أي ينبغي أن نجدد ونجوّد آليات الخطاب الإسلامي عقليا وعاطفيا ونتحمل مسؤولياتنا في حال النجاح والإخفاق بدل محاولة تصفية الخصوم بالإٍرهاب الفكري ليخلو لنا الجو فنفرض آراءنا برضا الناس أو بغير رضاهم ... تماماً كما تفعل الأنظمة الدكتاتورية التي تسلطت على المسلمين وغيرهم.
قلت: وكيف نفعل هذا برأيك؟ أن نقول للكفار والعلمانيين: تعالوا الى بلادنا وأنشئوا فيها أحزابا وفرقا سياسية وغير سياسية، واحكمونا في بلادنا بكفركم ان شئتم، وان انتهت ارادة الشعب المسلم "الحرة" الى تلك النهاية؟؟؟؟؟ الله أكبر!!
صدقت! نحن حقا لا نفهم الحرية، ونشدد فيما لا يصح التشديد فيه!!
4_ على المستوى الحركي: للتنظيمات الإسلامية الحركية إيجابيات لا ينكرها منصف تتمثل أساساً في استمرارية الدعوة إلى الله التي تخلت عنها الدولة القومية وفي حفظ الشخصية الإسلامية من خلال الحضور في ساحات المطالبة بعودة الحكم الإسلامي وإشاعة القيم والأخلاق والمناداة بالحل الإسلامي.
قلت: أنا الآن يحق لي أن أتساءل: ما هي حقيقة هذا الحل الاسلامي في نظرك يا كاتب المقال، وما هي طبيعة ذلك الحكم وكيف يكون في تصورك؟؟؟
لكن هذا المستوى لم يسلم هو الآخر من التضييق على الحرية نظرياً وعمليا، وهذا واضح في التركيز الشديد على الجندية والانضباط فحدث التهيب من المبادرة واتسع مدى السلبية عند الأفراد مهما كان مستواهم الذهني والسلوكي وتقلصت مساحة الإقدام والجرأة والمبادرة وتضخمت صفوف الجندية على حساب صفوف القيادة، وكان من نتائج ذلك انحسار ممارسة الشورى رغم إقرار مبدئها في اللوائح لأن العمل بالشورى يقتضي حتما التحرك بحرية في إطار الضوابط الشرعية وحدها أما عندما توجد القيود النفسية أو التنظيمية فإن الشورى لا تعدو أن تكون صورية كتلك التي سماها الفقهاء "الشورى المعلمة" في مقابل "الشورى الملزمة" التي يقدر عليها من لديه الحرية ليقول لا، أما الذي لا يستطيع إلا أن يقول نعم فقط سقط في العبودية لغير الله بشكل من الأشكال، ولذلك ينبغي أن تطعم الحركات الإسلامية وقواعدها بجرعات أقوى من الحرية لتوفر القادة وأهل الحل والعقد والمفكرين والمجتهدين، بل وحتى الجنود (أي الأتباع) لا بد أن يذوقوا في تكوينهم وعملها طعم الحرية التي أتاحها الله تعالى لعباده جميعا، ولهم قدوة في هدهد سليمان وهو الجندي الصغير الذي كان إيجابيا وبادر واستكشف وكان سبباً في دخول ملكة سبأ الإسلام.
قلت: الحركات الاسلامية المعاصرة ليست كلها على هذا القالب الذي يتكلم عنه الكاتب! وحتى لو كانت كذلك، فالشورى الاسلامية الصحيحة انما هي لأهل الحل والعقد فقط، كل أهل أمر في أمرهم، ولا يؤثر في صحتها كثرة الأتباع الذين لا يملكون أن يقولوا (لا)!! ونحن لا نقول للمسلمين كونوا مقلدين، ولكن نقول لهم ليلزم كل منكم قدره ومكانه، ولا يتجاوز حجمه، ولا يتكلم فيما لا يحسن ولا ينازع الأمر أهله ... ولا يكون الجمع على راية بدعية ولا على عصبية جاهلية .. فان هم فعلوا، كانوا على ما كان عليه الصحابة والتابعون، وكانت حريتهم كحرية هؤلاء: حرية منضبطة حكيمة، تضع كل رجل في مكانه الصحيح!!
أما بدعيات ومخالفات كثير من الجماعات وجهالات قادتها، فلا يوافقهم أهل العلم عليها بل ينكرونها أشد الانكار، ولا دخل لذلك بقضية الحرية! والواقع في طاعة واتباع أي جماعة من تلك الجماعات وقياداتها على ما يشترطونه من سلب المرء لعقله وحريته والطاعة العمياء لقوم لا خلاق لهم بعلم ولا فقه، هذا لو رجع الى العلماء الربانيين لنهوه عن ذلك حتما، لا لأنهم يطلبون منه الطاعة، فالطاعة في المعروف واجبة لكل من ولي أمرا من أمور المسلمين، ولكن لأنهم يأمرونه بما فيه فساد دينه، فلا يحل له أن يقلدهم أو أن يطيعهم!!
فهذا المسكين الذي جند نفسه في أمثال تلك الجماعات غير المنضبطة هو الذي اختار لنفسه هذا الخضوع التام لقيادات وثق فيها ثقة عمياء وكأن الأمة قد أجمعت على مشروعية ما تبوأته تلك القيادات وما انتهجته من مناهج وأقوال وأفعال!! وقد كان حرا في ذلك الاختيار ابتداءا، ولكنها حرية على جهالة، حرية عمياء، أدت به الى فساد أمره! ولو أنه راجع أهل العلم الربانيين لدلوه ولبصروه بما يصون له دينه من تقليد من ليس حقهم أن يقلدوا واتباع من ليس الخير في اتباعهم!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
خلاصة
يجب أن نعترف أن العقل المسلم المعاصر استفاد من التحديات الفكرية العالمية ومن ضغوط الواقع فنقد نفسه
قلت: بل لو قلت: "فنقض نفسه" لكان أقرب! وكلامك يشهد عليك!! وأنا لا أنفي استفادة المسلم مما عند الآخرين من أفكار وآراء، ولكن لو أنه كان غاية حظه من العلم بأصول الفقه ومن مطالعة ما عند الآخرين، أن يأتينا بمثل ما جئت أنت به يا كاتب هذا المقال، فحري به أن يبحث عن مجال آخر ينفع فيه المسلمين غير الكلام في قضاياهم الكبرى بكلام يضيع الدين ويفسد الدنيا، ولا حول ولا قوة الا بالله!
وراجع وصحح على كل المستويات التي ذكرنا، لكن أمامه أشواطا طويلة لا بد أن يقطعها ليعيد للحرية معياريتها كما حددتها المرجعية الإسلامية ومارستها الأجيال المزكاة،
قلت: ما أسهل أن ينسب كل صاحب فكرة فكرته الى الأجيال المزكاة، ويطلق الدعاوى العريضة والتنظير والتقعيد العام ويقول أنه يدعو الى العودة الى فهم السلف، وأنه ضد الحداثيين وأنه يرفض عبث أهل الأهواء بالتشريع وكذا، حتى اذا ما وضعته في محك التمثيل على كلامه وتوضيح حقيقة ما يقصد، تبين لك مثل ما تبين لنا من دعوى هذا الكاتب هداه الله وأصلحه!
ثم إن العناية بهذه القيمة الكبرى تجعل الإسلاميين يضمون إلى صفهم ولو ظرفياً وتدريجيا كثيرا من الأطراف التي تعاني من الظلم والاضطهاد والاستبداد، وهذا يصب في صالح الإسلام والإنسانية كلها، وهو ما ينبغي أن تنص عليه البرامج السياسية للأحزاب الإسلامية وتشيعه أدبيات العاملين للإسلام.
قلت: ها نحن نعود الى الكلام العريض والانشاء المرسل الذي لو وقفت ودققت في قصد كاتبه من كل كلمة فيه لوجدته هباءا منثورا!! هل فهمت أيها القارئ الكريم ما هو هذا الذي يصب - بزعمه - في صالح الاسلام والانسانية؟؟ أن يضم (الاسلاميون) الى صفوفهم كثيرا من الأطراف التي تعاني من كذا وكذا ولو (ظرفيا) .. فلا أنت تفهم من يقصد بالاسلاميين ابتداءا، ولا معنى الضم الى الصفوف، (هل يعني الاقرار على الباطل والموالاة عليه، أم مجرد التعاون في حدود المصلحة الشرعية الصحيحة التي يرجحها الشرع لا الهوى) ولا تفهم معنى ظرفيا، هل يعني الاشتراك في المكان مثلا أم ماذا؟؟ ولا تفهم معنى تدريجيا، يعني هل يبدأ الأمر بمجرد التعاون الظاهري لينتهي باذابة سائر الفواصل بين المسلمين وغيرهم، مثلا؟؟؟
تنص البرامج السياسية للأحزاب الاسلامية على أي شيء؟؟ على ادخال النصارى - مثلا - أعضاءا فيها؟؟ وهل في الاسلام فرق بين (الاسلاميين) و (المسلمين) أم أنها مصطلحات حادثة فيها ما فيها؟؟ وهل هناك أصلا ما يجزو أن يسمى بالحزب الاسلامي في مقابل حزب غير اسلامي في بلاد المسلمين؟؟؟
وان فرضنا أن الواقع يقتضي أن نحاول اصلاح ما يمكن اصلاحه، وتلك الأحزاب واقع مفروض علينا، فهل يكون اصلاحها بفتح الباب لكل طائفة غير اسلامية مستضعفة لتنضم اليه على هذا النحو المبهم شديد الابهام الذي يتكلم به الكاتب ويدعي أن فيه مصلحة للاسلام والانسانية؟؟؟
ما هذه الجاهلية؟؟؟؟؟
سبحان الله!!
كيف يستجيز هؤلاء الكلام في دين الله أصلا؟؟؟ انا لله وانا اليه راجعون!!!
بقي أن نؤكد مخالفتنا لقول القائل: "إن بابا إذا فتح دخله مع الرجل الصالح الواحد عشرون فاسدون جدير بأن يبقى مغلقاً"، لأن باب الحرية فتحه الله وهو جدير إن أحسنا التصرف فيه أن يحول الفاسدين إلى صالحين، وصدق الله القائل "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".
قلت والله لو أنه لن يدخل منه ذلك الباب الا قوم هكذا فهمهم للحرية، فلو كان بيدي أمره، لما اكتفيت بقفله وحسب، بل ولبنيت أمامه جدارا من الأسمنت!!!
والله المستعان!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 12:32]ـ
يا أبو الفداء هذا الكلام
وحري بكل من يمسك القلم ليتكلم في دين الله أن يبذل قصارى وسعه في تحقيق وتدقيق ما يكتب، لأن المسؤولية يوم السؤال كبيرة!
توجهه لنفسك وأنصحك أن لاتنشغل بمثل تلك القراءات ولا بنقدها
اذا كان أول الدلو دردى فماذا يكون بعد
قرأت اوائل انتقادك وجدته ليس بشئ
ان النقد نوعين نقد داخل دائرة الحق ونقد خارجه
ونقدك خارجه
يعنى انت تنتقد وصفه الحرية بماوصف به بحجة ان هذا الوصف على التعبد لله
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل هو قال غير ذلك فمن المفترض على قارئ مقاله انه مسلم وانتقادك هذا من أبجديات الاسلام المعلومة بالضرورة ومن المعلوم ان اللغة عامة ولغة الفكر وبعض العلوم خاصة فضفاضة فيستحيل لكل كاتب يكتب يردف كلامه بفقه الكلمة او المصطلح لكن القارئ يفهم ذلك
ولاشك أن كثير جدا من علماء السلفيين ودعاتهم منغلقين فكريا وعندهم أشياء كثيرة جدا من الحمق والبله
ولعلى اقرأ باقى انتقادك
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 01:32]ـ
جزاكم الله خيرا. اشكر للأخ أبي الفداء تجشمه قراءة المقال والتعليق عليه فهذا جهد تشكر عليه. ولكن لدي وقفة مع قولك:
قلت: قول الكاتب "القيمة الانسانية العليا" فيه نظر، فالقيمة العليا هي ولا شك الخضوع لأمر الخالق وإرادته
ترى أخي الكريم أن الكاتب لم يقل "أعظم قيمة أو أعلى قيمة" وإنما وصف الحرية بكونها "تلك القيمة العليا"، وهذا تفريق مؤثر - لا سيما مع اسم الإشارة - فهي قيمة عليا لاشك في ذلك، من ضمن سائر القيم العليا كذلك كالصدق والأمانة ونحو ذلك وهو يشير إلى الحرية بكونها شيئاً ثميناً جداً في حياة البشر، صنو قول الفاروق رضي الله عنه ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا))، فقيمة الحرية عليا وليست الأعلى و التي هي العبودية لله، ولا أظن ان الكاتب سينازع في أن العبودية لله هي أعلى القيم على الإطلاق. هذا بالإضافة إلى ضرورة التفتيش عن المراد بهذا الاصطلاح: "قيمة" أو "قيّم"، فهو اصطلاح يختلف معناه باختلاف من يتعاطاه أحياناً وقد لا يكفي السياق لاستجلاء معناها بشكل دقيق، فـ "قيمة" كلمة يستعملها أرباب الاصطلاح الخاص، فهي تعني شيء في "علم النفس"، وشيء في "علم الاجتماع"، وشيء في "علم الرياضيات (!) "، وشيء "خاص عند المتكلم نفسه"، وتعرف هذه الخصوصية اللغوية المتفاوتة من شخص لآخر بـ " idiosyncracy" ، أما معناها في علم النفس فيقصد به الحالة الشعورية العميقة التي تدفع الإنسان لفعل شيء ما أو تركه، وتعني في علم الاجتماع سلّم المعايير الأخلاقية التي يؤمن بها مجمتع من المجتمعات وتتحكم في سلوكه، وتعني في الرياضيات مالا يخفى عليك. الخلاصة أن النقد قد يتحول إلى عملية سهلة وقد يكون عملية دقيقة بحسب قراءة الإنسان للموضوع وبحسب الذخيرة الفكرية والمعرفية التي ينطلق منها، وقد وضع لنا شيخ الإسلام قاعدة واقعية تضبط فوضى الاصطلاحات وتقرّب تصور المفاهيم، حيث قال - رحمه الله -: ((وإن كان المناظر معارضاً للشرع بما يذكره من هذه الألفاظ [1] استفسر عن مراده بذلك، فإن أراد معنى صحيحاً قبل، وإن أراد باطلاً رد، وإن اشتمل على حق وباطل قبل ما فيه من الحق ور الباطل)).
الأخ خالد المرسى - وفقه الله -: لا شك أن النقد أحياناً قد لا يسلم من النقد، ولنجتنب الاتهامات العائمة و ليطرح كل وجهة نظره في صميم الموضوع بشكل خاص، حتى نتمرس النقاش الفعال، وكما ذكرت لكم في عنوان الموضوع: (مقال يصلح مادة للنقاش).
= = = = = = = = = = = = = = = =
[1] أي الألفاظ المستحدثة التي لم ترد في الكتاب والسنة. وما أحوجنا لهذه القاعدة النفيسة في غمرة الاصطلاحات المعاصرة، فكم يحصل من ظلم لقائل أراد حقاً وكم يحصل من تصويب لقائل أراد باطلاً.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:06]ـ
يا أبو الفداء هذا الكلام
توجهه لنفسك
شكر الله لك النصيحة.
[ quote= خالد المرسى;186633] وأنصحك أن لاتنشغل بمثل تلك القراءات ولا بنقدها
أما هذه فأنت والله أحق بها! هداني الله واياك الى العلم النافع ..
اذا كان أول الدلو دردى فماذا يكون بعد قرأت اوائل انتقادك وجدته ليس بشئ ...
سبحان الله! يا أخ خالد، هذا الكلام لو قاله لي أكثر أهل العلم توقيرا وأعظمهم منزلة بين علماء المسلمين لطالبته بأن يبين لي بالتفصيل سبب قوله هذا ومحل العطب فيما يرى لأتعلم منه!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا ما تركت كلمة رأيت فيها - في رأيي المتواضع والذي يقع فيه الخطأ ولا شك كسائر بني آدم - اجمالا يحتاج الى تفصيل الا ووقفت عليه، وبينت خطورة ذلك الإجمال بلفظ واضح .. وموقفي في أول المقال من المجملات المحتملة التي فيه، يكشفه تعليقي على الأفكار غير المنضبطة التي ظهرت من الكاتب في آخره، فرفعت عندي الاحتمال وبينت مراده من أكثر ما قاله في أول المقال، أما ما بقي من مجملات محتملة فلا يصح لمن يتكلم في قضية علمية دقيقة كهذه أن يتركه مجملا محتملا لا بيان فيه، الا ان كان يوجه كتابته تلك لقوم علماء - مثلا - بينه وبينهم عهد مسبق لكل شيء يقصده من كلامه فلا حرج، وهذا ليس بواقع لأن المقال منشور على الانترنت!!
فان كنت مناقشا بعلم وأدب فأهلا بك ومرحبا .. أخرج ما تعترض عليه تحديدا وبين سبب اعتراضك وليكن النقاش ...
ان النقد نوعين نقد داخل دائرة الحق ونقد خارجه
ونقدك خارجه
لا أعرف أحدا من العقلاء يقول على شيء فاسد أنه نوع من أنواع ذلك الشيء، غايته أنه نقد فاسد، لا (نوع من نوعي النقد!!) وعلى أي حال وحتى لا تأتني بكلام واحد من أهل العلم الذين تقلدهم، قسم هذا التقسيم "لأنواع النقد"، فلن أشاححك في التقسيم ..
وأقول حسنا .. قبلت منك رميي بأني خارج دائرة الحق .. فهلا كلفت نفسك تفضلا بإخراج مواطن الفساد من كلامي بوضوح والتعليق عليها بعلم حتى أنتفع وينتفع الناس؟؟؟؟
يعنى انت تنتقد وصفه الحرية بماوصف به بحجة ان هذا الوصف على التعبد لله
هذا هو غاية ما لأجله قلت أن النقد ليس بشيء وأنه خارج دائرة الحق؟ لأني راجعته في تعظيمه للحرية ووضعه اياها في منزلة القيمة العليا عند الانسان؟؟ وهل فهمت من ذلك - هداك الله - أني أحقر من شأن الحرية كقضية فطرية لا يقبل انسان التفريط فيها؟؟؟؟
وهل هو قال غير ذلك فمن المفترض على قارئ مقاله انه مسلم وانتقادك هذا من أبجديات الاسلام المعلومة بالضرورة ومن المعلوم ان اللغة عامة ولغة الفكر وبعض العلوم خاصة فضفاضة فيستحيل لكل كاتب يكتب يردف كلامه بفقه الكلمة او المصطلح لكن القارئ يفهم ذلك
يفهم ذلك ان قرأ المقال الى آخره، فان فعل وتبين له أن الكاتب له زلات لا يمكن السكوت عليها، فانه يحذره وينبهه هو ومن يقرأ له من ضرورة الوقوف على قصده من كل غامض أو (فضفاض) في كلامه!! فهل عندك فيما تعلمته يا أخ خالد من منهج السلف رضي الله عنهم ما به ترد هذا الموقف وتبطله؟؟؟
ولاشك أن كثير جدا من علماء السلفيين ودعاتهم منغلقين فكريا وعندهم أشياء كثيرة جدا من الحمق والبله
قلة أدب ورعونة!!! بل الحمق والبله فيمن يقرأ نتفة من أول الكلام ثم يطيش بقلمه ينقده كله وكأنه أكمل قراءته، يتكلم وكأنه علامة الزمان وما عنده من شيء أصلا!!!!!
ليتك لا تتقحم ما لا طاقة لك به يا أخ خالد، وليتك - وهو الأهم - تتعلم كيف تتكلم بأدب مع من تناقشه، فيا أخي السلفية أخلاق وتربية قبل أن تكون علما وتحقيقا .... هداك الله وغفر لك!!
ولعلى اقرأ باقى انتقادك
تأمل!!! بل ليتك لا تفعل والله، خير لنا ولك! .. كفانا هذا القدر الذي نالنا من أذاك .. ونصيحتي لك أنت ألا تقحم نفسك في مثل هذا حتى تستكمل من عدة العلم والنظر ما يؤهلك له، وألا تندفع الى التعليق على كلام لم تقرأ منه الا أوله!!! .. وكونك قد سمعت مثل ما في المقال من علماء سلفيين هذا لا يجعله - لمجرد ذلك - حقا مسلما به، فان كان غاية بضاعتك أنك سمعت مثله من علماء سلفيين، فالى الله المشتكى ممن يتصدون لما لا يحسنون تحت شعار السلفية، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
وأنا لما علقت أول تعليق لي وضحت بوضوح أنه تعليق على العنوان فقط وأني لم أقرأه بعد، وقلت أنه ينبئني بما فيه، فلما قرأته كله تبين لي أن ما توقعته صحيح .. وعلمت أني هنا لمناقشة اخواني الأفاضل الذين عندهم من عدة العلم والنظر والدليل ما به تتحقق الفائدة لي ولغيري!! فتوكلت على الله وهممت بتمحيصه ما وسعني ذلك .. فان كنت تحسن القراءة والتعقب على مواضع الخطأ في الكلام، فلتخرج ما عندك، والا فانصرف الى ما ينفعك ولا يضرك .. غفر الله لي ولك!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:31]ـ
جزاكم الله خيرا. اشكر للأخ أبي الفداء تجشمه قراءة المقال والتعليق عليه فهذا جهد تشكر عليه. ولكن لدي وقفة مع قولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت فليتأمل الأخ خالد كيف يكون أدب طلبة العلم في الاعتراض على ما لا يرونه سديدا في كلام من يحسنون الظن بهم! يقول الفاضل (لدي وقفة مع قولك كذا) .. وهو حفظه الله ظني به أنه لم يقف هذه الوقفة الا بعدما فرغ من قراءة النقد كاملا!
شكر الله لكم أيها الفاضل، وأنا هنا والله لأستفيد من أمثالكم ..
وفي الحقيقة أنا لا أنكر أن في المقال تنبيها الى خطورة الغلو في التشديد بغير مساغ، بما قد يؤدي الى اهدار حريات لا قيد للشارع عليها، وهذا ما استشعرته من قولكم بأن ما استشففته من عنوان المقال لن أجده دقيقا أو سيتغير موقفي منه عند قراءته .. ولكن لما قرأته وجدت فيه أمورا لا أرى أنه يصح السكوت عليها، سيما من رجل يتكلم من موقع الباحث الأصولي الذي يضبط تلك الصنعة ويريد أن يقول للناس، أن أصول الفقه والتشريع في ديننا تتسع لكذا وكذا مما ضيقه أصحاب أدبيات الصحوة في زماننا، أو أكثرهم، وأمثال هذه التعميمات غير الحكيمة لا نرتضيها من العلماء وطلبة العلم إن وقعوا فيها، فكيف ممن يظهر بجلاء من كلامه أنه دون ذلك؟؟
ترى أخي الكريم أن الكاتب لم يقل "أعظم قيمة أو أعلى قيمة" وإنما وصف الحرية بكونها "تلك القيمة العليا"، وهذا تفريق مؤثر - لا سيما مع اسم الإشارة - فهي قيمة عليا لاشك في ذلك، من ضمن سائر القيم العليا كذلك كالصدق والأمانة ونحو ذلك وهو يشير إلى الحرية بكونها شيئاً ثميناً جداً في حياة البشر،
أحسن الله إليك، ولعلي قد وقعت في شيء من التكلف في هذا التعليق، تبين لي الآن لما تأملت فيما تقول .. وقد حملني عليه ما وجدته في كلامه من مخالفات وضعف في الضبط والتحقيق، شكر الله لكم حسن بيانكم وأدبكم، ونفع المسلمين بكم.
صنو قول الفاروق رضي الله عنه ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا))، فقيمة الحرية عليا وليست الأعلى
نعم، ولعلك تقصد (وليست العليا) (اسم التفضيل المؤنث) بمعنى افرادها بذلك .. ونعم كما تقول قد يخرجه من هذه الدائرة أن وضع اسم الاشارة قبلها .. وعلى كل فالرجل هداه الله غير مدقق وهذا يطفح به مقاله، هداه الله وغفر له ..
و التي هي العبودية لله، ولا أظن ان الكاتب سينازع في أن العبودية لله هي أعلى القيم على الإطلاق. هذا بالإضافة إلى ضرورة التفتيش عن المراد بهذا الاصطلاح: "قيمة" أو "قيّم"، فهو اصطلاح يختلف معناه باختلاف من يتعاطاه أحياناً وقد لا يكفي السياق لاستجلاء معناها بشكل دقيق، فـ "قيمة" كلمة يستعملها أرباب الاصطلاح الخاص، فهي تعني شيء في "علم النفس"، وشيء في "علم الاجتماع"، وشيء في "علم الرياضيات (!) "، وشيء "خاص عند المتكلم نفسه"،
بارك الله فيك، لا أخالفك في شيء من هذا .. ولكن ان كان الكلام موجها للعامة، وفي قضية دقيقة كهذه، ألا يتوجب على المتكلم أن يكون أشد تدقيقا في اختيار ألفاظه حتى يتوجه وجهته الصحيحة ولا يوهم خلاف الحق؟! هذا بإجمال، بغض النظر عما اذا كان قد أصاب أو أخطأ في اختيار هذه اللفظة تحديدا في هذا المقام.
الخلاصة أن النقد قد يتحول إلى عملية سهلة وقد يكون عملية دقيقة بحسب قراءة الإنسان للموضوع وبحسب الذخيرة الفكرية والمعرفية التي ينطلق منها، وقد وضع لنا شيخ الإسلام قاعدة واقعية تضبط فوضى الاصطلاحات وتقرّب تصور المفاهيم، حيث قال - رحمه الله -: ((وإن كان المناظر معارضاً للشرع بما يذكره من هذه الألفاظ [1] استفسر عن مراده بذلك، فإن أراد معنى صحيحاً قبل، وإن أراد باطلاً رد، وإن اشتمل على حق وباطل قبل ما فيه من الحق ور الباطل)).
بارك الله فيك، ووالله ما علقت على أكثر ما علقت عليه من كلام الكاتب الا من هذه البابة، من باب منهج التدقيق في الألفاظ والوقوف على مراد الكاتب منها، ودفع الوجه الفاسد الذي قد يطرأ الى ذهن القارئ، بغض النظر هل هو مراد الكاتب أم لا .. وليت هذا الرد يصل اليه ليعلم أن اجمالاته ومحتملاته تحتاج الى استفصال، وليرى أنه قد جاوز الحق في كثير من مفاهيمه، غفر الله لنا وله.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 05:51]ـ
طيب أنا أسف ان كنت أغضبتك
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن ما ترتكن اليه من الدقة فى الالفاظ هذا ليس صحيح فى بعض العلوم ثم من الذى قال لك ان المقال مكتوب للعوام؟!! المقال مكتوب للمنشغلين بالهم الدعوى ثم هو للنقاش ولابد ان يكون بالفاظ فضفاضة تحتمل لطبيعة النقاش
ثم ان كل كلام قد يحتمل أوجه فاسدة اذا شاء الققارئ حمله على هذا لكن لابد من النظر لديانة ومنهج الكاتب يعنى مثلا القرءان حمال وجوه ممكن انسان يحمل الاية على وجه فاسد لكن ان نظر لباقى القرءان لايسعه الا حمله على الوجه الصحيح
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 07:29]ـ
طيب أنا أسف ان كنت أغضبتك
لكن ما ترتكن اليه من الدقة فى الالفاظ هذا ليس صحيح فى بعض العلوم
؟؟؟؟؟
يا أخي اتق الله! أهو الاعتراض لمجرد الاعتراض؟؟
ليتك تسمي لنا اذا بعض هذه "العلوم" التي ليس بصحيح "دقة اللفظ" فيها!!
ثم من الذى قال لك ان المقال مكتوب للعوام؟!! المقال مكتوب للمنشغلين بالهم الدعوى ثم هو للنقاش ولابد ان يكون بالفاظ فضفاضة تحتمل لطبيعة النقاش
"لابد" أن يكون بألفاظ فضفاضة، لأنه مطروح للنقاش؟؟؟؟؟
يا أخي هل تعي ما تقول؟؟
ثم ان كل كلام قد يحتمل أوجه فاسدة اذا شاء القارئ حمله على هذا لكن لابد من النظر لديانة ومنهج الكاتب ......
أنا لا أعرف عن حال الكاتب ومنهجه شيئا، وما حكمت على شخصه، وانما تكلمت على ما بين يدي من كلامه .. فان كنت تعرف عنه شيئا فليتك تتحفنا به!!
يعنى مثلا القرءان حمال وجوه ممكن انسان يحمل الاية على وجه فاسد لكن ان نظر لباقى القرءان لايسعه الا حمله على الوجه الصحيح
لا يوجد كلام يخلو من الاشتباه ... ولو أني وجدت محكما أحمل عليه متشابه كلامه لحملته!! بل وجدت كلاما لم أجد له تصريفا إلا على وجه فاسد يجب تصويبه ورده!! فان رأيت أنت لما اعترضتُ عليه من كلامه تأويلا آخر تجيزه اللغة، فأرناه نتناقش فيه، ولكن لا تخرجه إلا ومعه من كلامه في ذات المقال أو في غيره من كلامه ما يوجب الحمل عليه!!
حمل المتشابه على المحكم يا أخ خالد يكون عندما يثبت ابتداءا للمتكلم كلام محكم - اتفاقا - يمكن الحمل عليه، في ذات المقال محل النظر أو في غيره مما كتب! والأخ كاتب المقال ليس إماما من أئمة أهل السنة الذين تواتر القول بديانتهم وورعهم وعلمهم حتى يقال أنه لا يجوز حمل مقال منفرد من مقالاته إلا على الوجه الذي يؤدي إليه النظر في غيره مما كتب وكان محكما واضحا منتشرا بين الناس، وهو الكلام الصحيح الذي لأجله أصبح إماما من أئمة المسلمين أصلا!! والمقال دونك وهو لا يخلو من كلام غير منضبط وضحتُ وجه الاعتراض عليه في محله صيانة لمن يقرأه من ذاك الخلل ..
فان وجدت أنت لهذا الأخ الكاتب مقالا آخر فيه بيان واضح ودقيق لمراده، فمن الخير أن تضعه هنا حتى لا يساء الظن بشخص الكاتب ويظهر لنا منهجه، وحتى يتوجه الكلام حينها وجهة نصحه هو فيما يكتب ألا يكون مشتبها ملتبسا على هذا النحو المخل، ويتوجه كذلك وجهة دفع ذلك الاشتباه عمن يقرأ المقال من غير خلفية عن فكر الرجل ومذهبه، ومن غير خلفية علمية بالصواب والخطأ في تلك القضايا التي ضرب فيها بسهم معوج! غفر الله لنا وله ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:36]ـ
انا اعدت قراءة المقال لما وجدته فى كلامك لى من جرأة فكدت أشك فى قراءتى الاولى ثم قرأت نصف انتقادك وجدتك ضللت الرجل وخيبته وخسرته وتتكلم كأنك قاضى تحكم على المتهم وبالرغم من أن أكثر كلامك فى النقد خاطئ بلا شك اما لأنك لا تحسن فهم الكلام وينقصك أصولا عقلية كثيرة أو انك تتكلم فى الحكم والخلاف حوله نظريا وتترك الكلام حول وضع الخلاف ازاء الواقع وبذلك تكون أنت تتكلم فى واد والذى تنتقده فى واد أخر
نظرا لضيق وقتى لقرب امتحاناتى ونظرا أيضا لأن اسلوبك كله استفزاز ونشر للتوتر فى الجو وتحويل النقاش الى نقاش فى القطعيات الدينية فلعلى لن أرد عليك أو على الاقل الى أن أنظر الى رأى الاخوة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 11:17]ـ
انا اعدت قراءة المقال لما وجدته فى كلامك لى من جرأة فكدت أشك فى قراءتى الاولى ثم قرأت نصف انتقادك وجدتك ضللت الرجل وخيبته وخسرته
تعاود الرد والتعليق ثانية وللمرة الثانية ترد دون أن تكون قد أكملت قراءة ما ترد عليه!! فانا لله وانا اليه راجعون! أخرج لي من كلامي بالاقتباس ما منه فهمت أني أضلله وأخيبه وأخسره!!!!
وتتكلم كأنك قاضى تحكم على المتهم
كأنك والله ما قرأت كتابا أو مقالا لأحد يرد على أحد قط!!
وبالرغم من أن أكثر كلامك فى النقد خاطئ بلا شك اما لأنك لا تحسن فهم الكلام وينقصك أصولا عقلية كثيرة أو انك تتكلم فى الحكم والخلاف حوله نظريا وتترك الكلام حول وضع الخلاف ازاء الواقع وبذلك تكون أنت تتكلم فى واد والذى تنتقده فى واد أخر
بل أنت والله من يتكلم في واد بعيد! أنا علقت وبينت رأيي في كل ما رأيت فيه الخلل بكلام واضح بالاقتباس المنقول من كلام الكاتب في محله! فهل تحسن أنت اخراج محل الخلل في كلام من ترد عليه، لتبين الخلل بالدليل، أم أنه قرع الطبول؟؟؟ لو كنت تحسنه لما انتصبت للرد مرتين دون أن تكمل قراءة ما ترد عليه أصلا!!! فلا تكلمني عن أصول عقلية كثيرة تنقصني ولا عن سوء فهم مني حتى تبين لي بالبينة والدليل أين رأيت ذلك تحديدا، كما يتكلم من هم أهل للكلام!!! هداك الله وأصلحك!
نظرا لضيق وقتى لقرب امتحاناتى ونظرا أيضا لأن اسلوبك كله استفزاز ونشر للتوتر فى الجو وتحويل النقاش الى نقاش فى القطعيات الدينية فلعلى لن أرد عليك أو على الاقل الى أن أنظر الى رأى الاخوة
نعم خيرا تفعل ان شاء الله .. وعليك بامتحاناتك ومذاكرتك فهي والله أنفع لك من هذا، أسأل الله أن يعلمني واياك ما ينفعنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 01:12]ـ
هذا من كلامك
قلت: خاب وخسر هذا المتجرئ إن لم يكن أهلا لأن يتجرأ!!! نسأل الله العافية، ونعوذ به من القول عليه بغير علم!
وانا لم أرد عليك كما قلت بالادلة لأنه ظاهر اسلوبك يستفز وتتكلم كأنك علامة ولو بدا لى غير ذلك وانك تريد أن تتعلم لكنت بينت لك بالدليل
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 02:17]ـ
الله المستعان!!
يا أخي والله ما نصحتك بالاشتغال بما ينفعك وترك هذا الأمر من فراغ!! الله يهديك!
راجع كيف حاورني الفاضل الشهري حفظه الله، وكيف رددتُ عليه، ووافقته على مأخذ له على شيء في كلامي لما تكلم بعلم وتحقيق!! فان كان عندك ما أتعلمه فإلي به، وأنا لك من الشاكرين!
أما هذا الوصف الذي نقلتَه أنت من كلامي فأنا لم أصف به الكاتب أصلا!!
ولو قرأت الجملة التي علقتُ به عليها لفهمت ماذا أقصد به، ((تحفيز الذهن ليتجرأ على البحث والنظر))
ولو قرأت النقد كاملا لربطت السباق باللحاق وفهمت!!!
ولكن ما الحيلة وأنت لا تريد أن تقرأ أصلا، واذا قرأت لم تحسن القراءة!!!
"وتتكلم كأنك علامة"!!!
المطلوب اذا أن أترك ما رأيت أن فيه خللا دون أن أقف عليه، وألا أشدد في الكلام ان رأيت أن الأمر يتطلب ذلك، حتى لا تشعر أنت أني أتكلم كأني "علامة"؟؟؟
هداك الله وأصلحك!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 09:09]ـ
الحمد لله وحده
لعل قارئا يستشعر من شدة أسلوبي في نقدي لهذا المقال أني كنت أتصيد الأخطاء لكاتبه (عفا الله عني وعنه)، وأني كنت شديد التحامل عليه بغير مسوغ. ولكن في الحقيقة فقد كنت أريد بيان ضعف التحقيق والتدقيق عند الكاتب لا للتنقص منه ولا النيل من شخصه فأنا لا أعرفه أصلا، غفر الله لي وله، ولكن لبيان خطورة أن يتصدى المرء لأمر لا يحسن الخوض فيه بحقه، وينتقد أهل صنعة هو لا يحسنها، (وهذا أمر ظاهر في كلامه لمن راجع النقد بانصاف) ..
وهذه العلة الفاشية في أمتنا في هذا الزمان هي سبب أكثر ما حاق بالأمة من أمراض وأسقام، ما تسبب في كثير منها الا قوم تبوأوا - على حسن نيتهم - منابر للدعوة والكلام باسم الدين والعمل الاسلامي وكتابة المقالات (الدعوية) و (الفكرية) دون أن يتأهلوا لذلك الأهلية الصحيحة! ولا يعني هذا الكلام مني - كما لا يعني من غيري ممن نقدوا مقالا أو عقبوا على كاتب فشددوا عليه في النقد، في هذا المنتدى المبارك أو في غيره - أني قد جلست مجلس العالم النقادة الحقاقة الذي بلغ من العلوم غايتها، كلا والله وأعوذ بالله من شبهة الكبر أو التعاظم أو التعالم أو تبوؤ ما لست له بأهل .. ولست الا عبدا حقيرا قد من ربه عليه بنذر يسير من علم كره بسببه أن يرى كلاما في كبرى قضايا الأمة من قوم لا يكادون يضبطون حديثا!! فلما عزمت على اخراج مواطن الاشتباه والاعوجاج في كلام الكاتب - غفر الله له - لا أفوت منها جملة الا ألفت النظر اليها، لم يكن ذلك عندي الا بنية بيان خطورة هذا الأمر! ولعلي جمعت في خاطري أثناء الرد عليه، أخطاءه الى أخطاء غيره ممن قرأتُ لهم، وتكلمت وكأني أوجه الخطاب للجميع كشيء واحد، وهذا خلاف الانصاف والعدل وأنا أعترف بذلك .. ولكن علم أصول الفقه أيها الكرام علم دقيق خطير تزل فيه أقدام، وما أكثر ما فتحه فيه قوم قليلو الضبط - على حسن نواياهم - من أبواب تُنتقض منها عرى الشرع وإجماعات القرون الفاضلة، وقعدوا قواعد ربما تطير معها ثوابت الدين وهم لا يشعرون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، وأنهم يراعون بعين الحكمة وترجيح المصلحة، ما يرونه من موافقة المسلمين لحال الكفار في نظمهم السياسية والفكرية، فيختلط النظر بين وجهة الانتفاع المشروع مما فرضته الضرورة على الأمة من نظم وسياسات، مع استبطان بغض تلك النظم الفاسدة واستحضار ضرورة تلمس السبل لإزالتها وإرجاع الحال الى ما يجب أن يكون عليه في أمة الاسلام، وبين وجهة تقرير كثير مما هو واقع في الأمة من ذلك وتسويغه بمسوغات باطلة على أنه حال أصبح لزاما على أهل صنعة الفقه في زماننا أن يقبلوه وأن يقروه وأن يتفننوا في اعادة صياغة أصول صنعتهم بصورة تؤصل له وتقعد له تقعيدا، وذلك تحت شعارات شتى كقولهم أن المصلحة تقتضيه وأن مقاصد الشرع تتسع له وأنه من فقه الواقع، ونحو ذلك ... وهذا الخيط الدقيق بين الوجهتين لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يتبينه الا مدقق يحسن توجيه ألفاظه ومصطلحاته واستدلالاته، ومن كان يحسن هذا فهو يحسن كذلك - بالتبعية - إنزال ما يقول على الواقع وضرب الأمثلة له .. فالكلام في هذا العلم كما درج عليه أئمته لا يكون في صورة قواعد صماء وألفاظ واسعة عريضة منبتة عن استقراء المسائل الفرعية المتعلقة بتلك القواعد، وربط هذا بذاك .. ولكن يكون كلاما دقيقا موزونا لا ينفصل عن الاستدلال والتمثيل!
وقلما ترى في مقالات الكثيرين من أصحاب تلك النزعة الى تجديد أصول الفقه وقواعد النظر في الشرع أي تمثيل، وان وجدت فانه لا يكون في العادة الا مما تقوم به الحجة على الكاتب لا له، لأنه يقع بسبب تقعيده الفاسد (أو على الأقل غير المحكم) في مخالفة ما استقر عليه اجماع الأمة وعملها أحيانا وهو لا يدري - او يدري ولكنه لا يعبأ به ولا يرى من حجيته شيئا -، أو يأتي بقول لا سلف له فيه في مسألة قد انتهى نظر القرون الفاضلة فيها الى أقوال معلومة جرى بها عمل المسلمين قرونا طويلة دون غيرها، أو نحو ذلك، ولا يرى في ذلك بأسا لأنه يظن أن مخالفيه لا متمسك لهم ولا منطلق الا ما يسميه بالنصوصية والتقليد المذموم (وتغليب النص على المصلحة) وكذا، وليس الأمر كذلك أبدا، وانما هو الذي أتي من قبل جهله!!
وكلامي هذا في عامة من يكتبون في علم الأصول بهذا النفس (الحداثي) وبذلك القصور العلمي في فهم ما كان عليه المتقدمون في أصول النظر، وان كانوا يصرحون بتبرئهم من الحداثيين والعصرانيين ونحوهم!!
وعلى أي حال، فلما راجعت ما كتبتُ، وجدت أنني قد وقع مني فعلا في موضعين اثنين شيء من التحامل والقسوة البالغة على الكاتب، وربما كان ما قلت فيهما سببا في أن يظن الظان أني أتكلم (كأني علامة) أو أني أتكلم في واد غير ما فيه صاحب المقال أو نحو ذلك.
والموضعان هما:
/// تعقيبي على قوله: "والخوف في العصر الحاضر من الردة خوف مشروع بسبب ضعف البنية الإسلامية وشراسة الهجمة المعادية، غير أن الارتداد عن الإسلام ليس ظاهرة اجتماعية إطلاقاً وإنما يقتصر الأمر على حالات فردية تفرحنا أكثر مما تسوؤنا لأنها تنفي عن ساحتنا الخبث والنفاق، "
بقولي:
"اذا فأنت تشجع القول باسقاط حد الردة، لأنه في نظرك يشجع على الخبث والنفاق!!!!! لعله قد تبين الآن طبيعة الحرية التي يطالب الكاتب بها!! "
والظن أنه لو روجع لنفى ذلك بشدة ولقال أنه لا يلتزمه بحال من الأحوال .. ولكني أسأل كل قارئ رشيد يسمع هذا الكلام، ما الذي يتبادر الى ذهنك على أثر هذا الكلام من الظن بزمان كزمان أبي بكر رضي الله عنه، والذي ضربت فيه الردة وحوربت بلاد بأكملها لمنع الزكاة ونحو ذلك، بل ما ظنك بآخر زمان النبي نفسه عليه السلام في سياسته لدولة الاسلام، والذي ما لبثت تلك الردة أن انكشفت بمجرد أن مات عليه السلام وتولى من بعده خليفته رضي الله عنه؟؟ هل نحن الآن - بهذا الفهم - أسعد حالا مما كانوا عليه، لأننا نرى المرتدين الذين يجاهرون بردتهم أقل عددا وفي حالات فردية وليس "ظاهرة جماعية" كما يقول الكاتب؟؟؟ وهل هذا دليل على أن النفاق والخبث عندنا اليوم أقل مما كلن عليه في زمان الخلفاء الراشدين، والذين يلزم للمتأمل في هذا الكلام أن يرميهم بوأد الحريات التي يراها الكاتب ضرورية في زماننا هذا؟؟؟ وهل يصح لمسلم يتقي الله أن يقول أنه يسعد بحالات الردة (القليلة) التي لا يرى من يردعها في أمة المسلمين فيمن يسوسهم في زماننا، لأنها "تنفي عن ساحتنا الخبث والنفاق"؟؟؟
نعم أسلوبي فيه حدة وتشديد ولكنه ليس بلا مبرر!! فالخائض في مثل هذه المضايق يجب أن يكون أحسن تحريرا من هذا بكثير!!! غفر الله لنا وله
/// تعقيبي على قوله: ""3_ على المستوى السياسي: ألقت هذه النظرة التقليصية للحرية الفكرية والعقدية بظلالها على الرؤية السياسية عند أصحاب المرجعية الإسلامية"
بقولي:
"عجبا من صيغة الكلام هنا!! يتكلم عن (أصحاب المرجعية الاسلامية) وكأنه خارج عنهم!!! "
وهذا تحامل عليه لأنه قطعا لا يريد بذلك أن يُحيد نفسه عن (أصحاب المرجعية الاسلامية)، ولكن فساد ما تكلم به في هذه الجزئية، جزئية (المستوى السياسي) كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير عندي كما يقولون، وأكدت لي أن الأخ يتكلم بكلام لا زمام له ولا خطام، هداه الله وغفر له! فما الظن بمن يرى ضرورة أن يتسع النظر الأصولي في الاسلام وأن تتسع الأدبيات الاسلامية في زماننا لقبول واقرار قيام "أحزاب مناوئة للاسلام" في بلاد المسلمين، يكون لها تأثير في سياستهم وصنع القرار فيهم؟؟؟؟ هل هذا كلام يسوغ السكوت عليه دون القرع على رأس كاتبه؟؟؟؟(/)
هل هذا القول حقا للامام مالك ?
ـ[ابو خويلد]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 03:48]ـ
هل هذا القول حقا للامام مالك و اذا كان كذلك فما هو تعليقكم عليه؛
وقال أبو جعفر العقيلي في ترجمة عبد الله بن ذكوان: حدثنا مقدام بن داود، حدثنا الحارث بن مسكين، وابن أبي الغمر، قالا: حدثنا ابن القاسم قال: سألت مالكا عمن يحدث بالحديث الذي قالوا: إن الله خلق آدم على صورته فأنكر ذلك إنكارا شديدا، ونهى أن يتحدث به أحد، فقيل: إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به قال: من هم؟ قيل: ابن عجلان، عن أبي الزناد، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء، ولم يكن عالما، ولم يزل أبو الزناد عاملا لهؤلاء حتى مات، وكان صاحب عمال يتبعهم.
وجدتها علي هذا الرابط http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=11863. و اهل التعطيل يستخدمونه ليدعوا ان امام مالك كان مفوضا و العياذ بالله
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 12:45]ـ
الحمد لله:
أما الأثر فثابت ـ ولا شك ـ عن الامام مالك رحمه الله تعالى، وأما توجيهه فهو ما ذهب اليه ابن عبد البر النمري من أن مالكا إنما انكر التحديث بمثل هذه الأحاديث وكرهه خوفا من الفتنة على الدهماء لقول ابن مسعود: {ما أنتَ بمُحَدِّث قوما حديثا لا تَبلُغُه عقُولهم إِلا كان لبعضهم فِتْنة} وقال في موضع آخر من التمهيد أن أهل المدينة يستشنعون "الخوض" في أحاديث الصفات ومذهبهم الإيمان بما صح منها وامرارها كما جاءت. وتبعه على ذلك ابن تيمية
أما ما ذهب اليه الذهبي من ادعاء أن هذا الحديث لم يبلغ مالكا فلا معنى له، فالحديث كان مشهورا بين أقرانه من أمثال السفيانين والليث بن سعد وابن عجلان و ابي الزناد وغيرهما،فكيف يخفى على مالك؟ وإنما الشأن ما علل به ابن عبد البر
ـ[ابو خويلد]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 04:08]ـ
شكرا على التوضيح
ـ[ابو خويلد]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 04:48]ـ
هل تستطيع ان تذكر لي المراجع لكلام ابن بد البر و كلام ابن تيمية و جزاكم الله خيرا(/)
بعض الكتب التي ألفها شيخ الإسلام في الرد على الأشاعرة
ـ[شاكرالسلفي]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 08:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم بعض الكتب التي ألفها شيخ الإسلام في الرد على الأشاعرة نصاً غير التي رد عليهم فيها مع غيرهم:ه
1 - درء تعارض العقل والنقل، وهو كله رد عليهم بالأصالة كما نص في مقدمته، حيث استفتحه بذكر قانونهم الكلي الآتي في ص: 12.ه
2 - بيان تلبيس الجهمية المسمى نقض التأسيس، رد فيه على إمامهم الثاني ((الفخر الرازي)) صاحب تأسيس التقديس أو أساس التقديس.ه
3 - التسعينية، وهي التي كتبها في الأشهر الأخيرة من حياته – رحمه الله – جواباً عن محاكمة الأشاعرة له.ه
4 - شرح العقيدة الأصفهانية، وهي شرح لعقيدة الشمس الأصفهاني التي جرى فيها على أصول الأشاعرة.ه
5 - الفتوى الحموية: معروفة.ه
6 - الرسالة المدنية، وهي في الجزء (6) من مجموع الفتاوى.ه
7 - النبوات، وهو نقض لكلام الباقلاني خاصة والأشاعرة عامة في النبوات.ه
8 - الإيمان، وهو نقد للأشاعرة في الإيمان وذكر بقية المرجئة تبعاً.ه
9 - القاعدة المراكشية، وهي كالبيان لمذهب الإمام مالك وأئمة المالكية في العقيدة ضد المتأخرين من مالكية المغاربة المائلين إلى مذهب الأشعري، وهي في الجزء الخامس من مجموع الفتاوى وطبعت محققة ه. ه
10 - المناظرة في العقيدة الواسطية، ألفها في محاكمة الأشاعرة له بسبب الواسطية، وهي في الجزء الثالث من مجموع الفتاوى.ه
11 - الاستقامة، كتبه نقضاً لكتاب القشيري الصوفي الأشعري، وبين فيه أن عقيدة أئمة السلوك المعتبرين هي مذهب السلف وأن بداية الانحراف في العقيدة عند المنتسبين للتصوف في الجملة إنما جاءت متأخرة في أوائل القرن الخامس حين انتشر مذهب الأشعري.ه
ولتلميذه ابن القيم – رحمه الله – في الرد على الأشاعرة كتب منها:ه
1 - مختصر الصواعق المرسلة، ناقش فيه أصولهم ومنها موقفهم من النصوص.ه
2 - شفاء العليل، معظمه عنهم.ه
3 - العقيدة النونية، معظمها عنهم.ه
4 - اجتماع الجيوش الإسلامية، كله رد على مذهبهم خصوصاً في نفي العلو، هذا ولم يصدر من شيخ الإسلام مدح مطلق للأشاعرة أبداً، وإنما غاية مدحه لهم (كما في ج 12 من الفتاوى) أن يصفهم بأنهم أقرب من غيرهم(/)
اعتقاد الأئمة الأربعة
ـ[شاكرالسلفي]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 09:54]ـ
اعتقاد الأئمة الأربعة
الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ()
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) ()
(يا أيها آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما) ()
أما بعد فقد قمت ببحث موسع لنيل درجة الدكتوراه في أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى 0 وقد ضمنت المقدمة تلخيص عقيدة الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد وقد طلب مني بعض الفضلاء إفراد عقيدة هؤلاء الثلاثة , ولاستكمال ذكر عقيدة الأئمة الأربعة , رأيت أن أضم إلى ما ذكرته في مقدمة بحثي تلخيص ما بستطه عن عقيدة الإمام أبي حنيفة رحمه الله في التوحيد والقدر والإيمان والصحابة وموقفه من علم الكلام.
