وأوجب ذلك بأصل الشريعة إيجابا عاما على من قدر من المكلفين، وجعل لهم السبيل على الظالمين فقال تعالى: " إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ " [الشورى: 42].
وفي الصحيح: " انصر أخاك ظالما أو مظلوما "، قالوا: يا رسول الله، هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: " تأخذ على يديه " - في رواية: تمنعه من الظلم - فإن ذلك نصره ".ا. هـ.
في المقابل عندما يكون الحلف لانتصار الظالم على المظلوم فهنا تكون الكارثة والخروج عن النص الشرعي سواء من الكتاب أو السنة أو العقل، ولذا جاء في الحديث عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: عَنْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا رَوَىَ عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَىَ أَنَّهُ قَالَ: " يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَىَ نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً، فَلاَ تَظَالَمُوا ... ".
ألمح في الأفق حلفا يشبه حلف الفضول ولكن على العكس تماما، وهو الوقوف مع الظالم ضد المظلوم، حلف أستطيع تسميته حلف الصحافة المحلية ضد جهاز الهيئة.
وقد قص رئيس تحرير صحيفة " الرياض " تركي السديري شريط التحالف بمقال هجومي على جهاز الهيئة لمداهمتها الاختلاط الذي حصل في كلية اليمامة من قِبل بعض مندوبات الجامعات البريطانية، ومن دون احترام لأنظمة البلد، فاحمر أنف رئيس التحرير، وغضب غضبة للبريطانيات، ودافع عنهن، وأن ما قام به جهاز الهيئة يعد تدخلا وتشويها لصورة المملكة أمام العالم!.
وبعدها توالت المقالات من بعض المستكتبين مما يدلك على تحالف صحفي لمحاولة إسقاط وتشويه جهاز الهيئة، بل بلغ الحال بأحد أعضاء مجلس الشورى ممن عُرف عنه الثرثرة وعدم المحاسبة على ما يخرج من فمه أنه طالب في المجلس بوقف تدخلات أشخاص – كهذا سماها – فيما يجري في كلية اليمامة من مناسبات!، واستغربت عندما قرأت كلامه في صحيفة كيف سكت رئيس المجلس عن الردّ عليه؟
وخرجت صحيفة " الرياض " بخبر متعلق بالهيئة تعجب من صياغته، بل بعيد كل البعد عن المهنية الصحفية، وجاء ردّ الهيئة عليه مذيلا بتعقيب عجيب لصحيفة " الرياض " بعيد كل البعد عن المهنية والحيادية الصحفية ...
والأيام القادمة سيتحرك الحلف الصحفي لكيل الهجمات على جهاز فلا بد من توطين النفس، وكشف هذا الحلف - أو بلغة العصر اللوبي - وظلمه وكذبه وتجنيه على جهاز الهيئة.
ومن باب التثقيف بعمل الهيئة وضعت ملفا لنظام جهاز الهيئة ليتعرف عليه الجميع، ويعلم الجميع أيضا أن الهيئة لا تنطلق في عملها من اجتهادات شخصية كما يردد الحانقين عليها من لوبي الصحافة، وملفا آخر فلا تبخلوا بنشره في جميع المواقع والمنتديات.
http://www.brandsoftheworld.com/brands/0020/6038/brand.gif
بعون الله تعالى
نحن خالد بن عبد العزيز آل سعود
ملك المملكة العربية السعودية
بعد الإطلاع على المادة التاسعة عشرة من نِظام مجلِس الوزراء الصادِر بالمرسوم الملكي رقم (38) وتاريخ 22/ 10/1377هـ.
وبعد الإطلاع على قرار مجلس الوزراء رقم (161) وتاريخ 16/ 9/1400هـ.
رسمنا بما هو آت
أولاً – الموافقة على نِظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر بالصيغة المُرافِقة لهذا.
ثانياً – على نائب رئيس مجلِس الوزراء والوزراء كُلٌ فيما يخصُه تنفيذ مرسومنا هذا،،،
التوقيع
خالد بن عبد العزيز
http://www.brandsoftheworld.com/brands/0020/6038/brand.gif
قرار رقم 161 وتاريخ 16/ 9/1400هـ
إن مجلس الوزراء
بعد الإطلاع على المُعاملة المُرافِقة لهذا المُشتمِلة على خطاب سمو وزير الداخلية رقم (1/ 7596) وتاريخ 28/ 8/1398هـ، المُرفق بِه محضر اللجنة المُشكلة لدراسة مشروع نِظام الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر والذي تم التوصل فيه إلى وضع مشروع النِظام المذكور.
وبعد الإطلاع على مشروع النِظام المُشار إليه.
يُقرِّر ما يلي
أولاً – الموافقة على نِظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر بالصيغة المُرافِقة لهذا.
ثانياً – نظم مشروع مرسوم ملكي بذلك صيغتُه مُرافِقة لهذا.
ولما ذُكِر حُرِّر،،،
التوقيع
عبد الله بن عبد العزيز
نِظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
http://www.rofof.com/f2nqisa11/Hayah.html
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها
تأليف
عبدالمحسن بن حمد العباد البدر
http://oalbadr.googlepages.com/Hesbah.pdf
عبد الله زقيل(/)
حقيقة الديمقراطية .. تأليف محمد شاكر الشريف
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 12:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة الديمقراطية
تأليف محمد شاكر الشريف
رابط الكتاب
http://www.moon4321.net/DOC/democracy.rar
لاتنسوني من صالح الدعاء
منقول
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 09:53]ـ
كتاب مفيد بارك الله في الكاتب والناقل
لكن الرابط معطوب
وهذا يعمل لكنه صيغة pdf:
http://saaid.net/Doat/alsharef/k5.zip
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 06:52]ـ
جزاك الله خير الجزاء شيخ أبو فاطمة.(/)
استخلاص العبر من غزة الشيخ محمد المنجد
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 10:41]ـ
http://ia331426.us.archive.org/3/items/tamer_260/estekhlas_al3ebr.avi(/)
نعمة تطبيق الحدود للشيخ: المنجد
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 10:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=46061(/)
كلمة حول قناة (شذا) وحكم الإشتراك بها
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:10]ـ
سؤال:
ما رأيك في قناة " شذا " التي تعرض ضمن باقة قنوات المجد، وهي باشتراك شهري، قناة أناشيد إسلامية، وأنا أريد أن أشترك، علماً بأنني لم أشاهدها، ولكني سمعت أناساً يقولون: بأنها حرام، وأهلي يجبرونني أن أشترك بها، فهم يهوون، ويحبون سماع الأناشيد. أريد منكم رأيكم في هذه القناة، هل هي حلال أم حرام؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
قناة " شذا " ليست ضمن باقة قنوات " المجد "، وإنما قناة المجد تسوِّق القناة عن طريقها.
ثانياً:
النشيد كلام ملحَّن، وإنما يُعرف حكمه إذا عُرف كلام تلك النشيدة، وصفة التلحين، وطريقة الأداء، وهل يصاحبها معازف أم لا؟
وبتأمل كلام العلماء والمشايخ الثقات يمكننا جمع الضوابط والشروط الشرعية التي يجب تحققها حتى يكون النشيد جائزاً، ومن ذلك:
1. أن تكون الكلمات خالية من الكلام المحرم والتافه.
2. أن لا يصاحب النشيد معازف أو آلات موسيقية، ولم يُبح من المعازف إلا الدف للنساء إلا في أحوال معينة.
3. أن تخلو من المؤثرات الصوتية التي تشبه صوت الآلات الموسيقية.
4. أن لا تكون الأناشيد ديدناً للمستمع، وتستهلك وقته، وتؤثر على الواجبات والمستحبات، كتأثيرها على قراءة القرآن، والدعوة إلى الله.
5. أن لا يكون المنشد امرأة أمام الرجال، ولا يكون المنشد رجلاً أمام النساء.
6. أن يتجنب سماع أصحاب الأصوات الرقيقة، والمتكسرين في أدائهم، والمتمايلين بأجسادهم، ففيه ذلك كله فتنة، وتشبه بالفساق.
7. تجنب الصور التي توضع على أغلفة أشرطتهم، وأولى من ذلك: تجنب ظهورهم بالفيديو كليب المصاحب لأناشيدهم، وخاصة ما يكون من بعضهم من حركات مثيرة، وتشبه بالمغنين الفاسقين.
8. أن يكون القصد من النشيد الكلمات لا الألحان والطرب.
وقد سبق بيان ذكر هذه الضوابط وأقوال العلماء الدالة على ذلك في جواب السؤال رقم (91142).
ونأسف عندما نقول إن قناة " شذا " لم تراع أكثر تلك الشروط والضوابط، وحتى تسد الفراغ في وقتها راحت تقدم كل لون، ونوع، من النشيد، حتى لو كان فيه مخالفة شرعية، فجاءوا بفرق نشيد من الذكور يلبسون لباساً موحَّداً، و" يدبكون "، مع استعمال المؤثرات الصوتية التي تؤدي غرض المعازف، وبعض تلك الأناشيد كانت تصوَّر من أعراس، وقد رؤي في الحضور من يجاهر بتدخينه أمام الناس، ويُنقل هذا على أنه نشيد إسلامي!
وقد نقلت بعض تلك الأناشيد من مهرجانات واحتفالات، وتسمع فيها التصفيق والتصفير تشجيعاً للمنشد وشكراً له! وأما عن حال بعضهم من حيث حلق اللحية أو قصها للدرجة قبل الأخيرة، أو إسبالهم ثيابهم: فحدِّث عن ذلك كثيراً.
وهناك أمر خطير في هذه الأناشيد، وهو فتنة النساء بالمنشدين، فترى الواحد منهم يخرج في أبهى حلة، وبعضهم يضع المكياج! وصاروا يضعون صورهم وأرقام جوالاتهم على أغلفة أشرطتهم! تشبهاً بالفساق من المغنين، وفتنة بعض النساء بالمنشدين أمر واقع لا يمكن إنكاره، فليحذر الراعي في بيته والمسئول عن رعيته من هذا الأمر الخطير.
وقد حاول بعض القائمين على القناة أن يسوِّق لها من الناحية الشرعية عن طريق إبراز تزكية الشيخ عبد العزيز الفوزان لهم، ولما علم الشيخ واقع حالها، وأنها ليست ضمن باقة قنوات المجد، وأنها للنشيد فقط – وكان قد قيل له: إنها تابعة للمجد، وإنها قناة شبابية -: تبرأ من تزكيته تلك، وحذَّرهم من نشرها.
وقد حذَّر من هذه القناة – أيضاً – مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله.
ففي لقاء مع سماحته عصر يوم الخميس 13/ 9 / 1427 هـ في قناة " المجد "، في برنامجه " مع سماحة المفتى " سئل حفظه الله عن قناة " شذا " للأناشيد فأجاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
" أما قناة " شذا " وأنها أناشيد: فأنا أرجو من القائمين على قناة " المجد " إغلاق هذه القناة؛ لأنها في الحقيقة أناشيد قد تحمل في طياتها الأناشيد الصوفية، ويكون فيها من الأصوات الرنانة ما يشغل الناس عما هو خير منها، فالأساليب الصوفية، والأناشيد الصوفية، والسماع الصوفي: هذا أمر أنكره العلماء المحققون، وقالوا: هذا يصد الناس عن ذكر الله، هو غناء، لكنهم حسَّنوه بقولهم: إنها أناشيد إسلامية، وإنها ابتهالات، وإنها .. ، وإنها .. .
فالمطلوب: ألا تُدخِل هذه القناة، فأنا لا أراها، وأنصح بتركها، وأرجو مِمَّن سعى في إيجادها: أن يتقي الله، ويبتعد عن هذه القناة، وعن تأييدها، وعن الإنفاق عليها، ولا يغره من حسَّنها، أو مَن دعى إليها، أو حاول إيجاد مخرج لها، هي مجرد أناشيد تشغل الناس عما هو خير منها " انتهى.
ومما يؤكد صحة كلام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله أنها قد تحمل في طياتها الأناشيد الصوفية:
أ. وجود رؤوس من المتصوفة مشاركين فيها، وهم من عمالقة الأناشيد عندهم!
ب. كثرة التغني بالمدينة، وساكنها، وقبر النبي صلى الله عليه وسلم.
ج. عبارات التصوف الكثيرة في كثير من أناشيدهم، نحو: مولاي، يا سندي، أمرِّغ الخد في الأعتاب! أغثني منك بالمدد!! وغير ذلك!
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
أرجو التفصيل في مسألة الأناشيد، كذلك حكم بيعها؟.
الشيخ: أي أناشيد؟.
السائل: الأناشيد الإسلامية التي تباع في التسجيلات.
فأجاب: لا أستطيع أن أحكم عليها؛ لأنها مختلفة , لكن أعطيك قاعدة عامة:
1. إذا كانت الأناشيد مصحوبة بدف فهي حرام؛ لأن الدف لا يجوز إلا في حالة معينة، لا في كل وقت , ومن باب أولى إذا كانت مصحوبة بموسيقى أو طبل.
2. إذا كانت خالية من ذلك نظرنا: هل أنشدت كأنشودة الأغاني الماجنة، فهذه أيضاً لا تجوز , لأن النفس تعتاد هذا النوع من الغناء , وتطرب له، وربما تتجاوز إلى الأغاني المحرمة.
3. إذا كانت هذه الأناشيد من فتيان أصواتهم فاتنة , يعني: قد تحرك الشهوة , أو قد يستمتع الإنسان بالصوت دون مضمون القصيدة: فهذه أيضاً لا تجوز.
أما إذا كانت أناشيد حماسية على غير الوجه الذي قلت لك: فليس بها بأس , لكن خير من ذلك أن يستمع إلى القرآن , أو يستمع إلى محاضرة جيدة مفيدة , أو يستمع إلى درس من دروس العلماء، هذا أفضل , يستفيد فائدة دينية، وفائدة أخرى أنه يسهل الطريق على الإنسان؛ لأن الإنسان ربما يسافر مثلاً من مكة إلى المدينة فيحتاج إلى أشياء توقظه.
السائل: لكن ما حكم بيعها؟.
الشيخ: أعطيك قاعدة: كل ما حرم استعماله حرم بيعه؛ لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ) - رواه أبو داود، وهو صحيح -.
" لقاءات الباب المفتوح " (111 / السؤال 7).
وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله:
ونحن لا ننكر إباحة الإنشاد النزيه وحفظه، ولكن الذي ننكره ما يلي:
1. ننكر تسميته نشيداً إسلاميّاً.
2. ننكر التوسع فيه حتى يصل إلى مزاحمة ما هو أنفع منه.
3. ننكر أن يجعل ضمن البرامج الدينية، أو يكون بأصوات جماعية، أو أصوات فاتنة.
4. ننكر القيام بتسجيله وعرضه للبيع؛ لأن هذا وسيلة لشغل الناس به؛ ووسيلة لدخول بدع الصوفية على المسلمين من طريقه، أو وسيلة لترويج الشعارات القومية والوطنية والحزبية عن طريقه أيضاً " انتهى.
" البيان لأخطاء بعض الكتَّاب " (ص 341).
و الله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/index.php?ref=99176&ln=ara
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:19]ـ
ولنا بالغ الأسف عندما نرى طائفة من طلاب العلم يشاهدون مثل هذه القنوات المميعة للأخلاق و الثوابت.
دخلت يوما من الأيام على أحد الإخوة، وكان يكتب رسالته الماجيستير في غرفته؛ أتدرون ماذا وجدته يفعل؟
وجدته يشاهد قناة (شذا)؛ كيف يريد أن يجمع بين الإستعاب و التفكير و بين المشاهدة و التلذذ؟!!!!
قلت و الله أجلس معه قليلا و أنظر كيف يفعل؛ فبدأ يسمي لي المنشد الفلاني و أنه أصدر شريطا رائعا، وهناك حفلا عظيما في قناة شذا يظم عددا كبيرا من المنشيدين و و و
بالله عليكم يا أصدقاء مثل هذا يوجه ويدرس يوما من الأيام؟!!!!
و الله المستعان.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 10:45]ـ
للرفع
ـ[الآجري]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 05:15]ـ
بارك الله فيك
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 12:02]ـ
جزاكم الله خيرا
ولقد سألت بنفسي الشيخ سعد الحميد - حفظه الله - عن هذه القناة عندما كنت في الرياض فما فهمت منه إلا إنكارها ,
وفي الحقيقة إني ثبتها في جهاز الإستقبال عندي لأن لي أخت معاقة (مرفوع عنها القلم) لا تهدأ إلا على الأناشيد , فأبقيتها كبديل أفضل من المحطات التي تبث الغناء وباسم النشيد الإسلامي والذي يسمونه النشيد بإيقاع ,,
والله المستعان(/)
كل فكر يحمل في ثناياه بذور التقديس حتى الفكر «الشكي»
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 12:43]ـ
كل فكر يحمل في ثناياه بذور التقديس حتى الفكر «الشكي»
ياسر بن ماطر المطرفي
أكاديمي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة
يتكرر التعاطي مع «نقد الخطاب الديني» في أطروحات الفكر الحداثي، وهذا التكرار إنما يعبر عن رؤى كلية متشابهة وإن اختلفت تفاصيلها، وربما كان هذا التشابه، بسبب المرجعية الفكرية التي ينهل منها هذا الخطاب، وفي هذا السياق تأتي قراءة الأستاذ سعيد السريحي للخطاب الديني، والتي بدا فيه ناقما وبشدة على هذا الخطاب، مما أفقده كثيرا من التوازن أثناء معالجة مثل هذا الموضوع، وهو ما جره إلى مجموعة من الإشكالات العلمية والمنهجية، بداية من إشكالية عدم التجانس بين عنوان المقال وبين مضمونه، فالعنوان يتحدث عن (الخطاب)، والمضمون يتحدث في مجمله عن (أصحاب الخطاب) والتداخل بين الخطاب وأصحابه لا يبرر علميا عدم الفصل بينهما أثناء البحث والمعالجة، لأن الحديث عن الخطاب يعني: النفاذ إلى مناقشة الأسس المنهجية التي يبني عليها أصحاب هذا الخطاب مواقفه، أي أن الحديث عن (الخطاب) سيجبر صاحبه إلى دخول دائرة البحث العلمي في عدة قضايا أهمها: بيان الأسس المنهجية التي يبني عليها الخطاب مقولاته. وذكر الأدلة العلمية - لا الذاتية - لنقد هذه الأسس، ثم يقيم البديل المناسب عن هذا الخطاب، وهو ما لم يتعرض له مقال الكاتب، وأما الحديث عن (أصحاب الخطاب) فقد لا يشكل عند كاتبه شيئا من العناء، لأنه يمكنه التحدث عنه بلغة لا تتطلب قدرا كبيرا من البحث، بل أقصى ما يمكن: أنها تدخل في دائرة (الجدل الصحفي)؛ الخيار الذي يخدم الصحافة، لكنه لا يخدم الوسط العلمي.
إقصائية الخطاب
وحديث الأستاذ عن (الخطاب الديني) حديث يأخذ صفة العموم، وكنت أحسبه يتحدث عن فئة معينة من أصحاب هذا الخطاب، فإذا به في منتصف مقاله يهاجم حتى أصحاب التجديد فيه، لنجده في نهاية مقاله ينقل المشكلة إلى أكثر (ما يزيد على القرن)!!!.
إن إشكالية النقد الحداثي - في كثير من خطاباته - أنه لم يستوعب أن كثيرا من النقائص التي يصف بها أصحاب الخطاب الديني: قد مارسها بقدر عالٍ من الوضوح عندما ينقد الخطاب الديني، فتجده يتحدث عن إقصائية الخطاب الديني، لكنه يمارسها في الوقت ذاته مع هذا الخطاب، فهو يقصيه عندما يتهمه بعدم نزاهة مقاصده وأن الأطروحة التي يقدمونها من أجل: (أن يحقق لهم وصولهم إلى السلطة).
وأتذكر - هنا - أحد كتاب الحداثة، وهو يذكر من بين أهم منجزات هذا الفكر أنه: (أظهر لنا وعيا حقيقيا بما تقتضيه منهجية التفكير الحديث من احترام للفكر المخالف مهما تعمقت هوة الخلاف وتعارضت الرؤى والمواقف).
لكن هذا الاحترام يزول تماما في حالة واحدة، وهي عندما يتحدث عن الخطاب الديني ليعتبرهم نفس هذا الكاتب: (فقدوا كل مصداقية في فهم الحياة الراهنة).
ويتحدث هذا الفكر عن فكرة المؤامرة في (الخطاب الديني) ويبيح لنفسه ممارستها باتهامهم أن ما يقدمه هذا الخطاب: (ليس سوى محاولة للاحتفاظ، لا بمكانة الدين في المجتمع، وإنما بمكانة السلطة .. ). فالخطاب الديني، إنما يتحرك من أجل مطامع سياسية.
ويتحدث - كذلك - عن ثقافة التسامح، لكنه لا يبدي أي تسامح مع هذا الخطاب، بل يتحدث عنه بطريقة تعبوية، فهو الذي أنتج - كما يقول الأستاذ: (عصر يسود فيه التطرف والغلو وتنتشر فيه جماعات التكفير والتفجير ... )، ويتناسى كل المحاولات التي قامت بها أطياف كثيرة من أصحاب الخطاب الديني، بالوقوف أمام هذا التطرف والتفجير.
ويتحدث عن الوثوقية في الخطاب الديني، وهو يمارس نفس هذه الوثوقية أثناء نقده كما في مقال الكاتب، وهذا يبين أن كل صاحب فكر يستحيل أن يقدم فكره بدون أن يكون واثقا به مقدما له على غيره، كما يقول أحد كتابها عن هذا الفكر: (إنه يبدو واثقا من الأرضية التي يقف عليها ويتحمل مسؤولية الأخطار الابستمولوجية والاجتماعية التي يمكن أن تنجر عن خطابه ... )، وهذه الملاحظة ليست من اختصاص الخطاب الديني فحسب، بل حتى من بعض من لا ينتسب لهذا الخطاب، يقول فهمي جدعان، وهو يتحدث عن الخطاب الليبرالي: (هذا النموذج هو أيضا نموذج أحادي يعتقد أصحابه أنه النموذج الأمثل، بل النموذج الأوحد الذي يتعين الأخذ
(يُتْبَعُ)
(/)
به، وأن أي بديل آخر لهذا النموذج غير ممكن وغير مقبول)، وهي التي يسميها البازعي (الخطابية الواثقة).
ويتحدث - كذلك - عن (أدلجة) هذا الخطاب الديني، وهو يمارسها من خلال استبداله بأيديولوجية - أخرى - وهي الحداثة، ولهذا يختصر حنفي كل هذا الكلام فيقول بوضوح: (كل فلسفة هي بطريقة ما أيديولوجيا).
بل حتى مشكلة الفهم والاستيعاب التي ما يلبث الخطاب الحداثي في اتهام الخطاب الديني بها، هي بذاتها واقعة في خطابه حتى في نظر كبار مفكري الحداثة العربية، يقول الجابري عن سوء ترجمة المسوقين للفكر الغربي: (أنا شخصيا عندما أقرأ كتابا ترجم في هذا العصر إلى العربية في موضوع فلسفي لا أفهمه ... ).
وأحد أهم أسباب سوء الترجمة، ضعف الفهم والاستيعاب، أختم هذه الفكرة بتوصيف جميل لواحد من رواد الحداثة، وهو علي حرب، حين يصف فكر محمد أركون: (يحدثنا عن أشياء ليغيب أشياء، يعدنا بالتحرر من سواه من النصوص، فيما هو يقيم سلطته ويحجب أثره، يزعزع الثقة بمرجعيات قائمة لكي يؤسس مرجعيته، يريد العودة إلى الأصل الأول، فيما هو ينسخ الأصل نفسه، يدعوك إلى ممارسة حريتك في التفكير وحقك في النقد، فيما هو يمارس وصايته على الحقيقة والحرية.
الإفراز الفكري الخاص
وأنتقل إلى مناقشة بعض الحقائق التي تخالف الواقع، مما تضمنه مقال الكاتب، كتلك التي يصف فيها الخطاب الديني بالوقوف أمام المنجزات الإنسانية، وأنه - كما يقول: (غير آبه بما بذلته البشرية من جهد في تقصي أسباب مشاكلها وما رسمته من حلول ... )، (عالم أصبح فيه المنجز الإنساني ملكا مشاعا للبشرية جمعاء)، فهل صحيح أن هذا الخطاب لم يأبه بما بذلته البشرية من جهد إنساني؟
بطبيعية الحال ليس الأمر كذلك، شريطة أن تكون هذه المنجزات (ملكا مشاعا للبشرية جمعاء) أي بعبارة أخرى: عندما ينفصل هذا المنجز عن (التحيزات)، كما يعبر المسيري وغيره.
أما عندما لا يملك هذه الملكية المشاعة، فلكل أمة خصوصيتها، وهي خصوصية تؤمن بها أطياف أخرى ليست محسوبة على الخطاب الديني، كما يقول حسن حنفي: (كل حضارة خاصة، ولا توجد حضارة عامة تمثل الحضارات جميعا ... ). والمشكلة مع الخطاب الحداثي أنه أدخل في المنجز البشري المشاع هو من عمق (الإفراز الفكري الخاص)، الذي لا يأخذ صفة الكونية حتى عند منتجي هذا الفكر، بل لقد وصل الأمر ببعض أصحاب هذا الفكر مثل - نصر أبو زيد - إلى أن يقترح استبدال كلمة (الحضارة الغربية) بكلمة (الحضارة الحديثة)، لأنها نتاج بشري متراكم متجردة من جميع التحيزات!!!.
يقول الناقد الأمريكي ج هلس ملر في نقد هذه الفكرة: (على الرغم من أن النظرية قد تبدو موضوعية وعالمية مثل أي اختراع تقني، فإنها في حقيقة الأمر تنمو في مكان وزمان وثقافة ولغة محددة، وتبقى مربوطة إلى ذلك المكان واللغة). والأمر كذلك عند بولين يو أستاذة الأدب الصيني في جامعة كولومبيا الأمريكية، وعند إليا بريغوجين عالم الكيمياء الروسي الفائز بجائزة نوبل وغيرهم، هذه مقولات أصحاب الفكر نفسه، فهل أصبح الحديث عن ذلك من إفرازات الخطاب الديني وحده؟
ولما استورد كثير من أصحاب هذا الفكر الحداثي هذه المناهج الفكرية من الغرب ليطبقها على التراث الإسلامي، ووجد أمامه ممانعة قوية لاستيراد هذه المناهج أضفى عليها صفة الكونية، وهذه الحالة من «الاقتراض الشديد» - كما يسميها إحسان عباس - أدت إلى اختلال منهجي في هذا الفكر، يحكي ذلك حسن حنفي عن تجربته وتجربة جيله فيقول: (أما جيلنا الخامس، فقد ترجمنا فلسفة الأنوار بلا هدف واضح مجرد نقل لتراث الغير وبلا إعادة، بناء على موروثنا القديم). ويقول: (ولما كانت نظريات المعرفة في الغرب متجددة ... ظل الفكر العربي لاهثا وراء هذا الإيقاع السريع، فلا هو أصل معرفته ولا هو أدرك واقعه ... كل منهم ينهل من مصدر غربي، يظهر مهارته في حداثة الاطلاع، وجدة المصطلحات، وأسماء المذاهب والأعلام ... ).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكلام مزعج عندما يقوله الخطاب الديني، وهو أشد إزعاجا عندما يصدر ممن لا ينتسب إليه، بل يقف في مقابلته، ولذلك لا يخفي الجابري دهشته وهو يقرأ مثل هذا الكلام من حنفي فيقول - معلقا عليه -: (وأنا أفهم مثل هذه التصريحات عندما تصدر عن أولئك العلماء التقليديين الذين درجنا على تسميتهم بالسلفيين ... ولكن الذي يصعب تفهمه، هو أن تصدر مثل تلك التصريحات عن كتاب ومؤلفين درسوا في الغرب وبضاعتهم من اللغات الغربية والثقافة الغربية ذات اعتبار.
إن المشكلة ليست مشكلة سلفيين أو غيرهم - كما يصورها الجابري وغيره - إنها في حقيقة الأمر: مشكلة الحقيقة والواقع التي يحاول كثير من أصحاب هذا الفكر غض الطرف عنها، هذه الحقيقة، هي التي جعلت الجابري في يوم (ما) يعود مرة أخرى ليبين جانبا آخر من جوانب (ظاهرة الاستهلاك الفكري) عندما يقول: (فعلا، يطغى على تعاملنا مع الفكر الغربي هذا النوع من ممارسة المنهج المطبق بهذا الشكل ... نستورد الفكر بكل مضمراته الأيديولوجية، وبكل أسسه المادية، وحتى بعض تطلعاته ... إننا نستهلك فقط.
إن هذه الحالة من التبعية الفكرية للمناهج الغربية جعلت الجابري يقول - بنوع من الأسف - وبكل صراحة ووضوح: (لم يعد الأوروبيون اليوم في حاجة إلى مستشرقين من بني جلدتهم ينقلون إليهم خبر الشرق، فهناك من أبناء الشرق نفسه من يقومون بـ «المهمة» سواء داخل «مراكز بحث» في أوروبا وأمريكا أو داخل «مراكز الدراسات» في كثير من العواصم العربية. وهذا يكفي!!).
تحنيط الدين
وأختم بالتعليق على نظرة الكاتب في قوله: (بين الدين والخطاب الديني مسافة تجعلهما غير قابلين للتداخل أو الالتباس، ذلك أنها مسافة ما بين الإلهي والبشري، مسافة ما بين ما هو مقدس، وما لا ينبغي أن نحيطه بهالة من القداسة).
هذا الحديث حول الفصل التام بين الدين والخطاب الديني، يقود في نهاية الأمر إلى ما يمكن أن نسميه (تحنيط الدين)، بمعنى عدم فاعلية الدين في المجتمع، ومن أجل ذلك يفسر الكاتب جوهر الدين بقوله: (ونعني بجوهر الدين طبيعته العقدية الصافية التي تتمثل في التجربة الروحية وصلة العبد بربه)، وهو تفسير ينحو المنحى الصوفي في التعامل مع الدين، وحتى لا تواجه هذه الدعوة بشيء من ردة الفعل يقدم الكاتب التبرير المتكرر: حتى لا يتم (تعريض جوهر الدين النقي للتلوث بمشاغل العصر وشؤونه ... ).
وهذه النظرة للدين مخالفة للواقع العملي حتى عند الفكر الحداثي نفسه، لأنه عندما يريد أن يوظف النص الديني في بعض شؤونه بدون استثناء، فإنه لا يتأخر عن ذلك، وهو بذلك يقع في نفس المشكلة - التي يهرب منها - وهي تلويث جوهر الدين النقي بمشاغل العصر.
وهذه الأطروحة هي دعوة إلى (علمنة الدين)، فالدين في جوهره: العلاقة الروحية التي ترتبط بصلة العبد بربه، والخروج بالدين عن ذلك، هو خروج أيديولوجي عند هذا الفكر.
وما أحب التعليق عليه، هو أن هذا الفصل الذي يتكرر في الطرح الحداثي بين النص وفهم النص أن النص هو المقدس، وأما فهمه فلا ينبغي أن يعطى بهالة من القداسة، هو طرح يحاول اختزال صورة القضية من خلال ثنائيات غير صحيحة، والإشكاليات العلمية التي تقف أمام هذا الطرح كثيرة، غير أن واحدا من أهمها: أنه لا يفرق في أطروحته بين منهج الفهم، وبين تطبيق هذا المنهج.
ويصور للقارئ أن الخطاب الديني يجمع بينهما، بينما الأمر ليس كذلك، فمنهج الفهم لا شك عند أصحاب الخطاب الديني أنه مقدس، وسبب تقديسه، لأنه يقوم على أسس علمية موضوعية، وحتى الفكر الحداثي عندما يطرح بديله المنهجي مهما كان هذا البديل، فإنه سيقع من حيث يشعر أو لا يشعر في دائرة التقديس، لكن القضية فقط تحتاج إلى وضوح في الرؤية وصراحة في الموقف، وفرق بين أن نقول بقداسة المنهج، وبين أن نقول بقداسة تطبيق المجتهدين له، لأن تطبيقهم جهد بشري يدخله الخطأ والصواب، ومن أجل ذلك أصل الخطاب الديني لفكرة محاربة التقليد، والتي تعني عدم قداسة المجتهدين، مؤكدة أهمية الرجوع إلى قداسة المنهج، وهذه أبجديات الخطاب الديني لا تفتأ أن تنقل للدارسين مقولة عن أبي حنيفة يقول فيها: (فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا)، هذا من جهة التطبيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما من جهة المنهج فيقول لهم أيضا: (إذا صح الحديث فهو مذهبي)، وينقل لهم قول مالك: (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه)، فأنظر أين جعل القداسة، وأين جعل الخطأ؟ وينقل لهم كذلك قول الشافعي: (كل ما قلت؛ فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح، فحديث النبي أولى، فلا تقلدوني).
ويختم لهم بقول أحمد بن حنبل: (لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا). كلهم إذن يرجعون إلى منهج واحد، وكلهم كذلك يقرون بإمكان وقوع الخطأ في تطبيقهم، فتطبيقهم لا يحمل معنى القداسة. فمرجع القضية إذن إلى صحة المنهج، وإن أي بديل منهجي يطرحه الأستاذ أو غيره سوى هذا المنهج سيحمل معه فكرة القداسة. ثمة سؤال يردده الفكر الحداثي - بعد ذلك - حول المنهج الذي يقدمه الخطاب الديني: بأي فهم يمكن أن نفهم الكتاب والسنة في حالة التسليم بهما؟ وهو سؤال يتطلب قدرا أوسع من هذا التعقيب، ولما انحصر الجواب في ذهن أصحاب هذا التساؤل بين القول: بفهمنا نحن: الخطاب الديني، وبين عدم تحديد صاحب الفهم؟ كان البديل المنهجي الذي يطرحه كثير من أصحاب هذا الفكر، هو الخروج من أسوار هذا المنهج إلى بديل آخر يقوم على فكرة (تعدد القراءة)، وهو بديل منهجي قام على أساس الفلسفة (الهرمنيوطيقية) التي نشأت لإشكاليات معروفة في الفكر الغربي، وستنتهي في نهاية المطاف إلى فوضى النسبية، كما يقول أتباعها: (إن الحداثة تؤدي حتما إلى النسبية الشاملة في مجالات العلوم والفنون والفلسفة والأخلاق، وحتى في مجال العقيدة).
وبهذه النسبية يحقق الجابري واحدا من أهم أهداف مشروعه وهو: (تحويل العقيدة إلى مجرد رأي). ويصلوا في النهاية إلى صياغة (إسلام متحرك ومربك يحمل قارئه قسراً على مغادرة اطمئنانه ويقينه) كما تقول - عن نفسها - المدرسة التونسية التي يشرف عليها عبد المجيد الشرفي. هذه هي الحقيقة النهائية التي تنتهي إليها الأطروحة الحداثية: (مغادرة اليقين) إلى كل من يبحث عنه، وعندما يغادر اليقين، فلن يختار هذا الشباب الضائع ثقافة (التفجير) الآثمة، بل سيتجه نحو ثقافة (الانتحار) اليائسة، وهما طريقان كلاهما يؤدي إلى نفس النتيجة، وهي: إزهاق الأرواح البريئة.
المصدر:
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090212/Con20090212258277.htm(/)
الإسلام الليبرالي: لماذا تريده أمريكا الآن؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 07:32]ـ
الإسلام الليبرالي: لماذا تريده أمريكا الآن؟
بقلم: محمد إبراهيم مبروك
منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وتأهب أمريكا للسيطرة الكاملة على العالم رأى منظروها أن العقبة الأساسية التي تعترض هذه الخطة هي الإسلام لأنه يملك الأيديولوجية الوحيدة التي تستطيع أن تتصدى للمنظومة الرأسمالية الليبرالية البراجماتية التي تقود أمريكا.
وعندما أقول منظرو أمريكا فأنا لا أقصد ما اعتادت وسائل الإعلام ترديده من أن النظرة العدائية قد تصاعدت بوجه عام مع مجيء المحافظين الجدد إلى السلطة من أمثال "ريتشارد بيرل" و"بول وولفويتز" مع الرئيس بوش ولكني أقصد المنظرين الكبار الذين يرسمون السياسات الأمريكية أياً كان القائمون على السلطة، جمهوريون أم ديمقراطيون، خصوصاً الثلاثة الكبار هنتجتون وفوكوياما وبرنارد لويس فهؤلاء الثلاثة تحدثوا بلا مواربة بأن مشكلة أمريكا هي مع الإسلام نفسه وليست فقط مع الجماعات المنطلقة منه أو على حد قول هنتجتون في كتابه (صدام الحضارات): "أن المشكلة لا تتعلق فقط بالإسلاميين الأصوليين وإنما بالإسلام نفسه".
ويحدد فوكوياما هذه المشكلة في تصادم الإسلام مع مبدأ العلمانية الذي تحتم فرضه السيطرة العالمية للنظام الرأسمالي وذلك لتفريغ المجتمعات من القيم الخاصة بها وهو الأمر الذي يتطلبه هذا النظام لتصبح قيم السوق النفعية هي القيم الوحيدة الحاكمة.
ومن ثم تمثل الحل الأمريكي إما في القوة العسكرية وإما في تأويل الإسلام بالطريقة التي تفرغه من مضمونه الذي يتناقض مع العلمانية، فالعلمانية في فحواها الأخير هي الاقتصار على العقل البشري وخبراته في تصور حقائق الوجود وتصريف شئون الحياة وهو الأمر الذي يعني التصادم الحتمي مع الإسلام، حيث ان مرجعيته في النصوص المقدسة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم.
والذي يقول قرآنه: "ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".
ويقول أيضا: " ما فرطنا في الكتاب من شيء".
ومن ثم لزم تفريغ الإسلام من قواعده الأساسية ليتوافق مع هذه العلمانية تحت مسمى الإسلام الليبرالي، فالإسلام الليبرالي هو الإسلام المفتوح للتوافق مع كل المفاهيم والقيم الغربية، أي الإسلام المتوافق مع العلمانية والديمقراطية والعلاقات التحررية بين الرجل والمرأة وقواعد حقوق الإنسان الغربية والمصالح الأمريكية النفعية والذي يمكن أن يتوافق مع كل شيء في الوجود إلا مع حقائق الإسلام نفسه.
ولقد كانت الخطوات الأمريكية متقدمة في هذا الموضوع فقد أعلن عالم السياسة الأمريكي ليونارد بياندر نظريته عن الإسلام الليبرالي في كتابة (الليبرالية الإسلامية) عام 1988 والتي ذهب فيها إلى أنه: "بغير تيار الليبرالية الإسلامية فإن الليبرالية السياسية لن تنجح في الشرق الأوسط".
ثم جاء عالم السياسة الأمريكي وليم بايكر عام 2003 ليكتب عن الإسلاميين المستقلين الليبراليين تحت عنوان ذي مغزى هو (إسلام بلا خوف) أما التنظير الأكبر في هذا الموضوع فيتمثل في التقرير الإستراتيجي لشيرلي برنار العامل بلجنة الأمن القومي بمؤسسة راند المعروفة بصلاتها بالمخابرات الأمريكية عن الإسلام المدني الديمقراطي عام 2003.
وهي تقسم الاتجاهات الأساسية في العالم الإسلامي إلى أربع فرق: الأصوليون والتقليديون والعلمانيون والحداثيون وتقسم اتجاه الأصوليين إلى أصوليين تقليديين وتضرب لهم مثلاً بالوهابيين في السعودية وأصوليين راديكاليين (متطرفين) وتمثلهم الجماعات الجهادية المختلفة.
أما التقليديون فتقسمهم إلى تقليديين محافظين وهم الأكثر تعاوناً مع مؤسسات الدولة والقيم التقليدية للمجتمع وتقليديين إصلاحيين وهم الأكثر استعداداً للتنازل عن التطبيق الحرفي للنصوص حفاظاً على روح الشريعة وهي ترى أن العلمانيين يعتقدون أن الدين ينبغي أن يكون مسألة خاصة منفصلة عن السياسة والدولة وأن التحدي الرئيسي يكمن في منع التعدي في أي من الاتجاهين وتضرب المثل في ذلك بالنموذج الكمالي (نسبة إلى كمال أتاتورك) في تركيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الحداثيون وهم الذين تعول عليهم الجانب الأكبر في تنفيذ خطتها، فهي تصفهم بأنهم الذين يسعون بنشاط إلى إدخال تنقيات هائلة في الفهم التقليدي للإسلام فهم يؤمنون بتاريخية الإسلام (أي أن الإسلام الذي كان يمارس في عهد الرسول لا يعكس حقائق ثابتة وأن ذلك يتعلق بالظروف التاريخية التي كانت ملائمة لذلك العصر ولكنها لم تعد صالحة اليوم)
أما لماذا يتم التعويل على هؤلاء الحداثيين بالذات فإن ذلك يرجع في الحقيقة لامتلاكهم القدرة الأكبر على التزييف والتضليل فهم بعكس العلمانيين التقليديين علمانيون متلونون يصرون على الاحتفاظ بالأطر والشعارات الإسلامية الشكلية الأمر الذي يمنحهم القدرة الأكبر على تدليس المفاهيم بالنسبة للجماهير الإسلامية التي تم تسطيحها بفعل أجهزة الإعلام المعولمة المسيطرة.
أما المضمون الداخلي لأفكارهم فهو مضمون علماني تماماً يجعل المرجعية النهائية لكل التصورات والمفاهيم والقيم والسلوك للعقل والمصلحة فقط لا غير ومسألة تاريخانية النصوص هذه لا يقصد منها سوى نزع القداسة عن النصوص ومن ثم فقدانها الثبات الحافظ لقواعد الدين وبذلك يسهل تفكيكه وإعادة تشكيلة بحسب المخططات العلمانية. ويوجه هؤلاء كل جهودهم الفكرية في تأويل الآيات والنصوص لتتفق مع هذه المعايير.
ومن الواضح هنا أن الخطة لم تعمل على صناعة هؤلاء الحداثيين من العدم ولكنها على علم بكل هؤلاء الذين يحملون هذا العوار ومن ثم فإن غاية الخطة هي العمل على دعمهم وعلى هذا فقد كانت مقترحات "شيرلي برنار" في دعم هؤلاء الحداثيين أولاً وكون ذلك بالتزام المخطط التالي:
• نشر وتوزيع أعمالهم في شرح وطرح الإسلام بتكلفة مدعمة.
• تشجيعهم على الكتابة للجماهير والشباب.
• تقديم آراءهم في مناهج التربية الإسلامية المدرسية.
• إعطاؤهم مناصب شعبية للتواصل مع الجماهير.
• جعل آراءهم وأحكامهم التأويلية للقضايا الدينية الكبرى متاحة للجماهير على مستوى الفضائيات والإنترنت.
• وضع العلمانية والحداثة كخيار مضاد لثقافة الشباب الإسلامي التي يجب وصمها بثقافة العنف.
• تيسير وتشجيع الوعي بالتاريخ والثقافة قبل عهود الإسلام في وسائل الإعلام ومناهج الدراسة.
• تنمية المنظمات المدنية المستقلة لتدعيم الثقافة المدنية.
ومن السذاجة اعتقاد أن المخططات الأمريكية على قناعة بقدرة هؤلاء على إيجاد بديل للفكر الإسلامي الحقيقي متمثلاً في الإسلام الليبرالي وإنما المقصود فقط هو صنع الخلخلة اللازمة لنفاذ الفكر العلماني البراجماتي الأمريكي إلى الجماهير ومن ثم فإن شخصيات الإسلام الليبرالي والتي كان يطلق عليها من قبل شخصيات الفكر الإسلامي المستنير تستخدم من قبل المخططات الأمريكية كخيال مآته يمكن الإشارة إليه على تعدد الآراء في الإسلام ومن ثم إثارة البلبلة والفوضى التي يبنى عليها العلمانيون حجتهم في شرعية فرض أفكارهم برضى جميع الأطراف وإن كان في الحقيقة ضد جميع الأطراف.
وإن كان هذا هو المقصود، أي الاستفادة من الحداثيين في إطار الخطط الأمريكية لنشر الإسلام الليبرالي فهل يعني ذلك أن تلك الخطط ستترك باقي الفرق الأخرى دون استفادة؟ هذا ما سوف نناقشه في مقال قادم بإذن الله.
http://www.islamicnews.net/********/ShowDoc08.asp?DocID=94113&TypeID=8&TabIndex=2
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 09:56]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك.
أمريكا لا تستطيع جذب المسلمين بدعوات كفرية، فكان يجب إضفاء الشرعية الإسلامية على هذه الدعوات حتى يقبلها الناس، وقد قبلها الكثيرون للأسف تحت مسمى الإسلام، والله المستعان.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 01:59]ـ
صدقت يا أخي وهذا هو الواقع للأسف!
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 08:12]ـ
و هذا خبر في الشرق الأوسط يبين لنا من هم الليبراليون المسلمون:
معهد راند يوصي إدارة بوش بترويج إسلام حداثي ديمقراطي
واشنطن: محمد علي صالح
دعا تقرير «الإسلام المدني الديمقراطي» الذي اصدره قسم ابحاث الأمن الوطني في «معهد راند» في سانتا مونيكا، بولاية كاليفورنيا لأميركية الإدارة الأميركية الي انتهاج اساليب جديدة لمكافحة الإرهاب والترويج للإسلام الحداثي، من بينها تأييد العلمانيين ضد المحافظين والأصوليين في المنطقة. غير ان التقرير حذر من الاعتماد كليا على العلمانيين، موضحا انه ليس كل العلمانيين اصدقاء للولايات المتحدة لأن فيهم اليساريين والوطنيين المتطرفين. وفضل التقرير من سماهم «انصار الحداثة».
كما اشار التقرير الي امكانية اقامة علاقات مع «التقليديين» الذين يرون ان الإسلام هو الحل، لكن في نطاق ديمقراطي، وقال ان نسبة كبيرة من انصار هذا التيار «منفتحة، وتريد الحوار مع اتباع الأديان الأخرى، وترفض العنف». فيما لم يخف التقرير عداءه للأصوليين، مؤكدا انهم يعادون الديمقراطية، والقيم الغربية بصورة عامة.
http://www.aawsat.com/details.asp?section=1&article=242362&issueno=9347
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 08:38]ـ
وهذا مقال لعلماني يوضح لنا هذالاسلام الغريب و سأنقله بتصرف:
بداية، من الضروري التمييز بين المسلمين المتدينين وأولئك الذين هم، على العكس تماما، إسلاميون متطرفون، فالإسلام والنزعة الإسلاموية واقعان مختلفان ومتعارضان. ولذا فإنّ الأحزاب التي تستلهم الإسلام وتدعي أنها معتدلة وتحترم الديموقراطية ستحسن صنعا إن هي لم تكتفِ بالتوقف عن توصيف نفسها بأنها إسلامية فحسب بل تقطع، أولا وقبل كل شيء، أية صلات إيديولوجية أو تكتيكية أو استراتيجية بأحزاب ذات توجه إسلامي متطرف.
مثل هذه الأحزاب الإسلامية الديمقراطية الجديدة تملك مقاربة سياسية ذكية قادرة على إدخال الظروف والمتغيّرات المحلية والدولية في حساباتها ورؤاها السياسية. بتعبير آخر، هي أحزاب واقعية وعملية، ترى العالم كما هو لا كما تريده، وتتعامل مع ظلمه وعدله بلا حساسية وبلا يأس غاضب، وبلا هجرة هاربة وعزلة خائفة منه، وبلا غريزة الانتقام والإلحاح الجنوني على إرهابه وتدميره، انطلاقا من الشعور بالدونية وبالعجز عن مجاراته في قوته وعلمه وحضارته. وبذلك، تقدم إسلاما آخر غير إسلام الجمود والانغلاق، بل إسلام متعايش مع العصر، منفتح على العالم، معترف بالحداثة، حريص على الهوية العربية - الإسلامية بلا تعصب وبلا إكراه وفرض، وبلا اغتيال للعقل، وبلا تكفير للمجتمع وللعالم.
إن المثال الأفضل جاء من إعلان حزب " العدالة والتنمية " التركي أنه يقبل العلمانية التي لا تناهض الدين، وينخرط في أعماق المجتمع التركي ويتعامل ويتعاون مع المؤسسات الدستورية.
هذا ما فعله فلاسفة التنوير في أوروبا عندما دخلوا في صراع مع الأصوليين المسيحيين وتصورهم الغيبي، اللاعقلاني، القائم على الخرافات والمعجزات بشكل أساسي. ومعظم المثقفين في ذلك العصر كانوا من المؤمنين، ولكنّ إيمانهم كان يختلف عن إيمان الأصوليين والعامة من حيث إهمالهم للطقوس والشعائر واعتبارها نسبية، فالمهم هو التدين الداخلي الجواني لا التدين الخارجي البراني الاستعراضي.
............
ولعل إنجاز هذه المهمات سيجعل من الإسلام الديمقراطي، الذي يسعى للمصالحة بين الإسلام والحداثة، أنموذجا للاعتدال والتوافق مع المصالح الشعبية، في عالم عربي يتراوح إسلامه السياسي بين التطرف والانهيار والفشل. وربما يكون الإسلام السياسي التركي المعتدل أنموذجا لها، لكي لا تغرق في أصوليتها ومعاداتها للحداثة وتصويرها فهمها للدين كحل لمجتمعات تسعى للحاق بالعصر، وليس للرجوع قرونا أخرى للخلف.
أوليست المجتمعات العربية في حاجة ملحة إلى دولة تقوم على الحق والحرية والعدل والقانون, فتكتسب المجتمعات في ظلها المناعة والقوة وتستعيد بفضلها الثقافة العربية حيويتها وتقوم بتجديد نفسها ?
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 10:23]ـ
هل تذكرون يا إخوة تقرير راند حول بناء الشبكات المعتدلة فقد تم الآن الدخول الى مرحلة التطبيق العملي فهذا كتاب "مهارات وأساليب بناء شبكات تعاونية" من اصدار مركز دراسة الإسلام والديمقراطية بواشنطن
هنا:
http://www.islam-democracy.org/images/stories/training.pdf
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 10:32]ـ
هذه نشرة دورية تصدر عن مؤسسات تحاول التلبيس على المسلمين بأن الاسلام لايتعارض مع الديمقراطية و المؤسف أن يكون القائمين على مثل هذه المراكز من يسمون "الاسلاميين" و أنا أقول بل العلمانيون الجدد مطايا الغرب علموا أم لم يعلموا.
و تبين لن هذه الدراسة مواصفات منتجهم الاسلاميليبرالي و من هو المسلم الليبرالي العلماني.
المسلم الديمقراطي
دورية "المسلم الديمقراطي" العربية
بعد أن بدأ "مركز دراسة الإسلام والديمقراطية" في تعريب موقعه على الإنترنت، يأتي إصداره لدورية النشرة العربية "المسلم الديمقراطي" بعد العام السادس من إصداره لشقيقتها التي تصدر بنفس الإسم باللغة الإنجليزية، لتكون وسيلته في التعبير عن آمال وطموح العديد من نشطاء الديمقراطية في البلدان العربية والمسلمة، الذين طالما عبروا لنا عن حاجتهم لنشرة عربية تخاطب المسلمين الديمقراطيين وتكون الصوت المعبر عن شبكة العلاقات القوية التي تكونت بين المركز وبين النشطاء الديمقراطيين من أصحاب الفكر الوسطي المعتدل من الإسلاميين والعلمانيين.
وتفتح "المسلم الديمقراطي" التي ستصدر فصلية (أربع أعداد في السنة) صفحاتها للعاملين من أجل الإصلاح الديمقراطي والدفاع عن الحريات العامة، والدعوة لحكم القانون ومحاربة الفساد للكتابة فيها.
من هنا:
http://www.islam-democracy.org/arabic/index.php?option=com_*******&view=category&id=42:muslim-democrat&itemid=57&layout=default
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 04:09]ـ
محاضرة قديمة للشيخ سفر الحوالي- حفظه الله-:
العلمانية في طورها الجديد ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Show**** ... &*******ID=593&Full*******=1)(/)
سؤال عن علم الانبياء بما لايجوز على الله عز وجل
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:14]ـ
قال الالوسى رحمه الله
وخلاصة الكلام في ذلك أن أهل السنة قالوا: إن الآية تدل على إمكان الرؤية من وجهين. الأول أن موسى عليه السلام سألها بقوله: {رَبّ أَرِنِى} الخ، ولو كانت مستحيلة فإن كان موسى عليه السلام عالماً بالاستحالة فالعاقل فضلاً عن النبي مطلقاً فضلاً عمن هو من أولي العزم لا يسأل المحال ولا يطلبه، وإن لم يكن عالماً بذلك لزم أن يكون آحاد المعتزلة ومن حصل طرفا من علومهم أعلم بالله تعالى وما يجوز عليه وما لا يجوز من النبي الصفى، والقول بذلك غاية الجهل والرعونة، وحيث بطل القول بالاستحالة تعين القول بالجواز انتهى
كيف الجمع بين هذا الكلام وبين كون ابراهيم عليه السلام سأل الله ودعاه أن يرزق من أمن من اهل البلد الحرام بالثمرات فرد عليه الله قائلا ومن كفر اذ لايجوز على الله أن يخلق خلقا ثم لايرزقهم؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:54]ـ
هذا سؤال ذكيّ .. أحييك عليه
وفقك الله ونفع بك
والجواب:أن الله لم يستجب لموسى عليه السلام
كما أنه لم يوافق الخليل إبراهيم عليه السلام
فإذن الموقف واحد ..
لكن المقصود أن الأصل في النبي ألا يسأل مالا يجوز على الله
ولذلك لما سأل نوح عليه السلام السلامة لولده حين غلبته عاطفة الأبوّة
"قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح"
وهنا استغفر نوح عليه السلام ..
فرجع للأصل
لكن في سؤال موسى لم يجبه الله باستحالة الرؤية
بل أحاله إلى شيء عقلي محتمل وهو استقرار الجبل مكانه
فلم يستقر! ,,فامتنعت الرؤية في الدنيا
وثبت أصل جوازها في الآخرة بالنصوص الأخرى
والفرق بين سؤال موسى وسؤال نوح
أن نوحا سأل بما يمليه عليه جانبالضعف في الأبوة الحانية
فلا يكون موقفه هنا معكرا على المسألة
أما موسى فسأل شيئا يتعلق بمعرفته بربه
ومحال عليه أن يسأل شيئا يقدح في هذه المعرفة
على نحو ما قرأت في كلام الألوسي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 09:55]ـ
وماتوجيههم لسؤال ابراهيم عليه السلام وسؤال نوح وان غلبت عليه الجانب العاطفى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 10:06]ـ
النبي ليس عالما بكل سنن الله
فقد يسأل ما يبين الله امتناعه في سننه
لكن في حالة موسى عليه السلام سأله عن شيء يتعلق بالله وصفته
وكونه يرى .. فهذا لايتصور جهله في موسى عليه السلام ..
بل ما سأله إلا وهو يعلم إمكان ذلك .. من حيث الأصل
وأما إبراهيم عليه السلام
فقصر الرزق على المؤمنين في دعائه
فعقّب الله عليه بأن الرزق للجميع
وهذا من سننه سبحانه في الكون
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 12:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذا السؤال مبني على القاعدة الكلامية المعروفة: وهي هل رؤية الباري جل شأنه في الدنيا مستحيلة عقلاً أم شرعاً؟
ورؤية الباري في الدنيا ممنوعة شرعاً وليس عقلاً وذلك أن رؤيته سبحانه في الدنيا لا تعارض ربوبيته.
وأقول هذا لأن الرؤية ممكنة وثابتة في الآخرة، فلو كانت الرؤية تعارض الربوبية في الدنيا لما جازت في الآخرة. وهذا لأن قانون الربوبية واحد مستقيم منذ الأزل لايتغير ولايزول.
وقد بينت الآثار السبب في ذلك منها حديث أبي موسى رضي الله عنه عند مسلم والذي فيه "حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إلى بصره من خلقه ". وما انتهى إليه بصره سبحانه هو جميع خلقه. فالله يعطي أهل الجنة قوة يستطيعون بها النظر إلى ربهم جل وعلا. كما أنه يعطي لأجسام أهل النار من القوة ما يقاومون به الموت، نسأل الله السلامة والعافية.
أما سؤال موسى عليه السلام، فربما سأله من جهة أن المطلوب يكون معجزة له يستقل بها عن غيره. كما سأل سليمان عليه السلام ربه الملك الذي لا ينبغي لأحد غيره.
وعلى كل حال إذا أثبتنا أن رؤية الباري جل وعلا مستحيلة شرعاً في الدنيا لا عقلاً استطعنا القول بأن موسى عليه السلام سأل ربه أمراً بُيّن له فيما بعد وجه الصواب فيه.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 04:28]ـ
أيها الأخ الحبيب:
(يُتْبَعُ)
(/)
الاستدلال على إثبات الرؤية بسؤال نبي الله موسى - عليه السلام - إياها مبني على أن قول المعتزلة باستحالة الرؤية عقلا يلزم منه تجهيل واحد من الرسل؛ بل من أولي العزم منهم -: برَبِّه، والكلام هنا في الاستحالة العقلية، والمستحيل عقلا هو: ما يلزم من فرض وقوعه محالٌ؛ ومن ذلك: إثبات إلهين؛ فإنه يلزم من فرض إثباته اختلال نظام الكون، لكن الكون مستقر مطردة سُنَنُهُ، قارَّةٌ قَوَانِينُهُ؛ فالنتيجة: استحالة وجود إلهينِ؛ وهذا الدليل هو المعروف بدليل التمانع المقرر في القرآن الكريم؛ في قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}، وفي قوله تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً}، وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}.
أما استشكال الأخ السائل الكريم عن سؤال أبي الأنبياء إبراهيم؛ ففيه مأخذان:
المأخذ الأول:
توجيه الأخ الكريم لمعنى الآية مدخول؛ من جهة أنه فَهِمَ من الآية أن دعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام - معناها: ((اللَّهُمَّ، لَا تَرْزُقْ مَنْ كَفَرَ))؛ فترتب على هذا المعنى هذا الاستشكال؛ بل توجيه الآية أن سيدنا إبراهيم خَصَّ دعاءَهُ بالمؤمنين، وأخرج الكافرين من أهل ذلك البلد المكرَّم - حينذاك - عن أن يدعو لهم بالرزق ورَغَدِ العيش، فجاء الجواب الإلهي على دعواه، أن الكافرين أيضا مرزوقون، إلا أن رزقهم قاصر على المتاع القليل المختص بهذه الحياة الدنيا، ثم مآلهم إلى العذاب الأبديّ، والعقاب السرمديّ؛ يشهد لهذا التوجيه تفسير ابن عباس للآية؛ فقد أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 230 - 231: عن ابن عباس - في تفسير هذه الآية - أنه قال: ((كان إبراهيم يَحْجُرُهَا على المؤمنين؛ فانزل الله: {وَمَنْ كَفَرَ}: أيضا أرزقهم؛ كما أرزق المؤمنين، أخلق خلقا لا أرزقهم؛ أمتعهم قليلا ثم اضطرهم إلى عذاب النار)):
وعلى هذا: يكون قوله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ}: مستأنَفًا مقطوعا عما قبله، ويكون خيره وفائدته في قوله تعالى: {فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}: فالمعنى المراد إثباته هو: قلة متاع الكافر القاصر على هذه الحياة الدنيا، لا إثبات الرزق له.
المأخذ الثاني:
على فرض هذا التوجيه من الأخ الكريم لمعنى الآية، فإن هناك فَرْقًا بين سؤال الرؤية، ومنع الكافرين من الرزق، فالأول مستحيل عقلي - على مذهب المعتزلة النفاة للرؤية - والمستحيل العقلي لا يقبل مجرَّدَ تصوُّرِ الوقوعِ؛ كالجمع بين النقيضينِ، اللَّذَيْنِ لا واسطة بينهما؛ كالحركة والسكون، والموت والحياة:
أما خلق الخلق بدون رزق: فليس من المستحيل العقلي؛ الذي يلزم من فرض وقوعه محالٌ؛ بل العقل لا يمنع أن يخلق الله خلقا، ثم يدعَهم بلا رزق، كما لا يمنع أن يخلق الله خلقا غير محتاجين إلى ما يقيم أودَهم؛ كالملائكة؛ بل المانع من ذلك إنما هو سُنَّة الله المطرِدة التي اقتضت أن يكون غيرُهُ مفتقِرًا إليه، تلك السُّنَّةُ الإلهيَّةُ التي هي مظهرٌ من مظاهر تَجَلِّي صفةِ الغِنَى؛ أخصِّ أوصاف الله عز وجل، في مقابلة صفة العجز والافتقار؛ أخصِّ أوصاف ما سوى الله تبارك وتعالى.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 05:50]ـ
جزاكم الله خيرا على تلك الفوائد
المعروف بدليل التمانع المقرر في القرآن الكريم؛ في قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}
لى سؤال هنا هو ان فى ايسر التفاسير قال مثل ما قلت اذا فلماذا ابطل ذلك بن ابى العز وعلل بطلانه بأن المخالف قال ذلك لعدم فصله بين توحيد الربوبية والالوهية؟
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 09:26]ـ
بارك الله فيك أخي المكرم ونفع بك،
قلت حفظك الله:"أيها الأخ الحبيب:
الاستدلال على إثبات الرؤية بسؤال نبي الله موسى - عليه السلام - إياها مبني على أن قول المعتزلة باستحالة الرؤية عقلا يلزم منه تجهيل واحد من الرسل؛ بل من أولي العزم منهم -: برَبِّه، والكلام هنا في الاستحالة العقلية، والمستحيل عقلا هو: ما يلزم من فرض وقوعه محالٌ؛ "
ولا أعرف كيف استنبطت أخي الفاضل من كلامي أني أبني استدلالي على كلام المعتزلة. فأنا ذكرت أن رؤية الباري ليست ممنوعة عقلاً في الدنيا ولذلك سألها موسى ربه. فلما ورد الشرع بمنعها تركها عليه السلام. فأين يقع الإلزام الذي أشرت إليه والذي فيه تجهيل لنبي الله موسى بربه؟ نعوذ بالله من أن نقول على رسل الله شططاً.
فكلامي أخي الفاضل عكس كلام المعتزلة تماماً الذين ينفون الرؤية عقلاً في الدنيا وفي الآخرة. وشبه القوم معروفة وقد رد عليها جهابذة أهل السنة وبعض فضلاء الأشاعرة كالقاضي أبي بكر وغيره.
وقد استأذن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا في أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له. فنحن نقول إن نبينا عليه الصلاة والسلام طلب أمراً غير مستحيل عقلاً وما ينبغي أن يُظن برسول الله إلا هذا.
نعم، قد يكون في قولي "القاعدة الكلامية" بعض غموض جعلك تستنبط ما ذكرتَ وأنا أعتب على نفسي التقصير في الإيضاح، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:39]ـ
بارك الله فيك أخي المكرم ونفع بك،
قلت حفظك الله:"أيها الأخ الحبيب:
الاستدلال على إثبات الرؤية بسؤال نبي الله موسى - عليه السلام - إياها مبني على أن قول المعتزلة باستحالة الرؤية عقلا يلزم منه تجهيل واحد من الرسل؛ بل من أولي العزم منهم -: برَبِّه، والكلام هنا في الاستحالة العقلية، والمستحيل عقلا هو: ما يلزم من فرض وقوعه محالٌ؛ "
ولا أعرف كيف استنبطت أخي الفاضل من كلامي أني أبني استدلالي على كلام المعتزلة. فأنا ذكرت أن رؤية الباري ليست ممنوعة عقلاً في الدنيا ولذلك سألها موسى ربه. فلما ورد الشرع بمنعها تركها عليه السلام. فأين يقع الإلزام الذي أشرت إليه والذي فيه تجهيل لنبي الله موسى بربه؟ نعوذ بالله من أن نقول على رسل الله شططاً.
أخي الحبيب الفاضل: أبا بكر العروي: حياك الله وبارك في جهودك:
أما بعد:
فإني لم أقصدك أنت بهذه العبارة، بل أردت منها أن تكون مدخلا للولوج إلى بيان معنى الاستحالة العقلية؛ بشرح استدلال مثبتي الرؤية بسؤال نبي الله موسى إياها، مع قول المعتزلة: إنها من المستحيلات العقلية، فكلامي فيه نقرير مذهب المثبتين - وأنت منهم بحمد الله تعالى - وبيان إلزام المعتزلة النفاة القولَ بتجهيل بعض أولي من العزم من الرسل، لا إلزامِكَ أنت.
وأعتذر إليك - أخي الكريم - إن أوهمت عبارتي التعريض بمشاركتكم النافعة، فإنني - يعلم الله - ما أردت من قولي - أولَّها -: ((أيها الأخ الحبيب)) إلا تحية الأخ الكريم خالد المرسي صاحبِ الموضوع، أما مشاركتك فلا غبار عليها، ولا غمز فيها، ولا استدراك، إلا أنه قد يناقَش كلامك - فقط - من جهة تخريجِكَ سؤالَ الأخ خالد على القاعدة الكلامية المتعلقة بامتناع الرؤية في الدنيا؛ هل هو امتناع عقلي أو شرعي، فقد يرى غيرك انفكاك الجهة بينهما.
ودمت في خير وعافية، والله يرعاك.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 01:22]ـ
جزاكم الله خيرا على تلك الفوائد
لى سؤال هنا هو ان فى ايسر التفاسير قال مثل ما قلت اذا فلماذا ابطل ذلك بن ابى العز وعلل بطلانه بأن المخالف قال ذلك لعدم فصله بين توحيد الربوبية والالوهية؟
أخي الكريم: خالد المرسي:
جزاك الله خيرا وبارك فيك:
أما بعد:
فإن دليل التمانع عامٌّ في دَلالته، والآيات التي يفهم منها التمانُعُ عامَّةٌ؛ يصح الاستدلال بها على الربوبية والإلهية جميعا.
كما أن توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية يستلزم كل منهما الآخر؛ فلا انفكاك بينهما؛ فمَن ثبت أنه ربٌّ خالقٌ بارئٌ مصوِّرٌ كالئٌ حافظٌ، ينبغي أن يكون الإلهَ المعبودَ؛ الذي لا يسأل - شيئا - سواه، ولا يتوسل إلى أحد حاشاه؛ فإن بين التوحيدينِ دَوْرًا مَعِيًّا (كسائر النِّسَبِ والإضافاتِ التي لا يُتَصَوَّرُ أحدُها دون الآخَر؛ كالأب والابن، والأخ وأخيه،،، وغيرِ ذلك).
أما اعتراض الإمام ابن أبي العزِّ الحنفيِّ على دليل التمانُعِ، أو - على الأقلِّ -: محاولته قَصْرَ الدليل على توحيد الإلهية -: فمحل بحث من وجوه:
الوجه الأول:
أن لا مانع من الاستدلال بالدليل الواحد على مدلولات مختلفة؛ فقد قيل: إنه ((لاَ يَمْتَنِعُ أَنْ يَتَعَلَّقَ دَلِيلٌ وَاحِدٌ بِمَدْلُولَيْنِ أَوْ بِوَجْهَيْنِ، وَيَرْتَبِطَ بِهِمَا - عَلَى الجَمْعِ - نَظَرٌ وَاحِدٌ؛ إذ قَدْ يَدُلُّ الشَّيْءُ الوَاحِدُ عَلَى مَدْلُولَيْنِ، وتكثير أوجه الاستنياط واستثمار الأحكام من النصوص القرآنية وجه من أوجه الإعجاز الدلالي في القرآن الكريم.
الوجه الثاني:
ما حاوله الإمام ابن أبي العز من قصر دليل التمانع على إثبات الإلهية فقط غير مسلَّم من جهة قاعدة الالتزام العقلي بين الربوبية والإلهية، فيعود إثباته الإلهية من الآية إلى إثبات الربوبية أيضا، فالإله الحق القادر على إنفاذ مشيئته، وعلى منع مشيئة من سواه، لن يوصف بهذا الوصف إلا وهو الرب الخالق الحافظ الكالئ، وقد أشار الإمام ابن أبي العز نفسه إلى هذا التلازم بين التوحيدين؛ عندما قال - رضي الله عنه -: ((التَّوْحِيدُ الَّذِي دَعَتْ إِلَيْهِ الرُّسُلُ، وَنَزَلَتْ بِهِ الْكُتُبُ، هُوَ تَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ الْمُتَضَمِّنُ تَوْحِيدَ الرُّبُوبِيَّةِ، وَهُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ)). [شرح
(يُتْبَعُ)
(/)
الطحاوية: 79]؛ فيؤول الخلاف إلى اللفظ، والخلاف اللفظي لا غَناء في دَفْعِهِ.
الوجه الثالث:
أن اعتراض الإمام ابن أبي العز الحنفي ناشئ عن اعتراضه على انشغال المتكلمين بإثبات الربوبية على حساب عنايتهم بتقرير توحيد الإلهية والأسماء والصفات، ومعه الحقُّ كلُّهُ في هذا الاعتراض، لكن لا يلزم من ذلك نفيُ الاستدلال القرآنيِّ على إثبات الربوبية؛ بل إن الاستدلال القرآني ورد بإثبات الربوبية المستلزم لإثبات الإلهية، وتأمل السياقات القرآنية التالية:
ـ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}: ففي الآية تعليل استحقاق الله عز وجل لمطلق الإلهية والعبادة؛ بأن له مطلق الربوبية؛ فالخالق هو المستحق أن يكون إلها معبودا.
ـ قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {28} هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
ـ قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {164} وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ}.
ـ قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ {190} الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
ـ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء}.
ـ قوله تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
ـ قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ {1} هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ}.
ـ قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}.
ولو أرادنا استقصاء هذا النوع من الاستدلال القرآني على استلزام توحيد الربوبية لتوحيد الإلهية، لضاق المقام، وفيما ذكر من أمثلة قناعة للمستزيد.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 11:32]ـ
كان أولى بكما أخويّ الكريمين التنويه أني أجبته في الواقع
ولكن بأسلوب ميسّر
فما أحرانا ألا يهمل بعضنا بعضا
والله الموفق
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 04:37]ـ
أخي الحبيب أبا القاسم:
لم أفهم إن كنت أنا المقصودَ بعتابِكَ الرقيقِ المؤدَّبِ، أو لا.
وعلى أية حال:
فليس لك في قلبي إلا كل تقدير واحترام، ومشاركاتك عندي في محل إنسان العين من عين الإنسان، فلك العُتْبَى أخي الكريم، وأعتذر إليك أخي عما قد يَحْزُنُكَ، أو يوقع شيئا في صدرك، سواء أكان مني أم من غيري.
ودمت نافعا لإخوانك في هذا المنتدى المبارك، وجزاك الله خيرا على جهدك الكبير، ونصحك الخالص، وأدبك الجمِّ، والله حسيبك.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 05:34]ـ
لم أفهم قصدك يا شيخ أبو القاسم
وأذكرك بأن العقد الذى بيننا ليس من شروطه عدم دخول أطراف أخرى مؤقتا أو للأبد(/)
سؤال عن صفات الله تعالى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:19]ـ
قال الشيخ سفر بجواز وصف الله بالقديم اما الاسم فلا ثم قال فى الدعاء وبسلطانه القديم ردا على سؤال قال انه يجوز وصف الصفة بما لايوصف به الموصوف فما الجواب عن التعارض فى كلامه ام اننى سمعت خطأ؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:22]ـ
اسم القديم لم يثبت كونه اسماً من أسماء الله عز وجل
ولما كانت الأسماء توقيفية قال الشيخ سفر بذلك
وأما ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
فهو أيضا في معرض الصفة ..
لأنه وصف لسلطان الله تعالى بالقدم
ومعلوم أن باب الصفات أوسع بكثير
فيقال هذا رجل رحيم
ويقال:الله رحيم بعباده
ولا تعارض
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 05:55]ـ
الشيخ الحوالى يقول ان معنى الجملة فى قوله تعالى (واصنع الفلك بأعيننا) لاينفى معنى الكلمة فى ذاتها مستدلا بقول احدنا انا اخدمك من عينى وقوله لاينفى ان له عين وسؤالى هل تلك اللغة كانت عند العرب أيضا؟(/)
هاهم الرافضة: تصريحات ايرانية تعتبر البحرين المحافظة الـ14 تفجر أزمة مع المنامة
ـ[طارق بن مبارك]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 05:46]ـ
تصريحات ايرانية تعتبر البحرين المحافظة الـ14 تفجر أزمة مع المنامة
القدس العربي اللندنية
--------------------------------------------------------------------------------
موسى يستنكرها بشدة .. والعطية يرى ان بعض السياسيين في طهران 'مسكونون باحلام التوسع'
لندن ـ احمد المصري
أبلغ وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة سفير ايران لدى بلاده حسين أمير عبد الليهان احتجاج بلاده على التصريحات التي أدلى بها عدد من المسؤولين الايرانيين والتي 'تمس سيادة واستقلال مملكة البحرين'.
وأكد الوزير البحريني خلال لقائه بالسفير الايراني أن 'التصريحات الاخيرة لعدد من المسؤولين الايرانيين تتعارض مع علاقات حسن الجوار بين البلدين ومع ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والقوانين والاعراف الدولية التي تؤكد على الاحترام المتبادل بين الدول وعدم المساس بها'.
وجاء لقاء السفير الايراني على خلفية الكلمة التي ألقاها حجة الاسلام علي أكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب قائد الثورة الاسلامية خلال الذكرى السنوية لانتصار الثورة الايرانية في جامع الامام الرضا بمدينة مشهد والتي تطرق فيها الى 'تبعية البحرين لايران' واصفا اياها أنها 'كانت في الاساس المحافظة الايرانية الرابعة عشرة وكان يمثلها نائب في مجلس الشورى الوطني'.
وفى المقابل أكد سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية أن 'التصريحات التي أدلى بها علي أكبر ناطق نوري لم تمس بأي شكل بسيادة مملكة البحرين واستقلالها'، مؤكدا أن 'العلاقات بين البلدين تقوم على الاحترام المتبادل وأن الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تسمح لاحد بالمساس بسيادة مملكة البحرين'.
وقال السفير الايراني في تصريح لوكالة أنباء البحرين 'بنا' أن 'علاقات البلدين تعيش أفضل مراحل نموها على مختلف الاصعدة والمجالات وتشهد تقدما سريعا يتناسب مع ما رسمته لها القيادتان في مملكة البحرين والجمهورية الاسلامية الايرانية'.
وأوضح أن 'مثل تلك التصريحات غير الصحيحة المنقولة بصورة غير دقيقة عن مسؤولين ايرانيين لن تؤثر على مستوى العلاقات الاخوية التي تربط ايران بمملكة البحرين والتي تحميها قناعات راسخة متبادلة بشرعية وسيادة كل بلد اضافة الى الرغبة الصادقة في التعاون وانتعاشه بما يتلاءم مع طموحات القيادتين'.
وسبق لوزارة الخارجية البحرينية أن طلبت ايضاحات من سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في المملكة بتاريخ 4 شباط (فبراير) 2009 على خلفية تصريحات ممثل مقاطعة عيلام الايرانية في البرلمان الايراني بتاريخ 27 كانون الثاني (يناير) 2009 حول 'مزاعم بشأن تبعية مملكة البحرين لايران، وتشكيكه في دور الامم المتحدة في ضمان سيادة مملكة البحرين'.
وفي هذا السياق بين الوزير البحريني على أن 'هذه التصريحات الباطلة لا تخدم تطوير العلاقات بين البلدين الجارين ومصلحة شعبيهما ومصلحة الامن والاستقرار في المنطقة كما لا تتجاوب مع المبادرات العديدة التي طرحتها مملكة البحرين والرامية الى تعزيز العلاقات وتطويرها'، مؤكدا أن 'مملكة البحرين قد دأبت ولا زالت تعمل مع الجمهورية الاسلامية الايرانية على تطوير العلاقات بين البلدين في شتى المجالات ولن تسمح لتصريحات كهذه بتغيير هذا التوجه'.
وكان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية دان الاربعاء تصريحات للمفتش العام الايراني وقال ان بعض السياسيين الايرانيين 'طامعون' و'مسكونون بأحلام التوسع على اراضي الغير'.
وقال العطية 'يبدو ان بعض الساسة الايرانيين امثال السيد نوري ما زالوا يعيشون خارج التاريخ، ومسكونون بأحلام التوسع وادعاء السيادة على اراضي الغير'.
واضاف العطية' كيف يعقل ان تكون دولة كاملة السيادة عضو في الامم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي جزءا من اراضي الغير، الا اذا كان الجهل الفاضح بالتاريخ والجغرافيا والمواثيق والاعراف الدولية هو السمة التي يتصف بها اولئك الطامعون'.
ودعا الامين العام لمجلس التعاون الخليجي 'الجانب الايراني الى الكف عن اطلاق مثل هذه التصريحات المستفزة وغير المسؤولة، التي تصدر عن بعض الاصوات النشاز في الحكومة الايرانية اذا ما اريد للعلاقات بين الجانبين ان تكون على مستوى التطلعات بحيث تكون مبنية على الاحترام المتبادل وعلاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير'.
كما هاجم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى امس التصريحات الايرانية التي تمس بسيادة مملكة البحرين على اراضيها. وقال إن 'البحرين دولة عربية عضو في جامعة الدول العربية وهي دولة ذات سيادة لا يؤثر فيها مثل هذا التصريح أو ذاك'.
واضاف أن 'أي مساس بأي دولة عربية من أي طرف نحن نرفضه وهو مسألة غير مقبولة'.
وأكد موسى أن مثل هذه التصريحات تضر ضررا بالغا، وتساءل 'هل هؤلاء الذين أدلوا بهذا الكلام مجرد آراء فردية أم مسألة توجه جديد ... إذا كان توجها جديدا فنحن نعتبره أمرا خطيرا'.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق بن مبارك]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 05:49]ـ
بدأ المد الشيعي في دول الخليج
فالحذر الحذر من الروافض
فإنهم لن يرعوا في أهل السنة إلا ولا ذمة ان هم تمكنوا ونعوذ بالله من ذلك
ـ[الجابري سرحان]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 05:59]ـ
بدأ المد الشيعي في دول الخليج
فالحذر الحذر من الروافض
فإنهم لن يرعوا في أهل السنة إلا ولا ذمة ان هم تمكنوا ونعوذ بالله من ذلك
خطة الروافض الجهنمية معروفة منذ مذة طويلة في إخضاع دول الخليج لنفوذها وقد استطاعت فرض نفوذها في العراق وبدأ الروافض يتكاثرون في البحرين والكويت وبلدان أخرى
الله المستعان ونسألك اللطف يارب
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 10:09]ـ
http://www.fnoor.com/shia01.htm# البحرين(/)
فهمك أنت وليس الإسلام
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 08:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
البعض منا يظن، أنه القَيّم على عقائد العباد، وأنه الوحيد الذي يملك حق إعطاء الدرجات لمن مات، ومن لا زال على قيد الحياة! ويزن، بما يعتقد هو عقائد الآخرين، فإن وافقوا فهمه للإسلام أدخلهم الجنة بغير حساب وإن خالفوا فهمه، فالنار مثوى لهم.
والعياذ بالله.
ومن هنا انتشرت في بلادنا عقائد التكفير ..
كان قيادات التكفير والهجرة في مصر، أيام سطوتهم، حكموا بالكفر على الإمام البخاري، رضي الله عنه، فشانئه هو الأبتر، لأنه كتب: باب كفر دون كفر .. !!، وهذا كان في سنة 1977 تحديداً.
وبعد ثلاثين عاماً في سنة 2007، هُمْ، أنفسهُمْ، صاروا يحكمون بالإيمان الكامل لراقصات شارع الهرم وفنانات العهر!
الصوفي (ألف قسم) … الشيعي (ألف قسم) …. #########… حتى من انتسب إلى السلفية انقسموا وضلل بعضهم بعضاً
وآلاف الفرق، والطرق، والكباري، كل واحد يزعم أنه على الحق المبين، ومن خالفه، خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه، لأن الشيطان أفرخ فيهم وباض، وزين لهم سوء أعمالهم، فوسوس لهم أن مافهموه هو الإسلام، وأن من خالف فهمهم خالف الإسلام.
يا إخوتي؛ هذا فهم فلان، وليس الإسلام، بدليل: أنك تغير فهمك بالقراءة والبحث والاطلاع، وسماع من يتكلمون في الدين.
فهل فهمك الذي ألقيتَه خلف ظهرك بالأمس كان الإسلام؟!.
أنا أعرف أن هذا فهمه صعب، وربما مستحيل.
ابحث يا أخي عما ستموت أنت عليه، فربما يكون الذي أنت عليه الآن هو قصة ألف ليلة وليلة.(/)
هل يقع التجدد في علم الله تعالى؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 10:30]ـ
هل يقع التجدد في علم الله تعالى؟
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
علم الله تعالى كما هو مذهب أهل السنة والجماعة يتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات؛ فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون؛ وهو بذلك لا يتجدد ولا يتغير.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: الناس المنتسبون إلى الإسلام في علم الله باعتبار تعلقه بالمستقبل على ثلاثة أقوال
أحدها: أنه يعلم المستقبلات بعلم قديم لازم لذاته ولا يتجدد له عند وجود المعلومات نعت ولا صفة وإنما يتجدد مجرد التعلق بين العلم والمعلوم وهذا قول طائفة من الصفاتية من الكلابية والأشعرية ومن وافقهم من الفقهاء والصوفية وأهل الحديث من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة وهو قول طوائف من المعتزلة وغيرهم من نفاة الصفات لكن هؤلاء يقولون يعلم المستقبلات ويتجدد التعلق بين العالم والمعلوم لا بين العلم والمعلوم ... .
والقول الثاني: أنه لا يعلم المحدثات إلا بعد حدوثها وهذا أصل قول القدرية الذين يقولون لم يعلم أفعال العباد إلا بعد وجودها وأن الأمر أنف لم يسبق القدر بشقاوة ولا سعادة وهم غلاة القدرية الذين حدثوا في زمان ابن عمر وتبرأ منهم وقد نص الأئمة كمالك والشافعي وأحمد على تكفير قائل هذه المقالة.
لكن القدرية صرحوا بنفي العلم السابق والقدر الماضي في أفعال العباد المأمور بها والمنهي عنها وما يتعلق بذلك من الشقاوة والسعادة ثم منهم من اقتصر على نفي العلم بذلك خاصة وقال إنه قدر الحوادث وعلمها إلا هذا لأن الأمر والنهي مع هذا العلم يتناقض عنده بخلاف ما لا أمر فيه ولا نهي.
ومنهم من قال ذلك في عموم المقدرات وقد حكي نحو هذا القول عن عمرو بن عبيد وأمثاله وقد قيل إنه رجع عن ذلك قبل إنكاره لأن كون {تبت يدا أبي لهب وتب} سورة المسد 1 {و ذرني ومن خلقت وحيدا} سورة المدثر 11 ونحو ذلك في اللوح المحفوظ وأمثال ذلك.
والقول الثالث: أنه يعلمها قبل حدوثها ويعلمها بعلم آخر حين وجودها وهذا قد حكاه المتكلمون كأبي المعالي عن جهم فقالوا إنه ذهب إلى إثبات علوم حادثة لله تعالى وقال البارىء عالم لنفسه وقد كان في الأزل عالما بنفسه وبما سيكون فإذا خلق العالم وتجددت المعلومات أحدث لنفسه علوما بها يعلم المعلومات الحادثة ثم العلوم تتعاقب حسب تعاقب المعلومات في وقوعها متقدمة عليها أي العلوم متقدمة على الحوادث وذكروا أنه قال إنها في غير محل نظير ما قالت المعتزلة البصرية في الإرادة.
وهذا القول وإن كان قد احتج عليه بما في القرآن من قوله ليعلم فتلك النصوص لا تدل على هذا القول.
مجموعة الرسائل والمسائل -رسالة في علم الله-
الجواب عن الآيات التي قد يفهم منها التجدد في علم الله
وقد عرض سؤال في ملتقى أهل التفسير عن الآيتين الكريمتين:
1 - قال تعالى في سورة فاطر: إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور.
2 - وقال في سورة الحجرات: إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون.
عن السبب في مجيء علم الله في سورة فاطر باسم الفاعل وفي الحجرات بالفعل المضارع؛ ومعلوم أن الفعل المضارع يفهم منه التجدد.
وقد أجاب الدكتور ظافر العمري إجابة وافية فقال:
الآيتان تتحدثان عن علم الله تعالى، ولا ريب أن علمه سبحانه له صفة الكمال، فإذا ورد بصيغة المضارع المشعرة بأن الفعل يقع مستقبلا فُهم منها اللازم أي لازم العلم. فأما آية الحجرات فهي في سياق الخطاب الدنيوي، وأما آية فاطر فهي في سياق الخطاب يوم القيامة. فقوله تعالى في سورة الحجرات: (إن الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما تعملون) جاءت تعليلا للآية التي قبلها (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) إذ تفيد (إنََ) تعليل ما قبلها بما بعدها بمعنى أن الإخبار عنهم بمنتهم على الرسول عليه السلام ومنة الله عليهم كل ذلك داخل في علم الله تعالى وأن من لوازم علمه ما يقع من
(يُتْبَعُ)
(/)
الإحاطة بما في صدورهم مما قد يقع منهم مستقبلا في مسألة الإيمان وثبات القلوب عليه من عدمه. فناسب أن يأتي بصيغة المضارع المشعرة بتجدد مايقع منهم مما يحيط به علمه تعالى والتجدد هنا من دلالة المضارع على الاستمرار التجددي.
وعلمه تعالى ليس متغيرا بتغير الزمان لأنه لو حُكِم بأنه زاد علمه في الزمن المستقبل لدل ذلك على نقصه في الزمن الماضي، ويلزم من ذلك أنه تعالى لا يعلم ما يكون في المستقبل حتى يقع، وهذا مما ينزه عنه علمه تعالى، فهو محيط الآن وقبله بما يقع منهم مستقبلا، وإنما جيء بصيغة المضارع للإشارة إلى لازم العلم. أي أن كل ما تقولونه وتفعلونه مما يؤكد صدقكم إنما هو واقع في علم الله تعالى ويعلم الآن كيف يكون مستقبلا. والتجدد للازم وليس للعلم لأن علمه تعالى متصف بالكمال فلا يصح أن يكون علمه على صفة تشعر بتغيره بين زمنين. وإنما يستفاد من المضارع لازمه من أن العلم محيط بكل ما يتجدد من أفعال العباد الظاهرة والباطنة، وهي أمور دنيوية متجددة متغيرة، فكان الإخبار عن العلم بها بما يناسب تجددها وحدوثها وذلك بصيغة المضارع (يعلم).
أما آية فاطر: (إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور) وردت عقيب الحديث عن حال الذين كفروا يوم القيامة بعد دخولهم النار، فالآية في سياق الحديث عن يوم القيامة، والتعبير جاء باسم الفاعل الذي لا يلحظ فيه زمن فهو إخبار عن مطلق علم الله الذي أحاط بما عملوا في الدنيا فلا يناسب أن يجيء بصيغة المضارع المشعرة بتجدد لازمه من أفعال العباد المحاطة بالعلم، لأنهم في موقف انتهى فيه العمل ولا يقع منهم في المستقبل عمل يحاسبون عليه، وإنما هو موقف جزاء، وهم موقنون غاية اليقين في ذلك الحين أنه قد أحاط من قبل بما عملوا. وسواء كانت الآية تعليلا لقوله تعالى: (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاء كم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير)، أم كانت استئنافية لا تعلل لما قبلها فإنها تدل على مطلق العلم _ وليس كما في المضارع حين يشير إلى تجدد لازم العلم _ فلم يستعمل اسم الفاعل هنا للإشارة إلى لازم العلم مما يتجدد. لأنها إن كانت تعليلية فإنها من صلة الآية التي قبلها فتكون في نفس سياق ما خوطبوا به يوم القيامة، وإن كانت استئنافية لا تعلل لما قبلها فإنه ليس في الآية ما يحتاج إلى الإشارة إلى تجدد الإخبار عن العلم بتجدد لازمه.
وقد بينا في كتابنا المشار إليه أعلاه، أن الإخبار عن العلم بصيغة المضارع إذا أريد به التجدد فإنه ليس تجددا لعلمه تعالى بل التجدد للازم العلم، وصيغة المضارع تفيد الإخبار عن دخول ذلك التجدد في علمه تعالى، وهذا هو الفارق المهم بين الآيتين لأن آية الحجرات عللت لتجدد ما يقع في العلم فجاء الإخبار عن العلم بصيغة المضارع، وآية فاطر ليس فيها ما يشير إلى تجدد ما يقع منهم من عمل لانقضاء دار العمل.
وللاستزاده في مسألة الأخبار بصيغة المضارع عن علم الله ينظر مبحث (وقوع المضارع موقع الماضي بعد حرف التحقيق للاستمرار) ص 208.
وبالمناسبة فإن صفة علم الله أغلب مجيئها -إن لم يكن كله -على صيغة اسم الفاعل إنما يكون في سياق الحديث عن اليوم الآخر.
فائدة:
إن الناصبة تفيد التعليل كما في قوله: (إن الله يعلم غيب السماوت والأرض) وكما في قوله تعالى: (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) فهي تفيد التعليل فالمعنى في سورة الحجرات _ والله أعلم _: (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان، فإن الله يعلم غيب السماوات والأرض، أي إن كنتم صادقين في إيمانكم دائمون عليه فإن الله يعلم غيب السماوات والأرض، وعلمه بغيب السموات والأرض يدخل فيه ما في صدورهم.
والمعنى في قوله تعالى: (فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) أي اسلكوه لأنه كان لايؤمن بالله العظيم أي عقابا لعدم إيمانه.
وكتابه المذكور " بلاغة القرآن الكريم "
الرابط في ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=58579
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:48]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا زيادة توضيح من كلام شيخ الإسلام وفيه جواب على إشكالات الآيات التي يفهم فيها التجدد وبيان معنى التجدد المستقبلي في علم الله
وقال شيخ الإسلام: عامة من يستشكل الآيات الواردة في هذا المعنى كقوله {إلا لنعلم} {حتى نعلم} يتوهم أن هذا ينفي علمه السابق بأن سيكون وهذا جهل فإن القرآن قد أخبر بأنه يعلم ما سيكون في غير موضع بل أبلغ من ذلك أنه قدر مقادير الخلائق كلها وكتب ذلك قبل أن يخلقها فقد علم ما سيخلقه علما مفصلا وكتب ذلك وأخبر بما أخبر به من ذلك قبل أن يكون وقد أخبر بعلمه المتقدم على وجوده ثم لما خلقه علمه كائنا مع علمه الذي تقدم أنه سيكون فهذا هو الكمال وبذلك جاء القران في غير موضع بل وبإثبات رؤية الرب له بعد وجوده كما قال تعالى {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} التوبة فأخبر انه سيرى أعمالهم.
وقد دل الكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة ودلائل العقل على أنه سميع بصير والسمع والبصر لا يتعلق بالمعدوم فإذا خلق الأشياء رآها سبحانه وإذا دعاه عباده سمع دعاءهم وسمع نجواهم كما قال تعالى {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما} المجادلة أي تشتكي إليه وهو يسمع التحاور والتحاور تراجع الكلام بينها وبين الرسول قالت عائشة:سبحان الذي وسع سمعه الأصوات لقد كانت المجادلة تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في جانب البيت وإنه ليخفي على بعض كلامها فأنزل الله {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما} وكما قال تعالى لموسى وهارون {لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} طه وقال {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} الزخرف
وقد ذكر الله علمه بما سيكون بعد أن يكون في بضعة عشر موضعا في القران مع إخباره في مواضع أكثر من ذلك انه يعلم ما يكون قبل أن يكون وقد اخبر في القرآن من المستقبلات التي لم تكن بعد بما شاء الله بل اخبر بذلك نبيه وغير نبيه ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء بل هو سبحانه يعلم ما كان وما يكون وما لو كان كيف كان يكون كقوله {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} الأنعام بل وقد يعلم بعض عباده بما شاء أن يعلمه من هذا وهذا وهذا {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}
قال تعالى {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} البقرة وقال {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ويعلم الصابرين} آل عمران وقوله {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء} آل عمران وقوله {وما أصابكم يوم التقي الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا} آل عمران وقوله {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} التوبة وقوله {ثم بعثناهم لنعلم أي الحز بين أحصى لما لبثوا أمدا} الكهف وقوله {ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} إلى قوله {وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} العنكبوت وقوله {ولنبلونكم حتى نعلم المجهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} محمد وغير ذلك من المواضع.
روى عن ابن عباس في قوله {إلا لنعلم} أي لنرى وروي لنميز وهكذا قال عامة المفسرين إلا لنرى ونميز وكذلك قال جماعة من أهل العلم قالوا لنعلمه موجودا واقعا بعد أن كان قد علم أنه سيكون.
ولفظ بعضهم قال: العلم على منزلتين علم بالشيء قبل وجوده وعلم به بعد وجوده والحكم للعلم به بعد وجوده؛ لأنه يوجب الثواب والعقاب.
قال فمعنى قوله {لنعلم} أي لنعلم العلم الذي يستحق به العامل الثواب والعقاب ولا ريب أنه كان عالما سبحانه بأنه سيكون لكن لم يكن المعلوم قد وجد وهذا كقوله {قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض} يونس أي بما لم يوجد فإنه لو وجد لعلمه فعلمه بأنه موجود ووجوده متلازمان يلزم من ثبوت أحدهما ثبوت الآخر ومن انتفائه انتفاؤه والكلام على هذا مبسوط في موضع آخر.
الرد على المنطقيين (467)
وقال رحمه الله: وأما قوله تعالى {وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} و قوله {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} و نحو ذلك فهذا هو العلم الذي يتعلق بالمعلوم بعد و جوده و هو العلم الذي يترتب عليه المدح و الذم و الثواب و العقاب و الأول هو العلم بأنه سيكون و مجرد ذلك العلم لا يترتب عليه مدح و لا ذم و لا ثواب و لاعقاب فإن هذا إنما يكون بعد و جود الأفعال.
و قد روي عن ابن عباس أنه قال فى هذا لنري و كذلك المفسرون قالوا لنعلمه موجودا بعد أن كنا نعلم سيكون.
و هذا المتجدد فيه قولان مشهوران للنظار
منهم من يقول المتجدد هو نسبة و إضافة بين العلم و المعلوم فقط و تلك نسبة عدمية.
و منهم من يقول بل المتجدد علم بكون الشيء و وجوده وهذا العلم غير العلم بأنه سيكون و هذا كما فى قوله {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون} فقد أخبر بتجدد الرؤية فقيل نسبة عدمية و قيل المتجدد أمر ثبوتى و الكلام على القولين و من قال هذا و هذا و حجج الفريقين قد بسط فى موضع آخر.
مجموع الفتاوى (8|496)
وقال رحمه الله: واختلف كلام ابن عقيل فى هذا الأصل فتارة يقول بقول ابن كلاب وتارة يقول بمذهب السلف وأهل الحديث أن الله تقوم به الأمور الاختيارية ويقول أنه قام به أبصار متجددة حين تجدد المرئيات لم تكن قبل ذلك وقام به علم بأن كل شيء وجد غير العلم الذى كان أولا أنه سيوجد كما دل على ذلك عدة آيات فى القرآن كقوله تعالى {لنعلم من يتبع الرسول} وغير ذلك.
مجموع الفتاوى (12|95)(/)
نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 10:45]ـ
نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
برهان التطبيق دليل من أدلة المتكلمين لمنع حوادث لا أول لها
قال شيخ الإسلام: وعمدة من يقول بامتناع ما لا نهاية له من الحوادث إنما هي دليل التطبيق والموازنة والمسامتة المقتضى تفاوت الجملتين ثم يقولون والتفاوت فيما لا يتناهى محال مثال ذلك أن يقدروا الحوادث من زمن الهجرة إلى مالا يتناهى في المستقبل أو الماضي والحوادث من زمن الطوفان إلى مالا يتناهى أيضا ثم يوازنون الجملتين فيقولون إن تساوتا لزم أن يكون الزائد كالناقص وهذا ممتنع فإن إحداهما زائدة على الأخرى بما بين الطوفان والهجرة وإن تفاضلتا لزم أن يكون فيما لا يتناهى تفاضل وهو ممتنع.
منهاج السنة (1|432)
ووجه ذلك:
عند تطبيق السلسلتين على بعضهما تكون السلسلة الثانية ناقصة عن الأولى , والناقص محدود ومحصور والمحصور متناه , والسلسلة الأولى تكون زائدة على الثانية أي الناقصة بعدد محصور وما زاد على المحصور بمحصور يكون محصورا أيضا, فعلى ذلك يكون متناهيا أيضا ثم تطبيق ذلك على السلسلة الواحدة.
قال شيخ الإسلام: وهذه الطريق هي طريق التطبيق ومبناها على أن ما لا يتناهى لا يتفاضل وعليها من الكلام والاعتراض ما قد ذكر في غير هذا الموضع.
درء (5|49)
نقض شيخ الإسلام لهذا الدليل:
1 - التطبيق لا يكون بين المتفاضلين بل بين المتماثلين ولا تماثل في الصورة المذكورة.
2 - التفاضل المزعوم يكون بين الجانب المتناهي لا بين الجانب الذي لا يتناهى وهذا لا محذور فيه.
قال شيخ الإسلام: وملخص ذلك أن ما لا يتناهى إذا فرض فيه حد كزمن الطوفان وفرض حد بعد ذلك كزمن الهجرة وقدر امتداد هذين إلى ما لا نهاية له فإن لزم كون الزائد مثل الناقص وإن تفاضلا لزم وقوع التفاضل فيما لا يتناهى
وهذه نكتة الدليل فإن منازعيهم جوزوا مثل هذا التفاضل إذا كان ما لا يتناهى ليس هو موجودا له أول وآخر وألزموهم بالأبد وذلك إذا أخذ ما لا يتناهى في أحد الطرفين قدر متناهيا من الطرف الآخر كما إذا قدرت الحوادث المتناهية إلى زمن الطوفان وقدرت إلى زمن الهجرة فإنها كانت لا تتناهى من الطرف المتقدم فإنها متناهية من الطرف الذي يلينا
فإذا قال القائل: إذا طبقنا بين هذه وهذه فإن تساويا لزم أن يكون الزائد كالناقص أو أن يكون وجود الزيادة كعدمها وإن تفاضلا لزم وجود التفاضل فيما لا يتناهى
كان لهم عنه جوابان:
أحدهما: أنا لا نسلم إمكان التطبيق مع التفاضل وإنما يمكن التطبيق بين المتماثلين لا بين المتفاضلين
والجواب الثاني: أن هذا يستلزم التفاضل بين الجانب المتناهي لا بين الجانب الذي لا يتناهى وهذا لا محذور فيه
درء التعارض (1|179)
وقال أيضا: ويجاب عن هذا بجواب ثان: وهو: أن الجملتين اللتين طبقت إحداهما على الأخرى مع التفاوت في أحد الطرفين وعدم التناهي في الآخر هما متفاضلتان في الطرف الواحد وتنطبق إحداهما على الآخرى في الطرف الآخر فلا يصدق ثبوت مطابقة إحداهما للأخرى مطلقا ولا نفي المطابقة مطلقا بل يصدق ثبوت الانطباق من أحد الطرفين وانتفاؤه من الآخر وحينئذ فلا يكون الزائد مثل الناقص: ولا يكونان متناهيين
وإذا قال القائل: نحن نطبق بينهما من الطرف الذي يلينا فإن استويا لزم أن يكون الزائد مثل الناقص وأن يكون وجود الزيادة كعدمها والشيء مع عدم غيره كهو مع وجوده وإن تفاضلا لزم أن يكون ما لا يتناهى بعضه متفاضلا
قيل: التطبيق بينهما من الجهة المتناهية مع تفاضلهما فيها ممتنع وفرض الممتنع قد يلزمه حكم ممتنع فإن الحوادث الماضية من أمس إذا قدرت منطبقة على الحوادث الماضية في اليوم كان هذا التطبيق ممتنعا فإنه يمتنع أن يطابق هذا هذا فإن الجملتين متفاضلتان: ومع التفاضل يمتنع التطبيق المستلزم للمعادلة والاستواء
وإذا قال القائل: أنا أقدر المطابقة في الذهن وإن كانت ممتنعة في الخارج
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل له: فقد قدرت في الذهن شيئين مع جعلك أحدهما أزيد من الآخر من الطرف الواحد ومساويا له من الطرف الآخر ومعلوم أنك إذا قدرت لم يكن تفاضلهما ممتنعا بل كان الواجب هو التفاضل ودليلك مبني على تقدير التطبيق فيلزم التفاضل فيما لا يتناهى وكل من المقدمتين باطل فإن قدرت تطبيقها صحيحا عدليا فهو باطل وإن قدرته وإن كان ممتنعا لم يكن التفاضل في ذاك ممتنعا فدعواك أن التفاضل ممتنع فيما قدرته متفاضلا ممنوع بل مع تقدير التفاضل يجب التفاضل لكن يجب التفاضل من جهة التفاضل ولا يلزم التفاضل من الجهة الأخرى.
