فإن قال لك الصوفي نعم نعتقد أن إبليس وأتباعه في النار. فقد كذب عليك، وإن قال لك لا نعتقد أنه في النار ونعتقد أنه تائب مما كان منه، أو أنه موحد مؤمن كما قال أستاذهم الحلاج. فقل له قد كفرتم لأنكم خالفتكم كتاب الله وأحاديث الرسول وإجماع الأمة أن إبليس كافر من أهل النار. وقل له: قد حكم شيخكم الأكبر وابن عربي أن إبليس في الجنة وفرعون في الجنة (كما في الفصوص) وقد حكم أستاذكم الأعظم الحلاج أن إبليس هو قدوته وشيخه هو فرعون كما جاء في الطواسين (ص52) فما قولك في ذلك؟ فإن أنكره فهو مكابر جاحد. أو جاهل لا يدري. وإن أقر بذلك وتابع الحلاج وابن عربي فقد كفر كما كفروا وكان من إخوان إبليس وفرعون فحسبه بذلك صحبة في النار. وإن أراد التلبيس عليك وقال: إن كلامهم هذا شطح قالوه في غلبة حال وسكر، فقل له: كذبت فهذا الكلام في كتب مؤلفة وقد صدر ابن عربي كتابه الفصوص بقوله: (إني رأيت رسول الله في مبشرة (رؤيا) في محروسة دمشق وأعطاني هذا الكتاب وقال لي أخرج به على الناس).
وهذا الكتاب هو الذي ذكر فيه أن إبليس وفرعون هم من العارفين الناجين، وأن فرعون كان أعلم من موسى بالله. وأن كل من عبد شيئاً فما عبد إلا الله، والحلاج كذلك كتب كل كفرياته في كتاب ولم يكن شطحاً أو غلبة حال كما يقولون، فإن قال لك الصوفي: لقد تكلم هؤلاء بلغة لا نعلمها فقل له: لقد كتبوا كلامهم بالعربية وشرحه تلاميذهم وقد نصوا على ذلك. فإن قال: إن هذه لغة خاصة بأهل التصوف لا يعرفها غيرهم، فقل له: إن لغتهم هذه هي العربية وهم قد نشروها في الناس ولم يجعلوها خاصة بهم وقد حكم علماء المسلمين على الحلاج بكفره وصلب على جسر بغداد عام 309 بسبب مقالاته وكذلك حكم علماء المسلمين بكفر ابن عربي وزندقته، فإن قال لك الصوفي: لا أعترف بحكم علماء الشريعة لأنهم علماء ظاهر لا يعرفون الحقيقة. فقل له: هذا الظاهر هو الكتاب والسنة وكل حقيقة تخالف هذا الظاهر فهي باطلة وما الحقيقة الصوفية التي تدعونها؟ فإن قال لك هي شيء من الأسرار لا ننشره ولا نذيعه. فقل: فقد نشرتموه وأذعتموه وهو أن كل موجود في زعمكم هو الله وأن الجنة والنار شيء واحد وأن إبليس ومحمد شيء واحد وأن الله هو المخلوق والمخلوق هو الله كما قال إمامكم وشيخكم الأكبر:
العبد رب ورب عبد يا ليت شعري من المكلف؟ إن قلت عبد فذاك رب وإن قلت رب أن يكلف؟
فإن أقر بذلك وتابع هؤلاء الزنادقة فهو كافر مثلهم وإن قال: لا أدري ما هذا الكلام ولا أعلمه ولكني أعتقد إيمان قائليه ونزاهتهم وولايتهم. فقل له: إن هذا كلام عربي واضح لا غموض فيه. وهو ينبئ عن عقيدة معروفة هي وحدة الوجود وهي عقيدة الهنادك والزنادقة نقلتموها إلى الإسلام وألبستموها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
فإن قال لك: لا تتعرض للأولياء حتى لا يؤذوك فان الرسول يقول: قال الله تعالى (من عادى لي ولياً فقد اذنته بالمحاربة) قلت له: ليسوا هؤلاء بأولياء وإنما هم زنادقة مستترين بالإسلام. وانا كافر بكم وبآلهتكم فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.
فإن قال لك: يجب علينا أن نسلم للصوفية حالهم. فإنهم عاينوا الحقائق وعرفوا باطن الدين!! فقل له: كذبت، لا يجوز أن نسكت لأحد عن قول يخالف فيه الكتاب والسنة. وينشر الكفر والزندقة بين المسلمين لأن الله يقول (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فاولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) فلذلك لا يجوز السكوت على باطلكم وترهاتكم وزندقتكم لأنكم أفسدتم العالم الإسلامي قديماً وحديثاً وما زال هذا شأنكم إلى اليوم تخرجون الناس من عبادة الله الى عبادة المشايخ ومن التوحيد الى الشرك وعبادة القبور ومن السنة الى البدعة. ومن العلم بالكتاب والسنة الى تلقي البدع والخرافات ممن يدعون رؤية الله والملائكة والرسول والجنة. لقد كنتم طيلة عمركم عوناً للفرق الباطنية، وخدماً للاستعمار ولذلك فلا يجوز بتاتاً السكوت عن ضلالكم وشرككم، وصرفكم للناس عن القرآن الكريم والحديث إلى أذكاركم المبتدعة وعبادتكم التي لا يعدو كونها مكاءً وتصدية كعبادة المشركين.
فعند ذلك لا بد وأن يسقط في يده، ويعلم أنه أمام من أحاط علماً بباطله فإما أن يهديه الله للإسلام الصحيح وأما أن يخفي أمره ويستر عقيدته حتى يفضحه الله أو يموت على زندقته وكفره أو بدعته ومخالفته للحق. هذا وقد فصلنا كل ذلك تفصيلاً من كتبهم وأقوالهم فارجع إلى كتاب الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة تجد ذلك مفصلاً بحمد الله وتوفيقه والحمد لله أولاً وأخيراً والعزة لكتاب الله وسنة رسوله، ومن اتبعهما وتمسك بصراط الله المستقيم وكان من المؤمنين والحمد لله رب العالمين ..
# منقول من كتاب: فضائح الصوفية-بتصرف يسير.(/)
قراءة في غزوة بدر الكبرى
ـ[أبو عبد الله البدري]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:08]ـ
قراءة في غزوة بدر الكبرى
لقد جاءت معركة بدر نتاجًا لمجموعة من الأحداث الجذرية، على كافة المستويات بين قوتين: القوة الإسلامية الصاعدة، تلك القوة التي طالما ذاقت الويلات على أيدي الجلادين من بني قومهم، وبين أعتى قوة عرفتها العرب، قوةٌ لها تاريخها في المعارك فضلاً عن أحسابٍ وأنسابٍ وتاريخٍ عقدي تدين به محرفًا عن دين إبراهيم عليه السلام، وفضلاً عن قوةٍ إعلاميةٍ مسيطرة بشكل كبير على الشعراء، والخطباء المأجورين، وأحبار أصحاب فتوى ذات بلاوى يزينون الباطل على كونه حقا ويشوهوا الحق فيجعلونه باطلا.
تمثلت القوة الإسلامية في محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه، حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون، وبين قوة عاتية تمثلت في قريش، ورئيسها أبو جهل.
قبل الغزوة المباركة كانت قد حدثت بعض الأمور التي تعد تحركات ومساعي على المستوى السياسي آنذاك، بل وعلى المستوى العسكري من كلا الجانبين.
فأما على من جهة الجانب العاتي والطاغي، فعلى المستوى السياسي فقد كانت قريشا لا تكل، ولا تمل من أن تذيع التصريحات الرنانة، من أنها سوف تقوم بتوجيه ضربة قوية تستأصل فيها قوة المدينة، وتقبض على قائد القوة الناهضة فيها؛ إذ أنه مصدر قلق وإرهاب لها، فقد كانت بالفعل في كافة المحافل الدولية، والمحادثات الجانبية بين قادتها يتحدثون، ويلوكون في هذا الأمر كثيرا.
وأوضح مثالا على ذلك ما أرسلت به قريش إلى عملائها في المنطقة في المدينة وقالت لهم: إن لم تقوموا أنتم بطرد هذا الرجل والذين معه، فسوف نوجه لكم ضربة نقتل فيها رجالكم، ونسبي فيها نساءكم وأطفالكم.
وبالفعل كاد أن يقع الخطب الجلل، والأمر العظيم إلا أن ذكاء صاحب الدعوة المباركة المؤيد بالوحي من ربه، قد امتص غضب القوم، وأوقفهم على الحقيقة التي لا مناص منها من أن قريشا أرادت أن توقع بينكم وبين أبنائكم الذين أسلموا، فما كانت تكيد لكم قريش بأكثر مما تكيدون به أنفسكم، وهنا فطن القوم إلى اللعبة، فهل يا ترى قد فطن قومنا وقراؤنا إلى حقيقة اللعبة.
ولعل من الأدل على ذلك ما حدث مع سعد بن معاذ رضي الله عنه عندما طاف بالبيت فمنعه أبو جهل عندما علم أنه ممن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيقول أبو جهل والله لا تطوف به وقد أويتم الصبا، - وقد كشف - أيضا - موقف سعد هذا عن شيء ليس بالقليل عما كانت تمور به قيادة المدينة من حنق وغضبٍ على أولئك الأفاكين الطاغين الذين طالما سيطروا على بيت الله الحرام، مدعين في دين الله ما ليس فيه متجهين شرقا وغربا إلى الفرس تارة والروم أخرى يتسولون على موائدهم مع أن الله قد أكرمهم وأعطاهم مصدر عزهم ومجدهم الذي به يسوسون الأمم، فقد خولهم بيت الله الحرام الذي يسيطرون عليه، مدعين أنهم أصحاب حرم الله، - فيقول سعد: - في إباء -والله لأطوفن به أو لأمنعن عليك ما هو أشد عليك من نفسك؛ تجارتك إلى الشام!!.
وكأن سعدا كان يوافق القدر في مقولته هذه؛ إذ أن هذا ما سيقع بالفعل بعد قليل متمثلا في هذه الغزوة المباركة غزوة بدر.
ويلاحظ المرء كيف أن سعدا يدرك ما غفل عنه قادة القرن الواحد والعشرين - الذين درسوا السياسة والدياثة وكل أنواع المذلة والمهانة – فها هو يلوح بالورقة الاقتصادية، وكأني به لو يعلم أن أرضه تنتج النفط والبترول لمنعه عن قريش؛ لأجل خدمة دين الله، ونصرة لصاحب الدعوة صلى الله عليه وسلم، فالرجل يلوح بأقوى سلاح عنده يلوح بالاقتصاد، إنه يدرك عصب الحياة بالنسبة للمشركين ويضغط به.
إن المرء ليقف خجولا إزاء هذا الإدراك الواعي من هذا الصحابي الجليل ولا يدري بما سيجيب أبناءه حينما يسألونه لماذا لم نعمل عملهم ونصنع صنيعهم إذا ما تشابهت ظروفنا مع ظروفهم؟ لا أدري بما سأجيب هل يا ترى أجيب بأنهم أي الصحابة رضوان الله عليه متقدمين عنا في فهم السياسة التي ندعي كذبا وزورا أننا أربابها، أما أجيبهم بأن ندرك ولكننا لا نريد أن ندرك أننا ندرك؟ أم بماذا أجيب، أجيب بأننا ندرك إلا أننا جبناء؟.
حقا لقد أدركت اللحظة أن نصوص السيرة تحتاج لقراءة وقراءة لسبر أغوار هذا الكنز المكنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الجهة الأخرى متمثلة في قيادة المدينة ورجالاتها فقد كان الإذن بالقتال من الكبير المتعال قد نزل به الملاك جبريل على النبي الأمين صلى الله عليه وسلم.
وكان لابد لهذه القيادة الجديدة والتي أخذت تبرز على مستوى الأحداث العالمية آنذاك من أن تبرز بقوة تستنهض معها الهمم، وتوقظ فيها الأمة من ذل طالما ران عليها حتى ظن أبناؤها أنها لن تنصر، وأن عليها أن تستورد حتى ما تعتقد ولا حق لها في الحياة بأكثر من الأكل والشرب من فتات موائد أسيادها من أهل الكفر شرقا وغربا.
كان لابد لهذه القيادة وهي تفكر في الأمر أن تبدأ لا بقتل العدو فحسب، بل لابد من العمل على تجفيف منابع اقتصاده، والحرص في الوقت ذاته على التوازن فهي تجعل عدوها يفقد صوابه حينما تجبره على خوض معركة ربما لم يكن قد خطط لها جيدًا أو تفتقر للزمان والمكان المناسب بالنسبة لعدوها فهي تريد حربا يفتقد فيها العدو إلى عمق التفكير، تريد أن تضع العدو في موضع المدافع لا المهاجم، بل المدافع الذي يدافع لمجرد الدفاع، مع حمله على الغطرسة في دفاعه والكبر فيحصل له الغرور والاستهانة بقوة الجيل الجديد الصاعد مما ينشأ عنه سوء تقدير يتبعه تخبط، وعدم القدرة على الرؤية الصائبة، فتتعدد الأخطاء، ويظهر العوار فيتضح للعالم أجمع أنها ليست كما يظنون بل إنها أقل شأنا مما يظنون.
ولذا كانت القيادة الإسلامية في المدينة بحاجة حقا لمعركة ترفع فيها معنويات الجيل الصاعد من رجال الصحوة الإسلامية المباركة فكانت هذه المعركة معركة بدر الكبرى.
وللمعركة دلالات في الزمان والمكان السابق واللاحق وكان لها أثرها على ما بعدها من أحداث كما أن أثرها سيمتد إلى عصور مديدة بعد ذلك حتى يومنا هذا ترتشف الأجيال الصاعدة من شباب الصحوة من رحيقها ويستنشق شباب الصحوة عبيرها.
فالزمان هو السابع عشر من رمضان لسنة 2 من الهجرة المباركة والمكان هو بدر حيث القمر في ليالي التمام، وقد أضاء نوره المعمورة وألقى ظلاله عليها ليشمل النور والهدى سائر البشر. نعم، وكيف لا واليوم يوم النصر، واليوم يوم الملحمة الذي فيها نصرُ الله لعبده، وإعزازه لجنده، فاليوم يوم الصبر حيث صيام بالنهار وقيام بالليل فتحصل التقوى الدافعة إلى الجنة والمنجية بإذن ربها من النار، فاليوم يوم الصدق مع الله حيث تصدِّق الأفعال الأقوال التي طالما سمعناها من أفواه الشباب الذين آمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبنبيهم صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا يُوحَى له من عند الله، وأنه فيما يوحى إليه أن الله سيتم هذا الأمر حتى يسير الراكب من المدينة إلى اليمن لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه.
فللزمان دلالته وللمكان دلالته.
كما أن أيضا لعدة القوم وعتادهم دلالته.
ولعل ذلك يتضح من مقولة عُمَيْر بن وهب الجُمَحِى عندما ذهب للتعرف على قوة المدينة ودفاعاتها، فدار بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم فقال: ثلاثمائة رجل، يزيدون قليلًا أو ينقصون، ولكن أمهلوني حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد؟
فضرب في الوادي حتى أبعد، فلم ير شيئًا، فرجع إليهم فقال: "ما وجدت شيئًا، ولكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلًا منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادكم فما خير العيش بعد ذلك؟ فروا رأيكم.
فالقوم ليسوا من أصحاب العدد الكبير ولا العدة والعتاد بل إنهم خرجوا متحصنين بدينهم وشامخين بإيمانهم، إلا أنهم يحملون في جعباتهم الموت الناقع لعدوهم والبلايا التي تحمل المنايا، إنه وبلا شك حصن الإسلام الأخير الذي إن سقط ضاع الدين، ولعل هذا يتضح بجلاء في قول النبي الأمين - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا) فإن في هذه المقولة، وذلك الحديث ما يرد على أولئك الذين يقولون أنه لا مجال للمجالدة والقتال ما دام ثمة تفاوت بيننا وبين عدونا في العدة والعتاد فهذه العصابة المؤمنة إن هلكت هلك معها الدين؛ فما لربها يأمرها بالقتال وهي بعد لم تحصل على الأسلحة النووية، ما لربها يأمرها بالقتال وهي بعد لم تحصل على الأسلحة البيلوجية والطائرات والصواريخ البالستية، ما لربها يخرجها ويوقفها في هذا الموقف؟!.
والمتدبر يعلم أن ربها قد أمرها؛ لأنهم وإن لم كانوا لم يحصلوا على ما حصل عليه أعداؤهم؛ فَحَسْبُهم أنهم قد أعدوا ما استطاعوا ولم يألوا، والله حسبهم وهو نصيرهم ومولاهم والكافرين لا مولى لهم، فيكفي لحسم المعركة عفة وصدق مع الله وتقوى وصبر ينزل لأجلهم جبريل ومعه الملائكة منزلين ومسومين، إن البلايا تحمل المنايا والموت الناقع الذي لا مفر منه لأعداء الله إنه الله الذي ثبتهم وجعل الكافرين والمنافقين يلوكون بقولهم قد غر هؤلاء دينهم، قادر وحده على نصرهم، وكيف لا نغتر بدين هو هدي للعالمين بل أستغفر الله بل هو اليقين وليس الاغترار بل هو التصديق وليس الشك أو التكذيب بل هو التوكل الذي يكون الله حسب صاحبه بل هو حفظ الله بالغيب الذي يحفظ الله صاحبه ولا ريب.
هذا، ولا يفوتنا أن للروائع الإيمانية التي شملت المعركة دلالتها فالمعركة تشتمل على الشيوخ والشباب والأطفال أي أنها تنتظم رجالات الأمة دون اعتبار لكبير أو صغير على مستوى الجيل الصاعد فهو جيل فريد جيل شعاره كن جادا مترفعا ولا تكن هازلا ولا مائعا جيل فرسان النهار ورهبان الليل، جيل كله فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم.
وكتب
أبو براء البدري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله البدري]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 11:07]ـ
وإن شئت فقل: قراءة في غزوة غزة الكبرى(/)
وانتصرت .. غزة .. !
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 10:35]ـ
///لاإخالك تظن أن الله ذكر قصة أصحاب الأخدود ليسجّل محرقة أليمة من التاريخ الغابر
بل الأمر بعيد الغور لمن يعتبر .. وإليك البيان ..
قال الله عز وجل"قتل أصحاب الأخدود" ..
وبعد سرد للحادثة مسجوع ليصوّر لك معزوفة مؤامراتهم ضد أهل التوحيد,,,
يأتي الإعلان الرباني العريض"ذلك الفوز الكبير"!
هل وصلت الرسالة؟ .. !
أرجو ذلك
///قتل إخوان القردة والخنازير نحو 1300 شخصا نحسبهم من الشهداء عند الله عز وجل
فغذّت دماؤهم شريين نحو 1300 مليون .. أي الأمة كلها .. وتوحدت على أشياء من محابّ الله ومراضيه لم تكن لتتوحد عليه بآلاف الخطب العصماء ..
تدبّر هنا"لو أنفقت مافي الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم"
///وإن تعجب فاعجب كيف واطأ كلام المرجفين على اختلاف مشاربهم كلام منافقي العصر
وكيف ذرف ألئك دموع التماسيح كما ذرف هؤلاء , على القتلى الذين نحسبهم شهداء
عند الله تعالى ,,"يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزّى لو كانوا عندنا ماماتوا وما قتلوا"!
فانمياز المؤمنين عن المرجفين مكسب كبير يصب في تيّار النصر ويهيء له, ولذلك امتنّ الله على عباده فقال"ليميز الله الخبيث من الطيب" وقال"ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب"
///وعلى الميدان النفسي تواترت تصريحات قادة الصهاينة على انهزام معنوياتهم
قال قائل منهم: إننا لم نجن من الحرب سوى رفع شعبية حماس
وقال آخر: ستكن حماس خلال عام قادرة على وصول كل المدن الإسرائيلية
ولا نفيض في ذكر أقوالهم .. ولا يخفاك أن الهزيمة النفسية
هي المقدمة الطبعية للهزيمة العسكرية
///وعلى الصعيد المادي البحت الذي لا يفهم سواه كثير من الناس المرضى
فإن خسائر العدو أكبر والله مما أعلنوه بكثير ..
ففي يوم واحد من أيام الحرب أعلن التلفزيون اليهودي عن إصابة (وتأمل اللفظ الفضفاض الذي يشمل القتل فمادونه) 79 شخصا في حوادث سير طرق
وبصراحة لم نكن نعلم أن الشعب اليهودي مغرم بالتفحيط إلى هذا الحد
وحسبك أن تعلم أن العدد الذي قطعت به كتائب القسّام وحدها في إحصاء قتلاهم: ثمانون شخصا ..
هذا خلاف آثار الصواريخ والمفخخات الأرضية ..
ولا ريب أن هذا عدد مهول في مجتمع مفكك يحمل في طياته كل في طياته كل أسباب الانهيار
ما بين يهود أشكناز وسفارديم وروس وفلاشا .. إلخ
وهو ما يفسر لك الكلمة المشهورة لبنجوريون حين سئل:لماذا رفضتم السلام حين مد العرب أيديهم (تأمل تاريخ الخزي ما أقدمه!) قال: نحن شعب لا نعيش إلا بعدو .. وإذا لم يكن ثمّ عدو .. صنعنا عدوا,,
///والنصر في كل الأعراف ليس مختزلا في صورة واحدة ..
بل هو بحسبه في كل حالة .. وفي حالتنا أعلن العدو عن أهداف معلنة
لم يتحقق له منها شيء قط ..
ولهذا صرّح غير واحد من مثقفي الغرب كروربت فيسك وغيره
أنهم خسروا في الميدان الأخلاقي وفي الميدان النفسي وفي الميدان السياسي
والعسكري أيضا! ,, لأن قتل الأطفال كل يقدر عليه .. لاسيّما وسياستهم الحربية قائمة
على قول الله تعالى"لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر"
والله تعالى عدّ صلح الحديبية فتْحاً .. والفتح كلمة أبلغ من النصر
وعدّ دخول مكة نصراً وفتحا مع كون لم ترق فيه قطرة دم"إذا جاء نصر الله والفتح"
لكن أين من يتدبر؟!
///ومن المعروف في حالات الحرب حدوث اختلال في النظام وجرائم وسرقات
غير أن ميدان غزّة أثبت للعالم أنه كان طاهرا نقيّا فلم تسجل حالة واحد من ذلك
بل العكس هو الحاصل ..
فهذه عجوز فلسطينية قد هدم بيتها ..
فحتى حُطام الدنيا قد تحطّم
تذهب لتتزود ببعض الحاجات
فيرأف لحالها صاحب الدكّان ..
ويرد مالها .. فتقول له غاضبة: لست متسوّلة!
والعجيب أن ظاهرة التسوّل المنتشرة في الدول الغنية
كانت غزة الأبية معصومة منها .. برغم ما تعرف أخي القاري
///لقد أجمع كثير من العلماء المثقفين والأدباء والمفكرين والمحللين
أن ما قبل حرب غزة شيء وما بعدها شيء آخر
فهي معلم تاريخي ومفصل فارق .. سيكون بلاشك من إرهاصات النصر الأكبر القادم
وهنا أذّكر بضرورة الاحتفاظ بجميع المشاعر الصادقة في مخزن الذاكرة
حتى لا تكون مواقفنا رهن ردات الأفعال العاطفية المجردة, ما تلبث أن تخبو
فإن الله ناصر دينه لا محالة .. فليس ذا هو الشأن
إنما الشأن أين موقعك من هذا النصر (وهو ما يتطلب تخصيص مقالات كثيرة للإفادة من الدروس وجعلها منطلقا للخطط المستقبلية الجادّة)
كانت مجرد إشارات عابرة .. لا حاصرة
ولتعلمنّ نبأه بعد حين
--------
خبر عاجل:
*وصلني نبأ استشهاد أحد الأصدقاء العباقرة
حيث قنصه خنزير نجس ومن عجيب قدر الله تعالى
أن هذا الحبيب كان قد وقع من الطابق الثالث
وهو طفل صغير ولم يصبه شيء آنذاك .. فنسأل الله
أن يكون ادخره لهذا اليوم ليكون من الشهداء
فالشهادة اصطفاء ولاشك"ويتخذ منكم شهداء"
رحمه الله تعالى وجميع أهلنا هنالك,,وجعل مثواهم
الفردوس الأعلى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:19]ـ
احسن الله إليك يا شيخ أبو القاسم ... وأنصحك بجلب المزيد من البراهين على انتصار المقاومة البطلة حتى لا يأتي آت ويتهمك بسطحية التفكير ....
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:22]ـ
بورك فيكم وزادكم القويُّ في الحق قوة
غيرَ أن قوةً غير بسيطة يحتاجها المجتمع وعلى رأسهم العلماء لكنس أفكار هدَّامة زرعها ضُلال الفكر والتنميق اللفظي في عقول صادفت خواءً فكريا فاشرأبت لقولهم وسمعت
اللهم فقيض لهذه العقول انتشالا وإلا فأهلك ضالها ومضللها
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:43]ـ
يُحسبُ للحكومة المجاهدة في غزة تمكنها في غمرة القصف والعدوان الثلاثي عليها (صهيونيا مصريا سلطويا) أن تكبحَ جِماح َ الفئة الضالة من أتباع المقاطة الذين وجدوا مستنقعا أخضرا لهم لينمو فيه فكانت مخابراتهم وعمالتهم ترقى لمستوى اغتيال القادة والدلالة على أماكن تواجدهم.
فحصدت الايدي البيضاء الرؤس اليانعة في الظلام فاقتطفتها رغم الجراح النازفة من أيدي الشرطة الحمساوية وأودت بعضهم في غياهب المعتقلات ولم تنسَ أبدًا أن توفر لهم الأمن كما توفره لغيرهم.
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 12:31]ـ
أحسنتم يا أبا القاسم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:15]ـ
شكر الله لكم .. أجمعين .. وبارك في دعائكم
ولكم بمثل ..
وهنا كلة تعقيب بخصوص تعليق الأخت وفاء الأحرار
فقولك يا أخية: العدوان الثلاثي غير دقيق
بل هو عدوان عشريني أو ثلاثيني ..
ولو قيل عالمي لم يكن هنالك مبالغة
واتهام مصر وحدها اختزال للأمر ..
وإنما ظهر خزيها أكثر لكون
بلادها على الحدود .. لاغير
بل الدول العربية مشتركة في الجريمة
ومازالوا إلى الآن يستجدون اليهود
بما يسمى المبادرة العربية(/)
حين يوالي الله أولياءَه .. تتحدث الكرامات رغم أنف من أباها
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:09]ـ
قرأنا حينا وسمعنا حينا آخر عن مثبطين متخاذلين يغشون وجوههم بغشاء سلفية هي لوكانت بلسانٍ لأعلنت البراء
في حين أن نصرَ الله ودعمه لا ينتظر سلفيا ليفتي بالجهاد و لا يولي عناية لتخذيل متخاذل يقول " نخشى أن تصيبنا دائرة " ولو سمعوا كلامنا ما اخترق الرصاص جلودهم ..
عناية الله تولَّت مجاهدًا _ لا يهم فصيله _ أصيب برصاصة في القلب أُتيَ به إلى المستشفى، تحلَّق حوله الأطباء لاستخراج رصاصة القلب كما بدا لهم من خرق قميص المجاهد بجهة اليسار
شقَّ أحدُهم قميصَه فانتابته الدهشة حين وجد منطقة القلب سليمة لا جرحَ فيها ولا خدش بينما أنبأ جيبه أن شيئا مخبأ به
استخرج أحدُ الاطباء مكنون الجيب ليجده كُتيب (حصن المسلم) مخترقا بالرصاصة ومصحف شريف أصابته الرصاصة وما بدلت قولَ الله فيه حين قال " ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز "
هذا الطبيب الأردني المعالج آخذًا الدليل معه إلى الأردن بعد أن استأذن صاحبهما
http://www6.0zz0.com/2009/01/22/19/633837202.jpg
وهذه عن قرب
http://www10.0zz0.com/2009/01/22/20/617313282.jpg(/)
أثار الطرق الصوفية على الإسلام والمسلمين
ـ[المحدثة]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:12]ـ
الآثار العقدية للطرق الصوفية على الإسلام والمسلمين
تمهيد:
أشار كثير ممن تكلم عن الصوفية قديماً وحديثاً إلى بعض آثار الطرق الصوفية في حياة المسلمين، كما يقول الإمام الذهبي: (إن الفناء والبقاء من ترهات الصوفية أطلقه بعضهم فدخل من بابه كل زنديق) ([1]).
ويقول الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي: (لاشك أن كتب الصوفية أحدثت في الأمة أنواعاً من البدع والخرافات، وما ابتلي المسلمون أشد من ابتلائهم بطرق الصوفية وكتبها) ([2]).
وقال أحمد الخريصي: (لا بلية أصابت المسلمين في عبادتهم وعقائدهم أخطر من بلية المتصوفة إذ من بابهم دخلت الوثنية، وبدعة إقامة الموالد ومواسم الأضرحة والمهرجانات علي عقائد المسلمين) ([3])، وأقوال أهل العلم في الصوفية كثيرة جداً، جديرة بأن تفرد في مصنف خاص.
الآثار العقدية للطرق الصوفية:
ما يوجد في الطرق الصوفية من أثر صالح فهو من آثار الكتاب والسنة، وفيهما الكفاية، ولما كانت آثار النبوة عند قدماء الصوفية واضحة معلومة كانوا للحق أقرب، ولاعتقاد أهل السنة والجماعة ألزم، لكن لطول العهد، وضعف آثار الرسالة عند متأخريهم، برزت آثار سيئة علي الإسلام والمسلمين، أذكر أبرزها وأظهرها، وأخطر آثارهم ما كان متعلقا بالاعتقاد، لذلك أقدم بيانه.
1 - الشرك الأكبر بالله تعالى:
وقد وقعت طوائف من هذه الأمة في الشرك الأكبر، تولت نشره الطرق الصوفية، التي أخذت هذا الشرك عن الرافضة والباطنية، كما قال الذهبي عن نفيسة ابنة الحسن بن زيد بن سبط النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما صاحبة المشهد المعمول في مصر: (لم يبلغنا كبير شيء من أخبارها، ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية) ([4]).
وقد ثبت أن أول من بنا على القبور هم الرافضة، في زمن الدولة البويهية ([5])، ثم تبع ذلك عبادتها بقرون، ثم انتقل هذا البلاء للطرق الصوفية، وتولت نشره بين الأمة، فأشرك بعض الطرقية في توحيد الربوبية، وتوحيد الإلوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
وهذه أمثلة لشركهم:
أ- الشرك في الربوبية:
فالطرقية يعتقدون أن شيوخهم قادرون علي التصرف في هذا الكون، ولذا كل منهم يصف شيخه بأنه الفرد الواحد الكبير -سبحانه وتعالي- عما يقولون، فادعي هذا الوصف القادرية لشيخهم عبد القادر الجيلاني ([6])، والبدوية، والدسوقية.
يقول الدسوقي في تائيته:
أنا الواحد الفرد الكبير بذاته أنا الواصف الموصوف بذاته ([7])
وكل هذه القصيدة في دعوي الربوبية، نعوذ بالله من الضلال العظيم.
وزعم الصوفية أن شيوخهم يعلمون الغيب، ويقضون الحاجات، حتى سموا بعض مقبوريهم بأبي فراج أي يفرج كرباتهم مثل البدوي فهذا أحد ألقابه ([8]).
وآخر منهم ألف كتاباً سماه: "الكمالات الإلهية في الصفات المحمدية" ([9] (أطلق صفات الرب كلها علي النبي ?.
كما نسب القادرية للشيخ عبد القادر الجيلاني الإحياء والإماتة والرزق والنصر ([10])، ونسب النقشبندية لشيخهم على لسانه أنه يحيي ويميت ([11]).
ولا شك أن هذا الشرك أعظم من شرك العرب في الجاهلية وأغلظ منه.
ب- الشرك في الإلوهية:
لمتقدمي الصوفية كلام كثير عن الإخلاص لله تعالي، حتى روي عن سفيان الثوري أنه قال: لولا أبو هاشم الصوفي ما عرفت دقائق الرياء، لكنهم انحرفوا بعد ذلك انحرافاً عظيماً، حتى كانوا من دعاة الشرك وأهله، ولم يتكلم السلف-رحمهم الله تعالي- عن الشرك في توحيد الإلوهية لاعتقادهم أن آيات الكتاب ونصوص السنة كافية لبيانه.
أذكر هذا حتى لا يحتج مخالف بعدم ذكر السلف لهذا الشرك، كما أن الشرك بالقبور لم يعرف عند من ينتسب إلى السنة عموماً إلا في الأزمنة المتأخرة، ولم يعرف عند الرافضة إلا في آخر القرن الثالث الهجري، فمثلاً الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم لم تعرف إلا في آخر القرن السابع الهجري ([12]).
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن الطرق الصوفية في القرون المتأخرة – خصوصاً- انحرفت في الشرك في الإلوهية انحرافا عظيماً ونشروه في الأمة، فمن ذلك دعاء الجن الذين يدعونهم في أورادهم التي يرددونها في الصباح والمساء، وقد قال: (الدعاء هو العبادة) [13]).
وقد أشار الغزالي إلى التوجه للقبور في كتابه "المضنون به علي غير أهله" ([14])، ثم انفرد عقد هذا الضلال في العصور المتأخرة جداً فمثلاً: كتاب " بوارق الحقائق " من أئمة الرفاعية كله استعانة واستغاثة وتوجه للقبور ([15])، وألف آخر منهم " تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات والتراجم والبقاع المباركات " ([16])، ونقل عن النقشبندي دعوته للتوجه لأرواح أئمة الضلال ([17])،
بل إن ابن عربي الزنديق صاحب الفصوص الذي قال الذهبي عن كتابه الفصوص: ((فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر)) ([18])، وكفره أئمة المذاهب الأربعة في زمنه، أصبح قبره وثناً يعبد من دون الله عز وجل، وتمارس عند قبره شتي ألوان الشرك الأكبر ([19]).
ونقل البحيري عمن ينسب إلى الأزهر قوله في شكواه التي قدمها لأحمد البدوي: ((فهذا التجاء واستنجاد برجل النبوة النجاد، والغوث الأوحد، سيدي وولي نعمتي السيد البدوي أحمد:
أيرضيك يا غوث الورى وإمامهم غبينة أهل الحق والحق ظاهر
فجئنا حماكم نرفع الأمر سيدي ونطلب دين الله والله ناصر.
قال البحيري: (فأي شرك أصرح من هذا؟ يطلب من الشيخ دخوله في البقاء وهدايته، وصحة جسم الذي يحبهم، إلي آخر ما قال من أحد لا ينفع نفسه، ولا يدفع عنها مضرة) ([20]).
بل دعا الطرقية الناس لدعاء شيوخهم والاستغاثة بهم من دون الله تعالي، وكتبهم مليئة بهذا الشرك، كما قال أحد التيجانية في شيخهم:
فعليك بالجد الهمام المنتقى غوث الورى أعني أبا العباس
واهتف به مستعطفاً ومنادياً إني ببابك يا أبا العباس ([21]).
وزعم الخليفة الحالي للبدوي في مولد سنة (1991م) أن البدوي موجود معك أينما كنت، ولو استعنت به في شدتك وقلت: يا بدوي مدد، لأعانك وأغاثك، قال هذا أمام جموع المولد وتناقلته بعض وسائل الإعلام ([22]).
ومن طريف أخبارهم "أن الأكراد عظموا شريفاً صالحاً مر عليهم في سفره، ولحبهم فيه أرادوا قتله ليبنوا عليه قبة يتوسلون بها" ([23]).
وعلى كل فقد صرف أصحاب الطرق الصوفية كل أنواع العبادة لغير الله تعالى خاصة لشيوخهم، بعد أن وصفوهم بصفات الله تعالى، وهذا الشرك هو الذي وقع فيه القبورية الأوائل قوم نوح -عليه السلام- كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه في صحيح الإمام البخاري قال ابن عباس: (صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود كانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع كانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجوف، ثم سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع، أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحي الشيطان علي قومهم أن انصبوا إلي مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت) ([24]).
2 - تعبيد الناس لهم من دون الله تعالى:
ومما أحله شيوخ الطرق وأمروا به، إيجابهم علي أتباعهم الطاعة المطلقة للشيوخ، وعدم الاعتراض عليهم حتى في الباطن، وعدم نصحهم، حتى زعم بعضهم أن المعترض علي الشيخ متعرض لعطبه وهلاكه ([25])، ثم تطور هذا القول حتى قالوا: تكون مثل الميت بين يدي الغاسل، وقالوا: عقوق الأساتذة لا توبة له، وقالوا: من قال لأستاذه: لماذا؟ لا يفلح أبداً. وحال هؤلاء: ((عبادة غير الله بغير أمر الله)) ([26]).
ولاشك بأن هذا فيه شبه ممن قال الله فيهم: ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا)) [التوبة:31] أي: جعلوا أحبارهم ورهبانهم كالأرباب حيث أطاعوهم في كل شيء ([27]).
قال ابن كثير -رحمه الله-: (فالجهلة من الأحبار والرهبان ومشايخ الضلال يدخلون في هذا الذم) ([28]).
والطرقية ذكروا حكايات فيها ضمان الجنة لبعض مريديهم، كما هو منقول عن الرفاعي، والتيجاني وغيرهم، فما أشبهها بصكوك الغفران عند النصارى ([29]).
3 - التعلق بالجن:
ويظهر هذا التعلق على كثير من الصوفية من وجوه عديدة منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- دعاء الجن في أوراد الصوفية، فقد وردت أسماء الجن في أوراد الصوفية بصراحة، وهذه أمثلة ذلك:
جاء في أوراد القادرية: (يا طهلفوش انقطع الرجاء إلا منك، وسدت الطرق إلا إليك) وطهلفوش اسم شيطان، وفيها: (ايتنوخ يا ملوخ، .... يا مهباش) ([30])، فهذه أسماء شياطين، وفيها (يا من هو أحون) ([31]).
يقول الدكتور عامر النجار – حفظه الله-: ((يقول الصوفية إن هذه الأسماء من لغة الأرواح، وبها يتخاطب أهل الفتح الكبير)) ([32])، والأرواح عندهم هي الشياطين.
وفي أوراد الشاذلية قال المرسي في حزبه: ((أحون، قاف، أدم، حم، ها، آمين، كهيعص)) ([33])،وقال: ((قاف جيم سران مع سرك، وكلاهما دالان علي غيرك)) ([34]).
وفي أوراد الدسوقي: ((اللهم اخضع لي من يراني من الجن والإنس، طهور بدعق محببة، صورة محببة، سقاطيم أحون)) ([35])، وأحون اسم شيطان وقد ورد في أوراد القادرية والشاذلية والدسوقية وغيرهم.
وفي أوراد البدوي ((أحمي حميثاً طميثاً)) وهي أسماء سيريانية، وعبارات سحرية كما ذكر ابن خلدون ذلك ([36])، فهذا صريح في دعاء الشياطين؟ وفي أوراده: ((بدعق محببة، صورة محببة، سقفاطيس أحون)) ([37]).
بل بعض الطرق الحديثة النشأة يصرحون بدعاء الجن كالطريقة الختمية، وكذلك الطريقة السمانية، بل يهب الشيخ تلميذه عدداً كبيراً من الجن، كما يقول عبدالمحمود نور الدائم- من الطريقة السمانية-: ((إن الشيخ أحمد الطيب وهب الشيخ حسيب وهو من تلاميذه ألفين وخمسمائة من الجن ليخدمونه فيما يريد ([38])، وأدعية السمانية مليئة بأسماء الجن، وكذلك غالب الطرق الصوفية إن لم تكن جميعها، فهؤلاء الطرقية صرفوا الناس عن الأذكار النبوية، والتي كلها توحيد وإخلاص وعبودية لله رب العالمين، إلي أورادهم التي هأهون أحوالها دعاء أسماء أعجمية أهون أحوالها دعاء أسماء أعجمية لا تعرف.
ب- من تعلقهم بالجن أن الأحراز التي يكتبونها للسذج والجهال من المسلمين يذكرون فيها آيات ويقطعون حروفها طاعة للشيطان.
يقول الدكتور عبدالله السهلي: (نقل لي أحد الثقات عن أحد السحرة التائبين قوله: - لما سئل عن تقطيعهم كلمات القرآن الكريم أو تكرار بعض حروفه- قال: ((هذا مما تأمرنا به الشياطين)) ... ويجعلون في هذه التمائم حروفاً أو أرقاما ترمز إلي اسم طالب التميمة واسم أمه، ويذكرون اسم الشيطان أو أول حرفين من اسمه أو رمزاً لاسمه، وهذا كثير في تمائمهم) ([39]).
جـ- ومن تعلقهم بالشياطين ما يحصل لبعضهم من إحضار بعض المأكولات، ويعتقد أنه كرامة، وهو من الشياطين فما يحضرونه من المأكولات إنما هو مايسرقون من طعام الناس، فيظن الجاهل أنه كرامة وهو مسروق، وقد تمثلت الشياطين لبعض أئمة الصوفية فكفاهم الله شرهم، وبصرهم بهم كما هو مشهور عن عبد الواحد بن زيد، وسهل بن عبد الله التستري، والجنيد بن محمد، وعبد القادر الجيلاني ([40])، ومعلوم أن الشياطين لا تخدم أحداً إلا لغرض ([41]).
4 - التعلق بالخرافات:
من الأسماء الصوفية الخرافيون، لتعلقهم بالخرافات، وتصديقهم لها، وأغلب ما يرد في كتبهم مما يسمونه كرامات من هذا الباب، فمن ذلك:
أ- خرافة القبور التي يعظمونها حتى درجة العبودية من دون الله، ففي كثير من الأحيان يعبد الوثنيون من الطرقية وغيرهم عدماً، أو كفاراً، فعلى سبيل المثال: قبر رأس الحسين الذي بمصر، إنما نقل من قبر أحد النصارى من عسقلان، كما أثبت ذلك كثير من الأئمة منهم الزبير بن بكار نسابة قريش، الذي قال: إن الرأس لم يغرب أي يذهب إلى الغرب) [42]).
(أي إلى مصر)، وقد كذب هذا المشهد كثير من أهل العلم كالإمام القرطبي صاحب التفسير، وابن كثير والذهبي والسخاوي، والقاري، والزرقاني وغيرهم، وكذلك قبر زينب بنت علي رضي الله عنه في مصر، التي توفيت بالمدينة ودفنت بالبقيع، وكذلك قبر سكينة بنت الحسين، ورقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم هذه القبور ليست لمن نسبت إليه بإجماع أهل العلم ([43])، ورقية وأم كلثوم بالشام) [44]).
ب- ومن الخرافات روايات الكرامات العجيبة المسطورة في كتب التصوف، مثل ترك الماء شهراً أوسنة، وما شابهها، والمنكر لهذه الكرامات لايكون منكراً لكرامات الأولياء، لا سيما إذا كان مقراً بمنهج أهل السنة والجماعة في الكرامة، وإنما يكون منكراً للخرافة التي لا سند لها ([45]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أفرد ابن الجوزي –رحمه الله- باباً في: (تلبيس إبليس على المتدينين بما يشبه الكرامات) قال فيه: ((ولقد استغوى الشيطان بعض ضعفاء الزهاد، بأن أراه ما يشبه الكرامة)) ([46])، وقال: ((وقد لبس على قوم من المتأخرين، فوضعوا حكايات في كرامات الأولياء ليشيدوا بزعمهم أمر القوم، والحق لا يحتاج إلى تشييد بباطل، فكشف الله تعالى أمرهم بعلماء النقل)) ([47]).
جـ- ومن خرافاتهم: الحقيقة المحمدية والنور المحمدي ومضمون هذه البدعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أول مخلوق على الإطلاق، وأن الدنيا والآخرة خلقت من أجله، وأن كل شيء خلق منه.
وآيات الكتاب العزيز توضح أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر مخلوق كما خلق البشر، وأن الدنيا خلقت لغرض توحيد الرب -تعالى- وعبادته وليست من أجل أحد.
وهذه الدعاوي غرضها الظاهر رفعة النبي صلى الله عليه وسلم ومضاهاة اليهود والنصارى في مغالاتهم بأنبيائهم وعظمائهم، وهي في حقيقتها زعزعة للثقة في الدين، لأن العقلاء لا يقبلون أن يوجد الولد قبل أبيه بآلاف السنين، ولا يعقل أن يكون امرؤ أول البشر خلقاً، وآخر النبيين موتاً، مع تصريحه هو بأنه بشر، وأنه ولد بتاريخ كذا، وأن أباه فلان وأمه فلانة، فإن هذا لا يصدقه عاقل أبداً ([48]).
ومن خرافات الصوفية اعتقادهم وجود الخضر وكلامهم معه، كل ذلك من تلاعب الشياطين بهم، وقد ذكر الشيخ محمد رشيد رضا: أن هذه الخرافات جرأت أهل الإلحاد على الدعوة إلى إلحادهم جهاراً، وإلى ترك العقيدة احتقاراً، زاعمين أن الإسلام دين خرافات وأوهام، وأنه لا يمكن أن يرتقي بالأمة، ويستدلون بالضلالات والخرافات الفاشية في الأمة) [49]).
ولهذا يتسلط أعداء الدين في بعض البلاد، ويظنون أن الإسلام دين خرافة، يخالف العقل الصحيح، وحقيقة أقوال الصوفية وأفعالهم أنها صد عن دين الله ودعوة للجاهلية، ويعظم خطرهم في البلاد التي تخفي فيها السنة، ويظهر فيها ضلالهم بلا إنكار، وقد رضي الطرقية مثل النصارى بما ترك لهم العلمانيون من أمر الدين، خاصة بعد أن تركوا لهم خرافاتهم، وأعوانهم في موالدهم واحتفالاتهم، على أن لا يتدخل هؤلاء الطرقية في كفر أعداء الدين ولا زندقتهم، ولا ينكروا لهم سنداً وعوناً على الشعوب المستضعفة، ولذلك لا توجد دول تعادي هؤلاء الطرقية إلا من رحم الله، مع شدة عداء كثير منها للإسلام ([50]).
وللحديث بقية ... منقول
****************************** *
[1]- انظر: سير أعلام النبلاء جـ15/ 392 - 393.
[2]- انظر: دراسات في الجرح والتعديل د/محمد ضياء الرحمن الأعظمي ص 113.
[3]- انظر: المتصوفة وبدعة الاحتفال بموالد النبي صلى الله عليه وسلم ص 7.
[4]- السير جـ10/ 106.
[5]- الرد على الأخنائي لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 48 بهامش تلخيص الاستغاثة.
[6]- القصيدة العينية الملحقة بفتوح الغيب المنسوبة للشيخ عبد القادر جمع محمد سالم أيوب ص 166 - 171، والقصيدة الغوثية (الخمرية) ص 195 - 198، ودمعة على التوحيد (مجموعة مقالات) دمعة على الإسلام للمنفلوطي ص211.
[7]- تائية الدوسوقي ملحقة بالطرق الصوفية. د/عامر النجار ص161، 1990.
[8]- السيد البدوي د/عبد الله صابر ص 46.
[9]- الكمالات من تأليف الجيلي ت832هـ، ت/سعيد عبد الفتاح.
[10]- دمعة التوحيد (مجموعة مقالات) دمعة على الإسلام للمنفلوطي ص 211.
[11]- الكواكب الدرية على الحدائق الوردية في أجلاء السادة النقشبندية تأليف عبد المجيد الخاني ص 423، 402.
[12]- الطرق الصوفية، السهلي، ص107.
[13]- أخرجه أبو داود في (كتاب الصلاة، باب: الدعاء) جـ1/ 277 حديث رقم 1479، والترمذي في (كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة المؤمن) جـ5/ 374 - 375، حديث رقم 3247 وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة في (أبواب الدعاء، باب: فضل الدعاء) جـ2/ 341 حديث رقم 3873، وقد صححه النووي في الأذكار ص 411.
[14]- انظر: المضنون به على غير أهله للغزالي، ضبط /رياض عبد الله ص 94 - 97.
[15]- للصيادي الرفاعي ت/عبد الحكيم عبد الباسط، والكتاب كله وثنية.
[16]- من تأليف أبي الحسن علي، الناشر مكتبة الكليات الأزهرية، وكله دعوة للشرك.
[17]- انظر: الكواكب الدرية على الحدائق الوردية / عبد المجيد الخاني ص 404، 438.
[18]- انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 23/ 48.
(يُتْبَعُ)
(/)
[19]- انظر: دمعة على التوحيد (مجموعة مقالات) من لهذه الوثنية ص 56، وأفيون الشعوب الإسلامية ص 70.
[20]- انظر: الحماسة الدينية في الرد علي بعض الصوفية للبحيري ت/د. محمد الخميس ص52 - 54.
[21]- الهدية الهادية إلي الطائفة التيجانية د. محمد الهلالي، ص140.
[22]- دمعة علي التوحيد (مجموعة مقالات) عاصفة الأوهام، خالد محمد خالد ص162.
[23]- الطرق الصوفية بين الساسة والسياسة د. زكريا سليمان بيومي، ص23،هامش1.
[24]- أخرجه البخاري في (كتاب التفسير، باب ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق) جـ4/ 1873 رقم الحديث 4636.
[25]- الغنية للجيلاني ج 2/ 188، ومع صحة اعتقاده وقع في هذه المزالق، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم ? وانظر: آداب المريدين لأبي النجاء السهروري /فحيم شلتوت ص 52.
[26]- الاستغاثة في الرد على البكري جـ1/ 426.
[27]- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي جـ8/ 120.
[28]- تفسير ابن كثير جـ1/ 378.
[29]- الرفاعية تأليف عبد الرحمن دمشقية ص 21 - 22.
[30]- ورد للقادرية ص 179، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د/ عامر النجار.
[31]- دعاء سورة الواقعة للقادرية ص 180، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د/عامر النجار.
[32]- هامش الطرق الصوفية له ص 180.
[33]- لطائف المنن ص 257.
[34]- لطائف المنن ص 261.
[35]- الحزب الكبير للدسوقي ص 196، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د/ عامر النجار.
[36]- هامش الطرق الصوفية للنجار ص 168.
[37]- حزب البدوي ص 169، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د/ عامر النجار.
[38]- الإطاحة بعرش أكبر الدجالين في الساحة تأليف هاشم الحسين رجب ص 116، 117.
[39]- الطرق الصوفية، ص120 - 121.
[40]- اللمع للسراج الطوسي 544 - 546، وذيل على طبقات الحنابلة جـ3/ 294.
[41]- النبوات لابن تيمية ص397 - 398، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية ص364 - 365.
[42]- التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي ت. السيد الجميلي ج2/ 37 - 740، ورأس الحسين ضمن مجموعة فتاوي ابن تيمية ج27/ 459، 451، 483 - 486.
[43]- فسطاط الخرافة ضمن دمعة علي التوحيد ص30.
[44]- فسطاط الخرافة ضمن دمعة علي التوحيد ص32.
[45]- أولياء الله/ دمشقية ص 161، والتصوف المنشأ والمصادر/ إحسان إلهي ظهير ص 51 - 53،.
[46]- تلبيس إبليس ص 390.
[47]- تلبيس إبليس ص 394.
[48]- النور المحمدي بين هدي الكتاب المبين وغلو الغاليين تأليف عذاب الحمش ص17 - 18.
[49]- المنار مجلة شهرية للشيخ محمد رشيد رضا جـ24/ 507، والرفاعية تأليف عبد الرحمن دمشقية ص 231.
[50]- انظر: الطرق الصوفية للسهلي، ص125 - 12 منقول
ـ[سامر الجبوري]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 02:07]ـ
بارك الله جهودكم
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 02:02]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 03:41]ـ
ومن طريف أخبارهم "أن الأكراد عظموا شريفاً صالحاً مر عليهم في سفره، ولحبهم فيه أرادوا قتله ليبنوا عليه قبة يتوسلون بها
نحمد الله تعالى على نعمتي العقل والتوحيد .... !
فعلا طرفة عجيبة!!
وجزاك الله خيرا وبارك فيكم أختنا
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 08:45]ـ
أحسنتِ أخيتي المحدثة على هذا النقل الموفق ..
جعلك الله محدثة فقيهة مُتقنة حافظة .. آمين(/)
أصحاب الجهاد المزيف (الواقع والحل). . الألباني رحمه الله
ـ[ابو نصار]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:21]ـ
سُئل فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني محدِّث الديار الشامية وعلاَّمة عصره
يوم 29 ـ جمادى الأولى ـ 1416 هـ الموافق لـ 23ـ 10 ـ 1995 عمَّا يأتي:
في هذه الفترة الأخيرة يا شيخ! خاصة ممَّا يحدث من كوارث وفتن، وحيث صار الأمر إلى استخدام المتفجرات التي تودي بحياة العشرات من الناس، أكثرهم من الأبرياء، وفيهم النساء والأطفال ومَن تعلمون، وحيث سمعنا بعض الناس الكبار أنَّهم يندِّدون عن سكوت أهل العلم والمفتين من المشايخ الكبار عن سكوتهم وعدم التكلُّم بالإنكار لمثل هذه التصرفات الغير إسلامية قطعاً، ونحن أخبرناهم برأي أهل العلم ورأيكم في المسألة، لكنَّهم ردُّوا بالجهل مما يقولونه أو مما تقولونه، وعدم وجود الأشرطة المنتشرة لبيان الحق في المسألة، ولهذا نحن طرحنا السؤال بهذا الأسلوب الصريح حتى يكون الناس على بيِّنة برأيكم ورأي من تنقلون عنهم، فبيِّنوا الحق في القضية، وكيف يعرف الحق فيها عند كلِّ مسلم؟ لعل الشيخ يسمع ما يحدث الآن أو نشرح له شيئاً ممَّا يحدث؟
قال الشيخ: ما فيه داعٍ.
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله.
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُسْلِمُونَ}
{يأيّها الناسُ اتّقُوا ربَّكمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً واتَّقُوا اللهََ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كان عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكمْ ويَغْفِرْ لَكمْ ذُنوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أمَّا بعد: فإنَّ خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرّ المور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أنت ـ جزاك الله خيراً ـ أشرتَ بأننا تكلَّمنا في هذه المسألة، وذكرت أنَّهم (يهدون) بجهل أو بغير علم، إذا كان الكلام ممَّن يُظنُّ فيه العلم، ثم يقابَل ممن لا علم عندهم بالرفض والردِّ فما الفائدة من الكلام حينئذ؟ لكن نحن نجيب لمن قد يكون عنده شبهة (بأنَّ هذا الذي يفعلونه هو أمر جائزٌ شرعاً)، وليس لإقناع ذوي الأهواء وأهل الجهل، وإنَّما لإقناع الذين قد يتردَّدون في قبول أنَّ هذا الذي يفعله هؤلاء المعتدون هو أمر غير مشروع.
لا بدَّ لي قبل الدخول في شيء من التفصيل بأن أُذكِّر ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ بقول أهل العلم: ((ما بُني على فاسد فهو فاسد))، فالصلاة التي تُبنى على غير طهارة مثلاً فهي ليست بصلاة، لماذا؟ لأنَّها لم تقم على أساس الشرط الذي نصَّ عليه الشارع الحكيم في مثل قوله صلى الله عليه وسلَّم: ((لا صلاة لمن لا وضوء له))، فمهما صلى المصلي بدون وضوء فما بُني على فاسد فهو فاسد، والأمثلة في الشريعة من هذا القبيل شيء كثير وكثير جداًّ.
فنحن ذكرنا دائماً وأبداً بأنّ الخروج على الحكام لو كانوا من المقطوع بكفرهم، لو كانوا من المقطوع بكفرهم، أنَّ الخروج عليهم ليس مشروعاً إطلاقاً؛ ذلك لأنَّ هذا الخروج إذا كان ولا بدَّ ينبغي أن يكون خروجاً قائماً على الشرع، كالصلاة التي قلنا آنفاً إنَّها ينبغي أن تكون قائمة على الطهارة، وهي الوضوء، ونحن نحتجُّ في مثل هذه المسألة بِمثل قوله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ الدورَ الذي يَمرُّ به المسلمون اليوم من تحكّم بعض الحكام ـ وعلى افتراض أنَّهم أو أنَّ كفرهم كفر جلي واضح ككفر المشركين تماماً ـ إذا افترضنا هذه الفرضية فنقول: إنَّ الوضع الذي يعيشه المسلمون بأن يكونوا محكومين من هؤلاء الحكام ـ ولْنَقُل الكفار مجاراةً لجماعة التكفير لفظاً لا معنى؛ لأنَّ لنا في ذلك التفصيل المعروف ـ فنقول: إنَّ الحياة التي يحياها المسلمون اليوم تحت حكم هؤلاء الحكام لا يخرج عن الحياة التي حييها رسول الله عليه الصلاة وعلى آله وسلَّم، وأصحابُه الكرام فيما يُسمى في عرف أهل العلم: بالعصر المكي.
لقد عاش عليه السلام تحت حكم الطواغيت الكافرة المشركة، والتي كانت تأبى صراحةً أن تستجيب لدعوة الرسول عليه السلام، وأن يقولوا كلمة الحق ((لا إله إلاَّ الله)) حتى إنّ عمَّه أبا طالب ـ وفي آخر رمق من حياته ـ قال له: لولا أن يُعيِّرني بها قومي لأقررتُ بها عينَك.
أولئك الكفار المصرِّحين بكفرهم المعاندين لدعوة نبيِّهم، كان الرسول عليه السلام يعيش تحت حكمهم ونظامهم، ولا يتكلَّم معهم إلاَّ: أن اعبدوا الله وحده لا شريك له.
ثم جاء العهد المدني، ثم تتابعت الأحكام الشرعية، وبدأ القتال بين المسلمين وبين المشركين، كما هو معروف في السيرة النبوية.
أما في العهد الأول ـ العهد المكي ـ لم يكن هنالك خروج كما يفعل اليوم كثيرٌ من المسلمين في غير ما بلد إسلامي.
فهذا الخروج ليس على هدي الرسول عليه السلام الذي أُمرنا بالاقتداء به، وبخاصة في الآية السابقة: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
الآن كما نسمع في الجزائر، هناك طائفتان، وأنا أهتبلها فرصة إذا كنت أنت أو أحد الحاضرين على بيِّنة من الإجابة عن السؤال التالي: أقول أنا أسمع وأقرأ بأنَّ هناك طائفتين أو أكثر من المسلمين الذين يُعادون الحكام هنالك، جماعة مثلاً جبهة الإنقاذ، وأظن فيه جماعة التكفير.
فقيل له: جيش الإنقاذ هذا هو المسلَّح غير الجبهة.
وقال الشيخ: لكن أليس له علاقة بالجبهة؟
قيل له: انفصلَ عنها، يعني: قسم متشدِّد.
قال الشيخ: إذاً هذه مصيبة أكبر! أنا أردتُ أن أستوثق من وجود أكثر من جماعة مسلمة، ولكلٍّ منها سبيلها ومنهجها في الخروج على الحاكم، تُرى! لو قضي على هذا الحاكم وانتصرت طائفة من هذه الطوائف التي تُعلن إسلامها ومحاربتها للحاكم الكافر بزَعمهم، تُرى! هل ستَتَّفقُ هاتان الطائفتان ـ فضلاً عمَّا إذا كان هناك طائفة أخرى ـ ويقيمون حكم الإسلام الذي يقاتلون من أجله؟
سيقع الخلاف بينهم! الشاهد الآن موجود مع الأسف الشديد في أفغانستان، يوم قامت الحرب في أفغانستان كانت تُعلن في سبيل الإسلام والقضاء على الشيوعية!! فما كادوا يقضون على الشيوعية ـ وهذه الأحزاب كانت قائمة وموجودة في أثناء القتال ـ وإذا بهم ينقلب بعضُهم عدوًّا لبعض.
فإذاً كلُّ مَن خالف هدي الرسول عليه السلام فهو سوف لا يكون عاقبة أمره إلاَّ خُسراً، وهدي الرسول صلى الله عليه وسلَّم إذاً في إقامة الحكم الإسلامي وتأسيس الأرض الإسلامية الصالحة لإقامة حكم الإسلام عليها، إنَّما يكون بالدعوة.
أولاً: دعوة التوحيد، ثم تربية المسلمين على أساس الكتاب والسنة.
وحينما نقول نحن إشارة إلى هذا الأصل الهام بكلمتين مختصرَتين، إنَّه لا بدَّ من التصفية والتربية، بطبيعة الحال لا نعني بهما أنَّ هذه الملايين المملينة من هؤلاء المسلمين أن يصيروا أمة واحدة، وإنَّما نريد أن نقول: إنَّ مَن يريد أن يعمل بالإسلام حقًّا وأن يتَّخذ الوسائل التي تمهد له إقامة حكم الله في الأرض، لا بدَّ أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم حكماً وأسلوباً.
بهذا نحن نقول إنَّ ما يقع سواءً في الجزائر أو في مصر، هذا خلاف الإسلام؛ لأنَّ الإسلام يأمر بالتصفية والتربية، أقول التصفية والتربية؛ لسبب يعرفه أهل العلم.
نحن اليوم في القرن الخامس عشر، ورثنا هذا الإسلام كما جاءنا طيلة هذه القرون الطويلة، لم نرث الإسلام كما أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، لذلك الإسلام الذي أتى أُكلَه وثمارَه في أول أمره هو الذي سيؤتي أيضاً أُكُلَه وثمارَه في آخر أمره، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((أمَّتي كالمطر لا يُدرى الخير في أوله أم في آخره)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا أرادت الأمة المسلمة أن تكون حياتها على هذا الخير الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، والحديث الآخر الذي هو منه أشهر: ((لا تزال طائفةٌ مِن أمَّتِي ظاهرين على الحقِّ لا يضرُّهم مَن خالَفَهم حتى يأتي أمرُ الله)).
أقول: لا نريد بهاتين الكلمتين أن يصبح الملايين المملينة من المسلمين قد تبنَّوا الإسلامَ مصفًّى وربَّوْا أنفسهم على هذا الإسلام المصفَّى، لكنَّنا نريد لهؤلاء الذين يهتمُّون حقًّا أولاً بتربية نفوسهم ثم بتربية من يلوذ بهم، ثم، ثم، حتى يصل الأمر إلى هذا الحاكم الذي لا يمكن تعديله أو إصلاحه أو القضاء عليه إلاَّ بهذا التسلسل الشرعي المنطقي.
بهذا نحن كنَّا نجيب بأنَّ هذه الثورات وهذه الانقلابات التي تُقام، حتى الجهاد الأفغاني، كنَّا نحن غير مؤيِّدين له أو غير مستبشرين بعواقب أمره حينما وجدناهم خمسة أحزاب، والآن الذي يحكم والذي قاموا ضدَّه معروف بأنَّه من رجال الصوفية مثلاً.
القصد أنَّ مِن أدلَّة القرآن أن الاختلاف ضعف حيث أنَّ الله عزَّ وجلَّ ذكر من أسباب القتل هو التنازع والاختلاف {وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدِيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم 31 ـ 32]، إِذَن إذا كان المسلمون أنفسهم شيعاً لا يمكن أن ينتصروا؛ لأنَّ هذا التشيع وهذا التفرُّق إنَّما هو دليل الضعف.
إذاً على الطائفة المنصورة التي تريد أن تقيم دولة الإسلام بحق أن تمثَّل بكلمة أعتبرها من حِكم العصر الحاضر، قالها أحد الدعاة، لكن أتباعه لا يُتابعونه ألا وهي قوله: ((أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقم لكم على أرضكم)).
فنحن نشاهد أنَّ ... لا أقول الجماعات التي تقوم بهذه الثورات، بل أستطيع أن أقول بأنَّ كثيراً من رؤوس هذه الجماعات لم يُطبِّقوا هذه الحكمة التي هي تعني ما نقوله نحن بتلك اللفظتين ((التصفية والتربية))، لم يقوموا بعد بتصفية الإسلام ممَّا دخل فيه ممَّا لا يجوز أن يُنسب إلى الإسلام في العقيدة أو في العبادة أو في السلوك، لم يُحققوا هذه ـ أي تصفية في نفوسهم ـ فضلاً عن أن يُحقِّقوا التربية في ذويهم، فمِن أين لهم أن يُحقِّقوا التصفية والتربية في الجماعة التي هم يقودونها ويثورون معها على هؤلاء الحكام؟!.
أقول: إذا عرفنا ـ بشيء من التفصيل ـ تلك الكلمة ((ما بُني على فاسد فهو فاسد))، فجوابنا واضح جدًّا أنَّ ما يقع في الجزائر وفي مصر وغيرها هو سابقٌ لأوانه أوَّلاً، ومخالفٌ لأحكام الشريعة غايةً وأسلوباً ثانياً، لكن لا بدَّ من شيء من التفصيل فيما جاء في السؤال.
نحن نعلم أنَّ الشارعَ الحكيم ـ بٍما فيه من عدالة وحكمة ـ نهى الغزاة المسلمين الأولين أن يتعرَّضوا في غزوهم للنساء، فنهى عن قتل النساء وعن قتل الصبيان والأطفال، بل ونهى عن قتل الرهبان المنطوين على أنفسهم لعبادة ربِّهم ـ زعموا ـ فهم على شرك وعلى ضلال، نهى الشارع الحكيم قُوَّاد المسلمين أن يتعرَّضوا لهؤلاء؛ لتطبيق أصل من أصول الإسلام، ألا وهو قوله تبارك وتعالى في القرآن: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَن لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَيْسَ لِلإِنسَانِ إَلاَّ مَا سَعَى} [النجم 36 ـ 39]، فهؤلاء الأطفال وهذه النسوة والرجال الذين ليسوا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فقتلهم لا يجوز إسلاميًّا، قد جاء في بعض الأحاديث: ((أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله سلَّم رأى ناساً مجتمعين على شيء فسأل؟ فقالوا: هذه امرأة قتيلة، قال عليه السلام: ما كانت هذه لتقاتِل)).
وهنا نأخذ حكمين متقابلين، أحدها: سبق الإشارة إليه، ألا وهو أنَّه لا يجوز قتل النساء؛ لأنَّها لا تُقاتل، ولكن الحكم الآخر أنَّنا إذا وجدنا بعض النسوة يُقاتلن في جيش المحاربين أو الخارجين، فحينئذ يجوز للمسلمين أن يُقاتلوا أو أن يقتلوا هذه المرأة التي شاركت الرجال في تعاطي القتال.
فإذا كان السؤال إذاً بأنَّ هؤلاء حينما يفخِّخون ـ كما يقولون ـ بعض السيارات ويفجِّرونها تصيب بشظاياها مَن ليس عليه مسؤولية إطلاقاً في أحكام الشرع، فما يكون هذا من الإسلام إطلاقاً، لكن أقول: إنَّ هذه جزئية من الكُليَّة، أخطرها هو هذا الخروج الذي مضى عليه بضع سنين، ولا يزداد الأمر إلاَّ سوءاً، لهذا نحن نقول إنَّما الأعمال بالخواتيم، والخاتمة لا تكون حسنةً إلاَّ إذا قامت على الإسلام، وما بُني على خلاف الإسلام فسوف لا يُثمر إلاَّ الخراب والدمَّار)).
من شريط: من منهج الخوارج.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:33]ـ
جزاك الله خيرا
(بكلمتين مختصرَتين، إنَّه لا بدَّ من التصفية والتربية،)(/)
سبيل العزّة بنصائح الشعوب والحكّام والعلماء بسبب ما حدث في غزّة للشيخ أبي الحسن
ـ[مأرب]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(سبيل العزّة بنصائح الشعوب والحكّام والعلماء بسبب ما حدث في غزّة)
تنبيه: لقد شرعتُ في كتابة هذه النصائح قبل إيقاف الحرب في غزّة، ولم يتيسّر لي إتمامها والنظر في تصحيحها ومراجعتها إلا بين حين وآخر، فلما انتهيت من ذلك فرَّج الله بإيقاف الحرب، فأسأل الله عز وجل أن يديم على غزة وبلاد المسلمين الأمان والرخاء، وأن يدفع عنها شرَّ كل ذي شر هو آخذ بناصيته، وقد تردَّدتُ كثيرًا خلال عدّة أيام في نشر ذلك؛ لانصراف همم كثير من طلاب العلم وغيرهم إلى أمور أخرى مستجدّة، ثم رأيت نشرها لعل الله ينفع ولو بكلمة من هذه النصائح، وما ذلك على الله بعزيز، فأسأل الله أن يصلح نيتي وعملي وأهلي وذريتي.
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فلا يخفى على بَرٍّ أو فاجر هَوْلُ هذا الحدَث في نفسه، وتداعياتُه وآثارهُ المتوقعةُ على المنطقة العربية على وجه الخصوص مستقبلاً، فلا بد من وقفات صادقة ـ يُراد بها المخرج لا المأزق ـ مع الحكام، والعلماء، وأهل الحل والعقد، وغيرهم، ولا يجوز استغلال بعض الطوائف هذا الحدَث وغيره لتوسيع رقعة الفتن، وزيادة الضحايا في كل قُطر، فإن ذلك مخالف لمقاصد الشريعة وكلّيّاتها، والله عز وجل يقول: [وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ] {الأنفال:25} وهذا المسلك هو واجب العقلاء جميعًا، وإلا غرقت السفينة، ولا دينًا أقمنا ولا دنيا أبقينا، وصدق من قال:
أرى خَلَلَ الرمادِ وميضَ نارٍ ... خليقٌ أن يكون له ضِرامُ
فإن النار بالزَّنْدَيْن تُورَى ... وإن الفعلَ يسبقه الكلامُ
فإن لم يُطْفِها عقلاءُ قومٍ ... يكون وقودَها جثثًُ وهامُ
إن المقام ليس مقام كَيْل التُّهَم والرْمي بالخيانة والعمالة ـ في وسائل الإعلام والشوارع ـ لحاكم أو لنظام؛ فإن ذلك لا يفيد القضية شيئًا، بل يضر، ولكن المقام مقامُ تذكيرٍ للجميع حكامًا ومحكومين بواجبهم تجاه هذه الأحداث الدامية في غزّة، ولفتِ نظرهم إلى أبعاد وأهداف المشروع الصهيوني الصليببي الصفوي في المنطقة، وتجييش العواطف الدينية ـ أو على الأقل الإنسانية ـ تجاه أي طائفة مسلمة تصيبها هذه النكبات، والتحذير من مغبة خذلانها أو الرضا بما يحدث لها ـ تحت أي تأويل ـ فإن ما أمسى عند جارك أصبح في دارك، ولنحذر من عاقبة سياسة: أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأسود، مع التنبيه على أن التاريخ مُنْصِفٌ، ولا يظلم أحدًا ولا يُحابيه، وسينتهي كل شيء حولنا، والعز والذل لا يدومان، و"حقٌّ على الله عز وجل ما رَفَعَ شيئًا في هذه الدنيا إلا وَضَعَه" والتاريخ لا يُسجل كلام المتحاملين ولا المتزلفين، إنما يحمل بين دفَّتَيْه المواقف بما لها وما عليها، فمن الذي يرضى أن يلعنه تاريخ أمته وأجيالها اللاحقة؟ ومن ذا الذي يختار لنفسه حال الأسف والندم والخزي بين يدي ربه عز وجل [يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)]. {الشعراء} إن الأمر حقًا يحتاج إلى صِدْقٍ مع الله تعالى وصِدْقٍ مع الأمة، وصدق أمام التاريخ والأجيال اللاحقة، وإلا فما هي إلا سنوات قلائل ويخلفنا آخرون، وتدوم بعد ذلك الحسرات والآهات، لكن ماذا تغني الندامة من رجل قذفت به الأحداث إلى أسفل السافلين؟!!
إن جراح الأمة كثيرة، وتنزف في كل مكان، ولم يرقأ لها دم، ولم يغمض لها جفن، ولم يطمئن لها فؤاد، فلا ترى على شاشات التلفاز إلا نساء المسلمين يبكين ويصرخن على أولادهن، أو أطفال المسلمين اليتامى يبكون فَقْد من يعولهم، أو هُدِم بيتُهُم ومأواهم، ولا ترى مكان عبادة مهدومًا على من فيه إلا مساجد المسلمين:
أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلد ... تجده كالطير مقصوصًا جناحاه
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حديث ثوبان: "يُوشِكُ أن تَدَاعَى الأممُ عليكم كما تَدَاعَى الأكَلَةُ إلى قَصْعَتِها" قالوا: أمن قلّة نحن يا رسول الله؟ قال: "بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غُثَاءٌ كغثاءِ السَّيْل، ولينزعنَّ اللهُ من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن" قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حُبُّ الدنيا، وكراهية الموت"!!
ولعل الله عز وجل يريد من وراء ذلك خيرًا بعباده المؤمنين [وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ] {آل عمران:141} [أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ] {البقرة:214} والمنح تُولَد مِنْ أرحام المحن في كثير من الحالات، فلعل الله عز وجل يريد أن يُصفِّي قلوبنا من التعلق بغيره، أو الاغترار بغير طريقه؛ فقد شطحت الأمة في الاتجاهات القومية، واليسارية، والرأسمالية، والديمقراطية دهرًا، وهرولت وراء بريق منظمات دولية لم ترفع بقضيتها ـ خلال سنوات طويلة ـ رأسًا، فما كان للمسلمين من حقوق كالشمس في رائعة النهار؛ فالفيتو يُقَطِّعُهم حَسَرات، وإن صدرت قرارات فهي غير ملزمة، وإن كانت ملزمة فلا جدّية في تنفيذها، وما كان ضد المسلمين ـ وإن كانوا أبرياء مظلومين ـ فيُبرم الأمر في دقائق، وربما لم تعلم به هذه المنظمات الأممية أصلاً إلا بعد تطبيق، ولا زالت الأمة مفتونة بالزخارف وهذا السراب، فتحرث في الماء، وتزرع في الهواء، فيا لله العجب!! مع أن الأمر كما قيل:
ويُقْضَى الأمرُ حينَ تغيبُ تَيمٌ ... ولا يُستَأذنونَ وهمْ شُهودُ
فهل أمتنا تستجيب؟ أم أنه كما قيل: ما لجُرْحٍ بميتٍ إيلامُ؟!
وصدق من قال:
أُمَّتي هل لكِ بين الأممِ ... منْبرٌ للسيفِ أو للقَلَمِ
أتلَقَّاك وطَرْفي مُطْرَقٌ ... خَجَلاً من أَمْسِك المنْصَرِمِ
أمتي كَمْ غَصَّةٍ داميةٍ ... خَنَقَتْ نَجْوَى عُلاك في فمي
أَلإسرائيلَ تَعْلُو رايةٌ ... في حِمَى المهْدِ وظِلِّ الحرم!! [1]
كيف أغْضَيتِ على الذلِّ ولَمْ ... تَنْفُضي عَنْكِ غُبارَ التُّهَم؟
أوَما كنتِ إذَا البغْي اعْتَدَى ... موجةً مِنْ لَهَبٍ أو (حُمَمِ)؟
إن فلسطين قد احتُلَّتْ منذ ستين عامًا، وقد أدى الفلسطينيون واجبهم وزيادة، فلله دَرُّهم من شعب أبيٍّ وفيٍّ لدينه ووطنه وقضيته ودماء شهدائه، ولسان حالهم يقول:
ولسْتُ بخالعٍ دِرعي وسيفي ... إلى أن يخلع الليلُ النهار
وإن أصابهم من التفرق مؤخرًا ما أصابهم، فأسأل الله عز وجل أن يجمع كلمتهم على الهدى، وأن يجنبهم الفتن وسُبُلَ الردى، والمراد: لوكان عند الأمة مشروع عملي إسلامي صادق لتحرير فلسطين، وكانت تسير فيه بصدق ولو سيْر السلحفاة؛ لكانت ظِلاله منذ وقت سابغة ممدودة، وثمراته بادية مشهودة، ولكن للأسف فما تزداد الأمة يومًا بعد يوم إلا وهنًا وتفككًا، ولا يزداد مشهدها أمام العالم إلا خزيًا وعارًا، وما ذاك إلا لأنهم أعرضوا عن منهج الله في رَدِّ الأمرِ إلى نصابه، والسيفِ إلى جِرَابه، والحق إلى صوابه [فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ] {المائدة:52} [وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] {البقرة:216} وصدق من قال:
لا يُفْزعنّك هَوْلُ خَطْبٍ دامسٍ ... فلعلَّ في طيّاته ما يُسْعِدُ
لو لَمْ يَمُدَّ الليلُ جُنْحَ ظلامهِ ... في الخافقين لما أضاء الفَرْقَدُ
إن نصيحتي هذه أُلخّصها في نقاط:
البقية تجدونها لطولها هنا:
http://marebe.net/showthread.php?p=8347#post8347
ـ[ولد برق]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 03:16]ـ
بارك الله فيك شيخنا على هذا التفصيل العلمي و الطرح الألمعي جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا يا أخ مأرب على النقل
ـ[مأرب]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 08:37]ـ
جزاك الله خيرا على مرورك الكريم(/)
77 *نصرا* حققته حماس على اسرائيل
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:39]ـ
1) صواريخ المقاومة انطلقت صوب المغتصبات الصهيونية خلال كلمة رئيس وزراء الكيان الصهيوني التي أعلن فيها تحقق أهداف حملتهم على غزة وفي اليوم الأول لوقف العدوان انطلقت بضع صواريخ بالإضافة لاستمرار إطلاقها في جميع أيام الحرب رغم الحصار الخانق
2) ضرب مصنع للبتروكيماويات بمدينة أسدود بصاروخ واشتعال حريق كبير وغاز قد يكون خطير
3) ثبات المجاهدين أمام أقوى جيوش المنطقة رغم قلة عتادهم مع حشد عدوهم لثلث جيشه ضدهم
4) طول فترة الصمود مقارنة بثلاثة جيوش عربية عام 67
5) كشفت صحيفة "معاريف" أن قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، يوآف غالنت، أوضح للمستوى السياسي أن المرحلة الثالثة من العدوان تتطلب سنة كاملة على الأقل لتحقيق أهدافها.
6) منذ احتلال فلسطين قبل ستين عاما فهذه أول معركة حقيقية تجري بين المقاومة الفلسطينية واليهود على أرض فلسطين وهذا تحول تاريخي ونقلة كبرى وستتلوها بأذن الله معارك تحرير كل فلسطين.
7) تضامن أهل غزة مع المجاهدين وثباتهم وعدم نزوحهم لمصر كما يحدث من أي شعب آخر
8) قلة الخسائر البشرية بالمقارنة مع عدد السكان (القتلى والمصابين 1 من 230 من السكان) وضيق المساحة (ربع الرياض) وحجم المتفجرات (مليون كيلو).
9) رغم مقتل 1300 غزي فقد ولد في أيام العدوان أكثر من 3000 طفل في غزة)
10) خسائر غزة المالية مليارين دولار والمساعدات الموعودة حتى الآن حوالي المليارين
11) حفظ الله لمعظم قادة حماس
12) استشهاد قائدين من حماس أخرس متهمي قادتها بالهروب والتترس بالناس وأسبها تعاطفا إضافيا
13) استهداف المدنيين والبيوت والمدارس والمسعفين والأمم المتحدة لفشلهم في تحقيق أهدافهم
14) منع الصهاينة ل350 صحفي من دخول غزة حتى لايروا نصرهم المزعوم
15) نجاح استراتيجية حماس في إدارة المعركة
16) قلة خسائر المجاهدين البشرية (48 من القسام)
17) لأول مرة يكون عدد قتلى العدو أثر من عدد شهداء المجاهدين (قتل 80 جنديا إسرائيليا)
18) صحيفة نيوزويك الأمريكية: إذا كانت إسرائيل قد حققت شيئاً فليس أكثر من منح حماس مزيداً من الشعبية، ومن إسكات الأصوات المناوئة لها
19) فشل العدو في تحقيق أهدافه: إسقاط حماس- إعادة غزة للعملاء- وقف الصواريخ
20) تراجع العدو في أهدافه من الكبير إلى الأصغر خلال فترة الحرب: من إسقاط حماس إلى إيقاف الصواريخ إلى تخفيفها إلى منع تهريب الأسلحة من مصر إلى الهدوء مقابل الهدوء
21) عدم إعلان العدو لأهدافه خشية من عدم تحققها اعتراف بقوة الخصم
22) وزيرة خارجية العدو أبلغت أحد الرؤساء في المنطقة أن مدة الحرب ستكون ثلاثة أيام فقط يوم لقطع الرؤوس بالقصف ويومان للاجتياح البري ورغم تمديد المدة لكنها انتهت بالفشل
23) توقيت المعركة وأهدافها قد قدمت فيه المصالح الشخصية لعصابة الثلاثة ما بين انتخابية لباراك وليفني وتلميع صورة لأولمرت وعندما يكون الهم في المعارك شخصيا يحدث بالفشل.
24) صحيفة "معاريف": من الواضح أن حماس لم تتكبد خسائر إستراتيجية
25) الخبير الإستراتيجي اليهودي البارز أنتوني كوردسمان، المحلل بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة: إسرائيل "انهزمت إستراتيجيا"
26) المراسل السياسي لصحيفة» معاريف «بن كاسبيت يكتب أن الحرب توقفت» لأننا تعبنا «. وهو ينقل هذا التعبير عن وزير رفيع المستوى في حكومة أولمرت أبلغ الصحيفة أن» هذا ليس سهلا. فإدارة حرب هو أمر يمزق الأعصاب ولا سيما في ظل ثقافة لجان التحقيق التي طورناها هنا، كل خلل أو خطأ بالصدفة أو انعدام الحظ يمكن ان ينهي لك حياتك السياسية. غدا اوباما يدخل البيت الأبيض، العالم قام علينا، من لديه القوة لذلك. صحيح، يوجد للدولة مصالح، ولكن هذه يمكنها أن تنتظر"
27) استيعاب حماس للضربة الأولى و (الصبر عند الصدمة الأولى) رغم أنها كانت مفاجئة وعنيفة
28) لم تكن علامات البهجة تكسو وجهي رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير دفاعه وهما يعلنان عن وقف أحادي الجانب للحرب
29) استطلاعات الرأي تقول أن نصف الصهاينة يرون أن العدوان قد فشل في تحقيق أهدافه
30) حصار مليون صهيوني في الملاجيء
(يُتْبَعُ)
(/)
31) زيادة مدى الصواريخ عما قبل المعركة واقترابها من مفاعل ديمونا وتل أبيب
32) قصف قواعد ومدن لم يسبق لجيش عربي ضربها
33) شعبية حماس لم تقتصر على فلسطين بل اكتسحت العرب والمسلمين وحتى الغربيين (5 ملايين تظاهروا نصرة لغزة) وبدرجة لم تعهد من قبل كما وكيفا حتى قال قال الصهيوني نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية الوزير ايلي شاي زعيم حزب شاس المتدين: لقد تحول العالم للوبي داعم لحماس
34) تحول نوعي في اهتمام الأمة وعواطفها نحو برامج عملية جديدة في النصرة
35) خروج العلماء من صمتهم ببيانات أقل ما يقال عنها أنها قفزة نوعية في مواقف العلماء وستعيد إلى العلماء دورهم المغيب والرفع من سقف ببناتهم (بيان ال 100 ووفد العلماء للرؤساء)
36) في صحيفة هآرتس الإسرائيلي اعتبر احد كتابها روز ينسلم ان الحرب على غزة كانت الأغلى ثمناً لما ألحقته بإسرائيل من ضرر لا يمكن إصلاحه،
37) المقاومة» انتزعت أغلى وأثمن انتصار في الميدان، وعلى ساحة الرأي العام الدولي الذي لم ينتفض تعاطفاً مع شعب كما انتفض تأييداً لغزة والمقاومة
38) تكريس واقعية المقاومة وإمكان نجاحها
39) خسارة غزة الاقتصادية مليارين ونصف وخسارة الصهاينة مليارين ونصف رغم فارق السلاح وأثره التدميري
40) صوارخ المقاومة أحدثت أكثر من 2200 إصابة في صفوف الإسرائيليين معظمهم نقلوا للمستشفيات نتيجة الذعر والهلع
41) استمرار حكم حماس لغزة وارتفاع شعبيتها في الضفة
42) كانت حماس تسعى للصلح مع عصابة عباس وهم يرفضون والآن انعكس الأمر وهذا عباس يدعوهم لتشكيل حكومة وفاق وطني للخروج من الورطة التي وقع فيها
43) سقوط الثقة الدولية في سلطة عباس كمسؤول عن إعادة الإعمار فأصبح الحديث هل تسلم المساعدات لحماس أم عبر مؤسسات دولية وعلى كلا الحالين فمآل الاستفادة منها لحماس وهي تحكم الميدان
44) فضح تواطؤ أنظمة عربية وقيادات فلسطينية مع العدو بشكل غير مسبوق زلزل عروشهم
45) رفضت حماس تقديم أي تنازل سياسي
46) توجيه ضربة موجعة للتطبيع العربي الصهيوني: تجميد العلاقات من قطر وموريتانيا وجفاء مع مصر وتهديد بسحب المبادرة العربية
47) أعلن العدو وقف إطلاق النار من طرفه فقط بعدما عجز عن فرض شروطه على حماس
48) فضح الزيف الأخلاقي لليهود أمام المخدوعين بدعاياتهم في العالم (قتل أطفال وتدمير وأسلحة محرمة)
49) الاعتراف الدولي بحماس وعبر أعلى سلطاته (مجلس الأمن) "وهو ما قلب المعادلة تماماً من "سحق حماس" إلى "الاعتراف بحماس"
50) ذكرت هأرتس أن الإتحاد الأوروبي يسعى إلى إنهاء حالة عدم الاعتراف بحماس
51) المسارعة الدولية لإنقاذ بني صهيون من مأزقهم بعدما لاحت نذر الفشل
52) حضور حماس لأول مرة لقمة عربية إسلامية وما يحمله من كسر الحاجز النفسي لدى الحكومات العربية الرافض لحكم حماس
53) سباق ماراثون القمم وكل يحاول تقديم إنجاز أكبر من غيره في نصرة غزة
54) بروز حكومات عربية كأنصار أقوياء لحماس سياسيا وتغير المواقف العربية من حركة حماس من الضغوط عليها إلى تبني مطالبها وإلقاء التبعة جميعها على الكيان الصهيوني،
55) بروز الدور التركي كنصير قوي لحماس
56) إضعاف الدور الإيراني سياسيا وإبراز الدور التركي بخلاف حرب تموز ومافيه من عدم سب حماس بعلاقتها مع إيران وتخفيف مخاوف الدول العربية من علاقة حماس بإيران
57) نصر غزة سيظهر أثره على التيار الإسلامي في بلاد المسلمين بتعزيز تأثيره شعبيا ورسميا
58) انحدار الجندي اليهودي رغم كل عتاده إلى درجة غير مسبوقة من الهوان والذل والرعب بلبس حفائظ الأطفال خوفا من النزول من الدبابات لقضاء الحاجة
59) الفشل الذريع للموساد الأسطوري في كشف أماكن القادة والأسلحة وشاليط وحجم قدرات المجاهدين
60) النصر الإعلامي عبر القنوات والإنترنت والصحف حتى الصهيونية
61) إسقاط الحصار
62) إسقاط خيار قوات دولية في غزة
63) نجاح حماس فيما مضى من معارك سياسية في آخر الحرب وبعد توقفها
64) انتقال حماس مد دور الدفاع فلسطينيا وعربيا ودوليا إلى دور الهجوم (الآن نغزوهم ولايغزوننا)
65) حدوث خلاف علني بين اليهود والمنافقين العرب بعد فشل العدوان
(يُتْبَعُ)
(/)
66) يعمل الجيش الإسرائيلي على إعداد ملف للدفاع ضد المحاكمات الدولية المنتظرة على جرائمه الحربية لأول مرة في تاريخه وقد أبدى بعض الوزراء قلقهم
67) أوضح أفيغدور ليبرمان الذي يرأس حزب إسرائيل بيتنا أن حماس لن تستمر على ضعفها إنما ستكون أفضل من حزب الله في غضون عام "وسيكون لديها مئات الصواريخ القادرة على الوصول إلى وسط تل أبيب واستهداف مقر الحكومة.
كما اعتبر أن العملية العسكرية جعلت من حماس لاعباً مهماً في المنطقة، وأن الأمر قد يستغرق بعض الوقت فقط "قبل أن تنهار حكومة رام الله في أيديها.
68) استطاعت حكومة المقاومة إدارة قطاع غزة تحت النار، ووزعت الرواتب على الموظفين خلال الحرب، وقامت المؤسسة الأمنية بواجباتها بكل جدارة، كما كان لافتاً قدرة الحكومة على دفع مبالغ مالية تقدر بثلاثة آلاف دولار لكل عائلة تضرر منزلها لتستأجر منزلاً حتى يبنى منزلها من جديد، وغير ذلك من المساعدات.
69) قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها ستحقق فيما تقدمت به الدول العربية وسلمه السفير السعودي بأن إسرائيل استخدمت ذخيرة تحتوي على يورانيوم منضب مضر بالصحة خلال حربها على قطاع غزة.
70) المحاكمات والتحقيقات الجارية والقادمة ستشكل ردع كبير للصهاينة عن أي عدوان آخر
71) قطع فنزويلا وبوليفيا علاقاتهم مع الكيان الصهيوني وجمدتها قطر وموريتانيا
72) (إذا كانت قوات النخبة في جيش إسرائيل فشلت في القضاء على حماس، فهل كنا سنستطيع نحن ذلك؟). محمد دحلان
73) العدو قرر منع نشر الأسماء الكاملة لكبار الضباط الذين شاركوا في العدوان، وذلك بهدف منع إمكانية تقديمهم للمحاكمة من قبل منظمات دولية بدعوى ارتكاب جرائم حرب لكن قام موقع عبري بنشر أسماء قادة الاحتلال المطلوبين للمحاكمة دوليًّا
74) صحيفة أوبزرفرالبريطانية: الكيان الصهيوني مُني بهزيمة عسكرية وأخلاقية في غزة
75) قال موشيه يعلون رئيس ألأركان السابق، وقائد حرب جنوب لبنان في يولية 2006م " كل ما فعلناه أن الجيش بقي يراوح مكانه في غزة.
76) ذهب دبلوماسي نرويجي في حديث لقادة حماس إلى حد القول إنه لو علم الإسرائيليون بأن ما سيفعلونه سيفجر العالم على هذا النحو ويجدد التعاطف الاستثنائي مع الحركة لما شنوا عدوانهم
77) انتزع الاستعمار فلسطين من تركيا الخلافة والآن تعود تركيا لنصرة فلسطين كأم رؤوم تبشر بعودة وحدة المسلمين.
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:44]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... ولو تكرمت بتصغير حجم الخط
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:45]ـ
الخط غطى على الصفحة ... يا ليت الله يرضى عنك تصغره شوي ..
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:50]ـ
رضينا أن نضع موضوعا للدعاء للمجاهدين في حماس و أهل غزة، فقلنا لا بأس إخواننا في ضيق ضيق الله على العدو الغاصب ...
لكن أن ينتقل المجلس العلمي إلى نافذة للأخبار الدولية أو المحلية، فهذا يخرج طابع المجلس العلمي قليلا ....
ليت المجلس يحذو حذو ملتقى اهل الحديث في هذه القضية ....
محبكم
فيصل بن المبارك أبو حزم
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:51]ـ
أبشروا
ولكم مني أصدق تحية.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:59]ـ
بورك فيك ياابن المبارك قد صدقت
إلا ان المحنة التي مرت بنا ولم يكن لها في التاريخ الحديث مثيل
استطلب منا ذلك واجبا شرعيا ألا وهو نصرة إخواننا كل في مجاله
فكان الأليق بهذه المواضيع أن تسظل بالمجلس العلمي
وإخوتي المشرفين أراهم يقدرون هذا الشئ.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 02:12]ـ
بورك فيك ياابن المبارك قد صدقت
إلا ان المحنة التي مرت بنا ولم يكن لها في التاريخ الحديث مثيل
استطلب منا ذلك واجبا شرعيا ألا وهو نصرة إخواننا كل في مجاله
فكان الأليق بهذه المواضيع أن تسظل بالمجلس الشرعي
وإخوتي المشرفين أراهم يقدرون هذا الشئ.
أحسن الله إليك أخي الكريم ...
و الله يا أخي حارث هذا الأمر يعود إليك وفي كيفية تناول هذه القضية ....
أما نقل الموضوعات من شبكة الأخبار إلى الشبكة العلمية الشرعية التي وظيفتها -فقط- تعليم الناس، وإيصال الرسالة المحمدية إلى الناس كافة فهذا امر لا يليق ....
يكفي الدعاء للمجاهدين ونصرتهم بالدعاء، أما التدخل في سياستهم فهذا ليس من وظيفة الجلس العلمي وغيره .....
رأينا الرأي العام و الخاص، والإرهاصات الكلامية التي دارت حوله، فقد سببت أمورا تخل بالميزان الشرعي العقلي ....
أولا: تسبب في الطعن في العلماء، ورميهم بالبهتان ..
ثانيا: القول على الله بغير علم، فكل الناس بطبقاتهم العلمية او العملية تكلموا في هذه القضية ..
ثالثا: التقدم بين يدي الله ورسوله و العلماء، فرأينا حدثان الشباب وطلبة العلم تكلموا في هذه القضية،وهي قضية عظيمة ..
ثالثا: خوض طلاب العلم في السياسة وقد قيل {من السياسة ترك السياسة} لأهل السياسة -زيادة أراها مناسبة -
أعيد ... أرجو من الأعضاء الانتقال إلى التفقه في الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 02:16]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الحارث
ولا أتفق مع الأخ فيصل #########
فطلبة العلم إذا لم ينشغلوا بهذه الأمور فلا خير فيهم
بل هم أشبه بالدراويش
ومن أولى الأولويات عند أي مسلم
مناصرة أخيه المسلم ولو بكلمة
أفيراد حتىلهذه الكلمة أن تخمد؟
معاذ الله ..
ونحمد للموقع أن يكون له ساحة
لمناصرة القضايا الإسلامية
مع عدم السماح للمخذلين والمشغبين
والأدعياء بالإفساد والوقيعة
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 02:30]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الحارث
ولا أتفق مع الأخ فيصل ..................
فطلبة العلم إذا لم ينشغلوا بهذه الأمور فلا خير فيهم
بل هم أشبه بالدراويش
ومن أولى الأولويات عند أي مسلم
مناصرة أخيه المسلم ولو بكلمة
أفيراد حتىلهذه الكلمة أن تخمد؟
معاذ الله ..
ونحمد للموقع أن يكون له ساحة
لمناصرة القضايا الإسلامية
مع عدم السماح للمخذلين والمشغبين
والأدعياء بالإفساد والوقيعة
طيب ....
قولك {فطلبة العلم إذا لم ينشغلوا بهذه الأمور فلا خير فيهم} يرد على هذا الكلام سؤال واحد:
من طالب العلم الذي يحق له أن يخوض في مثل هذه القضايا؟
إذ ليس كل طلاب العلم يجب عليهم الخوض فيها، وعدم الخوض فيها لايضر بطالب العلم ولا يقدح في علمه وعمله. انتبه
ثانيا: قولك {بل هم أشبه بالدراويش} هذا طعن وقدح في طلاب العلم و وحملة الشريعة {فانتبه}
ثالثا: قولك {ومن أولى الأولويات عند أي مسلم مناصرة أخيه المسلم ولو بكلمة} خطأ؛ بل أولى الأولويات عند المسلم تعلم دينه وعقيدته، وهذا بديهي عند العوام فضلا عند طلبة العلم {فانتبه}
رابعا: قولك {ونحمد للموقع أن يكون له ساحة لمناصرة القضايا الإسلامية} الحمد لله، فالمجلس العلمي كله نصرة للدين و الأمة الإسلامية، فلا حاجة لإنشاء قسم لمناصرة القضايا الإسلامية، فعند ذلك تكثر التبعات على المشرفين. {فانتبه}
خامسا: قولك {مع عدم السماح للمخذلين والمشغبين والأدعياء بالإفساد والوقيعة} لا أظن أنه يوجد أحد بيننا مخذل للجهاد ....
و الله المستعان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 03:17]ـ
تعقباتك مع الأسف فيها تكلّف التخطئة .. ومحاولة إثبات أن الغلط يركبني
سامحك الله .. ترد علي كأني اقترفت إثما عظيما!
وأجيبك على أية حال:-
طلبة العلم كل طلبة العلم .. فيكتب كل منهم ما يصب في نصرة أمته بقدر مبلغه من العلم
وهنك مشرفون لهم قدر من العلم العالي يميزون بين الغث والسمين .. ولله الحمد
-قلت:إذا لم يهتموا .. فلم أقدح في أحد .. هذا وصف عام مشروط
ثالثا-ليس خطأ فقد قلت من أولى الأولويات .. والله نص في كتابه في آيات كثيرة على هذا المعنى منها قوله تعالى"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"
أخيرا .. كونك لاترى مخذلين
فهذا يخصك .. ولا يوافقك عليه
فيما أعلم أحد من طلبة العلم الممتيزين هنا
فمن يخصص مقالا لسب حماس وإسقاطها أثناء قصفها
قد لا تراه أنت مخذلا .. وحينها تكون المشكلة من قبلك
والله يهدينا للصواب
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 03:23]ـ
أحبتي لاتحملوا القضية مالا تحتمل
نحن ماطعنا في احد من العلماء الربانيين
ولاأقحمنانفوسنا فيما لايعنينا
إنما اردنا نصرة ديننا ,فرض الله سبحانه الذي اوجبه علينا
ولانبالي إن اعطيت النصرة غير اسمها
.وبوركت ياابا القاسم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 03:54]ـ
من بعد إذنكم لتعديل الخط:
1) صواريخ المقاومة انطلقت صوب المغتصبات الصهيونية خلال كلمة رئيس وزراء الكيان الصهيوني التي أعلن فيها تحقق أهداف حملتهم على غزة وفي اليوم الأول لوقف العدوان انطلقت بضع صواريخ بالإضافة لاستمرار إطلاقها في جميع أيام الحرب رغم الحصار الخانق
2) ضرب مصنع للبتروكيماويات بمدينة أسدود بصاروخ واشتعال حريق كبير وغاز قد يكون خطير
3) ثبات المجاهدين أمام أقوى جيوش المنطقة رغم قلة عتادهم مع حشد عدوهم لثلث جيشه ضدهم
4) طول فترة الصمود مقارنة بثلاثة جيوش عربية عام 67
5) كشفت صحيفة "معاريف" أن قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، يوآف غالنت، أوضح للمستوى السياسي أن المرحلة الثالثة من العدوان تتطلب سنة كاملة على الأقل لتحقيق أهدافها.
(يُتْبَعُ)
(/)
6) منذ احتلال فلسطين قبل ستين عاما فهذه أول معركة حقيقية تجري بين المقاومة الفلسطينية واليهود على أرض فلسطين وهذا تحول تاريخي ونقلة كبرى وستتلوها بأذن الله معارك تحرير كل فلسطين.
7) تضامن أهل غزة مع المجاهدين وثباتهم وعدم نزوحهم لمصر كما يحدث من أي شعب آخر
8) قلة الخسائر البشرية بالمقارنة مع عدد السكان (القتلى والمصابين 1 من 230 من السكان) وضيق المساحة (ربع الرياض) وحجم المتفجرات (مليون كيلو).
9) رغم مقتل 1300 غزي فقد ولد في أيام العدوان أكثر من 3000 طفل في غزة)
10) خسائر غزة المالية مليارين دولار والمساعدات الموعودة حتى الآن حوالي المليارين
11) حفظ الله لمعظم قادة حماس
12) استشهاد قائدين من حماس أخرس متهمي قادتها بالهروب والتترس بالناس وأسبها تعاطفا إضافيا
13) استهداف المدنيين والبيوت والمدارس والمسعفين والأمم المتحدة لفشلهم في تحقيق أهدافهم
14) منع الصهاينة ل350 صحفي من دخول غزة حتى لايروا نصرهم المزعوم
15) نجاح استراتيجية حماس في إدارة المعركة
16) قلة خسائر المجاهدين البشرية (48 من القسام)
17) لأول مرة يكون عدد قتلى العدو أثر من عدد شهداء المجاهدين (قتل 80 جنديا إسرائيليا)
18) صحيفة نيوزويك الأمريكية: إذا كانت إسرائيل قد حققت شيئاً فليس أكثر من منح حماس مزيداً من الشعبية، ومن إسكات الأصوات المناوئة لها
19) فشل العدو في تحقيق أهدافه: إسقاط حماس- إعادة غزة للعملاء- وقف الصواريخ
20) تراجع العدو في أهدافه من الكبير إلى الأصغر خلال فترة الحرب: من إسقاط حماس إلى إيقاف الصواريخ إلى تخفيفها إلى منع تهريب الأسلحة من مصر إلى الهدوء مقابل الهدوء
21) عدم إعلان العدو لأهدافه خشية من عدم تحققها اعتراف بقوة الخصم
22) وزيرة خارجية العدو أبلغت أحد الرؤساء في المنطقة أن مدة الحرب ستكون ثلاثة أيام فقط يوم لقطع الرؤوس بالقصف ويومان للاجتياح البري ورغم تمديد المدة لكنها انتهت بالفشل
23) توقيت المعركة وأهدافها قد قدمت فيه المصالح الشخصية لعصابة الثلاثة ما بين انتخابية لباراك وليفني وتلميع صورة لأولمرت وعندما يكون الهم في المعارك شخصيا يحدث بالفشل.
24) صحيفة "معاريف": من الواضح أن حماس لم تتكبد خسائر إستراتيجية
25) الخبير الإستراتيجي اليهودي البارز أنتوني كوردسمان، المحلل بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة: إسرائيل "انهزمت إستراتيجيا"
26) المراسل السياسي لصحيفة» معاريف «بن كاسبيت يكتب أن الحرب توقفت» لأننا تعبنا «. وهو ينقل هذا التعبير عن وزير رفيع المستوى في حكومة أولمرت أبلغ الصحيفة أن» هذا ليس سهلا. فإدارة حرب هو أمر يمزق الأعصاب ولا سيما في ظل ثقافة لجان التحقيق التي طورناها هنا، كل خلل أو خطأ بالصدفة أو انعدام الحظ يمكن ان ينهي لك حياتك السياسية. غدا اوباما يدخل البيت الأبيض، العالم قام علينا، من لديه القوة لذلك. صحيح، يوجد للدولة مصالح، ولكن هذه يمكنها أن تنتظر"
27) استيعاب حماس للضربة الأولى و (الصبر عند الصدمة الأولى) رغم أنها كانت مفاجئة وعنيفة
28) لم تكن علامات البهجة تكسو وجهي رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير دفاعه وهما يعلنان عن وقف أحادي الجانب للحرب
29) استطلاعات الرأي تقول أن نصف الصهاينة يرون أن العدوان قد فشل في تحقيق أهدافه
30) حصار مليون صهيوني في الملاجيء
31) زيادة مدى الصواريخ عما قبل المعركة واقترابها من مفاعل ديمونا وتل أبيب
32) قصف قواعد ومدن لم يسبق لجيش عربي ضربها
33) شعبية حماس لم تقتصر على فلسطين بل اكتسحت العرب والمسلمين وحتى الغربيين (5 ملايين تظاهروا نصرة لغزة) وبدرجة لم تعهد من قبل كما وكيفا حتى قال قال الصهيوني نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية الوزير ايلي شاي زعيم حزب شاس المتدين: لقد تحول العالم للوبي داعم لحماس
34) تحول نوعي في اهتمام الأمة وعواطفها نحو برامج عملية جديدة في النصرة
35) خروج العلماء من صمتهم ببيانات أقل ما يقال عنها أنها قفزة نوعية في مواقف العلماء وستعيد إلى العلماء دورهم المغيب والرفع من سقف ببناتهم (بيان ال 100 ووفد العلماء للرؤساء)
36) في صحيفة هآرتس الإسرائيلي اعتبر احد كتابها روز ينسلم ان الحرب على غزة كانت الأغلى ثمناً لما ألحقته بإسرائيل من ضرر لا يمكن إصلاحه،
(يُتْبَعُ)
(/)
37) المقاومة» انتزعت أغلى وأثمن انتصار في الميدان، وعلى ساحة الرأي العام الدولي الذي لم ينتفض تعاطفاً مع شعب كما انتفض تأييداً لغزة والمقاومة
38) تكريس واقعية المقاومة وإمكان نجاحها
39) خسارة غزة الاقتصادية مليارين ونصف وخسارة الصهاينة مليارين ونصف رغم فارق السلاح وأثره التدميري
40) صوارخ المقاومة أحدثت أكثر من 2200 إصابة في صفوف الإسرائيليين معظمهم نقلوا للمستشفيات نتيجة الذعر والهلع
41) استمرار حكم حماس لغزة وارتفاع شعبيتها في الضفة
42) كانت حماس تسعى للصلح مع عصابة عباس وهم يرفضون والآن انعكس الأمر وهذا عباس يدعوهم لتشكيل حكومة وفاق وطني للخروج من الورطة التي وقع فيها
43) سقوط الثقة الدولية في سلطة عباس كمسؤول عن إعادة الإعمار فأصبح الحديث هل تسلم المساعدات لحماس أم عبر مؤسسات دولية وعلى كلا الحالين فمآل الاستفادة منها لحماس وهي تحكم الميدان
44) فضح تواطؤ أنظمة عربية وقيادات فلسطينية مع العدو بشكل غير مسبوق زلزل عروشهم
45) رفضت حماس تقديم أي تنازل سياسي
46) توجيه ضربة موجعة للتطبيع العربي الصهيوني: تجميد العلاقات من قطر وموريتانيا وجفاء مع مصر وتهديد بسحب المبادرة العربية
47) أعلن العدو وقف إطلاق النار من طرفه فقط بعدما عجز عن فرض شروطه على حماس
48) فضح الزيف الأخلاقي لليهود أمام المخدوعين بدعاياتهم في العالم (قتل أطفال وتدمير وأسلحة محرمة)
49) الاعتراف الدولي بحماس وعبر أعلى سلطاته (مجلس الأمن) "وهو ما قلب المعادلة تماماً من "سحق حماس" إلى "الاعتراف بحماس"
50) ذكرت هأرتس أن الإتحاد الأوروبي يسعى إلى إنهاء حالة عدم الاعتراف بحماس
51) المسارعة الدولية لإنقاذ بني صهيون من مأزقهم بعدما لاحت نذر الفشل
52) حضور حماس لأول مرة لقمة عربية إسلامية وما يحمله من كسر الحاجز النفسي لدى الحكومات العربية الرافض لحكم حماس
53) سباق ماراثون القمم وكل يحاول تقديم إنجاز أكبر من غيره في نصرة غزة
54) بروز حكومات عربية كأنصار أقوياء لحماس سياسيا وتغير المواقف العربية من حركة حماس من الضغوط عليها إلى تبني مطالبها وإلقاء التبعة جميعها على الكيان الصهيوني،
55) بروز الدور التركي كنصير قوي لحماس
56) إضعاف الدور الإيراني سياسيا وإبراز الدور التركي بخلاف حرب تموز ومافيه من عدم سب حماس بعلاقتها مع إيران وتخفيف مخاوف الدول العربية من علاقة حماس بإيران
57) نصر غزة سيظهر أثره على التيار الإسلامي في بلاد المسلمين بتعزيز تأثيره شعبيا ورسميا
58) انحدار الجندي اليهودي رغم كل عتاده إلى درجة غير مسبوقة من الهوان والذل والرعب بلبس حفائظ الأطفال خوفا من النزول من الدبابات لقضاء الحاجة
59) الفشل الذريع للموساد الأسطوري في كشف أماكن القادة والأسلحة وشاليط وحجم قدرات المجاهدين
60) النصر الإعلامي عبر القنوات والإنترنت والصحف حتى الصهيونية
61) إسقاط الحصار
62) إسقاط خيار قوات دولية في غزة
63) نجاح حماس فيما مضى من معارك سياسية في آخر الحرب وبعد توقفها
64) انتقال حماس مد دور الدفاع فلسطينيا وعربيا ودوليا إلى دور الهجوم (الآن نغزوهم ولايغزوننا)
65) حدوث خلاف علني بين اليهود والمنافقين العرب بعد فشل العدوان
66) يعمل الجيش الإسرائيلي على إعداد ملف للدفاع ضد المحاكمات الدولية المنتظرة على جرائمه الحربية لأول مرة في تاريخه وقد أبدى بعض الوزراء قلقهم
67) أوضح أفيغدور ليبرمان الذي يرأس حزب إسرائيل بيتنا أن حماس لن تستمر على ضعفها إنما ستكون أفضل من حزب الله في غضون عام "وسيكون لديها مئات الصواريخ القادرة على الوصول إلى وسط تل أبيب واستهداف مقر الحكومة.
كما اعتبر أن العملية العسكرية جعلت من حماس لاعباً مهماً في المنطقة، وأن الأمر قد يستغرق بعض الوقت فقط "قبل أن تنهار حكومة رام الله في أيديها.
68) استطاعت حكومة المقاومة إدارة قطاع غزة تحت النار، ووزعت الرواتب على الموظفين خلال الحرب، وقامت المؤسسة الأمنية بواجباتها بكل جدارة، كما كان لافتاً قدرة الحكومة على دفع مبالغ مالية تقدر بثلاثة آلاف دولار لكل عائلة تضرر منزلها لتستأجر منزلاً حتى يبنى منزلها من جديد، وغير ذلك من المساعدات.
69) قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها ستحقق فيما تقدمت به الدول العربية وسلمه السفير السعودي بأن إسرائيل استخدمت ذخيرة تحتوي على يورانيوم منضب مضر بالصحة خلال حربها على قطاع غزة.
70) المحاكمات والتحقيقات الجارية والقادمة ستشكل ردع كبير للصهاينة عن أي عدوان آخر
71) قطع فنزويلا وبوليفيا علاقاتهم مع الكيان الصهيوني وجمدتها قطر وموريتانيا
72) (إذا كانت قوات النخبة في جيش إسرائيل فشلت في القضاء على حماس، فهل كنا سنستطيع نحن ذلك؟). محمد دحلان
73) العدو قرر منع نشر الأسماء الكاملة لكبار الضباط الذين شاركوا في العدوان، وذلك بهدف منع إمكانية تقديمهم للمحاكمة من قبل منظمات دولية بدعوى ارتكاب جرائم حرب لكن قام موقع عبري بنشر أسماء قادة الاحتلال المطلوبين للمحاكمة دوليًّا
74) صحيفة أوبزرفرالبريطانية: الكيان الصهيوني مُني بهزيمة عسكرية وأخلاقية في غزة
75) قال موشيه يعلون رئيس ألأركان السابق، وقائد حرب جنوب لبنان في يولية 2006م " كل ما فعلناه أن الجيش بقي يراوح مكانه في غزة.
76) ذهب دبلوماسي نرويجي في حديث لقادة حماس إلى حد القول إنه لو علم الإسرائيليون بأن ما سيفعلونه سيفجر العالم على هذا النحو ويجدد التعاطف الاستثنائي مع الحركة لما شنوا عدوانهم
77) انتزع الاستعمار فلسطين من تركيا الخلافة والآن تعود تركيا لنصرة فلسطين كأم رؤوم تبشر بعودة وحدة المسلمين.
بارك الله فيكم .... جميلة جدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 04:02]ـ
انتزع الاستعمار فلسطين من تركيا الخلافة والآن تعود تركيا لنصرة فلسطين كأم رؤوم تبشر بعودة وحدة المسلمين
بل هو ما صرح به الرئيس نفسه متكلما عن احياء دور الدولة العثمانية تحت قبة البرلمان و تحت أنظار جلاوزة العلمانيين و الملاحدة و ما استطاع أحدهم أن ينبس ببنت شفة خوفا من فقدان الشعبية و هذا دليل آخر على بركات جهاد أهل الشام و أبداله و أن نفع جهادهم يسري على الأمة كلها ما يجعل جهادهم متميزا عن جهاد غيرهم ويبين لم خص النبي صلى الله عليه وسلم جهادهم بكثير من الذكر
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 04:10]ـ
كم أشتاق للهجتكم سيدي ابن الرومية في مثل هذه المسائل بالذات ...
هذه التي فيها الطعم النادر ل
" الفقهي المصلحي التعاملي "!
فما بال أصحابك لا يتقنون إتقانك؟!؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 04:25]ـ
أصحابي يتقنونها خيرا مني شيخنا الكريم ... يتقنون أفعالا ما أتقنه كلاما ... لهذا يعسر علينا أن نلاحظ "لهجتهم" الصادقة و هي أندر .. و أن يكون من بينهم ذئاب بجلود ضأن لا ينفي ان يعدم الحق من بينهم فضلا عن نفي أنهم أقرب الناس للحق فضلا عن أن تنفي شدتهم في الحق أنهم الأساس في وحدة الأمة و لم شملها بشكل مباشر أو غير مباشر ... فما عندي شك أنه ان انعدمت هذه الطائفة أو ندر وجود أفرادها أنه لن يصبح صباح بعد على هذه الأمة سنيها و بدعيها ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 04:44]ـ
قل لي يا سيدي أين هم؟!
سمهم لي أيها الأستاذ الكريم؟!
و اذكر لي جهودهم و أفعالهم ..
ثم انفِ عنهم من جهودهم الأخرى ما لا يتعارض فكرا و تربية مع الذي تذكره ...
ثم إن فعلت .... فمن فضلكم اذكر لي نسبة هذا إلى ذاك!؟
ثم - و لا تؤاخذني إن أثقلت عليكم - لو تذكر مدى التوفيق و السداد في علاقة تلك النسبة بواقعنا في غزة منذ مئتي عام؟!؟
ثم مدى ترسخ كل ذلك في أهم شريحة و أكثرها و أعظمها خطبا و هو عوامّهم و متثقفيهم و أتباع فكرهم و دعوتهم!!
أيها العزيز: مسنا و أهلنا الضر!
فلا تؤاخذني.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 04:55]ـ
لاأنكر أنهم أقل و أقل ... و ان استطعت الليلة تأملت و ذكرت لك أسماء بعضهم و الى ذلك الحين ... خذ أول اسم مفحم .. الشيخ سلمان العودة:):):) وقاه الله شر نفسه و فتح بصيرته ... و هو ابن بجدة هذه الدعوة و جذيلها المحكك وعذيقها المرجب .. البارحة سمعت له في قناة الرسالة مع الدكتور السويدان و رأيته أربى على من يدعون الى لم شمل الأمة ... الا أن الفرق بينهم أن كلامه في أغلبه من المرجعية الشافعية التي جمعت الأمة و ان ظهر انها تفرقها .. و كلامهم هم انما هو من مطلق المصالح غير المنوطة بأصل أو مجرد ردة الفعل من تفوق الآخر يبتغون الحياة الدنيا ..
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 09:02]ـ
خلوصي
بارك الله فيك
وجميع الإخوة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 10:51]ـ
إن كنت يا أستاذنا تقصد أمثال العلامة المستبصر فضيلة الشيخ المربي سلمان العودة فألف نعم و نعم ... و على الرأس و العين ... !! أما علمت أنني سلماني؟!؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 01:13]ـ
اذن فلا بد أنك عمروي ... :) هذا الرجل الذي خدم صامتا و عاش صامتا و توفي صامتا ... و لعل هذا هو ماأهله لأن يتربع على عرش علم الحديث بشهادة الكثير ممن عرفه ... و ما زال تلاميذ أبي عجلة كما كناه الشيخ عيد فهمي أعاده الله الينا في مقال له هنا يبثون في الناس ما بثه فيهم ... و لهذا تأسف لفقده عامة الناس حتى من في الجانب الآخر من غلاة الأشاعرة و غيرهم مع ما عرفوه منه من اتقان الانصاف و التراحم و التوادد و احترام التخصص مع عدم التفريط في حدود الله و الموالاة عليها ... مع الزهد التام ما يجعل القول و العمل سهل القبول عند العوام كما قال الامام الحسن ... و صدقني كل ما تراه أعلاه من انتصارات حماس ... انما أتت قوتها من خدمة أمثال هؤلاء في بيضة الأمة في السر قبل العلن سنين و سنين ... ما زود الأطراف بالقوة حين احتاجتها .. فاللهم بارك وزد
ـ[خلوصي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 06:53]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كأنه طرق سمعي مرة أو مرتين ههنا ذكر اسمه رحمه الله تعالى .... و ما دام أستاذنا ابن الرومية يحبه هكذا فلا بد أنني سأحبه مثله ... و يا ليتني أحصل على وجيزة عن علمه و حاله و فقهه ... فإن ما قدمتموه بين يدي ذلك يحرك الروح شوقا إلى لقيا أمثاله.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 05:59]ـ
اذن فاليك شيخنا مثالا لا بد أنه لم يطرق سمعك قط و لا سمع أغلب الناس ... لشدة تخفي الرجل و نفوره من الأضواء .. و مع ذلك -و لاأدري ان كنت أصلح لتقييم العلماء- لم أجد من بين العلماء الذين سمعت لهم و قرأت لهم و شاهدتهم و حاورتهم من تحس فيه كل ذلك "النضج المعرفي " الذي تحسه فيه و الذي ينتج من الجمع بين قمة الصدق و قمة الذكاء كما قال النبي صلى الله عليه و سلم إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات فالرجل كأنه أشرب فقه الفتن و كأنه ملك محنك عقيدته سلفية و أحواله عرفانية مؤثرة يحسن دعوة الناس الى أيام الأولين مع اتقان التدرج ... نعم سألته مرة عن قوم فيهم بدع فقال نعم نعم هي بدع و لكن الا ترى حولك؟؟؟ أتظننا في عصر يترافق فيه امامان كابن معين و ابن حنبل الى السوق؟؟ هي بدع و لكن ادفع بالخير الذي فيهم لينمو و انتبه لعامل الوقت فالحسنة ان نمت و اتبعت السيئة محتها لا محالة وعدا مفعولا .. و هكذا هو دأبه في التعامل مع من حوله تماما كتعامل الشيخ محمد عمرو ... العمل العمل العمل .. و بصمت ... لا أحب أن أقول أنه من أعلم الناس لأني قطعا مارأيت كل الناس المعلنين بعلمهم دع عنك المتسترين مثله ... و لكني قطعا ما رأيت بعيني من جمع ما جمع من أشتات العلوم ... شهدت له في التفسير و القراءات في المرة الوحيدة التي ظهر فيها على العلن ... و شهد له أكابر الناس من مختلف الطوائف و أقروا بسعة عقله ودائرة علومه .... أما في الحديث و التفنن في علومه فيكفي أن أقول أن درسه فيه يحضره أساتذة الجامعات و الشيوخ فمن دونهم و يأتي فيه بكل فريد في بابه مما تجزم معه أن الرجل من أكابر المحدثين في هذا العصر مع أن طريقة سرده لدرسه عجيبة في ذاتها يبدأ بمقدمة تظن في البداية أن لا علاقة لها البتة بحديث الباب فما ينتهي منها حتى تقول كيف عميت عيني عن ملاحظة كل هذه العلاقة؟؟ كأنه ساحر يتلاعب بمعاني الوجود و يربط خيوطها بأحاديث الصحيح بخفة و بساطة ... لاأحب أن أسير على نمط المتقدمين في سرد علوم العلماء الموسوعيين فصدقني قد تبينت بنفسي و لم يحك لي أحد عمق معرفته بالتاريخ و السير و العربية و التراجم و الأصول و الفقه و التصوف و الأدب ما لم ينقضي منه عجبي دع عنك الفلسفة و علم الكلام و الاطلاع على التيارات الفكرية في عصر الأنوار فما بعده و تجاذبات السياسة الدولية و أمواجها و تلاعبها بالحركات الاسلامية مع احساسك بحرقة عظيمة في طيات كلامه حين يكلمك عنها كأنه شاب لا يدري من العلوم شيئا و لا يملك الا الحماس الفطري الصادق و القلب المرهف ... نعم قلب الشباب الرقيق كما قال النبي صلى الله عليه و سلم عنه .. ما يجعلني لااتمالك نفسي حتى أبتسم حين ألحظ ذلك أثناء كلامه ... ما هو بالمعصوم ... و لكن ما ظنك برجل منذ عقود ينشئ مدارس الوحي الأول و يبث في الصغار متون العلوم و يحفظهم اياها و يتفرغ لانشاء جيش من طلبة العلم الجامعين بين الموسوعية و الاتزان العلمي و الخلقي حتى أني لما رأيت بعضا من تلامذته-و منهم من يشرف على مواقع مشهورة كملتقى أهل الحديث أو التفسير و ربما موقعنا هذا أيضا-علمت القوة التي أودعها فيهم و المجهود الجبار الذي يقوم به بحيث- و الله يعلم أني لا احب المبالغة - أن كثيرا منهم يتجاوزون بسنين ضوئية علما و حالا و عملا الكثير ممن تصدر للتأليف أو الفضائيات و عامة من رأيت منهم يشبهونه في سمته و صمته و تخفيه ... هذا مع أن أهل بلدته-و قليل منهم يعرفه- يعيبون عليه الانزواء عن معايشة قضايا أمته و يزهدون فيه .................... !!!! مع أن الرجل يستحق أن يرحل اليه و لو للأخذ من عقله و سمته فقط .. و لكن كما روي عن المسيح .. النبي ليس نبيا في أرضه
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 08:53]ـ
أخى الكريم الشيخ ابن الرومية
لم أفهم هذا الكلام
البارحة سمعت له في قناة الرسالة مع الدكتور السويدان و رأيته أربى على من يدعون الى لم شمل الأمة ... الا أن الفرق بينهم أن كلامه في أغلبه من المرجعية الشافعية التي جمعت الأمة و ان ظهر انها تفرقها
رجاء التكرم بالتوضيح
وبخصوص قولك:
... و منهم من يشرف على مواقع مشهورة كملتقى أهل الحديث ...
مَن مِن هؤلاء المشرفين هؤلاء من تتلمذ على يد الشيخ الكبير المحدث محمد عمرو؟!!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 09:01]ـ
الشيخ الكريم أبا محمد ... ما ذكرته كان عن حوار أجراه الدكتور طارق مع سلمان عن أحداث غزة و استضاف في مناسبات أخرى شيوخا ممن يقدمون على النص أذواقهم أو عقولهم أو كلام مشايخهم فرأيت هذا هو الفرق بينهما ... ان الشيخ سلمان في غالب كلامه لم يكن يخرج عن اتباع المنظومة الشافعية في ترتيب حجية مصادر التلقي في نظرية المعرفة الاسلامية .. و استعانته بها في الوصول الى نظرة شاملة لتفسير الأحداث و استنفار الهمم في حواره ذاك ... و أنت تعلم الهجوم الذي يشنه أعداء النص من مختلف الطوائف على المنظومة الشافعية من كونها دكتاتورية تقتل الابداع الانساني و تفرق و تشرذم ... فالى هذا أشرت شيخنا الكريم
أما الكلام الثاني فلم يكن عن الشيخ محمد عمرو انما هو عن شخص آخر و مثال آخر من امثلة جنود الخفاء الذين لا نراهم و لكن لهم أكبر الأثر في تعزيز نصر حماس و غير حماس .... فلا عجب أن تخلط بين الشخصين .. ففعلا هما متشابهين كتشابه الخطيب و ابن عبد البر أو ابن تيمية و الشاطبي .. رغم تباعد الديار ... فالى هذا أردت أن أشير الى هذا التشابه الكبير بين هؤلاء الأخفياء:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 09:15]ـ
انتصار إخواننا في غزة هو امتداد لانتصارات أبطال هذه الأمة في أفغانستان والعراق.
فالفضل لهم بعد الله في انهيار المارد الأمريكي وإيصاله إلى حافة الانهيار، مما ساهم في إضعاف الموقف اليهودي الإسرائيلي.
وأعطى لهذه الأمة الثقة بالنفس والاعتزاز بالجهاد كوسيلة كبرى لانتزاع حقوقنا واسترجاع مقدساتنا.
فهم بالرغم من تكالب الشرق والغرب عليهم، واجتماع 90 دولة عليهم إلا أنهم لم يقيلوا ولم يستقيلوا.
وتوكلوا على الله فكان النصر العظيم والفتح المبين.
فاللهم انصرهم ووحد صفوفهم واجعل كيد أعدائهم في نحرهم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 09:27]ـ
بارك الله فيكم أخى الشيخ الحبيب ابن الرومية.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 01:07]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم أبا محمد و قوى من بصيرتكم ..
و هذا رابط لمثال آخر من أمثلة جنود الخفاء الذين لهم سنين يعملون في البنية التحتية لبيضة الأمة مع اتقانهم لمادة الانصاف و حسن الاسلام من تركهم ما لايعنيهم و محاولة لم شمل الأمة و الرحمة بمسيئهم دون التفريط في عقد الولاء للأصول التي تزيد من أمد حياة الأمة بزيادة أمد بقاء بيضتها نقية صفية على الأمر الأول
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144643
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 06:50]ـ
يا أستاذ أنت ماذا تقول؟؟!!!!
من هذا العجيب الغريب؟؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 06:52]ـ
أي عجيب غريب منهم؟؟:):) فكلهم متشابهون
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 07:29]ـ
يا زلمة إللي كتبت عنو 22 و 1/ 2 سطر:):):)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 01:58]ـ
يعني كان ضروري أن تكلفني الحساب؟:) الشيخ المذكور حفظه الله هو من بلد اعتادت شمس الاهمال ان تشرق عليه ... لا أحصي كم مرة ناقشت شيوخا من مختلف الطوائف ممن يعرفونه و أقروا كلهم بسعة علمه و رجاحة عقله .. مع النفور الشديد من كثرة الكلام و الدخول في الفتن الفقهية و العقائدية كلاما .. بل طريقته هي العمل و البناء و في كل خطبه يحث الناس عليها -و خطبه بالمناسبة قصيرة و بسيطة لا تنم عن عمق معارفه- و على الحاجة الى مزيد من الجنود المجهولين .. و لعل هذا ما أكسبه هيبة معروفة عن من يعرفه عن قرب ... كنت كلما أذهب أسأله عن أمر الا و أحسست بالعرق يتحدر من ظهري دون أن أعرف السبب مع أني لم أكن اخافه و لا أقصر في معارضته و يقيني بخطئه في بعض المسائل .. سألته مرة عن بدعية القبض بعد الركوع في أيام انتشار الخلاف حولها فنظر الي شزرا و بدأ يسألني حتى تبين نواياي ثم قال الآن اذن فلا أحب أن تؤخذ مني كلمة تزيد الحريق اشتعالا ثم فصل فيها المسألة على مثل تأصيل الشيخ الألباني في وقفية صور الصلاة الا أنه زاد مبينا هذا الأصل من تأصيلات بعض الأصوليين و كان الرد شفاهيا ... و كنت أرى له كثيرا من التوافقات بينه و بين الشيخ الألباني في تناولهما للمسائل الا أنه يبينها من الجهة الأصولية أكثر و هو بها ألصق ... هذا مع ما قلت لك ان حدثثه في القضايا المعاصرة قلت هذا الرجل مفكر لا اشتغال له الا بها مع ما قلت لكم شيخنا الكريم بتميزه بهذه الصفة فتحس أن قلبه ما زال شابا رغم كل العلم الذي أشرب و حلبه أشطر الدهر ... ذلك أنك قديما و حديثا اما ان تجد عالما عميقا و لكن بقلب شيخ أو العكس ... و لعل لهذا كتب شيخ الاسلام و ابن القيم و ابن حزم و من شابههم هي من اقرب الكتب و أحبها الى قلوب الشباب من طلبة العلم لأنك تحس أنك تسمع شابا مثلك يفهمك وتفهمه ما يجعلك تشعر بصداقته أثناء قراءتك له .... و هكذا هذا الرجل ما كلمته الا و أحسست بقرب منه رغم كل الهيبة التي تحيط به .. و صدقني شيخنا خلوصي ... ان كثر أمثال هؤلاء الرجال الذين ذكرتهم لك فينا .. ستزداد منعة الأمة و ستتكرر هذه الانتصارات المذكورة هنا بثقة أكثر و من يدري قد نؤجل خروج الطاغية قرنا آخر:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 05:25]ـ
1/ 2 22 + 1/ 2 13 = 36!! ??
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 07:20]ـ
1/ 2 22 + 1/ 2 13 = 36!! ??
=!!؟؟!!
.....(/)
مقال للدكتور الشهيد صقر فلسطين / عبد العزيز الرنتيسي (كأنه كتبه اليوم)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 02:10]ـ
الشهيد/ عبدالعزيز الرنتيسي
على النقيض تمامًا ممِّا يظنُّه البعضُ فإنِّ الأمَّة تُحقِقُ في هذه الأيام انتصاراتٍ عظيمة أذْهلت العدو، هذه الانتصارات لم تترجم إلى انتصارات عسكرية بعد، ولكنها المقدمة التي لابد منها لإحراز النصر العسكري الذي لا يعدو كونه الجولة الأخيرة المتبقية التي تتوج النصر الذي تم إحرازه فعلاً على أرض المعركة، ورُبَّ سائلٍ يتساءل أين هذا النصر الذي تتحدث عنه وفلسطين كل فلسطين ترزح تحت الاحتلال، والأقصى في قبضة الصهاينة، والشعب الفلسطيني يشيع الجنازات في كل صباح، والأمة تُضرب في أفغانستان، وتُحاصر في العراق، ومعظم أقطارها تقع تحت التهديد، يحدق بها الخطر من كل جانب؟.
وللإجابة على ذلك علينا ألا ننسى أن هزيمتنا العسكرية؛ هي ثمرة طبيعية لهزيمتنا الفكرية، ولولا الغزو الفكري الذي مكَّن الغرب من صناعة عملاء من بني جلدتنا انبهروا بحضارته؛ فكانوا أكثر من الأعداء إضرارًا بأمتهم وحضارتهم، انهزموا فكريًا فشعروا بضآلتهم أمام الحضارة الغربية وما ملكت من عناصر القوة، ثم ما لبثوا أن عكسوا مشاعرهم تلك على واقع الأمة، وغاب عن أذهانهم ما تملك أمتهم من حضارة وإمكانات وطاقات لو أنهم فجروها ووظفوها لصالح نهضة الأمة من جديد لانتشلوها من وهدتها، ولكنها أصبحت في نظرهم أمة عاجزة ضعيفة لا تقوى على النهوض، فأعطوا ولاءهم لأعدائها ليصبحوا معاول هدم في يد الغرب الحاقد، فكانوا عاملاًَ رئيسيًا من عوامل الهزيمة العسكرية التي نعيشها اليوم.
ويعرف فضيلة الشيخ "عبد العزيز بن باز"- رحمه الله- الغزو الفكري قائلاً: "الغزو الفكري هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى، أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة، وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه وتكره ما يريد منها أن تكرهه، وهو داء عضال يفتك بالأمم ويذهب شخصيتها ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها، والأمة التي تُبتلى به لا تحس بما أصابها ولا تدري عنه، ولذلك يصبح علاجها أمرًا صعبًا وإفهامها سبيل الرشد شيئًا عسيرًا"، وإنَّ الناظر لواقع الأمة لا يراها تخرج قيد أنملة عن هذا التعريف؛ لأن الغزو الفكري قد خلق فينا شعورًا بالضعف وإحساسًا بالتخلف، حتى فقدت الأمة ثقتها بنفسها وطاقاتها وقدراتها على المواجهة، وبدا همها الأول والأخير أن تتمكن من التأثير على نتائج الانتخابات لدى العدو، علها تسقط "شارون" أو تقصي "بوش" عن الحلبة السياسية، متجاهلة أن كل الصهاينة "شارون" وأن كل الأمريكان "بوش"، وناسية أو متناسية أن الذي يملك إخراجنا من واقع الهزيمة هو أن نغير نحن أنفسنا وإلا فسنبقى نلهث خلف السراب.
لقد أدرك العدو بعد خروجه منهزمًا من الحروب الصليبية أن القوة العسكرية لا يمكنها إلا أن تحقق نصرًا محدودًا بزمن، ولكن لتحقيق الغلبة الدائمة لابد من غزو العالم الإسلامي فكريًا بعيدًا عن استخدام الدبابات والطائرات وراجمات الصواريخ، فترك أعداؤنا الغزو الفضائي والغزو البري، وأحكموا قبضتهم على العالم الإسلامي بالغزو الفكري، فصرنا ننظر للغرب بأنه هو الأعلى وأنه هو الأكمل وأن ما عنده هو الأحسن، ونشعر في قرارة أنفسنا بالدونية والمهانة، ثمَّ ما لبثنا أن سلمنا ديارنا، وأموالنا، وكرامتنا، بل ورقابنا للغرب، فأخذوا يعبثون بمقدراتنا، وينهبون خيراتنا، ويستخفون بعقولنا، ويجندون بعضنا لضرب رقاب بعضنا الآخر، وكلُّ ذلك يجري على يد صنائع لهم من بني جلدتنا، استنكروا علينا أن نقف موقف عزة وكرامة، فحرَّموا الحلال يوم حرَّموا المقاومة، وأحلوا الحرام يوم أحلوا التنازل عن أرض المسلمين، وأخذ الغرب يرقب من بعيد هذه المعركة المحتدمة بين ضحايا غزوه الفكري وبين مَنْ تحصنوا بالإسلام فكانوا في منعة من الانهزام أمام الحضارة الغربية، ورفضوا بالتالي التسليم بالأمر الواقع، وأبوا إلا المواجهة، ولقد كانت الغلبة حتى عهد قريب لضحايا الغزو الفكري، مما أدَّى إلى استسلام الأمة وانهزامها أمام أعدائها، وأما اليوم فأستطيع أن أقول:
"إن الميزان بدأ يعتدل لصالح الوعي الإسلامي والصحوة الإسلامية التي باتت تمثل ضمير الأمة، مما جعل الشعوب تتحلل من واقع الهزيمة يومًا بعد يوم، وكان الفضل في ذلك أولاً لله سبحانه ثم للمجاهدين من أبناء الأمة في فلسطين ولبنان والفلبين والشيشان وكشمير وأفغانستان وكوسوفا والبوسنة والهرسك الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وأثبتوا أنَّ الأمة قادرة على إحراز النصر في ميدان المواجهة؛ إذا تمكنت من نفض غبار الهزيمة الفكرية.
ولقد أصاب الذهول أعداء هذه الأمة الذين جيشوا جيوشًا جرارة من المبشرين والمستشرقين، وزودوهم بالمليارات من الدولارات، وأرقى ما توصلت له التكنولوجيا الحديثة من وسائل، ولكنهم صعقوا عندما رأوا أنَّ الأمة بدأت تعود لأصالتها على يد المجاهدين الذين يفجرون أنفسهم في سبيل الله، وإنَّ خروج الأمة بهذه السرعة وبهذه القوة من واقع الهزيمة دفع بالصهاينة والغرب أن يلجأوا إلى استخدام القوة العسكرية من جديد، وهذا أكبر دليل يقدمونه على فشلهم أو قُلْ على هزيمتهم في معركة الفكر.
ومن هنا فإنَّ انتصارنا على ضحايا الغزو الفكري الذين يسارعون في تحقيق ما يرضي العدو من شجب واستنكار لما يقوم به المجاهدون لهو الانتصار الحقيقي الذي سيقودنا لا محالةَ إلى النصر في المعركة العسكرية الفاصلة، وها نحن اليوم نلاحق فلول مرضى الغزو الفكري، فهم في انحسار دائم؛ حيث تنبهت الشعوب لحقيقة أمرهم، وهذه أول وأهم إرهاصات النصر العسكري القادم، فالنصر الفكري هو النصر الحقيقي الذي بدأت تطل بشائره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باعث الخير]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 02:43]ـ
جزاكم الله خيرا ورحم الله الدكتور الرنتيسي واعلى قدره
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 12:59]ـ
اللهم آمين
وإياك أخي باعث الخير(/)
فلسطين إسلامية قبل أن تكون عربية - العلامة محمد المنتصر بالله الكتاني
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 11:55]ـ
هذا تفريغٌ لمحاضرةٍ بعنوان: " فلسطين إسلامية قبل أن تكون عربية " ألقاها العلامة محمد المنتصر بالله الكتاني رحمه الله.(/)
حقيقة الوضع الحالى فى منداناو (جنوب الفلبين)!
ـ[محمد الحاذق]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 12:57]ـ
حقيقة الوضع الحالى فى منداناو!
بقلم: محمد الحاذق بن محمود
الشعب المحاصر:
ما زالت المأساة مستمرة بجزيرة منداناو تلو تصاعد العنف خلال فترة قصيرة نتيجة تبدد آمال السلام بين الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية وشهد العالم خلالها تزايد الأزمات الإنسانية على شعب مورو، والتى أدت إلى سقوط مئات القتلى من الجيش الحكومى وعشرات الشهداء من مناضلى الجبهة الإسلامية ومقتل عشرات من المدنيين الأبرياء وتشريد أكثر من نصف مليون مدنى واشتداد الحصار الصامتة تقتل المسلمين بالبطىء، ولم تتنفس الشعب العزل بقنابل وصواريخ تطلق الجانبين فى مناطق شرسة تلو اشتباكات عنيفة متواصلة تندلع بين الجانبين فإن الحملة العسكرية الفلبينية ضد بعض قواد الجبهة الإسلامية لم تنتهى بعد حتى فى الوقت الراهن، وآلاف اللاجئين معظمها مسلمون تتلقون أنواعا من المشقات المعيشية ولم تتوفر لهم المتطلبات اللازمة من قِبل الحكومة الفلبينية بل أن قواتها تمنع وصول المساعدات من منظمات غير حكومية إلى ملاجىء المسلمين وتجبرهم بالرجوع إلى منازلهم التى دمرته الصواريخ جراء القصف العشوائى للجيش الحكومى.
وفى الشهر الماضى وقعت حصار حاسمة فى كوتاواتو الشمالى بعد أن قام المستوطنين بسمّ بحيرة ليغاواسان على رأسهم محافظ المنطقة إيمنويل فنيول مما أدى إلى إهلاك عدد كبير من الأسماك والأثر السيئ على آلاف الصيادين المسلمين الذين يعيشون فيها، وكل ذلك الأوضاع الرديئة الواقعة على شعب مورو مكسوّ بأنواع الدعايات السرية والأمور السياسية كاستراتيجية سياسية لتحويل الواقع عن العالم إلى أمر أخرى، ولم تتحدث عنه وكالة الأنباء الفلبينية إلا فى بعض الأمور السياسية المسموحة لدى الحكومة حول مسار التفاوض السلمى بين حكومة مانيلا والجبهة الإسلامية واشتغلّوا بمقتل المستوطنين فى تبادل إطلاق النار بين الجانبين وظروفهم القاسية ضمن الحروب الدامية ليحول إليها رأي العام عن تخلفها على توقيع البنود الإتفاقية وجرائم ارتكبتها ضد شعب مورو.
الحكم العرفى والإرهاب:
وبالفعل، قتل عددا من المدنيين فى شتى مناطق منداناو وأصيب الكثيرين فى تفجيرات متتالية خلال الأسابع فى مناطق التجمع والكنائس وألصقت الحكومة الفلبينية هذه الهجمات العدوانى ضد الجبهة الإسلامية ليفسد مظهرها على الناس وليعدها الولاية المتحدة فى قائمة الإرهابيين فى العالم وليفتحوا أبواب القتال بين المسلمين والمسيحيين فيكون حجة لهم على هجومها العسكرية الشاملة ضد الجبهة الإسلامية فى الشهور المقبلة، وقد تثبتت هذه الخطة الإرهابية من خلال المعلومات المسربة من المعسكر الرئيسية للقوات المسلحة الفلبينية بمانيلا، وبالتالى فإن الإنتخابات الرئاسية ستكون فى هذا العام ورأى كثير من محللى السياسية الفلبينيين أن رئيسة الفلبين غلوريا أرويو تريد البقاء فى تولى رئاسة البلاد، فمعنى ذلك فى شكل مباشر أن الرئيسة الفلبينية ستعلن حكم عرفى قبل نهاية رئاستها كما فعل الرئيس فردناند ماركوس فى 1972 فلن تكون الإنتخابات إذٍ فى العام الجارى، ومن هنا سوف تزداد تصاعد العنف فى منداناو وستشن القوات المسلحة الفلبينية أكثر هجمات إرهابية وسترتكب مذابح بربرية والإنتهاكات الإنسانية مرة أخرى ضد شعب مورو كما فعلوا من قبل.
وقد سبق الاعتراف لدى الولاية المتحدة بأن الجبهة الإسلامية منظمة ثورية وليست إرهابية ومن جانب أخرى فإنها قد وقّعت باتفاقية جنيف التى وضعت المعايير للقانون الدولى للمخاوف الإنسانية، وهذا دليل قاطع بأنها ليست إرهابية بل هى تحارب عمليات التفجير فى مكان التجمع وأنها ذات سيادة محترمة، غير أن الحكومة الفلبينية تبذل أقصى جهدها لاقناع واشنطن والمجتمع الدولى ليعدها فى قائمة الإرهاب لكن الإتهامات المطروحة ضد الجبهة الإسلامية تنعكس الواقع، ففى 27 من يوليو سنة 2003 احتشد 321 من متمردى الجيش الحكومى وصرحوا أمام الصحفيين بأنهم المرتكبين فى عمليات التفجير فى مطار الدولى بمدينة دافاو فى 4 من مارس نفس السنة قتل منه 19 شخصا أبرياء وأصيب 134 أخرى وغير ذلك من الهجمات الإرهابية فى منداناو ومانيلا وأنهم يئسوا من هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الدعاية السرية.
أطفال مقاتلين:
إعلان واشنطن للجبهة الإسلامية وضمها فى قائمة الإرهاب هى الهدف الرئيسى للحكومة الفلبينية لكسب الميزانية من واشنطن والمجتمع الدولى التى تنفق فى محاربة الإرهاب لكنها فشلت بذلك، وفى 10 من ديسمبر سنة 2008 التقى رديكة كومارَسْوَامى ممثلة الأمين العام الخاص للأطفال والنزاع المسلح للأمم المتحدة مع بعض كبار اللجنة المركزية للجبهة الإسلامية لإثبات الحقيقة بأن ليس هناك أطفال تحت 18 سنا ستجند أو تستعمل فى أى عمليات عسكرية ومقاتلة، وصرح غزالى جعفر نائب الرئيس للشؤون السياسة للجبهة الإسلامية بأن الجماعة مستعدة لمساعدة الأمم المتحدة على إدراك مهمتها للأطفال، وقد سبق الشكوى مقدمة أمام الأمم المتحدة من الحكومة الفلبينية بأن الجبهة الإسلامية تتيح مشاركة الأطفال فى عملياتها العسكرية، وأوضح غزالى جعفر بأن هؤلاء الأطفال هم أبناء الشهداء وتحت كفالة الجبهة الإسلامية وأبناء مناضليها حيث أن معاقل الجبهة الإسلامية ليست مجرد معسكرا للقوات المسلحة فحسب لكنها جالية طبيعية التى تعيش فيها الشعب العزل والمقاتلين مع عوائلهم وأطفالهم بالإستقرار فتواجد الأطفال فيها يسىء الفهم إليها لكن الحقيقة فى شكل مباشر فهم مع آبائهم وليسوا مقاتلبن.
يبدو أنهم مهتمين بأحوال الأطفال فى منداناو وباقى أطفال العالم، إن كانوا مخلصين لذلك فأين هؤلاء حينما أبيدت آلاف الأطفال المورويين فى مذابح شرسة شنته القوات المسلحة الفلبينية منذ ستينينات ومطلع سبعينينات؟ والذى كان آخره 3 أطفال قصفوا جراء الغارات الجيش الحكومى ضد المدنيين فى 8 من رمضان من العام 2008، و فى 2 من نوفمبر نفس السنة قتل 5 مدني من بينهم طفل فى كمين شنته الميليشيات (إلاجا) التابع للقوات المسلحة الفلبينية، فأين حقوق هؤلاء الأطفال وقضية باقى أطفال العالم؟ ولو لا تسيء النظر فمن المفروض لهؤلاء الأطفال أن يمسكوا أسلحتهم ولن يستسلموا فإن الحكومة الفلبينية لن يفرق بين الأطفال والمقاتلين فى عملياتها العسكرية بل هى مصرّ فى اضطهادها وتغطرسها ضدهم، وبالتالى كان الأولى أن يُنقذ هؤلاء الأطفال من هذه الحروب الدامية فإن بقائهم مع عوائلهم فى المعاقل أحسن من أن يُقصفوا بالصواريخ. لكن وما ذاك إلا أن الحكومة الفلبينية تتمنى للأمم المتحدة بعقاب الجبهة الإسلامية.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 01:03]ـ
الأخ الحاذق جزاك الله خيرا على ما تقوم به من جهود لتبيين حقيقة قضية المسلمين في الفلبين.
ولي طلبين:
1 - نريد آخر المستجدات في موضوع إخواننا في جنوب الفلبين، وماذا عن الاستقلال، وماذا عن الوضع الدعوي والتربوي هناك، وما هو المصدر الإعلامي الصحيح لنعرف به حقيقة الوضع في الفلبين؟
2 - إذا كنت من أهل الفلبين هناك فلعلك تذكر لنا بعض القصص الجميلة في كفاح إخواننا هناك وبعض اللطائف الجميلة والحقائق الدعوية تكتب على شكل حلقات أو أن تجعلها في موضوع واحد.
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 01:08]ـ
حقيقة الوضع الحالى فى منداناو!
بقلم: محمد الحاذق بن محمود
الشعب المحاصر:
ما زالت المأساة مستمرة بجزيرة منداناو تلو تصاعد العنف خلال فترة قصيرة نتيجة تبدد آمال السلام بين الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية وشهد العالم خلالها تزايد الأزمات الإنسانية على شعب مورو، والتى أدت إلى سقوط مئات القتلى من الجيش الحكومى وعشرات الشهداء من مناضلى الجبهة الإسلامية ومقتل عشرات من المدنيين الأبرياء وتشريد أكثر من نصف مليون مدنى واشتداد الحصار الصامتة تقتل المسلمين بالبطىء، ولم تتنفس الشعب العزل بقنابل وصواريخ تطلق الجانبين فى مناطق شرسة تلو اشتباكات عنيفة متواصلة تندلع بين الجانبين فإن الحملة العسكرية الفلبينية ضد بعض قواد الجبهة الإسلامية لم تنتهى بعد حتى فى الوقت الراهن، وآلاف اللاجئين معظمها مسلمون تتلقون أنواعا من المشقات المعيشية ولم تتوفر لهم المتطلبات اللازمة من قِبل الحكومة الفلبينية بل أن قواتها تمنع وصول المساعدات من منظمات غير حكومية إلى ملاجىء المسلمين وتجبرهم بالرجوع إلى منازلهم التى دمرته الصواريخ جراء القصف العشوائى للجيش الحكومى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى الشهر الماضى وقعت حصار حاسمة فى كوتاواتو الشمالى بعد أن قام المستوطنين بسمّ بحيرة ليغاواسان على رأسهم محافظ المنطقة إيمنويل فنيول مما أدى إلى إهلاك عدد كبير من الأسماك والأثر السيئ على آلاف الصيادين المسلمين الذين يعيشون فيها، وكل ذلك الأوضاع الرديئة الواقعة على شعب مورو مكسوّ بأنواع الدعايات السرية والأمور السياسية كاستراتيجية سياسية لتحويل الواقع عن العالم إلى أمر أخرى، ولم تتحدث عنه وكالة الأنباء الفلبينية إلا فى بعض الأمور السياسية المسموحة لدى الحكومة حول مسار التفاوض السلمى بين حكومة مانيلا والجبهة الإسلامية واشتغلّوا بمقتل المستوطنين فى تبادل إطلاق النار بين الجانبين وظروفهم القاسية ضمن الحروب الدامية ليحول إليها رأي العام عن تخلفها على توقيع البنود الإتفاقية وجرائم ارتكبتها ضد شعب مورو.
الحكم العرفى والإرهاب:
وبالفعل، قتل عددا من المدنيين فى شتى مناطق منداناو وأصيب الكثيرين فى تفجيرات متتالية خلال الأسابع فى مناطق التجمع والكنائس وألصقت الحكومة الفلبينية هذه الهجمات العدوانى ضد الجبهة الإسلامية ليفسد مظهرها على الناس وليعدها الولاية المتحدة فى قائمة الإرهابيين فى العالم وليفتحوا أبواب القتال بين المسلمين والمسيحيين فيكون حجة لهم على هجومها العسكرية الشاملة ضد الجبهة الإسلامية فى الشهور المقبلة، وقد تثبتت هذه الخطة الإرهابية من خلال المعلومات المسربة من المعسكر الرئيسية للقوات المسلحة الفلبينية بمانيلا، وبالتالى فإن الإنتخابات الرئاسية ستكون فى هذا العام ورأى كثير من محللى السياسية الفلبينيين أن رئيسة الفلبين غلوريا أرويو تريد البقاء فى تولى رئاسة البلاد، فمعنى ذلك فى شكل مباشر أن الرئيسة الفلبينية ستعلن حكم عرفى قبل نهاية رئاستها كما فعل الرئيس فردناند ماركوس فى 1972 فلن تكون الإنتخابات إذٍ فى العام الجارى، ومن هنا سوف تزداد تصاعد العنف فى منداناو وستشن القوات المسلحة الفلبينية أكثر هجمات إرهابية وسترتكب مذابح بربرية والإنتهاكات الإنسانية مرة أخرى ضد شعب مورو كما فعلوا من قبل.
وقد سبق الاعتراف لدى الولاية المتحدة بأن الجبهة الإسلامية منظمة ثورية وليست إرهابية ومن جانب أخرى فإنها قد وقّعت باتفاقية جنيف التى وضعت المعايير للقانون الدولى للمخاوف الإنسانية، وهذا دليل قاطع بأنها ليست إرهابية بل هى تحارب عمليات التفجير فى مكان التجمع وأنها ذات سيادة محترمة، غير أن الحكومة الفلبينية تبذل أقصى جهدها لاقناع واشنطن والمجتمع الدولى ليعدها فى قائمة الإرهاب لكن الإتهامات المطروحة ضد الجبهة الإسلامية تنعكس الواقع، ففى 27 من يوليو سنة 2003 احتشد 321 من متمردى الجيش الحكومى وصرحوا أمام الصحفيين بأنهم المرتكبين فى عمليات التفجير فى مطار الدولى بمدينة دافاو فى 4 من مارس نفس السنة قتل منه 19 شخصا أبرياء وأصيب 134 أخرى وغير ذلك من الهجمات الإرهابية فى منداناو ومانيلا وأنهم يئسوا من هذه الدعاية السرية.
أطفال مقاتلين:
إعلان واشنطن للجبهة الإسلامية وضمها فى قائمة الإرهاب هى الهدف الرئيسى للحكومة الفلبينية لكسب الميزانية من واشنطن والمجتمع الدولى التى تنفق فى محاربة الإرهاب لكنها فشلت بذلك، وفى 10 من ديسمبر سنة 2008 التقى رديكة كومارَسْوَامى ممثلة الأمين العام الخاص للأطفال والنزاع المسلح للأمم المتحدة مع بعض كبار اللجنة المركزية للجبهة الإسلامية لإثبات الحقيقة بأن ليس هناك أطفال تحت 18 سنا ستجند أو تستعمل فى أى عمليات عسكرية ومقاتلة، وصرح غزالى جعفر نائب الرئيس للشؤون السياسة للجبهة الإسلامية بأن الجماعة مستعدة لمساعدة الأمم المتحدة على إدراك مهمتها للأطفال، وقد سبق الشكوى مقدمة أمام الأمم المتحدة من الحكومة الفلبينية بأن الجبهة الإسلامية تتيح مشاركة الأطفال فى عملياتها العسكرية، وأوضح غزالى جعفر بأن هؤلاء الأطفال هم أبناء الشهداء وتحت كفالة الجبهة الإسلامية وأبناء مناضليها حيث أن معاقل الجبهة الإسلامية ليست مجرد معسكرا للقوات المسلحة فحسب لكنها جالية طبيعية التى تعيش فيها الشعب العزل والمقاتلين مع عوائلهم وأطفالهم بالإستقرار فتواجد الأطفال فيها يسىء الفهم إليها لكن الحقيقة فى شكل مباشر فهم مع آبائهم وليسوا مقاتلبن.
(يُتْبَعُ)
(/)
يبدو أنهم مهتمين بأحوال الأطفال فى منداناو وباقى أطفال العالم، إن كانوا مخلصين لذلك فأين هؤلاء حينما أبيدت آلاف الأطفال المورويين فى مذابح شرسة شنته القوات المسلحة الفلبينية منذ ستينينات ومطلع سبعينينات؟ والذى كان آخره 3 أطفال قصفوا جراء الغارات الجيش الحكومى ضد المدنيين فى 8 من رمضان من العام 2008، و فى 2 من نوفمبر نفس السنة قتل 5 مدني من بينهم طفل فى كمين شنته الميليشيات (إلاجا) التابع للقوات المسلحة الفلبينية، فأين حقوق هؤلاء الأطفال وقضية باقى أطفال العالم؟ ولو لا تسيء النظر فمن المفروض لهؤلاء الأطفال أن يمسكوا أسلحتهم ولن يستسلموا فإن الحكومة الفلبينية لن يفرق بين الأطفال والمقاتلين فى عملياتها العسكرية بل هى مصرّ فى اضطهادها وتغطرسها ضدهم، وبالتالى كان الأولى أن يُنقذ هؤلاء الأطفال من هذه الحروب الدامية فإن بقائهم مع عوائلهم فى المعاقل أحسن من أن يُقصفوا بالصواريخ. لكن وما ذاك إلا أن الحكومة الفلبينية تتمنى للأمم المتحدة بعقاب الجبهة الإسلامية.
قضية مسلموا جنوب الفلبين في الحقيقة قضية منتهكة منذ زمن بعيد ولكنها بأت تتدهور بشكل كبير منذ حكم ماركوس ففي عام 1392ه-1972م حينها كان حاكم الفلبين هو ماركوس (عليه من الله مايستحق) أخذت حكومته -التي كانت رغبتها دائما تتمثل في إخضاع مسلمي الجنوب- تستخدم طريق تهجير المسلمين بالقوة وإحلال النصارى بدل المسلمين, وإقامة الحكم النصراني في مناطق المسلمين, فأدى ذلك إلى خروج جبهة " تحرير بنجاسا مورو الإسلامية الوطنية" للوجود وكان يرأسها نور ميسواري, ولعل أحدا يتساءل ما معنى بنجاسا مورو؟ " بنجاسا مورو: هو الاسم الذي أطلقه المسلمون على المناطق التي يعيشون فيها بجنوب الفلبين", وكان من أهم أهداف هذه الجبهة العمل من أجل استعادة حقوق سكان جنوب الفلبين ووقف عمليات استغلال ونهب ثروات المنطقة من طرف المسيحيين 83% من الكاثوليك و9%من البروتستانت, وكذلك إقامة دولة إسلامية مستقلة عن باقي جزر الفلبين الصليبية, وكانت النواة الأولى لهذه الجبهة قد تكونت عام 1962م باسم "جبهة تحرير مورو".وقام ماركوس- رئيس الفلبين حينها- بإعلان الأحكام العرفية في الجنوب, وتدفقت الجيوش على الأقاليم المسلمة حيث بلغ تعداد جيش الحكومة ربع مليون جندي, بينما قدر عدد جيش المسلمين الذي نال قسطاً من التدريبات قرابة 30 ألف, وارتكب النصارى أفظع الجرائم من قتل جماعي وإحراق الأحياء, وانتهاك الأعراض والحرمات, ومع كل ذلك صمد المسلمون بقوة في وجه الفظائع وتحصنوا في الغابات والجبال. ثم عرضت القضية الفلبينية على مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الأول عام 1392هـ-1972م, وتم تنبيه العالم إلى خطورة الوضع وما يتعرض له المسلمون في جنوب الفلبين من إرهاب وقمع واضطهاد, وبعد بذل الكثير من الجهود الدبلوماسية عقدت مفاوضات بين الحكومة وجبهة التحرير الإسلامية نيابة عن المسلمين, وترتب على ذلك وقف إطلاق النار, وتم منح المسلمين حكماً ذاتياً في 13 ولاية, وتم انضمام الجبهة لمنظمة المؤتمر الإسلامي 1394ه-1974م. ومما يؤسف له أن هذا الاتفاق في واقع الأمر سوى مؤامرة استهدفت كسب الوقت حتى تستطيع الحكومة ترتيب أوراقها, ولم شمل جيشها, حتى يتسنى لهم بعد ذلك الانقضاض على الجبهة والقضاء عليها. أعقب هذا الاتفاق تنظيم استفتاء عام 1977م عن طريق الحكومة لإقرار وضع معين في الجزر المسلمة, إلا أن الجبهة فطنت لهذا المخطط الذي لا يعطي للمسلمين نفوذاً حقيقياً, وقامت بمقاطعة الانتخابات, ثم عاد الصراع العسكري من جديد.
ومنذ التسعينات استعرت حملة الحكومة الصليبية ضد المسلمين في مينداناو حيث كثفت حملتها وأصبح جيش الدولة بأكمله موجه للقضاء على المسلمين, وبعد أحداث 11 سبتمبر زعمت الحكومة أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين المسلمين المجاهدين في ميندناو وما جاورها من جزر مسلمة, وبين تنظيم القاعدة وأن هناك تعاون بينهما, وقررت الحكومة الفلبينية استغلال الهياج والرعونة الأمريكية في مهاجمة تنظيم القاعدة وكل ما له علاقة به, وهو ما كان إلا ستار لمحاربة كل ما يمت للإسلام بصلة. وهكذا راحت أمريكا تمد الفلبين بالعتاد والخبراء لمواجهة المجاهدين المسلمين في مينداناو, وقد نقل حديث استمر 40 دقيقة في قصر الرئاسة بين الرئيس الأمريكي بوش ورئيسة الفلبين, حث فيه بوش رئيسة الفلبين على الاستمرار في حربها ضد الاتجاهات الإسلامية, والقضاء على جماعة أبوسياف الإسلامية. كما أكد الرئيس الأمريكي دعم بلاده الكامل للفلبين في حربها التي تشنها ضد الجماعات الإسلامية في الجنوب الفلبيني, وقال بوش للصحفيين: "لا توجد قوانين عندما يتعلق الأمر بجماعة مثل أبو سياف الإسلامية التي تسعى لإقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية"، وأضاف "هناك طريق واحد فقط للتعامل معهم وهو قتالهم" وليس أدل من هذا الكلام على الحقد الدفين الذي تنطوي عليه أحد أباطرة الصليب في الغرب.
من ذلك يجب أن نعلم مدى إصرار إخواننا المسلمون بجنوب الفلبين إقامة دولتهم (جمهورية بنجاسا مورو) ونتمنى من الدول الإسلامية الاعتراف بهذه الدولة ودعمها ومنا الدعاء لهم ولباقي إخواننا المسلمون في جميع أنحاء الأرض.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
http://travel.maktoob.com/vb/travel118653/
راجع الرابط
http://www.al-majalla.com/ListNews.asp?NewsID=1168&MenuID=11&&Ordering=2
راجع الرابط الاخر
http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/qpolitic-May-2000/qpolitic4.asp
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 09:58]ـ
نصر الله من نصره
ـ[ابو حمزة العراقي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 09:37]ـ
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في الفلبين، وعجل لهم بالفرج(/)
لمحة سريعة عن الفلبين وبلاد مورو الإسلامية
ـ[محمد الحاذق]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 01:04]ـ
تأليف: فضيلة الشيخ سلامات هاشم - رحمه الله - الزعيم الراحل لجبهة تحرير مورو الإسلامية
لمحة سريعة عن الفلبين
وبلاد مورو الإسلامية
الموقع:
تقع الفلبين على بعد 805 كيلو متر تقريبا من ساحل جنوب شرقى آسيا وفى شمالها الصين الوطنية (تايوان) وفى شمالها الشرقى اليابان ويحدها جنوبا بحر سيليبيس ومجموعة جزر تابعة لأندونيسيا وشرقا المحيط الهادى وغربها بحر الصين الجنوبى.
وتتكون الفلبين من سبعة آلاف ومائة جزيرة (7,100) وتنقسم إلى ثلاث مجموعات:
1 - جزيرة لوزون وماحولها من الجزر الصغيرة وهى المنطقة الشمالية , وجزيرة (لوزون) هى أكبر جزر الفلبين , وفيها العاصمة وهى مدينة كيزون وتلتصق بها مدينة مانيلا وهاتان المدينتان هما مقر الحكومة المركزية.
2 - مجموعة جزر (فيساياس) وهى المنطقة الوسطى.
3 - جزيرة (مينداناو) وما حولها من الجزر الصغيرة بما فيها بالاوان , وتطلق على هذه المنطقة ببلاد مورو وأصبحت حاليا بجنوب الفلبين.
السكان والمساحة:
تبلغ مساحة الفلبين ثلاثمائة ألف (300,000) كيلومتر مربع , ويبلغ عدد سكانها 61 مليونا نسمة , وعدد المسلمين فيها 12 مليونا نسمة , والباقون نصرانيون ووثنيون , والنصرانيون يمثلون اثنى وسبعين فى المائة (72%) من عدد السكان. وأما المسلمون فتقدر نسبتهم بعشرين فى المائة (20 %) والباقون وهم وثنيون ومعتنقوا الديانات الأخرى يمثلون ثمانية فى المائة.
بلاد مورو:
تتكون بلاد المورو من جزيرة مينداناو وأرخبيل سولو بما فيها جزيرة باسيلان وتاوى تاوى وبالاوان , وكانت تعرف هذه المنطقة ببلاد مورو منذ أكثر من أربعمائة عام حتى الآن وأطلقت عليها الفلبين بعد أن ضمتها إليها بجنوب الفلبين.
المساحة والسكان:
تبلغ مساحة بلاد مورو فى جنوب الفلبين (116,890) كيلومتر مربع أى أكثر من ثلث مساحة الفلبين , ويبلغ عدد سكانها 18 مليونا , والمسلمون منهم 12 مليونا نسمة , والباقون نصرانيون ولا دينيون.
وكانت هذه المنطقة إسلامية وقد دخل فيها الإسلام فى عام 1310م تقريبا على أيدى التجار والدعاة العرب وتأسست فيها إمارات إسلامية فى القرن الخامس عشر الميلادى وكان يحكمها سلاطين مسلمون , ومن أهم هذه الإمارات هى:
1 - إمارة سولو الإسلامية وتشمل أرخبيل سولو وجزيرة باسيلان وتاوى تاوى وبالاوان والمناطق المجاورة.
2 - إمارة ماجينداناو وهى تشمل جزيرة مينداناو وهى ثانى أكبر الجزر فى الفلبين ويسكن فيها حاليا معظم المسلمين هناك.
وهناك إمارات صغيرة أخرى بعضها تابعة للإمارتين المذكورتين والأخرى منفصلة , والإمارات المذكورة مستقلة وذات سيادة.
وقد ازدهر الإسلام فى المنطقة زهاء مائة سنة ابتداء من النصف الثانى للقرن الخامس عشر الميلادى إلى أوائل النصف الثانى للقرن السادس عشر الميلادى حيث بدأت الغزوات الأسبانية للبلاد إثر وصول (فيردينايد ماجيلان) إلى هذه المنطقة فى عام1521م.
وقد تمكن الأسبان من السيطرة على الجزر الشمالية والوسطى (لوزون وفيساياس) ابتداء من عام 1565م إلى عام 1898م وأجبروا سكانها الوثنيين على إعتناق الدين النصرانى وعقيدة الثالوث , كما استطاعوا أن يقضوا على الإمارة الإسلامية فى مانيلا التى يحكمها أمير يدعى راجا سليمان ولم يبقى أى أثر لتلك الإمارة اليوم سوى القلعة التى بناها المسلمون وتحصنوا بها أثناء حربهم مع الأسبان , والمنطقة التى فيها القلعة تسمى (انتراموروس) وسمى الأسبان الجزر التى احتلوها بالفلبين نسبة إلى الأمير فيليب الثانى الذى أصبح ملكا لأسبانيا فيما بعد.
أما بلاد مورو فى الجنوب فلم تتمكن القوات الأسبانية من السيطرة عليها كاملة لأن هذه المنطقة كانت مركز تجمع قوات المسلمين وتأسست فيها إمارات إسلامية مستقلة كما ذكر , وظل المسلمون يجاهدون ويطاردون الأسبان المعتدين إلى أن تم انسحابهم من البلاد إثر هزيمتهم فى حرب دارت بينهم وبين أمريكا فى عام 1898م.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تنازلت أسبانيا عن الفلبين للولايات المتحدة الأمريكية بمقتضى اتفاقية باريس فى 10 ديسمبر 1898م وأدخلت الإمارات الإسلامية المستقلة فى جنوب الفلبين فى الإتفاقية مع أن الأسبان لم يسيطروا عليها. وجاء الأمريكيون لبسط نفوذهم فى المنطقة , وفوجئوا بالجيش الإسلامى الذى اكتسب خبرات كثيرة فى حربه مع الأسبان , ونشبت حرب دامية بين المسلمين والجنود الأمريكيين , ومن هنا تعرض المسلمون لغزو استعمارى صليبى آخر واستمروا يجاهدون ضد الأمريكيين المعتدين الغاصبين أكثر من أربعين عاما.
وقد تآمرت الفلبين مع الولايات المتحدة الأمريكية لضم بلاد مورو إلى جمهورية الفلبين , فى الفترة التى كان المسلمون يعانون من ويلات الحروب الطويلة التى خاضوها مع الأسبان ثم الأمريكان وناموا نوما عميقا , وقد تم ضم بلادهم إلى الفلبين ظلما وعدوانا وغدرا قبل أن ينهضوا من نومهم وذلك فى عام 1946م حين منحت أمريكا الفلبين استقلالها بعد أن كانت مستعمرة لها.
وجدير بالذكر أن بلاد المسلمين هى أغنى المنظقة فى الفلبين وأراضيها خصبة وهى غنية بالثروات الطبيعية والمعدنية كالذهب والحديد والفحم والغاز الطبيعى وغيره , واكتشف مؤخرا وجود نفط فيها كما هى غنية بالثروات الغابية والمائية والزراعية , ومع ذلك فإن المنطقة تعانى من مشاكل اقتصادية خطيرة ومن فقر شديد بسبب سوء استغلال الثروات حيث تسيطر عليها أيدى فئة قليلة من النصارى.
قيام الجهاد الإسلامى فى بلاد مورو بجنوب الفلبين:
مر الجهاد فى هذه المنطقة مراحل طويلة يمكن أن نقسمها إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى هى: ما بين عام 1521م وعام 1898م وهى 377 عاما وقد جاهد مسلمو مورو خلال هذه الفترة ضد الأسبان الذين اعتدوا على بلاد المسلمين فى المنطقة.
أما المرحلة الثانية فهى: ما بين عام 1899م وعام 1946م وهى سبعة وأربعون عاما , وقد جاهدوا خلال هذه الفترة ضد الاحتلال الأمريكى , وضد الإحتلال اليابانى لمدة عامين أو ثلاثة.
والمرحلة الثالثة هى: ما بين عام 1970م إلى الوقت الحاضر وهو 21 عاما وجاهد مسلمو مورو فى هذه الفترة ضد حكومة الفلبين الطاغية الظالمة التى أقامها الإستعمار الأمريكى لتكون عميلة له فى المنطقة ومقرا لقواعده العسكرية ومركزا للتبشير النصرانى فى جنوب شرقى آسيا.
ونظرا لسعة الموضوع نكتفى بالحديث عن هذه المرحلة مع ذكر المؤامرات الفلبينية الأمريكية التى مهدت ضم بلاد مسلمى مورو إلى الفلبين.
كانت بلاد مسلمى مورو فى جزر مينداناو وباسيلان وسولو وبالاوان مستقلة وذات سيادة ولكن الفلبين دبرت ضمها إليها وتم لها ذلك بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية فقد منحت أمريكا الفلبين استقلالها فى عام 1946م وتآمرت حكام الفلبين النصرانيين مع أمريكا بضم بلاد المسلمين إلى الفلبين حين استقلالها.
وبطبيعة الحال لم يرض المسلمون بضم بلادهم إلى الفلبين ولكن لم يستطيعوا أن يقوموا فورا بجهاد ضد المتأمر لضم بلادهم إلى الفلبين بسبب معاناتهم الشديدة من ويلات الحروب الطويلة التى خاضوها مع الأسبان ومع الأمريكان ومع اليابان أيضا خلال الحرب العالمية الثانية.
وتركت لهم هذه الحروب جهلا وفقرا ودمارا وخرابا وليس فى إمكانهم فى ذلك الوقت أن يقوموا بحرب ضد أمريكا والفلبين لذلك ساد هدوء نسبى فى البلاد بعد ضم بلادهم إلى الفلبين , ولكن لم تمض بضع سنوات حتى قامت الحركات المسلحة ضد الفلبين.
تكليف الفلبين بأداء المهمة التى لم يحققها ساداتها الإستعماريون وهى تحويل مسلمى مورو إلى نصارى أو القضاء عليهم:
دبر الإستعمار الأمريكى إقامة دولة صليبية موالية له فى جنوب شرقى آسيا وتم له ذلك عندما استقلت الفلبين التى ليست موالية له فقط وإنما عميلة له أيضا وخادمة مخلصة تنفذ ما تريده، وأصبحت هذه الدولة العميلة مقرا للقواعد الأمريكية العسكرية ومركزا للتبشير النصرانى فى المنطقة.
وقد قامت الفلبين بتنفيذ أوامر ساداتها المستعمرين وبمحاولة تحقيق المهمة التى كلفتها بتحقيقها وهى القضاء على الإسلام والمسلمين فى المنطقة إما بتحويلهم إلى نصارى أو إبادتهم، وإما بمحو هويتهم الإسلامية وإفساد أخلاقهم، ووضعت خطة لهذه المهمة السيئة وفيما يلى ملخصها:
1 - الإستيطان:
(يُتْبَعُ)
(/)
دبرت الفلبين بعد استقلالها المذكور تهجير عدد كبير من النصارى فى الشمال إلى بلاد مورو الإسلامية فى الجنوب، واستوطنوا فيها كما استوطن اليهود فى فلسطين المحتلة واستمرت عملية الإستيطان منذ استقلال الفلبين عام 1946م إلى بداية الحرب التى شنتها على المسلمين ابتداءا من عام 1972م.
وجدير بالذكر أن معظم العناصر التى دبرت الفلبين تهجيرها إلى الجنوب الإسلامى هى من العناصر السيئة المرفوضة لدى المجتمع الفلبينى نفسه فمنها الشيوعيون الذين استسلموا للسلطات الفلبينية ومنها المجرمون والبغايا.
وقبل عملية الإستيطان كان المسلمون يعيشون بأمن وسلام واطمئنان , فإن بلادهم رغم ضمها إلى الفلبين ما زالت على طابعها الإسلامى وتقاليدها الإسلامية ومازالت السلطات المحلية فى أيدى المسلمين، فإن حكام المحافظات وعمداء المدن والمديريات والبلديات ورؤساء القرى كلهم من المسلمين ولكن دبر المستوطنون
النصرانيون أن يستولوا على المناصب المحلية وأن يسيطروا على جيمع الأماكن ذات أهمية استراتيجية سياسية واقتصادية.
2 - التبشير المكثف:
بجانب عملية الإستيطان التى دبرتها الحكومة الفلبينية قام مجلس الكنائس الفلبينية بحملات تبشيرية مكثفة على بلاد مورو الإسلامية بالتواطؤ مع منظمة الكنائس العالمية بهدف تنصير المسلمين أى تحويلهم إلى النصارى , ووضعوا خطة مدروسة لهذه العملية وكانت الخطة تهدف إلى تحويل مسلمى مورو إلى نصارى خلال خمسة وعشرين عاما اتبداء من عام 1952م على ما نذكر، وأهم الوسائل التى وضعوها لتحقيق هدفهم ما يلى:
1 - إقامة مدارس تبشيرية فى بلاد المسلمين.
2 - بناء دور الأيتام لكسب الأيتام وأبناء الفقراء من المسلمين.
3 - إقامة مستشفيات نصرانية تحت إشراف القساوسة فى مجتمعات المسلمين لكسب المرضى الفقراء الذين لا يجدون ما ينفقونه فى العلاج.
4 - ترجمة الكتب النصرانية إلى لهجات المسلمين المحلية لكى يفهموا هذه الكتب بكل سهولة.
5 - إقامة الكنائس فى أنحاء البلاد الإسلامية.
6 - تشجيع الفتيات النصرانيات على الزواج من أبناء المسلمين.
7 - تشج؛ يع النصرانيين على الزاوج من المسلمات الجاهلات.
3 - الغزو الثقافى:
بينما كان مجلس الكنائس الفلبينية يشن حملات تبشيرية مكثفة على المسلمين متعاونا مع منظمة الكنائس العالمية، تقوم حكومة الفلبين بغزو المسلمين غزوا ثقافيا، فقامت مدارسها ومعاهدها وجامعتها العلمانية التى لها طابع نصرانى صليبى وسط مجتمعات الإسلامية فى بلاد مورو وأجبرت المسلمين من إدخال أولادهم فى هذه المدارس وإلحاقهم بالمعاهد والجامعات التى تدرس فى جميع مراحلها الدراسية كتب معادية للإسلام ومليئة بالسخرية بالمسلمين وبصورة مشوهة للمسلمين.
والطلبة المسلمون والمسلمات مكلفون بالإشتراك فى الأعياد النصرانية وأعياد رأس السنة الميلادية وبتبادل الهدايا فى هذه المناسبة كما يفعله النصارى كما أنهم مكلفون بالرقص بين الذكور والإناث , والذين يترددون منهم للإقدام على هذه الفواحش يتهمون بالتأخر والتعصب ويسخر بهم , وهناك ألوان كثيرة من الغزو الثقافى والإجتماعى التى لا يتسع المقام لذكرها هنا.
4 - نشر الفساد والإفساد:
عندما أدركت الفلبين أن الأساليب السابقة (الإستيطان والتبشير والغزو الثقافى) لم تؤثر كثيرا على المسلمين ولم تغير الطابع الإسلامي فى بلاد مورو استخدمت أسلوبا آخر وهو نشر الفساد والإفساد. فأقامت الكبارهات والملاهى الليلية وبيوت الدعارة ومحالات شرب الخمور والمخدرات فى بلاد المسلمين , وقد لجأت الفلبين إلى هذه؛العملية بعد أن اعترف رجال الإرساليات والتبشير بأن خطتهم لتنصير المسلمين باءت بالفشل الذريع رغم الأموال الطائلة التى أنفقوها فى هذه المهمة القذرة ورغم جهودهم المتواصلة حيث وجدوا أن المسلمين ازدادوا تمسكا بدينهم.