والله أسأل أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا جميعاً لهدي كتابه والسير على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والله وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
محمد بن عبدالرحمن الخميس
المبحث الأول
بيان أن اعتقاد الأئمة الأربعة واحد في مسائل أصول الدين ما عدا مسألة الإيمان
اعتقاد الأئمة الأربعة – أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله – هو ما نطق به الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان وليس بين هؤلاء الأئمة ولله الحمد نزاع في أصول الدين بل هم متفقون على الإيمان بصفات الرب وأن القرآن كلام الله غير مخلوق , وأن الإيمان لا بد فيه من تصديق القلب واللسان , بل كانوا ينكرون على أهل الكلام من جهمية وغيرهم ممن تأثروا بالفلسفة اليونانية والمذاهب الكلامية .. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ... ولكن من رحمة الله بعباده أن الأئمة الذين لهم في الأمة لسان صدق كالأئمة الأربعة وغيرهم ... كانوا ينكرون على أهل الكلام من الجهمية قولهم في القرآن والإيمان وصفات الرب , وكانوا متفقين على ما كان عليه السلف من أن الله يُرى في الآخرة وأن القرآن كلام الله غير مخلوق , وأن الإيمان لا بد فيه من تصديق القلب واللسان ... ) ()
وقال (إن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ويقولن: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق , ويقولون: إن الله يُرى في الآخرة , هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم وهذا مذهب الأئمة المتبوعين مثل مالك بن أنس والثوري والليث بن سعد , والأوزاعي , وأبي حنيفة , والشافعي , وأحمد) ()
وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن اعتقاد الشافعي فأجاب بقوله (اعتقاد الشافعي رضي الله عنه واعتقاد السلف الأمة كمالك والثوري والأوزارعي وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه هو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني وسهل بن عبدالله التستري وغيرهم , فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع في أول الدين وكذلك أبوحنفية رحمه الله فإن الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك موافق لاعتقاد هؤلاء واعتقاد هؤلاء هو ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان وهو ما نطق به الكتاب والسنة) ()
وهذا ما اختاره العلامة صديق حسن خان حيث يقول (فمذهبنا مذهب السلف إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل وهو مذهب أئمة الإسلام كمالك والشافعي والثوري وابن المبارك والإمام أحمد ... وغيرهم فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة نزاع في أصول الدين وكذلك أبو حنيفة رضي الله عنه فإن الاعتقاد الثابت عنه موافق لاعتقاد هؤلاء وهو الذي نطق به الكتاب والسنة ... ) ()
...
المبحث الثاني
عقيدة الإمام أبي حنيفة رحمه الله
أ – أقوال الإمام أبي حنيفة رحمه الله في التوحيد
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي:
(1) قال أبوحنيفة رحمه الله (لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون .. " ()) ()
(2) قال أبوحنيفة رحمه الله (يكره أن يقول الداعي أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام) ()
(3) وقال أبوحنيفة (لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول بمعاقد العز من عرشك) ()
ثانياً: قوله في إثبات الصفات والرد على الجهمية:
(4) وقال (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين , وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف , وهو قول أهل السنة والجماعة وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته ورضاه ثوباه , ونصفه كما وصف نفسه أحدٌ لم يلم ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , حيٌّ قادر سميع بصير عالم , يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه ووجهه ليس كوجوه خلقه) ()
(5) وقال (وله يد ووجه ونفس , كما ذكره الله تعالى في القرآن , فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس و فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته , لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال) ()
(6) وقال (لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه ولا يقول فيه برأيه شيئاً تبارك الله وتعالى رب العالمين) ()
(7) ولما سئُل عن النزول الإلهي قال (ينزل بلا كيف) ()
(وقال أبو حنيفة (والله تعالى يدعى من أعلى لا من أسفل لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء) ()
(9) وقال (وهو يغضب ويرضى ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه) ()
(10) وقال (ولا يشبه شيئاً من الأشياء من خلقه ولا يشبه من خلقه لم ينزل ولا يزال بأسمائه وصفاته) ()
(11) وقال (وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا , ويقدر لا كقدرتنا , ويرى لا كرؤيتنا , ويسمع لا كسمعنا , ويتكلم لا ككلامنا) ()
(12) وقال (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين) ()
(13) وقال (ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر) ()
(14) وقال (وصفاته الذاتية والفعلية , أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة , وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته) ()
(15) وقال (ولم يزل فاعلاً بفعله والفعل صفة في الأزل والفاعل هو الله تعال والفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق) ()
(16) وقال (من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر , وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض) ()
(17) وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده قال (إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض , فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى (وهو معكم) () قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه) ()
(1 وقال كذلك (يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه) ()
(19) وقال (إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى (وهو معكم) () قال: هو كما تكتب لرجل إني معك وأنت غائب عنه) ()
(20) وقال (قد كان متكلماً ولم يكن كلم موسى عليه السلام) ()
(21) وقال (ومتكلماً بكلامه والكلام صفة في الأزل) ()
(22) وقال (يتكلم لا ككلامنا) ()
(23) وقال (وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى كما قال الله تعالى (وكلم الله موسى تكليماً) () وقد كان الله تعالى متكلماً ولم يكن كلم موسى عليه السلام) ()
(24) وقال (والقرآن كلام الله في المصاحف مكتوب وفي القلوب محفوظ , وعلى الألسن مقروء , وعلى النبي صلى الله عليه وسلم أُنزل) ()
(25) وقال (والقرآن غير مخلوق) ()
ب – قوله رحمه الله في القدر:
(1) أخرج أبونعيم عن ابن وهب () قال (سمعت مالكاً يقول لرجل: سألتني أمس عن القدر؟ قال: نعم , قال: إن الله تعالى يقول (ولو شئنا لآتينا كل نفسٍ هُداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجِنة والناس أجمعين) () فلا بد أن يكون ما قال الله تعالى) ()
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) وقال القاضي عياض (سئُل الإمام مالك عن القدرية: مَن هم؟ قال: ما خلق المعاصي , وسئُل كذلك عن القدرية؟ قال: هم الذين يقولون إن الاستطاعة إليهم إن شاءوا أطاعوا وإن شاءوا عصوا) ()
(3) واخرج ابن أبي عاصم عن سعيد بن عبدالجبار قال (سمعت مالك بن أنس يقول: رأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا – يعني القدرية -) ()
(4) وقال ابن عبدالبر (قال مالك: ما رأيت أحداً من أهل القدر إلا أهل سخافة وطيش وخفة) ()
(5) وأخرج ابن أبي عاصم عن مروان بن محمد الطاطري , قال (سمعت مالك بن أنس يسأل عن تزويج القدري؟ فقرأ (ولعبد مؤمن خيرٌ من مُشرك) () ... ) ()
(6) وقال القاضي عياض (قال مالك: لا تجوز شهادة القدري الذي يدعو () ولا الخارجي ولا الرافضي) ()
(7) وقال القاضي عياض (سُئل مالك عن أهل القدر أنكف عن كلامهم؟ قال: نعم إذا كان بما هو عليه , وفي رواية أخرى قال: لا يصلي خلفهم ولا يقبل عنهم الحديث وإن وافيتموهم في ثغر فأخرجوهم منه) ()
ج – قوله رحمه الله في الإيمان:
(1) أخرج ابن عبدالبر عن عبدالرزاق بن همام قال (سمعت ابن جريج () وسفيان والثوري ومعمر بن راشد وسفيان بن عيينه ومالك بن أنس يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص) ()
(2) وأخرج أبونعيم عن عبدالله بن نافع قال (كان مالك بن أنس يقول: الإيمان قول وعمل) ()
(3) وأخرج ابن عبدالبر عن أشهب بن عبدالعزيز قال (قال مالك: فقام الناس يصلون نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً , ثم أُمروا بالبيت الحرام فقال الله تعالى (وما كانَ الله لِيُضيع إيمانكم) () أي صلاتكم إلى بيت المقدس , قال مالك: وإني لأذكر بهذه قول المرجئة: إن الصلاة ليست من الإيمان) ()
د – قوله رحمه الله في الصحابة:
(1) أخرج أبونعيم عن عبدالله العنبري () قال (قال مالك بن أنس: من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له حق في فيء المسلمين , ثم تلا قوله تعالى (والذينَ جاءوُا من بعدِهِم يَقولون رَبَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قُلوبنا غِلاً) (). فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له في الفيء حق) ()
(2) وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير () قال (كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتَنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقرأ مالك هذه الآية (مُحمدٌ رسوُل الله والذين معهُ أشداء – حتى بلغ – يُعجب الزُّراع ليغيظ بهم الكفار) (). فقال مالك (من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية) ()
(3) وأورد القاضي عياض عن أشهب بن عبدالعزيز قال (كنا عند مالك إذ وقف عليه رجل من العلويين وكانوا يقبلون على مجلسه فناداه: يا أبا عبدالله فأشرف له مالك , ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه , فقال له الطالبي: إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله , إذا قدمت عليه فسألني , قلت له: مالك قال لي.
فقال له: قُل.
فقال: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
قال: أبوبكر , قال العلوي: ثم مَن؟ قال مالك: ثم عمر. قال العلوي: ثم مَن؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً , عثمان. قال العلوي: والله لا أجالسك أبداً. قال له مالك: فالخيار لك) ()
رجائي من الاخوة من عنده رابط هذا الكتاب اعتقاد الائمة الاربعة يضعه هنا لانه مفيد لنا جميعا(/)
التسرع والعجلة .. خطران كالنوم والغفلة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 01:01]ـ
التسرع والعجلة .. خطران كالنوم والغفلة
للدكتور عبد الحليم عويس من مجلة منبر الاسلام عدد ربيع الاول 1403
كثير من الغيورين على العالم الاسلامى والعربى , ولاسيما من الشباب , يريدون أن يقفزوا فوق الزمان , ليجدوا أمتهم الاسلامية كما يريدون (أو يحلمون) لها أن تكون ..
- ليجدوا الشريعة قد طبقت فى العالم الاسلامى بين يوم وليلة.
- وليجدوا اسرتئيل قد خرجت من فلسطين , وروسيا قد خرجت من أفغانستان , وأفريقية عادت قارة الاسلام , وأصبحت الأمة الاسلامية قوة عظمى .. !!
- وليجدوا أحوال أمتهم قد انتظمت سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .. وفكريا ..
أجل – يريدون أن يغمضوا أعينهم ويفتحوا ليجدوا (خاتم سليمان) قد حقق لهم كل هذه الأحلام الكبيرة ... والا فعلى الدنيا السلام ..
والا فرمى كل الناس بالضلال ... وما فوق الضلال , فضلا عن اعلان حرب عالمية على البشرية كلها .. !!
وهذا النهج الخطير كل الخطورة فى صناعة الحضارات ... فاذا كنا نؤمن كل الايمان بأهمية الزمان , ونعتقد أن كل من ضيع الزمان , ويهمل فى حساب الثوانى والدقائق , انما يضيع على أمته كنوزا أغلى من الذهب .. لأن الزمان فى رأينا أغلى من الذهب ..
اذا كنا نقول ذلك .. فنحن فى الوقت نفسه نعتبر العجلة والتسرع خطرين لهما أسوأ الأثر فى عملية نهضة الأمة المسلمة ..
-وهل أفسد تاريخنا الحديث الاجماعة المتسرعين الطائشين من حملة الشعارات الصارخة والقرارات البهلوانية؟
- وهل كان رجوعنا الى الخلف عشرات السنوات الا بسبب قرارات صدرت فى ساعة طيش وبأساليب انفرادية انفعالية , وبعقول غير واعية بأهمية الدراسة المتأنية للقرارات المتعلقة بالأمة؟
وهكذا .. كما تضيع الأمم بالنوم والغفلة , تضيع أيضا بالتسرع والعجلة ..
والمطلوب وضع كل شئ فى موضعه , واستعمال العقل والارادة والرأى الجماعى .. حتى لانتقدم الى الأمام شبرا فنتقهقر ميلا. أو نتقدم ميلا ونخسر جيلا.(/)
هيا بنا نضحك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 07:24]ـ
دخلت منتدى يبدع الشيخ العلامة المقدم حفظه الله تعالى
فسألت الكاتب فى الصفحة وقلت له وهل نستمع لشرايط مشايخ اسكندرية؟
قال
لا طبعا
فقلت له وماذا تقول فى اجماع الشرائع كلها فى جواز أخذ الحق من المبتدع؟
فدخلت بعد فترة لأسأله هذا السؤال
ومنذ متى والشيخ المقدم مبتدع؟
فوجدته غير مشاركتى هذه وماذا تقول فى اجماع الشرائع كلها فى جواز أخذ الحق من المبتدع؟ الى (جزيت خيرا) انتهى
ابتسامة(/)
الامام العثيمين-معالم في التعامل مع الفئة الضالة
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 08:56]ـ
الامام العثيمين-معالم في التعامل مع الفئة الضالة
وههنا حوار مثير جرى بين الشيخ وبين إحدى الجماعات المسلحة في الجزائر على مدى يومين في أوائل رمضان 1420هـ .. وبقطع النظر عن الفوارق بين الأطراف المختلفة والظروف البيئية، واختلاف الأحوال بين بلد وآخر، فإن ما يهمنا من هذا النقل هو أصل الحوار ومنهجية الشيخ في احتواء المخالف والرد عليه.
وفيما يلي أورد مقتطفات من هذا الحوار الهاتفي الطويل، والذي ورد ضمن كتاب (فتاوى العلماء الأكابر).
- السائل: نُعلمكم أنَّ الذي يُخاطبكم الآن هم إخوانك المقاتلون ... ونحن طبعاً سننقل كلامَكم إن شاء الله عزَّ وجلَّ إلى جميع إخواننا المقاتلين في هذه الجماعة وغيرها أيضاً ... ومن جهة أخرى، فإنَّ الكثير من الإخوة مِمَّن بلغَتْهم نصيحتكم وقعت لهم شبهةٌ حالت دون الاستجابة لِماَ دعوتم إليه، فكان لابدَّ إذاً من إجراء هذا الحوار الجديد مع فضيلتكم؛ أملاً أن نتمكَّن من خلاله من الإجابة على جميع التساؤلات المطروحة، وإزاحة جميع الشُّبه، وبيان الحقِّ البواح؛ حتى نصبح على مثل المحجَّة البيضاء، لا يزيغ عنها إلاَّ هالك [النصيحة والبيان العام أمر هام، لكن تأثيره محدود، ولا يمكن أن يصل إلى قوة تأثير الحوار المباشر في الإقناع وتفنيد الشبه لدى المخالف].
وعلى هذا الأساس، فإنَّنا نلتمس من سماحتكم حفظكم الله إعطاءنا أكبر قدر من وقتكم، وأن تُسهِبوا في الشرح والبيان؛ لأنَّه لا يخفى عليكم يا شيخنا أنَّ الإخوة عندنا قد رسَّخَتْ فيهم سنواتُ القتال أفكاراً وعقائد ليس من السهل يا شيخ ولا من البسيط التخلِّي عنها واعتقاد بطلانها، إلاَّ ببيان شافٍ منكم [هذا يبين حتمية المواجهة الفكرية، وأهميتها في انتشال الأفكار والشبهات المترسبة في أعماق النفوس] وذلك لِمَا لكم في قلوب الإخوة عندنا من عظيم المنزلة، ووافر التقدير والإجلال والاحترام؛ لأنَّنا نعتقد أنَّكم من أعلام أهل السنة والجماعة في هذا العصر [تعظيم قدر العلماء، وإنزالهم منازلهم، من أهم أسباب قبول الناس لفتاويهم، وصدورهم عن رأيهم، ومتى ما انقطعت الرابطة بين الناس وبين العلماء، وفقدوا الثقة بهم، وقعت الفتن التي لا عاصم منها إلا من رحم الله].
- الشيخ: دعنِي أتكلَّم قليلاً.
الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلِّي وأسلِّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أما بعد، فإنَّني من عنيزة القصيم ـ المملكة العربية السعودية ـ وفي أول يوم من رمضان عام عشرين وأربعمائة وألف، أتحدَّث إلى إخواني في الجزائر، وأنا محبُّهم: محمد بن صالح آل عثيمين. [المقام مقام نصح وحوار، ومن أسباب نجاحه: التواضع، والتلطف في العبارة، والشفقة على المخالف، كما هو ظاهر من كلام الشيخ].
أقول لهم: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرَّر في حجَّة الوداع تحريمَ دمائنا وأموالنا وأعراضنا تقريراً واضحاً جليًّا بعد أن سأل أصحابه عن هذا اليوم، والشهر، والبلد، وقال: ((إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟)).
فهذا أمرٌ مجمعٌ عليه، لا يختلف فيه اثنان، والإخوة الذين قاتلوا في الجزائر منذ سنوات قد يكون لهم شبهة ففي أوَّل الأمر، حينما اتَّجه الشعب الجزائري إلى جبهة الإنقاذ، وعَلَت أصواتهم لصالح الجبهة [وفي هذا التماس العذر للمخالف -إن أمكن- في الماضي، وحثه على الرجوع للحق في الحاضر] ... ولكن هذا لا يقتضي ولا يسوِّغ حمل الإخوة السلاحَ بعضُهم على بعض، وكان الواجب عليهم من أول الأمر أن يمشوا ويُكثِّفوا الدعوة إلى تحكيم الكتاب والسنة، وفي الجولة الأخرى تكون أصواتهم ... ، ويكون وزنُهم في الشعب الجزائري أكبر، ولكن نقول: قَدَر الله وما شاء فعل؛ لو أراد الله أن يكون ما ذكرتُ لكان.
والآن، أرى أنَّه يجب على الإخوة أن يَدَعوا هذا القتال، لا سيما وأنَّ الحكومة الجزائرية عرضت هذا، وأمَّنت من يَضَع السلاح، فلم يبق عذرٌ. والجزائر الآن تحمل الويلات بعد الويلات مِمَّا كانت عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الجماعة ... فأرى أن يُوافقوا لأنَّه مهما كان الأمر، الخروج على الحاكم ـ ولو كان كفرُه صريحاً مثل الشمس ـ له شروط، فمِن الشروط: ألاَّ يترتَّب على ذلك ضررٌ أكبر، بأن يكون مع الذين خرجوا عليه قدرة على إزالته بدون سفك دماء، أما إذا كان لا يمكن بدون سفك دماء، فلا يجوز؛ لأنَّ هذا الحاكمَ ـ الذي يحكم بما يقتضي كفره ـ له أنصار وأعوان لن يَدَعوه.
ثمَّ ما هو ميزان الكفر؟ هل هو الميزان المزاجي ـ يعني ـ الذي يوافق مزاج الإنسان لا يكفر، والذي لا يوافقه يكفر؟! من قال هذا؟!
الكفر لا يكون إلاَّ من عند الله ومن عند رسوله، ثمَّ إنَّ له شروطاً، ولهذا قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلَّم لَمَّا تحدَّث عن أئمَّة الجَوْر ـ وقيل له: أفلا ننابذهم ـ قال: ((لا، إلاَّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان)) وأين هذا؟
كثيرٌ من الإخوة ولا سيما الشباب، الكفر عندهم عاطفي، مزاجي، ليس مبنيًّا على شريعة، ولا صدر عن معرفة بشروط التكفير، لهذا نشير إلى إخواننا في الجزائر أن يضعوا السِّلاحَ، وأن يدخلوا في الأمان، وأن يُصلحوا بقدر المستطاع بدون إراقة دماء، هذا هو الذي يجب علينا أن نناصحهم به، ومن وُجِّهت إليه النصيحة، فالواجب عليه على الأقل أن يتأنَّى وينظر في هذه النصيحة، لا أن يردَّها بانزعاج واستكبار وعناد، نسأل الله تعالى أن يُطفئ الفتنة، وأن يزيل الغُمَّة عن إخواننا في الجزائر.
- السائل: الإخوة ... عندما ناديتموهم بوضع السلاح مع اعتقادهم كفر حاكمهم شقَّ ذلك عليهم كثيراً وكبُر عليهم كثيراً، يعني وضع السلاح والعودة تحت حكم من يعتقدون كفرَه، يعني هذه معضلة كيف حلُّها يا شيخ؟
- الشيخ: والله ليست معضلة؛ أوَّلاً: ننظر هل هناك دليل على كفر هذا الحاكم، والنظر هنا من وجهين:
الوجه الأول: الدليل على أنَّ هذا الشيءَ كفرٌ.
الثاني: تحقق الكفر في حقِّ هذا الفاعل؛ لأنَّ الكلمة قد تكون كفراً صريحاً، ولكن لا يكفر القائل، ولا يخفى علينا جميعاً قول الله عزَّ وجلَّ: {مَن كَفَرَ مِن بَعْدِ إِيمَانِه إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإِيمَانِ وَلَكِن مَن شَرَحَ بِالكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل 106]، رفع الله عزَّ وجلَّ حكم الكفر عن المكره وإن نطق به.
ولقد أخبر النبيُّ ? أنَّ الربَّ عزَّ وجلَّ أشدُّ فرحاً بتوبة عبده من رجل فَقَدَ راحلتَه، وعليها طعامه وشرابُه، فلمَّا أَيِس منها اضطجع تحت شجرة، فبينما هو كذلك إذا بناقته حضرت، فأخذ بزمامها وقال: اللَّهمَّ أنت عبدي وأنا ربُّك، قال النبيُّ ?: ((أخطأ من شدَّة الفرح)).
وكذلك الرجل الذي قال: ((لئن قدر الله عليَّ ليعذِّبنِّي عذاباً ما يعذِّبه أحداً من العالمين، فأمر أهله إذا مات أن يحرقوه ويسحقوه في اليمِّ، فجمعه الله وسأله؟ فقال: فعلتُ ذلك خوفاً منك يا ربِّ))، ولم يكفر.
الحاكم قد يكون عنده حاشية خبيثة، تُرقِّقُ له الأمور العظيمة وتسهِّلها عليه، وتُزيِّنها في نفسه، فيمضي فيما يعتقد أنَّه حلال، ولكنه ليس بكفر ... فالواجب على هؤلاء أن ينظروا في أمرهم، وأن يُلقوا السلاح، وأن يصطلحوا مع أمَّتهم، وأن يبثوا الدعوة إلى الله بتيسير لا بعنف.
- السائل: شيخنا حفظكم الله، لو فرضنا كفر الحاكم، هل يستلزم الخروج عليه بدون شروط؟
- الشيخ: لا! لا بدَّ من شروط، ذكرتها آنفاً. لو فُرض أنَّه كافر مثل الشمس في رابعة النهار، فلا يجوز الخروجُ عليه إذا كان يستلزم إراقة الدِّماء، واستحلال الأموال.
السائل: الآن يعني بعض الإخوة عندنا مثلاً يقولون إنَّهم ما داموا خرجوا وحملوا السلاح وخاضوا هذه الحرب مع هذا النظام، هم اليوم وإن اعتقدوا أنَّ ما هم فيه ليس بجهاد؛ لأنَّهم كما ذكرتم لم يَستَوفوا الشروط، لكن رغم ذلك يسألون: هل يمكنهم رغم ذلك المواصلة وإن أيقنوا الفناءَ والهلاك، أم يُهاجرون، أم ماذا؟
- الشيخ: والله! لا يجوز لهم، والله! لا يجوز لهم المضيُّ فيما هم عليه من الحرب الآن؛ إذ أنَّها حرب عقيم ليس لها فائدة ولا تولِّد إلاَّ الشرَّ والشَّرَر.
(يُتْبَعُ)
(/)
- السائل: شيخنا، بعض الإخوة عندنا بعد أن سلَّموا بأنَّ هذا ليس بجهاد على وفق ما ذكرتم لم يثقوا في الحكومة نسبيًّا، فيسألون هل يجوز لهم المكث في الجبال دون الرجوع إلى الحياة المدنية بدون قتال، يعني يبقون بأسلحتهم في الجبال ويتوقَّفون عن القتال، لكن لا يرجعون إلى الحياة المدنية؟
- الشيخ: أقول: إنَّهم لن يبقوا على هذه الحال، مهما كان الحال، ولا بدَّ أن تحرِّكهم نفوسُهم في يوم من الأيام حتى ينقضُّوا على أهل القرى والمدن؛ فالإنسانُ مدنيٌّ بالطبع.
يبقى في رؤوس الجبال وفي تلالها وشعابها، ومعه السلاح؟!!.
في يوم من الأيام لا بدَّ أن تُهيِّجهم النفوسُ حتى يكونوا قطَّاعَ طرق.
[تأمل في بعد نظر الشيخ ورجاحة عقله].
- السائل: إذاً لا يجوز لهم المكث على هذه الحال؟
- الشيخ: هذا ما أراه، أرى أن ينزلوا للمدن والقرى ولأهليهم وذويهم وأصحابهم.
- السائل: الآن إذا لم تستجب القيادة لندائكم هذا، يعني إذا لم يستجب رؤوس المقاتلين لندائكم هذا، ما واجب كل مقاتل في حقِّ نفسه؟
- الشيخ: الواجب وضع السلاح، وأن لا يطيعوا أمراءَهم إذا أمروهم بمعصية؛ لأنَّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- السائل: شيخنا! هناك أحدهم يدَّعي أنَّه تلميذكم، ويَدَّعي أنَّ الاتصالَ بكم أمرٌ صعب، وأنَّكم محاطون بالمخابرات ـ يعني ـ وغير ذلك، والإخوة ههنا، الإخوة المقاتلين يعتقدون أنَّ الاتصال بكم بين الاستحالة والصعوبة، بناءً على كلام هذا الإنسان، هل هذا صحيح؟
- الشيخ: غير صحيح، أبداً كلُّ الناس يأتون ويتصلون بنا، ونحن نمشي
والحمد لله من المسجد إلى البيت في خلال عشر دقائق في الطريق، وكل يأتي ... ويمشي، والدروس ـ والحمد لله ـ مستمرة، ونقول ما شئنا مِمَّا نعتقده أنَّه الحق.
[هذا مثال على تسرع كثير من المخالفين في قبول ما يشاع ضد العلماء، وإساءة الظن في علمهم، والطعن في فتاويهم، بناء على أوهام لا صحة لها]
- سائل آخر: إخواننا من الجماعة ... يُحبُّونكم، وينظرون إليكم على أنَّكم من علمائنا الذين يَجب أن نسير وراءكم.
- الشيخ: جزاهم الله خيراً.
- السائل: لكن هناك أسئلة تدور في رؤوسهم، ومن بين هذه الأسئلة يقولون: أنَّنا إذا نقلنا إلى الشيخ عن طريق أشرطة مصورة، وبيَّنا له فيها قتالنا أنَّنا لا نقتل الصبيان، ولا نقتل الشيوخ، ولا نفجِّر في المدن، بل نقتل من يُقاتلنا من هؤلاء الذين لا يُحكِّمون كتاب الله عزَّ وجلَّ فينا، فإنَّ الشيخ بعد أن يعرف بأنَّ عقيدتنا سليمة وأنَّ منهجنا سليماً وأنَّ قتالنا سليم فإنَّ فتواه ستتغيَّر، ما قولكم في هذا بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً؟
- الشيخ: لا! قولي: إنَّ الفتوى لا تتغيَّر مهما كانت نيَّة المقاتل، فإنَّها لا تتغيَّر؛ لأنَّه يترتَّب على هذا أمور عظيمة، قتل نفوس بريئة، استحلال أموال، فوضى.
[وهذا فيه ثبات الشيخ وقوته في بيان الحق، وعدم مجاملته المخالف، أو الانجرار وراء ما يظنه المخالف مبرراً لفعله].
- السائل: شيخنا! حفظك الله، إذا كان في صعودنا إلى الجبال اعتمدنا على فتاوى، وإن كانت كما قال الأخ ظهر خطؤها، ولو كانت من عند أهل العلم، وبعض فتاوى بعض الدعاة ظنًّا منَّا أنَّ ذلك حجة في القتال، فصعدنا إلى الجبال وقاتلنا سنين، يعني فما دور المجتمع الآن في معاملتنا؟ هل يعاملنا كمجرمين، أم أنَّنا كمجاهدين أخطأنا في هذه الطريق؟
- الشيخ: أنت تعرف أنَّ جميع المجتمعات لا تتفق على رأي واحد، فيكون الناس نحوكم على ثلاثة أقسام:
ـ قسم يكره هؤلاء ويقول: إنَّهم جلبوا الدَّمار وأزهقوا الأرواح وأتلفوا الأموال، ولن يرضى إلاَّ بعد مدَّة طويلة.
ـ وقسم آخر راضٍ يُشجِّع، وربَّما يلومهم إذا وضعوا السلاح.
ـ القسم الثالث: ساكت، يقول: هؤلاء تأوَّلوا وأخطأوا، وإذا رجعوا فالرجوع إلى الحقِّ فضيلة.
[يحاول الشيخ فتح باب الأمل للمخطيء التائب، وتخفيف أثر ردة فعل المجتمع عليه. وهذا يشير إلى أهمية وجود باب مفتوح، وطريق رجعة لمن صحت توبته، وصدقت نيته، وتخلى عن فكره المنحرف]
- السائل: شيخنا! حفظك الله، نريد كلمة توجيهية إلى الطرفين، أقصد إلى الإخوة الذين سينزلون إلى الحياة المدنية وإلى المجتمع، يعني: كيف نتعامل الآن؟ وأن ينسوا الأحقاد، نريد نصيحة في هذا الباب حفظكم الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- الشيخ: بارك الله فيكم، أقول: إنَّ الواجب أن يكون المؤمنون إخوة، وأنَّه إذا زالت أسباب الخلاف وأسباب العداوة والبغضاء فلنترك الكراهية، ولنرجع إلى ما يجب أن نكون عليه من المحبة والائتلاف، كما قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ}.
وفي اليوم التالي، كان الاتصال الثاني بالشيخ.
- السائل: أنا أركِّز على أهم ما يمكن أن يؤثِّر على الإخوة عندنا، يعني المقاتلين حتى يرجعوا إلى الحقِّ.
- الشيخ: طيِّب! توكَّل على الله.
- السائل: إن شاء الله، أهمّ قضية ـ يا شيخ ـ ادعاؤهم أنَّكم لا تعلمون واقعنا في الجزائر، وأنَّ العلماء لا يعرفون الواقع في الجزائر، وأنَّكم لو عرفتم أنَّنا سلفيِّين أنَّ هذا سيغيِّر فتواكم، فهل هذا صحيح؟
[وهذا مما يشغّب به دعاة الفكر المنحرف كثيراً ضد العلماء والأئمة، فإذا لم ترق لأحدهم الفتوى، قال: إن العالم الفلاني غائب عن الساحة، ولا يعلم الواقع].
- الشيخ: هذا غير صحيح، وقد أجبنا عنه بالأمس، وقلنا مهما كانت المبالغات فإراقة الدِّماء صعب، فالواجب الكفّ الآن والدخول في السِّلم.
- السائل: شيخنا! ما رأيكم فيمن يعتقد أنَّ الرجوع إلى الحياة المدنية يُعتبر رِدَّة؟
- الشيخ: رأينا أنَّ من قال هذا فقد جاء في الحديث الصحيح أنَّ من كفَّر مسلماً أو دعا رجلاً بالكفر وليس كذلك عاد إليه.
- السائل: شيخنا! ما رأيكم في قولهم أنَّه لا هدنة ولا صلح ولا حوار مع المرتدِّين؟
- الشيخ: رأينا أنَّ هؤلاء ليسوا بمرتدِّين، ولا يجوز أن نقول إنَّهم مرتدُّون حتى يثبُت ذلك شرعاً.
- السائل: بناءً على ماذا شيخنا؟
- الشيخ: بناء على أنَّهم يُصلُّون ويصومون ويحجُّون ويعتمرون ويشهدون أن لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمداً رسول الله .. فكيف نقول إنَّهم كفار على هذه الحال؟! إنَّ النبيَّ ? قال لأسامة بن زيد لَمَّا قتل الرَّجل الذي علاه بالسيف، فشهد أن لا إله إلاَّ الله، أنكر الرسول ? على أسامة، مع أنَّ الرَّجل قال ذلك تعوُّذاً كما ظنَّه أسامة، والقصة مشهورة.
[تأمل تحمل الشيخ وطول باله مع ما يطرح المخالف من الأسئلة والشبه، واستجابته لما يطلب المخالف من التفصيل , وبيان الأدلة والبراهين]
- السائل: شيخنا! الكفر العملي هل يُخرج من الملة؟
- الشيخ: بعضه مخرجٌ وبعضه غير مخرج، كقتال المؤمن، فقد قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم: ((قتاله كُفْرٌ))، ومع ذلك لا يخرج من المِلَّة مَن قاتل أخاه المؤمن بدليل آية الحجرات: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} قال: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات 9 ـ 10].
- السائل: متى يُصبح الكفر العملي كفراً اعتقاديًّا شيخنا؟
- الشيخ: إذا سجد لصنم، فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، إلاَّ أن يكون مكرهاً.
- السائل: وفي قضية الحكم بغير ما أنزل الله؟
- الشيخ: هذا باب واسع، هذا باب واسع، قد يحكم بغير ما أنزل الله عدواناً وظلماً، مع اعترافه بأنَّ حكم الله هو الحق، فهذا لا يكفر كفراً مخرجاً عن الملة، وقد يحكم بغير ما أنزل الله تشهيًّا ومحاباة لنفسه، أو لقريبه، لا لقصد ظلم المحكوم عليه، ولا لكراهة حكم الله، فهذا لا يخرج عن الملة، إنَّما هو فاسق، وقد يحكم بغير ما أنزل الله كارهاً لِحُكم الله، فهذا كافرٌ كفراً مُخرجاً عن الملَّة، وقد يحكم بغير ما أنزل الله طالباً موافقة حكم الله، لكنَّه أخطأ في فهمه، فهذا لا يكفر، بل ولا يأثم؛ لقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا حكم الحاكمُ فاجتهدَ فأخطأ فله أجرٌ واحد، وإن أصاب فله أجران)).
[لا بد للمحاور من علم راسخ، مبني على الأدلة الشرعية، مع حسن العرض والبيان للمسائل، وترتيب الجواب للسائل]
وفي ختام الاتصال .. قال السائل: شيخنا،كلامكم واضح والحمد لله، وبهذه الصيغة يزيح إن شاء الله الشبهَ التي تحول دون أن يعملَ الحقُّ عملَه إن شاء الله.
- الشيخ: نسأل الله أن يهديهم، وأن يرزقهم البصيرة في دينه، ويحقن دماء المسلمين.
- السائل: أعطِنا تاريخ المكالمة واسمك.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الشيخ: هذه المكالمة يوم الجمعة في شهر رمضان، أجراها مع إخوانه محمد بن صالح العثيمين من عنيزة بالمملكة العربية السعودية،1420هـ، نسأل الله أن ينفع بهذا. ا هـ.
(شواهد على ذلك من فعل السلف رحمهم الله)
ابن عباس والخوارج:
من أشهر الحوارات التاريخية مع الطوائف المنحرفة مناظرة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما للخوارج حينما خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكانت هذه المناظرة بحق أنموذجاً فريداً، وتطبيقاً ناجحاً للحوار، رجع بسببه فئام من هذه الفئة، فإلى هذه المناظرة كما ساقها الحاكم في المستدرك 2/ 150ـ 152 والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 179، وسأدرج في ثنايا النقل بعض الملاحظات والتنبيهات وأضعها بين معقوفتين.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " لما خرجت الحرورية اجتمعوا في دار وهم ستة آلاف أتيت علياً، فقلت: يا أمير المؤمنين أبْرِد بالظهر لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم، قال: إني أخاف عليك. قلت: كلا. قال ابن عباس: فخرجت إليهم ولبست أحسن ما يكون من حُلَلِ اليمن - وكان ابن عباس جميلاً جهيراً – [وهذه لفتة إلى أهمية العناية بشخصية المحاور ومظهره، وأثر ذلك في قبول الطرف الآخر].
قال ابن عباس: فأتيتهم وهم مجتمعون في دارهم قائلون، فسلمت عليهم، فقالوا: مرحباً بك يا ابن عباس، فما هذه الحلة؟!! [مظهر من مظاهر الغلو، والأخذ بالأشد حتى في اللباس].
قال: قلت: ما تعيبون علي؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل، ونزلت ? قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ?.
قالوا: فما جاء بك؟ قلت: أتيتكم من عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار لأبلغكم ما يقولون، وتخبرون بما تقولون، فعليهم نزل القرآن وهم أعلم بالوحي منكم وفيهم أنزل، وليس فيكم منهم أحد. [تذكير بما لدى المخالف من مزيد علم وفضل، إشارة إلى أنه أقرب إلى الحق عند الاختلاف].
فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشاً، فإن الله يقول: ? بل هم قوم خصمون ?
[انظر إلى سوء الفهم، والاستدلال بالنصوص في غير مواضعها]
قال ابن عباس: وأتيت قوماً لم أر قوماً قط أشد اجتهاداً منهم، مسهمة وجوههم من السهر، كأن أيديهم وركبهم تثنى عليهم.
[لا تلازم بين مظاهر الصلاح وشدة الاجتهاد في العبادة وبين صحة المنهج والهداية للحق].
قال: فمضى من حضر، فقال بعضهم: لنكلمنّه ولننظرنّ ما يقول.
قلت: أخبروني ماذا نقمتم على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره والمهاجرين والأنصار؟.
قالوا: ثلاثاً.
قلت: ما هن؟
قالوا: أما إحداهن فإنه حكّم الرجال في أمر الله، وقال الله تعالى: ? إن الحكم إلا لله ? وما للرجال وما للحكم؟.
فقلت: هذه واحدة.
قالوا: وأما الأخرى، فإنه قاتل ولم يَسْبِ ولم يَغْنَمْ، فلئن كان الذي قاتل كفاراً لقد حل سبيهم وغنيمتهم، ولئن كانوا مؤمنين ما حل قتالهم.
قلت: هذه اثنتان، فما الثالثة؟
قالوا: إنه محا نفسه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين.
قلت: أعندكم سوى هذا؟
قالوا: حسبنا هذا. [هذه قاعدة هامة، وهي الاستماع الجيد إلى كلام المخالف، وحصر جميع حججه، قبل الشروع في الرد عليه]
فقلت لهم: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يُرَدّ به قولكم أترضون؟ [وهذه قاعدة أخرى من أهم قواعد الحوار، وهي أنه لا بد من مرجعية ثابتة متفق عليها، يردّ إليها عند التنازع بين الطرفين، وإلا كان الحوار عقيماً غير مثمر].
قالوا: نعم.
فقلت: أما قولكم حكم الرجال في أمر الله، فأنا أقرأ عليكم ما قد رد حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم في أرنب ونحوها من الصيد فقال: ? يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم .. إلى قوله يحكم به ذوا عدل منكم ?. فنشدتكم الله [خطابٌ مؤثر، يحرك العواطف، ويستثير الإيمان والخوف من الله] أَحُكْمُ الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم؟. وأن تعلموا أن الله لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال. وفي المرأة وزوجها قال الله عز وجل: ? وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها أن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ? فجعل الله حكم الرجال سنة
(يُتْبَعُ)
(/)
مأمونة.
قال: أخرجتُ عن هذه؟ [تحقق من زوال الشبهة عند المخالف]
قالوا: نعم.
قال: وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم، أتسْبُون أمكم عائشة ثم تستحلون منها ما يُسْتَحَل من غيرها؟ فلئن فعلتم لقد كفرتم وهي أمكم، ولئن قلتم ليست أمنا لقد كفرتم فإن الله يقول: ? النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ?. فأنتم تدورون بين ضلالتين أيهما صرتم إليها صرتم إلى ضلالة. [محاصرة المخالف، وبيان فساد رأيه بناءً على اللوازم الفاسدة المترتبة على القول به].
قال: فنظر بعضهم إلى بعض!! [إشارة إلى وصول المخالف إلى درجة الشك والتردد].
قال: أخرجت من هذه؟
قالوا: نعم.
قال: وأما قولكم محا اسمه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون وأريكم، قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية كاتب سهيل بن عمرو وأبا سفيان بن حرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين اكتب يا علي: هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله. فقال المشركون: لا والله ما نعلم إنك رسول الله لو نعلم إنك رسول الله ما قاتلناك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنك تعلم أني رسول الله، اكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله. فوالله لرسول الله خير من علي وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه.
قال ابن عباس: فرجع من القوم ألفان وقتل سائرهم على ضلالة ". اهـ
وهكذا .. كان من ثمرات هذا الحوار الهادف الذي قام به أحد علماء الأمة -وهو رجل واحد فقط- أن رجع ثلث هذه الفئة عن باطلهم، وتخلوا عن أفكارهم، وهذا مكسب كبير في القضية، ناهيكم عن زعزعة فكر من بقي من هذه الفئة، ونقلهم من دائرة القناعة التامة إلى دائرة الشك والتردد، وهذا مكسب آخر بلا شك.
جابر بن عبد الله والخوارج:
وهذه حادثة أخرى رواها الإمام مسلم في صحيحه، وكان الحوار فيها بين الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وبين بعض من بدأت عندهم نزعة الخوارج.
عن يزيد الفقير قال: كنتُ قد شَغَفَنِي رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج، ثم نخرج على الناس.
قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يُحدِّث القوم جالس إلى سارية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإذا هو قد ذكر الجهنَّميِّين [أي الذين يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين، وهذا يخالف مذهب الخوارج لأنهم يرون أن أهل الكبائر مخلدون في النار، وأنهم لا تنفعهم الشفاعة].
قال: فقلتُ له: يا صاحبَ رسول الله، ما هذا الذي تُحدِّثون؟ والله يقول: ? إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ? , و ? كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا ?، فما هذا الذي تقولون؟ [خطأ في فهم الآيات، وإنزالها على غير ما نزلت فيه].
قال: فقال: أتقرأُ القرآنَ؟ [تقرير لمرجعية الحوار، وهو الكتاب والسنة].
قلتُ: نعم.
قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام، يعني الذي يبعثه فيه؟
قلتُ: نعم!
قال: فإنَّه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يُخرج اللهُ به مَن يُخرج. قال: ثمَّ نعتَ وضعَ الصِّراط ومرَّ الناس عليه، قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك. قال: غير أنَّه قد زعم أنَّ قوماً يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: يعني فيخرجون كأنَّهم عيدان السماسم، قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنَّة فيغتسلون فيه، فيخرجون كأنَّهم القراطيس.
قال يزيد: فرجعنا، قلنا: وَيْحَكم!! أَتَروْنَ الشيخَ يَكذِبُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فرجعنا، فلا والله! ما خرج منَّا غيرُ رَجل واحد.
أقول: وهذه صفحة أخرى من صفحات الحوار الهادف، وقى الله بسببها هذه العصابة -عدا أحدهم- من مغبة الخروج.
وفي صحيح البخاري أن ابن عمر رضي الله عنهما أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس صنعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبي ? فما يمنعك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أن الله حرم دم أخي. فقالا: ألم يقل الله: ? وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ?. فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله".
(يُتْبَعُ)
(/)
-مقتقطفات من رسالة (مع تقديم وتأخير بتصرف) باسم " ابن عثيمين يحاور المسلّحين" (معالم في التعامل مع الفئة الضالة)
للاخ سامي بن خالد الحمود-باحث شرعي أكاديمي
فتنة ابن الأشعث فوائد وعبر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،، أما بعد
ففي قصص من سبقنا عبرة ومزدجر (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم)
يسمع الناس بالفتن وخطرها وسوء عاقبتها، ولكن كما قيل بالمثال يتضح المقال.
من الفتن التي هزت الأمة الإسلامية، وكادت تطيح بالخلافة زمن بني أمية؛
فتنة عبد الرحمن بن الأشعث
وكان ابتداؤها سنة إحدى وثمانين.
قال الحافظ ابن كثير: وكان سبب هذه الفتنة أن ابن الأشعث كان الحجاج يبغضه، وكان هو يفهم ذلك، ويضمر للحجاج السوء وزوال الملك عنه، ثم إن الحجاج بن يوسف نائب الخليفة عبد الملك بن مروان على العراق جهز جيشا من البصرة والكوفة وغيرهما لقتال رتبيل الكافر ملك الترك، الذي آذى أهل الإسلام وقتل فئاما منهم، وأمر الحجاج على ذلك الجيش ابن الأشعث، مع أنه كان يبغضه كما تقدم، حتى إنه كان يقول: ما رأيته قط حتى هممت بقتله
ودخل ابن الأشعث يوما على الحجاج وعنده عامر الشعبي، فقال الحجاج انظر إلى مشيته!! والله لقد هممت أن أضرب عنقه
فأخبر الشعبي ابن الأشعث بما قال الحجاج، فقال ابن الأشعث: وأنا والله لأجهدن أن أزيله عن سلطانه إن طال ببي البقاء.
فسار ذلك الجيش بإمرة ابن الأشعث، حتى وطئ أرض (رتبيل)، ففتح مدنا كثيرة، وغنم أموالا كثيرة، وسبى خلقا من الكفار، ورتبيل ملك الكفار يهرب منهم من مدينة لأخرى.
ثم إن ابن الأشعث رأى لأصحابه أن يوقفوا القتال، حتى يتقووا إلى العام المقبل، ولتستقر الأمور في البلاد التي فتحوها.
فكتب إليه الحجاج يأمره بالاستمرار في القتال، ويذمه ويعيره بالنكول عن الحرب، فغضب ابن الأشعث، ثم سعى في تأليب الناس على الحجاج.
وقام والد ابن الأشعث _ وكان شاعرا خطيبا، فقال: إن مثل الحجاج في هذا الأمر ومثلنا كما قال القائل: (احمل عبدك على الفرس، فإن هلك هلك، وإن نجا فلك)، إنكم إن ظفرتم كان ذلك زيادة في سلطان الحجاج، وإن هلكتم كنتم الأعداء البغضاء.
ثم قال: اخلعوا عدو الله الحجاج، ولم يذكر خلع الخليفة، اخلعوا عدو الله الحجاج وبايعوا لأميركم عبد الرحمن بن الأشعث، فإني أشهدكم أني أول خالع للحجاج.