درء التعارض (1|231)
وقال: أيضا فيقال: نحن نسلم أنها متناهية من الجانب المتناهي لكن لم قلت: إذا كانا متناهيين من أحد الجانبيين كانا متناهيين من الجانب الآخر؟ وهذا أول المسألة والتفاضل وقع من الجانب المتناهي لا من الجانب الذي ليس بمتناه فلم يقع فيما لا يتناهى تفاضل.
درء التعارض (1|411)
3 - التفاضل لا يكون إلا في الموجود وليس في المعدوم.
قال رحمه الله: ثم للناس في هذا جوابان أحدهما قول من يقول ما مضى من الحوادث فقد عدم وما لم يحدث لم يكن فالتطبيق في مثل هذا أمر يقدر في الذهن لا حقيقة له في الخارج كتضعيف الأعداد فإن تضعيف الواحد أقل من تضعيف العشرة وتضعيف العشرة أقل من تضعيف المائة وكل ذلك لا نهاية له لكن ليس هو أمرا موجودا في الخارج , ومن قال هذا فإنه يقول إنما يمتنع اجتماع ما لا يتناهى إذا كان مجتمعا في الوجود سواء كانت أجزاؤه متصلة كالأجسام أو كانت منفصلة كنفوس الآدميين ويقول كل ما اجتمع في الوجود فإنه يكون متناهيا ومنهم من يقول المتناهى هو المجتمع المتعلق بعضه ببعض بحيث يكون له ترتيب وضعي كالأجسام أو طبيعي كالعلل وأما ما لا يتعلق بعضه ببعض كالنفوس فلا يجب هذا فيها.
منهاج السنة (1|435)
وقال أيضا: وقال: هذا مضمونه أن التطبيق لا يكون إلا بين موجودين ولكن يقال التطبيق في الخارج لا يكون إلا بين موجودين ولكن يمكن تقدير التطبيق بين معدومين لا سيما إذا كانا قد دخلا جميعا في الوجود فالمطبق بينهما إما أن يكونا مقدرين في الأذهان لا يوجدان في الأعيان بحال كالأعداد المجردة عن المعدودات أو معدومين منتظرين كالمستقبلات أو معدومين ماضيين كالحوادث المتقدمة أو موجودين كالمقادير الموجودة والمعدودات الموجودة
وقال: وقال: وأما غيره فيجيب بثلاثة أجوبة:
أحدها: قوله: (فإن لم تقصر إحداهما عن الأخرى في الطرف الآخر كان الشيء مع غيره كهو لا مع غيره) فنقول: هذا إنما يلزم إذا طبقنا إحدى الجملتين على الأخرى والتطبيق في المعدوم ممتنع كما في تطبيق مراتب الأعداد من الواحد إلى ما لا يتناهى ومن العشرة إلى ما لا يتناهى ومن المائة إلى ما لا يتناهى فإنا نعلم أن عدد تضعيف الواحد أقل من عدد تضعيف العشرة وعدد تضعيف العشرة أقل من عدد تضعيف المائة وعدد تضعيف المائة أقل من تضعيف الألف والجميع لا يتناهى وهذه الحجة من جنس حجة مقابلة دورات أحد الكوكبين بدورات الآخر لكن هناك الدورات وجدت وعدمت وهنا قدرت الأزمنة والحركات الماضية ناقصة وزائدة
درء التعارض (1|410)
4 - الاشتراك في عدم التناهى لا يقتضى التساوى في المقدار أو الحصر.
قال رحمه الله: والذين نازعوهم من أهل الحديث والكلام والفلسفة منعوا هذه المقدمة وقالوا لا نسلم أن حصول مثل هذا التفاضل في ذلك ممتنع بل نحن نعلم أنه من الطوفان إلى مالا نهاية له في المستقبل أعظم من الهجرة إلى مالا نهاية له في المستقبل وكذلك من الهجرة إلى مالا بداية له في الماضي أعظم من الطوفان إلى مالا بداية له في الماضي وإن كان كل منهما لا بداية له فإن مالا نهاية له من هذا الطرف وهذا الطرف ليس أمرا محصورا محدودا موجودا حتى يقال هما متماثلان في المقدار فكيف يكون أحدهما أكثر بل كونه لا يتناهى معناه أنه يوجد شيئا بعد شيء دائما فليس هو مجتمعا محصورا.
والاشتراك في عدم التناهى لا يقتضى التساوى في المقدار إلا إذا كان كل ما يقال عليه إنه لا يتناهى له قدر محدود وهذا باطل فإن ما لا يتناهى ليس له حد محدود ولا مقدار معين بل هو بمنزلة العدد المضعف فكما أن اشتراك الواحد والعشرة والمائة والألف في التضعيف الذي لا يتناهى لا يقتضى تساوى مقاديرها فكذلك هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا فإن هذين هما متناهيان من أحد الطرفين وهو الطرف المستقبل وغير متناهيين من الطرف الآخر وهو الماضي وحينئذ فقول القائل يلزم التفاضل فيما لا يتناهى غلط فإنه إنما حصل في المستقبل وهو الذي يلينا وهو متناه ثم هما لا يتناهيان من الطرف الذي لا يلينا وهو الأزل وهما متفاضلان من الطرف الذي يلينا وهو طرف الأبد.
فلا يصح أن يقال وقع التفاوت فيما لا يتناهى إذ هذا يشعر بأن التفاوت حصل في الجانب الذي لا آخر له وليس الأمر كذلك بل إنما حصل التفاضل من الجانب المنتهى الذي له آخر فإنه لم ينقض.
منهاج السنة (1|433)
وقال: ومما يجاب به عن هذه الحجة - وهي أشهر حججهم - أن يقال: لا نسلم إمكان التطبيق فإنه إذا كان كلاهما لا بداية له وأحدهما انتهى أمس والآخر انتهى اليوم: كان تطبيق الحوادث إلى اليوم على الحوادث إلى الأمس ممتنعا لذاته فإن الحوادث إلى اليوم أكثر فكيف تكون إحداهما مطابقة للأخرى؟ فلما كان التطبيق ممتنعا جاز أن يلزمه حكم ممتنع.
درء التعرض (1|410)
5 - قياس الماضي على الأبد (المستقبل)
قال رحمه الله: وأما القائلون بامتناع مالا يتناهى وإن عدم بعد وجوده فمنهم من قال به في الماضي والمستقبل كقول جهم وأبي الهذيل ومنهم من فرق بين الماضي والمستقبل وهو قول كثير من أهل الكلام ومن وافقهم قالوا لأنك إذا قلت لا أعطيك درهما إلا أعطيك بعده درهما كان هذا ممكنا ولو قلت لا أعطيك درهما حتى أعطيك قبله درهما كان هذا ممتنعا وعلى هذا اعتمد أبو المعالي في إرشاده وأمثاله من النظار وهذا التمثيل والموازنة ليست صحيحة بل الموازنة الصحيحة أن تقول ما أعطيتك درهما إلا أعطيتك قبله درهما فتجعل ماضيا قبل ماض كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل.
وأما قول القائل لا أعطيك حتى أعطيك فهو نفي للمستقبل حتى يحصل مثله في المستقبل ويكون قبله فقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل وهذا ممتنع لم ينف الماضي حتى يكون قبله ماض فإن هذا ممكن والعطاء المستقبل ابتداؤه من المعطى والمستقبل الذي له ابتداء وانتهاء لا يكون قبله مالا نهاية له فإن وجود مالا نهاية له فيما يتناهى ممتنع.
منهاج السنة (1|436)
وقال: وقد ذكر بعض الناس بين الماضي والمستقبل فرقا بمثال ذكره كما ذكره صاحب الإرشاد وغيره وهو أن المستقبل بمنزلة ما إذا قال قائل: لا أعطيك درهما إلا أعطيتك بعده درهما وهذا كلام صحيح والماضي بمنزلة لا أعطيك درهما إلا أعطيتك قبله درهما وهذاكلام متناقض
لكن هذا المثال ليس بمطابق لأن قوله: (لا أعطيك) نفي للحاضر والمستقبل ليس نفيا للماضي فإذا قال (لا أعطيك هذه الساعة أو بعدها شيئا إلا أعطيتك قبله شيئا) اقتضى أن لا يحدث فعلا الآن حتى يحدث فعلا في الزمن الماضي وهذا ممتنع أو بمنزلة أن يقول: (لا أفعل حتى أفعل) وهذا جمع بين النقيضين وإنما مثاله أن يقول: ما أعطيتك درهما إلا أعطيتك قبله درهما فكلاهما ماض فإذا قال القائل: (ما يحدث شيء إلا ويحدث بعده شيء) كان مثاله أن يقول: ما حدث شيء إلا حدث قبله شيء لا يقول لا يحدث بعده شيء) كان مثاله أن يقول: ما حدث شيء إلا حدث قبله شيء لا يقول (لا يحدث في المستقبل شيء إلا حدث قبله شيء) وكل ما له ابتداء وانتهاء كعمر العبد يمتنع أن يكون فيه عطاء لا انتهاء له أو عطاء لا ابتداء له وإنما الكلام فيما لم يزل ولا يزال.
درء التعارض (1|406)
وقال رحمه الله: وكثير منهم فرق بين الماضي والمستقبل بأن هذا دخل في الوجود وهذا لم يدخل فهذا يمكن فيه التطبيق بخلاف هذا
وهذا فرق ضعيف لوجهين أحدهما أن الماضي عدم فلا يمكن فيه التطبيق كما ذكروه والثاني أن دليلكم دليل التطبيق والموازاة مبناه على أن ما لا يتناها لا يكون بعضه أكثر من بعض.
قالوا فإذا فرضنا الحوادث من الطوفان والحوادث من الهجرة وطبقنا بينهما فإن تساويا لزم أن يكون الزائد كالناقص وهو محال وإن تفاضلا لزم فيما لا يتناهى أن يكون بعضه أزيد من بعضه قالوا وهذا محال.
فقيل لهم هذا ينقض عليكم بالحوادث في المستقبل فإن الحوادث المستقبلة من الطوفان أزيد منها في الهجرة ففرق بعضهم بأن ذاك وجد وهذا لم يوجد وهو فرق ضعيف كما ترى
ثم قال: ومنهم من فرق بين الماضي والمستقبل
فإنك إذا قلت لا أعطيتك درهما إلا أعطيتك آخر كان ممكنا وإذا قلت لا أعطيك درهما حتى أعطيك درهما كان غير ممكن هذا ذكره صاحب الإرشاد وغيره وليس هو بتمثيل مطابق إنما المطابق أن يقال ما أعطيتك درهما إلا وقد أعطيتك قبله درهما فأما إذا قال لا أعطيك حتى أعطيك فهنا نفى المستقبل حتى يحصل المستقبل
والمقصود أن ما هو إثبات ماض قبله ماض لا إثبات مستقبل قبله مستقبل فالتقديرات أربعة مستقبل بعده مستقبل وماض قبله ماض ومستقبل قبله مستقبل وماض بعده ماض فهذان متماثلان وذانك متماثلان والممتنع هنا ذانك لا هذان.
الصفدية (2|33)
اعتراف الأشاعرة بضعف هذا البرهان
وفي قدم العالم لكاملة الكواري: ولهذا فإن التفتازاني لما وجد صعوبة في بيان برهان التطبيق لإبطال حوادث لا أول لها قال: " والحق أن تحصيل الجملتين من سلسلة واحدة ثم مقابلة جزء من هذه بجزء من تلك إنما هو بحسب العقل دون الخارج، فإن كفى في تمام الدليل حكم العقل بأنه لابد أن يقع بإزاء كل جزء جزء أو لا يقع، فالدليل جار في الأعداد وفي الموجودات المتعاقبة والمجتمعة والمترتبة وغير المترتبة، لأن للعقل أن يفرض ذلك في الكل، وإن لم يكف ذلك بل اشترط ملاحظة أجزاء الجملتين على التفصيل لم يتم الدليل في الموجودات المترتبة فضلاً عما عداها، لأنه لا سبيل إلى ذلك إلا فيما لا يتناهى من الزمان "
وقال الظواهري بعد نقل كلام التفتازاني " وبعد ما تقدم صار التطبيق غير متفق عليه في إبطال التسلسل وإن قيل إنه العمدة.
قدم العالم (110)
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:10]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
نكتة المسألة هي في تعريف (ما لا يتناهى)، فإنهم لم يعرفوا هذا المصطلح مع كثرة ترداده في كلامهم، وقد بحثت كثيرا عن تعريفه فلم أجد.
ولو ذكروا تعريف (ما لا يتناهى) لانحلت المسألة من أصلها، ولظهر بطلان الكلام بوضوح.
فإننا لو عرفنا (ما لا يتناهى) بأنه: "ما لا يزداد بوضع فرد من جنسه فيه" فهذا التعريف في حد ذاته يحتوي على إبطال برهان التطبيق!!
لأن خلاصته (س = س + 1)، وهذا ما يبطله برهان التطبيق، وعليه فإما أن يكون برهان التطبيق باطلا وإما أن يكون تعريف ما لا يتناهى باطلا، والثاني خطأ فثبت الأول.
وعلم الرياضيات الحديث يثبت بطلان كلامهم في هذا البرهان؛ لأنه لا يمتنع في الرياضيات تفاضل اللامتناهيات بمقادير ثابتة، بل هذا هو مقتضى التعريف!
كما أن علم الرياضيات الحديث يثبت وجود لامتناهيات مختلفة الأنواع.
والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:49]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك شيخنا الكريم
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 12:21]ـ
بارك الله في الشيخين الفاضلين على ما أفادا.
أخذ المتكلمون ما يسمى ببرهان المطابقة من كتاب "الرد على ابرقلس القائل بقدم العالم" ليحي النحوي (فيلوبونوس) وهو فيلسوف يعقوبي كان تلميذا لأمونيوس الذي كان تلميذاً لأبرقلس، وكان هذا يعتقد قدم العالم تبعاً لأرسطوطاليس.
والكتاب مخروم باللاتينية (ينقصه من البداية إلى الحجة الرابعة وهو- كاملاً - ثماني عشرة حجة) واسمه باللاتينية:
De aeternitate mundi contra proclum" وهو موجود بالعربية ذكره النديم في الفهرست.وقد نقل شيئاً من الحجج الشهرستاني في الملل والنحل.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 04:43]ـ
أخذ المتكلمون ما يسمى ببرهان المطابقة من كتاب "الرد على ابرقلس القائل بقدم العالم" ليحي النحوي (فيلوبونوس) وهو فيلسوف يعقوبي كان تلميذا لأمونيوس الذي كان تلميذاً لأبرقلس، وكان هذا يعتقد قدم العالم تبعاً لأرسطوطاليس.
وفقك الله وسدد خطاك.
أرجو أن توثق لنا هذه المعلومة، لأن برهان التطبيق لا يتماشى مع أصول من يقول بقدم العالم من الفلاسفة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 04:47]ـ
ومن بلايا برهان التطبيق أن أبا المعالي الجويني طرد هذا البرهان في معلومات الله عز وجل، فزعم أنه لا يعلم ما لا يتناهى على التفصيل!
قال في البرهان (1/ 145):
((فإن استنكر الجهلة ذلك وشمخوا بآنافهم وقالوا: الباري سبحانه عالم بما لا يتناهى على التفصيل، سفهنا عقولهم وأحلنا تقرير هذا الفن على أحكام الصفات، وبالجملة علم الباري سبحانه وتعالى إذا تعلق بجواهر لا تتناهى فمعنى تعلقه بها استرساله عليها من غير فرض تفصيل الآحاد مع نفي النهاية، فإن ما يحيل دخول ما لا يتناهى في الوجود يحيل وقوع تقديرات غير متناهية في العلم، والأجناس المختلفة التي فيها الكلام يستحيل العلم بها، فإنها متباينة بالخواص، وتعلق العلم بها على التفصيل مع نفي النهاية محال، وإذا لاحت الحقائق فليقل الأخرق بعدها ما شاء)).
وقد حاول من تبعه من الأشاعرة أن ينقضوا كلامه فلم يأتوا بما يشفي، إلا أنهم أجمعوا على بطلان كلامه، مع أنه لازم لهم على التسليم ببرهان التطبيق!!
فأحد الأمرين لازم لهم: إما أن يبطلوا برهان التطبيق، وإما أن يوافقوا على كلام الجويني.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 11:51]ـ
وفيك بارك الله يا أستاذ،
يحيى النحوي كان يعقوبياً على دين النصارى، منتقداً لقول أبرقلس القائل بقدم العالم تبعاً للمدرسة المشائية. والكتاب الذي أشرتُ إليه ذكره أيضاً أبو الريحان البيروني في كتاب الهند ويظهر من السياق أنه قرأه.
ثم قولي إن الشهرستاني ذكر في الملل والنحل شيئاً من الحجج فيه إبهام، لأن المراد بالحجج هنا حجج أبرقلس في قدم العالم وليس حجج يحي النحوي في الرد عليها.
ملاحظة:
ذكرت بعض المصادر أن يحي هذا رأى عمر بن العاص في مصر، وهذا بعيد لأن يحي توفي قبل الفتوح بمدة على الصحيح. والله أعلم ..
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 04:59]ـ
نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: وأما القائلون بامتناع مالا يتناهى وإن عدم بعد وجوده فمنهم من قال به في الماضي والمستقبل كقول جهم وأبي الهذيل ومنهم من فرق بين الماضي والمستقبل وهو قول كثير من أهل الكلام ومن وافقهم قالوا لأنك إذا قلت لا أعطيك درهما إلا أعطيك بعده درهما كان هذا ممكنا ولو قلت لا أعطيك درهما حتى أعطيك قبله درهما كان هذا ممتنعا وعلى هذا اعتمد أبو المعالي في إرشاده وأمثاله من النظار وهذا التمثيل والموازنة ليست صحيحة بل الموازنة الصحيحة أن تقول ما أعطيتك درهما إلا أعطيتك قبله درهما فتجعل ماضيا قبل ماض كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل.
وأما قول القائل لا أعطيك حتى أعطيك فهو نفي للمستقبل حتى يحصل مثله في المستقبل ويكون قبله فقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل وهذا ممتنع لم ينف الماضي حتى يكون قبله ماض فإن هذا ممكن والعطاء المستقبل ابتداؤه من المعطى والمستقبل الذي له ابتداء وانتهاء لا يكون قبله مالا نهاية له فإن وجود مالا نهاية له فيما يتناهى ممتنع.
منهاج السنة (1|436)
[ quote]
بارك الله فيك أخي الكريم.
كنت قد عقبت على مشاركتك النافعة بجواب مفاده أن المتكلمين أخذوا هذه من كتاب يحي النحوي المتوفى سنة 580م. وإثر مشاركتي طلب مني الشيخ أبو مالك حفظه الله تعالى التثبت من هذه المعلومة، فأجبت بجواب مختصر لأن المصدر لم يكن بحوزتي.
وسوف أنقل إن شاء الله كلام أبي المعالي الذي أشار إليه شيخ الإسلام ثم أعقبه بكلام يحي النحوي مختصراً إياه ليتسنى لنا المقارنة بعد ذلك.
(قال في الإرشاد ص47 ت: أسعد تميم، مؤسسة الكتب الثقافية، ط1 1985)
" وضرب المحصلون في الوجهين فقالوا: مثال إثبات حوادث لا أول لها قول القائل لمن يخاطبه:
لا أعطيك درهماً إلا و أعطيتك قبله ديناراًو لا أعطيك ديناراً إلا وأعطيتك قبله درهماً. فلا يتصور أن يعطي على حكم شرطه ديناراً و لا درهماً."انتهى
قال يحي النحوي في رسالته " في حدث العالم" وهي غيركتابه "الرد على أبرقلس القائل بقدم العالم"
نشرها المستشرق الفرنسي "جيرار تروبو" و قال إن المخطوط مكتوب على يدي أحد الأقباط وهو بمكتبة أكسفورد.
" قال يحي: قد تقدمت فوضعت كتبا في نقض الأغاليط و الشبه التي احتج بها برقلس والتي احتج بها أرسطاطاليس وغيرهما من أهل الدهر في قدم العالم. وأما الآن فإني أريد أن أقيم البرهان في هذا الكتاب على أن العالم محدث كان بعد أن لم يكن.
.... فنرجع بعد هذا إلى الذي قدمناه من هذه الأصول الثلاثة فنقول: إن كان العالم قديماً لم يزل، فإن أشخاص الحيوان لم تزل تتناسل فيه بعضها من بعض، إنسان من إنسان وفرس من فرس وثور من ثور ...
وإذا كان هذا هكذا فقد تقدم وجود سقراط وجود أبيه وتقدم وجود أبيه وجود الأب الذي كان قبله ...
و قلنا في الأصل الثالث أن كل شيئ يحتاج في وجوده إلى وجود أشياء لا نهاية لعددها تتقدمه أنه لا يمكن أن يوجد أبد، وسقراط قد وُجد." انتهى
هذا ما أردت نقله وهناك كلام لآخر في برهان المطابقة والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 12:57]ـ
جزاك الله أخي الكريم
الذين قالوا بحوادث لا أول لها صادرة عن آله.
أولا: بعض فلاسفة الإسلام كابن سينا الذي قال بوجوب حوادث لا أول لها - الله موجب بالذات-
ثانيا: أهل السنة الذين قالوا بالجواز.
وقول ابن سينا مركب كما ذكر شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية من قول الفلاسفة الدهريين الذين ينكرون وجود الله ويرون هذا العالم قديم دون إسناد وجوده إلى آله؛ وبين أهل الشرائع - الأنبياء والرسل - الذين آمنوا بالله وأوليته وخلقه لهذا الكون.
.
وقد نقل شيخ الإسلام ردود الرازي على بعض الفلاسفة القائلين بوجوب حوادث لا أول لها
درء التعارض (5|72)
وابن رشد في التهافت رد على الغزالي في هذه المسألة - برهان التطبيق- وانتصر لابن سينا
فلا إشكال أن بعض الفلاسفة قالوا بحوادث لا أول لها -الوجوب -
وقول ابن سينا من فلاسفة الإسلام غير قول الفلاسفة اليونانيين المنكرين أصلا للإله القائلين بقدم العالم وإن اشتركوا في جزئية من ذلك.
والله أعلم
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[09 - Jul-2010, صباحاً 03:26]ـ
جزاكم الله تعالى كل خير إخواني الأفاضل على هذه الفوائد(/)
دعاة التغريب ومتبعو الشهوات وراء بدء انفلات بعض النساء أخيرافي بلادالحرمين للعباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 10:46]ـ
للتحميل بصيغة pdf (http://oalbadr.googlepages.com/Mtbawa_alshahwat.pdf)
للتحميل بصيغة doc (http://oalbadr.googlepages.com/Mtbawa_alshahwat.doc)
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 10:14]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[السليماني]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 11:56]ـ
بارك الله فيكم(/)
أسئلة عن فرق الشيعة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 11:51]ـ
قرأت كلام عن فرق الشيعة فى ثلاثة مواضع فظهر لى خلاف ولا أدرى ما وجه الخلاف فلو أحدكم يعرف يفيدنى جزاه الله خيرا
قال الشيخ سعيد حوى ان التشيع البدعة ثلاثة
1 - تشيع يفضل على على عثمان 2 - تشيع يفضل على على الخلفاء الثلاثة 3 - تشيع يفضل على على الخلفاء الثلاثة فى الخلافة والثلاثة مراتب يقرون بفضل الخلفاء الثلاثة انتهى
قال الشيخ المقدم
فى الصدر الاول لايسمى شيعى الا من قدم على على عثمان فقط ولهذا كان يقال شيعى وعثمانى وهؤلاء وان سموا شيعة فهم من اهل السنة لأن المسألة ليست من الاصول لكن المسألة التى يضلل فيها المخالف هى مسألة التقديم فى الخلافة
وقوم اى فى الصدر الاول قدموا بعد الشيخين عثمان ثم توقفوا وقوم لم يتوقفوا وقدموا عليا بعد عثمان وقوم أخرون قدموا عليا بعد الشيخين وقوم أخرون توقفوا نهائيا بعد الشيخين لكن استقر اهل السنة على ما هو عليه الان انتهى
فانظروا كيف الشيخ المقدم جعلهم من اهل السنة والشيخ سعيد جعلهم من التشيع البدعى ثم الشيخ سعيد ذات نفسه ينقل بعد ذلك كلام بن حجر فى ان من قدم عليا على الشيخين فهو غال فى تشيعه ويطلق عليه رافضى مع ان الشيخ سعيد جعله فى قسم التشيع البدعى لا الرافضى!
------------
ولى سؤال أخر وهو ان الشيخ سعيد قال ان العلماء حكموا على المتشيعين التشيع الرافضى الغالى حكموا عليهم احكاما تدور بين التضليل والتفسيق والتكفير وسؤالى أنه اذا كان كلامهم مجمع على كفره فلماذا نقول أنه اذا اقيمت على أحدهم الحجة فيكفر قطعا عند من أقامها عليه ثم ما معنى حكايته لأحكام العلماء عليهم اذا كانوا جهالا والجاهل يعذر بجهله وان علم يكفر بالاجماع عنمد من أقام عليه الحجة(/)
كتاب (النقاب عادة و ليس عبادة) هكذا يهدم الإسلام
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:11]ـ
بسم الله الرحيم الرحيم
الحمد لله رب العالمين ... أما بعد ...
تستعد وزارة الأوقاف المصرية لتوزيع كتاب جديد في مصر تحت عنوان "النقاب عادة وليس عبادة". وكان وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق صرح في وقت سابق أن وزارته ستقوم بطبع هذا الكتاب الذي يتضمن رأيه ورأي الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، والدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، وآراء كبار العلماء في قضية "النقاب" وعدم مشروعيته، كما نقلت عنه "المصري اليوم".
ووضع الدكتور زقزوق نشر هذا الكتاب في سياق جهود المؤسسات الدينية المعتدلة مستمرة لمواجهة دعاة الفضائيات، للرد على فتاواهم الغريبة، التي تسيء للإسلام والمسلمين، على حد تعبيره.
وقال إن "دعاة الفضائيات يركزون علي الأمور الهامشية، منها (النقاب)، حيث يقول أحدهم من شروط النقاب أن يغطي كل وجه المرأة حتي بياض عينيها ورموشها، وللأسف الشديد أدى ذلك إلى انتشار النقاب بصورة ملحوظة في المجتمع المصري".
منقول من " العربية نت "
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:15]ـ
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم
هكذا يهدم الإسلام يا أبناء الإسلام
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 07:16]ـ
بارك الله فيكم ..
قولهم: (في قضية "النقاب" وعدم مشروعيته)!!
لا أعلم أحدًا سبقهم إلى هذه ((البدعة)) ..
وعجبًا لأمرهم: أفزعهم (النقاب) .. ولم يُفزعهم (التبرج) المتفق على تحريمه .. !
والله المستعان ..
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 09:05]ـ
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 09:46]ـ
يقول ابن المبارك رحمه الله:
وهل يفسد الدين إلا الملوك ... وأحبار سوء ورهبانها
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 12:53]ـ
وعجبًا لأمرهم: أفزعهم (النقاب) .. ولم يُفزعهم (التبرج) المتفق على تحريمه .. !
والله المستعان ..
إيراد في محله
أحسن الله إليك يا شيخ سليمان
ولا يخفى عليكم أن غالب البدع و الضلالات خرجت من مصر وتولدت من أبنائها
و الله المستعان(/)
لا تنسى متابعة جديد دروس الشيخ محمد مال الله - رحمه الله -
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 02:03]ـ
لا تنسى متابعة جديد دروس الشيخ محمد مال الله - رحمه الله -
السلام عليكم
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=3677(/)
ابن حميد: الاجتهاد ليس مقصورا على الفروع وإنما يدخل أيضا في الأصول
ـ[عبدالرحمن الجبرين]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 02:44]ـ
آثار كلامه ضجة كبيرة بين الحضور .... ابن حميد: الاجتهاد ليس مقصورا على الفروع وإنما يدخل أيضا في الأصول .. والركبان يثور غاضبا
آثار البحث المقدم من معالي الشيخ صالح بن حميد حول الاجتهاد ضجة كبيرة بين الحضور حيث تعرض فيه الشيخ إلى القول بأن الاجتهاد لا يقتصر على الفروع فقط بل يتعدى ذلك إلى الأصول أيضا.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى لمؤتمر الفتوى وضوابطها والتي كانت بعنوان الاجتهاد الجماعي وأهميته في مشكلات العصر وقد شارك فيها كل من معالي الدكتور عصام البشير رئيسيا للجلسة ومعالي الدكتور صالح بن حميد وفضيلة الدكتور محمد تقي العثماني وفضيلة الدكتور وهبة الزحيلي وفضيلة الدكتور شعبان إسماعيل وفضيلة الدكتور أحمد الريسوني حيث قال حفظه الله في بحثه ويحسن – في هذا المقام – التنبيه لمسائل: الأولى: "قال في تيسير التحرير": إن ما يقع من بذل الوسع في العقليات من الأحكام الشرعية الاعتقادية اجتهاد عند الأصوليين ... والأحسن فيها تعميم التعريف بحيث يعم العمليات والاعتقاديات ظنية كانت أو قطعية" وقد صحح شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وقوع الاجتهاد في مسائل الأصول والفروع فقال – رحمه الله –: (ولم يفرق أحد من السلف ولا الأئمة بين أصول وفروع بل جعل الدين قسمين أصولاً وفروع ا لم يكن معروفا في الصحابة والتابعين ولم يقل أحد من السلف والصحابة والتابعين إن المجتهد الذي استفرغ وسعه في طلب الحق يأثم لا في الأصول ولا في الفروع ... وحكوا عن عبيد الله العنبري أنه قال كل مجتهد مصيب ومراده أنه لا يأثم , وهذا قول عامة الأئمة كأبي حنيفة والشافعي وغير".
هذا وفي معرض مداخلته أيد الأستاذ الدكتور سعود الثبيتي الشيخ في رأيه واستدل على ذلك بأن الإمام أبو حنيفة وهو المؤسس الأول للمذاهب الإسلامية – كما يقول الدكتور - يقول إن الإيمان هو قول واعتقاد ولا يدخل العمل فيه بل العمل خارج عن الإيمان وأيضا جبريل عليه السلام حينما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عن الإيمان والإسلام والإحسان ثم سألهم عن الساعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وهذا أمر من أمور العقيدة ".
وقد تصدى لهذا القول الشيخ عبد الله الركبان وثارا غاضبا منددا بهذا القول ومطالبا بضرورة إغلاق الحديث فيه قائلا: إن هذا القول مزلة أقدام وينبغي ألا يخاض فيه وألا يتحدث عنه" ويرى فضيلته أن الحديث في هذا الموضوع يفتح بابا خطيرا على الأمة الإسلامية في أصولها وثوابتها.
وبين الطرفين توسط الدكتور محمد أحمد لوح عميد الكلية الإسلامية بالسنغال حيث أكد على ضرورة توضيح المسألة وتفصيلها وتساءل ما إذا كان المراد بالاجتهاد في الأصول الاجتهاد في فهم النص أم المراد الاجتهاد المطلق.
أما الدكتور عبد الوهاب ..... فقال: إن ما تطرق إليه معالي الدكتور صالح حول الاجتهاد في الأصول فيه نظر ويرد عليه استشكالات كثيرة فهل المقصود من الأصول الحديث عن هذه الفرق الإسلامية وعقائدها أم أن الباب مفتوح للاجتهاد العام في أصول الدين وإذا كان الباب مفتوحا فإنه يؤدي مفاسد عظيمة ولذا لا بد من توضيح الأمر وتبينه.
أما فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي فقد صرح بأن الأمور القطعية منطقة محظورة ممنوعة لا يحق لأحد الاجتهاد ولا الدخول إليها وأبان أن الحديث في هذا الأمر له مخاطر عظيمة إذا أن الأمر فيه ليس له نهاية.
وأكد القرضاوي على أن الحديث في هذا الأمر هو الذي أدى بالبعض إلى الاجتهاد بزعمه في حكم التعدد وبالتالي تحريمه وإلى تفكير البعض في أمريكا بنقل صلاة الجمعة إلى يوم الأحد حتى يكثر المصلين بزعمه وإلى أمور كثيرة بدأ تظهر على الساحة بسبب هذا الخلط ولذا فإنه لا بد أن نؤكد على أن الأمور القطعية منطقة محظورة ممنوعة لا يجوز لأحد الاجتهاد فيها.
هذا وبعد الجلسة حاول موقع الفقه الإسلامي معرفة وجهة نظر الشيخ الركبان على وجه التفصيل إلا أن الشيخ اعتذر وأكد على ضرورة إغلاق الحديث في هذه المسألة وعدم التعرض لها.
المصدر:
موقع الفقه الإسلامي
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 09:00]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
(وبين الطرفين توسط الدكتور محمد أحمد لوح عميد الكلية الإسلامية بالسنغال حيث أكد على ضرورة توضيح المسألة وتفصيلها وتساءل ما إذا كان المراد بالاجتهاد في الأصول الاجتهاد في فهم النص أم المراد الاجتهاد المطلق).
# عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ يرفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي: هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه؟ فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة.
# قال الدكتور مسفر القحطاني في كتابه " منهج استنباط أحكام النوازل الفقهية المعاصرة-دراسة تأصيلية تطبيقية":
- المطلب الثاني: حكم النظر فيما يسوغ من النوازل وما لا يسوغ.
-المسألة الثالثة: بيان ما يسوغ الاجتهاد فيه من المسائل وما لا يسوغ.
(هناك شروط ذكرها بعض الاصوليين في المسألة المجتهد فيها ليتحقق لنا من خلال هذه الشروط ما يجوز الاجتهاد فيه من النوازل والوقائع وما لا يجوز, ويمكن أن نجمل هذه الشروط فيما يلي:
رابعا: ألا تكون المسألة المجتهد فيها من مسائل العقيدة, فإن الاجتهاد والقياس والرأي خاصة بمسائل الأحكام.
وحكى ابن عبدالبر-رحمه الله-اتفاق العلماء على ذلك فقال-رحمه الله-: (لا خلاف بين فقهاء الامصار وسائر أهل السنة, -وهم أهل الفقه والحديث-في نفي القياس في التوحيد وإثباته في الاحكام).
وعد ابن القيم-رحمه الله- من أنواع الرأي المذموم باتفاق سلف الامة الرأي المتضمن تعطيل أسماء الرب وصفاته وأفعاله بالمقاييس الباطلة التي وضعها أهل البدع والضلال. انتهى.
-صفحة (129 - 130) -رسالة دكتوراة-طبعة دار الاندلس وابن حزم.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 10:06]ـ
وللفائدة: ينظر في كتاب" جناية التأويل الفاسد" للشيخ أحمد لوح, وكتاب" ارسال الشواظ" للشيخ صالح الشمراني.
ـ[عبدالرحمن الجبرين]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 12:30]ـ
للرفع فقط
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 01:40]ـ
@ النص المنقول عن شيخ الاسلام-رحمه الله- يحتاج الى تكملة حتى يفهم المعنى, ويحتاج كذلك-لمن يريد معرفة كلام الامام- الى ان يجمع كلامه في هذا الباب.
# قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة وإن كان ذلك في المسائل العلمية، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة، وإن كان الله يغفر لمن جهل تحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصوده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم بحسب إمكانه، هو أحق أن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذ بما أخطأ تحقيقا لقوله: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) < البقرة: 286>) اهـ. < مجموع الفتاوى (20/ 165) >
#ويقول رحمه الله: (هذا قول السلف وأئمة الفتوى كأبي حنيفة والشافعي والثوري وداود بن علي وغيرهم، لا يؤثمون مجتهدا مخطئا في المسائل الأصولية ولا في الفرعية كما ذكر ذلك عنهم ابن حزم وغيره، وقالوا: هذا هو القول المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين أنهم لا يكفرون ولا يفسقون ولا يؤثمون أحدا من المجتهدين المخطئين لا في مسائل عملية ولا علمية، قالوا: والفرق بين مسائل الفروع والأصول إنما هو من أقوال أهل البدع من أهل الكلام والمعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم). < مجموع الفتاوى (19/ 207) >
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 03:43]ـ
غدا سيقال أن ما توصل إليه الأشاعرة وغيرهم من المعطلة هو نوع اجتهاد، وكذلك الصوفية وربما دخل الشيعة ضمن الحسبة، ويكون غاية الحكم فيهم أنهم ممن يدور بين الأجر والأجرين .. !!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله .. اللهم نسألك الثبات على عقيدة السلف حتى الممات .. آمين
ـ[الديواني إسلام]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 07:03]ـ
الكلام من حيث التأصيل لا غبار عليه، و هو كلام ابن تيمية رحمه الله نفسه!
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 07:09]ـ
بارك الله في الشيخ العلامه د. صالح بن عبدالله بن حميد (رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 07:37]ـ
قد يكون كلامه في طريقةِ تطبيق الأصول ... وهذا لا غبار عليه!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 02:37]ـ
ينبغي هنا أن نذكر كلاما هاما نوضح فيه مقصد شيخ الاسلام رحمه الله تعالى
ففحوى كلامه في تخطئته تقسيم الدين أصول وفروع كان في معرض الرد على المتكلمين
حيث قسموا الدين إلى أصول وفروع من عند أنفسهم لذا أنكر عليهم
ولاأدري كيف يفهم من نص مبتور عنه أنه لايقسم الدين إلى أصول وفروع
وكيف وقد أثبته كبار السلف منهم شيخ الاسلام
فقال (وبمثل ذلك جاء القرآن في تقر ير أصول الدين ومسائل التوحيد والصفات والمعاد)
والنصوص له في ذلك كثيرة.
فالأمانة العلمية تحتم على طالب العلم أن يجمع النصوص لعالم ما في المسألة , وأن يمعن النظر في سياقات الكلام وفي اي معرض كان حتى يفهم مراده.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 02:57]ـ
تحرير رأي ابن تيمية في انقسام الدين إلى أصول وفروع
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15662
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 02:36]ـ
# قال الشيخ عايض الشهراني في كتابه " التحسين والتقبيح العقليان و أثرهما في مسائل أصول الفقه " طبعة دار كنوز اشبيليا-رسالة دكتوراة- (3/ 175 - 197) الفصل الخامس- تأثر المدرسة العقلية الحديثة بالتحسين والتقبيح العقليين في نظرتها للاجتهاد, وتقويم تلك النظرة:
-المبحث الاول-تأثر المدرسة العقلية الحديثة بالتحسين والتقبيح العقليين في نظرتها للاجتهاد.
(إن أكثر ما يردده أرباب المدرسة العقلية الحديثة في كتبهم ومقالاتهم هو الدعوة إلى فتح باب الاجتهاد على مصراعيه, حتى لا تكاد تجد كتابا من كتبهم إلا ويتناول هذا الامر تصريحا أو تلويحا ... وحسبي في هذا المقام-لتجلية نظرة أصحاب المدرسة العقلية الحديثة للاجتهاد-أن أذكر شيئا من مظاهر ذلك الاجتهاد الذي يدعون إليه, والتي يتضح بها مدى تأثرهم بتحكيم العقول والاهواء, وليكن ذلك في النقاط التالية:
أولا: زعمهم أن الاجتهاد ليس في فروع الفقه فحسب, بل في أصول الفقه أيضا:
فلقد دعا بعض أتباع المدرسة العقلية الحديثة إلى عدم قصر الاجتهاد في فروع الفقه, وتوسعة ذلك حتى يشمل الاجتهاد في أصول الفقه أيضا, وذلك باستحداث أصول جديدة أو التوسع في إستعمال الاصول المعروفة.
وكان من أوئل الذين دعوا الى ذلك " مجلة المسلم المعاصر" في عددها الافتتاحي الذي بين فيه مؤسسها جمال عطية أن هذه المجلة-على قوله-: (تنطلق من ضرورة الاجتهاد, وتتخذه طريقا فكريا, ولا تكتفي في البحث في ضرورة في فتح باب الاجتهاد في فروع الفقه, بل تتعداه الى بحوث الاجتهاد في أصول الفقه).
وقد سار على هذا النهج جمع من أتباع المدرسة العقلية, منهم أحمد كمال أبو المجد, حيث يقول: " إن إقامة أحكام الاسلام في عصرنا تحتاج إلى إجتهاد عقلي كبير , لا يسع عاقل انكاره ... والاجتهاد الذي نحتاج اليه اليوم ويحتاج اليه المسلمون ليس اجتهادا في الفروع وحدها, وإنما هو اجتهادا في الاصول كذلك).
ثانيا: الدعوة إلى إلغاء اجتهادات الفقهاء السابقين وعدم الاعتداد بها:
فقد حمل كثير من أتباع المدرسة العقلية الحديثة حملة شعواء على الفقه والفقهاء السالفين ... فيقول أحمد كمال أبو المجد: (أما اجتهاد القدماء من السلف فإنه يظل تجربة غير ملزمة ... وتاريخ المسلمين منذ عهد الصحابة الى يومنا هذا تاريخ أمة من البشر عامر بالخير والشر معا ... تلك إذن أمم قد خلت لها ما كسبت ولنا –اليوم- ما نكسب, والتراث تجارب, واجتهاد السلف سوابق, والحاضر لا يصلح له الا اجتهاد جديد).
ويعلل ذلك بقوله: (البشر كل البشر يؤخذ من كلامهم ويترك, ويقبل من آرائهم ويرفض, ويناقشون فيما يقولون ويفعلون, والتسليم لهم-بغير مناقشة- ذل وعبودية واهدار لنعمة العقل وملكة البحث).
ويسمي من يلتزم بمنهج السلف, ولا يستبيح الخروج عن الاجماع السابق أو عن الخلاف السابق بعناصر التخلفوالجمود.
وهكذا ينظر "الترابي" بنظرة مماثلة لفقه السلف, فيقول": (ولا نكاد نجد في الفقه إلا أحكاما لا يمكن أن تؤسس بناء اقتصاديا للمجتمع الحديث, فإذن فكرنا الاعتقادي والفقهي قد تقادم وينبغي أن يجدد بالرجوع الى الاصول مرة اخرى).
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا: الثابت والمتغير في الشريعة:
يقسم كثير من أتباع العقلية الحديثة الشريعة الى تشريع دائم وآخر متغير ... وفي ذلك يقول محمد النويهي: (إن كل التشريعات التي تخص أمور المعاش الدنيوي والعلاقات الاجتماعية بين الناس, والتي يحتويها الكتاب والسنة لم يقصد بها الدوام وعدم التغير, ولم تكن الا حلولا مؤقتة احتاج اليها المسلمون الاوائل, وكانت صالحة وكافية لزمانهم, فليست بالضرورة ملزمة لنا.
ومن حقنا, بل من واجبنا أن ندخل عليها من الاضافة والحذف والتعديل والتغيير ما نعتقد أن الاحوال تستلزمه).
سادسا: توسيع دائرة النسخ في الشريعة: ادعى أتباع المدرسة العقلية الحديثة أن النسخ للاحكام الشرعية ليس مقصورا على الشارع فقط, بل هو حق من حقوق المجتهدين أيضا يستخدمونه حين يرون قصور أحكام الشريعة عن تحقيق المصالح.
وهذا غريبة من غرائبهم التي لا تنهي.
يقول محمد فتحي عثمان: (أما التغيير لحكم لم ينسخ نصه من قبل الشارع فقد أجازته الشريعة للمجتهدين من قضاة ومفتيين تبعا لتغير المصالح في الازمان أيضا).
سابعا: منهج الاختيار والترجيح:
اطرح كثير من ارباب المدرسة العقلية الحديثة قواعد الاختيار والترجيح لدى أئمة السلف وصاروا يتصيدون الشاذ من الاقوال ويتبعون زلات العلماء ويجعلون من ذلك شرعا ود ينا, فعدوا كل ما ذكر في كتب الفقهاء من آراء واختلافات حججا شرعية مهما بعد مأخذها, ولم يكتفوا في ذلك بالمذاهب السنية, بل عمموا هذه الطريقة على كل ما يجدونه من آراء عند الخوارج أو الامامية او الزيدية او غيرهم من الفرق.
ومن ثم فالمسلم بعد ذلك مخير في اختيار ما شاء من تلك الاقوال, ويكفي في وجه ترجيح أحد تلك الاقوال مناسبة ذلك القول لواقع ذلك الشخص وتحقيقه لمصلحته بلا مبالاة بدليل ذلك القول وقوة مأخذه أو ضعفه.
وقد ذكروا عن الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الازهر في وقته أنه امر بتشكيل لجنة تنظم الاحوال الشخصية, وأوصاهم بقوله: (ضعوا من المواد ما يبدو لكم أنه يوافق الزمان والمكان, وانا لا يعوزني بعد ذلك أن آتيكم بنص من المذاهب الاسلامية يطابق ما وضعتم).
ويتابع الشيخ محمد الغزالي من سبق ذكرهم على هذا المنهج في الترجيح, فيقول: (وعندي أن من الخير أولا دراسة النصوص كلها ثم دراسة جميع اقوال الفقهاء التي أثرت عن الاربعة المشهورين وعن غيرهم من فقهاء الامصار ومن الخوارج والزيدية والامامية والظاهرية ... الخ, على ان تكون هذه الدراسة المقارنة حرة طليقة, وعلى ان يباح بعد لأي مسلم أن يتخير منها ما يجب, أو ان يلتزم تقليد مجتهد بعينه).
وهكذا الحال عند الترابي, حيث يقول: (لكل مسلم أن يجد الرأي الذي ينشرح له صدره, ووجه العبادة الذي يناسبه, فهو يستطيع أن يعبد الله كما هو ميسر له, ويستطيع كل شعب او اقليم من المسلمين ان يجد نمطه او كيفية العبادة التي تناسبه).
ويقول في كتاب آخر: (فمن الناس من يؤثر ألا يلتزم بمنهج مقيد, بل يظل طليقا ينتقي من الاراء ما يناسبه, ويتخذ مصادر فكره وطرائقه حيث شاء في صفحات الكتب, ويعرض آراءه حسب ما يتناسب مع الموقف في اطار الالتزام بالاسلام عامة).
ومن خلال ما سبق في هذا الفصل يتضح بجلاء أن اتباع المدرسة العقلية الحديثة قد جعلوا الاجتهاد مطية لتسويغ منهجهم العقلي على تحسين العقل وتقبيحه, وخالفوا ما قرره اهل العلم من وضع الاجتهاد ضمن مجالات لا يتعداها ووفق شروط وضوابط لا يتجاوزها كما سيأتي بيانه خلال المبحث التالي ان شاء الله. انتهى مختصرا.
# الرجاء شراء الكتاب للاطلاع على المبحث الثاني!!!
# من باب الفائدة: ينظر في كتاب شيخ الاسلام الفتوى "الحموية" على سبيل الاختصار, و كتاب درء تعارض العقل والنقل للتوسع, وكتاب الجيزاني معالم في اصول الفقه مبحث القياس والاجتهاد والاجماع ومسألة اذا اختلف الصحابة على قولين فلا يجوز لمن بعدهم احداث قول ثالث يخرج عن قولهم في مبحث الاجماع, وكتاب جناية التأويل لمحمد لوح- المبحث الثالث "الاصول التي بنى الباطنية منهجهم في التأويل-الاصل الثالث", لمعرفة اوجه الشبه!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 08:37]ـ
# قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب درء تعارض العقل والنقل- (1/ 16 - 62) - طبعة الرشد- تحقيق عبد اللطيف القيسي, و (1/ 24 - 78) تحقيق محمد رشاد سالم رحمه الله, الاحالة من طبعة القيسي ولم اطلع على تحقيق العلامة محمدرشاد رحمه الله:
(ولما كنت بالديار المصرية سألني من سألني من فضلائها عن هذه المسألة, فقالوا في سؤالهم:
إن قال قائل: هل يجوز الخوض فيما تكلم الناس فيه من مسائل أصول الدين, وإن لم ينقل عن النبي-صلى الله عليه وسلم- فيها كلاما أم لا؟
فإن قيل بالجواز, فما وجهه؟ وقد فهمنا منه عليه الصلاة والسلام النهي عن الكلام في بعض المسائل؟
وإذا قيل بالجواز فهل يجب ذلك؟
وهل نقل عنه عليه الصلاة والسلام ما يقتضي وجوبه؟
وهل يكفي في ذلك ما يصل إليه المجتهد من غلبة الظن, أو لا بد من الوصول الى القطع؟
وإذا تعذر عليه الوصول إلى القطع فهل يعذر في ذلك, أو يكون مكلفا به؟
وهل ذلك من باب تكليف مالا يطاق والحالة هذه أم لا؟
وإذا قيل بالوجوب, فما الحكمة في أنه لم يوجد فيه من الشارع نص يعصم من الوقوع في المهالك, وقد كان عليه الصلاة والسلام حريصا على أمته؟
فأجبت:
الحمد لله رب العالمين.
# ينظر في الجواب لتحرير مذهب شيخ الاسلام-رحمه الله- في مسألة الاجتهاد في الاصول, ومسألة تقسيم الدين الى اصول وفروع. (تفصيل واضح و أفضل مما ذكره الشيخ سعد الشثري في كتابه-الاصول والفروع- عن مذهب الشيخ رحمه الله).
# وبالمناسبة: تحقيق القيسي على - ما أظن - انها هي الوحيدة التي ذكرت الرسالة كاملة.
- ولا انسى اني عرفت هذه الرسالة عن طريق رسالة مطبوعة بإسم- أصول الدين لشيخ الاسلام- دراسة وتعليق يوسف اللبان- ولكن على ما أظن أن فيها سقط! طبعة مكتبة أولاد الشيخ- مصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 01:08]ـ
... للمتابعة(/)
الغلو في الطالحين ..... د. ياسر برهامي _حفظه الله_
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 05:59]ـ
الغلو في الطالحين
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فليس خطأً مطبعياً ولا إملائياً، بل العنوان كما قرأتَ "الطالحين" عكس الصالحين.
أتى على الناس زمان يُحذَّرون فيه من الغلو في الصالحين من الأنبياء والأولياء، ومن العلماء والعباد؛ فإن بداية الانحراف عن دين الأنبياء كان بالغلو في الصالحين حتى عُبدِوا من دون الله -تعالى-، كما قص الله علينا قصة قوم نوح في عبادة وَدّ وسُواع ويغوث ويعوق ونسر.
وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الغلو فقال: (إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ) رواه النسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.
ولقد عُبِد الصالحون من العُباد بالغلو في قبورهم، والطواف بها، واعتقاد النفع والضر فيها، وصرف الدعاء، والذبح، والنذر لهم.
وعُبد العلماءُ باتخاذهم أرباباً من دون الله؛ يُحلون ما حرم الله، ويحرمون ما أحل الله، فيتبعهم الناس على ذلك.
وعُبد الملوك والكبراء بالغلو في السمع والطاعة؛ حتى أضلوا الناس السبيل (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا) (الأحزاب:67).
ثم جاء على الناس زمان صار الغلو فيه في غير الصالحين.
فعُبد بالمعنى الأول: -وهو الغلو بصرف العبادات للأموات- مَن ليس من الصالحين، بل من شر الفاسقين المجرمين، وعندنا في الإسكندرية مقامٌ لشيخ كبير له مولد -وكان ذلك قبل انتشار الدعوة السلفية بحمد الله- كبير جداً، كان مسجَّلاً في حياته من أصحاب السوابق في القسم الذي كان يتبعه، وله جرائمُ في المخدرات والآداب مما هو معروف لأهل حَيِّه الذين عاصروه في الستينيات من القرن الميلادي الماضي.
وأخبرني أبي -رحمه الله- عن رجل من أقاربنا -أظن أن مولده ما زال موجوداً في الصعيد-، كان يجادل أبي حين يأتي لزيارته في وجوب الصلاة والصيام، بل كان يقول الصلاة وسيلة لا غاية، ويترك الصوم والصلاة.
وأخبرني بعض الإخوة منذ أسابيع عن أن مسجد قريتهم قد تهدَّم واحتاج إلى ترميم، وكان به قبر أحد أسيادهم، وحاول الإخوة جهدهم حتى ينبشوا القبر، فوجدوا فيه عظام كلب تحت المقام، فأرسلوا إلى وزارة الأوقاف يطلبون منهم الحضور للتأكد حتى يُزال القبر من المسجد، فأرسلت الإدارة الهندسية بإزالة عظام الكلب مع بقاء المقام وصندوق النذور كما هما، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وعُبِد بالمعنى الثاني: -وهو الغلو في الاتباع- مَن ليس من الأحبار ولا العلماء، بل من الجُهال المبتدعين، بل في زماننا من الكفار والمنافقين، فصارت قوانين أوروبا الوثنية وما يدندن حولها وعلى منوالها من صنع المنافقين هي المتبعة المقدَّمة على كتاب الله -تعالى- وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!!
وصار يُعبد بالمعنى الثالث: -وهو الغلو في السمع والطاعة، حتى في المعصية والكفر- مَن ليس من أئمة المسلمين ولا ملوكهم، بل مَن كان مِن أعداء الإسلام ممن يعلن الكفر أو النفاق حسب حال الأمة ودرجة قبولها لكفره.
حتى اجتمعت في زماننا أنواع الغلو التي قال عنها عبد الله بن المبارك -رحمه الله-:
وهل أفسد الدينَ إلا الملوكُ وأحبارُ سوءٍ ورهبانُها
ولقد أظهرت أحداث غزة نوعاً عجيباً من "الغلو في الطالحين" ممن والى أعداء أمتنا، وعاونهم على ظلمهم وبغيهم مما لم يقع قبل ذلك بهذه العلانية دون استتار، ومما لم يجعل لأحد عذراً إلا أنه هو الذي يَعمى عن الحقيقة الساطعة كالشمس.
ولم تكن المشكلة -رغم جسامتها- في هؤلاء الطالحين، ولكنها كانت أجسم وأخطر فيمن انتسب إلى الدين والدعوة والعلم، بل إلى السنة والسلف ممن صار يدندن بالليل والنهار -ربما أكثر من الأذكار- حول مدح هؤلاء والثناء عليهم، وتحريم مخالفتهم ولو بالكلمة، وذم من خالفهم، حتى وصفهم بأبشع الأوصاف، كالخوارج والمارقين؛ لأجل أنهم لم يوافقوا على موالاة أعداء المسلمين.
وسمع المرءُ عجباً حين قال: "إن مجاهدي غزة ليسوا مجاهدين، ولا حتى لاعبين بصواريخهم العبثية، بل هم خوارج مجرمون نقضوا العهد مع اليهود، وقاتلوا في الشهر الحرام، ولم يستأذنوا ولاة أمرهم -ممن أتى بهم اليهود إلى هذه المناصب- في الدفع عن بلادهم، وأعراضهم، وأموالهم، وأنفسهم، وأبنائهم وبناتهم".
حتى جهاد الدفع المُتَعيِّن عند العلماء جميعاً جريمة وبدعة تخالف طريقة السلف؟!!
وكأن الواجب أن يستسلموا لليهود يدخلون البلاد كما يريدون، وأن يأتوا بأعوانهم ليذيقوا كل ملتزم بالدين سوء العذاب في سجونهم، وينتهكوا أعراضهم، وأعراض نسائهم وبناتهم وأبنائهم، كما هو معلوم لكل من دخل أو سمع أو بلغته أخبار هذه السجون.
والعجيب أن بعضهم حين سمع الإنكار منا على أمثال هؤلاء -الذين هم شر على الأمة من الطالحين أنفسهم- قال: "أين فقه الخلاف، والرفق مع المخالف؟! "
وكأن الاتهام بالبدعة والضلال والخروج حق مكتسب مضمون لمن يهاجم أهل الحق، وأما إذا رموه ببعض من سهامه كان الأمر تجاوزاً يستحق الإنكار!!
عجبٌ يسمعه المرء، ما كان يتصور أن يقوله منافق فضلاً عن أن يكون منتسباً للدعوة والعلم!!
اللهم إليك المشتكى، نشكو بثنا وحزننا، ونعلم أنك أنت العليم الحكيم.
فرسالة إلى كل من غلا في الطالحين، وزعم أن دعوته في النهي عن الغلو في الصالحين:
ابحثوا في قلوبكم ونياتكم، ثم ابحثوا بصدق في أدلة الكتاب والسنة، ثم في كلام أهل العلم من أهل السنة، فإن من الكلام ما لا يقوله أحد إلا بسبب الخذلان الذي يراه كل ناظر إلا المخذول باتباعه هواه، وإعراضه عن طريق مولاه.
واللهَ نسأل أن يهدينا جميعاً سواء السبيل.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسروحي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 06:50]ـ
جزاك الله خيراً يابن الزبير
مقال رائع وفي الصميم
وسوف يأتونك بخيلهم ورجلهم
ويوعزون الى مشائخهم المتفككين (ولله الحمد)
لكي يردوا على الشيخ ياسر برهامي محاولين اسقاطه
اللهم من كان أمره لك فانصره وأيده
ومن كان أمره لغيرك فاخذله وافضحه
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 08:20]ـ
بارك الله في الكاتب و الناقل و المعقب بالخير
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 05:42]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 07:18]ـ
حفظ الله الشيخ ياسر
كلام مصمم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 10:03]ـ
بارك الله في الكاتب و الناقل.
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 11:53]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 12:00]ـ
مههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههههههههه هههههههم
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 02:23]ـ
للرفع(/)
سؤال حول العذر بالخطأ في مسائل الشرك الأكبر.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 09:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اطلعت على أقوال لأئمة الدعوة النجدية، يقررون فيها أن الواقع في الشرك الأكبر من المسائل الظاهرة غير معذور بالخطأ؛ وسؤالي هو:- ما توجيه حديث الذي أخطأ من شدة الفرح، وحديث الذي أوصى أهله بأن يحرقوه، والذي اعتبركلامه عند بعض العلماء من قبيل الخطأ من شدة الخوف؟
بارك الله في الجميع.
ـ[يوسف الرومي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 11:58]ـ
قال العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين -رحمه الله-:
"وأما الرجل الذي أوصى أهله أن يحرقوه، وأن الله غفر له مع شكه في صفة من صفات الرب تبارك وتعالى، فإنما غفر له لعدم بلوغ الرسالة له، كذلك قال غير واحد من العلماء; ولهذا قال الشيخ تقي الدين: من شك في صفة من صفات الرب تعالى، ومثله لا يجهله، كفر، وإن كان مثله يجهله لم يكفر; قال: ولهذا لم يكفر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الشاك في قدرة الله تعالى، لأنه لا يكفر إلا بعد بلوغ الرسالة؛ وكذلك قال ابن عقيل، وحمله على أنه لم تبلغه الدعوة.
واختيار الشيخ تقي الدين في الصفات أنه لا يكفر الجاهل، وأما في الشرك ونحوه فلا، كما ستقف على بعض كلامه إن شاء الله تعالى؛ وقد قدمنا بعض كلامه في الاتحادية وغيرهم، وتكفيره من شك في كفرهم.
قال صاحب اختياراته: والمرتد من أشرك بالله، أو كان مبغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لما جاء به، أو ترك إنكار كل منكر بقلبه، أو توهم أن من الصحابة من قاتل مع الكفار، أو أجاز ذلك، أو أنكر فرعا مجمعا عليه إجماعا قطعيا، أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم، كفر إجماعا.
ومن شك في صفة من صفات الله تعالى، ومثله لا يجهلها فمرتد، وإن كان مثله يجهلها فليس بمرتد، ولهذا لم يكفر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الشاك في قدرة الله، فأطلق فيما تقدم من المكفرات، وفرق في الصفة بين الجاهل وغيره، مع أن رأي الشيخ أن التوقف في تكفير الجهمية ونحوهم، خلاف نصوص أحمد وغيره من أئمة الإسلام.
قال المجد رحمه الله تعالى: كل بدعة كفرنا فيها الداعية، فإنا نفسق المقلد فيها، كمن يقول: بخلق القرآن، أو أن علم الله مخلوق، أو أن أسماءه مخلوقة، أو أنه لا يرى في الآخرة، أو يسب الصحابة رضي الله عنهم تدينا، أو أن الإيمان مجرد الاعتقاد، وما أشبه ذلك، فمن كان عالما في شيء من هذه البدع يدعو إليه، ويناظر عليه، محكوم بكفره، نص أحمد على ذلك في مواضع، انتهى. فانظر كيف حكم بكفرهم مع جهلهم."
[الدرر السنية , 12/ 73 - 74]
ـ[عبد الله المهاجر]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 12:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد ..
" والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم "
* الخطأ: هو أن يقصد العبد بفعله شيئا فيصادف فعله غير ما قصد، كمن يريد رمي غزال فيصيب إنسانا، أو كمن يريد رمي كتاب كفر فيرمي كتاب الله جل وعلا، والأدلة على العذر بالخطأ كثيرة منها قوله تعالى: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم} (54) (الأحزاب الآية 5) ومن الأحاديث المشهورة في العذر بالخطأ، قوله: صلى الله عليه وسلم: (إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
* قال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير:" إن الله تعالى وضع عن أمتي) أمة الإجابة (الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) قالوا فيه أن طلاق المكره لا يقع إلا إن نواه أو ظهرت منه قرينة اختيار قال ابن حجر حديث جليل قال بعض العلماء ينبغي أن يعد نصف الإسلام لأن الفعل إما عن قصد واختيار أو لا، الثاني ما يقع عن خطأ أو نسيان أو إكراه وهذا القسم معفو عنه اتفاقا وإنما اختلف هل المعفو عنه الإثم أو الحكم أو هما معا وظاهر الحديث الأخير" انتهى كلامه رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
* لما نزل قول الله جل وعلا في آخر سورة البقرة (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء (البقرة:284) شق ذلك على الصحابة رضوان الله عليهم جدا حتى نزلت الآية الأخرى، وهي قوله جل وعلا: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا (البقرة:282) فدعا بها الصحابة رضوان الله عليهم قال الله جل وعلا «قد فعلت». فقوله تعالى (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) وقوله جل وعلا «قد فعلت». في معنى هذا الحديث.
* وفي تفسير قول الله تعالى: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما (5) الأحزاب.
قال أبو جعفر ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في سياق تأويله لهذه الآية:
وقوله: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به) يقول: ولا حرج عليكم ولا وزر في خطأ يكون منكم في نسبة بعض من تنسبونه إلى أبيه، وأنتم ترونه ابن من ينسبونه إليه، وهو ابن لغيره (ولكن ما تعمدت قلوبكم) يقول: ولكن الإثم والحرج عليكم في نسبتكموه إلى غير أبيه، وأنتم تعلمونه ابن غير من تنسبونه إليه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل". انتهى كلامه رحمه الله.
* قال صاحب عمدة القاري بشرح صحيح البخاري, في باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه: " أي هذا باب في بيان حكم الخطأ والنسيان في العتق والطلاق والخطأ ضد العمد فقال الجوهري الخطأ نقيض الصواب وقد يمد وقرئ بهما في قوله تعالى ومن قتل مؤمنا خطأ (النساء 92) تقول أخطأت وتخطأت بمعنى واحد ولا يقال أخطيت وقال ابن الأثير وأخطأ يخطئ إذا سلك سبيل الخطأ عمدا أو سهوا ويقال خطئ بمعنى أخطأ أيضا وقيل خطئ إذا تعمد وأخطأ إذا لم يتعمد ويقال لمن أراد شيئا ففعل غيره أو فعل غير الصواب أخطأ والنسيان خلاف الذكر والحفظ ورجل نسيان بفتح النون كثير النسيان للشيء وقد نسيت الشيء نسيانا وعن أبي عبيدة النسيان الترك قال تعالى " نسوا الله فنسيهم ".
وقد ذكرت في (شرح معاني الآثار) الذي ألفته أن الخطأ في الاصطلاح هو الفعل في غير قصد تام والنسيان معنى يزول به العلم من الشيء مع كونه ذاكرا لأمور كثيرة وإنما قيل ذلك احترازا عن النوم والجنون والإغماء وقيل النسيان عبارة عن الجهل الطارئ ويقال المأتى به إن كان على جهة ما ينبغي فهو الصواب وإن كان لا على ما ينبغي نظر فإن كان مع قصد من الآتي به يسمى الغلط وإن كان من غير قصد منه فإن كان يتنبه بأيسر تنبيه يسمى السهو وإلا يسمى الخطأ ". انتهى كلامه رحمه الله.
* ينتبه هنا إلى أنه إن كان الخطأ في ترك واجب فعله، وإن كان في إتلاف حق لغيره ضمنه.
وبهذا يتبين أن الخطأ عذر في المسائل الخفية التي هي محل اجتهاد العلماء بدليل الحديث " إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر فإن أصاب فله أجران " متفق عليه من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما وفي رواية الدارقطني والحاكم " إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر وإن أصاب فله عشرة أجور " قال الحاكم صحيح الإسناد.
والمسائل التي ما دون الشرك من أمور الإعتقاد التي تثبت بالسمع كإثبات اليد لله عزّ وجلّ وتفضيل أبي بكر على عليّ رضي الله عنهما فلا إثم على من أخطأ في فهم هذه المسائل قبل بلوغ الحجة له, وكذلك الأفعال اللاإرادية كأفعال المغمى عليه والمجنون والنائم لحديث ابن عباس قال: مر علي بن أبي طالب بمجنونة بني فلان و قد زنت و أمر عمر بن الخطاب برجمها فردها علي و قال لعمر: يا أمير المؤمنين أترجم هذه؟ قال: نعم قال: أو ما تذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: رفع القلم عن ثلاث: عن المجنون المغلوب على عقله و عن النائم حتى يستيقظ و عن الصبي حتى يحتلم قال صدقت فخلى عنها " (949) المستدرك للحاكم – باب التأمين.
وسبق اللسان بقول الكفر وصاحبه يريد قولاً صواباً كالذي أخطأ من شدة الفرح والذي أخطأ من شدة الخوف.
أما من خالف دين الإسلام وعبد غير الله فهو مشرك حتى وإن كانت نيته صالحة أو قصده صالح مثل نية الذين عبدوا الأوثان لتقربهم إلى الله زلفى! فهو مخطئ بعبادته غير الله, وهو غير معذور لأنه مكلف بالتوحيد ونبذ الشرك. فإن كان قد وحّد الله وبرئ من الشرك -مثل زيد بن عمرو بن نفيل قبل البعثة- ولكن لم يعرف الشريعة التي يتقرب إلى الله بها فهو معذور بما جهله من الشرائع مثابٌ على ما حققه من التوحيد , ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
هذا والله أعلم, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 02:52]ـ
لقد اطلعت على أقوال لأئمة الدعوة النجدية، يقررون فيها أن الواقع في الشرك الأكبر من المسائل الظاهرة غير معذور بالخطأ؛.
عذرا .. كلام أئمة الدعوة النجدية في عدم عذر مرتكب الشرك جهلا وليس خطأ
فالخطأ هو انتفاء القصد .. وهو الذي فيه عذر
أم أنك قصدتي بالجهل بدل بالخطأ؟؟!!
وسؤالي هو:- ما توجيه حديث الذي أخطأ من شدة.
هذا يندرج تحت انتفاء القصد .. وهو عذر شرعي
وحديث الذي أوصى أهله بأن يحرقوه، والذي اعتبركلامه عند بعض العلماء من قبيل الخطأ من شدة الخوف؟
.
هذا الحديث فيه أقوال عديدة للعلماء ..
منهم من تحدث في حكم الرجل في الدنيا ... ومنهم من تحدث عن حكمه في الآخرة
ومنهم من تأول الحديث لما يوافق القطعي وصرف معناه عن ظاهره وهو أن تُحمل كلمة (قدر) بمعنى ضيق وليس الى القدرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 10:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، الأخ عبد الله المهاجر،لقد تبين لي أني إنما أوتيت من عدم تفريقي بين الخطأ الذي يكون عن زلة لسان - والذي يصدر دون قصد لمعنى القول - والخطأ الذي يكون في غير هذه الصورة كما تفضلت في تعقيبك.
الأخ أبو عمر، أنا أعني ما كتبت وهو عدم العذر بالخطأ وليس الجهل؛ وهذا في مسائل الشرك الأكبر مما علم من دين الإسلام بالضرورة، فأئمة الدعوة لهم نصوص في عدم اعتبار الشبهة والجهل والخطأ والتأويل عذرا في هذه المسائل.
وإيرادي لحديث الذي أوصى أهله بأن يحرقوه إنما هو من باب ضرب المثل عن الخطأ الذي يكون من شدة الخوف، وإلا فإن مذاهب العلماء في شرح هذا الحديث كثيرة كما هو معلوم.
بارك الله في الجميع.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:34]ـ
السلام عليكم ور حمة الله و بركاته
الأخ أبو عمر، أنا أعني ما كتبت وهو عدم العذر بالخطأ وليس الجهل؛ وهذا في مسائل الشرك الأكبر مما علم من دين الإسلام بالضرورة، فأئمة الدعوة لهم نصوص في عدم اعتبار الشبهة والجهل والخطأ والتأويل عذرا في هذه المسائل.
كان عليك أن تعنون عنوانك ب: سؤال حول العذر بالخطأ و الجهل و الشبهة و التأويل في مسائل الشرك الأكبر. هذا أوّلا.
ثانيا: ما هو الدّليل في عدم اعتبار (ما لوّن بالبنفسجي) موانع (= أعذار) في المسائل الظاهرة المعلومة من الدّين بالضّرورة؟
ـ[أبو عمر]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 11:20]ـ
لقد اطلعت على أقوال لأئمة الدعوة النجدية، يقررون فيها أن الواقع في الشرك الأكبر من المسائل الظاهرة غير معذور بالخطأ؛.
هل لك ان تنقلي لنا اقوال الائمة التي قصدتيها ...
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 12:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اطلعت على أقوال لأئمة الدعوة النجدية، يقررون فيها أن الواقع في الشرك الأكبر من المسائل الظاهرة غير معذور بالخطأ؛ وسؤالي هو:- ما توجيه حديث الذي أخطأ من شدة الفرح، وحديث الذي أوصى أهله بأن يحرقوه، والذي اعتبركلامه عند بعض العلماء من قبيل الخطأ من شدة الخوف؟
بارك الله في الجميع.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا نقلتِ لنا ما اطلعت عليه من كلام أئمة الدعوة النجدية، أحسن الله إليك
وأما بخصوص السؤال فالشطر الأول منه
فلا أجد له توجيها غير قول النبي صلى الله عليه وسلم: أخطأ من شدة الفرح، وهو كلام واضح وصريح في العذر بالخطأ، فكيف نرد معناه الصريح لمجرد فلان أو علان قال بخلافه-على فهمت الأخت-
ومتى كان قول النبي صلى الله عليه وسلم يأتي بعد قول الأئمة؟!!
وأما الشطر الثاني من سؤلك أيتها الكريمة
فأنا لم أعرف مرادك منه حقا
إذ كيف يصح في الأذهان توجيه التوجيه؟!!
وتوجيه أولئك العلماء وشرحهم لذلك الحديث صريح في العذر بالخطأ، بل كيف نوجه فهم أولئك على العلماء على غير ما أرادوا وهم الأحق بأن يرجع كلامهم إليهم
وإني لا أجد على سؤالك إلا:
-أن نقبل توجيه أولئك العلماء لذلك الحديث، فيكون دليلا- أي الحديث- على العذر بالخطأ وهو غير مرادك وغير ما قرأت وغير ما فهمت، فيؤخذ بالحديث ويرد ما دونه
- أن نرد توجيههم، ونأخذ بقول من قال أن الرجل فعل ذلك جهلا منه، فيكون حينئذٍ الحديث دليلا على العذر بالجهل، وهو أيضا غير مرادك واعتقادك، فيؤخذ بالحديث ويرد ما دونه
-أن نأخذ يتوجيه آخر كقول من قال أن معنى قُدر أي ضُيّق وهذا التفسير بعيدا جدا وضعيف، ولا أظنه يخفى عليكِ ضعفه.
ولقد عجبت من صنيعك أيتها الكريمة حقا، فجعلتِ كلام أئمة الدعوة النجدية-على حسب ما فهمتِ- كأنه وحي، ثم رأيت بعض الأحاديث تعارض قولهم، فما كان منك إلا أن تبحثي عن توجيه الحديث لكي يزول التعارض!!
وإني أحب لك هذا السؤال من الذي ذكرت:
كيف نوجه كلام أئمة الدعوة النجدية-على ما فهمت الأخت- في عدم العذر بالخطأ والجهل والتأويل والشبهة في المسائل المعلومة من الدين بالضرورة وهو يتعارض مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؟
والله أعلم.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 12:55]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ أبو عمر، أنا أعني ما كتبت وهو عدم العذر بالخطأ وليس الجهل؛ وهذا في مسائل الشرك الأكبر مما علم من دين الإسلام بالضرورة، فأئمة الدعوة لهم نصوص في عدم اعتبار الشبهة والجهل والخطأ والتأويل عذرا في هذه المسائل.
ما دليلك على إخراج مما علم من دين الإسلام بالضرورة من المسائل العلمية= (اعتقادية)، ونحن نعلم أن لا فرق بينها وبين المسائل العملية في مسألة الإعذار، إلا ما دل الدليل على خلافه؟
ـ[عبد الله المهاجر]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 04:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إخلاصاً له وتوحيداً, وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً, وبعد. . .
إن توحيد الله عزّ وجلّ فرض عين على كلّ المكلفين, ومدار التوحيد على ركنين:
الأول: ركن الإثبات في التوحيد " الإيمان بالله", وهو عبادة الله وحده لا شريك له بحيث لا يصرف العبد عبادة إلا لربه ومولاه ولا يشرك بها معه غيره, فالله طيب لا يقبل إلا طيباً ,ويلحق بهذا الركن موالاة أهله الذين دانوا به والتزموه دون من سواهم. والثاني: ركن النفي في التوحيد "الكفر بالطاغوت" وهو أن يعتقد العبد بطلان عبادة غير الله ويتركها , ويبغضها، ويكفِّر أهلها، ويعاديهم. وهذا هو مدار كلام أئمة الإسلام المشهود لهم بالخير على مر العصور.
فهو عبادة خالصة لله وحده لا شريك له, واجتناب للطواغيت والشرك , وولاء وبراء على أساس التوحيد.
ومن أقدم ما وقفت عليه للعلماء في التفريق بين الخطأ في التوحيد والخطأ فيما دونه من أمور الدين , ما قرره الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في كتابه (التبصير في معالم الدين) , وأنا أنقل النص بحروفه لتتم الفائدة ويزول الإشكال بإذن الله:
قال الإمام أبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري "رحمه الله تعالى" في كتابه التّبْصِيرُ فِي مَعَالِمِ الدِّينْ , بتحقيق وتعليق
على بن عبد العزيز بن علي الشبل (من ص112 إلى ص125)
القول في المعاني التي تدرك حقائق المعلومات من أمور الدين, وما يسع الجهل به منه وما لا يسع ذلك فيه, وما يُعذر بالخطأ فيه المجتهد الطالب, وما لا يعذر بذلك فيه.
6 - اعلموا – رحمكم الله – أن كل معلوم للخلق من أمر الدين والدنيا (أن تخرج) من أحد معنيين:
(أ) من أن يكون إما معلوما لهم بإدراك حواسهم إياه.
(ب) وإما معلوماً لهم بالاستدلال عليه بما أدركته حواسهم.
ثم لن يعدو جميع أمور الدين – الذي امتحن الله به عباده – معنيين: أحدهما: توحيد الله وعدله.
والآخر: شرائعه التي شرعها لخلقه من حلال وحرام وأقضية وأحكام.
(أ) فأما توحيده وعدله: فمُدرَكةٌ حقيقة علمه استدلالاً بما أدركته الحواس.
(ب) وأما شرائعه: فمدركة حقيقة علم بعضها حسّاً بالسمع, وعلم بعضها استدلالاً بما أدركته حاسّة السمع.
ثم القول فيما أدرِكَت حقيقة علمه منه استدلالاً على وجهين:
* أحدهما: معذور فيه بالخطأ, والمخطئ مأجورٌ فيه على الاجتهاد والفحص والطلب؛ كما قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (من اجتهد فأصاب فله أجران, ومن اجتهد فأخطأ فله أجر).
وذلك الخطأ فيما كانت الأدلة على الصحيح من القول فيه مختلفةً غير مؤتلفةٍ, ومفترقةً غير متفقةٍ, وإن كان لا يخلو من دليل على الصحيح من القول فيه, فمُيِّز بينه وبين السقيم منه, غير أنه يَغمض بعضُه غموضاً يخفى على كثير من طلابه, ويلتبس على كثير من بُغاته.
* والآخر منهما غير معذور بالخطأ فيه مكلَّف قد بلغ حد الأمر والنهي, ومُكَفَّرٌ بالجهل به الجاهل, وذلك ما كانت الأدلة الدالة على صحته متفقةً غير مفترقة, ومؤتلفةً غيرَ مختلفةٍ, وهي مع ذلك ظاهرة للحواس.
* ما يجب العلم به وطريقة, وما لا يجوز الجهل به *
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - وأما ما أُدركَت حقيقة علمه منه حسّاً, فغير لازم فرضه أحداً إلا بعد وقوعه تحت حسِّه, فأما وهو غير واقع تحت حسه فلا سبيل له إلى العلم به, وإذا لم تكن له إلى العلم به سبيل, لم يجُز تكليفه فرض العمل به مع ارتفاع العلم به؛ وذلك أنه من لم ينته إليه الخبر بأن الله تعالى ذكره بعث رسولاً يأمر الناس بإقامة خمس صلواتٍ كل يوم وليلة, لم يجُز أن يكون معذَّباً على تركه إقامة الصلوات الخمس. لأن ذلك من الأمر الذي لا يُدرَك إلا بالسماع, ومن لم يسمع ذلك ولم يبلغه؛ فلم تلزمه الحُجَّةُ به, وإنما يلزم فرضه من ثبتت عليه به الحُجَّة.
8 - فأما الذي لا يجوز الجهل به من دين الله لمن كان في قلبه من أهل التكليف لوجود الأدلة متفقةً في الدلالة عليه غير مختلفةٍ, ظاهرةً للحس غير خفية, فتوحيد الله تعالى ذكره والعلم بأسمائه وصفاته وعدله, وذلك أنّ كل من بلغ حد التكليف من أهل الصحة والسلامة فلن يعدمَ دليلاً دالاً وبرهاناً واضحاً يدلُّه على وحدانية ربه جلّ ثناؤه, ويوضح له حقيقةَ صحةِ ذلك؛ ولذلك لم يعذر الله جلّ ذكره أحداً بالصفة التي وصفتُ بالجهلِ به وبأسمائه, وألحقه إن مات على الجهل به بمنازل أهل العناد فيه تعالى ذكره, والخلافِ عليه بعد العلم به, وبربوبيته في أحكام الدنيا, وعذاب الآخرة فقال – جلّ ثناؤه -: {قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضلّ سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعاً * أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً} "سورة الكهف, الآيات: 103 - 105"
فسوّى – جلّ ثناؤه – بين هذا العامل في غير ما يرضيه على حسبانه أنه في عمله عامل بما يرضيه, في تسميته في الدنيا بأسماء أعدائه المعاندين له, الجاحدين ربوبيته مع علمهم بأنه ربُّهم, وألحقه بهم في الآخرة في العقاب والعذاب. وذلك لما وصفنا من استواء حال المجتهد والمخطئ في وحدانيته وأسمائه وصفاته وعدله, وحال المعاند في ذلك في ظهور الأدلة الدالة المتفقة غير المفترقة لحواسِّهما, فلما استويا في قطع الله – جلّ وعزّ – عُذرَهما بما أظهر لحواسِّهما من الأدلة والحجج, وجبت التسوية بينهما في العذاب والعقاب.
وخالف حكم ذلك حكم الجهل بالشرائع , لما وصفتُ من أنّ من لم يقطع الله عذرَه بحُجة أقامها عليه بفريضة ألزمه إياها من شرائع الدين, فلا سبيل إلى العلم بوجوب فرضها؛ إذ لا دلالة على وجوب فرضها, وإذا كان ذلك كذلك لم يكن مأموراً, وإذا لم يكن مأموراً لم يكن بترك العمل لله – عزّ ذكره – عاصياً, ولا لأمر ربّه مخالفاً؛ فيستحق عقابه؛ لأن الطاعة والمعصية إنما تكون باتباع الأمر ومخالفته.
* إيراد في الفرق بين المجتهد والمخطئ والمعاند, والجواب عنه *
9 - فإن قال لنا قائل: فإنك قد تستدل بالمحسوس من أحكام الشرائع بعد وقوعه تحت الحس على نظائره التي لم تقع تحت الحس ويُحكمُ له بحكم نظيره, ويُفرقُ فيه بين المجتهد والمخطئ, وبين المعاند فيه بعد العلم بحقيقته؛ فتجعل المجتهد المخطئ مأجوراً باجتهاده, والإثم عنه زائلاً بخطئه. وقد سوَّيتَ بين حكم المجتهد والمخطئ في توحيد الله وأسمائه وصفاته وعدله, والمعاند في ذلك بعد العلم به.
فما الفصلُ بينكَ وبينَ مَنْ عارضَك في ذلك, فسوَّى بين المجتهد المخطئ والمعاند بعد العلم, حيث فرّقتَ بينهما, وفرّقَ حيثُ سوَّيت؟
قيل: الفرق بيني وبينه أن مِن قيِّلي وقيِّل كلِّ موحِّد: أن كل محسوس أدركتْه حاسةُ خلقٍ في الدنيا فدليل لكلِّ مستدلٍّ على وحدانية الله عزّ وجلّ وأسمائه وصفاته وعدله, وكلُّ دالٍّ على ذلك فهو في الدلالةِ عليه متفقٌ غير مفترق, ومؤتلفٌ غيرُ مختلف. (يعني قطعي الثبوت قطعيّ الدلالة)
وإن مِن قيِّلي وقيِّل كلِّ قائلٍ بالاجتهاد في الحكم على الأصول: أنه ليست الأصول كلها متفقةً في الدلالة على كلِّ فرع.
وذلك أن الحُجة قد ثبتت على أن واطئاً لو وطئ نهاراً في شهر رمضان امرأته في حالٍ يلزمُهُ فيها فرض الكفِّ عن ذلك, أنّ عليه كفارةً بحكم رسولِ الله "صلى الله عليه وسلم" وذلك حكمٌ من الله تعالى ذكره على لسان نبيِّه "صلى الله عليه وسلم" فيمن وطئ امرأته في حالٍ حرامٌ عليه وطؤها , وقد يلزمه في حالٍ أخرى يحرُم عليه فيها وطؤه فلا يلزمه ذلك الحكم؛ بل يلزمه غيره؛ وذلك لو وطئها معتكفاً , أو حائضاً أو مطلقةً تطليقةً واحدة قبل الرجعة, وفي أحوال سواها نظائرٌ لها. فقد اختلفت أحكام الفرج الموطوء في الأحوال المنهيِّ فيها الواطئ عن وطئه مع اتفاق أحواله كلِّها في أنه منهيٌّ في جميعها عن وطئه.
وليست كذلك الأدلة على وحدانية الله – جلّ جلاله – وأسمائه وصفاته وعدله, بل هي كلُّها مؤتلفةٌ غيرُ مختلفة, ليس منها شيء إلا وهو في ذلك دالٌّ على مثل الذي دلت عليه الأشياء كلها. ألا ترى أنّ السماءَ ليست بأَبْيَنَ في الدلالة من الأرضِ, ولا الأرضَ من الجبال, ولا الجبالَ من البهائم, ولا شيءَ من المحسوساتِ وإن كَبُرَ وعَظُمَ بأدلَّ على ذلك من شيءٍ فيها وإن صَغُرَ ولَطُف , فلذلك افترق القول في حكم الخطأ في التوحيد, وحكم الخطأ في شرائع الدين وفرائضه.
ولولا قصدنا في كتابنا هذا الاختصارَ والإيجازَ فيما قصدْنا البيانَ عنه لاستقصينا القولَ في ذلك, وأطنبنا في الدلالة على صحةِ ما قلنا فيه.
وفيما بيَّنا مِن ذلك مُكتفىً لمن وُفِّقَ لفهمِه." اهـ.
هذا وبالله التوفيق , وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أشكر الأخ عبد الله المهاجر على ما تفضل به.
لمن طلب مني نقل كلام الأئمة أقول لهم: حاضر، فقط أمهلوني بعض الوقت لكتابته، ولعلي أفرد له موضوعا خاصا حتى تعم الفائدة إن شاء الله.
بالنسبة للعنوان فهو - في رأيي - مناسب جدا ولا حاجة لتغييره.
أما بخصوص الموضوع ككل فأرى أن بعض المعقبين يرون العذر في مسائل الشرك الأكبر وعليه فالسؤال ليس موجها لهم، فغرضي من الموضوع الإستفسار وليس فتح ومناقشة موضوع العذر من عدمه؛ فهذا الموضوعه سبق وأن فُتح وكلا الطرفين أدلى بدلوه وتمسك بقناعته في هذه المسألة، فما على الأفاضل سوى البحث في المنتدى وسيجدون مبتغاهم - إن شاء الله - لأن إعادة فتحها سيكون فقط عبارة عن نسخ ولصق لما قد قيل من قبل والله أعلم.
بالنسبة للأخ أبي أويس الفلاحي، أرجو منك أيها الفاضل أن تبتعد عن التهويل فليس في سؤالي ما فيه أدنى إشارة إلى أني أعتبر أقوال الأئمة النجدية وحي يوحى أو أن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تأتي بعد أقوالهم، وهل يقول بهذا مسلم؟! فهذا من التهويلات التي أرى من الأفضل الإبتعاد عنها حفاظا على صفاء جو الحوار أو المدارسة؛ كلام أئمة الدعوة لم يأت من فراغ بل جاء مستندا على أدلة من الكتاب والسنة، وغرضي من السؤال هو كيف نفهم الحديث ليس إلا، فإن كان هناك خطأ في طرح السؤال فما عليك إلى أن تستفسر عما أقصده من سؤالي أو تصحح لي وستجدني - إن شاء الله - من الشاكرين ..
أما بالنسبة لفهمك ما فهمتُه من الحديث فأنت لم توفق في هذا - بارك الله فيك -، فالرجل معذور بالخطأ لأن الخطأ الناتج كان عن زلة لسان دون قصد معنى الكلام، ولو تأملت قليلا ما ذكره الأخ عبد الله المهاجر في تعقيبه الأول لتبين لك الفرق الذي تبين لي.
فالذي يشرك بالله بعبادة غيره هو مخطئ بفعله قاصد له، هذا بعكس من زل لسانه من شدة فرح أو خوف أو عن سهو فهو مخطئ في قوله غير قاصد لمعناه.
ومثله الذي يتكلم بكلام كفري كمن يستهزء بالله أو الرسل أو الدين فهؤلاء كفار بالإجماع وهم مخطئون، وعليه فإن كل كافر مخطئ.
بارك الله في الجميع.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 09:59]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فهذا الموضوعه سبق وأن فُتح وكلا الطرفين أدلى بدلوه وتمسك بقناعته في هذه المسألة، فما على الأفاضل سوى البحث في المنتدى وسيجدون مبتغاهم - إن شاء الله - لأن إعادة فتحها سيكون فقط عبارة عن نسخ ولصق لما قد قيل من قبل والله أعلم
هلاّ تفضّلت أيّها الفاضل و أحلتني عليه حتّى أرى تلك الدّلاء الّتي تمّ القائها. و جزاك الله عنّي خيرا.
ـ[عبد الله المهاجر]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 12:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على إمام المرسلين وسيد ولد آدم أجمين وعلى آله وصحبه الطيبين وبعد. .
جزاك الله خيراً أم معاذة وبارك الله فيكِ, أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
اعلموا أرشدني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه, أن الأمر كلما كان في دين الله أهم, كانت الأدلة المقررة له والدالة عليه أظهر وأقوى, وإن أعظم ما أرسل الله به الرسل "عليهم السلام" وأنزل به الكتب هو توحيده عزّ وجلّ, بل هو الأمر الذي ما خلق الله نفساً من الجن والإنس إلا لتفعله وتدين به.
فكيف تكون بعد ذلك الأدلة الدالة عليه خفية وملتبسة على من أرادها, فلا يتمكن العبد من تحقيق التوحيد وتطبيق عقيدة الولاء والبراء مثلاً إلا إذا فهم المشْكِل من كلام العلماء وما أوهم غير المراد منه. فأدلة التوحيد وحدوده وماهيته وما يخلّ به أظهر من أن نرجع في تقريرها إلى قول مشكل هنا أو شبهة يتترس خلفها صاحب هوىً هناك.
"إن الإسلام ما هو إلا استسلام لله بالتوحيد وانقياد له بالطاعة وبراءة من الشرك وأهله" (من رسالة الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهّاب بتصرف).
(يُتْبَعُ)
(/)
والأصل بمن أراد الحق اتباع المحكم والإيمان بالمتشابه, لا أن يدفع بمتشابهاته في صدر المحكم من دين الله. أما إن طرأت للعبد شبهة تحتمل عدة وجوه وتأويلات فليصرفها لما يوافق المحكم والأصل الذي يعتقده. فإن لم يستطع إلى ذلك سبيلاً فليسلِّم وليتبع منهج الراسخين في العلم الذين نعتهم الله لنا في كتابه, وليدع الله مخلصاً أن يفهمه ويهديه للوجه الصواب فيها.
وكثيرة هي الأدلة التي تقرر توحيد الله في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وما يخص ذلك من تنزيه الله عن كل نقص وانفراده بالربوبية والألوهية, والأمر باتباع شريعة الله والتحاكم إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" , والأمر بموالاة المؤمنين الأبرار والبراءة من المشركين والكفار, والأمر بأن يكون الدين كله لله, والنهي عن جعل القرآن عضين , والنهي عن اتباع سبيل الشيطان والدخول في حزبه, والنهي عن الإلحاد في أسماء الله, والنهي عن اتخاذ الوسائط في عبادة الله عزّ وجلّ. وغير ذلك من مسائل الإيمان بالله.
كل هذا ولله الحمد واضح بيِّن فلا يُعقل أن يلتبس على من طلبه في مظانه, واتبع ما كان عليه الرعيل الأول من أصحاب النبيّ "صلى الله عليه وسلم".
والمسلم هو من حقق التوحيد (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) وانقاد لله بالطاعة ووالى أهل الإسلام, وتبرأ من الشرك ومن أهله.
أما من خالف هذه الملة واتبع غيرها من الملل فهو إما كافر لم يلتزم بالدين بعد توفر مظنته لديه, وإما مشرك لم تتوفر مظنة العلم بالرسالة لديه. وحكم الإثنين الكفر في الدنيا غير أن الآخر - كرجل يعيش في بادية بعيدة - يُمتحن في عرصات القيامة فإن أجاب داعي الله دخل الجنة وإن أبى طاعته دخل النار مثل صاحبه الأول.فكل من تلبّس بالكفر الأكبر وأشرك في عبادة ربه فليس بمعذور بأي عذر كان. إلا من فعل الكفر مكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان أو من عمل عملاً هو كفر ولكنه لم يقصد العمل الكفريّ بل قصد عملاً مباحاً, كالعبد الذي أخطأ من شدة الفرح وغيره فهذا معذور بانتفاء قصد الفعل المكفّر (لا انتفاء قصد الكفر بفعله, فلا يقصد الكفر أحدٌ إلا ما شاء الله).
* ثم إنك بعد ذلك لن تجد أهل ملة أشركت بربها وكفرت به إلا وتدعي لنفسها حججاً وأعذاراً , فمنهم:
* الجاهل المقلد الذي وجد آباءه على حال وطقوس فاتبعها دون نظر وبحث عما يرضي ربه, وأطاع من يسميهم أهل الدين من الأحبار والرهبان فأحل ما حللوه مما حرّم الله, وحرّم ما حرموه مما أحلّ الله. فمن أراد أن يعذر بالجهل في التوحيد فليعذر جميع الجهال والمقلدين من أهل الكفر وإلا فإنه ما من كافر يفضل كافراً آخر في التعامل معه وإنزال الحكم عليه, فدين الله لا يحابي أحداً.
* ومنهم من أراد أن يتقرب إلى الله (فتأول) فعبد الأصنام والأولياء ليقربوه إلى الله زلفى ككفار قريش وكان لهم بقية من عمل صالح كسقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام؛ يحسبون أنهم مهتدون وعلى ملة إبراهيم عليه السلام.
فمن أراد أن يعذر من فعل فعلهم من هذه الأمة أو غيرها وعبد القبور والصالحين فليعذر هؤلاء وكفار قوم نوح عليه السلام نم قبلهم.
* ومنهم (من تأول) فقالوا نؤمن أن محمداً رسول الله ولكنه للأميين ونحن أهل كتاب, ادعوا تأويل الآية (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم .. ) الآية, كحال كثير من اليهود والنصارى الذين ذكرهم ابن تيمية في كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
* ومنهم أراد تنزيه الله عزّ وجلّ فعطل أسماء الله وصفاته وأبى إثباتها بالكلية كغلاة الجهمية مثلاً, فصار كمن عبد من دون الله ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنه شيئاً.
* ومنهم من قال أن الزكاة كانت تؤدى إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم"؛ فلما توفي امتنعوا عن أدائها لخليفة رسول الله "صلى الله عليه وسلم". فمن أراد أن يعذر هؤلاء ومن تلبس بالشرك الأكبر ممن ينتسب للإسلام بدعوى أن من قال لا إله إلا الله فقد عصم منا دمه وماله, فليعتبر المرتدين ومانعي الزكاة أهل إسلام, فالقوم لم ينفكوا يرددونها صباح مساء ويقيمون الصلاة, وكذلك التتار الذين استحسنوا الإسلام فأقاموا الصلاة وقالوا لا إله إلا الله ثم عكفوا على شريعة جدهم جنكيزخان فتحاكموا إليها وقاتلوا أولياء الله. والعبيدين الفاطميين الذين حكموا مصر ونصبوا القضاة والمفتين, والترك الذين نشروا عبادة القبور والأضرحة والمزارات , وغيرهم ممن نقض هذه الكلمة العظيمة وانقلب على عقبيه فخسر الدنيا والآخرة.
وتتبع هؤلاء يطول, فعلماؤهم وقعوا في الكفر بسبب تأويل فاسد, وعوامهم أُتوا من قِبَل التقليد والجهل وتضليل السادة والكبراء لهم. والنتيجة في الآخرة أنهم في العذاب مشتركون, واسمهم في الدنيا كفار واجب على كل مسلم البراءة منهم ومن دينهم الباطل.
ولا يعترض مسلم على أنهم جميعاً قد أخطأوا وجانبوا الصواب, وهم مع ذلك كفار بالإجماع , سواء فيهم العالم والجاهل والمتأول والمقلد والتابع والمتبوع والمضلِّل والمضلَّل. فالخطأ في هذا المقام ليس بعذر إطلاقاً.
ذلك لأن الاختلاف في التوحيد نتيجته إما مؤمن وإما كافر , لقول الله عزّ زجلّ: {ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر .. } الآية 253 من سورة البقرة.
فالأمر بفضل الله واضح وضوح الشمس في كبد السماء ليس بيننا وبينها سحاب, فما هو إلا إسلام وكفر , والموفّق من وفقه الله والمخذول من خذله الله عزّ وجلّ ولا يظلم ربنا أحداً.
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض, عالم الغيب والشهادة, أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدنا لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. آمين.
هذا والله أعلم, وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 12:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
من باب الفائدة:
تكلم الشيخ ابراهيم الرحيلي-حفظه الله- عن هذه المسألة في كتابه التكفير وضوابطه.
ـ[أم خالد]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 11:31]ـ
جزاكم الله خيرا .. ولكن يشكل على ما أوردتم اعذار الشيخ محمد بن عبدالوهاب للجاهل في مواطن من مؤلفاته، وقد حملتُ ما يدل على عدم الاعذار على ما يدل على الاعذار وجعلت الأخير بفهمي مقيدا للأول، ومن تلك المواطن قوله في الدرر السنية:
((فإن قال قائل منفر عن قبول الحق والإذعان له: يلزم من تقريركم، وقطعكم في أن من قال يا رسول الله، أسألك الشفاعة: أنه مشرك مهدر الدم؛ أن يقال بكفر غالب الأمة، ولا سيما المتأخرين، لتصريح علمائهم المعتبرين: أن ذلك مندوب، وشنوا الغارة على من خالف في ذلك! قلت: لا يلزم، لأن لازم المذهب ليس بمذهب، كما هو مقرر، ومثل ذلك: لا يلزم أن نكون مجسمة، وإن قلنا بجهة العلو، كما ورد الحديث بذلك.
ونحن نقول فيمن مات: تلك أمة قد خلت؛ ولا نكفر إلا من بلغته دعوتنا للحق، ووضحت له المحجة، وقامت عليه الحجة، وأصر مستكبراً معانداً، كغالب من نقاتلهم اليوم، يصرون على ذلك الإشراك، ويمتنعون من فعل الواجبات، ويتظاهرون بأفعال الكبائر، المحرمات؛ وغير الغالب: إنما نقاتله لمناصرته من هذه حاله، ورضاه به، ولتكثير سواد من ذكر، والتأليب معه، فله حينئذ حكمه في قتاله، ونعتذر عمن مضى: بأنهم مخطئون معذورون، لعدم عصمتهم من الخطأ، والإجماع في ذلك ممنوع قطعاً؛ ومن شن الغارة فقط غلط؛ ولا بدع أن يغلط، فقد غلط من هو خير منه، كمثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما نبهته المرأة رجع في مسألة المهر، وفي غير ذلك يعرف ذلك في سيرته، بل غلط الصحابة وهم جمع، ونبينا صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، سار فيهم نوره، فقالوا اجعل لنا ذات أنواط كمالهم ذات أنواط.))
ـ[أبو عمر]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 12:22]ـ
ونحن نقول فيمن مات: تلك أمة قد خلت؛ ولا نكفر إلا من بلغته دعوتنا للحق، ووضحت له المحجة، وقامت عليه الحجة، وأصر مستكبراً معانداً، كغالب من نقاتلهم اليوم، يصرون على ذلك الإشراك،
الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. يفرق في بين اسم الشرك واسم الكفر
فهو يعذر الكافر بجهله .. ولكنه يسميه مشركا
لأنه اسم الكفر يوجب القتال والوعيد
والكفر مقترن ببلوغ الدعوة وإقامة الحجة
أما إسم الشرك فيلحق بمن فعل الشرك وإن كان جاهلا
ـ[أم خالد]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 09:09]ـ
الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. يفرق في بين اسم الشرك واسم الكفر
فهو يعذر الكافر بجهله .. ولكنه يسميه مشركا
لأنه اسم الكفر يوجب القتال والوعيد
والكفر مقترن ببلوغ الدعوة وإقامة الحجة
أما إسم الشرك فيلحق بمن فعل الشرك وإن كان جاهلا
لكن الكلام هنا عن المسمى هل يكفر أولا هذا الذي فهمته.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 04:36]ـ
يقول شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في كتابه: (التبصير في معالم أصول الدين) جواباً على من سأله عن بعض مسائل العقيدة فقال بعد كلامه له: ( ... اعلموا رحمكم الله أن كل معلوم للخلق من أمر الدين والدنيا لا يخرج من أحد معنيين:
من أن يكون إما معلوماً لهم بإدراك حواسهم إيّاه.
وأما معلوماً لهم بالإستدلال عليه بما أدركته حواسهم.
ثم لن تعدو جميع أمور الدين الذي امتحن الله به عباده معنيين:
أحدهما: توحيد الله وعدله، والأخر: شرائعه التي شرعها لخلقه من حلال وحرام وأقضية وأحكام.
فأما توحيده وعدله: فمُدركةٌ حقيقة علمه استدلالاً بما أدركته الحواس.
وأما شرائعه فمدركة حقيقة علم بعضها حساً بالسمع وعلم بعضها استدلالاً بما أدركته حاسة السمع.
ثم القول فيما أدركته حقيقة علمه منه استدلالاً على وجهين:
أحدهما: معذور فيه بالخطأ والمخطئ، ومأجور فيه الإجتهاد والفحص والطلب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر).
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك الخطأ فيما كانت الأدلة على الصحيح من القول فيه مختلفة غير مؤتلفة، والأصول في الدلالة عليه مفترقة غير متفقة وإن كانت لا يخلو من دليل على الصحيح من القول فيه، فميز بينه وبين السقيم منه غير أنه يغمض بعضه غموضاً يخفى على كثير من طلابه ويلتبس عليه كثير من بغاته.
والأخر منهما: غير معذور بالخطأ فيه مكلف قد بلغ حد الأمر والنهي، ومكفر بالجهل به الجاهل، وذلك ما كنت الأدلة الدالة على صحته متفقة غير مفترقة، ومؤتلفة غير مختلفة وهي مع ذلك ظاهرة للحواس) إهـ.
قلت: واضح جداً أن الإمام الطبري يعتبر المسائل التي تعلم بضرورة الحس لا يعذر فيها المكلف بالجهل أو الخطأ وقد مثّل على ذلك بمسائل الأصول الكبار كالتوحيد بأنواعه الربوبية والألوهية والأسماء والصفات كما سيأتي من كلامه القادم إن شاء الله.
