قيام إسرائيل: نهاية اليهود - للعلامة محمد المنتصر بالله الكتاني
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[14 - Jan-2009, صباحاً 11:25]ـ
هذه محاضرة بعنوان: " قيام إسرائيل: نهاية اليهود " ألقاها العلامة محمد المنتصر بالله الكتاني رحمه الله بجامعة الملك عبد العزيز رحمه الله.(/)
د. عبدالله النفيسي و السلطة الفلسطينية و كشف المستور.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 02:32]ـ
http://www.*******.com/watch?v=_Frcpf6-pcI
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 07:09]ـ
كلام صحيح .. يفضح الأنظمة المجرمة ..(/)
أفيدوني رحمكم الله كيف عرف الشافعي رحمه الله بما سيحدث من أمور غيبية؟؟؟
ـ[الحافظة]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 07:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وزادكم من فضله
ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة الجزء الثالث ص 254 - 255 بعد أن أثبت أن الشافعي رحمه الله مبرأ مما نسب إليه من دراسته لعلم النجوم وذكر أن ماتوقعه الشافعي رحمه الله من أحداث كله راجع إلى فراسته .. ثم شرع ابن القيم رحمه الله في سرد بعض الآثار التي تليق بنسبتها للشافعي رحمه الله فقال:
وقال الربيع:دخلنا على الشافعي عند وفاته وأنا والبويطي والمزني ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال:فنظر إلينا الشافعي ساعة فأطال ثم التفت فقال:أما أنت ياأبا يعقوب فستموت في حديد –يعني البويطي – وأما انت يامزني فسيكون لك بمصر هنات وهنات ولتدركن زمانا تكون أقيس أهل ذلك الزمان وأما انت يامحمد فسترجع إلى مذهب أبيك وأما أنت ياربيع فأنت أنفعهم لي في نشر الكتب قم ياأبا يعقوب فتسلم الحلقة قال الربيع: فكان كما قال
وقال حرملة:لما وقع الشافعي في الموت خرجنا من عنده فقلت لأبي:ياأبه! كل فراسة كانت للشافعي أخذناها يدا بيد إلا قوله:يقتلني أشقر وهاهو في السياق فوافينا عبدالله بن عبد الحكم ويوسف بن عمرو فقلنا:إلى أين؟ قالا: إلى الشافعي فما بلغنا المنزل حتى أدركنا الصراخ
عليه قلنا:مه! مالكم؟ قالوا:مات الشافعي فقال أبي:من غمضه؟ قالوا:يوسف بن عمرو وكان أزرق!
ثم قال ابن القيم رحمه الله معقبا:وهذه الآثار وغيرها ذكرها ابن أبي حاتم والحاكم في مصنفيهما في (مناقب الشافعي) وهي اللائقة بجلالته ومنصبه لا ما باعده الله منه من اكاذيب المنجمين وهذياناتهم والله أعلم ... انتهى
السؤال:
كيف عرف الشافعي رحمه الله بما سيحدث في المستقبل وهل الفراسة تصل بصاحبها إلى معرفة هذه الأمور مع إنها غيبية؟؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 09:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه هي الفراسة يا أخي الكريم، وليست من معرفة الغيب.
ولم يتفرد الشافعي بمثل هذا، فحكايات التفرس مشهورة عن غير واحد من الصحابة والتابعين فمن بعدهم.
ونستطيع أن نعرف إجمالا كيف عرف الشافعي مثل هذا
فمثلا: رأى في البويطي من القوة على الحق والصدع به والجرأة على التصريح به ما جعله يتفرس فيه ذلك.
ومثلا: رأى في المزني من قوة العقل والفهم والذكاء ما جعله يتفرس فيه أن يكون أقيس أهل زمانه.
ولما كان كل صاحب نعمة محسودا، فقد تفرس فيه أن يكون له بمصر هنات، هذا لو كان المقصود بها المصائب.
وأما ابن عبد الحكم فقد رأى منه مثلا ميلا إلى مذهب أبيه، فتفرس فيه أن يئول أمره إلى ذلك.
وأما قوله في الربيع فليس فيه توقع للغيب أصلا.
هذا ما بدا لي في هذا الباب، وهو لا يخرج عن هذا المنوال وإن لم يكن هو بعينه.
والله أعلم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 10:21]ـ
الأمر أبعد من ذلك و هو من جنس ما يبدأ بالتحديث و تعضده أدلة الفراسة .. ثم يعرضه صاحبه على الشرع فان وافق ... فلا يكاد يخطئ له سهم ... و الا فكما في مثال البويطي بالفراسة وحدها قد يتبين له أن الراجح ان الرجل قد يموت مقتولا أو مضطهدا او منفيا او مسجونا ... و لكن يحتاج لأكثر من الفراسة ليرى أيها سيكون حاله .. و على ذلك قس بقية أحوال الصحابة فمن بعدهم ...
ـ[عبدالله الإماراتي]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 06:54]ـ
ألا يمكن أن نقول أنه من المحتمل أنه رأى رؤيا فعبرها بهذا التعبير ...
وجهة نظر
والله أعلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 08:29]ـ
الأمر أبعد من ذلك ..
بيّن لنا تفصيل المسألة أستاذنا المفضال!
و أرجو ألا تنسى التعليق على واقع دعوي معاصر يمزق المسلمين بالتراشق الذي لا أصل له ... مما له وثيق الصلة بما نحن فيه الآن مما بعد الفراسة!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 11:03]ـ
أحبتي الكرام، تحية طيبة وبعد ...
أقول بوركتم جميعا: يبقى الأمر في الإسناد، وإن كان من رواها ابن أبي حاتم أو الحاكم، فتبقى رواية مبثوثة إلى أن تعضد بالسند المتصل الموثق.
فإنه كثير جدا ما يحصل من الإطراء المبالغ فيه أو الإجلال المفرط الذي قد يؤدي إلى رفع الشخص المراد إبرازه فوق العادة. وليس كلامي في تنقيص الإمام الحبر الشافعي عليه رحمة الله ورضوانه، وإنما هو كلام عام.
إذا يبقى الإسناد هو الفيصل. ويبقى الامام ابن القيم مجرد ناقل.
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 05:14]ـ
أخي التميمي:
الإسناد لا أهمية له هنا!؟
لأن التعويل إنما هو على اعتماد هذا المفهوم من قبل الأئمة الأعلام ... هب أن الرواية افتراضية فكيف يرتضي مفهومها الإمام ابن القيم؟!؟
الأمر أهون من ذلك كله سيدي .. أن نرجع فنراجع مفاهيمنا المعاصرة على ضوء السلفية الحقيقية!؟!(/)
مقال رائع: الدين والوطن: حدود الإتفاق والإفتراق
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:11]ـ
الدين والوطن: حدود الإتفاق والإفتراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله العزيز الحميد المبديء المعيد، ذي العرش المجيد، الفعال لما يريد، أحاط بكل شيء علماً، وهو على كل شيء شهيد، والصلاة والسلام على محمد عبده ورسوله، أفضل من دعا إلى الإيمان والتوحيد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم من صالحي العبيد، أما بعد:
فقد شهدت أمتنا في القرن المنصرم ولا زالت جدلا واسعا حول العلاقة التي تربط الوطن بالدين، وهل هي علاقة توافق وانسجام؟ أم علاقة تضاد وخصام؟ فبعض الإسلاميين يصفون الوطن بكل قبيح، حتى أنهم جادلوا في العاطفة الغريزية التي جبل الله عليها خلقه في حبهم لأوطانهم، يستفزهم لذلك تعالي صوت دعاة النظرة الوطنية بتقديم الوطن على كل شيء حتى أصبح الشاعر النصراني بشارة الخوري إمامهم، إذ يقول:
بلادك قدمها على كل ملة ************* ومن أجلها أفطر ومن أجلها صم
وقدس كل من يمجد الوطن، واعتبر من يقدم الدين عليه رجعياً، بل خائناً ومتآمراً على الوطن مع الأعداء، شرقيين كانوا أو غربيين، وكأنها إعادة بطريقة جديدة للدعاية القديمة، باستخدام الوطن حجة في رد الحق، قال تعالى على لسان فرعون: (قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى)، وكأن العيش في الوطن لا يستقيم مع الإيمان.
ورداً على ذلك نشأت عند بعض الإسلاميين نظرة احتقار لكل ما يمت إلى الوطن بصلة، وظهرت كتابات وألفاظ تنبز الوطن بالوثن، وتجعل كل من يدافع عن ارتباط الإنسان به منحرفا عن المنهج الإسلامي الصحيح، فما هي الحدود الصحيحة لاتفاق المصطلحين واختلافهما؟
يعرف الزركشي الوطن بقوله (شرح الزركشي1/ 279): (هي القرية المبنية مما جرت العادة به من حجر أو قصب أو خشب)، وقال الجرجاني (التعريفات1/ 327): (الوطن الأصلي هو مولد الرجل والبلد الذي هو فيه).
وينقل إسماعيل العجلوني (كشف الخفاء1/ 415) عن الأصمعي قوله: (سمعت أعرابيا يقول إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه وتشوقه إلى إخوانه وبكاؤه على ما مضى من زمانه)، وقال ابن النجار البغدادي (ذيل تاريخ بغداد 16/ 207): (سمعت أبا بكر محمد بن داود يقول من لم يشرب ماء الغربة،ولم يضع رأسه على ساعد الكربة، لم يعرف حق الوطن والتربة، ولم يعرف حق ذي العلم والشيبة)، وينقل أحمد الغزي العامري (الجد الحثيث 1/ 85) عن الأصمعي حكمة هندية جميلة المعنى تقول (ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوان:الإبل تحن إلى أوطانها، وإن كان عهدها بعيدا، والطير إلى وكره، وإن كان موضعه مجدبا، وإلانسان إلى وطنه، وإن كان غيره أكثر نفعا).
ولولا ما يمثله الوطن عند الناس ما هدد بالإبعاد عنه المرسلون، قال تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أو لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأوحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ)،وقال أيضا على لسان قوم لوط (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ)، وجعل الإخراج من الوطن أخا للقتل قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أو اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ)، في البخاري عن أَنَس رضى الله عنه قال كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَأَبْصَرَ دَرَجَاتِ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ نَاقَتَهُ، وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا. وفي رواية أخرى؛ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ، حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا. و (درجات المدينة): يعني طرقها المرتفعة جمع درجة. و (أوضع): أسرع السير. و (جدرات) جمع جدر وهو جمع جدار، و (حركها من حبها): حثها على الإسراع لجهة المدينة والدخول إليها لكثرة حبه لها. قال الحافظ ابن حجر (فتح الباري 3/ 621): (وفي الحديث دلالة على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأجمل هذا الحب إذا اجتمع حب الله لهذا الوطن مع حب النفس له وقد جمع الله ذلك لنبيه صلى الله عليه وسلم في حبه لمكة ولكنه ابتلي أشد الابتلاء بالإبعاد عنها في المسند والترمذي عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِىِّ الزهري أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ في سُوقِ مَكَّةَ «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَوْلاَ أَنِّى أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ». وهذا ما زاد في تألمه عليه الصلاة والسلام، قال عبد الرحيم العراقي (طرح التثريب 4/ 185): (في رواية ابن إسحاق أن ورقة قال -أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم- لتكذبنه ولتؤذينه ولتخرجنه فقال: أو مخرجي هم؟! فقال السهيلي في هذا دليل على حب الوطن وشدة مفارقته على النفس فإنه قال له لتكذبنه فلم يقل شيئا، ثم قال ولتؤذينه فلم يقل له شيئا، ثم قال ولتخرجنه فقال أو مخرجي هم؟!) ثم قال (والموضع الدال على تحرك النفس وتحرقها إدخال الواو بعد ألف الاستفهام مع اختصاص الإخراج بالسؤال عنه وذلك أن الواو ترد إلى الكلام المتقدم وتشعر المخاطب بأن الاستفهام على جهة الإنكار أو التكلف لكلامه والتألم منه) ونقل السبكي (طبقات الشافعية الكبرى10/ 285) عن أبيه ردا لطيفا على السهيلي يجمع حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوطنه إلى حرصه على تبليغ رسالة ربه فقال (أحسن من حب الوطن أن يقال تحركت نفسه لما في الإخراج من فوات ما ندب إليه من إيمانهم وهدايتهم، فإن ذلك مع التكذيب والإيذاء مترقب، ومع الإخراج منقطع،وذلك هو الذي لا شيء عند الأنبياء عليهم السلام أعظم منه، لأنه امتثال أمر الله تعالى).
وهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم استقر حبهم لمكة في جوانحهم حتى صار هذيانا عند المرض، في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ في أَهْلِهِ وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَكَانَ بِلاَلٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الْحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولُ ألا لَيْتَ شعري هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بِوَادٍ وحولي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ وَهَلْ يَبْدُوَنْ لي شَامَةٌ وَطَفِيلُ قَالَ اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إلى أَرْضِ الْوَبَاءِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أو أَشَدَّ)،وربما اتجهت نفوس بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التذرع بالمرض للقدوم إلى مكة، قال ابن عبد البر (التمهيد 8/ 391): (فربما حمل الإنسان حب الوطن على دعوة المرض فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِى هِجْرَتَهُمْ، وَلاَ تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ» والحديث متفق عليه.
قال إبقراط: (يداوى كل عليل بعقاقير أرضه فإن الطبيعة تنزع إلى غذائها وعادتها). وقال جالينوس: (يستروح العليل إلى تربة أرضه كما تستروح الأرض الجدبة لوابل القطر). ولله در ابن الرؤبى حيث يقول:
وحَبّبَ أوطان الرجال إليهم ******** مآربُ قضاها الفؤاد هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ******** عهود الصبا فيها فحنّوا لذالكا
ولفرقة الأوطان حرقة، وانظر إلى تصوير الحكيم الترمذي لحال الغريب العائد بقوله (نوادر الأصول 2/ 73): (والغريب نازع قلبه إلى الوطن ماد عينه إلى أهله شاخص أمله إلى وقت الارتحال متى ينادى بالرحيل فيرتحل وكلما قطع مرحلة خف ظهره، وهاج شوقه ينتظر نفاد المراحل ونهاية المسافة فإذا بلغ آخر مرحلة قلق وضاق ذرعا فإذا وقع نظره على وطنه رق ودمعت عيناه فبكى من طول الغربة ومقاساة الوحشة ثم بكى فرحا بوصوله إلى الوطن ونظره إلى الأحباب)، وقيل: (الغربة ذلة فإن أعقبها قلة فهي نفس مضمحلة). وأنشد أحدهم:
وإن اغتراب المرء من غير حاجة ********* ولا فاقة يسمو لها لعجيبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وحسب الفتى ذلا وإن أدرك الغنى ********* أو نال ملكاً، أن يقال غريبُوأنشد آخر:
وكل غريب سوف يمشي بذلة ********** إذا بان عن أوطانه وجفا الأهلا
وهذا الخطيب البغدادي ينقل عن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج قوله (تاريخ بغداد 6/ 292): واأسفا على بغداد! فقيل له ما الذي حملك على الخروج منها؟ قال: أقام بها أخي إسماعيل خمسين سنة فلما توفي ورفعت جنازته سمعت رجلا على باب الدرب يقول لآخر مَن هذا الميت؟ قال غريب كان ها هنا! فقلت إنا لله بعد طول مقام أخي بها واشتهاره بالعلم والتجارة يقال غريب كان ها هنا فحملتني هذه الكلمة على الانصراف إلى الوطن)، وجاء في الزهد لابن حنبل (/227): (قال عامر بن عبد الله إنما أجدني آسف على البصرة لأربع خصال تجاوب مؤذنيها، وظمأ الهواجر، ولأن بها إخواني، ولأن بها وطني).
ومن حبه ألف فيه العلماء كتبا مثل كتاب الشوق إلى الوطن لأبى حاتم السجستانى، وكتاب حب الوطن لعمرو بن بحر الجاحظ، ودعك عن قصائد الشعراء فهي أكثر من أن تحصى، وقد جعلوا الوفاء لوطن الإنسان مروءة ومن ذلك ما ذكره أبو القاسم الأصفهاني (محاضرات الأدباء 2/ 652) (عن أبي دلف أنه سمع رجلا ينشد:
ألقى بكل بلاد إن حللت بها *********** ناسا بناس وإخوانا بإخوان
فقال: هذا ألأم بيت قالته العرب لقلة حنينه إلى إلافه)
وانظر- رحمك الله- إلى مروءة المؤمنين فقد كافئوا أعداءهم على حبهم لأوطانهم تقديرا لوفائهم لها وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذا الأمر ذو قيمة عظيمة عندهم، فقد ذكر فريد بك المحامي (تاريخ الدولة العلية العثمانية1/ 218) (إن مدينة جانز أبدت من الدفاع أكثر مما كان يتوقع منها لقلة حاميتها لكن لم تجد مدافعتها شيئا بل سلم قائدها القلعة في 26 محرم سنة 939 - 28 أغسطس سنة 1532 بشرط عدم دخول الجنود العثمانية المدينة فقبل السلطان هذا الشرط مكافأة لأهاليها على ما أبدوه من حب الوطن والشهامة والإقدام في الدفاع عنه).
وحتى الحيوانات لها تعلق غريزي بأوطانها، وتظهر عليها آثار الغربة، قال الابشيهي (المستطرف2/ 93): (مر إياس بن معاوية بمكان فقال أسمع صوت كلب غريب، فقيل له بم عرفت ذلك؟ قال بخضوع صوته وشدة نباح غيره)، وقال أبو القاسم الأصفهاني (محاضرات الأدباء1/ 691): (قالت امرأة لزوجها والله ما يقيم الفأر في دارك إلا حب الوطن).
هذا وقد جعل الله تعالى الإخراج من الوطن سببا للقتال، وجعل هذا القتال جهادا في سبيل الله، قال تعالى في حكايته عن المؤمنين قولهم (وَمَا لَنَا ألا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا)، واخرج أبو نعيم الاصبهاني (حلية الأولياء 7/ 380) عن إبراهيم بن أدهم قوله: (عالجت العبادة فما وجدت شيئا أشد علي من نزاع النفس إلى الوطن).
ولمفارقة الأوطان عذاب يرتجي به العبد غفران ذنوبه قال المناوي (فيض القدير2/ 167): (فإذا هدم الحج الذنوب فبالأولى أن تهدمها الهجرة لأنها مفارقة الوطن والأحباب)، ولأجل ألم الفرقة رأى بعض الفقهاء أن لا يجعلوا هذا الألم أبديا حتى في الطاعات، فلم يوجبوا تولي القاضي لمهمة القضاء في غير بلدته، قال الرملي الشهير بالشافعي الصغير (نهاية المحتاج 8/ 238): (لأنه تعذيب لما فيه من هجر الوطن بالكلية إذ عمل القضاء لا نهاية له بخلاف باقي فروض الكفايات المحوجة إلى السفر كالجهاد وتعلم العلم، فلو كان ببلد صالحان وولي أحدهما لم يجب على الآخر ذلك في بلد آخر ليس به صالح، خلافا لبعض المتأخرين)، وألم الفراق قد يقضي على صاحبه، ذكر السبكي في ترجمة الإمام أبي محمد المزني (طبقات الشافعية الكبرى 3/ 19) قال: (كان الشيخ الجليل قتيل حب الوطن أملى مجلسا في هذا المعنى ومرض عقبه وتوفي بعد جمعة)
ولأن التعذيب لا يكون إلا بالمؤلم، جعل الإبعاد عن الوطن إحدى عقوبات جريمة الحرابة، قال تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أو يُصَلَّبُوا أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أو يُنْفَوْا مِنَ الأرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
(يُتْبَعُ)
(/)
وينقل الحافظ ابن حجر عن الشافعي قوله في عقوبة النفي (فتح الباري 12/ 110): (يكفيه مفارقة الوطن والعشيرة خذلانا وذلا)، وكذلك جعل الإبعاد تعزيرا للمفسدين. قال ابن تيمية (المجموع 28/ 107) (والتعزير أجناس، فمنه ما يكون بالتوبيخ والزجر بالكلام، ومنه ما يكون بالحبس، ومنه ما يكون بالنفي عن الوطن، ومنه ما يكون بالضرب)
ويوصف السفر بإنه قطعة من العذاب لما يسببه من البعد عن الأهل والوطن والمألوفات، في الصحيحين عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ». قال ابن عبد البر (التمهيد 22/ 36): (فيه دليل على أن طول التغريب عن الأهل والوطن لغير حاجة من دين أو دنيا لا يصلح ولا يجوز، وأن من انقضت حاجته لزمه الاستعجال لأهله) وذكر الخطابي (الفتح 3/ 730): أن فيه حجة لمن رأى تغريب الزاني بعد جلده. لقوله تعالى: (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وكان الحجاج يقول: (لولا فرح الإياب لما عذبت أعدائي إلا بالسفر) وذكر السمعاني في تاريخه، قال: لما قدم الأستاذ أبو القاسم القشيري بغداد، وعقد له مجلس الوعظ. فروى في أول مجلسه الحديث المشهور: "السفر قطعة من العذاب"، فقام إليه سائل، وقال: لم سمى النبي صلى الله عليه وسلم السفر قطعة من العذاب؟ فقال: لأنه من فرقة الأحباب. فاضطرب الناس وتواجدوا، وما أمكنه أن يتم المجلس فنزل.
ولكن برغم تلك المحبة المستقرة في نفوس الخلق، قد يهجر هذا الوطن طوعا إذا أفضى إلى ضياع ما هو أعز منه وأكرم وأبقى وهو الدين، الذي بحفظه يعود الإنسان إلى وطنه الأصلي الذي أخرجه منه عدوه الأول بوسوسته، قال تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى)، قال الشنقيطي (أضواء البيان1/ 210): (إننا في الحقيقة سبي سباه إبليس بمكره وخداعه من وطنه الكريم إلى دار الشقاء والبلاء فيجاهد عدوه إبليس ونفسه الأمارة بالسوء حتى يرجع إلى الوطن الأول الكريم كما قال ابن القيم:
ولكننا سبي العدو فهل ترى ************ نرد إلى أوطاننا ونسلم
ونقل السبكي (فتاوى السبكي1/ 166) عن الإمام مجد الدين البغدادي في تعليقه على قوله تعالى: (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الاخِرَةَ) قوله (إن الإنسان في ابتداء أمره يريد الدنيا فحسب، فإذا أيقظه الله من سنة الغفلة وذكره حب الوطن الأصلي وأسمعه قوله (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) تذكر الميثاق وعرف الوثاق فظهر في قلبه حسرة بما فرط في جنب الله).
ولله در من يقول:
يا من رأى وحشتي فآنسني ********** بالقرب من قربه فأنعشني
هربت من مسكني إلى سكني ********* نعم ومن موطني إلى وطنيقال شيخ الإسلام (المجموع27/ 463): (والنفس-يقصد السوية- تحن إلى الوطن إذا لم تعتقد أن المقام به محرم أو به مضرة وضياع دنيا)، ونقل الحافظ ابن حجر (تغليق التعليق 5/ 434) عن الإمام البخاري بعد هجره وطنه دعائه ربه عز وجل بقوله: (اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشرا ولا بطرا ولا طلبا للرئاسة وإنما أبت علي نفسي الرجوع إلى الوطن لغلبة المخالفين)، وقال المناوي (فيض القدير3/ 223): (البلاد بلاد الله والعباد عباد الله فحيثما أصبت خيرا فأقم وهذا معنى قوله (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ)، وظاهره أنه لا فضل للزوم الوطن والإقامة به على الإقامة بغيره، لكن الأولى بالمريد أن يلازم مكانه إذا لم يكن قصده من السفر استفادة علم مهما سلم له حاله في وطنه، وإلا فليطلب موضعا أقرب إلى الخمول وأسلم للدين وأفرغ للقلب وأيسر فهو أفضل)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بلغ ببعض الناس حبهم لأوطانهم القطرية صنع أحاديث ونسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها (حب الوطن من الإيمان)، قال فيه العجلوني (كشف الخفاء1/ 413): (حب الوطن من الإيمان قال الصغاني موضوع وقال في المقاصد لم أقف عليه)، وقال القاسمي (قواعد التحديث1/ 155): (لا يفهم منه بعد التأويل والتحليل إلا الحث على تفرق الجامعة الإسلامية التي ننشد ضالتها الآن فإنه يقضي بتفضيل مسلمي مصر مثلا على من سواهم وأن من في الشام يفضل إخوته هناك على غيرهم وهكذا وهو الانحلال بعينه والتفرق المنهي عنه، والله يقول: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، ولم يقيد الإخوة بمكان)، وقال العجلوني (كشف الخفاء1/ 414): قال القاري لا تلازم بين حب الوطن وبين الإيمان) وقال أيضا في قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أو اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ الا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) فإنها دلت على حبهم وطنهم مع عدم تلبسهم بالإيمان إذ ضمير عليهم للمنافقين.
وإضافة إلى ما تحمله النفس من عاطفة غريزية تجاه الوطن عند بني البشر على اختلاف أجناسهم وأديانهم وألوانهم، فهو الأرض التي يقيمون عليها دينهم، فالوطن يعظم إذا كان يحمل الإسلام والدين فوق أرضه وإلا فإنه يبقى حبيس الذكريات والغرائز.
والدين أصل متبوع والوطن فرع تابع، لأن الوطن يمكن أن يتحول، وأما الدين فلأجله خلقنا في هذه الحياة قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ الا لِيَعْبُدُونِ).
إن الوطن الذي يعشقه العلمانيون لا يبالي بإيمان أو كفر، المهم عندهم هو الولاء للوطن، واعتباره فوق كل اعتبار، وعندنا أن هذا الوطن الذي لا يبالي بالإسلام لا يستحق أن تبذل في سبيله المهج، ويمكن أن تعوضه زوجة، قال الشنقيطي (أضواء البيان 1/ 278): (إذا تزوج المسافر ببلد أو مر على بلد فيه زوجته أتم الصلاة، لأن الزوجة في حكم الوطن، وهذا هو مذهب مالك وأبي حنيفة وأصحابهما وأحمد وبه قال ابن عباس).
ورحم الله سلطان المسلمين عبد الحميد الثاني إذ يقول (مذكراتي السياسية1/ 177): (بدأ بعض الشباب الذي اكتسى قشور الحضارة الأوربية بإلقاء خطب في الدعوة إلى حب الوطن، لكن حب الوطن في بلادنا العثمانية، يجب أن يأتي في المرتبة الثانية، بعد حب الدين، الذي يحتل المرتبة الأولى، أليس الكاثوليك في أوربا يقدمون الكنيسة الكاثوليكية والبابا على الوطن؟!).
إن وطن الأمة هو كل أماكن تواجدها، وعند تعريف حدود الدولة فإن الأمة تفيض عليها، لأنها أكبر من الدولة، ووطننا الإسلامي اليوم مفكك إلى دويلات، فالإسلام كدين رسمي تبلغ دوله ستاً وخمسين دولة، تنتشر على مساحة تقدر باثنين وثلاثين مليونا من الكيلومترات المربعة، إضافة إلى أقليات كثيرة مهمة في كل أرجاء الأرض، وعندما تجزأت دولة المسلمين العظيمة إلى تلك الوحدات الصغيرة، ووضعت كل دولة قانونها ودستورها، أُعتمد مفهوم آخر للأمة يجعل القطر بديلا عن الأمة، وكان ما رسمه سايكس وبيكو على الورق قد تحول إلى حقيقة ماثلة محروسة بدساتير دولنا وجنودها.
ويراد لهذه الأمة العظيمة من خلال تلك الدساتير الوطنية، أن تسجن داخل حدودها القطرية، وإن كان من أمل فلابد أن يؤطر بصنم الحدود القطرية.
وتحول خط الحدود الذي يفصل بين دولنا إلى خط يفصل الحركة والعاطفة والذاكرة معا، فهناك عاطفة جياشة لكل ما هو قطري بعيدا عن الإحساس الإسلامي العام، وبالرغم من تحول خطوط الحدود إلى خطوط واقعية تقيد الحركة بين بلدان الأمة الواحدة، إلا أن الجزء الأخطر فيها أنها تحولت إلى منطقة اللاشعور واللاوعي، فأصبحنا نتحرك عاطفيا على أساسها، فهذا فلسطيني يتحرك وفق ما تعنيه قضية فلسطين، ولا يعنيه ما يحدث في الجوار الشقيق، وهذا عراقي والآخر لبناني وهكذا.
إن تحقيق مفهوم الأمة التي يريدها الله عز وجل فوق أرضنا، وتعريفنا للوطن تعريفا صحيحا بحدوده الشرعية، هو الذي سيؤدي إلى قيام الدولة الحقيقية، التي ينشدها المسلمون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قضيتنا العراقية نجد أن الوعي الكبير للكثير من الجماعات الجهادية، قد وعى هذا المنزلق الخطير، وهو تقزيم القضية وتحجيم المشروع، بالرغم من حصر الخطر داخل الحدود القطرية، وعلى ذلك أصبح القطر فداء لامته، واصحبوا كمن يحجز النار بجسمه حتى لا تحرق إخوانه، وما فتأت تخرج عن المجاهدين في المقاومة العراقية رسائل تذكر الأمة بواجبها تجاه العراق، دون تخلٍ عن الواجب الأكبر، الذي يقع على أبناء العراق.
ونذكر هنا أنه ربما يعيش الإنسان بلا أصابع أو أطراف، ولكن الله كتب له أن لا يعيش بلا رأس أو رئتين أو قلب، وهذه نظرتنا في الدفاع عن العراق ولهذا نعتقد أن الأمة لا يمكن أن تعيش وقد حذف منها بلد كالعراق، فالعراق يعيش في ذاكرة هذه الأمة وقلبها، فكيف يمكن لمغربي أو أفغاني أو سوداني أن يقرأ تاريخه دون أن يمر ببغداد؟! وكيف يمكن للنحوي أن يتعلم لغة الدين والقرآن، دون أن يمر بالمدرستين الوحيدتين في لغة الضاد، البصرة والكوفة؟! وإذا كنت تدرس الفقه على المذاهب الإسلامية الأربعة المتبوعة طالعتك بغداد في ثلاثة من أئمتها، وإذا انكب مسلم يقرا كتاب ربه تعالى، اطل العراق متشرفا بقرائه الخمسة من مجموع العشرة، وطالعتك بغداد من عبق التاريخ بعلماء إذ ذاك هم الدنيا، وخلفاء يخاطبون الغيم يطلبون خراجه، وقادة وجيوش أوائلها عند العدو، وآخرها في بغداد، وأمجاد بلا حدود من المحيط إلى المحيط.
قال الآلوسي (روح المعاني15/ 250): (ومن غريب ما يحكى أن رجلا من علماء المغرب، أحب أن يرى علماء بغداد، ويتحقق مبلغ علمهم، فشد الرحل للاجتماع معهم، فدخل بغداد من باب الكرخ، فصادف رجلين يمشيان أمامه، يبيعان البقل في أطباق على رؤوسهما، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: يا فلان إني لأعجب من ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، كيف جوز فصل الاستثناء، وقال بعدم تأثيره في الأحكام، ولو كان الأمر كما يقول لأمر الله تعالى نبيه أيوب عليه السلام بالاستثناء، لئلا يحنث، فإنه أقل مؤونة مما أرشده سبحانه إليه، بقوله تعالى (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ) وليس بين حلفه وأمره بما ذكره أكثر من سنة، فرجع ذلك الرجل إلى بلده، واكتفى بما سمع ورأى، فسئل كيف وجدت علماء بغداد؟ فقال: رأيت من يبيع على رأسه في الطرقات من أهلها بلغ مبلغا من العلم يعترض به على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فما ظنك بأهل المدارس المنقطعين لخدمة العلم؟!).
إننا نعتبر أنفسنا أمناء على هذا التأريخ، وهذا الوطن المكتنز بكل تلك الذكريات، وتلك الأرض المباركة (العراق) إنما هي أرض خراجيه، افتتحتها سيوف الصحابة رضوان الله عليهم، وحمتها أجيال المسلمين، جيل بعد جيل، حتى وصلت أمانتها إلينا، قال المرداوي (الإنصاف4/ 197): (لا خراج على المساكن على الصحيح من المذهب وعليه الأصحاب وإنما كان أحمد يخرج عن داره لأن بغداد كانت مزارع وقت فتحها).
إننا إذ نقاوم الاحتلال اليوم نستوعب تلك الحقائق، وعندما ندافع عن العراق إنما ندافع عن تلك المعاني، ولسنا ننهض بكل تلك الأعباء من أجل أحلام دنيوية، ومن يحاول التدليس ووصف المقاومة بأن دفاعها عن وطنها لمعنى دنيوي غير مرتبط بحقائق الآخرة، إما جاهل ليس له بصيرة علم نافذة أو حاقد لا يريد أن يعترف بالحق.
إن مشروع المجاهدين في العراق يضع الوطن في حجمه وسياقه الطبيعي إنطلاقا من أصولنا الشرعية الصحيحة، وأنه الأرض التي يقام عليها الدين الذي يريده الله تعالى.
واعلم -أخي المسلم - أن لفظة الوطن ليست قبيحة، ولا منكرة كما يتصور بعض المسلمين، فقد وردت على ألسنة كثير من أئمة العلم والدين -كما تقدم -، وجل الأمر الآن أنها لفظ مجمل كما وضح ذلك الشيخ القائد العام للجيش الإسلامي في العراق (نصره الله) في لقائه مع جريدة الحياة اللندنية بقوله: (أما المقاومة الوطنية فهو مصطلح حادث مجمل لا يجاب عنه بجواب مجمل، فإن كان المراد به التعصب للوطن وتقديم ذلك على الثوابت الشرعية وعدم مناصرة المسلمين والوقوف معهم في البلاد الإسلامية فهو مذموم منكر، ونحن نتبرأ منه بهذا المدلول، وإن كان المراد منه استيعاب مسلمي البلد بما فيهم أهل المعاصي واستصحاب أهل النجدة والغيرة منهم في جهاد الدفع، لدفع العدو الصائل الذي دهم هذا البلد فهذا هو الواجب شرعا).
إن احتلال العراق حدث في غفلة من المسلمين والعرب عن حقيقة أهمية العراق في مربع الأمن القومي الإسلامي والعربي، وإننا إذ نقاوم الدبابة الأمريكية الرعناء، والطائرة الهوجاء، واليانكي الأمريكي وأخيه الباطني الذي حفرت في ذاكرته قلعة الالموت خارطتها، ندافع عن كل الأمة تاريخا وجغرافيا، ندافع عن الماضي والحاضر والمستقبل، والله مولانا نعم المولى ونعم النصير.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، ونسألك أن تجمعنا على أرشد أمرنا، وتوفقنا إلى أحب الإعمال إليك، اللهم اجبر كسرنا واكشف ضرنا يا كريم يا رحيم، اللهم انفعنا بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا، انك سميع قريب مجيب، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.
الدكتور إبراهيم الشمري
الناطق الرسمي
للجيش الإسلامي في العراق
30 ذي الحجة 1429
28/ 12/2008
منقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 11:21]ـ
[ center]
يعرف الزركشي الوطن بقوله (شرح الزركشي1/ 279): (هي القرية المبنية مما جرت العادة به من حجر أو قصب أو خشب)، وقال الجرجاني (التعريفات1/ 327): (الوطن الأصلي هو مولد الرجل والبلد الذي هو فيه).
لكن الوطن اليوم عند الوطني الجنوبي - مثلا - في دولة ما: يتجاوز القرية ومولد الرجل حتى يرحل شمالا لمئات الكيلومترات, ولكنه ينتقض ويبطل بكيلومتر واحد إذا اتجه جنوبا حين يصل للحدود التي رسمها سايس وبيكو! وقل مثل ذلك في الشمالي والشرقي والغربي في الدولة السياسية, فالمدار أصبح على الكيان السياسي وليس المولد والقرية, ولأجل ارتباطه بهذا المعنى ولاء وبراء وترتيبا للأحكام على ذلك أنكره من أنكره, ولا يقول عاقل بإنكار حب الوطن بالمعنى الأصلي الذي تعرفه العرب قبل أن يحرفه سايس وبيكو وأتباعهما, وما أكثرهم لا كثرهم الله.
فهذا الحب لا مجال للمزايدة على الدعاة فيه, وإن قالوا شيئا يفيد الذم فهو في الوطن بالمعنى المحرف وما يرتبه البعض عليه من ولاء وبراء, لا في الوطن الأصلي الذي فطر الناس على حبه.(/)
ملالي طهران ... استغلال مأساة غزة للتنكيل بسنة إيران ـ صباح الموسوي
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 01:51]ـ
صباح الموسوي (المصريون): بتاريخ 14 - 1 - 2009
مصائب قوم عند قوم فوائد" هذا المثال كان ولا زال شعار نظام طهران الدائم فهو اليوم يستغل مأساة غزة ليتخذها جملا للايغال في سياسة التمييز العنصري والاضطهاد الطائفي بحق أهل السنة في إيران الذين ينتمون إلى قوميات وشعوب (كردية وعربية وبلوشية و تركمانية) متعددة يرى فيهم عدوا رئيسيا له وذلك لكونهم و رغم قساوت الاضطهاد الذي يمارس ضدهم منذ العهد الصفوي و إلى اليوم فأنهم ما زالوا متمسكين بعقيدتهم ولم تتمكن الأنظمة الإيرانية المتعاقبة ثنيهم عن إيمانهم بها و كانوا دائما مؤثرين بأصحاب العقائد الأخرى وهذا ما اعترف به كبار رجال الحوزة الدينية الإيرانية الذين راحوا يطالبون نظامهم باتخذ المزيد من الإجراءات التعسفية بحق أهل السنة.
وكمثالا على هذه الدعوات يمكن الاستماع إلى التصريحات التحريضية التي أطلقها مؤخرا احد ممثلي مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي في الجامعة "المدعو حجة الإسلام " مهدي دانشمند " ضد أهل السنة. ففي آخر خطبها التي القها بمناسبة عاشوراء في مدينة أصفهان ونقلت عبر وسائل الإعلام الرسمية "دعى الحكومة إلى تطبيق اجراءات جديدة تمنع أهل السنة من الزواج أكثر من مرة واحدة وتحرم على السني انجاب أكثر من طفلين وعدم منح الهوية للطفل الثالث. كما طالب بتطبق شعار تقليل الإنجاب الذي تدعو إليه السلطات في مناطق أهل السنة فقط " مدعيا أن الحكومات الباكستانية والسعودية تقوم بدعم سنة إيران ماديا وتحرضهم على الزواج بأكثر من امرأة و زيادة الإنجاب من اجل تكاثر إعداد السنة " معتبرا هذا الأمر خطر يهدد الدولة الشيعية الوحيدة في العالم حسب زعمه. ومن ضمن ما دعي إليه مستشار مرشد الثورة الإيرانية أن يكون إغلاق مرقد أبو لؤلؤة المجوسي (قاتل الخليفة عمر بن خطاب رضي الله عنه) مقابل تقليل الإنجاب بين أهل السنة.
هذه الدعوة ما هي إلا واحدة من مئات أن لم تكن ألاف الدعوات التي أطلقها ويطلقها كل يوم ملالي الحوزة الدينية الإيرانية والتي تطالب السلطات باتخاذ اشد الإجراءات ضد أهل السنة.
النظام الإيراني من جانبه لم يدخر جهدا في تلبية رغبات هؤلاء الملالي المتطرفين حيث قامت السلطات الأمنية الإيرانية خلال الأسابيع الماضية " تزامنا مع الهجمته الشرسة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة " بشن حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من علماء و دعاة ومثقفي أهل السنة في المناطق ذات الأغلبية الكرادية والبلوشية في غرب وشرق البلاد. ففي مناطق الأكراد جرى اعتقال مجموعة من الدعاة بتهمة الانتماء لجماعة " مكتب القرآن" المحظورة " من ضمنهم اثنين من علماء أهل السنة في مدينة جوانرود غرب إيران وهما " الشيخ سيف الله الحسيني أمام وخطيب مسجد خاتم الأنبياء " والشيخ حسين الحسيني أمام وخطيب مسجد حمزة سيد الشهداء في المدينة ذاتها" وقد حكمت على الأول بالسجن عامين و الأبعاد لمدة ستة سنين إلى مدينة سميرم في محافظة أصفهان " وحكمت على الثاني بالسجن عشرة اشهر مع الأبعاد أربعة سنوات إلى مدينة قيدران في محافظة زنجان" كما حكمت على عشرة آخرون بالسجن واحد وتسعون يوما لكل منهما. كما قامت الأجهزة الأمنية بقتل الشيخ "جلال پور?ند " احد الدعاة البارزين في مدينة سربيل ذهاب حيث جرى قتله تحت التعذيب بعد أن تم اعتقاله بتهمة الترويج للسلفية.
أما في إقليم بلوشستان شرقي إيران فقد قامت السلطات باعتقال أكثر من ثلاثين داعية ومثقف سني في مدينة سراوان وحدها. هذا ناهيك عن الاعتقالات التي جرت في أوساط سنية في مناطق أخرى.
هجمة الاعتقالات التي تشنها السلطات الإيرانية في صفوف النخب السنية تأتي بهدف إسكات هذه النخب التي تطالب بوقف هدم المساجد والمدارس الدينية لأهل السنة و إلغاء القرار الذي اتخذه ما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيراني مؤخرا والذي نص على إخضاع جميع المناهج الدراسية والمدارسة الدينية السنية لإشراف اللجنة المختصة بشؤون أهل السنة والمتشكلة من مسؤولين أمنيين و رجال دين شيعة دون اخذ رأي أو مشاركة النخب السنية فيها.
النظام الإيراني الذي اعتاد على رمي الحكومات والمؤسسات الدينية العربية والإسلامية بالخيانة بسبب عدم سعيها لإنقاذ مسجد الأقصى على حد زعمه " يتناسى أن ما جرى هدمه من مساجد ومدارس دينية وعمليات قتل وإعدام لعلماء ودعاة سنة في إيران خلال الثلاثين عاما الماضية لا يقل عما قام به الكيان الصهيوني في فلسطين طوال هذه الفترة. كما أن حرمة المساجد واحدة سواء أكانت في إيران أو فلسطين فمن يتباكى على مسجد الأقصى عليه أن لا يهدم مساجد أهل السنة" و من يتباكى على معانة الشعب الفلسطيني عليه أن لا يمارس أفعال الصهاينة على أهل السنة في إيران.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 10:37]ـ
(كما قامت الأجهزة الأمنية بقتل الشيخ "جلال پور?ند " احد الدعاة البارزين في مدينة سربيل ذهاب حيث جرى قتله تحت التعذيب بعد أن تم اعتقاله بتهمة الترويج للسلفية)
# اين دعاة الجهاد؟! لماذا لا يطالبون بالجهاد ضد هذه الدولة الخبيثة؟!
#هل لان ايران ستقاتل اليهود وستنصر المسلمين في الحلم؟!
# انا اطالب بقتال الرافضة لانهم اشر من اليهود!! فهل سيوافقني دعاة الجهاد-اليوم- على هذا المطلب؟! ام ان المصالح لا تسمح؟!
## بالامس, كان الكثير من دعاة الجهاد-اليوم- يدعون الى وحدة او التسامح او حوار الاديان!!
ومن ثم الى كلمة سواء مع الكفار!!
ثم الى نصرة الحبيب عليه الصلاة السلام فداه امي وابي!!!
ثم الآن يدعون الى الجهاد ضد اليهود!!
# كلمة حق ارادو بها بطل!!
##هل اصبح الدين ما يطلبه المشاهدون؟!
## تناقض عجيب,
مع ان النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان,
ولكن عندهم كل شيء يجوز!!!(/)
دروس غزاوية
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 02:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دروس غزاوية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد:
(1)
يتحدث الكثيرون أن حرب غزة كشفت كثيراً من العمالة التي كانت متسترة بالوطنية أو السلام أو غير ذلك، وأنا أستغرب ذلك لأن العمالات والخيانات مكشوفة منذ عقود وعقود عديدة، وإذا كنا لم نكتشف ذلك إلى الآن فهذه مصيبة أخرى. مشكلتنا أننا ننسى فحرب لبنان، وحروب الخليج العديدة، ومن ثم غزو أفغانستان والعراق، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية في أوسلوا، ومسلسل التنازلات المستمر، كل ذلك نسيناه، إن مسلسل الخيانات والمؤامرات مكشوف ومفضوح ولا يحتاج إلى حرب غزة الحالية فقد مرت على هذه الأمة غزات وهزات.
الشيء الذي يمكن أن يقال هنا هو الخيانة سايقاً كانت بطريقة دبلوماسية أكثر، أما في هذه الأزمة فقد أصبح "اللعب على المكشوف " على حد تعبير الأستاذ فهمي هويدي. فلم يعد حسني باراك - لا بارك الله فيه - يشعر بالخجل وهو يظهر على الشاشة على أنه الحليف الأول لإسرائيل في هذه الحرب، فهو يتحكم بمعبر رفح لمنع الإمدادات عن الفلسطينين، بينما إسرائيل تستخدم أعنى ما لديها من أسلحة. كل البشر يطالبون بفتح معبر رفح - البشر فقط - لكن مبارك دمه بارد وثقيل، ووجهه سميك، وجلده صفيق فهو لا يرى دماء الأطفال، والأشلاء المنثورة في كل مكان، وآهات وصرخات الأمهات، وإذا رآها فهي لا تعني له شيئاً.
لقد كُتبت في هذا الرجل - إن كان رجلاً - في الصحف والمجلات والإنترنت آلاف الصفحات ولو قام قائم بجمعها وتبويبها لصنع خيراً، وذلك لتكون سيرة ذاتية بحق لهذا الممسوخ لتكون لعنة التاريخ والأجيال والأمم لصيقة به إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن ماذا يضيره ذلك وهل تهمه صورته في التاريخ وهل يأبه لما ستتحدث به الأجيال المقبلة.
(2)
الحكام العرب يتوارثون فيروسات الخيانة والغدر، ولقد حقنهم الاستعمار بلقاحات ضد الكرامة، وضد الشهامة، وضد النخوة، فلا تؤثر فيهم المناظر المؤلمة، ولا تجرح لهم إحساساً، ولا تلامس لهم شعوراً، ولعلهم لا يريدون أن يتعبوا أنفسهم بمشاهدة هذه المناظر، إن منظر أشلاء الأطفال ودماؤهم وصرخاتهم وآهات النساء مقرفة بالنسبة لهم، إنهم يعكفون على أفلامهم الإباحية وسهراتهم المجونية فهم في واد والشعب في واد آخر،
إنهم كالدمى المتحركة، شخصيات كرتونية تتحكم بها اليد الأمريكية والصهيونية على مبدأ إفعل ولا تفعل، فنجد كل واحد منهم مشغول يكبح شعبه، وليس لديه أي وقت ليتفرغ لغزة، وماله ولغزة إن عينه ساهرة على الكرسي، وزبانيته مشغولة بالقمع والاعتقالات والتجويع والسلب والنهب، ولذلك من العبث أن ننتظر من هؤلاء شيئاً يخدم الأمة إن على المستوى القريب أو البعيد، إن على المستوى الواقع أو الأمل. فإذ1 كان خمسة آلاف جريح وأكثر من ألف شهيد، وآلاف المشردين والمُعدمين لا تستحق منهم أن يجتمعوا ليتداولوا وليتحاوروا فماذا يُنتظر منهم إن اجتمعوا.
(3)
حين خرج الاستعمار تحت ضربات الشعوب العربية والإسلامية، واضطر أن يغادر بلادنا مهزوماً مدحوراً، فكر بطريقة أخرى للاستعمار، وبينما نحن كنا مشغولين بفرحة الاستقلال والتحرير كان الاستعمار قد أحكم خطة جديدة ليظل جاثماً على صدورنا فترة أطول دون أن نشعر، ونجحت الخطة.
وتتمثل الخطة في مقولة أحد قادة الاستعمار الفرنسي للجزائريين حين خرجت فرنسا من الجزائر: أيها الجزائريون تريدون الاستقلال حسناً؟! تريدون منا الخروج حسناً؟! سنخرج من الباب وندخل من النافذة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين خرجت جحافل المستعمرين من بلادنا واحتفلنا بالجلاء والاستقلال حقق ذلك لدينا كثيراً من الرضا النفسي، والشعور بالنصر، فوضعت الشعوب سلاحها، وما كان لها أن تضعه، لأن عدو الداخل أشد خطرً وفتكاً من العدو الخارج ألم يقل جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم بعد هزيمة الأحزاب: هل وضعتم السلاح؟ قال: نعم قال جبريل: فإنا لم نضعه إذهب إلى هؤلاء وأشار إلى بني قريظة. فأوعز إليهم النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته: " لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ". وكان عقاب بني قريظة قاسياً أزعج إخوانهم العلمانيين المعاصرين اليوم، ولطالما تباكوا عليهم وندبوا مصيبتهم، ولكن عقاب بني قريظة كان مجدياً وناجحاً فقد خرس اليهود بعد ذلك قروناً طويلة ولم تقم لهم قائمة، حتى استنعجتنا الأمم فتجرؤوا علينا اليوم.
لقد نجح الاستعمار إذن في إيجاد البديل " من أبناء جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، مسوحهم مسوح الحملان، وقلوبهم قلوب الذئاب ". وأشعرنا عدونا بالاستقلال، فرضينا نحن بذلك، وقد حصل هو مصالح عديدة:
الأولى: أخرج جنوده عن ساحة الخطر وأعادهم إلى بلادهم.
والثانية: أوهمنا بالتحرر والاستقلال وأرضانا بالصورة الظاهرة لذلك، فوضعنا السلاح قانعين مطمئنين.
الثالثة: تصله مكاسبه وثرواته، وحصته كاملة غير منقوصة، دون أن يقدم بإزائها خسارة تذكر، مغانم بلا مغارم!!.
الرابعة: جعل بلادنا أسواقاً لمنتجاته وبضائعه، وأفواهنا مستهلكة لمأكولاته ومشروباته.
الخامسة: جعل بلادنا دائماً متوترة ومتنافرة بسبب الانفصام الحاصل بين الحكام والمحكومين.
السادسة: وقد خضع هؤلاء الحكام خضوع الرقيق لسيده فهم مجرد ولاة ومنفذين ومطيعين ومخلصين لأسيادهم المستعمرين إلا أن أسماءهم فقط مختلفة فبدلاً من غورو وجورج وبطرس نجد حسني وعبد الله وزين العابدين.
(4)
ومن هنا لا بد من حمل السلاح من جديد لكي نتخلص من هؤلاء الذين يخدمون الاستعمار أكثر من الاستعمار المباشر نفسه، إنهم يكبحون الشعوب باسم الوطنية أو القومية أو غير ذلك من الشعارات الجوفاء، إن ولاءهم كاملٌ لأعداء هذه الأمة، وهم حريصون كل الحرص على إزهاق روح التحرر فيها، فلا يسمحون بأي بصيص من نور أو أمل للحرية أو النهضة، وقد أعدّهم أسيادُهم الأوربيون لذلك إعداداً جيداً ثقافياً وتكتيكياً ومادياً فهم إذا كانوا متخلفين في كل شيء إلا أنهم متقدون في عدة فنون:
- فن المراوغة المكيافللية فهم يبتسمون على الشاشات، ويضربون شعوبهم في معتقلاتها بأيدي من حديد.
- وهم يتظاهرون بالقومية والوطنية، وتُرفع لذلك الشعارات الطنانة، ولكنهم يبعثون بثروات الشعوب لأعداء هذه الأمة.
- وهم يتظاهرون بحماية تاريخ الأمة وتراثها ودينها، ويرفعون الشعارات الدينية، ويحضرون الحفلات الدينية ويصلون، ويبنون المساجد، ويرفعون شعارات حماية الدين والوطن، ولكن في الخفاء يسخرون من كل ذلك، بل إنهم يدنسون مقدساتها ويدمرون مناهجها، ويسدون منافذ الإصلاح ويفتحون بوابات للفساد، والجهل والمرض، والجوع والقمع والكبت.
- وطبعاً يوظفون لذلك كل الفاسدين، ويجعلون منهم رموزاً، ويلبسونهم ألبسة النخبة، ويدهنونهم بألوان من مراهم التلميع، ومساحيق التجميل، لكل الشرائح الاجتماعية، فللمتدينين شيوخ السلطان بعمائهم الضخمة، وجببهم العريضة، وللمثقفين نُخبٌ من المتفلسفين العملاء المدربين على حبك الإشكالات، وسفطة الحقائق، وتحليلها بأشكال تخدم التوجهات السلطانية وتقدم بعض التسكين للشباب الذي يُخشى أن يكون طموحاً. أما لعموم الناس فيقدمون النجوم الإعلامية المختلفة من فنانين وفنانات، وممثلين وممثلات، وكثيراً ما يُفتح المجال لهؤلاء للنقد غير المحدود، لأنه في النهاية مجرد تمثيل، لا يضر بأمن السلطان، ويساعد المشاهدين على تبديد الشحنات المكبوتة، واستفراغ الغصات المحزونة.
(5)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك فالحكام العرب اليوم هم مجرد ولاة وخدم ينفذون الأوامر بمجرد الإشارة ولا حاجة للتصريح، وهم لا يفكرون بشعوبهم، ولا يعيشون معهم، ولا يهمهم إن كنت هذه الشعوب جائعة أم جاهلة أم مُضطهدة، أو لها مستقبل أو لها تاريخ، لأن الهم الأكبر بالنسبة للحكام المتخاذلين - وأرى أن هذه الكلمة قليلة بحقهم لأنهم، لم يكونوا في أي يوم حريصين على مصالحها ومستقبلها - الهم الأكبر هو الحفاظ على الكرسي والكراسي الوريثة، له ولذريته ولحاشيته وزبانيته المقربين.
ولذلك تجد أن الإبداع الوحيد في بلادنا العربية والذي يتميز به الحكام العرب عن بقية حكام العالم هو قدراتهم الفائقة في اختراع وسائل الكبت والتعذيب والترويع والاستبداد والتجهيل، ولو كانت هناك جوائز تُعطى لمثل هذا اللون من الإبداع فأعتقد أن حكامنا هم أحق الناس به.
ولا شك أن من لوازم هذه التميز هو قدراتهم النادرة على الخداع والتضليل والكذب، فيعكسون الصورة الجهنمية الحقيقية لهم إلى صورة فردوسية مزيفة، إنها في الحقيقة وصية مكيافللي لتلاميذه النخلصين، "" يجب على الحاكم أن يكون ماكراً مكر الذئب، ضارياً ضراوة الأسد،غادراً غدر الثعلب، وأن يتعلم كيف يبتعد عن الطيبة والخير، وأن يرتكب الشر والفظائع أحياناً-، ويقترف الإساءات ويسير على مبدأ " فرق تسد "، من أجل المحافظة على سلطانه "". ([1]) ويضيف الأستاذ مكيافللي "" ولكن على الحاكم في نفس الوقت أن يُخفي هذه الصفات المرذولة، ويكون دَعِيّاً ماهراً ومرائياً كبيراً وأن يحسن التظاهر بالأوصاف الحميدة والتدين الشديد "" ([2]).
ولذلك نجد الحكام يحضرون المناسبات الدينية وإلى جوارهم أصحاب العمامات السلطانية يسبحون بحمدهم ويباركون جهودهم، ويدعمون جبروتهم، إن فلسفة مكيافللي وكتابه الأمير قد وجد صداه في حكامنا " الميامين " فقد حفظوه عن ظهر قلب، لأنه كتابهم المقدس، وقد نفذوا تعاليمه بإحكام وأمانة.
(6)
ومن هنا فالحديث الدائر منذ زمن عن مشروعية الخروج على الحكام، وهل هم كفرة أم مسلمين أم منافقين أم شياطين أم سعادين؟! لا أرى أنه سار في الطريق الصحيح، لأن حكامنا يجب الخروج عليهم حتى لو أقاموا الصلاة وأدو الزكاة وحجوا إلى بيت الله الحرام، لأن هذه المظاهر الدينية لا تشكل خطراً على مصالحهم، ولا مصالح أسيادهم، بل لعلها تعزز أهدافهم وغاياتهم حين تتحول إلى شكليات وحركات خالية من المضامين الجوهرية.
إن الحكام العملاء والمتآمرين على واقع الأمة ومستقبلها يجب الخروج عليهم، ورفع السيف في وجوههم، لأنهم خانوا أمتهم، وسرقوا خيراتها، ونهبوا ثرواتها، ودمروا شعوبهم،، وحطموا مبدعيها، وكبحوا طموحاتها، وانحازو إلى أعدائها وتعاونوا معهم في القتل والتجويع والتجهيل والقمع والاضطهاد، لكي تظل الأمة ضعيفة خانعة مُستذَلّة لا تجد أي نافذة للنهوض والتقدم.
وكم هم مخطئون أولئك الذين يستدلون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أُمِّ المؤمنين أم سلمة هند بنت أَبي أمية حذيفة رضي الله عنها، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أنه قَالَ: ((إنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعرِفُونَ وتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ)) قَالوا: يَا رَسُول اللهِ، ألا نُقَاتِلهم؟ قَالَ: ((لا، مَا أَقَامُوا فيكُمُ الصَّلاةَ)) رواه مسلم.
لأن إقامة الصلاة تعني: شيوع العدالة، والأمانة والوحدة، والاعتصام بحبل الله المتين، والنهي عن الفحشاء والمنكر، وتعزيز الأخلاق الفاضلة، وكبح المفسدين، وصدّ المعتدين، وحراسة الثغور، وحماية البلاد، وتوثيق عرى الإيمان، وعمارة الأرض بالخير، والعقل بالعلم، والمجتمع بالفضيلة، وليس المقصود بإقامة الصلاة هو شكلها الظاهر، وحركاتها الرياضية، فهذه يفعلها المانفقون وغيرهم ما دام ذلك يعود عليهم ببعض المكاسب والمصالح، وقد يسأل هنا سائل أو يعترض معترض بأن السياق في نص الحديث يُفهم منه أن طاعة الحكام واجبة حتى وإن كانوا ظلمة وعصاة وفساقاً وغير ذلك، وقد يستدل المعترض لذلك بحديث " "" تسمع و تطيع للأمير فإن ضرب ظهرك و أخذ مالك فاسمع و أطع "" شعب الإيمان - البيهقي - (ج 6 / ص 62). فأقول هنا لكل
(يُتْبَعُ)
(/)
هؤلاء الذين يستخدمون الدين لإسكات الثائرين، ويوظفون النصوص لكم الأفواه وتثبيط الهمم، إن الإسلام برئ ومن هذا الفهم السقيم، والتوظيف اللئيم، لأن مقصد الحديث هنا هو الحث على التضحية بالمصالح الشخصية والفردية، لأجل مصالح العامة الجماعية، وذلك حين يكون الحكام فساقاً ومنحرفين في سلوكهم الشخصي وذواتهم كأفراد، فهذا لا يضيرنا ما داموا يقيمون الصلاة، ويحكمون بالعدل، ويقمعون الظلم، ويدافعون عن مصالح الأمة ويسهرون على تحقيق أمنها، ويحرصون على خيرها وبرها، وتحقيق رسالتها في التقدم والحضارة والخيرية، عندئذ ما لنا ولهم إذا كان فسقهم في داخل قصورهم فحسابهم عند ربهم.
كذلك بالنسبة لحديث وإن أخذ مالك وضرب ظهرك، فهو لمن يظلمه الحاكم بشكل شخصي وفردي لسبب من الأسباب، أو لظنٍّ من الظنون، أو لتوهمٍ أو وشاية، ينصحه النبي صلى الله عليه وسلم أن يصبر ويتجاوز ويتنازل عن حقه درءاً للفتنة العامة، ويضحي بمصالحه الشخصية في سبيل المصلحة العامة، وذلك حين تكون الأمة رخيّة هنيّة مزدهرة آمنة مطمئنة في عمومها، وحكامها حراس أمناء لمصالحها، وحماة أشداء لأمنها ودينها وحضارتها.
أما والأمة اليوم يُنكِّل بها حكامُها، فالشعوب مضطهدة جائعة، والمعتقلات غاصّة ممتلئة، والخيرات منهوبة، والثروات مسروقة، وأعداؤنا يقاسموننا على رغيف الخبز، وحفنة البرغل، والطاقات مهدرة بل مقموعة، وأهل الفساد والانحراف يمرحون، وأهل الصلاح والهدى مُستذلّون، ودماء المسلمين تسيل في كل مكان، وأشلاء أبنائهم ونسائهم تُدفن تحت أطنان من القنابل والدمار، أما والأمة كذلك: واقعٌ مظلم، ومستقبلٌ مجهول، وإبداعٌ مقتول، وعقولٌ بائسة، وأرواحٌ يائسة، فكيف لنا أن نسكت؟!
على أصحاب العمائم السلطانية أن يخرسوا ويكفوا عن التصفيق والتمجيد ليحصلوا على بعض الفتات وكفاهم كذباً ونفاقاً وتحريفاً للدين فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي حرر العرب من ترهات الجاهلية والوثنية والذلة والاستكانة والفرقة، وأخرجهم من الظلمات إلى النور لا يشرّع للخنوع، ولا ينصح بالخضوع للجبابرة والعتاة لأنه هو القائل صلى الله عليه وسلم: " وقد سُئل أيُّ الجِهادِ أفضلُ؟ قَالَ: ((كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائرٍ)) رواه النسائي بإسناد صحيح. وللحديث بقية.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
د. أحمد إدريس الطعان
– كلية الشريعة – جامعة دمشق
--------------------------------------------------------------------------------
([1]): انظر لمكيافللي – الأمير ص 136، 159، 169، 94، 101، 103، 147، 148 وبرتراندرسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 29 والغرب والعالم – كافين رايلي ص 13.
([2]) انظر: مكيافللي _ الأمير ص 147، 140، 149 وبرتراندرسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 30.(/)
نقض كتاب أبي مريم: " شبهات المشككين في أن الإسلام لا يصح إلا بالبراءة من المشركين"
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 09:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا الموضوع أخصصه لنقض كتاب المدعو أبي مريم الكويتي، والذي بعنوان: شبهات المشككين في أن الإسلام لا يصح إلا بالبراءة من المشركين .. والذي ظن به أنه نقض معتقدي في المسألة، وقطع حججي فيها.
وللعلم فإنه لا يردّ في هذا الكتاب على كتابي "نقض معتقد الخوارج الجدد"، بل إنه أتى بكلام لي غير محقق في أحد المنتديات، وطفق يرد عليه، مع أنني لم أورد هذا الكلام في نسخة الكتاب الثانية التي نشرتها في نفس المنتدى، لعلمي أن الحجة فيه مبهمة وليست من الوضوح بمكان حتى يعيها الجميع .. ولكن مع هذا فسوف أردّ عليه وأكشف مدى ضعف فهم هذا الرجل، بإذن الله تعالى.
ابتدأ الرجل في الباب الأول بكلام لابن القيم - رحمه الله - في وصف أهل الضلال وأحوالهم وشبهاتهم، فأقول له، ليتك وعيت كلامه وأخذت به. وليس لي من تعقيب سوى ذلك.
---
وفي بابه الثاني: المخالف يقرر الأصل الصحيح ثم ينقضه تماما نقل عنّي كلاماً قلت فيه:
نعم .. هذا صحيح .. إن انتفى اللازم (ومعنى انتفاؤه أي انتفاء أصله)، فقد انتفى الأصل الذي بُني عليه ... لذلك، فإن من لا يكفر المشركين (كلازم شرعي قطعي) فهو كافر، وغير معذور بالجهل أو بغيره .. لأنه لم يعرف معنى توحيد الله ...
فكيف يوحّد رجل الله .. وهو يظن أن من عبد غيره فهو موحد؟؟ ...
هذا لم يعرف معنى التوحيد
فأجاب:
من حكم بإسلام المشرك لم يحقق التوحيد
قال أبو مريم: هنا التزم المخالف الأصل الذي نقرره وهو أن من قال عن المشرك الذي يعبد غير الله أنه مسلم عابد لله تعالى مع علمه بأنه يقع في عبادة غير الله أنه لم يعرف معنى التوحيد ومن لم يعرف معنى التوحيد لا يكون مسلما لأن الإسلام لا يتحقق إلا بمعرفته والعمل به سواء قيل إن هذا لازم لحقيقة لا إله إلا الله أم أنه من معنى لا إله إلا الله فالخلاف يكون عندها اصطلاحي مع الاتفاق على الحقيقة.
التوقف في تنزيل الأصل الصحيح اتباعا للهوى
لكن الإشكال عند المخالف أنه ينازعنا في تنزيل هذا الأصل على بعض الطوائف والأعيان فنحن نعتقد أن كل من لم يكفر المشرك الذي عبد غير الله وهو يعلم أنه يعبد غير الله لا يكون مسلما حتى لو قال بأنه معذور بجهله أو بتأوله, لأن من وقع في الشرك قاصدا له مريدا له من غير إكراه هذا لم يحقق لا إله إلا الله, فمن عبد غير الله فقد جعل لله شريكا في العبادة فلا بد من الحكم عليه بأنه لم يعبد الله, فمن قال بأنه عابد لله مع أنه يقر بأنه يعبد غير الله هذا هو الجهل بحقيقة الإسلام.
أقول: ليته رجع إلى كتابي في نسخته الثانية حتى يقف على الكلام محققاً ويحيط بجوانب المسألة التي ذكرتُ.
فإن هذه ليست مسألتنا التي نختلف فيها، إنما مسألتنا هي في الذي يقول: إن هذا الفعل شرك أكبر، ومن يفعله فهو كافر، وهو عابد لغير الله، وغير مسلم .. ولكن التكفير يحتاج إلى شروط وموانع. وظنّ أن الجهل قد جعله الله عذراً ومانعاً من التكفير، كما جعل الإكراه وانتفاء القصد عذراً، لاختلاط الأدلة عنده وتضاربها، أو لعلّه يقيس الشرك (لقصور فهمه) على الكفر الأكبر، كقياس الشرك على جهل شمولية وإحاطة قدرة الله أو علم الله.
هذا هو محور المسألة وقطب رحاها ..
- فهل هذا الرجل يكفّر المشركين؟ .. الجواب: نعم.
- وهل امتناعه عن التكفير هو في عموم من يفعل هذا الفعل، أم في بعض الأعيان؟ .. الجواب: في بعض الأعيان.
- وهل علّة امتناعه عن التكفير هو اعتقاده أن من عبد غير الله مسلم؟ .. الجواب: لا، إنما لأنه يظنّ أن الله تعالى يعذر مثل هذا بالجهل، كما يعذره بالإكراه أو انتفاء القصد، أو كما يعذر أطفال المشركين.
فهو لا يرى الشرك إسلاماً .. ولا يرى المشرك مسلماً .. إنما يرى أن حُكم الشرك يُرفع عن من وقع فيه إن كان جاهلاً، كما يُرفع عن المُكره والمخطئ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الرجل يقول: أنا أعلم أن هذا الفعل شرك أكبر، وأن عابد غير الله كافر مشرك، ولكن عندي دليل من القرآن والسنة أنّ الله - عز وجل - لا يؤاخذ الجاهل، فأنا أتبّع هذا الدليل، كما أمر الله تعالى، ولا أكفّره حتى يتبيّن له أن فعله شرك أكبر، لأن هذا هو حكم الله تعالى.
- هل تصور هذا الرجل صحيح؟ .. أم أنّ لديه قصور في التصور؟ .. الجواب: لديه قصور، ولا يمكن تكفيره حتى يُبيّن له وجه خطئه، كأي صاحب خطأ أو بدعة.
قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 12/ 180 - 181]:
[-- فَالتَّكْفِيرُ يَخْتَلِفُ بِحَسَبِ اخْتِلَافِ حَالِ الشَّخْصِ. فَلَيْسَ كُلُّ مُخْطِئٍ وَلَا مُبْتَدَعٍ وَلَا جَاهِلٍ وَلَا ضَالٍّ يَكُونُ كَافِرًا؛ بَلْ وَلَا فَاسِقًا، بَلْ وَلَا عَاصِيًا، لَا سِيَّمَا فِي مِثْلِ مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ. وَقَدْ غَلِطَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ أَئِمَّةِ الطَّوَائِفِ الْمَعْرُوفِينَ عِنْدَ النَّاسِ بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ. وَغَالِبُهُمْ يَقْصِدُ وَجْهًا مِنْ الْحَقِّ فَيَتَّبِعُهُ، وَيَعْزُبُ عَنْهُ وَجْهٌ آخَرُ لَا يُحَقِّقُهُ، فَيَبْقَى عَارِفًا بِبَعْضِ الْحَقِّ جَاهِلًا بِبَعْضِهِ؛ بَلْ مُنْكِرًا لَهُ --]
وهذا الرجل الذي قصد وجهاً من الحق فاتبعه، وغاب عنه الوجه الباطل للمسألة، فحكم على الشيء بما عرف من الحق، فأخطأ الحكم، وأخطأ الاسم المترتب على هذا الحكم.
فكيف يكفر مثل هذا وخلافنا معه هو في تنزيل الحكم الشرعي لا أكثر؟؟ .. سبحان الله.
---------------
ثم يقول:
معلوم ضرورة أن من أظهر الشرك ليس مسلما
وهؤلاء الذين كفرناهم يقرون بأن من يحكمون بإسلامه يقع في الشرك الظاهر, ومعلوم ضرورة عند كل مسلم أن من يظهر الشرك الأكبر ظاهرا لا يحكم له بالإسلام لأنه لم يتبرأ من الشرك ولا يكون المرء مسلما حتى يظهر البراءة من الشرك ويجتنبه, كما قال تعالى {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} البقرة 256
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل 36
فالاستمساك بالعروة الوثقى قد يكون ظاهرا وباطنا وهو من حقق الإسلام ظاهرا وباطنا فآمن بالله وكفر بالطاغوت واجتنب عبادته. وقد يكون ظاهرا دون الباطن وهو من أظهر الكفر بالطاغوت واجتناب عبادته ظاهرا وهو باطنا يؤمن بالطاغوت ولا يكفر به, فهذا يحكم له بالإسلام الظاهر وهو حال المنافق. أما من أظهر عبادة الطاغوت ولم يجتنبه فهذا لا يقول مسلم أنه كفر بالطاغوت مع إظهاره للشرك
لا أزيد عمّا ذكرته سابقاً سوى قولي:
أنت أيضاً لا تكفّر كلّ من وقع في الشرك الأكبر .. أليس كذلك؟
هل تكفّر من وقع في الشرك الأكبر وهو مكره؟ .. ستقول لي لا .. فهل أقول في حقك أنك لا تكفر المشركين؟
هل تكفّر من وقع في الشرك الأكبر مخطئاً ومنتفياً قصده؟ .. ستقول لي لا .. فهل أقول في حقك أنك لا تكفر المشركين؟
ستقول لي هذه أعذار شرعية ثابتة في القرآن والسنة، ترفع وصف الشرك عمّن وقع فيه.
فأقول لك: ومن زاد فيها عذراً شرعياً، وهو الجهل، لدليل عنده من القرآن والسنة، بغض النظر عن كون استدلاله صحيحاً أم لا، فهل هو حاله إلا كحال المخطئ في اعتبار بعض جوانب الإكراه، أو المخطئ في بعض جوانب انتفاء القصد؟ .. بل قل: المخطئ في أي مسألة شرعية، أو ابتدع في الدين أمراً ظنه حقاً ..
ما يفرق هذا عن ذاك؟؟
ومما كنا نُفحم به أتباع هذا الرجل أننا كنا نقول لهم:
هذا الرجل الذي امتنع عن تكفير بعض أعيان الواقعين في الشرك الأكبر ممن ينتسبون إلى الإسلام، لإعذاره إياهم بالجهل، ما علّة تكفيره؟ وما مناط كفره؟
فكانوا يذكرون عدة حجج واهية، منها:
- أنه لا يعرف حقيقة التوحيد ..
فكنا نجيبهم: بل هو يعرف، لذلك اجتنب الشرك وعبد الله تعالى .. ويعرف أن ما يفعله المشركون باطل وكفر وشرك ..
فهذا وحّد الله تعالى، واجتنب عبادة غيره، فحقق قول الله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
- أنه ردّ النصوص الشرعية القطعية، وخالف الإجماع:
فقلنا لهم: هو لم يردّ هذه النصوص الشرعية، بل آمن بها واعتقدها، ولكن قيّدها بنصوص أخرى شرعية ثبتت عنده، وأخطأ فهمها .. فحقيقته أنه متبّع لأمر الله تعالى، وإن أخطأ في فهم أمره.
وأما الإجماع فهو يقيّده كذلك، لقصور فهمه أو تضارب الأدلة عنده.
- أنه قد والى الشرك وأهله
فقلنا لهم: هذا يلزم كل من لا يكفّر الكافر أن يكون قد والاه ووالى كفره .. وهذا معلوم بطلانه عقلاً وشرعاً.
فأما موالاة الشرك، فهذا باطل، حيث إنه يشهد إن هذا الفعل شرك وضلال، ويبغضه ويجتنبه، فلا يُمكن أن يقال هذا.
أما موالاة المشرك، فهي صحيحة، ولكنها موالاة جزئية وليست كلية، لا تنقض أصل دين الرجل.
فهو يرى أن هذا الواقع في الشرك الأكبر معذور بجهله، فوالاه على ما معه من إيمان بالله واتباع للرسول (ص) .. ولم يواله لعبادته غير الله ..
فكانوا لا يحيرون جواباً ..
--------------
يتبع إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 09:52]ـ
أبو شعيب وفقك الله تعالى
-----------------
وكما قلنا سابقاً أن هؤلاء القوم ليس عندهم إلا هذا التأصيل المتهافت
وننتظر منك باقي الرد جزاك الله خيراً
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 10:18]ـ
ثم ذكر هذا الرجل أصولاً نوافقه عليها، ولكنه للأسف لا يميّز بين اللفظ العام وما يُقيّده. فذكر أن المشركين كانوا يعلمون أنهم مشركون، وأنهم على باطل، وأن الإسلام يدعوهم إلى نبذ دين آبائهم، وترك عبادة الطواغيت والكفر بها ..
فهل جادله أحد في ذلك؟؟ .. وهل اعترض عليه معترض وذكر كلاماً مخالفاً لذلك؟ .. فلا أدري ما وجه طرحه لهذه المسائل وجميع المسلمين يعلمون ذلك يقيناً.
خلافنا هو في تكفير من لم يكفّر بعض من وقع في الشرك الأكبر، لأحوال واعتبارات وتصورات قامت في ذهنه، قصد بها اتباع الحق، فأخطأه ..
فلأي شيء يكفر مثل هذا؟؟ .. هل تراه قال: إن من عبد غير الله فهو موحّد؟؟ .. فجعل أصل الحكم الشرعي في الشرك هو التوحيد؟؟
أم أنه يعتقد ويقول إنه من عبد غير الله فهو كافر مشرك، ولكن لا يُحكم على كلّ أحد بذلك حتى تحقق فيه الشروط وتنتفي فيه الموانع .. فأخطأ في ضبط الشروط والموانع (وهنا يقع الخلاف) ..
فهل من أخطأ في ضبط الشروط والموانع يكفر من فوره، دون إقامة حجة وبيان الحق له؟؟ .. وأليس هذا من المسائل التي تحتاج الحجة فيها إلى تفصيل؟؟ .. سبحان الله!!
ثم يقول:
من كان أصله صحيحا لكن أخطأ في التنزيل ليس خارجيا
ويخالفنا هذا القائل في مسألة تنزيل هذا الأصل على بعض الطوائف والأعيان ومع ذلك نحن عنده خوارج فهذا إما من الظلم وقع فيه المخالف انتصارا لمن يعظمه فمن أجل نصرته جعل يطعن في دين مخالفه ويحكم عليه بالجهل والضلال مع أنه يوافق مخالفه على التأصيل وإنما الخلاف في التنزيل أو من جهل المخالف بهذه المسائل لذا لا ينزل على الأعيان فيعذر من لم يتبرأ من المشركين بالجهل والتأويل مع أنه يقر بأنه لا يعذر بجهل ولا بغيره قال تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} الأحزاب 72.
ومن كان أصله صحيحاً وأخطأ في تنزيل الحكم على بعض المشركين، كيف يكون كافراً؟؟
إن كنت تدعي أن إكفارك للموحدين تُعذر به إن كان أصلك صحيحاً .. فعلام لا تعذر من أسلم بعض المشركين إن كان أصله صحيحاً؟؟
وللعلم فإن قد وَرد في السنة أحاديث صحيحة صريحة بيّنة في عِظم جُرم من يكفّر المسلمين .. بل وذكر بعضها أن تكفير المسلم كفر .. ولم يأت حديث واحد بهذا البيان والصراحة في الامتناع عن تكفير المشرك!! .. وإنما كان هذا الحكم استنباطاً شرعياً من أدلة الكتاب والسنة ..
فإن كنت ترى نفسك معذوراً في مسألة جاءت فيها أحاديث صحيحة صريحة في التحذير منها، فلماذا لا تعذر غيرك في مسألة لم تُبيّن إلا بالاستنباط الشرعي؟؟
ولعلّك تقول: ولكن هؤلاء ليس لديهم الأصل الصحيح، لأنهم يعذرون المشرك بالجهل ..
فأقول لك: هل ضبط شروط التكفير وموانعه من أصول الدين التي لم يُخالف فيها أحد، أم من فروعه؟
فإن قلت لي من الأصول، فيلزمك أن تأتي بالنصوص الصريحة المستفيضة المتواترة على ذلك، مع ذكر إجماع الأمة .. ويلزمك كذلك أن كل من خالف في ذلك من أهل السنة فهو مبتدع أو كافر.
هذا مع أن ضبط موانع التكفير وقع فيه النزاع وما زال، ومن قِبَل علماء أجلّاء .. ومثاله:
القاضي عياض - رحمه الله - يرى أن من شرب الخمر فسكر، ثم نطق بالكفر، فهو كافر.
أما ابن تيمية وابن القيم - رحمهما الله - فيريان أنه معذور لغياب عقله، ولا يكفرانه.
فعند القاضي عياض، هذا السكران قد تحققت فيه الشروط، وانتفت فيه موانعه، فكفّره من أجل ذلك ..
أما عند ابن تيمية، فإنه لم تتحقق فيه الشروط ولم تنتف فيه جميع الموانع، فلم يكفّره.
فهل على من يتبع مذهب القاضي عياض أن يكفّر ابن تيمية ومن اتبعه في هذه المسألة بحجة: عدم تكفير المشركين؟؟
ستقول لي: ولكن ابن تيمية لم يتحقق عنده أنه كافر، لاعتبار السُكر عذراً ..
فأقول لك: ولكنه تحقق عند القاضي عياض أنه كافر، لعدم اعتباره السكر عذراً ..
ومثال آخر ..
الشيخ علي الخضير - فك الله أسره - يرى الحكم بالقانون في مسألة واحدة شرك أكبر، وكافر من يفعله.
والشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - يرى أن ذلك كفر أصغر، وصاحبه فاسق، ولكنه مسلم إن لم يستحل أو يبغض حكم الله.
فهل على الشيخ علي الخضير تكفير الشيخ ابن إبراهيم؟
فضبط الشروط والموانع مسألة اجتهادية، والمُكفّر للمخطئ فيها من الغلاة المارقين.
يتبع إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 10:30]ـ
جزاك الله خيراً أخي (الإمام الدهلوي)،
لم يصلني كتابه سوى اليوم، فوجدت فراغاً من الوقت رجوت فيه أن أشرع في نقض كتابه وفضح مدى جهل هذا الرجل وضعف عقله.
وقد يأخذ لك أياماً، نحتسبها عند الله تعالى. وسأتوقف عند هذا اليوم، وسأكمل غداً - إن شاء الله تعالى -.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 11:01]ـ
بارك الله فيك أخونا الحبيب أبو شعيب
وأعانك الله على هذا الجهد الطيب
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 07:46]ـ
وفيكم بارك الله أخي الكريم .. وأسأل الله أن يُتمه على خير.
------------------------------
يقول:
بدعة حصر الكفر في المعاند فقط, ونقل قول أبي بطين في ذلك
فإن من كفرناه أقواله صريحة بتأصيل مسألة عذر من عبد غير الله إذا كان جاهلا أو متأولا ومعلوم عن كل من يعرف نصوص الكتاب والسنة أن أكثر المشركين سبب شركهم هو الجهل والتأويل ولم يمنع هذا من الحكم بأنهم مشركون وهذا مجمع عليه بين الأمة ويلزم على هذا الأصل أنه لا يكفر إلا المعاند قال الشيخ أبا بطين رحمه الله (فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولا، أو مجتهدا أو مخطئا، أو مقلدا أو جاهلا، معذور، مخالف للكتاب والسنة، والإجماع بلا شك، مع أنه لا بد أن ينقض أصله، فلو طرد أصله كفر بلا ريب، كما لو توقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك).
ليت هذا الرجل يعرف ما ينقل عن العلماء، فهذا الجزء الملوّن بالأحمر ينقض كل ادعاءاته.
فإن الشيخ أبابطين - رحمه الله - لم يُكفّر القائل بهذه الدعوى ابتداء .. بل قال إنه لو طرد أصله (أي التزم بلوازم هذا الأصل) لكفر بلا ريب .. ويعني هذا أنه إن لم يلتزم لوازمه لم يكفر!!! .. وهذا ما يُفهم من الكلام .. ولكن هذا الرجل ينقل ما لا يعي، والله المستعان.
وهذا كلامه أيضاً في نفس المسألة ويوضّح فيها ما ذكر:
قال الشيخ أبابطين - رحمه الله -:
فإن كان مُرتكب الشرك الأكبر معذوراً لجهله، فمن الذي لا يُعذر؟! ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلاَّ المعاند، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله، بل لا بُد أن يتناقض، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -، أو شك في البعث، أو غير ذلك من أصول الدين، والشاك جاهل. والفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، نطقاً، أو فعلاً، أو شكاً، أو اعتقاداً، وسبب الشك الجهل. ولازم هذا: أنّا لا نُكفر جهلة اليهود والنصارى، والذين يسجدون للشمس والقمر والأصنام لجهلهم، ولا الذين حرقهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالنار، لأنّا نقطع أنهم جُهال، وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يُكفر اليهود والنصارى أو شك في كُفرهم، ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال.
انظر كيف يقول إن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله .. لأن طرد أصله كفر، فإنه عندها سيحكم بإسلام كل كافر على وجه الأرض ..
وفي النقل الذي أتى به أبو مريم يتبيّن صراحة أن أبابطين لا يُكفّر إلا من طرد أصل هذه الدعوى، وليس القائل بها ابتداء.
ثم أقول إن من يعذر المشركين بالجهل، لا يعذرهم بالصورة التي يظنها هذا الرجل، وهذا من ضحالة علمه بمذاهب العاذرين بالجهل .. وربما لافترائه عليهم.
فإنهم لا يعذرون من كان يعتقد الشفاعة الشركية التي كان يعتقدها كفار قريش في آلهتهم، والتي هي مستقبحة في كل الفطر، ويتنزه الله تعالى عنها، والتي جاء القرآن بنفيها في مواضع كثيرة .. والتي تجعل هذه الآلهة شريكة لله تعالى في سلطانه.
إنما إعذارهم هو لمن وحّد الله تعالى بالجملة، وجهل جانباً من جوانب ألوهيته .. فصرف شيئاً من مظاهر العبادة لغير الله تعالى .. وهو يعتقد أن هذا الغير هو في سلطان الله، وأن الله تعالى مسيطر ومهيمن عليه، وأنه عبد لله تعالى ..
فمشركو قريش لم يعتقدوا في آلهتهم العبودية لله تعالى .. بل اعتقدوا أن لها شفاعة لازمة واجبة على الله - سبحانه وتعالى -، وأنها شريكة لله تعالى في تدبيره وقضائه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأين هؤلاء المنتسبون للإسلام، الذين يعتقدون العبودية في أوليائهم لله تعالى، من هؤلاء الذين يعتقدون ألوهية وشراكة معبوداتهم؟
وهذه المسألة الأولى ..
والمسألة الثانية هي ..
إن حقيقة إعذار الواقعين في الشرك الأكبر من المنتسبين للإسلام ليس كما يتصورها هذا الرجل .. من أن هؤلاء العلماء يُقرّون بأن فلاناً يعبد غير الله تعالى، ثم هم يَعدّونه موحداً على الرغم من شركه ..
ليس الأمر هكذا ..
بل إنهم يميزون بين حقيقة العبادة، وبين مظاهر العبادة ..
فحقيقة العبادة هي: الطاعة المقرونة بكمال الذل مع كمال الحب للإله.
ومظهر العبدة هو: كل ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال.
فمظاهر العبادة لا تستلزم حقيقة العبادة ..
فمن سجد لغير الله تعالى، ولم يحقق في قلبه حقيقة العبادة .. فهذا واقع في الشرك الأصغر .. وإن حقق حقيقة العبادة، فهذا واقع في الشرك الأكبر.
وقس على ذلك الذبح لغير الله تعالى، باسم غير الله .. فإن فعلها ولم يحقق في قلبه حقيقة العبادة، فهو شرك أصغر ..
فبهذه التصورات يخرجون فاعل الشرك عن حقيقة الشرك ..
ومثل هذا ما قاله الصنعاني - رحمه الله - فيما نقله عنه الشوكاني - رحمه الله - في الدرّ النضيد، فإنه قد جعل أفعال هؤلاء المشركين من الكفر الأصغر ..
وقد ذكرت في كتابي "نقض معتقد الخوارج الجدد" في طبعته الثانية ما يلي:
لو أن رجلاً ظنّ أن النبي (ص) له القدرة على الخلق وعلى إحياء الموتى (وهي أمور يختص بها الله - عز وجل -) .. فهذا لا شكّ في كفره ..
ولكن لو أنه ظنّ أن الله - عز وجل - جعل هذه القدرة في نبيه (ص) بإذنه وبأمره، كما جعلها في عيسى - عليه السلام - .. وأن النبي (ص) مع ذلك لا يملك من أمره شيئاً، بل هو عبد لله تعالى، لا يضاهيه في شيء ولا يماثله، وكل ما يعتقده فيه إنما هو بإذن من الله وأمره .. فهذا لا يكفر عند هؤلاء العلماء حتى تقام عليه الحجة.
وإن رتّب على هذا المعتقد أن يسأل الرسول (ص) بعد موته أن يشفي مريضه، ظاناً منه أن الله - عز وجل - جعل فيه القدرة على ذلك وهو في قبره، وأنه لا ينفك أن يكون عبداً رسولاً .. ولكن ذلك بأمر الله .. فهذا عندهم لا يكفر حتى تقام عليه الحجة.
هذا هو تصوّر هؤلاء العلماء لهذه المسألة، وهو قول قوي معتبر، فإن هذا المشرك لم يُخرج الرسول (ص) عن أمر الله وسلطانه، ولم يُخرجه عن عبوديته، وليس حاله كحال عبدة الأوثان التي جعلها أصحابها ذوات شفاعات لازمة موجبة على الله تعالى.
فهذا هو تصورهم، وبغض النظر عن كونه صحيحاً أو باطلاً، فإنه تصوّر معتبر.
وللعلماء في التصورات مذاهب وأحوال ..
فمن تصوراتهم ما يخرج الشرك الأكبر إلى الشرك الأصغر .. كحال مسألة دعاء المقبور ليدعو الله تعالى .. وكحال لبس الصليب (على قول بعض فقهاء الشافعية).
- ومن التصورات ما يخرج الفاعل من كونه مشركاً مع أنه مقارف لفعل الشرك .. كحال مسألة الاستغاثة بالمقبور.
- ومن التصورات ما تضيف موانع جديدة في التكفير، تخرج فاعل الشرك من كونه مشركاً .. كمن جعل السُّكر أو شدة الغضب من موانع التكفير في سبّ الله تعالى .. أو قول الشرك وفعله .. أو من نسب إلى الإكراه أحوالاً أخرى.
- ومن التصورات ما تكون قاصرة، يقصد بها العالم طرفاً من الحق، ويغيب عنه طرفه الآخر .. كما قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 12/ 180 - 181]:
[-- فَالتَّكْفِيرُ يَخْتَلِفُ بِحَسَبِ اخْتِلَافِ حَالِ الشَّخْصِ. فَلَيْسَ كُلُّ مُخْطِئٍ، وَلَا مُبْتَدَعٍ، وَلَا جَاهِلٍ، وَلَا ضَالٍّ، يَكُونُ كَافِرًا؛ بَلْ وَلَا فَاسِقًا، بَلْ وَلَا عَاصِيًا، لَا سِيَّمَا فِي مِثْلِ مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ. وَقَدْ غَلِطَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ أَئِمَّةِ الطَّوَائِفِ الْمَعْرُوفِينَ عِنْدَ النَّاسِ بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ. وَغَالِبُهُمْ يَقْصِدُ وَجْهًا مِنْ الْحَقِّ فَيَتَّبِعُهُ، وَيَعْزُبُ عَنْهُ وَجْهٌ آخَرُ لَا يُحَقِّقُهُ، فَيَبْقَى عَارِفًا بِبَعْضِ الْحَقِّ جَاهِلًا بِبَعْضِهِ؛ بَلْ مُنْكِرًا لَهُ --]
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل هذا، وهم لا يعذرون إلا من كان الأصل فيهم ظاهراً التوحيد (أي: ينتسبون إلى الإسلام وينطقون بالشهادتين ويدّعون متابعة الرسول (ص)) .. فتلبسوا ببعض مظاهر الشرك.
مع أنهم يقولون: من تحققت فيه الشروط، وانتفت فيه الموانع، فهو كافر عيناً ..
فهم ليسوا من الذين يقولون: الفعل كفر ولكن الفاعل لا يكفر بحال، وأمره إلى الله!!!
فالتكفير - كما ذكرت سابقاً - من الأحكام القضائية، التي يلزم منها علم بفقه الواقع وتصوّره .. كما قيل: الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
ويلزم منها علم بشروط التكفير وموانعه ..
وكل هذه العلوم من علوم القضاء، التي لا يُطالب بها الجهال كي يدخلوا الإسلام ..
مع إعادة التنبيه على أننا نتكلم عمّن ينتسب إلى الإسلام، أي الأصل فيه ظاهراً هو التوحيد، حتى يظهر خلاف ذلك.
ولا نتكلم عمّن انتفت جميع الأعذار بحقه، عند الجاهل والعالم .. كمن هو صراحة على غير دين الإسلام ..
ولكن، وكما ذكرت آنفاً، فإن مسائل الأعذار الشرعية مستقاها الشرع وليس العقل المجرد .. لذلك فإن ما ينتفي عقلاً وعند صاحبه يصح نقلاً، لا يحكم عليه بالكفر إن قصد اتباع الحق.
يقول ابن تيمية – رحمه الله – في [مجموع الفتاوى: 19/ 212]:
[-- فَإِنَّ الْكُفْرَ وَالْفِسْقَ أَحْكَامٌ شَرْعِيَّةٌ، لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَامِ الَّتِي يَسْتَقِلُّ بِهَا الْعَقْلُ ... وَحِينَئِذٍ فَإِنْ كَانَ الْخَطَأُ فِي الْمَسَائِلِ الْعَقْلِيَّةِ - الَّتِي يُقَالُ إنَّهَا أُصُولُ الدِّينِ - كُفْرًا، فَهَؤُلَاءِ السَّالِكُونَ لهَذِهِ الطُّرُقَ الْبَاطِلَةَ فِي الْعُقَلِ، الْمُبْتَدَعَةِ فِي الشَّرْعِ، هُمْ الْكُفَّارُ، لَا مَنْ خَالَفَهُمْ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْخَطَأُ فِيهَا كُفْرًا، فَلَا يَكْفُرُ مَنْ خَالَفَهُمْ فِيهَا، فَثَبَتَ أَنَّهُ لَيْسَ كَافِرًا فِي حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ. وَلَكِنْ مِنْ شَأْنِ أَهْلِ الْبِدَعِ أَنَّهُمْ يَبْتَدِعُونَ أَقْوَالًا يَجْعَلُونَهَا وَاجِبَةً فِي الدِّينِ، بَلْ يَجْعَلُونَهَا مِنْ الْإِيمَانِ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْهُ، وَيُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ فِيهَا، وَيَسْتَحِلُّونَ دَمَهُ؛ كَفِعْلِ الْخَوَارِجِ وَالْجَهْمِيَّة وَالرَّافِضَةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ. --]
فهم بنوا تكفيرهم لهؤلاء العلماء بمجرد العقل، إذ لم يستسيغوا إعذارهم وكلامهم مناقض لأفهامهم .. فكفروهم جزافاً وافتراءً على الله الكذب.
يتبع إن شاء الله ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 07:12]ـ
يقول:
فمن آخى المشركين إمام فاضل, ومن عمل بالأصل الصحيح خارجي؟
فمن يقع في الشرك جهلا أو تأولا معذور مسلم. ومن جهل هذا الرجل أن يقول بأن من حكم بإسلام من عبد غير الله لا يعرف التوحيد ولا يعذر بجهل ولا بغيره, ومع ذلك يعذر من حكم بإسلام من عبد غير الله بالجهل والتأويل, فيقرر الأصل ثم ينقضه من غير شعور بأنه نقض أصله. فإذا كان الأصل أنه من لم يكفر المشركين, وهو يعرف شركهم, لا يعذر بالجهل ولا بالتأويل, فلِمَ عذرت من تعظمه مَن تسميهم أهل التقوى والصلاح؟ لِم تجادل عن قوم توقفوا في المشركين مع علمهم بأنهم يقعون في الشرك كالظواهري وغيرهم من قادة جماعة القاعدة أو غيرهم من يعتقد مثل هذا.
أصلكم هو كأصل الخوارج الذين قالوا: إن الحكم إلا لله .. فظنوا أن ما فعله الصحابة هو ناقض لهذا الأصل، مع أنه أصل صحيح، فكفّروهم .. فما تفرقون عنهم؟
أنت تكفّرون من يعتقد اعتقاداً جازماً أن من عبد غير الله فهو كافر .. ولكنه أخطأ في تنزيل الحكم .. فخلافكم معه ليس في أصل المعتقد، بل في تنزيل الأحكام، فكفّرتموه بذلك .. فجعلتم مسائل الأسماء والأحكام من أصل الدين الذي لا يُعذر أحد في الجهل أو التخبط به.
ثم من الواضح أن هذا الرجل بليغ الجهل وضعيف الفهم ..
هو لا يفهم معنى قولي: "إن من لا يكفر المشركين فهو كافر" .. فصار تصنيف المشركين هو بشركهم .. أو ما يُسمى كفر النوع وليس كفر العين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن أنا قلت: من يحبّ اليهود والنصارى فهو كافر .. فهنا أنا صنّفت اليهود والنصارى وفقاً لدينهم، أي إن حبه لهم هو لدينهم .. كمن يقول إنه يُحب النصارى .. فمعنى هذا أنه يحبهم لأنهم نصارى، لأنه صنفهم بدينهم.
ولكن إن وُجد رجل يحب نصرانياً معيّناً لدنياه، وهو مُبغض لدينه، فإننا لا نُعمل هذه القاعدة فيه .. لأن حبّه لهذا النصراني لم يُبن على دينه، أي لأنه نصراني، بل لأجل متاع الدنيا .. ومثله من يحب زوجته النصرانية لأنها جميلة مثلاً، لا لأنها نصرانية.
فكون من لا يكفّر المشركين (التصنيف هنا بشركهم) كافراً، هذا لأنه لا يرى عبادة غير الله تعالى كفراً .. وهذا هو عين الكفر.
أما لو قال: أنا أكفّر المشركين، ولكن أرى فلاناً معذوراً لأنه جاهل، والله تعالى أمرنا بإعذار الجاهل .. فهل هذا سمى الشرك إسلاماً؟ .. الجواب لا .. فلأي شيء يكفر إذن؟؟ .. وهل ردّ النصوص؟ .. الجواب: لا، بل هو يظن أنه يتبع النصوص.
ومثل ذلك فتوى ابن تيمية - رحمه الله - الشهيرة في إعذار الشاك في بعض قدرة الله تعالى، والشاك في بعض علم الله تعالى .. فإنه يعذره بالجهل .. فلماذا لا تكفرونه؟؟ ..
أليس الشكّ في بعض الربوبية هو كالشك في بعض الألوهية؟؟
وأنا أقول لك حقيقة أنني لا أفهم كيف استساغ ابن تيمية - رحمه الله - إعذار الشاك في كمال قدرة الله تعالى أو الشاك في شمول علم الله تعالى، ولكنه صاحب دليل، وهو يرى أنه يتبع الدليل وإن لم تُكشف علّته. .. فهل علينا تكفيره ونقول له إنه يعذر الجاحدين الكفرة؟
أليس علم الله وقدرته هي من مباني ألوهيته، سبحانه وتعالى .. وإنه لم يستحق الألوهية إلا لإحاطة علمه وشمول قدرته؟؟
وما الفرق - كما تؤصّلون - بين الشاك ببعض قدرة الله، والشاك بجميع قدرة الله؟
وبعض العلماء لم يعذر مثل هذا بالجهل، ولم يرق له أن يكون الجهل في حقه عذراً .. كابن الجوزي ..
فهل على من ينهج نهج ابن الجوزي - رحمه الله - تكفير ابن تيمية ومن تابعه من علماء؟
ولكن الصواب أن يُقال إن ابن تيمية - رحمه الله - صاحب دليل، وإن أخطأ الاستدلال. وغرضه هو اتباع الدليل، وليس معاندة الشرع، وقد يغيب عنه جانب من صورة المسألة ويحضر عنده جانب آخر، فرأى الحق فيما حضر عنده دون ما غاب عنه.
وحتى الآن لم يأت هؤلاء القوم بمناط صحيح في كفر من توقف في تكفير بعض المشركين لالتباس الأدلة عنده .. والله المستعان.
أما عن عدم تكفير المجاهدين لحركة حماس، فقد بيّنت ذلك في كتابي في طبعته الثانية، إذ قلت:
أما عن عدم تكفيرهم لحركة حماس وهي تحكم بغير ما أنزل الله، مع إقرارهم أن فعلها شرك وكفر .. فيقال إنهم رأوا أن هذه الحركة لديها شبهة تأويل وشبهة إكراه.
فمن ناحية شبهة الإكراه، هم يرون أن إسرائيل سوف تدمرهم عن بكرة أبيهم إن هم حكموا بشرع الله .. فصارت هذه شبهة إكراه.
ومن ناحية شبهة التأويل، فهم رأوا أن الرسول (ص) منع من إقامة الحدود في حال الحرب، فظنوا أن هذه بهذه.
وقد يتأولون أموراً أخرى كعدم التمكين في الأرض وكثرة المعارضين لحكم الله بما سيفضي إلى حرب أهلية قد تستغلها إسرائيل، أو يورث ذلك العجز عن إقامة الشرع، كما عجز النجاشي – رحمه الله -، وما إلى ذلك من تأويلات وأشباه التأويلات.
وحيث إن القاعدة الشرعية تنص على درء الحدود بالشبهات، وأنّ من دخل الإسلام بيقين لا يخرج عنه بشك أو شبهة، فإن المجاهدين قد احتاطوا في ذلك وسلكوا سبيل السلامة مع كثرة شبهات الأعذار الشرعية التي قد تدّعيها حماس.
وأنا لست هنا في مقام إعذار حماس أو غيرها، ولكن في مقام إعذار هؤلاء المجاهدين.
فكونهم لم يكفروا حماساً مع إقرارهم أن فعلهم من الشرك الأكبر، لا يحلّ لنا المجازفة في تكفيرهم حتى نعلم سبب الامتناع عن تكفيرهم .. فإن كان السبب هو مجرّد معاندة الحق وردّه، بحيث ثبت عندهم كفرهم وردتهم، ولكنهم عاندوا واستكبروا، فقد كفروا .. وإن امتنعوا لتأويلهم عذراً شرعياً في حماس، فهؤلاء مجتهدون
أما عن كون الحاكم بغير ما أنزل الله يُمكن أن يُعذر بالجهل، فالجواب نعم، إن كان جهله مُلجئاً.
وقد قلت في مشاركة لي في هذا المنتدى:
(يُتْبَعُ)
(/)
والآن نأتي إلى مسألتنا، وهي: الحكم بغير ما أنزل الله بصورته الشركية.
ولنجعل هذا الحاكم في جاهلية جهلاء، هو وشعبه .. لم يصلهم من القرآن شيء .. أو قل، هم أعاجم لا يفقهون العربية، وعُدم من يعلّمهم، ولا يستطيعون لطلب العلم سبيلاً .. وحالهم كحال الذين جاء ذكرهم في الحديث: «يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك، ولا صدقة. وليُسرى على كتاب الله - عز وجل - في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية. وتبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير، والعجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، فنحن نقولها. فقال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة. ثم ردها عليه ثلاثاً، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة! تنجيهم من النار، ثلاثاً»
ولم يصلهم حدّ الزنى، ولا حدّ شرب الخمر، ولا حدّ السرقة .. وغير ذلك .. ولم يعلموا - لفرط جهلهم - أن الله تعالى شرع هذه الأمور وجعلها من دينه .. وظنوا أنهم مخيّرون في ذلك، كما هم مخيّرون في القوانين الإدارية.
ويقولون: نحن نعتقد أن دين الله هو الحق، وهو الواجب الاتباع .. ولو بلغنا خلاف ما نحن عليه، لتركناه واتبعنا حكم الله تعالى .. فإن الله تعالى لا معقب لحكمه، ولا يحلّ لأحد مخالفة أمره ..
فهم بهذا المعتقد وحّدوا الله بالتشريع .. ولم يقصدوا بعمل هذه القوانين مخالفة أمر الله تعالى، ولا قصدوا تبديل حكمه أو إبطاله .. ولكن هذا ما بلغهم من العلم في أحكام الله تعالى ..
فمع كون فعلهم شركاً أكبر .. فإنهم - عند هؤلاء العلماء - معذورون بالجهل حتى يبلغهم حكم الله تعالى، فإن هم ردّوه وأصروا على الحكم بقانونهم، فهم كفّار ..
---------
وحتى تتوضح لك الصورة أكثر في هذه المسألة، سأبيّن لك بمزيد إسهاب .. إن شاء الله.
يقول الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى: 21]
وكل بدعة في الدين هي تشريع لم يأذن به الله تعالى .. وهذا معلوم عند كل أحد.
ولكن .. من ابتدع في دين الله تعالى قاصداً اتباع الحق، ولا يقصد مخالفة أمر الله تعالى .. فهذا لا يكفر، بل وقد لا يفسق (بحسب حاله)، حتى تقام عليه الحجة. [مع أن فعله شرك أكبر، وهو تشريع ما لم يأذن به الله]
ومن ابتدع في الدين عالماً بمخالفة بدعته لأمر الله .. فهذا كافر طاغوت ..
وكذلك الحال في من استحل الحرام أو حرّم الحلال .. وهو جاهل في ذلك، غير عالم بحكم الله تعالى ..
فإن التحليل والتحريم هو حق لله تعالى لا غير، وهو تشريع .. ولكن من حلل الحرام ظناً منه أن الله أذن به .. أو حرّم الحلال ظناً منه أن الله منعه .. لفرط جهله وقلة علمه .. فهذا لا يكفر حتى تقام عليه الحجة ..
يتبع إن شاء الله ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 09:09]ـ
يقول:
فمن عجيب جهله أنه يحكم على من توقف في من وقع في الشرك الأكبر, وهو يعلم أنه يقع في الشرك الأكبر, بسبب الجهل والتأويل, مع أنه يعتقد أن من حكم على من عبد غير الله بأنه عابد لله تعالى أنه لم يعرف التوحيد! بينما نحن عملنا بأصلنا وحكمنا بأن من حكم على من عبد غير الله بأنه عابد لله تعالى لا يكون مسلما سواء أ جاهل هو أم متأول, فأصبحنا خوارج غلاة جهالا, فأي الفريقين أحق بالجهل والضلال من حكم بإسلام المشركين أم من حكم بكفر من لم يتبرأ من المشركين؟!!!.
من جهل هذا الرجل أنه لا يفرّق بين الحكم العام، والذي يُصنف فيه المرء بحسب فعله أو قوله .. وبين الحكم الخاص والذي لا يُشترط أن يكون موافقاً للحكم العام حتى تتحقق الشروط وتنتفي الموانع.
فقولنا إن الفعل كذا، يلزمنا قطعاً أن نقول: إن فاعله كذا .. لأن مرتكب الفعل فاعل له ..
فإن حكمنا على فعل بأنه معصية .. نحكم على فاعله بأنه عاص.
وإن حكمنا على فعل بأنه فسق .. نحكم على فاعله بأنه فاسق.
وإن حكمنا على فعل بأنه كفر .. نحكم على فاعله بأنه كافر.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك، فعندما نقول: كل من لا يؤثّم العاصي فهو كافر .. فلأنه من لا يؤثم فاعل المعصية عموماً، فهو لا يعتقد بأن هذا هذا الفعل معصية أصلاً .. وقد عاند النصوص الشرعية.
وعندما نقول: كل من لا يُفسّق الفاسق فهو كافر .. فلأنه لا يعتقد فسق الفعل عموماً، وعليه فهو يردّ النصوص الشرعية التي بيّنت أن هذه الأفعال من الفسق.
وكذلك الحال في من لم يكفّر الكافر .. فالتصنيف هنا هو بالفعل، فإن من لا يكفّره عموماً، لا يعتقد أن فعله كفر، وقد جاءت النصوص بغير ذلك ..
فالتكفير والتفسيق والتأثيم كلها أحكام شرعية .. مستقاها الشرع وليس العقل ..
والحكم على الفاعل المُعيّن قد يتخلّف لاعتبارات شرعية، حتى تتحقق فيه الشروط وتنتفي فيه الموانع ..
فلا يكون المخطئ في الشروط أو الموانع كافراً، إن كان يعتقد أن الفعل كفر .. إلا إن قصد معاندة الحق وردّ الدليل دون شبهة.
ولذلك لا تجد أيّ عالم من علماء الأمة المعتبرين من يُكفّر عاذر المشركين المنتسبين للإسلام بالجهل .. فمهما بلغ تشنيعهم على صاحب هذه الدعوى، فلا تجد في كلامهم نصّاً صريحاً بتكفيره .. ولم نسمع دعوى التكفير بهذه الصورة، إلا في هذا العصر، عصر الحمق والجهل والغباء.
-----------
ولقد نقل عني قولي في أحد المنتديات رداً على من يجعل العلّة في كفر من لا يكفر المشركين هي: عدم البراءة من أهل الشرك وموالاتهم، فقال
شبهات صادرة عن جهل شديد
قال المخالف (سأذكر لك بعض هذه الجزئيات التي تدخل في تكفير المشرك الأصلي ..
البعض يقولون: إن أطفال المشركين مسلمون .. لأنهم غير مؤاخذين بأفعالهم .. وهم على فطرتهم التي خلقهم الله عليها .. لذلك، عندما يموتون .. فإنهم يدخلون الجنة (كما صحّ في ذلك الحديث ... ) فهم ظنوا أن رفع القلم عنهم .. وبقاءهم على الفطرة .. ووجوب الجنة لمن مات منهم قبل البلوغ، هذا دليل على إسلامهم .. إذ أن الجنة لا تجب إلا لمسلم.
بل إن العلماء أنفسهم وقع عندهم خلاف في طفل المشركين إن مات .. هل يُصلّى عليه أم لا ... فقال بعضهم: إن مات أحد أبويه .. فهو مسلم، ويصلى عليه، ويدفن في مقابر المسلمين .. لحديث: كل مولود يولد على الفطرة .. وقد ذكر هذا القول صاحب "آثار حجج التوحيد في مؤاخذة العبيد"
هذا خلاف جزئي في هذه المسألة .. مع بقاء أصلها عندهم وهو: أن من عبد غير الله فهو مشرك.).
ثم قال:
شبهة: من حكم بإسلام أطفال المشركين كذلك لا يكفر!
لا علاقة بين المسألتين لأن الطفل مشرك تبعا لا إرادة
قال أبو مريم: مسألة الحكم على أطفال المشركين لا تدخل في مسألتنا ولا علاقة لها بمسألة البراءة من المشركين وتكفيرهم لأن أطفال المشركين الحكم عليهم بالكفر لا لإرادتهم الكفر لأنهم لا إرادة لهم. لذا يختلف حكمهم باختلاف من يتبعونه, فقد يكون الطفل اليوم كافرا وغدا مسلما وذلك لأنه اليوم تبع لوالديه وغدا يسبى فيكون تبعا لسابيه فيكون مسلما, بينما العاقل البالغ لا يكون مسلما حتى يتبرأ من عبادة غير الله وإذا لم يتبرأ من الشرك لا يكون مسلما.
فيقال له .. يا جاهل، حدد لنا علّة منضبطة لتكفير من لا يكفّر المشركين ..
فإن صاحبك الذي ناظرني قال إن عدم تكفير المشركين يلزم منه موالاتهم وعدم البراءة منهم .. وهذا هو المقام الذي جئت فيه بهذا القول عن أطفال المشركين ..
فإن من يرى أطفال المشركين مشركين .. يلزمه أن يكفّر - بحسب هذا المعتقد - من يرى إسلامهم، لأنه عندهم: لا يكفّر المشركين الذين يحكم عليهم هو بالشرك!!!
فما علاقة البلوغ والتبعية بهذا الحكم؟؟ ..
فهل من يرى كفر أطفال المشركين يواليهم؟ .. الجواب لا، بل يتبرأ منهم ويكفّرهم.
وهل من يرى إسلام أطفال المشركين يواليهم؟ .. الجواب نعم، ويدخلهم في دائرة الموالاة الإيمانية، ويحكم عليهم بالجنة.
فهل على من يتبرأ منهم أن يكفّر من يواليهم؟؟ .. حسب منطقكم الأعوج؟
بل إن هناك من العلماء من جعل أولاد الكافرين في النار كذلك، لحديث: ((الوائدة والمؤودة في النار، إ? أن تدرك الوائدة ا?س?م فتسلم)).
فعند هؤلاء العلماء أن أطفال المشركين تبع لآبائهم في الدنيا والآخرة .. وهم مخلّدون في النار كآبائهم.
وقد ذكر ابن القيم - رحمه الله - ثمانية أقوال للعلماء في أطفال المشركين، في تعليقاته على كتاب عون المعبود.
فهل على من يحكم عليهم بالكفر تبعاً وحكماً، ويحكم عليهم بالخلود في النار، أن يُكفّر من يحكم بإسلامهم ودخولهم الجنة؟؟
المسألة هنا ليست مسألة: هل الطفل مكلّف أم لا، ولا علاقة لها بالموضوع ..
فمسألتنا هي متعلقة بالولاء والبراء، لا أكثر.
فإن قلت إنني لا أقصد كذا وكذا، وإنما عنيت أن من لا يكفّر المشرك البالغ لا يفقه التوحيد .. فأقول لك حينهاً: فهلا أنصفت وتابعت الحوار جيداً حتى تعلم في أيّ موضع أتيت بهذا الكلام؟
يتبع إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 10:49]ـ
رد موفق بارك الله فيك
وننتظر الباقي من الردود إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 06:17]ـ
وفيكم بارك الله.
وأرجو يا أخي إن عرض لك إبهام أو إشكال في كلامي أن تُسائلني فيه، حتى نحيط بهذه المسائل من كل جوانبها .. وجزاك الله خيراً
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 07:06]ـ
يقول أبو مريم بعد أن نقول نقولاً كثيرة كان بوسعه ألا يأتي بها والمقام ليس مقامها:
فذكر مثل هذه المسائل من التشويش على من يريد الحق ويطلبه ولو كان منصفا لما أورد مثل هذه الإيرادات لأن كل عاقل يفرق بين حال المشركين في كل عصر ومصر الذين يعبدون غير الله ويتخذون طواغيت يصرفون لهم خالص حق الله وبين الأطفال فلا يجعل حكم المكلف كحكم غير المكلف من كل وجه وهذه المعرفة متعلقة بمعرفة الحال لا معرفة الحكم.
قلنا إن هذه المسائل التي ذكرتها إنما هو فيمن جعل مناط كفر من لم يكفّر المشركين هو: عدم البراءة منهم وموالاتهم .. فكان عليك أن تُنصف المخالف، وتذكر المقام الذي ذُكرت فيه هذه المسائل.
والمسألة التي تليها وأطنب في الردّ عليها، وهي: "شبهة: لو حكم بإسلام النصراني بمجرد النطق بالشهادة كذلك لا يكفر! " .. جوابها من نفس جواب المسألة السابقة، فلا حاجة للتكرار.
وقد قال فيها:
قال أبو مريم: هذه الصورة ليست من صور جهل حكم أصل دين الإسلام, أنما من صور جهل الحال. فالمخالف يقرر بنفسه أن من حكم بإسلام اليهودي والنصراني ظن أن حال أهل الكتاب كحال المشرك فهذا يسمى عند أهل العلم تحقيق المناط وتحقيق المناط من أنواع الاجتهاد التي يدخل فيها الجهل والتأول قال شيخ الإسلام (وَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ الثَّلَاثَةُ " تَحْقِيقُ الْمَنَاطِ " و" تَنْقِيحُ الْمَنَاطِ " و" تَخْرِيجُ الْمَنَاطِ " هِيَ جِمَاعُ الِاجْتِهَادِ.
فَالْأَوَّلُ أَنْ يَعْمَلَ بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ؛ فَإِنَّ الْحُكْمَ مُعَلَّقٌ بِوَصْفٍ يَحْتَاجُ فِي الْحُكْمِ عَلَى الْمُعَيَّنِ إلَى أَنْ يَعْلَمَ ثُبُوتَ ذَلِكَ الْوَصْفِ فِيهِ كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَنَا بِإِشْهَادِ ذَوِي عَدْلٍ مِنَّا وَمِمَّنْ نَرْضَى مِنْ الشُّهَدَاءِ وَلَكِنْ لَا يُمْكِنُ تَعْيِينُ كُلِّ شَاهِدٍ فَيَحْتَاجُ أَنْ يَعْلَمَ فِي الشُّهُودِ الْمُعَيَّنِينَ: هَلْ هُمْ مِنْ ذَوِي الْعَدْلِ الْمَرْضِيِّينَ أَمْ لَا؟ وَكَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِعِشْرَةِ الزَّوْجَيْنِ بِالْمَعْرُوفِ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لِلنِّسَاءِ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} وَلَمْ يُمْكِنْ تَعْيِينُ كُلِّ زَوْجٍ فَيُحْتَاجُ أَنْ يُنْظَرَ فِي الْأَعْيَانِ. ثُمَّ مِنْ الْفُقَهَاءِ مَنْ يَقُولُ إنَّ نَفَقَةَ الزَّوْجَةِ مُقَدَّرَةٌ بِالشَّرْعِ وَالصَّوَابُ مَا عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ أَنَّ ذَلِكَ مَرْدُودٌ إلَى الْعُرْفِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِهِنْدِ: {خُذِي مَا يَكْفِيك وَوَلَدَك بِالْمَعْرُوفِ} وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وَيَبْقَى النَّظَرُ فِي تَسْلِيمِهِ إلَى هَذَا التَّاجِرِ بِجُزْءٍ مِنْ الرِّبْحِ. هَلْ هُوَ مِنْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أَمْ لَا؟ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} يَبْقَى هَذَا الشَّخْصُ الْمُعَيَّنُ هَلْ هُوَ مِنْ الْفُقَرَاءِ الْمَسَاكِينِ الْمَذْكُورِينَ فِي الْقُرْآنِ أَمْ لَا؟ وَكَمَا حَرَّمَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَالرِّبَا عُمُومًا يَبْقَى الْكَلَامُ فِي الشَّرَابِ الْمُعَيَّنِ. هَلْ هُوَ خَمْرٌ أَمْ لَا؟ وَهَذَا النَّوْعُ مِمَّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ بَلْ الْعُقَلَاءُ: بِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَنُصَّ الشَّارِعُ عَلَى حُكْمِ كُلِّ شَخْصٍ إنَّمَا يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ عَامٍّ وَكَانَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُوتِيَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ).
فأقول: يا ليته يعي ما يقول، فإنه يفضح نفسه بنفسه .. والله المستعان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل هؤلاء خالفوا في الحكم الشرعي؟ .. وقالوا إن عبادة الله ليست كفراً؟ .. الجواب لا، بل يقولون ويعتقدون أنها كفر، وصاحبها كافر عموماً.
فهم لم يجهلوا أصل الدين .. بل اعتقدوا أن فاعل الشرك مشرك كافر ..
ولكن خلافهم هو في تحقيق المناط، كما ذكره ابن تيمية .. والذي تقول بنفسك أنه من صور الاجتهاد.
ومن جهل هذا الرجل أنه يذكر ذلك، ثم ينقض أصله عندما يأتي على مسألة إعذار المشركين بالجهل .. فأي جهل مركّب هو فيه؟
ولزيادة التوضيح، قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 19/ 16]:
تَحْقِيقِ الْمَنَاطِ وَهُوَ: أَنْ يُعَلِّقَ الشَّارِعُ الْحُكْمَ بِمَعْنًى كُلِّيٍّ، فَيَنْظُرُ فِي ثُبُوتِهِ فِي بَعْضِ الْأَنْوَاعِ، أَوْ بَعْضِ الْأَعْيَانِ؛ كَأَمْرِهِ بِاسْتِقْبَالِ الْكَعْبَةِ، وَكَأَمْرِهِ بِاسْتِشْهَادِ شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِنَا، مِمَّنْ نَرْضَى مِنْ الشُّهَدَاءِ. وَكَتَحْرِيمِهِ الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ، وَكَفَرْضِهِ تَحْلِيلَ الْيَمِينِ بِالْكَفَّارَةِ، وَكَتَفْرِيقِهِ بَيْنَ الْفِدْيَةِ وَالطَّلَاقِ؛ وَغَيْرِ ذَلِكَ. فَيَبْقَى النَّظَرُ فِي بَعْضِ الْأَنْوَاعِ: هَلْ هِيَ خَمْرٌ وَيَمِينٌ وَمَيْسِرٌ وَفِدْيَةٌ أَوْ طَلَاقٌ؟ وَفِي بَعْضِ الْأَعْيَانِ: هَلْ هِيَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ؟ وَهَلْ هَذَا الْمُصَلِّي مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ؟ وَهَذَا الشَّخْصُ عَدْلٌ مَرْضِيٌّ؟ وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ هَذَا النَّوْعَ مِنْ الِاجْتِهَادِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، بَلْ بَيْنَ الْعُقَلَاءِ، فِيمَا يَتْبَعُونَهُ مِنْ شَرَائِعِ دِينِهِمْ، وَطَاعَةِ وُلَاةِ أُمُورِهِمْ، وَمَصَالِحِ دُنْيَاهُمْ وَآخِرَتِهِمْ
فنسأل هذا الجاهل أخيراً .. هل خلافك مع من تكفّر هو في الحكم أم في تحقيق المناط؟
إن قلت في الحكم، فأنت كاذب جاهل .. وإن قلت في تحقيق المناط، فقد ناقضت نفسك ولزمك أن تقول إنها مسألة اجتهادية.
ثم قال هذا الجاهل:
ضلال من لا يعرف إلا ناقضا واحدا للإسلام وهو الانتساب إلى غير الإسلام
لكن هنا مسألة مهمة تدل على جهل من يجادل في مسألة البراءة من المشركين وأنها من أصل دين الإسلام الذي لا يكون المرء مسلما إلا باعتقاده والعمل به, وهي التفريق بين المنتسب للإسلام وغير المنتسب للإسلام. فالمنتسب للإسلام, من لم يتبرأ منه وهو يعلم بأنه يقع في عبادة غير الله يكون مسلما عندهم, بينما من لم ينتسب للإسلام, من لم يتبرأ منه لا يكون مسلما, وهذا كما ذكرت يدل على جهل من ذكر هذه الشبهة بحقيقة نواقض الإسلام, فجعل النواقض فقط متعلقة بالانتساب للإسلام, أي أنه ليس هناك إلا ناقض واحد الانتساب لغير دين محمد. وهناك نواقض أخرى عندهم لكن هذه النواقض يختلفون فيها اختلافا كبيرا وحقيقة خلافهم هو اتفاق في الأصل, فبعضهم يكفر ببعض النواقض وبعضهم لا يكفر بها, مثل القول بأن عيسى هو الله أو ابن الله أو عبادة الأصنام فهم يختلفون في تكفير بعض الأعيان في هذه المسائل, ولكن حقيقة لا يختلفون, فإن من يكفر بهذه النواقض يعتقد أن من وقع في هذه النواقض لا يخفى عليه أن هذه النواقض تناقض الإسلام لذا حكم عليه بأنه مشرك, لكن لو خفيت عليه يلزمه أن لا يكفره, كما قد يخفى عليه حكم من جعل شريكا فعبد القبور أو الدساتير والقوانين, فيجعل من وقع في الشرك الأكبر في مثل هذه المسائل مسلما حتى تقوم عليه الحجة, فحقيقة أصلهم أن من وقع في الشرك الأكبر لا يكون مشركا حتى تقوم عليه الحجة أما قبل قيام الحجة مع وجود الشرك الأكبر فهو مسلم عندهم.
هذا والله هو عين الجهل، والكذب، والافتراء .. إن لم يكن مبعث هذا هو الحمق والغباء!!
فإنه يقول إننا نعتقد أنه لا ناقض سوى الانتساب إلى غير دين النبي (ص) .. وأنا أقول له: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} .. هذه مقالاتي وردودي، اقتبس منها ما تستشهد به على كلامك المُفترى ..
بل حتى أقطع الشك باليقين أقول: كل من انتسب إلى الإسلام ووقع في فعل نصّ الشارع على كونه كفراً أكبر، فهو كافر إن تحققت فيه الشروط وانتفت فيه الموانع، حتى لو صلى وصام وزكّى وحج ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تارة يقول: إن من لا يكفّر المشركين لم يعرف التوحيد .. وتارة يقول: إن من لم يكفّرهم لم يتبرأ منهم!!!
اضبط مناط الكفر يا هذا وكفاك تخبطاً ولعباً بعقول أتباعك الجهلة ..
أما مسألة تكفير المنتسب للإسلام الواقع في الشرك الأكبر، فقد ذكرت سبب ذلك في كتابي، لو أنك اطلعت عليه لعرفت السبب ..
فإني قد قلت:
فمحور قضيتنا هنا هو: أنّ من نطق بالشهادتين، واعتنق دين الإسلام .. فإنه يُمكن أن يُعذر إن فعل الشرك الأكبر أو نطق بالكفر.
أما من دان صراحة بغير دين الإسلام، كاليهودية والنصرانية، وهو لا يدعي الإسلام أصلاً، ولا يدعي متابعة الرسول .. فهذا لا يعذر لا بجهل ولا بإكراه ولا بانتفاء قصد .. فجميع الأعذار في حقه باطلة، لذلك كان من لم يكفره فهو كافر.
هذا هو السبب في التفريق بين المنتسب إلى الإسلام والمنتسب إلى غيره من ملل الكفر.
فالأوّل تصحّ فيه الأعذار الشرعية من إكراه وانتفاء قصد .. والثاني لا يصحّ فيه شيء، بل حتى أطفالهم كفّار مثلهم في حكم الدنيا.
لذلك كان الحكم في المنتسب لغير الإسلام صريحاً واضحاً لا لبس فيه .. والمنتسب للإسلام الحكم فيه مشتبه.
ثم من فرط كذبه وافترائه، قال: ((فبعضهم يكفر ببعض النواقض وبعضهم لا يكفر بها, مثل القول بأن عيسى هو الله أو ابن الله أو عبادة الأصنام فهم يختلفون في تكفير بعض الأعيان في هذه المسائل)) ..
هل لك أن تثبت هذا؟؟ والله إنك لكذّاب أشر .. وهو مُطالب ببرهان ذلك، والبيّنة على المدعي.
ثم يقول: ((فحقيقة أصلهم أن من وقع في الشرك الأكبر لا يكون مشركا حتى تقوم عليه الحجة أما قبل قيام الحجة مع وجود الشرك الأكبر فهو مسلم عندهم)).
ولا هذا هو حقيقة أصلهم يا جاهل .. بل إنهم يُفرّقون بين حقيقة العبادة وبين مظاهر العبادة .. فلا يلزم من أداء مظاهر العبادة أن يقوم في قلب المرء حقيقة العبادة .. وقد ذكرت طرفاً من ذلك في أحد ردودي السابقة في هذا الموضوع، فليُراجع.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 04:07]ـ
ثم تكلم الرجل كلاماً طويلاً، أكثره نوافقه عليه، وبعضه مردود عليه في هذا الموضوع، بما يُغني عن الإعادة ..
ثم نقل كلاماً عني فقال:
يتخيلون موانع تُلزمهم بعدم تكفير اليهود والنصارى
قال المخالف: ولكن أقول كلمة أخيرة لمن يتابع هذا الحوار ...
مسألة تكفير المشرك خاضعة للتصورات التي عند الحاكم .. فإن هو تصوّر أمراً ما شركاً أصغر .. لدليل شرعي قام عنده .. أو تصوّر الجهل مانعاً .. لدليل شرعي قام عنده .. أو تصور أن هذا المشرك قد وقع في الشرك الأكبر، ولكنه تصور في حقه عذراً شرعياً، كالإكراه .. أو شبهة الإكراه .. وما إلى ذلك ...
فهذا لا يحل لأحد تكفيره قبل إقامة الحجة عليه ورفع الالتباس عنه ... أما من تحقق عنده يقيناً أنه يعبد غير الله .. وأنه مشرك .. وأنه نقض إسلامه .. ثم هو بعد ذلك يعتقد بإسلامه .. فهذا كافر ولا ريب.).
وعقّب على ذلك بقوله:
قال أبو مريم: هذا الرجل عنده نقص في تصور حقيقة الإسلام. فهناك فرق بين من تصور أن معينا وقع في الشرك الأكبر وأراده ومع ذلك يبقى على إسلامه مع إرادته للشرك, وبين من فعل الشرك غير قاصد له كالمكره. فمن تحقق يقينا عنده أن معينا فعل الشرك الأكبر وهو يعتقد أن الشرك والإسلام نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان فإنه لا بد أن يجزم بأن من وقع في الشرك الأكبر لا يكون مسلما. فكل من ظن في معين أنه لم يرد الشرك في فعله كأن يظن أنه مكره أو أنه ذاهل كما في حديث الرجل الذي قال (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) , فهذا هو الذي نتوقف في تكفيره فضلا عن تكفير من لم يكفره. أما إن كان يقصد الشرك ونعتقد بأنه قصد الشرك وفعله ومع ذلك نعتقد أنه معذور فهذا مجرده نقض لاعتقادنا أن الإسلام لا يتحقق إلا بالبراءة من الشرك واجتنابه.
دائماً ما يتكلم الرجل عن حقيقة الإسلام، وهو لا يُبيّنه .. فيُقال له أولاً، ما حقيقة الإسلام التي ما فتئت تذكرها؟
عندنا رجل موحّد لله في عبادته، ومتبع لشريعته .. ومجتنب لعبادة غيره، ومبغض لها ولأهلها ..
تسأله: ما موانع التكفير في حق الواقع في الشرك الأكبر؟ .. يقول لك الإكراه والخطأ والجهل.
(يُتْبَعُ)
(/)
تسأله: المكره غير مختار لفعله .. والمخطئ غير قاصد له .. فعليه هو لم يعزم على الكفر ..
يقول لك: هذا فهمك أنت للنصوص الشرعية .. وأنا عندي دليل أن الجهل عذر، وإن لم أكن أفهم الحكمة من وراء ذلك .. فإنّا غير مطالبين بالاعتبار في الحكمة بقدر ما طولبنا بمتابعة الدليل.
- فهل هذا الرجل عبد غير الله حتى نحكم بكفره؟ .. الجواب لا.
- هل جهل توحيد الله؟ .. الجواب لا، حيث إنه لو جهل أن الله واحد، لعبد غيره، ولاستحسن الشرك وزيّنه.
- هل ردّ النصوص الشرعية حتى نحكم بكفره؟ .. الجواب لا، بل هو مُصدّق بها، متّبع لها، ورأى أن الجهل عذر شرعي، فاتبع ما رآه حقاً من كتاب الله وسنة رسوله (ص).
- هل تحقق عنده الإجماع فخرقه حتى نحكم بكفره؟ .. الجواب لا، بل إنه يرى الإجماع هو في اعتبار الجهل عذراً.
فما مناط كفر من هذه حاله؟؟ ..
أليس الخلاف عندئذ هو في تحقيق المناط، وليس في المناط نفسه؟
ستقول إنه خالف في مسألة لا يقبلها عقل عاقل .. قلت لك: فإذن التكفير ليس لأنه افترى الكذب على الله، أو أنه رد النصوص الشرعية، أو أنه والى الكافر، أو أنه لم يعرف التوحيد ..
بل مناط الكفر عندك هو أنه قال بشيء لا يقبله عاقل!! .. فهل هذه من المسائل المكفّرة إذن؟ خاصة وأنّ لديه دليلاً يتبعه؟
ولماذا لا تُكفّر ابن تيمية الذي أعذر الشاك في كمال قدرة الله وعلمه؟؟ .. هل إعذار مثل هذا الشخص مما يستسيغه العقل؟
قال ابن تيمية – رحمه الله – في [مجموع الفتاوى: 19/ 212]:
[-- فَإِنَّ الْكُفْرَ وَالْفِسْقَ أَحْكَامٌ شَرْعِيَّةٌ، لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَامِ الَّتِي يَسْتَقِلُّ بِهَا الْعَقْلُ .. إلى أن قال .. وَحِينَئِذٍ فَإِنْ كَانَ الْخَطَأُ فِي الْمَسَائِلِ الْعَقْلِيَّةِ الَّتِي يُقَالُ إنَّهَا أُصُولُ الدِّينِ كُفْرًا، فَهَؤُلَاءِ السَّالِكُونَ هَذِهِ الطُّرُقَ الْبَاطِلَةَ فِي الْعُقَلِ، الْمُبْتَدَعَةِ فِي الشَّرْعِ، هُمْ الْكُفَّارُ، لَا مَنْ خَالَفَهُمْ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْخَطَأُ فِيهَا كُفْرًا، فَلَا يَكْفُرُ مَنْ خَالَفَهُمْ فِيهَا. فَثَبَتَ أَنَّهُ لَيْسَ كَافِرًا فِي حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ --]
فكل خلافه في هذه المسألة هي في عدم استساغة عقله لهذا الحكم الشرعي ..
ومما يُبيّن هذه المسألة بوضوح هو ما يلي ..
جميع المسلمين يعتقدون أن حدّ السرقة القطع .. ولكن رجلاً لا يرى حدّ السرقة في المرأة مثلاً لأن عنده حديث موضوع أو ضعيف أن حدّ السرقة يُرفع عن النساء ..
فهل هذا يكفر؟ .. الجواب لا ..
ستقول: كيف يستسيغ عقله أن يرفع حكم السرقة عن النساء وهي قاصدة للسرقة، منتهكة لحرمة المسلمين .. وما إلى ذلك؟ .. أقول: عنده دليل شرعي، وهو يراه حقاً .. فلا يحل لك تكفيره إلا بعد إقامة الحجة عليه وبيان ضعف أو كذب هذا الدليل.
فالتكفير والتفسيق والتبديع والتأثيم كلها أحكام شرعية .. كأي مسألة شرعية أخرى ..
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 08:10]ـ
قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 05/ 306]:
وَإِذَا كَانَ نَفْيُ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ مُسْتَلْزِمًا لِلْكُفْرِ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ، وَقَدْ نَفَاهَا طَوَائِفُ كَثِيرَةٌ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ، فَلَازِمُ الْمَذْهَبِ لَيْسَ بِمَذْهَبِ؛ إلَّا أَنْ يَسْتَلْزِمَهُ صَاحِبُ الْمَذْهَبِ. فَخَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يَنْفُونَ أَلْفَاظًا أَوْ يُثْبِتُونَهَا، بَلْ يَنْفُونَ مَعَانِيَ أَوْ يُثْبِتُونَهَا، وَيَكُونُ ذَلِكَ مُسْتَلْزِمًا لِأُمُورِ هِيَ كُفْرٌ، وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ بِالْمُلَازَمَةِ، بَلْ يَتَنَاقَضُونَ، وَمَا أَكْثَرَ تَنَاقُضِ النَّاسِ، لَا سِيَّمَا فِي هَذَا الْبَابِ، وَلَيْسَ التَّنَاقُضُ كُفْرًا
فإن كان يرى أن إعذار المشركين بالجهل، مع الشهادة بأن فعلهم باطل وشرك، يستلزم التناقض .. بل وقل: الكفر .. إلاّ أن صاحبه لا يكفر حتى تقام عليه الحجة بالتفصيل فيردّها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنهم يقرّون أن عبادة غير الله تعالى شرك ومُخرجة من الدين .. ولكن يظنون أن من وحّد الله تعالى بالجملة، واتبع الرسول (ص) بالجملة، ثم هو خالف في جانب من جوانب الألوهية لجهله، مع كون الأصل فيه أن الله واحد أحد، فرد صمد، لا شريك له ولا ولد، فصرف شيئاً من العبادة لغير الله تعالى، ظاناً منه أن الله تعالى أمر بذلك لجهله، ولم يقصد مخالفة الرسول (ص) .. فهذا عندهم معذور لجهله ..
فكما ترى، العذر عندهم في مسألة جزئية من مسائل الشرك، وليس مسألة كليّة، بحيث يكون أصل اعتقاد هذا المشرك تعدد الآلهة، أو أن الله له شريك في الملك .. وغير ذلك.
وهذا كحال من يعذر الجاهل بكمال قدرة الله وعلمه، مع اعتقاده أن الله قادر وعالم بالجملة .. فإنه يعذره بمسألة جزئية لا كلّية.
فإن كنت ترى أن لوازمهم باطلة .. وأنهم واقعون في التناقض .. وهم لم يلتزموا بهذه اللوازم، بل ينكرونها وينفونها، ويميّزون بين المسائل الجزئية والكلية .. ظانّين أن الله تعالى أمرهم بذلك، وعندهم الدليل الذي أخطأوا فهمه .. فما وجه تكفيرهم؟
وقال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 20/ 217 - 219]:
وَأَمَّا قَوْلُ السَّائِلِ: هَلْ لَازِمُ الْمَذْهَبِ مَذْهَبٌ أَمْ لَيْسَ بِمَذْهَبِ؟ فَالصَّوَابُ: أَنَّ لَازِمَ مَذْهَبَ الْإِنْسَانِ لَيْسَ بِمَذْهَبِ لَهُ إذَا لَمْ يَلْتَزِمْهُ؛ فَإِنَّهُ إذَا كَانَ قَدْ أَنْكَرَهُ وَنَفَاهُ: كَانَتْ إضَافَتُهُ إلَيْهِ كَذِبًا عَلَيْهِ. بَلْ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ قَوْلِهِ وَتَنَاقُضِهِ فِي الْمَقَالِ، غَيْرِ الْتِزَامِهِ اللَّوَازِمَ الَّتِي يَظْهَرُ أَنَّهَا مِنْ قِبَلِ الْكُفْرِ وَالْمِحَالِ، مِمَّا هُوَ أَكْثَرُ. فَاَلَّذِينَ قَالُوا بِأَقْوَالِ يَلْزَمُهَا أَقْوَالٌ يُعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَلْتَزِمُهَا، لَكِنْ لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهَا تَلْزَمُهُ. وَلَوْ كَانَ لَازِمُ الْمَذْهَبِ مَذْهَبًا لَلَزِمَ تَكْفِيرُ كُلِّ مَنْ قَالَ عَنْ الِاسْتِوَاءِ أَوْ غَيْرِهِ مِنْ الصِّفَاتِ أَنَّهُ مَجَازٌ لَيْسَ بِحَقِيقَةِ؛ فَإِنَّ لَازِمَ هَذَا الْقَوْلِ يَقْتَضِي أَنْ لَا يَكُونَ شَيْءٌ مِنْ أَسْمَائِهِ أَوْ صِفَاتِهِ حَقِيقَةً، وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُثْبِتْ بَيْنَ الِاسْمَيْنِ قَدْرًا مُشْتَرَكًا لَزِمَ أَنْ لَا يَكُونَ شَيْءٌ مِنْ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَمَعْرِفَتِهِ وَالْإِقْرَارِ بِهِ إيمَانًا؛ فَإِنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ يُثْبِتُهُ الْقَلْبُ إلَّا وَيُقَالُ فِيهِ نَظِيرُ مَا يُقَالُ فِي الْآخَرِ، وَلَازِمُ قَوْلِ هَؤُلَاءِ يَسْتَلْزِمُ قَوْلَ غُلَاةِ الْمَلَاحِدَةِ الْمُعَطِّلِينَ الَّذِينَ هُمْ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى
لَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّ كَثِيرًا مِمَّنْ يَنْفِي ذَلِكَ لَا يَعْلَمُ لَوَازِمَ قَوْلِهِ، بَلْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ يَتَوَهَّمُ أَنَّ الْحَقِيقَةَ لَيْسَتْ إلَّا مَحْضَ حَقَائِقِ الْمَخْلُوقِينَ. وَهَؤُلَاءِ جُهَّالٌ بِمُسَمَّى الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ، وَقَوْلُهُمْ افْتِرَاءٌ عَلَى اللُّغَةِ وَالشَّرْعِ، وَإِلَّا فَقَدْ يَكُونُ الْمَعْنَى الَّذِي يُقْصَدُ بِهِ نَفْيُ الْحَقِيقَةِ نَفْيَ مُمَاثَلَةِ صِفَاتِ الرَّبِّ - سُبْحَانَهُ - لِصِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ. قِيلَ لَهُ: أَحْسَنْت فِي نَفْيِ هَذَا الْمَعْنَى الْفَاسِدِ، وَلَكِنْ أَخْطَأْت فِي ظَنِّك أَنَّ هَذَا هُوَ حَقِيقَةُ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ، فَصَارَ هَذَا بِمَنْزِلَةِ مَنْ قَالَ: إنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِسَمِيعِ حَقِيقَةً؛ وَلَا بَصِيرٍ حَقِيقَةً؛ وَلَا مُتَكَلِّمٍ حَقِيقَةً؛ لِأَنَّ الْحَقِيقَةَ فِي ذَلِكَ هُوَ مَا يَعْهَدُهُ مِنْ سَمْعِ الْمَخْلُوقِينَ وَبَصَرِهِمْ وَكَلَامِهِمْ، وَاَللَّهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ. فَيُقَالُ لَهُ: أَصَبْت فِي تَنْزِيهِ اللَّهِ عَنْ مُمَاثَلَتِهِ خَلْقَهُ؛ لَكِنْ أَخْطَأْت فِي ظَنِّك أَنَّهُ إذَا كَانَ اللَّهُ سَمِيعًا حَقِيقَةً، بَصِيرًا حَقِيقَةً، مُتَكَلِّمًا حَقِيقَةً، كَانَ هَذَا مُتَضَمِّنًا لِمُمَاثَلَتِهِ خَلْقَهُ. فَكَذَلِكَ لَوْ قَالَ الْقَائِلُ: إذَا قُلْنَا: إنَّهُ مُسْتَوٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَى عَرْشِهِ حَقِيقَةً لَزِمَ التَّجْسِيمُ، وَاَللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْهُ؛ فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي سَمَّيْته تَجْسِيمًا وَنَفَيْته هُوَ لَازِمٌ لَك إذَا قُلْت: إنَّ لَهُ عِلْمًا حَقِيقَةً؛ وَقُدْرَةً حَقِيقَةً، وَسَمْعًا حَقِيقَةً، وَبَصَرًا حَقِيقَةً، وَكَلَامًا حَقِيقَةً؛ وَكَذَلِكَ سَائِرُ مَا أَثْبَتَهُ مِنْ الصِّفَاتِ؛ فَإِنَّ هَذِهِ الصِّفَاتِ هِيَ فِي حَقِّنَا أَعْرَاضٌ قَائِمَةٌ بِجِسْمِ، فَإِذَا كُنْت تُثْبِتُهَا لِلَّهِ - تَعَالَى - مَعَ تَنْزِيهِك لَهُ عَنْ مُمَاثَلَةِ الْمَخْلُوقَاتِ، وَمَا يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ مِنْ التَّجْسِيمِ: فَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي الِاسْتِوَاءِ؛ وَلَا فَرْقَ.
فَإِنْ قُلْت: أَهْلُ اللُّغَةِ إنَّمَا وَضَعُوا هَذِهِ الْأَلْفَاظَ لِمَا يَخْتَصُّ بِهِ الْمَخْلُوقُ، فَلَا يَكُونُ حَقِيقَةً فِي غَيْرِ ذَلِكَ. قُلْت: وَلَكِنَّ هَذَا خَطَأٌ بِإِجْمَاعِ الْأُمَمِ: مُسْلِمِهِمْ وَكَافِرِهِمْ، وَبِإِجْمَاعِ أَهْلِ اللُّغَاتِ، فَضْلًا عَنْ أَهْلِ الشَّرَائِعِ وَالدِّيَانَاتِ؛ وَهَذَا نَظِيرُ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: إنَّ لَفْظَ الْوَجْهِ إنَّمَا يُسْتَعْمَلُ حَقِيقَةً فِي وَجْهِ الْإِنْسَانِ دُونَ وَجْهِ الْحَيَوَانِ وَالْمَلَكِ وَالْجِنِّيِّ؛ أَوْ لَفْظَ الْعِلْمِ إنَّمَا اُسْتُعْمِلَ حَقِيقَةً فِي عِلْمِ الْإِنْسَانِ دُونَ عِلْمِ الْمَلَكِ وَالْجِنِّيِّ، وَنَحْوِ ذَلِكَ. بَلْ قَدْ بَيَّنَّا أَنَّ أَسْمَاءَ الصِّفَاتِ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ بِحَسَبِ مَا تُضَافُ إلَيْهِ؛ فَالْقَدْرُ الْمُشْتَرَكُ أَنَّ نِسْبَةَ كُلِّ صِفَةٍ إلَى مَوْصُوفِهَا كَنِسْبَةِ تِلْكَ الصِّفَةِ إلَى مَوْصُوفِهَا، فَالْقَدْرُ الْمُشْتَرَكُ هُوَ النِّسْبَةُ. فَنِسْبَةُ عِلْمِ الْمَلَكِ وَالْجِنِّيِّ وَوُجُوهِهِمَا إلَيْهِ كَنِسْبَةِ عِلْمِ الْإِنْسَانِ وَوَجْهِهِ إلَيْهِ وَهَكَذَا فِي سَائِرِ الصِّفَاتِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ
وقال أيضاً في [مجموع الفتاوى: 29/ 41 - 44]:
وَعَلَى هَذَا فَلَازِمُ قَوْلِ الْإِنْسَانِ نَوْعَانِ: أَحَدُهُمَا: لَازِمُ قَوْلِهِ الْحَقُّ، فَهَذَا مِمَّا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَلْتَزِمَهُ؛ فَإِنَّ لَازِمَ الْحَقِّ حَقٌّ، وَيَجُوزُ أَنْ يُضَافَ إلَيْهِ إذَا عُلِمَ مِنْ حَالِهِ أَنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ مِنْ الْتِزَامِهِ بَعْدَ ظُهُورِهِ. وَكَثِيرٌ مِمَّا يُضِيفُهُ النَّاسُ إلَى مَذْهَبِ الْأَئِمَّةِ: مِنْ هَذَا الْبَابِ. وَالثَّانِي: لَازِمُ قَوْلِهِ الَّذِي لَيْسَ بِحَقِّ. فَهَذَا لَا يَجِبُ الْتِزَامُهُ؛ إذْ أَكْثَرُ مَا فِيهِ أَنَّهُ قَدْ تَنَاقَضَ. وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ التَّنَاقُضَ وَاقِعٌ مِنْ كُلِّ عَالِمٍ غَيْرِ النَّبِيِّينَ. ثُمَّ إنْ عُرِفَ مِنْ حَالِهِ: أَنَّهُ يَلْتَزِمُهُ بَعْدَ ظُهُورِهِ لَهُ فَقَدْ يُضَافُ إلَيْهِ؛ وَإِلَّا فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُضَافَ إلَيْهِ قَوْلٌ لَوْ ظَهَرَ لَهُ فَسَادُهُ لَمْ يَلْتَزِمْهُ؛ لِكَوْنِهِ قَدْ قَالَ مَا يَلْزَمُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِفَسَادِ ذَلِكَ الْقَوْلِ وَلَا يَلْزَمُهُ. وَهَذَا التَّفْصِيلُ فِي اخْتِلَافِ النَّاسِ فِي لَازِمِ الْمَذْهَبِ: هَلْ هُوَ مَذْهَبٌ أَوْ لَيْسَ بِمَذْهَبِ؟ هُوَ أَجْوَدُ مِنْ إطْلَاقِ أَحَدِهِمَا، فَمَا كَانَ مِنْ اللَّوَازِمِ يَرْضَاهُ الْقَائِلُ بَعْدَ وُضُوحِهِ لَهُ فَهُوَ قَوْلُهُ، وَمَا لَا يَرْضَاهُ فَلَيْسَ قَوْلُهُ. وَإِنْ كَانَ مُتَنَاقِضًا. وَهُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ اللَّازِمِ الَّذِي يَجِبُ الْتِزَامُهُ مَعَ مَلْزُومِ اللَّازِمِ، الَّذِي يَجِبُ تَرْكُ الْمَلْزُومِ لِلُزُومِهِ. فَإِذَا عُرِفَ هَذَا عُرِفَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْوَاجِبِ مِنْ الْمَقَالَاتِ وَالْوَاقِعِ مِنْهَا. وَهَذَا مُتَوَجِّهٌ فِي اللَّوَازِمِ الَّتِي لَمْ يُصَرِّحْ هُوَ بِعَدَمِ لُزُومِهَا. فَأَمَّا إذَا نَفَى هُوَ اللُّزُومَ لَمْ يَجُزْ أَنْ يُضَافَ إلَيْهِ اللَّازِمُ بِحَالِ؛ وَإِلَّا لَأُضِيفَ إلَى كُلِّ عَالِمٍ مَا اعْتَقَدْنَا أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَهُ؛
(يُتْبَعُ)
(/)
لِكَوْنِهِ مُلْتَزِمًا لِرِسَالَتِهِ، فَلَمَّا لَمْ يُضِفْ إلَيْهِ مَا نَفَاهُ عَنْ الرَّسُولِ؛ وَإِنْ كَانَ لَازِمًا لَهُ: ظَهَرَ الْفَرْقُ بَيْنَ اللَّازِمِ الَّذِي لَمْ يَنْفِهِ وَاللَّازِمِ الَّذِي نَفَاهُ. وَلَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِ نَصَّ عَلَى الْحُكْمِ نَفْيَهُ لِلُزُومِ مَا يَلْزَمُهُ، لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ عَنْ اجْتِهَادَيْنِ فِي وَقْتَيْنِ. وَسَبَبُ الْفَرْقِ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَأَهْلِ الْأَهْوَاءِ - مَعَ وُجُودِ الِاخْتِلَافِ فِي قَوْلِ كُلٍّ مِنْهُمَا: - أَنَّ الْعَالِمَ قَدْ فَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ مِنْ حُسْنِ الْقَصْدِ وَالِاجْتِهَادِ، وَهُوَ مَأْمُورٌ فِي الظَّاهِرِ بِاعْتِقَادِ مَا قَامَ عِنْدَهُ دَلِيلُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُطَابِقًا؛ لَكِنَّ اعْتِقَادًا لَيْسَ بِيَقِينِيِّ. كَمَا يُؤْمَرُ الْحَاكِمُ بِتَصْدِيقِ الشَّاهِدَيْنِ ذوي الْعَدْلِ، وَإِنْ كَانَا فِي الْبَاطِنِ قَدْ أَخْطَآ أَوْ كَذَبَا. وَكَمَا يُؤْمَرُ الْمُفْتِي بِتَصْدِيقِ الْمُخْبِرِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ، أَوْ بِاتِّبَاعِ الظَّاهِرِ؛ فَيَعْتَقِدُ مَا دَلَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الِاعْتِقَادُ مُطَابِقًا. فَالِاعْتِقَادُ الْمَطْلُوبُ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ مِمَّا يُؤْمَرُ بِهِ الْعِبَادُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ غَيْرَ مُطَابِقٍ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا مَأْمُورِينَ فِي الْبَاطِنِ بِاعْتِقَادٍ غَيْرِ مُطَابِقٍ قَطُّ. فَإِذَا اعْتَقَدَ الْعَالِمُ اعْتِقَادَيْنِ مُتَنَاقِضَيْنِ فِي قَضِيَّةٍ أَوْ قَضِيَّتَيْنِ، مَعَ قَصْدِهِ لِلْحَقِّ وَاتِّبَاعِهِ لِمَا أُمِرَ بِاتِّبَاعِهِ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ: عُذِّرَ بِمَا لَمْ يَعْلَمْهُ، وَهُوَ الْخَطَأُ الْمَرْفُوعُ عَنَّا؛ بِخِلَافِ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ. فَإِنَّهُمْ {إنْ يَتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ}، وَيَجْزِمُونَ بِمَا يَقُولُونَهُ بِالظَّنِّ وَالْهَوَى، جَزْمًا لَا يَقْبَلُ النَّقِيضَ، مَعَ عَدَمِ الْعِلْمِ بِجَزْمِهِ، فَيَعْتَقِدُونَ مَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِاعْتِقَادِهِ، لَا بَاطِنًا وَلَا ظَاهِرًا. وَيَقْصِدُونَ مَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِقَصْدِهِ، وَيَجْتَهِدُونَ اجْتِهَادًا لَمْ يُؤْمَرُوا بِهِ، فَلَمْ يَصْدُرْ عَنْهُمْ مِنْ الِاجْتِهَادِ وَالْقَصْدِ مَا يَقْتَضِي مَغْفِرَةَ مَا لَمْ يَعْلَمُوهُ، فَكَانُوا ظَالِمِينَ، شَبِيهًا بِالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، أَوْ جَاهِلِينَ شَبِيهًا بِالضَّالِّينَ. فَالْمُجْتَهِدُ الِاجْتِهَادَ الْعِلْمِيَّ الْمَحْضَ لَيْسَ لَهُ غَرَضٌ سِوَى الْحَقِّ، وَقَدْ سَلَكَ طَرِيقَهُ. وَأَمَّا مُتَّبِعُ الْهَوَى الْمَحْضِ: فَهُوَ مَنْ يَعْلَمُ الْحَقَّ وَيُعَانِدُ عَنْهُ. وَثَمَّ قِسْمٌ آخَرُ - وَهُوَ غَالِبُ النَّاسِ - وَهُوَ أَنْ يَكُونَ لَهُ هَوًى فِيهِ شُبْهَةٌ فَتَجْتَمِعُ الشَّهْوَةُ وَالشُّبْهَةُ؛ وَلِهَذَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ مُرْسَلٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: " {إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْبَصَرَ النَّافِذَ عِنْدَ وُرُودِ الشُّبُهَاتِ وَيُحِبُّ الْعَقْلَ الْكَامِلَ عِنْدَ حُلُولِ الشَّهَوَاتِ}. فَالْمُجْتَهِدُ الْمَحْضُ مَغْفُورٌ لَهُ وَمَأْجُورٌ. وَصَاحِبُ الْهَوَى الْمَحْضِ مُسْتَوْجِبٌ لِلْعَذَابِ. وَأَمَّا الْمُجْتَهِدُ الِاجْتِهَادَ الْمُرَكَّبَ مِنْ شُبْهَةٍ وَهَوًى: فَهُوَ مُسِيءٌ. وَهُمْ فِي ذَلِكَ عَلَى دَرَجَاتٍ حَسَبَ مَا يَغْلِبُ، وَبِحَسَبِ الْحَسَنَاتِ الْمَاحِيَةِ.
فالمسألة هي محض اجتهاد، وإن تناقض صاحبها، وإن لزمه لوازم كفرية لم يقل بها يوماً، بل ينكرها وينفيها.
لذلك ترى في جميع أقوال العلماء الذين ينقل عنهم هذا الرجل أنهم لا يُكفّرون صاحب العذر بالجهل بمجرّد هذه الدعوى، بحيث يجعلون حقيقة قوله كفراً .. بل يستدلون على بطلان قوله بلازمه، لا بحقيقته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يجد هذا الرجل وأتباعه قولاً واحداً لعالم معتبر يعضد قوله، بل حقيقة الأمر أن القول بكفر من يعذر المشركين بالجهل في نفس الأمر إنما هو مما ابتدعه الغلاة من أتباع هذا الرجل ..
فالتكفير - كما ذكرت آنفاً - مسألة شرعية كباقي المسائل، يختلف حالها باختلاف الشخص، ونسبة وضوح المسألة تختلف من شخص إلى آخر.
فلا يُشترط لكون المسألة واضحة عندي أن تكون عند غيري واضحة .. فقد يكون هذا الغير جاهلاً أو أحمقاً أو متأولاً في مسألة جزئية، أو ملتبساً عليه الدليل .. خاصة وأنهم لا يختلفون في مسألة كليّة أصلية، بل يختلفون في مسألة جزئية، كما ذكرتُ.
قال ابن تيمية - رحمه الله - نقلاً عن أئمة أهل السنة في ردهم على المعتزلة في [مجموع الفتاوى: 19/ 211]:
وَأَيْضًا فَكَوْنُ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً أَوْ ظَنِّيَّةً هُوَ أَمْرٌ إضَافِيٌّ بِحَسَبِ حَالِ الْمُعْتَقِدِينَ، لَيْسَ هُوَ وَصْفًا لِلْقَوْلِ فِي نَفْسِهِ؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ قَدْ يَقْطَعُ بِأَشْيَاءَ عَلِمَهَا بِالضَّرُورَةِ؛ أَوْ بِالنَّقْلِ الْمَعْلُومِ صِدْقُهُ عِنْدَهُ، وَغَيْرُهُ لَا يَعْرِفُ ذَلِكَ لَا قَطْعًا وَلَا ظَنًّا. وَقَدْ يَكُونُ الْإِنْسَانُ ذَكِيًّا قَوِيَّ الذِّهْنِ سَرِيعَ الْإِدْرَاكِ فَيَعْرِفُ مِنْ الْحَقِّ وَيَقْطَعُ بِهِ مَا لَا يَتَصَوَّرُهُ غَيْرُهُ وَلَا يَعْرِفُهُ، لَا عِلْمًا وَلَا ظَنًّا. فَالْقَطْعُ وَالظَّنُّ يَكُونُ بِحَسَبِ مَا وَصَلَ إلَى الْإِنْسَانِ مِنْ الْأَدِلَّةِ، وَبِحَسَبِ قُدْرَتِهِ عَلَى الِاسْتِدْلَالِ، وَالنَّاسِ يَخْتَلِفُونَ فِي هَذَا وَهَذَا. فَكَوْنُ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً أَوْ ظَنِّيَّةً لَيْسَ هُوَ صِفَةً مُلَازِمَةً لِلْقَوْلِ الْمُتَنَازَعِ فِيهِ حَتَّى يُقَالَ: كُلُّ مَنْ خَالَفَهُ قَدْ خَالَفَ الْقَطْعِيَّ، بَلْ هُوَ صِفَةٌ لِحَالِ النَّاظِرِ الْمُسْتَدِلِّ الْمُعْتَقِدِ، وَهَذَا مِمَّا يَخْتَلِفُ فِيهِ النَّاسُ، فَعَلِمَ أَنَّ هَذَا الْفَرْقَ لَا يَطَّرِدُ وَلَا يَنْعَكِسُ
يتبع إن شاء الله ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 10:39]ـ
لوازم مذهب أبي مريم الباطلة، وبيان أنه يؤول به الأمر إلى تكفير نفسه:
- من لوازم مذهب أبي مريم: تكفير ابن تيمية وابن قتيبة وابن عبدالبر وكل من قال بقولهم في مسألة العذر بالجهل:
فهؤلاء الأئمة تأوّلوا حديث الذي أوصى أهله أن يحرّقوه فجعلوا الجاهل ببعض قدرة الله تعالى معذرواً بالجهل إن عُدم من يُعلّمه، وعدّوه مسلماً.
وكذلك فيما ورد عن ابن تيمية وابن عبدالبر - رحمهما الله - إعذارهما للشاك ببعض علم الله تعالى.
وهذه أقوال مشهورة عنهم أوردتها في كتابي "نقض معتقد الخوارج الجدد" في طبعته الثانية.
وهؤلاء الأئمة لم يَعذروا الجاهل بعموم قدرة الله تعالى أو عموم علمه .. بل أعذروا من شك أو جهل في بعض جزئيات المسألة وجوانبها، بحيث يكون عنده أن الله قادر بالجملة، وعالم بالجملة، ولكنه لم يعلم أن الله قادر في هذه المسألة أو عالم في هذه المسألة.
ويجب أن يُعلم أن قدرة الله تعالى وعلمه هما من مباني ألوهيته، سبحانه وتعالى، وبهما يستحق الله - عز وجل - أن يكون الإله.
فالألوهية من لوازم ربوبية الله تعالى ومستحقاته، لذلك جاء في سورة الناس:
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (*) مَلِكِ النَّاسِ (*) إِلَهِ النَّاسِ}
ولذلك يستدل الله - عز وجل - بربوبيته لإثبات ألوهيته، سبحانه وتعالى.
ومما يُبيّن أن كمال العلم والقدرة من مباني ألوهية الله تعالى، قوله:
قال الله - عز وجل -: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} [الطلاق: 12]
وذكر عن موسى - عليه السلام - قوله: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} [طه: 98]
فبشمول العلم والقدرة استحق الله تعالى الألوهية، وهذا معلوم مفهوم عند الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فبحسب مذهب هذا الرجل فإنه لا فرق بين العاذر بالجهل في بعض قدرة الله، وبين العاذر في كل قدرة الله .. ولا بين العاذر بالجهل في بعض علم الله، وبين العاذر في كل علم الله ..
فإن قال: أنا أعذر هؤلاء، ولا ألتزم بما بما تلزمني به .. قلنا: فلماذا تعذر من يعذر في بعض الربوبية (وهي الأصل) ولا تعذر من يعذر في بعض الألوهية (وهي من موجَبات الربوبية)؟
----------
- من لوازم مذهب أبي مريم: تكفير أبي حنيفة ومالك وكل من قال بقولهما في مسألة الميراث:
نقلت هذه المسألة كاملة في كتابي في طبعته الثانية، وأورد قول ابن حزم فيها، فإنه كاف في المسألة، ومن شاء التوسع فليرجع إلى كتابي.
قال ابن حزم - رحمه الله - في [المحلى: 9/ 307 - 308]:
مَسْأَلَةٌ: وَمَنْ مَاتَ لَهُ مَوْرُوثٌ وَهُمَا كَافِرَانِ، ثُمَّ أَسْلَمَ الْحَيُّ، أُخِذَ مِيرَاثُهُ عَلَى سُنَّةِ الإِسْلاَمِ، وَلاَ تُقَسَّمُ مَوَارِيثُ أَهْلِ الذِّمَّةِ إِلاَّ عَلَى قَسْمِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَوَارِيثَ فِي الْقُرْآنِ.
برهان ذَلِكَ: قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}.
وَقَوْله تَعَالَى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا}.
وَلاَ أَعْجَبُ مِمَّنْ يَدَعُ حُكْمَ الْقُرْآنِ وَهُوَ يُقِرُّ أَنَّهُ الْحَقُّ، وَأَنَّهُ حُكْمُ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَحْكُمُ بِحُكْمِ الْكُفْرِ، وَهُوَ يُقِرُّ أَنَّهُ حُكْمُ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَأَنَّهُ الضَّلاَلُ الْمُبِينُ، وَاَلَّذِي لاَ يَحِلُّ الْعَمَلُ بِهِ إنَّ هَذَا لَعَجَبٌ عَجِيبٌ.
رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ حَدَّثَهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً جَاءَتْ إلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَتْ: إنَّ ابْنِي هَلَكَ، فَزَعَمَتْ الْيَهُودُ أَنَّهُ لاَ حَقَّ لِي فِي مِيرَاثِهِ، فَدَعَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: أَلاَ تُعْطُونَ هَذِهِ حَقَّهَا؟ فَقَالُوا: لاَ نَجِدُ لَهَا حَقًّا فِي كِتَابِنَا. فَقَالَ: أَفِي التَّوْرَاةِ؟ قَالُوا: بَلَى، فِي الْمُثَنَّاةِ. قَالَ: وَمَا الْمُثَنَّاةُ؟ قَالُوا: كِتَابٌ كَتَبَهُ أَقْوَامٌ عُلَمَاءُ حُكَمَاءُ. فَسَبَّهُمْ عُمَرُ وَقَالَ: اذْهَبُوا فَأَعْطُوهَا حَقَّهَا.
وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إلَى حَيَّانَ بْنِ شُرَيْحٍ: أَنْ اجْعَلْ مَوَارِيثَ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَلَى فَرَائِضِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ -.
وقال أبو حنيفة: مَوَارِيثُ أَهْلِ الذِّمَّةِ مَقْسُومَةٌ عَلَى أَحْكَامِ دِينِهِمْ، إِلاَّ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إلَيْنَا.
وقال مالك: تَقْسِيمُ مَوَارِيثِ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى حُكْمِ دِينِهِمْ، سَوَاءٌ أَسْلَمَ أَحَدُ الْوَرَثَةِ قَبْلَ الْقَسْمِ، أَوْ لَمْ يُسْلِمْ. وَأَمَّا غَيْرُ أَهْلِ الْكِتَابِ: فَمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ مِنْ الْوَرَثَةِ بَعْدَ الْقِسْمَةِ فَلَيْسَ لَهُ غَيْرُ مَا أَخَذَ، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ قَبْلَ الْقِسْمَةِ: قَسَمَ عَلَى حُكْمِ الإِسْلاَمِ، وقال الشافعي وَأَبُو سُلَيْمَانَ كَقَوْلِنَا.
قال أبو محمد: أَمَّا تَقْسِيمُ مَالِكٍ: فَفِي غَايَةِ الْفَسَادِ، لأََنَّهُ لَمْ يُوجِبْ الْفَرْقَ الَّذِي ذُكِرَ قُرْآنٌ، وَلاَ سُنَّةٌ، وَلاَ رِوَايَةٌ سَقِيمَةٌ، وَلاَ دَلِيلٌ، وَلاَ إجْمَاعٌ، وَلاَ قَوْلُ صَاحِبٍ، وَلاَ قِيَاسٌ، وَلاَ رَأْيٌ لَهُ وَجْهٌ، وَمَا نَعْلَمُهُ، عَنْ أَحَدٍ قَبْلَ مَالِكٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَا وَافَقَهُ فِيهِ مَالِكٌ: فَقَدْ ذَكَرْنَا إبْطَالَهُ، وَمَا فِي الشُّنْعَةِ أَعْظَمُ مِنْ تَحْكِيمِ الْكُفْرِ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى عَلَى مُسْلِمٍ، إنَّ هَذَا لَعَجَبٌ. وَمَا عَهِدْنَا قَوْلَهُمْ فِي حُكْمٍ بَيْنَ مُسْلِمٍ وَذِمِّيٍّ إِلاَّ أَنَّهُ يُحْكَمُ فِيهِ، وَلاَ بُدَّ بِحُكْمِ الإِسْلاَمِ إِلاَّ هَاهُنَا، فَإِنَّهُمْ أَوْجَبُوا أَنْ يُحْكَمَ عَلَى الْمُسْلِمِ بِحُكْمِ الشَّيْطَانِ فِي دِينِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، لاَ سِيَّمَا إنْ أَسْلَمَ الْوَرَثَةُ كُلُّهُمْ، فَلَعَمْرِي إنَّ اقْتِسَامَهُمْ مِيرَاثَهُمْ بِقَوْلِ (دكريز الْقُوطِيِّ) و (َهِلاَلٍ الْيَهُودِيِّ) لَعَجَبٌ، نَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْهُ، عَلَى أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي هَذَا أَثَرَانِ يَحْتَجُّونَ بِأَضْعَفَ مِنْهُمَا، وَبِإِسْنَادِهِمَا نَفْسِهِ، إذَا وَافَقَ تَقْلِيدَهُمْ، وَهُوَ كَمَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي دَاوُد، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: {كُلُّ قَسْمٍ قُسِمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ عَلَى قِسْمَةِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنَّ مَا أَدْرَكَ إسْلاَمٌ وَلَمْ يُقْسَمْ فَهُوَ عَلَى قَسْمِ الإِسْلاَمِ}.
وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ كُلَّ مَا قُسِمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ عَلَى قِسْمَةِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنَّ مَا أَدْرَكَ الإِسْلاَمُ، وَلَمْ يُقْسَمْ، فَهُوَ عَلَى قِسْمَةِ الإِسْلاَم ِ.
قَالَ عَلِيٌّ: مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ضَعِيفٌ، وَالثَّانِي مُرْسَلٌ، وَلاَ نَعْتَمِدُ عَلَيْهِمَا، إنَّمَا حُجَّتُنَا مَا ذَكَرْنَا قَبْلُ، وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ.
ومعلوم في مذهب هذا الرجل تكفير كل من تحاكم إلى الطاغوت، أو حكم بالطاغوت، وتكفير من لا يكفرهما.
وها هي فتوى صريحة أمامه في أن الإمام مالك والإمام أبا حنيفة جوّزا الحكم بشريعة النصارى في بعض المسائل الجزئية، لتضارب الأدلة عندهم، وظنوا بذلك أنهم يتبعون ما صحّ في مذهبهم أنه الحق.
بل والإمام مالك جعل الحكم على الوارث المسلم في هذه المسألة هو بحكم النصارى.
فهو مُطالب الآن - حسب مذهبه - أن يُكفّر الإمام مالك وأبا حنيفة، وإلا فهو كافر.
ومُطالب أن يُكفّر كل من لا يكفّرهما، لأنهما "أجازا حكم الطاغوت الذي يعلمان أنه باطل".
فإن تناقض هذا الرجل وقال: أنا أعذر في المسائل الجزئية ولا أعذر في الكلية .. فقلنا له: ولماذا لا تعذر في أقل من مُباشِر الفعل ومُجيزه، وهو إعذار من يعذر في المسائل الجزئية من مسائل الألوهية؟؟
----------
- من لوازم مذهب أبي مريم: تكفير نفسه وكل أمة الإسلام:
وتحرير ذلك أنّ العلماء لم يُكفّروا أهل البدع الغير كفرية، مع أنّ كل بدعة هي شرع لم يأذن به الله، وداخلة في قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى: 21]
فكل من شرّع شيئاً لم يأذن به الله، سواء أكان متبعاً لديل أم لا، فهو داخل في معنى هذه الآية.
وكذلك مسائل التحليل والتحريم، هي حق خالص لله تعالى، فمن أحلّ الحرام وحرّم الحلال، فقد وقع في الشرك الأكبر.
وكل من اتبع هذا التشريع واعتقده حقاً، فهو متبع لغير دين الإسلام في هذه المسألة.
فلماذا لا يكفرون عنده؟ .. أليس المرء لا يُعذر في الشرك الأكبر بشيء، سواء أكان جهلاً أو تأويلاً، إلا بالإكراه وانتفاء القصد؟ .. فإن كان لا يُكفّرهم، فهو الكافر بحسب مذهبه، لأنه أعذر المشرّع مع الله، والمتبع لغير دين الإسلام.
فإن قال: هؤلاء فعلوا ذلك ظانّين أنهم يتبعون أمر الله، ولم يقصدوا معاندة ولا شقاقاً.
قلنا: والذين جهلوا بضع جوانب ألوهية الله تعالى، فصرفوا بعض العبادة لغير الله، لم يقصدوا عبادة غير الله، ولم يقصدوا جعل الشريك له، لا في ملكه ولا في عبادته، بل ظنوا أنه مما شرعه لهم الله تعالى، وأمرهم به رسوله (ص).
وسواء أعذرتهم أم لم تعذرهم .. فلماذا تُكفّر من يعذرهم وأنت ترى أنّ هذه المسألة لها شواهد قياسية، من إعذار الشاك ببعض قدرة الله وبعض علمه، والمحلل للحرام أو المحرّم للحلال، أو المشرّع ما لم يأذن به الله ..
فلو قاس أحدهم المسائل، وقصّر في ضبطها، وجعل الجهل عذراً في مسائل الشرك الأكبر لمن يعتقد ويقول بلسانه أن الله واحد أحد، وأن محمداً رسول الله، وأنه على دين الإسلام .. أفلا يُعذر هذا بالتأويل؟؟
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 09:30]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى:
-------------------
أما بخصوص (مسألة تقسيم مواريث الكفار) فهذه قاصمة ظهر لهؤلاء القوم وهي من أشنع اللوازم التي تلزمهم. ذلك أن أقوال العلماء في هذه المسألة معلومة مشهورة لمن طالعها.
فقد جاء في المدونة: " مسألة في ميراث المسلم والنصراني ": (قلت: أرأيت إن مات رجل من المسلمين وبعض ورثته نصارى فأسلموا قبل قسم الميراث أو كان ورثته نصارى فأسلموا بعد موته قبل أن يؤخذ ماله.
قال: قال مالك: إنما يجب الميراث لمن كان مسلماً يوم مات، ومن أسلم بعد موته فلا حق له في الميراث.
قال: فقيل لمالك: فإن مات نصراني وورثته نصارى فأسلموا قبل أن يقسم ماله علام يقتسمون، أعلى وراثة الإسلام أو على وراثة النصارى؟، قال: بل على وراثة النصارى التي وجبت لهم يوم مات صاحبهم، وإنما سألنا مالكاً للحديث الذي جاء "إيما دار قسمت في الجاهلية فهي على قسم الجاهلية وأيما دار أدركها الإسلام ولم تقسم فهي على قسم الإسلام ". قال مالك: وإنما هذا الحديث لغير أهل الكتاب من المجوس والزنج وغير ذلك، وأما النصارى فهم على مواريثهم ولا ينقل الإسلام مواريثهم التي كانوا عليها، وقال ابن نافع وغيره من كبار أهل المدينة: هذا لأهل الكفر كلهم وأهل الكتاب وغيرهم.) إهـ
فهذا قول الإمام مالك رحمه الله في مسألة ميراثت الكفار وقد عابه الإمام ابن حزم رحمه الله بشدة ولكنه لم يكفر الإمام مالك رحمه الله لأنه كان متأول قاصداً اتباع الحق ولكن تضاربت الأدلة عنده وأخطأ الفهم .. كما سبق في قول أخونا أبو شعيب وفقه الله تعالى .. فهل سوف يحكم أبو مريم بالكفر على الإمام مالك وأبو حنيفة وابن حزم وكل من لم يكفر هؤلاء الإئمة الاعلام أم أنه سوف يتناقض في طرد أصله!!؟.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا "، ومن اتبع ظنه وهواه فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه صواباً بعد اجتهاده وهو من البدع المخالفه للسنة فإنه يلزمه نظير ذلك أو أعظم أو أصغر في من يعظمه هو من أصحابه، فقل من يسلم من مثل ذلك من المتأخرين لكثرة الإشتباه و الإضطراب وبُعد الناس عن نور النبوة وشمس الرسالة الذي به يحصل الهدى والصواب ويزول به عن القلوب الشك والاتياب، ولهذا تجد كثيراً من المتأخرين من علماء الطوائف يتناقضون في مثل هذه الأصول ولوازمها فيقولون القول الموافق للسنة وينفون ما هو من لوازمه غير ظانيين أنه من لوازمه ويقولون ما ينافيه غير ظانيين أنه ينافيه ويقولون بملزومات القول المنافي الذي ينافي ما أثبتوه من السنة وربما كفروا من خالفهم في القول المنافي وملزوماته فيكون مضمون قولهم أن يقولوا قولا ويكفروا من يقوله، وهذا يوجد لكثير منهم في الحال الواحد لعدم تفطنه لتناقض القولين ويوجد في الحالين لإختلاف نظر واجتهاده، وسبب ذلك ما أوقعه أهل الإلحاد والضلال من الألفاظ المجمله التي يظن الظان أن لا يدخل فيها إلا الحق وقد دخل فيها الحق والباطل فمن لم ينقب عنها أويستفصل المتكلم بها كما كان السلف والأئمة يفعلون صار متناقضا أو مبتدعا ضالا من حيث لا يشعر، وكثير ممن تكلم بالألفاظ المجملة المبتدعة كلفظ الجسم والجوهر والعرض وحلول الحوادث ونحو ذلك كانوا يظنون أنهم ينصرون الاسلام بهذه الطريقة وأنهم بذلك يثبتون معرفة الله وتصديق رسوله فوقع منهم من الخطأ والضلال ما أوجب ذلك وهذه حال أهل البدع كالخوارج وأمثالهم فإن البدعة لا تكون حقا محضا موافقا للسنة إذ لو كانت كذلك لم تكن باطلاً ولا تكون باطلاً محضاً لا حق فيه إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس ولكن تشتمل على حق وباطل فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل إما مخطئا غالطا وإما متعمدا لنفاق فيه والحاد) إهـ كتاب درء تعارض العقل والنقل.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:41]ـ
جزاك الله خيراً أخي (الإمام الدهلوي) على هذه النقول النافعة.