فقال الناس من كل جانب: خلعنا عدو الله الحجاج _ وكانوا يبغضونه _ ووثبوا إلى ابن الأشعث فبايعوه، ولم يذكروا خلع الخليفة.
وبعد بيعة الفتنة تلك تبدلت الأمور، ووقع ما لم يكن في الحسبان، فقد انصرف ابن الأشعث عن قتال الترك الكفرة!! وسار بجيشه المفتون مقبلا إلى الحجاج ليقاتله ويأخذ منه العراق، فلما توسطوا في الطريق، قالوا: إن خلعنا للحجاج خلع لابن مروان، فخلعوا أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، وجددوا البيعة لابن الأشعث، فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلع أئمة الضلالة وجهاد الملحدين.
فلما بلغ الحجاج ما صنعوا من خلعه وخلع أمير المؤمنين، كتب إلى الخليفة بذلك يعلمه، ويستعجله في بعثه الجنود إليه، فانزعج الخليفة واهتم
وسعى الناصحون المصلحون في درء الفتنة.
فكتب المهلب بن أبي صفرة إلى ابن الأشعث يحذره، وينهاه عن الخروج على إمامه وقال:
إنك با ابن الأشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل، أبق على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الله الله!! انظر لنفسك فلا تههلكها، ودماء المسلمين فلار تسفكها، والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تنكثها، فإن قلت أخاف الناس على نفسي، فالله أحق أن تخافه من الناس، فلا تعرضها لله في سفك دم أو استحلال محرم، والسلام عليك
ثم أخذ الخليفة عبد الملك في تجهيز الجنود في نصرة الحجاج في قتاله الخارجين على الجماعة، وجعل المفتونون يلتفون على ابن الأشعث من كل جانب، حتى قيل إنه سار معه ثلاثة وثلاثون ألف فارس ومائة وعشرون ألف راجل!!!
حتى دخلوا البصرة، فخطب ابن الأشعث وبايعم، وبايعوه على خلع الخليفة ونائبه الحجاج بن يوسف، وقال لهم ابن الأشعث:
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس الحجاج بشيء، ولكن اذهبوا بنا إلى عبد الملك الخليفة لنقاتله، ووافقه على خلعهما جميع من بالبصرة من الفقهاء والقراء والشيوخ والشباب.
قال الحافظ ابن كثير: وتفاقم الأمر وكثر متابع ابن الأشعث على ذلك، واشتد الحال وتفرقت الكلمة جدا، وعظم الخطب واتسع الخرق ا. هـ
ثم التقى جيش الخليفة وجيش ابن الأشعث، فقال القراء الذين خلعوا البيعة: أيها الناس قاتلوا عن دينكم ودنياكم.
وقال عامر الشعبي _ وكان من الأئمة، لكن ابن الأشعث فتنه _ قال: قاتلوهم على جورهم، واستغلالهم الضعفاء!! وإماتتهم الصلاة.
ثم بدأ القتال، ما بين كر وفر، يقتتل الناس كل يوم قتالا شديدا، حتى أصيب من رؤوس الناس خلق كثير،
واستمر هذا الحال مدة طويلة، ثم كتب الخليفة إلى ابن الأشعث ومن معه يقول:
إن كان يرضيكم مني عزل الحاج خلعته، وأبقيت عليكم أعطياتكم، وليخير ابن الأشعث أي بلد شاء يكون عليه أميرا ما عاش وعشت.
فلما بلغ ذلك ابن الأشعث خطب الناس وندبهم إلى قبول ما عرضه عليهم أمير المؤمنين من عزل الحجاج وإبقاء الأعطيات، فثار الناس من كل جانب، وقالوا: والله لا نقبل ذلك، نحن أكثر عددا وعدة!!
ثم جددوا خلع الخليفة عبد الملك واتفقوا على ذلك كلهم، واستمر القنال بين الفئتين مائة يوم وثلاثة أيام على ما قاله ابن الأثير.
وصبر جيش الخليفة بقيادة الحجاج، بالحرب، فأمر بالحملة على كتيبة القراء الذين خلعوا الخليفة، لأن الناس كانوا تبع لهم، وهم الذين يحرضونهم على القتال، والناس يفتدون بهم
فحمل جيش الحجاج عليهم ـ، فقتل منهم خلقا كثيرا، وبعدها انهزم ابن الأشعث ومن معه، فلحقهم جيش الحجاج يقتلون ويأسرون، وهرب ابن الأشعث ومعه جمع قليل من الناس، فأرسل الحجاج خلفه جيشا كثيفا ليقتلوه ويأسروه
ففر ابن الأشعث حتى دخل هو ومن معه إلى بلاد رتبيل الكافر ملك الترك!!! فأكرمه وأنزله عنده وأمنه وعظمه كيدا للمسلمين
هرب ابن الأشعث بعد أن أثار فتنة أهلك الحرث والنسل فقتل من أتباعه من قتل، وأسر كثير منهم، فقتلهم الحجاج بن يوسف، وهرب من بقي منهم.
ومنهم عامر الشعبي الإمام الثقة، فأمر الحجاج أن يؤتى بالشعبي فجيء به حتى دخل على الحجاج.
قال الشعبي: فسلمت عليه بالإمرة، ثم قلت:
أيها الأمير، إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك بغير ما يعلم الله أنه الحق، ووالله لا أقول في هذا المقام إلا الحق، قد والله تمردنا عليك وحرضنا، وجهدنا كل الجهد، فما كنا بالأتقياء البررة، ولا بالأشقياء الفجرة، لقد نصرك الله علينا، وأظفرك بنا، فإن سطوت فبذنوبنا، وما جرت إليك أيدينا، وإن عفوت عنا فبحلمك، وبعد فالحجة لك علينا.
فقال الحجاج لما رأى اعترافه وإقراره: أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا، ثم يقول ما فعلت ولا شهدت، قد أمنت عندنا يا شعبي.
ثم قال الحجاج: يا شعبي كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي؟ وكان الحجاج يكرمه قبل دخوله في الفتنة.
فقال الشعبي مخبرا عن حاله بعد مفارقته للجماعة: أصلح الله الأمير؛ قد اكتحلت بعدك السهر!! واستوعرت السهول!! واستجلست الخوف!! واستحليت الهم!! وفقدت صالح الإخوان!! ولم أجد من الأمير خلفا!!
فقال الحجاج: انصرف يا شعبي، فانصرف آمنا.
ثم شرع الحجاج في تتبع أصحاب ابن الأشعث، فقتلهم مثنى وفرادى!!! حتى قيل إنه قتل منهم بين يديه مائة ألف وثلاثين ألفا!!! منهم محمد بن سعد بن أبي وقاص، وجماعات من السادات، حتى كان آخرهم سعيد بن جبير رحمه الله.
وكان ممن تبع ابن الأشعث طائفة من الأعيان منهم مسلم بن يسار وأبو الجوزاء، وأبو المنهال الرياحي ومالك بن دينار والحسن البصري رحمه الله
وذلك أنه قيل لابن الأشعث: إن أردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتلوا حول هودج عائشة فأخرج الحسن البصري معك، فأخرجه
وكان ممن خرج أيضا سعيد بن جبير وابن أبي ليلى الفقيه وطلحة بن مصرف وعطاء بن السائب، وغيرهم
قال أيوب: فما منهم من أحد صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه، ولا نجا أحد منهم إلا حمد الله أن سلمه!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن الحجاج كتب إلى رتبيل ملك الترك الذي لجأ إليه ابن الأشعث، أرسل إليه يقول: والله الذي لا إله إلا هو، لئن لم تبعث إلي بابن الأشعث لأبعثن إليك بألف ألف مقاتل ولأخربنها
فلما تحقق الوعيد من الحجاج استشار في ذلك بعض الأمراء فأشار عليه بتسليم ابن الأشعث قبل أن يخرب الحجاج دياره، ويأخذ عامة أمصاره، فعند ذلك غدر رتبيل بابن الأشعث فقبض عليه وعلى ثلاثين من أتباعه، فقيدهم بالأصفاد وبعثهم مع رسل الحجاج إليه
فلما كانوا ببعض الطريق بمكان يقال له (الرخج) صعد ابن الأشعث وهو مقيد بالحديد إلى سطح قصر، ومعه رجل موكل به لئلا يفر فألقى ابن الأشعث بنفسه من ذلك القصر، وسقط معه الموكل به فماتا جميعا، فعمد الرسول إلى رأس ابن الأشعث فاختزه، وقتل من معه من أصحابه، وبعث برؤوسهم إلى الحجاج فأمر فطيف برأس ابن الأشعث في العراق، ثم بعثه إلى أمير المؤمنين عبد الملك فطيف به في الشام، ثم بعث به إلى ألأخيه عبد العزيز بمصر فطيف برأسه هناك، ثم دفن.
قال الحافظ ابن كثير: والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالإمارة: كيف يعمدون إلى خليفة قد بويع له بالإمارة على المسلمين من سنين، فيعزلونه وهو من صليبة قريش، ويبايعون لرجل هندي بيعة لم يتفق عليها أهل الحل والعقد!!!
ولهذا لما كانت هذه زلة وفلتة نشأ بسببها شر كثير، هلك فيه خلق كثير، فإنا لله وإنا إليه إليه راجعون ا. هـ
ذكر ابن الأثير في تاريخه: أن رجلا من الأنصار جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال: أنا ابن فلان بن فلان، قتل جدي يوم بدر، وقتل جدي فلان يوم أحد، وجعل يذكر مناقب سلفه، فنظر عمر إلى جليسه فقال: هذه المناقب والله، لا يوم الجماجم ويوم راهط، من الخروج وحمل السلاح على المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين
إن فتنة ابن الأشعث كانت فتنة عظيمة فرقت الكلمة، وقتل فيها أكثر من مائة ألف مسلم، وفي هذه الحادثة فوائد منها:
أولها: أن للفتن في أول نشوئها لذة وحلاوة تستهوي كثيرا من الناس، إلا من عصمه الله ونجاه، وقد خرج كثير من القراء مع ابن الأشعث، فضلا عن عامة الناس، كان كلامهم في أول الفتن قويا ومهيجا، تكلم متكلموهم، وأبدع خطباؤهم، في التحريض على قتال جند الخليفة.
قال أبو البختري: أيها الناس قاتلوهم على دينكم ودنياكم، فوالله لئن ظهروا عليكم ليفسدن عليكم دينكم، وليلن على دنياكم.
قوال عامر الشعبي: أيها الناس قاتلوهم، ولا يأخذكم حرج من قتالهم، والله ما أعلم على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أعمل بجور منهم
وقال سعيد بن جبير نحو ذلك
ووالله لو كانوا يعلمون ما ستؤول الأمور إليه لما قالوا ما قالوا، ولكنها الفتن تعمى فيها الأبصار.
ثانيا: إذا وقعت الفتن فإن ضحاياها الأبرار والفجار، قال الله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)
ذكر ابن الأثر في تاريخه أن الحجاج لما غلب جيش ابن الأشعث أخذ يبايع الناس وكان ظالما، وكان لا يبايع أحدا إلا قال له اشهد على نفسك أنك كفرت، يعني بنقضك البيعة وحملك السلاح، فإن قال نعم بايعه، وإلا قتله.
فأتاه رجل من خثعم كان معتزلا للناس كلهم، فسأله الحجاج عن حاله فأخبره باعتزاله، قال الحجاج، بل أنت متربص بنا، أتشهد أنك كافر؟
قال الرجل: بئس الرجل أنا أعبد الله ثمانين سنة، ثم أشهد على نفسي بالكفر
قال الحجاج: أقتلك إذا؟
قال الرجل: وإن قتلتني
فقتله الحجاج، ولم يبق أحد من أهل الشام والعراق إلا رحمه، وحزن لقتله
ثالثا: إذا ولت الفتنة مدبرة عند ذلك يندم من دخل فيها لما يراه من الفساد والشرر الذي نتج عنها، واستمع إلى أهلها وقد جيئ بهم حتى أوقفوا بين يدي الحججاج بن يوسف
هاهو فيروز بن الحصين أسر فأتي به إلى الحجاج فقال له: أبا عثمان!! ما أخرجك مع هؤلاء، فوالله ما لحمك من لحومهم ولا دمك من دمائهم
فقال: أيها الأمير فتنة عمت، فأمر به الحجاج فضربت عنقه
ثم دعا الحجاج بعمر بن موسى فجيء به موثقا، فعنفه الحجاج، فاعتذر، وقال أصلح الله الأمير!! كانت فتنة شملت البر والفاجر، فدخلنا فيها، فقد أمكنك الله منا، فإن عفوت فبفضلك، وإن عاقبت ظلمت مذنبين
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال الحجاج: أما إنها شملت البر والفاجر، فقد كذبت، ولكنها شملت الفاجر وعوفي منها الأبرار، وأما إقرارك فعسى أن ينفعك.
فرجى له الناس السلامة، لكن الحجاج أمر به فضربت عنقه
ثم دعا الحجاج بالهلضام بن نعيم فقال: ما أخرجك مع ابن الأشعث؟ وما الذي أملت؟
فقال الرجل: أملت أن يملك ابن الأشعث فيوليني العراق، كما ولاك عبد الملك
فقتله الحجاج
ثم دعا بأعشى همدان وقد تبع ابن الأشعث، وعمل الشعر في التحريض على قتال الخليفة، فلما دخل على الحجاج أنشد يعتذر:
أبى الله إلا أن يتمم نوره ... ويطفئ نار الفاسقين فتخمدا
فقتلاهم قتلى ضلال وفتنة ... وجيشهم أمسى ذليلا ممردا
فما لبث الحجاج أن سل سيفه ... فولى جيشنا وتبددا
دنود أمير المؤمنين وخيله ... وسلطانه أمسى عزيزا مؤيدا
ليهنأ أمير المؤمنين ظهوره ... على أمة كانوا سعاة وحسدا
نزلوا يشتكون البغي من أمرائهم ... وكانوا هم أبغى البغاة وأعندا
فقال الحجاج: والله يا عدو الله لا نحمدك، وقد قلت في الفتنة ما قلت، وحرضت الناس علينا، فصربت عنقه وأحلق بأصحابه.
رابعا: إذا وقعت الفتنة سعى أهلها في استدراج بعض الخواص إليهم ليحتجوا بهم عند العامة، وقد قيل لابن الأشعث: إذا أردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتلوا حول هودج عائشة فأخرج الحسن البصري معك، فأخرجه.
وخرج مع ابن الأشعث بعض الأئمة، كسعيد بن جبير، ومالك بن دينار وغيرهما، ففتن الناس والمعصوم من عصمه الله.
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفتن ويأمر بذلك في كل صلاة، لأن بعضها يجعل الحليم حيرانا، ذلك أن أهل الفتنة يزينون فعلهم بكثرة موافقيهم.
فابن الأشعث قاتل معه أكثير من مائة وخمسين ألفا، وتبعه جماعة من السادات، لكن فعلهم لم يكن مرضيا، إذ هو خلاف النصوص الآمرة بالجماعة والصبر الناهية عن الخروج والفرقة والمنازعة.
قال أيوب: ما منهم من أحد صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه، ولا نجا من نجا منهم إلا حمد الله وسلمه.
قال الإمام ابن بطة العكبري في التحذير والاغترار بالكثرة: والناس في زماننا أسراب كالطير يتبع بعضهم بعضا!! لو ظهر فيهم من يدعي النبوة _ مع علمهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء _ أو من يدعي الربوبية لوجد على ذلك أتباعا وأشياعا.
خامسأ: أن عاقبة الفتن وخيمة، ومآل أهلها الخسران، فهاهو ابن الأشعث خرج على جيش إسلامي مجادا في سبيل الله، ثم صار رأسا في الفتنة، فترك قتال الكفار وهجم على أهل الإسلام!! وقتل بسببه جمع كثير، واضطربت الأمور وكثر الشر، ثم آلت به الحال أن يلجأ إلى ملك الكفار الذي كان يقاتله بالأمس، ففرح به الكافر وأكرمه إغاظة للمسلمين.
وهكذا الفتن تقود صاحبها إلا ما لا يريد.
وليت ابن الأشعث وقف عند هذا لكان هينا، وما هو وربي بهين
لقد غدر به الملك الكافر وأرسله موثقا إلى الحجاج، فأسقط في يده، فلما كان ببعض الطريق، صعد قصرا فألقى نفسه، فمات، فمن كان يظن أن نهايته تكون كذلك. |
سادسا: لقد ألبس ابن الأشعث فتنته هذه لباس الشرع، وأوهمهم أنها إنكار للمنكر ونصرة للدين، لكن الباطن خلاف ذلك، قد ذكر ابن الأثير أن الحجاج كان يبغض ابن الأشعث، ويقول: ما رأيته قط إلا وأردت قتله، وهو يعلم ذلك، وكان يهدد ويقول: وأنا والله لأجهدن أن أزيل الحجاج عن سلطانه إن طال بي البقاء.
ونص ابن كثير على أن سبب تلك الفتنة كره ابن الأشعث للحجاج، ثم جمع حوله من يبغضون الحجاج، فانظروا كيف استغل كره الناس ليثأر منه وينكد عليه!!
ولهذا فمن دعا إلى مفارقة الجاعة وإثارة الفتنة فهو صاحب هوى مريض قلب، مخالف للسنة، وإن ظهر فعله ذلك في صورة إنكار للمنكر
سابعا: إذا وقعت الفتنة، فإن أول من يصطلي بنارها من أوقدها، فتنقلب الأمور عليهم، ويتسلط الجهال من أتباعهم حتى يكون الأمر والنهي عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كتب الخليفة إلى ابن الأشعث عزل الحجاج وتوليته مكانه، وبقاء أعطيات الناس، فمال إلى ذلك ابن الأشعث، فخطب الناس وقال: اقبلوا ما عرض عليكم، وأنت أعزاء أقوياء، فوثب الجهال من كل مكان يقولون: لا والله لا نقبل نحن أكثر منهم عددا وعدة، وأعادوا خلع الخليفة ثانية، وبايعوا ابن الأشعث، فانصاع لأمرهم ووافقهم حتى آل أمره إلى ما آل إليه.
ثامنا: من فارق الجماعة ودخل في الفتنة فهو في غربة ووحشة، ومآله أن يتخلى عنه أحبابه وأعوانه.
هاهو الشعبي يصف حاله بعد أن خلع البيعة ودخل مع ابن الأشعث، فقدت صالح الإخوان ولم أجد من الأمير خلفا.
من أجل ذلك كان الأئمة يحرصون على الاجتماع زمن الفتن
يقول حنبل: اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله _ يعني الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله _ يقولون له: إن الأمر تفاقم وفشا _ يعنون إظهار القول بخلق القرآن، ولا نرضى بإمرته ولا سلطانه، فناظهرهم الإمام أحمد في ذلك وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يدا من طاعة، لا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر ويسترح من فاجر.
وقال لهم: ليس هذا _ يعني نزع أيديهم من طاعتهم _ صوابا، هذا خلاف الآثار ا. هـ
الإمام أحمد يقول هذا، وقد آذاه السلطان وجلده وسجنه، ثم منعه من لقيا الناس، لكن أهل السنة أهل عدل واجتماع ومتابعة للنصوص يرجون ما عند الله تعالى
وآخرها: أن هذه الفتنة تدل على أهمية التمسك بالآداب الشرعية زمن الفتن، فمن تلك الآداب:
#الحذر من الفتن وعدم الاستشراف لها واعتزال أهلها.
# ومنها الحلم والرفق، فلا تعجل في قبول الأخبار، والأفكار والآراء، والحكم على الناس تخطئة وتصويبا، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
# ومنها لزوم جماعة المسلمين وإمامهم والحذر من التفرق، لقول حذيفة رضي الله عنه لما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم الفتن، قال فما تأمرني إن أدركني ذلك؟
فقال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم
# ومنها الالتفاف حول علماء السنة أهل التوحيد، والحذر من التفرق عليم ومنازعتهم، والصدور عن آرائهم والاستجابة لنصحهم
ووالله، وتالله، وبالله: إن أول باب يلج الرجل منه إلى الفتنة الطعن بالعلماء، والاستبداد بالرأي دونهم.
ومن رأيتموه يقدح في علمائنا فاعلموا أنه مفتون، فإن من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة
# ومنها أن الفتن إذا وقعت فما كل ما يعلم يقال، وليت بعض الناس يتركون الأمور العظام للعلماء الكبار حفاظا على اجتماع الكلمة، لأن مرد الناس في آخر أمرهم للعلماء، فمن كان عنده رأي فليعرضه عليهم (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)
مقال منقول _ بتصرف _ من خطبة جمعة للشيخ سلطان العيد حفظه الله وسدده ووفقه
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 10:31]ـ
من آثار الفكر التكفيري
على مخيم نهر البارد
اعداد
الدكتور محمد أحمد عبد الغني
بسم الله الرحمن الرحيم
الإهداء
إلى نهر البارد , نهر الدماء , وصوتِ القهْرِ , ورَجْعِ البؤْسِ , وجُرْحِ القلْبِ , ودمعةِ العينِ , ومهوى الفؤاد , وملعب الصبا , ومَشيبِ الرّأسِ.
إلى أطفالٍ يصرخون و يبكون، و شيوخٍ و عجائز و مرضى يجّرون أقدامهم , ورجالٍ يبحثون عن أبنائهم , و أبناءٍ يركضون وراء آبائهم، و نساءٍ تركت أطفالها في مشهدٍ مأساوي يُذكّر بنكبة فلسطين، أو باجتياح عام 1982، أو بحرب تموز 2006 ...
إلى جرحِ الأمةِ الإسلاميةِ في قلبها " فلسطين " وفي قلبها النابض " المسجد الأقصى " الحزين.
إلى كل صائلٍ جائل، للنفسِ باذل، للموتِ راحل، للدنسِ غاسل،لليهود منازل، يصرخ بجلمدٍ: يا شجرَ الغرقد، جاء الموعدُ ليعودَ المسجد.
إلى الذين يعايشون يقظةً علميةً بوسطية واعتدال تتهللُ لها سُبُحات الوجوه، ولا تزال تنشط متقدمةً إلى الترقّي والنضوج في أفئدة شباب الأمة، مدها ودمها المجدد لحياتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى الكتائب الشبابية , النواة المباركة التي تتقلب في أعطاف العلم وهي في أمسّ ما تحتاج إلى السقي والتعهد في مساراتها كافة، نشراً للضمانات التي تكف عنها الافراط والتفريط،والتشدد والغلو, والعثار والتعصب في مثاني الطلب والعمل من تموجات فكرية، وعقدية، وسلوكية، وطائفية، وحزبية ...
الى كل مغالي لعله يرجع الى رشده , فيعرف أن لب الشريعة جلب المصالح ودرء المفاسد وليس الدمار والشنار.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله.وصل اللهم عليه وآله الطاهرين وأصحابه الغر الميامين وعلى التابعين لهم باحسان الى يوم الدين.
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ? [آل عمران: 102].
? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَ بَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَ نِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَ الأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ? [النساء: 1].
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَنْ يُطِعِ اللهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ? [الأحزاب: 70 ـ 71]
وبعد:
فإن ظاهرة " فتح الإسلام " من الظواهر الدينية الحديثة , التي أدلى السياسيون والإعلاميون حولها دلوهم في مقالات وبيانات، أغلبها انتصار لتصورات فكرية أو توجهات سياسية , وإن كثيراً ممن وضعوا تنظيم " فتح الإسلام " تحت المجهر لم ينجحوا - حتى الآن - في سبر أغوار مكوناته الحقيقية، بل اكتفوا باكتشاف بعض القشور الخارجية لهذا التنظيم الذي ظهر بشكل مفاجئ قبل عام عبر «البيان رقم واحد» في مخيم " نهر البارد "، وأخذ ينمو ويتكاثر عَدداً وعُدة وعَتاداً بسرعة فائقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحركات الإسلامية في لبنان، حتى أمكن القول إنه أصبح يمتلك قوة عسكرية كبرى معزّزة بمقاتلين أشداء من ذوي الخبرات الشيشانية والأفغانية والعراقية، باعوا أنفسهم لمعتقدات جهادية، وباتوا يُقبلون على الموت كإقبال غيرهم على الحياة، الأمر الذي جعل المواجهات العسكرية الضارية في مخيم البارد تمتد لنحو مائة وستة أيام، وتؤدي إلى ما أدّت إليه من الخسائر البشرية في صفوف الجيش اللبناني، فضلاً عن الدمار والتهجير والضحايا في صفوف الفلسطينيين، والقتلى والجرحى والأسرى في صفوف التنظيم.
وإن ظاهرة ترامت على مسمع العالم كهذه دعت الحاجة الملحة للكتابة بإخلاص وتجرد وموضوعية.
وليس مرادنا من الكتابة التأريخ للحركة وبيان الارتباط السياسي , والحديث عن مجريات الاحداث وانما الآثار التى انطوى عليها الفكر والذي تسبب بكارثة انسانية قلما تعرض لها أحد في العصر الحديث , حيث دمرت البناء وهجرت الانسان وازالت جني العمر لستة آلاف عائلة , من ابناء مخيم نهر البارد.
نبذة عن مخيم نهرالبارد
يقع مخيم " نهرالبارد " للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان،ويبلغ عدد سكانه ما يقارب (40 ألفاً) و تبلغ مساحته (1 كلم2) ويتكوّن المخيم من قسمين الجديد والقديم ويتكون الجديد من بناء على الطراز الحديث ويتكون القديم من بيوت متجاورة متلاصقة، بُنيت بطريقة عشوائية، من دون مراعاة الأمور الفنية والتخطيط والتنظيم المدني، تفصل بينها أزقة ضيقة لا يستطيع الإنسان أحياناً المرور فيها , لا يدخل الضوء و أشعة الشمس إلى الكثير منها، ومن الناحيةالدينية أهالي مخيم نهرالبارد كلّهم من المسلمين السّنة، و لا يوجد فيه أحد سواهم.وقد شهد المخيم في أوائل الثمانينات صحوة إسلامية تنامى فيها الظهور الإسلامي متمثلاً – إضافة إلى الشخصيات المؤثرة - في عدد من الحركات الإسلامية والمراكز الدينية، فقد ظهرت العديد من الحركات الدينية في المخيم،
(يُتْبَعُ)
(/)
منها السلفي المعتدل ومنها الاشعري والصوفي. ومن الناحية التعليمية تلقّى سكان المخيم تعليمهم في مدارس الأونروا التي كانت مكونة من الخيام، ثم تطوّرت إلى مدارس حديثة ,و يتمتّع الفلسطينيون بناحية علمية قوية في كافة الاختصاصات و خصوصاً في الناحية الاقتصادية , وفي ظل منع الفلسطيني من العمل في كثير من الوظائف في لبنان توجه الكثير من أهل المخيم إلى التجارة العامة.
و مع تميّز موقع المخيم فقد أصبح مركزاً اقتصادياً هاماً في المنطقة، فهو يُعتبر قبلة تجارية لأهالي عكار و المنية و طرابلس و غيرها من المدن و صولاً إلى العاصمة بيروت. تتولّى " الأونروا " الاشراف على الناحية الصحية لأهل المخيم عبر مركز صحّي واحد تابع لها، يقوم بعلاج المرضى و متابعة شؤونهم , و عامة الأطباء القائمين على المركز من مخيم " نهرالبارد " ,و طوال فترة الوجود الفلسطيني في مخيم " نهرالبارد " كانت العلاقة بين المخيم و جواره من القرى اللبنانية في المنية و عكار جيدة ,لا بل جيدة جداً وطيدة ومتينة، وذلك أن طبيعة أهل المخيم القروية ساعدت على الاندماج بينهم وبين القرى المجاورة للمخيم.
ظهور فتح الاسلام
وسط أجواء تعالت فيها إشارات وتلميحات وتصريحات محذّرة من بزوغ سيف القاعدة في بلاد الشام عامة و لبنان خاصة تحت عناوين كثيرة ظهرت عناصر وافدة من خارج لبنان وداخله. منها العناصر العربية والأجنبية التي استدرجت الى الساحة اللبنانية استدراجاً موهوماً ما لبث أن وقع القادمون رهائن واقع جديد لقادة حركة فتح الاسلام الذين أوهموهم أن العمل في لبنان يستهدف اسرائيل. ()
و عن الخلفية العقدية للتنظيم التي ظهرت في البيان الأول يقول " شاكر العبسي ": (إن منهج تنظيمه هو الكتاب والسُنة، وأنه يسعى لإقامة الدين، وإصلاح مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بما يتناسب مع الشريعة الإسلامية قبل مواجهة إسرائيل).
إن الأهداف المعلنة لحركة " فتح الإسلام " على لسان " شاكر العبسي " وفق ما صرّح به لوكالة " رويترز للأنباء " هي هدفان اثنان ():
الأول: هو الإصلاح الإسلامي لمجتمع المخيمات الفلسطينية في لبنان حتى تتوافق مع الشريعة الإسلامية.
الثاني: هو التوجه لمواجهة اسرائيل وطرد الأمريكيين من الوطن العربي وإنهاء مصالحهم فيه.
وأمام هذين الهدفين يعتبر " شاكر العبسي " كلّ من يقاتل دفاعاً عن راية الإسلام هو أخٌ لحركة " فتح الإسلام ".
هذه الأهداف وتلك الغايات إسلامية بلا جدال، ومشروعة بلا خلاف , لكن هل المنهج والوسائل المتبعة لتحقيق هذه الأهداف مشروعة كشرعة الأهداف؟ ()
إن المباديء المعلنة من قبل حركة " فتح الإسلام " تناقض تماماً الممارسات الفعلية التي انتهجتها الحركة , فالإصلاح الإسلامي لمجتمع المخيمات تحوّل إلى إدخال المخيمات وأهلها في صراع مع السلطة اللبنانية ومع الجوار السني , والتوجّه لمواجهة إسرائيل وطرد الأمريكيين من الوطن العربي تحوّل إلى قتال الجيش اللبناني , وهذا يدلّ على خلل فكري.
الانتماء الفكري لحركة " فتح الإسلام "
" فتح الإسلام " حركة جهادية أممية الفكر غير أحادية الإنتماء القطري , تجمّعت في لبنان واستقرت في " مخيم " نهرالبارد " و أعلنت في بيانها الأول في مطلع تشرين الثاني من عام 2006 أن الإسلام مبدؤها , والجهاد طريقها , وحذرت من يعترضها بعبارة " الدم بالدم، والهدم بالهدم ". و ما يميز هذه الجماعة عن غيرها من الحركات تبنيها لفكرة التكفير العيني لكل أفراد وأعيان النظام السياسي الذي لا يحكم بما أنزل الله تعالى باستثناء الاداريين والمحاسبين , وتكفير أعيان التنظيم العلماني مما أدى إلى تصنيفهم في إطار ما يسمى " الفكر الجهادي التكفيري ". وهناك من يعتبر أن من أسباب كثرة البلايا والرزايا التي منيت بها الأمة في ماضي الزمان وحاضره هو هذا الفكر الذي ابتدعت أصوله الخوارج الحرورية , ومازال يمضي بقوة في كثير من أوساط شباب الأمة.
ومما يؤسف له أن الفكر التكفيري قد تسرّب لمعاقل بعض المنتسبين لأهل السنة ممن يؤلفون فيه ويدعون إليه، ويقذفون من يعارضهم بالإرجاء والعلمنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن لا ننكر أن التكفير حكم شرعي، إلا أنه يخضع لضوابط، ولا يُكَفّر إلا من قام على تكفيره دليل لا معارض له من الكتاب والسنة، أو اتفق أهل السنة على تكفيره، وأن المسلم لا يكفر بقول أو عمل أو اعتقاد حتى تقام عليه الحجة، وتزول عنه الشبهة، وأنه يجب التفريق بين كفر الاطلاق وكفر التعيين، ولا يكفر المعين عند علماء السنة حتى تثبت شروط وتنتفي موانع.
فكيف يمكن لجماعة ما أن تتواصل مع الآخرين في مجتمع تقوم على تكفير غالب أفراده؟ وتضيق المسافة بينها وبين العصاة، اذ لا حل - في فكرهم - إلا الاتباع لمنظومتهم الفكرية والفقهية المتشددة , و إلا إعمال السنان و إعلان الجهاد، وإطلاق الكفر والزندقة على المخالفين حتى لو كانوا من أهل السنة أو من العلماء.
ولا يخفى ما في هذا التكفير العيني من نتائج سلبية ومثالب عمية، وما ينجم عنه من الفتن والدماء، والنكبات والأرزاء، واستباحة الأموال والأعراض , ناهيك عن التفرق والتمزق.
إن وجوب الحكم بما أنزل الله تعالى وصلاحية الشريعة الغراء , وأحقيتها بالتطبيق في كل مكان وزمان لا يختلف فيه مسلمان , ولا يتمارى فيه مؤمنان , وأظلم أهل الظلم من حال بين الأمة وبين الاحتكام إلى ما شرع الله لها من قوانين، و ألزم الرعية بالقوانين الوضعية، فأحيا معالم الجور , و أمات سنن العدل , بيد أن هذا الجرم المستبين لا ينبغي أن يخرجنا عن قواعد العلم وأصول أهل السنة في النظر والاستدلال , وإيجاد الحلول لهذا الواقع الأثيم.
إن الادلة على وجوب صيانة المسلم وعرضه يظهر بفحوى الخطاب على تجنب القدح في دينه بأي قادح , فكيف بإخراجه من الملة الإسلامية إلى الملة الكفرية , وهذه جناية لا تعدلها جناية , وجرأة لا تماثلها جرأة , وأين المجتريء على تكفير أخيه من قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ومن رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله) (). وقوله ?: (ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك) (). وعلى هذا مضى العلماء من سلف وخلف يحذّرون ويرهبون من العجلة في التكفير حماية لأعراض المسلمين وصيانة لدمائهم أن تسفك. قال الإمام القرطبي: (وباب التكفير باب خطير , أقدم عليه كثير فسقطوا , وتوقف فيه الفحول فسلموا، ولا نعدل بالسلامة أبداً) (). وفي الفتاوى الصغرى: (الكفر شيء عظيم، فلا أجعل المؤمن كافراً متى وجدت رواية أنه لا يكفر) ().
إن لظاهرة التكفير العيني الغير منضبط في الواقع مثالب عديدة، منها:
1– أعمال التفجيرات والاغتيالات التي تزهق الأرواح، وتقتل أنفساً معصومة الدم.
2 – هدم البيوت، وإفساد المصالح والمنشآت العامة، وإهلاك أموال المسلمين.
3 – زعزعة الأمن والاستقرار، ونزع الطمأنينة والهدوء، واثارة الرعب والفزع بين الناس.
4 – صدّ الناس عن دين الله تعالى والتنفير من الدخول في الإسلام.
5 – انقطاع الأعمال الخيرية، ومحاصرة الجامعات والمعاهد الشرعية والمراكز الدعوية تحت ستار الحرب على الإرهاب.
6 - إثارة الجدل العلمي بين طلاب العلم وانقسامهم بين مناصر ومعارض و معترض، مما أحدث فجوة بين العلماء والطلاب.
وأما أسباب هذه الفتنة العارمة فيمكن ردّها إلى ما يلي:
1 – الجهل بكتاب الله تعالى وبسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، و عدم معرفة أحكام التكفير وقواعده، والجهل – عند كثير منهم - بمقاصد الشريعة وقواعدها الكلية، أو عدم التوفيق في مراعاة ذلك، مما يجعلهم لا يبالون بعواقب أقوالهم وأفعالهم، كما أن كثيراً منهم يجهل معاني كلام أهل العلم في التكفير والتفسيق والتبديع والهجر وغير ذلك، أو يسيء إنزاله على المعيَّن، فينسب إلى العلماء ما ليس من مذاهبهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –: (وكثير من أجوبة الإمام أحمد وغيره من الأئمة خرج على سؤال سائل قد علم المسؤول حاله، أو خرج خطاباً لمعيَّن قد عُلم حاله، فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إنما يثبت حُكْمُها في نظيرها، فإن أقواماً جعلوا ذلك عاماً ... ) ().
2 – الإعراض عن الحكم بشريعة الله سبحانه و تعالى من قبل الحكام جزئياً أو كلياً، و اعتماد الشرائع الوضعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 – ما يجده الدعاة من الظلم و التضييق عليهم في دعوتهم من الحكام، وما ينتج عن ذلك من الاعتقال الطويل والعذاب الاليم، مما يسبب في ارتقاء سلم الغلو والتشدد عند الشباب.
4 – عدم حل القضايا الإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين () وأفغانستان والعراق، ومشاهدة الاستكبار العالمي يريد إنهاء الصراع لصالح اليهود، وتسخير كل القوى والمنظمات العالمية لمصالح الغرب واسرائيل.
5 - الإساءة إلى الإسلام، والانتقاص من النبي ? والطعن فيه، واستفزاز مشاعر المسلمين .. كقضية منع الحجاب في بعض البلاد الإسلامية، والصور المشينة المسيئة للنبي ? التي روّجها الغرب وتبعهم بعض الناس في دول أخرى.
الانتماء السياسي لحركة " فتح الإسلام "
يزداد لغز " فتح الإسلام " تعقيداً يوماً بعد يوم. فجغرافياً تنحصر أزمة التنظيم في بقعة صغيرة من الشمال اللبناني في " مخيم " نهرالبارد " الفلسطيني.
لكن سيل الاتهامات والتكهنات في لبنان وخارجه يشير إلى احتمالات عدة حول هوية الجماعة وأهدافها وارتباطاتها , ويكبر السؤال يوماً بعد يوم: من هم؟ من يقف خلفهم؟ وما ارتباطاتهم؟ وكيف دخلوا إلى لبنان؟
ولا يعنينا في هذا الموطن الحديث عن الامر وانما ذكر آثار هذا الفكر على المسلمين.
علاقة أهالي نهرالبارد بحركة " فتح الإسلام "
يخطيء من يقول أو يظن أن أهل المخيم هم من أدخل " فتح الإسلام " , فكل الأدلة تدل على أنه ليس لأهل المخيم أي دور في وجود " فتح الإسلام " أو ظهورها في المخيم.
إن المتتبع لتصريحات كافة المسؤولين اللبنانيين من السياسيين و الأمنيين يجد أن أهل المخيم لا يتحملون مسؤولية في هذا الباب، بل كانوا ضحية، و دفعوا الثمن الغالي , فكيف يمكن لأحد بعد ذلك أن يُحمّل أهل المخيم ولو جزءاً من المسؤولية؟
و هذا ذكر لبعض هذه التصريحات:
1 _ بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء و لجنة الحوار االلبناني الفلسطيني تحت عنوان (شركاء في المسؤولية) أكد أن المواجهة التي يقودها الجيش اللبناني في مخيم " نهرالبارد " ليست حرباً ضد الفلسطينيين، بل رد محق على حرب شنت من قبل بعض الإرهابيين ضد اللبنانيين و الفلسطينيين على حد سواء , و أن الجيش يمارس دفاعاً مشروعاً ضد من تعدى عليه و قتل جنوده غدراً.
2 _ عقب الاعلان عن انتهاء العمليات العسكرية في " نهرالبارد " يوم الأحد 2/ 9/2007 أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني " فؤاد السنيورة " أن هذه الحرب هي حرب الفلسطينيين واللبنانيين على الفئة الباغية، وهذا النصر في " نهر البارد " نصر لبناني فلسطيني مشترك.
لماذا لم يواجه أهل المخيم " فتح الإسلام "؟
و لبيان هذا الأمر نقول:
أ _ إن وجود الفصائل العسكريةالفلسطينية في " نهرالبارد " كان في السنوات الاخيرة وجوداً رمزياً، و ليس حقيقياً، فليس هناك مراكز أو قواعد عسكرية، بل هناك مراكز سياسية، يتولى حراستها عدد قليل من المسلحين، حتى إن بعض الفصائل ليس له وجود عملي، و ليس له مركز مفتوح، ليس عنده عناصر مسلحة، و هذا واقع ملحوظ مشاهد عند من يعرف الوضع داخل المخيم، و هو أمر معلوم عند الأجهزة الأمنية اللبنانية.
ب _ نتيجة لهذا الواقع لم يكن في المخيم مرجعية أمنية تتولى الإشراف على الأمن أو متابعة الأوضاع الأمنية داخل المخيم، بخلاف بقية المخيمات، ففي مخيم البداوي مثلاً ساعد وجود قوة أمنية على مواجهة هذه الظاهرة منذ بدايتها، و لم يسمح لها بالانتشار أو البقاء في المخيم.
ج _ نتيجة للأمرين السابقين لم يكن عند أهل المخيم عموماً القوة أو حتى القدرة على مواجهة هذا العدد الكبير من المسلحين - و الذي ظهر فجأة و دون إشارات سابقة - فقد كان أول ظهور لـ" فتح الإسلام " في " نهر البارد " من خلال انتشار مسلح كثيف مما أثار الذعر و الرعب عند بعض الفصائل فضلاً عن أهل المخيم.
د _ في ظل ماسبق و بعد وقوع الأحداث الأخيرة في المخيم يوم الاحد 20/ 5/2007 و بعد ثلاثة أيام من القصف المدفعي على المخيم بقسميه الجديد و القديم و أدى إلى وقوع عدد من القتلى و الجرحى بين المدنيين من أهل المخيم مما اضطر قسماً كبيراً من أهل المخيم للخروج منه يوم الثلاثاء 22/ 5/2007، و مع استمرار المعارك و اشتداد القصف اضطر جميع أهل المخيم للخروج من مخيمهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
موقف أهالي المخيم من " فتح الإسلام ":
لم ينسجم أهالي مخيم " نهرالبارد " مح حركة " فتح الإسلام " منذ أول ظهورها، بل كانت لهم مواقف منها:
1 - إن هذه الحركة استعملت اسم " فتح " حتى تظهر للناس أنها تخدم القضية الفلسطينية، ويرى فريق من أهل المخيم أن هذا العمل قد أضرّ كثيراً بالقضية الفلسطينية.
2 - رفعت الحركة شعار " الإسلام " حتى تستقطب أهل المخيم والجوار، ويرى أهل المخيم أن هذا أساء للإسلام، وشوه صورته.
3 - ظهر اشمئزاز أهل المخيم من كثير من التصرفات والأعمال، وأبرزها: إثارة الرعب والذعر، والاستنفار والانتشار الأمني، واطلاق النار عند كل حدث.
4 - يعتبر عامّة أهل المخيم – وخصوصاً بعد أحداث البارد – أن هذه الحركة سبب كل بلاء حلّ بالمخيم وأهله، وما نتج عن وجودها من قتل وتشريد و دمار وخراب وضياع لكل ما جناه أهل المخيم خلال أكثر من خمسين عاماً، في وقت كان بالإمكان تجنيب المخيم وأهله كلّ هذه الويلات.
دور مجلس الخطباء في الحوار الفكري مع " فتح الإسلام "
مما لا ريب فيه أن الفكر المخالف للسنة عموماً - وإن كانت آثاره سيئة على الأمة - لا يكون علاجه إلا بالحوار وباعتدال وانصاف فنحن مأمورون بالعدل لقوله تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (). ولأن الاعتدال سهل الوصول إلى القلوب وإلى العقلاء، واذا أنصفت الخصم فقد فتحت له باب استقامة , فتبرأ بذلك ذمتك , وتسلم الأمة من شر هذا الفكر , ويشرح الله تعالى صدر مخالفك إلى التراجع.
وحرصاً من مجلس خطباء المساجد على ايصال الحق بدلائله وبراهينه , ورغبة في اعانة من خدع ببعض الشبهات آثر مجلس خطباء المساجد في مخيم " نهرالبارد " اختيار هذا الاسلوب في مناقشة فكر جماعة " فتح الإسلام " وهذا الأسلوب قد اعتمده العلماء في المملكة العربية السعودية وأدى إلى نتائج طيبة وآثار حميدة عادت على البلاد والعباد.
وقد يعترض ممن لا ينتهج الإسلام طريقاً هذا الاسلوب , الا اننا نقول لهؤلاء: لو تصورنا إن هؤلاء الذين قد وقعوا في هذا الفكر هم بعض أبنائنا أو أخواننا , أو قرابتنا , فكيف نعالج ما وقعوا فيه؟!.
ثم من الخطأ أن يُظن أن الدعوة إلى فتح النقاش العلمي , تعني غض الطرف عن أحكام وآثار الفكر من تفجير أو قتل.
ومن هذا المنطلق سار مجلس خطباء المساجد في مخيم " نهرالبارد " في حوار فكري ونقاش علمي مع قادة " فتح الإسلام " في محاولة لإزالة اللبس ودفع الشبهات , بطلب وتكليف من الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية وفعاليات ووجهاء المخيم , وقد دار الحوار حول مسائل متعددة أهمها:
1 – نعمة الأمن وبيان أهميتها وسبيل تحققها والحفاظ عليها.
فقد امتنّ الله على الخلق بنعمة الأمن، وذكّرهم بهذه المنّة، ليشكروا الله عليها، ويعبدوه في ظلالها، قال تعالى: (أَوَلَمْ نُمَكّن لَّهُمْ حَرَماً ءامِناً يُجْبَى? إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلّ شَىْء رّزْقاً مّن لَّدُنَّا وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) ()، وقال تعالى: (فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـ?ذَا ?لْبَيْتِ ?لَّذِى أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ وَءامَنَهُم مّنْ خوْفٍ) ().
فبالأمن والإيمان تتوحَّد النفوس، وتزدهر الحياة، وتغدق الأرزاق، ويتعارف الناس، وتتلقى العلوم من منابعها الصافية، ويزداد الحبل الوثيق بين الأمة وعلمائها، وتتوثق الروابط بين أفراد المجتمع، وتتوحَّد الكلمة، ويأنس الجميع، ويتبادل الناس المنافع، وتقام الشعائر بطمأنينة، وتقام حدود الله في أرض الله على عباد الله. وباختلال الأمن تعاق سبل الدعوة، وينضب وصول الخير إلى الآخرين، وينقطع تحصيل العلم وملازمة العلماء، ولا توصل الأرحام، ويئنُ المريض فلا دواء، ولا طبيب، فتختل المعايش، وتهجر الديار، وتفارق الأوطان، وتتفرق الأُسر، وتنقض عهود ومواثيق، وتبور التجارة، ويتعسر طلب الرزق، وتتبدل طباع الخلق، فيظهر الكذب، ويلقى الشحّ، ويبادر إلى تصديق الخبر المخوف، وتكذيب خبر الأمن، وباختلال الأمن تقتل نفوس بريئة، وترمّل نساء، وييتم أطفال. و إذا سلبت نعمة الأمن فشا الجهل، وشاع الظلم، وسُلبت الممتلكات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونؤكد أن الأمن ضرورة لكل الناس وهو مطلب شرعي , وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من أصبح آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) ().
2 – حرمة دم المسلم و حرمة قتل الكافر المعاهد أو المستأمن: فالنصوصُ الشرعية متكاثِرة في بيان حُرمة المسلم وعِصمة دمه،فاللهُ جلّ وعلا يقول: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (). ويقول سبحانه: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) ().ويقول سبحانه حكايةً عن ابنَي آدم عليه السلام: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ) (). فبداية القتل كانت مِن وَلَدي آدم.
وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأ) ().
وقد ورد في سبب نزولها: أن أبا الدرداء ? كان في سرية، فعمد إلى شعب لقضاء حاجته، فوجد رجلاً من القوم في غنم له، فحمل عليه بالسيف، فقال الرجل: لا إله إلا الله، فضربه أبو الدرداء بالسيف فقتله، ثم وجد في نفسه شيئًا، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلكَ له، فقال: إنما قالها ليتقي بِها القتل، فقال: (ألا شققتَ عن قلبه، فقد أخبرك بلسانه فلم تصدقه، فكيف بلا إله إلا الله؟! فكيف بلا إله إلا الله؟!) قال أبو الدرداء: حتى تمنيت أن يكون ذلك مبتدأ إسلامي، فنزل قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأً) ().
فقد تضمنت الآية الإخبار بعدم جواز إقدام المؤمن على قتل أخيه المؤمن بأسلوب يستبعد احتمال وقوع ذلك منه إلا أن يكون خطأ، حتى لكأن صفة الإيمان منتفية عمن يقتل مؤمنًا متعمدًا، إذ لا ينبغي أن تصدر هذه الجريمة النكراء ممن يتصف بالإيمان، لأن إيمانه ـ وهو الحاكم على تصرفه وإرادته ـ يمنعه من ارتكاب جريمة القتل عمدًا.
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا) ()
بل ورد الوعيد لمن أعان على القتل المحرّم أو كان حاضرًا يستطيع منعه أو الحيلولة دون وقوعه، أو شجع القاتل على القتل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن أهل السماء و الأرض اشتركوا في دم مؤمنٍ لأكبّهم الله في النار) ().