ويقول في موضع أخر: ( .. وأما ما أدركت حقيقة علمه منه حساً، فغير لازم فرضه أحداً إلا بعد وقوعه تحت حسه، فأما وهو غير واقع تحت حسه فلا سبيل إلى العلم به مع ارتفاع العلم به، وذلك أنه من لم ينته إليه الخبر بأن الله تعالى ذكره بعث رسولاً يأمر الناس بإقامة خمس صلوات كل يوم وليلة لم يجز أن يكون معذباً على تركه إقامة الصلوات الخمس لأن ذلك من الأمر الذي لا يدرك إلا بالسماع ومن لم يسمع ذلك ولم يبلغه فلم تلزمه الحجة به وإنما يلزم فرضه من ثبتت عليه به الحجة) إهـ.
وقال في موضع ثالث: ( ... فأما الذي لا يجوز الجهل به من دين الله لمن كان في قلبه من أهل التكليف لوجود الأدلة متفقة على الدلالة عليه غير مختلفة وظاهرة للحس غير خفية فتوحيد الله تعالى ذكره والعلم بأسمائه وصفاته وعدله، وذلك أن كل من بلغ حد التكليف من أهل الصحة والسلامة فلن يعدم دليلاً دالاً وبرهاناً واضحاً يدله على وحدانية ربه جل ثناؤه، ويوضح له حقيقة صحة ذلك، ولذلك لم يعذر الله جل ذكره أحداً كان بالصفة التي وصفت بالجهل وبأسمائه وألحقه إن مات على الجهل به بمنازل أهل العناد فيه تعالى ذكره، والخلاف عليه بعد العلم به وبربونيته في أحكام الدنيا وعذاب الآخرة فقال جل ثناؤة:" قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أؤلئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم له يوم القيامة وزناً ".
فسوى جل ثناؤه بين هذا العامل في غير ما يرضيه على حسبانه أنه في عمله عامل بما يرضيه في تسميته في الدنيا بأسماء أعدائه المعاندين له، الجاحدين ربوبيته مع علمهم بأنه ربهم وألحقه بهم في الآخرة في العقاب والعذاب، وذلك لما وصفنا من استواء حال المجتهد المخطئ في وحدانيته وأسمائه وصفاته وعدله، وحال المعاند في ذلك في ظهور الأدلة الدالة المتفقة غير المفترقة لحواسها فلما استويا في قطع الله جل وعز عذرهما بماأظهر لحواسهما من الأدلة والحجج وجبت التسوية بينهما في العذاب والعقاب، وخالف حكم ذلك حكم الجهل بالشرائع لما وصفت من أن من لم يقطع الله عذره بحجة أقامها عليه بفريضة ألزمه أياها من شرائع الدين فلا سبيل له إلى العلم بوجوب فرضها إذ لا دلالة على وجوب فرضها، وإذ كان ذلك كذلك لم يكن ماموراً، وإذا لم يكن مأموراً لم يكن بترك العمل لله عز ذكره عاصياً ولا لأمر ربه مخالفاً، فيستحق عقابه، لأن الطاعة والمعصية إنما تكون باتباع الأمر ومخالفته.) إهـ.
وقد فرق الإمام الطبري في مسألة الأعذار بين الخطأ في التوحيد والشرائع فقال رحمه الله: ( ... وليست كذلك الأدلة على وحدانية الله جل جلاله وأسمائه وصفاته وعدله بل هي كلها مؤتلفة غير مختلفة ليس منها شئ إلا وهو في ذلك دال على مثل الذي دلت عليه الأشياء كلها، فلذلك افترق القول في حكم الخطأ في التوحيد وحكم الخطأ في شرائع الدين وفرائضه.) إهـ.
وأكد الطبري هذا الفرق في الأعذار المعتبرة فقال رحمه الله: ( ... وأما ما لا يصح عندنا عقد الإيمان لأحد ولا يزال حكم الكفر عنه إلا بمعرفته فهو ما قدمنا ذكره.
وذلك أن الذي ذكرنا قبل من صفته لا يعذر بالجهل به أحد بلغ حد التكليف كان ممن أتاه من الله تعالى ذكره رسول أو لم يأته رسول، عاين من الخلق غيره أو لم يعاين أحداً سوى نفسه ... ) إهـ
ثم فرق رحمه الله بين حكم الجاهل بالشرائع والصفات التي لا تعلم إلا من جهة الخبر والبلاغ فقال رحمه الله: ( .. فإن هذه معاني التي وصفت ونظائرها مما وصف الله عزوجل بها نفسه أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم مما لا يدرك حقيقة علمه بالفكر والروية ولا نكفر بالجهل بها أحداً إلا بعد انتهائها إليه ... إلى أخره) إهـ كتاب التبصير في معالم أصول الدين للإمام ابن جرير الطبري.
هذا هو رأي الإمام ابن جرير رحمه الله في هذه المسألة .. ويمكنوا أن تنظروا إلى كلام الطبري مصوراً من كتابه التبصير على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17798&highlight=%CC%D1%ED%D1+%C7%E1% D8%C8%D1%ED
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 08:18]ـ
# لمعرفة حقيقة مذهب الامام محمد بن عبد الوهاب ومذهب أئمة الدعوة وأئمة الاسلام في هذه المسألة, ينظر في كتاب الشيخ محمد بن عبد الله الوهيبي "نواقض الايمان الاعتقادية"- وكان المشرف على الرسالة الشيخ عبدالرحمن المحمود- المجلد الاول-الباب الثاني-الفصل الاول والثاني, ومن اراد الاختصار فعليه بالفصل الثاني -ماونع التكفير:
http://www.saaid.net/book/open.php?book=1279&cat=1
- لولا الخلل الذي في الجهاز لانزلت الفصلين,
حبذا لو يتكرم احد الاخوة بانزالهما, وشكرا.
# وهذا على سبيل الاختصار لمن اراد معرفة الحق والصواب في هذه المسألة.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 01:28]ـ
هذا كتاب (ضوابط تكفير المعين عند شيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب وعلماء الدعوة) تأليف الشيخ أبي العُلا الراشد، وقد قدم للكتاب الشيخ صالح الفوزان.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26858
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 01:58]ـ
- الشيخ صالح الفوزان امام من أئمة السنة ولا يشك في ذلك الا اهل البدع!
ولكن الحق ان رسالة الوهيبي- الدكتوراة مع مرتبة الشرف الاولى-اشراف الشيخ عبدالرحمن المحمود- نقل فيها كلاما لم يسبق اليه!
@ والحق احق ان يتبع!
# ومن باب الفائدة:
توجد رسالتان في هذا الباب:
1 - الجهل بمسائل الاعتقاد وحكمه-تأليف عبدالرزاق معاش-رسالة ماجستير-اشراف الشيخ عبدالرحمن البراك!
2 - منهج الامام محمد بن عبدالوهاب في مسألة التكفير- رسالة ماجستير- اشراف ناصر عبدالكريم العقل!
# قد بينا ووضحا منهج الشيخ وائمة الدعوة في هذا الباب, ولكن رسالة الشيخ الوهيبي اجمع منهما.
# بالمناسبة: رسالة الراشد- عارض الجهل- تقديم العلامة الفوزان-طبعة الرشد- عندي في البيت وقد اطلعت عليها, ولكن للاسف انه لم يوفق في كتابته لهذا البحث!
# انظر في الكتب او في كتاب الوهيبي على سبيل الاختصار وسترى الفرق ان شاء الله!
# وهذا على سبيل الاختصار لمن اراد الحق والصواب في هذا الباب.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 02:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أبا عمر رحمك الله وإياي
انظر كلام الشيخ محمد رحمه الله
ونحن نقول فيمن مات: تلك أمة قد خلت؛ ولا نكفر إلا من بلغته دعوتنا للحق، ووضحت له المحجة، وقامت عليه الحجة، وأصر مستكبراً معانداً، كغالب من نقاتلهم اليوم، يصرون على ذلك الإشراك،
تأمل قوله يصرون ... !!
فما وجه إيرادك التفريق بين الكفر والشرك وليس فيه أي فائدة من كلام الشيخ الذي ذكرت الأخت؟!!
ودمت بودّ أخي الكريم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 03:06]ـ
أخي الكريم عبد الرازق وفقك الله تعالى
----------------------
مسألة العذر بالجهل من المسائل طويلة الذليل .. وقد وقع نزاع طويل بين المعاصرين في تحرير القول الراجح في ذلك
وفي الحقيقة لا أريد أن أشغل نفسي كثيراً بالكلام حول هذه المسألة لأنه قد سبق وحصل النقاش المطول بين الأعضاء فيها أكثر من مرة، ويمكن أن يبحث عن هذه المشاركات في المنتدى.
كما أني لست بصدد تقويم الكتب وبيان المصيب من المخطئ .. فإن كنت ترى أخي الكريم أن الشيخ أبي العلا الراشد لم يوفق فيما كتبه حول هذه المسالة .. فغيرك يرى خلاف قولك.
وإن كنت ترى وفقك الله أن الوهيبي قد أصاب في كلامه .. فغيرك يرى أنه قد جانبه الصواب في ذلك.
وعندها ينبغي أن تعرض أقوالهما على الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع المعتبر.
وأما بخصوص الكتب حول هذه المسالة فلعله لا توجد مسالة قد أشبعث بحثاً ودراسة في هذا العصر أكثر من هذه المسألة
والكتب كثيرة جداً وكما قلت لك لست بصدد تصويب وتخطئة مؤلفيها.
والله الموفق.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 06:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو العلا الراشد نقل وجمع الأدلة من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم في المسألة ولم يأت بشيء من عنده.
الأخ أبو أويس الفلاحي وماذا استنتجت من تأملك لكلمة يصرون؟
الإمام الدهلوي بارك الله فيك على الإضافة القيمة.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 05:20]ـ
الأخت أم معاذة
مع أني وددّت أن يجيبني الأخ أبي عمر عن وجه التّفريق الذي ذكره حتى أفهم عنه ليس إلا.
ومع ذلك فإني مجيبكِ عن سؤالكِ.
أقول:
الذي فهمته من كلام الشيخ محمد رحمه الله من قوله يصرّون؛ أنه أقام الحجة علىالواقعون في الشرك فحكم بشركهم، ثم قاتلهم.
فإن قيل ما وجه فهمك لكلمة يصرون؟
قلت: ليس لها دلالة في كلام الشيخ غير الذي ذكرت ويؤيد ذلك قوله في نفس الكلام
وأصر مستكبراً معانداً
والإستكبار والمعاندة لا يعرفان إلا بعد إقامة الحجة، ثم أتبعه ب:
غالب من نقاتلهم اليوم، يصرون على ذلك الإشراك
وهذا يعني: أن الذين قاتلهم الشيخ مستكبرين ومعاندين.
فيفهم من كلامه، أنه أقام عليه الحجة فقاتلهم="الأصل عند الشيخ في هذا النص العذر بالجهل".
فإن قيل: هو يحكم بشركهم، ولكنه لا يقاتلهم حتى يقيم الحجة عليهم.
أقول: ليس في كلامه شيئ من ذلك، ومن قال ذلك، فليخرج لنا من كلام الشيخ المذكور ما يدل على ذلك، بل هي مسألة واحدة؛ بين فيها الشيخ أن الذين قاتلهم؛ إنما أقام عليهم الحجة فحكم بشركهم ثم قاتلهم، وهو ظاهر كلامه وصريح مقُولهِ المذكور.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 05:45]ـ
الأخوة الكرام وفقكم الله تعالى
----------------
جاء في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية
يقول الشيخ حمد بن ناصر رحمه الله في رده على رسالة محمد بن أحمد الحفظي اليمني، يسأل فيها عن مسائل وكان من ضمن الأسئلة والأجوبة هذا السؤال وهذا الجواب.
فيقول: وأما قوله إن سلمنا هذا القول وظهر دليله، فالجاهل معذور لأنه لم يدر الشرك والكفر، ومَنْ مات قبل البيان فليس بكافر، وحكمه حكم المسلمين في الدنيا والآخرة لأن قصة ذات أنواط وبني إسرائيل حين جاوزوا البحر تدل على ذلك ... إلخ.
فالجواب: أن يقال أن الله تعالى أرسل الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، فكل من بلغه القرآن ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قامت عليه الحجة قال الله تعالى: " لأنذركم به ومن بلغ "، وقال تعالى: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ".
وقد أجمع العلماء على أن مَنْ بلغته دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم أن حجة الله قائمة عليه، ومعلوم بالاضطرار من الدين أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب ليعبد وحده ولا يشرك معه غيره، فلا يدعي إلا هو ولا يذبح إلا له ولا ينذر إلا له ولا يتوكل إلا عليه. إلى أن يقول: فكل من بلغه القرآن فليس بمعذور. فإن الأصول الكبار التي هي أصل دين الإسلام قد بيَّنها اللهُ في كتابه، ووضحها وأقام بها الحجة على عباده، وليس المراد بقيام الحجة أن يفهمها الإنسان فهمًا جليًا كما يفهمها مَنْ هداه اللهُ ووفقه وانقاد لأمره، فإن الكفار قد قامت عليهم حجة الله مع إخباره بأنه جعل على قلوبهم أكنة أن يفهموا كلامه فقال: " وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي ءاذانهم وقراً "، وقال تعالى: " قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في ءاذانهم وقر وهو عليهم عمى "، وقال تعالى: " إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون "، وقال تعالى: " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعملاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً "، والآيات في هذا المعنى كثيرة، يخبر سبحانه أنهم لم يفهموا القرآن ولم يفقهوه، وأنه عاقبهم بجعل الأكنة على قلوبهم والوقر في آذانهم وأنه ختم على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم، فلم يعذرهم مع هذا كله بل حكم بكفرهم، وأمر بقتالهم، فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكم بكفرهم. فهذا يبين لك أن بلوغ الحجة نوعٌ، وفهمها نوعٌ آخر. وقد سئل شيخنا ـ رحمه الله تعالى ـ عن هذه المسألة، فأجاب السائل بقوله: «هذا من العجب العجاب، كيف تشكون في هذا وقد وضحته لكم مرارًا، فإن الذي لم تقم عليه الحجة هو الحديث عهدٍ بالإسلام، والذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتي يعرف. وأما أصول الدين التي وضحها الله وأحكمها في كتابه، فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة، ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرِّقُوا بين قيام الحجة وفهم الحجة. فإن أكثر المنافقين والكفار لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم كما قال تعالى: " أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالانعم بل هم أضل سبيلاً "، وقيام الحجة وبلوغها نوع، وفهمها نوع آخر. وكفَّرهم الله ببلوغها إياهم مع كونهم لم يفهموها، وإن أشكل عليكم ذلك فانظروا قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: «أينما لقيتموهم فاقتلوهم» مع كونهم في عصر الصحابة، ويحقِّر الإنسانُ عملَ الصحابةِ معهم ومع إجماع الناس أن الذي أخرجهم من الدين هو التشديد والغلو والاجتهاد، وهم يظنون أنهم يطيعون اللهَ، وقد بلغتهم الحجة ولكن لم يفهموها. وكذلك قتل علىٌّ رضي الله عنه الذين اعتقدوا فيه الإلهية وتحريقهم بالنار، مع كونهم تلاميذ الصحابة ومع عبادتهم وصلاحهم وهم أيضًا يظنون أنهم على حق، وكذلك إجماع السلف على تكفير أناس من غلاة القدرية وغيرهم مع كثرة علمهم وشدة عبادتهم وكونهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا، ولم يتوقف أحد من السلف في تكفيرهم لأجل أنهم لم يفهموا فإن هؤلاء كلهم لم يفهموا» انتهى كلامه رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا تقرر هذا فنقول: هؤلاء الذين ماتوا قبل ظهور هذه الدعوة الإسلامية وظاهر حالهم الشرك بالله لا نتعرض لهم ولا نحكم بكفرهم ولا بإسلامهم، بل نقول من بلغته هذه الدعوة المحمدية فإن انقاد لها ووحد الله وعبده وحده لا شريك له، والتزم شرائع الإسلام، وعمل بما أمره الله به، وتجنب ما نهاه عنه، فهذا من المسلمين الموعودين بالجنة في كل زمان ومكان. وأما من كانت حاله حال أهل الجاهلية، لا يعرف التوحيد الذي بعث الله به رسوله يدعو إليه، ولا الشرك الذي بعث الله به رسوله ينهي عنه ويقاتل عليه، فهذا لا يقال أنه مسلم لجهله، بل من كان ظاهر عمله الشرك بالله فظاهره الكفر، فلا يستغفر له، ولا يتصدق عنه، ونكل حاله إلى الله الذي يبلو السرائر، ويعلم ما تخفي الصدور، ولا نقول فلان مات كافرًا، لأنَّا نفرِّق بين المعين وغيره، فلا نحكم على معين بالكفر لأنا لا نعلم حقيقة حاله وباطن أمره، بل ذلك إلى الله، ولا نسُبُّ الأموات، بل نقول أفضوا إلى ما قدموا، وليس هذا من الدين الذي أمرنا الله به، بل الذي أمرنا به: أن نعبد الله ولا نشرك به شيئًا، ونقاتل مَنْ نكل عن ذلك بعد ما ندعوه إلى ما دعاه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أصرَّ وعاند كفَّرناه وقاتلناه. فينبغي للطالب أن يفهم الفرق بين المعين وغيره، فنكفر من دان بغير الإسلام جملة، ولا نحكم على معين بالنار، ونلعن الظالمين جملة، ولا نخص معينًا بلعنه، كما قد ورد في الأحاديث، من لَعْن السارق وشارب الخمر، فنلعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة، ولا نخصُّ شخصًا بعينه، يُبيِّن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن شارب الخمر، ولما جلد رجلاً قد شرب الخمر قال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتي به إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تلعنوه فوالله ما علمتُ إلا أنَّه يُحِبّ اللهَ ورسولَهُ) إهـ. مجموعة الرسائل والمسائل النجدية.
وفي نفس المصدر إجابة لقاضي الدرعية عن سؤال مشابه جاء في السؤال: (وظهر لنا من جوابكم أن المؤمن بالله ورسولِه إذا قال أو فعل ما يكون كفرًا جهلاً منه بذلك فلا تكفرونه حتى تقوم عليه الحجة الرسالية فهل لو قتل من هذا حاله قبل ظهور هذه الدعوة موضوع – أي دمه مثل دماء الجاهلية - أم لا؟.
يقول في الإجابة فنقول: إذا كان يعمل بالكفر والشرك لجهله وعدم مَنْ ينبهه لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة، ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر يبيح الدم والمال، وإن كنا لا نحكم على هذا الشخص لعدم قيام الحجة عليه، لا يقال إن لم يكن كافرًا فهو مسلم، بل نقول عمله عمل الكفار وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه متوقف على بلوغ الحجة الرسالية إليه. وقد ذكر أهل العلم أن أصحاب الفترات يمتحنون يوم القيامة في العرصات، ولم يجعلوا حكمهم حكم الكفار ولا حكم الأبرار.
أما حكم هذا الشخص إذا قتل ثم أسلم قاتله فإنَّا لا نحكم بديته على قاتله إذا أسلم، بل نقول الإسلام يَجُب ما قبله لأن القاتل قتله في حال كفره والله أعلم ... ثم يفسر قوله عزوجل: " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " .. إلى أن يقول: بل تجد الرجل مؤمنًا بالله ورسوله وملائكته وكتبه ورسله وما ينفعه ما معه من الإيمان، وقد ذكر الفقهاء من أهل كل مذهب”باب حكم المرتد“ وهو الذي يكفر بعد إسلامه، ثم ذكروا أنواعًا كثيرة من فعل واحدًا منها كفر، وإذا تأملت ما ذكرناه تبين لك أن الإيمان الشرعي لا يجامع الكفر بخلاف الإيمان اللغوي واللهُ أعلم.
وأما قولكم: وهل ينفع هذا المؤمن المذكور ما يصدر منه من أعمال البر وأفعال الخير قبل تحقيق التوحيد؟
فيقال: لا يطلق على الرجل المذكور اسم الإسلام فضلاً عن الإيمان، بل يقال الرجل الذي يفعل الكفر، أو يعتقده، في حال جهله وعدم مَنْ ينبهه إذا فعل شيئًا من أفعال البر وأفعال الخير، أثابه اللهُ على ذلك إذا صحَّحَ إسلامه وحقق توحيده، كما يدل عليه حديث حكيم بن حزام: «أسلمت على ما أسلفت من الخير» وأما الحج الذي فعله في تلك الحالة فلا نحكم ببراءة ذمته به، بل نأمره بإعادة الحج لأنَّا لا نحكم بإسلامه في تلك الحالة، والحج من شرط صحته الإسلام فكيف يحكم بصحة حجه وهو يفعل الكفر أو يعتقده، ولكنَّا لا نكفِّرَهُ لعدم قيام الحجة عليه فإذا قامت عليه الحجة وسلك غير سبيل المحجة أمرنا بإعادة الحج ليسقط الفرض عنه بيقين.
وأما ما ذكرته عن السيوطي أن الردة لا تنقض الأعمال إن لم تتصل فهي مسألة اختلف العلماء فيها وليست من هذا الباب، لأن كلام السيوطي فيمن فعل شيئًا من الأعمال في حال إسلامه ثم ارتد ثم أسلم هل يعيد ما فعله قبل ردته لأنه قد حبط بالردة أم لا؟ لأن الردة لا تحبط العمل إلا بالموت عليها) إهـ مجموعة الرسائل والمسائل النجدية.
أقول: واضح أن الذين لم يكفروا جاهل التوحيد لم يحكموا بإسلامه وقالوا بامتحانه في العرصات لأن الجنة لا يدخلها إلا نفسٌ مسلمة أو نفسٌ مؤمنة كما هو نصّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 12:04]ـ
الأخت أم معاذة
مع أني وددّت أن يجيبني الأخ أبي عمر عن وجه التّفريق الذي ذكره حتى أفهم عنه ليس إلا.
ومع ذلك فإني مجيبكِ عن سؤالكِ.
أقول:
الذي فهمته من كلام الشيخ محمد رحمه الله من قوله يصرّون؛ أنه أقام الحجة على الواقعون في الشرك فحكم بشركهم، ثم قاتلهم.
هو حكم بشركهم قبل اقامة الحجة عليهم .. ولكنه حكم بكفرهم بعد اقامة الحجة عليهم ومن ثم قاتلهم .. فالقتال في حق الكافر واقامة الحجة بحق المشرك
فإن قيل ما وجه فهمك لكلمة يصرون؟
قلت: ليس لها دلالة في كلام الشيخ غير الذي ذكرت ويؤيد ذلك قوله في نفس الكلام
والإستكبار والمعاندة لا يعرفان إلا بعد إقامة الحجة، ثم أتبعه ب:
وهذا يعني: أن الذين قاتلهم الشيخ مستكبرين ومعاندين.
فيفهم من كلامه، أنه أقام عليه الحجة فقاتلهم="الأصل عند الشيخ في هذا النص العذر بالجهل".
أجل هو عذرهم بالجهل فلم يكفرهم ولكنهم لا يخرجوا عن مسمى الشرك
لأنه القتال يكون بحق الكافر وليس بحق المشرك _ هكذا منهج الشيخ
واقامة الحجة بحق المشرك الجاهل فإما يسلم أو يعاند ويستوجب القتال بحقه
QUOTE= أبو أويس الفَلاَحي;197115]
فإن قيل: هو يحكم بشركهم، ولكنه لا يقاتلهم حتى يقيم الحجة عليهم.
أقول: ليس في كلامه شيئ من ذلك، ومن قال ذلك، فليخرج لنا من كلام الشيخ المذكور ما يدل على ذلك، بل هي مسألة واحدة؛ بين فيها الشيخ أن الذين قاتلهم؛ إنما أقام عليهم الحجة فحكم بشركهم ثم قاتلهم، وهو ظاهر كلامه وصريح مقُولهِ المذكور.
والله أعلم
[/ QUOTE]
هذا هو منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب ..
حكم التكفير يلزم الوعيد والقتال .. وهذا يكون بعد اقامة الحجة على المشرك
ولضيق الوقت لم انقل لك ما يبين ذلك ولكن هناك رسالة قيمة فيها نقولات من كلامه رحمه الله ومن كلام أحفاده وأبنائه وهي (المُتَمِمَة::لكلام أئمة الدعوة في مسألة الجهل في الشرك الأكبر)
أرجوا أن تقرأها ومن ثم تعقب على كلامي
تجدها في الرابط التالي
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15738
وخصوصا الفصل الرابع والخامس والسادس من الرسالة(/)
احذر: نوع من " الإلحاد " يقع فيه كثير من المسلمين!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 01:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عند تبيينه لأنواع " الإلحاد " في آيات الله: ويكون الإلحاد إما بتكذيبها أو تحريفها أو مخالفتها:
- وأما مخالفتها , فبترك الأوامر أو فعل المناهي و قال تعالى " {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (25) سورة الحج , فكل المعاصي إلحاد في الايات الشرعية , لأنه خروج بها عما يجب لها , إذا الواجب علينا أن نتمثل الأوامر وأن نجتنب النواهي , فإن لم نقم بذلك فهذا إلحاد. أهـ
شرح العقيدة الواسطية صـ 126
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 02:08]ـ
حياكم الله أخي الحبيب الزين
لو قلت في العنوان:في آيات الله, لكان أولى
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 03:47]ـ
حياكم الله أخي الحبيب الزين
لو قلت في العنوان:في آيات الله, لكان أولى
وحياك ربي أخي الشيخ , وكان لدي إحساس كبير أنك سوف ترد بل ستكون أو من يرد , وفعلا صدقت فراستي , بارك الله فيك حرصك على نصح أخيك , وتوجيهك صحيح أتمنى أن يقوم به أحد المشرفين.
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 07:09]ـ
احسن الله إليك أخي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 08:36]ـ
بل قل صدق حدسك
وقد يكون هذا من أعراض الحب!
مع العلم أني كنت مترددا بين الرد وعدمه
والله الموفق
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 01:40]ـ
بل رد علي أي خطا تراه , ولا يهم الأسلوب - مع أن أسلوبك علمي - فالجكمة ضالة المؤمن.
شكرا أختي عالمة على المرور.(/)
السبيل القويم لرد الحزبين إلى الصراط المستقيم!!
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 03:05]ـ
الحمد لله الذي أبان لعباده صراطه المستقيم، وجعل الفلاح في اتباع سبيل المؤمنين، رَغبَ في الرفق عبادَه الموحدين، وجعله هديا لسيد البشر أجمعين
والصلاة والسلام على النبي الامين من كان له الرفق والحلم طبعا، فلا تزيد شدة الجهل عليه إلا حلما، ولا تزيد شدة البأس عليه إلا كرما
أما بعد:
فإن الناس فى ردود أفعالهم تجاه الحديث الذى تحدثهم به على ثلاثة اقسام
رجل منقاد
ورجل تطمح به عزة الرياسة
ورجل مسترشدا يريد الله بعلمه ولا تأخذه فيه لومة لائم ولا تدخله من مفارق وحشة ولا تلفته عن الحق أنفة
فإناهذا بالقول قصدنا وإياه اردنا.
فإنه بعد مقالتي السابقة (التي دعوت فيها طلبة العلم السلفيين إلى غزو منتديات غير السلفيين من الحزبيين والمبتدعين الخارجين عن سبيل المؤمنين) اعترض علي بعض الإخوة الكرام فيما كتبت من الكلم وجرت بيني وبينهم كثير من المناقاشات كان فيها من الإعتراضات حول بعض ما كتبت من جواب الإشكالات والرد على الشبهات وأكثر الإعترضات كانت على الإشكال الثالث لما ذكرت أن الدعوة تكون بالحكمة واللين!! فبعضهم بعد مناقشة وحوار رجع والآخر عجب وفزع!
فآثرت أن تكون المقالة الثانية في بيان سبيل المؤمنين في دعوة الحزبيين إلى المنهج القويم والى الصراط المستقيم
وفي كيفية التعامل معهم والتفريق بين دعوتهم إلى الحق وبين التحذير منهم ومن شرهم وبدعتهم وبيان ان الأصل في الدعوة ان تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق واللين فأقول مستعين بالله خير معين
** الأصل في الدعوة ان تكون بالرفق واللين لا الشدة والتنفير **
((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))
فقد أمر الله رب العالمين رسوله الأمين وعباده الموحدين – ضمنا وتبعا – أن يدعوا إلى سبيله سبحانه المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح بالحكمة وهي وضع الشئ في موضعه فليس من الحكمة وضع السيف في موضع الندى
فتكون الحكمة في الدعوة: ان تدعوا كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده فإن كان [المدعو] يرى أن ما هو عليه حق. أو كان داعيه إلى الباطل، فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا.
ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها. (تفسير السعدي بتصرف)
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا)
فلنكن جميعا دعاة كانبياء الله:
فهذا ابراهيم الخليل في دعوته اباه: (يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا)
فقد دعا اباه بالحكمة واللين والرفق فقال يا ابتِ وبالموعطة الحسنه بتحذيره من أن يكون للشيطان وليا وللرحمن عدوا واستمر في جداله بالتي هي احسن
وألم ترإلى يوسف صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
فانظر إلى الرفق واللين في قوله يا صاحبي السجن وإلى جدالهم بالتي هي احسن بإلزامهم في قوله أأرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار استدعاء لعقولم لكي تفيق من سباتها
فإذا كانت هذه دعوة الانبياء لأقوام كافرين فكيف بالمسلمين الموحدين؟!!
ومن أقوى ما يستدل به في هذا الباب هو امر الله لموسى وهارون ان يلينا القول لفرعون
(َقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا فرعون الذي قال ما علمت لكم من إله غيري والذي قال انا ربكم الأعلى ولا اعلم في الذنوب والآثام جرما كهذا
فما الظن بمن دونه؟!!
قال الشيخ الشينقيطي رحمه الله:أمر الله جل وعلا نبييه موسى وهارون عليهما السلام أن يقولا لفرعون في حال تبيين رسالات الله إليه: (قولاً ليناً) أي: كلاماً لطيفاً سهلاً رقيقاً ليس فيه ما يغضب وينفر، وقد بين جل وعلا المراد بالقول البين في هذه الآية بقوله) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى)، وهذا -والله- غاية لين الكلام ولطافته ورقته كما ترى.
ثم قال رحمه الله: (يؤخذ من الآية الكريمة: أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالرق واللين لا بالقسوة والشدة والعنف)
والشاهد من ذلك يا إخوة أن الأصل اللين في دعوة الناس كل الناس – هذا هو الأصل –
يقول الشيخ ربيع حفظه الله:
لا تأخذ جانبا من الاسلام وتهمل الجوانب الأخرى او جانبا من جوانب طريق الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وتهمل جوانب أخرى فإن ذلك يضر بدين الله عز وجل ويضر بالدعوة واهلها فوالله ما انتشرت الدعوة السلفية في هذا العصر القريب وفي غيره إلا على ايدي اناس علماء حكماء حلماء يتمثلون منهج الرسول عليه الصلاة والسلام ويطبقونه قدر الاستطاعة فنفع الله بهم وانتشرت الدعوة السلفية في اقطار الدنيا بأخلاقهم وعلمهم وحكمتهم
وفي هذه الأيام نرى أن الدعوة السلفية تتراجع وتتقلص وما ذلك إلا انها فقدت حكمة هؤلاء بل حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل كل شئ وحلمه ورحمته واخلاقه ورفقه ولينه عليه الصلاة والسلام
ولقد شتمت عائشة يهودية فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة إن الله يحب الرفق في الامر كله وهذا حديث متفق عليه إذا ذكره اليوم عالم يوجه الشباب إلى المنهج الصحيح في الدعوة إلى الله فإنهم يقولون هذا تميع
فهذه الأخلاق الكريمة إذا ذكرت وذكر بها كالحكمة والرفق واللين والحلم والصفح التي هي من ضرورية الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ومن العوامل التي تجذب الناس إلى الدعوة الصحيحة فإن الناتج ان يدخل الناس في دين الله أفواجا
وإن هؤلاء المبدلين يستخدمون التنفير رغم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن منكم منفرين)) متفق عليه ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا)) ...
فيا أيها الاخوة هؤلاء لا يدركون _ وإنما يقعون دون الغاية _ وإلا فوالله يلزمهم أن يصفوا الرسول بأنه مميع والصحابةو وعلماء الامة بأنهم مميعون
يلزمهم على هذا التشدد العنيف المهلك الذي أهلك الدعوة السلفية يلزمهم ان يكون الرسول نفسه الذي يدعو إلى الرفق والحلم واللين أن يكون مميعا كذلك نستغفر الله تعالى والله لا يريدون ذلك ولا يقصدونه ولكن لا يدركون!!
فعليهم من الآن أن يدركوا ما يترتب على هذه الأحكام وإننا نحن والله نجاهد ونناضل ونكتب وننصح وندعوا برفق إلى الله تعالى فيعتبروننا من الممعين لا يريدوننا ان نقول حكمة ولين ورفق
وقد رأينا ان الشدة أهلكت الدعوة السلفية ومزقت أهلها فماذا نصنع؟
فقلت يا أخوة لما نرى النيران تشتعل أنتركها تزيد اشتعالا؟!! أم ناتي بهذه الأمور التي ستطفئ تلكم الحرائق؟
فأنا اضطررت وهذا واجبي وانا أقولها من قبل اليوم لكن ركزت عليه لما رأيت هذا الضمار رأيت هذا البلاء
أقول: عليكم بالرفق عليكم باللين عليكم بالتراحم فإن هذه الشدة توجهت إلى اهل السنه أنفسهم، إذ قد تركوا اهل البدع واتجهوا إلى اهل السنه بهذه الشدة المهلكة ويتخللها ظلم وأحكام باطلة ظالمة
فإياكم ثم إياكم أن تسلكوا هذا المسلك الذي يهلككم ويهلك الدعوة السلفية ويهلك أهلها. أهـ
** الفرق بين دعوة المبتدع إلى الحق وبين التحذير من بدعته **
وقد اعترض على فى ذلك بعض الإخوة فقال: تخالف اهل العلم الذين أمروا بالشدة على المخالف وبهجر المبتدع وزجره؟ فما كان مني إلا ان قلت له فرق
فرق ايها الكريم بين التحذير من المبتدع اللئيم وبين دعوته الى الصراط المستقيم والمنهج القويم ثم اعلم أيها المفضال أن أكثر هؤلاء جهال طلبوا الحق فلم يصلوا إليه فهلا قليلا من الرفق بهم تأليفا لقلوبهم؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فأهل العلم يشتدون في التحذير من البدعة لا في الدعوة الى السنه
يقول الشيخ ربيع حفظه الله:
ومنها – أي الحكمة - الا تسب جماعتهم
((ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم))
ولا تظن يا طالب العلم ان من تمام المنهج الحق انه لابد ان تسب شيوخهم وتطعن فيهم فإن الله سبحانه يقول ((ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)) تسب الشيخ او تقول ضال او كذا او الطريقة الفلاينه فإنهم عندها ينفرون منك فتأثم وتكون قد نفرت الناس وإنكم إذن منفرون
والرسول صلى الله عليه وسلم لما أرسل معاذا وأبا موسى رضي الله عنهما إلى اليمن قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وهذا متفق عليه فهذه من الطرق التي فيها التيسير وفيها التبشير وما فيها تنفير .... أهـ
** لا تبدأ بالنقد المباشر لهم **
وقد اعترض علي أحد الفضلاء لما قلت بقول الحكماء انه لا ينبغي ان تقدم نقدا مباشرا فتذهب وتقول شيخكم ضال مضل فإن هذا ليس من الحكمة وليس من الحكمة ان تحتج عليهم بكلم من شوهت صورته عندهم
فرميت بالتميع! واصبحت مميعا فإلى الله المشتكى!
ولا يعلم هذا الرامي ان هذا ليس كلامي! بل هو كلام الإمام! الذي صدمته به وأفحمته إفحام
يقول الشيخ ربيع حفظه الله:
ادع إلى تعالى بكل ما تستطيع بالحجة والبرهان في كل مكان بقال الله وقال الرسول وتستعينوا على ذلك بعد كلام الله بكلم أئمة الهدى الذين يُسلم بإمامتهم ومنزلتهم في الإسلام اهله السنه وأهل البدع جميعا
أنا أوصي الإخوة الذين يذهبون إلى إفرقيه أو إلى تركيا أو إلى الهند أو غيرها بقول قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلان من الائمة الذين يحترمونهم فإذا ذهبت إلى افرقيه مثلا قلت قال ابن عبد البر قال مالك قال فلان مع أن عددا ليس قليلا هناك هم أهل عقائد فاسدة فإذا أتيتهم بكتاب الله تعالى وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم ثم تأتي بكلام العلماء يسمعون كلامك وينقادون لك
هذه حكمة لكن إذا اتيتهم بكلام من عندك فحسب لن يقبل منك أحد فلابد أن تستأنس بعد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بكلام العلماء الذين لهم منزلة في نفوس الناس ولهم مكانه ولا يستطيعون الطعن فيهم ولا في كلامهم
فإذا قلت قال البخاري فإنهم يحترمونه فمثلا الصوفية في كل مكان يحترمون البخاري ويحترمون مسلما ويحترمون هذين الكتابين وهذين الإمامين ويحترمون أحمد بن حنبل ويحترمون الأوزعي وسفيان الثوري وغيرهم من اهل العلم الأكابر المتقدمين لذا فإن هنالك روابط بيننا وبينهم بالحق أماكن الاتقاء فلننفذ إليهم من هذه النوافذ وهذا من الحكمة يا إخوة
فلا ينبغي على ذلك ان تقول لهم ابتداءً قال ابن تيمية مع أنه إمام لأن الجهلة لا يعرفونه وإن عرفوه فقد بُغض إليهم مما سمعوه من كُبرائهم فهم لا يبغونه ولا يريدونه بارك الله فيكم
قل قال ابن تيمية في اوساط السلفيين الذين يحترمونه لكن ما تقول في أوساط أخرى قال ابن تيمية قال ابن عبد الوهاب لأن الجاهل الذي تربى في أوساط المبتدعة ينفر من ذلك فأشياخهم منفرون لهم قل لهم أسماء الائمة الذين يحترمونهم ويوقرونهم لأن سادتهم وشيوخهم شوهوا ابن تيمية وشوهوا ابن عبد الوهاب وشوهوا علماء الدعوة وأئمة الدعوة كما قلنا انفا فلا تأتهم من هذا الباب فإنه ليس من الحكمة ولكن تأتيهم من باب قال مالك قال سفيان الثوري قال الأوزاعي قال ابن عيينه قال البخاري قال مسلم في الجزء الفلاني الصفحة الفلانيه فمثل هذا سيقبل منك
ثم إذا قبلوا منك احترموا بعد ذلك ابن تيمية وعرفوا أنه على الحق واحترموا ابن عبد الوهاب وعرفوا أنه على الحق بارك الله فيكم وهكذا
أقول هذا نوع من التنبيه على سلوك طريق الحكمة في دعوة الناس إلى الله تبارك وتعالى. أهـ
حفظ الله لنا الشيخ ربيع وأهل العلم السلفيين جميعا
آمين ... آمين ... آمين
وأقول ختاما:
فرق بين دعوة العلماء الحكماء وبين دعوة الجهلاء والاغبياء!! فتأمل
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه أبو زياد محمد بن محمود النعماني
في ليلة الجمعه
18/ 2 / 1430 هـ
الموافق
13/ 2 / 2009 م
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 03:28]ـ
فإنه بعد مقالتي السابقة (التي دعوت فيها طلبة العلم السلفيين إلى غزو منتديات غير السلفيين من الحزبيين والمبتدعين الخارجين عن سبيل المؤمنين) اعترض علي بعض الإخوة الكرام فيما كتبت من الكلم وجرت بيني وبينهم كثير من المناقاشات كان فيها من الإعتراضات حول بعض ما كتبت من جواب الإشكالات والرد على الشبهات وأكثر الإعترضات كانت على الإشكال الثالث لما ذكرت أن الدعوة تكون بالحكمة واللين!! فبعضهم بعد مناقشة وحوار رجع والآخر عجب وفزع! فآثرت أن تكون المقالة الثانية في بيان سبيل المؤمنين في دعوة الحزبيين إلى المنهج القويم والى الصراط المستقيم
وفي كيفية التعامل معهم والتفريق بين دعوتهم إلى الحق وبين التحذير منهم ومن شرهم وبدعتهم وبيان ان الأصل في الدعوة ان تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق واللين فأقول مستعين بالله خير معين حفظ الله لنا الشيخ ربيع وأهل العلم السلفيين جميعا
بارك الله فيك أبا زياد
هل تنصحني بدخول موقع الشيخ ربيع؟ أم موقع الشيخ فالح؟ أم أنهما يؤديان نفس الرسالة فكلاهما على مذهب السلف الجدد الأثريين؟ فبأيهما اقتديت فقد اهتديت؟
أم تنصحني أدخل موقع العلامة فوزي الحميدي؟ أم موقع البحر الحلبي الأثري؟ أم أن كلاً منهما يجزيء عن الآخر؟
أم تنصح بالدخول موقع الأثريين السلفي الجديد؟ أم أن مواقع مثل هؤلاء الأثريين كلها تجزي عن بعضها كأرض خصبة أنبتت نباتا حسنا ثم جاءها بَرَدٌ بريح عاصف لا يبقي ولا يذر؟
هدانا الله وإياك إلى طريق الحق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 03:37]ـ
يقول الشيخ ربيع حفظه الله:
[ color=blue] لا تأخذ جانبا من الاسلام وتهمل الجوانب الأخرى او جانبا من جوانب طريق الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وتهمل جوانب أخرى فإن ذلك يضر بدين الله عز وجل ويضر بالدعوة واهلها فوالله ما انتشرت الدعوة السلفية في هذا العصر القريب وفي غيره إلا على ايدي اناس علماء حكماء حلماء يتمثلون منهج الرسول عليه الصلاة والسلام ويطبقونه قدر الاستطاعة فنفع الله بهم وانتشرت الدعوة السلفية في اقطار الدنيا بأخلاقهم وعلمهم وحكمتهم
وفي هذه الأيام نرى أن الدعوة السلفية تتراجع وتتقلص وما ذلك إلا انها فقدت حكمة هؤلاء بل حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل كل شئ وحلمه ورحمته واخلاقه ورفقه ولينه عليه الصلاة والسلام
ولقد شتمت عائشة يهودية فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة إن الله يحب الرفق في الامر كله وهذا حديث متفق عليه إذا ذكره اليوم عالم يوجه الشباب إلى المنهج الصحيح في الدعوة إلى الله فإنهم يقولون هذا تميع
فهذه الأخلاق الكريمة إذا ذكرت وذكر بها كالحكمة والرفق واللين والحلم والصفح التي هي من ضرورية الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ومن العوامل التي تجذب الناس إلى الدعوة الصحيحة فإن الناتج ان يدخل الناس في دين الله أفواجا
وإن هؤلاء المبدلين يستخدمون التنفير رغم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن منكم منفرين)) متفق عليه ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا)) ...
فيا أيها الاخوة هؤلاء لا يدركون _ وإنما يقعون دون الغاية _ وإلا فوالله يلزمهم أن يصفوا الرسول بأنه مميع والصحابةو وعلماء الامة بأنهم مميعون
يلزمهم على هذا التشدد العنيف المهلك الذي أهلك الدعوة السلفية يلزمهم ان يكون الرسول نفسه الذي يدعو إلى الرفق والحلم واللين أن يكون مميعا كذلك نستغفر الله تعالى والله لا يريدون ذلك ولا يقصدونه ولكن لا يدركون!!
فعليهم من الآن أن يدركوا ما يترتب على هذه الأحكام وإننا نحن والله نجاهد ونناضل ونكتب وننصح وندعوا برفق إلى الله تعالى فيعتبروننا من الممعين لا يريدوننا ان نقول حكمة ولين ورفق
وقد رأينا ان الشدة أهلكت الدعوة السلفية ومزقت أهلها فماذا نصنع؟
فقلت يا أخوة لما نرى النيران تشتعل أنتركها تزيد اشتعالا؟!! أم ناتي بهذه الأمور التي ستطفئ تلكم الحرائق؟
فأنا اضطررت وهذا واجبي وانا أقولها من قبل اليوم لكن ركزت عليه لما رأيت هذا الضمار رأيت هذا البلاء
أقول: عليكم بالرفق عليكم باللين عليكم بالتراحم فإن هذه الشدة توجهت إلى اهل السنه أنفسهم، إذ قد تركوا اهل البدع واتجهوا إلى اهل السنه بهذه الشدة المهلكة ويتخللها ظلم وأحكام باطلة ظالمة
فإياكم ثم إياكم أن تسلكوا هذا المسلك الذي يهلككم ويهلك الدعوة السلفية ويهلك أهلها. أهـ
آه ..... يا ربيع لو وجهت الكلام لنفسك لكان خيرا لك.
كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.
أبو معاذ.
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 03:55]ـ
هدانا الله وإياك إلى طريق الحق ..
اللهم امين
هل تنصحني بدخول موقع الشيخ ربيع؟ أم موقع الشيخ فالح؟ أم أنهما يؤديان نفس الرسالة فكلاهما على مذهب السلف الجدد الأثريين؟ فبأيهما اقتديت فقد اهتديت؟
أم تنصحني أدخل موقع العلامة فوزي الحميدي؟ أم موقع البحر الحلبي الأثري؟ أم أن كلاً منهما يجزيء عن الآخر؟
أم تنصح بالدخول موقع الأثريين السلفي الجديد؟ أم أن مواقع مثل هؤلاء الأثريين كلها تجزي عن بعضها كأرض خصبة أنبتت نباتا حسنا ثم جاءها بَرَدٌ بريح عاصف لا يبقي ولا يذر؟
آه ..... يا ربيع لو وجهت الكلام لنفسك لكان خيرا لك.
كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.
** الأصل في الدعوة ان تكون بالرفق واللين لا الشدة والتنفير **
((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))
الرفق الرفق الرفق
أرى إخواني ان اصل هذه المقاله الحديث عن الرفق
فهل ابو زياد لم يخلص فيها فلم تؤتي ثمارها؟!
نسأل الله الاخلاص
بارك الله فيكم لو تعلمون لمن هذه الرساله ولو نظرتم بعين التحقيق والتدقيق إلى المقدمة لكان القول خلاف القول! ولكن الله المستعان
أرى أننا نتهم اناسا باشياء نحن نأتيها!!
فبعض الطلبة إلا من رحم ربي منهم يقولون الشيخ فلان يتكلم في الناس الشيخ الشيخ علان يجرح الناس
ثم ترى هذا الطلب يتكلم في الشيخ فلان او علان
يا طلبة العلم نحن امة وسطا
لا إلى إفراط ولا إلى تفريط
بل وسطا ...
فتأملوها يا إخوة
حفظكم الله
أرجو قراءة المقالة بعين الانصاف والتحقيق حفظكم الله
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 04:09]ـ
فإن الناس فى ردود أفعالهم تجاه الحديث الذى تحدثهم به على ثلاثة اقسام
.............
ورجل مسترشد يريد الله بعلمه ولا تأخذه فيه لومة لائم ولا تدخله من مفارق وحشة ولا تلفته عن الحق أنفة
فإناهذا بالقول قصدنا وإياه اردنا.
كونوا هذا الرجل بارك الله فيكم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 04:27]ـ
لأنك تعلم لمن هو موجه في الاصل
فقد بينت في المقدمة أنه لأناس تشددوا في هذا الباب وهم يستشهدون بكلام للشيخ حفظه الله
فإنه بعد مقالتي السابقة (التي دعوت فيها طلبة العلم السلفيين إلى غزو منتديات غير السلفيين من الحزبيين والمبتدعين الخارجين عن سبيل المؤمنين) اعترض علي بعض الإخوة الكرام فيما كتبت من الكلم وجرت بيني وبينهم كثير من المناقاشات كان فيها من الإعتراضات حول بعض ما كتبت من جواب الإشكالات والرد على الشبهات وأكثر الإعترضات كانت على الإشكال الثالث لما ذكرت أن الدعوة تكون بالحكمة واللين!! فبعضهم بعد مناقشة وحوار رجع والآخر عجب وفزع!
فآثرت أن تكون المقالة الثانية في بيان سبيل المؤمنين في دعوة الحزبيين إلى المنهج القويم والى الصراط المستقيم
وفي كيفية التعامل معهم والتفريق بين دعوتهم إلى الحق وبين التحذير منهم ومن شرهم وبدعتهم وبيان ان الأصل في الدعوة ان تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق واللين فأقول مستعين بالله خير معين
ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود
تاملوها يا إخوة
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 11:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا ارجوا من المشرفين عدم اغلاق الموضوع
ثانيا ارجوا من الاخوه الافاضل ان يتناقشوا بهدوء و روية و يتركوا الافكار المسبقة فالاخ صاحب الموضوع يبدوا انه من المنصفين و ممن يحبون الخير و هو ماجاء الى هذا المنتدى و ما كتب مواضيعه الا حبا بالخير له و لغيره و هذا ما نرجوه فجزاه الله خيرا
أخي الفاضل
اعلم رحمك الله اننا لا نختلف مع ربيع المدخلي في العقيدة المنهج فنحن طريقتنا قال الله وقال رسوله صلى الله عليه و سلم
و لكن اختلافنا هو في
1 - الاسلوب في التعاطي مع بعض النوازل
2 - طريقة التعاطي مع المخالف
3 - ضابط تحديد المخالف
4 - الاشتغال بالمهم دون الاهم (فقه الأولويات)
5 - سياسة الكيل بمكيالين
6 - سياسة ما أريكم الا ما أرى
7 - مبدأ من لم يكن معي فهو ضدي
هذه أبرز المحاور التي خطرت في بالي حاليا و لكن ما ذكرت يعتبر اهمها
و ان اردت ان ابين لك الدليل على كل واحد منها فانا على استعداد
و للعلم فقط فانا لا اعد نفسي ضمن اي من التيارات الموجودة على الساحه و لست محسوبا على احد
بالنسبة لموضوعك اخي الفاضل هلا بينت لنا ضابط من يسمون عندكم بالحزبيين و ما تعريفهم كيف يمكن للشخص ان يميزهم و لنجعله المحور الأول لنقاشنا
فكيف ندعوا اناسا لا نستطيع ان نميزهم
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 11:17]ـ
ليتكم تتركون النعماني والحائلي يتناقشون بعلم وحلم فلعلنا نخرج بفائدة , فلا عصمة يا اخوة إلا للرسل.
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 11:25]ـ
مجموع فتاوى ابن تيمية (التفسير) - (ج 3 / ص 213)
قال رحمه الله: فهذه خمسة أوجه تستفاد من الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيها المعنى الآخر، وهو إقبال المرء على مصلحة نفسه علما وعملا، وإعراضه عما لا يعنيه، كما قال صاحب الشريعة: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، ولاسيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة من أمر دين غيره ودنياه، لاسيما إن كان التكلم لحسد أو رئاسة.
وكذلك العمل، فصاحبه إما معتد ظالم، وإما سفيه عابث، وما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل اللّه، ويكون من باب الظلم والعدوان.
فَتَأمُّل الآية فى هذه الأمور من أنفع الأشياء للمرء، وأنت إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة ـ علمائها وعبادها وأمرائها ورؤسائها ـ وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل أو بغير تأويل، كما بغت الجهمية على المستنة فى محنة الصفات والقرآن؛ محنة أحمد وغيره، وكما بغت الرافضة على المستنة مرات متعددة، وكما بغت الناصبة عَلَى عِليّ وأهل بيته، وكما قد تبغى المشبهة على المنزهة، وكما قد يبغى بعض المستنة إما على بعضهم وإما على نوع من المبتدعة، بزيادة على ما أمر اللّه به، وهو الإسراف المذكور فى قولهم: {ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا} [آل عمران: 147].
(يُتْبَعُ)
(/)
وبإزاء هذا العدوان تقصير آخرين فيما أمروا به من الحق، أو فيما أمروا به من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فى هذه الأمور كلها، فما أحسن ما قال بعض السلف: ما أمر الله بأمر إلا اعترض الشيطان فيه بأمرين ـ لا يبالي بأيهما ظفر ـ غلو أو تقصير.
فالمعين على الإثم والعدوان بإزائه تارك الإعانة على البر والتقوى، وفاعل المأمور به وزيادة منهى عنها بإزائه تارك المنهى عنه وبعض المأمور به، واللّه يهدينا الصراط المستقيم. انتهى
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 03:52]ـ
الاخ الفاضل القضاعي جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
الاخ الكريم الحائلي جزاك الله خيرا على حسن ظنك بأخيك نسأل الله ان نكون عند حسن ظنكم
أرجو ان يقرء كلامي كله جيدا قبل الرد عليه بارك الله في وقتكم
في البداية أود ان بين سبب كتابة هذا المقال والذي قبله بخصوص الكتابة في المنتديات غير السلفيه
كان ذلك بسبب نقاش دار بيني وبين أحد إخواني لما ترك الكتابة في بعض المنتديات - ولا اسميه - فقلت له لما تركته فقال خط مسيري عدم تكثير سواد اهل البدع - وله في ذلك نظر بارك الله فيه - فقلت - على التسليم بأنه اصبح منتدى بدعي - ومالنا لا نكتب في المنتديات غير السلفية وندعوا الناس فيها إلى السلفية (ارجو ان تنتبهوا للكلام جيدا)
فدار بيننا النقاش فقمت بكتابة الموضوع السابق ثم نشرته رجاء الافادة والاستفادة من الاخوة حفظهم الله
ثم اعترض علي بعض الاخوة فيما كتبت عن الدعوة واللين كما بينت هنا
انتبه هو لا يريد دعوة برفق ولين ويحتج على بكلام بعض العلماء لذلك كتبت هذا المقال واثريته بالنقل عن الشيخ ربيع حفظه الله ليكون ذلك إلزاما له بما كان يحتج به عليّ وهذه من اقوى الحجج كما قال الشيخ السعدي رحمه الله
وبناء على ما سبق بارك الله فيكم نرى ان هذا الموضوع لم يخرج قاصدا منتدى بعينه لندخله وندعوا فيه وإنما كان القصد ان كل من يرى منتدى به تحزب او شئ من هذا فلا يتركه حتى لا يصبح مرحاضا للحزبين ومستنقعا لهم!
إذن لا يطلب مني أحد الاخوة الافاضل ان اسمي له منتدى يدخل فيه ويدعوا
بناء على ما سبق من التوضيح بارك الله فيكم
ثانيا بالنسبة للشيخ ربيع حفظه الله فأرجو ان تقرؤا كلامي بعين المحقق الذي لا ينظر إلى ظواهر الامور دون بواطنها!! - فتأملوا -
فانا لا اتعصب له ولا ادعو الناس له
فنحن لا ندعوا الناس إلى الناس بل ندعوهم إلى رب الناس ندعوهم إلى ما دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
الشيخ حفظه الله نحسبه من اهل العلم الراسخين فيه وقد اثنى عليه في ذلك اهل العلم المعتبرين وهذا امر معلوم لديكم
لكن بارك الله فيكم نحن لا ندعي عصمة له وأنه معصوم من الخطأ والزلل - معاذ الله - فما معصوم سوى الانبياء والمرسلين
بل هو بشر يصيب فيشكر ويجانب الصواب احيانا فلا يكفر بل نقول له اصبت اجرا واحدا غفر الله لنا ولك
اليس هذا هو الانصاف الذي نطالب به؟!!
يا اخوة حفظكم الله
انا ما يغضبي قدر مخالفة الفعل القول
فنرى بعض الإخوة بنفرون من الطلبة الذين يتكلمون في العلماء - وهذا لا نقره ابدا فهذا للراسخين في العلم - ثم ترى هذا الاخ هو هو بعينه الذي يكا ينفر من ذلك تراه يتكلم في علماء اخرون
فما الفرق بينه وبين من نفر منه وحذر منه؟!!
يا اخوة نحن سلفيون والسلفية هي الاسلام بلا شائبة ولا انحراف في المعتقد والفكر
السلفية هي الاسلام بلا شائبة والاسلام دين وسط لا إلى إفراط ولا إلى تفريط
فترى السلفيون وسط ما بين الفرق جميعها
لا إلى الخوارج الذين كفروا الناس بالكبيرة والمعصية ولا إلى المرجئة الذين قالوا لا يضر مع الايمان ذنب!
لا إلى القدريه الين نفوا قدرة الله ولا إلى الجبرية الذين نفوا قدرة العبد!
وهكذا فهي وسط بين الفرق جميعها
كذلك السلفيون وسط في هذه الفتنة المثارة اليوم بين بعض الناس من التجريح - والتعذيب - فلا يقولون من اخطأ هلك ولا يقولون لا يخطأ أحد حتى لا نفرق الامة!
ولكن هم حكماء في حكمهم على الناس يعرفون متى نشهر بالهالك ونفضحه ومتى نحفظ العالم الذي جانب الصواب في مسألة
فليس كل من اخطأ هلك
نعم هناك اخطاء تخرج من السلفية مثل من قال بالقدر او نحو ذلك لكن ليس كل خطأ يخرج من السلفية
والله هذا منهجي الذي ادين الله به
(يُتْبَعُ)
(/)
فكما اننا نقول ذلك فينبغي أن تكون قاعدة عامة في الحكم على الناس
فليس لأني او شيخي يخالف الشيخ فلان في مسألة أنه يحرم على النقل عن الشيخ فلان إذا كان الصواب معه
والله هذا هو الانصاف الذي ننادي به يا اخوة حفظكم الله
والله لا زال عندي الكثير والكثير
ولكن لا اريد أن اطيل عليكم ولي عوده إن شاء الله
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 03:58]ـ
الأخ أبو زياد
السلفية اليوم يدعيها الكثير، ومن هؤلاء طائفة كانت صغيرة تحارب التحزب ثم صارت حزبا شاءت أم أبت، لها منهج بدعي في الجرح والتعديل ليس من منهج السلف، فمنهجهم الإفراط في الجرح للدعاة وطلبة العلم، والتفريط في العدل للفسقة وعلية القوم، وعندما طبقوا منهجهم على أنفسهم صاروا أحزابا دينية ضد بعضهم البعض، كلٌ يدعي أنه على الصواب وغيره على الخطأ ..
رأس هؤلاء الآن هما الشيخ ربيع المدخلي والشيخ فالح الحربي، وربيع هو شيخ فالح ..
كلاهما يدعوان إلى مذهب السلف والتحذير من مخالفته!!
حسنا!!
لستُ حزبيا!! لكن هبْ أني حزبيٌ وأريد سفينة النجاة، وسفينة النجاة هي اتباع مذهب السلف وليست سفينة أدعياء السلف، فمن أتبع اليوم والساحة مكتضة بالجماعات والطوائف التي كل ٌ يدعي اتباعه السلفية الصحيحة وما عداه خلفي بدعي ضال؟
هل أركب سفينة الشيخ ربيع؟ أم سفينة تلميذه الشيخ فالح؟ أم أن سفينتيهما سفينة واحدة؟
المعروف أن السفينة كانت سفينة واحدة، فالشيخ ربيع زكى الشيخ فالح تزكية عظيمة، ثم إن الشيخ فالح رد التزكية بتزكية أزكى منها وأحسن، وبعد أن تطور عندهم علم الجرح والتعديل إلى درجة البراءة من المسلم بسبب معصية صغيرة!! انشطرت السفينة إلى شطرين، ثم قام كلٌ منهما بجرح الآخر وتضليله وتفسيقه وتبديعه واتهامه تارة بالإرجاء وتارة بالإعتزال، وصار كل ٌ منهما يطلق على الآخر حزبي ومبتدع وضال ...
ثم انشطرت السفينتان إلى قوارب كثيرة في بحر لجي، فقام مع ربيع المدخلي رؤوس جديدة منها الحلبي (رغم أنهما الان على خلاف شديد)، وقام مع فالح الحربي رؤوس أكثر من الرؤوس التي مع ربيع، فأي سلفية هذه يا أبا زياد؟
يقول الشيخ ربيع حفظه الله:
ومنها – أي الحكمة - الا تسب جماعتهم
((ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم))
ولا تظن يا طالب العلم ان من تمام المنهج الحق انه لابد ان تسب شيوخهم وتطعن فيهم فإن الله سبحانه يقول ((ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)) تسب الشيخ او تقول ضال او كذا او الطريقة الفلاينه فإنهم عندها ينفرون منك فتأثم وتكون قد نفرت الناس وإنكم إذن منفرون
والرسول صلى الله عليه وسلم لما أرسل معاذا وأبا موسى رضي الله عنهما إلى اليمن قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وهذا متفق عليه فهذه من الطرق التي فيها التيسير وفيها التبشير وما فيها تنفير .... أهـ
كلام تنظيري جميل، لكن أين التطبيق؟
انظر إلى كلام الشيخ ربيع عن تلميذه فالح:
[أما بعد: فقد كان فالح عبئاً ثقيلاً على الدعوة السلفية وأهلها منذ سلك نفسه في الدعاة إلى المنهج السلفي لا يراعي في تصرفاته ومواقفه وأحكامه مصالح وكنا نحلم عليه كما نحلم على غيره ممن يشكل عبئاً ثقيلاً على الدعوة السلفية ولا سيما هذا البلاء فالح , وكنا نُصبِّر طلاب العلم عليه ونتلمس له التأويلات ثم على مر الأيام زاد تعالماً وتعاظماً فصار يجازف في أحكامه على السلفيين وغيرهم بالتبديع والتكفير فيُطَالَب بالأدلة على هذه الأحكام المجحفة الكلام على أهل البدع لا يدخل في باب الجرح والتعديل فلا يسأل المبدع عن أسباب الجرح ويحكم على بعض الأصول بأنها مبتدعة وقد أضلت الأمة, ويحكم على بعض الأبرياء إذا لم ينقادوا لأحكامه بأنهم قد نسفوا رسالات الرسل جميعاً، وعلى بعض من بدعهم بعدم تقليدهم العلماء إذا خالفوا حكمه هو ثم لما أدانه هؤلاء العلماء في أصوله الفاسدة وأحكامه الباطلة طعن فيهم وأسقطهم وأسقط أقوالهم التي كان يضلل بها أو يكفر من خالفهم , وقد كان من ورائه عصابة تتظاهر بتعظيمه وتقديسه وتقديس أصوله وأحكامه الباطلة فتطعن أشد الطعن فيمن طعن فيهم فالح وحكم عليهم بأحكامه البهلوانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما أدار ولما استفحل شره وبلغ السيل الزبى نصحته بنصيحتين بينت فيهما فساد أصوله وأحكامه وأيد ما تضمنتهما العلماء الذين كان يوجب تقليدهم ويرى أن من لا يقلدهم قد كذَّب الإسلام وكذَّب القرآن والسنَّة …الخ. فنسي هو وعصابته تلك المنزلة لهؤلاء العلماء ونسوا الحماس للتضليل من أجلهم فأصبحوا حرباً عليهم مما ولما أصيب فالح في مقاتله وفضح بفساد تأصيله وأحكامه وظهر جهله ذهب يتعلق بأشياء ليست أساسية في النزاع ليلهي الناس جهالاته الأساسية وتأصيلاته الفاسدة وخيل له الشيطان أنه إمام معصوم لا يمكن أن يخطئ وأن مخالفه جاهل ضال مرجئ هو وكل من يؤيده بل غلاة في الإرجاء بل هم خرافيون 1 - جنس العمل. 2 - التقليد الباطل لأمثاله أو لشخصه] اهـ ..
ويقول المدخلي عن فالح طاعنا فيه:
((وَا أسفا أن يتصدَّر فالح ورويبضاته للجرح والتعديل والتقعيد والتأصيل والتبديع والتضليل وللأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر والدعوة إلى الله , وهم من أبعد النَّاس عن العلم والبصيرة , ومن أجهل النَّاس بدرجات الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر فلا يُفرِّقون بين المشروع منها والمحرَّم فيتكلَّم أحدهم باسم الإسلام بغير علمٍ ولا بصيرةٍ فيكون ضرره عظيماً وشرُّه خطيراً))
المصدر موقع سحاب ..
--------------------------
ويقول فالح عن شيخه ربيع في كتابه النقض المثالي في فضح مذهب ربيع المدخلي الاعتزالي:
((فإن من النكبات الكبار، والمصائب العظام، أن يبتلى الإسلام وأهله بمن يعمل على نقض بنيانه من الداخل، وفتح أسواره الحصينة للأعداء من الخارج، وإحداث الخلل في أصوله وقواعده المتينة، فيوهيها ويوهنها مما لا يصمد معه أساس أو تبقى معه قوة فضلاً عن أن يقوى ويزداد متانة:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
وذلك مما لا يجوز السكوت عليه بحال، فالسكوت يعرّض العوام الأبرياء إلى الانزلاق في الضلال، ومما يؤدي إلى فساد الفطر، وهم يحسبونه هدى ورشاداً، فيجب كشف الأباطيل، ورد العادية عن هذا الدين، وبيان الحق لطالبه، وإقامة البرهان لناشده ومبتغيه] ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة [.
ومن هذا النوع الذي يتكلم بلا علم ولم يلتزم نصوص الشرع أو يرجع إلى أصول الدين وقواعده العظيمة المتينة ربيع المدخلي الذي ضل وأضل وفُتِن وفَتَن ولا يزال يفتح أبواب الشر والفتنة ويوقع الناس في الشك والالتباس في أصول دينهم فضلاً عن الفروع، وهو إما أنه يفعل ذلك عن سوء اعتقاد وجهل وإما لاختلال عقل وخرف.
فقد قال بعدم العمل بالمجمل والمفصل إلا بكلام الله أو كلام المعصوم، وبالتنازل عن أصول الدين، وعدم الكفر بترك جميع العمل (جنس العمل)، وقال بوجود مسلم لا يؤمن بمراعاة الشريعة للمصالح والمفاسد ولا بالسماحة والرخص والضرورات فيها، وهو تكفير يرده التدافع العقلي أي لا يقبله العقل فضلاً عن الشرع، ويقول أيضاً بوجود مسلم سني يقول: لا كمال في الإيمان، وهذا كله تنطق به نصوصه، وذلك كله خلاف إجماع أهل السنة والجماعة، _ وهو بهذه الأصول الفاسدة والإنحرافات الفادحة من خصوم أهل السنة والجماعة وأعدائهم، إلا أن يراجع نفسه ويبين ويتبرأ من الضلال ويتوب من كل هذا ويستقيم على جادة الحق، وذلك بعيد إلا أن يشاء الله فكل الهداية بيديه سبحانه ـ.
وقد قال وغالط في أمور كثيرة أخرى، بينا غلطه ومغالطاته ومراوغاته وإصراره على الباطل فيها.
وقد أتى من ذلك بما لم يأت به الأوائل ولا الأواخر من أهل السنة:
وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل
وهو يتنقل من ضلالة إلى ضلالة أخرى فيضرب فيها بسهم:
يوماً بحزوى ويوماً بالعقيق ويو ماً بالعذيب ويوماً بالخليصاء
وقد أتى هذه المرة بثالثة الأثافي وباقعة البواقع، ففي موقعه الرسمي في شبكة سحاب فرغ من كلامه - في أجوبته المسجلة - فواز الجزائري - بعنوان (فتاوى متنوعة في العقيدة والمنهج) وعرضها عليه بعد التفريغ وأضيفت إلى موقعه بتاريخ4/شوال/1427هـ 26/ 10/2006 م، ومن ضمنها (في الحلقة الأولى ص2) - سئل: "هل الأنبياء أرواحهم وأجسادهم في السماء أم أرواحهم فقط؟ "
فأجاب قائلاً: " أرواحهم في الجنة أرواح الشهداء أرواح الأنبياء أرواح المؤمنين كلها في الجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا كان المؤمنون تسرح أرواحهم في الجنة حيث شاءت فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟!، فليست أرواحهم في القبور كما يتصوره بعض الناس, إنما هي في السماء في الجنة ولا يلتقي الجسد والروح إلا يوم القيامة:] يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً [.
هناك يبعثهم الله، أول من ينشق عنه القبر محمد صلى الله عليه وسلم، أول من يبعث عليه الصلاة والسلام، وحديث: " الأنبياء في قبورهم يصلون وإن كان صححه الشيخ الألباني فإنه ضعيف جداً، وهو أول حديث اعترضت به عليه رحمه الله ".
قلت: وإن كثيرين قد اطلعوا في الانترنت وفي موقع المدخلي على هذه الضلالة ولم يلاحظوها أو ينتبهوا إلى هذه العقيدة الخبيثة وخطورتها وذلك دليل على تقبلها واعتقادها وقد انحرفت بهم عن السبيل في هذا الأمر الخطير في أصل من أصول أهل الإسلام ومعتقد أهل السنة والجماعة تبعاً لغواية المدخلي ... ))
ويقول فالح محذرا من المدخلي ومن موقع سحاب:
((وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة المفسدة (شبكة سحاب) كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛ فقد أصبحت ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب)) ..
----------------
ملحوظة:
سؤال: لماذا نقلت تضليل وجرح ربيع لتلميذه فالح، وتضليل وجرح فالح لشيخه ربيع؟
جواب: كل المنتسبين اليوم إلى ما يسمى الجامية بقسميها المدخلية والفالحية وما تفرع عنهما من حلبية ومأربية ومندكارية وحدادية وفوزية ونجمية ... الخ، فهم رغم اختلافهم وحربهم الضروس ضد بعض إلا أنهم ينقسمون في الولاء لهذين الرجلين، وهنا وقعوا في شر أعمالهم لأنهم بالغوا في تفسيق وتضليل بل وتكفير بعض الدعاة فسلط الله بعضهم على بعض، ثم بالغوا في حرب من يسمون بالحزبيين، فصاروا أحزابا متعددة، قلوبهم شتى، وبأسهم بينهم شديد ...
فأي طريق مستقيم وسبيل قويم مع هؤلاء؟ وهل هذه هي السلفية التي يدعونها؟
أخيرا:
ليسمح لي الأخ أبو زياد أن أحاكمه إلى منهج ربيع وفالح رغم أني لن آخذ به، فأريد منه جوابا على السؤال التالي كي نعرف أي سفينة يجب أن نلحق بها:
هل العمل جزء من الإيمان؟ أم أنه شرط كمال؟ وهل الكفر المخرج من الملة مشروط بالإستحلال فقط؟ أم ماذا؟!!
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 04:17]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
نعوذ بالله من مضلات الفتن
الاخ التبريزي والله أنت إلى الان لم تفقه قولي
وليس يخفى على مثلك ان الحكم على شئ فرع من تصوره
فتصور المسألة اولا وانظر غلى مقصدي من الكلام
ثم بعد ذلك احكم كيفما وصلك نظرك
بالطبع لن اجيب على هذه الاسئلة لأني والله ما اردت بهذا الموضوع ان تكون هذه الصفة ساحة للمناظرة وإظهار الغالب والمغلوب!
إلى متى إخواني نكون هكذا نعشق الخلاف والاختلاف وهو شر كما لا يخفى عليكم
إلى متى هذا الجدال؟!!
أما آن لنا ان نعود إلى مودة واتلاف؟!!
غلب على بعض المنتديات طبع الشدة والتنفير في الانكار فإلى الله المشتكى!
ايها التبريزي الفاضل هل تستطيع ان تذكر لي ما الفرق بينك او بين كلامك هذا وبين ما كنت تحذر منه؟!!
عذرا اخي تقبل هذه الكلمة الشديدة لكن ما عود يفوح بلا دخان
من أنت حتى تحكم على العلماء
اليس علم الجرح والتعديل لأهل العلم الراسخين إليس هو للأكابر من اهل العلم
الله المستعان
من باب وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عيب عليك إذا فعلت عظيم
بارك الله فيكم ليكون النقاش بيننا على فقه وبصيرة وحكمة وحلم ورفق واناه
لتكون هذه اخلاقنا في النقاش بارك الله فيكم
والله إن هذه الشدة تضيع الحق من على لسان صاحبها
اللهم إنا نسألكم الاخلاص في القول والعمل
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 04:25]ـ
أخي أبو زياد ...
عندما تدعو إلى الصراط المستقيم، والسبيل القويم، ثم تضع المثل والقدوة ربيع المدخلي، فماذا يفهم القاريء من هذا هداك الله؟
الجواب واضح!! فهل خانتك العبارة أخي الكريم؟
أما سؤالي:
فالجواب عليه ليس واحدا عند هذه الطائفة، ولو أجبت لرأيت كيف تنهال الردود عليك منهم بعيدا عن منهج السلف بلا شفقة ولا رحمة!!
فهل فهمت مغزى السؤال؟
النجاة من الفتن هو في ركوب سفينة السلف واتباع منهجهم، لا في ركوب من لا يعرفون منهج السلف ..
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 04:33]ـ
اقرء هذه المشارمة جيدا وتامل فيها كثيرا
المشاركة رقم 6
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=192249&postcount=6
تأمل بارك الله فيك وانظر أليها بعينك التي تضئ لعقلك الذي وهبك الله اياه لتفكر به
وأنتظر ردك بعدها حتى احكم عن تصور!!
ونصيحتي - ولست أهلا لذلك لكن للضرورة احكام - لك كن منصفا دائما ابدا
وكما امر الله رب العالمين ولا تكن للخائنين خصيما
هذا مع اليهود بارك الله فيك
وأنا اخوك فتأمل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 04:39]ـ
والله اذكر كلمة قالها لي أحد الاخوة الان الان
لماذا كل هذا؟!!
هل فيما نقلت عن الشيخ خطأ في عقيدة او منهج؟
ام انها حظوظ نفس واشباع للهوى؟!!
أهـ
والله صدقت يا اخي لماذا كل هذا؟ هل فيما نقلت شئ يخالف ما تعتقدون؟
ام ان الانكار للإنكار؟!
لا للوصول إلى الحق
اللهم بصرنا بحقيقة الدين
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 05:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اخوان بارك الله فيكم رجاء ليكن فيكم بعض الحلم
الاخ النعماني
بارك الله فيك
ممكن تعرف لنا معنى التالي: الحزب
و تبين لنا متى يكون الرجل حزبيا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 05:17]ـ
بارك الله في الجميع
نرجو عدم الخروج عن الموضوع
فدعونا من ذكر فلان وفلان
واقتصروا على أصل الموضوع وهو ذكر الطرق الشرعية لاستجلاب الحزبيين لصراط الله القويم وفقط
وبارك الله فيكم
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 06:18]ـ
الاخ الفاضل الحائلي جزاك الله عنا خيرا
إن كان سؤال اختبار فهذا لا يجمل بمثلك
ولكن ليس هذا الظن بك
وإن كان سؤال معرفة المقصد - وهذا الذي اظنك تسأل عنه - فأقول بارك الله فيك
بارك الله فيك أصل كلمة حِزب في اللغه الأرض الغليظة الشديدة والجماعة فيها قوة وصلابة وكل قوم تشكلت أهواؤهم وأعمالهم
كما قال الله كل حزب بما لديهم فرحون
وحزب الرجل أعوانه وانصاره
(أولئك حزب الله).
وحازب فلانا أي نصره وعاضده
وحزبهم جعلهم جعلهم أحزابا وتحازب القوم صاروا احزابا عليه - وتعاونوا عليه.
(المعجم الوسيط)
فهذا اصل الكلمة في المعنى اللغوي
ويستفاد منه ان كلمة حزب ليست مذمومة في اصلها بل الذي يذمها ما يدخل عليها من اعمال وافعال ومناهج مخالفة لمنهج الاسلام الصحيح منهج السلف الصالح
وقد قال الله الا إن حزب الله هم الغالبون
لكن الاحزاب المحرمة هي الاحزاب التي تشق صفوف المسلمين ووحدتهم من الفرق المخالفة لسبيل المؤمنين
وبخاصة من جعل حزبا وفرقة من الناس تحت افكار ومعتقدات فاسدة لا دليل عليها من كتاب أو سنه يوالون عليها ويعادون عليها ويخرجون بها على جماعة المسلمين _ الاصل _
مثل الاخوان المسلمين وما شابه
ومثل من جعل له اميرا نصب له ولايه وجعل له الطاعة واخذ ينازع به امير المسلمين الذي نصبت له الامارة بالسبل الشرعية ومن خالف منهجه منهج السلف الصالح
وانا افهم قصدك اخي الحائلي
نعم هناك اناس يدعون وصلا بالسلفية وهي منهم برئية
والله انا لا انزع في ذلك
لكن بارك الله فيكم انا اتكلم عن اخوة يحذرون من ذلك وهم يفعلون!
فياتي ما ينهى عنه كيف ذا؟!
يا أخوة دوعنا من الحكم على فلان وفلان ولنذكر هنا السبل التي يمكن بها دعوة الناس إلى السلفية إلى المنهج الحق
نرجو عدم الخروج عن الموضوع
فدعونا من ذكر فلان وفلان
واقتصروا على أصل الموضوع وهو ذكر الطرق الشرعية لاستجلاب الحزبيين لصراط الله القويم وفقط
وبارك الله فيكم
هل من ملبي لهذه الدعوة الطيبة؟!!
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 06:54]ـ
نرجو عدم الخروج عن الموضوع
فدعونا من ذكر فلان وفلان
واقتصروا على أصل الموضوع وهو ذكر الطرق الشرعية لاستجلاب الحزبيين لصراط الله القويم وفقط
كلام جميل
هل من ملبي لهذه الدعوة الطيبة؟
وكلام أجمل
ولا يعلم هذا الرامي ان هذا ليس كلامي! بل هو كلام الإمام! الذي صدمته به وأفحمته إفحام
يقول الشيخ ربيع حفظه الله:
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لكن الاحزاب المحرمة هي الاحزاب التي تشق صفوف المسلمين ووحدتهم من الفرق المخالفة لسبيل المؤمنين
وبخاصة من جعل حزبا وفرقة من الناس تحت افكار ومعتقدات فاسدة لا دليل عليها من كتاب أو سنه يوالون عليها ويعادون عليها ويخرجون بها على جماعة المسلمين _ الاصل _
مثل الاخوان المسلمين وما شابه!!
لستُ إخوانيا، ومع ذلك أقول: ما معنى إيراد الأسماء مع الإقتباسات العلوية؟
نعود إلى التحزب:
الشيخ الذي يوالي ويعادي أتباعُه على تحريضات شيخهم ضد الشيخ الآخر، ثم يرميه بالتفسيق والتضليل ويحرض صغار أتباعه على التطاول ضد مخالفيهم!! ثم يقوم الشيخ الاخر بعمل مضاد ويرميه بالإرجاء والإعتزال، أليس هذا تحزبا يا أبا زياد؟
لماذا تُسمَّى كل طائفة باسم شيخها وصار لهم طقوس وعادات في الرد على مخالفيهم ما أنزل الله بها من سلطان؟
قد تقول:
لماذا نذكر هذا وموضوعك عن الصراط المستقيم، والسبيل القويم، وأقول:
من العدل عندما تذكر طائفة بالتحزب أن تذكر أن من يحارب التحزب صار حزبيا رغما عنه!! فلماذا صارت كلمة الحزبية يدور عليها الولاء والبراء؟ ولماذا صارت كلمة "الأثري" كأنها صك براءة عند أتباع كل حزب من هذه الأحزاب؟!!
من الغرائب أن من يحاربون الحزبية يقرِّون أولياء الأمر على إنشاء الأحزاب والسماح لها بالعمل، لكنهم يباركون للسلطان قمع الحزب الذي لا يروق لهم باسم السلفية واتباع السلف!! ..
والله اذكر كلمة قالها لي أحد الاخوة الان الان
لماذا كل هذا؟!!
هل فيما نقلت عن الشيخ خطأ في عقيدة او منهج؟
ام انها حظوظ نفس واشباع للهوى؟!!
يجدر بك يا أبا زياد أن تقرأ الرد المطول جيدا لترى أن كلا من الشيخ والتلميذ قد ضلل كلٌ منهما الاخر واتهمه في عقيدته!!
أما أن تنقل له كلاما جيدا لا يطبقه، فلا يصلح هذا التلميع!! فموقعه مملوء بالسب والشتم والطعن ضد مخالفيه، ومخالفوه ليسوا عنه ببعيد!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 07:09]ـ
الشيخ ربيع - وفقه الله - عالم جليل زاهد ولا نزكيه على الله، لكنه أسرف في الجرح، عقد اتباعه الولاء والبراء عليه وعلى أقواله. وجعلوه مثل حماد بن سلمة. وهو قد انتقد الحزبيين و الإخوان المسلمين وغيرهم بحق وهو من أكثر الناس معرفة بهم لأنه كان عضوا منهم. وانتقد سيد قطب بشدة، وسيد قطب له اتباع متحزبون لا يرضون بتلك الشدة في عالمهم سيد فهم يرونه إمام هدى. وأنا أقول كلامي عن الشيخ ربيع - وفقه الله - عن معرفة تامة به. والتحزب قد يكون ظاهرا ومعلنا كدعوة الإخوان المسلمين وهم يتعبدون الله بهذا التحزب وبالانضمام للجماعة وبطاعة أميرهم. وقد يكون دون انتماء ظاهر. كما يتحزب البعض للشيخ ربيع. وفريق للشيخ سفر وفريق للشيخ سلمان. ولم أر اتباع هؤلاء خطئوا مشايخم مرة. رغم أنهم يقولون بلسان المقال أن اشيخاهم غير معصومين ولكن لسان الحال خلاف ذلك. حتى التعصب للمذهب حزبية لا تجوز.
و آخر ما وقفت عليه قول الجويني في (نهاية المطلب) لم يقنع أبو حنيفة عندما خالف رسول الله صلى الله وسلم حتى خالف جبريل قالها في المواقيت من كتابه. وهذا من نتائج تعصبه لمذهب الشافعي وتحزبه له. والله المستعان
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 07:18]ـ
الشيخ ربيع - وفقه الله - عالم جليل زاهد ولا نزكيه على الله، لكنه أسرف في الجرح، عقد اتباعه الولاء والبراء عليه وعلى أقواله. وجعلوه مثل حماد بن سلمة. وهو قد انتقد الحزبيين و الإخوان المسلمين وغيرهم بحق وهو من أكثر الناس معرفة بهم لأنه كان عضوا منهم. وانتقد سيد قطب بشدة
الأخ أبو عبدالرحمن، نعم، لقد أسرف في الجرح، وتهاون في التعديل، وعقد اتباعه الولاء والبراء عليه وعلى أقواله، وكذلك مخالفوه عقدوا الولاء والبراء أيضا على شيوخهم كفالح تلميذ ربيع ..
أما موضوع سيد قطب، فكيف أقبل من ربيع المدخلي مدحه لسيد قطب والثناء عليه أكثر من 20 سنة ثم انقلب عليه بين عشية وضحاها؟
أنظر ما قاله في سيد قطب:
«لكن أنا أقول إن سيد قطب كان ينشد الحق، ولهذا لو يسمع الإخوان نصيحته، لانتهت الخلافات بينهم وبين السلفيين، هذا الرجل بإخلاصه وحبه للحق، توصل إلى أنه لابد أن يربى الشباب على العقيدة والأخلاق قبل كل شيء، العقيدة الصحيحة، وأظن قرأت لزينب الغزالي، ولا أدري إن كنتم قرأتم لها، أنه كان يحيلهم إلى كتب الشيخ ابن عبد الوهاب، والى كتب السلفية، فالرجل بحسن نيته إن شاء الله، يعني توصل إلى أن. المنهج السلفي هو المنهج الصحيح، الذي يجب أن يأخذ به الشباب، وأن يتربوا عليه»
ويقول:
(رحم الله سيد قطب لقد نفذ من دراسته إلى عين الحق والصواب، ويجب على الحركات الإسلامية أن تستفيد من هذا التقرير الواعي الذي انتهى إليه سيد قطب عند آخر لحظة من حياته بعد دراسة طويلة واعية لقد وصل في تقريره هذا إلى عين منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام) ... منهج الأنبياء ص:138 - 139
فهل كان المدخلي ضالا مغرورا بسيد قطب أكثر من 20 سنة؟ أم أن هناك سرا في الإنقلاب عليه؟!!(/)
تغيير العطلة الاسبوعية الى السبت فيه إعنات كبير على الناس، والدليل
ـ[علي التمني]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 03:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا دليل جديد واضح وجلي على أن هنالك من لا يريد خيرا للبلاد والعباد، ممن ينادون إلى تغيير كل شيء، فليس كل تغيير خيرا، وليس كل ما نحن عليه شرا، بل كثير وكثير مما نحن عليه خير وفلاح، ومطالبة تغيير الإجازة الأسبوعية من قبل أي فرد مسؤول أو غير مسؤول إلى السبت مطلب غير معقول وقفز على الحقائق والمصالح العليا للبلاد والعباد، فالإجازة الأسبوعية هي الخميس والجمعة منذ قيام الدولة، وقد كان الناس لا يتمتعون بالإجازة الأسبوعية إلا يوم الجمعة، ثم وفي عهد الملك فيصل رحمه الله أضيف الخميس، والملك فيصل رحمه والله ومستشاروه يعلمون أن غير المسلمين يتوقفون عن العمل السبت والأحد، ولكن بثاقب نظره ووعيه ووعي من معه رأوا أن يوم الخميس هو اليوم الأصلح للبلاد في دينها ومصالحها ومصالح الشعب الحقيقية الواضحة لكل ذي عقل وفهم وبصر مهما قل.
الإجازة الأسبوعية الرسمية للمملكة العربية السعودية هي الخميس والجمعة
وهنالك ثلاثة محاذير كبيرة وواضحة لا تخاذ السبت بدل الخميس إجاز أسبوعية ولا يجوز أبدا المساس بها:
الأول: أن هذا تتبع لسنن اليهود، فبدل أن يتبعوا سننا، هنالك من يريد أن نتتبع سننهم وهذا محرم ولا يجوز للأدلة الواضحة في هذا
ثانيا: أنه مخالف لنظام المملكة العربية السعودية ونهجها وما قرره ولاة المر فيها تبعا للشرع والمصلحة العليا للشعب.
ثالثا: أنه يعني القضاء المبرم والشامل على استفادة المواطنين من الإجازة الأسبوعية بوضعها الحالي - الذين هم المستهدفون من هذه الإجازة فجميع خطط الدولة إنما هي لراحة المواطنين ورفاهيتهم وليس لإعناتهم - الذي يصادف الخميس مع الجمعة، وذلك لوجود يوم الجمعة بعد الخميس الأمر الذي يعني الاستفادة من بقية الأربعاء مع الخميس كاملا، والعودة من الآشغال بعد قضائها يوم الجمعة للصلاة ولاستعداد ليوم عمل ودراسة جديد، بينما يعني أن تكون الإجازة يوم السبت عدم الاستفادة من بقية يوم الخميس مع الجمعة - حيث الجمعة هي عيد المسلمين الأسبوعي - وحيث لا بد من شهود صلاة الجمعة، وأهل الرحلات والسفر والأشغال وهم كل الشعب تقريبا، قد لا يتمكنون من أداء صلاة الجمعة إذا كانوا سيسافرون بقية يوم الخميس لقضاء أشغالهم او رحلاتهم - والذين سيسافرون للشغل وقضاء الحوائج لن يتمكنوا من قضائها يوم الجمعة حتما لأنه إجازة لا تتغير ولا تتبدل، فلا يستفاد منه في قضاء الأشغال، فلا يبقى أمام الناس إلا السفر بقية يوم الجمعة، لكن يوم السبت سيكون اليوم الأخير من الإجازة، ولا بد من العودة من الأسفار أو الراحة قبل أسبوع عمل أو دراسة، بل سيكون حسب دعاة تغيير الإجازة يوم عطلة لا عمل فيه حيث ستغلق فيه جميع المصالح التجارية والصناعية والمؤسسات وغيرها فهل هذا مطلب معقول؟؟ وهذا يعني عدم الاستفادة من يوم السبت مطلقا، وهكذا لا يستفاد من إجازة السبت، بل هي وبال على الناس وتضييق عليهم، خاصةو أن يوم الجمعة سيقف في وجه كل تغيير، وعليه فتغييبر العطلة الأسبوعية إلى السبت تغيير فيه إعنات على الناس وتضييق عليهم وإلغاء للحكمة من من إجازة الأسبوع بوضعها الحالي، فهل نترك من اتضحت أهدافه في التخريب والإعنات على الناس والتضييق على المواطنين بل وعلى مصالح البلاد التجارية والاقتصادية، هل يترك مثل هذا ليقول ويفعل ما يشاء ولو كان ضد الشرع ونظام الدولة ومصالح الشعب والبلاد كافة؟ ..
إن عطلة الأسبوع الحالية هي وحدها ما يحقق مصالح البلاد والمواطنين من كل جهة، وتغييرها تطويح بمصالح الناس بصورة تامة وإعنات كبير على المواطنين، مهما كانت الذرائع والحجج، والتي لا إخالها إلا واهية أمام الحقائق الكبرى الدينية والدنيوية ومصالح العباد التي لا يمكن ان تتحقق إلا ببقاء الخميس هو الإجازة حيث يوم الجمعة هو العامل الحاسم الذي لا يمكن أن يُقفز عليه، وأعني بأنه العامل الحاسم، أن كل تغيير للإجازة يذهب بفائدتها على المواطنين مطلقا ويوقعهم في حرج عظيم لا يمكن تصور مآلاته، والله الهادي والموفق للصواب.
علي التمني
أبها في 20/ 2/1430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 11:50]ـ
يرفع
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 01:21]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 03:12]ـ
هذا دليل جديد واضح وجلي على أن هنالك من لا يريد خيرا للبلاد والعباد
رأوا أن يوم الخميس هو اليوم الأصلح للبلاد في دينها ومصالحها ومصالح الشعب الحقيقية الواضحة لكل ذي عقل وفهم وبصر مهما قل
وهنالك ثلاثة محاذير كبيرة وواضحة لا تخاذ السبت بدل الخميس إجاز أسبوعية ولا يجوز أبدا المساس بها
وهكذا لا يستفاد من إجازة السبت، بل هي وبال على الناس وتضييق عليهم
فهل نترك من اتضحت أهدافه في التخريب والإعنات على الناس والتضييق على المواطنين
عفا الله عنك يا أخي! تهويل لم أر مثله!!!!!
الموضوع أهون من هذا بكثير! ولولا أنك جعلت منه أمرا عظيما جدا، ما رأيت الحاجة للتعقيب عليه .. فالذي يقرأ كلامك يستشعر وكأن القوم يطالبون بهتك عروة من عرى الدين في البلاد!!
حقيقة لا أرى أي حجة في شيء مما تقول، سوى التوجس من ذلك التغيير وسوء الظن بنوايا الداعين إليه لمجرد أنه خلاف لما كان عليه الأمر سابقا!!
أولا: لا إشكال شرعا في جعل العطلة يومي الجمعة والسبت بدلا من الجمعة والخميس، ولا يقال أننا بذلك نتشبه باليهود لأنه إن طبق هذا النظام فإنه لن تكون العطلة قاصرة على يوم السبت فقط، وإنما ستكون مشفوعة بالجمعة، وهذا يكفي لإخراجها من شبهة التشبه! فيا أخي اذا كان الشرع قد جاء بالنهي عن صيام يوم السبت وحده، ولزوم صيام يوم قبله أو يوم بعده، وكذا إفراد صوم يوم عاشوراء ولزوم صيام يوم قبله، وكان ذلك كافيا لمنع المشابهة في النسك والتعبد المشروع في يوم يوافق تعبد اليهود، فكيف بيوم عطلة من العمل للراحة، لا يخصص بنسك ولا عبادة ولا شيء من ذلك، وهو مشفوع بيوم الجمعة قبله؟؟ فلا مدخل للتشبه في المسألة أصلا!
فإذا كان الأمر كذلك، عُلم أن الخطب يسير، فلا يستدعي هذا الاستنفار في الخطاب وطرح المسألة على أنها قضية من القضايا الكبرى في الأمة توشك أن تنتهك، فهون عليك أخي الفاضل!
ثانيا: مصالح الناس في كل ما ذكرتَه لن تتعطل لأن العطلة ستبقى لمدة يومين كما هي ولا فرق! أما ما ذكرته من تعنيت على المسافرين للعطلة مما قد يؤدي بهم إلى فوات صلاة الجمعة فليس بوجيه، فأي سفر هذا الذي قد يمتد طوال ليلة الجمعة ونهارها وحتى بعد دخول وقت صلاة الجمعة؟؟؟ هذا أمر غير متصور! إلا إن اختار القوم أن يسافروا في نهار الجمعة، فهذا شأنهم، وهو وارد على أي حال، بغض النظر عن موضع اليوم الثاني من العطلة، أبعد الجمعة أم قبلها!
ثالثا: في ظني والله أعلم أن نقل العطلة ليوم السبت أفضل، لأن الشركات العالمية أغلبها تتعطل يوم السبت، فبهذا النقل، يزيد عدد الأيام التي يمكن فيها التعامل مع تلك الشركات وقضاء مصالح المسلمين معها، بيوم واحد، وهو يوم الخميس .. فلعلك لو تأملت في الأمر من هذه الجهة لرأيته أنفع وأجدى، والله أعلم.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 05:36]ـ
بل الأمر أعظم مما تتصور يا أبا الفداء!!
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 06:01]ـ
ثانيا: أنه مخالف لنظام المملكة العربية السعودية ونهجها وما قرره ولاة المر فيها تبعا للشرع والمصلحة العليا للشعب.
أبها في 20/ 2/1430
أحسنتم أخي أبا الفداء
وكون الإجازة يومي الخميس والحمعة ليس بأمر شرعي. بل الشيخ البراك جعله أحد درجات المشابهة لليهود والنصارى فيما أظن والله أعلم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 06:36]ـ
هنا موضوع للشيخ الخراشي يتعلق بهذا الموضوع،،
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=3589
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 08:43]ـ
شكر الله لكم، المنع هنا من باب سد الذريعة .. فمن منع ذلك سدا للذريعة فأنا أوافقه .. على أن المصلحة الراجحة - إن رجحت هنا، وهذا ما قد يكون لأهل الاقتصاد والصناعة وغيرها قول فيه - قد تبيح ما منع سدا للذريعة كما هو معلوم ..
ولكن القول بأن هذا الأمر مما يحرم ولا يجوز مطلقا لعلة التشبه، هذا قول فيه نظر، كما أن التكلف الشديد لتصوير عطلة الخميس على أنها أنفع للناس في دنياهم من عطلة السبت على نحو ما فعل الأخ الفاضل هنا، هذا كلام لا أرتضيه، والله أعلم ..
----
ملحوظة: من أهل العلم من يرى في تعطيل العمل في يوم مخصوص كل أسبوع - حتى وإن كان هو يوم الجمعة - تشبها بالكفار، لأن السلف ما كانوا يعطلون يوما! والمتأمل بروية يرى أن عطلة الجمعة ليست على نحو ما تكلم بعض الأئمة بمنعه في ذلك .. فولي الأمر لا يمنع الأسواق ولا التجار من العمل في يوم الجمعة - ولو شاء لفعل! - ولا التعطل عام فيهم، إنما تتعطل الهيئات الرسمية وبعض الشركات في يوم الجمعة لتعذر مواصلتها للعمل مع دخول صلاة الجمعة وما يسبقها من المستحبات الشرعية في قلب يوم العمل (الدوام) .. فيكون تعطيل العمل في ذلك اليوم أجدى من جهة المصلحة الراجحة لصاحب العمل، وبعضهم يرى المصلحة كذلك في زيادة يوم فوق هذا .. وما دام عقد العمل فيه أن يوم كذا لا عمل فيه - وهذا الشرط باطلاقه ليس فيه مخالفة شرعية، ما لم يكن في اختيار اليوم نفسه مخالفة - فلا يقال أن مطلق التعطل هو على هذا المعنى من التشبه المذموم بإسبات اليهود، والله أعلم!
-----
هذا وأكرر أنه لو صح كون المصلحة مرجوحة في جعل السبت مع الجمعة عطلة بدلا من الخميس، فليكن المنع إذا على أصل سد الذريعة .. والقصد من مشاركتي الآنفة إنما كان بيان أن الأخ صاحب الموضوع أراد أن يدلل على أن في تغيير العطلة إعناتا كبيرا على الناس، فبالغ في التهويل وما وفق إلى شيء من التدليل!
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 12:24]ـ
.... ملحوظة: من أهل العلم من يرى في تعطيل العمل في يوم مخصوص كل أسبوع - حتى وإن كان هو يوم الجمعة - تشبها بالكفار، لأن السلف ما كانوا يعطلون يوما! .....
بارك الله فيكم وهذا أقوى دليلاً ((إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع)) فهذا دليل على عمل السلف وبيعهم وشرائهم في يوم الجمعة
ويمكن أن يقال إن اتخاذ يوم الجمعة لتعطيل الأعمال في جمميع البلاد بصورة دائمة من البدع أو يشبهها فكيف بيومين؟ فهذا ترويج للكسل بين الناس بحجة العبادة (ابتسامة)
ـ[بن نعمان]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 12:27]ـ
أحسنت يا علي التمني
والله الموضوع خطير جدا وربما يفضي تغيير العطلة إلى تهاون الناس بصلاة الجمعة بحجة السفر وما إلى ذلك
كما أن التغيير لو حصل سيكون تحقيقا لمطالب الليبراليين وهذا ما لا نتمناه
والله المستعان
ـ[علي التمني]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 06:13]ـ
أخي أبا الفداء
أمرت لهم امري بمنعرج اللوى ********فلم يستبينوا الأمر إلاضحى الغد
ياأخي: بل مصالح الناس ستتأذى أذى شديدا، فيوم الجمعة يوم عبادة وراحة واستعداد لعمل ودارسة أسبوع جديد، والناس تقضي أشغالها الكبرى يومي الأربعاء والخميس إلى ليل الجمعة، فهل سيتحقق هذا إذا كان يوم الجمعة هو اليوم الأول من الإجازة؟ قطعا لا، وعندها لا يبقى إلا يوم السبت فهل ستقضى فيه الحاجات التي تستدعي سفرا، أو يقضي فيه صاحب الرحلة الطويلة وطره وأسرته وغدا يوم الدراسة والعمل أعني الأحد؟ الناس معتادون على السفر الأسبوعي لقد صار مع السيارات والطرق السريعة امرا لا مفر له للأغلبية الساحقة من الناس وتتغيير العطلة سيودي بمصالحهم لا محالة أو تعطيل شهود الجمعة لاحتجاج النالس بالسفر يوم الخميس مع الجمعة للرحلة، وأيضا وهذا واضح من يسافر يوم الخميس بعد الدوام يجد امامه الجمعة فلا يقضي أعماله التي تتطلب يوما وأكثر، فهل هذا كله ليس هدما لمصالح الناس؟
الأمر والله كبير جدا جدا.
وأما القول بان الإجازة الأسبوعية مشابهة لغير المسلمين فامر لم نسمع به منكم إلا اليوم، لم لم تقولوا هذا من قبل؟ لماذا الان مع تأييد مشروع القوم في هذا الأمر؟ لم لم تقل إن فيه مشابهة لغير المسلمين وتترك تمحل الأعذار لمن يريد أن يشق على المسلمين ويشابه اليهود بصورة جلية واضحة بتغيير الإجازة من الخميس إلى السبت؟ الأعجب والأخطر هو تقريركم ما يضر بمصالح الناس ويخدم دعاة التغريب، ثم نرى التناقض في القول بان هناك قولا بأن الإجازة الأسبوعية من أصلها مشابهة لغير المسلمين،، عجيب والله.
اما حجة ان تعطيل السبت يقلل الفارق إلى يوم عن البنوك العالمية فحجة القوم الذن نعرفهم جميعا، هدانا الله للحق، وأريدك أن تتامل في مسألة، اليابان لا تتفق مع بنوك امريكا جميع أيام الأسبوع والبورصات وغيره، لفارق التوقيت وكذا استراليا، ونيوزيلندا والصين، فماذا حدث لاقتصاداتها؟
اقتصادنا إذا لم نبنه نحن فلا فائدة في أي شيء آخر، والأمة الحية هي التي تصنع اقتصادها وليس الغير، واقتصادنا يقوم على البترول فقط، وكل كلام آخر لا فائدة منه، ونحن امة الواجب عليها ان تهدي العالم إلى خيرها لا ان تكون تبعا لغيرها فيما هو من خصائص اليهود والنصارى، واخيرا أقول: إن كلامك في تأييد تغيير الإجازة مرصود عند رب العالمين، فكل إنسان ملزم بما قال (كل نفس بما كسبت رهينة).
في 29/ 2/1430
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 01:47]ـ
وأما القول بان الإجازة الأسبوعية مشابهة لغير المسلمين فامر لم نسمع به منكم إلا اليوم، لم لم تقولوا هذا من قبل؟ لماذا الان مع تأييد مشروع القوم في هذا الأمر؟ لم لم تقل إن فيه مشابهة لغير المسلمين وتترك تمحل الأعذار لمن يريد أن يشق على المسلمين ويشابه اليهود بصورة جلية واضحة بتغيير الإجازة من الخميس إلى السبت؟ الأعجب والأخطر هو تقريركم ما يضر بمصالح الناس ويخدم دعاة التغريب، ثم نرى التناقض في القول بان هناك قولا بأن الإجازة الأسبوعية من أصلها مشابهة لغير المسلمين،، عجيب والله.