وقد دفعتهم المحاولات لتنصيرهم إلى القيام بنشر الوعى الإسلامى وبنشاطات إسلامية مختلقة للحفاظ على عقيدتهم وتطورات هذه النشاطات إلى القيام بحركة إسلامية منظمة وانتشر الوعى الإسلامى فى أنحاء البلاد وبدلا من أن يتحول المسلمون إلى نصارى فإن عددا من النصرانيين هم الذين اعتنقوا الإسلام بحب ورضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن أدركت الفلبين أن المهمة التى كلفها لها الإستعمال بتحقيقها لم تتحقق وأن جميع الأساليب التى استخدمت لهذا الغرض لم تنجح , لجأت إلى أسلوب آخر وهو الإرهاب والعنف ومن هذا ظهرت المنظمة النصرانية الإرهابية المعروفة بـ (إلاجا) بمعنى الفأر.
منظمة إيلاجا:
قام بتكوين هذه المنظمة زعماء النصارى السياسيون والعسكريون المستوطنون فى بلاد المسلمين وبدأت نشاطاتهم الإرهابية فى عام 1970م فقام أعضاؤها بإغتيال الأفراد من المسلمين ثم بالهجوم على العائلات المسلمة ثم تطور الأمر إلى الهجوم على القرى الإسلامية ولم يكتفوا بذلك بل تجاوزوا هذا الحد إلى إحراق بيوت المسلمين ومساجدهم ومدارسهم وكتبهم الإسلامية ومثلوا القتلى. وكان معظم ضحاياهم النساء والأطفال وكبار السن من المسلمين.
وأدرك المسلمون أن مهمة هؤلاء ليس مجرد إغتصاب أراضى المسلمين ونشر الفساد فى بلادهم وإنما هو القضاء عليهم وعلى معالم دينهم , فجمع المسلمون قواهم بقيادة الدعاة إلى الله الذين كانوا يعملون فى حقل الدعوة الإسلامية فى ذلك الوقت بعد أن اكتسبوا خبرات فى هذا المجال أثناء دراستهم فى البلاد الإسلامية والعربية وفى مقدمتهم قائدهم الأستاذ سلامات هاشم وهو خريج جامعة الأزهر الشريف وحصل درجة الماجستر فى نفس الجامعة , وقد استطاع العاملون فى حقل الدعوة الإسلامية أن يجمعوا شمل المسلمين وأن يضموا قواهم لمواجهة العدوان وأن يجندوا عددا من الشباب المسلم لمواجهة العمليات الإرهابية , وحققوا انتصارا على المنظمة الإرهابية النصرانية ولكن فوجئوا بوقوف القوات المسلحة الفلبينية المتواجدة فى بلاد مورو بجانب المنظمة النصرانية الإرهابية واشتد القتال بين المسلمين من حهة وبين المنظمة النصرانية الإرهابية والقوات المسلحة الفلبينية من جهة أخرى , ولما انتشر القتال فى كثير من المناطق الإسلامية أعلن رئيس الفلبين فى ذلك الوقت فيرديناند ماركوس فرض الأحكام العرفية على البلاد وذلك فى 21 سبتمبر 1972م.
ومن ثم شنت القوات المسلحة الفلبينية هجوما شاملا على الجنوب الإسلامى مستخدمة فى ذلك الوقت قواتها البرية والبحرية والجوية ليست قواتها فى بلاد مورو فقط بل اشتركت قواتها فى أنحاء الفلبين , حيث قد انتشر فى الجنوب الإسلامى أكثر من ثلثين تقريبا من القوات المسلحة الفلبينية لحرب المسلمين.
وكان رد فعل مسلمى مورو إزاء هذا العدوان الغاشم إعلان الجهاد فى سبيل الله والنفير العام ومن هنا بدأت الحرب الواسعة بين المسلمين وحكومة الفلبين وتستمر حتى الآن.
مجاهدو جبهة تحرير مورو الإسلامية بقيادة الأستاذ سلامات هاشم يتصدون للعدوان الصليبى:
إن مجاهدى جبهة تحرير مورو الإسلامية ما زالوا فى جهاد على قلة العدة والعتاد من أجل إعلاء كلمة الله وإقامة حكمه والإنتصار للإسلام ويتصدون للمعتدين , ويصمدون أمام القوات المسلحة الفلبينية المزودة بالأسلحة الحربية الحديثة من قبل أكبر دولة إستعمارية فى العالم.
سبب هجوم القوات الفلبينية على المسلمين:
وبالإختصار أن سبب هجوم القوات المسلحة الفلبينية الصليبية على المسلمين هو عدم نجاح أساليب التبشير والغزو الثقافى وجميع التدابير لتحويل المسلمين إلى نصارى والقضاء على الإسلام ومحو هوية مسلمى مورو فلجأوا إلى العنف والإرهاب.
سبب حرب الفلبين على الإسلام والمسلمين:
أما سبب حرب الفلبين على الإسلام والمسلمين فإنها مكلفة بهذا الأمر من قبل سادتها المستعمرين وأن العمل على القضاء على الإسلام والمسلمين فى المنطقة هو الثمن الذى تدفعه الفلبين لسادتها المستعمرين مقابل منحها الإستقلال مع ضم بلاد المسلمين إليها.
أما سبب قيام السلطات النصرانية الصليبية بقتل المسلمين الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن والعاجزين فهو عداوتهم العمياء وحقدهم وكراهيتهم الشديدة للإسلام والمسلمين , وصدق الله العظيم إذ يقول: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ... الآية} البقرة: 120 ويقول جل شأنه: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ... الآية} البقرة: 217.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تجلت معانى هذه الآيات الكريمة بوضوح فقد لمسنا كراهية هؤلاء الكفرة للإسلام والمسلمين ونواياهم السيئة وتأكدنا أنهم لا يمكن أن يتعايشوا مع المسلمين وخاصة إذا كانت السلطة فى أيديهم فيستخدمون هذه السلطة لاضطهاد المسلمين والإساءة إليهم ولا فرق ذلك بين حاكم وآخر ولا بين إدارة و أخرى وإن الحكام الفلبينيين والنصرانيين كلهم متفقون على تنفيذ المخطط الإستعمارى للقضاء على الإسلام والمسلمين وقد يختلفون فى أسلوب الحكم فمنهم من كان دكتاتوريا مثل الرئيس المخلوع ماركوس ومنهم من يدعى الديمقراطية مثل المرأة التى ترأس الفلبين حاليا ولكنهم جميعا متفقون على العمل والقضاء على الإسلام والمسلمين معنويا أو جسميا , لذلك لا بد من استمرار الجهاد ولا بد من حصول المسلمين على استقلالهم.
وأما وضع الجهاد فى منطقة مورو بجنوب الفلبين فى هذه الأيام فهو مشجع والدلائل تشير إلى أن المستقبل للحركة الإسلامية التى يقودها العلماء والمشايخ إن شاء الله تعالى ومجاهدو جبهة تحرير مورو الأسلامية يسيطرون الآن على كثير من المناطق الجنوبية وأقاموا حكومتهم الموازية لحكومة العدو.
وفى هذه الأيام يسود البلاد هدوء نسبى مع حدوث اشتباكات متقطعة بين مجاهدى جبهة تحرير مورو الأسلامية وبين جنود القوات المسلحة الفلبينية الصليبية , والسبب فى هذا الهدوء النسبى أن الحروب وصلت إلى مرحلتها الثانية وهى مرحلة جمع القوى استعدادا لجولة أخرى من المعركة كما يقوله الخبراء فى هذا المجال , وهذا ما يحدث فعلا , وهذه أخطر مراحل الحرب لأنها هى المرحلة الحاسمة.
إننا فى هذه الفترة نعد مجاهدينا وشعبنا روحيا وماديا نعد لعدونا ما استطعنا من قوة بجانب القيام بالعمليات الجهادية المحدودة استعدادا لجولة أخرى من المعركة, وقد اكتسبنا خبرات فى معاركنا الطويلة وقد تحسن أمر الجهاد بعون الله تعالى وسوف يزداد تحسنه فى المستقبل القريب إن شاء الله ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز.
والأمل فى تحقيق النصر تمهيدا لإقامة حكومة إسلامية مستقلة وذات سيادة فى المنقطة كبير جدا إن شاء الله تعالى وخاصة إذا تلقى المجاهدون الصادقون الحقيقيون دعما ماديا كافيا من إخوانهم فى العقيدة فهم فى حاجة شديدة إلى الدعم المادى والمعنوى.
وبالإضافة إلى ما ذكر فإن جبهة تحرير مورو الإسلامية التى تقود الدعوة الإسلامية والجهاد الإسلامى فى المنطقة بحاجة شديدة إلى المساعدات المادية للإنفاق على معاهدها ومدارسها الإسلامية ومشاريعها المختلفة التى أقامتها لصالح المسلمين جميعا فى المنطقة علما بأن الجبهة الإسلامية أقامت أربعمائة وخمسوين معهدا ومدرسة إسلامية بما فيها مدارس تعليم القرآن الكريم وتحفيظه كما أقامت عددا من المشاريع الزراعية وغيرها.
وإنها بحاجة أيضا إلى مساعدات فى إقامة مساجد للمسلمين فى المنطقة وخاصة المسلمين الجدد. ولكن حاجتها إلى الأسلحة والذخائر هى فوق كل حاجاتها لأن المساجد والمدارس والمشاريع لا تنفع فى هذه البلاد من غير أسلحة للدفاع عنها لأن هذه الأمور هى من ضمن أهداف الأعداء لعلمهم بأنها هى مصادر قوة المسلمين.
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وآخر دعوان أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 01:12]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحاذق ..
هذه سنّة حسنة حميدة ..
أن نتناقل أخبار إخواننا
حيثما كانوا .. كما قال الشاعر
فحيثما ذكر اسم الله في بلد
عددت ذاك الحمى من لبّ أوطاني
فبارك الله فيك
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 01:05]ـ
بارك الله فيك يا اخي ولاكن هل هناك موقع خاص باخبارهم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 01:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم: لست أدري ما أقول!! فقد دمعت عيناي وأنا أقرأ هذا الموضوع .. كان الله في عونهم(/)
تلاعب الحكومة الفلبينية بقضية شعب مورو المسلم المظلوم!
ـ[محمد الحاذق]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 01:13]ـ
تلاعب الحكومة الفلبينية بقضية شعب مورو المسلم المظلوم!
تعد قضية شعب مورو المسلم في جنوب الفلبين من القضايا الإسلامية التي تجاهلها العالم الإسلامي؛ مم يهيئ للحكومة الفلبينية التلاعب بها، فعاني الشعب بأجمعه أنواعًا من الظلم والإبادة وغيرهما، والذي كان آخره الحرب الضارية في الوقت الراهن في مناطق شاسعة للمسلمين بـ\"منداناو\"، وذلك بعد فشل المفاوضة بين الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية التي تمثل كبرى حركات مسلحة إسلامية في المنطقة، والتي كان من المفترض أن تتم مراسم التوقيع النهائي للاتفاق بين الجانبين بماليزيا في الخامس من شهر أغسطس من العام الجاري.
إن مفاوضات السلام بين الجانبين بدأت منذ عام 1997م وبالفعل توصلا إلى بنود مبرمة تمثل مبدأ أساسيًّا في الاتفاقيات اللاحقة يوصل الجانبين إلى حلٍّ عادلٍ نهائي سلمي، وكانت من بين البنود المبرمة ألا يتقيد الدستور الفلبيني لنزاع مسلح بين الجانبين منذ أربعة عقود ثم وضع على حيز التنفيذ ليعلن الجانبان الهدنة في عام 1998م إلا أن الخروقات من قبل الحكومية تكررت ففي عام 2000م فوجئت الجبهة الإسلامية بحرب شاملة تبناها رئيس الفلبيني المخلوع جوزيف إسترادا ضدها؛ مما أدَّت إلى انهيار المفاوضات وسيطرة القوات المسلحة الفلبينية على معسكر أبي بكر الصديق أكبر معاقل الجبهة وباقي معسكراتها.
وبصفة الجبهة الإسلامية حركة مقاومة تعتمد دائمًا على أسلوب الكر والفر فلجأت إليها من جديد وتخلت عن باقي المعسكرات فسرعان ما أعلنت الحكومة وقف إطلاق النار بعد خسران فادحة؛ حيث سقط نحو ألفي قتيل في صفوفها خلال أشهر وتدمير عددٍ كبيرٍ من عتادها الحربية وتأثيرها سلبيًّا في اقتصاديتها بينما استشهد حوالي 150 من مقاتلي الجبهة الإسلامية
ثم عاد الجانبان إلى طاولة المفاوضات بعد إصرار الحكومة عليها وقبول شرط من الجبهة الإسلامية بأن تكون المفاوضات خارج البلاد مع مشاركة طرف ثالث، وواصل بالفعل الجانبان المسار نحو عملية السلام.
ثم في صبيحة الحادي عشر من فبراير سنة 2003م توترت غائمة السحاب من جديد بعد هجمات من القوات المسلحة الفلبينية نتيجة حرب شاملة أعلنتها الرئيسة الفلبينية غلوريا أرويو ضد الجبهة الإسلامية ببوليوك (كوتاواتو الشمالية) وكان الزعيم الشهيد الشيخ سلامات هاشم (تغمده الله بواسع رحمته) يلقي خطبة العيد الأضحى المبارك إذ قصفوا بالصواريخ والمدافع الثقيلة، واستمرت خلال الأشهر التالية وسقطت من خلالها عدد كبير من القتلى في صفوف الجيش الحكومي وعشرات من الشهداء في الجبهة الإسلامية. ثم عادت الجبهة الإسلامية إلى طاولة المفاوضات استجابة لإصرار ماليزي بعد إقناع رئيسة الفلبين على الأخير بضرورة عودة الجبهة إلى مائدة المفاوضات، فجددت الجبهة الإسلامية تأكيد جديتها حول إنهاء القضية سلميًّا بعد عقود من الحرب الدامية.
وفي السادس من فبراير سنة 2004م صرح الحاج مراد إبراهيم- رئيس جبهة تحرير مورو الإسلامية- في حوار له أجري مع مراسل \"الجزيرة\" صهيب جاشم ردًّا على تساؤل تباطؤ المفاوضة قائلاً: \"إن أهم عامل في أي مفاوضات هو إخلاص الجانبين في الوصول إلى التسوية بينهما، وبالنسبة لنا نحن نشعر بأن الحكومة الفلبينية تفتقد الإخلاص في التعامل مع مشكلة مورو ومبدئيًّا تعتبر الحكومة الفلبينية المفاوضات أحيانًا كجزءٍ من جهود مكافحة التمرد التي تستهدف القضاء على نضال شعب مورو، نحن نشعر بأنهم غير راغبين حقًّا في الوصول إلى حلٍّ جذري للمشكلة، ولهذا وخلال حالات كثيرة ونحن نتفاوض تهاجمنا القوات الفلبينية للضغط علينا، ولهذا تبدو المفاوضات امتدادًا لمعركة \"منداناو\" يحاولون من خلالها المناورة وعندما لا ينجحون يلجئون لقوة الجيش، وهذه طالما هي المشكلة، ولهذا نسعى دائمًا بدفع طرف ثالث كوسيط من أجل الضغط على الحكومة الفلبينية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أكد الحاج مراد إبراهيم قائلاً: \"نحن نترقب استمرار عملية السلام لأننا نشعر أنه إذا أدركت الحكومة الفلبينية والمجتمع المسلم ضرورة حل المشكلة فإنه من خلال العملية السلمية فقط يمكننا تحقيق شيء ينفع شعب مورو ونحن نأمل مواصلة المحادثات، كما أننا نأمل أن تظهر الحكومة الفلبينية رغبةً وإخلاصًا أكبر في عملية السلام, نحن أيضًا نتطلع إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، كما نتطلع إلى الدول الإسلامية لتلعب دورًا أكثر أهمية وللوصول إلى تسوية سياسية عادلة وحقيقية ودائمة للصراع بشكل يتقبله شعب مورو، ولكن كما قلت لا نستطيع أن نستبعد بشكلٍ كلي المواجهات المسلحة؛ لأنه ما لم تحل المشكلة نهائيًّا فإنه لا يمكننا القول بأنه لن تحصل هناك مواجهات\".
وبعد ذلك التباطؤ من قبل الحكومة وجدية الجبهة الإسلامية رغم الخروقات من قبل طرف آخر سالف الذكر هل من الإنصاف أن نحمل الجبهة المسئولية عما دارت في الوقت الراهن، وهو قتل الأبرياء من الأطفال والعجائز وتشريد مئات الآلاف من المدنيين بحجة أنه مسئول عن نزع فتيل الحرب؟ أم أن ذلك تلاعب دون مبرر نشأ من انعدام الأخلاق؟ وهل من المنطق أن يكون دفاع المسلمين عن أنفسهم جرَّاء الحروب ضد حقهم مبررًا لتسليح المدنيين- إن صحَّ التعبير- المستوطنين إحياءً على منظمة \"إلاجا\" التي لطخت أيديها بدماء عشرات الآلاف من المسلمين المدنيين الأبرياء لتكون المذابح الجماعية التي ترتكب على رؤوس الأشهاد شرعية؟ أم أن ذلك اعتراف لهم على وحشية التي كانوا ولا يزالون عليها؟ أو اعتراف لهم على أن جميع مدنهم في الجنوب الآن مبنية على أنقاض جالية إسلامية؟ وكل ذلك إن يكن واردًا فإنه راجع إلى نسيان عالم إسلامي على هذه القضية المنسية.
وبالفعل توصَّل الطرفان إلى ما يوصل إلى الغاية أطلق عليه بمذكرةِ المشروع حول ممتلكات التاريخية في 28 من شهر يوليو من العام الجاري بالعاصمة الماليزية ووقع بينهما بالتوقيع الأوَّلي من قبل كبيري المفاوضين من الطرفين وبحضور الوسيط الماليزي داتوك عثمان عبد الرزاق؛ تمهيدًا على عقد مراسم التوقيع عليها في الخامس من شهر أغسطس من العام الجاري فتدخلت أثناءه المحكمة العليا الفلبينية بإيقافه بدعوى مقدمة من السياسيين المسيحيين المستوطنين في بعض المناطق التي تشمل عليه الاتفاق، وهو توسيع الحكم الذاتي الذي تتمتع به الأقلية المسلمة سياسية واقتصادية واجتماعية متهمين بعدم دستوريته وعدم عقد استطلاع رأي من أهالي المناطق المذكورة، وبالرغم من أنه قد نصت بنود الاتفاق بأن استطلاع الرأي يعقبه سنة من تاريخ ذلك التوقيع المقرر.
وأتساءل أين هذا الحق المقرر وهو استطلاع الرأي للمسلمين عندما قسموا محافظة كوتاواتو (وسط منداناو) إلى خمس محافظات في الثمانينيات تمهيدًا على احتلالها من قبل المستوطنين؟!!
وبالفعل اندلعت معارك ضارية إثر ذلك الإيقاف من المحكمة العليا بين الجانبين في مناطق شاسعة جرَّاء هجوم ميليشيات حكومية بدعوى قيام الثأر ضد المسلمين بحجة احتلال قوات الجبهة مناطق المستوطنين مع أن الحق أن ذلك المقاتلين من الجبهة أنفسهم من أهل المنطقة التي تدَّعي هؤلاء، ذلك الهجوم مورس رغم وجود فريق مراقبة السلام الدولي وغيره من منظمات غير حكومية، فلا خيار أمام مقاتلي الجبهة الإسلامية سوى المقاومة دفاعًا عن أنفسهم.
هذه الحقيقة رفضت الحكومة تحمل مسئوليتها عنه بل قامت بقلب الحقائق ولصق التهمة ضد بعض مقاتلي الجبهة بالانشقاق وأعلنت أن الهجوم القائم ليس ضد الجبهة نفسها بل على المنشقين منها وأنه لا يتوقف رغم حلول شهر رمضان المبارك ثم اكتفت بالإعلان عن تخفيفها، وهكذا قام الإعلام ولم يقعد في نشر هذه الأكاذيب فلا ألوم بعض وكالات الأنباء الدولية بمتابعة الأحداث على هذا النهج حيث ينحصر دورهم في النشر والأخذ عما يرونه من الشاهد العيان.
لكن الجبهة الإسلامية لم تغير موقفها الحل السلمي لنزاع مسلح دامية والتزامها حتى في الوقت الراهن رغم الخروقات وعدم جدية الحكومة، ففي الثامن عشر من سبتمبر من العام الجاري أكد مراد إبراهيم في حوار له أجري مع مراسل الجزيرة بيرونكا فدروزا قائلا \" ما زلنا نعتقد بأن أحسن الخيارات هو العودة في عملية السلام .. نحن لا نريد بأن يكون هناك عراق آخر أو أفغانستان أخرى فى جنوب آسيا، ولابد أن ننشأ السلام في الميدان ... \".
وبالفعل واصلت الحكومة الفلبينية عملياتها العسكرية ضد الجبهة الإسلامية رغم حلول شهر رمضان المبارك، أدت إلى تشريد نحو نصف مليون مدني بناء على آخر تقرير من منظمة الصليب الأحمر, يقضون صيامهم في ملاجئ لا يتوفر لديهم المتطلبات اللازمة في الحياة، وقد أفادت بعض منظمات غير حكومية أن القوات الحكومية تقوم بعرقلة توصيل المساعدات الإنسانية إلى مراكز اللاجئين بل وتقوم بمصادرة المواد الغذائية للمار المسلم من خلال نقاط التفتيش للجيش في حين تتدفق المساعدات إلى مراكز ملاجئ النصارى المستوطنين.
وأسوأ من ذلك ممارسة جريمة القتل من قبل القوات المسلحة الفلبينية بقتل الأطفال والنساء والعجائز الأبرياء فقد قامت الطائرة الحربية التابعة لها بقصف صاروخي ببلدية داتو فيانج في الثامن من رمضان المبارك من العام الجاري وأدى إلى مقتل ستة كلهم من الأطفال وامرأة حامل وأقرت قيادة الجيش الحكومي بمسئوليتها عنه، وفي الثاني عشر من رمضان من العام قاموا بهجوم المصلين أثناء أداء فريضة الجمعة في محافظة سَارَانجْغَانِي؛ مما أدى إلى عدم إتمام الصلاة والقتل ووقوع الجرحى.
هذه الجرائم التي تمارس في حق المسلمين، ألا يستحق لكل مسلم أن يناصر في سبيل إعلانه على أنحاء المعمورة؟ إذا لم تستطع فبالقلب فإنه أضعف الإيمان؟ فلا تنسوا إخوانكم من صالح دعائكم أن يفرج عليهم من كل هذه الهموم والمحن ?; [وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد] \" البروج 8\".(/)
تراث ابن تيمية .. القبول والشغب د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
ـ[الهاجرية]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 02:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تراث ابن تيمية .. القبول والشغب
تتابع البلاء على ابن تيمية وعلى تلاميذه ومؤلفاته؛ فكان إظهار مؤلفاته آنذاك يوجب العقوبة والسجن، كما كشف عن ذلك تلميذه ابن عبد الهادي قائلاً: (لَمَّا حُبس - ابن تيمية - تفرَّق أتباعه، وتفرَّقت كتبه، وخَوَّفوا أصحابه من أن يُظْهروا كتبه، وذهب كل أحد بما عنده وأخفاه، ولم يُظْهروا كتبه، فبقي هذا يهرب بما عنده، وهذا يبيعه أو يهبه، وهذا يخفيه ويودعه، حتى إن منهم من تُسرق كتبه فلا يستطيع أن يطلبها، ولا يقدر على تخليصها) [1].
ولم يقف العناء والأذى على مجرد إظهار مصنفات ابن تيمية، بل امتدَّ الخوف إلى مجرد تدوين أسماء مصنفاته، حيث جاء في رسالة وجَّهها عبد الله بن حامد - أحد علماء الشافعية - إلى ابن رُشَيِّق في رثاء ابن تيمية، إذ يقول ابن حامد: (والله ما كتبتها إلا وأدمعي تتساقط عند ذكره أسفاً على فراقه، وعدم ملاقاته ... لكن لما سبق الوعد الكريم منكم بإنفاذ فهرست مصنفات الشيخ، وتأخّر ذلك عني، وأعتقد أن الإضراب عن ذلك نوع تقية، أو لعذر لا يسعني السؤال عنه؛ فسكتُّ عن الطلب، خشية أن يلحق أحداً ضررٌ - والعياذ بالله - بسببي .. ) [2].
وتكالب أهل البدع والأهواء على عداوته والحط منه؛ سواء كانوا من الروافض أو المتصوفة أو المتكلمين ونحوهم، بل بلغ بهم النَّزَق والحمق إلى تكفيره وتضليله؛ فالحصني - مثلاً - يجاهر بتكفير ابن تيمية، وأسوأ من ذلك العلاء البخاري الذي يكفِّر من سمَّى ابن تيمية شيخَ الإسلام!
ولحق - في ذيل تلك القافلة المتعثرة - شرذمة من المتساقطين المنتكسين في هذا الزمان؛ إذ تتابع نعيقهم وشغبهم، فأحدهم يهذي قائلاً: إن ابن تيمية مرَّ بأزمة روحية. ثم اختلق «الممسوخ» كذبة صلعاء وافترى على ابن تيمية قائلاً: (إن جميع الكفار سيغادرون النار إلى جنة الخلود!) [3].
وأما الآخر فكان مراوغاً فتارةً يتهم ابن تيمية بالتشدد؛ لأن عبارة: (يُستتاب فإن تاب وإلا قُتل) تكررت في عدة مواطن من مؤلفاته! وتارةً ينتقل هذا المتلوِّن إلى نقيض ذلك فيكتب عن التعددية عند ابن تيمية [4].
وثالثٌ من أُغَيْلِمَة الصحافة يطعن في موقف ابن تيمية من الفلسفة، ويتهافت في الدفاع عن الفلسفة ويتدثر في لمزه وهمزه بالعُجْمة والغموض ... (فابن تيمية يُغيِّب الأيديولوجي في ثنايا النظر الابستمولوجي!) [5].
وفي غمرة هذه الأحوال الحالكة، والشغب المتلاحق؛ تتحقق الفراسة الإيمانية التي سطَّرها الشيخ أحمد بن مُرِّي - بعد وفاة ابن تيمية -: (والله - إن شاء الله - ليقيمنَّ الله - سبحانه - لنصر هذا الكلام ونشره وتدوينه وتفهمه واستخراج مقاصده واستحسان عجائبه وغرائبه؛ رجالاً هم الآن في أصلاب آبائهم) [6].
(وقد برَّت يمين ابن مُرِّي - بحمد الله ومنّته - فقام الشيخ عبد الرحمن بن قاسم (ت 1392هـ) بمساعدة ابنه محمد (ت 1421هـ) بعد نحو ستة قرون؛ بهذه المهمة الجليلة في (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية). وهذا المجموع غُرَّة في جبين الدهر، زينة لأهل الإسلام، لسان صدق للعلماء، عمدة للباحثين، نفع الله به أقواماً بعد آخرين، وقد انتشر في العالمين انتشار العافية، وكتب الله له من القبول والانتشار ما يعزّ نظيره في جهود المتأخرين، فالحمد لله رب العالمين) [7].
وحَفَل هذا العصر بإصدار موسوعات ومطولات ورسائل متعددة لابن تيمية، مثل: الفتاوى الكبرى، وجامع الرسائل (ت: محمد رشاد سالم)، والدرء، ومنهاج السُّنّة النبوية (ت: محمد رشاد سالم)، والمجموعة العلية (ت: هشام الصيني)، وجامع المسائل (ت: عزير شمس، وعلي العمران)، وغيرها كثير جداً. ولا يزال أهل الإسلام والسنة (يَرِدون من بحره العذب النمير، يرتعون من فضله في روضة وغدير) [8].
وقد حظيت هذه المؤلفات بالانتشار والاحتفاء والقبول ما لم يتحقق لغيرها، ولا يزال هذا الإبريز [9] يزداد تألقاً ولمعاناً مع مرور الأيام، وأضحى هذا التراث مورداً للباحثين في شتى العلوم الشرعية والتاريخية والتربوية ... بل إن جملة من المفكرين البارزين أظهروا انبهارهم بابن تيمية وتراثه، مثل: محمد عمارة في كتابه (رفع الملام)، وأبو يعرب المرزوقي وغيرهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أجلب الجناة بخيلهم ورَجِلِهم، وتكالبوا على مؤلفات ابن تيمية بشتى أنواع الكيد والمكر؛ فكذبوا عليه وزوَّروا، وخوَّفوا وحذَّروا، بل كفَّروا وحرَّقوا مؤلفاته! لكن خاب سعيهم، وتعثَّر شأنهم، فلا تزال هذه المؤلفات ملء السمع والبصر، قد حفظها الله تعالى، وبارك فيها؛ إذ هي مما يُبتغى به وجه الله؛ إذ ما كان لله فهو ينفع ويدوم [10]. وقال ابن عبد الهادي - في شأن هذا الحفظ الرباني -: (ولقد رأيت من خَرْق العادة في حفظ كتبه وجمعها وإصلاح ما فَسَد منها، وردّ ما ذهب منها ما لو ذكرته لكان عجباً، يعلم به كل مصنف أن لله عناية به وبكلامه؛ لأنه يذبّ عن سُنة نبيه # تحريفَ الغالين وانتحالَ المبطلين وتأويلَ الجاهلين) [11].
وما أجمل ما قاله بهاء الدين السبكي: (والله يا فلان! ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى؛ فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصدّه هواه عن الحق بعد معرفته به) [12].
ومع نفاسة هذا التراث وما يحويه من التحقيق البديع، والعمق والرسوخ، والسعة والشمول، وحسن الترتيب، وجزالة الأسلوب؛ إلا أن بعض متسنّنة هذا العصر قد زهدوا في هذا التراث، وفتروا عن تحصيل العلوم الشرعية، وشُغفوا بما استجد من معارف حادثة بما يسمى (البرمجة العصبية) و (تطوير الذات) و (تفجير الطاقات) ... !
إن عموم جيل الصحوة الإسلامية يحتاج إلى تقريب وتيسير لهذا التراث، إضافة إلى أن العبارات المتشابهة التي يشغِّب بها أهل الأهواء فإنها تُرَدّ إلى عباراته وتقريراته المُحْكَمة البيّنة، كما يُحتفى بإبراز ما تحويه هذه المصنفات من تقعيد متين، وتأصيل فريد للعلوم الشرعية، وما تتضمنه من فقه للمقاصد وتحقيق لسدِّ الذرائع، ومعالجة للنوازل والمستجدات، ودراية بأحوال النفوس وأدوائها. وبالله التوفيق. منقول
[1] العقود الدرية، ص 48.
[2] العقود الدرية، ص 344؛ باختصار.
[3] موقع إيلاف، 22/ 7/2007م.
[4] جريدة الوطن، 13/ 7/2002م.
[5] جريدة المحايد، 29/ 1/2002م.
[6] الجامع لسيرة ابن تيمية، ص 102.
[7] المداخل لآثار ابن تيمية، لبكر أبو زيد، ص 2.
[8] الدرر الكامنة لابن حجر، (1/ 167).
[9] الإبريز: الذهب الخالص
[10] انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 329).
[11] العقود الدرية، ص 48.
[12] الردّ الوافع، لابن ناصر الدين، ص 99.
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 03:50]ـ
المشكلة اليوم تأتي من جانب آخر أيضا في التكتم على أجزاء حيوية خطيرة من تراث الإمام؟! و العجب أن هذا الجانب هو من يظهر للناس مناصرا لهذا التراث!؟!
ـ[الهاجرية]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 06:04]ـ
المشكلة اليوم تأتي من جانب آخر أيضا في التكتم على أجزاء حيوية خطيرة من تراث الإمام؟! و العجب أن هذا الجانب هو من يظهر للناس مناصرا لهذا التراث!؟!
كلام عجيب!!(/)
يلقى بالمسلمين في البحر قسرا لعن الله عبيد بوذا
ـ[عبدالله الكناني]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 04:36]ـ
(لُجينيات) كشفت منظمات حقوقية غربية عن قيام تايلند باعتقال زهاء ألف لاجئ مسلم في إحدى الجزر النائية في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي وإلقائهم في البحر عبر قارب مزدحم يحمل قليلا من الزاد.
ونقل مراسل صحيفة كرستيان ساينس مونيتور الأميركية في بانكوك عن مصادر حقوقية وهندية مسؤولة القول إن المئات من مسلمي ميانمار فقدوا أو ماتوا بعد أن أجبرتهم القوات التايلندية على ركوب قوارب بدون محركات وألقت بهم في المياه الدولية.
وتفسر عملية الطرد تلك مخاوف النظام العسكري في تايلند تجاه المسلمين الذين يرى فيهم تهديدا أمنيا حسب ما ذكرته الصحيفة الأميركية.
ونقلت منظمة حقوق المهاجرين عن بعض الناجين قولهم إن نحو ألف شخص قد اعتقلوا في جزيرة نائية قبل جرهم إلى البحر ووضعهم في زورقين مع القليل من الطعام والماء.
وتمكنت البحرية الإندونيسية من إنقاذ عدد من ركاب أحد الزورقين، ونزل آخرون قرب جزر أندامان في وسط المحيط الهندي, وأبلغ ركاب القارب السلطات الهندية أن أكثر من 300 شخص قفزوا في البحر في محاولة للسباحة إلى الشاطئ بعد أن جنح بهم القارب.
وتظهر الصور اللاجئين في جزيرة تايلند وهم مصطفّون وتعلوهم الأوساخ ولا يرتدون إلا ما يستر عوراتهم، ويجلس حولهم الجنود على الأرض.
وفي إشارة أخرى أظهرت صور استطاع بعض السياح الأجانب التقاطها لاجئين مقيدين على الشاطئ.
ويقول الجيش التايلندي إن مسلمي الروهغنا يسافرون دائما إلى ماليزيا عبر تايلند بحثا عن العمل أو اللجوء السياسي.
وأعلنت وزارة الخارجية التايلندية أن الحكومة تجري تحقيقا في تقارير حول قيام مسؤولي الحدود بجمع عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين من بنغلاديش.
ونفى قائد البحرية الملكية التايلندية الأدميرال كامثورن فومهير إساءة معاملة المهاجرين الذين يتم اعتراضهم وذلك بعد نشر صور لمسلمي ميانمار المعتقلين بعد إجبارهم على الانبطاح أرضا على أحد الشواطئ التايلندية.
المصدر: الصحافة الأميركية
http://www.lojainiat.com/?action=dnews&mid=10233(/)
"ضربونا وهددونا بوقف العلاج إذا لم نكشف أسرار المقاومة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 05:20]ـ
اللواء عمر سليمان: مدير المخابرات المصرية
أبلغ جرحى فلسطينيون تلقوا العلاج في مشاف مصرية وعادوا إلى قطاع غزة أن قوى الأمن هناك حققت مع بعضهم، وطالبتهم بمعلومات عن أماكن تصنيع الصواريخ وكيفية تهريب الأسلحة إلى القطاع.
وقال عدد من الجرحى إن القوى الأمنية المصرية حققت في المشافي مع عدد منهم بشكل عنيف، وهددت الرافضين للتحقيق بالملاحقة وعدم السماح لهم بإكمال العلاج في المشافي المصرية.
وأوضح المصابون أنهم بعد أن تماثلوا جزئيا للشفاء خضعوا للاستجواب من قوى الأمن المصرية الذين طلبوا منهم الإدلاء بمعلومات عن المقاومة، كما طالبوهم بعدم العودة لمساعدة حماس.
وقال أحد الذين بقوا للعلاج في مصر إن قوى الأمن طلبت منه إبلاغ المقاومة في غزة بأن القاهرة لن تسمح لهم بتهريب السلاح إلى غزة، ولن تسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها من جديد.
وأوضح الجريح أنه فور تعافيه من الإصابة طلب منه الطبيب الانتظار في غرفة جانبية بالمشفى، ومن ثم جاء إليه محققون من المخابرات وتعهدوا له ببقاء ما يدلي به من معلومات طي الكتمان.
وأضاف "سألوني عن المقاومة وكيف تخزن أسلحتها وكم يمكن أن تصمد فصائل المقاومة في غزة في وجه إسرائيل، مشيرا إلى أنهم طلبوا منه معلومات عن حركة حماس وقياداتها "المختفية".
وقال أيضا إنه في البداية كان التعامل معه "لطيفا للغاية"، لكنه حين أنكر معرفته بالمقاومة ضربه أحد المحققين على مكان الجرح، وقال له "لا تكذب أنت من حماس وكتائب القسام، ويجب أن تتحدث وإلا، فلن نسمح لك بإكمال العلاج وسنرميك كالكلاب
منقول عن الجزيرة نت
__________________
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 05:22]ـ
اسم عمر سليمان مكتوب لانه كان فيه صورة فوقه فقط(/)
.. وأن نقول الحق ولا نخاف في الله لومة لائم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 07:01]ـ
في حديث عبادة بن الصامت مبايعة الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم على ألا ينازع الأمر أهله، وكذلك أن يقوموا أو يقولوا بالحق، لا يخافون في الله لومة لائم.
عندما يؤخذ على بعض العلماء صمتهم المطبق وفي أحسن الأحوال التصريح بفتاوى لا تتجاوز ما تقذف به جامعة الدول العربية من النتن المعتاد: استنكرنا، نشجب، عمل إجرامي ... الخ، وما أشبه ذلك من الكلام الذي تقره فطرة الدهماء من الناس مما لا حاجة إلى الإشارة إليه فضلاً عن التصريح به، عندما يؤخذ على بعض العلماء ذلك - دون تجريح ولا شتم ولا غيبة ولا همز ولمز - كممارسة عملية حقيقية للحديث الشريف (قول الحق لوجه الله، بلا خوف)، فما العيب في هذا؟ ما المشكلة؟ فإني شخصياً أراه ومن واجب النصيحة (الدين النصيحة: لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم). ولكني لا زلت اصطدم في كل مرة بمن يغلق الحجاب على العلماء بإحكام، حتى لا يسمعوا هم ولا يسمع العلماء رأي الناس فيهم (وفي الناس عقلاء وحكماء كثر ربما أكثر من حكمة بعض العلماء، فرب حامل فقه ليس بفقيه)، ويُرمى من دون العلماء بالسفه و الجهل بالشرع و عدم فهم الواقع، فمتى كانت أمة الإسلام عبارة عن نخبة قليلة جداً، تمثل النصف، ومئات الآلاف جهلة سوقة لا علم ولا فهم، عبارة عن النصف الآخر؟ أهذا تصور لمجتمع صحي متوازن؟ أليس تصوراً مجحفاً هاضماً يغني عن تفنيده معايشة أصناف الناس عن كثب؟ والكلام يطول.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 07:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم:
ولم لا تحاول الاتصال بهم وحثهم؟! او على الاقل مراستهم؟!
اليست هذه وسائل شرعية معطلة لا نفكر حتى في مجرد الحديث عنها فضلا عن تفعيلها والقيام بها
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 08:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم:
ولم لا تحاول الاتصال بهم وحثهم؟! او على الاقل مراستهم؟!
اليست هذه وسائل شرعية معطلة لا نفكر حتى في مجرد الحديث عنها فضلا عن تفعيلها والقيام بها
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم نحاول، بل فعلنا، ولكني استحي - بل أخشى - أن اذكر الواقع الذي اصطدمنا به.
من أجل هذا كتبنا ما كتبنا.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 01:23]ـ
أحسنت و اجدت شيخنا الكريم
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 06:36]ـ
جزاك الله خيرا.
للأسف هؤلاء يثبتون العصمة للعلماء بلسان حالهم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 11:23]ـ
المصيبة يا سيدي ليست إلا في ضعف توحيد الربوبية .... ضعف اليقين و الإيمان و الزهد و الإحسان!؟؟
" فلذا يكون " العامي " " المتحقق " معلما ل " العلامة " " المحقق "!؟؟!:)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 05:00]ـ
ضعف اليقين و الإيمان و الزهد و الإحسان!؟؟
أسأتم التقدير:) .... هذا ليس مجال ضعف توحيد الربوبية ... و لا مجال ضعف توحيد الألوهية .. بل هذا الميدان هو مجال المعركة بين أهل السنة والمرجئة و الخوارج و المعتزلة ... هذا الميدان هو المختبر التحليلي الذي تمزج فيه مقادير التوحيدين و الايمانين و على حسب صحة مقادير المزج تنتج القوة أو الضعف فيهما معا .... فهل تعتقد أنها مجرد صدفة أن يكون هذا الميدان هو محل أول اختلاف حدث في الأمة؟؟؟:):):)
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 07:54]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد
فلن أكثر الكلام
فلقد رأيتم كما رأيت ما يفعله البعض سواء من طلبة العلم أو ممن لم يطلبوه بعد من قولهم " الواجب على العلماء أن يفعلوا كذا .... "
و الأكثر أدبا منهم يقول
" و ننصح العلماء بفعل كذا و كذا ......... "
فالسؤال
من يخبر من بما يجب؟؟؟؟
نحن أم العلماء!!!!
هذا و الله شيئ عجيب
قال الشيخ السعدي في تفسير قوله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)
{83} {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا}.
هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق. وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهلِ الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك. وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة (1) أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان؟ أم لافيحجم عنه؟
ثم قال تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} أي: في توفيقكم وتأديبكم، وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون، {لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} لأن الإنسان بطبعه ظالم جاهل، فلا تأمره نفسه إلا بالشر. فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به واجتهد في ذلك، لطف به ربه ووفقه لكل خير، وعصمه من الشيطان الرجيم.
انتهى
الله المستعان
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 08:41]ـ
أحسنت أخي الحبيب عبدالله الشهري.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 09:33]ـ
هناك فئة اصطفاها الله واعطاها من العلم مالا يعطي غيرهم
ووقاهم الله شر الوقوع في الخطأ
ولايجوز لأحد ان يخالف رأيهم في شئ لأنهم أعلم منا في كل شئ
وفي نكبات الامة لا يرجع الا لهم وإن سكتوا عن وجوب نصرة الامة
وهي تدك وتقصف من السماء والارض
وقد تكالب الاعداء عليها وحتى مواثيق الامم الكافرة تفتيك بمشروعية المقاومة
فإن سكتوا بعد ذلك ففي سكوتهم* حكمة* لايطالها الواحد منا وفي هذا عمل بالمصالح المرسلة التي لا يعرف كنهها وانى لنا إلا هم
وإن أمروا بالسكوت للتحريض للنصرة وجب ذلك إتباعا لقاعدة *سد الذرائع* التي لايجيد ضوابطها إلا هم
ففي صمتهم عن النصرة *حكمة*
ولتثريهم على المقاومة *فطنة*
وكل مايفعلوه وإن رأيناه خطئا
فهو عين الصواب لم
*لأنهم ينظرون بعين الله *
هذا لسان حال المقدسين لعلماء تثار اسئلة العامة حولهم لم هم عن أحداث الأمة صامتين.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 10:00]ـ
ولايجوز لأحد ان يخالف رأيهم في شئ لأنهم أعلم منا في كل شئ إلا أن يكون عالما مثلهم مشهود له بالعلم والتقوى.
هذا مربط الفرس!! والأصل أن تقيده بعبارة (إلا أن يكون عالما مثلهم مشهود له بالعلم والتقوى) فما رأيك؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 12:03]ـ
جزاك الله خيرا.
للأسف هؤلاء يثبتون العصمة للعلماء بلسان حالهم.
نعم. وقد حصل ذلك من بعض المتقدمين - رحمهم الله - كالشيخ ابن جماعة الكناني الشافعي، حيث ذكر من الأخلاق التي على طالب العلم أن يتحلّى بها مع العالم ما يلي:
(( ... أن ينظره بعين الإجلال، ويعتقد فيه درجة الكمال (!!)، فإن ذلك أقرب إلى نفعه به))
تذكرة السامع والمتكلم، ص 189.
ولا نريد من بعض الإخوة أن يصل إلى هذه الدرجة - عدا الإجلال والاحترام - فيما يتعلق بالعلماء، تأثراً ببعض الأخطاء، كما حصل هاهنا.
وأما قيد أخينا العاصمي حفظه الله في قوله ( .... إلا أن يكون عالما مثلهم مشهود له بالعلم والتقوى)، فلا يخفى أنه لا تشترط العدالة في المجتهد، فلو اجتهد ووصل إلى رأي مختلف فليس له أن يقلّد غيره من العلماء، اللهم إلا أن اعتبرنا حال الآخذين المتلقين كالعامة والمقلدين وطلبة العلم المبتدئين، فإن عليهم أن يأخذوا بعين الاعتبار تقوى العالم واشتهاره بالصلاح، وأما المجتهد نفسه - ولو لم يكن عدلاً - فلا يحيد عما يؤديه إليه اجتهاده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 12:45]ـ
و حتى في حق طالب العلم لا يلزم و للشوكاني رسالة في ذلك رد فيها على هذا و أوصى ان يكون طالب العلم متحررا و ان رأى تناقضا في استاذه فلا يوافقه و ان هذا لا يتناقض مع الأدب و الاجلال الواجبين من التلميذ لأستاذه
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 06:40]ـ
(( ... أن ينظره بعين الإجلال، ويعتقد فيه درجة الكمال (!!)، فإن ذلك أقرب إلى نفعه به))
ما أظن الإمام ابن جماعة يعني ما نحذر منه ... ؟ فربما كان مقصوده الناحية التربوية فحسب! أي دون أن يعني ذلك الاستسلام لحكمه و فتواه ... فإن الفوائد التربوية أوسع بكثير جدا جدا جدا من أمر الفتاوى.
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 06:43]ـ
و إن دعوتم لهذا الفقير العاجز فربما يأتيكم بقطعة من فقه آخر الزمان ... عجيب كعجب آخر الزمان ... شيء ما كأنه هكذا:
" تعالوا بنا إلى التعصب الجميل "
لنرى كيف أن من يتعصب ذلك التعصب الجميل هو أسبق الناس إلى خدمة الدين!!؟؟!! و كمان إشارات!!!!!!!!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 09:32]ـ
و حتى في حق طالب العلم لا يلزم و للشوكاني رسالة في ذلك رد فيها على هذا و أوصى ان يكون طالب العلم متحررا و ان رأى تناقضا في استاذه فلا يوافقه و ان هذا لا يتناقض مع الأدب و الاجلال الواجبين من التلميذ لأستاذه
أحسن الله إليك شيخنا الكريم .. كلامي عن غير هذا الذي تفضلت به إذ الفرق بين تنبيه الطالب لشيخه وتشهيره به لمخالفته إياه كما بين الثرى والثريا فالأولى من الأدب والثانية من سوء الظن وقد أشرت لأخي وعليه بما يدفع عنه الثانية ويحفظ له الأولى قال بعض علمائنا تحت عنوان العمل إذا أخطأ المعلم:
((وإذا أخطأ المعلم في شيء فلينبهه برفق ولطف بحسب المقام، ولا يقول له: أخطأت، أو ليس الأمر كما تقول، بل يأتي بعبارة لطيفة يدرك بها المعلم خطأه من دون أن يتشوش قلبه، فإن هذا من الحقوق اللازمة وهو أدعى إلى الوصول إلى الصواب، فإن الرد الذي يصحبه سوء الأدب وإزعاج القلب يمنع من تصور الصواب ومن قصده)) .. 1
.............................
1 - من آداب المعلمين والمتعلمين ... للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 09:36]ـ
((وإذا أخطأ المعلم في شيء فلينبهه برفق ولطف بحسب المقام، ولا يقول له: أخطأت، أو ليس الأمر كما تقول، بل يأتي بعبارة لطيفة يدرك بها المعلم خطأه من دون أن يتشوش قلبه، فإن هذا من الحقوق اللازمة وهو أدعى إلى الوصول إلى الصواب، فإن الرد الذي يصحبه سوء الأدب وإزعاج القلب يمنع من تصور الصواب ومن قصده)) .. 1
.............................
1 - من آداب المعلمين والمتعلمين ... للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
تربية بديعة كم نحتاجها اليوم ... بارك الله فيكم.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 09:56]ـ
تربية بديعة كم نحتاجها اليوم ... بارك الله فيكم.
وفيكم بارك الله .. جزيت خيرا ..
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 12:08]ـ
وأما قيد أخينا العاصمي حفظه الله في قوله ( .... إلا أن يكون عالما مثلهم مشهود له بالعلم والتقوى)، فلا يخفى أنه لا تشترط العدالة في المجتهد، فلو اجتهد ووصل إلى رأي مختلف فليس له أن يقلّد غيره من العلماء، اللهم إلا أن اعتبرنا حال الآخذين المتلقين كالعامة والمقلدين وطلبة العلم المبتدئين، فإن عليهم أن يأخذوا بعين الاعتبار تقوى العالم واشتهاره بالصلاح، وأما المجتهد نفسه - ولو لم يكن عدلاً - فلا يحيد عما يؤديه إليه اجتهاده.
أحسن الله إليك أخي الكريم .. ومن أشار لغير من كان هذا حاله؟!! إنما الحديث .. كل الحديث عن جرأة العوام على العلماء أما عالم يرد على عالم فكلاهما على خير-فيما أحسب- وإن إختلفا ... تأمل
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 02:04]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الكريم .. كلامي عن غير هذا الذي تفضلت به إذ الفرق بين تنبيه الطالب لشيخه وتشهيره به لمخالفته إياه كما بين الثرى والثريا فالأولى من الأدب والثانية من سوء الظن وقد أشرت لأخي وعليه بما يدفع عنه الثانية ويحفظ له الأولى قال بعض علمائنا تحت عنوان العمل إذا أخطأ المعلم:
((وإذا أخطأ المعلم في شيء فلينبهه برفق ولطف بحسب المقام، ولا يقول له: أخطأت، أو ليس الأمر كما تقول، بل يأتي بعبارة لطيفة يدرك بها المعلم خطأه من دون أن يتشوش قلبه، فإن هذا من الحقوق اللازمة وهو أدعى إلى الوصول إلى الصواب، فإن الرد الذي يصحبه سوء الأدب وإزعاج القلب يمنع من تصور الصواب ومن قصده)) .. 1
.............................
1 - من آداب المعلمين والمتعلمين ... للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
بارك الله فيك، الأدب في النصيحة، في صغار الأمور وكبارها، يزيد النصيحة جمالاً وقبولاً، ويتأكد ذلك مع من له فضل عليك كشيخك أوقرينك الأعلم منك، لا يجادل في هذا إلا محبي المراء والخصومة.
قال ابن جماعة رحمه الله: ((أن يحسن خطابه مع الشيخ بقدر الإمكان ولا يقول "لِم؟ " و "لا نسلم! " ولا "من نقل هذا؟ "، ولا "أين موضعه؟ "، وشبه ذلك، فإن أراد استفادته تلطف في الوصول إلى ذلك .. وعن بعض السلف من قال لشيخه "لم؟ " لم يفلح أبداً، وإذا ذكر الشيخ شيئاً فلا يقل "هكذا قلت! " أو "خطر لي! " أو "سمعت! " أو "هكذا قال فلان! " إلا أن يعلم إيثار الشيخ ذلك، وهكذا لا يقول "قال فلان خلاف هذا! " أو "روى فلان خلافه! " أو "هذا غير صحيح! " ونحو ذلك [1])). أ. هـ.
تذكرة السامع والمتكلم، ص 203.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] كم عانى الشيخ الألباني رحمه الله من اضراب هؤلاء، وقد سمعت مراراً لغة نابية، وألفاظاً قاسية، من بعض طلابه في خطابهم معه، وصبر عليهم كثيراً، وكان يحبهم على الرغم من ذلك ويحرص على إفادتهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 02:10]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم .. ومن أشار لغير من كان هذا حاله؟!! إنما الحديث .. كل الحديث عن جرأة العوام على العلماء أما عالم يرد على عالم فكلاهما على خير-فيما أحسب- وإن إختلفا ... تأمل
جزاك الله خيرا. قصدت الإشارة لشيء آخر غير ما تبادر إلى ذهنك، ألا وهو قبول الحق ولو من العامي، فإن بعض العوام -فضلاً عن طلبة العلم - ليسوا مغرقين في الجهل إلى درجة تلغي حكمتهم وتعطل عقولهم عن معرفة بعض الصواب ... وقد استفاد الرسول (ص) بأبي هو وأمي من أناس دونه، كما في حديث ذي اليدين، وما حصل في الخندق، ولست أريد بهذه الأمثلة العلاقة بين العالم ومن هو مثله، لا، وإنما علاقة العالم بمن هو دونه، في العلم والأدب، وأن المفضول ربما استدرك على الفاضل، وأن هذا ليس عيباً بل يجب أن يكون ثقافة عامة للأمة، من باب التواصي بالحق ((وتواصوا بالحق))، وهكذا. وقد نصح الشيطان أبا هريرة مع أنه صحابي رسول الله (ص)، و راوية الإسلام الأول، وسفينة السنة في الأمة، ومع ذلك لم ينتقد الرسول (ص) الشيطان على جرأته! وهو شيطان! وإنما استرعى الانتباه إلى جانب الحق والصواب، وقال: (صدقك وهو كذوب)، فأقره على صدقه، كالمشير على أبي هريرة أن اقبل صدقه ولو كان ديدنه الكذب.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 03:04]ـ
في حديث عبادة بن الصامت مبايعة الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم على ألا ينازع الأمر أهله، وكذلك أن يقوموا أو يقولوا بالحق، لا يخافون في الله لومة لائم.
عندما يؤخذ على بعض العلماء صمتهم المطبق وفي أحسن الأحوال التصريح بفتاوى لا تتجاوز ما تقذف به جامعة الدول العربية من النتن المعتاد: استنكرنا، نشجب، عمل إجرامي ... الخ، وما أشبه ذلك من الكلام الذي تقره فطرة الدهماء من الناس مما لا حاجة إلى الإشارة إليه فضلاً عن التصريح به، عندما يؤخذ على بعض العلماء ذلك - دون تجريح ولا شتم ولا غيبة ولا همز ولمز - كممارسة عملية حقيقية للحديث الشريف (قول الحق لوجه الله، بلا خوف)، فما العيب في هذا؟ ما المشكلة؟ فإني شخصياً أراه ومن واجب النصيحة (الدين النصيحة: لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم). ولكني لا زلت اصطدم في كل مرة بمن يغلق الحجاب على العلماء بإحكام، حتى لا يسمعوا هم ولا يسمع العلماء رأي الناس فيهم (وفي الناس عقلاء وحكماء كثر ربما أكثر من حكمة بعض العلماء، فرب حامل فقه ليس بفقيه)، ويُرمى من دون العلماء بالسفه و الجهل بالشرع و عدم فهم الواقع، فمتى كانت أمة الإسلام عبارة عن نخبة قليلة جداً، تمثل النصف، ومئات الآلاف جهلة سوقة لا علم ولا فهم، عبارة عن النصف الآخر؟ أهذا تصور لمجتمع صحي متوازن؟ أليس تصوراً مجحفاً هاضماً يغني عن تفنيده معايشة أصناف الناس عن كثب؟ والكلام يطول.
الحقيقة يا أخ عبدالله أنك لمزت وهمزت وجرحت بقصد أو بغير قصد!!
يكفي أنك جعلت بيانات العلماء نتن كالنتن الذي تقذف به جامعة الدول العربية!!
حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن تتجارى بهم الأهواء، الذين لا يحسنون تقدير الأمور، المتسارعين في الفتوى -وليس من أهلها- في نوازل وفتن لا يجرؤ العالم على القطع فيها برأي، ويأتي البعض ممن حفظوا متن أو متنين ليتهم العلماء ويهمزهم ويلمزهم!!
رحم الله قتادة بن دعامة إذ يقول:
"قد رأينا والله أقواماً يسارعون إلى الفتن وينزعون فيها، وأمسك أقوام عن ذلك هيبة لله ومخافة منه، فلما انكشفت الفتن إذا الذين أمسكوا أطيب نفساً وأثلج صدوراً، وأخف ظهوراً من الذين أسرعوا إليها، وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها، وأيم الله، لو أن الناس كانوا يعرفون منها إذ أقبلت ما عرفوا منها إذ أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير"
كأنه يرى ما نحن فيه رأي العين!!
لن ننسى أولئك الذين تسارعوا بالفتيا في فتنة لبنان حتى قال قائلهم عن حزب الوثنية والشرك"حزب الله" (انتصارها هو انتصار للمسلمين)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 04:05]ـ
الحقيقة يا أخ عبدالله أنك لمزت وهمزت وجرحت بقصد أو بغير قصد!!
يكفي أنك جعلت بيانات العلماء نتن كالنتن الذي تقذف به جامعة الدول العربية!!
شكر الله لك غيرتك وحسن ظنك.
في الحقيقة جانبت شيئاً من الحقيقة.
قوّلتني "التعميم"، ولم اعمم، فقد قلت "بعض العلماء"، ولم أصرح - بل حتى لم أعرّض لو تأملت - أن فتاوى هؤلاء نتنه كنتن كلام أؤلئك، وظاهر عبارتي واضح في أني أردت عدم مجاوزتها لفحوى كلام أؤلئك،أما كونها نتنه من عدمها فهذا عائد إلى السياسة المعرروفة للقائل، فسياسية هؤلاء قائمة على الخنوع والعمالة، وسياسة بعض العلماء - وإن لم تتجاوز كلام أولئك - قائمة على ملازمة الصمت، ولا أدري لماذا، والناس لا يدرون لماذا، ومن واجب العلماء أن يبينوا ويوضحوا، فالسكوت ليس من ذهب دائماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 04:20]ـ
شكر الله لك غيرتك وحسن ظنك.
في الحقيقة جانبت شيئاً من الحقيقة.
قوّلتني "التعميم"، ولم اعمم، فقد قلت "بعض العلماء"، ولم أصرح - بل حتى لم أعرّض لو تأملت - أن فتاوى هؤلاء نتنه كنتن كلام أؤلئك، وظاهر عبارتي واضح في أني أردت عدم مجاوزتها لفحوى كلام أؤلئك،أما كونها نتنه من عدمها فهذا عائد إلى السياسة المعرروفة للقائل، فسياسية هؤلاء قائمة على الخنوع والعمالة، وسياسة بعض العلماء - وإن لم تتجاوز كلام أولئك - قائمة على ملازمة الصمت، ولا أدري لماذا، والناس لا يدرون لماذا، ومن واجب العلماء أن يبينوا ويوضحوا، فالسكوت ليس من ذهب دائماً.
كيف لم تعرض؟؟؟
هذا كلامك:
عندما يؤخذ على بعض العلماء صمتهم المطبق وفي أحسن الأحوال التصريح بفتاوى لا تتجاوز ما تقذف به جامعة الدول العربية من النتن المعتاد: استنكرنا، نشجب، عمل إجرامي ... الخ، وما أشبه ذلك من الكلام الذي تقره فطرة الدهماء من الناس مما لا حاجة إلى الإشارة إليه فضلاً عن التصريح به،
كأن كلامك مكتوبا باللغة العربية؟؟!! وكأني أفهمها؟؟!!
بعض وليس كل .. من هم المقصودون بالبعض؟؟
أظننا لسنا أغبياء ونعرف المقصودين بالبعض!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 05:03]ـ
كيف لم تعرض؟؟؟
هذا كلامك:
كأن كلامك مكتوبا باللغة العربية؟؟!! وكأني أفهمها؟؟!!
بعض وليس كل .. من هم المقصودون بالبعض؟؟
أظننا لسنا أغبياء ونعرف المقصودين بالبعض!
نعم. ولا حاجة لذكر الغباء، فأنتم إن شاء الله على المستوى المطلوب من الذكاء، ولكني أردت دفع التعميم فقط، ومن حقي درء ذلك دفعاً للإلباس. أما المقصود فلا شك أنهم علماء - أي من أهل العلم - ولكن الأهم من هذا كله هو مراعاة الشق الاخر المتعلق بما يؤخذ عليهم، وخاصة إيضاحي للجزئية الآتية:
وظاهر عبارتي واضح في أني أردت عدم مجاوزتها لفحوى كلام أؤلئك،أما كونها نتنه من عدمها فهذا عائد إلى السياسة المعروفة للقائل، فسياسية هؤلاء قائمة على الخنوع والعمالة، وسياسة بعض العلماء - وإن لم تتجاوز كلام أولئك - قائمة على ملازمة الصمت، ولا أدري لماذا، والناس لا يدرون لماذا، ومن واجب العلماء أن يبينوا ويوضحوا، فالسكوت ليس من ذهب دائماً.
ـ[الهاجرية]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 05:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ياشذى الجنوب أديتي ماعليك وفقك الله وسدد خطاك
والكلام واضح في اللمز والهمز هداه الله
خطر الطعن في كبار العلماء
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
يقول: لُوحِظ في كثير من مجالس الشَّباب، وبعد الأحداث الأخيرة التَّكلُّم والطَّعن في كِبار العُلماء والتَّنقيص منهم، فهل من نصيحة بأهمِّيَّة العُلماء في هذا؟
العلماء هم ورثة الأنبياء، والطَّعنُ فيهم، الطَّعن في عامَّةِ النَّاس أمرٌ خطير، أعراض المُسلمين حٌفرةٌ من حُفر النَّار، كما قرَّر أهلُ العلم، والغِيبة مُحرَّمة، فإذا كانت الغِيبة لعالم ازْدَاد الأمرُ سُوءاً، وتضاعفت السَّيِّئات لما يترتَّبُ على الطَّعن لهذا العالم من تقليل قيمة هذا العالم في المُجتمع، ومن ثمَّ إمامة هذا العالم، وتوجيه هذا العالم، وضعف قبُول النّاس لقولِهِ؛ فإذا لم يُقبل قولُهُ فمن يُقبل قولُهُ؟ إذا لم يُقبل قولُ العُلماء، إذا لم يكُن للعُلماء أثر في عامَّةِ النَّاس، فمن الذِّي يُترك يُؤَثِّر فيهم؟ يُتْرك التَّأثير بدلاً منْ أنْ نقتدي بأئِمَّة هُدى عُرِفُوا بالعلم والعمل، يُتْرك التَّأثير للصُّحُف والمجلاَّت والقنوات وغير ذلك، ونعرف من عُلمائنا -ولله الحمد- العلم والعمل والنُّصح والإخلاص، وليسُوا بالمعصُومين، وكون الإنسان لا بُد أنْ يفرض رأيُهُ وفهمُهُ على الآخرين هذا ما هو صحيح، هذا فهمك أنت لا تُريد الحق، وفي الغالب هو أعرف منك بتحقيق المصلحة من جِهة، ومعرفة ما يدُلُّ عليهِ نُصُوص الكتاب والسُّنَّة.
على كُلِّ حال التَّقليل من شأنِ أهلِ العلم خطرٌ عظيم؛ لأنَّ بعض المُجتمعات التِّي لا يقُودُها العلماء، ولا ينصاعُ أهلُها إلى أقوال أهلِ العلم ضاعت، إذا لم يكُن هُناك أئِمَّة يُقتدى بِهم فبمن يُقتدى؟ يُقتدى بالسُّفهاء؟ يُقتدى بالجُهَّال؟ تسيِّرنا الصَّحافة، يُسيِّرنا قنوات وغيرها، لا أبداً، العلماء هم ورثة الأنبياء، ونجزم يقيناً أنَّهُم على خيرٍ عظيم، وعلى اجتماع واقتران بين علمٍ وعمل، وليسُوا بالمعصُومين قد يجتهد فيُخطأ، ومن نِعم الله -سبحانه وتعالى- على أهل العلم، أهل الاجتهاد، أهل الورع، أنَّ الواحد منهم إذا اجتهد فهو مأجُور على كلِّ حال أصابَ أو أخطأ؛ لكنْ بعض الشَّباب يأخُذُهم شيء من الغَيْرَة، وهُم إنْ -شاء الله- مأجُورون على هذهِ الغَيْرَة، وبعض الحماس؛ لكن ما يترتَّب على هذه الغَيْرَة منْ قدْح في الآخرين، وفَرْض الرَّأي على الكبير والصَّغير، لا بد أنْ يكُون رأيُهُ هو الصَّواب، والعالم الفُلاني قَصَّر، ليش قصَّر؟ هو أعرف منك بالمصلحة، هُناك أُمُور ظاهرة يعني التَّقصير فيها قد يكُون ظاهر؛ لكن هم يُقدِّرُون المصالح والمفاسد المُترتِّبة على النُّصْح في هذا الظَّرف أو التَّغيير، أو مُطالبة بتغيير أو شيء من هذا.
على كلِّ حال التَّقليل من شأن العُلماء أمرٌ خطير يجعل البلد يضيع كغيرِهِ من البُلدان حينما ضاعت قيمة العُلماء، والله المُستعان، ولا ندَّعِي أنَّ شُيُوخنا معصُومون، لا، هم كفاهُم أنَّهُم مُجتهِدُون، إنْ أصابُوا فلهُم أجران، وإنْ أخطأوا فلهُم أجرٌ واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 11:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ياشذى الجنوب أديتي ماعليك وفقك الله وسدد خطاك
والكلام واضح في اللمز والهمز هداه الله
أمر الوضوح هنا قضية نسبية، أما الواضح لدي فهو أن فهمكم في واد ولُب كلامي في واد، و هداية الله لا غنى لأحد عنها.
السؤال الذي يبحث عن جواب في هذا الموضوع، والذي حار البعض في الجواب عنه - لاأدري لماذا؟ وهذه بذاتها مشكلة حقيقية! - هو: هل لعقلاء الأمة - إن كنتم ترون أنه يوجد عقلاء من غير العلماء - أن ينصحوا بعض العلماء أو يقترحوا عليهم أو يكشفوا لهم وجه الصواب في واقع ما، إلى غير ذلك، متى اقتضى الأمر ذلك؟ وأليس هذا من واجب النصيحة؟ أم أن هذا كله - مهما كان الأمر - ليس إلا صورة من صور الطعن والتشكيك؟!
(كما حصل منكما معي في موضوعي هذا؟!)
من حيث المبدأ: هل في هذا عيب أو محظور شرعي؟ بل لو صار هذا من العيب أو المحذور ألا يدل عندئذ على مؤشر خطير وهو صيرورة ماليس عيباً عيباً؟ قد نختلف حول أساليب النصح والخطاب، فهو مما يتفاوت فيه الناس، ولكن هل نختلف في كون ماذكرته من واجب النصيحة أمر محمود ومطلوب مقرر شرعاً؟
يا أخت أسماء اشكرك على النقل، وتأملي ما نقلتيه بنفسك تجدين ما اقرره من أن بعض العلماء قد يقصر ومن ثمّ يُنصح إن دعت الحاجة، ولا عيب في ذلك، فالعالم ينصح، وولي الأمر ينصح، والعامي ينصح، وبعضنا ينصح لبعض، تأملي كلام الشيخ عبدالكريم من نقلك نفسه:
هو أعرف منك بالمصلحة، هُناك أُمُور ظاهرة يعني التَّقصير فيها قد يكُون ظاهر؛ لكن هم يُقدِّرُون المصالح والمفاسد المُترتِّبة على النُّصْح في هذا الظَّرف أو التَّغيير، أو مُطالبة بتغيير أو شيء من هذا.
فهل الشيخ عبدالكريم حفظه الله ونفع به يلمز هنا؟ لو كان عبدالله الشهري - غفر الله له وللمسلمين - قائل هذا الكلام الذي فيه تصريح واضح بتقصير بعض العلماء فلماذا يكون متهماً بالهمز واللمز ولا يكون الشيخ عبدالكريم كذلك؟ الجواب: يمكن ذلك إذا حاولنا قراءة المقاصد والنيات.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 11:50]ـ
/// بارك الله فيكم ..
/// سكوت كثير من العلماء عن بعض ما يحصل ليس أمرًا حادثًا في هذا العصر، بل هو أمرٌ من زمن الصحابة مرورًا بمن دونهم .. وفي هذا الموضوع لمحاتٌ قلَّما يتفطَّن لها الخاصَّة .. ولي موضوع في هذا الباب ((يسَّر الله إتمامه)) (ابتسامة) .. لعلَّي سأفرغ له قريبًا إن شاء الله ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 11:56]ـ
/// بارك الله فيكم ..
/// سكوت كثير من العلماء عن بعض ما يحصل ليس أمرًا حادثًا في هذا العصر، بل هو أمرٌ من زمن الصحابة مرورًا بمن دونهم .. وفي هذا الموضوع لمحاتٌ قلَّما يتفطَّن لها الخاصَّة .. ولي موضوع في هذا الباب ((يسَّر الله إتمامه)) (ابتسامة) .. لعلَّي سأفرغ له قريبًا إن شاء الله ..
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم .. وبانتظار موضوعكم نفع الله بكم.
وإن كنت وبصراحة ألقي باللائمة عليكم أنتم المشرفين، لأنكم تقومون بحذف بعض المواضيع لاشتمالها على همز ولمز لبعض طلبة العلم أو العلماء، وتتغاضون عن البعض!!
الأخت الفاضلة أسماء الهاجري
بارك الله فيك على نقل درر الشيخ عبدالكريم الخضير .. نفع الله بالجميع .. آمين
ـ[الهاجرية]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 11:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك العلماء بشر ليسو بمعصومين وإن أخطأ أحدهم فهناك طرق لمناصحتهم بارك الله فيك لانشر المقالات المحرضة
وأنا في نظري الأكثار من المقلات التي تتهم العلماء خصوصا في هذا الوقت يسقط هيبة العلماء عند العامة
العوام كما تعلم تثيرهم الكلمات الحماسية الغير منضبطة ونحن في هذا محتاجون لوحدة الصف
والمشاهد الان ان الرويبضة تتكلم إما بالتثبيط أو الحماس الغير المنظبط وهذا من أعظم مكاسب العدوا المتربص
لأنه يريد أن نكون بلا قيادة تحكمنا ولا علماء نأخذ بنهجهم فقط كقطعان الماشية يسهل سوقها
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تكون النصيحة عيبا وهذا ما أمرنا الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم؟!
ولكن المشكلة ليست في هذه النقطة، المشكلة أننا نقحم أنفسنا فيما لا نفهمه، ونصر على ما نحن فيه من باطل نراه حقا، حتى صرنا نرى كل من لا يرى برأينا غير مصيب، وآثم، تلزم نصيحته والأخذ على يديه، ولو تأملت النص الذي اقتبسته من كلام الأخت أسماء، والذي نقلته بدورها عن الشيخ الخضير، لرأيت أنه ضد ما ذهبت إليه تماما، فما لونته بالأحمر يعبر عما أنت بصدد طرحه، وبقية الكلام تأتي جوابا عما استفسرت عنه.
بارك الله في الجميع.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:03]ـ
[ color="green"] فهل الشيخ عبدالكريم حفظه الله ونفع به يلمز هنا؟ لو كان عبدالله الشهري - غفر الله له وللمسلمين - قائل هذا الكلام الذي فيه تصريح واضح بتقصير بعض العلماء فلماذا يكون متهماً بالهمز واللمز ولا يكون الشيخ عبدالكريم كذلك؟ الجواب: يمكن ذلك إذا حاولنا قراءة المقاصد والنيات.
سبحان الله!! يا أخ عبدالله كيف تقرأ؟؟
انظر الشيخ ما يقول:
هو أعرف منك بالمصلحة، هُناك أُمُور ظاهرة يعني التَّقصير فيها قد يكُون ظاهر؛ لكن هم يُقدِّرُون المصالح والمفاسد المُترتِّبة على النُّصْح في هذا الظَّرف أو التَّغيير، أو مُطالبة بتغيير أو شيء من هذا.
الشيخ لا يهمز ولا يلمز بل يقصد أن بعض الأمور يكون ظاهرها التقصير، لكن العالم يراعي فيها جانب المصالح والمفاسد، فطالب العلم المتسرع يحكم على الظاهر وعلى ما يشاهده في التو واللحظة، أما العالم فينظر للعواقب ويراعي مآلات الأمور ومؤداها ونتائجها.
فأين التصريح بتقصير بعض العلماء؟؟
بل كلام الشيخ فيه توجيه للمتسرعين المتهورين في الأحكام بلا روية ولا نظر!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:19]ـ
أعجل بهذا:
في البخاري - كتاب الفتن:
عن سليمان سمعت أبا وائل [شقيق بن سلمة] قال: قيل لأسامة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ألا تكلم هذا [يعني: عثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في خلافته وما أنكر عليه] قال قد كلمته ما دون أن أفتح بابا أكون أول من يفتحه وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميرا على رجلين أنت خير بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون أي فلان ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله وأنهى عن المنكر وأفعله
في فتح الباري ج13/ص52
قال عياض: مراد أسامة انه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الامام لما يخشى من عاقبة ذلك بل يتلطف به وينصحه سرا فذلك أجدر بالقبول وقوله لا أقول لأحد يكون علي أميرا انه خير الناس فيه ذم مداهنة الأمراء في الحق وإظهار ما يبطن خلافه كالمتملق بالباطل فأشار أسامة إلى المداراة المحمودة والمداهنة المذمومة ..
/// الأخت الكريمة .. شذى الجنوب .. ما يُرَى من الطعن أحيانًا قد يرى المشرف تركه للمصلحة مع ترك الرد عليه، بخلاف الطعون المعهودة المعروفة التي اعتاد تكرارها بعض الناس، والأمر بحسب الحال .. والقضية اجتهاديَّة .. ولو كان مثل هذا العتاب في السِّرِّ (مجلس الشكاوى) لكان أولى .. وقد يغيب النظر عن المشرف أحيانا .. والله المستعان
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:22]ـ
سبحان الله!! يا أخ عبدالله كيف تقرأ؟؟
انظر الشيخ ما يقول:
الشيخ لا يهمز ولا يلمز بل يقصد أن بعض الأمور يكون ظاهرها التقصير، لكن العالم يراعي فيها جانب المصالح والمفاسد، فطالب العلم المتسرع يحكم على الظاهر وعلى ما يشاهده في التو واللحظة، أما العالم فينظر للعواقب ويراعي مآلات الأمور ومؤداها ونتائجها.
فأين التصريح بتقصير بعض العلماء؟؟
بل كلام الشيخ فيه توجيه للمتسرعين المتهورين في الأحكام بلا روية ولا نظر!!
بارك الله فيكم
و جزاكم الله خيرا
__________________________
لي بعض الأسئلة لعلها تكون بدهية
ما هو الفارق بين العالم و غير العالم؟؟؟
ما هو الفارق بين الراسخ في العلم و بين العالم؟؟؟
ما هو الفارق بين الذين يستنبطونه من غيرهم؟؟؟
رزقنا الله العلم و الحكمة
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:37]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الله الشهري على ما خطت أناملك.
ديننا واضح ولله الحمد، والمعاصي التي تسقط أو تقدح في عدالة الإنسان واضحة ومن بين هذه المعاصي:
ـ الكذب
ـ أكل السحت
ـ الغش والخداع
ـ خيانة الأمانة (من صفات المنافقين)
وكل إنسان ثبت عليه التلبس بهذه المعاصي يسقط ـ مهما كان موقعه ـ ولا كرامة.
ولا تجد عالما إماما إلا وقد صدع بالحق في المسائل الخطيرة ودفعوا جراء ذلك حياتهم ثمنا لذلك ومن بينهم:
ـ ابن تيمية (مات في السجن)
ـ الإمام أبو حنيفة (مات في السجن مسقيا بالسم)
ـ القاضي عياض (مات مسموما)
ـ أبو الوليد الباجي (مات كمدا في سعيه بين ملوك الطوائف المتهالكين الذين باعوا ضمائرهم بحطام الدنيا)
ـ ابن العربي المالكي (كاد أن يقتل من طرف الفساق الذين لم يرضوا بقضائه)
ـ ابن حزم الأندلسي (مات مهموما في قرية نائية)
ـ ابن الجوزي (نفي إلى جزيرة وعاش فيها سنينا لوحده نتيجة أمره بالحق)
ـ العز بن عبد السلام (كاد أن يقتل من طرف المماليك نتيجة صدعه للحق لولا أن عصمه الله)
ـ الإمام أحمد (كاد أن يقتل في فتنة القول بخلق القرآن)
ـ الإمام مالك (ضرب ضربا شبه مميت نتيجة صدعه بالحق في مسألة الأيمان)
ـ الإمام سعيد بن سيب (كاد أن يقتل صبرا)
ـ الإمام السرخسي (سجن سنين في بئر نتيجة صدعه بالحق)
ـ الإمام البخاري (مات كمدا منفيا نتيجة تمسكه برأيه الذي رآه حقا)
ـ جمع كبير من علماء المالكية قتلوا من طرف العبيديين الباطنية نتيجة صدعهم بالحق. ولولا صمودهم لبقيت شمال إفريقيا على عقيدة الباطنية.
ـ الإمام الأوزاعي (كاد أن يقتل نتيجة صدعه بالحق أمام السفاح العباسي حينما جهر بحرمة دماء الأمويين)
ـ والإمام سفيان الثوري (عاش طريدا في شعاب مكة إتقاء لشر ولاة بني أمية)
والقائمة تطول ولا أريد أن أسترسل واللبيب بالإشارة يفهم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:40]ـ
سبحان الله!! يا أخ عبدالله كيف تقرأ؟؟
انظر الشيخ ما يقول:
الشيخ لا يهمز ولا يلمز بل يقصد أن بعض الأمور يكون ظاهرها التقصير، لكن العالم يراعي فيها جانب المصالح والمفاسد، فطالب العلم المتسرع يحكم على الظاهر وعلى ما يشاهده في التو واللحظة، أما العالم فينظر للعواقب ويراعي مآلات الأمور ومؤداها ونتائجها.
فأين التصريح بتقصير بعض العلماء؟؟
بل كلام الشيخ فيه توجيه للمتسرعين المتهورين في الأحكام بلا روية ولا نظر!!
بارك الله فيكم، واشكر كل من حرص على تسديدي.
صدقت، تالله قد اخطأت، وكلامك في محله، ولا أتحول عنه. وقد ظننت المقصود - مع سرعة الجرد للردود - بمن يقدر المصلحة والمفسدة ولي الأمر (الأمير والملك ومن في حكمهما)، واتضح لي بعد تنبيهك ما هو واضح لمن تأمل.
ولكن - لب موضوعنا -: هل لازال هناك فرصة للإجابة عن تساؤلي؟ إن كنتم ترونه تساؤلاً مشروعاً!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:53]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل .. وجُعلت رجاعا للحق طالبا له .. آمين
إن كان هذا سؤالك:
فمتى كانت أمة الإسلام عبارة عن نخبة قليلة جداً، تمثل النصف، ومئات الآلاف جهلة سوقة لا علم ولا فهم، عبارة عن النصف الآخر؟ أهذا تصور لمجتمع صحي متوازن؟ أليس تصوراً مجحفاً هاضماً يغني عن تفنيده معايشة أصناف الناس عن كثب؟ والكلام يطول.
فسأجيب بسؤال .. في عهد عثمان -رضي الله عنه- عندما حدثت الفتنة وثار الناس وتظاهروا عند بيت عثمان، ثم كانت النتيجة أن قُتل رضي الله عنه وأرضاه .. كيف كان حال الأمة في جانب العلم؟ وما سبب الفتنة التي نتج عنها قتل عثمان ثم توالت بعدها الفتن؟؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 01:11]ـ
جزاك الله خيرا. في الحق سؤالي هو:
السؤال الذي يبحث عن جواب في هذا الموضوع، والذي حار البعض في الجواب عنه - لاأدري لماذا؟ وهذه بذاتها مشكلة حقيقية! - هو: هل لعقلاء الأمة - إن كنتم ترون أنه يوجد عقلاء من غير العلماء - أن ينصحوا بعض العلماء أو يقترحوا عليهم أو يكشفوا لهم وجه الصواب في واقع ما، إلى غير ذلك، متى اقتضى الأمر ذلك؟ وأليس هذا من واجب النصيحة؟ أم أن هذا كله - مهما كان الأمر - ليس إلا صورة من صور الطعن والتشكيك؟!
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 01:26]ـ
إن لم أسئ الفهم فلب الموضوع هو: وأن نقول الحق ولا نخاف في الله لومة لائم
ومن المفروض أن العالم في عداد العقلاء وعليه بناء على ذلك أن يتصرف تصرف العقلاء وهذا يغني عن تدخل بقية العقلاء.
وأرجو ألا ينحرف الموضوع إلى: هل ينصح العالم ممن دونه من العقلاء أم لا؟
وهو كلام لاطائل منه ـ والله أعلم ـ
اللهم احفظ هذه الأمة من الضياع!!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 01:40]ـ
السؤال الذي يبحث عن جواب في هذا الموضوع، والذي حار البعض في الجواب عنه - لاأدري لماذا؟ وهذه بذاتها مشكلة حقيقية! - هو: هل لعقلاء الأمة - إن كنتم ترون أنه يوجد عقلاء من غير العلماء - أن ينصحوا بعض العلماء أو يقترحوا عليهم أو يكشفوا لهم وجه الصواب في واقع ما، إلى غير ذلك، متى اقتضى الأمر ذلك؟ وأليس هذا من واجب النصيحة؟ أم أن هذا كله - مهما كان الأمر - ليس إلا صورة من صور الطعن والتشكيك؟!
لا أريد والله أن أتقدم بين يدي طلاب علم أفضل مني بمراحل .. ولكن هذا الذي تسأل عنه اخي الكريم يظهر لي أنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة .. الحديث"، وإذا قلنا أنه داخل في الحديث صار نصح العلماء من العقلاء في أمور لم تظهر لهم واجب، ولكن ينبغي أن يلتزم جانب الأدب في النصح، ويكون الأمر فيما بينه وبين العالم، لأن الغاية الإصلاح.
والله تعالى اعلم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 05:38]ـ
أسأتم التقدير:) .... هذا ليس مجال ضعف توحيد الربوبية ... و لا مجال ضعف توحيد الألوهية .. بل هذا الميدان هو مجال المعركة بين أهل السنة والمرجئة و الخوارج و المعتزلة ... هذا الميدان هو المختبر التحليلي الذي تمزج فيه مقادير التوحيدين و الايمانين و على حسب صحة مقادير المزج تنتج القوة أو الضعف فيهما معا .... فهل تعتقد أنها مجرد صدفة أن يكون هذا الميدان هو محل أول اختلاف حدث في الأمة؟؟؟:):):)
يعني محققين مفصلين في علوم توحيد الألوهية و غيره .... إذا ضعفوا ماذا يكون السبب يا سيدي .. ؟! و الله ما فهمت شو عم تحكي؟ هاتا بالعامية! هاي أنا واحد عامي و بدو يفهم شووو هوة السبب؟!؟:)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 06:42]ـ
/// نتمنى من الإخوة الذين يكتبون في مثل هذه المواضيع أن يفصحوا عن رأيهم بكل وضوح (وشفافية كما يقال)؛ إذ من المعيب أن ينتقد العالم على سكوته على منكر من أحد من الناس ثم يسكت ذاك الشخص كالعالم، فيقع في مثل ما وقع من الخطأ -إن صحَّ- في سكوته؟!
حتى لا يفهم كلام أحد من الأعضاء على غير وجهه!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 08:55]ـ
أعجل بهذا:
في البخاري - كتاب الفتن:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن سليمان سمعت أبا وائل [شقيق بن سلمة] قال: قيل لأسامة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ألا تكلم هذا [يعني: عثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في خلافته وما أنكر عليه] قال قد كلمته ما دون أن أفتح بابا أكون أول من يفتحه وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميرا على رجلين أنت خير بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون أي فلان ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله وأنهى عن المنكر وأفعله
في فتح الباري ج13/ص52
قال عياض: مراد أسامة انه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الامام لما يخشى من عاقبة ذلك بل يتلطف به وينصحه سرا فذلك أجدر بالقبول وقوله لا أقول لأحد يكون علي أميرا انه خير الناس فيه ذم مداهنة الأمراء في الحق وإظهار ما يبطن خلافه كالمتملق بالباطل فأشار أسامة إلى المداراة المحمودة والمداهنة المذمومة ..
/// الأخت الكريمة .. شذى الجنوب .. ما يُرَى من الطعن أحيانًا قد يرى المشرف تركه للمصلحة مع ترك الرد عليه، بخلاف الطعون المعهودة المعروفة التي اعتاد تكرارها بعض الناس، والأمر بحسب الحال .. والقضية اجتهاديَّة .. ولو كان مثل هذا العتاب في السِّرِّ (مجلس الشكاوى) لكان أولى .. وقد يغيب النظر عن المشرف أحيانا .. والله المستعان
شيخنا الفاضل لعلي اخطأت .. بل قد أخطأت وأعتذر عن خطأي، وليتكم تحررون ما كان مني من تجاوز.
بخصوص مناصحة الأئمة وشرطها فلعل حديث عياض ابن غنم في مسند الإمام أحمد يجلي الأمر ويوضح اللبس ويقيد إطلاقات الناصحين الغيورين،
15369 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثني شريح بن عبيد الحضرمي وغيره قال جلد عياض بن غنم صاحب دار حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس فقال عياض بن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت أولم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه له وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجتريء على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى
مسند أحمد بن حنبل ج3/ص403 قال الهيثمي في المجمع رجاله ثقات إلا اني اجد لشريح من عياض وهشام سماعا وان كان تابعيا، وقد ذكر الحديث ابن أبي عاصم بسنده في السنة وصححه الألباني.
وأثر آخر في مسند أحمد:
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا الحشرج بن نباته العبسي كوفي حدثني سعيد بن جمهان قال أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه قال لي من أنت فقلت أنا سعيد بن جمهان قال فما فعل والدك قال قلت قتلته الأزارقة قال لعن الله الأزارقة لعن الله الأزارقة حدثنا رسول الله e انهم كلاب النار قال قلت الازارقة وحدهم أم الخوارج كلها قال بلى الخوارج كلها قال قلت فان السلطان يظلم الناس ويفعل بهم قال فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال ويحك يا بن جمهان عليك بالسواد الأعظم عليك بالسواد الأعظم ان كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم فان قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه، قال الهيثمي في المجمع ورجال أحمد ثقات.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 11:56]ـ
إن لم أسئ الفهم فلب الموضوع هو: وأن نقول الحق ولا نخاف في الله لومة لائم
ومن المفروض أن العالم في عداد العقلاء وعليه بناء على ذلك أن يتصرف تصرف العقلاء وهذا يغني عن تدخل بقية العقلاء.
وأرجو ألا ينحرف الموضوع إلى: هل ينصح العالم ممن دونه من العقلاء أم لا؟
وهو كلام لاطائل منه ـ والله أعلم ـ
اللهم احفظ هذه الأمة من الضياع!!
هذا من المفروض، ولكن المفروض شيء والواقع شيء. ودليل الواقع هو الواقع نفسه و إخبار الرسول (ص) بأن الرجل قد يكون حامل فقه غير فقيه، وليس كل من انتسب إلى العلم فقد عصم من نزعة الهوى، وقد قرر هذه القضية الأخيرة ابن تيمية في رفع الملام، وجعلها من أسباب مجانبته لشيء من الحق، ثم قولي "عاقل" ليس في مقابل "مجنون" او "فاقد العقل"، ولا في مقابل "الجاهل جهلاً مطبقاً"، والعالم في هذا المقام وريث الأنبياء ومن الأنبياء من أخطأ وعوتب بل ومنهم من ابتلي بسبب عمل عمله، وهم أعقل الناس، ومنهم من احتاج إلى فقه غيره، ولجأ إلى الإفادة ممن دونه، كموسى مع الخضر - وهي قصة مليئة بالعبر ولكن بعضنا بعيد عن دروس القرآن - وقصة الرسول في وطء الغيلة، وأبي هريرة مع الشيطان، والرسول مع رأي سلمان الفارسي - وهي قصة حرب وقتال -، والرسول مع تأبير النخل ... فكيف يقال: العالم يستغني عمن سواه ودونه لأنه أعقل الناس. بهذا الاعتبار: يكون العالم أكمل من النبي المرسل. وهنا تكمن الخطورة. وكلنا يقرأ في كتب الفقه والشروح كلام العلماء على أهل الحل والعقد والرأي والمشورة، وهي عبارة تشمل العالم الشرعي المتخصص وأصحاب الرأي والمعرفة والخبرة.
آمل أن يكون فيما أشرت إليه ما يكفي للاستغراب من طلبك الآتي:
وأرجو ألا ينحرف الموضوع إلى: هل ينصح العالم ممن دونه من العقلاء أم لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 12:14]ـ
لا أريد والله أن أتقدم بين يدي طلاب علم أفضل مني بمراحل .. ولكن هذا الذي تسأل عنه اخي الكريم يظهر لي أنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة .. الحديث"، وإذا قلنا أنه داخل في الحديث صار نصح العلماء من العقلاء في أمور لم تظهر لهم واجب، ولكن ينبغي أن يلتزم جانب الأدب في النصح، ويكون الأمر فيما بينه وبين العالم، لأن الغاية الإصلاح.
والله تعالى اعلم.
أولا، قبل كل شيء، لماذا التردد في قضية يجب أن تكون واضحة في مجمتعنا الإسلامي ? ولم هذا الغموض والتلكؤ ? وقد قال تعالى ((وتعاونوا على البر والتقوى)) ولم يستثن أحدا، وقوله (ص) ((الدين النصيحة ... )) الحديث ولم يستثن أحدا من هذه المسؤولية العامة، هذا هو مصدر استغرابي وطرحي للموضوع من أصله. اشكرك على فقهك السليم زادك الله فقهاً عندما قلت:
وإذا قلنا أنه داخل في الحديث صار نصح العلماء من العقلاء في أمور لم تظهر لهم واجب
فهذه القضية هي خلاصة الموضوع - وليس أدب النصيحة فهذا موضوع آخر - ويجب أن يستقر هذا الفقه في وعي المجمتع الإسلامي استقراراً تاماً، مع أن هذه في ذاتها ليست رأس المشكلات ولا أولها ولا آخرها، فهناك اشكالات أخرى تحتاج إلى طرح ومعالجة. أقول هذا لأن العلماء ليسوا من يتحمل مسؤولية كل ما يحدث.
أما ما ذكرتيه فلا حاجة للتخوف منه. هذا هو ما كنت أسأل عنه، نعم، فعلاً، ما المانع وبأي حق يكون كل عالم فوق مستوى كل نصيحة وأعلم من كل إنسان بعينه في كل قضية بعينها؟ ولماذا يكون ناصحاً ولا يكون منصوحاً؟ من استثناه وبأي حق وبناء على أي دليل؟ ألم يكن ثبات احمد بن حنبل في الفتنة من نصيحة رجل أدنى منه، إلا أنه كان اعقل منه في ذلك الوقت، فأسدى إليه النصيحة فقبلها الإمام وشكر له صنيعه وحدّث بذلك أصحابه من بعده؟
لا خلاف في مراعاة الأدب في النصح (وليس موضوعي عن هذا اصلاً)، السؤال هو حول مشروعية النصح من أصله كممارسة شرعية ومسؤولية أخلاقية إسلامية، فهل يوجد من الأدلة كتاباً وسنة - وكذا من التاريخ والسير - ما يقرر أن المفضول قد ينصح الفاضل، ويكون اعرف منه وأعلم في أمر ما؟ إن التردد في مثل هذا والشك فيه دليل على الجهل بالأدلة أو التاريخ أو طبيعة البشر أو استسلامنا لتصورات هيمنت على الأدلة الصريحة وأغلقت التبصّر العادي في مضمونها، أو ذلك كله.
لا أريد أن يكون نقدنا لمن ينتقد العلماء بنصيحة غلافها الهمز واللمز سبباً في إغلاق باب النصحية بالكامل، فإن هذا ليس من باب سد الذارئع ولا علاقة له به، وضرره بهذا التقعيد متحقق، أقله - وإن كان عظيم الضرر - تعطيل أدلة بالكامل.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 12:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم اباهارون
المشكلة ليست في فكرة (الإعتراض) على موقف (عالم) من (العلماء) من حيث المبدأ, إذ لا يقول بهذا الرأي عاقل, المشكلة هي في تنصل (بعضنا) من المسؤولية وتعليق تبعات هذا التنصل على الغير
إذ الأصل أن لا ينشغل بعضنا عما أوجبه الله عليه بما أوجبه الله على غيره فقبل ان يستنكر احدنا ما يتصوره من مواقف الغير الأولى ان يهتم بمواقف (الأنا) وهذا في حقيقته ما هو إلا صورة من صور الغثائية التي تعصف بأذهان البعض وتسيطر على سلوكياتهم ولو تابعت سير
الحوار لعلمت أن الخلاف متعلق بوسائل تجسيد (الفكرة) لا بأصلها ولعل سر ما تراه من خلاف وإختلاف يعود في أصله إلى طريقة صياغة الأخ الكريم لموضوعه إذ هو يتحدث بطريقة مجملة عن صورة ذهنية
واضحة عنده محتملة عند غيره يدافع عنها رغم رفضه الإعتراف بها
وهذا هو سر الإشكال إذ كل يتدخل من منطلق دفاعي عما يعتقده (حقا) بغض النظر عن الدلالات السلبية التي تثيرها لغة الموضوع وطريقة صياغته ودون محاولة جادة لتركيز الكلام حول غاية فاضلة نسعى جميعا-على حد ظني- لتحقيقها
وعليه أسمح لنفسي بتكرار النقل عن العلامةالسعدي رحمه الله فقد جمع بين الصورتين بقوله:
((العمل إذا أخطأ المعلم:
وإذا أخطأ المعلم في شيء فلينبهه برفق ولطف بحسب المقام، ولا يقول له: أخطأت، أو ليس الأمر كما تقول، بل يأتي بعبارة لطيفة يدرك بها المعلم خطأه من دون أن يتشوش قلبه، فإن هذا من الحقوق اللازمة وهو أدعى إلى الوصول إلى الصواب، فإن الرد الذي يصحبه سوء الأدب وإزعاج القلب يمنع من تصور الصواب ومن قصده.
الرجوع عن الخطأ:
وكما أن هذا لازم على المتعلم، فعلى المعلم إذا أخطأ أن يرجع إلى الحق، ولا يمنعه قول قاله ثم رأى الصواب في خلافه من مراجعة الحق والرجوع إليه، فإن هذا علامة الإنصاف والتواضع للحق فالواجب اتباع الصواب، سواء جاء علي يد الصغير أو الكبير.
ومن نعمة الله علي المعلم أن يجد من تلاميذه من ينبهه على خطئه، ويرشده إلى الصواب، ليزول استمراره على جهله فهذا يحتاج إلى شكر الله تعالى، ثم على شكر من أجري الله الهدى على يديه متعلماً كان أو غيره))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 01:24]ـ
/// /// سكوت كثير من العلماء عن بعض ما يحصل ليس أمرًا حادثًا في هذا العصر، بل هو أمرٌ من زمن الصحابة مرورًا بمن دونهم .. وفي هذا الموضوع لمحاتٌ قلَّما يتفطَّن لها الخاصَّة .. ولي موضوع في هذا الباب ((يسَّر الله إتمامه)) (ابتسامة) .. لعلَّي سأفرغ له قريبًا إن شاء الله ..
هذا غير صحيح إطلاقًا!
كيف يقال هذا عن الصحابة ومن تبعهم بإحسان لأجل أثر غير صريح؟!
ما رأيك في قول سلمان الفارسي لعمر _ وهو خليفة _ رضي الله عنهم اجمعين: (لا سمع لك اليوم علينا ولا طاعة!!)؟ وأمام الملأ ولأجل بردة؟!
يا أخي الفاضل، لعلك تراجع كلامك بتأمل.
والإشكال هنا ليس في سكوت العلماء عن بعض ما يحدث، وإنما عن جميع ما يحدث أو أكثر ما يحدث.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 02:29]ـ
[ center] أولا، قبل كل شيء، لماذا التردد في قضية يجب أن تكون واضحة في مجمتعنا الإسلامي ? ولم هذا الغموض والتلكؤ ? وقد قال تعالى ((وتعاونوا على البر والتقوى)) ولم يستثن أحدا، وقوله (ص) ((الدين النصيحة ... )) الحديث ولم يستثن أحدا من هذه المسؤولية العامة، هذا هو مصدر استغرابي وطرحي للموضوع من أصله.
اشكرك على فقهك السليم زادك الله فقهاً عندما قلت:
أخي الكريم القضية ليست تلكؤ عن بيان الحق الذي ندين لله به ولكني والله صدقا وبلا مبالغة أستحي أن أرد في وجود طلبة علم بارزين .. هذه كل الحكاية.
ثم بارك الله فيك من البداية لم ولن نختلف على مسألة النصح إذ هي أمر متقرر في الشريعة ومفروغ منه،
وخلافنا هو على الطريقة والأسلوب والكيفية التي يتم نصح ولاة الأمور بها سواء كانوا علماء أو أمراء،
ومثلك حتما لا يخفى عليه المفاسد المترتبة على همزهم ولمزهم والتعريض بهم .. الخ
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
[ color="navy"] واعلموا - يا إخواننا - أن غيبة العلماء ليست كغيبة عامة الناس؛ لأن غيبة العالم لا شك أنها تؤثر عليه، لكن تؤثر على شيء أهم وهو ما يحمله من العلم من علم الشريعة؛ لأن الناس إذا لم يثقوا بالعالم لم يقبلوا قوله حتى لو قال الصواب، فتكون أنت إذا اغتبت العالم جنيت على العالم وعلى الشريعة؛ لأن الناس لا يثقون بقوله بعد هذا.
كذلك الأمراء وولاة الأمور، ليست غيبتهم كغيبة غيرهم، وليست غيبة غيرهم كغيبتهم؛ لأنك إذا اغتبت ولاة الأمور أو نشرت معايبهم بين الناس كرههم الناس، وصاروا إذا أمروا بالحق قال الناس: هذا باطل، وتمردوا عليهم، وماذا يحصل للأمة إذا تمردت على أمرائها!؟
تحصل الفوضى، وربما يصل الأمر إلى أن تسيل الدماء، ولا يخفى علينا جميعًا ما وقع في بعض البلاد العربية بناءًا على هذا، والواجب علينا إذا سمعنا وتأكدنا عن الأمراء ما لا ينبغي أن نناصحهم، أن نبذل لهم النصيحة، كما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله!؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم). (شرح رياض الصالحين شرح حديث الدين النصيحة)
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .. اللهم آمين
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 04:01]ـ
جزاك الله خيرا يا فاضلة، وما نقلتيه عن شيخنا ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة والخضير حفظه الله - وكم أحب هذا العالم وكم أفدت منه علماً وأدباً حضوراً ومشافهة ولي معه موقف عجيب لا أنساه حول مسألة من المسائل (!) - وأيدتيه صواب على صواب. ولا يمكن أن نقبل قول من يقول: لمز العلماء وغيبتهم لا يؤثر في ثقة الناس بهم، ولكنا لا نود أن يجرمنّا شنآن قوم على أن نسد باب النصيحة لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم - كلهم على حد سواء - بسبب من لا خلاق له في علم ولا أدب فنعطّل مسؤولية اجتماعية شرعية ثابتة بنصوص الوحيين.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 04:56]ـ
ولعل سر ما تراه من خلاف وإختلاف يعود في أصله إلى طريقة صياغة الأخ الكريم لموضوعه إذ هو يتحدث بطريقة مجملة عن صورة ذهنية
بارك الله فيك أخي العاصمي من الجزائر.
... وأن نقول الحق ولا نخاف في الله لومة لائم.
لولا رؤيتي لهذا العنوان لما دخلت الموضوع أصلا. ظننت صاحب الموضوع سيتطرق إلى ما يجب على العالم في القضايا المصيرية، فإذا بنا في موضوع .. (لا أدري كيف أصفه)
العالم لا يعترض عليه في المسائل العلمية الدقيقة كالطبيب الجراح لا يعترض عليه إذا اتخذ أمرا ببتر عضو فهو أدرى بمصلحة المريض أو المصاب من غيره.
أما إذا كانت القضية قضية أخلاقية فالأمر حينها يختلف، فإن الطبيب مثلا إذا علم عنه ممارسة الأعمال المخلة بالحياء فهذا يسقط ويسحب منه الإعتماد والترخيص ولن يشفع له علمه بدقائق علم الطب.
ومن فضل الله على هذه الأمة أنه يجعلها تمر بفتن وإمتحانات فبالنار تعرف المعادن وتفرق عن بعضها البعض.
يا الله، خرجت علينا بيانات نارية حول حكم المظاهرات أما شعب بأكمله يذبح ويسلخ في قطاع غزة ... لك الله يا غزة.
حتى هذا المنتدى كان شبه ميت. ولا أدري سبب ذلك هل هو من أثر الصدمة أم أن البعض خرج إلى الميدان ـ الله أعلم ـ
أما إذا تعلق الأمر بمسألة إعرابية شبه تافهة فإن المشاركات حينها لا تكاد تنقطع.
على كل حال، كما قال حبي فداه أبي وأمي: إعملوا فكل ميسر لما خلق له.
والخير في أمتي إلى قيام الساعة.
وهذه الأمة مازال فيها علماء ربانيون ..
أنا أعرف أني خرجت عن الموضوع ولم يكن هذا عن قصد فقد أخطأت العنوان فقط لذا أرجو أن تسامحوني والسماحة من شيم الكرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 07:04]ـ
بارك الله فيك أخي العاصمي من الجزائر.
وبارك فيك أيضاً. ولكن بودي أنك أكملت الاقتباس ليزول اللبس:
ولعل سر ما تراه من خلاف وإختلاف يعود في أصله إلى طريقة صياغة الأخ الكريم لموضوعه إذ هو يتحدث بطريقة مجملة عن صورة ذهنية
واضحة عنده محتملة عند غيره(/)
من أخطار العصبية الجاهلية للعرب
ـ[حسينان]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 08:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن مما حدث في اجتماع رؤساء العرب في القمة العربية ـ وقد يكون أهم أسباب قيام هذا الاجتماع ـ التحدث عن أمن الدول العربية والدعوة إلى الوحدة العربية التي من أسبابها كذلك الرغبة في الأمن العربي من الأعداء ـ اليهود أو غيرهم ـ ,,,
وما دام أن هذا من أسباب الدعوة ـ بل يكاد يكون هو السبب الرئيسي لعقد هذه القمة الأخيرة ـ إلى الوحدة العربية ,, أليس من المناسب أن تكون قمة إسلامية ـ لا عربية ـ؟؟
وذلك لأن هذا الخوف من العدو لم يكن إلا بسبب دين العرب "الإسلام" إذ لو لم يكونوا مسلمين لما أبغضوهم كهذا بل ولرحب بهم البعيد قبل القريب من هؤلاء الأعداء.
ولأن أيضا كلا الجانبين ـ العربي والإسلامي ـ يمر بمرحلة ضعف هذا الوقت فلو سلمنا جدلا بأنه لا بأس بهذه العصبية الجاهلية لقلنا أن الإسلامي أكثر عددا وأكبر مساحة وأكثر ثروة ومبشّر بعودة عزته ومصرحا بذلك ـ وقد يكون للجانب العربي دليل فليس لدي علم بهذا ولكنه قطعا لن يكون في حال وجود مثل هذه الدعوات الجاهلية وبسببها ـ إلى غير ذلك من الأمور المرجحة لهذا الجانب.
فكيف غابت هذه النقطة عنهم؟؟
هذا أمر,,
الأمر الآخر ولعله من أبرز أخطار هذه الدعوة وهو أنه لو حصل ـ على سبيل المثال ـ ضرر لإحدى الأقاليم الإسلامية ـ الغير عربية ـ مثل ما حدث لإخواننا في الله في قطاع غزة أو قريبا منه كأفغانستان والفلبين لما رأيتهم تحركوا بجدية وصدق وحماس ـ هذا إن تحركوا ـ وقد يقذفون من أجلها بالاتهامات على فلان وعلان ليدافعوا عن سكوتهم ـ وقد يستثنى من هذا شيء من الدول ـ, وأنه لو حدث لأعداء الله ورسوله ضرر ـ ولو بسيط نوعا ما ـ كالنصارى في لبنان ومصر أو اليهود في اليمن ـ ما داموا عرباً ـ ونحوهم لرأيت كثيرا منهم ينتفضون ويتحركون هنا وهناك كالثور الهائج وقد يذرفون الدموع بحرقة وألم ويبذلون في الدفاع عنهم كل ما أوتوا من قوة ـ هذا لو قدر الله لهم تمكيناً في البعض من أفعالهم المذكورة آنفا كأن يكون وقت عزة المسلمين كلهم ـ.
وهذا والله من أعظم الضلال والبعد عن الله وضعف العقيدة في النفوس والمخالفة لأحد مقاصد الشريعة, ولو لم يكن من أخطارها إلا هذا لكفى به من كارثة وخطر والله الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
# يا حبذا بعد طرح هذه المشكلة أن تشاركوا بآرائكم في طرح الحلول لها ولغيرها من مما هو موجود بعد ذكرها و بعد ذلك توضيحها لولاة الأمر لعل الله أن ينفع بها فلا يُحقر من المعروف شيئا فالأفهام مختلفة ومتفاوتة وقد يكون عند أحد ما ليس عند الأخر ففي التشاور والنقاش الذي يُبحث فيه عن الحق فائدة عظيمة ـ كما هو معلوم ـ وجزا الله الجميع خير الجزاء.(/)
الله أكبر .. الشيخ المحدث العلامة عبد الله السعد , يبشّر مجاهدي غزة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 09:50]ـ
كعادة هذا الشيخ الرباني العالم الزاهد المحدث
يجعل مقدّمة درس التوحيد .. للحديث عن أحوال
أمته بكلام يشرح صدور المؤمنين .. ويغمّ نفوس
المرجفين .. وقد تكلّم هذه المرة عن أحاديث ..
بيّن تطابقها مع الواقع .. في مدح جهاد أهل غزة
وصححها .. وبيّن ذلك سندا ومتنا .. وزفّ البشائر
وأثنى على الشيخ نزار ريّان ووصفه بأنه من
كبار المحدثين .. وسمّاه شهيدا .. وبيّن أن الحرب
ستبقى مع اليهود يقودها ألئك ظاهرين
على الحق لا يضرهم من ناوأهم ولا من خذلهم ..
وكل ما سبق لا يغني عن سماعه .. وإنما أردت
تشويق إخوتي الأحباب الذين نتقرب إلى الله
عز وجل بحبهم .. ولو رحت أسميهم .. فسيغدو
المقال فهرسا لمعظم أهل الألوكة
فسيأتيكم التسجيل غدا كاملا بإذن الله
عز وجل ..
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 10:10]ـ
بارك الله فيك اخي المكرم
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 10:48]ـ
جزاك الله خيرا أبا القاسم
ننتظر منك هذه التحفة من العالم الجليل عبد الله السعد.
ـ[العرب]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:03]ـ
حفظ الله شيخنا وأيده وسدده
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:08]ـ
و كذلك نحبك يا أبا القاسم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 01:37]ـ
جزاك الله خيرا. ونحن نحبكم، سواء كان اسمي في القائمة أم لم يكن:)
أعطنا ما عند هذا العالم الجليل ... كي نستريح من رهق المثبطين ... الذين غطّوا في سبات "فقه المرحلة"، ذلك المخدّر المفتّر الذي لا أدري متى ينتهي أجله، وما علموا أن فقه المرحلة استعداد مع دعوة وجهاد.
((قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين))، فكانت النتيجة الفورية ((فهزموهم بإذن الله))،
والله إن القضية قضية إيمان وتوكل أكثر من كونها قضية عدة وعدد وعتاد.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 02:05]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب .. ننتظر التسجيل إن شاء الله ..
ـ[المخضرمون]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 10:08]ـ
بانتظارك ..
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 04:49]ـ
أبا القاسم .. وفقه الله
وأيضا نريد كلام الشيخ على أحاديث بيت المقدس
عجل به جزاك الله خيرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 10:25]ـ
أخي الفاضل الشيخ الشهري .. لاريب أن اسمك في أمّ القائمة ..
عفا الله عنك .. ونحبكم والله في ذات الله عز وجل .. ونفخر بأخوتكم
وأعني بذا كل المعلقين ..
وهذا أوان تحقيق الوعد ..
http://www.salafishare.com/arabic/245XK086HZOH/9R9TL2O.mp3
وإلى أن نلقاكم ..
يقضي الله أمرا كان مفعولا
أستودعكم الله
والسلام عليكم
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 11:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[المخضرمون]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 03:33]ـ
أحسن الله إليكم يا أ القاسم ..
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 05:16]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ عبدالله السعد ووفقه لكل خير
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 12:19]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:52]ـ
جزاكما الله خيرا
أخوي الفاضلين محسن
وأبا يوسف الغزي
ونفع الله بكما
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
تنزه الملل الكفرية عن مقالات الصوفية!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 10:53]ـ
قال الامام الشوكاني في كتابه " الصوارم الحداد القاطعة لعلائق مقالات أرباب الاتحاد ": (وقد تنزهت الملل الكفرية عن مثل هذه المقالة يهودهم ونصاراهم ومشركوهم ... فإن قلت: بما صح لديك صدور هذه المقالة عنهم؟ حتى ترتب عليها ما ذكرت.
قلت: قد أسفر الصبح لذي عينين, هذا أمر لا يشك فيه من له ادنى إلمام بكتب القوم هذه الفتوحات والفصوص لابن عربي قد اشتهر في الاقطار اشتهار النهار وهما عند من نظر بعين الانصاف مشحونان بهذه المقالة وتشييدها وتوضيحها والاستدلا لها حتى كأنهما لم يؤلفا لغرض من الاغراض سوى هذا الغرض.
وهذا الانسان الكامل لعبدالكريم الجيلي اتحاد محض. وهذه تائية ابن الفارض وخمرياته وهذه كتب سائر أهل هذه المقالة وهبك تقول هذا الصبح ليل العمى المبصرون عن الضياء.
فإن قلت: أبن لي هذه الدعوى وبرهن عليها ببرهان أجلى من هذا, فإن الإحالة على مؤلفاتهم لا تغنيني.
قلت: اسمع ما نمليه عليك من هذه الخرافات الكفرية ونسغفر الله.
قال ابن عربي لا رحمه الله في خطبة فتوحاته المكية ما لفظه: إن خاطب عبده, فهو المستمع السميع, وان فعل ما امر بفعله, فهو المطاع المطيع, ولما حيرتني هذه الحقيقة أنشدت على علم الطريقة للخلفية:
الرب حق والعبد حق
يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك نفي (في الفتوحات:"ميت")
أو قلت رب أنى يكلف
فهو سبحانه يطيع نفسه إذا شاء بخلقه وينصف نفسه تعين عليه من واجب حقه, فليس إلا الاشباح خالية, على عروشها خاوية, وفي ترجيع الصدى سر ما أشرنا إليه لمن إهتدى."انتهى".
ومن ذلك في أوائل الفتوحات أيضا في القصيدة الطويلة:
قالوا لقد ألحقتنا بإلهنا
في الذات والأوصاف والأسماء
فبأي معنى تعرف الحق الذي
سواك خلقا في دجى الأحشاء
قلنا صدقت وهل عرفت محققا
من موجد الكون الأعم سوائي
فإذا مدحت فإنما أثني على
نفسي فنفسي عين ذات ثنائي.
# يتبع ان شاء الله.
ـ[الهاجرية]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:41]ـ
بارك الله فيك والعجب انك تجد من يدافع عن الصوفية في هذا المنتدى مازالوا على ضلالهم اللهم اجرنا من الفتن ماظهر منها وما بطن
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 01:15]ـ
# نقلت الموضوع للمصلحة الى منتدى العقيدة:
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?p=15834#post158 34(/)
وجه إيران الآخر! / جمال سلطان.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:03]ـ
المصريون /
بعد أن لاحت تباشير النصر الكبير لقوات المقاومة الإسلامية في أفغانستان، التي تقودها حركة طالبان، وإعلان القيادة العسكرية الأمريكية وقيادات عسكرية غربية أخرى هناك بضرورة إجراء مباحثات مع الحركة، واعترافهم باستحالة تحقيق النصر في المعركة الطويلة مع المجاهدين المسلمين في أفغانستان، وهو ما اعتبر مقدمات للانسحاب والاعتراف بالهزيمة، ووسط احتفاء العالم الإسلامي بانكسار آلة الحرب والعدوان الأمريكية في أفغانستان، واقتراب النصر المبين على قوى العدوان وأذيالهم مما يسمى بحكومة كرزاي، أعلن الإيرانيون بسفور غير مسبوق عن مخاوفهم من هزيمة القوات الأمريكية في أفغانستان، وعبروا عن اعتراضهم الشديد على إجراء مباحثات غربية مع حركة طالبان، وطالبوا قوات الاحتلال بعدم الاستسلام لمن أسموهم "قوى الظلام"، وفي جلسة خاصة بالبرلمان الإيراني تحدث طويلا رئيس لجنة الأمن بالبرلمان مطالبا بسرعة التحرك لوقف "الانهيار" العسكري للقوات الأمريكية والحليفة لها في أفغانستان، وضرورة تقديم الدعم العاجل للحكومة العميلة بقيادة "حامد كرزاي"، وفي اليوم التالي مباشرة تكلم مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة "محمد خزاعي" في اجتماع مجلس الأمن الطارئ المخصص لبحث الأوضاع في أفغانستان، وحث القوات الأمريكية على "التماسك" في أفغانستان وعدم الاستسلام لمن أسماهم بالظلاميين والإرهابيين، يقصد مجاهدي حركة طالبان وبقية المجاهدين الأفغان، وهاجم المندوب الإيراني بشدة دعوة بعض الدول الغربية إلى فتح باب الحوار مع حركة طالبان، وقال أن الأولى من ذلك دعم الحكومة "العميلة" بقيادة حامد كرزاي والميليشيات التابعة لها، التصريحات الإيرانية منشورة بكاملها الآن على وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية، والحقيقة أن الموقف الإيراني الجديد مما يحدث في أفغانستان ليس مفاجئا بكل تأكيد لنا، قد يكون محرجا "للدراويش" الذين يصدعون رؤوسنا بالحديث عن معسكر الممانعة والمقاومة، والذين يحرصون على وضع إيران في القلب منه، لأن معسكر المقاومة والممانعة الإيراني اتضح أنه أبرز حلفاء العدوان الأمريكي في المنطقة، والأكثر حماسة لاحتلال الجيش الأمريكي لدولة مسلمة مجاورة، تعبنا من التذكير بالدور الإيراني الإجرامي في دعم احتلال الأمريكان لأفغانستان، وتباهي بعض القادة الإيرانيين بهذا الدور، وأنه لولا إيران لما استطاعت أمريكا البقاء في العراق أو أفغانستان، ولما قلنا ذلك قالوا لنا هذا حديث للفتنة، حسنا، فما هو الوصف المناسب للتصريحات الإيرانية الأخيرة، كيف نفسر هذا القلق الإيراني الكبير من انتصار المقاومة الأفغانية على الاحتلال الأمريكي والقوات المتحالفة معه، كيف نفهم الدعوة الإيرانية إلى دعم قوات الاحتلال في أفغانستان ومنع انهيارها، لماذا تخاف إيران من انتصار المقاومة الأفغانية، هل نجيب الإجابة التي يعرفها الأمريكان قبل غيرهم أم يتهمونا بالطائفية، المسألة بوضوح أن إيران قلقة للغاية من وجود حكومة إسلامية سنية على حدودها الشرقية، وهي ترحب بوجود حكومة عميلة أو حتى جيش الاحتلال الأمريكي على وجود حكومة إسلامية سنية، فالحسابات الإيرانية لا تتعلق بالمقاومة أو الممانعة مطلقا، وإنما تتعلق بمصالح المشروع التوسعي الصفوي الطائفي، وهو مشروع تدرك جيدا فرص وإمكانيات واقتراب تحالفه مع الأمريكيين وقوى أوربية أخرى، ولكنه لا يمكن أن تتحالف أو تتعاون مع أي قوة إسلامية "غير شيعية"، هل وصلت الرسالة؟!(/)
لنتذاكر المنح من محنة غزة ... لنعددها
ـ[العرب]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:08]ـ
محنة غزة أفرزت لنا منحا ربانية عظيمة لنتذاكرها شكرا لله وتبيينا للمغرر بهم في الشعور بالهزيمة والانكسار وها أنذا أبدأ ..
1 - إحياء شعيرة الجهاد الميته في نفوس الناس.
2 - الشهداء الذين اختارهم الله من أعظم المنح ولن نخسر ما اريقت الدماء في سبيل الله
3 - انكشف المخادعون المنافقون في الوسط الفلسطيني
4 - انكشفت عمالة أكثر الحكام
5 - أن العقيدة ولو قل اصحابها تصمد في وجه أعتى الارض(/)
الاية التي ابكت امير غزة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 01:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://hamas.shabab.ps/uploads/haneya.WMV(/)
عصابات سرقة النصر-منقول
ـ[عبد الرحمن السعد]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 05:18]ـ
هذا مقال اطلعت عليه في شبكة القلم الفكرية رائع وأحببت أن أنقله لك
عصابات سرقة النصر
21 - 1 - 2009
بقلم ماهر همام العلياني
" ... صحيح أن عباس ذهب بمليارات الخليج لكنه لم يستطع خطف النصر لأنه واجه مجاهدين أخذوا بموازين القوة السياسية إلى جانب قوة الحسم العسكرية ... "
إن المتأمل في حال الأمة الإسلامية في القرنين الأخيرة يجد أنها في جميع حروبها وفي كل الأمصار تقدم كل ما تملك من أموال ودماء وفلذات أكباد وغيرها لمواجهة العدو المحتل , وفي النهاية تنتصر بشكل واضح وتحسم المعركة.
لكن الأمر المتفق عليه في كل هذه الحروب هو أن المكاسب السياسية من وراء هذه التضحيات والدماء والأشلاء لا تذهب لصالح المجاهدين , إنما تذهب لصالح أناس آخرين كانوا في أيام الحرب يعملون لصالح المحتل أو على الأقل لم يشاركوا في مقاومة المحتل ولو بطلقة رصاص.
فعلى سبيل المثال: - الجزائر (بلد المليون شهيد) , قدم أبناؤه تضحياتٍ كبيرة جداً لأجيال متتابعة حتى وصل عددَ الشهداءِ إلى مليون شهيد عدا الجرحى والأسرى، فأي تضحية لمقاومة المحتل أعظم من هذه ولكن في النهاية مَن تقلد زمام الأمور هو الذي أراده المحتل.
- أفغانستان في حربها ضد الروس , قدَّمتِ الأمة على هذه الأرض دماء وتضحيات وجرحى وأسرى وتقاطعت مصالح دول محتلة مع مصالح الأمة , وفي النهاية تم تفريق المجاهدين وحصل التنازعُ الذي خدمَ الأعداءَ بناءً على القاعدةِ البريطانية (فرق تسد).
الآن وفي المعركة الأخيرة بين الاحتلال اليهودي وإخواننا في غزة حاولت أطراف كثيرة عميلة أن تخطف النصر, - فمصر كانت تطل علينا أيام القصف وتتحدث أن على المقاومة أن تتحمل المسؤولية أمام الشعوب وأن المقاومة إنما جلبت علينا الدمار وأن ما وراء معبر رفح محتل لذلك لن تفتح المعبر, وبعد أيام قليلة تفضح نفسها في قمة الكويت وتزعم أنها أصدرت الأوامر بفتح المعبر من أول يوم في القصف بعدما رأت الحسم الميداني من المجاهدين.
- وكذلك محمود عباس الرئيس غير الشرعي المنتهية ولايته عندما رأى الحسم الميداني لصالح المجاهدين وعندما رأى مليارات الخليج أراد أن يصنع لنفسه مجداً ونصراً , في الوقت الذي تعلن فيه حماس أن لديها أدلة واضحة على تورّطه في اغتيال وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام وعلى تعاونه مع اليهود ضد المجاهدين.
نحن لا نشك أنه (لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار) , وأنه من أهداف الابتلاء (وليتخذ منكم شهداء) , وأن من النصر تطبيق سنة الجهاد , ولكن يجب أن نبحث عن أسباب سرقة النصر السياسي حتى نعمل على تفاديها.
ففي أحداث غزة الأخيرة حاول كثيرون أن يذهبوا بمكاسب المقاومة لكنهم فشلوا بسبب أن حماس أخذت بموازين القوة السياسية والعسكرية والتربوية مع العقيدة الصحيحة التي تحركهم لمقاتلة المحتل، فحماس الآن على قمة الهرم السياسي في فلسطين والشعوب العربية كلها تثق في جهادها وتثق في سياستها وتثق في عقيدتها الصافية.
صحيح أن عباس ذهب بمليارات الخليج لكنه لم يستطع خطف النصر لأنه واجه مجاهدين أخذوا بموازين القوة السياسية إلى جانب قوة الحسم العسكرية.
إن ما يحدث على أرض فلسطين هو تطور كبير في جهاد المحتل لم نر مثله في القرنين السابقين التي مرت على الأمة الإسلامية فالمقاومة تقدم كل ما تملك على الميدان وفي الوقت نفسه تحتفظ بحقها السياسي وتحفظه من سرقة أعوان المحتل.
(يُرجى العزو إلى شبكة القلم الفكرية عند نشر الموضوع في موقع آخر)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 03:19]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب عبدالرحمن(/)
مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 10:54]ـ
عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ".
أخرجه الترمذي (5/ 493 رقم 3431) وقال: غريب، وابن ماجه، وأخرجه أيضًا: الحارث كما فى بغية الباحث (2/ 956، رقم 1056) وحسَّنه الألباني (صحيح ابن ماجة، رقم 3892). قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": قَوْلُهُ: (مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ) أَيْ مُبْتَلًى فِي أَمْرٍ بَدَنِيٍّ كَبَرَصٍ وَقِصَرٍ فَاحِشٍ أَوْ طُولٍ مُفْرِطٍ أَوْ عَمًى أَوْ عَرَجٍ أَوْ اِعْوِجَاجِ يَدٍ وَنَحْوِهَا , أَوْ دِينِيٍّ بِنَحْوِ فِسْقٍ وَظُلْمٍ وَبِدْعَةٍ وَكُفْرٍ وَغَيْرِهَا (وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا) أَيْ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْقَلْبِ وَالْقَالَبِ (كَائِنًا مَا كَانَ) أَيْ حَالَ كَوْنِ ذَلِكَ الْبَلَاءِ أَيَّ بَلَاءٍ كَانَ (مَا عَاشَ) أَيْ مُدَّةَ بَقَائِهِ فِي الدُّنْيَا.(/)
مقاهي الانترنت بين الإفساد و الإصلاح
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 01:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن الحديث عن الإنترنت لسنوات مضت بالكثافة التي هو عليها الآن. الكثيرون اعتقدوا أن الأمر لا يعدو كونه ثورة سريعة لن تلبث أن تخمد لتعود الحياة إلى مسارها الطبيعي العادي المعتمد على الورقة والقلم.
وكما يقول عبد القادر استيتو: "تمر السنوات و تخيب توقعات هؤلاء، في حين تصيب توقعات الخبراء والمهتمين الذين كانوا يؤمنون بأن المستقبل سيكون معلوماتيا محضا.
أشياء كثيرة قيلت و كتبت عن الإنترنت، و شيئا فشيئا تحول التوجس إلى فضول، ثم إلى اكتشاف فإقبال كبير من مختلف الشرائح المجتمعية".
ومع انتشار الإنترنت المريع ظهرت مكملات ومتممات جانبية تلتصق بهذا الانتشار ومنها ما يسمى بمقاهي الإنترنت التي استمالت إليها طائفة كبيرة من الناس غالبيتهم العظمى من الشباب الذين انجذبوا إلى ذلك الفضاء الفسيح وذلك الوافد الجديد بكل قوة حتى أصبح ارتياد الشباب لها ظاهرة جديدة تستحق البحث والتحليل والعلاج؛ إن كان ثم ما يحتاج إلى علاج.
من هنا كانت البداية
انطلقت أول سلسلة في العالم من هذه المقاهي في عام 1995م في المملكة المتحدة، ثم انتشرت في كثير من الدول العربية منذ سنوات قليلة، وكان دافع أرباب المقاهي من وراء افتتاحها تحقيق هامش ربحي من خلال المزاوجة بين خدمتين، خدمة المقاهي التقليدية وخدمة الإيجار في شبكة الإنترنت، في المقابل وجد فيها الشباب تسلية جديدة تختلف عن المقاهي التقليدية!!
ومقاهي الإنترنت بحد ذاتها ليست ظاهرة سيئة لو استغلت الاستغلال الأمثل، لكن الخطير في الأمر أن تصبح هذه المقاهي أوكاراً للاستخدام السيئ من قبل بعض الزبائن، وذلك من خلال الدردشة لأجل الدردشة فقط، والنفاذ إلى المواقع الجنسية بعيدا عن الرقابة الأسرية.
إحصائيات مرعبة
وقد دلت الإحصائيات أن معظم مرتادي هذه المقاهي هم من الشباب، فقد أثبتت إحصائية وزعتها مجلة خليجية على عدد من مقاهي الإنترنت أن 80% من مرتادي هذه المقاهي أعمارهم أقل من 30 سنة، فيما قالت إحصائية أخرى أن 90% من رواد مقاهي الإنترنت في سن خطرة وحرجة جداً.
وهذه نتيجة خطيرة، فكون معظم مرتادي المقاهي من الشباب ومن فئة عمرية خطرة تحديدا، وأن معظمهم يرتاد هذه المقاهي للدردشة، فإن الظاهرة هنا تصبح خطرة تستدعي إيجاد بدائل يمكن للشباب أن يقضوا أوقات فراغهم فيها، بدلا من إضاعة المال والوقت والأخلاق بما لا ينفع!!.
المقاهي لماذ؟
كان اندفاع الشباب نحو تلك المقاهي لأسباب مختلفة يأتي على رأسها الفراغ الممتد في يوم الشباب والفرار من الأعمال الجادة، خصوصا مع ارتفاع معدل البطالة في كثير من دولنا العربية والإسلامية، فيبحث الشاب عن مكان يقطع فيه فراغه. ثم بعد ذلك أسباب أخرى منها:
أولا: عدم إمكانية شراء جهاز كمبيوتر لغلائه ونظرا للحالة الاقتصادية عند بعض الشباب فاستعاضوا عن ذلك بساعات يقضونها في المقاهي.
ثانيا: صعوبة الوصول إلى النت عند البعض، خصوصا أن هذه الوسائل لم تعمم في جميع البلدان ووجودها يقتصر في بعض الدول على المدن دون القرى، لكن عموما هذه الخدمة بدأت تنتشر وتتوفر وإن كان بنسب متفاوته خاصة في المجتمع العربي وتشير إحصائية تم رصدها عام 2004 إلى أن نسب المستخدمين للنت بين عام 1990 وعام 2002 بلغت في البحرين 245 من كل ألف شخص، و105.8 من كل ألف شخص في الكويت، و113.2 في قطر، و313.2 في الإمارات العربية المتحدة، و70.9 في عُمان، و64.6 في السعودية، و117.1 في لبنان، و57.7 في الأردن، و51.7 في تونس، و30.4 في فلسطين، و12.9 في سورية، و16 في الجزائر، و28.2 في مصر، و23.6 في المغرب، و2.6 من أصل ألف شخص في السودان. ولا شك أن هذه الأعداد زادت عامي 2003، 2004.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: البحث عن الخصوصية: فبعض الشباب ربما لديهم أجهزة في بيوتهم لكنهم يفتقدون خصوصية البحث عما يريدون، لاسيما إذا كانت البيوت محافظة وهم يبحثون عن المحادثات أو المواقع الإباحية وهي نسبة كبيرة من الشباب. وأكثر المقاهي تجدها مهيئة لذلك من جو شاعري وأضواء خافتة وتجهيز المكان بحيث لا يطلع أحد على الجالس ولا يدري أحد ماذا يفعل .. ويكفي أن نعلم أن المقهى الذي لا يوفر مثل تلك الخصوصية يتدنى دخله بصورة كبيرة جدا مقارنة بالمقاهي التي توفرها.
رابعا: وجود الفني القادر على كسر كثير من برامج حجب المواقع الممنوعة (البروكسي)، وكثير من الشباب لا يرى غضاضة في أن يستدعي عامل المقهى ويطلب منه الدخول على مواقع معينة وهو يدفع للمقهى وهذا ما يريده كثير من هؤلاء المستثمرين على حساب الأمة ودينها وشبابها. فالمبدأ عند هؤلاء التجار " ادفع واطّلع على ما تريد".
خامسا: الاستئناس بالأصدقاء والبعد عن جو المنزل وذلك من خلال الخدمات الجانبية التي يقدمها المقهى وإمكانية مواعدة الأصدقاء فيها ليكون لقاء بالأصدقاء وإبحارا في النت في نفس الوقت.
سادسا: يعلم كثير من المستخدمين لشبكة الإنترنت أن بوسع غيرهم أن يتعرف عليهم فيما لو استخدموا أجهزتهم الشخصية، ولذا فراراً من انكشاف أفعالهم المخزية يلجئون إلى هذه المقاهي لتقيد جرائمهم ضد مجهول، ويظهر هذا جليا مع البنات ذوات العلاقات أو الباحثات عن اللذة ومواقع الجنس.
ومن الأسباب أيضا: إهمال الأباء وضعف مراقبة الأسر لأبنائها وهذه عليها معول كبير.
هذه كانت أشهر الأسباب في نظري، ولا شك أن هناك أسبابا أخرى تختلف باختلاف الأشخاص ومقاصدهم.
ماذا يفعلون؟
كان السؤال الذي يطرح نفسه لبيان وضع تلك المقاهي ومدى منفعنها أو ضررها هو معرفة ماهية المواقع التي يتصفحها مرتادوا المقاهي؟.
في استبانة أجرتها إحدى المجلات السعودية عن نوعية المواقع التي يدخلها الشباب في المقاهي كانت النتيجة أن 60 % يقضون أوقاتهم في مواقع المحادثة، و20% من المستخدمين للمواقع الثقافية، و12% للمواقع الطبية والحاسوبية والتجارية، و8 % للمواقع السياسية.
وقد أجمع أصحاب تلك المقاهي أن أكثر ما يبحث عنه الشباب خصوصا والرواد عموما هو التشات (المحادثة) والجنس ..
يقول محمد خضير صاحب مقهى في القاهرة: "إن الشباب المصري يُقبل بشكل أساسي على مواقع المحادثة المختلفة (تشات)، يليها مواقع البريد الإلكتروني، ثم مواقع محركات البحث، خاصة غوغل وياهو!! أما الأجانب فغالبا ما يركّزون استخدامهم على مواقع البريد الإلكتروني".
أما محمد الشاوني، 21 سنة، طالب فيقول: "بصراحة أحضر هنا للدردشة، إنها أمر مسلٍ، و باعتباري أجيد اللغة الإسبانية فأنا أحب أن أحاور الإسبان".
ويقول عبد الفتاح، 23 سنة، أحضر هنا للدردشة بالدرجة الأولى، أحاول أن أفعل أشياء أخرى لكن مشكلة اللغة تقف حاجزًا أمامي لأن المواقع التي أريدها هي بلغة أجنبية".
وتبدي هبة حداد وهي طالبة تجارة اشمئزازها مما تراه خلال ترددها إلى مقاهي الإنترنت وتقول: "لا أعرف لماذا يحب بعض الشباب الاطلاع هذه الصور الإباحية الصارخة".
وتقول سامية محمد (22 سنة): "شبكة الإنترنت فتحت لي آفاق المعرفة وأبواب الحرية على مصراعيها، وأكملت جوانب أفتقدها في الواقع، لكنها في المقابل وضعتني في اختبار مستمر أمام نفسي .. في بعض الأحيان أدخل إلى الإنترنت بعد منتصف الليل ويكون جميع أفراد أسرتي نائمين، أذهب إلى غرف المحادثة للتعرّف على أصدقاء جدد لهم نفس اهتماماتي.
أما صلاح (20 سنة) فيقول: "لقد فعلت كل شيء عبر الإنترنت، وكنت أعتقد أنني بذلك نلت كل حريتي، لكنني سرعان ما اكتشفت أنني مخطئ".
لا رقابة:
في حديث مع بعض أصحاب المقاهي حول جدية الرقابة وحجب المواقع المثيرة كانت الإجابة بما معناه القانون هنا " ادفع واطّلع على ما تريد". وقال صاحب إحدى المقاهي: "لم أتدخل يوماً في ماهية ما يقرأه المتصفح، ولا عوازل أو رقابة أفرضها على أي موقع". ويقول مؤيدا مبدأه عمليا: "رأيت شباناً يطلعون على مواقع إباحية وغيرها، لكن لا يمكن منع الزبون من رؤية ما يجذبه، ليست مهمتي هنا تربيته! "
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المستشار القانوني لجمعية محترفي الإنترنت وليد ناصر فيقول: "لا أعلم ما إذا كانت الأجهزة الأمنية تفرض رقابة دائمة على الإنترنت، وأنا أشك في ذلك؛ لأن أمراً مماثلاً يحتاج إلى جهاز رقابة دائمة يرصد ما يضاف وما يحذف، وهو أمر معقّد".
ويقول سفيان وهو مستثمر لمقهى إنترنت إن حجم الرقابة التي يمكن أن تفرض على مرتادي الإنترنت تتفاوت حسب قدرات المستخدم التقنية، فالمبتدئ يُسيطَر عليه بنسبة 100%، أما المحترف فحجم السيطرة عليه لا تتجاوز30% كونه يمتلك طرقا لاختراق الرقابة، تتمثل بما يسمى بـ"البروكسي"، والذي يمكن أن يتطوّر بتطور أجهزة الرقابة وبحسب الحاجة، ويمكن كسر الحظر بالدخول عن طريق مواقع أخرى، أو بتغيير شيفرة الموقع، فتكتب الشيفرة بدلا من الأحرف التي تكون اسم الموقع، وتمر عملية الاتصال".
نتائج ومخاطر
والخلاصة أنه يكاد يكون من المستحيل وجود رقابة صارمة لحفظ أبنائنا مع وجود محاولات جدية من بعض الدول، وانفتاح صارخ من بعضها الآخر مما ينتج عنه مخاطر جمة .. أهمها:
1) انهيار المجتمع بانهيار فئة الشباب فيه.
2) تضييع أوقات الشباب في غير منفعة عند الغالبية.
3) الإصابة بالأمراض النفسية.
4) الغرق في أوحال الدعارة والفساد.
5) التعرف على أساليب الإرهاب والتخريب.
6) التعرض لدعوات التنصير والتهويد والمذاهب الهدامة.
7) التجسس على الأسرار الشخصية.
8) إنهيار الحياة الزوجية.
9) التغرير ببعض الفتيات ووقوعهن فريسة للاهين اللاعبين.
خاتمة لابد منها:
لا يستطيع أحد أن يجحد الفوائد التي يمكن أن يجتنيها البعض من خلال تلك المقاهي، كالبحث العلمي، وإرسال رسائل بريد إلكتروني سريعة، والاطلاع على الكتب الحديثة والمكتبات العالمية الضخمة، والبحوث العلمية الحديثة .. و .. ولكن لما كان جل الاستخدام في غير ذلك كان إثمها أكبر من نفعها ..
والإنترنت ومقاهيه ـ كما الأدوات الإعلامية الأخرى – سلاح ذو حدين، يمكن أن يكون مفيدا جدا إذا عرفنا كيف نستغله أحسن استغلال، و هو في نفس الوقت أداة تخريب للنفوس والأرواح عن طريق المواقع التافهة و الجنسية التي لا تجدي فتيلا، وبشيء من المراقبة، وبشيء من التوجيه والإرشاد و التوضيح، يمكن أن نستفيد من هذه الآلة ونحفظ أبناءنا من شرورها والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 01:58]ـ
الموضوع منقول، و العنوان من اختياري(/)
اللقاء الخامس في (سلسلة لقاءات المجلس العلمي) مع الدكتور/ عبد العزيز مصطفى كامل.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 03:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأحباب الكرام أعضاء المجلس العلمي وروَّاده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فيسرُّ إدارة المجلس ومشرفيه أن يعلنوا عن لقاء جديد في سلسلة (لقاءات المجلس العلمي).
وهو اللقاء الخامس في هذه السلسلة يجريه المجلس مع (فضيلة الدكتور/ عبد العزيز مصطفى كامل حفظه الله.
صاحب كتاب ((العلمانيون وفلسطين ستون عاماً من الفشل ... وماذا بعد))
ونأمل أن تكون الأسئلة المطروحة متعلقة بالقضية موضوع الكتاب أو ما يتصل بها.
وسنستقبل أسئلتكم في هذا الموضوع، ثم تُعرَض على فضيلته للإجابة عليها، إن شاء الله تعالى.
نسأل الله أن يبارك في الدكتور، وأن ينفع بعلمه.
صورة غلاف الكتاب
http://www.kabah.info/uploaders/Abd%20El-dayem/1.jpg
وهذه صفحة الفهرس
http://www.kabah.info/uploaders/Abd%20El-dayem/2.jpg
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 03:18]ـ
اولا ارحب بالدكتور عبد العزيز مصطفى كامل حفظه الله
واتقدم بتحية الاسلام
السلام عليكم
ساتقدم بسؤال قد يشغل فكر كثيرين ولايجدون له اجابة واضحة لان الهلامية والضباب سائد في امثال هذه المسائل الا وهو:
ماهو الفكر الذي يتحكم في نشاط وعمل وذهنية وعقل منظمة التحرير الفلسطينية وماهو الفكر الذي يحدد حركة ونشاط حركة فتح اليوم وعلي راسها السلطة الفلسطينية ومركزها الان ابو عباس!؟
هل هو فكر علماني اشتراكي او يساري انطلق اصلا من روسيا والفكرة الماركسية او هو فكر قومي تاثر بالفكرة القومية الغربية ام انه خليط بين الاسلامية والعلمانية ولم يتحدد بحزم حتي من قبل مؤسسي المنظمة او مفكريها؟
وماهو الفكر المحرك للسلطة الان في فتح وكبارات رجالاتها هل تطور عن الفكرة القديمة ايا كانت؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 09:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
نحيي الضيف الحبيب ونهتبل الفرصة لشكره على كثير من الكتابات الجيدة التي يطل بها علينا بين الحين والآخر, ومنها وليس الوحيد فيها ما كتبه في الأحداث الأخيرة بعنوان (يا أصحاب الحجة والبيان لا تخطئوا العنوان) ..
تدور بالبال بعض الأسئلة ولكن حبذا لو كان هناك رابط للكتاب حتى نطلع على موضوعاته, لأني أخشى أن أطرح سؤالا خارج موضوع الكتاب من حيث لا أشعر.
شكرا للضيف والمستضيف ..
ـ[بن نعمان]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 10:47]ـ
مرحبا بالدكتور عبد العزيز مصطفى كامل
أود أن أسأل عن توقعاتكم لمرحلة ما بعد أحداث غزة كيف سيكون وضع المقاومة في غزة والضفة الغربية؟
وكيف تتوقعون أن تتصرف الأنظمة العربية تجاه القضية الفلسطينية؟
وسؤال آخر عن مصير القدس الشريف بعد هذه الأحداث ماذا تتوقعون أن يكون مصير المسجد الأقصى المبارك بعد أحداث غزة وتغير الحكومات في إسرائيل وأمريكا وربما في فلسطين أيضًا
وآخر سؤال لو سمحتم عن سياسة أوباما تجاه القضية الفلسطينية كيف تتوقعون أن تسير؟
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 10:59]ـ
السؤال الأول: ألا يعتبر تحكيم الشريعة وجعلها مرد النزاع ورد كل شيء إليها واستمداد النظم منها من أبرز معالم الراية التي يتحقق برفعها النصر؟
ما توجيهكم حول ذلك. ونرغب منكم تجلية الأمر لمن يخلط بين التدرج في حمل الناس على ترك المنكرات وأخذهم بالرفق وبين عدم تحكيم الشريعة وإعلائها على كل شيء, ويرتب على هذا الخلط الاعتراف بالشرعية الدولية والدعوة المستمرة للتحاكم للطواغيت المتمثلة بالقوانين الوضعية ومن يطبقها من الهيئات الدولية الجائرة, كما يرتب على ذلك احترام القانون والدستور الوطني بدلا من تحكيم الشريعة واحترامها. كل ذلك بحجة التدرج المزعوم!
السؤال الثاني: ألا يعتبر عقد الولاء والبراء على أساس توحيد الله جل وعلا من أبرز معالم الراية التي يتحقق برفعها النصر؟ وما توجيهكم لمن يعقد الولاء والبراء على أساس الوطن ويجعل الانتماء للوطن بحد ذاته عاصما للدم وموجبا للموالاة.
السؤال الثالث: هل العلمانية التي فشلت خلال ستة عقود يمكن أن تعود بشعارات إسلامية مع كثير من المضامين العلمانية كالوحدة الوطنية بدلا عن الولاء الإيماني والاحتكام للقانون الوضعي بدلا من الاحتكام للشريعة؟ هل هذا بنظرك سيحول دفة الصراع إلى اتجاه النصر, أليس هذا يتنافى مع تحقق كون القتال لإعلاء كلمة الله؟
ـ[ايهاب كمال]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 12:38]ـ
اريد تعريف بالدكتور الضيف
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 07:10]ـ
هذا تعريف بالضيف من أحد المواقع:
الدكتور عبد العزيز مصطفى كامل الكاتب والمفكر الإسلامي المصري وعضو هيئة تحرير مجلة "البيان" السلفية الصادرة في لندن، والمشرف العام على موقع (لواء الشريعة)، وقد حصل د. عبد العزيز كامل على درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية من جامعة الإمام بالمملكة العربية السعودية، ونال الدكتوراه في الشريعة أيضاً من جامعة الأزهر الشريف في مصر، وله العديد من المؤلفات والمقالات المتنوعة. ومن كتبه "معركة الثوابت بين الإسلام والليبرالية"، و"أمريكا وإسرائيل .. وعقدة الدم"، و "العلمانيون وفلسطين"، و "العلمانية إمبراطورية النفاق"، وآخر كتبه "ستون عاماً من الفشل، وماذا بعد؟ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 07:20]ـ
السلام عليكم:
س1 - مامدى خطورة المد الشيعي على فلسطين و الى أين وصل في المجتمع الفلسطيني حيث سمعنا عن حوادث تشيع؟
س2 - هل تعتقد بوجود اسلاميين معتدلين في فلسطين بحيث أنهم أقرب الى الليبرالية (في التطبيق لا الشعارات) من الاسلام؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:21]ـ
حياكم الله يا شيخ عبدالعزيز .. ودمت لأمتك .. منافحا مدافعا حريصا
بماذا تفسّر سلوك بعض المنتسبين للعلم ممن كان موقفهم مخذّلا أثناء الحرب الصهيونية على غزة ومجاهديها .. ومايزال مع الأسف.؟
ـ[أم البررة]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 06:42]ـ
مرحبًا بفضيلة الدكتور عبد العزيز
* استنكرتم في مقالكم الأخير (يا أصحاب الحجة والبيان .. لا تخطئوا العنوان!) دعوات الوحدة ونبذ الخلاف -وهو تضاد- بين بعض الفصائل الفلسطينية، لكن ألا يمكن أن يكون الاتحاد على هدف مشترك يتمثل في العدو الصهيونيّ، وما رؤيتكم للصراع القائم الآن، ما الحل؟
* "حماس الآن ليست حركة جهادية إسلامية فحسب، وأصبحت سياسية، وتغيرت سلبًا مواقفها عن أيام مؤسسيها: أحمد ياسين والرنتيسي" ما رأيكم بهذا؟
* رؤيتكم الاستشرافية للقضية الفلسطينية بعد أحداث غزة الأخيرة؟
وأعتذر إن كانت إجابات أسئلتي في الكتاب، حيث لم أقرأه
وشكرًا لإدارة المجلس
ـ[ابن رشد]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 02:59]ـ
هناك من يتهم حركة حماس بانها لاتطبق الشريعة, ولاتريدها ,فهل هذا صحيح؟
الاتعتقد من اهمية وجود مركز إسلامي يهتم باستشراف المستقبل, ويعطي توجيهات للساسة والقادة في ذلك, من منظور اسلامي؟
علم السياسة الشرعية, علم عظيم من علوم الشريعة يجهله بعض طلاب العلم, ألاترون اهميته في هذا الوقت بالذات؟ مع ذكر اهم الكتب في ذلك؟
شكرا لكم
ونحن لك متابعين
ولجهدك من الشاكرين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 12:09]ـ
أحسن الله اليكم
قلتم فى مقال حرب النكسة فى أخره أن هم العرب فى مؤتمر (اللاءات الثلاث) أصبح هو استرجاع ما أضاعوه العرب فى حرب 67 فيما يشبه الاقرار الضمنى بالتنازل عماسلبوه فى حربهم الاولى عام 38 ثم بعد كلام قلتم أن صدر قرار رقم 242 الذى يدعو اليهود من الا نسحاب من الاراضى التى احتلها فى 67 ورفض اليهود التنفيذ وأيضا تمنع العرب عن قبول ذلك القرار صدوره ولمدة طويلة تالية
وسؤالى أنه فى اول الكلام كان هم العرب انسحاب اسرائيل من تلك الاراضى ثم تمنع العرب عن قبول قرار بهذا فلماذا تمنعوا اذا؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 12:11]ـ
أحسن الله اليكم على حسب ما قرأت فى مقال حرب التحريك فهل ثم اجماع على ان عبد الناصر كان عميل للامريكان عدو صراحة للاسلام أم أنه قول لبعض العلماء فقط وما رأيكم فى هذا القول
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 12:16]ـ
أحسن الله اليكم أريد أن اعرف شيئا عن تفاصيل الطلب الاسلامى للحكام باقامة شرع الله؟
لأنه طبعا هم لايستطيعون اقامة خلافة راشدة لخلوهم عن امكانياتها وكذلك اقامة شرع الله الذى هو دون الخلافة الراشدة يحتاج لتربية معينة ممن سيتولون القيادة الشرعية تربية فكرية علمية عبادية درجة معينة من حصول اليقين تجاه أفكار اسلامية وعقائد اساسية ترسخ فى القلب والوجدان علماء حصلوا الامكانيات اللازمة لتوجيه القادة الى أخره بل أنا سمعت أحد كبار علماء السلفية فى مصر يحمد الله على عدم التمكين لأننا لانقدر على حملها (أى مهام العمل) ثم أين حكام العالم الاسلامى من هذا وهم تربية الاجانب؟ وأرجع لسؤالى الاول مرة أخرى أحسن الله اليكم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 03:33]ـ
أرجو الالتزام وعدم الخروج عن موضوع الأسئلة لأشياء جانبية حتى لا نعكر على الموضوع بارك الله فيكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 08:56]ـ
جزاكم الله خيرًا فضيلة الدكتور، وأخبركم أني أحبكم في الله، وأتابع مقالاتكم بنهم.
شيخنا الفاضل:
ما رأيكم فيمن يرى أن القضية الإسلامية في فلسطين لا بد أن يكون لها شقان:
جهادي (أو مقاومة كما يسمونها) وسياسي يقوم بالتباحث مع المجتمع العربي والدولي .... إلخ؟
فهل بين الجانبين تعارض؟
أرجو كلمة منكم.
وجزاكم الله خيرًا ..
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 03:22]ـ
أحسن الله إليكم
هل من خطة منهجية مقترحة لدراسة القضية الفلسطينية تجمع بين معرفة الأحداث التاريخية وفهمها في ضوء الشرع والسنن الربانية؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 09:10]ـ
أحسن الله إليكم
هل من خطة منهجية مقترحة لدراسة القضية الفلسطينية تجمع بين معرفة الأحداث التاريخية وفهمها في ضوء الشرع والسنن الربانية؟
سؤال رائع.
لكن نتمنى أن يكون الجواب مصحوبا ببيان بعض المراجع التي ينصح بها الشيخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 09:11]ـ
نعلم جميعاً بأن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة و الحياة السؤال هل يوجد في فلسطين من يريد (عملياً) ربط الدين بالدولة و الحياة؟
ماهي خطورة المؤتمر اليهودي العالمي الذي يقام حالياً في القدس؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:50]ـ
أحسن الله اليكم لماذ ما يحدث الان فى غزة هز ضمير العالم وقد قرأت فى مقالكم عن حرب لبنان الثانية أعداد أضعاف من استشهد فى غزة ولم تحدث انتفاضة عالمية كما حدثت الان؟
وقلتم فى سبب كون حرب لبنان الثانية عدت ضمن سلسلة الفشل فى الصراع العربى الاسرائيلى أنه من الاسباب أن تلك الحرب على- مستوى العمل الاسلامى- كشفت عن عوار خطير فى الواقع الدعوى الاسلامى حيث تبين أن الدعوة الاسلامية الصحيحة لم تتمكن الى اليوم من الوصول بدعوتها العقدية الى البنية التحتية فى الأمة الى الدرجة التى مكنت من ناصبوا الصحابة وعموم أهل السنة العداء أن يظهروا أمام سواء الناس أنهم أكثر (الاسلاميين) شجاعة وأبعدهم حنكة وأحرصهم على الدفاع عن حرمات الأمة!!
وسؤالى هو ألا يعد كشف العوار الاسلامى من محاسن تلك الحرب لأنه أهدى للاسلاميين عيوبهم ولولا تلك الحرب وانها السبب فى ذلك لما انكشف للاسلاميين ذلك العوار وعليه فلايسعون فى تصحيحه وبحث الأسباب التى أدت اليه؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 05:48]ـ
متى سيشرع الشيخ بالجواب؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 07:35]ـ
متى سيشرع الشيخ بالجواب؟
بمجرد وصول القدر الكافي من الأسئلة سوف نغلق الموضوع ونرسل بالأسئلة لفضيلة الشيخ ليجيب ثم تنشر في موضوع مستقل. إن شاء الله.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:08]ـ
ماهو تقيميكم لتجربة دخول الاسلاميين البرلمانات هل حققت هدفها المرجو (الوصول الى تطبيق الشريعة في جميع مجالات الحياة) أم أن ضررها كان أكبر من نفعها سواء على دين الشخص الذي دخلها أو على المجتمع المسلم؟
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 10:45]ـ
فضيلة الدكتور عبد العزيز بن مصطفى كامل
بارك الله في عمركم وعلمكم
1 - العلمانيون لفترة من الزمن كانوا يدندنون عن أن فلسطين هي القضية الأولى، وَوُجِد كرد فعل لهم من يرى أنها ليست القضية الأولى للأمة، وأن القضية الاولى متعلقة بالبيئة المحيطه بالفرد، ومعالجة مافيها من إنحراف عقدي وأخلاقي، فَوجدمن لا يتكلم عن فلسطين إلا في المناسبات!،وبطريقة لربما تكون مخيبة للآمال. فكيف نحدد طبيعة القضية الاولى؟،وهل كان العلمانيون محقين عندما إعتبروها القضية الاولى؟، مع إقرارنا بفشلهم في معالجتها.
2 - إذا كان العلمانيون لم يكونوا أهلا لقيادة الأمة في قضية فلسطين، فماهي الأسباب الموضوعيةالتي تجعل من الإسلاميين أهلا لقيادة الأمة في هذه القضيه؟، مع حديث " البعض" أن الإسلاميين لم يجلبوا إلا الكوارث لفلسطين.
3 - كيف تغيرت مواقف العمانيين من القضية الفلسطينية بين فترة الستينات والسبعينات ومواقفهم الآن، وهل في المستقبل القريب سنرى أسوء مما نراه الان؟
4 - التيارات القومية التي لها مواقف داعمة للقضية الفلسطينية، ماهو السبيل لجلعها تقف الموقف الصحيح من فلسطين؟.
5 - تحدثم في مقالاتكم أن التوجه إلى" الشرعية الدولية" وَ "المجتمع الدولي" وَ "الجامعة العربية"، كلة من الحرث في الماء, فما هي الوجهه الصحيحة للمطالبة؟.
6 - هل من خطة عمل لنصرة فلسطين؟،بعيدا عن الحديث عن الدعاء والتبرعات، لأن هناك من يريد أن يقنعنا أنه ليس من سبيل آخر غيرهما!.
وجزاكم الله خير الجزاء
ونفعنا بما تقولون
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 10:56]ـ
فضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز مصطفى كامل - حفظه الله -: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فسؤالي الأول عن العرب والمسلمين قبل الخط الأخضر (أو ما يسمى بعرب 48)؛ ما هو دورهم في تحرير فلسطين؟ وما هي الاستراتيجية التي يجب عليهم اتباعها في سبيل تلك الغاية المنشودة؟
أما السؤال الثاني فعن فصائل المقاومة؛ هل يمكنها تحقيق أهدافها بدون توحدها؟
بارك الله فيكم وسدد خطاكم ونفع بكم، آمين.
ـ[الألوكة]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 08:19]ـ
الإخوة الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نكتفي بهذا القدر من الأسئلة، بناءاً على رغبة الدكتور الفاضل عبد العزيز مصطفى كامل.
وسنوافيكم بالإجابات بإذن الله فور حصولنا عليها من فضيلته.
وإلى أن يحين موعد الأجوبة نترككم في حفظ الله ورعايته،،(/)
قناة العربية وفتوى ابن عثيمين!! د. محمد بن عبدالعزيز المسند
ـ[الهاجرية]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 06:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قناة العربية وفتوى ابن عثيمين!! د. محمد بن عبدالعزيز المسند
إنّ من المضحك ـ وشرّ البلية ما يضحك ـ أن يطل علينا بعض القائمين على قناة العربية ـ والتي يطلق عليها بعض الناس: العبرية ـ ليحاولوا إقناعنا بأنّهم إنّما تركوا إطلاق وصف الشهيد على القتلى من إخواننا الفلسطينيين ـ الذين يُقتلون على أيدي الصهاينة ـ بناء على فتوى الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى!!
بل إنّ أحدهم كتب مقالاً في إحدى الصحف المحلية، ونقل فتوى الشيخ كاملة مع المصدر!! وبصرف النظر عن التفصيل في هذه المسألة، وحقيقة فتوى الشيخ ومدى صحة تنزيلها على الواقع، فهل القائمون على قناة العربية مقتنعون بفتاوى الشيخ رحمه الله؟، بل هل هم مقتنعون بالشيخ نفسه؟، إن قالوا:نعم، فنقول لهم: وهل أفتاكم الشيخ بجواز مداهنة الكفرة والدفاع عنهم، أو تبرير بعض جرائمهم باسم الحياد والمصداقية، وهل أفتاكم باختيار النساء والفتيات الجميلات اللاتي يظهرن وهن بكامل زينتهن وبملابس فاضحة ليكنّ مقدمات ومذيعات في قناتكم؟
كيف وقد أجمع علماء المسلمين بل حتى علماء اليهود والنصارى ـ حسب علمي ـ على تحريم ظهور النساء بهذه الصورة الفاتنة الفاضحة .. الآن تأتون وتنتقون من فتاوى الشيخ ما يخدم توجهاتكم وسياساتكم!!
إننا ندعو القائمين على هذه القناة إلى احترام عقولنا واحترام علمائنا، وأن لا يزجوا بأسمائهم ـ لا سيما وقد ماتوا ـ في مثل هذه المنافسات الإعلامية \" المؤدلجة \" مع القنوات الأخرى، لكسب المصداقية لدى العامة، فكفى انتقاءً وتلبيساً وخداعاً.
أمّا بخصوص موضوع الشهادة، لا سيما في الحرب الصهيونية الأخيرة ـ المجزرة والمحرقة ـ فأرى أنّ إخواننا الفلسطينيين الصامدين في غزة لم ينالوا شهادة واحدة وإنّما نالوا أنواعاً كثيرة من الشهادة ـ نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً ـ، فمن هذه الشهادات:
1. شهادة المعركة في مواجهة العدوّ الغاشم المدجج بأشدّ أنواع الأسلحة فتكاً ودماراً، وهي الشهادة العظمى.
2. شهادة الحرق.
3. شهادة الهدم، وهو الذي يموت تحت الهدم.
فقد روى النسائي في سننه بسند صحيح أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال:
\" ما تعدون الشهادة؟ \" قالوا: القتل في سبيل الله عز وجل. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم الشهادة سبع ـ سوى القتل في سبيل الله عز وجل ـ:
المطعون شهيد، والمبطون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب الهدم شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، وصاحب الحرق شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة \".
والمطعون هو الذي يموت بالطاعون. والمبطون هو الذي يموت بداء البطن.
وذات الجنب مرض معروف يقال له الشوصة كما ذكر ابن حجر في الفتح.
والمرأة تموت بجمع هي النفساء أو التي يموت ولدها في بطنها فتموت بسبب ذلك.
4. شهادة القتل دون الدم.
5. شهادة القتل دون المال.
6. شهادة القتل دون الأهل.
7. شهادة القتل دون الدين.
لما روى النسائي بإسناد صحيح عن سعد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: \" من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد \".
8. شهادة الرباط في سبيل الله، لما روى ابن حبان في صحيحه عن شرحبيل ابن السمط: أنه مر عليه سلمان وهو مرابط فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: \" من مات مرابطا أجري عليه عمله الذي كان يعمل وأومن الفتان ويجري عليه رزقه \".
وهذا في حكم الشهيد، ولهذا روى ابن أبي شيبة عن يزيد بن عبد الله بن قسيط وصفوان بن سليم أنهما قالا: \" من مات مرابطا مات شهيدا \".
9. شهادة الظلم، لما روى النسائي في سننه بإسناد صحيح عن أبي جعفر قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: \" من قتل دون مظلمته فهو شهيد\".
والمتأمل بعين الإنصاف والعدل والبصيرة يجد أنّ إخواننا الصامدين المرابطين في غزة قد نالوا جميع هذه الشهادات أو أكثرها، فهم ـ فيما يظهر ـ يرفعون راية لا إله إلا الله، وهم يقاتلون دون دينهم ودمائهم وأهلهم وأموالهم، وهم مرابطون، ومظلومون، وقد هدمت عليهم بيوتهم أشد ما يكون من الهدم والدمار، بل هدمت عليهم مساجدهم وهم يصلون فيها، وقد حرّقوا أشدّ أنواع التحريق بأطنان من القنابل وبالفسفور الأبيض المحرم دولياً وبغير ذلك، فهل بعد هذا نشكك في شهادتهم في الجملة؟؟. أما الأفراد فنكل أمرهم إلى الله. مع رجائنا لهم بالشهادة والجنة.
اللهم كن لإخواننا المرابطين في غزة، وفي سائر فلسطين، وأتمم لهم النصر والعزة، وصلى الله على نبينا محمد.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 09:43]ـ
جزاك الله خيراً.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24863&highlight
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله النجدي2]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 10:19]ـ
فعلا سخافة عقولهم ... بل استخفافهم بعقول المجتمعات دعتهم لذلك.
ـ[الهاجرية]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 04:41]ـ
وإياكم بارك الله في الجميع
ـ[أبو هود السلفي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 09:48]ـ
ومع ذلك ليس لنا أن نقول فلان شهيد .. التعيين أمر صعب
لأنك إن قلت الشهداء يعني كلهم يدخلون الجنة!
والتأله على الله لايجوز .. فعلى الإنسان حفظ لسانه عن مثل هذه الألفاظ
ولكن نقول نسأل الله أن يتقبلهم شهداء
ـ[محمد س]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 11:00]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
عن عمر -رضي الله عنه -قوله في بعض نهيه وأمره-: (( .. وأخرى تقولونها لمن قتل في مغازيكم-أو مات-:قتل فلان شهيدا أو: مات فلان شهيدا. ولعله أن يكون قد أوقر عجز دابته-أو دف راحلته-ذهبا أو ورقا يلتمس التجارة لا تقولوا ذاكم ولكن قولوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:من قتل [أو مات] في سبيل الله فهو في الجنة)) رواه الترمذي وصححه الالباني في الارواء 1927
ولهذا بوب البخاري رحمه الله على هذه المسألة في صحيحه فقال: (باب لا يقال: فلان شهيد) ..
قال الشيخ محمد صالح العثيمين ((لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتى لو قتل مظلوما أو قتل وهو يدافع عن الحق فانه لا يجوز أن نقول فلان شهيد وهذا خلاف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولا في عصبية جاهلية يسمونه شهيدا وهذا حرام لان قولك عن شخص قتل هو شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة وسوف يقال لك هل عندك علم أنه قتل شهيدا .... )) رسالة المناهي اللفظية للشيخ رحمه الله
وهناك رسالة لطيفة بعنوان **الرأي السديد في هل يقال فلان شهيد** للشيخ جزاع الشمري
وشكرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 12:41]ـ
بعض الناس بلغ به اتباع الهوى أنه يجعل من مقتضى سلفيته (المدعاة طبعا) أن يستميت في الدفاع عن تحريم قول فلان شهيد ..
وهذا القول مرجوح .. والمسألة مختلف فيها .. ويرد قولهم أدلة كثيرة
-من أظهرها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أول من تسعر بهم النار ثلاثة .. رجل استشهد" من حديث سليمان بن يسار عن أبي هريرة .. وفيه جواز إطلاق لفظ الشهادة على الظاهر .. لاسيما من قتل في غزو العدو
-ومنها قول حرام بن ملحان"فزت وربّ الكعبة" والمعنى أي بالشهادة كما قال ابن حجر
وذهب إلى الجواز جماعة من أهل العلم منهم الإمام ابن تيمية كما في الفتاوى ..
ومن المعاصرين المحدث السعد والشيخ ابن باز ..
والإمام الذهبي كثيرا ما يذكر في سيره في تراجمه: الشهيد .. استشهد .. إلخ ..
والمقصود أن هذا أمر عليه العمل عند الأئمة منذ عهد السلف .. دون أي نكير
ومما يدل عليه أحكام الشهيد .. فمن يقول:لا يقال شهيد .. يناقض نفسه: حين يقول: لا يغسّل الشهيد ولا يكفّن
لأنه سيسلك هذه السنة .. مع من يرفض تسميته شهيدا .. فإذا رأى من يحاول تكفينه سيصيح فيه: لا تكفنوا الشهيد!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 12:43]ـ
وجزى الله الأخت النبيلة أسماء الهاجري خير الجزاء ..
ـ[أبو هود السلفي]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 06:29]ـ
بعض الناس بلغ به اتباع الهوى أنه يجعل من مقتضى سلفيته (المدعاة طبعا) أن يستميت في الدفاع عن تحريم قول فلان شهيد ..
إذا كانت مشاركتي السابق عن هوى .. فما يسمي العقلاء كلامك هذا بالأحمر؟! حكم ودرر ونفائس غالية!!
أم تهم باطلة قذفت زورا وبهتانا ..
سبحان الله كلامك السابق ينبئ عن مرض في القلب .. مالذي أوصلك لأن تحكم علي بسلفية مدعاة!!
أتعرفني! أم شققت عن قلبي!
أم هذا القول - عدم إطلاق لفظ الشهيد على من مات - يخرجني من السلفية! ويجعلني من أهل البدع!!
إنك تذكرني بحمار الحكيم توما .. والقصة مشهور عندكم
شكرا يأبااقاسم وموعدنا عند رب العالمين
ـ[أبو هود السلفي]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 06:32]ـ
والمقصود أن هذا أمر عليه العمل عند الأئمة منذ عهد السلف .. دون أي نكير
دعوى كاذبه تسرعت بها .. ألم يعقد البخاري بابا في صحيحه الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله
(باب لا يقال فلان شهيد)
فكيف تقول أن هذا الأمر عليه العمل عند الأئمة منذ عهد السلف دوم أي نكير!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن تكون ممن لا يرى صحه صحيح البخاري كالرافضة!
نحن أخوة مسلمون أتمنى أن لا تطعن فيّ حتى تعرف الحق من الصواب .. التعالم مرض في القلب
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 08:53]ـ
أخي أبا هود .. وفقه الله تعالى
كلامي لست أنت المعنيّ فيه
وشكرا لك ..
تنبيه: ليس من حسن أن تقلبها عداوة
فتتوعدني هكذا من أوّل وهلة ..
فالصبر على إخوانك,,وإنما رددت على من يعرف نفسه
لردوده الانهزامية ضد المجاهدين
ـ[محمد س]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 10:58]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
بعض الناس بلغ به اتباع الهوى أنه يجعل من مقتضى سلفيته (المدعاة طبعا) أن يستميت في الدفاع عن تحريم قول فلان شهيد
الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-حرم ان نشهد للمعين بانه شهيد هل هو يتبع هواه كما أوردت سابقا؟؟؟!!!!
من أظهرها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أول من تسعر بهم النار ثلاثة .. رجل استشهد" من حديث سليمان بن يسار عن أبي هريرة .. وفيه جواز إطلاق لفظ الشهادة على الظاهر .. لاسيما من قتل في غزو العدو
-ومنها قول حرام بن ملحان"فزت وربّ الكعبة" والمعنى أي بالشهادة كما قال ابن حجر
حبذا لو تذكر لنا مرجع هذه الاحاديث بالرقم و درجتها من حيث الصحة والضعف ومن حققها برقم الكتاب!!!
وذهب إلى الجواز جماعة من أهل العلم منهم الإمام ابن تيمية كما في الفتاوى ..
ومن المعاصرين المحدث السعد والشيخ ابن باز ..
والإمام الذهبي كثيرا ما يذكر في سيره في تراجمه: الشهيد .. استشهد .. إلخ ..
الا تعلم أن كلام العلماء يحتج له ولا يحتج به؟؟؟؟ بل العبرة بما استدل به العالم ان كان موافقا للشرع أم لا؟؟؟
فالحجة تكون باتباع الدليل من الكتاب والسنة والاجماع المعتبر والقياس الصحيح .. واما تقليد العالم فليس بحجة ..
-حبذا لو تذكر لنا مرجع العلماء الذين ذكرتهم بلفظهم من كتبهم مع رقم الصفحة .. وهذا حتى لا ننسب كلاما لعالم لم يقله
وحتى لانقع في التدليس .. وكما تعلم أن خبر المجهول -عينا وحالا- لا يقبل حتى يذكر مرجع نقله حتى نتوثق من صدقه!!!!
والمقصود أن هذا أمر عليه العمل عند الأئمة منذ عهد السلف .. دون أي نكير
ماتقول في قول عمر -رضي الله عنه - في بعض نهيه وأمره-: (( .. وأخرى تقولونها لمن قتل في مغازيكم-أو مات-:قتل فلان شهيدا أو: مات فلان شهيدا. ولعله أن يكون قد أوقر عجز دابته-أو دف راحلته-ذهبا أو ورقا يلتمس التجارة لا تقولوا ذاكم ولكن قولوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:من قتل [أو مات] في سبيل الله فهو في الجنة)) رواه الترمذي وصححه الالباني في الارواء 1927.
اليس هو من خيار الصحابة الذين هم السلف الصالح الذي يقتدى بهم .. الا تلاحظ انكاره هنا .. وبالتالي يسقط احتجاجك
بان ... والمقصود أن هذا أمر عليه العمل عند الأئمة منذ عهد السلف .. دون أي نكير****؟؟؟؟؟!!!!!!
ومما يدل عليه أحكام الشهيد .. فمن يقول:لا يقال شهيد .. يناقض نفسه: حين يقول: لا يغسّل الشهيد ولا يكفّن
لأنه سيسلك هذه السنة .. مع من يرفض تسميته شهيدا .. فإذا رأى من يحاول تكفينه سيصيح فيه: لا تكفنوا الشهيد!
هل عمر-رضي الله عنه- مناقض لنفسه؟؟؟؟!!!! ماهذا الكلام الذي لا يلقى له بال هو من سخط الله تعالى .. قبح الله تعالى
الحماسة و العاطفة الغير مضبوطة بضوابط الشرع التي تعمي العقل عن تميز الحقائق ..
أختم بهذا الحديث .. جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني وأوجز. قال: اذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ولاتتكلم بكلام تعتذر منه وأجمع اليأس عما في أيدي الناس}} هو في الصحيحة برقم 400 ..
الشاهد قوله-صلى الله عله واله وسلم- {{ولاتتكلم بكلام تعتذر منه}}
رزقنا الله العلم النافع والرزق الطيب والعمل المتقبل .. آمين.(/)
علماؤنا .. كيف نتعامل معهم؟ حمد بن عبد الله القميزي
ـ[الهاجرية]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 10:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علماؤنا .. كيف نتعامل معهم؟
حمد بن عبد الله القميزي
يقول ربنا عز وجل: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ))، ويقول سبحانه: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ))، ويقول جل شأنه: ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)).
ولا يخفى على كل مسلم ما لعلماء الشريعة من فضل ومكانة، فهم خلفاء الله في عباده بعد الرسل، وحماة الدين وأعلامه، وحفظة آثاره الخالدة.
يحملون للناس عبر القرون مبادئ الشريعة وأحكامها وآدابها، فتستهدي الأجيال بأنوار علومهم، ويستنيرون بتوجيهاتهم.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة كما قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: " أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة "، أي: أن أهل السنة والجماعة يتقربون إلى الله بتوقير العلماء وتعظيم حُرمتهم.
قال الحسن: " كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " يجب على المسلمين بعد موالاة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصاً العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ".
وقد تقرر أن من أساء التعامل مع العلماء سيلقى جزاءه عاجلاً أو آجلاً.
قال الإمام الذهبي في ترجمة ابن حزم: " وصنف كتباً كثيرة، وناظر عليه، وبسط لسانه وقلمه، ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب بل فجج العبارة، وسب وجدع، فكان جزاؤه من جنس فعله، بحيث أنه أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة، وهجروها، ونفروا منها، وأحرقت في وقته ".
والواقع يشهد أن الذي يسيء التعامل مع العلماء ويتجرأ عليهم يسقط من أعين العامة والخاصة.
يقول الحافظ ابن رجب: " والواقع يشهد بذلك، فإن من سبر أخبار الناس وتواريخ العالم وقف على أخبار من مكر بأخيه، فعاد مكره عليه، وكان ذلك سبباً لنجاته وسلامته ".
ولأن العلماء ورثة الأنبياء وخزَّان العلم ودعاة الحق وأنصار الدين يهدون الناس إلى معرفة الله وطاعته، ويوجهونهم وجهة الخير والصلاح.
من أجل ذلك جاءت الآيات والأخبار بتكريمهم والإشادة بمقامهم الرفيع.
ومما ورد في التعامل معهم ما يلي:
1 - موالاتهم ومحبتهم واحترامهم وتقديرهم وإجلالهم؛ وذلك لما يحملونه من علم اجتهدوا في تحصيله سنين طويلة، وخدموا أمتهم في تبليغه وتوصيله ووصلوا به الرتب الجليلة.
قال صلى الله عليه وسلم: (ليس من أمتي من لم يجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقَّه) رواه أحمد والطبراني.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله تعالى: إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط).
ومن صور الاحترام: ما كان يفعله عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مع زيد بن ثابت رضي الله عنه، حيث إن زيداً من أكابر الصحابة وعلمائهم، فكان عبد الله بن عباس يمسك بركاب دابة زيد بن ثابت ويقوده ويضع يده له ليركبه ويقول: هكذا أُمِرنا أن نفعل بعلمائنا.
وقال طاووس بن كيسان: " من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد ".
2 - الرجوع إليهم عند الملمّات والفتن والقضايا المستجدة؛ لأن عندهم من العلم ما يستطيعون به الحكم والإفتاء، وقد أمر الله تعالى بعدم تجاوز العلماء واعتبارهم المرجعية الشرعية للمسلمين.
قال سبحانه: ((وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وإلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ))، وقال عز وجل: ((فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)).
وللأسف فإننا نرى اليوم من يرجع إلى أصاغر طلاب العلم في أمور كبيرة، ويتركون الرجوع إلى أهل الفقه والعلم، ونرى آخرين لا يحترمون التخصص الشرعي الذي قضى فيه العلماء جُلّ أعمارهم، فيقولون ما لا يعلمون.
3 - إحسان الظن بهم؛ لأن العالم يتصرف ويقول بما يراه الأصلح في وقتٍ أو مناسبةٍ ما، فلا ينبغي إساءة الظن به؛ لأنه فعل ما يرى أنه أقرب للكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح.
وإذا كان حسن الظن مطلوباً مع عموم المسلمين فمع العلماء من باب أولى، قال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)).
ولا يعني هذا عدم مناصحتهم إذا أخطئوا فمن حقهم أن ينصحوا، ولكن بالأسلوب اللائق بمقامهم والمؤدي لتحقيق النصح.
4 - عدم الطعن والقدح فيهم؛ لأن ذلك الطعن والقدح ليس فقط في ذواتهم وإنما هو طعن في الدين والدعوة والملة التي ينتسبون إليها.
والأصل في حكم الطعن في العلماء التحريم؛ لأنهم من المسلمين، وفي الحديث: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ... ) الحديث.
ويقول ابن المبارك: " حق على العاقل ألا يستخف بثلاثة: العلماء والسلاطين والإخوان، فإن من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته ".
5 - الدعاء لهم: لأنهم خير المسلمين عند الله تعالى، لما يحملونه من علمٍ يبلِّغونه ويعملون به، فمن حقوقهم الواجبة لهم الدعاء؛ لأن المسلم إذا كان يدعو لأخيه المسلم فأولى الناس بذلك العلماء، قال سبحانه: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا)).
أخيراً: إن على من ينتقص علماءنا ويسيء الأدب معهم أن يتذكر قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: " إن استطعت فكن عالماً، فإن لم تستطع فكن متعلماً، فإن لم تستطع فأحبهم، فإن لم تستطع فلا تبغضهم ".
الكاتب: حمد بن عبد الله القميزي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 11:09]ـ
صدقت أخيتي بارك الله فيك ونفع بك .. آمين
ـ[الهاجرية]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 01:41]ـ
واياك بارك الله فيك(/)
مسائل ترتبت على القول بالجوهر الفرد
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 10:42]ـ
مسائل ترتبت على القول بالجوهر الفرد
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فهذا المقال استكمال للموضوع السابق الذي تم طرحه في مسألة خرافة الجوهر الفرد عند الأشاعرة.
أولا: لماذا ذهب بعض المتكلمين للقول بالجواهر الفردة.
لما كان من أدلة أهل الكلام في إثبات وجود الله دليل الأعراض؛ وهو الاستدلال بحدوث الأعراض على حدوث الأجسام.
وكان قول الفلاسفة أن الجسم يتجزأ إلى غير نهاية لازمه القول بقدم الجسم من حيث أن مالا يتناهى لا يصح وجوده فكيف يعتقد حدوثه ثم يعتقد أنه بلا نهاية وهذا يقوده إلى اعتقاد قدمه.
ففرارا من هذا القول – وهو القول بقدم الأجسام – ولإثبات حدوثها قالوا بتكون أو تركب الأجسام من جواهر لا تقبل القسمة.
انظر بيان تلبيس الجهمية (1|285)
ثانيا: وقد انبثق عن هذا الاعتقاد مسائل ترتبت عليه , من ذلك:
1 - أنكروا أن يكون خلق الله شيئا من مادة أو شيء.
قال شيخ الإسلام: وهؤلاء تحيروا في خلق الشيء من مادة كخلق الإنسان من النطفة والحب من الحب والشجرة من النواة وظنوا أن هذا لا يكون إلا مع بقاء أصل تلك المادة إما الجواهر عند قوم وإما المادة المشتركة عند قوم وهم في الحقيقة ينكرون أن يخلق الله شيئا من شيء فإنه عندهم لا يحدث إلا الصورة التي هي عرض عند قوم أو جوهر عقلي عند قوم وكلاهما لم يخلق من مادة والمادة عندهم باقية بعينها لم يخلق ولن يخلق منها شيء.