وقال صلى الله عليه وسلم: (سِبابُ المسلم فُسوق وقتاله كفر) ()، وقال الحَسَن البصري: إنّ عليًّا ? بعث إلى محمد بن مَسلمَة، فجيء به فقال: ما خلَّفك عن هذا الأمر؟ يعني القتال بينه وبين خصُومه رضي الله عنهم أجمعين، قال: دفَع إليَّ ابنُ عمك ـ يعني النبي عليه الصلاة والسلام ـ سيفًا فقال: (قاتِل به ما قُوتل العدوّ، فإذا رأيتَ الناس يقتُل بعضُهم بعضًا فاعمَد به إلى صَخْرة فاضربه بها، ثم الزَم بيتَك حتى تأتيكَ منيةٌ قاضية أو يدٌ خاطئة)، فقال عليّ رضي الله عنه: خلُّوا عنه ().
ونقل ابن عبد البر عن بعض السلف قوله: (أحقُّ الناس بالإجلال ثلاثةٌ: العلماءُ والإخوان والسلطان، فمن استخفَّ بالعلماء أفسَد دينَه، ومن استخفَّ بالإخوان أفسَد مروءتَه، ومن استخفَّ بالسلطان أفسد دنياه، والعاقل لا يستخفّ بأحد) ().
3 –التكفير ():
جرى حوار حول مسألة التكفير، وتمّ التأكيد على خطورة هذا الأمر، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من إطلاق لفظ الكفر على أي مسلم، و بيّن عاقبة هذا التكفير فقال: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما) (). وقال: (ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله و ليس كذلك إلا حار عليه) (). و قال: (ومن رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله) ().
إنّ الحكم على الإنسان بالكفر أمر خطير، ولا يجوز للإنسان أن يقدم عليه إلا ببرهان واضح، ودليل ساطع، كما جاء في الحديث: (إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
أما التكفير بالشبهة أو بالمعصية أو بمخالفة الرأي أو غيرها من الأسباب التي لا يستحق صاحبها التكفير فهذا من المصائب التي ابتلي بها فريق من هذه الأمّة، نسأل الله العافية و الثبات على الحق.
فهذه الأحاديث وغيرها فيها التحذير الشديد من الوقوع في التكفير، لأنه ورطة عظيمة، وذلك أن الرمي بالكفر له آثار خطيرة تترتب عليه:
- وجوب محاكمته لتنفيذ حكم الردّة عليه بعد إقامة الحجة و إزالة الشبهة والاستتابة.
- تحريم زوجته عليه، و عدم بقائها معه، أو بقاء أبنائه تحت سلطانه.
- إذا مات على ذلك حبط عمله باتفاق العلماء.
- لا تجري عليه أحكام المسلمين، فلا يرث و لا يورث، و إذا مات فلا يغسل ولا يكفن ولا يُصلّى عليه، ولا يُدفن في مدافن المسلمين.
- إذا مات على الكفر وجبت عليه لعنة الله والخلود الأبدي في النار.
- الكافر المرتد اسوأ حالاً من الكافر المستمر على كفره.
- وجوب قتاله حتى يرجع إلى الإسلام.
ولما كانت مسألة التكفير ليست بالأمر الهين، احتاط الشرع في إطلاقها احتياطاً شديداً فأوجب التثبت، حتى لا يتهم مسلم بكفر، وحتى لا تستباح أموال الناس وأعراضهم بمجرد الظن والهوى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) () سفحذّرهم من التسرع في التكفير، وأمرهم بالتثبت في حق من ظهرت منه علامات الإسلام في موطن ليس أهله بمسلمين.
ومما يدل على احتياط الشرع في مسألة التكفير ومبالغته في ذلك، إيجابه التحقق من وجود شروط التكفير وانتفاء موانعه، فلا يجوز تكفير معين إلا بعد التحقق من ذلك تحققاً شديداً بعيداً عن التعصب والهوى، وموانع التكفير هي:
1 - الجهل: وهو خلو النفس من العلم، فيقول قولاً أو يعتقد اعتقاداً غير عالم بحرمته، كمن يعتقد أن الصلاة غير واجبة عليه، أو أن الله غير قادر على حشر الأجساد إذا تفرقت، والسبب وراء ذلك جهله بوجوب الصلاة وقدرة الله جلا وعلا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (كان رجل يسرف على نفسه فلما حضره الموت، قال لبنيه: إذا أنا متُّ فأحرقوني، ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر عليّ ربي ليعذبني عذاباً ما عذّبه أحداً، فلما مات فُعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه، ففعلت، فإذا هو قائم، فقال ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب خشيتك فغفر له) ()، فهذا رجل جهل قدرة الله جلا وعلا فظنّ أنه إذا أحرق ونثر رماده في البر والبحر فإن الله لا يقدر على جمعه، ولا ريب أن الشك في قدرة الله جلا وعلا، والشك في البعث كفر، ولكنه لما كان جاهلاً غُفر الله له.
وعن حذيفة بن اليمان ? قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَدرُس الإسلام كما يدرس وشيُ الثوب حتى لا يُدرى ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك، ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله تعالى في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة " لا إله إلا الله " فنحن نقولها، فقال له صلة: ما تغني عنهم " لا إله إلا الله " وهم لا يدرون ما صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة، فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثاً، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة تنجيهم من النار ثلاثا) () فهؤلاء كتب الله لهم النجاة ولم يعرفوا من الإسلام إلا الشهادة، وجهلوا ما سواها من شعائر الدين و أركانه، لكن لما كان الجهل هو عذرهم نفعتهم الشهادة التي ينطقون بها.
و ليعلم أن العذر بالجهل إنما يقبل في حقّ من كان في محلٍّ أو حالٍ هو مظنّة أن يجهل هذه الأحكام كمن نشأ في بادية بعيدة أو كان حديث عهد بكفر، أما من عاش بين المسلمين، يحضر صلواتهم ويسمع خطبهم، ثم يجهل شيئاً من أصول الدين أو أمراً معلوماً منه بالضرورة فلا يعذر بجهله، لأنه متسبب في وجود جهله وعدم إزالته.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الخطأ: وهو أن يقصد بفعله شيئاً فيصادف فعله غيرَ ما قصد، كمن يريد رمي غزالٍ فيصيب إنساناً، أو كمن يريد رمي كتاب كفر فيرمي كتاب الله جلَّ وعلا، والأدلة على العذر بالخطأ كثيرة منها قوله تعالى: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) () ومن الأحاديث المشهورة في العذر بالخطأ، قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه) ().
وهذه الأدلة عامة في العذر من عموم الخطأ، وثمة دليل خاص يدل على العذر من الخطأ في مسائل الكفر، وهو ما رواه مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيِسَ منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدّة الفرح) () ولا شك أن مخاطبة الله بالعبد كفر ومروق من الدين إن كان عن قصد وتعمد، ولكن لما كان نطق الرجل لها خطأ كان معذورا بخطئه.
3 - الإكراه: وهو إلزام الغير بما لا يريد، ففي هذه الحالة يكون المكرَه في حلٍّ مما يفعله أو يقوله تلبية لرغبة المكرِه دفعا للأذى عن نفسه أو أهله، وهذا من رحمة الله عز وجل بعباده ولطفه بهم حيث لم يكلفهم ما يشق عليهم، قال تعالى: (مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (). وحتى لا يقع الناس في الكفر ويرتكبوا المحرمات عند وجود أدنى ضغط أو تهديد فقد ذكر العلماء الشروط التي يتحقّق بها وجود وصف الإكراه المعتبر شرعاً وهي:
أ- أن يكون التهديد بما يؤذي عادة كالقتل والقطع والحبس والضرب ونحو ذلك.
ب- أن يكون المكرِه قادراً على تحقيق ما هدّد به، لأن الإكراه لا يتحقق إلا بالقدرة، فإن لم يكن قادراًلم يكن للإكراه اعتبار.
ج - أن يكون المكرَه عاجزاً عن الذّب عن نفسه بالهرب أو بالاستغاثة أو المقاومة ونحو ذلك.
د - أن يغلب على ظن المكرَه وقوع الوعيد، إن لم يفعل ما يطلب منه. فإذا اجتمعت هذه الشروط كان الإكراه معتبراً شرعاً.
4 - التأويل: وهذا المانع من التكفير إنما يختص بأهل الاجتهاد دون غيرهم من المتقولين على الله بالجهل والهوى، وذلك أن المجتهد قد يترك مقتضى نص لنص آخر يراه أقوى منه، كمن اعتقد من الصحابة حل الخمر مستدلاً بقوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) () فلما رفع أمرهم إلى عمر بن الخطاب ? وتشاور الصحابة فيهم، اتفق عمر وعلي وغيرهما من علماء الصحابة رضي الله عنهم على أنهم إن أقروا بالتحريم جلدوا , وإن أصروا على الاستحلال قتلوا. فلم يكفرهم الصحابة رضي الله عنهم من أول وهلة لتأويلهم، بل أجمعوا على أن يبينوا لهم خطأ استدلالهم فإن أصروا قتلوا ردة، فلما استبان للمتأولين خطأ استدلالهم رجعوا وتابوا.
والتأويل المعتبر في هذا المقام هو ما كان له وجه في الشرع واللغة العربية، أما إن كان لا يعتمد على شيء من القرائن الشرعية أو اللغوية فهو غير معتبر شرعاً كتأويلات الباطنية ونحوهم.
تلك هي موانع التكفير، وهي تدلنا على مبلغ حرص الشرع على وجوب التحقق من وقوع الكفر من فاعله، حتى لا يسفك دم معصوم بالتهمة والشك، وفي ذكر هذه الموانع درس لمن يمارسون التكفير دون اعتبار لتوافر شروط التكفير وانتفاء موانعه، ولا يعني ذكر تلك الموانع أن نتهيب من تكفير من كفّره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لثبوت وصف الكفر في حقه بتوافر شروط التكفير وانتفاء موانعه، فإن كلا طرفي قصد الأمور ذميم، ولكن الواجب هو التثبت.
4 - استخدام السلاح:
(يُتْبَعُ)
(/)
من القضايا التي طرحت في جلسات الحوار مسألة السلاح واستخدامه، و قد تمّ النأكيد على حرمة استخدام السلاح في معارك داخلية، انطلاقاً من حديث أبي بكرة ? قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. فقلت: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه) ().
فالسلاح إنما يوجّه إلى أعداء الأمة من اليهود وأتباعهم الذي دنسوا المقدسات، واحتلوا الديار، وسفكوا الدماء، وارتكبوا أبشع المجازر.
وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مرَّ أحدُكم في مسجدِنا أو في سوقنا ومعه نبلٌ فليمسِك على نِصالها أو قال: فليقبِض بكفِّه أن يصيبَ أحدًا من المسلمين منها بشيء) ().
5 - تطبيق الحدود:
إثر مقتل أبي عبدالرحمن المقدسي طرحت " فتح الإسلام " مسألة القصاص لمقتله، وطرح أحد أعضاء مجلس الشورى مسألة تطبيق حدّ الحرابة، ودار حوار حول المسألة وبيان معنى القصاص () والحرابة ()، ومن يتولى تطبيق الحدود، وأنه ليس من حقّهم تطبيق الحدود في المخيم ولا في غيره، وأسفر الحديث عن تراجعهم عن طرح هذه المسألة.
آثار المعركة على أهالي " نهرالبارد "
ألقت أحداث " نهرالبارد " بظلالها على أوضاع أهالي المخيم، وكان لها الكثير من الآثار السلبية في عدد من النواحي، نبيّنها فيما يلي:
أولاً: اقتصادياً:
- خسارة أهل المخيم لكل ما يملكون. وتجدر الإشارة إلى أن ما جناه أهل المخيم هو من خلال عملهم في لبنان منذ خروجهم من فلسطين، ومن خلال عمل الكثير خارج لبنان حيث كانوا يحوّلون الأموال ويشترون البيوت والعقارات ..
- يعتبر مخيم " نهرالبارد " الأغنى بين المخيمات الفلسطينية في لبنان , ويشكل مرتكزاً للمنطقة وسوقاً تجارية لها.
- تقدر الخسائر بالمليارات: أضرار البيوت , الأثاث , خسائر التجار في البضاعة والعطل , خسائر وتعطيل العمال , الأموال النقدية , المجوهرات.
- انعكاس الوضع السياسي القائم في البلاد على إمكانية عودة المخيم كما كان إقتصادياً.
- انحسار فرص العمل أمام الشباب الفلسطيني في لبنان بسبب الشرخ الذي أصاب العلاقة اللبنانية الفلسطينية.
ثانياً: سياسياً:
على رغم تصريحات المسؤولين اللبنانين و الفلسطينين بعدم تحمل الشعب الفلسطيني في لبنان عموماً أو أبناء مخيم " نهرالبارد " خصوصاً مسؤولية ما يجري في مخيم " نهرالبارد " إلا أننا رأينا حوادث فردية تسجل و فيها اعتداء جسدي أو لفظي مسيء إلى مشاعر أبناء الشعب الفلسطيني مما أوجد حالة من الذعر والخوف عند الكثير من أبناء شعبنا، فامتنعوا أو ترددوا و تخوفوا من السكن خارج المخيمات، أو الذهاب إلى العمل و متابعة شؤون حياتهم، و هذا لا يعني اتهاماً إلى عموم اللبنانين ولكن نسجل أن هناك حالات يجب علاجها.
ومن الآثار السياسية على المخيم:
- ترسيخ و اتساع هوة الانقسام القائم بين فصائل المنظمة وقوى التحالف الفلسطيني.
- إعلان رئيس الحكومة اللبنانية " فؤاد السنيورة " في 2/ 9/2007 (أن المخيم سيكون تحت سلطة الدولة اللبنانية دون سواها) بما يعني ذهاب السلطة السياسية للفصائل في المخيم.
ثالثاً: اجتماعياً:
تسببت المعركة وما نتج عنها من النزوح وقلة ذات اليد بازدياد الضغظ النفسي على أبناء " نهرالبارد " ونتج عن ذلك جملة من المشكلات ظهرت في سلوك و تصرفات الكثير من الناس و من ذلك:
- الخلافات الأسرية العائلية التي قد أدت في بعض الحالات إلى الطلاق وفي احصاء غير دقيق تبين للوهلة الاولى وجود نزاعات زوجية أدت الى خصام وتلفظ بالطلاق وهجر من كثير من الازواج الذين استفتوا مجلس خطباء المساجد بحالتهم وكان الجواب يدور في الطلاق الرجعي بنسبة كبيرة.
- انقسام بعض العائلات وسجلت العديد من الخلافات بين الأخوة والأهل و الأبناء ... حيث تفاقم الخلاف حول مسائل مالية نحو الاشتراك في شقة لاكثر من عائلة , وادارة المصروف فيها.
- الخلافات الفردية بين الشباب و بشكل يومي تقع مشكلات عديدة يرجع سببها الى تعطل الايدي عن التعليم والعمل.
- تحويل بعض الحالات إلى المصحّات العقليه و النفسيه لتأمين العلاج اللازم و قد خسرنا رجالاً ونساء من خيرة النخب في هذه الأزمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الحالة النفسية الصعبة لبعض الأطفال و النساء الذين شاهدوا قتل آبائهم و ذويهم أمام أعينهم ....
وأصبح الناس يشعرون بالملل من طول مدة البقاء خارج المخيم، لأن المرء لا يستطيع أن يعيش بعيداً عن بيته , مع ظروف النزوح المؤلمة من الزحام وقلة المستلزمات المعيشية.
وتصعدت معاناة النازحين والأهالي في مخيم البداوي حيث اكتظت المدارس والبيوت ونام الناس في الطرقات وعاشوا حياة البؤس والشقاء والمعاناة وذلّ عزيز القوم فأصبح رهن مساعدة , ويحنو للعودة إلى بيته.
- المشكلة السكنية , حيث توزع الاهالي في القرى المجاورة بحثا عن مأوى ولكن المشكلة كمنت في عدم توافر المباني اللازمة للاهالي مما حدث الاكتظاظ السكاني في الشقة الواحدة (45) فردا.
ثالثاً: تعليماً:
أثرت أحداث " نهر البارد " على الناحية التعليمية:
-لم يكتمل العام الدراسي 2006 - 2007 حيث انقطع الطلبة عن الدراسة قبل شهر وعشرة أيام من انتهاء العام الدراسي في 20/ 5/2007, ودون إجراء للامتحانات النهائية واستمر هذا الانقطاع وما زال على ان يبدأ في 27/ 12/2007 بسبب آثار المعركة على المخيم وتأخر عودة النازحين وتبعثرهم في الانحاء المجاورة.
- عدم تقدم الكثير من طلاب المخيم في الجامعات والمدارس الخاصة لامتحانات نهاية العام بسبب وجودهم داخل المخيم، أو بسبب الوضع النفسي لمن خرج من المخيم.
- تراجع مستوى النجاح عند طلبة البريفيه , على خلاف نتيجة الثانوية وهذا يعطي مؤشراً أن الطالب الثانوي يمتلك معارفه نتيجه الصفوف السابقة , لذلك اعتمد عليها.
رابعاً: فكرياً:
- انهيار غالب ما بنته الدعوة الإسلامية من ركائز على المستوى الشعبي والجماهيري منذ الثمانينات , بسبب الموقف السلبي الحادّ الذي اتخذته العامة من الملتزمين بسبب غلو وتطرف جماعة " فتح الإسلام ".
- الحملة المنظمة التي شنتها بعض القوى السياسية والإعلامية والأمنية لتشويه صورة المشايخ في " مخيم نهرالبارد ".
- إعادة النظر إلى الحركات الإسلامية من قبل الكثيرين بسبب ما قيل من ارتباطات أمنية محلية أو اقليمية لهذه الجماعة ولغيرها.
خامساً: الخسائر البشرية بين المدنيين:
أدّت الأحداث الأليمة في " نهر البارد " إلى سقوط عدد من الشهداء المدنيين من أهل المخيم.
النزوح عن " نهرالبارد "
بعد بدء الأحداث في مخيم " نهرالبارد " يوم الأحد 20/ 5/2007 عاش أهل " نهرالبارد " حالة ذعر ورعب في ظل الاشتباكات والقصف الذي طاول عدداً من أحياء المخيم القديم، و واجهوا ظروفاً صعبة في ظل انقطاع الماء والكهرباء والخبز، و نزوح العائلات داخل المخيم إلى أماكن أكثر أمناً.
وبعد ثلاثة أيام من هذه الحال، وبعد أن ثبتت الهدنة يوم الثلاثاء 22/ 5/2007 بدأ الناس بالخروج من المخيم بعد العصر، وكانت حالة الرعب والذعر و الذهول تسيطر على الناس، و تمكّن عدد قليل - أول الأمر – من الخروج تحت رصاص القنص، ثم انفلتت الأمور، و خرج قسم كبير من أهالي المخيم – خصوصاً أهل المخيم الجديد، وأحياء صفورية وسعسع وجاحولا من المخيم القديم – من بيوتهم في ظل دعوة البعض لهم للخروج.
أطفال يصرخون ويبكون ..
شيوخ وعجائز و مرضى يجّرون أقدامهم ..
رجال يبحون عن أبنائهم ..
أبناء يركضون وراء آبائهم ..
نساء تركت أطفالها ..
مشهد مأساوي يُذكّر بنكبة فلسطين عام 1948 .. أو بالاجتياح الإسرائيلي عام 1982 .. أو بحرب تموز 2006 ...
خرج الناس بالآلاف مشياً على الأقدام – إلا من استطاع الوصول إلى سيارته و وجدها سالمة فاستقلها – في حالة من الفوضى والفزع، تركوا بيوتهم وأموالهم وأوراقهم الثبوتية .. رفع بعضهم الراية البيضاء في ظل استمرار القنص وإطلاق الرصاص، وقد قُتل وجُرح عدد من أهالي المخيم أثناء النزوح ..
سار الناس كالطوفان .. توجهوا إلى الجهة الجنوبية من المخيم باتجاه حاجز الجيش اللبناني عند تلّة حكمون (تلة الست) حيث أقام الجيش ممرّاً خاصاً، وكانت السيارات والحافلات التي قدمت من " مخيم البداوي " في انتظارهم لنقلهم إلى البداوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
مساء يوم الثلاثاء 22/ 5/2007 بدأت قوافل النازحين بالوصول إلى مخيم " البدّاوي " قرب طرابلس، واستقرت القوافل أمام أبواب مدارس المخيم، التي فتحت أبوابها لاستقبالهم، و صار العمل على إيواء الناس في المدارس، و تمّ تقديم بعض المساعدات الأولية من طعام وشراب وفراش .. لكن ذلك لم يكن كافياً لكل الأعداد التي وصلت .. حتى نام فريق من الناس ليلتهم تلك على الأرض دون فراش أو غطاء، وحتى دون طعام أو شراب ..
توزع النازحون في البداوي عند أقاربهم و معارفهم .. و فتح العديد من أهالي مخيم البداوي بيوتهم أمام النازحين .. ولكن ذلك لم يستوعب جميع النازحين – نظراً لضيق المخيم واكتظاظه بسكانه – فاضطر الناس للنوم في المساجد التي ضاقت بالناس، و عجزت عن استيعابهم ..
امتلأت البيوت و المدارس و المساجد، و فتحت المحلات التجارية والمستودعات و المخازن أبوابها للنازحين ..
نام الناس في الطرقات، و على سطوح المنازل و البنايات و لم تُحل المشكلة .. فقد قُدّر عدد النازحين إلى البداوي في الأيام الأولى بعشرين ألفاً ..
بدأ الكثير من النازحين بالخروج من مخيم البداوي إلى أماكن أخرى فتوجهوا إلى مدينة طرابلس .. و المنية .. و عكار .. و توجه فريق منهم إلى مخيمات بيروت وصيدا و صور و البقاع ...
تفرّق الجمع و تشتت العائلات .. وبدأت مرحلة أخرى من المعاناة ..
مشكلات النازحين
يعيش النازحون عن مخيم " نهرالبارد " ظروفاً إنسانية صعبة، و تزداد المعاناة، وتكثر المشكلات التي تواجههم، و من هذه المشكلات:
- عدم وجود أماكن كافية لإيواء النازحين في مخيم البداوي.
- اضطرار الكثير إلى السكن في المدارس و المؤسسات التربوية كرياض الاطفال و الأندية الرياضية و هي خالية من كل مستلزمات السكن.
- السكن في مخازن (محلات تجارية) غير صالحة للسكن و لم تبن لهذا الغرض.
- وجود اكثر من عائلة في غرفة واحدة.
- اكتظاظ الشقق السكنية ووجود العشرات فيها في ظروف تنتفي فيها الراحة النفسية و يكثر الضغط و المشكلات.
- نوم الكثير من الناس في المساجد و الشوارع و سطوح الأبنية.
- عدم وجود أموال بين أيدي النازحين لشراء حاجاتهم، نظراً لترك كثير من الناس أموالهم في المخيم و عدم إخراج شيء معهم.
- عدم وجود ملابس مع النازحين الذين خرجوا بثيابهم التي عليهم.
- الانزعاج و عدم الراحة النفسية و الجسدية، نظراً للزحام و ظروف النزوح.
- عدم غتسال الكثير من النساء و الفتيات لأيام طويلة نظراً لعدم وجود أماكن للاغتسال في بعض الأحيان، أو لوجود هذه الأماكن في ملاعب المدارس مما أوجد الحرج عندهنّ من الدخول إلى دورات المياه و الاغتسال في ظل تواجد الرجال و اجتماعهم.
- عدم توافر الفرش و الوسادات و الشراشف الكافية لجميع أفراد الاسرة حيث كان الثلاثة والأربعة يتقاسمون فرشة واحدة , و بعضهم لا يجدها مما اضطرهم للنوم على أوراق الجرائد.
- عدم وجود ضروريات الحياة من أثاث لازم لا يستطيع الإنسان العيش بدونه.
- عدم وصول المساعدات الكافية لجميع النازحين في ظل الأثرة من بعض القائمين على توزيع المساعدات و الاستثئار.
- عدم وصول الطعام الجاهز المقدّم لكل النازحين , مع عدم ملائمة هذا الطعام للمرضى بالسكري و نحوه.
- ارتفاع أجور الشقق و المخازن أضعاف سعرها الطبيعي. مع عدم قدرة الكثير من النازحين على دفع الإيجار.
- خوف الناس من الخروج من مخيم البداوي إلى أعمالهم في مدينة طرابلس و عكار خشية الاعتقال لأنهم من " نهرالبارد " , أو لعدم وجود أوراق ثبوتية معهم حيث ترك الكثير أوراقهم الثبوتية في " نهرالبارد ".
- تحميل البعض لأهالي المخيم مسؤولية ما يجري في " نهرالبارد "، مع وجود حوادث اعتداء جسدي أو لفظي مسيء لمشاعر أبناء الشعب الفلسطيني.
- فقدان الكثير من النازحين لأهم مراحل حياتهم، و ترك الشهادات الجامعية، و أوراق إثبات ملكية الأراضي في فلسطين، وغير ذلك مما يدل على هويتهم و وجودهم.
- كثرة الخلافات الأسرية التي قد أدت إلى الطلاق نتيجة للضغط الهائل.
- انقسام و تشتت و بُعد بعض العائلات عن بعضها.
- ظهور بعض المشكلات بين الأخوة و الأبناء، نتيجة للاحتكاك وضيق المكان.
- الخلافات الفردية بين الشباب بسبب الاحتكاك الزائد و الاحتقان.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ظهور حالات عصبية و نفسية حتى تم تحويل بعض الحالات إلى المصحات العقلية.
- وجود حالات نفسية صعبة خصوصاً عند الاطفال و النساء الذين شاهدوا قتل أبنائهم و ذويهم أمام أعينهم.
كل هذه المشكلات عانى منها النازحون , عملت المؤسسات الاجتماعية على تخفيف آلام النازحين إلا أن المعاناة ما زالت قائمة، و مازال النازحون يأملون بحل جميع مشكلاتهم من خلال العودة إلى " نهرالبارد " كمحطة مؤقته مقدّمة للعودة إلى فلسطين.
الخاتمة
1 - إن المباديء المعلنة من قبل حركة " فتح الإسلام " تناقض تماماً الممارسات الفعلية التي انتهجتها الحركة , فالإصلاح الإسلامي لمجتمع المخيمات تحول إلى إدخال المخيمات وأهلها في صراع مع السلطة ومع الجوار اللبناني , والتوجه لمواجهة إسرائيل وطرد الأمريكيين من الوطن العربي تحول إلى قتال الجيش اللبناني , وهذا يدل على الخلل الذي تتبناه الحركة في معالجتها للواقع.
2 - إن وجود عدد من السعوديين في أحداث " نهرالبارد " قليلاً كان أو كثيراً لا ينبغي أن يُدرج في باب الاتهام للمملكة العربية السعودية، فهذا العدد لا يُعبّر عن موقف المملكة التي ناصرت ودعمت – وما زالت – الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، و أيدت وساندت – وما زالت – الشعب اللبناني خلال المحن التي عصفت به، وما زال الدور السعودي الرائد قائماً في حلّ القضايا والاشكالات القائمة على الساحة اللبنانية من خلال الدور الذي يقوم سفير المملكة في لبنان. ولا تتحمّل المملكة مسؤولية في ذلك، كما أن الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني لا يتحملان مسؤولية وجود لبنانيين مع " فتح الإسلام ".كما أن الشعب الفلسطيني المقيم في لبنان لا يتحمّل مسؤولية وجود عدد قليل منه مع حركة " فتح الإسلام ".
3 - " فتح الإسلام " حركة جهادية أممية الفكر، غير أحادية الإنتماء القطري , تجمّعت في لبنان واستقرت في " مخيم " نهرالبارد " و ما يميز هذه الجماعة عن غيرها من الحركات تبنيها لفكرة التكفير العيني لكل أفراد وأعيان النظام السياسي الذي لا يحكم بما أنزل الله تعالى باستثناء الاداريين والمحاسبين , وتكفير أعيان التنظيم العلماني مما أدى إلى تصنيف البعض لهم في إطار ما يسمى " الفكر الجهادي التكفيري ".
4 - يخطيء كل من يقول أو يظن أن أهل المخيم هم من أدخل " فتح الإسلام " , فكل الأدلة تدل على أنه ليس لأهل المخيم أي دور في وجود " فتح الإسلام " أو ظهورها في المخيم.
5 - إن من دخل في صفوف " فتح الإسلام " و ناصرهم من أهل المخيم أفراد قلائل لا يعول عليهم، و قد ثبت لدى الأجهزة الأمنية قلة عدد من اعتقل من أهالي المخيم بتهمة الانتماء لـ" فتح الإسلام "، و أن من بقي في المخيم أو قاتل مع " فتح الإسلام " خلال أحداث " نهرالبارد " هم أفراد معدودون، لهذا لا يجوز تحميل كافة أهل المخيم المسؤولية بفعل عدد من الأشخاص.
6 - إن البيوت التي استأجرها قادة و عناصر " فتح الإسلام " لم تكن مراكز عسكرية، بل كانت مساكن للعائلات، و هي مع ذلك محدودة العدد، و لم تكن ظاهرة واسعة.
7 - تبرأت الفصائل الفلسطينية من حركة " فتح الإسلام "، و اعتبرت أنها منظمة إرهابية خارجة عن النسيج الفلسطيني، و ميزت بين أهدافها كمقاومة فلسطينية و بين أهداف هذه المنظمة.
8 - سار مجلس خطباء المساجد في مخيم " نهرالبارد " في حوار فكري ونقاش علمي مع قادة " فتح الإسلام " في محاولة لإزالة اللبس ودفع الشبهات , بطلب وتكليف من الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية وفعاليات ووجهاء المخيم وعلم ودراية من قبل الجهات الأمنية اللبنانية , ومن نقاط الحوار التأكيد على نعمة الأمن وبيان أهميتها وسبيل تحققها والحفاظ عليها، والتحذير من تكفير المسلم ذلك أنّ الحكم على الإنسان بالكفر أمر خطير، و لا يجوز للإنسان أن يقدم عليه إلا ببرهان واضح، و دليل ساطع، و قد تمّ النأكيد على حرمة استخدام السلاح في معارك داخلية، وأنه ليس من حقّهم تطبيق الحدود في المخيم كالقصاص أو الحرابة.
9 - ألقت أحداث " نهرالبارد " بظلالها على أوضاع أهالي المخيم وكان لها الكثير من الآثار السلبية في عدد من النواحي , الاقتصادية، و الاجتماعية، و التعليمية، والسياسية، والفكرية.
10 - يعيش النازحون عن مخيم " نهرالبارد " ظروفاً إنسانية صعبة، وتزداد المعاناة، وتكثر المشكلات التي تواجههم.
11 - يؤكد مجلس الخطباء والأهالي عموماً على حق العودة إلى مخيم " نهرالبارد " انطلاقاً من ارتباط حياة الناس به وممتلكاتهم وأراضيهم وبيوتهم وتجاراتهم ودراستهم ....
12 - أكدت الحكومة اللبنانية أكثر من مرة أن الخروج مؤقت لحين استتاب الأمن في المخيم , والعودة محتمة والاعمار مؤكد , وهي ملتزمة بالعمل على تحقيق العودة بأقرب فرصة ومباشرة عند انتهاء الأزمة كما أنها ملتزمة اعادة إعمار كل ما تهدم في " نهرالبارد "
13 - بما أن أهالي مخيم البارد هم أصحاب البيوت وهم من سيسكن ويعيش فيها فلا بد أن يكون لأهالي مخيم " نهرالبارد " دور أساسي وفعال في البحث والدراسة والنقاش والتأثير واتخاذ القرار بالأمور المتعلقة بآليات ومخططات وشكل إعادة الاعمار للمخيم.
14 - ينبغي تعويض الأهالي عن الأثاث، المسروقات من الأموال، ما حرق أو أتلف أو سرق من المحلات التجارية , اصحاب المصالح عن خسائرهم، ذوي الشهداء , أو المعاقين جراء المعارك المدمرة.
15 - إن من نتائج هذه المعركة على مخيم البارد والوجود الفلسطيني في لبنان أن العلاقة التاريخية بين الشعبين قد تعرضت لضربات قاسية واهتزازات، ولذا نعتبر أن من أهم الواجبات مع الإعمار والعودة العمل على ترميم العلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين.
16 - نجدد التأكيد على أن جيش وشعب لبنان ليسا عدواً للشعب الفلسطيني، وانما عدونا وعدوكم هم اليهود.
17 - إن الفلسطينيين ليس لهم أي علاقة بما يجري، وهم ضحايا كما اللبنانيون. وإن 10% أو 15 % من عناصر " فتح الإسلام " هم فلسطينيون، والباقون ربما هم من أقاصي الأرض من المحيط إلى الخليج. فالمشكلة لا تكمن مع أهالي مخيم " نهرالبارد "، بل مع هذه المجموعة التي تسكن هذا المخيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 10:35]ـ
() ذكرت صحيفة "الوطن" السعوديةفي 27/تموز/2007 ان غالبية السعوديين في "فتح الاسلام" استدرجت إلى غير الساحة التي أرادتها. وقالت: "أرادوا العراق فإذا هم في طرابلس". وكتب الصحافي فارس بن خزام، المتخصص في شؤون الحركات السلفية، في مقال في الصحيفة: (غالبية السعوديين استدرجوا إلى غير الساحة التي أرادوها. أرادوا العراق فإذا هم في طرابلس. وما فعله من جنّد هؤلاء ليس أكثر من تنبيههم إلى أن البوابة السورية ليست على حالها السابقة، وأن الأمن السوري بدأ يضيّق على تدفق الانتحاريين الآتين من بلدانهم مباشرة إلى سوريا، وتحديداً السعوديون منهم. فأخذوا ينصحونهم بالتحايل عبر لبنان، أن يقصدوها ويتدربوا فيها حتى يسهّل لهم الطريق إلى سوريا ومن ثم العراق، وبذلك يتجاوزون العامل الأمني في سوريا.
وما حصل في مخيم نهر البارد أنه تم تدريب وتهيئة هؤلاء الجدد في انتظار النقل إلى العراق. لكنهم لا يملكون الوسيلة ولا القرار. كانوا رهائن طاعة قادتهم، وشيئاً فشيئاً تغيرت وجهة البوصلة، وقالوا لهم إن الطريق إلى القدس يبدأ من هنا. أوهموهم بالقدرة على العمل في الجنوب اللبناني لاستهداف الإسرائيليين. اختاروا حلم السعوديين الذي لم يحققه أسامة بن لادن في كل احتفالاته الإعلامية التحريضية، فخيل لهم أن النصر آت.).
() أنظر موقع Bbc , يوم الاثنين 26/مايو/2007.
() ذكره المستشار الشيخ " فيصل مولوي " تحت عنوان " فتح الإسلام " المبادئ المعلنة والممارسات الفعلية" (جريدة المستقبل 8/ 6/2007).
() رواه البخاري كتاب الأدب، باب من كفّر أخاه بغير تأويل (4/ 127).
() رواه البخاري كتاب الأدب، باب ما ينهى من السباب (4/ 110).
() المفهم (3/ 111) , وعنه فتح الباري: (12/ 314).
() أنظر حاشية ابن عابدين حول جملة من النقول في هذا الأمر (4/ 224).
() ابن تيمية: " مجموع الفتاوى " (28/ 213).
() وهذا ما نوه اليه اللواء أشرف الريفي في مؤتمر الشرطة العرب حيث قال: أن «من أهم أسباب انتشار الإرهاب في منطقتنا، اغتصاب أرض فلسطين وتشريد أهلها) (الأخبار في يوم الاربعاء 21/تشرين الاول).
() الأنعام:152
() القصص:57
() قريش:3 - 4
() رواه الترمذي كتاب الزهد، باب التوكل على الله (4/ 574). وابن ماجه كتاب الزهد، باب القناعة (2/ 1387) وانظر السلسلة الصحيحة للألباني (2318).
() الحجرات:10
() النساء:93
() المائدة:27
() النساء:92
() الدر المنثور (2/ 617).
() رواه البخاري كتاب الديات، باب قول الله تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ) (4/ 352).
() رواه الترمذي كتاب الديات، باب الحكم في الدماء (4/ 17). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5247).
() رواه البخاري كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر (1/ 21). ومسلم كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق (1/ 81).
() مسند أحمد (4/ 225)، والطبراني (19/ 235)، قال ابن حجر في الإصابة (6/ 34): " الحسن لم يسمع من محمد بن مسلمة، فهو لم يشهد القصة. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 444)، وابن أبي شيبة (15/ 22) من طريق أخرى عن الحسن عن محمد بن مسلمة بالمرفوع وليس فيه قصة علي رضي الله عنه، وروى أيضا المرفوعَ غير الحسن عن محمد بن مسلمة، فهو بمجموع طرقه ثابت إن شاء الله، قال الحاكم في المستدرك (3/ 127): "فبهذه الأسباب وما جانسها كان اعتزال من اعتزل عن القتال مع علي رضي الله عنه وقتال من قاتله ".
() نُقل هذا الكلام عن ابن المبارك رحمه الله، انظر: سير أعلام النبلاء (17/ 251).
() الكفر هو الخروج عن ملّة الإسلام، و هو الموجب للخلود في النار، و التكفير هو: إخراج الإنسان عن ملّة الإسلام.
() رواه البخاري كتاب الأدب، باب من كفر أخاه من غير تأويل فهو كما قال (4/ 126). ومسلم كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم يا كافر (1/ 79).
() رواه مسلم كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم (1/ 79).
() رواه البخاري كتاب الأدب، باب من كفر أخاه من غير تأويل فهو كما قال (4/ 127).
(يُتْبَعُ)
(/)
() رواه البخاري كتاب الفتن، باب قول النبي ?: سترون بعدي أموراً تنكرونها (4/ 423). ومسلم كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية (3/ 1470).
() النساء 94
() رواه مسلم كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله (4/ 2110).
() رواه ابن ماجه كتاب الفتن، باب ذهاب القرآن والعلم (2/ 1344). وصححه الألباني في صحيح الجامع (8077).
() الأحزاب:5
() رواه ابن ماجة كتاب الطلاق، باب طلاق المكره والناسي (1/ 659). وصحّحه الألباني في صحيح الجامع (1836).
() رواه مسلم كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة (4/ 2102).
() النحل:106
() المائدة:93
() رواه البخاري كتاب الإيمان، باب (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) (1/ 16). ومسلم كتاب الفتن، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما (4/ 2213).
() رواه البخاري كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حمل علينا السلاح فليس منا (4/ 426). ومسلم كتاب البر والصلة، باب أمر من مر بسلاح في مسجد أو سوق .. (4/ 2019).
() وهي الجنايات التي تقع على النفس أو على ما دونها من جرح أو قطع عضو, أنظر فقه السنة , سيد سابق (2/ 506)
() الحرابة - وتسمى أيضا قطع الطريق - هي خروج طائفة مسلحة في دار الإسلام، لاحداث الفوضى، وسفك الدماء، وسلب الاموال، وهتك الاعراض، وإهلاك الحرث والنسل، متحدية بذلك الدين والاخلاق والنظام والقانون. ولا فرق بين أن تكون هذه الطائفة من المسلمين، أو الذميين، أو المعاهدين أو الحربيين، مادام ذلك في دار الإسلام، وما دام عدوانها على كل محقون الدم، قبل الحرابة من المسلمين والذميين.وكما تتحقق الحرابة بخروج جماعة من الجماعات، فإنها تتحقق كذلك بخروج فرد من الافراد.فلو كان لفرد من الافراد فضل جبروت وبطش، ومزيد قوة وقدرةيغلب بها الجماعة على النفس والمال والعرض، فهو محارب وقاطع طريق.ويدخل في مفهوم الحرابة العصابات المختلفة، كعصابة القتل، وعصابة خطف الاطفال، وعصابة اللصوص للسطو على البيوت، والبنوك، وعصابة خطف البنات والعذارى للفجور بهن، وعصابة اغتيال الحكام ابتغاء الفتنة واضطراب الأمن، وعصابة إتلاف الزروع وقتل المواشي والدواب. (أنظر فقه السنة , سيد سابق , (2/ 464)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 11:14]ـ
قال الشيخ محمد اسماعيل المقدم:
الأوصاف التي تجمع وتربط الغلاة ببعضهم على مر الدهور والأزمان
إن الناظر في الغلاة وفي الفرق الغالية يجد على مر العصور أن بينهم خصائص وأوصافاً معينة تجمعهم وتربطهم ببعضهم تكاد تطرد فيهم، وقد ذكر العلماء لهم أوصافاً إجمالية وتفصيلية. والمطرد هنا في كثير من فرق الغلاة وصفان يجمعانها، فكأن هذين الوصفين قاسم مشترك بين كل الفرق الغالية، وهذان الوصفان بينهما النبي عليه الصلاة والسلام في قصة الرجل الذي اعترض على قسمته صلى الله عليه وسلم وإعطائه صناديد نجد أكثر من غيرهم، وفي هذا الحديث (ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله -ويرون أنه خالد بن الوليد رضي الله عنه- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من ضئضئ هذا قوماً يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان) فوصفهم بوصفين، وهذا الوصفان مطردان غالباً في الفرق الضالة كلها.
الوصف الأول: عدم فهم القرآن ورد السنة
هؤلاء الغلاة الضالون قد يحتجون بآيات من القرآن، ولكن لا يفهمونها الفهم المناسب والفهم الصحيح. إذا: فالقرآن لا نستطيع أن نفصله عن البيان العملي، والسنة بمثابة المذكرة التفصيلية التي تشرح القرآن، فلا نستطيع أن نستقل بفهم القرآن دون الرجوع إلى السنة وإلى أهل اللغة وأهل العلم في ذلك، فإن أدلة القرآن كثيراً ما تكون أدلة عامة، فترى صاحب الهوى يستدل بها لإثبات باطله، ومن ثم قال بعض العلماء: وكم من فقيه خابط في ضلالة وحجته فيها الكتاب المنزل وليس معنى ذلك أن القرآن يؤيد الفرق الضالة، كلا، وإنما العيب فيهم؛ لأنهم أساءوا فهم القرآن ولم يحسنوا تفسيره على الفهم المستقيم. وهذان الوصفان الموجودان في هذا الحديث يجمعهما قول الله عز وجل في الإنسان: إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72] الظلم والجهل، فهذا هو الوصف المشترك بين جميع الفرق الضالة. فالسبب
(يُتْبَعُ)
(/)
عدم فهمهم للقرآن، ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم) أي: أنهم يأخذون أنفسهم بقراءة القرآن وإقرائه وهم لا يتفقهون فيه ولا يعرفون مقاصده. يقول النووي رحمه الله: المراد أنهم ليس لهم فيه حظ إلا مروره على لسانهم. أي: القرآن لا يصل إلى حلوقهم فضلاً عن أن يصل إلى قلوبهم؛ لأن المطلوب تعقله وتدبره بأن يقع ذلك في القلب، ومن ثم فعدم فهمهم لآيات القرآن يجعلهم يحملون آيات أنزلت في المشركين ويطبقونها على المسلمين، حتى قال عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما في الخوارج: (إنهم انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين). ومن مظاهر عدم فهمهم للقرآن أنهم يتبعون متشابه القرآن ويعرضون عن المحكم، كاستشهاد الخوارج على إبطال التحكيم بقول الله تبارك وتعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ [الأنعام:57] فالخوارج لما قبل علي رضي الله تعالى عنه مبدأ التحكيم قالوا: كفرت بالله، والله عز وجل يقول: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ [الأنعام:57] وأنت تحكم الرجال، فقال أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه: (نعم إن الحكم إلا لله كلمة حق أريد بها باطل) ولذلك لما تولى ابن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنهما مناظرتهم قال لهم ابن عباس في الرد على هذا الاستدلال: ألم يقل الله عز وجل: ……. فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا [النساء:35]؟ فها هو القرآن نفسه يشرع لنا عند وصول النزاع بين الرجل وامرأته إلى هذا الحد مبدأ التحكيم، فهل إصلاح حال امرأة مع زوجها أهم أم إصلاح حال الأمة؟. هذه أمة انقسمت وتقاتلت، ففي أيهما التحكيم يكون أولى، في إصلاح حال الأمة وهذا الذي رضي به علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما نادوا إلى تحكيم القرآن، أم في إصلاح حال الزوجين؟! وكذلك لو أن امرءً اصطاد صيداً وهو محرم كأرنب أو غير ذلك، فقد شرع القرآن الكريم في ذلك مبدأ التحكيم، وذلك في قوله تعالى: يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ [المائدة:95] كما هو معلوم، فهذا في دم أرنب، أفلا يكون التحكيم أولى في حقن دماء المسلمين؟! فهذا استدلال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وقد رجع بسببه الآلاف لما سمعوا مناظرته القيمة معهم. قال الحافظ: وكان أول كلمة خرجوا بها قولهم: (لا حكم إلا لله)، انتزعوها من القرآن وحملوها على غير محملها، فأدى بهم هذا القصور في فهم القرآن إلى الخروج عن السنة، وجعل ما ليس بسيئة سيئة وما ليس بحسنة حسنة، فهم إنما يصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بلغه من القرآن دون ما شرعه من السنة التي تخالف بزعمهم ظاهر القرآن. ولذلك هذا الرجل الذي هو أساسهم وأصلهم ماذا حصل منه؟ لقد كان بداية ضلاله وشؤم ضلاله اعتراضه على حكم النبي صلى الله عليه وسلم، فلذلك تجد شؤم هذه المخالفة موجوداً في كل الخوارج تقريباً، تجدهم يستدلون بالقرآن ويستقلون بفهمه ويفصلونه عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم المبينة له، بزعم أن السنة تخالف ظاهر القرآن. فهذا فيما يتعلق بكلمة (جهولاً) أي: عدم فهمهم للقرآن الكريم وأثر الانحراف في هذا.
الوصف الثاني: الظلم واستحلال دماء المسلمين
الوصف الثاني هو الظلم، فهم يفترون على الله سبحانه وتعالى بالاستدلال بآياته في غير ما أنزلت له، ويظلمون خلق الله باستحلال حرماتهم عن طريق التكفير واستحلال الدماء، وقد ورد في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في وصفهم قال: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان) وهذا بناء على تكفير المسلمين الذي يكاد أن يكون وصفاً مشتركاً بين طوائف الابتداع والغلو. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: الفرق الثاني بين الخوارج وأهل البدع أنهم يكفرون بالذنب والسيئات، ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم، وأن دار الإسلام دار كفر ودارهم هي دار الإيمان. وكذلك يقول في جمهور الرافضة وجمهور المعتزلة والجهمية وطائفة من غلاة المنتسبة لأهل الحديث والفقه ومتكلميهم. فإذاً: استحلالهم دماء المسلمين ثمرة ونتيجة لغلوهم وابتداعهم؛ لأنهم يرون من ليس على طريقتهم خارجاً عن الدين حلال الدم، وهذا شأن كل صاحب بدعة، كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: محدثان أحدثا في الإسلام: رجل ذو رأي سوء زعم أن الجنة لمثل من رأى مثل رأيه، فسل سيفه وسفك دماء المسلمين، ومترف يعبد الدنيا لها يغضب وعليها يقاتل. ويقول أبو قلابة رحمه الله: ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف. وكان أيوب السختياني رحمه الله يسمي أصحاب البدع خوارج، ويقول: إن الخوارج اختلفوا في الاسم واجتمعوا على السيف. أي: اجتمعوا في الخروج على المسلمين. إذاً: فهؤلاء يجمعون بين الجهل بدين الله وبين ظلم عباد الله، فجهلهم بدين الله تعالى حيث يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، والظلم لعباد الله حيث يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وهاتان طامتان عظيمتان. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: طريقة أهل البدع يجمعون بين الجهل والظلم، فيتبعون بدعة مخالفة للكتاب والسنة وإجماع الصحابة، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، وينبني على هذا التكفير استحلال دماء المسلمين وقتل أهل الإسلام وترك أهل الأوثان. وهذا الأمر في الغالب، وليس مطرداً في كل الأحوال، ويمكن أن تضاف إلى هاتين الصفتين صفات أخرى -أيضاً- تتميز بها بعض فرق أهل البدع.
-منقول (قص ولصق) من موقع:
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=162403
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 11:43]ـ
اقرأ شهادة الاخ يوسف الجزائري:
فإن ما يحدث اليوم في بلادنا الإسلامية وغيرها من ذبح كالنعاج وتكفير وتفجير وقتل للأبرياء من المسلمين من رجال الأمن والمستأمنين أهل الذمة باسم الإسلام لهو الخزي والعار بعينه، بل إنه ظلم للعباد في أرض أمر الله فيها أن يُعبد بحكمه وشرعه وعدله.
ومن المؤسف حقا أن تكون هذه الأيادي الملطخة بدم البشر واللاغية لحق من حقوق الشرع هي أيادٍ مسلمة، بل من أبناء جلدتنا، فيهم من يدعي أنه طالب العلم وفيهم الحافظ لكتاب الله، ومنهم المصلي الصائم، ولكن صدق فيهم قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة).