----------------------------
يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
وما ذكره من التصورات لو التزم بعضها لم يكفر اليهود والنصارى ومن لم ينتسب للإسلام, ولم يكفر من لم يكفر اليهود والنصارى. كأن يظن مثلا أن ما فعله شرك أصغر مع أنه شرك أكبر مجمع عليه, كظن النصارى أن الله هو عيسى بن مريم وأن عزيرا هو ابن الله أو ظن أن محمدا ليس برسول أو أنه رسول الأميين ولم تقم عليه الحجة, هذا غير منتسب للإسلام ويظن أنه على الحق فيلزم أنه يعذر إذا لم تقم عليه الحجة وأن من لم يكفره معذور. وهذا لا يلتزمه المخالف لكن هو لازم له, وغاية رده أن اليهودي والنصراني غير منتسب للإسلام قيل هو متأول أو جاهل في عدم انتسابه للإسلام وأنت تعذر من توقف فيمن علم أنه وقع في الشرك الأكبر إذا عذره بالجهل والتأويل, والشرك هو أعظم النواقض للإسلام فهو ينقض حقيقة الإسلام العام بينما عدم الإيمان بالرسول ينقض الإسلام الخاص وهو الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وأنه أرسل للناس كافة, وهذا لم يكن واجبا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا الإيمان بالنبي صلى الله وسلم واتباعه ولا الإيمان بأنه أرسل للناس كافة, فكيف نعذر من لم يكفر من وقع في الشرك الأكبر ولا نعذر من لم يكفر اليهودي والنصراني إذا كان سبب كفره عدم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم أو أنه أرسل للناس كافة؟!
ذكرنا أن هذا الرجل لا يُفرّق بين كفر النوع (الذي مبناه الحكم الشرعي) وكفر العين (الذي مبناه تحقيق المناط).
وذكرنا أن تصنيف الناس بحسب فعلهم، إنما هو حُكم على فعلهم وليس على أعيانهم.
فعندما يقول العلماء: إن من لا يكفّر المشركين فهو كافر .. فهم يعنون: إن من لا يرى الشرك كفراً هو كافر.
كما يُقال: إن من لا يُؤثّم شارب الخمر فهو كافر .. فإن ذلك يعني: من لا يرى شُرب الخمر إثماً فهو كافر.
أما من وحّد الله تعالى، ولم يعبد سواه، ولم يُحسّن الشرك أو يزيّنه، بل يعتقد أن الشرك بالله كفر، وصاحبه مخلّد في النار .. ولم يردّ دليلاً شرعياً ثبت عنده، أو يخرج إجماعاً صحّ عنده، ورأى أنه مُتابع للدليل الشرعي، ولم يقصد بذلك إعراضاً ولا مُعاندة لأمر الله .. فأخطأ في تنزيل هذا الحكم الشرعي على بعض الأعيان، لقيام مانع في حقهم ظنه عُذراً لهم .. فهذا لا يكفر حتى تتضح له الحجة فيردها.
والخطأ - كما يتضح هنا - إنما هو في اعتبار الجهل عذراً، وليس في جعل الشرك إسلاماً، أو استحسان الشرك وتزيينه، أو الوقوع فيه
أما ذكره أنه يلزم من العُذر بالجهل إعذار اليهود والنصارى وكل مشرك على وجه الأرض .. فنقول: إن صحّ هذا، فهذا من تناقض أصحابه، وهذا يدلّ على بطلان قولهم، مع أنهم لم يلتزموا بهذه اللوازم البتة.
فهل من تناقض كفر؟
يقول ابن تيمية في [مجموع الفتاوى: 29/ 43]:
فَإِذَا اعْتَقَدَ الْعَالِمُ اعْتِقَادَيْنِ مُتَنَاقِضَيْنِ فِي قَضِيَّةٍ أَوْ قَضِيَّتَيْنِ، مَعَ قَصْدِهِ لِلْحَقِّ وَاتِّبَاعِهِ لِمَا أُمِرَ بِاتِّبَاعِهِ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ: عُذِّرَ بِمَا لَمْ يَعْلَمْهُ، وَهُوَ الْخَطَأُ الْمَرْفُوعُ عَنَّا؛ بِخِلَافِ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ. فَإِنَّهُمْ {إنْ يَتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ}، وَيَجْزِمُونَ بِمَا يَقُولُونَهُ بِالظَّنِّ وَالْهَوَى، جَزْمًا لَا يَقْبَلُ النَّقِيضَ، مَعَ عَدَمِ الْعِلْمِ بِجَزْمِهِ
ويقول أيضاً - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 05/ 306]:
وَإِذَا كَانَ نَفْيُ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ مُسْتَلْزِمًا لِلْكُفْرِ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ، وَقَدْ نَفَاهَا طَوَائِفُ كَثِيرَةٌ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ، فَلَازِمُ الْمَذْهَبِ لَيْسَ بِمَذْهَبِ؛ إلَّا أَنْ يَسْتَلْزِمَهُ صَاحِبُ الْمَذْهَبِ. فَخَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يَنْفُونَ أَلْفَاظًا أَوْ يُثْبِتُونَهَا، بَلْ يَنْفُونَ مَعَانِيَ أَوْ يُثْبِتُونَهَا، وَيَكُونُ ذَلِكَ مُسْتَلْزِمًا لِأُمُورِ هِيَ كُفْرٌ، وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ بِالْمُلَازَمَةِ، بَلْ يَتَنَاقَضُونَ، وَمَا أَكْثَرَ تَنَاقُضِ النَّاسِ، لَا سِيَّمَا فِي هَذَا الْبَابِ، وَلَيْسَ التَّنَاقُضُ كُفْرًا
وكنت قد ذكرت في كتابي في طبعته الثانية مسألة هامة وهي:
الباب الرابع: كل كفر هو ناقض لأصل الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه مسألة قد غفل عنها هؤلاء .. وهي أن الكفر ناقض لأصل الدين، وإلا لما صحّ كونه كفراً.
فترك الصلاة مثلاً ينقض أصل الدين، ويصبح به صاحبه كافراً، من عبدة الطاغوت، وخارجاً عن الملة الإسلامية.
ولكن ما يفرق بين الأفعال التي ليست ناقضاً بنفسها لأصل الدين، وبين الأفعال الناقضة بنفسها لأصل الدين، هو أنه يُمكن الإعذار بالجهل في الأولى ولا يمكن في الثانية، لا غير.
فمن فعل كفراً مما لا ينقض بنفسه أصل الدين، لا يكفر حتى يعلم .. فإن تحقق العلم فيه، صار فعله ناقضاً لأصل دينه.
أما من قارف كفراً ينقض بذاته أصل الدين، كسبّ الله تعالى، فهذا لا يُعذر بالجهل.
فعليه يُقال: من رأى أن ترك الصلاة كفر أصغر، فهذا لا يُكفِّر من تحقق فيه العلم بحرمة ترك الصلاة، فهل يُقال فيه إنه جاهل بمعنى التوحيد، إذ لم يعلم أن ترك الصلاة مع العلم ينقض أصل الدين؟
ومما يُشغّب به هؤلاء أنهم يقولون إن من امتنع عن تكفير المعيّن الواقع في الشرك الأكبر لغير الإكراه أو انتفاء القصد، وجعل فيه الجهل عذراً، فهذا قد جعل جاهل التوحيد مسلماً، ومن المعلوم أن الجهل بالتوحيد مجمع على عدم دخول صاحبه في الإسلام.
فيقال لهم: كل كفر إنما صار كفراً لاستلزامه أحد نواقض كلمة التوحيد. فترك الصلاة مع العلم بوجوبها، يسلتزم عدم تحقيق شرط الانقياد والخضوع لله تعالى، والذي هو أحد شروط الإيمان .. ولكن العلماء جعلوه من الكفر الأصغر، بمعنى أنه حتى لو علم بوجوبها، فإن هذا التمرّد على الله تعالى وعصيانه لا ينقله عن الدين.
مع أن العلماء مجمعون على أن من انتفى عنده شرط الانقياد بالجملة، فهو كافر، ولا يجادل في ذلك أحد.
وكذلك الحال فيمن جهل توحيد الله جملة، فجميع العلماء متفقون على كفره وقاطعون بذلك، ولكن الخلاف هو في جهل بعض جوانب هذا التوحيد، ممن يدعي أن الله إلهه ومعبوده الأوحد، والإسلام دينه.
ويُمكن هنا أن نستعمل نفس منطقه الذي كفّر به كثيراً من أهل العلم، فأقول:
إن هؤلاء العلماء الذين رأوا إسلام تارك الصلاة كسلاً، مع بلوغه بوجوبها، وإقراره بخطئه، قد حكموا على المستكبر عن عبادة الله تعالى بالإسلام .. وحكموا على المتمرّد على طاعة الله بالإسلام .. وكيف يكون إسلام (وأساسه الخضوع والانقياد) مع ترك أساس العبادة، والذي يتوقف عليه جميع الأعمال الصالحة، وهذا بعلم هؤلاء العلماء، لما أجمعوا عليه مع النص الصريح عن النبي (ص) قوله: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، و إن فسدت، فسد سائر عمله».
ولم يقبل الله - سبحانه وتعالى - توبة المشركين حتى يصلّوا، فقال: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [التوبة: 11]
- فهل تارك الصلاة كسلاً عالماً بوجوبها مسلم؟ .. الجواب لا.
- وهل هو عارف بالتوحيد أم جاهل به؟ .. الجواب: جاهل، إذ لو كان عالماً بحق الله تعالى لعبده كما أمر.
- وهل هو مُحقق لأصل العبادة؟ .. الجواب: لا، بل هو متمرد على أمر الله، مستكبر عن عبادته.
ويلزم هؤلاء العلماء، بحسب منطق هذا الرجل، أنهم يرون أن اليهودي المعتقد لوحدانية الله تعالى، والمعتقد بأن النبي (ص) مرسل من عند الله تعالى، وأن دين الإسلام يلزمه، ثم بعد هذا هو لم يتبع النبي (ص) بشيء، مع إيمانه أنه على الحق، فإنه يلزمهم أن يحكموا عليه بالإسلام، إذ لا فرق عند هذا الرجل بين المسائل الجزئية والكلية!!
وقد يستشكل البعض شيئاً من كلامي فيقول: إذن أنت ترى أن من يقول إن دين الإسلام يصحّ مع الشرك فهو مسلم؟
أقول: لا، بل هذا كافر .. وهؤلاء لم يقولوا بهذا كما فهمته أنت. بل قالوا إن الشرك ناقض من نواقض الدين، وصاحبه كافر مخلّد في النار، ولا يصح دين الإسلام والتوحيد مع الشرك .. ولكن الله - عز وجل - عذَر الواقع في بعض الشرك بالجهل بعموم إعذاره لأمة الإسلام بالجهل والخطأ والنسيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال ذلك القول بأنّ الأكل بعد الفجر في رمضان مُبطل للصوم .. ولكن ليس كل من أكل بعد الفجر باطل صومه (بمعنى أن الله لا يقبله منه)، كعُدي بن حاتم - رضي الله عنه - الذي أكل بعد الفجر متأولاً قوله تعالى: {فكلوا واشربوا حتى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} .. ولم يأمره النبي (ص) بالإعادة.
أما قول هذا الرجل: ((كأن يظن مثلا أن ما فعله شرك أصغر مع أنه شرك أكبر مجمع عليه)). فهو عندما يُسقط في يده، يلجأ إلى الإجماع!!
وقد ذكرت طرفاً من ذلك في كتابي في طبعته الثانية، فقلتُ:
فإن وصلنا إلى هذه المرحلة، فإن نقض ادعائهم بسيط .. وهو أن مخالف الإجماع لا يكفر إلا إن أقيمت عليه الحجة، وهذا بإجماع أهل العلم .. لأن الإجماع من المسائل الخبرية العلمية التي لا يكفر صاحبها إلا بعد إقامة الحجة.
وحجية الإجماع – إن ثبت - هو كحجية النص .. فكما أن النص قد يُؤوّل فيُعذر صاحبه بالتأويل، فكذلك الإجماع.
وحتى إن تم نقل الإجماع في كفر صاحب فعل ما، فإنه قد يؤوّل إلى الكفر الأصغر، كما أوّل الأئمة كفر تارك الصلاة بالأصغر، وكما أوّل بعضهم كفر القائل بخلق القرآن بالأصغر.
هذا مع أنه يُكفّر حتى الجُهال من المسلمين الذين لم يسمعوا بشيء اسمه إجماع، فضلاً عن أن يعرفوا مسائله!!
قال شيخ الإسلام في [مجموع الفتاوى: 35/ 378 - 379]:
وَأَمَّا مَنْ يَقُولُ: إنَّ الَّذِي قُلْته هُوَ قَوْلِي أَوْ قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ؛ وَقَدْ قُلْته اجْتِهَادًا أَوْ تَقْلِيدًا: فَهَذَا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ لَا تَجُوزُ عُقُوبَتُهُ، وَلَوْ كَانَ قَدْ أَخْطَأَ خَطَأً مُخَالِفًا لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلَوْ عُوقِبَ هَذَا لَعُوقِبَ جَمِيعُ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّهُ مَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إلَّا وَلَهُ أَقْوَالٌ اجْتَهَدَ فِيهَا أَوْ قَلَّدَ فِيهَا وَهُوَ مُخْطِئٌ فِيهَا؛ فَلَوْ عَاقَبَ اللَّهُ الْمُخْطِئَ لَعَاقَبَ جَمِيعَ الْخَلْقِ؛ بَلْ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [285] لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [256]} وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ (ص) أَنَّ اللَّهَ اسْتَجَابَ هَذَا الدُّعَاءَ، وَلَمَّا قَالَ الْمُؤْمِنُونَ: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قَالَ اللَّهُ: قَدْ فَعَلْت. وَكَذَلِكَ فِي سَائِرِ الدُّعَاءِ. وَقَالَ النَّبِيُّ (ص): «إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَنْ الْخَطَإِ وَالنِّسْيَانِ وَمَا اُسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ». فَالْمُفْتِي وَالْجُنْدِيُّ وَالْعَامِّيُّ إذَا تَكَلَّمُوا بِالشَّيْءِ بِحَسَبِ اجْتِهَادِهِمْ، اجْتِهَادًا أَوْ تَقْلِيدًا، قَاصِدِينَ لِاتِّبَاعِ الرَّسُولِ بِمَبْلَغِ عِلْمِهِمْ، لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعُقُوبَةَ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ أَخْطَئُوا خَطَأً مُجْمَعًا عَلَيْهِ. وَإِذَا قَالُوا إنَّا قُلْنَا الْحَقَّ وَاحْتَجُّوا بِالْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ: لَمْ يَكُنْ لِأَحَدِ مِنْ الْحُكَّامِ أَنْ يُلْزِمَهُمْ بِمُجَرَّدِ قَوْلِهِ، وَلَا يَحْكُمَ بِأَنَّ الَّذِي قَالَهُ هُوَ الْحَقُّ دُونَ قَوْلِهِمْ، بَلْ يَحْكُمُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْحَقُّ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ، لَا يُغَطَّى بَلْ يَظْهَرُ؛ فَإِنْ ظَهَرَ رَجَعَ الْجَمِيعُ إلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَظْهَرْ
(يُتْبَعُ)
(/)
سَكَتَ هَذَا عَنْ هَذَا، وَسَكَتَ هَذَا عَنْ هَذَا؛ كَالْمَسَائِلِ الَّتِي تَقَعُ يَتَنَازَعُ فِيهَا أَهْلُ الْمَذَاهِبِ
أما الفرق بين المنتسب إلى الإسلام والمنتسب إلى غيره، هو أن الأوّل فيه من موجِبات الإسلام والإيمان ما قد يستشكل على الحاكم عليه .. فيتعارض عنده الدليلان .. دليل يحكم بإسلامه، لنطقه بالشهادتين، واعترافه أن الله واحد أحد، فرد صمد، لا صاحبة له ولا ولد، وأن محمداً عبده ورسوله، وتراه يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان، وما إلى ذلك من موجبات الإيمان .. ودليل يحكم بكفره، لوقوعه في بعض مظاهر الشرك وعبادة غير الله.
ودليل يحكم بعُذره بالجهل، لأن الله تعالى أعذر هذه الأمة (والتي هو من المنتسبين إليها) بالجهل والنسيان والخطأ، ودليل لا يعذر العابدين لغير الله صراحة مع إقرارهم بذلك بالجهل.
فتتضارب عندهم الأدلة، ولا يُحسنون التوفيق بينها، كما قال ابن تيمية في [مجموع الفتاوى: 12/ 486 - 488]:
وَالْجَهْمِيَّة - عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ السَّلَفِ: مِثْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطَ، وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الْإِمَامِ أَحْمَد، وَغَيْرِهِمْ - لَيْسُوا مِنْهُ الثِّنْتَيْنِ وَالسَّبْعِينَ فِرْقَةً الَّتِي افْتَرَقَتْ عَلَيْهَا هَذِهِ الْأُمَّةُ؛ بَلْ أُصُولُ هَذِهِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ: هُمْ الْخَوَارِجُ وَالشِّيعَةُ وَالْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ، وَهَذَا الْمَأْثُورُ عَنْ أَحْمَد، وَهُوَ الْمَأْثُورُ عَنْ عَامَّةِ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ قَالَ: إنَّ اللَّهَ لَا يُرَى فِي الْآخِرَةِ فَهُوَ كَافِرٌ، وَنَحْوَ ذَلِكَ. ثُمَّ حَكَى أَبُو نَصْرٍ السجزي عَنْهُمْ فِي هَذَا قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ كُفْرٌ يَنْقُلُ عَنْ الْمِلَّةِ. قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ كُفْرٌ لَا يَنْقُلُ. وَلِذَلِكَ قَالَ الخطابي: إنَّ هَذَا قَالُوهُ عَلَى سَبِيلِ التَّغْلِيظِ. وَكَذَلِكَ تَنَازَعَ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي تَخْلِيدِ الْمُكَفَّرِ مِنْ هَؤُلَاءِ؛ فَأَطْلَقَ أَكْثَرُهُمْ عَلَيْهِ التَّخْلِيدَ، كَمَا نُقِلَ ذَلِكَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ مُتَقَدِّمِي عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ؛ كَأَبِي حَاتِمٍ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَامْتَنَعَ بَعْضُهُمْ مِنْ الْقَوْلِ بِالتَّخْلِيدِ. وَسَبَبُ هَذَا التَّنَازُعِ تَعَارُضُ الْأَدِلَّةِ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ أَدِلَّةً تُوجِبُ إلْحَاقَ أَحْكَامِ الْكُفْرِ بِهِمْ، ثُمَّ إنَّهُمْ يَرَوْنَ مِنْ الْأَعْيَانِ الَّذِينَ قَالُوا تِلْكَ الْمَقَالَاتِ مَنْ قَامَ بِهِ مِنْ الْإِيمَانِ مَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ كَافِرًا، فَيَتَعَارَضُ عِنْدَهُمْ الدَّلِيلَانِ، وَحَقِيقَةُ الْأَمْرِ أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ فِي أَلْفَاظِ الْعُمُومِ فِي كَلَامِ الْأَئِمَّةِ مَا أَصَابَ الْأَوَّلِينَ فِي أَلْفَاظِ الْعُمُومِ فِي نُصُوصِ الشَّارِعِ. كُلَّمَا رَأَوْهُمْ قَالُوا: مَنْ قَالَ كَذَا فَهُوَ كَافِرٌ، اعْتَقَدَ الْمُسْتَمِعُ أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ شَامِلٌ لِكُلِّ مَنْ قَالَهُ، وَلَمْ يَتَدَبَّرُوا أَنَّ التَّكْفِيرَ لَهُ شُرُوطٌ وَمَوَانِعُ قَدْ تَنْتَقِي فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ، وَأَنَّ تَكْفِيرَ الْمُطْلَقِ لَا يَسْتَلْزِمُ تَكْفِيرَ الْمُعَيَّنِ، إلَّا إذَا وُجِدَتْ الشُّرُوطُ وَانْتَفَتْ الْمَوَانِعُ. يُبَيِّنُ هَذَا أَنَّ الْإِمَامَ أَحْمَد وَعَامَّةَ الْأَئِمَّةِ: الَّذِينَ أَطْلَقُوا هَذِهِ العمومات لَمْ يُكَفِّرُوا أَكْثَرَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَذَا الْكَلَامِ بِعَيْنِهِ
وأما قوله إن الشرك بالله أعظم من ردّ الرسالة .. فيُقال له: لا فرق بين المستكبر عن طاعة الله تعالى، وبين المشرك في عبادته ..
فالأول عبد هواه وآثره على طاعة الله، أو عبد غيره من الأحبار والرهبان الذين يؤثر طاعتهم على طاعة الله .. والثاني عبد غيره وأطاع إلهين.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1]
وقال أيضاً: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31]
وكانت عبادتهم للأحبار والرهبان هو في جانب ردّ أمر الله (وهو من الرسالة) وطاعة أمر غيره .. فصاروا بذلك مشركين.
وأما تكفيرنا لمن لا يكفّر اليهود والنصارى، إنما ذلك لردّه النصوص الواضحة الصريحة المستفيضة، والتي أجمعت الأمة عليها وقطعت بها، حتى لم يعد لأحد شكّ في ذلك.
وأما من كان في بادية بعيدة ولم يسمع بشيء من ذلك، مع اعتقاده أن اليهود والنصارى على باطل، ولكن لا يعرف حقيقة حكمهم، فهذا لا يكفر حتى تقام عليه الحجة.
أما المنتسب للإسلام، المدعي للتوحيد ومتابعة النبي (ص)، فإن حكمه يلتبس، خاصة وأن مثله يصحّ العذر فيه، كالإكراه وانتفاء القصد ..
وقد يتصور الحاكم مسألة، ويخطئ في تصورها .. وقد يريد اتباع الحق، ويغفل عمّا في قوله من الباطل.
هذا، مع كون الحكم على الأعيان بالإسلام أو الكفر، ليس كفراً في نفس الأمر إن أخطأ صاحبه، اللهم إلا إن وُرد النص الصريح بكفر هذا المعيّن، كحال أبي جهل، والوليد بن المغيرة، وأبي طالب، وغيرهم.
قال ابن تيمية في [منهاج السنة 5/ 123 - 124]:
الثاني: أن المتأول الذي قصده متابعة الرسول لا يكفر، بل ولا يفسق، إذا اجتهد فأخطأ، وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية. وأما مسائل العقائد، فكثير من الناس كفّر المخطئين فيها.
وهذا القول لا يعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا عن أحد من أئمة المسلمين، وإنما هو في الأصل من أقوال أهل البدع، الذين يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم؛ كالخوارج، والمعتزلة، والجهمية. ووقع ذلك في كثير من أتباع الأئمة؛ كبعض أصحاب مالك، والشافعي، وأحمد، وغيرهم.
وقد يسلكون في التكفير بذلك؛ فمنهم من يكفر أهل البدع مطلقاً، ثم يجعل كل من خرج عما هو عليه من أهل البدع؛ وهذا بعينه قول الخوارج والمعتزلة الجهمية، وهذا القول أيضاً يوجد في طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة، وليس هو قول الأئمة الأربعة ولا غيرهم، وليس فيهم من كفّر كل مبتدع، بل المنقولات الصريحة عنهم تناقض ذلك، ولكن قد ينقل عن أحدهم أنه كفّر من قال بعض الأقوال ويكون مقصوده أن هذا القول كفر، ليحذر. ولا يلزم إذا كان القول كفراً أن يكفر كل من قاله، مع الجهل والتأويل. فإن ثبوت الكفر في حق الشخص المعين كثبوت الوعيد في الآخرة في حقه، وذلك له شروط وموانع، كما بسطناه في موضعه.
وإذا لم يكونوا في نفس الأمر كفاراً، لم يكونوا منافقين، فيكونون من المؤمنين، فيستغفر لهم، ويترحم عليهم. وإذا قال المؤمن: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، يقصد كل من سبقه من قرون الأمة بالإيمان. وإن كان قد أخطأ في تأويل تأوله، فخالف السنة، أو أذنب ذنباً، فإنه من إخوانه الذين سبقوه بالإيمان، فيدخل في العموم. وإن كان من الثنتين والسبعين فرقة، فإنه ما من فرقة إلا وفيها خلق كثير ليسوا كفاراً، بل مؤمنين فيهم ضلال وذنب، يستحقون به الوعيد، كما يستحقه عصاة المؤمنين.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 11:39]ـ
ثم قال:
فيلزمك القول إما أننا نعذر بجميع هذه الأمور فنعذر من لم يكفر اليهودي والنصراني إذا لم يدخل في دين الإسلام إذا كان يظن أنه جاهل أو متأول كما تعذر من لم يكفر المشرك إذا كان جاهلا أو متأولا, فإن ما يناقض الألوهية أعظم مما يناقض الرسالة بإجماع كل مسلم, فإذا كان يعذر فيما ينقض الألوهية فإنه من باب أولى يعذر في الرسالة ومع ذلك لا يعذرون بما ينقض الرسالة وإن كان لا يعذر فيما ينقض الرسالة فمن باب أولى أن لا يعذر فيما ينقض الألوهية.
أما وقد علمنا العلّة في كفر من لا يكفّر اليهود والنصارى، وهي ردّ النصوص الشرعية، كما قال البهوتي في [كشف القناع: 5/ 146]:
(يُتْبَعُ)
(/)
«أو لم يكفر من دان» أي تدين «بغير الإسلام كالنصارى» واليهود «أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم» فهو كافر، لأنه مكذب لقوله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
فأما من لا يكفّر بعض أعيان اليهود والنصارى، ويَعذرهم بالجهل الملجئ أو التأويل المعتبر، كما ذكر أبو مريم نفسه في كتابه فقال مُنكراً علينا:
يلزمهم تكفير النصراني الذي آمن بالنبي لكن جهل أنه مبعوث للناس كافة لعدم وصول النص إليه, بسبب عدم انتسابه للإسلام الخاص
ومن اللوازم على أصلهم حكم اليهودي والنصراني الذي سمع بأن هناك نبيا ظهر وصدق هذا النبي لكن لم يبلغه أن هذا النبي لعموم الناس, فإن مثل هذا لا يعلم إلا بالخبر, فالإيمان بأنه نبي شيء والإيمان بأنه أرسل للناس كافة شيء آخر, فإذا آمن اليهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم وضرورة لا بد أن يؤمن بأن النبي مرسل برسالة سواء هذا النبي متمم لدين نبي قبله أو أنه أنزل عليه كتاب جديد. فإذا كان اليهودي والنصراني مؤمنا بكل هذا لكن يجهل أنه أرسل للناس كافة فلم يدخل في دين الإسلام الخاص, وكل عاقل يدرك أن هذا لم ينتسب لدين محمد صلى الله عليه وسلم, فهو لا ينتسب للإسلام الخاص, فيلزم على أصلهم أن يكون هذا اليهودي والنصراني كافرا ومن لم يكفره كافر. مع أن سبب كفره هو الجهل بخبر لا يعلم إلا بالكتاب ولم يبلغه هذا الخبر. فإن قالوا مثل هذا لا يكفر, قيل إذاً ليس كل من انتسب لغير دين الإسلام يكفر ولا يلزم تكفير من لم يكفره. وإن قالوا بل هو كافر ومن لم يكفره كافر, قيل هذا من أعظم التناقض فإنه بإجماع كل مسلم منذ خلق الله الخليقة الألوهية أعظم الرسالة فمن عبد غير الله أعظم ممن جعل للنبي صلى الله عليه وسلم شريكا في الرسالة.
يعني هو يعترف أنه يُمكن أن يكون هناك بعض اليهود وبعض النصارى معذورون بالجهل أو التأويل، ولا يصحّ تكفيرهم. وهذا ما نقول به في بعض أعيانهم.
أما اليهودية كدين منسوخ، والنصرانية كدين منسوخ، فإن أهلهما كفّار، وكافر من لم يكفرهم .. ومن أعذر بعض أعيانهم بالاعتبارات التي ذكرها أبو مريم في الأعلى، فلا يُلجأ إلى تكفيره ابتداءً حتى يُستفصل منه.
فإن قال: أنا لا أكفره لأنني لا أرى غير دين الإسلام كفراً .. فهذا كافر.
وإن قال: أنا أقر وأعتقد أنه كفر، وكل من دان بغير دين الإسلام كافر، ولكن هذا اليهودي أو النصراني جاهل بحقيقة دين الإسلام وحقيقة رسالة النبي (ص)، وهو موحّد لله، لم يجعل له شريكاً في عبادته .. فأنا أحكم عليه بالإسلام العام .. فهذا لا يكفر.
فأبو مريم نفسه يعذر بعض اليهود والنصارى بالجهل المعتبر، وهو صحيح، مع اعتقاده أن ما هم عليه كفر، لأن دينهم منسوخ، فهل نقول في حقه إنه لا يُكفر اليهود والنصارى، هكذا بإطلاق؟
وكما ذكرت سابقاً، فإن تكفير أهل ملّة أو أهل فعل ما، وتصنيفهم بملتهم أو فعلهم، إنما هو في الحقيقة تكفير لفعلهم الذي كفروا به، ولا يعني هذا تكفير كل مُعيّن منهم.
وقولي في مسألة تكفير اليهود والنصارى وكفر من لا يكفرهم هو بهذا المعنى.
وبهذا المعنى أنا لا أكفّر من لا يكفّر بعض الواقعين في الشرك الأكبر من المنتسبين إلى الإسلام، مع إقراره أن فعلهم شرك وكفر.
فلا وجه حينئذ لادعائك تناقضي وتخبطي في المسألة.
وقوله: ((فإذا كان يعذر فيما ينقض الألوهية فإنه من باب أولى يعذر في الرسالة ومع ذلك لا يعذرون بما ينقض الرسالة وإن كان لا يعذر فيما ينقض الرسالة فمن باب أولى أن لا يعذر فيما ينقض الألوهية))
أولاً: لست أنا من يعذر، بل أنا أعذر الذي يعذر، فتنبه!
ثانياً: إن كان هؤلاء العاذرين متناقضين، متخبطين، قاصري النظر والاستدلال، يعتقدون أنهم يتبعون ما ظهر لهم أنه الحق، من كتاب الله تعالى وسنة رسوله (ص)، فلا وجه عندي لتكفيرهم، بل ولا تأثيمهم، حتى تقام عليهم الحجة.
وأما قوله: ((فإن ما يناقض الألوهية أعظم مما يناقض الرسالة بإجماع كل مسلم)) ..
فأقول: وما ينقاض الربوبية أعظم مما يناقض الألوهية!! فلماذا تتناقض ولا تكفّر ابن تيمية ومن سلك مسلكه في الشاك ببعض ربوبية الله تعالى، كالشاك في قدرته وعلمه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قلت إنك تعذر العاذر للشاك في بعض ربوبية الله تعالى (وهي أعظم من الألوهية) .. فقد وقعت في تناقض أشفق عليك منه.
-----------
ويعود الرجل إلى تخبطه ويُظهر عدم استيعابه لأقوال العلماء بله قولي، فقال:
فمسألة حكم عبادة غير الله هل تخرج من الملة أم لا وحكم من لم يكفر المشركين ويتبرأ منهم هذا لا يرجع إلى تصورات كل أحد إنما يرجع إلى حكم الشرع فمن حكم الشرع بأنه لا يعذر فإنه لا يقال بأنه معذور حتى لو كان يعتقد أنه معذور أو أنه ما فعله ليس بشرك أكبر إنما هو أصغر فإن كان قوله هذا لا يعذر فيه في شرع الله لا نقول نحن هو معذور من عند أنفسنا وإذا كان معذور في شرع الله لا نقول هو غير معذور مع أن نصوص الشرع تعذره إذا كان جاهلا أو متأولا.
لماذا يتغافل هذا الرجل عن الحقيقة الجليّة وهي أن هؤلاء العلماء يعتقدون جازمين أن من عبد غير الله فهو مشرك كافر؟ .. فهم مؤمنون بالحكم الشرعي وجازمين به قاطعين!
ولماذا يتغافل كذلك أن حكم من لا يكفّر المشركين (بمعنى أنه لا يرى شركهم كفراً) إنما هو بنفس معنى من لا يعتقد أن عبادة غير الله كفر؟
وقد بينّا حكم تصنيف الناس بفعلهم وملّتهم، بما يعني الحكم على الفعل، إذ صاحب الفعل فاعل ..
فصاحب الكفر كافر، ولكنه في شريعة الله لا يسمى كافراً إن كان معذوراً .. وهكذا.
فهذه أمور ثابتة مقطوعة بها عند جميع المسلمين، صغيرهم وكبيرهم .. والخطأ إنما هو في تحقيق المناط، لا أكثر ولا أقل.
وأما قوله في العذر، فهذا صحيح، ولا أدري ما وجه إدراج هذه المسألة هنا .. ولكنني أقول:
دعك من صاحب الفعل الشركي، فإنه ليس محل جدالنا .. إنما جدالنا في من يعتقد أن الله يعذره، وعنده الدليل الشرعي في ذلك.
فأنت تقول: ((فإن كان قوله هذا لا يعذر فيه في شرع الله لا نقول نحن هو معذور من عند أنفسنا وإذا كان معذور في شرع الله لا نقول هو غير معذور مع أن نصوص الشرع تعذره إذا كان جاهلا أو متأولا))
فمن الجيّد أنك تُقرّ أن الأعذار الشرعية مستقاها شريعة الله تعالى لا غير، ولا شأن للعقل بها .. فما شرعه الله هو الحق، وما سواه الباطل ..
فالأعذار الشرعية عندئذ تكون من باب الاجتهادات .. فمن أثبت عذراً شرعياً بالدليل الشرعي، وإن كنت تراه متناقضاً، وهو لا يرى نفسه متناقضاً، فبأي وجه نكفره وهو يتبع دليلاً شرعياً من كتاب الله وسنة رسوله (ص)؟
ثم ألا تعدو المسألة بذلك مسألة فقهية يصح فيها الاجتهاد والتأويل؟
ثم قال:
فالأحكام الشرعية لا تتعلق بتصورات واعتقادات المكلفين إنما تتعلق بأحكام الشرع وتنزل أحكام الشرع على تصورات واعتقادات المكلفين فمن أخطأ في تصوره واعتقاده فإن كان خطأه مما يعذر فيه لا يحكم بكفره وإن كان خطأه مما لا يعذر فيه يحكم بكفره حتى لو ظن أنه على حق أو ظن أنه معذور لأنه في شرع الله غير معذور.
هذا صحيح، ولا غبار عليه.
ثم قال:
فالمسلم الذي تصور حقيقة الشرك وعلم أنه يناقض الإسلام إذا علم حقيقة صورة معينة على ما هي عليه وأقر بأنه تصورها جيدا كما بين له وكانت من الشرك الأكبر فإنه لا بد أن يشعر بأن هذا الفعل يناقض حقيقة الإسلام الذي يعرفه, لأن حقيقة هذه الصورة تنطبق على ما يعتقده ويؤمن بأنه من حقيقة الشرك. فمثل هذا لا يقال بأنه يعرف حقيقة الشرك إذا قال بأن هذا الفعل ليس بشرك أكبر, لكن الخطأ يقع إما بعد تصوره حقيقة الشرك ومثل هذا لا يكون مسلما, أو بعد تصور حقيقة الصورة جيدا, والحكم على الشيء فرع عن تصوره, فإذا لم يتصورها جيدا وظن أنها من الشرك الأصغر فهذا لا يكفر حتى تقام عليه الحجة لكن لو تصورها جيدا وقال إنه شرك أصغر فهذا قوله ينقض معرفته بحقيقة الشرك وحقيقة ما يناقضه من الإسلام.
وهكذا الحال في جميع الأحكام الشرعية .. فلا حاجة لكل هذه السفسطة الزائدة.
فمن عرف أن أمراً ما لا يجوز شرعاً، وتصور المسألة جيداً حتى تيقّن منها، ثم قال: هو جائز .. فهذا كافر.
ومن عرف أن فعلاً ما جائز شرعاً، وتصور المسألة جيداً حتى تيقن منها، ثم قال: هو حرام .. فهذا كافر.
وهكذا في جميع المسائل الشرعية .. من تحقق من شيء ثم قال بخلافه، فهو كافر.
قال ابن حزم - رحمه الله - في [الفصل: 1/ 390]:
قال أبو محمد: ونحن نختصرها هنا - إن شاء الله تعالى -، ونوضح كل ما أطلنا فيه. قال - تعالى -: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}، وقال - تعالى -: {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ}، وقال - تعالى -: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}. فهذه الآيات فيها بيان جميع هذا الباب، فصح أنه لا يكفر أحد حتى يبلغه أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن بلغه فلم يؤمن به فهو كافر، فإن آمن به ثم اعتقد ما شاء الله أن يعتقده في نحلة أو فتيا، أو عمل ما شاء الله - تعالى - أن يعمله دون أن يبلغه في ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حكم بخلاف ما اعتقد أو قال أو عمل، فلا شيء عليه أصلاً، حتى يبلغه. فإن بلغه وصح عنه، فإن خالفه مجتهداً فيما لم يبين له وجه الحق في ذلك فهو مخطئ معذور، مأجور مرة واحدة، كما قال - عليه السلام -: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر). وكل معتقد أو قائل أو عامل فهو حاكم في ذلك الشيء، وإن خالفه بعمله، معانداً للحق، معتقداً بخلاف ما عمل به، فهو مؤمن فاسق. وإن خالفه معانداً بقوله أو قلبه، فهو كافر مشرك، سواء ذلك في المعتقدات أو الفتيا، للنصوص التي أوردنا، وهو قول اسحق بن راهوية وغيره، وبه نقول. وبالله تعالى التوفيق
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 08:16]ـ
وتكلم كلاماً نقضه مُضمّن في المشاركات السابقة، ولكن آتي عليه سريعاً:
قال:
فلا يشترط في تكفير من لم يكفر المشركين أنه يعتقد أنه مشرك خارج من الإسلام, بل متى ما اعتقد أنه يعبد غير الله ولا يتبرأ من الشرك ومع ذلك يحكم بإسلامه فهذا لم يعرف حقيقة لا إله إلا الله. لأنه لو يعرف حقيقة لا إله إلا الله وأن من حقق الشرك لا يكون مسلما, فالكلام هنا على تحقق إرادة عبادة غير الله, فلو كان يعلم حقيقة الإسلام ويقر بأنه مريد للشرك فاعل له فلا بد أن يعتقد أنه عابد لغير الله وكل من كان عابدا لغير الله بإجماع من يعرف حقيقة الإسلام لا يكون عابدا لله, لأن العابد لله تعالى هو الذي يعبد الله ولا يعبد غيره. أما مسألة هل هو جاهل أو متأول فهذا لا تأثير له في الحكم إنما هو سبب لوقوعه في الشرك ولكن حقيقة الشرك موجودة ومتى ما وجدت حقيقة الشرك انتفى الإسلام.
هو يتكلم الآن عن حكم المُعيّن من الواقعين في الشرك الأكبر، ما خطؤه يكمن في تحقيق المناط وليس في مخالفة أصل الحكم الشرعي.
أما حقيقة الإسلام فعرفناها .. وأما من يحكم بإسلام الواقع في الشرك، ويعذره بالجهل، فليس لأنه يجهل أن الشرك ناقض للإسلام، بل هو يعتقد ذلك ويجزم به .. بل يجهل أن الجهل ليس عذراً، وهو يظن أن الجهل عذر جعله الله تعالى في حقّ من وحّد الله بالجملة، وأراد الحقّ فأخطأه.
فالمسألة هنا ليست كونه لا يعرف معنى التوحيد أو غير ذلك، بل هو يعرفه حقّ المعرفة، لذلك يقول (كحكم شرعي عام): إن من وقع في الشرك الأكبر فهو كافر خارج من الإسلام، إن تحققت فيه الشروط وانتفت فيه الموانع.
فالخطأ ليس في الحكم الشرعي، إنما هو في تحقيق المناط ..
وقال:
ويلزمهم كذلك أن من حكم بإسلام اليهودي والنصراني إذا ظن أن اليهودي والنصراني متأول أو جاهل أنه يُحكم بإسلامه, لأنه يعتقد أن اليهودي والنصراني لا يكون كافرا حتى تقام عليه الحجة. فهذه المسألة من جنس مسألة من يعتقد أن من يقع في الشرك إلا أنه متأول أو جاهل فلا يكفر, فيلزمهم كذلك أن من اعتقد أن من انتسب لدين غير الإسلام متأولا أو جاهلا لا يكفر إلا بعد قيام الحجة, وقبل قيام الحجة يكون مسلما, ويعتقد أن الانتساب لدين غير دين الإسلام ناقض مثله مثل غيره من النواقض فيعتقد أن النصراني واليهودي ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام ولكن لا يكفر إلا بعد قيام الحجة ولا يقول أنه كافر إلا بعد قيام الحجة فهل يعذر مثل هذا عندك أم لا؟
أنت بنفسك تعتقد بإسلام اليهودي الذي لم يبلغه رسالة عيسى - عليه السلام - ورسالة النبي (ص)، وما زال على دينه المنسوخ .. فلماذا تعذره بالجهل؟ .. هل نقول عنك كافر؟
فلو ظنّ رجل أن هذا اليهودي أو النصراني من جنس أهل الفترات، وهم على دينهم القديم المنسوخ، فهذا لا أكفّره.
قال الشيخ أبو بطين - رحمه الله تعالى -: (وقد أجمع المسلمون: على كُفر من لم يُكفر اليهود والنصارى، أو شك في كُفرهم، ونحنُ نتيقن أن أكثرهم جُهال) [الدرر السنية: 12/ 69]
وقال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله -: (فلا يُعذر أحد في عدم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فلا عُذر له بعد ذلك بالجهل، وقد أخبر الله - سبحانه - بجهل كثير من الكُفار مع تصريحه بِكفرهم، ووصف النصارى بالجهل مع أنه لا يشك مُسلم في كفرهم، ونقطع أن أكثر اليهود والنصارى اليوم جُهَّال مقلدون، ونعتقد كُفرهم، وكفر من شك في كُفرهم. وقد دلَّ القرآن على أن الشك في أصول الدين كُفر … ولا عُذر لمن كان حاله هكذا لكونه لم يفهم حُجج الله وبيناته، لأنه لا عذر له بعد بُلوغها وإن لم يفهمها) [كشف الشبهتين: 92]
فالعلماء مجمعون على تكفير اليهود والنصارى، وكفر من لا يكفّرهم .. فهل أبو مريم داخل في الذين لا يُكفّرون اليهود والنصارى؟ .. أم يُقال إن من يعتقد كفر اليهود والنصارى (بمعنى يعتقد أن دينهم المنسوخ كفر)، ثم هو التبس عليه حال بعضهم، فأعذرهم بجهل كجهل أهل الفترات، وحكم عليهم بالإسلام العام، فهذا كافر؟
ثم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قال يعذر إذاً لا فرق بين المنتسب للإسلام من غيره في هذه المسألة فلا وجه لذكر غير المنتسب للإسلام. فيكون من يحكم على اليهودي والنصراني بأنه مسلم متأولا أو جاهلا لا يكفر. ويلزم كذلك حتى اليهودي والنصراني معذور إذا كان متأولا أو جاهلا لأنه يظن أنه على الحق وأنه يرضي الله بانتسابه لغير دين الإسلام فهو وقع في ناقض من نواقض الإسلام متأولا أو جاهلا ومن وقع في ناقض من نواقض الإسلام يلزمكم أنه معذور فأنتم تقرون أن الإسلام لا يتحقق إلا بالبراءة ممن عبد غير الله وتكفيرِه, ولا تعذورنه بالجهل ومع ذلك تعذرون من حكم بإسلام من عبد غير الله جاهلا أو متأولا مع وجود حقيقة الشرك, والحكم بإسلام المشركين واليهود والنصارى ناقض والوقوع في الشرك ناقض وسب الله ناقض! فلِمَ فرقت بين ناقض وناقض؟ فمن انتسب إلى دين اليهودية والنصرانية تأولا أو جهلا لا يعذر عندهم, بينما من لم يكفر المشركين الذين يعبدون غير الله معذور بجهله أو تأوله مع إقراره بأنه يعبد غير الله, فالناقض هو ما لا يتحقق الإسلام بوجوده, فالشرك ناقض بإجماع المسلمين فإذا وجد الشرك انتقض الإسلام, كذلك من لم يكفر المشركين ويتبرأ منهم مع علمه بأنهم يقعون في الشرك ولا يتبرؤون منه ناقض من نواقض الإسلام ومع ذلك يعذر من تأول أو جهل إذا لم يحكم على المشركين بأنهم نقضوا حقيقة الإسلام.
حيث إن الرجوع إلى الحق فضيلة، فأنا أُقرّ هنا بخطأي في التفريق بين المنتسب إلى الإسلام الواقع في الشرك الأكبر، وبين اليهود والنصارى .. وكلام أبي مريم في المنع من التفريق أراه هو الحق.
فعليه أقول .. من رأى كفر اليهود والنصارى عموماً، ولكنه أخطأ في تنزيل حكم الكفر على أعيانهم، فإنه لا يكفر إن كان متأولاً ..
وما نوع التأويل؟
كأن يعتقد أن هذا اليهودي أو النصراني جاهل بحقيقة رسالة النبي (ص)، وجهله كجهل أهل الفترات، وهو ما زال على دينه المنسوخ، فحكم عليه بالإسلام العام.
أو يعتقد أن هذا اليهودي أو النصراني لم يبلغ الحلم بعد .. وقد رُفع القلم عن الصبيّ حتى يبلغ.
فهذه أحكام متعلقها الأعيان، مع إقراره بأن دينهم الذي هم عليه كفر بعد نسخه.
أما قوله:
فهذا الرجل يعتقد أن من لم يكفر من عبد غير الله وهو يعلم أنه يعبد غير الله لا يعرف حقيقة التوحيد ولا يعذر بجهله لكنه عند التنزيل يقول بأنهم يعتقدون أن من عبد غير الله جاهلا أو متأولا لا يكفر, فهذا الذي لا يكفر المشركين إما جاهل أو متأول, وأنت لا تعذر الجاهل ولا المتأول, فيلزمك أن لا تعذر هذا الذي لا يكفر المشركين لأنك لا تعذر لا بالجهل وبالتأويل في مسألة من لم يكفر من يعبد غير الله.
بيّنت هذا ووضحته بما يُغني عن الإعادة .. وبيّنت الفرق بين المناط وتحقيق المناط .. فمن لا يُكفّر المشركين (بمعنى لا يرى شركهم كفراً) فهو كافر ولا ريب .. لأنه ردّ الحكم الشرعي الواضح البيّن. ومن أخطأ في ضبط الشروط والموانع، فزاد شرطاً أو مانعاً، مع إقراره أن الفعل كفر أو شرك، فهذا لا يكفر حتى يتبيّن له الدليل وتنقطع عنه الحجة.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 09:10]ـ
ثم ذكر كلاماً يفضح شدة جهله، والله المستعان.
قال مُنكراً عليّ:
بطلان القول بأن العذر بالإكراه لا يقبله العقل ومع ذلك ثبت شرعا وقول شيخ الإسلام في ذلك
قال المخالف: بسم الله الرحمن الرحيم،سيكون هذا - بإذن الله - فصلاً جديداً في كتابي "نقض معتقد الخوارج الجدد" في نسخته الثانية، إن شاء الله .. وأظنه فصلاً هاماً في هذه القضية، حتى نزيل الإشكال الذي يعتري الأذهان. وحيث إننا قد سبق وتكلمنا أن موانع التكفير الشرعية لا تؤخذ إلا بالنص .. لا بالعقل المجرّد .. لذلك فإن ما يستنكره العقل قد يقبله هؤلاء لأنهم متبعون للدليل الشرعي ... وحيث إننا قلنا إن الإكراه كمانع من موانع التكفير عذر لا يقبله العقل .. إذ أن فيه أن المرء يكفر لسلامة دنياه .. ولكن النص الشرعي جاء على أنه مانع .. فحيث لم يقبله العقل، قبله صاحب الدليل ... لذلك قلنا .. كما أن الإكراه ثبت عذراً بالدليل وليس بالعقل .. فكذلك هؤلاء يقولون في الجهل كعذر من الأعذار الشرعية ... ).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو مريم: لا زلنا ننتقل في جهالات هذا الرجل. يقول إن العذر بالإكراه لا يقبله العقل, وهذا لا يلزم أن الشرع جاء بما يناقض العقل. وهذا قول باطل ولا شك. فإن كل ما جاء به الشرع فإنه يوافق العقل ولا يناقضه.
أولاً .. هذا الرجل يتهرب من مسألة جوهرية كانت سبباً في ذكري للعقل هنا .. وهي: أنه إن رأى أن العذر بالجهل لا يستقيم عقلاً في الواقع في الشرك الأكبر، فإنّ هؤلاء يستقيم عندهم نقلاً وشرعاً .. حتى وإن لم يفهموا العلّة والحكمة فيه ..
فعلى أي شيء يكفّرهم؟؟ .. هل مناقضة الأقوال للعقل كفر عنده؟
ومسألة معرفة الحكمة من وراء الأحكام الشرعية غير مطالب بها المسلم عموماً، بل إنه مُطالب بالتسليم لأمر الله تعالى وحكمه.
قال الله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [النساء: 65]
وقال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51]
فالتسليم لله تعالى هو بإنفاذ أمره دون مُسائلة، وإن لم يفهمه العقل ويكشف الحكمة من ورائه .. وهذا في جميع مسائل الأوامر الشرعية.
ألا ترى أن نوحاً - عليه السلام - قال: {وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (*) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (*) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [هود: 45 - 47]
فهو لم يفهم الحكمة من وراء هلاك ابنه، ومع ذلك سلّم أمره لله تعالى.
وكذلك حال موسى - عليه السلام - مع الخضر ..
وكذلك قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في الحجر الأسود: ((إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك)).
قال ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - في [فتح الباري: 3/ 463]:
وفي قول عمر هذا التسليم للشارع في أمور الدين، وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها، وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يفعله، ولو لم يعلم الحكمة فيه
فعقول البشر قاصرة، تعجز عن فهم الحكمة من جميع الأوامر الشرعية، وما أمرنا به هو الانقياد والتسليم.
فأما عُذر الإكراه، فمن ناحية نسبة الأمر إلى الله تعالى، فهو مقبول عقلاً، فإن الله - تعالى - هو الآمر الناهي، يأمر بما يشاء، وينهى عمّا يشاء، وإن لم نفهم الحكمة من وراء هذا الأمر .. وإن كُنّا نقول إن هذا من عظيم رحمة الله تعالى بهذه الأمة، تجاوز عنهم في مسألة الإكراه.
أما الإكراه في نفس الأمر، وقياسه على ما ثبت من مقررات نقلية وعقلية، فإن عقول البشر القاصرة لا تقبله ولا تفهمه، حيث إنّ فيه إيثاراً للدنيا على الإيمان .. فيفعل الكفر ليحفظ دنياه ..
ولكن نقول إن الله رحيم بعباده، وهو يأمر بما يشاء، والدين دينه يشرّع فيه ما شاء، قد جعل الإكراه عُذراً، ونحن جعلناه عُذراً تسليماً لأمر الله تعالى وحكمته .. فبهذه النسبة، أي نسبة الشرع والأمر إلى الله، فهذا مقبول عقلاً .. وبالنسبة لفهم الحكمة، فأكثر العقول تعجز عن ذلك .. وكلام ابن تيمية - رحمه الله - الذي نقله هذا الرجل هو بهذا المعنى ..
ألا ترى أن عقول البشر قاصرة عن فهم كيفية استواء الله على عرشه؟ ولكن عقولهم تتقبل أن الله تعالى يفعل ما يشاء، وهو قادر على كل شيء، وأنه إن وصف نفسه بشيء فهو حقّ، وجب التسليم به.
فبالنسبة لكون الله تعالى قادر، ويفعل ما يشاء، وأنه وصف بذلك نفسه، هذا أمر تتقبله العقول .. وبنسبة الكيف والهيئة، هذا أمر تعجز عنه العقول.
فمن جعل الجهل عُذراً في مقترف الكفر الأكبر، فإنه يأخذ المسألة بهذا المعنى .. أنها ثبتت بالشرع وبالدليل، مع عدم إمكان العقل فهم كونه عذراً في نفس الأمر.
ثم يقول:
فمن يظن أن في شرع الله ما لا يقبله العقل فهذا من أجهل الناس بشرع الله ولكن قد يكون بعضهم عندهم تناقض بين الشرع والعقل وهذا التناقض لا وجود له إلا بذهن هذا الرجل أما من جهة الحقيقة فإنه لم يصل إلى الآن إلى إدراك أن المنقول يوافق المعقول ولا يخالفه وهذا الأمر هو الذي وقع فيه هذا الرجل فإنه لم يتصور حقيقة الإكراه وما هو مكان الإكراه هل هو التذلل والخضوع لله تعالى أو الفعل الظاهر الذي لا يدل على وجود التذلل والخضوع.
هذا من فرط جهل الرجل، والله المستعان.
فإن من أخذ المسألة بهذا المعنى، فصل الظاهر عن الباطن، وقال: إن الكُفر الظاهر لا يستلزم الكفر الباطن، فإن الرجل له أن يكفر بالله كما يشاء، مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان .. كما قالت الجهمية.
ومما ينقض كلامه أيضاً أن يُقال: فلماذا لم يجعل الله الضرورة كذلك صُنو الإكراه؟ .. ولماذا لم يجعل الحاجة صُنو الإكراه، ما دام أن الأمر كله مرتبط بالظاهر فقط، والباطن مطمئن بالإيمان؟
أليس كل هؤلاء فعلوا الكفر ليحفظوا دُنياهم؟؟ .. أليست علّة الكفر واحدة في جميع هذه الحالات، وهي حفظ الدنيا؟ .. فلماذا عذر الله في الإكراه ولم يعذر في غيره؟
بل أبلغ من ذلك أن يُقال: لماذا جعل الله تعالى الإكراه في أمة محمد (ص) ولم يجعلها في باقي الأمم؟
فكل هذا يُوجب علينا التسليم لأمر الله تعالى، وإن لم تستوعبه عقولنا، ولم نعرف الحكمة من ورائه .. وبمثل هذا جعل بعض العلماء الجهل عذراً.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 10:36]ـ
أبو شعيب بارك الله فيك على هذا المجهود الطيب.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 06:18]ـ
وفيك بارك الله أخي، وجزاك الله خيراً.
----------------------
ثم ذكر كلاماً طويلاً في الإكراه، وبيان أن الإكراه إنما هو في الظاهر مع بقاء الإيمان في القلب، وكأننا خالفناه في ذلك، سبحان الله .. أو كأننا جعلنا الإكراه مستند مذهبنا في عدم تكفير من أعذر المشركين بالجهل!!
وغاية هذه المسألة أن تكون من المسائل العوارض لإثبات أن الأعذار الشرعية تثبت بالدليل الشرعي، وإن لم يقبلها العقل.
فمن ناقض العقل مذهبه، واتبع الدليل الشرعي فيما يراه عذراً شرعياً، فهذا لا يكفر، بل ولا يأثم، حتى تقام عليه الحجة قياماً واضحاً لا لبس فيه، فيردها.
وهناك عبارة ذكرها هذا الجاهل في حديثه عن الإكراه، فقال:
كل عاقل يدرك أن المجنون والطفل لا إرادة له لذا لم يحكم الله تعالى عليه بالكفر حتى لو تكلم بالكفر أو فعله
قال الطفل لا إرادة له!! .. إن لم تكن له إرادة، فهو مُسيّر وليس مخيراً .. ولم يقل بهذا عاقل أيها الجاهل .. وهذا من تلبيسه حتى يتجنب اللوازم التي تترتب على إثبات الإرادة للطفل.
ولكن يُقال: إن المجنون فاقد العقل، فأفعاله غير مسؤولة، حيث إنه لا يعي عواقب ما يفعل.
أما الطفل فهو قاصر العقل .. بمعنى لا يتصور الأفعال على حقيقتها كاملة، مع أنه يفعلها مختاراً مريداً لها، ولكن القلم مرفوع عنه.
فقد يكون عندنا طفل، في العاشرة من عمره، لا يعرف من التوحيد شيئاً، ونشأ على عبادة الأصنام وسؤالها الحوائج من دون الله تعالى .. بل وقد يحبها ويعظمها في قلبه ويظن أنها هي من خلقه ويرزقه، وقد يأتي إليها مختاراً بالقرابين، ويتمسح بها ويسألها البركة .. كل هذا تقليداً لوالديه .. وهذا مُشاهد معقول .. ولا يُقال حينها إنه لا إرادة له ..
والطفل لديه إدراك قاصر، وحتى اعتقاده يكون قاصراً .. فقد يقوم في قلبه شيء من حب الأصنام وتعظيمها، ويعتقد أنها تضر وتنفع، وقد يظن أنها الخالقة الرازقة .. فهل يُقال إن هذا الطفل عرف التوحيد؟ .. الجواب لا .. هل يقال فيه أنه عبد غير الله؟ .. الجواب نعم .. وهل هو في الجنة إن مات على هذه الحال؟ .. الجواب نعم، لأن النصّ يفيد ذلك.
فهل هذا الطفل مؤمن باطناً؟ .. الجواب لا .. بل إن إيمانه تغيّر وتبدّل.
قال ابن القيم - رحمه الله - في حاشيته على كتاب عون المعبود، جـ: 12 صـ: 486 في شرحه لحديث: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه .. » الحديث
ويدل أيضاً على أن الفطرة هي فطرة الإسلام، ليست الفطرة العامة التي فطرة عليها من الشقاوة والسعادة، لقوله: «على هذه الفطرة» وقوله: «على هذه الملة».
وسياقه أيضاً يدل على أنها هي المرادة، لإخباره بأن الأبوين هما اللذان يغيرانها، ولو كانت الفطرة هي فطرة الشقاوة والسعادة، لقوله: «على هذه الفطرة» لكان الأبوان مقدرين لها. ولأن قراءة قوله تعالى: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم} عقب الحديث: صريح في أن المراد بها فطرة الإسلام، ولأن تشبيه المولود في ولادته بالبهيمة الجمعاء، وهي الكاملة الخلق، ثم تشبيهه إذا خرج عنها بالبهيمة التي جدعها أهلها فقطعوا أذنها: دليل على أن الفطرة هي الفطرة المستقيمة السليمة، وما يطرأ على المولود من التهويد والتنصير بمنزلة الجدع والتغيير في ولد البهيمة، ولأن الفطرة حيث جاءت مطلقة معرفة باللام لا يراد بها إلا فطرة التوحيد والإسلام، وهي الفطرة الممدوحة، ولهذا جاء في حديث الإسراء: ((لما أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - اللبن، قيل له: أصبت الفطرة)). ولما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم المؤذن يقول: الله أكبر الله أكبر: قال: «على الفطرة». وحيث جاءت الفطرة في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالمراد بها فطرة الإسلام لا غير، ولم يجئ قط في كلامه مراداً بها فطرة الشقاوة وابتداء الخلقة في موضع واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول كيف يدخل هذا الجنة وهو عبد غير الله، وقام في قلبه بعض الحب للأصنام، وبعض الاعتقاد فيها، وغفل عن الله خالقه ورازقه؟ .. نقول لك: الله أعلم، الدليل جاء بذلك .. هذا مع أن الرسول (ص) قال: «لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة»
مع أنّ ما رجّحه ابن القيم هو امتحان أطفال المشركين .. ولكن الصواب هو أنهم في الجنة لورود النص في ذلك.
أما المجنون، فإنه يُمتحن يوم القيامة .. وهذا موافق للعقل.
وأما المُكره، فإنه قد خُيّر بين النطق بالكفر (كسبّ الله تعالى مثلاً) وبين فناء دنياه (الموت)، فاختار سبّ الله تعالى وحفظ الدنيا.
تقول لي .. هذا آثر الحياة الدنيا على الآخرة .. وهذا فضّل سب الله تعالى على خسران الدنيا ..
أقول لك نعم، هذا مبلغ العقل من العلم في هذه المسألة .. ولكنه معذور عند الله، وقد جعل الله الإكراه عذراً .. تسأل كيف؟ أقول لك: الله أعلم.
ومثل ذلك يُقال في سفسطتك التي أتيت بها وقلت فيها:
ومن قال بأنه من انتفى عنه إخلاص العبودية لله تعالى ومع ذلك يكون مسلما فهذا لم يعرف حقيقة الإسلام, وهو قول من لم يكفر من عبد غير الله مع إقراره بأنه عبد غير الله, فإنه يقر بأنه ليس بمكره وأنه شرح بعبادته لغير الله صدرا لكنه جاهل أو متأول
حيث إن أكثر ردودي هي تكرار لما ذكرته من قبل، فإني سأختصر هنا، والتكرار متنوع الصياغة يفيد في رسوخ الحكم في الأذهان.
هو يقول بأنهم لا يعرفون حقيقة التوحيد، فأقول له:
لو كانوا لا يعرفون حقيقة التوحيد لما عبدوا الله وحده، ولأشركوا به وعبدوا غيره.
ولو كانوا لا يعرفون التوحيد لم يُسموا عبادة غير الله شركاً وكفراً، ولما اجتنبوها وتبرأوا من أهلها لشركهم.
فهل هناك معنى آخر لحقيقة التوحيد غير هذا؟
سيقول: ولكنهم أعذروا من عبد غير الله بالجهل .. مع إقرارهم أنه يعبد غير الله، وهذا دليل على أنهم لا يعرفون حقيقة التوحيد.
قلنا له: كيف لا يعرفون حقيقة التوحيد وهم يعتقدون أن الله واحد أحد، فرد صمد، لا صاحبة له ولا ولد، ولا يعبدون أحداً إلا هو، ويجتنبون عبادة غير الله تعالى، ويبغضونها، ويبغضون الطواغيت ويكفرون بهم، ويقولون إن عبادة غير الله شرك وكفر، ومن فعلها فهو كافر مشرك (كحكم عام) .. فما مناط الكفر هنا؟؟ .. وكيف يُقال إنهم لا يعرفون حقيقة التوحيد؟
من لا يعرف حقيقة التوحيد يعبد غير الله تعالى .. أو يستحسن الشرك ويزيّنه .. أو يحبّ الكفر ويتبع غير دين الإسلام.
فأنبئنا بمناط الكفر، ودليلك الشرعي على أن من اعتقد أن فلان يفعل الشرك والكفر، ثم هو ظنّ أن الجهل عذر شرعي أثبته الله تعالى في كتابه ورسوله في سنته، فهذا كافر ..
هات آتنا بقول عالم واحد معتبر في هذه المسألة .. لن نجد إلا قول الجاهل أبي مريم!!
ثم هذا المُكره الذي سبّ الله تعالى بأفحش ما يكون السب، وداس على القرآن برجليه ومزّقه، حتى يحفظ حياته .. ما تفهم منه العقول السليمة هو أنه اختار حفظ الدنيا (أي حياته) على حفظ الدين ..
هل يفهم أحد غير هذا؟؟
ستقول لي ليس له اختيار، ومسلوب الإرادة .. فأقول لك .. إذن لماذا أجمع العلماء على تأثيمه إن أُكره على قتل مسلم، وجُمهورهم على أنه يُقتل إن قتل مسلماً تحت الإكراه؟
هل صار قتل المسلم أعظم عند الله من سبّه وتمزيق مصحفه؟ .. ولم يقل عالم واحد: بل يقتله وقلبه مطمئن بالإيمان!!
ستقول: ثبت الدليل الشرعي بأن الإكراه عُذر، وإن لم يفهمه العقل .. فأقول حينها: وهؤلاء ثبت عندهم الجهل عذراً، وإن لم تفهمه عقولهم، مع إقرارهم بأن الفعل كفر وشرك!!
وليُلاحظ من يقرأ كلامي أن كل استدلالته عقلية محضة، لا دليل عنده من كتاب أو سنة، ولا حتى من قول عالم معتبر ..
فهو يُكفّر بالظنون والقياسات العقلية ..
قال ابن الوزير اليماني - رحمه الله – في [العواصم والقواصم: 4/ 179 - 182]:
المعرفة الثانية: أن التكفير سمعي محض، لا مدخل للعقل فيه، وذلك من وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الأول: أنه لا يكفر بمخالفة الأدلة العقلية، وإن كانت ضرورية. فلو قال بعض المُجّان وأهل الخلاعة: إن الكل أقل من البعض، لكانت هذه كذبة، ولم يحكم أحد من المسلمين بردته، مع أنه خالف ما هو معلوم بالضرورة من العقل، وما لا يوجد في العلوم العقلية أوضح منه.
ولو قال: إن صلاة الظهر أقل من صلاة الفجر، لكفر بإجماع المسلمين، فإنه خالف العقل والسمع معاً. مثل قول القرامطة: إن المؤثر في وجود الموجودات يجب أن لا يكون موجوداً ولا معدوماً، كفر لأجل مخالفة السمع فقط، إذ لو قال بمثل هذه الضلالة فيما لم يرد به السمع لما كفر، مثل الكلام في الماهيات الكليات الذهنيات، كماهية الإنسان التي في الذهن.
... إلى أن قال ...
الوجه الثاني: أن الدليل على الكفر والفسق لا يكون إلا سمعياً قطعياً، ولا نزاع في ذلك، وإنما النزاع في بعض الأدلة على التكفير، هل هو قاطع أم لا؟ وأنت إذا عرفت معنى القاطع، عرفت الحق في تلك الأدلة المعينة.
واعلم أن القطع لا بد أن يكون من جهة ثبوت النص الشرعي في نفسه، ومن جهة وضوح معناه.
فأما ثبوته، فلا طريق إليه إلا التواتر الضروري، كما تقدم.
وأما وضوح معناه، فهل يمكن أن يكون قطعياً، ولا يكون ضرورياً؟
... إلى أن قال ...
فإذا تقرر هذا، ثبت أن الدليل القطعي على التكفير ليس هو إلا العلم الضروري بأن هذا القول المعيّن كفر، وهذا غير موجود إلا في مثل من قدمنا ذكره من القرامطة. ألا ترى أن من أوضح الألفاظ في هذا المعنى لفظ الكفر، وقد جاء بمعنى كفر النعمة، وحمله على ذلك كثير من العلماء في أحاديث كثيرة، وجاء في كلام النبي (ص) وصف النساء بالكفر، قالوا: يا رسول الله، يكفرن بالله؟ قال: «لا، يكفرن العشير» .. وهو الزوج. وجاء في الحديث إطلاق الكفر على النياحة والطعن في الأنساب، والانتساب إلى غير الأب.
ومن ثم اختلف الناس في تكفير قاطع الصلاة لورود النص في كفره.
والقصد التنبيه على أن لفظ الكفر الموضوع في الشرع لمضادة الإسلام، إذا لم يكن قاطعاً في معناه الشرعي، فكيف بكثير من الاستخراجات البعيدة والاستنباطات المتكلفة، والإلزامات المتعسفة، والمفهومات المتخيلة، وقد صحّ عن رسول الله (ص) أنه قال: «إذا قال المسلم لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما». ولا ملجأ للمسلم إلى التعرّض لمثل هذا الذنب العظيم، والخطأ في العفو أولى من الخطأ في العقوبة، وتقوى الله نعم الوازع، نسأل الله أن يجعلنا من المتقين
فهو لا دليل قطعي عنده .. ولا قول عالم واحد معتبر .. وإنما هي نتاج عقله السقيم، وفهمه الضحل، وقياساته الفاسدة، والله المستعان.
فإن كان يرى العاذرين بالجهل متناقضين .. فهل التناقض كفر؟ .. خاصة وأنهم أصحاب دليل؟! .. سبحان الله
وقال ابن تيمية – رحمه الله – في [مجموع الفتاوى: 19/ 212]:
فَإِنَّ الْكُفْرَ وَالْفِسْقَ أَحْكَامٌ شَرْعِيَّةٌ، لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَامِ الَّتِي يَسْتَقِلُّ بِهَا الْعَقْلُ، إلى أن قال .. وَحِينَئِذٍ فَإِنْ كَانَ الْخَطَأُ فِي الْمَسَائِلِ الْعَقْلِيَّةِ الَّتِي يُقَالُ إنَّهَا أُصُولُ الدِّينِ كُفْرًا، فَهَؤُلَاءِ السَّالِكُونَ هَذِهِ الطُّرُقَ الْبَاطِلَةَ فِي الْعُقَلِ، الْمُبْتَدَعَةِ فِي الشَّرْعِ، هُمْ الْكُفَّارُ، لَا مَنْ خَالَفَهُمْ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْخَطَأُ فِيهَا كُفْرًا، فَلَا يَكْفُرُ مَنْ خَالَفَهُمْ فِيهَا. فَثَبَتَ أَنَّهُ لَيْسَ كَافِرًا فِي حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 06:50]ـ
ومن فرط جهل هذا الرجل أنه يقول كلاماً ثم ينقل كلاماً لأهل العلم يناقض ما قاله ..
قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا المشرك عنده إرادة تامة للفعل والقول لأنه يظن أن هذا الفعل لا يناقض الإسلام وعنده القدرة على إظهاره لأنه غير مكره فأظهر هذا الفعل والقول, بينما المكره ليست عنده إرادة لقول الكفر وفعله, لذا لم يظهر منه الكفر في حال اختياره وقدرته, وليست عنده القدرة على عدم إظهار الكفر فأكره على إظهار الكفر مع طمأنينة القلب, فهذا الفرق هو الذي لا يفهمه هذا الرجل, فيجعل جنس غير المريد من جنس المريد ويلحق المريد بجنس غير المريد,
ثم نقل كلاماً عن ابن تيمية - رحمه الله - وفيه:
وَالثَّانِيَةُ: أَنْ يُكْرَهَ بِضَرْبِ أَوْ حَبْسٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ حَتَّى يَفْعَلَ، فَهَذَا الْفِعْلُ يَتَعَلَّقُ بِهِ التَّكْلِيفُ؛ فَإِنَّهُ يُمْكِنُهُ أَنْ لَا يَفْعَلَ وَإِنْ قُتلَ. وَلِهَذَا قَالَ الْفُقَهَاءُ إذَا أُكْرِهَ عَلَى قَتْلِ الْمَعْصُومِ لَمْ يَحِلَّ لَهُ قَتْلُهُ. وَإِنْ قَتَلَ فَقَدْ اخْتَلَفُوا فِي الْقَوَدِ. فَقَالَ: أَكْثَرُهُمْ كَمَالِكٍ وَأَحْمَدَ وَالشَّافِعِيِّ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ يَجِبُ الْقَوَدُ عَلَى الْمُكْرَهِ وَالْمُكْرِهِ؛ لِأَنَّهُمَا جَمِيعًا يَشْتَرِكَانِ فِي الْقَتْلِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ يَجِبُ عَلَى الْمُكْرِهِ الظَّالِمِ لِأَنَّ الْمُكْرَهَ قَدْ صَارَ كَالْآلَةِ وَقَالَ زُفَرُ: بَلْ عَلَى الْمُكْرَهِ الْمُبَاشِرِ لِأَنَّهُ مُبَاشِرٌ وَذَاكَ مُتَسَبِّبٌ وَقَالَ: لَوْ كَانَ كَالْآلَةِ لَمَا كَانَ آثِمًا؛ وَقَدْ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ آثِمٌ
فإن كان المُكره لا إرادة له يا جاهل، لما صحّ تأثيمه في قتله مُسلماً.
وسنخرج الآن من باب الإكراه، فإنه ليس حديثنا على أيّ حال.
ثم أسهب في الحديث في مسائل نتفق فيها، وفي مسائل أخرى لا حاجة للتعقيب عليها، إذ أن فائدتها قليلة.
ثم قال:
لا يشترط للوقوع في الشرك العلم بأن ما صرفه لغير الله عبادة لله في الأصل, هذا يشترط في عبادة الله لا في الشرك
المسألة الأخرى وهي مسألة أن يشترط للوقوع في الشرك أن يعلم أن ما يفعله عبادة لله تعالى. فهذه كذلك جهالة أخرى من جهالات هذا الرجل. فإن هذا الشرط يشترط في عبادة الله لا في عبادة غير الله, فمن حقق عبادة غير الله بأي صورة من الصور فذل وخضع لغير الله كما يذل ويخضع لله تعالى فهو مشرك, سواء علم أن الصورة التي عبد فيها غير الله يجوز التقرب إلى الله بها أم لا؟
أولاً، لم أقل بهذا بحسب ما فهمه الجاهل .. بل ما قلته هو أنه إن جهل أن الذبح لا يُصرف إلا لله - عز وجل -، فهو لا يكفر حتى تُقام عليه الحجة.
وثانياً: شكراً لإثارتك هذه المسألة هنا ..
نودّ أن نعرف رأيك في الذي اشترط العلم في عبادة غير الله لتنقض الإيمان، ظانّاً منه أن العبادة لا تكون عبادة إلا إن تحقق فيها شرط العلم، كما هو الحال في عبادة الله تعالى ..
فهو يقول إن هذا الفعل عبادة، ولكن من يفعله يجب أن يعلم أنه عبادة حتى يكون مشركاً، ودليله أن عبادة الله تعالى لا تكون كذلك حتى يتحقق فيها العلم .. فهل هذا أيضاً كافر؟
من المؤكّد أنه سيقول نعم .. فنقول له: ما وجه تكفيره؟ .. سيقول: لم يعلم حقيقة التوحيد، كالعادة .. فنقول: أنت جعلت العلّة في "عدم العلم بحقيقة التوحيد" أن هذا الشخص علم أن فلاناً نقض توحيده، ثم هو بعدها يسمّيه مسلماً.
فلنسلّم لك جدلاً بذلك، ولكن نقول: ومن يرى أن العبادة لا تكون عبادة إلا بالعلم، وأما بدون علم، فهي فعل عبادة لا تستلزم الشرك في القلب حتى يعلم .. كحال من يعبد الله تعالى جهلاً، فإن عبادته مردودة، ولا يُثاب عليها.
هذا قياس قاصر ولا شك .. ولكنّ العلّة التي ذكرتها فيه منتفية، وهي: أنه علم أنه نقض توحيده، ثم حكم عليه بالإسلام.
فهل زيادة شرط جديد في العبادة حتى تأخذ حكم العبادة كفر؟ .. أم يصح فيه الاجتهاد؟
هذا الرجل - كما هو واضح - مُتكلّف جداً لتكفير خلق الله، وكأن الله تعالى قال له إن لم تُكفّر المُخالف الذي لا دليل قطعي عندك على تكفيره، فأنت كافر .. سبحان الله!
وفي المشارك القادمة سيتضح عند الجميع، بما لا يدع مجالاً لشكّ مجادل، أنّ هذا الرجل شديد التكلّف والتجشّم، وسترون مدى التناقض الذي يقع فيه، والله المستعان.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 07:19]ـ
من الواضح أن هذا الرجل شديد الجهل وضعيف العقل، ولا حول ولا قوة إلا بالله .. انظروا كيف يُفسر كلامي الواضح على هواه، ثم يُناقض نفسه في إنكاره عليّ ويقول بمثل ما قُلت .. وما هذا إلا لفرط جهله، والله المستعان.
يقول:
شبهة: إذا ظن أن الله جعل في النبي القدرة على الشفاء فطلبه منه, فمن لم يكفره معذور بل قوله قوي معتبر!
قال المخالف (تصور آخر للمسألة: لو أن رجلاً ظنّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - له القدرة على الخلق وعلى إحياء الموتى (وهي أمور يختص بها الله - عز وجل-) .. فهذا لا شكّ في كفره .. ولكن لو أنه ظنّ أن الله - عز وجل - جعل هذه القدرة في نبيه - صلى الله عليه وسلم - بإذنه وبأمره، كما جعلها في عيسى - عليه السلام - .. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ذلك لا يملك من أمره شيئاً، بل هو عبد لله تعالى، لا يضاهيه في شيء ولا يماثله، وكل ما يعتقده فيه إنما هو بإذن من الله وأمره .. فهذا لا يكفر عند هؤلاء العلماء حتى تقام عليه الحجة.
وإن رتّب على هذا المعتقد أن يسأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد موته أن يشفي مريضه، ظاناً منه أن الله - عز وجل - جعل فيه القدرة على ذلك وهو في قبره، وأنه لا ينفك أن يكون عبداً رسولاً .. ولكن ذلك بأمر الله .. فهذا عندهم لا يكفر حتى تقام عليه الحجة. هذا هو تصوّر هؤلاء العلماء لهذه المسألة، وهو قول قوي معتبر، فإن هذا المشرك لم يُخرج الرسول - صلى الله عليه وسلم – عن أمر الله وسلطانه، ولم يُخرجه عن كونه عبداً له، وليس حاله كحال عبدة الأوثان التي جعلها أصحابها ذوات شفاعات لازمة موجبة على الله تعالى، بحيث يكون الله - سبحانه وتعالى - ملزماً مكرهاً على طاعة هذه الأوثان، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ... فهذا هو تصورهم، وبغض النظر عن كونه صحيحاً أو باطلاً، فإنه تصوّر معتبر. ليكون اجتهاداً قد يخطئ فيه صاحبه أو يصيب ..
ثم هم لم يعذروا من كان الأصل عنده عبادة غير الله تعالى .. بحيث يقرّ بالألوهية لغير الله تعالى .. بحيث يجعلهم خارج سلطان الله .. أو أحد شركاء الله في الملك أو التدبير .. أو أحد الواسطات اللازمة المجبرة لله تعالى ... فإن كان منهم من يقرّ بشيء من ذلك، حتى لو لم يسمّه إلهاً .. فهذا لا شكّ في كفره، وفي كفر من لم يكفّره ... ولكن، وكما ذكرت آنفاً، فإن مسائل الأعذار الشرعية مستقاها الشرع وليس العقل المجرد .. لذلك فإن ما ينتفي عقلاً وعند صاحبه يصح نقلاً، لا يحكم عليه بالكفر إن قصد اتباع الحق.
ماذا يفهم العاقل من كلامي الواضح في الأعلى؟
- أن من جعل لأحد قدرة كقدرة الله تعالى، أو صفة كصفته، فهو كافر .. وهو قولي: ((لو أن رجلاً ظنّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - له القدرة على الخلق وعلى إحياء الموتى (وهي أمور يختص بها الله - عز وجل-) .. فهذا لا شكّ في كفره))
- أن من جعل لأحد شيئاً من قدرة الله تعالى، ظانّاً أنها بإذن الله وأمره، ولا ينفك العبد أن يكون عبداً لله، فهو مبتدع ضال، لا يكفر حتى تقام عليه الحجة .. وهو قولي: ((ولكن لو أنه ظنّ أن الله - عز وجل - جعل هذه القدرة في نبيه - صلى الله عليه وسلم - بإذنه وبأمره، كما جعلها في عيسى - عليه السلام - .. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ذلك لا يملك من أمره شيئاً، بل هو عبد لله تعالى، لا يضاهيه في شيء ولا يماثله، وكل ما يعتقده فيه إنما هو بإذن من الله وأمره .. فهذا لا يكفر عند هؤلاء العلماء حتى تقام عليه الحجة))
ثم انظروا إلى جهل هذا الرجل وضعف عقله، إذ يقول مُعقّباً على كلامي السابق:
بيان عظم بطلان القول بأن الله جعل هذه الصفة للمخلوق فليس كشرك الأولين
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو مريم: وهذه جهالة أخرى من جهالات هذا الرجل, يجعل من اعتقد أن غير الله يستطيع أن يخلق كما يخلق الله لظنه أن الله تعالى جعل لغيره خاصية الخلق أنه بهذا لا يكون مشركا, سواء كان شركه في الربوبية أو في الألوهية لأنه عذر من اعتقد أن الله تعالى جعل صفة الخلق لغيره ورتب عليها إذا دعا هذا الرجل النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه ما لا يكون إلا لله تعالى كالخلق والرزق والشفاء والولد وغيرها من صفات الربوبية, وهذا ولا شك يدخل في أصله الذي أصله فمن جعل كل صفة من صفات الربوبية لغير الله لظنه أن الله تعالى منحها لغيره لا يكون مشركا, فيلزم أن نعذر من قال أن هناك من المخلوقات من يكون صفاته كصفات الخالق لا يختلف عن الخالق البتة بحجة أنه يقول أن الله تعالى أعطاه هذه الصفات! ونعذر كذلك من طلب كل ما لا يطلب إلا من الله من الشفاء والرزق والولد وجميع الحاجات بحجة أنه يعتقد أن الله تعالى أعطى هذا المخلوق هذه الصفات, ويكون هنا تصوره معتبرا لأنه اعتقد أن هناك مخلوقا له صفات الخالق لا يفارق الخالق بأي صفة من الصفات البتة وعذره أن الله تعالى أعطى هذه الصفة للمخلوق!
فهل تبيّن لكم مدى جهل هذا الرجل وشديد تكلّفه وافترائه؟
فهل الصفة المُقيّدة بقدرة الله تعالى، تكون مثل صفة الله تعالى المطلقة، التي لا يقيّدها شيء؟!!
هل قلنا إن من يعتقد أن فلاناً يخلق كخلق الله (بمعنى أن قدرته على الخلق مطلقة غير مقيّدة) فهو مسلم؟!
بل نقول هنا، إنه من اعتقد أن رجلاً يفعل فعلاً دون إذن الله، فهو كافر مشرك، وكافر من لا يكفّره، حتى لو كانت هذه الصفة من صفات المخلوقين .. فمجرّد إخراجه عن سلطان الله وأمره هو عين الكفر والشرك.
كمن يقول: إن فلاناً يشرب الماء دون إذن الله تعالى وتقديره .. يعني أن الله - عز وجل - إما أنه يجهل شرب فلان للماء، أو أنه يعلم ولا يقدر على منعه، لأنه خارج سلطان الله.
ومثل ذلك في مسألة الشفاعة ..
فالشفاعة الشرعية أن تعتقد أن النبي (ص) يشفع بإذن الله تعالى وأمره ..
والشفاعة الشركية هي اعتقاد أن أحداً من خلق الله يشفع عند الله دون إذنه وسلطانه ..
فالفرق هو في مسألة الإذن والخضوع .. فمن أخرج أحداً عن سلطان الله تعالى، فهذا قد جعله إلهاً من دون الله تعالى قطعاً وجزماً.
فانظروا إلى باطل قول هذا الرجل في تفسيره لكلامي، والله المستعان.
ومن حُمق هذا الرجل أنه قال:
وانظر تناقض هذا الرجل يقول (لو أن رجلاً ظنّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - له القدرة على الخلق وعلى إحياء الموتى (وهي أمور يختص بها الله - عز وجل-) .. فهذا لا شكّ في كفره .. ).
ثم يقول (وإن رتّب على هذا المعتقد أن يسأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد موته أن يشفي مريضه، ظاناً منه أن الله - عز وجل - جعل فيه القدرة على ذلك وهو في قبره).
وهذا واضح أنه يفتري الكذب ليضلّ عن سبيل الله ..
ارجعوا إلى كلامي، وليقرأ كل عاقل ما قلتُ، وسيعلم أنني نسبت هذا الترتيب إلى من يعتقد أن النبي (ص) يفعل هذه الأمور بإذن الله تعالى، وهو قولي: ((ولكن لو أنه ظنّ أن الله - عز وجل - جعل هذه القدرة في نبيه - صلى الله عليه وسلم - بإذنه وبأمره)).
وقال:
فالله تعالى لم يجعل هذه الخاصية لغيره في حياتهم فضلا عما بعد مماتهم, فمن ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفي كما يشفي الله تعالى أو يرزق كما يرزق الله تعالى أو يخلق كما يخلق الله تعالى فهذا مشرك شركا في الربوبية فإن طلب من غير الله ما لا يطلب إلا من الله كان مشركا في الألوهية.
أما ظنه أن الله تعالى أعطاه هذه الصفات فهذه من جهله بالربوبية. فإنه لو كان يعتقد أن الله تعالى ليس كمثله شيء في صفاته لجزم أن هذه الصفات من خصائص الله التي لا تكون لغيره. فهذا الرجل يقرر الأصل الصحيح ويقرر أنه لا يعذر بجهله ثم عند التنزيل يعذر من يخالف هذا الأصل بالجهل والتأويل, فحقيقة أمره أنه يعذره بالجهل والتأويل وإن ادعى أنه لا يعذر بالجهل والتأويل. فهو يعرف أن هذا الذي يضرب له المثال يعتقد أن هذه الصفات للمخلوق كما هي للخالق ولكنه يعتقد أن الله تعالى أعطاه الصفات فيخلق كما يخلق الله ويرزق كما يرزق الله ويدبر كما يدبر الله ويشفي كما يشفي الله, ومع ذلك هو معذور لأنه يظن أن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى جعل هذه الصفات الخاصة به في مخلوقاته, فهو حقيقة لا يعتقد أنها من خصائص الله تعالى ولو اعتقد أنها من خصائص الله تعالى لما ظن أن الله تعالى يعطيها لمخلوقاته فمعنى الخصائص أي ما يختص به الله تعالى ولا يشاركه فيه أحد, فحقيقة من يعتقد أن الرزق والشفاء والخلق يعطيها الله تعالى لغيره أنها ليست من خصائصه.
الله المستعان .. يفتري الكذب حتى يتهرب من الجواب.
ثم يقول:
بيان أن عيسى عليه السلام لم يخلق كخلق الله, إنما الخالق هو الله
فعيسى عليه السلام لم يعتقد أحد من المسلمين أنه له القدرة على الخلق أو الشفاء إنما كانوا يعتقدون أنه سبب في الشفاء لا أنه يعطي الشفاء أو يخلق لطير {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} المائدة 110.
{وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} آل عمران 49
فكل الذي فعله عيسى عليه السلام إنما هو بإذن الله, لا أن عيسى فعل شيئا بغير إذنه, لكن لما كان هذا الأمر المعروف أنه لا يستطيعه إلا الله تعالى أوقع الله تعالى هذه المعجزات على يدي عيسى عليه السلام حتى يعلم الناس أنه مؤيد من الله تعالى وأن الله تعالى هو الذي فعل هذا بإذنه ولا يستطيع أن يفعله كل أحد إلا من كان مؤيدا من الله تعالى. لذا قال الكفار أن هذا سحر مبين لأن السحرة كانوا يفعلون مثل هذه الأمور لا بتأييد من الله ولكن بتأييد من الشيطان وكانوا يوهمون الناس بصحته فكل شيء كائن بإذن الله تعالى, ولكن هناك أمور تعجز الناس وهناك أمور معتادة للناس لا يستغربون من وجودها فما أعجز الناس يدهش الناس لأنه ليس تحت قدرة البشر ولا يستطيعه إلا الله وهذه هي نكتة الإعجاز في معجزات الرسل أن الخلق لا يمكنهم فعلها فإذا وافقت هذه المعجزة ادعاء النبوة دل هذا على صدق المدعي. فمن يصدق الأنبياء يصدق أن هذا الأمر وقع من الله تعالى لا أن الله تعالى جعل لهم الخلق والرزق والشفاء كما يخلق الله ويرزق ويشفي.
ومن يعتقد مثل ذلك في مسألة الشفاء في النبي (ص)؟ .. لماذا تُكفّره فضلاً عن تكفير من لا يُكفره؟
وقال:
فموسى عليه السلام لم يكن هو الذي حول العصا بقدرته إلى حية ومن قال إن موسى عليه السلام له القدرة على تحويل العصا إلى حية هذا مشرك في الربوبية, ولكن الله تعالى هو الذي حول العصا إلى حية بقدرته كما أن عيسى عليه السلام ليس هو الذي حول الطين إلى طير أو نفخ فيه الروح أو أحيى الموتى أو هو الذي يشفي الأكمه والأبرص ومن اعتقد أن عيسى هو الذي فعل هذا كان مشركا في الربوبية سواء قال إن الله تعالى جعل صفة الخلق فيه أو لم يقل هذا فإنه لا يصح الإسلام إلا باعتقاد أن الخلق لا يكون إلا لله تعالى وأن الشفاء لا يكون إلا من الله تعالى وأن الرزق لا يكون إلا من الله تعالى وأن التدبير لا يكون إلا لله تعالى
وسبحان الله تعالى ربي!! هل قلت إلا هذا؟؟ .. وهل يفهم العاقل من كلامي إلا هذا؟؟
ولكنه يُلبس على أتباعه الجهلة ويستخف بهم، والله المستعان.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 10:11]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الرجل مسائل كثيرة، لا حاجة لي في التعقيب عليها، فبعضها أوافقه عليه كمسلّمات، وبعضها التعقيب عليها قليل الفائدة، وبعضها يحتاج إلى إفراد مُصنَّف فيه، مثل مسألة تكفير بعض المشايخ بأعيانهم، وإيراده أقوالهم.
وعليه، فأختم هذا الموضوع بهذه المشاركة إن شاء الله، وسيكون في المرفقات جماع المشاركات في هذا الموضوع في هيئة كتاب.
مسألة: مناط الكُفر هو في اعتقاد أن الجهل بالتوحيد لا ينقض التوحيد (الغير موجود أصلاً)، لذلك فإن إعذار الفاقد للتوحيد بالجهل (كحكم عام) إنما هو حقيقة إثبات التوحيد لفاقد التوحيد، مع اعترافه بفقده (أي جهله للتوحيد).
كمن يجهل أن الله واحد .. فيأتي رجل ويقول: جهلك بوحدانية الله تعالى لا ينقض توحيدك (المجهول أصلاً)!!
فهذا قد جعل الجهل بالله معرفة به، وهذا لا شكّ في كفره.
وجواب ذلك أن يُقال:
إن من حكم عليه بالإسلام، لم يحكم عليه بذلك لشركه أو لجهله بالتوحيد، بل حكم عليه بما معه من إيمان وتوحيد.
فهذا المشرك المنتسب للإسلام لا شكّ أن معه شيء من التوحيد .. فهو يعتقد أن الله تعالى إلهه ومعبوده، ولا يعتقد بالولد أو الشريك بالله تعالى .. وعنده مسائل كثيرة من مسائل توحيد الله تعالى، وخالف في أحد هذه المسائل، فجهلها.
فهو لم يجهل توحيد الله جملة، بل هو عارف بتوحيد الله تعالى جملة، ومعتقد به، ولكنه جهل بعض جوانب هذا التوحيد.
فمن يحكم عليه بالإسلام لا يحكم عليه بجهله بالتوحيد، بل بما معه من توحيد لله تعالى.
فهل هو حينها يعتبر الجهل بالله معرفة به؟ .. الجواب لا.
وهل حكم بإسلامه لجهله بالله؟ .. الجواب لا، بل حكم عليه بما معه من توحيد وإسلام.
فعليه، يقول هؤلاء العلماء أن هذا الجهل الجزئي بالتوحيد غير ناقض لأصل التوحيد الذي عنده وجملته، وهو اعتقاده بوحدانية الله تعالى في ربوبيته وألوهيته.
ومثل ذلك يُقال في العلماء الذين جعلوا العُذر في بعض الربوبية (التي هي أعظم من الألوهية) مانعاً من التكفير، كقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 2/ 490]:
فَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ قَدْ وَقَعَ لَهُ الشَّكُّ وَالْجَهْلُ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى إعَادَةِ ابْنِ آدَمَ؛ بَعْدَ مَا أُحْرِقَ وَذُرِيَ، وَعَلَى أَنَّهُ يُعِيدُ الْمَيِّتَ وَيَحْشُرُهُ إذَا فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ؛ وَهَذَانِ أَصْلَانِ عَظِيمَانِ: أَحَدُهُمَا: مُتَعَلِّقٌ بِاَللَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ الْإِيمَانُ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَالثَّانِي: مُتَعَلِّقٌ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَهُوَ الْإِيمَانُ بِأَنَّ اللَّهَ يُعِيدُ هَذَا الْمَيِّتَ وَيَجْزِيهِ عَلَى أَعْمَالِهِ؛ وَمَعَ هَذَا فَلَمَّا كَانَ مُؤْمِنًا بِاَللَّهِ فِي الْجُمْلَةِ، وَمُؤْمِنًا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ فِي الْجُمْلَةِ، وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ يُثِيبُ وَيُعَاقِبُ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَقَدْ عَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا - وَهُوَ خَوْفُهُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يُعَاقِبَهُ عَلَى ذُنُوبِهِ - غَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِمَا كَانَ مِنْهُ مِنْ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ
فهل يقول أحد أن ابن تيمية - رحمه الله - حكم على إسلام هذا الرجل لجهله بربوبية الله تعالى؟ .. أم أنه حكم عليه بالإسلام لما معه من جملة التوحيد؟
هذا والله أعلم
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الردود مجموعة في كتاب في المرفقات.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 10:19]ـ
أخي أبو شعيب بارك الله فيك وفي هذا الجهد الطيب
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:03]ـ
أخي الكريم أبو شعيب وفقك الله تعالى
-----------------------
انظر معي إلى أين وصل الضلال والغلو بهؤلاء القوم الجهلة.
يقول المدعو حلمي هاشم المصري وهو أحد كبار الجهلة من هذه الطائفة الخبيثة حول حكم من يحكم بالإسلام على ذراري المشركين وحكم من يتوقف عن تكفيره: (في حكم المخالف في قضية الذرية القائل بإسلام ذراي المشركين واليهود والنصارى ممن لم يبلغوا الحلم، بإدعاء أنهم علي الفطرة وهم في أحضان آبائهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ - قد قال بخلاف المعلوم من الدين بالضرورة
ب - وبخلاف ما صح وثبت واستقر في نصوص هذه الشريعة المطهرة المبرأة من إدعاء التعارض أو التناقض
ت - وبخلاف ما أجمع عليه علماء الأمة
• أيضاً صاحب هذه البدعة الكفرية قد تلبس فيما تلبس به من نواقض التوحيد فضلاً عن إنكار أو جحود ما هو معلوم من الدين بالضرورة فهو أيضاً قد أوقع نفسه في ذلك الناقض الشهير ضمن نواقص الإسلام العشرة والذي ذكره أهل العلم الكرام بقولهم: (من لم يكفر الكافر أوشك في كفره أو صحح مذهبه كفر)، وهو ناقض شهير يتعلق بمبدأ المفاصلة والنهي عن موالاه المشركين أو مؤاخاتهم أو تصحيح مذهبهم وقد قال تعالى: " وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " المائدة:51
فعدم تكفير الكافرين والبراءة منهم أحد نواقض الإسلام المشهورة، وهو ناقض يتعلق بالأساس بنفس شهادة التوحيد (لا إله إلا الله) وما تقتضيه وتفرضه من حيث قد قيل فى شأنها أنها قد تضمنت نفياًُ وإثباتاًُ، وقد تعلق النفى فى هذه الشهادة العظيمة بنفى الشرك وأهله من عابد ومعبود بغير حق. ولذا فقد تضمنت نفى أموراًُ ثلاثة ومفاصلتهم:
أ _ فقد نفت الشرك جملة وتفصيلاًُ، فأوجبت البراءة منه فى العديد من النصوص قرآناًُ وسنة بما قد يستعصى على الحصر ,
ومن ذلك قوله تعالى: " إن الله لا يغفر أن يشرك به " النساء.
وقوله تعالى: " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار" المائدة
ب _ كما نفت هذه الشهادة العظيمة أيضاًُ كل معبود عبد من دون الله و هو راض بذلك ظلماًُ وزوراًُ.
وهؤلاء هم الأرباب والأنداد المزعومة فهم طواغيت الناس، الذين قال تعالى فى شأنهم: " ولقد بعثنا فى كل أمة رسولاًُ أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " النحل.
وقال وعز من قائل: " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها " البقرة
وغير ذلك كثير مما ورد فى نصوص القرآن والسنه.
ج _ كذلك نفت هذه الشهادة العظيمة كل عابد لغير الله تعالى وهم المشركون أصحاب الشرك وأهله
المتلبسين به. فأوجبت النصوص مفاصلتهم بالبراءة منهم وتكفيرهم ومعاداتهم , وقد قال تعالى فى ذلك:
" براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين " التوبة: 1
وقال: " وأن الله برىء من المشركين ورسوله " التوبة: 3
وقال: " إنما المشركون نجس " التوبة: 28
وقال وعز من قائل: " قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم
ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداًُ حتى تؤمنوا بالله وحده " الممتحنة: 4
فهذه المفاصلة التى تضمنتها شهادة التوحيد وأوجبتها على أهله فى مواجهة الكفر وحزبه والشرك وأهله وهم المشركون .. هذه المفاصلة الواجبة قد جاءت على النحو العام المطلق , فلم تفرق فى ذلك بين صغير أو كبير من أهل الشرك , ولم تفرق بين رجل أو امرأة من أهل الكفر، بل جاءت المفاصلة الواجبة مع كل من ثبت بالنص كفره وأنه من أهل الشرك وحزبه،فرضاًُ عاماًُ دون تخصيص، ومطلقاًُ دون تقييد، وقد صحت بذلك النصوص الدالة على وجوب البراءة من الشرك وأهله ومفاصلتهم – وليس هنا موضع تقصيها – بل وانتظمت ذلك جميع الأحكام الشرعية الفرعية المرتبطة بها من أحكام الولاية على هذه الذرية المشركه من أبناء المشركين وأحكام الدية فى شأنهم وأحكام المواريث وخلافه وحتى أحكام الجنائز والدفن , جاءت جميعها شاهدة على هذا المبدأ الأصيل من وجوب مفاصلة أهل الشرك كبيرهم وصغيرهم.
حتى أن سنة الله تعالى فى خلقه وعلى مر الزمان والتاريخ قد جاءت بتبعية هؤلاء الأبناء لآبائهم حتى فى العذاب الدنيوى من الإغراق أو الخسف أو الصاعقة أو غير ذلك , لم تختلف أحكام الذرية عن أحكام الأباء فى ذلك.
• فالقول بإسلام أبناء المشركين , وذريتهم , مناقض لشق النفى الثابت بشهادة التوحيد الموجب لمفاصلة الشرك و أهله كباراًُ وصغاراًُ.
ومن ثم فإن القول بإسلام أبناء المشركين مناقض بالإساس لشهادة التوحيد ذاتها فضلاًُ عن كونه إنكاراًُ لما هو معلوم من دين الإسلام بالضرورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذا فقد قيل أن من صحح عقائد المشركين فقد كفر , وهذا البائس القائل بإسلام أبناء اليهود والنصارى وسائر المشركين الذين قضت النصوص الشرعية بكفرهم هو بذلك قد صحح مذهبهم ولم يكفّر من قضت النصوص بكفره دون تفريق في ذلك بين صغير وكبير.
ولا يشكل على ذلك بالقول أن العلماء اختلفوا في مسائل تتعلق بتطبيق مبدأ التبعية وأحكامها في ظل ظروف معلومة ومشهورة، حيث أن هذا الخلاف كان عندما نازع الأمر دليلين من الواقع , أما دليل التبعية فواحد صحيح , ولكن الاختلاف كان في مسائل تتعلق بالوقائع التي تتجاذبها أكثر من تصور وهو أمر خارج عن موضوعنا بتأكيد.
حيث موضوعنا يتعلق بالقاعدة الأساسية في حكم أبناء المشركين عامة (التبعية) فهي الأصل وهي الأساس في بناء الأحكام الفرعية أو الجزئية بعده.
فهذا القائل بهذا القول المحدث قد قال بخلاف ما صرحت به النصوص وعلم واشتهر لا في أمة الإسلام وحدها بل في سائر الأديان، وما حمله علي ذلك إلا الهوى المقترن بالجهل وقلة بضاعته من العلم حتى في ذلك القدر المسمي بالعلم البديهي المتبادر، وهو المسمي أيضاً بالعلم اليقيني الذي لا يتطرق إليه شك لصراحة أدلته وقطعية ثبوتها واشتهارها , لذلك فهو المسمي بالمعلوم من الدين بالضرورة فلا مجال لدفعة أو الإعتذار بجهلة بل ولا مجال لمخالفته تأويلاً أو اجتهاداً، والقاعدة الشرعية (لا اجتهاد مع النص) خير شاهد علي هذا.فهذا العلم الشرعي الصحيح المتوارث الأمة عن الأمة من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدون وسائر عصور الإسلام إلي يومنا هذا، لا مجال لمخالفته أو إنكاره تحت أي إدعاء من شبهة أو تأويل أو خلافه , هذا الحكم الذي يعد القول بإجماع الأمة عليه غير خاف ولا مبالغ فيه أمام صراحة أدلته، فإذا ادعي مدعي الإجماع عليه لم يبعد بذلك عن الحقيقية بل قد يعد متساهلاً في الاستدلال حيث الإجماع في الأساس كمستند شرعي يأتي في مرتبة تالية بعد ما صرحت به نصوص القرآن أو السنة، حيث التصريح بالحكم في نصوص القرآن أو السنة أبلغ من أي دليل وأعلي من أي قول ولو كان إجماعاً. بل إن القول بالإجماع في مثل هذا يعد من قبيل الإجماع المستند إلي نص من القرآن أو السنة، فهو إجماع من مرتبة النص المستند إليه لا من مرتبة الإجماع المجتهد فيه. وفرق بينهما كبير. والله أعلم.
قال ابن تيمية رحمه الله في منكر الحكم الثابت بمثل هذا أو جاحد لما هو معلوم ضرورة من دين الإسلام: (قد تنازع الناس في مخالف الإجماع هل يكفر؟
علي قولين والتحقيق أن الإجماع المعلوم بكفر مخالفه كما يكفر مخالف النص بتركه , لكن هذا لا يكون إلا فيما علم ثبوت النص به. وأما ثبوت الإجماع في مسألة لا نص فيها فهذا لا يقع. وأما غير المعلوم فيمتنع تكفيره) إهـ.
وقال ابن دقيق العيد في نفس هذا الشأن: (فالمسائل الإجماعية تارة يصحبها التواتر عن الشرع كوجوب الصلاة مثلا , وتارة لا يصحبها التواتر. فالقسم الأول يكفر جاحده لمخالفته التواتر لا لمخالفته الإجماع. والقسم الثاني لا يكفر به) إهـ.
وقال ابن حجر العسقلاني رحمه الله في الفتح: (قال العراقي: والصحيح في تكفير منكر الإجماع تقييده بإنكار ما عُلم وجوبه من الدين بالضرورة كالصوات الخمس) إهـ.
قال ابن الوزير أيضاً: (إعلم أن الإجماعات نوعان أحدهما: صحته بالضرورة من الدين بحيث يكفر مخالفة. فهذا إجماع صحيح ولكنه مستغني عنه بالعلم الضروري من الدين.
والثاني: ما نزل عن هذه المرتبة ولا يكون إلا ظناً لأنه ليس بعد التواتر إلا الظن وليس بينهما في النقل مرتبة قطعية بالإجماع) إهـ.
قال النووي أيضاً: (أطلق الإمام الرافعي القول بتكفير جاحد المجمع عليه، وليس هو على إطلاقه بل من جحد مجمعاً عليه فيه نص وهو من أمور الإسلام الظاهرة التي يشترك في معرفتها الخواص والعوام كالصلاة أو الزكاة أو الحج أو تحريم الخمر أو الزنا و نحو ذلك فهو كافر. ومن جحد مجمعاً عليه لا يعرفه إلا الخواص كاستحقاق بنت الابن السدس مع بنت الصلب، وتحريم نكاح المعتدة، وكما إذا أجمع أهل عصر على حكم حادثة فليس بكافر) إهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما القاضي عياض رحمه الله فيقول عن منكر ما هو قد علم من شريعة الإسلام بالتواتر: (وكذلك نقطع بتكفير كل من كذّب وأنكر قاعدة من قواعد الشرع وما عرف يقينا بالنقل المتواتر من فعل الرسول (?) ووقع الإجماع المتصل عليه: كمن أنكر وجوب الصلوات الخمس، أو عدد ركعاتها، أو سجداتها.) إهـ.
قال صاحب معارج القبول: (فمن جحد أمر مجمعاً عليه معلوماً من الدين بالضرورة فلا شك في كفره) إهـ.
فلعل الصورة قد اتضحت أمام القارئ الكريم عن مدى الجرم في إنكار ذلك القدر من الأحكام الشرعية المتمثل في المعلوم من الدين بالضرورة والثابت بالتواتر من الأحكام، وكيف أن علماء الأمة لا تتردد في تكفير منكر شئ من هذا العلم أو حكماً ثبت على هذا النحو وأن ذلك من الفتنة التي قد أوقع المخالف لشئ من ذلك فيها نفسه.قال تعالى: " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " النور:63
الفتنة في هذه الآية الكريمة فسرها الإمام أحمد بالشرك قال رحمه الله:أتدري ما الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شئ من الزيغ فيهلك.
أيضاً صاحب هذا القول البدعي المحدث يعد من أصحاب السعي في إثبات التعارض أو التناقض بين النصوص والأدلة الشرعية وضرب بعضها ببعض وهي المنزهة عن الاختلاف والمبرأة عن التعارض أو التناقض. قال تعالى:" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ إختلافاً كَثِيراً " النساء:82
فصاحب هذا المسلك المشين داخل في عموم الذم الوارد في قوله تعالى:" كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " الحجر.
والذين جعلوا القرآن عضين هم الذين عارضوا بعضه ببعض والله تعالى أعلى وأعلم. فهو مسلك مشين مذموم كان الواجب على المسلم الواعي لأمر دينه أن لا يقتحمه، ولا يقدم بين يدي النصوص الشرعية حتى يعلم عنها ما تقول وتقضى، فيلقى إليها بيد التسليم والانقياد، كما كان الواجب عليه أن يلازم سؤال أهل العلم فكما قيل أن دواء العي السؤال، قيل أيضاً أن حسن السؤال نصف العلم،وقد قال تعالى ذكره: " فَاسْأَلُواْ أهل الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " الأنبياء:7
• وأخيراً فإن القائل بهذه البدعة الكفرية قد دخل بفعله هذا في زمام أهل الفتنة والزيغ الوارد ذكرهم في قوله تعالى:" فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ") إنتهى من كتابه (أحكام الذرية)
هل رأيتم ضلال مثل هذا الضلال المبين نعوذ بالله منه.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 09:59]ـ
أخي الكريم، جزاك الله خيراً .. الحُمق والجهل ظاهران في هذا الرجل، والله المستعان.
لابن تيمية - رحمه الله - كلام نفيس جداً في هذا الباب .. إذ قال في [درء التعارض: 8: 430 - 473]:
وأما تفسير قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه» أنه أراد به مجرد الإلحاق في أحكام الدنيا، دون أن يكون أراد أنهما يغيران الفطرة، فهذا خلاف ما يدل عليه الحديث؛ فإنه شبّه تكفير الأطفال بجدع البهائم، تشبيهاً للتغيير بالتغيير.
وأيضاً، فإنه ذكر الحديث لما قتلوا أولاد المشركين، ونهاهم عن قتلهم، وقال: «أليس خياركم أولاد المشركين؟ كل مولود يولد على الفطرة .. » فلو أراد أنه تابع لأبويه في الدنيا، لكان هذا حجة لهم. يقولون: هم كفار كآبائهم، فنقتلهم.
وكون الصغير يتبع أباه في أحكام الدنيا هو لضرورة حياته في الدنيا، فإنه لا بد من مربّ يربيه، وإنما يربيه أبواه، فكان تابعاً لهما ضرورة؛ ولهذا متى سبي منفرداً عنهما صار تابعاً لسابيه عند جمهور العلماء؛ كأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، والأوزاعي، وغيرهم؛ لكونه هو الذي يربيه. وإذا سبي منفرداً عن أحدهما أو معهما: ففيه نزاع للعلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
واحتجاج الفقهاء كأحمد وغيرهم بهذا الحديث على أنه متى سُبي منفرداً عن أبويه يصير مسلماً، لا يستلزم أن يكون المراد بتكفير الأبوين مجرد لحاقه بهما في الدين، ولكن وجه الحجة أنه إذا ولد على الملة فإنما ينقله عنها الأبوان اللذان يغيرانه عن الفطره، فمتى سباه المسلمون منفرداً عنهما لم يكن هناك من يغير دينه، وهو مولود على الملة الحنيفية، فيصير مسلماً بالمقتضى السالم عن المعارض. ولو كان الأبوان يجعلانه كافراً في نفس الأمر، بدون تعليم وتلقين، لكان الصبي المسبى بمنزلة البالغ الكافر؛ ومعلوم أن الكافر البالغ إذا سباه المسلمون لم يصر مسلماً، لأنه صار كافراً حقيقة.
فلو كان الصبي التابع لأبويه كافراً حقيقة، لم ينتقل عن الكفر بالسباء، فعُلم أنه كان يجزي عليه حكم الكفر في الدنيا تبعاً لأبويه، لا لأنه صار كافراً في نفس الأمر.
يبين ذلك أنه لو سباه كفار، ولم يكن معه أبواه: لم يصر مسلماً، فهو هنا كافر في حكم الدنيا، وإن لم يكن أبواه هوّداه ونصرّاه ومجسّاه.
فعُلم أن المراد بالحديث أن الأبوين يلقنانه الكفر، ويعلمانه إياه. وذكر - صلى الله عليه وسلم - الأبوين لأنهما الأصل العام الغالب في تربية الأطفال، فإن كل طفل غُيِّر، فلا بد له من أبوين، وهما اللذان يربيانه مع بقائهما وقدرتهما، بخلاف ما إذا ماتا أو عجزا لسبي الولد عنهما أو غير ذلك.
ومما يبين ذلك قوله في الحديث الآخر: «كل مولود يولد على الفطرة، حتى يعرب عنه لسانه؛ فإما شاكراًُ وإما كفوراً» فجعله على الفطرة إلى أن يعقل ويميز، فحينئذ يثبت له أحد الأمرين، ولو كان كافراً في الباطن بكفر الأبوين، لكان ذلك من حين يولد قبل أن يعرب عنه لسانه.
وكذلك قوله في الحديث الآخر الصحيح: حديث عياض بن حمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه: {إني خلقت عبادي حنفاء، فاجتالتهم الشياطين، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً} صريح في أنهم خُلقوا على الحنيفية، وأن الشياطين اجتالتهم، وحرمت عليهم الحلال، وأمرتهم بالشرك. فلو كان الطفل يصير كافراً في نفس الأمر من حين يولد، لكونه يتبع أبويه في الدين، قبل أن يعلمه أحد الكفر ويلقنه إياه، لم يكن الشياطين هم الذين غيروهم عن الحنيفية وأمروهم بالشرك، بل كانوا مشركين من حين ولدوا تبعاً لآبائهم.
ومنشأ الاشتباه في هذه المسألة اشتباه أحكام الكفر في الدنيا بأحكام الكفر في الآخرة، فإن أولاد الكفار لما كانوا يجري عليهم أحكام الكفر في أمور الدنيا، مثل ثبوت الولاية عليهم لآبائهم، وحضانة آبائهم لهم، وتمكين آبائهم من تعليمهم وتأديبهم، والموارثة بينهم وبين آبائهم، واسترقاقهم إذا كان آباؤهم محاربين؛ وغير ذلك - صار يظن من يظن أنهم كفار في نفس الأمر كالذي تكلم بالكفر وعمل به، ومن هنا قال من قال: إن هذا الحديث - هو قوله: «كل مولود يولد على الفطرة» كان قبل أن تنزل الأحكام، كما ذكره أبوعبيد عن محمد بن الحسن؛ فأما إذا عَرَف أن كونهم ولدوا عى الفطرة لا ينافي أن يكونوا تبعاً لآبائهم في أحكام الدنيا، زالت الشبهة. وقد يكون في بلاد الكفر من هو مؤمن في الباطن يكتم إيمانه، من لا يعلم المسلمون حاله إذا قاتلوا الكفار، فيقتلونه، ولا يُغسل، ولا يُصلى عليه، ويُدفن مع المشركين؛ وهو في الآخرة من المؤمنين أهل الجنة. كما أن المنافقين تجري عليهم في الدنيا أحكام المسلمين، وهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار. فحكم الدار الآخرة غير حكام الدار الدنيا.
وقوله: «كل مولود يولد على الفطرة» إنما أراد به الإخبار بالحقيقة التي خلقوا عليها، وعليها الثواب والعقاب في الآخرة، إذا عمل بموجبها وسلمت عن المعارض، لم يرد له الإخبار بأحكام الدنيا، فإنه قد عُلم بالاضطرار من شرع الرسول أن أولاد الكفار يكونون تبعاً لآبائهم في أحكام الدنيا، وأن أولادهم لا يُنتزعون منهم إذا كان للآباء ذمة، وإن كانوا محاربين استرقت أولادهم، ولم يكونوا كأولاد المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا نزاع بين المسلمين أن أولاد الكفار الأحياء مع آبائهم، لكن تنازعوا في الطفل إذا مات أبواه أو أحدهما هل يحكم بإسلامه؟ فعن أحمد رواية أنه يحكم بإسلامه لقوله: «فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه»، فإذا مات أبواه بقي على الفطرة.
والرواية الأخرى كقول الجمهور: إنه لا يحكم بإسلامه.
وهذا القول هو الصواب، بل هو إجماع قديم من السلف والخلف، بل هو ثابت بالسنة التي لا ريب فيها، فقد عُلم أن أهل الذمة كانوا على عهد النبي - صلى الله على وسلم - بالمدينة، ووادي القرى، وخيبر، ونجران، وأرض اليمن، وغير ذلك. وكان فيهم من يموت وله ولد صغير، ولم يحكم النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسلام يتامى أهل الذمة. وكذلك خلفاؤه؛ كان أهل الذمة في زمانهم طبق الأرض: بالشام، ومصر، والعراق، وخراسان؛ وفيهم من يتامى أهل الذمة عدد كثير، ولم يحكموا بإسلام أحد منهم. فإن عقد الذمة اقتضى أن يتولى بعضهم بعضاً، فهم يتولون حضانة يتاماهم، كما كان الأبوان يتولون حضانة أولادهما.
و أحمد - رضي الله عنه - يقول: إن الذمي إذا مات ورثه ابنه الطفل، مع قوله في إحدى الروايتين: إنه يصير مسلماً، لأن أهل الذمة ما زال أولادهم يرثونهم، ولأن الإسلام حصل مع استحقاق الإرث، لم يحصل قبله. والقول الآخر هو الصواب كما تقدم.
والمقصود هنا أن قوله: «كل مولود يولد على الفطرة» لم يرد به في أحكام الدنيا، بل في نفس الأمر، وهو ما يترتب عليه الثواب والعقاب، ولهذا لما قال هذا سألوه، فقالوا: يا رسول الله: أرأيت من يموت من أطفال المشركين؟ فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين، فإن من بلغ منهم فهو مسلم أو كافر، بخلاف من مات.
وقد تنازع الناس في أطفال المشركين على أقوال: فقالت طائفة: إنهم كلهم في النار، وقالت طائفة: كلهم في الجنة، وكل واحد من القولين اختاره طائفة من أصحاب أحمد. الأول اختاره القاضي أبي يعلى وغيره، وحكوه عن أحمد، وهو غلط على أحمد كما أشرنا إليه.
والثاني اختاره أبو الفرج بن الجوزي وغيره، ومن هؤلاء من يقول: هم خدم أهل الجنة، ومنهم من قال: هم من أهل الأعراف
، والقول الثالث: الوقف فيهم، وهذا هو الصواب الذي دلت عليها الأحاديث الصحيحية، وهو منصوص أحمد وغيره من الأئمة
، وذكره ابن عبدالبر عن حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وابن المبارك، وإسحاق بن راهويه؛ قال: وعلى ذلك أكثر أصحاب مالك، وذكر أيضاً في أطفال المسلمين نزاعاً ليس هذه موضعه.
لكن الوقف قد يفسر بثلاثة أمور:
أحدها: أنه لا يُعلم حكمهم، فلا يتكلم فيهم بشيء؛ وهذا قول طائفة من المنتسبين إلى السنة. وقد يُقال: إن كلام أحمد يدل عليه.
والثاني: أنه يجوز أن يدخل جميعهم الجنة، ويجوز أن يدخل جميعهم النار، وهذا قول طائفة من المنتسبين إلى السنة من أهل الكلام، وغيرهم من أصحاب أبي الحسن الأشعري، وغيرهم.
والثالث: التفصيل؛ كما دل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الله أعلم بما كانوا عاملين». فمن علم الله منه أنه إذا بلغ أطاع: أدخله الجنة. ومن علم منه أن يعصي: أدخله النار.
ثم من هؤلاء من يقول: إنهم يجزيهم بمجرد علمه فيهم، كما يُحكى عن أبي العلاء القشيري المالكي.
والأكثرون يقولون: لا يجزي على علمه بما سيكون حتى يكون، فيمتحنهم يوم القيامة، ويمتحن سائر من لم تبلغه الدعوة في الدنيا؛ فمن أطاع حينئذ دخل الجنة، ومن عصى دخل النار. وهذا القول منقول عن غير واحد من السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم.
وقد رُوي به آثار متعددة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حِسان، يصدق بعضها بعضاً، وهو الذي حكاه الأشعري في المقالات عن أهل السنة والحديث، وذكر أنه يذهب إليه. وعلى هذا القول تدل الأصول المعلومة بالكتاب والسنة، كما قد بُسط في غير هذا الموضع، وبين أن الله لا يعذب أحداً حتى يبعث إليه رسولاً.
والمقصود هنا الكلام على الأقوال المذكورة في تفسير هذا الحديث، وقد تبين ضعف قول من قال: الفطرة: الكفر والإيمان، وأن الإقرار كان من هؤلاء طوعاً، ومن هؤلاء كرهاً.
ومما يضعف هذا القول، قول طائفة أخرى: بأن جميع أولئك كان إقرارهم جميعهم له بالربوبية، من غير تفصيل بطوع وكره.
وله في هذا الباب كلام نفيس جداً أنصح الجميع بقراءته، ولولا ضيق المقام لنقلته بتمامه.
فهؤلاء العلماء اختلفوا في حكم أطفال المشركين قبل البلوغ .. فهل نقول عنهم إنهم كفار؟؟ .. بل إن ابن تيمية - رحمه الله - يقول إن أحد أقوال الإمام أحمد - رحمه الله - خلاف الإجماع .. فهل هو كافر عندهم؟؟!!
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 12:26]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى
-------------------
هؤلاء القوم لا يطردون أصول مذهبهم إلا على من خالفهم من المعاصرين فقط.
أما السلف الذين يعظمونهم فهم لا يجرأون على تكفيرهم مع أن هؤلاء القوم يُكفّرون مخالفيهم من المعاصرين بأقوال سبقهم بها طائفة من السلف.
وهذا التناقض في التعامل مع الأحكام يدل على أن القوم لهم أغراض شخصية في هذه البدعة الخبيثة .. والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[توحيد 34]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 09:24]ـ
أخي جزاك الله خيرا موفق بإذن الله لكن الملف معمل معي هل هو بالأوفيس 2007 لأنه معي أوفيس 2003 عربي
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 01:42]ـ
تفضل أخي الكريم .. هذه نسخة بـ word 2003
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 08:31]ـ
نسخة من كتاب: نقض معتقد الخوارج الجدد
الطبعة الثانية
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25481
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 08:33]ـ
رابط أخر للكتاب
http://www.megaupload.com/?d=6K7FLDMN
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 03:51]ـ
أخي الكريم أبو شعيب وفقك الله تعالى
----------------------
وإليك توثيق هام من كتب المالكية حول الفتوى التي نقلها الإمام ابن حزم رحمه الله في كتابه (المحلى) في مسألة تقسيم المواريث وشنع على المفتين بذلك القول ... وهذا من باب تأكيد البيان.
يقول الإمام على بن سعيد الرجراجي المالكي رحمه الله تعالى: (المسألة التاسعة: في اختلاف ورثة الكافر في ميراثه، وكيف إن أسلموا؟ ولا يخلو ذلك من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكونوا جميعهم على الكفر.
والثاني: أن يُسلم بعضهم قبل القسمة.
والثالث: أن يسلموا جميعاً.
فالجواب عن الوجه الأول: إذا كانوا كلهم على الكفر، فاختلفوا في الميراث، أيرتفعون إلى حكم المسلمين، فإنه بالخيار بين الحكم والترك، فإن حكم بينهم حكماً بما ثبت عنده من مواريثهم، بعد كشفه عن ذلك، وبحثه عن كتابة توارثهم.
والجواب عن الوجه الثاني: إذا أسلم بعضهم قبل القسمة، فإنه يحكم بينهم، ولا يرد إلى حكم النصارى، ولا خيار له في هذا الوجه، لأنه حكم بين مسلم ونصراني، ولا ينقلهم عن مواريثهم، وإنما يمنعون من أن يُردوا إلى حكم النصارى، لما في ذلك من إذلال المسلم، ولأنهم لا يُؤمنون من الحيف والميل عليه، وقد وقع في روايات مختلفة، كلها راجعة إلى معنى واحد.
قال في بعضها: " وإن كان الورثة مسلمين ونصارى: حكم بينهم بحكم الإسلام، ولم أنقلهم عن مواريثهم، ولا أردّهم إلى أهل دينهم "، وهي رواية ابن عتاب.
وفي رواية يحيى بن عمر: " فحكم بينهم بحكم دينهم "، وهذا كله أمر متقارب.
ومعنى قول: " حكم بينهم بحكم دينهم " أي: فيهم وإن بقوا على مواريثهم في الكفر، وهو قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في مسلمين ونصارى حاما إليه في ميراث، فقال: " تُقسم بينهم على فرائض الإسلام، فإن أبوّا، فردّوهم إلى أهل دينهم "، كذا في رواية عيسى عن ابن المرابط، وعند ابن عتاب: " إلى أمر دينهم "، وهذا أصح، أي: " أُقسم بينهم على ورثة الكفر "، ومعناه: " أن بعضهم أسلم بعد الموت، فيقسم ميراثه على ورثة الكفر ".
ومعنى قوله: " إلى أهل دينهم " أي: إلى أمر دينهم، كما قال في الرواية الأولى.
فإذا حُمل على هذا التأويل: يكون وفاقاً للمذهب، ويحتمل أنه أراد أن يحكم أولاً أنه لا ميراث للمسلمين معهم، ثم يرد الباقون من النصارى إلى أهل دينهم لكونهم أسلموا قبل موت أبيهم ويكون قوله وفاقاً للمذهب أيضاً.
والجواب عن الوجه الثالث: إذا أسلموا جميعاً قبل قسمة التركة، هل تُقسم بينهم على قسمة الإسلام أو على قسمة النصارى؟ فالمذهب على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنّه يُقسم بينهم على قسمة المسلمين، وهي رواية أشهب عن مالك، وهو قول ابن نافع في " المدونة "، وهو قول مُطرف وابن الماجشون في " كتاب ابن حبيب ".
والثاني: أنه يقسم بينهم على قسمة أهل الشرك جملة، كانوا أهل كتاب أو غيرهم، وهو ظاهر قول ابن القاسم في " العُتبيّة ": في المجوس إن كانوا أهل ذمة، وأسلم أولاده قبل أن يُقسّم الميراث، حيث قال: " فإنه يُقسم على قسم الشرك ".
والثالث: التفصيل بين أهل الكتاب وغيرهم، فأهل الكتاب يُقسمون على قسم النصارى إذا أسلموا، والمجوس يُقسمون على قسم الإسلام إذا أسلموا، وهو قول مالك في المدونة وبه أخذ ابن القاسم.
وسبب الخلاف: اختلافهم في تأويل قوله صلى الله عليه وسلم: " أيُّما دار قسِّمت في الجاهلية، فهي على قسم الجاهلية وأيما دارٍ أدركها الإسلام لم تُقسم، فهي على قسم الإسلام ".
فقال معناه: " في غير الكتابيين، وذلك من باب تخصيص العموم بالقياس، لأن أهل الكتاب عندهم شريعة يتبعونها، فوجب أن تُقسم مواريثهم على ما وجبت عليه عندهم يوم مات الميت، وذلك لا يُسقطه إسلامهم، والمجوس لا كتاب لهم، ولا شريعة عندهم فيرجعون إليها ويُحملون على مقتضاها: فكان من ضرورتهم الرجوع إلى قسم الإسلام، والعمل بمقتضاه.
ومن حمل الخبر على عمومه: قال لا فرق بين أهل الكتاب ولا غيرهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: " فهي على قسم الإسلام "، فهي منه جنوح إلى أن العموم لا يُخصص بالقياس.
ومن رأى أنهم يُقسمون على قسم أهل الشرك، كانوا أهل كتاب أو غيرهم، يقول: " معنى الخبر: " أن يكون على قسمة الإسلام "، معناه: أن يتولاهُ المسلم من غير أن ينقلهم عن قسمة أهل الشرك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " سنّوا بهم سنة أهل الكتاب "، فكان ينبغي مساواتهم في الجميع) إهـ كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحلّ مشكلاتها (5/ 414) للإمام أبو الحسن الرجراجي.
وأقول هنا: من المعلوم عن أبو مريم وأتباعه هو القول بكفر كل من تحاكم إلى الطاغوت، بل وتكفير من يُكفّيره، ولا يعذر عندهم لا بتأويل ولا جهل ولا شبهة، وهذا يلزم منه ولا بد أن يحكموا بالكفر على أهل العلم الذين نقلنا فتواهم في جواز التحاكم إلى شريعة النصارى في مسائل الميراث كما وضح الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى، وإلاّ وقع الكفر عليهم لأنهم لم يكفروا من يستحق التكفير على حسب مذهبهم!!!.
وكان الله في عونهم.(/)
روعة حصار غزة والواجب الشرعي (خطبة) قبل العدوان الصهيوني
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 12:30]ـ
حصار غزة والواجب الشرعي (خطبة)
الشيخ صفوان أحمد مرشد
http://www.jameataleman.org/s%26v/su/gtab/sfwan/gazah.mp3
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 02:57]ـ
بارك الله فيك يا حبيب
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 12:42]ـ
و فيك بارك الله(/)
الفوائد المنتقاة من (درء تعارض العقل والنقل) لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 01:27]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد
فإن من الناس من هو مفتاح للخير مغلاق للشر، ومنهم من هو مفتاح للشر مغلاق للخير!!
وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام رحمه الله، ممن نحسبه من الصنف الأول، ولا نزكي على الله أحدا.
فقد جاء كتابه هذا (درء تعارض العقل و النقل) أو (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول) شامة في جبين الزمن، لا يدانيه في بابه كتاب آخر، بل لا يكاد يوجد أصلا في بابه كتاب، كما قال ابن القيم:
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ............. ما في الوجود له نظير ثان
لأن الكتب المعروفة في هذا الباب قبل شيخ الإسلام هي نحو:
- الحيدة لعبد العزيز الكناني
- الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد
- النقض على المريسي لعثمان بن سعيد الدارمي
وكل هذه الكتب لم تستعمل قواعد المتكلمين في الرد عليهم.
فالمزية التي تميز بها هذا الكتاب أنه استعمل قوانين المتكلمين والفلاسفة نفسها في بيان بطلان مذاهبهم، ولذلك قال ابن القيم رحمه الله:
ومن العجائب أنه بسلاحهم ................ أرداهم تحت الحضيض الداني
والكتاب يقع في عشر مجلدات، إلا أنه جاء على طريقة شيخ الإسلام في الإسهاب والتكرار بطرق مختلفة؛ لأن هذا ينتفع به القارئ كما نص شيخ الإسلام نفسه في بعض المواضع.
فالكتاب قابل للاختصار والتنقيح والترتيب، وهذا مشروع بحث لو قام عليه بعض الدارسين لكان جيدا؛ وذلك كما يلي:
- ترتيب الأوجه واختصار المكرر منها
- تنقيح العبارات الغامضة وصوغها بطريقة أسهل فهما
- استكمال كلام شيخ الإسلام الذي أشار إليه بقوله (بسطناه في موضع آخر)
وأسأل الله أن يجزي عنا شيخ الإسلام خير الجزاء.
وأن يستعملنا وإياكم في طاعته، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
وإليكم الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب النفيس:
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 01:27]ـ
[المجلد الأول]
5
وكان يقول – يعني أبا بكر بن العربي - شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر
6
ومثل هذا القانون الذي وضعه هؤلاء يضع كل فريق لأنفسهم قانونا فيما جاءت به الأنبياء عن الله، فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته، ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعا له، فما وافق قانونهم قبلوه، وما خالفه لم يتبعوه.
وهذا يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم، وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها، لكن تلك الأمانة اعتمدوا فيها على ما فهموه من نصوص الأنبياء أو ما بلغهم عنهم، وغلطوا في الفهم أو في تصديق الناقل كسائر الغالطين ممن يحتج بالسمعيات، فإن غلطه إما في الإسناد وإما في المتن؛ وأما هؤلاء فوضعوا قوانينهم على ما رأوه بعقولهم، وقد غلطوا في الرأي والعقل.
فالنصارى أقرب إلى تعظيم الأنبياء والرسل من هؤلاء
12
وهم في أكثر ما يتأولونه قد يعلم عقلاؤهم علما يقينا أن الأنبياء لم يريدوا بقولهم ما حملوه عليه، وهؤلاء كثيرا ما يجعلون التأويل من باب دفع المعارض، فيقصدون حمل اللفظ على ما يمكن أن يريده متكلم بلفظه، لا يقصدون طلب مراد المتكلم به، وحمله على ما يناسب حاله، وكل تأويل لا يقصد به صاحبه بيان مراد المتكلم وتفسير كلامه بما يعرف به مراده وعلى الوجه الذي به يعرف مراده، فصاحبه كاذب على من تأول كلامه، ولهذا كان أكثرهم لا يجزمون بالتأويل، بل يقولون: يجوز أن يراد كذا، وغاية ما معهم إمكان احتمال اللفظ.
14
لفظ التأويل في القرآن يراد به ما يؤول الأمر إليه وإن كان موافقا لمدلول اللفظ ومفهومه في الظاهر ويراد به تفسير الكلام وبيان معناه وإن كان موافقا له وهو اصطلاح المفسرين المتقدمين كمجاهد وغيره ويراد به صرف اللفظ عن الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
وتخصيص لفظ التأويل بهذا المعنى إنما يوجد في كلام بعض المتأخرين فأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم فلا يخصون لفظ التأويل بهذا المعنى بل يريدون بالتأويل المعنى الأول أو الثاني
16
ومنهم من يقول بل تجرى على ظاهرها وتحمل على ظاهرها ومع هذا فلا يعلم تأويلها إلا الله فيتناقضون حيث أثبتوا لها تأويلا يخالف ظاهرها وقالوا مع هذا إنها تحمل على ظاهرها وهذا ما أنكره ابن عقيل على شيخه القاضي أبي يعلى في كتاب ذم التأويل
29
فإن الأمثال المضروبة هي الأقيسة العقلية سواء كانت قياس شمول أو قياس تمثيل، ويدخل في ذلك ما يسمونه براهين وهو القياس الشمولي المؤلف من المقدمات اليقينية وإن كان لفظ البرهان في اللغة أعم من ذلك
30
ولم يسلك في ذلك ما يسلكه طوائف من أهل الكلام حيث يثبتون الإمكان الخارجي بمجرد الإمكان الذهني، فيقولون: هذا ممكن؛ لأنه لو قدر وجوده لم يلزم من تقدير وجوده محال، فإن الشأن في هذه المقدمة فمن أين يعلم أنه لا يلزم من تقدير وجوده محال، فإن هذه قضية كلية سالبة فلا بد من العلم بعموم هذا النفي.
34
والرطوبة يعنى بها البلّة كرطوبة الماء، ويعنى بها سرعة الانفعال، فيدخل في ذلك الهواء، فكذلك يعنى باليبس عدم البلة، فتكون النار يابسة، ويراد باليبس بطء الشكل والانفعال، فيكون التراب يابسا دون النار، فالتراب فيه اليبس بالمعنيين، بخلاف النار
35
وكما تزعمه الفلاسفة الصابئون من تولد العقول العشرة والنفوس الفلكية التسعة التي هم مضطربون فيها هل هي جواهر أو أعراض
...... لكن أكثرهم يجعلون النفوس الفلكية عرضا لا جوهرا قائما بنفسه
38
كالأكوان التي هي الحركة والسكون والاجتماع والافتراق
42
والدليل أبدا يستلزم المدلول عليه، يجب طرده ولا يجب عكسه، بخلاف الحد، فإنه يجب طرده وعكسه.
وأما العلة فالعلة التامة يجب طردها بخلاف المقتضية
54
لكن ينبغي أن يعرف أن عامة من ضل في هذا الباب أو عجز فيه عن معرفة الحق فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول وترك النظر والاستدلال الموصل إلي معرفته فلما أعرضوا عن كتاب الله ضلوا
60
فأما أن يكون أمر اتفق أهل العلم والإيمان على أنه لا يطاق وتنازعوا في وقوع الأمر به فليس كذلك
63
وأما النوع الثاني: فكاتفاقهم على أن العاجز عن الفعل لا يطيقه كما لا يطيق الأعمي والأقطع والزمن نقط المصحف وكتابته والطيران فمثل هذا النوع قد اتفقوا على أنه غير واقع في الشريعة وإنما نازع في ذلك طائفة من الغلاة المائلين إلي الجبر من أصحاب الأشعري ومن وافقهم من الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم وإنما تنازعوا في جواز الأمر به عقلا حتى نازع بعضهم في الممتنع لذاته كالجمع بين الضدين والنقيضين: هل يجوز الأمر به من جهة العقل مع أن ذلك لم يرد في الشريعة؟ ومن غلا فزعم وقوع هذا الضرب في الشريعة - كمن يزعم أن أبا لهب كلف بان يؤمن بأنه لا يؤمن ـ فهو مبطل في ذلك عند عامة أهل القبلة من جميع الطوائف فإنه لم يقل أحد: إن أبا لهب أسمع هذا الخطاب المتضمن أنه لا يؤمن وإنه أمر مع ذلك بالإيمان كما أن قوم نوح لما أخبر نوح عليه السلام: أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن لم يكن بعد هذا يأمرهم بالإيمان بهذا الخطاب بل إذا قدر أنه أخبر بصليه النار / المستلزم لموته على الكفر وأنه سمع هذا الخطاب ففي هذا الحال انقطع تكليفه ولم ينفعه إيمانه حينئذ كإيمان من يؤمن بعد معاينة العذاب
69
فإذا امتنع من إطلاق اللفظ المجمل المحتمل المشتبه زال المحذور وكان أحسن من نفيه وإن كان ظاهرا في المحتمل المعني الفاسد خشيه أن يظن أنه ينفي المعنيين جميعا
71
فقال أبو عبد الله [أحمد بن حنبل] كلما ابتدع رجل بدعة اتسع الناس في جوابها
79
وإن كان أحد الدليلين المتعارضين قطعيا دون الآخر فإنه يجب تقديمه باتفاق العقلاء، سواء كان هو السمعي أو العقلي؛ فإن الظن لا يرفع اليقين
80
وإذا قدر أن يتعارض قطعي وظني لم ينازع عاقل في تقديم القطعي لكن كون السمعي لا يكون قطعيا دونه خرط القتاد
90
(يُتْبَعُ)
(/)
وحينئذ فإذا كان المعارض للسمع من المعقولات ما [لعلها مما] لا يتوقف العلم بصحة السمع عليه لم يكن القدح فيه قدحا في أصل السمع وهذا بين واضح وليس القدح في بعض العقليات قدحا في جميعها كما أنه ليس القدح في بعض السمعيات قدحا في جميعها ولا يلزم من صحة بعض العقليات صحة جميعها كما لا يلزم من صحة بعض السمعيات صحة جميعها
وحينئذ فلا يلزم من صحة المعقولات التي تبني عليها معرفتنا بالسمع صحة غيرها من المعقولات ولا من فساد هذه فساد تلك فضلا عن صحة العقليات المناقضة للسمع
102
وأيضا فالتجسيم نفي لأنه يقتضي القسمة والتركيب فيجب نفي كل تركيب فيجب نفي كونه مركبا من الوجود والماهية ومن الجنس والفصل ومن المادة والصورة ومن الجوهر المفردة ومن الذات والصفات وهذه الخمسة هي التي يسميها نفاة الصفات من متأخري الفلاسفة تركيبا
118
وأما كون ماله حقيقة أو صفة أو قدر يكون بمجرد ذلك مماثلا لما له حقيقة أو صفة أو قدر فهذا باطل عقلا وسمعا فليس في لغة العرب ولا غيرهم إطلاق لفظ المثل على مثل هذا وإلا فليلزم أن يكون كل موصوف مماثلا لكل موصوف وكل ما له حقيقة مماثلا لكل ما له حقيقة وكل ما له قدر مماثلا لكل ما له قدر وذلك يستلزم أن يكون كل موجود مماثلا لكل موجود وهذا ـ مع أنه في غاية الفساد والتناقض ـ لا يقوله عاقل فإنه يستلزم التماثل في جميع الأشياء فلا يبقى شيئان مختلفان غير متماثلين قط وحينئذ فيلزم أن يكون الرب مماثلا لكل شيء فلا يجوز نفي مماثلة شيء من الأشياء عنه وذلك مناقض للسمع والعقل فصار حقيقة قولهم في نفي التماثل عنه يستلزم ثبوت مماثلة كل شيء له فهم متناقضون مخالفون للشرع والعقل
120
والمقصود هنا أنه لو قدر أن الدليل يفتقر إلي مقدمات ولم يذكر القرآن إلا واحدة لم يكن قد ذكر الدليل إلا أن تكون البواقي واضحات لا تفتقر إلي مقدمات خفية فإنه إنما يذكر للمخاطب من المقدمات ما يحتاج إليه دون ما لا يحتاج إليه ومعلوم أن كون الأجسام متماثلة وأن الأجسام تستلزم الأعراض الحادثة وأن الحوادث لا أول لها ـ من أخفي الأمور وأحوجها إلي مقدمات خفية لو كان حقا وهذا ليس في القرآن
122
وأما كون السماوات والأرض مخلوقتين محدثتين بعد العدم فهذا إنما نازع فيه طائفة قليلة من الكفار كأرسطو وأتباعه
وأما جمهور الفلاسفة مع عامة أصناف المشركين من الهند والعرب وغيرهم ومع المجوس وغيرهم ومع أهل الكتاب وغيرهم فهم متفقون على أن السماوات والأرض وما بينهما محدث مخلوق بعد أن لم يكن ولكن تنازعوا في مادة ذلك هل هي موجودة قبل هذا العالم؟ وهل كان قبله مدة ومادة أم هو أبدع ابتداء من غير تقدم مدة ولا مادة؟
125
والمراد بالعالم في الاصطلاح هو كل ما سوى الله
129
فقد تبين أن قول من نفي الصفات أو شيئا منها لأن إثباتها تجسيم قول لا يمكن أحدا أن يستدل به بل ولا يستدل أحد على تنزيه الرب عن شيء من النقائص بأن ذلك يستلزم التجسيم لأنه لا بد أن يثبت شيئا يلزمه فيما أثبته نظير ما ألزمه غيره فيما نفاه وإذا كان اللازم في الموضعين واحدا وما أجاب هو به أمكن المنازع له أن يجيب بمثله لم يمكنه أن يثبت شيئا وينفي شيئا على هذا / التقدير وإذا انتهي إلي التعطيل المحض كان ما لزمه من تجسيم الواجب بنفسه القديم أعظم من كل تجسيم نفاه فعلم أن مثل هذا الاستدلال على النفي بما يستلزم التجسيم لا يسمن ولا يغني من جوع
131
حتى إن موسى بن ميمون صاحب (دلالة الحائرين) وهو في اليهود كأبي حامد الغزالي في المسلمين، يمزج الأقوال / النبوية بالأقوال الفلسفية ويتأولها عليها، حتى الرازي وغيره من أعيان النظار اعترفوا بأن العلم بحدوث العالم لا يتوقف على الأدلة العقلية، بل يمكن معرفة صدق الرسول قبل العلم بهذه المسألة، ثم يعلم حدوث العالم بالسمع
فهؤلاء اعترفوا بإمكان كونها سمعية
فضلا عن وجوب كونها عقلية
فضلا عن كونها أصلا للسمع
فضلا عن كونها لا أصل للسمع سواها.
133
(يُتْبَعُ)
(/)
الأدلة العقلية الصحيحة البينة التي لا ريب فيها، بل العلوم الفطرية الضرورية توافق ما أخبرت به الرسل لا تخالفه، وأن الأدلة العقلية الصحيحة جميعها موافقة للسمع لا تخالف شيئا من السمع وهذا ـ ولله الحمد ـ قد اعتبرته فيما ذكره عامة الطوائف فوجدت كل طائفة من طوائف النظار أهل العقليات لا يذكر أحد منهم في مسألة ما دليلا صحيحا يخالف ما أخبرت به الرسل بل يوافقه، حتى الفلاسفة القائلين بقدم العالم كأرسطو وأتباعه: ما يذكرونه من دليل صحيح عقلي فإنه لا يخالف ما أخبرت به الرسل بل يوافقه، وكذلك سائر طوائف النظار من أهل النفي والإثبات لا يذكرن دليلا عقليا في مسألة إلا والصحيح منه موافق لا مخالف.
135
وليس لهم قانون يرجعون إليه في هذا الأمر من جهة الرسالة بل هذا يقول: ما أثبته عقلك فأثبته وإلا فلا، وهذا يقول: ما أثبته كشفك فأثبته وإلا فلا / فصار وجود الرسول صلي الله عليه وسلم عندهم كعدمه في المطالب الإلهية وعلم الربوبية، بل وجوده ـ على قولهم ـ أضر من عدمه لأنهم لم يستفيدوا من جهته شيئا واحتاجوا إلي أن يدفعوا ما جاء به: إما بتكذيب وإما بتفويض وإما بتأويل
137
بل الواجب أن ينظر في عين الدليلين المتعارضين فيقدم ما هو القطعي منهما، أو الراجح إن كانا ظنيين، سواء كان هو السمعي أو العقلي، ويبطل هذا الأصل الفاسد الذي هو ذريعة إلى الإلحاد.
138
وهذا كما أن العامي إذا علم عين المفتي ودل غيره عليه وبين له أنه عالم مفت ثم اختلف العامي الدال والمفتي وجب على المستفتي أن يقدم قول المفتي فإذا قال له العامي: أنا الأصل في علمك بأنه مفت فإذا قدمت قوله على قولي عند التعارض قدحت في الأصل الذي به علمت بأنه مفت قال له المستفتي: أنت لما شهدت بأنه مفت ودللت على ذلك شهدت بوجوب تقليده دون تقليدك كما شهد به دليلك وموافقتي لك في هذا العلم المعين لا يستلزم أني أوافقك في العلم بأعيان المسائل وخطؤك فيما خالفت فيه المفتي الذي هو اعلم منك لا يستلزم خطأك في علمك بأنه مفت وأنت إذا علمت أنه مفت باجتهاد وإستدلال ثم خالفته باجتهاد واستدلال كنت مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي خالفت به من يجب عليك تقليده وإتباع قوله وإن لم تكن مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي [خالفت به من يجب عليك / تقليده واتباع قوله، وإن لم تكن مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي] به علمت أنه عالم مفت يجب عليك تقليده هذا مع علمه بأن المفتي يجوز عليه الخطأ والعقل يعلم أن الرسول صلي الله عليه وسلم معصوم في خبره عن الله تعالي لا يجوز عليه الخطأ فتقديمه قول المعصوم على ما يخالفه من أستدلاله العقلي أولي من تقديم العامي قول المفتي على قوله الذي يخالفه
141
فإذا كان عقله يوجب أن ينقاد لطبيب يهودي فيما أخبره به من مقدرات من الأغذية والأشربة والأضمدة والمسهلات واستعمالها على وجه مخصوص مع ما في ذلك من الكلفة والألم لظنه أن هذا أعلم بهذا مني وأني إذا صدقته كان ذلك أقرب إلي حصول الشفاء لي مع علمه بأن الطبيب يخطئ كثيرا وأن كثيرا من الناس لا يشفى بما يصفه الطبيب بل قد يكون استعماله لما يصفه سببا في هلاكه ومع هذا فهو يقبل قوله ويقلده وإن كان ظنه واجتهاده يخالف وصفه فكيف حال الخلق مع الرسل عليهم الصلاة والسلام؟!
/ والرسل صادقون مصدوقون لا يجوز أن يكون خبرهم على خلاف ما أخبروا به قط والذين يعارضون أقوالهم بعقولهم عندهم من الجهل والضلال ما لا يحصيه إلا ذو الجلال فكيف يجوز أن يعارض ما لم يخطئ قط بما لم يصب في معارضته له قط؟
150
بل لا يعلم حديث صحيح عن النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif في الأمر والنهي أجمع المسلمون على تركه إلا أن يكون له حديث صحيح يدل على أنه منسوخ
152
وأما كلامه [أرسطو] وكلام أتباعه: كالإسكندر الأفروديسي وبرقلس وثامسطيوس والفارابي وابن سينا والسهروردي المقتول وابن رشد الحفيد وأمثالهم في الإلهيات فما فيه من الخطأ الكثير والتقصير العظيم ظاهر لجمهور عقلاء بني آدم بل في كلامهم من التناقض ما لا يكاد يستقصى
157
وأما المسائل المولدة كمسألة الجوهر الفرد وتماثل الأجسام وبقاء الأعراض وغير ذلك ففيها من النزاع بينهم ما يطول استقصاؤه، وكل منهم يدعي فيها القطع العقلي.
(يُتْبَعُ)
(/)
...... والبصريون أقرب إلى السنة والإثبات من البغداديين
158
وكثير من حذاق النظر حار في هذه المسائل، حتى أذكياء الطوائف كأبي الحسين البصري وأبي المعالي الجويني وأبي عبد الله بن الخطيب حاروا في مسألة الجوهر الفرد فتوقفوا فيها تارة وإن كانوا قد يجزمون بها أخرى، فإن الواحد من هؤلاء تارة يجزم بالقولين المتناقضين في كتابين أو كتاب / واحد وتارة يحار فيها، مع دعواهم أن القول الذي يقولونه قطعي برهاني عقلي لا يحتمل النقيض.
162
وأبو الحسن الآمدي في عامة كتبه هو واقف في المسائل الكبار يزيف حجج الطوائف ويبقى حائرا واقفا.
168
والناس إذا تنازعوا في المعقول لم يكن قولُ طائفة لها مذهب حجة على أخرى، بل يرجع في ذلك إلى الفطر السليمة التي لم تتغير باعتقاد يغير فطرتها ولا هوى
171
وإذا تعارض دليلان أحدهما علمنا فساده والآخر لم نعلم فساده كان تقديم ما لم يعلم فساده أقرب إلى الصواب من تقديم ما يعلم فساده
174
فإن قيل: نحن نستدل بمخالفة العقل للسمع على أن دلالة السمع المخالفة له باطلة إما لكذب الناقل عن الرسول أو خطئه في النقل وإما لعدم دلالة قوله على ما يخالف العقل في محل النزاع
قيل: هذا معارض بأن يقال: نحن نستدل بمخالفة العقل للسمع على أن دلالة العقل المخالفة له باطلة بعض مقدماتها فإن مقدمات الأدلة العقلية المخالفة للسمع فيها من التطويل والخفاء والاشتباه والاختلاف والاضطراب ما يوجب أن يكون تطرق الفساد إليها أعظم من تطرقه إلي مقدمات الأدلة السمعية
178
وطرق العلم ثلاثة: الحس والعقل والمركب منهما كالخبر
188
فإنا في هذا المقام نتكلم معهم بطريق التنزل إليهم كما نتنزل إلى اليهودي والنصراني في مناظرته وإن كنا عالمين ببطلان ما يقوله
193
ثم كثير من هؤلاء يقولون: إن التسلسل إنما هو ممتنع في العلل لا في الآثار والشروط
194
واعلم أن أهل الحق لا يطعنون في جنس الأدلة العقلية، ولا فيما علم العقل صحته وإنما يطعنون فيما يدعي المعارض أنه يخالف الكتاب والسنة وليس في ذلك ولله الحمد دليل صحيح في نفس الأمر، ولا دليل مقبول عند عامة العقلاء ولا دليل لم يقدح فيه بالعقل.
195
ومعلوم أن النقل المتواتر يفيد العلم اليقيني سواء كان التواتر لفظيا أو معنويا كتواتر شجاعة خالد وشعر حسان وتحديث أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم وفقه الأئمة الأربعة وعدل العمرين ومغازي النبي صلي الله عليه وسلم مع / المشركين وقتاله أهل الكتاب وعدل كسري وطب جالينوس ونحو سيبويه يبين هذا أن أهل العلم والإيمان يعلمون من مراد الله ورسوله بكلامه أعظم مما يعلمه الأطباء من كلام جالينوس والنحاة من كلام سيبويه فإذا كان من ادعى في كلام سيبونه وجالينوس ونحوهما ما يخالف ما عليه أهل العلم بالطب والنحو والحساب من كلامهم كان قوله معلوم البطلان فمن ادعي في كلام الله ورسوله خلاف ما عليه أهل الإيمان كان قوله أظهر بطلانا وفسادا لأن هذا معصوم محفوظ
203
ولهذا كان ابن النفيس المتطبب الفاضل يقول: ليس إلا مذهبان مذهب أهل الحديث أو مذهب الفلاسفة، فأما هؤلاء المتكلمون فقولهم ظاهر التناقض والاختلاف
[ينظر بيان التلبيس 2/ 376]
205
فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد
208
ولهذا كانوا يجعلون القرآن يحيط بكل ما يطلب من علم الدين، كما قال مسروق: ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن علمنا قصر عنه.
210
وإن الواو واو الجمع التي يسميها نحاة الكوفة واو الصرف كما في قولهم (لا تأكل السمك وتشرب اللبن)
211
ولهذا تنازع الناس في الأمر بالشيء هل يكون أمرا بلوازمه وهل يكون نهيا عن ضده مع اتفاقهم على أن فعل المأمور لا يكون إلا مع فعل لوازمه وترك ضده، ومنشأ النزاع أن الآمر بالفعل قد لا يكون مقصوده اللوازم ولا ترك الضد، ولهذا إذا عاقب المكلف لا يعاقبه إلا على ترك المأمور فقط لا يعاقبه على ترك لوازمه وفعل ضده.
[ثم تكلم بكلام نفيس عن مسألة ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب]
213
فما لا يتم الواجب إلا به كقطع المسافة في الجمعة والحج ونحو ذلك فعلى المكلف فعله باتفاق المسلمين.
216
(يُتْبَعُ)
(/)
المطلق الكلي عند الناس وجوده في الأذهان لا في الأعيان فما هو مطلق كلي في أذهان الناس لا يوجد إلا معينا مشخصا متميزا في الأعيان وإنما سمي كليا لكونه في الذهن كليا وأما في الخارج فلا يكون في الخارج ما هو كلي أصلا
وهذا الأصل ينفع في عامة العلوم فلهذا يتعدد ذكره في كلامنا بحسب الحاجة إليه فيحتاج أن يفهم في كل موضع يحتاج إليه فيه كما تقدم، وبسبب الغلط فيه ضل طوائف من الناس حتى في وجود الرب تعالى وجعلوه وجودا مطلقا إما بشرط الإطلاق وإما بغير شرط الإطلاق وكلاهما يمتنع وجوده في الخارج.
218
كثير مما ذكروه في المنطق يستلزم السفسطة في العقليات والقرمطة في السمعيات
[مسألة اشتباه أخته بأجنبية والمذكى بالميت]
232
[لماذا ذم السلف الكلام، وأن مقصودهم المعاني لا الألفاظ]
233
وأكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء
242
وليس كل ما كان خطأ في العقل يكون كفرا في الشرع، كما أنه ليس كل ما كان صوابا في العقل تجب في الشرع معرفته.
250
فلهذا صار الحذاق من متأخري الأشعرية على نفي الرؤية وموافقة المعتزلة، فإذا أطلقوها موافقة لأهل السنة فسروها بما تفسرها به المعتزلة وقالوا: النزاع بيننا وبين المعتزلة لفظي.
262
وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك فصار طائفة منهم يقولون لفظنا بالقرآن غير مخلوق، ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مرادهم صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي ومحمد بن داود المصيصي وطوائف غير هؤلاء.
277
ومن كان قصده متابعته من المؤمنين وأخطأ بعد اجتهاده الذي استفرغ به وسعه غفر الله له خطأه سواء كان خطؤه في المسائل العملية الخبرية أو المسائل العلمية، فإنه ليس كل ما كان معلوما متيقنا لبعض الناس يجب أن يكون معلوما متيقنا لغيره.
279
فإذا قال القائل: استوى يحتمل خمسة عشر وجها أو أكثر أو أقل كان غالطا فإن قول القائل: (استوى على كذا) له معنى وقوله (استوى إلى كذا) له معنى وقوله (استوى وكذا) له معنى وقوله (استوى) بلا حرف يتصل به له معنى، فمعانيه تنوعت بتنوع ما يتصل به من الصلات
280
كما بينا انتهاءهم في نفي الصفات والأفعال إلى حجة التركيب والتشبيه والاختصاص، وانتهاءهم في جحد القدر إلى تعارض الأمر والمشيئة، وانتهاءهم في مسألة حدوث العالم والمعاد إلى إنكار الأفعال.
281
فالدور في العلل ممتنع، والدور في الشروط جائز.
295
وكلما أمعن الفاضل الذكي في معرفة أقوال هؤلاء الملاحدة ومن وافقهم في بعض أقوالهم من أهل البدع كنفاة بعض الصفات الذين يزعمون أن المعقول عارض كلام الرسول وأنه يجب تقديمه عليه فإنه يتبين له أنه يعلم بالعقل الصريح ما يصدق ما أخبر به الرسول، وما به يتبين فساد ما يعارض ذلك.
303
ونفاة الجوهر الفرد كثير من طوائف أهل الكلام وأهل الفلسفة، كالهشامية والنجارية والضرارية والكلابية وكثير من الكرامية.
304
وقد وافق هؤلاء على إمكان وجود ما لا يتناهى في الماضي والمستقبل طوائفُ كثيرة ممن يقول بحدوث الأفلاك من المعتزلة والأشعرية والفلاسفة وأهل الحديث وغيرهم، فإن هؤلاء جوزوا حوادث لا أول لها، مع قولهم بأن الله أحدث السماوات/ والأرض بعد أن لم يكونا، وألزموهم بالأبد
319
كما حدثني نقيب الأشراف أنه قال للعفيف التلمساني أنت نصيري، فقال: نصير جزء مني
321
ولفظ التسلسل يراد به التسلسل في العلل والفاعلين والمؤثرات بأن يكون للفاعل فاعل وللفاعل فاعل إلى ما لا نهاية له وهذا متفق على امتناعه بين العقلاء.
والثاني: التسلسل في الآثار بأن يكون الحادث الثاني موقوفا على حادث قبله وذلك الحادث موقوف على حادث قبل ذلك وهلم جرا فهذا في جوازه قولان مشهوران للعقلاء وأئمة السنة والحديث مع كثير من النظار أهل الكلام يجوزون ذلك وكثير من النظار وغيرهم يحيلون ذلك.
322
وأما إذا قيل: لا يحدث حادث قط حتى يحدث حادث، فهذا ممتنع باتفاق العقلاء وصريح العقل، وقد يسمى هذا دورا
........
والتسلسل نوعان: تسلسل في العلل، وقد اتفق العلماء على إبطاله، وأما التسلسل في الشروط ففيه قولان مشهوران للعقلاء.
326
(يُتْبَعُ)
(/)
فهؤلاء إذا ناظروا الفلاسفة في مسألة حدوث العالم لم يجيبوهم إلا بجواب المعتزلة وهم دائما إذا ناظروا المعتزلة في مسائل القدر يحتجون عليهم بهذه الحجة التي احتجت بها الفلاسفة، فإن كانت هذه الحجة صحيحة بطل احتجاجهم على المعتزلة وإن كانت باطلة بطل جوابهم للفلاسفة.
وهذا غالب على المتفلسفة والمتكلمين المخالفين للكتاب والسنة تجدهم دائما يتناقضون فيحتجون بالحجة التي يزعمون أنها برهان باهر، ثم في موضع آخر يقولون: إن بديهة العقل يُعلم بها فساد هذه الحجة.
354
فتبين أن الذي ألزمهم إياه أبو عبد الله الرازي لازم لا محيد عنه، وأن الأرموي لم يفهم حقيقة الإلزام فاعترض عليه بما لا يقدح فيه.
356
وذلك لأن الحوادث مشهودة لا بد لها من إحداث محدث، وذلك الإحداث هو التأثير، فإن كان عدميا بطلت الحجة، وإن كان موجودا فإن كان قديما لزم حدوث الحوادث عن تأثير قديم فتبطل الحجة، وإن كان التأثير محدثا – والتقدير أن التسلسل ممتنع – فيلزم أن يكون حدث بتأثير محدث، فتبطل الحجة أيضا. وهذا جواب لا مخلص لهم عنه، به ينقطع شغبهم.
360
ومن المعلوم أن المقدمات التي يقول المنازع إنها ضرورية لا يجاب عنها بأمر نظري
363
ولكن لفظ التسلسل فيه إجمال واشتباه، كما في لفظ الدور، فإن الدور يراد به الدور القَبْلي وهو ممتنع بصريح العقل واتفاق العقلاء، ويراد به الدور المعي الاقتراني وهو جائز بصريح العقل واتفاق العقلاء، ومن أطلق امتناع الدور فمراده الأول، أو هو غالط في الإطلاق.
367
وليس في أجزاء الزمان شيء قديم، وإن كان جنسه قديما، بل كل جزء من الزمان مسبوق بآخر، فليس من التأثيرات المعينة تأثير قديم كما ليس من أجزاء الزمن جزء قديم
376
وقد رأيت من هذا عجائب، فقل أن رأيت حجة عقلية هائلة لمن عارض الشريعة قد انقدح لي وجه فسادها وطريق حلها إلا رأيت بعد ذلك من أئمة تلك الطائفة من قد تفطن لفسادها وبينه.
377
ولأن النفوس إذا علمت أن ذلك القول قاله من هو من أئمة المخالفين استأنست بذلك واطمأنت به ولأن ذلك يبين أن تلك المسألة فيها نزاع بين تلك الطائفة فتنحل عقد الإصرار والتصميم على التقليد.
فإن عامة الطوائف وإن ادعوا العقليات فجمهورهم مقلدون لرؤوسهم فإذا رأوا الرؤوس قد تنازعوا واعترفوا بالحق انحلت عقدة الإصرار على التقليد.
..................
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الأول بحمد الله]
ـ[المخضرمون]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 01:36]ـ
أحسن الله إليكم أبا مالك , واصل بارك فيك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 01:59]ـ
جزاك الله خيرا
[المجلد الثاني]
67
[عثمان الدارمي:] لقد ميزت بين ما جمع الله، وجمعت بين ما ميز الله، ولا يجمع بين هذين التأويلين إلا كل جاهل بالكتاب والسنة
72
[عثمان الدارمي:] وقد أجمع أهل العلم بالأثر على أن لا يحتجوا بالكلبي في أدنى حلال ولا حرام
83
وقال الحافظ أبو نصر السجزي في رسالته المعروفة إلى أهل زبيد في الواجب من القول في القرآن: (اعلموا أرشدنا الله وإياكم أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والأشعري وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم بل أخس حالا منهم في / الباطن من أن الكلام لا يكون إلا حرفا وصوتا ذا تأليف واتساق، وإن اختلفت به اللغات وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذين تكلموا في العقليات وقالوا الكلام حروف متسقة وأصوات مقطعة وقالت – يعني علماء العربية – الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى .... فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفا وصوتا
86
[السجزي:] ومن عُلِم منه خرقُ إجماع الكافة ومخالفة كل عقلي وسمعي قبله لم يناظر بل يجانب ويقمع
96
قال الشيخ أبو الحسن [الكرخي]: وكان الشيخ أبو حامد الإسفرايني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام
99
بخلاف ما قاله ابن كلاب في مسألة الكلام، واتبعه عليه الأشعري، فإنه لم يسبق ابنَ كلاب إلى ذلك أحد، ولا وافقه عليه أحد من رؤوس الطوائف
100
وأبو بكر البيهقي موافق لابن الباقلاني في أصوله
102
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس بسبب ذلك منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل، وخيار الأمور أوساطها.
[من أفضل ما أنت راءٍ من الكلام وأحسنه!]
106
ومعلوم أنه ليس بعد الشافعي وابن سريج مثل الشيخ أبي حامد الإسفرايني
155
وإذا كانت الدعوى خطأ لم تكن حجتها إلا باطلة، فإن الدليل لازم لمدلوله، ولازم الحق لا يكون إلا حقا
159
أبو عبد الله الرازي غالب مادته في كلام المعتزلة ما يجده في كتب أبي الحسين البصري، وصاحبه محمود الخوارزمي وشيخه عبد الجبار الهمداني ونحوهم، وفي كلام الفلاسفة ما يجده في كتب ابن سينا وأبي البركات ونحوهما وفي مذهب الأشعري يعتمد على كتب أبي المعالي كالشامل ونحوه وبعض كتب القاضي أبي بكر وأمثاله، وهو ينقل أيضا من كلام الشهرستاني وأمثاله، وأما كتب القدماء كأبي الحسن الأشعري وأبي محمد بن كلاب وأمثالهما وكتب قدماء المعتزلة والنجارية والضرارية ونحوهم فكتبه تدل على أنه لم يكن يعرف ما فيها، وكذلك مذهب طوائف الفلاسفة المتقدمين وإلا فهذا القول الذي حكاه عن أبي البركات هو قول أكثر قدماء الفلاسفة الذين كانوا قبل أرسطو وقول كثير منهم كما نقل ذلك أرباب المقالات عنهم فنقل أرباب المقالات الناقلون لاختلاف الفلاسفة في الباري ما هو؟ قالوا: قال سقراط وأفلاطون وأرسطو إن الباري لا يعبر / عنه إلا بهو فقط
174
وأما أقوال أئمة الفقه والحديث والتصوف والتفسير وغيرهم من علماء المسلمين وكذلك كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان فكلام الرازي يدل على أنه لم يكن مطلعا على ذلك.
225
فكما أن الأبد هو الدوام في المستقبل فالأزل هو الدوام في الماضي
237
أما ما لا يوصف بالوجود – كالأعدام المتجددة، والأحوال عند من يقول بها، والإضافات عند من لا يقول: إنها وجودية – فلا يصدق عليها اسم الحادث، وإن صدق عليها اسم المتجدد، فلا يلزم من تجدد الإضافات والأحوال في ذات الباري أن تكون محلا للحوادث.
241
والإحداث هو من مقولة (أن يفعل)، و (أن يفعل) أحد المقولات العشر، وهي أمور وجودية
[لمن لا يتذكر، فالمقولات العشر جمعها الناظم في قوله:
إن المقولات لديهم تحصر ................. في العشر وهي عرض وجوهر
فأول له وجود قاما ................. بالغير والثاني بنفس داما
ما يقبل القسمة بالذات فـ (كم) ................. و (الكيف) غير قابل بها ارتسم
(أينٌ) حصول الجسم في المكان ................. (متى) حصول خص بالأزمان
و (نسبة) تكررت إضافة ................. نحو أبوة إخا لطافة
(وضع) عروض هيئة بنسبة ................. لجزئه وخارج فأثبت
و (هيئة) بما أحاط وانتقل ................. (ملك) كثوب أو إهاب اشتمل
إن يفعل (التأثير) أن ينفعلا ................. (تأثر) ما دام كل كملا]
254
ولكن الجهمية تقول: خلق علما لا في محل، والبصريون من المعتزلة يقولون: خلق إرادة وقدرة لا في محل، وطائفة منهم يقولون: خلق بخلق بعد خلق لا في محل، وهذه المقالات ونحوها مما يعلم فساده بصريح العقل.
255
ولهذا كان من يقول: إن كلام الله قائم بذاته متفقين على أن كلام الله غير مخلوق، ثم هم بعد هذا متنازعون على عدة أقوال:
هل يقال: إنه معنى واحد أو خمسة معان لم تزل قديمة كما يقوله ابن كلاب والأشعري
أو أنه حروف وأصوات قديمة أزلية لم تزل قديمة كما يذكر عن ابن سالم وطائفة
أو يقال: بل هو حروف وأصوات حادثة في ذاته بعد أن لم يكن متكلما كما يقوله ابن كرام وطائفة.
أو يقال: إنه لم يزل متكلما إذا شاء، وإنه إذا شاء تكلم بصوت يسمع وتكلم بالحروف كما يذكر ذلك عن أهل الحديث والأئمة
والمقصود هنا أن ما قام بذاته لا يسميه أحد منهم مخلوقا، سواء كان حادثا أو قديما.
261
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنا نعلم أن المفعول المنفصل لا يكون إلا بفعل والمخلوق لا يكون إلا بخلق قبل العلم بجواز التسلسل أو بطلانه
264
ولهذا أنكروا على من قال: لم يكن قادرا على الفعل في الأزل. وكان من يبغض الأشعري ينسب إليه هذا لتنفر عنه قلوب الناس وأراد أبو محمد الجويني وغيره تبرئته من هذا القول
278
وإذا قال السلف والأئمة: إن الله لم يزل متكلما إذا شاء فقد أثبتوا أنه لم يتجدد له كونه متكلما، بل نفس تكلمه بمشيئته قديم، وإن كان يتكلم شيئا بعد شيء فتعاقب الكلام لا يقتضي حدوث نوعه إلا إذا وجب تناهي المقدورات المرادات، وهو المسمى بتناهي الحوادث والذي عليه السلف وجمهور الخلف أن المقدورات المرادات لا تتناهى، وهم بهذا نزهوه عن كونه كان عاجزا عن الكلام كالأخرس الذي لا يمكنه الكلام، وعن أنه كان ناقصا فصار كاملا، وأثبتوا مع ذلك أنه قادر على الكلام باختياره
282
التسلسل يراد به أمور، أحدها التسلسل في المؤثرات والفاعلين والعلل، وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء، ومنها التسلسل في تمام كون المؤثر مؤثرا، وهذا [كالذي قبله] باطل بصريح العقل وقول جمهور العقلاء.
/ ومنها التسلسل الذي في معنى الدور، مثل أن يقال: لا يحدث حادث أصلا حتى يحدث حادث، وهذا أيضا باطل بضرورة العقل واتفاق العقلاء.
ومنها: التسلسل في الآثار المتعاقبة وتمام التأثير في الشيء المعين، مثل أن يقال: لا يحدث هذا حتى يحدث قبله ولا يحدث هذا إلا ويحدث بعده وهلم جرا، وهذا فيه نزاع مشهور بين المسلمين وبين غيرهم من الطوائف، فمن المسلمين وغيرهم من جوزه في المستقبل دون الماضي.
وإذا عرفت هذه الأنواع فهم قالوا: إذا لم يكن المؤثر تاما في الأزل لم يحدث عنه شيء حتى يحدث حادث به يتم كونه مؤثرا، إذ القول في ذلك الحادث كالقول في غيره، فيكون حقيقة الكلام أنه لا يحدث شيء ما حتى يحدث شيء، وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء.
لكن هذا الدليل إن طلبوا به أنه لم يزل مؤثرا في شيء بعد شيء فهذا يناقض قولهم، وهو حجة عليهم، وإن أرادوا أنه كان [في الأزل] مؤثرا تاما في الأزل لم تتجدد مؤثريته لزم من ذلك أنه لا يحدث عنه شيء بعد أن لم يكن حادثا، فيلزم أن لا يحدث في العالم / شيء. ولهذا عارضهم الناس بالحوادث اليومية. وهذا لازم لا محيد لهم عنه، وهو يستلزم فساد حجتهم.
وإن أرادوا أنه مؤثر في شيء معين فالحجة لا تدل على ذلك، وهو أيضا باطل من وجوه، كما قد بسط في موضع آخر. فالمؤثر التام يراد به المؤثر في كل شيء، والمؤثر في شيء معين، والمؤثر تأثيرا مطلقا في شيء بعد شيء: فالأول هو الذي يجعلونه موجب حجتهم، وهو يستلزم أن لا يحدث شيء، فعلم بطلان دلالة الحجة على ذلك. ويراد به التأثير في شيء بعد شيء، فهذا موجب الحجة، وهو يستلزم فساد قولهم، وأنه ليس في العالم شيء قديم، بل لا قديم إلا [الرب] رب العالمين. ويراد به التأثير في شيء معين، فالحجة لا تدل على هذا، فلم يحصل مطلوبهم بذلك، بل هذا باطل من وجوه أخرى.
فبهذا التقسيم ينكشف ما في هذا الباب من الإجمال والاشتباه، فكل حادث معين فيقال: هذا الحادث المعين إن كان مؤثره التام موجودا في الأزل لزم جواز تأخير الأثر عن مؤثره التام فبطل قولهم.
وإن قيل: بل لا بد أن يحدث تمام مؤثره عند حدوثه، فالقول في حدوث ذلك التمام كالقول في حدوث تمام الأول. وذلك يستلزم التسلسل في حدوث تمام التأثير. وهو باطل بصريح العقل، فيلزم على قولهم حدوث الحوادث بغير سبب حادث. وهذا أعظم مما أنكروه على المتكلمين من التسلسل.
301
ومن تدبر كلام أئمة السنة المشاهير في هذا الباب علم أنهم كانوا أدق الناس نظرا وأعلم الناس في هذا الباب بصحيح المنقول وصريح المعقول، وأن أقوالهم هي الموافقة للمنصوص والمعقول، ولهذا تأتلف ولا تختلف، وتتوافق ولا تتناقض، والذين خالفوهم لم يفهموا حقيقة أقوال السلف والأئمة فلم يعرفوا حقيقة المنصوص والمعقول، فتشعبت بهم الطرق
307
ولهذا يوجد كثير من المتأخرين المصنفين في المقالات والكلام يذكرون في أصل عظيم من أصول الإسلام الأقوال التي يعرفونها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما القول المأثور عن السلف والأئمة الذي يجمع الصحيح من كل قول فلا يعرفونه ولا يعرفون قائله، فالشهرستاني صنف الملل والنحل وذكر فيها من مقالات الأمم ما شاء الله، والقول المعروف عن السلف والأئمة لم يعرفه ولم يذكره، والقاضي أبو بكر وأبو المعالي والقاضي أبو يعلى وابن الزاغوني وأبو الحسين البصري ومحمد بن الهيثم ونحو هؤلاء من أعيان الفضلاء المصنفين، تجد أحدهم يذكر في مسألة القرآن أو نحوها عدة أقوال للأمة، ويختار واحدا منها، والقول الثابت عن السلف والأئمة كالإمام أحمد ونحوه من الأئمة لا يذكره الواحد منهم، مع أن / عامة المنتسبين إلى السنة من جميع الطوائف يقولون إنهم متبعون للأئمة كمالك والشافعي وأحمد وابن المبارك وحماد بن زيد وغيرهم، لا سيما الإمام أحمد
وقد رأيت من أتباع الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من يقول أقوالا ويكفر من خالفها وتكون الأقوال المخالفة هي أقوال أئمتهم بعينها، كما أنهم كثيرا ما ينكرون أقوالا ويكفرون من يقولها، وتكون منصوصة عن النبي ? لكثرة ما وقع من الاشتباه والاضطراب في هذا الباب، ولأن شبه الجهمية النفاة أثرت في قلوب كثير من الناس حتى صار الحق الذي جاء به / الرسول –وهو المطابق للمعقول- لا يخطر ببالهم ولا يتصورونه، وصار في لوازم ذلك من العلم الدقيق ما لا يفهمه كثير من الناس، والمعنى المفهوم يعبَّر عنه بعبارات فيها إجمال وإبهام يقع بسببها نزاع وخصام. والله تعالى يغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات.
309
وكثيرا ما يكون الحق مقسوما بين المتنازعين في هذا الباب، فيكون في قول هذا حق وباطل وفي قول هذا حق وباطل، والحق بعضه مع هذا وبعضه مع هذا وهو مع ثالث غيرها، والعصمة إنما هي ثابتة لمجموع الأمة، ليست ثابتة لطائفة بعينها.
311
وأبو المعالي وأمثاله أجل من أن يتعمد الكذب، لكن القول المحكي قد يسمع من قائل لم يضبطه، وقد يكون القائل نفسه لم يحرر قولهم، بل يذكر كلاما مجملا يتناول النقيضين، ولا يميز فيه بين لوازم أحدهما ولوازم الآخر، فيحكيه الحاكي مفصلا ولا يجمله إجمال القائل
........
وما كلُّ من قال قولا التزم لوازمه، بل عامة الخلق لا يلتزمون لوازم أقوالهم، فالحاكي يجعل ما / يظنه من لوازم قوله هو أيضا من قوله، لا سيما إذا لم ينف القائل ما يظنه الحاكي لازما، فإنه يجعله قولا له بطريق الأولى.
313
إذ المقصود هنا أن من أكابر الفضلاء من لا يعرف أقوال الأئمة في أكابر المسائل، لا أقوال أهل الحق ولا أهل الباطل، بل لم يعرف إلا بعض الأقوال المبتدعة في الإسلام، ومن المعلوم أن السلف والأئمة كان لهم قول ليس هو قول المعتزلة ولا الكلابية ولا الكرامية، ولا هو قول المسمين بالحشوية، فأين ذلك القول؟ أكان أفضل الأمة وأعلمها وخير قرونها لا يعلمون في هذا حقا ولا باطلا؟
315
ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة، وإن كان ذلك في المسائل العملية [كذا والصواب العلمية] ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة، وإذا كان الله تعالى يغفر لمن جهل وجوب الصلاة وتحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصودُه متابعةَ الرسول بحسب إمكانه هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذه بما أخطأه، تحقيقا لقوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}.