النبوات (1|312)
وقال أيضا: والذي ذكرناه من قول أولئك المتكلمين والفلاسفة معنى آخر وهو أن من قال المادة الباقية بعينها وإنما حدث عرض أو صورة وذلك لم يخلق من غيره ولكن أحدث في المادة الباقية فلا يكون الله خلق شيئا من شيء لأن المادة عندهم لم تخلق أما المتفلسفة فعندهم المادة قديمة أزلية باقية بعينها وأما المتكلمون فالجواهر عندهم موجودة وما زالت موجودة لكن من قال إنها حادثة من أهل الملل وغيرهم قالوا يستدل على حدوثها بالدليل لا أن خلقها معلوم للناس فهو عندهم مما يستدل عليه بالأدلة الدقيقة الخفية مع أن ما يذكرونه منتهاه إلى أن ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث وهو دليل باطل فلا دليل عندهم على حدوثها وإذا كانت لم تخلق إذ خلق الإنسان بل هي باقية في الإنسان والأعراض الحادثة لم تخلق من مادة فإذا خلق الإنسان لم يخلق من شيء لا جواهره ولا أعراضه وعلى قولهم ما جعل الله من الماء كل شيء حي ولا خلق كل دابة من ماء ولا خلق آدم من تراب ولا ذريته من نطفة بل نفس الجواهر الترابية باقية بعينها لم تخلق حينئذ ولكن أحدث فيها أعراض أو صورة حادثة.
النبوات (1|314)
ومن هنا دخل عليهم إنكار طبائع الأشياء وهذا هو الذي دعاهم إلى القول بتجدد الأعراض فرارا وهروبا من القول بفعل القوى الطبيعية، أو أن يكون العالم صادرًا عن سبب طبيعي.
2 - قالوا " لم يخلق الله منذ خلق الجواهر المفردة شيئاً قائماً بنفسه".
قال شيخ الإسلام: وهؤلاء الذين أثبتوا الجوهر الفرد زعموا أنا لا نعلم لا بالحس ولا بالضرورة أن الله أبدع شيئا قائما بنفسه وأن جميع ما نشهده مخلوق من السحاب والمطر والحيوان والنبات والمعدن وبني آدم وغير بني آدم فان ما فيه أنه أحدث أكوانا في الجواهر المنفردة كالجمع والتفريق والحركة والسكون وأنكر هؤلاء أن يكون الله لما خلقنا أحدث أبداننا قائمة بأنفسها أو شجرا وثمرا أو شيئا آخر قائما بنفسه وإنما أحدث عندهم أعراضا.
مجموع الفتاوى (5|424)
وقال: فأهل الكلام أصل كلامهم في الجواهر والأعراض مبني على مخالفة الحس والعقل فإنهم يقولون إنا لا نشهد بل ولا نعلم في زماننا حدوث شيء من الأعيان القائمة بنفسها بل كل ما نشهد حدوثه بل كل ما حدث من قبل أن يخلق آدم إنما تحدث أعراض في الجواهر التي هي باقية لا تستحيل قط بل تجتمع وتتفرق والخلق عندهم الموجود في زماننا إنما هو جمع وتفريق لا ابتداع عين وجوهر قائم بنفسه ولا خلق لشيء قائم بنفسه لا إنسان ولا غيره وإنما يخلق أعراضا.
النبوات (2|1098)
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - إنكارهم لاستحالة الأجسام، وجعلوا الجواهر التي كانت مثلاً في الأول، هي بعينها باقية في الثاني، وإنما يكون التغير للأعراض.
قال شيخ الإسلام:وهؤلاء يقولون إن الأجسام لا يستحيل بعضها إلى بعض بل الجواهر التي كانت مثلا في الأول هي بعينها باقية في الثاني وإنما تغيرت أعراضها.
وهذا خلاف ما أجمع عليه العلماء أئمة الدين وغيرهم من العقلاء من استحالة بعض الأجسام إلى بعض كاستحالة الإنسان وغيره من الحيوان بالموت ترابا واستحالة الدم والميتة والخنزير وغيرها من الأجسام النجسة ملحا أو رمادا واستحالة العذرات ترابا واستحالة العصير خمرا ثم استحالة الخمر خلا واستحالة ما يأكله الإنسان ويشربه بولا ودما وغائطا ونحو ذلك وقد تكلم علماء المسلمين في النجاسة هل تطهر بالإستحالة أم لا ولم ينكر أحد منهم الإستحالة.
منهاج السنة (2|140)
وقال: والتحقيق أن كلا المذهبين باطل والصواب ما قاله من قاله من الطائفة الثالثة المخالفة للطائفتين أن الأجسام إذا تصغرت أجزاؤها فإنها تستحيل كما هو موجود في أجزاء الماء إذا تصغر فإنه يستحيل هواء أو ترابا فلا يبقى موجود ممتنع عن القسمة كما يقوله المثبتون له فإن هذا باطل بما ذكره النفاة من أنه لا بد أن يتميز جانب له عن جانب ولا يكون قابلا للقسمة إلى غير نهاية فإن هذا أبطل من الأول.
بيان تلبيس الجهمية (1|285)
4 - ترتب على تحيرهم في أمر الميعاد
قال شيخ الإسلام: ولهذا اضطربوا في المعاد فإن معرفة المعاد مبنية على معرفة المبدأ والبعث مبني على الخلق فقال بعضهم هو تفريق تلك الأجزاء ثم جمعها وهي باقية بأعيانها , وقال بعضهم بل يعدمها ويعدم الأعراض القائمة بها ثم يعيدهما وإذا أعادها فإنه يعيد تلك الجواهر التي كانت باقية إلى أن حصلت في هذا الإنسان فلهذا اضطربوا لما قيل لهم فالإنسان إذا أكله حيوان آخر فإن أعيدت تلك الجواهر من الأول نقصت من الثاني وبالعكس أما على قول من يقول إنها تفرق ثم تجمع فقيل له تلك الجواهر إن جمعت للآكل نقصت من المأكول وإن أعيدت للمأكول نقصت من الآكل وأما الذي يقول تعدم ثم تعاد بأعيانها فقيل له أتعدم لما أكلها الآكل أم قبل أن يأكلها فإن كان بعد أن أكلها فإنها تعاد في الآكل فينقص المأكول وإن كان قبل الأكل فالآكل لم يأكل إلا أعراضا لم يأكل جواهر فهذا مكابرة ثم إن المشهور أن الإنسان يبلى ويصير ترابا كما خلق من تراب وبذلك أخبر الله فإن قيل إنه إذا صار ترابا عدمت تلك الجواهر فهو لما خلق من تراب عدمت أيضا تلك الجواهر فكونهم يجعلون الجواهر باقية في جميع الاستحالات إلا إذا صار ترابا تناقض بين , ويلزمهم عليه الحيوان المأكول وغير ذلك وكأن هذا الضلال أصل ضلالهم في تصور الخلق الأول والنشأة الأولى التي أمرهم الرب أن يتذكروها ويستدلوا بها على قدرته على الثانية.
النبوات (1|317)
وقال: والمقصود هنا أن هؤلاء لما كان هذا أصلهم في ابتداء الخلق و هو القول بإثبات الجوهر الفرد كان أصلهم فى المعاد مبنيا عليه فصاروا على قولين:
منهم من يقول تعدم الجواهر ثم تعاد و منهم من قال تتفرق الأجزاء ثم تجتمع فأورد عليهم الإنسان الذي يأكله حيوان و ذلك الحيوان أكله إنسان آخر فإن أعيدت تلك الأجزاء من هذا لم تعد من هذا و أورد عليهم أن الإنسان يتحلل دائما فما الذي يعاد أهو الذي كان وقت الموت فإن قيل بذلك لزم أن يعاد على صورة ضعيفة و هو خلاف ما جاءت به النصوص و إن كان غير ذلك فليس بعض الأبدان بأولى من بعض فادعى بعضهم أن فى الإنسان أجزاء أصلية لا تتحلل و لا يكون فيها شيء من ذلك الحيوان الذي أكله الثاني و العقلاء يعلمون أن بدن الإنسان نفسه كله يتحلل ليس فيه شيء باق فصار ما ذكروه في المعاد مما قوى شبهة المتفلسفة في إنكار معاد الأبدان و أوجب أن صار طائفة من النظار إلى أن الله يخلق بدنا آخر تعود الروح إليه.
مجموع الفتاوى (17|247)
5 - قالوا بتماثل الأجسام بناء على تماثل الجواهر
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: و هؤلاء القائلون بأن الأجسام مركبة من الجواهر المفردة المشهور عنهم بأن الجواهر متماثلة بل و يقولون أو أكثرهم أن الأجسام متماثلة لأنها مركبة من الجواهر المتماثلة و إنما اختلفت باختلاف الأعراض و تلك صفات عارضة لها ليست لازمة فلا تنفي التماثل فإن حد المثلين أن يجوز على أحدهما ما يجوز على الآخر و يجب له ما يجب له و يمتنع عليه ما يمتنع عليه و هم يقولون إن الجواهر متماثلة فيجوز على كل و احد ما جاز على الآخر و يجب له ما يجب له و يمتنع عليه مما يمتنع عليه.
مجموع الفتاوى (17|244)
وقال رحمه الله: ومعلوم أن من يقول هو جوهر لا يقول إن الجواهر متماثلة بل يقول إنه مخالف لغيره بل جمهور العقلاء يقولون إن الجواهر مختلفة في الحقائق وحينئذ فتبقى هذه الوجوه موقوفة على القول بتماثل الجواهر والمنازع يمنع ذلك بل ربما قال العلم باختلافها ضروري.
درء التعارض (2|266)
6 - قال رحمه الله: والأشعرية عندهم أن البناء والخياط وسائر أهل الصنائع لم يحدثوا في تلك المواد شيئا فإن القدرة المحدثة عندهم لا تتعلق إلا بما هو في محلها لا خارجا عن محلها ويقولون إن تلك المصنوعات كلها مخلوقة لله ليس للإنسان فيها صنع وخلق الله لها على أصلهم هو إحداث أعراض فيها كما تقدم فينكرون ما يصنعه الإنسان وهو في الحقيقة مثل ما يجعلونه مخلوقا للرحمن وهم لا يشهدون للرحمن إحداثا ولا إفناء بل إنما يحدث عندهم الأعراض وهي تفنى بأنفسها لا بإفنائه وهي تفنى عقب إحداثها وهذا لا يعقل وهم حائرون إذا أراد أن يعدم الأجسام كيف يعدمها والمشهور عندهم أنها تعدم بأنفسها إذا لم يخلق لها أعراضا فالعرض يفنى عندهم بنفسه والجوهر يفنى بنفسه إذا لم يخلق له عرض هذا في الإفناء وأما في الأحداث فإنهم استدلوا على حدوثها بدليل باطل لو كان صحيحا للزم حدوث كل شيء من غير محدث فحقيقة أصل أهل الكلام المتبعين للجهمية أنه لا يحدث شيئا ولا يفنى شيئا بل يحدث كل شيء بنفسه ويفنى بنفسه ويلزمهم جواز أن يكون للرب محدثا أيضا بلا محدث وهذه الأصول هي أصول دينهم العقلية التي بها يعارضون الكتاب والسنة والمعقولات الصريحة وهي في الحقيقة لا عقل ولا سمع كما حكى الله عمن قال {لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} والخلق يشهدون إحداث الله لما يحدثه وإفناءه لما يفنيه كالمني الذي استحال وفنا وتلاشى وأحدث منه هذا الإنسان وكالحبة التي فنيت واستحالت وأحدث منها الزرع وكالهواء الذي استحال وفنا وحدث منه النار أو الماء وكالنار التي استحالت وحدث منها الدخان فهو سبحانه دائما يحدث ما يحدثه ويكونه ويفني ما يفنيه ويعدمه والإنسان إذا مات وصار ترابا فني وعدم وكذلك سائر ما على الأرض كما قال {كل من عليها} فإن ثم يعيده من التراب كما خلقه ابتداء من التراب ويخلقه خلقا جديدا ولكن للنشأة الثانية أحكام وصفات ليست للأولى فمعرفة الإنسان بالخلق الأول وما يخلقه من بني آدم وغيرهم من الحيوان وما يخلقه من الشجر والنبات والثمار وما يخلقه من السحاب والمطر وغير ذلك هو أصل لمعرفته بالخلق والبعث والمبدأ والمعاد.
النبوات (1|320)
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 12:58]ـ
أحسنت أخي .... أرجو أن تواصل هذه المقالات العقدية الرائعة ...
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 07:08]ـ
جزاك الله خيرا(/)
مسائل مسلمة عند الأشاعرة منافية للمعقول
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 10:52]ـ
مسائل مسلمة عند الأشاعرة منافية للمعقول.
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من عجائب مذهب الأشاعرة تبنيهم مسائل لا يسلم بها أكثر العقلاء بل ويبطلها العلم الحديث ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والخطأ فيما تقوله المتفلسفة في الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع أعظم من خطأ المتكلمين. وأما فيما يقولونه في العلوم الطبيعية والرياضية فقد يكون صواب المتفلسفة أكثر من صواب من رد عليهم من أهل الكلام، فإن أكثر كلام أهل الكلام في هذه الأمور بلا علم ولا عقل ولا شرع.
الرد على المنطقيين (311)
وخذ على ذلك أمثلة مسلمة في مذهب الأشاعرة تعجب العلماء منها واستغربوها:
1 - إنكار طبائع الأشياء
يقول ابن القيم: (أنه -سبحانه- ربط الأسباب بمسبباتها شرعًا وقدرًا، وجعل الأسباب محل حكمته في أمره الديني الشرعي وأمره الكوني القدري، ومحل ملكه وتصرفه فإنكار الأسباب والقوى والطبائع جحد للضروريات، وقدح قي العقول والفطر، ومكابرة للحس وجحد للشرع والجزاء… والقرآن مملوء من إثبات الأسباب كقوله تعالى: (بما كنتم تعملون) المائدة: 105، وقوله: (بما كنتم تكسبون) الأعراف: 39 وذكر آيات كثيرة إلى أن قال: وكل موضع مرتب فيه الحكم الشرعي أو الجزائي على الوصف أفاد كونه سببًا له كقوله سبحانه: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله) المائدة:38 .. وذكر آيات كثيرة إلى أن قال: وهذا أكثر من أن يستوعب وكل موضع تضمن الشرط والجزاء أفاد سببية الشرط والجزاء وهو أكبر من أن يستوعب… وكل موضع تقدم ذكرت فيه الباء تعليلاً لما قبلها بما بعدها أفاد التسبب… ولو تتبعنا ما يفيد إثبات الأسباب من القرآن والسنة لزاد على عشرة آلاف موضع، ولم نقل ذلك مبالغة بل حقيقة ويكفي شهادة الحس والعقل والفطرة)
ويقول شيخ الإسلام: (تكلم قومٌ من الناس في إبطال الأسباب والقوى والطبائع فأضحكوا العقلاء على عقولهم) انظر "عقيدة العادة عند الأشاعرة" (23)
2 - الجواهر الفردة
يقول شيخ الإسلام: هذا خلاف ما دل عليه السمع والعقل والعيان، ووجود جواهر لا تقبل القسمة منفردة عن الأجسام مما يعلم بطلانه بالعقل والحس، فضلاً عن أن يكون الله تعالى لم يخلق عيناً قائمة بنفسها إلا ذلك.
منهاج السنة (2|139)
و قال شيخ الإسلام: وقال: فأهل الكلام أصل كلامهم في الجواهر والأعراض مبني على مخالفة الحس والعقل.النبوات (304)
3 - العرض لا يبقى زمانين
وقال أيضا: و كذلك الذين قالوا بأن العرض لا يبقى زمانين خالفوا الحس و ما يعلمه العقلاء بضرورة عقولهم فإن كل أحد يعلم أن لون جسده الذي كان لحظة هو هذا اللون و كذلك لون السماء و الجبال و الخشب و الورق و غير ذلك.
مجموع الفتاوى (16|275)
3 - قالوا: يجوز أن يرى الأعمى بالمشرق البقة بالأندلس.
وهذه من أعجبها
قال الإيجي: وهي أن شرط الرؤية كما علم بالضرورة من التجربة المقابلة أو ما في حكمها نحو المرئي في المرآة
وأنها أي المقابلة مستحيلة في حق الله تعالى لتنزهه عن المكان والجهة
والجواب منع الاشتراط إما مطلقا كما مر من أن الأشاعرة جوزوا رؤية ما لا يكون مقابلا ولا في حكمه بل جوزوا رؤية أعمى الصين بقة أندلس.
المواقف (3|199)
5 - إثبات الرؤية مع إنكار الجهة ولهذا قيل فيهم: "من أنكر الجهة وأثبت الرؤية فقد أضحك الناس على عقله".
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول شيخ الإسلام: وأنما المقصود أن نقول إذا ثبتت رؤيته فمعلوم في بداية العقول أن المرئي القائم بنفسه لا يكون إلا بجهة من الرائي وهذه الرؤية التي أخبر بها النبي صلى الله عليه و سلم حيث قال: ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر. فأخبر أن رؤيته كرؤية الشمس والقمر وهما أعظم المرئيات ظهورا في الدنيا وإنما يراهم الناس فوقهم بجهة منهم بل من المعلوم أن رؤية مالا يكون داخل العالم ولا خارجه ممتنع في بداية العقول, وهذا مما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم من السلف والأئمة وأهل الحديث والفقه والتصوف وجماهير أهل الكلام المثبتة والنافية والفلاسفة وإنما خالف فيه فريق من أصحاب الأشعري ومن وافقهم من الفقهاء كما قد يوافقهم القاضي أبو يعلى في المعتمد هو وغيره ويقولون ما قاله أولئك في الرؤية إنه يرى لا في جهة ويلتزمون ما اتفق أهل العقول على أنه من الممتنع في بداية العقول.بيان تلبيس الجهمية (1|359)
6 - تماثل الأجسام
قال شيخ الإسلام: ودعوى تماثلها مخالف للحس والعلم الضروري فإنا نعلم أن حقيقة الماء مخالفة لحقيقة النار وأن حقيقة الذهب مخالفة لحقيقة الخبز وأن حقيقة الدم مخالفة لحقيقة التراب وأمثال ذلك وأن اشتراكهما في كونهما جوهرين هو اشتراكهما في كونهما قائمين بأنفسهما او متحيزين أو قابلين للصفات وهذا اشتراك في بعض صفاتها لا في الحقيقة الموصوفة بتلك الصفات.
درء التعارض (2|266)
7 - إثبات موجود لا داخل العالم ولا خارجه .. قال شيخ الإسلام: ونحو ذلك من الاعتقادات التي يقولون إنها حصلت لهم بالكشف والمشاهدة وهي خيالات وأوهام باطلة إما أن لا يكون لها حقيقة في الخارج أو يكون لها حقيقة لكن تكون هي أمر مخلوق لا تكون هي الخالق سبحانه وكما يتخيلون ويتوهمون أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا كذا ولا كذا مما هو عند أهل العقول السليمة خيالات باطلة وأوهام فاسدة لا تنطبق إلا على المعدوم بل على الممتنع.بيان تلبيس الجهمية (1|71)
هذه بعض الأمثلة
وأظن لو تتبع طالب العلم غرائب هذا المذهب لخرج بالشيء الكثير ولذلك قال الشيخ سفر في منهج الأشاعرة في العقيدة: وهناك قضية بالغة الخطورة لاسيما في هذا العصر وهي الأخطاء العلمية عن الكون التي تمتلئ بها كتب الأشاعرة والتي يتخذها الملاحدة وسيلة للطعن في الإسلام وتشكيك المسلمين في دينهم.
من ذلك ما حشده صاحب المواقف في أول كتابه من فصول طويلة عن الفلك والحرارة والضوء والمعادن وغيرها مما قد يكون ذا شأن في عصره لكنه اليوم أشبه بأساطير اليونان أو خرافات العجائز.
ومن ذلك قول البغدادي: ' إن أهل السنة أجمعوا على وقوف الأرض وسكونها. واستدل على ذلك في كتابه أصول الدين "بمعنى اسم الله الباسط " قال: لأنه بسط الأرض وسماها بساطاً خلاف زعم الفلاسفة والمنجمين أنها كروية. . ومثله صاحب المواقف الذي أكد أنها مبسوطة وأن القول بأنها كرة من زعم الفلاسفة.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 12:55]ـ
شكرا لك .... لك مني أجمل تحية .... أنا استفيد من هذه السلسلة ...
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 07:07]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو بردة]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 03:32]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 09:12]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[إمام محمود]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 02:09]ـ
الاخ عبد الباسط بن يوسف الغريب ( http://majles.alukah.net/member.php?u=9804):
أين أنتم!!
عسى أن يكون المانع خيراً!!
حفظكم الله ورعاكم ... آمين
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 01:28]ـ
تماما كما عهدناك أخانا عبد الباسط، والله أغبطك على علمك بغور مذهبهم، زادك الله حرصا وعلما.
ـ[أم تميم]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 05:12]ـ
بارك الله فيكم .. ونفع بعلمكم ..(/)
شهادة محايدة بشأن مسئولية حماس عن الأحداث
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 10:53]ـ
شهادة محايدة بشأن مسئولية حماس عن الأحداث
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فمن القواعدِ الشرعية مراعاةُ المصالح والمفاسد فيما يُقدِم عليه الأفرادُ والجماعات من التصرفات؛ لأن دين الله مصلحة كله، ولكن مراعاة المصالح والمفاسد من الأبواب التي تحتاج إلى علم وبصيرة بالشرع من جهة، وبالواقع من جهة أخرى، لاسيما في المسائل التي لِهَوى النفوس فيها مدخل كبير؛ وإلا فقد جاء الجد بن قيس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محاولا امتطاء تلك القاعدة ليبرر جبنه وتخاذله عن الجهاد في غزوة تبوك قائلا: لقد علمت الأنصار من أشدهم حبا للنساء، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر عليهن فأنزل الله- تعالى-: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) (التوبة:49).
لأن عدم صبره عن النساء -إن كان صادقا فيما يقول- راجع إلى تقصيره هو في علاج نفسه، فلا ينبغي أن يكون الخطأ تبريرا لخطأ آخر؛ بل الأولى بالمؤمن الذي انزلق مرة ثم وجد أن هذا سوف يجره إلى مزيد من السقوط في الهاوية أن يسارع بالتصحيح قبل أن يُختم على قلبه كما قال -تعالى-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63).
وما أروع موقف كعب بن مالك -رضي الله عنه- في هذه الغزوة الذي ظفر منه الشيطان بتكاسل وتسويف قعد به عن إدراك الغزو مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم أراد الشيطان أن يجره إلى الكذب على الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فصمد للفتنة، وقرر تصحيح مساره، ولم يستمر في السقوط وأقر بذنبه، واعترف حتى تاب الله عليه، وحتى أصبحت قصة توبته مضرب المثل في التوبة الصادقة عبر الأجيال.
إذن فلا تؤثر في ميزان المصالح والمفاسد المفاسد التي يستطيع المرء دفعها عن نفسه، ولا يدخل فيها الأمور التي كلف الله المؤمنين بتحملها من تحمل الأذى في النفس والمال، لاسيما إذا كان في سبيل نصرة الدين طالما رجا المسلمون النصر في النهاية (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (التوبة:111)، (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة:155).
وكذلك ينبغي في الموازنة بين المصالح والمفاسد معرفة البدائل الواقعية المطروحة، مع استفراغ الوسع في محاولة استقراء الوضع، وما يغلب على الظن من فعل الأعداء.
وعندما غدرت عضل والقارة بأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في فاجعة الرجيع، وطالبوا منهم الاستسلام على ألا يقتلوهم؛ رفض معظمهم ذلك فقاتلوا حتى قتلوا، وقبل منهم من قبل ثم غدر بهم المشركون وقتلوهم؛ فقنت النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم شهرا.
والحاصل أن القاعدة من حيث الأصل مقررة، ولكنها من حيث التطبيق تحتاج إلى بصيرة عالية بالشرع والواقع، والأمر فيها متروك لتقدير من في الموقف، كما حدث ذلك أيضا في غزوة مؤتة فرأى زيد بن حارثة ومن بعده جعفر بن أبي طالب ومن بعدهما عبد الله بن رواحة -رضي الله عنهم- أن المسلمين قادرون على الثبات وإحداث نكاية في العدو؛ فكان لهم ذلك -بفضل الله-، ثم تولى القيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فقرر مواصلة القتال حتى يتمكن من عمل انسحاب تكتيكي من المعركة، فعد النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك نصرا، فقال: (حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) رواه البخاري.
وفي الحرب اليهودية الشرسة على غزة رأى عامة العلمانيين وبعض المنتسبين للعمل الإسلامي أن حركة حماس هي التي استفزت العدو، وحيث إن الذب عن عرض المجاهدين هو نوع من نصرتهم فكان ولابد من القيام بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما العلمانيون فهم -واللهِ- خلفاء هذا الذي قال: (ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي) مع الفارق؛ فهم لا يطيقون ترك نساء بني الأصفر في الفضائيات من المغنيات والراقصات، ويحزنهم مجرد أن تسوءهم القنوات الإخبارية بعرض صور الحرب والدمار، ويحزنهم أن تخجل بعض "جواري" الغناء في العصر الحديث فيغلقن بعض حفلاتهم الماجنة إلى أن يتوقف شلال الدم؛ لذا تجدهم في شوق إلى إيقاف شلال الدم، ولو كان البديل أن يستمر القتلُ البطيء المنظم لكل من تسوِّل له نفسه أن يقف في وجه الأعداء.
وأما بعض المنتسبين للعمل الإسلامي الذين يرون ذلك، فمنهم من انطلق من رؤية تخذيلية لكل صور الصحوة الإسلامية حتى طال ذلك عندهم معظمَ الصور الدعوية السلمية متذرعين أيضا بمفاسد متوهمة لها، والكلام مع هؤلاء يضيق هذا المقام عنه.
وهذا لا يمنع أن الإعلام استطاع أن ينقل صورة تأثرت بها بعض قيادات العمل الإسلامي ورموزه العلمية والدعوية، وبعض الخطباء الذين لهم قبول عند العامة، فألقوا باللائمة على حماس مع تأكيدهم على وجوب نصرتها وتمني انتصارها وإن أخطأت التقدير، وإن كان الأجود هو ترك التقدير لهم على الأقل طالما أن الحرب قد بدأت بالفعل، ولأن جهاز المجاهدين الإعلامي مشغول بالحرب الإعلامية مع اليهود، وليس لديه الوقت الكافي لكي يقدم إلى إخوانه في العالم الإسلامي الموقف كاملا على أرض الواقع حتى يقتنعوا بصواب قراره.
ونحن -بحمد الله- ساهمنا بهذا القدر اليسير في الذب عن أعراض المجاهدين، ومن هذا الحوار الذي أجراه مركز "بيت المقدس للدراسات التوثيقية" مع الشيخ "ياسر برهامي" المشرف العام على موقع: "صوت السلف" وكان فيه هذا السؤال:
شيخنا الفاضل من ناحية فقهية حال استفزاز العدو وأنت لست كفؤاً له في العدة العسكرية؟ هل هذا جائز وهل هذا من الفقه المحمود؟
وكانت الإجابة:
لاشك أنه يلزم المسلمين أن يحسبوا قوة عدوهم، وقوة أنفسهم؛ لأن الله -عز وجل- قال: (الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ... ) (الأنفال:66)، فهذا تقدير لقوة المسلمين وقوة العدو، والمسلمون إذا علموا أنهم مغلوبون مقتولون في معركة دون إحداث نكاية لم يجز لهم أن يقاتلوا، ولكن إذا كان هناك إحداث نكاية فالأمر على الاستحباب في الانصراف أو في الإقدام.
وأما إذا كان الأمر يُفرض علينا، يهجم العدو علينا فهذا جهاد دفع، ولا شك أننا لا نستفز الكفار إن كنا لا نقدر على مواجهته، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لحذيفة حين أمره أن يأتي بخبر القوم في غزوة الأحزاب كما رواه مسلم في الصحيح قال: (لا تَذْعَرْهم)، مع أنه كان يقدر على قتل أبي سفيان، ولم يفعل؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: (لا تَذْعَرْهم)، فنحن نقول ذلك، ولكن هل كان العدو فعلاً ينتظر لاستفزازٍ؟!
وإنما كان هذا فيما يبدو لنا نوع من محاولة تحصيل بعض المكاسب خلال مثل هذه العمليات، وهذا الأمر مرده في النهاية إلى القائمين على الجهاد؛ هم الذين يقدرون المصالح، نحن نجلس بعيداً ثم نقول لهم: استفززتم العدو!!
هم أدرى بواقعهم، وننصحهم ونقول لهم: إن القواعد الكلية تقول إنك لابد أن تقدر قوة نفسك وقوة العدو، وعند ذلك تخوض المعركة أم لا.
ونحن نسأل اللهَ أن يسددهم، وأن يوفقهم، وأن يرشدهم لما فيه الصواب، لكن مسألة أنهم هم الذين استفزوا العدو .. الواقع يؤكد أن العدو هو الذي يستفز، وانظر كم من الآلاف من الأسرى في سجون العدو، فكيف ننكر عليهم رد الفعل وهم قادرون على الرد؟! وهم أدرى بذلك، وإذا رأوا المصلحة في التهدئة ولو ببعض التنازل فلهم أن يفعلوا ذلك إذا كانوا يرون أن المصلحة تقتضي ذلك في هذا الوقت"أ. هـ.
بيد أن الله قيض لهم من يدافع عنهم وهو الدكتور رفيق حبيب، وهو كاتب نصراني ومع ذلك فآراؤه حول الصحوة الإسلامية عموماً وحركات المقاومة خصوصا، فيها كثير من الإنصاف وهو ممن يرى أن عيشَ نصارى الشرق في ظل الإسلام ولو في دولة الخلافة أكرم لهم من أن يعيشوا عبيدا لاحتلال غربي الذي متى تمكن ربما أعاد إلى الأذهان ما كان يفعله مع نصارى الشرق قبل أن يفتحها المسلمون -ولله في خلقه شئون-.
لقد كتب مقالة في جريدة المصريون عدد الأربعاء 14 يناير ذكر فيها حقائق كثيرة حول الهدنة والتهدئة قد تساهم في توضيح الصورة أكثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل حماس السبب؟ ـ د. رفيق حبيب
د. رفيق حبيب (المصريون: بتاريخ 13 - 1 - 2009)
كثر الحديث من البعض على أن حركة حماس هي السبب في حرب إسرائيل على قطاع غزة؛ لأنها لم توافق على تمديد التهدئة التي كانت بينها وبين إسرائيل، وهذا التصور -في الواقع- بعيد عن حقائق الأمور على الأرض من عدة جوانب، فالتهدئة لم تكن بين حركة حماس وإسرائيل، بل كانت بين فصائل المقاومة في قطاع غزة، وعلى رأسها حركة حماس والجهاد الإسلامي واللجان الشعبية والجبهة الشعبية وكتائب الأقصى التابعة نظريا لحركة فتح.
والتهدئة قامت على وقف العلميات العسكرية من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفتح المعابر وإنهاء حصار قطاع غزة، على أن تبدأ التهدئة في قطاع غزة، ثم تنتقل بعد ذلك إلى الضفة الغربية، وقد ترك أمر تحديد توسيع التهدئة لتشمل الضفة الغربية إلى الجانب المصري.
وخلال فترة التهدئة التزمت الفصائل الفلسطينية التي توافقت على التهدئة بوقف العمليات العسكرية من جانبها.
ويلاحظ هنا أن بعض الصواريخ أطلقت من قطاع غزة على البلدات الإسرائيلية أثناء فترة التهدئة، ولكنها لم تطلق من جانب أي فصيل من فصائل المقاومة، كما أنها كانت بعدد قليل للغاية، وكان يطلق في كل مرة صاروخ واحد، ويسقط في منطقة غير مأهولة، ولا تعلن أي جهة مسئوليتها عنه.
مما يؤكد على أن من أطلق تلك الصواريخ، إما كان فرد مقاوم غير ملتزم، وهذا احتمال ضعيف، أو كان فصيل أو مجموعة تريد إعطاء ذريعة لإسرائيل.
ويلاحظ هنا أن كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح ليست فصيل واحد، بل عدد من الفصائل، ومنها فصائل كانت تتبع الأجهزة الأمنية، وفصائل تنتمي بالفعل للمقاومة.
وفي كل الحالات كان هذا الصاروخ الشارد الذي يطلق على فترات بعيدة غير مؤثر على إسرائيل، ولكن إسرائيل استخدمته كحجة، مما يجعلنا نميل للاعتقاد بأنه كان يطلق بغرض إعطاء ذريعة لإسرائيل.
أما على الجانب الإسرائيلي فقد استمر الاجتياح وقتل المقاومين خلال فترة التهدئة، واستمرت إسرائيل في حصار قطاع غزة، كما لم تنقل التهدئة إلى الضفة الغربية، واستمرت في اعتقال واغتيال المقاومين في الضفة الغربية.
وبهذا تحولت التهدئة تدريجيا إلى تهدئة من طرف وواحد، وهو حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى رأسها حركة حماس.
ويلاحظ أن حركة حماس حافظت على التهدئة، واعترضت طريق أي شخص حاول إطلاق الصواريخ، بل قامت باعتقال بعض من أراد خرق التهدئة، وهذا جهد وحمل، بل أنه عبء لا يُستهان به على حركة مقاومة.
وبهذا أكدت حركة حماس وفصائل المقاومة في القطاع قدرتهم على الالتزام بالتهدئة، والالتزام بما يتم التوصل له من اتفاقات.
ولكن مع استمرار إسرائيل في فرض الحصار على قطاع غزة، واستمرار القصف والاغتيال، تزايدت أعداد الضحايا في القطاع، ولم تؤدِّ التهدئة إلى النتيجة المرجوة منها.
ثم علينا متابعة الأيام الأخيرة من التهدئة، حيث بدأت إسرائيل في شن عمليات ضد المقاومين في قطاع غزة، وقتلت أعدادا منهم، وتوالت عملية القتل، ومعها توالت تصريحات قادة إسرائيل بأنهم ملتزمون بالتهدئة.
وبسبب عمليات القتل والتي طالت عددا من المنتمين لكتائب عز الدين القسَّام، بدأت الصواريخ تطلق من قطاع غزة على يد الذراع العسكري لحركة حماس، وفصائل المقاومة الأخرى.
ومعنى هذا عمليا أن التهدئة تم خرقها بالكامل قبل انتهائها، وليس عندما انتهت، وأن إسرائيل بدأت عملية خرق واسع للتهدئة في أيامها الأخيرة، وهذه ليست صدفة، بل يبدو الأمر مخططا.
ولهذا فالمتابع للمشهد يرى أن التهدئة انتهت بالفعل قبل موعد انتهائها الرسمي، حيث عادة آلة الحرب الإسرائيلية إلى القتل بالجملة، والذي أدى إلى قتل خمسة من مجاهدي كتائب عز الدين القسَّام الذراع العسكري لحركة حماس في يوم واحد.
وعندما جاء موعد انتهاء التهدئة عادت حركة حماس إلى الفصائل التي وافقت على التهدئة أصلا، وقررت هذه الفصائل مجتمعة عدم تجديد التهدئة.
ولكن على الطرف الآخر، نجد مطالب مصرية من حركة حماس لمد التهدئة لفترة جديدة، ولكن لم نسمع عن مطالب إسرائيلية، ولم نسمع أن إسرائيل وافقت على مد التهدئة، وأنها طالبت مصر بالحصول على موافقة حركة حماس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يعني عدم وجود عرض بمد التهدئة أصلا، وكل ما كان موجوداً هو ضغط على حركة حماس حتى تطلب هي مد فترة التهدئة.
وعندما يأتي الطلب من حركة حماس سيكون عليها الخضوع لمطالب إسرائيلية جديدة، وعندما لا تقبل حركة حماس هذه المطالب الجديدة يتم التذرع برفض حماس لمد التهدئة.
ومطالب إسرائيل كثيرة، فهي تريد استمرار الحصار حتى سقوط حكومة حركة حماس، وعودة محمود عباس وجماعة رام الله إلى القطاع، وتريد تفكيك البنية التحتية للمقاومة، ومنع وصول الأسلحة لحركات المقاومة، والقائمة طويلة.
والأهم من ذلك، أن المطلوب من حركة حماس طلب مد تمديد هدنة لم تلتزم بها إسرائيل، مما يجعل حركة حماس في الوضع الأضعف، أو يجعلها مثل المهزوم تماما.
ولكن حركة حماس ومعها فصائل المقاومة رفضت هذا الوضع.
ومن المعلوم أن كل تجارب التهدئة لم تلتزم بها إسرائيل، والتزمت بها فصائل المقاومة، مثل تهدئة عام 2005.
وهنا يظهر لنا أن إسرائيل تريد تهدئة من طرف واحد، حتى تستطيع استكمال عمليات ضرب حركات المقاومة، وهي تلجأ لضرب تلك الحركات وضرب المدنيين أيضا بصور مختلفة ودرجات مختلفة، والتهدئة تعني بالنسبة لها الضرب التدريجي، أما الحرب فهي بالنسبة لها تمثل مرحلة الضرب الشامل.
الأهم من ذلك، أن تلك الحرب الوحشية ضد قطاع غزة، كان مخططا لها من قبل، وهي ليست حرب دخلت فيها إسرائيل فجأة.
وتوقيت الحرب، في فترة ما قبل الانتخابات الإسرائيلية، وما قبل تولي الرئيس الأمريكي الجديد، يؤكد على أنه لم يكن من الممكن تأجيلها.
ولهذا كانت الحرب ستقوم في النهاية وفي نفس التوقيت، مهما كان رد فعل حركة حماس.
ولكن العدو يبحث دائما عن ذرائع يستخدمها إعلاميا، مثل كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق، والتي دمر بسببها بلد.
والحقيقة أن أهداف الحرب تكون غير الذرائع المعلنة، والمشكلة عندما تسوق بعض النخب العربية لتلك الذرائع، وكأنها تسوق لحرب العدو علينا.
فحرب إسرائيل ضد قطاع غزة كانت قادمة لا محالة؛ لأن إسرائيل لا تقبل بوجود حركات المقاومة، ولذلك تريد تدمير حركة حماس وغيرها من فصائل المقاومة، أو الحد من قدراتهم على الأرض.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 11:26]ـ
بارك الله في الشيخ و في ناقل الموضوع
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 11:53]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 12:38]ـ
أحسنتم بهذا النقل، وأصلح الله أحوالنا جميعاً.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 12:41]ـ
الإخوة الكرام .. لا يشك أحد في إجرام ووحشية وحقد اليهود، ونعرف أن يهود لم يقصفوا غزة بسبب تلك الصواريخ ذات القدرة التدميرية المحدودة جدا، ولكنها كانت تبحث عن ذريعة وسبب تسوغ به اعتداءاتها على غزة، حماس اعطت لإسرائيل هذه الذريعة والغطاء، لا أشك ابدا أن لإيران دور في تحفيز حماس على رمي تلك الصواريخ، خصوصا أنه ضربت إسرائيل بـ 60 صاروخ بعد زيارة مشعل الأخيرة لإيران.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 12:52]ـ
هل ايران لها ماء سحري يجعل حماس تتبعها ... هل ايران عفريت يتصرف في الكون وكل شئ من تدبيره ... يا أخي كن واقعي وإذا لم تكن عندك أدلة لاتتهم خلق الله ...
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 02:20]ـ
جزى الله الإخوة الكرام خيرا على مرورهم الكريم وتعليقاتهم الطيبة
الإخوة الكرام .. لا يشك أحد في إجرام ووحشية وحقد اليهود، ونعرف أن يهود لم يقصفوا غزة بسبب تلك الصواريخ ذات القدرة التدميرية المحدودة جدا، ولكنها كانت تبحث عن ذريعة وسبب تسوغ به اعتداءاتها على غزة، حماس اعطت لإسرائيل هذه الذريعة والغطاء، لا أشك ابدا أن لإيران دور في تحفيز حماس على رمي تلك الصواريخ، خصوصا أنه ضربت إسرائيل بـ 60 صاروخ بعد زيارة مشعل الأخيرة لإيران.
هل قرأت المقال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 09:52]ـ
"سبحان الله"
والله إني لأعجب ممن يتكلم عن حماس, حملت عنا فرضية الجهاد وقاتلوا وهم جياع وأسرهم وأهليهم تحت وطئة السلاح وهم جياع لاماء ولاكهرباء ولادواء ,المستشفيات تغض بأهاليهم بل حتى المقابر أمتلأت ........
يقاتلون نصرة لدينهم وعزة له, لأنهم أعزة لايرضون بالدون
ويأتي أناس وهم جالسين على الأرائك, منعمين شبعى .. ثم يتكلمون بكلام لاعقل ولاحكمة يستحقون منا تجاهلهم فكلامهم أقل ممن يسمع له ويرد .. لاحول ولاقوة إلابالله
وحق على كل مسلم تقبيل جبين هؤلاء."فلله درهم من رجال"
إسنصرونا فلم نجبهم؟ فبما أختي ستجيبي الله يومئذ عن هؤلاء؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 09:58]ـ
اتهامك لحماس يا أختي شذى ..
اتهام يدل على جهل ..
هذا إذا أحسنت الظن بك
وإلا فكلامك نفس كلام المنافقين
وحسبنا الله ونعم الوكيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 10:03]ـ
أختي عالمة المستقبل
إذا كنت تعجبين من ردى شذى
فإني والله قد مرضت .. وأنا أحلف
وأصابتني الغموم والهموم حتى استولت على كياني
من عجز الثقة عن مجابهة كلام الخذلان ..
والله إني أبكي كالأطفال ..
من كلام أهل التخذيل كيف أصبح مشروعا
منشورا في المواقع الإسلامية
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 10:25]ـ
الإخوة الكرام .. لا يشك أحد في إجرام ووحشية وحقد اليهود، ونعرف أن يهود لم يقصفوا غزة بسبب تلك الصواريخ ذات القدرة التدميرية المحدودة جدا، ولكنها كانت تبحث عن ذريعة وسبب تسوغ به اعتداءاتها على غزة، حماس اعطت لإسرائيل هذه الذريعة والغطاء، لا أشك ابدا أن لإيران دور في تحفيز حماس على رمي تلك الصواريخ، خصوصا أنه ضربت إسرائيل بـ 60 صاروخ بعد زيارة مشعل الأخيرة لإيران.
سأرد عليه استجابة لطلب بعض الإخوة .. وإن كان ردي من قبيل الرد عليه لا على شذى أصلحها الله تعالى ..
1 - نعرف أن اليهود لم يقصفوا .. إلخ
هذا تكرار لبعض الناعقين دون استقلال في المعرفة .. وهو من تقرير الدعاوي بثوب المسلّمات
وتصغيرك لشأن أثر الصواريخ يدل على أنك لا تعرفين عن اليهود شيئا بصراحة ..
فإنهم بسبب الصواريخ ينامون في الملاجيء .. وهذا الذعر وحده كاف .. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "نصرت بالرعب"
2 - لاشك أن إيران .. إلخ
هذا بحاجة لدليل .. فإطلاق الكلام على عواهنه .. ليس طريقة المثقف الذي يتحرى الحق
وهو كما يبدو من صياغته قص ولصق من أحد المحللين السذّج
ولو سلمنا أن إيران أوعزت لهم بذلك .. لم يكن في إطلاقها ما يعيبهم .. فهم يدرسون ما يعرض عليهم من اقتراحات
ولديهم لجنة شرعية .. بل يستفتون حتى علماء من كل مكان ..
فقبيل الانتخابات زاروا شيخنا سفر وسألوه عن فكرة الترشح للرياسة ..
وسألوه الشيخ محمد قطب وجماعة .. من مختلف الأمصار ..
فبعض العلماء قالوا:أنتم أدرى بشؤونكم ..
وبعضهم:توقّف .. وبعضهم كانت نصيحته مقيدة بضوابط ..
وإذا كنت محللة سياسية .. مع اعترافك من قبل أن علمك قليل
فعليك أن تتبعي نفس الأسلوب مع الجميع لا مع حماس وحدها
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 10:58]ـ
العجب ممني يتكلم في المجاهدين ويحملهم الاخطاء وهم من بني مذهبنا
ويأتي النصارى ينصفون المجاهدين أكثر منا واذكر كلاما للدكتور النرويجي ديماس يقول لاهل غزة لاتستسلموا ولايحمل حماس اي خطأ
وبينما انا اكتب في المقال اذ اسمع محللا مثقفا يقول ان هذة الرواية اي حماس هي السبب هي الرواية الاسرائلية بعينها.
وقلت وهي عينها رواية المنافقين في السلطة العميلة التي بان للناس امرها.
ولنتفترض افتراضا تنزليا ان حماس هي السبب أهذا يجعلنا نتخاذل في نصرتهم ,
ثم الحرب انتهت واسرائيل عجزت عن تحقيق اهدافها وانتصر ت حماس
وإذا كان من بني يهود يحملون اليهود الخطأ كله ويطالبون بترك فلسطين لاهلها
ونحن متكئين على الار ائك وشبكة النت موصولة بالكمبيوتر
والفاكهة بجانبنا
ونتكلم كأننا قادة في الجهاد واغبرت اقدامنا
يقول (ص) كل ميسر لما خلق له
كما قيل إن تكلم الرجل فيما لا يحسن أتى بالعجائب.
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:51]ـ
اخى حارث احسنت بارك الله فيك ولاخوانى انظروا فضلا لا امرا هذا http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26049 الرابط
ـ[صدام الفايز]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 10:34]ـ
لقد قامت حماس بجمع الشعب الفلسطيني من الشتات وحصلت على وعد بلفور من بريطانيا لاقامة بلد لهم في قطاع غزة
هل هذا يصدق ان العرب المسلمين الذين يخافون من الجروح والرصاص الذي يستقبله اطفال غزة ونساؤها وشبابها بصدورهم العارية منذ اكثر من ستين سنه لا يحق لهم الكلام ودرء المفاسد والمصالح لو ان بلد عربي ابتلي بجيران كالعرب النهزمين ولا اقصد الغلبية الشريفة لا يحق له نعت الفلسطينيين بهاذ النعت
ـ[البريك]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 01:03]ـ
الإخوة الكرام .. لا يشك أحد في إجرام ووحشية وحقد اليهود، ونعرف أن يهود لم يقصفوا غزة بسبب تلك الصواريخ ذات القدرة التدميرية المحدودة جدا، ولكنها كانت تبحث عن ذريعة وسبب تسوغ به اعتداءاتها على غزة، حماس اعطت لإسرائيل هذه الذريعة والغطاء، لا أشك ابدا أن لإيران دور في تحفيز حماس على رمي تلك الصواريخ، خصوصا أنه ضربت إسرائيل بـ 60 صاروخ بعد زيارة مشعل الأخيرة لإيران.
ويقال إن محور "الاعتدال" حفز إسرائيل على تأديب حماس لتريحهم منها وممن على شاكلتها!!
لماذا أصبحت الأمة ضحية لإعلام العدو وإشاعته؟
لماذا ترسخت لدينا قناعة بأن إيران عدو استراتيجي وأن اسرائيل صديق وحليف استراتيجي؟؟
إن أمتنا تربأ بنفسها عن أن تكون مغفلة تُلقًن .. ولا يخفى أن الغفلة وقبول التلقين مما يضعف الثقة بالمرء.
إن الرافضة خبثاء ... واليهود أشد عداوة ... وتفكيرهم في قتل المسلمين ـ خاصة ـ صفة لازمة لهم.
متى نصحو من سكرتنا ونفيق من سباتنا؟
لينصب تفكيرنا على أسباب وحدة الأمة ولم شملها ... وليكن همنا محاربة أسباب الفرقة ..
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.(/)
الإخوان وحزب ولاية الفقيه ـ صباح الموسوي
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 12:15]ـ
صباح الموسوي (المصريون): بتاريخ 21 - 1 - 2009
هذا الكلام ": " إن ولاية الفقيه المطلقة من العناوين البارزة للشرك "" ليس لي و إنما هو لأحد ابرز مؤسسي نظام الجمهورية الإيرانية واحد أشهر المراجع الشيعية الحاليين "انه آية الله الشيخ " حسين علي منتظري" الذي كان خليفة الخميني قبل ان يتم عزله من منصبه بفترة قليلة من وفات الأخير ثم بعد ذلك فرضت عليه الإقامة الجبرية نتيجة اعتراضه على تنصيب آية الله علي خامنئي مرشدا للثورة و رأسا للنظام الإيراني.
المنتظري قال كلامه هذا يوم الاثنين 22 ديسمبر الماضي أثناء استقباله الدكتور إبراهيم يزدي رئيس حركة " نهضة الحرية " الإيرانية المعارضة و أول وزير خارجية إيران بعد الثورة " حيث تطرق المنتظري في ذلك اللقاء الى مخالفته لنظرية ولاية الفقيه المطلقة قائلا: " ان رأي الفقيه مقدم على أراء الآخرين في مجال الفقه الشرعي فقط " أما فيما يخص المسائل المتعلقة بالشؤون السياسية وبناء العلاقات مع الدول فهذا ليس من اختصاص الولي الفقيه و يجب ان تترك هذه المسائل لأصحاب الاختصاص. مضيفا " حين جرى إعادة النظر في الدستور الإيراني منتصف الثمانينيات عارضت توسيع صلاحيات الولي الفقيه و تحويلها الى ولاية مطلقة " لاعتقادي ان الرسول الأكرم ذاته لم يكن يحظى بالولاية المطلقة " فالآية القرآنية تأمر الرسول بالعمل وفق القانون الإسلامي لا حسب رأيه " و لهذا فان القول بولاية الفقيه المطلقة تعد من جملة العناوين البارزة للشرك "".
و كان المنتظري يرد بهذا الرأي على الذين يؤيدون السلطة المطلقة التي يمارسها مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي والتي تعد تجاوزا على الدستور والقانون " حيث يستندُ أنصار خامنئي على رأي الخميني بشأن ولاية الفقيه المطلقة التي قال فيه ": " ان تأسيس الحكومة و إدارتها جزءا من الولاية المطلقة للرسول (صلى الله عليه وآله و سلم) وهي واحدة من الأحكام الأولية المقدمة على جميع الأحكام الفرعية " بما فيها أحكام الصلاة والصوم والحج "".
لقد استخدمت كلمة " ولاية الفقيه المطلقة " لأول مرة في إيران من قبل الخميني سنة 1982م و ذلك بعد مضي ثلاثة سنوات من انتصار الثورة ضد الشاه واستقرار الحكم لرجال الدين و تصفيتهم لجميع القوى والتيارات المشاركة بالثورة.
فبعد عامين من طرح الخميني موضوع ولاية الفقيه جرى تنصيصها في الدستور الإيراني الأمر الذي أدى الى بروز معارضة شديدة من جانب العديد من المرجعيات الشيعية و رجال السياسة الذين رؤى في هذه الموضوع تعزيزا لسلطة الخميني و خطرا على الحياة السياسية في إيران حيث من شأنه ان يؤدي الى إلغاء الدستور و إدارة البلاد بواسطة الأحكام العرفية التي يصدرها الولي الفقيه " وهذا ما هو حاصل حاليا.
تاريخيا يعد الفقيه الشيعي " محمد بن مكي العاملي (ولد في قرية جزين جنوب لبنان عام 729هـ وقتل في دمشق سنة 786هـ و سمى عند الشيعة بالشهيد الاول) أول من طرح موضوع ولاية الفقيه و عين نفسه نائبا للإمام المهدي والمهيأ لظهوره " و كان أول من أستخدم مصطلح " الفقيه الجامع للشرائط " في الفقه الشيعي" و أول من أفتى بضرورة أعطى الخمس للفقيه الجامع للشرائط" و أول من قال بعدم جواز إقامة صلاة الجمعة في ظل غيبة الإمام المهدي و أن الصلاة لا تصح إلا بوجوده. غير أنه لم يناقش موضوع ولاية الفقيه بشكل مستقل وتفصيلي في أين من كتبه ولكنه تطرق لها بشكل عابر في كتابه " اللمعة الدمشقية- سنة 782هـ " الذي هو من كتب الفقه الأساسية التي تدرس في الحوزة الدينية الشيعية " وذكرها أيضا في مقدمة كتابه " ذكرى الشيعة - سنة 784هـ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد عمل محمد بن مكي بعد عودته الى قريته جزين سنة 760هـ " التي كان غادرها الى العراق بهدف طلب المزيد من العلم " على بث دعوته و عين له وكلاء في المدن والبلدات اللبنانية لنشر عقائده وأفكاره وصار له أتباع و مريدون ولكن سرعان ما اخذ بتغيير هدفه وتحولت حركته الفقهية الى عصابة مسلحة تسعى في الوصول الى السلطة " ولهذا بدأ بعض أنصاره البارزين بالابتعاد عنه متهمينه بالغلو والانحراف في الفكر والعقيدة مما دفعه الى الإفتاء بقتل بعضهم. و ابرز من قتل من أصحابه المنشقين بحكم هذه الفتاوى " شخص يدعى " محمد اليالوشي " الأمر الذي دفع أنصار اليالوشي وعلى رأسهم " تقي الدين الخيامي " للتعاون فيما بعد مع سلطة المماليك في دمشق لإلقاء القبض على بن مكي. وبعد القبض عليه قامت سلطة المماليك بجمع تواقيع سبعين من أعوانه و وكلائه بالإضافة جمع تواقيع المئات من علماء وشيوخ الإسلام ممن حكموا بارتداد بن مكي وجرت محاكمته بتهمة الارتداد و أثارة الفتن.
و بما ان العادة المتبعة حسب المذهب الشافعي آنذاك" كانت تقضي بترك المرتد أو الزنديق عاما واحدا في السجن قبل إعدامه على أمل ان يتوب ويرجع عن ذنبه "فقد طبق هذا الأمر على أبن مكي و قد أفتى احد قضاة دمشق ويدعى " برهان الدين الشافعي " باستتابته ولكن قاضي القضاة رفض هذه الفتوى و أمر بإعدام محمد بن مكي. وعليه فقد جرى في اليوم التاسع من جمادي الاول لسنة 786هـ ضرب عنق أول رجل دينٍ شيعي قال بولاية الفقيه ونصب نفسه نائبا للإمام الغائب.
و يتبين من مراجعة المصادر التاريخية التي تناولت هذا الموضوع " وأغلبها مصادر شيعية و من أبرزها كتاب " هجرة علماء الشيعة من جبل عامل الى إيران في العصر الصفوي- لمؤلفه مهدي فرهاني منفرد "" ان محمد بن مكي لم يكن مجرد رجل دينٍ شيعي يطرح مسألة فقهية معينة شأنه شأن أي فقيه أخر " بل أن الرجل كان يحمل مشروعا سياسيا ذات بُعد عقائدي يهدف من وراءه الوصول الى السلطة عن طريق إثارة العصيان والثورة المسلحة. ومن هنا يتبين سبب عدم تبني أياً من المرجعيات الشيعة التقليدية لنظرية ابن مكي طوال العقود التي أعقبت مقتله " وذلك لقناعة هذه المرجعيات بأنها نظرية مناقضة لأصول العقيدة إضافة الى استحالة تحقيقها.
لقد ربط الخميني مشروع تصدير الثورة بموضوع ولاية الفقيه المطلقة وعمل النظام الإيراني على تأسيس تنظيمات وأحزاب عديدة في البلدان و الدول العربية والإسلامية على قاعدة الإيمان بولاية الفقيه المطلقة " وقد اعترف أمين عام حزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله أثناء أحداث بيروت الدامية في مايو/ أيار 2008م بذلك صراحة حين قال" " يتصورون إنهم يهينوننا عندما يقولون حزب ولاية الفقيه. افتخر ان أكون فردا في حزب ولاية الفقيه "". وهذا يؤكد مرة أخرى ان " ولاية الفقيه " ليست مسألة فقهية دينية وإنما هي حزب سياسي يبيح لنفسه استخدام كافة السبل والوسائل لتحقيق غايته.
الأمر الذي يبعث على التعجب ليس في كلام المنتظري ولا في كلام حسن نصر الله" فهؤلاء جميعا أبناء طائفة واحدة يتصارعون ويتصالحون ويصرحون حول ولاية الفقيه وغيرها من العقائد والأفكار وفقا لمقتضيات مصلحة الطائفة ودولة الطائفة. ولكن ما يثير الاستغراب هو كلام ومواقف من هم خارج الطائفة و الذين يفترض بهم أكثر الناس معارضة للمشاريع الطائفية ولكن تبين أنهم دعاة متحمسون لحزب ولاية الفقيه. وهذا ما قرأناه في مقابلة فضيلة مرشد جماعة إخوان المسلمين مع صحيفة "النهار" الكويتية الذي نشر في يوم الأربعاء،24 ديسمبر الماضي و الذي جاء كلامه ردًا على سؤال حول ما إذا كان يرحب بالمد الشيعي بالمنطقة، حيث أجاب قائلاً:" " أرى أنه لا مانع في ذلك، فعندنا 56 دولة في منظمة المؤتمر الإسلامي سنية، فلماذا التخوف من إيران وهي الدولة الشيعية الوحيدة في العالم "،.
فضيلة مرشد "جماعة الإخوان" غاب عن باله ان التشيع الذي تسعى إيران الى نشره ليس المذهب الفقهي الذي يتخيله الناس على انه مجرد مذهب فقهي كسائر المذاهب الإسلامية " وإنما ما تسعى إليه إيران هو نشر حزب ولاية الفقيه المطلقة " الذي اعدم أول مؤسس له و مبشرِ به وهو محمد بن مكي العاملي بتهمة الارتداد والزندقة " و في هذا فرق كبير.
ان لم يعلم فضيلة المرشد الفرق بين الاثنين فهذه مصيبة وأما إذا كان يعلم" وهذا ما نحسبه " فالمصيبة اكبر وأعظم لأنه بذلك يكون كمن قال فيها القرآن الكريم} كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا َ: 92سورة النحل {. فكيف لجماعة مر على تأسيسها ما يقارب القرن وقدمت ما قدمت من التضحيات بدواعي الحرص على الإسلام وخدمة المسلمين" تتحول فجأة الى داعية لحزب ولاية الفقيه الذي من ابسط من يسعى إليه إقامة حكومات طائفية تابعة للإمبراطورية الفارسية الجديدة. و لعل ما هو حاصل في العراق ولبنان ما يغني عن الشرح.
كاتب احوازي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 01:44]ـ
صدق من قال: (الإخوان قنطرة الشيعة .. ولكن لجميع البلاد الإسلامية)
معلومات قيمة جزاك الله خيرا(/)
تبديل أمريكا وليس تعديلها ... فضيلة الشيخ / سلمان بن فهد العودة
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 07:50]ـ
التطرف قبيح كله، وأقبحه حين يتمثل في سلطة غاشمة, تملك القرار وتطيح بالرؤوس؛ كما تفعل الإدارة الأمريكية الحالية، وربيبتها المدلّلة، دولة صهيون.
لا أذيع جديداً إذا قلت إنني كملايين المسلمين في العالم لم أعد أطيق رؤية هذا الوجه الكالح لسيئ الذكر، عدو الإنسانية والأخلاق، وفي الوقت ذاته فإن من المهم أن نقرر أن الأمر ليس سلوكاً شخصياً استثنائياً لهذا الرئيس المبغوض الأحمق؛ ولكنها مبادئ استراتيجية ثابتة ومسلّمة، وربنا جل وتعالى يقول عن الصهاينة وحلفائهم: (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (المائدة: من الآية51).
والذي لا يساعد نفسه لن يساعده الآخرون، ولذا يتعين علينا عرباً ومسلمين نملك الثروة والأرض والعديد البشري والعمق الاستراتيجي والقيم النبيلة، وكل هذه أسباب وشروط لتحقيق التفوق والنهوض، لكنها لا تكفي وحدها ما لم تتوفر الإرادة الصادقة والخطة المرسومة ولابد لنا على الأقل -كمرحلة وسيطة- أن نبحث عن " تبديل أمريكا وليس تعديلها ".
لا مانع أبداً من بذل أي جهد للتأثير على السياسة الأمريكية الأوربية، بيد أن التاريخ علمنا أن الاقتصار على خيار واحد هو الأسوأ بالنسبة لنا.
وقد أتى على الناس حين من الدهر لم يكن ثم خيار آخر أمامهم، أما اليوم فالدراسات الأمريكية ذاتها , - ومنها كتاب (أمريكا والعالم) الذي صاغه خبيران في الأمن القومي الأمريكي- تؤكد أن استفراد أمريكا بقيادة العالم هو مرحلة قد أفَلَتْ، وأن أمريكا لكي تحافظ على حضورها وتأثيرها عليها أن تتفهم وتتقبل المنافسين الجدد، كالصين والهند والبرازيل، ويمكن التركيز بصفة خاصة على القوة الأسيوية الواعدة.
إن مصالح أمريكا عندنا، وهواها صهيوني بامتياز، ولم يعد أمامنا عذر في ضرورة أن نبحث عن شركاء جدد، نقتسم معهم مصالح الاقتصاد والتصنيع، ونظفر منهم بمواقف سياسية تحترم حقنا وعدالتنا، نحن لا يجب أن نبحث عمن يشجعنا على الظلم أو العدوان، بل عمن يقف مع الحق الصراح دون أن يجترّ رديء الكلام لتسويغ الفجور والصلف والبغي الذي تمارسه القوة العسكرية.
وفي الصحيحين عَنْ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِى لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ». قَالَ ثُمَّ قَرَأَ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
ومن المؤكد أن المواقف الظالمة المتجاهلة للحقوق البشرية ستطيح بكل من يصرّ عليها، وإن كانت السنة الإلهية لا تتعجل كما يفعل البشر، ولكنها آتية لا ريب فيها، وهذا يصدق على الصهيونية كما يصدق على حلفائها كما يصدق علينا نحن إذا أدرنا وجوهنا عن المعاناة الإنسانية لجيراننا وإخواننا.
بات من الضروري أن تبحث الحكومات والشركات والمؤسسات والتجار والإعلاميون وكل القوى الفاعلة والمؤثرة عن بدائل مناسبة في العالم؛ تجعلنا أكثر نجاحاً في إدارة معاركنا وتحقيق مصالحنا ومعاقبة أعدائنا وصناعة مستقبلنا , بدلاً من الدوران في النقطة ذاتها التي كنا فيها منذ عصر ما بعد الاستعمار.
دعونا نردد شعار " تبديل أمريكا وليس تعديلها " ونبحث عن السلعة والمصنع والشراكة والسوق والشاشة في كل مكان في العالم، موظِّفين قدراتنا المالية والشرائية لصالح قضايانا التاريخية.
مستثمرين المزاج الشعبي الكاره لكل ما هو أمريكي، بتوفير البدائل الجيدة، وربما الرخيصة، بحيث تتحول المقاطعة الشعبية إلى سلوك دائم يؤثر في السوق بدلاً من أن تكون صرخة في واد أو نفخة في رماد.
دعونا نظل أوفياء لقضايانا، مُصِرِّين على إنجاحها مهما طال الليل وادْلَهمّ الظلام وتكاثفت السحب وتعاظمت العوائق، فإنه لا يضيع حق وراءه مطالب، وكما قال سبحانه: (إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنفال: من الآية70
http://www.islamtoday.net/salman/artshow-28-106849.htm(/)
دراسات أمازيغية: قراءة في بعض النصوص الإصلاحية للشيخ باعزيز بن عمر
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 04:15]ـ
قراءة في بعض النصوص الإصلاحية للشيخ باعزيز بن عمر
أ. محمد أرزقي فراد
يعد الشيخ باعزيز بن عمر (1906 – 1977) أحد المثقفين الكبار الذين أنجبتهم الحركة الإصلاحية الفكرية بالجزائر. وقد تخرج من زاوية عبد الرحمن اليلولي التي كانت تعد إحدى منارات العلم في بلاد الزواوة، منذ تأسيسها في القرن السابع عشر الميلادي إلى غاية استرجاع الاستقلال الوطني. و ترك تراثا فكريا زاخرا مبثوثا في ثنايا جرائد ومجلات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قدر بنحو (500) مقالة، فضلا عن مؤلفات مخطوطة عديدة، نشر منها في حياته كتاب [دروس الأخلاق والتربية الوطنية / أربعة أجزاء]، وتكفل الأستاذ إسماعيل زكري بنشر بعضها بعد وفاة مؤلفها، وهي على التوالي:
1 - الجزائر الثائرة (مسرحية تاريخية) صدر سنة 2003، عن وزارة الثقافة.
2 - رحلتي إلى البقاع المقدسة، منشورات المجلس الإسلامي الأعلى سنة 2005م.
3 - من ذكرياتي عن الإمامين، عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي، منشورات الحبر، 2006م بالجزائر.
هذا، وقد وقع اختياري على نص المحاضرة التي ألقاها بنادي الترقي بمدينة الجزائر
سنة 1933م، بعنوان [الزوايا بالزواوة]، نشرت في حلقتين بمجلة الشهاب (ج1، المجلد 9، بتاريخ جانفي 1933م// وج2، المجلد 9، بتاريخ فيفري1933م.). أظهر فيها كفاءته التربوية، الهادفة إلى إحداث إصلاح عميق في نظام التعليم، يشمل الشكل والمضمون، قصد إنقاذ هذه المؤسسات التعليمية من الانحراف، وإعادتها إلى مسارها التربوي / التعليمي الصحيح.
المعنى اللغوي والاصطلاحي لمفهوم الزاوية مهد الشيخ باعزيز بن عمر لمحاضرته بمقدمة شيقة عن بلاد الزواوة، لجلب اهتمام المستمع ولفتح شهيته العقلية لتقبل فحوى المحاضرة. ثم عرف الزاوية" لغويا" بقوله: << ... اسم جامع لمكان بقطع النظر عمن يجمعه هذا المكان من المنزوين إليه >>.
ثم قدم تعريفين " من حيث الاصطلاح" شملا حقيقة الزاوية (المعنى الصالح)، وما آلت إليه بعد الانحطاط (المعنى الطالح)، فأوضح في المعنى الأول أن أهداف الزاوية هي نشر العلم، ورعاية المجتمع: << ... قراءة العلم من الاعتناء بحفظ القرآن وتعليم ما يستلزمه من العلوم العربية والشرعية، وما إلى هذا من أقامة الشعائر الدينية، وإطعام الفقير، وابن السبيل، وكل محتاج، وهذا الثاني أمر اجتماعي إسلامي صحيح، وهو الأمر الذي أسست من أجله زوايا " الزواوة"الكثيرة المنتشرة في النواحي ... >>
أما المعنى الثاني (أي الطالح)، فقد عرّفه بقوله: << ... تلك الأعمال المنكرة من الرقص والشطح وما يتبعه من التصفيق وضرب الدفوف ولبس الشفوف كما هو المشاهد هنا وهناك، ولا أظن أحدا ينفي شيئا من هذا بحجة أنه ما رأى وما سمع. >>
الزوايا الرائدة برأي باعزيز بن عمر
اعتبر باعزيز بن عمر الزاويتين عبد الرحمن اليلولي بولاية تيزي وزو (التي تخرج منها معظم علماء الزواوة)، وزاوية الشيخ بن سحنون بثاغراسث (ولاية بجاية)، من أشهر الزوايا قديما وحديثا، وفسّر ذلك باحتضانهما للفكر الإصلاحي، فكانت الأولى تستقبل باستمرار العلماء الذين تخرجوا من جامعي الزيتونة والأزهر، لذلك ظلت على صلة مستمرة بالتجديد التربوي على الصعيد العربي، وقال في هذا السياق:<< ... ومما يسر أنها مستعدة لإدخال كل ما يرفع مستوى التعليم العربي الإسلامي من الإصلاحات اللازمة، وعلى إصلاحها يتوقف إصلاح أخواتها.>>
أما زاوية ثاغراسث التي أسسها محمد السعيد السحنوني بعد ثورة 1871م- والتي تعد فرعا للزاوية السحنونية الأم بعرش اث يراثن- فقد صنفها الكاتب في المرتبة الثانية مباشرة بعد الزاوية المذكورة، علما أنها عرفت قفزة تربوية نوعية بفضل جهود الشيخ محمد الشريف السحنوني الذي أكمل تحصيله العلمي بجامع الزيتونة، وقال باعزيز بن عمر في هذا السياق: << ويلي هذه في الاستعداد لإدخال الإصلاح زاوية الشيخ بن سحنون بفضل ما أخذ به فيها أستاذها الفاضل وصاحبها الشيخ الشريف، أحد متخرجي المعهد الزيتوني أخيرا. >>
دور المجتمع في إنشاء الزوايا بمنطقة الزواوة
(يُتْبَعُ)
(/)
تضافرت جهود العلماء الأتقياء وأخيار المجتمع، من أجل إنشاء الزوايا للتعليم والرعاية، فوظفت الفئة الأولى كفاءتها العلمية، في حين تبرع الناس بالأرض لبناء الزوايا، والبساتين والأشجار المثمرة للانتفاع بمردودها للتكفل بالمدرسين والطلبة:
<< ... هنا ترون أيها السادة أن العامة المسلمة بهذه البلاد فضلا عن الخاصة لم تفتأ تسارع منذ عهد قديم إلى البذل والتعاون في كل مشروع يعود بالخير على الإسلام والمسلمين مثل بناء المدارس وتشييد المساجد كما هو الجاري بالزواوة، وهذه الزوايا أو هذه المدارس لم تظهر إلى الوجود وبقيت إلى هذا اليوم، إلا بأموال أولي البر والتقوى وعطايا من أرزاقهم كانت تدفع على نظام خاص، حتى كان لكل زاوية ميزانيتها المعروفة من ماليتها لدى أربابها، الذين نرجو من الحاضرين منهم أن يلتزموا دائما حسن التصرف والتدبير فيها ... >>
انحطاط التعليم في الزوايا
كانت طريقة التدريس والتعليم عقيمة، لا تقيم وزنا لقضية الوقت، إذ كان الطالب يمكث سنوات عديدة في الزاوية دون أن يقضي وطره، وفي ذلك مضيعة للوقت والموارد البشرية،
و يعتمد التدريس فيها على حفظ القرآن والمتون المختلفة دون فهم، لينتقل بعدها الطالب إلى دراسة الفقه وقواعد اللغة العربية، بطريقة لا تساعد على التحصيل العلمي الناجع. وبرأي الشيخ باعزيز، فإن هذه الطريقة العقيمة هي وليدة الانحطاط الثقافي: << ... ومن المعلوم أن هذا الأسلوب لم يكن في ماضي هذه الزوايا الزاهر على هذه الطريقة، لأنه لم ينفع الآن كما نفع إذ ذاك لما أنجب كثيرا من الرجال منهم من بقي هنا ومنهم من نزح، فأظهر تفوقا عجيبا كالمشذاليين الثلاثة أبي علي ناصر الدين وعمران المشذالي ومحمد بن بلقاسم المشذالي.>>
تحجر الذهنيات
لا شك أن سر الحياة يكمن في "التجديد"، الذي يعتمد على القوى العقلية قصد التكيف مع الظروف المستجدة، فلكل زمان تدبيره وفلسفته. أما إذا أصيب العقل بالجمود فان الناس يستمسكون بالأساليب التي تجاوزها الزمن، وحينئذ يرخي الانحطاط سدوله على المجتمع، فيصبح لقمة سائغة لمن يحسن ممارسة الاجتهاد العقلي لتجاوز عقبات الحياة. وهكذا فرغم فشل أساليب التدريس العقيمة في الزوايا، فان ذوي العقول المتحجرة قد عضت عليها بالنواجذ، وعلق الشيخ باعزيز بن عمر في هذا السياق عن إحجام شيوخ الزوايا عن تجديد طرق التدريس قائلا:<< ... لان بعض النفوس القديمة تألف القديم وتعض عليه بالنواجذ ولو كان فيه ما لا يصلح.>>
ضرورة إرسال البعثات الطلابية إلى الخارج
كان الشيخ باعزيز بن عمر يرى أن الاقتصار على نقد الزوايا وشيوخها، دون تقديم اقتراحات عملية، لا يجدي نفعا ولا يحل الإشكالية، لان قضية انحطاط التعليم أكبر من مسؤولي الزوايا في عصره، وكان يرى الحل في إرسال بعثات طلابية إلى الخارج: << هل كانوا مستعدين للإصلاح وعارفين بكيفيته وإنما هم محتاجون إلى التنبيه لا غير، أم ليسوا كذلك فيرجعوا بهم إلى شيء آخر مما هو أجدى وأقرب (؟)، كأن يكتبوا لهم في إرشادهم إلى إرسال البعثات العلمية على نفقة زواياهم هذه إلى الخارج، إلى قسنطينة حيث ذلك المنهل العذب، والى المعهد الزيتوني حيث يسمع الطالب على الأقل بفكرة الإصلاح، ويجد نظاما أرقى من نظام الزاوية، فلعل هذه الإصلاحات المنشودة تتحقق بهؤلاء النازحين عندما يرجعون وهم عارفون له ... >>
استبدال اسم الزاوية بالمدرسة أو المعهد
رغم أصالة تسمية " الزاوية " (ثيمعمرث)، فان ما شابها من أعمال الدروشة قد أفسد صورتها لدى الرأي العام، لذلك أستحسن الشيخ باعزيز بن عمر تغيير هذه التسمية
بـ "المدرسة" أو " المعهد": << سادتي إذا ثبت كل ما قلته لديكم بما ذكر، فأرجو أن تعينوني على رفع هذا الاسم "الزاوية أو الزوايا" عن دور العلم والعرفان، معاهد الزواوة، واستبداله بما يناسب العلم ومجاله، وفي لغة القرآن الجميلة كل ما نريد من الألفاظ والأسماء التي تطابق المسميات، فلنفتخر بها ولا حرج، ولنا المدارس والمعاهد ولنا الجامعات والكليات فلنكن كثيري المسميات.>>
إن هذه القراءة المتواضعة لا تعدو أن تكون مجرد عينة لفكر باعزيز بن عمر الإصلاحي، المتميز بعمق التفكير وسمو الغاية ورجاحة العقل وحصافة الرأي، وهي الصفات الأساسية التي طبعت سلوك المنتسبين إلى الحركة الإصلاحية بقيادة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فكل معلم من معلميها كان بمثابة مدرسة وطنية متنقلة، لا تثنيه العقبات ولا تعرقله المطبات، تلك المدرسة التي أمنت بالشباب بوصفهم بناة الأوطان، فمكّنتهم من سلاح الحياة المتمثل في العلم بكل دلالاته، فما أكثر العبر في تراثنا، وما أقل الاعتبار في راهننا!.(/)
رسالة العلامة البرّاك لعبد العزيز الريّس
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:01]ـ
رأيت بعض من لاخلاق له في علم ولا حظّ له في أخلاق
يستشهد بين الحين الآخر بشيخه الريّس .. فاقتضى نقل ما به يقمع الباطل
والكلام نقل عن موقع الكاشف
نصيحة من الشيخ عبدالرحمن البراك إلى عبدالعزيز الريس
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قبل ما يزيد على خمس سنين مضت، وقفتُ على أوراقٍ كتبها أخي الشيخ/ عبدالعزيز بن ريِّس الريِّس ـ وفقه الله لكل خير ـ وكان عنوان هذه الأوراق: "مهمات ومسائل متفرقات، وتنبيهات متممات تتعلق بالتكفير". وقد رأيت حينها في تلك الأوراق من الخلل ما استدعى التنبيه والبيان، فوقَعَت بيني وبين أخي عبدالعزيز مباحثة شفهية في مبدأ الأمر. ثم بطلب من الشيخ/ سعد بن عبدالله الحميد، قيدتُ مآخذي على كلامه وبعثتُ بها إليه. ثم تلا ذلك مراسلات مكتوبة بيني وبينه تشعب فيها الكلام وتفرق، حول قضايا تتعلق بمبحث الإيمان عند أهل السنة والجماعة.
وكان أصلُ البحث ومبدؤه حول حكمه بالإيمان لمن تحمله الأطماع الدنيوية على مصانعة أهل الشرك ومجاملتهم، بالسجود معهم بين يدي أصنامهم من غير خوفٍ أو إكراهٍ. وأثناء البحث معه في تلك المسألة تكشف لي في كلامه الكثير من الشطط وسوء الفهم لمسائل الإيمان وحدوده عند أئمة أهل السنة والجماعة ـ رحمهم الله تعالى ـ.
وبعد طول شرحٍ وبيان، وبعد إعادة الكلام وتكراره معه، تبين لي أن الاستمرار في الجدل والمراء لم يعد له فائدة ترجى، ولن يحصل منه إلا ضياع الأعمار، إضافةً لتنافر القلوب وقسوتها. فكتبتُ له آخر ما لديَّ، وطلبتُ منه عرض كلامي وكلامه على من يثق به من أهل العلم.
وبدوري عرضتُ الأمر على شيخنا الجليل/ عبدالرحمن بن ناصر البراك ـ حفظه الله تعالى ومتعنا به ـ، فاستنكر كلامه أشد الإنكار، واستعظم أن يخرج مثل هذا الكلام من طالب علم. وقال لي بالحرف الواحد: "قل له: إن الشيخ يسلم عليك، ويقول: اتق الله، ولاتشغل نفسك بهذا التوجه الذي سيكون سنداً لكل من أراد أن يمارس أنواع الكفر، ويعتذرون بالمصانعة والمجاملة والأطماع، واتق الله أن تتكلم بمثل هذا الكلام بين طلاب العلم".
عند ذلك التمستُ من الشيخ أن يكتب له رسالة نصحٍ وتوجيه، علَّ الله ينفعه بها، فاستجاب الشيخ، وأملى عليَّ الرسالة التي سوف أنقلها لكم الآن. لكن قبل أن أنقل لكم رسالة الشيخ عبدالرحمن البراك، أودُّ بيان ما يلي:
أولاً: لا أحصي كم جاءني من اتصال، وكم زارني في بيتي من أناس يطلبون الاطلاع على هذه الرسالة. ومنهم من يطلب نشرها بسبب خصومات لهم مع أخي عبدالعزيز الريس (لأسباب يطول ذكرها). وكنت أعتذر منهم جميعاً بأنها رسالة خاصة، وليست نصيحةً عامةً، والمقصود منها النصح وليس التشهير.
ثانياً: كنتُ بعثتُ بهذه الرسالة إلى أخي/ عبدالعزيز الريس بواسطة الشيخ / عبدالعزيز السدحان ـ حفظه الله من كل سوء ـ. وطيلة السنين الماضية لم يطَّلع عليها أحد سواهما. لكن قبل بضعة أشهر جاءني شخص أعرفه من طرف سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ. وذكر لي أن الشيخ سمع بهذه الرسالة، وأنه يريد الاطلاع عليها، بسبب كثرة الشكايات التي تصله من بعض مخالفي أخي عبدالعزيز الريس.
(وللعلم والفائدة: فإن الشيخ عبدالرحمن البراك، من شيوخ سماحة المفتي).
ثالثاً: بعد أخذ الإذن من الشيخ عبدالرحمن البراك، بعثت بنسخة من الرسالة لسماحة المفتي ـ حفظه الله ـ. وبعد ذلك تسربت الرسالة ووقعت في أيدي الناس، وإن كان ذلك على نطاقٍ ضيقٍ.
رابعاً: هذا اليوم بالذات، بلغني كلام جعلني أبادر بنشر الرسالة ههنا. حيث وصلني أن هناك من يكذبها، وهناك من يزعم أن الشيخ كتبها ثم تراجع عنها، وهناك من يزعم أن الشيخ لُبِّس عليه .... لهذا كله: أحببتُ نشر الرسالة ما دام الشيخ حياً يرزق، أسأل الله أن يمتعنا به وأن يمد في عمره على عملٍ صالحٍ. فمن أراد التثبت فالشيخ موجود. والاتصال به متيسر ـ بحمد الله ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: مما زادني حرصاً على نشر تلك الرسالة أن أخي/ عبدالعزيز الريِّس، خلال الفترة الأخيرة صار ينشط كثيراً في نشر أرائه التي كانت موضع الخلاف معه. إضافةً لاندفاعه الشديد في الرد على فلانٍ وفلانٍ في مسائل منها ما هو محقٌ فيه، وكثيرٌ منها ليس كذلك. والكلام في تفصيل هذا يطول ويطول، وقد سئلتُ كثيراً ـ داخل الجامعة وخارجها ـ عن بعض كلامه من شباب صغار التبست عليهم بعض آرائه وتقريراته. ولا زلت أستخير الله ـ عز وجل ـ وأقلب الرأي في الكتابة حول ذلك. أسأل الله أن يكتب ما فيه الهدى والصلاح، وأن يوفق أخي عبدالعزيز لكل خير، وأن يكفيه عثرات القلم واللسان.
كتبه / بندر بن عبدالله الشويقي.
====================
وهذا أوان الشروع في المقصود، وأعتذر للإطالة في تلك المقدمة التي لا بد منها:
يقول الشيخ عبدالرحمن البراك في رسالته:
"إلى الأخ المكرم/ عبدالعزيز بن ريس الريس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
فقد ذكر لي الأخ بندر الشويقي، أنك تقول: إن الرجل لو قصد وتعمد السجود بين يدي الصنم طمعاً في دنيا، وصرح بلسانه أنه يقصد عبادته، فإنه يحكم بكفره، لكن لايقطع بكفر باطنه، لاحتمال كذبه في إخباره عن نفسه، فمثله كمن يقول: أنا أعتقد أن الله ثالث ثلاثةٍ، فهذا يكفر لكن لا يقطع بكفره الباطن لاحتمال كذبه في إخباره عن نفسه.
وهذا ـ إن صح عنك ـ فأنت ضالٌٌ في فهمك ضلالاً بعيداً، وقد قلت إفكاً عظيماً، فإن مقتضى هذا: أنا لانقطع بكفر الجاحدين لنبوة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع تصديقهم له في الباطن، كما قال تعالى: (فإنهم لايكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون).
وكذلك لا يقطع بكفر كل النصارى، لقولهم: المسيح ابن الله، أو قولهم بالتثليث، لاحتمال أنهم قالوا ذلك مجاملةً أو تعصباً لأقوامهم، لااعتقاداً لحقيقة قولهم.
وأن المسلم لو أظهر موافقتهم على ذلك لغرضٍ من الأغراض من غير إكراهٍ، أو أظهر لهم تكذيب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لم يكن مرتداً إلا ظاهراً، وأما في الباطن فهو في عداد المؤمنين، ومقتضى هذا انه لو مات على تلك الحال، لكان من أهل الجنة بإيمانه الذي كتمه من غير اضطرارٍ ولا إكراهٍ.
لذلك أوصيك بالتريث، وترك الاندفاع، كما أوصيك باللجأ إلى الله، بسؤال الهداية، فيما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه ـ تعالى ـ يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم.
أسأل الله أن يلهمك الصواب، وأن يرينا وإياك الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه، وأن لايجعله ملتبساً علينا فنتبع الهوى" اهـ.
قاله: عبدالرحمن بن ناصر البراك.
====================
ملحوظة:
بالنسبة للكلام المنقول للشيخ عبدالرحمن البراك عن أخي عبدالعزيز الريس فهو موجود في المراسلة التي تمت بيني وبينه، ومن أراد الوقوف عليها، فليطلبها منه. وهي أيضاً موجودة لدي لمن أحب الوقوف عليها.
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:14]ـ
ينبغي على المسلم تجنب إيقاع الفتنة بين إخوانه بعدم نشر مثل هذه الردود بين أهل السنة فيما بينهم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:14]ـ
وهل المرجئة من أهل السنة؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:21]ـ
يا سلام على النقل ... ممتاااااااااااااز ... بارك الله فيك ..
ويا ابا الوليد ... الوقيعة الحقيقية هي نشر كل ما يسيء للجهاد والمجاهدين في هذه الظروف الحرجة ..
ألا ترى نشاط الرويبضة في المجلس هذه الأيام - من بعد الاعتداء الآثم على غزة - الا ترى نشاطهم في التخذيل؟؟
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:27]ـ
إذا صح كلامك فإن نصف السلفيين في العالم مرجئة؟؟؟؟؟ فلا تلقي الكلام على عواهنه؟؟؟؟ وليكن هناك شيء من التفصيل؟؟؟؟؟؟ واعلم أن الله سائلك عما تقول. فأعد للسؤال جوابا مفصلا غير مجمل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 01:39]ـ
وهذا كلام للمذكور ..
منبر المشرف
http://www.islamancient.com//images/br.jpg
http://www.islamancient.com//images/back.jpg (java******:history.go(-1))
نظرات في بيان مائة عالم في أحداث غزة
عنوان المقال
1495
عدد الزوار
21/ 1/1430
تاريخ الإضافة
(يُتْبَعُ)
(/)
(نظرات في بيان مائة عالم في أحداث غزة)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................. أما بعد،،،
فإنه مع اشتداد الحرب الضروس الظالمة اليهودية على إخواننا المستضعفين في بلاد غزة الفلسطينية، ومع تزايد أعداد القتلى الذين أسأل الله أن يتقبلهم شهداء إذ بنا نفجع ببيان صدر قبل أيام وعُنون له (بيان علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة) ليكون سبباً في رواجه وتكاثر قرائه، فلما طالعته ذهلت منه لكونه يزيد الفتنة فتنة.
وخلاصة هذا البيان تكفير رئيس مصر لأنه لم يفتح المعبر - على حد قولهم -، وأن هذا يعتبر مظاهرة لليهود على المسلمين وهو كفر بالإجماع - كما يقولون -، وقد فصلت الكلام على هذا البيان في درس بعنوان (بيان مائة عالم في أحداث غزة عرض ونقد) قريباً يوضع في موقع الإسلام العتيق - إن شاء الله - وليس فيه مناقشة البيان فحسب بل فيه عبر يحتاج إليها في المستقبل.
ولا يسعني في هذا المقال المختصر إلا الإشارة إلى ما يلي:
الأمر الأول/ أن ممن صدروه موقعاً في هذا البيان رئيس أنصار السنة المحمدية في مصر- وفقه الله لهداه-، وقد أنكر هذا وكذبه كما في قناة الرحمة ونشرت القناة العربية إنكاره، وإليك مقطعاً صوتياً في إنكار توقيعه، بل وإنكار ما تضمنه البيان من مخالفات شرعية لطريقة أهل السنة المرضية، التي تسير عليها جمعية أنصار السنة المحمدية.
( http://www.islamancient.com/********s,cat,325.html)
ولا أدري بأي دين ودافع ينتحل الكذب سبيلاً للترويج.
أبعد هذا يثق الناس في هذه البيانات غير المسؤولة!. وألفت النظر إلى أن من رُقم اسمه على هذا البيان موقعاً، ولم ينكره فهو دليل على صحة توقيعه.
الأمر الثاني/ إن معرفة حال الموقعين أو بعضهم ينبئك عن حقيقة هذه البيانات، وما مدى مصداقيتها وثقتها. وقد تكلمت على جمع من الموقعين في الدرس الصوتي، لكن أكتفي في هذه العجالة بأن أحد هؤلاء الموقعين مؤذن مسجد، وقد صليت وراءه قبل أكثر من أسبوع وكان يقنت ويقول: اللهم عليك بعبدة القردة والخنازير. فلما كلمته تبين أنه يظن اليهود عبدة للقردة والخنازير!!
الأمر الثالث/ قد رددوا أن إعانة الكفار على المسلمين كفر بالإجماع، ونقلوه عن بعض العلماء، وقد رددت على هذا الإجماع المخروم في كتابي (الإلمام بشرح نواقض الإسلام) وهو موجود في موقع الإسلام العتيق
http://www.islamancient.com/books,item,37.html
وذلك أن أئمة المذاهب الأربعة، والإمامين ابن تيمية وابن القيم على عدم تكفير الجاسوس؛ ومنه المسلم الذي ينقل أخبار جيش المسلمين إلى جيش الكفار في الحرب، وهذا من أعظم الإعانة ومع ذلك لم يكفروه، وقد فصلت الكلام على هذه المسألة في كتابي (الإلمام بشرح نواقض الإسلام) وذكرت هناك أن كون المسألة مما اختلف فيها، فإنه يمنع من تكفير المعين لأنه تأويل. ومما شدني ولفت انتباهي أنهم نقلوا الإجماع عن شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - واعتمدوا على كلمة له بهذا الصدد، وتركوا كلاماً آخر مفصلاً له في هذه المسألة، وهو صريح في عدم تكفير إعانة الكافر على المسلم فقال - رحمه الله - كما في فتاواه (6/ 118): والمقاتل مع صدام متوعد بالنار؛ لأنه أعانه على الظلم والعدوان , ويخشى أن يكون كافرا إذا وافقه على بعثيته وإلحاده , أو استحل قتل المسلمين , فالمقصود أنه شريك له فى الظلم والعدوان، وفي كفره تفصيل , وهو متوعد بالنار حتى لو كان من المسلمين لقتاله مع الظالمين لإخوانه المسلمين وإخوانه المظلومين - ثم قال- إذا كانت الفئة الباغية المؤمنة يجب قتالها حتى تفيء إلى أمر الله وترجع عن ظلمها، فقتال الفئة الكافرة الباغية مثل صدام وأتباعه البعثيين وغيرهم أولى بالقتال حتى يفيئوا إلى الحق.ا. هـ
فقد جعل الشيخ ابن باز من أعان صداماً معين للكفار على المسلمين ومع ذلك لم يكفر المعينين بل جعل فيه تفصيلاً.
وكان الأولى وهم العلماء المائة!! أن يجمعوا كلام الشيخ ابن باز -رحمه الله- بعضه إلى بعض ليبين مفصله مجمله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الرابع/ أن أحد الموقعين تكلم في قناة الجزيرة وأقر بصحة ما في البيان لكن تحفظ وقال: لا أكفر المعين. فيقال: إذا كنت فعلاً لا تكفر المعين لماذا لم تذكر هذا في البيان مع بقية العلماء المائة؟! أليس الجاهل والعالم والصغير والكبير يطالعون هذا البيان ومنهم ذو الحماسة من الشباب. وهؤلاء في الغالب لا يفرقون بين العين والنوع، فإذا صدقكم مسكين من هؤلاء وارتكب ما لا تحمد عقباه على نفسه أو على الدعوة إلى الله استناداً على بيانكم المذيل بمائة عالم ليروج فمن المسؤول عنه؟
وما أكثر ما يورط الحركيون الشباب ويجعلونهم وقود نار يتدفئون بها. فالله حسيبهم.
الأمر الخامس/ أن بيان هؤلاء المائة متناقض في نفسه وذلك أنهم قالوا: وما كان ليتم هذا الحصار، ولا استنزاف قوة المجاهدين وخنقهم في غزة وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم إلا بإغلاق المعبر والأنفاق. فهو من أعظم الخيانات الصريحة التي مرت على الأمة عبر التاريخ، وقد اتفق العلماء على أن مظاهرة الكفار على المسلمين كفر وردة عن الإسلام ا. هـ
فهم بهذا يكفرون كل من أعان الكفار على المسلمين بالاتفاق، ثم قالوا: ويخشى أن يدخل في هذا الحكم أيضاً من تعاون على إغلاق المعبر أو الأنفاق أو الدلالة عليها أو منع دخول المساعدات إليهم ا. هـ
تأمل قولهم: ويخشى أن يدخل في هذا الحكم أيضاً.
فهم لم يكفروا هؤلاء الآخرين المعينين للكفار على المسلمين - على حد زعمهم - مع أنهم معينون لهم، وهذا تناقض إذ لازم تأصيلهم وتطبيقهم تكفيرهم كما كفروا من قبلهم وكما أصلوا.
الأمر السادس/ أنهم جعلوا الذين يحملّون حماساً تبعة هذه الحرب منافقين فقالوا: ونذكر الذين تأثروا بكلام المنافقين في تحميل المجاهدين في سبيل الله بغزة تبعة ما يحدث من قتل وهدم ا. هـ
عجباً - والله - إن تسبب حماس في هذه الحرب والكارثة الدموية في حق إخواننا المستضعفين في غزة أظهر من أن يستدل عليه، ومع ذلك ذكرت الأدلة عليه من كلام قادة حماس أنفسهم في درس (جراحات غزة تنادي)
http://www.islamancient.com/lectures,item,612.html
فهم الذين استعدوا اليهود - إخوان القردة والخنازير - ومثل هذا التهويل والعويل من هؤلاء الموقعين لا ينطلي إلا على جاهل عاطفي،ومع ذلك ما أسرع ما تنكشف له الحقيقة إذا أراد الله له الهداية والتوفيق.
وقد كنت كتبت هذا المقال قبل الهدنة لإيقاف إطلاق النار من الطرفين، وكم عجبت من المصرين على تغطية سوءة حماس، والتلاعب بعواطف المسلمين بالتصفيق لحماس بأنها انتصرت.
أيها العقلاء أي نصر هذا والحرب على أرض فلسطين فالقتلى بالمئات فيهم، والجرحى بالألوف منهم، والتدمير الكبير الرهيب على دورهم ألخ ... ،وخسائر عدوهم لا تذكر- لعنة الله على اليهود-
وفرق كبير بدهي بين عدم تحقيق العدو لكل نجاحه وبين هزيمته. لكن تأبى الحزبية المقيتة إلا التكاتم على سوءاتهم بحق أو باطل.
وقد اتصلت ببعض الإخوة في غزة فأخبروني أنهم والعامة متذمرون من قتل أنفسهم ودمار دورهم، لكن ليس لهم من الأمر شيء إلا حزب حماس وأنصاره من العامة.
وتذمر الناس في عزة مما حصل لهم طبعي ولا يتوقع إلا هو في حرب مجزوم بخاسرتها كهذه.
أسأل الله أن يصبرهم ويكون في عونهم.
وأسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على التوحيد والسنة وأن يهدي المصدرين لهذا البيان للهدى، وأن يعجل الفرج لإخواننا المستضعفين في غزة وأن يقر أعيننا بكسر لليهود الظالمين إنه قوي عزيز.
المشرف على موقع الإسلام العتيق
عبد العزيز بن ريس الريس
المصدر موقع إسلام على كيف كيفك: http://www.islamancient.com//mod_stand,item,27.html
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 03:05]ـ
جزاك الله خيرا أبا القاسم
حمل الرابط
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 03:11]ـ
وأيضا هنا في الملفات المرفقة
كتاب الشيخ عادل المرشدي
فواتح الرّحموت
فيما حركه الريس
من مسلّم الثبوت
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 03:25]ـ
جزاك الله خيرا أبا القاسم
حمل الرابط
جزاك الله خيرا وجزى الله أخانا ابا القاسم خير الجزاء كنت أبحث عن حقيقة الريس -هداه الله-
لأن الصورة لم تكن واضحة في ذهني، وقد حملت اليوم من موقعه شرح نواقض الإسلام كي انظر في شرحه وصحة ما رمي به من الارجاء، لكنك وفرت علي بهذا الملف فشكرا لك وبارك الله فيكم جميعا.(/)
الله أكبر ... المجاهدون الصوماليون لايدعون قبرا مشرفا إلا بالأرض سووه .. فيديو معبر
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 04:13]ـ
http://de.*******.com/watch?v=RPWI-p9Kl4g
( منقول)
ـ[الهاجرية]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 04:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك انتصارات تلو انتصارات امس غزة واليوم الصومال الحمد لله الذي بنعمتة تتم الصالحات
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 05:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك انتصارات تلو انتصارات امس غزة واليوم الصومال الحمد لله الذي بنعمتة تتم الصالحات
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،،
جزاك الله خيراً أختنا الفاضلة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 10:58]ـ
حمل الفيديو دون النظر إلى يوتيوب
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27022
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 03:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بشرهم بالنصر من الله العزيز الحكيم(/)
أين الله؟؟!! للشيخ سالم الطويل حفظه الله
ـ[ابو نصار]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 12:13]ـ
أين الله؟؟
كتب: سالم بن سعد الطويل
أدلة الكتاب والسنة والاجماع والفطرة والعقل كلها دالة على علو الله سبحانه وتعالى
مهلاً عزيزي القارئ، لا تستعجل وتستنكر هذا السؤال، فإنه سؤال نبوي، سأله النبي محمد صلى الله عليه وسلم لجارية، اراد ان يختبر ايمانها، فلما اجابت بأن الله في السماء شهد لها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالايمان، رواه مسلم في صحيحه من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، بأن تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من اباحته «حديث 537».
قصة وفيها ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم سأل جارية اراد سيدها ان يعتقها فسألها النبي محمد صلى الله عليه وسلم اين الله، فقالت في السماء، فقال من انا، قالت انت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم «اعتقها فإنها مؤمنة»، فتأمل اخي القارئ، هذه العقيدة السليمة، والقصة الصحيحة الدالة على مشروعية السؤال بأين الله مع الجواب عليه، بأن الله في السماء، عقيدة تقر بها الفطرة القويمة، والعقول المستقيمة، والتي لا ينكرها الا من انتكس وتلطخ بالبدع والاهواء.
اعلم اخي القارئ رحمني الله واياك، ان الادلة توافرت وتضافرت وتعددت وتنوعت، وكلها تدل على علو الله سبحانه وتعالى، وانه في السماء، فوق خلقه، وعلى العرش استوى اعني بذلك ادلة الكتاب والسنة والاجماع والفطرة والعقل، كلها دالة على علو الله سبحانه وتعالى، اما ادلة الكتاب والسنة فتجاوزت الف دليل، واما الاجماع فهو قائم بين علماء الامة، ومن قبله اتفاق الانبياء والمرسلين على ان الله عز وجل في السماء فوق جميع خلقه.
واما تنوع الادلة، فقد تنوعت الى اكثر من عشرة انواع، تدل بأنواعها على علو الله تعالى، واليك بعضا منها، بما يسع به المقام.
النوع الاول: انه جل وعلا في السماء، قال تعالى «أأمنتهم من في السماء ان يخسف بكم الارض فإذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير» سورة الملك 17ـ.16
وروى ابو داود والترمذي حديثاً صحيحاً عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء». وهذا الحديث لاتكاد تجد مسلماً الا ويحفظه.
النوع الثاني: كونه جل وعلا استوى على عرشه كما قال جل وعلا (الرحمن على العرش استوى) طه5،
وقد وصف الله نفسه باستوائه على العرش في سبعة مواضع في القرآن الكريم.
النوع الثالث: وصف نفسه تعالى بالفوقية، قال تعالى (يخافون ربهم من فوقهم) سورة النحل50، وقال تعالى (وهو القاهر فوق عباده) سورة الانعام.61
النوع الرابع: سمى الله عز وجل نفسه ووصف نفسه، بأنه العلي الاعلى، قال تعالى (سبح اسم ربك الاعلى) سورة الاعلى 1، وقال تعالى (وهو العلي العظيم) سورة البقرة اية الكرسي.255
النوع الخامس: كونه جل وعلا انزل الكتاب، والنزول يكون من الاعلى الى الاسفل، قال تعالى (إنا انزلناه في ليلة القدر) سورة القدر1، والآيات في إنزال الكتاب كثيرة جداً.
النوع السادس: صعود الكلم الطيب إلى الله تعالى، قال تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) [سورة فاطر: 10] والصعود يكون من الأسفل إلى الأعلى.
النوع السابع: عروج الملائكة إليه، قال تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه) [سورة المعارج: 14]
والعروج يكون من الأسفل إلى الأعلى ومنه عروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى في ليلة الإسراء والمعراج، والتي لا يكاد يجهلها مسلم.
النوع الثامن: رفع الله عز وجل عيسى بن مريم عليه السلام قال تعالى (بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً) [سورة النساء: 158]، ورفع الله عز وجل عيسى بن مريم، يكون من الأسفل إلى الأعلى.
(يُتْبَعُ)
(/)
النوع التاسع: نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» رواه البخاري: كتاب التهجد: باب الدعاء.
والصلاة من آخر الليل (1145) ورواه مسلم: كتاب صلاة المسافرين: باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، (758،168).
ونزوله جل وعلا إلى السماء الدنيا، دليل على علوه سبحانه وتعالى.
النوع العاشر: ما أخبر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي» رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في قوله الله تعالى (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه) «3194» ورواه مسلم: كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله تعالى وانها سبقت غضبه «2751» «14» من حديث ابي هريرة رضي الله عنه.
هذه بعض ادلة الكتاب والسنة التي تجاوزت الف دليل.
3 - اما الاجماع: فقد نقله غير واحد من اهل العلم، وحسبنا حديث زينب رضي الله عنها.
فكانت زينب تفخر على ازواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتقول (زوجكن اهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات) رواه البخاري كتاب التوحيد، باب «وكان عرشه على الماء» «حديث: 7420» وسمع منها ذلك اصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وضرائرها من ازواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليها احد، فكان هذا اجماعا منهم على علو الله تعالى.
4 - واما الفطرة: فكل انسان لم تتلطخ فطرته بالبدع والاهواء يجد في نفسه ضرورة عند اللجوء الى خالقه في الشدة والرخاء بالتوجه بقلبه ووجهه الى السماء.
5 - واما العقل: فلأن اشرف الجهات عقلا «العلو» فلا يشك عاقل بعلو الله تعالى.
اخي القاريء ارشدني الله واياك الى الحق، اما ما يستدل به اهل البدع والاهواء، بانكار هذه العقيدة العظيمة التي اتى الله بها على نفسه وكرر في كتابه واعاد، فانها ادلة لا تسعفهم عند الاستدلال بها لانهم يحمّلونها ما لا تحتمل كقوله تعالى (وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله وهو الحكيم العليم) «سورة الزخرف: 84» فليس معناها انه جل وعلا في السماء وفي الارض ولكن المعنى وهو الذي في السماء معبود وفي الارض معبود اي يعبده اهل السماء والارض ونظير هذه الآية قوله جل وعلا «وهو الله في السموات وفي الارض» سورة الانعام:3».
اي هو المعبود في السموات وفي الارض فأصل لفظ الجلالة «الله»: الإله، ثم سهلت هذه اللفظة بحذف الهمزة فصارت «الله» واستدل اهل الاهواء، بآيات المعية كقوله تعالى (الم تر ان الله يعلم ما في السموات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا ا كثر الا هو معهم اين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم) «المجادلة: 7».
فلا دليل لذلك، اذ معناها ان الله عز وجل مع خلقه محيط بهم، ويعلمهم ويسمعهم، ولا تخفى عليه منهم خافية، وهذا ما يدل عليه سياق الآية، فقد صدرها الله عز وجل بقوله (الم تر ان الله يعلم) وختمها (ان الله بكل شيء عليم) 0
وتأتي المعية بمعنى خاص، وهو معية النصر والتأييد، كما في قوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام (قال لاتخافا انني معكما اسمع وارى) «طه: 46» ومعية الله عز وجل مع خلقه لا تنافي علوه فالعرب يقولون «ما زلنا نسير والقمر معنا» مع ان القمر في السماء وهم يسيرون في الارض فاذا صح هذا في حق المخلوق مع المخلوق فما المانع ان يقال الله معنا، وهو على عرشه استوى.
والخلاصة:
ان علو الله عز وجل، كمال وجلال فهو في السماء اي في العلو او في السماء اي على السماء واي المعنيين فكلاهما حق، ولا ينكر هذه العقيدة، الا مبتدع ضال مكابر، فوالله ما قال الله تعالى عن نفسه قط بانه «في كل مكان» ولا قال ذلك عنه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بل هذا القول مخالف للادلة النقلية والفطرية والعقلية وخلاف الاجماع، لقد اصبح هذا السؤال «اين الله» علامة فارقة بين السني والبدعي، فيؤمن به السني وينكره البدعي، واللهَ اسأل ان يهديني واياك الى الحق بإذنه، انه يهدي من يشاء الى صراط مستقيم.
تاريخ النشر: الاثنين 26/ 6/2006
جريدة الوطن
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 07:54]ـ
يا ايها العزيز:
هل وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا السؤال إلى مسلم واحد؟!؟
بارك الله فيكم و نفع بكم.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 09:08]ـ
يا اخلوصي,
هل تعرف لماذا كتب الشيخ سالم رسالة اين الله؟
للرد على واحد من اهل بلدياتك, كان ينكر علو الله!!
-بالمناسبة, انا هاليومين جالس أحرر كلام نفيس لموضوعك: مقالات في النفس!!
أسال الله ان يعينني على اتمامه.
اما عن موضوع كتاب رسائل النور للنورسي الصوفي الذي قلت عنه: انه انتشر منه 600000نسخة!
فإلى الآن لم تجاوب على سؤالي الذي طرحته عليك!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:31]ـ
اذا كان ما في حرج ... ممكن احد من الشباب الذين يعرفون الشيخ سالم الطويل ... يعطوني رقم جهازه النقال .... وهل هو امام في احد المساجد في الكويت ... وفي اي مسجد؟؟ ا .... وما هي الدروس التي يلقيها .... بارك الله فيكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 01:10]ـ
الاخ الكريم خلوصي تقول هل وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا السؤال إلى مسلم واحد
اقول اقرا الحديث جيدا وتامل شهادته صلى الله عليه وسلم لها بالايمان
عن معاوية بن الحكم السلمي قال: (بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالا يأتون الكهان قال فلا تأتهم قال ومنا رجال يتطيرون قال ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم قال بن الصباح فلا يصدنكم قال قلت ومنا رجال يخطون قال كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك قال وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي قلت يا رسول الله أفلا أعتقها قال ائتني بها فأتيته بها فقال لها أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة).
والحديث ثابت رواه مسلم في صحيحه
ـ[الفلاح]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 02:07]ـ
نعم وجه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السؤال للجارية كما نقل أخي والحديث في صحيح مسلم، بل ولما أجابته بقولها: في السماء، شهد لها بالإيمان
فهل إجابتك مثل إجابة الجارية لنشهد لك أنك على الحق في هذه المسألة؟؟؟؟
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير وأن يصرف عنا وعنكم كل شر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 12:35]ـ
أخي الكريم الفلاح اعترفت وقلت الحديث في صحيح مسلم، بل ولما أجابته بقولها: في السماء، شهد لها بالإيمان
اقول هذا الحديث دليل من ضمن عشرات الادلة في الكتاب والسنة على علو الله على عرشه كما اثبت ذلك
لنفسه سبحانه فقال ((الرحمن على العرش استوى))
وانكاره من فعل اهل البدع الذين ينكرون علو الله على عرشه ا
الذين يقولون لايجوز السؤال عن الله بأين كمافعل صلى الله عليه وسلم هنا
ـ[الفلاح]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 12:53]ـ
نعم لا شك أن سؤاله هذا وراءه ما وراءه ولكن أنا أحسنت الظن وأجبته بأن هذا السؤال سأله النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 02:50]ـ
اذا كان ما في حرج ... ممكن احد من الشباب الذين يعرفون الشيخ سالم الطويل ... يعطوني رقم جهازه النقال .... وهل هو امام في احد المساجد في الكويت ... وفي اي مسجد؟؟ ا .... وما هي الدروس التي يلقيها .... بارك الله فيكم
عندي رقم طالب من طلبة الشيخ سالم الطويل - حفظه الله - بإمكانك الاتصال عليه وسؤاله عن الشيخ، وأين هو مكان مسجده، وما هي دروسه - رعاه الله -؟
هذا الرقم، مع فتح خط دولة الكويت، لمن أراد سؤاله من خارج البلاد ..
0096566148833
وأنا أحيانا تستشكل علي أمورا، فأرسل على هذا الرقم ما استشكل علي، وأجد الجواب عنده، ومرة شككت وقلتُ: ربما هذا ليس رقم الشيخ سالم الطويل؟! لمَ لا أرسل على الرقم نفسه وأسأل هل هذا الرقم للشيخ سالم أم لا!
فأرسلتُ وأخبرني أنه من طلبة الشيخ، وهو من يقوم بإرسال أسئلة المُستفتين على رقم الشيخ، فيُجيبه الشيخ، ويقوم بإرسال الجواب على رقم الطالب، ثم يُرسل الطالب على السائل ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 06:21]ـ
الإخوة الفضلاء:
أنا أيضا كنت أذهب مذهبكم ثم غيرته لما رأيت ما يقتضي تغييره .. فلست في هذا إلا محاولا اتباع الصحيح بإذن الله ..
قصدي من سؤالي في سياق هذا المبحث:
هل وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا السؤال لشخص و هو عالم بأنه مسلم؟
و بعبارة أخرى:
هل وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا السؤال بقصد معرفة إسلام الشخص أم بقصد معرفة مذهبه في الصفات؟
أي هل استفصل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن حال إيمان شخص هذا الاستفصال الذي يجري اليوم بما أظنه مخالفاً للهدي النبوي نفسه في معاملة الناس .. ؟!
فلا ترموني بالبدعة رحمكم الله و رفع أقداركم ...
محبكم خلوصي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 06:28]ـ
هل وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا السؤال لشخص و هو عالم بأنه مسلم؟
أوافقك على أن امتحان المسلمين دون مصلحة شرعية معتبرة تحوجنا إليه = بدعة ولا شك، ولكن ينبغي التنبه إلى أن هذا الذي ذكرته إن صح فلا يغير من دلالة الحديث! فالاستدلال به على أن الله في السماء، على النحو اللائق بذاته العلية سبحانه، استدلال لا تشوبه شائبة، بغض النظر هل كان المسؤول به في الحديث مسلما معلوم الإسلام أم غير ذلك، لأن الجواب الذي أجابت به الجارية لو كان غير صحيح، لما جاز بحال من الأحوال أن يسكت النبي عن البيان في ذلك المقام ولا يصوب لها خطأها فيه، فضلا عن أن يزكي إيمانها، فتنبه بارك الله فيك.
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 07:22]ـ
فلو تذكرت أيها الحبيب أصل مداخلتي:
يا ايها العزيز:
هل وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا السؤال إلى مسلم واحد؟!؟
بارك الله فيكم و نفع بكم.
علمت بأن سبب اعتراضي هو ما ذكرتُه فحسب ...
يا أنيسي في محل بحثي هذا محل البحث الآن عندي:)
أكرر شكري لك على ما لاطفتني به من الترحيب بعد الغيبة فطهّر بقايا ما في قلبي ... أنت منذ الآن أحد أشياخي .. :)
و سأستقبل اعتراضاتك بما يليق بالتلميذ تجاه شيخه .. فلا تبخل بالنصح و التسديد بارك الله فيكم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 08:15]ـ
أوافقك على أن امتحان المسلمين دون مصلحة شرعية معتبرة تحوجنا إليه = بدعة ولا شك،.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي هذه المصلحة؟
بارك الله في الجميع.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 08:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي هذه المصلحة؟
بارك الله في الجميع.
بارك الله فيك، أقصد ما يكون من التحري عن دين المرء للشهادة أو الإمامة أو للتزويج أو نحو ذلك .. فهذا لا حرج فيه، ويكون السؤال فيه عن القدر الذي تدعو الحاجة إلى معرفته، والله أعلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 08:26]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 08:26]ـ
فلو تذكرت أيها الحبيب أصل مداخلتي:
علمت بأن سبب اعتراضي هو ما ذكرتُه فحسب ...
يا أنيسي في محل بحثي هذا محل البحث الآن عندي:)
أكرر شكري لك على ما لاطفتني به من الترحيب بعد الغيبة فطهّر بقايا ما في قلبي ... أنت منذ الآن أحد أشياخي .. :)
و سأستقبل اعتراضاتك بما يليق بالتلميذ تجاه شيخه .. فلا تبخل بالنصح و التسديد بارك الله فيكم.
بارك الله فيك .. إنما أنا أخ لك وأنت أخ لي .. نتناصح بالخير
وحبذا ألا تعاود ذكر كلمة (محل البحث) هذه أمامي (ابتسامات)
مرحبا بك مجددا بين إخوانك يا خلوصي، لا حرمنا الله من مواعظك، ولا حرمك الأجر.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[19 - Apr-2009, مساء 08:41]ـ
يرفع للفائدة ..
جزاكم الله خيرا ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 04:40]ـ
بارك الله فيك .. إنما أنا أخ لك وأنت أخ لي .. نتناصح بالخير
وحبذا ألا تعاود ذكر كلمة (محل البحث) هذه أمامي (ابتسامات)
مرحبا بك مجددا بين إخوانك يا خلوصي، لا حرمنا الله من مواعظك، ولا حرمك الأجر.
:):):)
أضحك الله أسنانك ... ولك و الله و الله لو كنت هون لبستك؟! بس مو من إيدااااااك:)(/)
حماس .. والشيعة! / أ. د عبد الغني التميمي
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 08:34]ـ
حماس .. والشيعة!
أ. د عبد الغني التميمي
عندما نتحدث عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فإننا نتحدث عن حركة إسلامية جهادية سنية سلفية، شاء من شاء وأبى من أبى، ونحن لا نقول هذا الكلام متاجرة ولا تقرباً لأحد أو تزلفاً لشخص ما، بل رغبة فيما عند الله ثم لبيان الحق ولدفع الشبهات التي تثار على إخواننا المرابطين والمجاهدين على ثرى الشام المباركة.
لقد انطلقت حركة حماس من المساجد ومن داخل الشعب الفلسطيني، ولم تكن صناعة أنظمة عربية ولا غير عربية، ولذا فقد حققت ما لم تحققه كل التنظيمات التي سبقتها، ولم تنقل حماس صراعها إلى خارج فلسطين كما فعل غيرها، بل لم تنقل صراعها ضد أحد سوى اليهود المحتلين والمغتصبين لفلسطين، ولم يكن هذا الأمر تكتيكاً سياسياً بل هو موقف ثابت لدى الحركة منذ نشأتها وتأسيسها كما يعلم الجميع.
وتعاملت حماس مع جميع الأنظمة العربية وغير العربية بشكل متوازن، وفيما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني ووفقاً لثوابت قضيته الشرعية، ورفضت وترفض رفضاً شديداً وتحت أي ظرف من الظروف التنازل لأي نظام عن ثوابت القضية الشرعية والعادلة، وليس أدل على هذا من رفضها طوال تاريخها العروض المحلية والدولية بعدم استهداف قادتها مقابل تقديم بعض التنازلات، فرفضت إعطاء الدنية من دينها فقدمت دماء مؤسسها وقادتها رخيصة في سبيل الله، وإن الكثير من الأنظمة لتدرك أن فلسطين هي مفتاح العالم الإسلامي والشعوب الإسلامية فتحرص على وجود عمل لها أو صلة بالفلسطينيين الوطنيين، ومن هذا المنطلق أقاموا العلاقات مع حماس وغيرها، واستفادت حماس من ذلك وفقاً لرؤيتها لا لرؤية تلك الأنظمة أو الأطراف، وفيما يخدم مصالح وثوابت القضية الفلسطينية.
إن الذين يتهمون حماس بالتشيع أو موالاتها للشيعة لمجرد أن بعض قادتها زاروا إيران، فلعلهم يتهمونها غدا بالشيوعية لكون بعض رموزها زاروا روسيا وطلبوا دعمها، أو بموالاة شافيز أو غيره من الأحرار في العالم ممن ناصروهم لعدالة قضيتهم.
هؤلاء الذين يتهمون حماس ويغلقون أبوابهم في وجهها ويمتنعون عن نصرتها، أفلا يكون لديهم قدر من الحياء والمسؤولية، إذ كيف يمتنعون عن نصرتها ولا يريدونها أن تذهب إلى غيرهم، وكأنهم لن يرضوا عنها إلا إن رأوها منتحرة أمام أعينهم!
ألم يفقه هؤلاء أبجديات عقيدتنا في التعامل مع غير المسلمين من أهل الكتاب والمشركين فضلاً عن التعامل مع من ينتسب للإسلام! ألم يفقه هؤلاء أن تحقيق الولاء والبراء لا يتعارض ولا يتنافى مع التعامل معهم!
والعجب من موقف هؤلاء في إقرارهم أو سكوتهم عن التعامل بل والتعاون مع الصليبيين المعتدين، ولم نسمع أو نقرأ لأحدهم كلمة في إنكار هذا البلاء المبين.
أفلا يخجل هؤلاء، أفلم تذهب الشدائد بأحقادهم وبغضهم الأعمى، أفلا يتقون الله، ففي الوقت الذي يمطر إخوانهم بقذائف وصواريخ اليهود، يقذفونهم هم بألسنتهم الحداد، أفلا ينظر هؤلاء لشعوب الغرب والشرق وهي تقف وتهب نصرة للمظلومين، وهم يتفرجون شامتين، ليت شعري لأي دين ينتسب هؤلاء، وعن أي عقيدة يتكلمون!
ولو كانت حماس تريد من تعاملها مع إيران مكسباً مادياً فطريق التعامل مع أمريكا والغرب هو الأقصر لذلك، ولكنها لا تريد إلا تحقيق رضا الله عز وجل من خلال تحقيق مصالح شعبها وثوابته الشرعية وتمد يدها لمن يتعاون معها على هذا الأمر طالما أنه لم يؤثر على الثوابت.
ولو أن أهل السنة فتحوا الباب وذهبت حماس لغيرهم لصح اللوم، فكيف وهي قد طلبت العون ولم تُجب كما سمعنا ذلك من قادتها، ألم يرفض إسماعيل هنية مجرد متابعة الشيعة في صلاتهم، ونقلت لنا وسائل الإعلام ذلك المشهد، وما كل ما يعلم يقال، وليس من مصلحة حماس أو الحكمة استعداء الآخرين.
غدا ستنتصر حماس – بإذن الله - فهل يرضى هؤلاء أن يقول المسلمون: إن إيران هي التي دعمت، وهي التي وقفت، فهي التي تستحق تمثيل المسلمين وتستحق دعمهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم دخول خُزاعة الحلف معه في صلح الحديبية بالرغم أنها لم تكن على الإسلام، لما في ذلك من مصلحة تفريق جبهة الأعداء وإضعافها أو حتى التقليل منها. جاء في شرح السير الكبير (4/ 1422 - 1423): " ولا بأس بأن يستعين المسلمون بأهل الشرك على أهل الشرك، إذا كان حُكم الإسلام هو الظاهر عليهم ... وإلى ذلك أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: إن الله تعالى ليُؤيدُ هذا الدين بأقوام لا خَلاق لهم في الآخرة" والحديث أخرجه البخاري ومسلم.
ألم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم في جوار المُطعم بن عدي، وهو مشرك، وعلم أمته كيف ترد الجميل حين قال في أسارى بدر: "لو كان المطعم بن عدي حيا، ثم كلمني في هؤلاء النتنى، لتركتهم له" أخرجه البخاري.
أم أن القوم لا يقتنعون بفعل رسولنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام!
وما أعجب تلك القسمة التي جاء بها الصليبيون وأعوانهم لوصف الدول بدول اعتدال ودول إرهاب وتطرف، والأعجب أن يزج باسم حماس السنية مع إيران الشيعية، ثم يأتي من بني جلدتنا من يصدق هذه القسمة ويتبناها، بل يبدأ بالتعامل مع إخوانه بناءً عليها، كيف لا؟! وقد سمعنا وزيرة خارجية الكيان الصهيوني ليفني تخطب في الكنيست الصهيوني في بداية العدوان قائلة: إننا ندافع عن الدول العربية ضد إيران وحماس!
إذًا فهي من يحدد اليوم للدول العربية والشعوب الإسلامية أعداءها، بل وتقسم لهم المعادلة، والعجب أن تقوم بعض الصحف العربية بتكرار تلك المزاعم الأميركية والصهيونية، والمثير للدهشة أن الكيان الصهيوني بناءً على تلك القسمة يقع في جبهة الاعتدال!
أين فقه هؤلاء من قول العليم الخبير: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً} (النساء:45)، وبين لنا من هم فقال سبحانه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا .. } (المائدة: من الآية82).
أما المقاومة والجهاد حتى وإن كان سنياً خالصاً فهو في جبهة التطرف والتشيع عندهم، بل ينصح هؤلاء حماس بأن تبتعد عن الأجندة الإيرانية، وألا تستفز الكيان الصهيوني بإطلاق صواريخ، وأن لا تورط نفسها في حرب غير متكافئة مع أقوى جيش في المنطقة! ولربما غلفت هذه النصيحة بغلاف الشفقة على الشعب الفلسطيني والحرص على مصلحته، وهي في حقيقتها دعوة للاستسلام ولتمرير مشروع " الشرق الأوسط الجديد"، وإلى إلقاء النفس إلى التهلكة التي حدثنا عنها أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه بقوله: "الإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا و نصلحها و ندع الجهاد" صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وهل لنا أن نسأل هؤلاء سؤالاً محيراً: لقد عبتم على الشعب الفلسطيني الجهاد بالحجر والمقلاع وقلتم: أنه انتحار، ثم عبتم عليها الصواريخ وقلتم: محلية بدائية، فما بالكم اليوم تلومونها على الصواريخ الروسية أو الصينية! وهل ارتبطت مقاومة الشعب الفلسطيني بإيران أم بالاحتلال الصهيوني؟!
وهل الشعب الفلسطيني بحاجة لمن يأمره ويوجهه ويدله على طريق الجهاد والبطولات والتضحيات، أم أن عقيدتنا وتاريخنا وواقعنا وجرائم عدونا هو الذي يدفعنا لذلك. قال تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (الأنبياء:112).
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 08:35]ـ
جزاكم الله خيرا أخي المبارك .. محمد المبارك
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 09:42]ـ
بارك الله فيكما
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 10:02]ـ
أحسن الله إليكم على هذا النقل الطيب
ومن المؤسف أننا ندافع عن هؤلاء "الرجال",بسبب أقوال المرجفين ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 10:10]ـ
صدقت والله .. أختي عالمة المستقبل
وأهنئك على هذا الفهم .. سائلا المولى أن تكوني
من العلماء الربانيين ..
إني والله سقيم .. جدا ..
وضاقت عليّ الأرض بما رحبت
من عجز الثقة
وجلد المتخاذل الفاجر
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 03:13]ـ
حماس خير لهم لوكانوا يعلمون
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 12:25]ـ
حماس .. والشيعة!
أ. د عبد الغني التميمي
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم دخول خُزاعة الحلف معه في صلح الحديبية بالرغم أنها لم تكن على الإسلام، لما في ذلك من مصلحة تفريق جبهة الأعداء وإضعافها أو حتى التقليل منها. جاء في شرح السير الكبير (4/ 1422 - 1423): " ولا بأس بأن يستعين المسلمون بأهل الشرك على أهل الشرك، إذا كان حُكم الإسلام هو الظاهر عليهم ... وإلى ذلك أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: إن الله تعالى ليُؤيدُ هذا الدين بأقوام لا خَلاق لهم في الآخرة" والحديث أخرجه البخاري ومسلم.
ألم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم في جوار المُطعم بن عدي، وهو مشرك، وعلم أمته كيف ترد الجميل حين قال في أسارى بدر: "لو كان المطعم بن عدي حيا، ثم كلمني في هؤلاء النتنى، لتركتهم له" أخرجه البخاري.
أم أن القوم لا يقتنعون بفعل رسولنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام!
أقول غيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يستدل زورا بفعله مع الفارق:
من الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يستدل بحاله على حال حماس بإطلاق, فالنبي صلى الله عليه وسلم كان مظهرا لدينه متبرأً من الشرك وأهله, ولم يقم في حلفه مع خزاعة بالوقوف على أصنامهم وزيارتها - حاشاه صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي - بخلاف بعض قادة حماس الذين زاروا الطاغوت الخميني ووقفوا أمام قبره متبسمين!
برروا تعامل حماس مع إيران وتعاونها معها إذا شئتم واستطعتم, ولكن لا تستدلوا بحال النبي صلى الله عليه وسلم على حال حماس, حتى لو قيل بالترخيص في أصل استعانتهم بإيران, فلا يجوز أن يقر ما يبدر من بعض قادة الحركة من مواقف باهتة من طواغيت إيران وشرك رافضة إيران.
أسأل الله أن يهدي حماس ويوفقها لتحكيم الشريعة والبراءة من الطواغيت كلها, ومنها القانون الفسلطيني وإرادة الشعب الفلسطيني اللذان يدعو للتحاكم إليهما كثير من قادة حماس, وكذلك الشرعية الدولية والمحاكم الدولية وغيرها.
ولأصحاب الردود العاطفية إذا كنتم تريدون نصرة حماس فضعوا نصب أعينكم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) فأنصفوا وردوا الظالم عما تلبس به من الظلم, فهو خير لكم ولحماس ..(/)
فتوى الشيخ حمود الشعيبي على تأكيد المقاطعة ورد على فتوى بعض العلماء في تحريم ذلك
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
على تأكيد مقاطعة أعداء الإسلام،
ورد على فتوى بعض العلماء في تحريم ذلك.
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فقد حضرتُ درسا في الحرم المكي لبعض العلماء وقد سئل عن حكم مقاطعة الأمريكان واليهود فأجاب: بأن مقاطعة هؤلاء لا تجوز شرعا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقاطع اليهود الذين كانوا في المدينة.
ولأن لدي إلمام ببعض الأحكام الشرعية فقد أشكل علي جواب هذا الشيخ، فما حكم مقاطعة اليهود والنصارى حسب ما تقتضيه الشريعة الإسلامية؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
أولا: إن كنت متأكدا من أن هذا الشيخ أجاب بهذا الجواب الذي ذكرته فهو لا يعدو أحد رجلين:
إما أن يكون جاهلا بتاريخ الشريعة الإسلامية وأحكامها وحِكَمِها، وإما أن يكون له قصد واتجاه هو أدرى به.
وعلى كلٍ فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يقاطع اليهود في أول الأمر حين كانوا مسالمين لأنهم لم تظهر لهم نوايا ضد الإسلام والمسلمين، فلما علم صلى الله عليه وسلم نواياهم وخاف من شرهم وضررهم وقد نقضوا عهودهم قاطعهم وحاصر قراهم، فقد حاصر بني النظير وقاطعهم وقطّع أشجارهم ونخيلهم، واستمر حصاره لهم صلى الله عليه وسلم إلى أن سلّموا وطلبوا الجلاء عن المدينة، وقد ذكر الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه قصتهم، وذلك أنهم لما نقضوا العهد حاصرهم صلى الله عليه وسلم وقطّع نخيلهم وحرقها، فأرسلوا إليه أنهم سوف يخرجون، فهزمهم بالحرب الاقتصادية، وفيها نزل قوله تعالى (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين).
فكانت المحاصرة وإتلاف مزارعهم ونخيلهم التي هي عصب قوة اقتصادهم من أعظم وسائل الضغط عليهم وهزيمتهم وإجلائهم من المدينة.
وكذلك فعل صلى الله عليه وسلم مع بني قريظة لما علم خيانتهم وتمالئهم مع الأحزاب، حاصرهم حصارا محكما حتى نزلوا على حكم الله، فقتل مقاتلتهم وسبا نسائهم و ذراريهم.
ثم إن قياس حالة الأمريكان واليهود والنصارى وشركاتهم في وقتنا الحاضر على يهود المدينة الذي هم قلة بالنسبة للمسلمين، مع أنهم لم يعلنوا الحرب قياس فاسد، لأن الأمريكان واليهود والنصارى وشركاتهم لا يفتأون يشنون الحروب على الشعوب المسلمة في فلسطين وفي العراق، ويدعمون أعداء الإسلام في حروبهم ضد المجاهدين، كدعمهم الروس في قتالهم ضد المجاهدين في الشيشان، وكدعمهم الفلبين في قتالهم ضد المسلمين هناك، وكدعمهم للمقدونيين في قتالهم ضد الألبان المسلمين.
فهؤلاء حربيون لوقوفهم مع أعداء المسلمين الصهاينة في فلسطين، فهم يدعمونهم بالمال والسلاح والخبرات، ولولا دعمهم المتواصل منذ خمسين عام لدولة الصهاينة لما ثبتت لهم قدم في فلسطين، لأن اليهود من أجبن خلق الله كما حكى الله سبحانه وتعالى عنهم ذلك في كتابه العزيز، حيث قال (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر .. ) الآية، وكذلك حكى سبحانه وتعالى عنهم أنهم لما قال لهم موسى عليه الصلاة والسلام (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين) ذكر الله سبحانه انهم أجابوه فقالوا (يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون. .) إلى قوله تعالى (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) الآية.
فلولا دعم الأمريكان والإنجليز والشركات اليهودية والنصرانية للصهاينة لما تمكنوا من الإقامة في فلسطين.
إذن قياس هؤلاء المحاربين للإسلام الحاقدين على المسلمين على حفنة من اليهود كانوا في المدينة تحت موادعة المسلمين قياس فاسد كما تقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كانت الشعوب الإسلامية في الوقت الحاضر ليس لديها قوة في الجهاد المسلح ضدهم بسبب الخلاف القائم بين حكام المسلمين وتخاذلهم عن إعلان الجهاد وارتباط أكثرهم بالدول الكافرة فلا أقل من المقاطعة الاقتصادية ضدهم وضد شركاتهم وبضائعهم.
وبناءا على ما قدمته فإنني أحث إخواننا المسلمين في المثابرة والمصابرة على هذا الجهاد، قال تعالى (يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا .. ) الآية، وأن لا يملوا أو يتكاسلوا فإن النصر مع الصبر، وأن يجتهدوا في مقاطعة الشركات والبضائع الأمريكية والبريطانية واليهودية مقاطعة صارمة وقوية وشاملة، قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى .. ) الآية، وقال عليه الصلاة والسلام: (المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم) رواه أحمد من حديث علي بن أبي طالب.
وقد لمسنا ولله الحمد فيما سبق وفيما تناقلته وسائل الإعلام أثر المقاطعة الشعبية السابقة على الاقتصاد الأمريكي والبريطاني واليهودي.
والحاصل أن أمريكا وبريطانيا وراء محاربة الجهاد في كل مكان، وهم وراء دعم الصهاينة في فلسطين، ووراء الحصار الاقتصادي على دولة طالبان الإسلامية في أفغانستان، ووراء دعم الروس ضد المجاهدين الشيشان، ودعم النصارى ضد إخواننا المجاهدين في الفلبين وإندونيسيا وكشمير وغيرها، وهم وراء دعم أي توجه لإضعاف الجهاد الإسلامي وإضعاف المسلمين، ووراء محاصرة شعب العراق المسلم وشن الغارات اليومية عليه منذ أكثر من عشر سنين ظلما وعدوانا، مع قطع النظر عن حكامه.
وقد صدق فيهم وفي غيرهم قوله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) الآية.
اللهم عليك بالأمريكان والبريطانيين واليهود والنصارى وأعوانهم وأشياعهم، اللهم اشدد وطأتك عليهم واجعلها سنين كسني يوسف، كما أسأله سبحانه أن يوفق علماء المسلمين إلى أن يصدعوا بالحق وألا يخشوا في الله لومة لائم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه فضيلة الشيخ
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
4/ 4 / 1422 هـ
المصدر:
http://www.saaid.net/Warathah/hmood/h32.htm
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:28]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ورحم الله هذا العلامة الجليل
رحمة واسعة ..
ولاشك أن مقاطعة مثل ستاربكس وكوكاكولا وماكدونلدز
ونحوها واجب شرعا .. والتواني عن ذلك قد يدخل في موالاتهم
لما ثبت عن أصحاب هؤلاء وتصريحاتهم بأنهم يمولون العدو الصهيوني
بكل ما يسعهم من قوة اقتصادية ..
ـ[بائع الزهور]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 12:12]ـ
سيدي الكريم أبو القاسم ..
أشتري ما احل الله لك , واترك ما حرم الله عليك .. هكذا قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله (هنا) ( http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Kofar/oth_moqatah.rm)
لك مطلق الحرية في شراء ما تريد بلا شك , ولكن رمي من يتوانى عن المقاطعة بالموالاة أمر فيه تسرع لا ينبغي من رجل نبيل مثلك ..
كل الود والمحبة ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 12:28]ـ
لا تخاطبني بهذه اللهجة."سيدي" .. إلخ
ولك عليّ إن وافقت
أن نذهب سويا للشيخ ابن جبرين
ونرى .. !
ولا علاقة لكلام الشيخ العثيمين بما نحن فيه
فلا نحرم ما أحل الله .. وإنما كلامي متوجه لأمر آخر
والجهة منفكة ..
وبيان ذلك باختصار: أن هذه الشركات التي سميتها استعلنت بوضوح
في بيانات قرأناها .. أنها تعلن تسخير طاقتها المالية
لمساعدة اليهود ضد الإرهابيين ..
وإنما يقوم اقتصادهم علينا ..
فلا يجوز بحال أن يشترى منهم ..
أرجو أن تكون فهمت لأن ذلك
يؤول لمساعدة الكفار ضد المسلمين ..
بالمثل أجاز الشارع الزواج من أهل الكتاب
لكن في حالة حربهم علينا .. يختلف الأمر
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 12:35]ـ
انكم لا تفرقون بين المحاربين و غير المحاربين
اسمع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ماذا يقول:
http://download.media.islamway.com/lessons/othymeen/003-MoqaTa3ah.rm
ـ[بائع الزهور]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 01:42]ـ
أشكر أخي الذي لا يسرق ولا يزني ولا يأتي الفواحش ولا يغتاب ولا ينم ولا يؤذي إخوانه المسلمين بسيء ألفاظه الاخ ابو القاسم على تكبده عناء شرح هذه المسألة ..
ولو كانَ الأمر استكثارًا بالفتاوى لأتيتك بفتاوى كثيرة تحرم المقاطعة من أساسها، وتجعل مناطها في إمام المسلمين الأكبر، وترجعها إلى السياسة الشرعية.
ولو كانَ الأمر استكبارًا بالسن والمناصب لسقتُ إليكَ فتاوى الأئمة ابن باز وأعضاء اللجنة الدائمة في ذلك ..
تقول: ثبت عن أصحاب هؤلاء وتصريحاتهم بأنهم يمولون العدو الصهيوني بكل ما يسعهم من قوة اقتصادية ..
هل من الممكن ان ترفق رابط موثق لتأكيد هذه التصاريح التي تثبت دعمهم لليهود , والتي لم تتردد في القول بأن التواني عن ذلك قد يدخل في موالاتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 01:59]ـ
من "سيدي" إلى .. هذه المقدمة العجيبة التي لم أفهمها بصراحة؟
ماذا تعني بكوني لا أزني ولا أوذي إخواني .. إلخ ..
حسنا .. ادخل على الجوجل .. واكتب بحثا عن سار بكس ..
فإنك مع الأسف تتكلم بلهجة غير حسنة
كما أرجو منك متابعة حلقة الدكتور صفوت (أمس)
على قناة الناس وكانت عن ستاربكس نموذجا .. إن استطعت تنزيلها من النت ..
ولا أدري إن كانت على النت ..
كما أرجو منك مراسلة الدكتور إبراهيم علّوش
أحد كبار الاقتصاديين الفلسطينيين .. وابحث عنه في النت ستجده
لتجد ذلك بالأرقام .. وهو من المهتمين بمسألة مناهضة التطبيع وتفعيل المقاطعة ..
أما أنا فأعرف ولله الحمد: الحق في المسألة .. ولا وقت عندي
فتحرّ أنت ولا تجعل عدم علمك حجة على من يعلم ..
وهناك لجان إسلامية للمقاطعة في الأردن ومصر .. ذكرت هذا في قوائم معروفة
منذ قيام الانتفاضة الثانية ..
وأما سوق كلام الشيوخ الذين سميتهم فلا يفيد ..
لأنه عليك أن تثبت أن الصورة عندهم
متضحة كما سقتُها .. وليس الأمر استكبارا كما توهمت
ولكنك رميتنا بقول الشيخ العثيمين وهو غير محل النزاع
فنحن لم نقل إنها محرمة لأن النصارى صنعوها!
فرددت عليك بشيخ آخر ..
لأنبهك إلى أن الأمر يعرف بالدليل وتصور المسألة ..
ثم لو فرضنا أن المسألة محل خلاف ..
فكونك تحامي عن القول بعدم المقاطعة ..
ليس من الفقه في شيء .. فهل يفرح بكلامك أحد
غير اليهود الذين يقتّلون أهلينا؟
تصور نفسك مكان أهلنا هنالك ..
هل كنت ستحتفظ بنفس الرأي
والمقصود القول وإن كان محتملا للصحة
فكثيرا ما يكون الدفاع عنه في بعض الظروف
من ركوب الغلط .. وسوء الفقه
والقضية أوضح من أن يطلب لها الدليل
وهي منوطة فقط: هل ثبت أن هذه الشركات
تدعم الكيان اليهودي وترسخ لعدوانه وتموّله؟
الجواب القطعي: نعم ..
علمنا ذلك تارة من أهل الشأن أنفسهم ..
وتارة من المثقفين والاقتصاديين المهتمين بالأمر ..
والله على ما أقول شهيد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 02:16]ـ
وهذه إحدى رسائله كما في موقع الشركة .. ومديرها التنفيذي هو Howard Schultz وهو يهودي وتقدر تبرعاته بمئات الملايين للجيش الصهيوني Dear Starbucks Customer,
First and foremost I want to thank you for making Starbucks the $6.4 billion global company it is today, with more than 90,000 employees, 9,700 stores, and 33 million weekly customers. Every latte and macchiato you drink at Starbucks is a contribution to the close alliance between the United States and Israel, in fact it is - as I was assured when being honored with the “Israel 50th Anniversary Friend of Zion Tribute Award” - key to Israel’s long-term PR success. Your daily Chocolate Chips Frappucino helps paying for student projects in North America and Israel, presenting them with the badly needed Israeli perspective of the Intifada
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 03:08]ـ
ابو نذر الرحمان جزاك الله خيرا على النقل
وجزى الله الأخ الفاضل أبا القاسم خيرا على هذه التعليقات والإفادة.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 11:35]ـ
بارك الله فيكم اسمع ما يقول الشيخ نبيل عن استئذان ولي الامر في المقاطعة
http://up1.m5zn.com/download-2009-1-26-05-ii8ztuyn3.wmv(/)
حق الأبناء على الآباء خطبة لشيخنا الفاضل علي الحدادي
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:39]ـ
فضيلة الشيخ د/ علي بن يحيى الحدادي:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فإن من نعم الله تعالى على عبده نعمة الولد ذكراً كان أو أنثى، فهم زينة الحياة الدنيا، وهم امتداد للذكر بعد الموت، وهم للوالد جزء من كسبه وعمله إذا صلحوا كتب له مثل أجورهم من الأعمال الصالحة التي عملوها لِمَا كان له من دور كبير في صلاحهم واستقامتهم ومعرفتهم ربهم. وإذا صلحوا كانت دعواتهم له من العمل الصالح المستمر له بعد موته حيث تنقطع الأعمال وتطوى صحائفها حتى إن (الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك). رواه ابن ماجه. أي يتعجب إذ رفع إلى درجة في الجنة فوق عمله بكثير فيخبر بأنه رفع إلى تلك الدرجات العلية بسبب استغفار ولده له بعد موته.
وفي الحديث الصحيح (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.
كما أن موتهم مما تثقل به الموازين وترفع به الدرجات لمن صبر واحتسب. وإذا ماتوا قبل البلوغ كانوا فرطاً وشفعاء لآبائهم وأمهاتهم وحجاباً لهم من النار. فهم إن عاشوا نفعوا وإن ماتوا شفعوا وللأبناء على آبائهم حقوق كثيرة جاء بها الكتاب والسنة والقيام بها من أسباب كمال النعمة بهم بإذن الله:
فمن تلك الحقوق التي لهم:
أولاً: حسن اختيار الأم وكذا حسن اختيار الأب فالنبي صلى الله عليه وسلم حث كل مقبل على الزواج أن يظفر بذات الدين مهما استطاع إلى ذلك سبيلاً لأن ذات الدين هي نعم العون للزوج على طاعة ربه ونعم العون له على تربية أبنائه قال صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها. فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم (الدنيا متاع. وخير متاعها المرأة الصالحة) رواه مسلم من حديث ابن عمرو.
وحث ولي المرأة على حسن اختيار الزوج لموليته ففي الحديث (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض). أخرجه الترمذي.
ثانياً: حث النبي صلى الله عليه وسلم الرجل إذا أراد أن يأتي أهله أن يقول بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان. وجنب الشيطان ما رزقتنا فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما لو أن أحدكم قال - إذا أراد أن يأتي أهله. أو قال: حين يأتي أهله - بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان. وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم قدر بينهما في ذلك ولد. لم يضره شيطان أبدا». أخرجه البخاري، ومسلم.
ثالثاً: من حقوقه حسن اختيار الاسم فالاسم الحسن له تأثير حسن على صاحبه، والاسم السيئ له تأثير سيء على صاحبه قال صلى الله عليه وسلم (أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله، وعبد الرحمن». أخرجه مسلم
وجاءت السنة القولية والعملية عن النبي صلى الله عليه وسلم بكراهة الاسم الذي يحمل معنى بغيضا أو يحمل معنى يدل على تزكية صاحبه ونحوه. كما جاءت السنة بتحريم الأسماء المعبدة لغير الله ووجوب تغييرها.
أيها الإخوة في الله: إن كثيراً من الآباء والأمهات يحصل منهم تفريط كثير في القيام بحقوق أبنائهم وبناتهم مما ينتج عنه أسوء العواقب وأشنعها فتعظم الحسرة والندامة لكن حين لا ينفع الندم. وهذا التقصير والتفريط يتفاوت من أسرة إلى أخرى وسأشير إلى بعض ذلك بشيء من الإيجاز فمنها:
رابعاً: مشروعية التأذين في أذن المولود حين ولادته لحديث أبي رافع أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن حين ولدته فاطمة.
خامساً: حلق شعر الصبي الذكر والتصدق بوزنه فضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
سادساً: ذبح العقيقة عن المولود ذكراً كان أو أنثى شكراً لله على نعمته واعترافاً بفضله عن الذكر شاتان وعن الجارية شاة. وفي مشروعية الذبح عن الأنثى إبطال لما كانت عليه الجاهلية من كراهة البنات والشعور بالغضاضة والنقص عند البشارة بهن فكما أن الابن نعمة فكذلك البنت وإن كان لا ينكر تفاوت النعم. عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم السابع، ويحلق رأسه، ويسمى» رواه أبو داود. وعن أم كرز رضي الله عنها قالت: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة). رواه ابو داود.
سابعاً: ختانه فإن الختان من سنن المرسلين وهو مشروع في حق الذكر والأنثى لكنه في حق الرجل واجب. وأما في حق النساء فهو على الاستحباب إذا وجد من يحسنه، وقد شرع لما فيه من مصلحة المرأة وبعلها وقيل بل هو مباح في حقهن.
ثامناً: تأديبهم وتعليمهم وتربيتهم على مكارم الأخلاق ومحاسنها بأن تعلمهم توحيد رب العالمين أنه لا يعبد إلا الله ولا يلتجأ إلا إليه ولا يطلب النفع إلا منه ولا يستدفع الضر إلا به.
تعلمهم إذا بلغوا سن التمييز ما يطيقون من صفة الطهارة والصلاة وسورة الفاتحة وما تيسر من قصار السور وشيئاً من آداب الأكل والشرب واللباس والنوم والاستيقاظ ونحو ذلك مما يطيقونه ويستوعبونه.
ثم تتدرج معهم شيئاً فشيئاً قال صلى الله عليه وسلم (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع)
يربى الابن على الحفاظ على صلاة الجماعة وعلى لبس الثوب فوق الكعبين، وعلى إكرام الضيف ونحو ذلك من الآداب.
وتربى البنت على الصلاة في بيتها وعلى الحجاب وعلى لبس الثياب الساترة والبعد عن مخالطة الرجال حتى لا تصل سن البلوغ أو تقاربها إلا وقد تقررت هذه الآداب في نفسها.
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراًُ وقودها الناس والحجارة) قال بعض السلف: أي أدبوهم وعلموهم. وقال ابن عمر لرجل رآه ومعه ابن له (أحسن أدبه فإنك مسؤول عنه وإنه مسؤول عنك).
تاسعاً: الدعاء لهم بالخير فإن الدعاء من أقوى الأسباب في تحقيق المطالب ونيل المآرب قال تعالى عن زكريا (قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة) فلم يطلب الذرية فقط وإنما طلب ذرية طيبة صالحة تخاف الله وترجو ثوابه.
وقال تعالى عن عباد الرحمن الموعودين بالغرف والجنان أن من هديهم وآدابهم دعاءهم ربهم قائلين (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) كما أخبرنا عن عباده الصالحين الموعودين بقبول حسناتهم وغفران سيئاتهم أن من دعائهم طلب صلاح الذرية فقال تعالى (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين. أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون) ففي هذه الآيات تعليم وإرشاد لنا أن ندعو لأبنائنا بالصلاح والهداية والاستقامة.
كما جاءت السنة بالنهي عن الدعاء على الأولاد قال صلى الله عليه وسلم (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله عز وجل ساعة نيل، فيها عطاء، فيستجيب لكم) أخرجه أبو داود من حديث جابر، وكثير من الآباء والأمهات ولا سيما في ساعات الغضب يعكس القضية فتجده كثير الدعاء على أولاده بالهلاك والمصائب والموت ونحو ذلك مع أنه لو حصل عليه شيء من ذلك لتألم غاية الألم، ولتنغصت عليه حياته.
1 - التهاون في تربية أهل البيت على الصلاة فتجد الأبوين لا مبالاة عندهما أصلى الأولاد أم لا والله تعالى يقول (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) لكن لو أنه تغيب عن عمله أو مدرسته أو تأخر عنهما لوجدت التأنيب والعتاب وربما شديد النكال والعقاب.
2 - إطلاق العنان لأهل البيت بمشاهدة ما يشاؤون مما تعرضه القنوات دون شرط أو قيد ولو عرضت برامج تدعو للعلاقات المحرمة وتعرض الفواحش والأجساد العارية.
3 - إطلاق العنان لأهل البيت أيضاً بالتعامل مع وسائل الاتصال من جوالات وهواتف وانترنت دون شعور بأدنى حد من المسؤوولية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كثيرا من الآباء لو فتشوا جوالات أبنائهم وبناتهم لوجدوا فيها الكثير من الفساد والخراب المقروء والمرئي والمسموع وأنتم مسؤولون عنهم يا عباد الله يوم العرض الأكبر على الله.
4 - السفر بهم في الإجازات وغيرها إلى بلاد الكفر أو بلاد شبيهة بها في التفسخ والإباحية وتيسير المنكرات لأغراض غير ضرورية مما يؤدي إلى انحراف أخلاقهم وفساد اعتقادهم.
5 - إفساح المجال للأولاد والأهل من النساء والبنات بالخروج إلى الأسواق والمتنزهات ونحوها متى شاؤوا والرجوع متى شاؤوا دون اصطحابهن ولا شك أن ذلك من أسباب وقوع ما لا تحمد عقباه.
6 - غض الطرف بل تعمية البصر عن أمر الزينة واللباس لا سيما فيما يتعلق بالنساء ولهذا صرنا نرى في الأسواق وغيرها من أنواع الملابس ما يندى له الجبين من كشف ما أمر الله بستره وانظر إلى التلاعب الحاصل اليوم بالعباءة حتى صارت فستاناً هو بحاجة إلى ما يغطيه ويستره؟
وهكذا في بعض الشباب الذين مسخت منهم كل معاني الحشمة والعفة والرجولة فخرجوا على المجتمع بألبسة تكشف عن عوراتهم المغلظة.
أيها الآباء والأمهات:
إننا نعيش زمنا صعباً نحارب فيه حرباً ضروساً يراد منا في هذه الحرب أن نُسلب عقيدتنا وأخلاقنا وحيائنا وحشمتنا وعفافنا ومكارم أخلاقنا فلننتبه لذلك غاية الانتباه وإلا خسرنا المعركة شر خسارة.
7 - ومن صور الإهمال ما ترتب عليه انحراف بعض شبابنا في باب العقيدة والمنهج حيث تخطفتهم شباك الجماعات الحزبية الصوفية والتكفيرية الخارجية فأخرجتهم عن عقيدة السلف الصالح وجندتهم ضد علمائهم وضد دولتهم وضد مجتمعهم فانقلبوا أعداء أشداء يُكفِّرون ويُفجّرون ويفسدون في الأرض باسم الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله ونحو ذلك من الشعارات.
والواجب الحذر والسهر على حماية أجيالنا وأبنائنا وبناتنا وأغلى كنوزنا حتى لا تخطفهم فتن الشهوات ولا فتن الشبهات وهي أشد وأنكى والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به.
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً ربنا هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء.(/)
سمات الخوارج ونزعاتهم في العصر الحديث
ـ[الهاجرية]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سمات الخوارج ونزعاتهم في العصر الحديث
للشيخ الدكتور ناصر العقل حفظه الله
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم – وخبره الصدق – أن أصنافاً من الخوارج سيخرجون في آخر الزمان، ووصفهم بقوله في الحديث الصحيح: " سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة " صحيح البخاري كتاب استتابة المرتدبن، باب 6، حديث 6930، في فتح الباري 12/ 283.
لذا أرى أنه من المهم التعرف على سمات الخوارج ونزعاتهم الجماعية، والفردية في عصرنا الحاضر وليس غرضي الخوض في تفاصيل الأحداث والأقوال، وإنما غرضي التحذير والتنبيه على مواطن الخطر والوقوف عند مواطن الخطر والوقوف عند مواطن العبرة.
لذا، فقد اجتهدت – مستعيناً بالله – في كشف بعض الظواهر والسمات، والنزعات التي تشبه سمات الخوارج ونزعاتهم، أو هي منها أحياناً.
وهذه السمات والنزعات – مع الأسف – بدأت تتجلى بين طوائف من أبناء المسلمين اليوم بأشكال ومظاهر مختلفة من: جماعات وأفراد، ودعوات وحركات، واتجاهات وشعارات، ومناهج وأساليب، ومواقف وتصرفات، ونزعات فردية وجماعية، ونحو ذلك من أمور تنذر بخطر، وتنبئ عن بدايات ظهور البذور العقدية، والفكرية، والسلوكية للخوارج.
ومما يزيد الأمر خطورة، أن بعضها بدأ ينشأ في ثنايا الدعوات الإسلامية المعاصرة، كالتكفير والهجرة، والتوقف والتبين، ونحوها، مما جعل هذه النزعات تشكل خطراً وحرجاً يستدعي ضرورة النصح، والعلاج العاجل من قبل العلماء وطلاب العلم قبل أن تعم بها البلوى وتصبح ذريعة للفتن ومسعريها. قال الله - تعالى -: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) " سورة الأنفال: 25 " نسأل الله – تعالى – أن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
توجهات الخوارج في العصر الحديث
عندما نتأمل هذه الظواهر نجد أنها على صنفين:
الصنف الأول: ما كان على نهج الخوارج حيث صار يمثلهم في الأصول والأحكام والمواقف / مثل ما يسمى (جماعة التكفير والهجرة)، والتي تسمى نفسها (جماعة المسلمين).
الصنف الثاني: ما ظهرت فيه سمة أو أكثر من سمات الخوارج وخصالهم؛ من عقيدة، أو حكم، أو موقف، أو منهج، أو شعار ونحو ذلك، بحيث لم تتوافر الشروط التي تجعل الباحث يعدها من الخوارج الخالصة كأهل التوقف والتبين، وبعض النزعات والظواهر المشابهة.
وهذا الصنف يكثر بين الأفراد والجماعات على شكل ظواهر وتوجهات، وتيارات وشعارات، ومواقف لم تتبلور بعد، وإذا لم تعالج وتصحح، فقد تنشأ عنها أصول الخوارج كما حصل من جماعات التكفير والهجرة والتبين.
وتنتشر هذه الظواهر بشكل أكبر بين فئتين:
الأولى: فئة الشباب حدثاء الأسنان قليلي العلم والتجربة.
والثانية: أصناف من المثقفين والدعاة من ذوي التدين والغيرة، مع قلة الفقه الشرعي، بخاصة ذوو التخصصات العلمية والأدبية (غير الشرعية) الذين صار منهم من يتصدر للدعوة .. على ما سأبينه في هذا المبحث.
هذا، وقد حرصت على تجلية هذا الأمر؛ لأن المقام في هذا الحديث عن الخوارج، ولأداء واجب النصيحة التي أوجبها الله علينا.
كما أعرض هذا الموضوع الخطير بين يدي أهل الحل والعقد في أمر الدعوة إلى الله – تعالى – وهم:
أولاً: العلماء والمشايخ وطلاب العلم – وهم الدعاة حقاً - الذين ميزهم الله – تعالى – بالعلم الشرعي والعمل به، والفقه في الدين، والبصيرة في الدعوة؛ ليعالجوا هذه الأمور بالعلم والحكمة والفقه ومنهج السلف.
ثانياً: من دونهم من المتصدرين للشباب والدعوة، ليستدركوا علاج هذه السمات والظواهر – نزعات الخوارج – بحسب توجيهات العلماء، قبل فوات الأوان، وقبل أن يتصدى لها من لا يحسن علاجها أو يزيدها انتشاراً، كما حصل في بعض البلاد الإسلامية، التي تصدت لتيارات العنف بالقوة البوليسية، بلا علم ولا حكمة، مما زاد الطين بلة، وصار سبباً مباشراً لنموها وانتشارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذا، فإنه لمن المناسب قبل الحديث عن هذه الظوهر تفصيلاً، التقديم لها بذكر أسبابها.
الأسباب العامة في ظهور سمات الخوارج في كل زمان
قبل أن أذكر ما تيسر لي استقراؤه من أسباب ظهور نزعات الخوارج وسماتهم في العصر الحديث، أرى أن نستقرئ الأسباب العامة – التاريخية - التي غالباً ما تكون ممهدة لظهور الخوارج، أو خصالهم وسماتهم في أي زمان أو بيئة، وأهمها في نظري ما يلي:
1 - قلة الفقه في الدين، أي ضعف العلم الشرعي، أو أخذ العلم علي غير نهج سليم.
2 - الغلو في الدين والتنطع، أي التشدد في الدين.
3 - الغيرة غير المتزنة (العاطفة بلا علم ولا حكمة).
4 - الابتعاد عن العلماء، وجفوتهم، وترك التلقي عنهم والاقتداء بهم.
5 - التعالم والغرور، والتعالي على العلماء والناس.
6 - حداثة السن، وقلة التجارب.
7 - شيوع المنكرات والفساد والظلم في المجتمع، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو التقصير فيه.
8 - النقمة على الواقع وأهله.
9 - تحدي الخصوم، واستفزازهم للشباب والدعاة (المكر الكبَّار)، وكيدهم للدين وأهله.
10 - قلة الصبر، وضعف الحكمة في الدعوة.
11 - أخذ العلم عن غير أهله، ومن غير أهله، أو على غير منهج سليم.
إذا توافرت هذه الأسباب ونحوها أو أكثرها، مهد هذا لظهور الخوارج، أو بعض سماتهم وخصالهم، في أي زمان، وأي مكان، وأي مجتمع؛ وبخاصة إذا أضيف إلى هذه الأسباب تقصير الولاة، وغفلة العلماء وطلاب العلم والدعاة المتصدرين، عن معالجة هذه السمات وأسبابها في وقت مبكر.
هذا ما يتعلق بالأسباب العامة على مدار التاريخ.
أسباب ظهور سمات الخوارج في العصر الحديث
أما ما يتعلق بالأسباب التي هيأت لبروز سمات الخوارج وخصالهم في العصر الحديث فهي كثيرة ومتشابكة تتمثل – في نظري – فيما يلي:
- إعراض أكثر المسلمين عن دينهم، عقيدة وشريعة وأخلاقاً إعراضاً لم يحدث مثله في تاريخ الإسلام؛ مما أوقعهم في ضنك العيش وفي حياة الشقاء كما قال- تعالى-: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً) "سورة طه، الآية: 124 ".
يتجلى هذا الإعراض بأمور كثيرة في حياة كثير من المسلمين اليوم؛ أفراداً وجماعات، ودولاً وشعوباً، وهيئات ومؤسسات، ومن مظاهر هذا الإعراض:
أ - كثرة البدع والعقائد الفاسدة وما نتج عن ذلك من الافتراق والفرق والأهواء، والتنازع والخصومات في الدين.
ب - الإعراض عن نهج السلف الصالح وجهله، أو التنكر له.
ج - العلمنة الصريحة في أكثر بلاد المسلمين، التي أدت إلى الإعراض عن شرع الله، وإلى الحكم بغير ما أنزل الله، وظهور الزندقة والتيارات الضالة، والتنكر للدين والفضيلة؛ مما أدى إلى:
د - شيوع الفساد، وظهور الفواحش والمنكرات، وحمايتها.
هـ - التعلق بالشعارات، والمبادئ الهدامة والأفكار المستوردة.
وكل هذه الأمور ونحوها مما يندرج تحت مفهوم الإعراض عن شرع الله تثير غيرة الشباب المتدين، وحين لا يظهر له السعي الجاد لتغيير الحال وإنكار المنكر، يلجأ إلى التصدي لهذه الانحرافات بلا علم ولا حكمة.
و – وقوع أكثر المسلمين في التقصير في حق الله تعالى، وارتكابهم للذنوب والمعاصي، والمنكرات، وضعف مظاهر التقوى والورع والخشوع في حياة المسلمين اليوم.
ز- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو التقصير فيه في أكثر بلاد المسلمين.
- شيوع الظلم بشتى صوره وأشكاله، ظلم الأفراد، وظلم الشعوب، وظلم الولاة وجورهم، وظلم الناس بعضهم لبعض، مما ينافي أعظم مقاصد الشريعة، وما أمر الله به وأمر به رسوله – صلى الله عليه وسلم – من تحقيق العدل ونفي الظلم.
- تحكم الكافرين (من اليهود والنصارى والملحدين والوثنيين)، في مصالح المسلمين، وتدخلهم في شؤون البلاد الإسلامية، ومصائر شعوبها عبر الاحتلال، والغزو الفكري والإعلامي والاقتصادي، وتحت ستار المصالح المشتركة، أو المنظمات الدولية، ونحو ذلك مما تداعت به الأمم علينا من كل حدب وصوب، بين طامع وكائد وحاسد.
وغير ذلك من صور التحكم في مصائر المسلمين والحجر عليهم؛ مما أدى إلى تذمرهم وشعور طوائف من شبابهم ومثقفيهم وأهل الغيرة منهم بالضيم والإذلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
- محاربة التمسك بالدين والعمل بالسنن، والتضييق على الصالحين والمتمسكين بالسنة، والعلماء والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وبالمقابل التمكين لأهل الفسق والفجور والإلحاد، مما يعد أعظم استفزاز لذوي الغيرة والاستقامة.
- الجهل بالعلم الشرعي وقلة الفقه في الدين، فالمتأمل لواقع أكثر أصحاب التوجهات التي يميل أصحابها إلى سمات الخوارج يجد أنهم يتميزون بالجهل وضعف الفقه في الدين، وضحالة الحصيلة في العلوم الشرعية، فحين يتصدون للأمور الكبار والمصالح العظمى يكثر منهم التخبط والخلط والأحكام المتسرعة والمواقف المتشنجة.
- الجفوة بين العلماء والشباب، ففي أغلب بلاد المسلمين تجد العلماء، بعلمهم وحكمتهم وفقههم وتجاربهم في معزل عن أكثر الشباب، وربما يسيئون الظن بالكثير منهم كذلك، وبالمقابل تجد الشباب بحيويتهم ونشاطهم وهمتهم بمعزل عن العلماء، وربما تكون سمعتهم في أذهان الكثيرين على غير الحقيقة، وذلك بسبب انحراف مناهج التربية لدى بعض الجماعات، وبسبب وسائل الإعلام المغرضة التي تفرق بين المؤمنين؛ مما أوقع الشباب في الأحكام والتصرفات التي لا تليق تجاه علمائهم.
- الخلل في مناهج الدعوات المعاصرة، فأغلبها تربي أتباعها على مجرد أمور عاطفية وغايات دنيوية: سياسية واقتصادية ونحوها، وتحشو أذهانهم بالأفكار والمفاهيم التي لم تؤصل شرعاً، والتي تؤدي إلى التصادم مع المخالفين بلا حكمة. وفي الوقت نفسه تقصر في أعظم الواجبات فتنسى الغايات الكبرى في الدعوة، من غرس العقيدة السليمة والفقه في دين الله تعالى، والتجرد من الهوى والعصبية.
- ضيق العطن وقصر النظر وقلة الصبر وضعف الحكمة، ونحو ذلك مما هو موجود لدى بعض الشباب. فإذا أضيف إلى هذه الخصال ما ذكرته في الأسباب الأخرى؛ من سوء الأحوال، وشيوع الفساد، والإعراض عن دين الله، والظلم، ومحاربة التدين – أدى ذلك إلى الغلو في الأحكام والمواقف الذي هو من أكبر سمات الخوارج.
- تصدر حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام، وأشباههم للدعوة بلا علم ولا فقه، فاتخذ بعض الشباب منهم رؤساء جهالاً، فأفتوا بغير علم، حكموا في الأمور بلا فقه، وواجهوا الأحداث الجسام بلا تجربة ولا رأي ولا رجوع إلى أهل العلم والفقه والتجربة والرأي، بل كثير منهم يستنقص العلماء والمشايخ ولا يعرف لهم قدرهم، وإذا أفتى بعض المشايخ على غير هواه ومذهبه، بخلاف موقفه، أخذ يلمزهم إما بالقصور أو التقصير، أو بالجبن أو المداهنة، أو بالسذاجة وقلة الوعي والإدراك! ونحو ذلك مما يحصل بإشاعته الفرقة والفساد العظيم وغرس الغل على العلماء والحط من قدرهم، ومن اعتبارهم، وغير ذلك مما يعود على المسلمين بالضرر البالغ في دينهم ودنياهم.
- التعالم والغرور، وأعني بذلك أنه من أسباب ظهور سمات الخوارج في بعض فئات الأمة اليوم ادعاء العلم، في حين أنك تجد أحدهم لا يعرف بدهيات العلم الشرعي والأحكام وقواعد الدين، أو قد يكون عنده علم قليل بلا أصول ولا ضوابط ولا فقه ولا رأي سديد، ويظن أنه بعلمه القليل وفهمه السقيم قد حاز علوم الأولين والآخرين، فيستقل بغروره عن العلماء، عن مواصلة طلب العلم فَيَهلك بغروره وَيُهلك. وهكذا كان الخوارج الأولون يدَّعون العلم والاجتهاد ويتطاولون على العلماء، وهم من أجهل الناس.
- التشدد في الدين والتنطع، والخروج عن منهج الاعتدال في الدين، الذي كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم -؛ حيث حذر من ذلك في الحديث الذي رواه أبو هريرة – رضى الله عنه– قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه " صحيح البخاري – كتاب الإيمان، باب: الدين يسر – فتح الباري 1/ 93.
والتشدد في الدين كثيراً ما ينشأ عن قلة الفقه في الدين، وهما من أبرز سمات الخوارج – أعني التشدد في الدين وقلة الفقه -، وأغلب الذين ينزعون إلى خصال الخوارج تجد فيهم هاتين الخصلتين.
- شدة الغيرة وقوة العاطفة، لدى فئات من الشباب والمثقفين وغيرهم، بلا علم ولا فقه ولا حكمة، مع العلم أن الغيرة على محارم الله وعلى دين الله أمر محمود شرعاً، لكن ذلك مشروط بالحكمة والفقه والبصيرة ومراعاة المصالح ودرء المفاسد. فإذا فقدت هذه الشروط أدى ذلك إلى الغلو والتنطع والشدة والعنف في معالجة الأمور، كما هو من خصال الخوارج، وهذا مما لا يستقيم به للمسلمين أمر لا في دينهم ولا في دنياهم.
- فساد الإعلام: الإعلام في العصر الحديث صار – غالباً – مطية الشيطان إلى كل ضلالة وبدعة ورذيلة، فإن وسائل الإعلام في أكثر البلاد الإسلامية غالباً ما تسخر في سبيل الشيطان، وهي من خيله ورجله في الدعوة إلى الضلالة ونشر البدعة والزندقة وترويج الرذيلة والفساد، وهتك الفضيلة، وحرب التدين وأهله، وبالمقابل فإن إسهام الإعلام في نشر الحق والفضيلة قليل وباهت جداً، ولا شك أن هذا الوضع منكر عظيم ومكر كبّار، ويعد أعظم استفزاز يثير غيرة كل مؤمن وحفيظة كل مسلم، فإذا اقترن ذلك بشيء من قلة العلم والحلم والصبر والحكمة، وغياب التوجيه الشرعي السليم، فإنه يؤدي بالضرورة إلى الصلف والقسوة في الأحكام والتعامل، وإلى التشاؤم واليأس عند البعض؛ لذا فإن علاج هذه الظواهر لن يكون حاسماً إلا بإزالة أسبابها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 12:21]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك .. نقل مبارك جعله الله في موزينك الصالحة أختي الفاضلة.
ـ[الهاجرية]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 12:41]ـ
وإياك بارك الله فيك
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 03:12]ـ
لاشك ف وجود الخوارج في هذا الزمن
ولكن يتسرع بعض الاعلاميين وطلاب العلم ممن تسوقهم اهوائهم بان يصفوا بعض علماء السنة بانهم خوارج ....
لانهم اختلفوا معهم في مسألة معينة
فهذا الامر مدحضة مزلة
ولك الشكر في ايراد هذا النقل الموفق من الشيخ الفاضل ناصر العقل(/)
ياللعار انظروا ماذا تقول هذه المرأة النرويجية
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:49]ـ
شاهدت فى قناة فضائية اخبارية خروج مئات من النرويجيين غير مبالين بالثلوج المنهمرة رافعين اعلام فلسطين وصورا للمجازر الهمجية الصهيونية وحوارات مع بعضهم وهم يعلنون مشاعرهم تجاه هذه الهمجية الصهيونية ثم جاء دور امراة نرويجية فقالت مثل ماقال بنو قومها ثم قالت
ماهذا الصمت الذى تمارسه الانظمة العربية ماهذا التخاذل الم يقل لهم نبيهم انصر اخاك ظالما او مظلوما كيف واخوهم مظلوم!!!!!!!!!!!!!!!
والله وقتها شعرت انى ولاول مرة اخجل اننى رجل
نهدى قول المراة للمتخاذلين والمرجفين والمثبطين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:51]ـ
أحسنت أخي الفاضل أبا معاذ المصري
سمعتها .. وشعرت لا بالخجل فحسب
بل بكل إحساس سيء!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 12:03]ـ
بارك الله فيك ياابا معاذ
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن ...................
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 02:34]ـ
ما أقسى هذا الموضوع لكن بحمد الله لسنا من هذه الأنظمة في شئ أراح الله منهم العباد والبلاد
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 03:35]ـ
كيف ياإخوة تنظرون الى امرأة اجنبية عنكم و الله امر بغض البصر.
و الله اني الاحظ تهاوناًُ من طلبة العلم في هذا الموضوع لا أدري مالسبب ألم يقل الله "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم".
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 07:52]ـ
قبل أن تأمر بغض البصر .. اكفف جارحة السوء:لسانك
وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ..
كما يتضمن قولك سوء الظن .. إذ هو اتهام لنا بأننا ننظر
للنساء! .. فيالسوء ما أنت عليه من حال ..
وأسأل الله أن يهديك
ـ[أم معاذة]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 11:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من وجهة نظري، ليس هناك أي شيء يستدعي الخجل، لأن الخطاب موجه للأنظمة وليس للشعوب.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 04:38]ـ
لأن الخطاب موجه للأنظمة وليس للشعوب
لكن بحمد الله لسنا من هذه الأنظمة في شئ أراح الله منهم العباد والبلاد
متأكدين؟؟:)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 07:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوة التوحيد لقد القيت اللوم على الانظمة
احذروا الدفاع عنهم فان الذي يدافع عنهم انما يدافع عن مواقفهم و اعمالهم التي تظاهر الاعداء على اشراف الامة
ـ[أم معاذة]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 11:23]ـ
متأكدين؟؟:)
عفوا! متأكدة من ماذا؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 05:25]ـ
هل أنتم متأكدون أننا لسنا جزءا من هذه الأنظمة و ليس لنا نصيب من فشلها و ذلها خنوعها و و و يستدعي الخجل؟؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:41]ـ
أنا شخصيا متأكدة من نفسي جدا،وكذا ممن أعرفهم،والذي رأيته، أن الشعوب لم تكن راضية عن موقف الحكومات، ولهذا خطاب تلك النرويجية جاء موجها للحكومات، لأنها تعلم كما يعلم غيرها أن ما باليد حيلة!(/)
عفواً يا شيخ سلمان، إنه رسول الله!
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 12:29]ـ
عفواً يا شيخ سلمان، إنه رسول الله!
الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة داعيةٌ معروف، له جهودُه في الدعوة إلى الله تعالى لا تنكر، يُسَرُّ المؤمن و الداعية بكثيرٍ منها، و له أطروحاتٌ يخالفه فيها كثير ممن يحبونه بصدق ويريدون له الخير،فصديقك من صَدَقك لا من صدَّقك، و في بعضها وخاصة السنوات الأخيرة خروج عن المألوف عنه قبل سنوات مضت، و بعض هذه الأطروحات لا يجوز السكوت عنها لما فيها من المخالفة الواضحة للهدي النبوي.
و الناظر إلى أخطائه هذه يجدها منتظمةً في مسارٍ معيَّن، للشيخ فيه تأويل لا يُوافَق عليه، و واجب الأخوة في الله، والنصح لعامة المؤمنين وخاصتهم تقتضي بأن يُذَكَّر الشيخ، لعله يقف وقفةَ مراجعةٍ و تأمُّلٍ في دلالاتِ الشريعة و مآلاتِ الأمور، و ألا يستمر في إعراضه عن نصح الناصحين و نقد المحبين له؛ لأن هذا قد يُفضي به إلى مزيدٍ من الابتعادِ والإغرابِ في الاجتهاد؛ لكونه بشراً ضعيفاً محتاجاً لعون الله و نصح إخوانه.
من هذه الأطروحات التي لا يجوز السكوتُ عنها مقالة نشرها الشيخ في موقع الإسلام اليوم قبل عام بعنوان: (بين الولاء الإسلامي والفطري) والتي رد عليه فيها عددٌ من المشايخ الفضلاء، و منها ما طرحه مؤخراً حول الحدث الأخير المتعلِّق بالرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم التي قام بها حفنة من الكفرة أعداء الله ورسوله في الدانمرك في سبع عشرة صحيفة دانمركية متحدين بذلك مشاعر المسلمين ومسيئين و مستهترين بأعظم مَن له على المسلمين حقٌ ألا و هو رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، حيث نشرت وسائلُ الإعلام الدانمركية خبراً مفاده أن مجموعةً من المسلمين في الدانمرك خططوا لاغتيال أحدِ رسامي الرسوم المسيئة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستبعد الشيخ سلمان وفقه الله وقوع هذا التخطيط لقتل الرسَّام، و قدَّر أن الموضوع مجرَّدَ مؤامرةٍ من الحكومة الدانمركية، ولكنه عاد ليقول: "إذا وُجد في هذه الأيام مَن يفكرون بهذه الطريقة فهم يسيئون إلى النبي صلى الله عليه وسلم بنفس القدر الذي أساء به أصحاب الرسوم، أياً كانت المنطلقات والعواطف التي انطلقوا منها"، قال هذا في برنامج (الحياة كلمة) على قناة الـ ( mbc) الفضائية يشاهده ويسمعه آلاف المسلمين، ثم نُشر ذلك في موقع الإسلام اليوم بتاريخ (9/ 2/1429هـ).
فيا سبحان الله! كيف يكون قاتل المسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد أساء إليه كمن رسم رسوماً يستهزئ فيها به عليه الصلاة و السلام؟
لقد كان بإمكان الشيخ العودة –حفظه الله- أن يبدي وجهة نظره في محاولة قتل من أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بغير هذا الأسلوب الذي تقشعر منه جلود الذين آمنوا، و العجيب منه أنه يردف ذلك بقوله: "أياً كانت المنطلقات والعواطف التي انطلقوا منها"، و هذا يعني أنه لو انطلق أحدُ هؤلاء من نصوص الشرع و أخذ بتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إهدار دم سابِّهِ و المستهزئ به، و بما أجمع عليه علماءُ المسلمين -كما نقل ذلك عنهم ابن المنذر و القاضي عياض و غيرهما- يكون فعله هذا كفعل من أساء إلى النبي صلى الله عليه و سلم؟!
بل لو قدَّرنا أنَّ أحدهم فعل ذلك من باب العاطفة للنبي صلى الله عليه وسلم و لا يعلم شيئاً عن هذه النصوص؛ أيكون فعله كفعل من أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟! بل لو سَلَّمنا أن هذا خطأ كما يراه الشيخ سلمان، و مفسدته أعظم من مصلحته، أيكون خطؤه هذا كخطأ وجريمة من أساء إلى النبي صلى الله عليه و سلم؟!
لا شك أن هذه زلة من الشيخ سلمان لكن لعلها زلة لسان، و لعله أراد أن يقول بأن كلاًّ من هؤلاء و هؤلاء مسيء، وعلى كل حال ما يزال هناك فرصة للشيخ يوضح فيها مراده بهذا التصريح، و لولا أنه ذكره أمام آلاف المشاهدين لساررته به.
ولا ينسى كثير من المسلمين موقف الشيخ و من كان معه ودورهم المؤثِّر سلباً في إفشال المقاطعة الشعبية العارمة قبل نحو عامين عند نشر الرسوم للمرة الأولى مما جرأهم على إعادة الكرة مرة أخرى غير آبهين بمشاعر مليار مسلم مادام فيهم من يسعى إلى وأدها في مهدها.
وأخيراً، أسأل الله تعالى أن يقي الشيخ سلمان عواقب ومغبة هذه الطريق الوعرة، و أن يهدينا وإياه إلى الحق وأن يلهمنا رشدنا.
و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
علوي بن عبدالقادر السقاف
المشرف على موقع الدرر السنية
aasaggaf@dorar.net
المصدر:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2875
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 01:58]ـ
أخي: ابو نذر الرحمان
ما السبب في نقل المقال في هذا التوقيت فأظنه مقالا قديم؟
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 02:20]ـ
اخي الكريم هو قديم بالنسبة اليك و جديد لمن لم يقراة لحد الان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المخضرمون]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 02:25]ـ
أخي: ابو نذر الرحمان
ما السبب في نقل المقال في هذا التوقيت فأظنه مقالا قديم؟
لامشكلة , مادمنا نستفيد.
ـ[المخضرمون]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 02:26]ـ
تسلم أبا نذر
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 03:27]ـ
سبق نقله والنقاش حوله:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13038(/)
مارأيكم بقناة الدعوة الدمشقية؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 05:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظهرت قناة جديدة يقال بأنها اشعرية حيث يظهر فيها البوطي و الرفاعي هل يحذر منها و هل صحيح تمشعرها؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 07:00]ـ
/// قناة يظهر فيها أمثال هؤلاء لا شكَّ في اتجاهها البدعي، أوالتجميعي كـ (اقرأ) على الأقل ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 07:37]ـ
صوفية عصرية!!!