وما كان ذلك إلا نتيجة لبعض المناهج الدخيلة التي ليس لها حظ في الإسلام وليست من السنة في شيء، غسلت أدمغة الكثير من شباب هذه الأمة الإسلامية، واتخذت لنفسها مسلكا مغايراً مخالفاً لمنهج الكتاب والسنة زاعمين بذلك انهم على الحق وعلى بصيرة.
فصار لزاما علينا بل وعلى كل مسلم في أي بلد كان الوقوف ضد هذا الفكر والجماعات التي تروجه، وبيان ما تحويه كتبهم وأشرطتهم من ظلالات، والبدء بالتوعية ونشر الإسلام الصحيح والسنة كما علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ومن كان بعدهم، والعودة إلى العلماء الكبار في شتى المسائل صغيرة كانت أو كبيرة.
و رأينا الكثير من المنتديات وكتابها يبحر كل منهم باتجاه محاولين التشويش على أفكار قراء ومرتادي هذه المواقع، وبث الفرقة بين شعوب الدول الإسلامية بالتهكم على حكامها من جهة ومحاولة نشر أمور الدولة من جهة أخرى قاصدين بذلك إثارة البلبلة وبث الحماس في النفوس لمصالح وأغراض لا تخدم إلا أعداء الإسلام من الكفار وأصحاب هذه الأفكار الهدامة ومرضى العقول بزعمهم (نريد خلافة إسلامية).
و إن الدارس لحال الخوارج الأولين الذين كفرو الصحابة رضوان الله عليهم و قتلة عثمان ذو النورين رصي الله عنه يخلص في تقرير منهجهم وأصولهم وسماتهم العامة إلى الأصول والسمات التالية:
1 - التكفير بالمعاصي (الكبائر) وإلحاق أهلها (المسلمين) بالكفار في الأحكام والدار والمعاملة والقتال.
2 - الخروج على أئمة المسلمين اعتقاداً وعملاً – غالباً- أو أحدهما أحيانا.
3 - الخروج على جماعة المسلمين ومعاملتهم معاملة الكفار في الدار والأحكام , والبراء منهم وامتحانهم , واستحلال دمائهم.
4 - صرف نصوص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى منازعة الأئمة والخروج عليهم وقتال المخالفين.
5 - كثرة القراء الجهلة فيهم والأعراب وأغلبهم كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم (حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام)
***********************
6 - ظهور سيما الصالحين عليهم وكثرة العبادة كالصلاة والصيام وأثر السجود وتشمير الثياب مسهمة وجوههم من السهر ويكثر فيهم الورع (على غير فقه) والصدق والزهد
مع التشدد والتنطع في الدين كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم (تحقرون صلاتكم عند صلاتهم)
7 - ضعف الفقه في الدين وقلة الحصيلة من العلم الشرعي كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم " يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم "
8 - ليس فيهم من الصحابة ولا الأئمة والعلماء وأهل الفقه في الدين أحد كما قال ابن عباس " وليس فيكم منهم أحد " يعني الصحابة.
9 - الغرور والتعالم والتعالي على العلماء , حتى زعموا أنهم أعلم من علي وابن عباس وسائر الصحابة والتفوا على الأحداث الصغار والجهلة قليلي العلم من رؤوسهم.
10 - الخلل في منهج الاستدلال حيث أخذوا بآيات الوعيد وتركوا آيات الوعد واستدلوا بالآيات الواردة في الكفار وجعلوها في المخالفين لهم من المسلمين كما قال ابن عمر رضي الله عنهما " انطلقوا إلي آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين "
***********************
11 - الجهل بالسنة واقتصارهم على الاستدلال بالقرآن غالباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
12 - سرعة التقلب واختلاف الرأي وتغييره (عواطف بلا علم ولا فقه) لذلك يكثر تنازعهم وافتراقهم فيما بينهم وإذا اختلفوا تفاصلوا وتقاتلوا
13 - التعجل في إطلاق الأحكام والمواقف من المخالفين (سرعة إطلاق الحكم على المخالف بلا تثبت).
14 - الحكم على القلوب واتهامها , ومنه الحكم باللوازم والظنون.
15 - القوة والخشونة والجلد والجفاء والغلظة في الأحكام والتعامل وفي القتال والجدال
16 - قصر النظر وضيق العطن وقلة الصبر واستعجال النتائج.
17 - يقتلون أهل الإسلام ويخاصمونهم ويدعون أهل الأوثان كما جاء وصفهم في الحديث.
و قد سئل ابن العثييمين رحمه الله
السؤال:
ما ردكم على من يقول: إن عقيدة الخوارج كانت عقيدة سلفية وإنهم أي الخوارج سلفيون؟
فقال رحمه الله:
هذا قول باطل، وقد أبطله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الخوارج: ((تمرق مارقة على حين فرقة من أمتي يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وقراءته مع قراءتهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم)) -أخرجه البخاري في كتاب المنافقين - وفي لفظ آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الخوارج: إنهم ((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)) -أخرجه البخاري-
وقد علم من عقيدتهم أنهم يكفرون العصاة من المسلمين، ويحكمون بخلودهم في النار؛ ولهذا قاتلوا علياً رضي الله عنه ومن معه من الصحابة وغيرهم، فقاتلهم علي وقتلهم يوم النهروان، رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين، والله الموفق. --إنتهى كلامه.
و أنا أقول إتقوا الله في أنفسكم إقرؤا القران و السنة عودوا إلى منهج الحق منهج رسول الله صلى الله عليه و سلم
و أخيرا أنا من الجزائر و منزلنا قريب من موقع الأنفجار في منطقة باب الزوار و الإنفجار و قع قرب محطة للمسافرين لذا كانت الحصيلة ثقيلة الضحايا كانو من الأبريان نسأل الله أن يجعلهم في جناته
ألهم من أرادنا و المسلمين بسوء فأشغله في أمره و اجعل كيده في نحره أمين أمين أمين
ولقد أطلت و السلام عليكم و رحمة الله
منقول من موقع: http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=125585
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 04:57]ـ
اقرأ شهادة الاخ يوسف الجزائري:
فإن ما يحدث اليوم في بلادنا الإسلامية وغيرها من ذبح كالنعاج وتكفير وتفجير وقتل للأبرياء من المسلمين من رجال الأمن والمستأمنين أهل الذمة باسم الإسلام لهو الخزي والعار بعينه، بل إنه ظلم للعباد في أرض أمر الله فيها أن يُعبد بحكمه وشرعه وعدله.
ومن المؤسف حقا أن تكون هذه الأيادي الملطخة بدم البشر واللاغية لحق من حقوق الشرع هي أيادٍ مسلمة، بل من أبناء جلدتنا، فيهم من يدعي أنه طالب العلم وفيهم الحافظ لكتاب الله، ومنهم المصلي الصائم، ولكن صدق فيهم قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة).
وما كان ذلك إلا نتيجة لبعض المناهج الدخيلة التي ليس لها حظ في الإسلام وليست من السنة في شيء، غسلت أدمغة الكثير من شباب هذه الأمة الإسلامية، واتخذت لنفسها مسلكا مغايراً مخالفاً لمنهج الكتاب والسنة زاعمين بذلك انهم على الحق وعلى بصيرة.
فصار لزاما علينا بل وعلى كل مسلم في أي بلد كان الوقوف ضد هذا الفكر والجماعات التي تروجه، وبيان ما تحويه كتبهم وأشرطتهم من ظلالات، والبدء بالتوعية ونشر الإسلام الصحيح والسنة كما علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ومن كان بعدهم، والعودة إلى العلماء الكبار في شتى المسائل صغيرة كانت أو كبيرة.
و رأينا الكثير من المنتديات وكتابها يبحر كل منهم باتجاه محاولين التشويش على أفكار قراء ومرتادي هذه المواقع، وبث الفرقة بين شعوب الدول الإسلامية بالتهكم على حكامها من جهة ومحاولة نشر أمور الدولة من جهة أخرى قاصدين بذلك إثارة البلبلة وبث الحماس في النفوس لمصالح وأغراض لا تخدم إلا أعداء الإسلام من الكفار وأصحاب هذه الأفكار الهدامة ومرضى العقول بزعمهم (نريد خلافة إسلامية).
(يُتْبَعُ)
(/)
و إن الدارس لحال الخوارج الأولين الذين كفرو الصحابة رضوان الله عليهم و قتلة عثمان ذو النورين رصي الله عنه يخلص في تقرير منهجهم وأصولهم وسماتهم العامة إلى الأصول والسمات التالية:
1 - التكفير بالمعاصي (الكبائر) وإلحاق أهلها (المسلمين) بالكفار في الأحكام والدار والمعاملة والقتال.
2 - الخروج على أئمة المسلمين اعتقاداً وعملاً – غالباً- أو أحدهما أحيانا.
3 - الخروج على جماعة المسلمين ومعاملتهم معاملة الكفار في الدار والأحكام , والبراء منهم وامتحانهم , واستحلال دمائهم.
4 - صرف نصوص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى منازعة الأئمة والخروج عليهم وقتال المخالفين.
5 - كثرة القراء الجهلة فيهم والأعراب وأغلبهم كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم (حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام)
***********************
6 - ظهور سيما الصالحين عليهم وكثرة العبادة كالصلاة والصيام وأثر السجود وتشمير الثياب مسهمة وجوههم من السهر ويكثر فيهم الورع (على غير فقه) والصدق والزهد
مع التشدد والتنطع في الدين كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم (تحقرون صلاتكم عند صلاتهم)
7 - ضعف الفقه في الدين وقلة الحصيلة من العلم الشرعي كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم " يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم "
8 - ليس فيهم من الصحابة ولا الأئمة والعلماء وأهل الفقه في الدين أحد كما قال ابن عباس " وليس فيكم منهم أحد " يعني الصحابة.
9 - الغرور والتعالم والتعالي على العلماء , حتى زعموا أنهم أعلم من علي وابن عباس وسائر الصحابة والتفوا على الأحداث الصغار والجهلة قليلي العلم من رؤوسهم.
10 - الخلل في منهج الاستدلال حيث أخذوا بآيات الوعيد وتركوا آيات الوعد واستدلوا بالآيات الواردة في الكفار وجعلوها في المخالفين لهم من المسلمين كما قال ابن عمر رضي الله عنهما " انطلقوا إلي آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين "
***********************
11 - الجهل بالسنة واقتصارهم على الاستدلال بالقرآن غالباً.
12 - سرعة التقلب واختلاف الرأي وتغييره (عواطف بلا علم ولا فقه) لذلك يكثر تنازعهم وافتراقهم فيما بينهم وإذا اختلفوا تفاصلوا وتقاتلوا
13 - التعجل في إطلاق الأحكام والمواقف من المخالفين (سرعة إطلاق الحكم على المخالف بلا تثبت).
14 - الحكم على القلوب واتهامها , ومنه الحكم باللوازم والظنون.
15 - القوة والخشونة والجلد والجفاء والغلظة في الأحكام والتعامل وفي القتال والجدال
16 - قصر النظر وضيق العطن وقلة الصبر واستعجال النتائج.
17 - يقتلون أهل الإسلام ويخاصمونهم ويدعون أهل الأوثان كما جاء وصفهم في الحديث.
و قد سئل ابن العثييمين رحمه الله
السؤال:
ما ردكم على من يقول: إن عقيدة الخوارج كانت عقيدة سلفية وإنهم أي الخوارج سلفيون؟
فقال رحمه الله:
هذا قول باطل، وقد أبطله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الخوارج: ((تمرق مارقة على حين فرقة من أمتي يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وقراءته مع قراءتهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم)) -أخرجه البخاري في كتاب المنافقين - وفي لفظ آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الخوارج: إنهم ((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)) -أخرجه البخاري-
وقد علم من عقيدتهم أنهم يكفرون العصاة من المسلمين، ويحكمون بخلودهم في النار؛ ولهذا قاتلوا علياً رضي الله عنه ومن معه من الصحابة وغيرهم، فقاتلهم علي وقتلهم يوم النهروان، رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين، والله الموفق. --إنتهى كلامه.
و أنا أقول إتقوا الله في أنفسكم إقرؤا القران و السنة عودوا إلى منهج الحق منهج رسول الله صلى الله عليه و سلم
و أخيرا أنا من الجزائر و منزلنا قريب من موقع الأنفجار في منطقة باب الزوار و الإنفجار و قع قرب محطة للمسافرين لذا كانت الحصيلة ثقيلة الضحايا كانو من الأبريان نسأل الله أن يجعلهم في جناته
ألهم من أرادنا و المسلمين بسوء فأشغله في أمره و اجعل كيده في نحره أمين أمين أمين
ولقد أطلت و السلام عليكم و رحمة الله
منقول من موقع: http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=125585
ساقابلك انت وهذا المتعالم والعالم بالقرآن و السنة يوم القيامة .. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب سينقلبون ..
شهادات الزور والتسمي باهل التفكير والغلو والخروج عن السلاطين ..
ومن اين نقلتها نقلتها من باب الحوارات والتشيع وووو ..
انَ لكم الفوز يا من طلبتم العلم لارضاء السلاطين .. وللشهرة والتعالم والتفقه ..
لكن حسبنا الله عليكم ولقائنا عند الله سبحانه .. وسنرى من اهل الحق م ناهل الضلال والزيغ ..
وساقولها مدوية لك ولاسيادك ممن ترجون رض السلاطين على رضا الله من اهل الارجاء و الخيانة ..
نحن خوارج لاننا خرجنا على سلاطين الردة و الكفر البواح ..
نحن بغاة لاننا طغينا على الكفار لكي نعلمهم من اهل الاسلام .. ان الاسلام دين وسط ودين قوة فلا نامت اعين الجبناء ..
واسمعها جيدا .. نحن نكفر السلاطين واربابهم .. لاننا لسنا اهل خور وضعف وجبن وكسل ..
هذه هي العقيدة فاما نكون او لا نكون .. المشكلة ان كفرهم واضح ولا ادري من اين يتخيل هؤلاء اسلامهم المزعوم ..
والله لو كانوا ولاة امور مسلمين عدول لكنا جيوشهم القاهرة للكفار .. ولكن كاناو عكسذ لك فاسال الله ان يحشرهم مع امريكا واليهود ومن كان في صفهم او رضي بهم او دافع عنهم ..(/)
عبدالقادر بن بدران الدمشقي نبذ الصوفية ولزوم منهج السلف
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 12:44]ـ
عبدالقادر بن بدران الدمشقي نبذ الصوفية ولزوم منهج السلف
هو الإمام العلامة المحقق المفسر المحدِّث الأصولي الشيخ عبدالقادر بن أحمد بن مصطفى ببن بدران الدمشقي –رحمه الله تعالى-، ولد عام (1280–1346هـ) في بلدة "دوما"
عاش ابن بدران في بيئة كانت فيها الصوفية منتشرة، والجهل فيها متفشٍ، وقد قرأ على بعض الشيوخ الذين كان مسلكهم صوفياً، وصرح بفضل الله عليه، وأنه اتبع منهج السلف، الذي هو أحكم والقرون المفضلة، ومنهج الأئمة المصلحين.
يقول في هذا الصدد: (إنني لما مَنَّ عليَّ بطلب العلم، هجرت له الوطن والوسَن، وكنت أطوف المعاهد لتحصيله وأذهب كل مذهب ... فتارة أطوح بنفسي فيما سلكه ابن سينا ... وتارة أتلقف ما سكبه أبو نصر الفارابي من صناعة المنطق ... ثم أجول في ميادين العلوم مدة – فارتدَّ إليَّ الطرف خاسئاً وهو حسير ... فلما هِمْتُ في تلك البيداء، ناداني منادي الهدي الحقيقي: "هلمّ الشرف والكمال، ودع نجاة ابن سينا الموهمة إلى النجاة الحقيقية، وما ذلك إلا بأن تكون على ما كان عليه السلف الكرام من الصحابة والتابعين، والتابعين لهم بإحسان ... ) فهنالك هَدأَ روعي، وجعلت عقيدتي كتاب الله، أكِلُ علم صفاته إليه بلا تجسيم ولا تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل، وانجلى على ما كان على قلبي من رَيْن أورثَته قواعدُ أرسطوطاليس، وقلت ما كان إلا من النظر في تلك الوساوس والبدع والدسائس ... إن مَن اتبع هواه هام في كل وادٍ، ولم يبالِ بأي شِعب سلك ولا بأي طريق هلك ... ) [المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل لابن بدران ص42 - 43]
هذا جانب من عقيدته، وهناك جانب آخر لا يقلّ عنه أهمية، ألا وهو نبذ الخرافة والبدع المنكرة من الصوفية، التي تختلق الكرامات وتنقلها عن أقطابها.
من ذلك قوله –رحمه الله-: "أقول إن نقل الكرامات أصبح أمراً عسيراً، لأن أصحاب الرجل (الولي والشيخ) يستعملون الغلو دائماً، والأخبار تحتمل الصدق والكذب ... " ثم ينقل عن المتصوفة قصصاً وأخبراً عجيبة في هذا المجال [منادمة الأطلال ومسامرة الخيال]
يقول الشيخ محمد بن ناصر العجمي متحدثاً عن عقيدة ابن بدران:
وحدثني الأديب الكبير علي الطنطاوي، حينما سألته عن العلامة ابن بدران فقال: "كانت الوهابية تُعَدُّ تهمة خطيرة مخيفة، وكانوا يحذروننا من الاجتماع بهم، فوقفت مرة في حلقة ابن بدران، العالم الحنبلي المعروف، وكان هناك طلاب يمرّون في الأسواق، فرأوني في حلقة ابن بدران وقدّموا فيّ تقريراً إلى المشايخ، فضُربت (فلقة) في رجلي" [علامة الشام: عبدالقادر بن بدران ص22]
وسبب ذلك أن ابن بدران كان على منهج السلف، ودمشق آنذاك، وكذلك أكثر المدن السورية، كانت على جمود المتصوفة، والبعد عن مرونة العلماء المجتهدين في أيام الدولة العثمانية.
فقد كان ابن بدران يظهر تعلقه بأئمة السلف: ابن تيمية وابن القيم الجوزية، فيقول: "كان ابن تيمية على منهاج ما كان عليه الصحابة والتابعون بإحسان، ويناهض حصون العادات السيئة والبدع، فيدُكّها ولا يخشى في الله لومة لائم .. فهبّ قوم قصروا عن مداه، فعاندوه حسداً وبغياً .. ولاشك أنه بلغ رتبة الاجتهاد المطلق، فعليه رحمة الله تعالى" [الفتاوى القازانية ص207]
أما مذهبه فقال محمد بن سعيد الحنبلي: " ... وكان شافعياً ثم تحنبل، وسبب ذلك – كما قاله بعض الخواص عنه:
" كنت في أول عمري ملازماً لمذهب الإمام الشافعي –رحمه الله- سالكاً فيه سبيل التقليد، ثم منَّ الله عليّ فحبب إليّ الاطلاع على كتب التفسير والحديث وشروحها، وأمهات كتب المذاهب الأربعة، وعلى مصنفات شيخ الإسلام وتلميذه الحافظ ابن القيم، وعلى كتب الحنابلة، فما هو إلا أن فتح الله بصيرتي وهداني من غير تحزب لمذهب دون مذهب، فرأيت أنَّ مذهب الحنابلة، أشد تمسكاً بمنطوق الكتاب العزيز والسنَّة المطهرة ومفهومها، فكنت حنبلياً من ذلك الوقت" [نبذة في ترجمة ابن بدران في آخر كتاب المدخل]
لقد تميز ابن بدران بالعفة والأدب والعلم والتقوى، مع الزهد في حطام الدنيا ..
وقد أثنى عليه كل عالم منصف يعرف قدره وفضله:
قال عنه الزركلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
" فقيه أصولي، عارف بالأدب والتاريخ كاره للمظاهر، يقنع بالكفاف، لا يُعنى بملبس أو بمأكل، ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة" [الأعلام 1/ 37]
وقال الأستاذ أدهم الجندي:
"وبرع ابن بدران في سائر العلوم العقلية والأدبية والرياضية، وتبحر في الفقه والنحو، فكان –رحمه الله- علماً من الأعلام"
وقال: "كان شيخاً جليلاً زاهداً في حطام الدنيا، متقشفاً في ملبسه ومسكنه ومعيشته .. " [أعلام الأدب والفن: 1/ 224 - 225]
وقال عنه محمد تقي الدين الحصني:
" .. كان سلفيَّ العقيدة، يبح التقشف ويميل بطبعه إلى الانفراد عن الناس، والبعد عن الأمراء، وله اختصاص في علم الآثار
والكتب القديمة، ومعرفة أسماء الرجال ومؤلفاتهم من صدر الإسلام إلى اليوم" [منتخبات التواريخ لدمشق:2/ 762 - 763]
وقال الشيخ محمد بن السعيد العثماني:
" كان –رحمه الله- شيخاً جليلاً مقتفياً لطريقة السلف الصالح مدافعاً عنها، صابراً على أذى الأعداء فيها، تاركاً للتعصب، مع الدين والتقوى والعفة والصلاح .. " [نبذة من ترجمة ابن بدران في آخر المدخل]
وقال العلامة الشيخ محمد بهجة البيطار في كلامه عن شيخيه جمال الدين القاسمي وابن بدران:
"وكانت صلة ابن بدران بالقاسمي حسنة، وكان للشيخين أمل كبير وسعي عظيم، وفي تجديد النهضة الدينية العلمية في ديار الشام، فقد أشبها –رحمهما الله- أئمة السلف تعليماً للخواص، وإرشاداً للعوام، وتأليفاً للكتب النافعة، وزهداً في حطام الدنيا الزائلة" [مقدمة منادمة الأطلال]
وقال محب الدين الخطيب حين ذكر وفاته في مجلة الفتح:
" هو –أي ابن بدران- من أفاضل العلماء .. تلقى العلم عن المشايخ مدة خمس سنوات، ثم انصرف إلى تعليم نفسه بنفسه، فكان من أهل الصبر على التوسع في اكتساب المعارف، من العلوم الشرعية والأدبية والعقلية، وهو حنبلي المذهب .. " [الفتح، العدد 67]
وقد عُينَّ مُفتياً للحنابلة، ومُدرساً بالجامع الأموي .. وغير ذلك ..
وقد ابتلي كثيراً، من الحكام ومشايخ الدولة، والصوفية، والجهلة الأغمار، وكان يشتكي من التعدي والحسد، وتألبهم عليه، يقول البارودي: " الشيخ ابن بدران أحد فقهاء قصبة دوماء، وهو من العلماء المجددين. كان جريئاً لا يهاب أحداً ... " ثم ذكر أن من جرئته أعترض على بعض مخالفات رئيس بلدية دوما صالح طه، فأصدر صالح طه أمراً من الوالي بإبعاد الشيخ ابن بدران عن دوما، فانتقل إلى دمشق مدة سنيتن حتى انتهت مدة نفيه، وقد أفاد أهل دمشق وانتشرت دعوته الإصلاحية السلفية، وخدم تاريخ دمشق بتهذيب تاريخ دمشق، وألف [الروض الباسم في تراجم المفتين بدمشق الشام]
ولقد ألف ابن بدران المؤلفات الكثيرة، التي تشهد له بالفضل وسعة الاطلاع، غير أن بعضها لم يكتمل، بسبب ما أصيب به من داء الفالج في آخر عمره .. وقد بلغت مصنفاته (46 مصنفاً). وفيما يلي ذكر أهم تلك المصنفات:
1 – المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل
2 – منادمة الاطلال ومسامرة الخيال
3 – الروض الباسم في تراجم المفتين بدمشق الشام
4 – العقود الدرية في الأجوبة القازانية
5 – العقود الياقوتية في جيد الأسئلة الكويتية
6 – حاشية الروض المربع شرح زاد المستنقع "الجزء الأول"
7 – تعليق على لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد لابن قدامة
8 – تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر "يقع في ثلاثة عشر مجلداً"
9 – تاريخ دوما منذ فجر الدولة العباسية حتى القرن الرابع عشر الهجري
10 – الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية
11 – شرح روضة الناظر لابن قدامة
12 – ديوان تسلية اللبيب عن ذكر حبيب
وقد تتلمذ على يديه خلقٌ كثير، من أبرزهم:
1 – المؤرخ خير الدين الزركلي، صاحب كتاب الأعلام.
2 – العلامة محمد صالح العقاد الشافعي، الذي كان يقال عنه: "الشافعي الصغير"
3 – العلامة المؤرخ محمد أحمد دهمان، وهو من أخص طلابه، وقد أسس في حياة شيخه المطبعة والمكتبة السلفية بدمشق، حيث طبع مؤلفات شيخه ابن بدران.
4 – الأديب الشاعر محمد سليم الجندي، من أعضاء المجمع العلمي في دمشق، قال علي الطنطاوي عنه: " ما أعرف تحت أديم السماء أعلم منه بالعربية وعلومها" [دمشق للطنطاوي 114]
5 – الشاعر الأديب محمد بن محمود البزم، ترجم له الزركلي في الأعلام.
6 – فخري بن محمود البارودي، من رجال السياسة والأدب.
وعلماء آخرون، إذ أنجب تلامذة أصبحوا أعلاماً خالدين، كما يقول أدهم الجندي في كتابه "أعلام الأدب والفن" 1/ 225
وقد أصيب آخر حياته بمرض الفالج، فنقل للمستشفى وظل فيه ستة أشهر، ثم خرج، وتوفي – رحمه الله- في ربيع الثاني 1346. ودفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق.
* غالب هذه الترجمة استفادتها من كتاب [عُلماء الشام في القرن العشرين]
منقول
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 01:34]ـ
بارك الله فيك يا شيخ فيصل و نفع بك.
و رحم الله ابن بدران
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 10:30]ـ
بارك الله فيك يا شيخ فيصل و نفع بك.
و رحم الله ابن بدران
أحسن الله إليك أخي محمد، ورحم الله شيخنا العلامة عبد القادر بن بدران .....
ـ[العميري]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 12:15]ـ
هل يوجد كتاب يترجم لشيخ ابن بدران؟ قرأت ان الشيخ ناصر العجمي له كتاب عن حياة ابن بدران.(/)
للأسف يا بلد التوحيد وقبلة المسلمين والمشاعر المقدسة
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 01:47]ـ
الرياض - فن
أصدرت أمس الظهر شركة روتانا بياناً أعلنت خلاله ختام العروض السينمائية لفيلمها السعودي الثاني (مناحي) في السعودية يوم الجمعة الماضي، حيث كان من المفترض أن تختتم العروض السينمائية يوم الخميس، إلا أن الجماهير الغفيرة التي لم يستوعبها العرض الإضافي بعد منتصف ليل الخميس كانت سبباً رئيساً في تمديد العروض يوماً إضافياً وحرصت روتانا والمنظمون خلال العرض الأخير على استضافة أكثر من 400 طفل من دار الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، كنوع من المشاركة الاجتماعية وإدخال البهجة إلى نفوسهم بحسب ما جاء في البيان الذي وصلتنا نسخة منه.
وتجاوز عدد الجمهور الذي حضر العروض في جدة والطائف الـ 25 ألف مشاهد، بلغ عدد النساء منهم نحو 9 آلاف مشاهدة. وعلى رغم الزحام الشديد وتراوح أعمار معظم المشاهدين بين الـ 18 والـ 28 عاماً، فإن أيام العروض الـ 10 لم تسجّل أي حالة غير حضارية، وقد أبدى الجمهور تعاوناً غير عادي، كما أن روتانا والمنظمون حرصوا على توظيف فتيات سعوديات عملن في شباك التذاكر وتنظيم الدخول وضبط الصالة المخصصة للحضور النسائي.
ولوحظ أن أعداد الجماهير تضاعفت في أيام العروض الأخيرة، ما دفع روتانا والمنظمين إلى زيادة عدد العروض، بإضافة عرض بعد منتصف الليل في جدة، خصوصاً بعد توقف العروض في الطائف. وكان السبب الرئيس في توقف العروض في الطائف هو عدم قدرة قاعة الفخامة في برج قلب الطائف على استيعاب أعداد الجماهير المتزايدة، وخصوصاً أن القاعة تتسع لنحو 250 شخصاً، ولم يكن من الممكن زيادة عدد العروض على أربعة عروض يومياً، ونظراً لعدم إمكان توفير صالة أخرى، تقرر الاكتفاء بعروض سبعة أيام ناجحة حرصاً على عدم التسبب في أي مشاكل جراء الازدحام، مع التأكيد على عدم تسجيل أي حالة غير حضارية، ونجاح التنظيم بامتياز.
وكانت روتانا للصوتيات والمرئيات أطلقت عروضها السينمائية في جدة والطائف، لفيلم (مناحي)، بحفل افتتاح رسمي ثاني أيام عيد الأضحى (9 من ديسمبر)، على مسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي في أبرق الرغامة - جدة، في سابقة هي الأولى من نوعها في السعودية، إذ إن الفيلم عُرض لتسعة أيام متتالية بواقع ثمانية عروض يومية، كحد أقصى، موزعة بين جدة والطائف. ويأتي هذا الحدث بعد غياب للسينما في السعودية دام أكثر من 35 عاماً.
وقد تَبَرّع صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، الذي يرأس مجلس إدارة شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، بدخل فيلم (مناحي)، الذي عرض في السعودية تزامناً مع عروضه خارجها، لمهرجان جدة السينمائي. الجدير بالذكر أن (روتانا ستوديوز)، منتج الفيلم، والتي تأسست في عام 2004، وتعمل على إنتاج وتوزيع الأفلام العربية والأجنبية، تطمح إلى إنتاج ثلاثة أفلام سعودية سنوياً، ابتداءً من عام 2009، لدفع عجلة السينما السعودية الناشئة.
وشكرت (روتانا ستوديوز) إمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة الثقافة والإعلام، وأمانة جدة ممثلة في إدارة مركز الملك عبد العزيز الثقافي، وإدارة برج قلب الطائف، والمنظمين الممثلين في شركتي (رواد ميديا) و (الكوثر)، لإسهامهم في نجاح العروض السينمائية.
واتمنى الرجوع الى موقع جريدة الجزيرة والنظر الى الصورة المرفقة مع الخبر رجل ملتحي مع اولاده الظاهر ينتظر دوره للدخول والله اعلم ............. الانكار يا اخوان واخوات
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 03:59]ـ
ألا لعنة الله على الظالمين
والله إن القلب ليتفطر لما يحصل في بلاد الحرمين
آآآآآآآآآآآه بس
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 04:10]ـ
أحسن الله عزائنا في بلاد الإسلام كلها!! ولا أستثني!! وحسبنا الله ونعم الوكيل ...
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 09:14]ـ
قاتلهم الله وأخزاهم الله وقبحهم أصحاب شركة روتانا
ـ[الأشفقي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 09:48]ـ
ألا لعنة الله على الظالمين
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم لعاناً ولا ....
اطلب لهم الهداية ولاتساعدهم على معصيتهم بهذا الأسلوب المنفر، فهؤلاء الظن بهم أنهم مسلمون عصاة - والله أعلم - وهم مرضى والمريض ليس من الحكمة في علاجه أن تسمعه الشتم واللعن، فالله أعلم بالخواتيم نسأل الله حسنها لنا ولجميع المسلمين.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 10:50]ـ
جزاك الله خيرا ...
ينبغي تنبيه الناس على هذا المنكر، والكتابة والابراق للمسؤولين، وليس فقط الإنكار مقتصراً على العلماء والقضاة.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 02:47]ـ
شكرا على نصيحتك واشفاقك أيها الأشفقي(/)
الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية: كفى ضحكا على المسلمين،هذا نهجك؟
ـ[علي التمني]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 06:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقر الجمعية الوطنية لحقوق الإنسنان في السعودية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتجعله في رأس قائمة مواثيقها، واليوم قرأت إعلانا عن اليوم العالمي لحقوق الإنسان في أحدى الكليات ووجدته مصدرا بشعار (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)، وطبعا لو تضمن الإعلان إشارة للشريعة الإسلامية لكان خبرا مضحكا ومتناقضا وهو ما لا تريده الجميعة لنفسها، لذا ارتضت أن يكون ذلك اإعلان العالمي لحقوق الإنسان مع مايتضمنه من كفر بشريعة الله وجحد لها وتقرير لحق الردة والدعوة إلى أي دين أو عقيدة، ارتضت هذه الجمعية هذا الإعلان أساسا لها وإليكم أيها المسلمون ولكي تعلموا مدى خطر هذه الجمعية على الدين والبلاد إليكم بعض مواد هذا الإعلان الخطير:
المادة 16
1 - للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج حق التزوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين، ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحلاله.
المادة 18:
لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، ٍ
?حرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.
المادة 30:
ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه
إنها دعوة لأعضاء ومؤسسي هذه الجمعية لتدارك هذا الأمر الجلل قبل أن يلاقوا الله تعالى يوم لا ينفعمكال ولا بنون بهذا النهج الخطير وهذا لإقرار الواضح لناقض من نواقض الإسلام.
علي التمني
أبها في 24/ 12/1429(/)
نبأ مهم لأهل المنطقة الشرقية ... فماذا سيفعل أهلها؟! (تقرير بالمرفقات)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 11:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......... (هناك تقرير في المرفقات)
يحاول المفسدون بتعجيل الفساد في هذه البلاد، فعندما عرضت السينما في جدة، وامتنع أهل الطائف من عرضها، خشي المفسدون من فشل مخططاتهم كما صرحوا بذلك، فعندما امتنع برج العبيكان من عرض الفيلم طالبت جمعية الثقافة والفنون في الطائف أن يعرض الفيلم في مقرها خوفاً من الفشل ... وهذا نص كلامهم:
" ... جمعية الثقافة والفنون هناك لا تريد لأول تجربة في المملكة أن تفشل، فتطوعت ورحبت بعرض الفيلم بمقرها ... "
المصدر: ج. الوطن الخميس 20/ 12/1429هـ عدد 2003
فالآن هم يحاولون نشر فكرتهم في جميع مناطق المملكة والخطوة القادمة ستكون في الشرقية كما صرح بذلك عبدالعزيز السماعيل كما في جريدة الوطن ...
" .. أكّد عدد من المهتمين بالسينما على أن عهد السينما الجماهيرية على وشك الانطلاق في المنطقة الشرقية بعد نجاح التجربة في جدّة، لعدم وجود معوّقات اجتماعية تمنع تكرار التجربة، واعتبروا أن الشرقية مرشحة لتكون الخطوة الثانية ... "
" ... وصرّح الرئيس السابق لجمعية الثقافة والفنون بالدمام عبد العزيز السماعيل، بأن الترتيبات جرت منذ شهر تقريباً لعرض فلم (مناحي) في الجمعية إلا أنه عرض أولا في جدّة، وأضاف أنّ الفيلم سيعرض في الشرقية، ولكنه لا يعلم إذا كان سيعرض في الجمعية أو في مكان آخر"
المصدر: ج. الوطن الجمعة 21/ 12/1429هـ عدد 3003
فماذا سيفعل أهلها؟؟
.
((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ))
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ". رواه الترمذي وحسنه.
انتبه
(وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون). سورة النمل 48
(ولا تطيعوا امر المسرفين الذين يفسدون فى الارض و لايصلحون) سورة الشعراء 151
.(/)
الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق: الوسطية موقف نفاق
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 03:15]ـ
حوار أجراه موقع إسلام أون لاين
* مصطلح الوسطية .. هذا المصطلح الذي شاع استخدامه حديثا، حتى صار الجميع يدعيه .. فكل التيارات سواء كانت حركية أو فكرية أو غير ذلك تتزيا بالوسطية، فما مفهوم الوسطية عندكم بداية؟
- الحقيقة أن مصطلح الوسطية كما ذكرتم مصطلح حادث، وليس له عند من أطلقوه مفهوم محدد، وكل من يستعمله قد يعني به معنى لا يكون متطابقا أو متوافقا مع المعنى الآخر الذي يقوله الآخرون، وهو يطلق كثيرا إطلاقات خاطئة، ومن هذه الإطلاقات الخاطئة "الموقف الوسط بين الحق والباطل".
وهذا التوسط بين الحق والباطل باطل؛ فلا وسطية بين الحق والباطل مطلقا .. فالأمور إما حق وإما باطل، فالتوسط بين الاثنين، ومحاولة التوفيق بين الحق والباطل، بين الكفر والإيمان، بين الإسلام وغيره من الأديان، وأن يقف الإنسان موقفا وسطا بين حق الإسلام وبين باطل الكفر، هذا أعظم باطل؛ لأن هذا هو حركة النفاق وموقفها الذي أشار إليه المولى عز وجل في قوله تعالى: {إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} [النساء:62] أي التوفيق بين أهل الإسلام وأهل الكفر.
فالإسلام دين واضح، حق من الله تعالى، محدد المعالم، وما سواه (الخارج عن الإسلام) كفر، فكل من يريد محاولة التوفيق أو المقاربة بين الإسلام والكفر بتجاوز أحكام الإسلام لا شك أن موقفه باطل، وهذا غالبا ما استخدمه الوسطيون في العصر الحاضر، وهذا مبتغاهم –التوفيق بين الإسلام والكفر- بزعمهم.
أما الوسطية فتطلق أحيانا إطلاقات صحيحة؛ لأن الذين أرادوا هذا المعنى الباطل إنما يأخذون المعنى الصحيح الذي تحمله هذه الكلمة ويضعونه على المفهوم الباطل الذي أرادوا، وهذا من التلبيس ..
ولقد جاء وصف هذه الأمة بأنها وسط في قوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهيدا} [البقرة 143]، والوسط هنا بمعنى العدول (العدل)، وذلك لأن الله تبارك وتعالى يشهد هذه الأمة على السابقين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنتم تشهدون لي على قومي كما تشهدون لكل رسول على قومه" يشهدون بشهادة الله تبارك وتعالى والمؤمنون شهداء بعضهم على بعض، كما قال تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدا {41} يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثا} [النساء:41 – 42].
فإذا كان المقصود بالوسطية عدالة هذه الأمة وأنها قائمة بأمر الله تعالى، وقد اختارها الله تعالى للقيام بأمر دينه فهذا معنى حق، لكن الذين يطلقونه لا يريدون هذا المعنى، إنما يلبسوه بهذا .. أي يلبسون معناهم الباطل بهذا المعنى الحق.
بين نقيضين
* لكن دعنا نقول: إن هذا المعنى ليس المقصود الأوحد على افتراض وجوده؛ لأن بعض من يستخدمون المصطلح يستخدمونه للتعبير عن موقف وسط في أمر له طرفان .. إفراط وتفريط، غلو وتساهل .. فما تعليقكم؟
- نعم .. وهذا المعنى من المعاني الحقة لهذا المصطلح، التوسط في الأمر الواحد الذي له طرفان، الإفراط والتفريط .. هذا ممدوح، والتوسط فيه مطلوب مثل التوسط في الإنفاق مصداقا لقول الله عز وجل {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء:29] فالتوسط في النفقة من الدين، وكذلك التوسط في أخذ الدين في مستحباته فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم "اكلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا" فالتشدد والتنطع في أخذ الدين قد يخرج الإنسان أو يقطعه عن الدين، والتهاون والتفريط فيه قد يجعله يترك الأمر الواجب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هذا المعنى الذي تقصده وتحدثت أنا عنه (الوسطية في أخذ الدين وفي عدم التشدد والتنطع وعدم التمييع والتضييع) أيضا غير مطروح لدى من يتحدثون عن الوسطية، فقليل ممن يستخدمون لفظة الوسطية يعنون هذا المعنى من المعاني الحقة التي يمكن أن يحتملها هذا اللفظ، لكنهم يقصدون ما تحدثت أنا عنه بداية، وهو الوسطية بين أمرين مختلفين إحداهما حق والآخر باطل، فهذا باطل.
وهذا الذي يَعنُونَهَ .. إنهم يتوسطون بين الإيمان وبين الكفر، يتوسطون بين الحق والباطل .. وهذا ما يطلق عليه بعض العامة (أمسك العصا من الوسط) فهو لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فإن رجحت الكفة لهؤلاء كان معهم، وإلا كان مع الآخرين .. وهذا موقف المنافقين لا مع المؤمنين ولا مع الكفار، ولكنهم مع الغلبة.
* هل يدخل في ذم لهذا النوع من يحاولون إيجاد قواسم مشتركة الآن بين الإسلام كدين وشريعة مثلا وبين بعض المناهج الأخرى لمحاولة التقريب وتضييق الفجوة بين المسلمين وغيرهم؟
- نعم يدخل .. وهذا هو موقف المنافقين .. يا أخي الإسلام جاء بالكلمة النهائية في كل شيء، فالتقريب بين أحكام الإسلام وأحكام الكفر كفر لا شك .. وإنما يجب أن يؤخذ الحق حق {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس:32]، فكيف يقربون بين توحيد الله تعالى وبين الشرك والمشركين!!!!! ما هو التقريب في هذا الأمر .. ؟
مثلا من يقول بأن عيسى ابن الله ومن يقول إن الله إله واحد لا إله إلا هو .. ما مجال التقريب في الحق في هذا!!!؟
الثوابت ليس فيها تقريب .. لا يمكن أن نقرب بتاتا بين من يقول إن عيسى ابن الله وبين من يقول إن الله هو الإله الأحد الذي ليس له ولد، فالجمع بين عقيدتين كفر بالله تعالى، وكذلك في شتى العقائد، فالله عز وجل حكم بأن من لا يؤمن بهذا الرسول فهو كافر "والله لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ولا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار"، والمسلم الذي يعيش على الإسلام ويموت على الإسلام هذا مؤمن له الجنة، فما وجه التقريب أو القواسم المشتركة في هذا بأن نقول مثلا إن اليهودي أو النصراني أو غير المسلم الذي لم يدخل في الإسلام ممكن أن يكون من المهتدين أو من أهل الجنة وهو على دينه!!.
لا وسطية في العقائد
* لم أقصد التقريب العقائدي .. أبدا وإنما قصدت التقريب الذي عناه ربنا جل وعلا في قوله مثلا: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8].
- نعم .. لكنني أؤكد على هذا المعنى، وهو أن الذي يحاول أن يجمع بين عقيدتين مختلفتين على هذا النحو، ويجعل بينهما قواسم مشتركة في الاعتقاد وفي معنى الإيمان فهو كافر بالله تعالى ..
فالقواسم المشتركة تكون في أمر التعايش مثلا، بمعنى أنها لا تخص العقيدة، فالخيارات المطروحة للمسلمين مع الكفار خيارات كثيرة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم سواء كانت في السلم أو الحرب.
فمثلا موقف المسلمين من الكفار، يختلف باختلاف حالة هؤلاء الكفار، فالكفار مختلفون، هناك كافر مسالم، وكافر معاهد، وكافر محارب، وتختلف طريقة التعامل معهم.
فالكافر المحارب قد أعلن الحرب على الإسلام ويجب معاملته على هذا الأساس بالمثل، والكافر المسالم يكون بيننا وبينه سلم، والكافر المعاهد بيننا وبينه عهد يجب أن يحترم هذا العهد .. فليس الكفار كلهم منزلة واحدة، فالكافر الذمي معاهد وهو في دولته، وبيننا وبينه معاهدة كأمة، وآخر ذمي يعيش معك في ديار الإسلام .. وبالتالي فأحكام المسلمين مع الكفار أحكام منضبطة ومعلومة، وما تحتمل التوسط بعمل شرع جديد، ومن هنا فإن هذه العقائد لا يمكن دخول معنى الوسطية فيها.
* بهذا التصور الذي طرحته للوسطية هل لها ملامح وسمات ومعايير يمكن رصدها وقياس مدى الانحراف أو الاقتراب منها؟
- يا سيدي لماذا نخترع أسماء جديدة ونختلف عليها؟!!! هذا اسم جديد حادث ومن أجل أن نضع له تصورات خاصة سيكون هناك اختلاف لا محالة على هذه التصورات .. فلماذا نقترح الأسماء الجديدة من الأصل؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي عندنا اسم الإسلام واسم الإيمان واسم الإحسان، وعندنا أسماء كالكفر والنفاق .. فنحن المسلمين سمانا الله عز وجل مسلمين، وسمانا مؤمنين، وسمانا محسنين، وسمانا متقين فلا ينبغي أن نخترع، فهذه الأسماء محددة، معروف مثلا معنى مسلم، ما هو محتوى هذا الاسم وما يدل عليه، ومعنى مؤمن ومعنى محسن ومعنى متق.
فهذه أسماء أصبحت معلومة متفق عليها، أما عندما نقول "وسطي" أو "مسلم وسطي" فماذا تعني؟؟ سنختلف في تحديد هذه الكلمة لا محالة باختلاف هذه الإطلاقات .. كلٌ بما يقوله ..
فهناك من يترك صلاته وصيامه، ويرى بأن أخذ الصلاة والتقيد بها من التشدد، وآخر يرى بأن كل الخلق (حتى اليهود والنصارى) من أهل الجنة وهم أصحاب ديانة ورسول ودين، وبالتالي لا يجوز الحكم عليهم بالكفر!! ويسمي هذه وسطية في الدين .. وهكذا .. كل على حسب مراده.
سياقات تاريخية
* لكن عذرا هناك أسماء ومصطلحات على مدار التاريخ الإسلامي لم يكن لها وجود في العصر الأول للإسلام مثلا، فضلا عن مصادر التشريع، ومع ذلك صارت علامة على أهلها .. مصطلح أهل السنة والجماعة مثلا .. وغيره .. أعني أنه ليس شرطا أن تكون الأسماء مؤصلة؟
- يا أخي هذه الأسماء التي تتحدث عنها لها سياقها التاريخي وظرفها السياسي الذي نشأت فيه، فمثلا "مسلم من أهل السنة والجماعة" هذا اسم مفهوم وله مدلول، أي أنه ليس من الخوارج مثلا أو الرافضة أو المرجئة، يعني أصبح له معنى فرضته ظروف تاريخية معينة، وكذلك مسلم سلفي، فالسلفية أصبحت كلمة محددة وهي اتباع ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من قول أو عمل، والسلف محددون ..
لكن هذا الاسم الجديد الحادث " مسلم وسطي" ليس له عند من يطلقونه أي مدلول محدد، وإنما كلٌ يطلقه إطلاقا يريد به معني بخلاف المعنى الذي يطلقه الآخر.
* إذا نستطيع أن نقول بأن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ضد كثرة هذه المراكز التي تدعي الوسطية وهذه القنوات وهذه المجلات وهذه البرامج .. ضد هذا المصطلح من الأساس .. أليس كذلك؟
- من أول ما ظهر هذا المسمى، ونحن قلنا هذه الكلمات التي سمعتها الآن، قلنا إن هذا اسم حادث، وإن أصحابه كل يطلقه بمفهوم غير مفهوم الآخر، وعندما نناقش ما تحت هذا المضمون عند بعضهم نجد أنه يعادل الكفر، أو يعادل النفاق إنهم منافقون وليسوا وسطيين.
إن الذين يريدون أن يجمعوا بين الإسلام والكفر تحت مظلة واحدة أو تحت حقيقية واحدة فهؤلاء إما كفار أو منافقون، أي إما كافر مستعمل يرى هذا، وإما منافق يدعي أنه مسلم، وهذا ليس بإسلام.
فقد تجد أن بعض هؤلاء يأخذ هذا المعنى من باب ترك الغلو في الدين، وهذا فيه معنى حق من المعاني لكنهم أخذوا مصطلحا "هلاميا" كل يطلقه إطلاقا مختلفا، ولا يتقيد بمعناه؛ ولذلك فنحن ضد الأسماء غير المحددة.
حمى المصطلحات
* بعيدا عن رؤيتكم حول مصطلح الوسطية وتأصيل المصطلح ورفضه أو قبوله، هل ترى أن المصطلح استخدم استخداما سياسيا، خاصة في العام العربي؟.
- لا شك أن الكل الآن يستخدم هذا المصطلح ويوظفه حسب مصالحه، وأصبحت الآن هناك حمى لاستخدام هذا المصطلح، سواء أكانت هيئات أو رؤساء، أو فرق مختلفة يكفر بعضها بعضا وكل يدعي أنه الوسطي ..