329
والناس لهم في مسمى الكلام أربعة أقوال: أحدها أنه اللفظ الدال على المعنى، والثاني أنه المعنى المدلول عليه باللفظ، والثالث أنه مقول بالاشتراك على كل منهما، والرابع: أنه اسم لمجموعهما، وإن كان مع القرينة يراد به أحدهما، وهذا قول الأئمة وجمهور الناس
338
ومعلوم أن المشهور عند أهل الكلام من عامة الطوائف أنهم يقسمون الصفات إلى صفات فعلية وغير فعلية، مع قول من يقول منهم: إن الأفعال لا تقوم به، فيجعلونه موصوفا بالأفعال، كما يقولون إنه موصوف بأنه خالق ورازق، وعندهم هذه أمور كائنة بعد أن لم تكن، ولما قال لهم من يقول بتسلسل الحوادث من الفلاسفة وغيرهم: الفعل إن كان صفة كمال لزم اتصافه به في الأزل، وإن كان صفة نقص امتنع اتصافه به في الأبد، أجابوا عن ذلك بأن الفعل ليس صفة كمال ولا نقص.
342
ومتنازعون في أن الأمور المتجددة الحادثة هل يمكن تسلسلها ودوامها في الماضي والمستقبل، أو في المستقبل دون الماضي، أو يجب تناهيها وانقطاعها في الماضي والمستقبل؟ على ثلاثة أقوال معروفة.
344
بل نفس الرازي قد ذكر في مواضع من كتبه نقضَ ما ذكره في الأربعين ولم يجب عن ذلك، كما قد حكينا كلامه في موضع آخر
360
وقد ذكر بعض الناس بين الماضي والمستقبل فرقا بمثال ذكره كما ذكره صاحب الإرشاد وغيره وهو أن المستقبل بمنزلة ما إذا قال قائل: لا أعطيك درهما إلا أعطيتك بعده درهما، وهذا كلام صحيح، والماضي بمنزلة أن يقول: لا أعطيك درهما إلا أعطيتك قبله درهما، وهذا كلام متناقض.
374
ولقائل أن يقول: الحجة والاعتراض مبني على أن الصفات اللازمة للحقيقة تنقسم إلى ذاتي وعرضي، كما يقوله من يقوله من أهل المنطق، فإن تقسيم الصفات اللازمة للحقيقة إلى ما هو ذاتي داخل في الحقيقة وما هو عرضي خارج عنها قول لا يقوم عليه دليل، بل / الدليل يقوم على نقيضه، ولهذا لما لم يكن في نفس الأمر بينهما فرق لم يحدد المفرقون بينهما حدا يفصل بينهما، بل ما ذكروه من الضوابط منتقض، كما هو مبسوط في موضعه
390
ولا ريب أن هذه الأمور تلزم المستدلين بدليل الحركة والسكون لزوما لا محيد عنه، وإنما التبس مثلُ هذا لأن الواحد من هؤلاء يبني على المقدمة الصحيحة في موضع ويلتزم ما يناقضها في موضع آخر، فيظهر / من تناقض أقوالهم ما يبين فسادها، لكن قد يكون ما أثبتوه في أحد الموضعين صحيحا متفقا عليه، فلا ينازعهم الناس فيه ولا في مقدماته، وقد تكون المقدمات فيها ضعف، لكن لكون النتيجة صحيحة يتساهل الناس في تسليم مقدماتها، وإنما يقع تحرير المقدمات والنزاع فيها إذا كانت النتيجة مورد نزاع.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الثاني بحمد الله]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 03:44]ـ
[المجلد الثالث]
10
فليس كل حكم ثبت للذوات يحتاج إلى علة، إذ ذلك يفضي إلى تسلسل العلل وهو باطل باتفاق العلماء
11
وإنما أثبت ممكنا ليس بحادث طائفة من متأخري الفلاسفة كابن سينا والرازي فلزمهم إشكالات لا محيص عنها – مع أنهم في كتبهم المنطقية يوافقون أرسطو وسلفهم – وهو أن الممكن الذي يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا حادثا. وقد أنكر ابن رشد قولهم بأن الشيء الممكن الذي يقبل الوجود والعدم يكون قديما أزليا، وقال: لم يقل بهذا أحد من الفلاسفة قبل ابن سينا.
قلت: وابن سينا ذكر في الشفاء في مواضع أن الممكن الذي يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا حادثا، فتناقض في ذلك تناقضا مبسوطا في غير هذا الموضع.
15
كما يقال لمن عمل مثل ما يعمل غيره: هذا عمل فلان بعينه، فالمقصود أنه ذلك النوع بعينه، ليس المقصود أنه ذلك العمل المشخص الذي قام بذات ذلك الفاعل فإنه مخالف للحس
17
وقد ذكرنا مثل هذا في غير موضع، وبينا أن لفظ الجزء والغير والافتقار والتركيب ألفاظ مجملة موهوا بها على الناس، فإذا فسر مرادهم بها ظهر فساده
21
ومن قال من متكلمة أهل السنة: إن الصفات زائدة على الذات فتحقيق قوله أنها زائدة على ما أثبته المنازعون من الذات، فإنهم أثبتوا ذاتا مجردة عن الصفات، ونحن نثبت صفاتها زائدة على ما أثبوته هم، لا أنا نجعل في الخارج ذاتا قائمة بنفسها ونجعل الصفات زائدة عليها، فإن الحي الذي يمتنع أن لا يكون إلا حيا كيف تكون له ذات مجردة عن الحياة؟ وكذلك ما لا يكون إلا عليما قديرا كيف تكون ذاته مجردة عن العلم والقدرة؟
والذين فرقوا بين الصفات النفسية والمعنوية قالوا: القيام بالنفس والقدم ونحو ذلك من الصفات النفسية بخلاف العلم والقدرة فإنهم نظروا إلى ما لا يمكن تقدير الذات في الذهن بدون تقديره فجعلوه من النفسية، وما يمكن تقديرها بدونه فجعلوه معنويا، ولا ريب أنه لا يعقل موجود قائم بنفسه ليس قائما بنفسه، بخلاف ما يقدر أنه عالم فإنه يمكن تقدير ذاته بدون العلم.
وهذا التقدير عاد إلى ما قدروه في أنفسهم وإلا ففي نفس الأمر جميع صفات الرب اللازمة له هي صفات نفسية ذاتية، فهو عالم بنفسه وذاته وهو عالم بالعلم وهو قادر بنفسه وذاته، وهو قادر بالقدرة / فله علم لازم لنفسه، وقدرة لازمة لنفسه، وليس ذلك خارجا عن مسمى اسم نفسه.
22
فما كان جوابا عن مواضع الإجماع كان جوابا في مورد النزاع
27
وفرق بين العلم بالإمكان وعدم العلم بالامتناع، وكثير من الناس يشتبه عليه هذا بهذا، فإذا تصور ما لا يعلم امتناعه أو سئل عنه قال: هذا ممكن وهذا غير ممتنع، وهذا لو فرض وجوده لم يكن في فرضه محال.
وإذا قيل له: قولك (إنه لو فرض وجوده لم يلزم منه محال) قضية كلية وسلب عام، فمن أين علمت أنه لا يلزم من فرض وجوده محال، والنافي عليه الدليل كما أن المثبت عليه الدليل؟ وهل علمت ذلك بالضرورة المشتركة بين العقلاء أم بنظر مشترك أم بضرورة اختصصت بها أم بنظر اختصصت به؟ فإن كان بالضرورة المشتركة وجب أن يشركك نظراؤك من العقلاء في ذلك وليس الأمر كذلك عندهم، وإن كان بنظر مشترك فأين الدليل الذي تشترك فيه أنت وهم؟ وإن كان بضرورة مختصة أو نظر مختص فهذا أيضا باطل لوجهين: أحدهما أنك تدعي أن هذا مما يشترك فيه العقلاء ويلزمهم موافقتك عليه وتدعي أنهم إذا ناظروك كانوا منقطعين معك بهذه الحجة وذلك يمنع دعواك الاختصاص بعلم ذلك والثاني أن اختصاصك بعلم ذلك ضرورة أو نظرا إنما يكون لاختصاصك بما يوجب تخصيصك بذلك كمن خص بنبوة أو تجربة أو نحو ذلك مما ينفرد به وأنت لست كذلك فيما تدعي إمكانه ولا تدعي اختصاصك بالعلم بإمكانه، وإن ادعيت ذلك لم يلزم غيرك موافقتك في ذلك إن لم تقم / عليه دليلا يوجب موافقتك، سواء كان سمعيا أو عقليا وأنت تدعي أن هذا من العلوم المشتركة العقلية.
30
(يُتْبَعُ)
(/)
فإما أن يكون الأرموي رأى كلامه وأنه صحيح فوافقه وإما أن يكون وافق الخاطر الخاطر كما يوافق الحافر الحافر أو أن يكون الأرموي والآمدي أخذا ذلك أو بعضه من كلام الرازي أو غيره وهذا الاحتمال أرجح فإن هذين وأمثالهما وقفوا على كتبه التي فيها هذه / الحجج مع أن تضعيفها مما سبق هؤلاء إليه كثير من النظار، ومن تكلم من النظار ينظر ما تكلم به من قبله، فإما أن يكون أخذه عنه أو تشابهت قلوبهم.
وبكل حال فهما – مع الرازي ونحوه – من أفضل بني جنسهم من المتأخرين، فاتفاقهما دليل على قوة هذه المعارضات، لا سيما إذا كان الناظر فيها ممن له بصيرة من نفسه يعرف بها الحق من الباطل في ذلك، بل يكون تعظيمه لهذه البراهين لأن كثيرا من المتكلمين من هؤلاء وغيرهم اعتمد عليها في حدوث الأجسام، فإذا رأى هؤلاء وغيرهم من النظار قدح فيها وبين فسادها علم أن نفس النظار مختلفون في هذه المسالك، وأن هؤلاء الذين يحتجون بها هم بعينهم يقدحون فيها، وعلى القدح فيها استقر أمرهم. وكذلك غيرهم قدح فيها، كأبي حامد الغزالي وغيره.
38
ولا تناقض بين اشتراكها في عدم الابتداء ووجود أشخاصها دائما إلا إذا قيل: يمتنع جنس الحوادث الدائمة.
51
ثم ما لا يتناهى في المستقبل موجود باتفاق أهل الملل وعامة الفلاسفة، ولم ينازع في ذلك إلا من شذ كالجهم وأبي الهذيل ونحوهما ممن هو مسبوق بإجماع المسلمين محجوج بالكتاب والسنة، مخصوم بالأدلة العقلية مع مخالفة جماهير العقلاء من الأولين والآخرين
60
فتبين أن الجواب فيه مغلطة، وحقيقة الجواب [أي جواب الآمدي] أنه يجب الحكم على الجملة بما يحكم به على أفرادها، وقد بين هو وغيره فساد هذا / الجواب، فإنه إذا كان بعض الجملة أزليا كان ذلك سلبا للأزلية عن أفراد الجنس ونفي الأزلية هو الحدوث فيصير معنى الكلام إذا كان كل واحد من الأفراد أو الأبعاض المتعاقبة حادثا وجب أن يكون الجنس المتعاقب حادثا وقد عرف فساد هذا الكلام.
61
وقد ذكر هو [الآمدي] في كتابه المسمى بـ (دقائق الحقائق) نقيض ما ذكره هنا في كتابه المسمى (أبكار الأفكار)
65
وكون المعلول والمفعول لا يكون مفعولا معلولا إلا بعد عدمه هو من القضايا الضرورية التي اتفق عليها عامة العقلاء من الأولين والآخرين
70
وهؤلاء تجدهم مع كثرة كلامهم في النظريات والعقليات وتعظيمهم للعلم الإلهي الذي هو سيد العلوم وأعلاها وأشرفها وأسناها لا يحققون ما هو المقصود منه بل لا يحققون ما هو المعلوم لجماهير الخلائق، وإن أثبتوه طولوا فيه الطريق مع إمكان تقصيرها، بل قد يورثون الناس شكا فيما هو معلوم لهم بالفطرة الضرورية.
76
والقول بتماثل الأجسام في غاية الفساد، والرازي نفسه قد بين بطلان ذلك في غير موضع
77
فإن العرضي في اصطلاحهم أعم من العارض
84
فلا ريب أن المادة هنا التي يسمونها الهيولى هي أجسام قائمة بنفسها
93
ثم إنه في كتابه المسمى بدقائق الحقائق في الفلسفة ذكر هذه الحجة وزاد فيها إبطال إثبات علل ومعلولات لا نهاية لها ولكنه اعترض عليها باعتراض وذكر أنه لا جواب [له] عنه، فبقيت حجته على إثبات واجب الوجود موقوفة على هذا الجواب.
97
مع أن الحد والاستدلال بالأخفى قد يكون فيه منفعة من وجوه أخرى مثل من حصلت له شبهة أو معاندة في الأمر الجلي فيبين له بغيره لكون ذلك أظهر عنده فإن الظهور والخفاء أمر نسبي إضافي، مثل من يكون من شأنه الاستخفاف بالأمور الواضحة البينة، فإذا كان الكلام طويلا مستغلقا هابه وعظمه، كما يوجد في جنس هؤلاء إلى غير ذلك من الفوائد
97
وهؤلاء كثيرا ما يغلطون فيظنون أن المطلوب لا يمكن معرفته إلا بما ذكروه من الحد والدليل، وبسبب هذا الغلط يضل من يضل حتى يتوهم أن ذلك الطريق المعين إذا بطل انسد باب المعرفة.
97
ولهذا لما بنى الآمدي وغيره على هذه الطريقة التي تعود إلى طريقة الإمكان وبنوا طريقة الإمكان على نفي التسلسل حصل ما حصل، فكان مثل هؤلاء مثل من عمد إلى أمراء المسلمين وجندهم الشجعان الذين يدفعون العدو ويقاتلونهم فقطعهم ومنعهم الرزق الذي به / يجاهدون وتركوا واحدا ظنا أنه يكفي في قتال العدو وهو أضعف الجماعة وأعجزهم، ثم إنهم مع هذا قطعوا رزقه الذي به يستعين فلم يبق بإزاء العدو أحد.
104
(يُتْبَعُ)
(/)
وهاتان المقدمتان: وهو أن كل حادث فلا بد له من محدث، وأن المحدث للموجود لا يكون إلا موجودا، مع أنهما معلومتان بالضرورة فإن كثيرا من أهل الكلام أخذوا يقررون ذلك بأدلة نظرية ويحتجون على ذلك بأدلة وهي وإن كانت صحيحة لكن / النتيجة أبين عند العقل من المقدمات، فيصير كمن يحد الأجلى بالأخفى، وهذا وإن كان قد يذمه كثير من الناس مطلقا، فقد ينتفع به في مواضع، مثل عناد المناظر ومنازعته في المقدمة الجلية، دون ما [هو] أخفى منها، ومثل حصول العلم بذلك من الطرق الدقيقة الخفية الطويلة لمن يرى أن حصوص العلم له بمثل هذه الطرق أعظم عنده وأحب إليه، وأنه إذا خوطب بالأدلة الواضحة المعروفة للعامة لم تكن مزية على العامة، ولمن يقصد بمخاطبته بمثل ذلك أن مثل هذه الطرق معروف معلوم عندنا لم ندعه عجزا وجهلا، وإنما أعرضنا عنه استغناء عنه بما هو خير منه، واشتغالا بما هو أنفع من تطويل لا يحتاج إليه إلى أمثال ذلك من المقاصد.
110
ولهذا اتفق العقلاء على أنه لا يجوز أن يكون كل من الشيئين فاعلا للآخر، لا بمعنى كونه علة فاعلة ولا بغير ذلك من المعاني، وأما كون كل من الشيئين شرطا للآخر فإنه يجوز، وهذا هو الدور المعي، وذاك هو الدور القبلي
117
والتسلسل الذي يسمى التسلسل في العلل والمعلولات والمؤثر والأثر والفاعل والمفعول والخالق والمخلوق هو ممتنع باتفاق العقلاء وبصريح المعقول، بل هو ممتنع في بديهة العقل بعد التصور، وهو الذي أمر النبي ? بالاستعاذة منه في قوله ? يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ فيقول الله، فيقول: من خلق الله، فإذا وجد ذلك أحدكم فليستعذ بالله ولينته
138
[الفرق بين العلم والمعرفة]
143
الدور نوعان والتسلسل نوعان
150
لا يمكن أحد* أن يقول كل منها مؤثر
[قال المحقق أن في جميع النسخ (أحدا).
قلت: وهو الصواب قولا واحدا]
157
واعلم أن تسلسل المؤثرات لما كان ممتنعا ظاهر الامتناع في فطر جميع العقلاء لم يكن متقدمو النظار يطيلون في تقريره لكن المتأخرون أخذوا يقررونه وكان من أسباب ذلك اشتباه التسلسل في الآثار التي هي الأفعال بالتسلسل في المؤثرين الذين هم الفاعلون
161
ومن أقدم من رأيته ذكر نفي التسلسل في إثبات واجب الوجود في المؤثرات خاصة دون الآثار ابن سينا، وهو بناه على نفي التسلسل في العلل فقط، ثم اتبعه من سلك طريقه كالسهروردي المقتول وأمثاله وكذلك الرازي والآمدي والطوسي وغيرهم.
161
لأن المستدل بدليل ليس عليه أن يذكر كل ما قد يخطر بقلوب الجهال من الاحتمالات وينفيه فإن هذا لا نهاية له، وإنما عليه أن ينفي من الاحتمالات ما ينقدح، ولا ريب أن انقداح الاحتمالات يختلف باختلاف الأحوال.
ولعل هذا هو السبب في أن بعض الناس يذكر في الأدلة من / الاحتمالات التي ينفيها ما لا يحتاج غيره إلى ذلك، ولكن هذا لا ضابط له، كما أن الأسولة والمعارضات الفاسدة التي يمكن أن يوردها بعض الناس على الأدلة لا نهاية لها، فإن هذا من باب الخواطر الفاسدة، وهذا لا يحصيه أحد إلا الله تعالى، لكن إذا وقع مثل ذلك لناظر أو مناظر فإن الله ييسر من الهدى ما يبين له فساد ذلك، فإن هدايته لخلقه وإرشاده لهم هو بحسب حاجتهم إلى ذلك وبحسب قبولهم الهدى وطلبهم له قصدا وعملا.
163
والقول بوحدة الوجود قول حكاه أرسطو وأتباعه عن طائفة من الفلاسفة وأبطلوه
178
فثبت أنه إذا قدر سلسلة العلل والمعلولات كل منها ممكن فلا بد لها من أمر خارج عنها، وهذا أمر متفق عليه بين العقلاء وهو من أقوى العلوم اليقينية والمعارف القطعية.
ولولا أن طوائف من متأخري النظار طولوا في ذلك وشكك فيه بعضهم كالآمدي والأبهري لما بسطنا فيه الكلام.
184
[تكلم عن الآمدي ومقدمة كتابه أبكار الأفكار]
ولكن من عدل عن الطرق الصحيحة الجلية القطعية القريبة البينة إلى طرق طويلة بعيدة لم يؤمن عليه مثل هذا الانقطاع كما [قد] نبه العلماء على ذلك غير مرة وذكروا أن الطرق المبتدعة إما أن تكون مخطرة لطولها ودقتها، وإما أن تكون فاسدة ولكن من سلك الطرق المخوفة وكانت طريقا صحيحة فإنه يرجى له الوصول إلى المطلوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن لما فعل هؤلاء ما فعلوا، وصاروا يعارضون بمضمون طرقهم / صحيح المنقول وصريح المعقول، ويدعون أن لا معرفة إلا من طريقهم أو لا يكون عالما كاملا إلا من عرف طريقهم، احتيج إلى تبيين ما فيها دفعا لمن يحارب الله ورسوله ويسعى في الأرض فسادا، وبيانا للطرق النافعة غير طريقهم، وبيانا لأن أهل العلم والإيمان عالمون بحقائق ما عندهم ليسوا عاجزين عن ذلك، ولكن من كان قادرا على قطع الطريق فترك ذلك إيمانا واحتسابا وطلبا للعدل والحق وجعل قوته في الجهاد في أعداء الله ورسوله كان خيرا ممن جعل ما أوتيه من القوة فيما يشبه قطع الطريق
187
مع أنه [الآمدي] من أكبر رؤوس طوائف أهل الكلام والفلسفة، بل قد يقال: إنه لم يكن فيهم في وقته مثله.
194
فلو قدر أن تلك المقدمة المتنازع فيها صحيحة لكان تقديرُ المقدمة المجمع عليها بمقدمة متنازعٍ فيها خلافَ ما ينبغي في التعليم والبيان والاستدلال، لا سيما وليست أوضح منها، ولا لها دليل يخصها، فإنه ربما ذكرت المقدمة المتنازع فيها لاختصاصها بدليل أو وضوح أو نحو ذلك، وأما بدون ذلك فهو خلاف الصواب في الاستدلال.
214
وذكر [الآمدي] عن قوم أنهم قالوا: المجموع واجب بنفسه بهذا الاعتبار، واستفسط هذا الاعتراض
[قلت: أي عده سفسطة، وهو فعل غريب لم أقف عليه عند غير شيخ الإسلام]
214
وإنما أُشكل على من أُشكل لعدم التصور
[كذا ضبطها المحقق، والصواب أَشْكَلَ]
220
لفظ المجموع فيه إجمال قد يعنى به الأفراد المجتمعة، وقد يعنى به اجتماعها، وقد يعنى به الأمران
226
وهذا من أحسن الدورات في النظر والمناظرة لإبطال الاعتراضات الفاسدة بمنزلة عدو قدم يريد محاربة / الحجيج، وهناك عدة طرق يمكن أن يأتي من كل منها، فإذا وكل بكل طريق طائفة يأخذونه كان من المعلوم أن الذي يصادفه طائفة، ولكن إرسال تلك الطوائف ليعلم أنه منع المحذور على كل تقدير، إذ كان من الناس من هو خائف أن يأتي من طريقه فيرسل إليه من يزيل خوفه ويوجب أمنه.
228
والهندي لم يجب عنه
[المحقق: في (ض) كأنها (والهنفري) ولم أعرف من هو، وكتب محقق (ق) ما يلي: قوله (والهندي) كذا في الأصل، وكتب بهامشه: لعله الآمدي فحرر، كتبه مصححه]
235
والأدلة العقلية إنما يعترض على معانيها، فإن كنت أوردت هذا سؤالا لفظيا كان قليل الفائدة، وإن كان سؤالا معنويا كان باطلا في نفسه، والقوم لما قالوا: الموجود إما أن يكون واجبا بنفسه وإما أن يكون ممكنا بنفسه جعلوا الوجود منحصرا في هذين القسمين أي جعلوا كل واحد واحد من الموجودات منحصرا في هذين القسمين.
262
ثم إن هؤلاء الفلاسفة يقولون – كما زعم الآمدي – إن كمال النفس الإنسانية هو الإحاطة بالمعقولات والعلم بالمجهولات، وهم مع هذا لم يعرفوا الموجود الواجب، فأي شيء عرفوه؟!
وقد بلغني بإسناد متصل عن بعض رؤوسهم وهو الخونجي صاحب (كشف الأسرار في المنطق) وهو عند كثير منهم غاية في هذا الفن أنه قال عند الموت: أموت وما علمت شيئا إلا أن الممكن يفتقر إلى الواجب. ثم قال: الافتقار وصف عدمي، أموت وما علمت شيئا.
وذكر الثقة عن هذا الآمدي أنه قال: (أمعنت النظر في الكلام وما استفدت منه شيئا إلا ما عليه العوام) أو كلاما هذا معناه.
/ وذلك أن هذا الآمدي لم يقرر في كتبه لا التوحيد، ولا حدوث العالم، ولا إثبات واجب الوجود بل ذكر في التوحيد طرقا زيفها، وذكر طريقة زعم أنه ابتكرها، وهي أضعف من غيرها.
وكان ابن عربي صاحب الفصوص والفتوحات وغيرهما يعظم طريقته ويقول: إن الطريقة التي ابتكرها في التوحيد طريقة عظيمة أو ما هو نحو هذا، حتى أفضى الأمر ببعض أعيان القضاة الذين نظروا في كلامه إلى أن قال التوحيد لا يقوم عليه دليل عقلي وإنما يعلم بالسمع، فقام عليه أهل بلده وسعوا في عقوبته وجرت له قصة.
وكذلك الأصبهاني اجتمع بالشيخ إبراهيم الجعبري يوما فقال له: بت البارحة أفكر إلى الصباح في دليل على التوحيد سالم عن المعارض فما وجدته.
وكذلك حدثني من قرأ على ابن واصل الحموي أنه قال: (أبيت بالليل وأستلقي على ظهري وأضع الملحفة على وجهي وأبيت / أقابل أدلة هؤلاء بأدلة هؤلاء وبالعكس، وأصبح وما ترجح عندي شيء) كأنه يعني أدلة المتكلمين والفلاسفة.
264
(يُتْبَعُ)
(/)
الناس قبلنا قد ذكروا له [التوحيد] من الأدلة العقلية اليقينية ما شاء الله، ولكن الإنسان يريد أن يعرف ما قاله الناس، وما سبقوا إليه، وبينا أيضا أن القرآن ذكر من ذلك ما هو خلاصة ما ذكره الناس، وفيه من بيان توحيد الإلهية ما لم يهتد إليه كثير من النظار ولا العباد، بل هو الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه.
280
فإن كان يوجد منها
[الصواب بواحد منها]
285
وأما إذا قيل: كل واحد واحد فذلك أبعد لأنه يقتضي اجتماع مؤثرين مستقلين على أثر واحد وهو ممتنع بصريح العقل واتفاق العقلاء.
287
فلهذا صار كلما طال الزمان أورد المتأخرون أسولة سوفسطائية لم يذكرها المتقدمون.
289
فمن جوز وجود جسم قديم لم يزل متحركا لا يقول: إن شيئا معينا من الحركة قديم أزلي، بل يقول: نوع الحركة أزلي، وإن كان كل منها حادثا كائنا بعد أن لم يكن مسبوقا بالعدم.
301
وإنما يجوّز كونَ المفعول المعلول مقارنا لفاعله طائفة قليلة من الناس، كابن سينا والرازي ونحوهما.
303
ولكن كون الشيء دليلا على الشيء معناه أنه يلزم من ثبوته ثبوته والشيئان المتلازمان كل منهما يصلح أن يكون دليلا على الآخر ثم من شأن الإنسان أن يستدل بالظاهر على الخفي لكن الظهور والخفاء من الأمور النسبية فقد يظهر لهذا ما لا يظهر لهذا وقد ظهر للإنسان في وقت ما يخفي عليه في وقت آخر فلهذا أمكن أن يستدل بهذا على ذاك وبذاك على هذا إذا قدر أن هذا أظهر من ذاك تارة وذاك أظهر من هذا أخرى وإما بحسب شخصين وإما بحسب حالين
وهذه المعاني من تفطن لها انجلت عنه شبه كثيرة فيما يورده الناس على الحدود والأدلة التي قد يقال إنه لا فائدة فيها ولا حاجة إليها وذاك صحيح وقد يقال: بل ينتفع بها وهذا أيضا صحيح
لكن من حصر العلم بطريق عينه هو مثل واحد معين ودليل معين أخطأ كثيرا كما أن من قال: إن حد غيره ودليله لا يفيد بحال أخطأ كثيرا وهذا كما أن الذين أوجبوا النظر وقالوا: لا يحصل العلم إلا به مطلقا أخطأوا والذين قالوا: لا حاجة إليه بحال بل المعرفة دائما ضرورية لكل أحد في كل حال أخطأوا بل المعرفة / وإن كانت ضرورية في حق أهل الفطر السليمة فكثير من الناس يحتاج فيها إلى النظر والإنسان قد يستغني عنه في حال ويحتاج إليه في حال وكذلك الحدود قد يحتاج إليها تارة ويتغنى عنها أخرى كالحدود اللفظية والترجمة قد يحتاج إليها تارة وقد يستغنى عنها أخرى وهذا له نظائر
304
وكذلك كون العلم ضروريا ونظريا والاعتقاد قطعيا وظنيا أمور نسبية فقد يكون الشيء قطعيا عند شخص وفي حال وهو عند آخر وفي حال أخرى مجهول فضلا عن أن يكون مظنونا وقد يكون الشيء ضروريا لشخص وفي حال ونظريا لشخص آخر وفي حال أخرى
وأما ما أخبر به الرسول فإنه حق في نفسه لا يختلف باختلاف عقائد الناس وأحوالهم فهو الحق الذي لا يقبل النقيض ولهذا كل ما عارضه فهو باطل مطلقا
ومن هنا يتبين لك أن الذين بنوا أمورهم على مقدمات إما ضرورية أو نظرية أو قطعية أو ظنية بنوها على أمور تقبل التغير والاستحالة فإن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء وأما ما جاء به الرسول فهو حق لا يقبل النقيض بحال
308
وقد سئل بعض السالكين طريقة هؤلاء كالرازي ونحوه فقيل له: لم لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الوسواس بالبرهان المبين لفساد التسلسل والدور بل أمر الاستعاذة؟ فأجاب بأن مثل هذا مثل من عرض له كلب ينبح عليه ليؤذيه ويقطع طريقة فتارة يضربه بعصا وتارة يطلب من صاحب الكلب أن يزجره قال فالبرهان هو الطريق الأول وفيه صعوبة والاستعاذة بالله هو الثاني وهو أسهل
واعترض بعضهم على هذا الجواب بأن هذا يقتضي أن طريقة البرهان أقوى وأكمل وليس الأمر كذلك بل طريقة الاستعاذة أكمل وأقوى فإن دفع الله للوسواس عن القلب أكمل من دفع الإنسان ذلك عن نفسه
فيقال: السؤال باطل وكل من جوابيه مبني على الباطل فهو باطل وذلك أن هذا الكلام مبناه على أن هذه الأسئلة الواردة على النفس تندفع بطريقين أحدهما البرهان والآخر الاستعاذة وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاستعاذة وأن المبين لفساد الدور والتسلسل قطعه بطريق البرهان وأن طريقة البرهان تقطع الأسولة الواردة على النفس بدون ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بطريقة البرهان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا خطأ من وجوه بل النبي صلى الله عليه وسلم أمر بطريقة البرهان حيث يؤمر بها ودل على مجاميع البراهين التي يرجع إليها غاية / نظر النظار ودل من البراهين على ما هو فوق استنباط النظار والذي أمر به في دفع هذا الوسواس [ليس] هو الاستعاذة فقط بل أمر بالإيمان وأمر بالاستعاذة وأمر بالانتهاء ولا طريق إلى نيل المطلوب من النجاة والسعادة إلا بما أمر به لا طريق غير ذلك
310
والشبهات القادحة في تلك العلوم لا يمكن الجواب عنها بالبرهان لأن غاية البرهان أن ينتهي إليها فإذا وقع الشك فيها انقطع طريق النظر والبحث ولهذا كان من أنكر العلوم الحسية والضرورية لم يناظر بل إذا كان جاحدا معاندا عوقب حتى يعترف بالحق وإن كان غالطا إما لفساد عرض لحسه أو عقله لعجزه عن فهم تلك العلوم وإما لنحو ذلك فإنه يعالج بما يوجب حصول شروط العلم له وانتفاء موانعه فإن عجز عن ذلك لفساد في طبيعته عولج بالأدوية الطبيعية أو بالدعاء والرقي والتوجه ونحو ذلك وإلا ترك
ولهذا اتفق العقلاء على أن كل شبهة تعرض لا يمكن إزالتها بالبرهان والنظر والاستدلال وإنما يخاطب بالبرهان والنظر والاستدلال من كانت عنده مقدمات علمية وكان ممن يمكنه أن ينظر فيها نظرا يفيده العلم بغيرها فمن لم يكن عنده مقدمات علمية أو لم يكن قادرا على النظر لم تمكن مخاطبتة بالنظر والاستدلال
/ وإذا تبين هذا فالوسوسة والشبهة القادحة في العلوم الضرورية لا تُزال بالبرهان بل متى فكر العبد ونظر ازداد ورودها على قلبه وقد يغلبه الوسواس حتى يعجز عن دفعه عن نفسه كما يعجز عن حل الشبهة السوفسطائية
وهذا يزول بالاستعاذة بالله
318
ومما ينبغي أن يعرف في هذا المقام -وإن كنا قد نبهنا عليه في / مواضع- أن كثيرا من العلوم تكون ضرورية فطرية فإذا طلب المستدل أن يستدل عليها خفيت ووقع فيها شك إما لما في ذلك من تطويل المقدمات وإما لما في ذلك من خفائها وإما لما في ذلك من كلا الأمرين
والمستدل قد يعجز عن نظم دليل على ذلك إما لعجزه عن تصوره وإما لعجزه عن التعبير عنه فإنه ليس كل ما تصوره الإنسان أمكن كل أحد أن يعبر عنه باللسان وقد يعجز المستمع عن فهمه ذلك الدليل وإن أمكن نظم الدليل وفهمه فقد يحصل العجز عن إزالة الشبهات المعارضة إما من هذا وإما من هذا وإما منهما
وهذا يقع في التصورات أكثر مما يقع في التصديقات فكثير من الأمور المعروفة إذا حدت بحدود تميز بينها وبين المحدودات زادت خفاء بعد الوضوح لكونها أظهر عند العقل بدون ذلك الحد منها بذلك الحد
ولكن قد يكون في الأدلة والحدود من المنفعة ما قد نبه عليه غير مرة ولهذا تنوعت طرق الناس في الحدود والأدلة وتجد كثيرا من الناس يقدح في حدود غيره وأدلته ثم يذكر هو حدودا وأدلة يرد عليها إيرادات من جنس ما يرد على تلك أو من جنس آخر وذلك لأن المقصود بالحدود: إن كان التمييز بين المحدود وبين غيره كانت الحدود الجامعة المانعة على أي صورة كانت مشتركة في حصول التمييز بها وإن لم تكن جامعة مانعة كانت مشتركة في عدم حصول التمييز وإن كان المطلوب بها تعريف المحدود فهذا لا يحصل بها مطلقا ولا يمتنع بها / مطلقا بل يحصل لبعض الناس وفي بعض الأوقات دون بعض كما يحصل بالأسماء فإن الحد تفصيل ما دل عليه الاسم بالإجمال فلا يمكن أن يقال الاسم لا يعرف المسمى بحال ولا يمكن أن يقال يعرف به كل أحد كذلك الحد.
وإن قيل إن المطلوب بالحد أن مجرد الحد يوجب أن المستمع له يتصور حقيقة المحدود التي لم يتصورها إلا بلفظ الحاد وأنه يتصورها بمجرد قول الحاد كما يظنه من يظنه من الناس بعض أهل المنطق وغيرهم فهذا خطأ كخطأ من يظن أن الأسماء توجب معرفة المسمى لمن تلك الأسماء بمجرد ذلك اللفظ.
وقد بسط الكلام على هذا في موضعه وبينا ما عليه جمهور النظار من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين والمشركين من أن الحدود مقصودها: التمييز بين المحدود وغيره وأن ذلك يحصل بالوصف الملازم للمحدود طردا وعكسا الذي يلزم من ثبوته ثبوت المحدود ومن انتفائه انتفاؤه كما هو طريقة نظار المسلمين من جميع الطوائف مثل أبي على هاشم وأمثالهما ومثل أبي الحسن الأشعري والقاضي أبي بكر و أبي المعالي الجويني والقاضي أبي يعلى وأبي الوفاء ابن عقيل وأمثالهم.
324
(يُتْبَعُ)
(/)
وصنف الناس مصنفات في الرد على أهل المنطق، كما صنف أبو هاشم وابن النوبختي والقاضي أبو بكر بن الطيب وغيرهم.
336
فقد يمكن ضال* آخر أن يتصور كونها فاعلة مع عدم القيام بالنفس
[قال المحقق: في جميع النسخ (فقد يمكن ضالا).
قلت: وهو الصواب قولا واحدا]
340
فإثبات ماهية تقبل الوجود والعدم وهي مع ذلك مستلزمة للوجود ليس قول أحد من الطوائف
350
إذا الممكن لا يوصف
[الصواب (إذ)]
371
ثم العلم فيه من العموم ما ليس في القدرة، وفي القدرة من العموم ما ليس في الإرادة.
382
وقد أثبت طائفة منهم بعضها بالعقل، كما أثبت أبو إسحق الإسفراييني صفة اليد بالعقل، وكما يثبت كثير من المحققين صفة الحب والبغض والرضى والغضب بالعقل.
383
وأئمة أهل السنة والحديث من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم يثبتون الصفات الخبرية، لكن منهم من يقول: لا نثبت إلا ما في القرآن والسنة المتواترة، وما لم يقم دليل قاطع على إثباته نفيناه، كما يقوله ابن عقيل وغيره أحيانا، ومنهم من يقول: بل نثبتها بأخبار الآحاد المتلقاة بالقبول، ومنهم من يقول: نثبتها بالأخبار الصحيحة مطلقا، ومنهم من يقول: يعطى كل دليل حقه، فما كان قاطعا في الإثبات قطعنا بموجبه، وما كان راجحا لا قاطعا قلنا بموجبه، فلا / نقطع في النفي والإثبات إلا بدليل يوجب القطع، وإذا قام دليل يرجح أحد الجانبين بينا رجحان أحد الجانبين، وهذا أصح الطرق.
387
والآمدي نفسه قد بين بطلان قول من جعل الجواهر متماثلة.
388
وهذا مثل الموجود فإنه لا يقصد به أن غيره أوجده، بل يقصد به المحقق الذي هو بحيث يوجد، فكثير من الأفعال التي بنيت للمفعول واسم المفعول التابع لها قد كثر في الاستعمال حتى بقي لا يقصد به قصد فعل حادث له فاعل أصلا، بل يقصد إثبات ذلك الوصف من حيث الجملة.
وكثير من ألفاظ النظار من هذا الباب كلفظ الموجود والمخصوص والمؤلف والمركب والمحقق فإذا قالوا: إن الرب تعالى مخصوص بخصائص لا يشركه فيها غيره أو هو موجود لم يريدوا أن أحدا غيره خصه بتلك الخصائص ولا أن غيره جعله موجودا.
وبسبب ذلك تجد جماعات غلطوا في هذا الموضع في مثل هذه المسألة إذا قيل: الباري تعالى مخصوص بكذا وكذا أو مختص بكذا وكذا، قالوا: فالمخصوص لا بد له ممن خصه بذلك، والمخصص لا بد من مخصص خصصه بذلك.
400
[ابن رشد] لأن وجود المعدوم هو خروج ما بالقوة إلى الفعل
403
[لفظ المركب]
405
فلهذا قال أبو حامد: هذا كقول القائل كل موجود يفتقر إلى موجد، ولو قال: إلى واجد لكان أقرب إلى مطابقة اللفظ.
وهذا صحيح فإن الموجود اسم مفعول من وجد يجد فهو واجد، فإذا قال القائل: كل موجود يفتقر إلى واجد أو موجد نظرا إلى اللفظ، كان كقوله: كل مركب يفتقر إلى مركب نظرا إلى اللفظ، ولكن لفظ الموجود إنما يراد به ما كان متحققا في نفسه لا يعنى به ما وجده أو أوجده غيره، كما أنهم يعنون بالمركب هنا ما كان متصفا بصفة قائمة به أو ما كان فيه معان متعددة وكثرة لا يعنون به ما ركبه غيره، فالذي جرى لهؤلاء المغالطين في لفظ التأليف والتركيب كما جرى لأشباههم في لفظ التخصيص والتقدير فإن الباب واحد، فليتفطن اللبيب لهذا فإنه يحل عنه شبهات كثيرة.
409
فيقال: ألقني بقولك
[الصواب أتعني بقولك]
413
أو واجب الوجود الذي يطلب الفلك التشبه به بإخراج ما فيه من الأيون والأوضاع
[الأيون: جمع أَيْن]
427
ليتأمل اللبيب كلام هؤلاء الذين يدعون من الحذق والتحقيق ما يدفعون به ما جاءت به الرسل كيف يتكلمون في غاية حكمتهم ونهاية فلسفتهم بما يشبه كلام المجانين ويجعلون الحق المعلوم بالضرورة مردودا والباطل الذي يعلم بطلانه بالضرورة مقبولا بكلام فيه تلبيس وتدليس فإنه ذكر ما يلزم مثبة الصفات وما يلوم نفاتها
فقال: يلزم النفاة أن تكون الصفات ترجع إلى ذات واحدة فيكون مفهوم العلم والقدرة والإرادة مفهوما واحدا وأن يكون العلم والعالم والقدرة والقادر والإرادة والمريد واحدا وقد قال إن هذا عسير
قلت: بل الواجب أن يقال: أن هذا مما يعلم فساده بضرورة
431
والناس شنعوا على أبي الهذيل العلاف لما قال إن الله عالم بعلم وعلمه نفسه ونسبوه إلى الخروج من العقل مع أن كلامه أقل تناقضا من كلام هؤلاء
434
وما أعلم أحدا من نظار المسلمين يقول: كل عرض حادث وصفات الله القديمة عرض، فإن هذا تناقض بين
444
ولما كان كل من القولين معلوم الفساد بالضرورة -قول من أثبت ما لا يتميز بعضه عن بعض ومن أثبت ما ينقسم إلى غير نهاية- توقف من توقف من أفاضل النظار فيه فتوقف فيه أبو الحسين البصري وأبو المعالي الجويني في بعض كتبه وأبو عبد الله الرازي في نهايته.
452
ولولا أن هذا ليس موضع بسط الكلام في مثل هذه الأمور وإلا لكان ينبغي أن تبين أن مثل هذا الكلام من أسخف الكلام الذي ذمه / السلف والأئمة وغيرهم من العقلاء فإن هؤلاء يقولون إن الله لا يمكن أن يفني شيئا من الأجسام والأعراض بل طريق فنائها أنه لا يخلق الأعراض التي تحتاج إلى تجديد وإحداث دائما فإذا لم يحدثها عدمت الأجسام وفنيت بأنفسها لأنه لا وجود لها إلا بالأعراض ومثل هذا الكلام لو قاله الصبيان لضحك منهم.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الثالث بحمد الله]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 06:34]ـ
بارك الله فيك أبا مالك
وأنت من مفاتيح الخير، نفع الله بك.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 08:49]ـ
بارك الله فيك أبا مالك و نفع بك.
قلت حفظك الله:
"فالكتاب قابل للاختصار والتنقيح والترتيب، وهذا مشروع بحث لو قام عليه بعض الدارسين لكان جيدا"
ولست أدري إن كنت على علم بأن الكتاب لخصه د. محمد السيد الجليند بإشراف ومراجعة د. عبد الصبور شاهين في سلسلة "تقريب التراث" وقد اطلعت عليه منذ مدة في إحدى المكتبات.
"وكان يقول – يعني أبا بكر بن العربي - شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر"
فتشت على هذه العبارة كثيراً في كتب ابن العربي التي تمكنت من الاطّلاع عليها فما وجدتها ولعلها في كتابه "قانون التأويل"
فما رأيك؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 09:05]ـ
بارك الله فيك أبا مالك و نفع بك.
آمين وإياك أخي الفاضل
قلت حفظك الله:
"فالكتاب قابل للاختصار والتنقيح والترتيب، وهذا مشروع بحث لو قام عليه بعض الدارسين لكان جيدا"
ولست أدري إن كنت على علم بأن الكتاب لخصه د. محمد السيد الجليند بإشراف ومراجعة د. عبد الصبور شاهين في سلسلة "تقريب التراث" وقد اطلعت عليه منذ مدة في إحدى المكتبات.
نعم، رأيته منذ مدة طويلة، وهو شديد الاختصار في مجلد صغير لا يشفي الغلة.
"وكان يقول – يعني أبا بكر بن العربي - شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر"
فتشت على هذه العبارة كثيراً في كتب ابن العربي التي تمكنت من الاطّلاع عليها فما وجدتها ولعلها في كتابه "قانون التأويل"
فما رأيك؟
نعم، وأغلب الظن أنها مروية مشافهة.
والله أعلم.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 11:33]ـ
"والإحداث هو من مقولة (أن يفعل)، و (أن يفعل) أحد المقولات العشر، وهي أمور وجودية
[لمن لا يتذكر، فالمقولات العشر جمعها الناظم في قوله:
إن المقولات لديهم تحصر ................. في العشر وهي عرض وجوهر
فأول له وجود قاما ................. بالغير والثاني بنفس داما
ما يقبل القسمة بالذات فـ (كم) ................. و (الكيف) غير قابل بها ارتسم
(أينٌ) حصول الجسم في المكان ................. (متى) حصول خص بالأزمان
و (نسبة) تكررت إضافة ................. نحو أبوة إخا لطافة
(وضع) عروض هيئة بنسبة ................. لجزئه وخارج فأثبت
و (هيئة) بما أحاط وانتقل ................. (ملك) كثوب أو إهاب اشتمل
إن يفعل (التأثير) أن ينفعلا ................. (تأثر) ما دام كل كملا] "
ثمة بيتان في المقولات العشر أوردهما الشيخ رحمه الله إما في "الدرء" و إما في" المنهاج"- و غالب ظني أنهما في الأول -أسردُهما حفظاً، وربما وجدت فيهما خللاً فالرجاء إصلاحه والله يسددك.
زيد الطويل الأسود بن مالك في بيته بالأمس كان يتّكي
بيده سيف نضاه فانتضى تلك هي عشر مقولات سوى
1 - زيد =الجوهر
2 - الطويل= الكم
3 - الأسود= الكيف
4 - ابن مالك= الإضافة
5 - ببيته= المكان
6 - بالأمس = الزمان
7 - يتّكي= الوضع
8 - بيده= الملك
9 - نضاه= الفعل (أن يفعل)
10 - فانتضى= الانفعال (أن ينفعل)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 02:53]ـ
[المجلد الرابع]
23
أما أهل الملل فلا يضاف إليهم من حيث هم أرباب ملة إلا ما ثبت عن صاحب الملة صلوات الله عليه وسلام، أو ما أجمع عليه أهل العلم، وأما ما قاله بعض أهل الملة برأيه أو استنباطه مع منازعة غيره له فلا يجوز إضافته إلى الملة.
35
وذكر التقسيم المشهور فيه للفلاسفة وأنه أربعة أقسام تقابل السلب والإيجاب، والعدم والملكة، والتضايف والتضاد، وأن تقابل العلم والجهل والعمى والبصر هو عندهم من باب تقابل العدم والملكة.
[الآمدي] والملكة على اصطلاحهم: كل معنى وجودي أمكن أن يكون ثابتا للشيء: إما بحق جنسه كالبصر للإنسان، فإن البصر يمكن ثبوته لجنسه وهو الحيوان، أو بحق نوعه ككتابة زيد، فإن هذا ممكن لنوع الإنسان، أو بحق شخصه كاللحية للرجل، فإنها ممكنة في حق الرجل.
59
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس كل ما لا تعلم الحاجة إليه يجزم بنفيه، فإن الله أخبر أنه كتب مقادير الخلائق قبل خلقهم، ولا يعلم إلى ذلك حاجة، وكذلك قد خلق آدم بيده عند أهل الإثبات مع قدرته على أن يخلقه كما خلق غيره.
........
وعدم الدليل مطلقا لا يستلزم عدم المدلول عليه في نفس الأمر، وإن استلزم عدم علم المستدل به فضلا عن عدم الدليل المعين.
60
الواجب فيما لا يعرف دليل ثبوته وانتفائه الوقف فيه.
61
وتناقض أحد المتنازعين لا يستلزم صحة قول الآخر، لجواز أن يكون الحق في قول ثالث، لا قول هذا ولا قول هذا، لا سيما إذا عرف أن هناك قولا ثالثا
65
والناس لهم في وجود المقدور بمحل القدرة وخارجا عنها أقوال: منهم من يقول القدرة القديمة والمحدثة توجد في محل المقدور كأئمة أهل الحديث والكرامية وغيرهم
ومنهم من يقول القدرتان توجدان في غير محل المقدور كالجهمية والمعتزلة وغيرهم
ومنهم من يقول المحدثة لا تكون إلا في محل المقدور والقديمة لا تكون في محل المقدور وهم الكلابية ومن وافقهم
ومتنازعون أيضا هل يمكن أن تكون القدرتان أو إحداهما متعلقة بالمقدور في محلها وخارجة عن محلها جميعا
والمقصود هنا أن ما عارضهم به معارضة صحيحة ولكن كثير من الناس من أهل الحديث والكلام والفلسفة وغيرهم يقولون في المقدور ما يقولون في المقبول ويقولون بجواز حوادث لا تتناهى ومنهم من يخص ذلك بالمقدورات
82
العلة إذا كانت أعم من المعلول كانت منتقضة.
125
وليس اجتماع ما يظهر تضاده بأعظم من اتحاد ما يعلم اختلافه.
133
كما يعبر بلفظ الحرف عن الحرف المكتوب ويراد به الشكل تارة مجردا عن المادة، ويراد به مجموع المادة والشكل، وهو المداد المصور.
134
أو أن الأعراض المشروطة بالحياة إذا قامت بجزء من الجملة اتصف بها سائر الجملة كما يقوله المعتزلة
135
ولما عسر جواب هذه على الرازي ونحوه من أهل الكلام اعتقدوا أن القول بالمعاد مبني على إثبات الجوهر الفرد لظنهم أنه لا يمكن الجواب عن هذه إلا بإثبات الجوهر الفرد وأن القول بالمعاد يفتقر إلى القول بأن أجزاء البدن تفرقت ثم اجتمعت.
وليس الأمر كذلك فإن إثبات الجوهر الفرد مما أنكره أئمة السلف والفقهاء وأهل الحديث والصوفية وجمهور العقلاء، وكثير من / طوائف أهل الكلام كالهشامية والضرارية والنجارية والكلابية وكثير من الكرامية.
والقول بمعاد الأبدان مما اتفق عليه أهل الملل، فكيف يكون القول بمعاد الأبدان مستلزما للقول بالجوهر الفرد؟
140
والشارع يفرق بين ما يدعى به من الأسماء فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى وبين ما يخبر بمضمونه عنه من الأسماء لإثبات معنى يستحقه نفاه عنه ناف لما يستحقه من الصفات، كما أنه من نازعك في قدمه أو وجوب وجوده قلت مخبرا عنه بما يستحقه: إنه قديم وواجب الوجود
140
ولا نقل عنها [أي العرب] إطلاق لفظ (ذات) بإزاء نفسه. وإنما لفظ (الذات) عندهم تأنيث (ذو) فلا تستعمل إلا مضافة
........ / ولهذا أنكر ابن برهان وغيره على المتكلمين إطلاق لفظ (ذات الله)
146
وأفردنا الكلام على قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} في مصنف مفرد
147
فلو قال الرجل: هو حي لا كالأحياء وقادر لا كالقادرين .... وأراد بذلك نفي خصائص المخلوقين فقد أصاب.
وإن أراد نفي الحقيقة التي للحياة والعلم والقدرة ونحو ذلك مثل أن يثبت الألفاظ وينفي المعنى الذي أثبته الله لنفسه وهو من صفات كماله فقد أخطأ.
148
لكن إذا عرف أن صاحب القول لا يلتزم هذه اللوازم لم يجز نسبتها إليه على أنها قول له، سواء كانت لازمة في نفس الأمر أو غير لازمة، بل إن كانت لازمة مع فسادها دل على فساد قوله
162
يقال له ولأمثاله كالرازي والشهرستاني ونحوهما من / المتأخرين الذين أثبتوا جواهر معقولة غير متحيزة موافقة للفلاسفة الدهرية أو قالوا: إنه دليل على نفي ذلك: أنتم إذا ناظرتم الملاحدة المكذبين للرسل فادعوا إثبات جواهر غير متحيزة عجزتم عن دفعهم أو فرطتم فقلتم: لا نعلم دليلا على نفيها، أو قلتم بإثباتها، وإذا ناظرتم إخوانكم المسلمين الذين قالوا بمقتضى النصوص الإلهية والطريقة السلفية وفطرة الله التي فطر عباده عليها والدلائل العقلية السليمة عن المعارض وقالوا: إن الخالق تعالى فوق خلقه، سعيتم في نفي لوازم هذا القول وموجباته وقلتم: لا معنى للجوهر إلا المتحيز بذاته، فإن كان هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
القول حقا فادفعوا به الفلاسفة الملاحدة، وإن كان باطلا فلا تعارضوا به المسلمين، أما كونه يكون حقا إذا دفعتم ما يقوله إخوانكم المسلمون، ويكون باطلا إذا عجزتم عن دفع الملاحدة في الدين فهذا طريق من بخس حظه من العقل والدين وحسن النظر والمناظرة عقلا وشرعا.
170
وحرف المسألة أن كلامه مبني على تماثل الجواهر
[المحقق: وحرف المسألة. كذا في جميع النسخ]
[قلت: لا إشكال فيه]
173
وهذا الخيال في الجواهر المحسوسة نظير خيال من أثبت الجواهر المعقولة، لكن تلك محلها العقل، وهذه محلها الخيال
175
وهذا المعنى قد رأيت منه عجائب لهؤلاء النظار، يتكلم كل منهم مع كل قوم على طريقتهم بكلام يناقض ما تكلم به على طريقة أولئك، مع تناقض كل من القولين في نفس الأمر، وهذا إما أن يكون لكونه لم يفهم أن هذا المعنى الذي أثبته بهذه العبارة هو الذي نفاه بتلك، فلا يكون قد تصور حقيقة ما يقول، بل تصور ما يتقيد باللفظ بحيث إذا خرج المعنى عن ذلك اللفظ لم يعرف أنه هو، وهذا قبيح بمن يدعي النظر في العقليات المحضة التي لا تتقيد بلغة ولا لفظ، وإما أن يكون مع نسيانه وذهوله في كل مقام لما قاله في المقام الآخر، وهذا أشبه أن يظن بمن له عقل وتصور صحيح، لكنه يدل على أن له في المسألة قولين، وأنه يقول في كل مقام ما ترجح عنده في ذلك المقام لا يمشي مع الدليل مطلقا بل يتناقض، وإما أن يكون مع فهمه التناقض [كذا]، وحينئذ فإما أن لا يبالي بتناقض كلامه وإما أن يرجح هذا في هذا الموطن وهذا في هذا الموطن.
178
وجمهور الناس على أن الأجسام مختلفة من الفلاسفة والمتكلمين وغيرهم وقد ذكر الأشعري في مقالاته النزاع في ذلك.
180
والمقصود هنا بيان اعتراف هؤلاء بفساد الأصول التي بنوا عليها ما خالفوه من النصوص، وبيان تناقضهم في ذلك، وأنهم يقولون إذا تكلموا في المنطق وغيره بما يناقض كلامهم هنا، ويبعد – أو يمتنع في العادة – أن يكون هذا لمجرد اختلاف الاجتهاد، مع الفهم التام في الموضعين، بل يكون لنقص كمال الفهم والتصور، وخوفا أن لا يكون القولان متنافيين، فلا يهجم بإثبات التناقض أو لنوع من الهوى / والغرض، ولو لم يكن إلا مراعاة الطائفة التي يتكلم باصطلاحها أن لا يخالفها فيما هو من مشهورات أقوالها، ولعل كلا الأمرين موجود في مثل هذه المعاني التي تعبر عنها العبارات الهائلة، ولها عند أصحابها هيبة ووهم عظيم
184
الجواهر العقلية عند من يثبت جوهرا ليس بمتحيز كالعقول والنفوس، والمادة والصورة، فإن هؤلاء المتفلسفة المشائين يدعون أن الجوهر خمسة أقسام، وجمهور العقلاء يدفعون هذا ويقولون: هذه الأمور التي سميتموها جواهر عقلية إنما وجودها في الأذهان لا في الأعيان.
204
ومعلوم أن الأمور التي لا يمكن وجودها إلا حادثة متعاقبة ليس الكمال في أن يكون كل منها أزليا، فإن ذلك ممتنع، ولا في أن ذلك لا يكون، فإن ذلك نقص وعدم، بل في أن تكون بحسب إمكانها على ما تقتضيه الحكمة، فيكون وجود تلك المرادات الحادثة من الكمالات التي يستحقها ولا يحتاج فيها إلى غيره، فيكون فعله ما يفعله للحكمة من أعظم نعوت الكمال التي يجب أن يوصف بها ونفيها عنه يقتضي وصفه بالنقائص، وإن كل كمال يوصف به فليس مفتقرا فيه إلى غيره أصلا، بل هو من لوازم ذاته سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا، الذين يصفونه بالنقائص ويسلبونه الحكمة التي هي من أعظم نعوت الكمال توهما أن إثباتها يقتضي الحاجة / إلى غيره، وذلك غلط محض، بل لا يقتضي إثباتها إلا استلزام ذاته لنعوت كماله وكمال نعوته، لا افتقار إلى شيء مباين لنفسه المقدسة.
206
وما من مقدمة يدعون بها إفساد قول الأول إلا وفي أقوالهم ما هو أفسد منها
والمناظرة تارة تكون بين الحق والباطل، وتارة بين القولين الباطلين لتبيين بطلانهما، أو بطلان أحدهما، أو كون أحدهما أشد بطلانا من الآخر، فإن هذا ينتفع به كثيرا في أقوال أهل الكلام والفلسفة وأمثالهم ممن يقول أحدهم القول الفاسد وينكر على منازعه ما هو أقرب منه إلى الصواب، فيبين أن قول منازعه أحق بالصحة إن كان قوله صحيحا، وأن قوله أحق بالفساد إن كان قول منازعه فاسدا، لتنقطع بذلك حجة الباطل، فإن هذا أمر مهم، إذ كان المبطلون يعارضون نصوص الكتاب والسنة بأقوالهم، فإن بيان فسادها أحد ركني الحق وأحد المطلوبين
(يُتْبَعُ)
(/)
208
وهذه المقدمات يمكن منازعوهم أن ينازعوهم فيها أعظم مما يمكنهم هم منازعة أولئك
[المحقق: ض: منازعهم. وفي سائر النسخ: منازعيهم ولعل الصواب ما أثبته]
[قلت: بل هو خطأ محض]
218
فإنا قد بينا في الرد على أصول الجهمية النفاة للصفات في الكلام على تأسيس التقديس وغيره أن عامة ما يحتج به النفاة للرؤية والنفاة لكونه فوق العرش ونحوهم من الأدلة الشرعية الكتاب والسنة هي أنفسها تدل على نقيض قولهم
[في هامش ص كتب أمام هذا الموضع ما يلي: تأسيس التقديس للرازي ونقضه المصنف قدس الله روحه في نحو اثني عشر مجلدا، ويسمى بتخليص التقديس في تأسيس التلبيس]
227
فعامة ما يلبس به هؤلاء النفاة ألفاظ مجملة متشابهة، إذا فسرت معانيها وفصل بين ما هو حق منها وبين ما هو باطل زالت الشبهة وتبين أن الحق الذي لا محيد عنه هو قول أهل الإثبات للمعاني والصفات.
252
ومن أعجب خذلان المخالفين للسنة وتضعيفهم للحجة إذا نصر بها حق وتقويتها إذا نصر بها باطل أن حجة الفلاسفة على التوحيد قد أبطلها لما استدلوا بها على أن الإله واحد، والمدلول حق لا ريب فيه، وإن قدر ضعف الحجة ثم إنه يحتج بها بعينها على نفي لوازم علو الله على خلقه، بل ما يستلزم تعطيل ذاته فيجعلها حجة فيما يستلزم التعطيل ويبطلها إذا احتج بها على التوحيد.
258
والوجه الأول من الوجهين هو الذي اعتمده ابن سينا في إشاراته وقد بسطنا الكلام عليه في جزء مفرد شرحنا فيه أصول هذه الحجة التي دخل منها عليهم التلبيس في منطقهم وإلهياتهم وعلى من اتبعهم كالرازي والسهروردي والطوسي وغيرهم.
265
وقد تنازع الناس في الحروف التي في كلام الآدميين: هل بينها وبين المعاني مناسبة تقتضي الاختصاص؟ على قولين مشهورين.
[يقصد بالشهرة أن القولين معروفان في الكتب المصنفة، وإن كان القول بالمناسبة يكادون يجمعون على ضعفه]
276
ونحن نذكر ما يقدح به الآمدي وأمثاله في حججهم التي احتجوا بها في موضع آخر، وإن كان بعض ذلك القدح ليس بحق، ولكن يعطى كل ذي حق حقه قولا بالحق واتباعا للعدل.
279
ومن كان له خبرة بحقيقة هذا الباب تبين له أن جميع المقدمات العقلية التي ترجع إليها براهين المعارضين للنصوص النبوية إنما ترجع إلى تقليد منهم لأسلافهم لا إلى ما يعلم بضرورة العقل ولا إلى فطرة، فهم يعارضون ما قامت الأدلة العقلية على وجوب تصديقه وسلامته من الخطأ، بما قامت الأدلة العقلية على أنه لا يجب تصديقه، بل قد علم جواز الخطأ عليه، وعلم وقوع الخطأ منه، فيما هو دون الإلهيات فضلا عن الإلهيات التي يتيقن خطأ من خالف الرسل فيها بالأدلة المجملة والمفصلة.
290
والرازي وأتباعه يبينون حدوث الجسم في كتبه الكلامية كالأربعين ونهاية العقول والمحصل وغير ذلك، ثم يبينون فساد كل ما يحتج به على حدوث الأجسام في مواضع أخر، مثل المباحث المشرقية، وكذلك في المطالب العالية التي هي آخر كتبه، بين فساد حجج من يقول بحدوثها، وأنه فعل بعد أن لم يكن فاعلا، ويذكر حججا كثيرة على دوام الفاعلية، ويورد عليها مع ذلك ما يدل على فسادها، ويعترف بالحيرة في هذه المواضع العظيمة مسائل الصفات وحدوث العالم ونحو ذلك.
وسبب ذلك أنهم يقولون أقوالا تستلزم الجمع بين النقيضين تارة ورفع النقيضين تارة بل تستلزم كليهما. والأصل العظيم الذي هو من أعظم أصول العلم والدين لا يذكرون فيه إلا أقوالا ضعيفة.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الرابع بحمد الله]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 02:55]ـ
[المجلد الخامس]
4
هذا وشيوخ التصوف المشهورون من أبرأ الناس من هذا المذهب، وأبعدهم عنه، وأعظمهم نكيرا عليه وعلى أهله، وللشيوخ المشهورين بالخير كالفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني والجنيد بن محمد / وسهل بن عبد الله التستري، وعمرو بن عثمان المكي، وأبي عثمان النيسابوري، وأبي عبد الله بن خفيف الشيرازي، ويحيى بن معاذ الرازي وأمثالهم من الكلام في إثبات الصفات والذم للجهمية والحلولية ما لا يتسع هذا الموضع لعشره.
26
فأهل البطاقة من أهل الإلحاد ينسبون ذلك إلى علي
[المحقق: لم أعرف من هم]
35
(يُتْبَعُ)
(/)
ونفس العلم والقدرة هو نفس كونه عالما قادرا على قول الجمهور الذين ينفون أن تكون الأحوال زائدة في الخارج على الصفات ومن أثبت الأحوال زائدة على الصفات كالقاضي أبي بكر وأبي يعلى وأبي المعالي في أول قوليه، فهؤلاء يقولون: ثبوت الصفات يستلزم ثبوت الأحوال، وإثبات الملزوم يقتضي ثبوت اللازم، مع أن الصواب أن الأحوال كالكليات لها وجود في الأذهان لا في الأعيان.
52
ومعلوم أن الاسم العلم لا ينكره أحد، ولو كانت أسماؤه أعلاما لم يكن فرق بين الرحمن والجبار، كيف وقد قال صلى الله عليه وسلم في / الحديث المعروف في السنن: يقول الله: أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته.
فإذا كانت الرحم مشتقة من اسم الرحمن امتنع أن يكون علما لا معنى فيه.
56
فالقرآن قد دل على جميع المعاني التي تنازع / الناس فيها دقيقها وجليلها، كما قال الشعبي: ما ابتدع أحد بدعة إلا وفي كتاب الله بيانها، وقال مسروق: ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن علمنا قصر عنه.
61
ولقد حدثني بعض أصحابنا أن بعض الفضلاء الذين فهم نوع / من التجهم عاتبه بعض أصحابه على إمساكه عن الانتصار لأقوال النفاة لما ظهر قول الإثبات في بلدهم، بعد أن كان خفيا واستجاب له الناس بعد أن كان المتكلم به عندهم قد جاء شيئا فريا، فقال: (هذا إذا سمعه الناس قبلوه وتلقوه بالقبول، وظهر لهم أنه الحق الذي جاء به الرسول، ونحن إذا أخذنا الشخص فربيناه وغذيناه ودهناه ثلاثين سنة، ثم أردنا أن ننزل قولنا في حلقه لم ينزل في حلقه إلا بكلفة)
وهو كما قال، فإن الله تعالى نصب على الحق الأدلة والأعلام الفارقة بين الحق والنور، وبين الباطل والظلام، وجعل فطر عباده مستعدة لإدراك الحقائق ومعرفتها، ولولا ما في القلوب من الاستعداد لمعرفة الحقائق لم يكن النظر والاستدلال ولا الخطاب والكلام كما أنه سبحانه جعل الأبدان مستعدة للاغتذاء بالطعام والشراب، ولولا ذلك لما أمكن تغذيتها وتربيتها، وكما أن في الأبدان قوة تفرق بين الغذاء الملائم والمنافي، ففي القلوب قوة تفرق بين الحق والباطل أعظم من ذلك.
وهذا كما أن لأرباب السحر والنيرنجيات وعمل الكيمياء وأمثالهم ممن يدخل في الباطل الخفي الدقيق يحتاج إلى أعمال / عظيمة وأفكار عميقة وأنواع من العبادات والزهادات والرياضات ومفارقة الشهوات والعادات ثم آخر أمرهم الشك بالرحمن وعبادة الطاغوت والشيطان وعمل الذهب المغشوش والفساد في الأرض والقليل منهم من ينال بعض غرضه الذي لا يزيده من الله إلا بعدا، وغالبهم محروم مأثوم يتمنى الكفر والفسوق والعصيان وهو لا يحصل إلا على نقل الأكاذيب وتمني الطغيان، سماعون للكذب أكالون للسحت عليهم ذلة المفترين.
67
الطوينية
[المحقق: لم أعرف من هم]
68
ومن الضلال أن من يظن ذا القرنين المذكور في القرآن العزيز هو الإسكندر بن فيلبّس الذي يقال إن أرسطو كان وزيره، وهذا / جهل، فإن ذا القرنين قديم متقدم على هذا بكثير، وكان مسلما موحدا حنيفا، وقد قيل: إن اسمه الإسكندر بن دارا، وأما اليوناني فهو ابن فيلبس الذي يؤرخ الروم به، وكان قبل المسيح بنحو ثلاثمائة سنة أو ما يقارب ذلك.
71
فأين هذا من لسان أصحابك الطماطم، الذين يسردون ألفاظا طويلة والمعنى خفيف؟
80
وأصحاب ابن مسعود وابن عباس من أعظم التابعين علما وقدرا عند الأمة.
113
وهذا مما يبين لك أن من قال من المتفلسفة: إنه سبحانه وتعالى يعلم الأشياء على وجه كلي لا جزئي، فحقيقة قوله: إنه لم يعلم شيئا من الموجودات، فإنه ليس في الموجودات إلا ما هو معين جزئي، والكليات إنما تكون في العلم [الذهن] لا سيما وهم يقولون: إنما علم الأشياء لأنه مبدؤها وسببها، والعلم بالسبب يوجب العلم بالمسبب، ومن المعلوم أنه مبدع للأمور المعينة المشخصة الجزئية، كالأفلاك المعينة والعقول المعينة، وأول الصادرات عنه –على أصلهم- العقل الأول، وهو معين، فهل يكون من التناقض وفساد العقل في الإلهيات أعظم من هذا؟
130
[تكلم عن سوفسطا وأهل السفسطة]
134
وهذه الكليات المعقولة أعراض قائمة بالذات العاقلة، لا توجد إلا بوجودها وتعدم بعدمها
142
والتركيب يقع عندهم [الفلاسفة] كما ذكره ابن سينا وغيره وذكره الغزالي عنهم في تهافت الفلاسفة وغيره على خمسة أنواع
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدها: تركب الموجود من الوجود والماهية.
والثاني: تركب الحقيقة من الأمور العامة والخاصة كالوجود العام والوجوب الخاص.
والثالث: تركب الذات الموصوفة من الذات والصفات.
والرابع: تركب الذات القائمة بنفسها المباينة لغيرها المشار إليها من الجواهر المنفردة التي يقال إنها مركبة منها.
والخامس: تركبها من المادة والصورة التي يقال إنها مركبة منها.
153
[الرازي] فإنا بالبديهة نعلم أن الشيء ما لم يوجد لا يكون شيئا [كذا ولعل الصواب سببا] لوجود غيره، ونعلم أن لا استبعاد في أن يكون الشيء موجودا / من ذاته
154
وهؤلاء كثيرا ما تشتبه عليهم العلل بالشروط في مسائل الدور والتسلسل وغير ذلك، ويجعلون الملزوم علة كما يقولون: إن ماهية الثلاثة والأربعة علة للفردية والزوجية، فيجعلون ذات الشيء علة لصفته اللازمة له، وأن فاعل الذات فاعل صفتها، فإن الدور في الشروط بمعنى توقف كل من الأمرين على وجود الآخر معه ممكن واقع وهو الدور المعي الاقتراني وأما الدور في العلل وهو أن يكون كل من الأمرين علة للآخر ومبدعا له فهذا ممتنع باتفاق العقلاء.
156
وإما أن يقال: الوجود مشترك في الخارج ولكن الماهية هي المختصة التي تميز وجودا عن غيره، وهذا هو الذي يحكيه الرازي عن أبي هاشم وغيره، وهو غلط عليهم، كما غلط على الأشعري وأبي الحسين / حيث حكى عنهم أن لفظ الوجود مقول بالاشتراك اللفظي، وهذا الغلط منه حيث ظن أن الكلي الذي هو مورد التقسيم يكون ثابتا مشتركا في الخارج، وهذا أصل للمنطقيين يخالفهم فيه أئمة الكلام بحسب ما فهمه من كلام أهل المنطق فغلط.
170
وقد رأيت من هؤلاء [الحلولية] أيضا غير واحد، وجرت بيننا وبينهم محنة معروفة
[المحقق: محنة كذا بالأصل]
[قلت: ما الإشكال فيه، فقد جرت لابن تيمية كثير من المحن في مناظراته مع مخالفيه]
172
فليس الفرق بين الغيب والشهادة هو الفرق بين المحسوس والمعقول.
فهذا أصل ينبغي معرفته فإنه بسبب هذا وقع من الخلل في كلام طوائف ما لا يحصيه إلا الله تعالى، كصاحب الكتب المضنون بها، وصاحب الملل والنحل وطوائف غيرهم.
200
ولهذا تفرق اللغة والشرع بين هذا وهذا، وتجعل هذا جنسا مخالفا لهذا في جميع الأحكام، بخلاف ما إذا كانت حقيقته باقية وقد تبدلت أعراضها، فالحكم المعلق بالذهب والفضة إذا تعلق بعينه – كالربا مثلا – هو ثابت فيه وإن تغيرت صوره وأشكاله، فسواء كان مجتمعا / مضروبا، أو مصوغا على أي صورة كان، أو مفترقا بالانكسار، بخلاف حكمه لما كان ترابا في المعدن قبل أن يصير ذهبا وفضة.
208
وهذا مما يبين أنه لا يجوز معارضة كتاب الله إلا بكتاب الله، لا يجوز معارضته بغير ذلك.
222
فمن نظر فيما بأيدي أهل الكتاب من التوراة والإنجيل علم علما يقينا لا يحتمل النقيض أن هذا وهذا جاءا من مشكاة واحدة، لا سيما في باب التوحيد والأسماء والصفات، فإن التوراة مطابقة للقرآن موافقة له موافقة لا ريب فيها.
228
فإن قيل: فما ذكرتموه قد يشعر بأنه ليس لأحد أن يعارض حديثا ولا يستشكل معناه، وقد كان الصحابة يفعلون ذلك
[ثم أجاب]
231
.... لم ننكر أنهم كانوا يعارضون نصا بنص آخر، وإنما أنكرنا معارضة النصوص بمجرد عقلهم
238
وقد يقال: إن مثل هذا لا يقال إلا توقيفا، لكن لا بد من الفرق بين ما ثبت من ألفاظ الرسول وما ثبت من كلام غيره، سواء كان من المقبول أو المردود.
243
ومن المعلوم أن الدلالات التي تسمى عقليات ليس لها ضابط، ولا هي منحصرة في نوع معين، بل ما من أمة إلا ولهم ما يسمونه معقولات.
واعتبر ذلك بأمتنا، فإنه ما من مدة إلا وقد يبتدع بعض الناس بدعا يزعم أنها معقولات.
248
بل أبو المعالي الجويني ونحوه ممن انتسب إلى الأشعري ذكروا في كتبهم من الحجج العقليات النافية للصفات الخبرية ما لم يذكره ابن كلاب والأشعري وأئمة أصحابهما كالقاضي أبي بكر بن الطيب وأمثاله، فإن هؤلاء متفقون على إثبات الصفات الخبرية كالوجه واليد والاستواء.
255
وأن ما عارض أخباره من الأمور التي يحتج بها المعارضون ويسمونها عقليات أو برهانيات أو وجديات أو ذوقيات أو مخاطبات أو مكاشفات أو مشاهدات أو نحو ذلك من الأمور الدهاشات [كذا]
258
وإذا كنا في مقام بيان فساد ما يعارضون به من العقليات على وجه التفصيل فذلك ولله الحمد هو علينا من أيسر الأمور.
259
(يُتْبَعُ)
(/)
ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية
[المحقق: لم أتمكن من معرفة مكان هذا الأثر]
259
والاعتبار والقياس نوعان: قياس الطرد وقياس العكس، فقياس الطرد اعتبار الشيء بنظيره، حتى يجعل حكمه مثل حكمه، وقياس العكس اعتبار الشيء بنقيضه، حتى يعلم أن حكمه نقيض حكمه.
وقوله تعالى: {فاعتبروا يا أولي الأبصار} يتناول الأمرين، فيعتبر العاقل بتعذيب الله لمن كذب رسله، كما فعل ببني النضير حتى يرغب في نقيض ذلك، ويرهب من نظير ذلك، فيستعمل قياس الطرد في الرهبة وقياس العكس في الرغبة.
266
ومثل هذا كثير، قد ينفى الشيء الذي نفيه يستلزم نفي غيره، لكن تذكر تلك اللوازم على سبيل التصريح للفرق بين دلالة اللوازم ودلالة المطابقة
271
ولفظ التنافي والتضاد والتناقض والتعارض ألفاظ متقاربة في أصل اللغة، وإن كانت تختلف فيها الاصطلاحات، فكل مضاد فهو مستلزم للتناقض اللغوي.
ولهذا يسمي أهل اللغة أحد الضدين نقيض الآخر، وكل تعارض فهو / مستلزم للتناقض اللغوي؛ لأن أحد الضدين ينقض الآخر، أي يلزم من ثبوته عدم الآحر، كما يلزم من ثبوت السواد انتفاء البياض.
والنقيضان في اصطلاح كثير من أهل النظر هما اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان والضدان لا يجتمعان لكن قد يرتفعان.
وفي [اصطلاح] آخرين منهم هما: النفي والإثبات فقط، كقولكك إما أن يكون وإما أن لا يكون.
ولهذا يقولون: التناقض اختلاف قضيتين بالسلب والإيجاب، على وجه يلزم من صدق إحداهما كذب الأخرى، فالتناقض في عرف أولئك أعم منه في عرف هؤلاء،
277
ولهذا يمتنع أن يقوم دليل صحيح على باطل، بل حيث كان المدلول باطلا لم يكن الدليل عليه إلا باطلا.
285
ومن العجائب أنك تجد أكثر الغلاة في عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد الطوائف عن تصديق خبره وطاعة أمره، وذلك مثل الرافضة والجهمية ونحوهم ممن يغلون في عصمتهم، وهم مع ذلك يردون أخباره، وقد اجتمع كل من آمن بالرسول على أنه معصوم فيما يبلغه عن الله، فلا يستقر في خبره خطأ، كما لا يكون فيه كذب، فإن وجود هذا وهذا في خبره يناقض مقصود الرسالة، ويناقض الدليل الدال على أنه رسول الله.
وأما ما لا يتعلق بالتبليغ عن الله من أفعاله، فللناس في العصمة منه نزاع وتفصيل، ليس هذا موضعه، ....... فمن كان من أصله أن الدلالة السمعية لا تفيد اليقين، أو أنه يقدم رأيه وذوقه على خبر الرسول، لم ينتفع بإثبات عصمته المتفق عليها، فضلا عن موارد النزاع من العصمة
292
وهم متنازعون في أن أول الواجبات النظر المفضي إلى العلم بحدوث العالم أو القصد إلى النظر أو الشك السابق على القصد على ثلاثة أقوال لهم معروفة.
310
[التوراة خلت من ذكر اليوم الآخر]
314
ومثل هذه المعقولات لو تُصرِّف بها في تجارة أو صناعة من الصناعات لأفسدت التجارة والصناعة، فكيف يتصرف بها في الأمور الإلهية وفي صفات رب البرية، ثم يعارض بها كلام الله الذي بعث به رسوله وأنزل به كتبه؟!
315
وكلما كانت العبارة أبعد عن الفهم كانوا لها أشد تعظيما، وهذا حال الأمم الضالة، كلما كان الشيء مجهولا كانوا أشد له تعظيما، كما يعظم الرافضة المنتظر الذي ليس لهم منه حس ولا خبر، ولا وقعوا له على عين ولا أثر.
319
ما من قول موافق للسنة إلا وتجد العقلاء الذين يقرون به أكثر وأعظم من العقلاء الذين ينكرونه، بل تجد الموافقين له / من العقلاء قد اتفقوا على ذلك بغير مواطأة من بعضهم لبعض، وذلك يبين أنه موجب العقل الصريح، بخلاف الأقوال المخالفة فإنك لا تجد من يقولها من طوائف العقلاء إلا من تواطأ على تلك المقالة التي تلقاها بعضهم عن بعض وما تواطأ عليه الناس يجوز فيه من الغلط والكذب ما لا يجوز فيما اتفق عليه العقلاء من غير مواطأة ولا تشاعر، والله أعلم.
323
وقد رأيت كتابا لبعض أئمة الباطنية سماه (الأقاليد الملكوتية) سلك فيه هذا السبيل، وصار يناظر كل فريق بنحو من هذا الدليل، فإنهم وافقوه على تأويل السمعيات ووافقوه على نفي ما يسمى تشبيها بوجه من الوجوه، فصار من أثبت شيئا من الأسماء والصفات كاسم الموجود والحي والعليم والقدير ونحو ذلك يقول له: هذا فيه تشبيه
328
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الذي ذكرناه من أن هذا الأصل يوجب عدم الاستدلال بكلام الله ورسوله على المسائل العلمية، قد اعترف حذاقهم به، بل التزمه من التزمه من متأخري أهل الكلام كالرازي، كما التزمته الملاحدة الفلاسفة.
336
وهؤلاء الذين سماهم [الرازي] أهل التحقيق هم أهل التحقيق عنده، سماهم كذلك بناء على ظنه، كما يسمي الاتحادية والحلولية أنفسهم أهل التحقيق، ويسمي كل شخص طائفته أهل الحق بناء على ظنه واعتقاده.
329
وهذا الذي ذكره هذا في العقل ذكره طائفة أخرى في الكشف، كما ذكره أبو حامد في كتابه الإحياء في الفرق بين ما يتأول وما لا يتأول، وذكر أنه لا يستدل بالسمع على شيء من العلم الخبري، وإنما الإنسان يعرف الحق بنور إلهي يقذف في قلبه، ثم يعرض الوارد في / السمع عليه، فما وافق ما شاهدوه بنور اليقين قرروه وما خالف أولوه.
354
وله [الغزالي] في كتاب (مشكاة الأنوار) من الكلام المبني على أصول هؤلاء المتفلسفة ما لا يرضاه لا اليهود ولا النصارى، ومن هناك مرق صاحب خلع النعلين [هو ابن قسي] وأمثاله من / أهل الإلحاد
355
وخاتم الأولياء وإن كان قد تكلم به أبو عبد الله الترمذي [الحكيم] وغيره وتكلموا فيه بكلام باطل أنكره عليهم أهل العلم والإيمان، فلم يصلوا به إلى هذا الحد [يعني حد ابن عربي في تفضيله على النبوة]
357
كما قال السهيلي: أعوذ بالله من قياس فلسفي وخيال صوفي
378
حتى أن كثيرا من المنتسبين إلى الكتاب والسنة يرون أن طريقة السلف والأئمة إنما هو الإيمان بألفاظ النصوص والإعراض عن تدبر معانيها وفقهها وعقلها.
383
وأصل وقوع أهل الضلال في مثل هذا التحريف الإعراض عن فهم كتاب الله تعالى كما فهمه الصحابة والتابعون ومعارضة ما دل عليه بما يناقضه وهذا هو من أعظم المحادة لله ولرسوله لكن على وجه النفاق والخداع.
390
ثم هؤلاء يحكون إجماعات يجعلونها من أصول علمهم ولا يمكنهم نقلها عن واحد من أئمة الإسلام وإنما ذلك بحسب ما يقوم في أنفسهم من الظن، فيحكون ذلك عن الأئمة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد في المحافل.
فإذا قيل لأحدهم في الخلوة: أنت حكيت أن هذا قول هؤلاء الأئمة فمن نقل ذلك عنهم؟ قال هذا: العقلاء والأئمة لا يخالفون العقلاء، فيحكون أقوال السلف والأئمة لاعتقادهم أن العقل دل على ذلك.
[كذا والصواب: هذا قول العقلاء، والأئمة .. إلخ]
ومن المعلوم أنه لو كان العقل يدل على ذلك باتفاق العقلاء لم يجز أن يحكى عن الإنسان قول لم ينقله عنه أحد، ولهذا كان أهل الحديث يتحرون الصدق حتى إن كثيرا من الكلام الذي هو في نفسه صدق وحق موافق للكتاب والسنة يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيضعفونه أو يقولون: هو كذب عليه لكونه لم يقله أو لم يثبت عنه، وإن كان معناه حقا.
391
وهذا كحكاية الرازي وإجماع المعتبرين [كذا والصواب إجماع] على إمكان وجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه، ولا يمكن أحد [كذا والصواب أحدا] أن ينقل عن نبي من أنبياء الله تعالى ولا عن الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأئمة ولا أعيان أئمتها وشيوخها إلا ما يناقض هذا القول، ولا يمكنه أن يحكي هذا عمن له في الأمة لسان صدق أصلا.
وكما تقول طائفة كأبي المعالي وغيره: اتفق المسلمون على أن الأجسام تتناهى في تجزئتها وانقسامها حتى تصير أفرادا فكل جزء لا يتجزأ وليس له طرف وحد [كذا] /
ومعلوم أن هذا القول لم يقله إلا طائفة من أهل الكلام، لم يقله أحد من السلف والأئمة، وأكثر طوائف أهل الكلام من الهشامية والضرارية والنجارية والكلابية وكثير من الكرامية على خلاف ذلك.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الخامس بحمد الله]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 03:00]ـ
[المجلد السادس]
4
إلا أن يرووا في ذلك ما يعلم أنه كذب كحديث عوسجة وأمثاله
[المحقق: لم أعرف من هو المقصود بعوسجة وأي حديث يشير إليه ابن تيمية]
14
والنفاة لا ينازعون في أن هذا ثابت في الفطرة، لكن يزعمون أن هذا من حكم الوهم والخيال، وأن حكم الوهم والخيال إنما يقبل في الحسيات لا في العقليات.
19
والمقصود أن هذا الكلام عامة من تكلم به من المتأخرين أخذوه من ابن سينا، ومن تدبر كلامه وكلام أتباعه فيه وجده في غاية التناقض والفساد، فإنه قال في إشاراته التي هي كالمصحف لهؤلاء المتفلسفة الملحدة ...
37
(يُتْبَعُ)
(/)
واسم الجوهر عندهم يقال على خمسة أنواع، على العقل والنفس والمادة والصورة والجسم
46
فالقوة الوهمية عندهم هي التي يدرك بها الحيوان ما يحبه وما يبغضه / من المعاني التي لا تدرك بالحس والخيال
54
بل على قولهم كل معنى يدرك في الأعيان المحسوسة فإدراكه بالوهم
55
وقد قال الرازي: هذا الباب [يعني باب مقامات العارفين] أجل ما في هذا الكتاب [يعني الإشارات والتنبيهات لابن سينا] فإنه رتب علم الصوفية ترتيبا ما سبقه إليه من قبله ولا يلحقه من بعده
62
وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وعلماؤها على أن الله يحب لذاته، لم ينازع في ذلك إلا طائفة من أهل الكلام والرأي الذين سلكوا مسلك الجهمية في بعض أمورهم فقالوا: إنه لا يحب ولا يحب.
78
وقد أعرض الرازي عن الكلام على هذا [يعني كلام ابن سينا في التصوف] فلم يمدحه ولم يذمه، وأما الطوسي فمدحه عليه، لأنه ملحد من جنسه، والكلام على هؤلاء مبسوط في موضعه.
83
فهذا تصريح منهم بأن التوهم تصور صفاته، فقولهم مع ذلك بنفي إدراك هذه القوة له تناقض.
... القوة المتوهمة إذا كانت لا تتصور إلا في معين، والمعين لا يكون كليا، امتنع أن يكون هذا معقولا، إذا [كذا ولعل الصواب إذ] كانت المعقولات هي الكليات، كما قد يقولونه، ولأنه لا حجة لهم على إثبات معقول غير الكليات.
86
موجب ما ذكروه أن لا يكون الرب معبودا إلا بتعلق المعنى الذي سموه الوهم به، وأن من نفى تعلق الوهم بمعنى في الرب فقد أبطل كون الرب محبوبا معبودا، فمن قال بعد ذلك: إنه لا يقبل في الإلهيات هذه القضايا الوهمية، فقد نفى كون الرب مستحقا لأن يعبد وأن يحب، وهذا حقيقة قولهم، ولهذا كان حقيقة قولهم تعطيل الرب عن أن يكون موجودا، وأن يكون مقصودا، وأن يكون معبودا.
90
فإنه ما من عاقل إلا يجوّز أن يكون فوق الأفلاك ما لا نشهده الآن، بل يجوّز أن تكون هناك أفلاك ونجوم لا ندركها فضلا عن غيرها.
92
وقد عرف بالاضطرار أن الكليات لا تكون كلية إلا في العقل لا في الخارج، بل ليس في الخارج كلي البتة، والذي يقال إنه كلي طبيعي لا يوجد إلا معينا جزئيا، فما كان كليا في العقل يوجد في الخارج معينا لا كليا، كما قد بسط في موضعه.
96
ومن ظن أن مذهب ابن سينا إثبات وجود خاص بمنزلة الوجود المشروط / بسلب جميع الحقائق، فجعل فيه وجودا مشتركا ووجودا مختصا، فلم يفهم مذهبه، كما فعل ذلك الطوسي منتصرا له فلم يفهم مذهبه.
106
وهذا حد العلم الضروري، وهو الذي يلزم نفس العبد لزوما لا يمكنه معه دفعه عن نفسه
107
وليس للكليات وجود في الخارج، مع أنه قد يقال: إنه يمكن الإحساس بها أيضا، إذا أمكن الإحساس / بمحلها، كما يمكن الإحساس بأمثالها من الأعراض، كالعلم والقدرة والإرادة وغير ذلك.
109
ومن كان له نوع خبرة بالجن إما بمباشرته لهم في نفسه وفي الناس، أو بالأخبار المتواترة له عن الناس، علم من ذلك ما يوجب له اليقين التام بوجودهم في الخارج، دع ما تواتر من ذلك عن الأنبياء.
122
[ذكر قول ابن كلاب أن قول من قال ليس فوق ولا تحت صفة المعدوم ثم قال]
وهذا كله يناقض قول هؤلاء الموافقين للمعتزلة والفلاسفة من متأخري الأشعرية، ومن وافقهم من الحنبلية والمالكية والحنفية والشافعية، وغيرهم من طوائف الفقهاء الذين يقولون: ليس هو تحت وليس هو فوق.
125
والناس في هذا المقام: منهم من يزعم أن القياس البرهاني هو قياس الشمول، وأن قياس التمثيل لا يفيد اليقين، بل لا يسمى قياسا إلا بطريق المجاز، كما يقول ذلك من يقوله من أهل المنطق، ومن وافقهم من نفاة قياس التمثيل في العقليات والشرعيات كابن حزم وأمثاله.
ومنهم من ينفي قياس التمثيل في العقليات دون الشرعيات كأبي المعالي ومتبعيه مثل الغزالي والرازي والآمدي وأبي محمد المقدسي وأمثالهم.
ومنهم من يعكس ذلك فيثبت قياس التمثيل في العقليات دون الشرعيات كما هو قول أئمة أهل الظاهر مثل داود بن علي وأمثاله، / وقول كثير من المعتزلة البغداديين كالنظام وأمثاله، ومن الشيعة الإمامية كالمفيد والمرتضى والطوسي وأمثالهم.
وكثير من هؤلاء يقول: إن قياس التمثيل هو الذي يستحق أن يسمى قياسا على سبيل الحقيقة، وأما تسمية قياس الشمول قياسا فهو مجاز كما ذكر ذلك الغزالي وأبو محمد المقدسي وغيرهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي عليه جمهور الناس، وهو الصواب، أن كليهما قياس حقيقة، وأن كليهما يفيد اليقين تارة والظن أخرى، بل هما متلازمان، فإن قياس التمثيل مضمونه تعلق الحكم بالوصف المشترك الذي هو علة الحكم أو دليل العلة أو هو ملزوم للحكم وهذا المشترك هو الحد الأوسط في قياس الشمول. فإذا قال القايس: نبيذ الحنطة المسكر حرام قياسا على نبيذ العنب، لأنه شراب مسكر، فكان حراما قياسا عليه، وبين أن السكر هو مناط التحريم، فيجب تعلق التحريم بكل مسكر – كان هذا قياس تمثيل، وهو بمنزلة أن يقول: هذا شراب مسكر، وكل مسكر حرام، فالمسكر الذي جعله في هذا القياس حدا أوسط، هو الذي جعله في ذلك القياس الجامع المشترك الذي هو مناط الحكم، فلا فرق بينهما عند التحقيق في المعنى، بل هما متلازمان، وإنما يتفاوتان في ترتيب المعاني والتعبير عنها، ففي الأول يؤخر الكلام في المشترك الذي هو الحد الأوسط، وبيان أنه مستلزم للحكم متضمن له، ويذكر الأصل الذي هو نظير الفرع ابتداء، وفي الثاني يقدم الكلام في الحد الأوسط ويبين شموله وعمومه، وأنه مستلزم للحكم ابتداء.
135
ويقول المنطقيون: هذان متقابلان تقابل العدم والملكة، لا تقابل السلب والإيجاب، والمتقابلان تقابل السلب والإيجاب لا يرتفعان جميعا، بخلاف المتقابلين تقابل العدم والملكة، كالحياة والموت والعمى والبصر، فإنهما قد يرتفعان جميعا إذا كان المحل لا يقبلهما كالجمادات، فإنها لما لم تقبل الحياة والبصر والعلم لم يقل فيها إنها حية ولا ميتة، ولا عالمة ولا جاهلة، وقد أشكل كلامهم هذا على كثير من النظار وأضلوا به خلقا كثيرا، حتى الآمدي وأمثاله من أذكياء النظار اعتقدوا أن هذا كلام صحيح، وأنه يقدح في الدليل الذي استدل به السلف والأئمة ومتكلمو أهل الإثبات في إثبات السمع والبصر وغير ذلك من الصفات.
وهذا من جملة تلبيسات أهل المنطق والفلسفة التي راجت على هؤلاء فأضلتهم عن كثير من الحق الصحيح المعلوم بالعقل الصريح.
154
العقول تنفر عن التعطيل أعظم من نفرتها عن الحلول، وتنكر قول من يقول: إنه لا داخل العالم ولا خارجه أعظم مما تنكر أنه في كل مكان
155
وبهذا السبب وضعوا على ابن كلاب حكاية راجت على بعض المنتسبين إلى السنة، فذكروها في مثالبه، وهو أنه كان له أخت نصرانية، وأنها هجرته لما أسلم، وأنه قال لها: أنا أظهرت الإسلام لأفسد على المسلمين دينهم، فرضيت عنه لأجل ذلك.
168
كابن سبعين الذي حقق قول هؤلاء الفلاسفة تحقيقا لم يسبق إليه، وكان آخر قوله: وأن الله في النار نار وفي الماء ماء، وفي الحلو حلو، وفي المر مر، وأنه في كل شيء تصوره ذلك الشيء
170
ويجيء من هو من أفضل المتكلمين من النفاة للعلو يعتقد في مثل هذا [ابن الفارض] أنه كان من أفضل أهل الأرض أو أفضلهم ويأخذ ورقة فيها سر مذهبه يرقي بها المرضى كما يرقي المسلمون بفاتحة الكتاب، كما أخبرنا بذلك الثقاة، وهم يقدمون تلك الرقية على فاتحة الكتاب.
173
[مناظرة الرافضي مع الناصبي]
179
طريقة الرازي والآمدي وأمثالهما في إثبات الصانع هي طريقة ابن سينا في إثبات واجب الوجود، وهذه الطريقة لا تدل على إثبات موجود قائم بنفسه واجب الوجود.
وإن قيل: إنها تدل على ذلك، فلم تدل على أنه مغاير للعالم، بل يجوز أن يكون هو العالم.
183
يبين ذلك أن عمدة النفاة على أنه لو ثبتت هذه الصفات من العلو والمباينة ونحو ذلك للزم أن يكون جسما، وكون الواجب القديم جسما ممتنع. وهذه المقدمة هي نظرية باتفاقهم
[المحقق: نظرية: كذا في الأصل، ولعل الصواب: فطرية، وسيأتي قول ابن تيمية بعد قليل وفيه: علم أنها ليست مقدمات فطرية ضرورية .. إلخ]
[قلت: الصواب ما في الأصل، وكلام المحقق متناقض]
189
وهذا يقوله من يقول: إنه أحدث الحوادث بتخليق قديم أزلي قائم بذاته، كما تقول ذلك طوائف من المسلمين
193
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا فاتفاق العدد الكثير على تعمد الكذب الذين يعلمون أنه كذب يجوز إذا كان ذلك عن تواطئ [كذا] منهم، وأما اتفاق الخلق الكثير على الكذب خطأ، فهو ممكن بالنظر والأمور الضرورية فقد يعبر عنها بعبارات فيها إجمال واشتباه، يظن كثير من الناس أن مفهومها لا يخالف الضرورة، وإنما يعلم أنها مخالفة للضرورة من ميز بين معانيها وفصل المعنى المخالف للضرورة من غيره، فإذا كان قد سبق قليل من الناس إلى اعتقاد خطأ يتضمن مخالفة الضرورة، كان هذا جائزا باتفاق العقلاء، فإن السفسطة تجوز على الطائفة القليلة تعمدا، فكيف خطأ؟!
فإذا تلقى تلك الأقوال عن أولئك السابقين إليها عدد آخرون واشتهرت بين من اتبعهم فيها صاروا متواطئين على قبولها، لما فيها من الاشتباه والإجمال، مع تضمنها مخالفة الضرورة، وإن كان كثير من القائلين بها أو أكثرهم لا يعلمون ذلك، وهذا هو السبب في اتفاق / طوائف كثيرة على مقالات يعلم أنها باطلة بضرورة العقل، كمقالات النصارى والرافضة والجهمية.
210
الرد على أهل الباطل لا يكون مستوعبا إلا إذا اتبعت السنة من كل الوجوه، وإلا فمن وافق السنة من وجه وخالفها من وجه طمع فيه خصومه من الوجه الذي خالف فيه السنة واحتجوا عليه بما وافقهم عليه من تلك المقدمات المخالفة للسنة.
وقد تدبرت عامة ما يحتج به أهل الباطل على من هو أقرب إلى الحق منهم، فوجدته إنما تكون حجة الباطل قوية لما تركوه من الحق الذي / أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه، فيكون ما تركوه من ذلك الحق من أعظم حجة المبطل عليهم، ووجدت كثيرا من أهل الكلام الذين هم أقرب إلى الحق ممن يردون عليه يوافقون خصومهم تارة على الباطل ويخالفونهم في الحق أخرى، ويستطيلون عليهم بما وافقوهم عليه من الباطل وبما خالفوهم فيه من الحق، كما يوافق المتكلمة النفاة للصفات أو لبعضها كالعلو وغيره لمن نفى ذلك من المتفلسفة وينازعونهم في مثل بقاء الأعراض أو مثل تركيب الأجسام من الجواهر المنفردة أو وجوب تناهي جنس الحوادث ونحو ذلك.
231
[ابن رشد] ولو كان الشيء إنما يرى من حيث هو موجود فقط، لوجب أن تبصر الأصوات وسائر المحسوسات الخمس، فكان يكون البصر والسمع وسائر الحواس الخمس حاسة واحدة، وهذا كله خلاف ما يعقل، وقد اضطر المتكلمون لمكان / هذه المسألة وما أشبهها إلى أن يسلموا أن الألوان ممكنة أن تسمع والأصوات ممكنة أن لا تسمع [كذا والصواب أن ترى] وهذا كله خروج عن الطبع وعما يمكن أن يعقله الإنسان
234
[ابن رشد] ولولا النشأ على هذه الأقاويل وعلى التعظيم للقائلين بها لما أمكن أن يكون فيها شيء من الإقناع، ولا وقع بها التصديق لأحد سليم الفطرة
239
وابن رشد يذم أبا حامد من الوجه الذي يمدحه به علماء المسلمين ويعظمونه عليه ويمدحه من الوجه الذي يذمه به علماء المسلمين، وإن كانوا قد يقولون إنه رجع عن ذلك، لأن أبا حامد يخالف الفلاسفة تارة ويوافقهم أخرى، فعلماء المسلمين يذمونه بما وافقهم فيه من الأقوال المخالفة للحق الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم الموافقة لصحيح المنقول وصريح المعقول، كما وقع من الإنكار عليه أشياء في كلام رفيقه أبي الحسن المرغيناني وأبي نصر القشيري وأبي بكر الطرطوشي وأبي بكر بن العربي وأبي / عبد الله المازري وأبي عبد الله الذكي، ومحمود الخوارزمي وابن عقيل وأبي البيان الدمشقي ويوسف الدمشقي وابن حمدون القرطبي القاضي وأبي الفرج بن الجوزي وأبي محمد المقدسي وأبي عمرو بن الصلاح وغير واحد من علماء المسلمين وشيوخهم.
247
فالفارابي لون، وابن سينا لون، وأبو البركات صاحب المعتبر لون، وابن رشد الحفيد لون، والسهروردي المقتول لون، وغير هؤلاء ألوان أخر
248
دلائل الحق وبراهينه تتعاون وتتعاضد لا تتناقض وتتعارض
267
فأهل المذاهب الموروثة لا يمتنع إطباقهم على جحد العلوم البديهية، فإنه / ما من طائفة من طوائف الضلال وإن كثرت إلا وهي مجتمعة على جحد بعض العلوم الضرورية.
270
فوجود الأقوال التي يقول جمهور الناس إنها معلومة الفساد بالضرورة في قول طوائف كثيرة من الناس أكثر من أن تستوعب، فكيف يقال: لا يجوز إطباق الجمع الكثير على [إنكار] ما علم بالبديهة؟
271
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن إذا قيل: ما الفرق بين هذا وبين ما لا يمكن التواطؤ عليه من إثبات منفيٍ أو نفي ثابت كما في خبر أهل التواتر.
كان الجواب: أن الفطر التي لم تتواطأ يمتنع اتفاقها على جحد ما يعلم بالبديهة، فأما مع المواطأة فلا يمتنع اتفاق خلق كثير على الكذب الذي يعلمون كلهم أنه كذب، وإن تضمن من جحد الحسيات والضروريات وإثبات نقيضها ما شاء الله. وأما في المذاهب فقد يجتمع على جحد الضروريات جمع كثير، إذا كان هناك شبهة أو هوى، فيكون عامتهم لم يفهموا ما قاله خاصتهم، مثل التعبير عن هذا [كذا] المسألة بنفي الجهة والحيز والمكان، فيظن عامتهم أن مرادهم تنزيه الله تعالى عن أن يكون محصورا في خلقه أو مفتقرا إلى مخلوق، فيوافقون على هذا المعنى الصحيح ظانين أنه مفهوم تلك العبارة
273
هذه المعاني الكلية هي كلية باعتبار مطابقتها لمفرداتها، كما يطابق اللفظ العام لأفراده. وأما هي في نفسها / فأعراض معينة، كل منها عرض معين قائم في نفس معينة، كما يقوم اللفظ المعين بالفم المعين، والخط المعين بالورق المعين، فالخط يطابق اللفظ، واللفظ يطابق المعنى الذهني، والمعنى يطابق الموجود الخارجي، وكل من تلك الثلاثة قد يقال له: عام وكلي ومطلق باعتبار شموله للأعيان الموجودة في الخارج، وأما هو في نفسه فشيء معين مشخص.
287
ومن المعلوم أن أصحاب فيثاغورس لما أثبتوا عددا مجردا قائما بنفسه أنكر ذلك عليهم جماهير العقلاء من إخوانهم وغيرهم، وكانوا أضعف قولا من أصحاب أفلاطن الذين أثبتوا الحقائق المجردة الكلية قائمة بأنفسها التي يسمونها (المثل الأفلاطونية)
304
فهؤلاء القائلون بأنه بذاته في كل مكان [كزهير الأثري وأبي معاذ التومني وأبي طالب المكي وغيرهم] على أقوال: منهم من يقول: له قدر، ومنهم من يقول: ليس له غاية ولا نهاية، ومنهم من يقول: هو جسم، ومنهم من يقول: ليس بجسم، ثم من هؤلاء من / يقول: إنه غير متناه من جميع الجوانب، وهو مع ذلك لا يخالط الأشياء، وأيضا فإنهم إذا قالوا: إنه يخالط الأشياء، قالوا: هذا لا يقدح في كماله، كما أن الشعاع لا يقدح فيه أنه فوق الأقذار.
309
ومن الناس من يقول: الحركة من خصائص الجسم، ومنهم من يقول: الحركة يوصف بها ما ليس بجسم، كمن يقول بإثبات نوع من الحركة للنفس، ويقول: إنها غير جسم، وكذلك قول من قال مثل ذلك في الواجب.
311
وقد تقدم قول الرازي: إن عامة الطوائف يلزمهم القول بحلول الحوادث وإن أنكروا ذلك
313
قول القائل: (إنه في مكان) لفظ فيه إجمال وتلبيس، والمثبتون لعلو الله على خلقه لا يحتاجون أن يطلقوا القول بأنه في مكان، بل منهم كثير لا يطلقون ذلك، بل يمنعون منه لما فيه من الإجمال.
316
وهؤلاء يريدون بالحيز تارة ما هو موجود، ويريدون به تارة ما هو معدوم، وكذلك لفظ المكان، لكن الغالب عليهم أنهم يريدون بالحيز ما هو معدوم، وبالمكان ما هو موجود، ولهذا يقولون: العالم في حيز وليس في مكان.
323
وما يذكر من هذه الأقوال ونحوها – وإن قيل إنه باطل – فالقائلون بغير ذلك بهذه الأقوال هم المعارضون لنصوص الكتاب والسنة وهم الذين يدعون أن معهم عقليات برهانية تنافي ذلك فإذا خوطبوا على موجب أصولهم وبين أنه ليس في العقليات ما ينافي النصوص الإلهية على كل مذهب، كان هذا من تمام نصر الله لرسوله وإظهار لنوره
324
والمقصود بيان فساد أمثال هذا الكلام بالحجج العقلية المحضة، فإن هؤلاء النفاة يستعينون على معارضة النصوص الإلهية بأقوال الفلاسفة وغيرها المخالفة لدين المرسلين فإذا احتُج لنصر النصوص الإلهية بما هو من هذا الجنس كان هذا خيرا من فعلهم.
324
ومن الناس من يقول بثبوت أبعاد لا نهاية لها
326
إذا قدر تعارض الأدلة السمعية كان الترجيح مع الأكثر الأقوى دلالة بلا ريب
332
أنتم تقولون: لم يقم دليل عقلي على نفي النقص عن الله تعالى، كما ذكر ذلك الرازي متلقيا له عن أبي المعالي وأمثاله، وإنما ينفون النقص بالأدلة السمعية، وعمدتهم فيه على / الإجماع، وهو ظني عندهم
333
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنه إذا كان عمدتهم الإجماع، فلا إجماع في موارد النزاع، ولا يجوز الاحتجاج بإجماع في معارضة النصوص الخبرية بلا ريب، فإن ذلك يستلزم انعقاد الإجماع على مخالفة النصوص، وذلك ممتنع في الخبريات، وإنما يدعيه من يدعيه في الشرعيات، ويقولون: نحن نستدل بالإجماع على أن النص منسوخ.
340
وقد ذُكر أن بعض المشايخ سئل عن تقريب ذلك إلى العقل، فقال للسائل: إذا كان باشق كبير، وقد أمسك برجله حمصة أليس يكون ممسكا لها في حال طيرانه، وهو فوقها ومحيط بها؟ فإذا كان مثل هذا ممكنا في المخلوق، فكيف يتعذر في الخالق؟
343
ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم، وهو يطلب مني حاجة وأنا أخاطبه في هذا المذهب كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجته حتى ضاق صدره، فرفع طرفه ورأسه إلى السماء، وقال: يا الله، فقلت له: أنت متحقق، لمن ترفع طرفك / ورأسك؟! وهل فوق عندك أحد؟! فقال: أستغفر الله، ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقاده يخالف فطرته، ثم بينت له فساد هذا القول، فتاب من ذلك، ورجع إلى قول المسلمين المستقر في فطرهم.
[تظهر هنا خبرة شيخ الإسلام التربوية الناجحة، فجزاه الله خيرا]
345
وإذا قيل: إن الحكم الواحد بالنوع يجوز أن يعلل بعلتين مختلفتين كما يعلل حل الدم بالردة والقتل والزنا، وكما يعلل الملك بالإرث والبيع والاصطياد وكما يعلل وجوب الغسل بالإنزال والإيلاج والحيض، فالوجوب الثابت بهذا السبب ليس هو بعينه الوجوب الثابت بهذا السبب، لكنه نظيره، مع أنهما يختلفان بحسب اختلاف الأسباب، فليس الملك الثابت بالإرث مساويا للملك الثابت بالبيع من كل وجه، بل له خصائص يمتاز بها عنه، وكذلك حل الدم الثابت بالردة ليس مساويا لحل الدم الثابت بالقتل، بل بينهما فروق معروفة.
وكذلك الغسل المشروع بالحيض مخالف للغسل المشروع بالإيلاج من بعض الوجوه، وأما الإنزال والإيلاج فهما نوع واحد.
347
فإن كل قول يكون أبعد عن الحق / تكون حجج صاحبه أضعف من حجج من هو أقل خطأ منه.
وقول المعطلة لما كان أبعد عن الحق من قول المجسمة، كانت حجج أهل التعطيل أضعف من حجج أهل التجسيم، ولما كان مرض التعطيل أعظم كان عناية الكتب الإلهية بالرد على أهل التعطيل أعظم، وكانت الكتب الإلهية قد جاءت بإثبات صفات الكمال على وجه التفصيل، مع تنزيهه عن أن يكون له فيها مثيل، بل يثبتون له الأسماء والصفات وينفون عنه مماثلة المخلوقات، ويأتون بإثبات مفصل ونفي مجمل
350
فأنت [أي الرازي] في غير موضع من كتبك ومن تقدمك كالغزالي وغيره تبينون فساد حجج المتكلمين على أن كل جسم محدث، وتقدحون فيها بما لا يمكن إبطاله، كما فعلت في المباحث المشرقية والمطالب العالية، بل كما فعل من بعدك كالآمدي والأرموي وغيرهما، وأنتم في مواضع أخر تقدحون في حجج من احتج على أن الجسم مركب وكل مركب فهو مفتقر بذاته، وتقدحون في أدلة الفلاسفة التي احتجوا بها على إمكان كل مركب كما فعل ذلك الغزالي في تهافت الفلاسفة وكما فعله الرازي والآمدي وغيرهما.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد السادس بحمد الله]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 03:02]ـ
[المجلد السابع]
3
والقول بأن الفلك مستدير هو قول جماهير علماء المسلمين، والنقل بذلك ثابت عن الصحابة والتابعين، بل قد ذكر أبو الحسين بن المنادي وأبو محمد بن حزم وابن الجوزي وغيرهم أنه ليس في ذلك خلاف بين الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء المسلمين، وقد نازع في ذلك طوائف من أهل الكلام والرأي من الجهمية والمعتزلة وغيرهم.
9
ألا ترى أن الأرض مع قولهم: إنها كرية فإن هذه الجهة التي عليها الحيوان والنبات والمعدن أشرف من الجهة التي غمرها الماء؟
10
وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من ليلة إلا والبحر يستأذن ربه في أن يغرق بني آدم فيمنعه ربه
[المحقق: لم أجد هذا الحديث]
12
الناس متنازعون في صفاته: هل بعضها أفضل من بعض، مع أنها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه؟ وهل بعض كلامه أفضل من بعض مع كمال الجميع؟
والسلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها كما دلت / على ذلك نصوص الكتاب والسنة
16
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما أن يكون في جوف السموات فليس هذا قول أهل الإثبات أهل العلم والسنة ومن قال بذلك فهو جاهل كمن يقول إن الله ينزل ويبقى العرش فوقه، أو يقول إنه يحصره شيء من مخلوقاته فهؤلاء ضلال كما أن أهل النفي ضلال.
[في هذا الكلام رد على من نسب إلى شيخ الإسلام أنه يقول إن الله محدود من الجهات الست!!]
19
وهؤلاء النفاة كثيرا ما يتكلمون بالأوهام والخيالات الفاسدة .... فإنك لا تجد أحدا سلب الله ما وصف به نفسه من صفات الكمال إلا وقوله يتضمن لوصفه بما يستلزم ذلك من النقائص والعيوب ولمثيله بالمخلوقات وتجده قد توهم وتخيل أوهاما وخيالات فاسدة غير مطابقة بنى عليها قوله من جنس هذا الوهم والخيال، وأنهم يتوهمون ويتخيلون أنه إذا كان فوق العرش كان محتاجا إلى العرش، كما أن الملك إذا كان فوق كرسيه كان محتاجا إلى كرسيه.
20
كما في شعر حسان:
تعالى علوا فوق عرشٍ إلهنا ............... وكان مكان الله أعلى وأعظما
24
وأما رفع البصر حال الدعاء خارج الصلاة ففيه نزاع بين العلماء، وإنما نهي عن رفع البصر في الصلاة لأنه ينافي الخشوع المأمور به في الصلاة.
..........
ورأى عمر رضي الله عنه رجلا يصلي وهو يلتفت فقال: لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه
26
القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ... / ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك؛ لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين. والأمور المعلومة بالضرورة عند السلف والأئمة وعلماء الدين قد لا تكون معلومة لبعض الناس إما لإعراضه عن سماع ما في ذلك من المنقول، فيكون حين انصرافه عن الاستماع والتدبر غير محصل لشرط العلم، بل يكون ذلك الامتناع مانعا له من حصول العلم بذلك كما يعرض عن رؤية الهلال فلا يراه، مع أن رؤيته ممكنة لكل من نظر إليه، وكما يحصل لمن لا يصغي إلى استماع كلام غيره وتدبره، لا سيما إذا قام عنده اعتقاد أن الرسول لا يقول مثل ذلك، فيبقى قلبه غير متدبر ولا متأمل لما به يحصل له هذا العلم الضروري.
ولهذا كان كثير من علماء اليهود والنصارى يؤمنون بأن محمدا رسول الله وأنه صادق ويقولون إنه لم يرسل إليهم بل إلى الأميين؛ لأنهم أعرضوا عن سماع الأخبار المتواترة والنصوص المتواترة التي تبين أنه كان يقول: إن الله أرسله إلى أهل الكتاب بل أكثرهم لا يقرون بأن الخليل بنى الكعبة هو وإسماعيل ولا أن إبراهيم ذهب إلى تلك الناحية، مع أن هذا من أعظم الأمور تواترا لإعراضهم.
وكثير من الرافضة تنكر أن يكون أبو بكر وعمر مدفونين عند النبي / صلى الله عليه وسلم، وفي الغالية من يقول: إن الحسن والحسين لم يكونا ولدين لعلي، وإنما ولدهما سلمان الفارسي، وكثير من الرافضة لا تعلم أن عليا زوّج بنته لعمر، ولا أنه كان له ابن كان يسمى عمر.
28
وبعض المعتزلة أنكر وقعة الجمل وصفين، وكثير من الناس لا يعلمون وقعة الحرة، ولا فتنة ابن الأشعث وفتنة يزيد بن المهلب ونحوها من الوقائع المتواترة المشهورة.
بل كثير من الناس بل من المنسوبين إلى العلم لا يعلمون مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم المتواترة المشهورة وترتيبها، وما كان فيه قتال أو لم يكن، فلا يعلمون أيما قبل بدر أو أحد؟ وأيما قبل الخندق أو خيبر؟ وأيما قبل فتح مكة أو حصار الطائف؟ ولا يعلمون هل كان في تبوك قتال أو لم يكن؟ ولا يعلمون عدد أولاد النبي صلى الله عليه وسلم الذكور والإناث، ولا يعلمون كم صام رمضان، وكم حج واعتمر؟ ولا كم صلى إلى بيت المقدس بعد هجرته؟ ولا أي سنة فرض رمضان؟ ولا يعلمون هل أمر بصوم يوم عاشوراء في عام واحد أو أكثر؟ ولا يعلمون هل كان يداوم على قصر الصلاة في السفر أم لا؟ ولا يعلمون هل كان يجمع بين الصلاتين وهل كان يفعل ذلك كثيرا أم قليلا؟
إلى أمثال هذه الأمور التي كلها معلومة بالتواتر عند أهل العلم / بأحواله وغيرهم ليس عنده فيها ظن فضلا عن علم بل ربما أنكر ما تواتر عنه.
29
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أن أئمة الجهمية النفاة والمعتزلة وأمثالهم من أبعد الناس عن العلم بمعاني القرآن والأخبار وأقوال السلف، وتجد أئمتهم من أبعد الناس عن الاستدلال بالكتاب والسنة وإنما عمدتهم في الشرعيات على ما يظنونه إجماعا مع كثرة خطئهم فيما يظنونه إجماعا وليس بإجماع، وعمدتهم في أصول الدين على ما يظنونه عقليات وهي جهليات، لا سيما مثل الرازي وأمثاله الذين يمنعون أن يستدل في هذه المسائل بالكتاب والسنة.
31
فأبو الحسين وأمثاله من المعتزلة وكذلك الغزالي والرازي وأمثالهما من فروع الجهمية، هم من أقل الناس علما بالأحاديث النبوية وأقوال السلف في أصول الدين وفي معاني القرآن وفيما بلغوه من الحديث حتى إن كثيرا منهم لا يظن أن السلف تكلموا في هذه الأبواب
32
فإن قيل: قلت إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول وأقوال السلف في تفسير القرآن وأصول الدين وما بلغوه عن الرسول ففي النفاة كثير ممن له معرفة بذلك
قيل: هؤلاء أنواع: نوع ليس لهم خبرة بالعقليات بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الحكم والدليل ويعتقدونها براهين قطعية وليس لهم قوة على الاستقلال بها بل هم في الحقيقة مقلدون فيها وقد اعتقد أقوال السلف أولئك فجميع ما يسمعونه من القرآن والحديث / وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك بل إما أن يظنوه موافقا لهم وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه
وهذه حال مثل أبي حاتم البستي وأبي سعد السمان المعتزلي ومثل أبي ذر الهروي وأبي بكر البيهقي والقاضي عياض وأبي الفرج بن الجوزي وأبي الحسن على ابن المفضل المقدسي وأمثالهم.
والثاني: من يسلك في العقليات مسلك الاجتهاد ويغلط فيها كما غلط غيره فيشارك الجهمية في بعض أصولهم الفاسدة، مع أنه لا / يكون له من الخبرة بكلام السلف والأئمة من هذا الباب ما كان لأئمة السنة وإن كان يعرف متون الصحيحين وغيرهما
وهذه حال أبي محمد بن حزم وأبي الوليد الباجي والقاضي أبي بكر بن العربي وأمثالهم
ومن هذا النوع بشر المريسي ومحمد بن شجاع الثلجي وأمثالهما
ونوع ثالث سمعوا الأحاديث والآثار وعظموا مذهب السلف وشاركوا المتكلمين الجهمية في بعض أصولهم الباقية ولم يكن لهم من الخبرة بالقرآن والحديث والآثار ما لأئمة السنة والحديث لا من جهة المعرفة والتمييز بين صحيحها وضعيفها ولا من جهة الفهم لمعانيها وقد ظنوا صحة بعض الأصول العقلية للنفاة الجهمية ورأوا ما بينهما من التعارض
وهذا حال أبي بكر بن فورك والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وأمثالهم /
ولهذا كان هؤلاء تارة يختارون طريقة أهل التأويل كما فعله ابن فورك وأمثاله في الكلام على مشكل الآثار
وتارة يفوضون معانيها ويقولون: تجرى على ظواهرها كما فعله القاضي أبو يعلى وأمثاله في ذلك
وتارة يختلف اجتهادهم فيرجحون هذا تارة وهذا تارة كحال ابن عقيل وأمثاله
وهؤلاء قد يدخلون في الأحاديث المشكلة ما هو كذب موضوع ولا يعرفون أنه موضوع وما له لفظ يدفع الإشكال مثل أن يكون رؤيا منام فيظنونه كان في اليقظة ليلة المعراج
ومن الناس من له خبرة بالعقليات المأخوذة عن الجهمية وغيرهم وقد شاركهم في بعض أصولها ورأى ما في قولهم من مخالفة الأمور المشهورة عند أهل السنة كمسألة القرآن والرؤية فإنه قد اشتهر عند العامة والخاصة أن مذهب السلف وأهل السنة والحديث: أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأن الله يرى في الآخرة فأراد هؤلاء أن يجمعوا بين نصر ما اشتهر عند أهل السنة والحديث وبين موافقة الجهمية في تلك الأصول العقلية التي ظنها صحيحة ولم يكن لهم من الخبرة المفصلة بالقرآن ومعانيه والحديث وأقوال الصحابة ما لأئمة السنة والحديث فذهب مذهبا مركبا من هذا وهذا وكلا الطائفتين ينسبه إلى التناقض /
وهذه طريقة الأشعري وأئمة أتباعه كالقاضي أبي بكر وأبي إسحاق الإسفراييني وأمثالهما ولهذا تجد أفضل هؤلاء كالأشعري يذكر مذهب أهل السنة والحديث على وجه الإجمال ويحكيه بحسب ما يظنه لازما ويقول: إنه يقول بكل ما قالوه وإذا ذكر مقالات أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم حكاها حكاية خبير بها عالم بتفصيلها
38
(يُتْبَعُ)
(/)
وعامة من تجده من طلبة العلم المنتسبين إلى فلسفة أو كلام أو تصوف أو فقه أو غير ذلك إذا عارض نصوص الكتاب والسنة بما يزعم أنه برهان قطعي ودليل عقلي وقياس مستقيم وذوق صحيح ونحو ذلك إذا حاققته وجدته ينتهي إلى تقليد لمن عظمه إذا كان من الأتباع أو إلى ما افتراه هو - أو توهمه - إن كان من المتبوعين
40
فمن أوتي العلم رأى أن ما أنزل إليه من ربه هو الحق، وأما من كان عنده ما يظنه علما وهو جهل فذاك يرى الأمر على خلاف ما هو عليه، مثل من زاغ فأزاغ الله قلبه وكان في قلبه مرض، فزاده الله مرضا
43
إذا تنازع الناس وادعى كل فريق أن قولنا هو الذي تشهد به الفطر السليمة لم يفصل بينهم إلا ما يتفقون على صدق شهادته إما كتاب منزل من السماء يحكم بينهم وإما شهادة فطر تقر الطائفتان أنها صحيحة الإدراك صادقة الخبر، فلا يحكم بين المتنازعين إلا حاكم يسلمان لحكمه.
53
وحكمه [أي الرسول] لازم للأمة باتفاق المسلمين، بل ذلك معلوم بالاضطرار من دينه، وإن كان بعض الناس / ينازع في الأمر المطلق: هل يفيد الإيجاب أم لا؟ فلم ينازع في أنه إذا بين في الأمر أنه للإيجاب يجب طاعته، ولا أنه إذا صرح ابتداء بالإيجاب تجب طاعته.
ولكن نزاعهم في مراده بالأمر المطلق: هل يعلم به أنه أراد به الإيجاب؟ فهذا نزاع في العلم بمراده، لا نزاع في وجوب طاعته فيما أراد به الإيجاب، فإن ذلك لا ينازع فيه إلا مكذب به.
54
فإذا أمر [أي الرسول] المسلمين أو نهاهم أمرا ونهيا علموا به مراده لم يكن لأحد منهم أن يعارض ذلك بفعله باتفاق العلماء، وإنما يتكلمون في تعارض دلالة القول والفعل إذا لم يعلموا مراده بالقول كما تكلموا في نهيه عن استقبال القبلة واستدبارها بغائط أو بول مع أنه قد رآه ابن عمر مستقبل الشام مستدبر الكعبة وهو يتخلى. فهنا قد يظن بعضهم أن نهيه ليس عاما بل خاص إذا لم يكن حائل، ويوفق بين القول والفعل ويظن بعضهم الفرق بين الاستقبال والاستدبار ويظن بعضهم أن أحدهما منسوخ لاعتقاده التعارض / ويظن بعضهم أن الفعل خاص له، فهذا كله لعدم علمهم بأن النهي عام محكم، وأما إذا علموا أن نهيه عام محكم غير منسوخ كانوا متفقين على أنه لا يعارض بفعله
58
لكن كانت معارضة ابن الزبعرى وأشباهه من جهة المعنى والقياس والاعتبار، أي إذا كانت آلهتنا دخلوا النار لكونهم معبودين وجب أن يكون كل معبود يدخل النار والمسيح معبود فيجب أن يدخلها فعارضوه بالقياس، والقياس مع وجود الفارق المؤثر قياس فاسد، فبين الله الفرق بأن المسيح عبد حي مطيع لله لا يصلح / أن يعبد [كذا والصواب يعذب] لأجل الانتقام من غيره، بخلاف الأوثان فإنها حجارة فإذا عذبت لتحقيق عدم كونها آلهة وانتقاما ممن عبدها كان ذلك مصلحة ليس فيها عقوبة لمن لا يصلح أن يعاقب.
60
إذ أصل هذا القياس الفاسد أن الشيئين إذا اشتركا وتشابها في بعض الأشياء لزم اشتراكهما وتماثلهما في غير ذلك مما ليس من لوازم الاشتراك، وهذا كله خطأ فاحش وبعضه أفحش من بعض، فالشيئان إذا اشتركا في شيء لزم أن يشتركا في لوازمه، فإن ثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم، فأما ما ليس من لوازمه فلا يجب اشتراكهما فيه.
65
وهذه السورة [أي ق] قد تضمنت من أصول الإيمان ما أوجبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها في المجامع العظام فيقرأ بها في خطبة الجمعة وفي صلاة العيد وكان من كثرة قراءته لها يقرأ بها في صلاة الصبح وكل ذلك ثابت في الصحيح.
66
والمقصود هنا أن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم كان يعارضه من / المؤمنين به والكفار من لا يكاد يحصى معارضة لا ترد عليه، ولم تكن إلا من جهل المعارض، ولم يكن في ظاهر الكلام الذي يقوله لهم ومفهومه ومعناها ما يخالفه صريح المعقول، بل كان المعارضون يعارضون بعقولهم ما لا يستحق المعارضة، فلو كان فيما بلغهم إياه عن الله من أسمائه وصفاته ونحو ذلك ما يخالف ظاهره صريح المعقول، لكان هذا أحق بالمعارضة وكان يمتنع في مستمر العادة أن مثل هذا لا يعارضه أحد لا معارضة دافع طاعن ولا معارضة مستشكل مسترشد، فكيف إذا كان ذلك يعارض القضايا العقلية التي بها علموا نبوته وأنه رسول الله إليهم؟ فكانت تكون المعارضة بذلك أولى أن تقع من الكفار والمسلمين.
76
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أن الباطل ليس له حد محدود، فلا يجب أن يخطر ببال أهل العقل والدين كل باطل، وأن يردوه، فإن هذا لا نهاية له، بخلاف ما هو حق معلوم بصريح العقل في حق الله تعالى، لا سيما إذا كان مما يجب اعتقاده، بل يتوقف تصديق الرسول على معرفته، فإن هذا يمتنع أن تكون العصور الفاضلة مع كثرة أهلها وفضلهم عقلا ودينا لم يعلموها ولم يقولوها.
77
ولهذا لم تظهر في أمة من الأمم أقوال باطلة إلا كان فيهم من يعرف بطلان ذلك، فيتكلم بذلك مع من يثق به وإن وافق في الظاهر لغرض من الأغراض.
ولهذا تجد خلقا من الرافضة والإسماعيلية والنصيرية يعلمون في الباطن فساد قولهم ويتكلمون بذلك مع من يثقون به.
وكذلك بين النصارى خلق عظيم يعلمون فساد قول النصارى وكذلك بين اليهود.
وهذه الأمة قد كان فيها في القرون الثلاثة منافقون لا يعلم عددهم إلا الله، وقد جاورهم من المشركين وأهل الكتاب أمم أخر، وهم طوائف متباينة، فما يمكن أحدا أن ينقل أنه كان قبل الجعد بن درهم وجهم بن صفوان من ظهر عنه القول بأن العقول تنافي ما في القرآن من إثبات العلو والصفات، أو بعض الصفات، لا من المؤمنين ولا من أهل الكتاب ولا من سائر الكافرين.
[هذا فيه رد على من زعم أن من السلف من يقول: إن الشرع قد يأتي بما يناقض العقل!]
79
وقد ذكروا أن / أساطين الفلاسفة كفيثاغورس وسقراط وأفلاطن قدموا الشام وتعلموا الحكمة من لقمان وأصحاب داود وسليمان.
80
ومن اعتبر الأمور وجد الرجل يصنف كتابا في طب وحساب أو نحو أو فقه أو ينشئ خطبة أو رسالة أو ينظم قصيدة أو أرجوزة فيلحن فيه لحنة أو يغلط في المعنى غلطة، فلا يسكت الناس حتى يتكلموا فيه ويبينوا ذلك، ويخرجون من الحق إلى زيادة من الباطل وإن كان صاحب ذلك الكلام لا يدعوهم إلى طاعته واستتباعه ويذم من يخالفه فضلا عن أن يكفره ويبيح قتاله وشتمه، فإذا كان الذي جاء بالقرآن ودعا الناس إلى طاعته واستتباعه وأن يكون هو المطاع الذي لا ينبغي مخالفته في شيء دق ولا جل ويقول: إن السعادة لمن أطاعه والشقاء لمن خالفه ويعظم مطيعيه ويعدهم بكل خير ويلعن مخالفيه ويبيح دماءهم وأموالهم وحريمهم، فمن المعلوم أن مثل هذه الدعوى لا يدعيها إلا أكمل الناس وأحقهم بها، وهم الرسول الصادقون أو أكذب الناس وأبعدهم عنها كالمتنبئين الكاذبين، / ومعلوم أن صاحب هذه الدعوة تعاديه النفوس وتحسده، كما قال ورقة بن نوفل .... ومعلوم أن أعداء من يقول مثل هذا إذا كان المفهوم من كلامه والظاهر من خطابه هو كذب على الله ووصفه بما يجب تنزيهه عنه وبما يعلم بصريح العقل أن الله منزه عنه وأنه من وصفه بذلك كان قائلا من التشبيه والتجسيم بما يخالف صريح العقل بل يكون صاحبه كافرا كاذبا مفتريا على الله، كان هذا من أعظم ما تتوفر الهمم والدواعي على معارضته به والطعن في ذلك والقدح في نبوته به.
83
ومن المعلوم أن أخبار الصادقين وشهاداتهم وإثباتاتهم تتعاون وتتعاضد وتتناصر وتتساعد، لا تتناقض ولا تتعارض، وإن قدر أن / أحدهم يغلط خطأ أو يكذب أحيانا، فلا بد أن يظهر خطؤه وكذبه، وهذا مما استقراه الناس في أحاديث المحدثين للأحاديث النبوية، لا يعرف أن أحدا منهم غلط أو كذب إلا وظهر لأهل صناعته كذبه أو خطؤه.
وكذلك الناظرون أهل النظر والاستدلال في الأدلة السمعية أو العقلية ما يكاد يغلط غالط منهم إلا ويعرف الناس غلطه من أبناء جنسه وغيرهم.
88
ومن المعلوم لمن له عناية بالقرآن [كذا] أن جمهور اليهود لا تقول إن عزير [ا ا] بن الله، وإنما قاله طائفة منهم، كما قد نقل أنه قاله فنحاص بن / عازورا، أو هو وغيره.
وبالجملة إن قائلي ذلك من اليهود قليل، ولكن الخبر عن الجنس.
[يشير إلى قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله}، ومن هذا الباب أيضا {كذبت قوم نوح المرسلين} أي جنس المرسلين]
94
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعلوم عند أهل الكتاب أن قدماءهم لم يكونوا ينكرون ما في التوراة من الصفات، وإنما حدث فيهم بعد ذلك لما صار فيهم جهمية: إما متفلسفة مثل موسى بن ميمون وأمثاله، وإما معتزلة مثل أبي يعقوب البصير وأمثاله، فإن اليهود لهم بالمعتزلة اتصال وبينهما اشتباه، ولهذا كانت اليهود تقرأ الأصول الخمسة التي للمعتزلة ويتكلمون في أصول اليهود بما يشابه كلام المعتزلة، كما أن كثيرا من زهاد الصوفية يشبه النصارى ويسلك في زهده وعبادته من الشرك والرهبانية ما يشبه سلوك النصارى
97
ولهذا أثبت الأشعري الصفات الخبرية بالسمع، وأثبت بالعقل الصفات العقلية التي تعلم بالعقل والسمع، فلم يثبت بالعقل ما جعله معارضا للسمع، بل ما جعله معاضدا له، وأثبت بالسمع ما عجز عنه بالعقل.
97
والذي كان أئمة السنة ينكرونه على ابن كلاب والأشعري بقايا من التجهم والاعتزال؛ مثل اعتقاد صحة طريقة الأعراض وتركيب الأجسام وإنكار اتصاف الله بالأفعال القائمة التي يشاؤها ويختارها وأمثال ذلك من المسائل التي أشكلت على من كان أعلم من الأشعري بالسنة والحديث وأقوال السلف والأئمة كالحارث المحاسبي وأبي علي الثقفي وأبي بكر بن إسحاق الصبغي مع أنه قد قيل: إن / الحارث رجع عن ذلك وذكر عنه غير واحد ما يقتضي الرجوع عن ذلك، وكذلك الصبغي والثقفي قد روي أنهما استتيبا فتابا.
106
المعتزلة لما نصروا الإسلام في مواطن كثيرة وردوا على الكفار بحجج عقلية، لم يكن أصل دينهم تكذيب الرسول ورد أخباره ونصوصه، لكن احتجوا بحجج عقلية إما ابتدعوها من تلقاء أنفسهم وإما تلقوها عمن احتج بها من غير أهل الإسلام فاحتاجوا أن يطردوا أصول أقوالهم التي احتجوا بها لتسلم عن النقص [النقض] والفساد فوقعوا في أنواع من رد معاني الأخبار الإلهية وتكذيب الأحاديث النبوية.
118
يؤيد هذا أنهم يقولون: اللفظ المشهور في اللغة الذي يتداوله الخاص والعام لا يجوز أن يكون موضوعا بإزاء المعنى الدقيق الذي لا يفهمه إلا خواص الناس، وهذا مما استدل به نفاة الأحوال على مثبتيها وقالوا: المعروف في اللغة أن الحركة هي كون الجسم متحركا، وأما ما يدعونه من أن الحركة أمر يوجب كون الجسم متحركا فهذا المعنى لا يفهمه إلا الخاصة، فضلا عن أن يعلموا أن لفظ الحركة موضوع له.
123
دلالة الخطاب إنما تكون بلغة المتكلم وعادته المعروفة في خطابه، لا بلغة وعادة واصطلاح أحدثه قوم آخرون بعد انقراض عصره وعصر الذين خاطبهم بلغته وعادته
139
ولهذا تجد كثيرا من هؤلاء النفاة يصنف في الشرك والسحر وعبادة الكواكب والأوثان، وفي النفاق والزندقة التي توجد في كلام كثير من الفلاسفة وغيرهم، بل يخضع لهؤلاء الكفار والمنافقين ويذل لهم، ويريد أن يعلو على المؤمنين ويقهرهم، وإن كان هذا بسبب ضعف من قاتله من المؤمنين وتفريطهم وعداوتهم، كما أن قهر أولئك الكفار له كان بسبب ضعفه الحاصل من تفريطه وعدوانه فالذم لاحق له بقدر ما فرط فيه من حقوق الله وتعداه من حرمات
147
هجران أحمد للحارث لم يكن لهذا السبب الذي ذكره أبو حامد [يقصد قوله: ألست تحكي بدعتهم]، وإنما هجره لأنه كان على قول ابن كلاب الذي وافق المعتزلة / على صحة طريق الحركات وصحة طريق التركيب، ولم يوافقهم على نفي الصفات مطلقا، بل كان هو وأصحابه يثبتون أن الله فوق الخلق عال على العالم موصوف بالصفات، ويقررون ذلك بالعقل وإن كان مضمون مذهبه نفي ما يقوم بذات الله تعالى من الأفعال وغيرها مما يتعلق بمشيئته واختياره، وعلى ذلك بنى كلامه في مسألة القرآن.
148
ثم ذكر غير واحد أن الحارث رجع عن ذلك كما ذكره معمر بن زياد في أخبار / شيوخ أهل المعرفة والتصوف، وذكر أبو بكر الكلاباذي في كتاب التعرف لمذاهب التصوف عن الحارث المحاسبي أنه كان يقول: إن الله يتكلم بصوت، وهذا يناقض قول ابن كلاب.
149
وأبو حامد ليس له من الخبرة بالآثار النبوية والسلفية ما لأهل المعرفة بذلك، الذين يميزون بين صحيحه وسقيمه، ولهذا يذكر في كتبه من الأحاديث والآثار الموضوعة والمكذوبة ما لو علم أنها موضوعة لم يذكرها.
153
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الذي ذكره أبو المعالي من إنكار القياس في المعقولات وافقه عليه طائفة من المتأخرين كأبي حامد والرازي وأبي محمد المقدسي، وقالوا: قياس التمثيل إنما يكون في الشرعيات. والمنطقيون قد يدعون أن قياس التمثيل في العقليات إنما يفيد الظن، وأما جمهور العقلاء فعلى أنه لا فرق بين قياس الشمول وقياس التمثيل في إفادة العلم والظن، فإن ما يجعل في قياس الشمول حدا أوسط يجعل في قياس التمثيل مناط الحكم، ويسمى العلة والوصف والمشترك.
153
حتى قال أبو البقاء العكبري لمن قرأ عليه كتاب (البرهان): هذا النقل ليس بصحيح عن مذهب الإمام أحمد، وهو كما قال، فإن أحمد لم ينه عن نظر في دليل عقلي صحيح يفضي إلى المطلوب، بل في كلامه في أصول الدين في الرد على الجهمية وغيرهم من الاحتجاج بالأدلة العقلية / على فساد قول المخالفين للسنة ما هو معروف في كتبه وعند أصحابه.
ولكن أحمد ذم من الكلام البدعي ما ذمه سائر الأئمة وهو الكلام المخالف للكتاب والسنة والكلام في الله ودينه بغير علم.
157
وأبو عمر من أعلم الناس بالآثار والتمييز بين صحيحها وسقيمها.
163
[الغزالي] وأما منفعته [الكلام] فقد يُظن أن فائدته كشف الحقائق ومعرفتها على ما هي عليه، وهيهات، فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف، وهذا إذا سمعته من محدث أو حشوي ربما خطر ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا، فاسمع هذا ممن خبر الكلام ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة، وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين، وجاوز ذلك إلى التعمق في علوم أخرى سوى نوع الكلام، وتحقق أن الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود.
[نقل نفيس جدا عن الغزالي]
167
والمناظرة المحمود نوعان والمذمومة نوعان
171
ولكن ليس كل من عرف الحق إما بضرورة أو بنظر أمكنه أن يحتج على من ينازعه بحجة تهديه أو تقطعه، فإن ما به يعرف الإنسان الحق نوع وما به يعرّفه [يعرّف] به غيره نوع، وليس كل ما عرفه الإنسان أمكنه تعريف غيره به، فلهذا كان النظر أوسع من المناظرة، فكل ما يمكن المناظرة به يمكن النظر فيه، وليس كل ما يمكن النظر فيه يمكن مناظرة كل أحد به.
174
ومنشأ الباطل من نقص العلم أو سوء القصد، كما قال تعالى: {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس} ومنشأ الحق من معرفة الحق والمحبة له
209
[الأشعري] من قِبَل أن الأعراض لا يصح الاستدلال بها إلا بعد رتب كثيرة يطول الخلاف فيها ويدق الكلام عليها
213
[الأشعري] ولذلك كان أحدهم يرحل إلى البلاد البعيدة في طلب الكلمة تبلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرصا على معرفة الحق من وجهه وطلبا للأدلة الصحيحة فيه حتى تثلج صدورهم بما يعتقدونه وتسكن نفوسهم إلى ما يتدينون به ويفارقوا بذلك من ذمه الله في تقليده لمن يعظمه من سادته بغير دلالة تقتضي ذلك.
232
وأنه على هذا التقدير لا يُنفى [الصواب لا يبقى] لهم دليل على إثبات واجب الوجود
233
والهيولى في لغتهم معناه المحل، وتصرفهم فيه بحسب عرفهم الخاص، كتصرف متكلمي العرب في اللغة المعرَّبة
235
فبحث الأشعري مع المعتزلة في هذه الطريقة من جنس بحوثه / معهم في غير ذلك من أصولهم، فإنه يبين تناقضهم ويلزمهم فيما نفوه نظير ما يلزمونه لأهل الإثبات فيما أثبتوه، فيستفاد من مناظرته لهم معرفة فساد كثير من أصولهم، ولكن سلم لهم أصولا وافقهم عليها، مثل تسليمه لهم صحة طريق الأعراض مع طولها، ومثل إثباته للصانع بهذه الطريق التي هي من جنسها، وبنى ذلك على إثبات الجوهر الفرد فلزم من تسليمه ذلك لهم لوازم أراد أن يجمع بينها وبين ما أثبته من الرؤية وإثبات الكلام والصفات والعلو لله تعالى، فقال جمهور طوائف العقلاء من أهل السنة والحديث وغيرهم ومن المعتزلة والفلاسفة غيرهم: إن هذه مناقضة مخالفة لصريح المعقول.
237
وجاء كثير من أتباعه المتأخرين كأتباع صاحب الإرشاد فأعطوا الأصول التي سلمها للمعتزلة حقها من اللوازم فوافقوا المعتزلة على موجبها وخالفوا شيخهم أبا الحسن وأئمة أصحابه فنفوا الصفات الخبرية ونفوا العلو، وفسروا الرؤية بمزيد علم لا ينازعهم فيه المعتزلة، وقالوا: ليس بيننا وبين المعتزلة خلاف في المعنى، وإنما خلافهم مع المجسمة، وكذلك قالوا في القرآن إنه القرآن الذي قالت المعتزلة إنه مخلوق نحن نوافقهم على خلقه، ولكن ندعي ثبوت معنى آخر وأنه واحد قديم.
240
فموافقتي للسلف والأئمة في إثبات الرؤية والعلو والمباينة مع موافقتي للكتاب والسنة أولى من موافقتك على هذه المقدمة، وهي امتناع وجود ما لا يتناهى، فإن هذه المقدمة لكل طائفة فيها قولان، فللفلاسفة فيها قولان، وللمعتزلة فيها قولان، وللأشعرية فيها قولان، ولأهل السنة والحديث والفقه قولان.
وأكثر العقلاء على جواز وجود ما لا يتناهى في الجملة، لكن منهم / من يجوز ذلك في الماضي كما يجوزه في المستقبل، ومنهم من يجوزه في المستقبل دون الماضي، والأدلة الدالة على امتناع ذلك قد عرف ضعفها.
249
وروى [ابن عساكر] عن الشافعي قال: ما ناظرت أحدا أحببت أن يخطئ إلا صاحب بدعة، فإني أحب أن ينكشف أمره للناس.
250
وأهل المقالات متفقون على أن حفصا لم يكن من نفاة القدر بل من / مثبتيه، وقد ظن البيهقي وغيره أنه إنما ذم مذهب القدرية
255
قال الحسين [بن الفضل البجلي]: فأعلمته [زهير بن حرب] ما يجب من القول، وقلت له: قد كان المكي [عبد العزيز الكناني صاحب الحيدة] يختلف إليكم ويقول لكم إني أعلم من هذا الباب ما لا تعلمون، فتعلموا ذلك مني فتحملكم الرياسة على ترك ذلك، ويقول لكم: يكون لكم ما تعلمتموه مني عدة تعتدونها لأعدائكم، فإن هجموا لم تحتاجوا إلى طلب العدة وإن لم يحضركم الأعداء لم يضركم الإعداد للعدة / فتأبون ذلك والحجة في هذا الباب كيت وكيت.
فقال: والله لوددت أني كنت أعلم هذا كما تعلمه يوم دخلت على المأمون وأن ثلث روايتي ساقطة عني
[هذا فيه بيان أن ذم السلف للكلام لا يشمل النظر الصحيح في العقليات]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 03:03]ـ
261
ومن لغة العرب أن لفظ المصدر يعبّر به عن المفعول كثيرا، كما يقولون: درهم ضرب الأمير
263
حتى ابن عقيل وابن الجوزي وأمثالهما إذا مالوا إلى قول المعتزلة سلكوا هذا المسلك وقالوا: هذه آيات الإضافات لا آيات الصفات، كما ذكر ذلك ابن عقيل في كتابه المسمى (بنفي التشبيه وإثبات التنزيه) وذكره أبو الفرج بن الجوزي في (منهاج الوصول) وغيره، وهذا قول ابن حزم وأمثاله ممن وافقوا الجهمية على نفي الصفات وإن كانوا منتسبين إلى الحديث والسنة.
265
والفرق بين البابين أن المضاف إذا كان معنى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات وجب أن يكون صفة لله تعالى قائما به وامتنع أن تكون إضافته إضافة مخلوق مربوب وإن كان المضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبريل وأرواح بني آدم امتنع أن تكون صفة لله تعالى لأن ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره.
271
ثم ما أخبر به عن نفسه ... أفضل مما أخبر به عن خلقه ... وهذا أصح القولين لأهل السنة وغيرهم وهو قول جمهور العلماء من الأولين والآخرين فإن طائفة من المنتسبين إلى السنة وغيرهم يقولون: إن نفس كلام الله تعالى لا يتفاضل في نفسه بناء على أنه قديم، والقديم لا يتفاضل ..... / ...... والصواب الذي عليه جمهور السلف والأئمة أن بعض كلام الله أفضل من بعض كما دل على ذلك الشرع والعقل.
280
[الخطابي في الغنية] ثم إني تدبرت هذا الشأن، فوجدت عظم السبب / فيه أن الشيطان صار اليوم بلطيف حيلته يسول لكل من أحس من نفسه بزيادة فهم وفضل ذكاء وذهن ويوهمه أنه إن رضي في علمه ومذهبه بظاهر من السنة واقتصر على واضح بيان منها كان أسوة للعامة وعد واحدا من الجمهور والكافة، وأنه قد ضل فهمه واضمحل لطفه وذهنه، فحركهم بذلك على التنطع في النظر والتبدع لمخالفة السنة والأثر ليبينوا بذلك عن طبقة الدهماء ويتميزوا في الرتبة عمن يرونه دونهم في الفهم والذكاء، فاختدعهم بهذه المقدمة حتى استزلهم عن واضح المحجة وأورطهم في شبهات تعلقوا بزخارفها وتاهوا / عن حقائقها ولم يخلصوا منها إلى شفاء نفس ولا قبلوها بيقين علم
284
كما قال بعض السلف: يكاد المؤمن ينطق بالحكمة وإن لم يسمع فيها بأثر، فإذا جاء الأثر كان نورا على نور.
291
وكما أصاب كثيرا من الناس مع الولاة الذين أحدثوا الظلم، فإنهم تارة يوافقونهم على بعض ظلمهم فيعاونونهم على الإثم والعدوان، وتارة يقابلون ظلمهم بظلم آخر، فيخرجون عليهم / ويقاتلونهم بالسيف، وهو قتال الفتنة، فمن الناس من يوافق على الظلم ولا يقابل الظلم مثل ما كان بعض أهل الشام ومنهم من كان يقابله بالظلم والعدوان ولا يوافق على حق ولا على باطل كالخوارج ومنهم من كان تارة يوافق على الظلم وتارة يدفع الظلم بالظلم مثل حال كثير من أهل العراق.
312
النظر في الدليل الفاسد يستلزم الجهل المركب لا محالة
314
[الخطابي] كقول الشاعر فيهم:
حجج تهافتُ كالزجاج تخالها ............ حقا وكلٌ كاسر مكسور
315
[كلام الخطابي في التواتر المعنوي]
319
وذلك الوصف الذي علق به الحكم يسمونه علة وسببا وداعيا وموجبا ومناطا وباعثا وأمارة وعلامة ومشتركا وأمثال ذلك
320
ولهذا كل متكلم في كليات مقدرة لا يتصور أعيانها الموجودة في الخارج فإما أن يكون كلامه قليل الفائدة بل عديمها وإما أن يكون كثير الخطأ والغلط، وإما أن يجتمع فيه الأمران
322
فإن من قال: كل نار فإنها تحرق ما لاقته، إنما قاله لأجل إحساسه بما أحس به من جزئيات هذا الكلي، وقد انتقض ذلك عليه بملاقاتها للياقوت والسمندل وغير ذلك
324
فطرق العلم ثلاث:
أحدها: الحس الباطن والظاهر، وهو الذي تعلم به الأمور الموجودة بأعيانها.
والثاني: الاعتبار بالنظر والقياس وإنما يحصل العلم به بعد العلم بالحس، فما أفاده الحس معينا يفيده العقل والقياس كليا مطلقا، فهو لا يفيد بنفسه علم شيء معين، لكن يجعل الخاص عاما والمعين مطلقا فإن الكليات إنما تعلم بالعقل كما أن المعينات إنما تعلم بالإحساس.
والثالث: الخبر والخبر يتناول الكليات والمعينات والشاهد والغائب فهو أعم وأشمل، لكن الحس والعيان أتم وأكمل.
325
وقد تنازع الناس في السمع والبصر أيهما أكمل
(يُتْبَعُ)
(/)
...... والتحقيق في هذا الباب أن العيان أتم وأكمل والسماع أعم وأشمل، فيمكن أن يعلم بالسماع والخبر أضعاف ما يمكن علمه بالعيان والبصر أضعافا مضاعفة، ولهذا كان الغيب كله إنما يعلم بالسماع والخبر، ثم يصير المغيب شهادة، والمخبَر عنه معاينا، وعلم اليقين عين اليقين.
325
والمقصود هنا أن الخبر أيضا لا يفيد إلا مع الحس أو العقل
329
ولهذا يقال: العلم ما قام عليه الدليل، والنافع منه ما جاء به الرسول
331
[الخطابي] والأصل في مذاهب الناس كلهم ثلاث مقالات: القول بالحس حسبُ وهو مذهب الدهرية، فإنهم قالوا بما يدركه الحس، ولم يقولوا بمعقول ولا خبر، وقال قوم بالحس والمعقول حسب ولم يقولوا بالخبر، وهو مذهب الفلاسفة، لأنهم لا يثبتون / النبوة، وقال أهل المقالة الثالثة بالحس والنظر والأثر وهم جماعة المسلمين وهو قول علمائنا وبه نقول
335
وأما ما ذكره الخطابي من القياس والاعتبار في الأحكام الشرعية وأن الكتاب والسنة لم يستوفيا بيان جميع ما يحتاج إليه الناس نصا، فهذا كلام في القياس العملي الشرعي وهو مبسوط في موضعه.
والناس في هذا بين إفراط وتفريط، كما هم كذلك في القياس العقلي الخبري، فطائفة تزعم أن أكثر الحوادث لا تتناولها النصوص، بل إنما تعلم بالقياس، وطائفة بآرائهم يزعمون أن القياس كله باطل حتى يردون الاستدلال المسمى بتنقيح المناط ويردون قياس الأولى، وفحوى الخطاب والعلة المنصوصة ويرجعون إلى العموم واستصحاب الحال.
وكل من الطائفتين مخطئة غالطة، فإن الطائفة الأولى بخست الكتاب والسنة حقهما، وقصرت في معرفتهما وفهمهما، واعتصمت بأنواع من الأقيسة الطردية التي لا تغني من الحق شيئا أو بتقليد قول من لا تعرف حجة قائله.
وكثيرا ما تجد هؤلاء إذا فتشت حجتهم إنما هي مجرد دعوى بأن يظن أحدهم أن الحكم الثابت في الأصل معلق بالوصف المشترك، من غير دليل يدله على ذلك، بل بمجرد اشتباه قام في نفسه، / أو بمجرد استحسان ورأي ظن به أن مثل ذلك الحكم ينبغي تعليقه بذلك الوصف، وأحدهم يبني الباب على مثل هذه القواعد، التي متى حوقق عليها سقط بناؤه، وربما تمسكوا من الآثار الضعيفة بما يعلم أهل المعرفة بالأثر أنه من الموضوع المكذوب فضلا عن أن يكون من كلام المعصوم، وقد يتمسكون بما يظهر لهم من ألفاظ المعصوم ولا تكون دالة على ما فهموه.
وأما الطائفة الثانية فتعتصم من استصحاب الحال ونفي الحكم لعدم دليله في زعم أحدهم مع ظهور الأدلة الشرعية بما يبين به فساد قولها ويفرق بين المتماثلين تفريقا لا يأتي به عاقل، فضلا عن نبي معصوم، وتجمد على ما تراه ظاهر النص مع خطئها في فهم النص ومراد قائله، وتسلب الشريعة حِكَمها ومحاسنها ومعانيها وتضيف إلى الله ورسوله من التحكم المنافي للعدل والإحسان ما يجب أن ينزه عنه الملك العادل والرجل العاقل.
والناس كلهم متفقون على الاجتهاد والتفقه، الذي يحتاج فيه إلى إدخال القضايا المعينة تحت الأحكام الكلية العامة، التي نطق بها الكتاب والسنة، وهذا هو الذي يسمَّى تحقيق المناط، كالاجتهاد في تعيين القبلة عند الاشتباه والاجتهاد في عدل الشخص المعين والنفقة بالمعروف للمرأة المعينة والمثل لنوع الصيد أو للصيد المعين، والمثل الواجب في إتلاف المال المعين، وصلة الرحم الواجبة ودخول أنواع / من المسكرات في اسم الخمر وأنواع من المعاملات في اسم الربا والميسر، وأمثال ذلك مما فيه إدخال أعيان تحت نوع وإدخال نوع خاص تحت نوع أعم منه.
فهذا الاجتهاد مما اتفق عليه العلماء وهو ضروري في كل شريعة
338
ونفاة القياس المعروفون بالسنة لا ينازعون في العموم وإن سماه المسمي قياسا كليا بل هو عمدتهم وعصمتهم هو واستصحاب الحال، فهذا نوع. ومن نازع في القياس والعموم جميعا كما فعل ذلك من فعله من الرافضة فهؤلاء سدوا على أنفسهم طريق معرفة الأحكام، فلهذا يحتجون بما يزعمون أنه قول المعصوم، ومن الناس من يظن أن العلة المنصوصة هي المسماة بتحقيق المناط وهي داخلة فيه وليس كذلك فإن هذه فيها نزاع.
339
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا النوع يقر به كثير من منكري القياس أو أكثرهم وكثير من الفقهاء لا يسميه قياسا بل يثبتون به الكفارات والحدود وإن كانوا لا يثبتون ذلك بالقياس، فإنه / هنا قد علم يقينا أن الحكم ليس مخصوصا بمورد النص، فلا يجوز نفيه عما سواه بالاتفاق، كما يمكن ذلك في صور القياس المحض المسمى بتخريج المناط، فإنه لما نهى عن التفاضل في الأصناف الستة لم يعلم أن حكم غيرها حكمها، إلا بدليل يدل على ذلك، ولهذا كان بعض نفاة القياس لما حكموا في مثل هذا بأن الحكم مخصوص بفأرة وقعت في سمن دون سائر الميتات والنجاسات الواقعة في سائر المائعات ظهر خطؤهم يقينا، فإن الشارع صلوات الله عليه لم يعلق الحكم في خطابه بفأرة وقعت في سمن، ولكن السائل سأله عن ذلك، والسائل إذا سأل عن حكم عين معينة أو نوع باسمه لم يجب أن يكون الحكم معلقا مختصا بما سأل عنه السائل، بل قد يكون ما سأل عنه السائل داخلا في حكم عام
.........
وهنا يظهر تفاضل العلماء بما آتاهم الله من العلم، فمن استخرج المناط الذي دل عليه الكتاب والسنة دل على فهمه لمراد الرسول صلى الله عليه وسلم مثل أن يقول القائل: الحكم هنا ليس متعلقا بمجرد الميتة بل بالخبيث الذي قال الله تعالى فيه {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} ..... / .... والمقصود هنا أن مثل هذا لا يرده إلا جهلة نفاة القياس، وكذلك العلة المنصوصة، وكذلك القياس في معنى الأصل، وقياس الأولى، وأما القياس الذي يستخرج علة الأصل فيه بالمناسبة فهذا محل اجتهاد، ولهذا تنازع الفقهاء القياسون من أصحاب أحمد وغيرهم في ذلك، فمنهم من لا يقول إلا بالعلة المنصوصة، ومنهم من يقول بالمؤثر / وهو ما نص على تأثيره في نظير ذلك الحكم، كالصغر فإنه قد علم أن الشارع علق به ولاية المال فإذا علق به ولاية النكاح كان هذا إثباتا لعلة هذا الحكم بنظيره المؤثر، وأما إذا لم يكن مؤثرا فهو الذي يسمونه المناسب الغريب، وفيه قولان مشهوران، فإنه استدلال على أن الشرع علق الحكم بالوصف لمجرد ما رأيناه من المصلحة.
342
ومن تدبر الأدلة الشرعية منصوصا ومستنبطها تبين له أن القياس الصحيح هو التسوية بين المتماثلين وهو من العدل الذي أمر الله به ورسوله وأنه حق لا يجوز أن يكون باطلا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث بالعدل فلم يسو بين شيئين في حكم إلا لاستوائهما فيما يقتضي تلك التسوية، ولم يفرق بين اثنين في حكم إلا لافتراقهما فيما يقتضي ذلك الفرق، ولا يجوز أن يتناقض قياس صحيح ونص صحيح، كما لا يتناقض معقول صريح ومنقول صحيح، بل إذا ظن بعض الناس تعارض النص والقياس كان أحد الأمرين لازما إما أن القياس فاسد وإما أن النص لا دلالة له.
343
والتماثل والاختلاف ثابت في نفس الأمر، وقد نصب الله عليه أدلة تدل عليه
348
وأما الذين سماهم [ابن رشد] بالحشوية فهذا الذي ذكره عنهم إن أريد به أن الإيمان بوجود الرب تبارك وتعالى يكفى فيه مجرد إخبار من لم يُعلم صدقه بعد، فهذا قول لا يقوله عاقل يعقل ما يقول، فضلا عن أن يكون هذا قول طائفة لها قول، أو قول سلف الأمة وأئمتها، ولكن غاية ما قد يقال: إن الجزم بوجود الرب تعالى يكفي في الإيمان بأي طريق من الطرق حصل ذلك
348
وقد تنازع الناس في الجزم هل يمكن أن يكون بغير علم أم لا؟ وهل يحصل الإيمان بدون العلم به أم لا؟ وإذا حصل الإيمان بدون العلم فهل يجب بعد ذلك طلب العلم به أم لا؟
وتنازعوا في العلم به هل يحصل ضرورة وموهبة أم لا يحصل إلا كسبا، ونحو ذلك من المسائل التي ليس هذا موضعها.
351
لفظ الحشوية أول ما عرف الذم به من كلام المعتزلة ونحوهم، رووا عن عمرو بن عبيد أنه قال: كان عبد الله بن عمر حشويا وهم يسمون العامة الحشو كما تسميهم الرافضة والفلاسفة الجمهور ويسمون مذهب الجماعة مذهب الحشو
361
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما ذكره من أن الحجاج الذي في القرآن يكتفي به العامي وإن لم يكن فيه الغلبة والفلج فهذا الكلام يقوله مثل هذا الرجل [أبو الحسن الطبري المعروف بالكيا] وأمثاله من أهل الكلام الجاهلين بحقائق ما جاء به التنزيل وما بعث به الرسول، حتى قد يقول بعضهم: إن الطريقة البرهانية ليست في القرآن، وهؤلاء جهلهم بمعاني الأدلة البرهانية التي دل عليها القرآن كجهلهم بحقائق ما أخبر به القرآن، بل جهلهم بحقائق ما دل عليه الشرع من الدلائل العقلية والمطالب الخبرية أعظم من جهلهم بما سلكوه من الطرق البدعية التي سموها عقلية.
وقد رأيت في كلام هذا الرجل وأمثاله من ذلك عجائب يخالفون بها صريح المعقول مع مخالفتهم لصحيح المنقول، ونقص علمهم وإيمانهم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
362
وقد بينا في غير هذا الموضع أن الطرق التي جاء بها القرآن هي الطرق البرهانية التي تحصّل العلم في المطالب الإلهية
366
اللات لأهل المدينة، والعزى لأهل مكة، ومناة الثالثة الأخرى لأهل الطائف
[ينظر كتاب الأصنام لابن الكلبي ص 27]
369
وليس في الموجودات ما يكون وحده مولدا لشيء، بل قد خلق الله تعالى من كل شيء زوجين، وهو سبحانه الفرد الذي لا زوج له.
370
وإلا فالسمندل والياقوت وغيرهما لما لم تكن فيه قوة القبول لم تحرقه النار
371
وكذلك النظار يقولون: النتيجة لا تكون إلا عن مقدمتين ويشبهون حصول النتيجة عن المقدمتين بحصول النتاج عن الأصلين من / الحيوان لأن هذين أصلان في التوليد وهذين أصلان في التولد
372
وقال تعالى: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون} حتى أنه استدل بهذا طائفة من الفقهاء على أن ولد الإنسان يعتق عليه إذا ملكه، فلا يكون عبده من هذه الآية لأنه سبحانه بين تنافي التوليد والتعبيد.
[في هذا إشارة إلى أن معرفة النصوص الشرعية جميعها مهم للمجتهد، لا نصوص الأحكام فقط كما ذكر بعض الأصوليين]
376
فخذ أربعة من الطير ... فأمره بخلط الأطيار الأربعة مثلا مضروبا لاختلاط الأخلاط الأربعة
381
ومن المستقر في بدائه العقول أن خلق السموات والأرض أعظم من خلق الآدميين، فإذا كان فيها من الدلالة على علم خالقها وقدرته وحكمته ما بهر العقل أفلا يكون ذلك دالا على أنه قادر على إحياء الموتى لا يعيى بذلك كما لم يعي بالأول بطريق الأولى والأحرى؟
381
وهؤلاء المبتدعون يجهلون حقائق ما جاء به الرسول، ويعرضون عنه، ثم يحكمون بموجب جهلهم أن ليس في ذلك من البراهين من / جنس ما في كلامهم، ولو أوتوا العقل والفهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لتبينوا أنه الجامع لكل خير.
384
والملاحدة المنكرون للمعاد تعود شبههم كلها إلى ما ينفي علم الرب تعالى أو قدرته أو مشيئته أو حكمته، ونفي العي يثبت هذه الصفات، فتنتفي أصول شبههم
390
كما قال عمر رضي الله عنه: النكاح رق فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته.
394
ولما كان الطريق إلى الحق هو السمع والعقل، وهما متلازمان كان من سلك الطريق العقلي دله على الطريق السمعي، وهو صدق الرسول، ومن سلك الطريق السمعي بين له الأدلة العقلية كما بين ذلك القرآن، وكان الشقي المعذب من لم يسلك لا هذا ولا هذا، كما قال أهل النار {لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}
[هذه الآية من أوضح الأدلة على أن العقل والنقل لا يتعارضان؛ لأن (أو) تفيد أن أيا من الطريقين ينتهي إلى النتيجة نفسها]
404
والسفسطة حال يعرض لكثير من الناس إما عمدا وإما خطأ، وكثير من الناس قد ينازع في كثير من القضايا البديهية والمعارف الفطرية في الحسيات والحسابيات وكذلك في الإلهيات ومن تأمل ما يحكيه الناس من المقالات عن الناس في العلوم الطبيعية والحسابية رأى عجائب وغرائب، وبنو آدم لا ينضبط ما يخطر لهم من الآراء والإرادات فإنهم جنس عظيم التفاوت ليس في المخلوقات أعظم تفاضلا منه خيارهم خير المخلوقات عند طائفة أو من خيرها عند طائفة وشرهم شر المخلوقات أو من شرها.
422
لفظ الضرورة فيه إجمال فقد يراد به ما يضطر إليه الإنسان من المعلومات الظاهرة المشتركة بين الناس وقد يراد به ما يحصل في نفسه بدون كسبه، وقد يراد به ما لا يقبل الشك وقد يراد به ما يلزم نفس الإنسان لزوما لا يمكن الانفكاك عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها أن حصول العلم في النفس قد يحصل لكثير من الناس حصولا ضروريا مع توهمه أنه لم يحصل له كما يقع مثل ذلك في القصد والنية، فإن الأمة متفقة على أن الصلاة ونحوها من العبادات لا تصح إلا بالنية، والنية من جنس القصد والإرادة محلها القلب باتفاقهم فلو لفظ بلسانه غير ما قصد بقلبه أو بالعكس كان الاعتبار بقصده الذي في قلبه.
ثم إن كثيرا من الناس اشتبه عليهم أمر النية حتى صار أحدهم يطلب حصولها وهي حاصلة عنده ويشك في حصولها في نفسه وهي حاصلة لا سيما إذا اعتقد أنه يجب مقارنة النية للصلاة فيُرى في أحدهم من الوسواس في حصولها ما يخرجه عن العقل والدين، حتى قيل: الوسوسة لا تكون إلا عن خبل في العقل أو جهل بالشرع.
424
فهكذا العلم الضروري وغيره قد يكون حاصلا في نفس الإنسان وهو يشك في وجوده أو يطلب وجوده أو لا يحسن أن يعبر عنه لأن وجود الشيء في النفس شيء والعلم بوجوده في النفس شيء آخر، فالتمييز [في نسخة والتمييز] بينه وبين غيره والتعبير عن ذلك شيء آخر.
424
والعلم الحاصل في النفس لا تنضبط أسبابه ومنه ما يحصل دفعة كالعلم بما أحسه، ومنه ما يحصل شيئا بعد شيء كالعلم بمخبر الأخبار المتواترة والعلم بمدلول القرائن التي لا يمكن التعبير عنها.
429
بل كثير من الناس يقول: إن جميع العلوم ضرورية باعتبار أسبابها، فإن العلم الحاصل بالنظر والكسب والاستدلال هو بعد حصول أسبابه ضروري، يضطر إليه الإنسان وهذا اختيار أبي المعالي وغيره.
وللناس في هذا الباب اصطلاحات متعددة، من لم يعرفها يجعل بينهم نزاعا معنويا، وليس كذلك. كما أن طائفة منهم يجعلون العلم البديهي هو الضروري والكسبي هو النظري، ومنهم من يفرق بينهما، فيجعلون الضروري ما اضطر إليه العبد من غير عمل وكسب منه لا في / تصور المسألة ولا دليلها ويجعلون البديهي ما بدهه، وإن كان عن نظر اضطر إليه [من غير كسب منه] فإن العبد قد يضطر إلى أسباب العلم وقد يختار اكتساب أسبابه وهذا في الحسيات وغيرها كمن يفجأه ما يراه ويسمعه من غير قصد إلى رؤيته وسمعه ومن يسعى في رية الشيء واستماعه والأول لا يدخل تحت الأمر والنهي والثاني يدخل تحت الأمر والنهي.
430
كما في الحكاية المعروفة التي ذكرها أبو العباس أحمد بن محمد بن خلف المقدسي / ورأيتها بخطه عن الشيخ أحمد الحيوقي المعروف بالكبرى [كذا] قال: دخل علي فخر الدين الرازي ورجل آخر من المعتزلة كبير فيهم فقالا: يا شيخ، بلغنا أنك تعلم علم اليقين، فقلت: نعم أنا أعلم علم اليقين. فقالا [لي] كيف تعلم علم اليقين، ونحن نتناظر من وقت كذا إلى وقت كذا وكلما أقام حجة أبطلتها وكلما أقمت حجة أبطلها؟ فقلت: ما أدري ما تقولان، ولكن أنا أعلم علم اليقين، فقالا: فبين لنا ما هذا اليقين. فقلت: واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها. فجعلا يرددان هذا الكلام ويقولان: واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها.
وتعجبا من هذا الجواب؛ لأنه رحمه الله بين أن ذلك من العلوم الضرورية التي تلزم القلب لزوما لا يمكنه مع ذلك دفعها. ثم قالا له: كيف الطريق إلى هذه الواردات؟ فقال لهما: بأن تسلكا طريقتنا التي نأمركم بها، فاعتذر الرازي بما له من الموانع. وأما المعتزلي فقال: أنا محتاج إلى هذه الواردات فإن الشبهات قد أحرقت قلبي، فأمره الشيخ بما يفعله من العبادة والذكر وما يتبع ذلك، ففتح الله عليه بهذه الواردات.
440
وكان أبو المعالي يقول: لم يكلف الناس العلم فإن العلم في هذه المسائل عزيز لا يتلقى إلا من النظر الصحيح التام فتكليف ذلك عامة الناس تكليف ما لا يطاق، وإنما كلفوا الاعتقاد السديد مع التصميم وانتفاء الشك والتردد ولو سمى مسم مثل هذا الاعتقاد علما لم يمنع من إطلاقه.
قال: وقد كنا ننصر هذه الطريقة زمانا من الدهر وقلنا مثل هذا الاعتقاد علم على الحقيقة، فإنه اعتقاد يتعلق بالمعتقد على ما هو به مع التصميم، ثم بدا لنا أن العلم ما كان صدوره عن الضرورة أو الدليل القاطع.
قال: وهذا الاعتقاد الذي وصفناه لا يتميز في مبادئ النظر حتى يستقر ويتميز عن اعتقاد الظان والمخمن.
[المحقق: بحثت عن هذه النصوص في كتب الجويني الإرشاد والشامل ولمع الأدلة والعقيدة النظامية فلم أجدها]
452
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا مبني على أن المعرفة بالله تعالى لا تتفاضل وأن الشيء لا يكون معلوما من وجه مجهولا من وجه وهذا أحد القولين للناس في هذه المسألة وهو قول طائفة من أهل الحديث والفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم وقول كثير من أصحاب الأشعري أو أكثرهم وهو قول جهم [بن صفوان] وكثير من المرجئة.
لكن جمهور الناس على خلاف هذا، وقد ذكر القاضي أبو يعلى في ذلك عن أحمد روايتين وهذا يشبه تنازع الناس في العقل هل / يتفاضل؟ فمذهب الجمهور أنه يتفاضل، وهو قول أكثر أصحاب أحمد وغيرهم من العلماء كالتميمي والقاضي وأبي الخطاب وغيرهم من العلماء.
وقالت طائفة لا يتفاضل وهو قول أكثر أصحاب الأشعري وابن عقيل وغيرهم.
وهو يشبه تنازعهم في أن بعض الواجبات هل تكون أوجب من بعض؟ فابن عقيل وغيره ينكرون التفاضل في هذا وجمهور الفقهاء يجوزون التفاضل في هذا
457
والناس متنازعون في المعرفة هل حصلت بالشرع أو بالعقل؟ وهل وجبت بهذا أو بهذا؟
والنزاع في هاتين المسألتين موجود بين عامة الطوائف من أصحاب أحمد وغيره.
فإن الناس لهم في العقل هل يعلم به حسن الأشياء وقبحها والوجوب والتحريم قولان مشهوران أحدهما أنه لا يعلم به ذلك وهو قول الأشعري وأصحابه وابن حامد والقاضي أبي يعلى والقاضي يعقوب وابن عقيل وابن الزاغوني وغيرهم من أصحاب أحمد وكثير من أصحاب مالك والشافعي وغيرهما.
والثاني أنه يعلم به ذلك وهذا قول المعتزلة والكرامية وغيرهم وهو قول أبي الحسن التميمي وأبي الخطاب وغيرهما من أصحاب أحمد وذكر أبو الخطاب أنه قول جمهور العلماء وهو قول كثير من أئمة الحديث من أصحاب أحمد وغيرهم كأبي القاسم سعد بن علي الزنجاني وأبي نصر السجزي وقول كثير من أصحاب مالك والشافعي وهو الذي ذكره أصحاب أبي حنيفة وذكروه عن أبي حنيفة نفسه.
461
قال أبو جعفر السمناني أحمد أئمة الأشعرية: هذه المسألة بقية بقيت في المذهب من الاعتزال لمن اعتقدها، وذلك لكون الأشعري كان معتزليا تلميذا لأبي علي الجبائي ثم رجع عن ذلك إلى مذهب ابن كلاب وأمثاله من الصفاتية المثبتين للقدر والقائلين بأن أهل الكبائر لا يخلدون ونحو ذلك من الأصول التي فارق بها المعتزلة للجماعة.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد السابع بحمد الله]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 03:13]ـ
[المجلد الثامن]
3
وكثير من نزاع الناس يكون نزاعا لفظيا أو نزاع تنوع لا نزاع تناقض.
فالأول مثل أن يكون معنى اللفظ الذي يقوله هذا هو معنى اللفظ الذي يقوله هذا وإن اختلف اللفظان فيتنازعان لكون معنى اللفظ في اصطلاح أحدهما غير معنى اللفظ في اصطلاح الآخر وهذا كثير.
والثاني أن يكون هذا يقول نوعا من العلم والدليل صحيحا ويقول الآخر نوعا صحيحا.
وكثير من نزاع الناس في هذا الموضع من هذا الباب وكثير منه نزاع في المعنى، والنزاع المعنوي إما أن يكون في ثبوت شيء وانتفائه وإما أن يكون في وجوب شيء وسقوطه.
فالنزاع في صحة دليل الأعراض ونحوه نزاع معنوي، وكذلك النزاع في وجوب الاستدلال بهذا الدليل على الإيمان أو توقف صحة الإيمان عليه ونحو ذلك.
8
واتفق المسلمون على أن الصبي إذا بلغ مسلما لم يجب عليه عقب بلوغه تجديد الشهادتين.
11
وقد اتفق الفقهاء على أن الصبي إذا تطهر قبل البلوغ لم يجب عليه إعادة الوضوء إذا بلغ، وكذلك لو كان عليه ديون فقضاها أو قضاها وليه لم يجب عليه إعادة القضاء بعد البلوغ، بل لو صلى الفرض في أول الوقت ثم بلغ ففي إعادة الصلاة عليه نزاع معروف بين العلماء، ومذهب الشافعي لا تجب الإعادة وهو قول في مذهب أحمد، ومن الناس من يضعف هذا القول، ولعله أقوى من غيره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أحدا من الصبيان بإعادة الصلاة مع العلم بأن كثيرا منهم يحتلم بالليل، وقد صلى العشاء مع بقاء وقتها.
15
وهنا تكلم الناس في وجوب إمهال الكافر إذا طلب الإمهال للنظر فأوجبه من أوجبه من المتكلمين من المعتزلة ومن تبعهم على هذه الطريقة كالقاضي أبي بكر والقاضي أبي يعلى في المعتمد وغيرهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الفقهاء أئمة الدين فلا يوجبون ذلك مطلقا أما في حال المقاتلة فيقاتلون حتى يسلموا أو يقروا بالجزية إن كانوا من أهلها، فإذا أسر الرجل منهم فهذا لا يتعين قتله فإذا طلب مثل هذا الإمهال ورجي إسلامه أمهل، وأما المرتد فلا يؤخر عند الجماهير أكثر من ثلاث، وأما من له عهد، فذلك لا يكره على الإسلام فهو في مهلة النظر دائما.