(يُتْبَعُ)
(/)
اقرأ الكلام جيدا يا أخي الفاضل .. فأنا إنما أوردت ذاك القول لأرد عليه لا لأقره! أوردته لأبين لك أن من العلماء كذلك من لا يرى مشروعية "العطلة" أصلا، ومأخذهم في التعليل أشد من مأخذ المعترضين على عطلة "الجمعة مع السبت" .. والمسألة من النوازل التي تحتاج إلى نظر دقيق في المصالح والمفاسد، لا أن يقال "ما هكذا كان يفعل السلف" ثم يبنى الحكم على ذلك! ولا أن يقال - وهو حاصل قولكم - "هذا يفتح الباب لتسويغ موافقة الكفار ويفرح به العلمانيون" فتكون علة للمنع هكذا!!
فتأمل بارك الله فيك.
اما حجة ان تعطيل السبت يقلل الفارق إلى يوم عن البنوك العالمية فحجة القوم الذن نعرفهم جميعا، هدانا الله للحق، وأريدك أن تتامل في مسألة، اليابان لا تتفق مع بنوك امريكا جميع أيام الأسبوع والبورصات وغيره، لفارق التوقيت وكذا استراليا، ونيوزيلندا والصين، فماذا حدث لاقتصاداتها؟
أولا أنا ما ذكرت البنوك أصلا! وثانيا: من هم القوم الذين تعرفهم جيدا؟؟
ما هكذا يكون الكلام في المدارسة العلمية يا أخي الكريم .. أربأ بك عن هذا الأسلوب!
أما ثالثا: فأنا لم أقل إلا أنه ربما - وأكرر: ربما - يكون في هذا الكلام وجاهة، فيكون من مصلحة البلاد - وهذا ينظر فيه الثقات من أهل الاختصاص في تلك المسائل الاقتصادية والصناعية والتجارية، لا مثلي ولا مثلك - فإن كان كذلك فالمصلحة الراجحة معتبرة، وإلا فلا!
أما كلامك عن اليابان وغيرها فاعذرني، لا أملك أن أقرر أهو قياس صحيح على حال المملكة وظروفها أم أنه قياس مع الفارق .. فأنا لا أملك المعارف (الاقتصادية ونحوها) والبيانات الضرورية اللازمة لذلك النظر.
اقتصادنا إذا لم نبنه نحن فلا فائدة في أي شيء آخر، والأمة الحية هي التي تصنع اقتصادها وليس الغير، واقتصادنا يقوم على البترول فقط، وكل كلام آخر لا فائدة منه، ونحن امة الواجب عليها ان تهدي العالم إلى خيرها لا ان تكون تبعا لغيرها فيما هو من خصائص اليهود والنصارى
كلام جميل أوافقك على كل حرف فيه .. غير أنه لا يتصادم معه في رأيي تحويل العطلة إلى الجمعة والسبت بدلا من الخميس والجمعة إن رجحت به كفة المصلحة!
واخيرا أقول: إن كلامك في تأييد تغيير الإجازة مرصود عند رب العالمين، فكل إنسان ملزم بما قال (كل نفس بما كسبت رهينة)
بارك الله فيك وشكر لك النذارة .. ولكني أنصحك في مقابلها بهذه: إن كلامك في منع تغيير العطلة دون نظر دقيق في المصالح والمفاسد = مرصود عند رب العالمين كذلك ..
يا أخي أكرمك الله .. أنا لا أدعو إلى ذلك التغيير وغاية الأمر عندي إلى الآن أني لا أرى ما يمنعه شرعا، أما من جهة المصالح والمفاسد فإن رجحت المصلحة فليكن، وإلا فلا ..
ولكن أقول: هب أنه قد اختلفت الأنظار بيني وبينك في هذه المسألة، في فقه تلك النازلة .. فهل أنا عندك - لهذا السبب - أكون من أهل التسيب والانحلال والتفريط في حدود الله، وأكون معدودا في زمرة (القوم الذين نعرفهم جيدا)؟؟؟
أحسن الظن بوجهة أخيك وقصده مما يقول يا أخي الكريم، غفر الله لك، وقدر الخلاف - إن كان - بقدره الصحيح.
نسأل الله السداد إلى الخير والعفو عن كل زلل ..
ـ[علي التمني]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 02:30]ـ
بسم الله
تغيير الإجازة إلى السبت يعني توسط الجمعة الإجازة بين بدايتها عصر الخميس ونهايتها مساء السبت، وهذا يعني القضاء على الاستفادة منها قضاء مبرما بالنسبة لأهل الأعمال وبالنسبة لأهل النزهات البعيد والتخييم، وهذا واضح لا مراء فيه.
وعند التغيير فسيصبح يوم السبت هو يوم الإنجاز الرئيس لأهل الأعمال والأشغال وبالنسبة لأهل النزهات وهذا يعني الإجهاد وقصر الوقت وضيقه حيث سيكون يوم الأحد يوم عمل ودراسة مع ما يتطلبه من راحة واستعداد خاصة من قبل المعلمين والطلاب، فهل هذا أيضا يحتاج إلى برهنة وحشد للأدلة؟
كما ان وجود الجمعة في وسط الإجازة عند التغيير لا قدر الله يعني تضييع شهود الجمعة من قبل الكثيرين تحت اعذار شتى، ولذا فعلينا ان نحافظ على هذه الشعيرة والخطبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الاحتجاج بقضايا اقتصادية أي الاتصال بالبنوك العالمية والبورصات فهذا موجود منذ زمن فالبنوك تعمل بنظام الانتداب لموظفيها الذين يعملون على هذا الجانب وكذا مؤسسة النقد حيث يوجد بها موظفون يعملون على مدار الساعة كل أيام الأسبوع منذ زمن بعيد، فهي قضية محلولة منذ زمن، ولكن إثارتها الآن لمجرد التغيير والانقلاب على كل شيء، وهو ما يعنيه الذين لا يرجون لهذه البلاد استقرارا ولا رفعة ولا تفرغا للعمل والبناء حيث يصفون الذي يريدون ويسعون إليه بـ (السعودية الجديدة) التي يرون انهها يجب ن تغير كل شيء، ولذا فعلى العقلاء ان يتنبهوا لهذا الأمر.
وفق الله الجميع للخير.
في 30/ 2/1430
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 04:59]ـ
كما ان وجود الجمعة في وسط الإجازة عند التغيير لا قدر الله يعني تضييع شهود الجمعة من قبل الكثيرين تحت اعذار شتى، ولذا فعلينا ان نحافظ على هذه الشعيرة والخطبة.
لا يا أخي والله لا يعني هذا! والمسلمون في سائر البلاد التي فيها العطلة يوم الجمعة والسبت لا يعانون من مشكلة ضياع شهود الجمعة بسبب ذلك! ولك أن تسألهم في ذلك إن شئت!
وفقني الله وإياك إلى حسن النظر.
ولكن إثارتها الآن لمجرد التغيير والانقلاب على كل شيء، وهو ما يعنيه الذين لا يرجون لهذه البلاد استقرارا ولا رفعة ولا تفرغا للعمل والبناء حيث يصفون الذي يريدون ويسعون إليه بـ (السعودية الجديدة) التي يرون انهها يجب ن تغير كل شيء، ولذا فعلى العقلاء ان يتنبهوا لهذا الأمر.
يا سيدنا أشهد الله واشهد بأني أبرأ من هؤلاء وصنيعهم وسعيهم وحثالة أفكارهم .. ولكن لا تعني براءتي هذه وعداوتي لهم أن أعنت على الناس أو أحرج عليهم في أمر يدعو إليه هؤلاء لو أحسنت النظر فيه لربما تبين لي أنه ليس فيه من حرج!! ليس كل من يرى أن عطلة السبت أفضل وأنفع من عطلة الخميس، يلزم أن يكون من أهل الزيغ والنفاق والتبعية للكفار! يا أخي المكرم تأمل في غاية ما تسوقه أنت من حجج لا للمنع فقط بل وللطعن في المخالف كذلك!! فلننظر في بينة الكلام بتجرد، فإن صح فالحق حق وإن جاءنا به أكفر أهل الأرض، وإلا رددناه .. وليسعنا الخلاف في المسألة أن اختلفنا .. هذه هي فاسمعها بارك الله فيك!
هذا غاية ما أردت بيانه في هذا الشريط، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[علي التمني]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 10:54]ـ
بسم الله
أبا الفداء: سلام عليك.
ولم أرك رددت على حججي التي سقتها أبدا أبدا، وقد كانت حجتك الدامغة لما قلته هو المسائل الاقتصادية فلماذا سكت قلمك عن بيان هذه المسألة.
في30/ 2/1430
ـ[بائع الزهور]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 11:43]ـ
في الجدوى الاقتصادية لتغيير الاجازة ..
الشئ المعروف للجميع أن العام القادم 2010 سيكون موعد اطلاق العملة الخليجية الموحدة وسيكون هناك توحيد لجميع البنوك الخليجية لتعمل تحت مظلة البنك المركزي الموحد - هناك خلاف على موقعه ولكنه غالبا سيكون في السعودية على اعتبار حجم اقتصادها والكثافة السكانية التي سينتج عنها أوسع تداول نقدي للعملة - والشئ المعروف الاخر ان جميع الدول الخليجية - باستثناء السعودية - قامت خلال الاعوام القليلة الماضية بتغيير موعد العطلة الاسبوعية الى الجمعة والسبت لاسباب مختلفة ونتج عن ذلك تغيير موعد عمل البنوك و أسواق المال الخليجية لتعمل من الاحد وحتى الخميس - السعودية الدولة الوحيدة التي تعمل فيها البنوك واسواق المال يوم السبت.
لذا من غير المنطقي ابدا في حالة توحيد العملة ان يكون هناك اختلاف في مواعيد العمل بين البنك المركزي - الذي سيكون في السعودية - وبين البنوك الخليجية لاعتبرات كثيرة اعتقد انها واضحة للجميع , كما انه من غير المنطقي ان يكون هناك اختلاف في مواعيد عمل أسواق المال الخليجية مع سوق المال السعودي اذا ما اخذنا في الاعتبار ان توحيد العملة هو الخطوة الاولى انشاء بورصة المال الخليجية الموحدة الحلم الخليجي في العقد القادم.
ومن هنا نستنتج .. إما ان تقوم دول الخليج بتغيير موعد العطلة لتكون يومي الخميس والجمعة , أو ان تقوم السعودية بتغيير موعد الاجازة الى يوم السبت بدلا من يوم الخميس ..
ـ[علي التمني]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 01:17]ـ
بسم الله
اخي بائع الزهور
كنت أرجو ان تتامل في مسألة ان التغيير يقضي على استفادة الناس من الإجازة الأسبوعية قضاء تاما، وهذه مسألة خطيرة، إذ ما قيمة افجازة إذا فقدت الفائدة منها؟، إلى جانب ان في الأمر مشابهة لليهود والنصارى، واما مسألة أن دول الخليج غيرت فهذا لا يهمنا بقدر ما يهمنا مصالحنا واستفادتنا من الإجازة كما هو قائم اليوم وإليك هذا الرد من اخ على الموضوع نفسه في منتديات بناء، وأقسم بالله إنني لا أعرف صاحب الرد إلا من اسمه في بناء وهذا رده وهو الرد السابع (تأييدا لهذه النقطة أحد معارفي من مواطني إحدى دول الخليج يقول والله لقد تلخبطت إجازتنا الأسبوعية بعد تغييرها إلى الجمعة والسبت وذكر ماذكرته ياشيخ علي تماما
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1184502&cnt=-2&Sec=0#1202941
وأخشى ما اخشاه أن نندم بعد ان لات حين مناص.
في 30/ 2/1430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بائع الزهور]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 01:52]ـ
في الواقع أنا لا أؤيد و لا ارفض مسألة تغيير العطلة الاسبوعية ولا يوجد في ردي ما يشير الى ذلك أصلا ,وإنما قرأت تساؤلك حول الجدوى الاقتصادية للتغيير فأحببت أن ادلي بدلوي ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 01:54]ـ
وأخشى ما اخشاه أن نندم بعد ان لات حين مناص.
أخي التمني أرجو أن تترك هذا الأسلوب في الرد على محاورك، فأنت لست في مقام الدفاع عن سنة هتكها قوم أهل بدعة يا رعاك الله!
قد طرحت ما عندي وطرحت أنت ما عندك، وبينت مأخذي على طريقتك في الطرح .. هذا غاية ما كنت أريد، وغاية الأمر أن ينظر في المصلحة الراجحة نظرا صحيحا، فأيما الكفتين رجحت فخير إن شاء الله ..
والله أسأل أن يهدي ولاة أمورنا إلى ما فيه مصلحة العباد من بعد مرضاة رب العباد ..
آمين.
ـ[علي التمني]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 05:10]ـ
بسم الله
أخي أبا الفداء
وفقك الله ورعاك وجمعنا في دار الكرامة وعلى الهدى والتقى في الدنيا
أخي: ألحظ أنك قولتني ما لم أقله في ردود لك سابقة، وأرجو مراجعتها للتأكد من ذلك، واما نيتي فلست عليها بوكيل، ولا يحق لأحد ان يحمل الكلام ما لا يحتمل لأن هذا يدخل في باب الظن فكيف إذا كان ظن السوء، وهو كما تعلم أكذب الحديث.
ثانيا قلت في آخر رد لك ردا على عبارتي (وأخشى ما اخشاه أن نندم بعد ان لات حين مناص) قلت (أخي التمني أرجو أن تترك هذا الأسلوب في الرد على محاورك، فأنت لست في مقام الدفاع عن سنة هتكها قوم أهل بدعة يا رعاك الله)
والسؤال: ماذا في عبارتي غير النصيحة والتحذير؟ وماذا فيها من النكير والشنعاء؟ حتى تقوم معلما لي: قل ولا تقل،، أخي: قليلا من التوضع وإحسان الفهم والظن.
وأخشى ما أخشاه ألا تكون ترى من الخطر على الدين والأمة سوى البدعة، وألا ترى خطر التغريب والعلمانية واللإساد عن يمينك وشمالك بصورة لا تخفى على أقل الناس اهتماما.
وفقك الله وسددك ووثق بيننا أواصر الحب والأخوة فيه.
في 1/ 3/1430
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 06:26]ـ
والسؤال: ماذا في عبارتي غير النصيحة والتحذير؟ وماذا فيها من النكير والشنعاء؟ حتى تقوم معلما لي: قل ولا تقل،، أخي: قليلا من التوضع وإحسان الفهم والظن.
وأخشى ما أخشاه ألا تكون ترى من الخطر على الدين والأمة سوى البدعة، وألا ترى خطر التغريب
أصلح الله قلبي وقلبك يا شيخنا الكريم .. أنا ما قلت لك "قل ولا تقل"!! ولست معلما لك ولا أنت شيخي .. إنما نحن إخوة في الله جمعنا هذا المجلس المبارك للمباحثة في المسائل الشرعية لنفيد ونستفيد .. فلما رأيتك تضع شيئا فيما أرى أنه ليس موضعه، كلمتك بهذا الكلام، فالخلاف باد بيننا في تصور مسألة نازلة يسعنا الخلاف فيها دون الحاجة إلى الوعيد والنذارة!!
هذا غاية ما في الأمر!
فأعتذر إليك إن كان ذلك الكلام قد ساءك مني .. وأرجو أن تراجع أنت الكلام بروية وصفاء ذهن، فقد ظلمتني والله بقولك: "وأخشى ما أخشاه ألا تكون ترى من الخطر على الدين والأمة سوى البدعة، وألا ترى خطر التغريب .... الخ! "
سامحك الله.
وأنا والله أحسن الظن بقصدك، وأعوذ بالله من الكبر والاغترار بالزاد القليل .. نسأل الله الإخلاص ..
فلا ينزلن الأمر عندك في غير منزله، بارك الله فيك.
وختاما أقول:
أحبك في الله.
ـ[الآجري]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:06]ـ
لا أرى الموضوع يستحق كل هذه الضجة!
ـ[علي التمني]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 01:07]ـ
بسم الله
أخي الأجري:
وفقك الله تعالى،،
بكل بساطة وبجرة قلم تسمي الاحتساب ضجة، وتسمي الحرص على مصالح المسلمين والعباد في هذه البلاد من أن تضار ضجة؟
ما أسهل الكتابة المبسطة للأمور ولكن ما أجدرنا بالوقوف على ماواء هذه الاستسهال ونتائجه!!
ألا تعلم ان الاحتساب يشمل مصالح الناس كافة في أمور دينهم ودنياهم؟
وتغيبر الإجازة إذا حدث مضارة واضحة وإعنات على الشعب لا مراء فيه لمن تأمل،، وهو أيضا سير على سنن غير المسلمين واستجابة لمطالبهم التي لا تنتهي،، والواقع أفصح وأبلغ شاهد.
وفقك الله وإيانا لكل خير.
في 3/ 3/1430
ـ[علي التمني]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 01:23]ـ
يرفع،، وإن شاء الله سأسوق كلام العلماء في هذا الشأن
6/ 3/1430
ـ[سالم بن محمد العماري]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 09:44]ـ
الفتاوى الكبرى [جزء 2 - صفحة 487]
- وسئل رحمه الله تعالى عمن يفعل من المسلمين: مثل طعام النصارى في النيروز ويفعل سائر المواسم مثل الغطاس والميلاد وخميس العدس وسبت النور ومن يبيعهم شيئا يستعينون به على أعيادهم أيجوز للمسلمين أن يفعلوا شيئا من ذلك؟ أم لا؟
فأجاب: الحمد لله لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة وغير ذلك ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة
وبالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 07:18]ـ
بسم الله
ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم صام السبت والأحد، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر مما يصوم من أيام، ويقول صلى الله عليه وسلم:إنهما عيدا المشركين فأنا أحب أن أخالفهم).
قال ابن حجر رحمه الله وأشار بقوله صلى الله عليه وسلم (يوما عيد) إلى أن يوم السبت عيد عند اليهود ويوم الأحد عيد عند النصارى، وأيام العيد لا تصام فخالفهم بصيامها).
من كتاب الدلائل الشرعية على تحريم موافقة اليهود والنصارى في الإجازة الأسبوعية) ص 31/ 32. لعبدالرحمن بن سعد الشثري تقديم فضيلة الشيخ صالح الفوزان وفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي.
والنبي صلى الله عليه وسلم يريد بذلك ان يؤكد على مخالفة غير المسلبمين فيما هو من خصائص دينهم، سواء أكان لها أصل رباني او من تحريفهم ولكن يعتبرون ذلك من الدين، واليهود يعظمون يوم السبت ويرتاحون فيه من كل عمل، بل كانوا يقتلون من يتعمد العمل في هذا اليوم، والسبت في اللغة العبرانية يعني الراحة.
ولا ريب أن الأجازة الأسبوعية في يوم السبت مشابهة لليهود من حيث هي راحة من العمل، فهل يشك شاك في هذا؟ واما أن الأجازة يوم السبت هدم للاستفادة من الإجازة من أصولها وإعنات هائل على الناس فأمر واضح لا جدال فيه، والله الموفق للفهم الثاقب والحكم الصائب.
في 7/ 3/1430
ـ[علي التمني]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 09:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين , والصلاة والسلام على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه.
أمَّا بعد: فقد كثرت الدعوة في بعض الصحف لجعل إجازتنا الأسبوعية هي يومي الجمعة والسبت , بدلاً مما هي عليه الآن من يومي الخميس والجمعة , وقد قامَ أحدُ الْمُتعالِمين من الصحفيين بلَمْزِ وَرَثةِ الأنبياءِ قديماً وحديثاً لإنكارهم التشبُّه بعطل اليهود والنصارى , كالشيخين ابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله - واللجنة الدائمة , واصفاً فتاويهم: بـ (الآراء الْمُتشنِّجة؟ أو التي تختلف فقط من أجل الاختلاف؟) وأوجبَ ذلك الصحفيُّ: بأن يُطرحَ هذا الموضوع في مجلس الشورى؟ (1).
ولبيان حكم هذه المسألة العَقَديَّة أقولُ ومن الله تعالى وحده التوفيق والسداد: إنه مِنَ المعلوم مِنَ الدِّينِ بالضرورة , أنَّ ديننا الإسلامي دينٌ كاملٌ لا يحتاجُ إلى زيادة أو نقصان , صالِحٌ لكلِّ زمان ومكان , وقد حذَّر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من البدع والإحداث في الدين , فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: (مَنْ أحدثَ في أمرنا هذا ما ليسَ منه فهو ردٌّ) ([2]).
وإنه لا شيءَ أفسدَ للدين وأشدَّ تقويضاً لبنيانه من البدع والتشبُّه بالكفار , وإنَّ من أشدِّ وأخطر ما تساهلَ فيه بعضُ المسلمين هو التشبه بالكفار في إجازاتهم في أيام أعيادهم الأسبوعية أو السنوية.
ولقد أخبرَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن وقوع التشبُّه بالكفار في هذه الأمة؟ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (لا تقومُ الساعةُ حتَّى تأخذَ أُمَّتي بأخذِ القرون قبلَها شبراً بشبرٍ , وذراعاً بذراعٍ , فقيلَ يا رسولَ الله: كفارس والروم , فقال: وَمَنِ الناسُ إلاَّ أولئك) ([3]).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (لَتتَّبعُنَّ سَنَنَ مَنْ كانَ قبلكم شبراً بشبرٍ , وذراعاً بذراعٍ , حتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تبعتموهُم , قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى , قال: فَمَنْ) ([4]).
قال النووي رحمه الله تعالى: (والمرادُ بالشبر والذراع وجُحر الضبِّ: التمثيلُ بشدَّةِ الموافقة لَهُمْ
في المعاصي والمخالفات) ([5])
وقال شيخ الإسلام ت728هـ رحمه الله تعالى: (وهذا كلُّه خَرَجَ منه مَخْرجَ الْخَبَر عن وقوع ذلك , والذَّمُّ لِمَنْ يفعله , كما كانَ يُخبرُ r عمَّا يفعله الناسُ بين يَدَيِّ الساعة من الأشراط والأمور المحرَّمات , فَعُلِمَ أنَّ مشابهتها اليهود والنصارى , وفارس والروم , مِمَّا ذمَّهُ الله ورسولُه r , وهو المطلوب) ([6]).
وقال رحمه الله: (فَعُلِمَ بخبره الصِّدْقِ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه في أمته قومٌ متمسِّكونَ بهديه , الذي هو دينُ الإسلام محضاً , وقومٌ منحرفونَ إلى شعبة من شُعَبِ اليهود , أو إلى شُعْبَةٍ مِنْ شُعَبِ النصارى , وإنْ كان الرجلُ لا يكفرُ بكلِّ انحراف , بل وقدْ لا يفسقُ أيضاً , بل قد يكون الانحرافُ كفراً , وقد يكونُ فسقاً , وقد يكون معصيةً , وقد يكونُ خطأً , وهذا الانحراف أمر تتقاضاه الطباع ويُزيِّنه الشيطان , فلذلك أُمِرَ العبدُ بدوام دعاء الله سبحانه بالهداية إلى الاستقامة التي لا يهوديةَ فيها ولا نصرانيةَ أصلاً) ([7]).
من كتاب (الدلائل الشرعية على تحريم موافقة اليهود والنصارى في الإجازة الأسبوعية). لعبدالرحمن بن سعد الشثري تقديم فضيلة الشيخ صالح الفوزان وفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 01:55]ـ
بسم الله
كيف أن تغيير الإجزاة من الخميس إلى السبت - مع كونه موافقة وتشبها باليهود - كيف أنه يؤثر على شهود خطبة و صلاة الجمعة؟
صلاة الجمعة من اعظم القربات والفرائض في الإسلام، وخطبة الجمعة من اهم ما يحفظ للمسلمين دينهم ويذكرهم دائما بالحلال والحرام، وأحكام وشعائر الإسلام، وتغيير الإجازة من الخميس إلى السبت يؤثر تأثيرا عظيما على شهود كثير من المسلمين لصلاة وخطبة الجمهة من حيث عدم شهودها، ذلك أن من يسافر للنزهة التي تستغرق أكثر من يوم إلى البر او البحر مثلا ويأخذ عائلته معه ويخرج لذلك يوم الخميس بعد الدوام حين يكون يوم عمل - كما هو الحال الآن في يوم الأربعاء - حين يخرج وعائلته يوم الخميس ليبقى يوم الجمعة في البر او على البحر فإنه لا يستطيع أن يشهد الجمعة للخوف على عائلته في البر او عند البحر في خيمة مثلا، والخوف عليهم أمر حقيقي ولا يماري في ذلك أحد،ـ وعندها لا يجد بدا هو واولاده من البقاء وعدم شهود صلاة وخطبة الجمعة، خوفا على النساء والأطفال وإذا قال أخذهم معي إلى الجامع، وهو غالبا بعيد عن أماكن النزهة فكيف يتسنى له ذلك والعائلة غير متهيئة للصلاة ومعهم خيمتهم ومتاعهم هل يتركونه؟ هذا صعب جدا ولنا أن نتصور كل هذا! وهل يذهبون ليبقوا تحت الشمس في السيارة انتظارا لفراغ الرجال من الصلاة وهذا أيضا صعب جدا؟ وعندها يكون الحل عدم شهود الصلاة من قبل الرجال، وهذه مصيبة عظيمة حيث ان الكثير من الناس كثير الذهاب بأهله للبر وبعهضم لا يكاد يفارقه كل أسبوع تقريبا،، فهل ندرك مدى الإعنات على المسلمين بتغيير الإجازة لا سمح الله؟ وهل ادركنا مدى الأثر الخطير على شهود صلاة الجمعة في حال تغيرها؟ وتغييرها ظلم للرعية لا ريب فيه، وإرضاء لمن؟؟؟؟؟
أما في حال كون الخميس إجازة فتذهب العائلة للبر او البحر يوم الأربعاء فتبقي يوم الخميس بطوله وهي مرتاحة، تصلي في مكانها، وتعود ليل الخميس يصبح الجمعة او صباح الجمعة فترتاح ويذهب بعدها الرجال إلى الجمعة فيؤدونها، وهم في سكينة، وترتاح الأسرة بقية اليوم استعدادا للدراسة والعمل.
إن على كل مسلم أن يتدبر الأمر، ولا نكون ممن قلا لله فيهم (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) الآية.
في 11/ 3/1430
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 03:42]ـ
كما قال الأخ العمري,
أليس عطلة الجمعة مُحدثة؟
لقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ))
فلعل أفضل أوقات العمل وأبركها ما كان بعد الصلاة,
لكن لا يعني أنني اخالف صاحب الموضوع,
فنحن بالاردن وكنا نعطل الخميس
أما الآن أصبحنا كاليهود نعطل السبت,
ولعل الموضوع إن لم يكن جحرا آخرا دخلناه, أن يكون من ناحية اقتصادية,
ـ[علي التمني]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 02:49]ـ
بسم الله
أخي الفاضل أشجعي:
جعل السبت عطلة يناقض ما ذهبت إليه من استحباب العمل بعد الصلاة، لأن السبت يأتي يوم الجمعة وهو بعد صلاة الجمعة ومن اراد التغيير فيريد التعطيل عن العمل بعد صلاة الجمعة، ومن قال إن عطلة الجمعةعن العمل بدعة او ما شابه أو تشبه بغير المسلمين نقول له: لا يوجد في المسلمين من قال إن العمل يوم الجمعة حرام إلا ما كان بعد اذان الجمعة حتى انقضاء الصلاة، أما اليهود فيحرمون العمل يوم السبت، وأما ان يوم الجمعة يوم راحة - لكن العمل فيه ليس محرما ولا مكروها - فيدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنَّ يومَ الجمعة يومُ عيدٍ , فلا تجعلوا يومَ عيدكم يومَ صيامكم , إلاَّ أنْ تصوموا قبلَه أو بعده) من كتاب: الدلائل الشرعية على تحريم موافقة اليهود والنصارى في العطلة الأسبوعية لعبدالرحمن بن سعد الشثري تقديم فضيلة الشيخين صالح الفوزان وعبدالعزييز الراجحي، والعيد مقرون بالراحة والتوسيع على النفس والأهل ومنه النزهة وغير ذلك، والله اعلم.
أما الناحية الاقتصادية فذريعة باطلة لمن يريد تغيير العطلة إلى السبت لتغيير حياة المسلمين وتغريبها، وإلا فالناحية الاقتصادية لا تتطلب تعطيل جميع اهل البلاد يوم السبت حتى يتقلص الفارق في التعطيل مع اليهود والنصارى وبقية الدول، حيث إن الدول الإسلامية - ومنها مؤسسة النقد العربي السعودي والبنوك في السعودية - تعمل بنظام تكليف أهل الاختصاص بالعمل في أيام العطلات (الخميس والجمعة) وغيره من عطلات المسلمين كعطلة الحج وعيد الفطر بعمل خارج الدوام لأهل الاختصاص في البنوك المركزية والبنوك الأخرى، فالمشكلة محلولة من قديم، واذكر بان اليابان لا تلتقي مع أمريكا ولا مع أروبا الغربية في الدوام لفارق التوقيت، فهل تحرك اليابانيون ليكون عملهم أثناء الليل ليوافق نهار أوربا لغربية وأمريكا من أجل الاقتصاد؟؟؟؟
والله الموفق.
في 11/ 3/1430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 03:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وآله وأصحابه ومن والاه، وبعد:
فقد اطلعت على الرسالة التي كتبها الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري بعنوان (الدلائل الشرعية على حرمة موافقة اليهود والنصارى في العطلة الأسبوعية) فوجدتها ولله الحمد رسالة جيدة في موضوعها مؤيدة بالأدلة الشرعية، وأقوال المحققين من اهل العلم في مسألة مهمة فجزاه الله خيرا ونفع بما كتب، وهدى الله من يحاول تبرير هذا المزلق الخطير الذي هو من اعظم أنواع التشبه بالمغضوب عليهم والضالين مما خذرنا منه نبينا صلى الله عليه وسلم غاية التحذير بقوله (من تشبه بقوم فهو منهم) وقوله (لا تشبهوا باليهود والنصارى).وليس عند من يحاول موافقتهم في العلطة إلا النظرة المادية، ولم ينظر إلى الخسارة الدينية في ذلك، فلعل من لبس عليه الأمر أن يتراجع بعد هذا البيان الواضح، والحمد لله رب العالمين.
كتب ذلك:
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
في 27/ 2/1428
ـ[علي التمني]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 02:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
اما بعد: فقد اطلعت على الرسالة الموسومة بـ (الدلائل الشرعية على حرمة موافقة اليهود والنصارى في العطلة الأسبوعية) والتي كتبها فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري، فألفيتها رسالة مفيدة في بابها جمع فيها المؤلف وفقه الله الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال أهل العلم في تحريم موافقة اليهود والنصارى في اعيادهم وعطلهم واخلاقهم وعاداتاهم وعباداتهم وتقاليدهم ووجوب تميز المسلمين عن غيرهم، واعتزازهم بدينهم وأخلاقهم وأرى ان نشر هذه الرستالة مفيد جدا لعموم المسلمين وأسأل الله أن ينفع بها وأن يثيب المؤلف ويجزيه خيرا وان يجعلنا وإياه من انصار هذا الدين وجماته، وان يبصر المسلمين في شريعة ربهم والاعتزاز بدينهم وان يثبتنا جميعا على دينه القويم إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلبى الله وسلم على عبدالله ورسوله محمد وعلى آله وصحبه واتباعه بإحسان.
كتبه
عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي
-----------
نشر هنا في 18/ 3/1430
ـ[علي التمني]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 03:16]ـ
بسم الله
ومن المعلوم أنَّ (يوم السبت يوم عبادة اليهود) ([8]) , ويُحرِّمون فيه العمل , حيث جاء في سفر نحميا: (وشعوب الأرض الذين يأتون بالبضائع وكل الطعام يوم السبت للبيع , لا تأخذ منهم في سبتٍ , ولا في يوم مُقدَّس) ([9]).
بل وجزاء مَن يعمل يوم السبت: القتل , والنفي من بني إسرائيل , فقد جاء النصُّ على ذلك في سفر الخروج: (فتحفظون السبت , لأنه مُقدَّسٌ لكم , مَن دنَّسه يُقتل قتلاً , إنَّ كلّ مَن صنعَ فيه عملاً تُقطع تلك النفس من بين شعبها .. كلّ مَن صنعَ عملاً في يوم السبت يُقتلُ قتلاً) ([10]) , فلم يراع اليهود هذه الْحُرمة , بل خالفوا كما هو طبعهم , وذكَرَ اللهُ ما حلَّ بهم بسبب مخالفتهم فقال سبحانه: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} فالسبتُ إذاً هو عطلة اليهود الذين أشركوا {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ * أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً * وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي [11] * قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} وهم الذين نسبوا الابن إلى الله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ} وهم الذين وصفوا الله تعالى بالفقر والشحِّ والبخل {لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ} {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} ووصفوا الله بالتعب ([12]) {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}.
من كتاب ((الدلائل الشرعية على حرمة موافقة اليهود والنصارى في العطلة الأسبوعية) لمؤلفه
عبدالرحمن بن سعد الشثري
قلت: والمطالبة بأن يكون السبت يوم عطلة هو المشابهة عبنها.
في 26/ 3/1430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 01:20]ـ
بسم الله
(والأحد هو عطلة النصارى الْمُثلِّثة , ويُحرِّمون فيه العمل , حيث جاء النص على تقديسه في وثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بقرار رقم 106 وجاء فيه: (ومن ثمَّ كان الرَّبُّ في المرتبة الأولى من أيام الأعياد , واليوم الذي يجب أن يُدعى المؤمنون إلى إحيائه وإرساخه في تقواهم , بحيث يُصبح أيضاً يوم بهجة وانقطاع عن العمل , أما الاحتفالات الأخرى فلا يجوز أن تتقدَّم عليه إلاَّ إذا كانت فائقة الأهمية , وذلك لأنَّ يوم الأحد هو أساس السنة الطقسية كلِّها ونواتها) ([13]).
فالأحد إذاً عطلة النصارى الْمُثلِّثة {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} وأخصّ أوصافهم الضلاَل: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ * لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}.
وقد منَّ الله تعالى على أُمَّة محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم بيوم الجمعة , وخصَّه الله بفضائل وعبادات خاصة , فهدانا الله إليه بعد أن أضلَّ عنه اليهود والنصارى , فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمعَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (نحنُ الآخِرونَ السابقونَ يومَ القيامة، بَيدَ أنَّهم أُوتوا الكتابَ مِنْ قَبلِنا، ثُمَّ هذا يَومُهُمُ الذي فُرضَ عليهم، فاختلَفوا فيه فَهَدَانا الله لَهُ، فالناسُ لنا فيه تَبَعٌ: اليهودُ غداً، والنصارى بَعْدَ غَدٍ) ([14]) , وفي رواية: (أَضَلَّ اللهُ عن الْجُمُعَةِ مَنْ كانَ قبلَنا , فكانَ لليهودِ يومُ السَّبْتِ , وكانَ للنَّصارى يومُ الأحد , فجاءَ اللهُ بنا , فهدَانا اللهُ ليومِ الْجُمُعَةِ , فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ والسَّبْتَ والأَحَدَ , وكذلكَ هُمْ تَبَعٌ لَنا يومَ القيامة , نَحْنُ الآخِرونَ مِن أهل الدُّنيا , والأوَّلَونَ يومَ القيامةِ , الْمقضِيُّ لَهُم قبلَ الْخَلائقِ).
وفي روايةِ واصلٍ: (الْمَقْضيُّ بينهُم) ([15]).
وقد سَمَّى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الْجُمُعَة عيداً في غير موضع , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ: (إنَّ يومَ الجمعة يومُ عيدٍ , فلا تجعلوا يومَ عيدكم يومَ صيامكم , إلاَّ أنْ تصوموا قبلَه أو بعده) ([16]).
ونهى عن إفراده بالصوم لِمَا فيه من معنى العيد , فهو صلَّى الله عليه وسلَّم (ذكرَ أنَّ الْجُمُعَةَ لنا، كما أنَّ السبت لليهود، والأحد للنصارى، واللام تقتضي الاختصاص، ثمَّ هذا الكلام يقتضي الاقتسام إذا قيل: هذه ثلاثة أثواب , أو ثلاثة غلمان: هذا لي , وهذا لزيد , وهذا لعمرو , أوجبَ ذلكَ أن يكون كلّ واحد مختصاً بما جُعل له , ولا يشركه فيه غيره , فإذا نحنُ شاركناهم في عيدِهم يومَ السبت، أو عيد يوم الأحد، خالفنا هذا الحديث؟ وإذا كان هذا في العيد الأسبوعي فكذلك في العيد الحولي) ([17]).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: (وقد شرعَ اللهُ سبحانه وتعالى لكلِّ أُمةٍ في الأسبوع يوماً يتفرَّغون فيه للعبادة , ويجتمعونَ فيه لتذكُّر المبدأ والمعاد والثواب والعقاب , ويتذكَّرون به اجتماعهم يوم الجمع الأكبر , قياماً بين يدي ربِّ العالمين , وكان أحقُّ الأيام بهذا الغرض المطلوب: اليوم الذي يجمعُ الله فيه الخلائق , وذلكَ يوم الجمعة , فادَّخره الله لهذه الأمة لفضلها وشَرفها , فشرعَ اجتماعهم في هذا اليوم لطاعته , وقدَّر اجتماعهم فيه مع الأمم لنيل كرامته , فهو يومُ الاجتماع شرعاً في الدنيا , وقَدراً في الآخرة , وفي مقدار انتصافه وقت الخطبة والصلاة يكونُ أهل الجنة في منازلهم , وأهل النار في منازلهم , كما ثبت عن ابن مسعود t من غير وجه أنه قال: «لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في منازلهم , وأهل النار في منازلهم , وقرأ: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً} ([18]).)
من كتاب ((الدلائل الشرعية على حرمة موافقة اليهود والنصارى في العطلة الأسبوعية) لمؤلفه
عبدالرحمن بن سعد الشثري
في 29/ 3/1430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 03:15]ـ
نص المالكية على كراهة ترك العمل يوم الجمعة
حاشية الصاوي على الشرح الصغير - (ج 2 / ص 372)
(و) كره ترك (العمل يومها): أي الجمعة لأجله لما فيه من التشبه باليهود والنصارى في السبت والأحد
ـ[علي التمني]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 01:47]ـ
بسم الله
أخي أبا عبدالرحمن بن ناصر
ومن قال بكراهة العمل يوم الجمعة وكراهة تركه؟
سبحان الله: القوم يعملون على هدم شعيرة صلاة الجمعة وخطبتها بجعل السبت اجازة (أرجو ان تقرا الموضوع الأصلي ههنا وبعض الردود لتعرف هذه المسألة) ويريدون صراحة وبلا مواربة إلحاقنا باليهود والنصارى في يومي عيديهم الأسبوعي باتخاذ السبت إجازة وهو عيد اليهود الذي لايعلون فيه، وبعد مرحلة من الزمن اتخاذ الأحد كذلك.
يا اخي منطقك هذا كانه يقول نعم لإجازة السبت والإحد جريا على سنة اليهود والنصارى ولا لإجازة الجمعة لأن في الأمر كراهة ترك العمل؟
واخير أقول لك، المسلمون لا يتركون العمل يوم الجمعة، ولكنهم يتفرغون لأعمالهم الخاصة من صيانة لبيوتهم وسياراتهم، بل وأسواق المسلمين تعمل من فجر الجمعة حتى النداء الأول للجمعة ثم يستأنفون العمل بعد الصلاة، فأين ترك العمل؟ والواقع أصرح دليل على ذلك، فليس في الأمر تشبه باليهود الذين يحرمون العمل يوم السبت ويرون قتل من يعمل فيه عمدا.
في 1/ 4/1430
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 03:29]ـ
كنت قد رأيت أن أترك النقاش هنا، ولكن لما رأيت المشاركة الأخيرة، بدا لي أن أعقب عليها.
قولكم:
المسلمون لا يتركون العمل يوم الجمعة، ولكنهم يتفرغون لأعمالهم الخاصة من صيانة لبيوتهم وسياراتهم، بل وأسواق المسلمين تعمل من فجر الجمعة حتى النداء الأول للجمعة ثم يستأنفون العمل بعد الصلاة، فأين ترك العمل؟ والواقع أصرح دليل على ذلك، فليس في الأمر تشبه باليهود الذين يحرمون العمل يوم السبت ويرون قتل من يعمل فيه عمدا.
أقول ما كان جوابك هنا عن عطلة يوم الجمعة من أنها ليست من التشبه باليهود في صفة تلك العطلة، فهو - بعينه - جواب مخالفك عن عطلة يوم السبت وصفتها! كلاهما ليس فيهما ترك للعمل مطلقا وتحريمه كما يفعل اليهود، فتأمل بارك الله فيك!
ولا أفهم وجه إصرارك العجيب على أن عطلة يوم السبت تتسبب - ولابد - في ضياع شعيرة صلاة الجمعة!! يا شيخ علي هذا كلام نظري لا دخل له ألبتة بواقع الحال في البلاد التي فيها العطلة الجمعة مع السبت!! هذا التصور في ذهنك أنت لا وجود له في الخارج، في بلاد المسلمين التي فيها العطلة على هذا النحو! فهلا نظرت في واقع حال المسلمين هناك - أهل التسنن والديانة منهم لا أهل اللعب والتفريط - من صلاة الجمعة؟
وأكرر - حتى لا ألتحق عندكم بالدعاة إلى التسيب وموافقة الغرب، لمجرد عدم موافقتي لما ذهب إليه بعض مشايخنا الكرام الذين تكلموا في هذه النازلة - أنني لا أدعو إلى تغيير العطلة ولا إلى تركها على حالها، ولكن إن ثبتت المصلحة الراجحة فيه فلا إشكال في تصوري، والله أعلم.
ـ[علي التمني]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 06:35]ـ
بسم الله
أجزم انك بعيد عن الواقع، وانك تناقش القضايا نقاشا مجردا، وهذه مشكلة، إذكيف لمناقش ان يناقش قضايا مهمة كهذه وهو بعيد عن فهم ما يجري في الواقع حيالها وحيال غيرها؟.
واجزم انك لم تقرأ ردودي حول هذه نقطة ان تغيير الإجازة يعنت الناس في صلاة الجمعة وخطبتها، وقد غيرت رأيك في مسائل منها النواحي الاقتصادبة المزعومة في الموضوع، فلا أستبعد ان تغير رأيك في هذه المسأل، والمسلم طالب حق لا طالب لجاج وحجاج وجدل.
والله اعلم واحكم.
في 1/ 4/1430
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 06:55]ـ
واجزم انك لم تقرأ ردودي حول هذه نقطة ان تغيير الإجازة يعنت الناس في صلاة الجمعة وخطبتها
لا تجزم يا شيخ علي عفا الله عني وعنك ..
فلازم هذا الكلام أني أرد على كلام لم أقرأه، وأنا أرجو ألا يكون هذا هو ظنك بي، - فضلا عن أن يكون هو ما تجزم به في حقي - والله المستعان.
ثم إني لم أغير رأيي في مسألة الفائدة الاقتصادية إلى القول بأنها غير معتبرة أو غير صحيحة كما يوهم كلامك، وإنما توقفت فيها مخافة القول بلا بينة، والله أعلم بالصواب، فراجع - غير مأمور - آخر ما كتبته أنا بهذا الخصوص في هذا الشريط، وفقك الله.
ـ[علي التمني]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 11:05]ـ
بسم الله
إعنات المسلمين بتغيير العطلة إلى السبت في صلاة الجمعة متحقق لكل من فكر في الأمر بروية، فصلاة الجمعة عند التغيير - لا أذن الله - ستتوسط يومي العطلة، أي ستكون في بحبوحة العطلة، فالمتنزه مع أسرته في المناطق البعيدة كالتخييم في البر او على البحر او ما فيحكمه سيبتعذر عليه اداء الصلاة لخوفه على نسائه واطفاله الذين لا يشهدون الجمعة وإذا أخذهم معه شق عليهم ذلك وهم مخيمون، وفي الغالب لن يذهب لأدائها لعذر عدم الإقامة، وكثير من الناس لا يفوته التخييم كل أسبوع او أسبوعين خاصة في اوقات الربيع وغيره، وتغيير الإجازوة يجعله يفوت الكثير من الجمع عكس الحال في وجود العطلة الخميس والجمعة، اما والإجازة كما هي عليه اليوم لأن الخميس هو بحبوحة العطلة حيث يتوسطها وللمسلم رخصة إقامة صلاة الجماعة في موقع يكون فيه ولا يكون بجواره مسجد مع اولاده ونسائه، ولن تفوته صلاة الجمعة فهو ولا شك راجع بعد ان تمتع برحلته بقية يومي الأربعاء ويومي الخميس بطوله، راجع يوم الجمعة للصلاة والراحة والاستعداد ليوم عمل ودراسة جديد فلا تفوته الخطبة وما فيها من العلم والآداب والتذكير، واما أثثرها على مصالح الناس فكذلك، فتغيير الإجازة يذهب بفائدة العطلة في قضاء الحاجات وقد تحدثت عن هذا في صلب الموضوع وفي كثير من الردود، فارجو التامل في الأمر يارعاكم الله وعدم التسرع في الرد على غيبر بصيرة وتفكر والله الحفاظ من الفتن.
في 3/ 4/1430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 11:23]ـ
زوبعة في فنجان , والأمر لا يستدعي كل هذا الصراخ أيها التمني.
ـ[علي التمني]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 03:18]ـ
بسم الله
بعض الأحبة وفقهم الله يستسهل الرد الذي لا يكلفه شيئا وهو يمس قضية من أخطر القضايا المطروحة ضمن مشروع التغريبيين، وهو تغيير الإجازة إلى السبت بدل الخميس، ومن تأمل الأمر وأعمل عقله وفكره قليلا فسيجد الإعنات الهائل الذي سيصيب المسلمين والرعية خاصة في هذه لبلاد من تغيير الإجازة في أمور دينهم - صلاة الجمعة نفسها - ودنياهم:إفساد الاستفادة من العطلة الأسبوعية، ولذا أقول لكل أخ: يجب عدم التسرع، فإن الكلمة التي يقوها الصالحون لها خطرها وأثرها الكبير وخاصة من منتسبي هذا المنتدى الذين يمثلون النهج السني الصحيح بإذن الله تعالى، وهم يعلمون اكثر من سواهم خطر الكلمة وتأثيرها وخاصة حين يتعلق الأمر بمسائل التغريب والعلمنة التي لا تخفى على أحد.
في 9/ 4/1430
ـ[العقل العربي]ــــــــ[19 - Apr-2009, مساء 01:48]ـ
أحسنت يا علي التمني
والله الموضوع خطير جدا وربما يفضي تغيير العطلة إلى تهاون الناس بصلاة الجمعة بحجة السفر وما إلى ذلك
كما أن التغيير لو حصل سيكون تحقيقا لمطالب الليبراليين وهذا ما لا نتمناه
والله المستعان
أخشى أن تصدق على الإسلاميين المقولة المزعومة (أنهم سبب التأخر) بسبب رفضهم وتشددهم في هذا الأمر الذي يسوغ فيه الإجتهاد.
وهل وصل التدين إلى مراقبة الناس في عباداتهم ومحاسبتهم عليها؟؟.
حجة الليبراليين قوية وهي (قيام الدولة إقتصادياً) وهي حجة لاأحد يعارضها.
والذي أخشاه أن يستثمر الليبراليون هذا الإعتراض من أهل الدين بإسقاطهم من أعين المجتمع وخاصة أن إنضمام الدولة (إنضمام كامل) في منظمة التجارة العالمية يوفر مايقارب من نصف مليون فرصة عمل للشباب وهذا الأمر فد يثير حفيظة الشباب مع إنتشار البطالة المستشري.
ـ[علي التمني]ــــــــ[19 - Apr-2009, مساء 02:59]ـ
بسم الله
وأخشى ما أخشاه أن يكثر بيننا من يلغي عقله ويردد كل ما يسمع دون وعي، وقد استبانت الأمور، فالتعامل مع العالم اقتصاديا يتم في البلاد السعودية - على سبيل المثال - منذ عشرات السنين من خلال العمل بنظام الندب، أي قيام موظفين في مؤسسة النقد والبنوك بالعمل يوم الجمعة وعلى مدار ساعات الأسبوع للتواصل مع العالم اقتصاديا، لذا أقول لكل من يردد هذه الخدعة: عقلك ولا تعطله.
وكان بودي لو قُرئ ما ورد في الموضوع من أوله، ولكن الاستسهال مصيبة الكثيرين خاصة حين يجمعون بين عدم القراءة والاستقصاء قبل الرد وبين عدم التفكير.
في 23/ 4/1430
ـ[العقل العربي]ــــــــ[19 - Apr-2009, مساء 06:06]ـ
بسم الله
وأخشى ما أخشاه أن يكثر بيننا من يلغي عقله ويردد كل ما يسمع دون وعي، وقد استبانت الأمور، فالتعامل مع العالم اقتصاديا يتم في البلاد السعودية - على سبيل المثال - منذ عشرات السنين من خلال العمل بنظام الندب، أي قيام موظفين في مؤسسة النقد والبنوك بالعمل يوم الجمعة وعلى مدار ساعات الأسبوع للتواصل مع العالم اقتصاديا، لذا أقول لكل من يردد هذه الخدعة: عقلك ولا تعطله.
وكان بودي لو قُرئ ما ورد في الموضوع من أوله، ولكن الاستسهال مصيبة الكثيرين خاصة حين يجمعون بين عدم القراءة والاستقصاء قبل الرد وبين عدم التفكير.
في 23/ 4/1430
ياأخي الفاضل المسألة حوارية فهلا كان صدرك أوسع من ذلك؟؟
أتمنى ألأ تتهجم عل أخوانك بأسلوب غير مباشر ووصمهم بعدم التفكير , وكأنك أنت الوحيد الذي قرأ وبحث المسألة وكأن المسألة أنزل فيها دليل صريح صحيح, وكأن الذين يحاورونك من دعاة اللبرلة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - Apr-2009, صباحاً 12:42]ـ
.... فصلاة الجمعة عند التغيير - لا أذن الله - ستتوسط يومي العطلة، أي ستكون في بحبوحة العطلة، فالمتنزه مع أسرته في المناطق البعيدة كالتخييم في البر او على البحر او ما فيحكمه سيبتعذر عليه اداء الصلاة لخوفه على نسائه واطفاله الذين لا يشهدون الجمعة وإذا أخذهم معه شق عليهم ذلك وهم مخيمون، وفي الغالب لن يذهب لأدائها لعذر عدم الإقامة، وكثير من الناس لا يفوته التخييم كل أسبوع او أسبوعين خاصة في اوقات الربيع وغيره، وتغيير الإجازوة يجعله يفوت الكثير من الجمع عكس الحال في وجود العطلة الخميس والجمعة، اما والإجازة كما هي عليه اليوم لأن الخميس هو بحبوحة العطلة حيث يتوسطها وللمسلم رخصة إقامة صلاة الجماعة في موقع يكون فيه ولا يكون بجواره مسجد مع اولاده ونسائه، ولن تفوته صلاة الجمعة فهو ولا شك راجع بعد ان تمتع برحلته بقية يومي الأربعاء ويومي الخميس بطوله، ....
أوافقك يا شيخ على ولكن ...
هل هذا التخييم في الصحاري ونحوها من ضرورات الحياة حتى يستدعى كل هذا الحوار!
أليس قرار النساء في البيوت أفضل من الجرى وتضييع الأوقات في الفيافي والقفار.
أليس الأفضل أن يتصدق أصحاب التخييم المذكور ببعض قيمته لشراء دواء وغذاء لأهل غزة المرابطين؟ ... أو إعطاء العمال المسلمين الهنود والبنغال وأشباههم المساكين بعض حقوقهم بدلاً من أكلها والتخييم بثمنها (لا أقول الجميع هكذا وإنما البعض):)
استغلال طاقات الوعظ هذه في المزيد من توعية الناس وإلتزامهم الحقيقي بدينهم أفضل
وبهذا يرتفع مكر الليبراليين والزنادقة ويكفيككم الله شرهم.
((استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[21 - Apr-2009, صباحاً 07:40]ـ
الكلام للشيخ عبد الله العبيلان حفظه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
يجري هذه الأيام الحديث عن نقل إجازة يوم الخميس إلى يوم السبت فتكون الإجازة يوم الجمعة والسبت فهل في هذا موافقة أو تشبه بأهل الكتاب نرجو من فضيلتكم الإيضاح؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين, وبعد:
أولاً: ينبغي أن يعلم أنه لا يوجد في شريعة الإسلام يوما يعطل الناس فيه عن أعمالهم, لا يوم الجمعة ولا غيره, قال تعالى: [فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] , {الجمعة:10} ونقل شيخ الإسلام عن الإمام أحمد رحمه الله قوله: "ويكره ترك العمل يوم الجمعة كفعل أهل الكتاب يوم السبت, والأحد." (1)
ثانيا: أن تحريم العمل يوم السبت على اليهود منسوخ, "ومما يوضح ذلك أنك تجد عامة علماء النصارى فضلا عن عامتهم لا يعرفون ما نسخه المسيح من شريعة التوراة, مما أقره مع اتفاقهم على أن المسيح لم ينسخها كلها, ولم يقرها كلها, بل أخبرهم أنه إنما جاء ليتمها لا ليبطلها, وقد أحل بعض ما حرم فيها كالعمل في السبت." (2)
ثالثا: أن اليهود يعتقدون تخصيصه تعبدا, والمسلمون نهوا عن تخصيصه بعبادة "كما أن يوم السبت كان عيدا في شريعة موسى عليه السلام ثم نسخ في شريعة محمد بيوم الجمعة فليس للمسلمين أن يخصوا يوم السبت ويوم الأحد بعبادة, كما تفعل اليهود." (3)
وعليه فالنهي في شريعتنا عن تخصيصه, وإلا جاز "وقد يقال: يكره صوم يوم النيروز والمهرجان ونحوهما من الأيام العجمية التي لا تعرف بحساب العرب, بخلاف ما جاء في الحديثين من يوم السبت والأحد, لأنه إذا قصد صوم مثل هذه الأيام العجمية أو الجاهلية كانت ذريعة إلى إقامة شعار هذه الأيام, وأحياء أمرها وإظهار حالها, بخلاف السبت والأحد, فإنهما من حساب المسلمين, فليس في صومهما مفسدة فيكون استحباب صوم أعيادهم المعروفة بالحساب العربي الإسلامي مع كراهة الأعياد المعروفة بالحساب الجاهلي العجمي توفيقا بين الآثار والله أعلم." (4)
فالأقسام ثلاثة: فإنه إما أن يكون هذا القول موافقا لقول الرسول أو لا يكون, وإما أن يكون موافقا لشرع غيره, وإما أن لا يكون, فهذا الثالث المبدل, كأديان المشركين والمجوس, وما كان شرعا لغيره وهو لا يوافق شرعه, فقد نسخ كالسبت, وتحريم كل ذى ظفر, وشحم الثرب والكليتين, فإن اتخاذ السبت عيدا, وتحريم هذه الطيبات قد كان شرعا لموسى ثم نسخ, بل قد قال المسيح: [وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ] , {آل عمران:50} فقد نسخ الله على لسان المسيح بعض ما كان حراما في شرع موسى." (5)
"فالدين واحد وإن تنوعت القبلة في وقتين من أوقاته, ولهذا شرع الله لبني إسرائيل السبت ثم نسخ ذلك, وشرع لنا الجمعة, فكان الاجتماع يوم السبت واجبا, إذ ذاك ثم صار الواجب هو الاجتماع يوم الجمعة وحرم الاجتماع يوم السبت." (6)
رابعا: ثبت عن النبي عليه السلام أنه " كان يصلى يوم الجمعة في مسجده, ويوم السبت, يذهب إلى قباء كما في الصحيحين عن بن عمر رضى الله عنهما أن النبي كان يأتي قباء كل سبت راكبا وماشيا فيصلى فيه ركعتين." (7)
فهذا فيه المداومة على هذه العبادة في يوم السبت, وليس من التشبه لأنه كان يفعل ذلك بعد الجمعة فلا يظهر التخصيص.
خامسا: أن يوم الجمعة وهو يوم عيد المسلمين يجوز إحداث عبادة فيه إذا لم يخص فقد روى الشيخان عن جويرية رضي الله عنها: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة, وهي صائمةٌ, فقال لها: أصمت أمس, قالت: لا, قال: تريدين أن تصومي غداً قالت: لا قال فأفطرى." متفق عليه, (8) فجاء صيام السبت بعد الجمعة.
سادسا: وعليه فإن إتخاذ يوم الجمعة والسبت إجازة هو مثل إتخاذ يوم الخميس والجمعة إذا لم يخص لعدة أوجه:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قال الشيخ: "فإن الشيطان قد سول لكثير ممن يدعى الإسلام فيما يفعلونه في أواخر صوم النصارى, وهو الخميس الحقير من الهدايا والافراح, والنفقات وكسوة الأولاد وغير ذلك, مما يصير به مثل عيد المسلمين, وهذا الخميس الذي يكون في آخر صوم النصارى, فجميع ما يحدثه الإنسان فيه من المنكرات فمن ذلك خروج النساء, وتبخير القبور ووضع الثياب على السطح وكتابة الورق وإلصاقها بالأبواب, واتخاذه موسما لبيع الخمور وشرائها, ورقى البخور مطلقا في ذلك الوقت, أو غيره, أو قصد شراء البخور المرقى, فإن رقى البخور واتخاذه قربانا هو دين النصارى والصابئين, وإنما البخور طيب يتطيب بدخانه كما يتطيب بسائر الطيب, وكذلك تخصيصه بطبخ الأطعمة وغير ذلك من صبغ البيض." (9)
فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم, لم تجب دعوته, ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات لم تقبل هديته, خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان به على التشبه بهم, مثل إهداء الشمع ونحوه في الميلاد, وإهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم, وهو الخميس الحقير, ولا منهم انها من دين النصارى الملعون هو وأهله, وقد بلغني أنهم يخرجون في الخميس الحقير الذي قبل ذلك, أو السبت أو غير ذلك إلى القبور, وكذلك يبخرون في هذه الأوقات, وهم يعتقدون أن في البخور بركة, ودفع مضرة, ويعدونه من القرابين مثل الذبائح, ويرقونه بنحاس يضربونه كأنه ناقوس صغير, وبكلام مصنف, ويصلبون على أبواب بيوتهم إلى غير ذلك من الأمور المنكرة حتى إن الأسواق تبقى مملوءة أصوات النواقيس الصغار, وكلام الرقايين من المنجمين وغيرهم بكلام أكثره باطل, وفيه ما هو محرم, أو كفر, وقد ألقى إلى جماهير العامة, أو جميعهم إلا من شاء الله." (10) ولا يُقال إننا بجعلنا الخميس إجازة وافقنا النصارى لأننا لم نفرده.
2 - أن هدي النبي عليه السلام هو المخالفة لليهود والنصارى ما أمكن والمخالفة حاصلة بالإجتماع يوم الجمعة تعبدا وإتخاذه عيدا.
3 - أن الحاجة قائمة لذلك: "والضابط في هذا والله أعلم أن يقال: إن الناس لا يحدثون شيئا إلا لأنهم يرونه مصلحة, إذ لو اعتقدوه مفسدة لم يحدثوه, فإنه لا يدعو إليه عقل ولا دين فما رآه المسلمون مصلحة نظر في السبب المحوج إليه, فإن كان السبب المحوج إليه أمرا حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم لكن تركه النبي صلى الله عليه وسلم من غير تفريط منا فهنا قد يجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه," (11)
4 - "لأن النهى عن الصلاة إنما كان سدا للذريعة إلى التشبه بالكفار, وما كان منهيا عنه للذريعة فإنه يفعل لأجل المصلحة الراجحة كالصلاة التي لها سبب تفوت بفوات السبب, فإن لم تفعل فيه وإلا فاتت المصلحة, والتطوع المطلق لا يحتاج إلى فعله وقت النهى, فإن الإنسان لا يستغرق الليل والنهار بالصلاة فلم يكن في النهى تفويت مصلحة, وفى فعله فيه مفسدة بخلاف التطوع الذي له سبب يفوت كسجدة التلاوة, وصلاة الكسوف, ثم أنه إذا جاز ركعتا الطواف مع إمكان تأخير الطواف فما يفوت أولى أن يجوز." (12)
وهذا أصل لأحمد وغيره في أن ما كان من باب سد الذريعة إنما ينهى عنه إذا لم يحتج إليه, وأما مع الحاجة للمصلحة التي لا تحصل إلا به, وقد ينهى عنه ولهذا يفرق في العقود بين الحيل, وسد الذرائع, فالمحتال يقصد المحرم فهذا ينهى عنه وأما الذريعة فصاحبها لا يقصد المحرم لكن إذا لم يحتج إليها نهى عنها, وأما مع الحاجة فلا." (13)
" يُوَضِّحُهُ أَنَّ تَحْرِيمَ رِبَا الْفَضْلِ إنَّمَا كان سَدًّا لِلذَّرِيعَةِ, وما حُرِّمَ سَدًّا لِلذَّرِيعَةِ أُبِيحَ لِلْمَصْلَحَةِ الرَّاجِحَةِ, كما أُبِيحَتْ الْعَرَايَا من رِبَا الْفَضْلِ وَكَمَا أُبِيحَتْ ذَوَاتُ الْأَسْبَابِ من الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ, وَكَمَا أُبِيحَ النَّظَرُ لِلْخَاطِبِ وَالشَّاهِدِ وَالطَّبِيبِ وَالْمُعَامِلِ من جُمْلَةِ النَّظَرِ الْمُحَرَّمِ, وَكَذَلِكَ تَحْرِيمُ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ على الرِّجَالِ حُرِّمَ لِسَدِّ ذَرِيعَةِ التَّشْبِيهِ بِالنِّسَاءِ الْمَلْعُونِ فَاعِلُهُ, وَأُبِيحَ منه ما تَدْعُو إلَيْهِ الْحَاجَةُ." (14)
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - أن النبي عليه السلام قال فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة رض الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت, وكان للنصارى يوم الأحد, فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة, فجعل الجمعة والسبت والأحد, وكذلك هم تبعٌ لنا يوم القيامة, نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم يوم القيامة قبل الخلائق))." (15)
قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: "قال بن بطال: ليس المراد أن يوم الجمعة فرض عليهم بعينه فتركوه لأنه لا يجوز لأحد, أن يترك ما فرض الله عليه, وهو مؤمن وإنما يدل والله أعلم أنه فرض عليهم يوم من الجمعة, وكل إلى اختيارهم ليقيموا فيه شريعتهم فاختلفوا في أي الأيام هو ولم يهتدوا ليوم الجمعة, ومال عياض إلى هذا ورشحه بأنه لو كان فرض عليهم بعينه لقيل فخالفوا بدل فاختلفوا, وقال النووي: يمكن أن يكونوا أمروا به صريحا فاختلفوا هل يلزم تعينه أم يسوغ إبداله بيوم آخر, فاجتهدوا في ذلك فاخطؤا انتهى." (16)
وهذا كله قبل النسخ, فلم يبق يوم عيد شرعي سوى يوم الجمعة, والبقية منسوخة, وفيه إشارة إلى أن أول يوم في الأسبوع هو الجمعة خلاف المتعارف عليه أن السبت أول أيام الأسبوع, وانظر فتح الباري فتح الباري: ج2/ص356
6 - أن الله تعالى قال: [يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ] , {البقرة:185} وكذلك معظم الناس يودون لو كانت العطلة الجمعة والسبت إجازة, لأن هذا أيسر لهم, وأعون للإستفادة من الوقت في الجمعة في التبكير إليها والإنشغال بالذكر والدعاء في عصرها, ونحو ذلك, وذكر ابن القيم ليوم الجمعة اثنين وثلاثين خصوصية, وفيها أنها يوم عيد, ولا يصام منفردا, وقراءة ألم تنزيل, وهل أتى في صبيحتها, والجمعة والمنافقين فيها, والغسل لها, والطيب, والسواك, ولبس أحسن الثياب, وتبخير المسجد, والتبكير, والاشتغال بالعبادة حتى يخرج الخطيب والخطبة, والإنصات وقراءة الكهف, ونفي كراهية النافلة وقت الاستواء ومنع السفر قبلها, وتضعيف أجر الذاهب إليها بكل خطوة أجر سنة, ونفي تسجير جهنم في يومها, وساعة الإجابة, وتكفير الآثام, وأنها يوم المزيد, والشاهد المدخر لهذه الأمة وخير أيام الأسبوع الخ، (17) , بل وحتى على قضاء حاجاتهم.
7 - وعلى كل حال فالسبت يوم من أيام الله وليس خاصا باليهود، بخلاف ماهو من أيامهم الخاصة بهم, وكذا النصارى.
قال ابن كثير: " منه عيد الشعانين ويزعمون أن هو اليوم الذي نزل فيه عيسى بن مريم عليه السلام من الجبل, ودخل بيت المقدس وبعده بأربعة أيام عيد الفصح, وهو اليوم الذي خرج فيه موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر, وبعده بثلاثة أيام عيد القيامة, وهو اليوم الذي يزعمون أن عيسى عليه السلام خرج من قبره بعد ما قتل ودفن, وبعده بثمانية أيام عيد الجديد, ويزعمون أنه اليوم الذي ظهر فيه عيسى لتلامذته بعد ما خرج من القبر وبعده بثمانية وثلاثين يوما عيد السلاق, ويزعمون أنه اليوم الذي صعد فيه عيسى إلى السماء, ولهم أعياد سوى ما ذكرنا عيد الصليب, وهو اليوم الذي وجدوا فيه خشبة الصليب, وإنما علموا ذلك أنه وضع على ميت فحيي بزعمهم وعيد الدنح وعيد الميلاد." (18)
"ولليهود أعياد منها الفصح خامس عشر من نيسانهم عيد كبير أول أيام الفطير السبعة يحرمون فيها الخمير, وآخرها الحادي والعشرون من الشهر المذكور والفصح يدور من ثاني عشر آذار إلى خامس عشر نيسان, وسببه أن بني إسرائيل لما تخلصوا من فرعون وحصلوا في التيه اتفق ذلك ليلة الخامس عشر من نيسان اليهود والقمر تام الضوء والزمان ربيع, فأمروا بحفظ هذا اليوم وفي آخر هذه الأيام غرق فرعون في بحر الشعب, وهو القلزم, ولهم عيد العنصرة بعد الفطير بخمسين يوما في السادس من شيون فيه حضر مشايخ بني إسرائيل إلى طور سيناء مع موسى مع موسى, فسمعوا كلام اللَّهِ من الوعد والوعيد فاتخذوه عيدا, ومنها عيد الحنكة: معناه التنظيف وهو ثمانية أيام أولها الخامس والعشرون من بسليو يسرجون في الليلة الأولى سراجا وفي الثانية اثنين, وكذا في الثامنة ثمانية سرج وذلك تذكار أصغر ثمانية إخوة قتل بعض ملوك اليونان, فإنهم كان قد تغلب
(يُتْبَعُ)
(/)
عليهم ملك من اليونان ببيت المقدس, كان يفترع البنات قبل الإهداء إلى أزواجهن وله سرداب قد أخرج منه حبلين عليهما جلجلان فإن احتاج إلى امرأة حرك الأيمن فتدخل عليه فإذا فرغ منها حرك الأيسر, فيخلي سبيلها, وكان في بني إسرائيل رجل له ثمانية بنين وبنت واحدة تزوجها إسرائيلي, وطلبها فقال أبوها: إن أهديتها افترعها الملعون, ودعا بنيه لذلك فأنفوا ووثب الصغير منهم فلبس ثياب النساء وخبأ خنجرا وأتى باب الملك على أنه أخته, فحرك الجرس فأدخل عليه فحين خلا به قتله وأخذ رأسه, وحرك الحبل الأيسر وخرج فخلى سبيله, فأفرح ذلك بني إسرائيل واتخذوه عيدا تذكارا بالإخوة الثمانية.
ومنها: المظال سبعة أيام أولها خامس عشر تشرين الأول, يستظلون فيها بالخلاف والقصب وغيره فريضة على المقيم تذكارا لإظلالهم بالغمام في التيه, وآخرها وهو حادي عشر تشرين يسمى عرابا تفسيره شجر الخلاف, وعرعراب وهو الثاني والعشرون من الخميس يسمى التبريك تبطل فيه الأعمال ويتبركون فيه بالتوراة وفيه استتم نزولها بزعمهم.
وليس في صومهم فرض غير صوم الكبور عاشر تشرينهم وابتداء الصوم من التاسع قبل الغروب بنصف ساعة إلى بعد غروب العشاء من العاشر بنصف ساعة تمام خمس وعشرين ساعة, وكذلك صياماتهم النوافل والسنن." (19)
وفي مثلها جاء قوله عليه السلام: ((هل كان فيها عِيدٌ من أَعْيَادِهِمْ قالوا لَا قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَوْفِ بِنَذْرِكَ فإنه لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ في مَعْصِيَةِ اللَّهِ ولافيما لَا يَمْلِكُ بن آدَمَ)) , رواه أهل السنن (20)
ومن هنا يتبين معنى قول أهل العلم يجوز فعل العبادة فيه أعني السبت من غير تخصيص سدا لذريعة المشابهة, فإذا لم يخص لم تحصل المشابهة, وقد ثبت عن رسول الله عليه السلام أنه كان يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين, ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس, رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وفي العادات الأمر ظاهر، فإن رأى ولي الأمر أن في ذلك تحصيل مصالح للمسلمين أو دفع مفاسد عنهم فعل, وإلا بقي الناس على ماهم عليه، هذا ماظهر لي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان غير ذلك فمني ومن الشيطان واستغفر الله وأتوب إليه، والحمد لله رب العالمين 0
المصدر:
http://www.obailan.net/news.php?action=show&id=478
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1_ انظر اقتضاء الصراط: (1/ 135).
2_ انظر الجواب الصحيح: (5/ 55).
3_انظر اقتضاء الصراط: (1/ 456).
4_ انظر اقتضاء الصراط: (1/ 266).
5_ انظر مجموع الفتاوى: (27/ 381).
6_ انظر اقتضاء الصراط: (1/ 264).
7_ انظر مجموع الفتاوى: (27/ 381).
8_ أخرجه البخاري في صحيحه: (2/ 701) , والحاكم في صحيحه: (1/ 601) , وأبو داود في سننه: (2/ 321).
9_ انظر مجموع الفتاوى: (25/ 318).
10_ انظر مجموع الفتاوى: (25/ 320).
11_ انظر اقتضاء الصراط: (1/ 278).
12_ انظر مجموع الفتاوى: (22/ 299).
13_ انظر مجموع الفتاوى: (23/ 214).
14_ إعلام الموقعين (2/ 161).
15_ أخرجه مسلم: (2/ 586) ,و النسائي في سننه الكبرى: (1/ 514) , و ابن ماجه في سننه: (1/ 344). 16_ انظر فتح الباري: (2/ 355).
17_ انظر زاد المعاد: (1/ 60).
18_ انظر البدء والتاريخ: (4/ 47).
19_ انظر تاريخ ابن الوردي: (1/ 76).
20_ أخرجه ابو داود في سننه: (3/ 238) , و البيهقي في السنن الكبرى: (10/ 83) , وصححه الألباني في سنن أبي داود.(/)
استيضاح في قول الشيخ الهرَّاس عن الإرادة: "و تنفرد الشرعية في مثل: إيمان الكافر .. "!
ـ[الديواني إسلام]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 06:33]ـ
شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد خليل هراس - رحمه الله - هو بحق من أعظم شروحها و أنفعها، حتى قال عنه العلامة عبدالرزاق عفيفي -رحمه الله-: ((من أنفس الشروح و أوضحها بياناً و أخصرها عبارة)) و قد ورد فيه عبارة استشكل عي فهمها فقد أعرضها هنا عل ظني لا يخيب في وجود من يفسرها لي، يقول صـ133 بعد حديثه عن نوعي الإرادة:
((و الحاصل أن الإرادتين قد تجتمعان معاً في مثل: إيمان المؤمن، و طاعة المطيع
و تنفرد الكونية في مثل: كفر الكافر و معصية العاصي
و تنفرد الشرعية في مثل: إيمان الكافر و طاعة العاصي ... ))!!
ـ[الآجري]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 07:58]ـ
واضحة: أن الله يريد شرعاً - لا كوناً - إيمان إنسان ما، لكنه يكفر، للإرادة الكونية (كفر الكافر)
فالإرادة الشرعية لا يلزم وقوعها، وهي المتعينة هنا (إرادة الإيمان من الكافر)
وقل مثل ذلك في العاصي.
فالله أراد الطاعة منه، لكنه عصى فلم تقع الإرادة فهي إرادة شرعية (إرادة الطاعة) ولم يعص إلا بإرادة لكنها كونية (لازمة الوقوع غير لازمة لرضى الله)
وفقك الله
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 09:03]ـ
زيادة بيان:
أي مثل إيمان أبي جهل , وإسلام فرعون , مُراد "شرعا" لكنه لم يقع "كونا". فوجدت فيه الإرادة الشرعية دون الإرادة الكونية.
والله من وراء القصد.
ـ[الديواني إسلام]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 06:27]ـ
جزاكما الله خيراً و بارك فيكما
فالإنسان في كل حالاته لا يخرج عن مشيئة الله و إرادته جل وعلا ...
أرى أن هذا ما ينبغي تحقيقه في نفس المؤمن بعيداً عن كل هذه التقسيمات العقلية التي قتلت صفاء العقيدة و عذوبتها ...
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 07:25]ـ
جزاكما الله خيراً و بارك فيكما
فالإنسان في كل حالاته لا يخرج عن مشيئة الله و إرادته جل وعلا ...
أرى أن هذا ما ينبغي تحقيقه في نفس المؤمن بعيداً عن كل هذه التقسيمات العقلية التي قتلت صفاء العقيدة و عذوبتها ...
بارك الله فيك يا أخي،
التقسيم الموجود عند العلماء أكثره "بيداغوجي" أي يؤتى به ليحصل الفهم ولذلك يكثر عند المتأخرين.
ولاشك أن المسلم إذا مر بآية من كتاب الله تذكر فيها إرادة الله ثم يرى خلافها في الواقع، فإنه يستفسر عن ذلك فيأتي أهل العلم يبينون الأمر بشيئ من التفصيل ولا يقال عن هذا التفصيل-والله أعلم-أنه يُذهب عذوبة العقيدة وصفائها لأنه احتيج إليه في البيان.
قال الله تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين."
فالله يريد من هذين الصنفين العبادة ولكنها إرادة ليست إلزامية كما هو الواقع، فيأتي العلماء ويطلقون عند ذلك عليها اسم الإرادة الشرعية. وهي الإرادة التي يستحق المخلوق عليها الثناء بعكس الأخرى والله تعالى أعلم.
ـ[الآجري]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 09:15]ـ
جزاكما الله خيراً و بارك فيكما
فالإنسان في كل حالاته لا يخرج عن مشيئة الله و إرادته جل وعلا ...
أرى أن هذا ما ينبغي تحقيقه في نفس المؤمن بعيداً عن كل هذه التقسيمات العقلية التي قتلت صفاء العقيدة و عذوبتها ...
هذه التقسيمات أيها الفاضل لم تكن موجودة حينما كان الناس يفهمون الدين.
ولكنها ظهرت بعد ظهور الفرق الضالة الذين ضلوا في مسألة الإرادة (الجبرية والقدرية) من قال إن الله لم يرد الإيمان من الكافر ولو أراده الله لوقع - لأنهم لم يعرفوا الفرق بين الإرادتين - أو من قال إن الله أراد الكفر من الكافر كما أراد الإسلام من المسلم - لأنهم لم يفرقوا أيضاً -
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 09:31]ـ
فالله يريد من هذين الصنفين العبادة ولكنها إرادة ليست إلزامية كما هو الواقع، فيأتي العلماء ويطلقون عند ذلك عليها اسم الإرادة الشرعية. وهي الإرادة التي يستحق المخلوق عليها الثناء بعكس الأخرى والله تعالى أعلم.
بارك الله فيك .. هذا اللفظ (إلزامية) لا أراه دقيقا هنا، لأن مطلق العبادة إلزام واجب .. فلعل الصواب دفعا للالتباس أن تقول (ليست جبرية تنفي الاختبار كما هو الواقع)
والله أعلم.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 01:58]ـ
بارك الله فيك .. هذا اللفظ (إلزامية) لا أراه دقيقا هنا، لأن مطلق العبادة إلزام واجب .. فلعل الصواب دفعا للالتباس أن تقول (ليست جبرية تنفي الاختبار كما هو الواقع)
والله أعلم.
جزاك الله خيراً على التنبيه ..
ما رأيتَه -أخي الفاضل- صحيح على الجادة، وقد يكون لاستعمال اللفظة التي كتبتُ مسوّغ إذا أردنا بالإلزام غصب الناس على العبادة
قال الله تعالى مبيناً خطاب نوح عليه السلام مع قومه:"قال يا قومي أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعمّيت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون" والمعنى أنغصبكم ونضطركم على قبول الحق مع رفضكم له؟
ومع هذا أخي الفاضل، أقول إن ما أشرتَ إليه لا لبس فيه بعكس ما كتبتُ فإن فيه غموضاً إذ غالباً ما يستعمل لفظ الإلزام في الفقه مراداً به الواجب الشرعي.
والله تعالى أعلم.(/)
(النصيحة الذهبية للأشاعرة المعاصرين) .. للشيخ عبدالرحمن الوكيل - رحمه الله -
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 06:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تميز الشيخ عبدالرحمن الوكيل – رحمه الله – كما يقول الشيخ محمد علي عبدالرحيم رئيس جماعة أنصار السنة – رحمه الله – بـ " جمال البلاغة، ووضوح المعاني، وسعة الاطلاع، وشرف الغاية، كما جمع علمًا مصفىً من شوائب البدع والخرافات الصوفية، وكان حسَن اللغة، قليل اللحن، فصيح العبارة ". " جماعة أنصار السنة، للدكتور الطاهر، ص 186 ".
قلتُ: وللشيخ كتابٌ مهم صاغه بأسلوبه الجميل، عنوانه " الصفات الإلهية بين السلف والخلف "، ناقش فيه أشاعرة عصره من المتأخرين، الذين خالفوا عقيدة متقدميهم - بعد أن مرّ على مشاهيرهم -، ثم نصحهم بالعودة إلى العقيدة السلفية، وأن لا يُكابروا بالتشبث ببدع الجهمية، أحببتُ أن أنقل جزءًا منه هنا من باب النصيحة -؛ لعله يجد أذنًا " أشعرية " صاغية، تؤوب إلى الحق، قبل أن تلقى – ببدعها – الحق .. والله الهادي.
قال - رحمه الله -:
عقيدة أبي الحسن الأشعري
- أورد كلامه في الإبانة ثم قال -: هذه هي عقيدة إمام الأشاعرة الأول في الاستواء فليتدبر أتباعُه ما وَصَمَ به إمامهم أولئك الذين يؤوِّلون الاستواء بمثل تلك التأويلات الباطلة التي يدين بها الخلفيون الزاعمون أنهم أشاعرة.
ليتدبروا، فلعلهم - على الأقل- لا يوقعون أنفسهم تحت ما حكم به إمامهم الكبير على المؤولة. ولعلهم يوقنون مرة أخرى بأن ما صارت إليه "الأشعرية" على يد متأخري الأشاعرة يخالف كل المخالفة عقيدة إمامهم الأشاعرة الأول، وبأن هؤلاء المتأخرين من الأشاعرة إنما هم أشباح الجهمية والمعتزلة، أو شياطينهم ..
هذه هي عقيدة الأشعري كما بسطها في كتابه "الإبانة"، وقد أثبت الحافظ "ابن عساكر" جل هذه النصوص التي ذكرناها في كتابه "تبيين كذب المفتري"، وابن عساكر قد توفى سنة 571هـ، وهو من خُلَّص الأوفياء لإمامه الكبير أبي الحسن، وقد قدم لهذه النصوص بقوله في كتابه التبيين: "لابد أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة؛ ليُعلم حقيقة حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة، فاسمع ما ذكره في أول كتابه الذي سماه بالإبانة" (1). ثم نقل كثيراً من تلك النصوص.
فابن عساكر - وقد نصب نفسه لتمجيد أبي الحسن ولإثبات أنه كان على عقيدة السلف، وللدفاع عنه في حماس قوي وعاطفة مشبوبة - لم يجد ما يحقق له غرضه سوى ما سجله الأشعري في "الإبانة"، وهذا مصداق ما قاله ابن تيمية عن كتاب الإبانة: " وقد ذكر أصحابه ـ أي أصحاب الأشعري ـ أنه آخر كتاب صنفه، وعليه يعتمدون في الذَّبِّ عنه عند من يطعن عليه" (2).
كما يذكر ابن عساكر أيضاً ما سجله " أبو الحسن" في كتابه "العمد" وهو قوله: " وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات. وفي إثبات الوجه لله، واليدين، وفي استوائه على العرش". كما يذكر ابن عساكر قولاً آخر لأبي الحسن سجله أيضاً في كتاب "العمد": "وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات نقضنا فيه كتاباً كنا ألفناه قديماً فيها على تصحيح مذهب المعتزلة لم يؤلف لهم كتاب مثله، ثم أبان الله سبحانه لنا الحق، فرجعنا عنه، فنقضناه، وأوضحنا بطلانه" (3).
كما ينقل ابن عساكر مَرْثيّة رَثَى بها أحد الشعراء أبا الحسن، وقد جاء فيها ما يأتي:
ولا يرَى صِفَاته
مثلَ صفاتِ البَشَرِ
وليس ينفي صفة
له كنَفْي المُنْكِرِ
ويثبتُ استواءَه
كما أتى في السُّور (4)
كل هذا، بل بعضه يدمغ بالجور أولئك الأشاعرة الذين يمقتون أن يُنسب إلى الأشعري أنه كان يُمجد عقيدة السلف. وذلك حين يتراءون بالارتياب في صحة نسب كتابه "الإبانة" إلى الأشعري (5)، أو حين يزعمون أنه رجع عما فيه، فألف الكتب التي تنقض ما أثبته فيه!! والإبانة في الحقيقة هو آخر كتاب ألفه!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أظن في أشعري مسلم، أنه يرتضي أن يُتهم إمامه بالردة عن دين الحق، أو بأنه كان نَهْبَ الحيرة والاضطراب في عقيدته، أو بأنه كان ذا وجهين، وجه ينافق به المعتزلة والمعطلة، فكتب في تأويل الصفات أو نفيها، ووجه آخر ينافق به السلفيين، فيكتب في إثبات الصفات، ولا أظن في إنسان يحترم الحقيقة أنه يجنح إلى الريبة في صحة نسب الكتاب إلى الأشعري من غير دليل، إلا إن كنا نعتبر نزغ الهوى دليلاً!!. كما لا أظن أنه يرتاب في أن الأشعري ظل يؤمن بكل كلمة قالها فيه، ولم يؤلف كتاباً آخر ينقض به ما أثبته في الإبانة.
والذين يُجلون الأشعري، ويفخرون بالانتساب إليه، لا أظن أيضاً أنهم يجرؤون على إنكار هذه الحقيقة التي أذكرهم بها مرة أخرى: تلك هي أن ما انتهى إليه مذهب الأشعري على يد بعض أتباعه يخالف ما كان عليه الأشعري نفسه، ويناهضه، وأن ما كتبه الرازي، أو الجويني وغيرهم من تأويلات يناقض عقيدة الأشعري كل المناقضة، وينتسب برحمٍ ماسَّةٍ إلى المعتزلة والجهمية الذين كفَّرهم أبوالحسن الأشعري!! فهل بعد هذا أستطيع أن أُقدِم على الظن بأن أشاعرة اليوم لن يُقْدِموا على تحطيم إمامهم الكبير؛ ليبنوا على أنقاضه بعض الذين أبوا إلا أن يجحدوا بدين إمامهم الكبير، وإلا أن يعينوا عليه عدوّه من الجهمية والمعتزلة!! وإلا أن يَسُبُّوا كبار أئمتهم؛ كالأشعري، ليسبوا ـ بَغْياً ـ أنصار السنة؟.
رأي الأشعري في كتاب المقالات: وكتاب المقالات من أنفس وأجل الكتب التي عنيت بترجمة آراء الفرَق الإسلامية وغير الإسلامية، وقد سماه: "مقالات الإسلاميين، واختلاف المصلين"، وكل أشعري يفخر بهذا الكتاب، غير أن الكثير منهم كان يتمنى أن يحذف منه الأشعري هذا الباب الذي عنون له بقوله: "هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث، وأهل السنة". ولقد بدأه بذكر طرف من عقيدة أهل السنة، ثم ذكر أنهم يُقرون بأن الله سبحانه على عرشه، وأن له يدين بلا كيف، وأن له عينين بلا كيف، وأن له وجهاً، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة، وأنه يجيء يوم القيامة، وأنه يقرب من خلقه كيف يشاء، وأنهم يرون اتباع من سلف من أئمة الدين، ومجانبة كل بدعة، وكل داع إلى بدعة. وقد ذكر أبوالحسن بجوار كل مسألة أدلتها النقلية من القرآن والسنة. ثم قال: "وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله، وهو حسبنا، ونعم الوكيل" (6).
لقد خشي الأشعري أن يظن به ظان أنه ليس من أهل السنة، فعقب على رأي أهل الحديث بما عقب. وهكذا نرى الأشعري لا يترك فرصة تسنح من غير أن يَهْتَبِلَها؛ ليثبت أنه على عقيدة السلف، هذا لأن ولاءه القديم للمعتزلة كان شبحاً رهيباً يؤرقه، ويثير ثائرة شَجْوِه، ويُسعر جحيم الندامة في أعماقه، ويريب فيه أُمَّة من الناس، ويدفعه إلى أن يؤكد في كثير من كتبه التي ألفها بعد توبته من الاعتزال أنه على عقيدة السلف. تُرى، هل اقتنع الأشاعرة؟.
إني لأخشى أن يستبد بهم العناد، فيدفعهم إلى دَمغ إمامهم الكبير أبي الحسن الأشعري بالزيغ والتجسيم؛ ليرموا بنفس هذا البهتان أنصار السنة المحمدية!! أخشى أن يصموا آذانهم عن هذا النداء الخالص من النية الصافية، ومن جلال الحقيقة وسمائها، فيصموا إمامهم الكبير بالردة عن حقيقة الدين الحق!! أما نحن "أنصار السنة المحمدية" فنبرئ إمام الأشاعرة الكبير من هذه الوصمة الشنعاء.
رأي الباقلاني
والباقلاني هو ـ كما يقول: ابن تيمية في "الحموية" -: "أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري، ليس فيهم مثله، لا قبله، ولا بعده". وقد سجل الباقلاني: أنه سلفي العقيدة في كتبه الآتية: التمهيد، والإبانة، والحيرة، وننقل هنا رأيه عن التمهيد.
إيمانه بالاستواء: قال الباقلاني: "إن قال قائل: فهل تقولون: إن الله في كل مكان؟.
قيل: معاذ الله، بل هو مستوٍ على العرش، كما أخبر في كتابه، فقال عزّ وجل: (الرحمن على العرش استوى)، وقال تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب)، وقال: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض).
(يُتْبَعُ)
(/)
رده على من يزعمون أن الله في كل مكان: يرد الباقلاني على أصحاب هذه الفرية بقوله: "لو كان في كل مكان، لكان في جوف الإنسان، وفي فمه، وفي الحشوش، وفي المواضع التي يُرْغَب عن ذكرها ـ تعالى الله عن ذلك ـ ولو كان في كل مكان، لوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة، إذا خلق منها ما لم يكن خَلَقَه. وينقص بنقصانها، إذا بطل منها ما كان، ولَصَحَّ أن يُرْغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى وراء ظهورنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا. وهذا ما قد أجمع المسلمون على خلافة وتخطئة صاحبه".
شبهة وردها: والشبهة الأولى نتجت عن سوء فهم - واعتقد أن سوء الفهم متعمّد - لقوله تعالى: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)، فقد زعم أصحاب هذه الشبهة أن هذه الآية الكريمة تثبت أن الله في كل مكان!! وعلى هؤلاء يرد الباقلاني بقوله: " المراد أنه إله عند أهل السماء، وإله عند أهل الأرض؛ كما تقول العرب: فلان نبيل مُطَاع بالعراق، ونبيل مطاع بالحجاز. يعنون بذلك أنه مطاع في المصرين، وعند أهلهما. وليس يعنون أن ذات المذكور بالحجاز والعراق موجودة".
شبهة المعية: وردت آيات كثيرة تُثبت المَعِيَّة. وقد زعم المعطلة وأتباعهم أن هذه الآيات تنفي الاستواء، وتُثبت أن الله في كل مكان، ويرد الباقلاني على مقترفي هذه الشبهة بقوله: " وقوله تعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)، يعني بالحفظ، والنصر، والتأييد. ولم يُرِد أن ذاته معهم تعالى وقوله تعالى: (إنني معكما أسمع وأرى)، محمولٌ على هذا التأويل ـ أي التفسيرـ، وقوله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم)، يعني: أنه عالم بهم، وبما خَفيَ من سرهم، ونجواهم. وهذا إنما يُستعمَل كما ورد به القرآن، فلذلك لا يجوز أن يقال قياساً على هذا: إن الله بالبَرَدَان، ومدينة السلام (7)، ودمشق، وأنه مع الثور والحمار، وأنه مع الفُسَّاق، والمهان، ومع المُصْعِدين إلى الحُلْوان (8) قياساً على قوله: (إن الله مع الذين اتقوا)، فوجب أن يكون التأويل على ما وصفناه" .. وسيأتي بسط بيان عن المعية.
رده على من فسّر الاستواء بالاستيلاء: ويقول الباقلاني: " لا يجوز أن يكون معنى استوائه على العرش هو استيلاؤه كما قال الشاعر:
قد استوى بشرٌ على العراق
لأن الاستيلاء: القدرة والقهر. والله تعالى ـ لم يزل قادراً قاهراً، عزيزاً مقتدراً. وقوله تعالى: (ثم استوى)، يقتضي استفتاح هذا الوصف بعد أن لم يكن، فبطل ما قالوه" (9).
زهق الباطل: نُشر كتاب التمهيد للباقلاني بالقاهرة سنة 1947م وليس فيه هذا النص الذي نقلناه هنا، وقد أشرف على طبعه والتعليق عليه أستاذان من أساتذة جامعة القاهرة، وقد فتنهما عن الحق والتثبت شيخٌ شعوبي (يعني الكوثري)، كان لا يدين إلا بمقت السنة وأئمتها، والعروبة وأبطالها؛ لهذا عاش ينال من كل إمام مسلم عربي الأصل، ويدعو إلى الجهمية الصرفة. فكان أن رمى الأستاذان - بِوَسْوَسَةِ الشيخ - الإمامَ ابنَ تيمية وتلميذه ابنَ القيم بما كان يجب أن يرميا به الشيخ الشعوبي، بعد أن أضلهما وضللهما، ونال من كرامتهما العلمية بين الزملاء والجامعيين، ولاسيما بعد ظهور النسخة الكاملة من التمهيد، فقد أثبتت أنهما كانا ضحية من ضحايا حقد الشيخ على ابن تيمية العظيم، وعلى كل ما هو عربي، إذ وُجد فيها النص الذي نقلناه! ولشد ما أدهشنا، وأدهش كل محب للحقيقة أن يخضع الأستاذان الكبيران، لتلبيس حاقد موتور، فيصرفهما عن التثبت والبحث والتنقيب الذي يقيم لهما كل معذرة، وهما من أبناء الجامعات التي تزعم أنهما تعلّم ـ أول ما تعلم ـ الحرية والفكرية!!.
لقد اعترف الأستاذان اعترافاً ضمنياً بوجود نقص كبير في نسختهما الخطية التي عثرا عليها في مكتبة باريس، والتي عنها نشرا " التمهيد "، وبأنها لا تُطابق الفهرس المخطوط الملحق بالنسخة الباريسية، ولهذا يقولان: " ونلاحظ اختلافاً بين هذا الفهرست، ومضمون نص التمهيد الذي قدمناه للقراء، فهو يحتوي على خمس وعشرين عنواناً غير موجودة في نصّنا، كما أنه لا يشير إلى أبواب كثيرة وردت في التمهيد (10) " ثم يقولان: "وتبقى أخيراً عدة عناوين نجدها موضع شبهة خطيرة منها رقم (30) الخاص بالاستواء على العرش" هذا؛ لأنهما لم يجداه في النسخة التي بين أيديهما، ثم أشارا إلى ما نقله ابن القيم في
(يُتْبَعُ)
(/)
"الجيوش الإسلامية" عن كتاب التمهيد، وإلى ما ذكره ابن تيمية أيضاً في الحموية وغيرها، ثم قالا: " ولو صدقنا ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في نقلهما عن التمهيد، للزمنا أن نقرر أن ما بين يدينا من نص التمهيد غير كامل، ولكنا لا نستطيع ـ عند ملاحظة التعارض البيّن بين مذهب الباقلاني، ومعنى ما ينسبه إليه هذان المؤلفان المعروفان بالتحيز ـ إلا الشك في صحة نقلهما، وقد كتب إلينا العلامة الحجة الشيخ " الكوثري" وكيل مشيخة الإسلام في الخلافة العثمانية في هذا الشأن: " لا وجود لشيء مما عزاه ابن القيم إلى كتاب التمهيد في كتاب التمهيد هذا. ولا أدري ما إذا كان ابن القيم عزا إليه ما ليس فيه زوراً؛ ليخادع المسلمين في نحلته، أم ظن بكتاب آخر أنه كتاب التمهيد للباقلاني، ونحن نثق على كل حال بنسخة التمهيد التي بين يدينا ثقة أقوى من ثقتنا بنقل ابن تيمية وابن القيم"!!
وقد ذكر الأستاذان أيضاً: أنه جاء في الفهرس: "باب القول في الوجه واليدين" ولكنهما لم يجداه في النسخة (11)، كما ذكرا أن الباقلاني قال في مقدمة التمهيد أنه سيتكلم عن مسألة ما في باب "التعديل والتجوير"، ولكنهما لم يجدا لهذا الباب أثراً في نسختهما الخطية (12). كما ذكرا أنه يوجد نسختان مخطوطتان للتمهيد غير نسختهما محفوظتان بإستانبول، إحداهما في مكتبة أبا صوفيا تحت رقم 2201، والأخرى في مكتبة عاطف تحت رقم 2223. غير أنهما لم يستطيعا الوصول إلى واحدة منهما. كما اعترفا بأن أيدياً امتدت إلى المخطوطة التي نشر عنها الكتاب. كما ذكر الأستاذان أسماء الكتب التي ألفها الباقلاني والتي لم يعرف الكثير منها النشر، ومنها كتاب "الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والضلالة" وهو الذي نقل عنه ابن تيمية في "الحموية" عقيدة الباقلاني في الصفات، وكتاب "الحرة" وهو الكتاب الذي نقل عنه ابن القيم في "الجيوش" ما يؤيد ما ذهب إليه الباقلاني في التمهيد في مسألة الصفات، غير أنه سماه "الحيرة".
ألا ترى أن كل هذا، بل بعضه كان كافياً في إقناع الأستاذين بأن النسخة التي نشرا عنها الكتاب نسخة ناقصة فعلا!! وفي منع الأستاذين من أن يصدرا على الإمامين الجليلين ابن تيمية وابن القيم هذا الحكم الظالم الذي تسرعا في إصداره، والذي كان من بين "حَيْثيَّاته" لقب وكالة المشيخة الإسلامية!! وقد آمن الأستاذان - بعد - أن هذه الوكالة قد غررت بهما، وجعلت منهما أحدوثة يتفكه بها العاكفون على النظر في المخطوطات ونشرها؛ إذ ما كانت الألقاب من الوسائل التي يعتمد عليها في نشر المخطوطات، وفي التنصيص على نفي شيء أو إثباته!! كما كان من بين "الحيثيات" أن ما نقله الإمامان ابن تيمية وابن القيم يخالف مذهب الباقلاني!.
ولست أدري ما الذي دعاهما إلى إصدار حكمهما بإثبات هذه المخالفة المزعومة!!. أكانت بين أيديهما الكتب الباقلانية التي استنبطا منها مذهب الباقلاني، وجعلتهما يعتقدان أن ما استنبطاه منها يخالف ما نقله الإمامان الجليلان؟ لم يكن بين أيديهما سوى هذه النسخة الناقصة من التمهيد، فأنى لهما العلم بمذهب الباقلاني الحقيقي؟!.
هذا، وقد نسي الأستاذان، أو تناسيا أننا كثيراً ما نعثر بمثل هذا التناقض في مذاهب كثير من أئمة الأشاعرة، فقد كان بعضهم يدين اليوم بما يتراءى له غداً أنه ضلالة، فينصرف عنه إلى غيره. ودليلنا في هذا: الأشعري نفسه، والجويني، والرازي والغزالي، ففي كل منهم مَسٌّ، وفي تاريخ كل منهم دليل الحقيقة التي تقولها.
وابن تيمية على وفرة خصومه، وترصد المئات منهم للنيل منه، لم يجرؤ واحد منهم على التشكيك في أمانته العلمية، وها هي كتب ابن تيمية، وها هي كتب الحديث والتفسير والفقه والأصول والتصوف والكلام والفلسفة والمنطق والتاريخ واللغة والأدب. فراجعوا ما نقله ابن تيمية في كتبه عن كتب هذه الفنون، وثمت تتجلى لكم قيمة هذه الأمانة العظيمة التي كان يمتاز بها الإمام الجلل، وخبرته الواسعة الدقيقة بكل فن من فنون الثقافات في عصره. ومما يوضح القيمة الجليلة لهذه الأمانة، وشمول هذه الخبرة الواسعة أن نذكر أنه لم تكن هناك مطبعة، ولا كتب مطبوعة!! ولا أكون مغالياً إذا قلت: إن النقول التي توجد في كتب ابن تيمية يجب أن تُجعل مرجعاً من المراجع التي يُرجع إليها عند نشر المخطوطات التي نقل عنها ابن تيمية
(يُتْبَعُ)
(/)
لتحقيقها، وتصويبها!!.
فقَلَم ابن تيمية، وفكره الثاقب، وفهمه الدقيق، وبصيرته المشرقة، وخبرته الواسعة، وشمول ثقافته وأمانته العظيمة المشهود بها له. كل هذا يجعلنا نثق الثقة المطلقة في دقة النصوص التي توجد في كتبه وفي صحتها، حتى فيما ينقل عن فلاسفة الإغريق، كأرسطو، وإفلاطون!! فما بالك بالثقافة العربية والإسلامية؟!.
ثم أقول للأستاذين: ألا نستطيع اتهامهما بأنهما هما اللذان أخفيا باب الاستواء، وباب الوجه واليدين، ولاسيما ونحن نعلم أن الباعث على هذا الإخفاء موجود وقوي، فقد كانا تحت سيطرة ذلك الشيخ الذي كان لا يبغض إماماً كما يبغض ابن تيمية وابن القيم، ولا يحقد على فئة كما يحقد على أهل السنة!! كنا نستطيع ذلك، مادام الاتهام أصبح هيناً يسيراً كما فعل الأستاذان، ولكننا لم نفعل؛ لأننا نكرم أنفسنا.
وقد شاء الله سبحانه أن يبرئ الإمامين الجليلين " ابن تيمية وابن القيم" مما رماهما به الشيخ الشعوبي، ومحققا كتاب التمهيد؛ إذ صورت إدارة الثقافة بالجامعة العربية مخطوطة التمهيد التي كانت في استامبول بمكتبة عاطف تحت رقم 2223 (13).
وقد قارن أخونا الأستاذ الجليل الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة بين ما في النسخة التي صورتها إدارة الثقافة وبين ما سجله ابن القيم في "الجيوش" وابن تيمية في "الحموية". فتجلت له صورة رائعة من الأمانة العلمية التي امتاز بها الإمام وتلميذه. فنشر هذا في صحيفتنا "الهدي النبوي" وفي رسالة خاصة. وقد طالب الأستاذين أن يذعنا لسلطان الحق القاهر، فيعترفا صراحة بالخطأ، ويستغفرا الله مما بهتا به الإمامين الجليلين، وينشرا في رسالة خاصة ما أغفلته نسختهما، أو يعيدا نشر التمهيد مرة أخرى احتراماً للحقيقة على الأقل. ولم يستجب أحد لهذه الدعوة الجليلة!! وإليك ما جاء في كلمة الأستاذ محمد عبدالرزاق: " بمقارنة نسخة مكتبة مصطفى عاطف بنسخة مكتبة باريس وجدنا نقصاً في نسخة باريس عن نسخة مكتبة عاطف بنحو 72 ورقة تقدر بنحو 30 ورقة من النسخة الباريسية، ومحل النقص بين الورقة 60، والورقة 61 منها" هذا، وقد طبع التمهيد عن العاطفية في بيروت في سنة 1957م من منشورات جامعة بغداد، وقد دحض ناشرها قول الأستاذين اللذين نشرا التمهيد بالقاهرة، وكذبهما فيما نسباه إلى ابن تيمية وابن القيم، مستدلاً بوجود ما نقلاه في النسخ الخطية التي نشر عنها التمهيد في بيروت ومنها العاطفية. وأقول: من يراجع ما نقله الإمام ابن القيم في الجيوش بما في الوجه 137 من النسخة العاطفية المحفوظة صورتها في إدارة الثقافة بالجامعة العربية يجد التطابق التام بين ما نقله ابن القيم في كتابه الجيوش عن التمهيد وبين ما هو موجود في العاطفية. مما يعطينا الدليل فوق ما لدينا من أدلة على أن أمانة ابن القيم وشيخه العظيم ابن تيمية فوق الشبهات. وحق ما يقول أخونا الأستاذ "محمد عبدالرازق حمزة ": " يا ترى هل كان من المصادفات التي لا يؤمن كثير من متعالمي هذا الزمان أنها أقدار الله الجارية بحكمته وعلمه ـ أن تأتي النسخة العاطفية من جبال الأناضول البعيدة عن الناشرين إلى القاهرة على يد هيئة دولية هي إدارة ثقافة الجامعة العربية؟ فقد طارت بتوفيق الله لحضرة السلفي الصالح خادم السنة وباذل ماله ونفسه في نشرها في أقطار العالم الشيخ محمد نصيف بتصوير نسخة منها على نفقته- فجزاه الله خيراً - ليطلع الناس عليها. فيصح عندهم انخرام النسخة الباريسية التي نشرت بالقاهرة، ويقوم دليل جديد بفضل الشيخين ابن تيمية وابن القيم وصحة نقلهما، وبهت من كذبهما، وافترى عليهما". نعم إنها قدرة الله القاهرة.