* على ذكر المصطلحات وعدم تحديدها .. كانت محاضرتك في مؤتمر منظمة النصرة عن " السيرة والسلم الاجتماعي" أنا لاحظت حديثا ليس له علاقة بالعنوان، وبان لي كأن فضيلتك غير مقتنع بالمصطلح من الأصل أقصد مصطلح "السلم الاجتماعي" .. أليس كذلك؟
- بلى .. فهذا الشعار الذي وضع أخيرا في هذا المؤتمر "السيرة والسلم الاجتماعي" هذه الكلمة أشر من كلمة الوسطية؛ لأنها تعني في مفهومها أن يكون المجتمع كله من مسلمين وكفار في سلام، وأن الإسلام جاء بالسلام لأهل الأرض جميعا .. وهذا معنى باطل!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالرسول صلى الله عليه وسلم نعم جاء بالإسلام دين السلام لكن لأهل الإسلام، أما بالنسبة للكفار المحاربين المعاندين لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سلما لهم، وإنما كان حربا عليهم، وقد أمر بقتال المنافقين والكفار، ولو كانوا أهله كما قال الله عز وجل {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلا} [النساء:84].
* لكن أعتقد أن من وضعوا هذا العنوان قد لاحظوا تفريق القرآن في هذا الأمر بين نوعين من الخطاب: خطاب عقدي وهذا الذي توجه فيه الله سبحانه وتعالى لتسمية هؤلاء بالكفار: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}، {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}، وخطاب اجتماعي يكرس للتعايش القائم على أساس من الاحترام وتنحية العقيدة جانبا، وهذا ما أظن أنهم يعنونه، من مثل قوله تعالى مخاطبا أهل الكتاب في مجال الدعوة والعلاقات الاجتماعية {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} ... وهكذا؟
- يا سيدي هو خطاب واحد .. ولكن أنا في باب دعوتهم للإسلام أخاطبهم بهذا الخطاب حتى يلتزموا به من أجل أن يسلموا، ولكنهم كفار ما داموا من أهل الكتاب، فهم في حقيقة واقعهم كفار، ولكن عند دعوتهم لابد من مراعاة استخدام الأسلوب الحسن.
* أنا أقصد التفرقة بين النوعين من الخطاب، مما يكرس لحالة من التعايش بعيدا عن الاختلافات العقدية؟
- أنا أفهمك .. لكني أؤكد لك أن هذا في باب الدعوة فقط .. فمثلا هل من المعقول أن يذهب مثلا سيدنا موسى لفرعون فيقول له "أيها الكافر"!!! لا يعقل هذا، فالله عز وجل قال: {فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44]؛ لأنه خطاب في مقام الدعوة، حتى قيل إن سيدنا موسى عليه السلام كناه، وقال له يا أبا فلان.
فموسى عندما دعاه إلى هذا الأمر فهو أمر قرآني، فمقام الخطاب بالدعوة يختلف عن مقام الحكم عليهم فهذا ما دخله بمصطلح " السلم الاجتماعي".
* بقي سؤال عن ورود مصطلح الوسطية في القرآن وربطه بموضوع الشهادة على الناس .. هل من ترابط في الرؤية القرآنية بين معنى الوسطية ومسألة الشهود الحضاري على الأمم الأخرى بقطع النظر عن أقوال المفسرين: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، أي عدولا؟
- الوسط هو العدل، ومن البديهي أن العدل هو الذي يٌستشهَد أما الظالم فلا يٌستشهَد؛ ولأنهم عدول أقامهم الله تبارك وتعالى هذا المقام؛ لأن العدل هو القائم بالعدل بنفسه وقائم بالعدل في الناس، ويحكم على الناس بالعدل، ولا يتهمهم باتهامات باطلة من أجل نفسه، فمن أجل ذلك جعلهم الله سبحانه وتعالى شهداء على الناس يحكمون بشهادة الله تبارك وتعالى.
ـ[أبو الصادق]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 05:35]ـ
عند الخطوب و النوازال
يختار البعض منهج السلامة
بينما ......
يتشبت الآخر بسلامة المنهج
نسأل الله الثبات حتى الممات(/)
الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق: الوسطية موقف نفاق
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 03:16]ـ
حوار أجراه موقع إسلام أون لاين
* مصطلح الوسطية .. هذا المصطلح الذي شاع استخدامه حديثا، حتى صار الجميع يدعيه .. فكل التيارات سواء كانت حركية أو فكرية أو غير ذلك تتزيا بالوسطية، فما مفهوم الوسطية عندكم بداية؟
- الحقيقة أن مصطلح الوسطية كما ذكرتم مصطلح حادث، وليس له عند من أطلقوه مفهوم محدد، وكل من يستعمله قد يعني به معنى لا يكون متطابقا أو متوافقا مع المعنى الآخر الذي يقوله الآخرون، وهو يطلق كثيرا إطلاقات خاطئة، ومن هذه الإطلاقات الخاطئة "الموقف الوسط بين الحق والباطل".
وهذا التوسط بين الحق والباطل باطل؛ فلا وسطية بين الحق والباطل مطلقا .. فالأمور إما حق وإما باطل، فالتوسط بين الاثنين، ومحاولة التوفيق بين الحق والباطل، بين الكفر والإيمان، بين الإسلام وغيره من الأديان، وأن يقف الإنسان موقفا وسطا بين حق الإسلام وبين باطل الكفر، هذا أعظم باطل؛ لأن هذا هو حركة النفاق وموقفها الذي أشار إليه المولى عز وجل في قوله تعالى: {إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} [النساء:62] أي التوفيق بين أهل الإسلام وأهل الكفر.
فالإسلام دين واضح، حق من الله تعالى، محدد المعالم، وما سواه (الخارج عن الإسلام) كفر، فكل من يريد محاولة التوفيق أو المقاربة بين الإسلام والكفر بتجاوز أحكام الإسلام لا شك أن موقفه باطل، وهذا غالبا ما استخدمه الوسطيون في العصر الحاضر، وهذا مبتغاهم –التوفيق بين الإسلام والكفر- بزعمهم.
أما الوسطية فتطلق أحيانا إطلاقات صحيحة؛ لأن الذين أرادوا هذا المعنى الباطل إنما يأخذون المعنى الصحيح الذي تحمله هذه الكلمة ويضعونه على المفهوم الباطل الذي أرادوا، وهذا من التلبيس ..
ولقد جاء وصف هذه الأمة بأنها وسط في قوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهيدا} [البقرة 143]، والوسط هنا بمعنى العدول (العدل)، وذلك لأن الله تبارك وتعالى يشهد هذه الأمة على السابقين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنتم تشهدون لي على قومي كما تشهدون لكل رسول على قومه" يشهدون بشهادة الله تبارك وتعالى والمؤمنون شهداء بعضهم على بعض، كما قال تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدا {41} يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثا} [النساء:41 – 42].
فإذا كان المقصود بالوسطية عدالة هذه الأمة وأنها قائمة بأمر الله تعالى، وقد اختارها الله تعالى للقيام بأمر دينه فهذا معنى حق، لكن الذين يطلقونه لا يريدون هذا المعنى، إنما يلبسوه بهذا .. أي يلبسون معناهم الباطل بهذا المعنى الحق.
بين نقيضين
* لكن دعنا نقول: إن هذا المعنى ليس المقصود الأوحد على افتراض وجوده؛ لأن بعض من يستخدمون المصطلح يستخدمونه للتعبير عن موقف وسط في أمر له طرفان .. إفراط وتفريط، غلو وتساهل .. فما تعليقكم؟
- نعم .. وهذا المعنى من المعاني الحقة لهذا المصطلح، التوسط في الأمر الواحد الذي له طرفان، الإفراط والتفريط .. هذا ممدوح، والتوسط فيه مطلوب مثل التوسط في الإنفاق مصداقا لقول الله عز وجل {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء:29] فالتوسط في النفقة من الدين، وكذلك التوسط في أخذ الدين في مستحباته فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم "اكلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا" فالتشدد والتنطع في أخذ الدين قد يخرج الإنسان أو يقطعه عن الدين، والتهاون والتفريط فيه قد يجعله يترك الأمر الواجب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هذا المعنى الذي تقصده وتحدثت أنا عنه (الوسطية في أخذ الدين وفي عدم التشدد والتنطع وعدم التمييع والتضييع) أيضا غير مطروح لدى من يتحدثون عن الوسطية، فقليل ممن يستخدمون لفظة الوسطية يعنون هذا المعنى من المعاني الحقة التي يمكن أن يحتملها هذا اللفظ، لكنهم يقصدون ما تحدثت أنا عنه بداية، وهو الوسطية بين أمرين مختلفين إحداهما حق والآخر باطل، فهذا باطل.
وهذا الذي يَعنُونَهَ .. إنهم يتوسطون بين الإيمان وبين الكفر، يتوسطون بين الحق والباطل .. وهذا ما يطلق عليه بعض العامة (أمسك العصا من الوسط) فهو لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فإن رجحت الكفة لهؤلاء كان معهم، وإلا كان مع الآخرين .. وهذا موقف المنافقين لا مع المؤمنين ولا مع الكفار، ولكنهم مع الغلبة.
* هل يدخل في ذم لهذا النوع من يحاولون إيجاد قواسم مشتركة الآن بين الإسلام كدين وشريعة مثلا وبين بعض المناهج الأخرى لمحاولة التقريب وتضييق الفجوة بين المسلمين وغيرهم؟
- نعم يدخل .. وهذا هو موقف المنافقين .. يا أخي الإسلام جاء بالكلمة النهائية في كل شيء، فالتقريب بين أحكام الإسلام وأحكام الكفر كفر لا شك .. وإنما يجب أن يؤخذ الحق حق {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس:32]، فكيف يقربون بين توحيد الله تعالى وبين الشرك والمشركين!!!!! ما هو التقريب في هذا الأمر .. ؟
مثلا من يقول بأن عيسى ابن الله ومن يقول إن الله إله واحد لا إله إلا هو .. ما مجال التقريب في الحق في هذا!!!؟
الثوابت ليس فيها تقريب .. لا يمكن أن نقرب بتاتا بين من يقول إن عيسى ابن الله وبين من يقول إن الله هو الإله الأحد الذي ليس له ولد، فالجمع بين عقيدتين كفر بالله تعالى، وكذلك في شتى العقائد، فالله عز وجل حكم بأن من لا يؤمن بهذا الرسول فهو كافر "والله لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ولا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار"، والمسلم الذي يعيش على الإسلام ويموت على الإسلام هذا مؤمن له الجنة، فما وجه التقريب أو القواسم المشتركة في هذا بأن نقول مثلا إن اليهودي أو النصراني أو غير المسلم الذي لم يدخل في الإسلام ممكن أن يكون من المهتدين أو من أهل الجنة وهو على دينه!!.
لا وسطية في العقائد
* لم أقصد التقريب العقائدي .. أبدا وإنما قصدت التقريب الذي عناه ربنا جل وعلا في قوله مثلا: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8].
- نعم .. لكنني أؤكد على هذا المعنى، وهو أن الذي يحاول أن يجمع بين عقيدتين مختلفتين على هذا النحو، ويجعل بينهما قواسم مشتركة في الاعتقاد وفي معنى الإيمان فهو كافر بالله تعالى ..
فالقواسم المشتركة تكون في أمر التعايش مثلا، بمعنى أنها لا تخص العقيدة، فالخيارات المطروحة للمسلمين مع الكفار خيارات كثيرة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم سواء كانت في السلم أو الحرب.
فمثلا موقف المسلمين من الكفار، يختلف باختلاف حالة هؤلاء الكفار، فالكفار مختلفون، هناك كافر مسالم، وكافر معاهد، وكافر محارب، وتختلف طريقة التعامل معهم.
فالكافر المحارب قد أعلن الحرب على الإسلام ويجب معاملته على هذا الأساس بالمثل، والكافر المسالم يكون بيننا وبينه سلم، والكافر المعاهد بيننا وبينه عهد يجب أن يحترم هذا العهد .. فليس الكفار كلهم منزلة واحدة، فالكافر الذمي معاهد وهو في دولته، وبيننا وبينه معاهدة كأمة، وآخر ذمي يعيش معك في ديار الإسلام .. وبالتالي فأحكام المسلمين مع الكفار أحكام منضبطة ومعلومة، وما تحتمل التوسط بعمل شرع جديد، ومن هنا فإن هذه العقائد لا يمكن دخول معنى الوسطية فيها.
* بهذا التصور الذي طرحته للوسطية هل لها ملامح وسمات ومعايير يمكن رصدها وقياس مدى الانحراف أو الاقتراب منها؟
- يا سيدي لماذا نخترع أسماء جديدة ونختلف عليها؟!!! هذا اسم جديد حادث ومن أجل أن نضع له تصورات خاصة سيكون هناك اختلاف لا محالة على هذه التصورات .. فلماذا نقترح الأسماء الجديدة من الأصل؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي عندنا اسم الإسلام واسم الإيمان واسم الإحسان، وعندنا أسماء كالكفر والنفاق .. فنحن المسلمين سمانا الله عز وجل مسلمين، وسمانا مؤمنين، وسمانا محسنين، وسمانا متقين فلا ينبغي أن نخترع، فهذه الأسماء محددة، معروف مثلا معنى مسلم، ما هو محتوى هذا الاسم وما يدل عليه، ومعنى مؤمن ومعنى محسن ومعنى متق.
فهذه أسماء أصبحت معلومة متفق عليها، أما عندما نقول "وسطي" أو "مسلم وسطي" فماذا تعني؟؟ سنختلف في تحديد هذه الكلمة لا محالة باختلاف هذه الإطلاقات .. كلٌ بما يقوله ..
فهناك من يترك صلاته وصيامه، ويرى بأن أخذ الصلاة والتقيد بها من التشدد، وآخر يرى بأن كل الخلق (حتى اليهود والنصارى) من أهل الجنة وهم أصحاب ديانة ورسول ودين، وبالتالي لا يجوز الحكم عليهم بالكفر!! ويسمي هذه وسطية في الدين .. وهكذا .. كل على حسب مراده.
سياقات تاريخية
* لكن عذرا هناك أسماء ومصطلحات على مدار التاريخ الإسلامي لم يكن لها وجود في العصر الأول للإسلام مثلا، فضلا عن مصادر التشريع، ومع ذلك صارت علامة على أهلها .. مصطلح أهل السنة والجماعة مثلا .. وغيره .. أعني أنه ليس شرطا أن تكون الأسماء مؤصلة؟
- يا أخي هذه الأسماء التي تتحدث عنها لها سياقها التاريخي وظرفها السياسي الذي نشأت فيه، فمثلا "مسلم من أهل السنة والجماعة" هذا اسم مفهوم وله مدلول، أي أنه ليس من الخوارج مثلا أو الرافضة أو المرجئة، يعني أصبح له معنى فرضته ظروف تاريخية معينة، وكذلك مسلم سلفي، فالسلفية أصبحت كلمة محددة وهي اتباع ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من قول أو عمل، والسلف محددون ..
لكن هذا الاسم الجديد الحادث " مسلم وسطي" ليس له عند من يطلقونه أي مدلول محدد، وإنما كلٌ يطلقه إطلاقا يريد به معني بخلاف المعنى الذي يطلقه الآخر.
* إذا نستطيع أن نقول بأن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ضد كثرة هذه المراكز التي تدعي الوسطية وهذه القنوات وهذه المجلات وهذه البرامج .. ضد هذا المصطلح من الأساس .. أليس كذلك؟
- من أول ما ظهر هذا المسمى، ونحن قلنا هذه الكلمات التي سمعتها الآن، قلنا إن هذا اسم حادث، وإن أصحابه كل يطلقه بمفهوم غير مفهوم الآخر، وعندما نناقش ما تحت هذا المضمون عند بعضهم نجد أنه يعادل الكفر، أو يعادل النفاق إنهم منافقون وليسوا وسطيين.
إن الذين يريدون أن يجمعوا بين الإسلام والكفر تحت مظلة واحدة أو تحت حقيقية واحدة فهؤلاء إما كفار أو منافقون، أي إما كافر مستعمل يرى هذا، وإما منافق يدعي أنه مسلم، وهذا ليس بإسلام.
فقد تجد أن بعض هؤلاء يأخذ هذا المعنى من باب ترك الغلو في الدين، وهذا فيه معنى حق من المعاني لكنهم أخذوا مصطلحا "هلاميا" كل يطلقه إطلاقا مختلفا، ولا يتقيد بمعناه؛ ولذلك فنحن ضد الأسماء غير المحددة.
حمى المصطلحات
* بعيدا عن رؤيتكم حول مصطلح الوسطية وتأصيل المصطلح ورفضه أو قبوله، هل ترى أن المصطلح استخدم استخداما سياسيا، خاصة في العام العربي؟.
- لا شك أن الكل الآن يستخدم هذا المصطلح ويوظفه حسب مصالحه، وأصبحت الآن هناك حمى لاستخدام هذا المصطلح، سواء أكانت هيئات أو رؤساء، أو فرق مختلفة يكفر بعضها بعضا وكل يدعي أنه الوسطي ..
* على ذكر المصطلحات وعدم تحديدها .. كانت محاضرتك في مؤتمر منظمة النصرة عن " السيرة والسلم الاجتماعي" أنا لاحظت حديثا ليس له علاقة بالعنوان، وبان لي كأن فضيلتك غير مقتنع بالمصطلح من الأصل أقصد مصطلح "السلم الاجتماعي" .. أليس كذلك؟
- بلى .. فهذا الشعار الذي وضع أخيرا في هذا المؤتمر "السيرة والسلم الاجتماعي" هذه الكلمة أشر من كلمة الوسطية؛ لأنها تعني في مفهومها أن يكون المجتمع كله من مسلمين وكفار في سلام، وأن الإسلام جاء بالسلام لأهل الأرض جميعا .. وهذا معنى باطل!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالرسول صلى الله عليه وسلم نعم جاء بالإسلام دين السلام لكن لأهل الإسلام، أما بالنسبة للكفار المحاربين المعاندين لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سلما لهم، وإنما كان حربا عليهم، وقد أمر بقتال المنافقين والكفار، ولو كانوا أهله كما قال الله عز وجل {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلا} [النساء:84].
* لكن أعتقد أن من وضعوا هذا العنوان قد لاحظوا تفريق القرآن في هذا الأمر بين نوعين من الخطاب: خطاب عقدي وهذا الذي توجه فيه الله سبحانه وتعالى لتسمية هؤلاء بالكفار: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}، {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}، وخطاب اجتماعي يكرس للتعايش القائم على أساس من الاحترام وتنحية العقيدة جانبا، وهذا ما أظن أنهم يعنونه، من مثل قوله تعالى مخاطبا أهل الكتاب في مجال الدعوة والعلاقات الاجتماعية {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} ... وهكذا؟
- يا سيدي هو خطاب واحد .. ولكن أنا في باب دعوتهم للإسلام أخاطبهم بهذا الخطاب حتى يلتزموا به من أجل أن يسلموا، ولكنهم كفار ما داموا من أهل الكتاب، فهم في حقيقة واقعهم كفار، ولكن عند دعوتهم لابد من مراعاة استخدام الأسلوب الحسن.
* أنا أقصد التفرقة بين النوعين من الخطاب، مما يكرس لحالة من التعايش بعيدا عن الاختلافات العقدية؟
- أنا أفهمك .. لكني أؤكد لك أن هذا في باب الدعوة فقط .. فمثلا هل من المعقول أن يذهب مثلا سيدنا موسى لفرعون فيقول له "أيها الكافر"!!! لا يعقل هذا، فالله عز وجل قال: {فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44]؛ لأنه خطاب في مقام الدعوة، حتى قيل إن سيدنا موسى عليه السلام كناه، وقال له يا أبا فلان.
فموسى عندما دعاه إلى هذا الأمر فهو أمر قرآني، فمقام الخطاب بالدعوة يختلف عن مقام الحكم عليهم فهذا ما دخله بمصطلح " السلم الاجتماعي".
* بقي سؤال عن ورود مصطلح الوسطية في القرآن وربطه بموضوع الشهادة على الناس .. هل من ترابط في الرؤية القرآنية بين معنى الوسطية ومسألة الشهود الحضاري على الأمم الأخرى بقطع النظر عن أقوال المفسرين: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، أي عدولا؟
- الوسط هو العدل، ومن البديهي أن العدل هو الذي يٌستشهَد أما الظالم فلا يٌستشهَد؛ ولأنهم عدول أقامهم الله تبارك وتعالى هذا المقام؛ لأن العدل هو القائم بالعدل بنفسه وقائم بالعدل في الناس، ويحكم على الناس بالعدل، ولا يتهمهم باتهامات باطلة من أجل نفسه، فمن أجل ذلك جعلهم الله سبحانه وتعالى شهداء على الناس يحكمون بشهادة الله تبارك وتعالى.(/)
هل تراجع رئيس الهيئه فعلا ,,,,,,,من لها اذن
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 03:16]ـ
لأحد 23 ذو الحجة 1429هـ - 21 ديسمبر 2008م
بعد أن كان الغيث وصف السينما بـ"الشر المطلق"
رئيس هيئة الأمر بالمعروف: لا نعارض عرض أفلام بالسعودية
الرياض - أف ب
قال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف في السعودية الشيخ إبراهيم الغيث إنه لا يمانع من عرض بعض الأفلام السينمائية إذا كانت تدعو إلى "الخير", حسبما نقلت عنه الصحف المحلية الأحد 21 - 12 - 2008.
وجاء تصريح الشيخ الغيث, عقب عرض فيلم "مناحي" الكوميدي في جدة، الذي لاقى إقبالا جماهيريا كثيفا وأثار اعتراض المحافظين المتدينين. وقال الغيث -في تصريحات نشرتها الصحف السعودية اليوم- "السينما لا مانع منها إذا كانت تستخدم فيما يرضي الله وفي الأشياء المباركة".
وكان الشيخ الغيث وصف السينما أول أمس بأنها "شر مطلق". إلا أنه قال اليوم الأحد معقبا "نحن لم نقل إننا نرفض السينما، ولكنني أوضحت أنه لم تتم استشارتنا في عدد من المناسبات التي كان طابعها سينمائيا" في إشارة إلى فيلم مناحي.
http://www.alarabiya.net/articles/2008/12/21/62503.html
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 04:02]ـ
سواء تراجع رئيس الهيئة أو لم يتراجع، لم تعد تصريحات مثل هذه الشخصيات يؤثر فينا. . الحق ما وافق الكتاب والسنة .. وما سواهما باطل باطل باطل .. ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
.
الكل يعلم - علم اليقين - أن السينما تُستخدم للشر ولو ادعى المسئولون وبعض الدعاة خلاف ذلك. .
لك الله يا دعوة الحق .. يحاربونك باسم مكافحة الإرهاب والتطرف، وتجفيف منابعهما .. رجال الدعوة مستهدفون بـ النقد والتنقص والاتهامات الباطلة ...
وفي المقابل تشجيع للفساد بكل صوره من: السعي لتوظيف النساء على حساب توظيف الشباب .. ومع البطالة ينمو الفساد.
تشجيع على مزيد من الحرية للمرأة في السفر والإقامة في الفنادق، وتوفير وظائف مختلطة برواتب مغرية لحاملي الشهادات الابتدائية والمتوسطة.
محاربة الدين واضحة. . في مقابل تشجيع الفساد. . ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا.
فعسى الله أن يقينا شر هذه الفتن. آمين.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 08:02]ـ
أيها الكرام إن تلقف الأخبار بهذه الصورة ونشرها خلاف ما أمر الله عز وجل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
كيف والمروج لمثل هذه الأخبار من عرفتم؟!!!!
فإن كان من سيماهم الصلاح لا يتحرون الحق ولا يأخذونه من مظانه فمن يا ترى يُعتب عليه؟!!
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 01:53]ـ
سواء تراجع رئيس الهيئة أو لم يتراجع، لم تعد تصريحات مثل هذه الشخصيات يؤثر فينا. . الحق ما وافق الكتاب والسنة .. وما سواهما باطل باطل باطل .. ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
.
الكل يعلم - علم اليقين - أن السينما تُستخدم للشر ولو ادعى المسئولون وبعض الدعاة خلاف ذلك. .
لك الله يا دعوة الحق .. يحاربونك باسم مكافحة الإرهاب والتطرف، وتجفيف منابعهما .. رجال الدعوة مستهدفون بـ النقد والتنقص والاتهامات الباطلة ...
وفي المقابل تشجيع للفساد بكل صوره من: السعي لتوظيف النساء على حساب توظيف الشباب .. ومع البطالة ينمو الفساد.
تشجيع على مزيد من الحرية للمرأة في السفر والإقامة في الفنادق، وتوفير وظائف مختلطة برواتب مغرية لحاملي الشهادات الابتدائية والمتوسطة.
محاربة الدين واضحة. . في مقابل تشجيع الفساد. . ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا.
فعسى الله أن يقينا شر هذه الفتن. آمين.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 02:07]ـ
أيها الكرام إن تلقف الأخبار بهذه الصورة ونشرها خلاف ما أمر الله عز وجل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
كيف والمروج لمثل هذه الأخبار من عرفتم؟!!!!
فإن كان من سيماهم الصلاح لا يتحرون الحق ولا يأخذونه من مظانه فمن يا ترى يُعتب عليه؟!!
لا حول ولا قوة إلا بالله
والله مابلينا الا بعقلية التعفف التي جرأت علينا خلق الله اجمعين من بوش الى حمار ال الشيخ يااخي الرد معلن والراد رجل مثلنا ولانتعرض الا لما جاء به وآثاره اين نحن من سلفنا الصالح ابو بكر وعمر رضي الله عنهما عندما يخشى على الحق وهل تقوى الله تكون في الكتم ام في الاعلان وتحريض ذي المقدره على الذود عن حمى الدين وجعل الحقيقه نصب الاعين ولعل الله ان يعافينا من مردود هذه الفتن ومن سخطه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:18]ـ
أيها الكرام إن تلقف الأخبار بهذه الصورة ونشرها خلاف ما أمر الله عز وجل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
كيف والمروج لمثل هذه الأخبار من عرفتم؟!!!!
فإن كان من سيماهم الصلاح لا يتحرون الحق ولا يأخذونه من مظانه فمن يا ترى يُعتب عليه؟!!
لا حول ولا قوة إلا بالله
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك، وبارك في جميع الإخوة والأخوات.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الظن في الصحافة في جميع أنحاء العالم هو: [السوء – الظلم – الكذب – البهتان]، فما حدث لسماحة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله تعالى، وما حدث لشيخ الأزهر أصلحه الله تعالى ليس ببعيد.
وكذلك ما حدث للشيخ بن باز من قبل، وكثير من صفحات الكذب والبهتان من الصحافة على علماء الأمة.
وعلى فرض أن هذا الكلام صدر بالفعل من رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
نظرت لحالي من الإبتعاد عن الصراط المستقيم عملاً، ونظرت لرجل تبوأ أكبر منصب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الأرض ـ لم أجد نفسي إلا محاولاً دفع أو تبرير ما نسب إليه ـ وحسن الظن فيه، والدفاع عن الرجل بالحق.
وأقول: لعل الشيخ حفظه الله تعالى، قصد بالكلام المنسوب إليه مداراة الناس لا المداهنة فى دين الله عز وجل، وفرق بين المداراة والمداهنة.
نُسب للشيخ أنه يقول: [لا يرى ضررا في السينما ما دام ما يعرض يتماشى مع تعاليم الاسلام] " شبكة الراصد "
لماذا لا يحمل كلام الشيخ على أنه يقصد الأفلام التسجيلية أو الوثائقية أو ما شابه ذلك، خاصة وأن الشيخ لم يحدد.
لماذا لا يحمل كلام الشيخ على أنه يقصد الأفلام الكارتونية مع أنها باطلة أيضاً، وقد يكون الشيخ رجح من يقول بجوزاها.
وإن لم يقتنع الناقد لفعل الشيخ بهذه الإحتمالات، ولم يبقى عنده إلا حمل كلام الشيخ على التمثيل السنيمائي!!
فأعتقد أنني والناقد نعلم أن الشيخ لا يقصد إطلاقاً: [ما يحدث في الأفلام السنيمائية] ولكن مراد الشيخ في الأفلام المسماة: [أفلام دينية] التي ليس فيها أي مخالفات شرعية إلا بدعة التمثيل الدينى، وقد يكون الشيخ حفظه الله تعالى لم يرجح قول من قال من العلماء ببدعة التمثيل الدينى.
ولا ننسى أنه علق جوازه لهذا الأمر بموافقته لتعاليم الإسلام.
----------------
فإن لم يقتنع الناقد بهذه التبريرات، ويعتقد أن الشيخ داهن في دين الله عز وجل، وخان الأمانة.
فلماذا لا ينظر لفعل الشيخ من ناحية أخرى:
الشيخ بالأمس قال أنها شر مطلق، والآن كما نسب إليه يقول بإباحتها مع الضوابط.
وكل الناس تعلم من الذي وراء إدخال هذه الأمور لبلاد الحرمين، فلعلهم خيروا الشيخ بين مفسدتين خاصة مع الضغوط التي تمارس على الهيئة في الداخل والخارج فاختار أقلهما ضرراً على المسلمين، وحاول أن يظهر الهيئة في ثوب الرفق واللين والرحمة أمام عوام المسلمين وأمام الإعلام حتى لا يقال بزعمهم أن الهيئة لا ترحم الخلق، ومتشددة في كل شىء فأظهر لهم أن الهيئة لا تقول بتحريم هذه الدور لذاتها، ولكن ينظر في أفعالها فإن كانت خيراً فلا بأس بها، وإن كانت شراً فيمنع ويحارب وكل الناس تعلم أن هذا الفيلم باطل شرعاً ـ فيكون وصل الأمر لعوام المسلمين بصورة يراها هو حسنة.
وإلا فكيف نظن بشيخ يتبوأ هذا المنصب بالمداهنة في دين الله عز وجل، وأنا والله لم أسمع باسم هذا الشيخ إلآ اليوم فقط، ولا أعلم حاله ولكن الظن فيه العدالة والإستقامة على دين الله عز وجل نحسبه كذلك والله حسيبه.
ننتظر إن شاء الله تعالى التعليق الرسمي من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ونسأل الله عز وجل أن تقوم الهيئة بنشر مقال توضح فيه مرادها وتفصيلاتها لهذا الأمر.
وفقه الله تعالى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما فيه صلاح المسلمين.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:01]ـ
http://www.rofof.com/12r9r6a2/Ftwa_alshykh.html
(يُتْبَعُ)
(/)
تفريغ جواب الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله ونفع به الإسلام والمسلمين (لأحد الإخوة الفضلاء في أحد المواقع) .. فجزاه الله خيرا.
http://www.benaa.com/img/greypixel.gif
السؤال:
يقول ما موقفنا أحسن الله إليكم تجاه الخطوات الأولى لافتتاح دور السينما في بلادنا الطاهرة؟
الجواب:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، هذا حََدَث.
هذه البلاد مُستهدفة من الكفار ومن المنافقين والفاسقين المتبعين للشهوات (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً).
فتح دور السينماء حَدَثٌ في هذه البلاد، وفاجعة، ومن وراءها المنافقون والكافرون والفاسقون من هواة الزنا (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً).
ومن المؤسف أن يشيد بفتح وعرض بعض الأفلام، أن يُشيد بها أناس ويعتبرونها حَدَثًا عظيما.
نعم إنّه حدثٌ عظيم ولكن في الشر، وهم يعدونه تقدّمًا وفتحًا ..
وهؤلاء الذين يُشيدون به هم بين فاسقٍ ومنافق.
بين فاسق .. يُريد ان تشيع الفاحشة في بلاد الطهر والخير ومعقل الإسلام.
أو منافق .. فإن المنافقين يأسوا بين المسلمين وهم يكيدون للإسلام والمسلمين.
فالواجب على الأمة أن تُنكر وتستنكر ذلك، كلٌ بحسبهِ، وأن يتواصلوا مع ولاة الأمر مناصحين ومنكرين ومستنكرين.
نسأل الله أن يحول بين أولئك المفسدين وبين ما يُريدون.
هذا لونٌ من ألوان الفساد والإفساد، وإلا فقنوات الفساد متظافرة ومتعاونة وتعمل معاول الهدم ..
والنّاس، أو أقول كثير من الناس هم الذين فتحوا لها الأبواب.يفتحون الأبواب على بيوتهم.
يجلبونها لأهلهم، يجلبونها لأنفسهم ويستقبلونها.
هذه القنوات (مافرضت) نفسها على الناس.
ولكن لا شك أنها إذا وُجدت مع ضعف الإيمان وغلبة الهوى والشهوات سيكون لها مستقبلون ومرحبون ومتابعون.
وهكذا دُور السينما.
ماذا ينقص الناس من ألوان الفساد والفجور والشهوات البهيمية؟!.
ماذا ينقصهم وهذه المسلسلات تُعرض في مختلف القنوات وأيضا الانترنت؟!.
لكن السينما لها شأن آخر.
اتظنون أنّ السينما مجرّد .. لا .. دُور السينما اعرفوا وخذوا فكرة عن دُور السينما في مصر وفي غيرها وفي لبنان، وماكان هناك هو الذي سيكون هنا ولابد ..
لكن لا ياتي الأمر دفعة واحدة ,, إنها خطوات ..
هذه الخطوة مسبوقة بخطوات ..
لكنها خطوة قوية ظاهرة، لهذا صفقوا واستبشروا بها.
وإلا فالأمر لا يقف عند هذا.
ستكون دور السينما يضمّها الرجال والنساء.
ولسنا بهذا .. يعني نقول نحن متشائمون .. لا .. نحن مدركون .. نحن ندرك أهداف هؤلاء وماتنتهي إليها هذه الأمور.
فإنا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولاقوة إلا بالله " انتهى.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:38]ـ
سمعت هذا في قناة العربية عندما أتي ببرنامج يدعي ضيفه أن السينما تحمي الأهل والأسرة من الضياع ...
ثم ذكر الخبيث في معرض كلامه , أن الشيخ تراجع عن قوله ,, والله أعلم بالصواب ...
عموما ,, الحق ما وافق الكتاب والسنة ,,,, وإني أعتبر غلبة ظني في أن الشيخ لم يرَ ذلك ,,,
وإن ارتآه فالله المستعان(/)
مذكرة تفاهم بين الرئاسة ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 04:33]ـ
مذكرة تفاهم بين الرئاسة ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني
الكاتب/ العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة
22/ 12/2008
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فإن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وانطلاقا من أهمية الحوار، وإيماناً من الطرفين أن الحوار مطلب شرعي يتم من خلاله الدعوة إلى الله والتواصي بالحق وإقامة الحجة، ولحرص الطرفين على التعاون الإيجابي، وتعميق ثقافة الحوار الفكري الهادف، وتعزيز دورهما في إشاعة حرية التعبير الهادف والمتزن وفقاً للثوابت الشرعية ثم الوطنية ..
وتأكيداً على ممارسة الحوار بالضوابط الشرعية وتحقيقاً لأهدافه السامية التي من أجلها تبناها ولاة الأمر وفقهم الله،
فقد تم إبرام مذكرة تفاهم بين كلٍ من:
مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ممثلاً في رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري معالي الشيخ / صالح بن عبد الرحمن الحصين، ويشار إليه بالطرف الأول.
والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ممثلة في الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معالي الشيخ/ إبراهيم بن عبدالله الغيث، ويشار إليه بالطرف الثاني.
من أجل التعاون وفق الأهداف المشار إليها بهذه المذكرة وذلك وفق الآتي:
أولاً: الأهداف:
1. ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته بين منسوبي الرئاسة، امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم.
2. نشر الوعي الفكري والثقافي الذي ينبثق من ثقافة الحوار المستند إلى الضوابط الشرعية ثم الوطنية وقيم المجتمع.
3. تعزيز دور الجهتين في نشر ثقافة الحوار في المجتمع وإشاعة حرية التعبير المسئول وفقاً للثوابت الشرعية ثم الوطنية.
ثانياً: مبادئ التعاون:
ينطلق التعاون في هذه المذكرة من مبادئ أهمها:
1. يتم التعاون بين الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين المركز وفق الأنظمة الحاكمة لكل منهما ما لم يرد في هذه المذكرة ما يشير إلى غير ذلك.
2. يسهم الطرفان بشكل فاعل في تنمية الحوار الوطني وتطويره، وفق القواعد الشرعية المرعية في هذا الجانب.
3. يتم التعاون بين الطرفين من خلال برامج ذات طابع ثقافي / فكري ومهاري في مجال الاتصال والمعرفة.
4. تكوين فريق عمل مشترك، يضم مختصين من منسوبي الطرفين لتفعيل ما ورد في هذه المذكرة وما يتبعها من تفاهمات واتفاقات، ولفريق العمل الحق في الاستعانة بمن يراه من ذوي الخبرات العلمية والمتخصصة إذا تطلب الأمر ذلك، كما يمكن لفريق العمل أن يقترح تكوين فرق عمل فرعية حسب الحاجة التي يقتضيها العمل.
5. يشارك كل طرف ــ وفق إمكاناته والحاجة ــ في وضع مبادئ توجيهية لبرامج ثقافة الحوار على المستوى المحلي والإقليمي.
ثالثاً: مجالات التعاون:
1. تصميم وتنفيذ وتطوير برامج تدريبية على مهارات الاتصال والحوار، وتقديم برامج فكرية وتثقيفية متخصصة لمن لهم صلة مباشرة بشرائح المجتمع من منسوبي الهيئة بدعم ومساندة من المركز.
2. تنفيذ ورش عمل ولقاءات تجمع عينات مختارة من الطرفين لتطوير أسس وأساليب الحوار، ووضع الخطط المناسبة لذلك بما يتوافق مع اختصاصات ونشاط الهيئة.
3. تبادل الخبرات والدراسات والمعلومات بين الطرفين فيما يخدم نشر ثقافة الحوار.
رابعاً: سريان ومدة التعاون:
تدخل مذكرة التفاهم هذه حيز التنفيذ فور التوقيع عليها، وتكون سارية المفعول لمدة ثلاث سنوات، ويتم تجديد العمل بها تلقائيا، ولمدة مماثلة، إلا إذا قام أحد الطرفين بإعلام الطرف الآخر عن رغبته في عدم تمديد العمل بهذه المذكرة، وذلك قبل (60) يوماً من موعد الانتهاء.
والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
معالي الشيخ: صالح بن عبد الرحمن الحصين معالي الشيخ: إبراهيم بن عبدالله الغيث
هنا ادانه لما مضى من عمل الهيئه لموافقة من ادعى سوء التعامل من قبل اعضاء الهيئه وبالتاكيد ان وراء الاكمة ماوراءها ومن المهم ان ينقل الاتفاق اللقاء الوطني للحوار الى تفعيل مخرجاته لتنقل ماكان وهما الى تشريع بخلفيات سيتم الحرص على اظهارها مثل موافقة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تمنع مسئوليها منذ اجتماعات الغرفه التجاريه ان يكون لهم دور توفيقي بين مخالفة كتاب الله وسنة نبينا وبين النوايا الحسنه والاهداف الساميه التي يدعيها اللاهثون خلفهم(/)
إكلاشيه "الوقيعة" .. بين السنة والشيعة ـ ردا على د. زينب عبد العزيز
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 07:31]ـ
كتبت أستاذة الحضارة الفرنسية د. زينب عبد العزيز في " المصريون " بتاريخ " 20 - 12 - 2008 " مقالة بعنوان: (ترّهة اسمها: "سنة وشيعة "! ( http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=57697&Page=7)) .. مما قالت فيها: (فهل نفيق وننفض عن كاهلنا أية خلافات، ونتكاتف بصدق دفاعا عن ديننا وعن كياننا، أم نظل نتمسك بترّهة إسمها خلافات السنة والشيعة، بينما الإسلام يغرق فى وحل تخاذل المسلمين جهلا او عن عمد؟). ومما قالت: (فأياً كانت أهمية هذه الخلافات، الأهم منها يقيناً هو الدفاع عن وجود الإسلام نفسه .. والتعاون معاً، فى هذا الطريق الأعظم، ضرورة ماسة وفرض عين إلهى ونبوى، بدلا من الضياع فى بواطل الأمور، و بدلا من التقاتل والتناحر بين المسلمين، وبدلا من المشاركة الإجرامية فى إقتلاع الإسلام!)!!
ومما يُستغرب أن تتجرأ د. زينب على هذا الأمر وهي التي كتبت بتاريخ " 13 - 12 - 2008 " في مقال بعنوان " خطبة الوداع والصراع الطائفي ( http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=57452) " : ( لا أزعم أننى ضليعة فى تفاصيل الخلافات بين السُنة والشيعة فى العراق خاصة، وفى بلدان العالم الإسلامى والعربى بعامة)!!
وقد كتب ردا عليها في نفس الجريدة الإلكترونية " المصريون " د. طارق عبد الحليم بعنوان " إكلاشيه "الوقيعة" .. بين السنة والشيعة ( http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=57798&Page=7)" بتاريخ "22 - 12 - 2008":
لا زلت أعجب من أولئك الأفاضل الذين يروّجون لحلم التقارب بين السنة والشيعة، وآخرهم الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذة "الحضارة الفرنسية" التي نشرت مقالا على صفحات المصريون قالت فيه – بعد أن شرحت معنى كلمة الترّهة" في اللغة العربية، أن الخلاف بين السنة والشيعة هو ترهة من الترّهات!، وأنها محض مؤامرة خارجية للوقيعة بين السنة والشيعة!
ونحن نوافق الدكتورة زينب على ما جاء في مقالها من حقيقة تآمر الغرب الصليبيّ الداعم للوجود الصهيونيّ على الإسلام والمسلمين، وعلى أنهم لا يدعوا طريقاً لإهلاك المسلمين والقضاء على دينهم إلا سلكوه، وأنهم لن يهنأ لهم بال إلا إذا قضوا على ما يعتبرونه الخطر الأعظم على دينهم ووجودهم من أعداء المسيح! نحن لا نخالف في هذا ولا يخالف فيه عاقل إلا عميل مدفوع الأجر محسوب على الإسلام.
ولكن أن يكون هذا دليل على حذف حقائق التاريخ وإنكار أن يكون هناك خلاف بين السنة و الرافضة أصلاً كما قالت نصّا "أم نظل نتمسك بترّهة إسمها خلافات السنة والشيعة"، فهو ما لا يقبله عقل ولا منطق ولا تاريخ ولا دين. كما لا يبرره حسن نية وبراءة طوية. بل هو من قبيل تبسيط الأمور إلى حد ما يسمى صاحبه بأنه " simpleton"! فالخلاف بين السنة والرافضة قد وجد قبل إكتشاف القارة الأمريكية ذاتها، وقبل وجود الكيان الصهيوني في فلسطين بمئات السنين، ولا نظن أن هؤلاء كانت لهم يد في الدور الخسيس الذي قام به الرافضة يوم أن سقطت بغداد للمرة الأولى أيام التتار!. فأن ينسب هذا الخلاف إلى مؤامرة صليبية صهيونية هو من قبيل الخطأ المعيب على أقل تقدير.
ثم، إن الوجود الصهيونيّ الصليبيّ لم يدفع آيات الرافضة لدعم ميليشياتهم في العراق لقتل السنة، ومن المعروف انّ جهدهم – ولا أقول جهادهم – لإخراج الصليبيين من العراق هو للإنفراد بالسلطة وإنشاء الإمبراطورية الصفوية الجديدة التي هي إمتداد تاريخي لإمبراطورية كانت قبل الوجود الصهيوني الصليبي في العالم الإسلاميّ! وهو ما أعلنته ملاليهم دون مواربة ولا تزويق، أن هذا هو مخططهم في العراق ولبنان واليمن ثم جزيرة العرب! حقائق تاريخية وحاضرة بسيطة لا أدرى كيف تفوت أصحاب العقول الأكاديمية المستنيرة اللهم إلا "حسن النية والبساطة والطيبة" لا غير. ولكن هذا لا يغني عن العلم والمنطق والعقل ذرة واحدة.
ثم، لا أدرى والله عمن يقول أنّ الخلاف بين السنة والرافضة ترهة من الترهات هل يعلم أن مؤدى ذلك أنّ رمي عائشة بالزنا هو مجرد ترهة من الترهات، وأن رمي أبا بكر وعمر بالكفر والطاغوتية هو مجرد ترهة من الترهات، وأن تكفير عامة الصحابة وأعلام الأمة هو ترهة من الترهات! لا أدري كيف يقابل ربه يوم يقوم الحساب! وقد قامت الدنيا ولم تقعد حين قام شكرى مصطفي بتكوين الجماعة التي سمتها قوات الأمن التكفير والهجرة في السبعينيات لأنه كفّر المسلمين عامة، وهو في هذا مخطأ أثم، فما بالنا لا نقف من تكفير الدولة المجوسية للمسلمين السنة ذات الموقف الذي وقفناه من شكرى مصطفي؟ ألأنهم أصحاب دولة وبريق سلطة وقوة؟ بل إن من أصحاب "القلوب الرقيقة" من دعاة التقارب من هاجم، ولا يزال، الشهيد سيد قطب لأن كتاباته – على حدّ قولهم – بدت منها بذرة التكفير! فكيف بمن زرع البذرة وأنبتها شجرة لعينة تكفر – لا عامة المسلمين – بل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآل بيته من أمهات المسلمين!
ثم، ألا نذكر حقيقة أنّ الرافضة هم الذين سهّلوا وساعدوا قوات التحالف الصليبيّ في غزو أفغانستان والقضاء على قوات طالبان السنية وهو ما اعترفت به سلطتهم دون مواربة؟ أين الترهة في هذا العمل الشائن الحقير؟ إن ذا هو دين الرافضة أن يكونوا عملاء للعدو ضد السنة أيا كان هذا العدو؟ إين هذا من دعوى الحرص على "وجود الإسلام نفسه" إن هؤلاء الرافضة هم أعدى أعداء الإسلام كما نعرفه لا كما نسجوه وخلطوه بخرافات المجوسية؟
إن إجرام الصليبية الصهيونية العالمية وإعتداءاتهم على الإسلام والمسلمين لا ينكرها أحد، ولكن أن نداري خلفها حقائق التاريخ والحاضر لهو نهج آخر لا يصح بمن ينتسب للعلم أن ينتهجه. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 07:35]ـ
أعتقد يا أستاذي أن الأمر كلما اشتدت و طأته علينا من الشيعة ... و كلما اشتد ظهور الخيانة منهم ... و تقوّت علاقاتهم مع أعداء المسلمين .... و .... و .... و
كان ذلك أدعى إلى أن نهرع لاحتوائهم على الأقل كأي عدو صريح ينحاز إلى أعداء آخرين ... من باب الأحلاف فقط على الأقل؟!!
هل نسينا الحلف النبوي مع اليهووووووود؟!؟!!!!
نحتاج يا سيدي حنكة سياسية على الأقل؟!
نحتاج أن ننسى أن هؤلاء شيعة ... و نتذكر فقط أنهم مثل أي دولة غربية كافرة نحتاج من باب الأخذ بالأسباب لمداراتها بالسياسة!!
عجبا يا سيدي: إن القادة المسلمين اليوم .. و من منطق المصالح الدنيوية هم أقرب إلى الأحكام الشرعية من كثير من العلماء!؟!؟!
أليس كذلك أخي العزيز؟!؟!
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 09:08]ـ
لإن يجهل كثير من عامة المسلمين أمر الشيعة فهذا شيء طبيعي راجع لقلة الاطلاع والضحالة والسطحية التي تتميز بها مجتمعاتنا المعاصرة إضافة إلى أن الديانة الشيعية أساساً تقوم على التقية والنفاق والكذب والخديعة فبينما يستخدم السُّنيُّ التقيةَ - تحت الضغط البدني - للإخفاء إيمانه أمام الكافر, يستخدمها الشيعيُّ لإخفاء زندقته أمام السُّنيّ! طبقاً لإصول وتعاليم ديانته التي تأمره, إن لم يستطع أن يقلب عليه حائطاً, أن يلتزم بها.
وتراهم يسمُّون هذه الزندقة المخفية إيماناً فيقولون نصحا لبعضهم البعض عند مخاطبة العامّة (أهل السُّنة): "اتق على نفسك" أي اتق على إيمانك وأظهِر "الكُفر" أمامهم وهذا أيضا تمشيا مع الأصل الأعظم لديانتهم الذي يرسم الخطوط العريضة لها وهو: إن شقَّ على نفسك معرفة الحكم الشرعي الذي عليه الشيعة في المسألة فانظر لما عليه القوم (أهل السنة والجماعة) من أمر جامع وافعل ضده. فترى كلبهم العقور السستاني مثلاً ينتظر أي الأيام سيجعله السُّنةُ عيدا للأضحى أو الفطر أو بدءاً لصيام رمضان ثم يعلن يوما خلافه, وتراهم يسمُّون "كافر الطاق" الذي يكفره المسلمون: "مؤمن الطاق" ثم يركمون كل هذا بعضه فوق بعض ويضعون له اسم: "فقه آل البيت" وطبعا أي فقه أعظم من فقه آلبيت النبي (ص)؟ فينخدع السذّج.