ولو طلب أهل دار ممتنعين من الإمام أن يمهلهم مدة ورجا بذلك إسلامهم ولم يخف مفسدة راجحة أمهلهم.
والحربي إذا طلب الأمان حتى يسمع القرآن وينظر في دلائل الإسلام أمناه كما قال تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه}
وأما من قال بالوجوب العقلي كما هو قول المعتزلة والكرامية ومن / وافقهم من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم فهؤلاء هم الذين قالوا ابتداء أول ما يجب المعرفة أو النظر المؤدي إليها. لكن أخذ كلامهم من أراد أن يبنيه على أصوله من الأشعرية ونحوهم فتناقض كلامه.
16
وأول الواجبات الشرعية يختلف باختلاف أحوال الناس فقد يجب على هذا ابتداء ما لا يجب على هذا ابتداء، فيخاطب الكافر عند بلوغه بالشهادتين، وذلك أول الواجبات الشرعية التي يؤمر بها. وأما المسلم فيخاطب بالطهارة إذا لم يكن متطهرا، وبالصلاة وغير ذلك من الواجبات الشرعية التي لم يفعلها.
21
ولهذا كانت الرسل صلوات الله عليهم وسلامه يأمرون بالغايات المطلوبة من الإيمان بالله ورسوله وتقواه ويذكرون من طرق ذلك وأسبابه ما هو أقوى وأنفع، وأما أهل البدع المخالفون لهم فبالعكس يأمرون بالبدايات والأوائل ويذكرون من ذلك ما هو أضعف وأضر، فمتبع الأنبياء لا يضل ولا يشقى، ومتبع هؤلاء ضال شقي، إذ كانت قضايا هؤلاء فيها من الباطل الذي هو كذب وإفك وإن لم يعلم صاحبه أنه كذب وإفك بل يظنه صدقا ما لا يحصيه إلا الله.
22
[مسألة التحسين والتقبيح]
25
حتى إن بعض متأخري أصحاب أحمد وهو أبو الفرج صدقة بن الحسين البغدادي صنف مصنفا سماه (محجة الساري في معرفة الباري) سلك فيه مسلك ابن عقيل وأمثاله من المتكلمين المنتسبين إلى السنة مشوب من كلام المعتزلة مع مخالفتهم لهم في شعار مذهبهم
38
ولهذا من تتبع مقالات الناس المخالفة للحس والعقل وجد المسفسطين فيها أعظم بكثير من المسفسطين المنكرين للصانع، فعلم أن معرفته في الفطرة أثبت وأقوى، إذ كان وجود العبد ملزوم وجوده وحاجاته معلقة به سبحانه وتعالى
41
وأما الرؤية بالعين في الدنيا وإن كانت ممكنة عند السلف والأئمة لكن لم تثبت لأحد ولم يدعها أحد من العلماء لأحد إلا لنبينا صلى الله عليه وسلم على قول بعضهم وقد ادعاها طائفة من الصوفية لغيره لكن هذا باطل؛ لأنه قد ثبت بدلالة الكتاب والسنة أن أحدا لا يراه في الدنيا بعينه.
43
[تكلم عن نقض اشتراط أن يكون خبر التواتر عن حس]
46
[طريق الإلهام للمعرفة إذا لم يخالف دليلا]
51
القول الباطل الكذب هو من باب ما لا ينقض الوضوء، ليس له ضابط، وإنما المعروف معرفة الحق والعمل به، وإذا وقع الباطل عرف أنه باطل ودفع، وصار هذا كالنهي عن المنكر وجهاد العدو، فليس كل شيء من المنكر رآه كل الصحابة وأنكروه، ومع هذا فلا يُقطع على كل من الصحابة بأنهم لم يعرفوا أمثال هذه الأقاويل ويعرفوا بطلانها، فإنهم فتحوا أرض الشام ومصر والمغرب والعراق وخراسان، وكان بهذه البلاد من الكفار المشركين والصابئين وأهل الكتاب من كان عنده من كتب أهل الضلال من الفلاسفة وغيرهم ما فيه هذه المعاني الباطلة، فربما خوطبوا بهذه المعاني بعبارة من العبارات وبينوا بطلانها لمن سألهم.
52
كالفقيه الذي يعرف أن فقيهين تناظرا في مسألة من مسائل الفقه مثل مسألة قتل المسلم بالذمي أو القتل بالمثقل ونحو ذلك فينقل المناظرة من لم يفهم ما قالاه، فيعرف الفقيه الفاضل مما نقل ما لم ينقل.
54
وكان طوائف من المنتسبين إلى الحديث والسنة كالأشعري والقاضي أبي بكر ومن وافقهم في أصل قولهم وإن كان قد يختلف كلامه كالقاضي أبي يعلى وابن الزاغوني وطوائف لا يحصيهم إلا الله ينكرون التعليل جملة ولا يثبتون إلا محض المشيئة، ولا يجعلون في المخلوقات والمأمورات معاني لأجلها كان الخلق والأمر إلى غير ذلك من لوازم قولهم.
57
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا كل طائفة سلكت فانتهت إلى حيث رأت أنه منتهى الخلق فإنها تقضي على كل من تعظمه بأن هذا منتهاه، كما قد رأينا طائفة من الفلاسفة لما رأوا أن قول الفلاسفة هو منتهى معارف العقلاء صاروا إذا رأوا شخصا ظهر عنه ما يدل على كمال عقله وعظم علمه وفضله ومعرفته بأقوالهم على الحقيقة يجعلون قوله هو قولهم في الباطن وإن تظاهر بتكفيرهم والرد عليهم. فإن قيل لأحدهم: نحن قد سمعنا منه ورأينا من كلامه ما ينقض قول الفلاسفة يقول ذلك الفيلسوف الفاضل: هذا والله قد عرف حقيقة قولنا، ومن عرف حقيقة قولنا لم يعدل عنه، إلا أن يكون هناك شيء أعلى منه، ثم / يبقى حائرا: هل فوق قولهم ما هو أكمل منه، لما ظهر منه من كون العارف بحقيقة قولهم مع حسن قصده وعدله قد عدل عنه إلى قول يناقضه أو ليس فوقه ما هو أكمل منه لأن هذا الفيلسوف لا يعرف أن فوقه ما هو أكمل منه.
وهكذا الاتحادية أهل الوحدة ينسبون كل من عرف علمه وعقله وكماله إلى أنه منهم، وإن كان مظهرا للإنكار عليهم وهكذا أهل الحيرة في الصفات الخبرية يجعلون السلف والأئمة يُمِرُّون آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت مع عدم علمهم بمعانيها.
59
وقد رأينا من ذلك أمورا، حتى إن من قضاتهم وأكابرهم من يحكي أقوال الأئمة الأربعة في مسألة من المسائل الكبار، فإذا قيل له: أهذا نقله أحد عن الشافعي أو فلان أو فلان؟ قال: لا، ولكن هذا قاله العقلاء، والشافعي لا يخالف العقلاء، أو نحو هذا الكلام.
60
ولابن عقيل أنواع من الكلام فإنه كان من أذكياء العالم كثير الفكر والنظر في كلام الناس، فتارة يسلك مسلك نفاة الصفات الخبرية وينكر على من يسميها صفات ويقول: إنما هي إضافات موافقة للمعتزلة كما فعله في كتابه ذم التشبيه وإثبات التنزيه وغيره من كتبه واتبعه على ذلك أبو الفرج بن الجوزي في كتابه (كف التشبيه بكف التنزيه) وفي كتابه (منهاج الوصول) وتارة يثبت / الصفات الخبرية ويرد على النفاة والمعتزلة بأنواع من الأدلة الواضحات وتارة يوجب التأويل كما فعله في الواضح وغيره، وتارة يحرم التأويل ويذمه وينهى عنه كما فعله في كتاب (الانتصار لأصحاب الحديث) فيوجد في كلامه من الكلام الحسن البليغ ما هو معظم مشكور، ومن الكلام المخالف للسنة والحق ما هو مذموم مدحور.
63
[ابن عقيل في الفنون] وكذلك البرخشتي مع الطبيب المقيم: هذا مختار يطلب من الأدوية ما يسكن الألم في الحال ويضع على الأمراض الأدوية الجواد العاملة بسرعة فيأخذ العطية والخلعة لسكون الألم وإزالة المرض ويصبح على أرض أخرى، ومنزل / بعيد وطبه مجازفة لأنه يأمن الموافقة والمعاينة والأطباء المقيمون يلامون على تطويل العلاج وإنما سلكوا الملاطفة بالأدوية المتركبة دون الحادة لأن الحادة من الأدوية وإن عجلت سكون الألم فإنها غير مأمونة الغوائل ولا سليمة العواقب
65
[ابن عقيل في الفنون] ما على الشريعة أضر من المتكلمين والمتصوفين. هؤلاء يفسدون العقول بتوهمات شبهات العقول، وهؤلاء يفسدون الأعمال ويهدمون قوانين الأديان، يحبون البطالات والاجتماع على اللذات وسماع الأصوات المشوشات للمعايش والطاعات، وأولئك يجرئون الشباب والأحداث على البحث وكثرة السؤال والاعتراضات، وتتبع الشرع بالمناقضات.
67
[ابن عقيل في الفنون] أنا أنصح بحكم العلم والتجارب: إياك أن تتبع شيخا يقتدي بنفسه، ولا يكون له إمام يُعزى إليه ما يدعوك إليه، ويتصل ذلك بشيخ إلى شيخ إلى السفير صلى الله عليه وسلم، الله الله، الثقة بالأشخاص ضلال، والركون إلى الآراء ابتداع، اللين والانطباع في الطريقة مع السنة أحب إلي من الخشونة والانقباض مع البدعة
81
مضمون هذا الكلام [للباقلاني] أن العلم بأن المحدَث لا بد له من محدِث يستدل عليه بأن ذلك يتضمن الاختصاص بزمان دون زمان، والتخصيص لا بد له من مخصص، لأنه ترجيح لأحد المتماثلين على الآخر، وترجيح أحد المتماثلين بلا مرجح معلوم الفسادة بالضرورة، ولم يحتج بعد هذا أن يستدل على أن الترجيح لا بد له من مرجح، لأن ذلك ترجيح لأحد طرفي الممكن على الآخر، فلا بد له من مرجح، وقد ذكرنا فيما بعد أن هذا هو الطريق الذي سلكه أبو الحسين وأبو المعالي وابن عقيل وابن الزاغوني وغيرهم
84
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن سلوك هؤلاء [الباقلاني ومن وافقه] لهذه الطرق البعيدة التي فيها شبهة وطول دون / الطرق القريبة التي هي أقرب وأقطع، قد يكون لكون المناظر لهم لا يسلم صحة الطرق القريبة الواضحة القطعية، إما عنادا منه وإما لشبهة عرضت له أفسدت عقله وفطرته، مثلما يعرض كثيرا لهؤلاء فيحتاج مع من يكون كذلك إلى أن يعدل معه إلى طريق طويلة دقيقة يسلم مقدماتها مقدمة مقدمة، إلى أن تلزمه النتيجة بغير اختياره، وإن كانت المقدمات التي مانعها أبين وأقطع من المقدمات التي سلمها، لكن هذا يحتاج إليه كثيرا في مخاطبة الخلق، فكم من شخص لا يقبل شهادة العدول الذين لا يشك في صدقهم ويقبل شهادة من هو دونهم إما لجهله وإما لظلمه، وكذلك كم من الخلق من يرد أخبارا متواترة مستفيضة، ويقبل خبر من يحسن به الظن، لاعتقاده أنه لا يكذب، وكم من الناس من يرد ما يعلم بالدلائل السمعية والعقلية، ويقبله إذا رأى مناما يدل على ثبوته أو قاله من يحسن به الظن لثقة نفسه بهذا أكثر من هذا، وكم ممن يرد نصوص الكتاب والسنة حتى يقول ما يوافقها شيخه أو إمامه فيقبلها حينئذ، لكون نفسه اعتادت قبول ما يقوله ذلك المعظم عنده، ولم يعتد تلقي العلم من الكتاب والسنة، ومثل هذا كثير.
فكذلك كثير من الناس قد يألف نوعا من النظر والاستدلال، فإذا أتاه العلم على ذلك الوجه قبله، وإذا أتاه على غير ذلك الوجه لم / يقبله، وإن كان الوجه الثاني أصح وأقرب، كمن تعود أن يحج من طريق بعيدة معطشة مخوفة وهناك طرق أقرب منها آمنة وفيها الماء لكن لما لم يعتدها نفرت نفسه عن سلوكها.
وكذلك الأدلة التي فيها دقة وغموض وخفاء، قد ينتفع بها من تعودت نفسه الفكرة في الأمور الدقيقة، ومن يكون تلقيه للعلم عن الطرق الخفية التي لا يفهمها أكثر الناس أحب إليه من تلقيه له من الطرق الواضحة التي يشركه فيها الجمهور، ومثل هذا موجود في المطاعم والمشارب والملابس والعادات لما في النفوس من حب الرياسة.
88
والقرآن لا يذكر فيه مخاطبة كل مبطل بكل طريق، ولا ذكر كل ما يخطر بالبال من الشبهات وجوابها، فإن هذا لا نهاية له ولا ينضبط، وإنما يذكر الحق والأدلة الموصلة إليه لذوي الفطر السليمة، ثم إذا اتفق معاند أو جاهل كان من يخاطبه / من المسلمين، مخاطبا له بحسب ما تقتضيه المصلحة كما يحتاج إلى الترجمة أحيانا وكما قد يستدل على أهل الكتاب بما يوجد عندهم من التوراة والإنجيل.
91
فالقاضي أبو بكر وإن كان أقرب إلى صريح المعقول وصحيح المنقول في أصول الدين بخلاف أصول الفقه من أبي المعالي وأتباعه، والأشعري أقرب إلى ذلك من القاضي أبي بكر، وأبو محمد بن كلاب أقرب إلى ذلك من أبي الحسن، والسلف والأئمة أقرب إلى ذلك من ابن كلاب، فكل من كان إلى الرسول أقرب كان أولى بصريح المعقول وصحيح المنقول، لأن كلام المعصوم هو الحق الذي لا باطل فيه، وهو المبلغ عن الله كلامه، وخير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.
103
والشيء قد يكون ضروريا مع إمكان إقامة الأدلة النظرية عليه، فلا منافاة بين كونه ضروريا مستقرا في الفطر وبين إمكان إقامة الدليل عليه.
108
ولكن لازم المذهب ليس بمذهب، وليس كل من قال قولا التزم لوازمه التي صرح بفسادها، بل قد يتفق العقلاء على مقدمة وإن تناقض بعضهم في لوازمها، ولهذا كانت الشبه الواردة على قول القائل: إن التخصيص الحادث لا بد له من محدِث مخصص، أو أن الممكن لا بد له من مرجح أعظم مما يرد على أن المحدَث لا بد له من محدث.
165
فلا حاجة إلى مؤاخذة لفظية؛ وهو كون العلة لفظا مشتركا، فإن هذا من باب الإعنات في الخطاب والخروج عن المقصود.
والاستفسار مع ظهور المقصود نوع من اللدد في الكلام وأبغض الرجال إلى الله الألد الخصم.
174
تقسيم الوجود إلى ما له علة وإلى ما لا علة له فهذا تقسيم دائر بين النفي والإثبات لا يمكن المنازعة فيه، كما إذا قيل: الموجود ينقسم إلى ما يقوم بنفسه وإلى ما لا يقوم بنفسه، وإلى ما هو موجود بنفسه وما ليس موجودا بنفسه، ونحو ذلك من التقسيمات الدائرة بين النفي والإثبات، فهذا تقسيم حاصر؛ إذ لا واسطة بين النفي والإثبات وهما النقيضان والنقيضان كما أنهما لا يجتمعان فلا يرتفعان أيضا.
180
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كان هذا منتهى كلامهم [الفلاسفة] صار السالكون لطريقهم نوعين: نوعا يقول: لم يثبت واجب الوجود لإمكان علل ومعلولات لا تتناهى ويوردون على إبطال التسلسل ما يقولون: لا جواب عنه، كالآمدي وغيره
183
وتسلسل المحدثات إذا قدر إلى ما لا يتناهى لا يخرجها عن كونها جميعها محدثة، وأن جميعها مفتقر إلى محدث خارج عنها، والمحدث الخارج عن جميع المحدثات لا يكون إلا قديما، وعلى هذا التقدير فليس فيها معلول قديم أزلي ولا معلول ضروري كما قدره أولئك، حيث قدروا عللا ومعلولات لا تتناهى، كل منها محدث وكل منها ممكن، مع أن الممكن قد يكون ضروريا ممتنع العدم واجب الوجود، فكانوا محتاجين إلى بيان أن الضروري الوجود القديم الأزلي يكون معلولا حتى يكون المجموع من ذلك معلولا، وهذا ممتنع عليهم حيث جمعوا بين النقيضين.
185
[يفسر كلام ابن رشد] ودليلهم في إثبات واجب الوجود موقوف على إبطال التسلسل وإبطال التسلسل إنما يمكن في المحدثات، لا في الأمور الضرورية التي لا تقبل العدم إذا قدر تسلسلها.
185
فإنه قد علم بالعقل واتفاق العقلاء أنه يمتنع وجود محدثات متسلسلة كل منها محدث الآخر ليس فيها قديم، فلو ثبت إمكان معلول قديم أزلي لوجب بعد هذا أن يُنظر في امتناع التسلسل وقد تقدم أن التسلسل في ذلك على هذا التقدير لا يمكن إقامة الدليل على امتناعه، فكيف إذا لم يثبت الأصل الذي بنوا عليه كلامهم؟
191
[ابن رشد] والعجب كل العجب كيف خفي هذا على أبي نصر وابن سينا لأنهما أول من قال هذه الخرافات، فقلدهما الناس ونسبوا هذا القول إلى الفلاسفة لأنهم إذا قالوا إن الكثرة التي في المبدأ الثاني إنما هي مما يعقل من ذاته ومما يعقل من غيره لزم عندهم أن تكون ذاته ذات طبيعتين أعني صورتين فليت شعري أيتهما الصادرة عن المبدأ الأول وأيتهما التي ليست الصادرة.
198
[ابن رشد] وأخذ المسألة الواحدة بدل المسائل الكثيرة هو موضع مشهور من مواضع السفسطائيين، والغلط في واحد من هذه المبادي هو سبب لغلط عظيم آخر في الفحص عن الموجودات.
201
وأما تسمية ما هو قديم أزلي يمتنع عدمه ممكنا يمكن وجوده وعدمه، فهذا لا يعرف في عقل ولا لغة، وإن قدر أنه حق فالنزاع هنا لفظي، لكن إذا عرفت الاصطلاحات زالت إشكالات كثيرة تولدت من الإجمال الذي في لفظ الممكن
233
فإن ابن سينا أدخل في الفلسفة من المعارف الإلهية التي ركبها من طرق المتكلمين، وطرق الفلاسفة والصوفية، ما كسا به الفلسفة بهجة ورونقا، حتى نفقت على كثير من أهل الملل، بخلاف فلسفة القدماء، فإن فيها من التقصير والجهل في العلوم الإلهية ما لا يخفى على أحد.
وإنما كلام القوم وعلمهم في العلوم الرياضية والطبيعية، وكل فاضل يعلم أن كلام أرسطو وأمثاله في الإلهيات قليل نزر جدا، قليل / الفائدة إذا كان صحيحا، مع أنه لا يوصَل إليه إلا بتعب كثير، مع أنه يقول: هذا غاية فلسفتنا ونهاية حكمتنا.
وهو كما قيل: لحم جمل غث على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل.
238
وأن ما في الفطرة المكملة بالشرعة المنزلة يغني عن هذه الأمور المحدثة وأن سالكيها يفوتهم من كمال المعرفة بصفات الله تعالى وأفعاله ما ينقصون به عن أهل الإيمان نقصا عظيما إذا عذروا بالجهل، وإلا كانوا من المستحقين للعذاب، إذا خالفوا النص الذي قامت عليهم به الحجة، فهم بين محروم ومأثوم.
239
والذي أحدثه الفلاسفة كابن سينا وأمثاله عن المعتزلة منه ما هو صحيح ومنه ما هو باطل، فالصحيح كقولهم: إن تخصيص شيء دون / شيء بالحدوث في وقت دون وقت لا بد له من مخصص. والباطل نفي الصفات.
264
وأما تعطيل الصنعة عن الصانع، فهذا ليس قولا معروفا لطائفة معروفة، بل الأمم المعروفون متفقون على أن الصنعة لا بد لها من صانع. وهذا ضروري في العقل.
وعلى قولكم: الحوادث دائما تحدث، وليس لها صانع، فإن العلة التامة في الأزل لا يحدث عنها شيء أصلا. وأيضا فإن الحوادث مختلفة في / صفاتها ومقاديرها، كما أن الفلك مختلف في صفته وقدره.
(يُتْبَعُ)
(/)
والواحد البسيط من كل جهة يمتنع أن يصدر عنه ما هو مختلف في صفاته وأقداره. وإن جاز ذلك بطل قولهم: الواحد لا يصدر عنه إلا واحد. وإذا بطل هذا القول بطل قولهم في صدور العالم عنه، سواء كان صادرا عنه بوسائط لازمة له بسيطة كالعقول، أو بغير وسائط أو بوسائط مختلفة، فكيف ما قدروه، فلا بد لهم من لزوم أجسام مختلفة في القدر والصفات عن واحد بسيط لا صفة له ولا فعل فيه.
271
ومنها: أنه يلزم أن لا يحدث شيء حتى تحدث حوادث لا تتناهى في آن واحد. وهذا متفق على استحالته عندهم وعند سائر العقلاء، وهو تسلسل علل ومعلولات، أو تمام علل ومعلولات حادثة لا نهاية لها، فإنه كلما حدث حادث، فإنه لا يحدث حتى تحدث علته التامة أو تمام علته التامة، وتكون حادثة معه، وتلك لا تحدث حتى يحدث معها ما هو كذلك، فلزم وجود علل ومعلولات لا تتناهى، أو تمام علل ومعلولات لا تتناهى في آن واحد.
273
[مسألة حوادث لا أول لها]
فإن الرازي وإن قرر في كتبه الكلامية كالأربعين ونهاية العقول وغيرهما: امتناع حوادث لا أول لها، كما تقدم تقريره، واعتراض إخوانه عليه، فهو نفسه في كتب أخرى يقدح في هذه الأدلة، ويقرر وجوب دوام الفاعلية، وامتناع حدوث الحوادث بلا سبب، وامتناع حدوثها في غير زمان، ويجيب عن كل ما يحتج به في هذه الكتب، كما فعل ذلك في كتاب المباحث المشرقية وغيره.
274
ولا يغتر المغتر بما يجده من كثرة ذكر المصنفين في الكلام لذلك، واتباع آخرين مقلدين لهم في ذلك، فإن الناظر إما أن يكون ناظرا بنفسه حتى يتبين له الحق، أو يقلد المعصوم، فهذان طريقان علميان، وإما أن يكون محسنا للظن بشيوخ تقدموا من شيوخ هذا الكلام المحدث، فهؤلاء قد عارضهم من هو أعلم منهم. فالسلف والأئمة عارضوهم، وأتباعهم الحذاق الذين تعقبوا كلامهم عارضوهم وناقضوهم، وأتباعهم الذين تعقبوا كلامهم عارضوهم وناقضوهم، والفلاسفة أيضا عارضوهم وناقضوهم.
278
ومعلوم أن الرجل لو تكلم في مسألة طب تنازع فيها الناس، وقد بلغه أن لبقراط وجالينوس وأمثالهما فيها نصا، لم ينبغِ له أن يثبت القول فيها / حتى يعرف ما قاله هؤلاء، مع جواز غلطهم في نفس الأمر، فكيف بنصوص الأنبياء في الأمور الإلهية؟
280
وجميع ما ذكروه [الفلاسفة] ليس فيه ما يدل على قدم شيء بعينه من العالم أصلا، وإنما غايتهم أن يدلوا على قدم نوع الفعل، وأن الفاعل لم يزل فاعلا، وأن الحوادث لا أول لها، ونحو ذلك مما لا يدل على قدم شيء بعينه من العالم، وهذا لا يخالف شيئا من نصوص الأنبياء بل يوافقها.
283
وأما الإرادة فادعى كثير منهم أنها بذاتها توجب تخصيص أحد المتماثلين. وهذا القدر خلاف ما يُعقل من الإرادة، فإنه لا تعرف الإرادة ترجح أحد المتماثلين من كل وجه، بل لا بد من اختصاص أحدهما بما يوجب الترجيح.
284
وإذا قيل: إنه قامت به إرادات متعاقبة، كما قاله الأبهري، وأن بسبب بعض تلك الإرادات حدثت الحوادث، كان ذلك وفاء بموجب دليلهم [الفلاسفة]
292
فإن القول المحكي عن المسلمين لا بد أن يكون موجودا في كتاب الله أو سنة رسوله، أو هو مما انعقد عليه إجماع المسلمين، ولو لم يكن إلا إجماع الصحابة وحدهم، فلو كان فيه نزاع بين المسلمين لما جاز أن يحكى عنهم كلهم.
295
ثم هؤلاء الذين أبطلوا التسلسل خير من الذين أقروا بعجزهم عن ذلك كما فعل الآمدي.
303
ولكن من حسن المناظرة والتعليم أن يبين لمن يرد قولا ما يلزمه هو على تقدير رده. ومن أراد تصحيح الحق بقول باطل يمكن استغناؤه عن ذلك القول وأن الحق يمكن تصحيحه بدونه، وأنه إذا صححه بذلك الطريق، كان ما يلزمه من اللوازم التي تناقض قوله وتفسده أعظم مما يلزمه إذا أعرض عن ذلك.
309
ثم يقال: من العجائب أن يكون القول بأن العالم حدث من غير محدث أحدثه وأن بعض الحوادث حدث من غير محدث أحدثه، قول قاله كثير من الفلاسفة والدهرية، أو طوائف من نظار المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقول بأن العلم بأن الأفعال تتعلق بفاعل، وأن المخلوقات تتعلق بفاعل، وأن المخلوقات تتعلق بخالق – علم ضروري، إنما قاله شرذمة لا / يعتد بقولها، وأن الجميع من العقلاء إنما يعلم هذا بالفحص والبحث، مع أنه لا يُعلم أن أحدا من المشهورين بالعلم، طلب على هذا دليلا، ولم يُذكر عن أحد من الكفار مطالبة أحد من المؤمنين بدليل على هذا، ولا في كتاب الله ولا سنة رسوله، ولا كلام أحد من السلف والأئمة ذكر حاجة هذا إلى الاستدلال. أو الاستدلال عليه بما ذكرتموه: من أن ذلك يتضمن التقدم والتأخر فلا بد له من مرجح.
312
وأبو الحسن ممن يثبت الجوهر الفرد
313
فانظر من عدل عن الطرق المستقيمة شرعا وعقلا، كلما أمعن في العدول أمعن في البعد عن الحق وتطويل الطريق وتصعيبها، حتى آل الأمر / بهم إلى الجهل العظيم، وإلى العجز عن الاستدلال على ما هو أعظم الأشياء ثبوتا ووجودا، وأكثرها وأقواها أدلة، وأولاها بالعلم من كل معلوم، وأحقها بأن يكون مستقرا في الفطرة، دائم الحصول في القلوب، حاصلا بأكمل الأسباب التي يمكن بها حصول العلم.
319
وحينئذ [أي على أحد الوجوه] فيكون كلام الأشعري كلام من لا يعرف الاستدلال والنظر، كما قاله من اعترض عليه من المعتزلة
320
فقالت طائفة: إن الأجسام مركبة من أجزاء لا تتجزأ، وهي الجواهر المنفردة، وهذا قول أكثر المعتزلة والأشعرية.
وقالت طائفة: بل فيها أجزاء لا نهاية لها، وهو المذكور عن النظام. وعليه انبنى القول [بطفرة النظام]. ولهذا يقال: ثلاثة لا يعلم لها حقيقة: طفرة النظام، وأحوال أبي هاشم، وكسب الأشعري.
321
وأذكياء المتأخرين: مثل أبي الحسين البصري، وأبي المعالي الجويني، و [أبي عبد الله] الرازي: كانوا متوقفين في آخر أمرهم في إثبات الجوهر الفرد. فإذا كان الأمر هكذا لم يمكن أحدا أن يطالب بدليل على حدوث الحيوان، باعتبار تركبه من الجواهر أو المادة والصورة حتى يثبت ذلك أولا.
323
ومن قال .... فهو لا يتصور ما يقول، أو هو معاند مسفسط. فالأمر ينتهي إلى عدم التصور التام أو العناد المحض. وهذا أصل كل ضلال، وهو الجهل أو العناد، والعناد وصف المغضوب عليهم، والجهل وصف الضالين.
330
فحدوث الحادث بدون سبب حادث ممتنع في العقل
338
وقد رأيت في كتب كثير [من المتكلمين] من المعتزلة والأشعرية وغيرهم، أنهم أخذوا هذه المقدمة مسلمة، وجعلوها ضرورية. واشتبه عليهم ما لم يسبق عين الحادث بما لم يسبق نوع الحادث.
والأول ظاهر معلوم لكل أحد.
وأما الثاني فليس كذلك، فصاروا ينتهون في أصل أصول دينهم الذي زعموا أنه ثابت بصريح المعقول، وأنهم به عرفوا وجود الخالق وصدق رسله، وأنهم به يردون على من خالف الملة، وبه خالفوا ما خالفوه من نصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة وأهل الحديث، إلى هذه المقدمة، وهي لفظ مجمل فيه عموم، وإطلاق أحد نوعيه بين.
339
وهذا مما يبين للفاضل المعتبر كيف تدخل الشبهات والبدع على كثير من الناس، وإن كانوا من أعقل الناس وأذكاهم وأفضلهم، وإن كانوا لم يعتمدوا [يتعمدوا] التلبيس لا على أنفسهم، ولا على من يعلمونه ويخاطبونه، لكن اشتبه الأمر عليهم فوقعوا في شبهات ظنوها بينات.
وهذا مما يعتبر به المسلم فلا يعدل عن كلام الله وكلام رسوله المعصوم، الذي عرف أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إلى كلام من يروج عليهم مثل هذه الشبهات، ويغرقون في مثل هذه المجملات، ولا يتبين لهم ما فيها من فصل الخطاب، والتقسيم المميز للصحيح من السقيم.
ويعرف بهذا حذق السلف والأئمة الذين ذموا مثل هذا الكلام، وجعلوه من الجهل الذي يستحق أهله العقوبة والانتقام.
344
ولما تفطن كثير من أهل الكلام لما في هذه المقدمة من الإجمال والإبهام، وأنه لا بد من بيان هذه المقدمة في هذا الموضع، ميزوا بين النوعين، كما فعل ذلك أبو الحسين البصري وأبو المعالي الجويني، والشهرستاني والرازي وغيرهم. فعرفوا أن المراد أنه ما لم يسبق جنس الحوادث لا عين الحوادث، وأن ذلك لا يتم إلا ببيان أن الحوادث يجب أن يكون لها ابتداء وأنه يمتنع وجود حوادث لا يتناهى نوعها. فأخذوا يحتجون على ذلك بما ذكرناه، وذكرنا اعتراض الناس عليه في غير هذا الموضع.
346
(يُتْبَعُ)
(/)
والقول الثاني قول من يقول بامتناع ما لا يتناهى في الماضي دون المستقبل، لأن الماضي قد وجد، والمستقبل لم يوجد بعد. وهو قول أكثر المعتزلة والأشعرية والكرامية ومن وافقهم.
358
وإيجاب النظر مطلقا غير إيجاب النظر في الطريق المعين، طريقة كون الأعراض حادثة وهي لازمة للأجسام، فإن هذه لا يقول بوجوبها على المسلمين أحد من أئمة المسلمين الذين يعرفون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبعونه إذ كان معلوما بالاضطرار لكل من عرف ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوجب النظر في هذه الطريقة، بل ولا دل على صحتها، بل ما أخبر به يناقض موجبها
363
ومن ظن أن المراد به [الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا] الطبع على قلبه، وهو الطبع المذكور على قلوب الكفار، فهو غالط. فإن ذلك لا يقال فيه: طبع يوم طبع، إذ كان الطبع على قلبه إنما يوجد بعد كفره.
421
وكثيرا ما يقع لمن هو من أهل الحق – في أصل مقصوده وقد أخطأ في بعض الأمور - هذا المجرى، مثل أن يتكلموا في مسألة فإذا أرادوا أن يجيبوا عن حجج المنازعين ردوها ردا غير مستقيم.
422
وأما قول القائل: إنهم في ذلك الإقرار انقسموا إلى طائع وكاره، فهذا لم ينقل عن أحد من السلف فيما أعلم، إلا عن السدي في تفسيره.
423
ومثل هذا لا يوثق به فإن هذا في مثل تفسير السدي وفيه أشياء قد عرف بطلان بعضها، إذ كان السدي – وإن كان ثقة في نفسه – فهذه الأشياء أحسن أحوالها أن تكون كالمراسيل، إن كانت أخذت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف إذا كان فيها ما هو مأخوذ عن أهل الكتاب الذين يكذبون كثيرا؟ وقد عرف أن فيها شيئا كثيرا مما يعلم أنه باطل، لا / سيما ولو لم يكن في هذا إلا معارضته لسائر الآثار التي تسوي بين جميع الناس في ذلك الإقرار.
425
كما قال: {لا تبديل لخلق الله} ولم يقل لا تغيير، فإن تبديل الشيء يكون بذهابه وحصول بدله، فلا يكون خلقٌ بدل هذا الخلق، ولكن إذا غير بعد وجوده لم يكن الخلق الموجود عند الولادة قد حصل بدله.
427
ولفظ (الطبع) لما كان يستعمله كثير من الناس في الطبيعة، التي هي بمعنى الجبلة والخليقة ظن الظان أن هذا مراد الحديث.
427
وإن كان مكلفا قبل الاحتلام في تلك الشريعة، أو على قول من يقول: إن المميزين مكلفون بالإيمان قبل الاحتلام، كما قاله طوائف من أهل الكلام والفقه من أصحاب أبي حنيفة وأحمد وغيرهم
428
فكفر الصبي المميز صحيح عند أكثر العلماء، فإذا ارتد الصبي المميز صار مرتدا، وإن كان أبواه مؤمنين، ويؤدب على ذلك باتفاق العلماء أعظم مما يؤدب على ترك الصلاة، لكن لا يقتل في شريعتنا حتى يبلغ.
429
والمعلوم من الكتاب والسنة لا يعارَض إلا بما يصلح أن يعارض به
430
وكون الصغير يتبع أباه في أحكام الدنيا هو لضرورة حياته في الدنيا، فإنه لا بد له من مرب يربيه، وإنما يربيه أبواه، فكان تابعا لهما ضرورة، ولهذا متى سبي منفردا عنهما صار تابعا لسابيه عند جمهور العلماء كأبي حنيفة والشافعي وأحمد والأوزاعي وغيرهم لكونه هو الذي يربيه، وإذا سبي منفردا عن أحدهما أو معهما، ففيه نزاع للعلماء.
431
واحتجاج الفقهاء كأحمد وغيره بهذا الحديث على أنه متى سبي منفردا عن أبويه يصير مسلما، لا يستلزم أن يكون المراد بتكفير الأبوين مجرد لحاقه بهما في الدين، ولكن وجه الحجة أنه إذا ولد على الملة فإنما ينقله عنها الأبوان اللذان يغيرانه عن الفطرة، فمتى سباه المسلمون منفردا عنهما لم يكن هناك من يغير دينه وهو مولود على الملة الحنيفية فيصير مسلما بالمقتضي السالم عن المعارض، ولو كان الأبوان يجعلانه كافرا في نفس الأمر بدون تعليم وتلقين، لكان الصبي المسبي بمنزلة البالغ الكافر.
..........
يبين ذلك أنه لو سباه كفار، لم يكن معه أبواه ولم يصر مسلما [كذا ولعل الصواب (ولم يكن معه أبواه لم يصر مسلما) بتقديم الواو] فهو هنا كافر في حكم الدنيا، وإن لم يكن أبواه هوداه ونصراه ومجساه.
432
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنشأ الاشتباه في هذه المسألة اشتباه أحكام الكفر في الدنيا بأحكام الكفر في الآخرة، فإن أولاد الكفار لما كانوا يجري عليهم أحكام الكفر في أمور الدنيا، مثل ثبوت الولاية عليهم لآبائهم وحضانة آبائهم لهم وتمكين آبائهم من تعليمهم وتأديبهم والموارثة بينهم وبين آبائهم واستقراقهم إذا كان آباؤهم محاربين وغير ذلك صار يظن من يظن أنهم كفار في نفس الأمر، كالذي تكلم بالكفر وعمل به.
433
فإنه قد علم بالاضطرار من شرع الرسول أن أولاد الكفار يكونون تبعا لآبائهم في أحكام الدنيا، وأن أولادهم لا ينتزعون منهم إذا كان للآباء ذمة، وإن كانوا محاربين استرقت أولادهم ولم يكونوا كأولاد المسلمين.
434
والرواية الأخرى كقول الجمهور إنه لا يحكم بإسلامه
وهذا القول هو الصواب بل هو إجماع قديم من السلف والخلف، بل هو ثابت بالسنة التي لا ريب فيها.
435
وقد تنازع الناس في أطفال المشركين ..... كلهم في الجنة ... اختاره أبو يعلى وغيره وحكوه عن أحمد، وهو غلط على أحمد كما أشرنا إليه.
441
وإلا فالأمر النظري مستلزم للشك قبل العلم، لا سيما إذا كانت طرقه خفية طويلة، فكل من لم يعرف تلك الطرق يشك فيه
445
ففي الجملة كل ما كان قابلا للممدوح والمذموم على السواء لم يستحق مدحا ولا ذما
446
فإن النفس / بفطرتها قد يقوم بها من النظر والاستدلال ما لا يحتاج معه إلى كلام أحد
466
والمراد لذاته لا يكون نوعا؛ لأن أحد المعنيين ليس هو الآخر، فلو كان هذا مرادا لذاته للزم أن لا يكون الآخر مرادا لذاته، وإذا كان المراد لذاته هو القدر المشترك بينهما لزم أن يكون ما يختص به أحدهما ليس مرادا لذاته، وإذا لم يكن مرادا لذاته لزم أن يكون ما يختص به كل منهما ليس مرادا لذاته.
482
والمقصود هنا أنه من المعروف عند السلف والخلف أن جميع الجن والإنس معترفون بالخالق مقرون به، مع أن جمهور الخلق لا يعرفون النظر الذي يذكره هؤلاء، فعلم أن أصل الإقرار بالصانع والاعتراف به مستقر في قلوب جميع الإنس والجن، وأنه من لوازم خلقهم ضروري فيهم، وإن قدر أنه حصل بسبب، كما أن اغتذاءهم بالطعام والشراب هو من لوازم خلقهم وذلك ضروري فيهم.
491
لكن إن لم يكن في الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم
494
وقال الشيخ أبو محمد بن عبد البصري في كتابه (في أصول السنة والتوحيد)
[المحقق: لم يجد له ترجمة]
502
وهذا الشيخ أبو محمد بن عبد البصري المالكي، طريقته طريقة أبي الحسن بن سالم وأبي طالب المكي، وأمثالهما من المنتسبين إلى السنة والمعرفة والتصوف، واتباع السلف وأئمة السنة والحديث، كمالك وسفيان الثوري وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وعبد الرحمن بن مهدي والشافعي وأحمد بن حنبل وأمثالهم، وكذلك ينتسبون إلى سهل بن عبد الله التستري وأمثاله من الشيوخ.
506
[نقلا] قال صلى الله عليه وسلم: (إن البهائم أبهمت إلا عن ثلاث، فذكر معرفة بارئها)
.........
وقال بعض الحكماء كلمات لا سبيل إلى نقضها، وهو أن كل معروف بغير نفسه مجهول، وكل تام بغيره معلول
511
[نقلا] قال: وقد قال له أبو ذر رضي الله عنه: يا رسول الله، بماذا أقول: عرفتُ الله؟ فقال: إنك إن قلت بمن فقد أشركت، وإن حلت كفرت، وإن وسطت واسطة ضللت.
516
قلت: وذكر ابن عبد أشياء، وإن كان في بعض ما ذكره آثار لا تثبت وكلام مستدرك، فالمقصود بيان ما ذكره من أن المعرفة فطرية
518
[نقلا] وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول – ويكتب بذلك إلى عماله- احفظوا عن المطيعين لله ما يقولون، فإنه يتجلى لهم أمور صادقة
525
قال: وقد ثبّت أهل الكلام معارف ضرورية كمعرفة الإنسان بوجود نفسه، فالربوبية أولى بذلك
532
وقد ذكرنا في غير هذا الموضع أن الأدلة نوعان: أقيسة وآيات، فأما الأقيسة فلا تدل إلا على معنى كلي، لا تدل على معنى معين.
532
فعلم أنه في الفطرة معرفة بالخالق نفسه، بحيث يميز بينه وبين ما سواه، كما ذكره أبو محمد بن عبد وغيره، ولهذا كل من تُطلب معرفته بالدليل، فلا بد أن يكون مشعورا به قبل هذا، حتى يطلب الدليل عليه أو على بعض أحواله.
وأما ما لا تشعر به النفس بوجه فلا يكون مطلوبا لها، وإذا كان مطلوبا لها فلا يمكن أن يستدل عليه بشيء، حتى يعلم أنه يلزم من تحقق / الدليل تحققه، وقد بسط هذا في موضع آخر، وبين فيه أن التصور البسيط المفرد لا يجوز أن يكون مطلوبا بالحد، وإنما يطلب بالحد ما يكون مشعورا به من بعض الوجوه، فيطلب الشعور به من وجه آخر.
ولهذا لم يكن مجرد الحد معرفا بالمحدود، إن لم يعرف أن الحد مطابق له، وهو لا يعرف ذلك إن لم يعرف المحدود، وإلا فمجرد الدعوى لا تفيد.
534
ومما ينبغي أن يُعرف أن علم الإنسان بالشيء وتصوره له شيء، وعلمه بأنه عالم به شيء، وعلمه بأن علمه حصل بالطريق المعين شيء ثالث.
534
وهذا مما يبين لك أن كثيرا من النظار يظنون أنهم لم يعرفوا الله بالطريق المعين من النظر الذي سلكوه، وقد يكون صحيحا وقد يكون فاسدا، فإن كان فاسدا فهو لا يوجب العلم، وهم يظنون أن العلم إنما حصل به وهم غالطون.
/ بل العلم قد حصل بدونه، وإن كان صحيحا فقد يكون مؤكدا للعلم ومحضرا له ومبينا له وإن كان العلم حاصلا بدونه.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الثامن بحمد الله]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 07:39]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاك الله خيرًا.
" [المجلد الخامس]
26
فأهل البطاقة من أهل الإلحاد ينسبون ذلك إلى علي
[المحقق: لم أعرف من هم] "
تعليق:
أهل البطاقة المراد بهم باطنية الشيعة عمومًا، وأحيانا الإسماعيلية تحديدًا وما تفرَّع عنهم من فرق. و"البطاقة" و"الجفر" و"الهفت" و"الجدول": كتب منسوبة إلى جعفر الصادق، وبعضهم ينسبها إلى علي بن أبي طالب- رضي الله عنه، ثم أصبحت تُطلَق ويُراد بها "علوم" باطنية تمكِّن من كشف الغيب والإخبار به، حسب زعمهم. وهي ممّا يشترك فيه باطنية الشيعة وباطنية الصوفية. وقد اعتنى بها بعض المغاربة اعتناءَ بعض الشيعة ...
والله أعلم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 08:30]ـ
"67
الطوينية
[المحقق: لم أعرف من هم] "
وضبطُها: الطُّويِنِيَّة؛ نسبة إلى "طُويِن"، ومعناه: الراهب البوذي. وهي فرقة من فرق البوذية. والمرجع في هذا التصويب هو الكتاب التالي:
جان بيار رو، "تاريخ الإمبراطورية المنغولية".
( Jean Pierre Roux, Histoire de l’empire mongol)
وكذا الأمر بالنسبة للبخشية: في الأصل يراد بعض رهبان المغول. وتطلق ويراد بها رهبان البوذية.
ويعتبرهم ابن تيمية في موضع آخر "من كُهّان الترك". وفي موضع مغاير اعتبرهم من سحرة التتار. وفي موضع ثالث نسبهم إلى البراهمة.
وثبتت نسبة "البخشية" لفرقة صوفية متفرعة عن الخلوتية تدعى "البخشية"، نسبة إلى مؤسسها: نور بخش؛ لكنها متأخرة عن عصر ابن تيمية. ثم إنه لا يقصدها بكلامه، لاعتبارها من فرق المشركين.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 08:33]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[الواحدي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 08:50]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
بارك الله فيك
كان ينبغي أن تضيف إلى كلمة "شيخنا" عبارة (ابتسامة)
وهي ابتسامة لا يدرك مدلولها إلا أنت وكاتب هذه الأسطر ..
جزاك الله خيرًا ..
ـ[الواحدي]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 03:33]ـ
"المجلد السادس:
4
إلا أن يرووا في ذلك ما يعلم أنه كذب كحديث عوسجة وأمثاله
[المحقق: لم أعرف من هو المقصود بعوسجة وأي حديث يشير إليه ابن تيمية] "
*تعليق:
والحديث الذي يشير إليه ابن تيمية: حديث موضوع هذا نصه: " قيل للنبي صلّى الله عليه وسلّم: "أين الله؟ " فقال: "إنَّ الذي أيَّنَ الأيْنَ لا يقال له: أين؟ " فقيل له: "كيف الله؟ " فقال: "إنَّ الذي كيَّفَ الكيف لا يقال له: كيف؟ "
وهذا "الحديث" ذكره ابن عساكر في مجلس أملاه في نفي الجهة عن الله تعالى. قال ابن تيمية في "درء التعارض":
"والحديث الذي يحتجون به في نفي العُلُوِّ، كالحديث الذي رواه ابن عساكر فيما أملاه في نفي الجهة عن شيحة بن عبد الله العوسجي عن النبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنه قال: "الذي أَيَّنَ الأين فلا يقال له: أين"، وعارض به حديث ابن إسحاق الذي رواه أبو داود وغيره، الذي قال فيه: "يستشفع بك على الله، ويستشفع بالله عليك". وأكثر فيه في القدح في ابن إسحاق، مع احتجاجه بحديثٍ أجمَع العلماء على أنه من أكذب الحديث؛ وغاية ما قالوا فيه: إنه غريب."
وفي بعض الطبعات "عن شيخه"، وهو تصحيف.
قال ابن حجر في "الإصابة": "شيحة العوسجي: قرأت بخط الذهبي في "التجريد": جاء ذكره في خبر موضوع لا يحل سماعه، أخرجه ابن عساكر في مجلس نفي الجهة".
وفي التابعين شيحة الضبعي. روى عن علي. ذكره ابن أبي حاتم. وهو غير هذا".
وجاء في "لسان الميزان"، في ترجمة الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن زيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب:
"وروى عن إبراهيم بن عبد الله الصنعاني عن عبد الرزاق بسند الصحيحين حديث شيحة العوسجي، وهو في "مجلس نفي الجهة" لابن عساكر".
وشيحة الضُّبَعي هو: أبو حِبَرة شِيحة بن عبد الله الضُّبَعي.
أمّا شيحة العوسجي، فلم أقف على غير اسمه ونسبته. وابن تيمية يذكره تارةً بالنسبة، وتارة يقول "حديث عوسجة". ولعل "العوسجي" نسبة إلى عوسجة، أحد أجداده. ولا يدرى هل قول ابن تيمية "شيحة بن عبد الله" وهمٌ منه؟ أم ابن حجر هو الذي توهَّم حين ميَّز بينه وبين شيحة بن عبد الله الضُّبَعي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الكلام نفسه المنسوب إلى رسول الله –صلّى الله عليه وسلَّم- منسوبٌ أيضًا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقد كان شيحة بن عبد الله الضُّبَعي أحد أصحابه. وبعض الأشاعرة يذكره منسوبًا إلى علي، وكذا الشيعة. فيُحتمَل أنه كان لشيحة بن عبد الله صاحب علي بن أبي طالب نسبتان: الضبعي والعوسجي. وهو احتمال لا قرينة له سوى الذي ذكرت.
والله أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 12:27]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد
فإن من الناس من هو مفتاح للخير مغلاق للشر، ومنهم من هو مفتاح للشر مغلاق للخير!!
وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام رحمه الله، ممن نحسبه من الصنف الأول، ولا نزكي على الله أحدا.
فقد جاء كتابه هذا (درء تعارض العقل و النقل) أو (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول) شامة في جبين الزمن، لا يدانيه في بابه كتاب آخر، بل لا يكاد يوجد أصلا في بابه كتاب، كما قال ابن القيم:
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ............. ما في الوجود له نظير ثان
لأن الكتب المعروفة في هذا الباب قبل شيخ الإسلام هي نحو:
- الحيدة لعبد العزيز الكناني
- الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد
- النقض على المريسي لعثمان بن سعيد الدارمي
وكل هذه الكتب لم تستعمل قواعد المتكلمين في الرد عليهم.
فالمزية التي تميز بها هذا الكتاب أنه استعمل قوانين المتكلمين والفلاسفة نفسها في بيان بطلان مذاهبهم، ولذلك قال ابن القيم رحمه الله:
ومن العجائب أنه بسلاحهم ................ أرداهم تحت الحضيض الداني
والكتاب يقع في عشر مجلدات، إلا أنه جاء على طريقة شيخ الإسلام في الإسهاب والتكرار بطرق مختلفة؛ لأن هذا ينتفع به القارئ كما نص شيخ الإسلام نفسه في بعض المواضع.
فالكتاب قابل للاختصار والتنقيح والترتيب، وهذا مشروع بحث لو قام عليه بعض الدارسين لكان جيدا؛ وذلك كما يلي:
- ترتيب الأوجه واختصار المكرر منها
- تنقيح العبارات الغامضة وصوغها بطريقة أسهل فهما
- استكمال كلام شيخ الإسلام الذي أشار إليه بقوله (بسطناه في موضع آخر)
وأسأل الله أن يجزي عنا شيخ الإسلام خير الجزاء.
وأن يستعملنا وإياكم في طاعته، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
وإليكم الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب النفيس:
لا زلتم تواصلون الإفادة، شيخنا الفاضل. . وبارك الله فيكم ونفع بكم.
وعلى فكرة، ما ملاحظاتكم لما بدأ به العبد الفقير من تهذيب هذا الكتاب؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 06:48]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
هل وضعت التهذيب المذكور هنا في المجلس العلمي؟
ـ[الواحدي]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 07:31]ـ
"المجلد الثالث:
228
والهندي لم يجب عنه
[المحقق: في (ض) كأنها (والهنفري) ولم أعرف من هو، وكتب محقق (ق) ما يلي: قوله (والهندي) كذا في الأصل، وكتب بهامشه: لعله الآمدي فحرر، كتبه مصححه] "
* تعليق:
بل هو "الهندي"، والله أعلم.
والهندي هو: صفي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم الصفي الهندي الأرموي (ت. 715هـ). استوطن دمشق في زمن ابن تيمية، وهو الذي ناظر ابن تيمية في بعض محاكماته.
والهندي من تلاميذ سراج الدين الأرموي (ت. 682هـ)، لازمه لفترة طويلة. وسراج الدين أبو الثناء محمود بن أبي بكر الأرموي هو صاحب "لباب الأربعين" الذي يردُّ عليه ابن تيمية.
وفي بعض المواضع من تآليفه، يقول شيخ الإسلام: "وجاء بعد الأرمويِّ الهنديُّ ... "
والآمدي سابق للسراج الأرموي (توفي سنة 631هـ)
والله أعلم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 09:21]ـ
"المجلد الثامن:
63
( ... ) ويضع على الأمراض الأدوية الجواد العاملة بسرعة ... "
كذا. والصواب: الحَوَادّ (من الحِدَّة). والكلام الذي يليه يؤكِّد هذا التصويب.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 10:39]ـ
أحسنت يا شيخنا الفاضل (من غير ابتسامة)
تنبيهات نافعة، بارك الله فيك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 12:36]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
هل وضعت التهذيب المذكور هنا في المجلس العلمي؟
وإياكم شيخنا الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أي نعم، وضعته في المجلس. لكنني انقطعت عنه مدة طويلة.
وهذا هو الرابط بارك الله فيكم:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15732
(1) أصول هذا الدين الذي أرسل به الله رسوله وأنزل به كتابه: إما أن تكون (مسائل) يجب اعتقادها ويجب أن تذكر قولا أو تعمل عملا كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد، أو (دلائل) هذه المسائل.
(2) وكل من مسائل أصول الدين ودلائلها قد بينه الله ورسوله بيانا شافيا قاطعا للعذر. إذ كونها من أصول الدين يوجب أن تكون من أهم أمور الدين، فيمتنع أن يهملها الله والرسول. بل الكتاب والسنة يشتملان على مسائل أصول الدين ودلائلها على غاية المراد وتمام الواجب والمستحب.
(3) وأما ما يدخله بعض المتكلمين والفلاسفة في مسمى (أصول الدين) من الباطل في المسائل والدلائل، فليس ذلك من (أصول دين الإسلام) الذي شرعه الله لعباده وإن أدخلوه فيه، مثل نفي الصفات وإنكار القدر ونحو ذلك، ومثل الاستدلال على وجود الصانع بـ (ـستلزام الأجسام للأعراض) أو (إمكانها و تماثلها) ما يعلم بالاضطرار أنها من المحدثات في الدين. وفيها من الأباطيل في الدليل والمدلول عقلا ونقلا. وقد اعترف بعض الحذاق منهم أنها ليست طريقة الرسل وأتباعهم ولا سلف الأمة وأئمتها.
(4) ثم لهؤلاء في نصوص الأنبياء طريقتان: طريقة (التبديل)، وطريقة (التجهيل). وأهل التبديل نوعان: أهل (الوهم والتخييل) من المتفلسفة والباطنية وملاحدة الصوفية الذين زعموا أن أخبار الأنبياء تخييل لمصلحة الجمهور وإن لم يطابق الواقع، وأهل (التحريف والتأويل) من طوائف المتكلمين وغيرهم الذين قالوا إن الأنبياء لم يقصدوا بتلك الأخبار ظواهرها بل قصدوا ما علموه بعقولهم من الحق المخالف للظاهر. وأما أهل طريقة (التجهيل والتضليل)، فنفوا علم العلماء أو حتى الصحابة والأنبياء بالحقائق التي أرادها الله تعالى بما وصف به نفسه من الآيات كما لم يعلموا وقت الساعة.
(5) وهؤلاء الفرق مشتركون في القول إن الرسول لم يبين لأمته المراد بالنصوص التي يجعلونها (مشكلة) أو (متشابهة) بحسب ما قرروه من الأصول والعقائد التي يزعمون أنها حق. ولهذا، يجعل كل فريق المشكلَ من نصوصه غير ما يجعل الفريق الآخر مشكلاً. فمنكر (الصفات) يجعل نصوصها مشكلة، ومنكر (القدر) يجعل نصوصه مشكلة، ومنكر (مشيئة العباد) يجعل نصوص الأمر والنهي والوعيد مشكلة، ومنكر (معاد الأبدان) يجعل نصوصها وما وصف به الجنة والنار مشكلة. ويقول كل منهم فيما يستشكله: إن معاني نصوصه لم يبينها الرسول.
(6) وقد يقولون: نحن عرفنا الحق بعقولنا، فاجتهدنا في حمل كلام الأنبياء على ما يوافق مدلوله. وعلى هذا، وضعوا لأنفسهم قانونا فيما جاءت به الأنبياء عن الله تعالى. فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته ويجعلون ما جاءت به الرسول تبعا له، فما وافق قانونهم قبلوه وما خالفه لم يتبعوه. فقد زعموا أن الحق المعلوم بالعقول قد يخالف ما جاء في نصوص الرسول.
(7) وقد وضع الرازي وأمثاله قانونا فيما يزعمون من التعارض بين العقل والنقل، فقالوا: ” إذا تعارض العقل والنقل تعارض النقيضين: فإما أن يجمع بينهما أو يردا جميعا، وكلاهما محال؛ وإما أن يقدم النقل، وهو محال لأن العقل أصل النقل والقدح في أصل الشيء قدح فيه؛ وإما أن يقدم العقل وهو حق، ثم النقل إما أن يتأول وإما أن يفوض “. وقد يضم بعضهم إلى هذا القانون الزعم بأن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين وأن لا تفيد بغير طريق الاستدلال بصدق المخبر. فقد غلطوا في العقل والنقل جميعا، والعياذ بالله.
(8) ولما كان بيان مراد الرسول في هذه الأبواب لا يتم إلا بتقرير أن الأدلة السمعية قد تفيد اليقين والقطع، وبدفع المعارض العقلي لمدلولها: بينا في هذا الكتاب فساد ذلك القانون الفاسد الذي صدوا به الناس عن سبيل الله وعن فهم مراد الرسول وتصديقه فيما أخبر. إذ كان أي دليل أقيم علي بيان مراد الرسول لا ينفع إذا قدر أن المعارض العقلي القاطع ناقضه. وقد بسطنا الكلام على تقرير الأدلة السمعية وإفادتها بعضها القطع في موضعه قديما، فنتكلم في هذا الكتاب عن بيان انتفاء المعارض العقلي وإبطال قول من زعم تقديم الأدلة العقلية مطلقا. ونبين أن صريح العقل موافق لصحيح النقل، وأن الشرع قد أتى في نصوصه بالأقسية العقلية الصحيحة السليمة ما لا يقدر كثير من الفلاسفة والمتكلمين قدره، وأن نهاية ما يذكرونه من الأدلة العقلية قد جاء الشرع بخلاصته علي أحسن وجه. فإن الرسول قد بلغ البلاغ المبين، وبيانه للحق أكمل من بيان كل أحد.
(9) وفساد ذلك المعارض يعلم جملة وتفصيلا. أما الجملة، فإن من آمن بالله ورسوله إيمانا تاما وعلم مراد الرسول قطعا، تيقن ثبوت ما أخبر به وعلم أن ما عارض ذلك من الحجج: فهي حجج داحضة من جنس شبه السوفسطائية في معارضتهم الحقائق. وأما التفصيل، فعلم فساد تلك الحجج المعارضة من نفس صريح المعقول، وتمييز ما فيها من الحق والباطل في الألفاظ والمعاني، مع اعتبارها بما جاء به الشرع في ذلك الباب من المسائل والدلائل.
(10) ولما كان في كلام هؤلاء المتكلمين والفلاسفة من المصطلحات المحدثة، وقد استعملوا تلك الألفاظ – مع ما فيها من الإجمال والاشتباه – نفيا وإثباتا، احتجنا إلى معرفة مرادهم بتلك العبارات، واحتجنا إلى معرفة المعاني الثابية بالكتاب والسنة لنعبر عنها بتلك المصطلحات لمن يفهمها كي يتبين ما وافق الحق من معانى هؤلاء وما خالفه. ومخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم ليس بمكروه إذا احتيج إلى ذلك وكانت المعاني صحيحة. والسلف والأئمة لم يذموا (الكلام) لمجرد ما فيه من الصطلحات المولدة المحدثة، بل لأن المعانى التي يقصد أهله بها فيها من الأباطيل ما يجب النهي عنه، ولاشتمال تلك الالفاظ أيضا على معان مجملة بعضها حق وبعضها باطل ما هو خلاف البيان والصراط المستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 08:34]ـ
[المجلد التاسع]
5
[ابن أبي موسى] .... علم أنها مفتقرة إلى صانع، غير أنه لا يعرف من هو قبل ورود السمع، فإذا ورد السمع بأن الصانع هو الله قبله العقل، ووقع له فهم في السمع، وتحقق صحة الخبر وعرف الله من ناحية السمع، لا من ناحية العقل، لأن العقل بمجرده لا يعلم من الصانع قط، وأكثر ما في بابه أن يقع به التمييز، فيبقى أن يفعل الجماد نفسه، ويقضي بالشاهد على الغائب، فأما أن يعرف من الصانع فمحال إلا من جهة السمع
7
[ابن أبي موسى] والمعرفة عندنا موهبة من الله، وتقع استدلالا لا اضطرارا، لأنها لو كانت تعلم بضرورة لاستوى فيها العقلاء.
9
فإذا تبين أن القياس العقلي البرهاني لا يفيد إلا معرفة مطلقة كلية، فمعلوم أن أسماءه لا تعرف إلا بالسمع، فبالسمع عرفت أسماء الله وصفاته التي يوصف بها من الكلام.
10
فالأمور الغائبة لا يمكن معرفتها ولا التعريف بها إلا بما بينها وبين الأمور الشاهدة من المشابهة، لكن إذا عرف أنه لا شركة في ذلك علم أنه واحد معين من علم بعض صفاته، وإن جوز فيه الشركة لم يعلم عين ذاك.
14
ومن هنا ضل من ضل في مسألة المعدوم: هل هو شيء أم لا؟ وفي مسألة الأحوال، وفي مسألة وجود الموجودات: هل هو ماهيتها الثابتة في الخارج أو غير ذلك؟ والكلي الطبيعي: هل هو ثابت في الخارج أم لا؟
وجماع أمرهم أنهم جعلوا الأمور العقلية التي لا تكون ثابتة إلا في العقل -كالمطلقات الكلية ونحوها- أمورا موجودة موجودة ثابتة في الخارج وزعموا أن هذا هو الغيب الذي أخبرت به الرسل وذلك ضلال.
16
والناس متنازعون في كونه فوق العالم: هل هو من الصفات التي تعلم بالعقل؟ كما هو قول أكثر السلف والأئمة، وهو قول ابن كلاب وابن كرام وآخر قولي القاضي أبي يعلى، أو هو من الصفات السمعية التي لا تعلم إلا بالسمع، كما هو قول كثير من أصحاب الأشعري، وهو أول قولي القاضي أبي يعلى وطائفة معه.
17
وهؤلاء يريدون بالعقل الغريزة ولوازمها من العلوم التي تحصل لعامة العقلاء، وأن ذلك بمجرده لا يوجب المعرفة، بل لا بد من أمر زائد على ذلك
17
الطرق القياسية العقلية النظرية وإن كان منها ما يفضي إلى العلم فهي لا تفصل النزاع بين أهل الأرض؛ تارة لدقتها وغموضها وتارة لأن النفوس قد تنازع في المقدمات الضرورية كما ينازع أكثر النظار في كثير من المقدمات الضرورية.
ولهذا لم يأمر الله عند التنازع إلا بالرد إلى الكتب المنزلة.
21
وفيه أن الله يعرف ويعبد بالعلم، لا بمجرد الغريزة العقلية، وهذا صحيح لا ينازع فيه من يتصور ما يقول.
ومن يقول: إن المعرفة تحصل بالعقل، يقول: إنما تحصل بعلوم عقلية، أي يمكن معرفة صحتها بنظر العقل، لا يقول: إن نفس العقل -الذي هو الغريزة ولوازمها- يوجب حصول المعرفة والعبادة.
وقد تنازع كثير من الناس في مسمى العلم والعقل، أيهما أشرف؟ وأكثر ذلك منازعات لفظية. فإن العقل قد يراد به الغريزة، وقد يراد به علم يحصل بالغريزة، وقد يراد به عمل بالعلم.
22
ومنه الحديث المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم -وإن كان مرسلا- إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات
[لم يجده المحقق]
24
وقد قال ابن عباس: التفسير أربعة أوجه ...
28
ولهذا جوز أهل الإثبات أن تقع المعارف النظرية ضرورية وبالعكس
29
فمن ظن أن المعرفة والإيمان يحصل بمجرد عقله ونظره واستدلاله –كما تقوله القدرية- كان ضالا
33
وقد تنازع أهل الإثبات في اقتضاء النظر الصحيح العلم: هل هو / بطريق التضمن الذي يمتنع انفكاكة عنه عقلا؟ أو بطريق إجراء الله العادة التي يمكن نقضها؟
34
وقد يكون الرجل من أذكياء الناس وأحدهم نظرا ويعميه عن أظهر الأشياء، وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظرا ويهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، فلا حول ولا قوة إلا به.
44
وما ذكرناه من كون الإقرار بالصانع فطري ضروري هو قول أكثر الناس، حتى عامة فرق أهل الكلام، قال بذلك طوائف منهم من المعتزلة والشيعة وغيرهم.
45
(يُتْبَعُ)
(/)
وكون المعرفة يمكن حصولها بالضرورة، لم ينازع فيه إلا شذوذ من أهل الكلام، ولكن نازع كثير منهم في الواقع، وزعم أن الواقع أنها لا تحصل لأكثر الناس إلا بالنظر، وجمهور الناس نازعوه في هذا وقالوا: بل هي حاصلة لأكثر الناس فطرة وضرورة.
46
[نقلا] وقال طوائف منهم الجاحظ وصالح قبة وفضل / الرقاشي والصوفية وكثير من الشيعة: معارف الدين كلها حاصلة بطريق الضرورة
49
وهذا الأصل تنازع فيه المتأخرون من عامة الطوائف. فلكل طائفة من أصحاب مالك والشافعي وأحمد فيه قولان، وأما الحنفية فالمعروف عنهم القول بتحسين العقول وتقبيحه، ونقلوا ذلك عن أبي حنيفة نفسه، وأنه كان يوجب بالعقل معرفة الله تعالى.
ولأصحاب الحديث والصوفية وغيرهم في هذا الأصل نزاع، ومن / القائلين بتحسين العقل وتقبيحه من أهل الحديث أبو نصر السجزي وأبو القاسم سعد بن علي الزنجاني وغيرهما، وذكروا أن إنكار ذلك من بدع الأشعري التي لم يسبق إليها، وممن قال ذلك من أصحاب أحمد أبو الحسن التميمي وأبو الخطاب وغيرهما، بل ذكروا أن هذا قول جمهور الناس
54
قال [أبو الخطاب]: دليل ثالث: أنه لو لم يكن في قضاء العقول إلزام وحظر، لأمكن العاقل أن لا يلزمه شيء أصلا، لأنه متى قصد بالخطاب سد سمعه فلم يسمع الخطاب.
59
وأبو الخطاب يختار ما يختاره كثير من الحنفية أو أكثرهم مع من يقول ذلك من أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم من أن الواجبات العقلية لا يشترط فيها البلوغ، بل تجب قبل البلوغ، بخلاف الواجبات الشرعية.
61
وقد ذكر الحاكم الشهيد في المنتقى
[المحقق: لم أعرف من هو]
63
وأيضا فإن قتل الصبي من أهل الحرب لا يجوز باتفاق العلماء
64
فأمر بضربهم على ترك الواجب الشرعي الذي هو الصلاة، فضربهم على الكذب والظلم أولى، وهذا مما لا يعلم بين العلماء فيه نزاع أن الصبي يؤذى على ما يفعله من القبائح وما يتركه من الأمور التي يحتاج إليها في مصلحته.
65
فإن أحد القولين في مذهب أحمد وهو اختيار أبي بكر عبد العزيز أن الصلاة تجب على ابن عشر وكذلك الصوم يجب عليه إذا أطاقه
66
كما أن كثيرا منهم يذكر أقوالا متعددة، والقول / الذي جاءت به الرسل وكان عليه سلف الأمة لا يذكره ولا يعرفه.
وهذا موجود في عامة الكتب المصنفة في المقالات والملل والنحل، مثل كتاب أبي عيسى الوراق والنوبختي وأبي الحسن الأشعري والشهرستاني، تجدهم يذكرون من أقوال اليهود والنصارى والفلاسفة وغيرهم من الكفار، ومن أقوال الخوارج والشيعة والمعتزلة والمرجئة والكلابية والكرامية والمجسمة والحشوية أنواع من المقالات.
والقول الذي جاء به الرسول وكان عليه الصحابة والتابعون وأئمة المسلمين لا يعرفونه ولا يذكرونه بل وكذلك في كتب الأدلة والحجج التي يحتج بها المصنف للقول الذي يقول إنه الحق تجدهم يذكرون في الأصل العظيم قولين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر من ذلك وينصرون أحدها ويكون كل ما ذكروه أقوالا فاسدة مخالفة للشرع والعقل والقول الذي جاء به الرسول وهو الموافق لصحيح المنقول وصريح العقول لا يعرفونه ولا يذكرونه فيبقى الناظر في كتبهم حائرا ليس فيما ذكروه ما يهديه ويشفيه، ولكن قد يستفيد من رد بعضهم على بعض علمه ببطلان تلك المقالات كلها.
72
وكثير من الناس لا يميز في هذا المقام بين ما هو بعينه حادث، وما تكون آحاد نوعه حادثة والنوع لم يزل، حتى إن كثيرا من أهل الكلام إذا رأوا أن الحركات حادثة أو غيرها من الأعراض اعتقدوا أن ما لا يسبق ذلك فهو حادث، ولم يميزوا بين ما لا يسبق الحادث المعين وما لا يسبق النوع الدائم الذي آحاده حادثة، فهو لا يسبق النوع وإن سبق كل واحد واحد من آحاده.
76
[ابن رشد] فأما المقدمة الأولى وهي القائلة إن الجوهر لا يعرى من الأعراض فإن عنوا الأجسام المشار إليها القائمة بذاتها فهي مقدمة صحيحة، وإن عنوا بالجوهر الجزء الذي لا يتجزأ وهو الذي يريدونه بالجوهر الفرد ففيها شك ليس باليسير، وذلك أن وجود جوهر غير منقسم ليس معروفا بنفسه، وفي وجوده أقاويل متضادة شديدة التعاند، وليس في قوة صناعة الكلام تلخيص الحق منها
78
[ابن رشد] وإن قيل: إنه يقبلها بالفعل، فإذا صغرت أجزاؤه فإنها تستحيل وتفسد وتفنى، كما تستحيل أجزاء الماء الصغار هواء، وإذا استحالت عند تناهي صغرها لم يلزم أن تكون باقية قابلة لانقسامات لا تتناهى
(يُتْبَعُ)
(/)
80
هذا هو الشبهة المشهورة من أن فعل الفاعل وإحداث المحدث ونحو ذلك إن قيل يتعلق بالشيء وقت عدمه لزم كونه موجودا معدوما وإن قيل: يتعلق به وقت وجوده لزم تحصيل الحاصل ووجوده مرتين.
/ وجوابه أنه يتعلق به حين وجوده، بمعنى أنه هو الذي يجعله موجودا، لا بمعنى أنه كان موجودا بدونه فجعله هو أيضا موجودا.
98
[ابن رشد] فليس يمتنع إن وجد ذلك [الفاعل] يفعل فعلا لا نهاية له بآلات غير متناهية متبدلة، أن يكون فعله لأشخاص بالناس على الدوام بأشخاص لا نهاية لها، أعني أنه يفعل الأبناء بالآباء.
[ابن تيمية] قلت: مضمون هذا الكلام أن التسلسل في العلل ممتنع، لأن العلة يجب وجودها عند وجود المعلول، وأما في الشروط والآثار مثل كون / الوالد شرطا في وجود الولد، ومثل كون الغيم شرطا في وجود المطر فلا يمتنع، وهذا فيه نزاع معروف
92
لكن قول القائل: إن الماضي دخل في الوجود دون المستقبل، عند منازعه فرق لا تأثير له، فإن أدلته النافية لإمكان دوام ما لا يتناهى كالمطابقة والشفع والوتر وغير ذلك يتناول الأمرين، وهي باطلة في أحدهما، فيلزم بطلانها في الآخر، ومن اعتقد صحتها مطلقا كأبي الهذيل والجهم طردوها في الماضي والمستقبل، وهو خلاف دين المسلمين وغيرهم من أهل الملل.
99
فمعنى ما لا نهاية له الذي جعل مقتضاه محالا، هو الذي لا يقبل أن يزاد عليه، وهو ما لا أول له ولا آخر، وأما إذا قيل: وجد قبل هذه الدورة دورة وقبلها دورة إلى غير نهاية، فهنا إنما نفيت النهاية عن الجانب الماضي دون المستقبل، فلا يطلق على الجملة أنها لا تتناهى، لأنها تناهت من أحد الجانبين، وإن كانت غير متناهية من الجانب الآخر، فهو يسلم امتناع انقضاء وجود ما لا يتناهى في المضي إذا أريد به ما لا يتناهى من الجانبين.
وما قدر متناهيا من أحدهما فلا يسلم امتناع انقضائه ولا يطلق عليه أنه لا يتناهى، بل هو عنده قد تناهى لأنه انقضى، والتناهي / والانقضاء واحد
101
فلفظ (انقضى) و (انتهى) و (انصرم) ونحو ذلك معناه متقارب، فإذا قال المتكلم: الحوادث الماضية قد انقضت، فلو لم تكن متناهية للزم انقضاء ما لا نهاية له، كان هذا تلبيسا، فإنه إذا جعلت منقضية فإنما انقضت من جهتنا لا من البداية، ومن هذه الجهة هي متناهية، وأما من جهة الابتداء فلا انتهاء لها ولا انقضاء، وما لا يتناهى هو ما لا ينقضي ولا ينصرم، فإذا قيل: انصرم وانقضى ما لا يتناهى كان هذا تناقضا بينا.
113
ولكن من المتكلمين من ينازع في هذا، وهذا حق، وإن قاله ابن سينا، فليس كل ما يقوله ابن سينا هو باطلا
117
بل قدماؤهم [الفلاسفة] قسموه إلى جوهر وتسعة أعراض، كما هو معروف في كتاب (قاطيغورياس) وجعلوا العلة الأولى من مقولة الجوهر.
132
وأفضل متأخري المعتزلة هو أبو الحسين البصري، وعلى هذه الطريقة في كتبه كلها يعتمد، حتى في كتابه الذي سماه (غرر الأدلة)
136
وأما طريقة الحركة والسكون التي اعتمدتها المعتزلة فهي التي يعتمدها الرازي وهي أقوى مما سلكه الآمدي وغيره، حيث سلكوا طريقة الأعراض مطلقا بناء على أن العرض لا يبقى زمانين، فإن هذه أضعف الطرق، وطريقة الحركة أقواها، وطريقة الاجتماع والافتراق بينهم، وهي طريقة أبي الحسن الأشعري وطريقة الكرامية وغيرهم ممن يقول إنه جسم.
143
[بيان أوضح لمسألة تسلسل الحوادث]
145
والفرق بين هذا وهذا أن الحكم الذي ثبت للأفراد إن كان للمعنى الذي يوجد في المجموع ثبت له، وإن لم يكن لذلك المعنى لم يلزم ثبوته له، فكون المحدث ممكنا أو مفتقرا إلى الفاعل ثبت لحقيقة الحدوث، وهذا ثابت للأفراد والمجموع، وكذلك افتقار الممكن إلى ما ليس بممكن ثبت / لحقيقة الإمكان، فإن حقيقة الممكن هو الذي لا يوجد إلا بغيره لا بنفسه، وهذه الحقيقة لا تفرق بين الأفراد وبين المجموع.
147
وبالجملة هذا الموضع من أعظم الأصول التي ينبني عليها دليل المعتزلة والجهمية ومن وافقهم على حدوث الأجسام، وتنبني عليه مسألة كلام الله تعالى وفعله وخلقه للسموات والأرض، ثم استوائه على العرش وتكلمه بالقرآن وغيره من الكلام.
151
والعقلاء يفرقون بصريح عقولهم بين الحكم والخبر والوصف لكل واحد واحد، وبين الحكم والخبر والوصف للمجموع في مواضع كثيرة
156
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو الذي ينازعكم فيه جمهور المسلمين وغيرهم، ويقولون لكم: لم يزل الله قادرا على الفعل، والقدرة عليه مع امتناع المقدور جمع بين النقيضين، فإن القدرة على الشيء تستلزم إمكانه، فكل ما هو مقدور للرب تعالى فلا بد أن يكون ممكنا لا ممتنعا.
158
ثم إنه صار من تقلدكم [؟] ينقل عن المسلمين واليهود والنصارى أن هذا قولهم.
ولا يعرف هذا القول عن أحد من الأنبياء ولا أصحابهم، بل المعروف عنهم يناقض ذلك
160
وهذه الطريقة هي التي سلكها ابن عقيل، إذا مال إلى شيء من أقوال المعتزلة، فإنه كان قد أخذ عن أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التبن، وكانا من أصحاب أبي الحسين البصري، ولهذا يوجد في كلامه نصر كلامهم تارة، وإبطاله تارة، فإنه كان ذكيا كثير الكلام والتصنيف، فيوجد له من المقالات المتناقضة بحسب اختلاف حاله، كما يوجد لأبي حامد والرازي وأبي الفرج بن الجوزي وغيرهم.
166
ولهذا يوجد كلام الرازي ونحوه من هؤلاء متناقضا في هذا الأصل، فإذا ناظروا القدرية استدلوا على أن القادر لا يرجح مقدورا إلا بمرجح، وإذا أرادوا إثبات حدوث العالم وردوا على الدهرية بنوا ذلك على أن القادر يرجح أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح، وقالوا: إن ترجيح أحد طرفي الممكن على الآخر بغير مرجح يصح من القادر المختار، ولا يصح من العلة الموجبة، وادعوا الفرق بين الموجب بالذت وبين الفاعل بالاختيار في هذا الترجيح.
174
وهؤلاء غالبهم إذا ذكروا طريقتهم في حدوث الأجسام، بأن ما لا يسبق الحوادث فهو حادث، ذكروا ذلك مسلما، كأنه بين، وإذا ذكروا مع ذلك أن الحوادث يجب تناهيها، جعلوا ذلك بمنزلة المسلم أو المقدمة الضرورية، تسوية بين النوع وأشخاصه، فيقولون مثلا إذا أثبتوا حدوث الأعراض وأن الجسم مستلزم لها: الحوادث لها أول ابتدئت به خلافا لابن الراوندي وغيره من الملحدة.
179
بل من عارض نصوص الأنبياء بمعقوله وادعى تقديم عقله على أقوال الأنبياء، واستند في ذلك إلى أصل اختلف فيه العقلاء، ولم يوافقه عليه الأنبياء، كان أقرب إلى أقوال / أهل الإلحاد، ولكن قد تشتبه على كثير من النظار فينصرون ما يظنونه من أقوال الأنبياء بما يظنونه دليلا عقليا، ويكون الأمر في الحقيقة بالعكس، لا القول من أقوال الأنبياء بل قد يكون مناقضا لها، ولا يكون الدليل دليلا صحيحا في العقل بل فاسدا، فيخطئون في العقل والسمع ويخالفونهما، ظانين أنهم موافقون للعقل والسمع، وآية ذلك مخالفتهم لصرائح نصوص الأنبياء، وما فطر الله عليه العقلاء، فمن خالف هذين كان مخالفا للشرع والعقل، كما هو الواقع في كثير من نفاة الصفات والأفعال.
182
وليس الاطراد [الصواب: المراد] بالانتهاء هنا انقطاعها بالكلية حتى لا يوجد شيء منها بل المراد انتهاء ...
185
وقول القائل من هؤلاء: إنه كان قادرا في الأزل على ما لم يزل، كلام متناقض، فإنه يقال لهم: حين كان قادرا: هل كان الفعل ممكنا؟ فلا بد أن يقولوا: لا، فإنه قولهم.
فيقال لهم: كيف وصف بالقدرة مع امتناع شيء من المقدور؟ فعلم أنه مع امتناع الفعل يمتنع أن يقال إنه قادر على الفعل.
189
الرازي مثلا إذا قرر في مثل نهاية العقول / وأمثالها من كتبه الكلامية تناهي الحوادث، واستوعبت [؟] ما ذكره أهل الكلام في ذلك من الحجج عارضه إخوانه المتكلمون فقدحوا فيها واحدة واحدة، ثم هو نفسه يقدح فيها في مواضع من كتبه، مثل المباحث المشرقية والمطالب العالية وغير ذلك ويبين أن دوام فاعلية الرب مما يجب القول به كما ذكره في المباحث المشرقية فإنه قال في بيان دوام فاعلية الباري: اعلم أنا بينا أن واجب الوجود لذاته كما أنه واجب الوجود لذاته فهو واجب الوجود من جميع جهاته، وإذا كان كذلك وجب أن تدوم أفعاله بدوامه وبينا أيضا أن سبق العدم ليس بشرط في احتياج الفعل إلى الفاعل وبينا في باب الزمان أن الزمان لا يمكن أن يكون له مبدأ زماني وحللنا فيه الشكوك والشبه.
قال: وأيضا العالم غير ممتنع أن يكون دائم الوجود وما لا يمتنع أن يكون دائم الوجود يجب أن يكون دائم الوجود، فالعالم يجب أن يكون دائم الوجود
195
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمنازع لهم من أهل الكلام من المعتزلة والأشعرية ونحوهم إما أن يقول: الفعل في الأزل ممتنع، كما قاله طوائف منهم، وإما أن يقول: هو ممكن لكن لم يحصل ما به يوجد، فكان عدمه لفوات شرط الاتحاد، إذ التقسيم العقلي يوجب أن يقال: الفعل في الأزل إما ممكن وإما / ممتنع، وإذا كان ممكنا، فإما أن يحصل مجموع ما به يوجد، وإما أن لا يحصل.
201
قلت: هذا كقولهم: الحركة غير موجودة، والصوت غير موجود، والكلام غير موجود، وهذا لفظ مجمل، فإن أريد بالموجود ما تقترن أجزاؤه في زمن واحد، فهذا غير موجود، وأما إن أريد ما هو أعم من ذلك بحيث يدخل فيه ما يوجد شيئا بعد شيء، فهذا كله موجود، وهو من حيث هو موجود شيئا بعد شيء لا موجود على سبيل الاقتران.
207
وليس مما أمر الله به ورسوله ولا مما يرتضيه عاقل أن تقابل الحجج القوية بالمعاندة والجحد، بل قول الصدق والتزام العدل لازم عند جميع العقلاء، وأهل الإسلام والملل أحق بذلك من غيرهم، إذ هم ولله الحمد أكمل الناس عقلا وأتمهم إدراكا وأصحهم دينا وأشرفهم كتابا وأفضلهم نبيا وأحسنهم شريعة.
211
كما ن جنس المسلمين خير من جنس أهل الكتابين، وإن كان قد يوجد في أهل الكتاب من له عقل وصدق وأمانة لا توجد في كثير من المنتسبين إلى الإسلام.
211
ونحن نبين هنا ما ننصر به أهل الكلام الذين هم أقرب إلى الإسلام والسنة من هؤلاء الفلاسفة وإن كانوا ضالين فيما خالفوا به السنة
[من الإنصاف العالي عند شيخ الإسلام رحمه الله]
228
وقد صور السهروردي هذه الحجة في كتابه المسمى (بحكمة الإشراق) وهو الذي ذكر فيه خلاصة ما عنده، ولم يقلد فيه المشائين، بل بين فيه خطأهم في مواضع، وذكر فيه طريقة فلاسفة الفرس المجوس والهند.
كما أن ابن سينا في كتابه المسمى (بالحكمة المشرقية) ذكر فيه بيان ما تبرهن عنده، وكذلك الرازي في (المباحث المشرقية)
230
[السهروردي] فينبغي أن يكون في الوجود حادث متجدد لا ينقطع، وما يجب فيه لماهيته التجدد إنما هو الحركة.
وذكر تمام الكلام في وجوب استمرار حركة دائمة، وأنها حركة الأفلاك.
233
وإذا قال: الذي يدوم بدوامه هو جنس الأفعال والمفعولات أو جنس الحوادث لا شيء بعينه.
قيل: فهذ يبطل حجتك على قدم شيء بعينه، ويناقض أيضا مذهبك في قدم شيء بعينه.
235
[ابن سينا] وإذا جاز أن يكون شيء متشابه الحال في كل شيء وله معلول، لم يبعد أن يجب عنه سرورا [كذا والصواب سرمدا] فإن لم يسم هذا مفعولا بسبب أن لم يتقدمه عدم فلا مضايقة في الأسماء بعد ظهور المعنى
238
وهذا الموضع مما يشتبه على كثير من الناس، فإن التسلسل في الآثار تارة يعنى به التسلسل في أعيان الآثار، مثل كونه فاعلا لهذا بعد هذا، ولهذا بعد هذا، وأنه لا يفعل هذا إلا بعد هذا، ولا هذا إلا بعد هذا، وهلم جرا، فهذا التسلسل جائز عند الفلاسفة، وعند أئمة أهل الملل، أهل السنة والحديث.
/ وعلى هذا التقدير فقول القائل: الأمور التي تتم بها مؤثرية الباري في العالم إما أن تكون بأسرها أزلية، وإما أن لا تكون، أتريد به التي يتم بها مؤثريته في كل واحد واحد من آحاد العالم؟ أو في جملة العلم؟
239
وأما إن أريد بالتسلسل في الآثار التسلسل في جنس التأثير، وهو أن يكون جنس التأثير متوقفا على جنس التأثير بحيث لا يحدث شيئا حتى يحدث شيئا، فهذا باطل لا ريب فيه، وهو تسلسل في تمام كون المؤثر مؤثرا، وهو من جنس التسلسل في المؤثر.
لكن بطلان هذا يستلزم أنه لم يفعل بعد أن لم يكن فاعلا لشيء، فيلزم دوام نوع الفاعلية، لا دوام مفعول معين، وحينئذ فلا يدل على قدم شيء من العالم، وهذا بين لمن تدبره.
ويراد بالتسلسل معنى ثالث، وهو أن فاعليته للحادث المعين لا تحصل حتى يحصل تمام المؤثر لهذا الحادث المعين، فيلزم تسلسل الحوادث في الواحد، وهذا ممتنع أيضا باتفاق العقلاء.
240
وبما ذكرناه من الفرق بين التسلسل في أصل التأثير وتمامه وبين التسلسل في الآثار يظهر صحة الدليل الذي احتج به غير واحد من أئمة السنة على أن كلام الله غير مخلوق، مثل سفيان بن عيينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبيان ذلك أنه إذا دل على أن الله لم يخلق شيئا إلا بكن، فلو كانت كن مخلوقة لزم أن يخلق بكن أخرى، وتلك الثانية بثالثة، / وذلك هو من التسلسل الممتنع باتفاق العقلاء، فإنه تسلسل في أصل التأثير، فإنه لا يخلق شيئا إلا بكن، فإذا لم يخلق كن لم يخلق شيئا، ولو خلق كن لكان قد خلق بعض المخلوقات بغير كن فيلزم الدور الممتنع، وهو المستلزم للجمع بين النقيضين، وهو أن تكون موجودة معدومة.
242
وقد بين في غير هذا الموضع أن تسلسل العلل والمعلولات ممتنع بصريح العقل واتفاق العقلاء، وكذلك تسلسل الفعل والفاعلين، والخلق والخالقين، فيمتنع أن يكون للخالق خالق، وللخالق خالق إلى غير نهاية.
245
وهؤلاء فروا من حدوث الحوادث بعد أن لم تكن بلا سبب، وادعوا دوام حدوثها بلا سبب، فكان الذي فروا إليه شرا من الذي فروا منه، كالمستجير من الرمضاء بالنار.
249
كل طائفة أقامت برهانا على بطلان قول الأخرى، لا على صحة قولها، إذ لا يلزم من بطلان أحد القولين صحة الآخر، إلا إذا انحصر الحق فيهما، وليس الأمر كذلك.
252
ومنشأ ضلال هاتين الطائفتين هو نفي صفات الله وأفعاله القائمة بنفسه، فإنهم لما نفوا ذلك ثم أرادوا إثبات صدور الممكنات عنه، مع ما يشاهدون من حدوثها، لم يبق هناك ما يصلح أن يكون هو المرجح لوجود الممكنات إلا لما شوهد حدوثها منها ولا لغير ذلك.
وصارت المتفلسفة تحتج على هؤلاء المتكلمة بالحجج التي توجب تناقض قولهم، فيجيبونهم بما يتضمن الترجيح بلا مرجح
245
الإشارات التي هي مصحف هؤلاء الفلاسفة
257
والقائلون بالقدماء الخمسة كديمقراطيس ومن اتبعه، كابن زكريا الطبيب الملحد، يقولون بقدم الباري والنفس والمادة والدهر والخلاء.
260
والرازي قد ذكر في شرح الإشارات من كتبه أن هؤلاء يقولون إن الباري هو الواجب بذاته، وأن النفس وغيرها معلولة له. وذكر هنا / عنهم أنهم يصفون الجميع بوجوب الوجود، وهذا تناقض في نقل أقوالهم.
262
فنقل الرازي لمقالة أهل الملل، كنقل ابن سينا لمقالات الفلاسفة. فكلا الرجلين لم يذكر في هذا المقام أقوال أئمة الفلاسفة المتقدمين الأساطين، ولا أقوال الأنبياء والمرسلين، ومن تبعهم من الصحابة والتابعين كأئمة المسلمين وعلماء الدين
268
فإن حجة القائلين بقدم العالم التي اعتمدها أرسطوطاليس وأتباعه كالفارابي وابن سينا وأمثالهما، لا تتم إلا بنفي أفعال الرب القائمة بنفسه، بل وتبقى صفاته [كذا والصواب وبنفي]
268
ولهذا كان مآل القائلين بنفي أفعال الرب الاختيارية القائمة به في مسألة قدم العالم إما إلى الحيرة والتوقف، وإما إلى المعاندة والسفسطة، فيكونون إما في الشك وإما في الإفك، ولهذا كان الرازي يظهر منه التوقف في هذه المسألة في منتهى بحثه ونظره، كما يظهر في المطالب العالية، أو يرجح هذا القول تارة كما رجح القدم في المباحث المشرقية، وهذا تارة، كما يرجح الحدوث في الكتب الكلامية.
272
ما بعد الطبيعة
ثابت بن قرة
275
ثم هذه طريقة أرسطو وأتباعه المشائين: مضمونها أن كل جسم لا يتقوم إلا بطبيعته، ولا تتقوم طبيعته إلا بحركة إرادية، ولا تتقوم تلك إلا بمحبوب معشوق لا يتحرك، ثم إن أرسطو أورد على نفسه سؤالا بأنه يمكن تقدير بطلان طبيعة الجسم الخاصة وبطلان حركته، بانحلاله إلى شيء أبسط منه، فلا يكون المحرك علة لذاته، بل علة للتركيب فقط.
وأجاب بأن البسيط إنما يوجد في الذهن لا في الخارج، وأجاب أتباعه بجواب ثان، وهو أنه يكون فيما انحل إليه قبول والقبول حركة.
وهذا الجواب ساقط، فإنه إذا قدر أن فيه قبولا، لم يجب أن يكون ذلك حركة إرادية شوقية، وإذا لم تكن الحركة إرادية شوقية لم يستلزم وجود محبوب، بل يستلزم وجود فاعل مبدع، وهم لم يثبتوا ذلك.
276
وهذا مقام يتبين فيه جهل هؤلاء القوم وضلالهم، لكل من تدبر نصوص كلامهم الموجود في كتبهم، الذي نقله أصحابه عنهم، فإنا نحن لا نعرف لغة اليونان، ولم ينقل ذلك عنهم بإسناد يعرف رجاله، ولكن هذا نقل أئمة أصحابهم الذين يعظمونهم ويذبون عنهم بكل طريق، وقد نقلوا ذلك إلينا وترجموه باللسان العربي، وذكروا أنهم بينوه وأوضحوه وقدروه وقربوه إلى أن تقبله العقول ولا ترده، فكيف إذا أخذ كلام أولئك على وجهه؟ فإنه يتبين فيه من الجهل بالله أعظم مما يتبين من كلام المحسنين له.
276
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا يوجد لابن سينا من الكلام ما هو خير من كلام ثابت بن قرة، ويوجد لأبي البركات صاحب المعتبر من الكلام ما هو خير من كلام ابن سينا، وكلام أرسطو نفسه دون كلام هؤلاء كلهم في الإلهيات.
283
ثم إذا قيل: إنه محب لشيء منفصل عنه، لزم احتياجه إلى المحبوب، وأما كون مجرد المحبوب هو المبدِع له، الموجب لذاته وصفاته من غير اقتضاء ولا إيجاب ولا إبداع من المحبوب، بل لمحض كونه محبوبا – فهذا مما يعرف ببديهة العقل فساده.
وهم وكل عاقل يفرق بين العلة الغائية والعلة الفاعلة، فالمحبوب يقتضي ثبوت العلة الغائية، ولا بد من علة فاعلية
283
قال ثابت بن قرة: وأرسطوطاليس ينكر هذا الرأي المجدد. والظن الذي يظنه كثير من الناس من أنه يلزم من رأي أرسطو: أن العالم أبدي، أن يكون غير معلول في جوهره لعلة خارجة عنه – ظن كاذب.
290
فيلزم أنه [أي الخالق] كان صانعا بالقوة، ثم صار صانعا بالفعل، من غير سبب خارج عنه، إذ الخارج عنه كله على هذا التقدير ممكن مفعول له، ففعله له لو توقف على تأثير فيه لزم الدور.
290
ثم من جوز أن يوجد الممكن بلا فاعل، فلأن يجوز تغير الواجب أولى وأحرى، لأن هذا فيه مصير ما ليس بشيء شيئا من غير فاعل، فلأن يصير شيئا بفاعل متغير أولى وأحرى.
294
ويقال لك ثانيا: إن كان مجرد الإمكان موجبا لكون الممكن مقارنا للواجب لزم أن يكون كل ما يمكن وجوده أزليا، وهذا مكابرة للحس والعقل.
301
فأنتم [الفلاسفة] بين أمرين: إما سلب الإرادة عن العالم القديم، وإما إثباتها للأول القديم. وأيهما قلتم بطل قولكم ببطل قولكم
302
يبين ذلك أن الحركة ثلاثة: الطبيعية والقسرية والإرادية، فالقسرية تابعة للقاسر، والطبيعية لا تكون إلا إذا خرج الجسم عن مركزه، فيميل بطبعه إلى مركزه، فكلاهما عارضة، وإنما الحركة الأصلية هي الإرادية.
313
ويقال للذهب: قاتول [كذا]
334
فمن كان له نظر ثاقب في هذه الأمور عرف حقيقة الأمر، ومن كان لا يفهم بعض الدقيق من كلامهم، كفاه أن يعلم أن هؤلاء النظار يقدح بعضهم في أدلة بعض، وأنهم لم يتفقوا على مقدمتين عقليتين، ولا مقدمات ولا مقدمة واحدة يمكن أن يستنتج منها دليل عقلي، يصلح لمعارضة أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، بل إن اتفقوا على مطلوب كاتفاق طائفة من أهل الكلام وطائفة من أهل الفلسفة على نفي العلو مثلا – فهؤلاء يثبتون ذلك وينفون التجسيم بدليل الأعراض، والآخرون يطعنون في هذا الدليل ويثبتون فساده في العقل، وهؤلاء يثبتون ذلك بدليل نفي التركيب العقلي، وأولئك يثبتون فساد هؤلاء، فصار هذا بمنزلة من ادعى حقا وأقام عليه بينتين، وكل بينة تقدح في الأخرى، وتقول: / إنها كاذبة فيما شهدت به، وتبدي ما يفسد شهادتها، وأنها غير صادقة، فلا يمكن ثبوت الحق بذلك، لأنا إن صدقنا كلا منهما فيما شهدت به من الحق وفي فسق أولئك الشهود لزم أن لا تقبل شهادة أولئك الشهود، فلا تقبل شهادة لا هؤلاء ولا هؤلاء، فلا يثبت الحق. وإن عينا إحدى البينتين بالقبول أو قبلنا شهادتهما في الحق دون جرح الأخرى، كان تحكما.
338
قلت: المعلوم بنفسه أنه لا يكون المفعول الواحد بعينه فعلا لفاعلين على سبيل الاستقلال ولا التعاون، ولا يكون المعلول الواحد بالعين معلولا لعلتين مستقلتين ولا متشاركتين، وهذا مما لا ينازع فيه أحد من العقلاء بعد تصوره
341
ولهذا منع في شريعتنا من إضافة الرب إلى المكلفين، كما قال صلى الله عليه وسلم: لا يقل أحدكم اسق ربك أطعم ربك.
/ بخلاف إضافته إلى غير المكلفين، كقول النبي صلى الله عليه وسلم لمالك بن عوف الجشمي: أرب إبل أنت أم رب شاء؟ وقولهم: رب الثوب والدار.
344
وأن إثبات ربين للعالم لم يذهب إليه أحد من بني آدم، ولا أثبت أحد إلهين متماثلين، ولا متساويين في الصفات ولا في الأفعال، ولا أثبت أحد قديمين متماثلين، ولا واجبي الوجود متماثلين.
346
لكنهم [الثنوية] جهال أرادوا تنزيه الرب عن فعل شر معين، فجعلوه فاعلا لأصل الشر، ووصفوه بالفكرة الرديئة التي هي من أعظم النقائص، وجعلوها سببا لحدوث أصل الشر.
346
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك من قال من الملاحدة كمحمد بن زكريا الرازي الطبيب / وأمثاله الذين اتبعوا قول طائفة من الملاحدة الفلاسفة القائلين بالقدماء الخمسة التي هي: واجب الوجود، والنفس، والهيولى، والدهر، والخلاء، وأن سبب حدوث العلم أن النفس تعلقت بالهيولى، فلم يمكن واجب الوجود أن يخلصها منها حتى تمتزج بالعالم، فتذوق ما فيه من الشرور.
349
فإن اختلاف الأفعال يمنع أن يكون المفعول واحدا والعالم واحدا
[المحقق: في الأصل: واحد، وهو خطأ]
[قلت: بل هو الصواب]
354
قلت: بل الذي ذكره النظار عن المتكلمين، الذي سموه دليل التمانع، برهان تام على مقصودهم. وهو امتناع صدور العالم عن اثنين، وإن كان هذا هو توحيد الربوبية.
357
كما لو قيل: لا يوجد هذا حتى يوجده هذا، ولا يوجد هذا حتى يوجده الآخر، فإن هذا محال ممتنع في صريح العقل، ولم ينازع العقلاء في امتناع ذلك، وهذا يسمى الدور القبلي.
بخلاف ما إذا قيل: لا يكون هذا إلا مع هذا، ولا هذا إلا مع هذا، كالأمور المتلازمة، فإن هذا يسمى الدور المعي الاقتراني.
وذلك جائز، كما إذا قيل: ذات الرب لا تكون إلا مع صفاته اللازمة لها، وصفاته اللازمة لها لا تكون إلا مع ذاته
369
فإن الشريكين قد يتهابّان بالمكان وقد يتهابّان بالزمان.
[المحقق: يتهابان كذا بالأصل، ولم أدر ما المقصود بذلك]
373
والحركات ثلاثة: طبيعية وقسرية وإرادية
376
فيمتنع أن يكون المرادَيْن [كذا] مستقلين بالإرادة
377
ولكن أهل الكلام الذين ظنوا أن التوحيد هو مجرد توحيد الربوبية، وهو التصديق بأن الله وحده خالق الأشياء، اعتقدوا أن الإله بمعنى الآلِه، اسم فاعل، وأن الإلهية هي القدرة على الاختراع، كما يقوله الأشعري وغيره، ممن يجعلون أخص وصف الإله القدرة على الاختراع.
393
وقوله [ابن رشد] إنما أتى هذا من قياس الغائب على الشاهد [يعني وهو باطل]
فيقال: جميع ما تذكره أنت وأصحابك والمتكلمون في هذا الباب، لا بد فيه من مقدمة كلية تتناول الغائب والشاهد، ولولا ما يوجد في الشاهد من ذلك، لما تصور من الغائب شيء أصلا، فضلا عن معرفة حكمه، فإن أبطلت هذا بطل جميع كلامكم.
397
وأما ما ذكره من أن الفلاسفة لا يقولون: إنه لا يعلم الجزئيات بل يرون أنه لا يعلمها بالعلم المحدث، وإنكاره أن يكون المشاؤون من الفلاسفة ينكرون علمه بجزئيات العالم، فهذا يدل على فرط تعصبه لهؤلاء الفلاسفة بالباطل، وعدم معرفته بحقيقة مذهبهم، فإنه دائما يتعصب لأرسطو، صاحب التعاليم المنطقية والإلهية
410
ولهذا يقول بعض الناس ويحكونه عن علي: قيمة كل امرئ ما يحسن، ولا يصح هذا عن علي. ويقول أهل المعرفة: قيمة كل امرئ ما يطلب.
فكمال النفوس ونقصها بمرادها، أعظم من كمالها ونقصها بمعلومها.
بل نفس العلم بأي معلوم كان لا يوجب لها نقصا، وأما إرادة بعض / الأشياء فيوجب لها نقصا، فإذا كان فعله لكل ما في الوجود لا يوجب له نقصا، فكيف بعلمه بذلك؟ وإذا كان فعله لها لا يوجب كونه محتاج إليها مستكمَلا بها، فكيف يوجب ذلك علمه بها؟
411
ونحن نعلم أن كون الفاعل لا يفعل بعض الأشياء أكمل من فعلها، وأما كونه لا يعلمها [كذا والصواب حذف لا] فلا يعقل كونه نقصا، إلا إذا اقترن بالعلم ما يذم، لا أن نفس العلم يذم
414
ولكن النفوس الظالمة إذا علمت بعض الأشياء فقد تستعين بالعلم على الظلم، والنفوس الجاهلة به إذا عرفت بعض الحقائق، فقد يضرها معرفة تلك الحقائق، فيحصل الضرر لما في النفوس من الشر.
424
[أبو البركات] ولا تعتقدن أن الوحدة المقولة في صفات واجب الوجود بذاته قيلت على طريق التنزيه، بل لزمت بالبرهان عن مبدئيته الأولى ووجوب وجوده بذاته
427
[أبو البركات] وأعجب من هذا قوله [أرسطو] بأنه يتعب، حيث قال: وإذا كان هذا هكذا لا محالة إنه يلزمه الكلال والتعب من اتصال المعقولات، وهو القائل في كتاب السماء إنها لا تتعب بدوام حركتها / المتصلة، لأن طبعها لا يخالف إرادتها، فجعل علة التعب هناك مخالفة الطبيعة للإرادة، وهاهنا كثرة الأفعال واتصالها، وكثرة الخروج من القوة إلى الفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقوة قوتان: استعداد وقدرة، والاستعداد إذا كمل بالخروج إلى الفعل صار قدرة، ثم عن القدرة تصدر الأفعال، والتي بمعنى الاستعداد نقص يفتقر إلى كمال، والأخرى كمال تصدر عنه الأفعال. فهذه القوة من قبيل القدرة الدائمة القارة على حد لا ينقص ولا يزيد، وليست بمعنى الاستعداد الذي يخرج إلى الكمال.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد التاسع بحمد الله]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:18]ـ
[المجلد العاشر]
7
[أبو البركات] وأما كونها عارضا لها أن تعقل، وإلزامه منه أنه لا يكون واجب الوجود من جميع جهاته، فكأنه [من] مدح الشعراء، أو من / كلام محسني الألفاظ بالتخيلات من الخطب والمدائح، وإلا فما معنى (من جميع جهاته)؟
10
[أبو البركات] فقد أجبنا عنه في جواب كلام أرسطوطاليس ولم يبعد، فتحسن إعادته
[كذا والصواب وضع الفاصلة قبل ولم يبعد]
12
وهذا كما يقولونه في دلالة المطابقة والتضمن والالتزام، فدلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على جميع المعنى الذي عناه المتكلم، ودلالة التضمن دلالة اللفظ على ما هو داخل في ذلك المعنى، ودلالة الالتزام دلالة اللفظ على ما هو لازم لذلك المعنى خارج عن مفهوم اللفظ.
20
ومعلوم أن كون الرب بكل شيء عليما، هو أظهر في الأدلة الشرعية والعقلية من كونه لا تقوم به الأمور المتجددة، فلو قدر أن لهذا أدلة تعارض تلك، وكان ثبوت العلم مستلزما لثبوت الأمور المتجددة للزوم القول بثبوت العلم، فإن ثبوت العلم حق، ولازم الحق حق، فكيف إذا كان ما يمنع الأمور المتجددة إنما هو من أضعف الأدلة؟
21
لكن ما كان لا يمكن وجوده إلا باختياره من الأفعال ولوازم الأفعال، فهذا يمتنع كونه بعينه أزليا، بل يجب تأخره سواء قيل إنه عالم بذاته أو قيل إنه منفصل عنه، وهو الموجب له عند وجوده، لا موجب له غيره.
25
وحينئذ فإذا قيل: جنس الفعل لازم، وإنما الحادث أعيانه.
كان أن يقال: جنس العلم لازم بطريق الأولى والأحرى.
28
أهل الأرض من المسلمين وغيرهم لهم في تنزيه الرب عن بعض الأفعال قولان مشهوران:
فطائفة تقول: ليس في فعله لشيء من الممكنات نقص، والظلم لا حقيقة له إلا ما هو ممتنع، بل كل ممكن ففعله جائز عليه، وإن لم يفعله فلعدم مشيئته له، لا لكونه نقصا.
وهذا قول الجهمية والأشعرية وطوائف من الفقهاء أصحاب المذاهب الأربعة وأهل الحديث والصوفية وغيرهم. وعلى هذا لا يسلم هؤلاء أن إثبات شيء من الأفعال لواجب الوجود نقص، وإذا منعوا هذا في الفعل ففي العلم أولى وأحرى.
والقول الثاني: قول من يقول: بل هو منزه عن بعض الأفعال المقدورة، وهذا قول أكثر الناس من المثبتين للقدر، كالكرامية وغيرهم من المعتزلة وغيرهم نفاة القدر، وهو قول كثير من أهل المذهب الأربعة وأهل الحديث والصوفية والعامة وغيرهم.
33
وإنما منع [ابن سينا] حلول الحوادث به لكونه يمنع قيام الصفات، أو أن يقول بما ذكر عن أرسطو من أن ذلك يوجب تعبه وكلاله، وكل ذلك فضيحة من الفضائح، ما يظن بأضعف الناس عقلا أن يقول بمثل ذلك.
ولولا أن هذا نقل أصحابهم عنهم في كتبهم المتواترة عنهم عندهم، لاستبعد الإنسان أن يقول معروف بالعقل مثل هذا الهذيان.
39
ثم إن الطوسي في شرحه قرر ما ذكره الرازي وزاد عليه، هذا مع كثرة مناقضته للرازي وحرصه على ذلك وعلى نصر ابن سينا
44
قلت: فليتدبر العاقل الذي هداه الله تعالى وفهمه ما جاءت به الرسل، وما قاله غيرهم، كلام هذا الذي هو رئيس طائفته في وقته [الطوسي]، وما قرر به كلام سلفه الملحدين في علم الله تعالى. لما كان ابن سينا – وهو أفضل متأخريهم – قد قال في ذلك بعض الحق الذي يقتضيه العقل الصريح، مع موافقته للنقل الصحيح، فأراد هذا الطوسي أن يرد ما قاله ابن سينا من الحق انتصارا لطائفته الملاحدة، فقال في الكلام الذي عظَّم قدره وتبجح به، ما يظهر / لمن فهمه أنه من أفسد أقوال الآدميين، وأشبه الأشياء بأقوال المجانين.
ولا ريب أن هذه عقول كادها باريها، لما ألحدت في صفات الله تعالى، وأرادت نصر التعطيل، وقعت في هذا الجهل الطويل.
فجعل [الطوسي] نفس الحقائق المعلومة الموجودة المباينة للعالم، هي نفس علم العالم بها، ولا ريب أن هذا أفسد من قول من جعل العلم نفس العالم، كما يقوله طائفة من النفاة، كابن رشد ونحوه، وقول أبي الهذيل خير منه.
51
(يُتْبَعُ)
(/)
والفلاسفة مع سائر العقلاء متفقون على هذا، ويقولون: أول الفعلة آخر العمل، وأول البغية آخر الدرك، ويقولون: العلة الغائية هي أول في التصور آخر في الوجود.
56
ولقد قدر [كذا والصواب ولو قدر] أنه لم تنحل هذه الشبهة، فنحن نعلم علما ضروريا أن هذا سفسطة، وأن من جعل نفس المعلوم الموجود المخلوق، هو نفس علم العالم به، فهو مكابر جاحد للخالق.
59
وهذا الطوسي وأمثاله هم الجهمية النفاة المتفلسفة الملاحدة. وهو في التعطيل شر من المعتزلة وغيرهم.
وكذلك ابن سينا وأمثاله هم من أتباع الملاحدة النفاة. وكان هذا الطوسي من أعوان الملاحدة الذين بالألموت، ثم صار من أعوان المشركين الترك، لما استولوا على البلاد.
وكذلك ابن سينا، وقد ذكر سيرته فيما ذكره عنه أصحابه، فذكر أن أباه كان بلخيا وأنه تزوج بقرية من قرى بخارى، في أيام نوح بن منصور، بامرأة منها فولد بها، وأنهم انتقلوا إلى بخارى. .... [إلخ]
61
ومعلوم عند كل من عرف دين الإسلام أن المصريين – بني عبيد الباطنية – كالحاكم وأمثاله، الذين هم سادة أهل بيته، من أعظم الناس نفاقا وإلحادا في الإسلام، وأبعد الناس عن الرسول صلى الله عليه وسلم نسبا ودينا، بل وأبعد الناس عن صريح المعقول وصحيح المنقول، فليس لهم سمع ولا عقل.
63
وهذا أمر معلوم بالضرورة واتفاق العقلاء، لكن هؤلاء القوم يدعون أن علم الله بالأشياء بلا علم يقوم به، ويسمونه عاقلا، ويفرقون بين عقل وعقل، مع جعل العقل جنسا واحدا، وهو تناقض بين، وقول بلا علم، بل مما يعلم بطلانه.
73
ولفظ العلة فيه اشتراك كثير بحسب اصطلاحات الناس، ينبغي لمن خاطب به أن يعرف مقصود المخاطب به. فقد رأيت مِن / غلط الناس بسبب اشتراك هذا اللفظ لتعدد الاصطلاحات فيه، ما لا يمكن إحصاؤه هاهنا.
93
إما أن يقولوا: ليس قائما بنفسه إلا الجسم، كما يقوله ابن حزم وغيره.
[المحقق: في الأصل قائم، وهو خطأ]
[قلت: بل هو صواب مبتدأ نكرة موصوفة، والمراد واضح به]
97
وبيان بطلان أقوالهم النافية للصفات يطول، وإنما القصد هنا إبطال بعضهم لقول بعض، فإن هذا يؤنس نفوسا كثيرة، قد تتوهم أنه ليس الأمر كذلك.
107
ولهذا يقال: للشيء وجود في الأعيان، وفي الأذهان، وفي اللسان، وفي البنان، ووجود عيني، وعلمي، ولفظي، ورسمي.
[الأعيان: عيني، والأذهان: علمي، واللسان: لفظي، والبنان: رسمي]
109
ويعرض للممرورين وغيرهم من التخيلات الباطلة ما يطول وصفه
[لم يشرحها المحقق، والممرور من تغلب عليه المرة]
112
لكن إذا سمي علميا انفعاليا فلا بأس، فإنه علم حادث. وأما علم الرب تعالى فإنه من لوازم نفسه المقدسة لم يحدث، فليس انفعاليا بهذا الاعتبار
[كذا والصواب إذا سمي علمنا]
119
فإن هذه اللوازم عند نظار المسلمين كلها صفات ذاتية، فإنهم لا يفرقون في الصفات اللازمة للموصوف بين الذاتي المقوم والعرضي الخارج، بل الجميع عندهم ذاتي. بمعنى أنه لازم لذات الموصوف، لا تتحقق الذات إلا بتحققه.
121
ولهذا لما تكلم الناس في دلالة المطابقة والتضمن والالتزام، فاعتبر بعضهم اللزوم مطلقا، واعتبر بعضهم اللزوم الذهني، قالوا: لأن اللزوم الخارجي لا نهاية له، لأن للازم لازما، وللازم لازما، فلفظ البيت إذا دل على الحيطان والأرض والسقف بالمطابقة، وعلى بعض ذلك بالتضمن، فهو مستلزم للأساس، ولأساس الأساس، وللصانع، ولأب الصانع، ولأب أبيه، ولصانع الآلات، وأمور أخر، فيجب اعتبار اللزوم الذهني.
فيقال لهم: اللزوم الذهني ليس له ضابط، فإنه قد يخطر لهذا من اللوازم ما لا يخطر لهذا.
فإن قلتم: كل ما خطر للمستمع لزومه، فقد دل اللفظ عليه باللزوم وإلا فلا.
قيل لهم: فحينئذ يخطر له لزوم هذا، ثم لزوم هذا، ويلزم ما ذكرتم من التسلسل فلا فرق.
/ وحينئذ فالتحقيق أن كلا اللزومين معتبر، فاللزوم الخارجي ثابت في نفس الأمر، وأما معرفة المستمع به فموقوف على شعوره باللزوم، فمهما شعر به من اللوازم استدل عليه باللزوم، وليس لذلك حد، بل كل ملزوم فهو دليل على لازمه لمن شعر بالتلازم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو الدليل، فالدليل أبدا مستلزم للمدلول من غير عكس، وليس المراد بدلالة الالتزام أن المتكلم قصد أن يدل المستمع بها، فإن هذا لا ضابط له، بل المراد أن المستمع يستدل هو بثبوت معنى اللفظ على ثبوت لوازمه، وهي دلالة عقلية، تابعة للدلالة الإرادية، وجعلت من دلالة اللفظ لأنه دل على اللازم، بتوسط دلالته على الملزوم.
وفي الجملة فكل دليل في الوجود هو ملزوم للمدلول عليه، ولا يكون الدليل إلا ملزوما، ولا يكون ملزوم إلا دليلا، فكون الشيء دليلا وملزوما أمران متلازمان، وسواء سمي ذلك برهانا أو حجة أو أمارة أو غير ذلك.
129
فينبغي تدبر هذه المعاني الشريفة، فإنه يبين كثرة الطرق البرهانية الدالة على علمه سبحانه، بخلاف من يقول: لا يمكننا إثبات علمه إلا بطريق الإرادة ونحو ذلك.
وهكذا كلما كان الناس أحوج إلى معرفة الشيء، فإن الله يوسع عليهم دلائل معرفته، كدلائل معرفة نفسه، ودلائل نبوة رسوله، ودلائل ثبوت قدرته وعلمه، وغير ذلك، فإنها دلائلا كثيرة قطعية، وإن كان من الناس من قد يضيق عليه ما وسعه الله على من هداه، كما أن من الناس من يعرض له شك وسفسطة في بعض الحسيات والعقليات، التي لا يشك فيها جماهير الناس.
140
وكون ابن سينا خالفهم [الفلاسفة] في هذا هو من محاسنه وفضائله التي علم فيها ببعض الحق، والحجة معه عليهم، كما أن أبا البركات كان أكثر إحسانا منه في هذا الباب.
فكل من أعطى الأدلة حقها، وعرف من الحق ما لم يعرفه غيره، كان ذلك مما يفضل به ويمدح، وهو لم يقل: إن عقله لنفسه مستلزم لغيره، بل قال: يستلزم عقله لمفعولاته كما تقدم.
143
ولا ريب أن كلام أرسطو في الإلهيات كلام قليل، وفيه خطأ كثير، بخلاف كلامه في الطبيعيات فإنه كثير وصوابه فيه كثير.
146
وموجب الدليل شيء، وفساد الدليل شيء آخر. فمطالبته بموجب دليله الصحيح هو الصواب، دون القدح في دليله الصحيح.
157
ولفظ (ذات) لفظ مولد، وهو تأنيث ذو، ومعنى ذات: أي ذات علم، وذات قدرة، وذات حياة.
فتقدير ذات بلا صفات، تقدير المضاف المستلزم للإضافة بدون الإضافة.
ولهذا أنكر طائفة من أهل العربية كابن برهان والجواليقي النطق بهذا اللفظ، وقالوا: هذا مؤنث، والرب لا يجري عليه اسم مؤنث، ولكن الذين أطلقوه عنوا به نفسا ذات علم، أو حقيقة ذات علم.
169
وخسوف القمر لا يكون إلا في الليالي البيض
[المحقق: في الأصل: ليالي وهو تحريف]
[قلت: بل هو صواب مسموع نحوه كثيرا عن العرب]
172
ومما يوضح هذا أن الشرائع جاءت بالأحكام الكلية، مثل إيجاب الزكوات، وتحريم البنات والأخوات، ولا يمكن أمر أحد بما أمره الله به ونهيه عما نهاه الله عنه، إن لم يعلم دخوله في تلك الأنواع الكلية، وإلا فمجرد العلم بها لا يمكن معه فعل مأمور ولا ترك محظور، إلا بعلم معين، بأن هذا المأمور داخل فيما أمر الله به، وهذا المحظور داخل فيما نهى الله عنه، وهذا الذي يسمى تحقيق المناط.
185
والحجج العقلية إنما تعتبر فيها المعاني لا الألفاظ، والحجج السمعية يعتبر فيها كلام المعصوم
188
فأحد الأمرين لازم:
/ إما أن العلم بالعلة التامة لا يستلزم العلم بالمعلول، وإلا فلا يكون عالما علما تاما بالعلة التامة.
وكلا المقدمتين يسلمون صحتها، فكيف يجوز أن يسلم هاتين المقدمتين اللتين يقوم عليهما البرهان اليقيني، من ينازع في نتيجتهما اللازمة عنهما بالضرورة؟! وهل هذا إلا جهل بموجب البرهان القياسي في ذلك الذي هم دائما يقررونه مادة وصورة؟!
201
امتلأ الحوض وقال قطني
قطني رويدا قد ملأت بطني
وقالت: اتساع بطنه.
وقال الحائط للوتد: لم تشقني؟
[يراجع!]
222
فهذه لوازم المذهب [الأشعري] الذي قد يُستدل بها، إن كانت لازمة، على فساده، وليس كل من قال قولا يلتزم لوازمه.
222
والناس لهم في الكلام ثلاثة أقوال: هل هو اسم اللفظ والمعنى جميعا؟ كما هو قول الأكثرين، أم للفظ فقط بشرط دلالته على المعنى؟ كقول المعتزلة وكثير من غيرهم، أو للمعنى المدلول عليه باللفظ، كقول الكُلاَّبية؟ ومن متأخريهم من جعله مشتركا بينهما اشتراكا لفظيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما المتكلم ففيه أيضا ثلاثة أقوال: أحدها أنه من فعل الكلام، ولو في غيره، كما يقوله المعتزلة. والثاني: من قام به الكلام، وإن لم يفعله، ولم يكن مقدورا مرادا له، كما يقوله الكلابية. والثالث: من جمع الوصفين فقام به الكلام وكان قادرا عليه.
ولا ريب أن جمهور الأمم يقولون: لا يكون متكلما إلا من قام به الكلام، كما لا يكون متحركا إلا من قامت به الحركة، ولا عالما إلا من قام به العلم، ونحو ذلك. لكن الكلابية اعتقدوا أنه لا تقوم به الحوادث، فامتنع لهذا عندهم أن يكون الكلام مقدورا له مرادا. قالوا: لأن المقدور المراد حادث لا يكون صفة لازمة له.
223
وأعظم ما شنع الناس به في الصفات على المعتزلة قول رئيسهم أبي الهذيل، قوله: إن الله عالم بعلم هو ذاته، وليست ذاته علما.
228
[ابن رشد] فالذي ينبغي أن يعلم الجمهور من أمر هذه الصفات هو ما صرح به الشرع فقط، وهو الاعتراف بوجودها دون / تفصيل الأمر فيها، فإنه ليس يمكن عند الجمهور أن يحصل في هذا يقين أصلا.
وأعني هنا بالجمهور كل من لم يُعْنَ بالصنائع البرهانية. وسواء كان قد حصلت له صناعة الكلام أو لم تحصل له، فإنه ليس في قوة صناعة الكلام الوقوف على هذا القدر من المعرفة، إذ أعلى مراتب [صناعة] الكلام أن يكون حكمة جدلية لا برهانية، وليس في قوة صناعة الجدل الوقوف على الحق في هذا.
231
فمن قال: إن هذه الأسماء الحسنى لا تدل على هذه المعاني، فهو مكابر للغة التي نزل بها القرآن، فإن الأسماء التي تسميها النحاة اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المعدولة عنها كفعيل وغيره – هي أسماء مشتقة تتضمن المصادر، بخلاف رجل وفرس.
233
وصفاته اللازمة له كلها نفسية، بمعنى أنها داخلة في مسمى أسمائه، لا يفتقر إلى أمور مباينة له، وهي لازمة لنفسه لا يوجد بدونها، ولا يمكن وجوده منفكا عنها.
234
وإذا قالوا [الأشعرية] هو عالم بالعلم وقادر بالقدرة، لم يريدوا بذلك أن هنا ذاتا منفصلة عنه، صار بها عالما قادرا، كما يظنه بعض الغالطين عليهم، فإن هذا لم يقله أحد من عقلاء بني آدم فيما نعلم، ولكن بعضهم وهم مثبتة الحال كالقاضي أبي بكر والقاضي أبي يعلى وغيرهما يقولون: إن له صفة هي العلم أوجبت كونه عالما، وكونه عالما حال معللة بالعلم.
236
وأيضا فأنت [ابن رشد] تقول: إن الشرع لم يصرح بنفي التجسيم، وإن التصريح به بدعة. والشرع قد صرح بإثبات الصفات، فكيف تعيبنا [الأشعرية] بإثبات ما أثبته الشرع، لكونه مستلزما لإثبات ما لم ينفه الشرع؟
ومن المعلوم أن الشرع إذا أثبت شيئا له لوازم، لم يكن إثبات ذلك بدعة. وتلك اللوازم إن كانت ثابتة في نفس الأمر، فلازم الحق حق، وإن لم تكن لازمة فلا محذور.
237
أدلة إثبات الصفات أقوى من أدلة نفي الجسم، فإن أمكن الجمع بينهما، وإلا لم يجز نفي ما هو معلوم ثابت خوفا من لزوم ما ليس دليل انتفائه كدليل ثبوت ذلك
239
من المعلوم أن للناس في مسمى الجوهر والعرض اصطلاحات. منهم من يسمي كل قائم بنفسه جوهرا، كما يقول ذلك طوائف من المسلمين والنصارى والفلاسفة، وهؤلاء يسمونه جوهرا. ومنهم من لا يطلق الجواهر إلا على المتحيز، ويقول: إنه ليس بمتحيز، فلا يكون جوهرا، كما يقول ذلك من يقوله من متكلمي المسلمين واليهود والفلاسفة.
ومن الفلاسفة من يقول بإثبات جواهر غير متحيزة، لكن يقول: الجوهر هو ما إذا وجد وجد لا في موضوع، وهذا لا يصلح إلا لما يجوز وجوده، لا لما يجب وجوده.
وبالجملة فالنزاع في هذا الباب لفظي، ليس هو معنى عقليا، والشريعة لم تتعرض لهذا الاسم وأمثاله، لا بنفي ولا بإثبات، فليس له في الشريعة ذكر حتى يحتاج أن ينظر في معناه.
والنظر العقلي إنما يكون في المعاني لا في مجرد الاصطلاحات، فلم يبق فيه بحث علمي: لا شرعي ولا عقلي.
240
فلا يجوز التزام نفي الصفات الذي فيه مناقضة الأدلة الشرعية والعقلية حذرا من التزام مسمى هذا الاسم الذي لا يقوم على نفيه من الدليل شيء من أدلة إثبات الصفات
242
وإذا قُدِّر أنه عنى بالبرهان القياس العقلي المنطقي، فمن المعلوم أن صورة القياس لا تفيد العلم بمواده، والبرهان إنما يكون برهانه بمواده اليقينية وإلا فصورته أمر سهل يقدر عليه عامة الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأهل الكلام لا ينازعون في الصورة الصحيحة. وهب أن الإنسان عنده ميزان، فإذا لم يكن معه ما يزن به، كان من معه مال لم يزنه / أعنى [كذا والصواب أغنى] من هذا
250
وذلك لأنهم اصطلحوا في معنى الجسم على غير المعنى المعروف في اللغة، فإن الجسم في اللغة هو البدن، وهؤلاء يسمون كل ما يشار إليه جسما، فلزم على قولهم أن يكون ما جاء به الكتاب والسنة وما فطر الله عليه عباده وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها تجسيما، وهذا لا يختص طائفة لا الحنابلة ولا غيرهم، بل يطلقون لفظ المجسمة والمشبهة على أتباع السلف كلهم، حتى يقولوا في كتبهم: ومنهم طائفة يقال لهم المالكية ينتسبون إلى مالك بن أنس، ومنهم طائفة يقال لهم الشافعية ينتسبون إلى الشافعي.
[قاله أبو حاتم بن حمدان الرازي في كتاب الزينة]
255
وهؤلاء [الفلاسفة] من أصول ضلالهم ما في لفظ (العلة) من الإجمال، فإن لفظ (العلة) كثيرا ما يريدون به ما لا يكون الشيء إلا به، فتدخل في ذلك العلة الفاعلة، والقابلة والمادة والصورة.
وكثيرا ما يريدون بذلك الفاعل فقط، وهو المفهوم من لفظ / العلة.
256
وإلا فالصواب عند أهل السنة والجماعة أن وجود كل شيء وهو الوجود الذي في الخارج هو عين حقيقته الموجودة في الخارج، فكل موجود فله حقيقة مختصة به في الخارج عن الذهن، والوجود الذي يشار إليه في الخارج هو تلك الحقيقة نفسها، لا وجود آخر قائم بها.
258
ومن الحنابلة من يصرح بنفيه [لفظ الجسم] كأبي الحسن التميمي وأهل بيته، والقاضي أبي يعلى وأتباعه، وغيرهم ممن سلك مسلك ابن كلاب والأشعري في ذلك، ومنهم من يسلك مسلك المعتزلة كابن عقيل وصدقة بن الحسين وابن الجوزي وغيرهم.
261
ولقائل أن يقول: إن كان هذا المعلوم حقا، فيمتنع أنه لم يعلمه أحد قبل ابن التومرت ممن هو أعلم بالله وأفضل منه
..... وهكذا كل من سلك طريقا في النفي زعم أنه لم يسلكه غيره، فإنه يوجب أن ذلك لم يُعلم قبله، فلا يكون من تقدم من خيار هذه الأمة / معتقدين لهذا النفي، ولو كان حق لاعتقدوه.
263
[ابن رشد] ..... في الطائفة التي نفتها عنه سبحانه أنها ملشية [لم يعرفها المحقق، ولعلها من (لا شيء)، أو من (التلاشي)]، واعتقدت التي نفتها في المثبتة أنها مكثرة.
270
وأبو حامد في مواضع يرى هذا الرأي، ونهيه عن التأويل في (إلجام العوام) و (التفرقة بين الإيمان والزندقة) مبني على هذ الأصل [أصل الفلاسفة في تخييل الرسل!]، وهؤلاء يرون إقرار النصوص على ظواهرها هو المصلحة التي يجب حمل الناس عليها، مع اعتقادهم أن الأنبياء لم يبينوا الحق، ولم يورثوا علما ينبغي للعلماء معرفته، وإنما المورث عندهم للعلم الحقيقي هم الجهمية والدهرية ونحوهم من حزب التعطيل والجحود.
وما ذكره هذا في النور أخذه من مشكاة أبي حامد [مشكاة الأنوار] وقد دخل معهم في هذا طوائف ممن راج عليهم هذا الإلحاد في أسماء الله وآياته، من أعيان الفقهاء والعباد.
وكل من اعتقد نفي ما أثبته الرسول حصل في نوع من الإلحاد بحسب ذلك. وهؤلاء كثيرون في المتأخرين، قليلون في السلف. ومن تدبر كلام كثير من مفسري القرآن وشارحي الحديث ومصنفي العقائد النافية والكلام وجد فيه من هذا ما يتبين له به حقيقة الأمر.
276
ولهذا كان حقيقة الأمر أن الحدود المقولة في جواب (ما هو) إنما يحصل بها التمييز بين المحدود وغيره، وأما نفس تصور حقيقته فذاك لا يحصل بالقول والكلام، لا على وجه التحديد ولا غيره، بل بإدراك النفس المحدودة.
277
ولكن لولا القدر المشترك لما كان في الكلام فائدة، ثم القدر المميز يحصل بالإضافة، فيعلم أنه نور ليس كالأنوار، موجود ليس كالموجودين، حي لا كالأحياء.
283
ومن هنا دخل الملحدون من الاتحادية، الذين قالوا بوحدة الوجود، وقالوا: إن الخلق مجالٍ ومظاهر، لأن وجود الحق ظهر فيها وتجلى، فجعلوا نفس وجوده هو نفس ظهوره وتجليه.
ومن المعلوم أن الشيء يكون موجودا في نفسه، ثم يظهر ويتجلى تارة، ويحتجب أخرى، سواء كان تجليه لوجود سبب الرؤية في الرائي، كالأعمى إذا صار بصيرا، أو لزوال المانع في الظاهر، كالحجب المانعة أو لهما جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء جعلوا وجود الحق في المخلوقات هو نفس ظهوره وتجليه فيها، وسموها مجالي ومظاهر، وذلك لأن حقيقة قولهم إنه ليس موجودا في الخارج، ولكنهم يظنون أنهم يعتقدونه موجودا في الخارج / فإذا شاهدوا الوجود الساري في الكائنات ظهر لهم هذا الوجود وهم يظنونه الله، فسموها مظاهر ومجالي، لأنها أظهرت لهم ما ظنوا أنه الله.
284
وما ذكره هذا الرجل موافقا فيه لصاحب المشكاة أن النور سبب وجود الألوان، وسبب إدراكنا لها، كما أن الله سبب وجود الموجودات، وسبب معرفتنا بها – ليس بمستقيم، فإن الألوان موجودة في نفسها، سواء أدركناها أو لم ندركها، وهي في نفسها مستغنية عن النور، ولكن النور شرط في إدراكنا لها لا في وجودها.
285
ومن هذا الباب قول من جعل المعدوم شيئا ثابتا في الخارج / مستغنيا عن الخالق، ومن جعل الماهيات غير الأعيان الموجودة
286
ولهذا كان الأئمة منهم كالجنيد وأمثاله، يتكلمون بالمباينة، كقول الجنيد: التوحيد إفراد الحدوث عن القدم، وفي كلام الشاذلي والحرالي، بل وابن برجان، بل وأبي طالب وغيرهم من / ذلك ما يعرفه من فهم حقيقة الحق، وفهم مقاصد الخلق.
287
والناس في هذه المسألة على أربعة أقوال:
منهم من يقول بالحلول والاتحاد فقط كقول صاحب الفصوص وأمثاله.
ومنهم من يثبت العلو ونوعا من الحلول وهو الذي يضاف إلى السالمية أو بعضهم وفي كلام أبي طالب وغيره ما قد يقال إنه يدل على ذلك.
ومنهم من لا يثبت لا مباينة ولا حلولا ولا اتحادا، كقول المعتزلة ومن وافقهم من الأشعرية وغيرهم.
والقول الرابع إثبات مباينة الخلق للمخلوق بلا حلول، وهذا قول سلف الأمة وأئمتها.
288
ولهذا كان انقياد القلوب إلى قول الحلولية أقرب من انقيادهم إلى قول نفاة الأمرين. وجمهور الجهمية وعبادهم وصوفيتهم إنما يتكلمون بالحلول، وإلا فالنفي العام لا تقبله غالب العقول، وإنما يقوله من يقوله من متكلمتهم.
298
يبين هذا أن البدن والنفس يؤثر كل منهما في الآخر، والنفس إذا أحبت ورضيت وفرحت وحزنت أثر ذلك في البدن، والبدن إذا سخن أو برد أو جاع أو شبع أثر ذلك في النفس فالتأثير مشترك.
298
[ابن التومرت]
300
ومن المعلوم أن فلسفة اليونان والهند ونحوهم كانت موجودة إذ ذاك [عهد الصحابة] كوجودها اليوم وأكثر، إذ كانت اليونان موجودين قبل مبعث المسيح
302
فلفظ (الهيولى) ونحوها من كلام الفلاسفة ليس غريبا في لغتهم، معناه مثل معنى المحل والموضع ونحو ذلك.
ولفظ العقل والمادة ونحوهما في كلامهم غير معناه عن معناه في لغة العرب، فإنهم يعنون بالعقل جوهرا قائما بنفسه، والعقل في لغة العرب عرض هو علم أو عمل بالعلم، وغريزة تقتضي ذلك.
والمادة من جنس الهيولى عندهم.
307
ونفاة الصفات وإن كانوا لا يعتقدون أن ذلك متضمن لنفي الذات، لكنه لازم لهم لا محالة، لكنهم متناقضون
308
وقد ذهبت طائفة من المنتسبين إلى السنة من أهل الحديث وغيرهم وفيهم طائفة من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهما إلى أن النفس صفة من الصفات، والصواب أنها ليست صفة، بل نفس الله هي ذاته سبحانه، الموصوفة بصفاته سبحانه، وذلك لأنه بإضافته إليه قطع المشاركة
313
... من الدين الواجب إذا جاء في الكتاب والسنة وكلام أهل الإجماع. فإن معرفة مراد الله ومراد رسوله ومراد أهل الإجماع واجب، لأن قول الله ورسوله وقول أهل الإجماع قول معصوم عن الخطأ يجب اتباعه.
317
فإن الله تعالى إذا أقام لكل طائفة تعارض الرسول من جنسها من يبين فساد قولها المعارض له، ويكشف جهلها وتناقضها – كان بمنزلة أن يقيم لكل طائفة تزيد [كذا ولعل الصواب تريد] محاربته من جنسها من يحاربها بالسلاح. ثم المؤمن المجاهد يمكنه جهاد هؤلاء، كما يمكنه جهاد هؤلاء، ويمكنه أن يستعين بما فعلته / كل طائفة بالأخرى، فإذا أغارت طائفة على أخرى وهزمتها، أتاها من الناحية الأخرى ففتح بلادها، وإن كان هو لم يستعن بأولئك ابتداء، لكن الله يسر بما فيه الهدى والنصر لعباده المؤمنين وكفى بربك هاديا ونصيرا.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد العاشر بحمد الله]
[وبهذا تنتهي الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب القيم النفيس]
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 11:07]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاك الله خيرًا أيها المفضال!
* تعليق:
_ 76 (تاسع):
" ( ... ) وليس في قوة صناعة الكلام تلخيص الحق منها."
_ الذي في "الكشف عن مناهج الأدلة": "تخليص الحق منها"
_ 160 (التاسع)
"وهذه الطريقة هي التي سلكها ابن عقيل، إذا مال إلى شيء من أقوال المعتزلة، فإنه كان قد أخذ عن أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التبن، وكانا من أصحاب أبي الحسين البصري".
_ الصواب: "وأبي القاسم ابن التَّبَّان"
التصويب من "الذيل على طبقات الحنابلة" و"سير أعلام النبلاء" وغيره ...
_ 263 (العاشر)
[ابن رشد] ..... في الطائفة التي نفتها عنه سبحانه أنها ملشية [لم يعرفها المحقق، ولعلها من (لا شيء)، أو من (التلاشي)]، واعتقدت التي نفتها في المثبتة أنها مكثرة.
_ والصواب: مُلَيِّسة، من ليس؛ والليس (النفي) ضد الأيس (الإثبات).
والتصويب من "الكشف عن مناهج الأدلة" (طبعة مركز دراسات الوحدة العربية).
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 03:43]ـ
_ 201 (العاشر)
امتلأ الحوض وقال قطني
قطني رويدا قد ملأت بطني
وقالت: اتساع بطنه.
وقال الحائط للوتد: لم تشقني؟
[يراجع!]
_ والصواب: "وقالت أَنْساعُ بطنه". والكلام مأخوذ من بيت لأبي النجم، هو:
قَدْ قَالَتِ الأَنْسَاعُ لِلْبَطْنِ الْحَقِ (ي) --- قدْماً فَآضَتْ كَالْفَنِيقِ الْمُحْنِقِ
والفقرة متعلقة بلسان الحال ونسبة القول إلى الجمادات. قال صاحب "نفح الطيب":
"وقد تضيف العرب الكلام (والصواب: القول) إلى الجمادات بما تخبر عنه بما عليها من الصفات، ومن أحلاه قول بعضهم: "قال الحائط للوتد: لِمَ تشقّني؟ قال: سَلْ مَن يَدُقُّنِي."
والله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 09:02]ـ
/// لو أذن لنا الشيخ أبومالك وفَّقه الله في ذكر هذه الفائدة التي أرى أن هذا أنسب مكان لذكرها.
/// في الدرء (8/ 286) في ذكر مذاهب الفلاسفة في قدم العالم وحدوثه: «وليس في قولهم ما يوجب قِدَم شيءٍ من العالَم فقولهم بقِدَمه باطلٌ، ولهذا لم يُحْفَظ القول بقدم الأفلاك عن أساطين الفلاسفة، بل أوَّل من حُفِظ ذلك عنه أرسطو وأتباعه.
وأمَّا أساطين القدماء فالمنقول عنهم حدوث الأفلاك، فهم قائلون بحدوث صورة العالم، ولهم في المادة كلام فيه اضطراب.
فالنقل الثابت عن أعيانهم بحدوث العالم موافقٌ لما أخبرت به الرسل صلوات الله عليهم».(/)
نصيحة للشباب الملتزم عموما وطلاب العلم خصوصا لشيخنا القدير عبد العزيز الراجحي
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 02:51]ـ
نصيحة وموعظة تكتب بماء الذهب لشيخنا القدير عبد العزيز الراجحي -حفظه المولى تعالى - في شرحه لكتاب {القواعد الأربع} تجده في المقدمة مباشرة ....
بخصوص انقسام الشباب إلى طوائف و أحزاب، ورمي بعضهم للعلماء بالعظائم ....
أرجو أن تنال إعجابكم ...
ادعوا لأخيكم فيصل بالشفاء العاجل
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=lecview&sid=215&read=0&lg=1232
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 03:10]ـ
بوركت ياأبى حزم.
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 04:08]ـ
الرابط لا يعمل!!(/)
حملة تبرعات لاخواننا في غزة الشيخ نبيل العوضي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 04:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبذه مختصرة: خصصت هذه الحلقة من برنامج بكل صراحة لحمع تبرعات لاخواننا في فلسطين وخاصة اهل غزة ويستضيف الشيخ بعض العلماء المهتمين بهذه القضية كما يستعرض بعض التقاير الموضحة لحال اخواننا في اهل غزة
http://www.emanway.com/multimedia/video/be/tabaroo_ghaza.flv(/)
{الشيخ / عيسى المبلع: يكشف السر الخفي لتسلط اليهود على غزة؟}
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 08:58]ـ
{الشيخ / عيسى المبلع: يكشف السر الخفي لتسلط اليهود على غزة؟}
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لانبي بعده.
أما بعد: فقد يسأل أو يتساءل سائل, أو تقدح في ذهنه شبهه, أو تحيك في صدره. لماذا يسلط الله أعداءه من يهود ونصارى وغيرهم على أوليائه المؤمنين كما يجري لإخواننا في غزة ومن قبلهم أفغانستان والشيشان والعراق والبوسنة والصومال .. وغيرها؟ فهل الله لايعلم مايجري في الأرض ويخفى عليه؟ أم أنه غير قادر على إهلاك الكافرين وصدهم, وحماية ونصرة المؤمنين, أم أن دين اليهود والنصارى دين حق, ودين الإسلام دين باطل, أم أن هناك حكماً وأسرارً تخفى على العباد؟ فلدحض تلك الشبه والخواطر الشيطانية أقول مستعينا ًبالله:
أولاً: إن الله قد علم ماكان وما يكون قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى? غَيْبِهِ أَحَدًا (26) وقال سبحانه: ? وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وقال: إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى? عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) وقال وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وقال صلى الله عليه وسلم (أول ماخلق الله القلم قال له: أكتب, قال وما أكتب؟ قال اكتب ماهو كائن إلى قيام الساعة)
ثانيا: أنه لايحدث شيء في الكون إلا بإذنه كما قال تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ? فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وقال تعالى: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَ?كِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)
ثالثا: أن الله لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء قال تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فالخلق خلقه والأمر أمره قال تعالى: فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ? أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ? وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) وقال: ? وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) لذا فإن الله سبحانه وتعالى ذم من اعتقد هذا المعتقد وأساء الظن بالله فقال سبحانه: وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ? يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ? قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ? يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ ? (154) وقال: وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ? عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ? وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ? وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) وقال تعالى:وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) فحري بنا كمؤمنين بالله وقضائه وقدره أن نحسن الظن بالله, ونسعى لالتماس الحكمة من سر قدر الله ,فإليكم عباد الله بعضاً من حكم الله في تسليط أعدائه على أوليائه, فمن تلك الحكم:
أولا: ليتبين الصادق في إيمانه من الكاذب, وليتبين الصابر من العاجز, وليتخذ سبحانه من عباده شهداء, كما قال تعالى: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ? وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ? وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ? وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ? وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)
ثانيا: ليهلك الله سبحانه من يشاء من الكفار على أيدي أوليائه وليكبت الكافرين كما قال سبحانه: لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)
ثالثا: تكفير لسيئات المؤمنين ورفعة لدرجاتهم في منازل الجنة التي لايبلغونها إلا بالإبتلاء كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها) (رواه أبو يعلى وابن حبان) وقال صلى الله عليه وسلم: (مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة) (رواه الترمذي).
رابعا: ليعود العباد إلى الله ويخلصوا له عند الشدة, ويظهروا عبادة الشكر والصبر والانكسار والتوبة والإنابة والدعاء كما قال تعالى: فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَ?كِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله عزوجل يقول للملائكة انطلقوا إلى عبدي فصبوا عليه البلاء صباً , فيصبون عليه البلاء صباً ,فيحمد الله فيرجعون فيقولون: يا ربنا صببنا عليه البلاء صباً كما أمرتنا, فيقول: ارجعوا فإني أحب أن أسمع صوته) (رواه الطبراني)
خامسا: كشف المنافقين والشامتين والشانئين والمخذلين كما قال تعالى: وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ? وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ? قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ ? هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ? يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ? وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ? قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) وقال تعالى: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى? أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ? فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى? مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وقال: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ? وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ? فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى? عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ? (19)
سادسا: بقاء فريضة الجهاد إلى قيام الساعة فلولا تسلط الأعداء وصدهم عن سبيل الله ماقامت للجهاد قائمة كما قال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)
والعجيب أن تصنف أمريكا حركة حماس على أنها حركة إرهابية (?كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ? إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فاليوم كل مالا يعجب أمريكا وحلفاءها من اليهود والنصارى يسمى إرهابياً, فإن كان الدفاع عن العقيدة والنفوس والأعراض والبلاد والأموال إرهاباً فلتعلم أمريكا: أن كل المسلمين إرهابيون بل يفتخر المسلمون بهذا المسمى كما سماهم الله بقوله: تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ (60) وتبين للعالم بأجمعه من هو صاحب الإرهاب الحقيقي أهي أمريكا وإسرائيل ومن حالفهم أم المسلمون المناضلون عن دينهم وحرماتهم العادلون مع غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
سابعا: تحقيق عقيدة الولاء والبراء والرد على من يحلمون بالتقارب بين الأديان وإفشاء روح المحبة والألفة وتهميش عقيدة الولاء والبراء ومحو كلمة الجهاد من أحكام الشريعة حتى أن بعضهم يستحي أن يسمي الكافر كافراً بل يسميه بالآخر! فهاهي الأحداث دلت على بطلان ذالك وأن اليهود والنصارى هم أعداؤنا إلى قيام الساعة كما قال تعالى: وَلَنْ تَرْضَى? عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى? حَتَّى? تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ? قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى? (120) وقال: وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ (118) فهاهم تكاتفوا على إبادة تلك الفئة المتمسكة بدينها الآبية للذلة والمهانة والإستكانه.
ثامنا: أن الابتلاء سنة الله في خلقه فكل من صدق مع الله فسيبتلى وقد مر على رسول الله وأصحابه مواقف عصيبة أشد مما نرى كما حوصروا في الشعب ثلاث سنين, وكما في غزوة بدر, وكما في الأحزاب, وكما في حنين, وكما جرى في بئر معونة, وكما حدث لخبيب وأصحابه وغير ذالك, يقول صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه).
تاسعا: إظهار حقيقة اليهود والنصارى قتلة الأنبياء والأولياء, وبيان حقيقة دينهم المحرف, وأنهم شعب الله المختار كما يسمون أنفسهم! أفسد الخلق وأشرسهم, سفكوا الدماء وأكلوا الأموال, وعاثوا في الأرض فساداً, فهنا يعلم سر غضب الله عليهم ولعنتهم وذمه لمن والاهم ومن تشبه بهم فهل يستيقظ أذنابهم من بني جلدتنا ويبصرون شنيع أفعالهم أم أن الهوى يعمي ويصم.
عاشرا: كشف حقيقة المسلمين وضعفهم وتفككهم وعجزهم عن مناصرة إخوانهم المستضعفين وكل ذلك بسبب ضعف إيمانهم وكثرة ذنوبهم وإعراضهم عن شريعة الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وليعلم المسلمون أنه لاعزة لهم ولا نصرة إلا بتمسكهم الكامل بدين الله , قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ? وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ? إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لاينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) وقال صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها, قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ, قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاءً كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قلنا وما الوهن؟ قال: حب الحياة وكراهية الموت) ولو أن الأمم حققت التوحيد وطبقت الشريعة والسنة لقذف الله الرعب في قلوب أعدائهم كما قال صلى الله عليه وسلم (نصرت بالرعب مسيرة شهر).
الحادية عشرة: ليبين لنا سبحانه أن سبيل القوة والنصرة بتحقيق أربعة أشياء وتلك الأربعة نرى جزءاً منها تحقق عند أهل غزة وهي الصدق مع الله وصدق الإيمان وكذا إعداد القوة وأهمها توحيد الكلمة والصف وائتلاف القلوب, ورابعها الصبر والاحتساب والتفاؤل وحسن الظن بالله, فهاهي غزة على الرغم من صغر مساحتها المكشوفة وقلة العدد والعدة والعتاد لم يستطع العدو اختراق صفوفها, بينما في أفغانستان والعراق والصومال سقطت خلال أيام على الرغم من كثرة العدد وسعة المساحة وكثرة القوة بسبب التفرق والاختلاف والأحزاب والأهواء ولوجود العملاء والخونة وغيرهم, فعلى كل بلد مسلم أن يوحد الصف والكلمة لئلا يخترق ويمزق.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية عشرة: كشف حقيقة المنحرفين من علمانيين وليبراليين وشهوانيين الزاعمين مناصرتهم للمرأة وتحريرها من الرق (رق الشريعة) والدفاع عن حقوقها فهاهي المرأة الفلسطينية والعراقية تقتل أمام أبنائها ويقتل أبناؤها أمامها وتبتر أطرافها فأين حقوق المرأة المزعومة أم أنهم لا يعرفون من حقوقها إلا أن تكشف وجهها وتظهر مفاتنها وتخالط الرجال وتقوم بأعمالهم عنهم, ويقضون وطرهم بالنظر إليها والاستمتاع بها. فها نحن لم نرعلمانياً وليبرالياً وحداثياً دمعت عينه من أجل النساء الثكالى ممن فقدن أبناءهن وأزواجهن بل وأطرافهن ولم نقرأ حرفاً في الصحف والمجلات لهم ولم نر ناطقاً يستنكر ذالك شل الله ألسنتهم وأيديهم وأراح المسلمين من شرهم. واسمعوا وصية نبيكم – صلى الله عليه وسلم - لجنوده كما في سنن أبي داوود يقول صلى الله عليه وسلم: (انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخاً فانياً, ولا طفلاً صغيراً, ولا امرأة, ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) هكذا قرر الإسلام حقوق المرأة والطفل فأين الباحثون عن الحقوق الشرعية الصحيحة.
الثالثة عشرة: أن الله يمهل ولا يهمل قال تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ? إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته, ثم قرأ وَكَذَ?لِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى? وَهِيَ ظَالِمَةٌ ? إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)
الرابعة عشرة: تحقق صدق نبوة رسول الله وما أخبر به من بقاء طائفة على الحق لايضرهم من خذلهم وأنهم في أكناف بيت المقدس يقول صلى الله عليه وسلم: (لاتزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين, لعدوهم قاهرين لايضرهم من خذلهم إلا ما أصابهم من اللأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذالك قالوا: يارسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس) (أي جوانبه وأطرافه) وفي رواية: (لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتي أمر الله عزوجل وهم كذالك قال قلنا: يارسول الله من هم وأين هم قال؟ بأكتاف بيت المقدس) فنسأل الله أن يكون أهل غزة منهم.
الخامسة عشرة: ليبين سبحانه عجز الأمة وتقاعسها عن القيام بأمر الله وإعداد القوة لأعدائه مع قدرتها على ذلك, فهاهي غزة على الرغم من صغر مساحتها وحصارها وقلة إمكانياتها استطاعت أن تصنع صواريخ القسام وتصنع متفجرات أرهبت الأعداء, بينما الدول العربية على كثرة رجالها وأموالها وسهولة سبل التصنيع لم تصنع مسدسا أو قنبلة وإنما تستورد أسلحتها من أعدائها ولا يخفى عليكم مايرسل من أسلحة عاطبة أو هزيلة! فهل تستيقظ الأمة العربية من سباتها وتعيد حساباتها وتقوم بما أمر الله به من إعداد قوة وأسلحة متطورة أم أنها رضيت بالذل والهوان وماتت عزائم وهمم أهلها؟.
السادسة عشرة: ليبين سبحانه وتعالى أن النصر من عنده لمن نصره وصدق معه وأعد مااستطاع, وليس بكثرة العدد والعدة كما قال تعالى: وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) وقوله تعالى: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ? وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ? وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) وقال تعالى: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ? وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ? إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى? رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ? وَذَ?لِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) وقال تعالى: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ? وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)
فعلى المؤمنين أن يتوكلوا على الله ويطلبوا النصر منه لامن غيره: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ? (3)
(يُتْبَعُ)
(/)
السابعة عشرة: كل مايجري للمسلمين من عناء وشدة, سواء كان في غزة أو غيرها, إنما هي رياح ورعد وبرق مبشرة بغيث نازل, فلتبشر الأمة الإسلامية بأن النصر قادم إن شاء الله, قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ? (57) وقال تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) وقال صلى الله عليه وسلم: (بشر هذه الأمة بالنصر والسناء والتمكين فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن الله في الآخرة نصيب) (رواه ابن حبان)
الثامنة عشرة: لنتعلم من غزة أن العقيدة والعزة والكرامة شجرة لاتنبت إلا إذا سقيت بالدماء والأشلاء كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى? مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ? يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ? وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ? وَمَنْ أَوْفَى? بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ? فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ? وَذَ?لِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111).
التاسعة عشرة: لتنكشف أقنعة الشعارات والأنظمة الزائفة من هيئة الأمم المتحدة, ومجلس الأمن, وجامعة الدول العربية وغيرها وكذا الشعارات القومية والليبرالية والعلمانية, ولترفرف الراية الإسلامية خفاقة مثبتة للجميع أنه لاحل لمشاكل المجتمع بأسره إلا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم محمية بروح الجهاد الإسلامي بمقوماته الصحيحة من تحقق شروطه وانتقاء موانعه ووضوح رايته كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ? (24) وقال صلى الله عليه وسلم: (جعل رزقي تحت ظلي رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري) وكما قال عمر رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
العشرون: بينت لنا الأحداث أن الأمة الإسلامية فيها خير كثير, وأن الشعوب باطنا وظاهراً مع الإسلام, مستعدة أن تقدم أرواحها وأموالها في سبيل الله, وإنما ينقصها العالم الرباني الذي يبين لها الطريق الصحيح لنصرة دين الله ويشحذ همتها لذلك, وبحاجة إلى قائد صادق يناصر العالم ويضع يده بيده, ويهيئ الأمة لذلك, وقد جمع الله هاتين الخصلتين بقوله في سورة الحديد: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ? وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ? إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25).
إخوة الإيمان: إن كانت مشاهد القصف في غزة والدماء والدمار قد أثارتكم فاعلموا أن ماترونه جبهة واحدة من جبهات الحرب مع اليهود والنصارى فإن كانت إسرائيل وأمريكا ألقت صاروخا أو قنبلة على غزة أو الفلوجة أو هلمد أو غيرها فاعلموا أن صواريخ وقنابل ومتفجرات تتساقط عليكم يومياً هي أشد من القنابل العنقودية فالقنوات الفضائية المنحرفة التي يديرها اليهود والنصارى وعملاؤهم, والمخدرات والتدخين والأفكار المنحرفة والأطعمة المسرطنة والمحملة بالإيدز والخسائر الاقتصادية والمسخ الأخلاقي وإثارة العداوة بين المسلمين وإلهاء الشعوب بالتوافه والملاعب والأغاني والمسارح وغير ذالك، هي أهم في نظرهم, وأخطر عليكم وعلى أبنائكم ونسائكم فأنتم في حرب قائمة على أشدها , فلا تستبشعوا آثار جبهة واحدة, وتغفلوا عن الجبهات الأخرى, وقد تكونون جنوداً لليهود والنصارى وأنتم لا تشعرون فاستيقظوا رحمكم الله! فالحرب ما زالت قائمة بيننا وبين اليهود والنصارى من بعثة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى ينطق الشجر والحجر فيقول: يامسلم خلفي يهودي تعال فاقتله.
هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
الشيخ/ عيسى المبلع
خطيب جامع الأمير سعود الفيصل بحائل
15/ 1/1430هـ
ـ[بن نعمان]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 09:39]ـ
ما شاء الله
كلام عظيم يحيي القلوب
بارك الله في الشيخ عيسى وفي أبي ثابت النجدي
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 01:09]ـ
بن نعمان
وبارك الله فيك وأشكرك على مرورك المبارك
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 08:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
حفظ الله شيخنا عيسى و بارك في علمه(/)
شاهد جبن هؤلاء الاوغاد اليهود الملاعين يفرون من امام صبي بحجر
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 09:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هذا مشهد من اروع ما انت واجد فلن اطيل فقط شاهد جبن هؤلاء الاوغاد اليهود الملاعين يفرون من امام صبي بحجر
هذا المشهد وقع لي بتقدير الله عز وجل منذ مدة فأحببت ان يراه اخواني
حمل
المشهد. rar (http://www.4shared.com/file/80778910/fe445749/_online.html)
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 12:10]ـ
هذا و الله اعلم هو المشهد الذي عناه الشيخ النقيب في احد دروسه الاخيره
ـ[ابن عمر الذهبي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:08]ـ
يا سبحان الله
ما هذا الخور العجيب(/)
أميرُ أمن غزة المجاهدُ البطل سعيد صيام، شهيدٌ بإذن الله
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 10:31]ـ
http://up108.arabsh.com/s/zhodbcw55k.jpg
قالت ألسنتهم نفاقا وزورا حين عجزت أيديهم وأعينهم عن أن تصلَ إليك: هرب سعيد صيام إلى مصر عبر الأنفاق هربا من غزة، ففضحتهم بتسللٍ من تحت الأنقاض شهيدا مغوارا كما عهدتك غزة
هنيئا أبا مصعب جنات عدن
http://img234.imageshack.us/img234/4880/s3edsiamja6.jpg
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 10:43]ـ
رحم الله الشيخ المجاهد أبا مصعب
وتقبله الله والشهداء
وجمعه وذرته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 10:46]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[الجابري سرحان]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:22]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
نسأل الله ان يتقبله مع الشهداء
ـ[ابن عسكر]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 01:16]ـ
سعيد وصيام ويوم خميس وشهادة!! لعلها دليل كرامة والله أعلم.
أسأل الله تعالى أن بتقبله ويرحمه برحمته،،،
جاءني الخبر قبل أن يحدث، فقد رأيت ظهر اليوم فيما يرى النائم أني في شقة كبيرة، فرأيت اسماعيل هنية، طويلاً ضخماً مربوعا، يلبس اللباس الكويتي (دشداشة بيضاء طويلة، وعقال أسود، وشماغ فلسطيني) لحيته طويلة، منبتها أسود والباقي أبيض، في أجمل صورة وأطيب رائحة، فحدث بيني حوار لا أذكره، لكني قلت له: لا تجلس عند النافذة حتى يقصفونك، لكن لم يطعني وذهب عند النافذة، فتم قصف النافذة لكنه لم يصب بأذى، فقلت له لا تجلس عند نافذة، إما أن تجلس وسط الشقة أو عند السلم، فخرجنا من الشقة، وقلت له: لا تنزل من المصعد واحترز عند النزول من السلم، فخشيت في نفسي أن يصاب بأذى، ثم اختفى ولا أعلم أين ذهب.
فلما نزلت رأيت صديق مصري استغربت وجوده وحالته، حيث انه يقول بأن وضعه المادي سئ ولكني رأيته في المنام متأنق ولكن لباسه ضيق (بدلة غير رسمية) فسألته: ماذا تفعل هنا؟ فقال: جئنا نوزع كتب، فرأيت أحد الكتب لكني لم أفهم طبيعتها.
ثم نزلت خارج العمارة ابحث عنه، فوجدت سيارته، أمريكية الصنع طويلة (فورد فخم قديم) واسعة طيبة الرائحة من الداخل.
ثم قال لي صديقي المصري: ماذا تفعل؟ فقلت له بأني هنا أسكن مع رجل مهم، فوقع في نفسي أني أخطأت خطأً كبيراًعندما أجبته.
ثم ذهب المصري، وبعد مدة بسيطة جدا جاء الجيش المصري الى العمارة يفرّق الناس.
استيقظت مرعوباً، فأردت فتح التلفاز كي أعرف الأخبار، فقد وقع في نفسي أن أمراً لا محالة حادث، فجبنت، وخشيت ان تقع الرؤيا كما رأيت، وقلت: يقضي الله أمراً كان مفعولا.
وبعد صلاة المغرب بتوقيتنا جاء الخبر مع سعيد صيام رحمه الله تعالى.
وقد وقع في نفسي قبل الحادث أنه سيحصل غدر إما من فتح أو من مصر .. والله أعلم.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 07:54]ـ
تعريف بـ سعيد صيام
-هو سعيد محمد شعبان صيام وزير الداخلية في أول حكومة شكلتها حركة "حماس"، ولد في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة عام 1959م، وتنحدر عائلته من قرية الجورة قرب عسقلان في جنوب فلسطين، وهو متزوج له ستة أبناء، ولدان وأربع بنات.
-تخرج عام 1980 في دار المعلمين برام الله وحصل على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة وتخرج منها سنة 2000، وحصل على بكالوريوس التربية الإسلامية.
شغل "سعيد صيام" عدة مناصب أهمها:
-عضو اتحاد الطلاب بدار المعلمين برام الله في العام 1980.
-عضو اتحاد الموظفين العرب بوكالة الغوث لعدة دورات.
-رئيس لجنة قطاع المعلمين لمدة 7 سنوات متتالية.
-عضو الهيئة التأسيسية لمركز أبحاث المستقبل مع الشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب.
- عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة.
- ممثل حركة "حماس" في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، وهو عضو القيادة السياسية لحركة "حماس" بقطاع غزة، ومؤول دائرة العلاقات الخارجية في الحركة
-اعتقل "سعيد صيام" أربع مرات خلال الأعوام 1989 - 1990 - 1991 - 1992، وكان من المبعدين إلى مرج الزهور بجنوب لبنان لمدة عام.
-انتخب عضواً للمجلس التشريعي عن قائمة حركة حماس في دائرة غزة في الانتخابات الأخيرة، والتي حصل فيها على أعلى أصوات الناخبين على مستوى الأراضي الفلسطينية. (عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني)
-كُلف بالوزارة يوم الأحد الموافق 19 – 3 – 2006 م
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 01:41]ـ
لأول مرة في التاريخ نسمع عن وزير داخلية
يستشهد في سبيل الله تعالى
رحمه الله وجعل مثواه في عليين(/)
حول اتهام السلفية بالسلبية تجاه أحداث غزة
ـ[الادريسي المغربي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 11:39]ـ
محاضرة ألقاها الشيخ سعيد عبد العظيم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=87410
لماذا لا يتكلم شيوخ السلفية عما يجري في قطاع غزة؟
يقول تعالى " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم "
ـ[طارق بن مبارك]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 11:53]ـ
أحلف بالله غير حانث لو كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين ظهرانينا لخرج من بني جلدتنا من يتهمه بالتهور والمغامرة
وهم لا يدركون او يتجاهلون ان هذا هو منطق الهزيمة أوليس أنس بن النضر اقتحم صفوف المشركين وقاتل حتى استشهد رضي الله عنه وأرضاه في غزوة أحد، ووجد به بضع وثمانون مابين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم
أليست هذه هي العزة الاسلامية في أعلى صورها اوليس هذا هو الولاء والبراء حقا وصدقا
ـ[الجابري سرحان]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:28]ـ
بعض الدول العربية لا زالت تصدر النفط لأمريكا وتقيم قواعد وعلاقات مع أمريكا مع أن بعضها يزعم انه يتبع النهج السلفي
فأي تخاذل أكبر من هذا؟
وكلمة الحق ينبغي قولها ولو على أنفسنا
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 01:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ..
جوابا على سؤالك أقول:
ان يتجرأ السفهاء على النبلاء ويتطاول الاقزام على الاعلام هي والله من فتن آخر الزمان ولعل القوم قد أتوا من تعظيمهم لوسائل الكفار مع زهدهم في شريعة المختار ولايغرنك اخي ما تراه من صخب إن هو الا غثاء وبكاء ولو فتحت الابواب لعلم الرجال من الانذال والمقاومين من المساومين والصادق من خلى بنفسه مستشعرا معية ربه وليجب نفسه بصدق هل استصحب نية الجهاد مع بداية القتال ام هي مواضيع للاستهلاك الاعلامي والمتاجرة بدماء المسلمين وحكم (لن) لن يرفع إلا ب (حتى) واللبيب بالاشارة يفهم
ـ[الجابري سرحان]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 04:54]ـ
من تقصد بالنبلاء يا أخي
السلفية منهجها واضح لا لبس فيه
ان هاجم العدو بلدا من المسلمين وجب الجهاد على الجميع حتى المرأة ان اقتضى الحال فما بالنا نرى من يدعو للتخديل وعدم التهور فالى متى هذا التهرب من المواجهة؟
العدوان الصهيوني تجاوز الحدود وبلغ السيل الزبى وهناك من يوالي من لا تجب موالاته
أليس النبل هو أن نقطع العلاقات مع أمريكا نصرة لله ورسوله اوليس النبل ان نطالب بازالة القواعد الامريكية التي ساهمت في العدوان على غزة وتمد الصهاينة بالاسلحة فالى متى الخور واتهام الاخرين بالتهور؟؟؟ ووضع اللائمة على المقاومة ولاحول ولاقوة الا بالله
وحاشا لله أن يفهم من كلامي تطاولا على العلماء وشيوخ السلفية ولكن الدعوة الى الجهاد اصبحت واجبة في هذه الحالة
والحكام لم يقوموا بواجبهم ازاء القضية
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 05:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الجابري .. أرجوا ان لاتسئ الظن بأخيك اذ لست المقصود -قطعا- بل هو جواب لما جاء في المشاركة الأولى من سؤال فمن حقك التعبير عن رأيك بما تراه مناسبا لادب الاسلام ولا أراك قد جاوزتها بشئ وماتفضلت به من رأي أوافقك عليه ولكن ما باليد حيلة والله المستعان
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 06:20]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله و الله المستعان ووووو
هذا ما نختبئ تحته دائما
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 06:22]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله و الله المستعان ووووو
هذا ما نختبئ تحته دائما
ما (هو) (هذا) ومن (ذا) (هو)؟!!!!!
ـ[الادريسي المغربي]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 08:19]ـ
لمن أخطأ ينبغي أن يقوم وإن تمادى في الخطأ ينبغي أن يجد من يردعه لكن القوة التي تردع لا تتواجد
فما بالك اذا كان الخطأ يصيب جسد الامة
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[الجابري سرحان]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 09:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الجابري .. أرجوا ان لاتسئ الظن بأخيك اذ لست المقصود -قطعا- بل هو جواب لما جاء في المشاركة الأولى من سؤال فمن حقك التعبير عن رأيك بما تراه مناسبا لادب الاسلام ولا أراك قد جاوزتها بشئ وماتفضلت به من رأي أوافقك عليه ولكن ما باليد حيلة والله المستعان
هل تجد أخي في كلامي اساءة للظن بك
سامحك الله
ـ[الجابري سرحان]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 09:24]ـ
لمن أخطأ ينبغي أن يقوم وإن تمادى في الخطأ ينبغي أن يجد من يردعه لكن القوة التي تردع لا تتواجد
فما بالك اذا كان الخطأ يصيب جسد الامة
حسبنا الله ونعم الوكيل
صدقت أخي ... لا فض فوك
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 09:30]ـ
مواضيع تدل على أن الدعوة السلفية تنصر إخواننا في غزة رمز العزة:
الجهاد هو الحل (يعقوب - الحويني - محمد حسان - النقيب - ياسر برهامي) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25537&highlight=%E6%D1%DE%C9)
عن جدوى المظاهرات ..... كلام قيم جدا لشيخنا الحبيب الحويني (شفاه الله و عافاه) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25127&highlight=%E6%D1%DE%C9)
علماء مصر دعوة الشعوب للجهاد ومنهم أبو إسحاق الحويني ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24952&highlight=%E6%D1%DE%C9)
وغيرها من المواضيع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجابري سرحان]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 09:35]ـ
نشد بقوة على القمة القطرية وان جاءت متأخرة التي خرجت بقرارات منها تعليق المبادرة العربية للإستسلام وقطع قطر وموريتانيا للتعامل مع الكيان الصهيوني وقرارات أخرى وان كان هذا الحد الأدنى لما تتطلع اليه الشعوب العربية
ونسأل الله أن تكون قرارات أجرأ من ذلك بكثير حتى يشفى غليلنا في أعداء الله
أما المرجفون والذين في قلوبهم مرض والذين يوالون أعداء الله فعليهم من الله ما يستحقون
ولاحول ولا قوة الا بالله
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:24]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد الإخوة الكرام ينبغي أن نرجع في كل الأمور الى شرعنا فكل مسلم له ثلاثة أبعاد هي:بعد شعوري و هو يقتضي أن نشعر باننا مسلمون لقوله [ص]: [أنصر أخاك ظالما أو مظلوما] و لقوله [ص]: [مثل المسلمين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى] و البعد الثاني هو الشعار:فان المسلمين ينبغي لهم أن تكون لهم شعارات تميزهم عن الآخرين كالله أكبر و لا حول و لا قوة الا بالله العظيم و ك {ان الحكم الا لله} و {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} و لكن متى يكون الشعار موافقا للشرع:حق أريد به حق؟ و متى يكون حقا أريد به باطلاكما كان شعار الخوارج فالفيصل الحقيقي لذلك كله هو البعد الثالث:أ لا و هو الشرع فشرع الله هو المنطلق و المرجع في كل الأمور و الأحوال و في حالة محنة غزة العزة لا يمكن للمسلم الذي يحكم شرعه اذا لم يكن قادرا على اللحوق بالإخوة الأبطال المجاهدين الا ان يجتهد بالدعاء و الدموع عسى أن يستجاب له و ليعلم كل من يقرأ هذه الكلمات أن غزة و كل فلسطين و بلاد الشام أرض الملاحم التي أوعدنا اياها الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم فقد أخبرنا أننا سنقاتل اليهود فيها و سننتصر عليهم كما أخبرنا أن عيسى ابن مريم سينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فيطارد الدجال فيلاحقه عند باب لد فيقتله فهذه ألفاظ كنا نقرؤها من صحيح مسلم و لا نعلم أين هي جغرافيا و اليوم أصبحت محددة المعالم بعد بناء مطار دمشق الدولي الذي تسمى بالمنارة البيضاء و هو شرقي دمشق كما أن اليهود بنوا مطار لد الدولي و من المعروف أن المطار بوابة فهو باب لد و هذا يوحي بدنو تاريخ هذه الملاحم التي جاءتنا في أحاديث صحيحة صريحة ثم ان البعض يزعم أنه عالم فليعلم كل من يدعي ذلك أن السيوطي عنده نقلة في كتابه:الحاوي للفتاوي موسومة:من قال أنا عالم فهو جاهل و هو حديث صححه فكل عالم حقيقي لا بد أن يتهرب من هذا الوصف و أن يبقى يتصف بصفة طالب علم أو أستاذ علم و قد يصدر منه كلمة يجب على العلماء أن يفعلوا كذا أو يقولوا كذا اذا كان الأمر محل اجماع و لم يتكلموا فيه تقية كما أن حكم القاضي قد ينتقض اذا خالف ثلاث مسائل نص على ذلك بعضهم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 11:29]ـ
فليعلم كل من يدعي ذلك أن السيوطي عنده نقلة في كتابه:الحاوي للفتاوي موسومة:من قال أنا عالم فهو جاهل و هو حديث صححه
جزاك الله خيرا
بل ضعفه
ولم أر السيوطي اشتد واحتد وحرص على تضعيف حديث مثل صنيعه في أعذب المناهل في حديث من قال أنا عالم فهو جاهل
وضعفه مرفوعا ومقطوعا
وبلغ به حرصه على تضعيفه أن زعم اتفاقهم على تضعيف ليث بن أبي سليم
نعم ليث ضعيف مخلط مضطرب الحديث لكنهم لم يطبقوا كلهم على تضعيفه
وعلة حرص السيوطي على تضعيف الحديث مرفوعا ومقطوعا لا تخفى على لبيب أريب
وقد أحسن ما شاء في نقده
وليته طرد منهجه في سائر أبحاثه
إذن لسلم من تسليك كثير من الأباطيل والمناكير خاصة في لآلئه المصنوعة
ـ[ابوفداغة]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 04:08]ـ
ليس اتهاما بل حقيقة نعيشها السلفية تتعامل ببرود و يدعون اتباع منهج الرسول صلى الله عليه و سلم تالله لانهم الابعد الرسول صلى الله عليه و سلم يقول من لم يهمه امر لمسلمين فليس منهم ... لكن بعضهم يرى ان الغزاويين عصوا الله فعاقبهم و ما الى ذلك من معتقدات الشعوذة الفكرية ... يكفي ان ائمتهم افتوا تحريم المظاهرات كي لا تنقلب على المتحكمين فيهن ... مسالة قواعد لا غير
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 10:02]ـ
هل تجد أخي في كلامي اساءة للظن بك
سامحك الله ... آمين
أتعبت أخاك أيها الجابري وما كتبت ما تقدم إلا تطييبا لخاطرك ودفعا لما قد تتوهمه من دلالة سلبية في كلامي .. تأمل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 10:08]ـ
أبا فداغة .. عليك أن تعرف أن هناك مسلما .. وهناك دعيّ .. يدعي أنه مسلم
وكذلك السلفية .. هناك سلفي .. وهم ربانيون ومجاهدون ورجال وعلماء ..
ومنهم الأدعياء ..
إذن:تعميمك ينم على جهل ..
أو على حقد وظلم
فاتق الله واسكت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 06:16]ـ
أبا فداغة .. عليك أن تعرف أن هناك مسلما .. وهناك دعيّ .. يدعي أنه مسلم
وكذلك السلفية .. هناك سلفي .. وهم ربانيون ومجاهدون ورجال وعلماء ..
ومنهم الأدعياء ..
إذن:تعميمك ينم على جهل ..
أو على حقد وظلم
فاتق الله واسكت
جزاك الله خيراً أخي أبا القاسم.
أنا لا أرتاح لمنهج (أبو فداخة)
ولذلك أنا أحذر الإخوة منه!!
ـ[فجر الاسلام]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى المدافعين عن أدعياء السلفية:
إقرأوا البيان المخزي لهيئة كبار!!!!! العلماء!!!!!! في السعودية ثم أحكموا انتم على هؤلاء الذين يدعّون اتباع منهج السلف والسلف منهم براء
ـ[محمد س]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 10:34]ـ
أحلف بالله غير حانث لو كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين ظهرانينا لخرج من بني جلدتنا من يتهمه بالتهور والمغامرة
لا تحلف بارك الله فيك على شيء غيبي أنت لا تعلمه ..
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 11:22]ـ
# (بعض الدول العربية لا زالت تصدر النفط لأمريكا وتقيم قواعد وعلاقات مع أمريكا مع أن بعضها يزعم انه يتبع النهج السلفي)
- النبي صلى الله عليه وسلم, قاتل اليهود وامر باخراج المشركين من جزيرة العرب, ومع ذلك مات عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي!!
# (الى المدافعين عن أدعياء السلفية:
إقرأوا البيان المخزي لهيئة كبار!!!!! العلماء!!!!!! في السعودية ثم أحكموا انتم على هؤلاء الذين يدعّون اتباع منهج السلف والسلف منهم براء)!
-الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك!؟
# عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قيل لعائشة: إن ناساً يتناولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر فقالت: وما تعجبون من هذا؟ انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر.
- جامع الأصول (9/ 408 - 409).منقول.
- قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
قال الإمام أحمد في خطبته في كتابه "الرد على الجهمية والزنادقة": (الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتل لإبليس فقد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس! وأقبح أثر الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبّهون عليهم -فنعوذ بالله من فتن الضالين).
قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في و صيته المشهورة للكُمَيْل بن زياد: (و محبة العالم دين يدان بها)
خرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (79/ 80) و من طريقه خرجه الخطيب البغدادي في الفقيه و المتفقه (182/ 1) ط: عادل العزازي.