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 04:42]ـ
أشعرية ماتريدية و صوفية كما قال أخونا المرادي
و شاهدت بعض برامجها و هم يتفاخرون - بنشيد عندهم - بأئمة الاشاعرة
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 08:58]ـ
صوفية ناشيدية
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 09:25]ـ
بارك الله فيكم اذن نستنتج من كلام الاخوة أنها ضالة مضلة فياليت طلبة العلم يحذرون منها في المنتديات و يستفتوا المشايخ في حكم مشاهدتها و نشر الفتوى حتى لا يغتر بها مسلم و الله المستعان.(/)
شرح رسالة «الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد» للإمام الشوكاني::للشيخ محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 05:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح رسالة «الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد» للإمام الشوكاني
جديد => (19 محاضرة بالصوت والصورة) <= جديد
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=145 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=145)
http://www.rslan.com/images/index/DorNa91eed.jpg (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=145)
نبذة عن السلسلة: فقد سُئِل الإمام الشوكاني - رحمه الله تعالى – عن: التوسلِ بالأمواتِ المشهورينَ بالفضلِ, وكذلك الأحياء, والاستغاثة بهم ومناجاتهم عند الحاجة, وما يشابه ذلك, وتعظيم قبورِهِم, واعتقاد أنَّ لهم قدرة على قضاء حوائج المحتاجين, ونجاح طلبات السائلين, وما حكم من فعل شيئًا من ذلك؟ وهل يجوز قصد قبور الصالحين لتأدية الزيارة, ودعاء الله عندهم من غير استغاثة بهم, بل للتوسل بهم فقط؟ فأجاب رحمه الله برسالته «الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد».
انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
لتحميل ملف (عناصر أشرطة السلسلة) اضغط هنا
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 بداية من «بيان معنى الاستغاثة والاستعانة» إلى «حكم التشفع بالمخلوق»
2 حكم التوسل إلى الله تعالى بالمخلوق
3 تتمة «حكم التوسل إلى الله تعالى بالمخلوق» إلى «دعاء المقبور, وما ورد في التمائم, وحكم التبرك بالأشجار ونحوها»
4 بداية من «حكم من يذبح لغير الله» إلى «تحريم اتخاذ القبور مساجد»
5 اتخاذ القبور مساجد وما يترتب عليه, وحكم زيارة المشاهد والقبور
6 حكم العِيافة والطيرة والسحر والكهانة
7 بداية من «حكم من قال: (مُطِرنا بالنوء)» إلى «بيان أن الرياء هو الشرك الخفي»
8 في بيان تحريم قول: «ما شاء الله وشئت» , ونحو ذلك من الشرك الأصغر في الألفاظ
9 بداية من مبحث: «في حكم التصوير, وأحواله, وحكم اقتناء الصور» إلى «النهي عن الغلو والإطراء»
10 ما يتعلق بدعاء غير الله تعالى والاستغاثة بالأموات والغائبين وأن ذلك شرك
11 ما يتعلق بالتقرب إلى الأموات بالنذر والذبح لهم ودعائهم وأن ذلك كله شرك
12 بعض شبهات عُبَّاد القبور والرد عليها
13 تتمة «بعض شبهات عُبَّاد القبور والرد عليها»
14 في بيان جواز سؤال العبد فيما يقدر عليه من الحوائج وغيرها
15 الرد على شبهة: «من يعتقد في الصالحين ليس كمن يعتقد في الأوثان والشياطين» , وذكر جملة من الأسباب التي أدت إلى انتشار الشرك
16 بيان جهل القبريين بالتوحيد
17 الرد على شبهة: «أنَّ ما يفعله القبريين هو من الكفر العملي لا الجحودي (الاعتقادي)»
18 الشرك الأكبر والأصغر والفرق بينهما
19 بداية من «المواضع التي تدل على إخلاص التوحيد من سورة الفاتحة» إلى نهاية الرسالة
******* http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=145[/ ... ](/)
حكاية عجيبة جدا .. لكنها في كلمتين!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 07:12]ـ
نظر (سامح) إلى المرآة .. فإذا به
مثخنٌ بالجراح ,قد أصابه
القريب , والجار, والبعيد
بالسهام والكلام .. وحتى
الموت الزؤام! فقال
ووجهه يشوب ُ
ابتسامةَ نصرِه: قطرُ الدمْ
من تخاذل الأخِ ..
والأبِ والعم
قال: حسبي الله!
وانتهت الصولة ..
وتكشّفت الأقنعة
ومازالت هنالك ألف
جولة .. قبل موعد
العرس الكبير ..
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 11:32]ـ
رغم قصرها بلَّغت الرسالة وأبلغت
لكم أن تعلموا أن " أم الدنيا " تمنع عن ابنها سامح 20 ألف طن مواد غذائية وصلت إليه من إخوةٍ لعلهم علموا جوعَه فقسموا اللقمة، فسرقتها مصر قبل أن تصلَ لفِيه
اللهم إن يدَ الأخ العدو قد طالت فاقصمها بقاصمة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 11:40]ـ
هوّني من نقمتك على مصر ..
فهي ليست وحدها ..
لأن قسمة العدوان الثلاثي
على طريقتك ليست صحيحة ..
بل هي كالآتي:-
-النظام العربي
-النظام الصهيوني
-النظام الغربي ..
وإنما لمح اسم مصر في الخزي
لسوء حظها في كون بلادها
على الحدود ..
هذه القصة .. لا غير
---
ملاحظة: إذا عكست كلمة (سامح) فهي=حماس
وهذا مغزى الإشارة للمرآة لأنها تنعكس فيها الأشياء
فرسالتي موجهة حتى للمخذلين الذين نرى نغمس
خبزنا اليومي مع قهوة الصبح .. بمقالاتهم ..
حتى أصبحت أخشى على نفسي استمراء رؤية المنكر
دون نكير(/)
شيخ العقيدة العالم:عبدالرحمن المحمود:أما تستحون؟! (للخائضين في شأن غزة)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 08:13]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=87574
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 09:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أنت والشيخ
فعلا كلام متين من عالم نحسبه والله حسيبه من خيرة العلماء المعاصرين
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 02:04]ـ
بارك الله في الشيخ وفي ناقل الموضوع(/)
هل أصبحت القراءة للإسلاميين فقط؟ ........ مقال ممتع للشيخ عبد المنعم الشحات
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 10:52]ـ
هل أصبحت القراءة للإسلاميين فقط
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فمن الظواهر التي باتت واضحةً وضوحَ الشمس في كبد السماء سيطرةُ الجانب الإسلامي على الحصة الأكبر من كل الأنشطة المتعلقة بعالم الكتب، فمع وجود دُور النشر الإسلامية المتخصصة في الكتاب الإسلامي فقط، ومع وجود مَعَارض الكُتب الإسلامية، إلا أن الكتاب الإسلامي يحتل أكثر من نصف إنتاج دور النشر العامة، وأجنحة الكتاب الإسلامي تمثل أبرز الأجنحة في معارض الكتاب العامة، ومنها معرض القاهرة للكتاب، والذي يتوهم الزائر له لأول مرة أن عنوانه قد أصابه خطأٌ مطبعيٌ بإسقاط كلمة (الإسلامي) منه من شدة سيطرة المظاهر الإسلامية على المعرض.
ومع محاولة فلول اليساريين أن يجعلوا من معرض القاهرة مرثية يسارية يستعيدون فيها شيئاً من عرشهم الضائع، يساعدهم في ذلك الإعلامُ الذي يغطي أنشطتهم، وهو في واقع الأمر يغطي على خيبة أملهم في أن يفكر أحدٌ مرة ثانية في القراءة في متحف كتب الاشتراكية.
وعلى الرغم من محاولاتهم المستميتة إدخالَ كتبِ التراث إلى المتحف بدعوى عدم مناسبتها للعصر أو بدعوى أنها ذات أوراق صفراء؛ إذا بالمطابع التي في القاهرة والرياض، وبل وفي بيروت -حيث يسيطر النصارى على سوق المطابع-، وبدافع من وجود القوى الشرائية؛ يضخون في كل عام من أمهات كتب التراث في حُلَّةٍ جديدة، وتجليدٍ فاخر، وفهرسة حاسوبية، حتى إن الأشخاص المغرمين باقتناء الكتب الصفراء صاروا يعانون من ندرتها حتى في معرض ضخم كمعرض الكتاب!!
وبينما يضطر المفكِّر اليساري -مهما كانت شهرته في عالم الثقافة اليسارية- إلى وضع لافتة زرقاء يكتب عليها اسمه، وربما ضم إليها وردة حمراء حتى يعرفه جمهوره -إن وجدوا-؛ تجد كثيراً من الدعاة صار يجد صعوبة بالغة في تفقُّدِ المعرض من الزحام الذي يكون حول الدعاة!!
الظاهرة لها -بالطبع- ما يفسرها، وهو أن الجيل الجديد هو جيل (ما بعد مدرسة المشاغبين)، وهو جيل (المشاغبين) من دون مدرسة.
فإذا كانت مدرسة المشاغبين قد قدمت نموذجاً للطالب الذي يشاغب أستاذَه، وصار هذا النمط هو الأكثر شيوعاً في مدارسنا؛ فإن الفضائيات اختصرت الطريق بالجيل الجديد إلى الشارع والمَرْقَص، وإلى المقهى -على أحسن الأحوال-، ومن هناك يمكن أن يتثقَّفَ بعضُ هؤلاء على الوجبة الثقافية المسمومة التي تدس بين طَيَّات (الفيديو كليب)، و (ستار أكاديمي) وأخواتِه، ومن ثم يحصل هؤلاء على ثقافة مسمومة دون قراءة ولا كتب، بينما ينشغل معظمهم في الفترات البينية بين (الكليبات) بـ (الطاولة) وأخواتها.
إذاً فنحن إمام جيل المشاغبين الذي تخلصت منه المدارس، ولكنها في ذات الوقت تخلصت من المدرسين الذين أنهكتهم الحرب الضَّروس مع جيل مدرسة المشاغبين، فقرروا نقل نشاطهم إلى "الدروس"، حيث يأتي الطالب الراغب فقط، بالإضافة إلى العائد المادي الجيد، وأصبحت بعض مراكز مجموعات التقوية بمثابة مدارس موازية عدداً وعدة، وهؤلاء وإن سدوا الفراغ التي تركته المدرسة في جانب المنهج المقرر، إلا أنهم بطبيعة الحال ليس لديهم الرغبة ولا القدرة في سد جوانب الاطلاع خارج المنهج، بالإضافة إلى أن جُلَّ هذه المراكز تعادي "الكتاب" من حيث المبدأ، وتستعيض عنه بما يسمى بالمذكرة، والتي تختلف عن الكتاب في الشكل؛ حيث إنها معدة للاستخدام مرة واحدة مثل الكوب البلاستيكي تمامًا، بل يُخيَّلُ إليك أحياناً أنها من حيث الشكل ملائمة لمرحلة ما بعد الامتحان -عندما تستخدم في لف المشتريات في محال البقالة-، أكثر منها لمرحلة ما قبل الامتحان؛ حيث يفترض أنها معدة للقراءة والمذاكرة.
فلم يبق على الساحة أحد يعتمد على الكتاب كوسيلة معرفة غير الإسلاميين الذين يعتبرون الكتابة هي الوسيلة المفضلة للتعبير عن منهجهم، على الرغم من وجود وسائل أُخَر، بينما تتعين هذه الوسيلة فيما يتعلق بالاستفادة من علوم السلف، ومن ثم ظل الإقبال على الكتاب كبيراً في صفوف الإسلاميين، وفي صفوف الجمهور الراغب في المعرفة الإسلامية عموماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبحكم المكانة التي يحتلها طلب العلم في سلم أولويات السلفيين فقد كان لهم النصيب الأكبر من الاهتمام بالكتاب الإسلامي، بل إن الإسلاميين يمثلون جمهوراً لا بأس به لكتب الأدب العربي وعلوم اللغة بصفة عامة، كما يمثلون جمهوراً لا بأس به لكتب العلوم الاجتماعية والإنسانية.
ولا أدري متى يعترف اليساريون الذين يحلو لهم أن يحتكروا وصف الثقافة بواقع "ثقافتهم"؟! أم أن بيانات إسقاط المئات من طائرات العدو في المعارك الخاسرة، وبيانات جعل البلاد التي سقطت بالفعل في أيدي العلوج مقبرة لهم ما زالت هي اللغة السائدة عند اليساريين حتى في مجال الثقافة؟!
وهذه الظاهرة تمثل جانبا مضيئا، وتمثل إحدى المبشرات الكثيرة التي تؤكد أن المستقبل للإسلام، وأنه وإن كان عدد الشباب الذي يغرق في بحار الشهوات كبيراً؛ فإن عدد الذين يغرقون في بحار الشبهات في تناقص؛ حيث جففت منابع تلك "الشبهات" بفضل من الله ورحمة عن طريق عزوف الناس عن قراءة الكتب التي تدعو إليها.
إلا أن الظاهرة لم تخلُ من سلبيات يجب علينا جميعا أن نتعاون من أجل تلافيها:
منها أن كثيراً من الناس -بل ومن أبناء الصحوة- قد ترسَّب في ذهنه أنه طالما لم يكن خِرِّيجا لكلية شرعية؛ فهو في حاجة إلى ثقافة دينية، والتي تعني عنده معرفة مجملة، بل و"مشوهة" في كثير من الأحيان، ومن ثَم يتعامل مع الكتب بطريقة الجرائد التي يقرأها الإنسان مع انشغاله بطعام وشراب، وربما ومزاح، وغير ذلك من الشواغل.
فمما ينبغي أن يُعلم أن دينَ الله لا ينبغي أن يكون عُرضة لهذا العبث، وأن القارئ للكتب الشرعية عليه أن يتعامل معها تعامل الطالب المُجِدّ مع منهجه الدراسي، و مهما تفاوت الكتاب سهولة وصعوبة، أو تفاوت حجمه صغراً وكبراً؛ فلا بد من التعامل معه باحترام وإتقان.
ومما يتفرع على هذا المفهوم المبتور للثقافة الدينية لدى القراء عدمُ اعتناء الكثيرين منهم بمعرفة أصول العلوم ومبادئها، وما يترتب بعضه على بعض فيها، وكم من آفة حدثت من جراءِ مَن استعمل كتابًا لم يوضع له!
فبعض الناس يقرأ كُتُبا غيرَ محققة الأحاديث، ثم يعتقد كل ما نُسِبَ فيها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حقٌ دون أن يدري -ولو إجمالاً- المقبولَ والمردودَ مما نسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!!
وبعض المتحذلقين يقرأ في كتب أصول الفقه، ولكن بلا أصول ولا دراية بكيفية تطبيق الأئمة لهذه الأصول،
وبعض الناس يظن أن الكتب من الممكن أن تُغنيَه عن التعلم والسؤال، فيجمع الكتب لكي يفتي نفسه بنفسه دون تعلُّمٍ، ودون أن يرجع إلى أهل العلم المعتبرين فيما يقع له من أمور لم يتعلمها على أصولها.
ومن هذه السلبيات:
- تحوُّل شراءِ الكتب الشرعية إلى ديكور اجتماعي تُزيَّن به المكتبات، دون رغبة حقيقية في التعلم.
وليس معنى هذا المنع من شراء الكتب إلا لمن شرع في دراستها، ولكن ينبغي أن يكون الشراءُ مقرونا بالرغبة في دراسة الكتاب، أو العلمِ بالحاجة إليه في المستقبل للدراسة المنتظمة، أو للبحث فيه إذا كان ممن يصلُح لذلك، ولا بأس أن يكَوِّنَ الأبُ لأولاده مكتبة كبيرة على أن يزرع فيهم معها حب العلم.
- ومنها: الرغبة في الإغراب لدى المؤلفين والناشرين والقارئين.
مما جعل بضاعة زائفة كتلك الكتب التي تتنبأ بموعد بعض الغيبيات تنتشر انتشار النار في الهشيم، بل إن بعض المؤلفين يكتب في بعض الأمور التي يُقبِل عليها العامةُ معتمدا على الغريب لا على الصحيح، كما تجد ذلك في كثير من الكتابات التي تتكلم عن عذاب القبر وغيره معتمدة على الروايات الضعيفة لغرابتها، مع إعراضها عن الصحيح الثابت؛ مما أعطى الفرصة للعلمانيين لكي يهاجموا أصل هذه العقائد مع ثبوتها.
- ومنها: أن الناشرين أرادوا أن يستثمروا رواج الكتاب الإسلامي في ترويج غيره.
ولهذا صُوَرٌ: من أهونها أن تجد الجناح الإسلامي وقد ضم كتبا من عينة "أشهى المأكولات" و"أحلى الحلويات"، ووجود هذه النوعية من الكتب بجوار الكتب الإسلامية غير لائق، ولكن الأخطر من ذلك أن يُضاف وصفُ الإسلامي إلى هذه الكتب, وهذا يشمل قائمة طويلة من "الطب الإسلامي" إلى "الجنس الإسلامي"، ومعظم هذه الكتب تأخذ توجيهًا شرعيًّا عاما، ثم تضيف إليه عشرة أمثاله من كلام المؤلف وعلومه وخبراته التي لا علاقة لها بالشرع، والتي تصيب حيناً وتخطئ أحيانا، ثم يوسم الكتاب برمته بأنه يتكلم عن الطب الإسلامي أو عن غير ذلك من فروع المعرفة الإسلامية.
ألا فليعلم الجميع أن اقتناءَ الكتب وسيلةٌ، وأن الغاية هي طلب العلم، وأن على كل واحد أن يضع لنفسه قدرا مُستهدَفا من العلم، أو -إن شاء- الثقافة الإسلامية، على أن تكون جادة منظمة مبنية على أصولها، وأن شراء الكتب ينبغي أن يخدم هذه الغاية.
والأهم من ذلك كله:
أن يعلم كل مُشْتَرٍ أن شراءَه للكتاب لا يساوي أنه قد قرأه، وقراءَته إياه لا تعني أنه قد درسه، ودراسته لا تعني أنه قد فهمه، وفهمه لا يعني أنه قد عمل بما فيه، وأن كل ذلك في حاجة إلى الدعاء والإخلاص حتى يُتَقبَّل.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 11:55]ـ
هل انت الدكتور مصطفى فى منتدى فرسان السنة؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 01:57]ـ
مقال موفق وإشارات نافعة، نفع الله بما كتبتم.
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 02:36]ـ
هل انت الدكتور مصطفى فى منتدى فرسان السنة؟
نعم أخي أنا اكتب بنفس هذا المعرف في فرسان السنة والعديد من المنتديات
مقال موفق وإشارات نافعة، نفع الله بما كتبتم.
حياك الله أخي الكريم انا فقط ناقل والكاتب هو الشيخ عبد المنعم الشحات حفظه الله
ـ[غازى بدر]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 08:30]ـ
مقال رائع ومعبر عن رؤية.
لكن من قال ان هذه الضاهرة صحية. عندما ينشاء جيل مسلم بثقافة واحدة ستكون كارثة اسلامية وليست صحوة
اؤوكد ان الضغط يولد الانفجار.
الثقافة ليست ذات اصول اسلامية انها انسانية تاتى من الارض وليس السماء.(/)
لن أسافرَ قبل أن يزورني إسماعيل هنية وأخبره بما رأيت
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 11:19]ـ
إن قالت بيسان فصدقوها ... فإن الصدقَ ما قالت بَيْسان
حين أراد العدوان الصهيوني المصري أن يُسكت بيسان لم يُدرك أن الصاروخَ لن يقتلها، ولم يُدرك أكثر أنها ستنال ما لم ينله أحدٌ من قبلها وسيأتيها وفد من مجلس الوزراء ليكون بين يديها يسمع ويطيع
بيسان ابنة العشر سنين طفلة فلسطينية أصيبت بحالة حرجة في قصف صهيوني مصري لمنزل أسرتها خلال العدوان وترقد في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وكل ما تتمناه وما تطلبه وتبكي من أجله هو أن يزورها رئيس الوزراء القائد إسماعيل هنية وأن يودعها قبل السفر للعلاج في الخارج، وأن تبلغه بما رأت لحظة إصابتها.
كان هم بيسان بعد خروجها من غرفة العمليات أن تكتب رسالة بخط يدها على ما تبقى من دفترها الصغير لـ"عمو أبو العبد"، متمنية أن تصل له وأن يستجيب لطلبها بزيارتها قبل السفر للعلاج.
لم يمر الوقت طويلا ولم تخضع رسالة الطفلة لإجراءات البيروقراطية الحكومية المتبعة في مختلف الحكومات في العالم، فتسلم وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس يوسف المنسي رسالة الطفلة، فقرر إيفاد ممثلين عن مجلس الوزراء ووكلاء وزارتين بالحكومة لزيارة الطفلة ووداعها في سفرها للعلاج وأن يبلغوها بأن رسالتها قد وصلت لأبي العبد.
توجه الوفد مباشرة إلى مستشفى الشفاء، متنقلا بين جنباته باحثاً عن الطفلة التي استطاعت أن تهز من مشاعر الكثيرين، فإذا بجسم نحيف ضعيف ذو بشرة قمحية وشعر ناعم وصوت خافت يجلس على سرير أكبر منه حجماً والابتسامة التي تعاني لترتسم على شفاهها الصغيرة.
ولم يكن هذا الشعور لدى بيسان وحدها بل عند كل من كان برفقتها من العائلة والأصدقاء داخل الغرفة، وما أن دخل الوفد حتى قالت لامها بهدوء "هيهم أجو شفتي" وانتقلت بعدها بيسان لتستقبل أيادي الوفد المصافحة والمسلمة مع وقع القبلات الدافئة على يديها الصغيرتين، ليتبادل الجميع بعدها أطراف الحديث، ولتبدأ بيسان تتحدث إلى الوفد بما ترغب بقوله لرئيس الوزراء ليرسلونه إليه عند لقائهم به.
بيسان قالت للوفد: "أنا بحب عمو أبو العبد، وأنا كنت بشوفو لما كان بيجي على مكتبو لأنوا إحنا ساكنين جنب مجلس الوزراء، أنا بحبو لأنو يحب الأطفال ويدافع عن الشعب الفلسطيني، ويحارب اليهود، وبدي أحكيلوا إيش شفت لما أصبت من الصاروخ".
بكل شجاعة وتماسك تحدثت الطفلة بيسان للوفد:" كنا هاربين أنا وأهلي من البيت لأن القصف كان جنب البيت، وإحنا بالشارع أجا علينا صاروخ، أجت شظية ودخلت في بطني، لما دخلت شفت ملائكة لونهم أبيض دخلوا جوه بطني وشالوا خصلة الشر مني زي ما شالوها من صدر الرسول عليه الصلاة والسلام، ولفوني بستار أبيض كبير من حولي وبعدها راحوا".
ما إن انتهت من قصتها وإذ بأعضاء الوفد يكسرون حاجز الصمت الرهيب والدموع المنهمرة من عيني أمها وأحبتها، ليخرجوا من جيوبهم أجهزة الهاتف الجوال ويطلبوا من بيسان أن تعيد ما قالته ليسجل ذلك بالصوت والصورة ليصل إلي رئيس الوزراء وإذ بها بكل تماسك وثقة تكرر ما قالت.
وقبل وداع الوفد لها قالت بيسان للوفد:" راح أجيب معي من مصر هدية لعمو أبو العبد، أبلغوه مني السلام"، وعلى ذات اليد الضعيفة الصغيرة انهالت القبلات والمصافحة، على أميرة غزة بيسان.
لو استطاعت بيسان أن تمسك القلم لتكتب رسالة أخرى في مصر _ البلد المعالِج لجروح بيسان _ لكتبت براءتُها أنْ لا تجرحوني حتى لا أتعبكم بعلاج جروحي يا سيادة الرئيس (!) ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 11:22]ـ
سلمت يمناك ..
وبارك الله
فيك وفي قلمك(/)
أرجو توضيح كلام ابن مفلح
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 03:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة الكرام أرجو توضيح كلام ابن مفلح-رحمه الله تعالى- التالي و خاصة الفقرة الأخيرة {ويقول ابن مفلح في الفروع 11/ 331: (وَفِي الِانْتِصَارِ: مَنْ تَزَيَّا بِزِيِّ كُفْرٍ مِنْ لُبْسِ غِيَارٍ وَشَدِّ زُنَّارٍ وَتَعْلِيقِ صَلِيبٍ بِصَدْرِهِ حَرُمَ وَلَمْ يُكَفَّرْ، وَفِي الْخِلَافِ: فِي إسْلَامِ كَافِرٍ بِالصَّلَاةِ ثَبَتَ أَنَّ لِلسِّيمَا حُكْمًا فِي الْأُصُولِ، لِأَنَّا لَوْ رَأَيْنَا رَجُلًا عَلَيْهِ زُنَّارٌ أَوْ عَسَلِيٌّ حُكِمَ بِكُفْرِهِ ظَاهِرًا، ..... وَفِي الْفُصُولِ: إنْ شَهِدَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ كَانَ يُعَظِّمُ الصَّلِيبَ مِثْلَ أَنْ يُقَبِّلَهُ، وَيَتَقَرَّبَ بِقُرْبَانَاتِ أَهْلِ الْكُفْرِ وَيُكْثِرَ مِنْ بِيَعِهِمْ وَبُيُوتِ عِبَادَاتِهِمْ، احْتَمَلَ أَنَّهُ رِدَّةٌ، لِأَنَّ هَذِهِ أَفْعَالٌ تُفْعَلُ اعْتِقَادًا، وَيَحْتَمِلُ أَنْ لَا يَكُونَ اعْتِقَادًا، لِأَنَّهُ قَدْ يَفْعَلُ ذَلِكَ تَوَدُّدًا أَوْ تُقْيَةً لِغَرَضِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُ أَرْجَحُ، لِأَنَّ الْمُسْتَهْزِئَ بِالْكُفْرِ يَكْفُرُ، وَإِنْ كَانَ عَلَى ظَاهِرٍ يَمْنَعُ الْقَصْدَ، فَأَوْلَى أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ لِأَفْعَالٍ مِنْ خَصَائِصِ الْكُفْرِ أَنْ يَكْفُرَ، مَعَ عَدَمِ ظَاهِرٍ يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الْقَصْدِ، بَلْ الظَّاهِرُ أَنَّهُ قَصْد) انتهى
و جزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 01:11]ـ
هذه المسألة التي ذكرت وهي مسالة (أن السيما [العلامة] تثبت الحكم على الشخص) أخي الفاضل طرحها ابن مفلح رحمه الله ناقلا إعتراض بعض شيوخ المذهب بها على المسألة الأصل وهي (عدم كفر من حكم كفرا سمعه أو اعتقده).
فحكى أولا في تقرير المسألة الأصل قول أبو الخطاب في (الانتصار) وهو قوله: مَنْ تَزَيَّا بِزِيِّ كُفْرٍ مِنْ لُبْسِ غِيَارٍ، وَشَدِّ زُنَّارٍ، وَتَعْلِيقِ صَلِيبٍ بِصَدْرِهِ، حَرُمَ وَلَمْ يُكَفَّرْ. والمعنى: لعدم إعتقادة بدينهم بل مجرد التقليد.
ثم أعقبه بما يعترض على هذا الكلام السابق فذكر قول القاضي أبي يعلى في كتابه (الخلاف) حيث قال: فِي إسْلَامِ كَافِرٍ بِالصَّلَاةِ ثَبَتَ أَنَّ لِلسِّيمَا حُكْمًا فِي الْأُصُولِ؛ لِأَنَّا لَوْ رَأَيْنَا رَجُلًا عَلَيْهِ زُنَّارٌ أَوْ عَسَلِيٌّ، حُكِمَ بِكُفْرِهِ ظَاهِرًا. ثم ذكر قول الإمام أحمد في المقتول بأرض حرب: يستدل عليه بالختان والثياب. قال: فثبت أن للسيما حكما في هذه المواضع في باب الحكم بالإسلام والكفر. وكذا في مسألتنا. قال: وبعضهم ينكر هذا ولا يسلمه.
ثم استشهد بقول ابن عقيل في (الفصول) مؤيدا كلام القاضي السابق حيث قال: إنْ شُهِدَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ كَانَ يُعَظِّمُ الصَّلِيبَ، مِثْلَ أَنْ يُقَبِّلَهُ، وَيَتَقَرَّبَ بِقُرْبَانَاتِ أَهْلِ الْكُفْرِ، وَيُكْثِرَ مِنْ بِيَعِهِمْ وَبُيُوتِ عِبَادَاتِهِمْ، احْتَمَلَ أَنَّهُ رِدَّةٌ؛ لِأَنَّ هَذِهِ أَفْعَالٌ تُفْعَلُ اعْتِقَادًا [وهذا الرأي الأول]، وَيَحْتَمِلُ أَنْ لَا يَكُونَ اعْتِقَادًا، لِأَنَّهُ قَدْ يَفْعَلُ ذَلِكَ تَوَدُّدًا أَوْ تُقْيَةً لِغَرَضِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [وهذا الرأي الثاني]، وَالْأَوَّلُ أَرْجَحُ [أي القول بأنه ردة]، لِأَنَّ الْمُسْتَهْزِئَ بِالْكُفْرِ يَكْفُرُ.
وَإِنْ كَانَ [الشخص] عَلَى ظَاهِرٍ [من الحال] يَمْنَعُ [معه] الْقَصْدَ [بالردة والتشبه]، فَأَوْلَى [أي من باب أولى] أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ لِأَفْعَالٍ مِنْ خَصَائِصِ الْكُفْرِ أَنْ يَكْفُر َمَعَ عَدَمِ [أمر] ظَاهِرٍ يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الْقَصْدِ [منه]، بَلْ الظَّاهِرُ [المتبادر المتأكد البين] أَنَّهُ [منه] قَصْد.
هذا هو المراد أخي الكرام، وقد جعلت لك التوضيح بين أقواس في صلب الكلام، ولعل الله ينفع آمين.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 01:03]ـ
وَإِنْ كَانَ [الشخص] عَلَى ظَاهِرٍ [من الحال] يَمْنَعُ [معه] الْقَصْدَ [بالردة والتشبه]، فَأَوْلَى [أي من باب أولى] أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ لِأَفْعَالٍ مِنْ خَصَائِصِ الْكُفْرِ أَنْ يَكْفُر َمَعَ عَدَمِ [أمر] ظَاهِرٍ يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الْقَصْدِ [منه]، بَلْ الظَّاهِرُ [المتبادر المتأكد البين] أَنَّهُ [منه] قَصْد.
هذا هو المراد أخي الكرام، وقد جعلت لك التوضيح بين أقواس في صلب الكلام، ولعل الله ينفع آمين.
أخي جزاك الله خيرا ... هل لك أن توضح لي هذه العبارة و أجرك على الله تعالى.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 09:44]ـ
ابشر أخي ورحمنا وغفر لنا آمين.
عفوا منك أخي فقد حصل سوء ترتيب للكلام، وهذا هو على الصحيح:
وَالْأَوَّلُ أَرْجَحُ [أي القول بأنه ردة]، لِأَنَّ الْمُسْتَهْزِئَ بِالْكُفْرِ يَكْفُرُ وَإِنْ كَانَ [الشخص] عَلَى ظَاهِرٍ [من الحال] يَمْنَعُ [معه] الْقَصْدَ [بالردة والاستهزاء]، فَأَوْلَى [أي من باب أولى] أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ لِأَفْعَالٍ مِنْ خَصَائِصِ الْكُفْرِ أَنْ يَكْفُر َمَعَ عَدَمِ [أمر] ظَاهِرٍ يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الْقَصْدِ [منه]، بَلْ الظَّاهِرُ [المتبادر المتأكد البين] أَنَّهُ [منه] قَصْد.
مراد ابن عقيل رحمه الله تعالى: أن الشخص المستهزئ بالكفر أيا كان فإنه يكفر، وإن كان في ظاهره المعروف لدى الناس والمشاهد به بعيدا عن ذلك الكفر، بحيث لا يمكن أن يتصور معه ويمتنع أن يفعل أمرا يستلزم الاستهزاء والسخرية بفعل أمر من أمور الكفر أيا كان، فمن باب أولى إذا قياسا أن يكون الفاعل المطبق لفعل من خصائص الكفر فإنه يكفر وإن كان هذا الشخص في ظاهره لم يوجد عليه أثر خارجي من لباس وهيئة خارجية ونحوها يدل على أنه لم يكن يقصد فعل هذه الخصائص الكفرية، بل على العكس الظاهر المتبادر الأكيد أنه حصل ذلك منه لقصد.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 03:10]ـ
جزاكم الله خيرا و آمين لدعاءكم ... عذرا على تأخر الرد(/)
أمريكا تتلهف للإقتصاد الإسلامي
ـ[حارث البديع]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 09:26]ـ
أ. د. جعفر شيخ إدريس
النظام الافتصادي الرأسمالي السائد في العالم اليوم، الذي انهار بعض أعمدته وبدأت أخرى تهتز في الولايات المتحدة وفي أوروبا وغيره، نظام يقوم على نظرية اقتصادية معينة هي موضوع حديثنا في هذا المقال. فحديثنا ليس إذن عن الأسباب الاقتصادية وغير الاقتصادية المباشرة التي أدت إلى الكارثة الاقتصادية الراهنة، فهذا أمر له أهله وخبراؤه الذين أشبعوا الكلام فيه، وإنما هو عن النظرية التي كان العمل بها السبب الحقيقي لما يعانيه النظام الرأسمالي من مشكلات. فنقول إن الكارثة الاقتصادية الراهنة كانت دليلا يضاف إلى أدلة أخرى على فشل النظرية التي قام عليها الاقتصاد الرأسمالي. وهي دليل من ناحيتين: من ناحية أن العمل بالنظرية هو الذي أدى إلى الكارثة، ومن ناحية أن علاج الكارثة يتطلب الخروج على ما تقتضيه النظرية.
تقول النظرية إن الاقتصاد الناجح هو اقتصاد سوق يسمح بالملكية الفردية وبالبيع والشراء والادخار ويترك للسوق تحديد أسعار السلع، وإن هذا كله ينبغي أن يكون في حرية كاملة لا يحد منها أي تدخل من الدولة. كان الفيلسوف والاقتصادي الاسكتلندي آدم سميث الذي عاش في قرنهم الثامن عشر هو أكثر من اشتهر بالقول بهذه الفلسفة الرأسمالية، لكن المؤرخين يقولون إنه هو نفسه تأثر بكتابات ماندافيل الذي كان أكثر منه غلوا في هذا الأمر فهو المشهور بقوله "إن الرذائل الفردية هي فضائل اجتماعية" في مجال الاقتصاد. كان سميث وغيره يقولون إنه لا بأس على الفرد أن يندفع لتحقيق مصالحه بدافع الأنانية، بل قال بعضهم بدافع الطمع ليحقق مصالحه وإن النتيجة ستكون ـ بفعل تلك اليد الخفية ـ أمر لم يخطر على بال الفرد، هي المصلحة العامة.
لكن الواقع أن هذه اليد الخفية لم تقم بالمهمة التي عزاها إليها سميث وغيره، وإنما أدى ذلك الطمع الفردي المتروك له الحبل على غاربه إلى تقسيم الثروة تقسيما ظالما بحيث إن قلة قليلة من المواطنين تصل أحيانا إلى 10 في المائة تمتلك ما يصل أحيانا إلى 90 في المائة من الثروة، ولا يمتلك 90 في المائة الباقون إلا 10 في المائة منها، ما جعل بعض الاقتصاديين الأمريكيين يقولون ساخرين إنه يبدو أن شيئا أصاب تلك اليد فشلها. وبدأت الفجوة بين الأغنياء والفقراء تزداد حدتها منذ سنين ما جعل بعض الاقتصاديين يقولون إنه إن استمر التفاوت على تلك الوتيرة فسيؤدي حتما إلى كارثة اجتماعية.
إن الأمر المثالي للنظرية الناجحة أن تكون النتيجة أحسن فأحسن كلما كان واقع العمل بها أقرب إلى مثالها النظري. لكن الغريب في النظرية الرأسمالية أنه لو كان الواقع مطابقا لصورتها المثالية لكانت الكوارث أكثر ما تكون. الصورة المثالية للنظرية هي ألا يكون للدولة أدنى تدخل في النشاط الاقتصادي. لكن هذا معناه ألا تفرض الدولة على الناس ضرائب، ولا تضع قوانين تقيد بها النشاط الاقتصادي، كأن تمنع صنع بعض الأشياء الخطرة أو المتاجرة بها، وكأن تحدد الأماكن التي تبنى فيها المصانع، وتضع لها شروطا صحية وبيئية وغير ذلك. لكن كل هذه القيود ما زالت تحدث إلى حد ما في الدول الرأسمالية. الدولة إذن تدخلت لكن تدخلها لم يكن بالقدر الذي يرفع الظلم، بل كانت تميل دائما إلى إعطاء الحرية للأغنياء مهما أدى ذلك إلى التضييق على الفقراء. خذ نظام الضرائب في الولايات المتحدة مثلا. إن الضريبة لا تؤخذ من رأس المال كما هو الحال في الزكاة وإنما تؤخذ فقط من دخل الفرد في العالم المالي. وهذا معناه أنه إذا كان هنالك شخصان أحدهما يمتلك مليوني دولار والآخر لا يمتلك شيئا، لكن دخل كل منهما في السنة المالية كان 100 ألف دولار، فإن نسبة ما يؤخذ منهما متساوية، أي أن الضريبة لا تتعرض لرأس المال الذي كان موجودا قبل السنة المالية. قال كيفن فلبس في كتابه عن "الديمقراطية والثروة" إنه لو أخذت ضريبة مقدارها 3 في المائة على رؤوس الأموال في أمريكا وحدها لما بقي على وجه الأرض فقير! ولعل القارئ لاحظ أن هذه النسبة قريبة جدا من نسبة الزكاة التي تفرض فعلا على رؤوس الأموال.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن دعاة الرأسمالية في الغرب لا يزالون يدافعون عنها رغم كل ما يرون من آثارها الضارة. أتدرون ما السبب في هذا؟ السبب أنهم ظنوا أن البديل الوحيد للنظام الرأسمالي الذي عهدوه هو النظام الاشتراكي الذي عرفوا صورا منه في الاتحاد السوفياتي وفي الصين قبل التعديلات التي أحدثها الصينيون فيه. وهم بهذا يخلطون بين كون الرأسمالية اقتصاد سوق وبين كون كل اقتصاد سوق هو بالضرورة اقتصاد رأسمالي.
لكن الحقيقة هي أن هنالك بديلا ثالثا هو الاقتصاد الإسلامي الذي هو اقتصاد سوق لكنها سوق منضبطة بضوابط القيم الإسلامية وهي قيم يغلب عليها مراعاة مصالح الفقراء ما يجنب المجتمعات الآخذة بها ذلك التفاوت الفظيع الذي نتج عن النظرية الرأسمالية. في قول الله تعالى
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا (البقرة:275)
بيان لهذين الأمرين ففي إحلال البيع إقرار باقتصاد السوق، وفي تحريم الربا تقييد له بقيم إسلامية هي في مصلحة الفقراء. ثم تأتي الزكاة التي هي أيضا في مصلحة الفقراء، بل تأتي القاعدة العامة التي تأمر بألا يكون المال دولة بين الأغنياء. وإذا كان الغربيون لم يعرفوا النظرية الرأسمالية إلا في صورتها التي قال بها سميث وغيره، فإننا نعلم من القرآن الكريم أنها نظرية قديمة كان من بين من قالوا بها قوم شعيب الذين رفضوا دعوة نبيهم لهم إلى العدل في معاملاتهم المالية بحجة أن المال مالهم فلهم الحق أن يفعلوا فيه ماشاؤوا.
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ. وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ. قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (هود:84 - 87)
شعار الفلسفة الرأسمالية يكاد يكون ترجمة لقول قوم شعيب هذا. فأهل مدين يريدون أن يفعلوا ما شاؤوا والفلسفة الرأسمالية تقول دعه يعمل laissez fair أي لا تتدخل في نشاطه الاقتصادي.
رفض الإسلام الفلسفة التي احتج بها أهل مدين على أساس أن المال ليس مملوكا ملكية مطلقة للبشر وإنما هو مملوك لله الذي يأمر البشر بأن يتصرفوا فيه وفق أوامره سبحانه.
من الآثار الحسنة التي نتجت عن هذه الكارثة أن كثيرا من المفكرين من اقتصاديين وغير اقتصاديين لم يعودوا يؤمنون بالنظرية الرأسمالية القحة، بل صاروا يدعون إلى تدخل من الدولة لإقرار العدل وصاروا يذمون الأنانية والطمع الذي كان من أسباب هذه الأزمة.
لقد بدأ الاهتمام بتعاليم الإسلام الاقتصادية في المجالات الأكاديمية في الغرب، بل إن الأمثلة العملية للمؤسسات الاقتصادية الإسلامية بدأت تبدي نجاحها بالنسبة لوصيفاتها الغربية كما يحدثنا البروفسور على خان أستاذ القانون في جامعة ووشبيرن في ولاية كنساس الأمريكية في مقال له عن الكارثة الاقتصادية الحالية "لقد بات التمويل الإسلامي يثير قدراً هائلاً من الفضول الأكاديمي. وكثيرون من الخبراء الذين شاركوا في المنتدى الثامن لجامعة هارفارد حول التمويل الإسلامي الذي أقيم في نيسان (أبريل) من هذا العام كانوا يتساءلون حول إذا ما كان بمقدور التمويل الإسلامي أن يمنع حالة الذوبان التي تشهدها الأسواق الأمريكية بسبب ديون الرهن والأوراق المالية المدعومة بالرهن- التي تعرف الآن بالاستثمارات السامة".
المأمول أن يكون في هذا عبرة للمسلمين يعيد إليهم الثقة بتعاليم ربهم ويشجعهم على الاستمساك بها في نشاطهم الاقتصادي لكي يضربوا للناس مثلا عمليا بحسنها وجدواها.
ـ[فرائد الدر]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:19]ـ
جزاك الله خير
ـ[حارث البديع]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 02:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 05:22]ـ
المنتدى الثامن لجامعة هارفارد حول التمويل الإسلامي
هل تقيم هارفارد منتديات للتمويل الاسلامي؟؟ كم هو مشوق و لكن هل من سبيل الى الاطلاع عليها لو كان الأمر كذلك؟؟(/)
07 صفر 1411: أسباب سقوط الدول الشيخ سلمان العودة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 10:30]ـ
الجزء الأول:
http://download.media.islamway.com/lessons/salman/suqut1.rm
الجزء الثاني:
http://download.media.islamway.com/lessons/salman/suqut2.rm
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 12:09]ـ
جاء في هذه المحاضرة عن أسباب سقوط الدول:
السبب التاسع: عدم تمييز العدو من الصديق:- فاليهود -مثلاً- والنصارى أعداء، والمنافقون والمشركون أعداء، فمن المؤسف أن المسلم تتحول عداوته لهؤلاء إلى ثقة وصداقة، ويصبحون إخواناً وحلفاء وأعواناً لنا في كثير من الأوقات، فتختلط عندنا الأمور ولا نميز بين العدو والصديق .. !
........ ولذلك أقول: إن ثقتنا بأعداء الله تعالى من اليهود، أو النصارى: الأمريكان، أو البريطانيين، أو الفرنسيين، أو الشيوعيين الروس، أو البعثيين، أو العلمانيين، أو المنافقين، أو الحداثيين، إن ثقتنا بهؤلاء جميعاً في غير محلها، وهؤلاء صحيح قد يدفعون عنا خطراً -في تصورنا- نتوقعه، لكنهم يجرون إلينا خطراً أكبر.
السبب العاشر وهو سبب خطير: ضعف الأساس الذي قامت عليه الدولة:-وبعض الدول -مثلاً- قامت على أساس الدين، قامت الدولة لحماية الدين والدعوة إلى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحكيم الشريعة، فكانت هذه هي عصبيتها، لأن كل دولة لها عصبية. فعصبية هذه الدولة -مثلاً- أنها قامت على أساس الدين، بمعنى أن هؤلاء الناس الذين ناصروا هذه الدولة وقاموا معها وبذلوا جهودهم وأرواحهم وأموالهم من أجل قيامها، لا من أجل فلان أو علان، بل قاموا لأنهم يريدون التمكين للدين والملة وتحكيم الشريعة، فما دامت هذه الدولة التي قامت على أساس الدين ملتزمة بالأساس والهدف الذي قامت من أجله، فهي لابد أن تكون قوية عزيزة منيعة، لأن الناس يلتفون حولها على هذا الأساس .. لكن إذا فقدت الهدف الذي وجدت من أجله، وهو تحكيم الدين وإقامة الشرع، حينئذٍ فقدت سبب وجودها، فتخلى عنها أنصارها الأولون، لأنهم شعروا أنها تركت الهدف التي قامت من أجله، ولم تكتسب أنصاراً جدداً، وبذلك كان هذا هو سبب زوالها.
......... صحيحٌ أن الدول تغيرت من الخلافة الراشدة، إلى الأمويين، إلى العباسيين، إلى العثمانيين، لكنها كلها كانت حكومات تقوم على أساس الحكم بالشرع. ولم تقم دولة من الدول في عصر من العصور السابقة كلها تنادي بحكم غير حكم الله ورسوله قط، بل كانت تقوم على أساس الشريعة الإسلامية.
السؤال: هل يجوز لنا أن نطلق على الحكومة ******* الحكومة الشرعية؟ الجواب: مع الأسف كلمة الشرعية -الآن- أصبحت لعبة. الآن يقال: نحن مع الشرعية في *******، ما هي الشرعية في******؟ الشرعية في ... : عودة حكامها النصارى! ............................ نحن صاحبنا هو الذي يرفع راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ولو كان أعجمياً، أو كردياً، أو من أي نحلة كان، أو من أي أمة كان، أو من أي دولة كان، صاحبنا هو الذي يرفع راية الإسلام، هذا نفديه بأرواحنا وما ملكت أيدينا. والواقع: أن حكومة **********ما كانت تحكم بالشريعة الإسلامية، وما كانت تحكم بما أنزل الله، بل كانت تحكم بالقوانين الوضعية.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 12:16]ـ
ألا تلاحظون ان كلام الشيخ في الأعلى ينطبق على بعض الجماعات!!!!!
ـ[رضا عبد العزيز]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 05:59]ـ
رجاء رفع الجزئين على موقع آخر لأن الروابط لا تعمل وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 10:45]ـ
http://live1.islamweb.net/lecturs/salooda/22/22.rm
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 11:40]ـ
جاء في هذه المحاضرة عن أسباب سقوط الدول:
السبب التاسع: عدم تمييز العدو من الصديق:- فاليهود -مثلاً- والنصارى أعداء، والمنافقون والمشركون أعداء، فمن المؤسف أن المسلم تتحول عداوته لهؤلاء إلى ثقة وصداقة، ويصبحون إخواناً وحلفاء وأعواناً لنا في كثير من الأوقات، فتختلط عندنا الأمور ولا نميز بين العدو والصديق .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
....... ولذلك أقول: إن ثقتنا بأعداء الله تعالى من اليهود، أو النصارى: الأمريكان، أو البريطانيين، أو الفرنسيين، أو الشيوعيين الروس، أو البعثيين، أو العلمانيين، أو المنافقين، أو الحداثيين، إن ثقتنا بهؤلاء جميعاً في غير محلها، وهؤلاء صحيح قد يدفعون عنا خطراً -في تصورنا- نتوقعه، لكنهم يجرون إلينا خطراً أكبر.
السبب العاشر وهو سبب خطير: ضعف الأساس الذي قامت عليه الدولة:-وبعض الدول -مثلاً- قامت على أساس الدين، قامت الدولة لحماية الدين والدعوة إلى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحكيم الشريعة، فكانت هذه هي عصبيتها، لأن كل دولة لها عصبية. فعصبية هذه الدولة -مثلاً- أنها قامت على أساس الدين، بمعنى أن هؤلاء الناس الذين ناصروا هذه الدولة وقاموا معها وبذلوا جهودهم وأرواحهم وأموالهم من أجل قيامها، لا من أجل فلان أو علان، بل قاموا لأنهم يريدون التمكين للدين والملة وتحكيم الشريعة، فما دامت هذه الدولة التي قامت على أساس الدين ملتزمة بالأساس والهدف الذي قامت من أجله، فهي لابد أن تكون قوية عزيزة منيعة، لأن الناس يلتفون حولها على هذا الأساس .. لكن إذا فقدت الهدف الذي وجدت من أجله، وهو تحكيم الدين وإقامة الشرع، حينئذٍ فقدت سبب وجودها، فتخلى عنها أنصارها الأولون، لأنهم شعروا أنها تركت الهدف التي قامت من أجله، ولم تكتسب أنصاراً جدداً، وبذلك كان هذا هو سبب زوالها.
......... صحيحٌ أن الدول تغيرت من الخلافة الراشدة، إلى الأمويين، إلى العباسيين، إلى العثمانيين، لكنها كلها كانت حكومات تقوم على أساس الحكم بالشرع. ولم تقم دولة من الدول في عصر من العصور السابقة كلها تنادي بحكم غير حكم الله ورسوله قط، بل كانت تقوم على أساس الشريعة الإسلامية.
السؤال: هل يجوز لنا أن نطلق على الحكومة ******* الحكومة الشرعية؟ الجواب: مع الأسف كلمة الشرعية -الآن- أصبحت لعبة. الآن يقال: نحن مع الشرعية في *******، ما هي الشرعية في******؟ الشرعية في ... : عودة حكامها النصارى! ............................ نحن صاحبنا هو الذي يرفع راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ولو كان أعجمياً، أو كردياً، أو من أي نحلة كان، أو من أي أمة كان، أو من أي دولة كان، صاحبنا هو الذي يرفع راية الإسلام، هذا نفديه بأرواحنا وما ملكت أيدينا. والواقع: أن حكومة **********ما كانت تحكم بالشريعة الإسلامية، وما كانت تحكم بما أنزل الله، بل كانت تحكم بالقوانين الوضعية.
سبحان الله هذا كلام العودة؟؟!!
والله لا أكاد أصدق.
نسأل الله الثبات على الحق حتى الممات.(/)
سوف يمضي بنا مركب للوداع
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 10:55]ـ
http://up1.m5zn.com/download-2009-1-27-04-cgejlr56r.avi(/)
كلمة الشيخ السعدي عن المقاطعة وأهميتها
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 12:12]ـ
قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى (ومن أعظم الجهاد وأنفعه السعي في تسهيل اقتصاديات المسلمين والتوسعة عليهم في غذائياتهم الضرورية والكمالية، وتوسيع مكاسبهم وتجاراتهم وأعمالهم وعمالهم، كما أن من أنفع الجهاد وأعظمه مقاطعة الأعداء في الصادرات والواردات، فلا يسمح لوارداتهم وتجاراتهم، ولا تفتح لها اسواق المسلمين، ولا يمكنون من جلبها إلى بلاد المسلمين، بل يستغني المسلمون بما عندهم من منتوج بلادهم، ويستوردون ما يحتاجونه من البلاد المسالمة. كذلك لا تصدر لهم منتوجات بلاد المسلمين ولا بضائعهم، وخصوصا ما فيه تقوية للاعداء «كالبترول» فإنه يتعين منع تصديره إليهم ... وكيف يصدر لهم من بلاد المسلمين ما به يستعينون على قتالهم؟! فإن تصديره إلى المعتدين ضرر كبير، ومنعه من أكبر الجهاد ونفعه عظيم)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 12:47]ـ
الله الله الله لهذا العلامة البصير بزمانه فان كلامه ينبع من صدق الايمان و التوحيد
بارك الله فيك اخي يا صائد الفوائد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:53]ـ
جزاك الله خيرا .. بوركت يا أبا نذر
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 02:32]ـ
بارك الله فيك أيها الشبل الصغير و نفع الله بالشيخ الزؤور
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 08:20]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب على هذا النقل المميز، ورحم الله الشيخ العلامة السعدي وأجزل له الثوبة،،،(/)
طلب رد شبهة حول شيخ الاسلام
ـ[أبو سيف العدل]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 12:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الاخوان مساعدتي في رد شبهة أن شيخ الاسلام وصف فاطمة رضي الله عنها بالنفاق في منهاج السنة ... و بارك الله فيكم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 01:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم .. طالبه بالتوثيق من كتب شيخ الإسلام ومن ثم راجعها في سياقها بنفسك فقد تعلمت عدم الوثوق بنقلهم وبكلامهم ولعلك تجد في كتاب (ابن تيمية ليس ناصبيا) لفضيلة الشيخ سليمان الخرشي حفظه الله بغيتك والله أعلم
http://www.saaid.net/book/open.php?book=728&cat=7
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 01:31]ـ
شيخنا الله يحفظك هذا ينقله بعض أئمة الكذب. وهم الروافض كعادتهم في بتر النصوص والتدليس.
دائما ينقلون في كتبهم كلام شيخ الاسلام في المنهاج (4/ 245) قوله: {أليس من يذكر مثل هذا (أي مطالبتها حقها من فدك) عن فاطمة ويجعله من مناقبها جاهلا أو ليس الله قد ذم المنافقين الذين قال فيهم: (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها ورضا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)}.أ هـ
ثم يعلق أحد هؤلاء البهائم أجلك الله قائلا: فأنظر كيف وصفها ابن تيمية بالنفاق.
والمطلوب منك أخي هنا أمران:
الأول: أن تحمد الله على الإسلام وملازمة السنة. وأنه لم يجعلك أحد هذه البهائم.
ثانيا: أن تقرأ النص كاملا لا بعضه. ولعلي أذكر لك كلامه قبل هذا النص وبعده.
قال رحمه الله: (الوجه السابع أن ما ذكره عن فاطمة أمر لا يليق بها ولا يحتج بذلك إلا رجل جاهل يحسب أنه يمدحها وهو يجرحها فإنه ليس فيما ذكره ما يوجب الغضب عليه إذ لم يحكم لو كان ذلك صحيحا إلا بالحق الذي لا يحل لمسلم أن يحكم بخلافه ومن طلب أن يحكم له بغير حكم الله ورسوله فغضب وحلف أن لا يكلم الحاكم ولا صاحب الحاكم لم يكن هذا مما يحمد عليه ولا مما يذم به الحاكم بل هذا إلى أن يكون جرحا أقرب منه إلى أن يكون مدحا ونحن نعلم أن ما يحكى عن فاطمة وغيرها من الصحابة من القوادح كثير منها كذب وبعضها كانوا فيه متأولين وإذا كان بعضها ذنبا فليس القوم معصومين بل هم مع كونهم أولياء الله ومن أهل الجنة لهم ذنوب يغفرها الله لهم وكذلك ما ذكره من حلفها أنها لا تكلمه ولا صاحبه حتى تلقى أباها وتشتكي إليه أمر لا يليق أن يذكر عن فاطمة رضي الله عنها فإن الشكوى إليه أمر لا يليق أن يذكر عن فاطمة رضي الله عنها فإن الشكوى إنما تكون إلى الله تعالى كما قال العبد الصالح إنما أشكو بثى وحزني إلى الله وفي دعاء موسى عليه السلام اللهم لك التكلان وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ولم يقل سلني ولا استعن بي. وقد قال تعالى: (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب).ثم من المعلوم لكل عاقل أن المرأة إذا طلبت مالا من ولي أمر فلم يعطها إياه لكونها لا تستحقه عنده وهو لم يأخذه ولم يعطه لأحد من أهله ولا أصدقائه بل أعطاه لجميع المسلمين وقيل إن الطالب غضب على الحاكم كان غاية ذلك أنه غضب لكونه لم يعطه مالا وقال الحاكم إنه لغيرك لا لك فأي مدح للطالب في هذا الغضب لو كان مظلوما محضا لم يكن غضبه إلا للدنيا وكيف والتهمة عن الحاكم الذي لا يأخذ لنفسه أبعد من التهمة عن الطالب الذي يأخذ لنفسه فكيف تحال التهمة على من لا يطلب لنفسه مالا ولا تحال على من يطلب لنفسه المال وذلك الحاكم يقول إنما أمنع لله لأني لا يحل لي أن اخذ المال من مستحقه فأدفعه إلى غير مستحقه والطالب يقول إنما أغضب لحظى القليل من المال أليس من يذكر مثل هذا عن فاطمة ويجعله من مناقبها جاهلا.أو ليس الله قد ذم المنافقين الذين قال فيهم: (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها ورضا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ولو أنهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيوتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون) فذكر الله قوما رضوا إن اعطوا وغضبوا إن لم يعطوا فذمهم بذلك فمن مدح فاطمة بما فيه شبه من هؤلاء ألا يكون قادحا فيها فقاتل الله الرافضة وانتصف لأهل البيت منهم فإنهم ألصقوا بهم من العيوب والشين مالا يخفى على ذي عين).
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا رعاك الله أعرف استدلالهم بهذا. إن كان هناك نص غيره فلا أعلمه.
جزيت خيرا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 01:48]ـ
لتعلم أخي (أبا سيف) أن من يقول مثل هذا الكلام عن أكبر منافح ومدافع عن آل البيت في وقته، بل وفي غير وقته؛ لا يخلو من حالتين: إما متعمد الكذب والتبهيت والتشويه، وإما لم يدرك المراد من قول الشيخ ولم يستوعبه وأدخل بعضه في بعض.
أخي العزيز ؤاطلعت على كتاب (المنهاج) ووالله لم أجد إلا ما قد يوصف بأنه محاولة تشويه غبية للشيخ رحمه الله، ففي (منهاج السنة النبوية ج4/ص244) قال الشيخ رحمه الله:
ثم من المعلوم لكل عاقل أن المرأة إذا طلبت مالا من ولي أمر فلم يعطها إياه لكونها لا تستحقه عنده، وهو لم يأخذه ولم يعطه لأحد من أهله ولا أصدقائه بل أعطاه لجميع المسلمين، وقيل إن الطالب غضب على الحاكم، كان غاية ذلك: أنه غضب لكونه لم يعطه مالا، وقال الحاكم إنه لغيرك لا لك.
فأي مدح للطالب في هذا الغضب، لو كان مظلوما محضا لم يكن غضبه إلا للدنيا، وكيف والتهمة عن الحاكم الذي لا يأخذ لنفسه أبعد من التهمة عن الطالب الذي يأخذ لنفسه، فكيف تحال التهمة على من لا يطلب لنفسه مالا ولا تحال على من يطلب لنفسه المال؟
وذلك الحاكم يقول: إنما أمنع لله لأني لا يحل لي أن اخذ المال من مستحقه فأدفعه إلى غير مستحقه، والطالب يقول: إنما أغضب لحظى القليل من المال.
أليس من يذكر مثل هذا عن فاطمة ويجعله من مناقبها جاهلا، أو ليس الله قد ذم المنافقين الذين قال فيهم: {ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ولو أنهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيوتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون} فذكر الله قوما رضوا إن اعطوا وغضبوا إن لم يعطوا، فذمهم بذلك.
فمن مدح فاطمة بما فيه شبه من هؤلاء ألا يكون قادحا فيها؟ فقاتل الله الرافضة وانتصف لأهل البيت منهم فإنهم ألصقوا بهم من العيوب والشين مالا يخفى على ذي عين.
ليرحمك الله يا شيخ الإسلام، وينتقم من أهل الزندقة والخذلان.
ملاحظة: آسف أخي أبا عبد العزيز فلم أنتبه لمشاركتك إلا بعد أن أرسلت مشاركتي حيث كنت منشغلا بالكتابة، فلا تغضب عليّ.
ـ[أبو سيف العدل]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 02:22]ـ
جزاكم الله خيرا يا فحول المجلس العلمي ....
و الله لقد أنجدتموني ....
من سألني أحد المتأثرين بالشيعة, و لقد بدأوا بالتكاثر عندنا في فلسطين, و يشغبون علينا بشبهات لا تنقطع ...
ـ[الحافظة]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 02:38]ـ
فقاتل الله الرافضة وانتصف لأهل البيت منهم فإنهم ألصقوا بهم من العيوب والشين مالا يخفى على ذي عين).
.
... اللهم آمين ...
جزاكم الله خيرا -على التوضيح -وزادكم من فضله
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 03:43]ـ
أخوي السكران التميمي
الله يكتب أجرك ... وزيادة الخير خيرين(/)
نظرات نقدية حول بعض ما كتب في تحقيق مناط الكفر في باب الولاء والبراء
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 01:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: saaid.net/book/10/3488.doc
نظرات نقدية حول بعض ما كتب في تحقيق مناط الكفر في باب الولاء والبراء
كتبه عبدالله بن صالح العجيري
abosaleh95@hotmail.com
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ..
فهذا بحث كتبته منذ مدة في تحقيق مناط الكفر في باب الولاء والبراء، والتعليق على مسألة مظاهرة المشركين على المؤمنين، وقد أطلعتُ عليه بعضاً من أفاضل أهل العلم ممن لهم عناية بتحقيق هذه المسائل ولهم بها اختصاص، ومنهم الشيخ عبدالرحمن المحمود والشيخ عبدالعزيز اللعبداللطيف والشيخ علوي السقاف -حفظهم الله ونفع بهم- فاستحسنوه، فقوي عزمي على إخراجه رجاء الإفادة والنفع، وحلّ شيء من الإشكالات والإجابة عن بعض الشبهات مما له صلة بهذا الباب، وذلك أنه قد قُدّر لي أن أطلع على جملة من الكتابات لبعض الفضلاء في مسألة الولاء والبراء، وتحرير حكم مظاهرة المشركين على المؤمنين، والتي بحثت في المناط المكفر في مسألة الموالاة والمعاداة، فوجدت بعضاً منها قد جعل ذلك راجعاً إلى محض الاعتقاد الباطن، فلا كُفرَ بموالاة الكفار مهما أظهر الموالي من صور الولاء ما لم يكن منه تصريحٌ بمحبة دين الكفار أو رضاً به، كما لا كُفرَ بمعاداة المسلمين مهما أظهر المعادي من صور العداء ما لم يكن منه تصريحٌ ببغض دين الإسلام وكرهٍ له، وأُدرج في هذا السياق مسألة مظاهرة المشركين ومناصرتهم على أهل الإيمان، فجعلوها صورة من صور الموالاة المحرمة وأجروا عليها قاعدتهم تلك، فقالوا بأن هذه المظاهرة لا تكون كفراً مهما تعاظمت ما لم يكن من صاحبها محبة لدين الكفار وتمن لنصرته، أما مجرد مظاهرتهم ومناصرتهم على أهل الإسلام لمصلحة دنيوية يجنيها المظاهر فإنها لا تكون كفراً بذاتها حتى يقوم بقلب صاحبها المعنى المذكور.
وقد وقع أولئك الكتاب -غفر الله لهم- في بحوثهم تلك في جملة من الأخطاء العلمية والمنهجية، والتي أوجبت وصولهم لمثل هذه النتيجة والتي تخالف ما عليه أهل السنة والجماعة في هذه المسألة، بل وتخالف ما هم عليه في مسائل الإيمان كما سيأتي، ومن أهم تلك الأخطاء المنهجية:
* الاقتصار على إيراد ما يُعضد كلام الباحث من النقول والأقوال أو يوهم ذلك، مع الإعراض التام عن كل ما يعارضه، ومعلوم لمن قرأ في هذه المسألة أن ثمة إجماعات يتناقلها أهل العلم يحكون فيها كفر المظاهر على أهل الإسلام، ولهم عبارات محكمة في هذا الباب ما كان ينبغي لمن تعرض لبحث هذه المسألة أن يتجاوزها، وقد أدى صنيعهم هذا إلى تصوير القول بالتكفير في مسألة المظاهرة بصورة غير لائقة وكأنه قول شاذ دخيل لا قائل به، ولا يستحق أن يذكر أو يشار إليه، والأسوأ أن يصور هذا القول بأنه قول محدث، وأنه قول الغلاة، وأنه مما يجب مباعدته ومحاذرته.
* الأخذ ببعض كلام العالم والإعراض عن بعض، فتجدهم ينقلون كلمة للعالم في تأييد ما ذهبوا إليه من عدم تكفير من ظاهر على أهل الإسلام، ويعرضون عن جملٍ صريحة له في التكفير، خذ مثلاً ما ينقله بعضهم من قول الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، وقوله سبحانه: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، وقوله عز وجل: (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ): (فقد فسرته السنة، وقيدته وخصته بالموالاة المطلقة العامة) [الدرر السنية 1/ 474] فيتوهمون أنه يريد بالموالاة المطلقة العامة، محبته لدين الكفار وتمنيه لنصرته، معرضين عن عبارات له صريحة في خصوص مسألة المظاهرة تفصل الإجمال الواقع في هذه العبارة كقوله رحمه الله: (من أعانهم أو جرهم على بلاد أهل الإسلام، أو أثنى عليهم أو فضلهم بالعدل على أهل الإسلام،
(يُتْبَعُ)
(/)
واختار ديارهم ومساكنتهم وولايتهم، وأحب ظهورهم؟! فإن هذا ردة صريحة بالاتفاق، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) [الدرر السنية 8/ 326].
* عدم الدقة في فهم كلام أهل العلم بل وتقويلهم ما لم يقولوه، والخلط بين المسائل، وإيراد النصوص والنقول الخارجة عن محل النزاع، فتجدهم مثلاً ينقلون كلام أحد العلماء في مسألة جزئية فيفهمون منها حكماً عاماً ثم ينسبون هذا الفهم إلى ذلك العالم وهكذا، كصنيعهم بكلام أهل العلم مثلاً في مسألة الجاسوس، وكيف يصورون القائل بعدم تكفير الجاسوس في صورة من لا يكفر بصورة من صور المظاهرة خلا ما كان عن اعتقاد الكفر، ومعلوم أن بين المسألتين فرقاً وأنه لا يلزم من رأى عدم التكفير بالمسألة الأولى أن لا يرى في المسألة الثانية كفراً، خذ مثلاً نقلهم لعبارة الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن في تعليقه على حديث حاطب رضي الله عنه حيث يقول: (مع أن في الآية الكريمة – (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء .. ) – ما يشعر: أن فعل حاطب نوع موالاة وأنه أبلغ إليهم بالمودة وأن فاعل ذلك قد ضل سواء السبيل لكن قوله: (صدقكم خلوا سبيله) ظاهر في أنه لا يكفر بذلك إذا كان مؤمناً بالله ورسوله غير شاك ولا مرتاب وإنما فعل ذلك لغرض دنيوي ولو كفر لما قال: خلوا سبيله. ولا يقال قوله صلى الله عليه وسلم: (ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) هو المانع من تكفيره لأنا نقول: لو كفر لما بقي من حسناته ما يمنع من لحاق الكفر وأحكامه فإن الكفر يهدم ما قبله لقوله تعالى (ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله) وقوله (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) والكفر محبط للحسنات والإيمان بالإجماع فلا يظن هذا) [الدرر السنية 1/ 473]، فهل يصح أن يقال تعلقاً بهذه العبارة: الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن لا يرى كفر المظاهر من أجل الدنيا؟ أم الواجب ضم هذه العبارة إلى عباراته الصريحة في التكفير، والتفصيل والتفريق بين الصور التي كفر بها والتي لم يكفر، وسيأتي في ثنايا البحث أمثلة أخر على هذه المسألة.
ومثل هذا الخلل في فهم كلام أهل العلم ثم تقويلهم ما لم يقولوه، تتبع بعضهم مثلاً لكلام أهل العلم في التكفير بمحبة الكفر أو التولي على الدين، وتصوير العالم في صورة القائل بأن هذه هي مناط التكفير في مسائل الموالاة والمعاداة، ومن المعلوم أن ثمة فرقاً معتبراً بين جعل هذه الصورة مناطاً للتكفير وبين جعلها صورة من صور الموالاة المكفرة.
ومن الأخطاء كذلك في هذا السياق عدم التفريق بين حكم الاستعانة بالمشركين في قتال المسلمين وبين حكم مظاهرة المشركين على المؤمنين، وكذا عدم التفريق بين إعانة مسلم لكافر في قتل مسلم من آحاد المسلمين وبين مظاهرة دولة الكفر على دولة الإسلام وعلى المسلمين.
* تصوير القول المخالف على غير وجهه، وإلباس القائلين به لبوساً ليس لهم، وذلك بخلط الكلام في بحث مسألة الموالاة بالمظاهرة، وتصوير القائل بتكفير المظاهر بصورة من يكفر بمطلق الموالاة، ولا شك أن بحث ما يتعلق بالمسألة العامة (الموالاة) شيء، والكلام في مسألة (المظاهرة) الخاصة شيء آخر، ووالله إني لا أعلم أحداً منتسباً للسنة يكفر بمطلق الموالاة -إلا أن يكون له اصطلاح خاص في معنى الموالاة أخص من مدلولها اللغوي فيحاسب بناءً على اصطلاحه -، بل الكل متفقون على أن موالاة الكفار على قسمين: قسم مكفر، وقسم غير مكفر، ولذا ترى بعضاً من أهل العلم قد اصطلحوا على جعل التولي كفراً والموالاة غير مكفرة، فليست المنازعة إذن في حكم مطلق الموالاة وإنما محل المنازعة في أي لوني الموالاة يجب إلحاق المظاهرة، فالقوم يرون فيها موالاةً غير مكفرة ومخالفوهم يرونها من التولي أو الموالاة المكفرة، وبهذا يتبين أن من يُلحق المظاهرة بالموالاة المكفرة لا يرتب الأمر على النحو الذي يصوره بعض الكتاب من أنهم يكفرون المظاهر لأنهم يكفرون كلّ موالٍ للكفار، بل هم يُفصِّلون كما يُفصِّل أولئك وإن خالفوهم في محل إلحاق هذه المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي أظنه في أولئك الأفاضل أنه قد قام بقلوبهم معنى في هذه المسألة وترسخ حتى أضحوا أسرى له لا ينفكون عنه ولا يحيدون، فصاروا لا يقرؤون كلام أهل العلم إلا في ضوئه، ولا يفهمون عباراتهم إلا وفق ما وقع في قلوبهم، فآلت نتائج بحوثهم إلى ما آلت إليه، وصارت المظاهرة في كل أحوالها لوناً من ألوان الموالاة غير المكفرة، مادام قلب صاحبها (مطمئناً) بالإيمان!! بل صاروا يوردون استدلالات غريبة شاذة لينصروا قولهم هذا، كقول أحدهم: (بل إعانة الكفار ومظاهرتهم على المسلمين هي في ذاتها من قبيل العداوة المباشرة من المؤمن للمؤمن) وأصرح منه قوله: (لا فرق بين أن يكون قتل المسلم للمسلم من غير إعانة للكفار على المسلمين، أو مع إعانتهم على قتال المسلمين، وليس مع من فرق بين الحالين من جهة اقتضاء الحكم بالكفر بينة)، فعجباً والله كيف أضحى قتال المسلم مع الكفار ضد أهل الإسلام، كقتال أهل الإسلام بعضهم لبعض، وكيف صار القتال الذي يحقق الرفعة للكفار وكفرهم، كقتالٍ لا يحققه ولا يحصله، وكيف صار ذاك القتال المتضمن موالاة جلية ظاهرة للكفار ومعاداة واضحة لأهل الإيمان، كقتال لا يتضمنه ولا يحويه، والفرق بين لوني المقاتلة أكبر من أن يُنبه عليه أو يحتاج إلى تدليل.
وأعجب منه استحسان بعض الفضلاء لتقسيم موالاة الكفار ومظاهرتهم إلى ثلاثة أقسام:
(1 - مظاهرتهم وموالاتهم في الظاهر مع حبهم و مودتهم في الباطن، وهو النوع المخرج من الملة المكفر.
2 - مظاهرتهم في الظاهر لمصلحة الشخص وخوفه على نفسه، أو ملكه وسلطته، وهذا النوع كبيرة من كبائر الذنوب ليس مخرجاً من الملة.
3 - موالاتهم ومظاهرتهم لمصلحة المسلمين، ودرء الشر والفتنة عنهم وهذا النوع جائز، والدليل على هذه التقسيمات حديث الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة –رضي الله عنه-)، ثم قال: (هذا التقسيم جيد، ويتوافق مع النصوص والقواعد الشرعية، وعليه عمل جمهور علماء السلف في تنزيل الأحكام على الأشخاص والأصناف في الجملة) فهل هو تقسيم جيد حقيقةً؟! وهل هو قولٌ لعالم من علماء السلف، دع عنك أن يكون قول جمهورهم؟! وهل حديث حاطب يدل عليه فعلاً؟! وليت شعري كيف تكون مظاهرة المشركين على المسلمين مصلحة للمسلمين؟!! وكيف يقاتل عبدٌ مسلم أهل الإسلام مناصراً أهل الكفر ليحقق للمسلمين مصلحة ويدرأ الشر والفتنة عنهم؟!! وإن كان كذلك -وهو ما لا يكون- فلم اقتصر هذا الفاضل على الحكم بالجواز، ألا نبه إلى أنه مشروع مستحب وقد يجب!! ثم هل يلتزم هذا الفاضل حقيقةً تكفير من اقترنت موالاته الظاهرة بحب (الكفار) في الباطن؟! أم أن الأمر اختلط عليه وما عاد يفرق بين محبة (الكفر) التي يريد جعلها مناطاً للتكفير ومحبة (الكفار) التي ليست محلاً عنده للتكفير!!
ولعل مما رسخ هذه القناعة عندهم، ودفعهم لتبني هذا الرأي الغريب، والحرص على إذاعته ونشره، والاستدلال له على هذا النحو العجيب، ما رأوه في الواقع من تعجل البعض في إصدار أحكام التكفير في ضوء هذه المسألة، وترتيب أعمال عنفٍ بناءً عليها، وهذا التعجل والتوسع في التكفير وإن كان خطأً بلا شك، ولكن من الخطأ أن يعالج الخطأ بالخطأ، وذلك بتغيير أحكام الشريعة مراعاة للواقع وسداً لأبواب فساد، بل الواجب تصويب هذه الانحرافات في ضوء أحكام الشريعة ببيان ما يتعلق بتكفير المعين من أحكام وضوابط، وبيان شروط المتكلم في هذا الباب، أما إلغاء حكم الكفر عن فعل حكم الشرع بكونه كفراً لانحراف وخطأ في التنزيل فزيغ وضلال، وأخشى أن يأتي يوم يُضطر فيه أولئك الفضلاء ممن لا يكفرون بكل صور المظاهرة إلى أن يُكفِّروا بها إن ابتليت أوطانهم يوماً بهذه المسألة، فيجدوا أناساً ينتسبون في الظاهر إلى الإسلام يقاتلونهم وأهليهم مع الكفار ليقلبوا دار الإسلام التي يعيشون بها دار كفر معتقدين أنهم لم يقوموا إلا بذنب ومعصية لا تستوجب كفراً -نسأل الله أن يعافينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن-.
وأحسب أن من قال بعدم تكفير من ظاهر المشركين على المؤمنين مطلقاً -إلا ما كان ناشئاً عن محبة للكفر ورضاً به- لا يعدو أحد رجلين:
(يُتْبَعُ)
(/)
-إما رجلٌ لم يتصور المسألة تصوراً تاماً، ولم يعرف حقيقة المظاهرة وما يدخل فيها، وما يترتب عليها من آثار، وتستجلبه من لوازم، فحكم في ضوء هذا التصور الناقص فأخطأ، والحكم على الشيء فرع عن تصوره.
-وإما رجلٌ قد تصور المسألة تصوراً تاماً وعرف حقيقة المظاهرة وما يدخل فيها، وعرف مآل القول بتعليق التكفير بها على التصريح القولي بمحبة دين الكفار، ثم أصر –بعد ذلك- على القول بعدم التكفير. فمثل هذا هو الملوث بشبهة إرجاء ولا بد، فالواجب عليه والحال هذه أن يرفع عن نفسه هذه الشبه بتصحيح تصوره للإيمان وعلاقة الإيمان الباطن بالإيمان الظاهر وأثر الاعتقاد على العمل، وبغير هذا التصحيح يغدو البحث عبثاً، ويدخل الراد والمردود عليه في دائرة جدل لا يخرجون منها.
فمن أطلق القول بتعليق التكفير بالمظاهرة على المحبة القلبية التي لا يتوَصَّلُ إلى معرفتها إلا بالتصريح اللساني، وأهدر الفعل الظاهر، فإن مقتضى قوله أن من أعلن بلسانه بغض دين الكفار، ثم حملته الرغبات و الأطماع الدنيوية على أن يلتزم مع أهل الكفرِ قتال كلِّ مسلمٍ موحدٍ، و محو كلِّ حُكمٍ إسلامي، وتحويل دار الإسلام حيثما كانت إلى دار كفرٍ، والتزام معاضدة الكفار على سعيهم في تهديم مساجد المسلمين، وإطفاء شعائر دينهم، لترتفع محلها شعائر الكفر والشرك. فمثل هذا عند من أطلق القولَ بأن المظاهرةَ العملية كلها ذنبٌ وليست كفراً ينبغي أن يكون مؤمناً ناقصَ الإيمان، ما لم يعلن بلسانه حبه لدين الكفار. ولعمرو الله إن لم يكن هذا إرجاءً فما في الأرض إرجاء؟
على أني لا أحسب المخالف يلتزم هذا ويقوله، لكني أذكره للتنبيه إلى مآلات قوله، ولبيان خطورةِ مثل تلك الإطلاقات غير المحرَّرة، والتي يغفل قائلها عن مقتضياتها.
وإني أذكر القارئ الكريم بأن هذا المقال لن يوفي المسألة حقها، ولن يُفَصِّل في بحثها، ولن يرد على كافة ما أثير حولها من شبهات، وإنما هي لمعٌ وإشارات لجملةٍ من المعاني التي ينبغي على من بحث المسألة أن يراعيها، لئلا يقع في مثل هذه المزالق و الإطلاقات الخطيرة، فقد رأيت كثيراً ممن بحث المسألة غفل عن مواقع قدميه، فلم يحقَّق قوله، ولم يعالج المسألةَ على النحو اللائق بها. ومن أحب أن يراجع تفاصيل هذه المسألة فثمة جملة من الكتب والكتابات النافعة في هذا الباب والتي لن يصعب على المهتم المعتني تحصيلها والإفادة منها، أما الكتابة المفصلة في هذه المسألة الجليلة على نحو يليق بمقامها وثقلها في ميزان الشريعة فمقام آخر أرجو أن يتيسر مستقبلاً -إن شاء الله-.
(حقيقة مظاهرة المشركين على المؤمنين)
حقيقة المظاهرة: الإعانة والمناصرة والتأييد ليتحقق للطرف المظاهَر الظهور والعلو والغلبة على الطرف الآخر. وفي التنزيل: (وإن تظاهرا عليه) أي تعاونا. وفي لسان العرب (4/ 520): "ظاهَرَ بعضهم بعضاً: أَعانه. والتَّظاهُرُ: التعاوُن. وظاهَرَ فلانٌ فلاناً: عاونه، والمظاهَرةُ: المعاونة ... وظاهر: أَي نَصَر وأَعان والظَّهِيرُ العَوْنُ". فالأصل في معنى مظاهرة المشركين على المؤمنين في لسانِ أهل العلم: تأييدهم وإعانتهم بما يحقِّق لهم الظهورَ والغلبةَ، ويكون لهم العلو والتسلُّط على أهل الإيمان، فينحط ذكر أهل الإيمان ويخبوا أمرهم ويدبر سعدهم، وهذا العلو الحاصل للمشركين مستلزمٌ ولا بد علوَّ ما هم عليه من الشرك والكفر في مقابل ما يحصل من الحط من أمر الإيمان والإسلام، وهذه حقيقة لا بد من استحضارها وتفهمها والحكم على مسألة المظاهرة في ضوئها، فليس البحث في تسلط عصابة من الكفار على نفر من المسلمين لسلب أموالهم مثلاً فينخرط مسلم في سلكهم ليحصل شيئاً مما يحصلون، وإنما البحث في مناصرة تؤول بصاحبها شاء أم أبى علم أو لم يعلم إلى مناصرة الشرك والكفر والمظاهرة على الإسلام، والكلام في حقيقته في حكم مظاهرة الكفر والشرك على الإسلام، فهل يُتصور في هذا الصنيع أن يكون شيئاً غير الكفر، وهل يمكن أن يكون صاحبه قد جاء بأصل الولاء المنجي وتبرأ من الكفار البراءة المنجية، وهل من أعان الكفار بالقتال معهم فأعقب ذلك علو كفرهم وشركهم وانتشاره في الأرض رغبة في الدنيا لا محبة للكفر ولا للشرك يكون مؤمناً مسلماً؟! ولأقرب الأمر بالمثال علّ ذلك يفيد في تفهم حقيقة المسألة، ومحل البحث فأقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
لو قُدر أن بعضاً من أهل الشرك أرادوا أن يُغيروا على مكة -حرسها الله- ليهدموا الكعبة ويفسدوا في حرم الله ويحيلوا دار الإسلام دار كفر، فراودوا مسلماً طالبين منه أن يقود حملتهم هذه بأجرة جزيلة يأخذها وذلك لخبرته بشأن الحرب وطبيعة الأرض وطبائع الناس فهل يُتصور أن يكون هذا القائد مسلماً إن رضي بالأمر وظاهر الكفار وقادهم في غزوتهم هذه أم أنه كافر مرتد ولا بد، وهل يتصور فيه إن قبلَ أنه محب لله ولرسوله ولدينه معظم للكعبة عارف لقدرها موالٍ للمؤمنين متبرئ من الكفر وأهله أم أنه بالضد من ذلك كله، وأن قيامه بهذه المظاهرة مستلزم ولا بد خلوَّ قلبه من أصل الولاء والبراء المنجي والذي لا يكون المؤمن مؤمناً إلا به، وأن محبة الدنيا وزخرفها وزينتها قد غلبت على قلبه، فأضحى حب الله ورسوله ودينه في خبر كان، وقل الأمر نفسه فيمن رضي أن يقاتل مع أهل الكفر أهل المدينة ليهدموا مسجده صلى الله عليه وسلم ويستخرجوا جثمانه الشريف وتكون المدينة النبوية مدينة كفر وفسوق، فهل يكون هذا المقاتل مع أولئك الكفار إلا كافراً، وإن ادعى أنه مبغض لدين الكفار بل ومبغض لهم وأنه ما قاتل معهم إلا استعجالاً لدنيا يصيبها أو متاعاً يحصله، فهل يصلح أن تكون الرغبة في الدنيا عذراً في درء حكم التكفير عن مثل هذا والحكم له بأنه من جملة المؤمنين، أم سيكون بقتاله هذا من جملة الكافرين ولا بد، ولو قدر أن مسلماً خرج مع الكفار مقاتلاً أهل الإسلام رغبة في الدنيا وطلباً لزينتها فأظهروا أمرهم، وأقاموا دولتهم، وحكمّوا شرعتهم، وقلبوا دار الإسلام دار كفر، ونشروا الشرك والكفر في الخافقين، أيكون من عاونهم على تحقيق قبائحهم هذه مسلماً محباً لله ورسوله وعباده الصالحين مع ما حصل بسببه من هذه القبائح والكفريات، وهل الصد عن سبيل الله والسعي في إطفاء نور الله وشرعته إلاً كفراً بغير شك ولا ارتياب، فليت شعري هل حرب المسلمين وقتالهم مع الكافرين إلا هذا حقيقة، أم أنه لا يكون كفراً حتى يريده ويقصده، فهو يريد ما يحققه ويوصل إليه، وهل ينفك هذا عن هذا، واعتبر في هذا بما جرى على دار الإسلام (الأندلس) حين قاتلَ النصارى أهلَها فأخرجوهم منها بعد التقتيل والتشريد، وأحالوها حتى يومنا هذا دار كفر يسوسها الكفار بشرعهم وقانونهم، أرأيت أولئك المظاهرين لهم على صنيعةِ السوء هذه يكونون بصنيعهم هذا مسلمين مؤمنين أم أنهم ولا شك ممن (اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ) فأضحوا بجريمتهم هذه كافرين، وهذا المعنى ظاهر في كلام ابن تيمية رحمه الله لما ابتلي المسلمون في زمانه بأمر التتار، فقال مبيناً حكم مظاهرتهم على المسلمين منبهاً إلى ما تجره هذه المظاهرة من ويلات وبلايا: (كل من قفز إليهم –يعني التتار– من أمراء العسكر وغير الأمراء فحكمه حكمهم، وفيهم من الردة عن شرائع الإسلام بقدر ما ارتد عنه من شرائع الإسلام، وإذا كان السلف قد سموا مانعي الزكاة مرتدين- مع كونهم يصومون ويصلون ولم يكونوا يقاتلون جماعة المسلمين، فكيف بمن صار مع أعداء الله ورسوله قاتلاً للمسلمين؟ مع أنه والعياذ بالله لو استولى هؤلاء المحاربون لله ورسوله المحادون لله ورسوله المعادون لله ورسوله على أرض الشام ومصر في مثل هذا الوقت لأفضى ذلك إلى زوال دين الإسلام ودروس شرائعه) [الفتاوى 28/ 530]، ويقول رحمه الله: (فهذا وغيره مما يبين أن هذه العصابة التي بالشام ومصر في هذا الوقت هم كتيبة الإسلام وعزهم عز الإسلام وذلهم ذل الإسلام فلو استولى عليهم التتار لم يبق للإسلام عز ولا كلمة عالية ولا طائفة ظاهرة عالية يخافها أهل الأرض تقاتل عنه، فمن قفز عنهم إلى التتار كان أحق بالقتال من كثير من التتار فإن التتار فيهم المكره وغير المكره وقد استقرت السنة بأن عقوبة المرتد أعظم من عقوبة الكافر الأصلى) [الفتاوى 28/ 534]، وتأمل كيف أمر الله تبارك وتعالى عباده الموحدين بقتال أعدائهم نصرة للدين ورفعاً للفتنة وإزالة للكفر، فقال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لله) فما حكم قتال يحقق الفتنة، ويرسخ الكفر، ويمنع أن يكون الدين كله لله!! وهل قتال المظاهر للكفار على المسلمين إلا مطرّقاً لهذه، ومذللاً لها. والذي لا أشك فيه أن من حكم لهذا بالإيمان وجعل نطقه
(يُتْبَعُ)
(/)
بالشهادتين دليلاً على وجود أصل الولاء والبراء المنجي في قلبه، وأنه لم يرتكب بهذه الفظائع إلا ذنباً ومعصية لا تستوجب كفراً، وعلق حكم التكفير على اعتقاد القلب والذي لا يظهر إلا بالإعلان والتصريح اللساني أنه متعلق بشعبة من شعب الإرجاء المذموم. وذلك أن من أصول أهل السنة والجماعة في مسائل الإيمان القول بتلازم الظاهر والباطن، وأن المعيّن متى ما واقع كفراً وانتفت عنه موانع التكفير وتوافرت فيه شروطه فهو الكافر في الظاهر والباطن بيقين، ولا يصح والحال هذه أن يقال هو كافر في حكم الظاهر فقط ويمكن أن يكون مؤمناً في الباطن بل هذا قول مشهور من أقوال المرجئة، أو يقال في مسألتنا أن الكفر فيها من جنس كفر المنافقين الذي تشتمل عليه القلوب فيعاملون بحسب الظاهر لعدم إمكان الإطلاع على المعتقد الباطن ومعرفة الباعث على الفعل بغير تصريح اللسان، فالأمر إذن تخليط في أبواب التكفير وحصر له في قول القلب وعمله لا غير، وبالله عليكم لو أن مسلماً دُعي إلى إهانة المصحف مقابل مبلغ يُحصله فرفض، فزيد له في السعر فتردد ثم زيد فأقدم وفعل، فإنا لا نشك أنه إنما رفض أولاً لقيام معنى إيماني في قلبه منعه من الإقدام، وتردده بعد الزيادة مستلزم ولا بد ضعف هذا المعنى في باطنه، وإقدامه في النهاية مستلزم ولا بد انعدام أصل الإيمان المنجي، فيقال مثله فيمن قاتل في صف الكفار أهل الإيمان طوعاً باختياره، أما ادعاء أنه يمكن أن يكون عنده أصل إيمان منجٍ يكون به مؤمناً في هذه الحال فقول لا يصح على أصول أهل السنة في باب الإيمان بل قائله متعلق بشعبة إرجاء وهذا أمر بيّن لمن تدبره، يقول الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ: (والمرء قد يكره الشرك، ويحب التوحيد، لكن يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشرك، وترك موالاة أهل التوحيد ونصرتهم، فيكون متبعاً لهواه، داخلاً من الشرك في شعبٍ تهدم دينه وما بناه، تاركاً من التوحيد أصولاً وشعباً، لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه، فلا يحب ويبغض لله، ولا يعادي ولا يوالي لجلال من أنشأه وسوّاه، وكل هذا يؤخذ من شهادة: أن لا إله إلا الله) [الدرر السنية 8/ 396]، ومن تعقل المعنى السابق -من وجود التلازم بين انتصار الرجل للكفار بما يحقق رفعتهم ويعلي شأنهم وما يحققه ذلك من إعلاءٍ لشأن الكفر وارتفاع لرايته- استغنى به عن تتبع الدليل الخاص بالتكفير في خصوص مسألة المظاهرة -وهو موجود- وعلم أن حكمه كحكم جملة من المكفرات والتي لا يُشك في كونها كفراً ولو لم يَعلم المعيّن دليلاً خاصاً في التكفير بها، فخلو الذهن عن دليل المسألة الخاص لبعض صور الكفر لا يمنع من الحكم عليها بوصف الكفر، كونها مصادمةً بداهة لأصل الإيمان وذلك كسب الله أو السخرية من الرسول صلى الله عليه وسلم أو الاستهزاء بالدين، بل إن تطلب الدليل الخاص بالتكفير في هذا المسألة والتوقف حتى يُحصل مما يضعفها ويخفف من قبحها وشناعتها إذ معاني الشريعة قاطعة وحاكمة فيما سبق من صور أنها كفر وأن فاعلها كافر مرتد، وهذا ما يفسر صنيع جمهرة من العلماء في تفسير جملة من الآيات القرآنية والتي تدل ظواهرها على التكفير بتولي الكافرين بأنها في حق من ناصرهم وظاهرهم على المؤمنين، مع كون تلك الآيات أعم من صورة المظاهرة، لكن لما كانت ظواهر تلك النصوص تجعل التولي كفراً نظروا في صور التولي المكفر فرأوا في نصرة الكافرين على أهل الإيمان هذا المعنى ففسر بعضهم تلك النصوص بها، مع ملاحظة أن النصرة معنى داخل في حقيقة الولاء وضدها في قضية البراء، فكيف يتصور أن مؤمناً قد حقق هذا المعنى في قلبه على الوجه المقبول ثم تكون نصرته الظاهرة خالصة للكفار دون المؤمنين فيقاتلهم ويناصر أعداءهم عليهم طلباً لعلو هذا الفريق على ذاك ليحصل له شيء من خسيس دنيا، وأي الصنيعين أقبح وأبشع وأشنع مسلم أجير عند كافر طُلب منه أن يناول الكافر مصحفاً ليهينه ففعل خوفاً على وظيفته وأجرته، أم الآخر الذي خرج مقاتلاً لأهل الإسلام مع الكفار رغبة في تحصيل دنيا وليكن عاقبة هذا الصنيع قتل المسلمين وتهديم المساجد وتمزيق المصاحف وإزالة حكم الإسلام وتحكيم الطاغوت وقلب دار الإسلام دار كفر؟!
يتبع ....
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 01:44]ـ
(محل البحث)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأود هنا تركيز البحث في هذه المسألة دون ما سواها أعني: حكم المقاتلة بحمل السلاح في صفوف الكافرين ضد المؤمنين لا عن حب للكفار أو دينهم وإنما لمحض متاع الدنيا؟ ذلك أني وجدت أن كثيراً ممن تكلم في هذه المسألة يأخذ برأي في مسألة فيجعلها حكماً لمسألة أخرى، ويستصحب معنى في باب لينزله على باب آخر، ويقيس صورة على أخرى مع وجود الفارق، كجعلهم حكم المقاتل كحكم الجاسوس، بل قد يغلو بعضهم ويجعل حكم المقاتل هنا دون حكم الجاسوس، لذا تراهم حين يعرضون كلام العالم في مسألة الجاسوس يحملونه فوق ما يحتمل، ويجعلون حكمه في هذه المسألة حكماً عاماً في مختلف صور المظاهرة ما عظم منها وما صغر -ولا صغير في هذا الباب- ولا شك أن هذا المسلك غير صحيح، بل الواجب جمع كلام أهل العلم وحمل كلٍّ على الوجه الذي أراده قائله، خذ مثلاً قول بعضهم وهو يسوق كلاماً للإمام القرطبي: (وممن نص على أن مظاهرة المشركين لمجرد غرض دنيوي ليست كفرًا استنادًا إلى قصة حاطب الإمام القرطبي، حيث قال: (من كثر تطلعه على عورات المسلمين، وينبه عليهم، ويعرف عدوهم بأخبارهم، لم يكن بذلك كافرًا، إذا كان فعله لغرض دنيوي، واعتقاده على ذلك سليماً، كما فعل حاطب حين قصد بذلك اتخاذ اليد، ولم ينو الردة عن الدين)) ا. هـ، فالقرطبي كما ترى إنما يتكلم هنا في خصوص مسألة الجاسوس لا في حكم كل مظاهر وسياق هذا الفاضل للكلام بهذا التقديم (وممن نص على أن مظاهرة المشركين لمجرد غرض دنيوي ليست كفراً ... الإمام القرطبي) موهم نسبة هذا العموم إلى القرطبي وهو ما لا يقول به، وذلك أن للقرطبي رأياً في حكم من عاضد المشركين على المؤمنين وناصرهم عليهم قد لا يروق لهذا الناقل حيث قال الإمام القرطبي رحمه الله: (قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ) أي: يعضدهم على المسلمين، (فَإِنَّهُ مِنْهُمْ): بيّن تعالى أن حكمه كحكمهم، وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، وكان الذي تولاهم ابن أبي، ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة في قطع الموالاة) [تفسير القرطبي 6/ 217].
ومثل هذا ما فعلوه بكلام الإمام الشافعي في تعليقه على حديث حاطب رضي الله عنه حيث حمّلوه ما لا يطيق ولا يحتمل، ونسبوا للشافعي قولاً يجب أن يُنزه الشافعي عن مثله، جاء في كتاب الأم 5/ 609 ما نصه:
(قيل للشافعي رحمة الله عليه: أرأيت المسلم يكتب إلى المشركين من أهل الحرب بأن المسلمين يريدون غزوهم، أو بالعورة من عوراتهم، هل يحل ذلك دمه، ويكون ذلك دلالة على ممالأة المشركين على المسلمين؟
قال الشافعي رحمه الله تعالى: لا يحل دم من ثبتت له حرمة الإسلام إلا أن يقتل، أو يزني بعد إحصان، أو يكفر كفرًا بينًا بعد إيمان، ثم يثبت على الكفر، وليس الدلالة على عورة مسلم، ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها، أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بيّن.
فقلت للشافعي رحمه الله: أقلت هذا خبرًا أم قياسًا؟ قال: قلته بما لا يسع مسلمًا علمه عندي أن يخالفه بالسنة المنصوصة، بعد الاستدلال بالكتاب. فقيل للشافعي رحمة الله عليه: فاذكر السنة فيه) فذكر الشافعي حديث حاطب رضي الله عنه، ثم قال: (في هذا الحديث مع ما وصفنا لك طرح الحكم باستعمال الظنون، لأنه لما كان الكتاب يحتمل أن يكون ما قال حاطب كما قال، من أنه لم يفعله شاكًا في الإسلام، وأنه فعله ليمنع أهله، ويحتمل أن يكون زلة، لا رغبة عن الإسلام، واحتمل المعنى الأقبح، كان القول قوله فيما احتمل فعله، وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لم يقتله، ولم يستعمل عليه الأغلب، ولا أعلم أحدًا أتى في مثل هذا أعظم في الظاهر من هذا، لأن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مباين في عظمته لجميع الآدميين بعده، فإذا كان من خابر المشركين بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غرتهم فصدقه على ما عاب عليه من ذلك، غير مستعمل الأغلب مما يقع في النفوس، فيكون لذلك مقبولًا، كان من بعده في أقل من حاله، وأولى أن يقبل منه مثل ما قبل منه.
قيل للشافعي رحمه الله: أفرأيت إن قال قائل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قد صدق) إنما تركه لمعرفته بصدقه، لا بأن فعله كان يحتمل الصدق وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيقال له: قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المنافقين كاذبون، وحقن دماءهم بالظاهر، فلو كان حكم النبي صلى الله عليه وسلم في حاطب بالعلم بصدقه كان حكمه على المنافقين بالعلم بكذبهم، ولكنه إنما حكم في كل بالظاهر، وتولى الله عز وجل منهم السرائر، ولئلا يكون لحاكم بعده أن يدع حكمًا له مثل ما وصفت من علل أهل الجاهلية، وكل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عام حتى تأتي عنه دلالة على أنه أراد به خاصًا، أو عن جماعة المسلمين الذين لا يمكن فيهم أن يجهلوا له سنة، أو يكون ذلك في كتاب الله جل وعزّ) ا. هـ.
فهذا كلام الشافعي بتمامه كما نقلوه، فكيف فهم أولئك الفضلاء هذا النص وعلى ماذا حملوا كلامه وحمّلوه، قال بعضهم معلقاً عليه: (وقد سئل الإمام الشافعي عن أمرين يدخلان في عموم موالاة الكفار ومظاهرتهم على المسلمين، وهي مكاتبة المشركين من أهل الحرب بأن المسلمين يريدون غزوهم، أو دلالة المشركين على عورة المسلمين التي يتضرر المسلمون بكشفها لأعدائهم من الكفار، وهل يحل دم من حصل منه ذلك.
وكان جواب الإمام الشافعي بأن ما ذكر مما هو من مظاهرة المشركين، وما هو أبلغ منه في المظاهرة، وهو التقدم في نكاية المسلمين، بأن يقاتل المسلمين مع المشركين ليس من الكفر البين. وإنما قال الإمام الشافعي إن التقدم في نكاية المسلمين ليس بكفر بين، لأن مجرد قتل المسلم للمسلم ليس في ذاته كفرًا، لا فرق بين أن يكون قتل المسلم للمسلم من غير إعانة للكفار على المسلمين، أو مع إعانتهم على قتال المسلمين، وليس مع من فرق بين الحالين من جهة اقتضاء الحكم بالكفر بينة، وهذا يدل على أن كل ما يكون في الظاهر من موالاة الكفار ومظاهرتهم على المسلمين ليست لذاتها من الكفر البين؛ لأنه لم يدل نص على أن شيئًا منها يكون من الكفر، وإنما دل الدليل من الكتاب والسنة على أنها ليست لذاتها من الكفر، وهذا معنى قول الإمام الشافعي في بيان مستنده في الدلالة على ما قال: «قلته بما لا يسع مسلمًا علمه عندي أن يخالفه بالسنة المنصوصة، بعد الاستدلال بالكتاب»)، ومثله قول فاضل آخر: (ذكر الشافعي هنا ثلاث صور من صور الإعانة للكفار، وبيّن أنها جميعاً ليست كفراً وهي:
1 - الدلالة على عورة المسلمين.
2 - تأييد الكفار بتحذيرهم من أن المسلمين يريدون غرتهم.
3 - أن يتقدم المسلم إلى الكفار بما يؤدي إلى النكاية بالمسلمين.
وتنبه لهذا القسم الأخير وما فيه من العموم لكل صور النكاية دون تخصيص).
فهل ما فُهم من كلام الشافعي صحيح؟ أم أن قائله توهم من النص معنىً فأوهم القارئ به وحمّل الكلام ما لا يحتمل، يقول الإمام الشافعي عليه رحمة الله: (وليس الدلالة على عورة مسلم، ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها، أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بيّن) فهذا من الشافعي تصريح برأيه في حكم الجاسوس لا غير، وما فهمه أولئك من أن الشافعي يحكم حكماً عاماً في سائر أنواع المظاهرة وأنه قد صرح بعدم كفر من قاتل مع المشركين غير صحيح البتة، وقد داخل الوهم أولئك حين ظنوا أن معنى: (أو يتقدم في نكاية المسلمين) أن المتقدم في النكاية هو هذا المظهر للإسلام، والصواب في فهم كلامه عليه رحمة الله أن المتقدم هنا في النكاية الكافر لا المسلم، فالكلام لا يخرج عن ذكر صور إضرار الجاسوس فهو قد يدل على عورة مسلم، أو يؤيد الكفار بقول شيء يحذره فيه من أن المسلمين يريدون منه (أي الكافر) غرة فيحذر (الكافر) منها، أو يؤيد المسلمُ الكافرَ بخبرٍ فيتقدم (الكافر) في نكاية المسلمين، وهذا بيّن بحمد الله، وإن أبوا إلا سوء الظن بالشافعي وأصروا على جعل ما قالوه احتمالاً في فهم كلامه فليكن تنزلاً، ومع الاحتمال يسقط الاستدلال، ودعوا الشافعي يتكلم في مسألة الجاسوس دون أن تحملوه تبعة ما فهمتموه فتقولوه ما لم يقل، وإني لأنزه الشافعي رحمه الله عن الذهاب إلى ذلك المعنى الفاسد الذي تريدون، ومن تأمل السؤال الذي طرح على الشافعي وجده يدور حول حكم الجاسوس لا غير. أما تعليق ذلك الفاضل على كلام الشافعي بذاك التعليق الفاسد ناسباً إليه أنه إنما ذهب إلى أن المظاهرة على المؤمنين لا يكفر فاعلها (لأن مجرد قتل المسلم للمسلم ليس في ذاته كفرًا، لا فرق بين أن يكون قتل المسلم للمسلم من غير إعانة للكفار على
(يُتْبَعُ)
(/)
المسلمين، أو مع إعانتهم على قتال المسلمين، وليس مع من فرق بين الحالين من جهة اقتضاء الحكم بالكفر بينة) فإن هذا التعليق تقولٌ على الإمام، ونسبةُ قول باطل إليه ما قاله وما ينبغي لمثله أن يقوله، وهل مثل هذا الكلام المتهافت الباطل جدير حقيقة بالمناقشة والاعتراض، أم أن سوقه حقيقٌ بإبطاله وكافٍ في رده –وقد تقدم شيء من التعليق عليه-.
ومما يحسن ملاحظته في لفظ السؤال والذي افتتح به الكلام قول السائل: (هل يحل ذلك دمه، ويكون ذلك دلالة على ممالأة المشركين على المسلمين) ففيه ما يشعر بأن الأصل في ممالأة المشركين على المسلمين أنه كفر، وأنه مما يبيح دم المسلم، وإنما وقع السؤال حول الجس على المسلمين أيكون في هذا الصنيع ما يدل على ممالأة فاعله على المسلمين.
ومن العجيب حقاً أن يأتي هذا الفاضل بعد ذلك فيقول: (ومستند الإمام الشافعي في قصة حاطب رضي الله عنه على أن مظاهرة المشركين ليست من الكفر البين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحكم بكفر حاطب بمجرد ما حصل منه من مظاهرة المشركين، مع أنه لا أحد يمكن أن يأتي في مظاهرة المشركين بأعظم مما فعل حاطب رضي الله عنه، لأن حاطبًا قد ظاهر المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحد بعد حاطب يمكن أن تبلغ به المظاهرة إلى هذا الحد، لأن «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مباين في عظمته لجميع الآدميين») ويقول: (وإذا لم يكن ما فعله حاطب كفرًا لذاته، مع كونه أظهر ما يمكن أن يكون من مظاهرة المشركين عند الإمام الشافعي، فمن باب أولى ألا يكون ما دون ذلك من مظاهرة المشركين كفرًا لذاته)، ويقول آخر: (يرى الشافعي هنا أن فعل حاطب هذا من أعظم مظاهر الولاء للكفار، ثم ذكر سبب تعظيمه لهذا المظهر من حاطب رضي الله عنه). ولي مع هذا الكلام وقفات سريعة:
1 - أن ما وقع فيه حاطب موالاة محرمة لا شك في ذلك ولا ارتياب فلو اقتصر أولئك على جعله دليلاً على عدم التكفير بمطلق الموالاة للكفار لكان كلاماً متوجهاً، لكنهم جعلوا النص دليلاً على عدم التكفير بكل صور الموالاة إلا في صورة واحدة ذكروها وأخرجوا المظاهرة -وهي صورة أخص من مطلق الموالاة- من أن تكون كفراً.
2 - أما كون حاطبٍ قد وقع في مظاهرة المشركين على المؤمنين فمحل بحث ونظر، فإنهم يقولون: نعم فعله مظاهرة إذ قد أفشى سر النبي صلى الله عليه وسلم، وأطلع الكفار على أمر فيه مصلحة لهم ونكاية بالمسلمين طلباً لمصلحة تعود عليه وأهله، ومع ذلك لم يكن كافراً بصنيعه هذا لأن الباعث له على هذا الفعل تحصيل مصلحة دنيوية ولم يكن الباعث تولي الكفار في دينهم. وهذا التصوير لما وقع فيه حاطب تصوير لا يخلو من أخذ ورد، فمما ينبغي مراعاته وملاحظته في قصة حاطب رضي الله عنه ما يلي:
1 - أن حاطباً قد ناصر النبي صلى الله عليه وسلم على أعدائه بنفسه وماله فيما سبق هذه الحادثة وهو لا زال على نصرته هذه، مظاهراً للنبي صلى الله عليه وسلم على أعدائه طالباً رضا ربه بالخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم لفتح مكة، فله من نصرة المؤمنين على الكافرين نصيب وافر، بل هو الأصل في نصرته وجهاده، بخلاف من كانت نصرته خالصة لأهل الكفر على أهل الإيمان فكيف يجعل حكم من أبدى خبراً للكفار مع مناصرته لأهل الإسلام بنفسه وماله كحكم من ناصرهم بنفسه وماله ورأيه وما يملك!! يقول الإمام ابن القيم عليه رحمة لله: (تأمل قوة إيمان حاطب التي حملته على شهود بدر وبذله نفسه مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وإيثاره الله ورسوله على قومه وعشيرته وقرابته وهم بين ظهراني العدو وفي بلدهم ولم يثن ذلك عنان عزمه ولا فل من حد إيمانه ومواجهته للقتال لمن أهله وعشيرته وأقاربه عندهم) [زاد المعاد 3/ 436].
2 - أن غاية ما بدر من حاطب من موالاة محرمة أن خابر قريشاً بخبر مسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد رغبَ بأن يظل أمر خروجه سراً، وإفشاؤه الحالة هذه لا شك أنه ذنب ومعصية، لكنه رضي الله عنه لم يتجاوز ذلك الإخبار بقول أو فعلٍ زائد يكون فيه مظاهرة لهم على النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يقاس عليه من تجاوزه رضي الله عنه بأن جمز إلى معسكر الكفار واصطف معهم لقتال أهل الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن حاطباً قد فعل فعلاً ظن فيه مصلحة له وأنه لا ضير فيه على المسلمين، إذ إنه ما فعل ما فعل إلا وهو معتقد أن الله ناصر نبيه صلى الله عليه وسلم، مظهر لدينه، معل لكلمته، وهو ما صرح به رضي الله عنه حيث قال: (أما إني لم أفعله غشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم -وقال يونس غشا يا رسول الله- ولا نفاقا قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له أمره غير أني كنت عزيزا بين ظهريهم وكانت والدتي منهم فأردت أن أتخذ هذا عندهم) [رواه الإمام أحمد في المسند 14360، قال الحافظ ابن كثير: (صحيح على شرط مسلم) البداية والنهاية 2/ 284، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الموارد 1867، وحسنه الشيخ مقبل الوادعي في الصحيح المسند 231]، ويقول ابن تيمية وقد ساق حديث حاطب رضي الله عنه ثم قال: (وفي لفظ -أي لحديث حاطب-: (وعلمت أن ذلك لا يضرك)، يعني لأن الله ينصر رسوله والذين آمنوا) [الفتاوى 35/ 67]، فشتان شتان بين رجل يظاهر الكفار على المؤمنين، ويقف بسيفه في صفهم، ويسعى لغلبتهم، و لا يبالي بأن يؤدي فعله هذا إلى ظهور الكفار على المؤمنين، وعلو الكفر على الإيمان، وآخر يفعل فعلاً يعتقد أنه لا يُحقق ذلك الظهور، وإن كان هذا الفعل محل مؤاخذة، وذنباً ومعصية، وهو من الموالاة المحرمة.
4 - وبالوجه السابق يتبين أن حاطباً ما قصد الفعل المكفر ولا واقعه -أعني مظاهرة المشركين على المؤمنين-، بل قصد فعلاً لا يكون فيه ظهور للمشركين على المؤمنين، فالمناط غير المناط، والبحث غير البحث.
5 - ومن بقي لديه تردد في هذه المسألة، فليتأمل فقط في أنه لا خلاف بين أهل العلم، في حل دم من قاتل أهل الإسلام، مع ما اشتهر من قول أكثرهم بعدم قتل الجاسوس.
فإن قيل: فما بال عمر قد اتهمه بالكفر والنفاق إن لم يكن ما فعله كذلك؟
فيقال: أن عمر رضي الله عنه قال ما قال بناء على ظنه أن حاطباً رضي الله عنه فد تلبس بالمناط المكفر ووقع في المظاهرة التي يكفر صاحبها، فلما استجلى النبي صلى الله عليه وسلم الأمر ظهر أن حاطباً ما أقدم على ما أقدم عليه إلا لاعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم منصور وأن إفشاء سر النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عن غشٍّ أو نفاق أو شروعٍ في ظهور الكفر على الإسلام، بل كان فعله لأجل مصلحةٍ يجنيها توهَّم ألا ضير كبيراً فيها على النبي صلى الله عليه وسلم ولا على الإسلام والمسلمين، مع علمه بحرمة ما صنع كونه إفشاءً لسر النبي صلى الله عليه وسلم، وأن فيه إظهاراً لنوع موالاة للكافرين. فكان حكم عمر بناءً على ما علمه من حكم المظاهرة، والنبي صلى الله عليه وسلم مقرٌ لعمر على هذا الحكم (حكم المظاهرة)، وحاطب يعرف صحة هذا الحكم لكنه يرى أنه ما واقع المناط المكفر لأنه فعل ما فعل مع علمه ويقينه أن الله ناصر نبيه صلى الله عليه وسلم. فكيف يسوَّى بين من هذا حاله، وبين حالِ من يعلم –ولا يبالي- أنه بفعله سيبيد خضراء المسلمين وينصر الكفر والشرك وينشره في الأرض، كما هو مقتضى قول من يطلق القول بأن المظاهرة العملية كلها ذنبٌ دون الكفر؟!
ولتقريب الأمر في هذه الجزئية أقول: لو أن شخصاً رأى آخر يشرب عصيراً من وعاء خمر، فقال رجل لولي الأمر: اجلده فإنه قد شرب الخمر، فسُئل الرجل عن ذلك فقال: والله ما شربت الخمر ولا قاربتها وإنما هو عصير، فتُرك، فهل يكون في تركه تعطيلاً للحد، أم أن المناط الموجب لإقامته ما وقع، وكذا لو أن رجلاً رأى رجلاً وامرأة في حال ريبة وشبهة، فقال آخر لولي الأمر: اجلده أو ارجمه فإنه قد زنى، فسئل هذا عن فعله فقال: والله ما زنيت ولكنني قبلت وضممت، فعزر ولم يحد، أكان في ترك الحد إبطالا له، أم أن المناط لم يتحقق، فكذلك هنا، والمقصود أن مناط الكفر الذي هو المظاهرة ما وقع من حاطب وهو الذي تبين بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم، وشتان شتان بين فعل لا يحتمل إلا وجهاً واحداً من صاحبه كالمقاتلة، وبين ما يعرض له الاحتمال والاشتباه كالمخابرة والجس، والله أعلم.
3 - وبتقدير أن حاطباً وقع في المظاهرة المكفرة، وهو قول لبعض أهل العلم مستدلين بـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أن عمر حكم على حاطب بالكفر والنفاق لأنه رأى في فعله مظاهرة للمشركين ومناصرة لهم، فعُلم أن المستقر عنده كفر من ظاهر المشركين على المسلمين، يقول الإمام البيهقي في سننه 10/ 208: (ولم يُنكِر على عمرَ رضي الله عنه تسميته بذلك إذ كان ما فعل علامَةً ظاهرةً على النِّفاقِ وإِنما يكفرُ من كفَّرَ مسلماً بغير تأويل).
2 - أن النبي صلى الله عليه وسلم ما ردّ على عمر قوله وإنما سكت، فكان ذلك إقراراً له على أن حكم المظاهرة كذلك، لكنه استفسر من حاطب وسأله عن صنيعه هذا ليعلم حقيقة الأمر وجليته، والباعث لحاطب على ما أقدم عليه، وهل ثمة ما يمنع من تنزيل حكم الكفر والردة عليه، فلما تبين الأمر خطأ عمراً في التنزيل والحكم على المعين لا في حكم الفعل، وفرق بين من أخطأ في وصف فعل بأنه كفر، ومن أخطأ في تنزيل الوصف على معين.
3 - أن حاطباً دفع عن نفسه حكم الكفر والردة، ولو كان الفعل ليس كفراً بمجرده لم يلزمه أن يدفع الأمر عن نفسه بما ذكر، أرأيت لو أن مسلماً ركب كبيرة من الكبائر مثلاً فقيل له: ما حملك على ما صنعت، أيصلح أن يكون جوابه: والله ما فعلتها كفراً ولا رضا بالكفر، أم أن مثل هذا الجواب لا يرد أصلاً ولا يقال كون الفعل غير مكفر. وهذا الوجه من الاستدلال -إنصافاً- فيه ما فيه فإن الباعث لحاطب على تبرئة نفسه من الكفر أنه اتهم به، وظهر منه ما يوهم ذلك.
قالوا: ويمكن أن يقال في فهم الحديث بناءً على هذا: أن حاطباً رضي الله عنه وإن وقع في الكفر فإنه منع من تنزيل حكم التكفير عليه مانع من موانع التكفير، ذلك أن الحكم بالكفر على المعين باب له أحكامه المغايرة لأحكام التكفير المطلق والحكم على الأفعال، فلا بد في تكفير المعين من توافر شروط وانتفاء موانع، وهو الواقع في مسألتنا هذه، إذ أن من موانع التكفير مانع التأول، وهو ما وقع من حاطب رضي الله عنه فإنه إنما أقدم على صنيعه هذا متأولاً أن الله ناصر نبيه صلى الله عليه وسلم ومظهر أمره وأنه لا ضرر مما فعل وقال، فالتسوية بين حال حاطب وحال من يعلم أو يغلب على ظنه أنه سيُهلك المسلمين وسيحقق النصر للكافرين قياس غير صحيح، يقول الحافظ ابن حجر: (وعذر حاطب ما ذكره، فإنه صنع ذلك متأولاً ألاّ ضرر فيه) [فتح الباري 8/ 634]، ويقول أبو العباس القرطبي: (لكن حاطباً لم ينافق في قلبه، ولا ارتد عن دينه، وإنما تأول فيما فعل من ذلك: أن إطلاع قريش على بعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخوف قريشاً، ويُحكى أنه كان في الكتاب تفخيم أمر جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم لا طاقة لهم به، يُخوفهم بذلك ليخرجوا عن مكة، ويفروا منها، وحسن له هذا التأويل تعلق خاطره بأهله وولده، إذ هم قطعة من كبده، ولقد أبلغ من قال: قلما يفلح من كان له عيال، لكن لطف الله به، ونجاه لما علم من صحة إيمانه، وصدقه، وغفر له بسابقة بدر، وسبقه) [المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 6/ 440]، ويقول ابن الجوزي: (قال القاضي أبو يعلى: في هذه القصة دلالة على أن الخوف على المال والولد لا يبيح التقية في إظهار الكفر، كما يبيح في الخوف على النفس، ويبين ذلك أن الله تعالى فرض الهجرة، ولم يعذرهم في التخلف لأجل أموالهم وأولادهم، وإنما ظن حاطب أن ذلك يجوز له ليدفع به عن ولده، كما يجوز له أن يدفع عن نفسه بمثل ذلك عند التقية، وإنما قال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق لأنه ظن أنه فعل ذلك عن غير تأويل) [زاد المسير 8/ 234]. ويقول ابن الجوزي أيضاً معلقاً على حديث حاطب رضي الله عنه: (فتقرب إلى القوم ليحفظوه في أهله بأن أطلعهم على بعض أسرار رسول الله صلى الله عليه وسلم في كيدهم وقصد قتالهم، وعلم أن ذلك لا يضر رسول الله لنصر الله عز وجل إياه، وهذا الذي فعله أمر يحتمل التأويل، ولذلك استعمل رسول الله حسن الظن، وقال في بعض الألفاظ: (إنه قد صدقكم)، وقد دل هذا الحديث على أن حكم المتأول في استباحة المحظور خلاف حكم المتعمد لاستحلاله من غير تأويل، ودل على أن من أتى محظورا أو ادعى في ذلك ما يحتمل التأويل كان القول قوله في ذلك وإن كان غالب الظن بخلافه) [كشف المشكل 1/ 141].
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - لو اقتصر أولئك الفضلاء على الاستدلال بهذا الحديث على حكم الجاسوس المسلم، وأنه لا يكفر لدلالة النص على عدم التكفير لكان في البحث والمناقشة سعةٌ، وللخلاف مجالٌ، وللرأي وجهٌ جديرٌ بالتأمل والتحرير، ولكن محل الإشكال أنهم يريدون تعميم دلالة النص -بحسب ما فهموا- على كافة صور المظاهرة ليجعلوا حكمهم في الجاسوس حكماً لكل صورة من صور المظاهرة ولو كانت بالمقاتلة مع الكفار وحمل السلاح على المؤمنين وبذل النفس في قتال أهل الإسلام، وهو لا شك أعظم وأبلغ في المظاهرة من الجس، والعجيب حقاً أنهم يبالغون ويهولون في استدلالهم بهذا النص فيقولون: إن ما وقع فيه حاطب من إفشاء سر النبي صلى الله عليه وسلم هو أشنع ما يمكن أن يكون من مظاهرة، كونها -هكذا! - مظاهرة على النبي صلى الله عليه وسلم!! وهذا الكلام مع شناعته، بعيد عن التحقيق العلمي، وهو كلام خطير وله لوازم خطيرة، وتوضيح ذلك أن القائلين بهذا متى ما سئلوا عن حكم من ظاهر الكفار على المسلمين بالمقاتلة معهم، فسيقولون: هو مسلم مرتكب لكبيرة من الكبائر ولا يكفر حتى يكون الباعث له على هذا الفعل محبة دين الكفار ورضاه بكفرهم، فإن سألناهم عن كيفية الاطلاع على هذا المناط المكفر، فسيقولون: بتصريحه، فإن عُدم فمسلم حتى يصرح، ومتى سئلوا عن دليلهم في هذا، فيقولون: لأنه الأصل في مناقضة أصل الولاء والبراء، إذ أنه لا ينقض إلا بوقوع محبة دين الكفار في القلب، والمظاهرة بمجردها عمل لا يؤثر إلا في فرع الولاء والبراء وكماله، وهذا الأصل مؤكد بدلالة حديث حاطب رضي الله عنه فإن المظاهرة قد وقعت منه ولم يُكفره النبي صلى الله عليه وسلم، فيقال: ما وقع من حاطب لم يكن مجرد مظاهرة لأهل الكفر على أهل الإيمان بل كانت مظاهرة للمشركين على النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، فسيقولون: هو كذلك، وهو دليل زائد، إذ ما وقع فيه حاطب أشنع ما يمكن أن يتصور من مظاهرة للمشركين كونها متعلقة بمقام النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، فكل مظاهرة تقع من بعده فهي دون المظاهرة عليه قطعاً، فيقال: فيلزم أن من ظاهر على النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون بمظاهرته هذه كافراً، فيلزمهم أن يقولوا: هو لازم لنا بل هو ما نقول، فيقال: فيلزم أن من قاتله صلى الله عليه وسلم مع الكفار رغبة في الدنيا مع إظهاره للإسلام لا يكون كافراً كون الجس عليه ومقاتلته كلها مظاهرة والمظاهرة لا يكفر صاحبها -عندكم- إلا إن كانت لرغبة في دين الكفار ومحبة للكفر، فبالله عليكم لو أن رجلاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به وصدقه ونطق بالشهادتين والتزم أداء الفرائض لكنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني معك في دينك هذا مؤمن بك مصدق لما تقول، لكني رجل من قومي أقاتل من قاتلوا، وأحارب من حاربوا، فإن توجهوا تلقاءك وقاتلوك قاتلتك ومن معك! أيحكم له النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام؟ أم أنها الأخرى بيقين. فلو قُدر أن ذات الرجل خرج فعلاً للمقاتلة مع قومه أكان ما أظهره من الإيمان مانعاً من تكفيره؟ أم هو كافر ولا بد. ولو وقف هذا مقابل النبي صلى الله عليه وسلم مقاتلاً له أيكون مع ذلك مسلماً غير خارج من دائرة المسلمين!! وأجزم أن أولئك الفضلاء يحكمون بكفر من أراد النبي صلى الله عليه وسلم بسوء أو حاول قتله ولو كان لمحض دنيا لا لتكذيب به أو جحود لنبوته ودعوته، فما بالهم لا يكفرون من يظاهر عليه صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه ويقاتله صلى الله عليه وسلم، ومالهم يصححون إسلام من ييسر قتل النبي صلى الله عليه وسلم ويسهله ويدنيه صلى الله عليه وسلم من الموت خطوة بقتال من حوله من أصحابه وأعوانه، وما لهم يحكمون بإسلام من يباشر قتل حراسه ومن يصونه ويحميه، أرأيتم لو أن هذا (المسلم) -بزعمهم- المظاهر للكفار عليه صلى الله عليه وسلم قد وقف على النبي في ساح المعركة وبجواره صحابي يحوطه ويحميه فانحرف عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد أذاه وأهوى بسيفه على ذاك الصحابي فقتله، ثم تنحى عن المشهد وليأتي بعد ذلك مشركٌ ليكمل المهمة بقتل النبي صلى الله عليه وسلم أيكون بصنيعه السوء هذا مسلماً! وهل هذا منه إلا تيسيرٌ لقتله صلى الله عليه وسلم وإعانة عليه وخذلاناً له، أم أن هذه ليست مظاهرة عليه!! فما المظاهرة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فأين يُذهب بكم!! وكيف استجزتم أن تقولوا مثل هذا القول الشنيع: المظاهرة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست بكفر!! ووسعتم الأمر حتى أدخلتم في ذلك مقاتلته!! فإن عدتم -وهو أولى بكم إن شاء الله- وقلتم: فحكم مقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم ليست كحكم الجس عليه، فيقال: فدعوا الاستدلال بحديث حاطب في الحكم على من ظاهر الكفار على المسلمين بقتالٍ، واجعلوا المسألة في الجاسوس دون ما فوقها، وليكن ثمة اختلاف في حكم الجاسوس لا ضير، لكن الضير كله في جعل هذا الخلاف خلافاً في حكم المقاتلة، أو الحكم لهذا المقاتل بحكم الإسلام، أو جعل هذا الحكم من محال الإجماع، أو القول بأن التكفير في هذه الحال قول محدث وقول الغلاة، دع عنك القول بأن المظاهرة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست كفراً!! وإن كان عندك أدنى شك في حكم من حارب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه الكفر بل ارتياب، فاقرأ نقل القاضي عياض الإجماع على حكم هذه المسألة، يقول عليه رحمة الله في كتابه الشفاء (2/ 1069): (من أضافَ إلى نبينا صلى الله عليه وسلم تعمُّد الكذبِ فيما بلَّغه وأخبر به، أو شك في صدقهِ، أو سبهُ، أو قال: إنه لم يبلِّغْ، أو استخفَّ به، أو بأحدٍ من الأنبياء، أو أزرى عليهم، أو آذاهم، أو قتلَ نبياً، أو حاربه، فهو كافرٌ بإجماعٍ)، والمسألة لمن تأملها وتدبرها أظهر من أن يحتاج إلى أن يستدل لها بدليل خاص أو ينقل فيها إجماع، فإن حربه، ومقاتلته، و (المظاهرة عليه) صلى الله عليه وسلم، مضاد لأصل الإيمان والمتضمن تصديقه ومحبته والانقياد والتسليم والإذعان والتوقير والتعظيم الواجب له.
وإذا استحضرت أن الشافعي في النقل السابق إنما يتكلم عن حكم الجاسوس -كما تقدم- تبين لك أن ما فهمه هذا الفاضل وغيره بأن ما وقع من حاطب أشنع ما يُتصور من مظاهرة غير صحيح، وأن تحميل كلامه غير ما صرح به في حكم الجاسوس ظلمٌ، ذلك أن الشافعي يقول: (ولا أعلم أحدًا أتى في مثل هذا أعظم في الظاهر من هذا، لأن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مباين في عظمته لجميع الآدميين بعده، فإذا كان من خابر المشركين بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غرتهم فصدقه على ما عاب عليه من ذلك، غير مستعمل الأغلب مما يقع في النفوس، فيكون لذلك مقبولًا، كان من بعده في أقل من حاله، وأولى أن يقبل منه مثل ما قبل منه)، فغاية الأمر حكم فيمن (خابر) لا فيمن (قاتل) فلا يصح أن يجعل ما وقع فيه حاطب أشنع صور المظاهرة على الإطلاق.
وبهذا تعلم أن ما نسبه هذا الفاضل وغيره إلى ابن جرير في بيان مدلول حديث حاطب غير صحيح حين قال: (ولهذا ذكر الإمام ابن جرير في فقه قصة حاطب رضي الله عنه وما حصل منه من مظاهرة المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن فيها الدلالة على أن من دل الكفار على عورات المسلمين ولم يتكرر منه، كالذي حصل من حاطب رضي الله عنه، فإنه لا يقتل، وإنما يقتل عنده من تكرر منه ذلك، دفعاً لشره، وهذا لا يقال فيما يكون به الكفر، وإنما يكون فيما هو معصية)، فهل فقه ابن جريرٍ حقاً من حديث حاطب أن المظاهرة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست كفراً؟ أم أن هذا ما توهمه الناقل فأوهم أن ابن جرير يقوله؟ يقول ابن جرير رحمه الله: (إذا ظهر للإمام رجل من أهل الستر أنه قد كاتب عدواً من المشركين، ينذرهم مما أسرّه المسلمون فيهم من عزم، ولم يكن معروفاً بالغش للإسلام وأهله، وكان ذلك من فعله هفوة وزلة، من غير أن يكون لها أخوات، يجوز العفو عنه، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحاطب، من عفوه على جرمه، بعدما اطلع عليه من فعله) [شرح ابن بطال لصحيح البخاري 5/ 162] فكلام ابن جرير في الجاسوس لا غير، بل تأمل في دقة عباراته وكلماته حين ذكر في كلامه عين ما وقع من حاطب رضي الله عنه من غير زيادة أو تجاوز، فقال: (إذا ظهر للإمام رجل من أهل الستر أنه قد كاتب عدواً من المشركين، ينذرهم مما أسرّه المسلمون فيهم من عزم، ولم يكن معروفاً بالغش للإسلام وأهله، وكان ذلك من فعله هفوة وزلة، من غير أن يكون لها أخوات، يجوز العفو عنه)، فما تحدث في كلامه هذا في حكم جميع صور المظاهرة بل ما تكلم في جميع صور التجسس، دع عنك أنه رحمه الله تكلم في حكم المظاهرة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما قد يوهمه صنيع ذاك الفاضل، بل قال
(يُتْبَعُ)
(/)
فاضل آخر مؤكداً أن حكم الجاسوس هو حكم كل مظاهر: (وأما كلام أئمة الإسلام في الجاسوس المسلم فقد دل دلالة قاطعة على أن المظاهرة العملية وحدها عندهم ليست كفراً، ودل عدم وجود مخالف معتبر لهم في ذلك أن التكفير بمجرد الإعانة الظاهرة قول محدث يخالف ما جرى عليه أئمة الإسلام كما هو حكمهم في الجاسوس المسلم!!!)، فتأمل كيف يُحمّل أولئك كلام الأئمة جميعاً في حكم الجاسوس فوق ما يحتمل بإعطاء حكم المظاهرة الأعلى حكم الأدنى، وإبطال حكم الأصل بفرع، والقياس مع وجود الفارق، وضرب المحكم بالمتشابه، ولتأكيد بطلان هذا المسلك في فهم كلام أهل العلم، وأنه ثمة فرقٌ بين قبح المقاتلة وقبح التجسس، أُذكّر بقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُورا)، حيث صح في سبب نزول هذه الآيات: (أن ناساً من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم فيرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل، فأنزل الله: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) الآية) [رواه البخاري 4596] كما أخبر به عبدالله بن عباس رضي الله عنه، وأورد بعض أهل التفسير مثل هذا عن عكرمة في قوله تعالى: (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السَّلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون * فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين)، ومعلوم أن صورة سبب النزول قطعية الدخول في عموم ما نصت عليه الآية، وأن حكم النص متناول لها على جهة القطع، فإذا كان الله قد توعد بجعل جهنم مأوى من خرج مع المشركين لمجرد تكثير سوادهم مع دعوى الاستضعاف، فكيف حال من باشر القتال معهم ضد أهل الإيمان باختياره من غير إكراه ولا استضعاف رغبة في تحصيل متاع دنيوي!!
فإن قيل -وقد قيل-: فالجاسوس أعظم جرماً بتجسسه من المقاتل، والمضرة التي يُدخلها على أهل الإسلام أكبر وأعظم ممن حمل سلاحاً وقاتل بنفسه، فإذا كانت المظاهرة بالجس ليست كفراً فما دونها -أعني المقاتلة- من باب أولى؟
فيقال: أما ضرر مقاتلة المؤمنين مع المشركين على إيمان العبد فأعظم من مجرد كلمة يلقيها للكفار، ففي المقاتلة من التغرير بالنفس وتقحم المهالك ما لا يقع ممن جس وخابر، والذي لا شك فيه أن المرء قد يضعف إيمانه إلى مستوى يستسهل معه أن يجس على المسلمين فيلقي كلمة أو يشير لهم بإشارة تنفعهم، لكن أي إيمان في القلب يبقى إذا ترك صفوف المسلمين وانحاز لصفوف أهل الكفر؟! وأين هذا من ذاك؟! ولك أن تتصور مسلماً يطمع في دريهمات لمعلومة يدلي بها لكن كم من المال يمكن أن يكون دافعاً لإخراج هذا المسلم في جيش الكفار لحرب الإسلام والمسلمين؟ لا شك أنه سيكون أكثر وأوفر وأعظم، ذلك أن هذا إن لم يضن بدينه فسيضن بنفسه أن يعرضها لما يهلكها، فإن فعل وعرضها لذلك فإنما هو لطغيان حب الدينا على فؤاده ونفسه، فصارت أحب إليه من دينه، وأي إيمان يبقى لرجل -وإن أبداه- وهو بفعله حرب لله ورسوله وعباده المؤمنين!! واعتبر في هذا بما جرى من حاطب رضي الله عنه وأرضاه من إفشاء سر النبي صلى الله عليه وسلم فإنك وإن تعقلت أنه مع فضله وإيمانه قد زل هذه الزلة فإنك لا تتصور منه -مع ذلك- أن يُقدم على مقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان ذلك لحفظ أهله وصيانتهم، وأن إيمانه مانع له من هذه المقاتلة وإن وقعت منه تلك الزلة والعثرة رضي الله عنه وأرضاه والتي غفرها الله له، فإذا فهمت هذا، وتعقلت حقيقة التلازم بين الظاهر والباطن، فإنك ولا بد قائل أن إيمان من قاتل مع الكفار -إن بقي له إيمان- دون إيمان من دلهم على عورة للمسلمين، وهذا المعنى الذي جرى التنبيه عليه في قبح المقاتلة مقارنة بقبح الجس نبه عليه أحد أولئك الفضلاء حيث قال في ضمن كلامه: (وكان جواب الإمام الشافعي بأن ما ذكر مما هو من مظاهرة المشركين، وما هو أبلغ منه في المظاهرة، وهو التقدم في نكاية المسلمين، بأن يقاتل المسلمين مع المشركين ليس من الكفر البين)، بل قال آخر بهذا المعنى مع كون مقصوده تعظيم خطورة التجسس والتنبيه على ما يدخله الجاسوس من الشر على أهل الإسلام حيث قال: (والتجسس مظاهرة وأي مظاهرة!! وإعانة للكفار لا يُشكك في كونه إعانة لهم إلا مكابر لا يستحي من المكابرة!! بل إن التجسس في العادة أشد نكاية بالمسلمين من أظهر أنواع المظاهرة والإعانة، فهو أشد ضرراً غالباً من أن يقاتل الرجل بنفسه مع الكفار قتالاً صريحاً ضد المسلمين)، فدعوا التهويل في مسألة الجاسوس محاولين تهوين حكم المقاتلة، والتزموا الفرق بين الصورتين، وإذا كنتم قد استدللتم بحديث حاطب في حكم الجاسوس وغيره، فاستدلوا بآية النساء في حكم المقاتل، واعتبروا كذلك بما يلزمكم من حديث حاطب متى ما استدللتم به في حكم المقاتلة، ولئن اختلف العلماء في حكم الجاسوس، فإني جازم أنهم لا يختلفون في حكم المقاتل، وإلا فابغوني تصريحاً يدل على خلافه، وهاتوا نقلاً يصرح قائله أن من قاتل أهل الإسلام لإعلاء شأن الكفار رغبة في الدنيا لا يكفر وأنه لا يعطى حكم الكافرين.
يتبع ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 01:46]ـ
وإياك والاغترار باستدلال بعضهم بحديث سهل –أو سهيل- بن بيضاء على عدم تكفير من قاتل المسلمين مع الكفار إذ لا دلالة في الحديث البتة، ولفظ الحديث: أنه لما كان يوم بدر، وجئ بالأسارى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في هؤلاء الأسارى. فذكر في الحديث قصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء، أو ضرب عنق). فقال عبد الله بن مسعود: فقلت: يا رسول الله، إلا سهيل بن بيضاء، فإني سمعته يذكر الإسلام. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء مني في ذلك اليوم، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إلا سهيل بن البيضاء). قال: ونزل القرآن بقول عمر: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض .. ) إلى آخر الآيات [رواه الإمام أحمد في المسند 3625، والترمذي في سننه 3084، ونبه غير واحد من أهل العلم على أن القصة إنما هي في سهل بن بيضاء لا سهيل وأن من نسبها إلى سهيل فقد أخطأ ووهم، فإن سهيلاً رضي الله عنه تقدم إسلامه]، فالحديث:
1 - مختلف في تصحيحه لأنه من رواية أبي عبيدة عامر بن عبدالله بن مسعود عن أبيه وهو لم يسمع من أبيه، فمن أهل العلم من يقبل هذه الرواية لاختصاص عامر بحديث أبيه وعلمه به ما لم يأت بحديث منكر، ومنهم من لا يقبلها لعدم السماع.
2 - ثم يقال أن سهلاً كان مستخفياً بإيمانه -كما أشار إليه هذا الفاضل المستدل بالحديث على عدم التكفير بالمظاهرة-، وهو لم يخرج بطواعية منه واختيار كما يوهمه صنيع هذا المستدل، وإنما خرج مكرهاً، والبحث ليس فيمن خرج في للقتال مكرهاً، إنما البحث فيمن خرج باختياره وقَصْدِهِ طمعاً في دنيا من غير تأويل سائغ أيصح أن يكون مسلماً؟! وهذه ما لا يمكن أن يقام عليها الدليل! يقول ابن سعد رحمه الله موضحاً حقيقة حال سهل رضي الله عنه وما وقع منه: (أسلم بمكة، وكتم إسلامه، فأخرجته قريش معها في نفير بدر، فشهد بدرا مع المشركين، فأسر يومئذ، فشهد له عبد الله بن مسعود أنه رآه يصلي بمكة فخلي عنه) [طبقات ابن سعد 4/ 213]، فهذا ما وقع من سهل رضي الله عنه، فهل يصح أن يُظن فيه أنه إنما خرج مع أهل مكة لعرض من الدنيا؟! وهل يصح أن يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما خلى سبيله لثبوت دعوى إسلام سابق؟! وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين بصنيعه هذا أن من خرج مقاتلاً له من المسلمين لا يكون بمجرد قتاله كافراً؟! لتصحح بعد ذلك تلك الدعوى -مقاتلة أهل الإسلام مع أهل الكفر لا تكون كفراً ما لم يكن ذلك القتال عن محبة لدين الكفار وتمن لنصرته؟!
واستحضر هنا ما رُوي في شأن العباس بن عبدالمطلب حين أسر ببدر فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني كنت مسلما قبل ذلك، وإنما استكرهوني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أعلم بشأنك إن يك ما تدعي حقا، فالله يجزيك بذلك، وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك) [رواه الإمام أحمد في المسند 3300 بسند فيه راو مبهم وبقية رجال ثقات، وله أسانيد أخر لا تخلو من مقال] فالحكم في مثل هذه الحال مع دعوى الإكراه وعدم البينة إنما هو للظاهر والله يتولى السرائر.
وفي ضوء هذه المعاني ينبغي أن يفهم كلام أهل العلم فيمن ادعى إسلاماً ممن يأسره المسلمون من جيش الكفار، فلا يصح أن يقال أنهم بصنيعهم هذا لا يقولون بكفر من خرج مقاتلاً لأهل الإسلام طوعاً باختياره لعرض من الدنيا قليل، بل مقصودهم بكلامهم هذا الحكم في مثل هذه الصورة الواقعة في حديث سهل والتي هي محل الاستدلال، وإلا فهل يصح أن يطلق القول بأن مجرد ثبوت إسلام من قاتل أهل الإسلام مع الكفار يستوجب إخلاء سبيله وعصمة دمه وماله ولو كان مباشراً للقتال حقيقة برغبة منه واختيار لتحصيل شيء من الدنيا!! أم أن إخلاء سبيله وعصمة دمه وماله إنما هو لقيام معنى آخر في هذا الأسير استوجب مثل هذه الأحكام كصحة دعوى الإكراه مع ثبوت الإسلام! يؤكد هذا أن هذا المقاتل لأهل الإسلام باختياره وطوعه أسوأ حالاً ممن قطع سبيل الناس وأفسد عليهم أموالهم بالنهب والسلب، ومعلوم أن الشريعة أباحت دم هذا القاطع للطريق وجعلت لمثله حداً هو حد الحرابة فيباح قتله وصلبه وقطع يده ورجله من خلاف ونفيه من
(يُتْبَعُ)
(/)
الأرض على تفاصيل يعرفها الناظر في كتب الفقهاء، فكيف يقال فيمن قاتل أهل الإسلام وادعى إسلاماً أنه يخلى سبيله بمجرد تصحيح هذه الدعوى وثبوتها.
3 - ثم يقال للمستدل بحديث سهل هذا على عدم تكفير من التحق بجيش الكفار مقاتلاً أهلَ الإسلام ألست تُسلم بأن هذه المقاتلة -وفق مذهبك- فعلٌ يحتمل أن يكون كفراً، وأن الشأن فيه -عندك-كالشأن في حديث حاطب رضي الله عنه، وأن ما كان كذلك فالواجب فيه -عندك- استفصال من تلبس بهذا الفعل لمعرفة الباعث على الفعل، فلم أعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستفصال الواجب؟ وما باله صلى الله عليه وسلم استفصل في مقام الشبهة فيه أضعف -كون الفعل تجسساً وكونه صادراً من بدري- وترك الاستفصال في مقام قوة الشبهة؟
4 - ثم كيف يستقيم هذا الاستدلال بحديث سهل هذا على عدم تكفير من حاربه، مع الإجماع الواقع على أنها كفر، كما سبق ذكره عن القاضي عياض عليه رحمة الله.
فظهر أن لا دلالة في الحديث على ما أرادوه، وتنبه إلى أن القوم يصرون على تأكيد ذلك المعنى الشنيع من الحكم بإسلام من قاتل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه!! فيستدلون له بحديث حاطب كما تقدم أخذاً من حكم الجاسوس وتوسيعاً لدلالته ليشمل كل مظاهر ولو كانت المظاهرة عليه صلى الله عليه وسلم! بل ويستدلون هنا لخصوص حكم المقاتلة بل مقاتلته صلى الله عليه وسلم!! مع ما لقولهم هذا من لوازم شنيعة لا ينفكون عنها.
وكذلك لا ينبغي الاغترار باستدلالهم في مسألتنا هذه بحديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل، فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل، وأصابوا معه العضباء. فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق. قال: يا محمد! فأتاه، فقال: (ما شأنك؟) فقال: بم أخذتني؟ وبم أخذت سابقة الحاج؟ فقال -إعظاما لذلك-: (أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف)، ثم انصرف عنه فناداه، فقال: يا محمد! يا محمد! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا، فرجع إليه فقال: (ما شأنك؟) قال: إني مسلم، قال (لو قلتها وأنت تملك أمرك، أفلحت كل الفلاح)،ثم انصرف. فناداه. فقال: يا محمد! يا محمد! فأتاه فقال: (ما شأنك؟)، قال: إني جائع فأطعمني، وظمآن فاسقني. قال: (هذه حاجتك) ففدى بالرجلين. [رواه الإمام مسلم 1641]، فهذا النص كما ترى ليس فيه ذكر شيء من أمر المقاتلة، بل غاية ما فيه أن هذا الرجل أُسر لكونه كافراً في دار حرب، فلو قُدر أنه كان مسلماً قبل أسره لم يجز أسره لمجرد كونه بدار الحرب وهذا بين، فلا صلة للحديث بمسألتنا ولا له علاقة في حكم المظاهر. ولنا أن نتساءل بعد هذا كله إذا كان الخروج مع الكفار لقتال أهل الإسلام ليس كفراً بذاته بل هو ذنب ومعصية لا تبلغ بصاحبها حد الكفر، فما بال النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرص على معرفة من خرج مع الكفار من المسلمين، خصوصاً من قتل منهم في أرض المعركة ليقوم بواجب تغسيلهم وتكفينهم والصلاة عليهم، ولا يخفاك أن بعضاً ممن استخفى بإسلامه وقع منه ذلك الخروج المذموم كما تقدم، وقد ذكر أهل السير والتواريخ بعضاً من أسمائهم، وإذا كان ابن مسعود قد تعرف على واحد من أولئك بعد الأسر -كما يراه ذلك الفاضل- فما الذي يمنع أن يُتعرف على غيره بعد القتل، ولما لم يفتش النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر ويأمر المؤمنين: من عرف مسلماً بين أولئك القتلى فليخبر به فإن له حقاً.
(بعض أقوال أهل العلم في حكم مقاتلة المسلم مع الكفار ضد أهل الإسلام)
ولا أخلي هذا المقام من ذكر شيء من كلام أهل العلم في حكم مقاتلة المسلم مع الكفار ضد أهل الإسلام على الخصوص، ممثلاً ببعضه، ومستغنياً ببعضه عن بعضه، فليس القصد استيعاب كلامهم وإنما التمثيل فقط، منبهاً على عدم ذكري لشيء من النقول في حكم مظاهرة المشركين على المؤمنين، وذلك أنها كثير وفيرة، والوقوف عليها ميسور مذلل لمن له أدنى عناية ببحث هذه المسألة:
(يُتْبَعُ)
(/)
-جاء في الفروع 10/ 185: (ونقل عنه الميموني -أي عن الإمام أحمد- أمر هذا الكافر بابك لعنه الله ليس كغيره، سبي النساء المؤمنات فوقعوا عليهن فحملن، فالولد تبع لأمه كذا حكم الإسلام، ثم خرج إلينا يحاربنا وهو مقيم في دار الشرك، أي شيء حكمه؟ إذا كان هكذا فحكمه حكم الارتداد).
-يقول الإمام ابن حزم رحمه الله:
(فصح بهذا أن من لحق بدار الكفر والحرب مختاراً محارباً لمن يليه من المسلمين , فهو بهذا الفعل مرتد له أحكام المرتد كلها: من وجوب القتل عليه متى قدر عليه , ومن إباحة ماله , وانفساخ نكاحه , وغير ذلك , لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبرأ من مسلم) [المحلى 12/ 126].
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
(فهذا وغيره مما يبين أن هذه العصابة التي بالشام ومصر في هذا الوقت هم كتيبة الإسلام، وعزهم عز الإسلام، وذلهم ذل الإسلام، فلو استولى عليهم التتار لم يبق للإسلام عز ولا كلمة عالية ولا طائفة ظاهرة عالية يخافها أهل الأرض تقاتل عنه، فمن قفز عنهم إلى التتار كان أحق بالقتال من كثير من التتار فإن التتار فيهم المكره وغير المكره وقد استقرت السنة بأن عقوبة المرتد أعظم من عقوبة الكافر الأصلي) [الفتاوى 28/ 534].
ويقول رحمه الله:
(كل من قفز إليهم –يعني التتار– من أمراء العسكر وغير الأمراء فحكمه حكمهم، وفيهم من الردة عن شرائع الإسلام بقدر ما ارتد عنه من شرائع الإسلام، وإذا كان السلف قد سموا مانعي الزكاة مرتدين- مع كونهم يصومون ويصلون ولم يكونوا يقاتلون جماعة المسلمين، فكيف بمن صار مع أعداء الله ورسوله قاتلاً للمسلمين؟ مع أنه والعياذ بالله لو استولى هؤلاء المحاربون لله ورسوله المحادون لله ورسوله المعادون لله ورسوله على أرض الشام ومصر في مثل هذا الوقت لأفضى ذلك إلى زوال دين الإسلام ودروس شرائعه) [الفتاوى 28/ 530].
-ويقول رحمه الله:
(من جمز إلى معسكر التتر ولحق بهم، ارتد، وحل دمه وماله) [الدرر السنية 9/ 209، نقله عنه الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ محيلاً له على اختيارات الشيخ].
- ويقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
(واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح: إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين – ولو لم يشرك – أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم) [الدرر السنية 10/ 8].
-ويقول الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله:
(وقال صلى الله عليه وسلم: (من جامع المشرك أو سكن معه فإنه مثله) فلا يقال: إنه بمجرد المجامعة والمساكنة يكون كافراً، بل المراد أن من عجز عن الخروج من بين ظهراني المشركين وأخرجوه معهم كرهاً فحكمه حكمهم في القتل وأخذ المال، لا في الكفر، وأما إن خرج معهم لقتال المسلمين طوعاً واختياراً، أو أعانهم ببدنه وماله، فلا شك أن حكمه حكمهم في الكفر). [الدرر السنية 8/ 456].
-سئل أحمد بن زكري الفقيه الأصولي البياني عليه رحمة الله [ت:899هـ] عن قبائل من العرب امتزجت أمورهم مع النصارى وصارت بينهم محبة، حتى أن المسلمين إذا أرادوا الغزو أخبر هؤلاء القبائل النصارى، فلا يجدهم المسلمون إلا متحذرين متهيبين، والفرض أن المسلمين لا يتوصلون إلى الجهاد إلا من بلاد هؤلاء القبائل وربما قاتلوا المسلمين مع النصارى، ما حكم الله في دمائهم وأموالهم؟ وهل ينفون عن البلاد؟ وكيف إن أبوا النفي إلا بالقتال؟
فأجاب رحمه الله بقوله:
(ما وصف به القوم المذكورون يوجب قتالهم كالكفار الذين يتولونهم، ومن يتول الكفار فهو منهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، وأما: إن لم يميلوا إلى الكفار، ولا تعصبوا بهم، ولا كانوا يخبرونهم بأمور المسلمين، ولا أظهروا شيئاً من ذلك، وإنما وجد منهم الامتناع من النفير فإنهم يقاتلون قتال الباغية). [أجوبة التسولي على مسائل الأمير عبدالقادر الجزائري 210].
- وسئلت لجنة الفتوى في الأزهر عن مساعدة اليهود وإعانتهم في تحقيق مآربهم في فلسطين، فأجابت اللجنة برئاسة الشيخ عبد المجيد سليم في 14 شعبان 1366 إجابة طويلة، ومما قالوا:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فالرجل الذي يحسب نفسه من جماعة المسلمين إذا أعان أعداءهم في شيء من هذه الآثام المنكرة وساعد عليها مباشرة أو بواسطة لا يعد من أهل الإيمان، ولا ينتظم في سلكهم، بل هو بصنيعه حرب عليهم، منخلع من دينهم، وهو بفعله الآثم أشد عداوة من المتظاهرين بالعداوة للإسلام والمسلمين).
إلى أن قالوا:
(ولا يشك مسلم أيضاً أن من يفعل شيئاً من ذلك فليس من الله ولا رسوله ولا المسلمين في شيء، والإسلام والمسلمون براء منه، وهو بفعله قد دل على أن قلبه لم يمسه شيء من الإيمان ولا محبة الأوطان، والذي يستبيح شيئاً من هذا بعد أن استبان له حكم الله فيه يكون مرتداً عن دين الإسلام، فيفرق بينه وبين زوجه، ويحرم عليها الاتصال به، ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وعلى المسلمين أن يقاطعوه، فلا يسلموا عليه، ولا يعودوه إذا مرض، ولا يشيعوا جنازته إذا مات حتى يفيء إلى أمر الله، ويتوب توبة يظهر أثرها في نفسه وأحواله وأقواله وأفعاله). [فتاوى خطيرة في وجوب الجهاد الديني المقدس 17].
- وسئل بعض علماء مصر عام 1376 عن حكم من يعين دولة أجنبية ضد دولة مسلمة، فأفتى المسئولون بأنه مرتد، وممن أجاب على هذا الاستفتاء: محمد أبو زهرة، وعبد العزيز عامر، ومصطفى زيد، ومحمد البنا. [مجلة لواء الإسلام - العدد العاشر – السنة العاشرة – جمادى الآخر 1376 – ص 619].
فهذا شيء يسير من كلام أهل العلم في حكم من قاتل أهل الإيمان مع المشركين وكلامهم كثير وافر، وكلامهم فيمن ظاهر المشركين على المؤمنين أكثر وأوفر، ويمكن الوقوف عليه في مظانه لمن كان يريده، وظني أن حكم الجاسوس مما يحتاج إلى تأمل ومدارسة وتحرير، ولست في مقام تحرير المسألة الآن ولست قاصداً لذلك، إنما المقصود التأكيد على أنه مع تقدير عدم تكفير الجاسوس وأن ثمة خلافاً معتبراً فيه للاختلاف في فهم حديث حاطب، ولما يحتف بالجس من اشتباه واحتمال، فإنه لا يصح أن ينسحب هذا الحكم على كافة صور المظاهرة فتعطى أعلى وأجلى وأوضح صورها -أعني- المقاتلة حكم التجسس، وينقض حكم المحكم بالمتشابه، وأن القياس متى ما وقع كان قياساً مع الفارق، والله أعلم.
(الولاء والبراء أصل وفرع، وكيف ينقضان)
أختم هذه الورقة بالتنبيه على شبهة ذكرها بعضهم تدل على أصل المشكلة عندهم في تصور المسألة، ومكمن الداء، ومحل الخلل، وهي والجواب عليها مما يلم شعث ما تقدم جميعاً، ويكون كالمختصر لما ذكر جميعاً، حيث قالوا بأن الولاء والبراء أصل وفرع وأن ما يبطل الثاني لا يلزم ضرورة أن يبطل الأول، وأن ثمة فرقاً معتبراً بين ما يناقض أصل الولاء والبراء وما يناقض كماله، وأن الولاء والبراء كالإيمان فحكم الولاء والبراء المطلق مختلف عن حكم مطلق الولاء والبراء، فالكفر إنما يكون بخلو النفس من مطلق الولاء والبراء، لا بخلوها من الولاء والبراء المطلق، وهو لا يكون إلا في حال محبة الكفر وتمني انتصاره.
فيقال: لا مشاحة في جعل الولاء والبراء أصلاً وفرعاً، ولا مؤاخذة في التفريق في هذا الباب بين ما ينافي أصل الولاء والبراء وما ينافي كماله، وأن الأمر كما ذُكر من أنه لا يلزم من مطلق معاداة المؤمن للمؤمن انتفاء أصل الموالاة بينهما، كما لا يلزم من مطلق موالاة المؤمن للكافر انتفاء أصل البراءة منه، لكن محل المؤاخذة حصر الصورة المنافية لأصل الولاء والبراء في هذه الحالة دون ما سواها، حالة كون عداوة المؤمن للمؤمن لأجل إيمانه، أو محبة المؤمن للكافر لأجل كفره، ثم تُحمل دلالة النصوص الشرعية الدالة على التكفير بتولي الكافرين على هذه الصورة لا غير، وإني لأعجب كيف يستقيم أن تحمل هذه النصوص الشرعية -وهي كثيرة جداً- على هذا المعنى البدهي من دين الإسلام، ولم كان ذلكم التحذير الشديد، وإبداء المسألة وإعادتها، وتكثير الأدلة وتنويعها؟! ألمجرد أن يخبرنا الله تبارك وتعالى أن محبة دين الكفار وبغض دين الإسلام كفر؟! وأن من أحب الكفر وأبغض الإسلام كافر؟! إن حمل نصوص الولاء والبراء على مثل هذا المعنى فقط وحصر دلالتها فيه نزول بمدلولها والمقصود منها، بل وتفريغ لمحتواها ومضمونها، إذ هذا الاعتقاد وهذا الصنيع كفر بدهي لا ينازع فيه مسلم، ثم هو كفر مستقل قائم بذاته سواء وقع المحذور من موالاة أو معاداة محرمة في الخارج أم لم يقع، ولذا فإن حصر دلالة قول
(يُتْبَعُ)
(/)
الله تعالى مثلاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) على هذا المعنى المتقدم يفسد معناها، ويفرغ محتواها، ويحيلها مجرد آية جاءت ببدهية من شأن الشريعة لا تحتاج إلى هذا التأكيد، دون أن تكون الآية مؤسسة لمعنى جديد يحتاجه المسلم ويقع فيه اللبس والإشكال، وهل يستقيم حقيقةً -وعلى الإنصاف- أن يُقتصر في تفسير هذه الآية الكريمة فيقال: إن الله تبارك وتعالى قد أمر المؤمنين بأن لا يتخذوا اليهود والنصارى أولياء (فيتولونهم على دينهم ويحبون كفرهم)، ذلك أن بعضهم أولياء (في الدين لـ) ـبعض ومن يتولهم (في دينهم الفاسد فيحب كفرهم ويتمنى انتصاره) منكم فإنه منهم (في كفرهم) إن الله لا يهدي القوم الظالمين!! ومن تأمل في الآية التي تلي هذه الآية الكريمة وسياق الآيات علم أن التولي المذموم المذكور فيها واقع من أقوام كان غرضهم من تولي الكافرين تحقيق مصلحة دنيوية، لا أنهم كانوا محبين لكفر أولئك الكافرين وراغبين فيه، يقول الله تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ) فالتولي لهم والمسارعة فيهم بالنصرة والتأييد إنما وقع دفعاً لتلك الدائرة المرتقبة التي كانوا يخافون لا أنه كان تولياً على الدين ومحبة للكفر، ثم تأمل مثالاً ثانياً وذلك في تعليق أحد الفضلاء على هذا النص الإلهي الفخم، وكيف فرغه بتعليقه من معناه الجليل المهيب، بحمله على هذا المناط المكفر عنده، يقول الله تبارك وتعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)، قال ذلك الفاضل: (ولهذا التلازم بين أصل (الإيمان) و (الولاء والبراء)، جاء في كتاب الله تعالى خبر بنفي وجود مؤمن يحب الكافرين لكفرهم، فهذا لا يُمكن أن يكون موجوداً أصلاً، لأنه لا يجتمع حب النقيضين في قلب واحد)، وقال: (نعم .. إن (الولاء والبراء) ليس أمراً تكليفياً منفصلاً عن الأمر بأصل الإيمان؛ لأن الأمر بالدخول في الإسلام يقتضي حدوث معتقد (الولاء والبراء) في قلب المسلم من ساعة دخوله في الإسلام. ولذلك لم يأت في الآية السابقة نهي للمؤمنين عن محبة وموادة الكافرين لكفرهم، وإنما جاءت الآية بخبر عن واقع، وهو أنه لا وجود أصلاً لمؤمن يحب ويواد الكافرين لكفرهم)، فهل هذا المعنى جدير حقيقةً بأن يتوقف عنده وأن يحمل هذا النص الشريف عليه؟! وهل القصد في الآية تنبيه المسلمين إلى أن لا يوجد مؤمن يحب الكفر!! أم أن الآية فيها التحذير الشديد لأهل الإيمان أن يقع منهم موادة للكفار المحادين لله ورسوله، وأنه لا يتصور وجود مؤمن حق الإيمان مع وجود هذه الموادة المحرمة، وأننا في غنى عن طرد قاعدة (التكفير بمحبة كفر الكافرين) في نصوص الولاء والبراء، ذلك أن حمل كافة ما ورد فيهما عليها تكلفٌ، بل ومبطل لدلالة هذه النصوص أو يكاد، وصنيعهم هذا كصنيع من حمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) بأن الترك المكفر ما كان عن جحود فيقال هو كافر بالجحود ولو لم يترك، وكذا قول من قال في توجيه قوله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) أنه فيمن استحل، فيقال فالمستحل معاقب بمثل هذا قتل أو لم يقتل. ثم يقال أيضاً إن طرد هذا المعنى المذكور في جميع نصوص الولاء والبراء غير ممكن ألا ترى
(يُتْبَعُ)
(/)
أن استدلالهم بمثل قوله تعالى: (لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) على أن موالاة الكفار المكفرة هي موالاتهم محبة لكفرهم ودينهم الباطل استدلال مدخول وقول باطل، ذلك أن ظاهر الآية دالٌ على صورة من الموالاة المكفرة وأن صاحبها (ليس من الله في شيء)، ثم استثنت من هذه الصورة المكفرة ما كان واقعاً في حال الإكراه، فلو كان المناط المكفر لهذه الموالاة الاعتقاد الباطن لما كان ثمة حاجة لاستثناء حال التقية، ذلك أنه لا يُكره شخص على اعتقاد الكفر في الباطن، وإنما يقع الإكراه على قولٍ يقوله المكره في الظاهر أو على فعل يفعله، وبهذين تتحقق منه التقية، فيقي بالقول أو الفعل الظاهر ما يضره ويضر باطنه، ويبقي اعتقاده مع التقية سليماً، ولو أن شخصاً اعتقد الكفر تحت الإكراه كفر إذ لا رخصة باعتقاد الكفر ومحبته بحال، فدل على أن المناط المكفر في هذه الآية الكريمة ليس أمراً باطنا يقع من قبل الموالي وإنما هو في أمر ظاهر يكون صاحبه كافراً بفعله، وهو ما لا يقول به أولئك الفضلاء ذلك أنهم أخرجوا العمل من أن يكون مكفراً بذاته في أبواب الولاء والبراء وحصروا الأمر في الكفر الباطن، ولا شك أن ظاهر هذه الآية الكريمة دال على خلاف ما قالوه وأن الكفر في أبواب الولاء والبراء قد يكون بالعمل الظاهر أيضاً ويكون هذا العمل الظاهر مناطاً للتكفير، وهذه الآية الكريمة الدالة على الرخصة بفعل موالاة مكفرة في حال الإكراه هي كقوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، فشرط الرخصة طمأنينة القلب بالإيمان لا أن ينشرح قبل المكره للكفر فيعتقده، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله: (ومعلوم أنه لم يُرد الكفر هنا اعتقاد القلب فقط، لأن ذلك لا يُكره الرجل عليه، وهو قد استثنى من أُكره ولم يُرِد من قال واعتقد، لأنه استثني المكرَه وهو لا يُكره على العقد والقول، وإنما يُكره على القول فقط، فعُلم أنه أراد من تكلم بكلمة الكفر فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم، وأنه كافر بذلك إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدراً من المكرهين فإنه كافر أيضاً، فصار من تكلم بالكفر كافرًا إلا من أُكره فقال بلسانه كلمة الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان) [الصارم المسلول 3/ 976]، والمقصود التأكيد على أن الآية المتقدمة دالة على أن من الموالاة المكفرة ما يكون من قبيل القول أو العمل الظاهر لا أن ذلك محصور في اعتقاد القلب، وأن حمل الصورة المكفرة للموالاة في الآية على اعتقاد الباطن قول باطل يفضي إلى تجويزه في حال الإكراه وهو كفر بالإجماع. ومما يجب ملاحظته أن صورة المظاهرة بالمقاتلة مع الكفار ضد أهل الإسلام منافية ولا بد لأصل الولاء للمؤمنين وأصل البراءة من المشركين، وذلك للتلازم بين الظاهر والباطن، وأنه لا يمكن أن يكون العبد مؤمناً بالله ورسوله الإيمان المنجي، محباً لأهل الإيمان ولما هم عليه، مبغضاً لأهل الكفر وما هم عليه، ثم هو يبذل كل طاقته وقوته وجهده بل ويغرر بنفسه وأهله وماله في مناصرة الكفار على المؤمنين طلباً لعلو شأنهم وغلبتهم ليُحصِّل منهم منفعة دنيوية مع ما علمه بما تستلزمه هذه النصرة من انتصار للشرك والكفر على الإيمان والإسلام، وأن هذا متى ما واقع هذه البلية العظيمة فإنما هو لطغيان محبة الدنيا على نفسه وقلبه حتى أخلته عن أصل الإيمان المنجي والمتضمن أصل الولاء والبراء المنجي فأضحى كافراً، ألا فليُعلم أن من جعل هذا مؤمناً ناجياً مع هذا كله، فقد منع التلازم بين الظاهر والباطن، ووقع في شعبة من شعب الإرجاء على ما هو مقرر مشهور في مسائل الإيمان، وليت شعري لو أن مسلماً قاتل مع أهل الكفر أهل الإيمان ووعده الكفار بالعطية الجزيلة بشرط أن يحصلها بعد انتصار الكفار هل يبقى في قلبه محبة لانتصار المسلمين وعلو شأن الإسلام أم أن حبه منصرف ولا بد لعلو شأن المشركين وانتصارهم طمعاً في تحصيل دنيا وليعلو شأن الكفر لا ضير!! فكيف
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يكون هذا المظاهر كافراً بصنيعه هذا؟! وهل ينفك علو شأن المشركين من علوٍ لشأن الشرك والكفر، وهل انخفاض أمر المسلمين إلا انخفاض لدين الإسلام في الواقع؟! وكيف يتصور أنه مع هذا الانتصار الظاهر للكفار وهذه العداوة الواضحة لأهل الإيمان -بأن يقف في صف الكفار مقاتلاً للمسلمين- تظل عنده محبةٌ ونصرةٌ باطنةٌ لأهل الإيمان وللإيمان، وهل هذا إلا قول المرجئة الذين يمنعون التلازم بين الظاهر والباطن في مسائل الإيمان، وإذا كان أولئك الفضلاء قد أخرجوا العمل عن أن يكون مكفراً في مسائل الولاء والبراء وقصروا الأمر على التكفير بالاعتقاد المكفر بناء على هذا التأصيل (أن ما ناقض أصل الولاء والبراء هو المكفر دون ما ناقض كماله، وأن أصل الولاء والبراء راجع إلى اعتقاد القلب وكمال الولاء والبراء في العمل الظاهر، فلا يكون الكفر إلا باعتقاد القلب المناقض لأصل الولاء والبراء دون العمل الظاهر) فكيف يمكنهم الجواب على من ادعى الحجة ذاتها في حقيقة الإيمان والكفر فقال: (أصل الإيمان راجع إلى اعتقاد القلب وكماله في العمل الظاهر، والكفر لا يكون إلا بما يناقض أصل الإيمان دون كماله، وإذا كان محل الأصل القلب فلا يكون الكفر إلا بالقلب دون العمل الظاهر، فلا يكون للعمل تأثير في كفر حتى يكون ناشئاً عن اعتقاد)، فبناء مثل هذه المسائل على مثل هذه الأصول ليست جارية على أصول أهل السنة والجماعة القائلين بأن الإيمان قول وعمل، وأنه يزيد وينقص، وأن الظاهر والباطن متلازمان، وأن الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد، والعجب كله ينهال عليك مرة واحدة حين تسمع فاضلاً من أولئك يقول مقرراً: (مناط التكفير في (الولاء والبراء) هو عمل القلب، فحب الكافر لكفره، أو تمني نصرة دين الكفار على دين المسلمين، هذا هو الكفر في (الولاء والبراء). أما مجرد النصرة العملية للكفار على المسلمين، فهي وحدها، لا يمكن أن يكفر بها؛ لاحتمال أن صاحبها ما زال يحب دين الإسلام ونصرته، لكن ضعف إيمانه جعله يقدم أمراً دنيوياً ومصلحة عاجلة على الآخرة. وما دام مناط التكفير في (الولاء والبراء) هو عمل القلب، وعمل القلب لا يعلمه إلا الله، فإنه لا يمكن أن يُكفر بدعوى انعدام هذا المعتقد في القلب. أما إذا صرح الشخص بحبه لدين الكفار، أو بتمنيه نصرة دينهم على دين المسلمين، فتصريحه هذا كفر يكفر به. وإن كان باطنه (مع ذلك) قد يخالف ظاهره، لكننا إنما نحكم بالظاهر، والله تعالى يتولى السرائر)!! فهل مثل هذا الكلام جارٍ حقيقةً على أصول أهل السنة في الإيمان، وأي فرق بين هذا القول وقول المرجئة أن من أهان المصحف أو شتم الرب أو سجد للصليب أنه كافر في الظاهر لكنه قد يكون مؤمناً في الباطن ناج عند الله!! ورحم الله ابن تيمية حيث قال: (فمن قال بلسانه كلمة الكفر من غير حاجة عامدًا لها عالمًا بأنها كلمة كفر فإنه يكفر بذلك ظاهرًا وباطنا ولا يجوز أن يقال: أنه في الباطن يجوز أن يكون مؤمنًا، ومن قال ذلك فقد مرق من الإسلام) [الصارم المسلول 3/ 975]، وتحقيق هذه المسائل ودفع إشكالات الخصوم ورد الشبهات، لا يتسع له هذا المقام، وليس محله هاهنا خصوصاً أن بعض أولئك الفضلاء لا يقولون بمثل الأصول المخالفة لطريقة أهل السنة في الإيمان، فلم يعولون إذن على هذه الطريقة في تأصيل مسائل الولاء والبراء، وهل هي طريقة سنية سلفية في إخراج العمل عن حد الكفر في مسائل الولاء والبراء؟! أما من كان مخالفاً لأهل السنة والجماعة في هذه الأصول فالكلام معه في مسألة المظاهرة عديم الجدوى، قليل النفع، ذاهب الأثر، إذ الإشكال عند الخصم في أصل كلي لا في مسألة جزئية، والمخالفة إنما وقعت منه للمخالفة في هذا الأصل والله المستعان.
هذا ما تيسر تسجيله في هذه المسألة، والمقصود إنما هو الإشارة لبعض المعاني المهمة التي رأيت كثيراً ممن ناقش هذه المسألة قد صدف عنها وأغفلها، أما تحرير الكلام واستيعابه فله مقام غير هذا المقام، منبهاً على أن حصر الكلام في حكم من يقاتل في صفوف الكفار أهلَ الإسلام لا يعني انحصار صورة الكفر في باب الولاء والبراء فيها، لكنها أجلى صورها وأظهرها، ودونها مراتب قد يختلف فيها نظر الناظر، وإنما عمدت إليها دون ما سواها لأن التشاغل بتحرير أحكام هذه المراتب ليس بذي طائل مع من وقع معه الخلاف في أظهر صور المظاهرة وأجلاها، فإن سَلَّمَ المخالف بحكم هذه المسألة أمكن الانتقال لما بعدها، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يهدينا للحق ويبصرنا به، اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
انتهى من تحريره: عبدالله بن صالح العجيري
وذلك في: 26/ 4/1429هـ
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 02:03]ـ
بارك الله فيك ماالهدف من الموضوع حتى نفهم الموضوع و لماذا هذا الموضوع بالذات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 02:06]ـ
للاستفادة
ـ[المخضرمون]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 03:30]ـ
جزاكم الله خيرا ,
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 04:12]ـ
إذا كان الكلام منزل على الوورد فهو أفضل لأنه طويل والقراءة في هذه القضايا تحتاج للهدوء ....
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 04:56]ـ
بارك الله فيك اخي المخضرمون
الرابط: saaid.net/book/10/3488.doc
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 06:35]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 07:06]ـ
بارك الله فيك اخي المكرم الموحد السلفي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 11:59]ـ
استفيدوا
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 05:18]ـ
يرفع للفائدة(/)
رد شبهة قبوري بآية: ? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ?
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 03:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في رد شبهة قبوري بآية:
? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ? [الكهف: 21]
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
ففي محاولة الهجوم على دعوة التوحيد وتحقير الدعاة إليه وتهوين مكانتهم، وجعل قضية المساجد التي بها قبور قضية فقهية فرعية لا ترقى في أن تكون سببًا للتهوين في التفريق بين المسلمين والتنابز بالألقاب والتباعد والهجران، وفي ظل تعظيم القبور والمشاهد والأضرحة تولى من يؤيِّد تشييد المساجد عليها واعتبار أن الصلاة فيها تصل إلى درجة الاستحباب بالانتصار لهذا المعتقد بشبهة من آية من سورة الكهف في قوله - تعالى -: ? فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ? [الكهف: 21]، حيث قال - هداه الله -:
«ووجه الاستدلال بالآية أنَّها أشارت إلى قصَّة أصحاب الكهف، حينما عثر عليهم الناس، فقال بعضهم: نبني عليهم بُنيانًا، وقال آخرون: لنتَّخذنَّ عليهم مسجدًا.
والسياق يدلُّ على أنَّ الأَوَّل: قول المشركين، والثاني: قول الموحِّدين، والآية طرحت القولين دون استنكار، ولو كان فيهما شيء من الباطل لكان من المناسب أن تشير إليه، وتدلُّ على بطلانه بقرينة ما، وتقريرها للقولين يدلُّ على إمضاء الشريعة لهما، بل إنَّها طرحت قول الموحِّدين بسياقٍ يفيد المدح، وذلك بدليل المقابلة بينه وبين قول المشركين المحفوف بالتشكيك، بينما جاء قول الموحِّدين قاطعًا ? لَنَتَّخِذَنَّ ? نابعًا من رؤية إيمانية، فليس المطلوب عندهم مجرَّد البناء، وإنَّما المطلوب هو المسجد. وهذا القول يدلُّ على أنَّ أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله معترفين بالعبادة والصلاة.
قال الرازي في تفسير ? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ?:نعبد الله فيه، ونستبقي آثارَ أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد («تفسير الرازي» (11/ 106) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_1')) ) .
وقال الشوكاني: ذكر اتخاذ المسجد يُشعر بأنَّ هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون، وقيل: هم أهل السلطان والملوك من القوم المذكورين، فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم، والأوَّل أولى («فتح القدير» في التفسير للشوكاني (3/ 277) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_2')) ) .
وقال الزجاجي: هذا يدلُّ على أنَّه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور؛ لأنَّ المساجد للمؤمنين. هذا بخصوص ما ذكر في كتاب الله فيما يخصُّ مسألة بناء المسجد على القبر».
وبعد الأمانة في النقل أقول - وبالله التوفيق والسداد -:
فلا دلالة في الآية على جواز الصلاة بالمسجد الذي به ضريح أحدِ الأنبياء عليهم السلام أو الصالحين، بَلْهَ أن تصل إلى درجة الاستحباب؛ لأنَّ غاية ما يدل عليه أنَّ الذين اتخذوا مسجدًا على قبور الصالحين كانوا من النصارى الذين لعنهم النبيُّ - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - كما صرَّح به غير واحدٍ من أهل التفسير، وقد بَيَّن النبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - إنكاره هذا الصنيع المسنون لليهود والنصارى في أربعة عشر حديثًا منها:
- حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - في مرضه الذي لم يقم منه: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ». لَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خُشِيَ أن يُتخذَ مَسجدًا (أخرجه البخاري: كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1324)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1184) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_3'))) .
(يُتْبَعُ)
(/)
- وعن عائشة وابن عباس - رضي الله عنهم - قَالاَ: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولَ اللهِ، طَفِقَ يَطْرَحُ خمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذلِكَ: «لَعْنَةُ اللهُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارى. اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا (أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (425)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1187) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_4'))) .
- وعن جندب بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - أنه سَمِعَ النَّبِيَّ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: « ... أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ. إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذ?لِكَ» (أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1188) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_5'))) .
- وعن عائشة - رضي الله عنها -: لَمَّا كانَ مَرَضُ رسولِ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - تَذَاكَرَ بعضُ نسائِهِ كنيسةً بأرضِ الحَبَشَةِ يقال لها مَارِيَةُ، وقد كانتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيْبَةَ - رضي الله عنهما - قد أَتَتَا أرضَ الحَبَشَةِ فَذَكَرْنَ من حُسْنِهَا وتصاوِيْرِهَا قالتْ: فقالَ النبيُّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «إنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيْهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولِئَِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» (أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (424)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1181)، واللفظ للبيهقي في «السنن الكبرى»: (7321) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_6')) ).
قال القرطبي - رحمه الله -: «قال علماؤنا: ففعل ذلك أوائلهم ليتأنَّسوا برؤية تلك الصُّوَر ويتذكَّروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم ويعبدون الله - عزَّ وجلَّ -عند قبورهم، فمضت لهم بذلك أزمان، ثمَّ أنهم خَلَف من بعدهم خلوف جهلوا أغراضهم، ووسوس لهم الشيطان أنَّ آباءكم وأجدادكم كانوا يعبدون هذه الصورة فعبدوها؛ فحذَّر النبيُّ - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - عن مثل ذلك، وشدَّد النكير والوعيد على من فعل ذلك، وسدَّ الذرائع المؤدِّية إلى ذلك، فقال: " اشتدَّ غضب الله على قوم ?تخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد "» («تفسير القرطبي» (2/ 85) (10/ 380) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_7')) ) .
وقال ابن رجب - رحمه الله -: «هذا الحديث يدلُّ على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين، وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى، ولا ريب أنَّ كُلَّ واحدٍ منهما محرَّم على انفراد، فتصوير صور الآدميِّين محرَّم، وبناءُ القبور على المساجد بانفراده محرَّم كما دلَّت عليه النصوص أخرى يأتي ذكر بعضها ... فإن اجتمع بناء المسجد على القبور ونحوها من آثار الصالحين مع تصوير صورهم فلا شكَّ في تحريمه، سواء كانت صورًا مجسّدة كالأصنام أو على حائطٍ ونحوه، كما يفعله النصارى في كنائسهم، والتصاوير التي في الكنيسة التي ذكرتها أم حبيبة وأم سلمة أنهما رأتاها بالحبشة كانت على الحيطان ونحوها، ولم يكن لها ظل، وكانت أم سلمة وأم حبيبة قد هاجرتا إلى الحبشة.