وهكذا جاء الحق، وزهق الباطل، وثبت ثبوتاً يغمره جلال اليقين أن الباقلاني دان في التمهيد بما يدين به السلف في الصفات، وأنه أحد اللاعنين للخلفية الشوهاء!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
رأي في الباقلاتي: يقول بروكلمان في دائرة المعارف الإسلامية عن الباقلاني إنه "أدخل في علم الكلام أفكاراً جديدة مأخوذة من الفلسفة اليونانية، أو من المذاهب الاعتقادية للكنيسة الشرقية مثل فكرة الجوهر الفرد، والخلاء (14)، والقول بأن العَرَض لا يحتمل العَرَض، وأنه لا يبقى زمانين"، وهذه هي إحدى جنايات "الباقلاني، فإنه كما يقول ابن خلدون في مقدمته: "جعل هذه القواعد تبعاً للعقائد الإيمانية في وجوب اعتقادها؛ لتوقف تلك الأدلة عليها، وأن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول (15) ".
يجب اعتقاد آراء الكنيسة الشرقية، والفلسفة اليونانية؛ ليصح إيمانناً!! ونحن نسأل الخلف!! أكان صفوة هذه الأمة في قرنها الأول يعرفون الجوهر الفرد والخلاء، والعرض الذي لا يبقى زمانين؟! ولا يحتمل العرض؟ ونسألهم أيضاً: بم يُحْكَم على هؤلاء؟؟ فقد كانوا جميعاً لا يعرفون شيئاً عن هذه الأوهام التي زعموا أنها الأدلة التي يتوقف على معرفتها الإيمان، والتي زعموا أنها أصل أصول الإسلام (16)؟
رأي ابن فُورَك
وأبوبكر بن فورك من كبار أئمة الأشاعرة، وقد اضطربت أقواله في بعض أصول الدين. ولكنه يثبت الصفات الخبرية كالوجه واليدين. وكذلك المجيء والإتيان كما فعل إمامه الكبير أبو الحسن الأشعري. وقد قال فيما صنف في أصل الدين.
" فإن سألت الجهمية عن الدلالة على أن القديم (17) سميع بصير؟ قيل لهم: اتفقنا على أنه حي تستحيل عليه الآفات. والحي إذا لم يكن مأْوُوفاً بآفاتٍ تمنعه من إدراك المسموعات والمبصرات كان سميعاً بصيراً.
وإن سألتْ فقالت: أين هو؟ فجوابنا: إنه في السماء، كما أخبر في التنزيل عن نفسه بذلك. فقال ـ عز من قائل ـ: (أأمنتم من في السماء)، وإشارة المسلمين بأيديهم عند الدعاء في رفعها إليه. وإنك لو سألت صغيرهم وكبيرهم، فقلت: أين الله؟ لقالوا: إنه في السماء. ولم ينكروا لفظ السؤال بأين؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم- سأل الجارية التي عرضت للعتق. فقال: (أين الله؟) فقالت: في السماء. مشيرةً بها (18). فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعتقها فإنها مؤمنة)، ولو كان ذلك قولاً منكراً لم يحكم بإيمانها ولأنكره عليها. ومعنى ذلك أنه فوق السماء؛ لأن" في " بمعنى فوق. قال الله تعالى: (فسيحوا في الأرض) أي فوقها".
وحسناً فعل أبو بكر بن فورك!! فإنه لم يغضب من "أين" ولا من الجواب عن "أين" كما يفعل أشاعرة اليوم!! ولو غضب من "أين" لاتّهم أعظم العابدين، وخاتم المرسلين بأنه نال عامداً من حرمات الله، وتغاضى جاحداً عن شتم الله، فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي سأل بأين، وهو الذي حكم بإيمان من أجاب عن "أين"!!.
رأي الجويني
والجويني من أعظم أعلام الأشاعرة، حتى لقد لقبوه بإمام الحرمين، وقد نزع في كتابه " الإرشاد" منزع التأويل، وعدا على السلف بحملة ظالمة (19). ولكنه عاد فحرم التأويل، ومجد السلف، وسجل ذلك في آخر كتاب قام بتأليفه، وهو "العقيدة النظامية" وبهذا أدرج "الإرشاد" في الأكفان!! وإليك ما قاله في "النظامية".
7" اختلف مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتن على أهل الحق فحواها (20)، وإجراؤها على ما تبرزه أفهام أسباب اللسان منها (21). فرأى بعضهم تأويلها، والتزام هذا المنهج في آي الكتاب، وفيما صح من سنن النبي صلى الله عليه وسلم. وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب سبحانه.
والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقداً اتباع سلف الأمة، فالأولى الإتباع، وترك الابتداع. والدليل السمعي القاطع في ذلك أن إجماع الأمة سنة متبعة، وهو مستند معظم الشريعة، وقد درج صحب الرسول - صلى الله عليه وسلم- على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها، وهم صفوة الإسلام. والمشتغلون بأعباء الشريعة، وكانوا لا يألون جهداً في ضبط قواعد الملة والتواصي بحفظها، وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها، فلو كان تأويل هذه الظواهر مسوغاً، أو محتوماً؛ لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، فإذا انصرم عصرهم وعصر التابعين على الإضراب عن التأويل، كان ذلك قاطعاً بأنه الوجه المتبع، فحق على ذي الدين أن يعتقد تنزه الرب تعالى عن صفات المحدثات، ولا يخوض في تأويل المشكلات، ويكل معناها إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الرب.
ومما استُحسن من إمام دار الهجرة مالك بن أنس أنه سئل عن قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) فقال: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة"، فَلْتُجْر آية الاستواء والمجيء، وقوله: (لما خلقتُ بيديّ) (ويبقى وجه ربك) وقوله: (تجري بأعيننا) وما صح من أخبار الرسول عليه السلام كخبر النزول وغيره على ما ذكرنا. فهذا بيان ما يجب لله تعالى (22) ".
وفي كلام الجويني حق كبير، ولكن فيه أيضاً تناقض بادٍ وخلل مثير!! فقد قرر أن مذهب أئمة السلف هو إجراء الظواهر على مواردها، والانكفاف عن التأويل. وهذا هو الحق الذي أيده هو بما نقله عن مالك. وهو قوله رضي الله عنه: " الاستواء معلوم" فعلام يدل هذا؟ إنه لا يدل إلا على شيء واحد، هو أن معنى الاستواء مفهوم، معلوم معناه في لغة القرآن والحديث. ولو لم يكن هذا مراد مالك، لقال: لا أدري، أو لقال: الاستواء مجهول. ولكنه قال "معلوم". أما الذي حكم مالك بأنه مجهول فهو "الكيف" لا "المعنى".
أما التناقض: فقد وقع فيه " الجويني" بسبب زعمه أن السلف كانوا يفوضون "معاني" الصفات. فهذا الزعم الفطير يناقض ما ذكره من قبل، فصار كأنما يقول: مذهب السلف إجراء الظواهر على معانيها، ومذهب السلف تفويض معانيها!! وهذا يدلك، ويؤكد لك أن الجويني لم يُحسن التعبير عن مذهب السلف، رغم أنه استشهد بالكلمة القيمة المقتصدة التي قالها مالك، والتي ذهب فيها مذهب أستاذه الجليل "ربيعة بن عبدالرحمن (23) " فقد سئل ربيعة عن كيفية الاستواء، فقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق".
وهكذا نرى إمام دار الهجرة، وأستاذه الجليل يؤكدان أن معنى الاستواء معلوم، أما "كيفية" استواء الله على عرشه، فهي المجهولة!! هذا، وإلا اتهمنا سلف هذه الأمة البررة الأخيار بأنهم كانوا لا يؤمنون في الأسماء والصفات الإلهية إلا بألفاظ خربة خاوية لا معنى لها، ولا دلالة!! وقلنا بأن صفات الله وأسماءه ما هي إلا ألفاظ خالية من كل مدلول أو مفهوم، فلا تثير في قلب العابد إلا الشعور بالعدم، والقلق العميق السحيق. ولا تتصل بالفكر إلا اتصال الرموز المبهمة والألغاز المحيرة، والأحجيات والطلسمات المقنعة بالغموض والإبهام!! أو بأنه سبحانه أبى لنا إلا الضلالة الأبدية والحيرة السرمدية، والتناحر المدمر حول أسمائه وصفاته!!.
وكيف نجرؤ على اتهام الله سبحانه بهذا، وبأنه يوجب علينا الإيمان بأن أسماءه وصفاته ألفاظ لا معنى لها، أو يوجب علينا ـ نحن المخلوقين ـ أن نضع لهذه الأسماء والصفات الإلهية المعاني التي نريد؛ لأنه عجز عن بيان معاني أسمائه وصفات؟!.
وهل يقدر المخلوق، ويعجز الخلاق، والمخلوق آية من آيات قدرته القاهرة؟.إن ما ذكره الجويني يُشعِرك بأنه كان ـ وهو يكتب لتأييد الحق ـ ينظر بإحدى عينيه إلى الماضي الذي صال فيه، وجال، مُدَّرِعاً بالتأويل، جاحداً بالاستواء، وبعقيدة السلف، ويرمق بالأخرى حاضره الذي انبثقت فيه إشراقة من النور في قلبه، ودوَّت في أعماقه زجرة هادية من الضمير تحثه على الإذعان الخالص للحق، وعلى أن يكفر بماضيه، وولائه للباطل فيه.
فحاول فيما كتبه في "العقيدة النظامية" أن يجعل منه شِفَّ رياء لماضيه، ولحاضره، حتى لا يثير أولئك الذين دانوا بكتبه الأولى، وانضووا تحت لوائه، وهتفوا باسمه، وصفقوا له!.
ثم؛ ليُسْكِن قليلاً من ثورة الحق التي يدوّي هديرها القوي في أعماقه!!
على أن في كلام "الجويني" حقائق جديرة بالتأمل والاعتبار:أولاها: أن خير طريقة هي طريقة السلف، لا طريقة الخلف، فالسلف هم صفوة هذه الأمة، فهم أصحاب الرسول – صلى الله عليه وسلم -، والتابعون لهم بإحسان.
والثانية: وجوب الكف عن التأويل ـ أي الكف عن صرف الألفاظ عن ظواهرها.
الأخيرة: وجوب الاتباع، والكف عن الابتداع، وبهذه الحقائق التي ناصر الجويني فيها دعوة الحق، استحق أن يدعو المسلمون له بالرحمة والمغفرة، ولاسيما من أجل هذه النصيحة التي قال فيها: "يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو أني عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به (24) ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلى الأشاعرة المعاصرين واجب كبير، هو أن يكفوا عن العمل ببدعة الضلالة: بدعة الكلام، كما قال إمامهم الكبير، وأن يدرسوا ما دان به سلف هذه الأمة دراسة واعية مستبصرة؛ ـ وهو دين الحق الجلي من الكتاب والسنة ـ؛ ليحققوا بهذه الدراسة، وبالإيمان عن بينة ما دعاهم إليهم إمامهم الكبير الجويني، وهو: وجوب الاتباع، وترك الابتداع.
رأي الغزالي
وأبو حامد الغزالي أشعري كبير، وله صفة أخرى ألصق به من أشعريته هي: أنه صوفي كبير!! ولكننا هنا سنأخذ عن "أشعريته" التي تعلمها على يد أستاذه "الجويني". أما صوفيته الإشراقية، فسنترك لغيرنا الحكم عليها في ترجمته.
يقول في كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام": " اعلم أن الحق الصريح الذي لا مِراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف ـ أعني الصحابة والتابعين" (25)، ثم قال: "إن البرهان الكلي على أن الحق في مذهب السلف وحده ينكشف بتسليم أربعة أصول مسلمة عند كل عاقل" وإليك موجزاً عن هذه الأصول التي ذكرها الغزالي.
الأصل الأول: أن النبي – صلى الله عليه وسلم ـ هو أعرف الخلق بصلاح أحوال العباد، بالإضافة إلى حسن المعاد.
الأصل الثاني: أنه بلغ كل ما أوحي إليه من صلاح العباد في معادهم ومعاشهم، ولم يكتم منه شيئاً.
الأصل الثالث: أن أعرف الناس بمعاني كلام الله، وأحراهم بالوقوف على كنهه، وإدراك أسراره هم أصحاب الرسول الذين شاهدوا الوحي والتنزيل، ولازموا الرسول آناء الليل والنهار، مسخّرين أنفسهم لفهم معاني كلام الوحي، وتلقيه بالقبول للعمل به أولاً، ولنقله إلى الذين بعدهم ثانياً. وللتقرب إلى الله بسماعه وفهمه وحفظه ونشره. ثم يقول: "ليت شعري أيُتَّهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإخفائه (26) ـ يعني الوحي ـ وكتمانه عنهم؟ حاشا منصب النبوة عن ذلك. أو يُتهم أولئك الأبرار في فهم كلامه، وإدراك مقاصده، أو يُتهمون في إخفائه وإسراره بعد الفهم، أو يُتهمون في معاندته من حيث العمل، ومخالفته على سبيل المكابرة مع الاعتراف بفهمه وتكليفه، فهذه أمور لا يتسع لتقديرها عقل عاقل".
الأصل الرابع: إن أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في طول عصرهم إلى آخر أعمارهم ما دعوا الخلق إلى التأويل، ولو كان التأويل من الدين أو علم الدين؛ لأقبلوا عليه ليلاً ونهاراً ودعوا إليه أولادهم وأهلهم.
وبعد هذه الأصول المحكمة المسلّمة فعلاً عند كل مسلم يُصدر الغزالي هذا الحكم الصادق الحق الخاص بالسلف: "نعلم بالقطع من هذه الأصول أن الحق ما قالوه، والصواب ما رأوه (27) ". ولا ريب في أن كل أصل من هذه الأصول التي أجاد الغزالي في بسطها وعرضها توجب على كل مسلم أن يتبع، لا أن يبتدع. فعلى أشاعرة العصر الحديث، أو على الخلفيين واجب كبير أذكرهم به مرة أخرى، هو: أن يدرسوا مذهب السلف الذي أكد الغزالي أنه وحده هو الصواب والحق والهدى، وأن ما سواه خطأ وباطل وضلالة، دون أن يعتمدوا على الغزالي، فإنه بعد هذا التمجيد للسلف قد نسب إليهم آراء باطلة يبرأ منها صفوة السلف، فأثبت أنه لا يفقه دين السلف!.
وفي كتابه " فصل التفرقة بين الكفر والزندقة" يعرّف البدعة بأنها عبارة عن إحداث مقالة غير مأثورة عن السلف، ثم يتبع هذا بالحديث عن مقامين، فيقول: " يتضح لك أن ها هنا مقامين. أحدهما: مقام عوام الخلق، والحق فيه الاتباع والكف عن تغيير الظواهر رأساً، والحذر عن إبداع التصريح بتأويل لم تصرح به الصحابة، وحَسْمِ باب السؤال رأساً، والزجر عن الخوض في الكلام والبحث، واتباع ما تشابه من الكتاب والسنة. كما روي عن مالك - رحمه الله- أنه سُئل عن الاستواء، فقال: "الاستواء معلوم، والإيمان به واجب، والكيفية مجهولة، والسؤال عنه بدعة" ثم يتكلم عن المقام الثاني فيقول: "المقام الثاني بين النظار الذين اضطربت عقائدهم المأثورة المروية، فينبغي أن يكون بحثهم بقدر الضرورة، وتركهم الظاهر بضرورة البرهان القاطع (28) ".
(يُتْبَعُ)
(/)
المقام الأول!! يصفه الغزالي بأنه مقام الاتباع، والكف عن الابتداع، وأصحاب هذه المقام يؤمنون بآيات الصفات والأسماء وأحاديثها من غير تغيير للظواهر أو نزوع إلى التأويل، كما قال مالك في الاستواء!! وكل مسلم يعرف أن هذا المقام هو مقام سلف هذه الأمة وأخيارها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، كما يعترف الغزالي ضمناً وصراحة. ولكن الغزالي ينعته صراحة أيضاً بأنه مقام العوام!! أما المقام الآخر، فهو مقام النظار أو المتكلمين أو الخلف، وهؤلاء يحرم عليهم ترك الظاهر من غير ضرورة مستمدة من البرهان القاطع؛ لأن ترك الظاهر بغير برهان قاطع كفر كما يقول الغزالي نفسه في نفس الكتاب. ولكن الغزالي يصف هذا المقام بأنه مقام النظار الذين اضطربت عقائدهم!!.
وأعتقد أن كل مسلم يحب أن يوجه إلى الغزالي هذا السؤال: إذا كان البررة الأخيار من سلف هذه الأمة هم العوام في الفكر والعقيدة والدين. فمن ـ يا تُرى ـ هم خواصها وأبرارها، وأرباب الفكر الثاقب والبصيرة المشرقة، والدين القويم؟ لقد ذكر في "إلجام العوام" أنهم السلف. أما هنا فلا يذكر لنا في مقابل هؤلاء "العوام" سوى: "النظار الذين اضطربت عقائدهم" أفهؤلاء هم الخواص أصحاب الفكر العبقري والدين الخالص السوِيّ؟! لقد ضل الغزالي بأتباعه في تيه سحيق عميق!! فهم إن دانوا بما دان به خيار هذه الأمة، سماهم عواماً، وإن دانوا بما دان به علماء الكلام، أو الخلف سمّاهم نظاراً قد اضطربت عقائدهم!!.
والمسلم الحق ـ ولا شك ـ يحب أن يكون من أولئك الذين أطلق عليهم الغزالي أنهم عوام.
وحسبنا من الغزالي اعترافه بأن أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد كفوا عن التأويل، وأنهم آمنوا بصفاته وأسمائه كما وردت. وأن عقيدة السلف هي الحق والمنجاة، وأن التأويل هلكة ومَهْوَاة. اسمعوا إليه يقول في كتابه " قانون التأويل" عن التأويل في أصول العقيدة: " من أين يتجاسر عن الحكم بالظن، وأكثر ما قيل في التأويلات ظنون وتخمينات؟! ولست أرى أن أحكم بالتخمين. وهذا أصوب وأسلم من كل عاقل، وأقرب إلى الأمن يوم القيامة؛ إذ لا يبعد أن يُسْأل يوم القيامة، ويطالب، ويقال: لم حكمت علينا بالظن؟ ولا يقال له: لِمَ لمْ تستنبط مُرادنا الخفي الغامض (29) ". وتدبر ما ذكره دون أن يتعرض له بإبطال، وهو أن "إثبات الفوْق لله تعالى مشهور عند السلف ولم يذكر أحد منهم أن خالق العالم ليس متصلاً بالعالم، ولا منفصلاً، ولا داخلاً، ولا خارجاً، وأن الجهات الست خالية منه، وأن نسبة جهة فوق إليه كنسبة جهة تحت، فهذا قول بدع (30) " تُرى هل يقتنع أشاعرة العصر، وهم أحلاس هذه البدعة الملعونة التي ذكرها الغزالي؟.
عقيدة الرازي
والفخر الرازي من أشهر متكلمي الأشاعرة، ومن غلاة المؤولة المسرفين في الطعن على السلف، ومن المؤلفين في كل فن حتى في السحر والتنجيم (31).
غير أنه ما لبث أن ارتاب في كل ما كتب ـ كما يقول شيخ الأزهر السابق، الشيخ مصطفى عبدالرازق:
" وقلَّت ثقته في العقل الإنساني، وأدرك عجزه، وأدرك تماماً أنه لا يستطيع الإحاطة بالوجود في ذاته. وكانت تنتابه في بعض مجالس وعظه نوبات فيصرخ مستغيثاً!! وعظ يوماً بحضرة السلطان شهاب الدين الغوري، وحصلت له حال، فاستغاث: " يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقي"! كما يذكر الشيخ أيضاً ما نقله ابن الصلاح عن الرازي، وهو قوله: " ياليتني لم أشتغل بعلم الكلام، وبكى (32) ".
ومن وَهَج الحسرة البالغة على ما ضيّع من عُمُرٍ في الجدلِ عن الضلالة، ومن دموع الندامة التي كانت تؤُجُّ في أعماقه، ومن أغوار فاجعته النفسية راح يندب نفسه بهذه الأبيات:
نِهايةُ إقدامِ العُقولِ عِقالُ
وأكثرُ سَعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحْشةٍ من جسومنا
وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا
سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا (33)
إنها عاصفة الشك تجتاح نفسه، وتدمر ثقته في كل ما ألفه وكتب، وقرأ من قبل، وإنها صرخة الندم على ما ضيع!!.
"وأكثر سعي العالمين ضلال!! " إنه سعي "الخَلَفِيّة"، وسَعي ماضيه الذي تروعه أشباحه، ونفجعه منه ذكريات الإسراف في الجور على قيم الحق ومقدساته، وفي اتهام أولياء الحق المثبتين للصفات بأنهم يهود هذه الأمة!! كما كان ينعتهم من قبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
"جمعنا فيه قيل وقالوا"!! هذا هو كل ما حصله من معرفة!! إنها أقوال تافهة لا تهدي، ولا تنزع بفكر إلى الاهتداء، وغثاء عفن من الخرافات، وإنها لترجمان صادق عن قيمة كل ما ألف من كتب، وعن قيمة معارف أولئك الذين يَعدُون على الحق، ويوغلون في العدوان عليه!!.
فهل يعتبر أولئك الذين مازالوا على تقديسهم وولائهم لكتب ألفها الرازي في ضلالته، ثم عاد ـ والندم يستحوذ على مشاعره، والتوبة تأخذ بناصيته ـ فوصفها بأنها تافهة وباطل!! لقد برئ منها الرازي، وندم أشد الندم على تأليفه لها، وقد عبر عن هذا الندم في أبياته تلك، وبما سجله في كتابه " أقسام اللذات" (34).
براءته من الخلفية: يقول في كتابه (أقسام اللذات) " لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تُروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن. أقرأ في التنزيه: (والله الغني وأنتم الفقراء) وقوله: (ليس كمثله شيئ)،و (قل هو الله أحد)، وأقرأ: (الرحمن على العرش استوى)، (يخافون ربهم من فوقهم)، (إليه يصعد الكلم الطيب)، (قل كلٌ من عند الله) ومن جرّب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي".
وصية الرازي في مرض موته: أملى الرازي في مرض موته على تلميذه "إبراهيم بن أبي بكر الأصفهاني" وصية طيبة، قال عنها " ابن خلكان": "ورأيت له وصية أملاها في مرض موته على أحد تلامذته تدل على حسن العقيدة (35) "، ومما جاء في هذه الوصية قوله: " ولقد اعتبرتُ الطرق الكلامية، ومناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن العظيم"، وقد استفتحها بقوله: "اعلموا أني كنت رجلاً محباً للعلم، فكنت أكتب في كل شيء شيئاً، لا أقف على كمية، ولا كيفية سواء كان حقاً، أو باطلاً، أو غثاً أو سميناً (36) ".
اعتراف صادق ريّان الإخلاص في ندامته بأن المناهج الكلامية، أو طريقة الخلف لا تهتدي، ولا تهدي إلى يقين، وإنما تورث الشك والقلق والحيرة العاصفة.
وفي وصيته الحزينة صورة موجعة من مأساته الدامية، وإنك لتكاد تلمح دموع التوبة، وهي تنساب من عينيه الذاويتين، وتحس شواظ الحسرة المشبوبة في أعماقه!!.
كما يتبين لك في جلاء: رجوعه عن "خلفيته" الجامحة إلى عقيدة السلف، ويبدو لك إيمانه القوي بالاستواء والفوقية. وإني أخص هاتين بالذكر؛ لأن الرازي ـ رحمه الله ـ كان لا يكفر بشيء قبل توبته كما يكفر بالاستواء والفوقية! ولكن تداركته رحمة من الله، فشرح للحق صدره، فتاب ومضى في شيخوخته الواهنة المكدودة المتعبة يبتهل إلى الله بالتوبة، ويلعن كل ما كتب من قبل!!.
ثم يُعلن عقيدته في وصيته، ولكنك تحس بالخوف القوي الذي يملك على الرجل أنفاسه، وقلمه، وفكره وهو يقول: " كلما ثبت بالدلائل الظاهرة من وجوب وجوده ووحدته وبراءته عن الشركاء في القِدَم والأزليّة والتدبير الفعالية، فذاك هو الذي أقول به، وألقى الله تعالى به، وأما ما انتهى الأمر فيه إلى الدقة والغموض، فكل ما ورد في القرآن والأخبار الصحيحة المتّفق عليها بين الأئمة المتبعين للمعنى الواحد، فهو كما هو".
ثم يقول، ودموعه تحمل أشجان قلبه وأفلاذه مُسْترحماً الرحمن الرحيم: "لتكن رحمتك مع قصدي، لا مع حاصلي، فذاك جهد المُقِلّ، وأنت أكرم من أن تضايق الضعيف الواقع في زلة، فأغثني، وارحمني، واستر زَلَّتي، وامحُ حَوْبتي، يا من لا يزيد ملكة عرفان العارفين، ولا ينقص ملكه بخطأ المجرمين".
ثم يقول ما يجب أن يقول الخلف بعد توبتهم: " وأقول: ديني متابعة سيد المرسلين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما".
أين الصِّيالُ في سَوْرتِه، وأين الجدال المحموم في رعونته؟ وأين الرازي الخلفي الذي جعل كتاب الله وراءه ظهريا؟ لا ترى إلا قلباً يذوب في توبته، ولوعة تنَفِّس عن غليلها، واستسلاماً مقروناً بالخوف والخشية المهيمنة على نفس ذليلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل يتدبر الخلفيون الذين يتخذون الرازي رباً من دون الله فيحلون بهواه، ويحرمون بهواه، ويسدون أسماعهم وقلوبهم عن القرآن لهواه؟؟! فهم رازيُّون أكثر من الرازي الأسطورة. وهل يجوز أن يظل بعض الناس مُصرين على الإيمان بقدسية الرازي، ووجوب الاقتداء به في أصل الدين، وهو الذي وقف على شفا القبر يلعن ذلك الماضي الرهيب المعلون الذي استعلن فيه بعدوانه على الحق؟ أيهما أجدر بالاقتداء ـ إن كان يجوز الاقتداء بغير الرسول – صلى الله عليه وسلم- ـ آلرازي ـ وهو نهب الحيرة والضلالة في شبابه المعربد ـ أم الرازي الشيخ الذي شفته التوبة من ضلالته؟ إنه لعجيب أن يحطم صاحب الصنم صنمه، ويعلن في صراحة أنه كان صنماً حقيراً، ومع هذا يأبى الخلفيون إلا أن يعتقدوا فيه أنه ليس صنماً، وإنما هو إله كبير!!.
عجيب أن يَعْتَدَّ الخلفيون الزاعمون أنهم يتبعون الكتاب والسنة بكتب الرازي التي برئ هو منها، وجدَّ في لعنها، وسجد بين يدي الله في ذلة يضرع إليه ألا يحاسبه على ما بث فيها من زيغ وضلال!! عجيب أن يجعلوا هذه اللعنة عقبة كأداء تحول بينهم، وبين القرآن؟.
كلمة أخيرة مع الأشعرية
من هذا العرض الأمين يتبين لنا أن أبا الحسن الأشعري دان - بعد الاعتزال- بأهم أصول عقيدة السلف، وأنه لم ينقض شيئاً مما قاله في الإبانة، وأن كبار أئمة الأشاعرة كانوا ـ إذا ضلوا، وأضلوا ـ سرعان ما يفزعون بالتوبة إلى الله من الخلفية، ويفيئون إلى السلفية، يستروحون منها سكينة الهدى بعد أن أهلكهم السُّرى في غياهب الضلالة!!.
حتى الغزالي!! فإن ابن عساكر يقول عنه: " وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم (37) ".
ولهذا؛ أسأل الزاعمين أنهم على دين الخلف: أين هو دين الخلف، وهؤلاء الذين تعدونهم أئمة الخلف، قد لعنوا هذا الدين الخَلَفِيَّ، وبرئوا إلى الله منه، ودعوا جميعاً إلى الإيمان بما آمن به سلف هذه الأمة، وكما آمنوا؟ وإني لأستطيع أن أجيب بالحق البين: ليس للخلفية من معنى، ولا سلطان تعتد به بعد هذا إلا ذكريات تعسة!! فقد شهد التاريخ أئمة هذه "الخلفية" وهم يهوون بمعاولهم عليها، ويأتون بنيانها الواهن من القواعد، ويُخَلِّفون أطلالها الثكلى تقص للتاريخ قصة أولئك الذين شيدوها، ثم حطموها، وتركوها أنقاضاً تثير العِبْرة والعَبْرة!! تركوها، ومالها من وجود إلا في متحف الآثار البالية!! ثم أقول للخلفيين أيضاً: إنه لا "الإرشاد " ولا " المواقف "، ولا " العقائد العضدية "، ولا "المقاصد "، ولا "العقائد النسفية"، ولا كل الشروح الطوال لها، ولا الحواشي المسرفات في اللغو والهذر، ولا كل كتب الرازي التي ألفها قبل توبته. لا كتاب من هذه الكتب يمثل حقيقة ما ذهب إليه أبو الحسن الأشعري، ثم هو بالأحرى لا يهدي إلى يقين، ولا يمثل صورة من صور اليقين!! أروني الذين هُدوا إلى الإسلام على يد هؤلاء؟ ". انتهى كلام الشيخ الوكيل -رحمه الله -، (ص 47 - 98).
تنبيه: كلامه عن محققَي التمهيد للباقلاني، سبق الحديث عنه هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24051
وهنا: رسالة الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة - رحمه الله - عن الباقلاني وكتابه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18111
الهوامش
(1) ص 152 بيين كذب المفتري.
(2) ص448 ج1 مجموعة الرسائل الكبرى.
(3) انظر صفحتي129، 131 من تبيين كذب المفتري.
(4) ص175 المصدر السابق.
(5) ذكر الحافظ أبو محمد بن علي البغدادي في رسالة الذب عن الأشعري أنه شاهد نسخة من الإبانة بخطه مقروءة مصححة. ثم عرّض بأشعري ارتاب في نسبة الكتاب إلى أبي الحسن. فقال: " فما دريت من أي أمريه أعجب، أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في التصانيف من العلماء. أو من جهله بحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه. واشتهاره قبل توبته بالاعتزال" ص10 رسالة " الكوثري وتعليقاته" مطبعة الإمام.
(6) ص 320 وما بعدها ج1 مقالات الإسلاميين طبع النهضة ويقول ابن تيمية عن كتابه هذا " إنه من أجمع الكتب، وقد استقصى فيه أقاويل أهل البدع، ولما ذكر قول أهل السنة والحديث ذكره مجملاً غير مفصل" ص247 مجموعة تفسير ابن تيمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
(7) البردان: اسم يطلق على قرية في بغداد، وعلى مواضع أخرى. ومدينة السلام: هي بغداد.
(8) حُلوان: تقال على عدة أماكن منها حلوان العراق، وكانت مدينة عامرة، وحلوان قوهستان بنيسابور، وحلوان مصر.
(9) ص119 وما بعدها اجتماع الجيوش الإسلامية، ص 452 ج1 مجموعة الرسائل الكبرى، ص169 ج3 شذرات الذهب وانظر النسخة المصورة من التمهيد الموجودة في حوزة إدارة الثقافة بالجامعة العربية، وهي منقولة عن نسخة مكتبة مصطفى عاطف باستانبول رقم 2223 ويوجد هذا النص في أثناء وجه 137 من النسخة العاطفية.
(10) ص 262 من كتاب التمهيد.
(11) وجد في النسخة العاطفية لكتاب التمهيد، وذلك في أثناء وجه 136 منها.
(12) وجد في النسخة العاطفية في أثناء وجه 169.
(13) أشرت إلى هذا في كتابي "دعوة الحق" المطبوع سنة 1952 حينما عرضت رأي الباقلاني.
(14) يقول بعض المتكلمين، ومنهم الأشاعرة: إن الكائنات مؤلفة من أجزاء متماثلة في ذاتها، وكل جزء من هذه الأجزاء يسمى الجزء الذي لا يتجزأ، أو الجوهر الفرد، أو الذرة في الاصطلاح العلمي الحديث. وقد عرّف الكلاميون الجوهر الفرد بأنه ذو وضع لا يقبل القسمة أصلاً. لا قطعاً، ولا كسراً ولا وهماً، ولا فرضاً.
والإيمان عند الأشعرية يتوقف على الإيمان بمسألة الجوهر الفرد، فهو حجر الزاوية في مذهبهم، أو كما عبر كبير منهم، الأصل السادس من أصول الإسلام، أو القاعدة التي ينبني عليها كثير من قواعد الإسلام، كإثبات القادر المختار، وكثير من أحوال النبوة والمعاد!! والخلق المستمر، هكذا يؤكد الأشاعرة أنه بدون دليل الجوهر الفرد، لا يمكن إثبات قدرة الله واختياره، ولا إثبات نبوة من النبوات، ولا القيامة التي أخبر الله عنها! أما الخلاء، فقد افترضوا وجوده، لكي يمكن تحرك هذه الجواهر الفردة، فتجتمع، أو تفترق. والأشاعرة لم يبتدعوا القول بالجوهر الفرد، وإنما قلدوا غيرهم وغلوا في التقليد، حتى أصبح الجوهر الفرد عندهم هو الدليل المعتمد وحده في التوحيد. إنهم استمدوه من المتكلمين قبلهم، وهؤلاء استمدوه من الفلسفة اليونانية القديمة التي كانت قبل سقراط، ولاسيما فلسفة "ديمقريطس"، فقد قسم هذا الفيلسوف الطبعي الوجود إلى عدد غير متناه من الوحدات المتجانسة غير المنقسمة، غير المحسوسة لتناهيها في الدقة، وحكم عليها بالوجود في خلاء غير متناه تتحرك فيه، فتتلافى، وتفترق، فيحدث الكون بتلاقيها، والفساد بافتراقها. وديمقريطس يحكم بقدم هذه الجواهر الفردة أو الذرات وببقائها الأبدي السرمدي، وبأن الحركة تعصف بها منذ القدم بذاتها، أي لا صلة لإله بحركتها!
وينتقل مذهب الفيلسوف، ويؤمن به الأشاعرة، فيصير ديمقريطس هو النبي المستتر لأشاعرة الجوهر الفرد، وتصير أسطورته الأصل الذي يتوقف عليه إيمانهم ونجاتهم هذا، وقد فجر العلم الذرة، وعصف بها، وفتتها. تُرى بماذا يثبت الأشاعرة اليوم وجود الصانع المختار، والنبوات، ومجيء اليوم الآخر؟.
(15) ص206 ط عبدالرحمن محمد.
(16) يقول الغزالي: " من أشد الناس غلواً وإسرافاً طائفة من المتكلمين كفروا عوام المسلمين، وزعموا أن من لا يعرف الكلام معرفتنا، ولم يعرف العقائد الشرعية بأدلتنا التي حررناها، فهو كافر، فهؤلاء ضيقوا رحمة الله الواسعة على عباده" ص97 الجواهر الغوالي مجموعة رسائل للغزالي.
(17) نبهنا مراراً على أن القديم ليس من أسماء الله الحسنى، وإنما من أسمائه الأول والآخر.
(18) أي بإصبعها، وقد صرح في رواية أبي هريرة التي أخرجها أبو داود "فأشارت إلى السماء بأصبعها".
(19) انظر ص40 من كتاب الإرشاد، وقد روى محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر أبا المعالي، وهو يخطب على المنبر بقوله: " كان الله، ولا عرش"، ويؤكد نفي الاستواء، فقال له الهمداني: " يا أستاذ دعنا من ذكر العرش ـ يعني؛ لأن ذلك إنما جاء في السمع ـ: وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا، ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه معنى يطلب العلو، لا يلتفت يمنة، ولا يسرة، فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا"، فصرخ أبو المعالي - ووضع يده على رأسه -: "حيرني الهمداني"! ثم نزل من على المنبر. وقد علق شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه القصة بقوله: " فهذا الشيخ الهمداني ـ تكلم بلسان جميع بني آدم، فأخبر أن العرش والعلم باستواء الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما أخذ من جهة الشرع وخبر الكتاب والسنة، بخلاف الإقرار بعلو الله على الخلق من غير تعيين عرش، ولا استواء، فإن هذا أمر فطري ضروري نجده في قلوبنا نحن، وجميع من يدعو الله تعالى، فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا؟ " ص 52 نقض المنطق.
(20) الفحوي = معنى الكلام ولحنه. وتعبير أبي المعالي يخالف الحقيقة، فالذي امتنع على أهل الحق: هو إدراك الكيفية لا المعنى.
(21) أي امتنع إجراؤها على حسب ما يفهم الناس منها بالنسبة إلى الخلق.
(22) انظر ص23 وما بعدها العقيدة النظامية ط سنة 1948 بمطبقة الأنوار بالقاهرة، وهي قسم من كتاب كبير ألفه الجويني في العقيدة والأركان المبني عليها الإسلام. وقد عمد تلميذه "أبوبكر بن العربي" إلى فصل قسم العقيدة من هذا الكتاب. وتسميته: "العقيدة النظامية".
(23) أطلق عليه " ربيعة الرأي" وقد قال عنه مالك: "ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة" توفي سنة 136هـ.
(24) ص61 نقض المنطق.
(25) ص 5 إلجام العوام ط منير.
(26) الصوفية التي آمن بها الغزالي، ونصرها تؤكد ذلك، فتزعم أنه كتم الحقيقة، وأظهر الشريعة! وأنه اختص بالحقيقة قوماً دون قوم من أصحابه!! وانظر النصوص الدالة على هذا في كتابَي " مصرع التصوف " و " هذه هي الصوفية".
(27) ص 33 وما بعدها إلجام العوام.
(28) ص 88 الجواهر الغوالي رسالة " فيصل التفرقة" ط أولى سنة 1353هـ.
(29) ص 12 قانون التأويل.
(30) ص88 رسالة فيصل التفرقة، داخل مجموعة الجواهر الغوالي.
(31) ألف فيه كتاب "السر المكتوم في مخاطبة الشمس والنجوم". وقد ألفه كما يقول ابن تيمية في السحر وعبادة الكواكب والأوثان، مع أنه كثيراً ما يحرم ذلك، وقد نقل ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: " يُعلمون الناس السحر" نصوصاً كثيرة، منها: زعمه: أن الساحر قد يقلب الإنسان حماراً، والحمار إنساناً، وأن تحصيل العلم بالسحر واجب، وأن السحر ثمانية أنواع، منه سحر الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة، وقد ذكر فيه طريقهم في مخاطبة كل كوكب من هذه الكواكب السبعة وكيفية ما يفعلونه، وما يلبسونه، وما يتمسكون به، كما ذكر أن من أنواع السحر الاستعانة بالأرواح الأرضية، وهم الجن، وذكر أنه يمكن الاتصال بها بالرقى والدخن أو بالعزائم وعمل التسخير. ثم يقول ابن كثير: "ويقال إنه تاب منه، وقيل بل صنفه على وجه إظهار الفضيلة لا على سبيل الاعتقاد"، وقال عنه الذهبي في "ميزان الاعتدال": " وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم" سحر صريح، فلعله تاب من تأليفه إن شاء الله"، كما ذكر ابن خلكان أسماء كتب الرازي التي ألفها، ثم قال: " وفي الطلسمات السر المكتوم أو المكنون".
وله كتاب في تفسير حديث المعراج يقول عنه ابن تيمية ما يأتي: "احتذى فيه حذو ابن سينا. فإنه روى الحديث بسياق طويل وأسماء عجيبة وترتيب لا يوجد في شيء من كتب المسلمين. وإنما وضعه بعض السوّال والطرقية، أو بعض شياطين الوعاظ، أو بعض الزنادقة. ثم إنه مع الجهل بحديث المعراج فسره بتفسير الصابئة الضالة المنجمين. وجعل معراج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترقيه بفكره إلى الأفلاك! وأن الأنبياء الذين رآهم هم الكواكب، فآدم هو القمر، وإدريس هو الشمس والأنهار الأربعة هي العناصر، وأنه عرف الوجود الواجب المطلق"!! ص53 نقض المنطق.
(32) ص20 من مقال صدّر به الشيخ كتاب: "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" للرازي.
(33) انظر ترجمة الرازي في وفيَات الأعيان لابن خلكان، وتذكرنا هذه الأبيات بقول الشهرستاني صاحب الملل والنحل: لقد طفت في تلك المعاهد كلها * وسيرت طرفي بين تلك المعالم * فلم أر إلا واضعاً كف حائر * على ذقَن أو قارعاً سن نادم، وقد قدم بهما لكتابه "نهاية الإقدام" كما ذكر ابن خلكان في ترجمته.
(34) سماه الشيخ مصطفى عبدالرازق أقسام الذات، ولعله خطأ مطبعي، فالكتاب يتحدث عن أقسام اللذات الإنسانية.
(35) ذكرها في ترجمة الرازي.
(36) 23، 24 مقدمة الشيخ مصطفى عبدالرازق لكتاب الرازي.
(37) ص 296 تبيين كذب المفتري.
ـ[الآجري]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 08:21]ـ
بارك الله فيك.
وكتاب الشيخ قيم فعلاً، أحسب لو قرأه الأشاعرة لثاب نصفهم أو أكثر إلى الحق، قد جمع الحجة والأسلوب.
جزاه الله خيراً.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 08:39]ـ
بارك الله فيكما،وهل الكتاب موجود على النت؟؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 02:56]ـ
يا شيخ سليمان .. اتقِ الله، ..
و الله إنّ الوقتَ والأزمةَ التي نعيشُها .. لتُوجب علينا صبّ الجهد على الأهمّ صبّا ..
و الله .. لستُ مع الأشاعرة .. ولكن:
إنّ العكوفَ على إصلاح العقائد .. ومجادلة الأموات حول بدعهم وانحرافاتهم، في مجتمع لا توجد فيه فِرق بدعية أو طوائف كلامية، وكان الأولى أن نحارب الاستعمار والتبعية السياسية المشينة، والحرب العلمانية الكائدة المصالحية المُفسدة ..
و إنّ عدم تحديد أولويات العمل في المرحلة الحاضرة، والعيش بين الماضي البعيد .. واللحظة الحاضرة .. لهوَ مفارقة عجيبة!
فنرجع إلى الوراء .. فننبش قبر (سعيد حوى) و (زاهد الكوثري) .. ممن لا أثر لهم على فَكر الأمة .. وإنْ كان فقليل!
.. ثم لا نرى أبعد من أرنبة أُنوفنا!
كلّ هذا .. لهوَ بالبعد عن مصلحة الأمة وأولويات أهدافها .. البُعد البعيد!
والعجيب: أنّ الموقع لا يُثبت إلا ما لا فائدة منه على الواقع المُعاش ..
فما بالنا وبال: عبد القادر الجزائري .. ، إذا علمنا أن الرجل ليس على عقيدة وحدة الوجود .. طيب: و بعد هذا!
اتقِ الله .. يا شيخ سليمان ..
ما عدد الأشاعرة في الأمة؟ .. يا أخي: اعتبر أنْ لا وجودَ لهم!
ما بالنُا .. وبال الحوارِ بين المعتزلة والأشاعرة؟!
إن الإغراق في ما لا طائل تحته لهوَ خيانه للأمة!
اتق الله .. يا شيخ سليمان .. و و الله إني محبٌ لك وناصح!
الطوفان قادم .. وإن لم نفعل ما يجبُ فعله .. فسنغرق معه ..
أرِحْنا .. أراحْ الله قلبك.
أخوك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الآجري]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 03:20]ـ
طالب الإيمان .. !
الأشاعرة يقرؤون في هذا المنتدى، وبعضهم له عضوية فيه، وآخرون قذفوا بمشاركاتهم، ولازالوا بين الفينة والأخرى!
هذا من حيث وجودهم، أما من حيث الموضوع وقدره، فإذا كنت لا تقيم للعلميات المتعلقة بالعقائد وزناً وتفضل الخوض في العمليات، فليس رأيك صائباً!
لا تعارض بينهما أصلاً، ومن يختلق التعارض فيرى الكلام في إحداها مجلبة للتفريط في الأخرى فليس أهلاً لقيادة الأمة وإرشادها والإسهام في فكرها، إذ هو عاجز أمام شمولية الإسلام.
أما إذا كنت تقر بأهمية المسائل العقدية، ولا تعرف أثر الصفات وموقعها من الإعراب: فإنها متعلقة بالرب جل جلاله المقصود والغاية لكل المسلمين، وليس شيء أعظم منه أو أولى أو أهم في حيز فكر المسلم - كما يجب -.
سددك الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 05:31]ـ
الأشاعرة لا وجود لهم؟؟؟!!!!!!
هذه فعلاً نكتة ..
ونكتة مصرية كمان ..
ـ[المسروحي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 07:59]ـ
نشكر الشيخ سليمان على هذا الموضوع الرائع والمهم في نفس الوقت
ولعل بعض الإخوة الأشاعرة الذين في المنتدى أو ممن يمر عليه يقرأ هذا الكلام فيستفيد
وأصبح غلاة الأشاعرة في هذا العصر يكفرون ابن تيمية وابن القيم ومن يسمونهم الوهابية
يعني أصبحوا تكفيريين والعياذ بالله وما بعد التكفير الا التفجير كما يقول المثل.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 08:14]ـ
الإخوة الفضلاء الكرام:
بارك الله فيكم جميعًا، ووفقني وإياكم لما يُحب ويرضى
- أخي: رشيد: لا أعلمه موجودًا.
- أخي: طالب الإيمان: جزاكم الله خيرًا عن النصيحة. والمقال لا يُعارض ما تُطالب به، سواء قمتُ به أنا أو أنت أو غيرنا، المهم أن تتكامل الجهود، فكلٌ منا على ثغر، والهدف واحد - إن شاء الله -، وهو الدعوة إلى هذا الدين بصفائه الأول، ولا يكون هذا إلا بـ: نشره، مع نُصح الحائدين عنه - في أي من جوانبه - ليعودوا لجادة الطريق.وقد أجاد الفاضل الآجري في تعليقه. وفقكم الله ..
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 09:34]ـ
جزاك الله خير ياشيخ سليمان الخراشي.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:18]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا
ـ[فهمي الهاشمي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:35]ـ
الإخوة الفضلاء الكرام:
بارك الله فيكم جميعًا، ووفقني وإياكم لما يُحب ويرضى
- أخي: رشيد: لا أعلمه موجودًا.
- أخي: طالب الإيمان: جزاكم الله خيرًا عن النصيحة. والمقال لا يُعارض ما تُطالب به، سواء قمتُ به أنا أو أنت أو غيرنا، المهم أن تتكامل الجهود، فكلٌ منا على ثغر، والهدف واحد - إن شاء الله -، وهو الدعوة إلى هذا الدين بصفائه الأول، ولا يكون هذا إلا بـ: نشره، مع نُصح الحائدين عنه - في أي من جوانبه - ليعودوا لجادة الطريق.وقد أجاد الفاضل الآجري في تعليقه. وفقكم الله ..
لعل الأخ قصد أن عموم المسلمين لم تعد هذه قضاياهم المرتبطة بعلم الكلام أو التعمق في باب العقائد وربما مثل هذه القضايا تهم فقط العلماء وطلبة العلم ولعل التوغل في مثل هذه الأمور بعيدة عن العوام
فهؤلاء باتت تشغلهم قضايا أخرى وجب التنبيه اليها قبل غيرها مثل انتشار المخدرات والأغاني الماجنة وتقليد الغرب وغير ذلك من الأمور التي تؤدي إلى الإنسلاخ من الدين بالكلية.
بالاضافة الى قضايا ترتبط بتخلف الأمة بصفة عامة
ولا أعني أننا لا ينبغي أن نهتم بعقائدنا ولكني أختلف فقط في طريقة العرض
ينبغي أن نجد أشكال عرض أخرى تتوخى ايصال العقائد الصحيحة للجميع لأنني أعتقد شخصيا لو اطلع العوام على مثل هذه الأمور لكان ضررها أكثر من نفعها والله أعلم
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 12:59]ـ
مساكين أنتم معاشر السلفيين / .. و كما يقال عندنا في الشام: " دٌقّ الماء وهيَ ..... ماءْ "!
............ ............ ................
الأستاذ الآجري:
أما عن الأشعرية -بخاصة- أو أصحاب العقائد المخالفة في " العقيدة " .. فمعروفون!.
وقد زاد العلماء وأفاد الباحثون .. في ما لا زيادة عليه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كنتَ تعتقد أنني لا أعلم عن الإلتزامات التي .. يُلزم بها الأشاعرة في " الأسماء والصفات " -خاصة- فلأعلمك أنني:
من طلاب الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، وأحفظ " الواسطية " و" الحموية " عن ظهرِ قلب! .. وقارئ الفتاوى، ومنهج الأشاعرة .. ، .. ومكتفٍ في (هذا) -ولله الحمد-!
حتى لا تعلم أنني أتحدثُ من كيسي .. فيما لا أُحسن.
وأظن أنّ كلامي واضحٌ: تضخمٌ في علمٍ من العلوم على حساب علم آخر أهمّ منه! (هل أكرر؟!)!
ويمكنُني أن أسألك سؤال:
هل تعتقد أنّ المُتأول في (الأسماء والصفات) .. مُخطئ في (أصل تأويلهِ) أم في (نتائج تأويله)؟!
وهل مسألةُ القربِ والبعدِ عن الله -جل وعلا- تتحددُ بتأويل آيات وأحاديث الأسماء والصفات؟!
هل كلّ ما تستطيع تنظيرهُ من (مقدمة) و (نتيجة) يلتزمه الأشاعرة؟!
ماذا نقول عن (صلاح الدين) .. الأشعري، عندما أراد أن ينشرَ (عقيدة الأشاعرة) في مملكته عن طريق مُفتي الشافعية (قراقوش) .. وقد نصَرَهُ الله - سبحانه وتعالى-؟!
هل تعتقد أن النهضة التي قام بها الإمامين (الجويني) و (الغزالي) .. قد أثرت على الحنبلي (القادري الجيلاني) .. لأنهم يختلفون في (حيثيات العقيدة) .. / وإن كانت أصولُ الإستدلال ومناهج الإنطلاق تختلف .. فكيف نصَرَهم الله؟!
هل تقول لي القَدَر؟! .. طيب قلي: الأشاعرة أنت تُلزمهم بالإرجاء .. أليس كذلك؟! .. فلماذا جاهدوا مع صلاح الدين؟! ولماذا أعادوا القدس؟! بل لماذا جاهد صلاح الدين ذاته؟!
وهمُ في أدبيات عقيدتهم أن الإرجاءَ لهم عقيدة .. ثم يقولون لأنفسهم: فلنجلس في بيوتنا! على موائدنا! بين أهلنا!
قُلي: هل التنظير الفكري الأشعري المنفك عن الواقع أثّرَ على المنهج الحركي العملي النهضوي؟! ..
............. ........... ...........
أما: (أبي فَهر " لا فِهر ") .. فأظنّ أنني محتاجٌ لأعلمك القراءة ... و " التهجئة "!
أو أنك واقع في " التفكير الظاهري " - عافاك الله منه -:
فهل يظهر من كلامي أنّ (الأشاعرة) منقرضون؟ أم أنهم غير معتبرين؟!
وإن كنتَ لا تأخذ باقتضاء النص .. فهل لهم أثرٌ على واقع الأمة المعاش من جراء تنظيراتهم؟!
........... ........... ...........
أما الأخ المسروحي: عندما كفّر الأشاعرةُ شيخَ الإسلام .. أتستطيع إلزامهم بتكفير الأمة (المعتقدة ما يعتقد)؟!
يعني: هل تكفير الأشاعرة لشيخِ الإسلام من أجل معتقد أم من جراء إختلافات شخصية؟!
أرجوا إثبات ذلك.
أما عن التكفير بأنّهُ يتلازم مع التفجير .. فغير صحيح!، و هوَ ينبني على استقراءٍ ناقص.
ولأسألك سؤال: التكفير من (الدين) .. أم لا؟!
....... .......... ........
الشيخ سليمان: بارك الله فيك .. ونفع بك .. وابق على ثغرك، فالأنسان صانعُ قدْرِه!
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 02:48]ـ
المشكلة ان صاحب المقال يقرأ الأشعرية بعيون السلفية ... وأعني السلفية المعاصرة ...
وهو يقرأ بخلفية شيوخه .... لم يتمكن من قراءة الغزالي والجويني والرازي بتجرد ... ولذلك قراءته منذ البداية قراءة تصنيفية ... فهو للأسف لم يفهم الأشعرية ولا السلفية .. وهنا أعني السلفية الحقيقية. لأن الأشعرية منذ الأشعري إلى ما بعد الرازي هي لم تفارق السلفية ولا لحظة واحدة ... علماً أن لآحادهم لا شك بعض الأخطاء ... وهي ليست أخطاء أشعرية وإنما أخطاء أشخاص كما يخطئ أي عالم سلفي او صحابي أو تابعي .. أو غيرهم ... فلا عصمة لأحد بعد الوحي ..
والله أعلم ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 07:50]ـ
الإخوة الفضلاء الكرام:
بارك الله فيكم جميعًا، ووفقني وإياكم لما يُحب ويرضى
- أخي الكريم: فهمي: قلتم: (ولكني أختلف فقط في طريقة العرض). ليتكم - رعاكم الله - تُبينون الطريقة المثلى. مع ملاحظة أن المقال عبارة عن نصيحة وتنبيه بأسلوب علمي، من عالمٍ خبير بحال القوم قبل توفيق الله له بلزوم منهج السلف - رحمه الله -.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أخي الكريم: طالب الإيمان: بارك الله فيك. مادمت ترى - ولله الحمد - أن " الأشعرية " بدعة مخالفة لعقيدة سلف الأمة، فما الذي يضيرك من معالجة هذا بالنصيحة؟ ألا يُفرحك اجتماع الأمة، بدلا من تفرقها؟ وإن كنت تخالف في الأسلوب أو الأولويات، فلاتعارض - كما سبق - بين الجهود المتنوعة، مادامت تخدم هدفًا واحدًا. وعن نفسي فقد كتبتُ فيما أهمك كثيرًا. وفقك الله ويسّر أمرك ..
- الأخ الكريم: الدكتور أحمد: بارك الله فيكم. تكرمًا: مَنْ في نظرك يُمثل " المذهب الأشعري "؛ لنحاكم الآخرين إليه. لأني أراك تقول: (علماً أن لآحادهم لا شك بعض الأخطاء). أي: بناء على ماذا كانت أخطاءً عندك؟ وفقكم الله ونفع بجهودكم ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 02:19]ـ
[ color="red"]
ماذا نقول عن (صلاح الدين) .. الأشعري، عندما أراد أن ينشرَ (عقيدة الأشاعرة) في مملكته عن طريق مُفتي الشافعية (قراقوش) .. وقد نصَرَهُ الله - سبحانه وتعالى-؟!
هل تعتقد أن النهضة التي قام بها الإمامين (الجويني) و (الغزالي) .. قد أثرت على الحنبلي (القادري الجيلاني) .. لأنهم يختلفون في (حيثيات العقيدة) .. / وإن كانت أصولُ الإستدلال ومناهج الإنطلاق تختلف .. فكيف نصَرَهم الله؟!
هل تقول لي القَدَر؟! .. طيب قلي: الأشاعرة أنت تُلزمهم بالإرجاء .. أليس كذلك؟! .. فلماذا جاهدوا مع صلاح الدين؟! ولماذا أعادوا القدس؟! بل لماذا جاهد صلاح الدين ذاته؟!
وهمُ في أدبيات عقيدتهم أن الإرجاءَ لهم عقيدة .. ثم يقولون لأنفسهم: فلنجلس في بيوتنا! على موائدنا! بين أهلنا!
قُلي: هل التنظير الفكري الأشعري المنفك عن الواقع أثّرَ على المنهج الحركي العملي النهضوي؟! ..
!
هذا الاقتباس من أعجب ما ذكرت يا طالب الإيمان.
فهل يسوغ لك يا طالب ابن عثيمين رحمه الله أن تحتج بالأقدار الكونية على صحة ما تقرر!!
وللأسف أن يصدر هذا عن مثلك وقد كشفت لنا عن حالك وما تحمل من علم أما أن ينفعك أو يكون حجة عليك؟!
فيا أخ الإسلام انتصار الأشعري أو غيره ممن خالف الصراط المستقيم , لا يصحح عقيدتهم الباطلة , وإنما تلك هي حكمة العليم الحكيم وامتحانه لعباده الموافقين والكخالفين , فتنبه.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 07:45]ـ
و الله يا شيخ قضاعة .. -بارك الله فيك-
الإقتباس في هذا الموضع مضلل ..
وعلى العموم:
أنا لا أحتج بالقَدَر، فهوَ إنْ كانَ بلاء أو نصراً فيكون مما يُعاب على إخوتنا من (السلفيين) .. التشدق بنصرِ صلاح الدين على الصليبين و الباطنيين .. وهوَ الأشعري! (فتنبّة أنت!!)
وأظنّ أنك محتاجٌ للإجابة على باقي الإسئلة حتى تفهم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 11:51]ـ
لاشك أن الأشاعرة لهم أكبر الاثر في انحراف المسلمين والعالم الإسلامي حتى في توحيد الألوهية فما قامت هذه الاضرحة والقبور التي تُدعى من دون الله ويستغاث بها من دون الله ويذبح لها من دون الله إلا على تفسير الأشاعرة لمعنى (لا إله إلا الله) وهو أنه لا قادر على الاختراع إلا الله، فبدلوا الدين وقاموا عن هذه البدع منافحين وأشهر الأشاعرة المنافحين كما قال عنهم الألوسي - رحمه الله. هم (الفخر والسبكي والهيتمي)
و أما نصر صلاح الدين والتغني به، فهذا خرج من جماعة الإخوان المسلمين، فهم أكثر من يتغنى به وبنصره - رحمه الله - و والصحيح أن السلفيين يبنغي أن يفتخروا بالفاتحيين الأوائل من السلف، وبني أمية كانوا على العقيدة السلفية وفتحوا المشرق والمغرب، ولم يستطع أشعري واحد من خلال الدول التي تعاقبت منهم أن يفتحوا مثل تلك البلاد، بل لما تمكنت العقيدة الأشعرية في بلاد الأندلس وضاعت السنة، ضاعت البلاد، ومثلها في البلاد الإسلامية الأخرى، فلم يأت الجهل لهذه الأمة إلا عن طريق الأشاعرة الصوفية اتباع أبي حامد الغزالي ومن سار على دربه.
وأقول أن المهدي الذي سينصره الله على الكفار في آخر الزمان هو سلفي ولن يكون أشعري أو صوفي أو غيرها من العقائد الباطلة
ـ[القضاعي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 12:01]ـ
و الله يا شيخ قضاعة .. -بارك الله فيك-
الإقتباس في هذا الموضع مضلل ..
وعلى العموم:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا لا أحتج بالقَدَر، فهوَ إنْ كانَ بلاء أو نصراً فيكون مما يُعاب على إخوتنا من (السلفيين) .. التشدق بنصرِ صلاح الدين على الصليبين و الباطنيين .. وهوَ الأشعري! (فتنبّة أنت!!)
وأظنّ أنك محتاجٌ للإجابة على باقي الإسئلة حتى تفهم.
وفيك بارك ولكنك رقيت بي إلى المشيخة وما أنا إلا قضاعي صغير في تلك القبيلة الجليلة , فإن كنت ساخراً فلا يليق بك , وإن كنت مازحاً فلا يجوز لك , وإن كنت مبالغاً فهذا حال أكثرنا يا طلبة علم هذه الأيام , والله المستعان.
نرجع لموضوعنا:
فأقول لك: إن المتشدقين بقصة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وجزاه عن الإسلام خير الجزاء , هم أحد رجلان: إما جاهل بحقيقة دين الإسلام ويغتر بظواهر الحوادث , وإما حزبي يدعو إلى هواه وهو أيضاً جاهل.
لأن التشدق بقصة الناصر صلاح الدين مراده ضرب الدعوة إلى الإسلام الصافي , فيحتج الجاهل بأن المسلمين قد انتصروا وهم على تقصير في شيء من جوانب الإسلام الصافي!!
ويغفل هذا الجاهل أن ذاك التقصير قد يكون معذور صاحبه , لاسيما أ صاحبه قد قام بشتى أنواع الإصلاح التي مهدت الطريق لذاك الانتصار.
بل ويغفل ذاك الجاهل أن من جاهد في سبيل الله وكان عليه دين وهو مع سيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه , لم تضع الشريعة عنه ذاك الدين , فكيف بمن كان صاحب شرك أو ترك للصلاة أو على عقيدة فاسدة في الأسماء والصفات!
قال تعالى {إن تنصروا الله ينصركم} وهذه الأية محكمة والذي لا يفهم معنى الإحكام , لابد أنه يفهم قول أهل الدنيا (1+1=2) وقد يختل الإحكام في قول أهل الدنيا , ولكنه في قول العزيز الحكيم ثابت لا يختل أبداً.
فليعلم الجميع بأن أي نصر يحبه الله ويرضاه في التاريخ الإسلامي , لم يتم إلا بتحقيق الشرط الذي في هذه الأية ولابد.
وأنا على يقين بأن صلاح الدين وغيره ممن نصروا الإسلام لم يتحقق لهم هذا النصر إلا بنصرهم لما استطاعوا أن ينصروه , وما قصروا عنه , فقد عُذروا فيه , وهو فتنة لمن بعدهم من المفتونين الحزبيين والجهال والله المستعان.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 12:16]ـ
والتشدق بنصرِ صلاح الدين على الصليبين و الباطنيين .. وهوَ الأشعري! (فتنبّة أنت!!)
أخي الكريم، من قال أن صلاح الدين رحمه الله كان أشعريا؟!
صلاح الدين لم يكن أشعريا.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 12:43]ـ
أخي (أبو عبد الرحمن) - بارك الله فيك -:
من الظلم: عدم اعتبار .. بل والافتخار بانتصارات صلاح الدين - رحمه الله -، فهي - اي الانتصارات - معلومة واضحة .. ومعلَمةٌ بارزة مشرقةٌ من تاريخنا الإسلامي
أما أنها - أي هذه الإفتخارات - من الإخوان أو غيرهم: فهذا لا يعنينا! .. ولا يتدخل في حكمنا على الأشياء .. !
و أما الافتخار بفتوحات بني أميّة: فصحيح .. ولِمَ لا؟!
ولكن: يمكنني أن أسألك سؤالاً - حتى نحدد طريقة تعاطينا مع التاريخ -:
يزيد بن معاوية -مثالاً- من بني أميّة .. هل بإمكانك أن تفتخر بفتوحاته وانتصاراته .. وهوَ قاتل الإمام الحسين -رضي الله عنه - عن طريق (عبيد الله بن زياد - قبحه الله -)؟!
الحجاج بن يوسف الثقفي .. سياسي أموي وقائد عسكري , قاتل الخليفة الحقّ عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - .. مع أنّه فاتح بلاد السند والهند عن طريق القائد (محمد بن مسلم الثقفي - رحمه الله -) .. هل يمكننا الإفتخار بفتوحاته؟!
الحجاج .. قاتِل الإمام سعيد بن جبير - رحمه الله - هل يمكننا الإفتخار بانتصاراته؟!
أخي الفاضل:
هل يمكنك قراءة التاريخ بطريقةٍ انتقائيةٍ عجيبةٍ غريبةٍ .. والسبب هوَ: من أجل عدم التوافق بين التاريخ والعقيدة!
والحديث عن الإمام المهدي .. فبعيد وغريب .. ! وهي دعوى بلا دليل .. فلم يرد بالسنّة عن شيءٍ من مثل هذا .. !
ودعهُ حتى يخرج: حتى نرى ما القول فيه .. ؟! و ما هيَ عقيدته؟!
- وفقك الله -
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:00]ـ
أخي (القضاعي) .. و الله ما كنتُ مستهزأً، ولكن هيَ من التقريب بين الأخوة .. - وفقك الله -:
الموضوع وما فيهِ: إذا أجبتني عن باقي الأسئلة لكان الأمر واضح - ولله الحمد -:
هل خطأ الأشاعرة في (أصل التأويل) أم في (نتائج التأويل)؟!
حتى لا ندّعي أن المتشدقين بهذه الإنتصارات يريدون هدم العقيدة الصحيحة .. !
وضربتُ مثالاً على: الإرجاء .. والذي هوَ: من اللوازم التي يُلزم بها الأشاعرة؟! أليس كذلك؟!
و أما نهضة الإمام الغزالي .. فينظر إليها من عدة جوانب .. وباختصار: هي َ: السبب الرئيس في خروج أمثال صلاح الدين ونور الدين محمود زنكي، .. مع نهضة (عبد القادر الكيلاني) .. وغيرهم .. !
وإن أردتَ التفصيل فهو في كتاب (هكذا ظهر جيل صلاح الدين .. وهكذا عادت القدس) للدكتور ماجد عرسان الكيلاني - وفقه الله - .. !
-بارك الله فيك-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الآجري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:06]ـ
هل خطأ الأشاعرة في (أصل التأويل) أم في (نتائج التأويل)؟!
ما مرادك من هذا السؤال؟
أرجوا التوضيح والإبانة، فما هو (أصل التأويل) الذي تقصده؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:08]ـ
أخي عبد الرحمن الناصر: إنّ تاريخ الناصر صلاح الدين .. يؤكد (هذا):
يذكر السيوطي أن صلاح الدين أمر المؤذنين بإعلان العقيدة الأشعرية من منابرهم كل ليلة وذلك في كتاب (الوسائل إلى مسامرة الأوائل)، كما يذكر عنه قاضيه وكاتب سيرته ابن شداد أنه كان يستمع لسماع الصوفية .. !
...................
أقول للإخوة:
لماذا توقفتم عند قصة (صلاح الدين) وأشعريته، وتركتم الإجابة عن السؤال المهمّ؟!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:25]ـ
"منقول"
في مضادَّة الفِرق والمذاهب التي تبتعد عن دائرة الإسلام فالذي عليه شيخ الإسلام و غيره:
ان الأشاعرة أهل سنة في مقابل المعتزلة و الرافضة.
يعني أهل سنة عند المقارنة مع هؤلاء
يعني لو قلت هل الأشاعرة معتزلة أو رافضة أو من أهل السنة؟
يقال: لا، بل من أهل السنة.
و لو قلت هل الأشاعرة من أهل السنة أو من أهل البدع
يقال: هم من أهل البدع.
و قد حرر قول شيخ الإسلام هذا الدكتور عبدالرحمن المحمود في كتابه القيم: "موقف إبن تيمية من الأشاعرة" ـ المجلد الثاني
-------------
ـ أمَّا لدى التعريف بمذهب اهل السنة و الجماعة
فيخرج االأشاعرة والماترودية من أهل السنة والجماعة؟
قال الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في شرحه على العقيدة الواسطية عند شرح قول شيخ الإسلام:
(أهل السنة والجماعة)
فقال الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ
"قال ـ أي شيخ الإسلام ـ {أهل السنة والجماعة} أضافهم إلى السنة لأنهم متمسكون بها والجماعة لأنهم مجتمعون عليها ....... سموا أهل السنة لأنهم متمسكون بها وسموا أهل الجماعة لأنهم مجتمعون عليها فهم متصفون بهذا الوصف أهل السنة متمسكون بالسنة ظاهرا وباطنا وجماعة مجتمعون عليها.
ولهذا لم تفترق هذه الفرقة كما افترقت أهل البدع.
نجد أهل البدع كالجهمية متفرقين والمعتزلة متفرقين والروافض متفرقين وغيرهم من أهل التعطيل متفرقين لكن هذه الفرقة مجتمعة على الحق.
وإن كان قد يحصل بينهم خلاف لكنه خلاف لا يضر وهو خلاف لا يضلل أحدهم الآخر به أي أن صدورهم تتسع له و إ لا فقد اختلفوا في أشياء مما يتعلق بالعقيدة مثل هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه بعينه أم لم يره؟. ومثله هل عذاب القبر على البدن والروح أو الروح فقط؟. ومثل بعض الأمور يختلفون فيها لكنها مسائل تعتبر فرعية بالنسبة للأصول وليست من الأصول ثم هم مع ذلك إذا اختلفوا لا يضلل بعضهم بعضا بخلاف أهل البدع.
إذن فهم مجتمعون على السنة فهم أهل السنة والجماعة
وعُلم من كلام المؤلف رحمه الله أنه لا يدخل فيهم من خالفهم في طر يقتهم
فالأشاعرة مثلا والما تريدية لا يعتبرون من أهل السنة والجماعة في هذا الباب لأنهم مخالفون لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحا به في إجراء صفات الله سبحانه وتعالى على حقيقتها
ولهذا يخطئ من يقول إن أهل السنة والجماعة ثلاثة (سلفيون وأشعريون وماتريديون) فهذا خطأ.
نقول كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون فماذا بعد الحق إلا الضلال وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟
هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين فنعم.
وإلا فلا شك أن أحدهم هو صاحب السنة فمن هو؟ الأشعرية ـ الماترودية ـ السلفية؟
ترى من وافق السنة فهو صاحب السنة ومن خالف السنة فليس بصاحب سنة.
فنحن نقول السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبدا
والكلمات تعتبر بمعانيها
لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة؟ لا يمكن وكيف يمكن أن نقول هؤلاء ثلاث طوائف مختلفة؟ نقول هم مجتمعون فأين الاجتماع؟
فأهل السنة والجماعة إذن هم السلف معتقدا حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي".
(شرح العقيدة الواسطية 1/ 33 ـ 34 طبعة مكتبة طبرية ت أشرف عبد المقصود ط 1)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:28]ـ
بمعنى:
هل هم مخطئون في استخدام التأويل - وهوَ أصل (صحيح) - في فهم النص .. أم في ما خرجوا به من نتائج؟!
أي هل نعذرهم أم لا؟!
مع اعترافي أنّهم مخطئون.
-حياك الله-
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:54]ـ
الإخوة الكرام:
بارك الله فيكم جميعًا
وهدى الله الأشاعرة المعاصرين إلى ما يُحب ويرضى، وجزى الله خيرًا من ساهم - ولو بكلمة - في جمع الأمة على ماكان عليه صحابة نبيها صلى الله عليه وسلم، الذين جعلهم الله تعالى معيارًا لمن بعدهم، بقوله عنهم: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا). فجمعها لا يكون بغير هذا، وإلا أصبحت - كما قال تعالى -: (تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى).
وهنا رابط مهم عن هذا الموضوع:
(توحيد الكلمة على كلمة التوحيد) .. للشيخ الطريفي:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=83&book=2237
وفقكم الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:10]ـ
تأويلهم ليس أصلاً صحيحاً في فهم النص .. بل منهجهم في فهم النص منهج فاسد هو أودى بهم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 09:19]ـ
الموضوع وما فيهِ: إذا أجبتني عن باقي الأسئلة لكان الأمر واضح - ولله الحمد -:
هل خطأ الأشاعرة في (أصل التأويل) أم في (نتائج التأويل)؟!
حتى لا ندّعي أن المتشدقين بهذه الإنتصارات يريدون هدم العقيدة الصحيحة .. !
وضربتُ مثالاً على: الإرجاء .. والذي هوَ: من اللوازم التي يُلزم بها الأشاعرة؟! أليس كذلك؟!
و أما نهضة الإمام الغزالي .. فينظر إليها من عدة جوانب .. وباختصار: هي َ: السبب الرئيس في خروج أمثال صلاح الدين ونور الدين محمود زنكي، .. مع نهضة (عبد القادر الكيلاني) .. وغيرهم .. !
وإن أردتَ التفصيل فهو في كتاب (هكذا ظهر جيل صلاح الدين .. وهكذا عادت القدس) للدكتور ماجد عرسان الكيلاني - وفقه الله - .. !
-بارك الله فيك-
خلاصة كلامك بحسب فهمي: أنك تزعم بأن هذه الاختلافات العقدية لا تؤثر في مسيرة اهل الإسلام نحو الإصلاح , بل ولا دخل لها في ميزان النصر والهزيمة , وكأنك تنكر أن الذنوب التي هي أقل مما تقدم مثل ((معصية العُجب بالكثرة)) و ((معصية مخالفة أمر النبي في أحد)) لم تكن من أسباب الهزيمة انذاك , وهذا ثابتٌ في الوحيين!!؟
فإن قلت: الاختلاف في أصله ليس اختلاف تضاد؟
قلت لك: بل هو كذلك , لأن المذاهب متنافرة , ووحدة الهدف لا تصحح هذا التنافر ولن تجمع بينه , وربنا جل وعز يقول {فإن تنازعتم في شيء فردوه لله وللرسول} , وجميع المذاهب عدا أهل الحق لا يقولون بمقتضى هذه الأية , وإن زعموه بقالهم فهم مخالفون له بحالهم والله المستعان , ولسان حالهم يقول بل نرده لقواعد أئمتنا وعلمائنا!
وأما أصل التأويل لا يصح إلا على الرد لقواعد أئمتهم , وأما حين نرد أصل تأويلهم إلى الكتاب والسنة وفهم السلف لهما , ينكشف لك الغطاء عن فساد أصل التأويل هذا وفقك الله , وإنما حقيقة الخلاف في ذلك , وإلا فبعض النتائج تتحد كموافقة الأشاعرة لأهل السنة في اثبات الصفات السبع , ولكن كيف تم لهم هذا الاثبات؟؟؟
هنا السؤال والله المستعان .....
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:58]ـ
ماذا تقصد "بالتأويل أصل صحيح"؟
هل تقصد ما فعله الأشاعرة؟ والأحرى أن يسمى تحريفا، لأنه تأويل إلى معنى غير ظاهر بدون دليل شرعي.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 01:50]ـ
يا شيخ قضاعة - وفقك الله -:
ما تحدثنا عنهُ جزئية بسيطة في الموضوع لم أُرد الخوض فيه، كان حديثي أننا قد اكتفينا في الرد على الأشاعرة .. والأمر أصبح واضحاً تماماً، لأن الأزمة التي نعيشها لا تسمح بإضاعة الأوقات في أمرٍ قد دبّج العلماء فيه الأوراق .. والصحائف.
وإن كان الأمر يحتاج إلى مزيد تحرير .. !
ووأما عن ما قلتَه -وهذا آخر ما سأقوله آيضاً - فأظنّ والله أعلم:
أنكَ قلت (اختلافات عقدية) .. و أثبتّ لها (ذنوباً) .. (وهذا) يُخالف الحديث الشريف (إذا حكَمَ الحاكم .. )، باعتبار أنّ ما فعلوه لم يكن عن (هوى) أو أنها (بدعة مكفرة) أو (غليظة) و أنهم تحرّوا (الحق) في ذلك .. !
وأنت تعلم أنّ: الذنوب غير المقصودة لا أثر لها على (الهزيمة) و (النصر) .. !، هذا إنْ كانت ذنوباً؟!
على العموم:
(هذا) ليسَ ميزاناً شرعياً .. !
والجميل: أنّك قلتَ: المذاهب متنافرة .. فهيَ مذاهب لا فِرق .. ! وهذا ينبني عليه أنّ: مذهب الأشاعرة في تعاطيهم مع (النصوص) .. و فهم (العقائد) والردّ على الفلاسفة .. إنما هو أصل شرعي في فهم النًص وهوَ (التأويل) - وإنْ كابر فلان وفلان -.
و هذا الأمر يُحتّم علينا تحرير معنى (التأويل) .. حتى لا يختلط ذِهنياً في عقولنا مع التحريف .. !
فلِمَ يكون التأويل تأويلاً لأن نتيجته صحيحة، ويكون التأويل تحريفاً لأنه نتيجته فاسدة و باطلة وهوَ أمر واحد؟!
يعني: لِمَ لا نقول خطأ في التأويل؟!
معَ أننا نحنُ - آيضاً- نتخذ التأويل طريقاً عندما يوهم النصّ تعارضاً مع نصٍ آخر أو يؤدي إلى فهمٍ غير مقبول، .. و (هذا) الأمر مبسوط في مدونات أصول الفقه - و لله الحمد -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولتعلم أنّ: الجميع - مع الأسف - يقول: شيخي يقول: .. وأستاذي: أعلمَنا .. وهلمّ جرا!!
(وفقك الله)
ـ[القضاعي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 04:09]ـ
وفقني الله وإياك أخي الكريم
وأنا سوف اُعلق على بعض كلامك والله يهدي من يشاء وإليه المصير.
قولك (أنكَ قلت (اختلافات عقدية) .. و أثبتّ لها (ذنوباً) .. (وهذا) يُخالف الحديث الشريف (إذا حكَمَ الحاكم .. )، باعتبار أنّ ما فعلوه لم يكن عن (هوى) أو أنها (بدعة مكفرة) أو (غليظة) و أنهم تحرّوا (الحق) في ذلك .. !)
الخلاف الخالي عن اتباع الهوى خارج النزاع سلمك الله ولو كان عقدياً , ولكن هذا النوع من الخلاف والخالي من الهوى لا يلبث إلا أن يصاحبه الهوى إذا لم يرجع المخالف فيه ولا بد.
لأن المحجة بيضاء نقية يا رعاك الله , وخلاف التضاد لابد فيه من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر , وقد يُعذر من انشأ الخلاف بما لا يُعذر من يتبعه عليه.
قولك (المذاهب متنافرة .. فهيَ مذاهب لا فِرق .. !)!!
هناك فرق يا رعاك الله , فشتان بين المذهب الحق وما سواه من المذاهب المنحرفة , لأن الصراط المستقيم كما تعلم واحد , والمذهب الحق واحد , والحزب الإلهي واحد , والجماعة المحمودة واحدة , فمتى فتحت هذه التاء المربوطة في (الجماعة) , ومتى جُمع المفرد من كلمتي (حزب) و (مذهب) دخلنا في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: (159)]
قولك (وهذا ينبني عليه أنّ: مذهب الأشاعرة في تعاطيهم مع (النصوص) .. و فهم (العقائد) والردّ على الفلاسفة .. إنما هو أصل شرعي في فهم النًص وهوَ (التأويل) - وإنْ كابر فلان وفلان -.)
هذا هو اُس الخلاف يا حماك الله!
فالأشاعرة رحمك الله يصرحون بأن فهمهم للنصوص أحكم من فهم السلف!!
فالمنهج المتبع في فهم النصوص , هو المشكل الذي فرّق الأمة وجعلها شذر مذر والله المستعان.
فالأشعري مذهباً لا يُسلّم لظاهر الآيات في باب الصفات وهو في سائر الأبواب مستسلم منقاد , فتجد العالم النحرير منهم يأتي على قوله ((على منابر من نور يوم القيامة)) فيثبت هذه المنابر وهذا النور على ظاهرهما ويقول لا مانع من التسليم بهذا الظاهر الذي لا تدركه عقولنا والله أعلم بكنهها!!
فإذا جاء لقوله ((وكلتا يديه يمين)) ذهب وأتى وأقبل وأدبر , وجاء بالتكلفات والتنطعات التي تلفظها العقول السليمة والأفئدة المنقادة.
ولو سألته ما الفارق بين الأول والثاني: قال لك القواعد والأصول التي بنتها العقول تقتضي هذا التفريق.
وأخيراً قولك (ولتعلم أنّ: الجميع - مع الأسف - يقول: شيخي يقول: .. وأستاذي: أعلمَنا .. وهلمّ جرا!!)
لاشك عندي في صحة قولك هذا , مع الاستثناء بقوله ((لا تزال طائفة ... الحديث)) , والعبرة سلمك الباري بالأفعال لا بالأقوال , فمن قال: شيخي قال: إمامنا قال ... الخ فاطرح قوله ولا تبالي إن عارض المنقول والمعقول.
ولكن إن قال لك: شيخي قال: يقول الله تعالى .... أو يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ..... أو يقول الصحابي الفلاني رضي الله عنه , فهذا هذا.
وختاماً يا طالب الإيمان , لا تعارض سلمك الله بين تصفية العقيدة مما شابها من الأدران , وبين نصرة الدين والإسلام , بل لا طريق للثاني إلا بعد أن يقام الأول أو يُسعى في إقامته والله اعلم.
ـ[ناقل خير]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 05:43]ـ
شكرا لك
والله يهدي الأشاعره
ـ[ولد علي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 06:53]ـ
السلام عليكم
بما أنها أول مشاركة لي ارحب بالجميع واتمنى من الله العلي القدير أن ينصر أهل السنة والجماعة ويجعلنا ممن يستمع القول ويتبع أحسنه.
أما بالنسبة لفرقة الأشاعرة فهي موجودة بل وبدأت تنتشر خاصة في المذهب المالكي المتواجد في محافظة الأحساء متمثلا بعائلة الشيخ مبارك الساكنة في منطقة الصالحية والشهابية
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي ضال المسلمين.
ـ[المقدسى]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 07:52]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان ونفع بك ..
أتمنى لو كان الكتاب موجود ليتم تحميله
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:47]ـ
قولك:
و هذا الأمر يُحتّم علينا تحرير معنى (التأويل) .. حتى لا يختلط ذِهنياً في عقولنا مع التحريف .. !
فلِمَ يكون التأويل تأويلاً لأن نتيجته صحيحة، ويكون التأويل تحريفاً لأنه نتيجته فاسدة و باطلة وهوَ أمر واحد؟!
أجيب عيه بأن التأويل المذموم عند الأشاعرة سببه المنهجية الخاطئة و ليست النتائج المترتبة على هذا المنهج، ذلك أنهم استعملوا التأويل بمعنى:
"صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر مرجوح بدون دليل شرعي"
...
أيضا، بالنسبة لموضوع البطل صلاح الدين رحمه الله، ألا تظن أن الأمة حين قام فيها من يقاوم بدعة الرفض، ولكنه تلبس بما هو أيسر منه - بل نعتبره سنيا عند مقابلته بالرافضة - استطاع أن يحرر بيت المقدس و أن يرد الكفار عن أغلب بلاد المسلمين؟
فما بالك إن قام في الأمة من كان منهجه أقرب و أنقى و كان على منهج السلف في كل شيء، ألا تظن أنه على يدي مثل هذا، لن نكتفي برد الكفار عن بلاد الإسلام، بل و تحرير العالم (كله أو أغلبه) و انتزاع الأرض من أيدي الكفار و غزوهم في بلادهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:48]ـ
جميل (هذا) الإستقصاء .. ، و إن كانَ وجود الأشاعرة فهوَ (علمائي) فقط، أي لا وجود له في فِكر العامّة.
و إن كانَ لهم وجود فلا أظنّه مُخيفاً، وإن في الإحساء ما يخيف أكثر من الأشاعرة (فتنبّه!!).
وإن كان عندي ملاحظة:
ألا تلاحظون أن الأشاعرة في الفقهِ تتمثل في الغالب في (الشافعية) - وهم الأكثر - و (الحنفية) .. وها هيَ (المالكية) .. !
و في المقابل تجد أن الرافضة يتمثل فقههم بالـ (الجعفرية) .. !
حتى نفرّق -تماماً- بين الفِرق والمذاهب .. !
أي: مذاهب في (الفقهِ) .. ومذاهب في (العقيدة)، فنحن نقرأ (النصوص) على ظاهرها وحقيقتها .. ! وهمُ توهموا التعارض، أو إثبات (المعنى) اللا مقبول عند إمرارها على حقيقتها .. فلجأووا إلى (التأويل) .. وهذا (ما أودى بهم - كما قال الأخ-) ..
فلماذا لا نقبل (الخلاف) على (هذا) الأساس؟!
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:05]ـ
لأنهم خرقوا إجماع السلف في فهم هذه المسألة، و أصّلوا قواعد تبرر فهمهم، فهم اعتقدوا ثم استدلوا، و لو استدلوا ثم اعتقدوا لرشدوا.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:07]ـ
ثم هل أفهم من كلامك يا أخي الكريم أن الخلاف مع الأشاعرة سائغ؟
أم أنك فقط تختلف معنا في درجة أهمية الرد عليهم؟
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:44]ـ
((و أما نصر صلاح الدين والتغني به، فهذا خرج من جماعة الإخوان المسلمين، فهم أكثر من يتغنى به وبنصره - رحمه الله - و والصحيح أن السلفيين يبنغي أن يفتخروا بالفاتحيين الأوائل من السلف، وبني أمية كانوا على العقيدة السلفية وفتحوا المشرق والمغرب، ولم يستطع أشعري واحد من خلال الدول التي تعاقبت منهم أن يفتحوا مثل تلك البلاد، بل لما تمكنت العقيدة الأشعرية في بلاد الأندلس وضاعت السنة، ضاعت البلاد، ومثلها في البلاد الإسلامية الأخرى، فلم يأت الجهل لهذه الأمة إلا عن طريق الأشاعرة الصوفية اتباع أبي حامد الغزالي ومن سار على دربه.
وأقول أن المهدي الذي سينصره الله على الكفار في آخر الزمان هو سلفي ولن يكون أشعري أو صوفي أو غيرها من العقائد الباطلة))
--------------------
جزاك الله خيرا.
وهذا هو الحاصل في (خلافة بني عثمان).
وما نراه هو من نتائج ذلكم العهد.
والتاريخ خير شاهد!
أسألُ: من الذي صد أهل دمشق عن هروبهم قبل (شقحب)؟ وحرض العساكر على الجهاد، أليس شيخ الإسلام مفتي الفرق، ابن تيمية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - - كما نقلته (جميع) كتب التاريخ -!
ومن الذي قال لسلطان مصر ما قاله وتوعدّه لكي يقوم بنصرة المسلمين في الشام!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:20]ـ
أخي (أبي عمار):
هل لديك دليلاً على أنّ الأشاعرة: اعتقدوا ثم استدلوا؟!., (هذا) الأمر فهمناه من مشايخنا بطريق الإستنباط لا الوقائع والكلام المحكي.!
على العموم:
(هذا) خارجٌ عن محلّ النزاع , ولن ينفع .. فنحن نتناقش بحُجج لُغوية، و إثباتات شرعية نقلية وعقلية .. مع تأصيل تاريخي لمسألة الإفتراق ..
وعلى ماذا تمّ (هذا) الإفتراق؟!
أما مسألة التأويل: .. فلا شك أن (التأويل) حقّ، وهذا رأي شيخ الإسلام.
لكن: لماذا نعتبر تأويلهم تحريفاً .. لا خطأً .. !
أما مسألة (الإجماع): فعن أي إجماع تتحدث؟!
الإجماع أو ما يشبه الإجماع الذي قالوه هوَ: أن (الصحابة) -رضي الله عنهم - لم يسألوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن (معاني) و (كيفيات) آيات الأسماء والصفات، إذاً هم: فهموها على ظاهرها؟! - وهذا الأصح -.
ولكنه - أي فعل الأشاعرة-
: ليس دليلاً على خرق الإجماع .. فليس من إجماع (هنا)، إنما هوَ استصحاب أصل المعنى.
وأن الصحابة - رضوان الله عليهم - لم يسألوا، .. لأن اللغة تقول: الأصل هو فهم اللفظ على ظاهره أولاً، فهوُ أمر (فهمي) فهمناه من عدم سؤالهم .. لا على إجماع حكوه (فتنبّه!).
وإن كان إجماعاً فسكوتي؟! .. وإن كنتَ مصرّاً: فكثيرٌ من أهل السنّة لا يأخذون بالإجماع (الصريح) فكيف (السكوتي)؟!
وهل يصح إخراج جماعةٍ من الناس من (الجماعة) بمجرد توهم الإجماع؟!
على العموم:
الموضوع يحتاج مزيد تحرير، وما قلتُه هو أنّ ترك (هذا) أولى .. !
(وفقك الله)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:39]ـ
أخي (أبي بكر):
الحديث عن التاريخ وتأصيل الهويّة ليس انتقائياً .. فمن وافقنا في معتقدنا ونصرنا فهو الحق، و من خالف معتقدنا ونصرنا فهوَ الباطل مع نصرته لنا .. فكيف يكون (هذا)؟!
مع العلم أن معركة (شقحب) .. نصرُها جزئي، بخلاف فتوحات (صلاح الدين) .. فهي نصر كامل .. والدليل: عودة القدس بأيدي المسلمين .. !
طيب: (هذا) .. الإمام العز بن عبد السلام - رحمه الله - أشعري .. ! وقد وقف وقفاتٍ في (الشام) و (مصر) ..
فلماذا تهضمه حقه؟!
أم لأن (ابن تيمية) سلفي العقيدة قد ضربتَ مثالاً عليه؟!
............. ............. ............
أما التفسير والتحليل النسبي للتاريخ، و أن سبب الهزيمة في (الأندلس) .. هيَ (كذا) بإطلاق .. فهذه مشكلة حقيقةً ..
ولا يصح هذا التبسيط في تحليل التاريخ .. !
لِمَ لا تقول:
أنّ سبب هزيمة المسلمين في (الأندلس) .. هوَ التفرق السياسي - أولاً-، و ضعف الولاء والبراء - ثانياً- بولائهم مع النصارى على بعضهم، و ضعف الإلتزام بالدين وأحكامه، ومظاهر الفسوق التي سادت في تلك الفترة ..
فقط لأنّهم كانوا على العقيدة الأشعرية .. ؟! .. والله: هذا ظلم وبغي في الحكم على الأشياء.
(وفقك الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 09:24]ـ
وهمُ توهموا التعارض، أو إثبات (المعنى) اللا مقبول [في عقولهم] عند إمرارها على حقيقتها .. فلجأووا إلى (التأويل) [بعقولهم] .. وهذا (ما أودى بهم - كما قال الأخ-) ..
فلماذا لا نقبل (الخلاف) على (هذا) الأساس؟!
بعد أن تلاحظ في الإقتباس ما أدرجتها في كلامك باللون الأحمر يكون جواب سؤالك هو:
لأنهم ردوا الخلاف إلى عقولهم ولم يردوه إلى حيث أمرهم الله جل وعز.
ـ[القضاعي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 09:33]ـ
أنّ سبب هزيمة المسلمين في (الأندلس) .. هوَ التفرق السياسي - أولاً-، و ضعف الولاء والبراء - ثانياً- بولائهم مع النصارى على بعضهم، و ضعف الإلتزام بالدين وأحكامه، ومظاهر الفسوق التي سادت في تلك الفترة ..
فقط لأنّهم كانوا على العقيدة الأشعرية .. ؟! .. والله: هذا ظلم وبغي في الحكم على الأشياء.
(وفقك الله)
والله وبالله وتالله إن الانحراف في العقيدة هو سبب كل فساد.
فمتى عبدت القبور إلا بعد الانحراف في معنى ((لا اله إلا الله))!
ومتى تسلط الأعداء إلا بعد الخلل في عقيدة ((الولاء والبراء))!
فلو حلف الحالف بالأيمان المغلظة على أن الانحراف في العقيدة سبب كل فساد , ثم عدد ما شاء من الانحرافات ونسبها إلى فساد العقيدة , فلن يحنث قطعاً.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 10:07]ـ
* طالب الإيمان - رضي الله عنك -:
قلتَ: {أخي (أبي بكر):
الحديث عن التاريخ وتأصيل الهويّة ليس انتقائياً .. فمن وافقنا في معتقدنا ونصرنا فهو الحق، و من خالف معتقدنا ونصرنا فهوَ الباطل مع نصرته لنا .. فكيف يكون (هذا)؟!
مع العلم أن معركة (شقحب) .. نصرُها جزئي، بخلاف فتوحات (صلاح الدين) .. فهي نصر كامل .. والدليل: عودة القدس بأيدي المسلمين .. !
طيب: (هذا) .. الإمام العز بن عبد السلام - رحمه الله - أشعري .. ! وقد وقف وقفاتٍ في (الشام) و (مصر) ..
فلماذا تهضمه حقه؟!}
لم أنتقِ - غفرَ اللهُ لَكَ -، ولم أهضم حق أحد.
لكن هم الذين يتغنون بهذا، فهم من انتقوا لا نحنُ!.
ولمَ لمْ يذكر د. كيلاني جهود الحافظين السِّلَفي وابن عَوف في ثغر الاسكندرية!
أمر آخر: ما الذي مكّن الصليبيين من دخول الديار الإسلامية في ذلكم العهد؟
ربما قلتَ: الباطنية وغيرهم ممن خانوا الإسلام والمسلمين، لكن أقول: هو الخلل العقدي عند معاشر المسلمين الذي هو ناتج عن الصراع بين المدرسة (العقلية) والمدرسة (الشرعية).
وأسألُ: من الذين سكتوا أيام دخول الفرنسيس مصر؟ لقد مكثوا يقرأون صحيح البخاري في المساجد، ولم يُهزموا، بل استباحوا مصر!
من الذي حرض العثمانيين على حرب الموحدين في الجزيرة! ومن ومن ومن ........... ؟؟
كل ذلك ناتج عن (الخلل) في العقائد، ولست أدري ماذا بعد انحراف من قال: (التمسك بظواهر الكتاب والسنة كفر) أو نحو هذا؟
فأي انحراف بعده!.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 01:59]ـ
يا شيخ قضاعة:
نحنُ كذلك نستخدم عقولنا في فهم النصوص،
ومحلّ الإفتراق بيننا وبينهم: أننا أخذنا بظواهر النصوص وحقيقتها لأننا لم نتوهم إشكالاً أو التزاماً لمعنى فاسد عند إمرارها على ظاهرها.
وهم: توهموا أن إمرارها على ظاهرها يلتزم معنىً فاسد .. وهذا ما جعلهم يأوّلون النصوص .. !
وأنا أكرر: أنهم أخطئوا في تأويلهم، ولكن (هذا) لا يخرجهم من (الجماعة) ..
لأنهم: أرداوا نفي المعنى الفاسد عن الله -جل وعلا-، ولكنهم أخطئوا الطريق .. !
هذا كل ما في الموضوع.
طيب:
وما علاقة الأشاعرة بضعف (عقيدة الولاء والبراء)؟!
بل التاريخ يقول: أنّ هناك وقفات عظيمات من جانبهم تنفي ضعف الولاء والبراء عندهم ..
ولأضرب لهذا أمثلة:
(1) الإمام العز بن عبد السلام: و مواقفه مع حاكم (دمشق)، ثم مع .. مماليك مِصر.
(2) الإمام الجويني: ونهضته العلمية، وإن لم تكن واضحة لكن نتائجها اللاحقة أثبتت ذلك، و (هذا) يظهر - تماماً- نظرياً في كتابه (غياث الأمم بالتياث الظلم) - وهوَ كتاب عظيم -.
(3) الإمام الغزالي: ونهضته العلمية.
(4) الإمام حسن حبنّكة الميداني - رحمه الله -: و مواقفه المشرّفة في (دمشق).
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) ابنه العلامة عبد الرحمن - رحمه الله -: و ردوده ف في (كواشف زيوف) و (صراع مع الملاحة حتى العظم) .. وغيرها.
(6) الشيخ العلامة سعيد حوى - رحمه الله -: ويتضح (هذا) في كتابه (الخمينية: شذوذ في المواقف .. شذوذ في العقائد)، فهل موقف هؤلاء يوالي الرافضة - قبحهم الله - مثلاً؟.
فكيف موقفهم من النصارى أو الصليبين إذن؟!
فعن أيّ ولاء وبراء تتحدث؟!
(وفقك الله)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 02:38]ـ
و رضي عنك يا أبا بكر .. أقول:
أظنّ أننا محتاجون لتحرير جميع مصطلحاتنا ..
فما الفرق بين (التأويل) و (التحريف)؟!
و ما هي (المدرسة العقلية) و (المدرسة الشرعية) ومواصفاتهما؟!
أي - مثلاً-: هل الأشاعرة يتوافقون - تماماً- في الأصول مع المعتزلة؟! " أصحاب الأصول الخمسة "
.......... .......... ...........
و أقول كذلك: الدكتور الكيلاني ذكر المؤسسين المباشرين للنهضة في ذلك الوقت!
ولا يعتبر عدم ذكره هضم لهم.
كذلك: (أكرر) .. لا يصح قول أن السبب هوَ (كذا) بإطلاق.!
فهل هزيمتنا بسبب: قراءة بعض الجهلة للبخاري بنيّة النصر .. ؟!
أقول يجب النظر إلى الموضوع من جميع الجوانب، لا شك أن للباطنيين أثر , وللضعف المعنوي والعسكري أثر، .. وللتفرق السياسي أثر، وضعف همّة الجهاد في قلوب الناس أثر ..
.... ..... .....
أما الحديث عن العثمانيين والموحدين .. فموضوع يطول - ولي نظرة مغايرة - ... دعها الآن .. !
ولكن يمكن القول: (هذا) ما يدمي القلب هوَ تحارب الأخوة بفرض أن الأشاعرة من حرّضوا على حرب نهضة الإمام محمد بن عبد الوهاب .. !، أو يمكن القول - وهذا أقرب- أن محمد علي باشا أراد أن يستقل بمصر والحجاز عن العثمانيين وهوَ ما حصل، .. فالحديث عن: محمد علي باشا وعمالته وخيانته .. !
يمكنك أن تقرأ في (هذا):
(1) مدخل إلى التاريخ الإسلامي وتأصيل الهوية: د. حامد الخليفة.
(2) الضعف المعنوي وأثره على سقوط الأمم: د. السحيباني.
(3) صحوة الرجل المريض: د. موفق بني المرجة.
........ ......... .........
أما عن: قولهم (من تمسك بظواهر الكتاب والسنة فقد كفر) فهذا مبنيٌ على أصلهم .. وهوَ توهم المعنى الفاسد .. !
ولا يمكن أن تلزمهم بأنهم يكفروننا بهذه (القاعدة)، فلديهم كذلك (شروط) تثبت .. وموانع (تنفى) ..
ومع (هذا): فهوَ أمرٌ خاطئ وإشكال حقيقي أن يؤصل كل منّا قواعد نتيجتها تكفير بعضنا ..
(والله أعلم)
ـ[أبو الحسن المقدسي الشافعي]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 11:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لعلي اطلعت على هذه المعمعة بعد أيام من كتابتها، لكني أقول، وبفضل الله وقوته أصول وأجول:
إن كثيرا مما كتبه الشيخ الوكيل والموافقون له مجرد اجتهادات، فأحدهم يدعي أن ذا العالم سلفي، وآخر يدعي أنه أشعري، ونسي الجميع أن العالِم على كلتا الحالتين سني، ولو أنصف المتألهون ممن يكفرون أو يبدعون أو يفسقون لوقفوا عند حدودهم، وتركوا العلماء وشأنهم، وشغلوا أنفسهم بالنافع.
أما من يدعي أهمية الموضوع فليذكر ما خالف فيه الصحابة ومن بعدهم بعضهم البعض من مسائل العقيدة، وليذكر ما خالف فيه ابن تيمية وغيره أهل السنة في القديم والحديث، فليتق الله أغمار هذا الزمان، ممن خلت علومهم إلا من السب والسلب، والله المطلع على أسرار كل قلب.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 11:45]ـ
الأخ الكريم: أباالحسن الشافعي: ليس في المقال أي " سب "، إنما هو نصيحة عالم خبير لمن حادوا عن عقيدة أهل السنة، وتذكيره لهم بحال من " يقلدونهم "؛ لعلهم ينتهون عن الإصرار على الخطأ، وهذا مما يُفرح المسلم الذي يسعى لجمع كلمة الأمة ..
وهنا - وفقك الله - رابط رابطين مفيدين لبيان عقيدة " الشافعي " - رضي الله عنه -، الذي انتسبت إليه:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=373
وهنا:
http://arabic.islamic ... .com/sunni/imams_creed.htm
سدد الله خطاكم لما يُحب ويرضى ..
ـ[فريد طارق]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 12:58]ـ
- أخي سليمان شكرا لجهودك جزاك الله خيرا
- الرابط الثاني لم يفتح معي.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 08:38]ـ
وجزاك خيرًا أخي فريد ..
ضع بدل النجمات الثلاث في الرابط السابق، كلمة (ويب) بالإنجليزي. (كتبتها هنا ولكنها تحولت لنجمات!).