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى- شارحا قول علي هذا:
(لأن العلم ميراث الأنبياء و العلماء ورثتهم فمحبة العلم و أهله محبة لميراث الأنبياء وورثتهم و بغض
العلم بغض لميراث الأنبياء وورثتهم ... ) الى أن قال -رحمه الله-:
(و أيضا فان الله سبحانه عليم يحب كل عليم و انما يضع علمه عند من يحبه فمن أحب العلم و أهله فقد
أحب ما أحبه الله و ذلك مما يدان به).
انظر مفتاح دار السعادة (136/ 1) ط: مكتبة الرياض الحديثة.
قال الامام أبو جعفر الطحاوي -رحمه الله-:
(و علماء السلف من السابقين و من بعدهم من التابعين -أهل الخبر و الأثر و أهل الفقه و النظر-
لا يذكرون الا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل).
العقيدة الطحاوية مع شرحها (ص 492) ط الثالثة: المكتب الاسلامي.
قال ابن أبي العز - شارحا قول الطحاوي السابق-:
( ... فيجب على كل مسلم بعد موالاة الله و رسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القران خصوصا العلماء
(يُتْبَعُ)
(/)
الذين هم ورثة َ الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يُهتدى بهم في ظلمات البر و البحر و قد أجمع
المسلمون على هدايتهم و درايتهم اذ كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه و سلم علماؤها شرارها الا
المسلمين فان علماءهم خيارهم فانهم خلفاء الرسول في أمته و المحيون لما مات من سنته فبهم قام الكتاب
و به قاموا و بهم نطق الكتاب و به نطقوا و كلهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول صلى الله
عليه و سلم و لكن اذا وُجدَ لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلابد له في تركه من عذر).
وقال طاووس: إن من السنة توقير العالم.
روي في الأثر (إنما مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء إذا رآها الناس اقتدوا بها وإذا عميت عليهم تحيروا) رواه أحمد.
وقال الحسن: لولا العلماء لصار الناس كالبهائم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة".
قال الإمام أحمد رحمه الله: "إنْ لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم".
وأهل الحديث: أي أهل السنة المتبعين لآثار النبي صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح.
قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث، وقال البخاري رحمه الله: هم أهل العلم.
قال حماد رحمه الله: حضرت إلى أيوب السختياني وهو يغسل شعيب بن الحبحاب وهو يقول: "إن الذين يتمنون موت أهل السنة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون".
قال ابن القيم: "فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل محكم له، متبع للحق حيث كان وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة، وحصلت الألفة، ولو خالفك فإنه يخالفك ويعذرك، والجاهل يخالفك بلا حجة، ويكفرك بلا حجة، وذنبك مخالفة طريقته الوخيمة، وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منهم".
قيل لأبي بكر بن عياش: "إن هاهنا في المسجد أقواما يجلسون فيجلس الناس إليهم. قال: من جلس للناس جلس الناس إليه، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم".
قال أيوب السختياني رحمه الله: "إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة، وكأني أفقد أحد أعضائي".
وقال حماد: "كان أيوب يبلغه موت الفتى من أصحاب الحديث ـ أهل السنة ـ فيُرى ذلك فيه، ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه".
ونُعي إلى سفيان بن عيينه: عبد العزيز الدراوردي فجزع وأظهر الجزع ـ ولم يكن قد مات ـ فقلنا: ما علمنا أنك تبلغ مثل هذا! قال: إنه من أهل السنة.
# كله منقول!
ـ[محمد س]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 11:55]ـ
ايها الاخوة لا تدخلوا في القلوب فان من يعلم ذلك هو علام الغيوب
واتقوا الله في العلماء ... فلحوم العلماء مسمومة وعادة التي في منتقصهم معلومة
ومن قال لكم أن السلفيين يثبطون عن الجهاد وهم يدعون ليل نهار الى الرجوع الى الدين حكاما ومحكمين وهو من الجهاد الاكبر
وهل يتصور وجود جهاد للعدو دون الجهاد الاكبر وهو الرجوع الى الدين؟؟؟؟
واياكم والاتهام والبهتان فهو ظلم يفلس صاحباه يوم القيامة ..
وصدق من قال يا مسكين احتفظ بحسناتك ولا تهديها لغيرك فأنت أحوج الناس اليها يوم القيامة ..(/)
الحريق
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:29]ـ
تربع الشيخ جارح وسوى عمامته والتفت على أحد طلبته الذين تحلقوا حوله وكأن على رؤوسهم الطير قائلاً:
أين بلغنا في درس الأمس يا بني؟.
بلغنا قول المؤلف: " والجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك".
نعم، نعم، وقلت لكم: إن الحق هو ما عليه جماعتنا المباركة، ومن خالفنا فقد تنكب عن الجماعة، و ابتدع في الدين، وخالف سبيل المؤمنين، و ..
وفجأة. . .
سمعوا طرقاً شديداً على الباب ..
فقطع الشيخ حديثه، والتفت إلى أحد الطلبة الذي هب إلى الباب ففتحه. . .
وإذا برجل أشعث الرأس مسوّد الوجه يصيح:
يا شيخ .. يا شيخ. . . بيت " عادل " يحترق ..
فما زاد الشيخ على أن التفت – وهو جالس - إلى مصدر الصوت:
وما شأني؟.
نريد منك ومن طلابك المساعدة ..
وهل تريد مني إصلاح ما أفسده " عادل " بسبب إهماله؟.
يا شيخ. . . البيت مليء بالنساء والذرية! ..
هو السبب، هذا نتيجة إهماله ..
وأومأ إلى من فتح الباب فأغلقه بوجه الرجل، وعاد إلى المجلس، فأكمل الشيخ درسه وقال:
واعلموا أيها الأبناء أن من تكلم في جماعتنا المباركة فهو رجل ضال، مبتدع، خبيث.
فسأل أحد الطلبة:
حتى لو كان من أهل السنة؟.
كيف هذا؟ أنت لم تفقه إلى هذا الوقت؟ كيف يتكلم أحد على جماعتنا المباركة ويكون من أهل السنة؟ هذا مبتدع، بل أخبث من أهل البدع لأنه يلبس على الناس أكثر. . .
وقطع الحديث طرق على الباب أشد من الأول. . .
فهب أحدهم لفتح الباب، فإذا بذلك الرجل نفسه يصيح:
يا شيخ. . . الحريق قد وصل إلى بيت " صالح ". . .
صالح. . . أتعني ذلك المبتدع؟ ..
يا شيخ. . . هبوا لإنقاذ من في بيته، ثم انصحوه.
فأومأ برأسه وقال:
هذه عقوبة عاجلة من الله لهذا المبتدع.
وأومأ إلى من فتح الباب فأغلقه.
وأكمل الشيخ قائلاً:
انظروا إلى العقوبة العاجلة لهذا المبتدع الخبيث، فإنه من المتسترين بمذهب السنة، ولكن الله هتك أستاره لما تكلم بجماعتنا المباركة، ثم زاد عليه العقوبة فاحترق بيته.
فقال أحد الطلبة:
يا شيخ. . . ولكني أعرف " صالحاً ". . . ولم أر عليه أي بدعة! ..
هذا لأنك لم تتمكن في علم " الجرح والتعديل " بعد، وهذا ما يجعلني أقول لكم أن المتستر بالسنة أخطر من المبتدع المصرح ببدعته، هذا الرجل رأيته مرارا ً في المسجد لا يلتفت إليّ ولا يسلم عليّ ويعرض عني.
هل هذه بدعة؟.
نعم، نعم، لو كان من جماعتنا المباركة لسلم علي!.
وقطع الحديث طرق شديد للمرة الثالثة، فلما فتح الباب، إذا بنفس الرجل يصيح:
يا شيخ .. الحريق قد وصل إلى المسجد.
فالتفت إليه الشيخ، ثم قال:
قد ظننت هذا الأمر، لأنه مسجد لا يسلم من صلاة المبتدعة فيه، قد أكثرت علينا أيها الرجل، لا تأت إلينا مرة أخرى.
يا شيخ. . . المسجد!.
وإن كان مسجداً. . . السبب الأول هو " عادل " وهو الذي يبوء بالإثم.
وأومأ إلى من فتح الباب فأغلقه.
فأكمل الشيخ:
انظروا إلى شؤم البدعة ولا حول ولا قوة إلا بالله. . . حتى المسجد لم يسلم.
يا شيخ. . . ولكن لماذا لا نعينهم في إخماد النار عن المسجد؟.
فتنحنح الشيخ، ثم قال:
يا بني. . . إن الذين يقومون بإطفاء الحريق أخلاط من الناس، منهم المبتدع، ومنهم الفاسق، وجماعتنا نقية منهم، ولو شاركناهم لأصابنا شيء من شؤمهم.
ثم التفت إلى أحد الطلبة وقال له:
اقرأ بارك الله فيك.
وقبل أن يقرأ. . . دوى صوت شديد أفزعهم. . .
فهبوا جميعاً يتسابقون – ومعهم شيخهم – إلى الباب. . .
وما إن فتحوه وخرجوا. . .
حتى سقط جدار بيتهم. . .
وقد اندلعت منه ألسنة النيران من كل جهة. . .
(منقول)
ـ[الجابري سرحان]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:41]ـ
يا أخي غفر الله لنا ولك نحن نظن في العلماء خيرا ولا نقول الا ما يرضي ربنا وليس للدرجة التي صورت
سامحك الله
ـ[بن نعمان]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 07:03]ـ
رائع جدا يا أخ عبد الله
هذا والله حال بعض الناس هدانا الله وإياهم(/)
الشعب الصهيوني يصرح بالموالاة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 12:29]ـ
http://www.al7jaz.com/upload/al7jaz-1232081896.rar(/)
هل نتكلم فكل يؤخذ من قوله ويرد ام نسكت لأن لحومهم مسمومة؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 07:20]ـ
حقا الانصاف عزيز وقاتل الله الهوى والكيل بمكيالين
حينما تنزل بالأمة الاسلامية نازلة او تلم بها محنة تتجه انظار الناس وخاصة طلاب العلم صوب العلماء وتخرج الفتاوى ومنها فتاوى تحدث دويا بين طلاب العلم وربما اصابتهم الصدمة فى فلان او شعروا بالخزى من موقف آخر
ولكن ما اعجب له هو طلاب العلم حين يجرف بعضهم الهوى ويكيل بمكيالين
فإن كان من محبى هذا العالم لايطيق ان يخالفه او يعترض على قوله احد فإن تحدث احد مستنكرا موقفا له ذكرنا بمقولة ابن عساكر
احذروا لحوم العلماء مسمومة
ولاتجده يتذكر هذا القول ان كان الموقف او الفتوى لعالم ليس على هواه وربما اطلق لسانه فيه بغير رحمة دون مراعاة علم الرجل او عمره فإن عاتبه احد قال بقول مالك
كل يؤخذ من قوله ويرد
الانصاف عزيز حقا وقاتل الله الهوى والكيل بمكيالين(/)
هل صحة الآيات الكونية دليل على صدق قائلها
ـ[المتمكن]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 09:06]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما سمعت من الناس من يستدل على صحة القرأن وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بآيات توصف بانها كونية
وانا لا أنكر هذا الجانب المهم ولكني اردت ان ألفت الى أشياء
1 - كل ماجاء في كتاب الله من الفاظ واسماء لاشياء وظواهر فلا بد ان يعرفها ويعقلها من نزل اليهم القرآن في حياة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) و من بعده مثل المضغة والعلقة و مرج البحرين و ... فلا بد ان يكونوا على دراية بهذه الظواهر ويعرفونها ويعرفون وجودها اجمالا والا كان كمن يخاطب أ ناسا بما لا يفهمون وما لا يعلمون له وجودا
2 - قياسا ليس كل من تحدث عن حقيقة علمية او ظاهرة طبيعية كان دليلا على صدق دعواه فلا يمكن ان نؤمن لاي دين اوكتاب لمجرد انه يتكلم عن شئ او ظاهرة اثبت العلم صحتها (عند اي ديانة كانت واي كتاب كان انجيل محرف تورات محرفة اي كتاب او نصوص كانت عند الوثنيين او غيرهم ... ) وهذا ينطبق على قرآننا انصافا لغير المسلمين من انفسنا (بالنسبة لهم ليس كل ما وافق علما دل على صدق اعتقاد صاحبه)
3 - ان الفضل في الاكتشاف يعود للعام في جهده وبحثه فهو الذي اكتشف قوانين تفاعل المورثات و تفاعل الكيماويات في الاجسام و .... فكل ما في الكون يمكن ان يشار اليه ولو عموما كأن يقال انظر كيف تخرج الحمم من البراكين على غرار افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت .... وانظر الى كذا وكذا في اي كتاب أو دين كان او ملة ...
4 - اذا طلب الله من الناس ان يتدبروا القرآن ويتفكروا في آيات الله كيف يمكن للناس في ذلك الوقت وبأي وسائل يمكنهم تأدية هذه الواجبات بما ملكوا من معلومات ومقدرة في ذلك الوقت وما بعده
وبالتالي يجدر بنا ان نلتفت الى احد الاهداف التي هي من مقاصد هذه الآيات وهي انها مفاتيح للاقتناع بأصول الايمان كالايمان باليوم الآخر في قوله يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من نظفة ثم من علقة .... فهنا مدخل عملي لتحصيل اليقين في النفس بيوم القيامة وقدرة الله و .... فبمجرد التركيز على ما اشارت اليه الآية والتساؤل عما نبهت اليه الآية يحدث التفاعل ويحصل الوجدان في النفس وينشرح الصدر وتلتذ النفس بمعنى الايمان
وهي مقاصد لغايات لايعلمها الا الله والراسخون في العلم والله اعلم
فانا اردت ان ابين امرا وهو انه ليس كل من اخبر عن شيء وافق العلم فهو صادق في معتقداته
لان الكثير يلتفت الى هذا الامر ويهمل التركيز على المقاصد ليتم النفع والله اعلم
وانا اطرح هذا الامر لاخواني ليثروه لكي تعم الفائدة وانا احب مقاصد الآيات وليس سرد الظواهر واحصاءها
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم(/)
الجهاد هو الحل (يعقوب - الحويني - محمد حسان - النقيب - ياسر برهامي)
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 11:09]ـ
الشيخ الحويني (ماذا اقول كلام الشيخ واضح منذ ازمان)
(لابد ان تشاهد الاول قبل الثاني حتي يفهم كلام الشيخ)
1 - زفرات مهموم 1
صوت
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/452_ZafratGazaHewany.rm
مرئي
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/452_ZafratGazaHewany_video.rm
2- زفرات مهموم 2
صوت
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/454_Zafarat002Hewany.rm
مرئي
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/454_Zafarat002Hewany_video.rm
الشيخ يعقوب (كلام الشيخ واضح جدا و اسمعه ليتضح لك موقف الشيخ)
صوت
http://download.media.islamway.com/lessons/yaqoob/315_Yaqob_Gaza_Academy.rm
مرئي
http://download.media.islamway.com/lessons/yaqoob/315_Yaqob_Gaza_Academy_video.r m
الشيخ احمد النقيب (دروس الشيخ هادئة و مفيدة و الله اعلم)
3 - ماذا حدث في غزة
صوت
http://download.media.islamway.com/lessons/scho1084/454_Naqeeb_Gaza.rm
مرئي
http://download.media.islamway.com/lessons/scho1084/454_Naqeeb_Gaza_video.wmv
4 - غزة جراح وقراح
صوت
http://download.media.islamway.com/lessons/scho1084/454_Naqeeb_Gaza_GerahWQera7.rm
مرئي
http://download.media.islamway.com/lessons/scho1084/454_Naqeeb_Gaza_GerahWQera7_vi deo.wmv
5- لا تزال غزة تنزف، والواقع المر
صوت http://download.media.islamway.com/lessons/scho1084/454_Naqeeb_Gaza_Tanzef.rm
مرئي
http://download.media.islamway.com/lessons/scho1084/454_Naqeeb_Gaza_Tanzef_video.w mv
الشيخ محمد حسان (اسمع و استمتع)
1 - جرح غزة ... مقطع مؤثر جدا جدا (مرئي)
مرئي
http://download.media.islamway.com/lessons/hasan/347_Qabasat_ghaza_video.rm
2- هل الله مولانا يا أمة التوحيد؟ (مرئي)
صوت
http://download.media.islamway.com/lessons/hasan/452_MolanaAllahHasan.rm
مرئي
http://download.media.islamway.com/lessons/hasan/452_MolanaAllahHasan_video.rm
3- الحب البغيض (مرئي) (لابد ان تشاهده)
صوت
http://download.media.islamway.com/lessons/hasan/452_LoveBagedHasan.rm
مرئي
http://download.media.islamway.com/lessons/hasan/452_LoveBagedHasan_video.rm
4- ورقة عمل لنصرة الأمة (مرئي)
صوت
http://download.media.islamway.com/lessons/hasan/240_waraqat3amallelnosra.rm
مرئي
http://download.media.islamway.com/lessons/hasan/240_waraqat3amallelnosra_video .rm
5- الي كل من تخاذل عن نصرة غزة .. ستموت (مرئي)
http://download.media.islamway.com/lessons/hasan/347_MHassan_Satamoot_video.rm
الشيخ ياسر برهامي (الدروس واضحه و مباشره و العناوين واضحة)
1 - هلاك فرعون وطواغيت اليهود على الطريق (مرئي)
صوت
http://download.media.islamway.com/lessons/burhamy/240_ghaza15.rm
مرئي
http://download.media.islamway.com/lessons/burhamy/240_ghaza15_video.rm
2- النفاق كل النفاق في موالاة ليهود
http://download.media.islamway.com/lessons/burhamy/240_gza007.rm
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 01:50]ـ
جزى الله الشيوخ خير الجزاء ..
وليس هناك حل بدون الجهاد .. كل مادونه باطل
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 08:16]ـ
جزى الله الشيوخ خير الجزاء ..
وليس هناك حل بدون الجهاد .. كل مادونه باطل
صدقت والله؛ فلا حل إلا الجهاد.
ولكن الأمر له ضوابط؛ كما قال الشيخ محمد حسان؛ وذلك أن يكون (منظمًا)، وليس عشوائيًا.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 12:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم:
الخلاف ليس في (الواجب) بل في (الممكن) وعليه فالسؤال متعلق ب: كيف؟؟؟؟؟ وليس ب: ما؟؟؟
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:16]ـ
الكلام سهل يسير فلنرفع عقائرنا معلنين ان الجهاد هو الواجب ........ و ليس ثمة حل سواه (و هذا صحيح قطعا) ولا يجهله احد حتى اعمي العوام
لكن كيف يتم هذا الواجب؟؟ كما قال الاخ العاصمي؟ ..........
فليت المشايخ يهتمون ببيان الكيفية و الرؤية التي بها يتم هذا الواجب و كيف يتوصل المسلمون بحالهم تلك من الضعف و الذل = الى الجهاد؟؟ و الا يقتصر حديثهم على مثل هذا اللون من الكلام الذي لا حقيقة له في عالم الواقع الذي نعيشه!!
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 09:44]ـ
صدقت والله؛ فلا حل إلا الجهاد.
ولكن الأمر له ضوابط؛ كما قال الشيخ محمد حسان؛ وذلك أن يكون (منظمًا)، وليس عشوائيًا.
نعم صحيحا من 600 سنة او اكثر ومن عهد النبي 1400 سنة واكثر ..
لم يكن ولا يكون الجهاد الحقيقي عبثا او عشوائيا .. لكن النوازل في هذا الزمان كثرت .. حتى انه لم يوجد اي حاكم مسلم يستنفر .. فلذا حكمنا من هو اعلم وافهم .. نسال الله الثبات للمجاهدين .. واللهم الحقنا بهم مقبلين لا مدبرين يا كريم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 09:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم:
الخلاف ليس في (الواجب) بل في (الممكن) وعليه فالسؤال متعلق ب: كيف؟؟؟؟؟ وليس ب: ما؟؟؟
الكلام سهل يسير فلنرفع عقائرنا معلنين ان الجهاد هو الواجب ........ و ليس ثمة حل سواه (و هذا صحيح قطعا) ولا يجهله احد حتى اعمي العوام
لكن كيف يتم هذا الواجب؟؟ كما قال الاخ العاصمي؟ ..........
فليت المشايخ يهتمون ببيان الكيفية و الرؤية التي بها يتم هذا الواجب و كيف يتوصل المسلمون بحالهم تلك من الضعف و الذل = الى الجهاد؟؟ و الا يقتصر حديثهم على مثل هذا اللون من الكلام الذي لا حقيقة له في عالم الواقع الذي نعيشه!!
حتى لا نتهم الشيوخ الأفاضل _ وهم علماؤنا وساداتنا _ حفظهم الله من كل شر.
فهذه ورقة عمل قدمها لكم فضيلة الشيخ العلامة محمد حسان _ حفظه الله _ لمن أراد أن ينصر الدين وتعلو راية الإسلام خفاقة في كل مكان ..
من هنا. (خطبة رائعة) ( http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=97306)
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 10:03]ـ
ولنعلم يا إخوة أن الجهاد لا يقتصر على القتال بالسنان فقط، بل يكون أيضاً بالأموال، وبالدعوة إلى صحيح الدين ..
الخلاصة: أن الجهاد كلمة أوسع من القتال،،
ـ[محمد س]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 12:27]ـ
الحل هو الرجوع الى ديننا حكاما ومحكومين
قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم ...
اذا تبايعتم بالعينة.وأخذتم أذناب البقر. ورضيتم بالزرع.وتركتم الجهاد.سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم ... هو الصحيحة للالباني برقم 11
قال صلى الله عليه واله وسلم حتى **ترجعوا الى دينكم **ولم يقل ترجعوا الى الجهاد .. لانه لن يكون هناك جهاد شرعي بدون الرجوع الى الدين ..
فالواجب على كل المسلمين حكاما ومحومين الرجوع الى الدين الذي كان عليه النبي وصحابته ..
وشكرا
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 03:05]ـ
الحل هو الرجوع الى ديننا حكاما ومحكومين
قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم ...
اذا تبايعتم بالعينة.وأخذتم أذناب البقر. ورضيتم بالزرع.وتركتم الجهاد.سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم ... هو الصحيحة للالباني برقم 11
قال صلى الله عليه واله وسلم حتى **ترجعوا الى دينكم **ولم يقل ترجعوا الى الجهاد .. لانه لن يكون هناك جهاد شرعي بدون الرجوع الى الدين ..
فالواجب على كل المسلمين حكاما ومحومين الرجوع الى الدين الذي كان عليه النبي وصحابته ..
وشكرا
جزاك الله خيراً أخي محمد.
وهذا والله هو ما أدعو إليه هو العودة إلى الإسلام بشموله وكماله (عقيدة وتشريع ومعاملات وأخلاق)
ومن أجل ذلك وضعتُ لكم خطبة الشيخ محمد حسان ..
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 05:10]ـ
وهل يبطل الجهاد اذا ارتد الحكام وضل بعد افراد الامة ..
بل ردي عليك .. ه وان الله يقيض لكل زمن ولكل مكان فرقة تقاتل على امر الله لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم ..
فاهنئ بعيشك وارجع لدينك وتوقف عن الخذلان .. فانه سيهلكك ..
ومن قال بأن الجهاد معطل الآن أخي أبو مصعب ..
فكيف تجاهد أمة تركت شرع ربها وابتعدت عن سنة نبيها!
قل لي بالله عليك، كيف يجاهد إنسان وهو يهنئ النصارى بعيد ميلادهم!!
وإن جاهد، فهل هذا يحق على الله أن ينصره!(/)
ما رأيكم في هذا الكلام {حزب الله والمراهنة على خراب مصر}
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 11:24]ـ
حزب الله والمراهنة على خراب مصر
بقلم: أحمد الظرافي
- كما كان متوقعا لكل من لديه قليل من الإلمام بفكر حزب الله في لبنان وحقيقته- وقف هذا الحزب موقفا سلبيا إزاء مجازر الصهاينة المستمرة لإخواننا في قطاع غزة، واحتفظ الحزب بصواريخه العابرة للحدود مختومة في صناديقها، وأخذ مكانه في قائمة المتفرجين لتلك المأساة المروعة، طبعا باستثناء الجعجعات والتصريحات الإعلامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا توقف نزيف قطرة دم غالية واحدة تراق من أحد الأبرياء في غزة الصامدة.
وأنا شخصيا لا ألزم حزب الله بنصرة أهل غزة، ولا ألومه على موقفه المتخاذل الذي لا يختلف عن موقف غيره من المتخاذلين، ولا أريد أيضا لحزب الله أن يقحم نفسه في حرب مع الكيان الصهيوني، وفي معركة هو في غنى عنها، بل لا أعول عليه أصلا أن يقدم شيئا ذا بال لقضية فلسطين، في حين أن هناك توطئ مكشوف من قبل بعض القيادات الرسمية الدائرة في الفلك الأمريكي - في العدوان على أهل غزة - وتحديد ضد حركة حماس لتطويعها وإجبارها على الرضوخ للأمر الواقع والقبول بالاتفاقيات والمشاريع الاستسلامية والانهزامية بدءا من اتفاقية أوسلو .. وهلم جرا،.
لكنني آخذ على حزب الله شعاراته البراقة التي يرفعها في كل محفل وأخذ عليه تصريحاته الإعلامية الجوفاء والمضللة للأمة، والتي صدع رءوسنا بها حسن نصر الله في كل مناسبة، حول القدس والمسجد الأقصى، وحول تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ومزايداته الكاذبة في ذلك صباحا ومساء.
وليس أنا من يقول هذا الكلام ولكن الواقع هو من يتحدث عن ذلك، وما أحداث غزة الأخيرة التي لم تنته بعد إلا واحدة من أبرز الأدلة على أكاذيب حزب الله ونفاقه السياسي والإعلامي، وعلى كونه مرتبط بمشاريع إقليمية لا يعنيها من قضية فلسطين سوى ما تحققه من ورائها من مكاسب لصالحها على حساب الشعوب العربية والإسلامية المعنية بهذه القضية.
والغريب العجيب أن حزب الله بدلا من أن يستحي على دمه، ويلزم صمت القبور بعد أن كشفت أحداث غزة الأخيرة تضليله وفضحت أكاذيبه، لا زال يزايد على جهاد أهل غزة وعلى القضية الفلسطينية، حتى أن حسن نصر الله ومن شدة إعجابه بنفسه، واغتراره بما أحرزه من هيمنة على لبنان وبما حصل له من شعبية لدى بعض العوام واليساريين والعلمانيين والقوميين على خلفية انتصاره المزعوم في تموز 2006، خرج عن طوره ونسي أنه جزء من معادلة في الواقع اللبناني المعقد، وبات ينظر لنفسه كزعيم روحي أوحد للأمة الإسلامية، وكموجه للشعوب وداعية لها للانتفاض والثورة ضد حكامها، وتغيير واقعها بالقوة، وبات يعلن بذلك للملأ بكل جرأة، سواء عبر قناته المنار، وسواء عبر قناة الجزيرة، القناة الأوسع انتشارا، والتي تروق لها دائما خطاباته وتصريحاته النارية،– ومن هذا القبيل موقف نصر الله الأخير الذي أعلن فيه صراحة وبالفم المليان دعوته الشعب المصري للثورة ضد النظام المصري، والرئيس حسني مبارك، وفتح معبر رفع بزنوده، وكأن هذا هو الحل لإجبار الصهاينة على إيقاف عدوانهم الهمجي الوحشي على غزة، وكأن أي اضطراب سياسي في مصر سيكون حتما في صالح الأمة وفي صالح غزة والقضية الفلسطينية، وأنا أرى أن هذا الموقف من نصر الله وحزبه، لا ينم عن أي حنكة سياسية بل هو في الواقع يكشف عن حماقة في حسن نصر الله، وأعتقد أنه سيدفع ثمن هذا التصريح غاليا في المستقبل.
الذي يعنيني هو مصر ووحدة مصر. " فحفظ مصر عندنا أهم من غيره" والجملة الأخيرة قالها القائد الفذ نور الدين محمود الشهيد عندما حرضته بطانته على غزو صلاح الدين في مصر .. هذه الأخيرة التي استقل بها صلاح الدين في حياة أستاذه نور الدين بعد أن قضى على الدولة العبيدية فيها بدعم وتوجبه من نور الدين.
فيا ترى ما لحسن نصر الله والثورة في مصر؟ وهل يأتي ذلك التصريح في إطار حرصه على نصرة أهالي غزة ضد الصهاينة؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: يبدو لي – كباحث في الشأن الشيعي وكمتابع مهتم بقضايا الأمة - يبدو لي أن حسن نصر الله يراهن على حدوث فوضى عارمة في أرض الكنانة تحت عنوان ثورة شعبية، وذلك والله أعلم ليس حبا في غزة، وليس كرها للرئيس المصري في حد ذاته وليس حرصا على بروز نظام بديل يعيد لمصر دورها التاريخي الخالد، وهيبتها المعنوية المفقودة، ونفوذها السياسي والروحي على بقية الشعوب الإسلامية – وغير ذلك من الآمال التي يطمح إليها الغيارى من أبناء مصر- وإنما لما قد يترتب على ذلك من تمزيق مصر سياسيا ودينيا وطائفيا.
ذلك إن الغرب الصليبي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية سوف لا يقف مكتوف الأيدي إزاء أي انهيار سياسي قد تشهده مصر، ولا شك أنه سيستغل أي فوضى سياسية في مصر، لإنشاء دولة قبطية مستقلة تابعة للغرب ويكون الغرب وصيا عليها وصاية مباشرة، وهذا مخطط قائم جرى الحديث عنه في السنوات الماضية، وهناك جهات مشبوهة تروج له حتى في أوساط الأقباط المصريين أنفسهم. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى – وهذا هو الأهم بالنسبة لنصر الله - فإنه لا يستبعد أن تكون لنظام الآيات في طهران ولصنيعتهم حزب الله في لبنان وزعيمه حسن نصر الله، لا يستبعد أن يكون هناك ترتيبات معدة - أو ستعد- لاستغلال هذه الفوضى العارمة في إيجاد موطئ قدم سياسي وعسكري للشيعة في مصر، وهو ما عجزوا عن تحقيقه على مدى قرون، وذلك طبعا لن يتحقق إلا بالتنسيق مع بعض الجماعات السياسية والخلايا الشيعية التي تم شراء ولاءها بالمال الإيراني (الحلال) والنائمة في الداخل المصري، وليكون – موطئ القدم هذا - بؤرةلنشر التشيع في هذا القطر الغالي وخنجر مسموم في صدر أرض الكنانة، وقصم ظهر أهل السنة وتطويقهم من جميع الجهات – وذلك على غرار حزب الله في جنوب لبنان أو جماعة الحوثي في صعدة اليمن. وأنا واثق أن هناك بعض الجماعات السياسية التي لديها شبق وطموحات للسلطة - وتحديدا أجنحة في هذه الجماعات - لن تتردد في مد يدها لحزب الله وإيران من أجل قيام تعاون عسكري بينهما في مصر فيما إذا حدثت أي فوضى سياسية فيها.
وليس بالضرورة أن يتم رفع شعار التشيع في بداية الأمر، بل قد يكون هذا التعاون تحت شعار الجهاد في فلسطين، وهو شعار جميل وبراق وخادع وقد يجذب ببريقه الكثير من الشباب المغرر بهم، ومن العاطلين، ومن المتحمسين لمناصرة القضية الفلسطينية، كيفما اتفق، قبل أن يستيقظوا فيجدوا أنفسهم في دائرة الابتزاز الجهنمية الإيرانية.
هذا هو ما يخطط له حزب الله في اعتقادي، سموها نظرية مؤامرة، سموها ما شئتم– وأما غزة فلها رب يحميها.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 09:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ابا حزم: رغم موافقتي على مايذهب اليه صاحب المقال من رؤى وتحليلات اثبتت الايام مصداقيتها رغم حملات التشويه والتشويش ورفع سيف الارهاب الفكري على من يذهب الى مثل هذا الرأي ورميه بالعمالة والخيانة وسوء التقدير الا ان عتبي عليه هو اغفاله للجزء الآخر من الصورة وهو ان حكامنا لايقفون الموقف المشرف في وجه الاستكبار العالمي مما يجعلهم بتصرفاتهم ومواقفهم الخائرة يرسخون من الصورة التي ترسم عنهم في لاوعي الشعوب مما يجعلهم هم ايضا رقما آخر يظاف إلى معادلة (الفوضى الخلاقة) التي يريد (الكل) استغلالها لتحقيق المكاسب ونيل المآرب والوصول الى المناصب فاللهم لطفا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 10:11]ـ
تحليل صائب، ونظر دقيق لأحوال البلاد وما يعتمل فيها من تحركات سياسية ذات محرك عقدي .. وهذا ما أسميه بحق "فقه الواقع" ..
وهذا المدعو نصر اللات قد سقطت عنه سائر الأقنعة ولله الحمد، بهذه الحماقة التي اقترفها أخزاه الله .. وظهر أخيرا للعامة في مصر - والذين كانوا قبل عامين مخدوعين به، رافضين لنصح الناصحين بالبراءة منه ومن حزبه الرافضي الصفوي الخبيث - حقيقته وحقيقة طموحه وعلاقته بايران ومحركه الذي ينطلق منه في لبنان وغيرها .. وصدق الذي قال، الفتنة اذا أقبلت لم يعرفها الا العالم، واذا أدبرت، عرفها كل أحد .. والله أسأل أن يحفظ أهل مصر وشعبها من المكائد ومن مروجي الفوضى والخراب، وأن ينصر المستضعفين في سائر بلاد المسلمين، وأن يعجل للحق بالظهور والتمكين.
آمين.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:25]ـ
لا تنسوا أن حزب الله ليس دولة لها جيش نظامي ......... بل هو حركة مقاومة فلا تلزموهم بما لا يلزمهم ولا تطالبوهم بما لا يمكن ان تؤديه الا دولة بكاملها كمصر مثلا ....... ثم لا ننسي ايضا حرب لبنان من عامين و فيها تصدى حزب الله لليهود و ردعهم فهو قد ادى ما عليه لما سنحت له فرصة ذلك ...... الا ان الحديث عن عدم النصرة يلزم الدول الاخرى و على رأسها مصر (حرسها الله و فك اسرها و حررها من الطواغيت) ........ و الحديث عن عقيدة حزب الله شئ و ما نحن فيه شئ آخر ......... و لا ننسى أخيرا الموقف المصري (الحكومي) العدائي من ايران لان الحكومة المصرية تعمل باجندة امريكية فموقف مصر من ايران انما هو استجابة للمطالب الامريكية و هذا ليس نبذا بالعمالة لم يروج هذه الحقيقة من الكتاب و الصحفيين بل هذه هي الحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:45]ـ
آآآه يا إخوان -أحسن الله إليكم-دعوني أقول:
في ظل الاستقطاب السياسي الحاد والماثل أمامنا بين معسكرين: الأول بزعامة إيرانية تنتظمُ دولاً وحركات إسلامية سنية وشيعية , والثاني هو ما يُسمى -إعلامياً على الأقل- بمحور الاعتدال تصتطف فيه الدول السنية عن بكرة أبيها وإمها وأخيها. ومعلومٌ أن أساس هذا التقسيم (عموما) هو الموقف من الهيمنة الغربية , فالقافلة الإيرانية تنافح بشراسةٍ في سبيل تحرير قرارها السياسي , وتلاعبُ زعيمتهن الشيعية الغربَ بدهاء هائل , وتوظف كل الأوراق في هذا الصراع , تسالمُ بل تعاون الأمريكان في العراق وتحاربهم في لبنان وتدعم الحركات السنية في بعض الدول لتربك الخصوم وتشتت جهود أعدائها ... وهكذا إلى أخر تلك الحيل والتحركات النشطة , وربما قيل: إن سعي الدول في استقلالها التام عن أي نفوذ حقٌ مكفول لأهل الهمم العلية دون غيرهم , ومعلومٌ أيضاً أن محور الاعتدال السنية -بُورك فيها- لا تقوم بأي جهود في سبيل تحرير قرارها السياسي والخروج عن ربقة التدخل الغربي الصارخ في شئونها الداخلية إعلاماً وتعليماً -دعك من القرار السياسي- بدليل هيمنة التيارات التغريبية على على قرارها السياسي كمصر وتونس والأردن ... إلى آخره , وعلى منافذ التثيف الجماهيري كالسعودية الكويت والإمارات مثلاً , بمعنى أن تلك الدول مستباحة تماماً أمام الغرب في صياغة سياساتها الداخلية والخارجية -بارك الله في تلك الدول- , أقول: الحمد لله بات الإعلام يكفينا شرح مزيدٍ من التفصيل , والأمر في نظري واضح , والمواقف -مثلاً- من العدوان على غزة كشفت ما بقي من المخبوء هل تعلمون من دعم حماس ومن دعم عباس , ومعلومٌ أيضاً أن الدول السنية تسعى جاهدةً في تنفيذ ما رُسمَ إليها وحُدد سلفاً في تصفية الإسلاميين لأنهم -غربياً- ليس مرغوبا فيهم وربما رأت تلك الدول أن الإسلاميين خطرٌ مشترك لا بد من تحجيمه والسيطرة عليه ومن شبَّ عن الطوق فالحديدُ والنار وفي حسني وجنرالات الجزائر أسوة وهم لمن بعدهم -من دول الاعتدال- قدوة , ومن ثمَ لم يجد هؤلاء -الإسلاميين- يداً ممدوةً إلا يد الإيرانيين , وجدوها نفّاحةً بالنوال كريمةً بالعطاء داعمةً بلا حدود , وأعلمُ أن هذا ليس لله بل لأغراضٍ سياسية وليس على الآخذ لومٌ؛ فلحمُ الميتة في المخمصة حلالٌ , وليس على المعطي لومٌ أيضاً فمجابهة الغربيين وأعوانهم من الدول السنية تستلزم ذلك وأكثر , وهذه أوارق مهمة سياسياً لا يمكن للإرانيين أن يتفرجوا عليها وهي تحترق لذا انتفض حسن نصرالله وأرغى وأزبد نجاد , وهذا سر الدعم الإعلامي الذي قامت به قناة المنار والعالم بدرجةٍ فاقت جل القنوات الإسلامية السنية وأنا متابع بدقة , ألم تروا كيف فعلت السنية مصر بأهل غزة وصمودها مع الصهاينةَ بخنق الغزيين وشددت الحصار عليهم لا لشيء سوى لأنهم اختاروا حماس الإسلامية حاكماً , ومعلومٌ أن إيران ليس فيها ليبراليٌ واحد بل هم بين هاربٍ أو مسجون يحسد الليبراليين السنة في الدول السنية المعتدلة -بُورك فيها-, أخشى أن يأتي يومٌ يُخير السنيُ بين التشيع أو التلربن , وذلك لأن تلك الدول المعتدلة هي سنيةٌ مجازاً , وجهود إعادة صياغة مجتمعاتها وفق الرؤية الغربية الليبرالية على قدمٍ وساق , وتأملوا أدوات التثقيف الشعبية المؤثرة والمدعومة بيد من.(/)
(هل المعاهد الشرعية مواكبة لعصرنا) مقال رائع ل د بكار
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 01:28]ـ
المختصر / تحدثت في المقال السابق عن مشكلة ضعف التمويل المطلوب لتقديم تعليم شرعي جيد، ووضحت آثار ذلك على العملية التعليمية، وأود أن أتحدث اليوم عن بعض المشكلات الأخرى التي تسهم في ضعف المخرجات التعليمية في المدارس والمعاهد الشرعية الأهلية عبر المفردات التالية:
1ـ تستقبل المدارس الشرعية ـ في معظم الأحيان ـ الطلاب بعد إكمالهم دراسة المرحلة الابتدائية، ونقدم لهم تعليماً يوازي ما يتلقاه الطالب في المرحلتين المتوسطة والثانوية في التعليم العام، أي قبل أن يدرس العديد من المواد المهمة مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات واللغات الأجنبية، وهذه المواد تشكل عماد العلوم المعاصرة، ومن المؤسف أن جلّ المدارس والمعاهد الشرعية لا تقدم في هذه المواد لطلابها أي شيء ذي قيمة، وهذا يعني وجود ثغرات كبيرة جداً وخطيرة في ثقافتهم، ووجود نوع من العزلة عن ثقافة العصر، كما يعني وجود فجوة ثقافية كبيرة بين دارسي العلوم الشرعية وباقي الدارسين في مدارس التعليم العام، وهذه الفجوة تجعل كثيراً من طلاب العلوم الشرعية يشعرون بنوع من الاغتراب عن عصرهم ومواطنيهم،كما أن عدم تحصيلهم للأساسيات في العلوم التي ذكرناها يحول بينهم وبين دراستها في أي كلية جامعية بعد ذلك، ويحول بينهم وبين الحصول على أي وظيفة في مؤسسة أو شركة حديثة ومتطورة، لأن المؤسسات المتقدمة تسعى إلى توظيف شباب لديهم ثقافة معاصرة ومتصلة بالتقنية والعلوم الحديثة، وهذا واضح و ملموس عند أدنى تأمل في نوعية الوظائف و الأعمال التي يعمل فيها خريجو تلك المدارس.
2 - لعل من أكبر المشكلات التي تعاني منها المعاهد الشرعية الأهلية مسألة الاعتراف بالإجازات و الشهادات التي تمنحها لخريجيها , حيث إن السواد الأعظم من الحكومات لا يعترف بتلك الشهادات و لا يعادلها بالثانوية العامة , و من أجل حل تلك المشكلة سعت إدارات تلك المعاهد إلى الارتباط ببعض الجامعات الإسلامية الكبرى مثل جامعة الأزهر، و ذلك حتى يتمكن خريجو تلك المعاهد من إكمال دراستهم فيها و التخرج منها , لكن الذين ينتظمون في الدراسة الجامعية من أولئك الخريجين قليلون, فبعضهم لا يكمل دراسته الجامعية, و معظم من يكملها منهم يدرسون عن طريق الانتساب و تكون استفادتهم العملية محدودة في الغالب لكن الحصول على شهادة مثل شهادة جامعة الأزهر لا يكفي في أحيان عديدة للحصول على وظيفة أو الانخراط في هيئة تدريس، حيث إن العديد من الدول يشترط الحصول على الثانوية العامة , و معظم الطلاب لم يحصلوا عليها بسبب عدم دراستهم في التعليم العام. النتيجة لكل ذلك هي حرمان الطلاب المعنيين من تبوء أي مناصب كبيرة أو الحصول على أي وظائف راقية , و هذا شكل من أشكال التهميش الخطير ,
3ـ كثير من من طلاب العلم الشرعي يتجهون إلى الإمامة و الخطابة و التدريس في المساجد, وهذه الوظائف مهمة للغاية و تتيح لمن يشغلها فرصة كبرى للتأثير في الناس و توجيهم, لكن المشكل هو ضآلة المرتبات التي يحصل عليها الموظفون في تلك الوظائف و بعضهم يحصل عليها بطريقة مهينة , فقد حدثني أحد الدعاة أنه كان في زيارة لإحدى الدول الإفريقية و قد ذهب إلى صلاة الجمعة في أحد المساجد واستمع إلى الخطيب، و أعجب الأخ بفصاحته و علمه، و بعد انقضاء الصلاة و سعيه للخروج من المسجد فوجئ بشيء مؤسف جداً, و هو أن الخطيب الذي بهرهم ببيانه , جلس عند باب المسجد ووضع أمامه منديلاً و الناس يضعون ما تيسر لهم من المال على ذلك المنديل مساعدة للشيخ! يقول صاحبنا: و حين سألت عن سبب ذلك، كان الجواب: هذه هي الطريقة الوحيدة لحصول ذلك الخطيب على ما يقيم أوده!.
التعليم الشرعي الأهلي مطلوب في ظروفنا الحالية، لكنه يحتاج إلى الكثير من التطوير حتى لا يخرّج رجالاً يعيشون على هامش المجتمع.
وبعض المعاهد الشرعية خاض تجربة جديدة، وهي تعليم طلابه مهنة من المهن، حتى يعمل فيها بعد تخرجه، ويستغني عن مساعدة الناس والحكومة، لكن تلك التجربة لم تنجح، وذلك لأن العمل في أي مهنة يصرف الإنسان عن الاهتمام بالعلم والتعليم، ويحوّله من إنسان يمكن أن يكون له دور ثقافي ودعوي مهم إلى شخص يقدّم خدمة بسيطة عبر الحرفة التي تعلمها!.
إن الانفتاح على الواقع هو مصدر كل تجديد، وإن على المسئولين عن تلك المعاهد أن ينظروا حولهم إلى الفرص و التحديات الجديدة , و حينئذ سيدركون أن عليهم أن يُحدثوا ثورة داخل معاهدهم على مستوى الإدارة و أسلوب التعليم و المواد و المناهج المقررة , و أن يدققوا في قبول الطلاب و يتخلصوا من الكم ليركزوا على الكيف, و ينبغي أن يتم كل هذا على نحو مواز للحصول على اعتراف رسمي بالإجازات التي يمنحونها لطلابهم , و ذلك حتى يتمكنوا من الحصول على الفرص الوظيفية المرموقة. و لعلي أتحدث عن الارتقاء بالتعليم الشرعي في وقت من الأوقات.
و الله من وراء القصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد ناصر السنه المصرى]ــــــــ[17 - Jan-2010, مساء 08:58]ـ
مقال رائع جزاه الله خيرا
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[18 - Jan-2010, مساء 09:04]ـ
لا يستغرب الطيب من معدنه.
هذا إبداع من إبداعات الدكتور عبدالكريم بكار.(/)
(هل المعاهد الشرعية مواكبة لعصرنا) مقال رائع ل د بكار
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 01:34]ـ
المختصر / تحدثت في المقال السابق عن مشكلة ضعف التمويل المطلوب لتقديم تعليم شرعي جيد، ووضحت آثار ذلك على العملية التعليمية، وأود أن أتحدث اليوم عن بعض المشكلات الأخرى التي تسهم في ضعف المخرجات التعليمية في المدارس والمعاهد الشرعية الأهلية عبر المفردات التالية:
1ـ تستقبل المدارس الشرعية ـ في معظم الأحيان ـ الطلاب بعد إكمالهم دراسة المرحلة الابتدائية، ونقدم لهم تعليماً يوازي ما يتلقاه الطالب في المرحلتين المتوسطة والثانوية في التعليم العام، أي قبل أن يدرس العديد من المواد المهمة مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات واللغات الأجنبية، وهذه المواد تشكل عماد العلوم المعاصرة، ومن المؤسف أن جلّ المدارس والمعاهد الشرعية لا تقدم في هذه المواد لطلابها أي شيء ذي قيمة، وهذا يعني وجود ثغرات كبيرة جداً وخطيرة في ثقافتهم، ووجود نوع من العزلة عن ثقافة العصر، كما يعني وجود فجوة ثقافية كبيرة بين دارسي العلوم الشرعية وباقي الدارسين في مدارس التعليم العام، وهذه الفجوة تجعل كثيراً من طلاب العلوم الشرعية يشعرون بنوع من الاغتراب عن عصرهم ومواطنيهم،كما أن عدم تحصيلهم للأساسيات في العلوم التي ذكرناها يحول بينهم وبين دراستها في أي كلية جامعية بعد ذلك، ويحول بينهم وبين الحصول على أي وظيفة في مؤسسة أو شركة حديثة ومتطورة، لأن المؤسسات المتقدمة تسعى إلى توظيف شباب لديهم ثقافة معاصرة ومتصلة بالتقنية والعلوم الحديثة، وهذا واضح و ملموس عند أدنى تأمل في نوعية الوظائف و الأعمال التي يعمل فيها خريجو تلك المدارس.
2 - لعل من أكبر المشكلات التي تعاني منها المعاهد الشرعية الأهلية مسألة الاعتراف بالإجازات و الشهادات التي تمنحها لخريجيها , حيث إن السواد الأعظم من الحكومات لا يعترف بتلك الشهادات و لا يعادلها بالثانوية العامة , و من أجل حل تلك المشكلة سعت إدارات تلك المعاهد إلى الارتباط ببعض الجامعات الإسلامية الكبرى مثل جامعة الأزهر، و ذلك حتى يتمكن خريجو تلك المعاهد من إكمال دراستهم فيها و التخرج منها , لكن الذين ينتظمون في الدراسة الجامعية من أولئك الخريجين قليلون, فبعضهم لا يكمل دراسته الجامعية, و معظم من يكملها منهم يدرسون عن طريق الانتساب و تكون استفادتهم العملية محدودة في الغالب لكن الحصول على شهادة مثل شهادة جامعة الأزهر لا يكفي في أحيان عديدة للحصول على وظيفة أو الانخراط في هيئة تدريس، حيث إن العديد من الدول يشترط الحصول على الثانوية العامة , و معظم الطلاب لم يحصلوا عليها بسبب عدم دراستهم في التعليم العام. النتيجة لكل ذلك هي حرمان الطلاب المعنيين من تبوء أي مناصب كبيرة أو الحصول على أي وظائف راقية , و هذا شكل من أشكال التهميش الخطير ,
3ـ كثير من من طلاب العلم الشرعي يتجهون إلى الإمامة و الخطابة و التدريس في المساجد, وهذه الوظائف مهمة للغاية و تتيح لمن يشغلها فرصة كبرى للتأثير في الناس و توجيهم, لكن المشكل هو ضآلة المرتبات التي يحصل عليها الموظفون في تلك الوظائف و بعضهم يحصل عليها بطريقة مهينة , فقد حدثني أحد الدعاة أنه كان في زيارة لإحدى الدول الإفريقية و قد ذهب إلى صلاة الجمعة في أحد المساجد واستمع إلى الخطيب، و أعجب الأخ بفصاحته و علمه، و بعد انقضاء الصلاة و سعيه للخروج من المسجد فوجئ بشيء مؤسف جداً, و هو أن الخطيب الذي بهرهم ببيانه , جلس عند باب المسجد ووضع أمامه منديلاً و الناس يضعون ما تيسر لهم من المال على ذلك المنديل مساعدة للشيخ! يقول صاحبنا: و حين سألت عن سبب ذلك، كان الجواب: هذه هي الطريقة الوحيدة لحصول ذلك الخطيب على ما يقيم أوده!.
التعليم الشرعي الأهلي مطلوب في ظروفنا الحالية، لكنه يحتاج إلى الكثير من التطوير حتى لا يخرّج رجالاً يعيشون على هامش المجتمع.
وبعض المعاهد الشرعية خاض تجربة جديدة، وهي تعليم طلابه مهنة من المهن، حتى يعمل فيها بعد تخرجه، ويستغني عن مساعدة الناس والحكومة، لكن تلك التجربة لم تنجح، وذلك لأن العمل في أي مهنة يصرف الإنسان عن الاهتمام بالعلم والتعليم، ويحوّله من إنسان يمكن أن يكون له دور ثقافي ودعوي مهم إلى شخص يقدّم خدمة بسيطة عبر الحرفة التي تعلمها!.
إن الانفتاح على الواقع هو مصدر كل تجديد، وإن على المسئولين عن تلك المعاهد أن ينظروا حولهم إلى الفرص و التحديات الجديدة , و حينئذ سيدركون أن عليهم أن يُحدثوا ثورة داخل معاهدهم على مستوى الإدارة و أسلوب التعليم و المواد و المناهج المقررة , و أن يدققوا في قبول الطلاب و يتخلصوا من الكم ليركزوا على الكيف, و ينبغي أن يتم كل هذا على نحو مواز للحصول على اعتراف رسمي بالإجازات التي يمنحونها لطلابهم , و ذلك حتى يتمكنوا من الحصول على الفرص الوظيفية المرموقة. و لعلي أتحدث عن الارتقاء بالتعليم الشرعي في وقت من الأوقات.
و الله من وراء القصد.(/)
هل ضعفت قوة المقاومة؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 02:42]ـ
أَقَرَّ اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجي أن صمود المقاومة الفلسطينية إبان العدوان الصهيوني كان لافتًا؛ حيث نجحت الفصائل الفلسطينية في مفاجأة العدو عبر استمرار وتيرة إطلاق الصواريخ بشكل منتظم، واستهدف عديدٍ من القواعد العسكرية، وفي مقدمتها تل نوف، وحتسريم، ونقل المعركة للعمق الإسرائيلي، بشكلٍ سيكون له تأثيراتٌ على معادلة القوة في المنطقة.
وتابَعَ اللواء فؤاد: بالإشارة إلى أن صواريخ المقاومة- رغم مداها المتوسط، وقوتها التفجيرية المحدودة، إلا أنها أزعجت الآلة العسكرية الإسرائيلية، فمجرد إطلاق الصواريخ على العمق الصهيوني ينبئ أن زمن هيمنة إسرائيل على الميدان بشكلٍ مُنْفَرِدٍ قد ولّى.
ويُرَجِّحُ الخبير الاستراتيجي أن تبدأ المعركة الحقيقية بين إسرائيل والفصائل قريبًا؛ حيث عجزت القوات الجوية الإسرائيلية، رغم كفاءتها النوعية، عن حسم المعركة، أو تحقيق أيٍّ من أهدافها بإنزال خسائر فادحة في صفوف المقاومة، أو تركيع حماس، وهو ما سيجبر الجيش الإسرائيلي على خوض حرب شوارع.
واعتبر فؤاد أن سقوط غزة في أيدي الجيش الإسرائيلي، عَبْرَ وضعها الديمجرافي المكثف، وضيق مساحتها، أمرٌ شديدُ الصعوبة، لاسيما مع استمرار الصمود الفلسطيني، مُبْدِيًا رغبته الشديدة في استمرار الموقف الرافض لنشر القوات الدولية في غزة، أو على الحدود المصرية، باعتباره ضوءًا أخضر لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يجب أن توافق عليه مصر، أو الفصائل على حد سواء.
وفي السطور التالية النص الكامل للحوار:
بلا شك أن للعدوان الإسرائيلي على غزة تداعياتٍ استراتيجييه عديدة، وتكتيكات عسكرية متعددة، نرجو أن تلقي الضوء عليها.
حملة الإجرام الصهيونية على قطاع غزة لم تشهد أي تكتيكات عسكرية جديدة، بل غلب عليها الاستخدام المفرط للقوة، وسياسة استعراض العضلات على المدنيين والأبرياء والأطفال، لاسيما وأننا قد لاحظنا عدد الضحايا في اليوم الأول، والذين كان أغلبهم من العاملين بالأجهزة الأمنية الفلسطينية، غير أن أي إحصاء وتدقيق لعدد القتلى بعدها يؤكد لنا أن 90% من الضحايا خلال الأسبوعين الماضيين كانوا من الأطفال، والنساء، وتلاميذ مدارس الأنروا، وهو ما يُقَدِّم دليلًا على أن الاستخدام المفرط للقوة لم يحقق أيًّا من أهداف إسرائيل التي سعتْ لتحقيقها من وراء هذه العملية .. فحماس لم تسقط حتى الآن، ولم تتوقف الصواريخ عن قصف أهداف إسرائيلية شديدة الأهمية، والتي كان آخرها قصف قاعدة تل نوف، وهي قاعدة استراتيجية تضم قاعدة جوية، تحوي قاذفات ومقاتلات، ومركزًا لتدريب المقاتلين والقوات المحمولة، فضلًا عما يتردد عن وجود مخزون نووي استراتيجي للدولة العبرية.
ويمثل قصف تل نوف وحتسريم بصواريخ من طراز جراد أهميةً بالغة؛ حيث يُحْدِثُ هذا نوعًا من القلق لقادة إسرائيل، فرغم القوة النيرانية أو التفجيرية الضعيفة لرأس الصاروخ، التي لا يزيد وزنها على 20 كيلو جرام، إلا أنها تُظْهِر مدى التطور النوعي الذي حققته المقاومة الفلسطينية، فإطلاق صاروخ متوسط المدى حاليا، يُعْطِي انطباعًا بأن هناك تطورًا واضحًا في الأساليب القتالية للمقاومة، قد يُعَدِّلُ كثيرًا من موازين القوى في المستقبل، رغم فارق الإمكانيات.
تضييق الحصار
كأنك تشير إلى أن الدولة العبرية لم تُحَقِّق كثيرا من وراء هذه العملية؟
بالأساس كانت غزة محاصرة منذ أكثر من عامين، وكل ما فعلته إسرائيل أنها ضيَّقَتْ الحصار على القطاع، بقصفها الجوي، وتقسيم غزة إلى ثلاث قطاعات، ووصولها إلى أعتاب التجمعات السكنية، وقتلها مئات من الفلسطينيين، أغلبهم من الأطفال والنساء، علاوةً على تدمير البنية التحتية.
غير أن الأهداف المعلنة للعملية لم تتحقق، فالوصول إلى بطاريات إطلاق الصواريخ لم يتم، في ظل ارتفاع وتيرتها، واتساع مداها، واقترابها من مدن إسرائيلية،كانت تظن تل أبيب لمدة طويلة أنها بعيدةٌ عن مرمى صواريخ المقاومة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويضاف إلى ذلك: أن هذه المواجهات قد أكّدتْ بما لا يدع مجالًا للشك، عدمَ كفاية القوة الجوية في حسم الصراع، واستمرار الأهمية البالغة للعمليات البرية، فعلى الرغم من أن القصف الجوى قد استطاع تحقيق عدد من الأهداف التي رُسِمَتْ له، إلا أن ثبات المقاومة وصمودها اللافت لم يُمَكِّنْ آلة الحرب الإسرائيلية من تحقيق أهدافها، أو حتى الزعم بتحقيقها للنصر؛ فحماس وفصائل المقاومة لا زالوا يهددون إسرائيل بقوة، ومعدل إطلاق الصواريخ في تصاعُد، أو على وتيرةٍ واحدةٍ منذ الأيام الأولى، ولعل شعور إسرائيل بعدم قدرتها على تحقيق نصر دائم، وعدم إيقاعها خسائر فادحة في صفوف حماس وقوى المقاومة، قد دفعها للبحث عن حلول أخرى، قد تُمَكِّنُها من تحقيق أهدافها بالسياسة، بعد أن عجزت عن فرضها بالقوة!
تطور نوعي
من البديهي التأكيد أن صمود قوة المقاومة كان من الأمور اللافتة، لذا نرجو أن تشرح لنا مدى التطور الذي حققته الفصائل الفلسطينية.
لقد نجحت المقاومة في تطوير أساليب تعاطيها مع العدوان الإسرائيلي؛ حيث نجحت في امتلاك صواريخ جراد، فضلًا عن الصواريخ محليةِ الصنع، قسام 1,2,3، وصواريخ مضادة للدروع من طراز فاندوم، وهي التي عرقلت الدبابات والآليات الإسرائيلية، وعلى رأسها الميركافا.
ولقد نجحت المقاومة كذلك في وسائل التمويه والخداع اللَّذَيْنِ مَنَحا مُطْلِقي الصواريخ الفرصةَ للإفلات من ملاحقات الطائرات الإسرائيلية، التي أخفقت في رَصْدِ وسائل إطلاق الصواريخ.
وكذلك نجحت المقاومة في إعداد العشرات، بل مئات الاستشهاديين؛ لِدَحْرِ تقَدُّم القوات الإسرائيلية إذا سَعَتْ لاختراق التجمعات السكانية، أو الوصول إلى ممر فيلادلفيا، أو صلاح الدين، وهو الهدف الذي لم يتحقق حتى الآن.
إرباك العدو
تؤكد إسرائيل منذ مدة طويلة على امتلاكها لشبكة حماية من الصواريخ تسمي بجيتس، غير أن المتابعين لهذه العملية لم يلاحظوا أي جدارة لهذه الشبكة!
أغلب الظن أن شبكة جيتس لم تدخل الخدمة بعدُ، وهي على العموم مُوَجَّهَةٌ للتصدي للصواريخ طويلة المدى،وليس صواريخ المقاومة قصيرة المدى ومتوسطة المدى، والتي لا يستغرق إطلاقها ووصولها إلى الهدف مجرد ثواني، يصعب على أي نظام إسقاطها، فضلًا عن أن نظام الخداع والتمويه الذي نجحت فيه المقاومة حتى الآن، لم يتوقف عند إطلاق الصواريخ، بل إنه امتد إلى مواجهة الدبابات والآليات بشكلٍ جعل انتشارها يبدو بطيئًا للغاية، وهو الأسلوب الذي أوقع خسائر غير متوقعة في صفوف العدو، عبر نظام الأكمنة، واستدراج العدو إلى أماكن وأهداف بينها، والاشتباك معه بشكل سريع ومفاجئ، يُرْبِك خططه.
اختفاء غزة
في السابق أبدى وزبر الدفاع الإسرائيلي السابق إسحاق رابين ضجره الشديد من غزة، ورغبته في اختفائها، فهل تناسى قادة إسرائيل هذا الدرس؟
سيطرة الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بوضعه الحالي، وكثافته السكانية المرتفعة جدًّا، أمرٌ شديد الصعوبة، وقد أَقَرَّ قادة إسرائيل، بدءًا من مناحم بيجن بذلك، لذا فلا أعتقد أن إسرائيل راغبةٌ في احتلال القطاع، بل قام قادتها بهذه العملية لتغيير موازين القوة، ومحاصرة وتطويق المقاومة، وقيادتها إلى طاولة المفاوضات وَفْقَ الأجندة الإسرائيلية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، وأظنه لن يتحقق إلى حد بعيد.
الحسم القادم
غير أنّ هناك نقطةً لافتةً تتمثل في عدم وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو الإسرائيلي حتى الآن، رغم حديثك عن صمود المقاومة.
المعركة الحقيقية لم تبدأ بعدُ، وهناك التزام بأكبر قدر من الحيطة والحذر من جانب الجنود الإسرائيليين، فهم لا يخاطرون باقتحام مناطق سكنية، أو الدخول في حرب شوارع، وهو دَرْسٌ مستفادٌ من الحرب اللبنانية، ويفضل الجيش حتى الآن استخدام القصف الجوى والمدفعي، والتمهيد بقوة نيرانية مُرَكَّزة؛ حتى يتفادى المواجهات الشرسة مع فصائل المقاومة، غير أن هذه الاستراتيجية لن تستمر؛ حيث ستُجْبَرُ هذه القوات- في حالة رغبتها في حسم المعركة- على خَوْضِ حرب شوارع خلال المرحلة الثانية من العملية، بشكل يفتح الباب أمام الفصائل الفلسطينية لإيقاع أكبر قَدْرٍ من الخسائر، قد لا تستطيع إسرائيل تَحَمُّلَه.
نصرٌ قريبٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
بوصفك خبيرًا عسكريا واستراتيجيًّا، ما هي النصيحة التي توجهها لفصائل المقاومة، مع اقتراب المرحلة الحاسمة من المواجهة؟
أولًا: الثقة في الله، والثقة في النصر، وفي عدالة قضيتهم، فهذه أول عوامل النصر، فضلًا عن الصمود، وتنويع استراتيجية الخداع والتمويه، والشِّرَاك الخداعية لقوات العدو، واستغلال حرب المدن لصالحهم، لاسيما وأَنَّها تعطيهم ميزاتٍ كبيرة، مع عدم التركيز على الحرب النفسية التي يجيدها العدو وبشدة، والرهان فقط على تماسك الجبهة الداخلية في غزة.
فكل هذه عوامل تُوَفِّرُ أسباب النصر، الذي أظنه قريبًا، بفضل صمود المقاومة، وامتصاصها للضربات الإسرائيلية، وعدم تراجُع مُعَدَّلات إطلاقها للصواريخ، رغم دخول المعركة أسبوعها الثالث.
طوق نجاة
ركزت إسرائيل طوال الفترة الماضية على ضرورة نشر قوات دولية في غزة، فكيف تنظر إلى هذا الأمر؟
بلا شك أنّ إسرائيل منزعجةٌ بشدة من نجاح المقاومة الفلسطينية في إيجاد نَوْعٍ من الردع في المواجهة معها، وامتلاكها لآلاف الصواريخ متوسطة المدى، مثل الكاتيوشا، وجراد، ولا ترغب في تكرار هذا السيناريو في المستقبل، وتسعى لحرمان المقاومة من زيادة قدرتها العسكرية، أو استعادة ما فقدته خلال الأسبوعيين الماضيين، أو بالأحرى أن تلعب القوات الدولية دورًا مهما في حمايتها من هجمات المقاومة، وبالتالي تتوقف الضغوط عليها لتقديم تنازلات سياسية، وإعادة الحدّ الأدنى من الحقوق الفلسطينية. ولا أظن أن مصر أو الفصائل الفلسطينية تتوافق على انتشار هذه القوات؛ فالآلة العسكرية الإسرائيلية لم تستطع حسم المعركة، أو تركيع حماس، أو إلحاق خسائر فادحة بها؛ لذا فمن المهم استمرار الموقف المصري الرافض لهذا الأمر، باعتبار أن هذا الانتشار سيكون له تداعياتٌ كارِثِيَّة على القضية الفلسطينية، بل ويُمَثِّلُ اعتداءً سافرًا على السيادة المصرية، فضلًا عن أنّ لجوء إسرائيل إلى مجلس الأمن، وتعاطيها الإيجابي مع المبادرة المصرية الفرنسية، يكشف عن مواجهتها مأزَقًا شديدًا في القطاع، أجبرها على البحث عن طوق نجاة!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 08:29]ـ
أكره هذا العنوان، حتى وان كان الموضوع يجيب السؤال المطروح فيه بالنفي ...(/)
مقال خطير خطير: «المصرى اليوم» تكشف أخطر عصابة لتهريب الأطفال المصريين إلى أمريكا ..
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 06:50]ـ
يرجى قراءة المقال أولا قبل التعليق
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=195034&IssueID=1287
تعليقي:
أنا لا اعتقد أن الدور الأمريكي سيقف عند هذا الحد وفقط ولكني أرى أبعادا أخرى خطيرة لهذا الموضوع لأني لما قرأت تعليقات القراء وجدتها سطحية ساذجة اللهم إلا تعليقا واحدا أضاف عندي تصورا جديدا للموضوع وسأشير إليه في أثناء الكلام.
أقول اعتقد أن الهدف من هذا المشروع السري الخطير:
1 - تنصير هؤلاء الأطفال لكون الطفل عجينة لينة مرنة تقبل التشكل بسهولة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، حَتَّى يَكُونَ أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِه ".
2 - جعل ولاء هؤلاء الأطفال لأمريكا ليمكن استخدامهم فيما بعد كأداة لخدمة المصالح الأمريكية سواء خارج أرضها أو داخلها.
3 - ضمهم إلى الجيش أمريكي المكلف بخوض الحروب والقتال خارج أمريكا وهذا هو الأقوى عندي لعدة أسباب:
أولها: الخسارة الكبيرة التي تخسرها القوات الأمريكية – اقصد أرواح الشباب الأمريكي- فحروب الأمريكان كثيرة وجيوشها متفرقة في أنحاء العالم ففقدهم يمثل خسارة كبيرة.
ثانيا: ضعف الجندي الأمريكي نتيجة تناوله للمخدرات ومجونه مع النساء وغير ذلك مما جعل منهم قوة هزيلة ضعيفة.
ثالثا: والأهم هو اعتراض الأسر الأمريكية على ذهاب أولادهم إلى حروب لا يعلم عواقبها إلا الله مثل حرب العراق وأفغانستان والصومال مما يشكل انقساما كبيرا في صفوف المجتمع الأمريكي فكل أب أو أم لا تريد أن تفقد ولدها في حروب لن تعود عليهم بأي كسب يذكر فكانت الخطة هي جلب هؤلاء الجنود من الخارج لتجنب سخط الرأي العام الأمريكي.
ولعل التركيز على الدم المصري له وجه لكون الجندي المصري معروفا ببسالته في الحروب وشجاعته وقوة تحمله اللهم إلا أن يكون هذا المخطط عالميا.
4 - استعباد هؤلاء الأطفال أو الرجال فيما بعد واستخدامهم في أعمال تحتاج إلى قوة وتحمل كحفر المناجم وما أشبه ذلك وهذا هو التعليق الوحيد المفيد الذي أشرت إليه أنفا واليكم نصه "التليفزيون السويسري والألماني عرض منذ أسبوعين حادثه عن شابه مصريه عمرها حاليا 18سنه عثر عليها البوليس الأمريكي في جراح فيلا لأسره أمريكية!!!! القصة إن مواطن أمريكي ساكن بجوار هذه العائلة ولاحظ وجود فتاه تعمل طوال اليوم في الفيلا وتنام في آخر الليل في جراج الفيلا في عز الصقيع وبدون أي وسائل تدفئه فقام هذا الجار بإبلاغ الشرطة وكانت المفاجأة أن هذه الفتاه قامت الأسرة الأمريكية بشرائها (كعبده) من مصر منذ أربعة عشر عاما."
أتمنى ممن له تعليق يثري الموضوع ألا يبخل علينا.(/)
حماس .. والشيعة!
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:04]ـ
بقلم فضيلة الشيخ أ. د/عبد الغني التميمي
عندما نتحدث عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فإننا نتحدث عن حركة إسلامية جهادية سنية سلفية، شاء من شاء وأبى من أبى، ونحن لا نقول هذا الكلام متاجرة ولا تقرباً لأحد أو تزلفاً لشخص ما، بل رغبة فيما عند الله ثم لبيان الحق ولدفع الشبهات التي تثار على إخواننا المرابطين والمجاهدين على ثرى الشام المباركة.
لقد انطلقت حركة حماس من المساجد ومن داخل الشعب الفلسطيني، ولم تكن صناعة أنظمة عربية ولا غير عربية، ولذا فقد حققت ما لم تحققه كل التنظيمات التي سبقتها، ولم تنقل حماس صراعها إلى خارج فلسطين كما فعل غيرها، بل لم تنقل صراعها ضد أحد سوى اليهود المحتلين والمغتصبين لفلسطين، ولم يكن هذا الأمر تكتيكاً سياسياً بل هو موقف ثابت لدى الحركة منذ نشأتها وتأسيسها كما يعلم الجميع.
وتعاملت حماس مع جميع الأنظمة العربية وغير العربية بشكل متوازن، وفيما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني ووفقاً لثوابت قضيته الشرعية، ورفضت وترفض رفضاً شديداً وتحت أي ظرف من الظروف التنازل لأي نظام عن ثوابت القضية الشرعية والعادلة، وليس أدل على هذا من رفضها طوال تاريخها العروض المحلية والدولية بعدم استهداف قادتها مقابل تقديم بعض التنازلات، فرفضت إعطاء الدنية من دينها فقدمت دماء مؤسسها وقادتها رخيصة في سبيل الله، وإن الكثير من الأنظمة لتدرك أن فلسطين هي مفتاح العالم الإسلامي والشعوب الإسلامية فتحرص على وجود عمل لها أو صلة بالفلسطينيين الوطنيين، ومن هذا المنطلق أقاموا العلاقات مع حماس وغيرها، واستفادت حماس من ذلك وفقاً لرؤيتها لا لرؤية تلك الأنظمة أو الأطراف، وفيما يخدم مصالح وثوابت القضية الفلسطينية.
إن الذين يتهمون حماس بالتشيع أو موالاتها للشيعة لمجرد أن بعض قادتها زاروا إيران، فلعلهم يتهمونها غدا بالشيوعية لكون بعض رموزها زاروا روسيا وطلبوا دعمها، أو بموالاة شافيز أو غيره من الأحرار في العالم ممن ناصروهم لعدالة قضيتهم.
هؤلاء الذين يتهمون حماس ويغلقون أبوابهم في وجهها ويمتنعون عن نصرتها، أفلا يكون لديهم قدر من الحياء والمسؤولية، إذ كيف يمتنعون عن نصرتها ولا يريدونها أن تذهب إلى غيرهم، وكأنهم لن يرضوا عنها إلا إن رأوها منتحرة أمام أعينهم!
ألم يفقه هؤلاء أبجديات عقيدتنا في التعامل مع غير المسلمين من أهل الكتاب والمشركين فضلاً عن التعامل مع من ينتسب للإسلام! ألم يفقه هؤلاء أن تحقيق الولاء والبراء لا يتعارض ولا يتنافى مع التعامل معهم!
والعجب من موقف هؤلاء في إقرارهم أو سكوتهم عن التعامل بل والتعاون مع الصليبيين المعتدين، ولم نسمع أو نقرأ لأحدهم كلمة في إنكار هذا البلاء المبين.
أفلا يخجل هؤلاء، أفلم تذهب الشدائد بأحقادهم وبغضهم الأعمى، أفلا يتقون الله، ففي الوقت الذي يمطر إخوانهم بقذائف وصواريخ اليهود، يقذفونهم هم بألسنتهم الحداد، أفلا ينظر هؤلاء لشعوب الغرب والشرق وهي تقف وتهب نصرة للمظلومين، وهم يتفرجون شامتين، ليت شعري لأي دين ينتسب هؤلاء، وعن أي عقيدة يتكلمون!
ولو كانت حماس تريد من تعاملها مع إيران مكسباً مادياً فطريق التعامل مع أمريكا والغرب هو الأقصر لذلك، ولكنها لا تريد إلا تحقيق رضا الله عز وجل من خلال تحقيق مصالح شعبها وثوابته الشرعية وتمد يدها لمن يتعاون معها على هذا الأمر طالما أنه لم يؤثر على الثوابت.
ولو أن أهل السنة فتحوا الباب وذهبت حماس لغيرهم لصح اللوم، فكيف وهي قد طلبت العون ولم تُجب كما سمعنا ذلك من قادتها، ألم يرفض إسماعيل هنية مجرد متابعة الشيعة في صلاتهم، ونقلت لنا وسائل الإعلام ذلك المشهد، وما كل ما يعلم يقال، وليس من مصلحة حماس أو الحكمة استعداء الآخرين.
غدا ستنتصر حماس – بإذن الله - فهل يرضى هؤلاء أن يقول المسلمون: إن إيران هي التي دعمت، وهي التي وقفت، فهي التي تستحق تمثيل المسلمين وتستحق دعمهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم دخول خُزاعة الحلف معه في صلح الحديبية بالرغم أنها لم تكن على الإسلام، لما في ذلك من مصلحة تفريق جبهة الأعداء وإضعافها أو حتى التقليل منها. جاء في شرح السير الكبير (4/ 1422 - 1423): " ولا بأس بأن يستعين المسلمون بأهل الشرك على أهل الشرك، إذا كان حُكم الإسلام هو الظاهر عليهم ... وإلى ذلك أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: إن الله تعالى ليُؤيدُ هذا الدين بأقوام لا خَلاق لهم في الآخرة" والحديث أخرجه البخاري ومسلم.
ألم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم في جوار المُطعم بن عدي، وهو مشرك، وعلم أمته كيف ترد الجميل حين قال في أسارى بدر: "لو كان المطعم بن عدي حيا، ثم كلمني في هؤلاء النتنى، لتركتهم له" أخرجه البخاري.
أم أن القوم لا يقتنعون بفعل رسولنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام!
وما أعجب تلك القسمة التي جاء بها الصليبيون وأعوانهم لوصف الدول بدول اعتدال ودول إرهاب وتطرف، والأعجب أن يزج باسم حماس السنية مع إيران الشيعية، ثم يأتي من بني جلدتنا من يصدق هذه القسمة ويتبناها، بل يبدأ بالتعامل مع إخوانه بناءً عليها، كيف لا؟! وقد سمعنا وزيرة خارجية الكيان الصهيوني ليفني تخطب في الكنيست الصهيوني في بداية العدوان قائلة: إننا ندافع عن الدول العربية ضد إيران وحماس!
إذًا فهي من يحدد اليوم للدول العربية والشعوب الإسلامية أعداءها، بل وتقسم لهم المعادلة، والعجب أن تقوم بعض الصحف العربية بتكرار تلك المزاعم الأميركية والصهيونية، والمثير للدهشة أن الكيان الصهيوني بناءً على تلك القسمة يقع في جبهة الاعتدال!
أين فقه هؤلاء من قول العليم الخبير: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً} (النساء:45)، وبين لنا من هم فقال سبحانه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا .. } (المائدة: من الآية82).
أما المقاومة والجهاد حتى وإن كان سنياً خالصاً فهو في جبهة التطرف والتشيع عندهم، بل ينصح هؤلاء حماس بأن تبتعد عن الأجندة الإيرانية، وألا تستفز الكيان الصهيوني بإطلاق صواريخ، وأن لا تورط نفسها في حرب غير متكافئة مع أقوى جيش في المنطقة! ولربما غلفت هذه النصيحة بغلاف الشفقة على الشعب الفلسطيني والحرص على مصلحته، وهي في حقيقتها دعوة للاستسلام ولتمرير مشروع " الشرق الأوسط الجديد"، وإلى إلقاء النفس إلى التهلكة التي حدثنا عنها أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه بقوله: "الإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا و نصلحها و ندع الجهاد" صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وهل لنا أن نسأل هؤلاء سؤالاً محيراً: لقد عبتم على الشعب الفلسطيني الجهاد بالحجر والمقلاع وقلتم: أنه انتحار، ثم عبتم عليها الصواريخ وقلتم: محلية بدائية، فما بالكم اليوم تلومونها على الصواريخ الروسية أو الصينية! وهل ارتبطت مقاومة الشعب الفلسطيني بإيران أم بالاحتلال الصهيوني؟!
وهل الشعب الفلسطيني بحاجة لمن يأمره ويوجهه ويدله على طريق الجهاد والبطولات والتضحيات، أم أن عقيدتنا وتاريخنا وواقعنا وجرائم عدونا هو الذي يدفعنا لذلك. قال تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (الأنبياء:112).
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 11:35]ـ
نصرك الله كما نصرت أولياءه، ورد الله عن وجهك لفح جهنم كما دافعت عن عرض إخوانك المجاهدين ضد أولئك القاعدين الخوالف المخذلين ....
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 03:52]ـ
جزاك الله خيرا .. لكن العنوان غير موفق
وشكر الله للدكتور عبد الغني حفظه الله تعالى
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:08]ـ
بارك الله في الشيخ و في ناقل الموضوع
و الله لقد اثلجت صدورنا
و بترت ألسنة المرجفين دعاة التخذيل
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:28]ـ
عتبي على من ينتقد حماس لتعاملها مع ايران - وان كنا نحذر اخواننا منها ومن متاجرتها بقضيتهم- أنه لا ينبس ببنت شفة وهو يراها وقد تقطعت بها السبل وتنكر لها الحبيب القريب قبل العدو البعيد فاللهم لطفك
ـ[البازياري]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:44]ـ
الدول الإسلامية ومنها المملكة لها علاقات مع إيرن , فهل يقال عنها مثل ما يقال
عن حماس!!!!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:51]ـ
حماس تحكم بالدستور الوطني الفلسطيني .. فهل هذا من السلفية في شيء؟
قالوا مُكرهة .. وهل المُكره له قدرة على قتال العدو وتحديه والصمود في وجهه؟ .. ثم من يُكرهها على الحكم بالطاغوت؟ .. بل لو قيل لإسرائيل: تحكم حماس بشرع الله وتمتنع عن إطلاق الصواريخ، أو تحكم بالدستور وتطلق الصواريخ، لاختارت الأولى بلا جدال.
ألا يسعها أن تحكم - ولو شكلياً - كما تحكم السعودية؟ .. أم أن هذا صعب أيضاً؟
وبعد هذا كيف تكون سلفية؟ .. أم أن الحكم بالديموقراطية هو من منهج سلفية هذا العصر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 05:01]ـ
بارك الله فيكم
لقد أصاب الشيخ وقال الكلمة التي سكت عنها الكثيرون
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 05:03]ـ
أبو شعيب
هات لنا حكما واحدا تحاكمت حماس به للطواغيت كما تدعي
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 05:18]ـ
ليس في دستورها قطع يد السارق، ولا فرض الحجاب، ولا الأمر بالصلوات الخمس وإلزام الناس بها، ولا جباية الزكاة، ولا فرض الجزية على النصارى، ولا إقامة حدّ الردة، ولا تحريم التعامل بالربا، ولا جلد الزاني أو رجمه، ولا تعزير شارب الخمر .. وغير ذلك كثير.
بل إن الدستور الذي حكم به الطاغوت عرفات هو نفسه الذي تحكم به حماس.
ـ[ابوفداغة]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 05:25]ـ
حماس تحكم بالدستور الوطني الفلسطيني .. فهل هذا من السلفية في شيء؟
قالوا مُكرهة .. وهل المُكره له قدرة على قتال العدو وتحديه والصمود في وجهه؟ .. ثم من يُكرهها على الحكم بالطاغوت؟ .. بل لو قيل لإسرائيل: تحكم حماس بشرع الله وتمتنع عن إطلاق الصواريخ، أو تحكم بالدستور وتطلق الصواريخ، لاختارت الأولى بلا جدال.
ألا يسعها أن تحكم - ولو شكلياً - كما تحكم السعودية؟ .. أم أن هذا صعب أيضاً؟
وبعد هذا كيف تكون سلفية؟ .. أم أن الحكم بالديموقراطية هو من منهج سلفية هذا العصر؟
السياسة و القانون الوضعي لا يخالف السلفية يا فهيم و الدستور من جملتها فالقوانين من شانها تساعدنا عن تنظيم المجتمع و احلال الامن و النظام هل تريدنا ان نستغنى عن قانون المرور افتراءا على الكتاب و السنة و الصحابة ....
تحكم شكليا ... ارايت انتم تدينون دين شكلييا عم ابوشعيب العقل اللاواعي ينطق فيكم و في اشباهكم حكم شكلي تريد حكم شكلي
نعم مع الديمقراطية بما لا يتعارض و الاسلام ام انك تريد ان يحكمنا تشاوسيسكو باسم الاسلام
اف لكم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 05:27]ـ
قال الله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} .. وأنت تقول إنه لا يُناقض الإسلام؟! .. الله المستعان
ـ[ابوفداغة]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 05:51]ـ
ليس في دستورها قطع يد السارق، ولا فرض الحجاب، ولا الأمر بالصلوات الخمس وإلزام الناس بها، ولا جباية الزكاة، ولا فرض الجزية على النصارى، ولا إقامة حدّ الردة، ولا تحريم التعامل بالربا، ولا جلد الزاني أو رجمه، ولا تعزير شارب الخمر .. وغير ذلك كثير.
بل إن الدستور الذي حكم به الطاغوت عرفات هو نفسه الذي تحكم به حماس.
لكن في الدستور الاسلام دين الدولة هل تريد من الدستور ان يذكر كل شيء حتى طريقة اكلك و شربك و نومك و اي جنب تنام ... كن عاقلا اخي(/)
د. سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء لـ (الجزيرة):العلماء الثقات مراجع الأمة في المسائل
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:57]ـ
د. سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء لـ (الجزيرة):
العلماء الثقات مراجع الأمة في المسائل الشرعية
الرياض - خاص بـ (الجزيرة)
أكد معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على وحدة المسلمين، والبعد عن الفرقة والاختلاف .. وأن من أسباب ضعف الأمة كان ابتعادها عن تحكيم شرع الله، والالتزام بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مطالباً بأخذ الفتوى والعلم الشرعي عن العلماء الثقات، لا من مدعي العلم.
وأكد د. سعد الشثري على تضافر الجهود لمواجهة فكر التفكير والإرهاب، لأنه خطر على الدين والوطن.
جاء ذلك في حوار ل (الجزيرة) مع د. سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء .. وفيما يلي نصه:
* تجاه الفتن والخلافات والنزاعات .. ماذا يجب على المسلمين؟
- على المسلم أن يلتزم بشرع الله، ويعتصم بما أمره الله عز وجل، وعلى المسلمين نبذ الخلاف والتنازع والشقاق، والحرص على الاجتماع والائتلاف والتآلف تمشياً بما جاء في الكتاب والسنة .. وهذه البلاد كانت محلاً للاختلاف والنزاع والشقاق والحروب، وكان أهلها يختلفون في أقوالهم وأفعالهم ومعتقداتهم، فبعث الله نبيهم محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق فاتحد الناس واجتمعوا على كلمة سواء، قال جل وعلا: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}.
ومن هنا كانت وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه باجتماع الكلمة، وترك التنازع والاختلاف والشقاق، وجاءت الشريعة الإسلامية بجعل الناس أمه واحدة وبنبذ الاختلاف بينهم، وقد نهى الله -جل وعلا- عن التفرق وعن الاختلاف في مواطن من كتابه في قوله جل وعلا: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، كما نهى جل وعلا عن التفرق في الدين والتحزب فيه، فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}، ومن هنا تقرر أن الاختلاف مذموم في الشريعة غير مرغوب فيه.
* هل هناك اختلاف مذموم واختلاف محمود، أي تبادل للآراء؟
- من طبيعة الناس أن تختلف أفهامهم وأن تختلف مداركهم فيحتاجون إلى تعلم أحكام الشريعة عند اختلافهم، وكلما قرب الناس من مصادر الوحي كتاباً وسنة اجتمعوا وتآلفت كلمتهم وابتعد عنهم الخلاف، وكلما ابتعدوا كلما حصل بينهم الاختلاف، وإذا نظرنا في أحوال الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم كلما قربت الأمة من الكتاب والسنة اجتمعوا وتآلفوا واتحدوا وابتعد عنهم الخلاف وكلما ابتعدوا عن الوحي من كتاب وسنة وقع بينهم النزاع والشقاق والاختلاف.
وهذه البلاد قبل عقود من الزمان كان أهلها يتقاتلون فيما بينهم وعندهم طبقية الكل يرى نفسه أعلى من غيره وكل واحد منهم يعجب برأيه ولا يلتفت إلى مخالفة ذلك بسبب بعدهم عن الحق وعن الهدى وعن الكتاب والسنة، فلما جاء الله جل وعلا بهذه الدولة المباركة ودعت الناس إلى كتاب الله جل وعلا وسنة نبيهم وجعلت الناس سواسية أمام هذين المصدرين نبذ الخلاف واتحدت كلمتهم وتآلف الناس تجد أهل الحي الواحد من قبائل شتى، وفي العمل الواحد زملاء كل واحد من قبيلة مختلفة عن القبيلة الأخرى كانوا بالأمس يتقاتلون واليوم يكون بينهم التقدير والمعزة وما ذلك إلا لأنهم رجعوا لكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم التي تبين لهم تساوي الناس أمام الله جل وعلا، وتساوي الناس في الحقوق والواجبات وتساوي الناس فيما بينهم في التعامل، وإنما الكرم ورفعة الدرجة بالتقوى التي ذكرها الله بقوله: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، فالاختلاف مذموم، والأصل أن المرء يسعى إلى نبذ الاختلاف ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
* تعدد وسائل الإعلام والجري وراء المثير والآراء الشاذة، تجعل من الخلافات مادة إعلامية، خصوصاً في الفتاوى، فكيف نتجنب ذلك؟
- إن وسائل الإعلام والاتصال تعددت فأصبحنا نطلع على أقوال مختلفة متفاوتة أحدهم يفتي بأقصى اليمين والآخر يفتي بأقصى اليسار، والناس على صنفين الصنف الأول العلماء والفقهاء، وأهل الاجتهاد، فهؤلاء يجب عليهم الرجوع إلى النصوص كتاباً وسنة فيفهمونها بقواعد الفهم الصحيح المسماة لدى العلماء قواعد علم الأصول، فيرجعون إلى الكتاب والسنة ويحكمون على هذه الأقوال المختلفة فينظرون إلى هذه الأقوال وإلى القول الأقرب إلى الصواب الموافق لجميع النصوص فيأخذون به، قال جلا وعلا: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}، وهذه علامة الإيمان الرد إلى الكتاب والسنة كما في هذه الآية، إذا تقرر هذا فمن لم يكن مجتهداً ولم يكن عالماً ماذا يفعل وكيف يعرف أحكام دينه من كان كذلك وجب عليه الرجوع إلى علماء الشريعة كما قال تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، وإذا لم نتمكن من التمييز بينهم بحسب العلم أو كانوا في ظننا سواء فحينئذ ننظر إلى الأكثرية، فلو قدر أن العشرات يفتون بالمنع وعالم أو عالمان يفتيان بالجواز فحينئذ قول الأكثر أقرب إلى أن يكون هو الشرع لأن قولهم عليه قرائن باتفاق هذه المجموعة الكبيرة من علماء الشريعة عليه.
* إذا اختلفت آراء الفقهاء إزاء مسألة، فماذا يفعل المسلم؟
- إذا اختلف العلماء عمل المرء بقول أعلمهم، فإن عليه أن ينظر إلى الأورع فإن قول الفقيه الأكثر ورعاً أقرب بأن يكون هو الشرع لأن الله جل وعلا بفضله ورحمته يوفق أهل التقوى للقول الصواب كما في قوله سبحانه: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}، وأن الدليل على أن الإنسان إذا اختلف العلماء وجب الترجيح بينهم ولا نقول يختار من الأقوال ما شاء، لأنه إذا اختار فقد عمل بهواه ولا يأخذ بما يظنه ويغلب على ظنه أنه أقرب إلى الشرع، والله جل وعلا قد نهى عن اتباع الهوى قال سبحانه: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}، وأوجب الله جل وعلا علينا أن نعمل بالأرجح والأقوى من الأقوال عند الاختلاف وهي القاعدة الشرعية في عمل المؤمن عند وجود الخلاف وإذا كان هناك اختلاف في مسائل شرعية فهناك صفات ينبغي بنا أن نتصف بها فيما يتعلق بهذه المسائل أولها أن تنوي بما تعمل وما تقول بهذه المسألة التقرب إلى الله جل وعلا، لا نتعصب لزيد ولا لعمر هذا لا يجوز ولا يحق للإنسان أن يفعله، ولابد من إخلاص النية في الخلاف ولابد من إخلاص النية في مسائل الخلاف بحيث تكون أعمالنا لله جل وعلا نقصد بها ارتضاء رب العالمين، سواء بما يتعلق بترجيحنا بين المفتين، أو فيما يتعلق بأخذنا لأحد الأقوال أو ما يتعلق بمناصرة قول دون قول آخر لأن الله أمرنا بإخلاص الدين، والطاعة لله.
قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}، والمؤمن يؤجر على وفق ما في نيته كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) ومن الصفات التي لابد أن نتحلى بها أن نكون صادقين في أمورنا بحيث لا نخفي شيئاً، وإذا علمنا بالدليل الشرعي أظهرناه وبيناه.
* وهل مطلوب من المسلم أن يبحث عن الدليل الشرعي في المسألة الخلافية؟
- من الأمور التي يتصف بها المؤمن حيال المسائل الخلافية الحرص على اتباع الأدلة الشرعية كتاباً وسنة وكذلك من الأمور والصفات التي نتحلى بها في المسائل الخلافية حسن الخلق لأن المخالف إذا أحسنت التعامل معه وأحسنت الخلق معه كنت بذلك محققاً لأمر الشارع مرضياً لربك جل وعلا، قال تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (الكلمة الطيبة صدقة)، وكذلك الابتسامة فتبسمك في وجه أخيك صدقة حتى مع المخالف لأن الشرع قد جاء بهذه الصفات للمؤمن مع المؤمن سواء كان موافقاً له أو مخالفاً له، وهناك صفات نهى الشارع عنها منها أن يحقر المرء المخالف له وأن يترفع عليه وعدم تواضعه معه يخالف المقصود الشرعي يقول النبي
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد) لأن الكبر أمر مذموم في الشرع أشد الذم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، والاختلاف ليس سبباً لأن يهجر الناس بعضهم بعضاً فإن الهجران بين المؤمنين من الأمور الممنوعة شرعاً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث)، تجد الناس يتنازعون ويهجر بعضهم بعضاً فيقعون في مسائل من مخالفة الشرع شنيعة عظيمة ولا يدركون عواقبها.
* هناك من يبحث عن معايب المخالفين ليؤجج الخلافات، كيف ترون هذا الأمر؟
- من الأمور المحرمة أن البعض يستبيح الكلام في معايب المخالفين له، فإذا وجد مخالفاً له في مسألة فقهية أو في غيرها بدأ يبحث عن عيوبه، ويبحث عن ما لديه من مثالب، وينشرها في الناس، فهذا لا يجوز وحرام ومن الأمور المخالفة للشرع يقول جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ}، فالغيبة محرمة ولا تجوز وهي ذكرك أخاك بما يكره ذلك، والشرع يتطلع لبث الصفات الطيبة بأن يكون الحديث في أفعال الخير التي يقتدي بأهلها فيها، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال هلك الناس فهو أهلكهم) أي أشدهم هلاكاً، أو هو السبب في هلاكهم، ومن هنا لا ينبغي بنا أن نشيع الأخطاء، وأن نكثر الحديث فيها، ويتعلق بهذا أنه لا يجوز للإنسان أن يعتدي على المخالف له بقول أو فعل أو غير ذلك من أنواع الأذى وأن يحذر الإنسان الكلام في الآخرين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، وقال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، وقال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}.
* وماذا عمن ينقلون بغير أمانة عن علماء الشريعة من أجل أن يكون سبباً للقدح فيهم؟
- إن من أشنع ما يكون أن يأتي الإنسان يوم القيامة معه حسنات كثيرة ثم إذا جاء بذلك الموقف فرح بأعماله الصالحة وحسناته ثم يجد الناس قد اجتمعوا حوله يتقاسمون ما لديه من الحسنات، حتى تفنى حسناته فيؤخذ من سيئاتهم ويوضع عليه، ثم يلقى في نار جهنم والعياذ بالله.
* يتعصب بعض الناس لمشايخهم، بل قد يرون أن مشايخهم معصومون من الخطأ؟
- يجب الحذر من محبطات العمل، ومن ذلك أنه عندما يكذب الإنسان بنص أو يرى بأن شيخه لم يأخذ بذلك الحديث أو إمام مذهبه، فيقدم قوله على النص، حينئذ يكون ممن قدم بين يدي الله ورسوله وممن رفع صوته على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون سبباً لحبوط عمله، وإذا جاء نص من كتاب الله أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجب أن نقول سمعاً وطاعة آمنا وصدقنا.
والمسائل الشرعية على نوعين، مسائل اجتهادية ليس فيها دليل قاطع، ومن هنا كل فقيه يأخذ بما يرى ويغلب على ظنه أنه الحق وأنه الصواب ونحن نجزم بأن الصواب بأحد هذه الأقوال فذلك أننا لا نجزم بأن قولنا هو الصواب، ولكن نحن نختار ما يغلب على ظننا أنه الصواب والحق، والنوع الثاني مسائل قطعية فيها دليل قاطع وهذه المسائل القطعية على نوعين، الأول: مسائل فيها دليل قاطع المخالف فيها يناقض أصل دين الإسلام كصرف العبادة لغير الله فإن هذا يناقض شهادة أن لا إله إلا الله أو نفي الرسالة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فمثل هذه الأعمال تخالف أصل الشهادتين فالمخالف يعد مخالفاً لأصل الإسلام، فإن كان لم يصل إليه العلم والهدى والحق فإننا نحكم عليه في الدنيا بأحكام الكفار من جهة عدم الصلاة عليه، وعدم قبره في مقابر المسلمين ونحو ذلك، لكن في أمر الآخرة نقول: الله أعلم به. فلا نثبت له جنة ولا ناراً، النوع الثاني: مخطئ في مسائل قاطعة لكنها لا تناقض أصل دين الإسلام كمسألة فيها آية من كتاب الله -عز وجل- أو فيها حديث نبوي صحيح صريح مثال هذا سب الصحابة، فإن الصحابة نزلت النصوص ببيان فضلهم ومكانتهم قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، والثناء على الصحابة وبيان مكانتهم فيه أدلة قاطعة فعندما يأتي مخالف فيخالف في هذا الأصل نقول هو مخطئ خطأً جازماً لكن لا يخرج بذلك من دين الإسلام، لأنه لم يناقض أصل دين الإسلام، ولم يناقض الشهادتين، فحينئذ الواجب علينا دعوته وإرشاده وبيان الحق له، ومن وصل إليه الحق ووصل إليه الدليل القاطع ثم بعد ذلك توقف وارتاب فيه فهذا نحكم بأنه آثم، لكن من لم يصل إليه الدليل ولم يعرف الحق في هذه المسائل ليس بتقصير منه فمثل هذا لا نقول حتى بتأثيمه فضلاً عن تكفيره وذلك أن الله عز وجل عفا عن المخطئ وعفا عن الناسي قال تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}، ومن هنا فالله جل وعلا لا يعاقب بالخطأ ولو في مسألة قاطعة فيها دليل قاطع.
معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 04:28]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذا النقل المبارك.
ـ[ابو نصار]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 06:47]ـ
أحسنت أخي الفاضل. . على هذا النقل
ما أحوجنا هذه الأيام لكلام العلماء. . فاختلطت الأمور على كثير من الناس
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 06:53]ـ
أحسنت أخي الفاضل. . على هذا النقل
ما أحوجنا هذه الأيام لكلام العلماء. . فاختلطت الأمور على كثير من الناس
طالبتك طلبة وما تردني يا أبو نصار ... اكتب باسمك الحقيقي والمعروف في بعض المنتديات .. أو لنقل في موقع واحد مشهور ... وسؤالي: ما الذي يمنعك من المشاركة باسمك الحقيقي؟
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 10:48]ـ
أحسنت أخي الفاضل. . على هذا النقل
ما أحوجنا هذه الأيام لكلام العلماء. . فاختلطت الأمور على كثير من الناس
كلام العلماء واقوالهم وردودهم على العين والراس .. بشرط ان يكونوا من العلماء الصادقين العاملين .. مش اي احد ..
ومن اختلط عليه الامر في هذا الزمان فليراجع امره وليعد الى ربه ..
ـ[ابو نصار]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 09:53]ـ
طالبتك طلبة وما تردني يا أبو نصار ... اكتب باسمك الحقيقي والمعروف في بعض المنتديات .. أو لنقل في موقع واحد مشهور ... وسؤالي: ما الذي يمنعك من المشاركة باسمك الحقيقي؟
أنا أكتب بكنيتي الحقيقية. . ول أكتب باصرح من هذه الكنية ولعل الأمر ملتبس عندك!!
و أنت تكتب بالأمل الراحل فما المانع أن تذكر لنا كنيتك على الأقل رغم عدم حرصي على ذلك لأنه لا فائدة من ذكرها
فمن من أولى بالتصريح .. ؟؟
أنا لا أمانع أن أكتب باسمي الحقيقي لو وجدت هناك فائدة ..
ـ[ابو نصار]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 09:56]ـ
بشرط ان يكونوا من العلماء الصادقين العاملين
نحن لا نعرف من العلماء إلا الصادقين ومنهم الشيخ العلامة الشثري حفظه الله. .
ـ[عبد فقير]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 04:04]ـ
وإن لم يكن الشثرى من الصادقين -ولا نزكى على الله أحدا- فمن يكون؟(/)
شيخ المجاهدين عز الدين القسام
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 01:20]ـ
عز الدين القسام رحمه الله
للشيخ حمدي الحريري
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/dKw31903.jpg
عن مجلة منار الإسلام الإماراتية العدد 4 السنة 15
ولد الشيخ عز الدين القسام في بلدة جبلة بالقرب من اللاذقية سنة 1871 وكان منذ صغره يميل إلى العزلة والتفكير، وفي شبابه رحل إلى مصر ودرس في الأزهر وكان من عداد تلاميذ الشيخ محمد عبده. ولما عاد إلى بلاده عمل مدرسا في جامع السلطان إبراهيم وفي سنة 1920 عندما اشتعلت الثورة ضد الفرنسيين شعارك القسام في الثورة، فحاولت السلطة العسكرية الفرنسية شراءه وإكرامه بتوليته القضاء، فرفض ذلك وكان جزاؤه أن حكم عليه الديوان السوري العرفي بالإعدام.
ولجأ القسام إلى مدينة حيفا في 5 شباط 1922 ولجأ معه من رفاق الجهاد الشيخ محمد الحنفي والشيخ علي الحاج عبيد وحتى سنة 1935 لم يكن سكان حيفا يعرفون عن عز الدين القسام سوى أنه واعظ ديني ومرشد ورئيس جمعية الشبان المسلمين في مدينة حيفا وكان بنظرهم شيخا محمود السيرة في تقواه وصدقه ووطنيته كما كانت منطقة الشمال تعرفه إماما وخطيبا بارعا ومأذونا شرعيا وما جاء يوم العشرين من تشرين الثاني "نوفمبر" سنة 1935 حتى أضحى القسام علما من أعلام الجهاد يتردد اسمه في بلاد فلسطين كلها.
استشهد القسام مع بعض رفاقه وهو يؤدي واجبه في مقاومة السلطة الانتدابية باصطدام مسلح، وهكذا أخلص القسام للثورة التي بدأها وما كان ليرضيه أنه البادئ بالثورة وإنما هي الثورة التي خطط لها وكانت العناوين البارزة في الصحف (معركة هائلة بين عصبة الثائرين والبوليس) و (حادث مريع هز فلسطين من أقصاها إلى أقصاها).
وعلم الشعب لأول مرة أن الشيخ القسام كان قد اعتصم مع إخوانه في أحراش قرية يعبد وكانوا مسلحين ولايهابون خطر المجابهة مع البوليس ولا عواقبها، إلا أن البوليس كان قد أعد قوة هائلة تفوق عدد الثوار بمئات المرات وكان كقطيع كبير من الجيش مصمما على القضاء على هذه العصابة الإرهابية حسب رأيه فلذلك أحاطت القوات بالمنطقة منذ الفجر ووضع البوليس العربي في الخطوط الهجومية الثلاث الأولى من ثم يليه البوليس الإنكليزي من خلفه، وقبل بدء المعركة نادى أحد أفراد البوليس العربي الثائرين طالبا منهم الاستسلام فرد عليه القسام صائحا "إننا لن نستسلم، إننا في موقف الجهاد في سبيل الله ثم التفت إلى رفاقه وقال موتوا شهداء في سبيل الله خير لنا من الاستسلام للكفرة الفجرة" دامت المعركة القصيرة ساعتين كان خلالها الرصاص يصم الآذان والطائرات المحلقة على ارتفاع قليل تكشف للبوليس موقع الثوار وقوتهم وفي نهاية الساعتين أسفرت المجابهة عن استشهاد القسام ورفاقه الذين معه وهم يوسف عبد الله الزيباري وسعيد عطيه المصري ومحمد أبو قاسم خلف وألقى البوليس القبض على الباقين من الجرحى والمصابين.
وقد اكشف البوليس عند نهاية المعركة مع الشيخ ذي اللحية البيضاء والمجندل على التراب بملابسه الدينية مصحفا وأربعة عشر جنيها ومسدسا كبيرا وكان الشيخ نمر السعدي مازال حيا جريحا حيث استطاع صحفي عربي أن ينقل عن لسانه أول الحقائق الخفية عن عصبة القسام وكانت هذه الحقيقة دليلا على أن المجابهة المسلحة هذه كانت بقرار بدء الثورة منهم جميعا.
وعلى إثر معركة يعبد التي استشهد بها القسام وبعدها بعشرين يوما انتهز الوطنيون مناسبة ذكرى احتلال القدس وأقاموا اجتماعا كبيرا في يافا في 9 كانون الأول (ديسمبر) 1935 اتخذوا فيه قرارات بالثناء على القسام ورفاقه المجاهدين وحث الشعب على المضي على طريقهم الذي رسموه للأمة العربية والإسلامية في فلسطين معلنين أن القسام آمن بشيئين هما العروبة والإسلام وأنه لا سبيل للعرب والمسلمين سوى هذين السبيلين ولا حل لمشكل المسلمين إلا بإعلان الجهاد في سبيل الله ولا حل للقضية لفلسطينية إلا بالجهاد الإسلامي وكانت نظرة القسام إلى الجاه والمركز نظرة بغضاء مطلقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
منذ أن قدم القسام إلى حيفا بدأ يعمل في الإعداد النفسي للثورة وقد ساعده عدد من المؤمنين بالإسلام ومن هؤلاء الشيخ كامل القصاب وهاني أبو مصلح والأول سوري والثاني لبناني إلا أن القسام تلقن درسا س الحكم العسكري الفرنسي في سوريا أن المستعمرين ملة كفر واحدة ولابد من الجهاد في سبيل الله للتغلب عليهم: وكانت أعماله الخارجية من وعظ وتدريس ستارا لعملية اختيار الصالحين من التلاميذ والمستمعين وكذلك سعى القسام لعقد الصلات مع القرى المجاورة عن طريق مهنته كمأذون شرعي للعقود وهكذا السنوات تمر والأنصار يتكاثرون حتى أذن الله له في الثورة والاستشهاد في سبيل الله.
ويرجع المؤرخ أمين سعيد عدم انضمام المثقفين للقسام لأن القسام كان يصرف كل جهده للعمال والكادحين من الفلاحين وغيرهم لأنهم أكثر الفئات انقيادا للتضحية في سبيل الله، وقد عبر عن هذه الحقيقة شاب اسمه حسين الباير الذي استسلم للبوليس إثر المعركة وقال في إفادته الرسمية.
أنا حسين الباير من قرية بلقيس كنت أسرق وارتكب المحرمات فجاءني الشيخ عز الدين القسام وأخذ يهديني يوما بعد يوم ويعلمني الصلاة وينهاني عن مخالفة الشرع وعن فعل كل منكر أمر الله باجتنابه وبعد مدة أخذني الشيخ عز الدين القسام إلى أحد جبال بلقيس وهناك أعطاني بندقية فسألته لم هذه فأجاب لكي تتمرن عليها وتجاهد مع إخوانك المجاهدين في سبيل الله.
ومن هؤلاء أبو دره (بياع الكاز على الطنبر) وأبو خليل الذي يبيع الفحم والفلاييني الذي يلحم التنك والحديد والذي أصبحت مهنته صنع القنابل البدائية لمهاجة العدو.
ويقول أحد السياسيين الفلسطينين إن ثورة القسام كانت ثورة علينا جميعا شبابا وكهولا إذ كل واحد منا مثقل بعدد كبير من العيال يخاف عليهم من التشريد بعده ولا نشعر أمام ثورته إلا بتبكيت الضمير واحمرار الوجوه سائلين الله أن ينور قلوبنا بالإيمان.
تألفت الخلايا السرية لعز الدين القسام على شكل حلقات سرية مثل حلقات الأرقم بن أبي الأرقم. خمسة أشخاص مسؤول عنهم (نقيب) وكل خمس وحدات منظمة لها نظامها الخاص والمشرف عليها بمختلف المهمات هو القسام نفسه.
لاقت ثورة القشام حين قيامها تأييدا واحتراماً من الشعب بلغ الحد الأقصى وذلك على الرغم من أنها لم تكن ثورة شاملة بالمعنى السياسي والتاريخي للكلمة ولكن يمكن القول بأنها كانت نمونجا مثاليا لما يجب أن تكون عليه الثورة كما كانت، انطلاقتها انطلاقة عقائدية وشجاعة في مرحلة كاد اليأس فيها يعم البلاد والواقع أن القسام لم تكتشف حقيقة الأبعاد النضالية والسياسية لحركته إلا بعد استشهاده بسنوات، وخاصة لأن رفاقه من بعده استمروا في النضال محافظين على السرية التامة لوحداتهم النضالية.
لم يطلق القسام على خلايا الجهاد التي أنشأها اسما معينا، كان هناك فقط شعار عام ينضوي تحت لوائه المجاهدون وتنطوي تحته كل مفاهيم الثورة هذا جهاد نصر أو استشهاد كما روى عنه إبراهيم الشيخ خليل في كتابه ورسالة من مجاهد قديم: ذكريات عن القسام ثم أصبح يقال للمجاهدين من إخوانه بعد استشهاده "القساميون" وشاعت هذه الكلمة في سائر بلاد فلسطين شيوعا كبيرا لأن اسمه اقترن بهالة من الخلود والتقديس فقد كثر المتبركون باسمه، خاصة لأنه كان واعظا دينيا إضافة للإمامة وخطبة المسجد وأصبح تلاميذه يرددون باعتزاز بأنهم قساميون أما رفاقه المجاهدون فكانوا يستعملون كلمة قسامي فيما بينهم وحتى بعد مرور عشر سنوات على استشهاده أو أن هذا من جماعة القسام.
جاءت هذه التسمية على البلاغات الحكومية والأخبار الرسمية حيث دعتهم بالعصابة الإرهابية لكثرة جهادهم واستشهاد الكثير منهم ولكثرة الإصابات في الجيش والشرطة لقوة هذه العصابة وإخلاصها في الجهاد.
إن المشكلة في عدم تسمية القسام للخلايا السرية التي أنشأها باسم الحزب أو اسم اللجنة أو غيرهما من التسميات الشائعة يضاف إلى هذا السرية التامة عن التنظيم وكان ذلك مدعاة لنفي الصبغة التنظيمية السياسية عن عصبة القسام لدى بعض الناس ومن بين هؤلاء عزة دروزة الذي كان ينفي وجود تنظيم أو حزب للقسام وبالتالي رفض اعتبار عصبة القسام إحدى التنظيمات الفلسطينية السياسية، ومن جهة أخرى مغايرة لتزايد عدد الكتاب من عرب وأجانب في السنوات العشر التي تلت ثورته والذين يكتبون عن عصبة القسام حقائق وتفاصيل لا توجد عادة إلا في أكثر الأحزاب دقة تطورا.
مع أن عزة دروزه ليس مؤرخا فقط بالنسبة لقضية القسام بل كان رفيق جهاد في أثناء الثورة الكبرى فقد كان عزة في دمشق كحلقة وصل بين المفتي المقيم في لبنان وقادة الفصائل التي تتبع قيادة القسام وغيره من قواد فصائل الثورة.
فالتشكيلات السياسية بأهدافها ونظمها المختلفة وأعمالها العلنية والسرية كانت تفتقر إلى الكوادر المنظمة والعمل المتواصل وعصبة القسام كانت من أفضلها تنظيما ودراية ونشاطا حيث تنطبق عليها مقاييس المؤسسات الحزبية الحديثة رحم الله القسام فقد فتح بإخلاصه ودينه طريقا عظيما يخلد فيه كل جيل قادم طريقا كطريق القسام ومنهجا كمنهجه.
المصدر:
http://www.muenster.de/~kheite/ezzeddin.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 01:47]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا نذر
أول مرة أشوف صورة الشيخ المجاهد رحمه الله، جمع بين العلم والعمل
وبالمناسبة الشيخ رحمه الله كان سلفيا
وكان يتهم من قبل خصومه بأنه وهابي لمحاربته البدع والخرافات.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 02:12]ـ
رحمه الله
وقد كتب هو وصاحبه الشيخ كامل القصاب رحمه الله كتاب النقد والبيان في دفع أوهام خزيران
وهو كتاب جيد كشفا فيه بعض البدع المنكرة
فرحمه الله وأعلى درجته وألحقنا به في الصالحين
لقد كان مجاهدا بسنانه وبيانه
وتجد بيانه ضمن هذا الكتاب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=158757
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 11:47]ـ
بارك الله فيكم(/)
فضح المواقف في حرب الفرقان (الشيخ حامد بن عبدالله العلي)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 01:31]ـ
فضح المواقف في حرب الفرقان
حامد بن عبدالله العلي
هذه الحرب، حرب الفرقان، هي أوّل حرب تجري داخل فلسطين بين الشعب الفلسطيني والصهاينة، وهي أوَّل حرب مع الصهاينة، يقود زمامها الإسلاميون، وتصطفَّ الأمَّة فيها وراء الراية الإسلامية، فهي بإذن الله فاتحة خير، وبشارة نصر، وعاقبة رشد وفلاح لأمتنا.
وقد انقسم الناس فيها إلى عشرة أقسام:
القسم الأول: الموقف الإجرامي لبعض الأنظمة العربيّة التي اتفقت مع الصهاينة لإنهاء المقاومة في غزة، ونسَّقت معها بتعاون كامل، وذلك بخمس وسائل، إحداها: الإمداد، والتعاون الإستخباراتي اللازمان لتصفية المقاومة، الثانية: إستمرار الحصار، الثالث: نصب الفخ السياسي للمقاومة، الذي يسمى (المبادرة المصرية)، والرابعة: عرقلة أيِّ تحرّك من شأنه أن يوفّر دعما للمقاومة، أو يوقف العدوان قبل أن يحقق أهدافه، الخامسة: استعمال خطاب إعلامي منحطّ يشوّه صورة المقاومة في غزة، ويغطي جرائم الصهاينة.
وكل هذه الوسائل مكشوفة، ومرصودة، ولن تنسى قط، وسيتحمّل هؤلاء الخونة جريرتها في الدنيا والآخرة، وهم بغباءهم قد نسوا أنِّ هذه الجريمة الشنعاء تقع هذه المرة في زمن الفضائيات، والثورة الإعلامية، التي لايخفى بسببها شيءٌ على الناس، وظنُّوا أنهم يقومون هذه المرَة، بجريمة خيانتهم لأمّتهم، كما كانوا يفعلون في الماضي، عندما كانوا يمتصُّون دماء ضحاياهم في جنح الظلام.
وهذه الأنظمة التي أطلقت على نفسها محور (الإعتدال) العربي، هي شريكة كاملة لكلّ الجرائم الصهيونيّة في غزّة، فهم قتلة، ومجرمون، ومصاصو دماء، وقطّاع طرق، ومفسدون في الأرض، ومرتكبون للإبادة الجماعية، وفي رقابهم ـ مع الصهاينة ـ دم كلِّ شهيد في غزَّة، نساءها، وأطفالها، وشيوخها، فعليهم بذلك لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين.
ويدخل معهم في هذا الحكم، شيوخ الدين الرسميون الصامتون، الذين خانوا الله، ورسوله، والأمّة الإسلاميّة، بصمتهم المخزي على هذه الجرائم البشعة، وبسكوتهم على جرائم السلطات التي نبتت ألسنة هؤلاء الشياطين الخرس، ألسنتهم العفنة المضروب لها المثل في القرآن: كـ (الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث)، نبتت من سُحتها.
ولم يكن المؤتمر القطري إلاَّ محاولة لكشف أبعاد وأطراف هذه المؤامرة الخطيرة، التي ستكشف الأيام القادمة عن مزيد من تفاصيلها الخبيثة، التي تدلّ على أن هؤلاء الزعماء أولى بكلِّ وصف قبيح، وصف الله تعالى به اليهود.
وتتلخص هذه المؤامرة في أن تدفع الإبادة الصهيونية الوحشية لأهلنا في غزة، تدفع بالمقاومة إلى جهة واحدة هي المبادرة المصرية أو أيّ صيغة معدلة لها تحقِّق ثلاثة أهداف:
أحدها: نزع أيّ قدرة مسلَّحة للمقاومة في غزة.
الثاني: إنهاء سيطرة حماس على القطاع.
الثالث: إعادة سلطة عباس المتواطئة على ذبح شعبها إلى غزة
،وكلُّ هذا ليحقق بالنهاية هدف أكبر هو تصفية القضية الفلسطينية، وتضييع كل حقوق الشعب الفلسطيني.
،وكلُّ من نظر فيما يسمى المبادرة المصرية يرى بوضوح أنها تتجه لتحقيق هذه الأهداف.
القسم الثاني: الدعم المجرم للإتحاد الأوربي الذي فضحه لا أقول موقفه المتفرج على الإبادة الجماعية على أهل غزة، بل دعمه اللاّمحدود لتلك الجرائم، فصدق عليه قوله تعالى (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدروهم أكبر)، ومثله تماما مايسمى بمجلس الأمن، وهيئة الأمم المتحدة، هذه الألعوبة بيد الصهاينة.،
القسم الثالث: الإدارة الأمريكية بقيادة بوش الذي أبى إلاّ أن يختم مرحلته المجرمة بهذه النازية التي تتواضع أمامها نازية هتلر، بل وحشية جنكيز خان، وقد بات معلوما إنَّ كل خيوط هذه الجريمة ترجع إلى هذه الإدارة، فهي التي تدير كلّ شيء، حتى استخدام الأنظمة العربية المتواطئة يتمَّ من هناك، ولهذا السبب فإنّ الصهاينة عندما يريدون أيّ شيء، إنّما يهرولون إلى واشنطن، ولا يلتفتون إلى مطايا الإدارة الأمريكية،ولايقيمون لهذه المطايا أي وزن.
(يُتْبَعُ)
(/)
القسم الرابع: الدول العربية التي وقفت مع المقاومة إلى درجة ما، فعمَّقت الخط الفاصل بين محور الإعتلال المتواطىء مع المخطط الصهيوأمريكي، وبين ما يطلق عليه محور الممانعة.
ولاريب أنَّ هذا الفرز السياسي، سيكون له تداعيات مستقبلية كبيرة، وكيف لايكون كذلك، وقد جرت السنن الكونية، أنَّ حدثا هائلا مثل ما يجري في غزة، عادة ما يثمر مثل هذا، غير أننا تعوَّدنا على أنَّ عدم الثبات في مواقف الأنظمة العربية هو القاعدة، وبعكس القاعدة التي تقول: لكل قاعدة استثناء، فيبدو أن هذه الوحيدة التي ليست كذلك!
القسم الخامس: الإسلاميون الذين ضلوا طريق الهدى في هذا الحدث الجلل على أمِّتنا، وهم أنواع: نوع جبنوا عن مقام الحق وهم يعلمونه، فمن كان من هؤلاء في مقام يتوجَّب عليه البيان فهو الشيطان الأخرس، ونوع لاتسمع لهم صوتاً إلاَّ بتحريم المظاهرات، والسخريَّة من مشاعر الأمّة فيها، وهم عن عدوِّ الله والإسلام صامتون، ألجم الله أفواههم بلجام من نار، ونوع لم يجدوا في جعبتهم في هذا الوقت العصيب إلاَّ توجيه سهام النقد لحماس المجاهدة الصامدة، في وقت محنتها، فصارت سهامهم مقرونة ـ لغلظ فهمهم، وضعف فقههم ـ بسهام الصهاينة وأولياءهم على صدور أهل الإسلام!
ونوع رابع هم صنف نادر من المسخ الإنساني يحاربون حماس، وفصائل المقاومة لأنهم خارجون عن ولي الأمر عباس!
القسم السادس: الإسلاميون الذين وقفوا مواقف الحقِّ، وقالوا كلمة الهدى، فنسأل الله أن يعظم أجرهم، ويجزل مثوبتهم، وهذا واجبهم على أية حال، بل هو أقل الواجب.
ومن هؤلاء أهل الإغاثة الذين هرعوا لإغاثة إخوانهم من أهل غزة، فهؤلاء من خير الناس، وأعظمهم بركة، جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
القسم السابع: أقوام أيَّدوا حق الأمة، وتعاطفوا معها ـ وبعضهم مثل الرئيس الفنزويلي فعل ما لم يفعل نظام عربي ـ وهم من غير المسلمين، من الأنظمة، والدول، وهيئات حقوق الإنسان، وبعضهم من اليهود أنفسهم، فهؤلاء حقُّ علينا شكرهم، وحفظ الوفاء لهم.
القسم الثامن: عموم الأمة الإسلامية التي تشتعل غضبا على ما يجري في غزة، وتحترق غيظا على الزعماء الخونة، وتتحرق شوقا إلى الجهاد في سبيل الله دفاعا عن حرمات المسلمين، وكرامة الأمة.
ولاريب أن ما شهدناه من مظاهرات عارمة عمت العالم الإسلامي، أرسلت رسالة واضحة أن الأمة الإسلامية كما وصفه الله تعالى، أمة الخير، وأن الخير فيها إلى قيام الساعة، ولولا ما ابتليت به من حكم الطواغيت، وأئمة الضلالة، لأشعلت شعلة عزتها، وأعادت شمس أمجادها.
القسم التاسع: أهل غزة الصامدة، هذا الشعب البطل الذي أعطى العالم بأسره، دروسا في الثبات، والصبر، والتمسك بالحق، والإصرار عليه، مهما كانت التضحيات.
والحق أنَّ أهل غزَّة اليوم هم شعب الله المجاهد، ومدينتهم هي خير مدائن الإسلام، ولأمتنا والله أن تفخر بهم أعظم الفخر، وأن تتخذ من ثباتهم مدرسة تتعلم منها العزة، وتتلقى فيها دروس الثبات، والصمود.
القسم العاشر: درَّة أهل الإسلام، ولبُّ أمة التوحيد والإيمان، أولئك الأبطال، أسود الجهاد، وليوث الحرب، وجبال الثبات، كتائب القسام، وعصائب سرايا القدس، وجنود شهداء الأقصى، ورجال ألوية الناصر صلاح الدين، وغيرهم من فصائل المقاومة الفلسطينية المباركة، والمحاضن الذين تخرجت فيها، من حركة حماس وغيرها.
،هذه الطائفة القليلة من صفوة الجهاد الإسلامي المبارك، التي أوقفت زحف الجيش الصهيوني الذي ألقى بثلث قوِّته في غزة، فلم يغنِ عنه شيئا، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، فهو يتقدم، فيتهوَّل من زئير الأسود، ويصطدم بجبال الصمود، فيعود القهقرى، ويولِّي مدبرا.
هذه الثلة المجاهدة التي ركَّعت جيشا هو من أعظم جيوش العالم عتاداً، وسلاحاً فجثى على ركبه، يخور كالثور الخائر.
ولقنته درسا لاينساه، فردَّ على أعقابه خاسراً، فجنَّ جنونُه، وأخذ يقذف بالقذائف الجبانة كلَّ شيء أمامه، محاولاً أن يصنع نصراً وهمياً، على جثث الأطفال، والنساء، والشيوخ، وعلى أنقاض المباني المهدَّمة، والمدارس المحطَّمة.
أولئك الأسود المزمجرة بصيحات الله أكبر، الصامدة صمود الأطواد، القائمة بأمر الجهاد، المنصورة بالحق، المهدية بأمر الله تعالى.
هذه العصابة المؤمنة هي ـ لاغيرها ـ التي بيدها اليوم ميزان القوى، وتتحكم في مصير الكيان الصهيوني، وتفضح خيانات الأنظمة العميلة، وتكشف مواقف الناس.
هذه الأصابع المباركة التي تضغط على الزناد، وتلك الوجوه النيّرة المقنعة التي تتربَّص بالعدوِّ في أحياء غزة، هي التي تصنع اليوم تاريخ الإسلام، وهي التي ترفع صرح عزة الأمة، وهي التي تخطُّ لها طريق الكرامة.
إنهم لعمري رجال الإسلام، وأبطال الأمة، قاموا بحقِّها خير قيام، فاستحقوا ما اختارهم الله من أجله أن يكونوا رجال الأرض المباركة، فللُّه درهم، وعليه شكرهم.
هؤلاء هم الذين أجبروا الصهاينة على التراجع، وأظهروهم بصورة الذليل المنهزم.
ومهما حاول الصهاينة أن يدَّعوا وقف القتال، استجابة لأمر نظام خائن شريكهم في الجريمة، أو بدعوى تحقيق الأهداف، فهي محاولات يائسة للتستر على فشلهم المخزي، وإنفضاح مؤامرتهم مع أولياءهم.
وختاما فإن أعظم درس نستفيده من حرب الفرقان، أنه إذا كان ثلة قليلة من المؤمنين المتوكلين، حققت كلِّ هذه الإنجازات العظيمة، رغم الحصار، وضعف الإمكانات، فكيف لو نفخت روحها، وانتشرت عزيمتها، في عموم الأمة الإسلامية.
فلنتخذ من هذا الدرس شعلة تضيء لنا طريق العودة المباركة لعزِّتنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 12:10]ـ
القسم الثالث: الإدارة الأمريكية بقيادة بوش الذي أبى إلاّ أن يختم مرحلته المجرمة بهذه النازية التي تتواضع أمامها نازية هتلر، بل وحشية جنكيز خان، وقد بات معلوما إنَّ كل خيوط هذه الجريمة ترجع إلى هذه الإدارة، فهي التي تدير كلّ شيء، حتى استخدام الأنظمة العربية المتواطئة يتمَّ من هناك، ولهذا السبب فإنّ الصهاينة عندما يريدون أيّ شيء، إنّما يهرولون إلى واشنطن، ولا يلتفتون إلى مطايا الإدارة الأمريكية،ولايقيمون لهذه المطايا أي وزن.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 12:59]ـ
أحسنت يا أخي آل سيف
رفع الله قدرك
اختيار مسدد
هكذا الكلام الذي يصح اندراجه في الفعل
والله أكبر
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 01:11]ـ
اوقفتني هذه الفقره
وقد والله راية اهلها حسبن الله ونعم الوكيل
اللهم انا نسالك لاخواننا المجاهدين خير مافي هذه الليله فتحها ونصرها ونورها وبركتها وهداها.
القسم الخامس: الإسلاميون الذين ضلوا طريق الهدى في هذا الحدث الجلل على أمِّتنا، وهم أنواع: نوع جبنوا عن مقام الحق وهم يعلمونه، فمن كان من هؤلاء في مقام يتوجَّب عليه البيان فهو الشيطان الأخرس، ونوع لاتسمع لهم صوتاً إلاَّ بتحريم المظاهرات، والسخريَّة من مشاعر الأمّة فيها، وهم عن عدوِّ الله والإسلام صامتون، ألجم الله أفواههم بلجام من نار، ونوع لم يجدوا في جعبتهم في هذا الوقت العصيب إلاَّ توجيه سهام النقد لحماس المجاهدة الصامدة، في وقت محنتها، فصارت سهامهم مقرونة ـ لغلظ فهمهم، وضعف فقههم ـ بسهام الصهاينة وأولياءهم على صدور أهل الإسلام!
ونوع رابع هم صنف نادر من المسخ الإنساني يحاربون حماس، وفصائل المقاومة لأنهم خارجون عن ولي الأمر عباس!!!!!
ـ[ابو نصار]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 10:13]ـ
درَّة أهل الإسلام، ولبُّ أمة التوحيد والإيمان،
هذه لعلمائنا. .!!
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 11:01]ـ
الأخ الفاضل: أبوحمدالعربى // مرحبا بك
الأخ الفاضل أبو القاسم // حياك الله أخي الفاضل أشكرك على عباراتك الطيبة وجزاك الله خيرا.
الأخ الفاضل أبوالبراء الازدي // حياك الله.
-------------------
الأخ: (أبونصار) ما ودنا ندخل في نقاش من ثم يغلق الموضوع
لكن أقول لك كما قال الله تعالى: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}
هذه الطائفة المجاهدة في أرض الرباط في غزة يقال فيهم كما قال ابن تيمية رحمه الله:
"أَمَّا الطَّائِفَةُ بِالشَّامِ وَمِصْرَ وَنَحْوِهِمَا فَهُمْ فِي هَذَا الْوَقْتِ الْمُقَاتِلُونَ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَهُمْ مِنْ أَحَقِّ النَّاسِ دُخُولًا فِي الطَّائِفَةِ الْمَنْصُورَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الْمُسْتَفِيضَةِ عَنْهُ: {لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ وَلَا مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ} "اهـ مجموع الفتاوى
فلا تتعجب من قول الشيخ حامد حين قال عنهم:"درَّة أهل الإسلام، ولبُّ أمة التوحيد والإيمان ".
والله أعلم.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 11:45]ـ
مقال عظيم لرجل عظيم(/)
توضيح وبيان لما قد يعلق بالصدر من لفظة (القديم)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 02:07]ـ
أحبتي الكرام وإخوتي في الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة مباركة وبعد ...
أبين لكم حفظكم الله في هذه العجالة من الأسطر، ما قد يزيل لبس ووهم ما طال من كلام حول وصف الله تعالى بـ (القديم) وإطلاقه عليه، مما دعا بعض الأخوة إلى الاستعجال في التكلم عن هذه المسألة بدون تحقق ولا تثبت، بل رأى المسألة من وجه وتركها من وجهها الآخر، على أن الكلام عليها وتقريرها وإثباتها مما تواطأ عليه أهل العلم المعتبرين، وهذه كتبهم طافحة بوصف الله فيها بها، وقد حصرت تقديرا لا تحديدا أكثر من عشرة مصادر مختلفة كل مؤلفيها يستخدمون هذه الكلمة في وصف الله تعالى، وإليك أخي الكريم غيض من فيض حول ما قرره العلماء حول هذه اللفظة:
قبل أن نبدأ أقول: كل من نفى هذه اللفظة نفاها لسبب أنها لم تثبت لا في الكتاب ولا في السنة، وعليه نقول: فإذا ثبتت في أحدهما فهل تذعن؟ وقد جرى على هذا ابن حزم رحمه الله كما في الفصل، وغيره من أهل العلم.
فأقول وبالله التوفيق:
قال الامام البيهقي: وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل رحمه الله أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني حميد بن الربيع حدثني خالد بن مخلد حدثنا عبد العزيز بن الحصين ثنا أيوب وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها كلها دخل الجنة الله الرحمن الرحيم الإله الرب الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الحليم العليم السميع البصير الحي القيوم الواسع اللطيف الخبير الحنان المنان البديع الودود الغفور الشكور المجيد المبدئ المعيد النور البادي الأول الظاهر الباطن العفو الغفار الوهاب القادر الأحد الصمد الوكيل الكافي الباقي الحميد المغيث الدائم المتعالي ذو الجلال والإكرام المولى النصير الحق المبين الباعث المجيب المحيي المميت الجليل الصادق الحافظ المحيط الكبير القريب الرقيب الفتاح التواب القديم الوتر الفاطر الرزاق العلام العلي العظيم الغني المليك المقتدر الأكرم الرؤوف المدبر القدير المالك القاهر الهادي الشاكر الكريم الرفيع الشهيد الواحد ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الخلاق الكفيل الجميل". (الاعتقاد ص51).
وقال الحاكم في (المستدرك): حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا الأمير أبو الهيثم خالد بن أحمد الذهلي بهمدان ثنا أبو أسد عبد الله بن محمد البلخي ثنا خالد بن مخلد القطواني حدثناه محمد بن صالح بن هانئ وأبو بكر بن عبد الله قالا ثنا الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن سفيان النسائي ثنا خالد بن مخلد ثنا عبد العزيز بن حصين بن الترجمان ثنا أيوب السختياني وهشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة الله الرحمن الرحيم الآله الرب الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق الباريء المصور الحليم العليم السميع البصير الحي القيوم الواسع اللطيف الخبير الحنان المنان البديع الودود الغفور الشكور المجيد المبديء المعيد النور الأول الآخر الظاهر الباطن الغفار الوهاب القادر الأحد الصمد الكافي الباقي الوكيل المجيد المغيث الدائم المتعال ذو الجلال والاكرام المولى النصير الحق المبين الباعث المجيب المحيي المميت الجميل الصادق الحفيظ الكبير القريب الرقيب الفتاح التواب القديم الوتر الفاطر الرزاق العلام العلي العظيم الغني المليك المقتدر الأكرم الرؤوف المدبر المالك القدير الهادي الشاكر الرفيع الشهيد الواحد ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الخلاق الكفيل الجليل الكريم" هذا حديث محفوظ من حديث أيوب وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مختصرا دون ذكر الأسامي الزائدة فيها كلها في القرآن وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ثقة وإن لم يخرجاه وإنما جعلته شاهدا للحديث الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال اللالكائي: أخبرنا علي أنا الحسين أنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن إبراهيم عن غسان بن مفضل عن العباس بن زريق السلمي وقد أدرك مالكا قال: كانت امرأة قد أصابه الماء الأصفر في بطنها فعظمت ليتها فأتت مالكا فقالت: يا أبا يحيى ادع الله لي. فقال لها: إذا كنت في المجلس فقومي حيث أراك. فأتته في مجلسهم فقال لأصحابه: إن هذه المرأة قد ابتليت بما ترون وقد فزعت إلينا فادعوا الله لها فرفع مالك يده ورفع القوم أيديهم فقال: يا ذا المن القديم يا عظيم يا من لا إله إلا أنت عافها وفرج عنها. فانخمص بطنها وعوفيت فكانت تكون مع النساء تحدثهم. (كرامات الأولياء ص217).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه".
وفي حديث آخر: "أعوذ بوجه الله الكريم وباسم الله القديم وبكلماته التامة من شر السامة واللامة ومن شر ما خلقت أي رب ومن شر هذا اليوم ومن شر ما بعده ومن شر الدنيا والآخرة".
وقال ابن ابي الدنيا: حدثني أبو الخطاب زياد بن يحيى حدثني عبد الله بن بكر السهمي حدثني رجاء بن سفيان قال: كان رجل على عهد عبد الملك بن مروان إذ جاءه عبد الملك فجعل يسيح في البلاد ولا يؤويه أحد فبينا هو في سياحة إذا هو برجل في حفرة أو في واد يصلي فلما رآه يطيل الصلاة استأنس به فجاء حتى قام خلفه فصلى ركعتين ثم قعد وصلى الآخر ثم أقبل علي فقال: يا عبد الله من أنت؟ أو ما أنت؟ قال: أنا رجل من هؤلاء الناس قد أخافني الخليفة وطردني فليس أحد يؤويني وأنا شيخ كما ترى. قال: فأين أنت من السبع؟ قال: أي سبع رحمك الله؟ قال: أن تقول سبحان الواحد الأحد الذي ليس غيره إله سبحانه الدائم الذي لا نفاد له سبحان القديم الذي لا بدء له سبحان الله يحيي ويميت سبحان الله كل يوم هو في شأن سبحان الله خلق ما يرى وما لا يرى سبحان الذي علم كل شيء من غير تعليم اللهم إني أسألك بحق هذه الكلمات وحرمتهن أن تعطيني كذا وكذا. قال: فأعادهن علي حتى حفظتهن. (الهواتف ص56).
وقد سئل الامام أحمد رحمه الله: هل الموصوف القديم وصفته قديمان فقال هذا سؤال خطأ لا يجوز أن ينفرد الحق عن صفاته ومعنى ما قاله من ذلك أن المحدث محدث بجميع صفاته على غير تفصيل وكذلك القديم تعالى قديم بجميع صفاته. (اعتقاد الإمام المبجل ابن حنبل (ذيل طبقات الحنابلة) ج1/ص299).
وقال الشاطبي: وثانيهما أي ثاني الأمرين من مباحث القديم أنه يوصف به أي بالقدم ذات الله تعالى اتفاقا من الحكماء وأهل الملة ويوصف به أيضا صفاته عند الأشاعرة ومن يحذو حذوهم فإنهم أجمعوا على أن لله سبحانه صفات موجودة قديمة قائمة بذاته تعالى. (المواقف ج1/ص371).
وقال العلامة المناوي: القديم: يطلق على الموجود الذي ليس وجوده مسبوقا بالعدم وهو القديم بالذات والقديم بالذات يقابله المحدث بالذات وهو ما يكون وجوده من غيره كما أن القديم بالزمان يقابل المحدث بالزمان وهو ما سبق عدمه وجوده مسبقا زمانيا فكل قديم بالذات قديم بالزمان ولا عكس فالقديم بالذات أخص من القديم بالزمان فيكون الحدوث بالذات أعم من الحدوث بالزمان.
القدم الذاتي: كونه الشيء غير محتاج إلى الغير.
القدم الزماني: كونه غير مسبوق بالعدم كذا قرره ابن الكمال وقال الراغب القدم الحقيقي ما لم يسبقه عدم وهو المعبر عنه بالقدم الذاتي المختص بالباري تقدس والقديم ما لا يسبق وجوده عدم وهو معنى قولهم ما لا ابتداء لوجوده. (التعاريف ج1/ص576).
هذا توضيح موجز بسيط في بيان تقرير المسألة، فلعله يجلو كثيرا مما قد علق في الأذهان حول هذه اللفظة.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 07:58]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله {رب اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي} و بعد قد قرأت ما كتبه سكران الذي اتهمني بالمسكنة فوجدت أزمته و خطامه كلها بلايا و أفاعي ذات سم قاتل فالكل يعلم أن الأحاديث التي تسرد الأسماء لا تخلو من تضعيف و تمريض و قد أكد ابن كثير في تفسيره و قبله ابن القطان الفاسي و ابن حزم أنها مدرجة و أما أسانيد الأحاديث التي قدمها سكران فانه لا يخفى ضعفها الشديد الا على سكران فليرجع الى ما قيل في رواته التي يتبجح بهم، و قد بينت في كتابي:"الطريق الأسنى لمعرفة أسماء الله الحسنى"ما يلي: [قد بينا في المقدمة العقائدية لكتابنا"الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع"بأن أسماء الله الحسنى توقيفية و ذلك نقلا عن ابن القطان الفاسي حيث قال في كتابه "الاقناع"نقلا عن الأسماء و الصفات "حيث قال:و أجمع أهل السنة و جمهور المعتزلة على أن أسماء الله تعالى لا تؤخذ قياسا و لا تعديلا و لكن يتبع فيها الأثر و الاطلاق من قبل الله لا يجوز على ذلك الزيادة و لا النقصان،قلت لا شك أنه جاء في الحديث الصحيح: [أنت الأول ليس قبلك شيء و أنت الآخر فليس بعدك شيء] فالذي كرهه أهل العلم هو أن يطلق على الله صفة أو اسم لم يرد في القرآن و لم يثبت في حديث خاصة اذا كان هذا الاسم أو هذه الصفة توحي الحدوث و البداءة و هذا مما يستحيل في حق الله فيجب علينا أن نصحح اعتقادنا و نبتعد و نبعد اعتقادنا عن الأحاديث الواهية و الأسماء المدرجة و الله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:28]ـ
إلى مشرفي هذا المنتدى العظيم، وبكل صراحة إن لم يؤخذ حقي من هذا الشخص، فقد أثبتم فعلا فشلكم في إدارة هذا المنتدى، وجعلتموه مفرخة لمثل هذا الشخص وأمثاله.
أما أنت فقد قلت لك: ليحكم عليك غيري.
ملاحظة: والله قد عرفنا أن لديك كتب تدعي تأليفها، فقد أزعجتنا بالتباهي بها بين الفينة والأخرى.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 09:08]ـ
قعد المحدثون قواعد قويمة تساعد على الاتباع و الابتعاد عن الابتداع في الدين و من ذلك قولهم:"دبش ثم فتش"فقد دبشت لكن ما فتشت فيما دبشت فمن رواتك من هو معروف بالبدع و منهم من هو معروف عند الجهابذة أهل الصنعة بأنه منكر الحديث و ان كان من رجال الصحيح و منهم ..... فتش ... ثم فتشش ... عندئذ تظفر و يعطاك الحق الذي تريد
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 02:50]ـ
انني لا أخاطب السكران وحده من خلال هذا التعليق و انما لتعم الفائدة من خلال ما نكتب هنا و من ذلك أنني بينت من قبل أن ابن حزم و محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي في رسالته:"آيات الصفات " و الجويني و شخيه الاسفراييني و غيرهم قالوا بان بعض أهل العلم تحفظوا حول كل اسم يوحي بالحدوث اذا لم يكن ورد في القرآن أو السنة مع أن صفات الله الثابتة مخالفة لصفات المخلوق مع أن الجمهور أثبتوا له القديم بمعنى أنه الأول ليس قبله شيء و هنا سأنقل للجميع ما كتبته في باب صحيح الاعتقاد من المجلد الأول من كتابي:الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع و لكن بعدما أبين علل ما قدمه الأخ السكران هداه الله و ايانا فنقول:الحديثان اللذان نقلهما السكران عن البيهقي و شيخه الحاكم في المستدرك مدارهما على خالد بن مخلد عن عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان و كلاهما فيه لين و ضعف و الشيخ أوهن و أهلك لأن ضعفه محل اجماع. أما خالد بن مخلد فقد نقل عبد الله بن أحمد عن أبيه أن له أحاديث مناكير و أما عبد العزيز هذا فليس بعزيز عندهم بالاجماع لأنه لما أخرج الحاكم حديثه و وثقه تعقبه الذهبي قائلا:بل ضعفوه قلت و نقل تضعيفه ابن حجر في لسان الميزان حيث قال:قال البخاري ليس بالقوي عندهم،و قال ابن معين: ضعيف،و قال مسلم: ذاهب الحديث و قال ابن عدي:الضعف على رواياته بين [ ..... ] و أورد له العقيلي في الضعفاء حديث الأسماء [ .... ] و قال الآجري:سألت أبا داود عنه فقال:متروك الحديث [ ... ] و قال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه روى عنه معن و غيره بلاء من البلاء و ضعفه جدا،و قال النسائي في التمييز:ليس بثقة و لا يكتب حديثه .. الخ ... قلت هكذا نحذر من التدبيش دون التفتيش و أما ما كتبته في الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع فانه سيرضيك ان كنت مصرا على تجاهل الرأي المعارض فقد قلت:د/الدليل على وصفنا جله و علا بالقديم: لقد كره بعض أهل العلم وصف الله بغير ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم،و هذا الوصف "القديم"لم يرد يقينا في القرآن الا نسبة للعرجون أو المخلوق قال جل و علا في سورة يس {و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم} كما أنه لم يرد في السنة اطلاقا [بسند صحيح] و لما كانت أسماؤه جل و علا توقيفية فقد كره بعض أهل العلم و ليس جهما فحسب اطلاقه على الله الا اذا كانوا يقصدون بذلك أنه نقيض الحدوث فهو لا شك الأول الذي ليس قبله شيء و الآخر الذي ليس بعده شيء، و لهذا أجاز الجمهور اطلاق اسم "القديم"عليه جل و علا [ ... ] و قد نقل ابن القطان الفاسي في نفس الباب عن"الأسماء و الصفات":"و أجمعوا على وصف الله تعالى بأنه جواد ثم أجمعوا على منع وصفه بأنه سخي فعلم أنهما متفرقان لا من جهة المعنى بل من جهة اللفظ و أن أحدهما مما أجمعت عليه الأمة دون الآخر و أن أحدهما قد استأثر الله بتسميته نفسه بذلك دون صاحبه فعلم بهذا أن أسماء الله و أوصافه مأخوذة من طريق التوقيف الوارد بالكتاب و السنة و الاجماع فأن قيل ألستم تقولون انه قديم فهل ورد في ذلك توقيف قيل هذا اجماع فان قيل أليس جهم يخالف في ذلك قيل ان جهما مسبوق بالاجماع و عند قوله هذا بدعة لأنه خالف الاجماع "قلت و ذكر امام الحرمين الجويني [و هو أشعري] في كتابه "الارشاد في قواطع الأدلة في اصول الاعتقاد":و قال شيخنا رحمة الله عليه:كل موجود استقر وجوده ز منا متطاولا فأنه يسمي قديما في اطلاق اللسان،قال تعالى: {حتى عاد كالعرجون القديم} قلت و شيخه أبو القاسم عبد الجبار بن علي الاسفراييني تلميذ أبي اسحاق ابراهيم بن محمد الاسفراييني المتخرج على أبي الحسن الباهلي تلميذ أبي الحسن الأشعري،و هذا يفيد أن القديم المحدث لا يشبه يقينا الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و قد جاءت آيات أخرى تقول بقدم المخلوق منها قوله تعالى: {و اذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قديم} قلت و العرجون و الافك و غيرها مخلوقة بالاجماع و محدثة لذلك كره بعض أهل العلم اطلاق هذا الاسم جل و علا و كذلك كل ما يوهم الحدوث و البداءة و من جملة هؤلاء الاسفراييني في الشرق و ابن حزم في الغرب و من تبعهما و سبقهما و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 04:49]ـ
الآن أيقنت أن مشاركاتك مجرد ترديد، وكأنك شريط يعيد نفسه!! فلا حول ولا قوة إلا بالله.
لكن كلامي ليس معك كما قلت من قبل، ولكنني هنا أخاطب العقلاء من الإخوان المباركين: سلمنا جدلا ما قاله (المردد لكلامه) لكن هل وجدتم في كلامي السابق إشارة مني ولو غير صريحة إلى تصحيح الأحاديث وإثباتها؟
ثم أيضا إستدلالي بها لم أكن سبقا به بل إستدل بها من هو أعلم مني ومنه في هذا، وعلى كلٍ فالأحاديث لا تدخل في قسم الحديث المردود الضعيف البين ضعفه وليس هذا بشهادتي فمن أنا؟
ثم أيضا اصطاد هذا (المردد لكلامه) هذين الحديثين وترك باقي الآثار؟ اليس هذا كما قلت لكم مجرد تخريب وإفساد وإلجام للناس عن الزيادة في البيان والتوضيح من أجل أن يلزمنا برأيه الذي يعتقده؟
إنا لله وإنا إليه راجعون.
(أيها المردد كلامه) إن أرد المشاركة مرة أخرى فاخرج من مشاركاتي إلى مشاركة خاصة بك فلا أبيحك.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 07:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فائدة متعلقة بالموضوع لشيخ الاسلام رحمه الله أنقلها لكم عن فتوى لفضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح حفظه الله:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (9/ 300_301): (والناس متنازعون هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع، وإن لم يرد بإطلاقه نص ولا إجماع، أم لا يطلق إلا ما أطلق نص أو إجماع؟ على قولين مشهورين، وعامة النظار يطلقون مالا نص في إطلاقه ولا إجماع، كلفظ القديم والذات ونحو ذلك، ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها، وبين ما يخبر به عنه للحاجة، فهو سبحانه إنما يدعى بالأسماء الحسنى) اهـ
والتفصيل على الرابط
http://www.almosleh.com/almosleh/article_1385.shtml
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 10:09]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد فليعلم غير السكران أن بلادنا المغاربية تدرس للأطفال قبل البلوغ نظم ابن عاشر في العبادات و فيه الصفات العشرون التي لا يوجب الأشاعرة في حق الله سواها و منها قوله:"يجب لله الوجود و القدم ... "و أما نحن فاننا نثبت لله كل ما أثبته لتفسه أو أثبته له نبيه فكل اسم أو صفة وردت في كتاب الله أو ثبتت في السنة الصحيحة الصريحة فهي ثابتة يجب الايمان بها و أما قول السكران:"و على كل فالأحاديث لا تدخل في قسم الحديث المردود الضعيف البين ضعفه ... "أسألكم بالله متى يترك الحديث في العقيدة و الحلال و الحرام اذا لم تكن رواية منكر الحديث الذي يروي عمن قال عنه أبو داود: متروك الحديث،و قال النسائي عنه:ليس بثقة و لا يكتب حديثه، مردودة؟ و المعلوم عند أهل الصنعة أن تفرد هذا النوع من الرواة لا يعتبر به و لا يصلح للمتابعة و هو هنا يروي عنه من قيل في حقه:له أحاديث مناكير.و أما ما أحال اليه الأخ الكريم الآخر ففيه تفصيل كثيرا ما أبينه أثناء دروسي عندما يقال لي قال محمد بن سيدي يحي أو محمد الحسن بن الددو أو بداه أو محمد سالم بن عدود الخ ... كذا .. و هو أنني اذا أفتيت بشيء لا يهمني من وافقني أو خالفني في ذلك و انما أنطلق من الدليل فكان أحمد بن حنبل يحذر من تقليده أو تقليد مالك أو الشافعي و كان يقول:"و لكن خذ من حيث أخذوا" الا أنني أفضل دائما أن أنطلق من مسائل الاجماع لهذا ألفت في مسائل الاجماع و اذا كانت المسألة محل خلاف بينت ذلك بكل نزاهة علمية و هذا ما فعلته هنا و الله الموفق اللهم اجعلنا هداة مهتدين لا ضالين و لا مضلين آمين
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 10:24]ـ
المشكلة أن السيد مصطفى يتوهم و يحكم لا لشيء وجودي و إنما هو العدم!!!، و لو أنه تريث قبل عرضه عقله على الناس لوفر على نفسه.
قلت و أقول أن اسم القديم لا يدخل في مسمى الأسماء أو الصفات، و إنما هو داخل من باب الإخبار، و الباب هذا أوسع من اللذين قبله. [و الظاهر أن الأخ هذا لا علم له بهذا الباب، لذا هو شديد المعارضة]!.
و إني قد أشرت إلى كلام شيخ الإسلام في المسألة و أن اللفظ من قبيل المحتمل في موضوع سالف.
لكن: أين العقل الذي يفهم ذلك و يعيه!!!.
و على مُثُل أهل المغرب: معزة و لو طارت.
ثم إن استعمال أهل العلم له بكثرة دليل على جواز الاستعمال، و كتب شيخ الاسلام و من تقدمه تطفح به.
و الله المستعان.
ثم إنه لا أحد ينازع في الإجماع المنعقد، فيا للعجب، و كما قيل: شر البلية ما يضحك.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 07:00]ـ
سامحك الله يا مقلد لو كنت منصفا لرجعت الى دليل المعارض ثم ان الشيخ الشنقيطي لم يأت بالقول الذي دونه في رسالته "آيات الصفات"من تلقاء نفسه و لا مما تعلمه في بلاد شنقيط بل مما وجد عليه المدرسة التي قدم عليها في الحجاز و المحاضرة ألقاها في المسجد النبوي و لم يتنطع متنطع بحضرته و لكن لما قل الزاد برز النقاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 08:20]ـ
السلام عليكم و رحمة الله أما بعد:
نصيحة لكل من شارك، أن يتقي الله في هذه المسائل المتعلقة بذات الله و صفاته، و أن يتكلم بعلم أو يسكت بحلم كما قال شيخ الإسلام لأنها مسائل خطيرة، فهي مزلة أقدام، و قبل الكلام لابد من الرجوع إلى القواعد التي وضعها أهل العلم و الإستعانة بفهم السلف من المتقدمين و المتأخرين، ولا يكن أحدكم كحاطب ليل، حيث يستدل بكل ما وجده في الكتب، وعليه أن يمحص الأدلة حتى لا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم كفى بالمرئ كذبا أن يحدث بكل ما سمع، أو كما قال.
و أنصح بقرائت رسالة العلامة ابن عثيمين (القواعد المثلى) قراءة جيدة فإنها والله درة في هذا الباب.
أما بالنسبة للفظة القديم فأنظر و إرجع إلى شراح الطحارية من أئمة هذا العصر في شرحهم لقول أبي جعفر قديم بلا إبتداء، وهذا كله إقتداء بقوله تعالى (قالوا معذرة إلى ربكم و لعلهم يتقون).
ـ[ابو عبد الحق المصرى السلف]ــــــــ[12 - Aug-2009, مساء 09:30]ـ
السلام عليكم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي محمد واله الطيبين وعلى امام المتقين ابراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم
وبع
اخوتي لما المشاحنات والامر لا يستدعي ذلك وليسعنا ما وسع اللاوئل من اهل العلم و الفضل
و للعلم انا شيخنا الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف - رحمه الله -كان يضعف احاديث وصف الله سبحانة وتعالى بالقديم
وجمع اخونا وشيخنا الفاضل د/محمود عبد الرزاق الرضواني اسماء الله الصحيحة من الكتاب والسنة وبيانها كالتالى
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إَِّلا هُوَ
الرَّحْمَنُ * الرَّحِيمُ * المَلِكُ * القُدُّوسُ * السَّلامُ * المُؤْمِنُ * المُهَيْمِنُ * العَزِيزُ * الجَبَّارُ * المُتَكَبِّرُ * الخَالِقُ *البَارِئُ * المُصَوِّرُ * الأَوَّلُ * الآخِرُ * الظَّاهِرُ * البَاطِنُ * السَّمِيعُ * البَصِيرُ * المَوْلَى * النَّصِيرُ * العَفُوُّ * القَدِيرُ * اللَّطِيفُ * الخَبِيرُ * الوِتْرُ * الجَمِيلُ * الحَيِيُّ *السِّتيرُ * الكَبِيرُ * المُتَعَالُ * الوَاحِدُ * القَهَّارُ * الحَقُّ * المُبِينُ *القَوِيُّ * المَتِينُ * الحَيُّ * القَيُّومُ * العَلِيُّ * العَظِيمُ *الشَّكُورُ * الحَلِيمُ * الوَاسِعُ * العَلِيمُ * التَّوابُ * الحَكِيمُ * الغَنِيُّ * الكَرِيمُ *الأَحَدُ * الصَّمَدُ y القَرِيبُ y المُجيبُ y الغَفُورُ y الوَدودُ y الوَلِيُّ y الحَميدُ y الحَفيظُ y المَجيدُ y الفَتَّاحُ y الشَّهيدُ y المُقَدِّمُ y المُؤخِّرُ y المَلِيكُ y المُقْتَدِرْ y المُسَعِّرُ y القَابِضُ y البَاسِطُ y الرَّازِقُ y القَاهِرُ y الديَّانُ y الشَّاكِرُ y المَنَّانُ y القَادِرُ y الخَلاَّقُ y المَالِكُ y الرَّزَّاقُ y الوَكيلُ y الرَّقيبُ y المُحْسِنُ y الحَسيبُ y الشَّافِي y الرِّفيقُ y المُعْطي y المُقيتُ y السَّيِّدُ y الطَّيِّبُ y الحَكَمُ y الأَكْرَمُ y البَرُّ y الغَفَّارُ y الرَّءوفُ y الوَهَّابُ y الجَوَادُ y السُّبوحُ y الوَارِثُ y الرَّبُّ y الأَعْلَى y الإِلَهُ y .
وان شاء الله نزيد الموضوع بيان ونتكلم على الاسانيد وللحق فان الشيخ مقبل رحمه الله كان قد صحح احدى روايات هذا الحديث. والله اعلم
-كتاب الشيخ مجمود مرفق اطلع عليه ففيه خير باذن الله-(/)
لماذا نحن (المسلمون في هذا الزمان) مستضعفون مغلوبون مقهورون أذلة؟!
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 11:04]ـ
http://i377.photobucket.com/albums/oo212/rayed1420/BesmAllah.png
لماذا نحن (المسلمون في هذا الزمان) مستضعفون مغلوبون مقهورون أذلة؟!
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [1]، ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) [2]، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) [3].
إخواني المؤمنين؛ بعيدًا عن التحليلات والنقاشات والفلسفات السياسية العقيمة غير المجدية، فمن أصدق من الله قيلا؟! هيا بنا لننتساءل: لماذا نحن (المسلمون في هذا الزمان) مستضعفون مغلوبون مقهورون أذلة؟! أحبتي في الله؛ اسمحوا لي قبل أن أبدأ بأن أسألكم: كيف حالكم مع الله؟ كيف اعتقادكم بالله؟ كيف حسن ظنكم بالله؟ [4]، وكيف هو امتثالكم لأوامر الله؟ وكيف هو اجتنابكم لنواهي الله؟ كيف حال اتباعكم لسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كيف هي موافقتكم لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم؟ كيف هو اقتداءكم برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين؟
إخواني المؤمنين؛ أرض فلسطين، وما أدراك ما أرض فلسطين، ثالث أطهر بقعة على وجه هذه الأرض، مكبلة مقيدة بالظلم والجبروت والطغيان على مر أربعة عقود من الزمن أو يزيدون؛ أرض فلسطين وماأدراك ماأرض فلسطين، منطلق رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى سماوات رب العالمين، أرض فلسطين تنوح وتبكي وتشتكي، فإلى الله المشتكى، إن هذا ليس بغريب أيها الأخوة، فعلى مر التاريخ نرى تعاقب الصراع على بلدان المسلمين، كانت أرض فلسطين راضخة تحت وطأة الظلم والطغيان حتى هيأ الله لها في العام الخامس عشرٍ الهجري عمر وماأدراك من عمر؟ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم عادت ثانية تحت وطأت الظلم والجبروت والطغيان، حتى هيأ الله لها في العام 583هـ صلاح الدين وما أدراك من صلاح الدين؟! ثم تعاقبت الأزمان فتارة وتارة، فهاهي الآن رازحة تحت وطأة الظلم والجبروت والطغيان [5]، فهل هناك عمر أو صلاح الدين يهب لنجدة المسلمين؟! أيها المسلمون إن أولئك القادة العظماء لم تهيأ لهم الفتوحات والنصر من رب العالمين إلا بتلاحم المسلمين من حولهم وترابطهم وتكاتفهم، وانتصارهم على أنفسهم وشهواتهم أولا، عندئذ أتاهم الوعد من رب العالمين بانتصارات مبينة، نصروا الله فنصرهم. ولو رجعنا لاستعراض التاريخ الإسلامي، وكيف أن المسجد الأقصى وكذا عددًا من بلدان المسلمين ذهبت من أهلها وعادت إليهم، لعلموا أن ذلك لايُختصر في وجود قائدٍ واحدٍ (كصلاح الدين وغيره) يقلب الموازين بين عشية وضحاها، وإنما متى ماصلُح حال المُسلمين صلُحت لهم سَائر شؤونهم، وهيأ الله لهم أمثال عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعمر بن عبدالعزيز وصلاح الدين! ومتى مافسد حالهم فسدت سائر شؤونهم وتسلط عليهم عدوهم، وماتسلطت جيوش التتار على المسلمين سنة 656هـ حتى قتلوا في بغداد وحدها مئات الألوف [6] إلا أنموذجًا مشابهًا لما يحدث اليوم والذي ينبغي أن يعيدنا للتأمل فيه [7]، ومصداقًا له قول الله تعالى مخاطبًا بني إسرائيل: ((عَسَى? رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ)) [8] بصرفه العذاب عنكم وتسلط عدوكم عليكم [9]، ((وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا)) [8] وإن عدتم للإفساد عُدنا إلى تسليط عدوكم عليكم [9]. فبصلاحنا نحن المسلمين في أنحاء المعمورة، يُمكِّن الله سبحانه وتعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
لنا في الأرض، ويقذف في قلوب أعداءنا المهابة، وباستمرارنا على الإفساد -بشتى صوره- ليُوشِكن الله أن يَعُمنا بعذاب من عنده، أو ليُسلطن علينا من لايخافه فينا ولايرحمنا؛ فيستبدلنا كما استبدل أقوامًا من قبلنا، فلقد أخرج البخاري عن زينب ينت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث) [10]. يقول ابن القيم: فهذا الضمان إنما هو بإيمانهم وأعمالهم التي هي جند من جنود الله يحفظهم الله بها، هذا هو الضمان، جزأين من القرآن جند من جنود الله، ركعتين جند من جنود الله، دعوتين جند من جنود الله [4].
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم)) [11]، فبماذا ننصر الله؟! يأتيك الجواب من رب العالمين: ((وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)) [12]. فيامن تغتر تتباهى برغد عيشك، وغنى بلدك وأمانه، يامن تتفاخر وكأني بلسان حالك طاغيًا على الله، لاهٍ ساهٍ في اقتراف الذنوب والمعاصي، تُنفق مالك على ماحُرم عليك، ويامن تتبختر بنعم الله عليك وكأنما أوتيتاه من عندك، فلاتراعي حق الله ولاتخافه، لاتنصاع لأوامر الله، ولاتجتنب عما حرم الله، يامن لاتهتم لشؤون المسلمين وكأني بك ظانًا بأنك في مأمن وأنه لن يصيبك ماأصابهم، يامن تستثقل الصلوات، ولاتنفق من مالك، لاتأمر نفسك وغيرك بالمعروف، ولاتنهى نفسك وغيرك عن المنكر، فلتعلم أن الله يُمهل عباده علهم يرجعون إليه، ولكنه إذا أخذهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر، ((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى? أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ)) [13].
إخواني المؤمنين؛ "هل هذه الذلة وهذا الهوان لأهل الإسلام دائم؟! والجواب لا! قال تعالى: ((وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)) [14]، إن كنتم مؤمنين، قال ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان في تعليقه على هذه الآية: فللعبد من العلو بحسب مامعه من الإيمان، إذًا لماذا نحن أذلة مقهورون مستضعفون لماذا؟ نحن لانسأل الله سبحانه وتعالى بل نسأل أنفسنا، قال تعالى: ((أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى? هَ?ذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [15]، فللعبد من العلو والعزة بقدر ما معه من الإيمان، قال تعالى: ((وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)) [16]، فللعبد من العزة بحسب مامعه من الإيمان وحقائقه، فإذا فاته حظٌ من العلو أو العزة فليراجع نفسه فبها من المعاصي والذنوب والآثام مايسوقها للهوان، قال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)) [17]، فإذا ضعفت المدافعة كان سببه ضعف إيمان العبد، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) [18]، فالله كافيك يامحمد وكاف من اتبعك من المؤمنين، فما نقص من الإيمان، وما أُهمل من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم نقصت هذه الكفاية." [4].
(يُتْبَعُ)
(/)
إخواني المؤمنين؛ إننا نحتاج إلى توبة أمة، إننا نحتاج إلى توبة أفراد الأمة الإسلامية، إننا نحتاج إلى العودة الصادقة إلى الله تعالى، إننا نحتاج إلى تطبيق تعاليم ديننا الحنيف تطبيقًا حقًا، تطبيقًا صادقًا، إننا نحتاج إلى الاقتداء برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الغر الميامين رضي الله عنهم أجمعين، إننا نحتاج إلى مقاطعة للأفكار غير الإسلامية، فلقد أخرج الإمام الذهبي بسند صحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ... وجُعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم)) [10] [4]، جُعل الذل والصغار على من خالف أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، هكذا هو حالنا، فعندما ابتعدنا عن تعاليم ديننا الحنيف وعن هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم، هكذا حالنا قد أتينا من بلداننا الإسلامية في أوج ضعفها وهوانها بسبب بعدها عن دين ربها، وننبهر بحضارة الغرب، مبهورين مغمورين، وتجد الواحد منا يسب ويسخط على المسلمين، وماهو إلا واحدٌ منهم فلهو أحد أعضاء هذا الهوان، ينبهرون بهذه الحضارات، وينتقدون الحال التي عليها بلدانهم، وماهم إلا عوامل إضعاف وهوان لأممهم، دعوني أيها الأخوة أن أقولها لكم صريحة واضحة بلا مجاملة، كم منا من يكره غيره، فتجد العماني يكره السعودي، والسعودي يكره الليبي، والليبي يكره الكويتي، والكويتي يكره الأندنوسي، وكذا تجد الكراهية في أبناء البلد الواحد متمثلاً في قبائلهم وانتماءاتهم، كم منا من يكره المتمسكين بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ويصفهم بالمتزمتين والمتشددين، كم منا من لايُلقي السلام على إخوانه وكأنه يُريد أن يُدفع له، وكم منا من لا يبتسم في وجه أخيه، وماهذا إلا غيظ من فيض! أرأيتم أيها الأخوة، فعلينا ان لا ننبهر بحضارة هؤلاء، والدعوة الحق هو أن لا نضرب الأمثلة بأخلاقهم، فرجوعنا إلى ديننا وتمثلنا بهدي رسولنا صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته الغر الميامين رضي الله عنهم أجمعين، خير زاد وكفاية لنرتقي العزة ونخرج من الهوان، فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم واضح الدلالة بأن من يخالف نهجه وهديه يُذيقه الله لباس الذُل والمهانة. ومن تشبه بقومٍ فهو منهم، فياتُرى ماهي مناسبة إيراد هذا الجزء من الحديث (ومن تشبه بقوم فهو منهم) بالجزء الأول من الحديث بالذل والمهانة، فهل ياتُرى أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُخبرنا بأن من يتشبه بغير المسلمين ويقتدي بهم تراهم في ذُل ومهانة [4]، فإن الناظر إلى أحوال شباب المسلمين وتقليدهم الأعمى للغرب، يُقن إيقانُا جازمًا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى، أي عصرٍ هذا يكون عصرنا؟! وأي جيلٍ هذا يكون جيلنا؟! يا سبحان الله، تجد من أبناء المسلمين من يُقلد غير المسلمين تقليدًا كاملاً، فليس لهم من الإسلام إلا كون آباءهم وأمهاتهم مسلمون فهم لاهون في شراب الخسة، وممارسة فاحشة الخسية الزنا والعياذ بالله، لايعرفون معروفًا وكل أعمالهم منكرًا، وتجد من أبناء المسلمين من لايعرف من تطبيق تعاليم دينه إلا الحركات، فظاهره يتحرك بينما باطنه لا شيء، يستثقل الانتظار للصلاة وإطالتها والخشوع فيها، بينما الساعات لديه تهون في السهر والذهاب لدور السينما لمشاهدة الأفلام وتصفح مواقع الإنترنت بلا كلل ولا ملل. أهذه أمة تُنصر وتُعز؟! جُعل الذل والصغار على من خالف أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن تشبه بقوم فهو منهم!
إخواني المؤمنين؛ عندما نبدأ أنا وأنت على العمل والتعجيل بإصلاح أنفسنا والعودة إلى دين ربنا عودًا صادقًا حقًا، وعندما نبدأ بتأصيل المبادئ الإسلامية العليا، والقيم الربانية المثلى، في مجتمعي ومجتمعك، والذي أقصد به أسرتي وأسرتك، فإن الوحدة الأسرية بذلك تقوى وتتعزز. عندما نعمل على تحقيق تلك الأهدف فإننا نبدأ بإذن الله تعالى على تكوين مجتمع موحد، وأمة موحدة، لايحكمها إلا قدر الله تعالى، غير ضار لها أذى من أرادها بسوء. عندما نبدأ بتغذية القلوب العطشى بتعاليم هذا الدين الحنيف، وعندما ننتشل أنفسنا من دياجير الظلام الدنيوي، إلى منايا النور الأخروي؛ عندئذٍ قد بدأنا بتحقيق البوادر المسببة لتحقيق النصر والعزة من رب السماوات والأرض. وإن كانت الأخرى، وإن كنا غير قادرين على إصلاح أنفسنا والعمل في محيط
(يُتْبَعُ)
(/)
أسرنا ومجتمعاتنا المصغرة، فعلام التكاثر الذي يزيد من غثاء السيل؟! وإن كنا لانستطيع حمل الأمانة، وتحمل المسؤولية، فعلام توليد أجيال لا تحمل مقدرة ولا وحدة ولا مسؤولية؟! إذا كانت الإجابة بأننا غير قادرين على ذلك، فإن الحل الوحيد هو قطع الأنسال، وإيقاف التكاثر، عل الله تعالى أن يبعث جيلا آخرًا يحمل هم الدين وثقل الأمانة الملقاة على عاتقه.
إخواني المؤمنين؛ سؤال مُلحٌ يحتاج إلى إجابة، متى سيأتينا النصر ومتى ستأتينا العزة؟ متى نصر الله؟ أيها المسلمون؛ علينا أن نحمل يقينًا صادقًا، واعتقادًا جازمًا بأن النصر قادم، ولاتوجد ذرة شك بأن النصر قادم، فالإسلام سيُنصر، ولا تعتقدوا أن هناك من سيستأصل شأفة المسلمين سواءً في فلسطين أو في غيرها [4]. أخرج ابن عساكر عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخل الله عليه الإسلام إما بعز عزيز أو بذل ذليل، وإما يعزهم فيجعلهم الله من أهل الإسلام فيعزوا به وإما يذلهم فيدينون له)) [10]. سيأتي النصر متى ماكنا أهلاً للنصر، سيأتينا النصر وتأتينا العزة متى ماكنا أهلاً للنصر والعزة، سيأتينا النصر وتأتينا العزة متى ماكنا أهلاً للنصر والعزة، فالنصر قد يُبطيء ليُدخر لمن يستحقونه، وإن الناظر لأبناء أمة الإسلام لاهون مشغولون في الملذات والملاهي، منغمسون في إشباع الشهوات، مضيعون للصلوات، كم منا من يُصلي صلاة الفجر في وقتها، وكم منا من يقرأ كتاب ربه، وكم منا من أخذ عهد على نفسه بتبليغ دعوة ربه، واهتم لدينه كما يهتم بدنياه؟! فهل فعلًا نستحق النصر بأفعالنا هذه، وكم من شباب المسلمين من هم مشغولون في متابعة المباريات الكروية واهتمامهم بها أكثر من اهتمامهم بالحدث الأليم في غزة، يلعبون ويرقصون طربًا على موتى غزة! قد يًبطيء النصر لحكم يريدها الله، فالأمة الإسلامية لم تنضج بعد، لم تتحفز كل خلية في الأمة، ولم تصبح مستعدة ومهيأة ومعدة، وقد يُبطيء النصر ليزيد ارتباط الأمة بربها، وقد يُبطيء النصر حتى تتضح أهدافنا وتوجهاتنا، وقد يُبطيء النصر ليتمحص الشر وينكشف زيف الباطل، ليُقون المنخدعين من أبناء المسلمين بحقيقة هذا الباطل [4].
Dear Brothers,
Allah said: محمد: 7 ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم)) [4].
If you grant the victory for Allah, Allah will grant the victory for you.
How we can grant the victory for Allah?
Today we are looking to what is happening in Muslim countries, Muslims in some countries are killed, injered, they are not safe, they even do not have a clean cup of water to drink while in other Islamic countries, Muslims are playing, dancing, hapy with their money and wealth, happy with their health , happy with waht they are eating and they do not even think for other Muslims in poor and ocupied countries! What kind of human beings are those?!The questions which should be asked here are these why we are (as Muslims) weak now? Why we are not united despite the fact that we are more than 1.5 billion Muslim around the world?
You know what...
Today, we are busy fighting each other. We are busy benefiting our selves. We are busy working in small communities rather than working as one united and strong organization.
We are busy collecting money. We are busy when these questions rose:
What are our resbonsibilities as Muslims obying Allah?
What do we do to benefit our Oma?
What do we do to serve our Islamic religion?
Our messenger Mohammed said to Sahba: ((nearly at the end of this life you will be weak)) Shaba said: will we be a few, he said: ((no, you will be numerous however you are scum as scum of flood)).
Dear Brothers, How can we fix this crisis?
(يُتْبَعُ)
(/)
You know how we can start; it is by the small elements of a big community. When we talk about society, it’s meant you and I, it’s meant your brother and mine, it’s meant your children and mine, it’s meant your family and mine. This is our Islamic community that’s meant. If these fundamental elements are becoming strong in their Iman and Belife then we can speak about the victory which we want from Allah. Otherwise let’s cut off having children. May Allah create another generation becomimg strong in their belifes and strong serving Islam and have responsibility of it and benefit whole Islamic community.
والحمد لله رب العالمين
رائد بن عبدالله الغامدي
1430.01.16 هـ
______________________________ _________________________
[1] آل عمران:122
[2] النساء:1
[3] الأحزاب:70 - 71
[4] محمد حسين يعقوب، متى نصر الله؟ ( http://www.archive.org/details/Lectures_655) محاضرة تلفيزيونية بقناة الناس الفضائية.
[5] جوال الدرر السنية 80280 ( http://www.dorar.net/art/162)
[6] قصة الإسلام، ( http://www.islamstory.com/index.php) د. راغب السرجاني.
[7] للاستزادة انظر: مختصر قصة التتار ( http://www.islamstory.com/article.php?id=1155)- الإعداد لعين جالوت ( http://www.islamstory.com/article.php?id=756)- أسباب النصر في عين جالوت ( http://www.islamstory.com/article.php?id=747)- التتار وغزو العراق ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=22825)، د. راغب السرجاني.
[8] سورة الإسراء: 8.
[9] تفسير ابن كثير ( http://quran.muslim- ... .com/sura.htm?aya=017008).
[10] تيسير الوصول لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( http://www.dorar.net/enc/hadith)، الدرر السنية، إشراف د. علوي السقاف.
[11] محمد: 7
[12] الحج: 40 - 41
[13] إبراهيم: 42 - 44
[14] آل عمران:139
[15] آل عمران: 165
[16] المنافقون: 8
[17] الحج:38
[18] الأنفال: 64
[/ align](/)
لسان حالهم: النصر او الشهادة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 12:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في حياتي ما رايت شعبا مؤمنا جمع بين الحنكة السياسية و العلم و الجهاد والصبر و الله يستحقوا قيادة الامة
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/OyK69492.jpg
من هو:
انه شعب غزا و قيادته حماس
و المثير للانتباه حب القادة للاستشهاد هكذا كان الاولون من الصحابة و التابعين لهم باحسان الى يوم الدين
القائد في المقدمة يجاهد و يطلب الشهادة
اي حنكة سياسية هذه مع تكالب دول العالم بترسنتها الحربية و التكنولوجية و الاعلامية
عجبت لرزانتهم و يقينهم بالله بالنصر
و اي شعب مؤمن هذا نساء و اطفال و رجال يحبون الشهادة
و لسان حالهم اما الشهادة او النصر
و الله بحق الله اصطفاكم لمواجهة الد اعداء الله على وجه الارض
و الله لقد رفعتم راس الامة و برهنتم على كفاءتكم الايمانية و العلمية والقتالية و السياسية
هنيئا لكم و طبتم احياءا و امواتا(/)
غزَّةُ .. بعدَ الاِبتلاءِ تمكيْن!
ـ[عبد الرحمن السيد]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 02:41]ـ
غزَّةُ .. بعدَ الاِبتلاءِ تمكيْن!
لن أستكينَ ألا اقْصِفُوا .. ودماءَ أبنائي ارشفوا
لن أستكين ومِنْ شراييني دمائي تنزفُ
لن أستكين , ودمعُ أطفالي اليتامى يذرفُ
لن أستكين فقطّعوا لحمي ومن قلبي اغرفوا
مدخل:
سأل رجل الشافعي رحمه الله فقال: يا أبا عبد الله، أيُّما أفضل للرجل: أن يُمكَّن أو أن يُبتلى؟ فقال الشافعي: لا يُمكَّن حتى يُبتلى، فإن الله ابتلى نوحاً، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمداً صلوات الله وسلامه عليهم، فلما صبروا مكَّنهم، فلا يظنُّ أحدٌ أنه يخلُصُ من الألمِ البتة.