ولكن يصعبُ عليّ حشر الدكتورة زينب في هذه الزمرة من البشر وهي الأستاذة المتخصصة في الديانات ولها شهرة خاصة في نقد النصرانية وكشف الكثير من أسرارها, فكيف يلتبس عليها أمرالشيعة؟ وإن كان يخفى عليها حقيقة حسن نصر وحزبولا فكيف خفيَ عليها تواطؤهم مع الأميركان في العراق ووصولهم للحكم بدبابات "الشيطان الأكبر"؟
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 04:40]ـ
هل عندما حالف النبي صلى الله عليه و سلم اليهود، سكت عن كفرهم؟؟؟ ألم يبين باطلهم؟؟؟ هل عمّى على معتقدهم؟؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 03:38]ـ
فهل علّمنا علماؤنا و ربّونا كيف نوازن بين البيان و بين ألا نثير بأساليبنا و كلماتنا غيظ من نريد الحلف معهم و حقدهم و نحن نمد يد التحالف؟!؟
انظر إلى واقعنا و أخبرني أيها العزيز؟؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 03:44]ـ
تأمل هذا القول ... و قل لي: لو كان المسلمون التزموه بالتربية المتواصلة كم كانت التائج ستكون مزدهرة و الفتن نائمة منذ عقود بل قرون طويلة؟!؟!!
"الدستور الثاني:
((عليك أن تقول الحق في كل ما تقول، ولكن ليس لك ان تذيع كل الحقائق. وعليك أن تصدق في كل ما تتكلمه، ولكن ليس صواباً ان تقول كل صدق)).
لان من كان على نية غير خالصة يحتمل ان يثير المقابل بنصائحه فيحصل عكس المراد. "
و هذا في النصائح فكيف بالهجوم و السباب و الإقذاع و ....
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 09:18]ـ
تصر د. زينب في " تعقيب لابد منه ( http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=57998&Page=7)" على تحقيرها لمسائل الاختلاف، فبينما هي تدعو إلى (الاعتصام بحبل الله)، تهون من شأن القول بتحريف آي الكتاب وتكفير الصحابة ورمي الطاهرات بالفاحشة وغير ذلك من المصائب!
أخي / جولدن توربان ... أشاركك الحيرة!!
=====================
الأخ / خلوصي .. أخبرني عن تصورك لكيفية جعل أولئك حلفا قبل أن أضع الموانع التي خطرت على ذهني، وكيف تتصور هذا " التحالف "؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Jan-2009, صباحاً 07:14]ـ
الأخ / خلوصي .. أخبرني عن تصورك لكيفية جعل أولئك حلفا قبل أن أضع الموانع التي خطرت على ذهني، وكيف تتصور هذا " التحالف "؟
تأمل هذا القول ... و قل لي: لو كان المسلمون التزموه بالتربية المتواصلة كم كانت التائج ستكون مزدهرة و الفتن نائمة منذ عقود بل قرون طويلة؟!؟!!
"الدستور الثاني:
((عليك أن تقول الحق في كل ما تقول، ولكن ليس لك ان تذيع كل الحقائق. وعليك أن تصدق في كل ما تتكلمه، ولكن ليس صواباً ان تقول كل صدق)).
لان من كان على نية غير خالصة يحتمل ان يثير المقابل بنصائحه فيحصل عكس المراد. "
و هذا في النصائح فكيف بالهجوم و السباب و الإقذاع و ....
و الله ما بخبرك لحتى تجاوبني على سؤالي إلّي سبق طلبك:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 12:29]ـ
لو أني وعيت مرادك ما سألتك!
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 09:30]ـ
يعني يا سيدي تأمل لو أن شيعيا و سنيا يقاتلان اليهود لحفظ الوجود فحسب .. أو أشعري و سلفي ...
- و الحال أننا في هذه المعركة الاستراتيجية منذ عقود طويلة -
و هم في المعركة يأتيهم سؤال من أعدائهم أو أصدقائهم عن أحكام كل في الآخر!؟!
ماذا عسى أن تكون الحكمة في الجواب!؟(/)
أتيتكم من صحراء الربع الخالي بخبر عظيم .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 09:39]ـ
بينما كنت انتظر عند إحدى محطات الوقود لكي أملء خزان سيارتي من البنزين الأخضر تعاطفاً مع شعار منتخبنا الأبي
كانت درجة الحرارة تقارب الخمسين ولكن مكيف سيارتي الأمريكية الصنع أستطاعت بأقتدار إطفاء حرارة الجو مما شجعني على الاسترخاء قليلاً
فما ان انتهى العامل الأمريكي من تعبئة خزان سيارتي من الوقود وقال لي بلكنته العربية المكسرة أن الحساب (6ريال) فناولته عشرة ريال وقلت له أن يحتفظ بالباقي فلم يصدق العامل الأمريكي
ما سمع وكاد أن يغمى عليه من شدة الفرح ولكن صديقي المخلص الذي كان يركب بجواري نهرني وقال لي
كما هي عادتك يا ... تريد أن تفسد أخلاق العمالة الأمريكية ونحن جاهدنا وتعبنا حتى استطعنا أن ندخلهم إلى الدين الإسلامي ونعطف عليهم ونسمح لهم بالعمل في بلادنا وأنت تريد إفساد أخلاقهم
بتدليلك للعمال الأمريكان خاصة دون سواهم من العمال الأوربيون والروس
فقلت له يا أخي ألا ترى ثيابه الرثة ووجهة الأحمر الذي بدأ يزداد احمراراً من شدة الحرارة فهم شعب لم يتعودوا على العيش في مناطقنا الحارة أنسيت يا صالح تاريخهم السابق وكيف كانت حياتهم ترفاً ولعبا أنسيت أنهم كانوا في يوما من الأيام أقوى دولة وأغناها وأشدها بطش أنسيت يا صالح تدخلاتهم في العالم العربي والإسلامي حينما كانوا يصولون ويجولون ويحكمون كما يرغبون
والأن حينما دارت الدائرة عليهم وتبادلنا الأدوار لا زالت تحقد على هذا الشعب الذي يكاد يموت جوعاً
دعه يرعى ابنائه يا صديقي أراه يستحق هذا البقشيش
فتحركنا متجهين إلى صحراء ما كان يعرف سابقاً بصحراء الربع الخالي وحالياً صحراء الفاروق للأبحاث الفضائية وقد كان موعد إطلاق صاروخ (ابن الوليد) إذ لم يتبقى على إطلاقه سوى ساعة أو اقل منها فأخذنا موقعنا مع المشاهدين لنشهد انطلاق هذا الصاروخ العجيب والذي يحمل أقمارا ضخمة لتنظم إلى رفيقاتها من الأقمار الفضائية فقد أوشكنا أن نكتشف حدث علمي جديد سيهز العالم بأسرة كما هزة قبل أكثر من مائة عام حينما قمنا كقوة عربية إسلامية واحدة بغزو الولايات المتحدة الأمريكية أعظم دولة في ذاك الزمن ونقسمها إلى مناطق ودويلات صغيرة وفرض هيمنتنا وسيطرتنا الكاملة عليها وإرغامهم في الدخول إلى دين السلام أو دفع الجزية فاختاروا الدخول في الإسلام وهاهو حفيد بوش التاسع عشر وقد أسمى نفسه
عبد العظيم وقد عينة الوالي إمام جامع أبو بكر الصديق بواشنطن ومفتي كلفورنيا ورئيس المحاكم الشرعية الكبرى بفلوريدا
وما هي سوى دقائق وينطلق اكبر صاروخ عرفته البشرية بصناعة عربية إذ تعاونت أكثر من دولة عربية
في صناعته الذي استمر عاماً كاملاً
وبدأ العد التنازلي 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1 انطلق 00000 (طق طق طق)
وإذ بالعامل العربي يدق بيديه على زجاج نافذة سيارتي وهو يقول
الحساب يا عم (50) ريال هو انته نمت وألا أيه صحصح معانا يا عم
فنظرت إليه بعد أن أفزعني وقلت له , وأنا أناوله النقود
(لست أنا وحدي النائم يا عزيزي جميعنا نائمون)
وسامحونا
منقول
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 10:40]ـ
أضحك الله سنك
هذا وأكثر وأعظم ليس على الله بعزيز
وتلك الدار لا تبقي على أحد ... ولا يدوم على حال لها شان
ومحل هذا الحلم - في رأيي - استراحة المجلس وليس مجلس القضايا الفكرية
بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 10:45]ـ
ونعطف عليهم ونسمح لهم بالعمل في بلادنا وأنت تريد إفساد أخلاقهم
هذا المقطع ومافي معناه
أفسد جمال الموضوع
وخرّب حبكته الموضوعية
وظهر فيه أثر دخان العنصرية ولو بمزاح
كما أن المقال بدا مضطربا في وحدة الهدف
والرسالة الموجهة ..(/)
لا يصح التقليد في تكفير أهل البدع ولو لإمام السنة أحمد
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 03:37]ـ
قال الدارمي في كتابه الرد على الجهمية ج1/ص 213, 214 ((ولو لم يكن عندنا حجة في قتلهم وإكفارهم إلا قول حماد بن زيد وسلام بن أبي مطيع ووكيع ويزيد بن هارون وأبي توبة ويحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل ونظرائهم رحمة الله عليهم أجمعين لجَبُنّا عن قتلهم و إكفارهم بقول هؤلاء , حتى نستبرىء ذلك عمن هو أعلم منهم وأقدم , ولكنا نكفرهم بما تأولنا فيهم من كتاب الله عز وجل وروينا فيهم من السنة , وبما حكينا عنهم من الكفر الواضح المشهور الذي يعقله أكثر العوام , وبما ضاهوا مشركي الأمم قبلهم بقولهم في القرآن , فضلا على ما ردوا على الله ورسوله من تعطيل صفاته وإنكار وحدانيته ومعرفة مكانه واستوائه على عرشه بتأويل ضلال, به هتك الله سترهم , وأبّدَ سوءتهم , وعبر عن ضمائرهم. كلما أرادوا به احتجاجا ازدادت مذاهبهم اعوجاجا وازداد أهل السنة بمخالفتهم ابتهاجا ولما يخفون من خفايا زندقهم استخراج))
طرحت هذا النقل للتثبت من فهمي له
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 04:17]ـ
(حتى نستبرىء ذلك عمن هو أعلم منهم وأقدم , ولكنا نكفرهم بما تأولنا فيهم من كتاب الله عز وجل وروينا فيهم من السنة)
فكأنه جعل تكفيرهم إما بتنزيل الحكم من الكتاب والسنة عليهم دون تقليد, أو اتباعا لمن هو أعلم وأقدم ممن ذكر من العلماء. فليس هو بالنافي للاتباع في تكفير أهل البدع مطلقا, فهو حكم شرعي يترتب عليه آثار عملية ولا غنى عن الناس من أن يتبعوا العلماء الثقات فيه.
ولعل هذا أمر نسبي, فبالنسبة له هناك من هو أقدم وأعلم من أحمد لأنه ينظر لهم نظرة القريبين منه مقارنة بمن هو أقدم وأعلم.(/)
هل أباهل الملحد؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 06:46]ـ
ثم رجل ملحد جاحد لوجود الصانع، ناقشته مناقشة جادة، وانتهى به الأمر إلى أن يقول كما قال بنوا إسرائيل: (أرني الله جهرة!). فهل أباهله على أن الكاذب منا سيهلكه الله قبل المدة الفلانية أو سوف يصاب بمرض فلاني؟ ما رأي المشايخ والعلماء في هذا؟ أفيدوني أفادكم الله.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:30]ـ
منتظر للرد من الأفاضل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:45]ـ
المباهلة مشروعة .. ولكن حتى يكون لها معنى
فلتكن أمام جمع من الطرفين
كما قال الله تعالى
والله يرعاك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 09:22]ـ
جزاكم الله خيرا.
ما الاستعدادات المطلوبة مني لها؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:36]ـ
ألا تحكي لنا المناظرة شيخنا الكريم؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 11:36]ـ
الاستعدادات أخي الفاضل وليس بخاف على مثلك .. وأنت صاحب القلم الأغر:-
-البداءة بوعظه وتذكيره كمحاولة أخيرة ..
وأذكر أني تحاورت مع ملحدة
فكانت تنكر الخالق فقلت لها
هب أنك كنت في سفينة فلعب بك الموج شهرا
ثم أرفأت على جزيرة فوجدت على الشاطيء مجموعة من الأحجار تشكلت لتكون كلمة
I Love You
أنا أحبك!
فهل تقولين مع علمك بأن الجزيرة مجهولة مهجورة .. إنها من فعل عوامل السنين وتعاقبل الدهور شيئا فشيئا
أم تقطعين أن هناك شخصا وراء هذه الفعلة؟
قالت: أقول إن هناك شخصا طبعا ..
فقلت: هذا في جملة لا تتطلب أكثر من عشرة أحجار لرسمها ..
فما ظنك بكذا وكذا من عظمة هذا الكون المهيب الذي كيت وكيت (وكانت طالبة أحياء دقيقة فاستغللت هذه النقطة)
وعجبا لطالبة أحياء لا حياة فيها
الثاني: التوكل على الله تعالى والتواضع له .. واستحضار كل ما يتعلق بمعاني الذل له سبحانه
الثالث: الاتفاق على موعد معين .. مع توافر عدد لا بأس به من الطرفين ..
الرابع: المباهلة .. متفقة في المضمون مع ما صاغه القرآن الكريم
الخامس: تبشرنا إن شاء الله .. سواء بهدايته أو بمحقه وهلاكه أو نزول بلوى قاصمة عليه
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 08:18]ـ
بارك الله فيك أخي: نضال ونفع بك ..
أقول لك بأنه يشرع مباهلة المخالف إذا أصر بعد البيان , وقد أمر الله عز وجل نبيه (ص) أن يباهل من عاند الحق في أمر عيسى عليه الصلاة والسلام بعد ظهور البيان. كما في تفسير ابن كثير (1/ 367)
قال تعالى (فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونسآءنا ونسآءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكذبين) سورة آل عمران:61
وبذلك جاءت السنة فقد ثبت أن الرسول (ص) أراد مباهلة نصارى نجران. كما في صحيح البخاري كتاب المغازي.
إذن نخلص إلى القول بمشروعية مباهلة المخالف (من يهودي أو نصراني أو ملحد أو مبتدع أوغيرهم من) بشروط:
1 - إقامة الحجة على لمخالف قبل مباهلته.
2 - إصراره على باطله بعد ماتبين له الحق
3 - أن يكون خلافه في حق ثابت لامرية فيه, وليس له في خلافه تأويل سائغ.
وصفتها كما ذكر سبحانه في آية آل عمران.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 08:51]ـ
الاستعدادات أخي الفاضل وليس بخاف على مثلك .. وأنت صاحب القلم الأغر:-
-البداءة بوعظه وتذكيره كمحاولة أخيرة ..
وأذكر أني تحاورت مع ملحدة
فكانت تنكر الخالق فقلت لها
هب أنك كنت في سفينة فلعب بك الموج شهرا
ثم أرفأت على جزيرة فوجدت على الشاطيء مجموعة من الأحجار تشكلت لتكون كلمة
I Love You
أنا أحبك!
فهل تقولين مع علمك بأن الجزيرة مجهولة مهجورة .. إنها من فعل عوامل السنين وتعاقبل الدهور شيئا فشيئا
أم تقطعين أن هناك شخصا وراء هذه الفعلة؟
قالت: أقول إن هناك شخصا طبعا ..
فقلت: هذا في جملة لا تتطلب أكثر من عشرة أحجار لرسمها ..
فما ظنك بكذا وكذا من عظمة هذا الكون المهيب الذي كيت وكيت (وكانت طالبة أحياء دقيقة فاستغللت هذه النقطة)
وعجبا لطالبة أحياء لا حياة فيها
الثاني: التوكل على الله تعالى والتواضع له .. واستحضار كل ما يتعلق بمعاني الذل له سبحانه
الثالث: الاتفاق على موعد معين .. مع توافر عدد لا بأس به من الطرفين ..
الرابع: المباهلة .. متفقة في المضمون مع ما صاغه القرآن الكريم
الخامس: تبشرنا إن شاء الله .. سواء بهدايته أو بمحقه وهلاكه أو نزول بلوى قاصمة عليه
يا شيخ أكرمك الله وغفر لي ولك .. لكل مقام مقال ... تجادل امرأة، فتقول لها أن الصخرة تكتب I Love You ؟ ( ابتسامة مشاكس)
بارك الله فيك وسددك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 08:25]ـ
يا شيخ أكرمك الله وغفر لي ولك .. لكل مقام مقال ... تجادل امرأة، فتقول لها أن الصخرة تكتب I Love You ؟ ( ابتسامة مشاكس)
بارك الله فيك وسددك
أضحكك الله وضحك لك
هذه مقصودة يا شيخ .. لاستفزاز انتباهتها فقد كانت نموذجا صارخا في الغباء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 03:27]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم، وجزاكم الله خيرا على هذا التشجيع وهذه التوجيهات القيمة.
لدي إشكال واحد؛
المباهلة دعاء على الخصوم باللعنة،
والدعاء لا يكون إلى لله المعبود رب العالمين.
ونحن إذ نباهل اليهود والنصارى وأهل البدع،
فإنما ذلك لاتفاقنا معهم على ألوهية الله تعالى وربوبيته وحاكميته سبحانه.
وأما الملحدين، فلمن يرفعون أطرافهم؟ وهم منكرون لوجود الخالق جاحدون لعظمته؟
أرجو أن يحل لي هذا الإشكال. . والله ولي التوفيق.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:23]ـ
تصحيح وأستغفر الله العظيم:
والدعاء لا يكون إلى لله المعبود رب العالمين.
صوابه: والدعاء لا يكون إلا لله المعبود رب العالمين.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 10:19]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم، وجزاكم الله خيرا على هذا التشجيع وهذه التوجيهات القيمة.
لدي إشكال واحد؛
المباهلة دعاء على الخصوم باللعنة،
والدعاء لا يكون إلى لله المعبود رب العالمين.
ونحن إذ نباهل اليهود والنصارى وأهل البدع،
فإنما ذلك لاتفاقنا معهم على ألوهية الله تعالى وربوبيته وحاكميته سبحانه.
وأما الملحدين، فلمن يرفعون أطرافهم؟ وهم منكرون لوجود الخالق جاحدون لعظمته؟
أرجو أن يحل لي هذا الإشكال. . والله ولي التوفيق.
توقعت أن تستشكل هذا الاشكال أيها الفاضل (ابتسامة)
ولعلك أن تطالبه بمثل هذا الدعاء: "ان كنت موجودا في السماء حقا وعلمتَ أني قد تبين لي بطلان الطعن في وجودك ولم ازل مكابرا مماريا فيه، فأهلكني ... " أو نحو ذلك مما في معناه .. والله أعلم
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 11:26]ـ
أنا من رأيي القاصر أن تكون المباهلة بوقوع بلاء لا بهلاك؛ لأن وقوع البلاء عليه يجعله يتوب ويجعل منه موعظة موثَّقة لغيره، وهذا لا يكون إذا هلك.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 03:02]ـ
في رأيي الابتعاد عن المباهلة:
ـ لأننا لا نضمن خلوص النيات.
و بالتالي قد يتأخر النصر أو لا يأتي.
ـ ثم ان البلاء اذا وقع على الملحد فلن يُظهره على الناس ما استطاع.
بينما قد يفسَّر أي ابتلاء على المؤمن المباهِل بأنه بسبب المباهلة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 05:07]ـ
خوفك هذا مخالف لحقيقة يقين المؤمن
ولمشروعيتها المسطورة في كتاب الله تعالى
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:08]ـ
لا تفعل يا أخى عسى الله أن يهديه فمعظم هؤلاء مرضى نفسيون ولو أنك صبرت عليه أو دعوت للحوار معه بعض المتخصصين من طلبة العلم فى حوار الملاحدة وصدقت النية فعساه أن يرجع كما رجع غيره وهناك منتديات حوارية على الشبكة متخصصة فى محاورة هؤلاء ودعوتهم فاطلب منه أن يسجل فيها.
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 03:30]ـ
لا تفعل يا أخى عسى الله أن يهديه فمعظم هؤلاء مرضى نفسيون ولو أنك صبرت عليه أو دعوت للحوار معه بعض المتخصصين من طلبة العلم فى حوار الملاحدة وصدقت النية فعساه أن يرجع كما رجع غيره وهناك منتديات حوارية على الشبكة متخصصة فى محاورة هؤلاء ودعوتهم فاطلب منه أن يسجل فيها.
أتفق تماما معكم
و هناك موضوع شاهدته بالصور علَّه يأتي بفائدة!
و الموضوع يصور ما يدور في رؤوس هؤلاء الملحدين، و يفضح هذا الفكر العجيب!
هذه لابد أن لها صانعين
http://i.aksalser.com/080417/941565162.jpg
لكن هذه صدفة!!!!!
http://img171.imageshack.us/img171/5403/imagexy8.jpg
هذا لابد أن له صانعين
http://img138.imageshack.us/img138/7117/turbochargerlazizsoftjx3.jpg
لكن هذا صدفة!!!
http://qcckids.pbworks.com/f/1182716504/ccfc199234.gif
هذا لابد أن له صانعين
http://www.akhbaar.org/images/lamp.jpg
لكن هذه صدفة!!!
http://www.gulfson.com/vb/imgulfson/3b870135bc9ef84a5e71277ca00b81 63.jpg (http://www.gulfson.com/vb/)
هذا لابد أن له صانعين
http://image041.mylivepage.com/chunk41/1051704/788/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B1%D9%85 %20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8 %B1%D9%8A (http://image041.mylivepage.com/chunk41/1051704/788/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B1%D9%85 %20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8 %B1%D9%8A)
لكن هذا صدفة!!!!
http://images.abunawaf.com/2006/11/ada1.jpg
هذه لابد أن لها صانعين
http://www.mawhopon.net/upload/image/basic_photo/turn-your-mobile-camera-phone-into-a-spy-camera-with-a-telescopic-zoom-lense.jpg
لكن هذه صدفة!!!!!!
http://www.your-doctor.net/images/eye/anatomy/eye_ball_muscles.jpg
هذا لابد أن له صانع
http://aljazeeratalk.net/upload/1/1179820071.jpg
لكن هذا صدفة!!!
http://www.sunna.info/souwar/data/media/46/www-sunna-info-186.jpg
هذا لابد أن له صانعين
http://www.monsterguide.net/how-to-build-a-wooden-boat.jpg
لكن هذا صدفة!!!
http://ablaj.files.wordpress.com/2009/03/arabian-camel.jpg
هذه لابد أن لها صانعين
http://startswithabang.com/wp-content/uploads/2009/03/8-ssn-astute-submarine.jpg
لكن هذا صدفة!!!
http://www.sikunews.com/img/siku/publish/2009/05/blue-whale1.jpg
هذه لابد أن لها صانعين
http://www.air.flyingway.com/airclip/rafal-2.jpg
لكن هذا صدفة!!!
http://farm1.static.flickr.com/111/254227152_b9b71d4e4b.jpg
وهذا لابد أن له صانعين
http://soft.ra2m1.com/yalla_img/internet1_446333.jpg
لكن هذا صدفة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
http://www.tbeeb.com/pic/uploads/b8d3622712.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 04:26]ـ
لقد باهل صلى الله عليه و سلم النصارى و هو يعلم أنهم يعلمون أنه على الحق و لكن يكابرون
فعندهم التوراة و الإنجيل
و كلاهما لا ينكر وجود الله عز و جل؟!
أما من تسمونهم ملحدين فلابد لهم من عقيدة وثنيه يتبعونها
إكتشف أولا بم يؤمن؟ بالنار؟ بالمال؟ بالجن؟ بالملائكة؟
ما هو دينه أو مذهبه طاوى، كنفوشى، سيخى، مادى
ثم أره غباء تلك الديانات و المعتقدات
فإذا اقتنع ...
و إلا فأنت لا تعلم كيف يرى الإسلام؟
دين تطرف، عنف، اضهاد للمرأة، ارهاب، عباد القمر و الحجر الأسود!!
وفقك الله لما يحب و يرضى
ـ[التبريزي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 06:59]ـ
فهل أباهله على أن الكاذب منا سيهلكه الله قبل المدة الفلانية
المباهلة حقٌ، وقد تهز الملحد وتغير من آرائه وأفكاره،،
لكن هنا قضية يجب التنبه لها، وهو عدم تحديد وقت لحدوث الفعل، فماذا سيكون رد فعله إذا مر الوقت ولم يحدث لأحدهما شيء؟
سيتمادى في إلحاده وسيذيع الموضوع وينشره بين الناس ليروج إلحاده ...
رافضي يشتم الفاروق عمر رضي الله عنه ويصر على أنه في النار، قلت له:
(قل: اللهم إن كان عمر بن الخطاب في الجنة فأدخلني النار)،
قال: عمر ظلم الزهراء واغتصب الخلافة فهو يستحق النار ...
قلت: لا تخرج عن النص! ولا تكن جبانا وتهرب، كن شجاعا وواثقا من معتقدك، إذا كان الفاروق يستحق النار فقل:
(اللهم إن كان عمر بن الخطاب في الجنة فأدخلني النار)،
فتلكأ في الرد ثم قال: (هاه!! بصراحة ما أقدر) ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 07:34]ـ
قال: عمر ظلم الزهراء ...... !!!!! ..
قبَّح الله الروافض وقلقل أضراسهم! ما لِعُمَرَ وفاطمة؟! ما لعمر وفاطمة؟!
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 11:47]ـ
لكن أيبتهل الملحد إلى الله؟
ابتهاله يرد معتقده بالكلية ... وكيف يُعْقل أن يبتهل إلى من بنكره؟ قد يبتهل فقط إلى من يجحده ويعاديه؟
ضف إلى ذلك ...
حين تكون مستفزًا بدرجة عالية "يصرح بوجهك قائلاً: أنا أكرهه اكرهه. وهنا يمكنك التوقف عن المناظرة وتأتي بالثواب وكيف أنه إذا آمن يكون ذكيًا لأنه أنقذ نفسه من الهلاك ... فالعاقل لا يهلك نفسه .. الخ.
قد لا يستجيب لك ... اتركه ... ولا تشقق عليه.
فالعقل والضمير لن يتركاه ... وهو عبد لله لا محالة وإن لم يعبده ... وأعلمه بأنه عبد لله سائر عليه ما يأمر الله به، وأما المأمور به اختيارًا فلا يقوم به، فهو يهلك نفسه بصنيعه ولن يضر الله شيئًا. فقط أعلمه بهذا واتركه وشأنه.
ومنهم طائفة عندها شبهات ... فور أن تتحدث معها ... تجيبك ... وتستزد ... وهذا يحدث مع كثير من الأوروبين من الطبقة المثقفة.
ـــ
على كل حال ... إن وافقك على المباهلة ... قل له:
وهذا ما كنت أريده ... أن اتأكد أنك تعترف بوجوده وتنكره. فلا يعقل أن تبتهل إلى من ليس له وجوده ... وأنت الذي يدعي العقل. اهـ
فإن عاد فعد ...
وفقك الله.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 11:59]ـ
وأذكر أني تحاورت مع ملحدة
فكانت تنكر الخالق فقلت لها
هب أنك كنت في سفينة فلعب بك الموج شهرا
ثم أرفأت على جزيرة فوجدت على الشاطيء مجموعة من الأحجار تشكلت لتكون كلمة
i love you
أنا أحبك!
فهل تقولين مع علمك بأن الجزيرة مجهولة مهجورة .. إنها من فعل عوامل السنين وتعاقبل الدهور شيئا فشيئا
أم تقطعين أن هناك شخصا وراء هذه الفعلة؟
قالت: أقول إن هناك شخصا طبعا ..
فقلت: هذا في جملة لا تتطلب أكثر من عشرة أحجار لرسمها ..
فما ظنك بكذا وكذا من عظمة هذا الكون المهيب الذي كيت وكيت (وكانت طالبة أحياء دقيقة فاستغللت هذه النقطة)
وعجبا لطالبة أحياء لا حياة فيها
سبحان الله!
كثيراً ما أفكر في هذا الدليل!
ومع ذلك لم أجد له صدى إلا ههنا!
فهل هو دليل مشهور؟
فضلاً الإفادة!
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[08 - Nov-2009, صباحاً 12:57]ـ
سبحان الله!
كثيراً ما أفكر في هذا الدليل!
ومع ذلك لم أجد له صدى إلا ههنا!
فهل هو دليل مشهور؟
فضلاً الإفادة!
نعم سيدى
و ستجده دائما فى أى كتاب يرد على الملحدين
للشعراوى أو للعثيمين أو ابن حزم و غيرهم كثير
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 06:40]ـ
أنا من رأيي القاصر أن تكون المباهلة بوقوع بلاء لا بهلاك؛ لأن وقوع البلاء عليه يجعله يتوب ويجعل منه موعظة موثَّقة لغيره، وهذا لا يكون إذا هلك.
أخي، بريدك الخاص لا يقبل رسائلي، هل يمكنك فحص الأمر؟(/)
نبي الله داود عليه السلام -رد على العلمانيين-
ـ[عبداللطيف أبو محمد]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
القراء الأعزاء: نسمع العلمانيين يتناولون بعض الأنبياء بألسنة السوء، وأنهم أعداء لهم، وقد قال علماني بأن داود عدوه، وبرَّرَ ذلكَ بأَنَّهُ قتلَ الفلسطينيين الكنعانيين .. فهذا العَلماني .. الذي آمن قلبه بالعصبية الجنسية القبلية الوثنية، وناصر الوثنيين، وحادَّ الله ورسولَهُ، ولم يؤمن بآيات الله وما أخبر به رسوله الكريم، لهو متنصر القلب .. متأسلم الدم فقط، فأقول له ولأمثاله:
الإيمان بالرسل
أولا: الإيمان بالرسل من أركان الإيمان:
أول ما يحفظ الطفل من أبناء المسلمين في المدارس: أركانَ الإيمان وأركان الإسلام، وهي:
قال تعالى: {ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلَآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}. (البقرة: 285).
وقال تعالى: {قُلْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ* وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. (آل عمران: 85).
عَنْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: {الْإِسْلَامُ: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ؟ قَالَ: {أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ} قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ؟ قَالَ: {أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ؛ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ؛ فَإِنَّهُ يَرَاكَ}. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ؟ قَالَ: {مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ}. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا؟ قَالَ: {أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ} قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ. فَلَبِثْتُ مَلِيًّا. ثُمَّ قَالَ لِي: {يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟}. قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: {فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ؛ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ} مسلم.
ثانيا: التكذيب برسول أو إيذائه، أو شتمه، خروج من الإسلام:
وإنكار شيء من أركان الإيمان أو الإسلام يعتبر من نواقضها، وبناء عليه فلا يحل لمسلم أن يفرق بين رُسُلِ الله، وإلا كان ضالاًّ:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ* فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. (البقرة: 136 - 137).
قال تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}. (الأنعام: 83 - 90).
قال الطحاوي في العقيدة الطحاوية: (وَنَحْنُ مُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ كله، لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِه، وَنُصَدِّقُهُمْ كُلَّهُمْ على مَا جَاءُوا به).
قال ابن أبي العز الحنفي في شرحها: (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَهُمْ، بِأَنْ نُؤْمِنَ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرَ بِبَعْضٍ، بَلْ نُؤْمِنُ بِهِمْ وَنُصَدِّقُهُمْ كُلَّهُمْ، فَإِنَّ مَنْ آمَنَ بِبَعْضٍ وَكَفَرَ بِبَعْضٍ، كَافِرٌ بِالْكُلِّ. قَالَ تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا* أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} (النساء: 150 - 151). (النساء: 150 - 151). فَإِنَّ المعنى الذي لِأَجْلِه آمَنَ بِمَنْ آمَنَ [به] مِنْهُمْ -مَوْجُودٌ في الذي لَمْ يُؤْمِنْوا به، وَذَلِكَ الرَّسُولُ الذي آمَنَ به قَدْ جَاءَ بِتَصْدِيقِ بَقِيَّة الْمُرْسَلِينَ، فَإِذَا لَمْ يُؤْمِنْ بِبَعْضِ الْمُرْسَلِينَ كَانَ كَافِرًا بِمَنْ في زَعْمِه أنه يُؤْمِنٌ به؛ لِأَنَّ ذَلِكَ الرَّسُولَ قَدْ جَاءَ بِتَصْدِيقِ الْمُرْسَلِينَ كُلِّهِمْ، فَكَانَ كَافِرًا حَقًّا، وَهُوَ يَظُنُّ أنه مُؤْمِنٌ، فَكَانَ مِنَ الْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الْحَيَاة الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا). الطحاوية ص: 2/ 387 - 388.
اعتبر النبي من سمع به من أهل الكتاب، ولم يؤمن برسالته العامة للبشرية، فلا يدخل الجنة، كما في صحيح مسلم: (218) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: {وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ: يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ، وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ}.
ومن التناقضات أن يعتبر بعض أبناء المسلمين من تمسك من أهل الكتاب بدينه -اليوم-، وإن لم يؤمن بمحمد يدخل الجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الوقت ذاته يرى هؤلاء –كما سمعت من بعضهم- أن بعض الأنبياء أعداءً لأمتنا، أو ينتقصهم؛ وذلك لأن هؤلاء الأبناء استبدلوا عقائد بشرية، وأفكار من صنع المخالفين لهذا الدين القويم، بدينهم وعقيدتهم.
ثالثا: من هؤلاء الأنبياء والرسل الواجب الإيمان بهم: نبي الله داود وقد امتدحه الله في القرآن:
بِأنَّهُ آتاه الله وأنزل عليه الزبور، وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَشَدَّهُ لَهُ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَفَصْلَ الْخِطَابِ وآتاه الله ملكا وحِكْمةً وعلما، وسخر له الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَأَلَانَ لَهُ الْحَدِيدَ وَعَلَّمَهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ وشهد له بأنه من القَلِيلِ الشَّكُورين، وَأَنَّهُ مِنَ الْحَامِدِينَ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وأنَّهُ تبرَّأَ إلى اللهِ من العُصَاةِ وَلَعَنَهُم، وأنه خَرَّ لِرَبِّهِ رَاكِعًا مُنِيبًا وأنَّ اللهَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ وَجَعَلَهُ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ وَأمرَهُ أَن يَحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا يَتَّبِعِ الْهَوَى، وَأُمِرَ نبِيُّنَا أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ. ووصفه نبُيُّنَا نبيَّ الله داود: أنَّهُ لا يَأَكَلُ إلا خَيْرُ الطَّعامِ وَهُوَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَأنَّهُ كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ، فَصِيَامُهُ وَصَلاتُهُ أَحَبُّ وأَفْضَلُ الصِّيَامِ والصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ، وَأَنَّهُ لَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى أَعدَاءَهُ في الجهادِ، وصَلَّى خَلفَ نبينا ليلة الإسراء، وَحُسنَ الصَّوتِ. وتفصيل ذلك:
1 - نبي الله داود في القرآن:
قال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا* وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا* رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}. (النساء: 163 - 165).
أ- آتاه الله وأنزل عليه الزبور:
قال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (الإسراء: 55).
ب- آتاه الله ملكا وحِكْمةً وعلما، وسخر له الجبال والطير وألان له الحديد:
قال تعالى: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ* فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة: 250 - 251). (البقرة: 250 - 251).
وقال تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ* فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ* وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ}. (الأنبياء: 78 - 80).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ* أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ* وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ* يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (سبأ 10 - 13).
قال تعالى لنبيه محمد ليقتدي بداود في الصبر على إيذاء قومه: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)} (ص: 17 - 26).
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {نَبِيُّكُمْ مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ}. البخاري (أحاديث الأنبياء).
وقال تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}. (النمل: 15).
ج- استخلفه الله في الأرض، وجعله ملكا، ليحكم بين الناس بالعدل:
قال تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)} (ص: 17 - 26).
د- كان لله عبدا شكورا:
وقال تعالى: {اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (سبأ: 13).
قال الماوردي في تفسيره: فيه ستة تأويلات:
أحدها: أنه توحيد الله تعالى، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: تقوى الله والعمل بطاعته، قاله محمد بن كعب.
الثالث: صوم النهار وقيام الليل، قاله ابن أبي زياد، فليس ساعة من نهار إلا وفيها من آل داود صائم، ولا ساعة من الليل إلا وفيها من آل داود قائم.
الرابع: اعملوا من الأعمال ما تستوجبون عليه الشكر، قاله ابن عطاء.
الخامس: اذكروا أهل البلاء وسلوا ربكم العافية.
السادس: ما حكاه الفضيل أنه لما قال الله تعالى: {اعْمَلُواْ ءَالَ دَاوُدَ شُكْراً} فقال داود: إِلهي كيف أشكرك والشكر نعمة منك؟ قاله: «الآنَ شَكَرْتِنِي حِينَ عَلمْتَ أَنَّ النِّعَمَ مِنِّي».
{وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} فيه ثلاثة تأويلات (وزاد رابعا):
أحدها: المؤمن، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: الموحّد، وهو معنى قول ابن عباس.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: المطيع، وهو مقتضى قول محمد بن كعب.
الرابع: ذاكر نعمه، وروي أن النبي ? تلا هذه الآية ثم قال: «ثَلاَثَةٌ مَنْ أُوتِيَهُنَّ فَقَدْ أُتُي مِثْلُ مَا أوتِيَ ءَالُ دَاوُد: العَدْلُ فِي الغَضَبِ وَالرِّضَا، والقَصدُ فِي الفَقْرِ وَالغِنَى، وَخَشَيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِ وَالعَلاَنِيَةِ».
وفي الفرق بين الشاكر والشكور ثلاثة أوجه:
أحدها: أن الشاكر من لم يتكرر شكره، والشكور من تكرر شكره.
الثاني: أن الشاكر على النعم، والشكور على البلوى.
الثالث: أن الشاكر خوفه أغلب، والشكور رجاؤه أغلب.
هـ- كان يخاف الله ويرجع إليه:
قال تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص: 17).
قال تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ* إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ* إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ* قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ* فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ} (ص: 21 - 25).
و- يتبرأ إلى الله من عصاة بني إسرائيل ويلعنهم:
قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة: 78 - 79).
2 - وامتدحه أيضا نبينا محمد في سنته المطهرة، في عدة جوانب، منها:
أ- يبتعد عن الكسب الحرام الحرام، وما به شُبهة، فلا يأكل إلا من عمل يده:
عَنْ الْمِقْدَامِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: {مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ}. البخاري (1930).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ: {أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ كَانَ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ}. البخاري (1931).
ب- وكان أعبد الناس، فكان صومه أحب الصيام وأفضله إلى الله:
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: كُنْتُ أَصُومُ الدَّهْرَ، وَأَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ. قَالَ: فَإِمَّا ذُكِرْتُ لِلنَّبِيِّ، وَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي: {أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ، وَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ؟!} فَقُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَلَمْ أُرِدْ بِذَلِكَ إِلَّا الْخَيْرَ. قَالَ: {فَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ}. قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: {فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا}. قَالَ: {فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ نَبِيِّ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ}. قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ! وَمَا صَوْمُ دَاوُدَ؟ قَالَ: {كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا}. قَالَ: {وَاقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ}. قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: {فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ} قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: {فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ}. قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: {فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ، وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ؛ فَإِنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا؛ وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا؛ وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا}. قَالَ: فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ. قَالَ: وَقَالَ لِي النَّبِيُّ: {إِنَّكَ لَا تَدْرِي؛ لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمْرٌ} قَالَ: فَصِرْتُ إِلَى الَّذِي قَالَ لِي النَّبِيُّ، فَلَمَّا كَبِرْتُ، وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ قَبِلْتُ رُخْصَةَ نَبِيِّ اللَّهِ} مسلم (1963).
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: {إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا}. مسلم (1969).
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَهُ: {صُمْ يَوْمًا وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ}. قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: {صُمْ يَوْمَيْنِ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ}. قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: {صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ} قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: {صُمْ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ}. قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. {قَالَ صُمْ أَفْضَلَ الصِّيَامِ عِنْدَ اللَّهِ صَوْمَ دَاوُدَ ?؛ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا}. مسلم (1972).
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ أَنِّي أَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَأُصَلِّي اللَّيْلَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ، وَإِمَّا لَقِيتُهُ، فَقَالَ: {أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلَا تُفْطِرُ، وَتُصَلِّي، فَصُمْ، وَأَفْطِرْ، وَقُمْ، وَنَمْ؛ فَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَظًّا}. قَالَ: (إِنِّي لَأَقْوَى لِذَلِكَ}. قَالَ: {فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ}. قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: {كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى}. قَالَ: (مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟)}. البخاري (1841 ونحوه: 1843 و1844) ومسلم (1966).
ج- وكانت صلاة قيامه أحب الصلاةِ إلى الله:
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: {إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا}. مسلم (1969).
د- وكان يجاهد خير الجهاد:
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ أَنِّي أَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَأُصَلِّي اللَّيْلَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ، وَإِمَّا لَقِيتُهُ، فَقَالَ: {أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلَا تُفْطِرُ، وَتُصَلِّي، فَصُمْ، وَأَفْطِرْ، وَقُمْ، وَنَمْ؛ فَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَظًّا}. قَالَ: (إِنِّي لَأَقْوَى لِذَلِكَ}. قَالَ: {فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ}. قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: {كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى}. قَالَ: (مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟)}. البخاري (1841).
هـ- وصلى خلف نبينا مع الأنبياء ليلة الإسراء، فكان من أمة محمد، ومن منَّا أيها المسلمون نالَ هذا الفضل والشرف؟، واللهَ أسأل أن يجمعنا تحت لواء نبينا محمد يوم القيامة، وأن نشرب من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها، يوم تبيض وجوه –جعلنا الله منها- وتسود وجوه –والعياذ بالله من ذلك-.
في حديث الإسراء: (قال: ثم أقيمت الصلاة فأممتهم، ثم انصرفنا فأقبلنا): رواه الحسن بن عرفة في (جزئه) المشهور: حدثنا مروان بن معاوية عن قتادة بن عبد الله التيمي .. كما في (تفسير ابن كثير) وقال: (إسناد غريب ولم يخرجوه فيه من الغرائب .. وفيه أنه اجتمع بالأنبياء عليهم السلام قبل دخوله المسجد الأقصى، والصحيح أنه إنما اجتمع بهم في السماوات ثم نزل إلى بيت المقدس ثانيا وهم معه وصلى بهم فيه ثم إنه ركب البراق وكر راجعا إلى مكة). قال –الألباني-: ولإسناده علتان:
الأولى: الانقطاع بين أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود وأبيه؛ فإنه لم يسمع منه.
والأخرى: جهالة قتادة بن عبدالله التيمي فقد أورده ابن أبي حاتم 7/ 135 (759) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وهو: قتادة بن عبدالله بن أبي قتادة الأنصاري، وأبوه ثقة من رجال الشيخين وقد ذكر الحافظ -في ترجمته ابنه هذا في الرواة عنه. الإسراء والمعراج: الألباني: 92 - 94.
و- ولقد حسن الله أصوات آل داود تكريما:
عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: {إِنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَوْ الْأَشْعَرِيَّ، أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ}. مسلم (1321).
شبهات: قصة أوريا:
إسرائيلية مكذوبة، ذكرها بعض المفسرين -غفر الله لنا ولهم-، فهي تناقض عصمة الأنبياء، وقواعد الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبداللطيف أبو محمد]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
المسجد الأقصى أسيرٌ .. تُحيقُ بِهِ أَخطَارٌ نتلمٍّسُهَا في النَّصِّ الشَّرعِيِّ:
مصير الأقصى وبيت المقدس من منظور القرآن والسنة
فضله:
القِبْلَةُ الأُولَى، وَمَسْرَى النَّبِيِّ وَمِعْرَاجُهُ وَمُصَلاهُ بِالأَنْبِيَاءِ، وَمَهْبطُ الوَحْيَ، وَدَلِيلُ صِدقِ إِسْرَائِهِ وَمِعْرَاجِهِ:
ثاني مسجد في الأرض:
* عَنْ أَبِي ذَرٍّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلاً؟. قَالَ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «الْمَسْجِدُ الأَقْصَى?» قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ». وَفِي حَدِيثِ أَبِي كَامِلٍ «ثُمَّ حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّهْ. فَإِنَّهُ مَسْجِدٌ». البخاري ومسلم واللفظ له.
تشد إليه الرحال:
* عَن أَبِي هُرَيرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عنِ النَّبِيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلاّ إِلَى ثَلاثَةِ مَساجِدَ: المسجِدِ الحَرَامِ، ومَسجِدِ الرَّسُولِ، ومَسجِدِ الأَقْصَى». البخاري ومسلم.
يغفر ذنب المصلي فيه:
* عن عبدِاللَّهِ بنِ عمرٍو –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «إِنَّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ -عليه السلام- سَألَ اللَّهَ ثلاثاً، أعطاهُ اثْنَتَيْنِ، وَأَرجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ: سَأَلَهُ مُلْكَاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَسَألَهُ حُكْمَاً يُواطِىءُ حُكْمَهُ، فَأَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَسَأَلَهُ مَنْ أَتَى هَذَا البَيْتَ -يُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ- لا يُرِيدُ إِلا الصَّلاةَ فِيهِ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». قَالَ رَسُولُ اللهِ: «وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ». (صحيح) ابن حبان وأحمد والنسائي وابن ماجة.
فيه موسى:
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-. فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ. قَالَ فَلَطَمَ مُوسَى? -عليه السلام- عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا. قَالَ فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللّهِ تَعَالَى? فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى? عَبْدٍ لَكَ لاَ يُرِيدُ الْمَوْتَ. وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي. قَالَ فَرَدَّ اللّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى? عَبْدِي فَقُلِ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى? مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَةٍ. فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً. قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ. قَالَ: فَالآنَ مِنْ قَرِيبٍ. رَبِّ أَمِتْنِي مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ. رَمْيَةً بِحَجَرٍ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ: «وَاللّهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى? جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ». البخاري ومسلم واللفظ له. والحديث هنا معناه: أن ملك الموت جاء ممتحنا لموسى، ولم يبعث لقبض روحه، وأما لطم موسى فكان لآدمي دخل عليه دون إذن، وقد أباح لنا رسول الله –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- فقأ عين الناظر من ثقب الباب ونحوه دون إذن. وطلب موسى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- من الله أن يدنيه من بيت المقدس وهو في أرض التيه ليجاور من دفن فيها من الأنبياء، وخشية أن يُفتَن بنو إسرائيل بقبره.
أرض الرباط:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «رِباطُ يومٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خيرٌ منَ الدُّنيَا وَمَا عَلَيهَا. ومَوضِعُ سَوطِ أحدِكُم مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُها العَبدُ فِي سَبيلِ اللهِ أوِ الغَدْوَةُ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا وَمَا عَلَيهَا». البخاري (2826).
2 - عَنْ سَلْمَانِ الخَيرِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: «رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ. وَإِنْ مَاتَ [مُرَابِطًا]، جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ». مسلم وابن حبان بلفظ: «رِبَاطُ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامٍ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ».
3 - عن سَلمَانَ الفَارِسِيِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنه سَمِعَ النَّبِيَّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ مُرَابِطاً في سَبِيلِ اللَّهِ، أُومِنَ عَذَابَ القبرِ، ونَمَا لَهُ أَجْرُهُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ». (سنده قوي) ابن حبان.
4 - عَنْ عثمانَ بنِ عَفَّانَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يقولُ: «رِبَاطُ يَوْمٍ في سَبِيلِ الله خَيْرٌ مِنْ ألْفِ يَوْمٍ في ما سِوَاهُ مِنَ المَنَازِلِ». (حسن لغيره) الترمذي (صحيح الترغيب: 1224).
5 - عَن فضالَةَ بنِ عُبَيْدٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَن رَسُولِ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «كُلُّ مَيّتٍ يُخْتَمُ على عَمَلِهِ إلا الذي مَاتَ مُرَابطاً في سَبِيلِ اللَّهِ، فإنَّه يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، ويَأْمَنُ فِتْنَةَ القَبْرِ». (صحيح) أبو داود والترمذي وأحمد وابن حبان.
6 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «مَنْ مَاتَ مُرَابِطاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَجْرَى عَلَيْهِ أَجْرَ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ رِزْقَهُ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِناً مِنَ الْفَزَعِ». (صحيح) ابن ماجة وأحمد. الفتان: منكر ونكير.
فيه الطائفة المنصورة:
قال ابن تيمية: (وثبت أنهم بالشام) مجموع الفتاوى 28/ 416. وقد استفاضت أحاديث الطائفة المنصورة عن رسول الله –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-، بل هي متواترة -فقد عدَّ العلماءُ أحاديثَ دونَها مِنَ المتواتر-، وإليك بعضا منها:
1 - عَنْ قُرَّةَ المُزَنِيِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشّامِ فَلا خَيْرَ فِيكُمْ، وَلا يَزَالُ أناسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتّى تَقُومَ السّاعَةُ». (صحيح) أحمد والترمذي وابن ماجة. سبق تخريجه. «وَلا يَزَالُ»: يدل هذا على استمرار وجود هذه الطائفة قديما وحديثا ومستقبلا.