فتصوير الصور على مثل صور الأنبياء والصالحين؛ للتبرك بها والاستشفاع بها محرم في دين الإسلام، وهو من جنس عبادة الأوثان، وهو الذي أخبر النبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - أنَّ أهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتصوير الصور للتآنس برؤيتها أو للتَّنَزُّه بذلك والتلهي محرَّم، وهو من الكبائر وفاعله من أشدِّ الناس عذابًا يوم القيامة، فإنه ظالم ممثل بأفعال الله التي لا يقدر على فعلها غيره، والله - تعالى - ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? [الشورى: 11]، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه وتعالى» («فتح الباري» (3/ 197) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_8')) ).
وقال الألوسي - رحمه الله -: «هذا، واستدلَّ بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة فيها وممَّن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي وهو قول باطلٌ عاطلٌ فاسدٌ كاسدٌ فقد روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «لَعَنَ اللهُ تَعَالَى زَائِرَاتِ القُبُورِ وَالمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسُّرَجَ» (أخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320)، والنسائي (2043)، وأحمد (3108)، من حديث أبي صالح عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، والحديث بهذا السياق ضعيف، قال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/ 201): «وقال مسلم في كتاب التفصيل: هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس». لكن ورد له شواهد تقويه في «لعن زائرات القبور»، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ»، وأخرى في «اتخاذ المساجد على القبور» وقد تواتر ذلك عنه - صلى الله عليه وآله وسلم -. انظر: «الإرواء» (3/ 212)، و «السلسلة الضعيفة» (1/ 393) للألباني ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_9')) )... إلى غير ذلك من الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة.
وذكر ابن حجر في «الزواجر» («الزواجر» للهيثمي (194) في الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثانًا، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_10')) ) : « أنه وقع في كلام بعض الشافعية عدّ اتخاذ القبور مساجد والصلاة إليها واستلامها والطواف بها ونحو ذلك من الكبائر» («تفسير الألوسي» (11/ 196) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_11')) ) .
قلت: وليس النهي منقولاً عن الشافعية فقط بل عند كافَّة المذاهب، فمن ذلك ما قاله القرطبي المالكي - رحمه الله - في معرض إيراده حديث عائشة - رضي الله عنها-: «قال علماؤنا: وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد» («تفسير القرطبي» (10/ 380) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_12')) ) .
وقال ابن قدامة الحنبلي - رحمه الله -: «ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر، ولأنَّ النبيَّ - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما صنعوا ... ، ولأنَّ تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها، والتقرُّب إليها، وقد روينا أنَّ ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات باتخاذ صورهم ومسحها والصلاة عندها» («المغني» (1/ 360) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_13')) ) .
وقال الزيلعي الحنفي - رحمه الله -: «ويكره أن يبنى على القبر أو يقعد عليه أو ينام عليه أو يوطأ عليه أو يقضى عليه حاجة الإنسان ... أو يصلى إليه أو يصلى بين القبور ... ونهى - عليه الصلاة والسلام - عن اتخاذ القبور مساجد» («تبيين الحقائق» للزيلعي (1/ 246) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_14')) ) .
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا صرَّح عامَّة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد عليها مُتابعةً منهم للسُّنَّة الصحيحة الصريحة من غير اختلافٍ بين الأئمة المعروفين، قال ابن تيمية - رحمه الله -: «ويحرم الإسراج على القبور، واتخاذ المساجد عليها وبنيها ويتعيَّن إزالتها، ولا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين» («اختيارات ابن تيمية» للبعلي (81) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_15')) ) .
هذا، وإن كان المنقول عن طائفة أهل العلم أطلقت الكراهة على بناء المساجد على القبور، فإنه ينبغي أن تحمل على الكراهة التحريمية إحسانًا للظنِّ بالعلماء لئلاَّ يُظنَّ بهم أنهم يجوزون نهيًا تواتر عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - أنّه لَعَن فاعله وشدَّد النكير والوعيد على فعله.
فالحاصل أنه اجتمع في اتخاذ القبور مساجد فتنتين وقع بسببها الضلال والانحراف العقدي:
الأولى: فتنة القبور، وهي أعظم الفتنتين ومبتدأها حيث عظموها تعظيمًا مبتدعًا آل بهم إلى الشرك.
الثانية: فتنة التماثيل والصور التي وضعت للتأسي والتذكار ثمَّ نسي القصد وآل بهم الأمر إلى عبادتها.
فكان المغضوب عليهم والضالون يبنون المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم، وقد جاءت النصوص الصحيحة والصريحة متواترة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بنهي أُمَّته عن ذلك والتغليظ فيه في غير موطن حتى في وقت مفارقته الدنيا.
قال ابن القيم - رحمه الله -: «وبالجملة فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفهم عن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - مقاصده، جزم جزمًا لا يحتمل النقيض أنَّ هذه المبالغة منه باللعن والنهى بصيغتيه: صيغة: «لا تفعلوا»، وصيغة: «إني أنهاكم» ليس لأجل النجاسة، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه، وارتكب ما عنه نهاه، واتبع هواه، ولم يخش ربه ومولاه، وقلّ نصيبه أو عدم عن تحقيق شهادة أن لا إله إلاَّ الله. فإنَّ هذا وأمثاله من النبيِّ - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - صيانةً لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه. فأبى المشركون إلا معصية لأمره، وارتكابًا لنهيه، وغرَّهم الشيطان. فقال: بل هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين. وكُلَّما كنتم أشدّ لها تعظيمًا، وأشدّ فيهم غلوًّا، كنتم بقربهم أسعد، ومن أعدائهم أبعد.
ولعمر الله، من هذا الباب بعينه دخل على عبَّاد يغوث ويعوق ونسر، ومنه دخل على عباد الأصنام منذ كانوا إلى يوم القيامة. فجمع المشركون بين الغلو فيهم، والطعن في طريقتهم وهدى الله أهل التوحيد لسلوك طريقتهم، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها: من العبودية وسلب خصائص الإلهية عنهم، وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم» («إغاثة اللهفان» (1/ 189) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_16')) ) .
هذا، وعلى فرض أنَّ الذين غلبوا على أمرهم - في الآية - لم يكونوا نصارى فلا يتمُّ التسليم بأنهم كانوا مؤمنين، بل هم الملوك والولاة كما ذكر ذلك ابن رجب وابن كثير والآلوسي وغيرهم (انظر: «روح المعاني» للآلوسي (15/ 236). «فتح الباري» لابن رجب (3/ 194). و «تفسير ابن كثير» (3/ 78) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_17')) ) ، وقد كانوا أهل شرك أو فجور، حيث إن لفظة «لَنَتَخِذَنَّ» تلائم أهل القهر والغلبة من الملوك والولاة، دون «اتخذوا» بصيغة الطلب المعبر بها الطائفة الأولى؛ ذلك لأنَّ مثل هذا الفعل تنسبه الولاة إلى نفسها، وضمير «أَمْرهِمْ» هنا للموصول المراد به الولاة، ومعنى غلبتهم على أمرهم: أنهم إذا أرادوا أمرًا لم يتعسَّر عليهم، ولم يحل بينه وبينهم أحد، كما قال - تعالى -: ?وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ? [يوسف: 21].
قال ابن رجب - رحمه الله -: «فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور، وذلك يشعر بأن مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى، وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المتبعين لما أنزل الله على رسله من الهدى» («فتح الباري» (3/ 194) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_18'))).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وليس في الآية إقرار على فعلهم، بل فيها إنكار، لأنه يكتفى في الردِّ على الكفار أو الفجار عزو حكاية القول إليهم، إذ المعلوم - أصوليًّا - أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون المسكوت عنه صادرًا من كافر أو فاجر فلا عبرة فيه لما علم بالضرورة إنكاره - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - لما يفعله الكفار والفجار، كما أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون الشارع قد بَيَّن حكمه بيانًا يسقط عنه وجوب الإنكار وقد لعنهم الله - تعالى - على لسان نبيِّه - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - فأيُّ إنكار أوضح من هذا؟
وإذا سلَّمنا - جدلاً - أنهم كانوا مسلمين فلا يتمُّ التسليم بأنَّ فعلهم محمودٌ شرعًا ورد - على وجه الصلاح - تمسُّكًا بشريعة نبي مرسل.
قال ابن كثير - رحمه الله - بعد ما حكى عن ابن جرير القولين: «والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ، ولكن هل هم محمودون أم لا؟ فيه نظر؛ لأنَّ النبيَّ - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ واَلنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما فعلوا، وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق، أمر أن يخفى عن الناس، وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده، فيها شيء من الملاحم وغيرها» («تفسير ابن كثير» (3/ 78) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_19')) ) .
وعلى تقدير أنهم أهل إيمان وصلاح، ووقع صنيعهم محمودًا بالنظر لتمسكهم بشريعة نبي مرسل، فجوابه من جهتين:
الجهة الأولى: لا يلزم الأخذ بمضمون الآية الدالة على جواز بناء المسجد على القبر؛ لأنَّ ما تقرر - أصوليا - «أنَّ شَرْعَ مَنْ قَبْلَنَا لَيْسَ شَرْعٌ لَنَا»، ولا يحلُّ الحكم بشريعة نبيّ مَن قبلنا لقوله - تعالى -: ? لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ? [المائدة: 48]، ولقوله - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم -: «فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ» فذكر منها: «أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَأَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ - بُعِثَ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ وَالنَّاسِ كَافَّةً» (أخرجه مسلم، كتاب «الصلاة» (1167)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، ورواية «الأحمر والأسود» أخرجها: الدارمي في «سننه» (2375)، وأحمد (20792)،من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -، وأحمد كذلك: (2737)، من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 261): «رجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث»، وصححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد» (4/ 261)، والألباني في «الإرواء» (1/ 316) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_20'))) ، فدلَّ ذلك على أنه لم يبعث الله - تعالى - إلينا أحدًا من الأنبياء غير محمَّد - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم -، وإنما كان غيره يبعث إلى قومه فقط لا إلى غير قومه.
الجهة الثانية: وعلى تقدير أنَّ شرع من قبلنا شرع لنا فمشروط بعدم التصريح في شرعنا ما يخالفه، ويبطله، فإن ورد في شرعنا ما ينسخه لم يكن شرعًا لنا بلا خلاف، كالأصرار والأغلال التي كانت عليهم في قوله - تعالى -: ? وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ? [الأعراف: 157]، وقد جاءت النصوص الحديثية متضافرةً ومتواترة تنسخ هذا الحكم وتنهى عن بناء المساجد على القبور وتغلِّظ النكير.
قال ابن تيمية - رحمه الله -: «فإنَّ الله تعالى قد أخبر عن سجود إخوة يوسف وأبويه وأخبر عن الذين غلبوا على أهل الكهف أنهم قالوا: ? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا ? ونحن قد نهينا عن بناء المساجد على القبور» («مجموع الفتاوى» (1/ 300). ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_21'))) .
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن كثير - رحمه الله -: «وهذا كان شائعاً فيمن كان قبلنا، فأمَّا في شرعنا فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - أنه قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما فعلوا» («البداية والنهاية» (2/ 116) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_22'))) .
قال الآلوسي - رحمه الله -: «مذهبنا في شرع من قبلنا وإن كان أنه يلزمنا على أنه شريعتنا، لكن لا مُطلقًا، بل إن قصَّ اللهُ - تعالى - علينا بلا إنكار، وإنكارُ رسوله - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - كإنكاره - عزَّ وجلَّ -، وقد سمعتَ أنه - عليه الصلاة والسلام - لَعَنَ الذين يتخذون المساجد على القبور، على أن كون ما ذكر من شرائع من قبلنا ممنوع، وكيف يمكن أن يكون اتخاذ المساجد على القبور من الشرائع المتقدمة مع ما سمعت من لعن اليهود والنصارى حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، والآية ليست كالآيات التي ذكرنا آنفًا احتجاج الأئمة بها، وليس فيها أكثر من حكاية قول طائفة من الناس وعزمهم على فعل ذلك، وليست خارجة مخرج المدح لهم والحض على التأسِّي بهم، فمتى لم يثبت أنَّ فيهم معصومًا لا يدل على فعلهم - فضلاً عن عزمهم - على مشروعية ما كانوا بصدده. وممَّا يقوِّي قِلة الوثوق بفعلهم القول بأنَّ المراد بهم الأمراء والسلاطين كما روي عن قتادة» («روح المعاني» (5/ 31) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_23')) ) .
فالحاصل: إن كان بناء المساجد على القبور سُنَّة النصارى، فإن كان شرعًا لهم فقد نسخه الإسلام بما نطقت الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة، وإن كان بدعةً منهم فأجدر بتركها والتخلي عنها إذ «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» (أخرجه أبو داود، كتاب السنة، باب في لزوم السنة (4607)، والترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (2676)، وابن ماجه، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين (42)، وأحمد (17608)، من حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه -، والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير» (9/ 582)، والألباني في «السلسلة الصحيحة» (2735)، وحسَّنه الوادعي في «الصحيح المسند» (938) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_24')) ) ، ولا يستدلُّ بالآية بمعزل عمَّا تقتضيه الأحاديث الثابتة اكتفاءً بالقرآن الكريم واستغناءً عن السُّنَّة المُطهَّرة فإنَّ هذا من صنيع أهل الأهواء والبدع، وأهلُ الحقِّ يؤمنون بالوحيين، ويعلمون أنَّ طاعة الرسول من طاعة الله - تعالى -، ويعملون بمقتضاهما، قال - تعالى -: ? مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ? [النساء: 80]، وقال - صَلَّى الله عليه وآله وسلم -: «أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ القُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ» (أخرجه أحمد (16722)، من حديث المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه -. وأخرجه أبو داود كتاب السنة، باب في لزوم السنة (4604) بلفظ: «أَلاَ إِني أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، والحديث صححه الألباني في «المشكاة» (1/ 57) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_25')) ) ، وفي روايةٍ: «أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ مِثْل مَا حَرَّمَ اللهُ» (أخرجه أحمد (16743)، والدارمي (592)، من حديث المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه -. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع» (8186) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_26')) ) ، وفي سياق تمثيل من يكتفي بالقرآن ويستغني عن السُّنَّة، يقول الألباني - رحمه الله -: «وما مثل من يستدلُّ بهذه الآية على خلاف الأحاديث المتقدِّمة إلاَّ كمثل من يستدلُّ على جواز صنع التماثيل والأصنام بقوله - تعالى - في الجِنِّ الذين كانوا مُذَلَّلِين لسليمان - عليه السلام -: ? يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ? [سبأ: 13]، يستدل بها على خلاف الأحاديث الصحيحة التي تحرم التماثيل والتصاوير، وما يفعل ذلك مسلمٌ يؤمن بحديثه - صَلَّى الله عليه وآله وسلم -» («تحذير الساجد» للألباني (83) ( http://java******:AppendPopup(this,'p jdefOutline_27')) ).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 16 المحرم 1430ه
الموافق ل:13 جانفي 2009م
المصدر: http://ferkous.com/rep/M36.php
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 08:23]ـ
كلام نافع، بارك الله فيكم.
أسأل الله أن يردنا للإسلام ردا جميلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 06:13]ـ
وفيكم بارك الله أخي الكريم أبا هارون،،،
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 05:29]ـ
أوَ ليسُ المفتي الآخَرُ يقول:
بناء المساجد على القبور سُنِّهْ.!
إنما المحرَّم ايْهْ .. ؟
المحرم: السجود على القبور!!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 06:41]ـ
قال الشيخ العلامة ابن سعدي - رحمه الله - في " تفسيره " (ص 447):
(وقال من غلب على أمرهم - وهم الذين لهم الأمر -: ? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ? أي: نعبد الله - تعالى - فيه، ونتذكر به أحوالهم، وما جرى لهم. وهذه الحالة محظورة؛ نهى عنها النبي - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - وذم فاعليها، ولا يدل ذكرها هنا على عدم ذمها؛ فإن السياق في شأن تعظيم أهل الكهف والثناء عليهم، وأن هؤلاء وصلت بهم الحال إلى أن قالوا: ابنوا عليهم مسجدا، بعد خوف أهل الكهف الشديد من قومهم، وحذرهم من الاطلاع عليهم، فوصلت الحال إلى ما ترى).
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 10:03]ـ
فائدة: رد على هذه الشبهة أيضا الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي - وفقه الله - في كتابه النافع " بدع القبور: أنواعها وأحكامها " (ص 187 - 190 ط دار الفضيلة)، والكتاب راجعه وقدمله فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود - حفظه الله -.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 02:42]ـ
بحث قيم جزى الله الشيخ محمد فركوس خيرا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 06:17]ـ
بارك الله فيكم يا أهل (التوحيد) ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 11:24]ـ
الأستاذ الكريم خباب الحمد والشيخ الفاضل سليمان الخراشي: بارك الله فيكما ونفع بجهودكما وجزاكما خير الجزاء وأوفاه وأجزله ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 12:07]ـ
فائدة أخرى: رد على هذه الشبهة أيضا الشيخ الفاضل عبد العزيز بن فيصل الراجحي - وفقه الله - في كتابه القيم " مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور " (ص 127 - 131 ط مكتبة الرشد)، والكتاب قدم له فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان - حفظه الله -.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 07:24]ـ
للفائدة ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 05:22]ـ
للفائدة،،،
ـ[أبوهناء]ــــــــ[09 - Sep-2009, صباحاً 11:43]ـ
جزاك الله كل خير،، الموضوع مطروح هذه الايام على قناة المستقلة وتسمع العجب العجاب من تأويلات جاهلة وفاسدة تجعلني عاجز عن شكر الواحد الأحد أن طهر قلبي من هكذا أدران لا ترتضيها فطرة التوحيد التي وهبها الله لنا بفضله ومنه وكرمه .. والحمد لله رب العالمين
ـ[المقدسى]ــــــــ[09 - Sep-2009, مساء 09:22]ـ
بارك الله فيك وجزى الله الشيخ محمد فركوس خيرا
ـ[أم تميم]ــــــــ[09 - Sep-2009, مساء 11:35]ـ
السؤال: كيف نجيب على من يستدل بقوله تعالى (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) على جواز البناء على القبور؟.
الجواب الحمد لله وبعد،،
استدل هؤلاء وأمثالهم بقول الله تعالى (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) [الكهف:21] وقد استدلوا بها من وجوه:
الوجه الأول:قالوا إن الذين قالوا هذا القول كانوا نصارى، وهذا قول أكثر المفسرين [انظر رسالة البناء على القبور ص19 للمعلمي رحمه الله].،فيكون اتخاذ المسجد على القبر من شريعتهم، وشريعة من قبلنا شريعة لنا إذا حكاها الله تعالى، ولم يعقبها بما يدل على ردها كما في هذه الآية الكريمة.
و يجاب عليه من ثلاثة وجوه:
الأول: إن الصحيح المتقرر في علم الأصول أن شريعة من قبلنا ليست شريعة لنا لأدلة كثيرة
فإذا تبين هذا فلسنا ملزمين بالأخذ بما في الآية لو كانت تدل على قولكم. [انظر: الأدلة المختلف فيها ص 532].
الثاني: هب أن الصواب قول من قال " شريعة من قبلنا شريعة لنا " فذلك مشروط عندهم بما إذا لم يرد في شرعنا ما يخالفه، وهذا الشرط معدوم هنا، لأن الأحاديث تواترت في النهي عن البناء المذكور، فذلك دليل على أن ما في الآية ليس شريعة لنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: لا نسلم أن الآية تفيد أن ذلك كان شريعة لمن قبلنا، غاية ما فيها أن جماعة من الناس قالوا (لنتخذن عليهم مسجدا) فليس فيها التصريح بأنهم كانوا مؤمنين، وعلى التسليم فليس فيها أنهم كانوا مؤمنين صالحين، متمسكين بشريعة نبي مرسل، بل الظاهر خلاف ذلك.قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: (وقد دل القرآن على مثل ما دل عليه هذا الحديث وهو قول الله عز وجل في قصة أصحاب الكهف:
(قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) [الكهف:21] فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور، وذلك يشعر بأن مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المتبعين لما أنزل الله على رسله من الهدى) [انظر في هذه الشبهة والقائل بها والرد عليهم: جهود علماء الحنفية (3/ 1650)، وانظر عمارة القبور ص298]، فتح الباري لابن رجب (3/ 193)، وانظر كلام ابن جرير وابن كثير والألوسي تحت هذه الآية.
الوجه الثاني: قالوا (الدليل من هذه الآية إقرار الله تعالى إياهم على ما قالوا، وعدم رده عليهم.)
هذا الاستدلال باطل من وجهين:
الأول: أنه لا يصح أن نعتبر عدم الرد عليهم إقراراً لهم، لأن حكاية القول عن الكفار والفجار ـ وهو الظاهر من حالهم ـ يكفي في رده عزوه إليهم فلا يعتبر السكوت عليه إقرارا كما لا يخفى.
الثاني: أن هذا الاستدلال باطل ظاهر البطلان، لأن الرد الذي نفاه قد وقع في السنة المتواترة كما سبق، فكيف يقول: إن الله أقرهم ولم يرد عليهم، مع أن الله لعنهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فأي رد أوضح وأبين من هذا!؟
الوجه الثالث: قالوا إن الله أرشدنا بهذه الآية إلى ما ينبغي أن نعمله إذا مات فينا رجل صالح، أي أننا على الأقل نبني على قبره بنيانا، والأكمل أن نتخذ عليه مسجدا). [رسالة البناء على القبور ص22].
الجواب: أن الحق عكس ذلك .. ولو كان ما زعمته مراد الله عز وجل، لكان فهمَه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل به في حياته في حق أصحابه الذين توفوا في حياته كعثمان بن مظعون وسعد بن معاذ وعمه الحمزة ومن معه من الشهداء وأولاده صلى الله عليه وسلم. وعدم فعله صلى الله عليه وسلم ذلك كاف في إبطال هذا الزعم، فكيف والواقع أنه ثبت عنه النهي عن البناء على القبور، والأمر بتسويتها مطلقا، وتواتر عنه لعن من اتخذ القبور مساجد، وفي بعض الروايات الصحيحة التصريح بأن المراد باتخاذها مساجد بناء المساجد مشتملة عليها .. ثم جاء من بعده أصحابه، فلزموا طريقته، وثبت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه بعث صاحب شرطته لتسوية كل قبر مشرف مطلقا، واستمر الحال على ذلك في القرون الأولى المشهود لها بالخير، حتى جاء بعض المتشبعين بعد الألف يزعم أن الآية تدل على خلاف ذلك كله ـ سبحانك هذا بهتان عظيم .. ). [عمارة القبور للمعلمي ص309 ت ماجد الزيادي].
كتاب الألوهية .. باب حماية جناب التوحيد
الشيخ: محمد بن عبدالله الهبدان
..
باركَ الله فيكم ..
نقلٌ موفَّق ..(/)
حقائق عن ماسونية الأمير عبد القادر الجزائري المزعومة
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 04:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
تجدون في الرابط المدرج الحلقة 15 من سلسلة رد الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر الجزائري
وفيها بيان بطلان جميع حجج الذين وصفوا الأمير بأنه ماسوني.
وفيها الحديث عن قصة النجمة السداسية في الختم، وقصة قناة سويس، والبحر الإفريقي في قلب الجزائر، وقضايا مهمة أخرى.
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=185481&posted=1#post185481(/)
و ما يعلم جنود ربك الا هو: هنيئا لكم يا اشراف الامة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 05:44]ـ
نماذج من كرامات المجاهدين
غزة وكرامات المجاهدين (مع صور)
جمال عفيفي
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/y2153369.jpg
ذكر الطبيب الأردني حسام الزاغة إحدى كرامات المجاهدين الفلسطينيين التي وقف عليها بنفسه إبان وجوده في غزة للمشاركة في معالجة جرحى العدوان اليهودي.
وملخصها أن أحد المجاهدين القساميين جاؤوا به إلى مستشفى الشفاء وهو مصاب بعدة إصابات فقام هذا الطبيب بمعاينته حيث فوجئ الطبيب بعد أن نظر إلى جيب قميص هذا المجاهد بوجود مصحف وكتيب "حصن المسلم" وما إن انتزعهما الطبيب من جيبه حتى رأى الكتيب قد ثقبته شظية قاتلة ونفذت إلى المصحف الشريف حتى استقرت فيه حماية من الله لقلب هذا المجاهد ولتكتب لهذا المجاهد الحياة بعد أن جعل الله عز وجل من المصحف الشريف درعا واقيا له.
وكان الدكتور حسام الزاغة قد ذكر هذه القصة أمام مهرجان نقابة الأطباء الأردنيين.
كذلك ذكر خطيب مسجد عز الدين القسام بغزة في خطبة الجمعة الماضية بعض كرامات المجاهدين، منها أن أحد المجاهدين كان قد وضع لغماً لإحدى دبابات العدو، ولما شك المجاهد أن الدبابة تجاوزت اللغم، وهمّ بالخروج من خندقه خشية أن تطأه الدبابة، إذ بمنادٍ من خلفه يقول له: "اثبت ثبتك الله". وما هي إلا ثوان وانفجرت دبابة العدو.
وأيضا تواتر عن المجاهدين أنهم حين كانوا يرمون بقذائفهم يرون قذائف أخرى من نار أو من نور تسبق قذائفهم إلى العدو.
هذا وقد نبه موقع فلسطين الآن إلى حديث الجنود الصهاينة عما رأوه من أشباح ترتدي اللباس الأبيض وتركب الخيول وهو ما أكدته رواية أحد المجاهدين حيث يقول "يوجد منزل لعائلة دردونة, حيث ارتقى الصهاينة المنزل وأجلسوا العائلة كلها في غرفة واحدة واصطحبوا أحد شباب العائلة معهم للتحقيق وأخذوا يسألونه ماذا يلبس مقاتلو القسام فأجاب أنهم يلبسون زياً أسود، فانهالوا عليه بالضرب حتى أغشي عليه، وكرروا ذلك في اليوم الثاني، وفي اليوم الثالث عاود الجنود إحضار الشاب وسألوه نفس السؤال فأجابهم نفس الإجابة فأخذ أحدهم يسبه ويشتمه ليقول له "يا كذاب إنهم يلبسون زياً أبيض".
كذلك وقع مع إحدى المجموعات القسامية التي كانت ترابط في نقطة متقدمة وفي منتصف ليلتهم تلك ظهر فجأة كلب صهيوني مدرب من نوع " دوبر مان " يساعد الجنود الصهاينة في العثور على السلاح وعلى المقاومين فأخذ هذا الكلب الضخم يقترب متوحشاً من المجاهدين، فإذا بأحد المجاهدين يقول له "نحن مجاهدون في سبيل الله ومأمورون أن نكون في هذا المكان فابتعد عنا ولا تصبنا بأي ضرر". يقول المجاهد مكملاً سرد الحكاية: فإذا بالكلب يجلس ويمد قدميه ويهدأ، فقام أحد المجاهدين بإطعامه تمرات كانت معه فأكلها هادئاً ثم انصرف.
هذه القصص العجيبة تعيدنا إلى كرامات المسلمين الأول، فهنيئا لأهل فلسطين جهادهم، ونسأل الله لهم الثبات وتمام النصر بتحرير الأقصى.
المصدر:
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=123&aid=6959(/)
على جبال شرق غزة .. قصة مقاومة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 07:25]ـ
على جبال شرق غزة .. قصة مقاومة
لم تكن اللحظة سانحة لأن يفجر عبوته وينطلق كالبرق ليمد يديه ويسحب أحد الجنود المارقين من جيش الاحتلال الصهيوني على جبل الريس، فيرفعه بحزمٍ على كتفيه .. حاملاً أملاً كبير لأحد عشر ألفاً من القابعين خلف القضبان، لحظات تبدد الأمل ليصبح شهادة في سبيل الله بعد أن قصفته طائرات العدو بصاروخ أردته ومن يحمله من أتباعهم قتيل، إنها ثقافة المقاومة الفذة التي ثبتت على ساقها أكثر من عشرين يوماً من الرصاص والقنابل والصواريخ، ثقافة رجال لا يعرفون من الحياة سوا هدفٍ واحد وغاية سامية ألا وهي فلسطين وأرض غزة هاشم، مفارقة عجيبة بين من يتحصن بدرعه ودبابته وطائرته، وبين ذلك الذي فرش الأرض والتحف السماء وجعل من خندقه مركزاً ليباغت أعداء الله والوطن.
إنها سلسلة ثلاث جبال في شرق مدينة غزة " جبل الصوراني جنوباً والريس وسطاً والكاشف شمالاً" صمدت تلك الجبال رغم قسوة الضرب وشدته واحتضنت بين حصا وصخر جبالها رجالاً باعوا أنفسهم بصفقة الله " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " والله يرجوه أن يشتري.
عجائبُ كانت هناك على الجبال الثلاث .. مجاهد يحمل عبوته وآخر يسند على كتفه الأ ر بي جي أما الثالث فيمتشق سلاحه الخفيف .. تناسق الفكر وروعة الأداء .. حالت دون أن يجرأ العدو على اعتلاء الجبال الثلاث فما إن لاحت إحدى الآليات وجدت صاروخاً يفجرها .. وما إن تلمح ضباب جنودٍ يسيرون إلا بالعبوة تمزقهم أشلاء ومن نجا منهم يجد حتفه على يد ذاك السلاح الخفيف، إنها موسيقى الرصاص ونغم الثبات.
أمّا إذا جنح الليل بدأ كلُ جندي صهيوني بوضع يديه على رأسه وقلبه خوفاً من قدوم شبح هنا أو هناك يريد أن يفترسه بلا شفقة أو رحمه وهذا ما وضحه الجنود وهم يحققون مع أحد المختطفين لديهم مما اعتلوا بيوتهم في شارع الجرم " الفاصل بين جبل الريس والكاشف " بسؤاله ماذا يلبس أبناء القسام فيجيبه يلبسون ثياباً سود فيضرب على رأسه فيفيق .. فيكرر السؤال وتكون نفس الإجابة فيضرب حتى إذا يأس المحقق من ذلك صرخ فيه بل يلبسون ثياباً بيض!! نعم يلبسون ثياب الطاهرة والحق المسلوب ثياب الدفاع عن العرض والولد والأرض.
إنها كتائب القسام وكافة أجنحة المقاومة الذين وصلوا الليل بالنهار ليمكث المجاهد منهم أكثر من عشرين يوماً بين وحشة الليل وشدته و بين صوت المدافع والرصاص والصواريخ فوقه بل ربما وصلت إلى أقل من أمتارٍ عنه، ينتظر صيداً ثمينا يفرح به المؤمنون أو يلقى وجه ربه مقبلاً غير مدبر.
انتهت الحرب المؤقتة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، حربٌ أرادت من خلالها رسم خريطة جديدة في غزة، فجاءت الرياح بما لا تشتهي إسرائيل .. وثبت الرجال المقاومون في وجه الترسانة العسكرية الرابعة على العالم؛ لترسم هي خريطة المعركة القادمة .. معركة النصر والتحرير.
المصدر:
http://www.alqassam.ps/arabic/article.php?id=5144(/)
إنباء من كان حيا سويا بتدليسات وتزويرات القمص زكريا
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 01:09]ـ
إنباء من كان حيا سويا بتدليسات وتزويرات القمص زكريا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد.
فقد كنت اطلعت على لقاء بقناة قبطية بقمص قبطي اسمه زكريا بطرس في مسألة دعوى المسلمين - كما زعم المقدم والقمص - أولوية القرآن الكريم في ذكر أطوار خلق الجنين ..
*فقد ادعى القمص أن القرآن مسبوق بهذا في العهد القديم: فنقل عن سفر أيوب إصحاح عشرة من الآية 12 إلى 14:ألَمْ تَصُبَّنِي كَاللَّبَنِ وَتُخَثِّرْنِي كَالْجُبْنِ؟ كَسَوْتَنِي جِلْداً وَلَحْماً، فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ ..
ونقل عن أحد مزامير داود: (لم تختفي عنك عظامي .. رأتني عيناك علقة وجنينا).
*وادعى أن ما ورد في القرآن لم يثبت بالعلم والطب.
فالجنين كله يتكون معا. وليس هناك عظام تكسى لحما وليس هناك مضغة.
*وادعى أن هذا كان معروفا في الجاهلية وأورد قول السَّمَوْأَل:
نُطفَةٌ ما مُنيتُ يَومَ مُنيتُ أُمِرَت أَمرَها وَفيها بُريتُ
كَنَّها اللَهُ في مَكانٍ خَفِيٍّ وَخَفي مَكانُها لَو خَفيتُ
*وادعى أن الطب العربي والعجمي القديم تكلم عن ذلك قبل القرآن كما في الموسوعة العربية الميسرة. ففيها أن السومريين والبابليين كانوا على اطلاع بأمراض النساء والحمل, وأنهم كانوا يصفون أعضاء الجسم, ثم ذكر أن هذا دليل على أن أطوار خلق الجنين في الرجم كان معروفا عندهم.
ولما رأيته مدلسا مزورا على عادة الأقباط في محاولة النيل من الله ورسوله في دعواه أن القرآن ليس أول من ذكر ذلك, كتبت هذا لي ولغيري أداء لبعض الواجب والله المستعان على ما يصفون.
الجواب على ما زعمه القمص كالتالي:
*أولا:
قوله في توراتهم: (ألم تصبني كاللبن وتخثرني كالجبن) مخالف للحقيقة. فإن هذا اللبن الذي يصب في رحم المرأة لا يبلغ منه فيدخل البويضة إلا منوي واحد.وظاهر قوله (وتخثرني) أي تخثر اللبن كله فيصير جامدا, وهو إشارة إلى جسد الإنسان, وهذا مضحك. فقد تقرر واستقر الآن علميا أن آلاف المنويات تموت في طريقها إلى البويضة بسبب كثير من المعوقات والأفخاخ الطبيعية. ولا يصل إلى البويضة إلا عشرات لا يتسرب إلى البويضة منها إلا واحد يفقد ذيله عند الاختراق .. !.فأين هذا اللبن الذي تخثر؟ وهذا يظهر أن هذا الكلام من وضع بشري غير معصوم, وصناعة يد غير خبيرة. والعجيب المضحك أن القمص ادعى أن هذا وصف مطابق للحقيقة. فقال بالعامية المصرية: (بالزبط)!
*ثانيا:
وأما سخريته من قوله تعالى (فكسونا العظام لحما) حين قال: (لا يعرف أن امرأة أسقطت جنينا ليس فيه إلا الهيكل العظمي!) فالجواب أن الرجل غبي غباء لو تغاباه أحد ما أحسن, وقد أتي من جهله. فقد أثبت العلم أن العظام تتكون في جسم الجنين قبل ظهور العضلات عليها. فتبدأ في الظهور مغلفة بغلاف من خلايا ستتحول بعد ذلك إلى عضلات. فلو أسقطت امرأة جنينا في هذا الطور لوجد عظاما مغطى بطبقات من الخلايا شبه شفافة لا تصنف لحما علميا. بل هي عندهم خلايا في طور انتقالي تتحول إلى لحم وعضلات بعد ذلك.
جاء في كتاب (نشوء الإنسان) لكيث مور (ص374) نقلا عن كتاب (معجزة خلق الإنسان لهارون يحيى): (في الأسبوع السادس وكاستمرار للتغضرف (أي التحول إلى غضاريف) تتم أول عملية تحول إلى عظام في عظم الترقوة, وفي نهاية الأسبوع السابع يبدأ التعظم (أي التحول إلى عظم) في العظام الطويلة, وبينما تستمر العظام بالتكون يتم اختيار خلايا العضلات من النسيج المحيط بالعظم حيث تبدأ العضلات بالتكون, ويبدأ نسيج العضلات بالانقسام حول العظم إلى مجموعة أمامية ومجموعة خلفية)
وقد كان العلماء يعتقدون إلى وقت قريب أن العظام والعظلات تنموان معا, وبهذا يعلم خطأ قوله في سفر أيوب – زعموا - (فنسجتني بعظام وعصب) وأنه مخالف لترتيب الوجود. فتكون اللحم لا يكون إلا بعد وجود العظام, أو معها كما كان يعتقد قبل اكتشاف هذا الترتيب الجديد. وما في توراتهم كما ترى مخالف للنظريتين معا.
*ثالثا
أما نفيه وجود شيء كالمضغة فمردود عليه. فقد أثبت الطب الحديث أنه في نهاية الأسبوع الثالث يظهر شيء يشبه المضغة نتج عن انقسامات كثيرة. الرحم في نهاية الأسبوع الثالث.
*رابعا
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قوله في مزامير داود (لم تختفي عنك عظامي .. رأتني عيناك علقة وجنينا) فليس فيه ذكر للترتيب ولا للوصف الدقيق الوارد في القرآن. فأين هذا من قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) وأين هو من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا). فلسنا ندعي أن القرآن أول من ذكر كون الجنين علقة في مرحلة من مراحل تكونه. فإن هذا يعرف بمشاهدة سقط النساء قديما وحديثا. إنما نُعَرِّف الناس أن القرآن هو أول من ذكر أطوار خلق الجنين بتريب دقيق ووصف أدق. وهذه الأولية لا يستطيع القمص ولا آلاف من القمصات نقضها ولو حاولوا! فأين ذكر المضغة التي نفى وجودها القمص. وأين حروف الترتيب كالفاء و (ثم).فهي الإعجاز الذي ندعو الناس إلى تأمله. بخلاف ما ادعاه القمص الغبي من أن الجنين يتكون دفعة واحدة! وأين ذكر العظام وكسوتها باللحم والعضلات.
فمن يخالف العلم والطب إذن؟!
*خامسا
وأما ما في قول السموأل اليهودي فلا يجهله أحد. فإن كل أحد يعلم أن ابتداء أمر الإنساء نطفة, وأنها تلج إلى مكان خفي في جسم المرأة. وهناك يُبرى وينمو. وليس هذا موضوع الإعجاز.
*سادسا
وأما أن هذا كان معروفا في الطب القديم كما ذكر القمص. فدليل على غباء متعفن في عقله. فإنه لا يلزم من معرفتهم بطب النساء والولادة في الجملة ومعرفتهم لأعضاء الجسم في الجملة أن يكونوا على معرفة بأطوار خلق الجنين. فهل يدعي القمص الغبي أنهم كانوا يعرفون ما يعرف الأطباء اليوم لأن الموسوعة ذكرت أنهم كانوا يعرفون الطب؟! ألا يعلم القمص أن إثبات الأعم لا يستلزم إثبات الأخص؟! سبحانك هذا غباء عظيم!
ولو تأملت ما توصل إليه الطب الحديث قبل أن يصل إلى كشف حقائق هذه الأطوار لعلمت ما أقصد. فإن من أواخر ما طرح طرحا من نظريات في ذلك أن اعتقد أن الحيوان المنوي يحتوي على طفل صغير جدا داخله. إلى أن كنسها علماء الطب حديثا بنظرية تطور الجنين من الحيوان المنوي انتقالا عبر الأطوار القرآنية المذكروة. فلا إله إلا الله.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 10:41]ـ
بارك الله فيكم ورفع قدركم ونفع بكم أخي المكرم(/)
الشيخ عز الدين القسام الغائب الحاضر
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 01:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ عز الدين القسام الغائب الحاضر
على الرغم من وجود عشرات الشخصيات السياسية والدبلوماسية التي ظهرت في أحداث غزة هذه الأيام والتي قامت بجهود إيجابية أو سلبية، إلا أن الشخصية الأبرز التي كانت حاضرة بقوة في عالم أضحت بؤرته غزة، هو الشخصية التي رسمت معالم الحرية والاستقلال في فلسطين انطلاقاً من غزة، بكتائبها، بصواريخها ..
إن القسام ليس فحسب جناحاً لحركة مقاومة عنيدة عصية على الانكسار ولو جاء بتكالب دولي وتواطؤ محلي وإقليمي، وليس صاروخاً يُلجئ مئات الآلاف من الغاصبين إلى المخابئ كالجرذان تحت الأرض .. إنه روح سرت في فلسطين، من يوم أن أطل الشيخ محمد عز الدين بن عبد القادر مصطفى القسام على جبل جنين قبل أكثر من سبعين عاماً يهتف بأنصاره، قائلاً: "موتوا في سبيل"، قبل أن تغتاله عصابات الهمج الصهيونية فيستحيل الجسد البار صاروخاً يرعب القطعان ويزلزل عمقهم الاستراتيجي، وكتائب تتضاعف أعدادها كلما مرت بها محنة، تخرج خبثها وتستبقي تبرها براقاً واعداً جسوراً، وتلك حكمة الله في الشهداء الأبرار ـ نحسبه كذلك ـ؛ يُستمطر بهم نصر الله أن يبقي الله من أثره لأعدائه ما يسوؤهم؛ بذا قضت حكمة المولى القدير ..
ولد الشيخ في بلدة جبلة السوريا عام 1882م, و أرسله أبوه إلى مصر ليتعلم في الجامع الأزهر عام 1896م فمكث فيها عشر سنين تأثر فيها بمدرسة الجهاد التي أنشأها الشيخ محمد رشيد رضا التي تابع من خلالها أخبار الحركات الجهادية في العالم الإسلامي ثم عاد إلى بلدته, وفيها قاد أول تظاهرة تضامنية مع الليبيين لدى احتلال الطليان لبلدهم والتي هتف خلالها السوريون "يا رحيم يا رحمن غرق أسطول الطليان", ودعا إلى التطوع لنصرة المسلمين في ليبيا منتقيًا منهم 150 متطوعًا, و قد حاول السفر إلى ليبيا برفقتهم غير أن العثمانيين منعوه فسافر هو وصديق له لتسليم تبرعات السوريين لشيخ المجاهدين الليبيين عمر المختار ثم عاد إلى سوريا ـ ثمة رواية أخرى تقول إن القسام منع أيضًا من السفر فبنى بالمال مسجدًا في سوريا ـ وفي العام 1918م احتل الفرنسيون سوريا فباع الشيخ العظيم بيته, واشترى بثمنه 24 بندقية, وسار بأهله إلى جبل صهيون, والتحق بالثورة التي قادها عمر البيطار في جبال اللاذقية, وفي جبال اللاذقية كان موعده مع الجهاد إذ ظل يقاتل الفرنسيين ويحرض المؤمنين على قتالهم إلى أن حكم الفرنسيون عليه بالإعدام غيابيًا, وحاولت فرنسا إغراؤه بعد ذلك بالمال والمنصب لكن الرجل كان أكثر صلابة من كل هذا, واستمر في جهاده بجبال اللاذقية إلى أن ضاق الخناق على المجاهدين, فهجر إلى حيفا مع بعض إخوانه, ووجد فيها ضالته في الدعوة إلى الله من خلال مسجد الاستقلال الذي أصبح إمامه وخطيبه, ومن خلال جمعية الشبان التي ترأسها, وانطلق من حيفا يحرض على تكوين خلايا الجهاد 15 عامًا, وراح يبتاع السلاح سرًا (لم يكن اختيار الجناح العسكري لحركة حماس التي هي من ثمار الجهاد الفلسطيني التليد لاسم " كتائب عز الدين القسام" اعتباطيًا, فالرجل العظيم هذا كان من الفطنة والذكاء بحيث استطاع تكوين خلاياه الجهادية خلال 15 عامًا في سرية وكتمان من دون أن ينكشف أمره برغم تاريخه الجهادي في جبال اللاذقية بسوريا, وتلك كانت من العلامات التي وعتها كتائبه بعد أكثر من نصف قرن).
وبعد هذه السنوات الطوال بدأت بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين, وتفسح الطريق لليهود للشروع في بناء كيانهم الزائل المدعو "دولة إسرائيل" في العام 1948م تفتح عيونها على تحركات القسام, وتستدعيه أكثر من مرة, فشعر القسام بأن أمره قد انكشف أو كاد, وقد كان ينتوي قبلاً أن يفجر الثورة في كل أرجاء فلسطين, بيد أن الأحداث داهمته, فاضطر للخروج مع رفاقه إلى جبل جنين, متمثلاً كلمته الخالدة 'هذا جهاد .. نصر أو استشهاد', وفي جبل جنين لم يتوقف القسام عن تحريض فلاحي جبل جنين على القتال حتى طوقت حملة إنجليزية مركز جهاده وأيقن بالموت و مع هذا لما دعاه قائد الحملة للاستسلام هو وإخوانه أبى قائلاً للقائد: "هذا جهاد في سبيل الله والوطن, ومن كان هذا جهاده لا يستسلم لغير الله" ثم التفت إلى إخوانه وهتف بهم "موتوا شهداء" ثم قاتل رحمه الله حتى قتل عام 1935م , وتفجرت من بعد استشهاده الثورة في كل أرجاء فلسطين.
ثم انبلج أثره من بعد موته بنصف قرن، عندما أنشأت حركة المقاومة الإسلامية حماس التي نشأت في العام 1987 ذراعها العسكري، يحمل اسم البطل .. وفي غزة كان تتويج الملحمة التي حضرها القسام بكلماته: "إنه لجهاد .. نصر أو استشهاد"
المصدر:
http://www.almoslim.net/node/105420
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 05:15]ـ
يرفع للفائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 09:25]ـ
هل تعلمون يا إخوة ان هذا الشيخ كان ينكر الشرك ويحاربه حتى عند قبر والده و ألف كتاباً في هذا.
رحم الله السلف وهدى الخلف.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 05:10]ـ
رحم الله أموات المسلمين
ووفق الأحياء منهم لما يحبه يرضاه من القول و العمل(/)
سعيد صيام .. هدوء يصنع القوة .. وشهادة تصنع النصر
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 01:47]ـ
سعيد صيام .. هدوء يصنع القوة .. وشهادة تصنع النصر
لم يكن يغيظ الانقلابيين وأتباع دايتون ومراكز صنع القرار في تل أبيب مثل الشيخ الهادئ سعيد صيام، كرجل صنع معجزة في شهور، أطارت عقول الصهاينة وأشياعهم، حين أسس القوة التنفيذية الرائدة التي أعادت لغزة وجهها النضالي، وأزاحت وجه الفساد الكالح ووجوه الخيانة المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
وقف صاحب الوجه الوضاء قبل عام ونصف يفجر المفاجأة: إن الأجهزة التي كنستها وزارته وقواته الأبية العظيمة في غزة، كانت تضمر لفلسطين والعالم العربي والإسلامي شراً مستطيراً، وبعض قادتها يعملون خدماً لدى أسيادهم في وكالة الاستخبارات الأمريكية ..
كشف بالوثيقة الأولى التي عرضها في مؤتمر صحفي "الرئيس عباس صوتاً وصورة يعطي الإذن لجهاز المخابرات العامة لقتل من يحمل أي صاروخ أو يطلقه تجاه الإسرائيليين." (وهي موجودة على موقع يوتيوب لم تزل).
وفي الثانية عرض الشهيد صيام وثيقة يقول فيها محمد دحلان لعملاء الـ C.I.A:" أنا معني جداً بالقبض على الضيف أكثر من السابق لأنه مطلوب لنا وكان حديثه أثناء لقاءه مع الـ CIA".
وفي ثالثة، كشف صيام عن عميل في أجهزة الأمن الوقائي التي كانت تجثم فوق صدور الغزاويين يتلقى "طلباً الـ CIA لمعلومات حول الشهيد المقادمة وأنه مكلف بقيادة جهاز الأمن ومستشار الأمن يعطيه معلومات عن شخصية الدكتور المقادمة."
وفي رابعة عرضها صيام يتتبع جهاز المخابرات السابق العميل السيارات التي تستخدمها القسام ونوعها وأرقامها وملكيتها والأشخاص الذين يقومون بضرب القسام ومذكور في الوثيقة:" علماً بأن الأشخاص الذين شاركوا بضرب القسام أثناء التوغل الإسرائيلي هم ... "، وقد ذكر خمسة أسماء.
وثيقة واحدة لن يذكرها صيام، هي تلك التي تثبت تورط العملاء في الإرشاد عن مكانه من خونة فلسطين ولاعقي أحذية الاحتلال .. ولن يضيره بإذن الله أن يذكرها؛ فحسبه أن قضى شهيداً ـ نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله سبحانه وتعالى ـ وارتقى في يوم تثبت فيه المقاومة أنها تستهدي بنور كتابها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم الذي مات شهيداً على يد أجداد هؤلاء من اليهود بحسب إحدى الروايات بالسيرة المطهرة.
لقد ارتقى الصوام القوام البكاء في الصلوات والخلوات الذي يخالف غيره من نظرائه من وزراء الداخلية في معظم البلدان العربية، الذين يتنمرون على مواطنيهم وبأسهم على الأجهزة الخارجية برداً وسلاماً.
أعاد صيام (50 عاما) لنا صفحات من تاريخ عريق لأمة كانت فيها الشرطة حافظة للأمن، سلماً على العباد، حرباً على الأعداء ..
وضرب للعالمين مثلاً بوزير داخلية يتولى منصبه بعد انتخابه في المجلس التشريعي لبلده في انتخابات حرة يحصل فيها على أكثر من 75 ألف صوت في دائرته؛ ليحصد أعلى الأصوات في فلسطين على الإطلاق، كدليل على سيرته الطيبة العطرة بين بني قومه، بخلاف الجلادين من نظرائه في العالم ..
الشهيد صيام الذي عرفته فلسطين كرجل هادئ حبيب، غير أنه عنيد ضد كل ما يمس دينه وبلاده، هو ذاك الذي تشبث بالعودة لبلاده في التسعينات بعدما أبعد إلى مرج الزهور، وشجاع ضد من يمس أمن وطنه ويعبث بأمن المواطنين، وكذا كان صيام حين أسس القوة التنفيذية التي كنست المجرمين المتاجرين بالقضية من سدة السلطة في غزة ..
سلام على سعيد صيام ..
المصدر:
http://www.almoslim.net/node/105426
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 03:47]ـ
أحسنت صنعا
جزاك ربي خيرا
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 04:25]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عمر]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 06:41]ـ
ترجمة موجزة لـ سعيد صيام ...
سعيد محمد شعبان صيام (22 يوليو 1959 - 15 يناير 2009) وزير الداخلية في أول حكومة لحركة حماس و نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني. اغتالته إسرائيل في 15 يناير 2009. [1]. يعتبر سعيد صيام من أبرز قادة حماس السياسيين الجدد في القطاع و يلقب بالرجل الحديدي في حركة المقاومة الاسلامية حماس.
على الصعيد السياسي مثل حركة حماس في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، وكان عضو القيادة السياسية لحركة حماس في قطاع غزة حيث تسلم دائرة العلاقات الخارجية في الحركة.
أنتخب عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة "التغيير والإصلاح" ممثلة حركة المقاومة الإسلامية حماس. في العام 2006 كلف بمنصب وزير الداخلية والشئون المدنية في الحكومة الفلسطينية العاشرة. أسس قوة داعمة للقوى الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة، سميت بالقوة التنفيذية.
تم تعيينه وزيرا للداخلية في الحكومة الفلسطينيةالمقالة في غزة في 3 يونيو 2008 في إطار توسييع الحكومة وتعيين 6 وزراء جدد.
المصدر:- من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ـــــــــــ
* حماس هي التي تحكم في غزة بنفس الدستور الذي كانت تحكم به حركة فتح قبل أن تطردها حماس من غزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 07:22]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26199
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 07:55]ـ
رجل لقي ربّه بشرف كما قال ابن حزم: وأشرف موتٍ للفتى قتل كافر
لاشك من يتكلّم عنه ينتمي في المنهج إلى جماعة "سلقوكم بألسنة حداد"
فحسبنا الله ونعم الوكيل
---
فائدة: ويكيبيديا موسوعة يهودية ..
وليست مصدرا نزيهاً لاقتباس المعلومات عموما
وإن كانت المعلومة صحيحة .. فليس صاحب سنة من يعتمدها
أما المواقع النزيهة الشريفة .. فيعرفها أهل السنة
ـ[الآجري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:12]ـ
رحمه الله وأخلف للمسلمين خيراً منه.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:34]ـ
رجل لقي ربّه بشرف كما قال ابن حزم: وأشرف موتٍ للفتى قتل كافر
لاشك من يتكلّم عنه ينتمي في المنهج إلى جماعة "سلقوكم بألسنة حداد"
فحسبنا الله ونعم الوكيل
---
فائدة: ويكيبيديا موسوعة يهودية ..
وليست مصدرا نزيهاً لاقتباس المعلومات عموما
وإن كانت المعلومة صحيحة .. فليس صاحب سنة من يعتمدها
أما المواقع النزيهة الشريفة .. فيعرفها أهل السنة
لا داعي للحيدة .. فليس موسوعة ويكبيديا هي موضوع نقاشنا
موضوعنا هو المعلومات التي نقلتها عن ويكبيديا ..
إن كنت تنكرها فسأقبتها لك من الموقع الذي تحب
وإن كنت تقرها وتبرر وتعذر ... فهذا شأنك ..
الهدف هو معرفة الحقيقة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:39]ـ
الهدف هو معرفة الحقيقة
/// أي حقيقة عند ذكر رجل قتل صابرًا محتسبًا؟
/// صرِّح لنا ما تريد يا أخانا؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:43]ـ
ليست حيدة .. هذه حاشية خارج الموضوع .. للفائدة العامة
وليست هي حجتي ولا ردي عليك .. فقد كفاني الرد الشيخ عدنان
وإن كانت الحاشية .. فيها ما فيها .. فكان يسعك أن تطلب سيرته
من موقع المسلم مثلا .. التابع لناصر العمر .. ونحوه
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:24]ـ
رحمه الله وأخلف للمسلمين خيراً منه.
آمين آمين وسائر شهداء المسلمين
والله لقد كان شوكة في أعناقهم .. عليه رحمة الله. ..
----- --
فائدة: موقع ويكيبيديا هو موسوعة حرة ذات طابع تفاعلي، مبرمجة على نمط شبكات (ويكي). وهي شبكات يمكن لكل من يدخل عليها أن يعدل فيها في حدود ما يسمح به مصمم الصفحة .. ولهذا فانك تجد الى جوار العنوان الجانبي لكل مبحث في مقالاتها علامة ( edit) أو "تحرير"، يمكنك الضغط عليها وتعديل ما بدا لك من المقال - الا ان كان التحرير مغلقا وهذا لا يكون الا في الموضوعات التي تسبب ازعاجا للموقع من كثرة عبث العابثين بها! - وعليه فانك لا تأمن في أي لحظة - كما يقرر القائمون عليها - من أن تتلقى عبثا أو هراءا من صفحاتها، أو تخريرا vandalism يظل موجودا على الصفحة حتى يأتي من يقوم بتعديله حذفا أو تصويبا .. وللموقع عدد عملاق من المشرفين المتطوعين الذين يقومون باضافة مقالات جديدة ومتابعة ما هو منشور من المقالات من آن لآخر .. أما عن مؤهلاتهم العلمية فغير معلنة وغير معلومة! وأما عن المصادر البحثية فليس كل موضوع يكون فيه توثيق وعزو واضح للمراجع التي كتب منها الكتاب ما كتب .. (وعادة ما يضع المشرفون في هذه الأحوال علامة (مطلوب العزو) على المعلومة التي لا يجدون من كاتبها عزوا!)
لهذه الأسباب يعد موقع ويكيبيديا - وعلى الرغم من ضخامة محتواه وكونه الآن أضخم موسوعة رقمية على الاطلاق - موقعا غير معتمد بحثيا كمرجع، وهو يأتي في الفئة الرابعة أو الخامسة في فئات العزو العلمي في الجامعات والمراكز البحثية المحترمة، ويعد من فئة المراجع الثانوية (وهي ما يعادل منزلة الاستئناس عندنا معاشر المسلمين في العزو والرواية) فلا ينبني عليها شيء .. ولمن أراد العزو لمعلومة حصل عليها منها أن يرجع الى ما هو معزو فيها من مصدر ليتأكد بنفسه، ثم يرفع التخريج الى المصدر الموثق لا الى ويكيبيديا ..
والحقيقة أن هذا الموقع قد أصبح فتنة لكثير من الناس، وأصبح يستهويهم لأنه يوفر عليهم مجهود البحث والنظر، فلا تكاد تكتب كلمة على قوقل وتنقر أمر البحث حتى تجد أول ما يخرج لك هو ما تقدمه تلك الموسوعة العملاقة! ولكن الخطر كل الخطر، في العزو اليه والاعتماد عليه كمصدر!! هذا يرفضه الكفار، فكيف بنا معاشر أهل الحديث؟؟ بارك الله فيكم
أما ما ذكرته أيها الفاضل أبا القاسم من كون صاحب الموقع المدعو (جيمي ويلز) يهوديا، فما مصدر هذه المعلومة؟ بارك الله فيك
-----
شيخ عدنان أوحشتنا والله وقد طال غيابك، بارك الله فيكم ونفع بكم ..
لا حرمنا الله منك .. (ابتسامة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:26]ـ
/// الشيخ الكريم أبوالفداء .. ما تشوفش وحش .. (ابتسامة) وأسأل الله أن يعمر المنتدى بنفعكم
/// ما زلت انتظر رد الأخ أبو عمر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 03:56]ـ
/// أي حقيقة عند ذكر رجل قتل صابرًا محتسبًا؟
/// صرِّح لنا ما تريد يا أخانا؟
لا أدري ما الذي ضركم فيما ذكرت ..
فما ذكرته ترجمة بسيطة لمن لا يعرف سعيد صيام أو من لا يعرف طبيعة عمله .. او حاله
إن كان فيما ذكرت معلومة غير صحيحة أعتذر ..
ما قصدت في الحقيقة هو معرفة الرجل .. ليس إلا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 05:38]ـ
فليتأمل الجميع .. الحيدة الحقيقية والهروب ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 07:55]ـ
/// ما ضرَّني شيءٌ والحمدلله، ولا أدري هل تتغافل أوتستغفل من يقرأ كلامك يا "أبو عمر" ..
سياق كلامك أن ثَمَّ حقيقة غير ما ذكرت، وخاصَّة ما علَّمت عليه بالأحمر في مشارتك، فإن لم تقصد بذلك شيئًا غير الترجمة للرجل فاذكر ذلك حتى لا يضير أحد شيءٌ لا أنت ولا غيرك.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:11]ـ
/// ما ضرَّني شيءٌ والحمدلله، ولا أدري هل تتغافل أوتستغفل من يقرأ كلامك يا "أبو عمر" ..
سياق كلامك أن ثَمَّ حقيقة غير ما ذكرت، وخاصَّة ما علَّمت عليه بالأحمر في مشارتك، فإن لم تقصد بذلك شيئًا غير الترجمة للرجل فاذكر ذلك حتى لا يضير أحد شيءٌ لا أنت ولا غيرك.
خيرا ان شاء الله
الحكاية اني أتوقع أن الكثير من أعضاء المجلس ليسوا من غزة وليس لديهم معلومات فآثرت الترجمة ..
أما عن الذي علمته باللون الأحمر .. فهو أهم محطات حياة الرجل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:15]ـ
:)
ما أظرفه من جواب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:24]ـ
/// الحمدلله أنَّك صرَّحت بكونك إنَّما أردَّت ذكر مآثر الرجل وأهمَّ محطَّات حياته.(/)
الشيخ عبدالرحمن البراك: الدكتور نزار ريان عرفته طالباً وعرفته مجاهداً
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 01:53]ـ
الدكتور نزار ريان عرفته طالباً وعرفته مجاهداً
أملاه فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك:
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأسأل الله أن يغفر لأبي بلال ويسكنه فسيح جناته ويحسن عزاء والدته وأبنائه وكل من بقي من أهله وإخوانه وزملائه في الجهاد ..
لقد عرفت الدكتور نزار يوم كان طالباً في كلية أصول الدين في الرياض فكان من خيرة الطلاب تحصيلاً وإقبالاً على العلم مع الأدب وحسن السيرة، ثم واصل مسيرة العلم حتى نال درجة الدكتوراة في علوم الشريعة.
وإلى جانب مسيرته العلمية رغب أن يكون جندياً في جهاد أعداء الله اليهود الظالمين المحتلين للقدس وفلسطين بلاد الإسلام، فكان هو وأسرته ممن جعلوا الجهاد لليهود أهم همومهم من منطلق الجهاد لإعلاء كلمة الله، فقد قدم أحد أبنائه فقتل على أيدي اليهود مجاهداً، ولم يزل أبو بلال سائراً على هذا الخط حتى صار أحد قادة المجاهدين الصابرين على البلاء، وما نتج عن حصار اليهود لغزة في السنتين الأخيرتين، ومع عظم ما ابتلوا به من حصار وتدمير فقد كانوا يتسمون بالبسالة والصمود والثبات، فسبحان من ثبت قلوبهم أمام هذا الغزو، وهذا المصاب الفادح.
ومن المصادفات العجيبة الجارية بقدر الله أنه اتصل بي أبو بلال في آخر يوم قبل مصيبته بأربع وعشرين ساعة، وقد استغرق الحديث معه أكثر من ربع ساعة، ووصف لي ما يعاني منه أهل غزة من التجويع والترويع حتى إنه قال لي وهو يحدثني: إن البيت والأرض تتزلزل الآن! وقد عجبت من حديثه وهم بهذه الحال لما يتسم به من الثبات، فلا يظهر على حديثه أي تأثر، فدعوت الله له ولإخوانه من أهل غزة بمزيد الصبر والثبات، وأن يكشف الله عنهم الشدة، ثم بلغنا نبأ ضرب اليهود لمنزله وما نتج عن ذلك من قتله ومعظم أسرته، نسأل الله أن يبلغهم منازل الشهداء وأن يرحم الجميع وأن يغفر لهم، ويجبر والدته ومن بقي من أولاده، وأن يجعلهم خلفاً صالحاً، ولقد وجدت لمصابه وقعاً عظيماً في نفسي، لاسيما مع قرب العهد بالحديث معه، فما أقرب الآخرة من الدنيا، نسأل الله أن يحيينا حياة طيبة، وأن يثبتنا على دينه، وأن يكشف البلاء عن أهل غزة، وعن سائر المظلومين والمستضعفين من المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر:
www.almoslim.net/node/104787
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 02:47]ـ
رضي الله عنك اخي ابا نذر الرحمن
سلمت يمناك الكريمة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 11:52]ـ
و انت كذلك اخي الكريم بوركت اينما كنت(/)
غزة والسخاء د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
ـ[الهاجرية]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 03:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
غزة والسخاء
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
ابتُلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام، ولا أخلاق الجاهلية، ولا أخلاق ذي المروءة» [1].
هذه المقالة التي سطَّرها أبو بكر الواسطي (ت 321هـ) تحكي واقع العرب تجاه أحداث غزة؛ فأخلاق الإسلام قد اندرست، وعفتْ آثارها، ومروءات العرب قد تصرَّمت إلا من الأشعار.
لقد كان عرب هذا الزمان - قبل عقود - «ظاهرة صوتية»، تسمع جعجعة ولا ترى طحناً، ثم انحدروا إلى الصمت المريب والسكوت المطبق، وسوء الختام - في هذه الأيام -: التواطؤ المكشوف مع العدو المحتل، والتعاون على العدوان على أهل غزة، «والاستمتاع» بين الفريقين: اليهود وأشباههم من المنافقين.
وكان مشركو العرب - رغم شركهم - أرباب مروءات، فهم أصحاب «حِلْف الفضول» ومنهم من نقض صحيفة حصار المسلمين في شِعْب أبي طالب .. ، وفيهم أَنَفَة وإباء الضيم، وأما عرب اليوم فهم على النقيض من ذلك:
أرانب غير أنهُمُ «رؤوسٌ» مفتحة عيونهُمُ نِيامُ
بأجسام يحرُّ القتل فيها وما أسيافُها إلا الطعامُ
ومع حمأة هذه الفواجع والمصائب، وتتابع الشدائد والبليَّات؛ إلا أن بعضهم يتلفَّع بالصمت، ويؤثر التقاعس، ويتدثَّر بالعقل والتأنِّي، والتظاهر بالرزانة والثقل، ويحيد عن الحلول العملية الواضحة والعاجلة تجاه هذه النازلة الفادحة ... قال الله - عز وجل -: {بَلِ الإنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 41 - 51].
وأحسن حالاً من أولئك مَنْ سلك موقفاً تجاه نصرة قضية غزة - وأشباهها - فاجتهدوا في الدعاء والقنوت لهم، لكنهم اقتصروا على ذلك، وتركوا أسباباً عظيمة للنصرة؛ كالإمداد والدعم بالمال، والعتاد، وتبنِّي قضية فلسطين - عموماً - والاحتفاء والانشغال بها.
ومن المعلوم بداهة أن في الدعاء فضلاً ونفعاً وأثراً، لكن من الحَيْدة وإيثار السلامة أن نتغافل عمَّا في مقدورنا مما يحتاجه إخواننا من المناصرة بالمال وتجهيز الغزاة وإيصال الغذاء والدواء إلى عقر دارهم، ونحو ذلك من المواقف والواجبات التي لها آثارها وتبعاتها، وإن أقلقتْ عرباً، أو أسخطتْ غرباً.
يقول الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله -: «لكن نفراً من الناكصين على أعقابهم في الميادين الراكضة أبوا إلا أن يَدَعوا هذا المجال [المدافعة] .. ووجد (الأذكياء) عوضاً عن الحقيقة التي يجب أن يواجهوها؛ فإذا جهاد النفس يحلُّ محلَّ جهاد العدو، ودروس التصوف العالي تسدُّ مسدَّ الهجوم على الخونة والمغيرين». إلى أن قال: «إذا كنتَ مديناً وجاءك الغريم يتقاضاك حقه، فما معنى أن تلويه عن غرضه بمحاضرة مسهبة في الزهد والتجرد؟» [2].
وها هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لما قدم عليه قوم من قبيلة مضر، وكانوا حفاةً عراةً .. فتمعَّر وجه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لِمَا رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً - رضي الله عنه - فأذَّن وأقام فصلَّى، ثم خطب فقال: «{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ .. } [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 81] تصدَّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره»، حتى قال: «ولو بشقِّ تمرة» قال جرير بن عبد الله - رضي الله عنه -[راوي الحديث]: فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت، قال:
ثم تتابع الناس حتى رأيتُ كومين من طعام وثياب، حتى رأيتُ وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلَّل كأنه مُذْهبة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سنَّ سنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده .. الحديث» [3].
قال النووي: «وأما سبب سروره - صلى الله عليه وسلم - ففرحاً بمبادرة المسلمين إلى طاعة الله تعالى، وبذل أموالهم لله، وامتثال أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولدفع حاجة هؤلاء المحتاجين، وشفقة المسلمين بعضهم على بعض ... » [4].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما ينبغي تجليته ما كان عليه المسلمون الأوائل من اتخاذ الأوقاف والأحباس، وجعل رَيْعها وغَلَّتها لأهل الرباط والثغور، وسائر نفقات الجهاد في سبيل الله تعالى. ومن ذلك: أن مسلمي الأندلس اعتادوا أن يجعلوا نصيباً من أحباسهم لتمويل مرافق الجهاد الحربي ضد النصارى [5]، ومثال ذلك: أن أحدهم أوصى أن يُحْبَسَ على ثغر من ثغور الأندلس الفندقان اللذان له، تنفق غَلَّتهما هنالك ما دامت الدنيا [6].
وأفتى علماء الأندلس - ومعهم علماء المغرب - يوسف ابن تاشفين بجواز طلب المعونة من الناس؛ لتغطية نفقات الجيش المرابطي المجاهد في الأندلس، حينما قصَّرت عن ذلك أموال الدولة [7].
ومن طريف البذل والسخاء أن امرأة بذلت ضفائر شعرها في سبيل الله، وأرسلتها إلى الخليفة هارون الرشيد، ومعها كتاب فيه: إني امرأة من أهل البيوتات من العرب، بلغني ما فعل الروم بالمسلمات، وسمعتُ تحريضك الناس على الغزو، وترغيبك في ذلك، فعمدتُ إلى أكرم شيء من بدني وهما ذؤابتاي فقطعتهما وصررتُهما في هذه الخرقة المختومة، وأناشدك بالله العظيم لما جعلتهما قيد فرس غازٍ في سبيل الله، فلعلَّ الله العظيم أن ينظر إليَّ على تلك الحال نظرةً فيرحمني بها.
فبكى الرشيد وأبكى الناس، وأمر أن يُنادَى بالنفير، فغزا بنفسه، فأنكى فيهم، وفتح الله عليهم [8].
ويقرِّر ابن تيمية عِظَم ملازمة الثغور فيقول: «إن السكن بالثغور والرباط والاعتناء به أمر عظيم، وكانت الثغور معمورة بخيار المسلمين علماً وعملاً، وأعظم البلاد إقامة بشعائر الإسلام؛ وحقائق الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... - إلى أن قال -: وأهل الشام ما زالوا مرابطين من أول الإسلام لمجاورتهم النصارى ومجاهدتهم لهم، فكانوا مرابطين مجاهدين لأهل الكتاب.
وقد جاء عن السلف آثار فيها ذكر الثغور مثل: (غزة)، و (عسقلان)، و (الإسكندرية)، و (قزوين)، ونحو ذلك» [9].
كم هو جميل حقاً تلك المشاعر الإيمانية، والعواطف الوجدانية التي أظهرها أهل الإسلام نحو إخوانهم في غزَّة؛ فمع تكالب عوامل الإفساد والتغريب، والقمع والتلبيس لأمة الإسلام؛ إلاّ أنَّ هذه الأمة المحرومة بذلت جهد المقل تجاه أهل غزة، فينبغي تحريك هذه العاطفة الدينية، وتقوية مشاعر «الأخوة الإيمانية»، وتوظيفها في مواقف إيجابية وبرامج عملية، ومن ثم لا مسوِّغ للإيغال فيما يسمى بـ «ضبط النفس»؛ إذ الأمة تكابد أنواعاً من التخدير والتخذيل، فالإغراق في ذلك الضبط لا يعقبه إلا القضاء على بقية هذه العواطف الجيَّاشة وإخمادها، ولا يخلِّف إلا أكواماً من الجمود والبرود.
وقد يلحظ المشتغلون بالعلم والدعوة ما لدى الشبيبة من عاطفة متدفقة، وإقدام وبذل، وتستحوذ على هؤلاء الدعاة والمربِّين وقائع معينة أورثتْ مفاسد وسلبيات؛ لأجل اندفاع الناشئة وشجاعتهم، فينهمكون في التزهيد من هذه العاطفة وتقليصها، والإفراط في التريُّث والحذر، فأعقب ذلك ضعف الغيرة، وغلبة البرود، واستيلاء الجُبْن!
ويذكِّر هذا المسلك بما حكاه الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - عن المتصوفة حين قال: «إن الدجالين من رجال الطرق الصوفية كانوا يربُّون أتباعهم على التواضع بشتى الطرق المهينة.
فإذا رأوا أنفة في مسلك أحدهم، أو دلائل عزة وترفُّع؛ جعلوا عليه مهمة حمل أحذية الجماعة والمحافظة عليها؛ حتى تنكسر نفسه، وينخفض رأسه، وبذلك يكون مرشحاً لعبادة الله كما يجب!
ولم يَدْر المغفلون أنهم يرشحونه أيضاً ليكون عبداً للناس جميعاً، وأن مثل هذا الكائن الممسوخ هو أمل المستعمرين الذين يقيمون وجودهم على إذلال الشعوب وقتل الشعور بالكرامة في نفوس بنيها» [10].
وأخيراً: «لا تتم رعاية الخلق وسياستهم إلا بالجود الذي هو العطاء، والنجدة التي هي الشجاعة، بل لا يصلح الدين والدنيا إلا بذلك» [11].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] المنتظم لابن الجوزي، 13/ 331.
[2] في موكب الدعوة، ص 309.
[3] أخرجه مسلم رقم (1017).
[4] صحيح مسلم بشرح النووي، 7/ 103.
[5] جهود علماء الأندلس في الصراع مع النصارى، لمحمد أبا الخيل، ص 260.
[6] المرجع السابق، ص 261.
[7] المرجع السابق، ص 264.
(يُتْبَعُ)
(/)
[8] انظر: صفة الصفوة، 4/ 198، لابن الجوزي. ثم عقب ابن الجوزي قائلاً: «هذه امرأة حَسُن قصدها، وغلطت في فعلها؛ لأنها جهلت أن ما فعلتْ منهيٌّ عنه، فلينظر إلى قصدها».
[9] مسألة في المرابطة بالثغور، ص 50، 51، 59؛ باختصار.
[10] تأملات في الدين والحياة، ص 173.
[11] مجموع الفتاوى لابن تيمية 28/ 291.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 03:17]ـ
الله أكبر .. ولله العزة
هذا مقال مخمليّ الرونق
تفوح منه رائحة العزة ..
ويسمع من بين سطوره
نشيد الإباء .. والكرامة
على وتر العلم والفقه
والدين
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 01:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
غزة والسخاء
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
ومن ثم لا مسوِّغ للإيغال فيما يسمى بـ «ضبط النفس»؛ إذ الأمة تكابد أنواعاً من التخدير والتخذيل، فالإغراق في ذلك الضبط لا يعقبه إلا القضاء على بقية هذه العواطف الجيَّاشة وإخمادها، ولا يخلِّف إلا أكواماً من الجمود والبرود.
وقد يلحظ المشتغلون بالعلم والدعوة ما لدى الشبيبة من عاطفة متدفقة، وإقدام وبذل، وتستحوذ على هؤلاء الدعاة والمربِّين وقائع معينة أورثتْ مفاسد وسلبيات؛ لأجل اندفاع الناشئة وشجاعتهم، فينهمكون في التزهيد من هذه العاطفة وتقليصها، والإفراط في التريُّث والحذر، فأعقب ذلك ضعف الغيرة، وغلبة البرود، واستيلاء الجُبْن!
ويذكِّر هذا المسلك بما حكاه الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - عن المتصوفة حين قال: «إن الدجالين من رجال الطرق الصوفية كانوا يربُّون أتباعهم على التواضع بشتى الطرق المهينة.
فإذا رأوا أنفة في مسلك أحدهم، أو دلائل عزة وترفُّع؛ جعلوا عليه مهمة حمل أحذية الجماعة والمحافظة عليها؛ حتى تنكسر نفسه، وينخفض رأسه، وبذلك يكون مرشحاً لعبادة الله كما يجب!
ولم يَدْر المغفلون أنهم يرشحونه أيضاً ليكون عبداً للناس جميعاً، وأن مثل هذا الكائن الممسوخ هو أمل المستعمرين الذين يقيمون وجودهم على إذلال الشعوب وقتل الشعور بالكرامة في نفوس بنيها» [10].
وأخيراً: «لا تتم رعاية الخلق وسياستهم إلا بالجود الذي هو العطاء، والنجدة التي هي الشجاعة، بل لا يصلح الدين والدنيا إلا بذلك» [11].
----------------------------------------------------
[10] تأملات في الدين والحياة، ص 173.
[11] مجموع الفتاوى لابن تيمية 28/ 291.
بارك الله في الشيخ بقية السلف الصالح
و في ناقلة الموضوع و في اخينا ابا القاسم(/)
البشير» الأخبار» حركة شباب المجاهدين تعلن تطبيق الشريعة في بيداوة بالصومال
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 08:24]ـ
حركة شباب المجاهدين تعلن تطبيق الشريعة في بيداوة بالصومال
الاربعاء 02 صفر 1430 الموافق 28 يناير 2009
حركة شباب المجاهدين تعلن تطبيق الشريعة في بيداوة بالصومال
الإسلام اليوم/ وكالات
أعلنت حركة شباب المجاهدين أنها بدأت في تطبيق الشريعة الإسلامية في مدينة بيداوة الصومالية بعد يوم واحد من سيطرتها على المدينة التي كانت معقلا قويا للحكومة الانتقالية ومقرا للبرلمان.
وقال الشيخ مختار أبو منصور المتحدث باسم الحركة لمئات المحتشدين في إستاد المدينة الواقعة جنوب غرب مقديشو يوم الثلاثاء: إنهم "لن يقبلوا بحكومة لا تطبق الشريعة، وسيدخلون تغييرات في المدينة وسيحكمون وفقا لمبادئ الشريعة".
وذكر شهود عيان أن حركة شباب المجاهدين أطلقت سراح عدد من أعضاء البرلمان الانتقالي الذين وقعوا في قبضة الحركة بعد استيلائها على المدينة أمس الإثنين بعد انسحاب القوات الإثيوبية التي كانت تدعم الحكومة.
وبمجرد دخولهم المدينة سيطر مقاتلو الحركة بسرعة على المطار ومبنى البرلمان ومقر إقامة الرئيس ودعوا السكان المحليين لاجتماع في إستاد كرة القدم لشرح أسلوبهم في الحكم.
ويأتي إعلان الحركة تطبيق الشريعة في وقت تتردد فيه أنباء عن تأجيل الجلسة البرلمانية التي كانت مقررة اليوم للتصويت على تنظيم الانتخابات الرئاسية إلى غد الأربعاء؛ لأن ثمانين عضوا من المعارضة الصومالية لم يصلوا إلى جيبوتي.
ويشكل السيطرة على المدنية مشكلة كبيرة للحكومة المحاصرة الآن في مقديشو والبرلمان الصومالي المقرر أن يجتمع هذا الأسبوع في جيبوتي للتصويت على تنظيم الانتخابات الرئاسية، لكنه لم يعد بإمكانه العودة إلى بيداوة، بحسب مراقبين.
ومنذ أن بدأت قوات الاحتلال الإثيوبية انسحابها بشكل كامل من الصومال خلال الشهر الجاري أخذت الحركات الإسلامية في السيطرة على المناطق التي أخلتها تلك القوات؛ ليصبح البلد العربي مقسما بين تحالف إعادة تحرير الصومال، بجناحيه جيبوتي وأسمرة، وحركة شباب المجاهدين؛ الأمر الذي ينذر بقتال وشيك بين الإسلاميين، بحسب خبراء.
وانسحبت القوات الإثيوبية من الصومال تنفيذا للاتفاق الذي وقع بين الحكومة الصومالية والتحالف برئاسة الشيخ شريف في جيبوتي في 26 - 10 - 2008.
وكان البرلمان المنعقد في جيبوتي قد قرر مضاعفة عدد أعضائه من 275 إلى 550 لفتح الباب أمام المنتمين إلى حركات إسلامية تنعت بالمعتدلة.
وأعلن رئيس التحالف من أجل إعادة تحرير الصومال شيخ أحمد في وقت سابق ترشيح التحالف رسميا له لانتخابات الرئاسة.
وقدم الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد استقالته من منصبه في 29 ديسمبر الماضي، وطبقا للدستور يجب أن يختار البرلمان رئيسا جديدا خلال شهر من خلو المنصب الرئاسي
http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-12-107398.htm(/)
صور المحرقة الصهيونية لغزة
ـ[اسعد]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 08:42]ـ
http://www.disk4arab.com/files/2009/01/29/bestupload-56b135-1fe200bc6e9e.jpg
كنت أسمع عن المحرقة النازية لليهود بس ما كنت مصدقها بالصورة التي تدعيها الدولة الصهيونية لأنها أمة مجرمة أبا عن جد ولكن حين رأيت ما جرى في غزة الأيام الماضية ونظرت الى هذا الملف لم يزدني سوى يقينا بإجرام اليهود الصهاينة
أرجو نشرها بكل موقع او منتدى بكل لغة تعرفها
قوي قلبك واضغط هنا وحمل الملف وانظر للمجازر الاسرائيلية وانشره لمن في بريدك وفي المنتديات
( http://www.4shared.com/file/83041144/9c0829d2/THE_FACTS_.html?dirPwdVerified =cd0cb541)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 03:49]ـ
يقول هتلر في مذكراته بعنوان "كفاحي"
أنه كان بمقدوره إبادة اليهود كلهم
لكنه ترك منهم بقية حتى يعلم الناس لم قتلتُهم!
شكر الله لك أخي أسعد
فإبقاء القضية ذات جذوة حية
في القلوب أمر مهم جدا(/)
يا تركي السديري .. أريدك بكلمة راس!!! -عبدالله بن محمد زقيل-
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 09:39]ـ
م استغرب خروج مقال تركي السديري المتشنج والموتور بعد ضبط هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حالة التفلت والاختلاط في كلية " اليمامة " للتغريب والسفريات، بل هو من صميم عملها، وذلك عندما استضافت الكلية جمعا من النساء البريطانيات ليقدمن عروضا لشبابنا وشاباتنا عن الجامعات البريطانية! ضاربين بأنظمة البلد عرض الحائط، وأجزم لو أن تركي السديري دخن في مطار " هيثرو " لعوقب، واحترم قانون بريطانيا، ولقيل: " الناس هناك يحترمون القوانين والأنظمة! ".
أما في بلاد المسلمين ومنها بلادنا فالوضعُ مختلف تماما فلا عبرة بأنظمتها طالما الخارج عنها من أصحاب الأعين الزرقاء! بكل أسف.
ولن أخوض في مقال تركي السديري لأن التحامل فيه على الهيئة واضح، وخروجه بعد الذي جرى في كلية اليمامة له دلالاته ستأتي في ثنايا المقال، وسيصفق ويؤيد له بعض من يريد تصفية حساباته مع جهاز الهيئة، وصدق الله إذ يقول: " وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ " [ص: 6]!
واسمحوا لي بهذه الوقفات مع الحدث في كلية " اليمامة " وصاحب المقال:
الأولى: خروج مقال السديري ذكرني بقول الله تعالى: " أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً " [الحشر: 11]، وقوله تعالى: " فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ " [المائدة: 52] فهذه النصرة للنساء البريطانيات على إخوانه من رجال الهيئة تدل دلالة واضحة على مدى الميل المتأصل في الدفاع عن الخارجات عن أنظمة البلد، وقبل ذلك هم إخوانه في الدين الذين ينبغي أن تكون النصرةُ لهم، وأيضا هم أبناءُ بلاده، فيجمعه بهم عدة أمور: أولها الدين ثمَّ الوطنية ..
الثانية: تناسى السديري أن الهيئةَ جهةٌ رسميةٌ أوكلها ولي الأمر بالحفاظ على ما يصادم أنظمة البلاد، وما يخالف عاداتها وتقاليدها، فلا أدري لماذا تجلت الحميَّة عند السديري على النساء البريطانيات، وأعرض عن أولئك الذين كلفهم ولي الأمر؟
بل وأتساءل أيضاً: هل يعني أن جهاز الهيئة لا اعتبار له عند السديري رغم أنَّ هذا الجهاز الآمر به ولي الأمر، بل و أين هو من شعارات الوطنية التي يدنن عليها دائماً في مقالاته؟!
الثالثة: مواقف النصرة للكفار ليست مستغربة من السديري، وها هو السيناريو يتكرر مرة أخرى في مقاله ضد الهيئة نصرة للبريطانيات.
ومن باب قوله تعالى: " وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ " [الذاريات: 55] اسمحوا لي بالتذكير بهذا السيناريو رغم أقدميته، فقد كتبت الكاتبة الفاضلة الدكتورة أميمة الجلاهمة مقالا بعنوان " الفطيرة اليهودية " عندما كانت كاتبة في جريدة " الرياض "، وسبّب مقالها ضجة كبيرة، وصل إلى حد اعتراض السفارة الأمريكية عليه، فما كان من السديري إلا أن أصدر قرارا من مكان بعيد كان يتعالج فيه بطرد الدكتورة من الجريدة، واعتذر لليهود في إحدى القنوات الأجنبية، وقال: إن المقال نشر في وقت لم يكن متواجدا في البلاد، وأنه أنهى عقد الكاتبة، وأن ما ذكرته الكاتبة حول هذا الموضوع خطأ. هي ليست من موظفي الجريدة الدائمين .. وما نشرته لا يعكس رأي الصحيفة "، وأضاف: " الديانة اليهودية لا يمكن أن تصل إلى هذا المستوى المتدني فهي ديانة سماوية محترمة عرفت منذ القدم ".
بعد هذا السيناريو لم يعد هناك وجه غرابة في دفاع السديري عن البريطانيات يا أحبة!
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابعة: لأول مرة – بحسب إطلاعي – فُتح المجالُ للتعليقات في موقع الصحيفة على مقال السديري، فليس من عادة الموقع فتح مجال التعليقات بل التعليق على مقالاته بالذات مغلق دائما، ولا يُفتح إلا للحاجة أو الضرورة! والحاجة والضرورة تقدر بقدرها! والمقدر لها!، ووُضعت التعليقاتُ بطريقةٍ مؤيدةٍ لمقالهِ! مع تبهيرها – من البهارات – ببعض التعليقات المعارضة له لذر الرماد في العيون، وللقول بأن الصحيفة عندها حيادية!
وينطبق فعله هذا على انتخابات الدول العربية التي يخرج فيها الحزب الحاكم بنسبة 99.9% فائزا بها، ربما ليظهر أن الجميع موافق لرايه!، وهذا - في تصوري - تقدير خاطىء، واستراتجية مكشوفة.
أضف إلى ذلك السديري يريد بطريقته شحذ همم الصحف الأخرى للمطالبة بشيء ما، وربما لدق طبول الحرب على جهاز الهيئة، فهو يريد إيصال رسالة للصحف أنه قص شريط الحرب عليهم، وأنتم لي تبع بحكم أنني الرئيس لهيئة الصحفيين السعوديين، ومن يزغ عن أمره سيذقه من عذاب أليم.
فلننتظر الأيام القادمة وما تدبجه صحفنا عن جهاز الهيئة، وحادثة كلية " اليمامة " تحديدا.
الخامسة: في ظل مجزرة " غزّة " وبعد أن وضعت الحرب أوزارها لم أقرأ مقالا واحدا للسديري عن إخواننا في " غزّة " نصرة وتصبيرا لهم بينما فزع لما حصل للبريطانيات في كلية " اليمامة "، فهل دماء أهل " غزّة " لا تساوي جناح بعوضة عند السديري، في حين أن دماء اليهود فزع لها، وبسببها طرد من أجلها الدكتورة أميمة الجلاهمة، فهل دماء اليهود أطهر عنده من دماء إخوانه في " غزّة "؟!.
السادسة: لا أدري أين أصحاب كلية " اليمامة " عما يحدث في أملاكهم؟ أين الناصحون لهم؟
فهذه التصرفات من الكلية يدل دلالة واضحة أنها تعمل في خط تغريبي للمجتمع، أسألُ الله أن يهدي أصحابها، وأن يبصرهم بمن يعبث فيها، وأن يتولاها من يحترم أنظمة، ويغار عليه.
السابعة: لي صديق أعتزُ بصداقته جدا، وهو أكاديمي وكاتب معروف، أخبرني مرةً بأمر ذُهلتُ عندما سمعته منه، وقال لي هو ليس للنشر، وليعذرني أخي العزيز لأبوح به لأن المقام لا ينبغي السكوت عنه في ظل الحملة القادمة على الهيئة بسبب ما حصل منهم في كلية " اليمامة "، ومن باب القاعدة الأصولية: لَا يَجُوزُ تَأْخِيرُ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْحَاجَةِ "، وكلامه لي هذا أوان كشفه ليعلم القاصي والداني ماذا يخطط المتربعون على عروش الصحف من بلاد الحرمين مع تفاوت بينهم في تحقيق ما يطمحون؟.
قال لي: " أرسلتُ مقالي الأسبوعي، وكان دفاعا عن جهاز الهيئة، وإذ باتصال يأتيه من الجريدة التي يكتب فيها، ويقول له أن مقاله لن يرى النور، فقال له: لماذا؟ رد عليه بما معناه: نريد التخلص من جهاز الهيئة، وأنت تريد الدفاع عنها ".
ألم أقل لكم أيها الأحبة إن هذه الصحف والقائمين عليها - إلا من رحم ربي - لو وكل لهم أمر الرأي في بلادنا، والله لا يهمم إلا صورة التحضر السلبي عن طريق استيراد زبالة أفكار الغرب وجعلها تطبق في بلادنا، ولا أستبعد أنهم يريدون صورة مشابهة لبعض الدول المجاورة التي لم يطق بعض أبناء بلادنا العيش بيننا فهاجروا إليها بحثا عن الحرية المزعومة، بل وقف عمل جهاز الهيئة من أولوليات أجندتهم.
ولولا حكمة ولاة الأمر وحنكتهم في إبقاء عمل الهيئة لرأينا العجب العجاب، وقد صرح الأمير نايف أن عمل الهيئة باقٍ ما بقيت هذه الدولة، ولكن من هم على كراسي الصحافة عندنا طموحهم ورغبتهم إغلاق هذا الجهاز كما قيل لصديقي الأكاديمي، وسترون بأنفسكم كيف أن تركي السديري افتتح بمقاله عن الهيئة يريد به تأييدا من رؤساء التحرير الآخرين والمستكتبين فيها لبدء حملة شعواء على الهيئة ورجال الهيئة تثمر - لعل وعسى – عن توقيع ولي الأمر أمرا بإغلاق جهاز الهيئة، وتسريح رجالها .. وهذا كما يقول العوام: عشم إبليس في الجنة!
وأثمرت حملته اليوم الأربعاء عن ثلاث مقالات ... والبقية تأتي ... والأيام بيننا.
عبدالله بن محمد زقيل
zugailamm@gmail.com
خاص بصحيفة (سبق) الالكترونية
http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=157(/)
تأملات في صراعنا مع اليهود
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 12:49]ـ
مقدمة:
إن اكبر خدمة نقدمها للقضية الفلسطينية -في تصوري- هي اعادتها الى فضائها الإسلامي الواسع والتعامل معها على انها المسؤولية المشتركة بين جميع المسلمين على ان نتجاوز في تحركاتنا مسألة التفاعل السلبي وردود الافعال الى عملية طويلة وشاقة من إعادة بناء المقدرات وانتخاب الكفاءات التي تأتمنها الشعوب على اهدافها ولن يتأتى ذلك الا من خلال شحذ الهمم وتوجيه الطاقات لاصلاح نظم التعليم ومناهج التربية وسياسات الاعلام والسعي الى ايجاد البديل الحظاري الملائم من خلال تبصير الأمة بحقيقتها والغاية من وجودها ودعوتها للرجوع الى دينها على الصعيد الفردي والجماعي بجميع صوره ومظاهره واما على الصعيد الدولي فمن خلال إحياء فكرة السوق الاسلامية المشتركة التي اثارها يوما الزعيم السياسي التركي (اربكان) مع محاولة ايجاد تكتل عالمي مناهض للاستعمار توفر له كافة الوسائل الدبلوماسية والتمويلية والعسكرية ليشكل بديلا عمليا للامم المتحدة ومجلس الأمن ومساهمة مني في تقريب بعض المفاهيم ورسم تصور صحيح لطبيعة الصراع مع اليهود ذكرت كلاما مهما لفضيلة الشيخ المحدث سليم الهلالي في مقدمة كتابه حول الجماعات الإسلامية فخلصت إليه وقمت بنسخه على عجل لأزفه إليكم عسى أن يسهم في ردم شئ من الهوة الواسعة بين أبناء الإسلام والتي أعتقد جازما أنها أضحت أكبر عائق بين الأمة وغايتها فلتتفضلوه مشكورين:
الافساد الأول:
اليهود قوم اجتمعت فيهم عناصر تقنع الناس بأنهم أعداء للبشرية بأسرها, لأنهم يمثلون قمة التحريف في دين الله، وزعموا: أنهم سادة البشر و من دونهم عبيد، و هذا فحوى عقيدة شعب الله المختار.
فما من دولة أو أمة إلا أخرجتهم حينما كشفت فسادهم و حسدهم و ضغنهم و من شاء ان يعرف مستقبلهم مع الاسلام و مع الدنيا جميعا، فليتدبر قول رب العزة " و إذ تأدن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " (الأعراف 167).
و ما عاشوا في أمة من الأمم إلا و كانوا منبوذين في اماكن و أحياء تعرف بأسمائهم؛كما قال – تعالى- " ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحرب من الله و حبل من الناس و باؤا بغضب من الله و ضربت عليهم المسكنة" (آل عمران 112).
إن تعبيرات القرآن عن اليهود في غاية الدقة؛ لأن قائلها هو الله، فلم يجد اليهود امانا في امة من الامم الا إذا اعطاهم دين من الأديان امانا، و هذا معنى قول الله – تعالى - " وحبل من الله"، أو اذا حالفوا قوما أقوياء و عاشوا في حمايتهم، و هذا معنى قوله –تعالى-:"وحبل من الناس"، فلا يدفع الذلة الى حبل من الله، أو حبل من الناس.
وفي هذه الآية نكتة بلاغية؛ فالله -سبحانه- عندما ذكر الذلة استثنى، و لكنه لما ذكر المسكنة لم يستثن؛ لأن المسكنة أمر ذاتي في نفوسهم لا يرفعه شيء ‘ فليس لهم عزة ذاتية تقابل الذلة، بل عزتهم بحبل من الله، أو حبل من الناس.
وكذلك تعبيرات القرآن غاية في الدقة حينما تصرفهم في البلاد التي عاشوا فيها،فالله
- سبحانه- قال فيهم ما صدقه الواقع: " و قطعناهم في الأرض " (الأعراف 178) مزقناهم شر ممزق، فاصبحوا في كل بقعة من الأرض فئة، وهذه الفئة كانت تعيش و كأنها أمة داخل أمة، و لذلك قال الحق " و قطعناهم في الأرض أمما"؛ فقد كانوا مجتمعين في البلاد التي سكنوها وسط أحياء تعرف باسمهم.
ولكن بعد أن شتتهم بنيانوس و تيطس لم تقم لهم قائمة، إلا قليلة اتت إلى أرض العرب لأسباب كثيرة منها:
1 - امنية: وذلك لانهم خافوا على أنفسهم من بطش الرومان.
2 - و مستقبلية: لأنه يوجد في التوراة عندهم اوصاف نبي يظهر في أرض العرب، فأتوا الى ارض العرب ظانين أن النبي صلى الله عليه وسلمسيكون منهم، فلذلك كانوا يستفتحون على القبائل العربية في المدينة، فكانوا يقولون: أنه سيأتي نبي؛ لأن أدركناه، لنقتلنكم به قتل عاد.
قال-تعالى-: " وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين" (البقرة 89).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لهم دولة، فبعلمهم بالكتاب اخذوا الريادة الفكرية، و بشغلهم بالدنيا المال أخذوا الزعامة الاقتصادية، و كانت لهم سلطة سياسية؛ لأنهم ورثوا العداوة و البغضاء بين الأوس و الخزرج.
و هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلمالى المدينة، وكان اليهود قد استاثروا بخيرها، وفرقوا اهلها، وأوقدوا نار الحرب بينهم ن واشعلوا العداوة القاتلة في صفوفهم كلما خبا لهيبها، فكانت الحروب قائمة على قدم و ساق، فاستبدوا و كانت لهم مراكز السيطرة، ومناطق النفوذ.
فلما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ظهر حقدهم فانقلب فرحهم ترحا، و قوتهم ضعفا، و سلطانهم ذلا و كان ينبغي ان يستبله اليهود بالإيمان، لان الله جعل كلام اهل الكتاب حجة يواجه بها الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين: (ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب) " الرعد 43".
و من العجب: انهم كانوا يستفتحون على الذين كفروا ... قالوا كلامهم.
وحماقتهم: انهم قالوه؛ لأنهم لم يفيدوا منه بل أفاد منه قوم آخرون – و هم الأوس و الخزرج – قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: الرسول الذي توعدتكم به يهود؛ فلنسبقهم الى الايمان به ...... إذن لا يعلم جنود ربك الى هو .... حتى الكافرين قد يكونون من جند الله و هم لا يعلمون .... وهذه غفلة من أعداء الله؛ لينتصر عباد الله.
و لم يعتد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أحفاد الغدر و ارباب الخديعة نابذوه، وحاولوا قتله، ونقضوا عهده، و ألبوا القبائل ضده، وبلغ الفساد ذروته بقولهم الفساد: إن عبادة الأوثان خير من دين التوحيد، والسجود للأصنام اعز من السجود لله؛ فبلغ السيل الزبا، واستشرى فسادهم، واعتدوا على عورات المسلمين، وخانوا رسول الله في مواضع الحرج و الضيق؛ كما قال-تعالى-: (الم ترى الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و الطاغوت و يقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولائك الذين لعنهم الله و من يلعن الله فلن تجد له نصيرا ام لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا
آل ابراهيم الكتاب والحكمة و آتيناهم ملكا عظيما) " النساء 51 - 54 ".
فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ان جهز الجيوش و جاس خلال الديار، فشتت شملهم، ونكل بهم، فاضمحلت قوتهم، وفروا من جزيرة العرب خوفا من العطب، وقضى على بقاياهم في جزيرة العرب الخليفة العادل عملاق الإسلام عمر ابن الخطاب – رضي الله عنه -،طردهم من خيبر؛ تنفيذا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فطهر أرض الإسلام من الرجس و النجس.
إذا؛ فالافساد الأول وقع في عهد النبوة بدليل قوله – تعالى- مخاطبا اليهود: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا غنما نحن مصلحون) " البقرة 11 "، وقد اضطر رسول الله إلى تأديبهم، ومعاقبتهم، وإخراجهم من ديارهم، واستئصال شأفتهم وفاقا لما جاء في فواتح سورة الإسراء: (فجاسوا خلال الديار و كان وعدا مفعولا)؛ كما ورد في قوله – تعالى-: (هو الذي أخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر) " الحشر 2" و قوله: (و انزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم و قذف في قلوبهم الرعب) " الأحزاب 26 ".
وبهذا التاديب النبوي انقطع حبل الله عنهم، فضربوا في الأرض بحثا عن قوم أقوياء يحالفونهم؛ ليعيشوا في حمايتهم .... وهذا ما سنراه - إن شاء الله - في السطور القادمة.
و بهذا التفصيل تاتي الآيات منسجمة مع الأحداث التأريخية؛ لان القرآن حينما يخبر يأتي الواقع التاريخي حسب ما اخبر؛ لأن واقع الحياة يعلمه الحق، و قائل الكلام هو الحق؛ فلا تضارب و لا تعارض أبدا، فالأخبار بـ (إذا) التي تفيد الظرفية و الشرطية في المستقبل تاكدت دلالته، والذين جاسوا خلال الديار هم محمد صلى الله عليه وسلم وجنده المؤمنون المخلصون، فانعم بهم من عباد لذي الجلال و الاكرام – سبحانه و تعالى-؛ فصح وصفهم بـ (عبادا لنا).
كرة بني اسرائيل
(يُتْبَعُ)
(/)
وانقضى عهد النبوة و الخلافة الراشدة و ابتعد المسلمون عن القرآن شيئا فشيئا، فتفرقت بهم السبل، وغرقوا في بحر الفرقة اللجب، فاستوت بهم سفينة الافتراق على صخرة التنازع، حتى بلغوا الفشل و ذهبت ريحهم.
و في غفلة من المسلمين و بُعد عن دينهم لملت فلول الشرذمة الخبيثة قواها المبعثرة، واعاد الكرة على شر خلف لخير سلف، فأذلوهم و اذاقوهم العذاب و التشريد و التنكيل و التضييق الوانا، وانهالت المساعدات على دولة الصهاينة، ذلك الطفل المدلل للمعسكرين الشرقي الشيوعي و الغربي الرأسمالي، فالأول يمدها بالرجال، والثاني يمدها بالأموال، فأصبح يهود أكثرنفيرا من المسلمين الذين وصلوا في هذه الآونة الى حال لا نظير لها في تاريخهم الطويل؛ فإن الخط البياني لوجودهم الروحي و العسكري يمس القاع.
ولدت دولة اليهود في وقت هان كثير من المسلمين فيه على الله، و على الناس و على أنفسهم، فالغرب الصليبي في عنفوان قوته، وعندما قرر إقامة دولة يهود على أنقاض شعب فلسطين المسلم، لم يحسب للعرب المسلمين أي حساب، ولم يقدر لوجودهم أي قيمة، أما الشرق الشيوعي الذي تبوات روسيا قمته، فقد كان ينظر للمسلمين على انهم امة تافهة تائهة، ويرمق حكامهم بازدراء و من ثم أيدت روسيا وجود دولة يهود و قررت إزالة أهل فلسطين، وشاركت الغرب الصليبي في اقذر جريمة.
و لماذا نلوم أعداءنا على هذا المسلك؟ فهم قوم يخدمون مصالخهم و اهدافهم و قد استجابوا بهذه الفعلة مع طبيعتهم، إنما تقع اللائمة على كثير من المسلمين الذين نسوا الله، فأنساهم انفسهم، الذين يأبون الاسلام شعارا لهم في المجال العالمي، أو حياة لهم في الميدان الداخلي.
و قامت دولة المسخ اليهودي في فلسطين على قدميها وسط المسلمين المشدوهين؛ ولذلك قد يقول قائل: إن عدد المسلمين اليوم يزيدون عن الف مليون نسمة، و اليهود لا يتجاوزون بضعة ملايين .... نقول له: على رسلك فإن المراد ان بني اسرائيل يصبحون اكثر نفيرا من المؤمنين المخلصين؛ لأن الصراع الحقيقي بين الفرقة الناجية التي تمثل الحق و بين جماهير الباطل مهما اختلفت ألوانهم و جنسياتهم.
عن عمران بن حصين – رضي الله عنهما -: " لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوئهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال "
ومن المعلوم: ان اليهود من اتباع المسيح الدجال.
و أمر آخر فإن كلمة (نفير) تعني: القوم الذين يتنافرون الى القتال، واليهود من هذه الناحية قد فاقوا المسلمين من حيث القوة و التدريب و التجهيزات العسكرية و الاستعدادات الحربية مصداقا لقوله تعالى "وجعلناكم أكثر نفيرا"
و هذه الكرة تأديب لكثير من المسلمين الذين نسوا منهج الله و فتنوا بمناهج الأرض، فأرادوا التحليق في الدنيا بجناح المادة، فخذلهم جناخ الايمان، فكبكبوا على وجوههم، و يكبوا على مناخرهم، و الله إذا أراد تأديب قوم انسلخوا عن منهجه بعدما كانوا مؤمينن به، سلط عليهم قوما يرقبون فيهم إلا و لا ذمة.
و لكن هذه الكرة لن تطول بإذن الله ذي الحول و الطول، ففي هذه الآيات تعبير بحرف العطف (ثم) الذي يفيد الترتيب مع التراخي، و التاريخ أثبت بدون شك أن كرة بني إسرائيل حدثت بعد مدة طويلة بل بعد قرون من الإفساد الأول، و لكن التعبير القرآني عن الإفساد الثاني يستخدم حرف العطف (الفاء) الذي يفيد الترتيب مع التعقيب إعلاما للمسلمين أن الكرة و الزهو و الخيلاء لن تطول، إنما هي فترة محدودة وجيزة تم تمكنهم من التجمع في الأرض المباركة كي يلقوا مصارعهم هناك بإذن الله على يد جند الله من عباد الرحمن الذين يحققون في أنفسهم و مجتمعهم العبودية الخالصة لله وحده، و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
الإفساد الثاني
و أصبح لليهود في بيت المقدس واقع، فعاثوا في الأرض فسادا، و قتلوا النساء و الشيوخ و الولدان الذين لا يستطيعون حيلة و لا يهتدون سبيلا، و خرقوا مسرى رسول الله و مزقوا كتاب الله، و عم الفساد و كم و بلغ ذروته حيث العهر و الفجور و الرذيلة، و القتل، و استباحة أعراض المسلمين، و سلبهم و التنكيل بهم و نقض العهود و المواثيق.
إذن، فالإفساد الثاني مستمر، و هو الآن – و الله أعلم- في قمة علوه و عربدته، لأن ليس بعد هذا الإفساد إفساد.
أيوجد إفساد أعظم في تحريق بيوت الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أيوجد إفساد أشد من تمزيق كتاب الله و ركلته بالأرجل؟
أيوجد إفساد أكبر من إعلان الحرب جهارا نهارا على الاسلام و دعاته؟
إن هذا –وأيم الله- لهو قمة الفساد.
و جميع المحاولات التي طرحت لحل الخلاف العربي اليهودي، و لتسوية قضية مسلمي فلسطين باءت بالفشل الذريع و الخسران المبين، لأن الأمر كله بيد الله لا بقرارات (هيئة الأمم) و (مجلس الفتن).
و أمامنا اليوم بسطة من الأدلة و وفرة من البراهين تتيح القول: بأن قضية فلسطين غدت سلعة للمساومة و التراضي بعدما عجزت الأطراف المشاركة في (اللعبة) من التوصل الى حل يشبع رغبات و ميول الجميع، و لكن الأخطبوط الصهيوني لا يفتأ يمد أذرعه السامة بين الفينة و الفينة، ليجد فريسة يحقق على كاهلها مآربه التورانية – و مما هو جدير بالقول أن هذا ديدن اليهود قديما و حديثا، فلعل مسلمي فلسطين بخاصة يستفيقون من غفوتهم التي كبكبوا فيها، لأنهم تنكبوا جادة الحق و الصواب – و هاكم دليل من التأريخ المعاصر نسوقه للعبرة و التذكير .... فهل من مدكر؟
يعتمد الصهاينة الى رشوة الزعماء و الحكام لتحقيق أهدافهم التلمودية، و لبناء وطنهم في أرض الميعاد المزعومة على أنقاض الشعوب المغلوبة على أمرها ... و لكن المعصوم من عصمه الله، فعندما عقدوا مؤتمر (بال) و قررت الشرذمة المشرذمة أن تجمع فلولها في أرض الميعاد المزعومة، صمموا على إتباع السبل الشيطانية المغرية في البداية ليتجنبوا المواجهة المباشرة مع مسلمي فلسطين، فعرضوا على السلطان عبد الحميد – رحمه الله – مبالغ طائلة – و كان في مأزق اقتصادي- بشرط أن يسمح لهم بالهجرة الى فلسطين فرفض.
و في سنة 1941 حاولوا رشوة الملك عبد العزيز – رحمه الله- فأوفدوا الكولونيل (هوسكنس) من كبار موظفي القسم الشرقي في وزارة الخارجية الأمريكية في محاولة لإقناع الملك عبد العزيز بالتنحي عن قضية فلسطين مقابل عشرة ملايين جنيه استرليني ذهبا، فلما علم الملك عبد العزيز بذلك رفض أن يبحث مه (هوسكيس) الأمور التي تتعلق بفلسطين، فعاد (هوسكنس) من مهمته بخفي حنين.
و زعماء اليهود و أنصارهم ما انفكوا يعلمون منذ أعطاهم (بلفور) وزير خارجية الانجليز
ما لا يملك ووعدهم بإنشاء وطن قومي في فلسطين عام 1918 و بشتى الوسائل و مختلف الأساليب على تحقيق مآربهم و أهدافهم و غاياتهم/ و إن تغنوا بالسلم و السلام و حفظ الجوار و المعاملة بالمثل، فإن هذا كله شنشته عرفناها من أخزم.
و في الآيات لفتة لغوية رائعة فلم يذكر الله –سبحانه- دخول المسجد الأقصى في المرة الأولى منفصلا مستقبلا، لأنه كان طليقا منهم، و ذكره في المرة الثانية ملحقا مع ذكر الدخول .... فما نكتة ذلك؟
الآيات تتحدث عن اذلال بني اسرائيل، و أن المؤمنين المخلصين لله سيتبرون ما علا اليهود، و سوءون وجوههم، فدخول المسجد الأقصى في المرة الأولى لم يكن اذلالا لبني اسرائيل لأنه كان تحت سيطرة الرومان، بينما في المرة الثانية سيكون اليهود فيه ودخوله و هم في اذلال و مسخ و هوان لهؤلاء المغضوب عليهم "و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة" لأن الآيات تدل على أن المسلمين المخلصين الممثلين في الفرقة الناجية سيهزمون اليهود، و ينكلون بهم، و سيدخلون المسجد الأقصى، ليستعيدوا هذه الضالة من الأمة الضالة، و هذا يعني: ان اليهود سيكونون في البيت المقدس حيث المسجد الأقصى، و ها هم اليوم اتخذوا القدس عاصمة أبدية لهم، كما يزعم سادتهم و كبراؤهم
القضاء على اليهود
و استمرت الآية (و ليتبرو ما علو تتبيرا)؛ فعباد الله سيهدمون قلاع الصهاينة، ويدكون حصونهم، ويدمرون مستوطناتهم، وينسفونها، ولم تعهد أرض فلسطين المباني الشامخة إلا في ظل الحكم الصهيوني، حيث ناطحات السحاب و حيث المستوطنات تقام على كل بشر من الأرض المباركة.
و من خلال هذا الشرح و الاستنباط نعلن للبشرية بأسرها:أن بناء مستوطنات في فلسطين لن يتوقف ما دام يهود فيها و مهما أعلن قادة العدو عن وقف ذلك؛ فإن كلامهم هراء و كذب و افتراء، فها هي وكالات الانباء تنقل لنا أخبارا مفادها: أن اليهود مستمرون في بناء المستوطنات.
(يُتْبَعُ)
(/)
و نحن نقول: ابنوا يا بني الصهيون و ارتفعوا كما يشاء الله، فإن مصارعكم فيها بإذن الله، وقريبا عن شاء الله ستدمر عليكم، وتخر فوق رؤوسكم، و ما كان الله ليخلف وعده (و كان وعدا مفعولا).
و ذكر المسجد الأقصى في المرة الثانية بينما لم يذكر في المرة الأولى؛ لأن الدخول الأول سينقطع و لو لم ينقطع الدخول الأول لكان الثاني استمرارا له، ولكن لما انقطع الدخول الأول و انتهى فإن الدخول إذا تجدد كان دخولا ثانيا استمرارا جديدا، وهكذا ما حدث فعلا؛ فإن الدخول الأول انقطع عندما استولى يهود على القدس مع البقية الباقية من فلسطين في هجوم شنوه عام 1967م سماه الخوالف: عام النكسة، و من قبل سمى الخلوف عام 1948 م عام النكبة.
و الدخول الأول لن ينقطع الا بوجود عائق و حائل يمنع المسلمين من الدخول و يكون عدوا للإسلام و اهله، وكفى باليهود عدوا لدودا مناهضا للإسلام، و اهل الاسلام و أنصار الاسلام.
و لا بد من ان نحرر أرضنا المسلمة المغتصبة و ننتقم منهم، ونصب جام غضبنا عليهم، ونشوه وجوههم، بحيث ترتسم على أساريرها آثار الكآبة و الذل، و سندخل المسجد الأقصى – إن شاء الله – كما دخله سلفنا الصالح – رضي الله عنهم – اول مرة؛ لأن وعد الآخرة الذي أشارت إليه الآية (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوههم و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة) مما ننتظر وقوعه تصديقا بموعود الله و تحقيقا لمصدوق خبر رسول الله .... ويومئذيفرح المؤمنون بنصر الله.
من وحي الآيات
أولا: القتال في فلسطين سيكون إسلاميا، وهذا ثابت كما سلف، فعلى الذين يتبنون قضية فلسطين ان يجعلوا ذلك نصب أعينهم .. لأنه لا نصر لهم إلا بالإسلام، فأعدائهم اليهود يحاربون بعقيدة الثوراة و التلمود، و لن نكون لهم إلا بالمرصاد إلا بعقيدة التوحيد، كما هي في الكتاب و سنة وسول الله و فهم السلف الصالح، وهذا ما يشير اليه قول الله –تعالى- في آخر الآيات البينات: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) " الاسراء:9 "
ثانيا: القضية الفلسطينية لن تحل سلميا لأن الله قرر خلاف ذلك فعلى الذين يقامرون على مسرى النبي، ويعرضونه في المزاد العلني: ان يتوبوا لرشدهم .. و يعلموا ان خط سيرهم سيؤدي بهم إلى الهاوية التي لا ترحم.
ثالثا: الهجرة اليهودية الى الديار المقدسة لن تتوقف، و اليهود سيأتون إلى الأرض التي تدر عسلا و لبنا زرافات ووحدنا باستمرار كي يلقوا فيها مصارعهم بإذن الله " فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) (الاسراء 104)، و هاهم اليهود يهاجرون باستمرار و ازدياد الى فلسطين من كل حدب وصوب، ومن كل فج عميق، يلبون حكم الله الذي قضى عليهم منذ الأزل.
رابعا: لعل المسلمين ألا ينخدعوا بأقاويل المعسكر الغربي الذي يتعلل بأنه يمد إسرائيل بالعدة و العتاد، وأسلحة الدمار، ليحافظ على ميزان القوى في المنطقة، فاليهود يملكون أجهزة فتاكة كثيرة وحديثة ومعقدة أكثر من المسلمين، و هذا صميم قوله تعالى: (وجعلناكم أكثر نفيرا)
خامسا: لن يهدأ اليهود بال، و لن يقر لهم قرار، و لن يصلوا إلى الأمن المنشود، فهذا حلم صعب التحقق، و أمر بعيد المنال، لأن الله منعهم إياه، فكل المحاولات التي تسعى إلى ذلك ستبوء بالفشل الذريعة و الخسران المبين تحقيقا للوعد الالاهي و القضاء الرباني فيهم:
(وإذ تأدن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب) " سورة الأعراف 176 ".
هكذا يلفت القرآن أنظارنا الى اشد الحقائق ثقلا في قلب العالم المعاصر:
قضي فلسطين المسلمة التي حيرت البشرية، وإذا كان الله سبحانه و تعالى – قدير على تحقيق العجائب المشهودة في كل لحظة من الزمن، وفي كل شبر من العالم ... أفيعجز – و حاشاه – عن تحقيق الفصل نفسه على هذه الرقعة من البسيطة؟
ذلك ما يعلمنا إياه القرآن، و هو يشير الى المستقبل الإسلامي الزاهر المتفجر بالحياة، لكي يضع العقل المسلم المعاصر أمام الحقائق العارية، المؤثرة، و المنظورة ..... بلا جدل سياسي، و لا تعقيد فلسفي، و لا أغاميض إعلامية مما تمارسه وسائل الإعلام التي تحركها الأيدي المشبوهة.
(يُتْبَعُ)
(/)
من أكثر من زاوية يتعامل القرآن مع المسلم، فمرة بالحقائق التأريخية معجزة، ذات المعاني المتدفقة، والقيم التي لا تكف عن التمخض و العطاء، فتسري في الكيان البشري و تنعشه وتسوي لجسم خائر صلبا ...
فلنستمر في الرحلة الطيبة ... وليكن مرورنا سريعا كي لا يطول بنا السَُرى .... ولكن عند الصباح يحمد القوم السُرى.
خلافة راشدة على منهج النبوة
إذا فدخول مسجد الأقصى مرة ثانية، أمر حتمي مؤكد لا مفر منه فهو ثابت بنص القرآن الكريم.
و مما لاشك فيه إن هذه الانتصارات المؤزرة التي سيحققها الإسلام، وهذه الفتوحات الرائعة التي تعم العالم بأسره، تستدعي أن تعود الخلافة الراشدة الى الأمة الإسلامية، حيث تصبح الحاكمة الآمرة الناهية بكتاب الله و سنة رسوله الصحيحة، بفهم السلف الصالح، وهذا مما بشرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح الصريح الفصيح:" تكون النبوة فيكم ما شاء الله ان تكون، ثم يرفعها الله إن شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله ان تكون، ثم يرفعها إذا شاء ان يرفعها، ثم يكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله ان تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله ان يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله ان يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ".
ظهور المهدي والنظام الاجتماعي العادل
أحاديث المهدي المتواترة تخبر بظهور مصلح في آخر الزمان: يحكم بالكتاب و السنة بفهم السلف الصالح، و يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت جورا و ظلما، يبيع و هو مكره، يحكم ثماني او سبع حجج، يكثر المال في زمانه و يحشوه و لا يعده، اسمه محمد بن عبد الله، من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ولد فاطمة من سلالة الحسن و هو إمام عادل تقي، و حاكم سلفي منصف.
وقد ورد في ظهور المهدي أحاديث صحيحة نورد بعضها على سبيل التدليل:
1 - " يخرج المهدي في آخر أمتي: يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، و يعطى المال صحاحا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعا او ثماني؛ يعني: حجج.
2 - " لا تذهب الدنيا، ولا تنقضي، حتى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي.
3 - " يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان، يحثوا المال و لا يعده"
و اعلم أخا الإيمان: أن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تعود قبل ظهور المهدي و ليس كما يعتقد بعض الناس، وتزعم بعض الحركات الإسلامية: إن الخلافة يرجعها المهدي و هم ينتظرون، فإن هذا مما لا دليل عليه، بل هو وهم و خرص و تخمين.
و من الأدلة الدامغة على أن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ترجع قبل ظهور الخليفة الصالح المهدي: إن المسلمين يسترجعون بيت المقدس من اليهود، كما سبق ذكره و تبيانه، بينما المهدي يكون عند ظهوره في البيت المقدس، حيث يكون في أيدي المسلمين، و بيت المقدس الآن يرزخ تحت نير الاحتلال الصهيوني اليهودي البغيض؛ فلابد من قيام الخلافة قبل المهدي؛ لأنها هي السبيل الوحيد؛ لاسترجاع مجد الإسلام التليد.
و مما يؤكد أن الخلافة الراشدة عائدة قبل ظهور المهدي قوله: " يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان " فهو يشير إلى أن المهدي خليفة في سلسلة الخلفاء الذين يحكمون بالكتاب و السنة بفهم سلف الأمة على منهاج النبوة في آخر الزمان.
و قرينة أخرى: أن المهدي يمثل - هو و عيسى عليه السلام – قمة الإصلاح الديني في آخر الزمان.
و قرينة أخرى: أن المهدي يمثل –هو و عيسى عليه الصلاة –قمة الإصلاح الديني في أخر الزمان، و من المعلوم بداهة أن هدا لا يتحقق جملة بل بالتدريج، فدلك لا بد و جود مصلحين سابقين، يوطؤون للمهدي قمة إصلاحه و حكمه، و الله أعلم.
و جملة الأخبار السابقة و غيرها تنبئ بمستقبل أسلامي زاهر، ناهيك عن تضافر المؤشرات العالمية التي تعد إرهاصات كونية لاستفاقة المسلمين من السبات العميق، و هدا باعتراف أعدائنا، و الفصل ماشهدت به الأعداء.
والحمد لله رب العالمين
....................
*
المقدمة والعنوان والأخطاء الإملائية محسوبة على أخيكم فرفقا به ..(/)
من أراد أن يعرف ما حصل في محاكم التفتيش فلينظر هنا
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 12:50]ـ
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=1717&select_page=17(/)
الله اكبر اطفال المجاهدين ذكروني بالصحابي الجليل عبد الله بن زبير رضي الله عنه
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 04:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله اكبر ذكروني اطفال المجاهدين بغزة بالصحابي الجليل عبد الله بن زبير رضي الله عنه
http://up1.m5zn.com/download-2009-1-28-10-g0jn3owq3.wmv(/)
وانهزم اليهود وعباد الصلبان وافتُضِح الخونة اللئام (الشيخ يحيى صاري)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 04:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" وانتصر الإيمان .. وانهزم اليهود وعباد الصلبان .. وافتُضِح الخونة اللئام "
بقلم: الشيخ يحيى بدر الدين صاري - حفظه الله -
نعم يا أهل غزة الشجعان ..
يا ذوي البطولة وثبات الجنان ..
يا أسود الوَقَائِع ..
وأَحْلاس الخيل ..
وحَاطة الحريم ..
وَسُقَاة الحتُوف ..
وَأُبَاة الذُّلِّ ..
لقد انتصر الإيمان ..
وانهارت حصون النفاق والخذلان ..
وسقطت أقنعة المتآمرين ..
وانكشفت خطط أعداء الدين ..
واتَّضَح الْمُعَمَّى .. وَأَبْدتْ الرُّغْوَة عن الصَّريح .. وبيَّنَ الصبح لِذي عينين.
يا أهل غزة الإباء ..
لقد أُصِبْتُم في فلذات أكبادكم، وفي أرزاقكم وبيوتكم ..
ولكنها والله .. كل هذه الفواجع والبواقع ..
كل هذه الهمجية والوحشية كانت كوَقْرَةٍ فِي صخْرَة .. لمَ ْ تَفُلّ عزائمكم .. ولم تكسر همتكم ..
يا أهل غزة الإباء ..
لقد أَقْشَعَ ضباب اليَأْسِ عن سماء الأمة بعد أن رأت ثباتكم وصمودكم ..
ونَسَخَ صبحُ الرَّجاء ظلماتِ القنوط التي خيمت علينا منذ أمد بعيد ..
يا أهل غزة الإباء ..
إنه رغم جراحاتكم الغائرة .. ودمائكم النازفة ..
رغم الأوجاع والآلام .. والأشلاء .. والدماء .. وأنين الجرحى .. وآهات الثكالى .. وأحزان اليتامى .. رغم مشاهد الجنائز المروِّعَة .. والصور الرهيبة ..
رغم كل الذي وقع .. مما يعجز اللسان عن وصفه .. ويَكِلُّ المنطق عن نعته ..
سأكتب لكم يا أهل غزة الإباء أسطرا من فخار .. تعبق منها عطور العزة .. ويسطع من كلماتها بريق النصر .. وترتفع من حروفها أصوات: الله أكبر ولله الحمد .. وتُسْفِرُ عن مظاهر الفوز والاستعلاء وتُجَلِّي ملامح الانتصار والإباء ..
وليس لمثلي في الحقيقة من يُظهر للعالم انتصاركم .. فانتصاراتكم هي أوضح من ضحى .. وأبْيَنُ من فَرَق الصبح .. ولكنني أضم صوتي إلى أصوات التباشير .. ونداءات الخير.
وما أحوج الأمة .. وقد خيمت عليها منذ أمد بعيد سُحب اليأس، وأظلتها غيوم القنوط؛ حتى طاشت سِهامُها .. ووَهَنَت عزيمتها .. ونَزَعت الثقة عن هَوِيَّتِها .. ما أحوجها اليوم إلى من يُدخل على قلوبها بَرد الأمل .. ويفتح أمام ناظريها أبواب الرجاء ..
فتبشير المؤمن وهو يتخبط في دياجير القنوط، من أعظم أعمال البر .. وأسباب النجاح ..
غزوة الخندق .. وتباشير في الأفق ..
وهاك أخي مثالا قويا من سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبشر أصحابه في غزوة الخندق، في أحلك الظروف وأصعبها ..
ففي مسند الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: " لما كان حين أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق، عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ فيها المعاول، فاشتكينا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاءنا فأخذ المعول فقال: ((بسم الله، فضرب ضربة فكسر ثلثها، وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية، فقطع الثلث الآخر فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض، ثم ضرب الثالثة وقال: بسم الله فقطع بقية الحجر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة)) " ..
الحديبية آلام وآمال .. وفتح قريب ..
أما ما حدث في الحديبية، فو الله إنه للأمر العجيب .. والمشهد الذي يطيش فيه عقل الأريب اللبيب ..
فما إن خطت أقدام النبي - صلى الله عليه وسلم - الشريفة، كثبان الرمال .. تشق الصحراء .. آيبة إلى المدينة .. من سفر ليس كالأسفار .. كان أشدّ على القلوب من ضرب السيوف .. ومواجهة الحتوف ..
سفر كان يحدو الصحابة فيه بوارق الأمل .. وتلوح أمام أنظارهم وفي خيالهم مرابع مكة وكعبتها المشرفة .. بعد فراق لا يشعر بآلامه إلا من كابده .. ولا يحس بمرارته إلا من عايشه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنهم عادوا وهم على قاب قوسين من الأبطحين .. عادوا منكسرين يَلُفُّهم الوجوم والحزن .. وفي تلك الأجواء الحزينة .. إذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأصحابه: ((لقد أنزلت عليَّ الليلة سورة لهيَ أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ})) فارتفعت المعنويات وعاد الأمل إلى القلوب ..
بشارة في بداية الطريق ..
وفي صحيح البخاري عن خباب بن الأرت - رضي الله عنه - قال: " شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا؟ قال: ((كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه. ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون)) " ..
الله أكبر .. إنها بشارات وليست أشباحا ولا أوهاما ولا خيالات .. بشارات تَبَلَّج بها صُبْح المُنَى، واتسعت معها رقعة الرجا ..
هذه بعض البشارات التي نزلت على السابقين من المهاجرين والأنصار .. بردا وسلاما في أشد الأوقات وأحلك الظروف، حيث ضاق نطاق الطمع، واشتد الخوف والفزع ..
بشارات في ساعات العسرة، ودياجير الظلام، شقت أمامهم فلق الصبح .. وأضاءت لهم الطريق ..
وبشارات من غزة الإباء ..
وأحداث غزة .. أضاءت أنوار النصر والفتح والتمكين للأمة في ظلمة الحصار .. وفي ساعات الدمار وأعادت قصص وأخبار الثابتين الأبرار ..
في غزة الإباء ..
أشرقت شمس العزة والإباء، من وجوه شهدائها ..
وانطلقت دلائل النصر، من كلمات أطفالها ..
وارتفعت أعلام العزة من جهاد رجالها ..
وتعلمت الأمة معاني التضحية من صبر نسائها ..
وظهرت تحت أنقاض مساجدها المهدمة .. صور الرعب اليهودي من الإسلام.
فاخْضَرّتَ أعواد الرَّجاء، وبَرَقَتْ ثُغور الآمَال .. في أحداث غزة الأبطال ..
ثبات أهل الشام ..
عن أبي الدَّرْداء قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: «بينما أنا نائم إِذْ رأيتُ عَمودَ الكتَابِ احْتُمِلَ مِن تحتِ رأسي فظَنَنْتُ أَنَّهُ مذْهُوبٌ بِهِ فأتْبعْتُهُ بصَري فَعُمِدَ بِه إلى الشَّام ألا وإِنَّ الإِيمان حِين تقع الفتَن بِالشَّامِ» (أخرجه أحمد).
دعاء ..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر عبادك المؤمنين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في فلسطين، اللهم انصرهم على اليهود الغاصبين، اللهم إنا نستنصر بك على الكفرة الحاقدين ...
إلى لقاء آخر بإذن الله مع تباشير النصر من غزة الصامدة ...
http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=488&Itemid=19(/)
ابن تيمية: "النجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن؛ فإنَّ قومه لا يقرونه على ذلك".
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 07:20]ـ
((وكثيرًا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً، بل وإماماً، وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها؛ فلا يمكنه ذلك، بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها)):
/// قال شيخ الإسلام العلاَّمة الإمام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله في المنهاج (5/ 110 - 122) في معرض ردّه على الجهمية الموجبين لعذاب الله لمن لم يذنب والأشاعرة غيرهم= قال رحمه الله: ((وأيضاً فالنُّصوص قد أخبرت بالميزان بالقسط، وأن الله لا يظلم مثقال ذرة، وإن تلك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً.
فدل هذا على أن مثقال ذرة إذا زيد في السيئات أو نقص من الحسنات كان ظلماً ينزه الله عنه. ودل على أنه يزن الأعمال بالقسط؛ الذي هو العدل.
فدل على أن خلاف ذلك ليس قسطاً؛ بل ظلم تنزه الله عنه، ولو لم يكن هنا عدل لم يحتج إلى الموازنة؛ فإنه إذا كان التعذيب والتنعيم بلا قانون عدلي بل بمحض المشيئة لم يحتج إلى الموازنة.
وقال تعالى: ((تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين)) [آل عمران: 108].
قال الزجاج وغيره: قد أعلمنا أنه يعذب من عذبه لاستحقاقه. وقال آخر: معناه أنه لا يعاقبهم بلا جرم، فسمَّى هذا ظلماً.
وأيضاً .. فإن الله تعالى قد أخبر في غير موضع: أنه لا يكلف نفساً إلا وسعها؛ كقوله تعالى: ((والذين أمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها)) [الأعراف: 42]. وقوله: ((لا تكلف نفس إلا وسعها)) [البقرة: 233]. وقوله: ((لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها)) " [الطلاق: 7].
وأمر بتقواه بقدر الإستطاعة؛ فقال: ((فاتقوا الله ما استطعتم)) [التغابن: 16].
وقد دعاه المؤمنون بقولهم: ((ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به)) [البقرة: 286]. فقال: قد فعلت.
/// فدلَّت هذه النصوص على أنه لا يكلِّف نفساً ما تعجز عنه خلافاً للجهمية المجبرة. ودلت على أنه لا يؤاخذ المخطىء، والناسي؛ خلافا للقدرية والمعتزلة وهذا فصل الخطاب في هذا الباب.
فالمجتهد المستدلُّ؛ من إمام، وحاكم، وعالم، وناظر، ومناظر، ومفت، وغير ذلك= إذا اجتهد، واستدلَّ؛ فاتقى الله ما استطاع كان هذا هو الذي كلَّفه الله إياه.
وهو مطيعٌ لله، مستحق للثواب إذا اتقاه ما استطاع، ولا يعاقبه الله ألبتة، خلافًا للجهمية المجبرة.
وهو مصيبٌ؛ بمعنى أنه مطيع لله، لكن قد يعلم الحق في نفس الأمر وقد لا يعلمه؛ خلافاً للقدرية والمعتزلة في قولهم: كل من استفرغ وسعه علم الحق؛ فإنَّ هذا باطل كما تقدَّم بل كل من استفرغ وسعه استحق الثواب.
وكذلك الكفار من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الكفر، وعلم أنه رسول الله؛ فآمن به، وآمن بما أنزل عليه، واتقى الله ما استطاع -كما فعل النجاشي وغيره- ولم يمكنه الهجرة إلى دار الإسلام، ولا التزام جميع شرائع الإسلام؛ لكونه ممنوعاً من الهجرة، وممنوعاً من إظهار دينه، وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الإسلام= فهذا مؤمن من أهل الجنة.
كما كان مؤمن آل فرعون مع قوم فرعون، وكما كانت إمرأة فرعون، بل وكما كان يوسف الصديق عليه السلام مع أهل مصر. فإنهم كانوا كفارا ولم يكن يمكنه أن يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الإسلام؛ فإنه دعاهم إلى التوحيد والإيمان فلم يجيبوه. قال تعالى عن مؤمن آل فرعون: ((ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً)) [غافر: 34].
وكذلك النجاشي .. هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلام؛ بل إنما دخل معه نفر منهم. ولهذا لما مات لم يكن هناك من يصلي عليه؛ فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة؛ خرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفا، وصلى عليه، وأخبرهم بموته يوم مات، وقال: (إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة مات).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثيرٌ من شرائع الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك؛ فلم يهاجر، ولم يجاهد، ولا حج البيت. بل قد رُوىَ أنه لم يكن يصلي الصلوات الخمس، ولا يصوم شهر رمضان، ولا يؤدِّي الزكاة الشرعية؛ لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم ونحن نعلم قطعا أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن.
والله قد فرض على نبيه (ص) بالمدينة أنَّه إذا جاءه أهل الكتاب لم يحكم بينهم إلا بما أنزل الله إليه، وحذره أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله إليه ...
والنَّجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن؛ فإنَّ قومه لا يقرونه على ذلك.
وكثيرًا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً، بل وإماماً، وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها؛ فلا يمكنه ذلك. بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وعمر بن عبد العزيز عودي وأوذي على بعض ما أقامه من العدل. وقيل: إنه سُم َّعلى ذلك!
فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة، وإن كانوا لم يلتزموا مع شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه؛ ل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم بها. ولهذا جعل الله هؤلاء من أهل الكتاب ...
وهذا كما أنَّه قد كان بمكة جماعة من المؤمنين يستخفون بإيمانهم، وهم عاجزون عن الهجرة، قال تعالى: ((إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فإولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا - إلا المستضفعين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفوراً) [النساء: 97 - 99]. فعذر سبحانه المستضعف العاجز عن الهجرة ...
فأولئك كانوا عاجزين عن إقامة دينهم فقد سقط عنهم ما عجزو عنه. فإذا كان هذا فيمن كان مشركا، وآمن؛ فما الظن بمن كان من أهل الكتاب وآمن!
... وابن سلام وأمثاله هو واحد من جملة الصحابة والمؤمنين، وهو من أفضلهم. وكذلك سلمان الفارسي. فلا يقال فيه إنه من أهل الكتاب.
وهؤلاء لهم أجور مثل أجور سائر المؤمنين؛ بل يؤتون أجرهم مرتين، وهم ملتزمون جميع شرائع الإسلام فأجرهم أعظم من أن يقال فيه: ((أولئك لهم أجرهم عند ربهم)).
وأيضاً .. فإن أمر هؤلاء كان ظاهراً معروفاً، ولم يكن أحد يشك فيهم، فأي فائدة في الإخبار بهم.
وما هذا إلا كما يقال الإسلام دخل فيه من كان مشركاً، ومن كان كتابياً، وهذا معلوم لكل أحد بأنه دين لم يكن يعرف قبل محمد صلى الله عليه وسلم.
فكل من دخل فيه كان قبل ذلك؛ إما مشركا وإما من أهل الكتاب، إما كتابيا وإما أميا. فأي فائدة في الإخبار بهذا؟!
بخلاف أمر النجاشي وأصحابه؛ ممن كانوا متظاهرين بكثير مما عليه النصارى.
فإنَّ أمرهم قد يشتبه، ولهذا ذكروا في سبب نزول هذه الآية: أنه لما مات النجاشي صلَّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال قائل: نصلي على هذا العلج النصراني، وهو في أرضه؛ فنزلت هذه الآية.
هذا منقول عن جابر وأنس بن مالك وابن عباس، وهم من الصحابة الذين باشروا الصلاة على النجاشي.
... ولهذا قال تعالى: ((وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم)) [غافر: 28]. فهو من آل فرعون وهو مؤمن ...
وقد يقاتلون وفيهم مؤمن يكتم إيمانه، يشهد القتال معهم، ولا يمكنه الهجرة، وهو مكره على القتال، ويبعث يوم القيامة على نيته؛ كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يغزو جيش هذا البيت فبينما هم ببيداء من الأرض إذ خسف بهم. فقيل: يا رسول الله، وفيهم المكره؟! فقال: يبعثون على نياتهم).
وهذا في ظاهر الأمر وإن قتل وحكم عليه بما يحكم على الكفار فالله يبعثه على نيته. كما أن المنافقين منا يحكم لهم في الظاهر بحكم الإسلام، ويبعثون على نياتهم.
فالجزاء يوم القيامة على ما في القلوب لا على مجرد الظواهر ...
/// وبالجملة .. لا خلاف بين المسلمين أن من كان في دار الكفر وقد آمن -وهو عاجز عن الهجرة- لا يجب عليه من الشرائع ما يعجز عنها.
بل الوجوب بحسب الإمكان وكذلك ما لم يعلم حكمه ... )).
ـ[المخضرمون]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الآجري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:16]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيراً على هذا النقل المفيد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:36]ـ
س 5: هل يجوز التصويت في الانتخابات والترشيح لها؟ مع العلم أن بلادنا تحكم بغير ما أنزل الله.
ج 5: لا يجوز للمسلم أن يرشح نفسه رجاء أن ينتظم في سلك حكومة تحكم بغير ما أنزل الله، وتعمل بغير شريعة الإسلام، فلا يجوز لمسلم أن ينتخبه أو غيره ممن يعملون في هذه الحكومة، إلا إذا كان من رشح نفسه من المسلمين ومن ينتخبون يرجون بالدخول في ذلك أن يصلوا بذلك إلى تحويل الحكم إلى العمل بشريعة الإسلام، واتخذوا ذلك وسيلة إلى التغلب على نظام الحكم، على ألا يعمل من رشح نفسه بعد تمام الدخول إلا في مناصب لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبدالله بن قعود - عضو: عبدالله بن غديان - نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي - الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
/// السؤال: ما حكم الانتخابات الموجودة في الكويت , علماً بأن أغلب من دخلها من الإسلاميين ورجال الدعوة فتنوا في دينهم؟ وأيضاً ما حكم الانتخابات الفرعية القبلية الموجودة فيها يا شيخ؟!
الجواب: أنا أرى أن الانتخابات واجبة, يجب أن نعين من نرى أن فيه خيراً, لأنه إذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟ أهل الشر, أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر, أتباع كل ناعق, فلابد أن نختار من نراه صالحاً فإذا قال قائل: اخترنا واحداً لكن أغلب المجلس على خلاف ذلك, نقول: لا بأس, هذا الواحد إذا جعل الله فيه بركة وألقى كلمة الحق في هذا المجلس سيكون لها تأثير ولابد, لكن ينقصنا الصدق مع الله, نعتمد على الأمور المادية الحسية ولا ننظر إلى كلمة الله عز وجل, ماذا تقول في موسى عليه السلام عندما طلب منه فرعون موعداً ليأتي بالسحرة كلهم, واعده موسى ضحى يوم الزينة -يوم الزينة هو: يوم العيد؛ لأن الناس يتزينون يوم العيد- في رابعة النهار وليس في الليل, في مكان مستوٍ, فاجتمع العالم، فقال لهم موسى عليه الصلاة والسلام: وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى [طه:61] كلمة واحدة صارت قنبلة, قال الله عز وجل: فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ [طه:62] الفاء دالة على الترتيب والتعقيب والسببية, من وقت ما قال الكلمة هذه تنازعوا أمرهم بينهم, وإذا تنازع الناس فهو فشل, كما قال الله عز وجل: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا [الأنفال:46] فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى [طه:62]. والنتيجة أن هؤلاء السحرة الذين جاءوا ليضادوا موسى صاروا معه, ألقوا سجداً لله, وأعلنوا: آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه:70] وفرعون أمامهم, أثرت كلمة الحق من واحد أمام أمة عظيمة زعيمها أعتى حاكم.
فأقول: حتى لو فرض أن مجلس البرلمان ليس فيه إلا عدد قليل من أهل الحق والصواب سينفعون, لكن عليهم أن يصدقوا الله عز وجل, أما القول: إن البرلمان لا يجوز ولا مشاركة الفاسقين, ولا الجلوس معهم, هل نقول: نجلس لنوافقهم؟! نجلس معهم لنبين لهم الصواب. بعض الإخوان من أهل العلم قالوا: لا تجوز المشاركة, لأن هذا الرجل المستقيم يجلس إلى الرجل المنحرف, هل هذا الرجل المستقيم جلس لينحرف أم ليقيم المعوج؟! نعم ليقيم المعوج, ويعدل منه, إذا لم ينجح هذه المرة نجح في المرة الثانية.
السائل: ... الانتخابات الفرعية القبلية يا شيخ!
الجواب: كله واحد أبداً رشح من تراه خَيِّرَاً، وتوكل على الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:52]ـ
/// الأخوان الكريمان الفاضلان .. بارك الله فيكما ونفع بكما وسدد أمركما
ـ[ابن رشد]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 04:09]ـ
نقولات نفيسة جدا أرجوا جمع امثالها للحاجة الماسة في هذا الوقت في ملف خاص
وشكرالك اخي عدنان وهذي عادتك تهبلنا بالجديد المفيد
الله اكبر وبس
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 04:51]ـ
بارك الله فيكم .. كلما مضت الأيام الا و تبين أكثر فأكثر العقل الكبير الذي كان يمتلكه هذا الشيخ الأصولي رحمه الله كثر الله من أمثاله فينا
ـ[الديواني إسلام]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 08:36]ـ
وكثيرٌ من شرائع الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك؛ فلم يهاجر، ولم يجاهد، ولا حج البيت. بل قد رُوىَ أنه لم يكن يصلي الصلوات الخمس، ولا يصوم شهر رمضان، ولا يؤدِّي الزكاة الشرعية؛ لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم ونحن نعلم قطعا أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن. والله قد فرض على نبيه بالمدينة أنَّه إذا جاءه أهل الكتاب لم يحكم بينهم إلا بما أنزل الله إليه، وحذره أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله إليه
سؤالي هل خوف القتل أو التعذيب و التنكيل جراء القيام بشريعة من الشرائع يعتبر عذراً لصاحبه متى غلب على ظنه ذلك؟؟
قد يكون!
لكن لا يُسمى عجزاً!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 08:39]ـ
/// ماذا يُسمَّى إذن؟
/// وخوف إعلان التَّوحيد والبراءة من الشِّرك وإظهار ذلك، والاستسرار به =خشية القتل أوالتنكيل أوالتعذيب .. من هذه البابة، بل أولى.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 08:59]ـ
/// الإخوة الفضلاء الكرام .. جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
/// وههنا نقلٌ نفيسٌ غاية عندي، وطلبي للإخوة ان يمعنوا النَّظر كثيرًا في كلِّ كلمةٍ وجملةٍ منه، فوالله ما فرحت بكلامٍ بمثل هذا منذ زمن:
/// وقال الشيخ الإمام ابن تيميَّة رحمه الله أيضًا في منهاج السنَّة النَّبويَّة (6/ 146 - 244) باختصارٍ كثيرٍ جدًّا: ((وممَّا ينبغي أن يعلم أنَّ الله تعالى بعث الرُّسل وأنزل الكتب ليكون الناس على غاية ما يمكن من الصَّلاح، لا لرفع الفساد بالكُلَّيِّة؛ فإنَّ هذا ممتنعٌ في الطبيعة الإنسانية؛ إذ لا بد فيها من فساد، ولهذا قال تعالى: ((إنِّي جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدِّماء ونحن نسبِّح بحمدك ونقدِّس لك؟!)) [البقرة/ 30].
ولهذا لم تكن أمَّةٌ من الأمم إلَّا وفيها شرٌّ وفسادٌ، وأمثل الأمم قبلنا بنو إسرائيل، وكان فيهم من الفساد والشر ما قد عُلِم بعضه ...
ولا ريب أنَّ السِّتة الذين توفى رسول الله (ص) وهو عنهم راضٍ الذي عيَّنهم عمر لا يوجد أفضل منهم، وإن كان في كُلٍّ منهم ما كَرِهَه؛ فإنَّ غيرهم يكون فيه من المكروه أعظم، ولهذا لم يتولَّ بعد عثمان خيرٌ منه، ولا أحسن سيرة، ولا تولَّى بعد عليٍّ خيرٌ منه، ولا تولَّى ملك من ملوك المسلمين أحسن سيرة من معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، كما ذكر الناس سيرته وفضائله.
وإذا كان الواحد من هؤلاء له ذنوبٌ فغيرهم أعظم ذنوبًا وأقل حسنات، فهذا من الأمور التي ينبغي أن تعرف؛ فإنَّ الجاهل بمنزلة الذُّباب الذي لا يقع إلَّا على العقير، ولا يقع على الصَّحيح والعاقل يزن الأمور جميعًا، هذا وهذا ...
والجهل بالأدلة أوبالنَّظر فيها يورث الجهل، وأمَّا من كان عالمًا بما وقع، وبالأدلَّة، وعالمًا بطريقة النَّظَر والاستدلال فإنَّه يقطع قطعًا لا يَتَمَارى فيه أنَّ عثمان كان أحقهم بالخلافة، وأفضل من بقي بعده؛ فاتفاقهم على بيعة عثمان بغير نكير دليلٌ على أنَّهم لم يكن عندهم أصلح منه، وإن كان في ذلك كراهية في الباطن من بعضهم لاجتهادٍ أو هوى؛ فهذا لا يقدح فيها كما لا يقدح في غيرها من الولايات كولاية أسامة بن زيد وولاية أبي بكر وعمر.
وأيضًا فإنَّ ولاية عثمان كان فيها من المصالح والخيرات ما لا يعلمها إلَّا الله، وما حصل فيها من الأمور التي كرهوها، كتأمير بعض بني أمية، وإعطائهم بعض المال، ونحو ذلك =فقد حصل من ولاية مَنْ بَعْدَه ما هو أعظم من ذلك من الفساد، ولم يحصل فيها من الصَّلاح ما حصل في إمارة عثمان.
وأين إيثار بعض الناس بولايةٍ أو مالٍ من كون الأمَّة يسفك بعضها دماء بعض، وتشتغل بذلك عن مصلحة دينها ودنياها، حتى يطمع الكفَّار في بلاد المسلمين؟! وأين اجتماع المسلمين وفتح بلاد الأعداء من الفُرقة والفتنة بين المسلمين، وعجزهم عن الأعداء، حتى يأخذوا بعض بلادهم، أو بعض أموالهم قهرًا أو صلحًا!! ...
ويقال ثالثا إذا كان كذلك ظهرت حجة عثمان فإنَّ عثمان يقولُ: إنَّ بني أمية كان رسول الله (ص) يستعملهم في حياته، واستعملهم بعده من لا يتَّهم بقرابة فيهم أبوبكر الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ولا نعرف قبيلة من قبائل قريش فيها عمَّال لرسول الله (ص) أكثر من بني عبد شمس؛ لأنَّهم كانوا كثيرين، وكان فيهم شرفٌ وسؤددٌ؛ فاستعمل النبي (ص) في عزة الإسلام على أفضل الأرض مكَّة (عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية)، واستعمل على نجران (أبا سفيان بن حرب بن أمية)، واستعمل أيضا (خالد بن سعيد بن العاص) على صدقات بني مذحج ...
والقاعدة الكليَّة في هذا أن لا نعتقد أن أحدًا معصوم بعد النَّبي (ص)، بل الخلفاء وغير الخلفاء يجوز عليهم الخطأ والذنوب، التي تقع منهم، قد يتوبون منها، وقد تكفَّر عنهم بحسناتهم الكثيرة، وقد يبتلون أيضًا بمصائب يكفِّر الله عنهم بها، وقد يكفر عنهم بغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل ما ينقل عن عثمان غايته أنْ يكون ذنبًا، أو خطأً، وعثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد حصلت له أسباب المغفرة من وجوهٍ كثيرةٍ، منها سابقته وإيمانه وجهاده وغير ذلك من طاعاته ... ومنها أنَّه تاب من عامة ما أنكروه عليه، وأنَّه ابتلى ببلاءٍ عظيمٍ؛ فكفَّر الله به خطاياه، وصبر حتى قتل شهيدًا مظلومًا، وهذا من أعظم ما يكفِّر الله به الخطايا.
وكذلك علي رضي الله عنه ما تنكره الخوارج وغيرهم عليه غايته أن يكون ذنبا أو خطأ، وكان قد حصلت له أسباب المغفرة من وجوهٍ كثيرةٍ .. ومنها أنَّه تاب من أمورٍ كثيرةٍ أنكرت عليه، وندم عليها، ومنها أنه قتل مظلومًا شهيدًا.
فهذه القاعدة تغنينا أن نجعل كل ما فعل واحد منهم هو الواجب أو المستحب من غير حاجةٍ بنا إلى ذلك.
والناس المنحرفون في هذا الباب صنفان:
القادحون الذين يقدحون في الشخص بما يغفره الله له.
والمادحون الذين يجعلون الأمور المغفورة من باب السَّعي المشكور.
فهذا يغلو في الشخص الواحد حتى يجعل سيئاته حسنات، وذلك يجفو فيه حتى يجعل السيئة الواحدة منه محبطة للحسنات.
وقد أجمع المسلمون كلهم حتى الخوارج على أن الذنوب تمحى بالتوبة، وأن منها ما يمحى بالحسنات.
وما يمكن أحد أن يقول إن عثمان أو عليا أو غيرهما لم يتوبوا من ذنوبهم، فهذه حجة على الخوارج الذين يكفرون عثمان وعليًّا، وعلى الشيعة الذين يقدحون في عثمان وغيره، وعلى الناصبة الذين يخصون عليا بالقدح ...
وهذا الوليد بن عقبة الذي أنكر عليه ولايته قد اشتهر في التفسير والحديث والسِّيَر أنَّ النبيَّ (ص) ولَّاه على صدقات ناسٍ من العرب فلمَّا قرب منهم خرجوا إليه فظنَّ أنَّهم يحاربونه فأرسل الى النَّبيِّ (ص) يذكر محاربتهم له فأراد النَّبيُّ (ص) أن يرسل إليهم جيشًا فأنزل الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)) [الحجرات/ 6].
فإذا كان حال هذا خفي على النبي صلى الله عليه و سلم فكيف لا يخفى على عثمان؟!!
وإذا قيل: إنَّ عثمان ولَّاه بعد ذلك؟ فيُقَال: باب التَّوبة مفتوح، ...
وعلي رضي الله عنه تبَّين له من عُمَّاله مالم يكن يظنُّه فيهم، فهذا لا يقدح في عثمان ولا غيره، وغاية ما يقال: إنَّ عثمان ولَّى من يعلم أنَّ غيره أصلح منه، وهذا من موارد الاجتهاد ...
وكذلك قوله: إنَّه استعمل سعيد بن العاص على الكوفة، وظهر منه ما أدَّى إلى أن أخرجه أهل الكوفة منها. فيُقَالُ: مجرد إخراج أهل الكوفة لا يدلُّ على ذنبٍ يوجب ذاك؛ فإنَّ القوم كانوا يقومون على كلِّ والٍ! قد قاموا على سعد بن أبي وقاص، وهو الذي فتح البلاد، وكسر جنود كسرى، وهو أحد أهل الشورى، ولم يتول عليهم نائب مثله، وقد شكوا غيره مثل عمار بن ياسر، وسعد بن أبي وقاص، والمغيرة بن شعبة، وغيرهم، ودعا عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: ((اللهم إنهم قد لبسوا علي فلبس عليهم)).
وإذا قُدِّر أنَّه أذنب ذنبًا فمجرَّد ذلك لا يوجب أن يكون عثمان راضيًا بذنبه.
ونوَّابُ علي قد أذنبوا ذنوبًا كثيرةً، بل كان غير واحد من نوَّاب النَّبيِّ (ص) يذنبون ذنوبًا كثيرة، وإنما يكون الإمام مذنبًا إذا ترك ما يجب عليه من إقامة حدٍّ، أو استيفاء حقٍّ، أو اعتداء ونحو ذلك.
وإذا قُدِّر أنَّ هناك ذنبًا فقد عُلِم الكلام فيه ... الخ)).
/// تنبيهٌ: هذه النُّقول تتعلَّق بطرفٍ من السَّياسة الشَّرعيَّة في حكم الرَّاعي للرَّعيَّة، وقد آثرتُ عدم التَّعليق على أيِّ نقلٍ أنقله، ومن لم يدرك شيئًا من ذلك فعليه بقول القائل:
إذا لم تستطع شيئًا فدعه /// /// وجاوزه إلى ما تستطيعُ
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 09:03]ـ
جزاك الله خيراً لإيرادك هذه النقول، لكن يا حبّذا لو أنك تُوثّق هذه الرواية عن النجاشي - رحمه الله - .. ففي أي كتب السيرة ذُكر ذلك، وما سند هذه الرواية؟
ليس طعناً في صحتها، ولكن لتوثيق النصوص ..
وجزاك الله خيراً.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 09:06]ـ
/// وإيَّاك، وبارك الله فيك .. أي رواية تريد منِّي توثيقها بارك الله فيك؟ لو اقتبست لي ما تريد دون حكاية المعنى ..
/// تنبيهٌ: كلُّ ما في هذا الموضوع مجرَّد نقلٍ -يتحمَّل تبعته ابتداءًا المنقول عنه- ثم من نقله؛ لأنَّه متضمِّن للإقرار بمجمل ما نُقِل ولبِّه، لا بتفاصيله.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 09:16]ـ
بارك الله فيك .. هذه الرواية:
وكثيرٌ من شرائع الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك؛ فلم يهاجر، ولم يجاهد، ولا حج البيت. بل قد رُوىَ أنه لم يكن يصلي الصلوات الخمس، ولا يصوم شهر رمضان، ولا يؤدِّي الزكاة الشرعية؛ لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم ونحن نعلم قطعا أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن.
فمن روى ذلك؟ وفي أي كتاب؟ وما سندها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 09:17]ـ
/// لا أدري الآن .. ويبدو عدم اعتماد ولا اهتمام ابن تيمية بصحَّة ذلك كثيرًا؛ لذا قال: (ورُوِيَ).
/// لكن ما الإشكال في هذا؟ هل فيه ملحظ؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 09:56]ـ
نعم .. فكما ذكرت لك إن هذا من باب توثيق النصوص، حيث إنها إن ثبتت صحّ الاستدلال بها في دين الله تعالى، ولا يخفى هذا عليك.
وشيء آخر، هناك ما يُعكّر على هذه الرواية، ما جاء في [دلائل البيهقي: 2/ 309 - 310] في شأن رسالة النجاشي إلى النبي (ص)، وجاء فيها:
فكتب النجاشي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله؛ من النجاشي الأصحم بن أبجر؛ سلام عليك يا نبي الله من الله، ورحمة الله وبركاته؛ لا إله إلا هو الذي هداني إلى الاسلام، فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى، فورب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقرينا ابن عمك وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله صادقاً ومصدقاً، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين، وقد بعثت إليك يا نبي الله بأريحا بن الأصحم بن أبجر، فإني لا أملك إلا نفسي، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله، فإني أشهد أن ما تقول حق
وجاء في [البداية والنهاية: 3/ 88]:
فقال النجاشي لجعفر: ما يقول صاحبكم في ابن مريم؟ قال يقول فيه قول الله: هو روح الله وكلمته، أخرجه من العذراء البتول، التي لم يقر بها بشر ولم يفرضها ولد. فتناول النجاشي عوداً من الأرض فرفعه فقال: يا معشر القسيسين والرهبان، ما يزيدون هؤلاء على ما نقول في ابن مريم ولا وزن هذه. مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى. ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أقبل نعليه، امكثوا في أرضي ما شئتم، وأمر لنا بطعام وكسوة.
فهذا النجاشي - رحمه الله - كان قادراً على الهجرة .. وقد جهر بتوحيده وإسلامه أمام الملأ من قومه .. فدعوى أنه كان مستضعفاً لا يستطيع إقامة أي شعيرة من شعائر الدين، فيها نظر، ويلزمنا التثبت من ذلك ..
لا أقول إن ما رواه شيخ الإسلام - رحمه الله - باطل .. ولكن غاية ما أقوله أن المسألة تحتاج إلى مزيد تحرير واستقصاء للنصوص.
والله أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 10:06]ـ
نعم .. فكما ذكرت لك إن هذا من باب توثيق النصوص، حيث إنها إن ثبتت صحّ الاستدلال بها في دين الله تعالى، ولا يخفى هذا عليك.
... ولكن غاية ما أقوله أن المسألة تحتاج إلى مزيد تحرير واستقصاء للنصوص.
/// أولًا هذا الأصل لا ينهدم بعدم صِحَّة ذاك الخبر، وقد ألمحت أنَّ ابن تيميَّة يظهر من كلامه عدم اهتمامه كثيرًا بذلك .. ولا اهتمامي أنا بصحَّته، فتسميته استدلالًا غير صحيحٍ؛ بل هو استئناسٌ حسبُ، ويجوز تبعًا ما لا يجوز استقلالًا.
/// أمَّا قضيَّة رخصة ترك الإنسان العمل الواجب عليه للعجز أونحوه فإنَّها لا تحتاج لمثل هذا الاستدلال!!
/// والأدلة والنقول في مثل هذا كثيرةٌ غاية! لا أظنِّي بحاجةٍ إلى سردها، مع أنَّ فيما تقدَّمت الإشارة إليه من كلام الشيخ كفاية.
/// ولا أظنِّي بحاجةٍ لبيان وتقرير مذهب أهل السُّنَّة من كلام الشيخ نفسه -مع كفاية ما تقدَّم- في هذا الباب، وشهرته في نظري عند من يقرأ نقلي ههنا، وقد عجبتُ كثيرًا من قولك إنَّ المسألة بحاجةٍ إلى مزيد استقصاء، فإن أردَّت قضيَّة النَّجاشي فلا هذه همَّتي ولا همَّة الشيخ، وإن أردَّت أصل المسألة فهذا ممَّا لا أظنُّه يخفى على من عرف مذهب السَّلف في الإيمان، فأي بحثٍ نحتاجه بعد هذا؟!
/// تعريجٌ: ما صِحَّة ما نقلته من الأثرين الذين قلت إنَّ فيهما دعوى قدرة النجاشي على الهجرة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 10:39]ـ
بارك الله فيك .. لا أنكر كل هذه الأحكام التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - من أنّ التكاليف الشرعية تسقط مع العجز، ولذلك ما تطرّقت إلى مسألة الأحكام هذه البتة، وكان ما يهمني حينها هو: توثيق ما روي عن النجاشي - رحمه الله - في أنه لم يكن يحكم بما أنزل الله .. ولم يجهر بتوحيده .. وكان يخشى قومه .. وما إلى ذلك.
فأنت تعلم أيها الفاضل أنّ الذين لم يعذرهم الله تعالى في الهجرة هم المستضعفون، الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلاً .. أما من قدر على الهجرة، ولكن قدر على إقامة وإظهار دينه في أرضه، فهذا الهجرة في حقه غير واجبة .. وهذا ما يصحّ أن يُقال في شأن النجاشي - رحمه الله - إن صحّت هذه الروايات التي أتيتُ بها.
وقضية تحرير مسألة النجاشي لا أطيقها .. فلست أهلاً لذلك .. وأقل ما يُقال إن الاستدلال بها ساقط لتضارب الروايات.
فإن أردَّت قضيَّة النَّجاشي فلا هذه همَّتي ولا همَّة الشيخ، وإن أردَّت أصل المسألة فهذا ممَّا لا أظنُّه يخفى على من عرف مذهب السَّلف في الإيمان، فأي بحثٍ نحتاجه بعد هذا؟!
أعلم ذلك .. بارك الله فيك .. وإنما احتجت لتوثيقها لأن البعض يستدل بهذه الرواية ويجعلها عمدة في مذهبه .. لا أكثر ولا أقل.
أما أصل المسألة، وعلاقتها بالحكم بغير ما أنزل الله، فلي وقفة معك فيها، إن شاء الله .. وسأعقب على كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - الذي أتيت به، فأمهلني.
تعريجٌ: ما صِحَّة ما نقلته من الأثرين الذين قلت إنَّ فيهما دعوى قدرة النجاشي على الهجرة؟
لا علم لي بمدى صحتهما .. ولكنني أتيت بهما لبيان تضارب الروايات في هذا الشأن .. وحيث أن تحرير سيرة النجاشي في قومه متعذرة (على الأقل علينا) .. فذكرها بوجه واحد من الأوجه المتضاربة لا أظنه صالحاً للاستئناس فضلاً عن الاستدلال، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 10:54]ـ
/// بارك الله فيك، إن كانت مسألتك في الحكم التي قلت إنَّ لك فيها وقفة خارجة عن أصل الموضوع فأتمنى أن تجعلها في موضوع مستقلٍ، وتضع رابطه ههنا، حتى لا يتشعَّب موضوعنا هذا.
/// والقدر الذي أردُّته ههنا في المسألة ليس تحقيق أمر النَّجاشي، بل تحقيق موقف ابن تيمية من مثله فيما لو ثبت ما ذكره عنه أولم يثبت؛ فهو يقرَّر ذلك سواء صحَّ خبر النَّجاشيِّ أولم يصحَّ يتكلَّم عن المسألة ويقرِّرها، ويذكر قصَّة النَّجاشي كمثال، فلو ثبت مثله أخذ حكمه.
/// ثم ترك الهجرة ليس مرخَّصًا فيه لأجل عدم القدرة فقط، بل لأجل تغليب مصلحة أعلى منها، كما يظهر من حال النَّجاشي، إن قلنا إنَّ العجز ليس السبب المانع منه.
/// وفي خبرالبداية والنهاية السابق نقله وهو في المستدرك، وقال عقبه الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" =: ((ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه)).
/// والذي يظهر من ضعف النُّصوص الواردة في تصريحه بإيمانه أنَّه لم يصرِّح بذلك عندهم، وينظر في سبب نزول قوله الله تعالى: ((وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله)) يتبيَّن لك ذلك.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 06:07]ـ
س 5: هل يجوز التصويت في الانتخابات والترشيح لها؟ مع العلم أن بلادنا تحكم بغير ما أنزل الله.
ج 5: لا يجوز للمسلم أن يرشح نفسه رجاء أن ينتظم في سلك حكومة تحكم بغير ما أنزل الله، وتعمل بغير شريعة الإسلام، فلا يجوز لمسلم أن ينتخبه أو غيره ممن يعملون في هذه الحكومة، إلا إذا كان من رشح نفسه من المسلمين ومن ينتخبون يرجون بالدخول في ذلك أن يصلوا بذلك إلى تحويل الحكم إلى العمل بشريعة الإسلام، واتخذوا ذلك وسيلة إلى التغلب على نظام الحكم، على ألا يعمل من رشح نفسه بعد تمام الدخول إلا في مناصب لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبدالله بن قعود - عضو: عبدالله بن غديان - نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي - الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
/// السؤال: ما حكم الانتخابات الموجودة في الكويت , علماً بأن أغلب من دخلها من الإسلاميين ورجال الدعوة فتنوا في دينهم؟ وأيضاً ما حكم الانتخابات الفرعية القبلية الموجودة فيها يا شيخ؟!
الجواب: أنا أرى أن الانتخابات واجبة, يجب أن نعين من نرى أن فيه خيراً, لأنه إذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟ أهل الشر, أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر, أتباع كل ناعق, فلابد أن نختار من نراه صالحاً فإذا قال قائل: اخترنا واحداً لكن أغلب المجلس على خلاف ذلك, نقول: لا بأس, هذا الواحد إذا جعل الله فيه بركة وألقى كلمة الحق في هذا المجلس سيكون لها تأثير ولابد, لكن ينقصنا الصدق مع الله, نعتمد على الأمور المادية الحسية ولا ننظر إلى كلمة الله عز وجل, ماذا تقول في موسى عليه السلام عندما طلب منه فرعون موعداً ليأتي بالسحرة كلهم, واعده موسى ضحى يوم الزينة -يوم الزينة هو: يوم العيد؛ لأن الناس يتزينون يوم العيد- في رابعة النهار وليس في الليل, في مكان مستوٍ, فاجتمع العالم، فقال لهم موسى عليه الصلاة والسلام: وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى [طه:61] كلمة واحدة صارت قنبلة, قال الله عز وجل: فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ [طه:62] الفاء دالة على الترتيب والتعقيب والسببية, من وقت ما قال الكلمة هذه تنازعوا أمرهم بينهم, وإذا تنازع الناس فهو فشل, كما قال الله عز وجل: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا [الأنفال:46] فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى [طه:62]. والنتيجة أن هؤلاء السحرة الذين جاءوا ليضادوا موسى صاروا معه, ألقوا سجداً لله, وأعلنوا: آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه:70] وفرعون أمامهم, أثرت كلمة الحق من واحد أمام أمة عظيمة زعيمها أعتى حاكم.
فأقول: حتى لو فرض أن مجلس البرلمان ليس فيه إلا عدد قليل من أهل الحق والصواب سينفعون, لكن عليهم أن يصدقوا الله عز وجل, أما القول: إن البرلمان لا يجوز ولا مشاركة الفاسقين, ولا الجلوس معهم, هل نقول: نجلس لنوافقهم؟! نجلس معهم لنبين لهم الصواب. بعض الإخوان من أهل العلم قالوا: لا تجوز المشاركة, لأن هذا الرجل المستقيم يجلس إلى الرجل المنحرف, هل هذا الرجل المستقيم جلس لينحرف أم ليقيم المعوج؟! نعم ليقيم المعوج, ويعدل منه, إذا لم ينجح هذه المرة نجح في المرة الثانية.
السائل: ... الانتخابات الفرعية القبلية يا شيخ!
الجواب: كله واحد أبداً رشح من تراه خَيِّرَاً، وتوكل على الله.
ياشيخ عدنان منذ حياة ابن عثيمين و الى اليوم و نحن نكرر هذه الفتوى بالرغم من أن من دخل البرلمانات لم يغير و لا منكر!!! و من خلال التجربة والممارسة الواقعية يتضح انهم عاجزون عن اخذ حقوقهم في هذه المجالس.
و للحكم على الشيء ينبغي أن نعرف ماهيته (منقولة من مواقع):
الانتخابات
تعريفها:
هي وسيلة سياسية يمكن للناخب بها ان يرشح من يراه مناسبا عنده من المرشحين لمجلس النواب.
البرلمان
تعريفه:
مجموعة منتخبة من السياسيين من قبل العامة ليدونوا شريعة مصدرها انفسهم ليحكم بها السياسيون عامة الناس.
ويسمى مجلسهم مجلس الارباب (اللوردات) او مجلس الاعيان او مجلس النواب وهو وسيلة جاهلية لتقنين التشريع في الامم السالفة.
الناخب:
تعريفه:
الانسان الراشد المريد لانتخاب مرشح سياسي يمثله نيابة عنه في مجلس تشريع.
المرشح:
تعريفه:
فرد مريد تام الارادة عازم على الانتماء لملأ يشاركون الله في تشريعه.
أبعد هذا نقول تجوز الانتخابات -اياً كان نوعها-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 06:14]ـ
شكر الله لك يا شيخ عدنان .. نصرك الله كما نصرت أولياءه
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 06:39]ـ
أما القول: إن البرلمان لا يجوز ولا مشاركة الفاسقين, ولا الجلوس معهم, هل نقول: نجلس لنوافقهم؟! نجلس معهم لنبين لهم الصواب.
الشيخ يقول نجالسهم لننكر عليهم فأين هذا من واقع من دخل البرلمانات؟؟
تجد التحالفات و تجدهم يصفون مخالفيهم في البرلمان بأخي و قد يكون هذا لأخ المزعوم ليبرالي.
و بعضهم -و العياذ بالله- تبرأ من الشريعة و وصفها بالرجعية حتى أصبح علماني اللسان.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 06:55]ـ
/// الإخوة الفضلاء الكرام .. جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
/// وههنا نقلٌ نفيسٌ غاية عندي، وطلبي للإخوة ان يمعنوا النَّظر كثيرًا في كلِّ كلمةٍ وجملةٍ منه، فوالله ما فرحت بكلامٍ بمثل هذا منذ زمن:
/// وقال الشيخ الإمام ابن تيميَّة رحمه الله أيضًا في منهاج السنَّة النَّبويَّة (6/ 146 - 244) باختصارٍ كثيرٍ جدًّا: ((وممَّا ينبغي أن يعلم أنَّ الله تعالى بعث الرُّسل وأنزل الكتب ليكون الناس على غاية ما يمكن من الصَّلاح، لا لرفع الفساد بالكُلَّيِّة؛ فإنَّ هذا ممتنعٌ في الطبيعة الإنسانية؛ إذ لا بد فيها من فساد، ولهذا قال تعالى: ((إنِّي جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدِّماء ونحن نسبِّح بحمدك ونقدِّس لك؟!)) [البقرة/ 30].
ولهذا لم تكن أمَّةٌ من الأمم إلَّا وفيها شرٌّ وفسادٌ، وأمثل الأمم قبلنا بنو إسرائيل، وكان فيهم من الفساد والشر ما قد عُلِم بعضه ...
ولا ريب أنَّ السِّتة الذين توفى رسول الله (ص) وهو عنهم راضٍ الذي عيَّنهم عمر لا يوجد أفضل منهم، وإن كان في كُلٍّ منهم ما كَرِهَه؛ فإنَّ غيرهم يكون فيه من المكروه أعظم، ولهذا لم يتولَّ بعد عثمان خيرٌ منه، ولا أحسن سيرة، ولا تولَّى بعد عليٍّ خيرٌ منه، ولا تولَّى ملك من ملوك المسلمين أحسن سيرة من معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، كما ذكر الناس سيرته وفضائله.
وإذا كان الواحد من هؤلاء له ذنوبٌ فغيرهم أعظم ذنوبًا وأقل حسنات، فهذا من الأمور التي ينبغي أن تعرف؛ فإنَّ الجاهل بمنزلة الذُّباب الذي لا يقع إلَّا على العقير، ولا يقع على الصَّحيح والعاقل يزن الأمور جميعًا، هذا وهذا ...
والجهل بالأدلة أوبالنَّظر فيها يورث الجهل، وأمَّا من كان عالمًا بما وقع، وبالأدلَّة، وعالمًا بطريقة النَّظَر والاستدلال فإنَّه يقطع قطعًا لا يَتَمَارى فيه أنَّ عثمان كان أحقهم بالخلافة، وأفضل من بقي بعده؛ فاتفاقهم على بيعة عثمان بغير نكير دليلٌ على أنَّهم لم يكن عندهم أصلح منه، وإن كان في ذلك كراهية في الباطن من بعضهم لاجتهادٍ أو هوى؛ فهذا لا يقدح فيها كما لا يقدح في غيرها من الولايات كولاية أسامة بن زيد وولاية أبي بكر وعمر.
وأيضًا فإنَّ ولاية عثمان كان فيها من المصالح والخيرات ما لا يعلمها إلَّا الله، وما حصل فيها من الأمور التي كرهوها، كتأمير بعض بني أمية، وإعطائهم بعض المال، ونحو ذلك =فقد حصل من ولاية مَنْ بَعْدَه ما هو أعظم من ذلك من الفساد، ولم يحصل فيها من الصَّلاح ما حصل في إمارة عثمان.
وأين إيثار بعض الناس بولايةٍ أو مالٍ من كون الأمَّة يسفك بعضها دماء بعض، وتشتغل بذلك عن مصلحة دينها ودنياها، حتى يطمع الكفَّار في بلاد المسلمين؟! وأين اجتماع المسلمين وفتح بلاد الأعداء من الفُرقة والفتنة بين المسلمين، وعجزهم عن الأعداء، حتى يأخذوا بعض بلادهم، أو بعض أموالهم قهرًا أو صلحًا!! ...
ويقال ثالثا إذا كان كذلك ظهرت حجة عثمان فإنَّ عثمان يقولُ: إنَّ بني أمية كان رسول الله (ص) يستعملهم في حياته، واستعملهم بعده من لا يتَّهم بقرابة فيهم أبوبكر الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ولا نعرف قبيلة من قبائل قريش فيها عمَّال لرسول الله (ص) أكثر من بني عبد شمس؛ لأنَّهم كانوا كثيرين، وكان فيهم شرفٌ وسؤددٌ؛ فاستعمل النبي (ص) في عزة الإسلام على أفضل الأرض مكَّة (عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية)، واستعمل على نجران (أبا سفيان بن حرب بن أمية)، واستعمل أيضا (خالد بن سعيد بن العاص) على صدقات بني مذحج ...
(يُتْبَعُ)
(/)
والقاعدة الكليَّة في هذا أن لا نعتقد أن أحدًا معصوم بعد النَّبي (ص)، بل الخلفاء وغير الخلفاء يجوز عليهم الخطأ والذنوب، التي تقع منهم، قد يتوبون منها، وقد تكفَّر عنهم بحسناتهم الكثيرة، وقد يبتلون أيضًا بمصائب يكفِّر الله عنهم بها، وقد يكفر عنهم بغير ذلك.
فكل ما ينقل عن عثمان غايته أنْ يكون ذنبًا، أو خطأً، وعثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد حصلت له أسباب المغفرة من وجوهٍ كثيرةٍ، منها سابقته وإيمانه وجهاده وغير ذلك من طاعاته ... ومنها أنَّه تاب من عامة ما أنكروه عليه، وأنَّه ابتلى ببلاءٍ عظيمٍ؛ فكفَّر الله به خطاياه، وصبر حتى قتل شهيدًا مظلومًا، وهذا من أعظم ما يكفِّر الله به الخطايا.
وكذلك علي رضي الله عنه ما تنكره الخوارج وغيرهم عليه غايته أن يكون ذنبا أو خطأ، وكان قد حصلت له أسباب المغفرة من وجوهٍ كثيرةٍ .. ومنها أنَّه تاب من أمورٍ كثيرةٍ أنكرت عليه، وندم عليها، ومنها أنه قتل مظلومًا شهيدًا.
فهذه القاعدة تغنينا أن نجعل كل ما فعل واحد منهم هو الواجب أو المستحب من غير حاجةٍ بنا إلى ذلك.
والناس المنحرفون في هذا الباب صنفان:
القادحون الذين يقدحون في الشخص بما يغفره الله له.
والمادحون الذين يجعلون الأمور المغفورة من باب السَّعي المشكور.
فهذا يغلو في الشخص الواحد حتى يجعل سيئاته حسنات، وذلك يجفو فيه حتى يجعل السيئة الواحدة منه محبطة للحسنات.
وقد أجمع المسلمون كلهم حتى الخوارج على أن الذنوب تمحى بالتوبة، وأن منها ما يمحى بالحسنات.
وما يمكن أحد أن يقول إن عثمان أو عليا أو غيرهما لم يتوبوا من ذنوبهم، فهذه حجة على الخوارج الذين يكفرون عثمان وعليًّا، وعلى الشيعة الذين يقدحون في عثمان وغيره، وعلى الناصبة الذين يخصون عليا بالقدح ...
وهذا الوليد بن عقبة الذي أنكر عليه ولايته قد اشتهر في التفسير والحديث والسِّيَر أنَّ النبيَّ (ص) ولَّاه على صدقات ناسٍ من العرب فلمَّا قرب منهم خرجوا إليه فظنَّ أنَّهم يحاربونه فأرسل الى النَّبيِّ (ص) يذكر محاربتهم له فأراد النَّبيُّ (ص) أن يرسل إليهم جيشًا فأنزل الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)) [الحجرات/ 6].
فإذا كان حال هذا خفي على النبي صلى الله عليه و سلم فكيف لا يخفى على عثمان؟!!
وإذا قيل: إنَّ عثمان ولَّاه بعد ذلك؟ فيُقَال: باب التَّوبة مفتوح، ...
وعلي رضي الله عنه تبَّين له من عُمَّاله مالم يكن يظنُّه فيهم، فهذا لا يقدح في عثمان ولا غيره، وغاية ما يقال: إنَّ عثمان ولَّى من يعلم أنَّ غيره أصلح منه، وهذا من موارد الاجتهاد ...
وكذلك قوله: إنَّه استعمل سعيد بن العاص على الكوفة، وظهر منه ما أدَّى إلى أن أخرجه أهل الكوفة منها. فيُقَالُ: مجرد إخراج أهل الكوفة لا يدلُّ على ذنبٍ يوجب ذاك؛ فإنَّ القوم كانوا يقومون على كلِّ والٍ! قد قاموا على سعد بن أبي وقاص، وهو الذي فتح البلاد، وكسر جنود كسرى، وهو أحد أهل الشورى، ولم يتول عليهم نائب مثله، وقد شكوا غيره مثل عمار بن ياسر، وسعد بن أبي وقاص، والمغيرة بن شعبة، وغيرهم، ودعا عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: ((اللهم إنهم قد لبسوا علي فلبس عليهم)).
وإذا قُدِّر أنَّه أذنب ذنبًا فمجرَّد ذلك لا يوجب أن يكون عثمان راضيًا بذنبه.
ونوَّابُ علي قد أذنبوا ذنوبًا كثيرةً، بل كان غير واحد من نوَّاب النَّبيِّ (ص) يذنبون ذنوبًا كثيرة، وإنما يكون الإمام مذنبًا إذا ترك ما يجب عليه من إقامة حدٍّ، أو استيفاء حقٍّ، أو اعتداء ونحو ذلك.