قلتُ: ومصداقُ ذلك في كتابِ ربِّنا جلَّ وعلا: " إنَّ مع العُسرِ يُسراً .. فإنَّ معَ العُسرِ يُسراً "
قال الإمامُ اِبنِ القيم - رحمهُ الله - معلقاً على مقالة الشافعيِّ السابقة: وهذا أصلٌ عظيم، فينبغي للعاقل أن يعرفه، وهذا يحصلُ لكل أحد، فإن الإنسان مدنيٌ بالطبع، لابد له أن يعيش مع الناس، والناس لهم إراداتٌ وتصورات يطلبون منه أن يوافقهم عليها، وإن لم يوافقهم آذوه وعذبوه، وإن وافقهم حصل له الأذى والعذاب، تارة منهم وتارة من غيرهم، ومن اختبر أحواله وأحوال الناس وجد من هذا شيئاً كثيراً.
وبدايةً أيَّها الإخوةُ المؤمنون .. أحسنَ اللهُ عزائي وعزاءكم جميعاً في اِستشهادِ الشيخِ القائدِ البطل: سعيد صِيام وزيرِ الداخليةِ الفلسطينيّ – رحِمهُ اللهُ رحمة واسعة – نحسبُهُ عندَ اللهِ شهيداً ولا نُزكِّي على اللهِ أحداً من خلقِه .. كما أسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ ما بقيَ من قادةِ الجهادِ والقتال في أرضِ غزة ..
أيها الأحبة: لا شكَّ أن ما يحصُلُ من ابتلاءٍ وكربٍ على أهلنا في غزة هوَ أمرٌ مؤلم وواقِعةٌ مُحزنة ..
بيْدَ أنهُ حينَ ينظُرُ المرءُ برويَّة وتريُّث في بواطنِ هذهِ الأحداث ليُدركُ بيقينٍ يصحَبُهُ تفاؤلٌ واستبشار أنَّ اللهَ عز وجل يُخفي في رحِمِ هذهِ المِحنة والمُعاناة ما يكونُ فيهِ الفوزُ والنصرُ والتمكينُ – بإذنِ الله –
أيَّها الكِرام: لقد كشَفت محنةُ غزة الوجهَ القبيحِ للنفاق والفُسوق حينَ يُزمجِرُ ويُزبِدُ في كلِ فتنةِ وبلّيِةٍ تنزلُ بالمؤمنين .. " ليميزَ اللهُ الخبيثَ من الطيِّبِ ويجعلَ الخبيثَ بعضهُ على بعضٍ فيركُمهُ جميعاً فيجعلُهُ في جهنَّم أولئك همُ الخاسرون " و " ما كانَ اللهُ ليَذَرَ المُؤمنينَ على ما أنتم عليهِ حتى يميزَ الخبيثَ من الطيِّب " .. وعن خُرَيْمَ بْنَ فَاتِكٍ الْأَسَدِيَّ قال: " أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ كَيْفَ يَشَاءُ وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمًّا أَوْ غَيْظًا أَوْ حُزْنًا "، انفرد به أحمد وإسناده صحيح موقوف.
يقول ابن القيم - رحمه الله - في كتابه إغاثة اللهفان (2/ 273):
الأصلُ الثامن: أن ابتلاء الله بغلبة عدوِّهم لهم وقهرِهم وكسرِهم لهم أحياناً فيه حكمةٌ عظيمة لا يعلمها على التفصيل إلا الله عز وجل ..
فمنها: استخراج عبوديتهم وذُلِّهم لله وانكسارهم له وافتقارهم إليه وسؤاله نصرهم على أعدائهم، ولو كانوا دائمين منصورين قاهرين غالبين لبطروا وأشروا، ولو كانوا دائماً مقهورين مغلوبين منصوراً عليهم عدوهم لما قامت للدين قائمة، ولا كان للحق دولة، فاقتضت حكمة أحكم الحاكمين، أن صرفهم بين غلبهم تارة، وكونهم مغلوبين تارة، فإذا غُلِبوا تضرعوا إلى ربهم، وأنابوا إليه وخضعوا له وانكسروا له وتابوا إليه، وإذا غَلَبوا أقاموا دينه وشعائره، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وجاهدوا عدوه، ونصروا أولياءه.
ومنها:- أي من الحِكَم- أنهم لو كانوا دائماً منصورين غالبين قاهرين لدخل معهم من ليس قصده الدين، ومتابعة الرسول، فإنه إنما ينضافُ إلى من لهُ الغلبةُ والعزَّة، ولو كانوا مقهورين مغلوبين دائماً لم يدخل معهم أحد فاقتضت الحكمة الإلهية أن كانت لهم الدولة تارة وعليهم تارة، فيتميز بذلك بين من يريد الله ورسوله، ومن ليس له مراد إلا الدنيا والجاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً: التمييز بين الصادق من غيره، من حِكَم ابتلاء الله المؤمنين، تمييز الخبيث من الطيب {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ} [آل عمران:179] هذا هو الأصل {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ} كيف نكتشف إسلام هذا الإنسان إلا بالابتلاءات والفتن والشدائد، هنا يتضح المؤمنون الصادقون، ويتضح المنافقون الذين أصابوا قلوبهم بالخوف، والهلع عند الشدائد والمحن.
وكفى بهذه الحِكَمِ والدلالاتِ نصراً وتأييداً وتمكيناً ..
غيرَ أنَّ المنافقينَ والخونةَ والعُملاءَ على مرِّ العصورِ هم أسبابُ سقوطِ الدولِ وضياعها .. إنهم كالسُّوس ينخرُ في عِظامِ الأمة ويّفُتُّ في عضُدِها ..
بيدَ أنَّ الواقعَ يُبشِّرُ بأكثرَ من ذلك .. فهاهي إسرائيلُ تترنَّح على أرضِ غزة جراءَ ما تواجهُ من مُقاومةٍ باسلة تحرِصُ على الموت وتأبى الدنيَّةَ والذُل .. بلْها تُقدِّمُ قادتها وكُبراءها قبل أفرادها وجنودها .. لتُبيِّن لنا مدى العجز والخور والضعف الذي وصل إليه الكيان الصهيوأمريكي وعملاؤُه في فلسطينَ بشكل خاص وبلادَ العربِ عامة ..
وتأملوا معي يا أحبة هذهِ الآياتِ العظيمات التي وكأنها تنزَّلت اليوم حينَ تُصوِّرُ مِثلَ هذهِ الأحداث العظيمة .. وكفى بكلامِ ربِّنا عِبرةً ومنهاجاً ..
{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ {166} وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ {167} الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {168} وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {170} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ {171} الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ {172} الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {173} فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ {174} إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
إنَ النصرَ والغلبة والتمكين لأهلِ غزة – بإذنِ الله – وإنَّ الذِلَّة والخزي والصغار لمن قاتلهم من الصهاينةِ وعُملائهم وأذنابِهم .. " كتبَ اللهُ لأغلبنَّ أنا ورسُلي " " إنا لننصرُ رُسُلنا والذين آمنوا في الحياةِ الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد " " وإنَّ جُندنا لهمُ الغالبون " " فلا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتمُ الأعلونَ إن كنتم مؤمنين "
أسألُ اللهَ عز وجل أن ينصُرَ دينه .. وأن يُعليَ كلمتهُ .. وصلى اللهُ وسلَّم وباركَ على نبيِّنا مُحمد وعلى آلهِ وصحبه ..
بقلم: عبد الرحمن بن محمد السيد – تبوك
مساء السبت 21/ 1/1430 هـ(/)
وقفة مع المظاهرات - الشيخ عبد المنعم الشحات
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:42]ـ
وقفة مع المظاهرات
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فمن المسائل التي اختلفت حولها الفصائل الإسلامية اختلافاً كبيراً مسألة المظاهرات؛ وذلك راجع إلى كونها وسيلة مستحدثة ليس فيها كلام صريح عن أهل العلم السابقين مما اقتضى شيئاً من النظر والتأمل فيها، هذا ويمكن عرض خلاصة لخلاصة ما ذهب إليه كل فريق فيما يلي:
أولاً: مذهب المانعين كحكم:
ذهب بعض أهل العلم إلى المنع من المظاهرات كحكم شرعي ثابت، واحتجوا على ذلك بدليلين:
الأول: أن وسائل الدعوة توقيفية لا يجوز إحداث وسيلة منها بغير دليل، وهو مسلك يميل إليه الشيخ الألباني -رحمه الله- في كثير من المسائل، ومنها مسألة المظاهرات، ويوافقه عليه كثير من تلامذته.
الثاني: أنها تشبه بالكفار؛ حيث أن هذه الوسيلة من الوسائل التي أخذت عن الغرب.
ثانياً: مذهب المانعين لما فيها من مخالفات ولما يترتب عليها من مفاسد:
ذهب بعض أهل العلم إلى المنع منها؛ لما تشتمل عليه من مخالفات؛ ولما يترتب عليها من مفاسد فمن هذه المخالفات:
1 - السب والشتم سواء للكفار أو لبعض عصاة المسلمين، وهو يخالف سلوك المسلم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
ثم إنه غالباً ما يقابل بسبٍ مثلِه في مظاهرات مضادة أو في وسائل الإعلام، وقد قال -تعالى-: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) (الأنعام:108).
2 - تضمنها شعارات مخالفة للإسلام من حيث الأصل، ولا يجوز إطلاقها؛ مثل الحرية التي تعني عند أصحابها حرية كل طرف منها أن يدافع عن عقيدته بما في ذلك الكفار الأصليين والمرتدين.
3 - وتضمنها إتلاف بعض المال العام الذي هو ملك للمسلمين، وليس ملكاً لمن يتظاهر ضده.
4 - خروج النساء على وجه يخالف القرار في البيت، ويزداد الأمر سوءاً باشتراكهن في ترديد الشعارات، وهن مأمورات بعدم الخضوع بالقول، ومنه رفع الصوت حتى منع العلماء من أذانها بصوت مرتفع في بيتها حتى لا يسمعها سامع، بالإضافة إلى ما في ذلك من تعرضهن للخطر كما سيأتي عند ذكر المفاسد.
5 - تضييع الصلاة في جماعة في كثير من الأحيان.
6 - خروج المظاهرات المشتركة بين الإسلاميين وبعض التيارات السياسية المصادمة للمشروع الإسلامي، والذين قد يكونون في كثير من الأحيان أشد خطراً على الأمة من المنكرات التي يجري التظاهر بسببها مع وصف هؤلاء جميعاً بأوصاف المدح كالشرفاء والقوى الوطنية وغيرها.
وأما المفاسد المترتبة عليها فكثيرة، منها:
1 - اندساس بعض المخربين الذين يتعمدون التخريب، وإن لم يكن داخلاً في حسبان منظمي المظاهرات.
2 - المواجهات التي تتم بين المتظاهرين وقوات الأمن، والتي غالباً ما يجري فيها تبادل تهم بشأن من البادئ بها وبعض هذه المواجهات يصل إلى حد سفك الدماء، ويزداد الأمر سوءاً حال خروج النساء في هذه المظاهرات، وفي أحيان كثيرة يحدث أنواع من كشف العورات، وربما ما هو أكثر من ذلك.
3 - وحتى في حال وجود آلية لقياس المصالح والمفاسد عند القائمين بالمظاهرة، فإنهم لا يستطيعون توجيه كل من استجاب لهم، وكم من مظاهرة انسحب منظموها وبقي المتعاطفون معها في مواجهات لم يوطنوا أنفسهم عليها، ولا يعرفون لها أولاً ولا آخراً؛ مما يبقي مرارة في حلوق هؤلاء من الصحوة الإسلامية ككل.
4 - الثمن الذي يدفعه بعض منظمي هذه المظاهرات حتى ممن احتسب ذلك يمكن توجيهه إلى وجهة أخرى أكثر نفعاً للأمة على المدى القريب أو البعيد.
وأما المجيزون للمظاهرات فقد استدلوا على قولهم بأدلة، منها:
الأول: وجود أدلة تفصيلية على جواز المظاهرات، منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- ما رواه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- فيما كان بين عمر -رضي الله عنه- وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (فقلت يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا قال بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم قال فقلت ففيم الاختفاء والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين حمزة في أحدهما وأنا في الآخر له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد قال فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق وفرق الله به بين الحق والباطل) ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة 6531.
2 - حدوث ذلك من العلماء من خروجهم في تلامذتهم للإنكار على بعض العصاة وعلى بعض الأمراء، كما حدث ذلك من شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن غيره مراراً.
الثاني: استدلوا بأن الأصل في الأشياء الإباحة، وعلى هذا فالمظاهرات مباحة، ثم نقلوها من الإباحة إلى المشروعية بقاعدة "الوسائل لها أحكام المقاصد"، وقد ذكروا للمظاهرات مقاصد شرعية يمكن إجمالها في المقاصد الآتية:
الأول: البيان، من إنكار منكر، أو التذكير بحق إخوة في الدين في بلد آخر أو نحو ذلك.
الثاني: الإعلام، لإرسال رسالة إلى العالم الخارجي بردود الفعل الغاضبة تجاه جرائمهم في حق المسلمين.
الثالث: الضغط، ويعنون به الضغط على الأنظمة الحاكمة لاتخاذ قرار معين في صالح الإسلام، وإرسال رسالة لهم بأن هذا مطلب عام.
وسوف نرتب النظر في المسألة على النحو التالي:
أولاً: النظر في ادعاء وجود أدلة تفصيلية على مشروعية المظاهرات:
1 - ادعاء وجود نص خاص في مسائل المظاهرات فيه نوع كبير من التوسع، لاسيما وأن أثر خروج المسلمين في مكة في صفين يحتاج إلى إثبات صحته قبل اعتماده أحد أدلة الأحكام، ثم إذا صح فغاية ما فيه أنهم خرجوا من دار الأرقم بن أبي الأرقم إلى المسجد، وليس في مكة آنذاك سلطة حاكمة بالمعنى المعاصر، ولم يكن في الأمر تجمهر ولا هتاف، ولا شك أن في قياس المظاهرات المعاصرة على هذه الواقعة توسع كبير، وإلا فأصحاب هذه المظاهرات ينكرون على من يرى أن الاجتماع في المساجد -بل وفي غيرها-، وبيان ما يجب بيانه كافٍ في تحقيق المقاصد التي يقصدون إليها بلا مفاسد.
2 - وكذلك الحال بالنسبة لخروج العلماء في جماعات للإنكار على الولاة أو على العامة، وهي صور تحتاج أيضاً إلى إعمال ضوابط المصلحة والمفسدة،
فحصل من ذلك عدم وجود أدلة تفصيلية تفيد مشروعية المظاهرات.
أولاً: النظر في أدلة القائلين بالمنع ابتداءاً:
1 - أما المنع منها بعلة كونها تشبه بالكفار فغير سديد؛ لأن المظاهرات -إذا لم يوجد مانع شرعي آخر منها- تصنف ضمن الأنظمة الإدارية، التي يمكن الاقتباس فيها من الكفار.
2 - وأما المنع منها بعلة أن وسائل الدعوة غير توقيفية.
فالصواب في هذه المسألة -بإذن الله-: "أن الوسائل لها أحكام المقاصد"، مع ضرورة إضافة قيد في غاية الأهمية لم يذكره العلماء لوضوحه، ولكنه في زماننا يحتاج إلى أن يظهر، وهو قيد الإباحة، فتكون القاعدة: "الوسائل المباحة لها أحكام المقاصد".
وممن نص على أهمية هذا القيد في زماننا العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- حيث يقول: "ليس للوسائل حد شرعي، فكل ما أدى إلى المقصود فهو مقصود، وما لم يكن منهياً عنه بعينه، فإن كان منهياً عنه بعينه فلا تقربه، فلو قال: أنا أريد أن أدعو شخصاً بالغناء والموسيقى لأنه يطرب لها، وليستأنس بها، وربما يكون هذا جذباً له، وأدعوه بالغناء والموسيقى هل يبيح له ذلك؟ لا، لا يجوز أبداً. لكن إذا كانت الوسيلة لم يُنه عنها ولها أثر فهذه لا بأس بها، فالوسائل غير المقاصد، ليس من اللازم أن ينص الشرع على كل وسيلة بعينها، يقول هذه جائزة وهذه غير جائزة، لأن الوسائل لا حصر لها، ولا حد لها، فكل ما كان وسيلة لخير فهو خير" (لقاءات الباب المفتوح 15/ 549).
فإذا تبين عدم وجود دليل تفصيلي، وفى ذات الوقت عدم وجود حاظر يمنع من المسألة كحكم انحصر الأمر في النظر في المخالفات وقياس المصالح والمفاسد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغني عن الذكر أن ما سبق وأسلفناه من المخالفات، ومن المفاسد المترتبة على المظاهرات يكفي بعضها في المنع منها، فكيف بمجموعها؟ بل إن هذه المفاسد يأتي بها المنع من هذه المظاهرات، حتى لو سلمنا لهم أن عليها أدلة تفصيلية؛ لأن غايتها أن تكون إحدى وسائل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، التي تحتاج إلى النظر في المصالح والمفاسد، حتى ولو كان الأصل فيها المشروعية.
فإن قال قائل: ألا يتصور وجود مظاهرات عارية عن هذه المخالفات وعن تلك المفاسد؟
قيل: نعم يتصور، وحينئذ سيكون الحكم الجواز، إلا أننا في المسائل الواقعية نراعي الواقع الذي نعيشه، مع التنبيه على أن هذا من باب الفتوى لا من باب الحكم.
والواقع الذي نعيشه لا نكاد نرى منه مظاهرات عارية عن هذه المخالفات.
وإذا فرضنا جدلاً أن المظاهرات عرت عن المخالفات الاختيارية، فماذا عن المفاسد الاضطرارية التي غالباً ما تؤول إليها كثير من المظاهرات؟
ومع ذلك فنقول إذا (افترض) الخلو من الموانع فالإجابة (المفترضة) آنذاك أنها جائزة.
ومما يعزز اختيار المنع وجود وسائل أخرى تتحقق معها المصالح المرجوة من وراء المظاهرات.
ويتضح ذلك من مراجعة تلك المصالح المرجوة، هذا بعد استبعاد مصلحة الضغط التي لا وجود لها في القاموس السياسي للعالم الثالث، والتي غالباً ما تأتي محاولات الضغط فيها بهذه الصورة إلى نتيجة عكسية.
وأما مصلحة البيان والإعلام فيتحقق بوسائل أخرى لا خلاف على مشروعيتها، منها الكلمة المسموعة والمكتوبة، ففي ذلك فرصة كافية للتوضيح والبيان، بصورة يخاطب القلب والعقل، وتتكون فكرة مستقرة في وجدان المتلقي بخلاف الهتافات الحماسية التي ينطفئ لهبها بمجرد انتهاء المظاهرة، بل ربما شارك المشارك في المظاهرة وهو متلبس بمظهر من مظاهر المعصية كشرب الدخان وتبرج النساء، وربما مرت المظاهرات على جموع من الجالسين على المقاهي وهم مشدودين إلى كراسيهم وأعينهم مسمرة على تلفازهم مما قد ينقل صورة إعلامية سلبية.
نقول هذا مع التسليم بوجود فرق في المساحة الإعلامية بين الخطب والدروس والمحاضرات من جهة وبين المظاهرات من جهة أخرى إلا أن هذا الفرق لا يرقى إلى احتمال المفاسد المترتبة على المظاهرات.
ثم إن الفارق آخذ في التقلص بعد الفضائيات والإنترنت، بحيث أن جمهور الشوارع الذي يراد للمظاهرات أن تصل إليه يصل إليه الإنترنت والفضائيات، مع التركيز والوضوح والبناء كما أسلفنا.
ومن أغرب ما تستمعه من اعتراض على هذا الطرح قول بعض المؤيدين للمظاهرات: أما عندكم غير الكلام؟
وهذا الشعور الذي يتشبع به بعض منظمي المظاهرات من أنهم كأنهم زاحموا المجاهدين كتفاً بكتف لمجرد هتافهم "افتحوا باب الجهاد" (1) يتسرب إلى المشاركين بصورة أو بأخرى، فيحصل لديهم قدر من الشعور بالرضا عن النفس، فلا يحاولون أن يفعلوا شيئاً مما يطالبهم به أصحاب الطرح الآخر من التوبة والرجوع إلى الله، والحرص على معاني الولاء والبراء وإشاعة ذلك في الأمة. وهذه المفسدة تعتبر في حد ذاتها أحد أبرز مفاسد المظاهرات.
إن المظاهرات لا تعدوا أن تكون كلاماً مجتزءاً لا يفيد معنى تاماً، وهو من هذه الحيثية أقل نفعاً من المحاضرات بكثير، فهو كلام قليل النفع، ويبقى نقطة تميزه الرئيسة ليس في كونه ليس بكلام، ولكن في دائرة انتشاره، وقد ذكرنا أن هذه الفائدة لا تقارن بالمفاسد المترتبة عليه، كما أن الفرق بينها وبين الخطبة والدرس في هذا الباب في سبيله إلى التقلص.
ويبقى في هذا الباب نصيحة أخيرة:
وهي أن مسألة المظاهرات ونحوها من المسائل التي نشب الخلاف فيها منذ فترة طويلة، وذهب كل فريق فيها إلى ما يراه، وعلى كل عاقل أن يعرف الحجة الشرعية فيما يعتقد ويعمل، ولا يكتفي بتقليد من يظن بهم الخير، ولكن لا داعي لتحويل كل أزمة عامة من الأزمات التي يلزم فيها توجيه النصح لعموم الأمة، وتثبيت قلوبهم أمام ما يجدون من فتن إلى ساحات جدل "عقيم" بين أبناء الصحوة الإسلامية.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) وممن لفت الانتباه إلى خطورة الحرث في البحر عن طريق المظاهرات التي تطالب بما يوقن منظموها أنه لن يحدث د. عبد العزيز كامل في مقال له على موقع "لواء الشريعة" بعنوان: "يا أصحاب الحجة والبيان ... لا تخطئوا العنوان! ".
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com)
موقع صوت السلف
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم:
بارك الله فيك وجزيت خيرا على حسن اختيارك اذ بمثل هذه البحوث تتحقق الافادة ويعم النفع وان خالفها بعض القراء او ناقشها بعض الطلاب يتحصل من الحوار والاخذ والرد خير كثير
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:57]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي العاصمي و حياك الله و سددك للخير و وفقك لما يحبه و يرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 08:10]ـ
[ size=5] أولاً: النظر في أدلة القائلين بالمنع ابتداءاً:
1 - أما المنع منها بعلة كونها تشبه بالكفار فغير سديد؛ لأن المظاهرات -إذا لم يوجد مانع شرعي آخر منها- تصنف ضمن الأنظمة الإدارية، التي يمكن الاقتباس فيها من الكفار.
2 - وأما المنع منها بعلة أن وسائل الدعوة غير توقيفية.
إلى أن قال كاتب المقال:
فإن قال قائل: ألا يتصور وجود مظاهرات عارية عن هذه المخالفات وعن تلك المفاسد؟
قيل: نعم يتصور، وحينئذ سيكون الحكم الجواز، إلا أننا في المسائل الواقعية نراعي الواقع الذي نعيشه، مع التنبيه على أن هذا من باب الفتوى لا من باب الحكم.
والواقع الذي نعيشه لا نكاد نرى منه مظاهرات عارية عن هذه المخالفات.
وإذا فرضنا جدلاً أن المظاهرات عرت عن المخالفات الاختيارية، فماذا عن المفاسد الاضطرارية التي غالباً ما تؤول إليها كثير من المظاهرات؟
ومع ذلك فنقول إذا (افترض) الخلو من الموانع فالإجابة (المفترضة) آنذاك أنها جائزة.
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يوفق كاتب المقال الفاضل للصواب ـ لأنه بنى حكمه بالمنع على المفاسد المترتبة على المظاهرات ـ وليس على أصل الحكم الشرعي في المظاهرات.
فالأصل في هذه المظاهرات التحريم لأصلين:
[1] التشبه بالكفار
[2] الخروج على ولي الأمر المسلم.
لأن الأصل في ولي أمر المسلمين هو الإسلام.
فكيف نقول أن الخروج بالمظاهرات على ولى الأمر المسلم الأصل فيه الإباحة!!!!
والأدلة من الكتاب والسنة حكمت ببطلان هذا القول من كل وجه.
واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم صريحة و شديدة جداً فيمن يخرج على ولى الأمر المسلم.
فما هو الغرض من الخروج بالمظاهرات على ولي الأمر المسلم؟!
إن كان الغرض هو النصح فهو فعل باطل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
[من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه] صححه الألباني.
إن كان الخروج بالمظاهرات الجماعية على ولي الأمر المسلم الغرض منه هو الإنكار باليد واللسان، فهو فعل باطل لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
[من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية] صحيح مسلم.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [شبراً].
فكيف نقول أن الأصل في الخروج بالمظاهرات على ولي الأمر المسلم هو الإباحة؟!!!
وقوله صلى الله عليه وسلم: [إنها ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان] صحيح مسلم.
وحديث حذيفة: قلت: (يا رسول الله!) فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم، (تسمع وتطيع الأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع) _. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: _ فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة؛ حتى يدركك الموت وأنت على ذلك _. (وفي طريق): _ فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم _. (وفي أخرى): _ فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة، فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فإن لم تر خليفة فاهرب (في الأرض) حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة] صححه الألباني
هل قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كره من أميره شيئاً فليخرج فى جماعات للإنكار عليه؟!!
وهل هناك دليل من الكتاب والسنة على الإنكار على ولي الأمر المسلم في شكل جماعات؟!!!
أتعجب من بعض الأقوال التي تقول أن الأصل فيها الإباحة، مع هذه الأدلة الصريحة الواضحة. التي تمنع حتى من النصح لولي الأمر المسلم على العلانية!!!
وألا يكفي أن أول خروج بالمظاهرات في الإسلام على ولي الأمر المسلم كانت من فعل قتلة الخليفة الراشد: عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: [يا عثمان إن الله عز وجل عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني يا عثمان أن الله عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون وعلى خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني]
وكانت هذه المظاهرات شر وفساد على المسلمين إلى الآن!
قال الله عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 08:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الكريم: صدى الذكريات
وهل يرد هذا الامر ((الخروج على ولي الأمر المسلم)) وقوع ((الاذن)) أم للأمر تفصيل آخر؟
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 10:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل صدى الذكريات، صحة الخروج من عدمه لا تتعلق بدين الحاكم الشخصي و إنما بشرعية حكمه، فرب حاكم مسلم لكنه لا يحكم بشرعة الإسلام و يصرح بأن نظامه علماني و لم نكفر شخصه لعدم استيفاء شروط التكفير.
فالإمامة هي عقد بين الأمة و الحاكم، موضوعه هو سياسة الدنيا بالدين، فأين موضوع العقد هنا؟ (دعك من المملكة، فحالها مخالف لغيرها و يحتاج إلى تفصيل أكثر) لكن أنا أتكلم عن أغلب البلاد العربية و التي تتبرأ فيها الحكومات من قول أنها حكومات دينية (وإن زعمت في الدساتير أنها تستمد بعض الأحكام من الشريعة، فالمرجع هو إلى المجالس التشريعية و التي يسيطرون عليها لتمرر أهواءهم) و تصرح بأنها حكومات مدنية (علمانية).
ثم أنا لم أتكلم عن الخروج بمعنى الاصطدام المباشر المسلح، إنما تكلمت عن المظاهرات وهي لا تصنف ضمن الخروج المسلح لا عند الإسلاميين ولا عند العلمانيين حتى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 10:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يوفق كاتب المقال الفاضل للصواب ـ لأنه بنى حكمه بالمنع على المفاسد المترتبة على المظاهرات ـ وليس على أصل الحكم الشرعي في المظاهرات.
فالأصل في هذه المظاهرات التحريم لأصلين:
[1] التشبه بالكفار
[2] الخروج على ولي الأمر المسلم.
لأن الأصل في ولي أمر المسلمين هو الإسلام.
فكيف نقول أن الخروج بالمظاهرات على ولى الأمر المسلم الأصل فيه الإباحة!!!!
والأدلة من الكتاب والسنة حكمت ببطلان هذا القول من كل وجه.
واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم صريحة و شديدة جداً فيمن يخرج على ولى الأمر المسلم.
فما هو الغرض من الخروج بالمظاهرات على ولي الأمر المسلم؟!
إن كان الغرض هو النصح فهو فعل باطل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
[من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه] صححه الألباني.
إن كان الخروج بالمظاهرات الجماعية على ولي الأمر المسلم الغرض منه هو الإنكار باليد واللسان، فهو فعل باطل لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
[من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية] صحيح مسلم.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [شبراً].
فكيف نقول أن الأصل في الخروج بالمظاهرات على ولي الأمر المسلم هو الإباحة؟!!!
وقوله صلى الله عليه وسلم: [إنها ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان] صحيح مسلم.
وحديث حذيفة: قلت: (يا رسول الله!) فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم، (تسمع وتطيع الأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع) _. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: _ فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة؛ حتى يدركك الموت وأنت على ذلك _. (وفي طريق): _ فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم _. (وفي أخرى): _ فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة، فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فإن لم تر خليفة فاهرب (في الأرض) حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة] صححه الألباني
هل قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كره من أميره شيئاً فليخرج فى جماعات للإنكار عليه؟!!
وهل هناك دليل من الكتاب والسنة على الإنكار على ولي الأمر المسلم في شكل جماعات؟!!!
أتعجب من بعض الأقوال التي تقول أن الأصل فيها الإباحة، مع هذه الأدلة الصريحة الواضحة. التي تمنع حتى من النصح لولي الأمر المسلم على العلانية!!!
وألا يكفي أن أول خروج بالمظاهرات في الإسلام على ولي الأمر المسلم كانت من فعل قتلة الخليفة الراشد: عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: [يا عثمان إن الله عز وجل عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني يا عثمان أن الله عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون وعلى خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني]
وكانت هذه المظاهرات شر وفساد على المسلمين إلى الآن!
قال الله عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً
أما فهمت بعد بأن كثيرا من حكام البلاد المسلمة كفار كفرا أكبر مخرجا من الملة؟
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي أخاك
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 10:43]ـ
رجل من المسلمين
ما كان الرفق في شيء إلا زانه
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 03:40]ـ
للمناقشة و الاستفادة.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 03:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم: صدى الذكريات .. أراك قد استبعدت الاستدلال بقاعدة توقيفية وسائل الدعوة وكأني بك قد وافقت الشيخ فيما يذهب إليه وترى بأن هذا المأخذ ضعيف
فهل ما استنتجته صحيح ام للمسألة وجه آخر عندك؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الكريم: صدى الذكريات
وهل يرد هذا الامر ((الخروج على ولي الأمر المسلم)) وقوع ((الاذن)) أم للأمر تفصيل آخر؟
الأخ الكريم / وفقه الله تعالى لكل خير.
كلامي صريح وواضح، فأنا أتكلم عن الخروج بالمظاهرات على ولي الأمر المسلم.
وعلى فرض سلمك الله تعالى بانتفاء الأصل الثاني وهو الخروج على ولى الأمر المسلم لموافقة ولي الأمر على هذه المظاهرات.
فيبقى الأصل الأول وهو التشبه بالكفار، وتبقى أيضاً المفاسد المترتبة على هذه المظاهرات.
وإن انتفى الأصل الأول أيضاً وهو التشبه بالكفار في نظر المخالف [الذي هو بالطبع مخالف للصواب]ـ فتبقى المفاسد المترتبة على هذه المظاهرات التي ذكرها الكاتب الفاضل للمقال، فيكون الخروج في هذه المظاهرات غير جائز حتى وإن أمر بها ولى الأمر المسلم أو وافق عليها لأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل صدى الذكريات، صحة الخروج من عدمه لا تتعلق بدين الحاكم الشخصي و إنما بشرعية حكمه، فرب حاكم مسلم لكنه لا يحكم بشرعة الإسلام و يصرح بأن نظامه علماني و لم نكفر شخصه لعدم استيفاء شروط التكفير.
فالإمامة هي عقد بين الأمة و الحاكم، موضوعه هو سياسة الدنيا بالدين، فأين موضوع العقد هنا؟ (دعك من المملكة، فحالها مخالف لغيرها و يحتاج إلى تفصيل أكثر) لكن أنا أتكلم عن أغلب البلاد العربية و التي تتبرأ فيها الحكومات من قول أنها حكومات دينية (وإن زعمت في الدساتير أنها تستمد بعض الأحكام من الشريعة، فالمرجع هو إلى المجالس التشريعية و التي يسيطرون عليها لتمرر أهواءهم) و تصرح بأنها حكومات مدنية (علمانية).
ثم أنا لم أتكلم عن الخروج بمعنى الاصطدام المباشر المسلح، إنما تكلمت عن المظاهرات وهي لا تصنف ضمن الخروج المسلح لا عند الإسلاميين ولا عند العلمانيين حتى ..
الأخ الكريم / سلمك الله تعالى.
نحن نتكلم عن حكم المظاهرات في الإسلام سواء كانت في القرون المفضلة، أو في هذه القرون.
والمسألة لا تتعلق بحكام اليوم فقط.
مثال بسيط: إن قامت جماعات من الرعاع بمظاهرة في عهد أمير المؤمنين: عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى لنظرة ظالمة جائرة منهم تجاه حكم أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، فهل سنقول أن الأصل في الخروج بالمظاهرات على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز هو الإباحة!!
فالمسألة تتعلق بولي الأمر المسلم بغض النظر إن كان عادل أو جائر.
وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التعامل مع الأمير الجائر وقد ذكرت بعض الأحاديث على ذلك، فما حيلتي إلا أن أقول سمعت وأطعت للنبي صلى الله عليه وسلم؟
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: من كره من أميره شيئاً فليصبر؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 09:08]ـ
الأخ الكريم / وفقه الله تعالى لكل خير.
كلامي صريح وواضح، فأنا أتكلم عن الخروج بالمظاهرات على ولي الأمر المسلم.
وعلى فرض سلمك الله تعالى بانتفاء الأصل الثاني وهو الخروج على ولى الأمر المسلم لموافقة ولي الأمر على هذه المظاهرات.
فيبقى الأصل الأول وهو التشبه بالكفار، وتبقى أيضاً المفاسد المترتبة على هذه المظاهرات.
وإن انتفى الأصل الأول أيضاً وهو التشبه بالكفار في نظر المخالف [الذي هو بالطبع مخالف للصواب]ـ فتبقى المفاسد المترتبة على هذه المظاهرات التي ذكرها الكاتب الفاضل للمقال، فيكون الخروج في هذه المظاهرات غير جائز حتى وإن أمر بها ولى الأمر المسلم أو وافق عليها لأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الله عز وجل.
أخي الكريم: جزيت خيرا .. ولكن ما الدليل على ان الامر لا يعد خروجا مع وقوع ((الاذن)) من ((ولي الامر)) اذ بعض طلاب العلم يعده خروجا سواء تعلق الامر ب ((إذن)) ولي الامر ام لم يتعلق به وينسب هذا القول للشيخ ابن عثيمين .. فما قولك؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 09:14]ـ
أما فهمت بعد بأن كثيرا من حكام البلاد المسلمة كفار كفرا أكبر مخرجا من الملة؟
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي أخاك
أولاً / جزاك الله كل خير للدعاء، وأسأل الله العظيم أن يوفقك لكل خير، وان يبعد عنك وعن اهلك أى مرض أو سوء.
ثانياً / الكلام على حكم الخروج بالمظاهرات على ولي الأمر المسلم في كل العصور، في القرون المفضلة وفي غيرها.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 09:51]ـ
بالنسبة للمفاسد التي ذكرها الشيخ عبد المنعم فأقول:
أما المفاسد من (2 - 5) فلا علاقة لها بالموضوع؛ إذ إنها قد توجد في أي فعالية أخرى كندوة أو محاضرة أو دورة رياضية ..... إلخ
أما المفسدة الأولى فإنه يجوز السب أحيانًا لمن استحق ذلك، والقارىء للسير يعلم صحة ذلك، وراجعوا ما قاله أبوبكر رضي الله عنه يوم الحديبية .... إلخ
أما المفسدة السادسة فليست مفسدة أيضًا بل قد تكون مصلحة، فكون المتظاهرين استطاعوا أن يسحبوا بعض المخالفين لصالح القضية شيء إيجابي، والتعاون مع الكفار وأهل البدع مشروع إذا كان على شيء مشروع، كفكرة حلف الفضول مثلًا.
وقد أفتت اللجنة الدائمة بالسعودية بجواز التعاون مع الكافر إذا كان التعاون على شيء مشروع.
وأكبر ما يستدل به على نفع المظاهرات مطالبة قادة الجهاد بها، فلقد سمعنا الشيخ ياسين والدكتور الرنتيسي والأستاذ الزهار والأستاذ مشعل ... إلخ
يطالبون بها، بل وقال أحدهم - وسمعتها منه بأذني - إن فرحنا بمظاهرة تخرج كفرحنا بعملية استشهادية.
وأما المفاسد التي ذكر الشيخ أنها تترتب على المظاهرات فأقول:
لقد قام الإخوان المسلموم في مصر بعمل آلاف المظاهرات في تاريخهم لعل المظهاهرات التي نتج عنها هذا الفساد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
فهنا لا يمكن استخدام القاعدة الشرعية " درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة" إذ إن المصلحة أكثر بكثير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم سلمة الأثرية]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 11:05]ـ
==============================
قال الأخ: العاصمي من الجزائر
بعض طلاب العلم يعده خروجا سواء تعلق الامر بـ ((إذن)) ولي الامر أم لم يتعلق به وينسب هذا القول للشيخ ابن عثيمين
==============================
هل مِنْ توثيق بارك الله فيكم لهذه النسبة لمَنْ يعلم بهذا القول للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى، للضرورة؟!!
وجزاكم الله خيرا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 07:18]ـ
==============================
قال الأخ: العاصمي من الجزائر
بعض طلاب العلم يعده خروجا سواء تعلق الامر بـ ((إذن)) ولي الامر أم لم يتعلق به وينسب هذا القول للشيخ ابن عثيمين
==============================
هل مِنْ توثيق بارك الله فيكم لهذه النسبة لمَنْ يعلم بهذا القول للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى، للضرورة؟!!
وجزاكم الله خيرا
أختي الفاضلة: جاء هذا في فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من سلسلة لقاء الباب المفتوح إذ يقول السائل:
السؤال: بالنسبة إذا كان حاكم يحكم بغير ما أنزل الله ثم سمح لبعض الناس أن يعملوا مظاهرة تسمى عصامية مع ضوابط يضعها الحاكم نفسه ويمضي هؤلاء الناس على هذا الفعل، وإذا أنكر عليهم هذا الفعل قالوا: نحن ما عارضنا الحاكم ونفعل برأي الحاكم، هل يجوز هذا شرعاً مع وجود مخالفة النص؟
الجواب: عليك باتباع السلف، إن كان هذا موجوداً عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر، ولا شك أن المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء؛ إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان؛ لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل، فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن. وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقول: ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف.
لقاء الباب المفتوح .. العلامة بن عثيمين ... الوجه الأول
إلا أن الشيخ رحمه الله أضاف تفصيلا جديدا على الوجه الثاني وقد فرق فيه بين بلاد الغرب وبلاد الاسلام وقد حكم على صورة خاصة من المظاهرات بأنها قد تكون وسيلة لغيرها وعلق الأمر بالموازنة بين مصالحها ومفاسدها والله أعلم
والتفريغ غير مضبوط تماما وهومنقول عن احد المواقع وما نشرته حتى تأكدت من أصله على موقع الشيخ رحمه الله
الرابط على موقع الشيخ
الوجه الأول:
http://www.ibnothaimeen.com/all/sound/article_16128.shtml
الوجه الثاني:
http://www.ibnothaimeen.com/all/sound/article_16212.shtml
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 10:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أحيي أخي الكريم محمد العبادي و جزاه الله خيرا أن شرفني في هذا الموضوع بمشاركته و يعلم الله أني أحبه في الله و أسأل الله تعالى أن يجمعنا في الجنة.
قبل ان أناقش كلامك يا أخي محمد أهنئك على زواجك و أسأل الله عز و جل أن يقر عينك بأهلك و وذريتك، و سامحني إن جائت متأخرة لكني لم أقدر على ذلك إلا الآن.
واسمح لي أن أجيب على أخي صدى الذكريات أولا:
نحن نتكلم عن حكم المظاهرات في الإسلام سواء كانت في القرون المفضلة، أو في هذه القرون.
والمسألة لا تتعلق بحكام اليوم فقط.
مثال بسيط: إن قامت جماعات من الرعاع بمظاهرة في عهد أمير المؤمنين: عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى لنظرة ظالمة جائرة منهم تجاه حكم أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، فهل سنقول أن الأصل في الخروج بالمظاهرات على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز هو الإباحة!!
فالمسألة تتعلق بولي الأمر المسلم بغض النظر إن كان عادل أو جائر.
وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التعامل مع الأمير الجائر وقد ذكرت بعض الأحاديث على ذلك، فما حيلتي إلا أن أقول سمعت وأطعت للنبي صلى الله عليه وسلم؟
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: من كره من أميره شيئاً فليصبر؟
يا أخي الكريم نحن نتكلم عن حكومات تصرح أنها مدنية و تتبرأ من أنها حكومات دينية، فليست لها ولايات شرعية أصلا ..
ثم نتنزل .. إن كانوا ولاة شرعيين، فهم جائرون، لاشك في سقوط عدالتهم ..
و مدار مسألة الخروج على الأئمة إذا جاروا هو المصلحة والمفسدة، والقدرة والعجز، وإذا كان الإمام غير عدل فلا يجوز له أن يقاتل من خرج عليه حتى يزيل المظلمة التي ذكرها إن كانت حقاً، فإن أصر على الخروج والمخالفة بعد إزالة المنكر الذي نقمه فله أن يقاتله، لأن الله -تعالى- قال: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات: 9).
فالواجب أولاً هو الإصلاح وهو فعل الصلاح، فيلزم الإمام أولاً فعل الصلاح وترك الفساد، أما أن يصر على مقاتلتهم مع استمراره على فعل الفساد فهذا لا يباح شرعاً، وإن كان فساده لا يبيح الخروج عليه لما فيه من المفاسد، ولذا قال الإمام مالك فيمن خرج على إمام ظالم: "دعه ينتقم الله من ظالم بظالم ثم ينتقم منهما جميعاً"
روى عيسى عن ابن القاسم عن مالك رضي الله تعالى عنهم إن كان مثل عمر بن عبد العزيز وجب على الناس الذب عنه والقيام معه، وإلا فلا ودعه، وما يراد منه ينتقم الله تعالى من ظالم بظالم ثم ينتقم من كليهما. [منح الجليل شرح مختصر خليل - محمد بن أحمد عليش].
وإلا ففسر لي فعل الحسين رضي الله عنه؟ و هل أخطأ إلا في قياس المفسدة فقط و ظن القدرة على إزالة المنكر أم خالف النصوص الصريحة و فعل فعل الخوارج؟ وهل هو مجتهد له أجر واحد أم مبطل و فعل الضلال و العياذ بالله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:04]ـ
أخي الكريم: جزيت خيرا .. ولكن ما الدليل على ان الامر لا يعد خروجا مع وقوع ((الاذن)) من ((ولي الامر)) اذ بعض طلاب العلم يعده خروجا سواء تعلق الامر ب ((إذن)) ولي الامر ام لم يتعلق به وينسب هذا القول للشيخ ابن عثيمين .. فما قولك؟
أخي الكريم: لا تطلب مني الدليل ـ لأنني لم أقر بذلك أصلاً ولم أنكره، أنا قلت لك: [وعلى فرض سلمك الله تعالى بانتفاء الأصل الثاني وهو الخروج على ولى الأمر المسلم لموافقة ولي الأمر على هذه المظاهرات، فيبقى الأصل الأول وهو التشبه بالكفار، وتبقى أيضاً المفاسد المترتبة على هذه المظاهرات] فما ذكرته قصدت منه التسليم للمخالف بصحة هذا القول كما يقول، بغض النظر عن صحته فعلاً أو بطلانه لعلمي أنه هناك أصل آخر ومفاسد تمنعه.
وأرجوا منك أن تعيد قراءة فتوى العلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى، التي نقلتها أنت بنفسك لترى لأن العلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى، لم يتكلم عن أصل الخروج على ولي الأمر في هذه الفتوى، ولكن عن المفاسد المترتبة على المظاهرات!!
ولو تأملت ما ذكرته من قولي: [وإن انتفى الأصل الأول أيضاً وهو التشبه بالكفار في نظر المخالف [الذي هو بالطبع مخالف للصواب]ـ فتبقى المفاسد المترتبة على هذه المظاهرات التي ذكرها الكاتب الفاضل للمقال، فيكون الخروج في هذه المظاهرات غير جائز حتى وإن أمر بها ولى الأمر المسلم أو وافق عليها لأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الله عز وجل] انتهى.
لعلمت أنه موافق لفتوى العلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى حيث قال: [ولا شك أن المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء؛ إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان؛ لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل، فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن. وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقول: ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف].
والخلاصة يا أخي الكريم: أن الأصل في الخروج بالمظاهرات على ولي الأمر المسلم هو التحريم، ومن قال بأن الأصل في الخروج بالمظاهرات على ولي الأمر المسلم هو الإباحة فقوله باطل، ومخالف للحق المبين.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 11:42]ـ
إعادة:
يا أخي الكريم نحن نتكلم عن حكومات تصرح أنها مدنية و تتبرأ من أنها حكومات دينية، فليست لها ولايات شرعية أصلا ..
ثم نتنزل .. إن كانوا ولاة شرعيين، فهم جائرون، لاشك في سقوط عدالتهم ..
و مدار مسألة الخروج على الأئمة إذا جاروا هو المصلحة والمفسدة، والقدرة والعجز، وإذا كان الإمام غير عدل فلا يجوز له أن يقاتل من خرج عليه حتى يزيل المظلمة التي ذكرها إن كانت حقاً، فإن أصر على الخروج والمخالفة بعد إزالة المنكر الذي نقمه فله أن يقاتله، لأن الله -تعالى- قال: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات: 9).
فالواجب أولاً هو الإصلاح وهو فعل الصلاح، فيلزم الإمام أولاً فعل الصلاح وترك الفساد، أما أن يصر على مقاتلتهم مع استمراره على فعل الفساد فهذا لا يباح شرعاً، وإن كان فساده لا يبيح الخروج عليه لما فيه من المفاسد، ولذا قال الإمام مالك فيمن خرج على إمام ظالم: "دعه ينتقم الله من ظالم بظالم ثم ينتقم منهما جميعاً"
روى عيسى عن ابن القاسم عن مالك رضي الله تعالى عنهم إن كان مثل عمر بن عبد العزيز وجب على الناس الذب عنه والقيام معه، وإلا فلا ودعه، وما يراد منه ينتقم الله تعالى من ظالم بظالم ثم ينتقم من كليهما. [منح الجليل شرح مختصر خليل - محمد بن أحمد عليش].
وإلا ففسر لي فعل الحسين رضي الله عنه؟ و هل أخطأ إلا في قياس المفسدة فقط و ظن القدرة على إزالة المنكر أم خالف النصوص الصريحة و فعل فعل الخوارج؟ وهل هو مجتهد له أجر واحد أم مبطل و فعل الضلال و العياذ بالله؟(/)
المرابطون في غزة: رأينا آيات الله
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:48]ـ
المرابطون في غزة: رأينا آيات الله
بقلم - شيماء مصطفى
ساعات الليل تطول مثقلة ببرودتها القاسية عليهم، وهم يتربصون في مكامنهم بانتظار فرصة سانحة للهجوم .. الدبابات رابضة أمامهم كوحوش أسطورية في الظلام .. ترتفع الأكف في ضراعة متوجهة للسماء "اللهم أنزل الغيث، وحرك الريح، وانشر الضباب، وثبت جندك، واهزم أعداءك .. " .. وتنهمر الدموع من أعين طالما أطلقت نظراتها نارا تشعل الخوف في قلوب الأعداء، وتهتز من البكاء خشوعا أجساد لطالما كانت راسخة أمام الآليات والمجنزرات، فتتصل الأرض بالسماء، ويستجاب الدعاء.
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/aOl85632.jpg
أبو عبيدة أحد قادة المقاومة الميدانية شرق حي الزيتون في مدينة غزة قال لـ"إسلام أون لاين. نت": "كنت ومجموعة من المرابطين ننتظر فرصة مناسبة للدخول على الدبابات، وأخذنا ندعو الله أن يهيئ لنا أمرنا، وينزل علينا جندا من السماء يؤازروننا، وفجأة وبدون أي مقدمات نزل ضباب كثيف على المنطقة التي كنا فيها".
وأردف أبو عبيدة وقد تهدج صوته من أثر الانفعال: "وبعد نزول الضباب استطعنا الدخول بين عشرات الدبابات وزرع العبوات الناسفة قربها والانسحاب بسلام دون أن ترصدنا طائرات الاستطلاع التي تملأ الجو، وتحول الظلام الحالك إلى ضوء نهار، ودون أن يلمحنا أحد من جنود العدو المحتشدين حول الدبابات".
وعلامات النصر تبدو على وجهه أضاف: "استطعنا تفجير كل العبوات الناسفة في الدبابات الموجودة، ومجموعة من جنود فرق الاحتلال الراجلة، وقُتل خلال ذلك أكثر من خمسة جنود وجُرح العشرات".
وبينما طائرات الاحتلال الإسرائيلي تحوم ناشرة الموت في سماء غزة، وينهمر قصفها متحدا مع قذائف الآليات البرية والزوارق الحربية؛ لتحول ليل القطاع إلى جحيم، انهمرت الأمطار بشدة على المناطق الحدودية لمدينة غزة دون غيرها من المناطق الأخرى، والتي تتوغل بها قوات الاحتلال البرية؛ مما أعاق تقدمها، وحال دون توغلها في المناطق السكنية، بينما تعطلت الطائرات لساعات عن رصد حركة المقاومين؛ مما منحهم فرصة لحرية التنقل، ونصب الكمائن للقوات المتوغلة.
بركة الجهاد
المنتصر بالله مصطفى، والقاطن على شاطئ بحر غزة، تحاصره من الجو الطائرات، والدبابات لا تبعد عن بيتهم سوى كيلو متر واحد، والبوارج البحرية لا تفتأ قذائفها تنهال على كل متحرك على الشاطئ، كانت بطارية هاتفه المحمول فارغة حين استعان به أحد المرابطين المنتشرين في الجوار، فكانت المفاجأة ..
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/88785863.jpg
الضباب جند من جنود الله في مقاومة العدوان
مرددا "سبحان الله" في تعجب لم يفارقه بعد أن قال المنتصر بالله لـ"إسلام أون لاين. نت": "بطارية هاتفي المحمول كانت فارغة تماما، والكهرباء مقطوعة عن المنزل؛ بسبب الحصار الجائر من قبل العدوان الإسرائيلي الأخير .. أحد المرابطين بجوار البيت طلب هاتفي لاستخدامه فقلت له إنه لن يكفيه لكلمة واحدة .. فالبطارية أعلنت نفادها".
وعلامات الدهشة على وجهه تابع: "وما إن أمسك المرابط الهاتف بيده حتى امتلأت البطارية كأنما أضعها على الشاحن منذ أيام، وتحدث من خلاله، واستخدمت الهاتف من بعده لعدة أيام أخر .. سبحان الله .. تلك هي آيات الرباط والجهاد والنصر إن شاء الله، فالله ينزل ملائكته على المجاهدين في سبيله لينصرهم ويثبت خطاهم".
أما أبو مجاهد المرابط على ثغور شمال مدينة غزة، فقال: "كنت أرصد حركة الدبابات على حدود المدينة، ولم يكن أحد حولي، فإذا بي أسمع صوتا يسبح ويذكر الله ويستغفر .. حاولت مرارًا أن أتأكد من الصوت، ولكنه بالتأكيد لم يكن صادرًا إلا من الحجارة والرمل التي لم يكن سواها حولي في هذا الخلاء".
محمود الريفي واحد من مجموعات "الاستشهاديون الأشباح" رابط ليومين كاملين في مكمنه، يقتات على بعض التمر والماء وبيمينه سلاحه، وعن يساره جهازه اللاسلكي ليتواصل مع رفاقه وقيادته، وينتظر ملاقاة العدو على أحر من الجمر، لسانه يلهج بالدعاء أن يمن الله عليه بالتمكين من جنود الاحتلال الإسرائيلي وإصابتهم في مقتل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخيرا بعد 48 ساعة من الانتظار وحيدا في خندق لا تزيد مساحته على المترين، استطاع الريفي الالتفاف حول مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي على جبل الريس شرق مدينة غزة، واشتبك معهم وحده، وهو لا يحمل سوى قطعة سلاح واحدة، فقتل اثنين منهم وجرح آخرين .. "، بحسب أحد القادة الميدانيين بكتائب القسام.
وأضاف القائد القسامي: "كما أسر الريفي جنديا حمله على كتفيه وأسرع عائدا إلى مكمنه إلا أن طائرات الاستطلاع أطلقت عليه صاروخا أرداه هو والجندي الإسرائيلي، وخلال قتال الريفي معهم أصابهم الرعب وراحوا يبكون ويصرخون وهم يتخبطون فيما بينهم وكأن الملائكة تكبلهم".
المقاومة بسهام الليل
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/RHi86147.jpg
فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون
"اللهم افتح للمجاهدين الأبواب، وأزل عنهم الصعاب، واصرف عنهم كيد الذئاب، وكل منافقٍ وكذاب .. اللهم اجمع حولهم القلوب والرقاب، بقوتك يا رب يا وهاب .. اللهم اربط على قلوبهم وثبت أقدامهم، وسدد رميهم وصوب رأيهم واجعل لهم من كل ضيق فرجا ... ".
متدثرين بالثرى ملتحفين برد الشتاء، وقد تصدعت الجدران، وتحطمت الشرفات من قصف جنوني لا يتوقف، يتهجد أهل غزة في ظلمة الليل وقلوبهم تلهج بالدعاء للمقاومين.
وفي صدور الشيوخ والأطفال والنساء والمصابين منهم، يتردد حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم لأصحابه في غزوة تبوك (إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: نعم؛ حبسهم العذر).
وأمام ناظريهم ينعقد الأمل واليقين بالله ولسان حالهم يقول:
وإني لأدعو الله حتى كأنني ... أرى بجميل الظن ما الله صانع
عائلة أبو الوليد مُراد تقضي ليلتها في الدعاء والاستغفار، وقد أنساهم القصف الإسرائيلي المتواصل معنى النوم، ويقول أبو الوليد لـ"إسلام أون لاين. نت": "كل مساء أجمع أسرتي صغارا وكبارا ونبدأ بقيام الليل وندعو للمجاهدين أن ينصرهم الله ويثبت أقدامهم .. ليس لنا سوى الدعاء .. أولادنا يقاومون في ساحة المعركة بأسلحتهم، ونحن نقاوم باللجوء لله وبسلاح الدعاء .. سهام الليل".
أم محمد يوسف كل ليلة تستيقظ من نومها عدة مرات على صوت الصواريخ وقذائف المدفعية ولسانها يُرتل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ}، كما روت لإسلام أون لاين. نت.
وتضيف قائلة: "إن الله سيحمي المجاهدين وينزل على عدوهم جندا كطير الأبابيل والمطر والضباب، وسيعمي العدو عنهم، وسيرد كيدهم إلى نحورهم ويدمرهم تدميرا".
وبعيونٍ دامعة أردفت: "أولادي يخرجون كل ليلة للرباط على الثغور .. أقوم الليل وأدعو بأن يحميهم الله ويسدد رميهم .. لن يأتينا النصر سوى بالصبر والصمود .. فهو ليس سوى صبر ساعة".
أم سمير غزال، والدة أحد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قالت بدورها: "الحمد لله على كل حال وأي حال، الله لا يبتلي إلا عبده المؤمن، أنا فقدت ابني، ولكن هناك من فقدوا كل أبنائهم وتشردت عائلتهم، أحتسب مصيبتي عند الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
وعلامات الصبر على وجهها تابعت: "أبناؤنا شهداء يمرحون في جنات الخلد .. ولعل ولدي يشفع لي يوم القيامة وأرافقه في الجنة، عندما علمت بنبأ استشهاده حمدت الله وسجدت له شكرا؛ لأنه أعطاه أعلى منزلة في الجنة".
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/nvl86305.jpg
المصاحف لم تتأثر بهدم المساجد
أما أبو عاهد إمام مسجد النور في حي الشيخ رضوان الذي قصفته طائرات العدو بعدة صواريخ قال لـ" إسلام أون لاين. نت": "قصف المسجد بثلاثة صواريخ .. دمرت المسجد بالكامل، ولم يبق حجر على حجر .. إلا أن المصاحف بقيت كما هي، ولم يمسسها شيء .. سبحان الله .. تلك هي رعايته وعظمته".
وبعيون واثقة بنصر الله أضاف "وجدنا بعض المصاحف مفتوحة على آيات النصر والصبر مثل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
المصدر:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1231760481731&pagename=Zone-Arabic-Tazkia%2FTZALayout
ـ[المخضرمون]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 11:52]ـ
الله أكبر ..
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 01:09]ـ
الله أكبر الله أكبريا أبطال غزة
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 01:32]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
نصر الله المجاهدين00وثبت أقدامهم00وزلزل الأرض تحت أقدام اليهود المجرمين00واعذورنا با أبطال الإسلام فو الله لم يحل بيننا وبين نصرتكم إلاَّ هؤلاء الخونة الأرذال الذين فرضوا عليكم هذا الحصار الظالم00والله يشهد كم زرفنا الدموع تحرقاً لنصرتكم0
رحم الله من سقط منكم شهيداً00وعافى الله جريحكم00وسدد الله رميكم00وشتت رمي عدوكم00اللهم آمين00اللهم آمين00اللهم آمين00
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 01:39]ـ
اللهم انصرهم وثبتهم
جزاك الله خيرا.
ـ[المحدثة]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 10:47]ـ
اللهم افتح للمجاهدين الأبواب، وأزل عنهم الصعاب، واصرف عنهم كيد الذئاب، وكل منافقٍ وكذاب .. اللهم اجمع حولهم القلوب والرقاب، بقوتك يا رب يا وهاب .. اللهم اربط على قلوبهم وثبت أقدامهم، وسدد رميهم وصوب رأيهم واجعل لهم من كل ضيق فرجا ... ".امين
ـ[بن نعمان]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 03:26]ـ
سبحان الله
نصر الله المجاهدين في كل مكان(/)
مظاهرة اليهود على اشراف الامة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 06:27]ـ
حماس تؤكد تورط السلطة في الحرب على غزة
رسالة الإسلام ـ وكالات
السبت 20 محرم 1430 الموافق 17 يناير 2009
أكد الدكتور صلاح البردويل، النائب في المجلس التشريعي عن كتلة "حماس" ورئيس وفد الحركة إلى القاهرة، أن محمود عباس متورط بشكل أساسي في اغتيال سعيد صيام والمشاركة في الحرب على غزة وإطباق الحصار على قطاع غزة.
وقال البردويل في تصريح خاص أدلى به لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "إن عباس شارك في المعركة الأخيرة بعناصره الموجودة في غزة الذين كانوا يدلون على بيوت حماس، وأبو مازن متهم بأنه مشارك في المعركة على الفلسطينيين عن طريق عملائه، وهو متورط بلا أدنى شك في اغتيال صيام وضبطنا مع العملاء قبل المعركة ومعهم رسومات كروكية لبيوت "حماس" ومواقع الأنفاق لدى حماس ومكان تخزين السلاح واعترفوا لنا أن تلك المعلومات طلبت منهم من سلطة رام الله، وحددوا لنا أسماء الأشخاص التي سيرسل لها المعلومات وهم من ثم يسلمونها "لإسرائيل" لتقوم الأخيرة بضرب أهدافنا وذلك عبر الاتفاق الأمني بين أو مازن وإسرائيل؛ فإن أبو مازن ليس طرفاً محايداً ولكنه طرف مشارك في الحرب على غزة".
وأضاف: "ما يحدث هو دليل نجاح، واغتيال القادة سيكون لطمة في وجه كل من حاول أن يشوه حماس ويقول أن قادتها تختبئ في الجحور ولو أن القادة يختبئون في الجحور لما استشهد الكثير منهم مثل نزار ريان وسعيد صيام وإسماعيل الجعفري قائد الأمن والحماية في الحركة وتوفيق جبر مدير الشرطة، فكلهم استشهدوا مع شعبهم، و"حماس" لم تتعود أن تهزم لقتل قائد أو غيره فهي حركة واسعة وقيادتها لا تستطيع أن تقضى عليها الهجمات الصهيونية، فالحركة وراءها آلاف مؤلفة، ورغم الألم الذي يعتصر قلوبنا حين يستشهد منا قائد فهو خسارة لنا ولكن ليس خسارة على الجنة، خاصة أنه نذر نفسه لهذا الهدف وهو سيشكل نموذجاً لكل الأمة العربية بروحه وشهادته، وحماس تعوض قادتها فهي لديها مخزون من القادة، فإذا استشهد أحدهم خرج ألف منهم، فالحمد لله الحركة متحدة في قادتها مثل القادة المؤسسون".
وحول مدى إمكانية إلزام مصر للكيان الصهيوني بالقبول بالمبادرة المصرية؛ أكد البردويل أن مصر "ليست لديها القدرة على ممارسة الضغط على إسرائيل؛ وكل ما تملكه مصر هو محاولة تسويق مبادرتها لدى إسرائيل"، مؤكداً على أن "الاستمرار في الحرب والمقاومة هو خيار الحركة الوحيد في حال رفض إسرائيل للعروض المصرية".
وعن تقييمه للدور المصري منذ بدء العدوان حتى الآن قال البردويل: "نحن نظر إلى الدور المصري من زاويتين الزاوية الأولى أن مصر تريد أن توقف العدوان لأنه موقف محرج لها ومؤلم بالنسبة لشعبها، خاصة أن هناك وحدة بين الشعب الفلسطيني والمصري، أما الزاوية الثانية فهي أن مصر تعيش شبكة معقدة منذ فترة مع الكيان الصهيوني ولها علاقات مميزة مع الصهاينة ولا تستطيع أن تتخذ قرارات جريئة كطرد سفير "إسرائيل" أو غير ذلك".
المصدر:
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=122&aid=6827(/)
مساجد غزة لا بواكي لها!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 09:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" مساجد غزة لا بواكي لها! "
(ثم سرنا حتى وصلنا إلى مدينة غزة، وهي أول بلاد الشام مما يلي مصر، متسقة الأقطار، كثيرة العمار، حسنة الأسواق، بها المساجد العديدة، والأسوار عليها. وكان بها جامع حسن، والمسجد الذي تقام الآن به الجمعة فيها؛ بناه الأمير المعظم الجاولي، وهو أنيق البناء، محكم الصنعة، ومنبره من الرخام الأبيض)، هذا ما قاله الرحالة الشهير ابن بطوطة في " رحلته " (ص 41) لما مر بمدينة غزة وأعجب بمساجدها الكثيرة، ولا أدري ما سيقوله لو رأى المدينة الآن بعد عدوان مجرمي اليهود عليها، وقد هدموا أكثر من 50 مسجدا!، في ظل صمت حكام العرب والمسلمين؟!!، والله المستعان.
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة * حتى المنابر ترثي وهي عيدان
يا غافلاً وله في الدهر موعظة * إن كنت في سنة فالدهر يقظان
تلكَ المصيبةُ أنْسَتْ ما تَقَدَّمَها * ومالها من طوال الدهر نسيان
أَعندكُم نبأ من أهل (بغزة) * فقد سرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بنا المستضعفونَ وهُم * قَتلى و (جرحى) فما يهتز إنسان
لماذا التقاطع في الإسلامِ بينكم * وأنتم يا عباد الله إخوان
لمثلِ هذا يبكي القلب من كمد * إن كان في القَلب إسلام وإيمان
وبعد، فهذه إضاءات وبصائر أضعها بين إخواني حتى نستلهم العبر ونستخلص الدروس مما تمر به أمتنا من فتن وأزمات؛ ومن ذلكم تدمير المساجد وقصفها، والله الموفق.
1 - العدو بفعله المشين هذا يكشف عن خبث طويته، ويفصح عن مخبوء مكره، فهو لا يدمر في المساجد البناء والجدران، وإنما قصده تعطيلها من إقامة الصلوات ورفع الدعوات وترتيل آي القرآن، وهيهات له ذلك، فأعداد المصلين في ازدياد ولله الحمد، بل لو دمروا المساجد عن آخرها فالمسلمون شعارهم قول نبيهم - صلى الله عليه وسلم -: " وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا " [متفق عليه].
2 - بين إعمارالمساجد والنصر على الأعداء علاقة وطيدة، كما دلت نصوص الشرع العديدة، فكلاهما باب من أبواب الجنة، ولن يثبت في حراسة الثغور إلا من عمر المساجد بالذكر والعلم، والجهاد لم يشرع إلا لإعلاء ذكر الله وإقامة الصلاة في الأرض، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الجنة تحت ضلال السيوف " [رواه مسلم]، وقال - صلى الله عليه وسلم - أيضا: "جاهدوا في سبيل الله؛ فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة، ينجي الله به من الغم والهم " [رواه أحمد].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا "، قال الصحابة: وما رياض الجنة؟ قال: " حلق الذكر " [رواه أحمد]، ومن أعظم الذكر تعليم القرآن وتحفيظه والدعاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (" فقوام الدين بالكتاب الهادي والسيف الناصر، " وكفى بربك هاديا ونصيرا " [الفرقان: 31]، والكتاب هو الأصل)، " مجموع الفتاوى " (28/ 234).
إذا علم هذا فلن يرابط في الثغور ويجاهد في سبيل الله إلا من رابط في بيوت الله وجاهد نفسه على ارتيادها والرتع من رياضها، فمساجد غزة العامرة هي سر صمود أهلها المجاهدين أمام العدو الصهيوني الهمجي.
3 - المحافظة على الصلاة من أعظم أسباب النصر على الأعداء وتثبيت الأقدام في الجهاد، قال الله - تعالى -: " وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين " [يونس: 87].
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - في " تفسيره " (ص 348): ("وأوحينا إلى موسى وأخيه " حين اشتد الأمر على قومهما من فرعون وقومه، وحرصوا على فتنتهم عن دينهم، " أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا " أي: مروهم أن يجعلوا لهم بيوتا، يتمكنون بها من الاستخفاء فيها، " واجعلوا بيوتكم قبلة " أي: اجعلوها محلا تصلون فيها؛ حيث عجزتم عن إقامة الصلاة في الكنائس والبيع العامة.
" وأقيموا الصلاة " فإنها معونة على جميع الأمور، " وبشر المؤمنين " بالنصر والتأييد، وإظهار دينهم، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في " تفسيره " (2/ 210 - 211 - عمدة التفسير): (عن ابن عباس: " واجعلوا بيوتكم قبلة " قال: أمروا أن يتخذوها مساجد، وكأن هذا - والله أعلم - لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه، وضيقوا عليهم؛ أمروا بكثرة الصلاة، كما قال - تعالى -: " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة " [البقرة: 153]، وفي الحديث: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر صلى "، ولهذا قال - تعالى - في هذه الآية: " واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين " أي: بالثواب والنصر القريب).
ونقول كما قال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - مخاطبا اليهود: " نحن أحق وأولى بموسى منكم " [متفق عليه]، وفي رواية أخرى قال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: " أنتم أحق بموسى منهم - أي اليهود - ".
قال العلامة ابن الأزرق الأندلسي - رحمه الله - في كتابه النافع " بدائع السلك في طبائع الملك " (2/ 571): (المحافظة فيه - أي الجهاد - على الصلاة أهم ما يقدم من عمل صالح ويستصحب فيه؛ لوجوه:
أحدها: النهي عن الفحشاء والمنكر، والفرار من الزحف من أفحش الفحشاء والمنكر، فتنهى عنه لا محالة.
الثاني: أن من خواصها تقوية القلب، وتنشيط الجوارح، واستدعاء ريح النصر ...
الثالث: أنها محل المناجاة المستلزمة للقرب، " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد "، ومن قرب من مولاه، هان عليه من سواه ...
الرابع: أنها عماد الدين، وشعار المسلمين؛ فعليها يجاهد، وعنها يدافع ... ).
4 - (القلوب الصادقة والأدعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب) كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، ومن أكثر ما يكون في بيوت الله الضراعة لله بالدعاء مع طول القنوت وإخلاص القلوب.
وقال ابن الأزرق - رحمه الله - في " بدائع السلك " (2/ 587): (صدق اللجإ إلى الله - تعالى - بعد بذل الوسع في مراجعته - أي العدو الكافر - من أعظم ما يرجى به الخلاص منه).
فاللهم إنك عالم بالسرائر، ومطلع على مكنونات الضمائر، اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك على أمور خلقك عن إعلامنا لك، وهؤلاء اليهود من عبيدك قد تسلطوا على عبادك المسلمين، وكفروا بك وبنعمتك وما شكروها، وألغوا العواقب وما ذكروها، أطغاهم حلمك وتجبروا بأناتك حتى تعدوا علينا بغيا، وأساؤوا إلينا عتوا وعدوا، اللهم قل الناصر واعتز الظالم، وأنت المطلع العالم والمنصف الحاكم، بك نستعين عليهم، وإليك نهرب منهم، فقد تعززوا بالمخلوقين، ونحن نستعين بالله رب العالمين، اللهم إنا حاكمناهم إليك، وتوكلنا في إنصافنا منهم عليك، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين، وأظهر قدرتك فيهم، وأرنا ما نرتجيه، فقد أخذتهم العزة بالإثم، اللهم فاسلبهم عزهم، وملكنا - بقدرتك - نواصيهم، يا أرحم الراحمين، وصلى الله على نبينا وعلى آله وسلم تسليما.
فريد المرادي (21 محرم 1430 هـ).
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=2026
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 11:28]ـ
سوف تعمرها البليون دولار بأفضل مما كانت إن شاء الله!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 04:53]ـ
إن شاء الله!، بوركت أخي الكريم،،،
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 06:13]ـ
سوف تعمرها البليون دولار بأفضل مما كانت إن شاء الله!
عمارتها بأهلها يا شيخ .. أما البناء فالأرض كلها مساجد وبارك الله في مال من بنى مسجدا
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 01:57]ـ
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) رواه الترمذي و صححه العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/ 56.
وجاء في رواية أخرى عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار). صححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/ 629.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: (ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً) رواه ابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/ 630.
ونظر ابن عمر رضي الله عنه يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك) رواه الترمذي.
# منقول من غير تحرير!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 02:57]ـ
سوف تعمرها البليون دولار بأفضل مما كانت إن شاء الله!
هذه يا أخي أضغاث أحلام ..
فهذه فضلا عن كونها أدوية تخدير للشعوب
وتسخيفا للقضية الإسلامية المركزية ..
إلا أنهم أيضا يدفعون المليارات للغرب والصهاينة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 11:43]ـ
هذه يا أخي أضغاث أحلام ..
فهذه فضلا عن كونها أدوية تخدير للشعوب
وتسخيفا للقضية الإسلامية المركزية ..
إلا أنهم أيضا يدفعون المليارات للغرب والصهاينة
أما أنا فقد طلَّقتُ هذه الشعارات منذ هزيمة حزيران!(/)
أسباب النصر الحقيقية. . للشيخ / حمد الهاجري حفظه الله
ـ[ابو نصار]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 10:16]ـ
لفضيلة الشيخ د. حمد بن محمد الهاجري - حفظه الله ورعاه -
وأترككم مع المقال سائلا ربي أن ينفعكم به:
أسباب النصر الحقيقية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون [آل عمران: 102].
] يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً [[النساء: 1].
] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً [[الأحزاب:70 - 71].
أمّا بعد: فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هديُ محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النار.
لا يخفى عليكم ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من مِحَنٍ وما تعترضهم من عقبات وما يصيبهم من نكباتٍ.
إن لهم أعداء لا يرحمونهم ولا يغفلون عنهم وتلك سنةُ الله في خلقه، أن يمتحنَ الطيِّب بالخبيث ليستخلص من صفِّ المسلمين صفوته، وليجتبي منه خيرته، ذلك لأنه بالامتحان يعرف من يستحق الإكرام ممن يستحق الامتهان، قال الله تعالى: أمْ حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزُلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب [البقرة:214].
هذا وإن مما يجب على المسلم معرفته أن النصر حليف أهل الإيمان، لأن الله يقول: وكان حقا علينا نصر المؤمنين [الروم:47].
والله يعد ولا يُخلف:ومن أوفى بعهده من الله [التوبة:111].
ولا شك أن مدة الامتحان قد طالت، والمسلمون هم المسلمون، وضعفهم هو ضعفهم، وذلهم هو ذلهم، إلا ما شاء الله.
وكان من آخر ما آذى المسلمين وأزعجهم ما قام به الصهاينة الغادرون من حصار شديد وعدوان ظالم لأهل غزة، تمثل في قتل للأطفال والنساء والشيوخ وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل والمنشآت وترويع للآمنين.
وهذا ليس بغريب على هذه الأمة اليهودية المغضوب عليها إخوان القردة والخنازير عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.
وقد أخبرنا الله عنهم ووضعهم في مقدمة صفوف أعداء المؤمنين فقال عز من قائل: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا [المائدة: 82].
ولا أريد أن أقف بكم طويلاً لتعداد مآسي المسلمين والبكاء على الأطلال كما يفعل بعض الناس – لأن ذلك لا يجدي ولا يفيد، بل يبعث اليأس في نفوس المسلمين ولا يحل مشاكلهم ولا يعالجها.
إن الذي يجب على كل مسلم أن يدركه هو معرفته لما يجب عليه أن يقوم به حتى يتخذ الأسباب التي يرتب الله عليها النصر.
وإن أسباب النصر كثيرة، إلا أنها تعود في مجملها إلى سببين أساسيين:
السبب الأول: هو الإعداد الإيماني والرجوع إلى الله جل وعلى،وذلك بتحقيق التوحيد وملازمة التقوى، والاستقامة على شرع الله علماً وعقيدةً وعملاً ودعوة إليه وتضحيةً وصبراً، وتخل عن ولاءات الجاهلية وأفعالها، وبعد عما، يغضب الله من الذنوب والمعاصي.
يقول ربنا: يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم [محمد:7].
ولا شك أن أعظم ما يُعدُّه المؤمنون ليتقوَّوا به على عدوهم هو توحيد الله بالعبادة وعدم الشرك به جلَّ وعلا.
يقول الله: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً [النور:55]. فهل ينصر الله من يُعَلِّق أمله بحجر أو من يستغيث أو يذبح لميت أو يسجد عند قبر أو يطوف بمشهد رجل صالح أومن يعلق النصر بالشخص الفلاني أو الجماعة الفلانية أو من يحلف بغير الله؟!!
لا شك أن هؤلاء – كلهم – لا ينصرون. وللأسف أن هذه الشركيات يفعلها كثير من المسلمين – اليوم – فكيف ننصر يا عباد الله؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد خرجت عصبةُ المؤمنين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، وكان منهم رجال حديثو عهد بالإسلام فرأوا المشركين يعلقون أسلحتهم بشجرة يُقال لها ذات أنواط، يطلبون منها البركة، فقال هؤلاء – وكانوا حديثي عهد بالجاهلية والشرك- يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال عليه الصلاة والسلام:"الله أكبر إنها السنن، لقد قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة [الأعراف:138]. " رواه أحمد.
فلم يمنع النبي عليه الصلاة والسلام جدّةُ إسلامهم أو كونه خارجاً بهذه العصبة لقتال الكفار الخلص من أن ينكر عليهم ويبين لهم هذا الخطأ العقدي لأنه لو سكت عنه لتعثر الجهاد.
ولابد للمسلم أن يقوّي ثقته بالله جل وعلا وأن يتوكل عليه وحده لا شريك له، فهو الناصر وهو المعين وهو الذي بيده ملكوت كل شيء، يقول الله:وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين [المائدة:23].
كما يجب على المسلم أن يتحلى بالصبر على البلاء والمحنة، إذ العاقبة للمتقين، يقول الله: قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين [الأعراف:128].
وقال سبحانه: وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط [آل عمران:120].
ويقول سبحانه: بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوِّمين (125) وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصرُ إلا من عند الله العزيز الحكيم (126) [آل عمران:126:125].
هذا وإن من أهم ما يعِدُّه المؤمنون للنِّصر على الأعداء تجريد المتابعة لرسول الله ? وذلك يتحقق بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
ومما يدلك على أن معصية الله ورسوله لها أثر كبير في هزيمة المسلمين ما حصل في غزوة أحد، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرماة أن لا يغادروا أماكنهم، وقال لهم:"لا تبرحوا وإن رأيتمونا ظهرنا عليهم – أي انتصرنا عليهم- فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تُعينونا"
فلما رأى المسلمون أنهم انتصروا، والغنائم العظيمة بين أيديهم، وأعينهم ترمقها، وأنفسهم ترنو إليها، ترك جمع منهم أماكنهم، يريدون الوصول إليها، وأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال لهم أميرهم عبد الله بن جبير: أنَسيتُم ما قال لكم رسول الله؟! فقالوا:والله لنأتين الناس،فلنصيبنَّ من الغنيمة،فأتوهم،فصرفت وجوهم – أي أنهم ضيعوا أمرهم – وأقبلوا منهزمين، فأصيب سبعون قتيلاً"رواه البخاري وأبو داود.
فهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خالفوا أمر نبيهم عليه الصلاة والسلام، ترك الله ولاءهم في تلك اللحظة، فضاعوا -رضي الله عنه وأرضاهم- لولا أن كتب الله لهم النصر بعد ذلك.
يقول الله: أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير [آل عمران:165].
السبب الثاني من أسباب النصر على الأعداء: هو الإعداد المادِّي وهو يشمل الإعداد العسكري والإعداد البشري، أما الإعداد العسكري، فقد أمر الله به حيث قال: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم [الأنفال: 60].
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم القوة المذكورة في الآية فقال عليه الصلاة والسلام:"ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي"رواه مسلم.
فخص الله الخيل بالذكر لأنها أحسن ما يقاتل عليه في ذلك الوقت، وخص رسول الله صلى الله عليه وسلم الرّمي بالذكر لأنه أقوى ما يُقاتل به في ذلك الوقت، وفي هذا تنبيه للمسلمين على أنه ينبغي عليهم أن يكون إعدادهم العسكري أرقى مما عند العدو من سلاح وقوة، وهذا واجب عيني على رؤساء الدول الإسلامية وولاة أمور المسلمين، والله المستعان.
فهل قمنا بهذا الواجب؟! إننا لا نزال نستورد من أعدائنا كلَّ شيء حتى الإبرة!! فكيف ينصرنا الله؟! إلى الله المشتكى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما العدة البشرية – يا عباد الله – فضابطها أن يكون عددُ المقاتلين الكفار على الضِّعف من عدد المقاتلين المسلمين، فإن زادوا على ذلك لم يجب على المسلمين دخول المعركة يقول الله:الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرةٌ يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين [الأنفال:66].
وقد يقول قائل: إن المسلمين اليوم كثير، فما لهم لا يدخلون المعارك مع عدوهم؟! وما لهم لا ينصرون؟!
والجواب على ذلك: أننا كثير ولكنَّ كثيراً منا لم يتوفر فيه السبب الأول: وهو الإعداد الإيماني.
وقد بين لنا ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام، فعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " فقال قائل: ومن قِلَّة نحن يومئذ؟ قال عليه الصلاة والسلام: " بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوهن " فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: " حب الدنيا وكراهية الموت"رواه أحمد وأبو داود.
فلا مخرج لنا أيها الأخوة من هذا الذل، والهوان إلا برجوعنا إلى ديننا حق الرجوع، كما بينت ذلك في السبب الأول.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم" رواه أحمد وأبو داود.
ولنثق تماما أننا متى رجعنا إلى ديننا وتمسكنا بشريعة ربنا فإن النصر والعزّ سيكون حليفنا، وهذا نبيكم عليه الصلاة والسلام يبشركم بذلك فيقول:" بشر هذه الأمة بالسَّناء والدِّين والرِّفعة والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب" رواه أحمد وصححه الألباني.
فالتبشير حاصل والوعد محقَّق والنصر واقع لا ريب فيه، فعن أبي هريرة عن رسول الله قال:" لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر:يا مسلم! يا عبدالله! هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود" متفق عليه.
فلنتق الله ولنعمل على الأخذ بأسباب النصر، وإصلاح أنفسنا وأهلينا وشبابنا ونساءنا و بيوتنا، والبعد عن مشابهة أعدائنا، والاعتزاز بديننا, نُنصر بإذن الله على عدونا، ولنحذر مكرهم وغدرهم، فإنهم لا يألون جهداً في إضعاف المسلمين وإفساد دينهم وعقيدتهم.:والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون [يوسف:21].
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه سلم.
المصدر: منتديات الفلاح الإسلامية السلفية - حرسها الله -
http://www.isfalah.com/viewtopic.php?f=37&t=758
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:23]ـ
بارك الله في الشيخ حمد الهاجري على هذا الموضوع الهادف المتجرد عن الهوى ومن العاطفة الجياشة الامنضبطة التي اخذا أصحابها يبحثون عن وسائل للنصرة غير شرعية بل بعضها من صنيع الكفار ولا حولا ولا قوة إلا بالله
لكن القوم عندهم نظرية أو عمية إبن كافللي الغاية تبرر الوسيلة
فيفعلون كل وسيلة لكي يصلوا إلى ما يريدون غض النظر عن هذه الوسيلة وكيف تكون هل هي محرمة أو مباحه أو كفيرية أو أو أو إلى أخر,,,
بصرهم الله بالمنهج الصحيح وردهم إلى الحق رداً جميلا.
واشكر الشيخ حمد مرة أخرى فهوا من طلاب العلم في الكويت الجيدين نفع الله به
ولا يفوتني ان اشكر اخي الفاضل ابا نصار على هذه النقول الموفقه والمسدده
ممدوح السنعوسي الرياض العاصمة حرسها الله
ـ[عبدالله الإماراتي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 10:37]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفع الله بكم
وجزى الله الشيخ الدكتور حمد الهاجري خير الجزاء
عرفته في الجامعة الإسلامية وزرته أيضا في الكويت
من خيرة الإخوة هدوء وعقلا وفطنة وذكاء
نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد
رفع الله قدره في الدارين
أخوكم
عبدالله
ـ[ابو نصار]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 08:33]ـ
أسأل الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه. . و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه
أخوكم أبو نصار. . من دولة الكويت
ـ[الفلاح]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:15]ـ
جزاكم الله خيرا وهذا مقال آخر للشيخ عن غزة ونصرتها
http://www.isfalah.com/viewtopic.php?f=37&t=728(/)
وقف إطلاق النار: لماذا الآن؟
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 10:30]ـ
لأن أوباما سيدخل حيز الرئاسة بعد يومين فهم حسبوا الحسابات للقيام بإرهابهم قبل دخوله رسميا لكي لا يضطر إلى تبني موقف رسمي يحرجه من أول يوم
قاتلهم الله، ما أبدعهم في الباطل!
ـ[المخضرمون]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 11:38]ـ
لكن يبقى ماهو موقف المسلمين!!
وعلى حساب من الدمار والقتلى والجرحى!!
وهل سيستمر الحماس!!
وهل سيفكر اهل الاسلام في حل لنصرة إخوانهم حصارهم الجديد!!
هذه عدة بعض الاسئلة وبقي الكثير ##
ـ[البريك]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 11:16]ـ
سننام نومة عميقة ولا نفيق إلا على هدير الطائرات فوق رؤوسنا .. أما العدو فلا تنام عينه ... يكيد الليل والنهار ..
أمة تبدع في الانتاج ... إنتاج كل شيء ... حتى الباطل.!
وأمة تبدع في الاستهلاك ... استهلاك كل شيء .. حتى الباطل.!
اللهم أبرم لأمة محمد أمر رشد.
آمين.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 04:30]ـ
هناك أمر لا أدري هل لاحظه غيري أم أني فقط أتوهم ... بغض النظر عن كونه انتصارا أم لا ... ألا ترون معي أن كون الحكومة من الناس و باختيارهم يحبها الناس و تحبهم يرضونها و ترضاهم ترفق بهم و يترفقون بها .. جعل مهمة استئصالها من أحد أعتى جيوش الأرض مهمة عسيرة جدا كصعوبة فصل عشيقين ان تلاقا ... ؟؟؟ ألا ترون ان من أكبر أسباب الشؤم علينا هذا الثقب الأسود بين الحاكم و المحكوم؟؟ ألا ترون تشابه صور الأمس في غزو بغداد مع صور اليوم في غزو غزة و الفرق الكبير بينهما في النتائج؟؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 04:59]ـ
اسمح لى أخي الحبيب رجل من المسلمين أن أبدي وجهة نظر مختلفة نوعا ما
إن الحرب لم تتوقف الآن من اجل باراك اوباما لعدة اسباب:
1 - أوباما فضح نفسه بتلك الزيارة التي قام بها لتل ابيب وأظهر الحب والشوق الدفين.
2 - إن أوباما لا ولن يأتي بسياسة جديدة غير التي تسير عليها الولايات المتحدة لم؟ ببساطة أقول اصلا من الذي وضع اوباما في هذا المنصب ,تشير بعض التقارير السرية المسربة أن لولا مساعدة اللوبي الصهيوني له لما نجح وفي قرارة نفسي ان هذا الكلام لم يصبح سرا بعدما لبس القبعة اليهودية.
وقام باحثان أمريكيان بتأليف كتاب عن كشف أن اليهود هم الذين قابضون على زمام الأمور في امريكا وبالطبع منع الكتاب قي بلد الحرية.
خطابه الذي ألقاه في تل ابيب كان في غاية الإنحياز لسياسة اسرائيل وللأسف قام بعض المنهزمين بإلتماس العذر له (انه كان مضطرا لهذه اللهجة من الخطاب لأغراض سياسية).
3 - حماس استبسلت في المقاومة التي لم تخطر على بال اسرائيل وأسطورة أن اسرائيل لا تهزم باتت عندهم في موضع شك رهيب.
4 - خسرت اسرائيل في هذه الحرب القصيرة اكثر من نصف مليار دولار وتعلمون أن الإقتصاد العالمى اليوم ليس بخير.
الصواريخ المحلية الصنع أقضت مضجع اسرائيل وكثير من الإصابات في المستوطنات كانت ناجمة عن حالة الهلع كما يصفونها هم.
فهذه الأسباب في نظري هي ماجعلت اسرائيل توقف إطلاق النار.
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 07:16]ـ
اسمح لى أخي الحبيب رجل من المسلمين أن أبدي وجهة نظر مختلفة نوعا ما
إن الحرب لم تتوقف الآن من اجل باراك اوباما لعدة اسباب:
1 - أوباما فضح نفسه بتلك الزيارة التي قام بها لتل ابيب وأظهر الحب والشوق الدفين.
2 - إن أوباما لا ولن يأتي بسياسة جديدة غير التي تسير عليها الولايات المتحدة لم؟ ببساطة أقول اصلا من الذي وضع اوباما في هذا المنصب ,تشير بعض التقارير السرية المسربة أن لولا مساعدة اللوبي الصهيوني له لما نجح وفي قرارة نفسي ان هذا الكلام لم يصبح سرا بعدما لبس القبعة اليهودية.
وقام باحثان أمريكيان بتأليف كتاب عن كشف أن اليهود هم الذين قابضون على زمام الأمور في امريكا وبالطبع منع الكتاب قي بلد الحرية.
خطابه الذي ألقاه في تل ابيب كان في غاية الإنحياز لسياسة اسرائيل وللأسف قام بعض المنهزمين بإلتماس العذر له (انه كان مضطرا لهذه اللهجة من الخطاب لأغراض سياسية).
3 - حماس استبسلت في المقاومة التي لم تخطر على بال اسرائيل وأسطورة أن اسرائيل لا تهزم باتت عندهم في موضع شك رهيب.
4 - خسرت اسرائيل في هذه الحرب القصيرة اكثر من نصف مليار دولار وتعلمون أن الإقتصاد العالمى اليوم ليس بخير.
الصواريخ المحلية الصنع أقضت مضجع اسرائيل وكثير من الإصابات في المستوطنات كانت ناجمة عن حالة الهلع كما يصفونها هم.
فهذه الأسباب في نظري هي ماجعلت اسرائيل توقف إطلاق النار.
أحسنت أيها الأخ الحبيب،
لكن كأن كلامي لم يفهم بل فهم عكسه
أنا قصدت أن هذا الرئيس الجديد متواطئ جدا مع اليهود، ولذلك فإنهم أوقفوا الحرب ليتركوه يحتفل بيومه الكبير الثلاثاء في جو هادئ حتى ينخدع الناس ثم يرجعوا بعدها لضرب المسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 07:29]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ..
وتحليلي الذي ذكرته كان بالنية ان أكتبه من فترة
لأن حقا البعض من المفكرين والمعروفين من المثقفين يقولون بهذا
وعلى العموم انت فتحت لى الباب فبورك فيك.
ـ[البريك]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:48]ـ
هناك أمر لا أدري هل لاحظه غيري أم أني فقط أتوهم ... بغض النظر عن كونه انتصارا أم لا ... ألا ترون معي أن كون الحكومة من الناس و باختيارهم يحبها الناس و تحبهم يرضونها و ترضاهم ترفق بهم و يترفقون بها .. جعل مهمة استئصالها من أحد أعتى جيوش الأرض مهمة عسيرة جدا كصعوبة فصل عشيقين ان تلاقا ... ؟؟؟ ألا ترون ان من أكبر أسباب الشؤم علينا هذا الثقب الأسود بين الحاكم و المحكوم؟؟ ألا ترون تشابه صور الأمس في غزو بغداد مع صور اليوم في غزو غزة و الفرق الكبير بينهما في النتائج؟؟
ملاحظة دقيقة ...
تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم ..(/)
رسالتان ..... تكتبان بماء الذهب!!
ـ[القاموس]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 10:40]ـ
الأولى: من تدبر سورة الأحزاب وجد طائفة من صفات مرضى القلوب، والتي تبرز عند ضعف المسلمين وقدوم الأحزاب عليهم، فمنها:
التكذيب: (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا)
التخذيل: (يا أهل يثرب لا مقام لكم)
الخوف: (تدور أعينهم)
البخل: (أشحة عليكم)
اتهام المسلمين بأنهم سبب المشكلة: (سلقوكم بألسنة حداد). (موقع جوال تدبر)
الثانية: أثناء احتلال الصليبين للقدس أمر نور الدين زنكي ببناء منبر ليحمل إلى المسجد الأقصى بعد تحريره، فلما حرره صلاح الدين بعد ذلك، ذكروا له المنبر، فأمر بإحضاره، وحمل من مدينة حلب ونصب بالمسجد الأقصى، وكان بين عمل المنبر وحمله ما يزيد على عشرين سنة (ينظر الكامل في التاريخ). التفائل مع اتخاذ الأسباب الممكنة مما يدفع الإحباط ويبعث الأمل في النفوس المؤمنة. (جوال زاد).(/)
أضعف الإيمان: نريد أن نرى كلمتكم لغزة الألم أيها الأعضاء
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 11:30]ـ
سيول النار تنهمر .... على غزة فتستعر
تذيب اللحم و العـ .... ظم كذا الأرواح تنصهر
لن ننسى ماوقع لغزة الجرح، ولن تنسينا الأيام و الدهور خذلان العرب المسلمين ....
تنام القلوب الغافلة، وتبقى القلوب المؤمنة ....
أيها المباركون في المجلس العلمي أعطوا كلمة تعبر عن ألمكم وحزنكم لغزة الألم ....
ادعو لإخواننا المجاهدين هناك ....
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا يهود، يا أنجاس ....
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 12:21]ـ
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ***** فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
أما أنا فلساني وفؤادي مع أهل غزة أهل الشهامة وأهل العزة.
اللهم انصرهم يا رب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الله ردنا للإسلام ردا جميلا!!!!!!!!!!!!!!
اللهم نق صفوفنا ممن لا يصلح لأمرك يا رب العالمين!!!!!!!!!!!!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 12:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبا حزم: أرجوا ان تقبل هذه المشاركة من ضيف ثقيل على دنيا الأدب ولتجعلها من باب اضعف الايمان كما تقول:
رسالة الى أمي
أمي .. أيتها الأصيلة الفاضلة .. بل يا أيها النبع المتدفق بالحنان .. أماه .. أتيتك لأنفس عن شئ بنفسي .. شئ بداخلي .. لأنفس عن تلك البراكين المتفجرة في أعماقي .. أتيتك وجراحي الغائرة العميقة تنزف دماؤها .. تنزف .. الى الحد الذي لا غاية بعده .. وفي القلب من نزيفها كوقع الدبابيس الحادة التي لم تزد الجراح الا فتقا معملة سياط الآلام عليها .. أتيت .. وكلي امل ان استمد من قوتك قوة ومن صبرك جلدا فقد عهدتك كالطود الشامخ لا تغيره العواصف ولا تثيره الأعاصير .. أتيتك وصور الجثث والقتلى وصراخ اليتامى والثكالى واستغاثة واستنجاد المستضعفين تطاردني ويعلوا صوتها وهي تصفني بالجبن والعجز والخذلان .. ماذا اصنع وماذا اقول .. تراني ساحدثهم عن الامم المتحدة ومجلس الأمن ام عن العلاقات الدولية والاحكام العرفية .. ام تراني سألف رأسى بذراعي وأبكي .. لعلي اجد في الدموع ما لم اجده في غيرها .. بالله عليك .. ماذا اصنع او ماذا أقول .. فاذا بك وأنت .. العظيمة الطاهرة .. تعصبين رأسك وتعرضين عني ووجهك الوضئ قد ذهبت ببهائه تلك الخطوط الغائرة من اثر الكحل على وجنتيك وانزويتي بعيدا .. بعيدا .. هناك .. حيث تغرقين في احزانك وتخفين عن وحيدك اثر العبرات المتناثرة من مقلتيك
أماه .. فدتك نفسي .. فدتك نفسي وأنت ترمقينني بتلك النظرات العميقة عمق هذه الأمة .. والأصيلة أصالتها بل بتلك السهام السهام الدامية التي تصيب من نفسي كل غائر وعميق فتزيد على همي غما وتتركني حائرا شاردا وقد تقطعت بي السبل وتاه بي المكان
أماه .. ترى ما الذي تعنيه تلك النظرات الصامتة الفصيحة .. تراها تبحث في تلك في تلك الزوايا المظلمة من ارجائ عن ذلك الصبي المفعم حياة ذلك الصبي المشاغب الذي تعاهدته وربته على قيم الرجولة والبطولة والفداء تراها .. تبحث عن ذلك ام تراها .. وقد صدقت تلك الكلمات الظالمة التي تصف وليدها بالخنوع وترميه بالعجز بل بالقعود .. لا والله .. بل هي اشرف من ان تظن بأبيه سوء .. وما كان لرحمها ان يلقي بمن كان هذا حاله .. وإن كان لنظراتها من عتاب فهو لهذا الشعور القاتل بالعجز وقلة الحيلة .. شعور بالغفلة والانطوائية والانعزال .. لاتخافي يا اماه فليس ابنك من يبيع دينه وامته بأبخس الاثمان وإن نسيت فلن تنسي ذلك اليوم المشهود الذي قررت فيه الذهاب .. هناك حيث العزة والكرامة والإباء .. هناك حيث تنظرني تلك العروس التي ولطالما ذكرتني بمهرها مذ كنت صغيرا .. هي أيام يا أماه وينجلي الصبح عن سماء صافية نقية .. سماء لا يحجب شمسها كدر ولا يغشى بهائها غمام فلتهنئ أماه ولتمسحي من دموعك ولتزغردي وتقيمي الأفراح .. فليس ابنك من يبيع وما كان لمثله ان يبيع .. مع التحية
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 04:16]ـ
وأزيدك هذه ..
كلمات قلتها .. قبل شهر
من القلب ..
هو العيد اذا .. عيد تهب على اهله نسمات البهجة وتشرق في ارواحهم معاني الحب والرحمة لتفيض من وجوههم الانوار وتمطر قلوبهم البسمات .. عيد ترى فيه الاحبة متعانقين مترافقين وقد رفعت عنهم الكلفة ووضعت الاحقاد فطوبى لهم واكرم بهم ..
عيد .. ترى الاطفال تلعب من حولهم وتقفز وكانها فراشات صغيرة في رياض الجمال فياخذك الفكر وانت في قمة سعادتك ليذكرك باطفال آخرين .. اطفال لهم من الاحلام والآمال ما لهؤلاء الاطفال .. اطفال .. قتلهم الجوع وقرصهم البرد وعلت وجوههم الاحزان تراهم وهم في ريعان طفولتهم رجالا .. يقبلون جباه امهاتهم ويمسحون دموعهن باكفهم الصغيرة ووجوههم النيرة تلك الدموع التي اثارها ما اثارني وعبث باحلامها شيطان البؤس فسالت الالام من حدقاتها اودية وانهارا فلم اشعر الا واسم غزة يتلالا في السماء تلالا النجوم ويتراقص من بعيد كزنبقة برية تتلاعب بها الرياح فهفى قلبي اليها واشتاق حظني لاطفالها الا اني وااسفاه لا املك سوى الدموع .. فهاهي دموعي واشواقي انهارا جارية تسقي بعطرها الشدي بساتين التفاح و اشجار الزيتون ..
لكم الله يا اهل فلسطين .. لكم الله يا اطفال العراق .. ولكم الله يا عجائز الافغان .... ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 05:35]ـ
أما خلوصي الضعيف فحزنه و ألمه هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23585(/)
ماذا لو كان أهل التخذيل .. في عهد البطل الناصر صلاح الدين!؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 11:09]ـ
ذكر محمد بن خليفة التميمي في مقالة التعطيل والجعد بن درهم أن صلاح الدين الأيوبي كان أشعري العقيدة .. وأنه كان داعية لمذهب الأشاعرة وكان قد درس على أبي المعالي مسعود بن محمد .. إلخ
وفي ترجمة الإمام السلفي ابن قدامة (صاحب لمعة الاعتقاد) أنه كان له خيمة في الغزو مع صلاح الدين ضد الصليبيين ..
في حين كان أبو حامد الغزالي معتكفاً على تأليف كتابه "إحياء علوم الدين" (!) في بيت المقدس
لكن مشكلة الغزالي رحمه الله لم تكن من قبيل المرض المزمن العضال:متلازمة التخذيل والخذلان المستفحلة .. حاشاه
وإنما كان قد أداه اجتهاده آنذاك لإعمال الحديث الموضوع الذي ذكره في كتابه الآنف
"رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" .. بعد رحلة من الاضطراب الفكري والنفسي
آذنت بالعود في نهاية المطاف إلى تصحيح أول منزل .. فمات والبخاري على صدره ..
ونستطيع الجزم من واقع الحال اليوم
أن المصابين بالداء المذكور مع مدحهم للموفق المقدسي وذمهم للغزالي لم يكونوا لينضموا إلى ركب الغزالي الذي اعتزل الناس طلبا لصفاء روحه وقلبه .. ولا إلى ركب الموفّق ابن قدامة من باب أولى .. بداهة
ولكنك ستعثر عليهم آنذاك في قبوٍ ذي رائحة كريهة .. وقد أفشت الجدر المحيطة بهم
بعض نجواهم بالإثم والعدوان ومعصية الرسول .. فمنهم من قال: إن صلاح الدين أشعري ..
ومنهم:أنّى له الظفر على بني الأصفر .. ألا يراعي ميزان القوة .. ؟! .. ومنهم:
لا جهاد مشروعافي هذا الزمان .. ومنهم:ابن قدامة من الإخوان , (عذرا أقصد من المبتدعة)
لأنه انضوى تحت راية أحد الخلف .. وانزوى عن مذهب السلف ..
ومنهم .. ومنهم (تتبع آحاد "ومنهم" بالتفصيل في سورة التوبة)
وفي خضم هذه النجوى , -
-و"إنما النجوى من الشيطان"-تفطن أمثلهم طريقة ,فقال: يا قوم .. أليس صلاح الدين هو وليّ الأمر .. ؟
وطاعة وليّ الأمر كما في عقيدة الفرقة الناجية
, واجبةٌ في كل أمر-كذا قال-
وما كاد ينهي جملته البريئة (!)
حتى تخطفته أعين شداد وألسنة حداد:
أنت شرنا وابن شرنا .. وسفيهنا وابن سفيهنا .. إلخ
فلما أنكروه نكرهم .. وعقد العزم
على الالتحاق بقافلة الجهاد ..
وكان صاحبنا قد استشهد في الغزو ..
فلما بلغ ندماءه القدامى في بعض وسائل
الإعلام خبرٌ مفاده:الشهيد فلان بن فلان السلفي
انتخوا قلمهم الغِر أن يكتب ردا فقال:
:لا يقال فلان شهيد .. وما هو بسلفي ,
إنما هو خارجي تكفيري ..
غرته هملجة البراذين وطقطقة البغال ..
ومازال هؤلاء ينعقون بما لا يسمعون
.. ويقولون مالا يعلمون ..
وإذا قيل لأحدهم: ها أنتم أولاء وافق كلامكم
كلام اليهود والعملاء .. !
فماذا أنتم قائلون؟
قالوا: هذ من توفيق الله .. حيث أنطق الكفار بالحق ..
وألزمهم رغما عنهم كلمة الصدق ..
ثم توالت الدهور والعصور ..
ووضعت الحرب أوزارها وانفض القتال
عن نصر مؤزر للمؤمنين ..
هنالك , نكسوا على رؤوسهم ..
وجاءوا بقلمهم يجرجر أذيال الخيبة .. ويجرونه
وتواروا عن الأنظار إلى أبد الأبد
فإن الفرحة بإحدى الحسنيين ..
لا يستطعمها إلا من كان
أحد صنّاعها ..
"ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً
بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون* فرحين .. " ..
"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا
هو خير مما يجمعون"
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 12:51]ـ
بارك الله فيك اخي المكرم
ـ[باعث الخير]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 02:27]ـ
كلام في الصميم اخي الحبيب
بوركت وبارك الله في كل من يقف لهؤلاء
جهاد مشروعافي هذا الزمان .. ومنهم:ابن قدامة من الإخوان , (عذرا أقصد من المبتدعة)
اضحكتني هذه الجملة
اضحك الله سنك اخي الحبيب
..
يا قوم .. أليس صلاح الدين هو وليّ الأمر .. ؟
كيف الم يخرج هو وعمه على الخائن شاور؟!!
فهو من الخوارج المحترقين
صدقني ممكن شيطانهم يوصلهم الى هذا
فهم الان يقولون ان حماس خرجت على ولي الامر!! ابو مازن
مع ان حماس طائفة تغلبت
لكن نقول ايه للعقول
ربك يعافينا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 03:58]ـ
شكر الله لك التعديل يا شيخ
جزاكما الله خيرا أخوي العزيزين
ربك يعافينا
اللهم آمين
ـ[التبريزي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 05:32]ـ
بارك الله فيك أبا القاسم، وزادك علما وتقى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
حول صلاح الدين الأيوبي كتب مجدي نجاح عن قصته يوم تولى الوزارة في الحكومة الشيعية في مصر، ومما قال:
في الشهور الأولى من سنة (564هـ) صدر الأمر السامي من الباب العالي, الخليفة العاضد العبيدي الفاطمي (الشيعي) بتعيين المجاهد (السني) صلاح الدين الأيوبي, وزيراً للدولة الشيعية خلفاً لأسد الدين شيركوه!!
مانشيتات الإعلام الإسلامي والعربي, بصدد الخبر.
الإنترنت:
- صلاح الدين الأيوبي الانبطاحي وتولي الوزارة ...
ـ إنا لله وإنا إليه راجعون! صلاح الدين يبيع الجهاد بالوزارة, لدى الرافضة ... ,,,
ـ سوء الخاتمة؛ صلاح الدين الوزير الشيعي .. !
ـ صلاح الدين الأفّاق المنافق؛ أعلن الجهاد للوصول إلى أعتاب عباد الحسين ........ ,,
الفتاوى المدبجة:
ما رأيكم فيما قام به صـ ............... ؟؟!!
أرى ردته ...
بل فاسق ...
بل باع الدين ...
وحكمه أن دمه هدر ...
رايته عمياء ...
عميل ...
صناعة الصهيونية العالمية ...
من الأصل عقيدته ليست على منهج أهل السنة ...
بيان من ( ... ... ) حول موقف صلاح الدين ... : فإننا نحذر من هذا الخائن ... حيث تولي الوزارة لدى الرافضة الأشرار ...
ـ الفضائيات
برنامج الانبطاحيون ... برنامج أسبوعي ...
مادة هذا اليوم صلاح الدين و ...
برنامج المنتكسون ...
ضيف اللقاء ...
"ألو" معنا اتصال ...
أرى: أن يتخذ إجراء حاسم للفتنة التي أشعلها هذا المنتكس ...
"ألو" أرى أن يجمع العلماء لإعلان ردته واستحلال ...
"ألو" أنا وصلني أن أصوله شيعية ... ، وأن هذا فيلم (الجهاد) كان حيلة للوصول ...
ـ المجالس:
أعوذ بالله لا تذكر هذا الفاسد ذكره ينقض الوضـ ...
ماذا عندكم عن مسخ العصر صلاح الد ... ؟
المطبوعات:
مكتبة ( ... ... ) القول المتين في حكم صلاح الدين ...
مكتبة ( ... ) ولتستبين سبيل المجرمين .. دراسة تأصيلية عن موقف صلاح ... للعلامة ........
لعلي بالغت, أو لعلي جمحت بخيالي عن الجادة عندما تخيلت حدثاً تاريخياً, كتعيين صلاح الدين الأيوبي وزيراً للشيعة ... ! إنه حدث في عصرنا هذا بمجريات أحداثه, ومعطياته في جميع النواحي.
المتأمل في كتب التاريخ .... والمتقصي لها عن كثب ودراية ... يصعب عليه أن يجد في أي وسط - علميًا كان أو عملياً - رد فعل سلبي مناهض لما فعله المجاهد الشاب صلاح الدين (33 سنة)؛ يكفره, أو يدينه, أو يقصيه, أو يصنفه ... !
نعم ... !
تولى صلاح الدين الوزارة للشيعة؛ وفي عصره العلماء, وطلبة العلم, والمحتسبون والخطباء, والوعاظ, وغيرهم؛ ممن يملكون ألسنة كألسنتنا, وقلوباً كالتي بين جوانحنا!.
إذًا من أين أتانا خلل الاتهامية, والإقصاء, والتصنيف ودعوى الانبطاحية؟!
ـ لعله من البعيد عن الصواب؛ أن يعتقد بعضنا أن صلاح الدين كان يختزل الإسلام, وفهمه, ودعوته؛ في ذبابة السيف.
ومن تفرس كتب التاريخ, وقلّب فيها خواطره, ولم تستعجم عليه فصوله, وتبصر أحداث سنوات (564 ـ 567 هـ) لا ينقضي عجبه من شخصية هذا المجاهد؛ الذي لا يعرف عنه الكثيرون إلا السيف لغةً؛ والجهاد طريقاً في حل أزمات الأمة.
أصبح صلاح الدين وزيراً سنياً, في دولة شيعية, وقرابة الثلاثة أعوام المذكورة والخطباء في دولة صلاح الدين السني, يدعون للعاضد الرافضي, على منابرهم, بالفسحة في الدين والدنيا, ويعلنون الولاء المقدس, لناصر المعصومين, وحامي الإمام الغائب!.
فهل كان صلاح الدين انبطاحياً .. ؟! انتكس بعد جهاد.! , وارتكس بعد سنة ورشاد .. !
أم أن وراء الأحداث شخصية مختلفة, ونبوغ فذّ, وصفحات مضيئة في حياة هذا المجاهد لا نعرفها ... ؟! إذ إننا كثيراً ما نقرأ قراءة انتقائية؛ لنقصي بها من نشاء وندني بها من نريد.
إن صلاح الدين -كما تذكر المصادر- لما تولى الوزارة لدى الشيعة في مصر (وهو السني النظيف طاهر الإزار) وجد أمامه أناساً تجذَّرت فيهم عقائد الشيعة الباطنية؛ لأسباب كثيرة.
وهم محتاجون في دعوتهم إلى رجل محنك في تقليب وجوه الرأي, وتصريف أعنة الأمور, والتماس وسائل النجح من مآتيها.
والرجل – لعمري – كان سريع الفطنة, صادق الحدس, شاهد اللب, يقظ الفؤاد, مع ما هو عليه من تقوى, وزهد, وورع, وأدرك أن استعمال السيف, أو إصدار القوانين أو المصادرة أو الإلغاء والتقاطع وما شابه من وسائل مع العامة لا يفي بمشروعه؛ مع امتلاكه لها, إذ ليس كل من شهر السيف يقال عنه مجاهد!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا يرجع الأمر إلى الاجتهاد الذي قد يصيب ويخطئ, والمصيب له أجران والمخطئ له أجر, وكما أن تسمية المجاهد الحق إرهابياً أو خارجياً أو باغياً من أكبر الخطأ؛ فكذلك تسمية الباغي أو الخارجي - الذي لم يهتد بهدي السلف, وأهدر علماء عصره - مجاهداً, من الافتئات على الدين!.
وَوَضْعُ النَّدَى فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعلا مُضِرٌ كَوَضْعِ السَّيفِ فِي مَوضِعِ النَّدَى
ـ وإنك ليذهب بك العجب كل مذهب, من إجراءات صلاح الدين في تأليف أهل مصر, طيلة ثلاث سنوات:
بداية: لم يجد صلاح الدين حرجاً, من تولي هذا المنصب (وهو السني) , ولم يأبه بقيل وقال, إذ لديه مشروع إصلاحي يسعى لتنفيذه، ويا ليتنا نعي هذا الدرس.
1 - عدم قطع الخطبة, والدعاء على المنابر, للعاضد الرافضي.
وبهذا الأمر, يتوضح لنا فقه هذا الرجل, وسعة مداركه, ونظره إلى مرمى البصر وليس تحت قدمه, ومعرفته بسياسة الأمور, وكيفية دعوة الأمم والدول, دون أدنى تحرّج أو اعتذار, أو بيان حسن نيّة, لما أقدم عليه.
2 ـ بدأ صلاح الدين يعمل على نشر المذهب السني بين أهل مصر؛ فأنشأ مدرستين للفقه: مدرسة الناصرية, لتدريس فقه المذهب الشافعي, وأخرى تسمى القمحيّة لتدريس فقه المذهب المالكي.
وهنا نلمح حرصه على التعددية, والرأي الآخر, وعدم التعصب.
3 ـ بدأ تدريجياً في عزل القضاة الشيعة, وتعيين قضاة من أهل السنة.
4 ـ بدأ صلاح الدين يُعني بالبِنية التحتية لأهل مصر؛ فسوّر الأسوار, وبنى القلاع (قلعة الجبل) وأعلى الأبراج.
5 ـ عمل صلاح الدين على استقرار النظم الإدارية, واستحدث منصب نائب السلطان, وأنشأ ديوان النظر للمالية, وديوان الإنشاء, وديوان الجيش, وديوان الأسطول وغير ذلك.
6 ـ عُني بالوضع الاجتماعي, حيث التخفيف من معاناة الناس, فألغى الضرائب عمن يمر بمصر للحج, وأولى الفقراء, والغرباء عناية عظيمة, حتى إنه خصص مسجد ابن طولون للفقراء الذين لا يجدون مأوى.
7 ـ و أهم من ذلك كله؛ الصلاح النفسي الشخصي في خلقه هو -رحمه الله -والكتب مليئة, بأروع الأمثلة, والقصص التي سُجلت حجة على من بعده؛ تسامحاً, وتقوى ورعاية لشعوبه, وورعاً عن المحرمات.
ولما تأكد صلاح الدين من أن القاعدة العريضة من أهل مصر قد أصفوه ودَّهم, وآثروه بإعزازهم, وأن له في كل نفس موضعاً, وأنه تقاسمهم الوفاء, سماحة وخلقاً ورعاية لمصالحهم, ورأى انتشار المذهب السني فيهم؛ فقطع الخطبة والدعاء على المنابر للعاضد الفاطمي, وحوله للخليفة العباسي؛ إعلاناً بأن مصر أصبحت سنية بعد تشيعٍ, وأن الدولة الفاطمية كان آخر عهدها على يديه.
إذًا هناك جوانب إصلاحية, ودعوية في شخصية صلاح الدين, غفل عنها البعض, واختزلها آخرون في صفحته الجهادية فقط.
ـ لم يسجل التاريخ لنا من العلماء أو طلبة العلم, أو الجهاديين شيئاً من تكفير, أو تفسيق, أو إلغاء, رغم أن الوضع كان يسمح بذلك.
ـ تحويل الأمة المصرية من رافضة إلى سنية يدل دلالة واضحة على صحة طريقة صلاح الدين, وأنه يجب أن نضع الأمور مواضعها.
ـ قراءة التاريخ مهمة جداً, حيث عصفت بالأمة الإسلامية أزمات وشدائد وحروب وفتن, ومن الجيد معرفة طرق التعامل مع مثل هذه الظروف, وألا نختزل العلاج في خيار واحد, أو طريقة واحدة.
ـ لماذا لا ينشغل كل منا بمشروعه الإصلاحي, سواء على مستواه الشخصي, أو الجماعي, أو الأممي في شتى نواحي الحياة: من جهاد, وتربية وتعليم, حتى الزواج والتفكير الجدي فيه, وتكوين أسرة, هو من الصالح النافع الذي يخدم هذا الغرض. عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ".
ـ ثلاث سنوات مرت على صلاح الدين, بيننا وبينها بون شاسع, وشقة بعيدة لو أردنا المقارنة بمواقف بعض شبابنا وأبنائنا عندما يرون من دعاتهم ومصلحيهم وعلمائهم موقفاً إصلاحياً لا يستطيعون تمريره.
ـ كان صلاح الدين يمتلك السنان والبنان ومع ذلك لم يستخدم السنان في تحويل مصر إلى سنية, بل فطن لجانب آخر من الدعوة.
فما الذي يمكن أن نطالب به أنفسنا وعلماءنا ومصلحينا وحكامنا ونحن والحمد لله في ربوع ما زالت السحب فيها تبشر بالغيث؟!.
**********************
فرديت:
(يُتْبَعُ)
(/)
أكره مصطلح الإنبطاحية والإنتكاسة خصوصا من شباب حديثي السن وهم يصفون بعض العلماء الأخيار بما ليس فيهم، وكأنهم علماء جرح وتعديل من العهد الأول للإسلام، فإذا رأيت الشاب أو من وخطه الشيب يكثر من هذه المصطلحات فترحم عليه تؤجر، فحاله يرثى له ....
ولكن رغم كرهي لهذه المصطلحات الواردة في مقال مجدي نجاح، ورفضي الدخول في الأحكام التي تصف البعض بكذا وكذا، إلا أن المقال لم يكن منصفا في التحليل، بل يثير للوهلة الأولى لغير المدقق وبهذا الأسلوب تهما لصلاح الدين بسبب سوء الفهم، وبسبب إيراد مثل هذه المصطلحات التي عفناها وتقززنا منها ..
من قال أن صلاح الدين رحمه الله لم يتهم في دينه عندما قبل الوزارة في عهد الخليفة الفاطمي؟
لقد اتهموه بالفساد، والنهب والسلب، وقلة الفقه وطمعه في الحكم، بل اتهموه بالخمر والميل الى النصرانية، وتهما أخرى لا تليق أن يقال للفاتح العظيم رحمه الله دسها الرافضة عليه ..
ثم كيف أقارن بين تولي صلاح الدين الوزارة وهو الحاكم الاول والعاضد قد بلغ درجة من الضعف لا يقوى على شيء؟
التهم التي كانت ضد صلاح الدين كانت بلغات غير لغة الإنبطاح والمنتكس وو ... الخ، لأنه كان الأقوى لا الأضعف ..
صلاح الدين كان مثل بريمر الحاكم في العراق مقابل جلبي وعلاوي والسيستاني!! بريمر يحكم وهؤلاء الرافضة ينفذون، فكيف يتصور أن يقال إن صلاح الدين كان منتكسا ومنبطحا؟
لو كان صلاح الدين قد تولى الوزارة بضعف، لكان عند العلماء متهما في دينه، لكنه تولاها رغم أنف العاضد، فهل وعيتم الفارق؟
ثم:
كان صلاح الدين شخصية إسلامية فذة، لم يقبل من الأكراد تأسيس دولة كردية قومية، ولذلك كثير منهم يكرهونه حتى الآن ويقولون أنه كان سببا في تضييع حقوقهم وكان إلى جانب هيبته رقيق النفس والقلب, شديدا بطلا, وكان رجل سياسة وحرب, بعيد النظر, متواضعا مع جنده وأمراء جنده, يحس المتقرب منه بحب ممزوج بهيبته درس الحديث والفقه والأدب وأنساب العرب ووقائعهم ويوم مات لم يدخر لنفسه مالا ولا عقارا ...
فمن من مشائخ اليوم يصل معشار ما وصل إليه؟
في مذكرة الإسلام قصة توليه الوزارة "كانت الدولة الفاطمية في عهد خليفتها 'العاضد' قد دخلت طور النهاية بعد أن جثمت على صدور المسلمين عامة ومصر خاصة, تنفث سمها وتنشر شرها وكفرها بين الناس وتناوئ الدولة العباسية وتتحالف مع أعداء الإسلام, وكل ذلك وهي متدثرة بلباس التشيع البالي الذي جر على الأمة الإسلامية الويلات والنكبات منذ أن ظهرت الشيعة, وكان وزير الدولة وقتها رجل شرير اسمه 'شاور' وقد أفسد في الأرض حتى قام عليه رجل آخر اسمه 'ضرغام' جمع الجموع وحاربه حتى انتصر عليه, و'العاضد' لا يملك من الأمر شيئًا.
أرسل 'شاور' إلى السلطان العادل نور الدين محمود الملقب بالشهيد يستصرخه ويطلب منه المساعدة فوجد فيها نور الدين الفرصة السانحة التي لا تعوض من أجل القضاء على الدولة العبيدية الخبيثة فأرسل كبير قواده 'أسد الدين شيركوه' بجيش كبير إلى مصر وقد اصطحب أسد الدين معه في الجيش ابن أخيه 'صلاح الدين' ونجح الجيش الجديد في هزيمة 'ضرغام' وإعادة 'شاور' مرة أخرى للوزارة ولكنه ما لبث أن اتصل بصليبي الشام وطلب منهم القدوم إلى مصر لاستشعاره الخوف من نور الدين وأسد الدين وشكه في نواياهم تجاه مصر.
انقلب السحر على الساحر وكان قدوم الصليبيين إلى مصر وبالاً على 'شاور' حيث استغاث 'العاضد' بنور الدين وطلب منه المساعدة فعاد أسد وصلاح الدين مرة أخرى إلى مصر وطردا الصليبيين وقضى أسد الدين على شاور ومن معه, وأصبح أسد الدين وزيرًا للعاضد وذلك سنة 564هـ, ولكنه لم يهنأ بالوزارة سوى شهرين فقط من الزمان حيث اعتراه مرض شديد توفي على إثره رحمه الله وحل صلاح الدين مكانه في الوزارة.
صلاح الدين وفقه المصلحة:
ربما يتعجب كثير من الناس كيف يقبل صلاح الدين أن يعمل وزيرًا لدى الفاطميين ألد أعداء الإسلام؟ ولكن هذا العجب سيزول إذا عرف أن صلاح الدين ما قَبِل هذا العمل إلا ليصل إلى ما خطط إليه من قبل نور الدين محمود ألا وهو إزالة الدولة الخبيثة, حيث عمل صلاح الدين على تقوية السنة ونشر العلم والفقه وعين قضاة في البلاد على المذهب الشافعي وأخذ في تقليم أظافر الفاطميين شيئًا فشيئًا حتى استطاع الناصر صلاح الدين إزالة الدولة الفاطمية بالكلية في 2 محرم سنة 567هـ, بعد أن دامت هذه الدولة أكثر من قرنين من الزمان.
بدأ صلاح الدين في إزالة عادات وشعائر الروافض فأبطل الأذان على طريقة الشيعة 'حي على خير العمل' وعزل كل قضاة الفاطميين ومنع الاحتفالات الشيعية بعاشوراء وغدير خم, وعادت الديار المصرية سنية مرة أخرى, ولم يكن ذلك ليعجب بقايا فلول الفاطميين وشيعتهم التي كانت تنتفع من قيام ووجود الكيان الرافضي بمصر."
هل لو كان العاضد قويا كان سيستدعي نور الدين، ويقبل بصلاح الدين وزيرا له؟ بل، هل لو كان العاضد قويا سيقبل صلاح الدين بالوزارة؟
بل أزيدكم شيئا من تاريخ صلاح الدين رحمه الله وهو السماح بتولية نصراني إسمه الأسعد ديوان الجيش والمال لثقته فيه ولمجهوده بتوطيد أركان الدولة الإسلامية ...
الصنف الذي اختل عندهم الجرح والتعديل يجدون كل جرح (حسب منهجهم) في البطل الفاتح صلاح الدين رحمه الله، لكن هناك عدلا واحدا فيه يشفع لصلاح الدين ويقلب موازينه من سيئات إلى حسنات، وهو الإذعان لولي الأمر الخليفة العاضد العبيدي الفاطمي الشيعي الرافضي بقبول الوزارة!!، غير أنه يؤخذ على صلاح الدين عندهم (وربما يُفسق ويُضلل) خروجه على ولي الأمر الرافضي، والله في محكم القرآن يقول "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 06:19]ـ
إبداع قل مثيله ... !
وكأنك يا أبا القاسم ترد على أحد المخذلين التكفيريين في بيان له بعنوان: صيحة نذير إلى أمة الغضب اليهود ...
وجل ما في البيان اتهام للفلسطينين في عقائدهم وتشفي واضح عليهم وإزدراء لحالهم!! بلغة ركيكة وفهم مغلوط لطبيعة الصراع بين الحق والباطل ..
بوركتَ وللخير وُفقت ..
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 10:23]ـ
-توجد رسالة علمية باسم:
جهود العلماء و الولاة في الحفاظ على السنة في العصر السلجوقي: 447 - 590 هـ / اعداد خالد محمد بن عليان الصاعدي؛ اشراف عبدالله بن علي المسند.
الصاعدي، خالد محمد عليان, المسند، عبدالله بن علي عبدالله، 1364 هـ -
الموضوعات اهل السنة
السنة النبوية - تاريخ
الدولة السلجوقية - تاريخ
تاريخ النشر: 1416هـ، 1995م
الوصف المادي: 714 ورقة: مثيليات؛ 30 سم
التبصرة: رسالة (دكتوراه) - الجامعة الاسلامية، 1416 هـ
المؤلفين المشاركين: المسند، عبدالله بن علي عبدالله، 1364 هـ -، مشرف.
# وقد بين فيها المؤلف جزاه الله خيرا كيف نصر الله الناصر صلاح الدين على الرافضة والباطنييين والصليبيين, وسترى كذلك منهج التصفية والتربية التي يدعو اليها العلماء كيف طبقها صلاح الدين قبل الجهاد, وكيف انه عندما نصر دين الله نصره الله.
لا كما يفعله بعض الاحزاب من التآمر ضد الوهابية, والتصالح وفتح الباب للرافضة, ويدعون الى الجهاد, والناطق الرسمي جالس في لبنان!! والناس المساكين العزل من غير سلاح وولا عتاد! لا ادري اين التخذيل والتآمر على الدين؟!
يريدون فتح بيت المقدس من غير تصفية وتربية وقوة!! ويدندنون حول صلاح الدين!!
ستعرف من خلال هذا الكتاب كيف طبق صلاح الدين ما طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة وبعد الهجرة, في وقت الضعف ماذا يفعل وفي وقت القوة ماذا يفعل.
فياليت دعاة الجهاد اليوم الفوضويين الذين يدندنون حول الناصر صلاح الدين ان يفعلوا كما فعل من نصرة للدين وتصفية وتربية واعداد القوة للجهاد!!!
جهاد جهاد جهاد جهاد!!
اليس لكل عبادة شروط وموانع؟!
لماذا لا تطبقون هذه الشروط في الجهاد؟!
نسأل الله العافية!!
اكثر من يدعو الى الجهاد الفوضوي اليوم الذي هو من غير شروط, هم من دعاة وحدة او التسامح بين الاديان! ويجوزون تهنئة الكفار بأعيادهم الكفرية!! بل يجوزون الربا وغير ذلك من البلاوي من باب التيسير!!! "انظر على سبيل المثال كتاب عبدالله الطويل منهج التيسير المعاصر"
ثم تراهم يدعون الى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما هدموا الدين!! نسأل الله العافية.
وتراهم في كل حادثة يتكلمون بما يطلبه الجمهور وليس بما يدينون به الله!!
تناقض عجيب, مع ان النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان!! ولكن عند القوم كل شيء يجوز!!
وما بيان الدعوة الى كلمة سواء ببعيد!! افلا تعقلون؟!
# يا اخوان, بالله عليكم من عطل الجهاد؟!
هل ما تدعون اليه من فوضى تسمونه جهادا؟!
# ادعوا الفوضويين ان ينظرو في هذا الكتاب لفهموا مقصود ومعنى وضوابط الجهاد ومن له الحق ان يتكلم فيه:
مدارك النَّظر في السّياسة
بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية
تأليف
عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري
قرأه وقرّظه
العلاّمة الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني
والعلاّمة الشيخ: عبد المحسن بن حمد العبّاد البدر
تجد في هذا الكتاب
* تأصيلاً لقاعدة: الفتوى في النوازل السياسية قاصرة على المجتهد:
قال الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} وقال ابن القيم: " العالِم بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة فهو المجتهد في النوازل، فهذا النوع الذي يَسوغ لهم الإفتاء ويَسوغ استفتاؤهم ويتأدى بهم فرضُ الاجتهاد، وهم الذين قال فيهم رسول الله ?: ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّد لها دينها)) ".
* وبيانَ أنه لا يفتي في دقائق الجهاد إلا هو، وأنه يَحرُم استفتاء طلبة العلم فيها
ـ فضلاً عن غيرهم ـ مهما زعموا أنهم فقهاء الواقع:
قال ابن تيمية: " وفي الجملة فالبحث في هذه الدقائق ـ أي دقائق أحكام الجهاد ـ من وظيفة خواص أهل العلم .. ".
(يُتْبَعُ)
(/)
* وبيانَ أنه لو أفتى فيها مَن ليس في رتبة العالم المجتهد أفسد البلاد وأرهق العباد؛ لأن العالِم يشمّ الفتنة قبل وقوعها، وأما غيره فلا يعرفها إلا إذا وقع فيها، وقد لا يعرفها:
قال الحسن البصري: " إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كلُّ عالم، و إذا أدبرت عرفها كلُّ جاهل ".
* وتحذيراً من مسالك الحركيين من الإسلاميّين الذين اتَّخذوا من السياسة جارحةَ صيد، واتَّخذها الأعداء آلةَ كيد:
قال عبد الحميد بن باديس: " فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها عن علم وبصيرة ... ولو أردنا أن ندخُل الميدان السياسي لدخلناه جهراً ... ولقُدنا الأمّة كلها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهل شيءٍ علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نَبْلغ من نفوسها إلى أقصى غايات التأثير عليها؛ فإن مما نعلمه، ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمّة: (إنّكِ مظلومة في حقوقك، وإنّني أريد إيصالكِ إليها)، يجد منها ما لا يجد من يقول لها: (إنّك ضالة عن أصول دينك، وإنّني أريد هدايتَك)، فذلك تلبِّيه كلها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها ... ".
* وتحذيراً من الحزبية التي فرّقت شمل المسلمين:
قال محمد البشير الإبراهيمي: " أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نَجَمَ بالشّر ناجمُها، وهجم ـ ليفتك بالخير والعلم ـ هاجمُها، وسَجَم على الوطن بالملح الأُجاج ساجِمُها، إنّ هذه الأحزاب! كالميزاب؛ جمع الماء كَدَراً وفرّقه هَدَراً، فلا الزُّلال جمع، ولا الأرض نفع! ".
* وتحذيراً من مسالك الثوار:
قال ابن خلدون: " ومن هذا الباب أحوال الثوار القائمين بتغيير المنكر من العامة والفقهاء؛ فإن كثيرا من المنْتَحِلين للعبادة وسلوك الدين يذهبون إلى القيام على أهل الجَور من الأمراء، داعين إلى تغيير المنكر والنهي عنه، والأمر بالمعروف رجاءً في الثواب عليه من الله، فيَكثُر أتباعُهم والمتشبِّثون بهم من الغوغاء والدهماء، ويُعَرِّضون أنفسهم في ذلك للمهالك، وأكثرهم يَهلكون في تلك السبيل مأزورين غير مأجورين؛ لأن الله سبحانه لم يَكتب ذلك عليهم ... ".
* وبيانَ مغبَّة الخروج على السلطان:
قال الحسن البصري: " والله! لو أنّ الناس إذا ابتُلُوا مِن قِبَل سلطانهم صبروا، ما لبِثوا أن يرفع اللهُ ذلك عنهم؛ وذلك أنهم يَفزَعون إلى السيف فيوكَلُوا إليه! ووالله! ما جاؤوا بيوم خير قطّ! "، ثم تلا: {وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ودَمَّرْنا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُون}.
# الى دعاة الفوضى:
ذكر أبو العباس أحمد بن يحيى قال: حدثني محمد بن عبيد بن ميمون: حدثني عبد الله بن إسحاق الجعفري قال: كان عبد الله بن الحسن يكثر الجلوس إلى ربيعة. قال: فتذاكروا يوماً السنن فقال رجل كان في المجلس: ليس العمل على هذا. فقال عبد الله: أرأيت إن كثر الجهال حتى يكونوا هم الحكام، أفهم الحجة على السنة؟ فقال ربيعة: أشهد أن هذا كلام أبناء الأنبياء.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 10:48]ـ
الشيخ صالح اللحيدان يرد عليكم:
يقول الشاعر العربي ..
أقِلّوا عليهم لا أباً لأبيكمُ = مِنَ اللومِ .. أو سُدوا المكان الذي سَدّوا
رابط الصوت:
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=25 08&d=1232389979
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 10:55]ـ
وهل كلام الشيخ صالح اللحيدان حجة عندكم؟!!
سبحان الله, اليوم اصبح كلام الشيخ اللحيدان حجة عندهم!!
وهل ستقبلون كلام الشيخ اللحيدان في منع المظاهرات ... الخ وغير ذلك, ام انه اصطياد في الماء العكر؟!
بالامس سب وشتم بالشيخ واليوم اصبح حجة!!
مثال عبدالله بن سلام مع اليهود الذي ضربه ابوالقاسم يفضحكم!!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 06:24]ـ
هنا مقال جميل - للشيخ العجلان - له ارتباط بموضوعك هذا:
صور مضيئة من نصرة المستضعفين:
http://www.alukah.net/articles/1/4898.aspx
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:16]ـ
شكر الله لكم إخواني الفضلاء ..
أبا نذر وباعث الخير والتبريزي والأمل الراحل
جزاكم الله خيرا على إضافاتكم ودعائكم
واهد اللهم أخي عبدالرزاق
والله كان يسعك الصمت
فهو أشرف لك .. فبهذا الرد
(يُتْبَعُ)
(/)
صنّفت نفسك مع أهل التخذيل ..
شئت أم أبيت
وإن بدا بلهجة العلم والشفقة
فهذه خدعة إبليسية ..
حاول أن تتفكر في نصح الإخوة
ولا تتكبر عنه .. وتتأمل في العبر التي
اشتمل عليها المقال .. فإن من لا ينتفع
بالعظة .. والتذكرة .. مجرم في حق نفسه
فأسأل الله ربي أن يصلحك
ويلهمك رشدك
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 11:24]ـ
ابو نصار تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 54
أسباب النصر الحقيقية. . للشيخ / حمد الهاجري حفظه الله
--------------------------------------------------------------------------------
لفضيلة الشيخ د. حمد بن محمد الهاجري - حفظه الله ورعاه -
وأترككم مع المقال سائلا ربي أن ينفعكم به:
أسباب النصر الحقيقية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون [آل عمران: 102].
] يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً [[النساء: 1].
] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً [[الأحزاب:70 - 71].
أمّا بعد: فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هديُ محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النار.
لا يخفى عليكم ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من مِحَنٍ وما تعترضهم من عقبات وما يصيبهم من نكباتٍ.
إن لهم أعداء لا يرحمونهم ولا يغفلون عنهم وتلك سنةُ الله في خلقه، أن يمتحنَ الطيِّب بالخبيث ليستخلص من صفِّ المسلمين صفوته، وليجتبي منه خيرته، ذلك لأنه بالامتحان يعرف من يستحق الإكرام ممن يستحق الامتهان، قال الله تعالى: أمْ حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزُلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب [البقرة:214].
هذا وإن مما يجب على المسلم معرفته أن النصر حليف أهل الإيمان، لأن الله يقول: وكان حقا علينا نصر المؤمنين [الروم:47].
والله يعد ولا يُخلف:ومن أوفى بعهده من الله [التوبة:111].
ولا شك أن مدة الامتحان قد طالت، والمسلمون هم المسلمون، وضعفهم هو ضعفهم، وذلهم هو ذلهم، إلا ما شاء الله.
وكان من آخر ما آذى المسلمين وأزعجهم ما قام به الصهاينة الغادرون من حصار شديد وعدوان ظالم لأهل غزة، تمثل في قتل للأطفال والنساء والشيوخ وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل والمنشآت وترويع للآمنين.
وهذا ليس بغريب على هذه الأمة اليهودية المغضوب عليها إخوان القردة والخنازير عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.
وقد أخبرنا الله عنهم ووضعهم في مقدمة صفوف أعداء المؤمنين فقال عز من قائل: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا [المائدة: 82].
ولا أريد أن أقف بكم طويلاً لتعداد مآسي المسلمين والبكاء على الأطلال كما يفعل بعض الناس – لأن ذلك لا يجدي ولا يفيد، بل يبعث اليأس في نفوس المسلمين ولا يحل مشاكلهم ولا يعالجها.
إن الذي يجب على كل مسلم أن يدركه هو معرفته لما يجب عليه أن يقوم به حتى يتخذ الأسباب التي يرتب الله عليها النصر.
وإن أسباب النصر كثيرة، إلا أنها تعود في مجملها إلى سببين أساسيين:
السبب الأول: هو الإعداد الإيماني والرجوع إلى الله جل وعلى،وذلك بتحقيق التوحيد وملازمة التقوى، والاستقامة على شرع الله علماً وعقيدةً وعملاً ودعوة إليه وتضحيةً وصبراً، وتخل عن ولاءات الجاهلية وأفعالها، وبعد عما، يغضب الله من الذنوب والمعاصي.
يقول ربنا: يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم [محمد:7].
ولا شك أن أعظم ما يُعدُّه المؤمنون ليتقوَّوا به على عدوهم هو توحيد الله بالعبادة وعدم الشرك به جلَّ وعلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الله: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً [النور:55]. فهل ينصر الله من يُعَلِّق أمله بحجر أو من يستغيث أو يذبح لميت أو يسجد عند قبر أو يطوف بمشهد رجل صالح أومن يعلق النصر بالشخص الفلاني أو الجماعة الفلانية أو من يحلف بغير الله؟!!
لا شك أن هؤلاء – كلهم – لا ينصرون. وللأسف أن هذه الشركيات يفعلها كثير من المسلمين – اليوم – فكيف ننصر يا عباد الله؟!!
لقد خرجت عصبةُ المؤمنين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، وكان منهم رجال حديثو عهد بالإسلام فرأوا المشركين يعلقون أسلحتهم بشجرة يُقال لها ذات أنواط، يطلبون منها البركة، فقال هؤلاء – وكانوا حديثي عهد بالجاهلية والشرك- يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال عليه الصلاة والسلام:"الله أكبر إنها السنن، لقد قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة [الأعراف:138]. " رواه أحمد.
فلم يمنع النبي عليه الصلاة والسلام جدّةُ إسلامهم أو كونه خارجاً بهذه العصبة لقتال الكفار الخلص من أن ينكر عليهم ويبين لهم هذا الخطأ العقدي لأنه لو سكت عنه لتعثر الجهاد.
ولابد للمسلم أن يقوّي ثقته بالله جل وعلا وأن يتوكل عليه وحده لا شريك له، فهو الناصر وهو المعين وهو الذي بيده ملكوت كل شيء، يقول الله:وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين [المائدة:23].
كما يجب على المسلم أن يتحلى بالصبر على البلاء والمحنة، إذ العاقبة للمتقين، يقول الله: قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين [الأعراف:128].
وقال سبحانه: وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط [آل عمران:120].
ويقول سبحانه: بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوِّمين (125) وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصرُ إلا من عند الله العزيز الحكيم (126) [آل عمران:126:125].
هذا وإن من أهم ما يعِدُّه المؤمنون للنِّصر على الأعداء تجريد المتابعة لرسول الله ? وذلك يتحقق بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
ومما يدلك على أن معصية الله ورسوله لها أثر كبير في هزيمة المسلمين ما حصل في غزوة أحد، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرماة أن لا يغادروا أماكنهم، وقال لهم:"لا تبرحوا وإن رأيتمونا ظهرنا عليهم – أي انتصرنا عليهم- فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تُعينونا"
فلما رأى المسلمون أنهم انتصروا، والغنائم العظيمة بين أيديهم، وأعينهم ترمقها، وأنفسهم ترنو إليها، ترك جمع منهم أماكنهم، يريدون الوصول إليها، وأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال لهم أميرهم عبد الله بن جبير: أنَسيتُم ما قال لكم رسول الله؟! فقالوا:والله لنأتين الناس،فلنصيبنَّ من الغنيمة،فأتوهم،فصرفت وجوهم – أي أنهم ضيعوا أمرهم – وأقبلوا منهزمين، فأصيب سبعون قتيلاً"رواه البخاري وأبو داود.
فهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خالفوا أمر نبيهم عليه الصلاة والسلام، ترك الله ولاءهم في تلك اللحظة، فضاعوا -رضي الله عنه وأرضاهم- لولا أن كتب الله لهم النصر بعد ذلك.
يقول الله: أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير [آل عمران:165].
السبب الثاني من أسباب النصر على الأعداء: هو الإعداد المادِّي وهو يشمل الإعداد العسكري والإعداد البشري، أما الإعداد العسكري، فقد أمر الله به حيث قال: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم [الأنفال: 60].
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم القوة المذكورة في الآية فقال عليه الصلاة والسلام:"ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي"رواه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فخص الله الخيل بالذكر لأنها أحسن ما يقاتل عليه في ذلك الوقت، وخص رسول الله صلى الله عليه وسلم الرّمي بالذكر لأنه أقوى ما يُقاتل به في ذلك الوقت، وفي هذا تنبيه للمسلمين على أنه ينبغي عليهم أن يكون إعدادهم العسكري أرقى مما عند العدو من سلاح وقوة، وهذا واجب عيني على رؤساء الدول الإسلامية وولاة أمور المسلمين، والله المستعان.
فهل قمنا بهذا الواجب؟! إننا لا نزال نستورد من أعدائنا كلَّ شيء حتى الإبرة!! فكيف ينصرنا الله؟! إلى الله المشتكى.
وأما العدة البشرية – يا عباد الله – فضابطها أن يكون عددُ المقاتلين الكفار على الضِّعف من عدد المقاتلين المسلمين، فإن زادوا على ذلك لم يجب على المسلمين دخول المعركة يقول الله:الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرةٌ يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين [الأنفال:66].
وقد يقول قائل: إن المسلمين اليوم كثير، فما لهم لا يدخلون المعارك مع عدوهم؟! وما لهم لا ينصرون؟!
والجواب على ذلك: أننا كثير ولكنَّ كثيراً منا لم يتوفر فيه السبب الأول: وهو الإعداد الإيماني.
وقد بين لنا ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام، فعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " فقال قائل: ومن قِلَّة نحن يومئذ؟ قال عليه الصلاة والسلام: " بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوهن " فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: " حب الدنيا وكراهية الموت"رواه أحمد وأبو داود.
فلا مخرج لنا أيها الأخوة من هذا الذل، والهوان إلا برجوعنا إلى ديننا حق الرجوع، كما بينت ذلك في السبب الأول.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم" رواه أحمد وأبو داود.
ولنثق تماما أننا متى رجعنا إلى ديننا وتمسكنا بشريعة ربنا فإن النصر والعزّ سيكون حليفنا، وهذا نبيكم عليه الصلاة والسلام يبشركم بذلك فيقول:" بشر هذه الأمة بالسَّناء والدِّين والرِّفعة والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب" رواه أحمد وصححه الألباني.
فالتبشير حاصل والوعد محقَّق والنصر واقع لا ريب فيه، فعن أبي هريرة عن رسول الله قال:" لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر:يا مسلم! يا عبدالله! هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود" متفق عليه.
فلنتق الله ولنعمل على الأخذ بأسباب النصر، وإصلاح أنفسنا وأهلينا وشبابنا ونساءنا و بيوتنا، والبعد عن مشابهة أعدائنا، والاعتزاز بديننا, نُنصر بإذن الله على عدونا، ولنحذر مكرهم وغدرهم، فإنهم لا يألون جهداً في إضعاف المسلمين وإفساد دينهم وعقيدتهم.:والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون [يوسف:21].
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه سلم.
المصدر: منتديات الفلاح الإسلامية السلفية - حرسها الله -
http://www.isfalah.com/viewtopic.php?f=37&t=758
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 11:35]ـ
وما علاقة هذا .. بما نحن فيه
من أسباب الهزيمة الكبرى ..
ما خصصتُ المقال لأجله ..
فالذي تدندن حوله مناقض لأسباب النصر
حيث التفرقة والتخذيل والإخلاد للأرض
بدعوى الضوابط .. إلخ
فالله ناصر دينه لا محالة
لكن الشأن هل نكون مع الصادقين كما أمر الله؟
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"
وبيّن الله في موضع آخر أن من أخص خصائص هؤلاء الصادقين: الجهاد في سبيل الله
وهذا واضح من حيث النظر أيضا ..
لأن المجاهد رجل باع نفسه لله .. فماذا بعد هذا من صدق؟
أم نكون مع المعوقين والمرجفين ..
ولو راجع القراء مجمل ردودك وقارنها بالعلمانيين
لم يجد كبير فرق
سوى أنكم تقدمونها باسم الشرع
والجناية هنا أفدح
ـ[محمود الصيادي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 12:25]ـ
أخي ابو القاسم بارك الله بك وموضوعك جيد
لكن عندي بعض الأسئلة اود أن اطرحها عليك خصوصا بعدما وجدتك وقد ارسلت قلمك بفيض ينم عن علم
السؤال الأول: هل منظمة التحرير الفلسطينية أو فتح أو جماعة ياسر عرفات الذين هم الآن جماعة محمود عباس مجاهدون قبل أن يختلفوا مع حماس هل كانوا مجاهدين قبل 10 سنوات او 16 سنة أرجو منك ان تجيب بارك الله بك إن كانوا مجاهدين ولكن رفع عنهم مسمى وصفة الجهاد فمتى كانوا ومتى رفع عنهم هذه الصفة
السؤال الثاني: ما هي اسباب رفع هذه الصفة ان رفعت وحبذا بنقاط مختصرة فانت حفظك الله تملك هذه الملكة فقد اختصرت من اراد ان يكتب مثله لكتبه في صحف طوال
السؤال ثالث: هل تحسبون عرفات ومن زمرته قبل ان ترفع عنهم صفة الجهاد شهداء كما هم قتلى حماس وغيرها من الفصائل ام انهم ليسوا كذلك؟
أرجو الاجابة بارك الله بك(/)
الناشطون في التثبيط
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 12:16]ـ
الناشطون في التثبيط
مع توالي الأحداث على الأمة،وتجدد الهجمات عليها، ومنها ماجرى ويجرى في غزه، يتجدد نشاط فريق من بين ظهرانينا، بنشاطٍ غير عاديّ!، متسارع محموم،غايته أن تدير خدك الأيسر لمن قتل أهلك ولطم خدك الايمن!،ينشطون على الرغم من كونهم مكروهين حتى من من ينافحون عنهم من الساكنين في القصور، ومكروهين من عوام المسملين بل وعلماء المسلمين، الذين حذروا من سوء مناهجهم حتى تراجع كثير منهم عن أسلوبهم المنفر في عرض منهجم المُنفِر.
نشطوا ليثبطوا الامة، وتجمعوا ليفرقوا مطالبتها بحكم الله في مثل هذه الغدرات والأزمات، وصرخوا ليسكتوا الصادعين بالحق المبين، ليس لهم دور غير الطعن في مجاهدي الأمة الذين بذلوا دماءهم دون حياض المسلمين التي إنتهبها الصليبين واليهود وليس لهم قول غير الإساءة لربانيين من علمائها، يرون دماء المسلمين تسفك وأعراضهم تنتهك ولى يزيدهم ذلك إلا إصراراً على التواصي بالصبر على الخذلان، قد تبلّد إحساسهم وساء قولهم وإفتضحت أفعال من يدافعون عنهم ممن يوالي أعداء الله ورسوله من اليهود الصهاينه والصليبين،شعارهم "دعونا نحيا حياة الذل فنحن في زمن الضعف والهوان! "، إذا سألتهم أين العدّة والإعداد؟،وإين تربية الأمة على الجهاد، حاروا جاوبا! وغاروا هربًا وإختباءً،يجعجون بالحديث عن أهمية التوحيد وإتباع السنة، ثم لا نرى لهم طحينًا مع الذين قد فتحوا الابواب لداعاة القبورية، وسهلوا ركب الحجاج للمشاهد والقباب، فأي توحيد هذا يجعلهم يتولون هؤلاء،وأي سنة عنها يتكلمون إذا نُشرت وأشيعت ألف بدعة وبدعة، برعاية من يوالون وعنهم يدافعون.
أتساءل في مرارة أي سبب قد جعل هؤلاء الذين يتحدثون بألسنتنا .. أي سبب جعلهم يقفون هذه المواقف! .. هذه المواقف المخزية بل والمجرمة! الغريبة عن فطرة المسلم العامي،فضلا عن العالم الرباني الذي لايخاف لومة لائم، في فورة هذه التساؤلات، تذكرت أن جهابذة المتكلمين برغم كتاباتهم العريضة وفلسفاتهم المتعقلة! لصرف الناس عن معرفة علو الله عزّوجل، لم يستطيعوا قيد أنملة أن يغيروا شعور المسلم الإيماني حين يتوجهه لله في علاه، وكذلك هؤلاء الناشطون لتثبيط الأمة،لم تفلح زخرفاتهم لتزيين الخيانات والدفاع عن أهلها!،ومحاولاتهم الدؤوبة لقرمطة النصوص الشرعية،في إخفاء الواقع الصادم للمتواصين مع اليهود الغاصبين على إنهاء جذوة الجهاد في فلسطين.
والله مُتم نوره ولو كره الكافرون
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 12:19]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الحبيب الغريب
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25661(/)
عنوان السؤال: الجهاد في الشام للشيخ حامد العلي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 01:08]ـ
الجهاد في الشام - للشيخ حامد العلي
السؤال: هل صحيح أن سلطان الروم لايستقرعلى الشام بنص الحديث النبوي، وما هي فضائل الشام،وما حكم الجهاد لو غُزيت؟!
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: ـ
عم لايستقر حكم الروم الصليبيين على الشام، وهم مدحورون بخبر النبيّ الصادق، وحتى لو دخلُوها وتسلّطوا فيها، لايستقر حكمهم، بل يزول بإذن الله تعالى.
وقد ذكر هذا ابن كثير الدمشقي رحمه الله في البداية والنهاية قال:
" وقد حرم الله على الروم أن يملكوا بلاد الشام برمتها إلى آخر الدهر، كما ثبت به الحديث في "الصحيحين" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل وقد وقع ما أخبر به، صلوات الله وسلامه عليه، كما رأيت، وسيكون ما أخبر به جزما لا يعود ملك القياصرة إلى الشام أبدا؛ لأن قيصر علم جنس عند العرب يطلق على كل من ملك الشام مع بلاد الروم فهذا لا يعود لهم"
وأما حكم الجهاد، فحكمُ أيّ أرض، من بلاد الإسلام يغزوها الكفّار، وجوب الجهاد، فرض َعين على أهلها، وعلى من يليهم ما تقوم به الكفاية، ثم من يليهم، إلى أن يُدحر الغزاة، ويعانُ أهل الجهاد من أهل البلاد، ومن ينصرهم من غيرها، بالرجال، والمال، والسلاح، وكلُّ سبيل مشروع، من رأي، أو فتوى، أو بيان، أو تحريض .. إلخ، على سبيل الفرض للقادر.
ولا يحلّ بأيّ حال من الأحوال في شريعة الإسلام، إسلام بلاد المسلمين للجيوش الكافرة، تحت أيّ ذريعة، وجميع ما ذكرناه في أحكام الجهاد في المسألة العراقية، يجري على المسألة الشامية فيما لو غُزيت الشام، بالشروط الشرعية المذكورة.
وذلك أعني غزو الشام، بعد حصاره، أمرٌ واقع، ماله من دافع، دلّت عليه بعض النصوص النبويّة، وتوطأت عليه الرؤى المناميّة، ويشهد له مجريات الأحداث فيما تحمله الأنباء، وكذا تحركات، وتصريحات الأعداء.
أما فضائل الشام وأهلها، فكثيرةٌ جداً، وهذا كما أنه منصوص عليه بنصوص الكتاب والسنة، كما سنبيّنه، يشهد له واقع أهلها، ففيهم من التمسك بالملّة الإسلامية، والشريعة المرضيّة، ولهم في شأن الجهاد من العزائم القوية، والسواعد الفتية، والشيم السنية، ما هو معلوم مشهور،
وبها يُستأنس أن نهاية هزيمة هذا المشروع الصهيوصليي، ستكون في أرض الشام المباركة، بإذن الله تعالى، فليستبشر أهل القرآن، وليفرح أهل الإيمان، فإن اللواء المحمّدي منصورٌ لامحالة، والملة الحنيفيّة لها العاقبة بعد المحن، تحت سيوف العزّ، ونصاله.
وننقل فيما يلي، ماقاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، في فضائل الشام، ففيه فوائد عظيمة النفع قال:
(فصل ثبت للشام وأهله مناقب: بالكتاب والسنة وآثار العلماء. وهي أحد ما اعتمدته في تحضيضي المسلمين على غزو التتار وأمري لهم: بلزوم دمشق ونهيي لهم عن الفرار إلى مصر
واستدعائي العسكر المصري إلى الشام وتثبيت الشامي فيه.
وقد جرت في ذلك فصول متعددة.
وهذه المناقب أمور:
أحدها: البركة فيه. ثبت ذلك بخمس آيات من كتاب الله تعالى:
قوله تعالى في قصة موسى: {قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم} - إلى قوله - {فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون} {فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين} {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا}
ومعلوم أن بني إسرائيل إنما أورثوا مشارق أرض الشام ومغاربها بعد أن أغرق فرعون في اليم.
وقوله تعالى {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله} وحوله أرض الشام
وقوله تعالى في قصة إبراهيم: {وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين} {ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} ومعلوم أن إبراهيم إنما نجاه الله ولوطا إلى أرض الشام من أرض الجزيرة والفرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى {ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها} وإنما كانت تجري إلى أرض الشام التي فيها مملكة سليمان.
وقوله تعالى في قصة سبأ: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير} وهما كانا بين اليمن مساكن سبأ وبين منتهى الشام من العمارة القديمة كما قد ذكره العلماء.
فهذه خمس نصوص حيث ذكر الله أرض الشام في هجرة إبراهيم إليها ومسرى الرسول إليها وانتقال بني إسرائيل إليها ومملكة سليمان بها ومسير سبأ إليها: وصفها بأنها الأرض التي باركنا فيها.
وأيضا ففيها الطور الذي كلم الله عليه موسى.
والذي أقسم الله به في " سورة الطور " وفي {والتين والزيتون} {وطور سينين}
وفيها المسجد الأقصى وفيها مبعث أنبياء بني إسرائيل وإليها هجرة إبراهيم وإليها مسرى نبينا ومنها معراجه وبها ملكه وعمود دينه وكتابه وطائفة منصورة من أمته؛
وإليها المحشر والمعاد كما أن من مكة المبدأ. فمكة أم القرى من تحتها دحيت الأرض والشام إليها يحشر الناس كما في قوله: {لأول الحشر} نبه على الحشر الثاني فمكة مبدأ وإيليا معاد في الخلق وكذلك في الأمر فإنه أسري بالرسول من مكة إلى إيليا.
ومبعثه ومخرج دينه من مكة وكمال دينه وظهوره وتمامه حتى مملكة المهدي بالشام فمكة هي الأول والشام هي الآخر: في الخلق والأمر في الكلمات الكونية والدينية.
ومن ذلك أن بها طائفة منصورة إلى قيام الساعة [وهي] التي ثبت فيها الحديث في الصحاح من حديث معاوية وغيره: {لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة}
وفيهما عن معاذ بن جبل قال: " وهم في الشام "
وفي تاريخ البخاري مرفوعا قال: " وهم بدمشق "
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لا يزال أهل المغرب ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة} قال أحمد بن حنبل: أهل المغرب هم أهل الشام.
وهو كما قال لوجهين:
أحدهما: أن في سائر الحديث بيان أنهم أهل الشام
الثاني: أن لغة النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مدينته في " أهل المغرب " هم أهل الشام ومن يغرب عنهم.
كما أن لغتهم في أهل المشرق هم أهل نجد والعراق فإن التغريب والتشريق من الأمور النسبية فكل بلد له غرب قد يكون شرقا لغيره وله شرق قد يكون غربا لغيره.
فالاعتبار في كلام النبي صلى الله عليه وسلم بما كان غربا وشرقا له حيث تكلم بهذا الحديث وهي المدينة.
ومن علم حساب الأرض كطولها وعرضها علم أن حران والرقة وسيمسياط على سمت مكة وأن الفرات وما على جانبيها بل أكثره على سمت المدينة بينهما في الطول درجتان.
فما كان غربي الفرات فهو غربي المدينة وما كان شرقيها فهو شرقي المدينة.
فأخبر أن أهل الغرب لا يزالون ظاهرين وأما أهل الشرق فقد يظهرون تارة ويغلبون أخرى.
وهكذا هو الواقع؛ فإن جيش الشام ما زال منصورا وكان أهل المدينة يسمون " الأوزاعي " إمام أهل المغرب ويسمون " الثوري " شرقيا ومن أهل المشرق.
ومن ذلك أنها خيرة الله من الأرض [أو] أن أهلها خيرة الله وخيار أهل الأرض
واستدل أبو داود في سننه على ذلك بحديثين: حديث عبد الله بن خوالة الأزدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ستجندون أجنادا: جندا بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق فقال الخوالي: يا رسول الله: اختر لي. قال: عليك بالشام؛ فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده.
فمن أبى فليلحق بيمنه وليتق من غدره فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله}
وكان الخوالي يقول: ومن تكفل الله به فلا ضعية عليه.
ففي هذا الحديث مناقب: أنها خيرة.
وحديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس الرحمن تحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معهم حيثما باتوا وتقيل معهم حيثما قالوا}
فقد أخبر أن خير أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم؛ بخلاف من يأتي إليه أو يذهب عنه ومهاجر إبراهيم هي الشام.
وفي هذا الحديث بشرى لأصحابنا الذين هاجروا من حران وغيرها إلى مهاجر إبراهيم واتبعوا ملة إبراهيم ودين نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم تسليما وبيان أن هذه الهجرة التي لهم بعد هجرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لأن الهجرة إلى حيث يكون الرسول وآثاره وقد جعل مهاجر إبراهيم يعدل لنا مهاجر نبينا صلى الله عليه وسلم فإن الهجرة إلى مهاجره انقطعت بفتح مكة.
ومن ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها في حديث الترمذي ومن ذلك أن الله قد تكفل بالشام وأهله كما في حديث الخوالي.
ومن ذلك: {أن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام} كما في الصحيح من حديث عبد الله بن عمر.
ومن ذلك أن عمود الكتاب والإسلام بالشام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {رأيت كأن عمود الكتاب أخذ من تحت رأسي فأتبعته بصري فذهب به إلى الشام}
ومن ذلك أنها عقر دار المؤمنين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {وعقر دار المؤمنين الشام}.) انتهى كلام شيخ الإسلام.
وماذكره من الأحاديث كلّها، لاتنزل عن درجة الحسن، بحمد الله تعالى، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
المصدر:
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=43689
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن نعمان]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 03:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:29]ـ
و فيك بارك الله
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 10:10]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:35]ـ
بارك الله فيك اخي(/)
الجهاد مستمر من قبل و من بعد غزا
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 02:52]ـ
http://v2.cache.googlevideo.com/get_video?origin=mia-v244.mia.*******.com&video_id=w0ik_oyB-vk&ip=85.69.232.214®ion=0&signature=B35D64FFD2AA1ED24CB9 709265CEA51260147B53.CA9F8753A FB8BA0AC7553BA56EC96EC69D8B96C 2&sver=2&expire=1232387240&key=yt1&ipbits=0(/)
مقابلة موقع القلم مع الأخ الحبيب والشيخ الهميم خباب الحمد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 02:58]ـ
أحببت نقل هذا اللقاء .. لما فيه من فوائد وعبر .. أما الموقع الذي أجرى اللقاء فهو لحبيبنا شيخ العقيدة المتقن عبد الرحيم السلمي حفظه الله تعالى .. وأما الذي أجري معه الله فحبيبنا الغالي خباب حفظه الله تعالى
-----------
شبكة القلم: في البداية نود أن تعرفونا أكثر بكم حفظكم الله؟
الشيخ خباب: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع سنَّته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
فأشكر لشبكة القلم الفكرية كريمَ مبادرتِها واتصالها من بلاد الحرمين الطاهرة لإجراء الحوار معي في أرض فلسطين الصابرة المرابطة، وأسأله تعالى أن ينفع بكم وبجهودكم في شبكة القلم الفكريَّة. أخوكم في الله خباب بن مروان بن أحمد سمارة الحمد، نجدي النشأة والولادة، وفلسطيني الجنسية، وأقيم حالياً في فلسطين بمدينة نابلس الصامدة.
درستُ الابتدائية في مدارس الإمام نافع لتحفيظ القرآن، ثم أكملتُ المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وواصلتُ التعليم الجامعي وانتهيتُ منه في جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية (قسم الدراسات الإسلاميَّة).
متزوج ولدي ولدان الأول عبد الله والثاني مروان أصلحهما الله.
تلقيتُ العلمَ على عدد من العلماء والمشايخ ومنهم والدي حفظه الله (الشيخ مروان أحمد الحمد) وهو حالياً رئيس قسم الجاليات في المركز التعاوني لدعوة الجاليات في الرياض، حيث أتممت على يديه حفظ القرآن الكريم، ثمَّ قرأتُ كثيراً من كتاب الله على شيخنا إيهاب فكري المصري وهو حالياً المدرس في الحرم النبوي الشريف.
ومن العلماء الذين تلقيتُ عنهم العلمَ شيخُنا الزاهدُ العالمُ حمود بن عقلاء الشعيبي ـ رحمه الله ـ قرأنا عليه في التدمرية لابن تيمية، وتجريد التوحيد المفيد للإمام المقريزي، والشيخ العلاَّمة عبد الله الجبرين لمدة سبع سنوات في كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، وحاشية الزركشي على مختصر الخرقي، ونونية ابن القيم الجوزية وإعلام الموقعين، وجزءاً من صحيح البخاري، والشيخ الفقيه ناصر الطريري حيث قرأتُ عليه زادَ المستقنع كاملاً، وكذلك النحوَ الشافي، وكتابَ الخلاصة في علم الفرائض، والدكتورُ عبدُ الله المطلق في كتاب العدة في شرح العمدة، والشيخُ الدكتورُ محمد صدقي البورنو في كتاب شرح الكوكب المنير على مختصر التحرير لابن النجار، والشيخُ عبدُ الله السعد في شرحه لسنن النسائي وكشف الشبهات والقواعد الأربع، والشيخُ عبدُالعزيز بنُ قاسم القاضي في المحكمة الكبرى في الرياض في حاشية الزركشي على مختصر الخرقي، والدكتورُعدنان علي رضا النحوي في الفكر والأدب والسياسة، والشيخُ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي في اختصار علوم الحديث لابن كثير، وجزء من كتاب الرسالة للشافعي، ومختصر صحيح مسلم للإمام المنذري، وغيرُهم من أهل العلم والفكر والفضل حفظهم الله ورحم من تُوفِّي منهم (وكل هؤلاء العلماء قرأتُ عليهم كتباً كاملةً أو حضرتُ لديهم ما يقارب السنتين اهتماماً بدروسهم وحرصاً على التعلم منهم).
وبخصوص العمل فقد شغلتُ في العديد من المواقع الالكترونية والمجلات الإسلاميَّة، ولا زلتُ متواصلاً مع بعضهنَّ، بإرسال بعض المقالات، وكتابة بعض الأبحاث، والقيام بلوازم التحرير الصحفي، وما شابه ذلك.
وقد انتقلت للسكنى بفلسطين بتاريخ 1/ 3/1429هـ بدافع الحنين لها والشوق إليها ولاستكمال الدراسات العليا، ومواصلة نشر العلم الشرعي والدعوة إلى الله عزَّ وجل، وأسأل الله أن ينفع بالجهود، وأن يرزقنا الإخلاص والقبول.
شبكة القلم: كيف هو وضع أهلنا في غزة الآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ خباب: قبل كل شيء أحب أن أُذكِّرَ القرَّاءَ بهذه الآياتِ العظيمة، حيث يقول الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)).
يعيش أهلُ غزَّة بمأساة كارثيَّة إنسانيَّة على كافة الصعد، فالحمم التي تُلقى فوق رؤوس قاطنيها لا تتحملها الجبالُ الرواسي فضلاً عن أطفال ونساء وشيوخ يموتون ويُقتلون ويُصرعون من تأثيراتها، ولك أن تتخيل أنَّ أوزان القنابل الساقطة على أهل غزة تتراوح من 300 كغم إلى 1000كغم، مع الصوت المرعب والمفزع من جرَّائِها على أهل القطاع.
ساعة حديثي معك بلغ عدد القتلى من الفلسطينيين الذين نحسبهم شهداء ولا نزكي على الله أحدا قرابة 650 شهيد ـ بإذن الله ـ وعدد الجرحى 2700 جريح، بينهم300 جريح في حالات خطيرة، وغالب هؤلاء القتلى من الشيوخ والأطفال والنساء والفتيان الصغار.
وبشهادة العدو الصهيوني في وكالات الأنباء الخاصة به حيث يقول إنَّه قصف أكثر من 1000 موقع فلسطيني، وبالطبع من هذه المواقع قرابة 13 مسجد هُدِمَتْ وقُصِفَتْ بالكامل، وعشراتُ المراكزِ الحكومية، ومئاتُ المنازل المأهولةِ بالسكان، إضافةً إلى ذلك قَصْفُ مبنى الجامعةِ الإسلامية في غزة، ومركزين من مراكز الإنقاذ الطبي والمشافي التي يتداوى بها أهلُ القطاع، وحين نرى أنَّ العدو الصهيوني يقوم بقصف مدرستين آهلتين بالسكان وكل من مات فيها من الأطفال والنساء، مع أنَّ المدرستين تابعتان للأمم المتحدة ومع ذلك لا نسمع حتَّى إدانةً من الأمم المتحدة لِمَا يجري في غزَّة من إجرام صهيوني حاقد!!.
وقد استمعتُ لمدير نقابة المهندسين العاملين في غزة حيث ذكر أنَّ أكثر من 35 منزل أُصِيْبَتْ بقصفٍ كامل، أو تهشَّمَِ جزءٌ منها، أو تضرر بعضُها جرَّاء القصف الهمجي الوحشي الصهيوني.
كذلك لا ننسى أنَّ هنالك إصابات بين الجرحى الفلسطينيين خلال القصف الصهيوني على قطاع غزَّة، فالاحتلال يستخدم أسلحةً كيماوية قذرة تودي بحياة الفلسطينيين أو تشوه أجسادَهم، بل ذكر أطباء نرويجيون لفضائية "العالم": إنهم اكتشفوا آثار يورانيوم منقب على الأراضي التي طالها القصف الصهيوني بغزة، مما يعني أن الاحتلال استخدم مواداً نووية في العدوان الإجرامي على القطاع، أضف على ذلك أنَّ هنالك عدداً من الخبراء العسكريين: إن إسرائيل استخدمتْ في قصفها لقطاع غزة أسلحةً محرمة دوليًا، إضافةً إلى تجريب ثلاثة أنواع جديدة من الصواريخ والقنابل في ساحة القطاع.
اليهود الصهاينة يكذبون كذبةً صلعاء حين يقولون: هدفنا كسر البنية التحتيَّة للحكومة الفلسطينية بزعامة رئيس الوزراء إسماعيل هنيَّة، وهذا هراء وكذب، لأنَّ الواقع يقول بأنَّ أكثر من 85% من القتلى والجرحى هم من المدنيين من الشيوخ والأطفال والنساء، بل إنَّ مصادر طبيَّة أعلنتْ عبر قناة الجزيرة أنَّ أكثر من 30% من القتلى والجرحى من هؤلاء أطفال صغار، فأين الحربُ التي يقولون إنَّ هدفها كسر المقاومةِ الفلسطينيَّة، أو إنَها لكسر منصَّات الصواريخ التي تطلق على مواقع إقامتهم، أو لهدف إسقاط حكومة حماس في غزة.
لقد قالت أفيتال ليبوفيتش، المتحدثة باسم الجيش الصهيوني: (إن الهدف من الهجوم البري هو "تدمير البنية الأساسية الإرهابية لحماس في منطقة العمليات"، مضيفة: "سنسيطر على بعض من مناطق الإطلاق التي تستخدمها حماس".
وتابَعَتْ: "الهدف من هذه العملية هو تدمير البنية الأساسية لحماس .. والسيطرة على بعض المناطق التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية في إطلاق الصورايخ" على إسرائيل).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خلال كلامهم نرى تخبطاً واضحاً لدى الإدارة الصهيونيَّة في هدفها من هذه الحرب الهوجاء، وربما يكون لها أهداف خفيَة لا يرغبون بالإفصاح عنها، ولعلَّ من أهمها إثارةَ الناسِ، وقلبَهم على احتضان روح المقاومة وبَسَالَتِها، فبعد أن عاقبوهم بقطع الرواتب، وغلقِ المعابر، وإحكام الحصار بمنع الكهرباء والوقود والغاز، وما زادهم ذلك إلا ثباتاً في الالتفاف على خيار الجهاد، رغم ما أصابهم من آلام وعذابات، رأوا أنَّ هنالك عِقاباً جماعيّاً آخراً لابدَّ أن يناله سكَّانُ القطاع، وذلك بقصف منازلهم وتخريب المنشآت العامة، لمحاولة قلب الناس على الحكومة المنتَخَبة وعلى رجالاتها، والإبلاغِ عنهم بشتَّى الأساليب والسبل.
لكني أبشرك ومن خلال ما نشاهده في وسائل الإعلام، وتواصلنا مع الصحفيين والإعلاميين في غزَّة بأنَّ أهل غزة بخير، والمقاومة بخير والشعب الغزاوي يَدْعَمُ المقاومةَ، ويسير خلف المقاومة، بل قالت الصحفُ الصهيونيةُ ذلك، ومنها جريدةُ يدعوت أحرنوت أنَّ من كان معارضاً لحماس بما قامت به في غزَّة بالأمس أصبح حليفاً ومتعاطفاً معها اليوم؛ لأنَّه يرى أنَّ قادتَها قُتِلوا، وكتائبَها العسكرية في خط المواجهة مع العدو الصهيوني.
المجاهدون في قطاع غزَّة والذي يبلغ شريطه الحدودي طولاً 10 كيلو وعرضه 8 كيلو، والذي لا تبلغ مساحته أكثر من 378كم2، هؤلاء المجاهدون في هذا القطاع تدور بينهم وبين عدوهم معركة ضروس حقيقتها معركة الفرقان بين الإسلام والكفر، بين العقيدة الإسلاميَّة القتاليَّة وبين إخوان القردة والخنازير من بني صهيون اليهود، وأهل غزَّة في هذه الحرب يدافعون عن كرامة الأمة وشرفها وعزّتها ومجدها، وحق على كل مسلم يخشى الله واليوم الآخر أن يتقي الله تعالى إن لم يقف مع أهل غزَّة بأيَّة إمكانيَّة صادقة يستطيعها لنصرة أهل غزة المقاومين المدافعين عن حياض الأمة وكرامتها.
وممَّا زاد الأمرَ خطورةً على أهل غزَة وهو كذلك ينعكس بالتأكيد خطورة على اليهود المحتلين، وسكَّان المغتصبات الصهيونيَّة عمليةُ التوغلِ البري التي جاءت تطويراً لعملية الرصاص المتدفق التي دخلت مع يوم السبت الأسبوع الثاني.
إنَّ أهل غزَّة رغم ما يجري من جراحات وآلام ومعاناة صعبة لا يُستطاع وصفُها من القريب قبل البعيد، يشتكون إلى الله من ظلم وإجرام حكّام العرب الطغاة، فقد سئموا الإدانة والشجب والاستنكار؛ لأنَّ هذا دليل على الشنار والعار الذي وقَعَتْ فيه هذه الأنظمةُ الخائنةُ الطاغوتيَّةُ، وإنَّ أهل غزَّة باتوا يرون أنَّ الشعوب المسلمة كذلك تنتفضُ انتفاضةً وقتيَّةً سرعان ما تذوب، ولهذا فإنَّهم يستحلفون إخوانَهم بالله العلي العظيم أن تبقى هذه الهبَّةُ الشعبيَّةُ الجماهيريَّةُ العارمةُ مع المجاهدين والمقاومة في غزة؛ لأنَّ معيارَ نصرةِ الشعوب المسلمة لأهل غزة إن كانوا صادقين بأن يبقوا مع أهل غزة قلباً وقالباً صفاً واحداً حتى ينكشفَ المحتلُ ويعذبه اللهُ بأيدي المجاهدين، أمَّا أن تنتفضَ الأمةُ لوقتٍ ثمَّ تذوب كحامض الكبريت حين ينصهر في الملح مع شدَّة توهجه فإنَّ هذا لا ينفع ولا يفيد.
صدقوني إن أردتم الحقيقةَ أنَّ الشعب الفلسطيني وخصوصاً في قطاع غزَّة بات ينظر للوضع العربي حتَّى الشعبي نظرَ اليائسِ بأنَّهم سينصرونهم، وليس هذا على جميع الشعوب ولكن في أكثرها، فالشعوب العربيَّة للأسف مخدَّرةٌ ونائمةٌ ولا تستيقظ إلاَّ وقت الصدمةِ، والمصدومُ حين يستيقظ يتخبطُ يمنةً ويسرةً ولا يدري ماذا يفعل، فقصارى جهدِه الصياحُ والعويلُ، وهذا ما اعتدنا أن نراه ونسمعه في وسائل الإعلام، لكن من أراد الحقيقةَ الواضحةَ فإنَّ مَنْ يريد أن ينتصر لغزَّة بكافة أنواع النصرة المادية والمعنوية والجسديَّة فعليه أن يصدق اللهَ، واللهُ تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، ومن صدق اللهَ في طلب شيء أعطاه اللهُ إياه وصدَّقه بما يتطلب ويريد، فالمهم صدق النيَّة، وصلاح الطويَّة، والعزيمة والإرادة للفعل، ولقد قرَّر علماؤُنا أنَّ الأرضَ إن لم يستطعْ أهلُها دفعَ كيدِ عدوهم فيها فإنَّ هذا الفرضَ يتسع حتى يعمَّ الأرضَ كلَّها، ولقد قال الإمام الجصاص: (ومعلوم في اعتقاد جميع المسلمين أنه إذا خاف أهل الثغور من العدو ولم تكن فيهم مقاومةٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
فخافوا على بلادهم وأنفسهم وذراريهم، أن الفرض على كافة الأمة أن ينفر إليهم من يكف عاديتهم من المسلمين، وهذا لا خلاف فيه بين الأمة، إذ ليس من قول أحد من المسلمين إباحة القعود عنهم حتى يستبيحوا دماء المسلمين وسبي ذراريهم) الجصاص 3/ 114.