وليت أحد الإخوة يفتينا في سبب ظهور النجمات بدلها.
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 12:10]ـ
صلاح الدين الايوبي كان اشعريا المعتقد شافعي المذهب دليل ذلك كلام ابن علان في شرح رياض الصالحين حيث امر بقراءة متن من العقيدة الاشعرية
ـ[فريد طارق]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 01:39]ـ
وقد بلغني أن حركة طالبان على مذهب الأشاعرة والله أعلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 05:06]ـ
وبلغني:
أن الصحابة - رضي الله عنهم -، والقرون المفضلة كانوا على عقيدة (أهل السنة) .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد طارق]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 08:52]ـ
وبلغني:
أن الصحابة - رضي الله عنهم -، والقرون المفضلة كانوا على عقيدة (أهل السنة) .. !
أحسن الظن ياشيخ
والله لم أُرِدْ الاستدراك عليك أو معارضتك في أصل كلامك
إنما أردتُ المشاركة بما يُكمل الموضوع حتى لا نكون إقصائيين أو من آحادي النظرة، بل لستُ متأكداً من حركة طالبان هل على مذهب الأشاعرة أو لا، ولذلك قلتُ: (وقد بلغني .... )
وشكرا لك.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 04:11]ـ
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (و الله إنّ الوقتَ والأزمةَ التي نعيشُها .. لتُوجب علينا صبّ الجهد على الأهمّ صبّا .. )
= قلتُ: ولست أدري اعتقادنا في الله أهم أم غيره؟
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (إنّ العكوفَ على إصلاح العقائد .. ومجادلة الأموات حول بدعهم وانحرافاتهم، في مجتمع لا توجد فيه فِرق بدعية أو طوائف كلامية، وكان الأولى أن نحارب الاستعمار والتبعية السياسية المشينة، والحرب العلمانية الكائدة المصالحية المُفسدة .. )
= قلتُ: لست أدري، ما هذه المؤسسات التي تنتشر يومًا بعد يوم وتنشر كتب (الأموات) الذين تأثروا بمناهج اليونان والمؤسسات التي تقذف الدراسات التي تضرب عقائدنا بها كل يوم ..
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (و إنّ عدم تحديد أولويات العمل في المرحلة الحاضرة، والعيش بين الماضي البعيد .. واللحظة الحاضرة .. لهوَ مفارقة عجيبة!)
= قلت: كلام إنشائي عاطفي بعيد عن فقه الإسلام.
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (فنرجع إلى الوراء .. فننبش قبر (سعيد حوى) و (زاهد الكوثري) .. ممن لا أثر لهم على فَكر الأمة .. وإنْ كان فقليل!)
= قلت: كأنك ما قرأت كلام ابن مسعود: (من كان مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة). أليس المنهج يتوارثه الجيل عمن قبله عمن قبله ....
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (والعجيب: أنّ الموقع لا يُثبت إلا ما لا فائدة منه على الواقع المُعاش ..
فما بالنا وبال: عبد القادر الجزائري .. ، إذا علمنا أن الرجل ليس على عقيدة وحدة الوجود .. طيب: و بعد هذا!).
= قلت: وماذا بعد توضيح السلف لحال ابن كلاب ومعبد الجهني والجهم ووووو ...
كأنهم كانوا جهلة بحال الأمة!
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (إن الإغراق في ما لا طائل تحته لهوَ خيانه للأمة!).
= قلت: الخيانة للأمة أن نسكت عن توضيح عقيدة النبي والصحابة في الله الذي نعبده، أم نعبد صنمًا!!!
وهذا دليل ناصع ساطع: أن مسألة الصفات والأسماء وشبيهاتها من مسائل الاعتقاد هي أعظم المسائل على الإطلاق = ما حصل من الخلاف الشديد والتناحر، مما يدل على خطورتها، ويدل على نتائج مكابرة الفطرة التي أودعها الله فينا!
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (ماذا نقول عن (صلاح الدين) .. الأشعري، عندما أراد أن ينشرَ (عقيدة الأشاعرة) في مملكته عن طريق مُفتي الشافعية (قراقوش) .. وقد نصَرَهُ الله - سبحانه وتعالى-؟!).
= قلتُ: نصره الله، وأعد جندًا يهدون إلى الصراط المستقيم في العقائد.
وأسألك: نصر الله المعتصم وهو يعذب أحمد في (خلق القرآن) والقول به كفر فما توجيهك؟
فهيا: نسكت عن التحذير من القول بخلق القرآن حتى نتوحد مع المعتزلة - ويوجدون في عصرنا بكثرة - ضد غير المسلمين!
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (هل تعتقد أن النهضة التي قام بها الإمامين (الجويني) و (الغزالي) .. قد أثرت على الحنبلي (القادري الجيلاني) .. لأنهم يختلفون في (حيثيات العقيدة) .. / وإن كانت أصولُ الإستدلال ومناهج الإنطلاق تختلف .. فكيف نصَرَهم الله؟!).
= قلت: أرجو منك التوضيح، أي ما مرداك بالتأثير؟
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (هل التنظير الفكري الأشعري المنفك عن الواقع أثّرَ على المنهج الحركي العملي النهضوي؟! .. ).
= قلتُ: هذا غمض عليَّ فأرجو التوضيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (أنا لا أحتج بالقَدَر، فهوَ إنْ كانَ بلاء أو نصراً فيكون مما يُعاب على إخوتنا من (السلفيين) .. التشدق بنصرِ صلاح الدين على الصليبين و الباطنيين .. وهوَ الأشعري! (فتنبّة أنت!!))
= قلت: لا يُعاب؛ لأنه ليس فخرًا وإنما تحدثٌ بنعمة الله، أجراها الله على أحد عباده!
ولذا كان ابن قدامة من المجاهدين مع صلاح الدين ومع ذلك ألّف اللمعة في الاعتقاد!
وأعجبني هذا النقل من أحد الإخوة: ((في مضادَّة الفِرق والمذاهب التي تبتعد عن دائرة الإسلام فالذي عليه شيخ الإسلام و غيره:
ان الأشاعرة أهل سنة في مقابل المعتزلة و الرافضة.
يعني أهل سنة عند المقارنة مع هؤلاء
يعني لو قلت هل الأشاعرة معتزلة أو رافضة أو من أهل السنة؟
يقال: لا، بل من أهل السنة.
و لو قلت هل الأشاعرة من أهل السنة أو من أهل البدع
يقال: هم من أهل البدع.
و قد حرر قول شيخ الإسلام هذا الدكتور عبدالرحمن المحمود في كتابه القيم: "موقف إبن تيمية من الأشاعرة" ـ المجلد الثاني)).
فالأشاعرة - وهم من جملة أهل القبلة -: لما واجهوا الكفرة والباطنيين والصليبيين: نصرهم الله تعالى.
هذا إن صح أن الأشاعرة واجهوهم، وهذا انتقاء سيء من د. كيلاني ومتابعه - طالب الإيمان -.
فأثبت لي أن الجميع من الجد كانوا أشاعرة! أليس فيهم أتباع المذهب السني في العقائد!!
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (الحجاج بن يوسف الثقفي .. سياسي أموي وقائد عسكري , قاتل الخليفة الحقّ عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - .. مع أنّه فاتح بلاد السند والهند عن طريق القائد (محمد بن مسلم الثقفي - رحمه الله -) .. هل يمكننا الإفتخار بفتوحاته؟!
الحجاج .. قاتِل الإمام سعيد بن جبير - رحمه الله - هل يمكننا الإفتخار بانتصاراته؟!).
= قلت: إي نعم والله نفخر بفتوحاته، ورحمه الله!! وهو الذي طحن عظام المتشيعة - جزاه الله كل خير -.
فلا تعارض بين جهاده وبين ظلمه ... (إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر) أو كما قال نبينا - صلى الله عليه وسلم -.
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (ولتعلم أنّ: الجميع - مع الأسف - يقول: شيخي يقول: .. وأستاذي: أعلمَنا .. وهلمّ جرا!!).
=قلت: إن كان قولهم (شيخي يقول) في حق، فلا بأس، فديننا متصل مسلسل إلى رسول الله: شيخ عن شيخ عن صحابي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -!
أما مذهب الغزالي ومدرسته فمنقطع مبتور ... وفي أي شيء: في اعتقادنا في الله!!!!!!!!!!
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (لكن: لماذا نعتبر تأويلهم تحريفاً .. لا خطأً .. !).
= قلت: سبحان الله: (أتستبدلون الذي أدني بالذي هو خير)!!!!!
فهلا دعوتهم - بهذا الجهد الذي تبذله هنا - إلى المذهب الحق (وأنت تقول: و الله .. لستُ مع الأشاعرة).
سمّيناه خطأ لأنه حرّف المعنى وجرّد (الله) مما (وصف به نفسه) ... أتدري ما الله!!!!!!!!! (ما قدروا الله حق قدره).
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا -: (الإجماع أو ما يشبه الإجماع الذي قالوه هوَ: أن (الصحابة) -رضي الله عنهم - لم يسألوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن (معاني) و (كيفيات) آيات الأسماء والصفات، إذاً هم: فهموها على ظاهرها؟! - وهذا الأصح -.
ولكنه - أي فعل الأشاعرة-
: ليس دليلاً على خرق الإجماع .. فليس من إجماع (هنا)، إنما هوَ استصحاب أصل المعنى.
وأن الصحابة - رضوان الله عليهم - لم يسألوا، .. لأن اللغة تقول: الأصل هو فهم اللفظ على ظاهره أولاً، فهوُ أمر (فهمي) فهمناه من عدم سؤالهم .. لا على إجماع حكوه (فتنبّه!).
وإن كان إجماعاً فسكوتي؟! .. وإن كنتَ مصرّاً: فكثيرٌ من أهل السنّة لا يأخذون بالإجماع (الصريح) فكيف (السكوتي)؟!
وهل يصح إخراج جماعةٍ من الناس من (الجماعة) بمجرد توهم الإجماع؟!
على العموم:
الموضوع يحتاج مزيد تحرير، وما قلتُه هو أنّ ترك (هذا) أولى .. !)
= قلت: قولك: (إنما هوَ استصحاب أصل المعنى) هذا الاستصحاب - إن صحت تسميتك - أليس هو الأولى والأبرأ للذمة أمام الله!
وأسألك: لو جاء الصحابة أو جاء النبي بل لو جاء الخلفاء الأربعة الراشدون: هل سيسكتون عن هؤلاء المخرّفين ويفسدون على الناس عقائدهم.
وكأنك ما قرأت كتب السلف المسندة ففيها النص على الإجماع من أئمة الدين أجمع.
أخي الكريم:
أسألك: مالذي ترمي إليه؟ هل نتوقف عن تبيين الحق للتوحد؟ فإن كان ذلك مرادك: فيسكتوا هم، ولكن: لن يستقيم!
لأنه لو قام شيطان من الجهمية، ولهم بقايا - وقال: يا أيها الناس لا يثبت اسم ولا صفة لله لأن إثباتها يتشابه مع المخلوقين!!!!!!!!!!
كيف ترد؟ بمذهب السلف أم بمذهب الآشعري!! والغزالي!
ثم إنك قرأت كتاب د. كيلاني وهو يشيد بمدرستين: مدرسة الغزالي ومدرسة التصوف ..
ولست أدري: هناك علماء كثر معاصرون للغزالي ولهم نهضة علمية لكن إنصاف د. كيلاني الواضح جعله لا يبصر البقية!!.
فأنت متابع لما رقمه د. كيلاني لم تقرأ كتب التاريخ! ثم تعيب علينا: (يقول شيخي)!!!!!!!!!
ثم إن منهج المقارنة بين هذا العالم وهذا: لا يجوز، ولا نفعله نحن، لكن الذي بدأ يفخر بانتصار صلاح الدين هو الناشر لهذه المقارنة السيئة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 06:51]ـ
حقيقة من الحزن يا طالب الايمان ان يكون امثالك من طلبة الشيخ العلامة الفقيه ابن العثيمين رحمه الله
وكذلك انك اساءت الادب مع الشيخ سليمان حفظه الله
وايضا لا اظن انك شاركت بتلك المشاركة الا من باب المجادلة وعرض العضلات وهذا الذي ظهر في مشاركتك
وايضا اتنهى الناس عن شيء وان تاتيه الست قد نهيت اخواننا عن الخوض والكلام في الاشاعرة والمعتزلة فلماذا تتكلم الان وترد وتضيع وقتك فيما لا ينفع كما ادعيت وزعمت في اول مشاركتك
اني لك ناصح امين اتق الله واياك والغرور وامسك عما لا يعنيك وعما انت تجهله
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 07:46]ـ
اخي طالب الايمان,
ارجو ألا تتمسح بالشيخ العثيمين- رحمه الله -وانت تخالفه!
الشيخ رحمه الله معروف بالدعوة الى السنة والتحذير من البدعة والمقالات الباطلة!؟
@ وهذا سيكشف مذهبك!؟
(مساكين أنتم معاشر السلفيين / .. و كما يقال عندنا في الشام: " دٌقّ الماء وهيَ ..... ماءْ "!)!!!!!!!!
# وخذ هذه الهدية لعل الله يهديك:
وقفة مع الجعد بن درهم وتلقيه النظريات الباطلة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من درس: الأسماء والصفات (الحلقة السادسة والعشرون)
وهنا نقف قليلاً عند الجعد بن درهم، الذي هو أشهر من نسبت إليه المقالة السابقة، فالجعد بن درهم تلقى هذه النظريات الباطلة عن فلاسفة الصابئين و -خاصة أهل حران - وهم قوم يعبدون الكواكب ويسمون الفلاسفة الروحانيين، ويدّعون أنهم روحانيون، وهؤلاء مذهبهم على مذهب قدماء اليونان -أيضاً- في إنكار الصفات، ولهم عقائد باطلة كثيرة، فتلقى الجعد بن درهم عن هؤلاء الصابئين من أهل حران ومن غيرهم هذه العقيدة الفاسدة، ومنه تلقى الجهم، مع أن الجهم -كما سنوضحه إن شاء الله- أخذ عن السمينية وهم طائفة من فلاسفة الهنود.
فالجعد بن درهم كان شؤماً، وهكذا كل أهل البدع كانوا شؤماً على أممهم وعلى دولهم، فمن شؤم الجعد بن درهم أنه كان مؤدباً لمروان بن محمد الذي يسمى مروان الحمار آخر خلفاء بني أمية، وسمي الحمار لكثرة المصائب والبلايا التي تحملها، وذلك من تساقط الأقاليم والمدن في أيدي العدو؛ لأنه جاء وقت ضعف الدولة وكان نهاية دولة بني أمية في عهده، فالمقصود أننا لو نظرنا إلى الأمم المكذبة لدعوات الرسل، نجد أنهم: يتطيرون برسل الله سبحانه وتعالى، ويتطيرون بدعوة الحق والخير والهدى، ويظنون أن الخير والبركة فيما هم عليه من الضلالات، والواقع أنهم بعكس ذلك، فطائرهم معهم وشؤمهم من أنفسهم، أما دعوة التوحيد والإيمان، فهي يمن وخير وبركة على من آمن بها، وناصرها وأيدها واعتقدها في قديم الدهر وفي حديثه.
فما اتبع قوم دعوة التوحيد والسنة إلا أبدلهم الله تبارك وتعالى بعد الفقر غنى، وبعد الذل عزة، وبعد التشتت تمكيناً واستقراراً، هذه قاعدة معروفة في التاريخ كله قديمه وحديثه، وبالعكس من ذلك: ما تبنت دولة من الدول مذهب أهل الضلال والبدع، إلا طوق بها، ومزقها الله تبارك وتعالى شر ممزق، فكانت دولة بني أمية على أقوى ما تكون، وكان شتاتها على يد الضال الجعد بن درهم وبشؤمه، وكذلك دولة بني العباس تزعزعت أركانها بسبب شؤم المعتصم الذي عذب الإمام أحمد وضربه وجلده، ففي عهد المعتصم بدأ استخدام الترك واعتماد الدولة بالكلية عليهم، فلما استبدوا بالأمر وأصبحت القوة -مع مرور الوقت- بأيديهم، كانوا يأتون بالخليفة فيسملون عينيه، أي: يدقون في كل عين من عينيه المسامير، ويعزلونه ويأتون بخليفة آخر فينصبونه كما يشاءون، بل بعض خلفاء بني العباس لم تستمر خلافته إلا يوماً وليلة فقط، منهم الشاعر المشهور عبد الله بن المعتز صاحب الشعر؛ لأنه لم يعجب أولئك الأجناد المتسلطين، الذين كانوا جنوداً للمعتصم عندما قبض على الإمام أحمد وعذبه وآذاه، فنجد أهل البدع وأهل الضلال وجند الشر وجند الخرافة شؤماً على دولهم وعلى أممهم، فهذا الجعد بن درهم كان هذا حاله في عهد الدولة الأموية.
مقتل الجعد بن درهم على يد خالد القسري
يقول رحمه الله: [وكان أول من ابتدع هذا في الإسلام هو الجعد بن درهم] يعني أول من أظهره ممن ينتمي إلى الإسلام، وإلا فهو مذهب موجود من قبل أخذه عن أولئك الصابئين الفلاسفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: [في أوائل المائة الثانية، فضحى به خالد بن عبد الله القسري أمير العراق والمشرق بواسط]، خالد بن عبد الله القسري كان من أمراء بني أمية على العراق وعلى المشرق، وبلغته هذه الدعوة وهذا المذهب الخبيث، الذي قال به الجعد بن درهم ولم يسبقه إليه أحد من أهل الإسلام، فأحضره فأقر بذلك، وأبى إلا أن يموت عليه، نسأل الله العفو والعافية، وكان خالد رجلاً حازماً شديداً قوياً، فأخذه و [خطب الناس يوم الأضحى فقال: أيها الناس! ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، ثم نزل فذبحه].
وأخبار خالد بن عبد الله القسري مشهورة في كتب السير والتواريخ، وكان لجده صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصله يرجع إلى إحدى قبائل هذيل المعروفة، فكانت تلك حسنة وهدية عظمى، وفضيلة كبرى لهذا الرجل، حفظها له علماء الإسلام من المؤرخين والعلماء، وكل من تحدث في الفرق ونشأتها، فهي مأثرة ومنقبة ومحمدة لهذا الأمير؛ وذلك بما فعل بذلك الملحد في أسماء الله تعالى وصفاته هذه الفعلة وهو يستحقها، وقد شكره عليها كل العلماء بغض النظر عن من أفتاه بأن يفعل ذلك؟! وكل من بلغه ذلك من التابعين فرح واستبشر، ولم ينقل قط عن أحد من علماء المسلمين أو قضاتهم في ذلك الزمن إلا الفرح والسرور بالقضاء على هذا الضال، الذي أنكر ما صرح الله تبارك وتعالى به في القرآن.
يقول هذا الملحد: إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، والله تعالى يقول: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا [النساء:125] ويقول -أيضاً-: إن الله لم يكلم موسى تكليماً، والله تعالى يقول: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النساء:164] لا يمكن أن يسمع بمقتله مسلم إلا ويفرح ويدعو لمن فعل هذه المأثرة والمنقبة غفر الله لنا وله.
ثم يقول: [وكان ذلك بفتوى أهل زمانه من علماء التابعين رضي الله عنهم، فجزاه الله عن الدين وأهله خيراً].
الجهم بن صفوان يتابع الجعد بن درهم في ضلالاته
قال: [وأخذ هذا المذهب عن الجعد الجهم بن صفوان، فأظهره وناظر عليه، وإليه أضيف قول الجهمية] والجهمية: علم مشهور يطلق على منكري صفات الله سبحانه وتعالى، وعلى القائلين أيضاً: بأن الإيمان هو مجرد المعرفة، فبمجرد أن الإنسان يعرف الله فهو مؤمن عندهم، وعلى الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان كالريشة في مهب الريح، لا إرادة له ولا اختيار، أرأيتم كيف جمع الجهم بين هذه المصائب الثلاث، وكل واحدة منها كافية في أن يعاقب بما عاقبته به الأمة الإسلامية، من ذكره بأسوأ الذكر في كل كتب تواريخها وسيرها وأعلامها ورجالها، فضلاً عما عوقب به من القتل في عصره. فهو يقول: إن الله تعالى لا يوصف بشيء، ويقول: إن الإيمان هو المعرفة، ويقول: إن العبد مجبور على أفعاله، لا إرادة له ولا اختيار، بل هو كالريشة في مهب الريح. وكل واحدة من هذه تستحق أن يعاقب صاحبها إذا أصر عليها بمثل العقوبة التي عوقب بها الجهم.
والجهم ترجم له وذكر شأنه كثير من العلماء، ومن أجلهم وأقدمهم الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه خلق أفعال العباد، ذكر نبذاً من ذلك عن الأئمة الذين تكلموا في الجهم.
تناظر الجهم وتشككه في دينه السمنية
وهناك طائفة موجودة في الهند ومثل فكرتها أيضاً في الفكر اليوناني، يقولون: لا نؤمن إلا بالمحسوس المشاهد الذي يراه الإنسان بعينه، ويلمسه بيده ويسمعه بإذنه، ويشمه بأنفه، هذا المحسوس نؤمن به، فما عدا ذلك ينكرونه بزعمهم، وفي الحقيقة لا يوجد إنسان ينكر كل شيء غاب عن هذه الحواس بهذا الشكل القاطع، لكن هكذا ظهرت، وهذا الضال المسكين -الجهم - لأنه أراد أن يتشبه بشيخه الجعد، وأراد أن يصبح فيلسوفاً أو حكيماً وأعرض عن الكتاب والسنة، وكان من أجهل الناس بالقرآن والسنة وأحكامهما، وكان من أبعد الناس عن العلماء وعن حلقاتهم، وهنا نأخذ العبرة والعظة من أين تأتي الضلالات؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتقى بقوم من فلاسفة الهنود فلما قالوا: ما دينك؟ قال: مسلم. قالوا: من تعبد؟ قال: أعبد الله. قالوا: كيف ربك هذا؟ قال: ما أدري. قالوا: هل رأيته؟ قال: لا. قالوا: هل لمسته؟ قال: لا. قالوا: هل شممته؟ قال: لا. قالوا: هل سمعته؟ قال: لا. قالوا: هل ذقته؟ قال: لا. قالوا: إذاً: أنت يا جهم تؤمن بشيء لا وجود له، فشككوه في دينه، فانظروا إلى هذا المسكين، لا علم عنده ولا فقه، ولم يرد الأمر إلى أهل العلم، لأن الله يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] وهكذا تجد أي مسلم عنده شبهة وضلالة فإنما هو من مجالسة أهل البدع، ولهذا نعلم خطورة قول من يقول: يجب أن ننفتح على الفكر العالمي ونحن واثقون مطمئنون، ونقول: سبحان الله! أننفتح على الأفكار الهدامة والضلالات المردية، فيقع في القلوب من الشبه والشكوك ما الله به عليم؟!
المهم أن الجهم قال: أمهلوني. فشك في دينه وبقي أربعين يوماً لا يصلي -كما ذكر ذلك الإمام أحمد رحمه الله نقلاً عن شيوخه- فظل يفكر بالليل والنهار كيف يجيبهم، فتذكر شيئاً قال: هذا الهواء ليس له طعم ولا لون ولا ريح، فخرج إليهم فقال: إن ربه مثل الريح، وقيل في بعض النسخ: إنه قال: مثل الروح ليس له طعم ولا لون ولا رائحة، بطبيعة الحال لن تؤمن السمينية بمثل هذا الكلام، ولكن الذي ضل هو هذا الرجل، ولذلك أخذ يؤصل لمذهب خبيث وهو أنه ليس لله تبارك وتعالى صفات، وأن تنزيه الله هو بنفي صفاته كما قال شيوخه من الفلاسفة، وحتى امرأته -كما نقل الإمام عثمان الدارمي رحمه الله في رده على بشر - تعلمت منه، ولقيها بعض من العلماء في سوق الدباغين، فسمعت رجلاً يقول: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] قالت: محدود على محدود؟! فعلّم زوجته وأفسدها، وهكذا دعاة الشر يفسدون نساءهم، ومع الأسف أن بعض دعاة الخير لا يصلحون أزواجهم.
بشر المريسي وبرغوث يحملان راية البدعة بعد جهم
تلقف هذه المقالة بعده وحمل الراية بشر بن غياث المريسي اليهودي، وذلك بعد هلاك الجهم فقد قتله والي بني أمية سلم بن أحوز، وعندما جيء به ليقتله وذلك لأنه قد كان شارك في ثورة قامت على الدولة الأموية، وكان الجهم كاتباً لقائد هذه الثورة فلما قضت الدولة الأموية على هذه الثورة، جاء والي الشرطة وقال لجهم: والله يا جهم! إنك لأحقر عندي من أن أقتلك على ما فعلت -أي: لا تظن أنني أقتلك لأنك شاركت من ثاروا على الخلافة، فالأمر أهون من ذلك -ولكن لما بلغني عنك. يعني انحرافك في العقيدة من إنكار الصفات فقتله، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان سلم بن أحوز وأن يثيبه، فقد أراح الأمة من شر عظيم، لكن جاء بشر المريسي ومن معه مثل برغوث، وما أدراك ما برغوث المعتزلي فرفعوا راية التجهم وإنكار الصفات.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=4866
# اما الاستدلال والاستغراب لما حصل للفاتح صلاح الدين -رحمه الله- من فتوحات , فلأن بدعة الاشاعرة اخف - بكثير- من كفر العبيديين والنصارى!
-فمن عدل الله وحكمته ان ينصر دولة صلاح الدين-ذات الحكومة الاشعرية وليس كل الدولة اشاعرة- على دولة العبيديين الكافرة!
هل فهمت؟!
-س: هل كان صلاح الدين رحمه الله عالم من علماء الاشاعرة؟!
-ج: كان رحمه الله يحضر الدروس كي يتعلم!!
فمثل هذا, الا يعذره الله لحسن نيته وينصره على مثل هؤلاء؟!
# اما انت يا ابي الحسنات الدمشقي الاشعري!
(فلست شافعيا)!
# وعن موضوعك- الاشاعرة - الذي حذف سيأتي الرد عليه ان شاء الله!
@ (# فقد اتبع الإمام فيها طريق التفويض الذي هو طريق جمهور السلف!!
# وعلّق العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في هامش الصفحة معرِّفاً بابن كلاب!!
# وقال العلامة كمال الدين البياضي رحمه الله تعالى (إشارات المرام من عبارات الإمام ص/23):
(لأن الماتريدي مفصّل لمذهب الإمام ـ يعني أبا حنيفة ـ وأصحابِه المظهرين قبل الأشعري لمذهب أهل السنة , فلم يخلُ زمان من القائمين بنصرة الدين وإظهاره. . وقد سبقه ـ يعني الأشعري ـ أيضاً في ذلك ـ يعني في نصرة مذهب أهل السنة ـ الإمام أبو محمد عبدالله بن سعيد القطان. .) اهـ.
# هذه بعض ما في مقالتك من مغالطات!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 07:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتذر من الأخوة الأفاضل عدمَ إمكاني الكتابة هذه الأيام بسبب إنشغالي في الجامعة .. !
والسبب الآخر: هوَ عدم أهميّة الموضوع في سلّم الأولويات عندي .. !
على العموم .. ما أودّ قوله هوَ:
- اعتقدنا في الله أمرٌ مهمّ .. ولكنّه لا فرقَ كبير بيننا وبين الأشاعرة في المحبة والقُرب من الله - جل وعلا -: أيّ أن هذا ينبني على ما ذكرت أنهم قوم أراود نفي المعنى الفاسد عن الله - جل وعلا - بتأويلهم .. ، و هذا يُحسب لهم لا عليهم، ولكنَ الطريق .. الطريق هوَ الخاطئ .. !
- منهج أهل الكلام في التعاطي مع آيات الأسماء والصفات منهجٌ صحيح في مجمله .. وذلك عبر:
(1) دلالة الإلتزام.
(2) دلالة القياس.
أيّ أنّ الردّ على المناطقة بالقرآن .. لا يمكن لأن السقف أو المرجع الذي يرجعون إليه غير مرجعنا، .. فلا يمكن أن تحاجج بالقرآن من لا يؤمن بالقرآن - وهذا أمر مهم -، ولكن المشكلة أن الأشاعرة لم يسحبوا جميعَ آيات الأسماء والصفات على إثبات الأسماء والصفات بدلالة الإلتزام .. وهذا أمر قلّد فيهم اللاحق عن السابق، فلم يفهموا أو لم يستطيعوا أن يثبتوا غير سبع صفات .. عن طريق هذه الدلالة، مع إمكانهم أن يُثبتوا جميعَ الأسماء والصفات. - هذا أولاً -.
الأمر الآخر الذي أخطئوا فيه: أنهم استخدموا المنهج العقلي في إثبات الأسماء والصفات معنا نحنُ المسلمين مع أننا نتفق معهم بالإطار المرجعي العام .. وهوَ القرآن والسنَة.
على خلاف بيننا وبينهم في مسألة: سنّة الآحاد .. وهذه مسألة اجتهادية خلافية - لا إشكال فيها -.
ما يجب إيضاحهُ أنّ:
هؤلاء القوم أرادوا أن ينفوا عن الله - جل وعلا - المعنى الفاسد .. وهوَ أمرٌ مهمّ .. !
وهذا أمرُ سأشرحه في الرسالة النقدية عن الدكتور البوطي (نقاشاتٌ مع " البوطي " في ما كتَبَ) .. - والله أعلى وأعلم -.
- لا أعلم ما هوَ وجه التطابق بين (عبد القادر الجزائري) و (معبد الجهني) في المسألة العقائدية .. والسياسية، فهوَ قياس مع الفارق، رجلٌ مجاهد والآخر في مقدمة أولوياته هدم الحضارة الإسلاميّة .. و الجزائري رجل غير مؤدلج أي غير عالم .. في مقابل رجل له باع في مسائل الفلسفة و أحاديث الهنود ومعتقداتهم.
أما توضيح إشكاليات لصيقة بالشخص فلا إشكال فيه إذا كان: (1) مؤثر على فِكر الأمة وشبابها .. وإلا يُعتبر (إيقاظاً للفتنة) .. ! (2) و منصفاً في التعاطي مع المخالف.
- المعتصم مشهور في التاريخ أنَه رجل شجاع و غير متعلم - وكان جاهلاً - وكان في قوله متابعٌ لأخيه (المامون) - هذا السبب الأول -، و السبب الثاني: البطانة التي كانت قريبة من أخيه وهم (ابن أبي دؤاد) .. وغيره .. ! مع أنّ التاريخ المنصف ذكر أن: هذا المعتزلي كان من أفضل الناس في التعامل مع السياسة والواقع .. و لكن: لا يعدوا قدرْه فهو: معتزلي مع الأسف -، فيُعذر الرجل بالجهل.
- جهاد ابن قدامة مع صلاح الدين دليل على عدم نظره إلى أشعريته، وتصوّر أن قائداً اليوم يأمر بقراءة العقيدة الأشعرية في الجيش .. ويسكت العلماء المجاهدون معه إلا أن يكون: (1) هذا العالم محابي للسلطان - وهذا بعيد عن ابن قدامة رحمه الله - أو / (2) لا يرى بأساً في هذا الأمر - وهوَ الأقرب -.
- المقارنة بين الحجاج وصلاح الدين مقارنة ظالمة .. فنترحم على رجل قتل الحسين وعبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير - رضي الله عنهم وفتك في الناس وظلمهم .. لأنه - إن كان - موافقاً لنا في العقيدة، .. ولا نفتخر بنصر صلاح الدين - رحمه الله - لأنه أشعري .. ! فها هوَ الأشعري سعيد حوى .. كتب في (الخمينية) أعظم الكتب .. فما رأيك؟!
- الكيلاني لم يقتصر على الإشادة بمدرسة الغزالي وإنما أشاد بمدرسة عبد القادر الكيلاني - رحمه الله - وهوَ حنبلي والحنابلة في الغالب سلفيون.
- بالنسبة لي لا أتمسح بدراستي على ابن عثيمين .. والسبب: (1) أنها لم تكن طويلة - لأنه توفى رحمه الله -. (2) أنني أخالفه في التعامل مع الأشاعرة .. ، إنما ذكرت ذلك أنني سلفي العقيدة - ولله الحمد - .. ولكن فرق بين العقيدة الأشعرية .. وبين التعامل السليم مع الأشاعرة .. !
- لا أدري .. كيف قوّلني أحد الأخوة أنني أرى التعامل مع الأشاعرة كالتعامل مع المعتزلة .. فنحنُ نختلف مع المعتزلة بالأصول .. !
- كلام الشيخ سفر - حفظه الله - على العين والرأس، ولكنّه لا يلزم الأشاعرة .. !
- الأشاعرة نظرياً من أكبر فِرق الأرجاء .. عملياً؟! " فهذا هوَ الفرق بين التنظير الفكري المنبتّ عن الواقع " .. !
(والله أعلم)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 12:26]ـ
الإخوة الكرام:
بارك الله فيكم جميعًا.وهدى الله الأشاعرة إلى مايُحب ويرضى، وأظن الجميع متفقًا على مخالفتهم لأهل السنة في قضايا كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد طارق]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 02:01]ـ
وأظن الجميع متفقًا على مخالفتهم لأهل السنة في قضايا كثيرة.
وأظن الجميع متفقاً على أن الأشاعرة ليست من الفرق الضالة (الاثنتين والسبعين).
ومَن غلا منهم في التعطيل ووافق الجهمية فليس أشعريا بل يدخل في حكم الجهمية.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 12:52]ـ
بورك فيك ..
المقصد - بعد حصول الاتفاق السابق على المخالفة -: أن يجتهد الجميع في " نُصحهم " و " دعوتهم "، كلٌ بحسب طريقته التي يراها مناسبة ومُحققة للغرض.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 04:42]ـ
- المقارنة بين الحجاج وصلاح الدين مقارنة ظالمة .. فنترحم على رجل قتل الحسين وعبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير - رضي الله عنهم وفتك في الناس وظلمهم .. لأنه - إن كان - موافقاً لنا في العقيدة، .. ولا نفتخر بنصر صلاح الدين - رحمه الله - لأنه أشعري .. ! فها هوَ الأشعري سعيد حوى .. كتب في (الخمينية) أعظم الكتب .. فما رأيك؟!
(والله أعلم)
يا أخي لم أقارن!
أنت استغربت الافتخار بفتوحاته!.
ثم إن فسوقه لا يمنع الترحم عليه، ولم يثبت عنه ما يخرجه من (الإسلام).
ولم يقتل الحسين بن علي، بل الذي تولى قتله اثنان:
عمر بن سعد - أمير الجيش -، ووالي البصرة، (عبد الله بن زياد - فيما أذكر -).
قإن قتلَ الحسينِ في ولايةِ يزيدِ بن معاوية بعد الستين للهجرة، ومقتل الزبير عندما قاتله مروان بن الحكم، وقاد الجيش: الحجاج بن يوسف الثقفي.
ومن أدراك أنا لا نذكر صلاح الدين بخير أو لا (نفتخر) بأعماله!
من أراد أن يحابي في هذه المسائل، قال: هاهو صلاح الدين: أشعري .... وو .... !
فلست أدري من بدأ بإذكاء الفتنة! - ولست أعنيكَ أخي الكريم الفاضل -.
بارك الله فيك ونور قلبك وزادك إيمانًا وفقهك في دينه وأسكنك الفردوس.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 07:23]ـ
آمين .. أخي الكريم وإياك بالمثل - و زيادة -:
اختلط عليّ الأمر، فأنا أقصد العهد الأموي بشكل عام، فقاتل الحسين هوَ عبيد الله بن زياد بأمرٍ من يزيد بن معاوية - عامله الله بما يستحق - .. !
قصدتُ أنه قاتل عبد الله بن الزبير .. - أي الحجاج -!
وأننا بإماكننا الافتخار بالأفاضل من أي زمانٍ كان .. !
- وفقك الله -
ـ[الصيعاني]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 10:30]ـ
إلى طالب الإيمان [نرجو]
أولا الدال المنقوطة لا تعمل عندي في الكيبورد فكتبتها مهملة
لمادا تصب جهدك في الجدل والمهاترة مخالفا ما تدعو إليه من توفير الجهود لما هو أهم؟
لمادا تلزم الآخرين بما تراه أنت أهم ليتركوا ما يرونه هم أهم؟
لمادا تستخف بغيرك في الكلام تارة تصفهم بالمساكين، وأخرى يجادلون الموتى وينبشون القبور، ولا يرى أبعد من أرنبته، والموقع لا يبث إلا ما لافائدة فيه، ومحتاج لأعلمك القراءة والتهجئة، وتصف بالتشدق ولم تكتف بهدا حتى أشرت لتهمتهم بالخيانة
ثم تأتي وتزخرف غايتك بدعوى مصلحة الأمة وأولويات أهدافها
واضح أخي طالب الإيمان إدا ما الدي درسته على الشيخ العثيمين؟
فلو كان الأدب يكتفى فيه بالتنظير لقلنا كنت غائبا يوم درسه الشيخ، ولكن يبدو أنك غبت عن دروسه جلها ولم تحضر إلا مقدار ما يحصل به شرف التلمدة
وأما عن الطوفان فاحتط منه لنفسك قبل أن تظهر الشفقة على غيرك
ومن الدي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه؟
المتفطن للباطل المنتشر والدي يسعى فيه أهله ليل نهار من أشاعرة وجهمية كتلاميد الكوثري ومن تبعهم كالسقاف وسعيد فودة وعمر كامل ومحمود سعيد ممدوح وسعيد فودة وصالح الأسمري وتلميده سيف العصري وأمثالهم كثر ومن قبلهم البوطي الدي لا زال يتهم دعوة شيخ الاسلام ابن عبد الوهاب بأنها من صنع الإنجليز لإفساد الدين والجفري القبوري والقرضاوي الدي ينشر العقيدة الأشعرية تأليفا وتقديما ويروج للتفويض ـ الدي يقول عنه شيخك ابن عثيمين بأنه شر أقوال أهل البدع ـ بل قدم لكتاب سيف الدي ملأه سبا لعلمائنا وعرض بكفرهم في مواطن من الكتاب فجاء القرضاوي داعية التسامح والاعتدال ليناصر هدا الكتاب وغاوجي ممجد الكوثري
فمن الدي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه
لكن هنيئا لك يا طالب الجدل صرفك المشاركين عن الموضوع وشغلهم بتاريخ و أمور اخرى ولعل هدا هو بيت القصيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يبعد عنك المقدسي المتشفع فقد سب وشتم بوصفهم بالأغمار والمتألهين وأنكر تصنيف العلماء مظهرا إجلالهم بينما غمز في شيخ العلماء ابن تيمية رحمه الله فهنيئا له ولك وهكدا فلتكن الصفاقة
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 12:29]ـ
الاخ أبي الحسنات الدمشقي الاشعري,
لعل جل ما في كلامك الذي كتبته في مقالتك التي ألغيت من هذه الكتب التي هي كما قال تعالى: (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً):
- مؤلفات ورسائل وتحقيقات الكوثري ومقالاته.
2 - تهنئة الصديق المحبوب ونيل السرور المطلوب بمغازلة! سفر المغلوب (نقد كتابه: منهج الاشاعرة في العقيدة) تأليف السيد حسن بن علي السقاف دار الامام النووي الطبعة الاولى 1414 ه.
3 - رسائل ومؤلفات السيد عبد الله بن عبد الرحمن المكي الهاشمي، كالقول الوجيه في ذم القول بالتشبيه، وغيرها.
4 - عقيدة القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي تأليف الدكتور أحمد نور سيف، وهي دراسة مفردة، قدم بها لكتاب شرح عقيدة ابن أبي زيد القيرواني في كتابه الرسالة للقاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي، وقد قرظها مفتي مصر السابق الدكتور أحمد الطيب.
5 - كفى تفريقا باسم السلف رد على كتاب سفر الحوالي، للدكتور عمر كامل.
6 - عقيدة الإمام الأشعري مذهب السواد الأعظم من المسلمين في الأصول، للسيد مصطفى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوي العطاس، طبع بدار الأصول باليمن 2006م.
7 - كتاب الاشاعرة بين الحقائق والاوهام: تأليف الشيخ محمد صالح الغرسي وهو من تركيا رد فيه على سفر الحوالي.
8 - أهل السنة الأشاعرة - شهادة علماء الأمة وأدلتهم:
جمع وإعداد: حمد السنان، و فوزي العنجري
قرظه جماعة وهم:
الدكتور محمد حسن هيتو، والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والدكتور علي جمعه محمد،
والدكتور وهبة الزحيلي، والدكتور حسين عبد الله العلي، والدكتور محمد فوزي فيض الله،
والدكتور عجيل جاسم النشمي، والدكتور محمد عبد الغفار الشريف، والدكتور عبد الفتاح البزم،
والسيد علي زين العابدين الجفري.
صدر عن دار الضياء للطباعة والنشر والتوزيع - الطبعة الأولى 1427هـ -
2006م
# (طبعا هذه المكتبة صوفية قح! حتى انها تبيع للجفري!!! تشابهت قلوبهم قبحهم الله).
9 - كتاب عقائد الأشاعرة - في حوار هادئ مع المناوئين، وهو رد على سفر الحوالي في تجنيه على السادة الأشاعرة وتضليله إياهم.
للدكتور صلاح الدين الإدلبي , ويقع في نحو (266صفحة)
# وسيأتي الرد عليها - ان شاء الله - في خلال .... ؟ بس اصبر!؟
@ اما اذا كنت مستعجلا فعليك بكتاب الشيخ فيصل قزار الجاسم " الاشاعرة في ميزان أهل السنة ".
وإليك رابط تحميل الكتاب:
http://www.kabah.info/uploaders/al_ash3rah.pdf
# طبعا منقول!
# وحبذا لو تضع لي روابط كتب الاشاعرة كي توفر علي الوقت والجهد (والمال)!
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 11:08]ـ
فقاتل الحسين هوَ عبيد الله بن زياد بأمرٍ من يزيد بن معاوية - عامله الله بما يستحق - .. !
ليس بأمر منه كما هو المشهور عند العوام.
وهذا بحاجة إلى موضوع مستقل.
وأرجو الاحجام عن شتمه.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 01:34]ـ
وجدت هذا الكلام النفيس للعلامة محمد بن أمان الجامي -رحمه الله- يكشف فيه جانب خفي في الأشاعرة، لأول مرة أقرأه،
يقول رحمه الله في تفريغ شريط الرد على الأشاعرة والمعتزلة:
(الأشاعرة يصرحون فيقولون الله موصوف بصفة الكلام فيجب أن نؤمن بأن الله متكلم وأن له صفة اسمها صفة الكلام، كلام طيب، صفوا لنا هذا الكلام ما هو؟؟!! وهل هذا القرآن الذي نقرأ ونستدل به وتحفظه ونكتبه هل هو كلام الله؟؟ قالوا (لا .. ) كلام الله شيء آخر، القرآن عند الأشاعرة ليس بكلام الله حقيقة وإنما يطلق عليه أنه كلام الله مجازا لماذا؟ لأنه إما دال على كلام الله الحقيقي أو عبارة عنه أو ترجمة له أما هو فمخلوق هذا الذي نعني غير هذا كلام ( .. ) الا وهو الكلام النفسي الذي ليس بحرف ولا صوت أما وصف الله بأنه يتكلم بكلام له حرف وصوت مستحيل لا يليق بالله، الأشعري عندما يستدل بالآية ألا يقول قال الله تعالى ثم يذكر الآية؟؟ إذن ما معنى كلامك عندما تريد أن تستدل بآية قرآنية فتقول قال الله تعالى: (إذا جاء نصر الله) يقول (لا .. ) لا ينبغي أن نصرح في كل مقام بأن هذا القرآن مخلوق ولكن هذا سر بين الشيخ وبين التلاميذ يهمس بآذانهم فيقول اعلموا بأن هذا القرآن مخلوق ولكن لا يقال في كل مقام لئلا يُسْتَخَفَّ به لماذا؟؟ لأنه يجب احترامه لا احتراما ذاتيا ولكن لكونه دليلا على كلام الله الحقيقي النفسي أو لكونه عبارة عنه أو لكونه ترجمة له، فكلام الله النفسي الحقيقي لو كُشِفَ عنا الحجاب لفهمنا منه مِنَ الأحكام كالتحليل والتحريم والنهي والأمر كما نفهم من هذا الكلام اللفظي المجازي الذي يدل على كلام الله، تكون اتفاقية سرية بين الشيخ وبين التلاميذ لكن أمام الجمهور يقولون قال الله تعالى فيتلوا الآية فيقول للناس القرآن كلام الله، موقفان موقف سري وموقف علني الموقف السري الذي بين الشيخ وبين التلاميذ هي الحقيقة وهو الصحيح لكن الموقف الآخر إنما هي دبلوماسية لئلا يُمَس هذا الكلام الدال على كلام الله تعالى وإلا هو ليس بكلام الله.
هذه حقيقة الأشاعرة في كتب الكلام ما الفرق إذن بين الأشاعرة وبين المعتزلة في صفة الكلام؟؟ خلاف لفظي غير حقيقي كلهم يتفقون على أن هذا القرآن الذي نقرأه ونحفظه ونكتبه مخلوق وليس بكلام الله، تتفق الأشاعرة مع المعتزلة على هذا بل موقف الأشاعرة أخطر لأن موقف المعتزلة واضح)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 01:05]ـ
السلام عليكم أيها الإخوة الفضلاء.
لدي بعض الأسئلة لأخينا في الله طالب الإيمان -زاده الله إيمانا وحرصا على ما ينفعه- حول قوله (أنهم قوم أراود نفي المعنى الفاسد عن الله - جل وعلا - بتأويلهم .. ، و هذا يُحسب لهم لا عليهم):
-هل من إرادتهم نفي المعنى الفاسد عن الله -جل وعلا- أن نفوْا استواءه على عرشه فقالوا بأنه الاستيلاء والهيمنة والسيطرة؟ ...
-هل من إرادتهم نفي المعنى الفاسد عن الله -جل وعلا- أن نفوْا علوَّ ذاته -سبحانه- على خلقه؟؟ ...
-أليسوا هم القائلين بأنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ... إلخ كالرازي والآمدي -رحمهما الله-، أو أنه في كل مكان كبعض المعاصرين؟؟؟ ....
-أليسوا هم نفاة الرحمة والحكمة والمحبة (الإرادة الشرعية وما يترتب على ذلك من ضلال في باب القدر)؟ ...
-أليسوا هم الذين أضحكوا العقلاء عليهم لما قالوا: رؤية الله جائزة لكن من غير جهة (أو مقابلة)؟ ...
-أليسوا هم القائلين بالكلام النفسي -وأخونا إن شاء الله على علم بما يلزم منه من لوازم باطلة (انظر التسعينية لشيخ الإسلام) - .....
-أليسوا هم القائلين أن أحسن البيان وأفصحه وأصدقه -الذي جاءنا من عند الحكيم الخبير- أن من ظواهره ما هو كفر، بل منهم من جعل التمسك بظواهر نصوص الأسماء والصفات -وهو مذهب السلف قاطبة- من أصول الكفر؟؟ .....
وغيرها كثير ...
ولا يخفاك إن شاء الله موقف الإمام أحمد من المحاسبي والكرابيسي وابن كلاب وأضرابهم وأقواله هو وغيره من أئمة السنة مشهورة.
-وفقك الله لما يحب ويرضى-
ـ[ابن طالب]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 01:16]ـ
صلاح الدين الايوبي كان اشعريا المعتقد شافعي المذهب دليل ذلك كلام ابن علان في شرح رياض الصالحين حيث امر بقراءة متن من العقيدة الاشعرية
وماذا سيزيد ذلك أو سينقص هل تريد قائدا عظيما على عقيدة السلف
إليك القائد يوسف بن تاشفين رحمه الله كان على عقيدة السلف رحمهم الله وهو قائد موقعة الزلاقة التي شبهت بحطين أو أكبر منها
وانظروا كيف نشأت دول المرابطين. كان منشأها على علماء مالكية وهو عبد الله بن ياسين رحمه
وقد بلغني أن حركة طالبان على مذهب الأشاعرة والله أعلم
أن قرأت أنهم ماتريدية.
وبلغني:
أن الصحابة - رضي الله عنهم -، والقرون المفضلة كانوا على عقيدة (أهل السنة) .. !
أصبت بارك الله فيك
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 02:38]ـ
عوْد إلى أسئلة أخرى يا طالب الإيمان -وفقه الله لما فيه نفعه-:
-قولك: (أيّ أنّ الردّ على المناطقة بالقرآن .. لا يمكن لأن السقف أو المرجع الذي يرجعون إليه غير مرجعنا، .. فلا يمكن أن تحاجج بالقرآن من لا يؤمن بالقرآن - وهذا أمر مهم -). أقول لك: هل كفار قريش الذين خاطبهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بنص التنزيل -أي: القرآن- كانوا يؤمنون بالقرآن لما خاطبهم به؟ هل كان السقف أو المرجع الذي يرجعون إليه -على حد تعبيرك- هو القرآن أم غير ذلك كعادات الآباء وآرائهم .... ؟
أرجو منك النظر والتأمل بدقة -زادك الله حرصا-
قولك: (الأمر الآخر الذي أخطئوا فيه: أنهم استخدموا المنهج العقلي في إثبات الأسماء والصفات معنا نحنُ المسلمين مع أننا نتفق معهم بالإطار المرجعي العام .. وهوَ القرآن والسنَة.) أقول:
-هل المنهج العقلي الذي استخدموه مع المسلمين -مع أنهم يتفقون معهم بالإطار المرجعي العام .. - الذي يقول: بدليل الحدوث في الرد على من قال بقدم العالم -وذلك أثناء مناظرتهم للزنادقة والفلاسفة- مع ما أداهم إليه من التزام لوازم باطلة (حين استخدموه مع المسلمين كما تقول أنت) كالقول باستحالة قيام الحوادث بذات الله = فنفوْا أن تقوم الصفات والأفعال الاختيارية بذاته سبحانه وتعالى من الأخطاء السائغة ومن موارد الاجتهاد أم هي من البدع الكلية؟
أرجو منك جوابا دقيقا على ذلك -بارك الله فيك-.
-قولك: (المعتصم مشهور في التاريخ أنَه رجل شجاع و غير متعلم - وكان جاهلاً - وكان في قوله متابعٌ لأخيه (المامون) - هذا السبب الأول -، و السبب الثاني: البطانة التي كانت قريبة من أخيه وهم (ابن أبي دؤاد) .. وغيره .. ! مع أنّ التاريخ المنصف ذكر أن: هذا المعتزلي كان من أفضل الناس في التعامل مع السياسة والواقع .. و لكن: لا يعدوا قدرْه فهو: معتزلي مع الأسف -، فيُعذر الرجل بالجهل) أقول:
-لِمَ لم تقل مثل ذلك في صلاح الدين، أي: مشهور في التاريخ أنه رجل شجاع مجاهد قائد سياسي ماهر لكنه لا يعدو قدره فهو: أشعري مع الأسف، فيعذر الرجل بالجهل (وقد عذر شيخ الإسلام ابن تيمية أئمة كبارا من أئمة الأشعرية -وبخاصة المتأخرين- فانظر مناظرته حول الواسطية في المجموع المجلد 3تجد ذلك). وقد يقول لك قائل أن بطانته هي التي أدت به إلى ذاك الاعتقاد.
نأمل منك الجواب -أعانك الله على الخير-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 05:57]ـ
قد سأل أخونا طالب الإيمان -زاده الله إيمانا وفقها- فقال: "ماذا نقول عن (صلاح الدين) .. الأشعري، عندما أراد أن ينشرَ (عقيدة الأشاعرة) في مملكته عن طريق مُفتي الشافعية (قراقوش) .. وقد نصَرَهُ الله - سبحانه وتعالى-؟! "
الجواب:
قال الدكتور عبد الرحمن المحمود: " وقبل أن نذكر نماذج من مواقفه الإيجابية من الأشاعرة، لا بد من بيان الملاحظات التالية:
1 - أن شيخ الإسلام بنى ذلك على أصل ثابت عنده، وهو تفاوت الطوائف في القرب والبعد من الحق، فيسلك مع الأشاعرة هذا المسلك، يقول شيخ الإسلام معلقا على مسألة تأثر الأشاعرة بالمعتزلة: " مع أنه يمكن بيان أن قول الأشعري أقرب إلى صريح المعقول من قول المعتزلة، كما يمكن أن يبين أن قول المعتزلة أقرب إلى صريح المعقول من قول الفلاسفة، لكن هذا يفيد أن هذا القول أقرب إلى المعقول وإلى الحق، ولا يفيد أنه هو الحق في نفس الأمر، فهذا ينتفع به من ناظر الطاعن على الأشعرية من المعتزلة، والطاعن على المعتزلة من الفلاسفة، فتبين له أن قول هؤلاء خير من قول أصحابك، فإنه كما أن كل من كان أقرب إلى السنة فقوله أقرب إلى الأدلة الشرعية، فكذلك قوله أقرب إلى الأدلة العقلية. ولا ريب أن هذا مما ينبغي سلوكه، فكل قول –أوقائل- كان إلى الحق أقرب فإنه يبين رجحانه على ما كان من الحق أبعد، ألا ترى أن الله تعالى لما نصر الروم على الفرس –وكان هؤلاء أهل الكتاب وهؤلاء أهل أوثان- فرح المؤمنون بنصر الله لمن كان إلى الحق أقرب على من كان عنه أبعد. وأيضا فيمكن القريب إلى الحق أن ينازع البعيد عنه في الأصل الذي احتج به عليه البعيد، وأن يوافق القريب إلى الحق للسلف الأول الذين كانوا على الحق مطلقا". ولذلك أنصف خصومه كلهم من الأشاعرة وغيرهم بناءً على هذه القاعدة." اهـ من (موقف ابن تيمية من الأشاعرة 2/ 701 - 702).
فأرجو أن يكون قد تبين لأخينا طالب الإيمان –وفقه الله- لماذا فرح أهل السنة والجماعة بنصر الله لصلاح الدين –رحمه الله-.
ولي على كلامه الكثير وقفات أخرى إن شاء الله.
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 06:30]ـ
وقفة أخرى مع أخينا طالب الإيمان -وفقه الله لمراضيه-
قال أخونا طالب الإيمان –سدده الله-: (هل تعتقد أنّ المُتأول في (الأسماء والصفات) .. مُخطئ في (أصل تأويلهِ) أم في (نتائج تأويله)؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: " وهذه التأويلات الموجودة اليوم بأيدي الناس مثل أكثر التأويلات التي ذكرها أبو بكر بن فورك في كتاب "التأويلات" وذكرها أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي سماه "تأسيس التقديس" ويوجد كثير منها في كلام خلق غير هؤلاء مثل: أبي علي الجبائي، وعبد الجبار بن أحمد الهمذاني، وأبي الحسين البصري، وأبي الوفاء بن عقيل، وأبي حامد وغيرهم، هي بعينها التأويلات التي ذكرها بشر المريسي (التي ذكرها) [لعلها زائدة] في كتابه، وإن كان قد يوجد في كلام بعض هؤلاء رد التأويل وإبطاله أيضا ولهم كلام حسن في أشياء. فإنما بينت أن عين تأويلاتهم هي عين تأويلات المريسي، ويدل ذلك كتاب الرد الذي صنفه عثمان بن سعيد الدارمي أحد الأئمة المشاهير في زمان البخاري، صنف كتابا سماه: "رد عثمان بن سعيد على الكاذب العنيد فيما افترى على الله في التوحيد" حكى فيه من التأويلات بأعيانها عن بشر المريسي بكلام يقتضي أن المريسي أَقْعَدُ بها، وأعلم بالمنقول والمعقول من هؤلاء المتأخرين الذين اتصلت إليهم من جهته، ثم رد عثمان بن سعيد إذا طالعه الذكي العاقل علم حقيقة ما كان عليه السلف، وتبين له ظهور الحجة لطريقتهم، وضعف حجة من خالفهم.
ثم إذا رأى الأئمة –أئمة الهدى- قد أجمعوا على ذم المريسية وأكثرهم كفروهم أو ضللوهم، وعلم أن هذا القول الساري في هؤلاء المتأخرين هو مذهب المريسية، تبين الهدى لمن يريد الله هدايته، ولا حول ولا قوة إلا بالله" اهـ (الفتوى الحموية) ط: دار الصميعي.
وأنا أقول له: هل تعتقد أن الجهمي المتأول للأسماء والصفات مخطئ في أصل تأويله أم في نتائج تأويله؟!!
أترك الإجابة لأخينا الفاضل –وفقه الله-
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 10:54]ـ
السلام عليكم أيها الإخوة الفضلاء.
لدي بعض الأسئلة لأخينا في الله طالب الإيمان -زاده الله إيمانا وحرصا على ما ينفعه- حول قوله (أنهم قوم أراود نفي المعنى الفاسد عن الله - جل وعلا - بتأويلهم .. ، و هذا يُحسب لهم لا عليهم):
-هل من إرادتهم نفي المعنى الفاسد عن الله -جل وعلا- أن نفوْا استواءه على عرشه فقالوا بأنه الاستيلاء والهيمنة والسيطرة؟ ...
-هل من إرادتهم نفي المعنى الفاسد عن الله -جل وعلا- أن نفوْا علوَّ ذاته -سبحانه- على خلقه؟؟ ...
-أليسوا هم القائلين بأنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ... إلخ كالرازي والآمدي -رحمهما الله-، أو أنه في كل مكان كبعض المعاصرين؟؟؟ ....
-أليسوا هم نفاة الرحمة والحكمة والمحبة (الإرادة الشرعية وما يترتب على ذلك من ضلال في باب القدر)؟ ...
-أليسوا هم الذين أضحكوا العقلاء عليهم لما قالوا: رؤية الله جائزة لكن من غير جهة (أو مقابلة)؟ ...
-أليسوا هم القائلين بالكلام النفسي -وأخونا إن شاء الله على علم بما يلزم منه من لوازم باطلة (انظر التسعينية لشيخ الإسلام) - .....
-أليسوا هم القائلين أن أحسن البيان وأفصحه وأصدقه -الذي جاءنا من عند الحكيم الخبير- أن من ظواهره ما هو كفر، بل منهم من جعل التمسك بظواهر نصوص الأسماء والصفات -وهو مذهب السلف قاطبة- من أصول الكفر؟؟ .....
وغيرها كثير ...
ولا يخفاك إن شاء الله موقف الإمام أحمد من المحاسبي والكرابيسي وابن كلاب وأضرابهم وأقواله هو وغيره من أئمة السنة مشهورة.
-وفقك الله لما يحب ويرضى-
زد على هذا أخي الفاضل أن المعتزلة والجهمية أيضا أرادوا نفي المعنى الفاسد!!
وكل صاحب بدعة يظن نفسه معظما لله طائعا له!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 07:55]ـ
أظن أنّ بعض الإخوة لم يفهموا ما أرمي إليه:
- أنا لا أدافع عن الأشاعرة وكيفية تعاطيهم مع النصوص، ولكن: أنبّه على وجود الكثير من وسائل الربط التي تُمكننا من القٌرب بيننا وبينهم، و يجب فهم الموضوع الكلّي لا جزئيات النقاش بيننا وبينهم،
- التأويل أداة لفهم النصّ - عند الاستشكال - .. وهيَ مسألة لُغوية، لا نستطيع إسقاطها بمجرد أن أحمقاً جهمياً أراد أن يعطّل النصوص عن طريقها، .. وعلى هذا فكلام شيخ الإسلام لا ُيمكن ان نفهم منه نقض الإداة إنما نقض نتائج الإداة .. وطريقة فهم النص - مسألة إجتهادية - .. !
- استخدام منهج أهل الكلام اضطرار .. وليس اختيار، و إلا فكيف نفهم تأليف شيخ الإسلام لكتابي (درء التعارض) و (الرد على المنطقيين) .. ، مع أنّ القرآن الكريم ما كان إلا حجج عقلية في ردّه على العرب، وهوَ علّمنا التدبر والتفكر والتعقل، و قياس المنطقيين على العرب قياس مع الفارق، والفارق: أنّ اليونان قوم متعلمون، و العرب كانوا ينظرون إلى (البلاغة) و قوة (السبك اللغوي) أكثر من القول العقلي، وهذا ما فهمناه من القرآن .. فهوَ دائماً ما يخبرنا بعربيته .. ، و العرب قوم يؤمنون بوجود الله - عز و جل - واليونان: - في الغالب - لا يؤمنون بوجوده .. !
- الإفتراق قضّية تاريخية قبل أن تكون جدل عقَدي، فعلينا أن نفهم أسباب الافتراق و مظاهره و .. ، ولنضرب على هذا مثالاً: في حرب العثمانيين على حركة محمد بن عبد الوهاب، الكثير يرجح السبب العقدي، وأنه من تحريض المفتي العثماني .. ، ولكن: أليس من الأقرب أن تكون القضيّة سياسية، وأنّ محمد علي باشا أراد أن ينفرد بمصر والحجاز عن الدولة العثمانية، وإن تنزّلنا: فلِمَ لا يكون السبب هوَ (التعصب المذهبي) وأنّ القوم كانوا حنفية متعصبة .. .. ! فيجب فهم جميع الأسباب الملابسة للموضوع.
- في مثالي عن صلاح الدين، لا أدافع عن الأشاعرية، وإنما على كيفية التعامل السليم مع الأشاعرة.
- لا يصح تعميم ما حدث مع ابن تيمية، على جميع الأشاعرة .. - وهذا أمر مهم -، فالقضية تاريخية لا تصح فهمها عن طريق شيخ الإسلام فقط ..
- و الله أعلم. ولستُ مهتماً بنقض مقالات الأشاعرة.
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 04:52]ـ
[ size="5"] الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فأقول لأخينا طالب الإيمان -زاده الله توفيقا-:
قلتَ: (هؤلاء القوم أرادوا أن ينفوا عن الله - جل وعلا - المعنى الفاسد .. وهوَ أمرٌ مهمّ .. !
وهذا أمرُ سأشرحه في الرسالة النقدية عن الدكتور البوطي (نقاشاتٌ مع " البوطي " في ما كتَبَ) .. - والله أعلى وأعلم -)
ثم تقول في نفس الوقت!!!: (ولستُ مهتماً بنقض مقالات الأشاعرة)
إذاً عن ماذا ستتحدث مع البوطي في كتابك؟!!! ولماذا كل هذا الكلام مع إخوانك السلفيين في هذا المنتدى؟ لِمَ لا تبذل هذا الجهد في الكتابة في نصح الأشاعرة وتبين لهم أخطاءهم ليرجعوا؟!!!
قلت: (- التأويل أداة لفهم النصّ - عند الاستشكال - .. وهيَ مسألة لُغوية، لا نستطيع إسقاطها بمجرد أن أحمقاً جهمياً أراد أن يعطّل النصوص عن طريقها)
من قال بهذا من الأئمة المعتبرين؟ هذا يقودنا إلى البحث عن معنى التأويل الوارد في الكتاب والسنة والتأويل المصطلح عليه عند المتكلمين، وحكم أئمة السنة المعتبَرين على هذا التوع الأخير.
قلت: (وعلى هذا فكلام شيخ الإسلام لا ُيمكن ان نفهم منه نقض الإداة إنما نقض نتائج الإداة .. )
أقول: هذا هو موضع النزاع!!! وهذا يحتاج إلى وقفة مستقلة -بتوفيق الله وعونه-
-قلت: (وطريقة فهم النص - مسألة إجتهادية - .. !)
أقول: هل تريد بهذا أنه ليس هناك طريقة يجب أن نسلكها لفهم نصوص الكتاب والسنة؟ أم أنّا لم يُبَيَّن لنا في شرعنا طريقة فهم نصوص الكتاب والسنة؟ ماذا عن فهم السلف الصالح؟ أولسنا ملزمين به؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الخوارج لما ضلوا في بعض الآيات وهي آيات الوعيد كانوا متأولين وسبب ضلالهم ليس أنهم عارضوا بين تلك النصوص وقواعدَ أصلوها على وَفق علوم منقولة عمن قبلهم -كفلسفة اليونان أو الهند أو الفرس-، بل كان من جهة عدم استيعابهم لموارد النصوص في ذاك الباب وعدم الرجوع إلى الصحابة وهم بين ظهرانيهم، وبذلك احتج عليهم ابن عباس -رضي الله عنهما- لما ناظرهم، قال لهم: "جئتكم من عند أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أُنزِل القرآن وليس فيكم أحد منهم ... " وغير ذلك من الأدلة كقوله تعالى: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق} وغيرها كثير، وقد استقصاها ابن القيم في "إعلام الموقعين" عند كلامه حول مسألة حجية قول الصحابي فانظره.
يقول الشيخ الدكتور يوسف الغفيص -خفظه الله-: "وقد أشار شيخ الإسلام إلى كيفية ضبط مذهب السلف، فقال: واعتبار مذهب السلف الذي هو مذهب لازم يجب اتباعه بدلالة القرآن والحديث هو ما علم إجماعهم فيه، قال: ومعرفة الإجماع تقع بنقل علماء الإسلام الكبار بأن هذا إجماع للسلف، أو بتواتر مقالاتهم في هذه المسألة ولا يحفظ لأحد منهم مخالفة. فهذان طريقان يعرف بهما إجماع السلف: الأول: التنصيص من كبار العلماء المتقدمين أو المحققين من المتأخرين على أن هذا إجماع للسلف. الثاني: تواتر المقالة عن السلف، ولم يحفظ لأحد منهم فيها مخالفة. وقد أراد شيخ الإسلام بهذا درء مسألة تحصيل مذهب السلف بطريق الفهم؛ ولهذا قال رحمه الله: وأما من تحصل له فهم في الكتاب والسنة فقال: إن هذا مذهب السلف؛ لأن السلف عنده لا يخرجون عن دلالة القرآن والسنة، فهذه طريقة يستعملها من يستعملها ممن انتحل مذهب السنة والجماعة من متأخري المتكلمين، ومن قلدهم من الفقهاء وغيرهم .. وهذا التنبيه غاية في الأهمية، وهو أن مذهب السلف لا يصح تحصيله بالفهم. وهذا قد وقع في كلام كثير من الفقهاء وفي كلام كثير من المتكلمين، ويقع اليوم قدر كثير منه بين بعض طلبة العلم، حيث نجد أنهم يعينون مسائل ويقولون: هذا مذهب للسلف. مع أن المسألة فيها نزاع بين كبار أئمة السلف؛ لكونها مسألة فقهية. إذاً: لابد أن يعتبر مذهب السلف بالأصول الثلاثة، فكل ما أضيف إلى مذهب السلف، ولا يوجد عليه دليل من الكتاب والسنة والإجماع فإنه لا يعد من مذهب السلف الذي هو إجماع لهم، وإنما قد يكون محل خلاف بين أهل السنة والسلف أنفسهم؛ لأنه إذا انضبط أن هذا مذهب للسلف لزم أن يكون صواباً محضاً، وما يقابله يكون بدعةً وضلالاً محضاً على حد قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). فكل ما قابل مذهب السلف فهو بدعة وضلالة؛ ولهذا لا تُعين مسألة أنها مذهب للسلف إلا إذا عُلم أنها إجماع لهم ... " اهـ. فتأمله.
-قلتَ: (و قياس المنطقيين على العرب قياس مع الفارق، والفارق: أنّ اليونان قوم متعلمون)
اقول: فماذا عن مجادلة القرآن لأهل الكتاب؟ هل كانوا مقرين بالقرآن ويؤمنون به؟ ألم يكونوا ذوي علم سابق وقد سماهم الله أهل الذكر؟. ألم يكن من العرب طائفة من الملاحدة الدُّهرية الذين أشار القرآن إليهم في قوله: {إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر}؟!!!
إن استخدام المنهج الكلامي في الرد على أهل الكلام بالذات أمر لا ننكره، لكن تأمل معي في هذا الكلام وهو للدكتور الشيخ يوسف الغفيص -حفظه الله- في شرحه على الواسطية.
قال الدكتور يوسف -حفظه الله-: "قد يقول قائل: لم اتخذوا طريقة علم الكلام وتركوا الطريقة التي عليها أئمة السنة والحديث؟ فأقول: هذا لضعف فقههم في طريقة أهل السنة، ولسببٍ مهم آخر قد لا يكون مشهوراً، وهو أن القوم أرادوا تقريب هذه الطريقة إلى قوم من الزنادقة والفلاسفة الذين لا يدينون بالإسلام أصلاً، فأرادوا الرد عليهم بتقرير عقيدة المسلمين بنفس مادتهم .. وهذا هو أول إشكال وقعت فيه المعتزلة وأمثالها، وهو أنهم أرادوا إثبات معتقد المسلمين والرد على الفلاسفة بنفس مادة الفلاسفة التي سموها علم الكلام الذي نقول: إنه محصل من الفلسفة من جهة جوهره، وإن كان فيه قدر من الشريعة واللغة والعقل، فهذا القدر هو باعتبار تفريعه أو ما يتعلق بمسائله وبحوثه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأرادوا ذكر معتقد المسلمين، فبدءوا بمسألة وجود الرب سبحانه وتعالى، فلما أراد القوم إثبات وجود الرب سبحانه وتعالى، قالوا: الدليل على وجوده هو وجود العالم، والعالم حادث، وكل حادث لا بد له من محدث، وظنوا أن هذا هو قول الله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ [الطور:35] وثمة فرق بين دليلهم على إثبات وجود الرب سبحانه وتعالى وبين طريقة القرآن، فإن قول الله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ [الطور:35] ليس هو في مورد إثبات وجود الرب؛ فإن هذا بديهة؛ بل هو في مورد إثبات جملة من معاني الربوبية التي لم يحقق الإيمان بها جملة من المشركين .. فهنا فرق بيِّن. وبعد أن قال هؤلاء: إن الدليل على ثبوت وجوده هو حدوث العالم، أرادوا إثبات حدوث العالم، فإن منازعيهم من الفلاسفة يقولون: إن العالم قديم، فأراد هؤلاء إثبات حدوث العالم، فبم استدلوا على حدوث العالم؟ هنا انقسموا إلى قسمين: - تعداد جهميتهم ومعتزلتهم قالوا: إن الدليل على حدوث العالم هو اتصافه بالصفات التي سموها الأعراض. - تعداد متكلمة الصفاتية منهم كابن كلاب و الأشعري و الماتريدي: إن الدليل على حدوث العالم هو اتصافه بالحركة، وأنه لا يبقى على زمان واحد. فأثبتوا وجود الله بهذه الطريقة التي عليها جملة من الإشكالات: أولاً: أنها طريقة مُتكلَّفة. ثانياً: أنها استلزمت عندهم لوازم باطلة. ثم جاءوا إلى صفات الباري سبحانه وتعالى، فلم يمكن للجهمية والمعتزلة أن تثبت صفات الله على طريقتهم؛ لأن دليل حدوث العالم عندهم هو اتصافه بالصفات، فلزم أن يكون الرب على خلاف هذا العالم؛ فلو أثبتوا صفات الله -على زعمهم- لوصفوه بالحدوث، ومن هنا نفوا الصفات. ثم لما جاء الأشعري وترك الاعتزال وأعلن توبته منه، تمسك بأصل الاعتزال في باب الصفات، وقال: إن الدليل على حدوث العالم هي الأعراض والصفات، ولكن ليس جميعها، وإنما المتحرك منها، فالدليل على حدوث العالم: أنه متحرك ولا يبقى زماناً واحداً ثابتاً. وهذا مما يبين لك غلط من يقول بأن الأشعري رجع إلى معتقد أهل السنة، بل المسألة فيها تفصيل. فإن الأشعري -ومن قبله ابن كلاب - وكذلك قرينه -أعني: قرين الأشعري - الماتريدي، التزموا نتيجة لهذه القاعدة نفي بعض الصفات، وهي كل صفة من صفات أفعال الرب المتعلقة بمشيئته وإرادته، ومن هنا نفى القوم من هؤلاء أو هؤلاء: إما سائر الصفات، وإما صفات الأفعال المتعلقة بالقدرة والمشيئة. ومن هنا وقع الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية والكلابية فيما يسمى عند أهل السنة بالتعطيل، وهو نفي الأسماء والصفات أو نفي الصفات أو نفي جملة من الصفات. وقد نفى أولئك القوم الصفات أو ما هو منها وهم لم ينظروا في دليل القرآن: أهو مثبت للصفات أم ناف لها. فلما نفوا الصفات على هذا الدليل الذي جعلوه مثبتاً لحدوث العالم -وهو ما يسمى عند القوم بدليل الأعراض- رجعوا إلى القرآن، فوجدت المعتزلة أن القرآن يثبت الصفات لله، ونتيجتهم التي يرون أنها لازمة لإثبات وجود الله تقول بالنفي، وكذلك لما رجع ابن كلاب و الأشعري و الماتريدي إلى القرآن وجدوا أن القرآن في أكثر من مائة موضع؛ كما يقول الرازي من الأشاعرة؛ يقول: (إن القرآن في أكثر من مائة موضع يثبت مسألة الحركة) أي: الأفعال المتعلقة بالقدرة والمشيئة. فوجد هؤلاء وهؤلاء أن القرآن خالف نتيجتهم العقلية. مما سبق يتبين أن القوم نفوا الصفات أو نفوا ما هو منها لا تفريعاً عن أدلة من القرآن؛ بل بناءً على أصل باطل ابتدعوه. ومن هنا كان خلاف هؤلاء في الصفات يختلف عن خلاف الخوارج .. ، وذلك لأن الخوارج لما كفَّروا مرتكب الكبيرة استدلوا بقول الله تعالى: إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ [آل عمران:192] .. كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا [السجدة:20] بخلاف هؤلاء، فليس عندهم على نفي الصفات أو ما هو منها أدلة مفصَّلة من القرآن؛ بل المعتبر عندهم دليل واحد، وهو ما يسمى بدليل الأعراض؛ وهو دليل ليس له أصل في الشرع ولا معنى في لغة العرب؛ إنما هو منقول من الفلسفة التي كان عليها جملة من الملاحدة اليونان، وهذا الدليل أنتج عند المعتزلة والجهمية وأمثالهم نفي الصفات، وأنتج عند ابن كلاب ومن وافقه كالأشعري و أبي منصور الماتريدي نفي صفات الأفعال. فلما رجع القوم إلى كتاب الله .. وجدوه يخالف ما هم عليه، فأرادوا أن من تهمة مخالفتهم له .... "
ثم قال: "ولكن لما نظروا القرآن وجدوا أن للقرآن تفصيلاً على خلاف طريقتهم؛ فرجعوا إلى لغة العرب؛ فحصَّلوا من لغة العرب نظريةً زعموها أصلاً في اللغة وهي محدثة، وإن شئت فقل على سبيل التنزل: إنها بدعة في اللغة، فكما أنك تقول: إن هذه بدعة في الشرع، فهذه بدعة في اللغة، ذلك هو ما زعموه بأن اللغة منقسمة إلى حقيقة ومجاز، فاستدعوا مسألة الحقيقة والمجاز ليبنوا عليها قانون التأويل الذي يقول: صرف اللفظ عن الحقيقة إلى المجاز لقرينة. وصرف نصوص الصفات عن ظاهرها إلى معاني لا يشترط عندهم فيها إلا شرط واحد، وهو أن يكون المعنى الذي صُرف اللفظ إليه لا يتعارض مع مذهبهم ... " إلخ
ولا أريد الخوض في مسألة التأويل والمجاز -الآن-، لكن تأمل هذا الكلام تجده خلاصة ما أراد الإخوة أن يقولوه، ولعلك تجد أجوبة على كثير من أسئلتك السابقة في مشاركاتك كقولك: هل المتأول مخطئ في أصل تأويله أو في نتائجه؟
-والله أعلم-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 11:38]ـ
أدعو الجميع لقراءة كتاب: منهج الأشاعرة في العقيدة.
للعلامة: سفر بن عبدالرحمن الحوالي - حفظه الله و شفاه -.
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 07:58]ـ
هل يمكنك يا أخانا الشمري أن ترفع لنا الكتاب فإني لم أجده مصورا؟، وإن أردت التفصيل الدقيق فعليك بكتاب الشيخ عبد الرحمن المحمود "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" فهو أحسن ما كُتِبَ في الموضوع كما قاله الشيخ مشهور بن حسن -حفظه الله-
أسأل الله أن يوفقك لخير الدنيا والآخرة.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 11:41]ـ
فيما يتعلق بالاختلاف بين طوائف الأمة و سياسة هذا الاختلاف برفق و لين دون تضييع الشدة اللازمة لبيان الأقوال الدخيلة و المحافظة على بيضة الاسلام نقية أن تصاب بتحريف كالأمم السابقة و انزال الناس منازلهم و دفعهم بالتي هي أحسن الى التوحد أقرب ما أمكن حسب القدرة تحذيرا واعذارا ولاءا و براءا ة والوصول الى التكاثف و الحركة في الأمة كالجسم الواحد أمام التحديات بمختلف طوائفها .. فقد تنبأ به النبي صلى الله عليه و سلم و دعا فيه الدعاء المشهور و انطلاقا منه يمكن "أن يقال: هذا الدعاء استجيب له في جملة الأمة ولا يلزم من ذلك ثبوته لكل فرد وكلا الأمرين صحيح؛ فإن ثبوت هذا المطلوب لجملة الأمة حاصل ولولا ذلك لأهلكوا بعذاب الاستئصال كما أهلكت الأمم قبلهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: {سألت ربي لأمتي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يهلك أمتي بسنة عامة فأعطانيها وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيجتاحهم فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها. وقال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء لم يرد}. وكذلك في الصحيحين: لما نزل قوله تعالى {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك {أو من تحت أرجلكم} قال: أعوذ بوجهك {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} قال: هاتان أهون} وهذا لأنه لا بد أن تقع الذنوب من هذه الأمة ولا بد أن يختلفوا؛ فإن هذا من لوازم الطبع البشري لا يمكن أن يكون بنو آدم إلا كذلك ولهذا لم يكن ما وقع فيها من الاختلاف والقتال والذنوب دليلا على نقصها؛ بل هي أفضل الأمم وهذا الواقع بينهم من لوازم البشرية وهو في غيرها أكثر وأعظم وخير غيرها أقل والخير فيها أكثر والشر فيها أقل فكل خير في غيرها فهو فيها أعظم وكل شر فيها فهو في غيرها أعظم. وأما حصول المطلوب للآحاد منها فلا يلزم حصوله لكل عاص؛ لأنه لم يقم بالواجب ولكن قد يحصل للعاصي من ذلك بحسب ما معه من طاعة الله تعالى أما حصول المغفرة والعفو والرحمة بحسب الإيمان والطاعة فظاهر؛ لأن هذا من الأحكام القدرية الخلقية من جنس الوعد والوعيد وهذا يتنوع بتنوع الإيمان والعمل الصالح"
" وسنتكلم على هذا بما ييسره الله متحرين للكلام بعلم وعدل. ولا حول ولا قوة إلا بالله: فما زال في الحنبلية من يكون ميله إلى نوع من الإثبات الذي ينفيه طائفة أخرى منهم ومنهم من يمسك عن النفي والإثبات جميعا. ففيهم جنس التنازع الموجود في سائر الطوائف لكن نزاعهم في مسائل الدق؛ وأما الأصول الكبار فهم متفقون عليها ولهذا كانوا أقل الطوائف تنازعا وافتراقا لكثرة اعتصامهم بالسنة والآثار لأن للإمام أحمد في باب أصول الدين من الأقوال المبينة لما تنازع فيه الناس ما ليس لغيره. وأقواله مؤيدة بالكتاب والسنة واتباع سبيل السلف الطيب. ولهذا كان جميع من ينتحل السنة من طوائف الأمة - فقهائها ومتكلمتها وصوفيتها - ينتحلونه ثم قد يتنازع هؤلاء في بعض المسائل. فإن هذا أمر لا بد منه في العالم والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن هذا لا بد من وقوعه وأنه لما سأل ربه أن لا يلقي بأسهم بينهم منع ذلك. فلا بد في الطوائف المنتسبة إلى السنة والجماعة من نوع تنازع لكن لا بد فيهم من طائفة تعتصم بالكتاب والسنة كما أنه لا بد أن يكون بين المسلمين تنازع واختلاف لكنه لا يزال في هذه الأمة طائفة قائمة بالحق لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى تقوم الساعة. ولهذا لما كان أبو الحسن الأشعري وأصحابه منتسبين إلى السنة والجماعة: كان منتحلا للإمام أحمد ذاكرا
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه مقتد به متبع سبيله. وكان بين أعيان أصحابه من الموافقة والمؤالفة لكثير من أصحاب الإمام أحمد ما هو معروف حتى إن أبا بكر عبد العزيز يذكر من حجج أبي الحسن في كلامه مثل ما يذكر من حجج أصحابه لأنه كان عنده من متكلمة أصحابه.
وكان من أعظم المائلين إليهم التميميون: أبو الحسن التميمي وابنه وابن ابنه ونحوهم؛ وكان بين أبي الحسن التميمي وبين القاضي أبي بكر بن الباقلاني من المودة والصحبة ما هو معروف مشهور. ولهذا اعتمد الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه الذي صنفه في مناقب الإمام أحمد - لما ذكر اعتقاده - اعتمد على ما نقله من كلام أبي الفضل عبد الواحد بن أبي الحسن التميمي. وله في هذا الباب مصنف ذكر فيه من اعتقاد أحمد ما فهمه؛ ولم يذكر فيه ألفاظه وإنما ذكر جمل الاعتقاد بلفظ نفسه وجعل يقول: " وكان أبو عبد الله ". وهو بمنزلة من يصنف كتابا في الفقه على رأي بعض الأئمة ويذكر مذهبه بحسب ما فهمه ورآه وإن كان غيره بمذهب ذلك الإمام أعلم منه بألفاظه وأفهم لمقاصده؛ فإن الناس في نقل مذاهب الأئمة قد يكونون بمنزلتهم في نقل الشريعة"
"والمقصود هنا ذكر " أصل جامع " تنبني عليه معرفة النصوص ورد ما تنازع فيه الناس إلى الكتاب والسنة فإن الناس كثر نزاعهم في مواضع في مسمى الإيمان والإسلام لكثرة ذكرهما وكثرة كلام الناس فيهما والاسم كلما كثر التكلم فيه فتكلم به مطلقا ومقيدا بقيد ومقيد بقيد آخر في موضع آخر. كان هذا سببا لاشتباه بعض معناه ثم كلما كثر سماعه كثر من يشتبه عليه ذلك. ومن أسباب ذلك أن يسمع بعض الناس بعض موارده ولا يسمع بعضه ويكون ما سمعه مقيدا بقيد أوجبه اختصاصه بمعنى فيظن معناه في سائر موارده كذلك؛ فمن اتبع علمه حتى عرف مواقع الاستعمال عامة وعلم مأخذ الشبه أعطى كل ذي حق حقه وعلم أن خير الكلام كلام الله وأنه لا بيان أتم من بيانه؛ وأن ما أجمع عليه المسلمون من دينهم الذي يحتاجون إليه أضعاف أضعاف ما تنازعوا فيه.
فالمسلمون: سنيهم وبدعيهم متفقون على وجوب الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ومتفقون على وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج ومتفقون على أن من أطاع الله ورسوله فإنه يدخل الجنة؛ ولا يعذب وعلى أن من لم يؤمن بأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه فهو كافر وأمثال هذه الأمور التي هي أصول الدين وقواعد الإيمان التي اتفق عليها المنتسبون إلى الإسلام والإيمان فتنازعهم بعد هذا في بعض أحكام الوعيد أو بعض معاني بعض الأسماء أمر خفيف بالنسبة إلى ما اتفقوا عليه مع أن المخالفين للحق البين من الكتاب والسنة هم عند جمهور الأمة معروفون بالبدعة؛ مشهود عليهم بالضلالة؛ ليس لهم في الأمة لسان صدق ولا قبول عام كالخوارج والروافض والقدرية ونحوهم وإنما تنازع أهل العلم والسنة في أمور دقيقة تخفى على أكثر الناس؛ ولكن يجب رد ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله"
الاقتباس من كلام شيخ الاسلام
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 12:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
جزاك الله خيرا يا ابن الرومية على نقل هذه الدرر من كلام شيخ الإسلام، لكن ...
لما نقلتَ (فتنازعهم بعد هذا في بعض أحكام الوعيد أو بعض معاني بعض الأسماء أمر خفيف بالنسبة إلى ما اتفقوا عليه) لو ضخمت قوله الأخير: (بالنسبة إلى ما اتفقوا عليه) لكان أدل على مقصود شيخ الإسلام من هذا الكلام النفيس بارك الله فيك
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 12:50]ـ
و فيكم بارك الله أبا امامة اما عن تضخيم المقطع فلعل تركه هكذا يكون مغريا أكثر للمتأمل:)
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 01:35]ـ
وفيك بارك الله يا أخي
أما حول تضخيم الكلمة، فلصيانة كلامه من الظنون الكاذبة كأن يقال -وقد قيل- إن خلاف الخوارج والمرجئة أمره خفيف!!، نعم، إن كان بالنظر إلى ما أحدثته الرافضة والجهمية والمعتزلة، لكن هكذا على إطلاقه ففي النفس ما فيها .... والله أعلم
وفقك الله لما يرضيه.
ـ[أسامة]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 01:27]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ سليمان
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 04:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم هذه هديتي إليكم .. كتاب (الصفات الإلهية بين السلف والخلف) للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل وآسف لعدم إتقاني لتقنيات النسخ الضوئي ..
http://www.4shared.com/get/323938357/daeb5d7d/_2__Livre.html
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 08:13]ـ
حمّل الآن من المرفقات إذ لست أدري لم لم أستطع نسخ الرابط على المشاركة السابقة
ـ[أبوأسامة البحار]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 06:51]ـ
اخي طالب الإيمان هل أنت طالب الدعاء الذي كان يكتب قديما في منتدى انا المسلم
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 08:14]ـ
جزاكم الله خيرا
الردود نفسها، والتعليقات مشابهة
وكل من رد على الأشاعرة أتى بنفس الكلام
بعضهم يأتي بمجموعة من اللوازم، ثم ينطلق منها للرد على الأشاعرة
والبعض الآخر يأت بكلام لأئمة الأشاعرة ويهديه للقوم، كأن الأشاعرة لم يقرأوا هذا الكلام
.....................
لست أشعريا، ولكني أتأسف كثيرا عندما أقرأ مثل هذه الردود
....................
وفي المنطق يقال: الحكم على الشيء فرع عن تصوره
ومن غير المعقول أن يكون تصورنا عن القوم مخلخلا، ونحكم عليهم
وليس الاكتفاء بتكرار كلام السابقين يعد ردا مدحضا
...................
فوالذي نفسي بيده: إن صدق الواحد فينا، ودعا بالتي هي أحسن، وأخلص، لرأى النتائج
فلما كانت النتائج افتراق أمة، وتجزأ للجماعات، فاعلم يقينا أننا نحتاج إلى تصحيح نيات.
..................
جزى الله فاعل الخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 11:34]ـ
أخي الكريم: الباتني:
تقول: (ومن غير المعقول أن يكون تصورنا عن القوم مخلخلا، ونحكم عليهم) ..
حبذا تفيدنا بالتصور غير المخلخل عنهم .. وحكمك عليهم .. ؟
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 06:00]ـ
لا أدري ما أقول حول كلامه هذا ... وبخاصة قوله كل من رد على الأشاعرة أتى بنفس الكلام؟؟؟. هلا أتحفنا بشيء ... لم تستطعه الأوائل؟؟
ولا أدري كذلك هل كلامه هذا ... يشمل ما كتبه الإمام الكبير أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمة الله عليه؟؟
أسأله تعالى أن يصلح الأحوال.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 10:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم هذه هديتي إليكم .. كتاب (الصفات الإلهية بين السلف والخلف) للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل وآسف لعدم إتقاني لتقنيات النسخ الضوئي ..
http://www.4shared.com/get/323938357/daeb5d7d/_2__Livre.html
جزاك الله خيرا اخي العاصمي
لقد تم اضافة الكتاب الى مكتبة الرد على الاشاعرة
كتب في الرد على الاشاعرة
http://www.4shared.com/dir/mFNeN_Y5/____.html
وهذا رابط جديد له:
http://www.4shared.com/get/327525869/56acd95d/_____-_____.html;jsessionid=AEDCE82C 3EFD6E7CFDD12101B15699D8.dc214
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 10:42]ـ
لاشك أن الأشاعرة لهم أكبر الاثر في انحراف المسلمين والعالم الإسلامي حتى في توحيد الألوهية فما قامت هذه الاضرحة والقبور التي تُدعى من دون الله ويستغاث بها من دون الله ويذبح لها من دون الله إلا على تفسير الأشاعرة لمعنى (لا إله إلا الله) وهو أنه لا قادر على الاختراع إلا الله، فبدلوا الدين وقاموا عن هذه البدع منافحين وأشهر الأشاعرة المنافحين كما قال عنهم الألوسي - رحمه الله. هم (الفخر والسبكي والهيتمي)
و أما نصر صلاح الدين والتغني به، فهذا خرج من جماعة الإخوان المسلمين، فهم أكثر من يتغنى به وبنصره - رحمه الله - و والصحيح أن السلفيين يبنغي أن يفتخروا بالفاتحيين الأوائل من السلف، وبني أمية كانوا على العقيدة السلفية وفتحوا المشرق والمغرب، ولم يستطع أشعري واحد من خلال الدول التي تعاقبت منهم أن يفتحوا مثل تلك البلاد، بل لما تمكنت العقيدة الأشعرية في بلاد الأندلس وضاعت السنة، ضاعت البلاد، ومثلها في البلاد الإسلامية الأخرى، فلم يأت الجهل لهذه الأمة إلا عن طريق الأشاعرة الصوفية اتباع أبي حامد الغزالي ومن سار على دربه.
وأقول أن المهدي الذي سينصره الله على الكفار في آخر الزمان هو سلفي ولن يكون أشعري أو صوفي أو غيرها من العقائد الباطلة
(وأشهر الأشاعرة المنافحين كما قال عنهم الألوسي - رحمه الله. هم (الفخر والسبكي والهيتمي))
صدقت والله
لقد وجدت نسخة أشعرية تمشي على رجلين ولها فم تقول: قال السبكي وقال الهيتمي لكنها لا تأتي بالرازي لأنه بعيد عن الحديث رغم أنه الشيخ الاكبر لهم.
و أما نصر صلاح الدين والتغني به، فهذا خرج من جماعة الإخوان المسلمين، فهم أكثر من يتغنى به وبنصره - رحمه الله - و والصحيح أن السلفيين يبنغي أن يفتخروا بالفاتحيين الأوائل من السلف، وبني أمية كانوا على العقيدة السلفية وفتحوا المشرق والمغرب، ولم يستطع أشعري واحد من خلال الدول التي تعاقبت منهم أن يفتحوا مثل تلك البلاد، بل لما تمكنت العقيدة الأشعرية في بلاد الأندلس وضاعت السنة، ضاعت البلاد، ومثلها في البلاد الإسلامية الأخرى، فلم يأت الجهل لهذه الأمة إلا عن طريق الأشاعرة الصوفية اتباع أبي حامد الغزالي ومن سار على دربه.
كلام جميل فعلا.
المسلمون الاوائل فتحوا واتوا بالجديد
وهؤلاء ضيعوا واستردوا بعض ما ضيعوا
الان الاشاعرة والصوفية يدعمون من قبل امريكا والغرب عموما ماديا ومعنويا
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[24 - Aug-2010, صباحاً 02:39]ـ
جزاك الله خيراً ... ورحم الله الإمام ابن تيميَّة والشيخَ عبدَ الرحمن الوكيل والمسلمين أجمعين. آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
*** ومما له تعلق بعبارة جاءت في هذه النصيحة العظيمة وهي: قول الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى:" ولا أكون مغالياً إذا قلت: إن النقول التي توجد في كتب ابن تيمية يجب أن تُجعل مرجعاً من المراجع التي يُرجع إليها عند نشر المخطوطات التي نقل عنها ابن تيميَّة لتحقيقها، وتصويبها". انتهى.
ولها تعلق بإمام الأشاعرة:الإمام أبي الحسن الأشعري المُتَوفَّى سنة 324 هـ رحمه الله تعالى عند تحقيق الدكتور/محمد السيد الجليند لرسالة: أصول أهل السنة والجماعة [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27240&highlight=%C7%E1%E4%D5%ED%CD%C 9+%C7%E1%D0%E5%C8%ED%C9&page=2#_ftn1) ( المسماة: برسالة أهل الثَّغْرللإمام أبي الحسن الأشعري المُتَوفَّى سنة 324 هـ رحمه الله تعالى).
قال المحقق، [ص19]:" اعتمدنا في نشر هذه الرسالة على المصورة ... وسبق أن بينا ما في هذه المخطوطة من صعوبات تمثلت في رداءة الخط وكثرة الأخطاء اللُّغَوية والإملائية وطمس بعض الكلمات تماماً.
ثم عثرنا على نسخة أخرى عند ابن تيميَّة في كتابه درء تعارض العقل والنقل ... وهي عبارة عن الباب الأول من الرسالة وتبلغ نصف [ص20] الرسالة تقريباً وكان هذا الكشف كبير الفائدة بالنسبة لنا؛ إذ سهل لنا قراءة الكلمات المطموسة في المصورة كما أكمل لنا بعض الكلمات التي وجدناها ساقطة في المصورة وهي المأخوذة عن الأصل ... ".انتهى.
فلما قرأتُ ذلك قلتُ: جزى الله خيراً الشيخ سليمان ورحم الله تعالى الإمامين: أبا الحسن الأشعري و ابن تيميَّة والشيخَ عبدَالرحمن الوكيل. آمين.
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27240&highlight=%C7%E1%E4%D5%ED%CD%C 9+%C7%E1%D0%E5%C8%ED%C9&page=2#_ftnref1) - وهذه الرسالة [أصول أهل السنة والجماعة (المسماة: برسالة أهل الثَّغْرللإمام أبي الحسن الأشعري المُتَوفَّى سنة 324 هـ رحمه الله تعالى)] مع اللُّمَع والإبانة " تتضح الصورة تماماً وتنجلي الرؤية؛ ذلك أن هذه الرسائل الثلاثة تُجلي الموقف السلفي لأبي الحسن الأشعري: فثلاثتها رد على المعتزلة من جانب، وانتصار لمذهب السلف من جانب آخر". مقدمة المحقق، ص 22.(/)
خاطرة: لماذا حرام على الدنمارك حلال على غيرها؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 08:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
وأنا أقرأ في كتاب "لماذا الهجوم على تعدد الزوجات" لصاحبه: أحمد الحصين، استوقفني في المقدمة هذه الفقرة:
ولقد نشرت جريدة المساء القاهرية كاريكاتيراً يتكون من وجه إنسان، ورجل يقول: هو ده محمد أفندي اللي اتجوز تسعة؟
ورأيت في جريدة الأهرام القاهرية كاريكاتيراً بقلم المدعو صلاح جاهين: (ديك وتسع دجاجات) وكتب تحتها: محمد أفندي وزوجاته التسع، ويقصد - قبحه الله - بالديك محمد (ص)، والتسع دجاجات يقصد بهن أمهات المؤمنين الطاهرات العفيفات زوجات النبي (ص).
فتساءلت .. لماذا يكون هذا الاستهزاء في بلداننا ولا يحرك أحد ساكناً، بينما إن كان في بلاد الغرب هبّ المسلمون جميعاً مستنكرين؟؟ .. ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 11:51]ـ
سؤال غاية في الاهمية
ولعل الجملة المقتبسة هي من كلام انور الجندي لا من كلام المؤلف والله اعلم
فعلا سؤال خطير
ذلك انه اذا سرق الغريب بيوتنا وادارتنا اقمنا عليه الحرب واذا سرق شريفنا الادارات والحكومات-في اغلب ديارنا- واحل قوانين شريفهم وشرائع وضيعهم لم نحرك ساكنا ربما لعدم معرفتنا بان شريفنا هذا -اي المشار اليه هنا- وهو الذي يتكلم بالسنتنا كالغريب بل اشد!
لقد اقام العرب الدنيا ولم يقعدوها-ولهم حق في ذلك والامر لاجدال فيه وهم محمودون في ذلك ولاشك-علي رسام الدنمارك لان القضية واضحة عندهم وايضا لان الله تكفل بحماية عرض الرسول وكفايته من المستهزئين
اما امر من قلوبهم قلوب الذئاب من بني جلدتنا ومنهم العلمانيون الذين تصل تاثيراتهم القوية جدا الي مضاجعنا وبيوتنا وارواحنا فانه لاردة فعل ولاحتي معرفة بمايحدث فالامر فيه لبس كبير وتلبيس عظيم وخداع فظيع-والزحف ماض والتسلل يمضي بصبر وعلي مهل!
الشيء المؤسف ان كتب صادق جلال العظم -كمثال والامثلة كثيرة! -تباع في اماكن كثيرة من بلادنا وكتابيه (ذهنية التحريم) و (مابعد ذهنية التحريم) فيهما شتم وتهكم وسخرية من الرسول بصورة واضحة واباحية وقذرة ومباشرة ناهيك عن تهكمه من اهل بيته وجعل زوجات الرسول ---- لااستطيع كتابة نصوصه هنا!
والله لو قرئهما احدكم فلربما اغمي عليه من الفجيعة والمفاجئة التي لايتوقعها احد!
ويستقبل الرجل من دول وحكومات والمثير للاستغراب ان كثيرمن قيادات عالمنا يعتبرونه مفكرا عظيما ولايعرفون ان اكبر كتبه مخصصة لشتم الرسول بصورة لم اجدها بهذا الحقد والذم والقدح والطعن لغير ه
الناس يااخي لاتعرف ولذلك فهم معذورون من هذا الوجه
وملبس عليهم
وكما يقولون الجهل وحش بل موحش لامؤنس!
ولذلك فانا لهم بالمرصاد الدائم بحول الله وقوته
فالامر في غاية الخطورة
وبعد ان تم تدمير الانسان في الغرب والشرق الغير اسلامي يراهن اليوم علي دفن الشرق الاسلامي علي طريقة المراسيم العلمانية الغربية في دفن موتاها-وصنع جنائزها الكونية
ـ[أبو عبد الملك الهواري]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 10:54]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:03]ـ
الأخ (ابن الشاطئ الحقيقي)،
جزاك الله خيراً .. إن ما نُشر من استهزاء وطعن في النبي (ص) في الجرائد المصرية الشهيرة لكفيل بأن يُشهر هذه القضية أواسط الشعب ويذيع صيتها، ولا بد أن الكثيرين رأوا ذلك ولكن لم يجرأوا على الخروج في مسيرات غاضبة خوفاً من الحكومة ..
إن سبب بلاءنا الأكبر هو هذه الحكومات التي لا تقيم لشرع الله قائمة، ويُستهزأ في ظل حكمها بشرع الله تحت دعوى حرية التعبير والصحافة، والله المستعان.
الأخ (أبو عبد الملك الهواري)،
العفو .. وفيك بارك الله
ـ[أبو النضر]ــــــــ[19 - Jul-2010, صباحاً 10:36]ـ
صدقت يا أخي وبررت
بل بلغ الحال ببعض الرسامين المخذولين -أراح الله البلاد والعباد منهم- أن صوّروا -بزعمهم- ربّ البرية وهو يشير إشارة لو صوّر آدمي وهو يشيرها لكان قبيحًا فكيف بالله -سبحانه وتعالى عمّا يصفون ليس كمثله شيء وهو السميع البصير-
ثم لم يتحرّك ساكن المسؤولين ...
فلمّا وقعت واقعة الدانمرك استغلّوها سياسيا وزعموا أنّما ينافحون عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ...
ولا يكاد يمّر يوم إلّا وصحف البلدان الإسلامية -والإسلام بريء من المنافقين- تنشر صوراّ قبيحة للـ (مطوعة) والعلماء ويشبهونهم برجال الكنيسة النصرانية أو برهبان اليهود ويرسمونهم على أقبح صورة والذباب من حولهم وغير ذلك من حيل الكاريكاترات
كلّ هذا للتنفير منهم والتنفير من مظهر السنة
وبعض القائمين على هذا التشويه من المنتسبين إلى بعض التيارات الإسلامية يدارون المنافقين والعلمانيين ويتفقون معهم عند محاربة السنة وأهلها
فلا حول ولا قوة إلا بالله
كلّ هذا يدفع المرء ليشكّ في نيات هؤلاء عند بكائهم على التعدّي على رسول الله صلّى الله عليه وسلم
و {إنّ أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
قال الحسن البصري: زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
و {إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا. إن الله لا يحبّ كلّ خوان كفور}(/)
الشيخ المنجد / الشيخ الألباني رحمه الله محدث كبير وفقيه مجتهد
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 01:34]ـ
الشيخ الألباني رحمه الله محدث كبير وفقيه مجتهد
سؤال:
على العامي أن يتبع شيخاً يطمئن إليه قلبه، ويكون شيخاً معروفاً بالعلم، والصلاح، فأنا أعلم أن الشيخ الألباني رحمه الله عالم كبير في الحديث (وهذا لا ينكره أحد) ويطمئن قلبي لمنهجه في الفقه؛ لحرصه الشديد على اتباع السنة، لكنه يبدو لي أن كثيراً من الناس لا يأخذون بأقواله في الفقه، فلماذا؟ فهل في منهجه الفقهي أخطاء كبيرة؟ وهل أستطيع أن أتخذه مرجعاً لي في الفقه؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
خلق الله تعالى الناس متفاوتين في الفهم والإدراك، ورفع بعضهم فوق بعض درجات في العلم والإيمان، وواقع الناس يشهد بهذا، ولهذا كان الناس درجات في الاجتهاد والتقليد.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
"والناس على أربعة أقسام:
القسم الأول: من يستطيع الاجتهاد المطلق، بأن يأخذ من الكتاب والسنّة، ويستنبط من الكتاب والسنّة، ولا يقلِّد أحداً.