وإذا قُدِّر أنَّ هناك ذنبًا فقد عُلِم الكلام فيه ... الخ)).
/// تنبيهٌ: هذه النُّقول تتعلَّق بطرفٍ من السَّياسة الشَّرعيَّة في حكم الرَّاعي للرَّعيَّة، وقد آثرتُ عدم التَّعليق على أيِّ نقلٍ أنقله، ومن لم يدرك شيئًا من ذلك فعليه بقول القائل:
إذا لم تستطع شيئًا فدعه /// /// وجاوزه إلى ما تستطيعُ
نقل نفيس جداً يا شيخ عدنان وكلامك في محله تماماً. جزاك الله خيرا، وفقهني الله وإياك في دينه. وما أشرت إليه بالأحمر من أنفس ما قال، وأحياناً احتار بالمرة - إذا ما نقلت كلاماً لابن تيمية - أيّ العبارات أولى بأن تلوّن، وأحرى بأن تدوّن.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 07:21]ـ
المرجو أن نلطف الأجواء حتى يسير النقاش بهدوء وتصفو الأذهان وتخرج الفوائد والتحقيقات من خلال النقاش .. فالرفق يرحمكم الله
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 07:43]ـ
/// الشيخ الفاضل عبدالله الشهري بارك الله فيكم ونفع بكم، ووالله الأمر كما ذكرتم، ما بقي إلَّا أن أعلِّم الدرَّة التيميَّة كلَّها بالأحمر، فما فرحت منذ نزول الفاجعة علينا من شهر كفرحي بهذا الكلام الذي رأيته عن هذا الإمام.
/// الأخوان الكريمان أبوالقاسم وأبوفاطمة .. بارك الله فيكما وجزاكما خيرا
/// الأخ الكريم أبوممدوح وفقه الله، تقول: ياشيخ عدنان منذ حياة ابن عثيمين و الى اليوم و نحن نكرر هذه الفتوى بالرغم من أن من دخل البرلمانات لم يغير و لا منكر!!! و من خلال التجربة والممارسة الواقعية يتضح انهم عاجزون عن اخذ حقوقهم في هذه المجالس.
و للحكم على الشيء ينبغي أن نعرف ماهيته: أبعد هذا نقول تجوز الانتخابات -اياً كان نوعها-.
/// وتقول أيضًا تعليقًا على فتوى العثيمين:
الشيخ يقول نجالسهم لننكر عليهم فأين هذا من واقع من دخل البرلمانات؟؟
تجد التحالفات و تجدهم يصفون مخالفيهم في البرلمان بأخي و قد يكون هذا لأخ المزعوم ليبرالي.
و بعضهم -و العياذ بالله- تبرأ من الشريعة و وصفها بالرجعية حتى أصبح علماني اللسان.
/// وسؤالي المختصر إليك، وفي اختصار الجواب غنية: هل تقصد أنَّ اللجنة الدائمة، ممثَّلة في الشيخ ابن باز والمشايخ الثلاثة، وابن عثيمين =لا يعرفون الواقع ولا يفهمونه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 07:59]ـ
/// الشيخ الفاضل عبدالله الشهري بارك الله فيكم ونفع بكم، ووالله الأمر كما ذكرتم، ما بقي إلَّا أن أعلِّم الدرَّة التيميَّة كلَّها بالأحمر، فما فرحت منذ نزول الفاجعة علينا من شهر كفرحي بهذا الكلام الذي رأيته عن هذا الإمام.
/// الأخوان الكريمان أبوالقاسم وأبوفاطمة .. بارك الله فيكما وجزاكما خيرا
/// الأخ الكريم أبوممدوح وفقه الله، تقول:
/// وتقول أيضًا تعليقًا على فتوى العثيمين:
/// وسؤالي المختصر إليك، وفي اختصار الجواب غنية: هل تقصد أنَّ اللجنة الدائمة، ممثَّلة في الشيخ ابن باز والمشايخ الثلاثة، وابن عثيمين =لا يعرفون الواقع ولا يفهمونه؟
لا لا و لكن الفتوى تصلح لوقت ماصدرت و أنا أجزم لو أن اللجنة تطلع على ما أحدثه البرلمانيين من تصريحات فيها التبرؤ من الشريعة لأفتت بحرمتها سداً للذريعة ان لم تكن محرمة لذاتها. أما واقع من دخل البرلمانات في هذا الزمان هو أنهم لم يصلحوا شيء. حتى الشريعة لم يطالبوا بتحكيمها في بعض الدول.
و حفظ الله علمائنا علماء اللجنة الدائمة و رحم من مات منهم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:16]ـ
وماذا عن الشيخ البرّاك ..
هل تعترف به عالما؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:23]ـ
لا لا و لكن الفتوى تصلح لوقت ماصدرت و أنا أجزم لو أن اللجنة تطلع على ما أحدثه البرلمانيين من تصريحات فيها التبرؤ من الشريعة لأفتت بحرمتها سداً للذريعة ان لم تكن محرمة لذاتها. أما واقع من دخل البرلمانات في هذا الزمان هو أنهم لم يصلحوا شيء. حتى الشريعة لم يطالبوا بتحكيمها في بعض الدول.
و حفظ الله علمائنا علماء اللجنة الدائمة و رحم من مات منهم.
/// إذن أفهم من كلامك أنَّ أصل دخول المجالس التَّشريعيَّة عندك جائزٌ، بغضِّ النَّظر عمَّا حصل من انحراف وعدم إصلاح (مزعومٍ) منهم داخل هذه المجالس والانتخابات، وذلك بناءًا على أنَّ المشايخ السَّابق ذكرهم لم يخطئوا في جوابهم عن الواقع الذي سُئلوا عنه، وهو: [ indent] س 5: هل يجوز التصويت في الانتخابات والترشيح لها؟ [ size="6"] مع العلم أن بلادنا تحكم بغير ما أنزل الله.
فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
/// [ color="red"] السؤال: ما حكم الانتخابات الموجودة في الكويت , [ size="7"] علماً بأن أغلب من دخلها من الإسلاميين ورجال الدعوة فتنوا في دينهم؟ وأيضاً ما حكم الانتخابات الفرعية القبلية الموجودة فيها يا شيخ؟!
/// فالسؤال الموجَّه للَّجنة الدَّائمة فيه: [ color="red"] بلادنا تحكم بغير ما أنزل الله.
/// وسؤال الشيخ ابن عثيمين فيه: علماً بأن أغلب من دخلها من الإسلاميين ورجال الدعوة فتنوا في دينهم.
/// فعن أي واقعٍ تتكلَّم؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:34]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا عدنان ونفع بكم.
بالنسبة لإسناد قصة النجاشي. رأيتُ ابن عبدالبر - رحمه الله - في مثل هذه المواضع يقول (وشهرته تغني عن إسناده)
أما مسألة دخول البرلمانات، فمعلوم أن الجميع لا يرى جواز هذه البرلمانات. ولكن للضرورة والمصلحة أفتى من أفتى بجواز دخولها.
ومن رأى واقع العراق اليوم. يكاد يوجب على أهل السنة دخول البرلمانات، لما أحدثه الرافضة من بلاء بسبب تسلطهم على البرلمان وعزوف أهل السنة عن ذلك. ولله الأمر من قبل ومن بعد
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لدي تنبيه لعل فيه فائدة لمن يدرس هذه المسألة, وقد طرأ على ذهني لما قرأت قول الأخ عدنان:
" والقدر الذي أردُّته ههنا في المسألة ليس تحقيق أمر النَّجاشي، بل تحقيق موقف ابن تيمية من مثله فيما لو ثبت ما ذكره عنه أولم يثبت؛ فهو يقرَّر ذلك سواء صحَّ خبر النَّجاشيِّ أولم يصحَّ يتكلَّم عن المسألة ويقرِّرها، ويذكر قصَّة النَّجاشي كمثال، فلو ثبت مثله أخذ حكمه ".
فحتى نحقق موقف ابن تيمية من مثل النجاشي, نحتاج في نظري أن ننظر من ثلاث جهات:
1 - تخريج المناط, فنحصر مناطات الحكم المحتملة, أي ما يحتمل صلاحيته لتعليق الحكم عليه من الأوصاف.
2 - تنقيح المناط, فتلغي الأوصاف الزائدة ونقتصر على المؤثر في الحكم عند ابن تيمية.
3 - تحقيق المناط, بالنظر في الواقعة التي نريد تطبيق تقعيد ابن تيمية عليها, والتأكد من وجود المناط فيها, ومن انتفاء موانع يمتنع معها تطبيق القاعدة على الواقعة, والتأكد من وجود أي شرط تنتفي بانتفاءه صلاحية القاعدة لتطبيقها على الواقعة.
أظن لو سار الباحث على هذا المنوال - مع الإخلاص - ستكون النتيجة مثمرة ذات فائدة
ومعلوم أن هذه الثلاث هي من أضرب الاجتهاد, ولذلك تحتاج لجهد, كما تحتاج لحد أدنى من التأهيل العلمي عند الباحث.
وفق الله الجميع لما يجب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:52]ـ
/// الأخوان الكريمان .. جزاكما الله خيرًا وبارك فيكما
/// ما ذكرتماه صحيحٌ، وما خصصت شيئًا بموضوعي، ولكن أشرت إشارات تبيُّن أنَّ للأمر أصلًا؛ بغضِّ النَّظر عن اختلافنا في تنزيل هذا على الواقع أوبعضه، وهذا القدر أيضًا ممَّا لا ينبغي إنكاره ممَّن له فقهٌ وعقلٌ، مع رؤيته لكلام أئمَّة الهدى السَّابق ذكر كلامهم.
/// ولا أنسى أن أذكِّر بأنِّي آمل كثيرًا من الإخوة عدم الخروج عن الموضوع إلى غيره.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:02]ـ
بالنسبة لإسناد قصة النجاشي. رأيتُ ابن عبدالبر - رحمه الله - في مثل هذه المواضع يقول (وشهرته تغني عن إسناده)
ماذا تقصد بمثل هذه المواضع؟ انقل لنا كلام ابن عبد البر من فضلك. مع أن قضية ثبوت تفاصيل واقعة النجاشي قد لا تكون مربط الفرس في هذا النقاش, ولكن لا بد من التفصيل وترك الإجمال بمثل ما ذكرت حتى لا يقع اللبس عند القراء.
أما مسألة دخول البرلمانات، فمعلوم أن الجميع لا يرى جواز هذه البرلمانات. ولكن للضرورة والمصلحة أفتى من أفتى بجواز دخولها.
ومن رأى واقع العراق اليوم. يكاد يوجب على أهل السنة دخول البرلمانات، لما أحدثه الرافضة من بلاء بسبب تسلطهم على البرلمان وعزوف أهل السنة عن ذلك. ولله الأمر من قبل ومن بعد
وهناك من أهل العلم من قال بأن مفسدة الدخول بما فيها من إقسام على الشرك ومجالسة لمدعي التشريع من دون الله فضلا عن إحترام طاغوت الدستور وجعله مصدر الشرعية لكل شيء ابتداءً بالترشيح وانتهاءً بادعاء التشريع مع الله, أقول هناك من قال بأن هذه المفسدة التي تنقض عرى التوحيد لا يعلوها مفسدة, ولا يجوز ارتكابها لمصالح متوهمة إن تحققت - والواقع يشهد أن ما قد يتحقق منها لا يعدو كونه من المصالح الصغرى.
والموضوع خطير جدا, وهو يتعلق بالتوحيد الذي به فلاح العبد ونجاحه في الدارين.
ولن يعجز المخالف في مثل هذا أن يأتي بفتاوى لعلماء مانعين يعارض بها فتاوى من أجاز, فتتساقط أقوال العلماء - مع أنها أصلا ليست محل احتجاج عند أهل السنة والجماعة - ويبقى النظر في الأدلة والحجاج. وأهل العلم - مهما بلغ في عين الناس شأنهم -يحتج لأقوالهم ولا يحتج بأقوالهم.
أما واقع العراق فواجب أهلها أن تجتمع كلمتهم على السعي في إعلاء كلمة الله على أرضهم التي يريد المعتدون إعلاء أحكام الكفر عليها, وهتك أعراضهم وإهلاك الحرث والنسل وأن يعيثوا في ثرواتهم نهبا وامتصاصا.
ودخولهم في برلمان العمالة والتشريع من دون الله - والذي بذره المحتل ويسهر على رعايته تحقيقا لمصالحه - من أبرز أسباب البلاء وتأخر النصر, وقد شهد كثير من أهل العلم والفضل في ذلك البلد على خيانة كثير ممن دخل البرلمان بحجة عدم استفراد الرافضة به, وأنه آل به الأمر معاونا ذليلا للرافضة على أهل السنة وشرفائهم, وأنه أصبح من أعظم أسباب تأخر النصر وتسلط الأعداء على أهلنا في العراق.
وأرى هذا النقاش يتجه لتشعيبه في اتجاهات مختلفة, ولو أن الإخوة يركزوا على أصل الموضوع المتعلق بكلام ابن تيمية في واقع النجاشي لكان خيرا لهم من التشتت بين برلمانات العراق إلى آخره مما سيتسلسل إليه الكلام. فالكلام في التفريع قبل تحرير التأصيل كثيرا ما يؤدي للخبط في الأحكام.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:04]ـ
جزاك الله خير يا شيخ عدنان.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:07]ـ
/// الأخ أبوفاطمة .. التسلسل والتشعُّب لابد منه إن كان في نفس الدائرة، ومنه ما ذكرته في مشاركتك السابقة من تنزيل كلام ابن تيمية على ما هو مثل حال النجاشي ..
/// الأخ الكريم هشيم .. جزاك الله خيرًا وبارك فيك
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:18]ـ
/// وما خصصت شيئًا بموضوعي، ولكن أشرت إشارات تبيُّن أنَّ للأمر أصلًا؛ بغضِّ النَّظر عن اختلافنا في تنزيل هذا على الواقع أوبعضه، وهذا القدر أيضًا ممَّا لا ينبغي إنكاره ممَّن له فقهٌ وعقلٌ، مع رؤيته لكلام أئمَّة الهدى السَّابق ذكر كلامهم.
.
أخي الكريم شكرا على أدبك وحسن خطابك ورقي أسلوبك,
بناءً على تخريج المناط وتنقيحه قد تنازع في ما تدعيه أصلا للنازلة يمكن أن ينظر في تحقيق مناطه عليها, بله أن يسلم وجود الأصل وتقرر مناطاته وينازع في تحقيقها على الواقع.
فالمسألة أخي تحتاج لتحقيق, ولا أريد بكلامي هذا أن أحجر على أحد في إيراد كلام ابن تيمية أو غيره من فحول أهل العلم, ولكن نريد أن نخرج من دائرة إيراد النقول إلى واجب تمحيصها وتدقيق مناطاتها والنظر في تنزيلها على الواقع, فالتقصير العلمي في هذا الأمر والإسراع إلى تنزيل كلام أهل العلم المتقدمين على وقائع معاصرة أدى لواقع علمي مر يدركه من بحث شيئا من هذه النوازل أو قرأ فيها بتأمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:22]ـ
/// بارك الله فيك ونفع بك .. مثل هذا المنتدى إنَّما هو للتباحث وإنضاج الفكر، لا الفتوى والتنزيل على الواقع وبعث ذلك في البلدان والعباد ..
/// فلا بأس بذكر ما يراه الإنسان حقًّا ليناقش ويتحقَّق الأمر فيه كما ذكرتَ.
/// فالاختلاف في كون ذلك أصلًا هو من هذا الباب أيضًا، بلْه ما تفرَّع عنه من كون ما يماثله يأخذ حكمه.
/// فإذن .. هو قولٌ له وجهٌ من النَّظر، وليس من أقوال أهل البدع والحزبيين كما شاع وذاع عند البعض .. وهل كلام ابن تيمية والمشايخ المذكورين من هذا الصنف؟!
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:34]ـ
لا يستلزم تناول تحقيق المناط على سبيل المدارسة أن يكون فتوى تبعث في البلاد, وإلا فتعال انظر إلى تحقيق المناط في الرسائل العلمية المتعلقة بالنوازل في جامعاتنا, ولا أظنك تعتبرها فتاوى مع أنها تتناول نوازل كثير منها في غاية الخطورة.
تنبني النقطة الأخيرة على النظر في هذا المدعى أصلا تخريجا لمناطه وتنقيحا.
استأذنك لأن الوقت يداهمني
وهذه هدية لك ولبقية المشاركين تلطيفا للأجواء:
مرويات الهجرة الأولى - د سليمان العودة
http://islamlight.net/aloadah/index.php?option=com_remositor y&Itemid=56&func=counter&filecatid=217
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:56]ـ
/// بارك الله فيك، وجزاك خيرًا، والجو لطيفٌ إن شاء الله، عندي على الأقل (ابتسامة)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 10:33]ـ
بارك الله فيكم شيخنا عدنان على هذه الدرر النفيسة التي يدل اخيارها على فقه عميق، وفهم دقيق، " فوالله ما فرحت بكلامٍ بمثل هذا منذ زمن "،،،
ـ[لا تغتر]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 12:15]ـ
سؤال: هل النجاشي مُبشّر بالجنة؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 12:44]ـ
/// الأخ الكريم فريد المرادي وفقه الله، وبارك الله فيك وجزاك خيرًا ونفع بك ..
سؤال: هل النجاشي مُبشّر بالجنة؟
/// التَّبشير بالجنَّة أخص من الرجاء له بالجنَّة؛ وحيث صلَّى النَّبي (ص) عليه يوم مات، كما في حديث الصَّحيحين، وسمَّاه أخًا كما في الصَّحيح، والنَّبيُّ (ص) نهاه الله تعالى عن الصلاة على المنافقين والمشركين =دلَّ ذلك على إيمانه، فيُرجى له الجنَّة.
/// ثمَّ لو صحَّ سبب النزول فيه، وأقصد بذلك قوله تعالى: (وإنَّ من أهل الكتاب .. ) الآية لكانت منقبة له.
ـ[لا تغتر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 12:52]ـ
أنا استغربت قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة) فهذه شهادة عينية أوسع من الرجاء ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 12:55]ـ
/// لا يلزم أن يكون معنى كلام الشيخ الشهادة؛ بل قد تحمل على الرجاء، والكلام أوسع من تحديد هذا المعنى.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 01:38]ـ
أنا استغربت قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة) فهذه شهادة عينية أوسع من الرجاء ...
لا أشك أنه قد يشكل على البعض، ولكن هو كقول الكثير مما درج على الألسنة، جيلاً بعد جيل،: ((قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار))، ولازلنا نسمعها اليوم بحق شهداء غزة ولا ينكرها العلماء، لأنّا نعلم أنها ملفوظة تعليقاً لا تحقيقاً.
ـ[لا تغتر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 02:06]ـ
لا أشك أنه قد يشكل على البعض، ولكن هو كقول الكثير مما درج على الألسنة، جيلاً بعد جيل،: ((قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار))، ولازلنا نسمعها اليوم بحق شهداء غزة ولا ينكرها العلماء، لأنّا نعلم أنها ملفوظة تعليقاً لا تحقيقاً.
ولكننا نقول (إن شاء الله تعالى)، أو (نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا ً)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 08:30]ـ
أنا استغربت قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة) فهذه شهادة عينية أوسع من الرجاء ...
الظاهر أنها شهادة بالجنة، بناء على الحديث الذي رواه ابن تيمية - رحمه الله -:
قال: (إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة مات).
فالشهادة عليه بالصلاح بعد الموت هي شهادة بالجنة .. والله أعلم.
ملاحظة: لم أقف على سند هذه الرواية .. فالمشهور هو ما جاء دون كلمة "صالحاً"
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 08:35]ـ
ملاحظة: لم أقف على سند هذه الرواية .. فالمشهور هو ما جاء دون كلمة "صالحاً"
/// لعل الحديث ذكر بالمعنى، ويغني عنه ما عند مسلم، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): ((مات اليوم عبد لله صالح أصحمة، فقام فأمنا وصلَّى عليه)).
ـ[ابن رشد]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 03:43]ـ
هناك بحث نفيس عن مسألة النجاشي وتحكيمه للشريعة
للشيخ محمد الشريف فلينظر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 10:19]ـ
هناك بحث نفيس عن مسألة النجاشي وتحكيمه للشريعة
للشيخ محمد الشريف فلينظر
بارك الله فيك. أين نجده؟ وهل تتحفنا برابط
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 11:57]ـ
ولكننا نقول (إن شاء الله تعالى)، أو (نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا ً)
وماذا قلت بارك الله فيك؟ قلت: "تعليقاً لا تحقيقاً".
ـ[لا تغتر]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 12:47]ـ
وماذا قلت بارك الله فيك؟ قلت: "تعليقاً لا تحقيقاً".
كل طلبة العلم على راسي من فوق (ابتسامة)
أنا ما دخلت لأناقش ولكنني للوهلة الأولى تفاجأت بكلام شيخ الإسلام رحمة الله حول النجاشي ولكنكم لم تقصروا وبينتم المسألة جزاكم الله خيراً أجمعين مع تحفظي على الإستدلال بكلام شيخ الإسلام حول البرلمانات ودخولها ...
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 01:18]ـ
رابط فيه فائدة لكن لايعني هذا أني موافق لكل مافيه من أحكام وهو بعنوان" لماذا يَكفر النائِب و لَو كانَ ينتَمي لجَماعة (إسلامية) "
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=330555
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 01:29]ـ
رابط فيه فائدة لكن لايعني هذا أني موافق لكل مافيه من أحكام وهو بعنوان" لماذا يَكفر النائِب و لَو كانَ ينتَمي لجَماعة (إسلامية) "
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=330555
/// ماجاء في ذاك الرابط:
ما يسمى بالنائب في البرلمان التشريعي يكفر من مناطات عدة:
- المناط الأول: ادعاء صفة التشريع, و التشريع هو إصدار الأحكام للناس, واضفاء الشرعية عليها, ومن المعلوم ضرورة من دين الله أن اصدار الأحكام للناس بما هو مباح و ما هو غير ذلك, وما هو مسموح أو ممنوع هو من خصائص الله وحده التي تفرد بها سبحانه, فهو سبحانه المشرع صاحب الحق الوحيد في اصدار التشريعات والأحكام للعباد, فمن ادعى هذه الصفة لنفسه, أو أقر بنسبتها لغير الله, أو باشتراك غير الله مع اللهِ فيها, فهذا مشرك كافر, جاهلا كان أم عالما, متأولا كان أم قاصدا ...
المناط الثاني: القسم على احترام الدستور, والالتزام بأحكامه, والانقياد لتشريعاته, فأول مهمة على النائب عن الشعب في التشريع أن يقوم بها هي أن يفعل هذا الكفر البواح و الشرك الصراح!! ...
المناط الثالث: عدم الكفر بالطاغوت والبرائة من شرائعة وأحكامه وأشخاصه, وهذا لا إسلام لمن لم يأت به كما تقدم. و لم يكتفوا بعدم الكفر به, بل جاؤوا بعكسه فاعترفوا به و أضفوا عليه الشرعية!! و هذا والله الكفر المستبين والشرك المبين. (و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)
المناط الرابع: طاعة المشركين في تشريعاتهم, والاعتراف بها, وطاعة أحكام الدستور, وهذا شرك الطاعة والاتباع, وهو مكفر مستقل بذاته, قال تعالى: (إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) و هذا في حكم واحد الذي هو تشريع أكل الميتة, فكيف بمن أقرهم و أطاعهم في تنحية أحكام الله, و اتبعهم على كفرهم و تشريعاتهم التي استبدلوا بها تشريعات العزيز الجبار ..
ولو تفرغنا لحصر المكفرات التي تلبس بها هؤلاء المشركين لاتسع بنا المقام, و فيما سبق جواب شاف واف لمن التبس عليه حكمهم, و جهل حالهم ..
يبقى أن نعلم أنه لا فرق, بين من يدخل نصرة للعلمانية و مشروعها, و بين من يدخل مدعيا نصرة الإسلام, اللهم إلا أن الأخير زاد عليه كفرا, بأن لبس على الناس دينهم, و جعل الشرك مباحا, فساقوا الناس نحو الردة عن دين الله و الله المستعان.
و الذي ينتخب هذا النائب , يشترك معه في نفس الحكم, إذا علم أنه ينتخب مشرعّا, و لو جهل أن التشريع شرك, لكن إن جهل أن وظيفة النائب هي التشريع, و ظن أنه إنما ينتخبه لتحسين وضع مدينته أو نصرة للإسلام, فهذا لا يكفر حتى تقام الحجة عليه. و الله أعلم و أحكم.
(إن الله لا يغفر أن يشرك به, و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (و من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار) (و من يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق) و قد صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: أعظم الذنوب أن تجعل لله ندا و هو خلقك ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 01:31]ـ
رابط فيه فائدة لكن لايعني هذا أني موافق لكل مافيه من أحكام
/// إذن .. ما الذي توافق عليه من الأحكام السابقة؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 01:35]ـ
و الذي ينتخب هذا النائب , يشترك معه في نفس الحكم, إذا علم أنه ينتخب مشرعّا, و لو جهل أن التشريع شرك, لكن إن جهل أن وظيفة النائب هي التشريع, و ظن أنه إنما ينتخبه لتحسين وضع مدينته أو نصرة للإسلام, فهذا لا يكفر حتى تقام الحجة عليه. و الله أعلم و أحكم.
(إن الله لا يغفر أن يشرك به, و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (و من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار) (و من يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق) و قد صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: أعظم الذنوب أن تجعل لله ندا و هو خلقك ...
/// فات صاحب الموضوع المنقول الكلام عن حكم من يفتي هؤلاء بالتَّرشيح والانتخاب، هل يكفرون أيضًا؟ الظَّاهر -والقياس واحد- أنَّهم يكفرون أيضًا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 01:40]ـ
/// ومن الاستدراكات على ما تقدَّم نقله عن اللجنة الدَّائمة والشيخ ابن عثيمين -ممَّا رأيته في ذاك الرابط- كلام الشيخ الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره تيسير الكريم الرحمن (2/ 289) عند قوله تعالى:
((قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول، وإنا لنراك فينا ضعيفاً، ولولا رهطك لرجمناك، وما أنت علينا بعزيز)) الآية. قال -رحمه الله-: في الفوائد المتحصلة من هذه الآية: ((ومنها: أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة منها أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة وقد يعلمون بعضها وقد لا يعلمون شيئاً منها. وربما دفع عنهم، بسبب قبيلتهم، وأهل وطنهم الكفار، كما دفع الله عن شعيب، رجم قومه، بسبب رهطه. وأن هذه الروابط، التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين، لا بأس بالسعي فيها، بل ربما تعين ذلك. لأن الإصلاح مطلوب، حسب القدرة والإمكان.
فعلى هذا، لو سعى المسلمون الذين تحت ولاية الكفار، وعملوا على جعل الولاية جمهورية، يتمكن فيها الأفراد والشعوب، من حقوقهم الدينية والدنيوية لكان أولى، من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم، الدينية والدنيوية، وتحرص على إبادتها، وجعلهم عَمَلَةً وخَدَماً لهم. نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين، وهم الحكام، فهو المتعين. ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة، فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة. والله أعلم)).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 02:12]ـ
/// ننتظر الأخ أبا ممدوح ليجيب عن سؤالي فهو من نقل إلينا الرابط!
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 02:20]ـ
/// ننتظر الأخ أبا ممدوح ليجيب عن سؤالي فهو من نقل إلينا الرابط!
رابط فيه فائدة لكن لايعني هذا أني موافق لكل مافيه من أحكام
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 02:23]ـ
السؤال مرة أخرى:
/// ما الذي توافق عليه من الأحكام السابقة؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 02:29]ـ
السؤال مرة أخرى:
لاأدري ياشيخ عدنان هل أنا في تحقيق؟؟؟
اسلوبك ليس اسلوب من يريد الفائدة بل أسلوب من يريد اسقاط الخصم و توريطه و أنا أربأ بكم عن هذا الأسلوب.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 02:33]ـ
/// لا بأس عليك يا أخانا .. !
/// أسلوبي وسؤالي واضحٌ، ولا داعي لإساءة الظنِّ بما ذكرته؟! ولكل من قرأ رابطك له حقٌّ في التساؤل؛ إذ نقل كلام فيه تكفير جماعي، ثم التحفُّظ عن ذكر سبب نقلك له وما تعتقده من صوابه يوجب عليَّ سؤالك عن سبب ذلك.
/// ومن رأى ما نقلتَه ههنا فهم أنَّك توافق الرجل على بعض التَّكفير الذي كفَّر به بالجملة مجموعةً من الناس. أترضى بهذا التَّكفير الجماعي فيما نقلت من الرابط أوببعضه.
/// ثم ما "الورطة؟! " في ذكر ما يعتقده الإنسان ويلهج به؟ أهناك ما يخاف من البوح به؟
/// أنا مشرفٌ مسؤل ههنا وما ذكرته من التَّكفير الجماعي في الرابط السابق خطير، وليس عملي تحقيق ولا شيء من هذا القبيل.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 02:38]ـ
/// لا بأس عليك يا أخانا .. !
/// أسلوبي وسؤالي واضحٌ، ولا داعي لإساءة الظنِّ بما ذكرته؟! ولكل من قرأ رابطك له حقٌّ في التساؤل .. ليس ذا بتحقيق ولا شيء من هذا القبيل؛ إذ نقل كلام فيه تكفير جماعي، ثم التحفُّظ عن ذكر سبب نقلك له وما تعتقده من صوابه يوجب عليَّ سؤالك عن سبب ذلك.
/// ومن رأى ما نقلتَه ههنا فهم أنَّك توافق الرجل على بعض التَّكفير الذي كفَّر به بالجملة مجموعةً من الناس. أترضى بهذا التَّكفير الجماعي فيما نقلت من الرابط أوببعضه.
/// ثم ما "الورطة؟! " في ذكر ما يعتقده الإنسان ويلهج به؟ أهناك ما يخاف من البوح به؟
لا أوافق كاتب المقال في تكفيره بالجملة و ان شئت لا أوافق على شيء مما في الرابط.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 02:39]ـ
/// جزاك الله خيرًا .. وبارك فيك
ـ[لا تغتر]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 02:43]ـ
الأخ الفاضل عدنان البخاري منذ البداية وضح الأخ أبو ممدوح بأنه ناقل فقط ولا يعني هذا أنه موافق ... هدئ من روعك فقد تكون مُخطئاً وقد تكون مُصيباً ولكن أليس دخول البرلمانات فيه حكم وتحاكم لغير الشرع؟ وما الدليل الشرعي على جواز ذلك؟ أنا سائل فقط ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 02:50]ـ
/// بارك الله فيك .. روعي والحمدلله هاديءٌ جدًّا .. وبالنسبة لتعليقك فيما دار بيني وبين الأخ أبي ممدوح فإنَّما سألت الرجل لأنَّه قال: " لايعني هذا أني موافق لكل ما فيه من أحكام" .. فيفهم أنَّه يوافقه في بعض الأحكام، ثم قد تراجع وبيَّن أنَّه لا يوافقه في شيءٍ منها، وانتهى الأمر. فهل تريد أن تكون ملكيًّا أكثر من الملك؟! (ابتسامة)
/// أمَّا جواب سؤالك فقد تقدَّم في مشاركاتي السَّابقة.
/// ويفهم ممَّا سبق أنَّ من دخل هذه البرلمانات بقصد إنكار ما فيها من المنكر "كالكفر" ليس كمن دخلها لفعل المنكر الذي فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لا تغتر]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 02:58]ـ
أخي الحبيب لا أريد أن أكون ملكياً أكثر من الملك (ابتسامة) وخلال كتابتي للرد قام الأخ بإضافة رده الجديد ولم أقرأه ...
لم أرى أي دليل شرعي فيما ذكرت أخي الفاضل ... أرجو أن تنبهني وأن تُعلّمني، فسؤالي ليس على إنكار المنكر بل على المشاركة في الحكم بغير الشرع والتحاكم لغير الشرع ضمن حدود صلاحيات النائب في البرلمان، أرجو أن تدلني على الدليل الشرعي أخي الفاضل عدنان البخاري بارك الله فيه ..
أخوكم الصغير
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 03:06]ـ
/// حياك الله يا أخانا الكريم ..
/// توضيح ما تقدَّم .. من دخل البرلمان لقصد إنكار وتغيير التحاكم إلى غير الله وحكمه كيف يوصف بأنَّه تحاكم إلى غير الله؟! لهذا يُقال: من تلبَّس بالمنكر (عمومًا) اضطرارًا لإزاحته أوتخفيفه بالدخول في هذه البرلمانات ليس كمن فعل المنكر وأراده لذاته.
/// وخذ هذا المثال المتفرِّع من دليل الشيخ ابن عثيمين: من حضر مجلس كفرٍ (كسحرٍ وشعوذة) لتوثيق ما يفعله الدَّجَّال ثم إبطال ذلك لا يأخذ حكم من حضر الكفر رضًا به، كحال موسى عليه السَّلام حضر مجلس سحرٍ وكفرٍ؛ لإبطال ما عليه السَّحرة.
/// وأهون منه المتلبِّسين ببعض المنكرات كأوكار الدعارة ووقوع العين على ما فيها ونحو ذلك.
/// فإن كان المنكر لا يمكن زواله إلَّا باضطرار تلبُّس المنكر بشيءٍ منه ففي ذلك رخصةٌ، كما يفهم من كلام أهل العلم السَّابق نقل فتواهم فيه.
ـ[لا تغتر]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 03:20]ـ
الأخ الفاضل البخاري زاده علماً وبارك له
ولكن أليس الحكم في البرلمان يكون ضمن نصوص الدستور وهو ليس ما أنزل الله ويكون التحاكم لنصوص الدستور وهو ليس ما أنزل الله؟ فإن كان كذلك ما الدليل على جوازه؟ ألا يكون إنكار المنكر بالدعوة ومقابلة البرلمانيين ودعوتهم ومقابلة الحاكم ودعوته؟ ليس السؤال عن حكم دخول مبنى البرلمان للإنكار بل السؤال عن حكم أخذ عضوية البرلمان للحكم والتحاكم وفق نصوص الدستور ...
مثال توضيحي للأمثلة التي أوردتموها: هل يجوز ممارسة الدعارة من أجل إنكار منكر الدعارة؟ هل يجوز ممارسة السحر مع السحرة من أجل إنكار منكر السحر؟ وليس السؤال هل يجوز الذهاب لبيوت الدعارة والخمارات وأماكن السحرة من أجل إنكار المنكر ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 03:40]ـ
/// قبل الإجابة عن سؤالك "وهو مهمٌّ" فلا بد من توضيحٍ لمرادي من أصل هذا الموضوع، فهو سؤالٌ مشروعٌ لكل من يقرأ موضوعي وما فيه من نقل.
/// ليس مرادي ههنا ولا مقصودي من النَّقل: إقرار الدخول إلى البرلمانات والانتخابات، ولكن بيان عذر من استحلَّ ذلك نظرًا إلى تلك الفتاوى ووجهة النَّظر السَّابقة.
/// وخذ أول مشاركةٍ في الموضوع، فشيخ الإسلام رحمه الله حين دافع وبرَّر عن الأخطاء والظُّلم الذي وقع زمن عثمان وعليٍّ ومعاوية رضي الله عنهم إنَّما أراد الاعتذار لهم، لا إقرارهم على ذاك الخطأ.
/// وهذا ما أقوله الآن: التَّكفير الجماعي لمن ترخَّص في الدخول لهذه البرلمانات وما فيها من المنكر "والكفر" لا يجوز، إذ إنَّ أكثرهم مقلِّدةٌ لا يحسنون النَّظر للدَّليل، وإنَّما استجازوه استنادًا لهذه الفتاوى وغيرها كفتوى عبدالرحمن عبدالخالق والقرضاوي وغيرهما، فلا يجوز الطَّعن في دينهم (وتكفيرهم)؛ إذ التأوُّل ههنا ظاهرٌ.
/// ولستُ صاحب فتوى ولا أؤيِّد بإطلاقٍ ما في الفتاوى المنقولة سلفًا، فلا أدري! هل يجوز الدخول للبرلمانات والتلبُّس ببعض ما فيها من المنكرات بقصد إزالتها مستقبلًا؟! ولكنِّي أعذرُ من يسوِّغ لنفسه بذلك بما تقدَّم بانه من حُجَّته وحُجَّة من يفتي له بجواز الدخول فيها.
/// وأمَّا سؤالك عن موضوع الدَّعارة فلا يجوز طبعًا الزنا لقصد الإنكار على الزناة، وإن كنت أرى في التمثيل بهذا خطأً، إذ الزِّنا لا يتصوَّر وقوعه "مختارًا مع القدرة على تركه" إلَّا على وجه الحرمة، بخلاف الدخول إلى أوكاره، وكذلك الأمر في الدخول البرلمانات والتَّسجيل فيها وحضور مداولاتها، فهو لا يلزم منه الموافقة على كلِّ نظامٍ كفري أوبدعي؛ بل للنائب الاعتراض، بخلاف ما لو قلت: إنَّ النَّائب أوالعضو نفسه يحكم بغير ما أنزل الله "مختارًا قادرًا" ليبطله بعد ذلك فهذا أمرٌ آخر.
والله أعلم.
ـ[لا تغتر]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 06:30]ـ
الأخ الفاضل البخاري حفظه الله تعالى ووفقه في الدنيا والآخرة
جزاك الله خيراً على التوضيح وبارك لك ...
لم أقصد من أسئلتي تكفير النواب كلا، إنما أردت رفع استشكال عندي فقط، حيث كان لدي فكرة مسبقة عن المجالس النيابية وكيف أنها تتحاكم لشرع غير شرع الله ويتم إقرار القوانين وفق نصوص الدستور، أضف إلى ذلك إضفاء السبغة الشرعية من الداخلين على أسلوب الحكم والتحاكم في هذه المجالس. وليست المشكلة في دخول مكان المجلس التشريعي للإنكار ولتبليغ الرسالة ولكن الإشكال في الإنتماء للمجلس والمشاركة في التشريع والتحاكم لنصوص الدستور والرجوع إليها عند النزاع .... إلخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 08:16]ـ
أقول - والمقام مقام توصيف لحالهم -:
كلهم يدور في فلك الدستور ويجعلونه مصدر القوانين حتى لو أنكروا أنكروا به ..
فإنكارهم على من يتحاكم للدستور هو بالتحاكم والمحاكمة للدستور!!
أين ذهب قول نبينا فيما رواه ابن عباس من دعائه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ
وصدق القانونيون - وهم الذين يفاخرون بدقتهم في عباراتهم - عندما قالوا: قدسية القانون. فهو عندهم من له الطاعة المطلقة ومنه تستمد الأنظمة وبه تنقض وبه تقر.
باختصار:
هو ... الطاغوت المتحاكم إليه من دون الله, هو من يرد له الحكم عندهم ويخضع له الكل
فالواجب أن يقال لهم أكفروا بالطاغوت, لا أن يقال لهم تحاكموا للطاغوت في ما وافق الشريعة لأنه دستوري!!
والله ليس ثمة شيء يقول به البرلمانيون إلا بالدستور, حتى إذا احتجوا بالشرع فهو من حيث أن الدستور جعله من مصادر القانون .. !!
وهذا واضح لمن طالع كتب القانون أدنى مطالعة سيما ما يتعلق بالدستور ومكانته عندهم.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
موضوع ذو صلة (تحذير المؤمنين من الاحتجاج بكلام القانونيين الجاهليين):
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15516
ومما جاء فيه:
شبهتان للمستأنسين بكلام الطواغيت والجاهليين وردها:
1 - قالوا: نحن لا نسوق كلام القوانين محتجين به, بل هو من باب الاحتجاج على من يعظمون تلك القوانين ويردون إليها الحكم.
والرد على هذه الشبهة: أن الواجب مع هؤلاء, أن يدعوا إلى توحيد الله, والرجوع لأحكامه وترك ما خالفها, وهذا أعظم مطلوب, وتركه شر مفسدة وأعظم مرهوب.
ما الفائدة أن يرجع هذا المتبع لقوانين الطواغيت المحكم لغير الشرع إلى قولك لأنه وافق القانون الفلاني أو العلاني, فموافقته للشرع بغير انقياد لا يؤجر عليه, ولا يخلص به من الشرك الذي هو فيه, ويطلق عليه أنه متبع في قوله للجاهلية وحكم الطاغوت وإن وافق الشرع وهو لا يلتفت إليه.
فالواجب على الدعاة, أن يكون همهم إخراج الناس من عبادة الطواغيت إلى عبادة الله, لا أن يوافق الناس أحكام الله في بعض المسائل الفرعية بدون انقياد للشرع وتحكيم له.
وما أحسن ما قاله الإمام الحبيب أحمد شاكر رحمه الله: "
فترى الرجل المنتسب للإسلام, المتمسك به في ظاهر أمره, المشرب قلبه هذه القوانين الوثنية, يتعصب لها ما لا يتعصب لدينه .. وقد ربى لنا المستعمرون من هذا النوع طبقات, أرضعوهم لبان هذه القوانين, حتى صار منهم فئات عالية الثقافة, واسعة المعرفة, في هذا اللون من الدين الجديد, الذي نسخوا به شريعتهم. ونبغت فيهم نوابغ يفخرون بها على رجال القانون في أوروبا, فصار للمسلمين من أئمة الكفر, ما لم يبتل به الإسلام في أي دور من أدوار الجهل بالدين في بعض العصور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصار هذا الدين الجديد هو القواعد الأساسية التي يتحاكم إليها المسلمون في أكثر بلاد الإسلام ويحكمون بها سواء منها ما وافق في بعض أحكامه شيئا من أحكام الشريعة وما خالفها. وكله باطل وخروج, لأن ما وافق الشريعة إنما وافقها مصادفة, لا اتباعا لها, ولا طاعة لأمر الله ورسوله. فالموافق والمخالف كلاهما مرتكس في حمأة الضلالة, يقود صاحبه إلى النار. لا يجوز لمسلم أن يخضع له أو يرضى ". حكم الجاهلية 34 - 35.
ـ[أسامة بن أبيه]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 03:05]ـ
حكم البرلمانات والبرلمانيين
المفتي: علي بن خضير الخضير
ما حكم البرلمانات؟ وحكم الذين دخلوا فيها؟ وهل هناك تفصيل؟
* * *
الجواب:
حكم البرلمانات لا تجوز وهي أماكن شرك وكفر، وعندنا أنها طاغوت لأنها أماكن للتشريع وسن القوانين والحكم بغير ما أنزل الله، فإن أصل البرلمانات والديمقراطية هي حكم الشعب للشعب وأن الشعب هو الذي يشرع عن طريق نوابه الذين يسمون بالبرلمانيين، وهذا ضد إفراد الله بالحكم والتشريع والأمر والنهي، قال تعالى: {إن الحكم إلا لله}، وليس للشعب، وقال تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون}، وقال تعالى: {ولا يشرك في حكمه أحدا}، لا لبرلمان ولا لشعب ولا لأحد.
أما قول من يقول أن أصل الديمقراطية والبرلمانات قائمة على الشورى فهذا إما كذب وتلبيس أو جهل وضلال، فليست قائمة على الشورى الشرعية، إنما على التشريع، فهم يتشاورون فيما بينهم ليس في الأمور الجائزة بل يتشاورون لكي يشرعوا حكما يخالف الشريعة، وهذا هو الواقع فيهم.
أما حكم الذين دخلوا فيها، ففيه تفصيل:
1) إن دخل فيها لكن شرع قانونا يخالف الشريعة أو وافق ورضي عن قانون يخالف الشريعة أو صوت له؛ فهذا مشرك كافر، ولا يعذر بالجهل أو التأويل أو المصلحة، قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}، وقال تعالى: {إن الحكم إلا لله}، وقال تعالى: {ولا يشرك في حكمه أحدا}.
2) إن دخل فأقسم على احترام الدستور الكفري عالما بما في الدستور من مخالفة للشرع؛ فهذا كفر وردة - سواء أكان جادا أم غير ذلك، مستصلحا أم غيره - فقد فعل الكفر مختارا عالما عامدا، ومثله مثل من أقسم على احترام اللات والعزى أو أقسم على احترام قوانين قريش زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
3) أن لا يقسم على احترام الدستور، ولا يشرع ولا يشارك في تشريع يخالف الشريعة بل يرفض ذلك ويصوت ضده فهذا مخطئ ضال ومخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في التغيير والإصلاح وإقامة الدولة الإسلامية، لكنه ليس بكافر إذا اتخذ طريق الضلال والشرك طريقا للدعوة والتغيير والإصلاح، قال تعالى: {فماذا بعد الحق إلا الضلال}.
وقد بحثنا هذه المسألة في كتابنا "الجمع والتجريد في شرح كتاب التوحيد"، في باب؛ الدعاء إلى التوحيد، وهي مسألة حكم دخول البرلمانات.
وسوف ننقلها هنا لأهمية ذلك:
وفيه قضية معاصرة وهي الدخول في البرلمانات الشركية من أجل الدعوة إلي الله ومن أجل مصلحة الدعوة، ومثله الدخول مع الحكومات الشركية لهذا الغرض والتحالف مع العلمانيين أو التطلع إلى مكاسب سياسية، والشاهد لهذه القاعدة قوله: {وسبحان الله وما أنا من المشركين}، أي؛ يدعو إلى الله منزها الله أن يدعو إليه بشرك أو بكفر.
" وهذه فيها قضية معاصرة كبيرة وهي ما يسمى باستغلال أي وسيلة من أجل مصلحة الدعوة وأصحاب هذه الطريقة دخلوا من أجل ذلك في المجالس الشركية من برلمان وغيره من المسميات الجاهلية.
ومما يدل على خطورة من ارتكب شيئا من الشركيات أو الكفريات أو المعاصي من أجل مصلحة الدعوة الأمور التالية:
قوله تعالى: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين}، وهذا يشمل حتى مساومتهم في المكاسب السياسية، بل الآية في سياق الصدع بالحق حتى لو عرضوا عليك مكاسب تخالف الشرع.
وقال تعالى: {اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين}، ولفظ الإعراض عام.
قال تعالى: {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}، وجه الدلالة أنه أمر بقول الحق ولو ترتب عليه الأمر الآخر.
وقال تعالى: {والفتنة أكبر من القتل}، وقال تعالى: {والفتنة أشد من القتل}.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (قال أبو العالية ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك والربيع بن أنس: الشرك أشد من القتل).
قال الشيخ ابن سحمان: (الفتنة هي الكفر، فلو اقتتلت البادية والحاضرة حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتا يحكم بخلاف شريعة الإسلام).
قال الشيخ ابن عتيق - ردا على من قاس الاضطرار على الإكراه في الكفر -: (قال تعالى: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه}، فشرط بعد حصول الضرر أن لا يكون المتناول باغيا ولا عاديا، والفرق بين الحالتين لا يخفى).
وقال: (وهل في إباحة الميتة للمضطر ما يدل على جواز الردة اختيارا؟ وهل هذا إلا كقياس تزوج الأخت والبنت بإباحة تزوج الحر المملوك عند خوف العنت وعدم الطول فقد زاد هذا المشبه على قياس الذين قالوا {إنما البيع مثل الربا}) [راجع كتاب هداية الطريق: ص 151].
ونحن نقول: وهل في إباحة الميتة للمضطر ما يدل على جواز الدخول في المجالس الشركية اختيارا وتولى العلمانيين والحكومات الطاغوتية بحجة مصلحة الدعوة؟! {قل أأنتم أعلم أم الله}.
قال تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}، فلم يجز إلا حالة الإكراه، فأين الدليل على جواز قول الكفر أو المعصية أو فعله في غير إكراه كمصلحة الدعوة؟
أن هذا الطريق بدعة وضلال ويخالف إجماع السلف - كما سوف يأتي أن شاء الله في كلام العالم الرباني ابن تيمية رحمه الله -
ما ثبت في عرض عتبة بن ربيعه بتكليف من زعماء قريش: حيث قال للرسول صلى الله عليه وسلم: (فرقت جماعتنا وعبت ديننا وشتمت الآباء وشتمت الآلهة وفضحتنا في العرب، أيها الرجل إن كنت إنما بك الرياسة عقدنا لك فكنت رأسنا - أي تكون رئيس الحكومة أو رئيس الوزراء - وأن كنت تريد شرفا سودناك علينا - أي رئيس البرلمان - وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا - أي تكون ملكا أو رئس الجمهورية -)، فلم يقبل الرسول وتلا عليه أول سورة فصلت، لأنه عرض مقابل جوهر هذا الدين وهي القيام بالتوحيد والكفر بالطاغوت ومحاربة الأنظمة الطاغوتية الشركية وتسفيهها ونقدها والبراءة منها.
قال الألباني رحمه الله: (هذه القصة أخرجها ابن إسحاق في المغازي: 1/ 185 من سيرة ابن هشام بسند حسن عن محمد بن كعب القرظي مرسلا ووصله عبد بن حميد وأبو يعلى والبغوي من طريق أخرى من حديث جابر رضي الله عنه كما في تفسير ابن كثير: 4/ 91 - 90 وسنده حسن إن شاء الله، وصححها غيره من علماء السيرة المعاصرين).
ولو عرض هذا العرض على من يرون الدخول في البرلمانات الشركية، لسارعوا يهرولون حيث الملك والسلطان والحكومة لهم مع التنازل عن قضية التوحيد والكفر بالطاغوت، وما يتبعها من ولاء وبراء.
قصة وفد بني عامر بن صعصعة: وهي لما عرض عليهم نفسه، وقبول هذا الدين، فقالوا: أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء)، فأبوا عليه [رواه ابن إسحاق وعنه ابن هشام في باب عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل: ج1]، فطلبوا الملك منه أو تداول السلطة أو التحالف مع العلمانيين فأبى.
طلب وفد ثقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم: لما جاؤا مسلمين، فطلبوا أن يبقي أصنامهم حتى يدخل الإسلام في قلوب العامة، فرفض إبقاءها ولو لحظة مع أن في إبقاءه لها بعض الشيء مصلحة للدعوة من تكثير السواد ودخول أكبر كمية للإسلام والأمن من الارتداد.
وثبت من قصته مع بني شيبان بن ثعلبة: لما عرض عليهم الدين، قالوا: وواعدوه أن يحموه مما يلي العرب لا مما يلي كسرى، فقال الرسول صلى الله عيه وسلم: (إن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه) [قال الصوياني في كتابه السيرة النبوية كما في الأحاديث الصحيحة [ص: 204]: (إسناده جيد، ثم ذكر من رواه من أهل السيرة) اهـ، ورواه البيهقي في الدلائل: ج1، باب عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل].
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه: قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نفر ستة، فقال المشركون: أطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا، فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وحدث به نفسه، فأنزل الله: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ... الآية}) [رواه مسلم في فضائل الصحابة].
ولو طلبت الحكومات الشركية من بعض الإسلاميين طرد المجاهدين أو الدعاة أو فصلهم مقابل مكاسب سياسة؛ لسارعوا لذلك، مع أنه منهي عنه؛ {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ... الآية}، فهم طلبوا مجلسا أو اجتماعا دوري من الرسول صلى الله عليه وسلم مقابل طرد نفر من أهل التوحيد مع أن عقد اجتماعات مع أهل الشرك فيه مصلحة لكن كان بثمن محرم وهذا الكلام الذي قلنا ينطبق أيضا على قصة ابن أم مكتوم التي بعدها.
قال الشيخ محمد [في تاريخ نجد: ص 554، في تفسير آية: {واصبر نفسك ... الآية}، في سورة الكهف] قال: (فيه النهي عن طلوع العين عنهم إرادة لمجالسة الأجلاء).
وقال أيضا [في تفسير سورة الأنعام في آية: {ولا تطرد}] قال: (فيه أن طردهم يخاف أن يوصل الرجل الصالح إلى درجة الظالمين ففيه التحذير من إيذاء الصالحين وقال أن منعهم من الجلوس مع العظماء في مجلس العلم هو الطرد المذكور).
قصة عبد الله بن أم مكتوم: أتى إلى الرسول صلى الله عليه سلم فجعل يقول؛ أرشدني، وعند رسول الله رجل أو رجال من عظماء المشركين، فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر، فنزلت: {عبس وتولى * أن جاءه الأعمى} [الجامع الصحيح: 1/ 398].
قصة الهجرة إلى الحبشة؛ فما هاجروا إلا بسبب التوحيد ولو كان الرسول يجد مندوحة في التنازل والمساومة من أجلهم لما تركه.
وحديث: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا) [رواه مسلم من حديث أبي هريرة]، فلا يقبل من الطرق الدعوية إلا ما كان طيبا ليس فيه شرك ولا كفر ولا معصية.
رسالة ابن تيمية [في الفتاوى: 11/ 620] المسماة السماع، وفيها سئل عن شيخ من المشايخ كان يقيم سماعا بدف بشعر مباح لأصحاب الكبائر فيتوب منهم جماعة " فهل يباح هذا الفعل لما يترتب عليه من المصالح " فسئل عن حكم ذلك؟
فأجاب: (إن ما يهدي الله به الضالين ويرشد به الغاوين ويتوب به على العاصيين لابد أن يكون فيما بعث الله به الرسول صلى الله عليه وسلم، والشيخ المذكور قصد أن يتوب المجتمعين عن الكبائر فلم يمكنه ذلك إلا بما ذكره من الطريق البدعي يدل على أن الشيخ جاهل بالطرق الشرعية التي بها تتوب العصاة أو عاجز عنها، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين كانوا يدعون من هو شر من هؤلاء من أهل الكفر والفسوق والعصيان بالطرق الشرعية التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية وقد علم بالاضطرار والنقل المتواتر أنه قد تاب من الكفر والفسوق والعصيان من لا يحصيه إلا الله تعالى من الأمم بالطرق الشرعية التي ليس فيها ذكر من الاجتماع البدعي، وقال إنه لا يجوز لهذا الشيخ أن يجعل الأمور التي هي إما محرمة؟ أو مكروهة؟ أو مباحة؟ قربة وطاعة وقال إن فاعل هذا ضال مفتر باتفاق علماء المسلمين مخالف لإجماع المسلمين) - أي الذي يجعل هذا العمل طريقا إلى الدعوة إلى الله ودينا - باختصار.
فإذا كان هذا في السماع الذي هو من باب البدع أو المحرمات فما بالك بالشرك والكفر يفعل ويجعل طريقا إلى الدعوة وإقامة حكم الله؟
إجماع السلف على تحريم وضع الأحاديث في الفضائل وإن تضمن ذلك مصلحة إقبال الناس على القرآن أو الطاعات ونحوها.
إجماع من يعتد به من أهل السنة على تحريم إقامة الموالد البدعية وإن تضمن ذلك مصلحة إقبال بعض الناس وهدايتهم أو توبتهم.
مما يدل على المنع قاعدة التفريق بين الإكراه والضرورة، فالضرورة أجاز الله فيها فعل المحرم غير المتعدي كأكل الميتة والخنزير وشرب الخمر لدفع غصة ونحوها لكن لم يبح الكفر والشرك من أجل الضرورة، بل لا يبيح الشرك والكفر إلا الإكراه {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}، ولم يقل إلا من اضطر، وهذا الكلام مجمع عليه وهو التفريق بينهما.
ما يترتب على هذا الأمر من مفاسد؛ مثل إضفاء الشرعية على هذه المجالس وإعطائها صبغة مقبولة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وننقل أيضا كلمات ودرر للإمام ابن تيمية رحمه الله عن هذا الموضوع زيادة على ما قاله سابقا، فقال [في الفتاوى: 14/ 476]: (إن الشرك والقول على الله بغير علم والفواحش ما ظهر منها وما بطن والظلم لا يكون فيها شيء من المصلحة)، وقال: (إن إخلاص الدين لله والعدل واجب مطلقا في كل حال وفي كل شرع).
وقال [في الفتاوى: 14/ 477]: (وما هو محرم على كل أحد في كل حال لا يباح منه شيء وهو الفواحش والظلم والشرك والقول على الله بلا علم).
وقال [في الفتاوى: 14/ 470 - 471]: (إن المحرمات منها ما يقطع بأن الشرع لم يبح منه شيئا لا لضرورة ولا غير ضرورة كالشرك والفواحش والقول على الله بغير علم والظلم المحض، وهي الأربعة المذكورة في قوله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، فهذه الأشياء محرمة في جميع الشرائع وبتحريمها بعث الله جميع الرسل ولم يبح منها شيئا قط ولا في حال من الأحوال ولهذا أنزلت في هذه السورة المكية).
وقال [في الفتاوى: 14/ 474]: (أما الإنسان في نفسه فلا يحل له أن يفعل الذي يعلم أنه محرم لظنه أنه يعينه على طاعة الله).
وقال أيضا [في الفتاوى: 14/ 468 وما بعدها] فيمن ظن أنه لا يمكن السلوك إلى الله تعالى إلا ببدعة - فكيف بشرك وكفر؟! - قال: (وكذا أهل الفجور والمترفين يظن أحدهم أنه لا يمكن فعل الواجبات إلا بما يفعله من الذنوب ولا يمكنه ترك المحرمات إلا بذلك وهذا يقع لبشر كثير من الناس ومنهم من يقول لا يمكن أداء الصلوات واجتناب الكلام المحرم من الغيبة وغيرها إلا بأكل الحشيشة، ومنهم من يظن أن محبته لله ورغبته في العبادة لا يتم إلا بسماع القصائد وسماع أصوات النغمات وبها تتحرك دواعي الزهد والعبادة ما لا يتحرك بدون ذلك، ومنهم بعض الشيوخ الذين يدعون الناس إلى طريقهم بالسماع المبتدع كالدف والرقص ونحوه، ومنهم من يفعله بأذكار واجتماع وتسبيحات وقيام وإنشاد أشعار وغير ذلك ويقولون توبناهم بذلك، وأحيانا يقولون لا يمكننا إلا ذلك وإن لم نفعل هذا القليل المحرم حصل الوقوع فيما هو أشد منه تحريما وفي ترك الواجبات ما يزيد أثمه على إثم هذا المحرم القليل في جنب ما كانوا فيه من المحرم الكثير، ويقولون إن الإنسان يجد في نفسه نشاطا وقوة في كثير من الطاعات إذا حصل له ما يحبه وإن كان مكرها حراما)، ثم أجاب عن هذه الشبة بمقامين، وانتهى إلى المنع من ذلك.
نقل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن الشيخ ابن تيمية قوله: (وجمهور هؤلاء المشركين بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع والدعاء وحضور القلب ما لا يجده أحدهم في مساجد الله) [تاريخ نجد: ص 57].
فهل يقال بجواز ذلك لأن فيه مصلحة رقة قلوب الناس وخشوعهم؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
واقعة حصلت في عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ [ذكرت في "تاريخ نجد": ص 472] وهي أن بعض الناس يوم الجمعة يحدث أشياء لكي يعرف الناس أن اليوم هو الجمعة بأصوات معروفة، فقال الشيخ محمد: (إن ابن صالح سألني عن التذكير؟ فقلت إنه بدعة فذكر أن عندنا من لا يعرف الجمعة إلا به وذكرت له أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم منا بصالح أمته وهو سن الإذان ونهى عن الزيادة)، فهل عند هؤلاء تجوز هذه البدعة لأن فيها مصلحة تنبيه الناس؟
وقال الحفيد سليمان في "التيسير" [ص: 503]: (في الآية دليل على وجوب اطراح الرأي مع السنة وإن ادعى صاحبه أنه مصلح وأن دعوى الإصلاح ليس بعذر في ترك ما أنزل الله) اهـ.
فإذا كان الشرك قبيحا ومسبة لله فكيف يكون طريقا إلى الله وإلى الدعوة إليه، {فماذا بعد الحق إلا الضلال}، وهذه فيها قاعدة من قواعد الدعوة تدل على أن الشرك ليس من وسائل الدعوة إلى الله، والشاهد لهذه القاعدة، قوله: {وسبحان الله وما أنا من المشركين} أي؛ يدعو إلى الله منزها الله أن يدعو إليه بشرك أو بكفر ".
اهـ النقل بنصه.
تمت
ـ[لا تغتر]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 06:41]ـ
تعقيب على فضيلة الشيخ علي بن الخضير حفظه الله تعالى
سؤال: لماذا القسم على احترام الدستور يكون كفراً، أليس فيهم تفصيل حسب كلام شيخ الإسلام رحمة الله عليه: ((وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكونون على وجهين
أحدهما أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله شركا وان لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله مشركا مثل هؤلاء
و الثانى أن يكون اعتقادهم وايمانهم < بتحريم الحرام وتحليل الحلال > ثابتا لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصى التى يعتقد أنها معاص فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب كما ثبت في الصحيح عن النبى أنه قال انما الطاعة في المعروف وقال على المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية " مجموع الفتاوى ج7/ص70؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 07:31]ـ
1)
2) إن دخل فأقسم على احترام الدستور الكفري عالما بما في الدستور من مخالفة للشرع؛ فهذا كفر وردة - سواء أكان جادا أم غير ذلك، مستصلحا أم غيره - فقد فعل الكفر مختارا عالما عامدا، ومثله مثل من أقسم على احترام اللات والعزى أو أقسم على احترام قوانين قريش زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
ما قاله الشيخ لاشك في بطلانه، فالإسلامي عندما يقسم على الدستور ينوي بقلبه احترام الدستور في ما وافق الشرع.ولذلك كتب الشيخ الأشقر رسالة ينصر فيها القول بجواز دفع الزكاة للحملات الإنتخابية التي تنصر الإسلام في البرلمان لأنه يرى ذلك من مصارف الزكاة وهو في سبيل الله.
وأما قانون قريش، فإن كان قانونا يأمر به الإسلام فلا بأس من القسم عليه فقد خرج الإمام أحمد في (مسنده) وغيره من حديث عبدالرحمن بن عوف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شهدت غلاما مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب ان لي حمر النعم وإني أنكثه) صححه ابن حبان والحاكم والألباني و الأرنؤوط
ـ[لا تغتر]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 07:53]ـ
الأخ الفاضل أبو عبدالرحمن وفقه الله وحفظه من كل مكروب
سؤال: هل حلف المطيبين حلفاً ومجلساً للتشريع والتحاكم إلى غير الله والحكم بغير ما أنزل الله؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 09:26]ـ
ما قاله الشيخ لاشك في بطلانه، فالإسلامي عندما يقسم على الدستور ينوي بقلبه احترام الدستور في ما وافق الشرع.ولذلك كتب الشيخ الأشقر رسالة ينصر فيها القول بجواز دفع الزكاة للحملات الإنتخابية التي تنصر الإسلام في البرلمان لأنه يرى ذلك من مصارف الزكاة وهو في سبيل الله.
وأما قانون قريش، فإن كان قانونا يأمر به الإسلام فلا بأس من القسم عليه فقد خرج الإمام أحمد في (مسنده) وغيره من حديث عبدالرحمن بن عوف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شهدت غلاما مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب ان لي حمر النعم وإني أنكثه) صححه ابن حبان والحاكم والألباني و الأرنؤوط
هذا باطل من وجوه ..
أولاً: قال النبي (ص): ((يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك)) .. فالحلف هو بحسب ما استُحلف عليه الرجل .. ويُحكم على الرجل بظاهر فعله.
ثانياً: هل يجوز للرجل أن يقول: أقسم بالله العظيم أن أحترم ياسق التتار وأعمل بما فيه، وفي نيته فقط ما وافق الشرع؟ .. فعليه، يصح لي أن أقول: رسول الله (ص) كافر، وفي نيتي: كافر بالطاغوت .. وأقول أبو جهل مؤمن، وفي نيتي: مؤمن بالله ..
فإن منعت ذلك، أقول لك: وما يفرق هذا عن ذاك؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 09:45]ـ
الأخ الفاضل أبو عبدالرحمن وفقه الله وحفظه من كل مكروب
سؤال: هل حلف المطيبين حلفاً ومجلساً للتشريع والتحاكم إلى غير الله والحكم بغير ما أنزل الله؟
وجزاكم أخي الكريم
هو قانون تحالفوا فيه على نصرة المظلوم وهذا لا يخالف الإسلام، فالجواب جاء عاما
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 09:50]ـ
هذا باطل من وجوه ..
أولاً: قال النبي (ص): ((يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك)) .. فالحلف هو بحسب ما استُحلف عليه الرجل .. ويُحكم على الرجل بظاهر فعله.
ثانياً: هل يجوز للرجل أن يقول: أقسم بالله العظيم أن أحترم ياسق التتار وأعمل بما فيه، وفي نيته فقط ما وافق الشرع؟ .. فعليه، يصح لي أن أقول: رسول الله (ص) كافر، وفي نيتي: كافر بالطاغوت .. وأقول أبو جهل مؤمن، وفي نيتي: مؤمن بالله ..
فإن منعت ذلك، أقول لك: وما يفرق هذا عن ذاك؟
بغض النظر عن الترجيح في هذه المسألة، فالمقصود أن لهم عذرا ظاهرا في التأويل والمعاريض حكمها معلوم عند أهل العلم و أئمة الدعوة لم يكفروا من هو أصرح منهم كابن حجر الهيتمي
حيث قال الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب - رحم الله الجميع - (لا نقول بكفر من صحت ديانته، وشهر صلاحه، وعلم ورعه وزهده، وحسنت سيرته، وبلغ من نصحه الأمة، ببذل نفسه لتدريس العلوم النافعة والتأليف فيها، وإن كان مخطئاً في هذه المسألة أو غيرها، كابن حجر الهيتمي، فإنا نعرف كلامه في الدر المنظم، ولا ننكر سمة علمه، ولهذا نعتني بكتبه، كشرح الأربعين، والزواجر وغيرها؛ ونعتمد على نقله إذا نقل لأنه من جملة علماء المسلمين.) (1/ 222). الدرر السنية
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 10:03]ـ
قال ابن حزم في الفصل (3/ 253) في رده على أهل الإرجاء: (لو أن إنساناً قال: إن محمداً - عليه الصلاة والسلام - كافر وكل من تبعه كافر وسكت، وهو يريد كافرون بالطاغوت، كما قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} [البقرة: 256]، لما اختلف أحد من أهل الإسلام في أن قائل هذا محكوم له بالكفر.
وكذلك لو قال إن إبليس وفرعون وأبا جهل مؤمنون، لما اختلف أحد من أهل الإسلام في أن قائل هذا محكوم له بالكفر، وهو يريد أنهم مؤمنون بدين الكفر .. " اهـ
وعلى أيّة حال، الفعل كفر، وأما تكفيره فمحل اجتهاد، بعد النظر في شروط التكفير وموانعه.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 10:28]ـ
هذا باطل من وجوه ..
أولاً: قال النبي (ص): ((يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك)) .. فالحلف هو بحسب ما استُحلف عليه الرجل .. ويُحكم على الرجل بظاهر فعله.
وعلى أيّة حال، الفعل كفر، وأما تكفيره فمحل اجتهاد، بعد النظر في شروط التكفير وموانعه
كلامك الأول كان فيه إشارة إلى تكفير البرلمانين قاطبة لأنه ظهر منهم الكفر وهو ظاهر فعلهم
وكلامك الثاني بينت و وضحت فيه الأمر، وهذا المقصود.
وابن حزم - رحمه الله - تكلم عن ألفاظ صريحة في الكفر فهذا سب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والثاني صريح في تكذيب القرآن. بخلاف اليمين التي يقولها الإسلاميون ليست من هذا الباب.
والله أعلم
ـ[لا تغتر]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 10:57]ـ
وجزاكم أخي الكريم
هو قانون تحالفوا فيه على نصرة المظلوم وهذا لا يخالف الإسلام، فالجواب جاء عاما
الأخ الحبيب عبدالرحمن بن ناصر وفقك الله لمرضاته وكثّر من أمثالك وزادك علماً
أنا لم أفهم وجه الشبه الذي تريد فهذا مجلس تشريعي يحكم ويتحاكم لغير الشرع ويكون التشريع والتحاكم للدستور ووفق نصوصه لا نصوص القرآن الكريم وهذا حلف على نصرة المظلوم، أين وجه الشبه ما فهمت أنا فأرجو المعذرة منكم؟ طبعاً أنا لا أقصد بسؤالي التكفير المطلق بل لنعرف الحلال من الحرام ...
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 09:40]ـ
وجزاكم أخي الكريم
هو قانون تحالفوا فيه على نصرة المظلوم وهذا لا يخالف الإسلام، فالجواب جاء عاما
مثل ما بين الحلف والقانون مثل ما بين السماوات والأرض
القانون حكم عام مجرد ملزم. ولما كان الحكم لله وحده, فلا رب للناس يشرع لهم ويحكم بينهم ويرد إليه أمرهم إلا الله, كان التشريع المزعوم للقانون من التنديد والشرك في ربوبية الله, وكان الخضوع لتلك القوانين والتحاكم إليها من الخضوع والتحاكم للطاغوت الذي لا يصح إيمان المرأ إلا بالكفر به.
أما الحلف فهو ليس حكما, وإنما اتفاق بين المتحالفين على القيام بأفعال لا تخالف الشرع, دون أن يتضمن ذلك التحاكم لغير الله أو الخضوع والتسليم لغير شرعه من قانون ونحوه.
فالحلف مثلا على أن يمنع - أهل الحلف - قطع الطريق, فيقوم كل منهم بذلك حسب ما يملك من قوة واستطاعة.
وأما القانون فهو تشريع مزعوم يرد له النزاع ويفصل به في الخصومات ويخضع الكل لسلطته وينقادون لأوامره ويقدمونه على كل رأي وقول لأنه له صفة الدستورية والفوقية والعلو على كل شيء.
فليخف الإنسان على نفسه أن يسمي الحلف الذي أقره النبي صلى الله عليه وسلم قانونا فيورط نفسك في مهلكة ..
فهذه الأمور يجب أن يحسب الإنسان ألف حساب قبل أن يطلق فيها حكما أو يوصف فيها توصيفا, خاصة فيما يتعلق بجناب النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وما أقره, فإنه لا يجوز من ذلك شيء ينسب أو يتوهم فيه نسبة ما لا يليق فضلا عما يشين للنبي صلى الله عليه وسلم.
وكثير من المعاصرين يقعون في أمور شنيعة ثم إذا أرادوا تبريرها نظروا في فعل النبي صلى الله عليه وسلم وتقريره, ثم يتوهموا أدنى شبه بين ذلك وبين ما يفعلون, فيقيسون أفعالهم المتضمنة للشنائع على أفعاله- حاشاه بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم.
فلينظر كل امرأ ما قدم لنفسه وما تكتب يداه, فليس أحد منا إلا ومقبل على الله, ومحاسب على كل ما نطقت به شفتاه, والله المستعان, نسأله النجاة والفكاك من النيران.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 09:52]ـ
الأخ (لا تغتر) , هناك فرق بين طاعة في معصية مع اعتقاد حرمة المعصية والخطأ في إتيانها, وفرق بين أن تقر المعصية, أو يقر كلام يتضمن المعصية إقرارا عاما.
وأما القسم على الدستور فليس فقط على إقراراه بل على احترامه, وهذا الاحترام المطلق يقسم عليه فيؤكد باليمين, ثم حقيقة الدستور ليس مجرد كلام يتضمن ما يخالف الشرع, بل هو كلام ملزم للناس يعلو عليهم بأحكامه ويجب عليهم طاعته مطلقا واحترامه, وعليه يعرض كل شيء من قانون وتصرفات فيقر الموافق وينقض المخالف, فالحلال ما أحله والحرام ما حرمه, وله الحكم كل الحكم, هذه حقيقة الدستور, فهو طاغوت يتحاكم إليه ويخضع إليه ويسلّم في التشريع والتحليل والتحريم من دون الله.
فالمسألة ليست طاعة فقط, بل طاعة مطلقة شركية, وخضوع وتسليم وتحاكم في كل شيء لذلك الدستور, وهذه الصفات التي جعلت افتراءً للدستور, هي صفات الربوبية نسبت له تشريكا وتنديدا مع الله, وارجع للفائدة لكلام العلامة الشنقيطي في صفات من تكون له الحكم في أضواء البيان في سورة الشورى, فقد أورد آيات من القرآن في صفات من تكون له الحكم وهو الله, وشنع على مدعي التشريع والربوبية من دون الله وأوصى المسلمين بمعرفة صفات من يكون له الحكم وأن لا يقبلوا تشريعا من كافر خسيس كما قال. ولعلي أنقل شيئا من كلامه فيما بعد فقد داهني الآن الوقت. وصلى الله على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 10:51]ـ
أبا فاطمة، لديّ تساؤل ..
جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في سبب نزول آية {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ما نصه:
عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: مر على النبي - صلى الله عليه وسلم - بيهودي محمماً مجلوداً .. إلى أن قال: قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم.
وفي مسند الإمام أحمد بسند صحيح في سبب نزول هذه الآية:
عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: أنزل الله في الطائفتين من اليهود، وكانت إحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية، حتى ارتضوا أو اصطلحوا على أن كل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة فديته خمسون وساقاً، وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق.
ففي حلف الفضول اجتمع كفار قريش واتفقوا واصطلحوا على تحريم الظلم في مكة، وعلى نصرة المظلوم .. وألزموا جميع من فيها به.
جاء عند ابن كثير في البداية والنهاية في معرض حديثه عن حلف الفضول:
فاجتمعت هاشم وزُهرة وتيم بن مُرة في دار عبد الله بن جُدعان، فصنع لهم طعاماً، وتحالفوا في ذي القعدة في شهر حرام، فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكونن يداً واحدةً مع المظلوم على الظالم، حتى يؤدي إليه حقه، ما بلَّ بحرٌ صوفة، وما رسيَ ثبير وحراء مكانهما، وعلى التأسي في المعاشي، فسمَّت قريش ذلك الحلف حِلْف الفضول.
وقال الزبير (كما في البداية والنهاية) في حِلْفِ الفضول:-
إنَّ الفضول تعاقدوا وتحالفوا ..... ألا يُقيم ببطن مكة ظالمُ
أمرٌ عليه تعاقدوا وتواثقوا ..... فالجارُ والمُعْتَرُّ فيهمُ سالمُ
وفي رواية الحُميدي لحديث: ((شهدت في دار عبدالله بن جدعان .. )) قال: " تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها، وألا يعِد ظالمٌ مظلوماً ".
يعني باختصار شديد، تحالفوا على منع الظلم في أرض مكة .. أي حرّموا الظلم في تلك الأرض ومنعوه ..
فسؤالي هو:
أنت تقول:
القانون حكم عام مجرد ملزم
تحريم حلف الفضول للظلم في مكة وإلزامهم به للناس من نفس الجنس أيضاً .. فهو حكم عام، اجتمع عليه أهل دار ما، وألزموا به كل من فيها ..
ذكر قاسم بن ثابت في غريب الحديث: أنَّ رجلاً من خثعم قدم مكة حاجاً - أو معتمراً - ومعه ابنة له يقال لها القتول، من أوضأ نساء العالمين، فاغتصبها منه نبيه بن الحجاج، وغيبها عنه؛ فقال الخثعمي: من يعديني على هذا الرجل؟ فقيل له: عليك بحلف الفضول، فوقف عند الكعبة ونادى: يا لحلف الفضول! فإذا هم يعنقون إليه من كلِّ جانب؛ وقد انتضوا أسيافهم يقولون: جاءك الغوث فما لك؟ فقال: إنَّ نبيهاً ظلمني في بنتي، وانتزعها مني قسراً. فساروا معه حتى وقفوا على باب داره، فخرج إليهم، فقالوا له: أخرج الجارية ويحك! فقد علمت ما نحن وما تعاقدنا عليه، فقال: أفعل. ولكن متعوني بها الليلة، فقالوا: لا ولا شَخْبُ لقحة، فأخرجها إليهم.
فهم ألزموا كل من كان في مكة الانقياد لما اجتمعوا عليه واتفقوا ..
فما الفرق حينها بينه وبين القانون؟؟
وتقول:
أما الحلف فهو ليس حكما, وإنما اتفاق بين المتحالفين على القيام بأفعال لا تخالف الشرع, دون أن يتضمن ذلك التحاكم لغير الله أو الخضوع والتسليم لغير شرعه من قانون ونحوه.
وهل يتضمن تحاكم المتحالفين إلى ما تحالفوا عليه؟ .. وهل يتضمن تسليمهم لما تحالفوا عليه وتعاقدوا؟ .. وأليس هذا هو عينه معنى القانون؟
وهل إن وافق هذا الحلف والاصطلاح شرع الله لم يكن قانوناً، وإن خالفه صار قانوناً؟
ثم تقول:
وأما القانون فهو تشريع مزعوم يرد له النزاع ويفصل به في الخصومات ويخضع الكل لسلطته وينقادون لأوامره ويقدمونه على كل رأي وقول لأنه له صفة الدستورية والفوقية والعلو على كل شيء.
في حلف الفضول ردّوا النزاع إلى ما تحالفوا عليه .. وفصلوا به في خصومات القوم .. فمن عارضه ألزموه به، ومن وافقه تركوه ونصروه.
وكذلك كان كل أهل مكة منقادين لحكم هذا الحلف، لذلك جاء في الرواية التي ذكرتُها: ((فقالوا له: أخرج الجارية ويحك! فقد علمت ما نحن وما تعاقدنا عليه، فقال: أفعل. ولكن متعوني بها الليلة، فقالوا: لا ولا شَخْبُ لقحة، فأخرجها إليهم))
فالرجل عند ذكر حلف الفضول وما تعاقد عليه شرفاء مكة، سلّم به ولم يُعارض .. وقال لهم أفعل، ولكن أراد الاستثناء، ولم يستثنوه.
فلا أدري حقيقة ما الفرق؟
ما الفرق بين من يُحرّم الظلم في أرضه، وبين من يجيز الربا في أرضه بالنسبة لمسألة التشريع؟
لماذا الأول ليس قانوناً .. والثاني قانون؟ .. أليس التشريع هو التحليل والتحريم؟
لماذا منع الحجاب قانون .. ومنع الظلم ليس قانوناً؟
وسؤال آخر سألته للكثيرين ولم يجبني عنه أحد ..
هل حلف الفضول قام على مبدأ أو شريعة إسلامية أم على مبدأ أو شريعة كفرية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لا تغتر]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 01:52]ـ
الأخ الكبير الفاضل الحبيب أبو فاطمة الحسني بارك الله فيك وزادك علماً وزاد من أمثالك
بالنسبة لاحترام الدستور فكلامك جيد ولكن هنا إشكال موانع التكفير: فالدستور هو مجموعة من الأحكام لا تعد ولا تحصى فهل يُلزم كل من يقسم على احترامه بكل كلمة فيه مع أن الجميع يعلم أن هؤلاء المعارضين دخلوا للمعارضة والكل يعلم أنهم لا يؤيدون ولا يقرون معظم ما فيه على الأقل ... ؟ (ليس الكلام على الحلال والحرام ولكن على التكفير المطلق)
الإشكال الثاني حول المتبع والمتحاكم والحاكم بالدستور لماذا لا يدخل تحت تفصيل شيخ الإسلام رحمة الله عليه حيث قال: شيخ الإسلام رحمة الله عليه: ((وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكونون على وجهين
أحدهما أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله شركا وان لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله مشركا مثل هؤلاء
و الثانى أن يكون اعتقادهم وايمانهم < بتحريم الحرام وتحليل الحلال > ثابتا لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصى التى يعتقد أنها معاص فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب كما ثبت في الصحيح عن النبى أنه قال انما الطاعة في المعروف وقال على المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية " مجموع الفتاوى ج7/ص70؟
فهؤلاء الأحبار والرهبان طواغيت محللين ومحرمين ومشرعين ولكن من اتبعهم وأطاعهم ففيه تفصيل حسب كلام الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه وكذلك الدستور فهو متحاكم إليه من دون الله عزوجل ولكن فيه شبهات كثيرة أنه قد يكون أوامر سلطة وليس تشريع ديني كما عند الأحبار والرهبان فهؤلاء الأحبار والرهبان يدخلون في قوله عزوجل: ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)) أما الدستور فهو طاغوت نعم ولكن قد يدخل فيه شبه عديدة فهو ليس بشرع ولا دين وإنما نظام حكم فمثلاً الدستور الفلاني أحكامه تسري فقط على بقعة من الأرض وليس على كل البشرية ولهذا عندما بقولون لا يجوز الملاحقة لفعل الزنى إلا في حالة كذا وكذا لا يقصدون أنه لا يجوز ذلك في كل العالم بل المقصود عدم السماح بذلك ضمن نطاق السلطة أو الدولة المحددة فهو مرسوم ملكي أو أمر رئاسي أو أمر من صاحب السلطة ولا يعني ذلك حقيقة التشريع والتحليل والتحريم فليس بلازم لمن حكم بهذا القانون أو الأمر أن يكون يحلل الزنى أو أنه لا يرى به بأساً، أنا لا أريد الخروج عن موضوع الشيخ عدنان البخاري الله يحفظه فهناك موضوع لي أرجو أن تشاركني فيه أخي الحسني بارك الله فيك وهو حول الفرق بين تشريع السلطة وأوامر السلطة فأنا حتى الآن لم أرى ما الفرق ... ، ولكن لنعود لموضوعنا حول المجالس فما المانع من ذكر تفصيل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى السابق ذكره فيمن يطيع أو يتبع أو يتحاكم أو يحكم بالدستور؟ ما الفرق وما المانع مع العلم أن الدستور قد لا يصل لدرجة التشريع الديني والمذهبي كما عند الأحبار والرهبان وإن كان طاغوتاً؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 02:41]ـ
أن الدستور قد لا يصل لدرجة التشريع الديني
اذن مانوع التشريع الذي في الدستور؟؟؟
ـ[لا تغتر]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 02:54]ـ
اذن مانوع التشريع الذي في الدستور؟؟؟
الأخ أبو ممدوح بارك الله فيك: هنا الإشكال لدي، ما الفرق بين ما يُسمى تشريع الدستور وبين الأمر بمعصية؟ راجع الرابط أدناه غير مأمور
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26179
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 06:08]ـ
أبا فاطمة، لديّ تساؤل ..
جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في سبب نزول آية {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ما نصه:
وفي مسند الإمام أحمد بسند صحيح في سبب نزول هذه الآية:
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي حلف الفضول اجتمع كفار قريش واتفقوا واصطلحوا على تحريم الظلم في مكة، وعلى نصرة المظلوم .. وألزموا جميع من فيها به.
جاء عند ابن كثير في البداية والنهاية في معرض حديثه عن حلف الفضول:
وقال الزبير (كما في البداية والنهاية) في حِلْفِ الفضول:-
إنَّ الفضول تعاقدوا وتحالفوا ..... ألا يُقيم ببطن مكة ظالمُ
أمرٌ عليه تعاقدوا وتواثقوا ..... فالجارُ والمُعْتَرُّ فيهمُ سالمُ
وفي رواية الحُميدي لحديث: ((شهدت في دار عبدالله بن جدعان .. )) قال: " تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها، وألا يعِد ظالمٌ مظلوماً ".
يعني باختصار شديد، تحالفوا على منع الظلم في أرض مكة .. أي حرّموا الظلم في تلك الأرض ومنعوه ..
فسؤالي هو:
أنت تقول:
تحريم حلف الفضول للظلم في مكة وإلزامهم به للناس من نفس الجنس أيضاً .. فهو حكم عام، اجتمع عليه أهل دار ما، وألزموا به كل من فيها ..
فهم ألزموا كل من كان في مكة الانقياد لما اجتمعوا عليه واتفقوا ..
فما الفرق حينها بينه وبين القانون؟؟
وتقول:
وهل يتضمن تحاكم المتحالفين إلى ما تحالفوا عليه؟ .. وهل يتضمن تسليمهم لما تحالفوا عليه وتعاقدوا؟ .. وأليس هذا هو عينه معنى القانون؟
وهل إن وافق هذا الحلف والاصطلاح شرع الله لم يكن قانوناً، وإن خالفه صار قانوناً؟
ثم تقول:
في حلف الفضول ردّوا النزاع إلى ما تحالفوا عليه .. وفصلوا به في خصومات القوم .. فمن عارضه ألزموه به، ومن وافقه تركوه ونصروه.
وكذلك كان كل أهل مكة منقادين لحكم هذا الحلف، لذلك جاء في الرواية التي ذكرتُها: ((فقالوا له: أخرج الجارية ويحك! فقد علمت ما نحن وما تعاقدنا عليه، فقال: أفعل. ولكن متعوني بها الليلة، فقالوا: لا ولا شَخْبُ لقحة، فأخرجها إليهم))
فالرجل عند ذكر حلف الفضول وما تعاقد عليه شرفاء مكة، سلّم به ولم يُعارض .. وقال لهم أفعل، ولكن أراد الاستثناء، ولم يستثنوه.
فلا أدري حقيقة ما الفرق؟
ما الفرق بين من يُحرّم الظلم في أرضه، وبين من يجيز الربا في أرضه بالنسبة لمسألة التشريع؟
لماذا الأول ليس قانوناً .. والثاني قانون؟ .. أليس التشريع هو التحليل والتحريم؟
لماذا منع الحجاب قانون .. ومنع الظلم ليس قانوناً؟
وسؤال آخر سألته للكثيرين ولم يجبني عنه أحد ..
هل حلف الفضول قام على مبدأ أو شريعة إسلامية أم على مبدأ أو شريعة كفرية؟
أخي أبا شعيب لاشك أن هذا الحلف قام على بقايا دين الخليل عليه السلام، وقريش قبل الإسلام كانت تعلم ما يحبه الله من هذه الفضائل والأخلاق الحميدة، عندما قالت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم (كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 10:38]ـ
حول النجاشي والاستدلال على أنه لم يحكم بشريعة الله - بحث لمحمد شاكر الشريف
في هذا الرابط:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=253260
قال الشيخ وفقه الله:
" أخي الكريم هذا هو البحث كاملا تحت ناظريك وهو مكون من شقين:
الأول: في الاستدلال الذي استدل به أصحابه على أن النجاشي لم يحكم بشريعة الله.
والثاني: في بيان المآخذ على هذه الاستدلالات.
ولعلنا نحظى منك أو من الإخوة المشاركين بتعليقاتهم المفيدة التي تثري البحث ..
الشق الأول: الاستدلال على أن النجاشي رحمه الله لم يحكم بشريعة الله:
فالنجاشي هو"أصحمة بن ابجر النجاشي ملك الحبشة واسمه بالعربية عطية، والنجاشي لقب له، أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يهاجر إليه، وكان ردءا للمسلمين نافعا وقصته مشهورة في المغازي في إحسانه إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الإسلام" [1]
والنجاشي قد ثبت إسلامه بيقين لا شك فيه، فقد صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه في اليوم الذي مات فيه، ووصفه بأنه أخ لهم وأنه رجل صالح، وهو ما يقطع بإسلامه، فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرةرضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه خرج إلى المصلى فصف بهم وكبر أربعا" [2]،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلمحين مات النجاشي: "مات اليوم رجل صالح فقوموا فصلوا عل أخيكم أصحمة" [3]
ووجه الاستدلال من قصة النجاشي رحمه الله تعالى أنه أسلم في أوائل البعثة عندما هاجر إليه المسلمون في العام الخامس من البعثة تقريبا، ومع ذلك ظل ملكالدولة لم تؤمن بالإسلام، وبقي في هذا المنصب حتى بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وهو لم يحكم بشريعة الله تعالى، ويدلل د/عمر الأشقر على ذلك بقوله: "الأدلة على أن النجاشي لم يحكم بشريعة الله، أما كونه لم يحكم بشريعة الله فإنه ظاهر من الحال التي كانت سائدة في دياره ومن العقبات التي كانت تعترض طريقه" ثم شرع يفصل رأيه فقال: فإنه (أي النجاشي) يقول في رسالته إلىالرسول صلى الله عليه وسلم فإني لا أملك إلا نفسي، وعندما اعترف بصدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلمبعدالمحاورة التي جرت بينه وبين جعفر بن أبي طالب ... قال الخلص من أصحابه: والله لئن سمعت الحبشة لتخلعنا، وعندما اعترف بأن ما جاء به حق وقال: ماعدا عيسى بن مريم مما قلتَ- والخطاب لجعفر-هذا العويد فتناخرت بطارقته"،ثم ذكر الباحث المستدل أن الحبشة لما علمت بإسلامه خرجوا عليه، وأنه احتالعليهم ليسكنهم "ثم عمد إلى كتاب فكتب فيه هو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عبده ورسوله، ويشهد أن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم، ثم جعله في قبائه عند المنكب الأيمن .... ثم قال لهم: فمابكم؟ قالوا: فارقت ديننا وزعمت أن عيسى عبد الله ورسوله، قال:فما تقولونأنتم في عيسى؟ قالوا: نقول: هو ابن الله، فقال النجاشي ووضع يده على صدره وقبائه: وهو يشهد أن عيسى لم يزد على هذا وإنما يعني على ما كتب .... فإذاكان هذا حال المجتمع الذي كان يحكمه النجاشي فلا يجوز أن يطالب بأكثر مما يطيق" [4]
ويقول د/مشير المصري: "ومع إسلام النجاشي كان يقود نظاما يحكم بغير شريعة الله، إذ لم يكن بإمكانه تطبيقمنهج الله" [5]،
ويقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق عن النجاشي إنه "آمن وشهد شهادة الحقفي عيسى ومحمد عليهما السلام، وبقي في ملكه الذي هو فيه، يحكم قوما من الكفار لم يطاوعوه في إيمانه ولم يدخلوا فيما دخل فيه ...
ولو كان من مستلزمات الإسلام وشرائطه وجوب التنحي والابتعاد عن مشاركة الكفار، لما أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما وصفه الرسول بعد موته بأنه رجل صالح، وأمر الصحابة رضوان الله عليهم بالصلاة عليه ...
والشاهدفي قصة النجاشي رحمه الله أنها دليل صريح من السنة على جواز تولي المسلمولاية عامة بل الولاية الكبرى في قوم من الكفار وإن بقوا على الشركوالكفر، طالما أنه يقيم الحجة عليهم ويدعوهم إلى الله وإن لميستجيبوا ... ولا شك أن بقاء النجاشي في ملكه وأمره قومه بالحق، وإقامة ماأقامه من العدل فيهم خير من ترك ذلك، وهذا بحمد الله دليل صريح من السنةعلى ما نحن بصدده" [6]
الشق الثاني: مناقشة الاحتجاج بقصة النجاشي وبيان المآخذ على هذه الاستدلالات:
وهذا الاستدلال يمكن مناقشته بالتالي:
ليس في فعل النجاشي رحمه الله تعالى دليل للمجيزين:
ماتقدم من حجج الذين يرون أن النجاشي رحمه الله لم يحكم بشرع الله، ليس فيها في الحقيقة أي دليل على هذه الدعوى العريضة، فلم ينقل منهم أحد شيء محدديبين ذلك أو يدل عليه، كل ما ذكروه في الموضوع هو تصور عدم إمكانية ذلكبناء على بعض المقتطفات المبتورة من سيرته، فأحد الباحثين يقول: "أما كونه لم يحكم بشريعة الله فإنه ظاهر من الحال التي كانت سائدة في دياره، ومن العقبات التي تعترض طريق" [7] وليس هذا دليلا، بل هو مجرد تصور شخصي لا يرقي لمكانة الدليل، ولعلنا بعدأن نسرد بعض الوقائع المفصلة التي تبين لنا ظاهر الحال التي كانت سائدة فيبلاد النجاشي ينقلب الاستدلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما ذكره مستدلا به على العقبات التي تعترض طريق النجاشي رحمه الله تعالى، قوله في رسالته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "فإني لا أملك إلا نفسي"، فإن المستدل لو أورد الكلام كاملا لظهر منه عكس ما يريد إيصاله للقارئ، فقد كتب النجاشي رحمه الله تعالى رسالة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابا لرسالته التي أرسلها إليه يدعوه فيها إلى الإسلام، فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله من النجاشي الاصحم بن أبجر سلام عليك يا نبي الله من الله ورحمة الله وبركاته، لا إله إلا هو الذي هداني إلى الإسلام، فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى، فوربالسماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقرينا ابن عمك وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله صادقا ومصدقا، وقد بايعتكوبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين، وقد بعثت إليك يا نبي الله باريحا بن الاصحم بن أبجر، فإني لا أملك إلا نفسي، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله، فإني أشهد أن ما تقول حق" [8]،فهذه الرسالة فيها الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وبما نزل عليه من ربه، وبالإيمان بما نزل في حق عيسى عليه السلام، وأنه اهتدى إلى الإسلام، وبايع على ذلك، وهو يعلن استعداده للهجرة وترك الملك الذي هو فيه إن شاء ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد يستفاد منها أنه لم يطاوعه على الإسلام أحد، لكن ليس فيها أنه لم يحكم بشريعة الله، وبين الأمرين فرق، والقول إنه لم يحكم بشريعة الله يلزم منه أنه حكم بغيرها، لأنه ملك والملك من شأنه أن يحكم، فإما أن يحكم بشريعة الله وإما أن يحكم بغيرها.
على أن هناك بعض الروايات التي تبين أنه أرسل للرسول صلى الله عليه وسلم ستين رجلا مع ابنه" [9] مما يدل على أن هناك من طاوعه على الإسلام، وقد جاء في مجموعة الوثائق السياسية في العهد النبوي والخلافة الراشدة أن النجاشي كتب رسالة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها: "وها أنا أرسلت إليك ابني أريحا في ستين رجلا من أهل الحبشة وإن شئت أن آتيكبنفسي فعلت يا رسول الله فإني أشهد أن ما تقوله حق والسلام عليك يا رسولالله ورحمة الله وبركاته" [10]، وأيا ما كان الأمر فليس يظهر من قوله: "فإني لا أملك إلا نفسي أنه لم يحكم بشريعة الله، ومن قبله قال موسى عليه السلام: "رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين"فهل في هذا ما يدل على أن موسى لم يكن يحكم في اليهود بشرع الله تعالى؟
.
ومما أورده المحتج في بيان العقبات التي كانت تعترض النجاشي وتحول بينه وبين الحكم بالشريعة قوله: "وعندما اعترف بصدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلمبعدالمحاورة التي جرت بينه وبين جعفر بن أبي طالب ... قال الخلص من أصحابه: والله لئن سمعت الحبشة لتخلعنا، وعندما اعترف بأن ما جاء به حق وقال: ماعدا عيسى بن مريم مما قلت-والخطاب لجعفر-هذا العويد فتناخرت بطارقته"وهذا القدر يبين وجود معارضين لإيمان النجاشي، لكن هل ردته معارضتهم هذهعن إعلان التمسك بالحق؟ لو أورد المحتج الرواية كاملة بدلا من هذه المقتطفات لتبين ثبات النجاشي وعدم تضعضعه أمام هؤلاء المعارضين، مما يبينأن معارضتهم له لم تكن لتحول بينه وبين العمل بما علمه من الحق وأُمر به، ففي الرواية المذكورة لما قال لجعفر: "ماتقولون في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفر: نقول هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فدَلَّى النجاشي يده إلى الأرضفأخذ عودا بين أصبعيه فقال: ما عدا عيسى بن مريم مما قلتَ هذا العُويد، فتناخرت بطارقته فقال: وإن تناخرتم والله! اذهبوا فأنتم شيوم في الأرض - الشيوم الآمنون- ومن سبكم غرم، من سبكم غرم، من سبكم غرم، ثلاثا ما أحب أنلي دبرا وإني آذيت رجلا منكم - والدبر بلسانهم الذهب-فوالله ما أخذ اللهمني الرشوة حين رد عليَّ ملكي، ولا أطاع الناس فيَّ فأطيع الناس فيه" [11]
(يُتْبَعُ)
(/)
فالنجاشي رحمه الله لم يهتز أمام تناخرهم، بل تحداهم بقوله: وإن تناخرتم والله، ثمأمَّن الصحابة ووضع على من سبهم عقوبة وهي الغرامة، وبين أنه لا يخافالناس ولا يطيعهم في الله تعالى، أفمن كان هذا حاله يجوز أن ينسب إليه–بغير بينه-أنه ترك بعض ما أمر به طاعة للناس أو خوفا من نقمتهم، وفي الرواية الأخرى في هذه القصة: " (لما قال جعفر رضي الله تعالى عنه) وأما عيسى بن مريم فعبد الله ورسوله وكلمتهألقاها إلى مريم وروح منه، وابن العذراء البتول، فأخذ (أي النجاشي رحمهالله) عودا وقال: والله ما زاد ابن مريم على هذا وزن هذا العود، فقالعظماء الحبشة: والله لئن سمعت الحبشة لتخلعنك، فقال: والله لا أقول فيعيسى غير هذا أبدا، وما أطاع الله الناس فيَّ حين رد علي ملكي، فأطع الناسفي دين الله، معاذ الله من ذلك" [12]،فلم يأبه بما قاله له عظماء الحبشة من خلع الحبشة له، وما رده ذلك عنالتمسك بالحق وإعلانه، بل أقسم بالله أنه لا يقول في عيسى غير مقالته الأولى أبدا.
ومما جرى مجرى الروايات المتقدمة ما ورد في محاولة رسل قريش (عمرو بن العاص ومن معه) أن يوقعوا بين النجاشي وبين المسلمين فقال عمرو: "فإنهم يخالفونك في عيسى بن مريم، قال: فما تقولون في عيسى بن مريم وأمه؟ قال (جعفر) نقول كما قال الله: هو كلمته وروحه ألقاها إلى العذراء البتول، التي لم يمسها بشر، ولم يفرضها ولد.
قال فرفع عودا من الأرض ثم قال: يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان، والله مايزيدون على الذي نقول فيه ما سوى هذا، مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلموأنهالذي نجد في الإنجيل، وأنه الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم، أنزلوا حيث شئتم، والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا الذي أحمل نعليه وأوضِّئُه" [13]،ففي هذه الرواية يواجه النجاشي الحبشة والقسيسين والرهبان ويجهر بالاعتقاد الصحيح في عيسى، ويشهد أن محمدا رسول الله وأنه الذي يجد في الإنجيل، وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم.
وقد حمى النجاشي المسلمين ودافع عنهم فجعل من ملكه ملاذا وحماية لهم، فمنع من أذيتهم وجعل عقوبة على من فعل ذلك، فقال لهم بعدما سمع قولهم في عيسى بن مريم عليه السلام: "أيؤذيكم أحد؟ قالوا: نعم! فنادى مناد: من آذى أحدا منهم فاغرموه أربعة دراهم، ثم قال: أيكفيكم؟ قلنا: لا، فأضعفها" [14].
ومما أورده المحتج مستدلا على العقبات التي تعترض النجاشي ما ذكر ه من أن الحبشة لما علمت بإسلامه خرجوا عليه، وأنه احتال عليهم ليسكنهم، ثم عمد إلى كتاب فكتب فيه هو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عبده ورسوله ويشهد أن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ثم جعله في قبائه عند المنكب الأيمن .... ثم قال لهم: فما بكم؟ قالوا: فارقت ديننا وزعمت أن عيسى عبد الله ورسوله، قال: فما تقولون أنتم في عيسى؟ قالوا: نقول: هو ابن الله، فقال النجاشي ووضع يده على صدره وقبائه: وهو يشهد أن عيسى لم يزد على هذا، وإنما يعني على ما كتب "فإن ظاهر هذا يتعارض مع ما تقدم ذكره من الروايات التي تبين تصريحه بإيمانه أمام القسيسين والرهبان والجهر بعقيدته في عيسى عليه السلام، وعدم اعتداده بمن يعارضه في ذلك، والقصة مع ذلك ليس فيها أنه تكلم بالباطل، غاية ما فيها أنه احتال في كلمة الحق بحيث لا يتغلبون عليه، وهذا من المعاريض، ومثل هذا مما يجوز في شرعنا
التحقيق في نسبة عدم الحكم بما أنزل الله تعالى للنجاشي:
ونحن هنا نود أن نشير إلى بعض الأمور المهمة التي تعين بفضل الله على تحقيق هذه المسألة:
1 - أن النجاشي رحمه الله عبد صالح صلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وشهد له بحسن الخاتمة واستغفر له، فلا ينبغي لأحد أن ينسب إليه شيئا يغض من منزلته بالظن والحدس، ليسوغ لنفسه موقفا قد اختاره في المسألة المعروضة.
2 - أن الوارد إلينا من إيمان النجاشي رحمه الله والأحداث التي وقعت معه لايتجاوز هذا الذي نقلناه، ولا يخرج عن معناه، مما يجعل الجزم بشيء من هذه الأمور الخارجة عما تقدم، من غير دلالة واضحة تبرأ بها العهدة نوعا من التهور في الأحكام غير محمود
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن النجاشي رحمه الله تعالى قد اختُلف في زمن إسلامه فمن أهل العلم من يرى أن ذلك بعد البعثة وقبل الهجرة إلى المدينة، أي مع هجرة المسلمين إلى الحبشةفي حدود السنة الخامسة من البعثة، ومنهم من يرى أن إسلامه قد تأخر إلى قرابة العام السادس من بعد الهجرة النبوية إلى المدينة، ولسنا الآن في مقام الانتصار لأحد الرأيين، لأن البحث لا يتوقف على ذلك، لكن الوارد في الروايات يدل على صلابة الرجل في دينه، وأنه جاهر بعقيدته ولم يرده عن ذلك مخالفة المخالفين له من أركان دولته، فصرح بما يراه حقا، ووفر ملاذا آمنا للصحابة المهاجرين، ولم يسمح لأحد بالنيل منهم أو إيذائهم، بل جعل غرامة على من يؤذيهم، وهذه المواقف الثابتة الجريئة من الرجل تقود الباحث إلى التريث وعدم التسرع في القول بأنه لم يحكم بشريعة الله.
4 - من المعلوم أن الفترة المكية لم تنزل فيها حدود، بل لم تمنع فيها محرمات كثيرة، كأكل الربا، وشرب الخمر، وزواج المسلمة من الكافر، ونحو ذلك، وبعض العبادات لم تشرع إلا في المدينة كصيام رمضان، واستقبال البيت الحرام فيالصلاة، والقتال في سبيل الله، وبعضها تأخر جدا كحج البيت، وأن كثيرا من التشريعات لم تنزل إلا في المدينة وفي فترة متأخرة، ومعلوم أن النجاشي رحمه الله تعالى قد توفي قبل اكتمال الدين وتمامه على الصورة التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا، قال ابن حجر: "وإنما وقعت وفاته بعد الهجرة سنة تسع عند الأكثر، وقيل سنة ثمان قبل فتح مكة كما ذكره البيهقي في دلائل النبوة، وقد استشكل كونه لميترجم (أي البخاري صاحب الصحيح) بإسلامه وهذا موضعه وترجم بموته، وإنما مات بعد ذلك (أي بعد إسلامه) بزمن طويل، والجواب أنه لما لم يثبت عنده القصة الواردة في صفة إسلامه، وثبت عنده الحديث الدال على إسلامه وهو صريح في موته ترجم به ليستفاد من الصلاة عليه أنه كان قد اسلم" [15]،
وقد علق ابن حجر في موضع آخر على كلام البيهقي في سنة وفاه النجاشي فقال: "وفي الدلائل للبيهقي أنه مات قبل الفتح" فعلق على ذلك بقوله: "وهو أشبه" [16]، وقال ابن كثير: "والظاهر أن موت النجاشي كان قبل الفتح بكثير، فإن في صحيح مسلم أنه لما كتب إلى ملوك الآفاق كتب إلى النجاشي وليس هو بالمسلم" [17]، وهو ما يدل دلالة واضحة على موته رحمه الله قبل إكمال الدين، فإن قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"قد نزل قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بشهور قلائل قال ابن جرير: "وكان ذلك في يوم عرفة، عام حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوَدَاع، .. وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعش بعد نزول هذه الآية إلا إحدى وثمانين ليلة" [18]،
وعلى ذلك نقول: من الذي يملك الجزم بالتشريعات والحدود التي نزلت في حياة النجاشي حتى يمكنه أن يقول: إنه قد منعه العجز عن تطبيقها؟، ومن الذي يستطيع أن يثبت أن هذه التشريعات-بفرض نزولها- قد بلغته؟، وقد دل الدليل الصحيح على أن المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة كانت تمر عليهم مدة من الزمن قبل أن يبلغهم ما نزل من الدين، بل وربما لم يعلموا به إلا عند عودتهم من الهجرة، فعن عبد الله بن مسعود قال: كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم إذا كنا بمكة قبل أن نأتي أرض الحبشة فلما قدمنا من أرض الحبشة أتيناه فسلمنا عليه فلم يرد فأخذني ما قرب وما بعد حتى قضوا الصلاة فسألته فقال إن الله عز وجل يحدث في أمره ما يشاء وإنه قد أحدث من أمره أنلا نتكلم في الصلاة [19].
فالقائل: إن النجاشي رحمه الله لم يحكم بشرع الله، يلزمه أن يبين ما التشريع الذي فُرض على المسلمين وبلغ النجاشي ولم يعمل به لسبب أو لآخر، ولا يجوز أن ننسب لمثله أنه لم يحكم بما وجب عليه من دين الله تعالى بدون خبر ولارواية، ولكن بمجرد الاستنباط العقلي.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - أن الرسول صلى الله عليه وسلم في أول دعوته لم يكن يطلب من الناس أكثر من التوحيد وبعض مكارم الأخلاق، بل كان يأمر بعض من يأتي إليه في مكة مؤمنا أن يكتم إيمانه والرجوع إلى أهله، وأن يرجع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا رآه قد ظهر وغلب من خالفه، وحديث إسلام عمرو بن عبسة دال على ذلك ففيه أنه قال للرسول صلى الله عليه وسلم: "إني متبعك، قال: «إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس، ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني». قال: فذهبت إلى أهلي، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم على نفر من أهل يثرب من أهل المدينة، فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعواذلك، فقدمت المدينة فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله أتعرفني قال: «نعم أنت الذى لقيتنى بمكة» .... الحديث [20]
وهذا أبو ذر رحمه الله تعالى لما دخل على رسول الله في مكة وأسلم قال: " فأسلمت مكاني، قال: فقال لي: «يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل» قال: فقلت: والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم ... الحديث [21] فأما عمرو رضي الله تعالى عنه فقد قبل الرخصة وأسر إيمانه، وأما أبو ذر رضي الله تعالى عنه فأبى إلا الجهر بكلمة الحق وإن ناله ما ناله، وليس فيفعل واحد منهما تقصير، فما الذي يمنع أن يكون حكم النجاشي في ذلك كحكمهما؟
6 - من المعروف أن جعفر لم يكن آتيا ليبلغ النجاشي رحمه الله الدعوة ويدعوه إلى الإسلام، وإنما كان مهاجرا بدينه هو ومن معه من أذى قريش، والنجاشي وإن كان سمع من جعفر رضي الله تعالى عنه وصدقه فيما قال في حق عيسى عليه السلام، فما سمعه إلا لشكاية رسل قريش المسلمين ومحاولة الوقيعة بين النجاشي وبينهم، لكنه رحمه الله تعالى لم تكن جاءته رسالة من الرسول تطلب منه الإيمان ومتابعة الرسول فيما جاء به من ربه.
و الرسول صلى الله عليه وسلم لم يراسل الملوك والرؤساء ويطلب منهم الإيمان إلا في النصف الثاني من الفترة المدنية، فمن أين يؤخذ أن النجاشي كان مكلفا بالحكم بالشريعة حتى يقال: إنه لم يحكم بها لعدم قدرته، وقد روت كتب السيرة الرسالة التي أرسلها الرسول صلى الله عليه وسلم للنجاشي فعن محمد بن إسحاق قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه، وكتب معه كتابا: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى النجاشي الاصحم ملك الحبشة، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الملك القدوس المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطاهرةالطيبة الحصينة، فحملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخته كما خلق آدم بيده ونفخه، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته، وأن تتبعني فتؤمن بي وبالذي جاءني، فإني رسول الله، وقد بعثت إليك ابن عمي جعفر ومعه نفر من المسلمين، فإذا جاؤوك فأقرهم ودع التجبر، فإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي، والسلام على مناتبع الهدى" [22].
فعلى هذا يكون النجاشي رحمه الله قد أسلم مع قدوم جعفر رضي الله عنه وحدوث المحاورة بينهما التي تقدم الحديث عنها، وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يرسل إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام إلا عندما خرج بالدعوة خارج الجزيرة العربية وبدأ يراسل الملوك ويدعوهم إلى الله، وكان ذلك مع عمرو بن أمية الضمري، وقد كان ذلك سنة سبع من الهجرة على المشهور من أقوال أهل العلم، قال الصفدي: " أرسل عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي واسمه اصحمه ومعناه عطية، فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعه على عينيه ونزل عن سريره وجلس على الأرض، وأسلم وحسن إسلامه، إلا أن إسلامه كان عند حضور جعفر ابن أبي طالب وأصحابه" [23] وقال ابن سعد: " فلما كان شهر ربيع الأول سنة سبع من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلمإلى المدينة كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي كتاباً يدعوه فيه إلى الإسلام، وبعث به مع عمرو بن أميةالضمري، فلما قرئ عليه الكتاب أسلم، وقال لو قدرت أن آتيه لأتيته" [24]،وقال النووي:"أرسل
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمرى إلى النجاشى، فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعه على عينيه، ونزل عن سريره، فجلس على الأرض، ثم أسلم حين حضره جعفر بن أبى طالب وحسن إسلامه" [25]،
ثم إن النجاشي رحمه الله أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم. سلام عليك يا نبي الله ورحمته وبركاته الذي لا إله إلا هو الذي هداني إلى الإسلام، أما بعد فقد أتاني كتابك فيما ذكرت من أمر عيسى فورب السماء والأرض إن عيسى لا يزيد على ما قلت ثفروقا [26] وإنه كما قلت، ولقد عرفنا ما بعثت به إلينا ولقد قربنا ابن عمك وأصحابه، وأشهد أنك رسول الله صادقا مصدوقا، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين، وبعثت إليه بابني أرمى بن الأصحم، فإني لا أملك إلانفسي وإن شئت أن آتيك يا رسول الله فعلت، فإني أشهد أن ما تقوله حق والسلام عليك يا رسول الله " [27]
7 - من المعلوم أيضا أنه ليس في فعل أحد دون الرسول صلى الله عليه وسلم حجة، والحجة إنما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس في فعل النجاشي رحمه الله تعالى أو قوله حجة إلا أن يثبت أن النجاشي لم يحكم بالشريعة، وأن ذلك قد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقره ولم يعترض عليه.
8 - العبد لا يكون مكلفا إلا ببلوغ العلم له أو إمكانية بلوغ العلم، أما إذا لم يبلغه أو لم يكن ممكنا بلوغ العلم له، فإنه لا يكون مكلفا بما لم يبلغه أو بما لا يمكن بلوغه، يقول ابن تيمية: "يبين حقيقة الحال في هذا أن الله يقول: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا، والحجة على عباده إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به، فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل فلا أمر عليه ولا نهي، وإذا انقطع العلم ببعض الدين، أو حصل العجز عن بعضه، كانذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله، كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه، كالمجنون مثلا، وهذه أوقات الفترات" [28]،
والقول: إن النجاشي رحمه الله تعالى كان مكلفا بالحكم بالشريعة لكنه لم يحكم بها لعجزه عن ذلك، فرع عن إثبات بلوغ العلم للنجاشي بتلك الأحكام، أوإمكانية بلوغها له، فليبين لنا أصحاب هذه الدعوى ما الأحكام التي تنزلت في تلك الأزمنة، وأنها بلغت النجاشي أو أمكن بلوغها له، ثم لم يحكم بها.
9 - أن كثيرا من الأحكام التي نزلت في المدينة كانت مقررة عند أهل الكتاب، فيما أنزل الله في كتبه السابقة، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "كثير من شرائع الكتابين يوافق شريعة القرآن" [29]،وأهل الكتاب مأمورون في الحكم بينهم بما أنزل الله في كتبه لهم، والحكم فيهم بذلك لا يمثل لهم خروجا عن الدين، فحكم النجاشي رحمه الله تعالى بينهم بشريعة القرآن التي توافق ما في كتابهم لا يكون مستغربا منه، قال الله تعالى: "إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهوكفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون"، فكل هذه الحدود موجودة في التوراة، وهم مأمورون بالحكم بها، ثم قال الله تعالى: "وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون"،وقد ثبت في الحديث المخرج في الصحيحين أن حد الرجم للزاني والزانية موجود في التوراة، فعنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ أُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ–صلى الله عليه وسلم - بيهودي ويهودية قد أحدثا جميعا فقال لهم: «ماتجدون فى كتابكم»، قالوا: إن أحبارنا أحدثوا تحميم الوجه والتجبية، قال عبد الله بن سلام: ادعهم يا رسول الله بالتوراة، فأُتِيَ بها فوضع أحدهم يده على آية الرجم، وجعل يقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له ابن سلام: ارفع يدك، فإذا آية الرجم تحت يده،
(يُتْبَعُ)
(/)
فأَمر بهما رسول الله–صلى الله عليه وسلم - فرجما، قال ابن عمر: فرجما عند البلاط، فرأيت اليهودي أجنأ عليها" [30] زاد مسلم في صحيحه" اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه " [31]،فأهل الكتاب اليهود والنصارى مأمورون في الحكم فيما بينهم بما أنزل الله على رسله في التوراة والإنجيل، والنجاشي رحمه الله تعالى قبل أن يسلم كان نصرانيا متبعا للإنجيل، فليس غريبا أن يحكم النجاشي بعد إسلامه بين قومه بحكم القرآن فيما لم يظهر مخالفته لحكم التوراة والإنجيل، فيكون هو حاكما بما أنزل الله ولا يتفطن النصارى لذلك، لموافقته لما عندهم، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن النجاشي كان حاكما عادلا، فقال لأصحابه حاثا لهم: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه" [32]، ولا يكون بهذه المثابة وهو يحكم بغير ما يجد في كتاب الله التوراة والإنجيل المأمور باتباعه.
وأما ما خالفت فيه التوراة والإنجيل حكم القرآن فهذا نعرض له في الفقرة التالية.
10 - سورة المائدة من السور المدنية، وقد تأخر نزولها جدا حتى كانت من أواخر ما نزل، فعن جبير بن نفير قال: "حججت فدخلت على عائشة, فقالت لي: يا جبير, تقرأ المائدة؟ فقلت: نعم، فقالت: "أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه" [33]،وقال القرطبي: "وهي مدنية بإجماع، وروي أنها نزلت منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلممن الحديبية ... ومن هذه السورة ما نزل في حجة الوداع، ومنها ما أنزل عام الفتح" [34]، والمقصود بيان تأخر نزول السورة التي اشتملت على ذكر أحكام كثير من الحدود
ومما جاء في هذه السورة قوله تعالى: "فإن جاءوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط"، والآية فيها تخيير للرسول صلى الله عليه وسلمفي الحكم بين أهل الكتاب أو في الإعراض عنهم وترك الحكم بينهم لعلمائهم ورؤسائهم، فحتى هذا الوقت من الزمن وهو بعد زمن موت النجاشي رحمه الله قطعا كان للرسول صلى الله عليه وسلم أن يترك الحكم بين أهل الكتاب الذين هم في دولته لعلماء أهل الكتاب ورؤسائهم، ما يبين أنه لم يكن صلى الله عليه وسلم ملزما بالحكم بينهم بما نزل عليه من الأحكام الشرعية التي تخالف ما عندهم، بل كان مخيرا-إذا أتوه ليحكم بينهم-في أن يحكم بينهم بما أنزل الله إليه أو يعرض عنهم.
فمادام الأمر كذلك، فلماذا لا يقال: إن النجاشي رحمه الله كان يُعرض عن النصارى الذين هم أهل دولته، و يترك الحكم بينهم في المسائل التي يختلف حكمها عندهم عما بلغه من الشريعة، إلى قادتهم وعلمائهم ليحكموا فيها بشريعتهم؟، لا شك إن هذا القول أولى وأسلم من الزعم أنه لم يكن يحكم بالشريعة، لاسيما أن القول بالإعراض عنهم هو ما دلت عليه الآية، وهو في الوقت نفسه قابل للتطبيق من دون أية مشاكل أو عوائق، ثم ما دام أن الإعراض عن الحكم بينهم حكم شرعي، فإنه في تفويضه لهم ذلك يكون حاكما بالشريعة، ولا شك أن هذا هو الأليق بعبد زكاه الرسول ومدحه وصلى عليه واستغفر له بعد موته.
وهذاالتخيير الوارد في الآية قال به جماعة المفسرين، وليس من خلاف بينهم إلا في ديمومة ذلك الحكم، هل نسخ أم لا زال باقيا؟، وهاهي بعض أقوال هؤلاء العلماء:
قال ابن جرير رحمه الله تعالى: "فاحكم بينهم إن شئت بالحقِّ الذي جعله الله حُكمًا له ... أو أعرض عنهم فدع الحكم بينهم إن شئت، والخيار إليك في ذلك" [35] ثم قال: " ثم اختلف أهل التأويل في حكم هذه الآية، هل هو ثابت اليوم؟ وهل للحكام من الخيار في الحكم والنظر بين أهل الذمّة والعهد إذا احتكموا إليهم، مثلُ الذي جعَل لنبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية، أم ذلك منسوخ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال بعضهم: ذلك ثابتٌ اليوم، لم ينسخه شيء، وللحكام من الخيار في كلّ دهر بهذه الآية، مثلُ ما جعَله الله لرسوله صلى الله عليه وسلم" ثم شرع ينقل أقوال أصحاب هذا الرأي فعن إبراهيم والشعبي: إنْ رفع إليك أحد من المشركين في قَضَاءٍ، فإن شئت فاحكم بينهم بما أنزل الله، وإن شئت أعرضت عنهم، وعن الشعبي وإبراهيم قالا: إذا أتاك المشركون فحكَّموك، فاحكم بينهم أو أعرضعنهم. وإن حكمت فاحكم بحكم المسلمين، ولا تعدُهُ إلى غيره، وعن عطاء قال: إن شاء حكم، وإن شاء لم يحكم، وعن الشعبي قال: إذا أتاك أهل الكتاب بينهم أمر، فاحكم بينهم بحكم المسلمين، أو خَلِّ عنهم وأهلَ دينهم يحكمون فيهم، إلا في سرقة أو قتل، وعن ابن جريج قال: قال لي عطاء: نحن مخيَّرون، إن شئنا حكمنا بين أهل الكتاب، وإن شئنا أعرضنا فلم نحكم بينهم. وإن حكمنا بينهم حكمنا بحكمنا بيننا، أو نتركهم وحكمهم بينهم، قال ابن جريج: وقال مثل ذلك عمرو بن شعيب. وذلك قوله:" فاحكم بينهم أو أعرض عنهم، وعن إبراهيم والشعبي في قوله:" فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم"، قالا: إذا جاءوا إلى حاكم المسلمين، فإن شاء حكم بينهم، وإن شاء أعرض عنهم. وإن حكم بينهم، حكم بينهم بما في كتاب الله، وعن قتادة قوله: "فإن جاءوك فاحكم بينهم"، يقول: إن جاءوك فاحكم بينهم بما أنزل الله، أو أعرض عنهم. فجعل الله له في ذلك رُخْصة، إن شاء حكم بينهم، وإن شاء أعرض عنهم.
ثمقال: وقال آخرون: بل التخيير منسوخٌ، وعلى الحاكم إذا احتكم إليه أهل الذمة أن يحكُم بينهم بالحق، وليس له ترك النظر بينهم، وشرع يذكر من قال بذلك فعن عكرمة والحسن البصري" فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم"، نسخت بقوله: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ، و عن مجاهد: لم ينسخ من"المائدة" إلا هاتان الآيتان:"فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم"، نسختها: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ وَلاتَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ) [سورة المائدة: 49]،وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ) [سورة المائدة: 2]، نسختها: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [سورة التوبة: 5]. وعن قتادة قوله:"فان جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم"، يعني اليهود، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم، ورخَّص له أن يُعْرض عنهم إن شاء، ثم أنزل الله تعالى ذكره الآية التي بعدها: (وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ) إلى قوله: (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ) [سورة المائدة: 48]. فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلمأن يحكم بينهم بما أنزل الله بعد ما رخَّص له، إن شاء، أن يُعْرض عنهم، أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عديّ بن عديّ:"إذا جاءك أهل الكتاب فاحكم بينهم"، وعن عكرمة قال: نسخت بقوله: (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ) [سورة المائدة: 48]. عن الزهري قوله:"فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم"، قال: مضت السنة أن يُرَدُّوا في حقوقهم ومواريثهم إلى أهلِ دينهم، إلا أن يأتوا راغبين في حدٍّ، يحكم بينهم فيه بكتاب الله، عن السدي قال: لما نزلت:"فاحكم بينهم أوأعرض عنهم"، كان النبي صلى الله عليه وسلم: إن شاء حكم بينهم، وإن شاء أعرض عنهم، ثم نسخها فقال: (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ)، وكان مجبورًا على أن يحكم بينهم.
قال ابن جرير: وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب، قول من قال: إن حكم هذه الآية ثابتٌ لم ينسخ، وأن للحكَّام من الخِيار في الحكم بين أهل العهد إذا ارتفعوا إليهم فاحتكموا، وتركِ الحكم بينهم والنظر، مثلُ الذي جعله الله لرسوله من ذلك في هذه الآية صلى الله عليه وسلم" [36].
أقول: وبغض النظر عن تبيان الصواب من القولين في ذلك، فإن بحثنا ليس بحاجة للفصل فيه، ويكفينا أن نعلم أن هذا التخيير كان سائدا في حياة النجاشي رحمه الله تعالى، ما يبين أنه لا ينبغي لأحد أن يزعم أن النجاشي رحمه الله تعالى: كان لا يحكم بالشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكننا أن نقول باختصار: إن النجاشي رحمه الله تعالى أظهر الإسلام والموافقة على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاله الصحابة في حضرته، ولم يبال بمخالفة حاشيته، ولم يكن ينقاد لأحد منهم، وكان يعمل بما بلغه من أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وأما ما لم يبلغه فهو معذور فيه، ولم تكن شرائع الدين قد اكتملت، وهو قد مات رحمه الله تعالى قبل أن تكتمل، فقد أدى ما وجب عليه من العمل بما بلغه من الشرع حتى لقي ربه، وما خالف ذلك من الأقوال فلا دليل عليه.
توجيه كلام ابن تيمية في قصة النجاشي رحمه الله تعالى:
لكن قد يشكل على ذلك الكلام مع وضوحه واستقامته، كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في قصة النجاشي حيث يقول: "وكذلك الكفار من بلغه دعوة النبي في دار الكفر وعلم أنه رسول الله، فآمن به وآمنب ما أنزل عليه واتقى الله ما استطاع كما فعل النجاشي وغيره، ولم تمكنه الهجرة إلى دار الإسلام ولا التزام جميع شرائع الإسلام، لكونه ممنوعا من الهجرة وممنوعا من إظهار دينه، وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الإسلام، فهذا مؤمن من أهل الجنة، كما كان مؤمن آل فرعون مع قوم فرعون، وكما كانت امرأة فرعون، بل وكما كان يوسف الصديق عليه السلام مع أهل مصر، فإنهم كانوا كفارا ولم يمكنه أن يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الإسلام، فإنه دعاهم إلى التوحيد والإيمان فلم يجيبوه، قال تعالى عن مؤمن آل فرعون: "ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا".
وكذلك النجاشي هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلام، بل إنما دخل معه نفر منهم، ولهذا لما مات لم يكن هناك أحد يصلى عليه، فصلى عليه النبي بالمدينة، خرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفا وصلى عليه، وأخبرهم بموته يوم مات، وقال: إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة مات، وكثير من شرائع الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك، فلم يهاجر ولم يجاهد ولا حج البيت، بل قد روى أنه لم يصل الصلوات الخمس ولا يصوم شهر رمضان ولا يؤدى الزكاة الشرعية، لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه، وهو لا يمكنه مخالفتهم، ونحن نعلم قطعا أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن، والله قد فرض على نبيه بالمدينة أنه إذا جاءه أهل الكتاب لم يحكم بينهم إلا بما أنزل الله إليه، وحذره أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله إليه، وهذا مثل الحكم في الزنا للمحصن بحد الرجم، وفى الديات بالعدل، والتسوية في الدماء بين الشريف والوضيع النفس بالنفس والعين بالعين وغير ذلك، والنجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن، فان قومه لايقرونه على ذلك، وكثيرا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضيا بل وإماما وفى نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك، بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفسا ألا وسعها، وعمر بن عبد العزيز عودي وأوذي على بعض ما أقامه من العدل، وقيل إنه سم على ذلك، فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة وان كانوا لم يلتزموا من شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه بل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم بها" [37].
وهذا النقل المطول عن ابن تيمية يظهر منه عدة أمور:
1 - فمن ذلك أن ما قاله ابن تيمية هو من باب الرأي والاستنتاج وليس من باب النقل والخبر، وإلا فالمنقول كما تقدم لا يظهر منه ضعف النجاشي وعجزه، بل المنقول يُظهر عكس ذلك، على ما تقدم تقريره وبيانه.
2 - ومن ذلك أن النجاشي بلغته الدعوة وهو في دار الكفر على هذه الحالة من الملك، فآمن وصدق، ولم يكن هو الذي بحث عن الملك بعد إسلامه.
3 - ومن ذلك أن كلام ابن تيمية يدور على عجز النجاشي وعدم قدرته، فقدكان-كما يرى-عاجزا عن إظهار الدين وعن الحكم بالشريعة، ومظاهر عجزه فيأمور ثلاثة:
الأول: فقد كان ممنوعا من الهجرة،
والثاني: فقد كان ممنوعا من إظهار دينه،
والثالث: ليس عنده من يعلمه جميع شرائع الإسلام، والعاجز عجزا حقيقيا معذور لا يلام على ترك ما عجز عنه، لأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - ومنذلك أن كلام ابن تيمية لا يفهم منه أن النجاشي كان يحكم بغير ما أنزل الله، بل أقصى ما قرره من ذلك هو أنه لم يلتزم من شرائع الإسلام ما لا يقدر على التزامه، وعندما تكلم تحديدا عن الأحكام قال: بل كان يحكم بالأحكام التي يمكنه الحكم بها.
لكن قول ابن تيمية: إن النجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن، فإن قومه لا يقرونه على ذلك، هو معارض بأن الأحكام التي مثل بها هي مما تقررت في التوراة، كرجم الزاني المحصن والتسوية في الدماء ونحو ذلك، فالحكم بها كما هو حكم بالقرآن هو حكم بالتوراة، وحينئذ فالنجاشي رحمه الله تعالى يمكنه الحكم بذلك من غير اعتراض من قومه، لأنه لم يحكم-عندهم-إلا بالتوراة التي يؤمنون بها، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما أقام حد الرجم على الزانيين اليهوديين: اللهم إني أول من أحيا أمرك بعد إذ أماتوه.
وما ذكره رحمه الله بقوله: "وكثيرمن شرائع الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك، فلم يهاجر ولمي جاهد ولا حج البيت، بل قد روى أنه لم يصل الصلوات الخمس ولا يصوم شهر رمضان ولا يؤدى الزكاة الشرعية لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه، وهو لا يمكنه مخالفتهم"،فهذه تحتاج إلى مراجعة وتدقيق، فقوله: قد روي .. ألخ، كلام ذكره الشيخ بصيغة التضعيف ولم يجزم به، ولم ينقله عن أحد ممن سبقه من أهل العلم، وهوفي الوقت نفسه معارض بكلام لشيخ الإسلام نفسه ينقل فيه عمن سبقه من أن النجاشي كان يصلي، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد ذكر عن عطاء و قتادة أن النجاشي كان يصلي إلى بيت المقدس، إلى أن مات وقد مات بعد نسخ القبلة بسنين متعددة، فلما صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقي في أنفس الناس لأنه كان يصلي إلى غير الكعبة، حتى أنزل الله هذه الآية، و هذا و الله أعلم بأنه قد كان بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلمي صلي إلى بيت المقدس فصلى إليه، ولهذا لم يصل إلى المشرق الذي هو قبلة النصارى، ثم لم يبلغه خبر النسخ لبعد البلاد، فعذر بها كما عذر أهل قباء وغيرهم، فإن القبلة لما حولت لم يبلغ الخبر إلى من بمكة من المسلمين، و من كان بأرض الحبشة من المهاجرين مثل جعفر و أصحابه، و من كان قد أسلم ممن هو بعيد عن المدينة إلى مدة طويلة أو قصيرة" [38] ثم إن هذه العبادات المذكورة من الممكن الإسرار بأدائها إذا أراد المرء أن يؤديها من غير اطلاع أحد على ذلك، وأما كونه لم يحج فإن أهل العلم اختلفوا في زمن فرض الحج، فمنهم من يراه فرض سنة خمس أو ست ومنهم من يراه فرض سنة ثمان أو تسع، وهل هو واجب على الفور أم على التراخي، و الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحج في الإسلام إلا حجة الوداع في السنة العاشرة، وأما الهجرة والجهاد فتحتاج إلى إثبات وجوب ذلك عليه رحمه الله، فإذا كان المسلمون قد هاجرواإليه فرارا بدينهم ومكثوا عنده إلى زمان فتح خيبر، فكيف يؤمر هو بالهجرة، وأما الجهاد فهو فرض كفاية.
ومع كل ما تقدم فإن هناك من أهل العلم من ينقل عن حال النجاشي مع قومه ما يخالف استنباط ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد ذكر ابن سيد الناس في حكاية قيام عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه بتبليغ رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جيفر وعبد ابني الجلندى الأزديين ملكي عمان، قال عمرو: "فسألني (عبد بن الجلندى): أين كان إسلامي؟ فقلت: عند النجاشي، وأخبرته أن النجاشي قد أسلم، قال: فكيف صنع قومه بملكه؟ قلت: أقروه واتبعوه، قال: والأساقفة والرهبان اتبعوه؟ قلت: نعم، قال: انظر يا عمرو ما تقول إنه ليس من خصلة فيرجل أفضح له من كذب، قلت: ما كذبت وما نستحله في ديننا.
ثم قال: ما أرى هرقل علم بإسلام النجاشي، قلت: بلى، قال: بأي شيء علمت ذلك؟ قلت: كان النجاشي يخرج له خرجا، فلما أسلم وصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم قال: لا والله ولو سألني درهما واحدا ما أعطيته، فبلغ هرقل قوله، فقال لهيناق أخوه: أتدع عبدك لا يخرج لك خرجا ويدين دينا محدثا؟ قال هرقل: رجل رغب في دين واختاره لنفسه، ما أصنع به؟ والله لو لا الضن بملكي لصنعت كما صنع" [39]، فهو يبين إقرار قومه له واتباعهم إياه وهو يعارض مقولة العجز عن تحكيم الشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن كل ما تقدم ذكره وإيراده يتبين أن قصة النجاشي رحمه الله تعالى لا تصلح مستندا لتولي الوزارة في حكومة لا تجعل شريعة الله هي الحاكمة.
[1] الإصابة في معرفة الصحابة
[2] أخرجه البخاري كتاب الجنائز رقم 1245
[3] أخرجه البخاري كتاب المناقب رقم 3877
[4] حكم المشاركة في الوزارة والمجالس النيابية د/عمر الأشقرص73 - 76، وانظر أيضا مشاركة الحركة الإسلاميةالمعاصرة في الحكم للشيخ فيصل مولوي
[5] المشاركة في الحياة السياسية د/مشير المصري ص256
[6] انظرمشروعية الدخول إلى المجالس التشريعية وقبول الولايات العامة في ظلالأنظمة المعاصرة، للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، وقد ذكر الشيخ ذلك الكلامتحت عنوان: حكم قبول الولايات العامة في ظل الدول الكافرة
[7] حكم المشاركة في الوزارة والمجالس النيابية د/ عمر بن سليمان الأشقر ص73
[8] دلائل النبوة للبيهقي 2/ 309 - 310، السيرة النبوية لابن كثير 2/ 43، البداية والنهاية 3/ 105
[9] تاريخ الطبري 2/ 132، تاريخ ابن خلدون 2/ 37، وكذلك أسد الغابة
[10] مجموعة الوثائق السياسية د/ محمد حميد الله الحيدر آبادي ص34
[11] السيرة النبوية لابن كثير 2/ 22، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 27): " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير (ابن) إسحق وقد صرح بالسماع"وصحيح السيرة للألباني ص 176، والشيوم قد وردت في بعض المصادر السيوموالكلمة ليست عربية، فالله أعلم أي ذلك هو الصواب، العويد: تصغير عود، والنخير صوت الأنف، نخر الإنسان والحمار والفرس بأنفه ينخِر وينخُر نخيرامد الصوت والنفس في خياشيمه
[12] دلائل النبوة 1/ 104 قال البيهقي: "وقوله: لتخلعنك أي لتعزلنك عن الملك"البداية والنهاية 3/ 73، الخصائص الكبرى للسيوطي ص245، السيرة النبوية لابن كثير 2/ 19، صحيح السيرة للألباني ص 173
[13] أخرجه أحمد في المسند رقم4168،عيون الأثر 1/ 150، البداية والنهاية لابن كثير3/ 88 وقال: وهذا إسناد جيد قوي وسياق حسن، وأخرجهالبيهقي في دلائل النبوة نحوه وقال هذا إسناد صحيح، وساقه الألباني فيصحيح السيرة ص164 - 166 وقال: وهذا إسناد جيد قوي وسياق حسن
[14] البداية والنهاية3/ 91 أوردها ابن كثير نقلا عن تاريخ الحافظ ابن عساكر، وقال الحافظ ابن عساكر: حسن غريب
[15] فتح الباري
[16] فتح الباري
[17] البداية والنهاية 4/ 316
[18] تفسير ابن جرير9/ 815 طبع مؤسسة الرسالة
[19] أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم واللفظ لأحمد
[20] أخرجه مسلم وغيره
[21] أخرجه البخاري
[22] تاريخ ابن جرير الطبري 2/ 294 والسيرة النبوية لابن كثير2/ 42
[23] الوافي بالوفيات
[24] الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 208
[25] تهذيب الأسماء واللغات
[26] الثفروق: قال ابن القيم: وَالثّفْرُوقُ عِلَاقَةٌ مَا بَيْنَ النّوَاةِ وَالْقِشْرِ
[27] تاريخ ابن جرير الطبري2/ 294 وأسد الغابةفيترجمة أرمي ابن أصحمة، والسيرة النبوية لابن كثير2/ 42
[28] مجموع الفتاوى 20/ 48 - 61
[29] مجموع فتاوى ابن تيمية 16/ 44
[30] أخرجه البخاري كتاب الحدود رقم 6320
[31] أخرجه مسلم كتاب الحدود رقم3212
[32] سيرة ابن هشام 1/ 321، السيرة النبوية لابن كثير 2/ 4
[33] أخرجهعبد الرزاق في المصنف 7/ 172، وأخرجه أحمد رقم وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، والحاكم في المستدرك تفسير سورةالمائدة 2/ 340 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقهالذهبي
[34] تفسير القرطبي 6/ 31
[35] مجمع البيان في تأويل القرآن تفسير ابن جرير الطبري3/ 326
[36] تفسير ابن جرير 10/ 325 - 333
[37] مجموع الفتاوى 19/ 217 - 219
[38] شرح العمدة لابن تيمية 4/ 548
[39] عيون الأثر 2/ 335،الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء لأبي الربيع سليمان بن موسى الكلاعي الأندلسي 2/ 317، وزاد المعاد 3/ 605
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 07:21]ـ
أخي أبا شعيب لاشك أن هذا الحلف قام على بقايا دين الخليل عليه السلام، وقريش قبل الإسلام كانت تعلم ما يحبه الله من هذه الفضائل والأخلاق الحميدة، عندما قالت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم (كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق)
ولماذا لا نقول إنه قد وافق الفطرة؟ .. حيث إن جميع الأمم تبغض الظلم وتعده مشيناً .. لذلك تتباهى الدول بـ "العدل" و "رد الحقوق إلى أصحابها"، وإن كانت علمانية ملحدة لا دين لها .. لأن هذه المسائل مركوزة في الفطر.
والله أعلم.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:52]ـ
الموضوع دسم ومليء بالفائدة .. ولا بد فيه من مزيد عناية وقراءة للنصوص المنقولة مع الاعتناء بتطبقها على الواقع،
ولي كلمة حول البرلمانات -وهي بحق أمر محير- فعلى سبيل المثال الاخوة في الكويت استطاعوا أن يحققوا منجزات كثيرة ومهمة،
لكن المزعج حقا أننا كثيرا ما نسمعهم يرددون وبلا تحرج عبارات توحي بقدسية الدستور!!
وكأنه وحي منزل!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 08:00]ـ
فائدة:
من النقول المفيدة التي يحسن تأملها حول توصيف حلف الفضول وعلى ماذا انعقد ما قاله الجصاص رحمه الله في أحكام القرآن:
" وقد كان حلف الجاهلية على وجوه منها:
الحلف في التناصر فيقول أحدهما لصاحبه إذا حالفه دمي دمك وهدمي هدمك وترثني وأرثك فيتعاقدان الحلف على أن ينصر كل واحد منهم صاحبه فيدفع عنه ويحميه بحق كان ذلك أو بباطل ومثله لا يجوز في الإسلام لأنه لا يجوز أن يتعاقدا الحلف على أن ينصره على الباطل ولا أن يزوي ميراثه عن ذي أرحامه ويجعله لحليفه فهذا أحد وجوه الحلف الذي لا يجوز مثله في الإسلام وقد كانوا يتعاقدون الحلف للحماية والدفع وكانوا يدفعون إلى ضرورة لأنهم كانوا نشرا لا سلطان عليهم ينصف المظلوم من الظالم ويمنع القوي عن الضعيف فكانت الضرورة تؤديهم إلى التحالف فيمتنع به بعضهم من بعض وكان ذلك معظم ما يراد الحلف من أجله ومن أجل ذلك كانوا يحتاجون إلى الجوار وهو أن يجير الرجل أو الجماعة أو العير على قبيلة ويؤمنهم فلا ينداه مكروه منهم فجائز أن يكون أراد بقوله لا حلف في الإسلام هذا الضرب من الحلف وكانوا يحتاجون إلى الحلف في أول الإسلام لكثرة أعدائهم من سائر المشركين ومن يهود المدينة ومن المنافقين فلما أعز الله الإسلام وكثر أهله وامتنعوا بأنفسهم وظهروا على أعدائهم أخبر النبي ص - باستغنائهم عن التحالف لأنهم قد صاروا كلهم يدا واحدة على أعدائهم من الكفار بما أوجب الله عليهم من التناصر والموالاة بقوله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وقال النبي ص - المؤمنون يد على من سواهم وقال ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله والنصيحة لولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من وراءهم فزال التناصر بالحلف وزال الجوار ولذلك قال النبي ص - لعدي بن حاتم ولعلك أن تعيش حتى ترى المرأة تخرج من القادسية إلى اليمن بغير جوار ولذلك قال النبي ص - لا حلف في الإسلام وأما قوله وما كان من حلف في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا شدة فإنما يعني به الوفاء بالعهد مما هو مجوز في العقول مستحسن فيها نحو الحلف الذي عقده الزبير بن عبدالمطلب قال النبي ص - ما أحب أن لي بحلف حضرته حمر النعم في دار ابن جدعان وإني أغدر به هاشم وزهرة وتيم تحالفوا أن يكونوا مع المظلوم ما بل بحر صوفه ولو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت وهو حلف الفضول وقيل إن الحلف كان على منع المظلوم وعلى التأسي في المعاش فأخبر النبي ص - أنه حضر هذا الحلف قبل النبوة وأنه لو دعي إلى مثله في الإسلام لأجاب لأن الله تعالى قد أمر المؤمنين بذلك وهو شيء مستحسن في العقول بل واجب فيها قبل ورود الشرع فعلمنا أن قوله لا حلف في الإسلام إنما أراد به الذي لا تجوزه العقول ولا تبيحه الشريعة وقد روي عنه ص - أنه قال حضرت حلف المطيبين وأنا غلام وما أحب أن أنكثه وأن لي حمر النعم وقد كان حلف المطيبين بين قريش على أن يدفعوا عن الحرم من أراد انتهاك حرمته بالقتال فيه وأما قوله وما كان في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا شدة فهو نحو حلف المطيبين وحلف الفضول وكل ما يلزم الوفاء به من المعاقدة دون ما كان منه معصية لا تجوزه الشريعة "
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 08:46]ـ
بالنسبة لاحترام الدستور فكلامك جيد ولكن هنا إشكال موانع التكفير ... (ليس الكلام على الحلال والحرام ولكن على التكفير المطلق)
بالنسبة للحكم على الأعيان فموضوع آخر لا همة لي الآن بصرف الحديث إليه, وليس من المنهجية الصحيحة لمن لم يتحرر عنده المناط تخريجا وتنقيحا, أي تنضبط عنده المسألة ويعرف الأوصاف المؤثرة فيها, أقول: ليس من المنهجية لمن يشتغل بذلك أن ينتقل منه قبل إشباعه تحريرا وضبطا إلى الكلام على الأعيان, وذلك لأسباب منها:
1 - عند النظر للأعيان سيجد أوصاف موجودة في الواقعة توجد في أصل المسألة التي يريد إنزالها على الواقعة, ويجد أوصاف موجودة في الواقعة وليست موجودة في أصل المسألة, ويجد أوصاف موجودة في أصل المسألة ولكنها غير موجودة في الواقعة, فلا يدري يعتد بماذا ويترك ماذا, ولا يدري مدى تأثير كل وصف, فيخبط خبط عشواء في تنزيل الحكم على الواقعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - نتيجة للخبط يقع عنده الاضطراب فيعود على أصل المسألة بالإبطال, فيبطلها دون أن ينظر فيها نظرا صحيحا ابتداء, فيجعل من حيرته واضطرابه في الوقائع دليلا على إبطال أصول المسائل التي يكون إثباتها أو عدمه بالاستناد لأدلة الشرع لا بالتحاكم للعواطف الناشئة عن نظرة المضطرب المحتار للواقع. هذا كله على فرض أن نظرته للواقع مبنية على تصورات دقيقة.
وبالمثال يتضح المقال:
تكفير تارك الصلاة, بعضهم يسمع عنون المسألة فينتقل مباشرة للواقع, فيجد من واقع من حوله وربما من بعض الإحصائيات أن أكثر الأمة اليوم تاركة للصلاة تهاونا, إما تركا مطلقا أو تركا لبعض الفروض, فيصاب بالهلع! فيذهب لأصل المسألة ويترك تحقيق أدلتها والنظر بتجرد لحكمها ويقفز للترجيح بأن تارك الصلاة لا يكفر ولو لم يسجد لله في حياته ركعة!!
استطراد:
لذلك أخي أرى أن طالب العلم - وأنا أتحدث عن طالب العلم الذي حصل الحد الأدنى من الأساسيات في العلم الشرعي - عليه العناية بالتأصيل وقطع الزمن الكافي في ذلك في باب العلم الذي يدرسه, وغيره من أبواب العلم عموما. لا سيما ما قد يؤثر ضبطه على دراسته لذلك الباب المعين الذي يعتني به, فإذا سار على ذلك اتضحت له أصول المسائل, فيتأهل للنظر في الوقائع دون أن يصاب بالاضطراب والحيرة وغيرها من الانفعالات التي سببها عدم ضبط أصول المسائل والهجوم على الوقائع دون ضبط لأصولها التي تُردُّ إليها.
وما تقدم يجب أن يؤخذ على وجه الاعتدال, فلا يفرط فيه الإنسان بحيث يبقى عمره يدور في دائرة التنظير وهو لا يدري عن أحكام الوقائع التي تجري حوله, فالأمر يحتاج لشيء من التوسط, وخير من يعين طالب العلم على ذلك إذا وفق لشيخ ورع من فحول العلم يرعاه في تدرجه في ارتقاء مراتب العلم, ولكن قد يعز ذلك على الكثيرين. فقد كثر المتسورون على العلم ممن اشتغل برسومه وتكرارها دون تحقيق وتحرير لمآخذه ومداركه, وإذا وجدت من نجا من ذلك وأخذ من بيت القصيد بنصيب عز نيل المكانة عنده بحيث يوليك ما تحتاجه من عناية وتربية يشتد بها عودك.
فعلى طالب العلم أن لا يحبطه ذلك, بل عليه أن يسعى بقدر استطاعته ويجد, ويعتني بعبادته وتقربه لربه وسؤاله الفتح والهداية والفرقان الذي يميز به بين الحق والباطل, ويعتني بكتب الفحول المحققين من السابقين, فإنه إذا فعل ذلك وكان من طبعه التروي والجلد والصبر وإدامة النظر والتأمل قبل إطلاق الأحكام أخذ مما ناله أولئك الأماجد بنصيب.
عود إلى الموضوع
قولك:
: فالدستور هو مجموعة من الأحكام لا تعد ولا تحصى فهل يُلزم كل من يقسم على احترامه بكل كلمة فيه مع أن الجميع يعلم أن هؤلاء المعارضين دخلوا للمعارضة والكل يعلم أنهم لا يؤيدون ولا يقرون معظم ما فيه على الأقل ... ؟
أولا: ليس بصحيح أن الدستور مجموعة من الأحكام لا تعد ولا تحصى
بل الدستور هو " المادة التي من خلالها تستوحى الأنظمة والقوانين التي تسير عليها الدولة لحل القضايا بأنواعها.
الدستور هو القانون الأسمى بالبلاد وهو يحدد نظام الحكم في الدولة واختصاصات سلطاتها الثلاث وتلتزم بة كل القوانين الأدنى مرتبة في الهرم التشريعي فالقانون يجب أن يكون متوخيا للقواعد الدستورية وكذلك اللوائح يجب أن تلتزم بالقانون الأعلى منها مرتبة إذا ما كان القانون نفسه متوخيا القواعد الدستورية. وفي عبارة واحدة تكون القوانين واللوائح غير شرعية إذا خالفت قاعدة دستورية واردة في الوثيقة الدستورية ... "
"وفي المبادئ العامة للقانون الدستوري يعرف الدستور على أنه مجموعة المبادئ الأساسية المنظمة لسلطات الدولة والمبينة لحقوق كل من الحكام والمحكومين فيها، والواضعة للأصول الرئيسية التي تنظم العلاقات بين مختلف سلطاتها العامة، أو هو موجز الإطارات التي تعمل الدولة بمقتضاها في مختلف الأمور المرتبطة بالشئون الداخلية والخارجية ".
ثانيا: احترام الدستور عند اتباعه واجب, ولا يجوز عندهم أن يخالف أحد حكما من أحكام الدستور, بل يحرم عندهم أن يخالف الدستور قانون أنزل مرتبة منه, فضلا عن أن يخالف حكما منه عضوٌ في البرلمان بله أن يخالفَ أكثره كما تقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: من دخل البرلمان بزعم الإصلاح فإنه يدور في إصلاحه المزعوم مع الدستور, فحتى إذا احتج على بطلان شيء من القوانين التي تخالف الشريعة فاحتجاجه إنما يكون بالدستور, ولذلك يقول هذاه المادة أو تلك غير دستورية أو تخالف الدستور, ولا يستطيع عضو في البرلمان أن يعترض على الدستور نفسه, لأنه هو مصدر المشروعية لوجوده في البرلمان وكل تصرفاته فيه تستند إليه وتستمد مشروعيتها منه كما يزعم أهل هذا البلاء. نسأل الله العافية لنا ولجميع المسلمين.
ولذلك اقرأ هذا:
مبدأ سمو الدستور
المقصود بسمو الدستور إنه القانون الأعلى في الدولة لا يعلوه قانون آخر, و قد نصت عليه أغلب دساتير دول العالم مثل دستور إيطاليا و دستور الصومال.
و سمو الدستور يكون على جانبين أساسيين هما:
السمو الموضوعي: و نقصد به إن القانون الدستوري يتناول موضوعات تختلف عن موضوعات القوانين العادية. وهذا السمو يستند على موضوع القواعد الدستورية و مضمونها والتي لا تنحصر في دساتير معينة بل موجودة في جميع الدساتير المكتوبة و العرفية جامدة أم مرنة. و يترتب على السمو الموضوعي ان الدستور هو القانون الأساسي في الدولة و هو الذي يبين أهداف الدولة و يضع الإطار السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي، وأن الدستور هو الجهة الوحيدة التي تنشئ السلطات الحاكمة و تحدد اختصاصاتها، و على هذه السلطات احترام الدستور لانه هو السند الشرعي لوجودها. و يؤدي إلى تأكيد مبدأ المشروعية و مبدأ تدرج القواعد القانونية و خضوع القاعدة الأدنى درجة للقاعدة الأعلى درجة. كما ان الاختصاصات التي تمارسها السلطات التشريعية و التنفيذي و القضائية مفوضة لهم بواسطة الدستور, فلا يحق لها تفويض اختصاصاتها لجهة أخرى إلا بنص صريح من الدستور.
السمو الشكلي: و نقصد به ان القانون الدستوري هو القانون الذي نتبع في وضعه و تعديله اجراءات معينة اشد من الاجراءات اللازمة لوضع و تعديل القوانين العادية. و هذا السمو موجود في الدساتير المكتوبة الجامدة فقط. و يترتب على السمو الشكلي وجود سلطتين:
1 - سلطة مؤسِسة, و هي التي تؤسس و تضع الدستور. 2 - سلطة مؤسَسة, و هي التي تم انشاءها.
كما إن السمو الشكلي يضمن احترام الدستور و قواعده و ينظم الرقابة على دستورية القوانين. " انتهى
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA %D9%88%D8%B1
أفٍّ لهم ولما يعبدون من دون الله
إذا تأملت ذلك علمت موقع الدستور عند اتباعه, وسينحل - إن شاء الله - عندك الإشكال الثاني الذي ذكرته.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 12:18]ـ
/// الشيخ الفاضل عبدالله الشهري بارك الله فيكم ونفع بكم، ووالله الأمر كما ذكرتم، ما بقي إلَّا أن أعلِّم الدرَّة التيميَّة كلَّها بالأحمر، فما فرحت منذ نزول الفاجعة علينا من شهر كفرحي بهذا الكلام الذي رأيته عن هذا الإمام./// الأخوان الكريمان أبوالقاسم وأبوفاطمة .. بارك الله فيكما وجزاكما خيرا
/// الأخ الكريم أبوممدوح وفقه الله، تقول:
/// وتقول أيضًا تعليقًا على فتوى العثيمين:
/// وسؤالي المختصر إليك، وفي اختصار الجواب غنية: هل تقصد أنَّ اللجنة الدائمة، ممثَّلة في الشيخ ابن باز والمشايخ الثلاثة، وابن عثيمين =لا يعرفون الواقع ولا يفهمونه؟
أي فاجعة تقصد يا شيخ عدنان؟؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 02:44]ـ
/// فاجعة قصف غزَّة ..
ـ[لا تغتر]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 04:42]ـ
الأخ الفاضل أبو فاطمة الحسني بارك الله فيك
بسم الله
أليس هناك شبه كبير بين الدستور وبين الإتفاق على المعصية أو مخالفة الشرع؟ لماذا لا ينزل تفصيل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى حول من يتبع الأحبار والرهبان على من يطيع الدستور ما الفرق؟ حيث قال رحمه الله تعالى: ((وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكونون على وجهين
أحدهما أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله شركا وان لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله مشركا مثل هؤلاء
و الثانى أن يكون اعتقادهم وايمانهم < بتحريم الحرام وتحليل الحلال > ثابتا لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصى التى يعتقد أنها معاص فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب كما ثبت في الصحيح عن النبى أنه قال انما الطاعة في المعروف وقال على المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية " مجموع الفتاوى ج7/ص70
والذي يحكم بالدستور هو متبع للدستور ومطيع لما فيه فما الفرق؟ هذا ما يشتبه لدي ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 04:50]ـ
لله درك .. يا أبا عاصم!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 09:50]ـ
/// فاجعة قصف غزَّة ..
عذرا شيخنا وما علاقة ما نقلته بالفاجعة -التي ألمت بالجميع-؟؟
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 10:19]ـ
للربط
جزى الله صاحب الموضوع خيرا
ـ[القضاعي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 10:58]ـ
ألم يكن في استطاعة النبي صلى الله عليه وسلم الدخول مع قريش في كفرهم , لإدخالهم في التوحيد؟
ألم ينهه ربه جل وعز عن هذا وقال تعالى {ودوا لو تدهن فيدهنون}؟
رحم الله الشيخ الألباني فقد اختصر هذا البحث والذي مقصود صاحبه , عدم تكفير أصحاب البرلمانات بكلمة بسيطة فقال:
ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:45]ـ
/// الإخوة الكرام .. الأمل، أبويحيى .. بارك الله فيكما وجزاكما خيرًا.
عذرا شيخنا وما علاقة ما نقلته بالفاجعة -التي ألمت بالجميع-؟؟
/// في تلك الفاجعة وقع بعض إخواننا في شيءٍ ممَّا يشنَّع عليهم فيه، بل من أكبره، وهو التحاكم بحكم الطَّاغوت "الدستور"، وكيف يتَّفق ذلك مع دعوتهم إلى الاسلام .. ومنهم من قتل حينئذٍ .. فلعلَّ لهم عذرًا في ذلك ممَّا ذكر فيما نقلته في المشاركات الأولى.
ألم يكن في استطاعة النبي صلى الله عليه وسلم الدخول مع قريش في كفرهم , لإدخالهم في التوحيد؟
ألم ينهه ربه جل وعز عن هذا وقال تعالى {ودوا لو تدهن فيدهنون}؟
/// تسمية الدخول في البرلمانات كفرًا هو محلُّ بحثٍ، وليس محلَّ اتِّفاقٍ حتى يُمثَّل بهذا الكلام، فيُقاس عليه بهذا المتَّفق عليه ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:54]ـ
/// فإذن .. هو قولٌ له وجهٌ من النَّظر، وليس من أقوال أهل البدع والحزبيين كما شاع وذاع عند البعض .. وهل كلام ابن تيمية والمشايخ المذكورين من هذا الصنف؟!
لا يا أخي لا يجوز لك تنزيل تلك النقول التيمية والفتاوى السنية القائمة على الدليل من الكتاب والسنة والاجتهاد الشرعي وتساويها بالفتاوى الحزبية القائمة على مصلحة الحزب.
وقد حاول معك الأخ أبو فاطمة لبيان أن المناط مختلف بين تلكم النقول وما تدندن حوله من عذر الحزبيين بدخول تلكم البرلمانات الطاغوتية , ولكنك اعتذرت بأن الحال ليست للفتوى وإنما للتباحث والتفكير!!
وهذا غريب منك هداك الله , فهذه النقول سوف تطير كل مطار ويستدل بها الجهال وكأنها نصوص سماوية وأدلة نبوية , وهي فتاوى زمانية تختلف بحسب الحال والمآل , وغاية ما فيها أن تكون خطأ في الاجتهاد.
وأما كلام شيخ الإسلام عن الرجل الصالح النجاشي وحاله , فمختلف تمام الاختلاف عن حال أصحاب الأحزاب الذين مستندهم الحقيقي في أفعالهم عقلية لا شرعية , والغاية هي المبررة للوسيلة لا غير.
فالنجاشي لم وجد ومات قبل اكتمال الدين وقبل البراءة من الكافرين.
وليعلم المسلم بأن تبرير هذا الكفر بمبررات واهية , سوف تدخله في الرضا بهذا الكفر وهو لا يعلم والله المستعان.
فاحذروا اخواني.
ـ[القضاعي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:58]ـ
////// تسمية الدخول في البرلمانات كفرًا هو محلُّ بحثٍ، وليس محلَّ اتِّفاقٍ حتى يُمثَّل بهذا الكلام، فيُقاس عليه بهذا المتَّفق عليه ..
ليس عن البرلمان حديثي.
ولكن عن المجلس التشريعي , فكل من نازع الله تعالى في التشريع فهو كافر مرتد.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 01:25]ـ
ليس عن البرلمان حديثي.
ولكن عن المجلس التشريعي , فكل من نازع الله تعالى في التشريع فهو كافر مرتد.
تقصد من يضع القوانين البديلة عن الشريعة؟؟
لأن الذي فهمته أن لهذه المسالة أربعة صور إيضاحها هنا في كلام نفيس للشيخ صالح آل الشيخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أوجه الخلط في ذلك: أنهم جعلوا المسألة - مسألة الحكم والتحاكم - واحدة، يعني: جعلوها صورة واحدة، وهي متعددة الصور، فمن صورها: أن يكون هناك تشريع لتقنين مستقل، يضاهى به حكم الله - جل وعلا - هذا التقنين من حيث وضعه كفر، والواضع له، والمشرع والسان لذلك، وجاعل هذا التشريع منسوبا إليه وهو الذي حكم بهذه الأحكام، هذا المشرع كافر، وكفره ظاهر؛ لأنه جعل نفسه طاغوتا، فدعا الناس إلى عبادته، عبادة الطاعة وهو راض، وهناك من يحكم بهذا التقنين - وهذه الحالة الثانية - فالمشرع حالة، ومن يحكم بذلك التشريع حالة، ومن يتحاكم إليه حالة، ومن يجعله في بلده من جهة الدول هذه حالة رابعة.
فصارت عندنا الأحوال أربعا: المشرع، ومن أطاعه في جعل الحلال حراما والحرام حلالا ومناقضة شرع الله؛ هذا كافر. ومن أطاعه في ذلك فقد اتخذه ربا من دون الله. والحاكم بذلك التشريع فيه تفصيل: فإن حكم مرة أو مرتين أو أكثر من ذلك ولم يكن ذلك ديدنا له وهو يعلم أنه عاص بتحكيم بغير شرع الله، فهذا له حكم أمثاله من أهل الذنوب، ولا يكفر حتى يستحل؛ ولهذا تجد أن بعض أهل العلم يقول: الحاكم بغير شرع الله لا يكفر إلا إذا استحل، وهذا صحيح، ولكن لا تنزل هذه الحالة على حالة التقنين والتشريع، كما قال ابن عباس: ليس الكفر الذي تذهبون إليه، هو كفر دون كفر .. يعني: أن من حكم في مسألة أو في مسألتين بهواه بغير شرع الله وهو يعلم أنه عاص ولم يستحل، هذا كفر دون كفر.
أما الحاكم الذي لا يحكم بشرع الله بتاتا ويحكم دائما ويلزم الناس بغير شرع الله، فهذا من أهل العلم من قال: يكفر مطلقا ككفر الذي سن القانون؛ لأن الله جل وعلا قال: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} فجعل الذي يحكم بغير شرع الله مطلقا طاغوتا وقال: {وقد أمروا أن يكفروا به}.
ومن أهل العلم من. قال: حتى هذا النوع لا يكفر حتى يستحل؛ لأنه قد يعمل ذلك ويحكم وهو يعتقد في نفسه أنه عاص، فله حكم أمثاله من المدمنين على المعصية الذين لم يتوبوا منها. والقول الأول - وهو أن الذي يحكم دائما بغير شرع الله ويلزم الناس بغير شرع الله أنه كافر - هو الصحيح - عندي - وهو قول الجد الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - في رسالته تحكيم القوانين "؛ لأنه لا يصدر في الواقع من قلب قد كفر بالطاغوت، بل لا يصدر إلا ممن عظم القانون، وعظم الحكم بالقانون)).
أظن الذي تقصده هو المعلَّم .. أليس كذلك؟؟
والصور كمسائل شرعية معلومة لكن الخلط يحصل لدي في تنزيلها على الواقع، ففي الدول العربية التي تحكم بغير ما أنزل الله من المشرع؟؟ ألبرلمانات أو غيرها؟
أما الذي يحكم بهذا التشريع فأظنه الرئيس أو الحاكم، والمحتكمون له عامة الشعب، فأين الصورة الرابعة في واقعنا؟؟ هذا شيء، والشيء الأهم هل يعني هذا أن الحكام الذي يحكمون غير الشريعة لا يكفرون مطلقا؟؟ مع أن الظاهر من حالهم الذي لا جدل فيه أنهم لا يرون في ذلك بأسا!!
فلم نسمع أحدا منهم يتكلم بما يدل على عدم رضاه بتحكيم غير شرع الله؟!
وهل نقولاتكم شيخ عدنان هذا منزلة على الجميع؟؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 01:42]ـ
لا يا أخي لا يجوز لك تنزيل تلك النقول التيمية والفتاوى السنية القائمة على الدليل من الكتاب والسنة والاجتهاد الشرعي وتساويها بالفتاوى الحزبية القائمة على مصلحة الحزب.
/// بإمكانك الكتابة بأحرف هادئة قليلًا! حتى تستطيع التركيز وإيصال الفكرة بطريقة أحسن، وترجيء المعارك لجولاتٍ أخرى.
/// عجبًا لك ما رأيتني نزَّلتُ شيئًا على شيءٍ؟!
/// ثمَّ أيُّ حزبٍ للشيخ ابن باز والعثيمين .. أم كانا يعيشان في كوكبٍ آخر .. أم هما في العصور الوسطى .. هذه واحدة!
/// ثانيًا .. ما سوَّغتُ لأحد ولا أدري كيف فهمت منِّي هذا، مع تكرار إشارتي لموقفي من الأمر.
/// أمَّا ما ذكرته للأخ أبي فاطمة فقد أجبت فيه بنصف العلم في مشاركةٍ سابقة، فقلتُ: لا أدري!
فالأمر عندي (وقد وضََحته مرارًا): أنَّ من دخل البرلمان أوالمجلس التَّشريعي! بفتاوى وتأوُّلٍ فتكفيره ليس كما فعلت وأصدرت أنت الآن ..
وهذا غريب منك هداك الله , فهذه النقول سوف تطير كل مطار ويستدل بها الجهال وكأنها نصوص سماوية وأدلة نبوية , وهي فتاوى زمانية تختلف بحسب الحال والمآل , وغاية ما فيها أن تكون خطأ في الاجتهاد.
وأما كلام شيخ الإسلام عن الرجل الصالح النجاشي وحاله , فمختلف تمام الاختلاف عن حال أصحاب الأحزاب الذين مستندهم الحقيقي في أفعالهم عقلية لا شرعية , والغاية هي المبررة للوسيلة لا غير.
فالنجاشي لم وجد ومات قبل اكتمال الدين وقبل البراءة من الكافرين.
وليعلم المسلم بأن تبرير هذا الكفر بمبررات واهية , سوف تدخله في الرضا بهذا الكفر وهو لا يعلم والله المستعان.
فاحذروا اخواني.
/// كلامك الأخير كلُّه خطبةٌ لا تعنيني لو فهمت كلامي ومرادي حين تهدأ وتركِّز فيه، ولم تتعنَّت في قراءة الغيب المتوهَّم!
/// أمَّا النُّصوص والفتاوى التي تخشى أن تطير كلَّ مطار فاحبسها وأغلق عليها بالأغلال حتى لا يستدلَّ بها على الكفر، ضمَّ إليها كلَّ نصِّ يوهم الاستدلال به على الكفر!
/// حيَّاك الله؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 01:56]ـ
/// هذه الفتاوى التيميَّة التي كانت في زمن كتاب "اليازق (1) " لجنكيز خان:
(( ... وكثيرًا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً، بل وإماماً، وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها؛ فلا يمكنه ذلك. بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ... )).
--------------------------------------------------
(1): للإفادة: اليازق أو اليوزق - بألف ممالة و زاي - في التُّركيَّة القديمة والحديثة، (والتَّتر جنسٌ من التُّرك) =معناه: المكتوب. هذا أصل معناه اللُّغوي.
/// وأمَّا الاصطلاحي فلا يخفى عليكم؛ إذ هو الدستور الوضعي للتَّتر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 02:09]ـ
/// الأخت الكريمة شذى الجنوب .. وفَّقها الله
/// قد كرَّرت وصرَّحتُ أنِّي لم أنزِّل شيئًا على شيءٍ، بل رأيتُ عذرًا وتأوُّلًا وفتاوى يتَّكأ عليها، فنبَّهت بعض المتسرِّعين في التَّكفير إلى إلجام أقلامهم قليلًا .. هذا موضوعي ومرادي.
ـ[القضاعي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 02:15]ـ
/// بإمكانك الكتابة بأحرف هادئة قليلًا! حتى تستطيع التركيز وإيصال الفكرة بطريقة أحسن، وترجيء المعارك لجولاتٍ أخرى.
/// عجبًا لك ما رأيتني نزَّلتُ شيئًا على شيءٍ؟!
/// ثمَّ أيُّ حزبٍ للشيخ ابن باز والعثيمين .. أم كانا يعيشان في كوكبٍ آخر .. أم هما في العصور الوسطى .. هذه واحدة!
/// ثانيًا .. ما سوَّغتُ لأحد ولا أدري كيف فهمت منِّي هذا، مع تكرار إشارتي لموقفي من الأمر.
/// أمَّا ما ذكرته للأخ أبي فاطمة فقد أجبت فيه بنصف العلم في مشاركةٍ سابقة، فقلتُ: لا أدري!
فالأمر عندي (وقد وضََحته مرارًا): أنَّ من دخل البرلمان أوالمجلس التَّشريعي! بفتاوى وتأوُّلٍ فتكفيره ليس كما فعلت وأصدرت أنت الآن ..
/// كلامك الأخير كلُّه خطبةٌ لا تعنيني لو فهمت كلامي ومرادي حين تهدأ وتركِّز فيه، ولم تتعنَّت في قراءة الغيب المتوهَّم!
/// أمَّا النُّصوص والفتاوى التي تخشى أن تطير كلَّ مطار فاحبسها وأغلق عليها بالأغلال حتى لا يستدلَّ بها على الكفر، ضمَّ إليها كلَّ نصِّ يوهم الاستدلال به على الكفر!
/// حيَّاك الله؟!
يا عدنان سلمك الله , أنت تفهم مقصودي بالفرق بين الفتاوى السنية والفتاوى الحزبية.
فابن باز وابن العثيمين أصحاب نقل مدقق مطعم بالعقل المحقق والعصمة للرسل.
وأما الحزبيون فأصحاب عقل مجرد عن نقل محقق.
ولو علم الأئمة عن هذا الاستعمال لفتاواهم لندموا عليها.
قال شيخ الإسلام: " فَرُبَّ قَاعِدَةٍ لَوْ عَلِمَ صَاحِبُهَا مَا تُفْضِي إلَيْهِ لَمْ يَقُلْهَا. فَمِنْ رِعَايَةِ حَقِّ الْأَئِمَّةِ أَنْ لَا يُحْكَى هَذَا عَنْهُمْ - وَلَوْ رُوِيَ عَنْهُمْ - لِفَرْطِ قُبْحِهِ , وَلِهَذَا كَانَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَكْرَهُ أَنْ يَحْكِيَ عَنْ الْكُوفِيِّينَ وَالْمَدَنِيِّينَ وَالْمَكِّيِّينَ الْمَسَائِلَ الْمُسْتَقْبَحَةَ ". انتهى
وأنا أفهم أن مرادك طيب وأُهنيك على هذا , ولكن يا أخي ذهبت بعيداً بالمرة.
فالتشريع حق من حقوق الباري جل وعز ومنازعته في ذلك كفر في الربوبية هداك الله , فالواجب بيان ذلك والتحذير منه , والانكار على المتهاونين بذلك من أهل الأحزاب التي تنتسب للدين.
فالأصل في ما يسمى بالمجلس التشريعي هو كفر الردة , فلا يعذر بالجهل في مثل هذا , وإن قلنا بالعذر بالجهل أو التأويل , فليس بهذه الطريقة , وليس العذر لمن يريد الدخول , وإنما يتلمس العذر لمن قام حد السيف على رقبته عندئذ يقال قولك هذا في حق ذاك!
وفقني الله وإياك لمحابه ورضاه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 02:19]ـ
/// بورك فيك يا أخانا .. ما أراك إلَّا قد رجعتَ لخطبتك وزدَّتها تنميقًا، وذكرتَ أمورًا لا أخالفك فيها (التَّشريع حقٌّ لله ... الخ) ويقيني أنَّك تعرفها! ولكن لم يظهر لي لم تعيد الخطبة فيها؟! وأمَّا فهمي لتفريقك فظاهرٌ بالنتيجة في تسرُّعك بالتَّكفير، وتنديمك للشُّيوخ مع ما تقدَّم من البيان.
/// وأرى قومًا يتحاشون رمي الشُّيوخ بعدم فقه الواقع (في أمرٍ ما يخالف حزبيَّتهم الجديدة)، ويدورون حول ذلك بألفاظٍ ودوائر واسعة تؤدِّي في الآخر لذات المعنى، وكأنَّها جريمةٌ يخشون الوقوع فيها .. لم ترك التَّصريح بالاعتقاد؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 02:26]ـ
تقصد من يضع القوانين البديلة عن الشريعة؟؟
لأن الذي فهمته أن لهذه المسالة أربعة صور إيضاحها هنا في كلام نفيس للشيخ صالح آل الشيخ:
أظن الذي تقصده هو المعلَّم .. أليس كذلك؟؟
والصور كمسائل شرعية معلومة لكن الخلط يحصل لدي في تنزيلها على الواقع، ففي الدول العربية التي تحكم بغير ما أنزل الله من المشرع؟؟ ألبرلمانات أو غيرها؟
أما الذي يحكم بهذا التشريع فأظنه الرئيس أو الحاكم، والمحتكمون له عامة الشعب، فأين الصورة الرابعة في واقعنا؟؟ هذا شيء، والشيء الأهم هل يعني هذا أن الحكام الذي يحكمون غير الشريعة لا يكفرون مطلقا؟؟ مع أن الظاهر من حالهم الذي لا جدل فيه أنهم لا يرون في ذلك بأسا!!
فلم نسمع أحدا منهم يتكلم بما يدل على عدم رضاه بتحكيم غير شرع الله؟!
وهل نقولاتكم شيخ عدنان هذا منزلة على الجميع؟؟
الاخت الكريمة.
عضي بالنواجذ على تفصيل أهل العلم , واعلمي أن الخلاف بينهم لا ثمرة في الخوض فيه , لأنهم مجمعون على أن هذا التنظير يختلف حال التطبيق , فلا نحتاج للأعتذار عن الواقعين في هذه الآثام العظام , ولا يجوز تصور الأعيان عند تقرير هذه الأحكام , لأن الحكم على النوع لا يحتاج إلى توافر شروط وانتفاء موانع.
وإيجاز ما نقلتي لنا من علم نافع هو:
هناك: تشريع وهذا لا يسمى حكم بغير ما أنزل الله لأن المشرع قد لا يكون حاكماً كحال المجالس التشريعية.
وهناك: حاكم بغير ما أنزل الله: يأتي بقانون ويحكم به بين الناس وله حالات منها الكفر الأكبر ومنها الأصغر.
وهناك: التحاكم لغير ما أنزل الله وفيه تفصيل عند أهل العلم بين التحاكم الذي يكون ردة والتحاكم الذي يُعذر صاحبها.
وهذا كلام على الأنواع لا الأعيان , والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 02:33]ـ
////// وأرى قومًا يتحاشون رمي الشُّيوخ بعدم فقه الواقع (في أمرٍ ما يخالف حزبيَّتهم الجديدة)، ويدورون حول ذلك بألفاظٍ ودوائر واسعة تؤدِّي في الآخر لذات المعنى، وكأنَّها جريمةٌ يخشون الوقوع فيها .. لم ترك التَّصريح بالاعتقاد؟
لا يا رعاك الله لسنا ممن يرمي المشايخ بعدم الفقه للواقع ونبرأ إلى الله من ذلك سابقاً ولاحقاً.
ولكن الذي لم يفقه علم الفتوى ومتى تستعمل هو الذي لم يأخذ الواقع في الاعتبار , ويستدل بهذه الفتوى.
وأنت تعلم كما أظن بأن الحكم الشرعي لا يتغير ولكن الفتوى تتغير بتغير تصورها.
وأنت تعلم يقيناً بأن هذه الفتاوى كانت قبل وصول الأحزاب الإسلامية إلى السلطة , وبقاء الحال على ما كان بل أسوء مما كان , بل أقروا المنكر بدل تخفيفه وربما زادوا فيه ما ليس فيه والله المستعان , والحكم على الشيء فرع عن تصوره , فلو كانت هذه الأحوال في ذاك الزمان , لاختلفت الفتوى , هداك الله.
ـ[القضاعي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 02:42]ـ
ألست تعلم يا عدنان سلمك الله بأن الشيخين ابن باز وابن عثيمين كانا ممن يزكي بعض الجماعات والمنتسبين لها في أول أمرهم بحسب ما ظهر لهم من أحوالهم , ولما ظهر لهم من حالهم غير الذي ظهر في الأول رجعوا للتحذير منهم.
فلا يقال لم يفقهوا ثم فقهوا , بل يقال حكموا بعلم , ثم حكموا بعلم زائد , وهذا الظن بالأفاضل من أهل العلم.
وخذ هذه القاعدة: كل من يقول أن العالم المعروف بالعلم والفضل والتدقيق , حكم بدون تصور صحيح , فهو إما جاهل لا يعرف حال أهل العلم , وإما صاحب هوى.
ولكن تنبه للقيد ((معروف بالعلم والفضل والتدقيق)) وليس كل فاضل بهذا الوصف والمعصوم من عصمه الله.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 02:45]ـ
/// الأخت الكريمة شذى الجنوب .. وفَّقها الله
/// قد كرَّرت وصرَّحتُ أنِّي لم أنزِّل شيئًا على شيءٍ، بل رأيتُ عذرًا وتأوُّلًا وفتاوى يتَّكأ عليها، فنبَّهت بعض المتسرِّعين في التَّكفير إلى إلجام أقلامهم قليلًا .. هذا موضوعي ومرادي.
شيخنا الفاضل .. أرجو المعذرة لأني مررت على الردود سريعا فلم أنتبه.
الأخ الفاضل القضاعي
وإيجاز ما نقلتي لنا من علم نافع هو:
هناك: تشريع وهذا لا يسمى حكم بغير ما أنزل الله لأن المشرع قد لا يكون حاكماً كحال المجالس التشريعية.
وهناك: حاكم بغير ما أنزل الله: يأتي بقانون ويحكم به بين الناس وله حالات منها الكفر الأكبر ومنها الأصغر.
وهناك: التحاكم لغير ما أنزل الله وفيه تفصيل عند أهل العلم بين التحاكم الذي يكون ردة والتحاكم الذي يُعذر صاحبها.
وهذا كلام على الأنواع لا الأعيان , والله أعلم.
جزاك الله خيرا وهذه الثلاث حالات هي ما توصلت إليها لكن الشيخ يقول أربع!!