إذاً لا تعجب حين أخبرك بأنَّ أهل فلسطين يشعرون أنَّ الدول والشعوب باتت نائمة عن قضيتهم وصاروا يقولون: إنَّ الفلسطينيين بحاجة للدعاء والمال وتنتهي القضية، وكأنَّ الفلسطينيين مجرد فقراء تدرُّ عليهم جمعيَّةٌ خيريَّةٌ وتنتهي القضيَّة، مع أنَّ الحسَّ المرهفَ والأصيلَ ينبغي أن يكون لدى المواطن في الشارع العربي والإسلامي بأن يقول: إنَّ قضية فلسطين هي قضية للمسلمين وليست قضية للعرب أو للفلسطينيين، ولكنَّ حكام العرب قزَّموا هذه القضية وقالوا: إنَّ قضية فلسطين للفلسطينيين وقد صدَّق ذلك الكثيرُ من الشعوب المسلمة لأنَّ إبليس قرقر في آذان الحكًّام بذلك فصدَّقه الحكام كما قال تعالى: (ولقد صدَّق عليهم إبليس ظنَّه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين)، فالشعوب صدَّقت حكَّامَها شعروا أو لم يشعروا، وباتوا ينظرون إلى الفلسطيني حين يرونه في الشارع العربي قائلين له: أعانك الله على ما ابتلاكم به من احتلال اليهود لفلسطين، ويغيب عن بال الجزائري أو المصري أو السعودي أنَّ قضية فلسطين له قبل أن تكون للفلسطيني؛ لأنَّ فلسطين أرضُ وقفٍ إسلامي هي لجميع المسلمين قبل أن تكون للفلسطينيين، والفلسطينيون جزء من المسلمين وليسوا هم غالبيَّة المسلمين، لهذا يشعر الفلسطينيون أنَّه قلَّ ناصرُهم ومعينُهم من إخوانهم، بل الذين يسعون في خذلانهم كثرةٌ كاثرة وللأسف، وصدق من قال:
من كان ذا عضدٍ يدرك ظلامته * * * إنَّ الذليل الذي ليست له عضدُ
تنبو يداه إذا ما قلَّ ناصرُه * * * ويأنف الضَّيْمَ إن أثري له عددُ
ولهذا فإنَّ فلسطين إن أردنا أن تكون أرضاً للمسلمين، وتتطهَّر من رجس اليهود الغاصبين، فلن يكون فتحُها على يد الفلسطينيين فحسب، بل ستكون الطلائعُ المجاهدةُ في شتَّى أنحاء العالم الذين يلتفون حول هذه الأرض المباركة ستكون هي طليعة التغيير، وأوان الشد مع إخوانهم الفلسطينيين المجاهدين في طرد الغزاة المحتلين، فالمعركةُ بيننا وبين اليهود لا تزال في بدايتها، ورجاؤُنا أن يلتحمَ الفريقان ويلتقيا بعد عبور النهر محققين خبرَ الصادق المصدوق (لتقاتلن المشركين حتى يقاتلَ بقيتكم الدجال على نهر الأردن أنتم شرقي النهر وهم غربيُّه) رواه البيهقي في مجمع الزوائد وقال رجاله ثقات.
ومع هذا أقول إنَّنا على يقين بأنَّ الله تعالى يدافع عن المؤمنين فهو القائل: (إنَّ اللهَ يُدافِعُ عن الذين آمنوا)، وهو القائل: (أليس اللهُ بكافٍ عبدَه)، وهو القائل: (وما رميتَ إذ رميتَ ولكن الله رمى)، وهو القائل: (ولو شاء اللهُ لانتصر منهم ولكن ليبلوَ بعضَكم ببعض والذين قُتلوا في سبيل الله فلن يُضِلَّ أعمالَهم سيهديهم ويصلح بالَهم ويدخلهم الجنَّة عرَّفها لهم)، ولقد قال القائل:
هو الحق مهما طغى باطلٌ * * * له النصرُ يوم النزالِ الأخير
ولله سهمٌ سيمضي غداً * * * ولو كره المستبدُّ الكفور
شبكة القلم: ما هو تقييمك لمسار الحرب الآن، وما هي قدرة كل طرف فيها على الاستمرار؟
الشيخ خباب: هذه الحرب ستكون محرقةً دمويَّةً، لكن سيكون هذا لكلا الطرفين، ودعنا نتأمل مقارنةً قريبة فنحن نجد أنَّ البلداتِ الصهيونيَّةَ القريبة من القطاع الغزاوي أُصِيْبَتْ بقذائف الصواريخ التي يطلقها المجاهدون على الصهاينة، وكذا الحال من اليهود المعتدين على أهالي القطاع، فهنالك حالة تشابه على ضعف إمكانيات المجاهدين (وما نُصِرتْ حركاتُ الجهادِ الإسلامي منذ أن أشرقتْ شمسُ الرسالةِ الإسلاميةِ من كثرة، بل كانت تنتصر على العدو بدينها وإيمانها وعقيدتها قبل سلاحها وعتادها الذي كانت مقارنة بسلاح عدوها أقل عدداً وأضف عتادا).
نجد أنَّ جامعة بن غوريون الصهيونية قد أغلقت أبوابها حتَّى إشعار آخر، وكذلك الجامعات في غزَّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نجد أنَّ هنالك الكثير من قادة البطش الصهيوني قد أُصيبوا كرئيس بلدية سديروت وزوجته، وشقيقة وزير الداخلية الصهيوني، وكذلك نجد أنَّ هنالك من قادة الجهاد والعزَّة في غزَّة قد استشهدوا لكن لا سواء قتلانا في الجنة ـ بإذن الله ـ وقتلاهم في النار وبئس القرار.
وفي المقابل نجد أنَّ جميع من نستمع لهم في وكالات الأنباء العالمية والفضائيات من الفلسطينيين يقولون: نحن صامدون هنا ولن نغادرَ القطاعَ بل لن نغادرَ بيوتَنا؛ لأنَّنا إذا غادرنا البيوتَ فمعنى ذلك أنَّنا غادرنا وطنَنَا، لكنَّ سكَّان المغتصبات الصهيونية يطالبون الحكومة الصهيونية بنقلهم وترحيلهم خوفاً من صواريخ القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين التي تنهمر عليهم من فوق رؤوسهم، وقد أُجري استطلاعٌ مؤخراً في أوساط سكان مغتصبة سديروت الصهيونية تبين منه أن 66 في المائة منهم يرغبون في مغادرة المدينة فوراً بسبب صواريخ المقاومة، ففرق بين سكان غزة وسكان سديروت.
كذلك نجد أنَّ مواقعَ وموجاتِ وإذاعاتِ العدوِّ الصهيوني قد اختُرِقَتْ من قبل المقاومة الإعلاميَّة الفلسطينية، ونجد أنَّ العدو قد ألحق الضررَ بقناة الأقصى وجريدةِ الرسالة، ومع هذا لا تزال هذه الإذاعاتُ تبث من ركام المجزرة فهنالك تحدٍ وصمود واستبسال.
لقد علَّمنا اللهُ بقوله: (إن يمسسكم قرحٌ فقد مسَّ القومَ قرحٌ مثلُه)، وقال تعالى: (إن تكونوا تألمون فإنَّهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) وفَرْقٌ بين جندي صهيوني علماني لاديني يقاتل وهو يرتج عليه في مكانه لأنَّه يفكر بصديقته وعشيقته في تل أبيب التي ينام معها في لياليهم الحمراء، مع أنَّه يقاتل وراء ترسانة عسكرية ضخمة تحميه ووراء آليات ضد الرصاص، وصدق الله فيهم قوله حين قال: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ).
فَفَرْقٌ كبير بين أولئك اليهود الغزاة وبين ذلك المجاهد العقائدي الذي يقول: (قل هل تربَّصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم اللهُ بعذابٍ من عنده أو بأيدنا فتربصوا إنَّا معكم متربصون)، فهكذا لسان حال المجاهد العقائدي في فلسطين؛ لأنَّهم يقاتلون عن مبدأ العقيدة والإيمان ولأنَّ الأرضَ أرضُنا والوطنَ وطنُنا وهؤلاء محتلون لنا، وفَرْقٌ بين مَن يُقاتِلُ بمبدأ ومَن يُقاتِل وهو مدجج بأعتى أنواع الأسلحة ويبول على ملابسه حين يسمع صيحة الله أكبر!!
شبكة القلم: ما هو تقييمك لمواقف الحكومات العربية من العدوان الصهيوني على غزة؟
الشيخ خباب: لو أَجريتَ استفتاء لجميع شعوب العالم العربي والإسلامي لأعطوك إجابةً تتراوح من 90% إلى أكثر من ذلك بأن موقف الدول العربية والإسلامية يمثل موقف الخزي والذل والنفاق والعار الذي ما بعده عار، وإلا فبأي منطق يسمح للوزيرة الصهيونية بأن تتحدث من دولة حدودية لفلسطين وهي مصر بأنَّها ستكسر الحكومة في غزة وستشنَّ حملة لا هوادة فيها على أهل غزة إن لم يقوموا بما تريده إسرائيل منهم من الكفر والذل.
لقد صرَّح المسؤول الصهيوني بعد الساعات الأولى للعدوان بأننا أطْلعنا دولاً عربية وغربية على القرار قبل البدء (في العدوان) وذلك تذكير من تل أبيب لشركائها بواجباتهم في تغطية المحرقة.
يا أخي الكريم لقد كنتُ معتقلاً عند اليهود في زنازين الإجرام الصهيوني لمدة تقارب الخمسين يوماً، وفي يومٍ ما استدعاني المحقق وناقشتُه عن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها ما يسمَّى (بإسرائيل) ضد المسلمين في فلسطين، وأثناء حديثي معه قال لي: هل تصدق أنَّ أنظمتكم العربية أشد عليكم منا؟ قلتُ له: نعم أصدق ذلك، ثمَّ قال: لقد زرعنا في كل دولة أنظمةً حليفةً لنا، وكلُّ دولكم العربية في جيوبنا، فالوقتُ الذي نريد أن ندخلَهم في جيوبنا لعدم احتياجنا لهم أدخلناهم، والوقت الذي نريد أن نخرجَهم منها أخرجناهم، وكلامُه حق حقيق وحقيقة واقعيَّة والحق ما شهدت به الأعداء!
فهل تريد من العبد الذي استمرأ الذلةَ والعبوديةَ أن يكون حراً!!
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد حاول هرتزل مع السلطان العثماني عبد الحميد، لكي يستحذيه للتنازل عن أرض فلسطين فأجاب جواباً جميلاً سطَّره له التاريخ مع العلم أنَّ السلطان عبد الحميد عليه ملاحظات شرعيَّة وسياسيَّة كثيرة، ولكن التاريخ حفظ للسلطان عبد الحميد هذا الموقف، والرجل موقف كما يقال!
فلقد قال السلطان عبد الحميد: «انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطواتٍ جديةً في هذا الموضوع، إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض؛ فهي ليست ملكَ يميني، بل ملكُ الأمةِ الإسلامية التي جاهدتْ في سبيلها وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مُزقتْ دولةُ الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن. أما وأنا حيٌّ فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليَّ من أن أرى أرض فلسطين قد بُتِرتْ من الدولة الإسلامية، وهذا أمرٌ لا يكون. إني لا أستطيع الموافقةَ على تشريح أجسادِنا ونحن على قيد الحياة».
أمَّا حكَّامُنا اليوم يوافقون على تشريح أجسادِنا ونحن على قيد الحياة، وأنا في الحقيقة من أشد الناس استغراباً ومعارضة لما كانت تقوم به حماس من استنادها على النظام المصري الخائن، وعقد اللقاءات والحوارات لكي يفتحوا معبر رفح وغيره من المعابر المطلة على مصر، والنظام المصري متوقف عن السماح بذلك إلا بإشارة من الأم العجوز أمريكا، مع العلم أنَّ حسني مبارك لم يهتم أصلاً بشعبه بل هو يتركه يموت جوعاً وعطشا حتَّى إنَّ الشعب خرج يوماً من الأيام بمظاهرات حاشدة تقول: لا نريد رواتب من الحكومة المصرية بل نريد منها أن تعطينا ما يجعل المرء يعيش بحياة كريمة بدلا من هذه الرواتب التي لا تكفي الفقير، وكذلك لا ننسى عن سكون وسكوت النظام المصري على مجزرة وفاة 1000 شخص في العبَّارة المصريَّة التي كانت بسبب أخطاء سكت عنها النظام المصري ولم يقم بتعويض أهالي المفقودين أو السؤال عنهم، فإذا كان هذا النظام المصري مع شعبه بهذا الشكل و (الأقربون أولى بالمعروف) فما البال بغزَّة شعباً وحكومة.
وعلى هذا فَقِس كل أنظمتنا العربيَّة فستجد المعادلة صحيحة، فلو كانت أي حكومة بدلا من النظام المصري على طول الخط مع معبر رفح المصري والفلسطيني فلن تفعل إلا ما تفعله الحكومة المصرية!!
شبكة القلم: ما علاقة هذه الحرب بفرض الحل النهائي وفق ما يريده الصهاينة؟
الشيخ خباب: هذه الحرب تريد كسر روح المقاومة الإسلامية في فلسطين، ولهذا فقد أحسن الإخوة في المقاومة الفلسطينية والمجاهدون في الثغور حين أسموا هذه المعركة بمعركة الفرقان، ولعلَّه لا يخفاك ولا يخفى الإخوةَ القرَّاء أنَّ من أكبر أهداف الصهاينة من هذه الحرب هو ردع المجاهدين عن محاولة الدفاع عن أنفسهم، ولئلا يفكروا يوماً من الأيام بمواصلة الجهاد ضدَّ العدو المحتل، والخبراء العسكريون يدركون هذا المعنى جيداً، ولهذا نجد أنَّ الجنرال الفرنسي أندريه بوفر يتحدث عن الردع وأنَّ هدفه: (عدم تمكين أيَّة قوة معادية من اتخاذ قرار باستخدام القوة العسكرية، من خلال بث شعور بوجود قِوى ضدها).
وأنا أقول مبشراً الإخوةَ لن ينال العدو الصهيوني بغيتهم، فغزَّة منطقة عصيَّة على الاحتلال منذ القِدَم، ولقد تمنَّى إسحاق رابين أن يقوم من نومه يوماً لكي يرى غزَّة قد غرقت في البحر، وهيهات فستبقى غزَّة بحول الله عصيَّة على الاحتلال، وشوكة في حلقة، وطعنة في خاصرته، ولن يتحقق مرادهم، فمرادهم أن تُلْقَى البندقيَّة وأن يُكْسَرَ السلاح، وأن يُدعى للسلم الذى نهى الله عنه حين قال: (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم)، ورحم اللهُ أبا بكر الصديق رضي الله عنه حين قال للمرتدين: (إمَّا حرباً مجلية أو سلما مخزية) فقالوا له: (الحرب المجلية عرفناها، فما السلم المخزية؟) فقال: (أن تلقوا السلاح، وأن تأخذوا بأذناب البقر) وهذا ما يريده أعداء المسلمين في فلسطين من اليهود والمنافقين بأن يستسلم المسلمون في فلسطين وينقلبوا على خيار المقاومة والجهاد والصمود، وهذا لن يكون بإذن الله، ولنفترض أنَّهم كسروا شوكة حكومة حماس المنتخبة من الشعب الفلسطيني باختياره، فإنَّ المقاومة لن تنكسر بإذن الله وستبقى حتَّى ولو جاء من جاء ليحكم غزَّة، وفي النهاية فالله تعالى يقول: (إنَّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا أردنا أن ندرك حقيقة هذه الحرب الضارية بين جند الإسلام وجند الكفر وأحلافهم، فإنَّنا نجد أنَّها حرباً لم تكن على الإطلاق متكافئة فالصهاينة يتمتعون بالدعم الدولي والأممي، زِدْ على ذلك الترسانة العسكريَّة التي ترافقهم، ولكنَّ إخواننا المجاهدين في غزَّة يقاتلون بإيمانهم بالله أولاً وبما لديهم من إمكانيات عسكريَّة ـ نسأل الله أن يبارك فيها ـ وبجنود الأرض والسماء بإذن الله، فالله تعالى يقول: (فلم تقتلوهم ولكنَّ الله قتلهم وما رميتَ إذ رميتَ ولكنَّ الله رمى)، وقد جاء في الدعاء: (اللهم أنت حسبي وأنت نصيري بك أصول وبك أجول وبك أقاتل) ولكي يشهد العالم يوماً ما أنَّ جند الإسلام في فلسطين ثبتوا يوم أن تخاذلتْ دول الشرق والغرب عن نصرتهم بل تألبوا أحلافاً وأحزاباً مع العدو الصهيوني ضد أبناء الإسلام، ولكي يسجل التاريخ هذه الخيانة الكبرى، ولكي يتذكر التاريخ أنَّ المجاهدين صمدوا أكثر من عشرة أيام ولا زالوا في وجه القوة الصهيونية المتغطرسة، في حين لم تصمد الجيوش العربيَّة مجتمعة في حرب حزيران عام 1967م أكثر من ستَّة أيام!!
بل وحتَّى العدو الصهيوني يشهد ببسالة المقاومة والمجاهدين في فلسطين، فقد دفعتْ هذه الميزة عدداً من الخبراء العسكريين الإسرائيليين للاعتراف بهذه الميزة، ومن هؤلاء الخبير العسكري "ران أدلست" الذي قال: إن عناصر المقاومة ليس لديهم طائرات هليوكبتر، ولا دبابات، ولا سلطة لتطوير السلاح، كما عندنا، ولكن يوجد عندهم قدرة تحمّل، واستيعاب الضربات، ووقت، كما ليس عندنا!
كما أشار الوزير السابق "داني نافيه" إلى حقيقة الروح القتالية لدى المقاومين، حين قال: إن الفلسطينيين الذين يملكون إمكانيات بسيطة يرفعون رؤوسهم مفاخرين بما حققوا، بينما تطأطئ دولةٌ بأكملها الرأسَ خجلا!!
شبكة القلم: ما هي الأمور التي يمكن أن تقدمها الشعوب المسلمة لإخوانهم في فلسطين في ضوء القيود المفروضة عليهم من حكوماتهم؟
الشيخ خباب: إخواننا في غزة يطلبون من الجمهور المسلم الذي يتابع قضيتهم عدَّة أمور:
- توضيح حقيقة اليهود وأنَّهم أشد الناس عداوة للمؤمنين، وأنَّ هذه الحرب بين الفلسطينيين وبين الصهاينة حرب عقائدية دينية، وأنَّ اليهود أشد الناس عداوة للمؤمنين، وأنَّهم لا يحترمون ميثاقاً ولا عهدا ولا ذمة، فالله تعالى يقول: (أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم) وقال تعالى: (ولا تزال تطّلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم)، وأنَّهم لم يتورعوا عن قتل الأنبياء فكيف نريدهم أن يرحمونا ويعطفوا على أطفال ونساء غزَّة وغيرها، ولهذا فالمسلمون في فلسطين يقاتلون اليهود لأجل عقيدتهم الفاسدة الكافرة ولأجل احتلالهم لأرض فلسطين، وأنَّه لن يكون هنالك حل معهم إلاَّ بطردهم من فلسطين كل فلسطين.
- مواصلة الدعاء لهم فردياً وجماعياً في الخلوات والجلوات والصلوات، ومواصلة قنوت النوازل حتَّى تنجلي الغمَّة وتنكشف هذه الملمَّة.
- الضغط على الأنظمة العربية المتواطئة مع الاحتلال الصهيوني وإرسال البرقيات عبر الفاكس وأرقام الهواتف لوزراء الداخلية والخارجيَّة العرب لمناصرة أهل غزَّة والوقوف إلى جانبهم، ومع أنني أستبعد قيام أحد من حكَّام العرب بأن تأخذه الحميَّة لله أو للعروبة ولكن كما قيل: (معذرة إلى ربكم).
- دعم أهل غزَّة بجميع أنواع الدعم بجميع أنواع الدعم بجميع أنواع الدعم (أقولها ثلاثا) الذي يقوِّي صمودَهم ويعينهم على مقاتلة عدوهم نيابة عن هذه الأمَّة.
- مواصلة المظاهرات الجماهيريَّة العارمة في كافَّة أنحاء الوطن العربي والإسلامي، فإنَّ المظاهرات يا أخي تعطي نتيجة وهي تشجيع أهل فلسطين وتثبيتهم على الصمود ومواجهة العدو الصهيوني وشد عزيمتهم، وكذلك بالضغط على أنظمة التواطؤ العربي التي تشارك في حصار أهل العزَّة في غزَّة.
- توضيح خطورة المنافقين والعملاء والخونة والجواسيس، وبيان خطرهم بناء على ما في كتاب الله وسنَّة رسول الله، وأنَّهم من أشد الناس خطورة على إخواننا في غزة من الذين يدلّون على عورات إخوانهم المجاهدين وأماكن اختبائهم وما شابه ذلك، فمصيبتنا في عملاء العار الذين يتعاملون مع المحتل الصهيوني لقاء لقيمات لا تزيدهم إلاَّ بعداً عن الله وكرهاً من الناس.
شبكة القلم: هل من كلمة أخيرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ خباب: نعم هنالك كلمة أخيرة أضعها وألقيها بين ظهور العرب والمسلمين علماء وحكاماً وشعوباً، وهي كلمة جميلة قرأتُها قبل مدَّة حيث قال سماحة الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي - رحمه الله - ضمن كلمة بليغة ألقاها ارتجالاً ونُشِرَتْ في مجلة " الأخوة الإسلامية " عام 1373هـ: (إن معرفة كارثة فلسطين لا تعدو أن تكون أسئلة وأجوبة، فإن استطعنا أن نعرف الأجوبة استطعنا أن نعرف الداء ثم نعالجه ...
أما السؤال الأول فهو: هل أضعنا فلسطين؟ الجواب: نعم.
السؤال الثاني: هل أعطيناها أم أخذوها منا؟ الجواب: أعطيناها نحن ...
السؤال الثالث: هل يمكن استرجاعها؟ الجواب: يمكن استرجاعها ...
ثم قال: بماذا أضعنا فلسطين؟ الجواب: أضعناها بالكلام!!)
فأنا أقول: يا أيها القوم إنَّ الكلام بحد ذاته مفيد، أمَّا أن نبقى نتحدث ونبرم ونتكلم فحسب، فإنَّه والله عار على هذه الأمَة ألا تعرف قضية فلسطين إلاَّ بالكلام فحسب، والله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون، كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، إنَّ الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيانٌ مرصوص).
وأختتم هذه المقابلة بأبيات للشيخ الدكتور عبد الغني التميمي الذي صدح بها مخاطباً الأمةَ العربيةَ والإسلامية حكاما وعلماء وشعوباً:
أعيرونا مدافعَكمْ
ليومٍ لا مدامعكمْ
أعيرونا وظلوا في مواقعكمْ
بني الإسلام! ما زالت مواجِعُنا مواجعَكمْ
مصارعُنا مصارعَكمْ
إذا ما أغرق الطوفانُ شارعَنا
سيغرق منه شارعُكمْ
يشق صراخُنا الآفاقَ من وجعٍ
فأين تُرى مسامعُكمْ؟!
ألسنا إخوةً في الدين قد كُنَّا .. وما زلنا
فهل هنتم؟!، وهل هنّا؟!
أنصرخ نحن من ألمٍ ويصرخ بعضُكم: دعنا؟!
أيُعجبكم إذا ضعنا؟!
أيُسعدكم إذا جعنا؟!
وما معنى بأن «قلوبكم معنا»؟!
لنا نَسَبٌ بكم ـ والله ـ فوق حدودِ هذي الأرض يرفعنا
وإنّ لنا بكم رَحِماً
أنقطعها وتقطعنا؟
معاذ الله! إن خلائق الإسلام تمنعكم وتمنعنا
ألسنا يا بني الإسلام إخوتكم؟!
أليس مظلةُ التوحيد تجمعنا؟!
أعيرونا مدافعَكمْ
رأينا الدمعَ لا يشفي لنا صدرا
ولا يُبري لنا جُرحا
أعيرونا رصاصاً يخرق الأجسام
لا نحتاج لا رزّاً ولا قمحا
تعيش خيامنا الأيام
لا تقتات إلا الخبزَ والملحا
فليس الجوع يرهبنا
ألا مرحى له مرحى
بكفٍّ من عتيق التمر ندفعه
ونكبح شره كبحاً؟!
أعيرونا وكفوا عن بغيض النصح بالتسليم
نمقت ذلك النصحا
أعيرونا ولو شبراً نمر عليه للأقصى
أتنتظرون أن يُمحى وجودُ المسجد الأقصى وأن نمحى؟!
أعيرونا وخلوا الشَّجْبَ واستحيوا
سئمنا الشجب و (الردحا)
وأشكر لكم في النهاية إتاحتكم الفرصة للحديث، وأعتذر عن التأخر في الإجابة لبعض الانشغالات الطارئة، والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على محمد النبي وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 12:22]ـ
في واقع التخذيل المرير الذي نتجرع مرارته كل يوم
لابد من رفع أمثال هذه اللقاءات
ـ[ابا الريان النابلسي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 11:40]ـ
هذه الارض لا تعود حتى يعود اهلها لما كانوا عليه من قوة الايمان والعقيده
وبارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 02:28]ـ
كلامك فيه نظر لأن حاصله إلقاء اللائمة على اهل فلسطين وحدهم
مع أن مجاهديها يقاتلون عن مجموع الأمة
والحق أن القضية إسلامية وقد جعل الله تعالى فلسطين معيارا لصحة
هذه الأمة
والله الموفق(/)
المعاصي وأثرها في الحرمان
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:26]ـ
المعاصي وأثرها في الحرمان
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين.
أعظم عقوبات الإنسان
إن أعظم عقوبة يعاقب بها الإنسان , أن يحرم الهداية إلى المنهج الحق الذي جاءنا به محمد – صلى الله عليه وسلم - من عند ربه – سبحانه وتعالى – قال ابن قيم الجوزية:"من ثواب الحسنة الحسنة بعدها , ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها " , وإن المعاصي تولد أمثالها , وإن العبد يحرم الطاعة بالذنب يصيبه , ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل , ولذلك فإنك ترى الصدّيق يوسف – عليه السلام – فضل أن يسجن على أن يرتكب الفاحشة , وقدم هداية الله على نزوات النفس , قال الله تعالى:" قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) " (يوسف) , وعليه فتكون الهداية إلى الإسلام , هي أعظم ما أنعمه الله تبارك وتعالى علينا , قال الله تعالى:" يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) " (الحجرات)
حرمان الراحة والطمأنينة والاستقرار
وإن من عقوبات المعاصي , أن يحرم فاعلها من الطمأنينة والاستقرار , ويبتلى بالخوف والاضطراب والعيشة الضنك , قال الله تعالى " قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) " (طه) , حقا أقول: إن الإنسان لا يستطيع أن ينعم بالراحة النفسية إلا إذا التزم بمنهج الله , وعلى قدر ابتعاده عن منهج الله يحرم من الراحة النفسية والطمأنينة الحياتية , قال الله تعالى واصفا النفسية الخائفة للمنافقين بقوله:" يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) " (المنافقون) , في الوقت ذاته الذي وصف فيه النفسية المؤمنة بقوله:" الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) " (الرعد) , حتى إن المؤمن ليصل به الحال , إلى التلذذ بهذا الإيمان بل وبالمشاق والبلاءات التي تصيبه بسبب هذا الإيمان , ولعل هذا هو السر في تبشير الصابرين من المؤمنين بالجوع والخوف ونقص الأموال والنفس والثمرات , والبشرى لا تكون إلا فيما يفرح لا فيما يحزن , قال الله تعالى:" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) " (البقرة) , قال الفضيل بن عياض:"إننا في لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف" , وقال شيخ الإسلام بن تيمية:"ماذا يفعل بي أعدائي ... إن جنتي وبستاني في صدري أينما انتقلت ارتحلت معي ... إن سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة. وهذا أمر لا يستغرب والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول كما في مسند أحمد يرويه عن ربه:"أنا جليس من ذكرني" , ومن القواعد العقدية التي يحسن ذكرها هنا:" أن قدر الله لعبده المؤمن كله خير " , كما في مسند أحمد من حديث صهيب أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال:" عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ فَشَكَرَ كَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ كَانَ خَيْرًا لَهُ ".
حرمان الوحدة ووقوع الفرقة
وإن البعد عن منهج الله تعالى يحرم الأمم الوحدة , ويوقع في صفوفها الفرقة والنفرة , ولذلك فأنت ترى أن الله أنعم علينا بنعمة الإسلام , وكان من أبرز مظاهر هذه النعمة: الوحدة بعد الفرقة ودخول الجنة بعد أن كدنا نلج النار , قال الله تعالى:" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) " (آل عمران) , وجعل الله تبارك وتعالى من أخطر ما يصيبنا عند طاعة عدونا من الكافرين هو أن نكفر بعد الإيمان ونتفرق بعد الوحدة , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) " (آل عمران) , وذكر لنا ربنا – سبحانه وتعالى – أن المعاصي والذنوب طريق يؤدي بسالكيه إلى الفرقة ويسلب الوحدة , قال الله تعالى:" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) " (الأنفال) , ووصف الله أعداؤنا من اليهود فقال:" لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14) " (الحشر) , في الحين الذي وصف الله فيه الأمة المسلمة بقوله:" وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) " (المؤمنون).
حرمان التوفيق والتيسير
ومن العقوبات التي يعاقب بها من أعرض عن منهج الله: أن يحرم التيسير والتوفيق , لأن الميسر والموفق هو الله لا غيره , والموفق من وفقه الله والمخذول من خذله الله , قال الله تعالى:" وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) " (هود) , وقال إيضا:" إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) " (آل عمران) , والسهل ما سهله الله , كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو في السلسلة الصحيحة:" اللهم لاسهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا " , وكان الحسن البصري يقول:"الحذاء لا يستقيم للعاصي إلا بعد مشقة وعناء" , والفضيل بن عياض يقول:"إني لأعرف معصيتي في خلق دابتي وامرأتي" , وإن شيخ الإسلام ابن تيمية كانت تغلق عليه المسألة فيستغفر الله مرارا وتكرارا فيفتحها الله عليه , وإن التوفيق في الأقوال والأعمال إنما يستجلب بدعاء الله والاستعانة به , فالإنسان ضعيف لا يقوى على عمل إلا بمعونة من الله , قال الله تعالى:"إياك نعبد وإياك نستعين" (الفاتحة) , والله قريب مجيب لمن دعاه واستعان به , قال الله تعالى:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) " (البقرة)
حرمان حياة الروح الإيمان والتلبس بالجهل
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن الإنسان العاصي بمعاصيه يحرم الإيمان , فالأمر كما قال علماء العقيدة:"لا صغيرة مع التكرار ولا كبيرة مع الاستغفار" وقالوا:"الإدمان على الصغائر بريد الكبائر والإدمان على الكبائر بريد الكفر " وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" والأيمان غذاء الروح كما أن الطعام غذاء الجسد , قال الله تعالى:" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52 " (الشورى) وقال أيضا:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) "0 (الأنفال) , وفاقد الإيمان ميت وإن كنت تراه بين الأحياء , قال الله تعالى:" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) " (الأنعام) , والعاصي جاهل كما قال الله على لسان يوسف:" قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) " (يوسف).
حرمان العلم
وإن الإنسان العاصي بمعاصيه يحرم العلم , قال الله تعالى:" وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) " (النساء) , وقال أيضا:" إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) " (فاطر) , فالعالم يخشى الله بقدر علمه ويخافه فلا يعصيه , فإذا عصاه سلب العلم بقدر ذلك , قال الله تعالى:" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) " (الأعراف) , وقال أيضا:" مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) " (الجمعة) , قال علي – رضي الله عنه -:"هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل" ,قلت: إجابة العلم الشرعي بإتمار الأمر وانتهاء النهي , وإلا وقع المحذور , وقال الإمام مالك للشافعي:"يا بنيّ إن الله قذف عليك نورا فلا تطفئه بالمعصية , وأنشد الإمام الشافعي يقول: شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي ... وقال لي إن العلم نور ... ونور الله لا يهدى لعاصي , قال وكيع:"ما أعلم دواء للحفظ مثل ترك المعاصي".
حرمان الأمن وحلول العقوبة
ومن عقوبات المعاصي أن يحرم الإنسان الأمن , وتنزل عليه العقوبة من الله في الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون , قال الله تعالى:" الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) " (الأنعام) , وقال تعالى:" ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)
" (الروم) , وقال تعالى:" أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)
(يُتْبَعُ)
(/)
" (آل عمران) , وقال تعالى:" فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) " (الأعراف) , قال ابن سيرين:" أذنبت ذنبا وهاأنذا أنتظر عقوبته منذ أربعين سنة" , ولكن دعونا نقول: بأن العقوبة من الله في الدنيا ظاهرة صحية إيجابية لا مرضية سلبية , إذ إنها تنبه الإنسان وتحفزه إلى مراجعة نفسه والتعرف على مواطن الخلل فيها, ليحيى من حيّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة , قال الله تعالى:" وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) " (الزخرف)
حرمان العزة وتفشي الذلة
ومن عقوبات المعاصي: أن يحرم الإنسان العزة , إذ إنها ملك الله لا يهبها إلا لمن أطاعه واجتنب نواهيه , قال الله تعالى:" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) (آل عمران) " , وقال أيضا:" مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) " (فاطر) , وقال الله تعالى:" مَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18) " (الحج) , وبين النبي – صلى الله عليه وسلم – أن سبب الذل هو انحرافنا عن منهج الله , أخرج أبو داوود في سننه من حديث ابن عمر أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:" إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ " , وللسبب ذاته ضرب الله الذل على اليهود , قال الله تعالى:" ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) " (آل عمران) , ومن ابتغى العزة بالمناهج الأرضية , معرضاً عن منهج الله , فهو كمن يلهث وراء السراب يحسبه ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب , قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -:"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله " , وكان السلف يدعون يقولون:"اللهم أعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعاصيك".
حرمان النصر ونزول الهزيمة
ومن عقوبات المعاصي: أن يحرم الإنسان النصر , وتحل به هزيمة نكراء , فإننا كما يقول السلف:" لا ننتصر على عدونا بعدد ولا عدة , إنما ننتصر بطاعتنا لربنا ومعصية عدونا له , فإذا استوينا في المعصية كانت الغلبة للأقوى " , قال الله تعالى:" إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) " (آل عمران) , وقال أيضا:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) " (محمد) , ونصر الله المذكور في الآيات سالفة الذكر ... يكون بالتزام دينه والدخول فيه كافة , كما قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) " (البقرة) وعندها نستحق نصر الله وحينها يتحقق وعده , قال الله تعالى:" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) " (النور).
حرمان الرزق وزوال النعم
ومن عقوبات المعاصي: أن يحرم الإنسان الرزق , فقد أخرج أبو داوود في سننه من حديث أنس أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال:" منْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " , وعند ابن ماجه من حديث ثوبان أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:"وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" , وأما ما يكسبه العصاة في الدنيا فلا يسعدهم وسيكون نقمة عليهم يوم القيامة , وعنه سيسألون قال الله تعالى:" وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) " (الأنبياء) , وقال أيضا:" ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) " (التكاثر) , وعند الترمذي عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ", والمعاصي بلا شك من عقوبتها أنها تزيل النعم , قال الله تعالى:" وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) " (إبراهيم) , وقال أيضا:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) " (الأعراف).
حرمان محبة الناس
ومن عقوبات المعاصي: أن يحرم الإنسان محبة الناس , فإن المحبوب من أحبه الله , والمبغوض من أبغضه الله , ولا يحب اللهُ إلا طائعا , ولا يكره إلا عاص , قال الله تعالى:"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " (طه) , أي محبة في قلوب الخلق , أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ. ", وعند البخاري من حديث عائشة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم قال: " الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ." , وعند مسلم من حديث ابن عمر أن الرسول – صلى الله عليه وسلم قال:" إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِك. " , فأرض ربك يرضى عنك ويرضي عنك خلقه وإياك وأن تغضبك فيغضب عليك ويغضب عليك خلقه , فإرضاء الناس ليس بمأمور به ولا مقدور عليه وهو غاية لا تدرك , وليكن شعارك قول الشاعر: ليتك حلو والحياة مريرة ... وليتك ترضى والأنام غضاب ... وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب ... إذا صح منك الود فالكل هين ... وكل الذي فوق التراب تراب.
حرمان الجنة
ومن عقوبات المعاصي: أن يحرم الإنسان الجنة , وهو أعظم أنواع الحرمان , قال الله تعالى:" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) " (آل عمران) , والطاعة طريق الجنة وتركها طريق جهنم , قال الله تعالى:" تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) " (النساء) , وختاما نقول طاعة الله باب كل خير , ومعصيته ومخافة أمره باب كل شر , أخرج مالك في موطأه أن الرسول – صلى الله عليه وسلم قال:" تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ.".
إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نور الدرب]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 01:30]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
وجه سؤال للشيخ صالح اللحيدان عن منظمة حماس ... و الشيخ أحمد ياسين رحمه الله
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 10:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجه سؤال للشيخ صالح اللحيدان رئيس المجلس الأعلى للقضاء وعضو هيئة كبار العلماء وذلك يوم الجمعة قبل الماضي في لقائه المفتوح بمسجد الأمير فيصل بن فهد بحي الملقا بشمال الرياض بعد المغرب وأترككم مع السؤال ...
السؤال: سماحة الشيخ ..
كثر الكلام عن منظمة حماس ... و الشيخ أحمد ياسين رحمه الله
ما رأيكم فيمن ينتقص من جهود الشيخ .. ويقول إنه كان على ضلال؟؟
الجوا ب:
نعوذ بالله من الضلال ..
يقول الشاعر العربي ..
أقِلّوا عليهم لا أباً لأبيكمُ = مِنَ اللومِ .. أو سُدوا المكان الذي سَدّوا
من لم يفعل فعل أولئك .. لا يحل لهم أن يتنقصهم ..
الرجل أشتهر عنه الخير و الثبات ..
وإغاضة اليهود .. ومن ورائهم من حماتهم .. المدافعين عنهم ..
ثم الرجل قُتِل قتلةً،، بشعةً،، شنيعة ..
نسأل الله أن يجعله بعدها في أعلى عليين ..
تَنَقُصُهم، هو ومن يقاتل اليهود، .. لايدل على خير من المُنَتَقِص ..
وإنما إما يدل على إما جهل بالحقائق .. أو عن هوى ..
والمسلم ينبغي أن يتجنب هذا وهذا ..
اليهود لا يصلح أن نقول عنهم معتدون ..
فاليهود أشد من الإعتداء وضعهم .. وظلمهم وظلم حماتهم ..
وإيذاء المسلمين ..
و لاينتظر من اليهود أن يكونوا أهل عدلٍ ..
وقد قال الله عنهم: [لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا]
فاليهود في عداوتهم قبل المشركين الذين يعبدون الأصنام من حجر وشجر .. وبيهمة ..
وهم .. دائماً يوقدون نيران الحروب ..
كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ..
لكنهم أيضاً لا .. ؟؟ .. على أن يقفوا إلا أن يكونوا متمسكين بحبل من الناس
.. وإنما نسأل الله جل وعلا ..
أن يثبت القائمين على حماس على الحق .. وأن يصلحهم ..
ويعظم في نفوسهم شعائر الدين ..
وأن يرزقهم القدرة على إقلاق اليهود .. وإزعاجهم .. وزرع الخوف في بيوتهم ..
عاجلاً غير آجل ..
وأما الشيخ أحمد ياسين ..
فنسأل الله جل وعلى .. أن يتغمده برحمته ..
ويحسن جزاءه ..
ويعامله بعفوه ..
ويصلح ذريته .. وأعوان ه .. ويشد أزرهم ..
ويمكن لهم من رقاب اليهود .. عاجل اً .. غيرآجل ..
إن اليهود لا يمكن أن يُنتَصَر عليهم إلا بالإسلام ..
لا يمكن للأمة العربية أن تنتصر على اليهود ..
بالعروبة .. أو القومية .. أو جامعة الدول ..
لا يمكن للمسلمين أن ينتصروا على الكفار .. إلا بالدين الإسلامي .. وتعظيمة ..
والأخذ بما يدعو إليه هذا الدين ..
فنسأل الله أن يحقق لنا ذلك عاجلاً غير آجل ..
إنتهت إجابة الشيخ ...
منقول من رد اخينا العاصمي من الجزائر
المشارك في موضوع: أنا لستُ مع حماس، وإن كنتُ أؤيد المقاومة والجهاد في غزة!
رابط الصوت:
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=25 08&d=1232389979
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 11:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجه سؤال للشيخ صالح اللحيدان رئيس المجلس الأعلى للقضاء وعضو هيئة كبار العلماء وذلك يوم الجمعة قبل الماضي في لقائه المفتوح بمسجد الأمير فيصل بن فهد بحي الملقا بشمال الرياض بعد المغرب
الأخ الفاضل هذه الفتوى منذ حوالى خمس سنوات ـ وليست يوم الجمعة قبل الماضى
وفقك الله تعالى لكل خير
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 11:29]ـ
اخي قلت الموضوع منقول و وضحت النقل فيه
من المفروض ان توجه السؤال الى الاخ:
العاصمي من الجزائر
المشارك في موضوع:
أنا لستُ مع حماس، وإن كنتُ أؤيد المقاومة والجهاد في غزة!
شارك فيه و اطلب منه ذلك
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 01:23]ـ
الأخ الفاضل هذه الفتوى منذ حوالى خمس سنوات ـ وليست يوم الجمعة قبل الماضى
وفقك الله تعالى لكل خير
أخي الكريم .. ((يوم الجمعة قبل الماضى)) من تاريخ نشر المشاركة المنقولة .. وقد أشرت الى ذلك بعبارة ((منقول)) آخر المشاركة التي أشار إليها أخونا أبا نذر الرحمان مبررا ذلك بعدم وقوفي على رابط المحاضرة الأصلي لنسياني عنوان الشريط والمقطع موجود على احد المواقع المشهورة ولم اشأ نشره حتى لا أساهم في إشهاره ولولا تذكري للشريط وتيقني من صحته لوقوفي عليه قديما ما نشرته
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 02:58]ـ
سبحان الله!
صدق من قال: رب صمت يكون كالذهب
كون الأخ صدى ذكريات يعقّب بهذا التعقيب
لايفهم منه سوى أن حماس لا تستحق أصلا المدح ولا الدفاع عنها ..
وبالمناسبة ليس المجاهدون بحاجة لتزكية شخص فدماؤهم تزكيهم ..
يا أخي حتى الكذب يصير مباحا في الإصلاح بين الناس
أفلا تتقون الله؟
وأنا أنصح أخي أبا نذرالرحمن .. حيث حاولت مراسلته ولم أنجح بسبب عدم تفعيلها
بعدم وضع أمثال هذه المواضيع .. فهي تقليل لشأن المجاهدين
مع أن الأصل فيها توحيد الكلمة وقصدك النبيل فيها واضح .. ولكن هيهات مع قوم مخذلين
جبلوا على ذلك .. وحسبنا الله ونعم الوكيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 09:57]ـ
سبحان الله!
صدق من قال: رب صمت يكون كالذهب
كون الأخ صدى ذكريات يعقّب بهذا التعقيب
لايفهم منه سوى أن حماس لا تستحق أصلا المدح ولا الدفاع عنها ..
وبالمناسبة ليس المجاهدون بحاجة لتزكية شخص فدماؤهم تزكيهم ..
يا أخي حتى الكذب يصير مباحا في الإصلاح بين الناس
أفلا تتقون الله؟
وأنا أنصح أخي أبا نذرالرحمن .. حيث حاولت مراسلته ولم أنجح بسبب عدم تفعيلها
بعدم وضع أمثال هذه المواضيع .. فهي تقليل لشأن المجاهدين
مع أن الأصل فيها توحيد الكلمة وقصدك النبيل فيها واضح .. ولكن هيهات مع قوم مخذلين
جبلوا على ذلك .. وحسبنا الله ونعم الوكيل
فهمك باطل وظالم وجائر وسخيف ـ ولا تسوى حالك أبو القضية الفلسطينية وأنت منغمس في الجهالات.
ودائماً وأبداً تلمز علماء أهل السنة حتى أصبح عنوان لأكثر تعليقاتك الأخيرة.
نعوذ بالله من الخذلان.
وعلماء أهل السنة الذين قالوا بتحريم هذه المظاهرات التى دائماً وأبداً تظلم وتتهم من يفتي بتحريمها بالخيانة، هم أفضل منك وهم أرفق وأرحم بالمستضعفين من المسلمين من أمثالك.
أين أنت من ورع شيخ الإسلام، إمام أهل السنة في عصره: الشيخ عبد العزيز بن باز!!!!!!
هذا الإمام الذي بكته الأمهات في مشارق الأرض ومغاربها ـ أين أنت من ورعه وادبه وعلمه وإمامته!!.
لالا
أنت لن تكون أبداً أرحم وأرفق من علماء أهل السنة بالستضعفين من المسلمين.
وحتى يظهر كذبك وجورك، وأتهامك للناس بالباطل الذى هو عادتك الدائمة.
أدعوك الآن للمباهلة أنني قصدت من ذلك التعليق التقليل أو التخذيل عن حماس في موقفها الآن.
من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله تعالى ـ ردغة الخبال.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 10:17]ـ
وللعلم: بعدما فكرت فى الأمر ـ وكنت في حيرة بين كتم العلم والبيان من إظهار تاريخ الفتوى، وبين ظن أمثالك ممن يسيئون الظن دائماً لحماستهم الغير منضبطة بالشرع.
دخلت لكي ألغى المشاركة، فوجدت الأخ نقل كلامي وعلق عليه فسكت.
ونصيحة مني ـ لا تجعل حماستك الغير منضبطة بالشرع سبب في ظلم الآخرين.
راجع مشاركاتك وانظر وفكر: كم مسلم ظلم من حماستك الغير منضبطة بالشرع.
ولا تظن أن هناك مسلم على وجه الأرض سيفرح بما يحدث لأطفال المسلمين في غزة.
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كنتُ صاحب الموضوع الأصلي والذي تم حذفه ...
أنا كنتُ أريد أن أقول فيه أن حركة حماس ليست سلفية المنهج كما يدعي البعض، فقد شاهدتُ (هنية) وهو يهنئ الإخوة النصاري بعيد ميلادهم!!
وصراحة أنا لا أتكلم عن نصرة أو خذلان حماس _ كيف ذلك وأنا كنتُ أدعو لهم بالنصر على اليهود الملاعين أثناء الحرب الوحشية على إخواننا في غزة _ إنما أتكلم عن الحكم على حركة حماس من وجهة شرعية
هل هي حركة سلفية أم لا؟
سيقول البعض وهل هذا وقته؟
نعم وقته حتى لا يغتر البعض بمنهج تلك الحركة، وتذم السلفية بعد ذلك بأنها لا تتبني الجهاد مثلاً كما تتبناها تلك الحركة مثلاً
فالذي يتبين لي أنها حركة غير سلفية بل هي (إخوانية) ولذلك لديها بعض الأخطاء الشرعية والتي ينبغي عليها تصحيحها إن كانت سلفية حقاً كما يدعي البعض!
والله المستعان، فقد كان في الموضوع الأصلي فوائد زوائد!
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:30]ـ
(رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كنتُ صاحب الموضوع الأصلي والذي تم حذفه ...
أنا كنتُ أريد أن أقول فيه أن حركة حماس ليست سلفية المنهج كما يدعي البعض، فقد شاهدتُ (هنية) وهو يهنئ الإخوة النصاري بعيد ميلادهم!!
وصراحة أنا لا أتكلم عن نصرة أو خذلان حماس _ كيف ذلك وأنا كنتُ أدعو لهم بالنصر على اليهود الملاعين أثناء الحرب الوحشية على إخواننا في غزة _ إنما أتكلم عن الحكم على حركة حماس من وجهة شرعية
هل هي حركة سلفية أم لا؟
سيقول البعض وهل هذا وقته؟
نعم وقته حتى لا يغتر البعض بمنهج تلك الحركة، وتذم السلفية بعد ذلك بأنها لا تتبني الجهاد مثلاً كما تتبناها تلك الحركة مثلاً
فالذي يتبين لي أنها حركة غير سلفية بل هي (إخوانية) ولذلك لديها بعض الأخطاء الشرعية والتي ينبغي عليها تصحيحها إن كانت سلفية حقاً كما يدعي البعض!
والله المستعان، فقد كان في الموضوع الأصلي فوائد زوائد!
الأخ الكريم / سلمك الله تعالى.
المفسدة المترتبة على إظهار أخطاء حماس [الآن] أكبر من المصلحة المترتبة على عدم اغترار البعض بها.
لأنك لن تجد من يستمع إليك ـ لهول الدماء وكثرة القتل في المسلمين، وسيتهمك أصحاب الحماس الغير منضبط بالشرع بكل خيانة وعمالة، وقد يخرجونك من الإسلام بالكلية!
ولا تنسى أخى الكريم سلمك الله تعالى، من أن هناك بعض الناس تريد أن تلتمس الأخطاء لحماس حتى لا تتبرع بأي مبلغ من المال: يكون لسان حالهم: [هم الذين فعلوا ذلك بأنفسهم، من قال لهم أن يطلقوا صواريخ على المسمى زورا بإسرائيل، كيف نعطي لهم المال وهم لا يطبقون شرع الله عز وجل، كيف نعطى لهم المال وهم كذا وكذا، سيكون عوناً لهذا الصنف من الناس على عدم التبرع للمسلمين المستضعفين فى فلسطين.
هذا من وجهة نظري، وفقك الله تعالى لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:04]ـ
الأخ الكريم / سلمك الله تعالى.
المفسدة المترتبة على إظهار أخطاء حماس [الآن] أكبر من المصلحة المترتبة على عدم اغترار البعض بها.
لأنك لن تجد من يستمع إليك ـ لهول الدماء وكثرة القتل في المسلمين، وسيتهمك أصحاب الحماس الغير منضبط بالشرع بكل خيانة وعمالة، وقد يخرجونك من الإسلام بالكلية!
ولا تنسى أخى الكريم سلمك الله تعالى، من أن هناك بعض الناس تريد أن تلتمس الأخطاء لحماس حتى لا تتبرع بأي مبلغ من المال: يكون لسان حالهم: [هم الذين فعلوا ذلك بأنفسهم، من قال لهم أن يطلقوا صواريخ على المسمى زورا بإسرائيل، كيف نعطي لهم المال وهم لا يطبقون شرع الله عز وجل، كيف نعطى لهم المال وهم كذا وكذا، سيكون عوناً لهذا الصنف من الناس على عدم التبرع للمسلمين المستضعفين فى فلسطين.
هذا من وجهة نظري، وفقك الله تعالى لكل خير.
جزاك الله خيرا .. ويعلم الله أني في منتديات أخرى علمانية أدافع عنهم بكل ما أوتيت من قدرة كلامية وحجج .. نسأل الله لهم الهداية والنصر على عدو الله وعدوهم .. آمين
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:12]ـ
(أدعوك الآن للمباهلة أنني قصدت من ذلك التعليق التقليل أو التخذيل عن حماس في موقفها الآن).
اخي في الله, ادعو له بظهر الغيب احسن من ان تحرمه رحمة الله.
_ في يوم من الايام ناظرت رافضي, فعندما انقطع , دعاني للمباهلة, كما هي عادتهم اذا الجموا, وكان ذلك اليوم يوم الجمعة , وفي آخر ساعة!!
اقسم بالله انني بعدما باهلته, حزنت عليه!
وقلت في نفسي: لو اني تجاهلته وتركته ودعوت له بظهر الغيب لكان افضل.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 01:00]ـ
وكما قال شيخ الاسلام رحمه الله: ('فيتبعون الحق ويرحمون الخلق').
"منقول".
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 01:01]ـ
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا
والله ما قصدت التخذيل عن حماس في موقفها الآن وحربها مع اليهود.
ووالله ما لمزت أحد في المنتدى بأنه ينقل أخطاء حماس لعدم تبرعه للمسلمين بالمال.
وأبرأ إلى الله تعالى من الإساءة لمسلم، أو ظلم مسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 11:34]ـ
لم أقصد أخي صدى أنك خذّلت بنية التخذيل
لكن تعقيبك بحد ذاته يتضمن ذلك ..
ولايخفاك أن النية قد تكون سليمة
والعمل مخطئا ..
وأما اتهامك لي بالإساءة للعلماء
فأضرب عنه صفحا .. وما هو والله بصحيح
وأما حماس فحركة سلفية .. لكنها تترخص
ببعض الأشياء لظروفها العصيبة وهذا بناء على فتاوى علماء
وليس عن هوى
ولو لم تكن كذلك جدلا .. لما أثّر ذلك
في واجب نصرتها بكل ما أوتينا من وسع وقوة
فإن بطّأنا فنحن شركاء في الجريمة ..
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 01:54]ـ
وأما حماس فحركة سلفية ..
و
هذه الجملة تحتاج الى تحرير و اثبات
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 01:59]ـ
ليس المهم إثبات ذلك
لأن متعلق النصرة هو الإسلام
وليس السلفية, فخطابي ليس معك
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 05:22]ـ
ليس المهم إثبات ذلك
لأن متعلق النصرة هو الإسلام
وليس السلفية, فخطابي ليس معك
أخي الحبيب أبو القاسم.
أنا والله أوافقك في كل ما قلته، إلا أني أخالفك في كون حركة حماس سلفية!
كيف تكون سلفية وزعيمهم يهنئ النصارى بعيد ميلادهم المجيد!!
وهل يمكن الترخص في تلك النقطة .. هل يمكن الترخص في العقيدة!
وهذا غيض من فيض وما خفي كان أعظم.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 03:20]ـ
ليس المهم إثبات ذلك
لأن متعلق النصرة هو الإسلام
وليس السلفية, فخطابي ليس معك
اذن لماذا تقول بأن حماس سلفية هداك الله الى الصدق في القول.
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 03:47]ـ
ملحوظة: ليس هناك فرق بين السلفية والإسلام، بل السلفية هي الإسلام الصحيح .. فحينما أقول السلفية: أعني قرآن وسنة بفهم سلف الأمة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 11:13]ـ
الرسائل الشمولية للشيخ الحميدي تفصل في مفهوم السلفية الصحيح بالتحقيق العلمي الرصين و المقتبس أكثره من كلام الإمام ابن تيمية .. فأرجو ألا يحرم الإخوة أنفسهم من قراءته ... و هو على صيد الفوائد.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 11:28]ـ
ملحوظة: ليس هناك فرق بين السلفية والإسلام، بل السلفية هي الإسلام الصحيح .. فحينما أقول السلفية: أعني قرآن وسنة بفهم سلف الأمة.
بل هناك فرق اخي الكريم اذ لازم هذا القول ((ليس هناك فرق بين السلفية والإسلام)):
1 - تكفير اهل البدع
2 - افتراض تعدد الاسلامات
وعليه فأخوك يفضل الرأي القائل بأن السلفية هي منهج في فهم الاسلام وبما انه المنهج الذي عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهي المنهج الصحيح لفهم الاسلام
فعبارتك اذا ..
صحيحة باعتبار ..
غير صحيحة باعتبار آخر والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 07:32]ـ
كلمة سماحة مفتي المملكة
بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين (رحمه الله)
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
الحمد لله رب العالمين وليالصابرين وناصر عباده المؤمنين، والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المتقين وقائدالغر المحجلين وقدوة العاملين المخلصين وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم واقتفىأثرهم إلى يوم الدين أما بعد ...
فإناً قد تلقينا ببالغ الحزن نبأ اغتيال الشيخ الشهيد أحمد ياسين غفر الله له ورحمه ورفع درجته في المهديين وخلفهفي عقبه في الغابرين على يد طغمة فاسدة ظالمة عليها من الله ما تستحق، ولما كانمعروفاً عن الشيخ رحمه الله صبره وجهاده ووقوفه في وجه الظلم سني حياته؛ فإني أرجوأن تكون خاتمته هذه خاتمة السعادة وأن يكون من الشهداء الأبرار الذين قال اللهعنهم: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحينبما آتهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين الذيناستجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيمالذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبناالله ونعم الوكيل).
وإنا إذ نعزي أنفسنا وسائر إخواننا المسلمين والشعب الفلسطيني الشقيق وأهل الفقيد راجين من الله أن يكون شهيداً لنستنكر هذا الفعلالإجرامي الظالم، وندعو كافة المنصفين في العالم قادة وشعوباً إلى الوقوف في وجهالظلم والظالمين؛ وإلا فإن الله سوف يعمهم بعذاب من عنده وهذه سنة الله في كونه.
نسأل الله تعالى بمنه وكرمه وجوده وإحسانه أن يتقبل أخانا الشيخ " أحمد ياسين " شهيداً وأن يرفع درجته في عليين ويخلفه في عقبه في الغابرين وأن يدحر الظالمينوينصر عباده الموحدين إنه سبحانه سميع مجيب. وصلى الله وسلم وبارك علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المفتي العام للمملكة العربيةالسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
عبدالعزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 07:48]ـ
بل هي حركة سلفية .. ولو كانوا بدعيين لما طلبوا مني تنظيم دروس في العقيدة
وكتب شيخ الإسلام تحديدا!
أحلال على بلابله الدوحُ .. حرامٌ للطير من كل جنسِ؟
وأما بعض ما يؤخذ عليها فلا يخرجها من هذا الإطار ..
كما لم تخرج أخطاء بعض العلماء الكبار عن كونهم
من أهل السنة .. لاسيما وهم متأولون ويسألون العلماء
وممن يسألونهم العلامة البرّاك .. والحوالي .. وغيرهما
وليس من رأى كمن سمع
وأكرر: مناقشة هذا الأمر هو بحد ذاته مناقض لعقيدة السلف
ومنهجهم .. لأنه تخذيل واضح للمسلمين, فمفاده: التزهيد
في نصرتها الواجبة شرعا لأنهم يخوضون حربا ضروسا مع
ألد أعداء الله بالنيابة عن الأمة ..
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 10:22]ـ
بل هي حركة سلفية .. ولو كانوا بدعيين لما طلبوا مني تنظيم دروس في العقيدة
وكتب شيخ الإسلام تحديدا!
أحلال على بلابله الدوحُ .. حرامٌ للطير من كل جنسِ؟
وأما بعض ما يؤخذ عليها فلا يخرجها من هذا الإطار ..
كما لم تخرج أخطاء بعض العلماء الكبار عن كونهم
من أهل السنة .. لاسيما وهم متأولون ويسألون العلماء
وممن يسألونهم العلامة البرّاك .. والحوالي .. وغيرهما
وليس من رأى كمن سمع
وأكرر: مناقشة هذا الأمر هو بحد ذاته مناقض لعقيدة السلف
ومنهجهم .. لأنه تخذيل واضح للمسلمين, فمفاده: التزهيد
في نصرتها الواجبة شرعا لأنهم يخوضون حربا ضروسا مع
ألد أعداء الله بالنيابة عن الأمة ..
بارك الله فيك لايعني سماحهم لك بالتدريس أنها سلفية فقد سمحوا بتدريس الموسيقى و شعارهم "لااكراه في الدين".(/)
تماثل الأجسام عند الأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 10:24]ـ
تماثل الأجسام عند الأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
الاعتقاد قبل الاستدلال أوقع كثير من المخالفين كأهل الكلام في الوقوع في عجائب الأخطاء ولذلك قرر أهل السنة أن المأخذ الصحيح هو " استدل ثم اعتقد ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فكل من احتج بشيء منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعليه أن يعلم صحته قبل أن يعتقد موجبه و يستدل به، وإذا احتج به على غيره؛ فعليه بيان صحته، و إلا كان قائلاً بلا علم، مستدلاً بلا علم.
منهاج السنة النبوية (7/ 61)
ونضرب على ذلك مثالا ذهب إليه المتكلمون كالمعتزلة وبعض الأشاعرة وهي مسألة تماثل الأجسام.
فقد قرروا أن " الأجسام كلها متماثلة فلا فرق في الحقيقة بين جسم النار وجسم الماء ولا بين جسم الذهب وجسم الخشب ولا بين المسك والرجيع وإنما تفترق بصفاتها وأعراضها مع تماثلها في الحد والحقيقة".
شفاء العليل (1|50)
وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن ابن سينا وأمثاله أنهم يقولون: إن النفوس الناطقة متماثلة بحسب الحقيقة وإنما اختلفت باعتبار أبدانها فهي كماء واحد وضعته في آنية مختلفة فاختلف لاختلاف الأوعية.
الرد على المنطقيين (483)
قال الرازي: واعلم أن حاصل هذا الكلام من جانبنا أنا قد دللنا في القسم الأول من هذا الكتاب على أن الأجسام متماثلة في تمام الماهية فلو كان الباري جسما لزم أن يكون مثلا لهذه الأجسام في تمام الماهية وحينئذ فيكون القول بالتشبيه لازما.
بيان تلبيس الجهمية (1|388)
وقال الرازي أيضا: الثالث إنا نقيم الدلالة على أن الأجسام متماثلة والأشياء المتماثلة يجب اشتراكها في اللوازم.
بيان تلبيس الجهمية (1|516)
وقال الرازي أيضا: الحجة السابعة عشرة قوله تعالى {فلا تجعل لله أندادا} والند المثل ولو كان تعالى جسما لكان مثلا لكل واحد من الأجسام لما سنبين إن شاء الله تعالى أن الأجسام كلها متماثلة فحينئذ يكون الند موجودا على هذا التقدير وذلك على مضادة هذا النص.
بيان تلبيس الجهمية (1|587)
ونقل شيخ الإسلام كذلك عن الآمدي قوله:: اتفقت الأشاعرة وأكثر المعتزلة على أن الجواهر متماثلة متجانسة.
درء التعارض (2|270)
وبناء على هذا القول " الأجسام متماثلة " جرهم ذلك إلى نفي صفات الله تعالى خوفا من التشبيه والتمثيل.
قال شيخ الإسلام: إذا تبين هذا فالنزاع بين مثبتة الجوهر والجسم ونفاته يقع من جهة المعنى في شيئين أحدهما أنهم متنازعون في تماثل الأجسام والجواهر على قولين معروفين
فمن قال بتماثلها قال كل من قال إنه جسم لزمه التمثيل.
درء التعارض (2|250)
وقال: وكذلك أيضا يقولون: إن الصفات لا تقوم إلا بجسم متحيز والأجسام متماثلة فلو قامت به الصفات للزم أن يكون مماثلا لسائر الأجسام وهذا هو التشبيه.
وكذلك يقول هذا كثير من الصفاتية الذين يثبتون الصفات وينفون علوه على العرش وقيام الأفعال الاختيارية به ونحو ذلك ويقولون: الصفا ت قد تقوم بما ليس بجسم وأما العلو على العالم فلا يصح إلا إذا كان جسما فلو أثبتنا علوه للزم أن يكون جسما وحينئذ فالأجسام متماثلة فيلزم التشبيه ... .
وأصل كلام هؤلاء كلهم على إثبات الصفات مستلزم للتجسيم والأجسام متماثلة.
مجموع الفتاوى (3|71)
لازم هذا القول والرد عليه
قال ابن القيم عن لا زم هذا القول: " فلا فرق في الحقيقة بين جسم النار وجسم الماء ولا بين جسم الذهب وجسم الخشب ولا بين المسك والرجيع وإنما تفترق بصفاتها وأعراضها مع تماثلها في الحد والحقيقة".
شفاء العليل (1|50)
وقال شيخ الإسلام: ومن العجب أن كلامه وكلام أمثاله يدور في هذا الباب على تماثل الأجسام وقد ذكر النزاع في تماثل الأجسام وأن القائلين بتماثلها من المتكلمين بنوا ذلك على أنها مركبة من الجواهر المنفردة وأن الجواهر متماثلة.
ثم أنه في مسألة تماثل الجواهر ذكر أنه لا دليل على تماثلها فصار أصل كلامهم الذي ترجع إليه هذه الأمور كلاما بلا علم بل بخلاف الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
درء التعارض (2|269)
وقال شيخ الإسلام: وحقيقة هذا القول أن الأجسام متماثلة من كل وجه لا تختلف من وجه دون وجه بل الثلج مماثل للنار من كل وجه والتراب مماثل للذهب من كل وجه والخبز مماثل للحديد من كل وجه إذ كانا متماثلين في صفات النفس عندهم.
وهذا القول فيه من مخالفة الحس والعقل ما يستغنى به عن بسط الرد على صاحبه بل أصل دعوى تماثل الأجسام من أفسد الأقوال بل القول في تماثلها واختلافها كالقول في تماثل الأعراض واختلافها فإنها تتماثل تارة وتختلف أخرى وتفريقهم بين الصفات النفسية والمعنوية اللازمة للمعين يشبه تفريق أهل المنطق بين الصفات الذاتية واللازمة للماهية وكلاهما قول فاسد لا حقيقة له بل قول هؤلاء أفسد من قول أهل المنطق.
درء التعارض (2|422)
ثم قال: والاشتراك في بعض صفات الإثبات لا يكون تماثلا وهذا تصريح بأن المختلفين يستويان ويشتركان في بعض الصفات فكيف يمكن أن يقال مع هذا إن المختلفين لا يشتبهان من بعض الوجوه وقد صرح بتساويهما في بعض الأشياء؟ وغاية هذا أن يقال إنهما لا يختلفان بوجه من الوجوه في الصفات النفسية وإن اشتبها في الصفات المعنوية.
وهذا مع أن اللفظ لا يدل فيعود إلى ما ذكر وقد أخبر الله تعالى في كتابه بنفي تساوي بعض الأجسام وتماثلها كما أخبر بنفي ذلك عن بعض الأعراض فقال الله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل ولا الحرور * وما يستوي الأحياء ولا الأموات} وقال تعالى {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} وقال تعالى {ليسوا سواء} وقال تعالى: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة} وقال تعالى {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} فنفى أن يكون بعض الأجسام مثلا أو مساويا لغيره.
وإذا قيل: إن الأجسام اختلفت بما عرض لها من الأعراض
قيل: من الأعراض ما يكون لازما لنوع الجسم أو للجسم المعين كما يلزم الحيوان أنه حساس متحرك بالإرادة ويلزم الإنسان انه ناطق وكما يلزم الإنسان المعين ما يخصه من إحساسه وقوة تحركه بالإرادة ونطقه وغير ذلك من الأمور المعينة التي لا يشركه في عينها غيره فهذا لا يجوز أن يكون عارضا له إذ هو لازم له
وما يعقل جسم مجرد عن جميع هذه الصفات عرضت له بعد ذلك فإذا كانت الأجسام تختلف بالأعراض وهي لازمة لها كان من لوازمها أن تكون مختلفة.
وتمام هذا أن الأشياء تتماثل وتختلف بذواتها؛ لا نحتاج أن نقول: تتماثل في ذواتها والذات تختلف بصفاتها.
ولهذا كان الصواب أن الرب سبحانه غير مماثل لخلقه بل هو مخالف لهم بذاته لا نقول: إنه مساو لهم بذاته وإنما خالفهم بصفاته.
درء التعارض (2|424)
وقال: وقد تنازع الناس هل لفظ الشبه والمثل بمعنى واحد أو معنيين على قولين:
أحدهما: أنهما بمعنى واحد وأن ما دل عليه لفظ المثل مطلقا ومقيدا يدل عليه لفظ الشبه وهذا قول طائفة من النظار.
والثاني: أن معناها مختلف عند الإطلاق لغة وشرعا وعقلا وإن كان مع التقيد والقرينة يراد بأحدهما ما يراد بالآخر وهذا قول أكثر الناس , وهذا الاختلاف مبني على مسألة عقلية وهو أنه هل يجوز أن يشبه الشيء الشيء من وجه دون وجه , وللناس في ذلك قولان فمن منع أن يشبهه من وجه دون وجه قال المثل والشبه واحد ومن قال إنه قد يشبه الشيء الشيء من وجه دون وجه فرق بينهما عند الإطلاق وهذا قول جمهور الناس.
فإن العقل يعلم أن الأعراض مثل الألوان تشتبه في كونها ألوانا مع أن السواد ليس مثل البياض وكذلك الأجسام والجواهر عند جمهور العقلاء تشتبه في مسمى الجسم والجوهر وإن كانت حقائقها ليست متماثلة فليست حقيقة الماء مماثلة لحقيقة التراب , ولا حقيقة النبات مماثلة لحقيقة الحيوان , ولا حقيقة النار مماثلة لحقيقة الماء وإن اشتركا في أن كلا منهما جوهر وجسم وقائم بنفسه.
وأيضا فمعلوم في اللغة أنه يقال هذا يشبه هذا وفيه شبه من هذا إذا أشبهه من بعض الوجوه وإن كان مخالفا له في الحقيقة.
الجواب الصحيح (3|455)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: الوجه الرابع أن يقال إذا قيل هذا يشبه هذا من وجه كذا فيجب أن يكون حكمه حكمه من ذلك الوجه لم يجب أن يكون حكمه حكمه من غير ذلك الوجه؛ فالسواد إذا شارك البياض في كون كل منهما عرضا قائما بغيره لم يجب أن يشاركه من جهة كونه سوادا والجسم القائم بنفسه إذا شارك العرض في كون كل منهما موجودا لم يجب أن يشاركه في خصائص الأعراض وكذلك إذا قلنا إن الأجسام ليست متماثلة وهو أصح القولين فالجسم إذا شارك الجسم في لوازم الجسمية لم يجب أن يشاركه فيما يختص به أحدهما عن الآخر فإذا شاركه في كونه يشار إليه أو في كونه قائما بنفسه أو في قبول الأبعاد الثلاثة أو غير ذلك لم يجب أن يكون التراب مماثلا للنار فيما يختص به ولا التفاح مماثلا للخبز فيما يختص به.
الصفدية (2|10)
وقال أيضا: وذلك أنهم يقولون إن كل ما هو عالم بعلم وقادر بقدرة وحي بحياة ونحو ذلك فهو من جنس واحد وهو متماثل لأنه متحيز والمتحيزات كلها متماثلة ويقولون كلما هو فوق شيء فانه من جنس واحد متماثل لأنه متحيز والمتحيزات متماثلة ويقولون كلما له سمع وبصر فهو من جنس واحد وهو متماثل لأنه من المتحيزات التي هي متماثلة وهذا قول الجهمية والمعتزلة وغيرهم.
وقد سلك الرازي ذلك في قوله إن الأجسام متماثلة لكن قصده به نفي العلو على العرش ونفي الصفات الخبرية.
وأما المعتزلة ونحوهم من الجهمية الذين ابتدعوا هذا القول أولا مقصودهم به النفي المطلق وكل ذلك بناء على أن جعلوا لله عدلا وسميا وكفوا في كل ما هو موصوف به حتى إن غاليتهم من الملاحدة والجهمية يقولون كلما يقال له حي وعالم وقادر فهو جنس واحد متماثل هؤلاء جعلوا لله عدلا وسميا وكفوا وندا في كل ماله من الأسماء والصفات حتى لزم من ذلك أن يكون كل جسم عدلا لله ومثلا وكفوا حتى البقة والبعوضة وأن يكون كل حي عدلا لله وكفوا وسميا وكل ذلك بناء على أن كلما هو مسمى بهذه الاسم موصوف بهذه الصفات؛ فإ نه جنس واحد متماثل وهذا من أعظم العدل بالله وجعل الأنداد لله.
بيان تلبيس الجهمية (2|96)
وهذه المسألة تضاف إلى خرافات وعجائب الأشاعرة وما أكثرها
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والخطأ فيما تقوله المتفلسفة في الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع أعظم من خطأ المتكلمين وأما فيما يقولونه في العلوم الطبيعية والرياضية فقد يكون صواب المتفلسفة أكثر من صواب من رد عليهم من أهل الكلام فإن أكثر كلام أهل الكلام في هذه الأمور بلا علم ولا عقل ولا شرع.الرد على المنطقيين (311)
والحمد لله رب العالمين.(/)
شاهدوا عقلية خصوم الاسلاميين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 11:34]ـ
فى لقاء مع الفضائية المصرية شنت الصحفية المصرية المخضرمة (نعم الباز) - المعروفة بانتقادها للمظاهر الاسلامية الاجتماعية - هجوما حادا على النقاب ووصفت المؤيدين له بقلة العلم وعدم فهم الاسلام (الصحيح).
وفى سياق هجومها استشهدت بحادثة تاريخية حيث زعمت أن عمر بن الخطاب -رضى الله عنه - استعمل امرأة على شئون (الحسبة) فى المدينة. وقالت (يعنى زى الجهاز المركزى للمحاسبات) ومن المعلوم أن مصطلح (الحسبة) يقصد به الممارسة الشرعية للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولاعلاقة له بشئون الحسابات أو المحاسبة. وهو مايكشف (النقاب) عن المستوى العلمى الحقيقى لمن يدعون زورا الفهم الصحيح للاسلام.
من مرصد الاحداث بمجلة البيان عدد محرم 1429
وهكذا فهل اذا قيل لك ان عالم الذرة الفلانى ينافس فى مجال الذرة طفل فى المرحلة الابتدائية فهل هذا الخبر يصدق؟ طبعا لآ لكن قد يصدق اذا كان وراء الخبر حملات منها الاعلامية والارهابية والنفسجسمية وهكذا أمثال هذه الصحفية هم منافسو الاسلاميين وخصومهم وبمثل تلك العقلية أو أدنى هى التى تحكم العالم اليوم لكن فى المستويات الراقية يقومون بعملية أدلجة لهذا الجنون فينظرله وتوضح المناهج ويتخذ دينا يقدس ومن نافلة القول ان اقول ان جهة امريكية أثبتت أن أغلب حكام العالم مرضى نفسيين
وهؤلاء كلهم هم الذين ينافسون الاسلاميين ويتولون جلدهم وحبسهم فكيف يكون الوضع اذا
ولاشك أن مسئولية هذا الذى يحدث فى المقام الاول على الاسلاميين لأنهم لو لم ينحطوا لما قامت لهؤلاء المجانين قائمة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:13]ـ
هذا اعتراض احد الاخوة
فما رأيكم؟
هى لم تخطئ ...
الجهاز المركزى للمحاسبات
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
الجهاز المركزى للمحاسبات هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية عامة تتبع رئيس الجمهورية. وتهدف اساسا الى تحقيق الرقابة على اموال الدولة واموال الاشخاص العامة الاخرى وغيرها من الاشخاص المنصوص عليها فى قانونية. كما تعاون مجلس الشعب فى القيام بمهامه فى هذه الرقابة.
.:: CAO ... Site::.
و لازلت لا أجد فرق بين ما تقوم به هيئة الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و بين ما يقوم به الجهاز المركزى للمحاسبات
على الأقل من ناحية الرقابة المالية ..
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:49]ـ
الحسبة بابسط معنى لها هي الرقابة اخي الكريم
فالمرأة لم تخطئ على الاطلاق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:55]ـ
يعنى استاذ احمد فهمى اصابه العته الى هذه الدرجة؟!
أنتظر باقى ردود الاخوة
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 01:08]ـ
إن كان هذا هو مأخذ الاستاذ ..... فهو لا شك مخطئ سيما و قد أراد ان يبين حقيقة عقلية المرأة وانها لا تفهم شيئا من الدين ..... فكان احرى به ان يبحث عن شئ اخر يثبت ذلك به ........ الا ان لم يكن الاستاذ يعلم هذه الحقيقة و ان الحسبة تعني الرقابة بانواعها كافه ادارية و سياسية و مالية = فان كان كذلك فهي كارثة!!(/)
وصف الزمان الذي نعيشه ... وحال بعض الناس ....
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 11:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد .....
قد أصبحنا في زمان مختلفة اهواؤه ... واحدودبت علينا سيساؤه ... واقطوطبت علينا أوداؤه ... و اناخت علينا انباؤه.
أصبحنا في زمان تطاول فيه الألد ... وتفيه فيه الأود ... أواصرنا منجذمة ... وعظامنا وهلة ... صاحبه شاغب ... وظله ذاهب
.الأعداء يترصدون بنا الدوائر ... مروءتهم في انفسهم الشقاق ... و ألفتهم في قلوبهم الفراق ... يدينون بالنفاق ...
ويظهرون الوفاق .... تحسبهم جميعا ... وقلوبهم شتى.
ينظرون بأقفائهم ... فيرون الحق باطلا.
اختالوا جهلا وبطرا ... لايرقبون الله راقبة ... ولايخافون وبال عاقبة ... اوجفوا نحو الفتنة طوعا ... و ارجفوا في الأفكار كرها ....
ينوصون في صناعة المقالات و الكتابات ... مضمونها عبارات قوارص ... تؤلمك ... وتنغصك.
انواع من الضلال .... وتشنيع المقال ... و الحجج المحال ... يصنعها أحدى رجلين: إما رجل عاثر في قوله الداحض ...
مناقض لكلامه ... لم يفطن لغوره مايخرج من رأسه من الكلام الخطل ... أو رجل علج غليظ ... ضل عن سواء السبيل ...
شملته دائرة الأهواء
لايدعون أحدا إلى رشاد .... ولا يجيبون داعيا إلى سداد ... مجانبون لرأي السلف ... ضاربون لكلامهم عرض الحائط ... لايبالون في ذلك شيء ....
اتقوا الله في انفسكم .... واحذروا من الله ماحذركم من نفسه .... واخشوه خشية ليست بتعذيرة ...
أسأل الله لي ولكم منازل الشهداء .... ومعيشة السعداء ... ومراف الانبياء ...
كتبه أخوكم
فيصل بن المبارك أبو حزم السلفي الأثري
راجيا بذلك دعوات المسلمين
و الله المستعان
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:04]ـ
هذه الخاطرة جاءت نتيجة ردة فعل لبعض التصرفات الشاذة و الغريبة لأصول التربية و الأخلاق ....
أكرر ....
اسكتوا اسكتوا اسكتوا عن أعراض العلماء ....
ولا تغتابوا إخوانكم ...
حنانيكم حنانيكم ببعضكم يا إخوة الإيمان ....
و الله المستعان ...(/)
أكثر من مائة شيخ يقولون أن مظاهرة الكفار على المسلمين ردة صريحة عن الدين.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:28]ـ
بيان علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
فإن الظلم العظيم الذي لحق بإخواننا المسلمين في غزة بالحصار الخانق بمنع الغذاء والدواء وجميع الإمدادات الضرورية، والذي زاد على السنتين بفرض من العدو اليهودي، وتآمر من دول الكفر، وتعاون من بعض الدول العربية بإغلاق معبر رفح وتتبع الأنفاق الأهلية وهدمها حتى لا يصل الغذاء والدواء والسلاح لأهلنا في غزة، واستمر الإصرار على إغلاق المعبر حتى بعد هجوم اليهود العسكري على إخواننا في غزة وقتل المئات وجرح الآلاف وانقطاع الماء والكهرباء والوقود، كل ذلك مع إلحاح وصراخ المسلمين كافة بطلب فتح المعبر.
فهو تعاون صريح مع العدو اليهودي في قتل إخواننا في غزة، وما كان ليتم هذا الحصار، ولا استنزاف قوة المجاهدين وخنقهم في غزة وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم إلا بإغلاق المعبر والأنفاق، فهو من أعظم الخيانات الصريحة التي مرت على الأمة عبر التاريخ، وقد اتفق العلماء على أن مظاهرة الكفار على المسلمين كفر وردة عن الإسلام، وقد عدها الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى الناقض الثامن من نواقض الإسلام العشرة المتفق عليها.
ويخشى أن يدخل في هذا الحكم أيضاً:
1. من تعاون على إغلاق المعبر أو الأنفاق أو الدلالة عليها أو منع دخول المساعدات إليهم، ويتحمل كل جندي شارك في ذلك إثم كل قتيل وجريح وإثم هدم المساجد والدور بغزة، ولا حجة لمن قال من الجنود: إنه عبد مأمور؛ لأن العبودية لله وحده، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
2. تسليم المعابر لليهود أو القوات الدولية الموالية لهم.
3. الأفراد والمنظمات والوسائل الإعلامية التي تمالأت مع اليهود على المجاهدين في سبيل الله في غزة.
فالجهاد في فلسطين كلها هو جهاد شرعي يجب دعمه بالمال والنفس والسلاح. واليهود في فلسطين حربيون: تحل دماؤهم وأموالهم؛ يجوز للمسلمين قتل رجالهم وأخذ أموالهم وتدمير منشآتهم داخل فلسطين.
أما مستند إجماع العلماء على كفر المتعاون مع الكافرين على المسلمين فأدلة كثيرة منها: قول الله تعالى:" لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ .. " (آل عمران28).
وقول الله تعالى:" بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً" (النساء139).
وقول الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة 51).
وقول الله تعالى:" تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَااتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ" (المائدة81).
قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله (مجموع فتاويه 1/ 274):" وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم" اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال العلامة أحمد شاكر (كلمة حق 126 - 137) في فتوى له طويلة بعنوان (بيان إلى الأمة المصرية خاصة وإلى الأمة العربية والإسلامية عامة) في بيان حكم التعاون مع الإنجليز والفرنسيين أثناء عدوانهم على المسلمين: " أما التعاون مع الإنجليز، بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر، فهو الردّة الجامحة، والكفر الصّراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء، كلهم في الكفر والردة سواء، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك أمره فتاب وأخذ سبيل المؤمنين، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم، إن أخلصوا لله، لا للسياسة ولا للناس. "ا. هـ
وقال العلامة عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى بالمملكة العربية السعودية ورئيس المجمع الفقهي رحمه الله تعالى (الدرر السنية 15/ 479): " .. وأما التولي: فهو إكرامهم، والثناء عليهم، والنصرة لهم والمعاونة على المسلمين، والمعاشرة، وعدم البراءة منهم ظاهراً، فهذا ردة من فاعله، يجب أن تجرى عليه أحكام المرتدين، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأئمة المقتدى بهم " ا. هـ.
وهذه فتوى لجنة الفتوى بالجامع الأزهر وقد نشرت بمجلة الفتح العدد 846، العام السابع عشر، الصفحة العاشرة. وجاء فيها:" .. لا شك أن بذل المعونة لهؤلاء؛ وتيسير الوسائل التي تساعدهم على تحقيق غاياتهم التي فيها إذلال المسلمين، وتبديد شملهم، ومحو دولتهم؛ أعظم إثما؛ وأكبر ضررا من مجرد موالاتهم .. وأشد عداوة من المتظاهرين بالعداوة للإسلام والمسلمين .. والذي يستبيح شيئا من هذا بعد أن استبان له حكم الله فيه يكون مرتدا عن دين الإسلام،فيفرق بينه وبين زوجه، ويحرم عليها الاتصال به، ولا يُصلَّى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين .. "ا. هـ.
وفي ربيع الأول عام 1380هـ أصدر الأزهر بيانا نشر بمجلة الأزهر بالمجلد الثاني والثلاثين الجزآن الثالث والرابع (ص263) بتوقيع شيخ الأزهر العلامة محمود شلتوت:" فلئن حاول إنسان أن يمد يده لفئة باغية يضعها الاستعمار لتكون جسرا له؛ يعبر عليه إلى غاياته، ويلج منه إلى أهدافه، لو حاول إنسان ذلك لكان عملُه هو الخروج على الدين بعينه"ا. هـ.
ونقصد بهذا البيان التحذير من جريمة غلق المعبر وجريمة التعاون مع اليهود ضد المسلمين. وندعوا كل من وقف ضد الجهاد في سبيل الله تعالى سياسياً أو إعلامياً أو عملياً، أو منع دخول الإمداد والسلاح للمجاهدين بغزة، ندعوهم جميعاً إلى إعلان التوبة إلى الله تعالى، ونخص الرئيس المصري بفتح معبر رفح عاجلا بلا شرط أو قيد، ونطالبه بترك الأنفاق الأهلية وعدم تتبعها.
ونذكر الذين تأثروا بكلام المنافقين في تحميل المجاهدين في سبيل الله بغزة تبعة ما يحدث من قتل وهدم بقول الله تعالى:"الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (آل عمران 168).
نسأل الله تعالى أن يحفظ إخواننا المسلمين في غزة وأن يُفرغ عليهم صبرا، ويثبت أقدامهم، وينصرهم على اليهود والمنافقين.
الموقعون:
1. فضيلة الشيخ الدكتور: الأمين الحاج محمد أحمد. رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان وعضو هيئة التدريس بجامعة أفريقيا العالمية.
2. فضيلة الشيخ الدكتور: جمال المراكبي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر.
3. فضيلة شيخ مقارئ الشام (سوريا): محمد كريم راجح.
4. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله بن حمود التويجري. الرياض.
5. فضيلة الشيخ: زهير بن مصطفى الشاويش. مؤسس المكتب الإسلامي في بيروت.
6. فضيلة الشيخ: عبدالمجيد بن محمد بن علي الريمي. رئيس مجلس أمناء مركز الدعوة العلمي بصنعاء.
7. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالغني بن أحمد التميمي. أستاذ الحديث وعلومه. (رام الله. فلسطين).
8. فضيلة الشيخ: محمد الحسن ولد الددو. رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا.
9. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالغفار عزيز. مساعد أمير الجماعة الاسلامية بباكستان.
10.فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: علي القرة داغي. أستاذ الشريعة بجامعة قطر، وخبير المجمع الفقهي.
(يُتْبَعُ)
(/)
11. فضيلة الشيخ: نبيل بن علي العوضي. (الكويت).
12.فضيلة الشيخ: حسن بن قاري الحسيني. رئيس لجنة الدعوة بجمعية الآل والأصحاب بمملكة البحرين.
13. فضيلة الشيخ الدكتور: علي بن سعيد الغامدي. أستاذ الفقه بالمسجد النبوي والجامعة الإسلامية.
14. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالرحمن بن عمير النعيمي عضو هيئة التدريس بجامعة قطر.
15. فضيلة الشيخ: كمال عمارة. إمام وخطيب جامع الرابطة الإسلامية في النرويج.
16. فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: عبدالعزيز بن عبدالفتاح قاري. أستاذ علم القراءات بالمدينة النبوية.
17. فضيلة الشيخ: عبد الحميد حمدي. رئيس المجلس الإسلامي الدنمركي.
18. فضيلة الشيخ المحدث: عبدالله بن عبدالرحمن السعد. الرياض.
19. فضيلة الشيخ: أحمد علمي كالايا. مدير مركز تيرانا الإسلامي بألبانيا.
20. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف.عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة بجامعة الإمام.
21. فضيلة الشيخ الدكتور: وجدي غنيم.
22. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله شاكر. نائب رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر.
23. فضيلة الشيخ الدكتور: محمد بن سعيد القحطاني. أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة سابقاً.
24. فضيلة الشيخ: عبدالعزيز بن ناصر الجليل.
25. فضيلة الشيخ الدكتور: طارق بن محمد الطواري. عضو رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي وعضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الكويت.
26. فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: عبدالباسط حامد محمد هاشم. عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر بمصر.
27. فضيلة الشيخ: محمد بن أحمد الفراج. الرياض.
28. فضيلة الشيخ: جمال سعد حاتم رئيس تحرير مجلة التوحيد والمتحدث الرسمي باسم جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر.
29. فضيلة الشيخ القاضي: محمد بن إسماعيل العمراني. (اليمن).
30. فضيلة الشيخ الدكتور: ناصر بن يحيى الحنيني. المشرف العام على مركز الفكر المعاصر.
31. فضيلة الشيخ الدكتور: يوسف بن عبدالله الأحمد. عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام.
32. فضيلة الشيخ الدكتور: علي بن محمد مقبول الأهدل. عضو هيئة التدريس بجامعة صنعاء.
33. فضيلة الشيخ: ذياب بن سعد الغامدي. الطائف.
34. فضيلة الشيخ: أسامة سليمان. مدير إدارة المشروعات بالمركز العام لأنصار السنة المحمدية بمصر.
35. فضيلة الشيخ الدكتور: محمد عبد الكريم الشيخ. عضو هيئة التدريس بجامعة الخرطوم وعضو الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان.
36. فضيلة الشيخ: صالح بن علي بن حسين الوادعي. اليمن.
37. فضيلة الشيخ: زكريا الحسيني رئيس اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية بمجلة التوحيد ومدير إدارة المعاهد العلمية الإسلامية مصر.
38. فضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن عثمان الفارس. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
39. فضيلة الشيخ الدكتور: رياض بن محمد المسيميري. عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام.
40.فضيلة الشيخ: معاوية هيكل عضو اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية مصر.
41. فضيلة الشيخ: محمد بن يحيى بن قايد الحاشدي. اليمن.
42. فضيلة الشيخ الدكتور: سعد بن فلاح العريفي. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
43. فضيلة الشيخ الدكتور: يحي بن عبد الله أحمد. عضو هيئة التدريس بجامعة الخرطوم سابقاً.
44. فضيلة الشيخ: مدثر بن أحمد بن إسماعيل حسين. عضو الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان ومدير معهد الإمام مسلم للدراسات الإسلامية.
45. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله بن علي المزم. عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
46. فضيلة الشيخ الدكتور: أحمد بن عبدالله آل فريح. عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
47. فضيلة الشيخ: جمال عبدالرحمن. عضو اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية مصر.
48. فضيلة الشيخ الدكتور: مجاهد الجندي عضو هيئة التدريس بالأزهر.
49. فضيلة الشيخ: فخر عثمان أحمد. عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان.
50. فضيلة الشيخ: أحمد بن سليمان أهيف. اليمن.
51. فضيلة الشيخ الدكتور: عبداللطيف بن عبدالله الوابل. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
(يُتْبَعُ)
(/)
52. فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن سليمان المفدى. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
53. فضيلة الشيخ الدكتور: علاء الدين الأمين الزاكي. رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم وعضو الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان.
54. فضيلة الشيخ: محمد عبدالله الحصم. الكويت.
55. فضيلة الشيخ الدكتور: حمدي طه عضو اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية مصر.
56. فضيلة الشيخ: عبدالله بن صالح الطويل. القاضي بالمحكمة العامة بالرياض.
57. فضيلة الشيخ الدكتور: حمد بن إبراهيم الحيدري. عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام.
58. فضيلة الشيخ: منصور بن إبراهيم الرشودي.
59. فضيلة الشيخ: إبراهيم بن عبدالرحمن التركي. المشرف العام على موقع المختصر.
60. فضيلة الشيخ: عماد الدين بكري أبو حراز. عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان.
61. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالعزيز بن عبدالله المبدل. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
62. فضيلة الشيخ: علي حشبش مدير إدارة الدعوة بجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر.
63. فضيلة الشيخ: عبدالمحسن بن مريسي الحارثي.
64. فضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن علي الحسن. عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام.
65. فضيلة الدكتور: محمد جمال حشمت. أستاذ كلية الطب في جامعة الإسكندرية وعضو البرلمان المصري سابقاً.
66. فضيلة الشيخ: إبراهيم بن عبدالعزيز الرميحي.
67. فضيلة الشيخ: عبدالرحمن سعيد حسن البريهي. رئيس مركز الجزيرة الدراسات والبحوث باليمن.
68. فضيلة الشيخ: سلطان بن عثمان البصيري. القاضي بالمحكمة الإدارية بالمدينة.
69. فضيلة الشيخ: بدر بن ناصر الشبيب. الأمين العام للحركة السلفية بالكويت.
70. فضيلة الشيخ الدكتور: محمد بن سليمان البراك. عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
71. فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن عبدالقوي السنباني. رئيس قسم الإعجاز بجامعة الإيمان باليمن.
72. فضيلة الشيخ: حمد بن عبدالله الجمعة.
73. فضيلة الشيخ: أحمد بن حمد العبدالقادر. عضو الدعوة والإرشاد بمكة.
74. فضيلة الشيخ الدكتور: محمد بن صالح العلي. عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالأحساء.
75. فضيلة الشيخ: أحمد بن عبدالله بن شيبان. أبها.
76. فضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن عبدالله الحماد. عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام.
77. فضيلة الشيخ: محمد الصادق مغلس. رئيس قسم التزكيات بجامعة الإيمان باليمن.
78. فضيلة االأستاذ الدكتور: أحمد المهدى عبد الحليم. عضو هيئة التدريس بجامعتي حلوان والأزهر.
79. فضيلة الشيخ: فهد بن سليمان القاضي. الرياض.
80. فضيلة الشيخ: عبدالرقيب بن علي الرصاص. اليمن.
81. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي. عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالرياض.
82. فضيلة الشيخ:عبدالعزيز بن محمد الوهيبي. مستشار شرعي.
83. فضيلة الشيخ: عبدالرحمن بن محمد السويلم. الرياض.
84. فضيلة الشيخ: عبدالرحمن عبدالله الجميعان. الكويت.
85. فضيلة الشيخ: نادر النوري. رئيس جمعية عبدالله النوري بالكويت.
86. فضيلة الشيخ: محمد بن موسى العامري.
87. فضيلة الشيخ: عبدالكريم بن محمد القشعمي.
88. فضيلة الشيخ: عادل بن عبدالله السليم. مشرف التوعية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية.
89. فضيلة الشيخ: أسامة بن عقيل الكوهجي. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل.
90. فضيلة الشيخ: محمد بن علي حسن الوادعي. اليمن.
91. فضيلة الشيخ: محمد الصاوي. داعية وإعلامي بمصر.
92. فضيلة الشيخ: محمد بن سليمان الحماد. كاتب عدل الأولى بالرياض.
93. فضيلة الشيخ: فهيد الهيلم الظفيري. رئيس المكتب السياسي للحركة السلفية بالكويت.
94. فضيلة الشيخ الدكتور: خالد بن محمد الماجد. عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام.
95. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالواحد بن عبدالله الخميس. أستاذ اللغة العربية ورئيس تحرير صوت الإيمان باليمن.
96. فضيلة الشيخ الدكتور: هشام بن محمد السعيد. عضو هيئة التدريس بقسم أصول الفقه بجامعة الإمام.
97. فضيلة الشيخ: محمد سعود المطرفي. الكويت.
98. فضيلة الشيخ: سليمان بن أحمد الدويش. الرياض.
99. فضيلة الشيخ: مفيد السلاّمي. اليمن.
100. فضيلة الشيخ: عبدالله بن سالم الحربي. الدمام.
101. فضيلة الشيخ: عبدالرحمن بن محمد الفارس. الرياض.
102. فضيلة الشيخ: محمد بن علي بن مدين الزهراني. جدة.
ـــــــــــ
المؤيدين للبيان:
ـ م. نايف بن سيف العريفي ـ السعودية ـ.
ـ د. مرهف سقا ـ دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن ـ سوريا ـ.
ـ الاستاذ: عبدالعزيز بن عبدالله الجميعة ـ السعودية ـ.
ـ أغيد بيريص / طبيب اختصاصي غدد صم واستقلاب ـ سوريا ـ
ـ حسن بن علي الشمراني مكة المكرمة خطيب جامع الإحسان بمكة المكرمة
ـ عصران إبراهيم البناري - بكالريوس في الشريعة والدراسات والإسلامية ـ تايلاند ـ.
ـ بركة بن محمد الميموني ـ داعية في قسم التوعية "جهاز الإرشاد التوجيه"
ـ قشموع بن عيدان الزهراني ـ عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف-كلية المعلمين.
ـ هلال بن هادي الشيباني ـ القصيم بكالوريوس شريعة.
ـ م. محمد بن عبدالله المحيميد ـ الرياض.
ـ صالح الهويمل
ـ عبدالله الزهراني.
ـ عايض بن خلف المالكي.
منقول:
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=12339&Itemid=33(/)
الآن: حقيقة الإنتصار مع الشيخ ناصر العمر
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:39]ـ
السلام عليكم
الآن على قناة المجد " حقيقة الإنتصار " مع الشيخ ناصر العمر في برنامج ساعة حوار.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 07:34]ـ
سلسلة حلقات برنامج ساعة حوار (مرئي)
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=5301(/)
اتصال الشيخ العريفى بأحد إخواننا فى غزه
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:57]ـ
http://rapidshare.com/files/186212602/al3refe_call.wmv(/)
محمد قطب (يسبر أغوار غزة)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 02:22]ـ
دماء غزة تغذي شريان الأمة
محمد قطب
أعاد التاريخ نفسه يوم السبت 27 - 12 - 2008 عندما ارتكب جيش الإرهاب الصهيوني مجزرة جديدة تضاف لسجل اليهود القديم المليء بإرهاب الآمنين وقتل الأبرياء ونشر الخراب والدمار.
وهذا يذكرنا بمجازر العدو الصهيوني المشابهة ابتداء بدير ياسين وقبية وصبرة وشاتيلا وقانا وجنين والآن غزة المحاصرة التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة شهيد وأكثر من ألف جريح والأرقام في ازدياد والعدو يقول أن هذه البداية فقط. ولعل هذه المجازر من استراتيجية اليهود المطردة لفرض سيطرتهم وتوضيح الفرق في موازين القوى وتذكير الأمة العربية والإسلامية أن إسرائيل تفعل ما تشاء وقتما تشاء تحت مرآىً ومسمع العالم دون أي رادع من قانون أو قوة. غير أن توقيت هذا الذبح الجماعي يبدو مرتبطا رباطا وثيقا بالانتخابات الإسرائيلية القادمة في رسالة واضحة أن الفوز في الانتخابات مرهون بعدد الجثث الفلسطينية التي يمشي فوقها المرشح للرئاسة.
وكما جرت العادة، تنهال الإدانات الخجولة التي لا تسمن ولا تغني من جوع على هذا الإجرام.
لكن المطلوب الآن فزعة واسعة على مستوى الأمة جمعاء مطالبة بدم هؤلاء الأبرياء وفتح المعابر لإسعاف المصابين والمرضى وتوفير العلاج اللازم لهم.
المطلوب هو ضغط شعبي وبرلماني واسع على الحكومات لقطع العلاقات مع هذا الكيان المجرم وإلغاء الاتفاقيات السابقة معه التي يخرقها ليل نهار، والإعداد والاستعداد الذي أمرنا الله - تعالى -به.
والذي يتوج هذه التحركات كلها هو رجعة صادقة للإسلام الذي لا عز لنا إلا به ومن خلال عقيدته وتعاليمه.
الهدف المعلن لهذا القتل الهمجي هو استهداف حركة حماس وبنيتها التحتية، فقد طمأننا أولمرت ومن معه أنهم لا يقصدون المدنيين ولا غزة بأكملها وإنما يضربون بدقة متناهية مواقع حماس وأسلحتها فقط! فهل هؤلاء الأطفال الرضع الممزقين أشلاءً كانوا كذلك ممن ساعدوا بإطلاق الصواريخ؟ وهل هذه الأعداد المهولة كلها من أتباع حماس ومناصريهم؟ ثم ردا على استثارة اليهود شفقتنا عليهم وما يعانيه سكان الجنوب من وقوع مئات الصواريخ على قراهم بعد انتهاء التهدئة، السؤال الذي يطرح نفسه هو: "كم يهودي قتل أو أصيب جراء إطلاق هذه الصواريخ قبل حدوث المجزرة؟ " والجواب هو: صفر. لم يقتل أو يصب أحد. لكن التحذير الأمريكي شديد اللهجة والإدانات العالمية توجه كعادتها لحماس وصواريخ القسام وليس لشلالات الدم الناتجة عن ذبح وجرح قرابة ألف وخمسمائة فلسطيني محاصر.
وهذا هو الصلف اليهودي الذي يساوي بين مجرد خوف بعض اليهود من سكان المغتصبات الجنوبية وسفك دماء المئات من الأبرياء المشردين.
الموقف الأمريكي من هذا كله ليس مستغربا فقد عودتنا أمريكا أنه كلما خرج بيان استنكار أو قرار إدانة لإسرائيل من قبل مجلس الأمن وقفت هي بالمرصاد بسلاح الفيتو في كل مرة.
لكن الملاحظ هذه المرة هو وقاحة وزيرة الخارجية رايس الصريحة التي لم تعبر حتى بكلمة واحدة ولو كذبا عن أسف الإدارة الأمريكية لرؤية ذلك العدد الخيالي من الضحايا وإنما على العكس جاء التحذير منهم مدويا ضد حماس وإطلاق الصواريخ. لم تأبه بثلاثمائة نفس فلسطينية وألف جريح وكأنهم نفس واحدة، مقتفية أثر سابقتها في عهد كلنتون مادلين أولبرايت حنيما سئلت عام 1996 عن الحصار ضد العراق وموت أكثر من نصف مليون طفل ظلما "هل هذا الثمن مناسب؟ " فردت: " أعتقد أن هذا قرار صعب جدا، أما الثمن، نعم نعتقد أن الثمن مناسب. " نعم لقد فضحهم لنا الحق - سبحانه وتعالى - في قوله: "لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون".
ترى إلى متى ونحن نضع كل آمالنا على مجلس الأمن واللجنة الرباعية والمنظمات الدولية هنا وهناك الذين التزموا الصمت حيال هذه الإبادة المنظمة المتواصلة في فلسطين الحبيبة؟ نعم مقارنة بما يجب أن نسمعه ونراه من تحركات في ظل ما يجري، الإنكار والشجب الأجوف هو بمثابة صمت ورضا بذلك الإرهاب الأرعن.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما لو قتلت صواريخ القسام عشرة جنود محاربين يهود في سديروت أو عسقلان، لقامت الدنيا ولم تقعد فكيف وقد قتلت الغارات الصهيونية ما يربو على ثلاثمائة إنسان أعزل محاصر مجوع وأصابت أكثر من ألف وأغلبهم أطفال ونساء وشيوخ وغالبا لا يمتون إلى المقاومة والجهاد بصلة.
الهدف الأبرز لليهود هو ضرب المقاومة المسلحة وروح الجهاد في الأمة.
فالمطلوب إما استسلام تام وتطبيع كامل مع العدو مكللا بسلطة فلسطينية تقبل الإملاءات الإسرائيلية وتسهر عليها وتسكت عن جرائمها وإما تهدئة تلو الأخرى تمكن الصهاينة من الاستمرار في بناء المستوطنات والجدار الفاصل والحفريات السرية استعدادا لهدم الأقصى وبناء الهيكل الثالث المزعوم.
في عصرنا هذا الذي رق فيه الدين وذبل، وعزف عنه المسلمون وغيرهم وغاب عن أذهان الكثيرين في قرارات الأمة المصيرية وأصبحت التصريحات والخطاب سياسيا مكررا معدا مسبقا، اضطررنا كثيرا إلى استعمال ذلك الخطاب السياسي البحت لمداراة تلك الأصوات التي تدعي الحكمة وتدعونا للكلام بالمنطق والموضوعية والابتعاد عن الدين والعواطف.
لكن المتأمل الفاحص يجد أن ذاك الخطاب محدود جدا وساذج وفي الغالب انهزامي واستسلامي ويغفل الجوانب العقدية المهمة التي تحكم هذا الصراع بيننا وبين اليهود. فقد أصبح من نافلة القول أن كل تحركات الصهاينة السياسية تنبع من اعتقاداتهم الدينية ورغبتهم في تحقيق وعود التوراة المحرفة لهم بالسيطرة على كل فلسطين كمنحة إلهية لهم.
ولئن انهال العرب خاصة العلمانيين منهم وراء سراب فصل الدين عن الدولة والعقيدة عن السياسة في محاولة بائسة لمحاكاة النظم الغربية الحديثة فقد أعلن اليهود صراحة أن الدين والدولة شيء واحد عندهم وأنهم في خدمة بعضهم البعض.
ففي الندوة التي عقدت في إسرائيل في 1981 قال د. مصطفى خليل رئيس وزراء مصر الأسبق: "أود أن أطمئنكم أننا في مصر نفرق بين الدين والقومية، ولا نقبل أبدا أن تكون قيادتنا السياسية مرتكزة إلى معتقداتنا الدينية" فوقف أحد الأساتذة الإسرائيليين المتخصصين قائلا: " إنكم أيها المصريون أحرار في أن تفصلوا بين الدين والسياسة، ولكني أحب أن أقول لكم: إننا في إسرائيل نرفض أن نقول: إن اليهودية مجرد دين فقط، بل إننا نؤكد أن اليهودية هي دين، وشعب، ووطن" ثم رد أستاذ آخر بمثل ما قال الأول.
وإن كان تجنب هذه الجوانب عمدا أو من غير قصد فالنتيجة واحدة وهي أن اختزال الكلام في الجانب السياسي الآني يعمينا عن أهدافهم الحقيقية وتاريخ قتلهم وظلمهم لنا ومخططاتهم المستقبلية، وهذا بالضبط ما يسعون لتحقيقه.
فهم لا يفتؤون يطمئنوننا أن جيش الدفاع الإسرائيلي، كما يسمونه زورا وبهتانا، يتعامل بأعلى درجات أخلاقيات الحرب، وكأننا ولدنا من قريب أو نسينا مجازرهم السابقة التي لا يزال الجرح منها يثغب دما في قلوبنا.
وحتى لا ننجر كعادتنا وراء السراب الإعلامي والخطاب الصهيوني المتكرر يجب ألا ننسى أن حقدهم الدفين نابع من تعاليمهم العنصرية المحرضة على كراهية كل ما ليس يهودي.
هجومهم الوحشي على غزة هو في واقع الحال هجوم على كل مسلم موحد ودينه وقرآنه وجهاده واستخفاف بالدم العربي المسلم وإلا فكيف يستحلون هذا القتل الجماعي الإرهابي غير آبهين لا بالأرواح المهدرة ولا بالمجتمع الدولي ولا قرارات الشرعية الدولية.
كل هذا ليس إلا مصداق ما قاله من لا ينطق عن الهوى، نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - في طرف من حديثه: " .. ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ... " وهذا عندما خلدنا إلى الدنيا وكرهنا الجهاد وتركنا منهج ربنا العليم الخبير. وربما ازدادوا جرأة في إرهابهم الأخير هذا بعد أن أخذت وزيرة الخارجية ليفني الموافقة الضمنية بعد زيارتها لمصر.
أعداء الدين كثيرا ما يلجؤون إلى إخفاء حقدهم وكراهيتهم لنا بتطييب الكلام كما وصفهم من هو عليم بذات الصدور: " ... يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون".
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن بعض أعداء الإنسانية تجاوزوا بوقاحتهم حتى ذلك فأعلنوها بملء أفواههم. فهذا رافائيل إيتان قائد الأركان السابق في إسرائيل الذي قال قديما: "بعد أن نستقر في هذه الأرض (فلسطين)، كل ما يستطيع العرب فعله هو العدو مثل الصراصير المخدرة في الزجاجة".
طبعا هذا الكلام يترفع عنه من له أدنى ذوق إنساني فضلا عن الذوق الأدبي، لكن الناظر لما يحدث في غزة المحاصرة اليوم والصهاينة وأولياؤهم متفرجون مصفقون يرى كيف طبق هذا الأمر بحذافيره، كمن حبس صراصير في زجاجة ثم رشهم بمبيد الحشرات. وشمعون بيريز الذي صافحه شيخ الأزهر من قريب قال بصريح العبارة: "إنه لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهرا سيفه ولن نطمئن على مستقبلنا حتى يغمد الإسلام سيفه إلى الأبد". وهذا طبعا غيض من فيض.
إذن استهدافهم لحماس هو لعقر المشروع الإسلامي الذي يوقنون بأنه وحده الذي سيقلب موازين القوى ليرد الحق إلى أصحابه.
أما غير ذلك من رايات وشعارات وإن كانت مقاومة غير مستسلمة فلا تخيف اليهود ولا يحسبون لها حسابا.
حان الأوان أن نعود لكتاب ربنا الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لصقل أفكارنا وتصويب آرائنا في طريقة تعاملنا مع اليهود. فمن يقرأ قوله - تعالى - مخاطبا رسوله -صلى الله عليه وسلم - عن اليهود: " ... يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم ... " لا يطمئن لهم أبدا ولا يعول على كلامهم فإن عبارة "ولا تزال" تفيد الاستمرار، وبهذا يوقن المسلم أنهم أهل خيانة وغدر وكذب أبد الآبدين إلا قليلا منهم، مما يمنعه من الركون إليهم والهرع لعقد الاتفاقيات الجوفاء معهم.
ما أشبه اليوم بالبارحة عندما حوصر العراق وجوع اثني عشر عاما حتى خارت قواه قبل أن تدك قوات الغزو ذاك البلد المنهك بالصواريخ والنار لتدمره بالكامل.
كأن حصار القطاع الظالم المستمر لعدة أشهر لم يكن كافيا، جاء هذا الإرهاب اليهودي ليقتل ما تبقى من حياة أو رمق في جسم غزة الهزيل.
عذرا أهل غزة فيبدو أن الله - عز وجل - كتب لكم أن يكون إحياء ضمير الأمة الإسلامية والعالم أجمع على أشلاء أجسادكم الطاهرة ودمائكم الزكية وخراب حياتكم وأنقاض بيوتكم.
صبرا أهل غزة فأنتم من يحمي شرف الأمة ومقدساتها ودماؤكم لن تذهب هدرا، بل ستسير في حبل وريد الأمة لتحيي مواتها بإذن الله، إذا عرفنا استغلال هذا الحدث الجلل في تجديد روح الأخوة في الله والجهاد والمقاومة في الأمة.
ترى هل تكون هذه صيحة النفير التي تستيقظ بها الأمة من رقادها لتعود للإسلام عقيدة وشريعة وحكما وسلوكا؟ هل تكون هذه العبرة للمسلمين أن النصر لا يكون إلا من عند الله، وأن الولاء واجب للمؤمنين والعداء للكافرين، وأن جهاد الكفار والمنافقين وما أكثرهم والغلظة عليهم هو سبيل النجاة الوحيد؟
أم هل تسطر هذه المجزرة مع سابقاتها في كتب التاريخ وذاكرة الأمة لتقرأ عنها الأجيال القادمة وتتأوه وتحوقل كما جرة العادة، منتظرة الحرب الجديدة والذبح القادم ليضاف إلى جانب مجزرة غزة المحاصرة في آخر عام 2008؟
http://www.saaid.net/mktarat/flasteen/205.htm
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 10:01]ـ
جزى الله الشيخ المجاهد محمد على هذه الكلمات النبيلة العظيمة!
وقد أشار حفظه الله إلى نقطة أظنها أعظم شيء غفل عنه المسلمون؛ وهي انطلاق اليهود من جذورهم الدينية، على حين أن في بلادنا ومن بني جلدتنا من ينادي بإقصاء وإبعاد " التطرف " و " العنف " و "الارهاب" ضد اليهود والنصارى المسالمين (!)
والواقع أننا بحاجة - كما ذكر - إلى فتح قلوبنا وعيوننا بمساحة 180 لننظر في كتاب الله تعالى، ونتأمل المنهج الإسلامي العظيم في التعامل مع هذه الشرذمة، قال تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم.
وقد كنت أقول كثيرًا، وقالها الكثيرون قبلي: أن في أرحام المحن منحٌ؛ ففي مثل هذه المآسي؛ تتجلى الحكمة الربانية العظيمة "ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين "، و "ليميز الله الخبيث من الطيب ".
والله المستعان.(/)
جمعيات العلمية والخيرية
ـ[اسعد]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 03:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مجموعة من الجمعيات العلمية والخيرية في مملكتنا الغالية, جمعتها من الانترنت وتأكدت من عمل جميع الروابط, سأضعها هنا لكي يستفيد الكل منها كلُ حسب تخصصه, مع مراعات أمرين:
1 - أعتذر لعدم ترتيبها لجمعي لها بشكل عشوائي.
2 - عند عدم فتح الرابط, قم بكتابة اسم الجمعية في GOOGLE وستظهر لك.
بالتوفيق
الجمعية الجغرافية السعودية ( http://www.saudigs.org/)
الجمعية التاريخية السعودية ( http://www.saudihistoricalsociety.org/)
الجمعية السعودية لعلوم الارض ( http://www.geoscience.org.sa/)
جمعية الظهران لعلوم الأرض ( http://www.dgsonline.org/)
الجمعية السعودية لعلوم العمران ( http://www.umran.org.sa/)
الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية ( http://www.gesten.org.sa/)
الجمعية السعودية الخيرية للتوحد ( http://saudiautism.com/)
الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد ( http://www.ssdds.org/)
جمعية المكتبات والمعلومات السعودية ( http://www.slia.org.sa/)
الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان ( http://www.cancersociety.org.sa/ar/)
الجمعية السعودية للغذاء والتغذية ( http://www.ssfn.org.sa/iportal/)
الجمعية السعودية للعلوم المالية والبنكية ( http://www.sfba.org.sa/)
الجمعية السعودية لطب العيون ( http://213.230.15.195/sosnew/)
الجمعية السعودية لعلوم الأعصاب ( http://saudineuronsciencessociety.org/)
الجمعية السعودية للدراسات الدعوية ( http://www.imamu.edu.sa/main/saudiscientific/dawastud/Pages/default.aspx)
الجمعية السعودية لتطوير ونقل التقنية ( http://www.sstdt.org.sa/index.html)
الجمعية السعودية للإدارة ( http://www.sma.org.sa/home/)
الجمعية السعودية للتعليم عن بعد ( http://www.kau.edu.sa/Default.aspx?Site_ID=214001&Lng=AR)
الجمعية السعودية للإعاقة السمعية (سمعية) ( http://www.saudi-hi.com/?54)
الجمعية السعودية للخط العربي ( http://www.goldenletter.net/)
الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية ( http://www.ssss2008.org/)
الجمعية الخيرية لمتلازمة داون (دسكا) ( http://www.dsca.org.sa/)
جمعية الأطفال المعوقين ( http://www.dca.org.sa/Default.aspx)
الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين ( http://www.antismoke.org/)
الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي ( http://www.spta.org.sa/indexAR.asp)
الجمعية السعودية لعلوم الحياة ( http://www.saudibiosoc.com/)
جمعية الاقتصاد السعودية ( http://www.sea.org.sa/index.php)
الجمعية الكيميائية السعودية ( http://www.schems.org.sa/)
جمعية الحاسبات السعودية ( http://www.computer.org.sa/)
الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكلى ( http://www.ssn-sa.com/arabic/default_ar.asp)
الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة ( http://www.aqeeda.org.sa/)
الجمعية السعودية الإلكترونية للفيزيائيين ( http://www.makphys.com/vb3/index.php)
الجمعية السعودية للطب النفسي ( http://www.saudipsych.com/)
الجمعية السعودية للعمل ( http://www.saudi-workers.org/)
الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية ( http://www.ssmmid.org/)
الجمعية العلمية السعودية للغات و الترجمة ( http://www.saolt.net/index.php?pagess=home)
الجمعية السعودية للسنة وعلومها ( http://www.sunnah.org.sa/)
الجمعية السعودية للعلوم الإحصائية ( http://www.sass.org.sa/)
الجمعية السعودية لجراحة العظام ( http://www.soassn.org/)
الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات ( http://www.sts.org.sa/)
الجمعية العلمية السعودية للتدريب وتطوير الموارد البشرية ( http://www.sat.org.sa/)(/)
ما هو " الفِكر "؟
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 10:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال هذا كان يعتلج في خاطري مذ درسنا مادة المناهج الفكرية، ولست في منأى عن فهم المقصود عمليًا؛ إذ أني أستطيع التفرقة بين ما هو فكري وغيره؛ إلا أني بحاجة لمزيد من الكتابة النظرية التي تجلي الفكر بشكل أعمق.
وقد وقفتُ على كلام لـ أ. د.عبد الكريم بكار؛ سأضيفه بإذن الله في رد قادم.
والمطلوب - للتوضيح أكثر - هو رحلة في اشتقاق هذه الكلمة، وتطور استعمالها، وعلى ماذا تطبق في هذا الواقع المعاصر؟ إلى ما سيجر الكلام إليه نتيجة لذلك.
وفي الذكرى بقية.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 09:53]ـ
يقول الدكتور عبد الكريم بكار: "إن الفكر عبارة عن مفاهيم و رؤى ومنهجيات يمتلكها ويبدعها المفكر، ويجعل منها وحدة متماسكة، وهو من خلال تلك الوحدة يرى العالم ويفسر أحداثه، ويكشف التداعيات المنطقية للأشياء، كما أنه من خلالها يطرح الحلول، ويحكم على الطروحات المنافسة والمغايرة، والعمل الجوهري للمفكر هو صناعة المفاهيم ... الخ " من كتاب: هي هكذا (7،6) .. وهكذا مضى حديثه في وصف المفكر وعرض وظيفته.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:30]ـ
له مقال اسمه بين المفكر والمختص
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 12:38]ـ
أين أجده - رعاك الله -؟
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 12:47]ـ
تم القبض على المقال - بحمد الله -، وهو هنا على هذا الرابط:
http://www.drbakkar.com/art_details.php?recordID=243
وهنا مقال نشر في مجلة البيان بعنوان: الفكر طبيعته وأهميته:
http://www.drbakkar.com/art_details.php?recordID=256(/)
ان تكونوا تألمون فأنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 11:15]ـ
المقاومة تكبد الاحتلال 256 قتيلاً و1327 جريحاً
رسالة الإسلام ـ وكالات
الاثنين 22 محرم 1430 الموافق 19 يناير 2009
أكدت المقاومة الفلسطينية أنها قتلت ما لا يقل عن 256 إسرائيلياً خلال الأيام الـ 22 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في 27 ديسمبر الماضي.
وكشفت فصائل المقاومة في بيانات عسكرية صادرة، وفقا لموقع قناة العالم الإخبارية، أنها تمكنت من قتل 203 جنود إسرائيليين و53 مستوطناً وجرح 1327 آخرين إضافة إلى عدد غير محدد من القتلى والجرحى والخسائر العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحسب تلك البيانات فقد شنت فصائل المقاومة الفلسطينية - كتائب الشهيد عز الدين القسام التابعة لـ (حماس (وكتائب شهداء الأقصى (فتح) وسرايا القدس (الجهاد الإسلامي) وألوية الناصر صلاح الدين (لجان المقاومة الشعبية) إضافة إلى كتائب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة (الشهيد أحمد أبو الريش) و (الشهيد أبو علي مصطفى) و (الشهيد جهاد جبريل) - 191 عملية نوعية ضد العدو الإسرائيلي خلال هذه الفترة.
وقالت المقاومة إنها قتلت 256 إسرائيلياً وأصابت 328 آخرين في 40 عملية، أما باقي العمليات (151 الباقية) فلم يحدد فيها عدد القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي وفي صفوف المستوطنين لصعوبة إحصاء ذلك، خاصة أن العمليات تلك نفذت في الأراضي الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس تعتيماً إعلامياً شديداً على خسائره.
وبينت كتائب الشهيد عز الدين القسام في إحصائية لـ 22 يوماً من الحرب والمقاومة أنها أطلقت (194 صاروخ غراد، 312 صاروخ قسام، 373 قذيفة هاون، 69 عبوة تفجيرية، 5 صواريخ تاندوم، صاروخين عيار 107، قذيفة بي ـ 29، قذيفتي ياسين، 55 قذيفة آر بي جي) وتمكنت من (قنص 52 جندياً إسرائيلياً، قتل 49 مستوطناً، إصابة 247 مستوطناً، قتل 125 جندياً إسرائيلياً، إصابة 110 جنود، إسقاط طائرتي أباتشي، إسقاط طائرة استطلاع.
أما سرايا القدس فقد أعلنت أنها قتلت 18 جندياً إسرائيلياً وأصابت 15 آخرين بجروح في20 عملية نفذتها في غزة، إضافة إلى عدد غير محدد من العمليات التي قتلت وجرحت فيها جنوداً ومستوطنين في الأراضي المحتلة.
وأما ألوية الناصر صلاح الدين أنها قتلت 4 جنود إسرائيليين وجرحت 13 آخرين، وألحقت خسائر كبيرة بقوات الاحتلال وآلياته الحربية في 51 عملية نفذها مجاهدو المقاومة.
وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة في بياناتها أنها قتلت 39 جندياً إسرائيلياً وجرحت 5 آخرين في 19 عملية نفذتها داخل مدينة غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بدء العدوان.
كتائب الشهيد أحمد أبو الريش هي الأخرى أكدت أنها نفذت عدة عمليات قتلت فيها 7 جنود إسرائيليين وجرحت ما يزيد على 17 خلال الفترة التي شنت فيها قوات الاحتلال اعتداءاتها على قطاع غزة، وأضافت أنها أطلقت العديد من صواريخ المقاومة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، دون التمكن من معرفة الخسائر التي لحقت بالعدو.
بدورها، ذكرت كتائب الشهيد جهاد جبريل أنها تمكنت من القيام بعدة عمليات في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة قتلت وأصابت فيها عدداً كبيراً من جنود الاحتلال خلال التوغل والعدوان العسكري على مناطق القطاع.
ويفرض الاحتلال الإسرائيلي تعتيماً إعلامياً مشدداً على خسائره في الأرواح والمعدات حفاظاً على معنويات جنوده، خاصة بعد أن برزت العديد من المواقف الرافضة للمشاركة في الحرب في صفوف الجيش.
ويقول الصحفي والخبير الإسرائيلي في الشؤون العسكرية آفي فاكسمان في مقالة له نشرتها صحيفة معاريف العبرية مؤخراً "إن إعلام إسرائيل لا يريد أن يعترف بعدد القتلى والجرحى في صفوف القوات حتى لا يعطي للمقاومين معنويات عالية وحتى لا يخسر جيشه المهزوم معنوياته".
ويضيف فاكسمان: "إسرائيل لم تعلن حتى الآن إلا عن مقتل 10 جنود، ولن تعلن أكثر من ذلك حتى لو وصل العدد إلى مئة، لأن هناك قراراً حكومياً بمنع زيادة عدد القتلى على عشرة".
من جانبها قالت مصادر إسرائيلية إن هناك تقنية تستخدمها وسائل الإعلام في كيان الاحتلال وهي الكذب والنفي والتضليل، وإن عشرات الجثث لجنود الاحتلال لا تزال محتجزة في مستشفى سوروكا وفي برادات لمراكز طبية عسكرية أخرى وعشرات الجرحى ماتوا في المستشفيات بعد أن صارعوا الموت بمساعدة الأطباء ولكن إصابتهم كانت قوية وقاتلة.
إلا أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) اعترف بأن نحو 565 صاروخاً و200 قذيفة هاون أطلقت على المستوطنات الإسرائيلية وجنوب فلسطين المحتلة خلال أيام العدوان، إضافة إلى عدد غير محدد من الصواريخ التي سقطت على المستوطنات في الأيام القليلة الماضية قبل وقف إطلاق النار الذي أعلن في قطاع غزة.
وقالت الإحصائية إن 10% من الصواريخ كانت بعيدةَ المدى وصنفت أنها صواريخ غراد، وإن 1272 إسرائيلياً أصيبوا بجراحٍ من جرَّاء سقوط الصواريخ منذ بداية الحرب.
وقد أعلن الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت في اليوم الـ 23 للعدوان وقفاً أحادي الجانب لإطلاق النار، للحد من خسائره التي تكبدها بعد أن فشل في تحقيق أهدافه من وراء هذا العدوان، خاصة وقد بدأت الخلافات تتزايد بين القادة الإسرائيليين بشأن مواصلة الحرب من عدمها في ظل التكاليف الباهظة لها.
وفي المقابل أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية بعد يوم واحد، وقفاً فورياً لإطلاق النار من جانبها وأمهلت الاحتلال أسبوعاً واحداً للانسحاب من القطاع وفتح جميع المعابر والممرات ورفع الحصار بش?ل ?امل، وإلا فإن خيار تصعيد المقاومة في وجه الاحتلال سيبقى متاحاً.
المصدر:
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=122&aid=6875(/)
القائد ابو عبيدة: بيان ومؤتمر صحفي لكتائب القسام بعد معركة الفرقان
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 11:27]ـ
الجزء الاول:
http://v8.cache.googlevideo.com/videoplayback?id=db229dcfbc174 e7e&itag=34&ip=85.69.232.214®ion=0&signature=A37D809A06F2E1964954 746B41AA4B858A6010B0.D1A9438C5 F2A5A1371896F91B9EACC0EAC8E163 4&sver=2&expire=1232461299&key=yt1&ipbits=0
الجزء الثاني:
http://v4.cache.googlevideo.com/videoplayback?id=70f0fa7de94f2 52f&itag=34&ip=85.69.232.214®ion=0&signature=CB23AFEDF099E1502A19 8F8E23BB3ECC72F6D3FB.89AFF2F54 F0A662FEC4A8D44E69FFF5C06A963F F&sver=2&expire=1232461489&key=yt1&ipbits=0
الجزء الثالث:
http://v9.cache.googlevideo.com/videoplayback?id=ccb63afcf086e 8ed&itag=34&ip=85.69.232.214®ion=0&signature=447AE332D048E64A818B F550341F3557F2EED75C.BB0AC7863 F4C47704868BFD7C5EE8C4D87D6D9E 4&sver=2&expire=1232461535&key=yt1&ipbits=0
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 03:19]ـ
بالفعل انت رائع\
انا استمعت اليه حتي النهاية
وهو بالفعل يستحق السماع
بارك الله فيك
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:55]ـ
و فيك بارك الله(/)
هكذا يصنع الرجال الانتصار
ـ[شبل القرآن]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 11:52]ـ
بعد مرور أكثر من عشرين يوما على العدوان الصهيوني الظالم على قطاع غزة ها هي الجيوش الاسرائيلية المدججة بأحدث أنواع الأسلحة تخرج من أرض المعركة وهي تجر معها أذيال الخيبة والهزيمة التي ألحقتها بهم عزيمة وإرادة المجاهدين الصابرين الذين واجهوا العدو الصهيوني بكل بسالة وشجاعة ولم ترهبهم آلة الدمار الصهيوني بل ازدادوا قوة إلى قوتهم وإصرارا على إصرارهم.
قبل يومين خرج علينا مجرم الحرب الجزار أولمرت الإرهابي عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين في خطاب مشؤوم أراد من خلاله أن يخدع شعبه الذي مارس عليه تعتيما إعلاميا رهيبا فقام بتزييف الحقائق الميدانية وزعم أن الجيش الاسرائيلي حقق جميع الأهداف التي من أجلها شن الحرب على غزة واستمر في وقاحته وكذبه زاعما بأنه وجه ضربة قاسية للمقاومة الاسلامية حماس ... إلى آخر ترهاته وأكاذيبه!!
أي أهداف هذه التي يتحدث عنها هذا المجرم مصاص الدماء؟! إن كانت أهدافه قتل أكبر عدد من النساء والأطفال والمدنيين العزل بكل وحشية وبرودة دم، فأقول: نعم هذه الأهداف قد تحققت وبامتياز!!
إن كانت أهدافه تدمير البنية التحتية وهدم المنازل على رؤوس أصحابها وتخريب المساجد والمستشفيات والجامعات والمدارس وتغيير ملامح القطاع، فأقول أيضا: نعم هذه الأهداف قد تحققت أيضا وبامتياز!!
إن الأهداف التي من أجلها شن العدوان الصهيوني الحرب على قطاع غزة لم يتحقق هدف واحد منها، ونتائج الحرب تقاس بمدى تحقيق الأهداف لا بحجم الخسائر.
فالمقاومة مازالت بخير ورجالاتها وقادتها مازالوا بألف خير وترسانتها الصاروخية لم تتأثر بالحرب ويدل على ذلك أن كتائب القسام أطلقت صاروخا على إسرائيل في الوقت الذي كان المجرم أولمرت يتحدث في خطابه عن وقف إطلاق النار!!
أليست أهداف إسرائيل الحربية هي القضاء على حركة حماس وعلى قادتها وعلى ترسانتها الصاروخية؟!
أليست أهداف إسرائيل الحربية هي كسر إرادة المقاومة وكسر عزيمتهم؟!
أليست أهداف إسرائيل الحربية هي إنهاء السيطرة الحماسية على قطاع غزة وإعادة سلطة محمود عباس إليها؟!
أليست أهداف إسرائيل الحربية هي تأليب الشارع الغزي ضد حركة المقاومة حماس؟!
بربكم أليست هذه هي أهداف إسرائيل التي من أجلها شنت الحرب على قطاع غزة؟ فأي هدف منها تحقق على الأرض؟
لا شيء!!
يبدو أن الانتصار الوحيد الذي حققته إسرائيل في حربها على غزة هو تلك الاتفاقية الأمنية التي وقعتها مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي من نتائجها التنسيق بين كافة الأطراف المتحالفة مع إسرائيل لسد كل الطرق والسبل التي تتغذى منها المقاومة بالأسلحة!!
وهذا الاتفاق بإذن الله لن يجدي نفعا ولن يكسر من إرادة المقاومة لأن للبيت ربا يحميه.
أقول في الأخير: إن المتتبع لمجريات هذه الحرب الظالمة على مدى هذه الأيام الثلاث والعشرين سيخرج بنتيجة واحدة ووحيدة ألا وهي: انتصار المقاومة وفشل العدو الصهيوني في تحقيق أهدافه المعلنة مما يعني هزيمته واندحاره.
ولذلك تجدني لا أتردد لأزف بشائر النصر لكل المقاومين والمجاهدين الذين ضربوا أروع الأمثلة في البطولة والشجاعة والاستبسال، كما أهنئهم على هذا النصر المظفر وعلى هذا الفتح المبين وأهنئ بذلك جميع الشعوب الاسلامية والعربية سائلا الله تبارك وتعالى أن يرحم الشهداء ويثبت الأحياء وأن يرفع راية الاسلام خفاقة في كل مكان والحمد لله رب العالمين.(/)
غزة وحدت العرب والمسلمين
ـ[شبل القرآن]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 11:58]ـ
غزة وحدت العرب والمسلمين
الظاهر أن العرب والمسلمين لم يستفيقوا من غفلتهم وسباتهم حتى وقع الفأس على الرأس وذاقوا مرارة العدوان الصهيوني المدمر.
وهذا بدا واضحا وظاهرا من خلال قمة الكويت اليوم عندما تصالحت بعض الدول العربية مع بعضها البعض وأعني بذلك دول مصر والسعودية وسوريا وقطر.
وهذه المصالحة وإن كانت ضرورية جدا في الوقت الراهن إلا أنه يُعاب عليها أنها جاءت متأخرة وربما بعد فوات الأوان!!
فلو أن العرب كانوا قوة موحدة واجتمعوا في أول يوم من العدوان واتفقوا على مقاطعة العدو الصهيوني وحلفائه في جميع المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها لما وصل عدد الشهداء والجرحى إلى هذا الرقم المخيف والمروع ولتوقف العدوان في أول يوم لأن العرب يملكون سلاحا اقتصاديا قويا يتمثل في سلاح النفط والغاز وسلاح الودائع المالية في البنوك الأمريكية.
ولكن مع هذه التحولات السياسية المتسارعة نأمل أن يكون العرب قد أخذوا الدرس والعبرة من هذه الحرب على غزة وأن تدوم وحدتهم وتقوى شوكتهم ليرهبوا بها عدوهم.
ـ[محمود الصيادي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 12:07]ـ
بارك الله بك أيها الشبل
لكن تصالحوا واتفقوا على ايش؟!
فلو أن العرب كانوا قوة موحدة واجتمعوا في أول يوم من العدوان واتفقوا على مقاطعة العدو الصهيوني وحلفائه في جميع المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها لما وصل عدد الشهداء والجرحى إلى هذا الرقم المخيف والمروع ولتوقف العدوان في أول يوم لأن العرب يملكون سلاحا اقتصاديا قويا يتمثل في سلاح النفط والغاز وسلاح الودائع المالية في البنوك الأمريكية.
والآن بعدما تصالحوا واتفقوا يكون السؤال لك
إذا اعادوا الكرة -اليهود- وهجموا على غزة هل سيمدون العرب والمسلمين غزة بالسلاح والعتاد و يمنعون أن يصل عدد الشهداء إلى هذا العدد المخيف؟!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 06:03]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24660
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 06:08]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24660
كيف؟!!!!!
ـ[شبل القرآن]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:03]ـ
بارك الله بك أيها الشبل
لكن تصالحوا واتفقوا على ايش؟!
والآن بعدما تصالحوا واتفقوا يكون السؤال لك
إذا اعادوا الكرة -اليهود- وهجموا على غزة هل سيمدون العرب والمسلمين غزة بالسلاح والعتاد و يمنعون أن يصل عدد الشهداء إلى هذا العدد المخيف؟!!
شكر الله لك مرورك الكريم أخي الصيادي.
أما فيما يتعلق بسؤالك الأول فهم ذكروا أنهم تصالحوا لكن لم يذكروا لنا بنود الصلح، وعلى كل حال نرجو أن يتصالحوا على دعم الجهاد والمجاهدين في فلسطين وأن يوقفوا هذه المبادرة العربية الهزيلة للسلام والتي أعلنوا عنها في قمة بيروت سنة 2002 م وأن تتحد كلمتهم في خدمة قضايا الأمة الاسلامية والعربية.
وأما فيما يتعلق بسؤالك الثاني فجوابي هو قوله تعالى:قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيبَ إلا الله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 05:48]ـ
كيف؟!!!!!
أي أننا لو أدركنا بالنظر البعيد المدى " الاستراتيجي " أننا كأمة في مثل حال غزة من الحصار و تكالب الأمم ... و ... لتوحدنا من قديم .. ؟! إن لم يكن على مستى الدول فعلى الأقل على مستوى الخطاب الدعوي الذي يحفظ الأجيال من التشرذم و التراشق و الفتن ما ظهر منها و ما ..... بطن؟!؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 10:01]ـ
أي أننا لو أدركنا بالنظر البعيد المدى " الاستراتيجي " أننا كأمة في مثل حال غزة من الحصار و تكالب الأمم ... و ... لتوحدنا من قديم .. ؟! إن لم يكن على مستى الدول فعلى الأقل على مستوى الخطاب الدعوي الذي يحفظ الأجيال من التشرذم و التراشق و الفتن ما ظهر منها و ما ..... بطن؟!؟
لكن المشكلة غير متعلقة بدرجة (الادراك) بقدر ما هي متعلقة بكيفية هذا التوحد من حيث المنطلقات والغايات .. توحدا حقيقيا على حقائق هذا الدين .. هذه الحقائق التي أخذت نصيبها من ضعف الإدراك وإنحراف التصور وعليه وإن كنت أوافقك على الأهمية التي تكتسيها عملية مراجعة الخطاب الدعوى إلى درجة أكثر اعتدالا و أوسع آفاقا اذ هي الوسيلة الوحيدة -على حد تصوري- القادرة على معالجة الشحن الطائفي والتعبئة الحزبية والمساهمة في تنقية الأجواء الفكرية لبناء حوار جاد إلا أني أخالفك في جعلك لضعف ادراك (الحال) هو سر عدم تحقيق الوحدة اذ السر هو اختلافنا في ماهية هذه الوحدة وكيفيات تحقيقها .. فما رأيك؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:30]ـ
وإن كنت أوافقك على الأهمية التي تكتسيها عملية مراجعة الخطاب الدعوى إلى درجة أكثر اعتدالا و أوسع آفاقا اذ هي الوسيلة الوحيدة -على حد تصوري- القادرة على معالجة الشحن الطائفي والتعبئة الحزبية والمساهمة في تنقية الأجواء الفكرية لبناء حوار جاد
قليل منك يكفيني ......... و لكن قليلك لا يقال له قلبل!
نعم يا سيدي: فهذا القدر من الوعي و الاستعداد و التشخيص كفيل بنفسه لفرز البقية ... ؟! و البقية على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه!؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 11:03]ـ
اخي شبل,
قلت بارك الله فيك: (فلو أن العرب كانوا قوة موحدة واجتمعوا)!
المقولة الصحيحة: (فلو أن المسلمين كانوا قوة موحدة واجتمعوا).
# لان العرب فيهم المسلم والكافر!
#وتوحيد العرب من شعارات القومية العربية وغيرهم!
# فالمسلم يجب عليه ان يوحد الناس على كلمة التوحيد.
وجزاك الله خيرا.
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 11:42]ـ
أي أننا لو أدركنا بالنظر البعيد المدى " الاستراتيجي " أننا كأمة في مثل حال غزة من الحصار و تكالب الأمم ... و ... لتوحدنا من قديم .. ؟! إن لم يكن على مستى الدول فعلى الأقل على مستوى الخطاب الدعوي الذي يحفظ الأجيال من التشرذم و التراشق و الفتن ما ظهر منها و ما ..... بطن؟!؟
بل حتى على مستوى الاتحاد مع ناطوري كارتا اليهودية اقتداء باتحاد رسول الله صلى الله عليه و سلم مع يهود المدينة!!
ألا يكفي التكلم في مسائل الأمة الكبار بالعصبية لغير الله و دينه و رسوله .. !!؟ صلى الله عليه و سلم ..
و بالجهل بأبسط المباديء الشرعية الفقهية!!؟؟
فقط لنغذي جهلنا القديم و سلطان عصبياتنا الكريم!!؟؟!!
أما من موقظ؟؟ أتريدون أن يكون الموقظ هتك ستر أو هدير طائرات أو دمار بيوت فوق أصحابها أو انفجار دماء أو تناثر أشلاء؟؟!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 11:57]ـ
كل اجتماع واتفاق خارج مظلة الإسلام الصحيح "كتاب وسنة بفهم سلف الأمة" فليس إلا وهم لا حقيقة له!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 01:21]ـ
هدئ من روعك يا خلوصي! لماذا هذه الشنشنة؟!
# (ألا يكفي التكلم في مسائل الأمة الكبار بالعصبية لغير الله و دينه و رسوله .. !!؟ صلى الله عليه و سلم ..
و بالجهل بأبسط المباديء الشرعية الفقهية!!؟؟
فقط لنغذي جهلنا القديم و سلطان عصبياتنا الكريم!!؟؟!!
أما من موقظ؟؟).
# لو تدبرت كلامك, لوجدته ردا عليك!
### السباب حذفه المشرف لقلَّة أدب ألفاظ كاتبه ونحذر العضو مستقبلًا من مثل هذه الإساءة والألفاظ التي يترفع عنها طويلب العلم فضلًا عن غيره ###
لماذا كلما تكلم اهل الباطل بكلام فيه نوع من الحق كان وبال عليهم؟!
#هل تريد امثلة على ذلك من كلامك؟!
الظاهر اني ساجعل موضوع صور من انحرافات الصوفية في باب الحب في صلب موضوعك "المجلس الشرعي"!! من باب الفائدة طبعا!
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 05:31]ـ
بل حتى على مستوى الاتحاد مع ناطوري كارتا اليهودية اقتداء باتحاد رسول الله صلى الله عليه و سلم مع يهود المدينة!!
يا لطيف يا رب:
ارحم ضعف إخواننا فقد أوشكوا على الفتنة في دينهم عصبية لأفهامهم!؟!(/)
رسالة إلى كل صهيوني
ـ[شبل القرآن]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 12:01]ـ
رسالة إلى كل صهيوني:
لقد برهنتم لنا على وحشيتكم وعلى عدم إنسانيتكم وعلى حرصكم على حياتكم على حساب حياة كل البشر، ونحن سنعمل ما بوسعنا على أن نحول حياتكم إلى جحيم لا يطاق في الدنيا قبل جحيم الآخرة.
??? ?????? ?? ??????, ?? ????? ??? ?? ????? ??? ???? ??????? ?? ????? ?? ????? ????? ?? ?? ??? ????, ??? ???? ??? ??? ????? ?? ????? ???? ?????? ?????? ?? ??? ????? ??? ?? ???? ?? ????
You have shown to us your monstrous, inhumane and your attention that you attach to your life at the expense of the lives of all human beings, we will do everything to make your life unbearable hell in the life of this world before that of beyond
Vous nous avez démontré votre monstruosité, votre inhumanisme et l'attention que vous attachez à votre vie au détriment de la vie de tous les êtres humains, nous ferons tout pour transformer votre vie en enfer insupportable dans la vie d'ici bas avant celui de l'au-delà(/)
رسالة إلى كل صهيوني
ـ[شبل القرآن]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 12:03]ـ
رسالة إلى كل صهيوني:
لقد برهنتم لنا على وحشيتكم وعلى عدم إنسانيتكم وعلى حرصكم على حياتكم على حساب حياة كل البشر، ونحن سنعمل ما بوسعنا على أن نحول حياتكم إلى جحيم لا يطاق في الدنيا قبل جحيم الآخرة.
??? ?????? ?? ??????, ?? ????? ??? ?? ????? ??? ???? ??????? ?? ????? ?? ????? ????? ?? ?? ??? ????, ??? ???? ??? ??? ????? ?? ????? ???? ?????? ?????? ?? ??? ????? ??? ?? ???? ?? ????
You have shown to us your monstrous, inhumane and your attention that you attach to your life at the expense of the lives of all human beings, we will do everything to make your life unbearable hell in the life of this world before that of beyond
Vous nous avez démontré votre monstruosité, votre inhumanisme et l'attention que vous attachez à votre vie au détriment de la vie de tous les êtres humains, nous ferons tout pour transformer votre vie en enfer insupportable dans la vie d'ici bas avant celui de l'au-delà(/)
حلقة ساعة حوار: حقيقة الإنتصار للشيخ ناصر العمر تثلج الصدور
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 02:36]ـ
حلقة ساعة حوار: حقيقة الإنتصار للشيخ ناصر العمر تثلج الصدور
http://www.way2jana.com/s/playmaq-1148-0.html
رابط مباشر:
http://www.way2jana.com/s/download-1148-0.html
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:52]ـ
جزاك الله خيرا(/)
قبل أن تطالبوهم بالجهاد انظروا كلام ابن تيمية وقرروا في اي الفريقين هم؟؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 02:56]ـ
غن حب الله ودينه أمر متقرر في النفوس المؤمنة ثابت، ونصرة دينه وعباده المؤمنين من لوازم ذلك، فلا يصح الإيمان لمن لا يريد ذلك ولا يطلبه، بل من لم يحدث نفسه بالجهاد ففي إيمانه شك -نسأل الله العافية-، وفي هذه الأيام ومع محنة غزة التي أرقت العيون وأحزنت قلوب أهل الإيمان، خرج من أهل الإيمان من ينادي بالجهاد ويلقي باللائمة على حكومات الدول العربية والإسلامية لخذلانهم مسلمي غزة، ولعمري إنه لا يشك مؤمن في تعين جهاد الدفع على المسلمين في هذه المحنة، متى توفرت شروط الجهاد المتفق عليها بين أهل العلم والمستنبطة من نصوص وقواعد الشرع الحكيم،
لكن الذي فات كثير منهم حال غالب هذه الحكومات!!
وهل هي مؤهلة اصلا للجهاد؟؟
أم أنها مما ينبغي أن تُجاهد لإخلالها بكثير من شرائع الإسلام؟؟
انظروا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ثم قرروا من أي الطائفتين حكومات هذه الدول التي نلومها لعدم قيامها بواجب جهاد الدفع،
مع أنها تخل بالقيام بما هو أعظم منه من شرائع الإسلام!!!
يقول رحمه الله:
((كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها بإتفاق أئمة المسلمين .. وإن تكلمت بالشهادتين فإذا أقروا بالشهادتين وإمتنعوا عن الصلوات الخمس وجب قتالهم حتى يصلوا وإن امتنعوا عن الزكاة وجب قتالهم حتى يؤدوا الزكاة وكذلك إن إمتنعوا عن صيام شهر رمضان أو حج البيت العتيق وكذلك أن إمتنعوا عن تحريم الفواحش أو الزنى أو الميسر أو الخمر أو غير ذلك من محرمات الشريعة وكذلك إن إمتنعوا عن الحكم فى الدماء والأموال والأعراض والإبضاع ونحوها بحكم الكتاب والسنة وكذلك إن إمتنعوا عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وجهاد الكفار إلى أن يسلموا ويؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون وكذلك إن أظهروا البدع المخالفة للكتاب والسنة وإتباع سلف الأمة وأئمتها مثل أن يظهروا الألحاد فى أسماء الله وآياته أو التكذيب بأسماء الله وصفاته أو التكذيب بقدره وقضائه أو التكذيب بما كان عليه جماعة المسلمين على عهد الخلفاء الراشدين أو الطعن فى السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين إتبعوهم بإحسان أو مقاتلة المسلمين حتى يدخلوا فى طاعتهم التى توجب الخروج عن شريعة الإسلام وأمثال هذه الأمور
قال الله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله))
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج28/ص511
بالطبع ليست كل الدول داخلة كلام ابن تيمية، ولكن غالبها، والواقع المر لها يشهد بذلك.
انتظر مشاركتكم وتوجيهكم .. بارك الله في الجميع.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 03:10]ـ
اقرئي كلام ابن تيمية كله ..
ولا تكوني معول هدم دون شعور منك
اقرئي كلامه في الجهاد ..
ولا تعارض بين الأمر بإقامة أي شعيرة والأمر بالأخرى
وتذكري أن الذين طالبوا بالجهاد ليسوا أطفالا
بل علماء .. وهم كثر .. ومطلبهم هو واجب الوقت
وأنصحك يا أخية بعدم اقتحام هذه المضايق
دون استيعاب للأمور
ولو هجم جاركم المسلم على بيتكم
فجاء أخوك ليدافع عنكم .. فلا تقولي له:
قف! لحظة ..
أنت تزني .. إذن لا تدافع عنا ..
أرجوك .. تريثي .. فموضوعك إزراء بالعلماء
ومنهم الشيخ المحدث عبدالله السعد
وناصر العمر .. ألم تقرئي البيانات؟
هل هؤلاء مراهقون .. يكتبون بلا فقه؟
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 03:17]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 03:20]ـ
اقرئي كلام ابن تيمية كله ..
ولا تكوني معول هدم دون شعور منك
اقرئي كلامه في الجهاد ..
ولا تعارض بين الأمر بإقامة أي شعيرة والأمر بالأخرى
وتذكري أن الذين طالبوا بالجهاد ليسوا أطفالا
بل علماء .. وهم كثر .. ومطلبهم هو واجب الوقت
وأنصحك يا أخية بعدم اقتحام هذه المضايق
دون استيعاب للأمور
ولو هجم جاركم المسلم على بيتكم
فجاء أخوك ليدافع عنكم .. فلا تقولي له:
قف! لحظة ..
أنت تزني .. إذن لا تدافع عنا ..
أرجوك .. تريثي .. فموضوعك إزراء بالعلماء
ومنهم الشيخ المحدث عبدالله السعد
وناصر العمر .. ألم تقرئي البيانات؟
هل هؤلاء مراهقون .. يكتبون بلا فقه؟
على رسلك يا أخي .. فما هكذا تورد الابل!!
هات كلام ابن تيمية في الجهاد .. وسأكون لك شاكرة، نحن هنا للاستفادة .. يستفيد المبتدئ مثلي ممن له باع في الطلب مثلك، ووالله لست إلا مستفيدة منك ومن غيرك .. هداك الله للحق والرفق بإخوانك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 03:35]ـ
أخوك امرؤ مغموم مهموم ..
فاتقي الله في المجاهدين
كفى أرجوك!
أستحلفك بالذي خلق لك يدا تكتبين بها ..
وخلق لك عقلا تفكرين به
لن أجلب لك كلامه .. لأن خبرتي السابقة
لم تجد نفعا .. بل لم نستفد سوى قيل وقالوا!
أرجوك .. !
ولو أنك ممن ينتفع بالبيان لكفاك بيان من البيانات
التي سطرها علماء أنت تقولين إنك تجلينهم
مع اعترافك بأنك مبتدئة
هلا كتبت في نصرة المجاهدين
هلا كتبت في تحقيق التوحيد
هلا كتبت في عدم الإخلاد للأرض
هلا كتبت في الرد على المخذلين
هلا كتبت في سيرة الأبطال كابن المبارك
وسفيان الثوري ..
بدل هذا؟
هلا كتبت في جهاد ابن تيمية وكيف جيّش الجيوش ضد التتر العتاة
الذين لم تقف أمة من الأمم بوجههم .. ؟
فكان جهادهم سببا في صلاح حال الأمة .. وتوحد مصر والشام
هلا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 03:58]ـ
الأخ الكريم إبن تيمة عالم من علماء هذه الأمة وشيخ الإسلام نحن نعترف له بذلك ونعطيه حقه هو وغيره من العلماء سواءا كانوا قدامى أم معاصرين ولكن إبن تيمة بشر و ليس معصوما
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 04:03]ـ
وما علاقة كونه بشرا بما نحن فيه ..
أختنا تظن أن قوله يعني عدم المناداة بالجهاد
فبينت لها غلط هذا الفهم
بل هو غرة في جبين الدهر في هذا الصدد خاصة
فكيف يتهم المقدام بن معد كرب بالجبن مثلا؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 04:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخت الاسلام .. وان كنت اوافقك على ما ذهبت إليه ((تلميحا)) من اعتبار الامة الآن غير مؤهلة للنصر* وأن أسباب الهزيمة تنخر في جسمها العليل نخرا وتفتق جراحه كأشد ما يكون عليه الفتق الا اني استسمحك في تقرير أن تنزيل فهمك على الواقع خطير جدا .. جدا .. إذ مؤداه وجوب قتال الحكومات الغير محكمة للشريعة قبل قتال اليهود الغاصبين وهو فهم خاطئ لكلام شيخ الاسلام اذ الحديث عن احكام الطائفة الممتنعة شئ والحديث عن احكام الولاية وشروط الخروج شئ آخر .. وعليه أرجوا أن تراعي أختي الفرق بين المناطين وشكرا
.............................. .............
*-أعني به النصر الظاهر الذي تكسر فيه شوكة الأعداء وتذل به رقابهم حتى يطأها المجاهدون بخيولهم ويجوسون خلال الديار مع التأكيد على أن ما حدث لإخواننا في حماس هو نوع من أنواع النصر والتي منها الشهادة في سبيل الله وللمعترض في قصة ((الغلام)) ............. آية
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 04:47]ـ
وجهة نظري أن توكل مثل هذه الأمور للعلماء؛ الذين يرد الأمر إليهم عند المدلهمات، وهم - بنظري - الذين يسبرون الأحوال، ولديهم آلة تنزيل النصوص على الواقع.
مع أن لدي شيء من الكلام حول الموضوع الأصل؛ لكن الخبز يعطى الخباز.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 04:54]ـ
وجهة نظري أن توكل مثل هذه الأمور للعلماء؛ الذين يرد الأمر إليهم عند المدلهمات، وهم - بنظري - الذين يسبرون الأحوال، ولديهم آلة تنزيل النصوص على الواقع.
مع أن لدي شيء من الكلام حول الموضوع الأصل؛ لكن الخبز يعطى الخباز.
جزيت خيرا ..
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 07:21]ـ
اخوة الايمان و التوحيد:
ما خلى جيش بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم من الفساق [اهل المعاصي]
الحديث في البخاري ومسلم فهو صحيح بلا شك، ولفظه: " إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " انظر البخاري (رقم 3062)، ومسلم (رقم 111)، ومعنى الحديث يببينه ما ورد في سببه، وهو أن رجلاً ممن قاتل مع المسلمين في إحدى المعارك لما أصيب قام وقتل نفسه، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك، فمعناه أن الله – عز وجل – قد يجعل من أفعال بعض الناس سبباً لنصرة هذا الدين وإن لم يكن قصد ذلك الشخص هذه النصرة، ولو لم يكن هذا الشخص مؤمناً، وقال بعض شراح الحديث:إن معنى الرجل الفاجر يشمل الكافر، وقال بعض شراح الحديث: إن معنى الرجل الفاجر يشمل الكافر والمسلم الذي عنده بعض المعاصي.
وعلى هذا فالمسلم العاصي والفاسق قد يحدث الله على أيديهم ما يكون سبباً في نصرة هذا الدين، وفي هذا إشارة إلى أن العاصي والفاسق ينبغي أن لا يحتجوا بسبب عصيانهم بعدم العمل لهذا الدين
الى الاخوة الكرام الذين يقولون الامة غير مهيأة كيف عرفوا هل قاموا باحصاء امة المليار و نصف
الم يروا ماذا فعل ثلة من المجاهدين في غزا لقد هزموا رابع جيش في العالم و الى طالبان التي الان امريكا تبحث عن الوساطة معها
ام ان احدهم اذا راى نفسه غير قادر يحكم على الاخرين
بصراحة الذي يقول هذا الكلام فهو يتسبب في استمرار الذل و الهوان للامة
من فضلك اعطونا الترمومتر الذي تقيسون استعداد الامة و متى نعد و كيف؟
من فضلكم اذا لم تقدروا دعوا من يستطيع يواجه الاعداء المتكالبين علينا
انظرو لهذا القائد المجاهد الذي كان في مقدمة الطائفة المنصورة في غزا يواجه الد اعداء الله على وجه الارض
و الله اني احبه في الله
اي عزة هذه اعتبروا يا اولي الالباب:
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/uuy68437.jpg
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 07:51]ـ
إسأل عن إخوانك في صلاة الفجر أبانذر؟!!!
بل إسأل عن ذلك الغثاء المنتشر في الحفلات والسهرات والفنادق وما جمهور فضائيات المجون عن المتابعين ببعيد
وإن شئت فاقرأ كلام اطباء الامم من ذوي البصيرة في أدوائها ليأتيك الخبر اليقين وما كان الله لينصر أمة تستهين بشرعها وتسب نبيها
وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم الداء ووصف الدواء ولن يرفع الذل إلا بالرجوع إلى الدين فهل من عودة قبل الموت
أما تلك الثلة المجاهدة على أرض الرباط فهم بالآلاف من أمثالنا وقد رزقهم ربهم نصرا يتلائم وإيمانهم وادعوك لقراءة هامش المشاركة السابقة فلا تظلم اخاك وتحمله مالا يطيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 08:44]ـ
إسأل عن إخوانك في صلاة الفجر أبانذر؟!!!
بل إسأل عن ذلك الغثاء المنتشر في الحفلات والسهرات والفنادق وما جمهور فضائيات المجون عن المتابعين ببعيد
وإن شئت فاقرأ كلام اطباء الامم من ذوي البصيرة في أدوائها ليأتيك الخبر اليقين وما كان الله لينصر أمة تستهين بشرعها وتسب نبيها:
طيب هل ننتظر حتى يصلح هؤلاء و لا يبفى فاسق من المسلمين؟ و هذا مستحيل نقلا و عقلا
المجاهدون في غزا و الشيشان و افغانستان و العراق و الصومال لقد اخطؤوا عندما لم ينتظروا توبة كل المسلمين
لماذا لم ينتظر النبي صلى الله عليه و سلم المسلمين ظاهرا الذين رجعوا و هم في طريقهم الى غزوة أحد حتى يتوبوا جميعا؟
اخي قال رسول الله النبي صلى الله عليه و سلم في الجديث:
لا تزال طائفة من أمتي منصورين .. » الحديث
صحيح: رواه ابن ماجه، وابن حبان، وانظر "الصحيحة": (1962)، و"صحيح الجامع": (7293)
وفي رواية: «قاهرين لعدوهم .. »
صحيح: رواه مسلم، وانظر "مختصر مسلم": (1096)، و"الصحيحة": (1108)، و"صحيح الجامع": (7296)
وفي رواية: «يُقاتِلون عَلى الحقِّ، ظاهرينَ على مَن ناوأهم، حتّى يقاتل آخرُهم الدجالَ»
صحيح: رواه أحمد وأبو داود والحاكم، وانظر "المشكاة": (3819)، و"الصحيحة": (1959)، و"صحيح الجامع": (7294)
مروراً بكل الدجالين من أمثال "شارون" و"بوش" و"بريمر".
وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم الداء ووصف الدواء ولن يرفع الذل إلا بالرجوع إلى الدين فهل من عودة قبل الموت
ما سبب الذل: ترك الجهاد
اذا عدنا للجهاد رجعت العزة ام نتعذر بفساد المسلمين
هل كلهم فساق؟ لا: يوجد فئة قليلة مستعدة اليوم للجهاد و للاسف خذلها اخوانها الغير مستعدين
و هذه سنة الله دائما الفئة القليلة الضعيفة هي التي تتبع الانبياء عليهم السلام
أما تلك الثلة المجاهدة على أرض الرباط فهم بالآلاف من أمثالنا وقد رزقهم ربهم نصرا يتلائم وإيمانهم وادعوك لقراءة هامش المشاركة السابقة فلا تظلم اخاك وتحمله مالا يطيق:
يكفينا الالاف للجهاد و لا نتعطل عنه بسبب اولئك الفساق
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 08:44]ـ
الأخت تقول: من سيجاهد .. هؤلاء الحكام الذين بدلوا الملة، وقتلوا الصالحين!
أم همُ الذين يحتاجون إلى مجاهدة وتقويم ..
كيف سيجاهدون لإعلاء كلمة " لا إله إلا الله " وهم أصلاً غير ملتزمين بلوازمها!!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 09:02]ـ
أخي الكريم .. أبا نذر الرحمان .. لا بد من التفريق بين الحل المرحلي المتعلق بالنوازل الظرفية في عمر أمة الإسلام وبين الحل الجذري الذي أوجبه الله على المسلمين ولا تعارض فقد إستشكل أحد الصحابة رضوان الله عليهم ما استشكلت وسأل عما سألت فجاءه الجواب النبوي صريحا فصيحا لا مجاملة فيه بل تربية على الصدق ومواجهة الحقائق فقد ثبت عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه كان مرتفقاً في ظل الكعبة، فأتاه خباب بن الأرت رضي الله عنه فقال: (يا رسول الله! ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتفقاً على برده، فرفع يده وجلس وقال: كان من قبلكم يؤتى بالرجل فيوضع المنشار على مفرقه فيقسم نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه ولحمه، ولا يرده ذلك عن دينه، والذي نفس محمد بيده! ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، ولكنكم قوم تستعجلون).
وإنما العودة للجهاد يسبقها الاعداد روحيا وفكريا وماديا إذ لا يصدر السلوك المستقيم على الشرع إلا من صاحب التصور الصحيح والفهم العميق لمفهوم التضحية والغاية من الجهاد اما الاستعداد فكلنا مستعد والأمر بين المرء وربه إذ ليست الشجاعة باللسان وروعة البيان بل صدق في القول والعمل ......
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 10:45]ـ
الأخت تقول: من سيجاهد .. هؤلاء الحكام الذين بدلوا الملة، وقتلوا الصالحين!
أم همُ الذين يحتاجون إلى مجاهدة وتقويم ..
كيف سيجاهدون لإعلاء كلمة " لا إله إلا الله " وهم أصلاً غير ملتزمين بلوازمها!!
هذا ما قصدته ورب الكعبة، أمة مستبيحة ما حرم الله كيف نرجو منها جهاد؟؟!!
البعض يرد بطريقة متشجنة ويرفض أي رأي، ويجعلنا نشعر أننا قد ارتكبنا ذنبا!!
الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 10:58]ـ
اخوة الايمان و التوحيد:
ما خلى جيش بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم من الفساق [اهل المعاصي]
لنكن واقعيين سوى السعودية لا يوجد دولة تعلن تحكيم الشريعة الإسلامية!!
بعض الدول العربية ومنها المجاورة لغزة تقوم بتصنيع الفسق وتصديره!!، هذا عدا الشركيات المشرعنة من قبل مفتين ما يطلبه الحاكم والشعب، أقسم بالله جلست مع نسوة في الحج من دولة عربية وتحدثت معهن عن التوحيد وبينت لهن أنواعا من الشرك والله الذي لا غله هو أنهن لا يعلمن شيئا عن التوحيد ولا عن الشرك، ويذهبن كل جمعة للتبرك وطلب الغوث من أحد المقبورين عندهم بزعم أنه ولي!!
وعندما عرضتُ عليهن الأدلة من الكتاب والسنة التي تنهى عن زيارة القبور والتبرك بها واتخاذها عيدا أقسمن أن علماء بلادهن لم يسبق أن تحدثوا عن الشرك وحذروا منه!!
بالله عقلا ومنطقا شخص لا يصلي الفرض هل يصح أن نقول له صل قيام الليل؟؟
حكومات تشرعن الشرك وتحميه وتنحي الشريعة وتستبيح المحرمات وتصدر الفسوق على أنه فن وترعى أهله .. نقول لهم جاهدوا مع أهل غزة ادفعوا عنهم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:32]ـ
اختنا شذى الجنوب
من خلال جلوسك مع نسوة هل تحكمين على جميع نساء المسلمين في العالم؟ بطبع لا الحمد لله يوجد الصالحات و نحسبك منهن
نحن لا نطالب كل الامة بالجهاد بل صالحوا الامة و الحمد لله يوجد الصالحون و هم كثر ليسدوا باب الجهاد كما في ميادين الجهاد الان
و الدليل عشناه هذة الايام
فالحكومات تعمل لصالح اليهود منها علنا و اخرى سرا و لا ننتظر منهم النصرة
لكن يا اخواني تمعنوا في الحديث جيدا بارك الله فيكم:
لا تزال طائفة من أمتي
الطائفةُ: الجماعة من الناس وتقع على الواحد كأَنه أَراد نفساً طائفة؛ وسئل إسحق بن راهويه عنه فقال: الطائفةُ دون الأَلف وسَيبْلُغ هذا الأَمرُ إلى أَن يكون عدد المتمسكين بما كان عليه رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وأَصحابه أَلفاً يُسَلِّي بذلك أَن لا يُعْجِبهم كثرةُ أَهل الباطل.
النبي صلى الله عليه و سلم لم يقل كل الامة بل فئة قليلة من الامة تقاتل حتى يقاتل اخرها الدجال
فنحن لا نطالب كل الامة بل خيرتها المخلصة و لو كانت قليلة
قال تعالى:
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِ?لْجُنُودِ قَالَ إِنَّ ?للَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي? إِلاَّ مَنِ ?غْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَ?لَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا ?لْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ ?لَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ ?للَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ ?للَّهِ وَ?للَّهُ مَعَ ?لصَّابِرِينَ}
اعتبروا يا اولي الالباب
اتركوا الاشراف يدافعوا عن اعراضهم
اللهم اجعلنا منهم
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 01:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخت الاسلام .. وان كنت اوافقك على ما ذهبت إليه ((تلميحا)) من اعتبار الامة الآن غير مؤهلة للنصر* وأن أسباب الهزيمة تنخر في جسمها العليل نخرا وتفتق جراحه كأشد ما يكون عليه الفتق الا اني استسمحك في تقرير أن تنزيل فهمك على الواقع خطير جدا .. جدا .. إذ مؤداه وجوب قتال الحكومات الغير محكمة للشريعة قبل قتال اليهود الغاصبين وهو فهم خاطئ لكلام شيخ الاسلام اذ الحديث عن احكام الطائفة الممتنعة شئ والحديث عن احكام الولاية وشروط الخروج شئ آخر .. وعليه أرجوا أن تراعي أختي الفرق بين المناطين وشكرا
.............................. .............
*-أعني به النصر الظاهر الذي تكسر فيه شوكة الأعداء وتذل به رقابهم حتى يطأها المجاهدون بخيولهم ويجوسون خلال الديار مع التأكيد على أن ما حدث لإخواننا في حماس هو نوع من أنواع النصر والتي منها الشهادة في سبيل الله وللمعترض في قصة ((الغلام)) ............. آية
اخي الكريم بارك الله فيك .. لم أقصد ما فهمته مني، وأعرف أن للخروج على الحاكم المتعين الكفر شروطا مهمة جدا، وقد سمعت حوارا للشيخ ابن عثيمين مع بعض طلبة العلم من الجزائر الثائرين على حاكمهم، وسمعت الشيخ وهو يوجههم حيال تلك الفتنة،
وأعلم بفضل الله أن مناط الخروج على الأمير الذي بدر منه كفرا بواحا القدرة ومراعاة المصالح والمفاسد.
شاكرة لك زادك الله من فضله .. آمين.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 02:53]ـ
من يطالب الحكومات يطالبهم بفتح باب الجهاد ودعم المجاهدين
ولا يطالب هذه الحكومات بالجهاد، لأنهم يعرفون حقيقة هذه الحكومات
فهذه الحكومات إما أنها تحارب المجاهدين مباشرة أو تضيق عليهم.
والجهاد في بلاد المسلمين اليوم هو من جهاد الدفع وجهاد الضرورة الذي لا يشترط له شرط
فيقاتل كل باستطاعته سواء كان مسلما أو كافرا، المسلم يقاتل في سبيل الله ونصرة لإخوانه المسلمين، والكافر يقاتل دفاعا عن وطنه وقوميته مروءة وحمية.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 01:04]ـ
كي يتضح مرادي سأوجز ما أردت بيانه:
أولا الجهاد سنة ماضية وشعيرة باقية إلى أن تقوم الساعة، هذا لا يخالف فيه مؤمن عرف النصوص وفهم مراحل الجهاد وشروطه.
ثانياً: جهاد الدفع في حق إخواننا في غزة متعين ولا شك وبخاصة على دول الجوار لغزة.
ثالثاً: استفزاع بعض حكام الدول الإسلامية لرفع راية الجهاد نوع عبث لا طائل منه، لأن حال أغلبهم كالطوائف المذكورة في فتوى ابن تيمية!!
رابعاً: الطريق الصحيح للنصرة والعلو تصحيح الأوضاع بشكل جذري، لن نغير الحكام ولن نقاتل من ثبت كفره منهم ولن نخرج عليهم إلا بدليل وبرهان وقدرة مع مراعاة جانب المصالح والمفاسد، لكن بيدنا أن ندعو ونعلم الناس ونصحح العقائد، وننكر المنكر بالطرق الشرعية قبل أن يستفحل، الطريق شاق وطويل لكنه سيكون مثمرا باذن الله.
خامساً: لن نبرر للمتقاعسين، فقادة الدول الإسلامية الذين اكتفوا بالفرجة على دماء أهلنا في غزة آثمون، لكنهم فرطوا فيما هو أكبر من الجهاد، فمن لم يأت بحيا على الصلاة حتما لن يات بحيا على الجهاد!!، مع ملاحظة أن المقصودين هم الأغلب الأعم ولكل قاعدة شواذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 01:10]ـ
كي يتضح مرادي سأوجز ما أردت بيانه:
أولا الجهاد سنة ماضية وشعيرة باقية إلى أن تقوم الساعة، هذا لا يخالف فيه مؤمن عرف النصوص وفهم مراحل الجهاد وشروطه.
ثانياً: جهاد الدفع في حق إخواننا في غزة متعين ولا شك وبخاصة على دول الجوار لغزة.
ثالثاً: استفزاع بعض حكام الدول الإسلامية لرفع راية الجهاد نوع عبث لا طائل منه، لأن حال أغلبهم كالطوائف المذكورة في فتوى ابن تيمية!!
رابعاً: الطريق الصحيح للنصرة والعلو تصحيح الأوضاع بشكل جذري، لن نغير الحكام ولن نقاتل من ثبت كفره منهم ولن نخرج عليهم إلا بدليل وبرهان وقدرة مع مراعاة جانب المصالح والمفاسد، لكن بيدنا أن ندعو ونعلم الناس ونصحح العقائد، وننكر المنكر بالطرق الشرعية قبل أن يستفحل، الطريق شاق وطويل لكنه سيكون مثمرا باذن الله.
خامساً: لن نبرر للمتقاعسين، فقادة الدول الإسلامية الذين اكتفوا بالفرجة على دماء أهلنا في غزة آثمون، لكنهم فرطوا فيما هو أكبر من الجهاد، فمن لم يأت بحيا على الصلاة حتما لن يات بحيا على الجهاد!!، مع ملاحظة أن المقصود هم الأغلب الأعم ولكل قاعدة شواذ.
أحسن الله إليك .. وياليت قومي يعلمون!!
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 05:01]ـ
ماذا يعلمون؟
من فضلكم منذ قرن مضى و العلماء يدعوا و يصححوا العقائد ينكروا المنكر بالطرق الشرعية
فالدعوة مطلوبة منا افراد و جماعات و في نفس الوقت الجهاد واجب علينا بدونه يبقى الذل و الهوان يخيم علينا
و الجهاد الذي اقصده هنا ليس الخروج على الحكام فانا لم اشير لذلك البته في مواضعي و مشاراكاتي و انما اتكلم على الجبهات المفتوحة الان المتواجد فيها اليهود و النصارى و المشركين [غزا, الشيشان, افغانستان, العراق, الصوم ال, كشمير,]
اجيبوني:
كيف تفعلوا هذا و العملاء بالمرصاد؟
و اين الاعداد للجهاد اذا سلمنا بان الظروف لا تساعد عليه؟
متى و كيف؟
كم يلزمنا من الوقت؟
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 05:06]ـ
ماذا يعلمون؟
من فضلكم منذ قرن مضى و العلماء يدعوا و يصححوا العقائد ينكروا المنكر بالطرق الشرعية
فالدعوة مطلوبة منا افراد و جماعات و في نفس الوقت الجهاد واجب علينا بدونه يبقى الذل و الهوان يخيم علينا
و الجهاد الذي اقصده هنا ليس الخروج على الحكام فانا لم اشير لذلك البته في مواضعي و مشاراكاتي و انما اتكلم على الجبهات المفتوحة الان المتواجد فيها اليهود و النصارى و المشركين [غزا, الشيشان, افغانستان, العراق, الصوم ال, كشمير,]
اجيبوني:
كيف تفعلوا هذا و العملاء بالمرصاد؟
و اين الاعداد للجهاد اذا سلمنا بان الظروف لا تساعد عليه؟
متى و كيف؟
كم يلزمنا من الوقت؟
يا أخي هذه الحكومات لن تتركك تجاهد!
فقد قبضوا على إخوة عندنا أرادوا الجهاد ..
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 05:27]ـ
ماذا يعلمون؟
من فضلكم منذ قرن مضى و العلماء يدعوا و يصححوا العقائد ينكروا المنكر بالطرق الشرعية
فالدعوة مطلوبة منا افراد و جماعات و في نفس الوقت الجهاد واجب علينا بدونه يبقى الذل و الهوان يخيم علينا
و الجهاد الذي اقصده هنا ليس الخروج على الحكام فانا لم اشير لذلك البته في مواضعي و مشاراكاتي و انما اتكلم على الجبهات المفتوحة الان المتواجد فيها اليهود و النصارى و المشركين [غزا, الشيشان, افغانستان, العراق, الصوم ال, كشمير,]
اجيبوني:
كيف تفعلوا هذا و العملاء بالمرصاد؟
و اين الاعداد للجهاد اذا سلمنا بان الظروف لا تساعد عليه؟
متى و كيف؟
كم يلزمنا من الوقت؟
أما عن الجبهات المفتوحة كما سميتها فلا خلاف في وجوب الجهاد فيها وفتاوى أهل العلم في مثل هذه النوازل معروفة مشتهرة أما الأسئلة التي تفضلت بايرادها فتتوقف الإجابة عليها بواقع كل بلد والعلماء هم لذين يملكون السلطة التقديرية في إنزال الأحكام على الوقائع
إذ المعلوم أن الحكومات في الدول العربية و الإسلامية تمنع مثل هذا الإعداد إما خضوعا للغرب وإما خوفا من الإخلال بالأمن وتفلت الأمور
وعليه فأي تحرك لا يراعي مثل هذا الواقع الأليم يعد نوعا من المثالية الخارجة عن إطار الزمان والمكان وقد سبق وأن أجبتك عن إشكال (الوقت) بحديث شريف مفاده ان الأمر بيد الله وألا ننشغل بما ظمنه الله لنا عما أوجبه الله علينا فقلت: ((لا بد من التفريق بين الحل المرحلي المتعلق بالنوازل الظرفية في عمر أمة الإسلام وبين الحل الجذري الذي أوجبه الله على المسلمين ولا تعارض فقد إستشكل أحد الصحابة رضوان الله عليهم ما استشكلت وسأل عما سألت فجاءه الجواب النبوي صريحا فصيحا لا مجاملة فيه بل تربية على الصدق ومواجهة الحقائق فقد ثبت عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه كان مرتفقاً في ظل الكعبة، فأتاه خباب بن الأرت رضي الله عنه فقال: (يا رسول الله! ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتفقاً على برده، فرفع يده وجلس وقال: كان من قبلكم يؤتى بالرجل فيوضع المنشار على مفرقه فيقسم نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه ولحمه، ولا يرده ذلك عن دينه، والذي نفس محمد بيده! ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، ولكنكم قوم تستعجلون).
وإنما العودة للجهاد يسبقها الاعداد روحيا وفكريا وماديا إذ لا يصدر السلوك المستقيم على الشرع إلا من صاحب التصور الصحيح والفهم العميق لمفهوم التضحية والغاية من الجهاد اما الاستعداد فكلنا مستعد والأمر بين المرء وربه إذ ليست الشجاعة باللسان وروعة البيان بل صدق في القول والعمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:00]ـ
الجهاد ليس غاية في ذاته ..
الجهاد وسيلة لتحقيق هدف وهو اعلاء كلمة التوحيد " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"
جميع الأرض اليوم تحكم بالدستور الوضعي الذي وضعه البشر ولا يوجد بقعة في هذه الارض تحكم بالدستور الاسلامي _ وإن وافقت بعض الاحكام في بعض الدول الاحكام الاسلامية _ يبقى المصدر وضعي
إذن كل الارض اليوم محتلة من حكام طواغيت بدلوا شرع الله بشرع بالبشر
فالجهاد واجب لتحرير كل الارض التي كانت في يوم من الايام تُحكم بالشريعة وفتح البلاد التي لم تحكم بالشريعة
لذلك ليس كل قتال يسمى جهاد إلا إذا اقترن بأنه لرفع كلمة لا إله إلا الله
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:19]ـ
الجهاد ليس غاية في ذاته ..