وهذا أعلى الطبقات، ولكن هذا إنما يكون لمن توفّرتْ فيه شروط الاجتهاد المعروفة، بأن يكون عالماً بكتاب الله، وبسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون عالماً بلغة العرب التي نزل بها القرآن، وأن يكون عالماً بالمحكم والمتشابه، وبالناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيَّد، والخاص والعام، ويكون عنده معرفة بمدارك الاستنباط، أعني: لديه مؤهِّلات، فهذا يجتهد، وهذا الصنف كالأئمة الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وسفيان الثوري، والأوزاعي، هؤلاء أعطاهم الله مَلَكة الاجتهاد.
الصنف الثاني: من لا يستطيع الاجتهاد المطلَق، ولكنه يستطيع الترجيح بين أقوال أهل العلم، بأن يعرف ما يقوم عليه الدليل، وما لا يقوم عليه الدليل من أقوالهم.
فهذا يجب عليه الأخذ بما قام عليه الدليل، وترك ما خالف الدليل، وهذا العمل يسمَّى بالترجيح، ويسمَّى بالاجتهاد المذهبي.
الصنف الثالث: من لا يستطيع الترجيح.
فهذا يُعتبر من المقلدِّين، ولكن إذا عرف أنّ قولاً من الأقوال ليس عليه دليل: فلا يأخذ به، أما ما دام لا يعرف، ولم يتبيّن له مخالفة: فلا بأس أن يقلِّد، ويأخُذ بأقوال أهل العلم الموثوقين.
والصنف الرابع: من لا يستطيع الأمور الثلاثة: لا الاجتهاد المطلق، ولا الترجيح، ولا التقليد المذهبي، كالعامي- مثلاً -.
فهذا يجب عليه أن يسأل أهل العلم، كما قال الله تعالى: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، فيسأل أوثق من يرى، ومَن يطمئن إليه مِن أهل العلم، ممّن يثق بعلمه، وعمله، ويأخذ بفتواه.
هذه أقسام الناس في هذا الأمر ... .
والواجب على الإنسان: أن يعرف قدْر نفسه، فلا يجعل نفسه في مكانة أعلى مما تستحقُّها، بل الأمر أخطر من ذلك، وهو أن يخاف من الله سبحانه وتعالى؛ لأن الأمر أمر تحليل وتحريم، وجنَّة ونار، فلا يورِّط نفسه في أمور لا يُحسن الخروج منها" انتهى." إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد "
ثانياً:
الشيخ الألباني رحمه الله لا نعرفه إلا من فرسان ميدان الاجتهاد والفتوى، فهو من أئمة الشأن في زماننا هذا، وهذه كتبه، وأشرطته، ومجالسه، تشهد له بذلك، وهؤلاء أئمة الفتيا والاجتهاد يزكون علمه، ويحيلون عليه، ويستشهدون بكلامه، ومن قال: إنه محدِّث ليس بفقيه: فقد أخطأ، بل هو فقيه متمرِّس، وهو ملتزم بقواعد العلم، وضوابطه، ولا تعرف له أصول خاصة به يتبناها في فهم الدين، بل هو سائر على ما خطَّه أئمة العلم من السلف الصالح، وعلمه بالحديث أهَّله ليبني ترجيحاته على ما صحَّ من الأحاديث.
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء - عن الشيخ الألباني -:
(يُتْبَعُ)
(/)
"الرجل معروف لدينا بالعلم والفضل، وتعظيم السنَّة وخدمتها، وتأييد مذهب أهل السنة والجماعة في التحذير من التعصب والتقليد الأعمى، وكتبه مفيدة، ولكنه كغيره من العلماء ليس بمعصوم، يخطئ ويصيب، ونرجو له في إصابته أجرين، وفي خطئه أجر الاجتهاد، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم واجتهد فأخطأ فله أجر واحد) – متفق عليه –" انتهى.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (12/ 324 , 325).
فشهدوا للشيخ رحمه الله بأنه من العلماء، وأنه من المجتهدين، وكل من أنصف من نفسه علَم أن الشيخ الألباني رحمه الله له قدم راسخة في الفقه والاجتهاد، ويمكن أن ندلل على هذا من خلال أمور:
1. شهادة العلماء له بذلك، وقد دونت في كتاب "حياة الألباني" للشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني وفقه الله.
2. كتبه الفقهية المتينة، وبعضها لم يؤلف على منوالها، ولا في قوتها، ويكفي أن نمثِّل بكتابه " أحكام الجنائز " فهو غاية في القوة، ويدل على فهم ثاقب للسنَّة، ويؤيِّد فهمه بالقواعد الفقهية المتبعة عند سلف الأمة، ويضاف إليه: " آداب الزفاف "، و " تمام المنَّة في التعليق على كتاب " فقه السنَّة ".
3. أشرطته التي تملأ الأرض، وما نُشر منها يبلغ (1000) ألف شريط، وما لم يَخرج منها يبلغ (5000) ساعة صوتية، وهذا كله تسجيل لبعض المجالس، فكيف لو سجلت مجالسه كلها؟!.
ثالثاً:
ننبه في نهاية الجواب إلى مسائل وفوائد:
1. الشيخ الألباني رحمه الله بشر، يصيب ويخطئ، فلا ينبغي لأحدٍ اعتقاد العصمة في كلامه، وقد لا نجد من يزعم ذلك بلسان مقاله، لكننا نجد كثيرين يعتقدونه بلسان حالهم!
2. لا يحل لمن يقلِّد الشيخ الألباني إذا تبيَّن له قوة كلام غيره من أهل العلم والفضل أن يستمر على الأخذ بكلام الشيخ رحمه الله، بل يجب عليه اتباع الحق أينما كان، ومع من كان.
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
ما توجيه فضيلتكم لطالب العلم المبتدئ هل يقلد إماماً من أئمة المذاهب أم يخرج عنه؟.
فأجاب:
"قال الله عز وجل: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) الأنبياء/7، فإذا كان هذا طالباً ناشئًا لا يعرف كيف يُخرج الأدلة: فليس له إلا التقليد، سواء قلد إمامًا سابقًا ميتًا، أو إماماً حاضراً - عالماً من العلماء – وسأله، هذا هو الأحسن، لكن إذا تبين له أن هذا القول مُخالف للحديث الصحيح: وجب عليه أن يأخذ بالحديث الصحيح" انتهى." العلم " (ص 115).
3. الشيخ الألباني رحمه الله لم يأتِ بجديد في أحكام الدِّين، وهو يكرر كثيراً أنه لم يقل بقولٍ لم يُسبَق إليه، فليتق الله من يطلق لسانه في الشيخ بأنه جاء بشذوذات، وليتق الله من يتعصب للشيخ.
4. ليس من منهج الشيخ رحمه الله – بل ولا منهج أحد من الأمَّة - أن ينظر الطالب في الآية والحديث ثم يستنبط ما يشاء من أحكام! بل إن الشيخ رحمه الله قد اشتكى جدّاً من هؤلاء، وقال إننا كنَّا نعاني من "التقليد" فإذا بنا نعاني الآن من "الانفلات"! وصرَّح الشيخ رحمه الله بأن تقليد العلماء السابقين خير بكثير من هذا الانفلات، بل التقليد للعامي واجب، وهذا الانفلات محرَّم.
5. ليعلم من يقلِّد الشيخ رحمه الله أن الشيخ نفسه يذم التقليد، فهو يوصي بالعلم، ويدعو للتعلم، وأن يكون المسلم متبعاً للدليل من الكتاب أو السنة، وإذا كان الشيخ رحمه الله يمنع من تقليد أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد فهو لتقليده أمنع.
6. لا ينبغي للعامي الذي يقبل لنفسه تقليد الشيخ الألباني رحمه الله – أو غيره من أهل العلم قديماً وحديثاً – أن يفتي، أو يجادل غيره، ولو التزم المقلدون بهذا لارتاحت الأمة من كثير من السوء الذي يُسمع هنا وهناك.
7. من حباه الله شيئاً من العلم، والقدرة على الترجيح بين الأدلة، ومعرفة الأقرب منها للصواب: لا يحل له أن يكون مقلِّداً لا للشيخ الألباني، ولا لغيره.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
"يجب على من لا علم عنده ولا قدرة له على الاجتهاد أن يسأل أهل العلم؛ لقوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) الأنبياء/7، ولم يأمر الله تعالى بسؤالهم إلا من أجل الأخذ بقولهم، وهذا هو التقليد، لكن الممنوع في التقليد: أن يلتزم مذهباً معيَّناً يأخذ به على كل حال، ويعتقد أن ذلك طريقه إلى الله عز وجل، فيأخذ به، وإن خالف الدليل.
وأما من له قدرة على الاجتهاد، كطالب العلم الذي أخذ بحظ وافر من العلم: فله أن يجتهد في الأدلة، ويأخذ بما يرى أنه الصواب، أو الأقرب للصواب.
وأما العامي وطالب العلم المبتدئ: فيجتهد في تقليد من يرى أنه أقرب إلى الحق؛ لغزارة علمه، وقوة دينه وورعه" انتهى." العلم " (ص 205).
والله الموفق
http://www.islamqa.com/index.php?ref=113687&ln=ara
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 11:29]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
و رحم الله الإمام محدّث العصر و مجدّد القرن فضيلة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 12:07]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
و رحم الله الإمام محدّث العصر و مجدّد القرن فضيلة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني.
أحسن الله إليك
وعجبت كثيرا لبعض الفضلاء و العلماء يصف الشيخ الألباني أنه دون الشيخ ابن باز في الفقه
و أنا أعتبرها زلة لسان لا شيئا آخرا
و الحمد لله أني لم أحقد على هذا العالم الرباني
قال الإمام المقاصدي الشاطبي
إذا ثبت هذا فلا بد من النظر فى أمور تنبني على هذا الأصل منها أن زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة ولا الأخذ بها تقليدا له وذلك لأنها موضوعة على المخالفة للشرع ولذلك عدت زلة وإلا فلو كانت معتدا بها لم يجعل لها هذه الرتبة ولا نسب إلى صاحبها الزلل فيها كما أنه لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير ولا أن يشنع عليه بها ولا ينتقص من أجلها أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتا فإن هذا كله خلاف ما تقتضي رتبته في الدين وقد تقدم من كلام معاذ بن جبل وغيره ما يرشد إلى هذا المعنى
الموافقات في أصول الشريعة
للإمام المقاصدي الأصولي الفقيه
إبراهيم بن موسى الشاطبي المالكي
4/ 167ومابعدها
تحقيق
الدكتور عبد الله دراز
دار المعرفة للنشر و التوزيع
بيروت - لبنان.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 12:39]ـ
بارك الله فيكما
وينبغي أن يتقرر عندنا أن وصف العالم الفلاني بأنه محدث لا فقيه أو نحوي لا لغوي أو أصولي لا محدث أو ما أشبه ذاك ليس من الطعن في هذا العالم ولا من انتقاص قدره ولكن من باب إنزال الناس منازلهم إلا إذا علم بالقرائن المنفصلة أن قصد قائل هذا الكلام الظعن وما أشبهه
أما هذا القول بمفرده والقرائن معدومة فلا يفهم منه الطعن واللمز
لأنه لو لم يكن كذلك للزم منه أمرين أو أكثر فاسدين:
الأول: منع إنزال الناس منازلهم والتمييز بينهم
الثاني: المساواة بين المتفاضلين
الثالث: نسبة الطعن لكثير من العلماء بإخوانهم إذ هذا التقييم _وهو نفي أحد الفنون أو أكثر عن عالم وإثبات آخرٍ أو أكثر له_ واقع منهم
إذا تقرر هذا فلا شك أن العلماء متفاوتون فيما بينهم من الفنون
فترى أن العالم الفلاني متخصص ومبرِّز في فن الفقه دون الحديث ولكنه مشارك فيه كالشيخ ابن عثيمين من المعاصرين مثلا
أما أمثلة ذلك في المتأخرين والمتقدمين فكثير
وأحيانا ترى عكس ذلك
ولا شك أن الشيخ الألباني رحمه الله محدث وفقيه كما كان الشيخ ابن باز محدث وفقيه وكما كان الشيخ العثيمبن محدث وفقيه والشيخ مقبل محدث وفقيه
لكن كان الألباني محدثا أكثر منه فقيها كما قال الشيخ ابن عثيمين وكذا الشيخ مقبل
والشيخ ابن عثيمين عكس ذلك
هذا يلحظه ويلمسه كل من عرف هؤلاء المشايخ وأسلوبهم وطريقتهم في التخريج والتأصيل والتفريع وكل من عرف فقه المذاهب وأصولهم وأنواع الفقه وهي أكثر من عشرة أنواع فليس الفقه ففط نصوص الكتاب والسنة وإن كانا هما الأصل فإن الفقه كما أسلفت أكثر من عشرة علوم منها فقه الجمع والفرق والأقيسة والدلالات وغيرها أشار إليها الزركشي في قواعده والددو في بعض محاضراته
المقصود _وقد طال بنا الكلام_ أن الشيخ الألباني فقيه لكن الفقهاء مراتب فليست درجته في الفقه كدرجته في الحديث
ولتوضيح المراد ليس الشيخ الألباني في الفقه كالشيخ الأمين الشنقيطي وابن سعدي وابن عثيمين وليسوا هم مثله في الحديث
وهذا أمر بدهي إذ الشيخ ابن عثيمين مثلا وقف نفسه على الفقه طيلة حياته وتخصص فيه وأفنى غالب وقته فيه
والشيخ الألباني فعل مثل ذلك في علم الحديث
فكان كل واحد منهما أعلم من الآخر في الفن الذي تخصص فيه وإن كان كل منهما له مشاركة في الفن الذي لم يتخصص فيه وتخصص فيه الآخر
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 12:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد ...
أحسن الله إليك أخي العزيز أمجد على هذه الكالمات الرائعات، لكن يجب التنبه إلى أمر مهم وهذا بحكم التجربة أن الذين يصنفون الشيخ الألباني أنه محدث وليس فقيها أو أن درجته في الحديث أقوى من درجته في الفقه يريدون من هذا التصنيف إقصاء رأيه في الفقه و إسقاطه بحكم ضعف صاحبه فيه، وإلا الشيخ الألباني من المتضلعين في الفقه و مناظراته الفقهية تشهد بذلك.
الموضوع ذو شجون، ومافصله إخونا أمجد فيه الصواب ويغني عن الإطالة في الكلام عنه.
و الله المستعان(/)
داعية وطالبة علم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 01:35]ـ
داعية وطالبة علم
سارة بنت محمد حسن
--------------------------------------------------------------------------------
سمعت بها.
هي داعية متميِّزة حقًّا.
يقولون عنها سلفية.
حسنًا، واجبي أن أحضُر دُروسَها لأعلم: هل هي حقًّا سلفيَّة كما يقولون؟
سألت عن الموعد، تبرعت أخت بتوصيلي، ذهبت.
شكلها! لا أدري، لا أريد أن أحكم بالمظاهر.
لا بأس، فلنستمع.
مرَّ نصف ساعة.
كلامها ليس مرتَّبًا.
صِيغ عباراتِها عامِّية قليلاً.
ما معنى عامية قليلاً؟
يعني عامِّية قليلاً، لا تسألْني من فضلك.
طريقتُها ليستْ علميَّة.
ما معني ليست علميَّة؟
يعني ليستْ علميَّة أيضًا، قلت لك: لا تسألني؛ أنا أعرف عن أي شيء أتكلَّم.
تبدو كأنَّها واعظة.
مرت ساعة، آه، كنت أتوقَّع هذا، حديث ضعيف!
هذا ما كان ينقصُنا!
رفعت يدي، ابتسمتْ بِهدوء وقالت: ممكن نؤجِّل الأسئلة إلى وقتها؟
قلت – وأنا أبتسِم ابتِسامة الواثق من عِلْمه الغزير -: بالتأكيد.
وقت الأسئلة:
التفتت إليَّ الأختُ وابتِسامتُها متَّسعة: تفضلي - أختي – هاتي سؤالك.
قمتُ وأنا أنتفِش غرورًا - بل أعني: ثقةً -: سؤالي عن حديث، أريد أن أعرف إن كان صحيحًا أم ضعيفًا؟
ذكرتُ الحديث الذي قالته، ابتسمت في هدوء: على حد علمي هو صحيح، لكن أبحث وأخبرك.
ابتسمتُ في ثِقة وقلت: نعم ابحثي، فهو ضعيف، ذكره الألباني في الضعيفة.
سكتَتِ الدَّاعية وقد اتَّسعت ابتِسامتُها، فشجَّعني هذا على المواصلة: وكان عندي تعليق آخر أيضًا.
قالت الدَّاعية: تفضلي.
فرحتُ أُسمِّع لها ما كنتُ جَمعتُه من أقوال العُلماء المتعلِّقة بالموضوع.
قالت الداعية: ما شاء الله، تبارك الله!
ثم أطرقت بِرأسها قليلاً، ظننتُ أنَّها إنَّما أطرقتْ خجَلاً وغيرةً، طبعًا ولِم لا؟! لها أعوام في الدَّعوة.
غرُّوها فظنَّتْ أنَّها من أهْل الصَّلاح، والآنَ لقد وضعتُها في حجمِها الطَّبيعي.
فأنا سيف الله المسلول على عبادِه؛ لأردَّهم إلى الصَّواب.
فقلتُ لَها: يُمكِننا أن نتعاوَن في الدَّعوة.
رفعتْ رأْسها وابتسامتُها تشرق وقالت: بالطبع، وأريدُ أن أجلِس معك بعد استِكْمال الإِجابة على الأسئلة.
جلستُ على مضض، كنتُ أظنُّها ستُوكل لي أنا الإجابة على الأسئلة، لا بأس.
دعنا نَرَ إجاباتِها.
جلستُ وكلِّي تحفُّز لأسمع ما ستقول، وكتبتُ كلَّ تعليقاتي الرَّائعة على إجاباتِها.
فخَّمتْ حرْف الطَّاء وهي تتكلَّم، قالتْ كلِمة عامِّيَّة، رفَعَتِ المفعول به ثُمَّ صحَّحته.
مَا هَكَذَا يَا سَعْدُ تُورَدُ الإِبِل.
وهل يصحُّ تصدُّر المبتدئين الذين يَلحنون في القول؟
آه وما هذا؟! تنقل كلامًا عن هذا الشَّيخ الجاهل؟ ألا تعلم أنَّ النَّقْل عنِ المبتدِعة لا يَجوز؟!
حسنًا جيِّد، إنَّها ستقابِلُني بعد الدَّرس، فسأنصحُها، وإن لم تستَجِبْ فسأفضحها!
سأفضحها، وأخبر النَّاس بِحقيقتِها، فهي مبتدِعة تنقل عنِ المبتدِعين.
إنَّا لله وإنَّا إليْه راجِعون، الدُّعاة اليوم صاروا شيئًا مؤْسفًا.
* * * *
بعد انتِهاء الدَّرس ذهبتُ إليْها.
كانت تجلس على الأرض في آخر المسجِد، وفي يدِها مرجعٌ وأمامَها عدَّة مراجعَ أُخْرى.
قلتُ - وابتِسامتي تُشرق -: السَّلام عليْكم.
رفعتْ رأسَها وابتسمت ابتسامة صافية، وردَّت السلام، وقالت لي: اجلسي.
جلست.
قالت لي: بالنسبة للحديث فـ ...
ثُمَّ راحتْ تسرُد أقوال العلماء فيه، وعِلَل مَن ضعَّفه، والرَّدَّ على تلك العِلل، ولماذا اختارتِ التصحيح، بل نقلتْ لي تراجُع الألبانيِّ عن تضعيفِه.
الأدهى: أنَّها كانت تتحدَّث بسلاسةٍ وكأنها لا تتحدَّث عن علمٍ من أصْعَبِ العُلوم؛ بل كأنَّها تقرأُ الفاتِحة أو سورة الإخلاص.
تستخدِم أسهل العبارات، وتُعيد الشَّرح بعدَّة عبارات تدل على تمكُّن ورسوخ في العلم.
فغرت فمي، ولم أحرْ جوابًا.
سكتتْ ونظرت إليَّ في قلق، وقالت: هل هناك شيء؟ هل أسأتُ الشَّرح؟
هززْتُ رأْسي لأنفض إحْساسي بالضياع، وقلتُ وأنا أتميَّز من الغيْظ: لا أبدًا، شرْحٌ موفق، ثُمَّ اندفعتُ قائلةً، وقد تذكَّرتُ أنَّه لا يزال لديَّ ورقةٌ لم تَحترق: وماذا عن نقْلِك عن هذا الشَّيخ الجاهل الحزبي؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس مبتدعًا؟ كيف تنقلين عن مبتدِع؟ ألَم تقرئي عِلْم الجرْح والتعديل؟!
ابتسمت الداعية في حِلْم ثُمَّ أخذت نفسًا طويلاً.
قالت الداعية: لماذا رميْتِ الشيخ بالبدعة؟
ابتسمتِ الطَّالبة في استِهْجان: تكفيري حزبي، وليس على المنهج.
ابتسمتِ الدَّاعية في لطف وسألتْها: هلا وضَّحت معنى كلماتِك؟
سكتَتِ الطَّالبة لحظة وهي تحاوِل استِجْماع معنى كلماتِها:
تكفيري يعني: على منهج الخوارج، حزبي يعني: يشجِّع التحزُّبات التي تَجتمع على منهج غير منْهج أهْل السنة والجماعة، وليس على المنهج يعني: ليس على منهج أهل السنَّة والجماعة طبعًا.
قالت الداعية وهي تردِّد كلامي في بُطْء وتنظُر في عيني: إذًا أنت تتَّهمين الشَّيخ بأنَّه من الخوارج، وأنَّه ليس على المنهج، وأنَّه يُحزِّب النَّاس على غير التَّوحيد!
سكتتْ لحظة ثم نظرتْ في عينيْها وقالت بِحزم: لكلِّ قولٍ دليلٌ، فما دليلك على هذا؟
هتفتْ طالبة العلم باستنكار: شيوخي قالوا عنه ذلك.
قالت الداعية: وهل قول شيوخِك حجَّة بذاتِها؟!
يعني: إذا كان هذا الشيخ أستاذًا لفتاةٍ أخرى سواك، وقال في شيوخك: إنَّهم مبتدعة، هل تقبل الفتاة قوله وترمي شيوخك بالابتداع؟!
قالت طالبة العلم في استنكار: بالطبع لا.
قالت الداعية: لماذا؟
ردت: لأنَّ شيوخي على المنهج، وشيخها ليس على المنهج.
قالت وهي تبتسم: وكيف حكمتِ أنَّ شيخَها ليس على المنهج، وأنَّ شيخك أنت على المنهج؟
سكتتِ الطَّالبة لحظة ثم اندفعت تقول: لأنَّ هذا الشيخ يكفر، هو من الخوارج.
قالت الداعية: هل قرأتِ له كتابًا أو سمعت له شريطًا؟
قالت الطالبة: لا.
قالت الداعية: هل رأيتِ أحد طلبته ينقل عنه مثل ذلك؟
قالت الطالبة: بل شيخي قال.
ضحكت الداعية وقالت: أُختي هل سنعود لهذه الدَّائرة المغلقة؟ العلم: قال الله، قال رسولُه، قال الصحابة، فالعمدة ليس رأْي الشيخ؛ بل العمدة كتاب الله وسنة الرَّسول - صلى الله عليه وسلَّم - بِفهم الصَّحابة وإلا وقعْنا في البِدع، ثُمَّ هذا قول شيخك وحْدَه وليس قول باقي الشيوخ فيه.
قالت الطالبة: مَن قال فيه ليس مبتدِعًا فهو مثله مبتدِع، فمن لم يكفِّر الكافر فهو كافِر، ومن لَم يبدِّع المبتدع فهو مثله بالتأكيد.
قالت الداعية: وهل سمعت كلام الشيخ الذي تتهمينه؟
قالت الطالبة: لكن أنا أخشى إن سمِعْتُه أن يأسرني منطقُه، وقد نَهانا النبيُّ عن مُجالسة أهل البدع؛ حتَّى لا تشربها قلوبُنا.
قالت الدَّاعية: لكن هذا هو نفس منطق المشركين، وهو اتِّباع شخص، وظنُّ العصمة فيه، دون تحكيم عقولهم لِمعرفة الصَّواب من الخطأ، وقد تعبَّدنا الله بعقولنا لا بعقول غيرنا.
فإن كنتِ مُخلِصةً وأردتِ الاتِّباع، ودعوت الله أن تكوني ممَّن يسمعون القول فيتبعون أحسنه - فيمكنك أن تسمعي الشيخ وترَي هل هو من أهل البدع فعلاً أم لا؟
طبعًا: أنا لا أتحدَّث عن شيخ ظاهر البدعة يقول: أنا صوفي، أنا شيعي، أنا أتَحدَّث عن شيوخ أهل السنَّة، الذين ينتسبون للسنَّة، ويعظمون السُّنة، ويحبون السنَّة، ويتبرؤون من البدع، فإذا أصبت، فلك أجرانِ، وإن أخطأت، فلك أجر.
قالت الطالبة مستنكرة: آه أنت من أهل التَّحكيم العقلي، أنتِ من المعتزلة، أيَّتُها المبتدِعة، أنت أيضًا لستِ على المنهج.
حدَّقت فيها الدَّاعية لحظةً ثُمَّ انفجرت ضاحكة، وقالت: ما هذا يا أختي؟! تقولين: إنَّ عقلك قاصر عن معرفة الحقِّ من الباطل، ثُمَّ ترمينَني بمنتهى السهولة بالبدعة!
ألا تعلمين: أنَّ الرَّمْي بالفسق والتبديع كالرَّمي بالكفر، لابدَّ له من استِيفاء شروط وانتِفاء موانع؟!
سكتت الطَّالبة.
فقالت الداعية: ثُمَّ هذا الشَّيخ الذي تتَّهمينه بالخُروج لا يكفِّر أصلاً تارِكَ الصَّلاة، فإن كان لا يكفِّر تارك الصلاة - وهو خلاف سائغ عند أهل السنة - فهل سيكفِّر بالكبائر؟.
قالت: لا، لا، إنَّه يكفِّر الحاكم.
نظرت لها في عجب وقالت: وكيف ترَكه الحاكم حرًّا طليقًا يُلْقِي دروسَه وهو يكفِّرُه؟!.
قالت: لأنَّه، لأنه لا يعلم.
قالت الداعية: الحاكم لا يعلم وأنت تعلمين! وكيف عرفت؟
قالت: هو صرَّح بذلك مرَّة.
ابتسمت الداعية وقالت: صرَّح، إذًا اشتهر عنه، فيعرف الحاكم وأنا وأنت، أم أنَّه لم يصرِّح وفهِمَ هذا من كلامِه؟
قالت: الحقيقة لا أعرف، فقد قيل لـ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قاطعتها بحزم: هذا لا يصحُّ أختي، نحن نتحدَّث عن عالِم لا عن بائع خضار، وإن كان بائع الخضار له حرمة الإسلام فالعالم له حُرْمة الإسْلام وله حرمة العلم، وأنا أظنُّ في الواقع أنَّه اشتبه عليْك أو على مَن سمع جملة من كلام الشيخ، وكان الواجب أن ننظر في كلامِه، ونردَّ المتشابه للمُحْكم من كلامه، ونحمِّل الكلام أحسن معنًى له، لا أن نتحامل على الكلام، ونتعسَّف ونُحمِّله ما لا يُطيق بشبهةٍ وتسرُّع، ورغْبة في إسقاط العالِم لِحسدٍ أو غيرة أو ما شابه، فإسْقاط العالِم بِهذه الطريقة هو في الواقع مِعْول هدْم للإسْلام.
سكتت الطالبة هنيهة، ثم قالت: لقد أصابَنِي صُداع، إنَّ رأْسي يدور، لا أعرف حقًّا من باطل.
قالت الداعية: أختي في الله، إياك إياك وأعراضَ المسلمين، وخاصَّة العلماء؛ فإنَّك إن استبحْتِها فقد سقطتِ في فتنة عظيمة، لن تَخرُجي منها على خير.
نسأل الله لنا ولك العافية.
* * * *
عدت إلى بيتي ورأسي يدور، أين الحق؟
اتَّصلت بمعلِّمتي التي لقَّنتني المنهج، حكيْتُ لَها ما حدث.
بادرتْني المعلِّمة: ولِمَ ذهبتِ لها؟ لِماذا لم تسأليني عنها؟!
وقع في نفسي: أنَّ هناك شيئًا خطأً، قلتُ بحذر: ولماذا أسألُك عنها؟
قالت المعلمة: تسألينَنِي هل هي على المنهج أو لا؟
ثم أردفت في جدية: هي ليْستْ على المنهج طبعًا.
قلت في حذَر أكبر: هل تحدَّث فيها أحدُ العُلماء الكبار؟
أطلقت ضحِكة مستَهْجنة وقالت: لا، ليستْ مشهورةً إلى هذا الحد.
قلت لها - وألف علامة تعجُّب ترتسِم أمامي -: إذًا كيف قُلْتِ إنَّها ليست على المنهج؟
لقد علَّمتِني: أنَّ حكم الجرح ليس لنا، بل أنتِ تنقلينه عن شيوخٍ أعلام، وليس لنا كطلاب عِلْم أن نَحكم هكذا، أليس كذلك؟! ثُمَّ هل سمعتِها؟ هل تعرفين عنها شيئًا؟
سكتت معلِّمتي لحظة ثم قالت: يبدو أنَّك بدأت تتأثَّرين بالمبتدعة، مادامت ليستْ معنا إذًا فهي ليستْ على المنهج، ولا داعيَ أبدًا أن تُخالطي مَن لا تثقين في منهجهم.
أنْهيت المكالمة وأنا أشعر برأسي يكاد ينفجر، دخلت النت.
قابلتْني إحدى الأخوات على الماسنجر، ودعتْني لِحضور درس فقْه، ما إن بدأ طالب العلم الحديث حتى قطع الدرسَ بعضُ الإخوة، يكتُبون عن شيخ آخر كلامًا شديدًا، فيه سب ولعْن وشتائم، نعم، لم أخطئ القِراءة، وليس هذا خطأ طباعي.
سبّ ولعْن وشتْم لأحَد الشُّيوخ العلماء الأجلاء.
ذهِلت من هوْل الألفاظ، كتبتُ: ((ليس المؤمن بلعَّان ولا طعَّان ولا فاحشٍ ولا بَذيء)).
كان جزائي الطَّرد من الغرفة الصوتيَّة.
راسلتُ صديقتي، وكانت تعرف طالب العِلم الذي كان يشرح بالغرفة، بادرتني: لماذا كتبتِ هذا؟
قلتُ في حيرة: كتبتُ ماذا؟
قالت: على أي حال الشيخ - تتحدَّث عن طالب العلم - طلبَ التحدُّث إليْكِ على الخاص.
حضر النقاشَ صديقتي وأخت أخرى.
بادرني بالسؤال: هل أنتِ سلفيَّة؟
قلت: نعم، ولله الحمد.
قال لي: ما رأيك في هذا القول، وذكر قول إحدى الفرق المبتدعة؟
قلت له: أظنُّ هذا قولَ الأشاعرة أو المعتزِلة.
قال - وصوته يقطر استهزاءً واحتِقارًا -: ما هذا يا أخت؟ مِن المهمِّ جدًّا أن يكون طالبُ العلم ملمًّا بِمسائل العقيدة، إنَّ هذا القول الذي ذكرْتُه لك هو قوْل الكلابيَّة وليس الأشعرية، إنا لله وإنَّا إليْه راجعون.
ثم بدأ يرثي حالَ النَّاس اليوم.
ثم سأل: ما قول أهْل السُّنة في - وذَكر مسألةً دقيقةً منْ مَسائِل الاعتِقاد؟
الحقيقة خشيتُ الإجابة، قلت: لا أدري.
سيل من الاستهزاء والسخرية.
قال: يا أُخت، لا أقول إنَّك مبتدِعة، لكنَّك لا تَفقهين شيئًا، فيجب أن تتعلَّمي قبل أن تدَّعي السلفيَّة [1].
خرجت من النت مذهولةً مِمَّا يَحدث، أهؤلاء الطَّلبة هم مَن أظنُّ أنَّهم على المنهج، إنَّا لله وإنَّا إليْه راجعون.
اتَّصلت بي صديقتي التي كانت معي في درس الفقْه، وبَّختْنِي وراحت تَستفيضُ كيف أنَّني غير مهذَّبة، وأنَّني تطاولْتُ على طلبة العلم، و ... و ...
كل هذا يحدث لي لأنِّي كتبتُ حديثَ النَّبيِّ - صلى الله عليْه وسلَّم - يا أهل المنهج؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
رحتُ أُقارن بين هذا الموقف وموقف الداعية، رد فِعْلِها المهذَّب تِجاه سوء أدبي معها في الدرس، الآن أعترف: نعم سوء أدبي في الدرس، ابتسامتها المُشْرقة لا عن تكلف، علْمها الغزير الذي لم تبخلْ به عليَّ رغم سوء أدبي معها، حِلْمها، حرصها عليَّ، تورُّعها عن ذكْر المسلمين بسوء.
عزمتُ على الذَّهاب إليْها في الصباح لأجد من يَحتوي توتُّري وحيرتي، فقد علمت أنَّها هي التي على المنهج، وأنَّهم هم ليسوا على المنهج.
* * * *
ذهبت إلى الدَّاعية في الصباح، استقبلتني بابتسامة مشرقة.
الحق أنَّ ابتِسامتها أزالتِ الكثيرَ من توتُّري.
قالت لي: تبدين مُرْهَقة.
قلتُ لَها في لهفة: جدًّا.
ثم لم أتمالكْ نفسي ورحت أقصُّ عليها ما حدث في ليلتي، قصصت عليها ما قالتْه معلمتي، قصصتُ عليها ما فعله طالب العلم الذي كان يشرح على النت، قصصت عليها قسوةَ صديقتي وسوء خلقها، رغم أني لم أخطئ في حقِّ أحد.
استمعتْ إليَّ في صبر.
كنت أرى الكراهة في وجهها عندما أذكر أحدهم بسوء، وأرى الأسف في عينيْها، وأنا أشكو لها معاناتي.
قالت لي: أختي، لقد وقعت في فخٍّ من فِخاخ الشيطان، ألا وهو التربُّص بالمسلمين، وانتظار وقوعِهم في السوء؛ لننال من أعراضهم، وهذا منهج خطأ، ليس من منهج أهل السنَّة والجماعة؛ فأهل السنَّة يعلمون الحقَّ، ويرحمون الخلق.
قلت لها: كانوا يقولون لي: إنَّ أهل السُّنَّة لابدَّ أن يُظْهِروا عوار من يدَّعي العلم؛ حتى لا تفشو بدْعته.
قالت لي: نعم أختي، يظهرون عوار أهل البدع، وليس أهل السنَّة الذين وقعوا في الخطأ، وشتان بين الأمرين، فأهل السنَّة لهم حرمة، وقد ذكر لي شيْخي ذاتَ مرَّة قول أحد السلف: إنَّ الرَّجُل يكون من أهل السنَّة فيقول بقَوْل المرجئة أو المعتزِلة - يعني في مسألة - لا يُخْرِجه ذلك عن كوْنِه من أهل السنة، ابن حجرٍ مثلاً ألم يقع في التأويل؟ هل سمعت أحد معاصريه من الأجلاء يطعن في شخصِه؟
هل ستستسيغين أن يأتيَ اليوم أحدٌ فيقول: إنَّ ابنَ حجر مبتدع وإنَّ عليْنا هجران كتبه؟ لا، فقط نقول: احذر - يا طالب العلم - وأنت تقرأ كُتُب ابن حجَر، فقد وقع في بعْض التَّأويل ونحن نَحسبه على خير.
لكن الحلاَّج، هل تجدين أحدًا من عُلماء عصْرِه أو عصْرِنا يُبيح لك النَّظر في كتبه، أو يقول نَحسبه على خير؟! أو يُوازن بين حسناته وسيِّئاته؟!
لا، وألف لا، وكذلك مَن كان على شاكلته من المبتدعة وأهل الكفْر، والفرق بيْن ابْنِ حجرٍ والحلاَّج: أنَّ ابْنَ حجر من أهل السُّنَّة لكن زلَّ، أمَّا الحلاَّج فصوفي من أهل وحْدة الوجود.
كذلك اليوم من كان من أهل السنة حفِظْنا له حرمةَ انتِمائِه لأهل السنَّة، ومن كان من أهل البدع نظرْنا في المصلحة الرَّاجحة وفعلناها، إن كانت المصلحة في التشهير به، فعلنا، وإن كانتِ المصلحة في عدَم ذكره أصلاً؛ كي لا يشتهر وهو أصلاً مغمور مثلاً، والاكتفاء بالتنبيه على البِدَع - فعلنا.
أمَّا التسوية بين أهل البدع وأهل السنَّة الذين زلُّوا، فليس من العدل في شيء؛ قال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8].
وليس من شِيَم النبي مُحمَّد - صلى الله عليه وسلَّم - فقد قال لأصحابه حينما ظنُّوا بالرجُل الذي جُلِدَ في حدِّ الخَمر مرارًا ظنَّ سوء، قال لهم: ((لا تسبُّوه؛ فإنَّه رجُلٌ يحبُّ الله ورسوله))، أو كما قال.
وكما رأيت: فإنَّ جلَّ مَن يدخل في هذا المنهج الخطأ، المُخالِف لما كان عليْه السلف الصالح - يُغْلِظ القول حتى يصير هذا الخُلُق الغليظ له عادةً، ووالله هذه سنَّة الله في خلقِه، فلحوم العُلماء مسمومة، والآكِل منها أفسد على نفسه دينَه ودُنياه وقلبَه.
فليس هذا طريقَ مَن أراد أن يأتِيَ الله بقلْبٍ سليم، وكما لابد أنَّك تعلمين - مادمت درست في علم الجرح والتَّعديل -: أنَّه لا يتكلَّم في الرِّجال إلا تامُّ العلم تام التقوى.
وها أنت ترَيْنَ أصاغرَ من طلبة العلم يقَعون في أعراض بعضِهم، وأعراض كبار العُلماء والدعاة، لا نقلاً عن أكابِر العلماء بل قول صادر عن هواهم، ألَم تسمعي عن ابن أبي حاتم وقد دخل عليه رجُل، فقال له: يقول يحيى بن معين: "إنَّا لنسقط أقوامًا – يعني: من الرواية - قد حطُّوا رحالَهم في الجنَّة منذ أكثر من سنين".
فسقط الكتاب من يد ابن أبي حاتم وبكى.
هل ترين ورَعَهم وخشيتهم؟
هل سمعت أنَّ الشَّيخ الفوزان لمَّا سُئِل مَن هم علماء الجرح والتعديل في هذا العصر، ماذا قال؟ قال: علماء الجرح والتعديل في المقابر، لا يُوجد سند ورواية الآن لنقول إن هناك علماء جرح وتعديل، فبناءً على كلام أهْل هذا المنطق؛ يكون الفوزان مبتدعًا وضالاًّ ومضلاًّ إذًا!.
وبالقطْع، نحن نحتاج لبيان حال المبتدعة، بشرط أن ننصف ويكونوا مبتدعة حقًّا، أما الصدور عن الهوى؛ بدعوى الذبِّ عنِ الدين، ورمْي عُلماء السُّنة بالبدع، وتصيُّد الأخطاء، وتَحميل اللفظ فوق ما يَحتمل؛ لإثبات وجهات نظَرٍ شخصيَّة - فليس هذا من المنهج في شيء.
نعم أختي، نتحدَّث في أهل البدع لا أهل السنة الذين أخطؤوا في الفقه، أو رفضوا جرْحَ شخص لقول بعض الشيوخ، ولا أهل السنة الذين اجتهدوا في مسائل متَّبعين الدليل، حتَّى لو لم يصيبوا الحقَّ.
فهذا ليس جرحًا ولا تعديلاً، هذا سب وتشهير.
أختي:
إنَّ الخَطْب جلل، وإنَّ الأصْل في المسلِم السَّلامة، وإنَّ الوقوع في أعْراض النَّاس ليس سبيل المتقين، وأنصحك، تجوَّلي بنظرك في كتب القُدماء، اقرئي كلامَ ابن تيمية وابن القيم وكل عالم من أعلام السلف.
انظري:
كيف كان حسن ظنِّهم في بعضهم البعض؟ وكيف كانوا لا يُحمِّلون الكلام فوق ما يَحتمِله؟ وستعلمين إن كان ما يَحدُث بين أصاغر الطَّلبة اليوم من منهجِ أهل السُّنَّة أم لا.
كانت تتحدَّث وعبراتي تتساقط، واسوأتاه! كم ضيعت من عمري!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] هذا الحوار جزء من حوار حدث صدقًا وحقًّا .... وبنفس الطريقة، وما لم أقصّه أعظم مما قصصته.
http://www.alukah.net/articles/1/4903.aspx(/)
داعية وطالبة علم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 01:38]ـ
داعية وطالبة علم
سارة بنت محمد حسن
---------------------
سمعت بها.
هي داعية متميِّزة حقًّا.
يقولون عنها سلفية.
حسنًا، واجبي أن أحضُر دُروسَها لأعلم: هل هي حقًّا سلفيَّة كما يقولون؟
سألت عن الموعد، تبرعت أخت بتوصيلي، ذهبت.
شكلها! لا أدري، لا أريد أن أحكم بالمظاهر.
لا بأس، فلنستمع.
مرَّ نصف ساعة.
كلامها ليس مرتَّبًا.
صِيغ عباراتِها عامِّية قليلاً.
ما معنى عامية قليلاً؟
يعني عامِّية قليلاً، لا تسألْني من فضلك.
طريقتُها ليستْ علميَّة.
ما معني ليست علميَّة؟
يعني ليستْ علميَّة أيضًا، قلت لك: لا تسألني؛ أنا أعرف عن أي شيء أتكلَّم.
تبدو كأنَّها واعظة.
مرت ساعة، آه، كنت أتوقَّع هذا، حديث ضعيف!
هذا ما كان ينقصُنا!
رفعت يدي، ابتسمتْ بِهدوء وقالت: ممكن نؤجِّل الأسئلة إلى وقتها؟
قلت – وأنا أبتسِم ابتِسامة الواثق من عِلْمه الغزير -: بالتأكيد.
وقت الأسئلة:
التفتت إليَّ الأختُ وابتِسامتُها متَّسعة: تفضلي - أختي – هاتي سؤالك.
قمتُ وأنا أنتفِش غرورًا - بل أعني: ثقةً -: سؤالي عن حديث، أريد أن أعرف إن كان صحيحًا أم ضعيفًا؟
ذكرتُ الحديث الذي قالته، ابتسمت في هدوء: على حد علمي هو صحيح، لكن أبحث وأخبرك.
ابتسمتُ في ثِقة وقلت: نعم ابحثي، فهو ضعيف، ذكره الألباني في الضعيفة.
سكتَتِ الدَّاعية وقد اتَّسعت ابتِسامتُها، فشجَّعني هذا على المواصلة: وكان عندي تعليق آخر أيضًا.
قالت الدَّاعية: تفضلي.
فرحتُ أُسمِّع لها ما كنتُ جَمعتُه من أقوال العُلماء المتعلِّقة بالموضوع.
قالت الداعية: ما شاء الله، تبارك الله!
ثم أطرقت بِرأسها قليلاً، ظننتُ أنَّها إنَّما أطرقتْ خجَلاً وغيرةً، طبعًا ولِم لا؟! لها أعوام في الدَّعوة.
غرُّوها فظنَّتْ أنَّها من أهْل الصَّلاح، والآنَ لقد وضعتُها في حجمِها الطَّبيعي.
فأنا سيف الله المسلول على عبادِه؛ لأردَّهم إلى الصَّواب.
فقلتُ لَها: يُمكِننا أن نتعاوَن في الدَّعوة.
رفعتْ رأْسها وابتسامتُها تشرق وقالت: بالطبع، وأريدُ أن أجلِس معك بعد استِكْمال الإِجابة على الأسئلة.
جلستُ على مضض، كنتُ أظنُّها ستُوكل لي أنا الإجابة على الأسئلة، لا بأس.
دعنا نَرَ إجاباتِها.
جلستُ وكلِّي تحفُّز لأسمع ما ستقول، وكتبتُ كلَّ تعليقاتي الرَّائعة على إجاباتِها.
فخَّمتْ حرْف الطَّاء وهي تتكلَّم، قالتْ كلِمة عامِّيَّة، رفَعَتِ المفعول به ثُمَّ صحَّحته.
مَا هَكَذَا يَا سَعْدُ تُورَدُ الإِبِل.
وهل يصحُّ تصدُّر المبتدئين الذين يَلحنون في القول؟
آه وما هذا؟! تنقل كلامًا عن هذا الشَّيخ الجاهل؟ ألا تعلم أنَّ النَّقْل عنِ المبتدِعة لا يَجوز؟!
حسنًا جيِّد، إنَّها ستقابِلُني بعد الدَّرس، فسأنصحُها، وإن لم تستَجِبْ فسأفضحها!
سأفضحها، وأخبر النَّاس بِحقيقتِها، فهي مبتدِعة تنقل عنِ المبتدِعين.
إنَّا لله وإنَّا إليْه راجِعون، الدُّعاة اليوم صاروا شيئًا مؤْسفًا.
* * * *
بعد انتِهاء الدَّرس ذهبتُ إليْها.
كانت تجلس على الأرض في آخر المسجِد، وفي يدِها مرجعٌ وأمامَها عدَّة مراجعَ أُخْرى.
قلتُ - وابتِسامتي تُشرق -: السَّلام عليْكم.
رفعتْ رأسَها وابتسمت ابتسامة صافية، وردَّت السلام، وقالت لي: اجلسي.
جلست.
قالت لي: بالنسبة للحديث فـ ...
ثُمَّ راحتْ تسرُد أقوال العلماء فيه، وعِلَل مَن ضعَّفه، والرَّدَّ على تلك العِلل، ولماذا اختارتِ التصحيح، بل نقلتْ لي تراجُع الألبانيِّ عن تضعيفِه.
الأدهى: أنَّها كانت تتحدَّث بسلاسةٍ وكأنها لا تتحدَّث عن علمٍ من أصْعَبِ العُلوم؛ بل كأنَّها تقرأُ الفاتِحة أو سورة الإخلاص.
تستخدِم أسهل العبارات، وتُعيد الشَّرح بعدَّة عبارات تدل على تمكُّن ورسوخ في العلم.
فغرت فمي، ولم أحرْ جوابًا.
سكتتْ ونظرت إليَّ في قلق، وقالت: هل هناك شيء؟ هل أسأتُ الشَّرح؟
هززْتُ رأْسي لأنفض إحْساسي بالضياع، وقلتُ وأنا أتميَّز من الغيْظ: لا أبدًا، شرْحٌ موفق، ثُمَّ اندفعتُ قائلةً، وقد تذكَّرتُ أنَّه لا يزال لديَّ ورقةٌ لم تَحترق: وماذا عن نقْلِك عن هذا الشَّيخ الجاهل الحزبي؟!
أليس مبتدعًا؟ كيف تنقلين عن مبتدِع؟ ألَم تقرئي عِلْم الجرْح والتعديل؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ابتسمت الداعية في حِلْم ثُمَّ أخذت نفسًا طويلاً.
قالت الداعية: لماذا رميْتِ الشيخ بالبدعة؟
ابتسمتِ الطَّالبة في استِهْجان: تكفيري حزبي، وليس على المنهج.
ابتسمتِ الدَّاعية في لطف وسألتْها: هلا وضَّحت معنى كلماتِك؟
سكتَتِ الطَّالبة لحظة وهي تحاوِل استِجْماع معنى كلماتِها:
تكفيري يعني: على منهج الخوارج، حزبي يعني: يشجِّع التحزُّبات التي تَجتمع على منهج غير منْهج أهْل السنة والجماعة، وليس على المنهج يعني: ليس على منهج أهل السنَّة والجماعة طبعًا.
قالت الداعية وهي تردِّد كلامي في بُطْء وتنظُر في عيني: إذًا أنت تتَّهمين الشَّيخ بأنَّه من الخوارج، وأنَّه ليس على المنهج، وأنَّه يُحزِّب النَّاس على غير التَّوحيد!
سكتتْ لحظة ثم نظرتْ في عينيْها وقالت بِحزم: لكلِّ قولٍ دليلٌ، فما دليلك على هذا؟
هتفتْ طالبة العلم باستنكار: شيوخي قالوا عنه ذلك.
قالت الداعية: وهل قول شيوخِك حجَّة بذاتِها؟!
يعني: إذا كان هذا الشيخ أستاذًا لفتاةٍ أخرى سواك، وقال في شيوخك: إنَّهم مبتدعة، هل تقبل الفتاة قوله وترمي شيوخك بالابتداع؟!
قالت طالبة العلم في استنكار: بالطبع لا.
قالت الداعية: لماذا؟
ردت: لأنَّ شيوخي على المنهج، وشيخها ليس على المنهج.
قالت وهي تبتسم: وكيف حكمتِ أنَّ شيخَها ليس على المنهج، وأنَّ شيخك أنت على المنهج؟
سكتتِ الطَّالبة لحظة ثم اندفعت تقول: لأنَّ هذا الشيخ يكفر، هو من الخوارج.
قالت الداعية: هل قرأتِ له كتابًا أو سمعت له شريطًا؟
قالت الطالبة: لا.
قالت الداعية: هل رأيتِ أحد طلبته ينقل عنه مثل ذلك؟
قالت الطالبة: بل شيخي قال.
ضحكت الداعية وقالت: أُختي هل سنعود لهذه الدَّائرة المغلقة؟ العلم: قال الله، قال رسولُه، قال الصحابة، فالعمدة ليس رأْي الشيخ؛ بل العمدة كتاب الله وسنة الرَّسول - صلى الله عليه وسلَّم - بِفهم الصَّحابة وإلا وقعْنا في البِدع، ثُمَّ هذا قول شيخك وحْدَه وليس قول باقي الشيوخ فيه.
قالت الطالبة: مَن قال فيه ليس مبتدِعًا فهو مثله مبتدِع، فمن لم يكفِّر الكافر فهو كافِر، ومن لَم يبدِّع المبتدع فهو مثله بالتأكيد.
قالت الداعية: وهل سمعت كلام الشيخ الذي تتهمينه؟
قالت الطالبة: لكن أنا أخشى إن سمِعْتُه أن يأسرني منطقُه، وقد نَهانا النبيُّ عن مُجالسة أهل البدع؛ حتَّى لا تشربها قلوبُنا.
قالت الدَّاعية: لكن هذا هو نفس منطق المشركين، وهو اتِّباع شخص، وظنُّ العصمة فيه، دون تحكيم عقولهم لِمعرفة الصَّواب من الخطأ، وقد تعبَّدنا الله بعقولنا لا بعقول غيرنا.
فإن كنتِ مُخلِصةً وأردتِ الاتِّباع، ودعوت الله أن تكوني ممَّن يسمعون القول فيتبعون أحسنه - فيمكنك أن تسمعي الشيخ وترَي هل هو من أهل البدع فعلاً أم لا؟
طبعًا: أنا لا أتحدَّث عن شيخ ظاهر البدعة يقول: أنا صوفي، أنا شيعي، أنا أتَحدَّث عن شيوخ أهل السنَّة، الذين ينتسبون للسنَّة، ويعظمون السُّنة، ويحبون السنَّة، ويتبرؤون من البدع، فإذا أصبت، فلك أجرانِ، وإن أخطأت، فلك أجر.
قالت الطالبة مستنكرة: آه أنت من أهل التَّحكيم العقلي، أنتِ من المعتزلة، أيَّتُها المبتدِعة، أنت أيضًا لستِ على المنهج.
حدَّقت فيها الدَّاعية لحظةً ثُمَّ انفجرت ضاحكة، وقالت: ما هذا يا أختي؟! تقولين: إنَّ عقلك قاصر عن معرفة الحقِّ من الباطل، ثُمَّ ترمينَني بمنتهى السهولة بالبدعة!
ألا تعلمين: أنَّ الرَّمْي بالفسق والتبديع كالرَّمي بالكفر، لابدَّ له من استِيفاء شروط وانتِفاء موانع؟!
سكتت الطَّالبة.
فقالت الداعية: ثُمَّ هذا الشَّيخ الذي تتَّهمينه بالخُروج لا يكفِّر أصلاً تارِكَ الصَّلاة، فإن كان لا يكفِّر تارك الصلاة - وهو خلاف سائغ عند أهل السنة - فهل سيكفِّر بالكبائر؟.
قالت: لا، لا، إنَّه يكفِّر الحاكم.
نظرت لها في عجب وقالت: وكيف ترَكه الحاكم حرًّا طليقًا يُلْقِي دروسَه وهو يكفِّرُه؟!.
قالت: لأنَّه، لأنه لا يعلم.
قالت الداعية: الحاكم لا يعلم وأنت تعلمين! وكيف عرفت؟
قالت: هو صرَّح بذلك مرَّة.
ابتسمت الداعية وقالت: صرَّح، إذًا اشتهر عنه، فيعرف الحاكم وأنا وأنت، أم أنَّه لم يصرِّح وفهِمَ هذا من كلامِه؟
قالت: الحقيقة لا أعرف، فقد قيل لـ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قاطعتها بحزم: هذا لا يصحُّ أختي، نحن نتحدَّث عن عالِم لا عن بائع خضار، وإن كان بائع الخضار له حرمة الإسلام فالعالم له حُرْمة الإسْلام وله حرمة العلم، وأنا أظنُّ في الواقع أنَّه اشتبه عليْك أو على مَن سمع جملة من كلام الشيخ، وكان الواجب أن ننظر في كلامِه، ونردَّ المتشابه للمُحْكم من كلامه، ونحمِّل الكلام أحسن معنًى له، لا أن نتحامل على الكلام، ونتعسَّف ونُحمِّله ما لا يُطيق بشبهةٍ وتسرُّع، ورغْبة في إسقاط العالِم لِحسدٍ أو غيرة أو ما شابه، فإسْقاط العالِم بِهذه الطريقة هو في الواقع مِعْول هدْم للإسْلام.
سكتت الطالبة هنيهة، ثم قالت: لقد أصابَنِي صُداع، إنَّ رأْسي يدور، لا أعرف حقًّا من باطل.
قالت الداعية: أختي في الله، إياك إياك وأعراضَ المسلمين، وخاصَّة العلماء؛ فإنَّك إن استبحْتِها فقد سقطتِ في فتنة عظيمة، لن تَخرُجي منها على خير.
نسأل الله لنا ولك العافية.
* * * *
عدت إلى بيتي ورأسي يدور، أين الحق؟
اتَّصلت بمعلِّمتي التي لقَّنتني المنهج، حكيْتُ لَها ما حدث.
بادرتْني المعلِّمة: ولِمَ ذهبتِ لها؟ لِماذا لم تسأليني عنها؟!
وقع في نفسي: أنَّ هناك شيئًا خطأً، قلتُ بحذر: ولماذا أسألُك عنها؟
قالت المعلمة: تسألينَنِي هل هي على المنهج أو لا؟
ثم أردفت في جدية: هي ليْستْ على المنهج طبعًا.
قلت في حذَر أكبر: هل تحدَّث فيها أحدُ العُلماء الكبار؟
أطلقت ضحِكة مستَهْجنة وقالت: لا، ليستْ مشهورةً إلى هذا الحد.
قلت لها - وألف علامة تعجُّب ترتسِم أمامي -: إذًا كيف قُلْتِ إنَّها ليست على المنهج؟
لقد علَّمتِني: أنَّ حكم الجرح ليس لنا، بل أنتِ تنقلينه عن شيوخٍ أعلام، وليس لنا كطلاب عِلْم أن نَحكم هكذا، أليس كذلك؟! ثُمَّ هل سمعتِها؟ هل تعرفين عنها شيئًا؟
سكتت معلِّمتي لحظة ثم قالت: يبدو أنَّك بدأت تتأثَّرين بالمبتدعة، مادامت ليستْ معنا إذًا فهي ليستْ على المنهج، ولا داعيَ أبدًا أن تُخالطي مَن لا تثقين في منهجهم.
أنْهيت المكالمة وأنا أشعر برأسي يكاد ينفجر، دخلت النت.
قابلتْني إحدى الأخوات على الماسنجر، ودعتْني لِحضور درس فقْه، ما إن بدأ طالب العلم الحديث حتى قطع الدرسَ بعضُ الإخوة، يكتُبون عن شيخ آخر كلامًا شديدًا، فيه سب ولعْن وشتائم، نعم، لم أخطئ القِراءة، وليس هذا خطأ طباعي.
سبّ ولعْن وشتْم لأحَد الشُّيوخ العلماء الأجلاء.
ذهِلت من هوْل الألفاظ، كتبتُ: ((ليس المؤمن بلعَّان ولا طعَّان ولا فاحشٍ ولا بَذيء)).
كان جزائي الطَّرد من الغرفة الصوتيَّة.
راسلتُ صديقتي، وكانت تعرف طالب العِلم الذي كان يشرح بالغرفة، بادرتني: لماذا كتبتِ هذا؟
قلتُ في حيرة: كتبتُ ماذا؟
قالت: على أي حال الشيخ - تتحدَّث عن طالب العلم - طلبَ التحدُّث إليْكِ على الخاص.
حضر النقاشَ صديقتي وأخت أخرى.
بادرني بالسؤال: هل أنتِ سلفيَّة؟
قلت: نعم، ولله الحمد.
قال لي: ما رأيك في هذا القول، وذكر قول إحدى الفرق المبتدعة؟
قلت له: أظنُّ هذا قولَ الأشاعرة أو المعتزِلة.
قال - وصوته يقطر استهزاءً واحتِقارًا -: ما هذا يا أخت؟ مِن المهمِّ جدًّا أن يكون طالبُ العلم ملمًّا بِمسائل العقيدة، إنَّ هذا القول الذي ذكرْتُه لك هو قوْل الكلابيَّة وليس الأشعرية، إنا لله وإنَّا إليْه راجعون.
ثم بدأ يرثي حالَ النَّاس اليوم.
ثم سأل: ما قول أهْل السُّنة في - وذَكر مسألةً دقيقةً منْ مَسائِل الاعتِقاد؟
الحقيقة خشيتُ الإجابة، قلت: لا أدري.
سيل من الاستهزاء والسخرية.
قال: يا أُخت، لا أقول إنَّك مبتدِعة، لكنَّك لا تَفقهين شيئًا، فيجب أن تتعلَّمي قبل أن تدَّعي السلفيَّة [1].
خرجت من النت مذهولةً مِمَّا يَحدث، أهؤلاء الطَّلبة هم مَن أظنُّ أنَّهم على المنهج، إنَّا لله وإنَّا إليْه راجعون.
اتَّصلت بي صديقتي التي كانت معي في درس الفقْه، وبَّختْنِي وراحت تَستفيضُ كيف أنَّني غير مهذَّبة، وأنَّني تطاولْتُ على طلبة العلم، و ... و ...
كل هذا يحدث لي لأنِّي كتبتُ حديثَ النَّبيِّ - صلى الله عليْه وسلَّم - يا أهل المنهج؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
رحتُ أُقارن بين هذا الموقف وموقف الداعية، رد فِعْلِها المهذَّب تِجاه سوء أدبي معها في الدرس، الآن أعترف: نعم سوء أدبي في الدرس، ابتسامتها المُشْرقة لا عن تكلف، علْمها الغزير الذي لم تبخلْ به عليَّ رغم سوء أدبي معها، حِلْمها، حرصها عليَّ، تورُّعها عن ذكْر المسلمين بسوء.
عزمتُ على الذَّهاب إليْها في الصباح لأجد من يَحتوي توتُّري وحيرتي، فقد علمت أنَّها هي التي على المنهج، وأنَّهم هم ليسوا على المنهج.
* * * *
ذهبت إلى الدَّاعية في الصباح، استقبلتني بابتسامة مشرقة.
الحق أنَّ ابتِسامتها أزالتِ الكثيرَ من توتُّري.
قالت لي: تبدين مُرْهَقة.
قلتُ لَها في لهفة: جدًّا.
ثم لم أتمالكْ نفسي ورحت أقصُّ عليها ما حدث في ليلتي، قصصت عليها ما قالتْه معلمتي، قصصتُ عليها ما فعله طالب العلم الذي كان يشرح على النت، قصصت عليها قسوةَ صديقتي وسوء خلقها، رغم أني لم أخطئ في حقِّ أحد.
استمعتْ إليَّ في صبر.
كنت أرى الكراهة في وجهها عندما أذكر أحدهم بسوء، وأرى الأسف في عينيْها، وأنا أشكو لها معاناتي.
قالت لي: أختي، لقد وقعت في فخٍّ من فِخاخ الشيطان، ألا وهو التربُّص بالمسلمين، وانتظار وقوعِهم في السوء؛ لننال من أعراضهم، وهذا منهج خطأ، ليس من منهج أهل السنَّة والجماعة؛ فأهل السنَّة يعلمون الحقَّ، ويرحمون الخلق.
قلت لها: كانوا يقولون لي: إنَّ أهل السُّنَّة لابدَّ أن يُظْهِروا عوار من يدَّعي العلم؛ حتى لا تفشو بدْعته.
قالت لي: نعم أختي، يظهرون عوار أهل البدع، وليس أهل السنَّة الذين وقعوا في الخطأ، وشتان بين الأمرين، فأهل السنَّة لهم حرمة، وقد ذكر لي شيْخي ذاتَ مرَّة قول أحد السلف: إنَّ الرَّجُل يكون من أهل السنَّة فيقول بقَوْل المرجئة أو المعتزِلة - يعني في مسألة - لا يُخْرِجه ذلك عن كوْنِه من أهل السنة، ابن حجرٍ مثلاً ألم يقع في التأويل؟ هل سمعت أحد معاصريه من الأجلاء يطعن في شخصِه؟
هل ستستسيغين أن يأتيَ اليوم أحدٌ فيقول: إنَّ ابنَ حجر مبتدع وإنَّ عليْنا هجران كتبه؟ لا، فقط نقول: احذر - يا طالب العلم - وأنت تقرأ كُتُب ابن حجَر، فقد وقع في بعْض التَّأويل ونحن نَحسبه على خير.
لكن الحلاَّج، هل تجدين أحدًا من عُلماء عصْرِه أو عصْرِنا يُبيح لك النَّظر في كتبه، أو يقول نَحسبه على خير؟! أو يُوازن بين حسناته وسيِّئاته؟!
لا، وألف لا، وكذلك مَن كان على شاكلته من المبتدعة وأهل الكفْر، والفرق بيْن ابْنِ حجرٍ والحلاَّج: أنَّ ابْنَ حجر من أهل السُّنَّة لكن زلَّ، أمَّا الحلاَّج فصوفي من أهل وحْدة الوجود.
كذلك اليوم من كان من أهل السنة حفِظْنا له حرمةَ انتِمائِه لأهل السنَّة، ومن كان من أهل البدع نظرْنا في المصلحة الرَّاجحة وفعلناها، إن كانت المصلحة في التشهير به، فعلنا، وإن كانتِ المصلحة في عدَم ذكره أصلاً؛ كي لا يشتهر وهو أصلاً مغمور مثلاً، والاكتفاء بالتنبيه على البِدَع - فعلنا.
أمَّا التسوية بين أهل البدع وأهل السنَّة الذين زلُّوا، فليس من العدل في شيء؛ قال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8].
وليس من شِيَم النبي مُحمَّد - صلى الله عليه وسلَّم - فقد قال لأصحابه حينما ظنُّوا بالرجُل الذي جُلِدَ في حدِّ الخَمر مرارًا ظنَّ سوء، قال لهم: ((لا تسبُّوه؛ فإنَّه رجُلٌ يحبُّ الله ورسوله))، أو كما قال.
وكما رأيت: فإنَّ جلَّ مَن يدخل في هذا المنهج الخطأ، المُخالِف لما كان عليْه السلف الصالح - يُغْلِظ القول حتى يصير هذا الخُلُق الغليظ له عادةً، ووالله هذه سنَّة الله في خلقِه، فلحوم العُلماء مسمومة، والآكِل منها أفسد على نفسه دينَه ودُنياه وقلبَه.
فليس هذا طريقَ مَن أراد أن يأتِيَ الله بقلْبٍ سليم، وكما لابد أنَّك تعلمين - مادمت درست في علم الجرح والتَّعديل -: أنَّه لا يتكلَّم في الرِّجال إلا تامُّ العلم تام التقوى.
وها أنت ترَيْنَ أصاغرَ من طلبة العلم يقَعون في أعراض بعضِهم، وأعراض كبار العُلماء والدعاة، لا نقلاً عن أكابِر العلماء بل قول صادر عن هواهم، ألَم تسمعي عن ابن أبي حاتم وقد دخل عليه رجُل، فقال له: يقول يحيى بن معين: "إنَّا لنسقط أقوامًا – يعني: من الرواية - قد حطُّوا رحالَهم في الجنَّة منذ أكثر من سنين".
فسقط الكتاب من يد ابن أبي حاتم وبكى.
هل ترين ورَعَهم وخشيتهم؟
هل سمعت أنَّ الشَّيخ الفوزان لمَّا سُئِل مَن هم علماء الجرح والتعديل في هذا العصر، ماذا قال؟ قال: علماء الجرح والتعديل في المقابر، لا يُوجد سند ورواية الآن لنقول إن هناك علماء جرح وتعديل، فبناءً على كلام أهْل هذا المنطق؛ يكون الفوزان مبتدعًا وضالاًّ ومضلاًّ إذًا!.
وبالقطْع، نحن نحتاج لبيان حال المبتدعة، بشرط أن ننصف ويكونوا مبتدعة حقًّا، أما الصدور عن الهوى؛ بدعوى الذبِّ عنِ الدين، ورمْي عُلماء السُّنة بالبدع، وتصيُّد الأخطاء، وتَحميل اللفظ فوق ما يَحتمل؛ لإثبات وجهات نظَرٍ شخصيَّة - فليس هذا من المنهج في شيء.
نعم أختي، نتحدَّث في أهل البدع لا أهل السنة الذين أخطؤوا في الفقه، أو رفضوا جرْحَ شخص لقول بعض الشيوخ، ولا أهل السنة الذين اجتهدوا في مسائل متَّبعين الدليل، حتَّى لو لم يصيبوا الحقَّ.
فهذا ليس جرحًا ولا تعديلاً، هذا سب وتشهير.
أختي:
إنَّ الخَطْب جلل، وإنَّ الأصْل في المسلِم السَّلامة، وإنَّ الوقوع في أعْراض النَّاس ليس سبيل المتقين، وأنصحك، تجوَّلي بنظرك في كتب القُدماء، اقرئي كلامَ ابن تيمية وابن القيم وكل عالم من أعلام السلف.
انظري:
كيف كان حسن ظنِّهم في بعضهم البعض؟ وكيف كانوا لا يُحمِّلون الكلام فوق ما يَحتمِله؟ وستعلمين إن كان ما يَحدُث بين أصاغر الطَّلبة اليوم من منهجِ أهل السُّنَّة أم لا.
كانت تتحدَّث وعبراتي تتساقط، واسوأتاه! كم ضيعت من عمري!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] هذا الحوار جزء من حوار حدث صدقًا وحقًّا .... وبنفس الطريقة، وما لم أقصّه أعظم مما قصصته.
http://www.alukah.net/articles/1/4903.aspx(/)
هل إيمانك بصفات الله - عز وجل - إيمان كامل أم ناقص؟ إدخل لتعرف
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 01:52]ـ
هل إيمانك بصفات الله - عز وجل - إيمان كامل أم ناقص؟ إدخل لتعرف
كثيرا ما كنت أظن ان مجرد إثباتنا لصفات الله - عز وجل - إثباتا حقيقيا - من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل - هو الإيمان الكامل بتلك الصفات , ولم يدر بخلدي أن هناك ثمة ما ينقص هذا الإيمان الكامل سوى ما إخترعه أهل البدع من عقائد فاسدة - تحريف , تعطيل , تكييف , تمثيل - إلا أنه بعد قراءة كلام - العثيمين - رحمه الله تبين لي أن هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها جميع المسلمين وحتى أهل السنة منهم , تنقص من مقدار إيماننا بهذه الصفات , ولندع ابن عثيمين يحدثنا عن هذه الأخطاء ..
وإيمان الإنسان بذلك " صفات الله عز وجل " يثمر للعبد أن يعظمه غاية التعظيم , لأنه ليس مثله أحد من المخلوقات ... فإذا آمنت بأنه سميع فإنك تحترز عن كل قول قول يغضب الله لأنك تعلم أنه يسمعك فتخشى عقابه ... وإذا لم يحدث لك هذا الإيمان هذا الشيء فاعلم أن إيمانك بأن الله سميع إيمان ناقص بلا شك.
وثمرة الإيمان بأن الله بصير أن لا تفعل شيئا يغضب الله , لأنك تعلم أنك لو تنظر نظرة محرمة لا يفهم الناس أنها محرمة , فإن الله تعالى يرى هذه النظرة ويعلم ما في قلبك
{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (19) سورة غافر.
استحي من الله كما تستحي من أقرب الناس إليك وأشدهم تعظيما منك.
شرح الواسطية صـ 115
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 05:51]ـ
أخي الكريم: الأثري:
جزاك الله خيرا على تذكيرنا بهذا المعنى الدقيق اللطيف، الذي يعد الثمرة العملية، وجَنَى الأخلاق الداني للعقائد، ورضي الله عن سيدنا الشيخ ابن عثيمين بقية السلف في هذا الزمان، ومجدد العقيدة السلفية، وأحسن الله عزاء المسلمين في فقده.
ثم اسمح لي أن أشاركك في تأكيد هذا المعنى بنقل هذا النص النادر والمهم، الذي ينبغي للعاقل أن يكتبه بماء الذهب؛ بل بماء العيون، وأن يجعل معناه دائما نصب عينيه؛ وهو قول الإمام عزِّ الدينِ ابنِ عبدِ السلام في كتابه الفذ الماتع العظيم: ((قواعد الأحكام في مصالح الأنام)): 1/ 27 - 28: حيث قال رحمه الله ورضي عنه:
((مَا قُرِنَ بِالآيَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ، فَإِنَّهُ جَاءَ أَيْضًا حَاثًّا عَلَى الطَّاعَاتِ، وَزَاجِرًا عَنِ المُخَالَفَاتِ؛ مِثْلُ أَنْ:
ـ يَذْكُرَ سَعَةَ رَحْمَتِهِ: ليَرْجُوهُ؛ فيعملوا بالطاعات.
ـ وَيَذْكُرَ شِدَّةَ نِقْمَتِهِ: ليخافوه؛ فيجتنبوا المخالفاتِ.
ـ وَيَذْكُرَ نَظَرَهُ إِلَيْهِمْ: ليستحيوا منَ اطِّلاعِهِ عليهم؛ فلا يعصوه.
ـ وَيَذْكُرَ تَفَرُّدَهُ بِالضُّرِّ وَالنَّفْعِ: ليتوكلوا عليه ويُفَوِّضُوا إليه.
ـ وَيَذْكُرَ إِنْعَامَهُ عَلَيْهِمْ وَإِحْسَانَهُ إِلَيْهِمْ: ليُحِبُّوه، ويطيعوه، ولا يخالفوه؛ فإن القلوب مجبولةٌ على حُبِّ من أنعم عليها، وأحسن إليها.
ـ وَكَذَلِكَ يَذْكُرُ أَوْصَافَ كَمَالِهِ: ليعظموه ويهابوه.
ـ وَيَذْكُرُ سَمْعَهُ: ليحفظوا ألسنتهم من مخالفته.
ـ وَيَذْكُرُ بَصَرَهُ: ليستحيوا من نظر مراقبته.
ـ وَيَجْمَعُ بَيْنَ ذِكْرِ رَحْمَتِهِ وَعُقُوبَتِهِ: ليكونوا بين الخوف والرجاء؛ فإن السطوة لو أفردت بالذِّكْر، لَخِيفَ من أدائها إلى القُنُوطِ من رحمته، ولو أفردتِ الرحمةُ بالذِّكْرِ، لَخِيفَ من إفضائها إلى الغرور بإحسانه وكرامته؛ مثل قوله: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {49} وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ}، وقوله: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ}، وقوله: {اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
ـ وَقَدْ يَجْمَعُ المَدَائِحَ فِي بَعْضِ المَوَاضِعِ: ليتعرف بها إلى عباده؛ فيعرفوه بها، ويعاملوه بمقتضاها.
ـ وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ فِي قَصَصِ الأَوَّلِينَ، وَإِنْجَاءِ المُؤْمِنِينَ، وَإِهْلَاكِ الكَافِرِينَ: إنما ذكره زجرا عنِ الكفر، وحَثًّا على الإيمان:
فيا خَيْبَةَ مَن خالفه وعصاه، ويا غِبْطَةَ مَن أطاعه واتَّقَاهُ)).
ـ[أم معاذة]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 09:30]ـ
بارك الله فيكما
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 12:43]ـ
وقال الإمام عز الدين ابن عبد السلام أيضا في هذا المعنى:
((الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصا لله وحده،،، وله رتب:
منها: أن يفعلها خوفا من عذاب.
ومنها أن يفعلها تعظيما لله ومهابة وانقيادا وإجابة، ولا يخطر له عرض من الأعراض، بل يعبد مولاه كأنه يراه وإذا رآه غابت عنه الأكوان كلها وانقطعت الأعراض بأسرها وأمر العابد أن يعبد الله كأنه يراه، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى تَقْدِيرِ نَظَرِهِ إِلَى اللهِ، فَلْيُقَدِّرْ أَنَّ اللهَ نَاظِرٌ إِلَيْهِ، وَمُطَّلِعٌ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْمِلُهُ عَلَى الِاسْتِحْيَاءِ مِنْهُ وَالخَوْفِ وَالمَهَابَةِ، وَهَذَا مَعْلُومٌ بِالعَادَاتِ أَنَّ النَّظَرَ إِلَى العُظَمَاءِ يُوجِبُ مَهَابَتَهُمْ وَإِجْلَالَهُمْ، وَالأَدَبَ مَعَهُمْ إِلَى أَقْصَى الغَايَاتِ، فَمَا الظَّنُّ بِالنَّظَرِ إِلَى رَبِّ السَّمَوَاتِ؟! وكذلك لو قدر إنسان في نفسه أن عظيما من العظماء ناظر إليه، ومطلع عليه، لم يتصور لأن يأتي برذيلة، وأنه يتزين له بملابسة كل فضيلة. [قواعد الأحكام في مصالح الأنام: 1/ 205 - 206]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 12:50]ـ
وقال الإمام عز الدين ابن عبد السلام - أيضا - رضي الله عنه:
((مِنْ مَدْحِ الإِلَهِ نَفْسَهُ مَا لَا يَخْرُجُ مَخْرَجَ المَدْحِ؛ بَلْ يَخْرُجُ مَخْرَجَ تَأْكِيدِ الأَحْكَامِ؛ كَقَوْلِهِ: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}: ذَكَرَ ذَلِكَ تَرْغِيبًا فِي الطَّاعَاتِ، وَتَنْفِيرًا مِنَ المَعَاصِي وَالمُخَالَفَاتِ، وَكَقَوْلِهِ: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}، فَإِنَّا إِذَا تَأَمَّلْنَا نَظَرَهُ إِلَيْنَا، وَاطِّلَاعَهُ عَلَيْنَا؛ اسْتَحْيَيْنَا مِنْهُ أَنْ يَرَانَا حَيْثُ نَهَانَا، أَوْ يَفْقِدَنَا حَيْثُ اقْتَضَانَا)). قواعد الأحكام في مصالح الأنام: 1/ 235
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 03:41]ـ
بارك الله فيك على هذه الإضافات القيمة
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 11:04]ـ
جزاكم الله خيراً
هذا الثمرات وغيرها هي المقصودة من إثبات أهل السنة لما أثبته الله تعالى لنفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم
ولهذا نافحوا عن هذا الإثبات، وثبتوا عليه ...
فالدين كله مبني على التوحيد، والتوحيد كله مبني على معرفة الله تعالى بما تعرف به إلى عباده في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومحبته، وتعظيمه، فهذا هو جذر الإيمان ..
وهذا هو الفرق بين مرتبة الإحسان وغيرها ..
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
فمن لم يثبت ما أثبت الله تعالى لنفسه ورسوله، أو قصر فإن ذلك سيؤثر على رؤيته القلبية هذه - وهي التي يسميها أهل المعرفة بالله حقاً من أتباع رسوله صلى الله عليه وسلم كابن تيمية وتلميذه ابن القيم بالمثل الأعلى للرب تعالى في قلب عبده- وهذه الرؤية القلبية عنها تكون العبادة، ولهذا قد تتفق صور العبادات ويفترق أصحابها بما في القلوب من المعرفة والحب والتعظيم للمعبود، والله تعالى ينظر إلى القلوب مع الأعمال ..
فلاجرم أن كان صلاح الجسد الذي تصدر عنه الأعمال بصلاح المضغة القلبية كما صح الحديث بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وصلاحه بأمرين: بكمال المعرفة، وكمال المحبة والتعظيم، فالأول يصح به العلم، والثاني تصح به الإرادة وما ينتج عنها من أعمال ..
والمعرفة بصفات الرب جل جلاله ونعوته المقدسة لا تقتصر على إثبات إلفاظها، وألفاظ معانيها اللغوية دون انطباع تلك المعاني ولوازمها الصحيحة في القلب وهي أحكام الصفات، وبهذا يتبرهن للقلب صحة طريقة السنة في المعرفة والمحبة، ويعلم خطر الزلل فيها فيكون تمسكه بالسنة ونفرتها عن ضدها نابعاً من صميم فؤاده لا تقليداً لغيره ولا تجملاً أو خوفاً من أحد من الناس وهو خلو من ذلك، فهذا أضر كثيراً بالدعوة إلى السنة في أصول الدين ...
وإلا فمن تمام طريقة السلف والأئمة المتمسكين بها ما ذكر ... والجدال والخصومة والمراء المقسي للقلوب، وكذا الخوض في أمور الغيب بله شأن الجبار تبارك وتعالى ليس من شأنهم بل هم من أشد الناس نفوراً عنه لما استولى على قلوبهم من تعظيم الرب عزوجل وتصديقه فيما تعرف به إليهم ..
فلعمر الله قد كانوا ممن يهتدى بهديهم إلى ما هدهم الله تعالى إليه من السنة عقداً وسلوكاً ..
سلك الله تعالى بنا طريقهم آمين.
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 09:37]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22842
وجدت في هذا الرابط ما يتعلق بموضوعنا
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 09:52]ـ
الأخ (مصطفى حسنين) .. بارك الله فيك:
إن ما نقلته عن الإمام العز بن عبد السلام من كتابِهِ (قواعد الأحكام) قد شرحه بتفصيل أكبر في كتابه (شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والاعمال) .. وذلك في ما يتعلق بمعاني الأسماء والصفات .. فينظر للفائدة.(/)
[كلمة مختصرة]: (خطورة تمكين أهل الأهواء من الكتابة في المجامع والمحافل العلمية)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 02:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومَن اهتدى بهداه، أمّا بعد:
(خطورة تمكين أهل الأهواء من الكتابة في المجامع والمحافل العلمية)
سمات أهل الأهواء:
1 - الفُرقة والاختلاف والاضطراب ..
2 - ضعف الغَيْرة - أو انعدامها - على الدِّين وشعائره إلا ما وافق أهواءهم ..
3 - التحايل والتدليس والتحريف والكذب والبتر والحَيْدَة والتلوُّن ..
4 - المكابرة والعناد ..
5 - بطر الحق وغمط الناس ..
6 - حب الظهور والثناء ..
الآثار الخطيرة الناتجة من تمكين أهل الأهواء من الكتابة:
1 - إثارة الفتن والشبهات ..
2 - تحريف العلوم الشرعيّة وتشويهها وصرفها عن وجهها الصحيح ..
3 - تقوية شوكة أهل الأهواء بتمكينهم من صرف ما لديهم من ضلالات وجهالات وتحريفات ..
4 - إهدار الأوقات الثمينة بصرفها في الردِّ على أهل الأهواء ..
5 - تجرئة العامّة على الطعن في الأصول، وخلع هيبة الأئمّة المجمع على علمهم وفضلهم من قلوبهم ..
6 - انتقال العامّة وبعض الخاصّة من أصحاب الهوى من مرحلة الاعتراف بالمعصية والندم على إتيانها، إلى مرحلة الدفاع عن المعصية والترويج لها بحُجَج مُتوهَّمَة باطلة في نفسها ..
الواجب على القائمين على المجامع والمحافل العلميّة:
1 - حفظ هَيبة الأئمّة وسلامة النصوص العلميّة من عبث أهل الأهواء ..
2 - القيام بواجب الحسبة، وذلك بمنع الترويج للأباطيل التي يتولّى كبرها أهل الأهواء ..
3 - الأخذ على أيدي أهل الأهواء وترك الرفق بهم واللين لهم، لا سيّما بعد ظهور الحق جليّا، مع إصرارهم على المكابرة والعناد والتحايل والتدليس ..
والله أعلم وأحكم.
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 12:59]ـ
جزاكم الله خيراً. أضمّ صوتي إليكم.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 01:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقت اخي المكرم
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 01:29]ـ
جزاك الله خيرًا
كلام سليم وحكيم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 11:11]ـ
موضوعكم مختصر؛ لكنه قد جمع فأوعى؛ فجزاكم الله خيرًا.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 11:14]ـ
- هذه محاضرة في هذا الباب للشيخ الفاضل محمد سعيد رسلان:
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فقد قال الإمامُ الذهبيُّ - رحمه الله تعالى - في «سير أعلام النبلاء» بعد أنْ ذَكَرَ بعضَ كُتُبِ أهلِ الضَّلال: «فالحَذَارِ! الحَذَارِ! مِنْ هذه الكُتُبِ، واهرُبُوا بدينِكُم مِنْ شُبَهِ الأوائلِ، وإلا وقعتم في الحَيرَةِ، فمَنْ رَامَ النَّجَاةَ والفوزَ؛ فليلزم العبوديةَ، وليُدْمِن الاستغاثَةَ بالله، وليَبْتَهل إلى مَولاه في الثباتِ على الإسلامِ، وأنْ يُتَوَفَّى على إيمانِ الصحابةِ، وسادةِ التابعينَ، واللهُ المُوَفِّقُ».
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1753
ـ[محمد س]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 09:58]ـ
جزاك الله خيرا ..
نسأل الله ان يوفق القائمين على المنتديات والمواقع الاسلامية من أهل السنة أن يقتدوا بهذه النصائح القيمة
وشكرا
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 12:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الأخ الفاضل على هذه الدعوة الكريمة النبيلة و النصيحة الخالصة الهادفة إلى وحدة الكلمة وجمع شمل الأمة تنزيها لأعمال العقلاء عن العبث و تحقيقا لخيرية هذه الأمة
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 02:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كفيت ووفقيت وخير الكلام ما قل ودل.
وأستسمح بنقله إلى ملتقى أهل التفسير لعل أهل العلم المشرفين هناك يستفيدون منه فالذكرى تنفع المؤمنين.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 09:12]ـ
الإخوة الفضلاء:
جولدن توربان
ابو نذر الرحمان
أبو يوسف السلفي
أبو رقية الذهبي
عبدالرزاق الحيدر
محمد س
محمد عزالدين المعيار
عبد الله الراشد
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم.
ولقد فاتني ضبط مصطلح: "أهل الأهواء" في صدر الموضوع؛ لذا لا أستحق ثناء أخي الفاضل بقوله: (موضوعكم مختصر؛ لكنه قد جمع فأوعى).انتهى.
وبالنظر في نصوص أهل العلم تجدهم يعنون بأهل الأهواء:
"كل مَن خرج عن هَدْيِ الفِرقة الناجية في أبواب الاعتقاد، مثل: أهل الكلام - من أي مذهب كانوا - والخوارج والمرجئة والقدرية والروافض وأشباههم ... ".
والأهواء: كما تقع في المسائل العلميّة، تقع - أيضا - في المسائل العمليّة، إلا أنه لا ينبغي إطلاق وصف "أهل الأهواء" على: كل مَن خالف - لهوىً توفرّت دلائله - في مسألة من المسائل العمليّة، حتى يَكثر ذلك منه ويغلب عليه .. ، ومن دلائل ذلك وأماراته:
- الإكثار من اختيار شواذّ المسائل وغريبها والانتصار لها.
- واختراع الفروع الجديدة التي لم يُسبَق إليها.
- واستحداث الأصول التي تتعارض مع جادّة أهل العلم في التلقي والاستدلال.
- مع دفع الأصول المتفق عليها وعدم الاذعان لها والاعتراف بها ..
أقول: قد "يزلّ" العالِم فيقع في الهوى أثناء بحث مسألة من المسائل، وهو في هذه المسألة بعينها صاحب هوى، أيا كان سبب وقوعه في ذلك كنصرة المذهب مثلا أو غير ذلك من الأسباب، فإنّ هذه الزلّة لا تنزع منه كل فضل وعلم، ولا تزجّ به في جملة أهل الأهواء ..
والخلاصة: يمكن ضبط مصطلح أهل الأهواء بالتعريف التقريبي التالي:
"كل مَن أحدث أصولا خرج بها عن هَدْي الفرقة الناجية في أبواب الاعتقاد والعمل".
وفي مجال البحث، أهل الأهواء هم:
"كل من حاد عن أصول البحث والاستدلال بغير مُوجِب"
وانظر: "تناقض أهل الأهواء والبدع في العقيدة" 1/ 25 – وما بعدها. والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 02:31]ـ
صدقت وتنطبق هذه الصفات على المنتسبين للجماعات الضالة كفانا الله شرهم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 03:09]ـ
الأخ الكريم/ أبو ممدوح، بارك الله فيك ..
مع التحفُّظ على قولك: (الجماعات الضالة)، فلا يخفاك - إن شاء الله - وأنا لا أعرفك ولا أعرف قلمك - ولا يضرّك هذا -: أنّ كثيرا من الاصطلاحات المجملة التصنيفيّة المستخدمة في لسان بعض المنتسبين إلى العلم أو الدعوة أو الخير .. أصبحت في هذا العصر محل نزاع وخلاف وشقاق .. والله أعلم.
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 12:35]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,
أما بعد.
أشكر الله أولاً ثم أشكر الأخ الكاتب على هذه الإلتفاته الطبية والنصيحة القيمة التي قل ما تجد لها أذان صاغية إلا ما رحم ربك وقليل ماهم.
إن أهل الأهواء والبدع لا يقر لهم قرار ولا يرتاح لهم بال إن لم ينفثوا أهوائهم وبدعهم بين الناس ولاحرى بين العامة وهم كما وصفهم إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل حيث قال الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا زمام الفتنة فهم مخالفون للكاب مختلفون بالكتاب يقولون على الله وفي الله بغير علم إلى اخر قوله المؤيد بوحي السنة والكتاب
لو سئلت كثيراً من إخوننا من هم أهل الأهواء المعنيون. لنقسمت أرائهم إلى عدت جهات.
1ـ منهم من يظن المعنيون هم الرافضة فقط
2ـ ومنهم من يظن أنهم غلاة الصوفية فقط
3ـ ومنهم من يظن أنهم من أهل البدع الذين فرغ منهم ولا تزال لهم بقايا كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة المعاصرون والقدامى
4ـ ومنهم من يقول إن أهل الأهواء والبدع قد نقرضوا فلماذا إثارت الغبار
5ـ ومنهم من يعتقد ذلك الإعتقاد الفاسد لقصور فهمه ويقول هوا سماكم المسلمين فلماذا إثارت الفتن. فكلمة حق إريد بها خلافه
6ـ ومنهم من ينزه تلكم الجماعات التي ذاق منها كثير من المسلمين الويلات والثبور في شتى العالم الإسلامي ويراهم أهل السنة القائمين بها فهم غير معنيون بهذا المقال
7ـ ومنهم أهل السنة الخلص الذين يعتقدون أن كل من خالف أصل من أصول أهل السنة المجمع عليها وقامت عليه الحجة يكون مبتدعاً ضالاً يجب الحذر والتحذير من صنيعة وعدم مجالسته أو سماع حديثه أو تمكينة من عامة المسليمن
وهذه الطائفة الأخيرة هم أهل التوسط وهم الذين نور الله بصائرهم بنور السنة الخالصة من الشوائب والتضليلفبارك الله بالكتاب ونفع به ونفع جميع الكتاب وبصرهم بمنهج السلف الصالح.(/)
حوار بين المعتزلة والأشاعرة
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 02:31]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه وبعد:
فهذا حوار بين المعتزلة والاشاعرة حول كلام الله وبيان منهج اهل السنة (وهذا الحوار لم يقع تماما وإنما هى طريقة لتقريب العلم لكى يسهل فهمه) ومن بركة العلم نسبته إلى قائله وقد أخذت هذا الموضوع من شرح لفضيلة شيخنا المبارك الشيخ أحمد جودة حفظه الله على كتاب لمعة الإعتقاد وهوشرح صوتى فى إحدى عشر شريطا
وقد أوردت هذا الموضوع لأن مذهب الاشاعرة منتشر الآن ويدرس فأحببت أن أحذر منه
وإليكم كلام الشيخ بتصرف:
الجهمية وعلى طريقتهم المعتزلة فى إنكارالصفات قالوا كلام الله مخلوق
الأشاعرة ردوا عليهم فقالوا:لا كلام الله غير مخلوق والله جل وعلا متصف بالكلام
فقالت المعتزلة: الله جل وعلا كلم موسى بعدما خلقه وتكلم بالقرآن حين أنزله على محمد وسيكلم الناس يوم القيامة فالله يتكلم شىء بعد شىء وهذا عندكم يا أشاعرة حوادث وأنتم نقولون أن الله لا تحل به الحوادث لأن من حلت به الحوادث فهو مخلوق إذن يا أشاعرة على كلامكم الله مخلوق
قال الأشاعرة:لا نحن نثبت الكلام ليس كما قلتم أنتم بل كما نقول نحن
المعتزلة: فماذا تقولون يا أشاعرة؟
قالوا: نحن نقول بإثبات الكلام النفسى!!
المعتزلة: ما معنى الكلام النفسى؟
الأشاعرة: عندما تجلس ساكتا تكون هناك خواطر فى نفسك فهذا ما نثبته!!
فقالت لهم المعتزلة: فماذا سمع موسى من الله وكيف؟
والقرءان كيف سمعه جبريل من الله ونزل به على الرسول فماذا تقولون؟
فقالت الأشاعرة: هذا القرءان ليس كلام الله
إنما القرءان عبارة عن كلام الله
المعتزلة: ماذا تعنون بذلك؟
فاختلفت الأشاعرة فقالت طائفة أن الله عز وجل كلامه النفسى ألهمه جبريل قذف معناه فى نفس حبريل وجبريل لم يسمع منه شىء فجبريل عبر عن هذا المعنى بألفاظ من عنده أسمعه للنبى فالقرآن كلام جبريل لا كلام الله
وقالت طائفة من الأشاعرة لا جبريل لم يعبر عن كلام الله بل الذى عبر محمد (صلى الله عليه وسلم) فالله ألقى المعنى فى نفس جبريل وجبريل ألقى المعنى فى نفس النبى صلى الله عليه وسلم فعبر النبى محمد عن القرءان بكلام من عنده فالقرآن كلام محمد
وقالت طائفة أخرى لا الله عزوجل خلق القرآن فى اللوح المحفوظ وجبريل كان ينقله من اللوح المحفوظ وينزل به على النبى ولم يسمع من الله شىء
{وهذا الكلام تجدوه منقولا فى كتاب الإتقان للإمام السيوطى وفى كثير من كتب الأشاعرة}
ا. ه
فنقول لهم لقد جئتم شيئًا إدا
فجاء أهل السنة وقالوا: كلكم مخطئون فالقرآن كلام الله صفة من صفاته ليس مخلوقًا والله عز وجل تكلم بالقرآن وسمعه منه جبريل عليه السلام ونزل به جبريل على النبى صلى الله عليه وسلم والقرآن لفظه ومعناه كلام الله عز وجل وليس شىء منه من كلام البشر تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
قال تعالى:
{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} التوبة6
وقال جل ذكره:
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً} الكهف27
وهناك العديد من الأدلة على ذلك ولكن يكتفى بهذا
تنبيه: الأشاعرة هم كُلاَّبية (نسبة إلى عبد الله بن كُلاب) أما أبو الحسن الأشعرى فقد تاب من هذه العقيدة الباطلة فأبوالحسن الأشعرى فى حياته
كان على أطباق ثلاثة فقد كان معتزليا ثم ترك الإعتزال وتبع منهج ابن كلاب ونشره وإليه نسبت الأشاعرة ثم بعد ذلك تاب من طرق أهل الكلام وتبع منهج أهل السنة فى آخر حياته
تنبيهات مهمة فى صفة الكلام لله تعالى:
1 ـ ماورد فى بعض الكتب حول تعريف القرآن يقولون أن القرآن عبارة عن كلام الله هذا خطأ وهذا قول الأشاعرة كما سبق وإنما القرآن هوكلام الله تعالى كما قال أهل السنة وقد وضحت ما الذى يقصده الأشاعرة من هذا
2ـ القرآن كلام الله وهو صفة ذاتية فعلية فالله متصف بالكلام ولازال ويتكلم متى شاء وفى أى وقت شاء فبذلك هى صفة ذات وصفة فعل
وينبه هنا على ماذكره ابن حجر فى الفتح عن الإمام البيهقى (وقوله من كلامه وكلامه من صفات ذاته) والبيهقى كما لا يخفى عليكم مع أنه إمام له شأنه إلا أنه سلك مسلك الأشاعرة وشحن كتابه الأسماء والصفات بتأويل صفات الأفعال فلينتبه لذلك
كلامه جل عن الإحصاء ..... والحصر والنفاد والفناء
لوصار أقلاما جميع الشجر .... والبحر تلقى فيه سبعة أبحر
والخلق يكتبه بكل آن ........ فنت وليس القول منه فان
والقول فى كتابه المفصل ..... بأنه كلامه المنزل
على النبى المصطفى خير الورى ... ليس بمخلوق ولا بمفترى
جلت صفات ربنا الرحمن .... عن وصفها بالخلق والحدثان
فالصوت والألحان صوت القارى .... لكنما المتلو كلام البارى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 06:01]ـ
بارك الله فيكم ..
والأشاعرة ينالهم نصيب من قوله تعالى: (إن هذا إلا قول البشر .. - الآية).
فلينتهوا ..
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 01:40]ـ
وبارك الله فيكم شيخنا الفاضل وجزاكم الله خيرا وشاكر لكم مروركم وتعقيبكم المبارك
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة تسمى (التسعينية) يرد فيه على بدعة الكلام النفسى من تسعين وجها لذلك سميت بالتسعينية فرحمه الله رحمة واسعة(/)
الوزيرة السعودية نورة الفايز لـ الوطن: أرفض تمييز المناهج الدراسية بين الجنسين.!!!
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 04:33]ـ
في جريدة الوطن الكويتية:
متفائلة بتحول إيجابي كبير للتعليم في المملكة
الوزيرة السعودية نورة الفايز لـ الوطن:
أرفض تمييز المناهج الدراسية بين الجنسين.!!!
كتبت نورا جنات: رفضت نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات في السعودية نورة الفايز التمييز في المناهج الدراسية بين الذكور والاناث: «اذ يجب النظر الى ابنائنا كفكر وليس كجنس .. والولد والبنت كلاهما إسناد وطني، ونحن متفائلون بتحول ايجابي كبير للمسيرة التعليمية».
وتعتبر نورة الفايز التي عينت في منصبها الجديد أول امس أول امرأة سعودية تتولى منصبها بدرجة وزير، وهو ما اعتبرته في تصريح خاص لـ «الوطن» «وسام شرف تقلدته وكل النساء السعوديات، وثقة أولاني إياها خادم الحرمين الشريفين».
وعن سؤال اجابت الفايز: «فوجئت باصرار وسائل الاعلام على نشر صورتي مع خبر تعييني .. لكنني لم امنح صورة شخصية لي الى اي من الوسائل الاعلامية، لحساسية الوضع لدينا في السعودية»، مضيفة «رفضت نشر صورتي مؤقتا كنوع من انواع التمهل ليس اكثر .. لكن لا يوجد اي موانع رسمية حكومية تحول من دون ذلك».
تاريخ النشر 16/ 02/2009
ـ[ابن رشد]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 07:57]ـ
الله يستر من القادم
ـ[الهاجرية]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 08:50]ـ
الله يستر من القادم
ويمكرون ويكر الله والله خير الماكرين
نحن لن نتركهم بالدعاء والاستغفار وراهم وراهم
لن يصلوا الى مايريدون والله معنا ولن يخيبنا (الا ان حزب الله هم الغالبون)
اللهم اجعلنا من حزبك حرب على اعدائك سلما لاولياءك
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 08:52]ـ
هذا تعليق للشيخ: عبد الله زقيل حفظه الله.
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
بدأت تصريحات الوزراء ونوابهم في الخروج والظهور في وسائل الإعلام، والتي يُقرأ من خلالها النهج العام الذي سيسلكه الواحد منهم في فترة توزيره أو تنويبه، ولا شك أن نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات أخذت النصيب الأكبر من الثقل الإعلامي بحكم أنها أول امرأة تشغل منصبا كهذا، والفرح والسرور والحبور في كتابات وتصريحات دعاة حقوق المرأة لا يوصف، بل عدوه نصرا على الظلام كما يعبرون!، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون!.
وقد نشرت صحيفة " الوطن " الكويتية تصريحا لها اليوم يُستشفُ منه ما الفكر والأهداف التي تحملها نائبة الوزير، فهل كلامها مقتصر على المناهج فقط أم أن هناك خطوة تالية؟! ... اللهم سلم سلم!
متفائلة بتحول إيجابي كبير للتعليم في المملكة
الوزيرة السعودية نورة الفايز لـ الوطن: أرفض تمييز المناهج الدراسية بين الجنسين!!!
كتبت نورا جنات: رفضت نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات في السعودية نورة الفايز التمييز في المناهج الدراسية بين الذكور والاناث: «اذ يجب النظر الى ابنائنا كفكر وليس كجنس .. والولد والبنت كلاهما اسناد وطني، ونحن متفائلون بتحول ايجابي كبير للمسيرة التعليمية».
وتعتبر نورة الفايز التي عينت في منصبها الجديد اول امس اول امرأة سعودية تتولى منصبها بدرجة وزير، وهو ما اعتبرته في تصريح خاص لـ «الوطن» «وسام شرف تقلدته وكل النساء السعوديات، وثقة اولاني اياها خادم الحرمين الشريفين».
وعن سؤال اجابت الفايز: «فوجئت باصرار وسائل الاعلام على نشر صورتي مع خبر تعييني .. لكنني لم امنح صورة شخصية لي الى اي من الوسائل الاعلامية، لحساسية الوضع لدينا في السعودية»، مضيفة «رفضت نشر صورتي مؤقتا كنوع من انواع التمهل ليس اكثر .. لكن لا يوجد اي موانع رسمية حكومية تحول من دون ذلك».
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=204&article_id=484689
نصيحة غالية من الفقيه الأديب علي الطنطاوي – رحمه الله - لأهل بلاد الحرمين
تأملوها جيدا
قال الشيخ علي الطنطاوي في نصيحة لأهل بلاد الحرمين من خبير عاصر وضع تغريب المرأة المسلمة: " يا سادة إن السيل إذا انطلق دمر البلاد، وأهلك العباد، ولكن إن أقمنا في وجهه سداً، وجعلنا لهذا السد أبواباً نفتحها ونغلقها، صار ماء السيل خيراً ونفع وأفاد.
وسيل الفساد، المتمثل في العنصر الاجتماعي، مر على مصر من خمسين سنة وعلى الشام من خمس وعشرين أو ثلاثين، وقد وصل إليكم الآن [يعني: المملكة]، فلا تقولوا نحن في منجاة منه ولا تقولوا، نأوي إلى جبل يعصمنا من الماء، ولا تغتروا بما أنتم عليه من بقايا الخير الذي لا يزال كثيراً فيكم، ولا بالحجاب الذي لا يزال الغالب على نسائكم، فلقد كنا في الشام مثلكم ـ إي والله ـ وكنا نحسب أننا في مأمن من هذا السيل لقد أضربت متاجر دمشق من ثلاثين سنة أو أكثر قليلاً وأغلقت كلها، وخرجت مظاهرات الغضب والاحتجاج؛ لأن مديرة المدرسة الثانوية، مشت سافرة ـ إي والله ـ فاذهبوا الآن فانظروا حال الشام!!