فأين الرابعة؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 02:48]ـ
ولكن الذي لم يفقه علم الفتوى ومتى تستعمل هو الذي لم يأخذ الواقع في الاعتبار , ويستدل بهذه الفتوى.
/// لا يا (رعاك وهداك وسلَّمك الله) الذي لا يفقه الكلام المكتوب والمعاد مرَّاتٍ عديدةٍ كيف له أن يحاور بتهذيبٍ وأدبٍ وفقهٍ! بل يقذف زبدًا ونارًا.
/// صاحب الموضوع يقول: لا أفتي، بل أباحث وأحاور! ولا أسوِّغ بل أٌقدِّم عذرًا لمن قد يكفَّر وقد لا يعذر بعد المحاورة وترك التَّقليد والنَّظر للواقع! ولا أنزل شيئًا على شيءٍ ..
وبعد كلِّ هذا ههنا من يعيد: "فقه علم الفتوى"؟!
وأنت تعلم يقيناً بأن هذه الفتاوى كانت قبل وصول الأحزاب الإسلامية إلى السلطة , وبقاء الحال على ما كان بل أسوء مما كان , بل أقروا المنكر بدل تخفيفه وربما زادوا فيه ما ليس فيه والله المستعان , والحكم على الشيء فرع عن تصوره , فلو كانت هذه الأحوال في ذاك الزمان , لاختلفت الفتوى , هداك الله.
/// وأنت تعلم أنَّنا لا نتكلَّم عن وصول "الإسلاميين" إلى السُّلطة فقط! بل دخولهم إليها وعدم قدرتهم على التَّغيير على زعمهم، والتي قيل فيها لمن تندِّمهم على فتاواهم:
س 5: هل يجوز التصويت في الانتخابات والترشيح لها؟ مع العلم أن بلادنا تحكم بغير ما أنزل الله.
ج 5: لا يجوز للمسلم أن يرشح نفسه رجاء أن ينتظم في سلك حكومة تحكم بغير ما أنزل الله، وتعمل بغير شريعة الإسلام، فلا يجوز لمسلم أن ينتخبه أو غيره ممن يعملون في هذه الحكومة، إلا إذا كان من رشح نفسه من المسلمين ومن ينتخبون يرجون بالدخول في ذلك أن يصلوا بذلك إلى تحويل الحكم إلى العمل بشريعة الإسلام، واتخذوا ذلك وسيلة إلى التغلب على نظام الحكم، على ألا يعمل من رشح نفسه بعد تمام الدخول إلا في مناصب لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
[ color="red"] اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبدالله بن قعود - عضو: عبدالله بن غديان - نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي - الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
/// السؤال: ما حكم الانتخابات الموجودة في الكويت , علماً بأن أغلب من دخلها من الإسلاميين ورجال الدعوة فتنوا في دينهم؟ وأيضاً ما حكم الانتخابات الفرعية القبلية الموجودة فيها يا شيخ؟!
الجواب: أنا أرى أن الانتخابات واجبة, يجب أن نعين من نرى أن فيه خيراً, لأنه إذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟ أهل الشر, أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر, أتباع كل ناعق, فلابد أن نختار من نراه صالحاً فإذا قال قائل: اخترنا واحداً لكن أغلب المجلس على خلاف ذلك, نقول: لا بأس, هذا الواحد إذا جعل الله فيه بركة وألقى كلمة الحق في هذا المجلس سيكون لها تأثير ولابد, ....
فأقول: حتى لو فرض أن مجلس البرلمان ليس فيه إلا عدد قليل من أهل الحق والصواب سينفعون, لكن عليهم أن يصدقوا الله عز وجل, [ u]...
/// ألم يفقه المشايخ الواقع أوفقهوه وسيندمون عليه! أتسمِّي هذه فتواى طيَّارة لم تفهم على وجهها أواستغلَّت وحُرِّفت فلا عذرٍ لمحرِّف فيها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 03:01]ـ
فلا يقال لم يفقهوا ثم فقهوا , بل يقال حكموا بعلم , ثم حكموا بعلم زائد , وهذا الظن بالأفاضل من أهل العلم.
وخذ هذه القاعدة: كل من يقول أن العالم المعروف بالعلم والفضل والتدقيق , حكم بدون تصور صحيح , فهو إما جاهل لا يعرف حال أهل العلم , وإما صاحب هوى.
ولكن تنبه للقيد ((معروف بالعلم والفضل والتدقيق)) وليس كل فاضل بهذا الوصف والمعصوم من عصمه الله.
/// بورك فيك .. ليس هذا حديثنا فلا تطل القول فيه، فإنِّي أدري البيت وما فيه .. فما غيَّرت اسمه بقولك: "فلا يقال لم يفقهوا ثم فقهوا , بل يقال حكموا بعلم , ثم حكموا بعلم زائد" هو ما يختصر بقولة: لم يفقه الواقع .. لكن بتطويل العبارة وتهذيبها، لكن النَّتيجة واحدة .. إلَّا إن تكلَّمت بلغةٍ أخرى!
/// ألستَ تعلمُ -بورك فيك- أنَّ هذه قاعدة ((رافضيَّة)) تدعو إلى عصمة الشُّيوخ، وعدم وقوع الخطأ منهم ..
/// وأتمنَّى أن تجود عليَّ بتأصيلٍ أونصٍّ واحدٍ عن إمام من السَّلف ((معروف بالعلم والفضل والتدقيق، وطبعًا أنت من تحدِّد وتميُّز من يحوز على هذه الصِّفات ومن يُحرم منها ويطرد)) على أنَّ العالم لا يمكن أبدًا أن يخطيء في تصوِّر الواقع أبدًا أبدًا!
/// أم سلفيةُ بعض النَّاس خيرٌ من سلفيَّة الأئمَّة؟!
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 06:46]ـ
لو تنظر ياشيخ في الفتوى تعلم بأن واقع من دخل البرطمانات لم يلتزم بالضوابط المذكورة:
س 5: هل يجوز التصويت في الانتخابات والترشيح لها؟ مع العلم أن بلادنا تحكم بغير ما أنزل الله.
ج 5: لا يجوز للمسلم أن يرشح نفسه رجاء أن ينتظم في سلك حكومة تحكم بغير ما أنزل الله، وتعمل بغير شريعة الإسلام، فلا يجوز لمسلم أن ينتخبه أو غيره ممن يعملون في هذه الحكومة، إلا إذا كان من رشح نفسه من المسلمين ومن ينتخبون يرجون بالدخول في ذلك أن يصلوا بذلك إلى تحويل الحكم إلى العمل بشريعة الإسلام، واتخذوا ذلك وسيلة إلى التغلب على نظام الحكم، على ألا يعمل من رشح نفسه بعد تمام الدخول إلا في مناصب لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبدالله بن قعود - عضو: عبدالله بن غديان - نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي - الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
و إقرأ معي تصريحات بعضهم:
فأحدهم يقول بأن جماعته لن تجبر الناس على تبني مبادئ الشريعة الاسلامية في حياتهم اليومية ولن تعمل على اغلاق دور العرض السينمائي والمطاعم التي تقدم مشروبات روحية.!!!!
ويقول:فالناس أحرار فيما ينوون فعله!!
و الآخر يقول:" أما مخاوف البعض من الرجعية وفرض الحجاب وتقييد الحريات ومنها حرية المرأة مخاوف غير حقيقية، "
و آخر يقول:"لا نهدف إلى اسلمة المجتمع "!!!
ويقول آخر:"ان اي تغيير في التشريعات ********* المعمول بها في البرلمان السابق الذي كانت تهيمن عليه ***** سيخضع لاستفتاء شعبي تجسيدا لمبادئ الديمقراطية"
وغيرها من الطوام القولية قارن بين الكلام أعلاه و الشروط التي في الفتوى هل التزموا بها؟
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 07:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
/// ( .. بعض المتسرِّعين في التَّكفير إلى إلجام أقلامهم قليلًا .. هذا موضوعي ومرادي)
بارك الله فيك واستعملك في طاعته وجعلك من جنده.
/// لي سؤال:
ألا ترى فرق بين ____ (حاكم) أو (حزب) هو الذي صنع النظام وغيّر ووو، ثم يعتذر له (بالنجاشي).
أعني (من كان في بلاد الإسلام) لاسيما ( .... ).
فإنك ترى من تردي وانحطاط كل شيء: في الدين والاجتماع والاعتقادات ...
و (البشكة) تسعى (لمشاريع) مشبوهة ....
فإن ما حوله بلاد الإسلام التي انتشر بها ومنها خرج، والأصل فيهم الدعوة إلى شرع الله والاستقامة فيه، ثم يدخل بينهم التسوس ..
(نعم) ما استطاع أن يغير بالكلية، لكن له أن يسعى، ولا يتصور (بل محال) أنه كالأسير _________
فهل يعتذر لهذا الصنف بحال النجاشي وغيره ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:26]ـ
/// عجبًا لكم يا إخوة! مقصودي من الفتاوى السابقة ليس الدعوة ولا الدفاع عن الدخول للبرلمانات والحثِّ على ذلك، بل كبح التَّكفير والتَّبديع الذي رأيناه لأجل هذه الفتاوى التي تؤكِّد وجود عذرٍ لهؤلاء قد يتأوَّلون به، هذا مرادي من الموضوع، وقد كرَّرته مرارًا.
/// فمن دخل هذه البرلمانات من ((بعض)) الإسلاميين المحاولين للإصلاح يحتجُّ بحججٍ أقرب إلى الحجج المساقة في تلكم الفتاوى، التَّيميَّة والعثيمينيَّة والبازيَّة .. أنَّه أراد الإصلاح وأراد تغيير المنكر .. الخ بغضِّ النَّظَر عن رجحان هذا الرأي في نفس الأمر، أو هل الحال هناك هي الحال هنا عند التَّحقيق، فما ههنا أحدهم حتى ((يبيَّن له)) أنَّ تلك الحُجَّة غير صحيحة .. الخ.
/// ولم أدعُ في حياتي إلى العمل السِّياسي كهؤلاء! والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 09:27]ـ
وقد كانوا يتعاقدون الحلف للحماية والدفع وكانوا يدفعون إلى ضرورة لأنهم كانوا نشرا لا سلطان عليهم ينصف المظلوم من الظالم ويمنع القوي عن الضعيف فكانت الضرورة تؤديهم إلى التحالف فيمتنع به بعضهم من بعض وكان ذلك معظم ما يراد الحلف من أجله
لم يكن هذا الحلف أو التناصر خاصاً بأهل الفضول .. بل شمل كل أهل مكة، حتى من دخل فيها.
ذكر ابن اسحاق في السيرة، وابن كثير في البداية والنهاية، والقرطبي في تفسيره، وغيرهم، أن حلف الفضول تكوّن لما ((اجتمعت قبائل من قريش في دار عبد الله بن جُدْعان - لشرفه ونسبه - فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو غيرهم إلا قاموا معه حتى تُرَدّ عليه مظلمته، فسمت قريش ذلك الحِلف حلفَ الفضول. أي حِلف الفضائل)) اهـ
باختصار هم حرّموا الظلم في مكة .. لذلك عمّ هذا الحكم أهلها وغير أهلها، ولا أظن أن هذه المسألة من الإبهام بمكان حتى لا تُعى.
وتناصرهم في ذلك هو كتناصر من يضع للناس قانوناً يسير عليه أهل بلدة ما.
فمن حرّم الخمر مثلاً، وتعاقد عليه مع وجهاء قومه وتحالف، تناصروا مع بعضهم على منع الخمر وتحريمه في بلدتهم .. وليس هو تحالف مناصرة خاص بأعيان من تحالفوا، ولا يدخل فيه غيرهم.
وحتى لو قلنا بذلك .. يبقى السؤال: هو إما يأخذ صفة التشريع أو صفة الحكم .. ولا ينفك عن ذلك.
فإن كان تشريعاً .. فلنقل أنه كفر .. وإن كان حُكماً، فهل يُعد من حكم الجاهلية؟ .. وداخل في قول الله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون}؟ .. وهل نقول إن رسول الله (ص) أقرّ كفار قريش على حكم الجاهلية - حاشاه -؟
ولكن نرى عند البعض - ولا أعني أحداً معيناً - أنه يفزع من كلمة "قانون" .. وكأن الله - عز وجل - قال إن من قال بأي قانون فهو كافر.
وما أقوله في هذا الشأن هو أن قوانين الكفار التي وافقت الفطرة، والتي مستندها أصلاً الفطرة، هي مما يجوز التحاكم إليه عند الضرورة .. وأما ما كان مستندها الشرائع والأديان الكفرية، فهذا مما لا يجوز بحال التحاكم إليها.
هذا، والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 09:35]ـ
/// عجبًا لكم يا إخوة! مقصودي من الفتاوى السابقة ليس الدعوة ولا الدفاع عن الدخول للبرلمانات والحثِّ على ذلك، بل كبح التَّكفير والتَّبديع الذي رأيناه لأجل هذه الفتاوى التي تؤكِّد وجود عذرٍ لهؤلاء قد يتأوَّلون به، هذا مرادي من الموضوع، وقد كرَّرته مرارًا.
/// فمن دخل هذه البرلمانات من ((بعض)) الإسلاميين المحاولين للإصلاح يحتجُّ بحججٍ أقرب إلى الحجج المساقة في تلكم الفتاوى، التَّيميَّة والعثيمينيَّة والبازيَّة .. أنَّه أراد الإصلاح وأراد تغيير المنكر .. الخ بغضِّ النَّظَر عن رجحان هذا الرأي في نفس الأمر، أو هل الحال هناك هي الحال هنا عند التَّحقيق، فما ههنا أحدهم حتى ((يبيَّن له)) أنَّ تلك الحُجَّة غير صحيحة .. الخ.
/// ولم أدعُ في حياتي إلى العمل السِّياسي كهؤلاء! والسلام عليكم
أود أن أسألك يا أخ عدنان، مع اتفاقي معك في جملة هذا القول، من حيث إعذار الآخذ بهذه الفتاوى، بل حتى إعذار القائل بها، إن كانت قائمة على أصل شرعي صحيح، وهو إنكار المنكر وتحكيم الشريعة وما إلى ذلك .. لكن هل لهؤلاء البرلمانيين حُكم المنتسب إلى جماعة ما، وهي جماعة المشرّعين أو جماعة الديموقراطيين؟
وهل حكمه - عند من يرى كُفر الديموقراطية والتشريع - هو كحكم المنتسب إلى الجماعة العلمانية أو الشيوعية أو الاشتراكية وغيرها؟
وإن كان هناك فرق، فهل لك أن توضحه؟
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 10:05]ـ
يا أبا شعيب أنا أحرر ردا على مسألة حلف الفضول وإيرادك الذي أوردته حولها, ولكثرة الانشغال - الذي يضطرني لتخصيص حصة يومية محددة لبحوث المنتديات (وبحث الفضول ليس الوحيد) - أوردت كلام الجصاص من باب الفائدة وتفتيح الأذهان وكمدخل, ولم أورده بالضرورة ردا على اسشهادك لأني لم أبين وجه الشاهد منه, لكني أعلم أنك من النوع الذي يبحث فأحببت أن ألقيه بين يديك تنظر فيه وتتأمله.
ولي أغراض من كلام الجصاص لم أفصح عنها وهناك نقول أخرى ستثري البحث إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنبهك اختصارا أن غرضي من إيراد نقل الجصاص ليس الشمول وعدم الشمول للحلف لجميع أفراد مكة, فليس هذا من الأوصاف التي بنيت عليها ردي على استشكالك - حتى اللحظة - والذي أحرره حاليا, ومع ذلك من باب الفائدة وتصحيح المعلومة فليس كل أهل مكة دخلوا في الحلف, وراجع كلام ابن إسحاق وغيره في تسمية من دخل في ذلك الحلف من القبائل وتعدادهم بالاسم.
وأما جملتك الأخيرة فلا تتعلق بموضوعنا أصلا, ولكني لا أستطيع تجاوزها, فعجيب استدلالك على جواز التحاكم إلي قوانينهم في ما وافق الفطرة للضرورة, فيقال لك:
أولا: ليس في حلف الفضول تشريع ولا قضاء ولا تحاكم أصلا, وإنما هو جبر واستعمال للقوة والسيف لردع أمور تعارفوا على أنها من الظلم بغض النظر عن منطلق كل منهم في عدها ظلما, واتفاق إراداتهم على استعمال القوة لمنع الشيء مع اختلاف منطلقاتهم التي حركت تلك الإرادات أمر متصور, بل ومرجح في ظل مجتمع ليس له قانون مشترك يتفقون على تعظيمه والانقياد له, وإنما يقوم على الجوار والأحلاف التي تستخدم فيها القوة لتنفيذ ما يريد ولو كان ظلما بينا كتخالفهم على الغارات والغزو. ولو كان الحلف يستلزم التشريع للأحكام تحليلا وتحريما لكانوا مشرعين محللين للظلم في أحلافهم التي عقدوها على الغارات والغزو. فعلم أن مجرد عقد الحلف لا يستلزم التشريع, وسيأتيك في الرد تفصيل استدلالات أخرى من الأثر والنظر لتكييف الحلف على أنه استعمال للقوة في أمور اتفقت إرادات المتحالفين على إيقاعها أو منع إيقاعها بما لا يستلزم اتحاد منطلقاتهم وكونهم مشرعين لها.
ثانيا: يقال أن الفطرة أو العقل يقتضيان تحريم الظلم إجمالا, ولكن الظلم كمعنى إجمالي إنما يوجد في الأذهان ولا يتجسد في الواقع إلا كوقائع تفصيلية, والشريعة جاءت بتفصيل الأحكام التي تبين ما هو الظلم وما هو ليس بظلم من الوقائع, ومن المحال عقلا أن يقع التحاكم في تحريم الظلم هكذا بمعناه الإجمالي! وإنما يرد التحاكم على وقائع, وأحكام تلك الوقائع لا تستند للفطرة كاستناد تحريم الظلم الإجمالي لها.
ثالثا: إذا جعلت كون مستند جواز التحاكم للضرورة هو استناد القانون للفطرة أو العقل - بعد التسليم جدلا أن هذا ممكن الوقوع حيث منعنا وقوع في الوقائع التفصيلية في (ثانيا) أعلاه -فالاطراد الذي ينبني عليه صحة تعليلك يقتضي أن تجيز ذلك في غير الضرورة, فإذا كان الوصف المؤثر عندك هو الفطرة فلا محل لذكر الضرورة ما دام القانون مستندا للفطرة, فاجعله جائزا على كل حال! - ومثلك لا أظنه يفعل -, فإن قيدته بالضرورة فعلام جعلت الفطرة مؤثرة في الحكم ما دامت الضرورة عندك تجيز مثل هذا.
هذا اختصارا, واضطريت تبعا لا قصدا أن أفصح عن بعض ما سأدرجه في الرد الذي أحرره, أسأل الله تيسير إتمامه على الوجه الذي يرضيه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 10:21]ـ
أود أن أسألك يا أخ عدنان، مع اتفاقي معك في جملة هذا القول، من حيث إعذار الآخذ بهذه الفتاوى، بل حتى إعذار القائل بها، إن كانت قائمة على أصل شرعي صحيح، وهو إنكار المنكر وتحكيم الشريعة وما إلى ذلك .. لكن هل لهؤلاء البرلمانيين حُكم المنتسب إلى جماعة ما، وهي جماعة المشرّعين أو جماعة الديموقراطيين؟
وهل حكمه - عند من يرى كُفر الديموقراطية والتشريع - هو كحكم المنتسب إلى الجماعة العلمانية أو الشيوعية أو الاشتراكية وغيرها؟
وإن كان هناك فرق، فهل لك أن توضحه؟
وجزاك الله خيراً
/// لا أدري ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 10:30]ـ
للأخ عدنان:
هناك فرق بين أن تعتبر استناد القوم لكلام ابن تيمية يقوم مقام التأويل المانع من التكفير, وبين أن تزيد على ذلك فتعتبره سلفا لهم بحيث تنفي عنهم أنهم أتوا بقول لا سلف لهم فيها وأحدثوا ما ليس لهم فيه مستند من كلام المتقدمين.
فالأول يرجع لنظر المجتهد في مدى كونه تأويلا سائغا يدرأ التكفير, والثاني نمنعه حتى تخرِّج مناطات ابن تيمية من كلامه على صورة النجاشي وتنقحها ثم تحققها في واقعة البرلمانات المسماة بالتشريعية.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 10:49]ـ
للأخ عدنان:
هناك فرق بين أن تعتبر استناد القوم لكلام ابن تيمية يقوم مقام التأويل المانع من التكفير, وبين أن تزيد على ذلك فتعتبره سلفا لهم بحيث تنفي عنهم أنهم أتوا بقول لا سلف لهم فيها وأحدثوا ما ليس لهم فيه مستند من كلام المتقدمين.
فالأول يرجع لنظر المجتهد في مدى كونه تأويلا سائغا يدرأ التكفير, والثاني نمنعه حتى تخرِّج مناطات ابن تيمية من كلامه على صورة النجاشي وتنقحها ثم تحققها في واقعة البرلمانات المسماة بالتشريعية.
/// ليس سلفًا للدَّاخلين فقط، بل للمفتين لهم أيضًا بذلك، وهو سلفٌ لهم عندهم، وعند من يعذرهم باعتبار أنَّ ذلك (فهمهم له)، وإن لم يكن كذلك عندك أوعندي .. وقضيَّة التنقيح والتحقيق لا علاقة لها بما ذكرته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 11:07]ـ
/// ليس سلفًا للدَّاخلين فقط، بل للمفتين لهم أيضًا بذلك، وهو سلفٌ لهم عندهم، وعند من يعذرهم باعتبار أنَّ ذلك (فهمهم له)، وإن لم يكن كذلك عندك أوعندي .. وقضيَّة التنقيح والتحقيق لا علاقة لها بما ذكرته.
ممتاز جدا: مادام سلفا لهم ولمن يفتي لهم في ظنهم دون أن يلزم أن يكون سلفا عند غيرهم فقد تم المطلوب, وتحصيل ذلك أنهم مدعين لكونه سلفا لهم, ونحن نمنع هذه الدعوى ونطالب بإثباتها بتخريج مناطات ابن تيمية وتنقيحها ثم تحقيقها ليخرجوا على كلامه في النجاشي ويجعلوه سلفا لهم مثبتين ذلك لغيرهم. وما لم يتم ذلك فإيراد كلام ابن تيمية هكذا ووضعه كسند لهم دون التخريج والتنقيح والتحقيق هو دعوى مرسلة لا فائدة منها.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 11:17]ـ
/// حولها ندندن.
ونحن نمنع هذه الدعوى ونطالب بإثباتها بتخريج مناطات ابن تيمية وتنقيحها ثم تحقيقها ليخرجوا على كلامه في النجاشي ويجعلوه سلفا لهم مثبتين ذلك لغيرهم.
/// ولا تنس تخريج وتنقيح وتحقيق مناطات غيره ممَّا تقدَّم نقل قولهم من المعاصرين. وتقدَّم أنَّ الاستدلال بقضيَّة النَّجاشيَّ ليست كلَّ شيءٍ في الباب! والتنبيه على هذا قد تقدَّم.
فإيراد كلام ابن تيمية هكذا ووضعه كسند لهم دون التخريج والتنقيح والتحقيق هو دعوى مرسلة لا فائدة منها.
/// أين رأيت هذا في كلامي؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 11:24]ـ
حبيبي عدنان, أنا لم أكذب عليك, ولا همة عندي لتتبع كلامك وبيان كيف فهمت ذلك, فإن حاصل ذلك أن أثبت أنك قلت بشيء ورجعت عنه, أو أني تخيلت شيئا فهمته خطئا فحينها أرجع أنا عنه, وكلها أمور شخصية لن تفيد القارئ, وما دمت قلت نصا أنك تدندن حول المذكور فالحمد لله, واعتبرني توهمت واقبل اعتذاري وتقديري لك.
وإن شئت لي طلب أخوي كرما لا أمرا أن تراجع مشاركاتك فلعل فيها ما يوهم ذلك, فتستفيد - نفع الله بك - من معرفة كيف تزيد من التحرز في أسلوبك مستقبلا. فإن قلت أني مدع لا برهان لي وأن علي الإثبات لا عليك فاقبل إذا اعتذاري, ولست مصرا ولا مهتما على إثبات أمر لا يفيد إثباته القارئ.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 11:35]ـ
/// الأمر سهلٌ يا أخانا، ولا يحتاج إلى همَّة ولا تتبُّع ولا أمور شخصيَّة وزيادة تحرُّزٍ! وإن أردَّت أن أسجَّل لك تراجعًا عن كلامٍ قلته سابقًا (فهمت منه الأمر الثاني الذي ذكرته) كتبته لك ههنا! وما اتَّهمك أحدٌ بالكذب والوهم، فلستَ بحاجةٍ إلى مثل هذا الدفاع.
/// ولو كشفتَ للإخوة أنِّي أخطأتُ (ثم تراجعتُ الآن) فلا بأس عليك، فالأمر سهلٌ أيضًا ..
/// المهم أن تواصل مناقشاتك وتمضي فيها موفَّقًا مسدَّدًا، وتتجاوز الوقوع في تشخيص الموضوع معي.
أعانك الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 01:31]ـ
/// حولها ندندن ..
/// للتَّنبيه: وحتى لا يُساء فهم كلامي، و (لمزيدٍ من التحرُّز) فلم أقصد من الدَّندنة حول ما ذكره الأخ أنِّي موافقه في كلِّ ما يذكره، لا في الأصل ولا فيما تفرَّع عنه، ولعلَّ هذا الإجمال هو ما حمله على أنِّي أتراجع وأخطيء وأتملَّص الآن؟!
/// قصدُّتُ من الدندنة أنَّ هذا محور كلامنا وحوارنا الذي ينبغي أن يكون، وأنَّ الأمر الأول (وهو إمكانية العذر المانع من التَّكفير) قد يكون محلَّ اتِّفاقٍ على الأقل بيني وبين غيري كما لاح من كلامهم.
/// ولا بأس لمن أراد الاستفاهم أوالتخطئة لما ذكرته (سلفًا)، وهو موجودٌ كلُّه والحمدلله = أن يقتبس ذلك من كلامي أنا، لا من فهمه الخاطيء له، أوإلزامي باللَّوازم الباطلة من عنده.
كما لا أنسى التَّذكير بحرمة الأخوة التي بيننا وكرم النَّفس اللذين يمنعان من إساءة الأدب في الحوار الدافع لردَّة الفعل بمثله.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 02:15]ـ
ذكرت أن قولك حولها ندندن لا يلزم منه موافقتي في كل ما أقول, طبعا لا يلزم منه موافقتي في كل قول ذكرته في هذا الموضوع الذي شاركت فيه أكثر من مشاركة, هذا بديهي.
ولكن المهم أنك قلته تعليقا على قولي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ممتاز جدا: مادام سلفا لهم ولمن يفتي لهم في ظنهم دون أن يلزم أن يكون سلفا عند غيرهم فقد تم المطلوب, وتحصيل ذلك أنهم مدعين لكونه سلفا لهم, ونحن نمنع هذه الدعوى ونطالب بإثباتها بتخريج مناطات ابن تيمية وتنقيحها ثم تحقيقها ليخرجوا على كلامه في النجاشي ويجعلوه سلفا لهم مثبتين ذلك لغيرهم).
والذي فهمت أنك وافقتني عليه وظننت أنك رجعت إليه هو أن كون كلام ابن تيمية - الذي يظنون أنه سند لهم - يمثل سلفا لهم دعوى تحتاج للإثبات بتخريج المناط فتنقيحه فتحقيقه.
فهل أنا مخطئ في فهمي؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 02:28]ـ
/// باختصار: عندنا (قومٌ)، وليست الطَّائفة الفلانيَّة بعينها، تزعم أنَّها متأوِّلة التحلُّل في الدخول للبرلمانات والحكم بغير ما انزل الله ... الخ، وتزعم أنَّ ما تقدَّم من نقل كلام الأئمَّة وغيرهم ممَّن يقلِّدون قولهم كالشيخين القرضاوي وعبدالرحمن عبدالخالق وغيرهم .. حُجَّةٌ لهم، وأنَّ كلام ابن تيميَّة (ليس في النَّجاشي وحده بل في أصل الأمر) حُجَّة لهم أيضًا = فقد نعذرهم في ذلك ونجعل ذلك حُجَّة في منع تكفيرهم فهذا لا دندنة فيه!
/// لكن ما ذكرته في قولك:
وتحصيل ذلك أنهم مدعين لكونه سلفا لهم, ونحن نمنع هذه الدعوى ونطالب بإثباتها بتخريج مناطات ابن تيمية وتنقيحها ثم تحقيقها ليخرجوا على كلامه في النجاشي ويجعلوه سلفا لهم مثبتين ذلك لغيرهم ..
/// أوافقك و (أدندن معك) في المسطور المحمَّر عليه، وهو النَّظر في حالهم وهل يتوافق مع ما احتجُّوا به.
/// لا في أنِّي أبحث معك تحقيق وتنقيح وتخريج نفس كلام ابن تيميَّة وهل هو حُجَّة في هذا الباب، وهل يؤدِّي إلى ما فهمته أنا، لا أولئك المطالبين بالإثبات.
/// وأنا قلتُ سلفًُا: لا أنزِّل شيئًا على شيءٍ، ولا أقصد الكلام على حالٍ معيَّنةٍ، فلكل حالٍ حكمٌ، ولا ينبغي استحضار فكرة ذهنيَّة معيَّنةٍ للتحاور مع شخص يتكلَّم في العموميَّات التي لكل حال فيها حكمًا؛ فيصير الحوار في اتِّجاهين متباينين. وبس
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 02:31]ـ
قولك:
/// حولها ندندن.
/// ولا تنس تخريج وتنقيح وتحقيق مناطات غيره ممَّا تقدَّم نقل قولهم من المعاصرين. وتقدَّم أنَّ الاستدلال بقضيَّة النَّجاشيَّ ليست كلَّ شيءٍ في الباب! والتنبيه على هذا قد تقدَّم.
/// أين رأيت هذا في كلامي؟
أما كون الاستدلال بقضية النجاشي رحمه الله ليست كل شيء في الباب فمسلم, وأنا أمنع أن تكون هي أو غيرها صالحة للاستدلال في الباب وأعدها شبهات. وليس المراد من الموضوع كما أفهم إيراد جميع استلالاتهم ومناقشتها فلا نطيل في ذلك لأن المقام ليس مقامه.
والأصل في مثل هذه المسائل الخطيرة النظر في الأدلة والتحوط فيها لأقصى حد, ولذلك المعاصرين ممن أجاز غفر الله لهم ليس قولهم بذاته حجة كما هو مسلم عند الجميع حتى في فروع المسائل, فلا يستجاز به وحده هذا الدخول في البرلمانات التشريعية, فكيف وأقوالهم معارضة بأقوال علماء آخرين منعوا ذلك, فتتساقط الأقوال وتبقى الحجاج - على أن التساقط يكون عند تعارض الأدلة وأقوالهم أصلا ليست أدلة بذاتها, فذكر التساقط هنا تجوز وإلزام لمن يعاملون أقوالهم معاملة الأدلة مخالفين تنظيراتهم, والكلام عام أقوله استطرادا لا تعيينا لك يا أخ عدنان فأنت بعيد عن ذلك كما هو واضح من مشاركاتك.
غفر الله لعلماء المسلمين ورحم ميتهم ونفع بحيهم ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 02:38]ـ
بارك الله فيك,
أفهم أنك لست مطالب بالإثبات ما دمت لم تدَّع أن كلام ابن تيمية يمثل سلفا لهم. أفهم هذا وأتفق معك فيه. وأفهم أن كوننا اتفقنا على هذا لا يعني أنك توافقني في بقية ما ذكرته في بقية كلامي في العديد من المشاركات في هذا الموضوع.
ولا داعي لأن تقتبس وأنا سحبت كلامي كما تقدم واعتذرت عن توهم ما لم ترده ..
نفع الله بك ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 02:45]ـ
أفهم أنك لست مطالب بالإثبات ما دمت لم تدَّع أن كلام ابن تيمية يمثل سلفا لهم. أفهم هذا وأتفق معك فيه ...
/// يا أخانا .. متى قلتُ هذا؟ يبدو أنَّك تتكلَّم عن صورةٍ أوصورٍ بعينها في ذهنك!
/// كلام ابن تيميَّة وغيره لا يمثِّل سلفًا لبعض من في ذهنك وغيرك ممَّن قد سبق أن ناقشني ههنا، أنا أقول: قد يكون كلام ابن تيميَّة حجَّة لبعض من يقع في مثل الحال التي ذكرها وبيَّنها، وههنا مشاركةٌ سابقةٌ:
/// والقدر الذي أردُّته ههنا في المسألة ليس تحقيق أمر النَّجاشي، بل تحقيق موقف ابن تيمية من مثله فيما لو ثبت ما ذكره عنه أولم يثبت؛ فهو يقرَّر ذلك سواء صحَّ خبر النَّجاشيِّ أولم يصحَّ يتكلَّم عن المسألة ويقرِّرها، ويذكر قصَّة النَّجاشي كمثال، فلو ثبت مثله أخذ حكمه ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 02:57]ـ
/// يا أخانا .. متى قلتُ هذا؟ يبدو أنَّك تتكلَّم عن صورةٍ أوصورٍ بعينها في ذهنك!
/// كلام ابن تيميَّة وغيره لا يمثِّل سلفًا لبعض من في ذهنك وغيرك ممَّن قد سبق أن ناقشني ههنا، أنا أقول: قد يكون كلام ابن تيميَّة حجَّة لبعض من يقع في مثل الحال التي ذكرها وبيَّنها، وههنا مشاركةٌ سابقةٌ:
أنا لا أتكلم عن صورة بعينها, أنا أتكلم عن الانتخابات - عموما - التي أتبعت أنت كلام ابن تيمية الذي عنونت له موضوعك بسياق بعض الفتاوى المتعلقة بها
وكل ما قمت به في عبارتي الأخيرة التي رددت عليها بكلامك هذا هو أني أعدت تلخيص ما قلته أنت قبلها:
/// لا في أنِّي أبحث معك تحقيق وتنقيح وتخريج نفس كلام ابن تيميَّة وهل هو حُجَّة في هذا الباب، وهل يؤدِّي إلى ما فهمته أنا، لا أولئك المطالبين بالإثبات.
فالحديث متصل عن أولئك المطالبين بالإثبات وأنا فهمت أنك غير مطالب بالإثبات لأنك لا تدعي أن كلام ابن تيمية يمثل سلفا لهم يرفع عنهم الاتصاف بأنهم ليس لهم في ذلك سلف من المتقدمين.
هذا غاية ما في الأمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 04:05]ـ
حوار طيب جدا
لكن اخي ابو فاطمة الحسني اكرمكم الله هل تسمح لي بان استفيد منكم في تحليلكم او شرحكم لنص ابن تيمية عن يوسف عليه السلام وعمله عند الملك وكلام شيخ الاسلام في عرض طبيعة هذا العمل والشرائع التي كان يحتكم اليها الملك وشعب مصر -وهل قال ابن تيمية شيئا بناءا علي عرضه لحال يوسف عليه السلام مع الشرائع التي كان يتحاكم اليها المصريون وقتئذ -هل بني علي ذلك امور فقهية مثل اقرار بعض الظلم -اقرار قدري لارضي عنه طبعا- لنفي بعضه الاخر
او اقرار بعض الكفر -باقرار بعض شرائعه كما لايخفي! -لنفي بعضه الاخر وعمل محاولات دائمة لنفع الخلق والمؤمنين
ومعلوم ان شيخ الاسلام وصف عمل يوسف عليه السلام عند الملك بانه لاينافي التوكل والتوكل من التوحيد خصوصا اذا تعلق الكلام بيوسف النبي الموحد ثم تعليق ابن تيمية علي ذلك بالآية الكريمة:فاتقوا الله ما استطعتم
من هنا ربما نعرف لماذا تعترض او توافق او نفهم كيف يفهم عنكم او المعارضين لكم الفكرة كاملة وتعليقهم علي النص نفسه والبعض ولااقصد هنا وانما في اماكن اخري رفضوا النظر الي النص والتعليق عليه لاسباب قد تكون مفهومة
ثم هل الحكومات العلمانية اليوم مثل حكومة ملك مصر ايام يوسف عليه السلام او كانت حكومة الملك اسلامية كما حاول البعض الخروج من الاشكال بقول مجاهد رحمه الله
ولو كان الامر يتعلق بشرع من قبلنا وكفي فلم استخرج شيخ الاسلام من حال يوسف في مصر عليه السلام وحال النجاشي في قومه مااستخرجه من فقه ولذلك فتعليق المعارض علي النص نفسه والموافق مهم جدا-وهل وصل احد من الاسلاميين اليوم في الكويت او مصر او الاردن الي ترك الصلاة او ترك العمل بالشرائع مطلقا كحالة النجاشي الذي لم يستطع اعلان انه مسلم ومعلوم ان اخوناننا في البرلمانات انما يعلنون ليس فقط انهم مسلمون وانما انهم يريدون اقامة شريعة الرحمن وان كان تظهر منهم امور وكأنها موافقة علي الظلم او اقرار بعضه وهذا الامر ايضا تكلم عن شيخ الاسلام في النص المشهور وقال بان هذا ايضا من الحكمة والفقه والتقوي المستطاعة
واخيرا متي يمكننا استخدام او العمل بفقه شيخ الاسلام في المسألة خصوصا وقد تكلم في النص نفسه عن الحاكم الظالم والحاكم الذي له شرائع غير اسلامية؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 05:25]ـ
أخي ابن الشاطئ الحقيقي زادك الله أدبا وعلما ووفقني وإياك لكل خير
أولا: النص الذي ذكرته عن ابن تيمية ليتك تحيلنا على موضعه للفائدة.
ثانيا: بعض العبارات التي سقتها فيها عدم وضوح أو احتمال وأحتاج أن استفصل عنها لأقف على مرادك.
ثالثا: شبهات البرلمانيين مدعي التشريع كثيرة, وعلى كل حال أخي الكريم أنا لم أتصدى للكلام عن البرلمانات ابتداءً, وأشتغالي حاليا ليس بهذه المسألة وإن كان لي فيها شيء من القراءة والتأمل في تصويرها ومواقف الإسلاميين منها واستدلاتهم فيها.
وإنما شاركت في هذا الموضوع مشاركات عارضة - لغرض التعليق على بعض ما رأيت أن التعليق عليه قد يفيد - حول موضوع النجاشي وربطه بالبرلمانات التشريعية تحديدا - , إذ هو موضوع النقاش كما أفهم وكما فهم غيري ممن شارك هنا, ولا أرى أن يتحول النقاش من نقطة لأخرى خارج إطار قضية النجاشي ولو كانت ذات صلة بالانتخابات, لأننا حتى نخرج بنقاش علمي مفيد لا بد أن نركز على كل نقطة على حدة ونشبعها بحثا ونقاشا.
وعموما الشبهة هذه طرحت قديما ونوقشت في عدة مؤلفات وتناولتها العديد من الفتاوى والأبحاث, وإذا سرت على منهج التدقيق في مناط الأصل (قصة يوسف عليه السلام) تخريجا وتنقيحا ثم ذهبت للفرع فتصورته بشمولية ودقة ودرست تحقيق المناط فيه فستضع يدك على مفاتيح المسألة وتتجلى لك الأمور, وحتى لو لم تقم بذلك بنفسك فإن قراءة كلام المؤيدين والمعارضين في ضوءه سيفيدك جدا, ويجعل عندك دقة نظر في كلامهم وفهم لمناطات أحكامهم وبالتالي تستطيع تقييمه والحكم عليه بالنسبة لنفسك.
وأنا أقول كلاما مجملا استصحبه في كل ما يريد المجيزون أن يجعلوه أصلا لعضوية البرلمانات التشريعية: أن من يستدل بمثل هذه الوقائع ويدعيها أصلا لفعله - أو يدعي أن أحد العلماء تكلم عليها بما يجعل من ذلك العالم سلفا له - هو الذي يدعي ارتباطها بواقعنا فعليه هو أن يقوم بهذه المهمة, أما أن يرسل الدعاوى ويريدنا أن نسلم له دون أن يثبت فلا.
ولو كان الامر يتعلق بشرع من قبلنا وكفي فلم استخرج شيخ الاسلام من حال يوسف في مصر عليه السلام وحال النجاشي في قومه مااستخرجه من فقه
لا أرى ما العلاقة بين مسألة شرع من قبلنا وبين قضية النجاشي رحمه الله تحديدا.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 06:54]ـ
بارك الله فيك والنص موجود في مجموع فتاوي ابن تيمية الجزء ال20ص56 - 57
وسانقله ان شاء الله لما اصل اليه ملف ورد وهو عندي لكن لااعرف الان الوصول اليه -ابتسامة
لا أرى ما العلاقة بين مسألة شرع من قبلنا وبين قضية النجاشي رحمه الله تحديدا.
عندك حق-لاارتباط ولااستنباط
وانما الامر يتعلق بموضوع يوسف عليه السلام المشار اليه وهي مسالة مثارة من قبل البعض القليل
جزاكم الله خيرا وبارك لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 07:24]ـ
لماذا لانجعل قول ابن تيمية في النجاشي من المتشابه ونرده الى المحكم من قوله.
وهو هذا: (أقصد المحكم)
في الفتاوى [14/ 476]: (إن الشرك والقول على الله بغير علم والفواحش ما ظهر منها وما بطن والظلم لا يكون فيها شئ من المصلحة)، وقال: (إن إخلاص الدين لله والعدل واجب مطلقا في كل حال وفي كل شرع).
وقال في الفتاوى [14/ 477]: (وما هو محرم على كل أحد في كل حال لا يباح منه شئ وهو الفواحش والظلم والشرك والقول على الله بلا علم).
وقال في الفتاوى [14/ 470 - 471]: (إن المحرمات منها ما يقطع بأن الشرع لم يبح منه شيئا لا لضرورة ولا غير ضرورة كالشرك والفواحش والقول على الله بغير علم والظلم المحض، وهي الأربعة المذكورة في قوله تعالى {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، فهذه الأشياء محرمة في جميع الشرائع وبتحريمها بعث الله جميع الرسل ولم يبح منها شيئا قط ولا في حال من الأحوال ولهذا أنزلت في هذه السورة المكية).
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 08:06]ـ
نعم الشرك لايباح منه شيء وكله ظلم وليس فيه نفع
لكن نطق المكره به ينفعه اما الشرك في ذاته فهو باطل ولاينفع اهله
ولم يبح الله الشرك ابدا اما نطق المكره به كمثال فلايدخل في اباحة الشرك والخبيث
والتلبس به ظاهريا للاكراه لايجعل الشرك مباحا
ومن المعلوم ان الجاسوس في الاسلام قد يصل الي مرحلة التخفي داخل العدو وهنا قد يتلبس بامور شركية او كفرية ظاهرية للحصول علي مصالح للامة عامة ونافعة يكون فيها وجوده بينهم -كمفسدة ظاهرة-بالمقارنة بالمعلومات التي يحصل عليها للامة ضئيل وقليل
وربما هذا قد حصل بعضه من نعيم ابن مسعود-الصحابي رضي الله عنه- في غزوة الاحزاب ومثله علي بعض الاقوال في مسالة محمد بن مسلمة الخبير بيهود! رضي الله عنه-واباحة الرسول له رضي الله عنه ان يقول فيه صلي الله عليه وسلم
وهذا ليس دفاعا عن الشرك والطاغوت ولا عن الكفر والجبروت ولاقوانين جنكيزخان او ماشابهه من قوانين الفرنسيس والامري انجليزيكان او الانجلوسكسوكان
ـ[القضاعي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 09:06]ـ
وعموما الشبهة هذه طرحت قديما ونوقشت في عدة مؤلفات وتناولتها العديد من الفتاوى والأبحاث, وإذا سرت على منهج التدقيق في مناط الأصل (قصة يوسف عليه السلام) تخريجا وتنقيحا ثم ذهبت للفرع فتصورته بشمولية ودقة ودرست تحقيق المناط فيه فستضع يدك على مفاتيح المسألة وتتجلى لك الأمور, وحتى لو لم تقم بذلك بنفسك فإن قراءة كلام المؤيدين والمعارضين في ضوءه سيفيدك جدا, ويجعل عندك دقة نظر في كلامهم وفهم لمناطات أحكامهم وبالتالي تستطيع تقييمه والحكم عليه بالنسبة لنفسك.
.
بارك الله فيك أبا فاطمة
أفدنا ببعض المراجع التي تكلمت عن هذه الشبهة فضلاً وتكرماً ,
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 09:24]ـ
العهد بعيد لكن سأحاول الأيام القادمة أبحث عن بعضها إن شاء الله
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 01:12]ـ
سؤال للشيخ عدنان للاستفادة وحسب ..
تقول:
باختصار: عندنا (قومٌ)، وليست الطَّائفة الفلانيَّة بعينها، تزعم أنَّها متأوِّلة التحلُّل في الدخول للبرلمانات والحكم بغير ما انزل الله ... الخ، وتزعم أنَّ ما تقدَّم من نقل كلام الأئمَّة وغيرهم ممَّن يقلِّدون قولهم كالشيخين القرضاوي وعبدالرحمن عبدالخالق وغيرهم .. حُجَّةٌ لهم، وأنَّ كلام ابن تيميَّة (ليس في النَّجاشي وحده بل في أصل الأمر) حُجَّة لهم أيضًا = فقد نعذرهم في ذلك ونجعل ذلك حُجَّة في منع تكفيرهم فهذا لا دندنة فيه!
نعذرهم مطلقا؟ وإلَّم يتحقق فيهم المناط؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 06:48]ـ
ماهو الاكراه الذي ألجأهم الى الدخول في البرلمانات و هل هو اكراه ملجيء يا أخي ابن الشاطيء؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 06:58]ـ
لو استدل مستدل بهذا النص عن ابن تيمية:
(( ... وكثيرًا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً، بل وإماماً، وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها؛ فلا يمكنه ذلك. بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ... ))
فيقال: مفاد هذا النص أنه إذا تولى بين المسلمين قاضيا فيعمل بما يستطيع من الحق والحكم بما أنزل الله, ولا مؤاخذة عليه فيما لا يستطيع, وليس في هذا النص من ابن تيمية - ولو كان في زمن الياسق - أن هذا القاضي كان يحكم بالياسق, فلا يستدل به على عضوية البرلمان التشريعية بما تتضمنه من تحكيم الدستور والخضوع له وادعاء التشريع للبرلمان مع الله جل وعلا عن الشريك وعن الشبيه.
وعضو البرلمان التشريعي هو من رجال السلطةالتي يسمونها التشريعية, والوظيفة المدعاة لعضو البرلمان المسمى بالتشريعي هي تمثيل إرادة الشعب في التشريع المدعى من دون الله, وهو مع ذلك خاضع مستسلم منقاد للطاغوت المسمى بالدستور, وليست وظيفته القضاء بين الخصوم فهذا عندهم من اختصاص رجالات السلطة القضائية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 07:08]ـ
الأخ أبو فاطمة،
سأنتظر بحثك الموعود في حلف الفضول، إن شاء الله، ولن أستعجل ..
لكن لي تعقيب بسيط على قولك:
ثالثا: إذا جعلت كون مستند جواز التحاكم للضرورة هو استناد القانون للفطرة أو العقل - بعد التسليم جدلا أن هذا ممكن الوقوع حيث منعنا وقوع في الوقائع التفصيلية في (ثانيا) أعلاه -فالاطراد الذي ينبني عليه صحة تعليلك يقتضي أن تجيز ذلك في غير الضرورة, فإذا كان الوصف المؤثر عندك هو الفطرة فلا محل لذكر الضرورة ما دام القانون مستندا للفطرة, فاجعله جائزا على كل حال! - ومثلك لا أظنه يفعل -, فإن قيدته بالضرورة فعلام جعلت الفطرة مؤثرة في الحكم ما دامت الضرورة عندك تجيز مثل هذا.
جعلت ذلك من الضرورة لأن فيه تسليط الكافر على المؤمن، والله - عز وجل - يقول: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} .. وقال أيضاً: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودّوا ما عنتم} .. وغير ذلك من الآيات والأثار التي تفيد اعتزال أهل الكفر والبراءة منهم وعدم توليتهم شيئاً من أمور المسلمين.
وقد قلتُ كلمة ليتك عقّبت عليها:
وحتى لو قلنا بذلك .. يبقى السؤال: هو إما يأخذ صفة التشريع أو صفة الحكم .. ولا ينفك عن ذلك.
فإن كان تشريعاً .. فلنقل أنه كفر .. وإن كان حُكماً، فهل يُعد من حكم الجاهلية؟ .. وداخل في قول الله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون}؟ .. وهل نقول إن رسول الله (ص) أقرّ كفار قريش على حكم الجاهلية - حاشاه -؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 07:23]ـ
لعلك توضح لنا يا شيخ عدنان مرادك بهذا الكلام:
/// بارك الله فيك ونفع بك .. مثل هذا المنتدى إنَّما هو للتباحث وإنضاج الفكر، لا الفتوى والتنزيل على الواقع وبعث ذلك في البلدان والعباد ..
/// فلا بأس بذكر ما يراه الإنسان حقًّا ليناقش ويتحقَّق الأمر فيه كما ذكرتَ.
/// فالاختلاف في كون ذلك أصلًا هو من هذا الباب أيضًا، بلْه ما تفرَّع عنه من كون ما يماثله يأخذ حكمه.
/// فإذن .. هو قولٌ له وجهٌ من النَّظر، وليس من أقوال أهل البدع والحزبيين كما شاع وذاع عند البعض .. وهل كلام ابن تيمية والمشايخ المذكورين من هذا الصنف؟!
ألست في هذا النقل جعلت القول في البرلمانات التشريعية بسبب كلام ابن تيمية قولا له وجه من النظر وليس مبتدعا, وهذا ما ذكرت لك أنك تراجعت عنه عندما قلت لك بأنه لا يحصل إلا بعد تخريج وتنقيح فتحقيق مناطات ابن تيمية في واقعة البرلمان.
أرجو التوضيح وإزالة اللبس
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 07:42]ـ
جعلت ذلك من الضرورة لأن فيه تسليط الكافر على المؤمن، والله - عز وجل - يقول: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} .. وقال أيضاً: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودّوا ما عنتم} .. وغير ذلك من الآيات والأثار التي تفيد اعتزال أهل الكفر والبراءة منهم وعدم توليتهم شيئاً من أمور المسلمين.
ههنا نقطة تتصل بتباحث لم نتمه بيننا في السابق, وذلك لاحتياجه لوقت لم يتيسر حتى الآن, وهو أن التحاكم فيه خضوع وانقياد للمتحاكم إليه, فمثله لا يجوز صرفه لغير الله تعالى, ولذلك قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}
فسمى إيمان مريد التحاكم - بله فاعله - زعما, والزعم الكذب. وسمى المتحاكم إليه من دونه طاغوتا, فدل على أنه بذلك عُبِد من دون الله, وذكر تعالى معجبا نبيه أنه أمرهم بالكفر بالطاغوت, فدل على أن المتحاكم غير كافر بالطاغوت, وذكر أن الشيطان بذلك يريد أن يضل مريدي التحاكم ضلالا بعيدا, والضلال البعيد في كثير من النصوص - إن لم يكن كلها - ورد بعد ذكر الشرك.
فالمسألة ليست فقط تسليط للكافر وتولية له, مع أن ذلك أيضا صحيح.
والترخيص بالضرورة إنما يرد على فعل المحرم, وأما الشرك بالله فلم يرخص الله إلا للمكره: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}
عموما النقاش سنعود إليه في موضعه هناك يوما ما.
- يبقى قضية الفطرة والضرورة والتعليل بأحدهما, فالذي أقوله هو أنك إن عللت بالضرورة وجعلتها هي المؤثرة - مع أن تأثير الضرورة في الترخيص فيباب الشرك غير مسلم - فيبقى تعليلك الترخيص بكون القانون الذي يتحاكم إليه مستند للفطرة لا مدخل له في الحكم, لأن الضرورة بذاتها هي التي جاء تعليق الشرع للأحكام عليها في نصوص الترخيص عموما. وإن عللت بالفطرة لكونها توافق الشرع فهذه المناسبة تقتضي الجواز المطلق وليس الترخيص في حالات الضرورة فقط فتنبه.
أما قولك:
(وحتى لو قلنا بذلك .. يبقى السؤال: هو إما يأخذ صفة التشريع أو صفة الحكم .. ولا ينفك عن ذلك)
بل ينفك ويكون من باب استعمال القوة أو ما يسمى بالتنفيذ
وأنا لم أفرد هذا بتعليق, لأن جوابه متضمن في كلامي, وهو كما سلف أن حلف الفضول حلف على استعمال القوة والجبر وليس حلف قضاء بين الخصوم ترفع إليه المنازعات, فهو ليس حلف حكم, ولم يتضمن ابتداء تحريم شيء, بل ورد على معنى الظلم الإجمالي الذي استقر تحريمه عند المتحالفين قبل الحلف - سواءً قلنا بالفطرة أو العقل أو بأسباب مختلفة لكل شخص - , وليس الحلف بذاته هو الذي حرم الظلم, وإنما الحلف اتفاق على استعمال القوة على منع ما اتفق عند الجميع - مسبقا - أنه يعد ظلما, والمنع هنا بمعنى التنفيذ وليس الحكم فتنبه.
وسيأتيك في البحث ما يبين ذلك بجلاء إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 08:07]ـ
قال ابن تيمية: "فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ولكن إن أمكنه بلسانه وإلا فبقلبه مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون وأمرأة فرعون وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم ولا كان يكذب ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل كان يكتم إيمانه
وكتمان الدين شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر والله تعالى قد فرق بين المنافق والمكره.
والرافضة حالهم من جنس حال المنافقين لا من جنس حال المكره الذي أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فإن هذا الإكراه لا يكون عاما من جمهور بني آدم بل المسلم يكون أسيرا أو منفردا في بلاد الكفر ولا أحد يكرهه على كلمه الكفر ولا يقولها ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه وقد يحتاج إلى أن يلين لناس! من الكفار ليظنوه منهم وهو مع هذا لا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل يكتم ما في قلبه
وفرق بين الكذب وبين الكتمان فكتمان ما في النفس يستعمله المؤمن حيث يعذره الله في الإظهار كمؤمن آل فرعون وأما الذي يتكلم بالكفر فلا يعذره إلا إذا أكره والمنافق الكذاب لا يعذر بحال ولكن في المعاريض مندوحة عن الكذب ثم ذلك المؤمن الذي يكتم إيمانه يكون بين الكفار الذين لا يعلمون دينه وهو مع هذا مؤمن عندهم يحبونه ويكرمونه لأن الإيمان الذي في قلبه يوجب أن يعاملهم بالصدق والأمانة والنصح وإرادة الخير بهم وإن لم يكن موافقا لهم على دينهم كما كان يوسف الصديق يسير في أهل مصر وكانوا كفارا وكما كان مؤمن آل فرعون يكتم إيمانه ومع هذا كان يعظم موسى ويقول أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله سورة غافر 28" منهاج السنة 6/ 424
وهنا ترى الفرق في الحكم بين الفرد الواحد والحكومة! وهو ما يفسر كلام شيخ الإسلام عن النجاشي ومؤمن آل فرعون ويوسف عليه السلام ومحمد بن مسلمة ونعيم الغطفاني والقاضي في بلاد التتر؛ إذ لا يصلح قياسها على أمة رضيت بكاملها أن تتحاكم إلى غير شرع الله تعالى!! ثم حاربت من طالب بإقامة الشرع!! فالإكراه لا يُتصوّر من الجمهور كما قال شيخ الإسلام رحمه الله.
وعلى من كان في صفوف الكفار أو موالياً لهم ظاهراً وهو في الباطن مع المسلمين أن يبلغ المسلمين بذلك وينسِّق معهم، لا أن يحاربهم!! ويحذر منهم!! ويتهمهم بالتشدد وعدم الحنكة السياسية!! ويتعاون مع الكفار ضدهم!! وينشر أسرارهم وأخبارهم!! ويجند الجنود ويجيش الجيوش لحربهم!!
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 08:36]ـ
إذ لا يصلح قياسها على أمة رضيت بكاملها أن تتحاكم إلى غير شرع الله تعالى!! ثم حاربت من طالب بإقامة الشرع!! فالإكراه لا يُتصوّر من الجمهور كما قال شيخ الإسلام رحمه الله.
وعلى من كان في صفوف الكفار أو موالياً لهم ظاهراً وهو في الباطن مع المسلمين أن يبلغ المسلمين بذلك وينسِّق معهم، لا أن يحاربهم!! ويحذر منهم!! ويتهمهم بالتشدد وعدم الحنكة السياسية!! ويتعاون مع الكفار ضدهم!! وينشر أسرارهم وأخبارهم!! ويجند الجنود ويجيش الجيوش لحربهم!!
لا يتصور من الجمهور ولكن هل يتصور على الجمهور؟
وهل الأمة رضيت بكاملها أن تتحاكم إلى غير شرع الله؟!
هل كتمت الأمة - لو سلم جدلا أنها كلها كتمت - ما يقتضيه الإيمان في بعض المسائل أم جهرت بالكفر؟؟
وشيخ الإسلام أليس فرق بين الذي يكتم وبين الذي يجاهر بالكفر؟؟
والله تعالى قد فرق بين المنافق والمكره.
والرافضة حالهم من جنس حال المنافقين لا من جنس حال المكره الذي أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فإن هذا الإكراه لا يكون عاما من جمهور بني آدم بل المسلم يكون أسيرا أو منفردا في بلاد الكفر ولا أحد يكرهه على كلمه الكفر ولا يقولها ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه وقد يحتاج إلى أن يلين لناس! من الكفار ليظنوه منهم وهو مع هذا لا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل يكتم ما في قلبه
[ color="red"] وفرق بين الكذب وبين الكتمان فكتمان ما في النفس يستعمله المؤمن حيث يعذره الله في الإظهار كمؤمن آل فرعون وأما الذي يتكلم بالكفر فلا يعذره إلا إذا أكره والمنافق الكذاب لا يعذر بحال
والنقل الذي قدمته مفيد - خاصة في مسألة التجسس وحديث نعيم بن مسعود - , ولكن الاعتراض على فهمك منه ما تقدمت الإشارة إليه.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 08:44]ـ
لم يرد في كلامي المتقدم اي معني يؤدي الي ان البرلمانيين الاسلاميين داخلون في باب الاكراه!
انما يدخل الامر في فقه الموازنات الذي ذكره شيخ الاسلام في النص المشهور له عن عمل يوسف عليه السلام عند ملك مصر واشار الي مسالة الموازنات والترجيحات والتقوي بحسب الاستطاعة
وانا اتكلم هنا من الناحية العلمية فقط اما التطبيق وفي اي زمن وتحت اي حكم او عمل لاي ملك فهذا لم يرد في كلامي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 09:13]ـ
أيضا من الناحية العلمية في فقه الموازنات والترجيحات أنه فقه له ضوابط, ومن أهمها أن يعلم أن المصلحة الكبرى التي لأجلها استرخصت المهج في الجهاد هي أن تعلى كلمة الله ويكون الدين كله له, قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} الأنفال- (39). وقال تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ من القتل}. وقال تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} قال ابن كثير: " ولما كان الجهاد فيه إزهاق النفوس وقتلُ الرجال، نبَّه تعالى على أنّ ما هم مشتملون عليه من الكفر بالله والشرك به والصد عن سبيله أبلغ وأشد وأعظم وأطَم من القتل؛ ولهذا قال: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} قال أبو مالك: أي: ما أنتم مقيمون عليه أكبر من القتل.
وقال أبو العالية، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والضحاك، والربيع ابن أنس في قوله: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} يقول: الشرك أشد من القتل ".
وبهذا تتبين المفسدة الكبرى, وهي الشرك وأن يكون الدين بعضه بله كله لغير الله.
فمن جنس هذه المفسدة العظمى الكبرى مفسدة إقرار الدستور المنصوب طاغوتا تضفى عليه صفات الربوبية, فالحلال ما أحل والحرام ما حرم, والطاعة والخضوع والتسليم لما شرع, وإليه يرجع الأمر كله, فبه تسن القوانين, ومنه تستمد مشروعية التصرفات والأقوال والأفعال والقوانين والأنظمة واللوائح والقرارات, فكل ما خالفه باطل ولو كان من عند الله جل وعلا وتنزه وتقدس, وكل ما وافقه حق ولو كان من عند أبليس لعنه الله ولعن أتباعه من شياطين الإنس والجن.
بل النائب نفسه تضفى عليه صفات الربوبية من نسبة التشريع إليه وتسميته مشرعا وفق الدستور.
فأي مصلحة مزعومة هي ملغاة في جانب اعتبار هذه المفاسد, لأنها أعظمها, ولذلك لم يأت في الشرع ارتكابها - أعنى مفسدة الشرك وما كان من جنسه - إلا وصاحبها مستحق لأعلى أوصاف الذم, ومستحق للعقوبة الأبدية في الآخرة والخلود في جهنم.
ولم يعتبر في الشرع شيء في هذا الباب إلا الإكراه, فقد جعل الشارع له تأثيرا في هذا الباب على المُكرَه إذا تحقق الإكراه بشروطه المعتبرة, قال تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (106) - النحل. فجعل المكره وحده معذورا إن كان قلبه مطمئنا بالإيمان, وأهدر الدنيا كلها بما فيها من مصالح دنيوية مهما عظمت من الاعتبار, فقال في الآية التي بعدها: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (107) - النحل.
ويناسب الكلام في شناعة إضفاء صفات الربوبية على الدستور, بل وعلى النواب أنفسهم الذين يطلق عليهم مشرعين, يناسب ذلك إيراد ما قاله الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان:
" يقول الشنقيطي رحمه الله:
" مسألة
اعلم أن الله جل وعلا بين في آياته كثيرة، صفات من يستحق أن يكون الحكم له، فعلى كل عاقل أن يتأمل الصفات المذكورة، التي سنوضحها الآن إن شاء الله، ويقابلها مع صفات البشر المشرعين للقوانين الوضعية، فينظر هل تنطبق عليهم صفات من له التشريع. سبحان الله وتعالى عن ذلك.
فإن كانت تنطبق عليهم ولن تكون، فليتبع تشريعهم.
وإن ظهر يقيناً أنهم أحقر وأخس وأذل وأصغر من ذلك، فليقف بهم عند حدهم، ولا يجاوزه بهم إلى مقام الربوبية. سبحانه وتعالى أن يكون له شريك في عبادته، أو حكمه أو ملكه. فمن الآيات القرآنية التي أوضح بها تعالى صفات من له الحكم والتشريع:
(يُتْبَعُ)
(/)
- قوله هنا: {وَمَا اختلفتم فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله}، ثم قال مبيناً صفات من له الحكم {وَمَا اختلفتم فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله ذَلِكُمُ الله رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ فَاطِرُ السماوات والأرض جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الأنعام أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السميع البصير لَهُ مَقَالِيدُ السماوات والأرض يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الشورى: 10 - 12].
فهل فى الكفرة الفجرة المشرعين للنظم الشيطانية، من يستحق أن يوصف بأنه الرب الذي تفوض إليه الأمور، ويتوكل عليه، وأنه فاطر السماوات والأرض أي خالقهما ومخترعهما، على غير مثال سابق، وأنه هو الذي خلق للبشر أزواجاً، وخلق لهم أزواج الأنعام الثمانية المذكورة في قوله تعالى: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مَّنَ الضأن اثنين} [الأنعام: 143] الآية، وأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السميع البصير} وأنه {لَهُ مَقَالِيدُ السماوات والأرض}، وأنه هو الذي {يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِر} أي يضيقه على من يشاء وهو {بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
فعليكم أيها المسلمون أن تتفهموا صفات من يستحق أن يشرع ويحلل ويحرم، ولا تقبلوا تشريعاً من كافر خسيس حقير جاهل.
- ونظير هذه الآية الكريمة قوله تعالى {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بالله واليوم الآخر ذلك خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59] فقوله فيها: {فَرُدُّوهُ إِلَى الله} كقوله في هذه {فَحُكْمُهُ إِلَى الله}.
وقد عجب نبيه صلى الله عليه وسلم بعد قوله: {فَرُدُّوهُ إِلَى الله} من الذين يدعون الإيمان مع أنهم يريدون المحاكمة، إلى من لم يتصف بصفات من له الحكم، المعبر عنه في الآيات بالطاغوت، وكل تحاكم إلى غير شرع الله فهو تحاكم إلى الطاغوت، وذلك في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت وَقَدْ أمروا أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشيطان أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} [النساء: 60].
فالكفر بالطاغوت، الذي صرح الله بأنه أمرهم به في هذه الآية، شرط في الإيمان كما بينه تعالى في قوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بالطاغوت وَيْؤْمِن بالله فَقَدِ استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256].
فيفهم منه أن من لم يكفر بالطاغوت لم يتمسك بالعروة الوثقى، ومن لم يستمسك بها فهو مترد مع الهالكين.
- ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {لَهُ غَيْبُ السماوات والأرض أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} [الكهف: 26].
فهل في الكفرة الفجرة المشرعين من يستحق أن يوصف بأن له غيب السماوات والأرض؟ وأن يبالغ في سمعه وبصره لإحاطة سمعه بكل المسموعات وبصره بكل المبصرات؟ وأنه ليس لأحد دونه من ولي؟
سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً؟
- ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مَعَ الله إلها آخَرَ لاَ إله إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الحكم وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88].
فهل في الكفرة الفجرة المشرعين من يستحق أن يوصف بأنه الإله الواحد؟ وأن كل شيء هالك إلا وجهه؟ وأن الخلائق يرجعون إليه؟
تبارك ربنا وتعاظم وتقدس أن يوصف أخس خلقه بصفاته.
- ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ الله وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فالحكم للَّهِ العلي الكبير} [غافر: 12]
فهل في الكفرة الفجرة المشرعين النظم الشيطانية، من يستحق أن يوصف في أعظم كتاب سماوي، بأنه العلي الكبير؟
سبحانك ربنا وتعاليت عن كل ما لا يليق بكمالك وجلالك.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {وَهُوَ الله لا إله إِلاَّ هُوَ لَهُ الحمد فِي الأولى والآخرة وَلَهُ الحكم وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 70] {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ الليل سَرْمَداً إلى يَوْمِ القيامة مَنْ إله غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ النهار سَرْمَداً إلى يَوْمِ القيامة مَنْ إله غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُون وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الليل والنهار لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: 70 - 73].
فهل في مشرعي القوانين الوضعية، من يستحق أن يوصف بأن له الحمد في الأولى والآخرة، وأنه هو الذي يصرف الليل والنهار مبيناً بذلك كمال قدرته، وعظمة إنعامه على خلقه.
سبحان خالق السماوات والأرض، جل وعلا أن يكون له شريك في حكمه أو عبادته، أو ملكه.
- ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذلك الدين القيم ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 40].
فهل في أولئك من يستحق أن يوصف بأنه هو الإله المعبود وحده، وأن عبادته وحده هي الدين القيم؟
سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
- ومنها قوله تعالى: {إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المتوكلون} [يوسف: 67].
فهل فيهم من يستحق أن يتوكل عليه، وتفوض الأمور إليه؟
- ومنها قوله تعالى: {وَأَنِ احكم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ الله وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ واحذرهم أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ الله إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فاعلم أَنَّمَا يُرِيدُ الله أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الناس لَفَاسِقُونَ أَفَحُكْمَ الجاهلية يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 49 - 50].
فهل في أولئك المشرعين من يستحق أن يوصف بأن حكمه بما أنزل الله وأنه مخالف لاتباع الهوى؟ وأن من تولى عنه أصابه الله ببعض ذنوبه؟ لأن الذنوب لا يؤاخذ بجميعها إلا في الآخرة؟ وأنه لا حكم أحسن من حكمه لقوم يوقنون؟
سبحان ربنا وتعالى عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله. ومنها قوله تعالى: {إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ الحق وَهُوَ خَيْرُ الفاصلين} [الأنعام: 57].
فهل فيهم من يستحق أن يوصف بأنه يقص الحق، وأنه خير الفاصلين؟
- ومنها قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الذي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الكتاب مُفَصَّلاً والذين آتَيْنَاهُمُ الكتاب يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بالحق فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} [الأنعام: 114 - 115] الآية.
فهل في أولئك المذكورين من يستحق أن يوصف بأنه هو الذي أنزل هذا الكتاب مفصلاً، الذي يشهد أهل الكتاب أنه منزل من ربك بالحق، وبأنه تمت كلماته صدقاً وعدلاً أي صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الأحكام، وأنه لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم؟
سبحان ربنا ما أعظمه وما أجل شأنه.
- ومنها قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ الله لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى الله تَفْتَرُونَ} [يونس: 59].
فهل في أولئك المذكورين من يستحق أن يوصف بأنه هو الذي ينزل الرزق للخلائق، وأنه لا يمكن أن يكون تحليل ولا تحريم إلا بإذنه؟ لأن من الضروري أن من خلق الرزق وأنزله هو الذي له التصرف فيه بالتحليل والتحريم؟
سبحانه جل وعلا أن يكون له شريك في التحليل والتحريم.
- ومنها قوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ الله فأولئك هُمُ الكافرون} [المائدة: 44].
فهل فيهم من يستحق الوصف بذلك؟
سبحان ربنا وتعالى عن ذلك.
ومنها قوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكذب هذا حَلاَلٌ وهذا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ على الله الكذب إِنَّ الذين يَفْتَرُونَ على الله الكذب لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل: 116 - 117].
فقد أوضحت الآية أن المشرعين غير ما شرعه الله إنما تصف ألسنتهم الكذب، لأجل أن يفتروه على الله، وأنهم لا يفلحون وأنهم يمتعون قليلاً ثم يعذبون العذاب الأليم، وذلك واضح في بعد صفاتهم من صفات من له أن يحلل ويحرم.
- ومنها قوله تعالى: {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ الذين يَشْهَدُونَ أَنَّ الله حَرَّمَ هذا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ} [الأنعام: 150] الآية.
فقوله: {هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ} صيغة تعجيز، فهم عاجزون عن بيان مستند التحريم. وذلك واضح في أن غير الله لا يتصف بصفات التحليل ولا التحريم. ولما كان التشريع وجميع الأحكام، شرعية كانت أو كونية قدرية، من خصائص الربوبية. كما دلت عليه الآيات المذكورة كان كل من اتبع تشريعاً غير تشريع الله قد اتخذ ذلك المشرع ربا، وأشركه مع الله .. " انتهى كلامه وله بقية أطال فيها وأجاد كعادته رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 12:36]ـ
خانني التعبير يا أبو فاطمة
ولكن مقصدي من هذا أنه لا يجوز أن تقوم البلاد كلها بتحكيم القوانين بحجة الإكراه! ثم تُحارِب من يجاهر بحرب الكفار (الأمم المتحدة) بحجة أنهم لا يفهمون السياسة! وأقصد بالأمة القوم (الطائفة) يعني أهل الحل والعقد في بلدٍ ما، بل يجب عليهم أن يتعاونوا مع حاكم مسلم في بلاد أخرى حتى يخلصهم من التبعية الخسيسة للأمم المتحدة الكافرة
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 01:37]ـ
اتضح قصدك, وقد ذهب ذهني لأمر آخر, فالمعذرة.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 01:59]ـ
سلمك الله أبا فاطمة .. فإنه من قال هلك الناس فهو أهلكهم .. ولا ترى مثل هذا الهلاك العام إلا عند الرافضة قادة وشعباً .. وأما أمة الإسلام فلا ... ولم أكن لأقصد هذا الإطلاق بتاتاً وإنما خانني التعبير .. ونحن هنا في موضع مدارسة ومذاكرة لا فتاوى وتأليف .. وأستغفر الله ..
الغريب أن الإكراه أصبح عاماً في الدول الإسلامية التابعة للأمم المتحدة! ومقاومة الكفار بصورة ظاهرة أصبحت شيئاً خاصاً محارباً!! فلا يصلح أن نقيس العام على الخاص! فالنجاشي ومؤمن آل فرعون وجواسيس دولة الإسلام ... يتبعون لدولة إسلامية ظاهرة أو لقوم ظاهرين ويتعاونون معهم .. أما حال أنظمتنا فإنها لا تتبع المقاومة الإسلامية ولا تناصرها بل تحاربها!
فلا يجوز أن يوافق الشعب وأهل الحل والعقد على تحكيم القوانين الوضعية في بلاد المسلمين بحجة الإكراه! ويثبتوا أركان الدولة على هذه التبعية المقيتة؛ إذا علموا أن هذه الدولة لن تتعاون مع الطائفة المنصورة التي تجاهر بالحق وتقاتل عليه، بل يجب على أهل الحل والعقد أن يناصروا الطائفة المنصورة الظاهرة ولو سراً .. وهو وجوب عيني على كل عالم أو خبير أو قائد .. والذي نراه الآن أن بعض الحكومات تتعاون مع المحتل ضد المسلمين، وكمثال على ذلك انظر تعامل حكومة مصر مع منظمة حماس! منعتهم حتى من إدخال الأدوية والأغذية! ومنعت الجرحى المشوَّهين بالفسفور من الذهاب إلى أوروبا حتى لا يثور الشعب الأوروبي ومنظماته على اليهود! ومنعت مراسلي المنظمات العالمية من دخول غزة حتى لا توثق جرائم الحرب اليهودية! وحاولت إسقاط مرافقي الجرحى بالزنا والعهر حتى تبتزهم ليخرجوا لها بعض المعلومات عن اهل الجهاد وقتلت من خرج هارباً من الحرب إلى مصر واعتقلت من خرج لأجل لقمة العيش وشاركت في الحصار ... إلخ! هل مثل هؤلاء يمكن أن نقيسهم على النجاشي الذي كان يتعاون مع النبي صلى الله عليه وسلم! هؤلاء رضُوا وتابعوا وانسلخوا من الإسلام والإيمان! "
ننتقل إلى نقل آخر لابن تيمية:
"مسألة: فيمن يبوس الأرض دائما هل يأثم؟ وفيمن يفعل ذلك لسبب أخذ رزق وهو مكره كذلك؟ الجواب: أما تقبيل الأرض ووضع الرأس ونحو ذلك مما فيه السجود مما يفعل قدام بعض الشيوخ وبعض الملوك فلا يجوز بل لا يجوز الانحناء كالركوع أيضا كما قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم: [الرجل منا يلقى أخاه أينحني له؟ قال: لا] ولما رجع معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه و سلم فقال: [ما هذه يا معاذ] قال يارسول الله رأيتهم في الشام يسجدون لأساقفتهم ويذكرون ذلك عن أنبيائهم فقال: [كذبوا عليهم لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من أجل حقه عليها يامعاذ إنه لا ينبغي السجود إلا لله] وأما فعل ذلك تدينا وتقربا فهذا من أعظم المنكرات ومن اعتقد مثل هذا قربة ودينا فهو ضال مفتر بل يبين له أن هذا ليس بدين ولا قربة فإن أصر على ذلك استتيب فإن تاب وإلا قتل وأما إذا أكره الرجل على ذلك بحيث لو لم يفعله لأفضى إلى ضربه أو حبسه أو أخذ ماله أو قطع رزقه الذي يستحقه من بيت المال ونحو ذلك من الضرر فإنه يجوز عند أكثر العلماء فإن الإكراه عند أكثرهم يبيح الفعل المحرم كشرب الخمر ونحوه وهو المشهور عن أحمد وغيره ولكن عليه مع ذلك ان يكرهه بقلبه ويحرص على الامتناع منه بحسب الإمكان ومن علم الله منه الصدق أعانه الله تعالى وقد يعافى ببركة صدقه من الأمر بذلك وذهب طائفة إلى أنه لا يبيح إلا الأقوال دون الأفعال ويروى ذلك عن ابن عباس ونحوه قالوا: إنما التقية باللسان وهو الرواية الأخرى عن أحمد وأما فعل ذلك لأجل فضل الرياسة والمال فلا
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا أكره على مثل ذلك ونوى بقلبه إن هذا الخضوع لله تعالى كان حسنا مثل أن يكرهه على كلمة الكفر وينوي معنى جائرا والله أعلم".
ونستفيد من هذا النقل فوائد:
الأولى: أن قطع أرزاق الناس في دولة ما ومحاصرتهم يعتبر إكراهاً .. كما هو حاصل في أهل غزة الآن .. فالقوانين الوضعية التي أقرتها حماس إنما جاءت من قبيل الإكراه .. يدل على ذلك إحسان الظن بها من قبل العلماء وقادة الجهاد في العالم.
الثانية: أن قوله: "لأجل فضل الرياسة" مأخوذ من قوله تعالى بعد آية الإكراه: {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة} والذي يعتبر ضابطاً في هذه المسألة أشار إليه ابن تيمية في موضع آخر فقال في قوله تعالى {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون}: "هذه الآية لا اختصاص فيها للنصارى بل هي مذكورة بعد قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس ... وقد ذكر أكثر العلماء أن هذه الآية الأخرى في آل عمران نزلت في النجاشي ونحوه ممن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم تمكنه الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا العمل بشرائع الإسلام لكون أهل بلده نصارى لا يوافقونه على إظهار شرائع الإسلام ... ولهذا جعل من أهل الكتاب مع كونه آمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة من يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم في بلاد الحرب ولا يتمكن من الهجرة إلى دار الإسلام ولا يمكنه العمل بشرائع الاسلام الظاهرة بل يعمل ما يمكنه ويسقط عنه ما يعجز عنه كما قال تعالى فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة فقد يكون الرجل في الظاهر من الكفار وهو في الباطن مؤمن كما كان مؤمن آل فرعون ... فقد أخبر سبحانه وتعالى أنه حاق بآل فرعون سوء العذاب وأخبر أنه كان من آل فرعون رجل مؤمن يكتم إيمانه وأنه خاطبهم بالخطاب الذي ذكره فهو من آل فرعون باعتبار النسب والجنس والظاهر وليس هو من آل فرعون الذين يدخلون أشد العذاب ... وهكذا أهل الكتاب فيهم من هو في الظاهر منهم وهو في باطن يؤمن بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم يعمل بما يقدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه علما وعملا لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وهو عاجز عن الهجرة إلى دار الإسلام كعجز النجاشي وكما أن الذين يظهرون الإسلام فيهم من هم في الظاهر مسلمون وفيهم من هو منافق كافر في الباطن إما يهودي وإما مشرك وإما معطل كذلك في أهل الكتاب والمشركين من هو في الظاهر منهم وهو في الباطن أهل الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم يفعل ما يقدر على علمه وعمله ويسقط عنه ما يعجز عنه من ذلك
وفي حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال لما مات النجاشي قال النبي صلى الله عليه وسلم استغفروا لأخيكم فقال بعض القوم تأمرنا أن نستغفر لهذا العلج يموت بأرض الحبشة فنزلت وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم ذكره ابن أبي حاتم وغيره باسانيدهم ... وكذلك ذكر طائفة من المفسرين عن جابر وابن عباس وأنس وقتادة أنهم قالوا نزلت هذه الآية في النجاشي ملك الحبشة واسمه أصحمة وهو بالعربية عطية وذلك أنه لما مات نعاه جبريل للنبي ص - في اليوم الذي مات فيه فقال رسول الله ص - لأصحابه اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم فقالوا ومن هو قال النجاشي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البقيع وزاد بعضهم وكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه وكبر أربع تكبيرات واستغفر له وقال لأصحابه استغفروا له فقال المنافقون أبصروا الى هذا يصلي على علج حبشي نصراني لم يره قط وليس على دينه فأنزل الله تعالى وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذهبت طائفة من العلماء إلى أنها نزلت فيمن كان على دين المسيح عليه السلام إلى أن بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فآمن به كما نقل ذلك عن عطاء ... بخلاف من هو في الظاهر منهم (أي الكفار) وفي الباطن من المؤمنين وفي بلاد النصارى من هذا النوع خلق كثير يكتمون إيمانهم إما مطلقا وإما يكتمونه عن العامة ويظهرونه لخاصتهم وهؤلاء قد يتناولهم قوله تعالى وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية فهؤلاء لا يدعون الإيمان بكتاب الله ورسوله لأجل مال يأخذونه كما يفعل كثير من الأحبار والرهبان الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدونهم عن سبيل الله فيمنعونهم من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم".
وهذه فتوى من ابن عثيمين في القوانين الوضعية:
"السائل: بالنسبة للحاكم الجزائري يا شيخ! الآن الشباب الذين طلعوا من السجون أكثرُهم لا زال فيهم بعض الدَّخَن، حتى وإن طلعوا من السجون وعُفي عنهم، لكن لا زالوا يتكلَّمون في مسألة التكفير، ومسألة تكفير الحاكم بالعين، وأن هذا الحاكم الذي في الجزائر حاكمٌ كافرٌ، ولا بيعة له، ولا سمع ولا طاعة لا في معروفٍ ولا في منكرٍ؛ لأنَّهم يُكفِّرونهم، ويجعلون الجزائر ـ يا شيخ! ـ أرض ـ يعني ـ أرض كفر.
الشيخ: دار كفر؟
السائل: إي، دار كفر، نعم يا شيخ! لأنَّهم يقولون: إنَّ القوانينَ التي فيها قوانين غربية، ليست بقوانين إسلامية، فما نصيحتُكم أولًا لهؤلاء الشباب؟ وهل للحاكم الجزائري بَيْعَة، علمًا ـ يا شيخ! ـ بأنَّه يأتي يعتمِر ويُظهرُ شعائرَ الإسلام؟
الشيخ: يُصلِّي أو لا يُصلِّي؟
السائل: يُصلِّي يا شيخ!
الشيخ: إذن هو مسلمٌ.
السائل: وأتى واعتمر هنا من حوالي عشرين يومًا أو شهر، كان هنا في المملكة.
الشيخ: ما دام يُصلِّي فهو مسلمٌ، ولا يجوز تكفيرُه، ولهذا لَمَّا سُئل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن الخروج على الحُكَّام قال: لا ما صلَّوا [رواه مسلم من حديث عوف بن مالك، وقد تقدَّم.]، فلا يجوز الخروجُ عليه، ولا يجوزُ تكفيرُه، من كفَّره فهذا ... بتكفيره يُريد أن تعودَ المسألة جَذَعًا [يُقال: أعدتُ الأمرَ جَذَعًا: أي: جديدًا كما بدأ.]، فله بيعة، وهو حاكمٌ شرعيٌّ.
أما موضوعُ القوانين، فالقوانينُ يجب قبول الحقِّ الذي فيها؛ لأنَّ قبول الحقِّ واجبٌ على كلِّ إنسانٍ، حتى لو جاء بها أكفرُ الناس، فقد قال الله عزَّ وجلَّ: سورة الأعراف الآية 28 وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا فقال الله تعالى: سورة الأعراف الآية 28 قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ [الأعراف 28]. وسكت عن قولهم: سورة الأعراف الآية 28 وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا؛ لأنَّها حقٌّ، فإذا كان تعالى قبِل كلمةَ الحقِّ من المشركين فهذا دليلٌ على أنَّ كلمةَ الحقِّ تُقبلُ من كلِّ واحد، وكذلك في قصة الشيطان لَمَّا قال لأبي هريرة: إنَّك إذا قرأتَ آيةَ الكرسي لَم يزل عليك من الله حافظ ولا يَقرَبْك الشيطان حتى تُصبح)) قبِل ذلك النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم [رواه البخاري (3275) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]، وكذلك اليهودي الذي قال: إنَّا نجد في التوراة أنَّ الله جعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع ـ وذكر الحديث ـ فضحك النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى بَدَت أنيابُه أو نواجِذُه؛ تصديقًا لقوله، وقرأ: سورة الزمر الآية 67 وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
[الزمر 67])) [أخرجه البخاري (4811)، ومسلم (2786) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.].
فالحقُّ الذي في القوانين ـ وإن كان مِن وَضعِ البشرِ ـ مقبولٌ، لا لأنَّه قول فلان وفلان أو وضْعُ فلان وفلان، ولكن لأنَّه حقٌّ.
وأمَّا ما فيه من خطأ، فهذا يُمكنُ تعديلُه باجتماع أهل الحلِّ العقدِ والعلماء والوُجهاء، ودراسة القوانين، فيُرفَضُ ما خالف الحقَّ، ويُقبلُ ما يُوافِقُ الحقَّ.
أمَّا أن يُكفَّرَ الحاكم لأجل هذا؟!
مع أنَّ الجزائر كم بقيت مستعمَرة للفرنسيين؟
السائل: 130 سنة.
الشيخ: 130سنة! طيِّب! هل يُمكن أن يُغيَّر هذا القانون الذي دوَّنه الفرنسيَّون بين عشيَّة وضحاها؟! لا يُمكن.
أهمُّ شيء: عليكم بإطفاء هذه الفتنة بما تستطيعون، بكلِّ ما تستطيعون، نسأل الله أن يقيَ المسلمين شرَّ الفتن".
ومرة أخرى هذه المعلومات من قبيل المذاكرة لا الفتوى ........ نحن في حلقة نقااااااااااش
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 05:53]ـ
سؤال للشيخ عدنان للاستفادة وحسب ..
تقول:
نعذرهم مطلقا؟ وإلَّم يتحقق فيهم المناط؟
/// بارك الله فيكِ، ولا داعي يا أختنا الكريم عند سؤالك تقديم تمهيدٍ بقولك: "وحسب"، فالأصل أنَّ كلَّ من يشارك ههنا يريد الاستفادة وحسب.
/// وأمَّا جواب سؤالك: لا، ولاحظي المسطور بالأحمر: باختصار: عندنا (قومٌ)، وليست الطَّائفة الفلانيَّة بعينها، تزعم أنَّها متأوِّلة التحلُّل في الدخول للبرلمانات والحكم بغير ما انزل الله ... الخ، وتزعم أنَّ ما تقدَّم من نقل كلام الأئمَّة وغيرهم ممَّن يقلِّدون قولهم كالشيخين القرضاوي وعبدالرحمن عبدالخالق وغيرهم .. حُجَّةٌ لهم، وأنَّ كلام ابن تيميَّة (ليس في النَّجاشي وحده بل في أصل الأمر) حُجَّة لهم أيضًا = فقد نعذرهم في ذلك ونجعل ذلك حُجَّة في منع تكفيرهم فهذا لا دندنة فيه!
لعلك توضح لنا يا شيخ عدنان مرادك بهذا الكلام:
ألست في هذا النقل جعلت القول في البرلمانات التشريعية بسبب كلام ابن تيمية قولا له وجه من النظر وليس مبتدعا, وهذا ما ذكرت لك أنك تراجعت عنه عندما قلت لك بأنه لا يحصل إلا بعد تخريج وتنقيح فتحقيق مناطات ابن تيمية في واقعة البرلمان.
أرجو التوضيح وإزالة اللبس
/// اعذرني يا أخانا الكريم .. فما فهمت طلبك .. ولا أدري ما المطلوب إزالة اللَّبس منه؟
لعلِّي أتأمَّل فيه مزيدًا وأجيبك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 06:14]ـ
/// بارك الله فيكِ، ولا داعي يا أختنا الكريم عند سؤالك تقديم تمهيدٍ بقولك: "وحسب"، فالأصل أنَّ كلَّ من يشارك ههنا يريد الاستفادة وحسب.
/// وأمَّا جواب سؤالك: لا، ولاحظي المسطور بالأحمر:
/// اعذرني يا أخانا الكريم .. فما فهمت طلبك .. ولا أدري ما المطلوب إزالة اللَّبس منه؟
لعلِّي أتأمَّل فيه مزيدًا وأجيبك.
شكرا لك شيخنا عدنان.
ـ[القضاعي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 07:53]ـ
شيخنا الفاضل .. أرجو المعذرة لأني مررت على الردود سريعا فلم أنتبه.
الأخ الفاضل القضاعي
جزاك الله خيرا وهذه الثلاث حالات هي ما توصلت إليها لكن الشيخ يقول أربع!!
فأين الرابعة؟
الرابعة متفرعة عن الثانية حفظك الباري واعتذر عن التأخير.
ـ[القضاعي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 07:57]ـ
العهد بعيد لكن سأحاول الأيام القادمة أبحث عن بعضها إن شاء الله
بارك الله فيك وسددك في الذب عن الحق.
ولا تنساني إن وجدت شيئاً.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 08:51]ـ
الأخ سماحة, نقلك فيه نقاط عديدة تحتاج لتأمل ومناقشة, ولي تحفظات على بعض ما فيها, وقد لا أعلق على كل ذلك لضيق الوقت وللمحافظة على سير النقاش دون تشعب فيما أرى أنه قد يفضي لذلك - ورأيي صواب يحتمل الخطأ - , فسأحاول قدر الإمكان أن لا أخوض إلا في ما يتصل بموضوعنا اتصالا مباشرا. وسأقدم هنا بعض ما أريد قوله مما يسمح به الوقت, وبعد ذلك سأستئذنك والإخوة في ترك الكتابة في الأيام الآتية لبعض الظروف.
والذي أريد أن أطرحه في هذه المشاركة هو حول التفريق بين أمرين أحدهما سلبي والآخر إيجابي:
فالسلبي الذي هو من باب الترك: ترك العمل ببعض الشرائع أو ترك العمل بأمور من العدل في الحكم للعجز أو عدوم بلوغ الحكم.
وغاية ما يقال في النجاشي وينسب إليه هو هذا.
والإيجابي الذي هو من باب الفعل: كتنصيب الطاغوت مشرعا على رقاب العباد, والدعوة للتحاكم إليه وتكرارها على أسماع الناس, ودخول البرلمان بما فيه من اتصاف الداخل بالمشرع, واستمداد مشروعية وجوده في البرلمان وسائر تصرفاته فيه من الدستور بعد الإقسام على احترامه, والطاعة المطلقة والانقياد للدستور, وجعله مصدر المشروعية, والاحتجاج به على كل شيء حتى أنه إذا أراد إنكار المنكر احتج به.
وثمرة هذا التفريق هي أن العجز والجهل إنما يفضي للترك السلبي, أما الفعل الإيجابي فينشئ عن القدرة التي هي ضد العجز, ويكون باعثه إرادة تحقيق مصلحة يطلبها الفاعل - إيا كانت معتبرة في الشرع أو ملغاة أو مسكوتا عنها.
وعليه فالجنس الإيجابي لا علاقة له بحال النجاشي بتاتا. فالنجاشي لم ينصب طاغوتا بين الناس يجعلهم يقسمون على احترامه ويلزمهم بالتحاكم والخضوع إليه, ويلزمهم معاملته في التحاكم والتسليم والانقياد معاملة الرب جل وعلا. وكذلك يقال في القاضي بين التتار وبين المسلمين, غاية ما في هؤلاء كونهم من أفراد أمثلة الجنس السلبي ممن تركوا الحكم ببعض العدل, لكونهم جهلوه أو عجزوا عنه, فتركوا الحكم به أو تطبيقه وحمل الناس على مقتضاه, وهذا مقام سلبي بينه وبين الإيجابي فرق كبير, ولا يجوز إغفال هذا الفرق لما يترتب عليه من آثار.
وكذلك من يتجاوز الترك الذي اقتضاه عجزه -كترك العمل بأمور من العدل - إلى أمور إيجابية مثل دعوة الناس للاحتكام للقانون الفلاني أو العلاني, والإكثار من ترداد احترامه وتقديمه, وجعله الأساس في الحكم, والدعوة للتصالح على أساس تحكيمه, ونحو ذلك مما يدعى إليه ويردد في المحافل من قبل بعض المتسمين بالإسلاميين مثلا, فمثل هذه الأمور ليست سلبية يبررها العجز, بل فيها فعل ومبادرة في أفعال يطلب بها رضا الكفار على حساب علو كلمة الله على أرضه, وانتفاء فتنة الشرك وارتفاعها عن البلاد والعباد. كل ذلك بحجة فقه الموازنات, الذي هدموا بنيانه لما أخرجوا من حساباتهم فيه تغليب مصلحة حفظ الدين الذي هو أعظم الضروريات الخمس, وما يقتضيه ذلك التغليب من تقديم ماكان من جنس تلك المصلحة بل من أركان تحقيقها كإعلاء حكم الله والسعي في ذلك والدعوة إليه, وتوحيده تعالى بالحكم والتشريع, وترك اتخاذ غيره أندادا توصف بأفعال الربوبية كالتشريع, وتوحيده تعالى بالتأليه وأفعاله كالتحاكم والطاعة المطلقة والانقياد والتسليم. فجعلوا للدستور والقوانين في ذلك نصيبا, لكي يحصلوا مصالح أنزل في المرتبة عن حفظ الدين, من جنس ما ألغى الشارع اعتباره في جانب إقامة الدين وحفظه.
وهناك أمر آخر سأتحدث عنه لاحقا إن شاء الله, وهو الترخيص في الإكراه خوفا من انقطاع رزق والتضرر بذلك, ومدى صدقية انطباق الإكراه على ذلك, والتفريق بين ما يكون في حق الأفراد من ذلك وما يكون في حق أمة من الناس. وهذا ما أرجئه لوقت آخر, أسأل الله التيسير والتوفيق والسداد للجميع. والله أعلم, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 02:03]ـ
السلام عليكم و بارك الله في الجميع وخاصة الشيخ عدنان
و اليك أخي هذا النقل أظنه نفيسة وقعت عليها منذ أمد وفرحت بها كثيرا كما فرحت رغم أني أعتقد ما يعتقده الاستاذ عدنان ولكن للأمانة و إعذار المخالف و عدم اخسار الميزان وجب نقلها.
يقول شيخ الاسلام في العمل السياسي:
ولكن افترق الناس هنا ثلاث فرق: فريق غلب عليهم حب العلو فى الأرض والفساد، فلم ينظروا فى عاقبة المعاد، ورأوا أن السلطان لا يقوم إلا بعطاء، وقد لا يتأتى العطاء إلا باستخراج أموال من غير حلها، فصاروا نهابين وهابين. وهؤلاء يقولون: لا يمكن أن يتولى على الناس إلا من يأكل ويطعم، فإنه اذا تولى العفيف الذى لا يأكل ولا يطعم سخط عليه الرؤساء وعزلوه، إن لم يضروه فى نفسه وماله. وهؤلاء نظروا فى عاجل دنياهم، وأهملوا الآجل من دنياهم وآخرتهم، فعاقبتهم عاقبة رديئة فى الدنيا والآخرة، إن لم يحصل لهم ما يصلح عاقبتهم من توبة ونحوها.
وفريق عندهم خوف من اللّه ـ تعالى ـ ودين يمنعهم عما يعتقدونه قبيحاً من ظلم الخلق، وفعل المحارم. فهذا حسن واجب؛ ولكن قد يعتقدون مع ذلك أن السياسة لا تتم إلا بما يفعله أولئك من الحرام، فيمتنعون عنها مطلقا، وربما لأن فى نفوسهم جبن أو بخل، أو ضيق خلق ينضم إلى ما معهم من الدين، فيقعون أحياناً فى ترك واجب، يكون تركه/ أضر عليهم من بعض المحرمات، أو يقعون فى النهى عن واجب، يكون النهى عنه من الصد عن سبيل اللّه. وقد يكونون متأولين. وربما اعتقدوا أن إنكار ذلك واجب ولا يتم إلا بالقتال، فيقاتلون المسلمين كما فعلت الخوارج، وهؤلاء لا تصلح بهم الدنيا ولا الدين الكامل، لكن قد يصلح بهم كثير من أنواع الدين وبعض أمور الدنيا. وقد يعفى عنهم فيما اجتهدوا فيه فأخطؤوا، ويغفر لهم قصورهم. وقد يكونون من الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. وهذه طريقة من لا يأخذ لنفسه، ولا يعطى غيره، ولا يرى أنه يتألف الناس من الكفار والفجار، لا بمال ولا بنفع، ويرى أن إعطاء المؤلفة قلوبهم من نوع الجور والعطاء المحرم.
الفريق الثالث: الأمة الوسط، وهم أهل دين محمد صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه على عامة الناس وخاصتهم إلى يوم القيامة، وهو إنفاق المال والمنافع للناس ـ وإن كانوا رؤساء ـ بحسب الحاجة، إلى صلاح الأحوال، ولإقامة الدين، والدنيا التى يحتاج إليها الدين، وعفته فى نفسه، فلا يأخذ ما لا يستحقه. فيجمعون بين التقوى والإحسان {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل: 128].
ولا تتم السياسة الدينية إلا بهذا، ولا يصلح الدين والدنيا إلا /بهذه الطريقة.
مجموع الفياوي المجلد 28
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 08:41]ـ
وماذا قلت بارك الله فيك؟ قلت: "تعليقاً لا تحقيقاً".
بالنسبة لما يخص النجاشي فيبدوا أن الشيخ رأى دخوله الجنة محققا،
وإنما التعليق في مسألة (سابقة العذاب). والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 11:28]ـ
بالنسبة لما يخص النجاشي فيبدوا أن الشيخ رأى دخوله الجنة محققا،
وإنما التعليق في مسألة (سابقة العذاب). والله أعلم.
جزاك الله خيرا. نعم، هذا ما يظهر ولكن ساغ له ذلك بوجود قرينة حاسمة، فقد شهد له النبي (ص) بالصلاح.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 01:35]ـ
شبهة أن الحكام مكرهون على الحكم بغير ما أنزل الله
الشيخ حامد بن عبد الله العلي ( http://www.tawhed.ws/a?a=nm33i5ao)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى.
اما بعد ...
فلقد القى أحد الشباب في روعي شبهة تتعلق بحكم من يحكم شرع الطاغوت في هذا العصر بانه في حالة الإكراه والخوف يجوز تحكيم غير شرع الله، بدليل ان النجاشي رغم إسلامه لم يجعل القرآن مادة للتشريع والحكم في مملكته لاستحالة ان توافقه الحاشية على هذا الامر، فالخوف من فقد الملك كان سببا لاعراضه عن تحكيم الشرع، واستدل أيضا بأن يوسف عليه السلام حكم مصر بشرع حكامها الاولين ولم يغير هذه الاحكام!
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل نستطيع ان الحكام في هذا العصر واقعون تحت الإكراه الأمريكي فيتعذر عليهم الحكم بشرع الله، خاصة وان الله قد امرنا بتنفيذ التكاليف الشرعية بقدر استطاعتنا؛ {اتقوا الله ما استطعتم}.
مع الرجاء التفصيل في مسالة الإكراه، ومتى يكون الإكراه حقيقيا بحيث يعذر المكره على ارتكاب محرم او ترك واجب شرعي؟
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله.
هذه الشبهة سخيفة جدا، لانه من قال؛ إن النجاشي كان يحكم بغير الشرع؟!
ومعلوم أن النجاشي أظهر الإسلام والموافقة على ما جاء به الرسول وما قاله الصحابة في حضرته، ولم يبال بحاشيته، ولم يكن ينقاد لأحد منهم أصلا، ولكنه كان يعمل بما علمه حكما أمره الله تعالى، وما لم يبلغه فهو معذور فيه, ولم تكن شرائع الدين قد اكتملت، ثم إنه قد مات قبل ان تكتمل، فقد أدى ما وجب عليه من العمل بما يبلغه من الشرع حتى لقي ربه.
فالقول بأنه ترك الحكم بالشريعة وحكم بالطاغوت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لانه فضل الملك على ذلك، أو لأنه أكره من قبل حاشيته على هذا الكفر فرضخ لهم؛ أنه كذب وقول قبيح ساقط لا يقوله عاقل، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
ألا يستحي هذا المفتري من هذا القول الشنيع، ألم يتبين له ما دلت عليه نصوص القرآن والسنة القطعية؛ أن النجاشي لو ترك الملك لئلا يحكم بالطاغوت، لكن ممن اشترى الآخرة وباع الدنيا، وكان محمودا بذلك عند الله وعند المؤمنين ممتثلا بما أمر الله به كل المؤمنين، وأنه إن فضل الملك مع التحاكم إلى الطاغوت على التحاكم إلى حكم الله تعالى فهو ممن اشتروا الدنيا وباعوا الآخرة، سبحان الله كيف يخفى هذا على مسلم، فما بالهم لا يعقلون؟!
وأما يوسف عليه السلام: فحاشاه أن يكون قد حكم بخلاف حكم الله تعالى، وقد ذكر الله في قصته أنه قال: {إن الحكم إلا لله أمر إلا تعبدوا إلا إياه}.
وحاشاه أن يكون قد رضي أن يشارك الملك في التحاكم والحكم إلى الطاغوت، بل لم يقبل منصبه إلا بشرط أن يحكم فيه وفق هدى الله تعالى، وكذلك الرسل لا تسير إلا على هدى الله تعالى، ولا تتبع إلا وحيه.
وكيف يقول هذا المفتري الجاهل أن يوسف حكم بغير ما أنزل الله تعالى واقتحم هذا الكفر المستبين، لانه كان يخاف من الملك، وهو النبي، ابن النبي، ابن النبي، ابن النبي، الكريم بن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، وإنما كان هو الذي طلب أن يولى خزائن الارض، ولم يكرهه الملك على شيء، وإنما فعل ذلك بأمر الله تعالى ووحيه.
ولذلك قال تعالى بعد ذلك: {كذلك مكنا ليوسف في الأرض}، ومعنى التمكين أنه يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد، فلا مكره له على شيء.
ومعلوم أن الانبياء لا يخالفون الشرع في حكم الإكراه، بل يصبرون على الهدى وإن قتلوا عليه، لانهم قدوة يقتدى بهم والله تعالى عصمهم عن مخالفة وحيه في هذا الباب، لئلا يختلط الحق بالباطل، فمنزلتهم ليست كغيرهم.
بل إن الرخصة في المخالفة في الإكراه إنما هي لهذه الامة.
ولهذا في الحديث: (كان من كان قبلكم يؤتى بالمنشار فيفرق بينه ما بين لحمه وعظمه لا يرده ذلك عن دينه).
ولهذا قال في الحديث: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
والخلاصة: أن لا يستدل بما ذكر إلا جاهل، ممن في قلبه زيع، فهو يطلب الشبه التي يهوّن بها جريمة حكّام الشرك والجور الذين يبدلون الشرائع مع أنهم قادرون على ترك زعاماتهم التي نصبوا أنفسهم فيها آلهة مع الله تعالى ينازعونه حقه في الحكم والتحاكم إليه، ويشترون آخرتهم بمتاع الدنيا القليل، ولكنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة والله لا يهدي القوم الكافرين، كما قال تعالى: {ذلك بانهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين}.
وكذلك كل من يقترف شركا أكبر مؤثرا متاع الدنيا على الآخرة؛ فهو كافر، وإن لم يستحل ما فعل، خلافا للمرجئة الضالة.
هذا فضلا عن المرخص في حال الإكراه أن يقول كلمة الكفر تحت التهديد الواقع، وقلبه مطمئن بالإيمان، لا أن يعيش دهره حاكما بالطاغوت متحاكما عليه، فيفسد العباد ويهلك البلاد، ويسلط الكفار على بلاد المسلمين ويواليهم ويعينهم على مخططاتهم ويوطىء لهم أرض الإسلام، ويعينهم على قتل المجاهدين، فهذا لا يلتمس له عذر الإكراه إلا من هو مطموس على بصيرته، أو راغب فيما يعطيه السلطان من فتات متاع الدنيا ليسكته ويتخذه شيطانا يمهد له كفره بالافتراء على الشريعة.
عافنا الله وحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ... آمين.
والله أعلم
27/ 11/2003م
ـ[أم تميم]ــــــــ[08 - Sep-2009, صباحاً 02:48]ـ
نُقُولاتٍ موفَّقة ..
كتبَ اللهُ أجركم ..
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[08 - Sep-2009, مساء 06:15]ـ
بارك الله فيك ووفقك للخير
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[22 - Jan-2010, مساء 07:57]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك(/)
أوصت وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" بنشر مقالات عدد من الكتاب العرب
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:02]ـ
مفكرة الإسلام: أوصت وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" بنشر مقالات عدد من الكتاب العرب على الموقع الرسمي للوزارة باعتبارها "مقالات تمثل وجهة النظر الإسرائيلية."
وقالت صحيفة "الوسط" المصرية في عددها الصادر صباح اليوم أن وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" تسيبي ليفني أوصت بإعادة نشر ما يكتبه عدد من الكتاب العرب على الموقع الرسمي للوزارة.
ونقلت الصحيفة عن ليفني قولها في اجتماع خاص بخلية أزمة تم تشكيلها في الوزارة خلال الحرب على غزة "إن هؤلاء سفراء "إسرائيل" لدى العالم العربي، وأفضل من يوصل وجهة النظر الإسرائيلية إلى الشارع العربي بشأن حركة حماس".
ويعد هذا الإجراء سابقة في تاريخ الإعلام الرسمي" الإسرائيلي"، إذ لم يسبق أن نشر من قبل مقالات رأي على الموقع الرسمي للوزارة.
وتشمل توجيهات الوزارة, كذلك" إعادة نشر ليس المقالات الجديدة التي كتبها هؤلاء إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي استمر 23 يوما، بل جميع المقالات التي نشروها في السابق ضد حركة حماس.
وهذا بيان بالكتاب والصحف الموصى بنشر آرائهم في موقع الخارجية الإسرائيلية:
فؤاد الهاشم -الوطن الكويتية
عبد الله الهدلق-الوطن الكويتية
خليل علي حيدر-الوطن الكويتية
حسن علي كرم-الوطن الكويتية
د. أحمد البغدادي-السياسة الكويتية
يوسف ناصر السويدان-السياسة الكويتية
الياس بجاني-السياسة الكويتية
أحمد الجار الله-السياسة الكويتية
حسن راضي-السياسة الكويتية
نضال نعيسة-السياسة الكويتية
تركي الحمد-الشرق الأوسط السعودية
طارق الحميد-الشرق الأوسط السعودية
عبد الرحمن الراشد-الشرق الأوسط السعودية
مأمون فندي-الشرق الأوسط السعودية
علي سالم-الشرق الأوسط السعودية
عادل درويش-الشرق الأوسط السعودية
عيان هرسي علي-الشرق الأوسط السعودية
صبحي فؤاد-موقع إيلاف
أحمد أبو مطر-موقع إيلاف
أنور الحمايدة-موقع إيلاف
سامر السيد-موقع إيلاف
يوسف إبراهيم-الاتحاد الإماراتية
حازم عبد الرحمن-الأهرام المصرية
أنيس منصور-الأهرام المصرية
حسين سراج-مجلة أكتوبر المصرية
علي سالم-روز اليوسف المصرية
طارق حجي-أخبار اليوم المصرية
صالح القلاب-الرأي الأردنية
د. فهد الفانك-الرأي الأردنية
نظير مجلي-هآرتس الإسرائيلية
مساعد الخميس-الحياة البريطانية
ميخائيل بهاء-كاتب لبناني
أكثر صهيونية من هرتزل
وفي سياق متصل, قالت الصحيفة ذاتها إن رئيس الوزراء ايهود أولمرت، عندما ترجم له مقال الكاتب الكويتي عبد الله الهدلق، قام عن كرسيه ورفع يديه في الفراغ متلفظا بكلمات النشوة، واقترح ترشيحه لأعلى وسام في"إسرائيل"، ووصفه بأنه أكثر صهيونية من هرتزل.
ويدعو المقال "إسرائيل" إلى سحق من وصفهم بـ"الخونة والغدارين الفلسطينيين بلا رحمة ولا شفقة كما سحقوا حزب الله من قبل، باعتبارهم مجرمين وقتلة وإرهابيين يعضون اليد التي تمتد إليهم بالخير".
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/01/28/76154.html
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:19]ـ
سبحان الله
يأبى الله إلا أن يفضحهم
فحتى أحبابهم الصهاينة
لا يتسترون عليهم ..
وفي هذا عبرة عظيمة
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 01:29]ـ
فؤاد الهاشم -الوطن الكويتية
عبد الله الهدلق-الوطن الكويتية
خليل علي حيدر-الوطن الكويتية
حسن علي كرم-الوطن الكويتية
د. أحمد البغدادي-السياسة الكويتية
يوسف ناصر السويدان-السياسة الكويتية
الياس بجاني-السياسة الكويتية
أحمد الجار الله-السياسة الكويتية
حسن راضي-السياسة الكويتية
نضال نعيسة-السياسة الكويتية
تركي الحمد-الشرق الأوسط السعودية
طارق الحميد-الشرق الأوسط السعودية
عبد الرحمن الراشد-الشرق الأوسط السعودية
مأمون فندي-الشرق الأوسط السعودية
علي سالم-الشرق الأوسط السعودية
عادل درويش-الشرق الأوسط السعودية
عيان هرسي علي-الشرق الأوسط السعودية
صبحي فؤاد-موقع إيلاف
أحمد أبو مطر-موقع إيلاف
أنور الحمايدة-موقع إيلاف
سامر السيد-موقع إيلاف
يوسف إبراهيم-الاتحاد الإماراتية
حازم عبد الرحمن-الأهرام المصرية
أنيس منصور-الأهرام المصرية
حسين سراج-مجلة أكتوبر المصرية
علي سالم-روز اليوسف المصرية
طارق حجي-أخبار اليوم المصرية
صالح القلاب-الرأي الأردنية
د. فهد الفانك-الرأي الأردنية
نظير مجلي-هآرتس الإسرائيلية
مساعد الخميس-الحياة البريطانية
ميخائيل بهاء-كاتب لبناني
اتقوا الله في امتكم
ماذا ستقولون في ذلك الموقف العظيم (يوم القيامة)
عجلوا بالتوبة
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 11:22]ـ
بارك الله في الاخوة
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 06:16]ـ
نعوذ بالله من الخذلان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 01:09]ـ
نعم صحيح وعبد الله الهدلق الخبيث لايصدر مقالته إلا بآية من القرآن قاتله الله
ولو ترجع لموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية تجد مقالات الجماعة المنافقين هناك
وأكثرهم من الكويت والسعودية.
وأيضا الجامية لهم مقالات خبيثه جدا وخاصة أيام حرب غزة.(/)
من أين مصدر أخذ أمثال تلك المعلومات؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 10:18]ـ
أول معلومة
1 - سمعت أحد الدعاة الدارسين للعلوم السياسية يحلف بالله أنه لو سئل أكبر موظف رسمى (هى البلد ماشية ازاى؟) سيقول لاأدرى وتلى الداعية قوله تعالى {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} سبأ14
2 - المصريين اوالعرب لااذكر يهتمون بالمظاهر وامريكا ماعندها مشكلة فى توفيرها لهم انظر مثلا لمحمد حسنى مبارك وهو جالس أما بوش فى التلفاز تجده واضع قدم على قدم لكن اذا ذهب مبارك الى امريكا بيلطعوه بالتسع ساعات الى أن يخرج له وزير الخارجية لابوش نفسه
3 - ملف الاسلاميين فى مصر جنائى يعنى مع البلطجية لاملف سياسى
3 - طريق المحلة طنطا منحرف جدا وهذا خطر جدا على سلامة النقل وسبب انحرافه هو تلاشى صنع الاعمدة الكهربائية ذات الضغط العالى فوق اراضى الوجهاء الزراعية لأن الضغط العالى يؤثر فى المحصول
4 - الامبراطور الاوحد فى مصر صاحب امبراطورية المال منذ سنة ويتكلمون عن بدايات سقوط امبراطوريته وهو كان من الملتزمين لكنه أخذ بفتوى تبيح له الاتجار بالتليفزيون على ما أظن واغتنى ونسى الالتزام الى ان كون الامبراطورية ثم هى فى أخر عمره تسقط الان
وهذا الداعية الفاضل كنت أحضر له باستمرار قبل أن أنقل سكنى ولما نقلت بعد وهو لايوافق أن يعطينى الشرايط لأسمعها لأن بجواره طلبة علم حمقى يصنفوه وأحيانا يسجلون له خلسه وقد يضبطون بعضهم فى الخطبة يسجل له وهو لعله يخشى منى من أن ينتشر الشريط بواسطتى أن أو يؤؤل أمرى الى الحمق لأننى لم يتضح عندى المنهج كله بأدق تفصيلاته بالادلة بعد
والنقطة رقم 3 سألت عنها صاحب مقال حقيقة الموقف المصرى من الحصار فى الماسنجر لما رأيت فى مقاله كلام شبيه بهذ فالظاهر أنه شك فى اننى أكون من طرف أمن الدولة وهو لايرد على الان أبدا على الماسنجر(/)
الحسبة على الحاكم ووسائلها في الشريعة الإسلامية. (الشيخ حامد العلي)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 10:49]ـ
البحث قد يثير كثراً من الجدال والقيل والقال، بسبب ما يروجه أولئك الذين يزعمون أن الحاكم في الفقه الإسلامي ليس عليه حسبة ولا رقابة من الأمة، فله أن يفعل ما يشاء، ويحكم بالحكم المطلق من كل قيد، فشابهوا دعوة القائلين بنظرية (الحق الإلهي)، وهو اصطلاح سياسي أطلق على تلك النظرية التي سادت في أوروبا في القرون الوسطى، إذ كانت الكنيسة تُعطي هذا الحق، حق الطاعة المطلقة والتصرف المطلق في الرعية لبعض الملوك، وينزلونهم منزلة الأرباب، كما وصف الله تعالى شأن ضلال النصارى في القرآن: (اْتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانْهُمْ أَرْبَاباً مِن دُون اللهِ).
وقد زعم هؤلاء المنتسبون إلى العلم الشرعي أن الأمة ليس لها الاعتراض على ما يفعله الحاكم، وليس في الشريعة الإسلامية وسيلة لتقويمه أو تقييد سلطته البتة، إلى وسيلة واحدة فحسب، وهي نُصْحهُ سِراً فقط في أضيق الحدود ولا شيء وراء ذلك البتة، وهؤلاء أخذوا بنص واحد مختلف في صحة إسناده ولم يفقهوه حق فقهه، ورجحوه بالإطلاق ـ بلا نظر ولا فقه صحيح ـ على نصوص كثيرة تعارضه معارضة صريحة، كما ضربوا بعمل فقهاء الملة في مختلف العصور عرض الحائط، وركب بعضهم مركباً صعباً إذ زعم أن كل من استعمل وسيلة لتقويم الحاكم غير النصح السري فهو خارجي مارق، أشد على الأمة الإسلامية والملة المحمدية من اليهود والنصارى، ولا ريب أن من وصل إلى هذه الدرجة من التجني على الفقه الإسلامي، فإنه يكون ظالما للشريعة الإسلامية رامياً لها بعيب ونقص كبيرين، وهو مع ذلك يؤيد من حيث يشعر أو لا يشعر العلمانيين الذين يثيرون الشبه على الشريعة الإسلامية برميها بعدم القدرة على مواكبة العصر.
هذا وقد قابل هؤلاء قوم دعوا إلى إهدار قاعدة تحمل أدنى المفاسد خشية الوقوع في أعلاها، والتي دلت عليها نصوص الشريعة المتظافرة، ونادوا بأخذ ما في بلاد الغرب وما عند غير المسلمين في هذا العصر من الوسائل السياسية لتقييد السلطة بلا حدود ولا قيود، متناسين أن الشريعة – على سبيل المثال – قد رجحت الحفاظ على وحدة الأمة ولو على نقص فيها، على تقويم اعوجاج الحاكم إذا كان تقويمه يؤدي إلى ضرب وحدتها، وذلك من باب ارتكاب أدنى المفسدين.
وقد حاولت أن أسير بين هاتين السبيلين الجائرتين طريقاً وسطاً، إذ كان الحق هدى بين ضلالتين، وحسنة بين سيئتين، وذلك بحسب ما دلت عليه النصوص مجتمعة ليبين بعضها بعضاً، لا بأخذ بعض النصوص مقطوعة عن بابها وقواعد الفقه وأصول الشريعة.
وعلى أية حال، فإني أعلم أن هذا الموضوع في بلادنا العربية كالحرم المحرم، لا يكاد ينطق فيه أحد بحق إلا ويُجرَّم، فلا جرم سيثور معه إذا انهدر سيله زبد رابي، غير أنه سيذهب جفاء، وسيبقى الحق النافع للناس إن شاء الله تعالى.
وبعد، فإني أرحب بالنقد إن كان من ناصح متأدب بآداب البحث العلمي، لم يأخذ التقليد بتلابيب عقله، ويرديه في حفرة التعصب الأعمى المقيت، وسأنقاد بعون الله تعالى وتوفيقه إلى الحق إن تبين، على أساس من الدليل والبرهان، لا قول فلان وفلان، اللهم إلا الإجماع المتيقن وذلك إجماع الصحابة لا من بعدهم من أهل سائر الأزمان.
حامد بن عبد الله العلي
حمل البحث ...
ـ[التبريزي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:47]ـ
(وقد زعم هؤلاء المنتسبون إلى العلم الشرعي أن الأمة ليس لها الاعتراض على ما يفعله الحاكم، وليس في الشريعة الإسلامية وسيلة لتقويمه أو تقييد سلطته البتة، إلى وسيلة واحدة فحسب، وهي نُصْحهُ سِراً فقط في أضيق الحدود ولا شيء وراء ذلك البتة، وهؤلاء أخذوا بنص واحد مختلف في صحة إسناده ولم يفقهوه حق فقهه، ورجحوه بالإطلاق ـ بلا نظر ولا فقه صحيح ـ على نصوص كثيرة تعارضه معارضة صريحة، كما ضربوا بعمل فقهاء الملة في مختلف العصور عرض الحائط، وركب بعضهم مركباً صعباً إذ زعم أن كل من استعمل وسيلة لتقويم الحاكم غير النصح السري فهو خارجي مارق، أشد على الأمة الإسلامية والملة المحمدية من اليهود والنصارى، ولا ريب أن من وصل إلى هذه الدرجة من التجني على الفقه الإسلامي، فإنه يكون ظالما للشريعة الإسلامية رامياً لها بعيب ونقص كبيرين، وهو مع ذلك يؤيد من حيث يشعر أو لا يشعر العلمانيين الذين يثيرون الشبه على الشريعة الإسلامية برميها بعدم القدرة على مواكبة العصر) ..
كلام جميل من شيخ جليل
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 11:28]ـ
بارك الله فيكم ..
في المرة القادمة أتحفونا بالحسبة على العلماء عند الإمام ابن تيمية رحمه الله ...
ـ[أبو سعيد المصري]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 08:33]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم(/)
إسلامي وغير إسلامي!!
ـ[الفلاح]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 10:58]ـ
إسلامي وغير إسلامي!!
كتب: سالم بن سعد الطويل
أخي القارىء من البدع التي استحدثها بعض الناس تصنيف الناس الى إسلامي وغير إسلامي.
ولست أدري كما اجزم بان اكثر الناس ايضا لا يدرون من ابتدع هذا التصنيف والتقسيم والذي ما أنزل الله به من سلطان!!
وعند تأملنا لهذا التقسيم المبتدع نجد فيه مفاسد كثيرة منها:
اولا: العدول عن ما سمانا الله تعالى به الى مالم يسمنا به قال تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير» (سورةالحج:78)
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله «هو سماكم المسلمين من قبل قال «الله عزوجل» وكذا قال مجاهد وعطاء والضحاك والسدى ومقاتل بن حيان وقتادة. ذكره ابن كثير في تفسيره.
قلت: وفي هذا فائدتان الأولى:
أن الله تعالى سمانا مسلمين ولم يسمنا اسلاميين
والثانية: سمانا جميعا مسلمين ولم يصنفنا صنفين اسلاميين وغير اسلاميين فتأمل هذا جيدا فانه نافع.
ثانيا: قد يتبادر الى ذهن كثير من الناس ان من قيل عنه غير إسلامي بانه ليس مسلما وهذا محظور كبير، لذا لما كانت كلمة «راعنا» يطلقها اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم ويقصدون بها قصدا باطلا نهى الله تعالى المسلمين عنها وامرهم ان يستبدلوها بكلمة اخرى لا تحمل هذا الباطل قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم) (سورة البقرة:104).
ثالثا: ان كثيرا ممن يقال عنهم غير إسلاميين لا يرضون بهذا الاطلاق الجائر عليهم لانه يفهم منه انهم كفار.
رابعاً: ان هذا من التنابز بالالقاب والذي نهى الله تعالى عنه بقوله (ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) (سورة الحجرات11).
خامسا: قد يصدر من بعض من يلقب بلقب اسلامي بعض الافعال او يقول قولا فيظن الناس ان ما فعله اوقاله هو من الإسلام والحقيقة خلاف ذلك.
سادساً: لقب إسلامي وغير إسلامي جعل بعض مسائل الشرع الى فئة من المسلمين خاصة دون غيرهم وكأن الاحكام على المسلمين تتفاوت والحق ان الواجب واجب على الجميع كل حسب استطاعته والحرام حرام على الكل وهكذا احكام الله تعالى لا تختص بقوم دون قوم إلا باعتبار شرعي كأن تختص بعض الاحكام بالرجال دون النساء وبالعكس او بالعلماء دون العامة او بالامراء دون الرعية وهكذا.
سابعاً: قابل تقسيم اسلامي وغير اسلامي تقاسيم اخرى باطلة ايضا بسبب هذا التقسيم كقولهم فلان اصلاحي!! وهل معناه ان غيره مفسد؟ وفلان وطني!! فهل معناه انه غير خائن؟.
ثامنا: كما ان لقب اسلامي قد يستغل لاغراض خاصة فبعض اصحاب النفوس الضعيفة اذا اراد ان يصل الى منصب معين او يبلغ نفوذا ما لقب نفسه «اسلامي» ورفع شعار الدين ليكسب بعاطفة المسلمين مكاسب دنيوية زائلة فانية.
تاسعاً: لقب «غير اسلامي» اعطى اهل الباطل فرصة ليتلقبوا بالقاب مثل «علماني» ونحوها ليكون مقبولا عند الناس فلو اقتصرنا على الالقاب الشرعية (مسلم، مؤمن، محسن، كافر، فاسق، منافق، فاجر، جاهلي) ونحوها لظهر لنا حكم كل فرد من افراد المجتمع ولما استطاع احد ان يتستر بالباطل.
عاشرا: هذه الالقاب المحدثة انتجت القابا يصعب لدى الكثير من الناس تحديد هوية البعض مثل لقب «ليبرالي» فتجده يصلي ويحج ويعتمر ويقال عنه ليبراليا ليس إسلامياً.
الحادي عشر: ومن أكبر مفاسد هذه التقاسيم المبتدعة انها سبب للفرقة والتحزب والاختلاف والضعف والفشل وهذا مذموم شرعا كما هو معلوم ومقرر.
الثاني عشر: ان التقاسيم والانقسام لم يقف ولن يتوقف الى هذا الحد «اسلامي وغير اسلامي» بل انقسم كل منها الى اقسام وفرق اخرى حتى صارت فتنة لكثير من الناس فلا يدري اكثرهم من المحق ومن المبطل؟.
الثالث عشر: تابعوا بانقسامهم هذا الى «اسلامي وغير اسلامي» اهل الكتاب الذين يقسمون الناس الى رجل دين ودنيا او اعمال وحسبنا هذه المفسدة
والخلاصة:
ان الواجب علينا بصفتنا مسلمين ولا اقول: «اننا كمسلمين» لاننا مسلمون ولسنا «كمسلمين» الواجب علينا ان نتمسك بالكتاب والسنة تمسكا صحيحا قويا ما استطعنا الى ذلك سبيلا ونتجنب كل ما هو محدث مبتدع كتقسيم «اسلامي وغير اسلامي» والله اسأل ان يؤلف على الاسلام قلوبنا وان يوفق جميع المسلمين حكاما ومحكومين الى ما فيه خيرهم وصلاحهم.
____________
http://www.isfalah.com/viewtopic.php?f=6&t=66
وننتظر إسهاماتكم في إثراء منتديات الفلاح الإسلامية - حرسها الله -
ـ[الفلاح]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 01:55]ـ
للرفع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 09:59]ـ
بارك الله في كاتب المقال وجزاه خيرا ..
وهذه اضافة أسأل الله أن ينفع بها ..
أقول وبالله المستعان أن التسمية والتصنيف للناس بحسب مذاهبهم أو آرائهم أو عقائدهم أو أعمالهم وتحركاتهم هو بمجمله من حيث الأصل ليس فيه بأس، طالما أنه ليس على أحزاب تشق عصا الجماعة أو على عصبيات جاهلية وقبلية! فلا بأس - مثلا - في أن يقال فلان المصري، ينسب الى بلده، طالما أنه ليس في ذلك نزعة قومية جاهلية، وانما دعت الحاجة المشروعة الى بيان هذه النسبة، فلا بأس! وتماما كالكلام في قول فلان السلفي، وفلان المالكي، وفلان الرافضي، والضابط هو الحاجة الى ذلك، اما لتحذير عامة المسلمين أو لتمييز موقف مذهبي أو عقدي لحاجة ما أو لأخرى، وهكذا ..
ومن هنا يكون الحكم على اللقب بالنظر فيما اصطلح عليه من المعنى عند الذين يطلقونه، ثم النظر في علاقة ذلك بمن يطلق عليه من جهة الوضع ..
وبالنظر في اصطلاح (اسلاميين) هذا نجد أنه اصطلاح صحافي اعلامي حادث في زماننا يرجع أصله الى الاستخدام المعاصر لاصطلاح مناظر له عند الفلاسفة والمفكرين الغربيين والمستشرقين تابعهم عليه أذنابهم من المنافقين، والمترجمين الجهال في بلادنا بلا تمييز! وأصله كلمة Islamist والتي هي اشتقاق الصفة من الاسم: Islamism والزائدة Ism هذه في نهاية الكلمة تفيد معنى النظرية المرتبطة بالشيء الملحقة به، تماما كقولهم Mohammedanism أي النظرية أو الفكرة المنسوبة الى محمد (صلى الله عليه وسلم) (وهذه العبارة أقدم تاريخيا في بلاد أوروبا وكانت ولا زالت تستخدم للاشارة الى الاسلام في كثير من أدبيات كتاب الغرب، وان كانت في زماننا هذا قد اقتصرت غالبا على من يتكلم عن هذا الدين بتهكم وتنقص واستعلاء، نظرا لأنه لم يعد أحد في الأرض اليوم يجهل أن هذا الدين اسمه الاسلام، باصطلاح أهله وغير أهله عليه، ونظرا لأن ذوبان الثقافة الغربية في بلادنا أدى الى ضغوط فكرية متبادلة فرضت على الكتاب هناك كثيرا من التنازلات!)
فهذه الزائدة اذا دخلت على كلمة فانها تفيد التعبير عن الفلسفة أو الفكرة المنسوبة الى تلك الكلمة أو ذلك الاسم! وبطبيعة الحال، وبما أن القوم يعتقدون أن الاسلام دين محرف اخترعه محمد صلى الله عليه وسلم، فانهم لا يجدون حرجا في إلحاق تلك اللازمة باسم ملتنا، فهو عندهم ليس أكثر من نظرية فلسفية من وضع البشر! بينما تجدهم في المقابل إن عبروا عن ملتهم النصرانية يكتبونها هكذا: Christianity أو Christendom وليس Christianism !! فليست توجد في لغتهم ولا في معاجمهم هذه الكلمة!
ويدعي بعض المفكرين الغربيين أن سبب نشأة المصطلح Mohammedanism هو الفهم الخاطئ الذي كان شائعا عن الاسلام بأنه يتخذ من محمد إلها كما يتخذ النصارى من المسيح إلها، ولهذا نسبوا أتباع الملة إليه كما نسبوا النصارى إلى المسيح Christ ولكن يرد زعمهم هذا الفرق الواضح بين الاصطلاحين!! ولولا أن بدأ كثير من المسلمين في التعرف على كتاب الغرب وقراءة مؤلفاتهم (في عصر الافتتان الكبير المسمى بالتنوير في بلادنا في القرن التاسع عشر) وبدأت اعتراضاتهم تعلو على استعمال هذه الكلمة، لما تلاشت من الأدبيات العامة عندهم حتى اقتصرت على دوائر ضيقة الى يومنا هذا!
هذا وقد كان الشائع فيما تقدم على القرن السابع عشر الميلادي في أوروبا تسمية المسلمين بأسماء قبلية كالسراسنة Saracens - في الأندلس بالذات - والترك Turks والمور Moors وغيرها، بقصد الإزدراء والتنقص منهم وتفتيت جمعهم ونفي صفة الملة الواحدة عنهم، كما صرح بذلك برنارد لويس في كتابه (الاسلام والغرب)!!
وقد كانت نشأة هذا الاصطلاح (إيسلاميزم) في فرنسا في القرن الثامن عشر، على يد الفيلسوف الفرنسي فولتير، وكان بمثابة نقطة تحول في نظرة مثقفي أوروبا إلى الاسلام في عصر التنوير هناك، فقد بدأ بعض المفكرين في النزول بعض الشيء عن موقفهم التحقيري البالغ لهذا الدين وأهله، سيما لما ذابت شوكته في الأرض واستعادت أوروبا استقلاليتها وكيانها الفكري والسياسي، حينئذ بدأ بعض المفكرين ينظرون الى الاسلام على أنه دين أو مذهب فكري "يستحق الاعتراف به كغيره من المذاهب الفكرية المتبوعة!! "، فوضع هذا اللفظ للاشارة غالبا الى مظاهر الحياة الاسلامية بشكل
(يُتْبَعُ)
(/)
عام، والتي كانت بطبيعة الحال يتميز بها أصحابها عن غير المسلمين، سيما الأكثر التزاما بالهدي النبوي الظاهر من غيرهم، مع اشارة تلك التسمية الى أن تلك المظاهر وراؤها مذهب فكري أو نظرية فلسفية مميزة تستحق أن يعترف بها على هذا الاعتبار!! فقد رآه فولتير ومن تبعوه على ذلك، يرقى - على الأقل - لأن يساوى بالملة اليهودية Judaism - والتي كانوا يبغضونها أشد البغضاء كذلك - من حيث التوصيف على أنها فلسفة وضعية (ومن ثم اللازم ISM)
هذا وهم - والذين من قبلهم - ما كانوا يجهلون، بل كانوا يعلمون تمام العلم أن هذا الدين إسمه عند أهله "الاسلام"، ولكنه الاستعلاء والتنقص والتحقير، قاتلهم الله .. وهو غير مستغرب على قوم صليبيين غلاة ملأ الحقد قلوبهم إزاء علو راية الإسلام وحصارها لهم وهدمها لعروشهم وممالكهم!!
هذا وقد شاع عبر القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي نظر الأدباء والمفكرين الغربيين الى الاسلام (اسلاميزم) بوصفه مذهبا مشتقا من اليهودية (جوديزم) وانتشرت عبارة (اسلاميزم) في أدبياتهم انتشارا واسعا من ثم، أخذ يخبو مع بدايات القرن العشرين!
وقد ظهرت في المعاجم والقواميس الانكليزية كقاموس أكسفورد في أواخر القرن التاسع عشر على توجيه جديد، فقط ذكرت كلمة Islamist على أن المراد بها "المسلم الملتزم بتعاليم الاسلاميزم (الاسلام): Orthodox Mohammedan
وعلى الرغم من التلاشي النسبي لهذا المصطلح في التعبير عن المسلمين عبر عقود القرن الماضي، وانتشار الترجمة اللفظية المباشرة لكلمة إسلام، إلا أنه قد عاد إلى الظهور من جديد في السبعينيات من القرن الماضي – وفي فرنسا أيضا حيث ظهر أول مرة والتي انتقل منها الى الأدبيات الانكليزية في أواسط الثمانينات - ولكن في لباس جدبد هذه المرة، ليس للتعبير عن الإسلام كملة أو دين، ولكن عن الإسلام كتحرك سياسي!! وذلك على أثر ظهور الثورة الخمينية، وظهور الحركات الإسلامية ذات النشاط السياسي والجهادي في مختلف أنحاء الأمة ..
ونظرا لتبعية أكثر المفكرين والمثقفين في بلادنا لسادتهم وأساتذتهم في بلاد الغرب، لم يلبث الأمر إلا قليلا حتى ظهرت ترجمات عربية لذلك المصطلح وما يناظره، مثل ترجمة لفظة Fundamentalist إلى (الأصوليين) وهي لفظة مشتقة ظهرت أصلا للتعبير عن المنشقين البروتستنت على اعتبار أنهم قوم يدعون إلى الرجوع الى الكتاب المقدس عند النصارى ونبذ تقاليد الكنيسة، ومن ثم الرجوع الى الأصل الذي كان عليه الدين على تصورهم .. ولأنهم كانوا أصحاب تحركات مطالبة بالانشقاق السياسي في أيرلندا وغيرها، نظر المفكرون الأوروبيون الى حركات الجماعات الإسلامية المعاصرة بنفس النظرة، وألحقوا بهم ذات الاصطلاح، وجاء أتباعهم في أمتنا ليترجموا المصطلح الى (أصوليين) وهم يجهلون أو يتجاهلون أن المصطلح في أدبيات المسلمين إنما يعني العلماء المشتغلين بعلم أصول الفقه!!
وكذلك تُرجمت لفظة (إيسلاميست) الى (إسلاميون)، وتفيهق بعضهم حتى اشتق هذا اللفظ: (متأسلمون)! وكأن هناك شيء عند المسلمين اسمه الاسلام، وشيء آخر اسمه التأسلم، فضلا عما يسمى بالأسلمة!!!! ولو كنا لا نرى هذا التصنيف يعبر الا عن حق يقره شرعنا لقبلناه ولما عارضناه!! ولكنه في الحقيقة فاسد المنشأ، نقله قوم مقلدون جهلة، لم يفهموا مراميه عند أصحابه في الغرب، ومن شدة وهن قلوبهم وشدة افتتانهم وانهزاميتهم وجدوا أنفسهم يتلبسون بلبوس ذلك التصنيف الأوروبي الحادث الفاسد للمسلمين ولحركاتهم الدعوية والفكرية المعاصرة، ويبرأون ممن يسميهم القوم بالأصوليين وممن يسمونهم بالإسلاميين، نظرا لما كُتب هناك في شأن تلك الجماعات والتوجهات جميعا من تسفيه وتنقيص ورمي بكل مذمة!!
وغفل الجاهلون من هؤلاء الناقلين الببغاوات عن حقيقة أنه يؤدي إلى فصل تلك الجماعات النشطة التي تعمل لغاية إعادة الحكم بشرع الله تعالى الى الأمة – بغض النظر عن موقف الشرع من منهج كل جماعة منهم – (وهي غاية لا حظ في الاسلام لمن يكرهها أو يرفضها!!) عن نسيج الأمة، وتصوير سعيهم هذا وقصدهم هذا – في ضوء الأدبيات الغربية التي جاء منها التقسيم والمصطلح نفسه - على أنه شيء حادث متطرف لا علاقة له بحقيقة الاسلام، ولا يقره الدين!! وهذا ما جعل تلك اللفظة أثيرة جدا عند العلمانيين وأذنابهم في بلادنا، لأنهم ببساطة: هكذا يدينون!!
فالحاصل أننا لا نقبل بهذا المصطلح الخبيث في أصله ومنشئه القديم كما في استعماله واصطلاح أهله عليه في زماننا هذا، ولا يصح أن يطلقه مسلم يتقي الله على جماعة من الجماعات المعاصرة – وان كانت الجماعة منحرفة منهجا! – ولا على الدعاة ولا غيرهم من أهل هذه الملة .. بل نحن جميعا قوم مسلمون، نبتغي العلم بديننا والعمل في سبيله، ونبتغي أن تعلو راية الاسلام خفاقة كما أراد الله لها أن تكون، وأن يرجع الحكم بشرع الله تبارك وتعالى الى بلادنا كما يجب أن يكون، وهذا هو دين المسلمين جميعا، ليس فكر طائفة حادثة اسمها "الاسلاميين" ولا أو "المتأسلمين" أو "الأصلويين" او نحو ذلك من العبث!!
والله نسأل أن يرفع عن هذه الأمة تلك التبعية الفكرية المستحقرة وأن يبصر ببغاواتنا ومقتونينيا بالحق وأن يهديهم الى صراطه المستقيم، والحمد لله رب العالمين.
-----------
مصدر التحليل التاريخي للأصل الانكليزي لكلمة إسلاميزم هو بحث للمؤرخ والباحث الأمريكي مارتين كريمر في مقال له بعنوان "دعونا نتفق: (فوندامينتاليستس) أو (ايسلاميستس)؟ " والمنشور في صحيفة ميدل إيست كوارترلي في ربيع العام الميلادي 2003
Martin Kramer (coming to terms: Fundamentalists or Islamists?)
Middle East Quarterly
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 10:12]ـ
لابأس بإطلاق هذا الاسم , ولاأريد تتبع ما تفضلت به بالرد
فهو أشبه بوصف التديّن
لأن كثيرا من الناس ممن لا يصح نسبتهم للكفر .. لهم مناهج
مخالفة وتيارات فكرية .. فصح تمييز العاملين بالمنهج الإسلامي
الذين يسعون لتطبيقه ونحو ذلك .. بالإسلاميين ..
ولا أعلم كارهاً لهذه التسمية سوى العلمانيين والليبراليين مثل آل زلفة
سمعته يشنع على أحد الشيوخ في إحدى المحاورات وغيره كثير من
الذين يتهمون الإسلاميين بالإقصاء .. فأقول هؤلاء ظاهر سلوكهم
وكلامهم الكفر .. فخروجا من إشكال تكفير أعيانهم ..
نمايز فنسمي فريقا إسلاميين .. وفريقا:علمانيين
وهذا مما لا مشاحة فيه باتفاق العاملين في الساحة الدعوية
الذين لهم قدم صدق وقبول عند الجميع
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 10:48]ـ
بارك الله فيك ..
المصطلح تواضع لغوي يتعامل معه بحسب ما يتفق عليه أصحابه .. فان كان قد اتفق أهل العلم والدعوة على قبوله وأصبح الشائع السائد في فهم الناس له فهما يخلو من باطل العلمانيين وأضرابهم ممن ينقلون عن الغرب فكرهم وتصنيفهم للعاملين للدعوة، فلا إشكال في إقراره وإطلاقه! ولكن عندما يكون الحال - كما لا يخفى عليكم - أن أكثر من يطلقونه في الاعلام ومنابر الفكر والثقافة في الأمة انما يريدون به قولبة سائر الداعين إلى تحكيم شرع الله في بلاد المسلمين والعاملين لهذه الغاية بأي طريق كان في ذلك القالب الموافق للأصل الذي تابع القوم عليه تصانيف الغربيين، فإن هذا ما يستتبع حينئذ تركه وإستعمال ما يخالفه ولو من باب الأولوية منعا للالتباس ومنعا لإزكاء ذلك الفساد وانمائه!!
وإلا فلا شك في أنه لا مشاحة في الاصطلاح ما دام مستخدموه والموجه إليهم يفهمونه بلا البتاس ولا اختلاط!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 11:03]ـ
لابأس أخي المكرّم .. مع تقديري لرأيك ..
المعنى الذي يستعمل فيه هذا الإطلاق
متفق على صحته .. وهو دارج وسائد
عند الدعاة أنفسهم .. وعند خصومهم
وطريقة القرآن التمييز بين الصفوف
فمن كان لا يتشرف بأن يكون إسلاميا
فهذا شأنه لا شرّفه الله .. ونحن كنا في الجامعة في الغربة
ثم كتلة إسلامية وكتلة فاسقة تريد عمل حفلات غنائية
واستجلاب المطربات
فلاشك أن التمييز هنا مهم ..
هل أنت مع الكتلة الإسلامية؟
أم مع الكتلة الداعرة؟
وذلك في انتخابات المجالس الطلابية
فأرى والله أعلم أن هذا مما لا مشاحة فيه
وفائدته تربو على ما يخشى من مفسدة
ويشهد لهذا المعنى أن الله قال في الأعراب
"ولكن قولوا أسلمنا" ..
فمايز
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 11:38]ـ
ليت احدكم يدلنى على رابط لبحث الشيخ جعفر شيخ ادريس بعنوان من مسلم الى اسلامى
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 06:17]ـ
بارك الله فيك، لو كان الأمر كما ذكرتَ فلا بأس، فحينها يكون ظاهرا لكل مسلم أن لقب (اسلاميين) هنا يقصد به الفريق الموافق للكتاب والسنة، الهاجر للفسق وأهله، وهذا ظاهر بلا التباس على أنه هو موقف الاسلام الحق، والله أعلم.
شكر الله لك مدارستك النافعة أيها المفضال ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 06:21]ـ
وهو يا شيخ أبا الفداء أبلغ من ذلك أيضا
لأن المفارقة ليست بين مجرد متدينين وفساق
بل الفريق الآخر ليبراليون يقولونها بالفم الوقح
فتسمية الجميع مسلمين فيه إجحاف كبير وتجنّ وخلط للأوراق
وهذا هو المفهوم منها في الاستعمال الإخباري
فحين يتكلم عن النخب البرلمانية .. أو المثقفة .. أو إلخ
يقال حزب شيوعي وحزب يساري .. إلخ وحزب إسلامي
أو كاتب ليبرالي وكات إسلامي
فانمياز هؤلاء أصلا ضرورة وليس مجرد عبث لفظي
والله يرعاك(/)
مسألة الحرف والصوت
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 10:59]ـ
/// ما رأي الإمام أحمد في مسألة (الحرف والصوت)؟، وهل صحت الآثار نفيا أو إثباتًا؟
/// ما رأي أئمة أهل السنة في هذا؟
/// ما الأحاديث الصحيحة التي دلت على هذه المسألة؟
/// ما شبهات الأشاعرة في هذه المسألة؟
مع التنبيه أنه طعن في نسبة كتاب السنة للإمام عبد الله بن أحمد
مهم جدًّا ...
--- هل تأذن إدارةالملتقى في وضع الرابط الأشعري الذي فيه الشبه حول المسألة ---
أم أنقل الشبهة؟
ولو يشاركنا: الأخ الكريم المخضرم {عدنان البخاري}
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 12:16]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
بعض الأحاديث في المسألة وهي كالتالي:
1 - من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1416
خلاصة الدرجة: صحيح
2 - إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء كجر السلسلة على الصفوان
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: العقيدة الأصفهانية - الصفحة أو الرقم: 68
خلاصة الدرجة: صحيح
3 - يحشر الله العباد أو الناس عراة غرلا بهما ليس معهم شيء، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد أحسبه قال: كما يسمعه من قرب بالحسنات و السيئات
الراوي: عبدالله بن أنيس الجهني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 746
خلاصة الدرجة: حسن
4 - عن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب أن جابر بن عبد الله حدثه، قال بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم أسمعه منه (قال فاتبعت بعيرا فشددت عليه رحلي فسرت إليه شهرا حتى أتيت الشام، فإذا هو عبد الله بن أنيس الأنصاري، فأرسلت إليه أن جابر على الباب، قال فرجع إلي الرسول، فقال: جابر بن عبد الله؟ فقلت نعم، قال فرجع الرسول فخرج إلي فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديثا بلغني أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المظالم لم أسمعه، فخشيت أن أموت أو تموت قبل أن أسمعه، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الله العباد يوم القيامة أو قال يحشر الله الناس – قال وأومأ بيده إلى الشام - عراة غرلا بهما، قلت ما بهما؟ قال ليس معهم شيء، قال: فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة، قال: قلنا كيف هذا وإنما نأتي غرلا بهما؟ قال بالحسنات والسيئات الراوي: عبدالله بن أنيس الجهني المحدث: ابن القيم - المصدر: مختصر الصواعق المرسلة - الصفحة أو الرقم: 489
خلاصة الدرجة: حسن
دمتم بودّ.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 01:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليك بكتاب: الصراط المستقيم في إثبات الحرف القديم
لابن قدامة المقدسي رحمه الله
فإنه سيفيدك في هذا الباب كثيرا
والله أعلم
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 11:56]ـ
جزاكم الله كل خير ...
للرفع ....
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 12:05]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160522
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8017&highlight=%22%C7%E1%CD%D1%DD+% E6%C7%E1%D5%E6%CA%22(/)
مقارنة بين أدب ناصر العمر وأدب المخالفين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 12:28]ـ
قرأت كلمات متفرقة من رد لفؤاد فرحان على الشيخ ناصر حفظه الله وقرأت أول سطر من رد الدكتور الاحمرى على الشيخ ناصر فوجدت من ردودهم وكأننى أقرأ لطالب علم فى بداياته ومعروف كيف يصل تحمس وتشنج المبتدئين فى الطلب فظننت أن الشيخ ناصر فى رده عليهم الذى جعلهم يردون عليه بهذا الشكل ظننت أن رد الشيخ ناصر فيه تسفيه لهم مما أغضبهم على الشيخ فذهبت لموقع الشيخ ناصر وقرأت ردوده فلم أجد فى لغة الرد أى فرق فى لغة الرد وأسلوب الشيخ ناصر المعهود المتسم بأدب أهل العلم وحكمتهم واحترامهم لقول الأخر وان كانوا يرونه خطأ أو ضلالا أو أو ...
وتلك المفارقة بين الأدبين تعتبر مرجح زائد على المرجحات التى تجعل الشباب المسلم يترجح عنده أراء الشيخ ناصر
لله در كل عالم ورع مؤدب وان ذل فى مواطن وأتى بما لا ينبغى فمن ذا الذى ماساء قط ومن له الحسنى فقط
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 01:25]ـ
مااكثر الكتاب الذين يكتبون بالهوى
(غثاء)
ننصحهم أن يتعلموا ابجديات الكتابة وبعد ذلك يرودن على هذا العالم الفاضل
شيخنا ناصر العمر يريد الله لك الخير فلا تشغل نفسك بمثل هوء؟؟؟(/)
موقع حماس ينزّل كلمة الشيخ السعد بعنوان: العلّامة السعد يبشر المجاهدين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 01:54]ـ
http://www.palestine-info.info/Ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s79We4yN% 2frllXzPrHyDnvHPybIfZLmUKh3lTV 32wyb7M7tmo6sItEvdcRZPVnYAi144 cwMt24UOAZIX2ftJfNG%2b2tH%2b2f V03%2bKZPy8QjOZjY4%3d
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 05:07]ـ
جزاهم الله خيراً لكن وجدت هذالمقطع ايضاً موجود في الموقع السلفي:
رسالة من مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي الحسيني الخامنئي إلى رئيس الوزراء إسماعيل هنية
http://www.palestine-info.info/Ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7AgtHSq1 rwFIMevUU3hy8cKM2u09o3BcNUjkTp wiP2pdBnxLb17UE8e2smSPqBzDjxot LETaHuu%2fKDK1EQ08o%2bwiQdNMO% 2bJXvSr6iH3g51Jk%3d
ـ[أبو أسامة]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:35]ـ
أظن أن إخواننا في وضع لا يحسدون عليه، كما أظن أنه لو جاءهم صوت مؤيد لموقفهم من أي إنسان على هذه البسيطة كائنا من كان لتمسكوا به، فهم كالغريق الذي يتشبث ولو بقشة.
ينبغي أن لا نلوم حماس أن نشرت على موقعها الإخباري رسالة خامئني فهو موقع إخباري على أية حال ينشر فيه كل ما يتعلق بهذه الأحداث المؤلمة، وفيه كلام عن شافيز وعن غيره من غير المسلمين. وشعار الموقع (صوت فلسطين إلى العالم، وصوت العالم إلى فلسطين).
لكن ينبغي أن نلوم أنفسنا أن تركنا الساحة لغيرنا.
أين قادتنا السياسيين؟
أين علماءنا ووجهاءنا؟
ألا يمكنهم أن يفعلوا كما فعل خاممنئي؟
صدقوني أيها الأفاضل لو قمنا بواجبنا تجاه إخواننا لما احتاجوا إلى غيرنا.
فلنتق الله فيهم ولا نعين الشيطان عليهم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 10:53]ـ
كنت قد بعث رابط المقال الذي علّق فيه أحدهم بكلام يشكك فيه سنيّة حماس .. وكان قد علّق عليه أخي الفاضل أبو أسامة بكلام جيّد .. فأرسلت رابط الموضوع لإخوتي في حماس وهذا ردهم
------------
بارك الله فيك أخي الكريم. وأفضل ما يمكن الرد به هو ما تفضل به الأخ العضو أبو أسامة في الموضوع المشار إليه. فنحن موقع إخباري ولو وقف بجانبنا كائناً من كان فسننقل موقفه كموقع إخباري. وصدقني موقفنا وموقف القادة من الشيعة هو بمثل موقفكم إن لم يكن أشد ولكن المؤمن كيس فطن ولا أظن من المصلحة فتح النار علينا من جميع الجهات.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 10:56]ـ
بارك الله فيك(/)
هل صفة الخلق والمغفرة صفتان ذاتيتان فعليتان؟ مع ذكر الدليل.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 02:41]ـ
أرجوا الإجابة.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 03:00]ـ
شيخنا!! صفتا الخلق والمغفرة هما ذاتيتان فعليتان بأدلة ظاهرة فمن جعل صفة الخلق مثلا ذاتية لا تعلق لها بالمشيئة فقد ضل وكذلك المغفرة.
وأما الصفات الفعلية فكلها ذاتية باعتبار اتصاف الباري بها. فاذا اثبتها صفة فعلية فهذه الصفة تقوم بالموصوف فبهذا الاعتبار هي ذاتية. فاثبات أن الصفة فعلية كاف في اثباتها ذاتية.
وأما الدليل على ان صفة الخلق فعلية قوله تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار). ودليله أيضا العقل فهذا ادم عليه السلام مخلوق! من خلقه؟ الله سبحانه. هل خلقه في الأزل أم أنه لم يكن مخلوقا ثم شاء ان يخلقه؟ قطعا الثاني اذا هي متعلقة بمشيئته وارادته. فهي فعلية.
وأما الدليل على أن صفة المغفرة فعلية قوله تعالى: (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك، فأخذه، فشكر الله له فغفر له) رواه البخاري ومسلم.
وكذلك العقل كما ذكرته في دليل صفة الخلق!
وهذا الكلام في صفة الخلق له اتصال بمسألة الفعل والمفعول.
هذا ما عندي ان كان صحيحا فمن الله وان كان خطأ فلجهلي وقلة علمي
جزاك الله خير!!
ـ[عبد فقير]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 03:22]ـ
ما الذى يغفره الله؟ (أريد ذكر كل ما يغفره الله) مثل الذنوب.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 02:23]ـ
أرجوا الإجابة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 11:25]ـ
و الله ما هكذا كان الصحابة .. !
و لا هذا مقتضى " ما أنا عليه و أصحابي "!؟!
يا إخوة الإيمان تتكلمون بالكلام و تذمون أصحاب الكلام؟؟!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 11:53]ـ
أخي خلوصي وهل العلّامة ابن القيّم (مثلاً) مجانب لما كان عليه الصحابة؟
نعود للجواب: المغفرة صفة ذاتية فعليّة نعم .. كما قال أخونا
والله تعالى من أسمائه الغفور .. والخالق
أما جواب سؤالك الثاني: فقد قال الله "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء"
وفي الآية رد على الخوارج وعلى المرجئة الواقفة ..
حيث جوّز هؤلاء أن الله قد يغفر لكل العصاة ..
والحق أن بعضهم مغفور له وبعضهم سيعذّب
فما كان دون الشرك .. داخل في مشيئة الله
إن شاء عذبه وإن شاء غفر له
ـ[عبد فقير]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 01:46]ـ
لماذا يوجد مخلوقات لاأول لها عند القائل بها ولا يوجد ذنوب لا أول لها؟
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 04:52]ـ
أخي الحبيب:
ينبغي لطالب العلم إذا بحث مسألة ما أن يبحثها على اصطلاح أهل الفن المبحوثِ فيه تلك المسألةُ، وليس في اصطلاح القوم - على اختلاف مقالاتهم ومذاهبهم - ما يسمى صفةً ذاتيَّةً فعليَّةً؛ إذِ الصفات الفعلية قسيمة الصفات الذاتية، والقسيمان لا يجتمعان في وصف واحد؛ ضرورة كون المثلين متضادَّيْنِ؛ لا يجتمعان، وقد يرتفعان، وأعود إلى التبنيه على اصطلاح القوم في المسألة؛ فإنهم يَقْسِمون الصفات أقساما بحسب مورد التقسيم:
فإذا روعي في التقسيم طريقة الاستدلال، فالصفات تنقسم إلى:
1 ـ الصفات المعنوية: ويريدون به تلك الصفات التي كان دليلها العقل، والتي يتوقف عليها العلم بإثبات الصانع، وإثبات صدق مدعي النبوة، ولا يتوقف العلم بها على ورود السمع، وضابطها:
الصفات الواقعة في دائرة الواجب العقلي؛ كحياة الخالق، وعلمه، وقدرته، وإرادته، وسمعه وبصره، وكلامه.
الصفات الواقعة في دائرة المستحيل العقلي؛ وهي الصفات التي يوجب العقل تنزيه الخالق عنها؛ كتنزيهه عن العجز والكذب والجهل والقسر،،، وغير ذلك.
2ـ الصفات الخبرية: وهي الصفات الواقعة في دائرة الإمكان العقلي، تلك المساحة التي ليس للعقل فيها إلا تقليد النقل لكونها مما لا حكم للعقل فيها بحكم إيجاب أو سلبا؛ ومن أمثلتها: صفات: الوجه، والعين، واليد، والاستواء، والنزول،،، وغيرها.
وإذا روعي في التقسيم نوع الصفة وحقيقتها، فالصفات تنقسم إلى:
ـ الصفات الذاتية: وضابطها الصفات القاصرة التي لا تعدى محلها؛ كالعلم، والسمع والبصر، ومنها صفات الذات؛ كالوجه، واليد، والعين، والقَدَم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الصفات الفعلية: وضابطها الصفات المتعدية لمحلها، المتعلقة بالاختيار والإرادة؛ كالخلق، والكلام، والنزول، والاستواء،،، وغيرها.
ـ أما سؤالك عن صفَتَيِ الخلقِ والمغفرة:
فهما صفتان فعليتان؛ لتعلقهما بالإرادة والاختيار؛ ومن النصوص الدالة على ذلك:
في الخلق: قال تعالى: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}، وقال تعالى: {قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقال تعالى: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ}، وقال تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
وفي المغفرة: قال تعالى: {لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}، وقال تعالى: {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}، وقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء}، وقال تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقال - صلى الله عليه وسلم - ((فهو إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له)).
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 06:39]ـ
المقصود ذاتية من وجه .. وهو من حيث أصل النوع
وفعلية من حيث الآحاد ..
كصفة الكلام سواء بسواء ..
ولا ضير أن يقال إذن:ذاتية فعلية بهذا المعنى
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 09:23]ـ
و الله ما هكذا كان الصحابة .. !
و لا هذا مقتضى " ما أنا عليه و أصحابي "!؟!
يا إخوة الإيمان تتكلمون بالكلام و تذمون أصحاب الكلام؟؟!
أين التكلم بالكلام؟ عندما يتكلم المسلم عن سعة مغفرة ربه وأبديتها؟ متى كان هذا من علم الكلام المذموم؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 09:24]ـ
لماذا يوجد مخلوقات لاأول لها عند القائل بها ولا يوجد ذنوب لا أول لها؟
من الذي قال بمخلوقات لا أول لها؟ مع ذكر المصدر لو سمحت وجزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 10:19]ـ
أخي الفاضل (عبد فقير) تكرما منك لا أمرا، هلّا أعدت صياغة سؤالك ومرادك بصيغة أوضح وأدق، غير مشتتة ولا غامضة، حتى يجاب عليك بإذن الله تعالى بما يرضي الله قبل أن يرضيك.
وشكر الله لك.
على العموم أخي لعل هذا يجلي عنك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
المأخذ الرابع: أن الخلق صفة قائمة بذاته ليست هي المخلوق. وجوز القاضي في موضع آخر أن يقال: هو قديم الإحسان والإنعام. ويعنى به: أن الإحسان صفة قائمة به غير المحسن به، ومنع أن يقال: يا قديم الخلق. لأن الخلق هو المخلوق. وهذا أحد القولين لأصحابنا، وهو قول الكرامية والحنفية وتسميها فرقة التكوين.
والقول الثاني: أن الخلق هو المخلوق. كقول الأشعرية، قال القاضي في عيون المسائل: مسألة: والخلق غير المخلوق، فالخلق صفة قائمة بذاته، والمخلوق هو الموجود المخترع لا يقوم بذاته. قال: وهذا بناء على المسألة التي تقدمت، وأن الصفات الصادرة عن الأفعال موصوف بها في القدم.
قلت: ثم هل يحدث فعل في ذاته من قول أو إرادة عند وجود المخلوقات؟
فيه خلاف بين أصحابنا وغيرهم، مبنى على الصفات الفعلية مثل: الاستواء، والنزول، ونحو ذلك، مع اتفاقهم على أنه لم يزل موصوفا بصفاته قديما بها لم يتجدد له صفة كمال. لكن أعيان الأقوال والأفعال هل هي قديمة أم الكمال أنه لم يزل موصوفا بنوعها؟
وتلخيص الكلام هنا: أن كونه خالقا وكريما هل هو لأجل ما أبدعه منفصلا عنه من الخلق والنعم، أم لأجل ما قام به من صفة الخلق والكرم؟
الثاني؛ هو قول الحنفية والكرامية وكثير من أهل الحديث وأصحابنا في أحد القولين، بل في أصحهما، وعليه يدل كلام أحمد وغيره من علماء السنة.
وعلى هذا القول يقال: أنه لم يزل كريما وغفورا وخالقا، كما يقال: لم يزل متكلما. ويكون في تفسير ذلك قولان، كما في تفسير المتكلم قولان، هل هو يلحق بالعالم أو بالغفور؟
والأول؛ هو قول الأشعرية بناء على أن الخلق هو المخلوق.
وعلى هذا فقول أصحابنا: كان خالقا في الأزل. إما بمعنى القدرة التامة كما يقال: سيف قاطع، أو بمعنى وجود الفعل قطعا في الحال الثاني كما يقال: هذا فاتح الأمصار وهذا نبي هذه الأمة. وعلى هذا المعنى فالخلق من الصفات النسبية الإضافية.
وإذا جعلنا الخلق صفة قائمة به فهل هي المشيئة والقول، أم صفة أخرى؟ على قولين:
الثاني؛ قول الحنفية وأكثر الفقهاء والمحدثين.
كما اختلف أصحابنا في الرحمة والرضا والغضب هل هي الإرادة أم صفة غير الإرادة؟ على قولين: أصحهما أنها ليست هي الإرادة، فما شاء الله كان وهو لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر.
وأما قولنا: هو موصوف في الأزل بالصفات الفعلية من الخلق والكرم والمغفرة، فهذا إخبار عن أن وصفه بذلك متقدم لأن الوصف هو الكلام الذي يخبر به عنه، وهذا مما تدخله الحقيقة والمجاز، وهو حقيقة عند أصحابنا وأما اتصافه بذلك فسواء كان صفة ثبوتية وراء القدرة، أو إضافية. فيه من الكلام ما تقدم.
وانظر لزاما مجموع الفتاوى ج6/ص268.
ـ[ابو بردة]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 11:07]ـ
e= عبد فقير;187930] لماذا يوجد مخلوقات لاأول لها عند القائل بها ولا يوجد ذنوب لا أول لها؟ [/ QUOTE]
أخي الكريم
ما الفائدة من هذا السؤال وهل هذا إلاّ من الكلام المذموم!!
فحريٌ بطالب العلم أن يشتغل بتعلّم الكتاب والسنة وأن لا يشتغل بعلمٍ لا يضر الجهل به
بل تركه والبُعد عنه من العلم
ـ[عبد فقير]ــــــــ[07 - Feb-2009, صباحاً 04:52]ـ
أليس شيخ الإسلام يقول بحوادث لا أول لها؟ فلماذا لا يقول بذنوب لاأول لها؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Feb-2009, صباحاً 05:04]ـ
الذنوب إنما تصدر من بني آدم .. ومن الجان
وبالاتفاق فإن الخلق كله مسبوق بالعدم
وحينئذ لا يقال ذنوب لا أول لها!
أما مسألة حوداث لا أول لها
فابن تيمية تكلم عن النوع لا عن الأفراد
فكونه سبحانه متصفا بالمغفرة .. لا يعني وجود ذنوب لا أول لها
لأنه يغفر متى شاء .. ولمّا لم يكن شاء سبحانه أن يخلق من يستحقون مغفرته بعد
فلا وجود لذنب لا أول له , وإنما مغفرته ككلامه متعلقة بمشيئته ..
وقد علمت أنه لم يستفد اسم المغفرة من وجود المخلوق
بل غفر بعد وجود المخلوق بما فيه من صفة المغفرة
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[07 - Feb-2009, صباحاً 11:30]ـ
الذنوب إنما تصدر من بني آدم .. ومن الجان
وبالاتفاق فإن الخلق كله مسبوق بالعدم
وحينئذ لا يقال ذنوب لا أول لها!
أما مسألة حوداث لا أول لها
فابن تيمية تكلم عن النوع لا عن الأفراد
فكونه سبحانه متصفا بالمغفرة .. لا يعني وجود ذنوب لا أول لها
لأنه يغفر متى شاء .. ولمّا لم يكن شاء سبحانه أن يخلق من يستحقون مغفرته بعد
فلا وجود لذنب لا أول له , وإنما مغفرته ككلامه متعلقة بمشيئته ..
وقد علمت أنه لم يستفد اسم المغفرة من وجود المخلوق
بل غفر بعد وجود المخلوق بما فيه من صفة المغفرة
بعض الكلام الذي قاله أخونا الفاضل أبو القاسم لا أظنه صوابا
ابن تيمية - رحمه الله - يقرر كما قال بقدم نوع المخلوقات وكل مخلوق مسبوق بعدم.
مسألة ذنوب لا أول لها لا أظن الجواب فيها كما قال الأخ أبو القاسم، فالله أعلم بما كان من المخلوقات قبل الأنس والجان.
ويرد عليك سؤالا أخي العبد الفقير هل صار إسم الله الغفور أو الغفار أو الغافر بعد خلق الجن الأنس؟ فهذا هو موضع النزاع بين ابن تيمية والأشاعرة وأهل البدع - رحمه الله شيخ الإسلام الذي قرر في هذا الأمر مذهب أهل السنة وجلاه وبينه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 07:15]ـ
إذًا لماذا قال ابن تيمية بحوادث لا أول لها؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 09:56]ـ
أليس شيخ الإسلام يقول بحوادث لا أول لها؟ فلماذا لا يقول بذنوب لاأول لها؟
الجواب: ان الحوادث على قسمين: حوادث مخلوقة و حوادث غير مخلوقة , و أهل السنة عندما يقولون بجواز حوادث لا أول لها - من حيث الحوادث المخلوقة - يقصدون جواز إستمرارية خلق المخلوقات الى لا أول - مع يقينهم ان الله تعالى قبل ذلك لأن الله تعالى متقدم على فعله و فعله متقدم على خلقه - لا أن الحادث المخلوق من الأفراد لا أول له , بل جنسه لا أول له
فإذا تقرر هذا: فالذنوب مخلوقة و لا شك , فلا معنى لسؤالك لأنها داخلة أصلا في مسألة " حوادث مخلوقة لا مبدأ لأولها " فهي مندرجة تحتها , فكلامك تحصيل حاصل ,,,
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 10:10]ـ
إذًا لماذا قال ابن تيمية بحوادث لا أول لها؟
أخي عبد فقير حتى نحرر محل النزاع، ما هو تفسيرك هنا لكلام ابن تيمية وهل توافقه أو تخالفه وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد فقير]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 01:43]ـ
الذى أعرفه بأن ابن تيمية يقول بأنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية تحقيقًا لصفة الخلق لأن صفة الخلق لكى تكون محققة لله لا بد وأن يظهر آثارها فى الخارج فأنا أقول لماذا لم يقل فى صفة المغفرة مثل صفة الخلق؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 01:58]ـ
أخي أبا عبد الرحمن سدده الله للحق .. مع أنك سارعت في التخطئة ..
لكنك لم تبين ذلك .. ولم يقل شيخ الإسلام بقدم نوع المخلوقات
هذا باطل ولايوجد ما يسمى قدم نوع المخلوق! .. فأين قال ذلك؟
وواضح أن هناك سوء فهم في كلام شيخ الإسلام
فهذه قضية دقيقة لا ينبغي المسارعة فيها ..
ولي عودة بإذن الله تعالى
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 02:13]ـ
الذى أعرفه بأن ابن تيمية يقول بأنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية تحقيقًا لصفة الخلق لأن صفة الخلق لكى تكون محققة لله لا بد وأن يظهر آثارها فى الخارج فأنا أقول لماذا لم يقل فى صفة المغفرة مثل صفة الخلق؟
يا أخي الكريم: ابن تيمية قرر جواز تسلسل المخلوقات الى لا أول , و لم يقرر الوجوب فتنبه جيداً لما تقوله بارك الله فيك , و كلامه هذا دل عليه الكتاب و السنة و محكم أقوال سلف الأمة
و قولك:
"لأن صفة الخلق لكى تكون محققة لله لا بد وأن يظهر آثارها فى الخارج "
غلط على الشيخ رحمه الله , لأن يقرر أزلية صفاته تعالى , و ليس هذا مقصده إنما مقصده ان الله تعالى ليس معطلا على الفعل , و صفة الخلق لله تعالى هو فعل الله تعالى و فعل الله تعالى غير المفعول و الخلق غير المخلوق كما قرره الإمام البخاري و غيره , و هذا الذي دل عليه الكتاب و السنة خلافاً لقول الأشعرية و أضرابهم ممن قال ان الخلق هو المخلوق و الفعل هو المفعول , و راجع تقرير ابن النجار الفتوحي للمسألة في شرح الكوكب المنير
و صفة المغفرة لله عز و جل ثابتة له , و إذا شاء الله تعالى غفر لعباده , و قولك:
" فأنا أقول لماذا لم يقل فى صفة المغفرة مثل صفة الخلق؟ "
لا معنى له , لأن الخلاف إنما كان في جواز تسلسل المخلوقات في الماضي و هو المعبّر عنه " بحوادث لا أول لها " بحيث ان قال قائل ان شيئا من المخلوقات هو أول الخلق قيل له: فهل الله تعالى قادر على ان يخلق شيئا قبل هذا المخلوق الأول أم لا؟ فإن نفى ذلك عطّل الله تعالى عن قدرته و فعله و ان أقر بذلك وجب المصير الى جواز التسلسل في الماضي لا المنع
و قد سبق و قلتُ لك:
فإذا تقرر هذا: فالذنوب مخلوقة و لا شك , فلا معنى لسؤالك لأنها داخلة أصلا في مسألة " حوادث مخلوقة لا مبدأ لأولها " فهي مندرجة تحتها , فكلامك تحصيل حاصل ,,,
و لم تجب على كلامي هذا
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 02:19]ـ
أخي أبا عبد الرحمن سدده الله للحق .. مع أنك سارعت في التخطئة ..
لكنك لم تبين ذلك .. ولم يقل شيخ الإسلام بقدم نوع المخلوقات
هذا باطل ولايوجد ما يسمى قدم نوع المخلوق! .. فأين قال ذلك؟
وواضح أن هناك سوء فهم في كلام شيخ الإسلام
فهذه قضية دقيقة لا ينبغي المسارعة فيها ..
ولي عودة بإذن الله تعالى
بارك الله فيك
بل قال بقدم نوع المخلوقات و هذا الذي قاله هو الصحيح الذي دل عليه الكتاب و السنة و أقوال سلف الأمة , فإن القول بجواز التسلسل في الماضي = و هو المقصود بقدم نوع المخلوقات , هو القول المؤيد بالصواب و لا ينخرم البتة بحول الله و قدرته , و من يخلق أكمل ممن لا يخلق و من يقدر على الخلق منذ الأزل أكمل ممن لا يقدر على الخلق إلا بعد ذلك , فهذا من كماله تعالى , و ليس معنى قول أهل السنة بأن الله تعالى يخلق منذ الأزل وجود مخلوق معيّن مضارع لله تعالى , حاشاه سبحانه و تعالى فهو تعالى متقدم على فعله و فعله سبحانه و تعالى متقدم على خلقه فلا محظور في إثبات كمال الصفات له سبحانه و تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 02:23]ـ
أخي أرجو منك الدقة
ما قلتَه شيء وما نفيته شيء آخر
ولعلك تصبر علي حتى آتيك بالتفصيل ..
وهذا مقام الألفاظ فيه دقيقة ..
فإن المقصود المذكور لاشك عندي فيه
لكن ينبغي ضبط المصطلحات لأنها مزلة أفهام
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 02:24]ـ
بيّن ذلك بارك الله فيك
ـ[عبد فقير]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 06:25]ـ
بارك الله فيك
بل قال بقدم نوع المخلوقات و هذا الذي قاله هو الصحيح الذي دل عليه الكتاب و السنة و أقوال سلف الأمة , فإن القول بجواز التسلسل في الماضي = و هو المقصود بقدم نوع المخلوقات , هو القول المؤيد بالصواب و لا ينخرم البتة بحول الله و قدرته , و من يخلق أكمل ممن لا يخلق و من يقدر على الخلق منذ الأزل أكمل ممن لا يقدر على الخلق إلا بعد ذلك , فهذا من كماله تعالى , و ليس معنى قول أهل السنة بأن الله تعالى يخلق منذ الأزل وجود مخلوق معيّن مضارع لله تعالى , حاشاه سبحانه و تعالى فهو تعالى متقدم على فعله و فعله سبحانه و تعالى متقدم على خلقه فلا محظور في إثبات كمال الصفات له سبحانه و تعالى
هذا هو الذى أعنيه من كلام ابن تيمية. فإنه قال بقدم نوع المخلوقات فأنا ألزمه بصفة المغفرة فإن من يغفر خير ممن لا يغفر.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 05:56]ـ
هل انتصرت عليكم جميعًا أم ماذا؟ (ابتسامة)
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 06:49]ـ
أخي الظاهر انك غير مستوعب للمسألة مطلقا , و لم تجب عن كلامي هذا:
فإذا تقرر هذا: فالذنوب مخلوقة و لا شك , فلا معنى لسؤالك لأنها داخلة أصلا في مسألة " حوادث مخلوقة لا مبدأ لأولها " فهي مندرجة تحتها , فكلامك تحصيل حاصل ,,,
و ابن تيمية قال بجواز القدم النوعي للمخلوقات و لم يقل بالوجوب فتفطن
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:32]ـ
قال الشيخ البراك حفظه الله في شرح الطحاوية (ص 62):
((والمنكر هو القول بامتناع تسلسل الحوادث في الماضي، لكن هل هو واقع -أي أن المخلوقات لم تزل فعلا- أو هو ممكن لكنه لم يقع؟ الأمر في هذا واسع)).
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 02:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
تسلسل "الحوادث" لا إلى أول وتسلسل "المخلوقات" لا إلى أول.
الذي أعرفه أن شيخ الإسلام يستعمل اللفظة الأولى ولم يستعمل اللفظة الثانية قط. وهذه العبارة وهي جواز تسلسل حوادث لا أول لها في الماضي والتي جوزها الشيخ عليه رحمة الله و عزاها لأئمة السلف، لاتوجد فيما أعلم بهذا اللفظ عند السلف. وإنما استنبطها الشيخ من كلامهم في صفات الباري تعالى. فلهذا ترون الشيخ يسردها غالباً إثر إيراده كلام سفيان بن عيينة وأحمد وابن المبارك والذي حاصله أن الله يتكلم متى شاء، إذا شاء. وكذا يريد الله متي شاء إذا شاء.
وكلام الله صفة لازمة له لم يزل الله متصفاً بها وكذا إرادته. لكن امتنع الأشاعرة من إثبات إرادات لله وكلام مقطع لله فراراً منهم من حلول الحوادث بذات الله تعالى بناء على قاعدتهم التي أثبتوا بها حدوث العالم وبالتالي إثبات الصانع على حد تعبيرهم. والقاعدة هي: "كل ما كان محلاً للحوادث فإنه حادث" وذلك لأن مثل هذا يكون قابلاً للزيادة والله منزه عن ذلك.
وأرجو من الإخوة الذين كتبوا أن الشيخ رحمه الله يقول بجواز مخلوقات لا أول لها في الماضي أن ينقلوا كلام الشيخ أو يحيلوا عليه على الأقل.
وغالباً يقع اللبس من جهة الألفاظ، فابن تيمية يثبت الحدوث في آحاد صفة الإرادة بمعنى أن الله أراد خلق الملائكة بإرادة مغايرة للإرادة التي أرادها لأجل خلق آدم والأشاعرة يمنعون ذلك للسبب الذي ذكرت ولأسباب أخرى معروفة في مظانها كقاعدة المرجح التي يعتمدها الرازي كثيراً.
لكن مخالفي الشيخ كالسبكي الإبن مثلاً ألزموه بهذا أن يثبت مخلوقات لا أول لها وذلك أن الإرادة الأزلية يلزمها مراداً أزلياً وهذا المراد غير الله فلا بد أن يكون مخلوقاً. وهذا لازم المذهب وليس مذهباً، والشيخ لم يلتزم به وقد قرر مراراً حدوث العالم نوعه وجنسه.
وكما ذكر الأخ الشيخ أبو القاسم الكلام في مثل هذه الأمور يستدعي الدقة.
وهذه الأمور خاض فيها الشيخ مدافعاً على مذهب أهل السنة ومهاجماً للمذاهب الكلامية برمتها فجزاه الله عن هذه الأمة كل خير.
وقد قرأت للحافظ الذهبي كلاماً مفاده أن شيخه تكلم في أمور هابها الأكابر، أنا أحسب أن هذه المسألة مما عنى الحافظ رحمه الله تعالى
والله أعلم.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 10:33]ـ
الأخ عبد فقير سيظل هذا الإشكال ملازمٌ لك هنا أو في أهل الحديث منذ العام إذا صرتَ لا تفرق بين صفة الخلق وبين المخلوق.
وكما ألزمك الأخ المقدادي فإنه يتعين عليك أن تبين لنا كيف أصبحت الذنوب خارجة عن أفعال العباد المخلوقة حتى تسألنا لماذا لا نقول بذنوب لا أول لها؟؟
فإذا اتفقنا نحن وإياك على أن نوع الخلق قديم - كل الخلق- فبين لنا الآن كيف كانت الذنوب خارجة عن المخلوقات؟ حتى نرد عليك بأن لها أول أم لا.
هذا أمر.
الأمر الآخر:
ربطك لصفة المغفرة بالذنوب بها ماذا ستستخرج منه؟
هل إذا قلنا لك بأنه ليس هناك ذنوب لها أول، فإن صفة المغفرة لن تكون ذاتية؟ وإن كان لها أول فستكون ذاتية؟.
إذا أوضحت ذلك - ربما ستنتصر علينا -:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 12:56]ـ
الكلام بأسلوب آخر (الغفور هل معناه القادر على المغفرة وإن لم يغفر أم لابد من أن يغفرمنذ الأزل لكى يسمى غفورًا؟ والخلق هل معناه القادر على الخلق وإن لم يخلق أم لابد من أن يخلق منذ الأزل لكى يسمى خالقًا؟) أظن أن عباراتى فى المشاركات السابقة قصرت عن التعبير فالمعذرة.