الجهاد وسيلة لتحقيق هدف وهو اعلاء كلمة التوحيد " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"
جميع الأرض اليوم تحكم بالدستور الوضعي الذي وضعه البشر ولا يوجد بقعة في هذه الارض تحكم بالدستور الاسلامي _ وإن وافقت بعض الاحكام في بعض الدول الاحكام الاسلامية _ يبقى المصدر وضعي
إذن كل الارض اليوم محتلة من حكام طواغيت بدلوا شرع الله بشرع بالبشر
فالجهاد واجب لتحرير كل الارض التي كانت في يوم من الايام تُحكم بالشريعة وفتح البلاد التي لم تحكم بالشريعة
لذلك ليس كل قتال يسمى جهاد إلا إذا اقترن بأنه لرفع كلمة لا إله إلا الله
لا فض فوك!
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 12:20]ـ
لا فض فوك!
أما عن الجبهات المفتوحة كما سميتها فلا خلاف في وجوب الجهاد فيها وفتاوى أهل العلم في مثل هذه النوازل معروفة مشتهرة أما الأسئلة التي تفضلت بايرادها فتتوقف الإجابة عليها بواقع كل بلد والعلماء هم لذين يملكون السلطة التقديرية في إنزال الأحكام على الوقائع
إذ المعلوم أن الحكومات في الدول العربية و الإسلامية تمنع مثل هذا الإعداد إما خضوعا للغرب وإما خوفا من الإخلال بالأمن وتفلت الأمور
وعليه فأي تحرك لا يراعي مثل هذا الواقع الأليم يعد نوعا من المثالية الخارجة عن إطار الزمان والمكان وقد سبق وأن أجبتك عن إشكال (الوقت) بحديث شريف مفاده ان الأمر بيد الله وألا ننشغل بما ظمنه الله لنا عما أوجبه الله علينا فقلت: ((لا بد من التفريق بين الحل المرحلي المتعلق بالنوازل الظرفية في عمر أمة الإسلام وبين الحل الجذري الذي أوجبه الله على المسلمين ولا تعارض فقد إستشكل أحد الصحابة رضوان الله عليهم ما استشكلت وسأل عما سألت فجاءه الجواب النبوي صريحا فصيحا لا مجاملة فيه بل تربية على الصدق ومواجهة الحقائق فقد ثبت عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه كان مرتفقاً في ظل الكعبة، فأتاه خباب بن الأرت رضي الله عنه فقال: (يا رسول الله! ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتفقاً على برده، فرفع يده وجلس وقال: كان من قبلكم يؤتى بالرجل فيوضع المنشار على مفرقه فيقسم نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه ولحمه، ولا يرده ذلك عن دينه، والذي نفس محمد بيده! ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، ولكنكم قوم تستعجلون).
وإنما العودة للجهاد يسبقها الاعداد روحيا وفكريا وماديا إذ لا يصدر السلوك المستقيم على الشرع إلا من صاحب التصور الصحيح والفهم العميق لمفهوم التضحية والغاية من الجهاد اما الاستعداد فكلنا مستعد والأمر بين المرء وربه إذ ليست الشجاعة باللسان وروعة البيان بل صدق في القول والعمل
الرسول صلى الله عليه و سلم كان يدعوا حكام مكة للتوحيد الكامل: ان الحكم الا لله وحده اي التشريع لله و يبين لهم بانهم كفار و مرة قال لهم لقد جئتكم بالذبح
اما اليوم فلا يستطيعوا مواجهة الحكام مع ردتهم الصريحة بل تسببوا في استمرار طغيانهم
الرسول صلى الله عليه و سلم لم يبقى في المرحلة التي اشرت اليها قرنا بل انتقل الى مراحل اخرى
من السرية الى الصدع بالحق الى الاعداد الى المواجهة
اما نحن بقينا في المرحلة الاولى و مازلنا فيها و نيتنا ان نبقى فيها
و دائما نتعذر بالاعذار الغير شرعية و الاعداء يذلوننا يوما بعد يوم و العار ان نساءنا في السجون ماذا نقول لربنا لو النبي صلى الله عليه و سلم بيننا ماذا يقول لسنا مهيئين و نساءنا في سجون الجبناء حاشاه ان يقول هذا
## حذف الرابط وما فيه # الإشراف #
و العجب متى نعد و نواجه وهذا الكلام مازلنا نسمعه منذ قرن
اخي من الافضل لك الا تتكلم بهذا الكلام فانت من حيث لا تشعر تطمئن الاعداء بان الامة
مستمرة في نومها و تضعف نفوس المؤمنين المستعدين للمواجهة
اقل القليل ان كنت غير مقتنع انصحك بالصمت حنى لا تكون ممن يصد عن سبيل الله
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 01:44]ـ
من يقدم رجل ويؤخر أخرى بشأن تحتم الجهاد وآكدية النصرة، كما هو الحال اليوم، لا بد أن يُخضِع فقهه - وربما إيمانه - لإصلاح كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 06:04]ـ
إخوة الدين
صبرا وترفقا بإخواننا
وفهما للكلام
وحمله على الوجه المراد منه
والتريث في قراءة المقال
ثم الحكم عليه
ومادعاني الى ذلك ان بعض الإخوة بدافع الغيرة فهم مقال أختنا شذى خطأ
فأخذ البعض بدافع الحمية للدين
اسمحوا لي
الرد بشئ من الغلظة
كذا فعل البعض مع ابو عبد الله الفاصل
لما فسر كلامه تفسيرا خاطئا
فالرجل لما عرفته من قراءة لمقالاته
نصرة الدين تجري في دمه
هكذا أحسبه
ويقصد بالعبث الذي أورده
ماكتبه بعض المتخاذلين من شبه لاتنطلي على طفل لايتجاوز ال10 من عمره
هذه نصيحة محب لإخوانه وبوركتم.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 10:18]ـ
إخوة الدين
صبرا وترفقا بإخواننا
وفهما للكلام
وحمله على الوجه المراد منه
والتريث في قراءة المقال
ثم الحكم عليه
ومادعاني الى ذلك ان بعض الإخوة بدافع الغيرة فهم مقال أختنا شذى خطأ
فأخذ البعض بدافع الحمية للدين
اسمحوا لي
الرد بشئ من الغلظة
كذا فعل البعض مع ابو عبد الله الفاصل
لما فسر كلامه تفسيرا خاطئا
فالرجل لما عرفته من قراءة لمقالاته
نصرة الدين تجري في دمه
هكذا أحسبه
ويقصد بالعبث الذي أورده
ماكتبه بعض المتخاذلين من شبه لاتنطلي على طفل لايتجاوز ال10 من عمره
هذه نصيحة محب لإخوانه وبوركتم.
ما أسميته تخاذلا هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم والله أسأل ان يوفقك وأمثالك لقراءة ما خطه العلماء حول فقه النصر فالظاهر -والله أعلم- أنكم لاتقرأون كما أن وصفك لإخوانك بالمتخاذلين لا يجعل منهم كذلك بل يجعل منك سبابا شتاما متناقضا يدعوا غيره لما لم يلزم به نفسه وأرجوا أن يتدخل أحد المشايخ لبيان الأمر
وحتى يتم ذلك ارجوا ان يطلع الجميع على مقال بعنوان الحدث وبناء الوعي للشيخ يوسف الغفيص حفظه الله وغفر الله للجميع
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 09:22]ـ
إخواني يعرفون كتاباتي ويعرفون من أقصد
والذي يصف نفسه بالتخاذل هو الذي أجلب هذا لنفسه
يداك او كتا وفوك نفخ.
ويبدوا ان امتنا المكلومة التي تستغيث بنا
نحتاج لنصرتها قراءة الاف الكتب ,حقا كفى ببارقة السيوف فتنة
وكماقال اخونا الشهري
الذي يشككون في آكدية النصرة
وامثال هؤلاء عليه ان يعاود النظر في فقهه وايمانه.(/)
يا وحدكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 06:12]ـ
يا وحدكم
آمال المغفلين
إبراهيم العسعس
4 ـ 1 ـ 2009
يا أهلنا في غزة سامحونا، فنحن لا نملك لكم شيئاً! سامحونا أرجوكم، لا أمل لكم فينا، ولا شيء لدينا نقدمه لكم!
أنا لا أعني الأنظمة، فقد غسلنا أيدينا منهم منذ عقود، والمغفلون فقط ممن يظهر على شاشات الفضائيات، فيوجه الدعوات إلى النظام العربي كي يتحرك! هؤلاء المغفلون هم وحدهم الذين ينتظرون من النظام العربي شيئاً! فيا أيها المغفلون أما لكم أن تستيقظوا؟
واضح لكل ذي عينين أن النظام العربي متفق مع اليهود على تصفية المقاومة أو تحجيمها، وها هي الصحافة الصهيونية قد فضحتهم وكشفت عن التنسيق والاتفاق الذي تمَّ بين النظام العربي وبين اليهود، وأنهم قد قالوا لهم: لكن إياكم أن تفشلوا!
وأنا لا أميز بين دول ودول في النظام العربي، فكلهم سواء، لا فرق بين ما سمي بدول الاعتدال ودول الممانعة، أو دول الصمود. و المغفلون فقط هم الذين يفرقون بين النظامين، وأنا أتحدى ـ بعيداً عن العواطف ـ أن يقدم لي المغفلون دليلاً واحداً على صدق ما يسمى دول الممانعة، وأنا أتحدى أن تقدم إيران شيئاً حقيقياً لفلسطين سوى الجعجعة والصراخ، وأتحدى أن يقدم حزب الله شيئاً حقيقياً لغزة اليوم. وأتحدى أن تقدم سوريا لغزة اليوم شيئاً. أم لعل ليبيا ستقدم شيئاً؟! لن يقدموا سوى الكلام والصراخ، والمغفلون وحدهم الذين يصدقونهم.
كل هؤلاء لا أعنيهم، لا أقول سامحوهم، فهم ليسوا في حساباتي، ولكنني أعني الجماهير، أعنينا نحن، سامحونا نحن، فلا تنتظرونا.
كلُّ الجهات سُكِّرت، وكلُّ الأبواب أُغلقت دونكم، لم يبق لكم إلا باب السماء، ولم يبق لكم بعد ذلك سوى ما عندكم من همة وشجاعة، وما بحوزتكم من سلاح، فلا تنتظرونا. لا تلتفتوا إلى الخلف أملاً بل حذراً " وسوى الروم خلف ظهرك روم " فلا تنتظروا الحل من " برَّة " فكل ما في العالم يقول لكم " الحل من جُوَّة " كما قال الأبنودي.
يا وحدكم، فأثخنوا فيهم، ولا ترقبوا فيهم قانوناً، ولا رأياً عاماً، ننصحكم إن أمسكتم أسيراً فاقتلوه، " ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض .. " واظهروا ذلك، ففيه تشريد لهم، فاليهود ما داموا يعرفون بأن دولتهم ستستبدلهم ولو بكل في الأرض فلن يكترثوا، أما إن رأوا بأنهم سيقتلون فسيولون الدبر.
اعتذار: عذراً للغة الصريحة، وللألفاظ الواضحة، وإن كان لأحد اعتراض على الصراحة والوضوح، فاعتذاري على ترك الرمزية، والمجاملات، واعتذاري ... للمغفلين.(/)
جبهة علماء الأزهر تهنئ المقاومة الفلسطينية
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:07]ـ
جبهة علماء الأزهر تهنئ المقاومة الفلسطينية
رسالة الإسلام ـ وكالات
الثلاثاء 23 محرم 1430 الموافق 20 يناير 2009
هنأت جبهة علماء الأزهر رجال المقاومة الفلسطينية على ثباتها، وقالت إن جهادهم ذكّر الأمة بسيرة أبي بكر وعمر، وخالد وعكرمة، وعمرو، ومحمود الدين زنكي، وصلاح الدين الأيوبي الكردي.
وقالت الجبهة، وفقا لما جاء في موقعها على الإنترنت: "صدقتم الله في قولكم وجهادكم فصدقكم الله، فثبت أقدامكم، وعجَّل لكم ما ترون ونرى مما نهنئكم ونهنئ به أنفسنا والأمة بعدكم معكم، لقد جمع الله عليكم القلوب بعد شتاتها، وأنار بجهادكم الدرب بعد عمايته، وصحح بثباتكم الأقوال والأفعال من القادة والسادة".
وأكدت الجبهة أن رجال المقاومة ينطبق عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمتي كالمطر لا يُدرى أوله خير أم آخره" وأنهم قد أحياهم الله بالقرآن ثم أحيا بهم الأمة كلها.
وحثت الجبهة المجاهدين على مواصلة طريق الجهاد قائلة: "إن الملائكة لم تضع بعد أسلحتها فإياكم أن تخالفوا عن طريقهم كما خالف غيركم. إننا ونحن نهنئ لنجدد معكم العهد. إن الجبهة ولن يتخلف عنها إن شاء الله مسلم ولا عربي هي على الدوام عدو لمن عاديتم، وسلم لمن قرَّبتم، فلا تظنوا بأحد في أمتكم كلها إلا خيرا".
وأشارت الجبهة إلى قمة الكويت الأخيرة مهنئة "قادة الأمة الذين أفاء الله عليهم بنور البصيرة في مؤتمرهم الأخير بالكويت، ونسأل الله تعالى لنا ولهم ولكم دوام التوفيق بالاجتماع عليه، وسرعة الفيء إليه".
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/h1R82009.jpg
المصدر:
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=122&aid=6883
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 01:54]ـ
جزاهم الله خيرا ورفع قدرهم
وقاتل الله أهل التخذيل
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 04:15]ـ
نحن نحيي ونرفع هامة كل شخص قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ..
لكن هذا انسحاب وليس نصرا .. علما انه كان من الثبات والرجولة ماكان ..
لكن هذا انتصار في معركة وليس في الحرب كلها ..
النصر هو اخراج الكفار واليهود واعوانهم من فلسطين ذليلة حسيرة ..
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 04:34]ـ
النصر قادم ان شاء الله
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 05:44]ـ
الحمد لله على الذي رد الطغاة خائبين ونصر عباده المستضعفين فاللهم إجعله نصرا تاما يا رب العالمين .. آمين(/)
بيان هام مهم: ألم يأن لكم أيها المسلمون أن تدركوا
ـ[عبدالله قاسم]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 01:10]ـ
بيان هام مهم: ألم يأن لكم أيها المسلمون أن تدركوا
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون
ألم يأن لكم أن تدركوا أن الخلافةَ هي وحدها التي تُعزكُم وتُنقذكُم
وأن تدركوا أن حكامكم هم حُماةُ عدوكم لا حُماتُكم؟!
في 27/ 12/2008 بدأت دولةُ يهود عُدوانها الوحشي على غزة، فدمرت وقتلت ... ، بل وحرقت من البشر والشجر والحجر ... ، ثم هي في 17/ 1/2009 أعلنت وقف إطلاق النار من جانبٍ واحدٍ لتعطي صورةً للرأي العامِ أنها ذات حولٍ وطول، فتبدأُ العدوانَ الوحشي وتوقفه حيثما شاءت وكيفما شاءت!
لقد صنعت دولةُ يهود كُلَ ذلك، والحكامُ يعُدون القتلى والجرحى، أو حتى لا يعُدون ولا يعبأون! حيث قد نجحوا بالدجل والتضليل، وبالخيانة والمؤامرات، أن يُنزلوا القضيةَ الفلسطينيةَ من قضيةٍ إسلاميةٍ إلى عربيةٍ ثم إلى فلسطينيةٍ ومن بعد إلى قضية "غزية"! وساعدتهم في ذلك التنظيماتُ الفلسطينيةُ التي جعلت قرارات القمم العربية والإسلامية بالتخلي عن فلسطين وجعلها قضيةً فلسطينية، جعلت ذلك عُرسَ فلسطين! فبنى الحكام خذلانهُم لفلسطين على هذا العُرس، لذلك لم تُفتح أيةُ جبهة لنصرةِ غزة، سواءً أكانت من الدولِ المحيطةِ بفلسطين في الجولان أو جنوب لبنان أو من القاهرة أو الرياض أو عمان ... أم كانت من الذين يملكون قاذفاتِ صواريخٍ تطالُ دولة يهود، من إيران أو باكستان ... كل ذلك حفاظاً على أن يقوم بالعُرس أهلهُ، حتى لو انقلب العُرس مجزرةً تقترفها دولة يهود!
أيها المسلمون ... أليس من الخزي والعار أن يكون مبلغ هم حكامكم أن يفاوضوا كيان يهود في اتفاق سلام معه أو استسلام، كلاهما سواء، بدل أن يؤدوا فرض ربهم في إزالة كيان يهود المغتصب لفلسطين؟
أليس من الخزي والعار أن تُذبح غزة فلا يُحرك الحكامُ جيشاً لنصرتها بل هم يتاجرون بدمائها في مؤتمراتٍ تحقق لدولة يهود ما لم تستطع تحقيقه في ميادين القتال؟!
أليس من الخزي والعار أن تنتهي التضحيات بمفاوضات ومؤتمرات تحفظ أمن يهود وتحقق له استقراره وتثبيت كيانه؟ لا أقول التضحيات في المعارك التي ظهر فيها كيان يهود كأنه انتصر، بل التضحيات في المعارك التي لم ينتصر فيها كيان يهود:
فخاتمة حرب 73 في مصر التي اجتاز فيها الجيش المصري قناة السويس واقتحم خط بارليف، حيث ذاق فيها جيش يهود وبال أمره، كانت خاتمتها معاهدة كامب ديفيد التي أخرجت مصر من المعركة مع دولة يهود، وأصبحت زيادة شرطي مصري واحد على الحدود تحتاج إلى موافقةٍ من دولة يهود!
وهكذا حُفظ أمن تلك الدولة من جهة مصر حفظاً كاملا ً وافياً! ثم تبعتها معاهدة وادي عربة التي اقتفت أثر كامب ديفيد، وحفظت أمن يهود من جهة الأردن.
وكانت خاتمة حرب 73 في سوريا التي سيطر الجيش السوري في بدايتها على منخفضات طبرية وما حولها، وذلك بالنيران من مواقعه في الجولان ... ، كانت خاتمة ذلك اتفاقيةَ الجولان التي حفظت أمن دولة يهود في الجولان على الرغم من أنها لا زالت تحتلها، حفظت أمن يهود حفظاً آمناً مطمئناً!
ثم كانت خاتمة حرب لبنان 2006 التي دكت صواريخ المقاومة خلالها المواقع الإسرائيلية وملأت قلوبهم فزعاً ورعباً، كانت خاتمة تلك الحرب القرار 1701 الذي حفظ أمن يهود في جنوب لبنان لدرجة أن جبهة جنوب لبنان بقيت باردة رغم المجازر الفظيعة في أهل غزة ... ، مع أن تلك الجبهة كانت تشتعل لأدنى من هذه المجازر وأدنى!
وهاهي خاتمة المواقف البطولية لأهل غزة، تنتهي بإجراءات مُذلة لتنفيذ القرار1860، باتفاقٍ أمني بين أمريكا وكيان يهود يحفظ أمن هذا الكيان في أعالي البحار ومنخفضاتها! ثم يتبعه ويقتفي أثره مؤتمر شرم الشيخ العربي الأوربي التركي، ليصوغ نتائج أمنية
تدعم كيان يهود وتقويه، وتفرض حصاراً تسليحياً على غزة أدهى وأمر من الحصار السابق ... ، وكُل ذلك يتم على مرأىً ومسمعٍ من الحكام، بل وببذل الوسع منهم لإتمام هذا الحصار وإحكامه من خلال مؤتمرات موازية، بل تابعة، تقتفي الأثر بالسوء والضرر.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها المسلمون ... على الرغم من أن أمريكا هي التي تقود الحملات الأمنية لدعم كيان يهود، حتى إن مؤتمر شرم الشيخ الذي انعقد في 18/ 1/2009 بمشاركة خمس دول أوربية، لم ينعقد إلا اقتداءً بالاتفاقية الأمريكية اليهودية في 16/ 1/2009، ومع ذلك فلولا ركائز أمريكا من الحكام في بلاد المسلمين لما استطاعت أن تأتي بشيءٍ في بلاد المسلمين لا بالسلم ولا بالحرب.
لقد كان هؤلاء الحكام يسمعون صراخ الأطفال وألم الثكلى وحسرة الشيوخ، واستغاثات المستغيثين، وآلاف الـ (وامعتصماه) ... ومع ذلك فهم صمٌ بكمٌ عميٌ لا يعقلون!
أفبعد كل هذا، أيها المسلمون، لا تدركون أن هؤلاء الحكام هم حُماةُ عدوكم لا حُماتكم؟ ثم ألم تدركوا بعدُ أن كل من يساهم في تثبيت فكرة أن قضية فلسطين هي قضية فلسطينية بل قضية "غزية"، كل من يساهم في ذلك، ولو بشطر كلمة، فإنه مساهمٌ في ضياع فلسطين؟
هل يمكن أن يُقضى على كيان يهود وإعادة فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام، هل يمكن ذلك دون دولةٍ تُحرك جيشاً لقتال كيان يهود فتهزمه وتزيله من الوجود؟
ألم تكفِ كل هذه المصائب التي تحيط بكم، أيها المسلمون، والذل والهوان الذي يلفُه الحكام على رقابكم ... ، ألم يكفِ كل هذا لأن تحزموا وتعزموا على العمل بجدٍ واجتهادٍ لإقامة الخلافة فتعيدوا العزة لكم، وتنصروا الله بها فينصركم؟
ثم أنتم أيها الجند في جيوش المسلمين، ألا تُكفِّرون عن طاعتكم لحكامكم الظلمة الموالين للكفار، وعن قعودكم عن نصرة أهل غزة، ألا تُكفِّرون عن ذلك بالإنكار على الحكام والتغيير عليهم، ونصرة العاملين لإقامة الخلافة، فيكرمكم الله بتحقيق بشرى رسول الله صلى الله عليه و سلم على أيديكم (( ... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة))؟
لقد طفح الكيل أيها المسلمون، وعذاب الدنيا بالذُل والخزي ماثل أمام عيونكم، حتى أن من ضربت عليهم الذلةُ والمسكنةُ قد صارت لهم عليكم صولةٌ وجولة! {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}
أيها المسلمون ... إن الأمر جدٌ لا هزل، وإنكم بين أمرين: إما الصمت والقعود عن تغيير هؤلاء الحكام، فيستمر الذل والهوان يحيط برقابكم بفعل حكامكم، الذين يقلبون نصركم إلى هزيمة بمفاوضاتٍ ومعاهدات ... ثم ما يتبع ذلك من ذل في الدنيا وخزيٍ وعذاب، وفي الآخرة عذاب فوق ذلك وعذاب {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
وإما التحرك الفاعل للتغيير على هؤلاء الحكام وإيجاد الخليفة الراشد الذي يُتقى به ويقاتل من ورائه، فتزيلوا كيان يهود وتعيدوا فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام، وتنالوا بذلك عز الدنيا وعز الآخرة.
إن حزب التحرير يستصرخكم أيها المسلمون، فإن بكم قوة إذا وضعت مواضعها أنتجت، فإن الجند هم أبناؤكم، وإنهم يتحركون بتحرككم، فهلا تحركتم؟
وإن حزب التحرير يستصرخكم أيها الجند، فإنكم من أمة حية، خير أمة أخرجت للناس، منذ قادها رسول الله صلى الله عليه و سلم، ثم الخلفاء الراشدون من بعده، ثم الخلفاء من بعدهم. تذكروا الأبطال المجاهدين من أجدادكم الذين قادوا الجيوش، فنشروا الإسلام وفتحوا الفتوح وقهروا الأعداء، وشردوا بهم من خلفهم.
أيها المسلمون ... أيها الجند المسلمون ... كفِّروا عن قعودكم عن نصرة غزة بالعمل الجاد المجد لإقامة الخلافة، فتفوزوا بعز الدنيا والآخرة، فهل أنتم فاعلون؟ هل أنتم مستجيبون؟
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون}
23 من محرم 1430
الموافق 2009/ 01/19م
حزب التحرير
رابط النص: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/*******s/entry_2179
رابط الصوت: http://gazaaddress.blogspot.com/
رابط الصوت: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info//index.php/radio#
ـ[فجر الاسلام]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 11:13]ـ
[ quote= عبدالله قاسم;182709] [ b][center
هل يمكن أن يُقضى على كيان يهود وإعادة فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام، هل يمكن ذلك دون دولةٍ تُحرك جيشاً لقتال كيان يهود فتهزمه وتزيله من الوجود؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم تكفِ كل هذه المصائب التي تحيط بكم، أيها المسلمون، والذل والهوان الذي يلفُه الحكام على رقابكم ... ، ألم يكفِ كل هذا لأن تحزموا وتعزموا على العمل بجدٍ واجتهادٍ لإقامة الخلافة فتعيدوا العزة لكم، وتنصروا الله بها فينصركم؟
ثم أنتم أيها الجند في جيوش المسلمين، ألا تُكفِّرون عن طاعتكم لحكامكم الظلمة الموالين للكفار، وعن قعودكم عن نصرة أهل غزة، ألا تُكفِّرون عن ذلك بالإنكار على الحكام والتغيير عليهم، ونصرة العاملين لإقامة الخلافة، فيكرمكم الله بتحقيق بشرى رسول الله صلى الله عليه و سلم على أيديكم (( ... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة))؟
لقد طفح الكيل أيها المسلمون، وعذاب الدنيا بالذُل والخزي ماثل أمام عيونكم، حتى أن من ضربت عليهم الذلةُ والمسكنةُ قد صارت لهم عليكم صولةٌ وجولة! {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}
أيها المسلمون ... إن الأمر جدٌ لا هزل، وإنكم بين أمرين: إما الصمت والقعود عن تغيير هؤلاء الحكام، فيستمر الذل والهوان يحيط برقابكم بفعل حكامكم، الذين يقلبون نصركم إلى هزيمة بمفاوضاتٍ ومعاهدات ... ثم ما يتبع ذلك من ذل في الدنيا وخزيٍ وعذاب، وفي الآخرة عذاب فوق ذلك وعذاب {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
وإما التحرك الفاعل للتغيير على هؤلاء الحكام وإيجاد الخليفة الراشد الذي يُتقى به ويقاتل من ورائه، فتزيلوا كيان يهود وتعيدوا فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام، وتنالوا بذلك عز الدنيا وعز الآخرة.
نعم هذا هو الإجراء الواجب إتخاذه من قبل المسلمين وخاصة العلماء ويكفيهم سكوتا ومجاملة واستجداء للحكام ,والله آن الآوان أن يدرك المسلمون أن القضية المصيرية للمسلمين هو إقامة الخلافة الراشدة التي تحمي المسلمين وديارهم وتحمل الاسلام رسالة الى العالم بالدعوة والجهاد(/)
حكم مبادرة السلام ورد ضمني على أدعياء السلفية (بيان من علماء ودعاة)
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 01:56]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن العدوان الهمجي الظالم الذي اقترفته عصابات الإجرام اليهودية ضد إخواننا في قطاع غزة من أرض فلسطين المسلمة، وما خلفه من مجازر بشعة وخراب واسع، وما قابل ذلك من صمود مشرف لكتائب المقاومة الجهادية، والتفافٍ ومؤازرة مذهلة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وما قدموه وبذلوه من الدماء والأموال التي لم تذهب هدرًا، بل أحيت- بإذن الله تعالى- في الأمة روح العزة والإباء، وأذكت جذوة الجهاد، وحققت معاني التلاحم والمواساة؛ ليمثل مرحلة جديدة من مراحل الصراع بين المسلمين والعدو اليهودي، ونقلة تاريخية تعيد لأمة الإسلام ثقتها بنفسها، وتؤكد على أن الجهاد في سبيل الله هو طريق النصر وسبيل التمكين، والوسيلة الناجعة لتحرير الأرض وحفظ المكتسبات وصون الكرامة، وأن ما سوى ذلك من مبادرات السلام الزائفة ما هي إلا سراب خادع وصفقة خاسرة لم يجن منها من سلك طريقها إلا مزيدًا من الذل والصغار والخسار.
وانطلاقًا مما سبق وعملاً بما أوجبه الله على أهل العلم من بيان الحق وعدم كتمانه فإن الموقعين على هذا البيان من علماء الأمة ودعاتها، ومن جوار بيت الله الحرام ليجدون لزامًا عليهم أن يبينوا لعامة المسلمين وخاصتهم، جملة من الحقائق الشرعية، يمكن إجمالها فيما يلي:-
أولاً: أن السعي إلى تحرير أرض فلسطين المباركة من دنس اليهود الغاصبين هو واجب شرعي على عموم أمة الإسلام شعوبًا وحكومات، وأن ما تقوم به فصائل المقاومة الجهادية من السعي لتحقيق هذا المقصود الجليل هو من أعظم الواجبات الشرعية، وقد أجمع علماء الإسلام على وجوب جهاد الدفع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى-:
"وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين، فواجب إجماعًا، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط، بل يدفع بحسب الإمكان، وقد نص على ذلك العلماء، وبالتالي فإن الواجب الشرعي يحتم على الجميع السعي لدعم فصائل المقاومة الجهادية بكافة أنواع الدعم المادي والعسكري والسياسي والإعلامي، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لذلك، والحيلولة دون أي إجراء يترتب عليه إضعافها أو حصارها أو تهميش دورها.
ثانيًا: أن مبادرات السلام بين المسلمين واليهود، وما تتضمنه من الاعتراف بحق اليهود في أرض فلسطين المباركة، وما يترتب عليها من تطبيع للعلاقات معهم، والمداهنة لهم والركون إليهم، هي حرام حرام، وقد أثبتت النصوص الشرعية والحقائق التاريخية أن اليهود لا يوثق لهم بعهد أو وعد، قال تعالى: {أو كلما عاهدوا عهدًا نبذه فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يؤمنون}.
ثالثًا: أنه لا حرج على فصائل المقاومة الجهادية من هدنة أو تهدئة مع العدو اليهودي شريطة أن تكون مؤقتة، إذا ترتب على ذلك مصلحة شرعية، على أن تستمر فصائل المقاومة الجهادية في بناء قدراتها الإيمانية والتربوية والعسكرية والاقتصادية، استعدادًا لجهاد العدو اليهودي واستنزافه، وذلك امتثالاً لقول الله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} الآية.
رابعًا: أن غمز المقاومة الجهادية وانتقاصها أو تحميلها لمسؤولية المذابح الشنيعة التي ارتكبها العدو اليهودي، هو من الإثم العظيم والخسران المبين، وهو من نهج المنافقين وديدنهم، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير} (آل عمران: 156)، وقال تعالى: {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين}.
خامسًا: أن ما تقوم به فصائل المقاومة الجهادية من استهداف لجنود العدو اليهودي أو آلياته أو معداته أو مواطنيه، هو عمل مشروع، ما دام سببه قائمًا باغتصاب هذا العدو لأرض المسلمين، فضلاً عما يمارسه من صنوف الظلم والعدوان والحصار على المسلمين في أرض فلسطين المباركة.
(يُتْبَعُ)
(/)
سادسًا: أننا ندعوا العلماء الربانيين إلى أن يتحملوا مسؤوليتهم الشرعية في قيادة الأمة ونهوضها لما يحقق مرضاة ربها، وبيان الواجب الشرعي المنوط بكافة شرائع المجتمع، ولا سيما في حال الأزمات والفتن.
سابعًا: أننا ندعوا عموم الأمة حكومات وشعوبًا إلى تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية على كافة المستويات، ضد العدو اليهودي وكل من تعاون معه أو دَعَمه، واتخاذ كل التدابير الكفيلة بنشر هذه الثقافة بين كافة شرائح المجتمع المسلم، وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم".
ثامنًا: إننا ندعو عموم المسلمين بمد يد العون لإخوانهم في قطاع غزة بكافة أنواع الدعم المادي، والسعي لكفالة أسر ضحايا العدوان، والعمل على إعادة إعمار ما تم هدمه وتخريبه على يد العدو اليهودي، مع العلم أنه يشرع لأرباب الأموال تعجيل زكواتهم ودفعها لإخوانهم في غزة، نظرًا لحاجتهم الماسة لذلك.
وختامًا .. فإننا نوصي أنفسنا وكافة المسلمين بتقوى الله تعالى في السر والعلن.
نسأل الله تعالى أن يعز دينه ويعلي كلمته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون:
1 - فضيلة الشيخ العلامة/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، عضو الإفتاء سابقًا
2 - فضيلة الشيخ العلامة/ د. عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، أستاذ العقيدة بجامعة الإمام
3 - فضيلة الشيخ/ د. سليمان بن وائل التويجري، عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقًا
4 - فضيلة الشيخ/ أ د. ناصر بن سليمان العمر، المشرف العام على موقع المسلم
5 - أ د. أحمد بن سعد حمدان الغامدي، الأستاذ بجامعة أم القرى
6 - فضيلة الشيخ/ أحمد بن عبد الرحمن البعادي، قاضي تمييز بمكة
7 - د. يوسف بن عبد الله الباحوث، جامعة أم القرى
8 - عبد العزيز بن عبد الرحمن العجلان، مدير المعهد العلمي بمكة سابقًا
9 - د. عدنان حسن با حارث، جامعة أم القرى
10 - د. عبد العزيز الحميدي، جامعة أم القرى
11 - د. إحسان بن صالح المعتاز، جامعة أم القرى
12 - د. سليمان بن محمد الصييفي، قاضي بالمحكمة العامة بجدة
13 - د. ناصر بن يحي الحنيني، المشرف العام على مركز الفكر المعاصر
14 - الشيخ/ بدر بن إبراهيم الراجحي، قاضي بالمحكمة العامة بمكة
15 - د. ستر بن ثواب الجعيد، رئيس قسم القضاء بجامعة أم القرى سابقًا
16 - د. راشد بن مفرح الشهري، قاضي بالمحكم العامة بالطائف
17 - د. إبراهيم بن علي الحذيفي، جامعة أم القرى
18 - د. خالد بن عبد الله الشمراني، أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى
19 - د. محمد بن سعيد القحطاني، جامعة أم القرى سابقًا
20 - الأستاذ/ إبراهيم بن محمد الجار الله، باحث في الفكر العربي والإسلامي
21 - د. صالح بن درباش الزهراني جامعة أم القرى
22 - الشيخ/ داود بن أحمد العلوان، رئيس كتابة عدل متقاعد
23 - إبراهيم بن خضران الزهراني، كاتب عدل بمكة
24 - تركي بن سعيد الزهراني، عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
25 - عادل بن عبد الله الحمدان، مشرف قسم اللجان بهيئة المسجد الحرام
26 - فواز خلف الثبيتي، إدارة التعليم بالطائف
27 - عبد الله محمد العسيري، إدارة التعليم بالطائف
28 - حمود بن عبد العزيز التويجري، إمام جامع المنيرة
29 - عبد الله علي النمري، مدير الدراسات والأبحاث برابطة العالم الإسلامي
30 - حسين بن محمد الحبشي، معلم
31 - ممدوح سالم الرقيب، معلم
32 - رياض علي الغامدي، عضو هيئة التحقيق والادعاء العام
33 - صالح بن حمدان الزهراني، عضو هيئة التحقي والادعاء العام
34 - عطية إبراهيم الزهراني، رئيس لجنة الإصلاح بالمحكمة الجزئية
35 - صالح بن محمد الزهراني، مدير مدرسة تحفيظ القرآن بالطائف
36 - ناصر بن علي العلي، محاضر بالمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
37 - د. علي بن سعيد الغامدي، الجامعة الإسلامية بالمدينة سابقًا
38 - عبد الرحمن بن محمد الهرفي، الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية بالدمام
39 - أ. د/ خالد بن عبد الرحمن العصيمي، أستاذ جامعي سابق
40 - د/ عبد الرحمن بن صالح المحمود، جامعة الإمام محمد بن سعود
41 - د/ عبد الله بن عبد الرحمن الوطبان، وزارة التربية والتعليم
42 - د/ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف، أستاذ مشارك بجامعة الإمام
43 - الشيخ/ عبد الله بن ناصر السليمان، المفتش القضائي بوزارة العدل
44 - د/ عبد الله بن عبد الله الزايد، مدير الجامعة الإسلامية سابقًا
45 - الشيخ/ سعد بن ناصر الغنام، إمام وخطيب جامع الفاروق بالخرج
46 - د/ خالد بن محمد الماجد، أستاذ مساعد بكلية الشريعة
47 - د/ عبد اللطيف بن عبد الله الوابل، جامعة الملك سعود
48 - د/ عبد الله بن إبراهيم الريس، جامعة الملك سعود
49 - د/ يوسف بن عبد الله الأحمد، جامعة الإمام محمد بن سعود
50 - د/ أحمد بن عبد الله الزهراني، عميد كلية القرآن بالجامعة الإسلامية سابقًا
51 - الشيخ: ناصر بن عبد الله الجربوع، قاضي بالمحكمة العامة
52 - الشيخ: فهد بن محمد بن عساكر، داعية
53 - د/ سعود بن عبد الله العينان، جامعة الإمام
54 - د/ عبد العزيز بن عبد المحسن التركي، الموجه في إدارة التعليم سابقًا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد المحقق]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 07:48]ـ
لله دركم على هذا البيان الكافي الشافي
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 08:49]ـ
بارك الله فيهم ونصرهم على أعدائهم وحفظهم من كل سوء
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 09:26]ـ
بارك الله فيكم(/)
ماهي الدروس التي استفدتها من احداث غزة؟
ـ[معالم السنن]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 11:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لا بد ان كل واحد منا قد خرج بعدة دروس استفادها من احداث غزة.
فما هو الدرس الذي استفدته انت؟
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
كشفت لي أحداث غزة عن أقنة كثيرة ..
قالوا لنا الغرب ....
قلت صناعة وسياحة ومظاهر تغرينا ...
لكنه خاو من الإيمان لا يرعى ضعيفا أو يسر حزينا ...
الغرب مقبرة المبادئ لم يزل يرمي بسهم المغريات الدينا ...
الغرب مقبرة العدالة كلما رفعت يد أبدى لها السكينا ...
الغرب يكفر بالسلام وإنما بسلامه الموهوم يستهوينا ...
الغرب يحمل خنجرا ورصاصة فعلام يحمل قومنا الزيتونا ....
كفر وإسلام فأنى يلتقي هذا بذلك أيها اللاهونا ...
أنا لا ألوم الغرب في تخطيطه لكن ألوم المسلم المفتونا ....
وألوم أمتنا التي رحلت على درب الخضوع ترافق التنينا ....
وألوم نخوتنا التى لم تنتفض إلا لتضربنا على أيدينا .....
شكرا ....
شكرا أيها الغرب المخيف ....
شكرا لقد نبهت غافل قومنا، وجعلت شك الواهمين يقينا ...
شكرا .. لقد أبرزت وجه حضارة غربية لبس القناع سنينا ..
يا أيها الغرب انتظر إسلامنا سيريك ميزان الهدى ويرينا ....
وإن كنت في شك فسل فرعون عن غرق وسل عن خسفه قارونا ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 11:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
جوابا على سؤالك أقول:
إن اكبر خدمة نقدمها للقضية -في تصوري- هي اعادتها الى فضائها الواسع والتعامل معها على انها المسؤولية المشتركة لجميع المسلمين على ان نتجاوز في تحركاتنا مسألة التفاعل السلبي وردود الافعال الى عملية طويلة وشاقة من إعادة بناء المقدرات وانتخاب الكفاءات التي تأتمنها الشعوب على اهدافها ولن يتأتى ذلك الا من خلال شحذ الهمم وتوجيه الطاقات لاصلاح نظم التعليم ومناهج التربية وسياسات الاعلام والسعي الى ايجاد البديل الحظاري الملائم من خلال تبصير الأمة بحقيقتها والغاية من وجودها ودعوتها للرجوع الى دينها على الصعيد الفردي والجماعي اما على الصعيد الدولي فمن خلال إحياء فكرة السوق الاسلامية المشتركة التي اثارها يوما الزعيم السياسي التركي (اربكان) مع محاولة ايجاد تكتل عالمي مناهض للاستعمار توفر له كافة الوسائل الدبلوماسية والتمويلية والعسكرية ليشكل بديلا عمليا للامم المتحدة ومجلس الأمن
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 12:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - تبين لي أهمية الدعاء بالثبات في الفتن وأن يرزق العبد البصيرة في دينه فقد رأيت ممن كنت أحسبهم على علم ودين من يدعو على حماس بدل أن يدعو لهم بل إنه نسي_ في غمرة حماسه_ أن يدعو على اليهود وأن يدعو للمسلمين من غير حماس بتفريج كربهم.
اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك.
2 - تعلمت أن ميدان العمل غير ميدان الكلام ناهيك عن ميدان الجهاد وكم من عيي اللسان قليل البضاعة في العلم معدود في جملة العوام بذل لله وأرى الله تعالى من نفسه خيرا وكم من فصيح اللسان معدود عند الناس من أهل العلم أو طلابه سقط في الفتنة. فلا هو فعل خيرا فغنم ولا صمت فسلم.
3 - تبين لي أنه ليس من حق العاجزين من أمثالي أن يطلقوا ألسنتهم في المجاهدين بالغيبة والتجريح التي يسميها البعض بيانا للحق وجرحا وتعديلا فلزمت من ثم جادة الأدب وعرفت قدر نفسي.
4 - عرفت صورة جديدة من صور الوثنية يعليها بعض المسلمين تسمى طاعة أولياء أمريكا وإسرائيل وإن ظاهروا على المسلمين وإن قتلوا أولادهم وإن حرموهم الطعام والشراب وإن عطلوا شريعة القرآن وتحاكموا لقانون نابليون فرفضت في نفسي أن يكون هؤلاء أولياء أمري وتوليت الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون
5 أيقنت أن نصر الله قريب بل أقرب مم كنت أصور ولكن خفت ألا أكون من أهله بعد أن أظهرت المحنة عجزى وضعفى وخورى
6 رأيت بعض من تعللوا بالأمس بعدم نصرة حزب حسن نصر لأنهم شيعة فلم ينصرو أهل فلسطين اليوم رغم أنهم سنة فعذت بالله من الهوى
7 - رأيت الخير كل الخير في هذه الأمة المرحومة المباركة فمن داع لإخوانه المسلمين ومن قانت في الصلوات يستمطر النصر من السماء ومن باذل من ماله على قلة يد ومن آباء كرام و امهات خيرات وأخوات فاضلات أجرى بكاؤهن على الخطب الجلل عيني على جمود فيهما وقسوة فى قلبي أعرفها
8 - عرفت يقينا أن غزة تعني العزة وإن لم تذكر ذلك معاجم اللغويين فقد سطرته أيدي المجاهدين وصمود المؤمنين
ـ[محمد س]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 10:19]ـ
لا حل لنا الا بالرجوع الى ديننا حكاما ومحكومين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نصار]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:06]ـ
أكبر فائدة استفدتها من هذه الأحداث. . هو أن العلماء صمام أمان أمام الفتن.
اللهم أحفظهم بحفظك. .
ـ[ابو نصار]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:12]ـ
أكبر فائدة استفدتها من هذه الأحداث. . هو أن العلماء صمام أمان أمام الفتن.
اللهم أحفظهم بحفظك. .
ـ[معالم السنن]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 06:02]ـ
الاخ /سيف الهاشمي
رائع
شكرا للاخوة وننتظر المزيد
ـ[حسينان]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 10:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1) استفدت أني رأيت عينَ اليقين حقدَ اليهود والنصارى مصداقاً لقوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبعَ ملتَهم} كما فسرها بذلك ابن كثير والطبري وغيرهم.
إذا تقرر هذا عُلم أن الذين يبحثون عن هؤلاء الأعداء لمفاوضات السلام لم يأخذوا بكلام علام الغيوب الذي لا يحدث شيء في كل مكان إلا بمشيئته وعلى ما أراده.
والحل: العمل بهذه العبارة "أفضل وسيلة للدفاع الهجوم" وذلك لا يحدث مباشرة بل هو شبه مستحيل فنحن لم نعد لهم ما استطعنا من قوة , (((وكل شيء يرهبهم))) <<< ذكر ما بين الأقواس الشيخ السعدي في "تفسيره" من باب القياس على العلة المذكورة في الآية.
2) واستفدت الضعف الشديد للمسلمين وحكامهم إذِ اليهود لا يقاتلون إلا في قرىً محصنة أو من وراء جدر وذلك لشدة حبهم للدنيا وكراهية الموت ولم يظهر ذلك في هذه الأحداث إذ دخلو براً ـ و إن كانت على استحياء نوعا ما ـ وذلك بعدما علموا أن المسلمين ضعفاء هذا الزمان وهذا دليل على أن المسلمين أصبحوا أشد حباً للدنيا وكرها للموت من اليهود في هذا الزمان. <<< سمعت هذه الفائدة أو قريبا
منها من الشيخ الشاب العلامة / عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي ـ حفظه الله ـ.
وهذه أبرز الفوائد بالنسبة لي التي استحضرتها الآن.
ـ[معالم السنن]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 07:07]ـ
واستفدت انا ايضا حقيقة المنافقين الجدد
وعقيدة التوكل على الله(/)
من مجاهد مصاب في غزة فقد عائلته إلى عموم المسلمين ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 02:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من مجاهد مصاب في غزة فقد عائلته إلى عموم المسلمين:
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه, أما بعد ..
أصبحت بين تواضع الجبهات * وخطوت نحو مشارق القسمات
وعصرت قلبيَ أرتجي عفو الإله * ومنزل الرحمات والآيات
وقفلت بعد الذكر والتحميد والتكبير والتهليل والعبرات
ورجعت في لهفٍ إلى بيتي فلا * همٌّ لدي سوى فطور بناتي
وحنان قلبيَ قد أفاض من الأسى * فالخبز أصبح باهظ النفقات
دبرت حاليَ فالإله يعين من * يرجوه عند مصائب الأزمات
ودخلت بيتيَ للصغار مقبلا * ورمقت حبيَ أجمل الزوجات
فحمدت ربيَ أن غدوت بلقمةٍ * وببيتِ طينٍ قد يلمُّ شتاتي
ومعي ببيتي جارُ بيتٍ حُرِّقَت * أرجائه من حارق الفوسفات
آويتُه ما كنت أبغي راحةً * أو ذوقَ نومٍ دافناً نَخَواتي
وإذا بصوت هائلٍ وحجارةٍ * وتَهَدُّمٍ في أسرعِ اللحظات
رأسي هناك أدرتُه في لوعةٍ * لكنّها لم تستجيب قناتي
ولدي وبنتي أين بسمة أحمدٍ؟ * أم أين سلمى؟ هل مضوا لممات؟
ويديْ ورجليْ أين أضحت عندها * هل قطعت من وقعة الصخرات؟
أنا لست أشعر إن أبينت وقتها * أو أغمرت في غمرة الآهات
وإذا بصوت خافت في ساحتي * قد كان يؤنس وحشة الساحات
أو أتسمعين؟ أأم أحمد إنني * أشكو إلى رب العباد شكاتي
فسمعت شهقتها وأزمعت القيام * فلم أطاع وأسكنت حركاتي
قدميّ أين العهد؟ كنت مسارعا * نحو الصلاة بسائر الأوقات
في فجرها في ظهرها في عصرها * وبمغرب وعشائها راحاتي
وسمعت صوتا هائلا فتفتحت * شفتيّ رغم مواجع الكدمات
ألاَّ إله سواكَ إني شاهدٌ * أبغي رضاك بأوسط الجنات
فغرقت في الظلمات دون إرادةٍ * وذهبت في غيبوبةٍ وسبات
ثم استفقت فلم أُصَدِّقَ مقلتيّ * أني هنا ما زلت؟! أين بناتي؟
رأسي هناك أدرته في لوعة * لكنها لم تستدير قناتي
وشممت ريحا قد كرهت تقذراً * شماً له فأردت فتح شفاتي
فعجزت ما بال الشفاهِ تسَمَّرت * إن الركام يسدها وحياتي
أَضحت عذابا إن موتيَ راحةٌ * لكنني بالله لستُ بذاتي
فرضيت ربي بالمصاب مؤمِّلاً * يُسراً يضيء حوالك الظلمات
ربي وربي ليس غيرك أرتجي * حسبي ويكفيني لنيل نجاتي
في هذه الأزمات أو في غيرها * أو عند هول العرض والعرصات
بطني, أُحِسُّ الجوعَ أرَّقَ مضجعي * هل يا ترى جاعت كذاك بناتي؟
هل هم كحالي؟ أمْ كأمٍ روحها * عند الإله تحاط بالرحمات
وهناك دمعي سال أسأل ربها * عفوا لها وتضاعف الحسنات
وشممت ريحا, قلت: علَّ صغيرنا * حيٌ فيخرج هذه الفضلات
وسمعت صوتاً من أُناسٍ أقبَلوا * فصرَخت لكن لم تَبِنْ صَرَخَاتي
وسمعتهم يسترجعون من الذي * قد حل بالأولاد والفتيات
ماتوا جميعا! هكذا أُسمِعتُهَا * وصَرخت في نفسي من الطعنات
وإذا بهم فوقي ومِلؤُ عيونهم * ذعرٌ من الندبات والكدمات
زال التراب فغرت فاهيَ قائلا * يا قوم هل حقا فقدت بناتي؟!
قالوا: فإنك مسْلِمٌ ومسَلِّمٌ * وهُمُوا لرحمةِ واسعِ الرحمات
قالوا: قتيل الهدم تلكَ شهادةٌ * قالوا: فتلك مصارع الحسرات
فحمدت ربي قد رضيت بحكمه * وسألت قومي: ما بها حركاتي؟
قدمي هناك؟ نعم. وماذا عن يدي؟ * قالوا: هنا. فعلمت ما في ذاتي
وفهمت ما تلك الروائح إنه: * شللٌ يعطل سائر القسمات
وضعوا هنا حمالةً ليلملموا * كوم العظام وضامر العضلات
فصرخت: مهلا! ألبسوني ناسفا * أين اليهود؟ فعندهم ثاراتي
قالوا يهودٌ أوقَفُوا نيرانَهم * حكامنا قد اجمعوا كالآتي:
إن السلام خيارنا نغدو به * صوب اليهود كأربح الورقات.
قلت: المحالُ ولم تجفَّ دماؤنا * قتلوك سلمى لن تلين قناتي
سأثور ثأراً, هل نسيتم أنني * في غزةٍ عُرِفَت هنا طلقاتي
طهرتها من كفر دحلانَ الذي * جلب الغزاة ليقتلوا قاداتي
صمتوا هناك وأسبلت دمعاتهم * فذَكَرتُ أني كُسَّرت فقراتي
فصرخت: تبا للطغاة تنكروا * لشريعة الرحمن ذي الرحمات
وذكرت أنِّيَ في بلاديَ اصطلي * بالنار أُقعَدُ قد فقدت بناتي
مع ذاك ما رُفِعَ الكتابُ مُحَكَّماً * قانونُ طاغوتٍ علا ساحاتي
ما بال قومي إذ تسيل دماؤنا * نهرا ولم ترفع هنا راياتي
لم يغدُ تحكيمُ الكتاب مجدولاً * بمطالب رفعت مع الغارات
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: التدرج. قلت: أي تدرجٍ؟ * قالوا: نطبق شرعنا كالآتي:
نعنى بتربية الشعوب ونعتني * بمكارم الأخلاق والصلوات.
قلت: اعتنوا. قالوا: لأنت مُشَدِّدٌ * تبغي الحدود على أولي السرقات
والناس في جهلً! فقلت: يعلموا. * ولتسمعوا لمبدِّدِ الشبهات:
لا, ليس عذراً أن يرى دستورنا * غير الكتاب منصبا لقضاة
فتدرجوا وترفقوا في نصحكم * ولتنكروا باللطف والدرجات
لكنَّ طاغوتاً يحكم في الملا * كُفرٌ به من أعظم القربات
وبدونه لا لن يصح جهادنا * لله, فلتحفظ هناك بناتي
ولتوقفوا تلك الجهود فجهدكم * لا يرتقي لله, بل للذات
لن يُرفع البأس الذي في ساحنا * حتى نعود لربنا بالآتي:
حكم الكتاب, ورفع سنة أحمد, * والكفر بالطاغوت في الساحات
يا مسلمين: أنا هنا في غزّتي * لم تنتهي في ساحها مأساتي
قوموا وهبوا للجهاد وشمروا * لا تركنوا للمال واللذات
ما حلّ فينا حلّ في أسلافنا * وأُزِيلَ عند توافر العزمات
حين القلوب تجمعت في لهفةٍ * تبغي الشريعة منهجاً لحياة
وولاؤهم لله لا لترابهم * وعدُوُّهم من تاه في الظلمات
يا طالبا للعلم وقتَك أن تُرى * تسعى لسد الثغر ذي الحاجات
وتُعِدَّ نفسَك قد فقدنا عالماً * قادَ الصفوفَ بهذه الأوقات
اليومَ يومَك أن تُعد ليومِ تحكيم الكتاب ورفع ذي الرايات
عيبٌ أراك مجادلا في مبحث * مُلأت به كتبٌ ولستَ بآت
لمسائلٍ عَظُمَت وأشكَل أمرُها * وتزعزعت مع موجة الشبهات
مُتفكِّهاً بالعلم دونَ كلافةٍ * وتَشَوُّفٍ لمواطن العزمات
فإذا أبيت فسوف أغدو للتي * عنها جفوتَ مُجَمِّعاً طاقاتي
علمٌ ينير الدربَ يملؤ ساحةً * عطشى لسد مواطن الثغرات
قَدَمَيَّ إن عُدْتي سأرحل للأُولى * سفكوا الدماء وهتّكوا حرماتي
أُصليهموا نسفاً وضربا بالتي * يَخشون في يوم الجحيم الآتي
فإذا أبيتِ فسوفَ أُخرِجُ مِن هنا * جيلاً يدك معاقل لطغاة
ولسوفَ يغدُو ألفُ ألفُ ممنطقٍ * نحو اعتزازٍ أو لخيرِ مماتِ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وكتبه تعبيرا عن المأساة ..
أبو فاطمة الحسني
في الخامس والعشرين من محرم
http://abofatima.maktoobblog.com/?post=1594099
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 04:12]ـ
اسال الله الثبات لكم والصدق و الاخلاص ..
والله قلوبنا معكم .. لا تشكوا يوما في صدق الامة .. ونحن نبرأ الى الله من حكومات والت اليهود .. واصبحت كاليهود ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 10:42]ـ
آمين .. نسأل الله لهم الثبات والتوفيق لكل خير(/)
من دروس حرب غزةّ ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 03:27]ـ
سأكتفي بأربعة فحسب
في العقيدة .. الشيخ العلامة البرّاك
في الحديث .. الشيخ المحدث عبدالله السعد
في الفقه .. الشيخ العلامة بن جبرين
في التفسير: الشيخ ناصر العمر
في كل ما سبق: الشيخ العلامة ولد الددو
مواقف هؤلاء.وغيرهم والله بالمئات وكلهم من أهل السلف .. لايطعن فيهم إلا مدخول في دينه .. وهم على ما ندندن حوله منذ الطلقة الأولى ..
ومع هذا نرى نابتة السوء والفتن والإرجاف من أدعياء الاعتزاء للسلف ..
يخرجون علينا بما يمرض كل حرّ .. ويشمّت بنا الأعادي ..
فالدرس هنا: أنه كشف عوار دعواهم بأنهم يحترمون العلماء
فسحقًا سحقًا
وتبًا تبًا ..
حتى رؤيا بريئة .. يستبشر بها المؤمنون
لا يفوت قلمهم المهتريء بالخزي
أن يعقّب عليها ..
تبا لهم وسحقا
لكل من جعل قلمه أداة للنيل من المجاهدين
وسيلحقهم عار ذلك يوم القيامة ..
فما ذنب الفلسطيني العامي الساذج حين يرى الرافضة
تظاهروا -فيما يبدو للناس- لنصرة الغزيين المسلمين
في حين أجلب هؤلاء بخيلهم ورجلهم للطعن في قادة الجهاد
حتى وهم في دمائهم مضرجون ..
وحين يفقد المرء حياءه .. فتوقّع منه كل شيء
كما قال عليه الصلاة والسلام"إذا لم تستح فاصنع ما شئت"
بل إن مواقف بعض العلمانيين كانت أشرف من هؤلاء المرضى
كما شاهدناه في مواقعهم .. وكان لكثير من الناس عودة إلى ربها
إبان معركة الفرقان هذه .. وهو بلاريب من بركات هذا الجهاد
بل إن كثيرا ممن نحسن الظنّ فيهم وقفوا يتفرجون
وظنوا أن السكوت:بمثابة اعتزال الفتن!
ونقول لهم بكلمة الحاني المشفق
إن فتنة هؤلاء عظيمة .. إنها فتنة في الدين نفسه
وكنت ذكرت سابقا في بعض المقالات
إن أختا شيعية منّ الله عليها بالهداية من بعد طول رفض
فقالت تسأل ببراءة وتستفسر: لماذا موقف حسن نصر الله
كان أقوى .. وموقف الموقع الشيعي الفلاني أحسن .. إلخ
والله تسأل مستفسرة .. متحيّرة ..
وإني والله أقول:إن هؤلاء مرضٌ عضال
وهم من أعظم أسباب الفرقة والاختلاف
ذهب أحد إخوتي الأحبة لنصح إمام مسجد
فقال له لمَ لا تقنت وتدعو للمجاهدين
فتبسّم ابتسامة صفراء تنضح بالخبث ثم قال:
يداك أوكتا وفوك نفخ!
يريد قبحه الله أن حماس هي السبب
فكيف ندعو لهم!
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 04:12]ـ
ذكر محمد بن خليفة التميمي في مقالة التعطيل والجعد بن درهم أن صلاح الدين الأيوبي كان أشعري العقيدة .. وأنه كان داعية لمذهب الأشاعرة وكان قد درس على أبي المعالي مسعود بن محمد .. إلخ
وفي ترجمة الإمام السلفي ابن قدامة (صاحب لمعة الاعتقاد) أنه كان له خيمة في الغزو مع صلاح الدين ضد الصليبيين ..
في حين كان أبو حامد الغزالي معتكفاً على تأليف كتابه "إحياء علوم الدين" (!) في بيت المقدس
لكن مشكلة الغزالي رحمه الله لم تكن من قبيل المرض المزمن العضال:متلازمة التخذيل والخذلان المستفحلة .. حاشاه
وإنما كان قد أداه اجتهاده آنذاك لإعمال الحديث الموضوع الذي ذكره في كتابه الآنف
"رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" .. بعد رحلة من الاضطراب الفكري والنفسي
آذنت بالعود في نهاية المطاف إلى تصحيح أول منزل .. فمات والبخاري على صدره ..
ونستطيع الجزم من واقع الحال اليوم
أن المصابين بالداء المذكور مع مدحهم للموفق المقدسي وذمهم للغزالي لم يكونوا لينضموا إلى ركب الغزالي الذي اعتزل الناس طلبا لصفاء روحه وقلبه .. ولا إلى ركب الموفّق ابن قدامة من باب أولى .. بداهة
ولكنك ستعثر عليهم آنذاك في قبوٍ ذي رائحة كريهة .. وقد أفشت الجدر المحيطة بهم
بعض نجواهم بالإثم والعدوان ومعصية الرسول .. فمنهم من قال: إن صلاح الدين أشعري ..
ومنهم:أنّى له الظفر على بني الأصفر .. ألا يراعي ميزان القوة .. ؟! .. ومنهم:
لا جهاد مشروعافي هذا الزمان .. ومنهم:ابن قدامة من الإخوان , (عذرا أقصد من المبتدعة)
لأنه انضوى تحت راية أحد الخلف .. وانزوى عن مذهب السلف ..
ومنهم .. ومنهم (تتبع آحاد "ومنهم" بالتفصيل في سورة التوبة)
وفي خضم هذه النجوى , -
-و"إنما النجوى من الشيطان"-تفطن أمثلهم طريقة ,فقال: يا قوم .. أليس صلاح الدين هو وليّ الأمر .. ؟
وطاعة وليّ الأمر كما في عقيدة الفرقة الناجية
, واجبةٌ في كل أمر-كذا قال-
وما كاد ينهي جملته البريئة (!)
حتى تخطفته أعين شداد وألسنة حداد:
أنت شرنا وابن شرنا .. وسفيهنا وابن سفيهنا .. إلخ
فلما أنكروه نكرهم .. وعقد العزم
على الالتحاق بقافلة الجهاد ..
وكان صاحبنا قد استشهد في الغزو ..
فلما بلغ ندماءه القدامى في بعض وسائل
الإعلام خبرٌ مفاده:الشهيد فلان بن فلان السلفي
انتخوا قلمهم الغِر أن يكتب ردا فقال:
:لا يقال فلان شهيد .. وما هو بسلفي ,
إنما هو خارجي تكفيري ..
غرته هملجة البراذين وطقطقة البغال ..
ومازال هؤلاء ينعقون بما لا يسمعون
.. ويقولون مالا يعلمون ..
وإذا قيل لأحدهم: ها أنتم أولاء وافق كلامكم
كلام اليهود والعملاء .. !
فماذا أنتم قائلون؟
قالوا: هذ من توفيق الله .. حيث أنطق الكفار بالحق ..
وألزمهم رغما عنهم كلمة الصدق ..
ثم توالت الدهور والعصور ..
ووضعت الحرب أوزارها وانفض القتال
عن نصر مؤزر للمؤمنين ..
هنالك , نكسوا على رؤوسهم ..
وجاءوا بقلمهم يجرجر أذيال الخيبة .. ويجرونه
وتواروا عن الأنظار إلى أبد الأبد
فإن الفرحة بإحدى الحسنيين ..
لا يستطعمها إلا من كان
أحد صنّاعها ..
"ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً
بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون* فرحين .. " ..
"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا
هو خير مما يجمعون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد س]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 07:56]ـ
من دروس حرب غزة التي استخلصناها
-أن الحزبية وعدم مشاورة العلماء قبل اعلان الجهاد من اسباب الهزيمة؟؟
-من تعجل الشي قبل أوانه عوقب بحرمانه؟؟؟؟
-عاقبة التعاون مع الروافض كايران وحزب اللات هو كفيل بتعجيل الهزيمة؟؟؟
-انكشف كذب ايران وحزب اللات فاين هي صواريخهم؟؟؟؟
-أعظم درس استخلصناه أن الحل الوحيد هو الرجوع الى ديننا حكاما ومحكومين ..
قتل اليهود الكفرة المجرمين اكثر من 1300 من اخواننا الفلسطينين نصفهم أطفال وجرحا اكثر من 5000 جريح وهدم بيوتهم وقدرت الخسائر أكثر من 1.6 مليار دولار ... ثم تخرج الينا المقاومة بأنها قتل حوالي 49 يهوديا وقد أطلقت حوالي 900 صاروخ .... لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم قتلى هذه المجزرة ويشفى جرحاهم ويصبر اهاليهم ويحفظ حيهم ويهلك عدوهم
ونسأل الله تعالى أن يجعل القتالى من الشهداء .. آمين
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح المسلمين حكاما ومحكومين آمين
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:03]ـ
الله يشفيك يا أخ محمد س
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:09]ـ
الله يشفيك يا أخ محمد س
آمين ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
جوابا على سؤالك أقول:
إن اكبر خدمة نقدمها للقضية -في تصوري- هي اعادتها الى فضائها الواسع والتعامل معها على انها المسؤولية المشتركة لجميع المسلمين على ان نتجاوز في تحركاتنا مسألة التفاعل السلبي وردود الافعال الى عملية طويلة وشاقة من إعادة بناء المقدرات وانتخاب الكفاءات التي تأتمنها الشعوب على اهدافها ولن يتأتى ذلك الا من خلال شحذ الهمم وتوجيه الطاقات لاصلاح نظم التعليم ومناهج التربية وسياسات الاعلام والسعي الى ايجاد البديل الحظاري الملائم من خلال تبصير الأمة بحقيقتها والغاية من وجودها ودعوتها للرجوع الى دينها على الصعيد الفردي والجماعي اما على الصعيد الدولي فمن خلال إحياء فكرة السوق الاسلامية المشتركة التي اثارها يوما الزعيم السياسي التركي (اربكان) مع محاولة ايجاد تكتل عالمي مناهض للاستعمار توفر له كافة الوسائل الدبلوماسية والتمويلية والعسكرية ليشكل بديلا عمليا للامم المتحدة ومجلس الأمن
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:24]ـ
هي أدعياء السلفية ولو لبست عمامة ابن تيمية
انظر للكلام الذي يضرب بعضه بعضا ويخرم أوله آخره
ولتعرفنّهم في لحن القول
من دروس حرب غزة التي استخلصناها ...
-عاقبة التعاون مع الروافض كايران وحزب اللات هو كفيل بتعجيل الهزيمة؟؟؟
-انكشف كذب ايران وحزب اللات فاين هي صواريخهم؟؟؟؟
فهزيمة حماس هي نتاج التعاون (الصاروخي) مع الرافظة في إيران وحزب اللات
ثم يأتي التساءل ولكن أين هذا التعاون (أين الصواريخ) وأين الدعم الإيراني المزعوم لحماس. انكشف كذبهم وبان جبنهم وظهر خسيسهم ليتبجح في جنوب لبنان: نحن مستعدون إن هاجمونا.
ومن الذي زعم التعاون الرافضي الحمساوي إلا هؤلاء أدعياء السلفية!
والآن يتباكون عليهم بدموع التماسيح فحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:27]ـ
من دروس حرب غزة: انكشاف كثير من الأقنعة!
واللبيب بالإشارة يفهم.
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 11:00]ـ
تلامذة العبيكان ينشطون في كل واد، طووا ألسنتَهم عن ذكر الخير ونشروها كمعاول للتهديم.
أهلُ التخاذل والتخذيل .. لا أجرى الله لكم أجرًا
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 03:18]ـ
من دروس حرب غزة
(لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ).
(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ).
(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
حسبنا الله ونعم الوكيل
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فيما رواه أبو داود عن أَبي طَلْحَةَ بْن سَهْلٍ الأَنْصَارِىِّ: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 04:03]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا القاسم.
أيضا موقف نصارى فلسطين أحسن منهم.
ومن أعجب ماقرأت من هؤلاء ماكتبه أبو عبدالباري الجزائري شيخ عندهم
قال: إن هذه عقوبة من الله بسبب أفكار سيد قطب!
وأخذ يشمت فيهم ويدعوهم بالدخول في حزبه لينجوا!
ـ[محمد س]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 10:23]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين بعد
جزى الله خيرا الاخوة على هذه الشماتة والاتهام والاستهزاء ..
وللاسف الشديد نحن في زمن لا نقر بالحقائق على ما هي عليه .. فالهزيمة واضحة وضوح الشمس ثم نعاندها ولا يعجبنا من يصارحون بها لانها لا توافق أهواء أنفسنا المخذرة بسموم كلمات أهل الفتن والعاطفة ....
والمصيبة أكبر عندما ننصحهم بالرجوع الى ديننا حتى يرفع عنا الذل ونحذرهم من التهور والتسرع يتهموننا بأننا اهل تخاذل وتخذيل .. و .. وغيرها من التهم الباطلة التي يستطيعها أي أحد ....
ولكن نعذر قوما أعمتهم الحماسة والعاطفة الغير مضبوطة بالشرع. بل هم في الجهل المركب غارقين ...
والجاهل كما يعلم عدو ما يجهل.
وما حيلتنا تجاه قوم يتبعون أهوائهم في الاستماع الى الحماسة والعاطفة الغير مضبوطة بالشرع الا أن ندعو الله لنا ولهم بان يعلمنا
العلم النافع وان يرزقنا حسن الخلق والتأدب مع العلماء وان يرزقنا التحكم في أهواء أنفسنا في زمن الفتن آمين
جعل الله تعالى سبكم وشتمكم واتهامكم لنا -نحن السلفيين-حسنات لنا يوم القيامة
واذكركم ونفسي بقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: {ومن قال في مؤمن ما ليس فيه؛حبس في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال}
رواه ابوداود والحاكم وهو في السلسلة الصحيحة برقم 437
وأختم بقول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم: {لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأت أمر الله وهم على ذلك} متفق عليه
نسأل الله تعالى ان يرحم قتالى اخواننا في غزة ويجعلهم من الشهداء ويشفى جرحاهم ويحفظ حيهم ويفك أسيرهم و
يصبر أهاليهم ويصلح ولاة أمرهم ويهلك عدوهم ...
ونسأل الله أن يصلح المسلمن حكاما ومحكومين آمين
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - تبين لي أهمية الدعاء بالثبات في الفتن وأن يرزق العبد البصيرة في دينه فقد رأيت ممن كنت أحسبهم على علم ودين من يدعو على حماس بدل أن يدعو لهم بل إنه نسي_ في غمرة حماسه_ أن يدعو على اليهود وأن يدعو للمسلمين من غير حماس بتفريج كربهم.
اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك.
2 - تعلمت أن ميدان العمل غير ميدان الكلام ناهيك عن ميدان الجهاد وكم من عيي اللسان قليل البضاعة في العلم معدود في جملة العوام بذل لله وأرى الله تعالى من نفسه خيرا وكم من فصيح اللسان معدود عند الناس من أهل العلم أو طلابه سقط في الفتنة. فلا هو فعل خيرا فغنم ولا صمت فسلم.
3 - تبين لي أنه ليس من حق العاجزين من أمثالي أن يطلقوا ألسنتهم في المجاهدين بالغيبة والتجريح التي يسميها البعض بيانا للحق وجرحا وتعديلا فلزمت من ثم جادة الأدب وعرفت قدر نفسي.
4 - عرفت صورة جديدة من صور الوثنية يعليها بعض المسلمين تسمى طاعة أولياء أمريكا وإسرائيل وإن ظاهروا على المسلمين وإن قتلوا أولادهم وإن حرموهم الطعام والشراب وإن عطلوا شريعة القرآن وتحاكموا لقانون نابليون فرفضت في نفسي أن يكون هؤلاء أولياء أمري وتوليت الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون
5 أيقنت أن نصر الله قريب بل أقرب مما كنت أصور ولكن خفت ألا أكون من أهله بعد أن أظهرت المحنة عجزى وضعفى وخورى
6 رأيت بعض من تعللوا بالأمس بعدم نصرة حزب حسن نصر لأنهم شيعة فلم ينصرو أهل فلسطين اليوم رغم أنهم سنة فعذت بالله من الهوى
7 - رأيت الخير كل الخير في هذه الأمة المرحومة المباركة فمن داع لإخوانه المسلمين ومن قانت في الصلوات يستمطر النصر من السماء ومن باذل من ماله على قلة يد ومن آباء كرام و امهات خيرات وأخوات فاضلات أجرى بكاؤهن على الخطب الجلل عيني على جمود فيهما وقسوة فى قلبي أعرفها
8 - عرفت يقينا أن غزة تعني العزة وإن لم تذكر ذلك معاجم اللغويين فقد سطرته أيدي المجاهدين وصمود المؤمنين
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 06:20]ـ
علمتني أحداث غزة:
1 - عدم وجود التفاعل الصحيح من بعض طلبة العلم مع أهل غزة وكأن أهل غزة ليسوا جزء من الامة بينما نشاهد أهل البدع ينشطون وهذا مما يؤسف له و الله.
2 - وجود تعصب أعمى للباطل حتى وان كان واضح بطلانه فمع القصف و القتل لايزال البعض يتفوه بالباطل و لايريد التوبة الى الله من بعض الطوام قال عز وجل: ((أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون و لاهم يذكرون)).
3 - وجوب مراجعة الذات و تصحيح الوضع و الرجوع الى الشريعة كما حصل بعد غزوة أحد التي عصى فيها بعض المسلمين امر النبي - صلى الله عليه و سلم-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:34]ـ
شكر الله للإخوة الفضلاء الذين عقبوا بالخير
أما أصحاب الفكر المنحرف الضال
فأسأل الله أن يهديهم ..
وكما قال أخي العزيز جولدن عن ربه
"ولتعرفنهم في لحن القول"
فلا حاجة لتحديدهم(/)
و الله روعة للشيخ وجدي غنيم: لا لليهود قسما سنعود
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 04:48]ـ
http://media.islamway.com/several//anasheed/No_yahood.rm
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 05:12]ـ
الشيخ وجدي غنيم شامة في سماء العزّة(/)
وقفة مع المظاهرات .. مقال للشيخ عبد المنعم الشحات.
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 06:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأتُ هذا المقال في موقع أنا السلفي فأحببتُ مشاركتكم به.
وسوف تجدون أصل المقال هنا. ( http://www.anasalafy.com/play.php?catsmktba=7340)
نص المقال:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فمن المسائل التي اختلفت حولها الفصائل الإسلامية اختلافاً كبيراً مسألة المظاهرات؛ وذلك راجع إلى كونها وسيلة مستحدثة ليس فيها كلام صريح عن أهل العلم السابقين مما اقتضى شيئاً من النظر والتأمل فيها، هذا ويمكن عرض خلاصة لخلاصة ما ذهب إليه كل فريق فيما يلي:
أولاً: مذهب المانعين كحكم:
ذهب بعض أهل العلم إلى المنع من المظاهرات كحكم شرعي ثابت، واحتجوا على ذلك بدليلين:
الأول: أن وسائل الدعوة توقيفية لا يجوز إحداث وسيلة منها بغير دليل، وهو مسلك يميل إليه الشيخ الألباني -رحمه الله- في كثير من المسائل، ومنها مسألة المظاهرات، ويوافقه عليه كثير من تلامذته.
الثاني: أنها تشبه بالكفار؛ حيث أن هذه الوسيلة من الوسائل التي أخذت عن الغرب.
ثانياً: مذهب المانعين لما فيها من مخالفات ولما يترتب عليها من مفاسد:
ذهب بعض أهل العلم إلى المنع منها؛ لما تشتمل عليه من مخالفات؛ ولما يترتب عليها من مفاسد فمن هذه المخالفات:
1 - السب والشتم سواء للكفار أو لبعض عصاة المسلمين، وهو يخالف سلوك المسلم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
ثم إنه غالباً ما يقابل بسبٍ مثلِه في مظاهرات مضادة أو في وسائل الإعلام، وقد قال -تعالى-: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) (الأنعام:108).
2 - تضمنها شعارات مخالفة للإسلام من حيث الأصل، ولا يجوز إطلاقها؛ مثل الحرية التي تعني عند أصحابها حرية كل طرف منها أن يدافع عن عقيدته بما في ذلك الكفار الأصليين والمرتدين.
3 - وتضمنها إتلاف بعض المال العام الذي هو ملك للمسلمين، وليس ملكاً لمن يتظاهر ضده.
4 - خروج النساء على وجه يخالف القرار في البيت، ويزداد الأمر سوءاً باشتراكهن في ترديد الشعارات، وهن مأمورات بعدم الخضوع بالقول، ومنه رفع الصوت حتى منع العلماء من أذانها بصوت مرتفع في بيتها حتى لا يسمعها سامع، بالإضافة إلى ما في ذلك من تعرضهن للخطر كما سيأتي عند ذكر المفاسد.
5 - تضييع الصلاة في جماعة في كثير من الأحيان.
6 - خروج المظاهرات المشتركة بين الإسلاميين وبعض التيارات السياسية المصادمة للمشروع الإسلامي، والذين قد يكونون في كثير من الأحيان أشد خطراً على الأمة من المنكرات التي يجري التظاهر بسببها مع وصف هؤلاء جميعاً بأوصاف المدح كالشرفاء والقوى الوطنية وغيرها.
وأما المفاسد المترتبة عليها فكثيرة، منها:
1 - اندساس بعض المخربين الذين يتعمدون التخريب، وإن لم يكن داخلاً في حسبان منظمي المظاهرات.
2 - المواجهات التي تتم بين المتظاهرين وقوات الأمن، والتي غالباً ما يجري فيها تبادل تهم بشأن من البادئ بها وبعض هذه المواجهات يصل إلى حد سفك الدماء، ويزداد الأمر سوءاً حال خروج النساء في هذه المظاهرات، وفي أحيان كثيرة يحدث أنواع من كشف العورات، وربما ما هو أكثر من ذلك.
3 - وحتى في حال وجود آلية لقياس المصالح والمفاسد عند القائمين بالمظاهرة، فإنهم لا يستطيعون توجيه كل من استجاب لهم، وكم من مظاهرة انسحب منظموها وبقي المتعاطفون معها في مواجهات لم يوطنوا أنفسهم عليها، ولا يعرفون لها أولاً ولا آخراً؛ مما يبقي مرارة في حلوق هؤلاء من الصحوة الإسلامية ككل.
4 - الثمن الذي يدفعه بعض منظمي هذه المظاهرات حتى ممن احتسب ذلك يمكن توجيهه إلى وجهة أخرى أكثر نفعاً للأمة على المدى القريب أو البعيد.
وأما المجيزون للمظاهرات فقد استدلوا على قولهم بأدلة، منها:
الأول: وجود أدلة تفصيلية على جواز المظاهرات، منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- ما رواه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- فيما كان بين عمر -رضي الله عنه- وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (فقلت يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا قال بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم قال فقلت ففيم الاختفاء والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين حمزة في أحدهما وأنا في الآخر له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد قال فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق وفرق الله به بين الحق والباطل) ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة 6531.
2 - حدوث ذلك من العلماء من خروجهم في تلامذتهم للإنكار على بعض العصاة وعلى بعض الأمراء، كما حدث ذلك من شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن غيره مراراً.
الثاني: استدلوا بأن الأصل في الأشياء الإباحة، وعلى هذا فالمظاهرات مباحة، ثم نقلوها من الإباحة إلى المشروعية بقاعدة "الوسائل لها أحكام المقاصد"، وقد ذكروا للمظاهرات مقاصد شرعية يمكن إجمالها في المقاصد الآتية:
الأول: البيان، من إنكار منكر، أو التذكير بحق إخوة في الدين في بلد آخر أو نحو ذلك.
الثاني: الإعلام، لإرسال رسالة إلى العالم الخارجي بردود الفعل الغاضبة تجاه جرائمهم في حق المسلمين.
الثالث: الضغط، ويعنون به الضغط على الأنظمة الحاكمة لاتخاذ قرار معين في صالح الإسلام، وإرسال رسالة لهم بأن هذا مطلب عام.
وسوف نرتب النظر في المسألة على النحو التالي:
أولاً: النظر في ادعاء وجود أدلة تفصيلية على مشروعية المظاهرات:
1 - ادعاء وجود نص خاص في مسائل المظاهرات فيه نوع كبير من التوسع، لاسيما وأن أثر خروج المسلمين في مكة في صفين يحتاج إلى إثبات صحته قبل اعتماده أحد أدلة الأحكام، ثم إذا صح فغاية ما فيه أنهم خرجوا من دار الأرقم بن أبي الأرقم إلى المسجد، وليس في مكة آنذاك سلطة حاكمة بالمعنى المعاصر، ولم يكن في الأمر تجمهر ولا هتاف، ولا شك أن في قياس المظاهرات المعاصرة على هذه الواقعة توسع كبير، وإلا فأصحاب هذه المظاهرات ينكرون على من يرى أن الاجتماع في المساجد -بل وفي غيرها-، وبيان ما يجب بيانه كافٍ في تحقيق المقاصد التي يقصدون إليها بلا مفاسد.
2 - وكذلك الحال بالنسبة لخروج العلماء في جماعات للإنكار على الولاة أو على العامة، وهي صور تحتاج أيضاً إلى إعمال ضوابط المصلحة والمفسدة،
فحصل من ذلك عدم وجود أدلة تفصيلية تفيد مشروعية المظاهرات.
أولاً: النظر في أدلة القائلين بالمنع ابتداءاً:
1 - أما المنع منها بعلة كونها تشبه بالكفار فغير سديد؛ لأن المظاهرات -إذا لم يوجد مانع شرعي آخر منها- تصنف ضمن الأنظمة الإدارية، التي يمكن الاقتباس فيها من الكفار.
2 - وأما المنع منها بعلة أن وسائل الدعوة غير توقيفية.
فالصواب في هذه المسألة -بإذن الله-: "أن الوسائل لها أحكام المقاصد"، مع ضرورة إضافة قيد في غاية الأهمية لم يذكره العلماء لوضوحه، ولكنه في زماننا يحتاج إلى أن يظهر، وهو قيد الإباحة، فتكون القاعدة: "الوسائل المباحة لها أحكام المقاصد".
وممن نص على أهمية هذا القيد في زماننا العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- حيث يقول: "ليس للوسائل حد شرعي، فكل ما أدى إلى المقصود فهو مقصود، وما لم يكن منهياً عنه بعينه، فإن كان منهياً عنه بعينه فلا تقربه، فلو قال: أنا أريد أن أدعو شخصاً بالغناء والموسيقى لأنه يطرب لها، وليستأنس بها، وربما يكون هذا جذباً له، وأدعوه بالغناء والموسيقى هل يبيح له ذلك؟ لا، لا يجوز أبداً. لكن إذا كانت الوسيلة لم يُنه عنها ولها أثر فهذه لا بأس بها، فالوسائل غير المقاصد، ليس من اللازم أن ينص الشرع على كل وسيلة بعينها، يقول هذه جائزة وهذه غير جائزة، لأن الوسائل لا حصر لها، ولا حد لها، فكل ما كان وسيلة لخير فهو خير" (لقاءات الباب المفتوح 15/ 549).
فإذا تبين عدم وجود دليل تفصيلي، وفى ذات الوقت عدم وجود حاظر يمنع من المسألة كحكم انحصر الأمر في النظر في المخالفات وقياس المصالح والمفاسد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغني عن الذكر أن ما سبق وأسلفناه من المخالفات، ومن المفاسد المترتبة على المظاهرات يكفي بعضها في المنع منها، فكيف بمجموعها؟ بل إن هذه المفاسد يأتي بها المنع من هذه المظاهرات، حتى لو سلمنا لهم أن عليها أدلة تفصيلية؛ لأن غايتها أن تكون إحدى وسائل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، التي تحتاج إلى النظر في المصالح والمفاسد، حتى ولو كان الأصل فيها المشروعية.
فإن قال قائل: ألا يتصور وجود مظاهرات عارية عن هذه المخالفات وعن تلك المفاسد؟
قيل: نعم يتصور، وحينئذ سيكون الحكم الجواز، إلا أننا في المسائل الواقعية نراعي الواقع الذي نعيشه، مع التنبيه على أن هذا من باب الفتوى لا من باب الحكم.
والواقع الذي نعيشه لا نكاد نرى منه مظاهرات عارية عن هذه المخالفات.
وإذا فرضنا جدلاً أن المظاهرات عرت عن المخالفات الاختيارية، فماذا عن المفاسد الاضطرارية التي غالباً ما تؤول إليها كثير من المظاهرات؟
ومع ذلك فنقول إذا (افترض) الخلو من الموانع فالإجابة (المفترضة) آنذاك أنها جائزة.
ومما يعزز اختيار المنع وجود وسائل أخرى تتحقق معها المصالح المرجوة من وراء المظاهرات.
ويتضح ذلك من مراجعة تلك المصالح المرجوة، هذا بعد استبعاد مصلحة الضغط التي لا وجود لها في القاموس السياسي للعالم الثالث، والتي غالباً ما تأتي محاولات الضغط فيها بهذه الصورة إلى نتيجة عكسية.
وأما مصلحة البيان والإعلام فيتحقق بوسائل أخرى لا خلاف على مشروعيتها، منها الكلمة المسموعة والمكتوبة، ففي ذلك فرصة كافية للتوضيح والبيان، بصورة يخاطب القلب والعقل، وتتكون فكرة مستقرة في وجدان المتلقي بخلاف الهتافات الحماسية التي ينطفئ لهبها بمجرد انتهاء المظاهرة، بل ربما شارك المشارك في المظاهرة وهو متلبس بمظهر من مظاهر المعصية كشرب الدخان وتبرج النساء، وربما مرت المظاهرات على جموع من الجالسين على المقاهي وهم مشدودين إلى كراسيهم وأعينهم مسمرة على تلفازهم مما قد ينقل صورة إعلامية سلبية.
نقول هذا مع التسليم بوجود فرق في المساحة الإعلامية بين الخطب والدروس والمحاضرات من جهة وبين المظاهرات من جهة أخرى إلا أن هذا الفرق لا يرقى إلى احتمال المفاسد المترتبة على المظاهرات.
ثم إن الفارق آخذ في التقلص بعد الفضائيات والإنترنت، بحيث أن جمهور الشوارع الذي يراد للمظاهرات أن تصل إليه يصل إليه الإنترنت والفضائيات، مع التركيز والوضوح والبناء كما أسلفنا.
ومن أغرب ما تستمعه من اعتراض على هذا الطرح قول بعض المؤيدين للمظاهرات: أما عندكم غير الكلام؟
وهذا الشعور الذي يتشبع به بعض منظمي المظاهرات من أنهم كأنهم زاحموا المجاهدين كتفاً بكتف لمجرد هتافهم "افتحوا باب الجهاد" (1) يتسرب إلى المشاركين بصورة أو بأخرى، فيحصل لديهم قدر من الشعور بالرضا عن النفس، فلا يحاولون أن يفعلوا شيئاً مما يطالبهم به أصحاب الطرح الآخر من التوبة والرجوع إلى الله، والحرص على معاني الولاء والبراء وإشاعة ذلك في الأمة. وهذه المفسدة تعتبر في حد ذاتها أحد أبرز مفاسد المظاهرات.
إن المظاهرات لا تعدوا أن تكون كلاماً مجتزءاً لا يفيد معنى تاماً، وهو من هذه الحيثية أقل نفعاً من المحاضرات بكثير، فهو كلام قليل النفع، ويبقى نقطة تميزه الرئيسة ليس في كونه ليس بكلام، ولكن في دائرة انتشاره، وقد ذكرنا أن هذه الفائدة لا تقارن بالمفاسد المترتبة عليه، كما أن الفرق بينها وبين الخطبة والدرس في هذا الباب في سبيله إلى التقلص.
ويبقى في هذا الباب نصيحة أخيرة:
وهي أن مسألة المظاهرات ونحوها من المسائل التي نشب الخلاف فيها منذ فترة طويلة، وذهب كل فريق فيها إلى ما يراه، وعلى كل عاقل أن يعرف الحجة الشرعية فيما يعتقد ويعمل، ولا يكتفي بتقليد من يظن بهم الخير، ولكن لا داعي لتحويل كل أزمة عامة من الأزمات التي يلزم فيها توجيه النصح لعموم الأمة، وتثبيت قلوبهم أمام ما يجدون من فتن إلى ساحات جدل "عقيم" بين أبناء الصحوة الإسلامية.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) وممن لفت الانتباه إلى خطورة الحرث في البحر عن طريق المظاهرات التي تطالب بما يوقن منظموها أنه لن يحدث د. عبد العزيز كامل في مقال له على موقع "لواء الشريعة" بعنوان: "يا أصحاب الحجة والبيان ... لا تخطئوا العنوان! ".
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 06:28]ـ
للأسف وأنا أتصفح المجلس وجدتُ أن الموضوع مكرر فقد سبقني أحد الإخوة إلى وضعه، فيرجى حذفه.
وما أردتُ إلا الإفادة والاستفادة!
وأعتذر عن الإزعاج.(/)
سماحة العلامة الوالد الشيخ الفوزان: ما يجب علينا فعله نحو الأحداث المروعة
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 12:27]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
ما يجب علينا فعله نحو الأحداث المروعة
لسماحة شيخنا الوالد العلامة بقية السلف الصالح: صالح بن فوزان آل الفوزان
تلم بالمسلمين في الوقت الحاضر أحداث مروعة من تسلط الأعداء عليهم من كل جانب:
[حرب في أفغانستان، حرب في العراق، حرب في فلسطين، حرب في لبنان] والذي نسمعه ونقرأه من خطبائنا وكتابنا كله صب للوم على الأعداء وتجريم أفعالهم وشكاية منهم.
وهذه الأمور لا شك فيها. ولكن هل يرتدع العدو الكافر بهذه الصيحات؟ الكفار من قديم الزمان يريدون محو الإسلام من الوجود.
كما قال تعالى: ? وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ? ولكن الشأن ماذا أعد المسلمون لمقابلتهم وصد عدوانهم؟ إنه يجب عليهم:
أولا:
النظر في واقعهم نحو دينهم وتمسكهم به فإن ما أصابهم إنما هو بسبب تفريطهم في دينهم. وفي الأثر: [إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني]، وماذا حصل لبني إسرائيل عندما تخلوا عن دينهم وأفسدوا في الأرض، سلط الله عليهم كفار المجوس فجاسوا خلال الديار كما ذكر الله ذلك في أول سورة الإسراء. وتوعدهم الله أنهم إن عادوا لحالتهم أعاد الله عليهم النقمة. فلابد أن نراجع واقعنا ونصلح ما ما فسد من أمرنا نحو ديننا فسنة الله لا تتغير، وقد قال تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ?.
ثانيا:
علينا أن نعد العدة التي نواجه بها عدونا كما قال تعالى: ? وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ?، وذلك بتكوين الجيوش والأسلحة المناسبة والقوة الرادعة.
ثالثا:
اجتماع كلمة المسلمين على عقيدة التوحيد وتحكيم الشريعة والالتزام بالإسلام في كل أمورنا من معاملات وأخلاق وتحكيم لكتاب الله وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ودعوة إلى الله بعلم وبصيرة وإخلاص.
قال تعالى: ? وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ?، وقال تعالى: ? وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ?.
ولا يمكن الاجتماع مع الاختلاف في العقيدة وفي المقاصد والأهداف حتى تكون العقيدة سليمة والأهداف موحدة لنصرة الحق وإعلاء كلمة الله.
وليت الخطباء والوعاظ يركزون في خطبهم ومواعظهم على هذه المعاني مع التنديد بالعدو والمعتدي وبيان مقاصده الخبيثة وأنه لا يقصد إضعاف المسلمين ونزع ثرواتهم فقط وإنما يقصد بالدرجة الأولى فساد عقيدتهم وصرفهم عن دينهم حتى يتسنى له تقطيع أوصالهم. هذا ما أحببت التنبيه عليه حيال هذه النوازل المروعة.
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
نشر هذا المقال في موقع الشيخ بتاريخ: 08/ 08/2006
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 12:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله سماحة شيخنا صالح بن فوزان آل الفوزان و امد في عمره لخدمة الاسلام و المسلمين
بالنسبة للواجبات الثلاثة
فالاولى والثالثة: الحمد يوجد في الامة من حققها و في استعداد للمواجهة و جبهات الجهاد تدل لى ذلك
اما الثانية: تكوين الجيوش والأسلحة المناسبة والقوة الرادعة
السؤال المطروح كيف السبيل لذلك؟
و الشيخ قالها منذ سنتين:كم اعددنا خلالها لحد الان؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 10:26]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب عن هذا الامام.
ابو نذر, الظاهر بأنك لا تفقه الواقع , واعذرني!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 10:35]ـ
شذى الجنوب تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 222
المواضيع: 31
مشاركات: 191
ثلاث مشكلات عالمية يعانيها المسلمون .. يقول العلامة الشنقيطي حلها في القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
--------------------------------------------------------------------------------
يعاني المسلمون ومنذ عقود طويلة حالة من الانحطاط والذل والضعف والخور .. لم يمروا بمثله ممنذ بزوغ فجر الإسلام، اللهم إلا ما كان في عهد الفجرة الفاطميين الذين استباحوا الدماء واستحلوا الحرم وذبحوا الحجيج!!
وقد ذكر العلامة الشنقيطي المتوفي عام 1393 هـ في تفسيره أهم المشكلات التي يعانيها المسلمون –وهي سبب انحطاطهم- وذكر طرق حلها من القرآن، وقد وجدت كلامه نفيسا مفيدا مضيئا؛ فرأيت أن أنقله لكم من باب التذكير ولشدة الحاجة إليه .. علنا ننتفع به وننفع سوانا ..
يقول رحمه الله:
ومن هدي القرآن للتي هي أقوم هديه إلى حل المشاكل العالمية بأقوم الطرق وأعدلها ونحن دائماً في المناسبات نبين هدي القرآن العظيم إلى حل ثلاث مشكلات هي من أعظم ما يعانيه العالم في جميع المعمورة ممن ينتمي إلى الإسلام تنبيهاً بها على غيرها
المشكلة الأولى:
هي ضعف المسلمين في أقطار الدنيا في العدد والعدد عن مقاومة الكفار وقد هدى القرآن العظيم إلى حل هذه المشكلة بأقوم الطرق وأعدلها فبين أن علاج الضعف عن مقاومة الكفار إنما هو بصدق التوجه إلى الله تعالى وقوة الإيمان به والتوكل عليه لأن الله قوي عزيز قاهر لكل شيء فمن كان من حزبه على الحقيقة لا يمكن أن يغلبه الكفار ولو بلغوا من القوة ما بلغوا*، فمن الأدلة المبينة لذلك أن الكفار لما ضربوا على المسلمين ذلك الحصار العسكري العظيم في غزوة الأحزاب المذكور في قوله تعالى) إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الاٌّ بْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَاْ هُنَالِكَ ابْتُلِى َ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً (كان علاج ذلك هو ما ذكرنا فانظر شدة هذا الحصار العسكري وقوة أثره في المسلمين مع أن جميع أهل الأرض في ذلك الوقت مقاطعوهم سياسة واقتصاداً؛ فإذا عرفت ذلك فاعلم أن العلاج الذي قابلوا به هذا الأمر العظيم وحلوا به هذه المشكلة العظمى هو ما بينه جلَّ وعلا (في سورة الأحزاب) بقوله: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُواْ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيماً)
فهذا الإيمان الكامل وهذا التسليم العظيم لله جلَّ وعلا ثقة ًبه وتوكلاً عليه هو سبب حل هذه المشكلة العظمَى، وقد صرح الله تعالى بنتيجة هذا العلاج بقوله تعالى: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَى ْءٍ قَدِيراً)
وهذا الذي نصرهم الله به على عدوهم ما كانوا يظنونه ولا يحسبون أنهم ينصرون به وهو الملائكة والريح قال تعالى: (ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَة َ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا)،
ولما علم جلَّ وعلا من أهل بيعة الرضوان الإخلاص الكامل ونوه عن إخلاصهم بالاسم المبهم الذي هو الموصول في قوله: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَة ِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ (أي من الإيمان والإخلاص كان من نتائج ذلك ما ذكره الله جلَّ وعلا في قوله: (وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَى ْءٍ قَدِيراً) فصرح جلَّ وعلا في هذه الآية بأنهم لم يقدروا عليها وأن الله جلَّ وعلا أحاط بها فأقدرهم عليها وذلك من نتائج قوة إيمانهم وشدة إخلاصهم؛
(يُتْبَعُ)
(/)
فدلت الآية على أن الإخلاص لله وقوة الإيمان به هو السبب لقدرة الضعيف على القوي وغلبته له (كَم مِّن فِئَة ٍ قَلِيلَة ٍ غَلَبَتْ فِئَة ٍ كَثِيرَة ً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (وقوله تعالى في هذه الآية (لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا) فعل في سياق النفي والفعل في سياق النفي من صيغ العموم على التحقيق كما تقرر في الأصول؛ فقوله (لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا) في معنى لا قدرة لكم عليها وهذا يعم سلب جميع أنواع القدرة لأن النكرة في سياق النفي تدل على عموم السلب وشموله لجميع الأفراد الداخلة تحت العنوان كما هو معروف في محله،
وبهذا تعلم أن جميع أنواع القدرة عليها مسلوب عنهم ولكن الله جلَّ وعلا أحاط بها فأقدرهم عليها لما علم من الإيمان والإخلاص في قلوبهم
(وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)
المشكلة الثانية:
هي تسليط الكفار على المؤمنين بالقتل والجراح وأنواع الإيذاء مع أن المسلمين على الحق والكفار على الباطل، وهذه المشكلة استشكلها أصحاب النَّبي فأفتى الله جل وعلا فيها وبين السبب في ذلك بفتوى سماوية تتلى في كتابه جلَّ وعلا، وذلك أنه لما وقع ما وقع بالمسلمين يوم أحد فقتل عم رسول الله وابن عمته ومثل بهما وقتل غيرهما من المهاجرين وقتل سبعون رجلاً من الأنصار وجرح صلى وشُقَّت شفته وكسرت رباعيته وشج صلى استشكل المسلمون ذلك وقالوا كيف يدال منا المشركون ونحن على الحق وهم على الباطل ا فأنزل الله قوله تعالى (أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَة ٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَاذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ) وقوله تعالى (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ) فيه إجمال بينه تعالى بقوله: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِى الاٌّ مْرِ وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الاٌّ خِرَة َ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ)
ففي هذه الفتوى السماوية بيان واضح لأن سبب تسليط الكفار على المسلمين هو فشل المسلمين وتنازعهم في الأمر وعصيانهم أمره صلى وإرادة بعضهم الدنيا مقدماً لها على أمر الرسول صلى وقد أوضحنا هذا في سورة (آل عمران) ومن عرف أصل الداء عرف الدواء كما لا يخفى.
المشكلة الثالثة:
هي اختلاف القلوب الذي هو أعظم الأسباب في القضاء على كيان الأمة الإسلامية لاستلزامه الفشل وذهاب القوة والدولة كما قال تعالى (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)، فترى المجتمع الإسلامي اليوم في أقطار الدنيا يضمر بعضهم لبعض العداوة والبغضاء وإن جامل بعضهم بعضاً فإنه لا يخفى على أحد أنها مجاملة وأن ما تنطوي عليه الضمائر مخالف لذلك،
وقد بين تعالى في سورة (الحشر) أن سبب هذا الداء الذي عَمت به البلوى إنما هو ضعف العقل قال تعالى: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) ثم ذكر العلة لكون قلوبهم شتى بقوله (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ) ولا شك أن داء ضعف العقل الذي يصيبه فيضعفه عن إدراك الحقائق وتمييز الحق من الباطل والنافع من الضار والحسن من القبيح لا دواء له إلا إنارته بنور الوحي لأن نور الوحي يحيا به من كان ميتاً ويضيء الطريق للمتمسِّك به فيريه الحق حقاً والباطل باطلاً والنافع نافعاً والضار ضاراً قال تعالى (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِى النَّاس كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ) وقال تعالى (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ ءامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) ومن أخرج من الظلمات إلى النور أبصر الحق لأن ذلك النور يكشف له عن الحقائق فيريه الحق حقاً والباطل باطلاً وقال تعالى (أَفَمَن يَمْشِى مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِى سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) وقال تعالى (وَمَا يَسْتَوِى الْأعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِى الْأَحْيَآءُ وَلاَ الْأَمْوَاتُ (وقال تعالى) مَثَلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَ عْمَى وَالْأَ صَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الإيمان يكسب الإنسان حياة بدلاً من الموت الذي كان فيه ونوراً بدلاً من الظلمات التي كان فيها.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 11:46]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب عن هذا الامام.
ابو نذر, الظاهر بأنك لا تفقه الواقع , واعذرني!
اولا لم تجيبوني عن اسئلتي الواضحة الحقيقة الجواب سهل جدا:
لم نعد و لن نعد و واقعنا يشهد بذلك [بالنسبة لدعاة الاعداد]
الواقع جلي في وضح النهار
الامة اليوم فيها طائفة من الصالحين المستعدين للعودة الى الجهاد و الغزو و العدة متوفرة و الواقع يشهد بذلك قوله تعالى: ? وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ?
و باقي الامة بين عاص و ضعيف ايمان الله جل جلاله لم يطالبنا بانتظار هؤلاء حتى يصلحوا
فمتى استعدت الطائفة قامت بالواجب
و النبي صلى الله عليع و سلم قال:
لا تزال طائفة من أمتي منصورين .. » الحديث
صحيح: رواه ابن ماجه، وابن حبان، وانظر "الصحيحة": (1962)، و"صحيح الجامع": (7293)
وفي رواية: «قاهرين لعدوهم .. »
صحيح: رواه مسلم، وانظر "مختصر مسلم": (1096)، و"الصحيحة": (1108)، و"صحيح الجامع": (7296)
وفي رواية: «يُقاتِلون عَلى الحقِّ، ظاهرينَ على مَن ناوأهم، حتّى يقاتل آخرُهم الدجالَ»
صحيح: رواه أحمد وأبو داود والحاكم، وانظر "المشكاة": (3819)، و"الصحيحة": (1959)، و"صحيح الجامع": (7294)
مروراً بكل الدجالين من أمثال "شارون" و"بوش" و"بريمر".
الطائفةُ: الجماعة من الناس وتقع على الواحد كأَنه أَراد نفساً طائفة؛ وسئل إسحق بن راهويه عنه فقال: الطائفةُ دون الأَلف وسَيبْلُغ هذا الأَمرُ إلى أَن يكون عدد المتمسكين بما كان عليه رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وأَصحابه أَلفاً يُسَلِّي بذلك أَن لا يُعْجِبهم كثرةُ أَهل الباطل.
النبي صلى الله عليه و سلم لم يقل كل الامة بل فئة قليلة من الامة تقاتل حتى يقاتل اخرها الدجال
فنحن لا نطالب كل الامة بل خيرتها المخلصة و لو كانت قليلة
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله، وبعد:
قال الشوكاني في نيل الأوطار (5/ 318): عن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله؛ أنزل الله بهم بلاء فلا يرفعه حتى يراجعوا دينهم" رواه أحمد، وأبو داود ولفظه: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم". الحديث أخرجه أيضاً الطبراني وابن القطان وصححه، قال الحافظ في بلوغ المرام: ورجاله ثقات.
شرح الحديث: قال الرافعي: وبيع العينة هو أن يبيع شيئاً من غيره بثمن مؤجل، ويسلمه إلى المشتري، ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن نقد أقل من ذلك القدر. انتهى.
قوله: "واتبعوا أذناب البقر" المراد: الاشتغال بالحرث، وفي الرواية الأخرى: "وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع"، وقد حُمِلَ هذا على الاشتغال بالزرع في زمن يتعين فيه الجهاد.
قوله: "وتركوا الجهاد". أي المتعين فعله.
قوله: "ذلا" بضم الذال المعجمة وكسرها، أي صغارا ومسكنة، وسبب هذا الذل -والله أعلم- أنهم لما تركوا الجهاد في سبيل الله الذي فيه عز الإسلام وإظهاره على كل دين؛ عاملهم الله بنقيضه، وهو إنزال الذلة بهم، فصاروا يمشون خلف أذناب البقر بعد أن كانوا يركبون على ظهور الخيل التي هي أعز مكان.
قوله: حتى ترجعوا إلى دينكم: فيه زجر بليغ لأنه نَزَّلَ الوقوع في هذه الأمور منزلة الخروج من الدين. والله أعلم.
قال تعالى:
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِ?لْجُنُودِ قَالَ إِنَّ ?للَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي? إِلاَّ مَنِ ?غْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَ?لَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا ?لْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ ?لَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ ?للَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ ?للَّهِ وَ?للَّهُ مَعَ ?لصَّابِرِينَ}
اخوتي من الافضل لكم الا تتكلموا بهذا الكلام فانتم من حيث لا تشعرون تطمئن الاعداء بان الامة
مستمرة في نومها و تضعفوا نفوس المؤمنين المستعدين للمواجهة
اقل القليل ان كنتم غير مقتنعين و غير قادرين انصحكم ان لا تتكلموا حنى لا تكونوا ممن يصد عن سبيل الله
اعتبروا يا اولي الالباب
اتركوا الاشراف يدافعوا عن اعراضهم
اللهم اجعلنا منهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:48]ـ
ابو نذر, الظاهر بأنك لا تفقه الواقع , واعذرني!
صدقت و الله.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:54]ـ
اجتماع كلمة المسلمين على عقيدة التوحيد وتحكيم الشريعة والالتزام بالإسلام في كل أمورنا من معاملات وأخلاق وتحكيم لكتاب الله وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ودعوة إلى الله بعلم وبصيرة وإخلاص.
قال تعالى: ? وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ?، وقال تعالى: ? وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ?.
ولا يمكن الاجتماع مع الاختلاف في العقيدة وفي المقاصد والأهداف حتى تكون العقيدة سليمة والأهداف موحدة لنصرة الحق وإعلاء كلمة الله.
[/ center]
صدق الشيخ في تشخيص الواقع المر
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:55]ـ
صدقت و الله.
شهادة زور.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:57]ـ
فائدة في ذم التعصب:
قال العلامة الشوكاني رحمه الله:
" فإن الرجل قد يكون له بصيرة و حسن إدراك ومعرفة بالحق ورغوب إليه فيخطئ في المناظرة , ويحمله الهوى ومحبة الغلب وطلب الظهور على التصميم على مقاله , وتصحيح خطئه , وتقويم معوجه بالجدال والمراء , وهذه الذريعة الإبليسبة والدسيسة الشيطانية قد وقع بها من وقع في مهاو من التعصبات, ومزالق من التعسفات عظيمة الخطر مخوفة العاقبة"
أدب الطلب الشوكاني ص 110 - 111 بواسطة مجلة الإصلاح العدد 8 ص 95
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:58]ـ
شهادة زور.
كيف شهادة زور؟؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:58]ـ
ابو نذر, الظاهر بأنك لا تفقه الواقع , واعذرني!
فقه الواقع عند أصحاب هذه العبارة تكافيء "الرضى بالواقع"، اعذرني!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 03:02]ـ
لا عذر للكثير منذ أكثر من 80 سنة إلا التخاذل بعذر الواقع، يا أيها الناس! الواقع يحتاج إلى تغيير، لا تقرير .... صدق الله: (وتودّون أن غير ذات الشوكة تكون لكم).
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 03:03]ـ
فقه الواقع عند أصحاب هذه العبارة تكافيء "الرضى بالواقع"، اعذرني!
ليس شرطاً أن يكون هذا المقصود بل المقصود تصحيح هذا الواقع المزري و العودة الى تحكيم الشريعة.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 03:27]ـ
يا ابو ريان,
اقول: اعط القوس باريها, ولا تأتي بكلام حق وتضعه في غير موضعه!
والا كنت كما قال علي رضي الله عنه: (كلمة حق اراد بها باطل)! "او كما قال"
او كما في حديث
أخرجه الإمام أحمد ـ واللفظ له ـ، والبزار، وابن بطة في "الإبانة"، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ". ولفظه عند البزار (305): "حذرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: كل منافق عليم اللسان". والحديث أخرجه ابن حبان، والطبراني في "الكبير"، والبزار، عن عمران بن حصين، ولفظه عند ابن حبان: "أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان". ورمز له شيخنا بالصحة في "الترغيب والترهيب". " منقول".
# عندي سؤال ينهي الجدال, لك وللشهري هداه الله,
وهو:
@ من له الحق ان يتكلم في باب العمومات؟
هل يجوز لغير المجتهد او طلبة العلم الراسخين, ان يتكلموا في هذا الباب؟!
# روي عن الامام الشافعي رحمه الله انه قال: (لو سكت الذين لا يعلمون لسقط الخلاف).
وقيل: (ان من اعظم البلية تشيخ الصحفية)!
وللمزيد انظر كتاب التعالم للشيخ بكر ابو زيد رحمه الله.
@- قاعدة سلفية كان ولا يزال احد مشايخنا-حفظه الله- يلقنا اياها,
وهي: (استدل ثم اعتقد, لا ان تعتقد ثم تستدل)!
يعني: اجمع النصوص ووفق بينها ثم اعتقد, لا ان تعتقد ثم تجمع النصوص لتمشيها على هواك!!
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 07:41]ـ
من: يا ابو ريان؟
ـ[ابو نصار]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 10:53]ـ
أسأل الله أن يحفظ لنا الشيخ / صالح الفوزان و بقية علماءنا
فوالله كم من فتنة. . لولا الله ثم هم لكان ما كان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:39]ـ
عدم الجواب ليس هروبا يا أخي
فلسنا في مناظرة ..
ليتك تهدأ .. وتخفف من وطأة النقاش
هل هناك تيار معروف بالخزي والعار
نعتهم كيت وكيت وينتسبون للسلف أم لا؟
إن قلت لا .. فهي مكابرة كبيرة ..
وإن قلت نعم .. فسمّهم ما شئت ..
وشخصيا أسميهم أدعياء السلفية
وهو اسم لطيف جدا لأنهم يستحقون شيئا آخر
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:39]ـ
لقد بلغ السيل الزبى حقا ....
العلامة المحقق محمد امان الجامي -رحمه الله - من العلماء و الأئمة المدافعين للعقيدة السلفية، و القامعين للبدعة و المبتدعة رغم أنوف الجاهلين ....
أثنى عليه كبار الإئمة في عصرنا منهم:
سماحة الوالد المربي الإمام عبد العزيز بن باز -حمة الله عليه -
سماحة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الالباني -رحمة الله عليه -
سماحة الإمام المحقق الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمة الله عليه -
سماحة الإمام الجهبذ حماد الانصاري -رحمة الله عليه -
العلامة الفقيه صالح الفوزان -حفظه الله - وهو من اكثر الناس حبا للشيخ أمان -رحمة الله عليه -
شيخنا العلامة المحقق البليغ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمة الله عليه - وله مع الشيخ جلسة عليمة جميلة ...
سماحة الوالد ريحانة المدينة عبد المحسن العباد البدر -حفظه الله -
شيخنا عبد الكريم بن ناصر العقل -حفظه الله -
ولقد حدثنا مشايخنا ممن حضر وفاة الشيخ أمان -رحمه الله - أنه كان في فراشه ينازع الموت ويوصينا {عليكم بالعقيدة عليكم بالعقيدة} .....
أما الذين يطعنون في الشيخ -رحمة الله عليه - فهؤلاء أجزم قطعا أنهم من أبعد الناس عن العلم و أدبه، ولا يعرفون من محكمات الشرع إلا الشيء النزر، وحكمهم في الدنيا الحبس أو التعذيب.
وأوصي الإخوة أن لا يبالوا بالغثاء، وأن لا يستخفهم الذين لا يوقنون ...
ولي وقفة مع هؤلاء الجهلاء ....
وحسبي الله ونعم الوكيل
صدقت والله يا أخي .. وقد استمعت لشرحه للعقيدة الواسطية فوجدته متميزا، بل قد وجدت فيه فوائد قل أن أجدها عند غيره، وأذكر أني كنت أحمل المجموعة في معرض للكتاب والشريط الإسلامي فشاهدتني إحداهن وقالت لي هاه إذن أنت جامية؟؟!! ولا حول ولا قوة إلا بالله،
مع أن الشيخ توفي وأنا في المرحلة الثانوية!! ولم اعرف عنه شيئا إلا بعد وفاته بسنين، بل لم أعرفه إلا بعد سماعي لشرح الواسطية، ثم حرصت على سماع دروسه العلمية المسجلة .. وانتفعت بها كثيرا،
وأختنا الأمل الراحل حتما لا تقصد الشيخ، ربما تريد المتعصبين من اتباعه ممن اتخذوا الجرح منهجا لهم فأساءوا للشيخ.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:39]ـ
والله يا أخي اعتبرها عجز أو هروب أو اللي تبي ... لسنا مكلفين بالرد عليك .. أو على مَن ديدنهم إسقاط (المجاهدين) وتأليب الناس عليهم .....(/)
حال الأخذ عن المبتدعة الذين لهم شرف الدعوة و التأليف: كلام للعلامة عبد الكريم الخضير
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 01:08]ـ
الإنصاف حال الأخذ عن المبتدعة الذين لهم شرف الدعوة و التأليف دون غيرهم من المبتدعة العصريين
*****
قد يقول قائل
إن قراءتنا لمثل هذا الكتاب ترويج لكتب المبتدعة
الجويني من رؤوس الأشعرية
-كما هو معروف-
ومن المنظرين في المذهب والقائمين عليه -من أئمتهم-
لكنه رجع عن مذهبه
والكتاب في الجملة خالٍ عن البدعة
وعلى طالب العلم أن يكون منصفاً في أقواله وأحكامه على الناس، فالحق يقبل ممن جاء به، نعم
إذا وجد نظيره لشخصٍ لم يتلبس بشيءٍ من المخالفات،هذا هو الأصل
كما أن الأصل في الرواية أن تكون عن سنيٍّ لم يتلبس ببدعة
لكن إذا لم يوجد هذا الحديث وهذا الخبر إلا عند من رمي بنوعٍ من البدعة
فتحصيل مصلحة رواية هذا الخبر وحفظه للأمة مقدمة على هجر هذا المبتدع وترك الرواية عنه وكتب السنة
-بما في ذلك الصحيحين-
طافحة بالرواية عن المبتدعة
فالحق يقبل ممن جاء به
وتفصيل رواية المبتدع وقبولها أو ردها
مبسوط في كتب علوم الحديث
والذي دعانا إلى ذلك أن مؤلف هذا الكتاب كان متلبساً ببدعة
وبعض الإخوان
-وهذا من شدة حرصهم وغيرتهم على السنة ولا يظن بهم إلا خيراً-
يرى أن يهجر كل ما جاء عن المبتدعة
ولهم في ذلك سلف
الإمام مالك -رحمة الله عليه-
لا يجيز الرواية عن مبتدعٍ البتّة
إماتة لذكره وإخماداً لبدعته
لكن واقع كتب السنة كصحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتب السنة المعتمدة خُرِّجَ فيها لكثير من المبتدعة
وذكرنا أن تحصيل الفائدة المرتبة على الخبر الذي جاءنا من طريق هذا المبتدع
-الذي هو ليس من الغلاة في بدعته ولا يدعو إليها-مقدم على مصلحة إماتته وإخماد بدعته.
http://www.khudheir.com/ref/1142/****
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:35]ـ
تنبيه
الذي يقرأ كتب المبتدعة ويستفيد منها يجب أن يكون من طلاب العلم و المحصلين، أما من عاميا أو في حكم طلاب العلم فهذا لايحق له الاطلاع على كتب المبتدعة بأي حال من الأحوال، وإذا سولت له نفسه واطلع فهو آثم قال -تعالى - {ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة} فنهى الله -تعالى- عن أن يلقي الإنسان نفسه إلى التهلكة، وقرأة كتب المبتدعة إلقاء المرء نفسه في التهلكة.
و الله المستعان
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 10:36]ـ
الإنصاف حال الأخذ عن المبتدعة الذين لهم شرف الدعوة و التأليف دون غيرهم من المبتدعة العصريين
*****
1 - لا أدري ما السبب الذي يجعلنا نفهم كلامه كما عنونت له.
2 - للشيخ كلام كثير في الذين تدعي أنهم مبتدعة عصريون لكنه بخلافك يعتبرهم مشايخ ودعاة
فلم تحاول إسقاط كلامه العام على واقعنا بدلا عنه.(/)
قناة*العربية* تخبر اسرائيل عن منصات الصواريخ
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 02:22]ـ
عرض موقع صحيفة "هاآرتس" الصهيونية شريطًا مسجلاً يرجح أنها حصلت عليه من قناة العربية الفضائية، بزعم أنه دليل على إطلاق فصائل المقاومة صواريخ من جوار المبنى الذي تعرض لقصف صهيوني، والذي يضم مكتب القناة.
ويظهر التسجيل الذي التقط في اليوم الخامس للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، مراسلة قناة العربية "حنان المصري" خلال حوار مع طاقم القناة، حيث يخبرها زملاؤها أن صاروخ جراد انطلق من مكان قريب من العمارة، وتقول المراسلة: "كأنَّ الصاروخ انطلق من تحت العمارة تقريبًا- كأنه انطلق من تحت المكتب- صوته عالٍ اعتقدت أنه غارة- هل يطلقوه من تحت المكتب؟ ".
والشريط المسجل التُقط من السطح العلوي لبرج الشروق الذي يضم مكاتب صحافية عالمية، والذي قصفته قوات الاحتلال خلال العدوان الصهيوني بزعم أن نيرانا صدرت من جواره.
ونشر موقع الصحيفة العبرية التسجيل على أنه دليل على إطلاق فصائل المقاومة صواريخ من جوار المبنى الذي تعرض للقصف. واعتبرته دليلا على ادعاءات جيش الاحتلال وتبريرًا لعملية القصف.
وتزعم صحيفة "هاآرتس" أن مواطنا صهيونيًا سجل الشريط وسلمه للصحيفة. إلا أن مصادر إعلامية في غزة نفت وجود "إسرائيليين" في البناية المشار إليها ورجحت أن تكون الصحيفة قد حصلت على الشريط من قناة العربية ذاتها.
تشكيك في مصداقية مراسلي "العربية" بغزة:
وكان مراقبون لتغطية قناة العربية لأحداث المجزرة الصهيونية المتواصلة في قطاع غزة، قد شككوا في كون مراسلي القناة في غزة قد يكونون يقومون بمساعدة الاحتلال في عدوانه الغاشم على القطاع المحاصر.
وشككت وسائل إعلام ومواقع إنترنت فلسطينية وعربية في كون مراسلي قناة العربية قد يكونون يذيعون إحداثيات القصف "الإسرائيلي" أولاً بأول؛ مما يساعد القوات "الإسرائيلية" على إعادة التصويب، مشيرين إلى أنه إذا كانت البناية التي تعرضت للقصف في غزة خالية سارع مراسلو العربية إلى الإشارة إلى ذلك، وإذا كان الهدف غير مهم نبه المراسلون إلى ذلك.
المحطة حددت هدفًا لقوات الاحتلال:
وقالت المصادر إن الأمر قد بلغ بالمحطة التي تبث من المدينة الإعلامية في دبي بالإمارات العربية المتحدة، أن حددت هدفًا لقوات الاحتلال قالت إنه قريب من مكاتبها.
ويؤكد المراقبون أن محطة العربية يبدو أنها قد تحاول تبرئة "إسرائيل" من الاتهامات التي غالبًا ما تُكال إليها من قِبَل مراسلي المحطات الأخرى.
وأشاروا في هذا الصدد إلى أنه عندما أشارت محطة الجزيرة إلى أن "إسرائيل" قصفت مسجدًا في القطاع سارعت العربية إلى نفي ذلك والقول إن القصف أصاب مبنىً قريبًا يُعتقد أنه محل للحدادة تستخدمه حماس وليس مسجدًا.
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 06:37]ـ
قاتل الله قناة العربية الأمريكية العميلة!
ـ[محمد س]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 11:39]ـ
هل يصدق هذا من جريدة يهودية كافرة تمارس حرب اعلامية على أخواننا في فلسطين والدول العربية؟؟؟
وهل هذه القناة -ليس دفاعا عنها- هي الوحيدة التي نقلت الاخبار عن رجال المقاومة وهي ترمي الصواريخ على الكفار اليهود؟؟؟
ما تقولون عن قنوات أخرى تنشر صور لرجال المقاومة وهم يطلقون الصواريخ على العدو الكافر؟؟؟ ..
لا نكون أغبياء ونصدق كل ما يقال لنا في وسائل الاعلام اليهودية المجرمة الا تعلمون ان في الحروب يوجد مصطلح الكذب ..
لا حل لنا الا بالرجوع الى ديننا هذه الحقيقة ..
أما مشاهدة وسائل الاعلام وتبادل التهم لافائدة منه .. لان هذه الوسائل تسيرها ايادي خفية طبقا لاهدافها وان زعموا أن تقول الحقيقة
واكررها مرة أخرى
لا حل لنا الا بالرجوع الى ديننا حتى يرفع عنا هذا الذل المقيت
ـ[عبدالله قاسم]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 11:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
الحمدُ لله وكفى والصلاةُ والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،،
أما بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
منذ سقوط الخلافة العثمانية آخر دولة حكمت بالإسلام نظاما ومنهاج حياة والأمة الإسلامية تتعرض لحملات تضليل وتشويه هائلة تريد أن تقضي على أفكار المسلمين النقية الصافية وتلويثها بأفكار الغرب العفنة لطمس هوية المسلمين وسلخهم عن دينهم وأمتهم، حتى يظلوا رهن الهيمنة الأجنبية الاستعمارية، وبعد أن تلوث وجه أمريكا القذر أصلا بحروبها وجرائمها بحق المسلمين في كل مكان أرادت أن تحسّن صورتها في العالم بشكل عام وفي الشرق الأوسط بشكل خاص فأنفقت مئات الملايين لذلك، ومن أجل تحقيق ذلك كان لا بُدّ من استخدام وسائل وأدوات متعددة كان أبرزها وسائل الإعلام.
ولما كان الإعلام اليوم بأشكاله ووسائلة المتعددة والمتطورة والحديثة له ما له من التأثير والفعالية في بث السموم الفكرية والسياسية من خلال الغزو الفكري والأخلاقي الواسع الذي له خطورة أكبر من الغزو العسكري، و في احتكار المعلومات والوثائق وفبركتها وصياغة الأحداث والأخبار ونشر البرامج التي تتوافق مع أهداف ومصالح الدول التي تتبع لها تلك الوسائل الإعلامية، كان لا بُدّ من وقفة فاحصة ودقيقة ومتأنية لما يبثه هذا الإعلام المأجور لتمييز الخبيث من الطيب وبيان الحقائق الصحيحة،، وفي إطار عملنا في شبكة الناقد الإعلامي التي منّ الله علينا بها لنقد تلك الوسائل الإعلامية ومتابعتها بما فيها القنوات الفضائية وكشف التدليس والتضليل والكذب والتعتيم الذي تمارسه بحق الأعمال التي تهدف لإعادة عزة المسلمين وهيبتهم وكرامتهم السليبة عن قصد ومدى كذب أخبارهم التي أقرّ به الساسة الغربيون أنفسهم، ففي مقابلة صحفية مع بريجنسكي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون أجرتها معه قناة (سي إن إن) قبيل حرب الخليج الأولى حيث قال: " أنا آخذ فقط 20% من الأخبار السياسية المنشورة في الجرائد والتلفاز، أما الثمانون بالمائة الباقية فإنها ببساطة كذب وتضليل ".
ولذلك فإننا نضع تحت المجهر هذه المرة قناة من أكثر القنوات العربية انتشاراً ومشاهدة ومتابعة وكذلك أكثرها خبثاً وتضليلاً وخطراً
وهي قناة العربية الفضائية ..
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/d/d2/Alarabiya.jpg
تعريف بقناة العربية
قناة العربية هي قناة بث فضائية تنطق باللغة العربية وتبث من المدينة الإعلامية في دبي، في الإمارات العربية المتحدة. وهي إحدى قنوات مجموعة مركز تلفزيون الشرق الأوسط MBC ، وتهتم هذه القناة بالأخبار السياسية والرياضية والاقتصادية بالإضافة إلى البرامج التحليلية واللقاءات مع كبار الشخصيات السياسية وغير السياسية وكذلك البرامج الوثائقية، وقد بدأت البث في 3 مارس 2003.
تولّى إدارة القناة حين إنشاءها صالح القلاب وزير الإعلام الأردني السابق، حيث بدأت تغطية الحرب على العراق. ثم تولى الإدارة الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد بعد أن ترك رئاسة تحرير جريدة الشرق الأوسط و ذلك بعد مرور عام على تأسيس القناة، وبحسب دراسة ميدانية أجرتها مؤسسة إبسوس ستات المتخصصة في أبحاث الإعلام المرئي علي عينة من سكان ومواطني المملكة العربية السعودية بين 28 يونيو و 1أغسطس 2006 حظيت قناة العربية بأعلى نسبة مشاهدة من بين القنوات الإخبارية في العينة التي شملتها الدراسة.
وبحسب الدراسة قامت بها Allied Media فإن عدد مشاهدي قناة العربية يقدر بـ 23,396,120 مشاهد بينما عدد مشاهدي قناة الجزيرة يقدر بـ 53,208,177 مشاهد.
تمويل القناة
يقوم بتمويل قناة العربية التي هي إحدى مجموعة قنوات MBC رجل الأعمال السعودي وليد الابراهيم وبما تجده كذلك رعاية رجال الأعمال في الخليج، وكان رأس مال مركز تلفزيون الشرق الأوسط عند إنشائه قرابة 300 مليون دولار .. وميزانيته السنوية قرابة 60 مليون دولار و ذلك منذ أكثرمن15سنة.
ويعتبر وليد الابراهيم المالك والمدير التنفيذي للمجموعة
قطاع العمل: تسويق وإعلام
دخل حديثاً لائحة أريبيان بزنس لأثرياء العرب. تقدر ثروته بـ 2.3 مليار دولار.
تم تكريمه من قبل الملتقى الإعلامي العربي للعام 2007. وليد الإبراهيم صهر الملك فهد بن عبد العزيز، وهو من أغنى أغنياء العائلة المالكة.
برامج وأنشطة القناة
(يُتْبَعُ)
(/)
تبث القناة الأخبار السياسية، كما تسلط الضوء على الأخبار الاقتصادية و أسواق الأسهم الخليجية والعربية وتتابعها بالبث والتحليل اليومي المباشر، ومن خلال برنامجي "محفظة استثمارية " و"مستشارك المالي". و كانت قد بثت في يناير 2006 على مدى 12 حلقة المراحل الأخيرة لمسابقة رواد الأعمال العرب، التي يعتقد أنها أول مسابقة للمستثمرين الشباب في العالم العربي.
من أنشطتها الأخرى:
* دعت القناة في سبتمبر 2005 إلى ندوة لمناقشة دور الإعلام الاقتصادي في عملية التطوير والتوعية الاقتصادية.
* أسست القناة برنامج "العربية" لإعداد وتأهيل كفاءات إعلامية على المستويين المهني والتقني، و ذلك في يونيو 2006.
* أقامت ملتقى تحت شعار: "تحديات العمل الإعلامي بين الجامعة والميدان"،حيث تناول الملتقى دور كل من الجامعة والمؤسسات الإعلامي في تعليم وتدريب وتطوير الكفاءات الإعلامية.
* أعلنت قناة العربية عن ملتقاها الإبداعي الاول الذي أقيم في شهر مايو 2007 لصناعة الأفلام الوثائقية والذي يهدف لدعم هذه الصناعة في العالم العربي للمحترفين والهواة، اضافة إلى تشجيع الشباب العربي على التعاطي مع انتاج الأفلام الوثائقية كواحد من ابرز مجالات الابداع والابتكار الاعلامي.
أهم برامج القناة
تبث قناة العربية جميع برامجها حسب توقيت جرينتش
توقيت السعودية: جرينتش + 3
توقيت الإمارات: جرينتش + 4
اسم البرنامج: أضاءات - مقدم البرنامج: تركي الدخيل - الوقت: 14:05 كل جمعة
اسم البرنامج: بالعربي - مقدمة البرنامج: جزيل خوري الوقت: 22:05 كل خميس
اسم البرنامج: بانوراما - مقدمات البرنامج: نجوى قاسم / منتهى الرمحي - الوقت: 22:00 من السبت الى الأربعاء
اسم البرنامج: روافد - مقدم البرنامج: أحمد علي الزين - الوقت: 20:30 كل جمعة
اسم البرنامج: السلطة الرابعة - مقدمة البرنامج: جزيل حبيب - الوقت: 20:14 من السبت الى الأربعاء
اسم البرنامج: صناعة الموت - مقدمة البرنامج: ريما صالحة - الوقت: 22:05 كل جمعة
اسم البرنامج: محطات - مقدم البرنامج: ريما مكتبي - الوقت: 20:30 كل خميس
اسم البرنامج: مشاهد وآراء - مقدم البرنامج: ميسون عزام - الوقت: 23:05 كل خميس
والعديد من البرامج الأخرى المتنوعة،، ولكننا سنلقي الضوء هنا على إحدى هذه البرامج والذي يعد من أخطر ما تبث قناة العربية وهو
برنامج صناعة الموت
مقدمة البرنامج: ريما صالحة
قالوا ليست الحرب والسلام سوى فكرة تبدأ في عقول أصحابها، لتصنع الحرب الموت كما يصنع السلام الحياة.
من هنا كان برنامج صناعة الموت، الذي تبثه قناة العربية، فكرة أعدها وساقها المركز مهموماً وكاشفاً لكيفية صناعة الموت عند جماعات التطرف الديني والفكر الإرهابي، ومجيبا على السؤال: كيف أدمن البعض صناعة الموت وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً؟
يعد برنامج صناعة الموت من أكثر البرامج التي أحدثت جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض لما يحتويه من أفكار وأهداف ومضامين حيث أنه يبحث في أمور وحوادث القتل والتفجيرات والعمليات التي تحدث في البلاد العربية والإسلامية وكذلك في الدول الغربية ويبحث في هوية المنفذين ودوافعهم وانتماءاتهم،و الملاحظ أن البرنامج في معظم حلقاته يركز على نشاط الحركات الاسلامية وخاصة الحركات السياسية ومنها القاعدة وغيرها من الحركات الإسلامية ..
ويناقش برنامج "صناعة الموت" على قناة العربية موضوع الإرهاب من مختلف جوانبه ويتصدى بالدراسة والتحليل لهذه الظاهرة وأسبابها الاجتماعية والاقتصادية والدينية وكذلك السياسية.
وتعتمد حلقات البرنامج على مواد فيلمية ووثائقية نادرة إضافة إلى لقاءات مع ضيوف بالاستوديو وعبر الأقمار الاصطناعية. كما يقدم إحصاءات وبيانات باستخدام الجرافيك والوسائل البصرية الأخرى. ويعتمد البرنامج على تحديد عنوان رئيسي تدور حوله كل حلقة ومن ضمن هذه العناوين "من التجنيد إلى التوبة"، "استبداد الأنظمة وخلق الإرهاب"، "الضحايا"، "الفن ومكافحة الإرهاب" و"الفتاوى الدينية المرتبطة بالإرهاب".
(يُتْبَعُ)
(/)
ودارت أول حلقة بدأ بها قبل عام عن "أغلى ثلاثة مطلوبين في العالم" وهم ثلاثي تنظيم القاعدة الأشهر، أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي، وبعد مضي قرابة العام على هذه الحلقة، أصبح رأس البرنامج "مطلوبا" عبر رسائل تهديد مكررة باستهداف مقدمته أو مواد تنشر بنفس المضمون على مواقع جهادية ومنتديات إلكترونية، وذلك بسبب تسليط البرنامج الضوء على ظاهرة الإرهاب، وأسلوب عمل التنظيمات "الجهادية" المسلحة.
و السؤال الذي يطرح نفسه هو: لم التركيز هنا في هذا البرنامج على الحركات الاسلامية بالذات؟؟؟
أين هذا البرنامج والقائمين عليه مما تفعله يهود في أهل فلسطين وأين هم من جرائم الروس في الشيشان و جرائم أمريكا وبريطانيا وحلفائها في أفغانستان والعراق؟؟!!
لم يتم التركيز على الموت الذي يدّعونه وينسبونه للمسلمين في حين يتم التغاضي عن الموت الرهيب الذي أذاقته أمريكا لأطفال ونساء وشيوخ وشباب المسلمين؟؟؟
ومن الامثلة على حلقات هذا البرنامج ما بثته مؤخراً، حلقة بعنوان:" كيف أدارت القاعدة أمورها؟ " حيث تحدثت مقدمته ريما صالحة بمقدمة افتتاحية للحلقة فقالت:" القاعدة في العراق سنوات ملطخة بلون الدماء ورائحة البارود ودوي الأحزمة المفخخة، ورغم أن صناعة الموت ما زالت تزدهر في بلاد الرافدين إلا أن التقارير القادمة من العراق تبشر بانحسار ملحوظ في نفوذ القاعدة وتحوّلها من موقف الهجوم إلى مواقف الدفاع بعد أن سقطت معاقلها ومناطق نفوذها واحدة بعد الأخرى. هل حقاً توارت القاعدة عن المشهد العراقي لتدخل في ذاكرة التاريخ؟ "
فيا هل تُرى من المُستفيد الأول والأخير من انحسار نفوذ القاعدة وانتهائها؟؟؟ وهل القاعدة بنظرهم عدوة لأمريكا أم لقناة العربية؟؟!!!
وهل ما قاله علي بريشة، معد البرنامج للعربية. نت: "برنامجنا متوزان جدا ونحاول أن نكون موضوعيين قدر الإمكان فنحن تحدثنا عن الفوارق بين المقاومة والإرهاب وتحدثنا كذلك عن الاحتلال"فيه ذرة واحدة من الصدق والموضوعية؟؟؟
علماً أن المذيعة ريما صالحة مقدمة البرنامج كان آخر ما تعرضت له هي قصيدة تحمل إساءات جنسية إضافة إلى تحريض صريح على القتل نشرت عبر موقع حواري تابع لقناة الجزيرة، وأثار نشر هذه المادة ردود فعل واسعة داخل الأوساط الإعلامية والصحافيين والمواقع والمنتديات الإلكترونية التي تداولت الخبر بشكل واسع، مستنكرين أن تسمح مؤسسة إعلامية بنشر مثل هذه التهديدات والإساءات الشخصية إلى زميلة في مؤسسة أخرى.
بعض العناوين التي تظهر مدى الحقد على الإسلام والمسلمين في هذا البرنامج:-
* هل يتسرب التطرف إلى البراعم البريئة في المدارس؟
* من يمول الإرهاب؟
* آسيا الوسطى .. المنطقة المخبأة لمراحل التطرف المقبلة
وهنا المزيد ( http://www.almesbar.net/Media02.html)
السياسة الإعلامية وأكثر تركيز العربية عل الجوانب التالية:-
إن المتتبع لقناة العربية يجد أنها عربية الاسم عبرية الفكر وأمريكية التوجه وليس لها هم الا بيان النقط السوداء بالمجتمع الاسلامي وما تركيزها على المرأة وأخبار الفاحشة بالمجتمع الا أكبر دليل على ما نقول، كما أنها تركز على الأمور التالية:-
* المرأة والدعوة لخروجها من المنزل وتقدمها وتطورها فضلاً عن تقديمها بصورة رأسمالية بشعة كلبس مذيعاتها الفاحش المُظهر للعورات وخاصة في برنامج صباح العربية و برنامج نقطة نظام وغيرها.
* إظهار المسلمين على أنهم أصوليون وإرهابيون ومتطرفون كما هو الحال حين استخدامها لمصطلحات (قتلى وعمليات انتحارية وكلمة إرهاب) كما في برنامج من العراق وصناعة الموت ومحطات والانتحاريات،و يتذكر المواطنون العرب الذين تابعوا فضائح هذه القناة المشبوهة الدور الرخيص الذي مارسه مراسلها في بغداد المدعو " سعد السيلاوي " , ويتذكرون المشهد المخزي للسيلاوي حين عرضت " العربية " لقطة لجندي اميركي يضع قدمه على رأس مواطن عراقي, فبدل ان يعلق السيلاوي على تلك الجريمة ويفضح الممارسات الاجرامية للاحتلال, ذهب الى المواطن, ورأسه ما زال تحت بسطال الاميركي, ليسأله: هل انت من فدائيي صدام, وهي محاولة استخبارية خبيثة تطوعت بها العربية لتبرير فعل الجندي الاميركي المجرم بحق مواطن عراقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
* قوة الغرب وخاصة أمريكا وتظهر القوات الأمريكية بالصديقة والحريصة على نشر الحرية في العراق وأفغانستان ويقوم مراسلوها باستضافة الناطقين باسم قوات الاحتلال في العراق وأفغانستان ويعملون تقارير من داخل المعسكرات والبوارج الامريكية ويتعمدون إظهار القوات الأمريكية يتجولون بحرية في العراق وكأن الامن مستتب والاحوال على ما يرام مثل برنامج مهمة خاصة و مشاهد وآراء و حرب القرن 21 وغيرها، وقد كشف تقرير رهيب عن مدى تدعيم قناة العربية للوجود الأمريكي في العراق فجاء فيه:
- جاء في التقرير الأخير أن العربية كانت رائدة في نقل أحداث العنف في العراق ولكن بعيون أمريكية
- التقليل نسبيا من مشاهد وأخبار المدنيين العراقيين المصابين اثر الهجمات الأمريكية.
- التقليل من مشاهد وأخبار وأثار الهجمات التي تقوم بها المقاومة العراقية ضد قوات التحالف لإبقاء الروح المعنوية عالية لدى مؤيدي الاحتلال.
- تضخيم أخبار إصابة المدنيين العراقيين من آثار عمليات المقاومة لإثارة الحنق والكراهية ضد الفئات المقاومة.
- والتضخيم من عمليات الجيش الأمريكي وأثرها ضد المقاومة في محاولة لهزيمة المقاومة معنويا ويكتفى كمثل على ذلك الاستشهاد بتغطية العربية لمأساة أبو غريب حيث كان الخبر لا يذاع كخبر أساسي في اليوم الأول بل كان الخبر الثاني أو الثالث حتى مرور 12 ساعة إخبارية حيث رأى المسئولون في العربية أنهم عكس جميع المحطات العالمية الإخبارية التي جعلت خبر اكتشاف عمليات تعذيب وإهانة الخبر الأول فاضطرت العربية حينذاك أن تجعله الخبر الأول .. ولكن عالجت العربية هذه المأساة الأمريكية التي لا يمكن تجاهلها بالتقليل ولو نسبيا منها وأيضا ببث عدة برامج في الأيام اللاحقة عن أعمال العنف التي مارسها نظام صدام سابقا للتغطية على الفضيحة الأمريكية رغم أن المتابعة والإحصائيات الرقمية كما ونوعا تشير أن صحيفة الشرق الأوسط كانت أكثر وسيلة إعلام عربية تمجد وتدافع عن صدام وجرائمه ونظامه حتى تاريخ نشوب الحرب الخليجية الثانية.
* أسواق المال والأعمال من خلال نشراتها الأقتصادية المكثفة وبرامجها حيث تعمل على نشر قذارات النظام الأقتصادي الرأسمالي بفكره الآسن العفن المخالف للشريعة الإسلامية مثل برنامج مستشارك المالي الذي لا يكترث بالاحكام الشرعية بالنسبة للبورصة وبيع وشراء الاسهم ويتناولها من ناحية رأسمالية بحته وبرنامج دنيا المال ومال وأعمال وغيرها.
* الدعايات المغرضة المقصودة فبالنظر الى الدعايات التي تبث على هذه القناة يلاحظ أنها فعلا وبلا ادنى شك اداة بيد امريكا، فكثير من تلك الدعايات مثلا تكون موجهة للمسلمين في العراق بأن يكونوا جواسيس مخبرين بحجة القبض على " الارهابيين"!! والابلاغ عن اي شخص يريد ان يقوم بعملية ضد الجيش الامريكي!!!
ومن تلك الدعايات والاعلانات ايضا ما يكون للترغيب بان يعمل أبناء المسلمين في العراق مع الجيش العراقي الحالي الذي ما أنشيء اصلا الا لحماية الامريكان وليكون رأس حربة في مواجهة المسلمين هناك والقضاء على كل من يقول ربي الله!!
بالأضافة إلى الدعايات التي تستقبل بها شهر رمضان المبارك وتظهر مدى التربص للإسلام وعقيدة أهله بالترويج للمسلسلات الهابطة والمسلسلات التي تشغل الأمة عن قضاياها المصيرية ( http://www.alarabiya.net/articles/2007/09/07/38808.html) .
* ومن سياساتها الخبيثة طرحها المستمر لمناقشة القضايا الخلافية التي تطالب الإدارة الأمريكية بتغييرها عبر برامج مختلفة تحت ستار حرية الرأي على الاستفتاء وخصوصاً الأحكام الشرعية المعلومة من الدين بالضروروة،، كما طرحت مثلاً انقسام المشاركين باستفتاء "العربية. نت" حول تحري هلال رمضان حيث أن % فضلوا الرؤية الشرعية و38% فضلوا جمعها مع الحساب الفلكي.
وكان كذلك من نوعية الاستفتاءات التي طرحتها:
فكان دليلاً دامغاً وقاطعاً على خبث هذه القناة.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وأما إجرام قناة العربية الكبير فهو يتمثل بإساءاتها المتكررة للإسلام وحُرماته ومُحرماته وتجنيها الواضح على دين الله تعالى ومجاهرتها بذلك، حيث روجت قناة العربية لإحدى الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،، ففي المادة الاشهارية التي تروج من خلالها قناة العربية لبعض كلمات ملك السعودية أثناء افتتاحه للمؤتمر العالمي لحوار الأديان في مدريد، ترى على الشاشة إحدى الرسوم المسيئة للرسول الكريم، نعم قناة العربية و بكل وقاحة و خبث توصل ذلك الرسم إلى كل من يشاهدها سواء عرف ذلك أم لم يعرف.
وكان آخر إساءاتها الدنيئة عبر مذيعها الديوث عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وهو يستهزئ بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم
حيث بثت القناة (الصهيو صليبية) الإخبارية وفي صباح يوم الجمعة وفي لقاءات مع أشخاص من جنوب العراق من منطقة تسمى (الأهواز)، وكان عنوان البرنامج (أهواز العراق ريام في مملكة الماء)، وبينما مراسل العربية المدعو / ناجح محمد علي جالس على المائدة بطريقة ساخرة يقول:
(من أطعم إخوانه صلت عليه الملائكة إلا جبريل يظل واقفا)
قيل: لم ظل جبريل واقفا يارسول الله؟؟؟
قال: (ينتظر الشاي) .. !!!!! ثم تبادلوا الضحك والسخرية،،،
ثم قال المذيع: (أخيراً رواه مسلم .. مو أنا مسلم .. هذا حديث صحيح)
و هذه صوره للمذيع الديوث ..
مقطع الفيديو الذي يتحدث فيه المذيع سوّد الله وجه ووجه الحاضرين الذين لم يغاروا على دينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم
http://www.liillas.com/salameh/salameh/10.wmv
العربية نت .. ترويج للفضائح وإشاعة للفاحشة ( http://www.alarabiya.net/)
إن المتابع لموقع العربيه نت سيجد أنه من أكثر المواقع التي تحرص على نشر المواضيع الهابطة والساقطة وترويج المفاسد، كما أنه يواظب على بث الفتاوى الغريبة على مقياس الغرب وبث سموم النصارى وأحقادهم وتظهر المجتمع وكأنه متخلف و أنه مليء بالرذيلة والانحطاط، وعناوينها مستفزة ومهينة في كثير من الأحيان،، حيث من الأمثلة الكثيرة التي لا يمكن حصرها على عناوين هذه الراذائل ما يلي
وكذلك:-
* مفكر إسلامي يبيح الزوجة "العشيقة" لتفادي منع التعدد في الغرب.
* سعوديات يقبلن على رقصات غربية بالصالات الرياضية بحثا عن الرشاقة.
* جدل في السعودية بشأن فتيات يغيرن جنسهن دون وجود دافع صحي.
* معهد فرنسي يفتح فرعا بالرياض لتعليم السعوديات "اصول الموضة".
* مظاهرات بصور مهند ونور في "مارينا" بمصر ردا على إمام مسجد.
* لاجئات عراقيات يبعن أجسادهن بسوريا ومعظم زبائنهن خليجيون.
* القبض على مصري مارس الفاحشة مع ابنته 4 سنوات بمعرفة والدتها.
وغيرها الكثير الكثير من هذه الفظائع وكأنهم يغفلون عن قول الله عزّ وجل: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.
وهذه أبرز التقارير التي تكشف عوار هذه القناة الخبيثة التي تستحق أن يطلق عليها
http://www.free ... s.com/taash/al3arabya/Arabiya0.gif
تقرير يفضح الدور الخبيث لقناة العربية
http://www.free ... s.com/taash/index.htm
دراسة أمريكية تتساءل: قناة "العربية" تخدم سياسات من؟
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=15823&pg=24
حقائق فظيعة وخطيرة عن قناة العربية و شبكة الام بي سي .. هام و سري
http://majdah.maktoob.com/vb/majdah18926/
مهند الخطيب الإعلامي السابق في العربية يكشف خفايا القناة وعمالتها
http://naqed.info/forums/index.php?showtop...hl= قناة+ال عربية ( http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=111&hl= قناة+العربية)
قناة العربية والدور الاعلامي المشبوه
http://www.mehrnews.com/ar/NewsDetail.aspx?NewsID=703626
أخطر تقرير سري امريكي عن قناة العربية وصحيفة الشرق الاوسط ... المهمة القذرة كما رسمت في واشنطن
http://el-3amal.com/news/news.php?i=12896
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد،، فإن الناظر المنصف لواقع الإعلام اليوم وتحديداً الإعلام العربي بما يقدم ويبث وينشر ليرى من أمره العجب العُجاب، وليرى كم هو بعيد كل البعد عن روح وفضائل الإسلام والعقيدة الإسلامية، بل سيرى مدى العداء الكامن فيه للإسلام والمسلمين كما هو الحال في قناة العربية التي كشفنا اللثام عن وجهها القبيح.
فمن ناحية نراه يكرّس الدعوة للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتقبُّبل هذه الجرثومة السرطانية كأمرٍ واقع من خلال الاستضافة المتكررة للمسؤولين والشخصيات الإسرائيلية الذين أوغلوا قتلاً وتدميراً في المسلمين وانحيازها المفضوح لخدمة الغرب الكافر المستعمر،، ومن ناحية أخرى نراه يعكف على بث ونفث سموم أفكاره ومفاهيمه وثقافته التي تناقض العقيدة الإسلامية، ليربي جيلاً تابعاً له بثقافة أجنبية دخيلة على الأمة كالدعوة لأفكار الوطنية والقومية والديمقراطية وأفكار مكافحة التطرف والإرهاب والأصولية كذلك الدعوة للعلمانية البغيضة التي تكرّس فصل الدين عن الحياة والدولة وبالتالي الاكتواء بويلات المبدأ الرأسمالي العفن الذي هو وبال على أهله قبل غيرهم.
كذلك نرى حرص هذا الإعلام على إفساد وتخريب وتدمير أخلاق المسلمين وعقائدهم وجرح الحياء لديهم بالترويج المستمر والخبيث لمفاهيم السفور والإباحية والاختلاط بين الجنسين والخلاعة ولا أدلّ على ذلك من عرض قناة العربية لبعض اللقطات الدعائية والإعلانية الهابطة والأخبار الفنية التافهة وظهور المذيعات على شاشتها كاسيات عاريات بلا أدنى حياء أو خجل.
وأخيراً،، من اكثر المغالطات التي نجدها في وسائل الإعلام الظالم اليوم والتي تجعل الحليم حيرانا ن هي الازدواجية في التعامل مع الأحداث وعرضها، ففي حين نراه يهب ويستنفر ويحشد طاقاته الإعلامية ومراسليه لحدوث تفجير في الكيان الصهيوني على سبيل المثال لا الحصر فيشرع في التحليلات والتكهنات ومعرفة الأسباب والنتائج والدوافع ويكثر من الاستضافات ويمضي الساعات الطوال في ذلك، ولكننا نراه في المقابل يصم أذنيه ويُعمي بصره عن أخبار وفعاليات ونشاطات حملة الدعوة العاملين لنهضة أمتهم وإعادتها كما كانت خير أمة أخرجت للناس، حيث قاموا هذا العام كما في الأعوام السابقة بفعاليات وأعمال عظيمة في ذكرى هدم الخلافة في مشارق الأرض ومغاربها في فلسطين ولبنان واليمن وباكستان واندونيسيا وماليزيا وكينيا والهند والقرم في أوكرانيا واستراليا وبريطانيا وغيرها حتى باتت أعمالهم تقضُّ مضاجع الساسة في البيت الأسود وجبابرة الغرب وباتت مراكز أبحاثهم تعقد المؤتمرات وتصدر التقارير في محاولة يائسة منها للتصدي لفكرة قد آن أوانها، ولكن هذا الإعلام بتضليله ومكره أبى أن ينبس ببنت شفة إنصافاً لهذه الأعمال.
فيا أيها الإعلام يا من كنت وجهاً لعملة واحدة مع الحكام لقد كسرت فكرة الخلافة بفضل الله تعالى ثم بفضل العاملين المخلصين لها ظلمة تعتيمك وطوق حصارك وقريباً بإذن الله سيعلم أهل الإعلام كيف سيكون الإعلام الصادق، قال تعالى: وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً.
الحمدُ لله رب العالمين
أعد هذا التقرير مجموعة الإذاعة والتلفزيون.
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5325
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 03:08]ـ
هل يصدق هذا من جريدة يهودية كافرة تمارس حرب اعلامية على أخواننا في فلسطين والدول العربية؟؟؟
وهل هذه القناة -ليس دفاعا عنها- هي الوحيدة التي نقلت الاخبار عن رجال المقاومة وهي ترمي الصواريخ على الكفار اليهود؟؟؟
ما تقولون عن قنوات أخرى تنشر صور لرجال المقاومة وهم يطلقون الصواريخ على العدو الكافر؟؟؟ ..
لا نكون أغبياء ونصدق كل ما يقال لنا في وسائل الاعلام اليهودية المجرمة الا تعلمون ان في الحروب يوجد مصطلح الكذب ..
لا حل لنا الا بالرجوع الى ديننا هذه الحقيقة ..
أما مشاهدة وسائل الاعلام وتبادل التهم لافائدة منه .. لان هذه الوسائل تسيرها ايادي خفية طبقا لاهدافها وان زعموا أن تقول الحقيقة
واكررها مرة أخرى
لا حل لنا الا بالرجوع الى ديننا حتى يرفع عنا هذا الذل المقيت
جزاك الله خيراً، ولا أصدق أن تتخلى الجريدة اليهوديةعن (انتمائها) اليهودى وتفضح مصدراً مهماً للجيش الإسرائيلى.
وهذا ليس دفاعا ًعن قناة العربية.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 05:29]ـ
أحسن الله إليك أخي الفاضل ... موضوع رهيب ... لكن! مامدى صحة نسبة الرسالة لصحابها الأستاذ مهند ونشكره على الشجاعة ....
ثم من خلال هذا الموضوع تستطيعون أن تحمدوا ربكم على قناة الجزيرة ومواقفها الوطنية ... (ابتسامة)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:18]ـ
بورك فيكم على هذا الطرح الثري أحب أن أقول"
ان معركتنا اليوم اعلامية ولمعرفة الغرب بالمعركة راحوا يستأجرون قنوات عربية تبث لهم مايريدون
ويروجون لقيمهم ويغزون بها عقول المسلمين,
لذا لانعجب حينما يثني بعض المسئولين الامريكيين لقناة الحرية ويقولون انها فعلت شيئا لم يكن بقدرة الامريكيين ان يفعلوه لأنها تتكلم بلسان عربي مبين.
ولعلكم تذكرون خطاب بوش في بداية غزوه للعراق لما بثت المقاومة صورا لها في نكا يتها بالعدو
وبثت ذلك بعض القنوات العربية فاتى التحذير من بوش تعلوه نبرة الغضب فاستجابت له قناة العربية وماكان لها ان تعصي ولى امرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حفصاوي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 12:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله العظيم 99 في المائة من الردود التي شاركت بها في (العربية نت) في شتى المواضيع و التعليقات لم تنشر
فحسبنا الله و نعم الوكيل(/)
ثلاث مشكلات عالمية يعانيها المسلمون .. يقول العلامة الشنقيطي حلها في القرآن.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 04:52]ـ
يعاني المسلمون ومنذ عقود طويلة حالة من الانحطاط والذل والضعف والخور .. لم يمروا بمثله ممنذ بزوغ فجر الإسلام، اللهم إلا ما كان في عهد الفجرة الفاطميين الذين استباحوا الدماء واستحلوا الحرم وذبحوا الحجيج!!
وقد ذكر العلامة الشنقيطي المتوفي عام 1393 هـ في تفسيره أهم المشكلات التي يعانيها المسلمون –وهي سبب انحطاطهم- وذكر طرق حلها من القرآن، وقد وجدت كلامه نفيسا مفيدا مضيئا؛ فرأيت أن أنقله لكم من باب التذكير ولشدة الحاجة إليه .. علنا ننتفع به وننفع سوانا ..
يقول رحمه الله:
ومن هدي القرآن للتي هي أقوم هديه إلى حل المشاكل العالمية بأقوم الطرق وأعدلها ونحن دائماً في المناسبات نبين هدي القرآن العظيم إلى حل ثلاث مشكلات هي من أعظم ما يعانيه العالم في جميع المعمورة ممن ينتمي إلى الإسلام تنبيهاً بها على غيرها
المشكلة الأولى:
هي ضعف المسلمين في أقطار الدنيا في العدد والعدد عن مقاومة الكفار وقد هدى القرآن العظيم إلى حل هذه المشكلة بأقوم الطرق وأعدلها فبين أن علاج الضعف عن مقاومة الكفار إنما هو بصدق التوجه إلى الله تعالى وقوة الإيمان به والتوكل عليه لأن الله قوي عزيز قاهر لكل شيء فمن كان من حزبه على الحقيقة لا يمكن أن يغلبه الكفار ولو بلغوا من القوة ما بلغوا*، فمن الأدلة المبينة لذلك أن الكفار لما ضربوا على المسلمين ذلك الحصار العسكري العظيم في غزوة الأحزاب المذكور في قوله تعالى) إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الاٌّ بْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَاْ هُنَالِكَ ابْتُلِى َ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً (كان علاج ذلك هو ما ذكرنا فانظر شدة هذا الحصار العسكري وقوة أثره في المسلمين مع أن جميع أهل الأرض في ذلك الوقت مقاطعوهم سياسة واقتصاداً؛ فإذا عرفت ذلك فاعلم أن العلاج الذي قابلوا به هذا الأمر العظيم وحلوا به هذه المشكلة العظمى هو ما بينه جلَّ وعلا (في سورة الأحزاب) بقوله: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُواْ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيماً)
فهذا الإيمان الكامل وهذا التسليم العظيم لله جلَّ وعلا ثقة ًبه وتوكلاً عليه هو سبب حل هذه المشكلة العظمَى، وقد صرح الله تعالى بنتيجة هذا العلاج بقوله تعالى: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَى ْءٍ قَدِيراً)
وهذا الذي نصرهم الله به على عدوهم ما كانوا يظنونه ولا يحسبون أنهم ينصرون به وهو الملائكة والريح قال تعالى: (ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَة َ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا)،
ولما علم جلَّ وعلا من أهل بيعة الرضوان الإخلاص الكامل ونوه عن إخلاصهم بالاسم المبهم الذي هو الموصول في قوله: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَة ِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ (أي من الإيمان والإخلاص كان من نتائج ذلك ما ذكره الله جلَّ وعلا في قوله: (وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَى ْءٍ قَدِيراً) فصرح جلَّ وعلا في هذه الآية بأنهم لم يقدروا عليها وأن الله جلَّ وعلا أحاط بها فأقدرهم عليها وذلك من نتائج قوة إيمانهم وشدة إخلاصهم؛
(يُتْبَعُ)
(/)
فدلت الآية على أن الإخلاص لله وقوة الإيمان به هو السبب لقدرة الضعيف على القوي وغلبته له (كَم مِّن فِئَة ٍ قَلِيلَة ٍ غَلَبَتْ فِئَة ٍ كَثِيرَة ً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (وقوله تعالى في هذه الآية (لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا) فعل في سياق النفي والفعل في سياق النفي من صيغ العموم على التحقيق كما تقرر في الأصول؛ فقوله (لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا) في معنى لا قدرة لكم عليها وهذا يعم سلب جميع أنواع القدرة لأن النكرة في سياق النفي تدل على عموم السلب وشموله لجميع الأفراد الداخلة تحت العنوان كما هو معروف في محله،
وبهذا تعلم أن جميع أنواع القدرة عليها مسلوب عنهم ولكن الله جلَّ وعلا أحاط بها فأقدرهم عليها لما علم من الإيمان والإخلاص في قلوبهم
(وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)
المشكلة الثانية:
هي تسليط الكفار على المؤمنين بالقتل والجراح وأنواع الإيذاء مع أن المسلمين على الحق والكفار على الباطل، وهذه المشكلة استشكلها أصحاب النَّبي (ص) فأفتى الله جل وعلا فيها وبين السبب في ذلك بفتوى سماوية تتلى في كتابه جلَّ وعلا، وذلك أنه لما وقع ما وقع بالمسلمين يوم أحد فقتل عم رسول الله (ص) وابن عمته ومثل بهما وقتل غيرهما من المهاجرين وقتل سبعون رجلاً من الأنصار وجرح صلى وشُقَّت شفته وكسرت رباعيته وشج صلى استشكل المسلمون ذلك وقالوا كيف يدال منا المشركون ونحن على الحق وهم على الباطل ا فأنزل الله قوله تعالى (أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَة ٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَاذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ) وقوله تعالى (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ) فيه إجمال بينه تعالى بقوله: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِى الاٌّ مْرِ وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الاٌّ خِرَة َ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ)
ففي هذه الفتوى السماوية بيان واضح لأن سبب تسليط الكفار على المسلمين هو فشل المسلمين وتنازعهم في الأمر وعصيانهم أمره صلى وإرادة بعضهم الدنيا مقدماً لها على أمر الرسول صلى وقد أوضحنا هذا في سورة (آل عمران) ومن عرف أصل الداء عرف الدواء كما لا يخفى.
المشكلة الثالثة:
هي اختلاف القلوب الذي هو أعظم الأسباب في القضاء على كيان الأمة الإسلامية لاستلزامه الفشل وذهاب القوة والدولة كما قال تعالى (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)، فترى المجتمع الإسلامي اليوم في أقطار الدنيا يضمر بعضهم لبعض العداوة والبغضاء وإن جامل بعضهم بعضاً فإنه لا يخفى على أحد أنها مجاملة وأن ما تنطوي عليه الضمائر مخالف لذلك،
وقد بين تعالى في سورة (الحشر) أن سبب هذا الداء الذي عَمت به البلوى إنما هو ضعف العقل قال تعالى: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) ثم ذكر العلة لكون قلوبهم شتى بقوله (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ) ولا شك أن داء ضعف العقل الذي يصيبه فيضعفه عن إدراك الحقائق وتمييز الحق من الباطل والنافع من الضار والحسن من القبيح لا دواء له إلا إنارته بنور الوحي لأن نور الوحي يحيا به من كان ميتاً ويضيء الطريق للمتمسِّك به فيريه الحق حقاً والباطل باطلاً والنافع نافعاً والضار ضاراً قال تعالى (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِى النَّاس كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ) وقال تعالى (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ ءامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) ومن أخرج من الظلمات إلى النور أبصر الحق لأن ذلك النور يكشف له عن الحقائق فيريه الحق حقاً والباطل باطلاً وقال تعالى (أَفَمَن يَمْشِى مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِى سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) وقال تعالى (وَمَا يَسْتَوِى الْأعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِى الْأَحْيَآءُ وَلاَ الْأَمْوَاتُ (وقال تعالى) مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَ عْمَى وَالْأَ صَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الإيمان يكسب الإنسان حياة بدلاً من الموت الذي كان فيه ونوراً بدلاً من الظلمات التي كان فيها.
ــــــــــــــــ
* عجبا لرعاع المسلمين الذين يقولون نردي حلا غير الدعاء .. نريد حلولا إيجابية!!
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 03:53]ـ
جزاكِ الله خيراً.
فإنه ينبغي علينا بل يجب الرجوع إلى الإسلام بشموله وكماله (عقيدة وتشريع ومعاملات وأخلاق و ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 07:05]ـ
جزاكِ الله خيراً.
فإنه ينبغي علينا بل يجب الرجوع إلى الإسلام بشموله وكماله (عقيدة وتشريع ومعاملات وأخلاق و ... )
جزاك الله وبارك فيك.(/)
كيف تجادل صوفيا؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 10:02]ـ
الباب الثاني: كيف تجادل صوفيا؟
بعد إن ذكرنا في الباب السابق مخاطر الفكر الصوفي كان لزاماً على كل من علم ذلك أن يعمل لإجتثاث هذه الشجرة الخبيثة من المجتمع الإسلامي ولن يأتي ذلك إلا بالدعوة الحقة الى الله عز وجل، وفضح هذا التصوف البغيض المتستر بالهدى والطهر والمضمر لكل أنواع الكفر والزندقة. ولذلك فإنه يجب على كل من علم الحق أن يعمل على نشره وإذاعته، وكذلك يجب على كل من علم هذا الشر أن يعمل على إجتثاث شجرته.
* ولما كان جمهور عظيم من طلاب العلم لا يعلمون حقيقة التصوف، ولا يحيطون علماً بكفرياته وأكاذيبه وترهاته وخزعبلاته فإنهم عند مناقشتهم للصوفيين لا يحسنون الرد عليهم، ولا إقناعهم بالحق، ولا إقامة الحجة عليهم لأن الصوفي إذا رأى من يعظم الكتاب والسنة والدليل سرعان ما يقول له: إن الجنيد -وهو شيخ الطائفة- قال: طريقتنا هذه مقيدة بالكتاب والسنة!! ومن لم يتفقه في الكتاب والسنة لم يعرف طريق القوم، وفلان قال، وفلان قال أيضاً: تمكث النكتة في قلبي من نكت القوم فلا أذيعها إلا إذا وجدت لها شاهدين من الكتاب والسنة.
فيظن طالب العلم الذي لا يعرف دروب التصوف أن هؤلاء من الحذق في الدين، والورع والإخلاص حيث لا يتكلمون بأمر إلا إذا وافق الكتاب والسنة، وأنهم متبعون لهما في أقوالهما وأفعالهما .. فيسقط في يده ولا يستطيع أن يجد جواباً وقد يقول إذن ما بال هؤلاء الذين يرقصون في موالدهم وحفلاتهم، وما بال هؤلاء المجاذيب الذين نشاهدهم يفعلون كذا وكذا من الحركات والصرخات، فيقول له الصوفي المجادل: لا .. هؤلاء عوام مغفلون وليسوا من الصوفية الحقيقية، والصوفية غير ذلك!! وهذا كذب بالطبع ولكن مثل هذا الجواب قد ينطلي على طالب العلم فيسكت وبالتالي يظل التصوف يعمل عمله في جسم الأمة ولا يتفطن له.
* ولما كان كثير من طلاب العلم لا يجدون الوقت للنظر في كتب التصوف ومعرفة ما فيها وقد يكون إذا نظر في بعضها خفي عليه الحق من الباطل وذلك للتلبيس والخلط الذي يكون فيهما حيث يرى قولاً صحيحاً بجوار قول مريض، وقول يتضمن كفراً بعبارة غامضة، وقولاً رابعاً قد تلوح منه حكمة فتغبش، وتعمى أمامه الرؤيا ولا يعرف في أي الدروب يسير!!
* من أجل ذلك نكتب هذه الخلاصة الموجزة للتعريف بالقضايا الكلية الأساسية في التصوف ولكيفية المجادلة مع أساطين التصوف ولو كان من يجادلهم أو يناقشهم طالب علم مبتدئ فإنه يحجه ويسكته وقد يرشده إلى الطريق المستقيم. وإليك هذه القواعد:
التصوف بحر من القاذورات:
اعلم أولاً أن التصوف بحر من القاذورات فقد جمع المتصوفة كل أنواع الكفر والزندقة التي توجد في فلسفات الهند وإيران واليونان، وكل مكر القرامطة والفرق الباطنية، وكل خرافات المخرفين، وكل دجل المدجلين وكل وحي الشياطين ووضعوا كل ذلك في إطار التصوف وعلومه ومبادئه وكشوفه. فلا يتصور عقلك عقيدة كفرية في الأرض إلا تجدها في التصوف بدءاً بنسبة الألوهية الى المخلوقات وانتهاء بجعل كل موجود هو عين الله تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
وحتى تتضح صورة التصوف في ذهنك نضع أمامك، أخي المسلم، خلاصة موجزة جداً لمعتقدهم والفوارق الأساسية بين دينهم الصوفي وبين دين الإسلام.
أولاً: الفارق الأساسي بين الإسلام والتصوف:
يفترق منهج الإسلام وصراطه عن منهج التصوف في شيء أساسي جداً وهو (التلقي) أي مصادر المعرفة الدينية في العقائد والتشريع. فبينما يحصر الإسلام مصدر التلقي في العقائد في وحي الأنبياء والرسل فقط والذي هو لنا الكتاب والسنة فقط فإن الدين الصوفي يجعل مصدره هو الوحي المزعوم للأولياء والكشف المزعوم لهم، والمنامات واللقاء بالأموات السابقين وبالخضر عليه السلام، وبل وبالنظر في اللوح المحفوظ، والأخذ عن الجن الذين يسمونهم بالروحانيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما مصدر التلقي في التشريع عند أهل الإسلام فهو الكتاب والسنة والإجماع والقياس. وأما عند المتصوفة فان تشريعاتهم تقوم على المنامات والخضر والجن والأموات والشيوخ كل هؤلاء مشرعون، ولذلك تعددت طرق التصوف وتشريعاته بل قالوا: الطرق الى الله بعدد أنفاس الخلائق فلكل شيخ طريقة ومنهج للتربية وذكر مخصوص وشعائر مخصوصة وعبارات مخصوصة ولذلك فالتصوف آلاف الأديان والعقائد والشرائع بل مئات الآلاف وما لا يحصى وكلها تحت مسمى التصوف وهذا هو الفارق الأساسي بين الإسلام والتصوف فالإسلام دين محدد العقائد، محدد العبارات، محدد الشرائع والتصوف دين لا حدود ولا تعاريف له في عقائد أو شرائع. وهذا هو أعظم فارق بين الإسلام والتصوف.
ثانياً: الخطوط العريضة للعقيدة الصوفية:
(1) في الله:
يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها الحلول كما هو مذهب الحلاج ومنها وحدة الوجود حيث لا انفصال بين الخالق والمخلوق وهذه هي العقيدة الأخيرة التي انتشرت منذ القرن الثالث والى يومنا هذا أطبق عليها أخيراً كل رجال التصوف وأعلام هذه العقيدة هم ابن عربي وابن سبعين، والتلمساني وعبد الكريم الجيلي، وعبد الغني النابلسي وعامة رجال الطرق الصوفية المحدثين.
(2) في الرسول صلى الله عليه وسلم:
يعتقد الصوفية في الرسول أيضاً عقائد شتى فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصل الى مرتبتهم وحالهم، وأنه جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي: خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد هو قبة الكون وهو الله المستوي على العرش وأن السموات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره وأنه أول موجود وهو المستوي على عرش الله وهذه عقيدة ابن عربي ومن جاء بعده.
(3) في الأولياء:
يعتقد الصوفية في الأولياء أيضاً عقائد شتى فمنهم من يفضل الولي على النبي وعامتهم يجعل الولي مساوياً لله في كل صفاته فهو يخلق ويرزق ويحي ويميت ويتصرف في الكون ولهم تقسيمات للولاية فهناك الغوث المتحكم في كل شيء في العالم والأقطاب والأربعة الذين يمسكون الأركان الأربعة في العالم بأمر الغوث، والأبدال السبعة الذين يتحكم كل واحد منهم في قارة من القارات السبع بأمر والغوث ومنهم النجباء وهم المتحكمون في المدن كل نجيب في مدينة!! وهكذا فشبكة الأولياء العالمية هذه تتحكم في الخلق ولهم ديوان يجتمعون في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير، وباختصار عالم الأولياء عالم خرافي كامل.
وهذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى وعمل الصالحات والعبودية الكاملة لله والفقر إليه وان الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلاً أنه يملك لغيره، قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً).
(4) في الجنة والنار:
وأما الجنة فإن الصوفية جميعاً يعتقدون أن طلبها منقصة عظيمة وأنه لا يجوز للولي أن يسعى إليها ولا أن يطلبها ومن طلبها فهو ناقص، وإنما الطلب عندهم والرغبة في الفناء المزعوم في الله، والإطلاع على الغيب والتصرف في الكون .. هذه جنة الصوفي المزعومة.
وأما النار فإن الصوفية يعتقدون أيضاً أن الفرار منها لا يليق بالصوفي الكامل لأن الخوف منها طبع العبيد وليس الأحرار ومنهم من تبجح أنه لو بصق على النار لأطفأها كما قال أبو يزيد البسطامي ومن يعتقد بوحدة الوجود منهم يعتقد أن النار بالنسبة لمن يدخلها تكون عذوبة ونعيماً لا يقل عن نعيم الجنة بل يزيد وهذا هو مذهب ابن عربي وعقيدته.
(5) إبليس وفرعون:
وأما إبليس فيعتقد عامة الصوفية انه أكمل العباد وأفضل الخلق توحيداً لأنه لم يسجد إلا لله بزعمهم وأن الله قد غفر له ذنوبه وأدخله الجنة، وكذلك فرعون عندهم أفضل الموحدين لأنه قال (أنا ربكم الأعلى) فعرف الحقيقة لأن كل موجود هو الله، ثم هو قد آمن في زعمهم ودخل الجنة.
الشريعة الصوفية:
(6) العبادات:
يعتقد الصوفية أن الصلاة والصوم والحج والزكاة هي عبادات العوام وأما هم فيسمون أنفسهم الخاصة، أو خاصة الخاصة ولذلك فلهم عبادات مخصوصة.
وقد شرع كل قوم منهم شرائع خاصة بهم كالذكر المخصوص بهيئات مخصوصة، والخلوة والأطعمة المخصوصة، والملابس المخصوصة والحفلات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كانت العبادات في الإسلام لتزكية النفس وتطهير المجتمع فان العبادات في التصوف هدفها ربط القلب بالله للتلقي عنه مباشرة، والفناء فيه واستمداد الغيب من الرسول والتخلق بأخلاق الله حتى يقول الصوفي للشيء كن فيكون ويطلع على أسرار الخلق، وينظر في كل الملكوت.
ولا يهم في التصوف أن يخالف الشريعة الصوفية ظاهر الشريعة المحمدية الإسلامية فالحشيش والخمر واختلاط النساء بالرجال في الموالد وحلقات الذكر ذلك لا يهم لأن للولي شريعته التي تلقاها من الله مباشرة فلا يهم أن يوافق ما شرعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأن لكل واحد شريعته، وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم للعوام وشريعة الشيخ الصوفي للخواص.
(7) الحلال والحرام:
وكذلك الشأن في الحلال والحرام فأهل وحدة الوجود في الصوفية لا شيء يحرم عندها لأن عين واحدة .. ولذلك كان منهم الزنادقة واللوطية، ومن يأتون الحمير جهاراً نهاراً. ومنهم من اعتقد أن الله قد اسقط عنه التكاليف وأحل له كل ما حرم على غيره.
(8) الحكم والسلطان والسياسة:
وأما في الحكم والسلطان والسياسة فان المنهج الصوفي هو عدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السلاطين لأن الله في زعمهم أقام العباد فيما أراد.
(9) التربية:
ولعل أخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس، ويلغونها وذلك بإدخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس، ثم بالتهويل والتعظيم لشأن التصوف ورجاله ثم بالتلبيس على الشخص ثم بالرزق لعلوم التصوف شيئا فشيئا ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج.
ثالثاً: نقطة البدء في جدال الصوفي:
كثير من الأخوة المسلمين الغيورين على الدين والكارهين للتصوف وترهاته يبدءون في جدال الصوفي بداية خاطئة وذلك في الأمور الهامشية الفرعية كبدعهم في الأذكار، وتسميتهم بالصوفية، وإقامتهم للحفلات والموالد، أو حملهم للمسابح، أو لبسهم للمرقعات أو نحو ذلك من المظاهر الشاذة التي يظهرون بها، والبدء بالنقاش حول هذه الأمور بداية خاطئة تماماً وبالرغم من أن هذه الأمور جميعها هي بدع تخالف الشريعة، ومفتريات في الدين إلا أنها تخفي ما هو أمر وأعظم، أعني أن هذه فرعيات لا يجوز البدء بنقاشها وترك الأصوليات، حقاً أنها جرائم ومخالفات ولكنها قليلة جداً إذا قيست بالعظائم والمفتريات والكفريات الشنيعة، والأهداف الخسيسة التي سار فيها الفكر الصوفي، ولذلك يجب على من يجادل الصوفي أن يبدأ بالأصول والأمهات لا بالفرعيات والشكليات.
ولعلك بقراءتك أصل الخلاف الجوهري بين الإسلام والتصوف قد عرفت ما ينبغي عليك أن تبدأ به في النقاش إنه منهج التلقي واثبات الدين. أعني ما يتضمنه الإجابة على هذا السؤال: كيف نتلقى الدين؟ وتثبت العقيدة والعبادة، وما هي مصادرنا لهذا التلقي؟ الإسلام يحصر مصدر التلقي في الكتاب والسنة فقط ولا يجوز إثبات عقيدة إلا بنص من القرآن وقول الرسول ولا إثبات شريعة إلا بكتاب وسنة فقط، وأما في التصوف فإن الدين عندهم بزعم شيوخهم أنه يتلقونه عن الله رأساً، وبلا واسطة، وعن الرسول الذي يزعمون أنه يحضر مجالسهم دائماً، وأماكن ذكرهم وعن الملائكة، وعن الجن الذين يسمونهم بالروحانيين وبالكشف الذي يزعمون أن قلب الولي ينكشف له الغيوب فيرى ما في السموات والأرض. وما سبق وما يأتي من الحوادث فالولي عندهم لا يعزب عن علمه ذرة في السموات ولا في الأرض.
ولذلك فليكن أول ما تسأل الصوفي عنه: كيف تثبتون الدين؟ ومن أين تتلقون عقيدتكم؟ فإذا قال لك الصوفي: من الكتاب والسنة. فقل له: الكتاب والسنة يشهدان أن إبليس كافر وأنه وأتباعه في النار كما قال تعالى: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم).
والشيطان هنا هو إبليس بإجماع المفسرين من السلف، ومعنى (وما أنتم بمصرخي) ما أنتم بمستطيعين تخليصي وانجائي. ومعنى ذلك أنه معهم في النار. فهل تعتقدون أنتم أيها الصوفية ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)