دعوني أقل لكم كلمة الحق، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس، إن المرأة في جهات كثير ة من المملكة، قريب وضعها من وضع المرأة المصرية يوم ألف قاسم أمين كتاب تحرير المرأة فلا يدع العلماء مجالاً لقاسم جديد " (فصول إسلامية: ص 96).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 10:21]ـ
اللهم ادحر العلمانيين من بني جلدتنا
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 12:20]ـ
اللهم احفظ هذه البلاد
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 11:02]ـ
الله المستعان
إذا وسد الامر لغير أهله فانتظر الساعة(/)
المرجعيات الدينية والحراك الفكري
ـ[فرائد الفوائد]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 08:50]ـ
المرجعيات الدينية والحراك الفكري
د. سعد البريك ( http://www.saadalbreik.com/saad/index.php?t=*******&tid=310&cid=1610)
ما من فتنة ظلماء حلت بالإسلام وأهله إلا وتصدى لها العلماء فأبانوا عوارها ومداخلها وقبحها وضررها ونصحوا الناس اجتنابها وبينوا حكم الله فيها إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل وعملا بقول الله جل وعلى: (لتبيننه للناس).
ومن عهود الخلافة الإسلامية الأولى إلى يومنا هذا ظهرت فتن عديدة أراد أهلها بالإسلام والمسلمين شرا عظيما ومن تلك الفتن
وأخطرها فتن الفرق الضالة التي ابتدعت في دين الله ما ليس منه في العقيدة والفقه وأصول الشريعة عامة من أمثلة ذلك ما شاع عند بعض العامة في بعض البلاد من سب الصحابة أو الغلو في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو نفي الصفات أو التكفير بالكبيرة وقد تصدى لتلك الفتن أئمة الهدى أمثال البخاري والإمام مالك وأحمد ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم وغيرهم فكشفوا باطلها في مناظراتهم ومؤلفاتهم وفتاواهم.
ولم يخل عصر من عصور الإسلام إلا وظهرت فرق من تلكم الفرق أو قريبا منها إما بتفريع عنها أو اختلاف معها في شيء من الأصول أو الفروع, فتعدد الفرق الضالة جاء من تعدد الاختلاف بينها ولم يخل عصر من العصور من فرق ضالة تحيي أصول تلك الفرق وإن لم تدع اسمها وعنوانها والانتساب إليها! ففي عصرنا هذا مثلا ظهرت فرقة العقلانيين كاتجاه يقضي بسلطة العقل على النص مطلقا وتفرعت منها مدارس وطرائق .. وهذه الفرقة (العقلانيون) هم معتزلة العصر بتأصيلهم الاعتزالي القاضي بسلطة العقل على النقل! كما ظهرت فرق عديدة في مجتمعاتنا تلتقي في الأصول والعقائد مع الفرق الضالة القديمة وأصبح لها سطوة على المجتمع وصوت يسمع ومقال يقرأ ونواد ينشط فيها رؤساؤها وزعماؤها!
وما يهمنا من هذه التقدمة هو التساؤل عن دور العلماء اليوم في عصرنا هذا - عن دورهم في التصدي لهذه الفرق والتعريف بشرها وبذل الجهد في توضيح خطرها وخطر فكرها على الإسلام والمسلمين!!
فإن بيان حال الفرق المستجدة على ساحتنا الفكرية اليوم من أوجب الواجبات المحتمات وإن مما يقتضيه هذا الواجب دراسة حال هذه الاتجاهات الفكرية المعاصرة من قبل العلماء الكبار وفق حالها ومواقفها وعقائدها وطرائقها وأفكارها ليسهل على العلماء بيان شرها للناس بالحجة والدليل تماما كما فعل علماء الملة في التصدي لفرق الزيغ والضلال الأولى! وهنا أود أن أشير إلى أن الخلاف مع كثير من تلك الاتجاهات ليس مجرد خلاف فكري في تفسير ظاهرة أو تحليل حدث وإنما هو في صميم العقيدة وأنها أشبه ما تكون بفرق الضلال القديمة بل أضل منها.
لقد وصل ببعض من يصفون (أنفسهم) بالليبراليين والعلمانيين في بعض المنتديات الإليكترونية من غير أن يصفهم بذلك (أحد) ويعتزون بهذا التصنيف - وصل بهم الحال إلى الدعوة لإلغاء تحكيم الشريعة وتعطيل أحكام الله في الأرض بل وصل ببعضهم الحال إلى سب الإسلام ورموزه وأكثر من ذلك وأعظم وأطم سب رسول الله صلى الله عليه وسلم بل سب الله!! تعالى الله وتقدس عن إفكهم وضلالهم علوا كبيرا!! وما كان سبهم هذا في سياق جهالة عابرة بل في سياق الدعوة لرفع هيمنة شريعة الله عن الحياة!!
ولا يعنينا أن يكون إظهار هذه الاتجاهات لضلالاتها في العقيدة والتوحيد ومخالفاتها لأصول الإسلام جاء ضمن نية حسنة هي إرادة إصلاح أحوال المجتمع فإن كل صاحب بدعة وباطل لا بد أن يكون له مخرج لبدعته وضلاله فالجهمية نفوا الصفات خوفا من تجسيد الذات الإلهية والمعتزلة خالفوهم خوفا من تعطيل الصفات عن الله وأولوها هربا من شبهة التجسيد كما توهموا! وكذلك الخوارج إنما خرجوا على علي رضي الله عنه وكفروا بالكبيرة ظنا منهم أنهم يصلحون ما أفسد الناس ولذلك لم يكفر أهل العلم هؤلاء لما يشوب ضلالاتهم من جهل وتأويل!! وإنما حكموا عليهم بالابتداع والضلال والانحراف عن منهج أهل السنة والجماعة, والقصد من هذا أن الدافع الحسن لا يعني صحة الاعتقاد والموقف والعمل، فلا يشفع لمنهج الليبرالية والعلمانية ادعاؤها الحرص على الإصلاح والتنمية ورقي الإنسان فما يدلنا على صلاحها أو فسادها هو صحة معتقدها وموافقتها لشرع الله فهو المعيار والحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
والميزان {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ}.
نريد من العلماء الأجلاء الفضلاء مع الشكر والدعاء لما قدمه بعضهم مزيدا من كشف العوار وهتك الأستار لما انطوت عليه تلك الشعارات والصيحات .. نريدها قومة صدع بالحق في وجه العلمانية الداعية لفصل الإسلام عن دول المسلمين وتهميش شريعة الله في الأرض وكذلك الليبرالية القائمة على الحرية الشخصية المطلقة المتنكرة لضوابط الإسلام. ونريد منهم توعية مجتمعنا خاصة وأمة الإسلام عامة بخطورة هذه الاتجاهات فإنها نسخ أخرى من نسخ أهل الاعتزال والضلال قد مزجت بعقائدهم وفلسفاتهم نزوات أهل الأهواء وعباد الشهوات ولذلك نجد في مقالاتهم وكتبهم ومنتدياتهم الإليكترونية اليوم دعوة لتنشيط الاعتزال وبعث كتبه ومقالاته وأفكاره وعقائده وما ذلك إلا لموافقتهم له في سلطة العقل على النقل وفي ذات الوقت هجوما كاسحا على كتب السنة والتفسير والفقه والاعتقاد ورموز السنة وأئمتها أمثال الإمام أحمد والأئمة الأربعة والإمام ابن تيمية الحراني وابن القيم الجوزية ومن تبعهم حتى الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب.
إن أهل السنة هم السواد الأعظم اليوم وما اللبراليون والعلمانيون وأهل المناهج الغربية فيهم اليوم إلا كنبتة شوك في أقصى طرف جنة نخيل! أيعقل أن يقف أهل العلم والحال كما ذكرت في موقف الدفاع عن اتهامات توجه لهم من نكرات أفراد لا يمثلون من الأمة شيئا!! أيعقل أن تكون الأمة برموزها وعلمائها ودعاتها في موقف دفاع وحقها ودينها وموقعها وقوتها تفرض أن تكون في موقع المعلم المربي الناصح المشفق على هؤلاء الضائعين التائهين بين متاهات التغريب والعلمنة وغيرها من المناهج الدخيلة!
المصدر ( http://www.saadalbreik.com/saad/index.php?t=*******&tid=310&cid=1610)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 06:15]ـ
نريدها قومة صدع بالحق في وجه العلمانية الداعية لفصل الإسلام عن دول المسلمين وتهميش شريعة الله في الأرض وكذلك الليبرالية القائمة على الحرية الشخصية المطلقة المتنكرة لضوابط الإسلام
اما هذه وان كنت لست من العلماء فاني اصدع بالحق والعدل فيهم فهؤلاء يخربون الانسان ويهدمون الكيان البشري كله جسدا وروحا ويعملون علي تخريب الارض وعمران البشر المادي والاجتماعي والروحي
والشاهد الان علي مااقول هو الغرب الذي قال اخيرا ان الانسان قد مات كما قال من قبل ان الاله قد مات!
فماذا بقي لهم الا الالة والمادة المشيطنة باستعملاتهم الثعبانية لها مع انهم يسقون من سمومها في كل مرة ومع ذلك يقولون الانسان هو القادر علي كل شيء وليس الله!
والله لهم بالمرصاد
جزاكم الله خيرا(/)
اقتراح موضوع ماجستير بقسم الأديان والمذاهب
ـ[أبو عبد الملك الهواري]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 12:21]ـ
أعلمكم أن أخاكم طالب بكلية الدعوة الإسلامية، بمرحلة الماجستير
وأنا الآن في طور إعداد رسالة في قسم الأديان والمذاهب بالكلية
وأريد من سيادتكم إرشادي لموضوع رسالة في هذا المجال بما يخص التيارات الفكرية.
وهناك رسالة أريد أن أبدأ البحث فيها وهي: العبث بالمصطلحات أعقاب الحادي عشر من سبتمبر دراسة نقدية.
فما رأيكم
أرجو المزيد من العناوين المقترحة للأهمية
وجزيتم خيرًا
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 12:32]ـ
أولا: أحب أن أرحب بكم في المنتدى عضوًا جديدًا
وأرشدكم إلى الذهاب إلى الأساتذة في الكلية فهم أعلم بالموضوعات في الكلية وغيرها
وهناك فهرس برسائل الماجستير والدكتوراه مصورا
أظنه على شبكة الإنترنت.
وفقك الله وسدد خطاك.
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 12:34]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=118184
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 12:43]ـ
http://www.4shared.com/file/38860243/7168fcec/_________.html
دليل رسائل الماجستير والدكتوراه التي نوقشت في دار العلوم بالقاهرة
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 12:45]ـ
وهذه رسائل من موقع الأخ الطيماوي حفظه الله
http://www.altemawy.com/new/index_lib.php?scid=7&ids=31&fg=6&char=29
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 12:46]ـ
وعليك بهذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37226
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 12:48]ـ
وأيضا هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6981
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 12:50]ـ
وإليك أفضل رابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85439
نفعك الله بالجميع(/)
مسألة في صفة الكلام مهمة
ـ[أبو أميمة العباسي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 12:34]ـ
أيها الأخوة:
مارايكم في الأبيات المنسوبة لشيخ الإسلام بن تيمية
وأقر بالقرآن ماجاءت به آياته فهو القديم المنزل:
قد بحثت كثيرا في صحة نسبتها فبين مثبت وبين منكر لهذه النسبة
العلامة بن عثيمين ممن ينكرون نسبتها إلى شيخ الإسلام بن تيمية
وابن تيمية رحمه الله قد ذكر أبياتا منها في مجموع الفتاوى فهل هذا يدل على أنها له أم ليست له؟
وأظن أنها لو كانت له لنص على ذلك؟
والمهم أن الأمة تلقتها بالقبول وهو تعبر عن عقيدة أهل السنة والجماعة
والإشكال هو: في البيت الذي ذكته آنفا بقوله
فهو القديم المنزل.
والضمير عائد على القرآن، وليس على الله جل جلاله وتقدست أسماءه، فهل من يوضح لنا الإشكال في وصف القرآن بالقديم؟؟؟؟ حيث لها علاقة بصفة الكلام للباري جل وعلا، والقرآن كلام الله، فهل يجوز أن يقال أنه كلام الله قديم ... أرجوا النظر والتأمل(/)
وجهة نظر في تصنيف (إسلامي وغير إسلامي) .. !
ـ[الآجري]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 02:52]ـ
((الإسلامي: هو المنسوب إلى الإسلام، لأن الياء هذه ياء النسبة، ويتحقق الانتساب الكامل للإسلام بالتزام تعاليمه كلياً وجزئياً، يستوي في ذلك أن يكون المنتسب إنساناً، أو المنسوب عملاً، والأصل في هذه النسبة أن يقال: مسلم، بدلاً من إسلامي، وعلى ذلك جرى العرف منذ جاء الإسلام إلى العصور الحديثة، حيث شاع لفظ إسلامي لدى المفكرين المسلمين المعاصرين، وغيرهم، خصوصاً في مجال الأفكار والنظم.
وربما كان من دواعي الأخذ بهذه الصيغة والتحلي بها: أن لفظة مسلم لم تعد مميزاً حاسماً - في الواقع المعاش - لم التزم الإسلام، حيث صار الانتساب للإسلام وراثياً وهويَّاً أكثر منه حقيقياً.
فهناك مسلمون بأسمائهم وهوياتهم لكنهم لا يلتزمون بالإسلام اعتقاداً وتطبيقاً، وهناك دعوات وحركات إسلامية باسمها، وشعاراتها، وهي حرب على الإسلام ومناقضة لمبادئه.
وحينما بدأ الاتجاه الملتزم بالإسلام يقوم بدوره، رُئي لتقديمه في ميدان الفكر العالمي ضرورة تمييزه عن أولئك الناس، وعن ذلك الفكر المنحرف عن الإسلام، وإن حمله منتسبون إليه، فكانت هذه النسبة)) اهـ، من كتاب [حقيقة الفكر الإسلامي ص 12 - 13] أ د. عبدالرحمن بن زيد الزنيدي. (استاذ الثقافة بكلية الشريعة بجامعة الإمام).
وفي جانب متصل (من ملتقى أهل الحديث):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛
فكثيرا مانسمع بهذا المصطلح وكأن الإسلام عبارة عن مجموعة أفكار وليس وحيا منزَّلاً – عياذا بالله –
يقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – كلمة (فكر إسلامي) من الألفاظ التي يُحذر عنها , إذ مقتضاها أننا جعلنا الإسلام عبارة عن أفكار قابلة للأخذ والرد , وهذا خطر عظيم أدخله علينا أعداء الإسلام من حيث لانشعر.
أما (مفكر إسلامي) فلا أعلم فيه بأساً لأنه وصف للرجل المسلم والرجل المسلم يكون مفكراً. (انتهى كلامه - يرحمه الله -)
ويقول الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله -:
أما الفكر فهو قابل للطرح والمناقشة , قد يصح وقد لايصح , لهذا فلا يجوز أن يطلق عليه ((فِكر))؛ لأن التفكير من خصائص المخلوقين , والفكر يقبل الصواب والخطأ , والشريعة معصومة من الخطأ , ولا يقال كذلك ((المفكر الإسلامي))؛ لأن العالم الذي له رُتبَةُ الاجتهاد , والنظر مقيد بحدود الشرع المطهر فليس له أن يفكر فيُشرَّع , وإنما عليه البحث وسلوك طريق الاجتهاد الشرعي لاستنباط الحكم.
ويقول أيضا – رحمه الله -: نعم يطلقون: ((المفكر الإسلامي)) في عصرنا , مريدين قدرته على الاستنباط , ونشر محاسن الإسلام , فمن هنا يأتي التسمُّح بإطلاقها , والأولى اجتنابها. (انتهى كلامه- يرحمه الله-)
ومع كامل التقدير والإجلال لشيخينا، ولرأيهما، إلا أنَّ الفكر الإسلامي إذا أطلق وأريد به مادة معينة فليس ثمة فرق بين هذا الإطلاق وبين إطلاق (الفقه الإسلامي) مثلاً!
ثم إنه لو أطلق شاملاً لعقيدة الإسلام والتصور عن الكون والإله والإنسان والحياة ... الذي يقدمه الدين، فإنه لا يُراد نسبة هذا التصور إلى المفكر (حيث أنتجه فكراً) وإنما المقصود تعاطي المفكر -عبر فكره - مع هذه الحقائق وتسليمه بها، حيث الإسلام الذي هو تشريع رباني ليس الإيمان به واعتقاده من قبل المفكر تشريع أيضاً، إنما هو مطروح لمسؤوليته العقلية التي حباه الله بها.
إيراد الشيخ محمد رحمه الله - الملون بالأحمر - لا يستقيم مع التفريق بين الإسلام كدين، وبين التزام المسلم به وتأمله فيه كإنسان عاقل، لا يصح طلب الإسلام منه إذا سُلب قدرة التفكير.
والله أعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 08:03]ـ
سيدي الفاضل، لا أظنه يخفى عليك في أي ساحة جرى ولا يزال يجري هذا المصطلح منذ أن استحدثه الناس، وأي المرادات هو ألصق به في وعي الكتاب والصحافيين وأرباب الأقلام .. ولا يستوي من جهة الاصطلاح في زماننا دخول كلمة إسلامي على كلمة (مفكر)، بدخولها على كلمة (فقه) أو كلمة (شريعة) مثلا!! فقولنا - باصطلاح أهل زماننا من سائر طوائف الأمة - "فقه إسلامي" لا يفهم منه إلا فقه أئمة العلم والاجتهاد في أحكام الدين، أما قولنا "مفكر إسلامي" فما الذي جد في علاقة المسلم بالفكر والتفكير في هذا الزمان، ولم يكن فيمن كانوا قبلنا، حتى ينشق عن طائفة أهل صناعة الفقه والاجتهاد والنظر في أمور الدين فئة تتميز بوصفها "مفكر إسلامي" لا بوصفها "عالم شرعي" أو "فقيه" أو نحو ذلك مما عهدناه الصفة الصحيحة لكل مشتغل بقضايا الأمة الكبرى من جهة التنظير والتقعيد الشرعي لمستجدات هذا الزمان؟؟؟ الجديد أخي الفاضل هو إرادة من اتخذوا من هذا المصطلح الحادث (مفكر إسلامي) غطاءا وستارا لعبثهم في دين الله وخوضهم فيه من غير أدنى تأهل، كالصحافيين والكتاب وأضرابهم ممن أطلق أصحاب الأهواء هذه الصفة عليهم .. فكأنما يقولون لمن سألهم ما مؤهلكم الشرعي: "نحن لسنا علماء ولم ندع ذلك، إنما نحن (مفكرون)!! " وهذا لعمر الله من تأويل قوله عليه السلام (وينطق الرويبضة، الرجل التافه يتكلم في أمور العامة)!
يسمون الأشياء بغير أسمائها!
فالمسألة مناطها في التحقيق في مدلول كل مصطلح يدخلون عليه كلمة "إسلامي" هذه، والغالب من استعمال الناس له، مع ذهابي إلى أولوية ترك هذه النسبة الحادثة، والله أعلى وأعلم.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=893
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الآجري]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 02:20]ـ
أخي الفاضل أبو الفداء:
لعل ما يعتري هذا المصطلح من استخدام سيء، أو ما يحدث من أربابه من تقمص الأدوار، أمر آخر ..
أما قياس الفقه الإسلامي بالفكر الإسلامي (وليس المفكر كما ذكرتَ) فهو قياس مستقيم من كل الوجوه: إذا ما أردنا بالفكر مادة معينة تبحث في النظم الاجتماعية و السياسية ومجالات التفكير ومصادر المعرفة ... الخ من موضوعات تخصصية، فيصير المتخصص فيها ممثلاً لوجهة النظر الشرعية كما يمثل الفقيه وجهة النظر في موضوعات أخرى، بغض النظر عن مدى الصواب في الاجتهاد.
فما الذي جد في علاقة المسلم بالفكر والتفكير في هذا الزمان، ولم يكن فيمن كانوا قبلنا، حتى ينشق عن طائفة أهل صناعة الفقه والاجتهاد والنظر في أمور الدين فئة تتميز بوصفها "مفكر إسلامي" لا بوصفها "عالم شرعي" أو "فقيه" أو نحو ذلك مما عهدناه الصفة الصحيحة لكل مشتغل بقضايا الأمة الكبرى من جهة التنظير والتقعيد الشرعي لمستجدات هذا الزمان؟؟؟
أقول: الذي جد أسلوب تخصصي جديد، كما جد التخصص في الفقه، وفي العقيدة، وفي التفسير، والمصطلح، والتربية ... الخ
الجديد أخي الفاضل هو إرادة من اتخذوا من هذا المصطلح الحادث (مفكر إسلامي) غطاءا وستارا لعبثهم في دين الله وخوضهم فيه من غير أدنى تأهل، كالصحافيين والكتاب وأضرابهم ممن أطلق أصحاب الأهواء هذه الصفة عليهم .. فكأنما يقولون لمن سألهم ما مؤهلكم الشرعي: "نحن لسنا علماء ولم ندع ذلك، إنما نحن (مفكرون)!! " وهذا لعمر الله من تأويل قوله عليه السلام (وينطق الرويبضة، الرجل التافه يتكلم في أمور العامة)!
هنا أستطيع تفهم الدافع لتمثلك وجهة النظر تلك، وهو أنك أسقطت ما علمته من حال بعض المفكرين على المفكرين كلهم، رغم أني لو أتيتك بأسماء معدودة في صنف المفكرين ويقرون بأنهم كذلك، لاتفقنا على فضلهم وأهليتهم للحديث فيما هم يتحدثون فيه، أو على الأقل لخلصناهم من تلك الأوصاف (إرادة الخوض في دين الله من غير تأهل)، فالمسألة إذاً تخصص عبث به، واستغل، كما استغل منصب الإفتاء في القنوات مثلاً، وكما استغلت وظيفة (الداعية) فأضحى شيخ إسلام .. ونحو ذلك ..
هذه كلها ممارسات خاضعة لمدى الوعي في التعامل مع الأهليات والكفاءات، وأتفق معك أن الأمر في هذا الزمان كما أخبر الرسول صلوات ربي وسلامه عليه: حيث ينطق الرويبضة!!
ولكن كل ذلك لا يعني خطأ التصنيف من حيث الأصل، نستطيع الإفادة منه حينما يكون هناك وعي، والله أعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 03:58]ـ
أخي الحبيب المبارك، أرجو أن تكتب لي حدا جامعا مانعا لما تسميه أنت بالمفكر الإسلامي ..
فقولك:
فيصير المتخصص فيها ممثلاً لوجهة النظر الشرعية كما يمثل الفقيه وجهة النظر في موضوعات أخرى، بغض النظر عن مدى الصواب في الاجتهاد.
/// ليس هناك شيء إسمه وجهة النظر الشرعية! إنما الشرع أحكام، يجتهد المتأهلون للنظر فيها طلبا للوصول إليها، فلا يليق وصفها بأنها "وجهة نظر" ..
/// الذي يتأهل للنظر في مسائل الدين بالاجتهاد هو عينه المؤهل للنظر في سائر مستجدات ونوازل الأمة، والذي يلزم كل فقيه للوصول إلى حكم الله في شيء من المستجدات، هو أن يحيط علمه بهذا الأمر ليحسن تصوره، ويظل الحق في النظر واستنباط الحكم مقصورا على هذا الفقيه المؤهل لذلك، أما كلامك هذا فيفهم منه أن هناك أمورا أخرى قد يتأهل المرء لها بغير ما يتأهل به الفقيه، ليصل إلى حكم الشرع فيها! ولهذا طلبت منك الحد الجامع المانع لما تسميه أنت بالمفكر الإسلامي، بارك الله فيك.
فنحن إن اتفقنا على أن المرء لا يحق له أن يتكلم في دين الله أو أن يطلق أحكام الشرع على أي أمر حادث في الأمة أيا كان، إلا بالتأهل الشرعي، الذي هو عين ما يتأهل به كل طالب علم للنظر في سائر مسائل الدين، أصبح لا وجه عندنا لجعل صفة (المفكر الإسلامي) قسيمة لصفة (الفقيه المجتهد)، أو لصفة (طالب العلم المؤهل للنظر) .. فما ثمرة تمييز هذا عن ذاك بهذه الصفة الحادثة إلا التلبيس على العباد؟؟؟
ـ[الآجري]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 05:17]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل،
وأود أن لا نحصر الحديث في النوازل، فنحن نتكلم في أمر عام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المراد بالمفكر الإسلامي، فأعتقد أنك لو تأملت ما كتبتُ لوجدت مرادي بالمفكر الإسلامي واضحاً!
ولكن لا بأس - تلبية لطلبك - من بعض التوضيح والمفكر الإسلامي يطلق إطلاقاً عاماً - ليس نقطة خلافنا - ويطلق إطلاقاً خاصاً، فالعام: هو من يفكر وهو ملتزم في تفكيره منهج الإسلام، هذا عموم يشمل المجتهدين وغيرهم.
فيشمل الأصولي، الذي يفكر في المسائل الأصولية منطلقاً من مصادر الإسلام - وربما لا يكون مجتهداً - ويشمل المفسر الذي يشتغل بتفسير القرآن منطلقاً من مصادر الإسلام، ويشمل المحدث الذي يشتغل بالضوابط والقواعد الحديثية منطلقاً من مصادر الإسلام، ويشمل عالم الاجتماع الذي ينطلق في رسم النظم الاجتماعية من مصادر الإسلام، ويشمل الاقتصادي الذي يدرس المعاملات الاقتصادية و يبتكر الانظمة التي يحتاجها المجتمع المسلم منطلقاً من مصادر الإسلام، ويشمل الكاتب الذي يكتب في قضايا فكرية معينة من مثل: تقديم التصورات عن القضايا الأساسية، وتحديد مصادر المعرفة ومجالاتها، والمشاركة في الحوارات الفكرية، وبعض الأحكام الشرعية، والدفاع عن الشريعة والنظم الإسلامية، والقضايا التي تكون في متناول طرحه، وهذا ما نسميه عرفاً بالمفكر الإسلامي - أعني الأخير - فهو لا يخوض في الشريعة ككل، ولا يشارك في الهيئات الشرعية والعلمية - لقصوره عن ذلك - ولكنه أيضاً ليس عامياً لا يفقه شيء، بل عنده من العلم ما يمكنه من الحديث حول قضايا عامة، وما يمكنه من الكتابة في الصحف، أو المحاضرة أو الندوات ... الخ
واعتراضك إن كان على وجوده فهو موجود - ولا أظن هذا اعتراضك - وإن كان على التسمية فلم يبن لنا من مداخلتك الكريمة ما يجلي وجه الحذر من التسمية، وإن كان على المهام والوظيفة، فقد بينتها في ما لون بالأحمر وإن كانت الوظائف تختلف من شخص لآخر حسب ما عنده من العلم.
أما اعتراضك على تعبيري (وجهة النظر الشرعية) فأنا أقدره، غير أنه بإمكانك تجاوز التجوز، ونحن نتفق على مصدر الشريعة و القطع بكونها حقاً، إلا أن الأحكام ليست بدرجة واحدة فمنها ما هو ظني ..
وأما قولك:
فنحن إن اتفقنا على أن المرء لا يحق له أن يتكلم في دين الله أو أن يطلق أحكام الشرع على أي أمر حادث في الأمة أيا كان، إلا بالتأهل الشرعي، الذي هو عين ما يتأهل به كل طالب علم للنظر في سائر مسائل الدين، أصبح لا وجه عندنا لجعل صفة (المفكر الإسلامي) قسيمة لصفة (الفقيه المجتهد)، أو لصفة (طالب العلم المؤهل للنظر) .. فما ثمرة تمييز هذا عن ذاك بهذه الصفة الحادثة إلا التلبيس على العباد؟؟؟
فأجدني مضطر لتكرار الكلام في المداخلة السابقة، المتعلق بأسلوب العصر الحديث الذي تتشعب فيه التخصصات، كما هي من لدن السلف إلى يومنا في تشعب يزداد، وبإمكانك أن تسمي المفكر الإسلامي: طالب علم مخصوص في مهمة مخصوصة!(/)
إنا لله و إنا إليه راجعون توفي الشيخ إسحاق العوضي فجر اليوم
ـ[سيف الفرقان]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 03:00]ـ
إسحاق بن عبدالله بن محمد دبيري العوضي أبو عبدالله ولد سنة 1962 ميلادية في قرية بلغان من محافظة لارستان التابع لمنطقة فارس (شيراز) الواقع في جنوب إيران. تخرج في كلية الحديث والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية أواخر سنة 1408هـ بشهادة ليسانس (بكالوريوس) في الحديث، ثم تخرج في المعهد العالي لإعداد الأئمة والدعاة بشهادة ماجستير في الدعوة والدراسات الإسلامية في مكة المكرمة سنة 1412هـ. ترجم العديد من الكتب العربية إلى الفارسية يبلغ أكثر من (150) كتاباً. من أبرزها كتاب: مختصر منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي اختصره الشيخ عبدالله الغنيمان، وكتاب العشر الأخير، وكتاب إسلامية لاوهابية للشيخ ناصر العقل، وكتاب أعلام التصحيح للشيخ خالد البديوي، وكتاب هذه مفاهيمنا للشيخ صالح آل الشيخ، وكتاب غاية المريد شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ، له تفسير مختصر للقرآن الكريم لم يكمل بعد، وغير ذلك كثير.
توفي الشيخ فجر يوم الإثنين بتاريخ 21/ 2 / 1430 هـ بمنزله بالرياض إثر مرض لازمه فترةً طويله رحم الله الشيخ و أسكنه فسيح جناته و أخلف الأمة بخير منه ..
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 04:40]ـ
الله يرحمه ويبقي مؤلفاته وجهوده إلى يوم القيامة
ـ[بن نعمان]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 05:40]ـ
اللهم اغفر له وارحمه
ـ[الآجري]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 05:43]ـ
رحمه الله وغفر له وأخلف للأمة خيراً منه.
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 12:36]ـ
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده لأجل مسمى فلتصبروا ولتحتسبوا
اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 12:34]ـ
“اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ، واعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ“.(/)
رأي الشيخ عبد الرازق البيطار في إبراهيم باشا بن محمد علي
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:39]ـ
**يقول: الشيخ عبد الرازق بن إبراهيم بن حسن البيطار الدمشقي الميداني في كتابه " حلية البشر " عن إبراهيم باشا بن محمد علي ـ عليهما من الله ما يستحقاه ـ:
إبراهيم باشا بن محمد علي باشا خديوي مصر والقاهرة
غشوم ظالم، وظلوم غاشم، خليفة الحجاج في أفعاله، وناهج منهجه في أقواله وأحواله، محتو على الفساد، منطو على الإنكاد، مجبول على الغلظة والقساوة، مجعول من الفظاظة معدوم من اللطافة والطلاوة، ممتلىء منه البذا، متضلع من الأذى، لم يخلق الله تعالى في قلبه شيئاً من الرحمة فينتزع، ولم يودع الله لسانه لفظاً من الخير فيستمع، سفاك لدماء المسلمين، نباذ لطاعة أمير المؤمنين، كان يعتقد أن ذلك ليس أمراً ذميماً، ولا يهوله قوله تعالى: " ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ". فإن هذا المترجم لما اشتد أزره، وقوي أمره، تولى قيادة العساكر المصرية، وصارت له الإمرة الجندية، ثم بعد ذلك وجهه والده إلى الأراضي الشامية، ليضمها إلى الحكومة المصرية، فلم يزل يسير بعساكره، متقلداً لسيف طغيانه ومناكره، حتى حل حي عكة، وكان الوالي بها عبد الله باشا من طرف الدولة العثمانية فدكها دكة أي دكة، وسبب ذلك أن عبد الله باشا وقعت بينه وبين محمد علي باشا عداوة كلية، بسبب أنه خابره بتسليمه بلاد الشام فلم يجبه إلى هذه الأمنية، وكانت وقعة الشام مع سليم باشا آنفة الوقوع، والأفكار تحكم بأن الجزاء مقطوع به لا ممنوع، فلما سمع السلطان بعداوة عبد الله باشا مع محمد علي باشا أشفق من اتحاد الشام مع الخديوي المرقوم، فأرسل للعفو عن الشام أجل مرسوم، ووجه والياً يسمى علي باشا إلى الشام، لمداركة الأمر بغاية الاهتمام، فأرسل محمد علي باشا إلى السلطان شكاية على عبد الله باشا تطعن بعظيم شانه لعله يعزله ويجعله في مكانه، فيصل إلى مطلوبه، ويحصل من غير ضرر على مرغوبه، غير أن السلطان لم يجبه إلى مراده، ولم يوصله إلى ما تأمله في اجتهاده، فجمع إبراهيم باشا الجموع الكثيرة، وتغلب على غالب البلاد الشامية الشهيرة التي تحت ولاية عبد الله باشا كغزة والرملة والقدس والخليل ونابلس وبلاد الساحل، وحصن قلعة طرابلس وساعده أمير جبل الدروز الأمير بشير ورؤساء جبل نابلس، لكون عبد الله باشا في العام الماضي حاصر قلعة سينور وهدمها وحصل منه ضرر لأهل نابلس وكان ذلك من أسباب الغلاء الذي وقع في البلاد الشامية، فأرسل حضرة السلطان إلى والي مصر يأمره برفع عساكره عن عكا، فامتنع، فأمر السلطان بجمع العساكر العثمانية وأمر والي حلب بالتوجه إلى مساعدة عبد الله باشا، واستمر العسكر المصري يضارب عكة بحرب لم يسمع بمثله، وقد ورد كتاب من والي عكة إلى بعض أعيان دمشق يقول فيه: إن نارهم بالمدافع والقنابر لا تفتر دقيقة واحدة وإنهم يضربون اثنين وعشرين مدفعاً بفتيل واحد، وإنهم في سادس شوال اقتحموا على عكة ودخلوا من الجهات التي خربوها من السور فخرج إليهم عسكر عكة وضاربوهم بالسيوف ومن فوق السور بالمدافع والقنابر حتى أهلكوا غالب من اقتحم وامتلأ وجه الأرض من قتلاهم فانهزموا خائبين؛ وبسبب هذه الفتنة تعطلت الأموال الأميرية المعينة على نابلس وطرابلس وتلك الجهات لأجل ركب الحاج الشريف، فورد الأمر السلطاني في خامس عشر شوال بأن لا يخرج الحاج في ذلك العام وأمر والي الشام بأن يتوافق مع أهل البلد ويحافظ الشام، وفي ثالث وعشرين من شوال سافرت الصرة وأعيان الحج الموظفون إلى الاستانة، وجاء في هذا الشهر عباس باشا بن محمد علي باشا إلى أرض البقاع العزيز وحصن بعض القلاع هناك ليقطع الطريق على العساكر العثمانية الواردة لقتالهم، وافترق أهل جبل الدروز وتلك النواحي فرقتين فالنصارى منهم تابعوا الأمير بشير المتوافق مع إبراهيم باشا، وخالفهم الدروز وأظهروا الإطاعة للسلطان، وفي ذي القعدة توجه عثمان باشا الذي ولاه السلطان على طرابلس الشام بكل همة وجمع هناك عساكر كثيرة وحاصر طرابلس، فوصل الخبر إلى إبراهيم باشا فتوجه من عكة بجمع من عساكره المحاصرين عكة إلى طرابلس، فلما سمع به عثمان باشا خرج من طرابلس الشام لاقتضاء المقام
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك، وتفرقت جموعه، ثم بعد ايام توجه إبراهيم باشا إلى حمص فدخلها في حادي وعشرين من ذي القعدة بلا قتال، وكان في حماه جمع من العساكر العثمانية ومعهم ثلاثة من الباشوات القواد، فلما سمعوا بوصول العسكر المصري إلى حمص ساروا إليهم، فخرج إبراهيم باشا من حمص ولحقه بعض العساكر العثمانية خارج حمص عند البحيرة، فرشقهم بالمدافع فرجعوا
عند ذلك إلى حمص وأقاموا بها، ولم يعينوا عبد الله باشا، ولم يحصل منهم في هذه المدة سوى تثبيت البلاد، وتوجه إبراهيم باشا إلى بعلبك وجاءه المدد من العساكر والذخائر، وقام بإعانته أهل الجبل من النصارى والدروز وكان قبل ذلك قد قاتل بعض الدروز بعض النصارى، فرجع إليهم إبراهيم باشا وكسر شوكتهم فأطاعوه، وخرج حسين باشا سردار من الاستانة بعساكر عظيمة، وولاه حضرة السلطان على مصر وما يليها، وفي هذه المدة كلها يظهر محمد علي باشا الطاعة للسلطان ولم يصرح السلطان بخروجه عن الطاعة بل وقع التصريح بخروج إبراهيم باشا وعباس باشا طمعاً في رجوعهما عن هذا الأمر، فلما رأت الحضرة الشاهانية أن محمد علي باشا مصرٌ على قتال عكة أرسل إلى البلاد يعلن بأن محمد علي باشا معزول من المناصب، وأمر أهل البلاد بقتاله وورد الأمر إلى دمشق في نصف ذي الحجة بذلك وبتحصين البلد، فحينئذ اشتد حصار إبراهيم باشا لعكة لعلمه بقرب مجيء حسين باشا، فلما كانت ليلة الاثنين السابع والعشرين من ذي الحجة الحرام اقتحم العسكر على عكة ودخلوا إلى الأبراج على السلالم واستولوا عليها، وقبض على عبد الله باشا ووقع من القتل والنهب والسلب ما لا يحمد ولا يحصر، ولا يقال ولا يذكر، وذكر بعضهم أن جملة من قتل من عسكر إبراهيم باشا اثنا عشر ألفاً ومن عساكر عكة نحو خمسة آلاف، وكان ابتداء حصاره لها في سابع وعشرين من جمادى الثانية فكانت مدة الحصار ستة أشهر، ثم أرسل إبراهيم باشا عبد الله باشا من جهة البحر إلى الإسكندرية فلما علم محمد علي باشا بوصوله أرسل إليه يؤمنه ثم أرسل إليه أنواع الإكرام، وأحسن له المعاملة والإنعام، ووصله بالهدايا السنية، وأنزله منزلة علية، ثم وجهه إلى الاستانة المحمية، فغب وصوله وجهت عليه الدولة رئاسة الحرم الشريف في المدينة المحمدية، وكان عالماً مطيعاً صالحاً محباً لذوي العبادة والصلاح، وفي ثالث محرم الحرام سنة الف ومايتين وثمان وأربعين أرسل إبراهيم باشا إلى دمشق يطلب منهم أن يمكنوه من الدخول إليها فلم يرسلوا إليه جواباً، ثم طلب ثانياً فأرسلوا إليه أنا لا نمكنك من الدخول أصلاً، وفي ثامن المحرم جاء الخبر أن عسكره وصل إلى جسر بنات يعقوب فاستعد أهل دمشق لقتاله، واجتمع رؤساؤهم وتعاقدوا وتحالفوا على أنهم يد واحدة بعد ما كان بعضهم يميل إلى إبراهيم باشا خوفاً من انتقام الدولة من الشام بسبب قضية سليم باشا الآتية في ترجمته في حرف السين؛ وحصل لأهل البلد والقرى انزعاج شديد، وشرع أهل القرى والأطراف في نقل الأمتعة لداخل السور، وكتب وزير الشام إلى الباشوات الذين في حمص ومعهم وزير حلب أن يعينوا أهل الشام بعساكر من عندهم، وأرسل إبراهيم باشا إلى بعض أعيان دمشق كتاباً مؤرخاً في تاسع المحرم يهددهم فيه، وفي آخره أن بلاد عربستان قد ملكناها بسيفنا ولا يأخذها أحد منا ما دمنا في قيد الحياة. وفي رابع عشر المحرم وصل بعض جيوشه إلى قريب من قرية داريا قرية من قرى الشام بينهما نحو ثلاثة أميال، فخرج إلى لقائهم خلق كثير من أهل دمشق فقاتلوهم قتالاً يسيراً، ولم يقصد كل من رؤساء الفريقين إضرار الآخر، وقتل من كل فريق رجل أو رجلان، ثم رجع أهل الشام مظهرين الانكسار، ولم يبق من أهل الشام رجل خارج البلد، وبات أهل البلد تلك الليلة في كرب شديد وكل أهل محلة يحفظون محلتهم، وفي ليلة الخميس خامس عشر المحرم نصف الليل هرب علي باشا وزير الشام وعسكره والقاضي والمفتي المرادي والنقيب العجلاني ومحمد جوربجي الداراني، وجميع أبناء الترك الموظفين، وغالب وجوه الشام، وأصبحت البلدة نهار الخميس خالية من رؤسائها وأعيانها ولم يبق أحد ممن يعتمد عليه، فأرسل إبراهيم باشا إلى أحمد بيك الدالاتي ربيب يوسف باشا الكنج فأقام متسلماً في البلد، وأمر منادياً ينادي بالأمان، وفي ضحوة النهار دخل العسكر إلى السرايا والمرجة، ثم دخل إبراهيم باشا قبيل الظهر وطلب أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يتسلم القلعة من رئيسها علي آغا عرمان فأجابه بالامتثال وفتح الباب، فأدخل ذخيرته إليها وعسكره وقت العصر، وجاءه في ذلك النهار أمراء الدروز ومعهم خلق كثير من نصارى ودروز، وقد لطف المولى سبحانه وتعالى كما هي عادته برفع القتال وبالإذعان والتسليم من دون ضرب ولا طعن ولا سفك دماء، ثم كتب إلى الهاربين أن يرجعوا إلى أوطانهم، فالذين ذهبوا إلى حمص وهم الباشا والقاضي والداراني ورؤساء المغاربة والأكراد أبوا الرجوع واستقاموا مع بشاوات العساكر السلطانية، وأما الذين ذهبوا إلى القريتين وهم المفتي والنقيب ورشيد آغا وكيلا راميني فإنهم رجعوا إلى دمشق، ثم عزم إبراهيم باشا على قتال الذين في حمص فشرع في جمع الذخائر والعساكر، وورد إليه من مصر عسكر كثير من النظام والأعراب وغيرهم، واجتمع عند عباس باشا أيضاً في بعلبك جموع كثيرة، ثم خرج إبراهيم باشا من دمشق في ثالث صفر وأخرج معه رؤساء المحلات كالرهينة، وأقام مقامه أحمد بك الدالاتي ونصب القلالق في المحلات، ثم جاء الخبر يوم الثلاثاء في ثاني عشر صفر أنه حصل بينه وبين العسكر السلطاني في حمص قتال نهار السبت تاسع صفر، وأنه قتل منهم نحو خمسة آلاف وأسر نحو أربعة آلاف وفر باقي العسكر والباشوات وكانوا نحو ثلاثين ألفاً، وأخذ مدافعهم وذخائرهم وخيامهم وسائر موجوداتهم، وكان في قلعة حمص جماعة منهم فطلبوا منه الأمان فأمنهم وأنزلهم من القلعة وتسلمها منهم، وبعث إلى متسلم الشام بأن يعلن بالنصر فأمر أهلها بالزينة ثلاثة أيام ثم توجه نهار الثلاثاء ثاني عشر صفر إلى جهة حماه وهرب متسلمها، فأقام فيها متسلماً رشيد آغا الشملي ثم بلغه الخبر أن حسين باشا سردار وصل إلى حلب وأن الباشوات الهاربين من حمص ذهبوا إلى حلب أيضاً مع عساكرهم، فلحقهم إبراهيم باشا ونزل قبيل حلب بنحو أربع ساعات، فطلب حسين باشا من أهل حلب أن يخرجوا معه لقتال إبراهيم باشا فقالوا له نحن لا نقاتل معك ولا معه بل نحن رعية لمن غلب فإنا نخاف على أنفسنا وعيالنا، فخرج حسين باشا من حلب هارباً هو وبقية العساكر والباشوات وترك بعض العسكر الذي جاء به وذخائره، فخرج أعيان حلب إلى إبراهيم باشا يستقبلونه وينالون أمانه، فدخلها ليلة الثلاثاء تاسع عشر صفر بلا قتال أصلاً، ثم خرج منها يوم الأربعاء السابع والعشرين من صفر إلى أنطاكية وعينتاب واللاذقية، وورد الخبر نهار السبت سابع ربيع الأول أنه استولى على حصن اسكندرونة وعلى حصن بانياس وبيلان، وكان فيه حسين باشا وحصلت مقتلة عظيمة، ثم هرب حسين باشا ومن معه من الوزراء والعساكر الكثيرة، وقد شاع أنها مائة وخمسون ألفاً، وترك جميع مهماته ومدافعه وذخائره، ثم سار إبراهيم باشا بعد ذلك إلى أدنه وقد دخلها من غير قتال في غرة ربيع الثاني وأقام بها شهراً، ثم حاصر بركله ومن فيها من العساكر السلطانية ودخلها في غرة جمادى الأولى بعد قتال رشيد باشا، وفي آخر جمادى الثانية قدم إلى دمشق رشيد بك أميراً عليها من قبل محمد علي باشا، وفوض إليه النظر في أمر بلاد الساحل والقدس وغزة والشام وحلب، ثم جاء الخبر في خامس رجب أن إبراهيم باشا دخل إلى قونية وكان فيها أربعة عشر وزيراً، فلما سمعوا بوصوله هربوا ودخلها بلا حرب ولا قتال، وجاء الأمر إلى دمشق بالزينة وضرب المدافع ثلاثة أيام في كل يوم ستين مدفعاًن ثم جاء الخبر في آخر شعبان أن الوزير الأعظم جاء إلى قريب من قونية، فخرج إليه إبراهيم باشا وأسره وفرق جمعه وأسر من عساكره نحو سبعة آلاف، وأرسل إلى مركز سورية دمشق الشام بعمل الزينة ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً مع ضرب المدافع وإظهار دواعي السرور والحبور، وقد نظم أمين أفندي الجندي الشاعر هذه القصيدة مادحاً إبراهيم باشا ومتعرضاً بها لهذه الوقائع التي تقدم ذكرها، وكان بنظمها كما قيل: مكره أخاك لا بطل. ذهبوا إلى حمص وهم الباشا والقاضي والداراني ورؤساء المغاربة والأكراد أبوا الرجوع واستقاموا مع بشاوات العساكر السلطانية، وأما الذين ذهبوا إلى القريتين وهم المفتي والنقيب ورشيد آغا وكيلا راميني فإنهم رجعوا إلى دمشق، ثم عزم إبراهيم باشا على قتال الذين في حمص فشرع في جمع الذخائر والعساكر، وورد إليه من مصر عسكر كثير من النظام والأعراب وغيرهم، واجتمع عند عباس باشا أيضاً في بعلبك جموع كثيرة، ثم خرج إبراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
باشا من دمشق في ثالث صفر وأخرج معه رؤساء المحلات كالرهينة، وأقام مقامه أحمد بك الدالاتي ونصب القلالق في المحلات، ثم جاء الخبر يوم الثلاثاء في ثاني عشر صفر أنه حصل بينه وبين العسكر السلطاني في حمص قتال نهار السبت تاسع صفر، وأنه قتل منهم نحو خمسة آلاف وأسر نحو أربعة آلاف وفر باقي العسكر والباشوات وكانوا نحو ثلاثين ألفاً، وأخذ مدافعهم وذخائرهم وخيامهم وسائر موجوداتهم، وكان في قلعة حمص جماعة منهم فطلبوا منه الأمان فأمنهم وأنزلهم من القلعة وتسلمها منهم، وبعث إلى متسلم الشام بأن يعلن بالنصر فأمر أهلها بالزينة ثلاثة أيام ثم توجه نهار الثلاثاء ثاني عشر صفر إلى جهة حماه وهرب متسلمها، فأقام فيها متسلماً رشيد آغا الشملي ثم بلغه الخبر أن حسين باشا سردار وصل إلى حلب وأن الباشوات الهاربين من حمص ذهبوا إلى حلب أيضاً مع عساكرهم، فلحقهم إبراهيم باشا ونزل قبيل حلب بنحو أربع ساعات، فطلب حسين باشا من أهل حلب أن يخرجوا معه لقتال إبراهيم باشا فقالوا له نحن لا نقاتل معك ولا معه بل نحن رعية لمن غلب فإنا نخاف على أنفسنا وعيالنا، فخرج حسين باشا من حلب هارباً هو وبقية العساكر والباشوات وترك بعض العسكر الذي جاء به وذخائره، فخرج أعيان حلب إلى إبراهيم باشا يستقبلونه وينالون أمانه، فدخلها ليلة الثلاثاء تاسع عشر صفر بلا قتال أصلاً، ثم خرج منها يوم الأربعاء السابع والعشرين من صفر إلى أنطاكية وعينتاب واللاذقية، وورد الخبر نهار السبت سابع ربيع الأول أنه استولى على حصن اسكندرونة وعلى حصن بانياس وبيلان، وكان فيه حسين باشا وحصلت مقتلة عظيمة، ثم هرب حسين باشا ومن معه من الوزراء والعساكر الكثيرة، وقد شاع أنها مائة وخمسون ألفاً، وترك جميع مهماته ومدافعه وذخائره، ثم سار إبراهيم باشا بعد ذلك إلى أدنه وقد دخلها من غير قتال في غرة ربيع الثاني وأقام بها شهراً، ثم حاصر بركله ومن فيها من العساكر السلطانية ودخلها في غرة جمادى الأولى بعد قتال رشيد باشا، وفي آخر جمادى الثانية قدم إلى دمشق رشيد بك أميراً عليها من قبل محمد علي باشا، وفوض إليه النظر في أمر بلاد الساحل والقدس وغزة والشام وحلب، ثم جاء الخبر في خامس رجب أن إبراهيم باشا دخل إلى قونية وكان فيها أربعة عشر وزيراً، فلما سمعوا بوصوله هربوا ودخلها بلا حرب ولا قتال، وجاء الأمر إلى دمشق بالزينة وضرب المدافع ثلاثة أيام في كل يوم ستين مدفعاًن ثم جاء الخبر في آخر شعبان أن الوزير الأعظم جاء إلى قريب من قونية، فخرج إليه إبراهيم باشا وأسره وفرق جمعه وأسر من عساكره نحو سبعة آلاف، وأرسل إلى مركز سورية دمشق الشام بعمل الزينة ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً مع ضرب المدافع وإظهار دواعي السرور والحبور، وقد نظم أمين أفندي الجندي الشاعر هذه القصيدة مادحاً إبراهيم باشا ومتعرضاً بها لهذه الوقائع التي تقدم ذكرها، وكان بنظمها كما قيل: مكره أخاك لا بطل. نحن الأسود الكاسره ... نحن السيوف الباتره
من أرض مصر القاهره ... سرنا وقد نلنا المنا
بارودنا شراره ... تشوي الوجوه ناره
وعزمنا بتاره ... من العدا أمكننا
نحن بنو الحرب فلا ... نخشى غباراً إن علا
ولم نضق عند البلا ... صدراً إذا الموت دنا
بالروح جدنا كي نقيل ... لمصرنا الفخر الجميل
ونبتغي الفضل الجزيل ... فعلاً يعز الوطنا
عاداتنا أخذ الرجال ... بالبيض والسمر العوال
ونارنا بالاشتعال ... لهيبها يبدي السنا
جهادنا لا ينكر ... في كل قطر يذكر
وسيفنا إذ يشهر ... للنصر يبدي معلنا
اما العلا تقديمها ... مستوجباً تعظيمها
الشاه إبراهيمها ... أدامه المولى لنا
أبو خليل في الحروب ... لا زال كشاف الكروب
وحين يدعى للركوب ... بالبيض يغزو والقنا
لما غزونا عكة ... بالطوب دكت دكتا
وللأعادي بكتا ... هجومنا واخذنا
صبحاً علونا سورها ... وقد هدمنا دورها
أما ترى قصورها ... قد حلها هدم البنا
فزنا بفتح الطائلي ... للقدس والسواحل
والشام يا ذا الكاملي ... والله قد أعزنا
ويوم حمص لو ترى ... على العداة ما جرى
وقد علا فوق الثرى ... صرعى يقاسون الضنا
هناك أضحوا هالكين ... وفي دماهم غارقين
وانحل عقد الظالمين ... وحل للباغي العنا
ولحماة مع حلب ... سرنا وجدينا الطلب
ولم نجد ممن هرب ... إلا طريحاً بالضنا
وعند بيلان سمت ... وقائع قد عظمت
(يُتْبَعُ)
(/)
وللبغاز اقتحمت ... فرساننا وأسدنا
لما بهم غنى الحمام ... خلوا المهمات الجسام
وكل ما تحوي الخيام ... غنيمة أضحت لنا
في جفن حاز قد سما ... حر الوغى محتكما
وجيشهم قد هزما ... بالويل يشكو الوهنا
أمام قونه قد بدا ... حرب مبيد للعدا
وحل بالضد الردى ... لما استخفوا بطشنا
وقد أطلنا قهرهم ... لما أسرنا صدرهم
ومذ ولينا أمرهم ... بالذل مالوا نحونا
هذا وهذا كله ... عزيز مصر أصله
وليس يخفى فضله ... دوماً على أهل الثنا
فنسأل الله المعين ... بحرمة الهادي الأمين
يديمه للمسلمين ... مولى مغيثاً محسناً
ولما قرئت هذه المنظومة المزدوجة على إبراهيم باشا وأنشدت بين يديه أمر للشيخ أمين ناظمها بمائة دينار، فدفعت له في الحال، ثم إن إبراهيم باشا أراد أن يتجاوز حدوده، وأن يبلغ مراده ومقصوده، وذلك أنه في خامس شعبان صدر الأمر من والي الشام شريف بك بجمع أعيان البلدة وعلمائها ورؤسائها، وغب اجتماعهم أخرج كتابة من محمد علي باشا مضمونها أن السلطان محمود خرج عن طور أسلافه وأنه زاد في الظلم والبغي وأنه أمر بتغيير زي الناس وملبوسهم ومساواة النصارى مع المسلمين في الزي، وأن سبب ذلك سوء رأيه ولذلك تغلب عليه أعداؤه من الفرنج حتى ملكوا معظم بلاد الإسلام، وأنه لم يبق له عند الملوك احترام ولا اعتبار ولا عند رعيته، وأنه بسبب ذلك صارت المصلحة في عزله من السلطنة وتولية ابنه محله لأجل نظام الملك وإقامة أحكام الشريعة، لأنه لو بقي في السلطنة يزيد الضرر على المسلمين، وطلب إخراج فتوى بجواز ذلك وأن يكتب عليها المفتي وعلماء البلدة من جميع المذاهب، فكتبوا له ما أراد، وسايروا هذا الباغي الذي لربوع الطغيان شاد.
إذا لم تكن إلا الأسنة مركباً ... فما حيلة المضطر إلا ركوبها
وأفتوه بأنه يجوز خلع الإمام، إذا جار ونهج منهج اللئام، ولزم من إبقاءه ضرر، ولم يلزم من خلعه فتنة هي أكبر وأضر، وأدهى وأمر، وادعى كذلك هذا الباغي على حضرة المرحوم السلطان محمود، أن الذي وقع من عماله في أيامه لم يسمع بمثله من اختلال نظام البلاد، وأحوال العباد، حتى خربت بلاد الروم والأناضول من أخذ رجالهم للحرب وسلب أموالهم واستيلاء الإفرنج عليهم، وكذا غيرها من البلاد، وما وضع من الأعشار والمكوس والمصادرات وزوال الأمن عن أهل المدن في بيوتهم فضلاً عن البراري، فاستولت الأعراب على القرى وعلى الأغلال وارتفعت الأسعار وانتهبت القوافل، وفي غرة رمضان أمر والي الشام وهو شريف بك بجمع المفتي والنقيب وغيرهما، فاجتمعوا عنده ليلة شهر رمضان، فقال: إن أفندينا محمد علي باشا كتب إلى البلاد من شهرين بأن من أراد الحج فليقدم إلى الشام، فما حضر إلا نادر من الأفراد فلذلك لم يخرج الحاج. ثم إن إبراهيم باشا لما ازداد في سموه وزاد في عتوه منعته الأجانب، وتعصبت الإنكليز إلى الدولة في الظاهر لتوطيد أركانها، وفي الباطن خشية من انتشار قوة إسلامية شابة ذات سلطة ومركزها مصر، فتخشى أن تمتد من هناك إلى الهند الذي هو روح قوة الإنكليز لاسيما إذا عاضدته إحدى الدول الأروباوية مثل فرانسا، فلذلك حاربته مع الدولة العثمانية التي هي إذ ذاك على تعب شديد من حرب الروسيا والثورات الداخلية واستقلال اليونان وغير ذلك فقهروا محمد علي باشا، ولكن لإتمام مقاصد الإنكليز لم تسمح للدولة بالاستيلاء التام على مصر لمراعاة المقاصد المشار إليها أيضاً، فكان الأوفق لها إبقاء مصر على شبه استقلال ليضعف كل من الجهتين، وبقي محمد علي باشا والياً على مصر على شروط معلومة في ترجمته، وجاء خبر الصلح على ذلك إلى الشام تاسع عشر ذي الحجة سنة ثمان وأربعين ومايتين وألف، وكان قد تمكن إبراهيم باشا من البلاد الشامية وقهر الناس واستباح الحرام، وفعل جميع الموبقات والآثام، فلم يبق شيء من القبائح في زمنه إلا وقد فعل بدون إنكار ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وكان قد وضع بعد إحصاء أهل المدن والقرى في دفتر على كل فرد من البالغين منهم مالاً أقله خمسة عشر قرشاً وأكثره خمسماية قرش، تؤخذ منه في كل سنة، كما وضع ذلك من قبل على أهل مصر واستولى العسكر على أكثر المساجد والمدارس والتكايا، ومنعوا المصلين من دخولها وجعلوها لسكناهم ولدوابهم، وذلك سنة تسع وأربعين، فكان ذلك سبباً لضياع أوقافها وخرابها، وقدم العيسوية على
(يُتْبَعُ)
(/)
المحمدية، وأذل أهل الشرف والعلم وذوي الاحترام، وأعز الأسافل والطغاة على الإسلام، ثم بعد رجوعه من البلاد الرومية، لا زال يدور في البلاد الشامية، حتى وصل في أواخر سنة تسع وأربعين إلى القدس الشريف في أيام الموسم، فوقعت هناك فتنة بين العيسوية تلف منها خلق كثير، وفي سنة ألف ومايتين وخمسين اشتغل بإدخال من وقع في أيديهم من الناس في العسكرية، فهرب الناس وتشتت أمرهم وكثر البكاء والنحيب وتوقفت الأشغال والمصالح، وطلب من جبل نابلس إجراء ذلك عليهم، فخرجوا عن الطاعة وحصروا إبراهيم باشا في القدس، واجتمع منهم خلق كثير ولا زالوا محاصرين له نحو شهرين، وكان رئيسهم الشيخ قاسم الأحمد، فلما ضاق به الحصار وأيقن بالهلاك والدمار أرسل إلى قاسم الأحمد كتابة تلطيف مصحوبة بمال جسيم، ووعده بالالتفات والتقديم، وأنه لا يأخذ منهم عسكراً ولا مالاً، وأنه يوسعهم نعمة ونوالاً، فرضي القاسم الأحمد لقلة عقله، وسوء رأيه وجهله، وفك عقدة الحصار والضيق، وتفرق الناس متمسكين بما جرى من العهود والمواثيق، فخرج إبراهيم باشا حتى وصل إلى يافا فوجد العساكر قد وصلت لنجدته، وتخليصه من نكبته، فنكص على عقبه في الحال، واشتغل بالقتل والنهب والحرق وسلب الأموال، فهرب قاسم الأحمد إلى الخليل، فلحقه إبراهيم باشا بعساكره واشتغل بالنهب والسلب والقتل حتى لم يبق منهم إلا القليل، ثم دار على الساحل، ففعل بأهله هذه الرذائل، ولم يزل يتتبع آثار قاسم الأحمد حتى قبض عليه، وقتله بدمشق هو والبرقاوي ونكث العهد الذي عهد به إليه، وأمر بجمع السلاح من سائر البلدان، التي تحت أمر هذا الشيطان، ولم يزل في ظلم وعناد، وقبح وفساد، وسفك وسلب، وقتل وضرب، إلى أن دخلت سنة ثلاث وخمسين هجرية، فطلب من جبل، الدروز الشرقي مائة وثمانين نفراً للعسكرية، فحضر مشايخ الدروز وطلبوا استبدال ذلك بالمال، فلم يرض إلا بإحضار الرجال، فأجابوه بأنهم يبادرون إلى الإحضار، من غير تأخير ولا اعتذار، وقصدهم التخلص من هذا الظالم؛ والعاتي الغاشم، فلما وصلوا إلى الأوطان، أزمعوا على عدم الطاعة والإذعان، وغب وصول الخبر، توجهت إليهم العساكر كالجراد إذا انتشر، وكان أمير الجيوش علي آغا البصيلي وهو كبير طائفة الهوارة والصعايدة ومعه عبد القادر آغا أبو جيب من أهل الشام من ميدان الحصى، فعقدوا هناك مع كبراء الدروز مجلساً للمشاورة في هذا الأمر، فامتنع الدروز من دفع الأنفار، وقالوا ندفع من المال ما يزيد عن البدلات، فقال البصيلي إني أرسل مراسلة أستشير بها أفندينا وعلى ذلك قر القرار، ففي تلك الليلة كبست الدروز العساكر، وأذاقتهم كؤوس المنية حتى لم يبق منهم إلا النادر، ومن جملة من قتل عبد القادر آغا أبو جيب، وكان المتسلم في جبل حوران والدروز، وآلت جميع أمتعة العساكر وآلات حروبها إلى الدروز، ولم يسلم من القتل سوى علي آغا البصيلي ومعه خمسة عشر نفراًن فوصل الخبر إلى إبراهيم باشا فصعب عليه الأمر، وصار بصره يتوقد كالجمر، وابتدر بجمع العساكر، واستعد فوق العادة من المهمات والذخائر، ووجههم للقتال، وأوصاهم بالاستئصال، فحين علم الدروز جمعوا جميع متاعهم ودخلوا اللجاه، ولا ريب أنه محل الأمن والنجاة، لأنها حصن حصين، وملجأ رصين، فغب وصول المعسكر قامت الحرب على ساق، وكان الفناء على العساكر الإبراهيمية قد ركب جواده وساق، وأول من قتل من رؤساء العساكر العظام، محمد باشا القائد العام، وتبعه يعقوب بك فقتلا اقبح قتلة، وامتد القتل إلى البقية من غير مهلة، فكانت الدروز على هذا الباغي سيف الانتقام والهوان، وبعد مدة تحرك للعصيان جبل الدروز الغربي تحت رئاسة الشيخ شبلي العريان، ولم تزل بعد ذلك يد الصغار تستطيل عليه، وتوجه جيوش التأخير إليه، وفي سنة خمس وخمسين توفي السلطان محمود، وتولى إمارة المؤمنين السلطان عبد المجيد خان، لا زالت دولتهم محفوظة إلى آخر الدوران، وفي تاريخه أمر إبراهيم باشا بأمر والده بقتل علي آغا بن محمد آغا خزنة كاتبي، وبعد مدة أمر السلطان عبد المجيد خان بخروج إبراهيم باشا بعساكره من الأرض الشامية، إلى الأقطار المصرية، فأجاب الأمر بالسمع والطاعة وجمع عساكره وذخائره ومتاعه، وفرق ذلك بالشام، على المساجد والجوامع وبيوت الأرامل والأيتام، ثم بعد شهرين من مجيء الأمر بخروجه خرج من باب الله
(يُتْبَعُ)
(/)
بعساكره ونزل بسهل القدم، بعد أن جعل الشام وأهلها من كل نعمة في عدم، وذلك في اليوم السادس من ذي القعدة الحرام، سنة ست وخمسين ومايتين وألف من هجرة سيد الأنام، وكان يوم خروجه يوماً شديد الثلج والبرد، والهواء والشرد، وكان يحث عساكره على العجلة والسرعة، ومن تأخر ولو لتعب كان قبره موضعه، وأخذ معه جميع الحبوب والمواشي، من غير خوف ولا تحاشي، ولما وصل مصر امتدحه مهنئاً له الشاعر الأديب، والماهر الأريب، محمد شهاب الدين صاحب الديوان بقوله، وإن كان مدحه في غير محله: روز الشرقي مائة وثمانين نفراً للعسكرية، فحضر مشايخ الدروز وطلبوا استبدال ذلك بالمال، فلم يرض إلا بإحضار الرجال، فأجابوه بأنهم يبادرون إلى الإحضار، من غير تأخير ولا اعتذار، وقصدهم التخلص من هذا الظالم؛ والعاتي الغاشم، فلما وصلوا إلى الأوطان، أزمعوا على عدم الطاعة والإذعان، وغب وصول الخبر، توجهت إليهم العساكر كالجراد إذا انتشر، وكان أمير الجيوش علي آغا البصيلي وهو كبير طائفة الهوارة والصعايدة ومعه عبد القادر آغا أبو جيب من أهل الشام من ميدان الحصى، فعقدوا هناك مع كبراء الدروز مجلساً للمشاورة في هذا الأمر، فامتنع الدروز من دفع الأنفار، وقالوا ندفع من المال ما يزيد عن البدلات، فقال البصيلي إني أرسل مراسلة أستشير بها أفندينا وعلى ذلك قر القرار، ففي تلك الليلة كبست الدروز العساكر، وأذاقتهم كؤوس المنية حتى لم يبق منهم إلا النادر، ومن جملة من قتل عبد القادر آغا أبو جيب، وكان المتسلم في جبل حوران والدروز، وآلت جميع أمتعة العساكر وآلات حروبها إلى الدروز، ولم يسلم من القتل سوى علي آغا البصيلي ومعه خمسة عشر نفراًن فوصل الخبر إلى إبراهيم باشا فصعب عليه الأمر، وصار بصره يتوقد كالجمر، وابتدر بجمع العساكر، واستعد فوق العادة من المهمات والذخائر، ووجههم للقتال، وأوصاهم بالاستئصال، فحين علم الدروز جمعوا جميع متاعهم ودخلوا اللجاه، ولا ريب أنه محل الأمن والنجاة، لأنها حصن حصين، وملجأ رصين، فغب وصول المعسكر قامت الحرب على ساق، وكان الفناء على العساكر الإبراهيمية قد ركب جواده وساق، وأول من قتل من رؤساء العساكر العظام، محمد باشا القائد العام، وتبعه يعقوب بك فقتلا اقبح قتلة، وامتد القتل إلى البقية من غير مهلة، فكانت الدروز على هذا الباغي سيف الانتقام والهوان، وبعد مدة تحرك للعصيان جبل الدروز الغربي تحت رئاسة الشيخ شبلي العريان، ولم تزل بعد ذلك يد الصغار تستطيل عليه، وتوجه جيوش التأخير إليه، وفي سنة خمس وخمسين توفي السلطان محمود، وتولى إمارة المؤمنين السلطان عبد المجيد خان، لا زالت دولتهم محفوظة إلى آخر الدوران، وفي تاريخه أمر إبراهيم باشا بأمر والده بقتل علي آغا بن محمد آغا خزنة كاتبي، وبعد مدة أمر السلطان عبد المجيد خان بخروج إبراهيم باشا بعساكره من الأرض الشامية، إلى الأقطار المصرية، فأجاب الأمر بالسمع والطاعة وجمع عساكره وذخائره ومتاعه، وفرق ذلك بالشام، على المساجد والجوامع وبيوت الأرامل والأيتام، ثم بعد شهرين من مجيء الأمر بخروجه خرج من باب الله بعساكره ونزل بسهل القدم، بعد أن جعل الشام وأهلها من كل نعمة في عدم، وذلك في اليوم السادس من ذي القعدة الحرام، سنة ست وخمسين ومايتين وألف من هجرة سيد الأنام، وكان يوم خروجه يوماً شديد الثلج والبرد، والهواء والشرد، وكان يحث عساكره على العجلة والسرعة، ومن تأخر ولو لتعب كان قبره موضعه، وأخذ معه جميع الحبوب والمواشي، من غير خوف ولا تحاشي، ولما وصل مصر امتدحه مهنئاً له الشاعر الأديب، والماهر الأريب، محمد شهاب الدين صاحب الديوان بقوله، وإن كان مدحه في غير محله:
سمهري ينثني أم غصن بان ... أم قوام دونه صبري بان
صال بالعسال معسول اللما ... وتهادى هادماً ما أنا بان
يا مليك الحسن رفقاً بشج ... كلما حاول كتم الشجو بان
مرج البحرين فيضاً دمعه ... إذ رأى جفنيه لا يلتقيان
جاء لما جار سلطان الهوى ... طالباً من عادل القد الأمان
رب ساق وهو قاس قلبه ... عطفه منذ أدار الكأس لان
أهيف إن ماس تيهاً ورنا ... رحت منه بين سيف وسنان
كسر القلب وما كان التقى ... فيه من حين هواه ساكنان
يا له ثاني عطف قد غدا ... واحداً في الحسن فرداً دون ثان
من رآه وهو يسعى بالطلا ... قال ما أسعد ذياك القران
(يُتْبَعُ)
(/)
هو بدر أشرقت أنواره ... وضياء البدر يبدو حيث كان
وهو شمس بسناها احتجبت ... لكليم الطرف قالت لن تران
فاسقنيها أيها الساقي على ... عارض الاس وثغر الأقحوان
في رياض رقصت أغصانها ... حيت غنتها من الطير قيان
حدق النرجس فيها عينه ... إذ رأى المنثور يومي بالبنان
إن بكى الطل على أفنانها ... بسم الزهر وعن در ابان
بينما الراووق يهمي دمعه ... في رباها قهقهت منه القنان
لمدير الكاس في أدواحها ... لم تلح شمس سوى شمس الدنان
يا نديمي قم وبادرها وطب ... هذه الجنة والحور الحسان
وأدر لي بنت كرم عتقت ... نورها الباهر يحكي البهرمان
زوجت بالماء بكراً فأتت ... إذ علاها بذراري من جمان
بالنهى قد فعلت كاساتها ... فعل إبراهيم سلطان الزمان
أسد الهيجاء ضرغام الوغى ... قاصم الأعداء من قاص ودان
فهو كالشمس سمت آفاقها ... وسناها كان في كل مكان
فرع أصل قد تسامى في العلا ... وعلا شأناً على رغم لشان
سره أن كان سر عسكره ... ورمى القرن فنادى يا رمان
سطوات بأسها حامي الحمى ... واكف كم بها كف افتتان
كم له في السلم من مرحمة ... وكأين من حنو وحنان
يمم اليم ورد ما تشتهي ... وعلى المورد يا صاح الضمان
لم يكن في كل بحر لؤلؤ ... إنما اللؤلؤ في بحر عمان
حلمه الروض جناه يجتنى ... ويرجي العفو فيه كل جان
همم فوق السموات سمت ... ومعال دونهن الصعب هان
وحلى جلت وجلت غاية ... أيجارى من له سبق الرهان
يا عزيزاً لا يضاهى أبداً ... عزه يسكو العدا ثوب الهوان
كم حروب كشفت عن ساقها ... خاضها طرفك مطواع العنان
بجيوش شمرت عن ساعد ... ماله يوم نزال من توان
هاك مني بنت فكر تنجلي ... في حلي من بديع وبيان
وقد أعيذت بشهاب ثاقب ... صانها عن كل شيطان وجان
وبدت من خدرها قائلة ... إن وصلي للحبيب الآن آن
وبودي لو ألاقي حظوة ... منه تكسوني جلابيب امتنان
فدنوي منه غايات المنى ... وقبولي منتهى كل الأمان
وكانت وفاة المترجم المرقوم ختام ذي الحجة الحرام سنة أربع وستين ومائتين وألف من هجرة سيد الأنام، وكان ذلك في حياة والده لأن والده توفي أول ليلة من شهر رمضان المبارك سنة خمس وستين ومائتين وألف، ودفن في جامعه الذي أنشأه في قلعة الجبل. اهـ
((من حلية البشر في التاريخ القرن الثالث عشر)) للبيطار.
============================== ====
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 12:09]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 10:39]ـ
بارك الله فيكم ..
وبارك فيكم، وعلمنا وعلمكم ونسألكم الدعاء
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 12:20]ـ
اختيار رائع
بارك الله فيك
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 05:58]ـ
وذلك فيه دلالة على سمت الشيخ عبد الرزاق البيطار الصالح، وإذا أراد الله بنا الحياة كتبنا له ترجمة هاهنا على المنتدى
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 11:18]ـ
بارك الله فيكم
ولا يخفى الدور القذر لإبراهيم هذا وأبيه الباطنى -عاملهما الله بما يستحقان- في محاربة الدعوة الوهابية.
ـ[البندقداري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 12:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
يجب ألا ننسي أن محمد علي كان سببا في بناء ثورة صناعية واقتصادية بعد الهلاك والفساد الذي كان سائدا في مصر هذه الفترة بسبب أفعال أوخر ولاة العثمانيين. أيضا هو السبب في بناء المطبعة الأميرية ببولاق التي أشرق علي العالم العربي نورها, ونشرت ما نشرته من كتب ومصنفات.
أيضا لا ننسي الدور الذي فعله في بناء المدارس الصناعية والهندسية للنهوض بمصر من سباتها العميق واللحوق بالدول الصناعية التي كانت تحاول بسط سيطرتها علي العالم العربي بقوتها. أيضا بني أسطول بحريا حديثا للدفاع عن مصر. علما بأن أساطيل العثمانيين كانت ما زالت تسير بالأشرعة في الوقت الذي استعمل فيه الإنجليز المحركات البخارية.
إلا أنه ورغم ذلك أفاق الناس من جهل التخلف إلي جهل حب أوروبا الذي سيطر علي ابنه إبراهيم باشا.
فلما أحس بأنه قد بني جيشا قويا أراد أن يواجه السلطان العثماني ويبعد يديه عن مصر, وحدث منه ما كان من محاولة بسط سيطرته علي سوريا والحجاز بأي شكل.
اعذروني أنا مهندس ميكانيكي ولا أنكر دوره في بناء الصناعة في مصر. أيضا أعتقد أن وصف محمد علي بأنه باطني وصفا غير لائق. ولنقرأ تاريخه من جهة أخري .... والسلام
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 08:03]ـ
شاهدوا الشيخ عبد الرازق البيطار على هذا الرابط:
http://rapidshare.com/files/204466138
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 08:07]ـ
أو على هذا:
http://www.zshare.net/image/56413170dcb28865/
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 09:00]ـ
شاهد الشيخ عبد الرازق البيطار على هذا الرابط http://http://www.2shared.com/file/5002524/e049bc7b/___online.html
http://www.2shared.com/file/5002524/e049bc7b/___online.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 03:02]ـ
هل منكم من شاهد الشيخ عبد الرازق البيطار؟؟؟
هيا ها هو الرابط بالأعلى شاهدوه
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[17 - Jun-2009, صباحاً 07:24]ـ
بارك الله فيكم
ولا يخفى الدور القذر لإبراهيم هذا وأبيه الباطنى -عاملهما الله بما يستحقان- في محاربة الدعوة الوهابية.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8961
http://www.altareekh.com/vb/showthread.php?t=45301(/)
. من بعضِ القولِ في " حجيّة السنّة " .. !
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 04:49]ـ
أخوة المجلس
..............
إنّ من محاسن النهضة السلفية المُعاصرة: العودة إلى الحديث النبوي، في وقتٍ كاد الحديثُ عن الحديثِ أن يندثر أو يُشوّه .. !
إثرَ هجمة عنيفة .. من المستشرقين! .. بل و " القرآنيين "!!
فمنهم: من لم يكُن في ذهنه أيّ محاولة للنظر في أثر (الصحيح) .. و (الضعيف) من السنّة على اجتهاداته، فكيف إلى جمعٍ بين الأحاديث .. ومحاولة الترجيح بينهنّ؟!.
و ما قد وقع فيه كثيرٌ من المفكرين والعلماء الأجلاء المعاصرين أمثال: محمد أبو زهرة و محمد رشيد رضا (إلى حد ما) و صبحي الصالح ... إنما هو من عدم وضوح المسألة الحديثية عندهم , فعندما يستشهد الصالح بالحديث المكذوب (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) يتعبر سقطة من السقطات .. ! مع أنّه هوَ: صاحب الكتاب الشهير في (أصول الحديث) .. !
أو: كـ (محمد أبي زهرة) عندما .. يُنكر آية الرجم الثابتة في الأثر .. !
و منهم: من لم يعتبر للسنّة أيَّ اعتبارٍ في الاستدلال .. !
............ ........... ............
وفي الوقت الحاضر: نجدُ حملةً عنيفةً على مقدسات الأمة الفكرية .. من بينها " حجيّة السنة "!
فهاهم (الليبراليون) .. بخيلهم ورَجلهم، يجتهدون .. ! وينظرون .. ! ويُفكرون .. ! ويقدّرون .. !
فمنهم من يرفعه قدره -من الشجاعة- إلى القول بعدم إلزامية قَبول الحديث!
ومنهم: كالثعلب .. يُحاول قراءة النص .. قراءةً تتماشى مع غايته .. ! وهؤلاء قوم: مصالحيون فتّانون .. يتلونون بألوان الطيف، فمن كل بابٍ يلجون .. ! ولكن: نمنعهم نحنُ حرس الحدود .. !
فها هيَ مجردُ تنبيه وهزّ .. على هجمة تتطرق الأبواب وخلفها السيل الجارف .. والهلكة المحتمة .. !
وقد تحّدثَ العلماء -قديماً وحديثاً- على حجيّة السنة .. وقد ردّوا الشبهات في هذا .. بما لا مزيد عليه: ويجدر أن نذكرَ:
(1) العلامة / عبد الغني عبد الخالق -رحمه الله - في كتابه " حجيّة السنة " وهوَ رسالته للدكتوراه.
(2) الشيخ الدكتور / مصطفى السباعي -رحمه الله - في كتابه " السنّة ومكانتها في التشريع " وهوَ رسالته للدكتوراه، وفيه حديثٌ جميل عن (المستشرقين) .. وأثرهم على محاولة هدم السنّة .. !
ولا أعلم عن كتاب عن (موقف العلمانيين من السنة النبوية) .. فمن يعلم .. فليخبرنا -بارك الله فيكم-؟!
......... ........... ............
ومما يجدر الحديث عنه في هذه الجادّة: التفريق بين:
(1) العلمانيين.
و / (2) المقاصديين.
فأصحاب التوجه الأول:
نختلف معهم في (الأصول) و (الفروع) .. !، ولا نرى مبررَ لوجودهم .. !
أما أصحاب التوجه الثاني:
فنختلف معهم -إن كان هناك اختلاف- في طريقة فهم النص أو الجمع بين النصوص أو العلاقة بين القرآن والسنة من حيث: التخصيص أو النسخ أو التعارض بين النص الجزئي والقاعدة الكلية و المقصد العام .. ، أو أثر اختلاف العلماء في التصحيح والتضعيف على النظر الفقهي!
أو أثر الأدلة المختلف عليها في الإستنباط الفقهي، أو أثر الإختلاف في القواعد الأصولية على الإجتهاد والذهنية الفقهية ..
وهوَ: اختلافٌ معتبرٌ مقبولٌ في منطق الشريعة وأصول الفقه .. !
حتى لا نصم شخص بالعقلانية المطلقة أو .. التحررية من النصوص، بمجرد أن اجتهاده خالف اجتهادي .. !
(والله أعلم)(/)
الإخوان: نعت الشيعة بالرافضة و المبتدعة ونسبتهم لابن سبأ مرفوض و يجوز التعبد بمذهبهم
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 10:19]ـ
قام موقع الاخوان بنشر هذا المقال الذي جاء فيه:
ومن الآراء والفتاوى المرفوضة عند الإخوان أيضًا ما قيل عن الشيعة بتزمت وتعنت وضيق أفق يُفرِّق ولا يجمع، ويُقسِّم ولا يلملم، ونعتهم بالرافضة أحيانًا، وبالمبتدعة أحيانًا، وأُلِف طوفان من الكتب تقول فيهم ما ليس فيهم حتى ظنَّ عامة أهل السنة أن ما جاءَ فيها من افتراءات وكذب ومبالغة في التزييف والاختلاق هو حقائق ثابتة، والواقع أن كتّابها وناشريها إما موتورين أو مفتونين أو جاهلين أو إمّعين (جمع إمعة) أو سياسيين منتفعين باعوا دينهم ليرضى السلطان، بل أدهى من ذلك أنهم يُفضلون عليهم الكفرة وأهل الكتاب.
ومن أفظع الجنايات هو نسبة الشيعة إلى ابن سبأ الذي لم يثبت في التاريخ المحقق هل كان له وجود حقيقي أم أنه كان أسطورة أريد بها أن يلصق كفره بالشيعة، وهنا نستشهد بقول العلامة آية الله محمد حسين كاشف الغطاء (أما عبد الله بن سبأ الذي يلصقونه بالشيعة أو يلصقون الشيعة به فهذه كتب الشيعة بأجمعها تُعلن لعنه والبراءة منه، وأخف كلمة تقولها كتب الشيعة في حقه ويكتفون بها عند ذكره هكذا "عبد الله بن سبأ ألعن من أن يُذكر"، وغيره وغيره من السب واللعان.
إن بعض طقوس العبادة تختلف بين أصحاب المذاهب السنية الأربعة، وأيضًا بينها وبين الشيعة الاثني عشرية، ولا يستطيع منصف إلا أن يقول بأن المسلم يمكن أن يتعبَّد بأحد الطقوس المحددة في هذه المذاهب الخمسة، ولا يجوز تكفير مَن يتعبَّد بإحداها وإخراجه عن الملة بآراء أو تفاسير أو قياسات من صُنع البشر ما دامت في الإطار الذي علم به جبريل عليه السلام في الحديث عندما جاء على صورة إعرابي، وقال: "يا رسول الله، ما الإسلام؟ "، فقال: "أن تشهد ألا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأن تُقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً"، قال: صدقت، ثم قال: ما الإيمان؟، قال عليه الصلاة والسلام: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر خيره وشره"، قال: صدقت، ثم قال: وما الإحسان؟، قال عليه الصلاة والسلام: "إن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال صدقت ثم قال متى الساعة؟ قال عليه الصلاة والسلام: ما المسئول عنها بأعلم من السائل".
مارأي الاخوة بهذا المقال؟
و الله المستعان.
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 01:56]ـ
تنبيه: موقع الاخوان به أكواد جافا لاختراق جهازك وسرقة كلمات السر
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 02:59]ـ
تنبيه: موقع الاخوان به أكواد جافا لاختراق جهازك وسرقة كلمات السر
كيف علمت ذلك بارك الله فيك؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 03:07]ـ
ياإخوة لاتخرجوا عن الموضوع نريد أن نعرف رأي المنتسين للجماعة في هذا الكلام؟
ـ[الديواني إسلام]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 04:02]ـ
ابحث عن هؤلاء في غير هذا المكان ... !
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 04:10]ـ
موجودون هنا ياأخي
ـ[الآجري]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 04:55]ـ
كاتب المقال أشعري:
ولذلك فمن المستقر في فكر الإخوان أن الخلافَ في الفروع لا يُخرِّج من الملة، وأن المعرفة والتوحيد هما من الأصول والطاعة والشريعة، هما من الفروع والأصول هو موضوع علم الكلام والفروع هو موضوع علم الفقه، كما جاء من أقوال الشهرستاني في كتابه الشهير (الملل والنحل).
فلا غرو أن يهذي بمثل ذلك وأكثر!
إن المشكلة الشيعية أصلها خلاف على الولاية والإمامة وليست على قواعد الدين وأصوله؛ أي أنها خلاف سياسي استطاع سيدنا علي- كرَّم الله وجهه- والخلفاء الراشدون أن يحتووه ثم عاد وتصاعد واستعر أيضًا سياسيًّا في عهود بني أمية وبني العباس في حروبهم على آلِ بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وتحرَّكت كل الأطراف لتعزيز مواقعهم السياسية دينيًّا أو فقهيًّا؛ ولذلك نقول: إن الاختلاف الذي بدأ سياسيًّا يجب أن يحل سياسيًّا
ليس بمنطق!
البداية مضت وانقضت، وهذا الأخ بفكره الرجعي يفرض معطيات البداية على ما نحن بصدده من خلاف ديني - لا سياسي - أجلى من الشمس برابعة النهار!
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 05:14]ـ
هذه و الله عجيبة من عجائب الدنيا.
منذ متى أصبح خلافنا مع الرافضة سائغا.
هذا حقيقة أمر رائع كيف يمكن أن نقبل خلاف من يرى كفرنا .............. كأن كاتب المقال ما قرأ للرافضة كتابا.
و السكوت أفضل من الزيادة.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 05:52]ـ
هل هذا يمثل رأي الإخوان.؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 05:53]ـ
هذا و القرضاوي مفتيهم قد حذر من الرافضة و سماهم مبتدعة لكن المنتسبون للجماعة يأخذون مايشتهون و يدعون مايكرهون وكأن القرضاوي قد ضل في هذه القضية!!!
أصبح بعض المنتسبين الى السنة جسراً للرافضة و الترفض و الله المستعان.
اللهم اهد ضال المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 05:58]ـ
هل هذا يمثل رأي الإخوان.؟
هو مفوض العلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين
ليس الوحيد الذي تصدر منه هكذا تصريحات فقد بلغت حد التواتر!!!
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 04:19]ـ
كاتب المقال أشعري:
ولذلك فمن المستقر في فكر الإخوان أن الخلافَ في الفروع لا يُخرِّج من الملة، وأن المعرفة والتوحيد هما من الأصول والطاعة والشريعة، هما من الفروع والأصول هو موضوع علم الكلام والفروع هو موضوع علم الفقه، كما جاء من أقوال الشهرستاني في كتابه الشهير (الملل والنحل). الأخ الآجرى حفظه الله
ليس فيما نقلته عن هذا الشخص ما يدل على كونه أشعريا.
بالنسبة للإخوان فهم قليلو العلم الشرعى وليسوا من الأشاعرة بل هم من عوام الأمة فيما يختص بأمر الاعتقاد وموقفهم من الشيعة مبنى على قواعد وأسس حركية وليست علمية شرعية.
ـ[صالح المطيري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 06:18]ـ
الأخ الآجرى حفظه الله
ليس فيما نقلته عن هذا الشخص ما يدل على كونه أشعريا.
بالنسبة للإخوان فهم قليلو العلم الشرعى وليسوا من الأشاعرة بل هم من عوام الأمة فيما يختص بأمر الاعتقاد وموقفهم من الشيعة مبنى على قواعد وأسس حركية وليست علمية شرعية.
أحسنت .. كلام صحيح .. ولذلك من أراد التعامل معهم أو التحاور أو الرد عليهم .. فليضع في ذهنه هذه المسألة .. أن المسألة مسألة حركية فكرية وليست مسألة علمية مبنية على شبه وأصول .. إلا عند القليل منهم .. فلا يتعبنّ نفسه .. بالإقناع العلمي .. فقد تكون الشواهد التاريخية والسياسية أشد تأثيراً عليهم .. من الشواهد العلمية الأصولية!!
والله المستعان!
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:27]ـ
كاتب المقال أشعري:
فلا غرو أن يهذي بمثل ذلك وأكثر!
ليس بمنطق!
البداية مضت وانقضت، وهذا الأخ بفكره الرجعي يفرض معطيات البداية على ما نحن بصدده من خلاف ديني - لا سياسي - أجلى من الشمس برابعة النهار!
رد موفق بارك الله فيك!
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح المطيري:
ولذلك من أراد التعامل معهم أو التحاور أو الرد عليهم .. فليضع في ذهنه هذه المسألة .. أن المسألة مسألة حركية فكرية وليست مسألة علمية مبنية على شبه وأصول .. إلا عند القليل منهم .. فلا يتعبنّ نفسه .. بالإقناع العلمي .. فقد تكون الشواهد التاريخية والسياسية أشد تأثيراً عليهم .. من الشواهد العلمية الأصولية!!
سبحان الله، الإنسان إذا لم ينفع معه الإقناع العلمي، فماذا ينفع معه؟!
قوم يكفرون معظم الصحابة ما أدى بههم إلى إنكار ثلاثة أرباع السنة، فكيف لنا أن نثق في فقه ضاعت منه ثلاثة أرباع السنة؟!
والنقد حينما يوجه يوجه إلى الرؤوس والقيادات لا الأتباع فمن نصب نفسه لاسترجاع مجد الأمة الضائع فلابد أن يفقه هذه الأمور ويوجه الأتباع، أما كون الأتباع من العوام فهو أمر لا وزن له في هذه القضية.
وبالله التوفيق،،
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 08:18]ـ
من باب العدل
فقد نشر الموقع فيما يزعم مقالاً للرد على المقال السابق لكن أقول كما يقال عندنا في العامية " جا يكحلها عماها!! ".
المقال الذي نشر وزعم كاتبه بأنه رد على المقال السابق جاء فيه من الضبابية و النتناقض ما ينسفه من أوله و آخره.
فقد جاء فيه:
كل ذلك أدى لرفع أسهمها في المنطقة (يقصد ايران) - على الأقل على المستوى الشعبي- على الرغم من زيادة العداوة لها على المستوى الرسمي؛ الأمر الذي أغراها بالسعي لمزيد من التسلُّل الناعم عن طريق نشر المذهب الشيعي؛ باعتباره الطريق الناجع لاكتساب- ليس التعاطف فحسب- وإنما الولاء والانتماء.
وحدثت بعض النتائج الإيجابية لهذا المسعى في المغرب العربي، وبعض الأفراد في مصر وغيرها من الدول؛ الأمر الذي أزعج الدكتور القرضاوي، فشنَّ حملةً على المذهب الشيعي في حوار صحفي في صحيفة (المصري اليوم)، ذاكرًا عددًا من عيوب هذا المذهب، وموقف علماء أهل السنة القدامى والمحدثين منه؛ مما أثار ضجةً كبيرةً.
ولو نُشر هذا المقال باعتباره فهمَه ورأيَه لهان الخطب، ولكنه يتكلم من بدايته لنهايته على أنه فهم الإخوان وكلام الإخوان، إضافةً إلى نشره على موقع الإخوان؛ الأمر الذي يُسيء إلينا أبلغ الإساءة ويُثير الشبهات حولنا، ويؤلِّب كثيرًا من أهل السنة ضدنا، بل من أفراد صفنا.
أما موقفنا من المذهب الشيعي فنحن نميل إلى عدم التعرض له بالقدح أو المدح، وكذلك عدم الخوض في الخلافات بين مذاهب المسلمين؛ حرصًا على وحدة الأمة، واستبعاد كل أسباب الشقاق من بينها، تاركين للعلماء مناقشة هذه الخلافات مناقشةً علميةً منصفةً، خصوصًا مع إنكارنا- في نفوسنا- كل ما يسيء إلى مذهب أهل السنة ومقام الصحابة الكرام.
وهذا الموقف مرهون باحترام الشيعة هذا الموقف ومقابلته بمثله، أما إذا تم استغلال حرصنا على الوحدة ونبذ الخلاف في السعي لنشر مذهبهم فحينئذٍ سنضطر إلى شرح تفاصيل الخلاف والعيوب لتحصين عامة أهل السنة من الانحياز بجهلٍ إلى المذهب الآخر، ويكون وزر الخلاف على مَن لم يحترم حرصنا على سلامة الأمة ووحد
هنا
####
أي منهج هذا يا إخوة؟
بالله ماذا فهمتم من الموضوع هل يرى صاحب المقال صحة مذهب الشيعة كما قيل في السابق أم يراهم على ضلال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 12:20]ـ
وامعاناً في الانحراف فقد نشر موقعهم موضوعاً عن الهالك الخميني ولكم التعليق و لاحول و لاقوة الابالله
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 02:57]ـ
وامعاناً في الانحراف فقد نشر موقع اسلام اون لاين الاخواني موضوعاً عن الهالك الخميني ولكم التعليق و لاحول و لاقوة الابالله
التمييع على أصوله والله المستعان
هل لي برابط هذا الموضوع أخي الكريم؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 10:05]ـ
وهناك من يفتي ألَّا حواجز بيننا وبين الشيعة وأنهم اخوة لنا في الوطن!!!
الحواجز الملغية في زمن التقريب!! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27953)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 08:09]ـ
لايزال الاخوان مصرون على اقوالهم حتى بعد المقال الاخير الذي يمكن أن نقول بأنه محاولة تصحيح فاشلة الا أن مرشدهم العام عاد و أكد على ماقاله ندا بأنه رأي الاخوان و لاحول و لاقوة الابالله العلي العظيم.
معلقاً على مقال لـ"يوسف ندا" ..
عاكف يصف الصراع بين السنة والشيعة بـ"السياسى"
قال مهدى عاكف، مرشد عام جماعة الإخوان، إن الصراع بين الشيعة والسنة، صراع سياسى وليس طائفيا أو عقائديا، مؤكداً فى تصريحات خاصة لليوم السابع أنه ليس لأهل السنة مشكلة عقائدية مع الشيعة، فهم يؤمنون بالله ورسوله وكتابه. ولهم مذهبهم الذى نحترمه، ولكن الصراع بين السنة والشيعة هو صراع سياسى فى الأساس. ومازالت السياسة تلعب به حتى الآن.
وعلق المرشد على مقال ليوسف ندا مفوض العلاقات الدولية فى الجماعة ونشره موقع "إخوان أون لاين" الأسبوع الماضى، قائلا إنه رغم أن المقال يحمل وجهة نظر صاحبه إلا أنه لا توجد خلافات كثيرة معه، وصار فى أغلبه يعبر عن وجهة نظر الإخوان.
وجاء فى مقال ندى الذى حمل عنوان "نحن والشيعة" أنه لا توجد خلافات عقائدية بين فكر الإخوان والشيعة لأن الإخوان يعتزون بالسيدة فاطمة والسيدة زينب، ويجلون الحسين.
وقال ندا فى مقاله إن فكر الإخوان يرى أن عليًّا- كرَّم الله وجهه- كان أصلح وأتقى ممن خلفوه وحولوا الخلافة الراشدة إلى ملك عضد، مشيرا أن الخلافات العقائدية والسياسية بين الشيعة مع الإخوان تغلب عليها التضاريس التاريخية أكثر من الموانع الجغرافية، باعتبار أن معتنقى المذاهب الشيعية نبتوا وعاشوا وما زالوا يعيشون فى داخل المحيط الجغرافى للأمة الإسلامية ولم يأتوا من خارجه.
وكان مقال يوسف ندى عن الشيعة أدى إلى تعليقات عديدة داخل الإخوان سواء على موقع الجماعة أو فى الحوارات الداخلية، خاصة بعد أن أصر عدد من أعضاء مكتب الإرشاد على اعتبار أن مقال يوسف ندى لا يعبر إلا عن رأى صاحبه باعتبار أن ندى غير متحدث باسم الجماعة وهو ما أكد عليه لنا د. محمود عزت الأمين العام للجماعة، مع تأكيده أن الإخوان يختلفون مع بعض ما جاء فى المقال، غير أن مصادر أكدت أن المرشد هو الذى أصر على نشر مقال ندا، ودافع عنه وسط رفض عدد آخر من أعضاء مكتب الإرشاد
http://www.youm7.com/news.asp?newsid=74083&
يبدو ان الاخوان يقودون حملة علاقات عامة و تلميع للرافضة و يبدو أنه تمهيد للمد الرافضي في بلاد المسلمين كفانا الله شرهم.
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 10:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضلوا بقراءة فتوى الشيخ عبدالرحمن السحيم في "الشيعة" الرافضة.
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&ref=144
ـ[الصيعاني]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 10:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من كل مسلم صادق أن يفطن لخطط المؤسسات التي لا تنطلق من منطلق ديني وإنما من منطلق مصلحة مؤسستها وخاصة عندما تكون هذه المؤسسة تسير في هيكلية ثابتة لا تخضع لقوة النص الشرعي سواء عن جهل منها به أو تجاهل عنه فهذا لا يعنينا في مقام الاحتياط لأنفسنا من الزيغ
وأنصح كل مسلم صادق بالتوجه في قضايا الدين إلى أهل الاختصاص الذين لا يخضعون لتأثيرات أجنبية عن العلم كتأثير المؤسسة والمصلحة والسواد والحفاظ على المبدإ التاريخي أو المؤسسي أو السياسي
وهؤلاء الذين أنصح بهم يتمثلون في الغالب في أفراد عرفوا بالتخصص العلمي الشرعي وبالبعد من مثل تلك المؤثرات وعرفوا بتقيدهم القوي والثابت والواضح بنصوص الشرع من أمثال العلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين وقبلهم أحمد شاكر والمعلمي والأمين الشنقيطي والسعدي ومن القريبين مقبل بن هادي والفوزان وعبد المحسن العباد
ومما لاشك أن منهم العلامة ابن باز ولكن المتصيد قد يشوش بضمه لمؤسسة
ومما يجلي للناظر حقيقة تلك المؤسسات المشبوهة تسويغها مثلا للمذهب الشيعي بما يوهم أن هؤلاء المسوغين يجهلون حقيقة مذهبهم وذلك عندما ينكرون حقائق تاريخية كابن سبإ أو أمورا واقعية كوجود خلاف عقدي لا ينكره الشيعة أنفسهم وهذا يشكك في الدافع لهذا التسويغ بل ويكشف عن أبعاده المصلحية
والدال على حقيقة موقف هؤلاء المشبوه تناقضهم في إنكار الخلاف العقدي وإثباته ثم من يثبتونه منهم يتناقضون بين مصور له بأنه قليل، وبين من يعرض عن حجمه معتمدا على تقليل أهميته، وبين متجاهل بدعوى أن الصراع سياسي ... يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رضيت بالإسلام ديناً]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 12:12]ـ
الحمد لله وحده , ...
الرد الذي وضعوه للرد على كاتب المقال الذي نشروه أساساً في موقعهم و هو شخص منهم و فيهم
مبني على قاعدتهم التي تقول (نتفق فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه)
و ليس هنالك من يضع حدود لهذه القاعدة و ماذا تشمل؟ هل الخلافات العقدية في توحيد الألوهية؟
فنراهم لا يركزون سوى على المخالفات العقدية فيما يتعلق بتحكيم الشريعة و وجود الرب
وهي من المسلمات و لله الحمد بين المسلمين إلا فيما ندر
و لكن الخلاف كل الخلاف بين المنتسبين للإسلام و بين أهل السنة هو في توحيد الألوهية و في النهي عن البدع.
و صدق الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- إذ قال عن قاعدتهم أنها (خشبية).
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 07:22]ـ
لا زال المرشد يصر على أقواله و اليوم يأتي بطامة و هي بأن الشيعة و السنة متفقون في الأصول! أي أصول لا أدري!
أريد أن اسأل سيادتكم عن الدور الإيراني في الشرق الأوسط الذي بدأ يظهر؟
في الواقع إن تركيا أصبح لها قدر ومكان واصلها إسلامي ولا ينكره احد حيث كانت مقر الخلافة. إيران دولة شيعية والشيعة هذه ليست مذهب ديني بل مذهب سياسي ونتعامل معها علي أنها دولة سياسية لا دولة مذهبية لان المذهب الشيعي هو 36 فرقة وفيه ما فيه والمذهب السني هو الغالب إن كان هناك 100 مليون شيعي فناك 1200 مليون سني ولكن ننظر إلي إيران في وضعها قبل 30 سنة كانت فقيرة معدمة عشش فيها الفساد والاستبداد فيها حينما جاء الخميني وحررها من هذا الفساد والاستبداد فننظر إلي أي بلد عربي وإسلامي ماذا فعل العرب والمسلمون خلا هذه الثلاثون عاما. إيران وقفت في وجه اعتي بلاد العالم (أمريكا) استطاعت أن تنهض ببلدها وصنعت الصواريخ ويصنعوا الآن المفاعل النووي ما لم يفعله أي بلد عربي أو إسلامي ولذلك هو نوع من أنواع الصراع السياسي ليس الصراع المذهبي وبهذا فعلا إيران لها قدر ومكان لان موقف إيران ضد الصهاينة يرفع قدرها عند كل الشعوب العربية والإسلامية بصرف النظر عن مذهبها السياسي.
هذا يعني انك تقيم إيران علي أساس مذهبها السياسي لا علي أساس مذهبها الديني؟
اسمع يا أخي الكريم المذهب الشيعي يؤمن بأن الله واحد وأن القرآن حقوان محمد صلي الله عليه وسلم حق إذًا لا يختلف عنا في الأصول وأما المذاهب فتختلف لأنه لا إكراه في الدين وكل يعبد ربه علي المذهب الذي يرتضيه وإذا أراد احد أن يتحدث عن المذاهب فليأتي بفقهاء المذاهب – فقه السنة وفقه الشيعة – يجلسوا مع بعضهم أما نحن كأشخاص نتحدث عن واقع ومصلحة الأمة هذه مهمتنا أما الخلاف المذهبي يذهب به أهل العلم وأهل الفقه لأنهم مسلمون لا يخالفوننا في أصول الإسلام.
http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=21542
ما هذا الجهل و يزعمون بأن هذا مرشد اكبر جماعة اسلامية و الله مصيبة.
و عندي ملاحظة على هؤلاء الذين يزعمون بأنهم اسلاميين و من شعاراتهم "لا فصل بين الدين و السياسة "كيف ارتضوا بفصل الموقف العقائدي عن الموقف السياسي اليست هذه هي العلمانية بعينها؟.(/)