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 01:29]ـ
الكلام بأسلوب آخر (الغفور هل معناه القادر على المغفرة وإن لم يغفر أم لابد من أن يغفرمنذ الأزل لكى يسمى غفورًا؟ والخلق هل معناه القادر على الخلق وإن لم يخلق أم لابد من أن يخلق منذ الأزل لكى يسمى خالقًا؟) أظن أن عباراتى فى المشاركات السابقة قصرت عن التعبير فالمعذرة.
قال ابن تيمية رحمه الله: ((وأما قولنا: هو موصوف في الأزل بالصفات الفعلية من الخلق والكرم والمغفرة؛ فهذا إخبار عن أنَّ وصفه بذلك متقدم؛ لأن الوصف هو الكلام الذي يخبر به عنه، وهذا مما تدخله الحقيقة والمجاز، وهو حقيقة عند أصحابنا، وأما اتصافه بذلك؛ فسواء كان صفةً ثبوتِيَّةً وراء القدرة أو إضافية؛ فيه من الكلام ما تقدم)). ((مجموع الفتاوى)) (6/ 272)
و خلاصة الكلام: لم تحدث لله تعالى صفة لم تكن له , بل صفاته تعالى أزلية , و فعله تعالى صفة له فهو أزلي , و لا يلزم ان يخلق منذ الأزل ليتصف بهذه الصفة و لكن منع جواز الخلق منذ الأزل هو أساس البلاء , و مسألة حوادث لا مبدأ لأولها أول من دخل فيها هم أهل الكلام من الجهمية و أشياعهم و لما كانت عقيدتهم تتكأ على نفي حلول الحوادث بالله تعالى و عدم قدرته تعالى على الفعل لأن الفعل هو المفعول عندهم أي انه مخلوق منفصل عن الله تعالى - كما ذكره الإمام البخاري عنهم -: ألزموا أنفسهم بنفي حوادث لا أول لها لئلا يُلزموا بإثبات إتصاف الله تعالى بصفة الفعل فكان من نتيجة هذا تعطيل إتصاف الله تعالى بأفعاله
و المعارض لهذه المسألة يقال له:
هل تقول ان الله تعالى قادر على الخلق منذ الأزل أم لا؟
فإن أجاب بالنفي عطّل الله تعالى عن صفة الخلق و بالتالي تسقط المناظرة معه
و إن أجاب بالإيجاب أُفحم , و لعله يستدرك على ذلك حجة فيقول: هو تعالى قادر على الخلق و لكن الخلق تأخر فلم يكن منذ الأزل , فيُسأل: و هل تأخر خلق المخلوقات واجب أم جائز؟
فإن قال: واجب، فيُسأل: فمن الذي أوجبه على الله تعالى؟؟؟؟ و ليس له حجة نقلية و لا عقلية
أما لو قال: تأخر الخلق جائز، قيل له: فهذا هو القول بحوادث لا أول لها، و قد صرّحت به من حيث لم تشعر
ـ[عبد فقير]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 05:19]ـ
نحن لا نتكلم عن الجواز فأهل السنة يقولون بالجواز ولكنى أتكلم عن الوقوع فإنه فيما أعلم ليس هناك دليل ينهض لابن تيمية على كلامه.
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 08:31]ـ
نحن لا نتكلم عن الجواز فأهل السنة يقولون بالجواز ولكنى أتكلم عن الوقوع فإنه فيما أعلم ليس هناك دليل ينهض لابن تيمية على كلامه.
عفواً! و لكن أين التزم ابن تيمية بالوقوع مذهبا له؟
ـ[الآجري]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 08:37]ـ
نحن لا نتكلم عن الجواز فأهل السنة يقولون بالجواز ولكنى أتكلم عن الوقوع فإنه فيما أعلم ليس هناك دليل ينهض لابن تيمية على كلامه.
ما دمت تقر بالجواز فما يعنيك إن أوجد الله مخلوقاً أو منعه؟
وما دخلك لو قال ابن تيمية بوجود مخلوق أو عدم وجوده ما دام الأمران جائزان؟
وهل لديك دليل على منع وجود مخلوق حتى تقيم الدنيا ولا تقعدها إذا قال ابن تيمية بوجوده؟
عجباً لحالك!!
ـ[عبد فقير]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 01:40]ـ
ألم يتفق العلماء على أن أول مخلوق إما العرش أو القلم؟ إذًاقالوا بعدم الوقوع لحوادث لا أول لها.ولا تقل أنهم يتحدثون عن هذا العالم المشاهد فهذا لا أعرفه عن أحد من السلف وإنما قاله بعض المتأخرين.
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 02:52]ـ
نحن لا نتكلم عن الجواز فأهل السنة يقولون بالجواز ولكنى أتكلم عن الوقوع فإنه فيما أعلم ليس هناك دليل ينهض لابن تيمية على كلامه.
لم تجب عن سؤالي:
عفواً! و لكن أين التزم ابن تيمية بالوقوع مذهبا له؟
أما مناقشة أولية الخلق المطلقة أو المقيدة بهذا العالم: فليس هذا مبحثنا فيه , فأنت تقرر ان ابن تيمية يلتزم بالوقوع و الوجوب مذهبا , أما إستدلالك بإتفاق العلماء فعجيب! و لا أدري أين اتفق العلماء على ان أول مخلوق هو العرش أو القلم! انما اختلفوا أيهما هو الأول.
أكرر مرة أخرى:
الرجاء الإجابة عن سؤالي السابق
ـ[عبد فقير]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 06:30]ـ
أنا أقصد أن كلامهم لم يخرج عن هذين القولين.(/)
ضابط تفسير الصفة باللازم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 09:16]ـ
ضابط تفسير الصفة باللازم
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
من أنواع التفسير والدلالات تفسير الصفة باللازم , وهذا منهج صحيح يستدل به بعض العلماء , ولما كانت الألفاظ والكلمات يعتريها لوازم حقة وباطلة كان لا بد من معرفة الضابط في ذلك.
وربما يكون من أسباب تحريف وتعطيل النصوص الفرار من اللوازم الباطلة.
ولتوضيح هذه المسألة لا بد من بيان أقسام الدلالات ومنها دلالة الالتزام.
الدلالة
هي ما يوجب إدراك شيء بسبب إدراك شيء ملازم له.
ويقسم العلماء الدلالة إلى الأقسام التالية:
الدلالة العقلية والدلالة الطبيعية والدلالة الوضعية وكل واحدة منها تنقسم إلى لفظية وغير لفظية.
أقسام الدلالة الوضعية اللفظية:
تنقسم الدلالة الوضعية اللفظية إلى ثلاث أقسام هي:
1 - الدلالة المطابقية: وهي دلالة اللفظ على تمام المعنى الذي وضع له. كدلالة لفظ (الدار) على جميع مرافقها.
2 - الدلالة التضمنية: وهي دلالة اللفظ على جزء المعنى الذي وضع له. كدلالة لفظ (الدار) على غرفة الضيافة وغرفة النوم.
3 - الدلالة الالتزامية: هي دلالة اللفظ على معنى ملازم للمعنى الذي وضع له. كدلالة لفظ (الدار) على السور الخارجي للبيت مثلا.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
القاعدة الرابعة: دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة، وبالتضمن، وبالالتزام.
فمعنى دلالة المطابقة: تفسير الاسم بجميع مدلوله، أو دلالته على جميع معناه.
ومعنى دلالة التضمن: تفسير الاسم ببعض مدلوله، أو بجزء معناه.
ومعنى دلالة الالتزام: الاستدلال بالاسم على غيره من الأسماء التي يتوقف هذا الاسم عليها، أو على لازم خارج عنها.
مثال ذلك: الخالق يدل على ذات الله، وعلى صفة الخلق بالمطابقة، ويدل على الذات وحدها بالتضمن، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام.
القواعد المثلى
تفسير اللفظ باللازم يكون مع إثبات مدلول اللفظ حقيقة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقوله {فأولئك مع المؤمنين} يدل على موافقتهم فى الإيمان وموالاتهم فالله تعالى عالم بعباده وهو معهم أينما كانوا وعلمه بهم من لوازم المعية كما قالت المرأة زوجي طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد فهذا كله حقيقة ومقصودها أن تعرف لوازم ذلك وهو طول القامة والكرم بكثرة الطعام وقرب البيت من موضع الأضياف.
وفى القرآن {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} فإنه يراد برؤيته وسمعه إثبات علمه بذلك وأنه يعلم هل ذلك خير أو شر فيثيب على الحسنات ويعاقب على السيئات وكذلك إثبات القدرة على الخلق كقوله وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وقوله {أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون} والمراد التخويف بتوابع السيئات ولوازمها من العقوبة والانتقام.
وهكذا كثير مما يصف الرب نفسه بالعلم بأعمال العباد تحذيرا وتخويفا ورغبة للنفوس في الخير ويصف نفسه بالقدرة والسمع والرؤية والكتاب فمدلول اللفظ مراد منه وقد أريد أيضا لازم ذلك المعنى فقد أريد ما يدل عليه اللفظ في أصل اللغة بالمطابقة والالتزام فليس اللفظ مستعملا في اللازم فقط بل أريد به مدلوله الملزوم وذلك حقيقة.
مجموع الفتاوى (5|128)
وقال ابن القيم: ولا ريب أن الأمور ثلاثة:
أمر يلزم الصفة لذاتها من حيث هي فهذا لا يجب بل لا يجوز نفيه كما يلزم العلم والسمع والبصر من تعلقها بمعلوم ومسموع ومبصر فلا يجوز نفي هذه التعلقات عن هذه الصفات إذ لا تحقق لها بدونها وكذلك الإرادة مثلا تستلزم العلم لذاتها فلا يجوز نفي لازمها عنها وكذلك السمع والبصر والعلم يستلزم الحياة فلا يجوز نفي لوازمها وكذلك كون المرئي مرئيا حقيقة له لوازم لا ينفك عنها ولا سبيل إلى نفي تلك اللوازم إلا بنفي الرؤية وكذلك الفعل الاختياري له لوازم لا بد فيه منها فمن نفى لوازمه نفى الفعل الاختياري ولا بد ...
طريق الهجرتين (361)
تقديم دلالة المطابقة والتضمن على دلالة الالتزام
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا مسألة مهمة وهي تقديم دلالة المطابقة والتضمن على دلالة الالتزام , فلا بد قبل أن ينظر في لوازم اللفظ إثبات مدلوله ومعناه الحقيقي بالمطابقة والتضمن؛ فتجد مثلا كثيرا من المحرفين للنصوص يرد المعنى الحقيقي للفظ مع أن دلالته المطابقية والتضمنية واضحة استنادا للوازم اللفظ الباطلة؛ فهنا لا بد من أن يتنبه الإنسان أن دلالة المطابقة والتضمنية هي الأصل , وبعد ذلك ينظر في اللوازم إن احتيج إلى ذلك؛ وخصوصا أن الألفاظ والكلمات يعتريها ما لا ينحصر من اللوازم الحقة والباطلة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والمعتبر في التعريفات دلالة المطابقة والتضمن فأما دلالة الالتزام فلا لأن المدلول عليه فيها غير محدود ولا محصور إذ لوازم الأشياء ولوازم لوازمها لا تنضبط ولا تنحصر فيؤدي إلى أن يكون اللفظ الواحد على ما لا يتناهى من المعاني وهو محال.
الرد على المنطقيين (76)
وقال الغزالي: وإياك أن تستعمل في نظر العقل من الألفاظ ما يدل بطريق الالتزام، لكن اقتصر على ما يدل بطرق المطابقة و التضمن، لأن الدلالة بطريق الالتزام لا تنحصر.
المستصفى (25)
لازم الصفة عند إضافتها إلى الله سبحانه لا يكون لازماً للصفة عند إضافتها إلى المخلوق , وكذلك العكس.
فمثلاً من لوازم إضافة الاستواء إلى المخلوق: احتياجه لما هو مستو عليه، وهذا اللازم خاص بمن أضيف إليه وهو المخلوق. فإذا أضيف الاستواء إلى الله تبارك وتعالى لا يصح بأيِّ وجه من الوجوه أن نضيف إليه لازم الصفة حال إضافتها إلى المخلوق.
وبهذا يُعلم فساد أقوى شبهة عند هؤلاء لإنكار الاستواء، وهي قولهم: لو أثبتنا أن الله تبارك وتعالى مستو على عرشه حقيقة للزم من ذلك أن الله محتاج إلى العرش.
وقد جاءتهم هذه الشبهة من جعلهم لازم الصفة حال إضافتها للمخلوق لازماً للصفة حال إضافتها للخالق، وهذا سبب الفساد وأساسه في هذه الصفة، بل وفي كلِّ صفة خاض فيها هؤلاء بالباطل.
وأهل العلم يقولون: الصفة لها ثلاثة اعتبارات:
الاعتبار الأول: من حيث الإطلاق، أي بدون أن تضاف لا إلى خالق ولا إلى مخلوق. فعندما نقول الاستواء، ولا نضيفه لا إلى الله، ولا إلى الخلق. فهو في هذه الحال أمر في الذهن، لا حقيقة له في الخارج.
الاعتبار الثاني: اعتبار الصفة من حيث إضافتها إلى الله سبحانه وتعالى، مثل استواء الله على العرش: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فهنا الصفة مضافة إلى الله، والإضافة تقتضي التخصيص، فالصفة المضافة إلى الله تخصه سبحانه وتعالى وتليق بجلاله وكماله، ولازمها: الكمال اللائق
بجلاله وعظمته. وهذا اللازم لا يجوز أن يجعل لازماً للصفة عندما تضاف للمخلوق.
الاعتبار الثالث: اعتبار الصفة من حيث إضافتها إلى المخلوق، ولازم الصفة في هذه الحال: النقص والضعف، وهي تليق بالمخلوق وبضعفه ونقصه وكونه مخلوقاً. وهذا اللازم الذي يلزم الصفة باعتبار إضافتها إلى المخلوق ليس لازماً للصفة باعتبار إضافتها إلى الخالق.
فإذا جعل لازم الصفة باعتبار إضافتها إلى المخلوق لازماً لها باعتبار إضافتها إلى الخالق يكون بذلك تشبيه للخالق بالمخلوق، وإذا جعل لازم الصفة باعتبار إضافتها للخالق لازماً للصفة باعتبار إضافتها للمخلوق يكون بذلك تشبيه للمخلوق بالخالق، والله عز وجل لا يشبه أحداً من خلقه، ولا يشبهه أحد من خلقه، فكلا التشبيهين باطل: تشبيه الخالق بالمخلوق، وتشبيه المخلوق بالخالق.
تذكرة المؤتسي (76)
قلت: وهذا الكلام الذي ذكره الشيخ عبد الرزاق البدر أشار إليه ابن القيم رحمه الله
قال رحمه الله: فإن الصفة يلزمها لوازم باختلاف محلها فيظن القاصر إذا رأى ذلك اللازم في المحل المحدث أنه لازم لتلك الصفة مطلقا فهو يفر من إثباتها للخالق سبحانه حيث لم يتجرد في ظنه عن ذلك اللازم وهذا كما فعل من نفى عنه سبحانه الفرح والمحبة والرضى والغضب والكراهة والمقت والبغض وردها كلها إلى الإرادة فإنه فهم فرحا مستلزما لخصائص المخلوق من انبساط دم القلب وحصول ما ينفعه وكذلك فهم غضبا هو غليان دم القلب طلبا للانتقام وكذلك فهم محبة ورضى وكراهة ورحمة مقرونة بخصائص المخلوقين فإن ذلك هو السابق إلى فهمه وهو المشهود في علمه الذي لم تصل معرفته إلى سواه ولم يحط علمه بغيره ولما كان هو السابق إلى فهمه لم
(يُتْبَعُ)
(/)
يجد بدا من نفيه عن الخالق والصفة لم تتجرد في عقله عن هذا اللازم فلم يجد بدا من نفيها .. .
ثم قال رحمه الله
: ومنشأ غلط المحرفين إنما هو ظنهم أن ما يلزم الصفة في المحل المعين يلزمها لذاتها فينفون ذلك اللازم عن الله فيضطرون في نفيه إلى نفي الصفة.
طريق الهجرتين (361)
ضابط اللازم ما دل عليه الشرع
قال شيخ الإسلام: ثم بعد هذا من كان قد تبين له معنى من جهة العقل أنه لازم للحق لم يدفعه عن عقله فلازم الحق حق لكن ذلك المعنى لابد أن يدل الشرع عليه فيبينه بالألفاظ الشرعية و إن قدر أن الشرع لم يدل عليه لم يكن مما يجب على الناس اعتقاده و حينئذ فليس لأحد أن يدعو الناس إليه وإن قدر أنه في نفسه حق.
مجموع الفتاوى (17|319)
وقال ابن القيم رحمه الله:: وحينئذ فلهم جوابان مركب مجمل ومفرد مفصل أما الأول فيقولون لهم هذه اللوازم التي تلزمونا بها إما أن تكون لازمة في نفس الأمر وإما أن لا تكون لازمة فإن كانت لازمة فهي حق إذ قد ثبت أن ما جاء به الرسول فهو الحق الصريح ولازم الحق حق وإن لم تكن لازمة فهي مندفعة ولا يجوز إلزامها.
وأما الجواب المفصل فيفردون كل إلزام بجواب ولا يردونه مطلقا بل ينظرون إلى ألفاظ ذلك الإلزام ومعانيه فإن كان لفظها موافقا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم يتضمن إثبات ما أثبته ونفي ما نفاه فلا يكون المعنى إلا حقا فيقبلون ذلك الإلزام وإن كان مخالفا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم متضمنا لنفي ما أثبته أو إثبات ما نفاه كان باطلا لفظا ومعنى فيقابلونه بالرد وإن كان لفظا مجملا محتملا لحق وباطل لم يقبلوه مطلقا ولم يردوه مطلقا حتى يستفسروا قائله ماذا أراد به؛ فإن أراد معنى صحيحا مطابقا لما جاء به الرسول قبلوه ولم يطلقوا اللفظ المحتمل إطلاقا إن أراد معنى باطلا ردوه ولم يطلقوا نفي اللفظ المحتمل أيضا فهذه قاعدتهم التي بها يعتصمون وعليها يعولون.
طريق الهجرتين (361)
ما يندرج تحت دلالة الالتزام
قال الشنقيطي رحمه الله: ومعلوم في الأصول أن دلالة الإشارة، ودلالة الاقتضاء، ودلالة الإيماء والتنبيه كلها من دلالة الالتزام، ومعلوم أن هذه الأنواع من دلالة الالتزام.
أضواء البيان (4|491)
فملخص الكلام:
1 - من أنواع التفسير والدلالات تفسير الصفة باللازم.
2 - تفسير اللفظ باللازم مع إثبات مدلول اللفظ حقيقة.
3 - تقديم دلالة المطابقة والتضمن على دلالة الالتزام.
4 - لازم الصفة عند إضافتها إلى الله سبحانه لا يكون لازماً للصفة عند إضافتها إلى المخلوق , وكذلك العكس.
5 - ضابط اللازم ما دل عليه الشرع.
والحمد لله رب العالمين(/)
هكذا الغيرة: أردوغان يغادر منصة دافوس احتجاجا على بيريز
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 11:56]ـ
أردوغان يغادر منصة دافوس احتجاجا على بيريز
رسالة الإسلام ـ وكالات
الجمعة 04 صفر 1430 الموافق 30 يناير 2009
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له في منتدى دافوس الدولي المنعقد في سويسرا إنه "يتوجب على الرئيس أوباما إعادة تعريف الإرهاب والمنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط وتأسيس سياسة أميركية في المنطقة جديدة وفق التعريف الجديد".
وألمح أردوغان إلى موقع تركيا الفريد وأنها رعت محادثات غير مباشرة بين "إسرائيل" وسوريا كما أنها تدخلت للوساطة مع الفلسطينيين إبان الحرب على غزة، وقال في كلمات بدت موجهة إلى صانع القرار الأميركي "مقارنة بالدول الغربية فإننا نتحدث بشكل أفضل لغة الشرق الأوسط".
وفي إشارة إلى العدوان الصهيوني على غزة، قال رئيس الوزراء التركي إنه قبل 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي كانت بلاده قد انخرطت بعمق في الوساطة بين دمشق وتل أبيب، وإن أنقرة كانت تنتظر ردا من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حين بدأت القنابل "الإسرائيلية" تسقط على الأراضي الفلسطينية. وقال أردوغان إن تصرف "إسرائيل" كان "قلة احترام لنا، كما أنه يلقي بظلال الشك على عملية السلام".
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد انسحب من منصة إحدى ندوات منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا احتجاجا على منعه من التعليق على مداخلة مطولة لرئيس العدو الصهيوني شمعون بيريز بشأن الهجوم الصهيوني على غزة. وترك أردوغان مقعده غاضبا وغادر المنصة بعدما احتج على منعه من الكلام.
وخاطب اردوغان قبل مغادرته بيريز ردا على بعض ما جاء في مداخلته بشأن العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، قائلا: "سيد بيريز أنت أكبر مني سنا وقد استخدمت لغة قوية أشعر أنك ربما تشعر بالذنب قليلا لذلك ربما كنت عنيفا، أنا أتذكر الأطفال الذين قتلوا على الشاطئ وأتذكر قول رئيسي وزراء من بلدكم إنهما يشعران بالرضا عن نفسيهما عندما يهاجمان الفلسطينيين بالدبابات". وأضاف "أشعر بالحزن عندما يصفق الناس لما تقوله لأن عددا كبيرا من الناس قد قتلوا، وأعتقد أنه من الخطأ وغير الإنساني أن نصفق لعملية أسفرت عن مثل هذه النتائج".
ولم يترك مدير الجلسة أردوغان يتم رده على بيريز، فانسحب رئيس الوزراء التركي بعد أن خاطب المشرفين على الجلسة قائلا "شكرا لن أعود إلى دافوس بعد هذا، أنتم لا تتركونني أتكلم وسمحتم للرئيس بيريز بالحديث مدة 25 دقيقة وتحدثت نصف هذه المدة فحسب".
كما قال أردوغان في مؤتمر صحفي مقتضب عقب انسحابه إن بيريز أورد في مداخلته أشياء غير صحيحة عن العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة.
وأضاف أنه لم يستهدف بتصرفه هذا لا "إسرائيل" ولا رئيسها ولا الشعب اليهودي، مؤكدا أنه يعرف أن "معاداة السامية جريمة ضد الإنسانية".
وقال أردوغان إنه تحدث 12 دقيقة خلال المنتدى كما تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بدوره 12 دقيقة، غير أن بيريز تحدث 25 دقيقة، ولما طلب التعقيب عليه منعه مدير الجلسة.
وأوضح أن الرئيس "الإسرائيلي" كان يوجه كلامه إليه في عدة مرات ويلتفت إليه ويتحدث بأسلوب "مناف للروح العامة التي سادت اللقاء"، مشيرا إلى أن مدير الجلسة منعه من الرد على بيريز وكان يرفع صوته من حين لآخر.
الجدير بالذكر أن القناة الثانية التركية أعلنت بأن رئيس العدو الصهيوني بيريز قد اعتذر لأردوغان عبر اتصال هاتفي.
المصدر:
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=122&aid=7000
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 12:34]ـ
أحسن الله إليك ... وللإشارة فإني أحيي عمرو موسى لأنه قام من مقعده وحيى أردوغان لكن الأخير -حفظه الله- كان غاضبا فلم يكترث له (ابتسامة) ...
قد يقول قائل تغركم الشكليات: أقول له إن كنت لا تدري أهمية الشكليات في عالم السياسة فأرحنا من هذرك.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 10:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://up1.m5zn.com/download-2009-1-30-03-uose9wed4.wmv
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:12]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
من الواضح أنَّ سبب الفرح بما فعله السيد رجب أردغان في بيريز , وبمنتدى دافوس، عندما ردَّ غاضبا على وقاحة هذا الصهيوني العفن، وغادر المؤتمر محتجاً على ما جرى فيه، أنه كالفرح بحركة الخنصر بمن أصابه الشلل التام، رجاء أن تسري هذه الحركة يوما ما في سائر الجسد.
وليت شعري إنَّ هذا المشهد لمحزن جداً من وجه آخر، فكيف نفرح بموقف لايعدو كلاماً، ومقاطعة مؤتمر في مقام عابر ـ كان الواجب أنْ لا يُحضر أصلا مادام هذا الكيان الصهيوني المجرم فيه ـ في مقابل احتلال الصهاينة لأرضنا، وقتلهم أبناءنا، وإهانة كرامتنا، ومضيهم في هذا النهج بتحدِّ سافر لأمتنا كل يوم؟!
وذلك أننا ـ ولنا الحق في ذلك ـ نقارن بين حالنا اليوم، وماضينا المجيد، لاسيما مشهد (وامعتصماه)، بل مشهد الخلافة العثمانية وهي تردِّد مقولة السلطان عبد الحميد الشهيرة، عندما طلب منه اليهود أن يسمح لهم ببناء بعض القرى في فلسطين لتكون وطنا لهم: (تقطع يمينى لا أوقع على وثيقة يكون لليهود بموجبها موطئ قدم فى فلسطين .. إن عمل المبضع فى جسدى، وتمزيقه إربا، أهون عليّ أن أرى فلسطين، وقد بترت من جسم دولة الخلافة).
غير أنَّ هذه المقارنة ينبغي أن لاتنسينا أنَّ نهضة الأمم تبدأ أحيانا بخطوة قد تحتقرها العين، وأنَّ سنة الله تعالى اقتضت إعتبار عامل الزمن في التغيرات الكبيرة، وأن تجاهل هذه السنة الكونية، سبيل المتعجلين المحرومين من ثمار النجاح.
وإنَّ في تركيا اليوم رجوعاً عظيماً للإسلام، واعتزازاً كبيراً بهويتهم الإسلامية، وانتماءهم الديني، وتاريخهم الوضّاء في حملة راية الإسلام، والدفاع عنه.
ومن يرى تفاعل الشعب التركي البطل مع قضايا الأمة في السنوات الأخيرة، يرى هذا التغيّر واضحا كرابعة النهار،
ولاريب أنَّ في موقف الزعيم التركي ـ على ضعفه بالمقارنة التي ذكرناها ـ دروسا تكشف لنا أن تخاذل الزعماء العرب، إنما هو بسبب عجز ذاتي، ومهانة نفسية، وضعف صنعوه لأنفسهم بأنفسهم، وليس لأيِّ سبب آخر.
فالسيد أردغان لم يقم وزنا لما يخوِّف بها الصهاينة أهل النفوس المهينة، من قدرات وهميّة هائلة على الإضرار بالدول فضلا عن الشخصيات، ولا أقام اعتبارا للدعم الأمريكي والأوربي اللاّمحدود لهذا الكيان الخبيث، ولا خشي أن يلاحقوه، أو يقعدوا له بكلِّ مرصد، ليحرموه من كرسيِّ يتخذه نداً مع الله كما يفعل الزعماء العرب.
بل وجَّه إهانات مباشرة للقاتل المجرم بيريز، هذا السفاح الذي أكرمه الزعماء العرب وهم أذلة، في مؤتمر نيويورك الذي أطلق عليه (حوار الأديان)، وهو بأن يسمى شباك الشيطان أحرى وأولى،
وجه الإهانات لهذا السفاك في مؤتمر (دافوس)، وكذَّبه جهارا، وأدار ظهره إليه، وإلى كل الحاضرين أمامه، مستنكراً أن يصفق هؤلاء المجرمون جميعا لهذا القاتل، وخرج مترفعا أن يبقى في مثل هذا المكان.
صحيح أنَّ موقف يسير في مقابل جرم الصهاينة الكبير، غير أنَّ فيه دروسا لمعاشر الزعماء العرب الذين بقوا صامتين، مذهولين، واكتفى عمرو موسى بجعجعته المعهودة، التي لا طحن فيها.
ومن الدروس المستفادة أيضا، أنه لولا جذور أردوغان الإسلامية، وبقايا أثر الخطاب الإسلامي في شخصيته، لما وقف هذا الموقف، ولاننسى أنه قد أشار إلى هذا، من أول أيام العدوان الصهيوني على غزة، معتزاً بانتماءه إلى الخلافة العثمانية.
وفي هذا درس أخر أنَّ الإسلام هو منبع عزِّ هذه الأمة، فكما أن حماس انتصرت بالإسلام، وهتفت لها الأمة الإسلامية، بسبب جهادها بهذه الراية، وقف الترك مع القضية الفلسطينية بسبب إسلامهم، أو بقيَّة باقية منه.
وهاهم اليوم يعودون إلى إسلامهم، ويضربون أمثلة لبني العروبة، ويعطونهم دروسا في العزَّة، والعتزاز بالإسلام، متذكِّرين تاريخهم الناصع الذي نعتز به.
ولاريب أن هذا التاريخ الناصع، قد تعرض لحملات كبيرة من التشويه المنظم، واكبت فترة الاستعمار الماضي، عندما تداعت الأمم على الخلافة لإسقاطها، وبعد سقوطها، لئلا يبقى هذا النموذج الإسلامي مصدر إلهام في الأمَّة.
** بتدخلٍ وتصرفٍ مني بحذف وتعديل (بدون أخذِ إذنٍ من صاحبه)، لمقال كتبه الشيخ حامد العلي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:22]ـ
ولم التعديل يا أخيّة؟
شكرا لأردوغان .. وفقه الله وثبته
فمع كون دولته محكومة بالحديد والنار
والصنم الذي لم يمت "مصطفى كمال"
والجيش العابد لهذا الصنم من دون الله
إلا أنه فعل شيئا يدل على "إحساس"
.. ولاشك موقفه
أشرف من كل العرب الرسميين
وقد أعجبني تشبيه الشيخ الجليل
حامد العلي في مطلع المقال
وقد أحسنت صنعا في هذا النقل
المبارك
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:26]ـ
التعديل لأخطاءٍ إملائية سربتها السرعة من طابع المقال، وزكتها العَجَلةُ في الإدراج، فأحببت ألا تمر عليَّ وعليكم هاهنا فاقتنصت جاهدة بعضها
جزى الله لكم أجرَ ما قرأتم وبارك بوقتِكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:33]ـ
شكر الله لك .. لكن التعديل إذا كان طباعيا
لا يعد تعديلا .. لأن القاريء لكلامك فهم
أنك تصرّفت في نص كلامه ..
ووضعت أشياء من عندك
أما ما فعلتيه فيستحق الشكر
ولا يسمى تصرفا
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:48]ـ
شكر الله لكم
غيرَ أني تصرفت بحذفِ لجمل وتعديل أخرى.
لذا استحق الأمرُ تنويها ليُبرأ الشيخ من أيِّ عيبٍ هو منه بريء.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 01:00]ـ
حفظ الله اسد الكويت و بارك الله في ناقلة المقال
و انا متفائل بهذا العجمي و لاندري كيف ينصر الله هذا الدين(/)
موالاة المستعمر خروج عن الإسلام (يا ليت قومي يعلمون)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 05:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" موالاة المستعمر خروج عن الإسلام " (يا ليت قومي يعلمون)
قال الشيخ العلامة الأديب محمد البشير الإبراهيمي - رحمه الله - في كلمة ألقيت بإذاعة " صوت العرب " بالقاهرة (عام 1955 م)، ما نصه:
(إذا قلنا: " إنَّ موالاةَ المستعمِر خروجٌ عن الإسلام " فهذا حكمٌ مجمَل، تفصيلُه أنَّ الموالاة " مفاعلةٌ " أصلُها الولاء أو الولاية، وتمسّها في معناها مادة " التّولّي "، والألفاظُ الثلاثة واردة على لسان الشرع، منوطٌ بها الحكم الذي حكمنا به وهو الخروجُ عن الإسلام، وهي في الاستعمال الشرعيِّ جاريةٌ على استعمالها اللّغوي، وهو في جملته ضدُّ العداوة، لأنَّ العربَ تقول: وَالَيْتُ أو عاديت، وفلان وليّ أو عدّو، وبنو فلان أولياء أو أعداء، وعلى هذا المعنى تدور تصرّفات الكلمة في الاستعمَالَين الشرعيّ واللغويّ.
وماذا بين الاستعمَار والإسلام من جوامعَ أو فوارق حتى يكونَ ذلك الحكم الذي قلناه صحيحاً أو فاسداً؟
إنَّ الإسلامَ والاستعمار ضدّان لا يلتقيان في مبدإٍ ولا في غاية؛ فالإسلام دينُ الحرية والتحرير، والاستعمار دين العبودية والاستعباد، والإسلام شرع الرحمةَ والرفق، وأمر بالعدل والإحسان، والاستعمار قوامُه على الشدّة والقسوة والطغيان، والإسلام يدعو إلى السلام والاستقرار، والاستعمار يدعو إلى الحرب والتقتيل والتدمير والاضطراب، والإسلام يُثبت الأديانَ السماوية ويحميها، ويقرّ ما فيها من خيرٍ ويحترم أنبياءَها وكتبَها، بل يجعل الإيمانَ بتلك الكتبِ وأولئك الرّسل قاعدةً من قواعده وأصلاً من أصوله، والاستعمار يكفُر بكلّ ذلك ويعمَل على هدمه، خصوصاً الإسلام ونبيّه وقرآنه ومعتنقيه.
نستنتِج من كلّ ذلك أن الاستعمارَ عدوّ لدودٌ للإسلام وأهلِه، فوجَب في حكم الإسلام اعتبارُ الاستعمار أعدَى أعدائِه، ووجب على المسلمين أن يطبِّقوا هذا الحكمَ الإسلامي وهو معاداةُ الاستعمار لا موالاته.
الاستعمارُ الغربيّ - وكلّ استعمارٍ في الوجود غربيّ - يزيد على مقاصدِه الجوهريّة وهي الاستئثار والاستعلاء والاستغلال، مقصداً آخرَ أصيلاً وهو محوُ الإسلام من الكرة الأرضية خوفاً من قوّته الكامنة، وخشيةً منه أن يعيدَ سيرتَه الأولى كرةً أخرى.
وجميعُ أعمال الاستعمار ترمي إلى تحقيق هذا المقصد، فاحتضانُه للحركاتِ التبشيرية وحمايتُه لها وسيلةٌ من وسائل حربِه للإسلام.
وتشجيعُه للضالين المضلّين من المسلمين غايتُه تجريد الإسلام من روحانيته وسلطانه على النفوس، ثم محوُه بالتدريج.
ونشرُه للإلحاد بين المسلمين وسيلةٌ من وسائل محوِ الإسلام، وحمايتُه للآفات الاجتماعية التي يحرّمها الإسلام ويحاربها كالخمر والبغاء والقمار، ترمي إلى تلك الغاية، ففي الجزائر - مثلاً - يبيح الاستعمارُ الفرنسيّ فتحَ المقامِر لتبديد أموال المسلمين، وفتحَ المخامر لإفساد عقولهم وأبدانهم، وفتحَ المواخير لإفساد مجتمعهم، ولا يبيح فتحَ مدرسةٍ عربيّة تحيِي لغتَهم أو فتحَ مدرسةٍ دينيّة تحفَظ عليهم دينَهم.
ويأتي في آخر قائمةِ الأسلحة التي يستعمِلها الاستعمارُ الغربيّ لحرب الإسلام اتّفاقُه بالإجماع على خلقِ دولةِ إسرائيل (!!) في صميمِ الوطَن العربي، وانتزاعِ قطعةٍ مقدّسة من وطن الإسلام وإعطائها لليهود الذين يدينون بكذِب المسيح وصلبِه، وبالطعن في أمّه الطاهرة.
فالواجبُ على المسلمين أن يفهَموا هذا، وأن يعلَموا أنَّ مَن كان عدوًّا لهم فأقلّ درجاتِ الإنصاف أن يكونوا أعداءً له، وأنَّ موالاتَه بأيّ نوعٍ من أنواع الولاية هي خروجٌ عن أحكام الإسلام، لأنَّ معنى الموالاةِ له أن تنصرَه على نفسِك وعلى دينِك وعلى قومِك وعلى وطنِك.
والمعاذِير التي يعتَذر بها المُوالون للاستعمار كالمداراة وطلبِ المصلحة يجب أن تدخُل في الموازين الإسلامية، والموازينُ الإسلاميّة دقيقةٌ تزِن كلَّ شيء من ذلك بقَدرِه وبقَدرِ الضرورة الداعيَة إليه، وأظهرُ ما تكون تلك الضروراتُ في الأفراد لا في الجماعات ولا في الحكومات.
وموالاةُ المستعمِر أقبحُ وأشنَع ما تكون من الحكومات، وأقبحُ أنواعِها أن يُحالَف حيث يجب أن يُخالَف، وأن يُعاهَد حيث يجب أن يُجاهَد).
إلى أن قال - رحمه الله وأجزل له المثوبة -:
(أيّها المسلمون أفراداً وهيئات وحكومات:
لا توالُوا الاستعمارَ فإنَّ موالاتَه عداوةٌ لله وخروجٌ عن دينه.
ولا تتولّوه في سِلم ولا حَرب فإنَّ مصلحتَه في السِّلم قبل مصالحكم، وغنيمَته في الحرب هي أوطانُكم.
ولا تعاهِدوه فإنّه لا عهدَ له.
ولا تأمَنوه فإنّه لا أمانَ له ولا إيمان.
إنَّ الاستعمارَ يلفِظ أنفاسَه الأخيرة فلا يكتُبْ عليكم التاريخُ أنّكم زِدتم في عمره يوماً بموالاتكم له.
ولا تحالِفوه فإنَّ من طَبعِه الحيوانيّ أن يأكلَ حليفَه قبلَ عدوِّه).
المصدر: " آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي " (5/ 68 - 70).(/)
حلول وأصول في حماية العقل المسلم .... وقفات لابدَّ منها
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 10:01]ـ
حلول وأصول في حماية العقل المسلم
بقلم: خباب بن مروان الحمد
Khabab1403@hotmail.com
يعيش المسلمون في زمن انفتحت فيه الدنيا على مصراعيها؛ فقد تعدَّت مقولة العيش في قرية واحدة مرحلتها، وصرنا نعيش في عالم يجتمع في غرفة واحدة، فالقنوات الفضائية دخلت البيوت، والمواقع الإلكترونية استقطبتها أروقة الدور والعمل، فصار المرء يتلقَّى آراء عديدة، وتوجهات متغايرة، تجعله يتابعها وهو في غرفته ليل نهار.
وفي خِضَمِّ هذه التحديات والاختلافات؛ يجدر بالمسلم، أن تكون لديه رؤية ناضجة في مواجهة هذه التحديات، فإنَّ فيها الحق والباطل، والصواب والخطأ، ومن المهم أن يكون لدينا طرق واضحة للتعامل مع هذه التحديات والاختلافات، فمواجهتنا لهذه التحديات الثقافية تتطلَّبُ منَّا قوَّة عقدية، وركائز ثابتة، تأخذنا لبرِّ الأمان، وشاطئ النجاة.
ولا بدَّ لسائل أن يقول: وكيف نحصِّن أنفسنا وفكرنا من الداخل، خشية أن يضلَّنا ما هو زائغ عن المنهج القويم، وما الأسس والأصول التي تكوِّن لدينا حصانة شرعيَّة، نستطيع ـ بإذن الله ـ بعدها أن نردَّ الغلط إذا أوردت الشبهات، وخصوصاً في ظلِّ ما يمارس الآن من الحرب الإعلاميَّة الغازية للأفكار والعقول المسلمة؟
لعلَّ الجواب يكمن في عدَّة نقاط وحلول مساعدة ـ بإذنه تعالى ـ ببناء الحصانة الشرعية في العقليَّة الإسلامية، وسأذكرها في مطلبين خاصَّين ورئيسين، لتيسير المعلومة، وتقسيم كل شيء وما يخصُّه:
• حلول عامة لجميع فئات المجتمع:
الحلول المذكورة في ثنايا هذه السطور تعم جميع شرائح المجتمع، المثقف وغير المثقف، والعالم والأمي، وهي على النحو التالي:
1) التعلُّق باللَّه ـ عزَّ وجل ـ والاستعانة والاستعاذة به، وسؤاله الهداية والثبات والممات على دين الإسلام من غير تبديل ولا تغيير، ولنا في رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ أسوة وقدوة، فقد كان يسأل ربَّه الهداية، وكان كثيراًَ ما يسأله الثبات على هذا الدين، وعدم تقلُّب قلبه عن منهج الإسلام، ويستعيذ به من أن يضلَّ أو يُضلَّ، كما كان ـ عليه السلام ـ يستعيذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن، فالدعاء الملازم لذلك والانطراح على عتبة العبوديَّة، وملازمة القرع لأبواب السماء بـ: (ربَّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنَّك أنت الوهاب) إذا اجتمعت هذه كلَّها، فلاشكَّ أنَّ رحمته سبحانه سابقة لغضبه وعقابه، ومحال أن يتعلق العبد بربِّه حقَّ التعلُّق، ويعرض عنه الله ـ سبحانه وبحمده ـ وهو الكريم الوهاب.
2) الثِّقة واليقين بالله ووعده وحكمه وأوامره، والشعور بالمسؤوليَّة عن حفظ الدين من شبهات المغرضين، وعدم خلطه بالباطل، أو لبسه إياه، ومن ثمَّ الصبر على مكائد المنفِّذين والمسوِّغين للشُّبهات، فإنَّه سبحانه وتعالى يقول: (وإن تصبروا وتتَّقوا لا يضرُّكم كيدهم شيئاً) وقد قال الإمام ابن تيميَّة ـ رحمه الله ـ: (بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين) () وممَّا يشهد لذلك قوله تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمَّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) السجدة (24).
3) تلقِّي العلم عن العلماء الربَّانيين، وإرجاع المسائل المشكلة إليهم ليحلُّوها ويوضِّحوا ما أبهم على صاحبها، فلا يستعجل في قبول فكرةٍ أطلقها من لا يؤمن فكره، ولا يبقي تلك الشُّبهة في صدره حتَّى تعظم، بل ينبغي عليه أن يضبط نفسه بالرجوع للراسخين من أهل العلم؛ فإن الله ـ تعالى ـ يقول: (فاسألوا أهل الذكر إن كنت لا تعلمون) وذلك لأنَّ هذا العلم دين يدين به العبد لربِّه ويلقاه به إذا مات عليه، ولهذا قال الإمام محمد بن سيرين ـ رحمه الله ـ: (إنَّ هذا العلم دين؛ فانظروا عمَّن تأخذون دينكم) ()
4) البناء الذاتي عبر معرفة مصادر التَّلقي الخاصَّة بمنهج أهل السنَّة والجماعة، ومناهج الاستدلال الصحيحة، وملء القلب بنور الوحي من الكتاب والسنَّة، مع ملازمة إجماع أهل السنَّة والجماعة، فإنَّ هذه المصادر عاصمة من قاصمة الوقوع في الخطأ والانحراف والزلل، وسبب أكيد لسدِّ باب الشبهات المظلمات، وذلك ـ بعونه تعالى ـ مساعدٌ لحماية العقل المسلم من مضلاَّت الفتن.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عثمان النيسابوري: (من أمرَّ السُّنَّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمرَّ الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة لأنَّ الله تعالى يقول: (وإن تطيعوه تهتدوا)) ().
ومن ذلك إرجاع المجمل إلى المبيَّن، والمطلق إلى المقيَّد، والمؤوَّل إلى الظاهر، والجمع بين الأدلَّة التي ظاهرها التعارض، بالرجوع لكتب أهل العلم، واستقاء معاني الألفاظ من العلماء الربَّانيين، وكذا برد المتشابه إلى المحكم، وقد روت عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنَّ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ قرأ: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أمُّ الكتاب وأخر متشابهات فأمَّا الذين في قلوبهم زيغ فيتَّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاَّ الله والراسخون في العلم يقولون آمنَّا به كلٌّ من عند ربِّنا وما يذَّكر إلاَّ أولو الألباب) ثم قال ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ:" فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمَّى الله؛ فاحذروهم" ()
5) التعلُّق بكتاب الله قراءة وفقهاً وتدبُّراً وعملاً، ولو أقبل الخلق على كتاب الله وانتهجوا بنهجه، لأجارهم ـ سبحانه ـ من الفتن، فالقرآن شفاء لما في الصدور، ومن يعرض عنه فسيصيبه من العذاب بقدر ابتعاده عنه (وألَّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً * لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربِّه يسلكه عذاباً صعدا) ورضي الله عن ابن عبَّاس إذ قال: (من قرأ القرآن فاتَّبع ما فيه هداه الله من الضَّلالة في الدنيا، ووقاه يوم القيامة الحساب) () وأحسن منه قوله تعالى: (فمن اتَّبع هداي فلا يضلُّ ولا يشقى* ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشة ضنكاً) كما أنَّ هناك آثاراً كثيرة وردت عن السلف بأنَّه من ابتغى الهدى من غير كتاب الله، فإنَّ الله سيضلُّه، وقد جاء عن نبيِّنا محمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ أنَّه قال: (إنَّ هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسَّكوا به، فإنَّكم لن تضلُّوا ولن تهلكوا بعده أبداً) () وأخبر ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ حين كان يخطب بصحابته الكرام في حجَّة الوداع قائلاً لهم: (وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به. كتاب الله)، ورحم الله من قال:
كتاب الله عزَّ وجلَّ قولي وماصحَّت به الآثار ديني
فدع ما صدَّ من هذي وخذها تكن منها على عين اليقين ()
6) إصلاح القلب ومجاهدته، ومن حاول ذلك وجدَّ واجتهد في تحصيله، فليبشر بالهداية واليقين، فاللَّه ـ تعالى ـ يقول: (والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سبلنا وإنَّ الله لمع المحسنين)، وأمَّا من أعرض عن إصلاح القلوب وعن ذكر الله ـ تعالى ـ فسيجد نفسه في شقاق، ومع الآخرين في فراق، وصدق الله ـ عزَّ وجل ـ حيث قال: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنَّما هم في شقاق) البقرة: (137).
7) ملازمة الجلوس مع الصالحين، والمنتمين لمنهج أهل السنَّة، وتجنُّب مجالسة أهل الأهواء، وقد نهانا رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ وخصوصاً في آخر الزمان عن الاستماع للضلاَّل، فقد روى أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنَّ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ قال: (سيكون في آخر أمتي ناس يحدِّثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإيَّاكم وإيَّاهم) ()، ونهانا ـ عليه الصلاة والسلام ـ عن صحبة ضعاف الإيمان، وأمرنا بصحبة المؤمنين فقال: (لا تصاحب إلاَّ مؤمناً) () فينبغي الحذر من الجلوس إلى أهل الزيغ والهوى والالتفات إليهم، وخاصَّة إن كانت الخلفيَّة لذاك الجالس مهلهلة في الجانب العقدي، وقد كان أهل السنَّة يوصون تلاميذهم بمجالسة الأخيار والصالحين، والإعراض عن أهل الزيغ والفسق والهوى، ورحم الله الشيخ أبا الحسن البربهاري حين قال: (وعليك بالآثار، وأهل الآثار، وإياهم فاسأل، ومعهم فاجلس، ومنهم فاقتبس) ()
(يُتْبَعُ)
(/)
ويكفي أنَّ من فضائل ذلك أنَّ أصحاب الخير يدلُّون رفقاءهم على سبل الهدى، ولهذا فحين كان ابن القيم يورد على شيخ الإسلام ابن تيميَّة بعض كلام أهل الهوى إيراداً بعد إيراد، أوصاه ابن تيميَّة قائلاً: (لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السِّفِنْجَة، فيتشربها، فلا ينضحَ إلاَّ بها، ولكن اجعله كالزجاجة المُصمَتَة تمُرُّ الشبهات بظاهرها، ولا تستقرُّ فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْت قلبك كلَّ شبهة تمر عليها صار مقراً للشبهات أو كما قال.) ـ ثمَّ قال ابن القيم ـ فما أعلم أني انتفعت بوصيَّة في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك) ().
8) دراسة تاريخ الأمم، والحوادث الزمنيَّة السابقة، فإنَّ بذلك تتكوَّن لدى المرء حصيلة تراكميَّة معرفيَّة، وتتحقَّق من خلالها ثمرات عديدة منها: معرفة السنن الربَّانية، ومعرفة الحقائق الهامة في حياة البشريَّة، كما أنَّ دراسة التاريخ تعطي حصانة ضد الخرافات ضدَّ الخرافات والبدع والضلالات التي هي من أسباب الهزيمة والخذلان، والتاريخ كذلك يساعد على فهم الحاضر وتحليله ()، وكل هذا مفيد لتحصين المرء من شبهات أهل الزيغ والكيد المعاصر.
9) اكتساب مهارات التفكير المتنوعة المنضبطة بالمنهج الإسلامي، والتي تعود الذهن على طريقة التحليل للعبارات والكلمات والمناهج، فتعطي للمرء دفعة حيويَّة واعتزازاً بمنهجه، وتجعل عقله وقلبه لا يعتمد في أخذه ونهله من شتَّى المعارف والعلوم إلاَّ على ضوء الدليل والحجَّة والبرهان، وليس لمجرد محاكاة الآخرين، أو تقليدهم، أو تسلط بعضهم على بعض؛ لكي يأخذوا بمنهجهم أو فكرهم دون بيَّنة، ولهذا فإنَّ الشخص المحصَّن يرفض ما يسمَّى بـ: (الدوجماتيَّة) أي: تسلُّط الأفكار والآراء غير الصحيحة.
• حلول خاصة بأهل العلم والفكر والقيادة:
فيما يلي ذكر الحلول التي تخص أهل العلم الفكر والقيادة والتربية، حيث إني رغبت بأن تكون لهم كلمة تخصُّهم، من باب الاقتراح والتذكير (والذكرى تنفع المؤمنين)، وهي على النحو الآتي:
1) تنقية الثقافات ممَّا يعتريها من خلل، أو تشويش، فزمننا زمن الانفجار المعرفي والذي جعل الكم الهائل من المعرفة والمعلومات متاحة لنا في كل وقت، ومن المؤكَّد أنَّها تحوي الغث والسمين، ووظيفة المسلم حيال ذلك أن ينقي المعلومات من مصدرها، ويقدمها بصورة جيدة سلسة خالية من العيوب والنقائص، وهذا ما نحتاجه في زمن الاتصال الفكري = أن يكون هناك علاج للثقافة الوافدة إلينا وتمييز طيبها من خبيثها، فثقافة الأرض لكلِّ الأرض، ومن المهم الانفتاح عليها بشروط وضوابط، والدور المناط بأهل العلم والفكر المؤصَّلين والمتقدِّمين هو التنقية والتصفية لجميع الثقافات وإدخال الحسن منها إلى دائرة المحيط الإسلامي واستبعاد رديئها.
لقد كان يقول غاندي: (يجب عليَّ أن أفتح نوافذ بيتي؛ لكي تهبَّ عليها رياح كل الثقافات؛ بشرط ألاَّ تقتلعني من جذوري) فإذا كان هذا قول لرجل كافر بالإسلام ويدين بالهندوسيَّة؛ ومع هذا فإنَّه محافظ على جذوره وثوابته التي يراها صحيحة، فما البال بالمسلم الذي يتلقَّى نور الوحي من كتاب الله وسنَّة رسوله ومصطفاه ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ إنَّ الجدير به المحافظة على هويَّته والبعد أيَّما بعد عن الانمحاق بالمشاريع التي تستلب فكره وثقافته، شعر أم لم يشعر!
ومن جميل ما اطَّلعت عليه كلام للشيخ المفسِّر محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ يتحدَّث عن هذا الصدد، فيقول: (إنَّ الموقف من الحضارة الغربيَّة ينحصر في أربعة أقسام لا خامس لها:
الأول: ترك الحضارة نافعها وضارها.
الثاني: أخذها كلها ضارها ونافعها.
الثالث: أخذ ضارها دون نافعها.
الرابع: أخذ نافعها وترك ضارها.
فنجد الثلاثة الأولى باطلة بلا شك، وواحداً فيها صحيحاً بلا شك، وهو الأخير).
وبلغة فكريَّة موضوعيَّة يقول المفكر والباحث التربوي ماجد عرسان الكيلاني: (لا يُسمح للمسلمين بفتح الأبواب والنوافذ على مصاريعها لأي تيار غريب، وإنَّما الواجب أن يجري من خلال المختصين المسلمين الذين يتلقون الأفكار والعقائد والثقافات الوافدة من خارج ثم يدرسونها ويحللونها ويهضمونها ويسمحون لما يتلاءم مع روح الإسلام منها)
(يُتْبَعُ)
(/)
2) العناية بعلم مصطلح الحديث وأصوله؛ فإنَّ له دور كبير في (جعل العقل المسلم ينتقل من عقل خرافي يتبع الظنون والأوهام إلى عقل علمي يتَّبع الحجَّة والبرهان، ومن عقل مقلِّد تابع إلى عقل متحرر مستقل، ومن عقل راكد إلى عقل متحرك، ومن عقلٍ مدَّعٍ متطاول إلى عقل متواضع، يعرف حدَّه فيقف عنده)
3) معرفة مقاصد الشريعة، ومرامي الدين الإسلامي، لأنَّها تمنح المسلم قوَّة منهجيَّة كبيرة، ولقاحاً ضدَّ الانحرافات، و (معرفة المقاصد تعطي المسلم مناعة كافية، وخاصَّة في وقتنا الحاضرـ ضدَّ الغزو الفكري والعقدي، والتيارات المستورة، والمبادئ البرَّاقة والدعوات الهدَّمة، التي يستتر أصحابها وراء دعايات كاذبة،وشعارات خادعة، ويبذلون جهدهم لإخفاء محاسن الشريعة وتشويه معالمها، والافتراء عليها، وإلصاق الشبه والأضاليل بها والتمويه على السذج والبسطاء وأنصاف المتعلِّمين بالطلاء الخادع والمكر المكشوف).
4) تكثيف البرامج التوجيهيَّة، وأخصُّ بالذكر وسائل الإعلام بشتَّى أصنافها، ومحاولة زرع الثقة في قلوب المسلمين بالاعتزاز بدينهم وعقيدتهم، وتمكين قواعد الإسلام في قلوبهم، والرد على ما يضادها، وحتماً سيولِّد ذلك قناعة بأولويَّة الأصول الإسلاميَّة في قلوب المسلمين، وبناء الرسوخ العقدي في قلوبهم، وذاك التحصين الذي نريد.
5) إنشاء مراكز الأبحاث والدراسات المعنيَّة برصد الانحرافات الفكريَّة، والتعقيب عليها بتفنيد الشُّبه، والجواب عن الشكوك و الإثارات التي تخرج من بعض المارقين من قيم الإسلام ومبادئه، والجهاد الفكري ضدَّها، من منطلق قوله تعالى: (وجاهدهم به جهاداً كبيرا) فنحن بحاجة إلى تفعيل هذه المراكز بقوَّة البحوث، وضخِّ المال الداعم لها، وتوظيف الباحثين المتمكِّنين فيها، وإعطاؤها قدراً من الشهرة والانفتاح على الوسائل الإعلاميَّة.
6) الانخراط في وسائل الإعلام بشتَّى صورها وألوانها، من قِبَلِ العلماء والمفكرين المنتمين لمنهج أهل السنَّة والجماعة، وعرض منهجهم تجاه المناهج الأخرى، وبخاصَّة من الأقوياء المتمكِّنين منهم، وإنَّ ممَّا يؤسف له، أن تجد بعضاً من وسائل الإعلام، تستضيف رجلاً بأفكار منحرفة، وتقابله بآخر من المنتسبين لمنهج أهل السنَّة لا يكون مستواه في التقديم الفكري بتلك القوَّة اللاَّزمة، ممَّا يؤثر سلباً تجاه الناظرين لتلك المحطَّات الإعلاميَّة لحديث هذا الرجل السُّنِّي، كما أنَّ من اللازم لأهل العلم أن لا ينأون بأنفسهم عن تلك المواجهات الفكريَّة والثقافيَّة مع مناقشة المخالفين، بل يغلِّبون جانب المصلحة العظمى والكبرى في نصرة أهل السنَّة وقضاياهم على عدم الخروج في تلك الوسائل بسبب بعض السلبيات أو المفاسد الصغرى، مع الإدراك والمعرفة بأنَّ كثيراً من المهيمنين على الوسائل الإعلاميَّة يأتوننا بمفكرين ومنتسبين للعلم، ليفصِّلوا لنا إسلاماً على المزاج الغربي، أو ما يسمُّونه بـ (الإسلام الليبرالي)! وما الدعوات السيئة التي تخرج منهم أو من بعض أذنابهم بما يسمى بـ (تطوير الخطاب الديني) إلاَّ ليصدوا المسلمين عن تمسكهم بدينهم الحق، وليستبدلوا به الانهزامية والتراخي، والذي لن ينصر حقاً ولن يكسر باطلاً، بل مقصوده الأساس تحريف المفاهيم لدى المسلمين، وتحريف المفاهيم أشدُّ خطراً من الهزيمة العسكرية، ومن هنا كانت مخطَّطات أعداء الإسلام (لأنَّ هزيمة الأمَّة في أفكارها تجرِّدها من الحصانة وتتركها فريسة لأي مرض أو وباء فيسهل بعد ذلك احتواؤها وتفكيك معتقديها) كما يقول الأستاذ المفكِّر: محمد قطب ـ حفظه الله ـ ()
7) الدراسة الواعية والناقدة للأفكار والملل والنحل المغايرة لمنهج أهل السنَّة، مع الحذر من أهلها، وتمكين العقلية الإسلاميَّة من أدوات الفهم والنظر والمعرفة لرصد الانحرافات الفكرية، ومعالجتها على ضوء الشريعة، وممَّا يبيِّن أهميَّة ذلك أنَّه تعالى فصَّل لنا وسائل المجرمين وأساليبهم وحججهم، وردَّ عليها داحضاً لها، فمعرفة وفقه المداخل التي يدخل بها أهل الزيغ والهوى لإقناع من يريدون ضمَّه إليهم، أصلٌ نبَّه عليه تعالى فقال: (وكذلك نفصِّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين)،ولهذا يقول حذيفة بن اليمان: (كان الناس يسألون رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ عن الخير، وكنت أسأله عن
(يُتْبَعُ)
(/)
الشرِّ مخافة أن يدركني) () فمعرفة الشرِّ وأهله منهج أساس لأهل السنة والجماعة وكشف خُدَعه، كما يقول قائلهم:
عرفت الشَّرَّ لا للشَّر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الخير من الشَّر يقع فيه
8) إذا شعر المرء أو غلب على ظنِّه بأنَّه قد يفتن في دينه؛ فلا ينبغي له قراءة كتب أهل الهوى والزيغ، ولو قصد بذلك الردَّ عليهم، ومناقشة شبههم، لأنَّ درء المفاسد والانحرافات عن هذا المرء مقدَّمة على جلب المصالح في الذبِّ عن هذا الدين، بل ينأى المسلم بنفسه عن الشبهات، ولا يجعلها متهافتة على قبولها، ويجعل نفسه مطمئنَّة إلى الاستيقان بعظمة هذا الدِّين، وثبات أصوله، فيخلِّي قلبه ونفسه من متابعة الشبهات، ولا يجعلها لاقطة لأي تشكيك في دين الإسلام، وقد قيل: من اتَّقى الشبهات سلم قلبه من الشتات، ومن تأمَّل قوله تعالى: (فلمَّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم) وقوله: (ولكنِّكم فتنتم أنفسكم وتربَّصتم وارتبتم) علم أنَّ بعض النفوس تتطاير على منافذ الشبهات والضلالات ـ عياذاً باللَّه ـ وحين بلغ عمر بن الخطَّاب ـ رضي الله عنه ـ أنَّ رجلاً يقال له: صبيغ بن عسْل قدم المدينة وكان يسأل عن متشابه القرآن، بعث إليه عمر بن الخطَّاب ـ رضي الله عنه ـ وقد أعد له عراجين النخل، فلما دخل عليه وجلس قال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ. قال عمر: وأنا عبد الله عمر، وأومأ عليه، فجعل يضربه بتلك العراجين؛ فما زال يضربه حتى شجه، وجعل الدم يسيل عن وجهه، قال: حسبُك يا أمير المؤمنين! فقد والله ذهب الذي أجد في رأسي) ().
لقد حدَّثتنا كتب التاريخ أنَّ عمران بن حطَّان، كان من رجال أهل السنَّة والجماعة، بل كان لديه شيء من العلم، ولكنَّ قلبه عشق امرأة من الداعيات لمنهج الخوارج، وهي الفرقة التي أخبرنا ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنَّها تمرق من الإسلام كما يمرق السهم من الرميَّة ـ عياذاً بالله ـ وظنَّ عمران بن حطَّان برؤيته المبدئيَّة أنَّه يستطيع أن يصرف زوجه عن ذلك الرأي (المتطرف)، ولكن كما قال الشاعر:
أتاني هواها قبل أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكَّنا
فعمران حين تزوجها وعلق قلبه بها، استطاعت زوجه أن تؤثِّر عليه، وتقلب فكره ليكون فيما بعد، زعيماً من زعماء الخوارج، وقائداً من قادتهم، وذلك لضعفه تجاه زوجه، واستيلاء الشبهة على قلبه، فكان ما كان! ولهذا قال عنه ابن حجر العسقلاني: (تزوج عمران امرأة من الخوارج ليردها عن مذهبها فذهبت به) ()
9) التربية للنشء بما يرضي الله، والتحاور معه بتبيين فساد شبهات أهل الزيغ والهوى، مع قوَّة الإقناع، وأدب الحوار، فالتنشئة الصحيحة على التحصين العقدي هي أول عمليَّة في التربية؛ بتربيتهم على العقيدة الصحيحة، وحماية ذواتهم من العبث الفكري، وبناء الشخصية الإسلاميَّة التي لا تؤثِّر فيها تيَّارات التشكيك، وإرسالهم إلى المربِّين الثقات لتربيتهم على أصول ديننا، وإنَّ من مهام التربيَّة الجادَّة عدم تسليم الأبناء إلى الأماكن الموبوءة بالشبهات، فإنَّ ذلك خيانة وغش للرعيَّة، وفي الحديث الذي رواه معقل بن يسار المزني ـ رضي الله عنه ـ في مرضه الذي مات فيه: قال سمعت رسول ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يقول: (ما من عبد يسترعيه الله رعيَّة يموت يوم يموت وهو غاش لرعيَّته إلاَّ حرَّم الله عليه الجنَّة) أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له، وأحد لفظي البخاري: (ما من مسلم يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة).
وهاك نموذج فريد يتضح من خلاله دور أهل التربية والفكر في الحفاظ على هويَّة أولادهم، ووقايتهم من الانحرافات الفكريَّة والمخالفات الشرعية، فهذه عابدة المؤيد العظم حفيدة الشيخ المربي علي الطنطاوي ـ تغمده الله بواسع رحمته ـ تقول عن جدها: (وعلمني فن القراءة؛ أي الطريقة الصحيحة لقراءة أي كتاب ..... ـ ومن الطرق التي نبهها عليها ما قالته حفيدة ـ ثم أنتبه لاسم المؤلف فلا أقرأ لأي كان لأنَّ اتجاهات الكاتب وقناعاته في الحياة سوف تظهر ـ على الأغلب ـ في كتابه، وربما كان مفسداً مدلسا وقد سمَّى لنا بعضاً من أولئك الكتَّاب ونهانا عن القراءة لهم قبل أن يشتد عودنا؛ لما يعرف من انحرافاتهم وفساد عقيدتهم، مثل جورجي زيدان في رواياته المسماة: (روايات تاريخ الإسلام) خوفاً من أن نعجز عن التمييز بين الصحيح والخطأ)
وما أجمل ما قاله أيوب السختياني ـ رحمه الله ـ: (إنَّ من سعادة الحدث والأعجمي، أن يوفِّقهما الله لعالم من أهل السنَّة) () ليكون أهل التربية معينين لهم على تقوية عقيدتهم، ودرء عبث غزاة الأفكار والعقول عنها، مع التحذير الملازم لهم بخطر الأخذ عن غير أهل السنَّة، وإن استطعنا منعهم من ذلك فهو الأحسن، إلاَّ أنَّ المنع لابد أن يكون بإقناع لهم، وقد يكون منعهم متعذراً في هذا الزَّمن، لأنَّهم قد يمنعون فتأتيهم ردَّة فعل تجعلهم يصرُّون على ما سيطالعونه أو يسمعونه، ولكن الأسلوب التربوي يرجِّح أن يناقش الأب أو المربِّي ذلك الشاب ويبيِّن له أوجه الخطأ التي وقع بها أهل الضلال، فلا منع مطلق، ولا إباحة مطلقة، بل إكسابهم مناعة فكرية وفق ضوابط وتحذير ودعم تربوي.
وقد يقول قائل: إنَّ منهج جمع من السلف الصالح منع الناس من سماع البدع والشبهات؛ وحقَّاً فإنَّ ذلك الأفضل ولا شك، ولكنَّ السلف الصالح في ذاك الزمن كانت قاعدته هي الإسلام وقيمه ومبادئه، وكان الأمر إليهم وبيدهم، وأمَّا الآن ليس لنا من قوَّة الإسلام ما كان، فإنَّ النَّاس في هذا الزمن للفتنة أقرب منهم للإسلام، وتربيتهم الآن تكون بقوَّة الكلمة الحقَّة التي تصنع المنهج، وتقنع المخاطب ...
إنَّها حكمة في الأمور وتربية تستدعي التَّأمل والنظر في المآلات (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور) فمن الضروري أن نبني جيلاً محصَّناً ـ بإذن الله ـ من لقاحات الشبهات، وطُعمِ الشكوك، ليكونوا على قوَّة في دينهم تجاه الهجمات الشرسة التي يواجهها أهل الإسلام من أعدائه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 12:17]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 07:08]ـ
أخي الكريم:
تتعدد المؤثرات والروافد الثقافية وتختلف في طريقة تفاعلها من مجتمع لآخر الا انها جميعها تعبر عن حالة من الحركة الايجابية على خط الزمن فاذا اجتمعت الارادة الحقيقية الى جانب القيادة الحكيمة كان النجاح مسالة وقت لا اكثر اذ بالقيادة الحكيمة يتم بناء الوعي الجماعي وتخطيط الطرق الناجعة لتحقيق الاهداف المشتركة وبالارادة الحقيقية نجد في انفسنا تلك الشحنة القوية التي تحملنا على تحويل الافكار الى حقائق والصبر في سبيل انجاحها .. وان كنت اعتقد جازما ان الامة التي تملك القرآن الكريم تملك اكبر دافع للحضارة والتفوق اذ في القرآن الكريم الاطار المنهجي العام للعلاقة بين الانسان والمحيط وبين الانسان والزمان وان كانت هذه الامة قد فشلت في صناعة عزها والعودة الى مكانتها فهذا لتنكبها صراط ربها وبحثها عن البديل الوضعي فاصيب المجتمع بالاغتراب وبحيث ان الانسان هو سر الحضارة وعربون التفوق ارى ان المسؤولية الكبرى تقع على كاهل الطبقة المثقفة من علماء ومفكرين واعلاميين اذ:
-عجزت هذه الاخيرة عن تربية الجيل وتحصينه وبناء وعيه وترسيخ ثقافته بل اصبحت صورة (العربي) المتذمر الخامل تطغى حتى على وسائل التعبير الشعبية كالاغاني والامثال *
- كما فشلت برامجنا التربوية والتعليمية من زرع الشخصية العلمية والعقل الناقد في التلامذة والطلاب فاصبح الطالب (المثقف) يتخرج من الجامعة ولا يستطيع تفسير ظاهرة او تشخيص مشكلة او وصف حل منطقي متعلق بموضوع تخصصه .. !!
- تماما كما فشلت برامجنا الدينية في زرع القيم الاساسية التي تبني شخصية المسلم والسبب -في رايي- يعود الى العديد من العوامل الموضوعية منها على سبيل المثال سيطرة النخب العلمانية على مراكز القرار وتضييقها** على العلماء الراسخين ممن يملك قدرة الاقناع ومهارة التعامل مع الجماهير وتقريب المفاهيم الصحيحة اليها
.............................. ...............
* من حيث كونها مؤشرا على الإتجاهات العامة وإلا فالذي أعتقده ان بعض وسائل التعبير ما هي إلا جزء من أجزاء المشكلة أو على الأقل عرضا من أعراضها
** في غالب البلاد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:43]ـ
جزاك الله خيرا وبخصوص تعليقك فى الهامش الثانى فأنا سمعت الشيخ الزندانى قال انه فى كل بلاد الاسلام لا غالبها
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 11:08]ـ
حياكم الله يا شيخ خباب
و عودا حميدا بإذن الله
بارك الله في جهودكم و حماكم
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 05:08]ـ
جزاك الله خيرا اخي خالد المرسى
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:07]ـ
بوركتم أخي الفاضل الاستاذ محمد المبارك
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 01:35]ـ
حياكم الله أخي العاصمي من الجزائر
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 08:52]ـ
...............(/)
فطعم الموت في أمر حقير ..
ـ[طموح]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 10:11]ـ
\\
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في مجلس الألوكة .. هذا محب للعلم أتاكم ضيفاً
أردتُ في موضوعي الأول أن أستفيد مما عندكم في قضية الاعداد والاستعداد ..
ولستُ بصدد تكرار مامضى سرده .. أو الوقوف عند محطات الجدل المعتادة
\\
كنتُ أفكر في سيرة الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين -
وكيف كان الواحد منهم يكتفي سائر يومه بتمرة يُتبعها بشربة من ماء كما جاء في الأثر
(بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- جماعة من الصحابة يتلقون عيراً لقريش
وأمَّر عليهم أبا عبيدة -رضي الله عنهم جميعاً- وزودهم جراباً من تمر لم يجد لهم غيره،
فكان أبو عبيدة -رضي الله عنه- يعطي الرجل من أصحابه كل يوم تمرة،
فيمصها الواحد منهم كما يمص الصبي ضرع أمه، ثم يشرب عليها الماء فكانت تكفيه يومه إلى الليل.
وقد اضطر أفراد هذه السرية إلى أن يأكلوا ورق الشجر وهو ما يعرف بالخبط، إذ ينفض بالمخابط ويجفف و يطحن
لذا سميت هذه السرية" سرية الخبط" وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أحد أفراد هذه السرية)
فوجدت أن سياسة الرسول - صلى الله عليه وسلم - تناقض كثيراً مما تم تثبيته في أذهاننا
عن أهمية اعداد العدة .. والنظر إلى الأوضاع العالمية .. والتريث ريثما يكتمل للجيش نصابه .. والانتظار حتى تتوافر الأسلحة .. و .. و
مع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما نرى أرسل جيشاً، تقريباً لايملك ميزانية إطعامه،
أرسل جيشاً يجراب من تمر، و لو لم يكن في بيت أحدنا طعام غير التمر لعد نفسه من فقراء مدينته!! فكيف مالا يكفي أحدنا من طعام، تُخاض به المعارك؟؟
فهل كان عليه الصلاة والسلام متعجلاً؟
فإن قال قائل: دعونا نعد جيلاً كالصحابة .. فجيش يتكون من هؤلاء الأفذاذ لا يقهر
أقول: نعم الأصل هو صلاح العقيدة واستقامة السلوك ..
لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ينتظر ذاك الجيش الرباني المتكامل ..
بل كان - عليه السلاة والسلام - يخرج بالصالح والطالح للقاء العدو .. ولا أدل على ذلك من غزوة أحد ..
فهل تتوقعون أن قائداً عسكرياً - في التاريخ المعاصر - يتعرض للخيانة من ثلث جيشه،
هل تتوقعون أن الرأي العام سيمر على هذه المسألة مرور الكرام؟
هذا ورسول الله - صلى الله عليه سولم - يعلم أن في الجيش منافقين ..
لكنه لم ينتظر تلك اللحظة المثالية التي يرسمها المصلحون في أذهاننا .. لأنها باختصار لن تأتي
لننظر إلى فلسطين .. ومن يجاهدون في أكناف بيت المقدس، حين اتخذوا قرارهم بالجهاد، وبدأوا بالحجارة!!!
من كان يظن من (المتعقلين) أن يصنع الحجر دويلة وجيشاً حتى يتآمر العالم كله عليهم في غزة
ولو قال أحدنا إني سأقاتل أمريكا برميها بالحجارة لقمنا بنقله إلى أقرب مصح عقلي!!
مع أن الصهاينة أشد علينا من أمريكا، لأنهم يهود أولاً - أشد الناس عداوة - وبسبب الجغرافيا وطبيعة الشعوب، وطبيعة الصراع
\\
نموذج آخر:
روى البخاري من طريق أبي موسى الأشعري، قال:
خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه فنقبت أقدامنا
، ونقبت قدماي وسقطت أظفاري، فكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع، لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا،
فحدث أبو موسى بهذا، ثم كره ذلك فقال ما كنت أصنع بأن أذكره كأنه كره أن يكون شيئا من عمله أفشاه)
لنفرض أنك أيها القاريء الكريم تشاهد بثاً مباشراً على إحدى القنوات الإخبارية
عن جيش من الحفاة قد دميت أقداهمهم حاملين أسلحتهم منطلقين من اسطنبول جهة تل أبيب
لاشك ولا ريب، أن العالم والجاهل والكبير والصغير سيعتبر هذا تسرعاً وطيشاً
نعم،، هو تسرع وطيش في موازين البعض فقط!!
وكما قيل: إذا اجتمع عشرة آلاف شخص على رأي أحمق فإنه يبقى رأياً أحمقاً
فإن قال قائل: وماذا عن التفوق العسكري؟؟
هل تظن أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يره؟؟
حين واجه 200 ألف بـ ثلاثة آلاف مقاتل في غزوة مؤتة؟!!
ثم، أين هذا التفوق في فيتنام - أفغانستان - العراق - الشيشان - الصومال - فلسطين
في هذه الأمثلة كان القوي قوياً، والضعيف ضعيفاً والحال على ماهو عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
بالمناسبة، في فيتنام كانت المومسات تقاتل ضد أمريكا،
لأن الشعب الأمريكي يميل إلى الملامح الآسيوية، فكانت المومس تدخل على الضابط الأمريكي
في مخدعه، وتتصنع الولع به، حتى إذا سنحت لها الفرصة قتلته شر قِتلة
\\
مع التوضيح أيها الإخوة أن الكلام
عن الجهاد الشرعي الصحيح المنضبط بالضوابط الشرعية (فقط)
وإلا فكلنا يعلم أن التهور لن يعود بخير
لكني أردتُ هنا أن أذكر بعض الأمثلة الدالة على أن كلمة (الإعداد) في كثير من الأحيان تتحول إلى عثرة في طريق الجهاد
ولكنها أيضاً تبقى شرطاً أساسياً للجهاد (إذا مافُهمت بمنظار النبوة)
\\
أمر آخر في الاعداد والاستعداد
لنفرض أن المسلمين اجتمعت كلمتهم على نصرة هذا الدين بالفعل وليس بالقول
فإن أول ماسيبدأون به هو جمع المال، وإذا لم يجدوا الكفاية ربما يصرفهم العوز عما عزموا عليه ..
لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن كذلك، كان - عليه الصلاة والسلام - يتخذ القرار بالحرب أولاً (ثم) يجمع المال،
ويحث الصحابة، وهو عليه الصلاة والسلام لا يعلم كم سيجمع من صدقات المسلمين،
لكن الآمر نافذ نافذ، والقافلة - بكثير أو قليل - سائرة، وماضر عثمان مافعل بعد اليوم
\\
في غزوة أحد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجوّز (يقبل) من الغلمان من اشتد ساعده
وربما كانت أسنانهم في الـ 12 أو الـ 13 من العمر ..
فهل تدرون ماذا سيقول العقلاء حين يرون جيشاً فيه شباب بالصف الثاني والثالث متوسط (اعدادي)؟!!
سيقولون: شباب متهور!! أناس تريد أن تتصدر!! ربما غُرر بهم!!
لم يثنوا ركبهم عند المشايخ!! أطفال يحملون السلاح!!
إلى آخره مما سرى حتى بين طلاب العلم الشرعي،
وكأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غفل عن هذه الحقائق!!
\\
أيها الإخوة الكرام، إن كل ماسبق ذكره كان في جهاد الطلب،
كان قراراً اختيارياً اتخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بحبوحة من الوقت،
فلا عدو يغزو الديار، ولا مسلمين يذبحون، ولا مصاحف تمزق
ومرة أخرى أقول:
إن الاعداد وحسن اتخاذ القرار شرط أساسي من شروط البدء،
لكن القصد هو اعطاء ذلك الشرط الأساسي مكانه الطبيعي
أتطلع إلى ماعندكم من علم، جزاكم الله خيراً
\\
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 10:40]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:27]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... حياك الله وبياك في هذا المنتدى المبارك بإذن الله تعالى
قبل ان اتكلم في الموضوع .. اقول وبالله التوفيق ومنه استمد العون والتسديد
ان هذه المسائل والنوازل لا يتكلم ويفصل فيها الا (جهابذة العلماء) المتشهرين بالتقوى والورع الذين يصدعون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم وهم لا شك قلة قليلة ... لكن مع هذا لامانع من ان يجتهد طلبة العلم ويبحثوا في هذه والمسائل ويجتهدوا في عمل البحوث والدراسات المنهجية الميدانية المتعلقة بهذه القضية وهذه النازلة ((مع تنزيل وقائع السيرة النبوية في الواقع المعاصر حتى نرسم صورة واضحة للموقف المطلوب اتخاذه)) ويكون هذا كله تحت اشراف وتوجيه العلماء وبعد انتهاء عملية البحث والاعداد يقوم الطلبة بقراءة البحوث على العلماء كما تقرأ المتون العلمية فيستفيد الطالب من توجيهات الشيخ ويستفيد الشيخ من اطروحات الطالب واجتهاداته وهكذا كل واحد يكمل الاخر ... ألآ توافقني في هذه الفكرة؟؟؟
وبعد ان تكتمل الاراء وتتحد الوجهات يتم تطبيق ما تم التوصل اليه ... واذا كان هذه الدراسات مستندة الى الاصلين (الكتاب والسنة) ومدعمة بواقع السيرة النبوية اظن الحق سيظهر للجميع وتبرأ ذمة الطلبة والعلماء هذا اذا خلصوا وأجمعوا - مثلا- الى وجوب الجهاد وان الوضع مهيء للحرب عندها تبقى ذمة الولاة مشغولة وهم المسؤلون عن اي تقصير (والامارة كما جاء في امانة وانها يوم القيامة حسرة وندامة) نسأل التوفيق للجميع ... وللحديث بقية بإذ ن الله
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:52]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الوضع التي تمر به الامة مؤسف ومخزي في نفس الوقت وليس منا احد الا وهو يريد النصراليس كذلك؟ الجواب: بلى .. طيب .. من يمتلك هذا النصر؟ الجواب: الله عزوجل .. اذا لماذا لا ينصرنا الله السنا على الحق؟؟؟ قبل الجواب نقول هل اسباب النصر متوفرة فينا ام لا؟؟؟ ثم ما هي اسباب النصر؟؟ الجواب:
1 - من اسباب النصر: الايمان والاعمال الصالحة قال تعالى (وعد لله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) وهذا الوعد مشروط بشروط كما في الاية
2 - الاستغفار: قال تعالى على لسان هود عليه السلام (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم)
3 - الدعاء: وتأملوا قصة نوح مع قومه عندا قال لربه (اني مغلوب فانتصر) ما الذي حدث بعد الدعاء قال تعالى (ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر) انها جنود الله (وما يعلم جنود ربك الا هو)
4 - التمسك بمنهج الرسل وأتباعهم والسير على خطاهم حذو القذة بالقذة قال تعالى (انا لننصر رسلنا والذين في الحياة الدنيا و يوم يقوم الاشهاد) لانهم نصروا الله فنصرهم واظهرهم على عدوهم قال سبحانه (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)
5 - الصبر قال تعالى (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأُوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله) نعم لا مبدل لكلمات الله فإن النصر مع الصبر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (واعلم ان النصر مع الصبر والفَرَجَ بعد الكرب وان مع العسر يسرا) فكلما غشيتنا المحن وادلهمت المصائب استضئنا بالصبر لان الصبر ضياء وبه تتحق معية الله (ان الله مع الصابرين) فمن كان الله معه فليبشر بالنصر والايام دول ونصر الله قريب
.6 - الامر بالمعروف والنهي والحذر من تركه قال صلى الله عليه وسلم (يا ايها الناس ان الله عزوجل يقول لكم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل ان تدعوني فلا اجيبكم وتستنصروني فلا انصركم ... الحديث) حسنه الالباني بشواهده
7
7 - ترك الذنوب المعاصي فانها من اكبر اسباب الهزيمة وتأملوا غزوة احد افضل جيش على وجه الارض- وهم الصحابة ومعهم النبي صلى الله عليه وسلم- يُهزم بسب ذنب واحد وهو عصيان الرماة لامر الرسول عليه الصلاة والسلام فشُجَّ وجه النبي صلى الله عليه وسلم وكُسِرت رباعيته وحصل ما حصل كل هذا بسب ذنب واحد!! فماذا نقول نحن؟ ..
.8 - بذل الاسباب واخذ العدة قال تعالى (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين لا تعلمونهم ... الاية) واما هذه النقطة فلا استطيع انا ولا انت ان نقرر اونقيم مدى جاهزية الدول من الناحية العسكرية على محاربة العدو ... وانما يوكل الامر الى القادة العسكرين ولا شك ان هذه المعلومات لا يستطيع احد ان ينالها بسهولة لانها تعتبر معلومات سرية (نوعا ما) فلابد من الحصول على هذه المعلومات من خلال الاستفادة من العاملين في السلك العسكري حتى يكون البحث - المشار اليه آنفا- متكاملا ومغطى بشكل جيد من جميع النواحي ,,,والموفق من وفقه الله
وهذا النبي عليه الصلاة والسلام استفاد من خبرة سلمان الفارسي في قضية حفر الخندق ... والكلام في هذا يطول .. فقط احببت الاشارة ..
- هذا ما تيسر والله اعلم ... اللهم ردنا وولاة امرنا اليك ردا جميلا واجمع كلمة المسلمين على الحق والدين وانصرالمجاهدين الموحدين في كل مكان .. اللهم عليك بأعداء الدين وخذهم اخذ عزيز مقتدر يا قوي ياعزيز
ـ[أبو جابر الشمالي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:11]ـ
بارك الله فيك. . .
نسأل الله أن ينفع بك. . .
ـ[طموح]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 12:39]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
وجزاك الله كل خير، وسدد خطاك
ـ[طموح]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 12:53]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... حياك الله وبياك في هذا المنتدى المبارك بإذن الله تعالى
قبل ان اتكلم في الموضوع .. اقول وبالله التوفيق ومنه استمد العون والتسديد
ان هذه المسائل والنوازل لا يتكلم ويفصل فيها الا (جهابذة العلماء) المتشهرين بالتقوى والورع الذين يصدعون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم وهم لا شك قلة قليلة ... لكن مع هذا لامانع من ان يجتهد طلبة العلم ويبحثوا في هذه والمسائل ويجتهدوا في عمل البحوث والدراسات المنهجية الميدانية المتعلقة بهذه القضية وهذه النازلة ((مع تنزيل وقائع السيرة النبوية في الواقع المعاصر حتى نرسم صورة واضحة للموقف المطلوب اتخاذه)) ويكون هذا كله تحت اشراف وتوجيه العلماء وبعد انتهاء عملية البحث والاعداد يقوم الطلبة بقراءة البحوث على العلماء كما تقرأ المتون العلمية فيستفيد الطالب من توجيهات الشيخ ويستفيد الشيخ من اطروحات الطالب واجتهاداته وهكذا كل واحد يكمل الاخر ... ألآ توافقني في هذه الفكرة؟؟؟
شكر الله لك حسن الاستقبال، وحسن الجواب.
بلى أخي أوافقك الرأي، فطالب العلم يناصح العالم ولا ينازعه، والعالم يُرشد طالب العلم ولا يحقره ..
ولكل عقل يفكر ولسان ينطق، طالما أن (كل) الرؤوس تحت مظلة الشرع ..
وفي تتمة كلامك الطيب، يتضح أنه إذا كان الحكم الشرعي غير معروف وجب تعريفه،
وإذا كان غير واضح وجب تبيينه، وإذا كان غير مطبق وجب تطبيقه.
ولا تتم هذه الأمور بين ليلة وضحاها، بل هي مراحل قد تطول سنوات ..
لكن: أن تنطلق في الاتجاه الصحيح بسرعة السلحفاة خير من أن تنطلق في الاتجاه الخاطيء بسرعة الغزال
بارك الله فيك
\\
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طموح]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 01:32]ـ
\\
السلام عليكم ..
أخي أبا مصعب .. ماكتبته هو خارطة النصر .. ونجمة القطب التي تدل من لايعرف الشمال من الجنوب،
لأنه مستنبطٌ مما أوحى الله تعالى، وهنا أعيد النقاط:
1 - الايمان والاعمال الصالحة
2 - الاستغفار
3 - الدعاء
4 - التمسك بمنهج الرسل وأتباعهم
5 - الصبر
6 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
7 - ترك الذنوب و المعاصي
8 - بذل الاسباب
وأيضاً أريد الإشارة إلى مايلي:
كان ماكتبتُه نواةً صغيرةً لبحث يجب أن يكون أعم وأعمق .. وإنما هو التبليغ ولو بآية
كما تعلم فإننا هنا بجوار ذروة السنام .. وذلك بحد ذاته شرف ..
غير أني لا أقصد التأصيل أو التقرير .. فهذا واجب العلماء الربانيين كما ذكرتَ مشكوراً
ويبقى لمن دونهم من العلماء العاديين .. وأكابر طلبة العلم وأصاغرهم .. ومحبي العلم .. وعامة المسلمين ..
يبقى لهم حق التدوال والتساؤل والنصح لمن فوقهم مادام كل ذلك منضبطاً شرعاً
\\
كما ذكرتَ - بارك الله فيك - فإن للجهاد شروطاً وأحكاماً وفقهاً، وفي ذلك تم تأليف الرسائل والمجلدات
غير أني أردتُ فقط أن أقف وقفة صغيرة مع مفهوم كاد أن يغيب كلياً عن مكانه الطبيعي والدليل:
اسأل عامة المسلمين وبعض خاصتهم: هل نستطيع خوض المعارك بجيش جائع؟ غالباً سيكون الجواب: لا!! لا نستطيع.
طيب .. هل نستطيع خوض المعارك بجيش من الحفاة؟ غالباً سيكون الجواب: لا!! لا نستطيع.
حسناً .. هل يصلح طلاب المتوسط ليكونوا جنوداً في الجيوش؟ البعض سيقول: نعم، والبعض لا.
هل يصلح شاب في سنته الجامعية الثانية لقيادة جيش ضد أمريكا؟
الجواب: لا وربما أردفه بفقهٍ من عند نفسه قائلاً: أهلكتم الأمة بأفكاركم الهزيلة وتقريراتكم المتآكلة
مع أن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قاد جيشاً ضد الروم وهو لمّا يتجاوز العشرين من عمره
كما جاء في الأثر (وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد بن حارثة الى الشام،
وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين)
وزيادة في العلم فقد واجه هذا الجيش الروم وعاد بأحسن حال، وقال المسلمون عنه:
(ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة)
أعلم وتعلمون ايها الأفاضل أن شباب اليوم - وأنا أحدهم - ليسوا كشباب الصحابة،
لكننا نعلم أن أيضاً (وهنا مدارستنا) أن بعض المفاهيم النبوية لم تعد واضحةً حتى في أذهان بعض طلاب العلم
اسأل عامة المسلمين وبعض خاصتهم: ماقولكم في جيش منهك القوى مثخن بالجراح، فقد من فقد، وجُرح فيه من جرح
حتى قائد الجيش عاد ووجهه يسيل دماً؟؟
سيقول: يستريح - أو ينسحب - أو يطلب هدنةً - او يطلب دعماً ومؤازرة،
هذا كلام أعقل العقلاء على الساحة الفكرية اليوم .. أليس كذلك؟؟!!
لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتأييد من الله
رفض كل ذلك وأمر صحابته بعد غزوة أحد أن يخرجوا لقتال المشركين ثانيةً، وأن لايخرج للقتال إلا من كان في أحد ..
فهاهو جيش يجمع الجرحى والمصابين، وفيهم من فقد بالأمس أباه أوأخاه، عدا عن الحزن الداخلي لما آلت إليه الأمور في غزوة أحد!!
\\
يتفق الجميع تقريباً على أن غض الطرف عن الجهاد خطيئة كبرى .. كما يتفقون على أن التهور خطيئة أخرى
ويبقى بينهما صواب يتوجب تحديد مكانه بدقة
وأعلم تماماً أن رؤية شيء على أرض الواقع قضية معقدة متشابكة .. لكن حماية الصورة الصحيحة في الذهن أمرٌ لايجب اغفاله
كي لا تكون الهزيمةُ هزيمتين: مرةً على أرض الواقع .. ومرةً في تقرير الخطأ والصواب
ومانراه من التوجه العام هو تصعيب هذه المسألة .. وتعقيدها .. وكراهة الحديث فيها ..
وكان مآل ذلك ضمنياً اضعافها في الوعي العام، رغم أن البحث فيها لا تعقبه أي تبعات أمنية:)
\\
أخي أبا مصعب .. تلك الشروط التي ذكرتها هي من صميم هذا الأمر ..
ومن أسباب خلق هذا العالم .. ولها الصدارة والأولوية .. وإن نصدق الله يصدقنا
لكني انتقلتُ إلى المرحلة الأخيرة مرحلة (الإعداد والاستطاعة) .. وهي أقل شأناً من صلاح المعتقد، واستقامة السلوك
ووقفتُ عندها بالقليل لأن البعض صار يتصور أن الخلافة الراشدة واعداد العدة بمرتبة (خمس نجوم) هي الطريق إلى روما
خصوصاً في ظل تصاعد الأحلاف الدولية .. وتقافز التطور التكنولوجي ..
واتساع هوة الخلاف الفقهي في القضايا المصيرية
اللهم ردنا وولاة امرنا اليك ردا جميلا واجمع كلمة المسلمين على الحق والدين وانصرالمجاهدين الموحدين في كل مكان ..
اللهم عليك بأعداء الدين وخذهم اخذ عزيز مقتدر يا قوي ياعزيز ..
آمين آمين
\\
ـ[طموح]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 01:34]ـ
بارك الله فيك. . .
نسأل الله أن ينفع بك. . .
جزاك الله خيراً، وجعلني الله وإياك من عباده المخلصين(/)
طلب مساعدة من المتخصصين في العقيدة بارك الله فيكم
ـ[المحدثة]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 11:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام هل من الممكن أن تساعدوني في موضوعات مقترحة في العقيدة
تصلح للماجستير وفقكم الله وسدد خطاكم لاتبخلو علينا بمقترحاتكم ويفضل أن يرسل على الخاص جزاكم الله خير
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 11:24]ـ
العضو الشيخة فضل عدم استقبال الخاص ..
ـ[المحدثة]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 11:42]ـ
العضو الشيخة فضل عدم استقبال الخاص ..
بارك الله فيك ياشيخ الان يمكن الارسال على الخاص
وفقك الله ونفع بك ورزقنا العلم والعمل(/)
دروسٌ غزاوية: جديد
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 02:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دروس غزّاوية
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
Ahmad_altan@maktoob.com
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد:
] وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [[سورة آل عمران آية: 166 – 173].
فهذه جملة من العبر والعظات التي استخلصتها من حرب الفرقان التي دارت رحاها بين المقاومة الإسلامية والعدو الصهيوني في أرض غزة الطاهرة.
ولقد كانت متابعة الأحداث والأخبار التي تطل علينا بها الفضائيات ملهمة للشعراء والأدباء والكتاب ومن باب أولى أن تكون ملهمة للباحثين، فقد جادت نفسي بهذه الدروس التي لم أشأ أن تظل حبيسة النفس والورق وإنما أردت أن أبث إخواني مكنون قلبي وعقلي، فإن أكن مخطئاً فمن نفسي ومن الشيطان، وإن أكن مصيباً فبتوفيق من الله عز وجل.
"" من كان يدري أنه من قلب المحنة تخرج المنحة؟ ومن كان يدري أن عذابات إخواننا في غزة تصنع الانتصارات العِذاب؟ ومن كان يدري أن جرح غزة ضمد جراحات كثيرة في جسم الأمة استعصت على العلاج، وحار أطباؤها ويئسوا من دوائها.
لقد استطاعت كتائب المقاومة أن تحشد الشعب الغزاوي وراء خيار المقاومة ويسطر الشعب بطولات وأمجاد جمعت في أيام ما تفرق في عقود من السنين، جماهير العرب والمسلمين من الخليج إلى المحيط تهتف بهتاف واحد، وتجأر إلى الله بدعاء واحد، وتُسمع صوتها المبحوح إلى المتخاذلين بتقريع واحد. من كان يظن أن إخواننا في تركيا يخرجون بالملايين في عاصمة الخلافة الغاربة، وهتافهم يشق عنان السماء؟
شكرا كتائب المقاومة فقد فضحتم بصمودكم الأنظمة العميلة، وكشفتم عنها غطاء العمالة والتبعية، وهي تلهث وراء الحلول التي ترضي أسيادها.
شكرا كتائب المقاومة، فقد انجلى عن العيون وهم المنظمات الدولية التي تنعق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فلا ديمقراطية بعد اليوم، وهي اليوم تساوي بين الجلاد والضحية، ويتصامم سمعها عن صرخات المستغيثين، وأنين الهلكى تحت الحديد و النار! وأيقنت الأمة بعد اليوم أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها، وأن كل أمة ضائع حقها سدى، إذا لم يؤيد حقها بالمدفع والصاروخ!! "" ([1]).
الدرس الأول
اللعب على المكشوف
(يُتْبَعُ)
(/)
يتحدث الكثيرون أن حرب غزة كشفت كثيراً من العمالة التي كانت متسترة بالوطنية أو السلام أو غير ذلك، وأنا أستغرب ذلك لأن العمالات والخيانات مكشوفة منذ عقود وعقود عديدة، وإذا كنا لم نكتشف ذلك إلى الآن فهذه مصيبة أخرى. مشكلتنا أننا ننسى فحرب لبنان، وحروب الخليج العديدة، ومن ثم غزو أفغانستان والعراق، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية في أوسلوا، ومسلسل التنازلات المستمر، كل ذلك نسيناه، إن مسلسل الخيانات والمؤامرات مكشوف ومفضوح ولا يحتاج إلى حرب غزة الحالية فقد مرت على هذه الأمة غزات وهزات.
الشيء الذي يمكن أن يقال هنا هو أن الخيانة سابقا كانت بطريقة دبلوماسية أكثر، أما في هذه الأزمة فقد أصبح "اللعب على المكشوف " على حد تعبير الأستاذ فهمي هويدي. فلم يعد حسني باراك - لا بارك الله فيه - يشعر بالخجل وهو يظهر على الشاشة على أنه الحليف الأول لإسرائيل في هذه الحرب، فهو يتحكم بمعبر رفح لمنع الإمدادات عن الفلسطينين، بينما إسرائيل تستخدم أعنى ما لديها من أسلحة.
أصبح أولمرت يعلن أمام جنوده أن بعض العرب يصلون من أجل أن ننتصر على حماس، وأصبحت الجولات الم****ة بين القاهرة وتل أبيب متسارعة جداً تسابق أرتال الطائرات التي تقصف، والقنابل التي تتساقط، والصواريخ والدبابات التي تقصف، والهدف هو سرعة القضاء على المقاومة، سرعة إنجاز المهمة قبل أن تتحرك الشعوب. وليست حماس هي الهدف، وإنما الهدف أكبر من حماس، إنه القضاء على المقاومة، وإركاع الشعب الفلسطيني كله، واقتلاع القضية من جذورها.
في خطاب هذا الزمان أصبحت المقاومة هي المشكلة وليست الحل، لذلك فإن السباب والشتائم التي توجه إلى دعاة الممانعة أفراداً كانوا أو جماعات، لا يقصد بها سوى الموقف الرافض للتسليم، وكما مُنح ياسر عرفات جائزة نوبل لأنه اتفق مع اسحاق رابين، ثم جرى حصاره وتسميمه وقتله لأنه لم يسلم بطلبات باراك، فإن الأسلوب ذاته جرى تعميمه على العالم العربي، فمن استسلم فاز بالرضا، ومن امتنع حلت عليه اللعنة. ذلك شديد الوضوح في الساحة الفلسطينية الآن، فالسلطة في رام الله مشمولة بالرضا والهبات والمساعدات، لأنهم قبلوا بقواعد اللعبة، والمقاومون في غزة محاصرون ويراد لهم أن يلقوا مصير عرفات، حيث لا فرق بين القتل بالسم أو القتل أثناء المذبحة بالصواريخ والطائرات.
ولكن من كان يتصور أن يشارك الطرف العربي في حصار غزة وتجويعها؟ ومن كان يصدق أن يهب بعض الناشطين الأوروبيين لإغاثة المحاصرين عبر البحر، في حين يغلق «الإخوة العرب» طريق البر، ولا يفتحون المعبر إلا بعد أن يتحول الأمر إلى فضيحة عالمية؟ من كان يصدق أن تتحرك القوافل من قلب القاهرة لإغاثة المحاصرين في غزة، ثم تفاجأ بأرتال الشرطة تقطع عليها الطريق، وتجبرها على العودة من حيث أتت! ([2]).
كل البشر يطالبون بفتح معبر رفح - البشر فقط - لكن مبارك دمه بارد وثقيل، ووجهه سميك، وجلده صفيق فهو لا يرى دماء الأطفال، والأشلاء المنثورة في كل مكان، وآهات وصرخات الأمهات، وإذا رآها فهي لا تعني له شيئاً. "" حتى الأعداء يعالجون الجرحى في الحروب، وحتى الأعداء يسمحون بدخول قوافل الأدوية والغذاء، هذا ليس عملا تضامنيا، ولا هو حتى أضعف الإيمان " ([3])
لقد كُتبت في هذا الرجل - إن كان رجلاً - في الصحف والمجلات والإنترنت آلاف الصفحات ولو قام قائم بجمعها وتبويبها لصنع خيراً، وذلك لتكون سيرة ذاتية بحق لهذا الممسوخ، ولتكون لعنة التاريخ والأجيال والأمم لصيقة به إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن ماذا يضيره ذلك وهل تهمه صورته في التاريخ وهل يأبه لما ستتحدث به الأجيال المقبلة.
إن كثيراً من الحكام العرب يتوارثون فيروسات الخيانة والغدر، ولقد حقنهم الاستعمار بلقاحات ضد الكرامة، وضد الشهامة، وضد النخوة، فلا تؤثر فيهم المناظر المؤلمة، ولا تجرح لهم إحساساً، ولا تلامس لهم شعوراً، ولعلهم لا يريدون أن يتعبوا أنفسهم بمشاهدة هذه المناظر، إن منظر أشلاء الأطفال ودمائهم وصرخاتهم وآهات النساء مقرفة بالنسبة لهم، إنهم يعكفون على أفلامهم الإباحية وسهراتهم المجونية فهم في واد والشعب في واد آخر، إنهم كالدمى المتحركة، شخصيات كرتونية تتحكم بها اليد الأمريكية والصهيونية على مبدأ: إفعل ولا تفعل، فنجد كل واحد منهم
(يُتْبَعُ)
(/)
مشغول بكبح شعبه، وليس لديه أي وقت ليتفرغ لغزة، وماله ولغزة، إن عينه ساهرة على الكرسي، وزبانيته مشغولون بالقمع والاعتقالات والتجويع والسلب والنهب، ولذلك من العبث أن ننتظر من هؤلاء المتخاذلين شيئاً يخدم الأمة إن على المستوى القريب أو البعيد، إن على المستوى الواقع أو الأمل. فإذا كان قريباً من ستة آلاف جريح وأكثر من ألف وثلاثمائة شهيد، وآلاف المشردين والمُعدمين لا تستحق منهم أن يجتمعوا ليتداولوا وليتحاوروا فماذا يُنتظر منهم إن اجتمعوا.
إن شهداء فلسطين يخاطبوننا أن نسير على دربهم فلا يكفي أن نبكيهم ونرثيهم، ثم نمضي في طريق آخر.
الدرس الثاني
الاستعمار: من الباب إلى الشباك
حين خرج الاستعمار تحت ضربات الشعوب العربية والإسلامية، واضطر أن يغادر بلادنا مهزوماً مدحوراً، فكّر بطريقة أخرى للاستعمار، وبينما كنا نحن مشغولين بفرحة الاستقلال والتحرير كان الاستعمار قد أحكم خطة جديدة ليظل جاثماً على صدورنا فترة أطول دون أن نشعر، ونجحت الخطة.
وتتمثل الخطة في مقولة أحد قادة الاستعمار الفرنسي للجزائريين حين خرجت فرنسا من الجزائر: أيها الجزائريون تريدون الاستقلال حسناً؟! تريدون منا الخروج حسناً؟! سنخرج من الباب وندخل من النافذة.
وحين خرجت جحافل المستعمرين من بلادنا واحتفلنا بالجلاء والاستقلال حقق ذلك لدينا كثيراً من الرضا النفسي، والشعور بالنصر، فوضعت الشعوب سلاحها، وما كان لها أن تضعه، لأن عدو الداخل أشد خطراً وفتكاً من العدو الخارجي، ألم يقل جبريل عليه السلام للنبي r بعد هزيمة الأحزاب: هل وضعتم السلاح؟ قال: نعم قال جبريل: فإنا لم نضعه اذهب إلى هؤلاء وأشار إلى بني قريظة. فأوعز النبي r لصحابته: " لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ". وكان عقاب بني قريظة قاسياً أزعج إخوانهم العلمانيين المعاصرين اليوم، ولطالما تباكوا عليهم وندبوا مصيبتهم، ولكن عقاب بني قريظة كان مجدياً وناجحاً فقد خرس اليهود بعد ذلك قروناً طويلة – كما يقر أحد المستشرقين اليهود - ولم تقم لهم قائمة، حتى استنعجتنا الأمم فتجرؤوا علينا اليوم.
لقد نجح الاستعمار إذن في إيجاد البديل في بعض بلادنا العربية والإسلامية ""من أبناء جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا "" ([4]) "" مسوحهم مسوح الضأن، وقلوبهم قلوب الذئاب " ([5]). وأشعرنا عدونا بالاستقلال، فرضينا نحن بذلك، وقد حصّل هو مصالح عديدة:
الأولى: أخرج جنوده عن ساحة الخطر وأعادهم إلى بلادهم.
والثانية: أوهمنا بالتحرر والاستقلال وأرضانا بالصورة الظاهرة لذلك، فوضعنا السلاح قانعين مطمئنين.
الثالثة: تصله مكاسبه وثرواته، وحصته كاملة غير منقوصة، من النفط وغيره دون أن يقدم بإزائها خسارة تذكر، أي: مغانم بلا مغارم!!.
الرابعة: جعل بلادنا أسواقاً لمنتجاته وبضائعه، وأفواهنا مستهلكة لمأكولاته ومشروباته.
الخامسة: جعل بلادنا دائماً متوترة ومتنافرة بسبب الانفصام الحاصل بين الحكام والمحكومين. فقد خضع هؤلاء الحكامُ المتخاذلون خضوع الرقيق لسيده، فهم مجرد ولاة، ومنفذين ومطيعين ومخلصين لأسيادهم المستعمرين، إلا أن أسماءهم فقط مختلفة فبدلاً من الأسماء الأجنبية نجد حسني مبارك، وعبد الله، وزين العابدين.
الدرس الثالث
المراوغة المكيافللية
ومن هنا لا بد من حمل السلاح من جديد لكي نتخلص من هؤلاء الذين يخدمون الاستعمار أكثر من الاستعمار المباشر نفسه، إنهم يكبحون الشعوب باسم الوطنية أو القومية أو غير ذلك من الشعارات الجوفاء، إن ولاءهم كاملٌ لأعداء هذه الأمة، وهم حريصون كل الحرص على إزهاق روح التحرر فيها، فلا يسمحون بأي بصيص من نور أو أمل للحرية أو النهضة، وقد أعدّهم أسيادُهم الأوربيون لذلك إعداداً جيداً ثقافياً وتكتيكياً ومادياً فهم إذا كانوا متخلفين في كل شيء إلا أنهم متقدون في عدة فنون:
- فن المراوغة المكيافللية فهم يبتسمون على الشاشات، ويضربون شعوبهم في معتقلاتها بأيدي من حديد.
- وهم يتظاهرون بالقومية والوطنية، وتُرفع لذلك الشعارات الطنانة، ولكنهم يبعثون بثروات الشعوب لأعداء هذه الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وهم يتظاهرون بحماية تاريخ الأمة وتراثها ودينها، ويرفعون الشعارات الدينية، ويحضرون الحفلات الدينية ويصلون، ويبنون المساجد، ويرفعون شعارات حماية الدين والوطن، ولكن في الخفاء يسخرون من كل ذلك، بل إنهم يدنسون مقدساتها ويدمرون مناهجها، ويسدون منافذ الإصلاح ويفتحون بوابات للفساد، والجهل والمرض، والجوع والقمع والكبت.
- وطبعاً يوظفون لذلك كل الفاسدين، ويجعلون منهم رموزاً، ويلبسونهم ألبسة النخبة، ويدهنونهم بألوان من مراهم التلميع، ومساحيق التجميل، لكل الشرائح الاجتماعية، فللمتدينين شيوخ السلطان بعمائهم الضخمة، وجببهم العريضة، وللمثقفين نُخبٌ من المتفلسفين العملاء المدربين على حبك الإشكالات، وسفطة الحقائق، وتحليلها بأشكال تخدم التوجهات السلطانية وتقدم بعض التسكين للشباب الذي يُخشى أن يكون طموحاً. أما لعموم الناس فيقدمون النجوم الإعلامية المختلفة من فنانين وفنانات، وممثلين وممثلات، وكثيراً ما يُفتح المجال لهؤلاء للنقد غير المحدود، لأنه في النهاية مجرد تمثيل، لا يضر بأمن السلطان، ويساعد المشاهدين على تبديد الشحنات المكبوتة، واستفراغ الغصات المحزونة.
ولذلك فالحكام العرب اليوم هم مجرد ولاة وخدم ينفذون الأوامر بمجرد الإشارة ولا حاجة للتصريح، وهم لا يفكرون بشعوبهم، ولا يعيشون معهم، ولا يهمهم إن كنت هذه الشعوب جائعة أم جاهلة أم مُضطهدة، أو لها مستقبل أو لها تاريخ، لأن الهم الأكبر بالنسبة للحكام المتخاذلين - وأرى أن هذه الكلمة قليلة بحقهم لأنهم، لم يكونوا في أي يوم حريصين على مصالحها ومستقبلها - الهم الأكبر هو الحفاظ على الكرسي والكراسي الوريثة، له ولذريته ولحاشيته وزبانيته المقربين.
ولذلك تجد أن الإبداع الوحيد في بلادنا العربية والذي يتميز به الحكام العرب عن بقية حكام العالم هو قدراتهم الفائقة في اختراع وسائل الكبت والتعذيب والترويع والاستبداد والتجهيل، ولو كانت هناك جوائز تُعطى لمثل هذا اللون من الإبداع فأعتقد أن حكامنا هم أحق الناس به.
ولا شك أن من لوازم هذه التميز هو قدراتهم النادرة على الخداع والتضليل والكذب، فيعكسون الصورة الجهنمية الحقيقية لهم إلى صورة فردوسية مزيفة، إنها في الحقيقة وصية مكيافللي لتلاميذه النخلصين، "" يجب على الحاكم أن يكون ماكراً مكر الذئب، ضارياً ضراوة الأسد،غادراً غدر الثعلب، وأن يتعلم كيف يبتعد عن الطيبة والخير، وأن يرتكب الشر والفظائع أحياناً-، ويقترف الإساءات ويسير على مبدأ " فرق تسد "، من أجل المحافظة على سلطانه "". ([6]) ويضيف الأستاذ مكيافللي "" ولكن على الحاكم في نفس الوقت أن يُخفي هذه الصفات المرذولة، ويكون دَعِيّاً ماهراً ومرائياً كبيراً وأن يحسن التظاهر بالأوصاف الحميدة والتدين الشديد "" ([7]).
ولذلك نجد الحكام يحضرون المناسبات الدينية وإلى جوارهم أصحاب العمامات السلطانية يسبحون بحمدهم ويباركون جهودهم، ويدعمون جبروتهم، إن فلسفة مكيافللي وكتابه الأمير قد وجد صداه في حكامنا " الميامين " فقد حفظوه عن ظهر قلب، لأنه كتابهم المقدس، وقد نفذوا تعاليمه بإحكام وأمانة.
الدرس الرابع
كلمة حق عند سلطان جائر
ومن هنا فالحديث الدائر منذ زمن عن مشروعية الخروج على الحكام، وهل هم كفرة أم مسلمين أم منافقين أم شياطين أم سعادين؟! لا أرى أنه سار في الطريق الصحيح، لأن حكامنا يجب الخروج عليهم حتى لو أقاموا الصلاة، وأدّوا الزكاة، وحجوا إلى بيت الله الحرام، لأن هذه المظاهر الدينية لا تشكل خطراً على مصالحهم، ولا مصالح أسيادهم، بل لعلها تعزز أهدافهم وغاياتهم حين تتحول إلى شكليات وحركات خالية من المضامين الجوهرية.
إن الحكام العملاء والمتآمرين على واقع الأمة ومستقبلها يجب الخروج عليهم، ورفع السيف في وجوههم، لأنهم خانوا أمتهم، وسرقوا خيراتها، ونهبوا ثرواتها، ودمروا شعوبهم، وحطموا مبدعيها، وكبحوا طموحاتها، وانحازوا إلى أعدائها وتعاونوا معهم في القتل والتجويع والتجهيل والقمع والاضطهاد، لكي تظل الأمة ضعيفة خانعة مُستذَلّة لا تجد أي نافذة للنهوض والتقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكم هم مخطئون أولئك الذين يستدلون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أُمِّ المؤمنين أم سلمة هند بنت أَبي أمية حذيفة رضي الله عنها، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أنه قَالَ: ((إنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعرِفُونَ وتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ)) قَالوا: يَا رَسُول اللهِ، ألا نُقَاتِلهم؟ قَالَ: ((لا، مَا أَقَامُوا فيكُمُ الصَّلاةَ)) ([8]).
لأن إقامة الصلاة تعني: شيوع العدالة، والأمانة والوحدة، والاعتصام بحبل الله المتين، والنهي عن الفحشاء والمنكر، وتعزيز الأخلاق الفاضلة، وكبح المفسدين، وصدّ المعتدين، وحراسة الثغور، وحماية البلاد، وتوثيق عرى الإيمان، وعمارة الأرض بالخير، والعقل بالعلم، والمجتمع بالفضيلة، وليس المقصود بإقامة الصلاة هو شكلها الظاهر، وحركاتها الرياضية، فهذه يفعلها المنافقون وغيرهم ما دام ذلك يعود عليهم ببعض المكاسب والمصالح، وقد يسأل هنا سائل أو يعترض معترض بأن السياق في نص الحديث يُفهم منه أن طاعة الحكام واجبة حتى وإن كانوا ظلمة وعصاة وفساقاً وغير ذلك، وقد يَستدل المعترِض لذلك بحديث "" تسمع و تطيع للأمير، فإن ضرب ظهرك و أخذ مالك فاسمع و أطع"" ([9]). فأقول هنا لكل هؤلاء الذين يستخدمون الدين لإسكات الثائرين، ويوظفون النصوص لكم الأفواه وتثبيط الهمم، إن الإسلام برئ ومن هذا الفهم السقيم، والتوظيف اللئيم، لأن مقصد الحديث هنا هو الحث على التضحية بالمصالح الشخصية والفردية، لأجل مصالح العامة الجماعية، وذلك حين يكون الحكام فساقاً ومنحرفين في سلوكهم الشخصي وذواتهم كأفراد، فهذا لا يضيرنا ما داموا يقيمون الصلاة، ويحكمون بالعدل، ويقمعون الظلم، ويدافعون عن مصالح الأمة ويسهرون على تحقيق أمنها، ويحرصون على خيرها وبرها، وتحقيق رسالتها في التقدم والحضارة والخيرية، عندئذ ما لنا ولهم إذا كان فسقهم في داخل قصورهم فحسابهم عند ربهم.
كذلك بالنسبة لحديث وإن أخذ مالك وضرب ظهرك، فهو لمن يظلمه الحاكم بشكل شخصي وفردي لسبب من الأسباب، أو لظنٍّ من الظنون، أو لتوهمٍ أو وشاية، ينصحه النبي r أن يصبر ويتجاوز ويتنازل عن حقه درءاً للفتنة العامة، ويضحي بمصالحه الشخصية في سبيل المصلحة العامة، وذلك حين تكون الأمة رخيّة هنيّة مزدهرة آمنة مطمئنة في عمومها، وحكامها حراس أمناء لمصالحها، وحماة أشداء لأمنها ودينها وحضارتها.
أما والأمة اليوم يُنكِّل بها حكامُها، فالشعوب مضطهدة جائعة، والمعتقلات غاصّة ممتلئة، والخيرات منهوبة، والثروات مسروقة، وأعداؤنا يقاسموننا على رغيف الخبز، وحفنة البرغل، والطاقات مهدرة بل مقموعة، وأهل الفساد والانحراف يمرحون، وأهل الصلاح والهدى مُستذلّون، ودماء المسلمين تسيل في كل مكان، وأشلاء أبنائهم ونسائهم تُدفن تحت أطنان من القنابل والدمار، أما والأمة كذلك: واقعٌ مظلم، ومستقبلٌ مجهول، وإبداعٌ مقتول، وعقولٌ بائسة، وأرواحٌ يائسة، فكيف لنا أن نسكت؟! على أصحاب العمائم السلطانية أن يخرسوا ويكفوا عن التصفيق والتمجيد ليحصلوا على بعض الفُتات، وكفاهم كذباً ونفاقاً وتحريفاً للدين فالنبي r الذي حرر العرب من ترهات الجاهلية والوثنية والذلة والاستكانة والفرقة، وأخرجهم من الظلمات إلى النور لا يشرّع للخنوع، ولا ينصح بالخضوع للجبابرة والعتاة لأنه ([10]) هو القائل r : " وقد سُئل أيُّ الجِهادِ أفضلُ؟ قَالَ: "" كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائرٍ.
الدرس الخامس
حرب الكلمات والصور
لقد شاهدنا مظاهر القتل والدمار في غزة، وشاهدنا الجروح المفتوحة، والأجساد الممزقة، والدماء النازفة، شاهدنا دموع الأمهات، وسمعنا صرخات الأطفال، وكثيرون منهم لم تكن لهم صرخات لأنهم ماتوا، ومزقتهم القنابل، وأحرقهم الفوسفور، لاشك أيها السادة أنه منظر مريع، وحادث جلل، ذرفت له عيوننا، وتقطعت لهم أكبادنا، بل إن العالم كله وقف مذهولاً لهول ما يرى ويشاهد، وخرجت الجماهير في مختلف أنحاء العالم تعبر عن تضامنها مع أهل غزة، وتندد بالمجازر المروعة، ولا شك أن خروج العالم عن صمته، وصيحات الشعوب والأمم المختلفة، ونداءاتها لإيقاف المحرقة الصهيونية كان السببُ الرئيسُ فيه هو
(يُتْبَعُ)
(/)
مشاهدتهم الصور المروعة للجريمة، والدمار الهائل، والدماء النازفة، وإن نقلَ صورة المأساة، وإبراز الشكل الوحشي للعدوان، وكشف مسرح الجريمة بكل فظاعتها كان عاملاً أساسياً في تحريك الشعور العالمي، وإيقاظ الضمائر النائمة، وبهذا الصدد فقد قامت قناة الجزيرة بجهود جبارة لنقل الأحداث كما هي للناس رغم وحشيتها، وما قامت به هذه القناة هو شكل من أشكال الجهاد العظيم في هذا العصر، الذي أصبح الإعلام فيه يمارس ألواناً من التضليل والخداع، ويكفي أن تُطل على بعض العناوين والمصطلحات في قناة الجزيرة، وقناتي " العربية " العبرية، و" الحرة " لترى الفارق الكبير في تغطية الأحداث في العدوان على غزة:
ففي الجزيرة: الحرب على غزة، بينما في الحرة: الحرب في غزة. قناة الجزيرة تعرض مظاهر الوحشية والهمجية، بينما قناة الحرة تعرض صوراً لأطفال يلعبون في الأراجيح وحولهم جنود صهاينة يلاعبونهم.
أما قناة العربية " العبرية " فقد لعبت بالوعي العربي إلى أبعد الحدود، وعبثت بالحقائق دون خجل وضربت بالقواعد المهنية للعمل الإعلامي عرض الحائط، وذلك من خلال العناوين الرئيسة للأخبار، وشريط الأخبار العاجلة حتى أن المراسلين يُكذّبون أحياناً ما يتكلم به المذيعون: وقد ثار أحد موظفيهم على هذه السياسة المتحالفة مع العدو فكتب يبين محاور هذه السياسة:
- فالشهداء كلهم قتلى، ولا تذكر كلمة شهداء نهائياً، وقد حذفت هذه الكلمة من قاموسها نهائياً سواء كانوا أطفالاً أم رجالاً أم نساءً.
- كل ما حدث من قتل وعدوان لم يوصف في العربية بأنه مجازر أو عدوان، فلا يُسمح للمذيعين أو المراسلين بوصف ما يجري بهذه الكلمات أبداً، وإنما يتم تخيُّر الكلمات المناسبة مثل هجوم واشتباكات. وكلمة هجوم تجعل المستمع يتعاطف مع البطل المهاجم ويتحالف معه كما يحصل في الأفلام.
- كل القنوات تصف ما يجري بأنه مقاومة وأن المقاومة تتصدى، بينما العربية تقول: مسلحي حماس يشتبكون.! وكما تعلمون فإن كلمة مسلح تطلق على المجرم الذي يسطو على منزل أو بنك أو غير ذلك.
- وأيضاً قناة العربية منذ الأيام الأولى حسمت المعركة فأظهرت صوراً للجنود الإسرائيليين يتقدمون باتجاه غزة دون مقاومة تُذكر وتظهر مجموعة من الجنود المستريحين، وآخرون راجلين، وآخرون يتقدمون بالدبابات، وقد افتضحت هذه التقارير فيما بعد لأنه تبين أنهم ليسوا في غزة، وإنما في قطاع غزة، وبين الأمرين فرق كبير، فهم في ضواحي قطاع غزة، والمقاومة رابضة في خنادقها تنتظرهم لتذيقهم الويلات، وقد كان ذلك بحمد الله عز وجل. وقد قامت مراسلة العربية حنان المصري بتكذيب المذيعين على الهواء، فقد ظهر خبر عاجل يقول بأن الدبابات الإسرائيلية تتقدم باتجاه داخل غزة، وقد خرجت المراسلة حنان المصري عن صمتها وقالت في رسالتها بأن هذا الخبر " غير دقيق " و " مخالف للواقع " وقالت إن هذا يتسبب في إثاره هلع الناس علينا أن ننتبه إلى هذا.
- وقد استضافت قناة العربية نايف حواتمة، وسلام فياض، ومحمد دحلان المعروف بسجله الإجرامي والتآمري وأطالت اللقاء معه وهو شخص غير مرغوب فيه عند الفلسطينيين، ولكنها رسالة توجهها قناة العربية لللمشاهدين بأن دحلان سيدخل غزة على ظهر الدبابة الإسرائيلية وستنتهي المقاومة.
- كما أن الأخبار والتحليلات كلها منحازة لصالح العدو الصهيوني، ويراد منها الفتّ في عضد المقاومة، وكسر شوكتها، وقطع أمل المشاهد العربي، وإحباط شعوره، وتثبيط همته وعزيمته. حتى أن العربية أصبحت مرجعاً للقنوات الصهيونية: فتنقل عنها بعض الأخبار التي تسثمرها في كسب التأييد الشعبي للحرب في إسرائيل.
- أما المظاهرات فقد ظلت القناة ثلاثة أيام صابرة لا تظهر أي مظاهرات، ويبدو الحدث في غزة وكأنه حدث عادي لا يثير الاهتمام عند الناس، ثم تحت ضغط الواقع اضطرت القناة إلى إظهار المظاهرات، ولكن بشكل انتقائي، لا يتم فيها التركيز على المشاهد المؤثرة والمتعاطفة مع المقاومة، بل يتم اختيار التركيز على نقمة الناس على المجازر، كما يتم لفت النظر على أن هذه المجازر تسببت فيها المقاومة أعني مسلحي حماس.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد قرر مديرو المعركة مع غزة في قناة العربية أن يكون الهدف هو إحباط المشاهد العربي وتثبيطه، ويتم ذلك من خلال ثلاثة محاور: المحور الأول: الصور والمشاهد المنقولة. المحور الثاني: الكتابات النصية التي تظهر على الشاشة، وشريط الأخبار العاجلة. المحور الثالث: التعليقات التي تجري على الأخبار من قبل المحللين والشخصيات التي يتم انتقاؤها واستضافتها بخبرة شديدة وبحذر بالغ.
بينما القنوات المستقلة تكشف الصورة على حقيقتها وتُبرز المأساة على مرارتها، وتُنوّع في اختيار الأنماط المؤثّرة، والنّماذج المعبّرة عن واقع مؤلم وجريمة بشعة. فمن الكلمات المؤثرة التي سمعناها في المظاهرات التي نقلتها لنا قناة الجزيرة:
مظاهرة في فرنسا عبر المراسل في نهاية رسالته بكلمة ختامية قال فيها: وهكذا نجد أن هناك من يتظاهر لدعم غزة، وأن هناك من يتظاهر بدعم غزة، والمعنى واضح فهو يقصد بعض الأنظمة العربية التي تتظاهر بدعم المقاومة، ولكنها في حقيقة الأمر طرف في المؤامرة الداعمة للحرب، والحريصة على مسح المقاومة من الخريطة، وهذا كان واضحاً في موقف الحكومة المصرية والسعودية. ولسان حال الشهداء يقول لهؤلاء:
لا ألفينك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادا
مظاهرة أخرى في السودان تحدثت فيها امرأتان قالت إحداهما افتحوا لنا المعابر مش عايزين كراسيكو، نريد أن نموت في غزة، وصورتها وهي تبكي في مخيلتي، أما انفعالاتها المرافقة لصرختها فلا يمكنني نقلها لكم. أما المرأة الثانية فقالت كلمة لم أملك إلا أن أصيح بأعلى صوتي: الله أكبر: قالت وهي تلوح بخمارها: أقول للحكام العرب خذوا خماراتنا، إلبسوها واتركونا نحارب، وخليكوا على كراسيكوا، إنكم تجلسون على عظام الأطفال، وفي مظاهرة أخرى في القدس صاح أحد العلماء: وامعتصماه، وإسلاماه! ولكن صرخاته وصيحاته التي أوصلتها لنا قناة الجزيرة لم تجد ذلك المعتصم الذي يرد عليه بالفعل لا بالقول: لبيك يا أخيّاه أو لبيك يا أختاه!.
فشكراً وألف شكر، وتحية وألف تحية لقناة الجزيرة.
إنها حرب أخرى تجري بين الشاشات، والجيوش الإعلامية، فالقنوات المشبوهة والمُموّلة من قبل أعداء هذه الأمة تبذل قصارى جهدها لتشويه الحقيقة، وتزييف الوعي، وتثبيط الهمم، وتخوير العزائم، وتحطيم الآمال، وطمس الجرائم، وإخفاء الوقائع، وتزوير الأرقام. وهنا أحب أن ألفت النظر إلى ضرورة مقاطعة قناة العربية لأنها قناة عميلة، فإذا كانت فرنسا حجبت قناة الأقصى أثناء الحرب الأخيرة، وحجبت قناة المنار أيام حرب لبنان تحت ضغط اللوبي اليهودي، وتنكرت لكل مبادئها في الديمقراطية والحرية، فنحن أيها الإخوة والأخوات نستطيع أن نحقق هذا الهدف من خلال إرادتنا القوية، فنحذف قناة العربية من تلفازنا نهائياً، والواقع أن هذه المقاطعة ضرورية ليس فقط لقناة العربية، بل ولغيرها من القنوات العميلة، كذلك فإني أدعو إلى تفعيل سلاح المقاطعة لكل البضائع الأمريكية واليهودية التي نسهم نحن بشرائها في دعم إسرائيل دون أن نشعر، ولتكن هذه المقاطعة استراتيجية ثابتة وليس مجرد نزوة عاطفية عابرة.
الدرس السادس
المعتصم المنتَظر!
والحقيقة أن الإنسان يستغرب أيها السادة لماذا لا يوجد هذا المعتصم الذي يلبي هذه النداءات، ويستجيب لهذه الصرخات؟! وإن الظرف موائم جداً لكي يبرز قائد مظفر يُخلّد ذكره في التاريخ كقائد أسطوري، وستقف الأمة كلها معه، فالأمة حيّة ومشاعرها متدفقة، وطموحاتها عظيمة، وقدراتها جبّارة، وهي بحاجة ماسة اليوم لمن يستثمرها في الوحدة، والاعتصام، والبناء، والنهوض، وعندئذ لن يجرؤ أحد على النيل منها أو العدوان عليها، وهذا معنى قوله تعالى:
] وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ [[سورة الأنفال آية 60].
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أهم ما تحتاجه الأمة اليوم أيها السادة في هذه اللحظة التاريخية الحرجة هو القائد الحكيم والشجاع، القائد الذي يجمع شتاتها ويداوي جراحها، ويستنهض طاقاتها ويستثمر مقوماتها، القائد الذي يحرص على حاضرها ويفكر بمستقبلها، ويدرك التحديات التي تواجهها، القائد الذي يجمع بين الشجاعة والحكمة والأمانة والقوة.
كما في قوله تعالى:] قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ [[سورة القصص آية: 26].
لقد وقف سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه في يوم شديد الحر يعدُّ إبل الصدقة فنظر إليه سيدنا علي كرم الله وجهه وقرأ هذه الآية السابقة، ثم قال لسيدنا عثمان وهو يقف إلى جواره: هذا والله هو القوي الأمين، ويشير بيده إلى عمر رضي الله عنه.
وقال سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه ذات يومٍ لأصحابه تمنوا، فتمنى بعضهم مالاً ينفقه في سبيل الله، وتمنى آخر أن يجاهد ويستشهد في سبيل الله، أما عمر فقال: أتمنى أن يكون هذا البيت مملوءاً رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح. إن سيدنا عمر في كلمته هذه يدرك أهمية القائد في صنع التاريخ، وصنع النصر، وصنع الحضارة. وهو يريد من هؤلاء عدداً كبيراً يصنع تاريخاً مجيداً.
وقد كان أبو عبيدة بحق كذلك، وهو أهل لهذه الثقة من أمير المؤمنين الفاروق، فقد زاره في رحلته إلى فلسطين، فلم يجد في بيته إلا سيفه وترسه ورحله، فبكى عمر وشهق، وقال له: لو اتخذت متاعاً أو شيئاً؟ فرد أبو عبيدة: إن هذا سيبلغنا المقيل!.
الأمة بحاجة إلى قائد يلاحق أمراءه وموظفيه وولاته بالمحاسبة والمراقبة والحزم يقول الفاروق رضي الله عنه: أرأيتم إذا استعملت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل أكنت قضيت ما عليّ؟ قالوا: نعم، قال: لا، حتى أنظر في عمله أعمل بما أمرته أم لا؟.
فلا يكفي أن يتم تعيين بعض من يُظن فيهم الصلاح، بل لا بد من متابعة سلوكهم، والنظر في معاملتهم للناس، لأن المنصب يغير النفوس والأخلاق، وكم من إنسان كان طيباً صالحاً ثم إن المنصب غيّره.
ولذلك كان رضي الله عنه يتابع الولاة ويعدُّ أموالهم قبل التولية وبعدها، وكان إذا بلغه أن أميراً لا يعود المريض، ولا يدخل عليه الضعيف عزله. ولذلك كان له مكتب خاص مرتبط به مباشرة من " المخبرين " يبلغونه بأحوال الرعية، فكان علمه بمن نأى عنه من عُمّاله كعلمه بمن قَرُب، فكان على كل أمير أو وال عينٌ ينقل الأخبار لعمر رضي الله، حتى كان الأمراء يتهمون أقرب الناس إليهم.
ومن المناسب هنا أن نشير إلى كلمة أبي جعفر المنصور فقد كان يقول: ما أحوجني إلى أربعة نفر على بابي لا يكون هناك أعفُّ منهم، قيل من هم يا أمير المؤمنين؟ قال هم أركان الملك، ولا يصلح الملك إلا بهم، كما أن السرير لا يصلح إلا بأربعة قوائم، إن نقصت واحدة تداعى ووهى، أما أحدهم فقاض لا تأخذه في الله لومة لائم، والآخر صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، والثالث صاحب خراج يستقصي ولا يظلم الرعية، فإني عن ظلمها لغني، والرابع ثم عضّ على إصبعه المسبّحة ثلاث مرات يقول في كل مرة: آه، قيل له: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: صاحب بريد يكتب بخبر هؤلاء على الصحة. وهكذا نجد أن أبا جعفر يتحسر ونحن معه على أربعة مجالات:
الأول: القضاء لأنه لازم لإقامة العدل، والحكم بالحق.
الثاني: الشرطة أو بالأحرى السلطة التنفيذية، لأن الحكم بالحق لا فائدة منه إذا لم يتم تنفيذه، فلا خير في حق لا نفاذ له، فلا بد من إيصال الحق لأهله، وكثيرون هم الذين يتركون المطالبة بحقوقهم وإقامة الدعاوى لذلك بسبب التباطؤ الشديد في التنفيذ، وأيضاً بسبب ما تكلفهم هذه الدعاوى من خسائر تتجاوز الحق الذي لهم.
الثالث: الجباية أو الضرائب: وهذه مفيدة للدولة، وتقوي نفوذها وسلطانها، ولكن من أجل الناس، ولإقامة العدل والحق والإنصاف، دون ظلم أو إرهاق، وكذلك أن يكون ذلك لخزانة الدولة لتعود على الأمة بالخير والنماء. أما أن تكون الجباية لملء الجيوب والأرصدة فهذا هو الخطر العظيم، والبلاء الجسيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: ثم الجهات الأمنية في هذا العصر وهي التي تنقل أخبار الوطن والناس لرئيس الدولة، وهذه الجهات يجب أن تحرص على الحق والصدق حتى لا يُظلم الناس، وحتى لا يؤخذ البريء بجريرة غيره. كما أن الهدف الأول في النهاية هو راحة المواطن، وأمانه وطمأنينته، وأنتم تلاحظون أيها السادة أن مصطلح الأمن اليوم مراده على عكس حقيقته، فالأمن يعني الخوف، يعني السجون، يعني التعذيب، يعني الظلم، وهذا المفهوم هو الذي نريد أن يتم إصلاحه بدرجة أولى في العلاقة اليوم بين رجل الأمن والمواطن.
الدرس السابع
أين تكمن القوة الحقيقية؟
لو تأمل القادة العرب لأدركوا أن المقاومة الإسلامية، والجهاد الإسلامي قوة لهم، يمكنهم توظيفه لخدمة مصالح الأمة في الحاضر والمستقبل، كما يمكن توظيفه حتى لمصالحهم الشخصية، فالمقاومة الإسلامية ليست ضد الحكام، ولا تهدف إلى السيطرة على الكراسي وإنما هدفها دحر العدوان، وإقامة الإسلام، والإسلام يعني العدالة، والأمان، والحرية، والمساواة، ولذلك فالمقاومة الإسلامية هي قوة أمنية موثوقة لا تخون، ولا تخذل الحاكم في اللحظات الحرجة، وتبقى وفيّة له إذا ما أحسن استثمارها والتعاون معها لتحقيق الأهداف العليا لهذه الأمة.
إن الجيوش النظامية والمدربة – في الحالة الراهنة - لا تحمي أحداً ولا وطناً ولا شعباً ولا حاكماً، لأنها تعصف بها الأهواء، وتتشتت بها الآراء، وتتوازعها المصالح الشخصية، وتتناهشها الكراهيات والأحقاد والأمراض المزمنة، فهي لا يُعوّل عليها، لأن الجندي يكره قائده، والقادة يكرهون جنودهم، كما يكرهون بعضهم، وفي أي فرصةٍ تسنح لهم من فرص الحروب فإنها ستكون مناسبة منتَظرة لتصفية الحسابات، فالقائد في ميدان المعركة لا يخشى على نفسه من جنود العدو، بل يخشى على نفسه من جنده، وكم من جندي أسنانه تصطك حقداً على قائده، ويتحين الفرصة لينتقم منه، ويشفي غليل حقده، لأنه طالما نكّل به واحتقره وابتزّه وأهانه واعتدى عليه، وإن أقرب مثال لذلك أيها السادة حالة الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أدرك أن جيشه لا يمكن الثقة به، ولا يُعتمَد عليه، وأن الخيانة والغدر كائنة لا محالة، لأنه يعرف أمراض جيشه وأسبابها وأبعادها، ولذلك آثر الاختباء والاختفاء حتى تم القبض عليه وحيداً فريداً، وربما بسبب خيانةٍ من أقرب الناس إليه.
أيها السادة لا أدري ما الذي يمنع الزعيم العربي من أن يربّي جيشه على الإيمان بالله عز وجل، والإيمان باليوم الآخر، ويكرّس في مدارسه ثقافة الجهاد والشهادة، والهداية والتقوى والصلاح، وايم الله إن في ذلك قوة ومنعة شخصية له، وثباتاً لقيادته وسلطته، وخدمة لأمته وتاريخه، وارتقاء بشعبه وحضارته، وتخليداً لذكره وزعامته.
وإن انحياز بعض الزعماء العرب – كما رأينا في حرب الفرقان - لمعسكر العدو لتحقيق مكاسب شخصية ومنافع فردية غباءٌ وحماقةٌ، فضلاً عن كونها ذلةٌ وخسةٌ وخيانةٌ، والعدو أنصف وأذكى من أن يُكرّم شخصاً خان وطنه وشعبه وأمته، إنه يستخدمه بلا شك، ويمتدحه بلا ريب، وبالتأكيد يشيد به، ويكرمه ويمنحه المكافآت، ولكن ما إن ينتهي دوره حتى يرمي به في سلة القمامة، ثم يرمي به في زبالة التاريخ.
إن هذا ما لمسناه في تعامل إسرائيل مع الحكومة المصرية في الحرب الأخيرة، فمبارك الذي تآمر مع باراك وأولمرت وليفني وتدبّر معهم مهمة القضاء على حماس والمقاومة الإسلامية، هذه المؤمرة التي لم تتم بحمد الله عز وجل، على خطورتها في الحصار الطويل، وإغلاق المعابر والأنفاق، ومنع الجهود الدولية في الإغاثة. وكل ذلك كان منه رفضاً لصيحات شعبه، وتنكراً لاستغاثات أمته، وتجاهلاً لآهات الثكالى، وصرخات الأطفال، لأنه كان يُعوّل على القوة الإسرائيلية في حسم المعركة بشكل سريع وخاطف وينتهي الأمر، ويُسدل الستار على المقاومة إلى الأبد، وعندئذ يفرح مبارك ويمرح، ويخلو له الجو ليبيض ويصفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن المقاومة الصامدة، والأسود البواسل بصمودهم النادر، وشجاعتهم الفريدة، وإيمانهم العظيم قد خيبوا آمال العدو الصهيوني وحلفائه المتآمرين معه، وأسقطوا أحلام مبارك وليفني وأولمرت وباراك وبوش، عندئذ لم يبق لمبارك ذلك الدور المنتَظر منه فقد عجز عن فعل أي شيء، لأنه كان بلا لاشك أعجز من العدو الصهيوني، عندئذ جاءته صفعة قوية من إسرائيل حين تجاهلوه، واتجهوا إلى أمريكا ليبرموا معها اتفاقاتهم الأمنية دون أن يكون شريكاً أو طرفاً في ذلك، وضُرب به وبمبادرته المصرية عرض الحائط، ثم ظهر مبارك يُجعجع في خطابه، قلنا لهم: أوقفوا الحرب، قلنا لهم: إن الحرب لن تقضي على المقاومة.
آلآن وقد عصيت الله، آلآن وقد عصيت أمتك وشعبك، آلآن وقد خُنت دينك وأمانتك فعليك من الله ما تستحق. إن صمود المقاومة الإسلامية في غزة أيها السادة أفسدت خطط العدو، ومؤامراته وأحزابه، وأبطلت تحالفاته، كما حصل في صمود صحابة رسول الله r معه أثناء غزوة الخندق فقد كان ذلك سبباً في فك الحصار، وهزيمة الأحزاب، وانفضاض التحالف اليهودي الشركي، وانخذال المنافقين، واندحار المرجفين.
ولا بد من الإشارة هنا إلى ما قاله الدكتور عزمي بشارة:"" أن إدانة العدوان من قبل هؤلاء كانت باتفاق مسبق مع العدو، فلا تناقض بين تنسيق العدوان مع بعض العرب وبين إدانة العدوان الصادرة عنهم، بل قد تكون الإدانة نفسها منسقة. ويجري هذا فعلا بالصيغة التالية "نحن نتفهم العدوان ونُحمّل حركة حماس المسؤولية، وعليكم أيضا أن تتفهموا اضطرارنا للإدانة، قد نطالبكم بوقف إطلاق النار، ولكن لا تأخذوا مطلبنا بجدية، ولكن حاولوا أن تنهوا الموضوع بسرعة وإلا فسنضطر إلى مطالبتكم بجدية " ([11]) ..
لقد أثبتت حرب لبنان، وحرب الفرقان أن القوة العسكرية والترسانة الجنونية للقتل والدمار لا تحسم المعركة، وإنما الذي يحسمها قوة الإيمان وقوة الصمود، وقوة الصبر والمصابرة. إن الذي يحسم المعركة أيها السادة هو الإنسان:
- إنسان مؤمن بعقيدته وحقه يرى أن حياته بالنصر هي الحياة، وأن موته بالشهادة هو الحياة فهو بين الحسنيين: نصره حياة، وموته حياة، فهو لا يبالي بكل أطنان القنابل المتساقطة، والصواريخ المتفجرة، والطائرات المزمجرة، وقد سقط على غزة مليون كيلو من المتفجرات من الطائرات فقط، فإذا أضفنا إليه ما استخدم على الأرض فيزيد على مليوني كيلو في رقعة أرض صغيرة، إن كل هذه المعركة الملتهبة يقابلها المؤمن بقلب من حديد، وعزم شديد، وتصميم لا يحيد.
- هذا الإنسان المؤمن يقابله إنسان مهزوز العقيدة، خائر العزيمة، قد أهلكته المخدرات، ودمرته العاهرات، ليس له هدف واضح، ولا غاية محددة، يلاحقه الموت كشبح مخيف، والقتل كنهاية مرعبة، إن المعركة بالنسبة له جحيم لابد منه، والموت جهنم تنتظره، فهو مغتصب للأرض، ومعتد على العِرض، يعلم أنه ظالم في قتاله، ومجرم في عدوانه، ولذلك فهم جبناء في ساحة المعركة، مع كل ما هم فيه من الحصانة والدروع والدبابات والمدافع، تجدهم يفرون أمام الأطفال الذين يحملون الحجارة، ورغم كل هذه التجهيزات فقد أذاقتهم المقاومة الإسلامية الويلات، وسقتهم كؤوس الموت والرعب والهلع.
إن الدرس الأهم الذي يجب علينا أن نأخذه كحكومات وكمقاومة من هذه الحرب هو: المزيد من الصمود، والمزيد من التصميم، والبحث عن منافذ جديدة ومتنوعة لأسباب القوة، وبناء الداخل بشكل متين، وتهيئة وسائل التحصين، وبناء التحالفات الجديدة، وتحصيل مختلف أنواع السلاح والعتاد بشتى الوسائل والطرق، والتواصل مع حركات المقاومة في بلادنا العربية والإسلامية وغيرها من البلدان، والتعاون معها لبناء ترسانة القوة والأسلحة على قاعدة الإيمان بالله عز وجل، واليقين المطلق بوعد الله سبحانه وتعالى، والثقة الكاملة بنصره وتأييده، وعلى الحكومات العربية والإسلامية الممانِعة أن تعلم شيئاً مهما هو أن حصنها الوحيد هو الإسلام، وملاذها المتين هو الإيمان بالله عز وجل، وسلاحها الوحيد هو الجهاد في سبيل الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا بد أن نعلم أن الشرعية الدولية وحقوق الإنسان والأمم المتحدة هذه كلها مصطلحات وهمية لا قيمة لها على أرض الواقع، وأن الذي يفرض نفسه على أرض الواقع هو القوة والصمود، ولذلك حصدت المقاومة بل الأمة كلها نتائج هذا الصمود، وأحرجت العالم كله، وجعلته يقف معها مناصراً ومؤيداً، إن العالم مع القوي، فالقوة هي الحق أيها السادة في عالم اليوم سواء في القمة العربية أم في أروقة الأمم المتحدة.
إن البعد الإيماني كما علمنا تاريخنا الإسلامي هو العنصر الفعال في تحقيق النصر، وتحرير الأرض والإنسان، وإن الاستعمار لم يخرج من بلادنا إلا تحت ضربات المقاومة الإسلامية ورايات الجهاد، وصيحات الله أكبر، فلماذا لا نسعى جاهدين حكومات وشعوباً إلى تحويل هذا البعد الإيماني إلى ثقافة وطنية وقومية مقدسة، لتكون جذوة وقادة في بث روح العمل والعلم، والصحوة والنهضة والتقدم، ولتحرق أيضاً كل مظاهر التخلف والجهل والتواكلية والفساد والانحلال والنفاق والرياء.
حين تبني الدولة مؤسساتها الإدارية والعلمية والعسكرية على الإيمان الحقيقي بالله عز وجل، والثقة المطلقة بدينه، وحين يكون هذا الإيمان ثقافة وقناعة في كل مجالات الحياة الأسرية والاجتماعية بين القادة وجنودهم، والحكام ومواطنيهم، وفي كل الشرائح والأطياف الاجتماعية والسياسية والشعبية والعسكرية فإن هذا بلا شك سيعود على الوطن كله قائداً وشعباً وأرضاً بالقوة والمنعة والحصانة، وسيتحول هذا الوطن إلى كتلة متراصة، ولبنات متماسكة يشد بعضها بعضاً، وعندئذ لابد أن يتشكّل منها بناء قوي مكين، عصيٌّ على كل أنواع الأسلحة مهما كانت فتاكة ومدمرة.
إن الثقافة الإسلامية والوعي الإيماني، والأبعاد الجهادية لو تم استثمارها وتوظيفها بشكل فعّال وحقيقي في عملية البناء الحضاري، والنهوض الشامل لأثمر ذلك أشجاراً باسقة، وثماراً يانعة من الحياة الكريمة، والتنمية الشاملة في كل مجالات الحياة ومن أبرزها تحرير الأرض والوطن والإنسان: تحرير الأرض من الاستعمار، وتحرير الوطن من المفسدين، وتحرير الإنسان من كل أشكال الإكراه والابتزاز، والظلم والعدوان على حريته وكرامته وحقوقه وإنسانيته.
أيها السادة: "" إن ما حققته هذه المقاومة المتواضعة أمام أعتى الجيوش يُعد معجزة لا مثيل لها، ولست أشك لحظة أن هذه المقاومة ستنتصر نفسيا ومعنويا وروحيا وشعبيا واجتماعيا إن شاء الله عز وجل، وهو الأهم الآن أمام هذه الغطرسة الغاشمة التي ترى أنها لا تقهر. إن استمرار المقاومة لثلاثة أسابيع أمام هذا الكم الهائل من القوة والإبادة والنار بهذا النفس، وهذا الدعم والاحتضان الشعبي سيزلزل عرش الكيان الصهيوني، ويقض مضاجع من يساندونه في أميركيا وفي أوربا، وفي بلادنا، ويفتح حفرا نفسية في نفسية الإنسان الإسرائيلي المتحصن وراء الطائرات والبوارج البحرية والأسلحة الفتاكة، وهذا هو النصر العظيم الذي يبقى "" ([12]).
ولكن لا بد هنا من همسة في أذن المقاومة: "" إن ضرورات المستقبل الإستراتيجية تتطلب أن تنمي المقاومة روح الشورى مع القادة السياسيين، ومع المجتمع الفلسطيني والعربي والعالمي، وأن تتجاوز منطق الحسابات السياسية ومنطق البحث عن المواقع والسلطة، وأن تتحول إلى تيار شعبي حيّ يرفد المجتمع بالرجال والأفكار والوعي المطلوب لاستمرار الكفاح من أجل الاستقلال، على المقاومة أن تتجاوز حظوظ نفسها لتكون في خدمة الشعب والمجتمع، وأن لا تكون حجر عثرة في مسيرة المجتمع نحو استقلاله بسبب أفعال أو ردود أفعال ضيقة هنا وهناك، إن المقاومة التي لا تتحول إلى تيار وعي، وحالة توثّب وثبات والتزام بالمبادئ الكبرى التي يموت من أجلها الرجال والنساء والأطفال والشيوخ لن تستمر مهما حققت من إنجازات عسكرية وسياسية "" ([13]).
الدرس الثامن
القتل الصامت
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد روعتنا أيها السادة مظاهر القتل والإجرام في غزة الأبيّة، ولا يوجد إنسان فيه ذرّة إنسانية إلا وشده عقله، واحترق قلبه لفظاعة ما رأى وشاهد، هناك أناس ماتوا لشدة الصدمة لم تحتمل نفوسهم هذه المناظر، وهناك أناس تفاقمت بهم الأمراض وثارت فيهم الجروح، ويتحدثون عن خمسة آلاف جريح: لكن الحقيقة كما قال الدكتور عزمي بشارة أن هناك ثلاثمائة مليون جريح، لأن كل إنسان عربي جُرحت كرامته، بل لعلي أضيف إلى ما قاله بشارة إن هناك مليار جريح من المسلمين في العالم، ولكن المقاومة بحمد الله عز وجل بانتصارها قد ضمدت الجراح، وداوت القلوب.
ولكن أيها السادة والسيدات لو أننا لم نر ما رأيناه لما خرجنا إلى الشوارع، بمعنى لو أن الجريمة لم يكن هناك إعلام ينقل لنا صورها ومشاهدها المروعة لما رأينا الناس يخرجون بالملايين ينددون بالحرب، ويطالبون بوقفها، إذن فقد كان للصورة المرئية الأثر الأكبر في تحريك الضمير العالمي الإنساني.
فما رأيكم إذن أن هناك قتلاً صامتاً ليس له صور فظيعة تستثير الرحمة، وليس له مشاهد مروّعة تستدر الشفقة، إنه قتل النفوس الأبيّة، ودهس الكرامات النبيلة، وتحطيم المشاعر الإنسانية، وتدمير إنسانية الإنسان في داخل قفصه الجسدي، إنه قتل بلا دماءٍ مسكوبة، وتقطيع بلا أشلاء ممزقة، وتحطيم بلا عظام مكسّرة، نزيف في الداخل لا يراه أحد، وجروح غائرة في القلب لا يشعر بها أحد، وآلام وأحزان لا يلاحظها البشر:
فقاتل الجسم مقتول بفعلته وقاتل الروح لا تدري به البشر.
ما هو أيها السادة؟
- إنه الفقر الشديد الذي يلفّ شرائح واسعة في مجتمعنا، إنه الحاجة والعوز، إنه الظلم الذي يتعرض له الناس في حقوقهم وشؤونهم.
- إنه الإهانة التي تتعرض لها من موظف تافه يتحكم بك ذهاباً وإياباً، ويعرقل شؤونك، ويعطل مصالحك، ويدمر وقتك، ويأكل مالك ظلماً وعدواناً.
- إنه المريض الذي يبتزّه الأطباء المجرمون، فلا يتركون جسده فريسة للموت، إلا بعد أن يفترسوا جيبه وماله.
- إنه الاستبداد والتخلف الذي تكتوي به مجتمعاتنا ظاهراً وباطناً في كل جوانب الحياة.
- إنه القهر والقمع الفكري والديني والاجتماعي والإداري الذي نصطلي بناره ليل نهار. وأقصد بالقمع الفكري بعض المفكرين الذين يتلاعبون بفكر الأمة ويعبثون بمقدساتها مدعومين بالإمبريالية والصهيونية العالمية. وأقصد بالقمع الديني أصحاب العمائم السلطانية الذين يحلون الحرام، ويحرمون الحلال مثل شيخ الأزهر سيد طنطاوي وأمثاله. وأقصد بالقمع الاجتماعي: النفاق الاجتماعي الذي يرفع الوضيع، ويضع الرفيع، ويعز الذليل، ويذل العزيز، ويقدّم الرويبضة، ويؤخر الشريف.
أيها السادة والسيدات: نريد الكرامة للإنسان، لأنه إنسان فقط، لأنه ابن آدم، وآدم من تراب، ولأننا جميعاً كذلك. نريد له الكرامة والعزة لأنه عبد لله عز وجل - أياً كان- حتى لو كان ملِك ملوك الدنيا، فهو في النهاية يتساوى مع أدنى البشر مكانة في العبودية لله عز وجل، نريد الكرامة والمساواة للإنسان ليس لأنه وزير أو مدير أو عضو في مجلس الشعب، أو عالم شهير، أو شيخ كبير، أو وجيه جليل، أو دكتور أو مهندس أو محامي أو غني يترهل ثراء، أو لأنه فلان أو ابن فلان، أو يعرف فلان، نريد الكرامة للإنسان فقط لأنه إنسان، هذه الكلمة التي لا يقيم لها أحد وزناً، وقد قال ربنا عز وجل:
] وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا [[سورة الإسراء آية: 70].
الدرس التاسع
التفاؤل والأمل
ومع كل ذلك فالأمة بخير أيها السادة - بحمد الله عز وجل - وهي تدرك قضاياها بشكل كبير، وتعي المؤامرات التي تحاك ضدها، وأخذت تتفاعل وتتملل من هذه الكوابيس الجاثمة على صدورها، ولا بد أن تنتفض لتزيح هذا الركام العفن من التخلف والاستبداد الذي طال حبسه لأنفاسها، وخنقه لطاقاتها، وتعطيله لتقدمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا لا بد أن ألفت النظر إلى خطأ يقع فيه البعض حين يعتقدون أن الأمة يجب أن تكون ملائكية، وأن النصر لن يحالفها حتى تتحول كلها إلى المساجد، وأن الناس جميعاً، أو بصفةٍ ساحقة يجب أن يصبحوا عبّاداً تقاة صالحين من الدرجة الأولى، وإلا فإن البلاء سيظل يحيق بنا، والعدو سيبقى متحكماً متغطرساً متسلطاً مسَلَّطاً علينا، وهذا بتصوري نظر قاصر، ورؤية مجانبة للصواب، لأن ذلك لم يحصل حتى في العهد النبوي، فقد كان هناك المنافقون، وضعفاء الإيمان، والمذبذبون، ومع ذلك كان النصر يحالف المؤمنين في كثير من الأحيان، وكانت الخسائر تصيبهم أحياناً، فهذه سنة من سنن الله الكونية، فلا بد من البلاء والابتلاء:
] إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [[سورة التوبة آية:111]
] ألم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [[سورة العنكبوت آية: 1 – 3].
ولقد خرج مع النبي r في غزوة أحد ثلث الجيش وكانوا من المنافقين، ولم يردهم النبي r بل انسحبوا من المعركة خذلاناً للمسلمين، ورغبة في هزيمتهم، وقد خسر المسلمون المعركة رغم أنه لم يبق مع النبي r إلا خلصاء الإيمان، وعظماء الرجال، فلماذا؟
إن السبب هو أن بعض المسلمين لم يأخذوا بأسباب النصر، وخالفوا أوامر النبي r وتعليماته لهم، فكان ذلك درساً لهم، إن الإيمان لا يغني عن الأسباب، كما أن الأسباب لا تغني عن الإيمان، وفي غزوة حنين كان هناك عددٌ كبيرٌ من المذبذبين والطلقاء، ومع ذلك كانت النتيجة هي النصر المحقّق بعد خسارة قصيرة مؤقتة. إن الإيمان والتقوى والعبادة والدعاء عناصر جوهرية في كل المعارك مع العدو الخارجي والداخلي، ولكن الشيء المهم أيضاً والذي يجب أن ندركه جيداً هو أن للنصر والهزيمة أسباباً وسبُلاً وسنناً يجب أن نعرفها جيداً، ونأخذ بها دون تردد، ودون تقاعس، وهذا الدرس قرأناه في بدر وأحد، وحنين، والخندق، واليرموك، والقادسية ومعركة الجسر، وعين جالوت، وبلاط الشهداء وفي نكبة 48 ونكسة 67 وفي أفغانستان، والعراق، وأخيراً قرأناه جيداً في صمود المقاومة اللبنانية، ثم المقاومة الفلسطينية المشرفة في الأيام الأخيرة في حرب الفرقان.
أقول هذا الكلام أيها الإخوة لأن كثيراً من المغفلين أثناء الحرب أخذوا يراهنون على خسارة المقاومة، وليس هؤلاء الذين يراهنون على خسارتها هم من الأعداء، فهؤلاء لا غرابة في ما يذهبون إليه، بل من الأصحاب، ولكنهم أصحابٌ حمقى، وذلك لأن الأمة بنظرهم لا تنتصر ما دام فيها عصاة وخَطَئَةٌ ومذنبون، وهذا أمر عجيب فإذا كان ذلك صحيحاً فكيف انتصرت الأمة في تاريخها ولم يخل زمان من كثير الفساق وأهل الفجور، بل لعلهم دائماً كانوا أكثر من أهل الصلاح والهداية.
إن أهم مشهد يبعث على التفاؤل والأمل أيها الإخوة هو مشهد القادة العظماء الذين سقوا بدمائهم تراب غزة، إنه مشهد رائع يذكرنا بالرعيل الأول فحين نذكر الشهيد المقدام مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وكيف قضى حياته بالشهادة والصلاة، وفي أي وقت؟ وهو خارج من صلاة الفجر! وهو على كرسيه المتحرك، وهو يذكر الله عز وجل، ويسبح بحمد ربه سبحانه وتعالى، ثم نذكر الشيخ القائد المقدام الشهيد البطل الشيخ عبد العزيز الرنتيسي رحمه الله، ثم نذكر الشيخ المحدث العالم الداعية الشهيد الشيخ نزار ريان، ثم المجاهد البطل وزير الداخلية الشهيد سعيد صيام وغيرهم من القادة الميامين، فإن هؤلاء القادة الأبطال يذكروننا والله بسيدنا حمزة أسد الله وأسد رسوله، ومصعب بن عمير، وعمير بن الحمام، يذكروننا بأبي عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وخالد بن الوليد، وأبي دجانة، والقعقاع بن عمرو، وشرحبيل بن حسنة، والمثنى بن حارثة الشيباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
يذكروننا بالنعمان بن مقرن قائد معركة نهاوند سنة إحدى وعشرين هجرية، وذلك حين بلغ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن الفرس قد جمعوا جموعاً كثيرة بلغت مائة وخمسين ألف مقاتل، فاستشار الناس لقائد يوليه ذلك الثغر ولهذه المهمة؟ وبعد تداول قال: والله لأولين أمرهم رجلاً ليكونن أول الأسنة إذا لقيها غداً، فقيل: من يا أمير المؤمنين؟ قال النعمان بن مقرن المزني، قالوا: هو لها!.
وكانت القوات الفارسية بقيادة الفيرزان، وقبيل بدء المعركة قال النعمان: إني مكبر ثلاثاً، فإذا كبرت الأولى، فليتهيأ من لم يتهيأ، ويشد الرجل نعله، ويصلح من شأنه، فإذا كبرت الثانية فليشدّ الرجل إزاره وليتهيأ لوجهته، وليتأهب لوجه حملته، فإذا كبرت الثالثة، فإني حامل إن شاء الله، فاحملوا معي، وإن قُتلت فالأمير حذيفة، وعد سبعة آخرهم المغيرة بن شعبة. ثم قال: "" الله اعزز دينك، وانصر عبادك، واجعل النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك ونصر عبادك، اللهم إني أسألك أن تُقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عزُّ الإسلام ""، أمّنوا يرحمكم الله.
قال المغيرة: والله ما علمت من المسلمين أحداً يومئذ يريد أن يرجع إلى أهله حتى يُقتل أو يظفر. وأثناء المعركة أُصيب النعمان فرآه أخوه نعيم، فسجاه بثوب وأخذ الراية قبل أن تقع، وناولها حذيفة بن اليمان، وقال المغيرة: اكتموا مصاب أميركم حتى ننتظر ما يصنع الله فينا وفيهم لئلا يَهِن الناس، ثم هزم الله عز وجل الفرس، وهرب الفيرزان فتبعه القعقاع فأدركه مع نعيم بن مقرن في ثنية همدان، وغسل معقل بن يسار وجه النعمان بن مقرن، فقال النعمان وهو بين الموت والحياة: من أنت؟ قال: أنا معقل بن يسار، قال ما فعل الناس؟ قال: فتح الله عليهم، قال النعمان: الحمد لله اكتبوا بذلك لعمر، وفاضت روحه، فقال معقل للجند: هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح، وختم له بالشهادة.
ثم أسرع طريف بن سهم بشيراً بالنصر، وقال لعمر: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح أعز الله به الإسلام، وأذل الكفر وأهله، فحمد عمر الله عز وجل، ثم قال: النعمان بعثك؟ قال طريف: احتسب النعمان يا أمير المؤمنين، فبكى عمر واسترجع، وقال: ومن بعثك ويحك؟ قال طريف: فلان وفلان حتى عد له ناساً كثيراً، ثم قال له وآخرين يا أمير المؤمنين لا تعرفهم، فبكى عمر وقال: لا يضرهم ألا يعرفهم عمر، ولكن الله يعرفهم.
وسُمّيت وقعة نهاوند فتح الفتوح وفُتح بعدها: الري، وطبرستان، وأذربيجان، وكرمان، ومكران، وخراسان. ونحن نرجو من الله عز وجل أن يكون انتصار غزة فتح الفتوح في هذا العصر أيضاً، تفتح بعده القدس وغيرها من بلاد المسلمين إن شاء الله عز وجل. إن القادة أيها السادة الكرام حين يكونوا بمثل هذا المستوى من الشجاعة والإقدام، والحرص على النصر أو الشهادة، واقتحام الموت والأخطار فإنهم أهل للنصر ويستحقون ذلك الفتح، وبإذن الله عز وجل سيكون ذلك نواة لفتوح قادمة قريبة بعونه تعالى.
والأمل معقود بهمة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد حفظه الله، فقد وقف وقفة صامدة مشرفة دائماً مع المقاومة، بالأمس في لبنان، واليوم في غزة المباركة، وعُقدت قمة الدوحة بجهوده وجهود أمير قطر لتكون سداً أمام المستسلمين، وتكلم السيد الرئيس بكلام يملأ العقل والسمع، وفي الوقت الذي كان مبارك يمنع جهود الإغاثة الدولية من الدخول إلى غزة، ويحبس الأطباء والمتطوعين والطائرات القطرية وغيرها على معبر رفح، وفي الوقت الذي كان محمود عباس يمتنع عن حضور القمة خوفاً من أن يُذبح من الوريد إلى الوريد، أين هذا الجبن من قول أبي ذر رضي الله عنه: " لو وضعتم الصمصامة على هذه – وأشار إلى رقبته – ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي r قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها "" وفي الوقت الذي كانت المبادة المصرية تُطبخ في تل أبيب كان السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد هو الرجل الذي يصول ويجول لإنجاح قمة الدوحة، ويبذل كل جهوده لإيقاف العدوان، ويقول بملء فيه: لا، لا للعدوان، لا للجرائم والمجازر، نعم وألف نعم للمقاومة، وهذا الموقف من السيد الرئيس يذكرنا بقول سيدنا عمر بن الخطاب "" يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم أن يقول: لا، بملء فيه "". وقد قالها رئيسنا دائماً، وكان شجاعاً وحكيماً في موقفه عندما أعلن أن
(يُتْبَعُ)
(/)
المقاومة والجهاد فرض عين على الرجال والنساء والشيوخ والأطفال كلٌ يؤديه بقدر وسعه، وكأنه يهتف بلسان قطري بن الفجاءة:
أقول لها وقد طارت شعاعا من الأبطال ويحك لن تراعي
فإنك لو سألت بقاء يومٍ على الأجل الذي لك لن تطاعي
فصبراً في مجال الحق صبراً فما نيل الخلود بمستطاع
وأختم بقوله تعالى:
] قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [[سورة آل عمران آية:137 – 140]
وقال عز وجل:] وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [[سورة النساء آية: 104].
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
الهوامش:
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) شكراً كتائب المقاومة – د. نجيب بن خيرة – موقع الشهاب.
([2]) اللعب على المكشوف للأستاذ فهمي هويدي – موقع الشهاب.
([3]) لقاء مع الدكتور عزمي بشارة – موقع الجزيرة نت.
([4]) جزء من حديث ورد في البخاري باب علامات النبوة رقم: 3411. ومسلم باب الأمر بلزوم الجماعة رقم: 4890.
([5]) جزء من حديث ورد في الترمذي رقم: 2404 وانظر جامع الأصول رقم: 2650.
([6]): انظر لمكيافللي – الأمير ص 136، 159، 169، 94، 101، 103، 147، 148 وبرتراندرسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 29 والغرب والعالم – كافين رايلي ص 13.
([7]) انظر: مكيافللي _ الأمير ص 147، 140، 149 وبرتراندرسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 30.
([8]) صحيح مسلم رقم: 4906.
([9]) شعب الإيمان للبيهقي (ج 6 / ص 62).
([10]) سنن الترمذي رقم: 2174 والنسائي رقم: 4209 قال عنه الألباني صحيح.
([11]) الدكتور عزمي بشارة – موقع الجزيرة نت.
([12]) لحظة غزة – الخلل وآفاق المستقبل على خط المقاومة الرادعة – الحاج قرزا العيوني – موقع الشهاب.
([13]) السابق نفسه.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:03]ـ
شكر الله لك يا دكتور أحمد
على هذا المقال المطوّل الماتع
سلمت يمناك وجزاك الله خيرا(/)
فكرة: جمع النقاشات العلمية والثقافية.
ـ[حمدان بن عبدالله]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الأفاضل: إننا نعيش في عصر جديد، عصر الإنترنت، وقد جر لنا منافع، كما جر مضار. ولست أريد الحديث عن المضار، ولكني أريد الحديث عن منافع الشبكة العنكبوتية، ففي الفترة الأخيرة قامت - ولله الحمد - منتديات علمية مثل: الألوكة، وملتقى أهل الحديث. وساهمت هذه المنتديات في جمع طلبة العلم من المشرق والمغرب، وأزالت بينهم حواجز المكان، فأصبح الإخوة يتحارورن، ويتناقشون، وكأنهم متقاربون، وهذا من نعم الله عز وجل علينا.
ولا شك، أن الخلاف الجاري سنة جارية على الأرض، وطلبة العلم من أهل السنة والجماعة، متحابين ومتآلفين - إن شاء الله - ولكنهم، أحيانا، يختلفون في مسائل فرعية، وفي أمور فكرية. فتصل الردود في هذه النقاشات لمبلغ عظيم من الفائدة العلمية.
والنقاش، من وسائل العلم، فهو يطلع الشخص على أمور لم يطالعها في الكتب والدورس، أو لم ينتبه لها، أو لم يفهمها جيدا.
وكما هو معلوم فإن مثل هذه المواقع - نسأل الله أن يديم الخير فيها - عرضة لعوارض تقنية، والنقاشات عرضة لتقادم الوقت الكفيل في بعض الأحيان بنسيانها وضياعها. كما أن الإخوة المتناقشين اليوم قد لا تجدهم غدا، إما لمرض أو وفاة، أو شاغل معين، أو غير ذلك.
لذا فإن لي فكرة أطرحها على الإخوة هنا، وخصوصا إدارة موقع الألوكة، أن يشكلوا لجنة، تنظر في النقاشات المفيدة، فتجمعها، وتنسقها، وتعرضها على الإخوة المتناقشين لتصحيح خطأ إن وجد أو تعديل أمر معين. ثم إخراجها في كتب مطبوعة، أو حتى في ملفات نصية إلكترونية، تمهيدا لطبعها في المستقبل، علاوة على أنه يزيد من درجة حفظها. لتبقى علما ينتفع به الإخوة المتناقشون، وينتفع به الإخوة القارئون.
وهذا الأمر - إن شاء الله - سيكون دافعا للإخوة المتناقشين، على مراعاة توثيق النقولات، وعزوها إلى مصادرها، ومراعاة الأخطاء الإملائية وغيرها من هذه الأمور.
فها هي الفكرة، أطرحها هنا على الإخوة ليناقشوها، ولنعرف رأيهم في جدواها وفائدتها.(/)
دكتوراه في الفكر الإسلامي
ـ[مجدي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 07:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة والأحبة في مجلس القضايا الفكرية المعاصرة ..
لي طلب عند حضراتكم، وأولي العزائم منكم، وأصحاب الهمم العالية، وأحسبكم كلم كذلك ..
وهو أني أبحث عن تسجيل موضوع للدكتوراه في مجال الفكر الإسلامي، فأرجو ممن يستطيع المساعدة ألا يبخل عليّ ..
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 08:01]ـ
-الحصانة الفكرية عند المسلم من التيارات الدخيلة والأفكار المنحرفة والمذاهب الضالة ..
أسسها وسبلها
-وانظر هنا: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24129&highlight=%C7%E4%E5%D2%C7%E3%E D%C9+%C7%E1%E3%E4%CA%D5%D1
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 01:30]ـ
أعتقد أن الأفضل أن ترى الحاجة الماسة للأمة في هذا المجال ..
مثل: - التقلبات الفكرية عند الرموز وأثرها على الجماهير الإسلامية.
- المناهج، ووسائل الثبات وعوامل الانحراف.
- دراسات في ظاهرة الهجوم على النصوص تحريفًا وتشويهًا وليًّا ... الخ.
وقد لا تصل بعضها لأن تكون رسالة علمية؛ لكني أظنها موضوعات مهمة، مع جهلي هل كتب في تلك الموضوعات أم لا.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 08:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك أخي الكريم وما قولك في ((اثر الرواسب العقدية للفرق المنشقة عن أهل السنة في رسم العلاقة بين التجمعات الدعوية الكبرى في العصر الحديث))
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 05:21]ـ
من الموضوعات المهمة التي انتبه الباحثون إليها مؤخرا موضوع السنن الإلهية، وهو في حقيقته علم كامل، يحتاج إلى تأصيل وتكميل، وقد قام في سبيل إثرائه عدة محاولات جادة، لكنه - مع ذلك - لا زال بكرا؛ يحتاج إلى جهود أكبر وأكبر، مع أهمية هذا العلم في إثراء الفكر الإسلامي.
وقد اهتمت البحوث المعنية بالسنن الإلهية بأثر السنن الإلهية على المستوى الجماعي، وأغفلوا أصول السنن الإلهية، كما أغفلوا البحث في الأثر الفردي للسنن الإلهية على الشخصية، فإن راقتك الفكرة، فانظر في هذين الموضوعين:
ـ الأصول النظرية لعلم السنن الإلهية: ويبحث هذا الموضوع قضايا من مثل: مصادر السنن الإلهية، وأقسامها، وحجية الاستدلال بها واعتبارها في التفكير.
ـ أثر الإيمان بالسنن الإلهية في حياة الفرد: ويتناول الأثر الفردي للإيمان بمثل سنة السببية، وسنة التدافع، وسنة التداول الحضاري، وسنة التساوي في المواهب والمهارات، وغيرها في نفي التواكل عن أفراد الأمة، وبعث الهمم إلى العمل والجد والاجتهاد في سبيل إعادة أمتنا إلى حالة الشهود الحضاري التي تركنا فخسرنا وخسر العالم كله بانحطاطنا.
ـ[مجدي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 11:28]ـ
جزى الله الأحبة الذين علقوا على الموضوع خير الجزاء .. وآتاهم سبحانه من فضله، وعلمهم من لدنه علمًا ..
وإني مع شكري لحضراتكم على مروركم، ثم اقتراحاتكم وموضوعاتكم المعتبرة والقديرة، لا أخفيكم أني قد أفدت كثيرًا مما عرضتموه، وأخذت بعضه بعين الاعتبار، وهو الآن في سبيل البحث والدراسة، وسأوافيكم بعون الله بالجديد ..
وإني والأمر كذلك .. أستشيركم في موضوع بعنوان: "قضية التأويل في الفكر الحديث"، من ناحية طبيعة الموضوع، ومادته ومصادره، وهل اطلع أحد من حضراتكم على دراسة مشابهة أو مماثلة؟
أرجو ألا تبخلوا عليَّ بمشاركة جادة ..
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 03:04]ـ
هناك رسالة دكتوراه نوقشت مؤخرا بكلية دار العلوم، بجامعة القاهرة عن القراءات الجديدة للنص القرآني، وهي دراسة جادة، نالت ثناء من أجازوها، وهي تتناول القراءاتِ الحداثيةَ للنص الديني؛ كأطروحات أمثال: نصر حامد أبو زيد، وجمال البنا، ومحمد سعيد العشماوي، ومحمود طه، ومحمد شحرور، وعبد المجيد الشرفي، ومحمد الشرفي، ومحمد أركون، وهي دراسة قوية في بابها، أرجو أن تطبع قريبا ليستفيد منها الباحثون وطلبة العلم.
وقبل هذه الدراسة كتب الأستاذ الدكتور عبد المجيد النجار كتابا مختصرا في الموضوع بعنوان: القراءة الجديدة للنص الديني، ناقش فيه أفكار الشخصيات المذكورة آنفا، فلا يفوتنَّك الرجوع إليها؛ فإنها مع اختصارها وافية جدا في إعطاء تصور جيد عن الموضوع.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 03:09]ـ
وكيف نحصل عليها يا أخي الأستاذ المكرم مصطفى
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 03:29]ـ
كتاب الدكتور النجار طبع بمركز الراية للتنمية الثقافية بدمشق - سوريا، الطبعة الأولى، 1427هـ، 2005م، وتجده أيضا بدار الفكر المعاصر، ولهم وكيل للتوزيع هو مكتبة بستان المعرفة، بجدة، شارع الستين، مركز النصار الدور الرابع، وهذا عنوانهم البريدي: ص ب: 41547، الرمز البريدي: 21531، هاتف: 668681، فاكس: 6686820.
أما رسالة الدكتوراه بدار العلوم: فقد نوقشت من أيام قلائل، وهي لازالت بالشئون الإدارية للدراسات العليا بالكلية، فلا سبيل إلا الانتظار إلى أن توزع النسخ على مكتبة الكلية ومكتبة الجامعة، وحينئذ يمكنك - إن كنت من أهل مصر - أن تتطلع عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 03:58]ـ
الله يرضى عنك ..
وجزاك ربي خيرا
ـ[مجدي]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 12:09]ـ
جزى الله الأخ الفاضل - ولكأني والله أعرفه - مصطفى حسنين خير الجزاء، ونفعه الله ونفع به وزاده علمًا .. وأيضًا الأخ الكريم (أبو القاسم) ..
أما بخصوص الرسالة التي بدار العلوم (كليتي) فإنها قد نوقشت في قسم الشريعة الإسلامية بتاريخ 31/ 12/ 2008، وهي مقدمة من الباحث السوري أحمد بشير قباوة، وعنوانها: "دعوى القراءة المعاصرة للقرآن الكريم: دراسة تحليلية نقدية"، وقد تشكلت هيئة المناقشة من أ. د محمد إبراهيم شريف مشرفًا، وعضوية كل من أ. د محمد عبد السلام أبو خزيم، وأ. د السيد رزق الحجر، وقد منحت اللجنةُ الباحثَ درجة الامتياز في الشريعة مع مرتبة الشرف الأولى.
وهناك عرض لهذه الرسالة القيمة وتناول لمنهاجيتها على هذا الرابط:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1232171485094&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 12:31]ـ
أخي الحبيب: مجدي
راجع هذه الرسالة:
التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين، دراسة أصولية فكرية معاصرة ( http://www.4shared.com/file/52040309/9f3d05/______-____.html?s=1).
ـ[الداعية]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 12:39]ـ
يرفع
وأنا كذلك لدي بحث تكميلي للماجستير،وأريد مواضيع في الفكر الإسلامي.
ـ[مجدي]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 12:08]ـ
أخي الغالي حسين
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به وأشرت إليه ..
ولك مني خالص التحية
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 12:24]ـ
الأخ مجدى طبعا ما ذكره الأخوة لا يحتاج لتعليق فهى بالفعل مجالات واعدة تحتاج لباحثين جيدين للنهوض بها.
بالنسبة لموضوع تأويل النصوص أعتقد أنه مهم جدا فهو من القضايا التى ينبنى عليها الخلاف بين المذاهب الإسلامية فى العصر الحديث وكم أتمنى أن يعنى به الباحثون لسد الهوة وليس لتعميق الخلاف فالخلاف فى جانب كبير منه لفظى يعمقه التعصب.
نريد باحثا فذا يتناول مسألة أغراض الفرق ومقاصدهم من التأويل وخاصة الأشاعرة المعتدلين كأبى الحسن الأشعرى هل كانوا فعلا منكرين لتلك الصفات عامدين متعمدين أم أن المسألة لا تعدو كونها خلافا فى تفسير النصوص وجهلا بسيطا ونوعا من القصور فى التصور؟
ـ[مجدي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 10:51]ـ
بارك الله فيكم د/ أحمد الصادق ..
غير أني - وللعلم - وجدت دراسات قيمة في موضوع التأويل، منها: التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين -
دراسة أصولية فكرية معاصرة، وهي رسالة ماجستير في الدراسات الإسلامية - جامعة القدس، وكذلك: مبحث التأويل في الفكر العربي المعاصر - نصر حامد أبو زيد نموذجًا، وهي رسالة ماجستير بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط.
ـ[فريد طارق]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 11:25]ـ
الأخوين الكريمين: مصطفى حسنين ومجدي
أريد رابط بحث (التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين .. )
فالرابط فتح معي وحمّلت الملف لكن لم أحصل على البحث حيث تأتيني صفحة انجليزية، فأتمنى منكم أن تأتوا برابط سهل التحميل وجزاكم الله خيرا.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 01:42]ـ
رسالة: ((التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين - دراسة أصولية فكرية معاصرة)) -: موجود على هذا الرابط:
http://www.4shared.com/get/52040309/9f3d05/______-____.html;jsessionid=CBE50A257 53B38A4208584150BD118DF.dc90
والربط يعمل، ولله الحمد، والرسالة على هذا الرابط بصيغة الووورد، وقد ذكرتها قبلا مع رابطها، نفعك الله بها.(/)