2 - أ- عَنْ مُعَاوِيةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «مَن يُردِ اللهُ به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدِّين، واللهُ المعطِي وأنا القاسمُ، ولا تزالُ هذهِ الأمَّة ظاهرينَ على مَن خالفَهم حتى يأتيَ أمرُ اللهِ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ». البخاري ومسلم بلفظ: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى? يَأْتِيَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ». الصحيحة (1955) (طائفة): قال البخاري: هم أهل العلم. وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة، ومن يعتقد مذاهب أهل الحديث. قال الإمام النووي: يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين فمنهم: شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون
(يُتْبَعُ)
(/)
بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض. (من خذلهم): هم القاعدون عن الجهاد. (خالفهم): المنتسبون إلى الإسلام ولا يلتزمون أحكامه، (أمر الله): الريح التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة. تحفة الأحوذي 6/ 364.
ب- عَن مُعَاوِيَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُولُ: سَمِعتُ النَّبِيَّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: «لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمرِ اللهِ لا يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُم، وَلا مَنْ خَالَفَهُم، حَتَّى يأتيَهم أمرُ اللهِ، وَهُم عَلَى ذَلِكَ». قال عُمَير: فقال مالكُ بنُ يُخامِرَ: قال مُعاذُ: «وَهُم بِالشَّامِ»، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعاذاً يَقُولُ: «وَهُم بِالشَّامِ». البخاري.
3 - عَنْ مُعَاوِيَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ حَدَّثَنِي الأَنْصَاريُّ يَعْنِي زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «لاَ يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، حَتَّى? يَأْتِيَ أَمْرُ اللّهِ». وَإِنِّي أَرَاكُمُوهُم يَا أَهْلَ الشَّامِ. (صحيح) الطيالسي وأحمد.
4 - عَنِ الْمُغِيرَةَ بنِ شُعبةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عن النبيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قال: «لا يَزَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ، حَتَّى? يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللّهِ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ». البخاري ومسلم.
حصار الأقصى:
* عَنْ أَبِي ذَرٍّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- فَقُلْت: الصَّلاَةُ فِي مَسْجِدِك أَفْضَلُ، أَمْ الصَّلاَةُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟. فَقَالَ: «الصَّلاَةُ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ [مِثْلُ] أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ [فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ]، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى هُوَ، [أَرْضُ الْمَحْشَرِ، وَأَرْضُ الْمَنْشَرِ]، وَلَيوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ للرَّجِلِ مِثلُ «سِيَةِ قَوسِهِ مِنَ الأَرضِ، حتَّى [حَيْثُ] يَرَى مِنهُ بَيتَ الْمَقْدِسِ خَيرٌ لَهُ مِنَ الدُّنيا ومَا فِيهَا [جَمِيعًا]». (صحيح: صححه الحاكم ووافقه الذهبي، والألباني) مشكل الآثار وما بين المعقوفتين منه، والطبراني في الأوسط واللفظ له. الصحيحة (2906) والضعيفة (5355). «سِيَةُ القَوسِ»: ما عُطِفَ من طَرَفَيها، ولَهَا سِيَتَانِ، وجمعُها: سِيَاتٌ.
نتيجة الحصار يا أمة محمد: لا رؤيا للأقصى من الأرض ولا من السماء .. تحيط به: أسوارٌ .. قُرًى مُحَصَّنّةٌ .. عمائِرُ عاليَةٍ .. تَسُدُّ عَينَ السَّمَاءِ .. قال تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}. (الإسراء: 7) الآخرة الإفسادة التي قال الله فيها: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} (الإسراء: 104).
حصار لأرض الإسلام، ثُمَّ الفَرَجُ:
* عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللّهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: {يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لاَ يُجْبَى? إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلاَ دِرْهَمٌ. قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ. يَمْنَعُونَ ذَاكَ. ثُمَّ قَالَ: يُوشِكُ أَهْلُ الشَّأْمِ أَنْ لاَ يُجْبَى? إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلاَ مُدْيٌ. قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَلِ الرُّومِ. ثُمَّ سكَتَ هُنَيَّةً. ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْياً. لاَ يَعُدُّهُ عَدَداً». مسلم وأحمد وابن حبان. «هُنَيَّةً»: وقتا قصيرا.
عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ حين الفتن:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْكِنْدِيِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ». (صحيح) النسائي وأحمد والطبراني في الكبير وابن حبان «عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ»: أَي أَصلُهُ ومَوضِعُهُ، كأَنَّهُ أشَارَ بهِ إِلَى وقتِ الفِتَنِ، أي يكونَ الشَّامُ يومئِذٍ آمِنًا منها، وأَهلُ الإِسلامِ بِهِ أَسلَمُ.
2 - عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ السَّكُونِي –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: « .. كَذَبُوا الآنَ جَاءَ القِتَالُ الآنَ جَاءَ القِتَالُ إِنَّ اللهَ يزِيغُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ يُقَاتِلُونَهُم وَيَرْزُقُهُم اللهُ مِنهُم حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ عَلَى ذَلِكَ، وَعُقْرُ دَارِ الْمُؤمِنينَ الشَّامُ». (حديث صحيح) النسائي والطبراني في الكبير وابن عساكر وأحمد.
الخلافة:
* عن ابنِ زُغْبٍ الإيَادِيَّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قالَ: «نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُالله بنُ حَوَالَةَ الأَزْدِيُّ فَقَالَ لِي: بَعَثَنَا رَسُولُ الله لِنَغْنَمَ عَلَى أقْدَامِنَا فَرَجَعْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئاً وَعَرَفَ الجُهْدَ في وُجُوهِنَا، فَقَامَ فِينَا فَقَالَ اللَّهُمَّ لاَ تَكِلْهُمْ إلَيَّ فَأضْعُفَ عَنْهُم وَلاَ تَكِلْهُمْ إلَى أنْفُسِهِمْ فَيَعْجَزُوا عَنْهَا وَلاَ تَكِلْهُمْ إلى النَّاسِ فَيَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِم، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي أوْ عَلَى هَامَتِي ثُمَّ قالَ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: يَا ابْنَ حَوَالَةَ إذَا رَأيْتَ الْخِلاَفَةَ قَدْ نَزَلَتْ أرْضَ المُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلاَزِلُ وَالبَلاَبِلُ وَالأُمُورُ العِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أقْرَبُ مِنَ النَّاسِ مِنْ يَدِي ه?ذِهِ مِنْ رَأْسِكَ». (صحيح) أبُو دَاوُدَ وأحمد.
هجرة العرب إلى بيت المقدس:
3 - عَن أُمِّ شَرِيكٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: «لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ» قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللّهِ! فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «هُمْ قَلِيلٌ». مسلم والترمذي وفي رواية ضعيفة لابن ماجة: «وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ».
في أثناء الخلافة تحصل سعة في الرزق:
6 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «مِنْ خُلَفَائِكُمْ خَلِيفَةٌ يَحْثُو الْمَالَ حَثْياً. لاَ يَعُدُّهُ عَدَداً». مسلم.
الهدنة مع الروم، وغدر الروم -الأوروبيين-:
1 - عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ. فَقَالَ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثمَّ مَوتانٌ يأخذُ فيكم كقعاصِ الغنم، ثُمَّ اسْتِفاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْكُمْ مِائَةَ دِينَارٍ، فَيَظَلُّ سَاخِطاً، ثُمَّ فِتنةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ [بَيْتٌ مُؤْمِنٌ] إلاَّ دَخَلَتْهُ، ثمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَينَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَغْدرُونَ [بِكُمْ]، فَيَأْتُونَكُم تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايةٍ اثْنا عَشَرَ أَلفاً». البخاري كتاب الجزية والموادعة باب ما يُحذَرُ منَ الغَدرِ وابن ماجة وفيه: «ثُمَّ دَاءٌ يَظْهَرُ فِيكُمْ يَسْتَشْهِدُ اللَّهُ بِهِ ذَرَارِيَّكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ، وَيُزَكِّي بِهِ أَعْمَالَكُمْ». وأحمد والمقدسي: وزادا في آخره: «فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فِي أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: الغُوطَةُ فِي مَدِينَةٍ يُقالُ لَهَا: دِمَشْقُ». (غَايَة): راية. وما بين المعكوفتين لأحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
52 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى? يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ، أَوْ بِدَابِقَ. فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ. فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سُبُوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لاَ. وَاللّهِ لاَ نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لاَ يَتُوبُ اللّهِ عَلَيْهِمْ أَبَداً. وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللّهِ. وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ. لاَ يُفْتَنُونَ أَبَداً. فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطُنْطِينيَّةَ. فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ. فَيَخْرُجُونَ. وَذَلِكَ بَاطِلٌ. فَإِذَا جَاؤُا الشَّأْمَ خَرَجَ. فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى? ابْنُ مَرْيَمَ. فَأَمَّهُمْ. فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللّهِ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ. فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ حَتَّى? يَهْلِكَ. وَل?كِنْ يَقْتُلُهُ اللّهُ بِيَدِهِ. فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ». مسلم وابن حبان والحاكم. (بالأعماق أو بدابق): موضعان بالشام بقرب حلب، (سَبَوْا) روي سُبُوا على وجهين فتح السين والباء وضمهما قال القاضي عياض في المشارق: الضم رواية الأكثرين قال وهو الصواب قلت كلاهما صواب لأنهم سبوا أولا ثم سبوا الكفار، (لا يتوب الله عليهم أبدا): أي لا يلهمهم التوبة.
أرض المحشر والمنشر، والإيمان والماء:
1 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: رَسُولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- .. وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى هُوَ، [أَرْضُ الْمَحْشَرِ، وَأَرْضُ الْمَنْشَرِ]». (صحيح)
2 - عَنْ عَبدِالله بنِ عُمَرَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «سَتَخْرجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَ مَوْتَ، أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضَرَمَوْتَ، قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ الله فَمَا تَأْمُرنَا؟ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ». (صحيح) أحمد والترمذي وابن حبان.
3 - عنْ عَبْدِالله بنِ مَسْعُودٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: «يُوشِكُ أَنْ تَطْلُبُوا فِي قُرَاكُمْ هَذهِ طَسْتًا مِنْ مَاءٍ فَلا تَجِدُونَهُ، يَنْزَوِي كُلُّ مَاءٍ إِلَى عُنْصُرِهِ، فَيَكُونُ فِي الشَّامِ بَقِيَّةُ الْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمَاءِ». (صحيح موقوفا، وله حكم المرفوع؛ لأنه لا يُقَالُ مِنْ قِبَلِ الرَّأيِ) الحاكم (الصحيحة: 3078).
خير الأرض، يُمنعُ منها الظلمة:
* عنْ عَبْدِالله بنِ عَمْرٍو –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: «سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ أهْلِ الأرْضِ ألْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إبْرَاهِيمَ، وَيَبْقَى في الأرْضِ شِرَارُ أهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ أرْضُوهُمْ تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللهِ، وَتَحْشُرُهُمْ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ». (صحيح لغيره) أبو داود وأحمد والحاكم. صحيح الترغيب (3091) والصحيحة (3203). (هجرة بعد هجرة): قال الخطابي: معنى الهجرة الثانية الهجرة إلى الشام يرغبها في القيام بها وهي مهاجر إبراهيم. (مهاجَر إبراهيم): وهو الشام. (تلفِظهم): أي تقذفهم وترميهم. (تقذَرهم): أي تكرههم. (نفْسُ اللهِ): أي ذاته تعالى. فلا يوفقهم للخروج إليها والمقام بها، وهذا شبيه بمعنى قوله سبحانه وتعالى: {ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل: اقعدوا مع القاعدين}. (وتحشرهم النار مع القردة والخنازير): أي تجمعهم وتسوقهم النار، فيفرُّ هؤلاء والشرار مخافة النار مع البهائم من القردة والخنازير، والنار لا تفارقهم بحال. وليس هذا حشر يوم القيامة، وإلا قيل تحشر شرار
(يُتْبَعُ)
(/)
أهلها إلى النار. عون المعبود 7/ 158.
نهاية الطغاة فيها مع الدجال، ثم يأجوج ومأجوج:
1 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «يَتْبَعُ الدَّجَّالَ، مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ، سَبْعُونَ أَلفاً. عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ». مسلم (2944) وابن حبان 15/ 209 (9798). «الطَّيَالِسَةُ»: ثوب يلبس على الكتف، يحيط بالبدن، ينسج للبس، خال من التفصيل والخياطة.
2 - عَن عَبْدِاللّهِ بْنِ عُمَرَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُول اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ، فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. حَتَّى? يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ هَـ?ذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ». البخاري (3398) ومسلم (2921). ولهما: «لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ. فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ حَتَّى? يَقُولُ الْحَجَرُ .. ».
3 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى? يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ. فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ. حَتَّى? يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ. فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللّهِ هَـ?ذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي. فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ. فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِهم». البخاري (2768) ومسلم (2922). «إِلاَّ الْغَرْقَدَ»: شجرة ذات شوك تنبت ببيت المقدس، وهي صغير العَوْسَجْ.
1 - عن زينبَ ابنةِ جَحشٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أن رسولَ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- دخلَ عليها يوماً فزِعاً يقول: «لا إلهَ إلا اللَّه، ويلٌ للعرَب، من شرّ قدِ اقتَرَب. فُتحَ اليومَ من رَدْم يَأْجوجَ ومأجوجَ مثلَ هذهِ -وَحَلّقَ بإصبَعَيه الإبهام والتي تليها- قالت زينبُ ابنة جَحش: فقلتُ يا رسولَ اللَّه، أفنهلكُ وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثرَ الخَبَثُ». البخاري ومسلم.
2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ. حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَداً. فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ. حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ، وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ، حَفَرُوا. حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا. فَسَتَحْفِرُونَهُ غَداً، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَاسْتَثْنُوْا. فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ، وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ. فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيَنْشِفُونَ المَاءَ. وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ. فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ. فَتَرْجِعُ، عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ. فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الأَرْضِ، وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ. فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفاً فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمَنُ، وَتَشْكَرُ شَكَراً، مِنْ لُحُومِهِمْ». (صحيح) أحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان. الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ: أي امتلأت دما. وَتَشْكَرُ شَكَراً: تمتلئُ شحمنا، وضُروعها لبنا
سيادة الإسلام بعد دمار الطغاة:
* عَن أَبِي سَعِيدٍٍ الخُدريِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النبيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قالَ: «ليُحَجَّنَّ البيتُ، وليُعْتَمرنَّ بعدَ خُرُوج يَأْجوجَ ومَأْجوجَ». البخاري.
الأقْصَى بَيْتُ اللهِ .. يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ .. مَغْفِرَةُ ذُنوبٍ .. مُضَاعَفَةُ ثَوَابٍ .. شَدُّ رِحَالٍ .. .(/)
ماحقيقة الازمة الاقتصادية فى الغرب؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:06]ـ
فى مجلة التوحيد قال انها لعبة مقصودة من الغرب ليأكل بها أموال بعض عملائه
وقول أخر يقول هى حقيقة
فمال القول فى هذه القضية؟(/)
حصار بيت المقدس!!!؟؟؟
ـ[عبداللطيف أبو محمد]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
المسجد الأقصى أسيرٌ .. تُحيقُ بِهِ أَخطَارٌ نتلمٍّسُهَا في النَّصِّ الشَّرعِيِّ:
مصير الأقصى وبيت المقدس من منظور القرآن والسنة
فضله:
القِبْلَةُ الأُولَى، وَمَسْرَى النَّبِيِّ وَمِعْرَاجُهُ وَمُصَلاهُ بِالأَنْبِيَاءِ، وَمَهْبطُ الوَحْيَ، وَدَلِيلُ صِدقِ إِسْرَائِهِ وَمِعْرَاجِهِ:
ثاني مسجد في الأرض:
* عَنْ أَبِي ذَرٍّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلاً؟. قَالَ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «الْمَسْجِدُ الأَقْصَى?» قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ». وَفِي حَدِيثِ أَبِي كَامِلٍ «ثُمَّ حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّهْ. فَإِنَّهُ مَسْجِدٌ». البخاري ومسلم واللفظ له.
تشد إليه الرحال:
* عَن أَبِي هُرَيرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عنِ النَّبِيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلاّ إِلَى ثَلاثَةِ مَساجِدَ: المسجِدِ الحَرَامِ، ومَسجِدِ الرَّسُولِ، ومَسجِدِ الأَقْصَى». البخاري ومسلم.
يغفر ذنب المصلي فيه:
* عن عبدِاللَّهِ بنِ عمرٍو –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «إِنَّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ -عليه السلام- سَألَ اللَّهَ ثلاثاً، أعطاهُ اثْنَتَيْنِ، وَأَرجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ: سَأَلَهُ مُلْكَاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَسَألَهُ حُكْمَاً يُواطِىءُ حُكْمَهُ، فَأَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَسَأَلَهُ مَنْ أَتَى هَذَا البَيْتَ -يُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ- لا يُرِيدُ إِلا الصَّلاةَ فِيهِ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». قَالَ رَسُولُ اللهِ: «وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ». (صحيح) ابن حبان وأحمد والنسائي وابن ماجة.
فيه موسى:
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-. فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ. قَالَ فَلَطَمَ مُوسَى? -عليه السلام- عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا. قَالَ فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللّهِ تَعَالَى? فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى? عَبْدٍ لَكَ لاَ يُرِيدُ الْمَوْتَ. وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي. قَالَ فَرَدَّ اللّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى? عَبْدِي فَقُلِ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى? مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَةٍ. فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً. قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ. قَالَ: فَالآنَ مِنْ قَرِيبٍ. رَبِّ أَمِتْنِي مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ. رَمْيَةً بِحَجَرٍ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ: «وَاللّهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى? جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ». البخاري ومسلم واللفظ له. والحديث هنا معناه: أن ملك الموت جاء ممتحنا لموسى، ولم يبعث لقبض روحه، وأما لطم موسى فكان لآدمي دخل عليه دون إذن، وقد أباح لنا رسول الله –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- فقأ عين الناظر من ثقب الباب ونحوه دون إذن. وطلب موسى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- من الله أن يدنيه من بيت المقدس وهو في أرض التيه ليجاور من دفن فيها من الأنبياء، وخشية أن يُفتَن بنو إسرائيل بقبره.
أرض الرباط:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «رِباطُ يومٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خيرٌ منَ الدُّنيَا وَمَا عَلَيهَا. ومَوضِعُ سَوطِ أحدِكُم مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُها العَبدُ فِي سَبيلِ اللهِ أوِ الغَدْوَةُ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا وَمَا عَلَيهَا». البخاري (2826).
2 - عَنْ سَلْمَانِ الخَيرِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: «رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ. وَإِنْ مَاتَ [مُرَابِطًا]، جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ». مسلم وابن حبان بلفظ: «رِبَاطُ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامٍ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ».
3 - عن سَلمَانَ الفَارِسِيِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنه سَمِعَ النَّبِيَّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ مُرَابِطاً في سَبِيلِ اللَّهِ، أُومِنَ عَذَابَ القبرِ، ونَمَا لَهُ أَجْرُهُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ». (سنده قوي) ابن حبان.
4 - عَنْ عثمانَ بنِ عَفَّانَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يقولُ: «رِبَاطُ يَوْمٍ في سَبِيلِ الله خَيْرٌ مِنْ ألْفِ يَوْمٍ في ما سِوَاهُ مِنَ المَنَازِلِ». (حسن لغيره) الترمذي (صحيح الترغيب: 1224).
5 - عَن فضالَةَ بنِ عُبَيْدٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَن رَسُولِ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «كُلُّ مَيّتٍ يُخْتَمُ على عَمَلِهِ إلا الذي مَاتَ مُرَابطاً في سَبِيلِ اللَّهِ، فإنَّه يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، ويَأْمَنُ فِتْنَةَ القَبْرِ». (صحيح) أبو داود والترمذي وأحمد وابن حبان.
6 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «مَنْ مَاتَ مُرَابِطاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَجْرَى عَلَيْهِ أَجْرَ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ رِزْقَهُ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِناً مِنَ الْفَزَعِ». (صحيح) ابن ماجة وأحمد. الفتان: منكر ونكير.
فيه الطائفة المنصورة:
قال ابن تيمية: (وثبت أنهم بالشام) مجموع الفتاوى 28/ 416. وقد استفاضت أحاديث الطائفة المنصورة عن رسول الله –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-، بل هي متواترة -فقد عدَّ العلماءُ أحاديثَ دونَها مِنَ المتواتر-، وإليك بعضا منها:
1 - عَنْ قُرَّةَ المُزَنِيِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشّامِ فَلا خَيْرَ فِيكُمْ، وَلا يَزَالُ أناسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتّى تَقُومَ السّاعَةُ». (صحيح) أحمد والترمذي وابن ماجة. سبق تخريجه. «وَلا يَزَالُ»: يدل هذا على استمرار وجود هذه الطائفة قديما وحديثا ومستقبلا.
2 - أ- عَنْ مُعَاوِيةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «مَن يُردِ اللهُ به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدِّين، واللهُ المعطِي وأنا القاسمُ، ولا تزالُ هذهِ الأمَّة ظاهرينَ على مَن خالفَهم حتى يأتيَ أمرُ اللهِ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ». البخاري ومسلم بلفظ: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى? يَأْتِيَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ». الصحيحة (1955) (طائفة): قال البخاري: هم أهل العلم. وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة، ومن يعتقد مذاهب أهل الحديث. قال الإمام النووي: يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين فمنهم: شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون
(يُتْبَعُ)
(/)
بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض. (من خذلهم): هم القاعدون عن الجهاد. (خالفهم): المنتسبون إلى الإسلام ولا يلتزمون أحكامه، (أمر الله): الريح التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة. تحفة الأحوذي 6/ 364.
ب- عَن مُعَاوِيَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُولُ: سَمِعتُ النَّبِيَّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: «لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمرِ اللهِ لا يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُم، وَلا مَنْ خَالَفَهُم، حَتَّى يأتيَهم أمرُ اللهِ، وَهُم عَلَى ذَلِكَ». قال عُمَير: فقال مالكُ بنُ يُخامِرَ: قال مُعاذُ: «وَهُم بِالشَّامِ»، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعاذاً يَقُولُ: «وَهُم بِالشَّامِ». البخاري.
3 - عَنْ مُعَاوِيَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ حَدَّثَنِي الأَنْصَاريُّ يَعْنِي زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «لاَ يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، حَتَّى? يَأْتِيَ أَمْرُ اللّهِ». وَإِنِّي أَرَاكُمُوهُم يَا أَهْلَ الشَّامِ. (صحيح) الطيالسي وأحمد.
4 - عَنِ الْمُغِيرَةَ بنِ شُعبةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عن النبيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قال: «لا يَزَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ، حَتَّى? يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللّهِ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ». البخاري ومسلم.
حصار الأقصى:
* عَنْ أَبِي ذَرٍّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- فَقُلْت: الصَّلاَةُ فِي مَسْجِدِك أَفْضَلُ، أَمْ الصَّلاَةُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟. فَقَالَ: «الصَّلاَةُ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ [مِثْلُ] أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ [فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ]، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى هُوَ، [أَرْضُ الْمَحْشَرِ، وَأَرْضُ الْمَنْشَرِ]، وَلَيوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ للرَّجِلِ مِثلُ «سِيَةِ قَوسِهِ مِنَ الأَرضِ، حتَّى [حَيْثُ] يَرَى مِنهُ بَيتَ الْمَقْدِسِ خَيرٌ لَهُ مِنَ الدُّنيا ومَا فِيهَا [جَمِيعًا]». (صحيح: صححه الحاكم ووافقه الذهبي، والألباني) مشكل الآثار وما بين المعقوفتين منه، والطبراني في الأوسط واللفظ له. الصحيحة (2906) والضعيفة (5355). «سِيَةُ القَوسِ»: ما عُطِفَ من طَرَفَيها، ولَهَا سِيَتَانِ، وجمعُها: سِيَاتٌ.
نتيجة الحصار يا أمة محمد: لا رؤيا للأقصى من الأرض ولا من السماء .. تحيط به: أسوارٌ .. قُرًى مُحَصَّنّةٌ .. عمائِرُ عاليَةٍ .. تَسُدُّ عَينَ السَّمَاءِ .. قال تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}. (الإسراء: 7) الآخرة الإفسادة التي قال الله فيها: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} (الإسراء: 104).
حصار لأرض الإسلام، ثُمَّ الفَرَجُ:
* عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللّهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: {يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لاَ يُجْبَى? إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلاَ دِرْهَمٌ. قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ. يَمْنَعُونَ ذَاكَ. ثُمَّ قَالَ: يُوشِكُ أَهْلُ الشَّأْمِ أَنْ لاَ يُجْبَى? إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلاَ مُدْيٌ. قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَلِ الرُّومِ. ثُمَّ سكَتَ هُنَيَّةً. ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْياً. لاَ يَعُدُّهُ عَدَداً». مسلم وأحمد وابن حبان. «هُنَيَّةً»: وقتا قصيرا.
عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ حين الفتن:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْكِنْدِيِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ». (صحيح) النسائي وأحمد والطبراني في الكبير وابن حبان «عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ»: أَي أَصلُهُ ومَوضِعُهُ، كأَنَّهُ أشَارَ بهِ إِلَى وقتِ الفِتَنِ، أي يكونَ الشَّامُ يومئِذٍ آمِنًا منها، وأَهلُ الإِسلامِ بِهِ أَسلَمُ.
2 - عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ السَّكُونِي –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: « .. كَذَبُوا الآنَ جَاءَ القِتَالُ الآنَ جَاءَ القِتَالُ إِنَّ اللهَ يزِيغُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ يُقَاتِلُونَهُم وَيَرْزُقُهُم اللهُ مِنهُم حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ عَلَى ذَلِكَ، وَعُقْرُ دَارِ الْمُؤمِنينَ الشَّامُ». (حديث صحيح) النسائي والطبراني في الكبير وابن عساكر وأحمد.
الخلافة:
* عن ابنِ زُغْبٍ الإيَادِيَّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قالَ: «نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُالله بنُ حَوَالَةَ الأَزْدِيُّ فَقَالَ لِي: بَعَثَنَا رَسُولُ الله لِنَغْنَمَ عَلَى أقْدَامِنَا فَرَجَعْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئاً وَعَرَفَ الجُهْدَ في وُجُوهِنَا، فَقَامَ فِينَا فَقَالَ اللَّهُمَّ لاَ تَكِلْهُمْ إلَيَّ فَأضْعُفَ عَنْهُم وَلاَ تَكِلْهُمْ إلَى أنْفُسِهِمْ فَيَعْجَزُوا عَنْهَا وَلاَ تَكِلْهُمْ إلى النَّاسِ فَيَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِم، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي أوْ عَلَى هَامَتِي ثُمَّ قالَ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: يَا ابْنَ حَوَالَةَ إذَا رَأيْتَ الْخِلاَفَةَ قَدْ نَزَلَتْ أرْضَ المُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلاَزِلُ وَالبَلاَبِلُ وَالأُمُورُ العِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أقْرَبُ مِنَ النَّاسِ مِنْ يَدِي ه?ذِهِ مِنْ رَأْسِكَ». (صحيح) أبُو دَاوُدَ وأحمد.
هجرة العرب إلى بيت المقدس:
3 - عَن أُمِّ شَرِيكٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: «لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ» قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللّهِ! فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «هُمْ قَلِيلٌ». مسلم والترمذي وفي رواية ضعيفة لابن ماجة: «وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ».
في أثناء الخلافة تحصل سعة في الرزق:
6 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «مِنْ خُلَفَائِكُمْ خَلِيفَةٌ يَحْثُو الْمَالَ حَثْياً. لاَ يَعُدُّهُ عَدَداً». مسلم.
الهدنة مع الروم، وغدر الروم -الأوروبيين-:
1 - عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ. فَقَالَ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثمَّ مَوتانٌ يأخذُ فيكم كقعاصِ الغنم، ثُمَّ اسْتِفاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْكُمْ مِائَةَ دِينَارٍ، فَيَظَلُّ سَاخِطاً، ثُمَّ فِتنةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ [بَيْتٌ مُؤْمِنٌ] إلاَّ دَخَلَتْهُ، ثمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَينَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَغْدرُونَ [بِكُمْ]، فَيَأْتُونَكُم تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايةٍ اثْنا عَشَرَ أَلفاً». البخاري كتاب الجزية والموادعة باب ما يُحذَرُ منَ الغَدرِ وابن ماجة وفيه: «ثُمَّ دَاءٌ يَظْهَرُ فِيكُمْ يَسْتَشْهِدُ اللَّهُ بِهِ ذَرَارِيَّكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ، وَيُزَكِّي بِهِ أَعْمَالَكُمْ». وأحمد والمقدسي: وزادا في آخره: «فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فِي أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: الغُوطَةُ فِي مَدِينَةٍ يُقالُ لَهَا: دِمَشْقُ». (غَايَة): راية. وما بين المعكوفتين لأحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
52 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى? يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ، أَوْ بِدَابِقَ. فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ. فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سُبُوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لاَ. وَاللّهِ لاَ نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لاَ يَتُوبُ اللّهِ عَلَيْهِمْ أَبَداً. وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللّهِ. وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ. لاَ يُفْتَنُونَ أَبَداً. فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطُنْطِينيَّةَ. فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ. فَيَخْرُجُونَ. وَذَلِكَ بَاطِلٌ. فَإِذَا جَاؤُا الشَّأْمَ خَرَجَ. فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى? ابْنُ مَرْيَمَ. فَأَمَّهُمْ. فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللّهِ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ. فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ حَتَّى? يَهْلِكَ. وَل?كِنْ يَقْتُلُهُ اللّهُ بِيَدِهِ. فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ». مسلم وابن حبان والحاكم. (بالأعماق أو بدابق): موضعان بالشام بقرب حلب، (سَبَوْا) روي سُبُوا على وجهين فتح السين والباء وضمهما قال القاضي عياض في المشارق: الضم رواية الأكثرين قال وهو الصواب قلت كلاهما صواب لأنهم سبوا أولا ثم سبوا الكفار، (لا يتوب الله عليهم أبدا): أي لا يلهمهم التوبة.
أرض المحشر والمنشر، والإيمان والماء:
1 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: رَسُولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- .. وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى هُوَ، [أَرْضُ الْمَحْشَرِ، وَأَرْضُ الْمَنْشَرِ]». (صحيح)
2 - عَنْ عَبدِالله بنِ عُمَرَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «سَتَخْرجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَ مَوْتَ، أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضَرَمَوْتَ، قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ الله فَمَا تَأْمُرنَا؟ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ». (صحيح) أحمد والترمذي وابن حبان.
3 - عنْ عَبْدِالله بنِ مَسْعُودٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: «يُوشِكُ أَنْ تَطْلُبُوا فِي قُرَاكُمْ هَذهِ طَسْتًا مِنْ مَاءٍ فَلا تَجِدُونَهُ، يَنْزَوِي كُلُّ مَاءٍ إِلَى عُنْصُرِهِ، فَيَكُونُ فِي الشَّامِ بَقِيَّةُ الْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمَاءِ». (صحيح موقوفا، وله حكم المرفوع؛ لأنه لا يُقَالُ مِنْ قِبَلِ الرَّأيِ) الحاكم (الصحيحة: 3078).
خير الأرض، يُمنعُ منها الظلمة:
* عنْ عَبْدِالله بنِ عَمْرٍو –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: «سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ أهْلِ الأرْضِ ألْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إبْرَاهِيمَ، وَيَبْقَى في الأرْضِ شِرَارُ أهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ أرْضُوهُمْ تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللهِ، وَتَحْشُرُهُمْ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ». (صحيح لغيره) أبو داود وأحمد والحاكم. صحيح الترغيب (3091) والصحيحة (3203). (هجرة بعد هجرة): قال الخطابي: معنى الهجرة الثانية الهجرة إلى الشام يرغبها في القيام بها وهي مهاجر إبراهيم. (مهاجَر إبراهيم): وهو الشام. (تلفِظهم): أي تقذفهم وترميهم. (تقذَرهم): أي تكرههم. (نفْسُ اللهِ): أي ذاته تعالى. فلا يوفقهم للخروج إليها والمقام بها، وهذا شبيه بمعنى قوله سبحانه وتعالى: {ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل: اقعدوا مع القاعدين}. (وتحشرهم النار مع القردة والخنازير): أي تجمعهم وتسوقهم النار، فيفرُّ هؤلاء والشرار مخافة النار مع البهائم من القردة والخنازير، والنار لا تفارقهم بحال. وليس هذا حشر يوم القيامة، وإلا قيل تحشر شرار
(يُتْبَعُ)
(/)
أهلها إلى النار. عون المعبود 7/ 158.
نهاية الطغاة فيها مع الدجال، ثم يأجوج ومأجوج:
1 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «يَتْبَعُ الدَّجَّالَ، مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ، سَبْعُونَ أَلفاً. عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ». مسلم (2944) وابن حبان 15/ 209 (9798). «الطَّيَالِسَةُ»: ثوب يلبس على الكتف، يحيط بالبدن، ينسج للبس، خال من التفصيل والخياطة.
2 - عَن عَبْدِاللّهِ بْنِ عُمَرَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُول اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ، فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. حَتَّى? يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ هَـ?ذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ». البخاري (3398) ومسلم (2921). ولهما: «لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ. فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ حَتَّى? يَقُولُ الْحَجَرُ .. ».
3 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى? يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ. فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ. حَتَّى? يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ. فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللّهِ هَـ?ذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي. فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ. فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِهم». البخاري (2768) ومسلم (2922). «إِلاَّ الْغَرْقَدَ»: شجرة ذات شوك تنبت ببيت المقدس، وهي صغير العَوْسَجْ.
1 - عن زينبَ ابنةِ جَحشٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أن رسولَ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- دخلَ عليها يوماً فزِعاً يقول: «لا إلهَ إلا اللَّه، ويلٌ للعرَب، من شرّ قدِ اقتَرَب. فُتحَ اليومَ من رَدْم يَأْجوجَ ومأجوجَ مثلَ هذهِ -وَحَلّقَ بإصبَعَيه الإبهام والتي تليها- قالت زينبُ ابنة جَحش: فقلتُ يا رسولَ اللَّه، أفنهلكُ وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثرَ الخَبَثُ». البخاري ومسلم.
2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم-: «إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ. حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَداً. فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ. حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ، وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ، حَفَرُوا. حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا. فَسَتَحْفِرُونَهُ غَداً، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَاسْتَثْنُوْا. فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ، وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ. فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيَنْشِفُونَ المَاءَ. وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ. فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ. فَتَرْجِعُ، عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ. فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الأَرْضِ، وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ. فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفاً فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمَنُ، وَتَشْكَرُ شَكَراً، مِنْ لُحُومِهِمْ». (صحيح) أحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان. الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ: أي امتلأت دما. وَتَشْكَرُ شَكَراً: تمتلئُ شحمنا، وضُروعها لبنا
سيادة الإسلام بعد دمار الطغاة:
* عَن أَبِي سَعِيدٍٍ الخُدريِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النبيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم- قالَ: «ليُحَجَّنَّ البيتُ، وليُعْتَمرنَّ بعدَ خُرُوج يَأْجوجَ ومَأْجوجَ». البخاري.
الأقْصَى بَيْتُ اللهِ .. يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ .. مَغْفِرَةُ ذُنوبٍ .. مُضَاعَفَةُ ثَوَابٍ .. شَدُّ رِحَالٍ .. .(/)
إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:38]ـ
إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلى الله، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين
أما بعد:
فآدم عليه السلام أول البشر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «أول من يدعى يوم القيامة آدم فتتراءى له ذريته فيقال هذا أبوكم آدم فيقول لبيك وسعديك فيقول أخرج بعث جهنم من ذريتك فيقول يا رب كم أخرج فيقول أخرج من كل مائة تسعة وتسعين قالوا يا رسول الله إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقي منا قال إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود» [1] و آدم عليه السلام هو أول الأنبياء فعن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال: «آدم». قلت يا رسول الله: و نبي كان؟ قال: «نعم نبي مكلم». قلت يا رسول الله:كم المرسلون؟ قال: «ثلاثمائة وبضع عشر جما غفيرا» [2]، ومادام آدم عليه السلام نبيا من الأنبياء فالواجب حمل أفعاله و تصرفاته على خير المحامل ما أمكن، و إذا كان الخوض في مسلم عظيما فالخوض في أحد الأنبياء أعظم، ومسألة أكل آدم عليه السلام من الشجرة أهو على سبيل العصيان أم على سبيل السهو و النسيان قد خاض فيها العلماء الكرام وكل أدلى بدلوه و الأدلة على أن هذه الخطيئة كانت خطاءا و سهوا لا عصيان وعمدا فذبا عن نبي الله آدم كان هذا السفر الذي عنونت له: ((إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان)) فأسأل الله التوفيق والسداد
[1]- صحيح الجامع الصغير للألباني حديث رقم 2583
[2]- صحيح مشكاة المصابيح حديث رقم 5737
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:43]ـ
سرد الآيات التي ذكرت خطيئة آدم و الأحوال الملتبسة بها
قال تعالى: ? وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ? [1] و قاال تعالى: ? و َيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ? [2] و قال تعالى: ? وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ? [3].
[1]- البقرة الآيات 35 - 37
[2]- الأعراف الآيات 19 - 23
[3]- طه الآيات 115 - 122
__________________
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:46]ـ
ما تدل عليه الآيات من وقوع خطيئة آدم خطاءا و نسيانا
بينت الآيات أن الشيطان وسوس لآدم عليه السلام، و كانت وسوسة الشيطان لآدم بصورة القرب و المشارفة فقد تعدت بحرف الجر ((إلى)) الذي يفيد الغاية فقد قال تعالى: ? فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ? [1]، و الوسوسة بصورة القرب و المشارفة غير الوسوسة بصورة النفوذ في القلب و الولوج في الصدر و السلطان علي الشخص بنحو يوَثر فيه، و إن كان لا يسلب عنه الاختيار و الحرية، و التي يدل عليها قوله تعالى: ?مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ? [2]، و وسوسة الشيطان لآدم عليه السلام كانت وجها لوجه لا كما يوسوس الشيطان للناس فقد دلت الآيات أن الشيطان كان يتراءى لآدم وحواء قال تعالى: ? فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ? [3] و ((هذا)) إشارة للقريب مما يدل على أن الشيطان كان مرئي لهما، و قال تعالى حكاية عن الشيطان: ? فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ? [4] فالشيطان قال لآدم، و القول يدل على متكلم مشعور به، و كذلك قسم الشيطان لآدم و حواء في قوله تعالى: ? وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ? [5] و القسم إنما يكون من مقاسم مشعور به،و الوسوسة كانت بالإيهام بالنصح و الإرشاد فقد قال تعالى: ? فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ? [6] أي: و أقسم الشيطان لآدم و حواء بالله إنه ممن ينصح لهما في مشورته عليهما بالأكل من الشجرة، و هو كاذب في ذلك [7]، فوسوسة الشيطان لآدم كانت كانت بالقرب والمشارفة و التراءى و المقاسمة بالله بالنصح مما جعلت آدم عليه السلام ينسى عهد الله بألا يأكل من الشجرة و أن يحذر الشيطان كما في قوله تعالى: ? وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ? [8].
[1]- طه الآية 120
[2]- الناس الآيات 4 - 5
[3]- طه الآية 117
[4]- طه الآية 120
[5]- الأعراف الآية 21
[6]- الأعراف الآية 20 - 21
[7]- التفسير الميسر
[8]- طه الآية 115
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:56]ـ
وجه نسيان آدم عليه السلام النهي عن الأكل من الشجرة رغم تذكير الشيطان له
و قد يشكل على البعض كيف ينسى آدم عليه السلام النهي عن الأكل من الشجرة و الشيطان يذكره به كما في قوله تعالى: ? وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ? [1] و لا إشكال فلحن الحجة و اقتناع الشخص بالحجة الملحونة حتى و إن كانت غير صحيحة لم يعاف منه أحد حتى محمد صلى الله عليه وسلم، و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا بشر و إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار» [2] و الشيء الحق قد تكون مستحضره ثم يأتي من هو ألحن بالحجة فيقنعك بغيره و يقنعك بالباطل فتنسى الحق الذي معك وهذا يعتري أي إنسان عندما يكون إنسان على حق و عارفا له ثم يأتي شخص آخر يقسم لهو يتكلم بأسلوب مليح كأنه على صواب ينسى الشخص الحق الذي معه و يتوهم أن الآخر هوالذي على صواب، و الخطأ و السهو جائز في حق البشر، و تذكير الشيطان لآدم بنهي الله عن الأكل من الشجرة لا يعني بالضرورة استحضار النهي عن الأكل من الشجرة حال الخطيئة فهذا التذكير قبل الخطيئة بعد لحن الحجة و الدليل قوله تعالى: ? فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ? [3] فقوله تعالى: ((فأكلا منها)) أي بعد وسوسة الشيطان لآدم و لحنه في القول فالفاء تدل على الترتيب.
[1]- الأعراف من الآية 20
[2]- صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود
[3]- طه الآية 120 - 121
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:06]ـ
الرد على من يقول نسيان آدم عليه السلام العهد المراد به نسيان الميثاق
و إن قيل الأقرب في نسيان آدم عليه السلام في قوله تعالى: ? وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ? [1] نسيان الميثاق الذي أخذه الله على بني آدم و ليس نسيان الأكل من الشجرة و يدل على ذلك أمرين:
الأمر الأول: وجود الواو الفاصلة بين الآيتين، حيث يظهر أنها واو الإستئناف، فقد قال تعالى: ? وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما وَ إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ? [2] فالفصل بالواو يشير إلى البدء بكلام جديد، و أن الكلام عن الملائكة غير متفرع على ما قبله، ولا هو من توابعه التي ترتبط به.
الأمر الثاني: لو أن آدم عليه السلام قد نسى النهي عن الأكل من الشجرة فإبليس اللعين قد أزال هذا النسيان حين ذكَّر آدم عليه السلام بنهي الله له عن الأكل من الشجرة.
و الجواب من عدة وجوه منها:
الوجه الأول: أن الميثاق أخذه الله على آدم و ذريته آدم و ليس آدم فقط قال تعالى: ? وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ? [3]،أما الآية في سورة طه فقد ذكرت العهد لآدم لا العهد لآدم و ذريته.
الوجه الثاني: أن آيات الميثاق دلت على توحيد الربوبية، وعلى أن توحيد الربوبية أمر فطري فطر الله تعالى الخلق عليه، و قد ألهم الله البشرية كلها بأنه هو ربها وإلهها، وأنه ليس لها رب ولا إله غيره، وأنه أخذ عليها ميثاقاً بذلك: (قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا)، فلم يعد يقبل منهم أن يقولوا يوم القيامة: نسينا وكنا غافلين عن هذا الميثاق أو يحتجوا بأن آباءهم أشركوا وأنهم اتبعوهم في شركهم لأنهم من ذريتهم،و الأنبياء معصومون من الكفر سواء عمدا أو سهوا فكيف ينسى آدم الميثاق؟!!
و لايصح أن يكون آدم قد نسي الميثاق الذي أخذه الله على الأنبياء كما في قوله تعالى:?وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ? [4] فمعنى الآية واذكر -أيها الرسول- إذ أخذ الله سبحانه العهد المؤكد على جميع الأنبياء: لَئِنْ آتيتكم من كتاب وحكمة, ثم جاءكم رسول من عندي, مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنَّه. فهل أقررتم واعترفتم بذلك وأخذتم على ذلك عهدي الموثق؟ قالوا: أقررنا بذلك, قال: فليشهدْ بعضكم على بعض, واشهدوا على أممكم بذلك, وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم. وفي هذا أن الله أخذ الميثاق على كل نبي أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم, وأخذ الميثاق على أمم الأنبياء بذلك [5] فميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا و أن يؤمنوا بمحمد عليه السلام وينصروه إن أدركوه, وأمرهم أن يأخذوا بذلك الميثاق على أممهم فهل يمكن لآدم عليه السلام أن ينسى هذا الميثاق؟!!!
و قوله تعالى ? وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ? واضح في عدم إرادة الميثاق الذي أخذه الله عز وجل على آدم وذريته و على عدم إرادة الميثاق الذي أخذه الله على النبيين فالعزم الإرادة الصلبة القوية، و عقد القلب على إمضاء الأمر مما يوحي بتطلب فعل أمر و اجتناب نهي و هذا يصدق على أكل آدم من الشجرة لا إقراره بربوبية الله أو تصديقه للأنبياء أو إيمانه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فلم يستمر آدم على أمر الله بعدم الأكل من الشجرة.
وقولهم: (الفصل بالواو دل أن الكلام عن الملائكة غير متفرع على ما قبله، ولا هو من توابعه التي ترتبط به)) يجاب عليه بأنه لو سلمنا بأن الكلام عن الملائكة غير مرتبط بما قبله فهذا لا يقدح في كون نسيان العهد نسيان النهي عن الأكل من الشجرة فنسيان آدم عليه السلام العهد شيء و سجود الملائكة لآدم بأمر الله وعدم سجود إبليس شيء آخر.
وقولهم بتذكير إبليس لآدم بعدم الأكل من الشجرة لا يقدح في نسيان آدم النهي عن الأكل من الشجرة لكون الخطئية حدثت بعد تذكيره لا حال تذكيره و لعدم عهد آدم عليه السلام بأنه يوجد من يحلف بالله كاذبا و الاغترار بلحن القول لم يعاف منه أحد.
فنسيان آدم عليه السلام العهد أي نسيان عهد الله الذي وصاه به حين ارتكب ما نهاه عنه من الأكل من الشجرة , ولم يوجد له عزم على فعل ما نهي عنه.
[1]- طه الآية 115
[2]- طه الآية 115 - 119
[3]- الأعراف الآية 172
[4]- ال عمران الآية 81
[5]- التفسير الميسر
__________________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:40]ـ
وجه مؤاخذة الله لآدم عليه السلام على خطيئته و تسميتها ذنبا و استغفاره منها رغم وقوعها نسيانا
و إن قيل كيف يؤاخذ الله آدم عليه السلام على خطيئته رغم صدورها منه خطاءا وسهوا كما في قوله تعالى: ? قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ? [1]؟ فالجواب آخذ الله آدم عليه السلام على خطيئته رغم صدورها خطاءا وسهوا لعظم منزلته و لما شاهده من الآيات والبينات و لأنه قدوة للناس، و قد قال تعالى في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم: ? يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفا ً? [2] و قال تعالى: ? يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً ? [3] فلما كانت مكانتهن رفيعة ناسب أن يجعل الله الذنب الواقع منهن عقوبته مغلظة؛ صيانة لجنابهن وجناب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ذلك العقاب على الله يسيرًا [4]، و إن قيل لما سمى الله خطيئة آدم ذنبا و عصيانا رغم وقوعها سهوا و خطاءا كما في قوله تعالى: ? وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ? [5]؟ فالجواب سمى الله خطيئة آدم ذنبا رغم وقوعها سهوا و خطاءا نظرا لعلو منزلته و لكمال طاعته، و إن قيل لما استغفر آدم عليه السلام من الخطيئة رغم وقوعها سهوا و خطاءا كما في قوله تعالى: ? قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ? [6]؟ فالجواب استغفر آدم عليه السلام من الخطيئة رغم وقوعها سهوا و خطاءا نظرا لزيادة معرفة آدم عليه السلام بربه عز وجل وورعه وتقواه و ليزداد أجرا وقربة و لتعلو درجته عند الله.
[1]- طه الآية 123
[2]- الأحزاب الآية 32
[3]- النساء الآية 30
[4]- التفسير الميسر
[5]- طه الآيات 115 - 122
[6]- الأعراف الآية 23
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:45]ـ
مرجحات كون خطئية آدم نسيانا
هناك العديد من المرجحات كون خطئية آدم نسيانا و سهوا لا على عمد منها:
المرجح الأول: أن آدم عليه السلام من الأنبياء،و لا يليق بالأنبياء فعل الخطئية تعمدا لشدة معرفتهم بالله عز وجل فكلما ازدادت معرفة العبد بربه قلة معاصيه.
المرجح الثاني:يستلزم من تعمد آدم عليه السلام للخطيئة أن يكون قدوة في الشر و هذا باطل وبطلان اللازم يدل على طلان الملزوم، و إن قيل لا يستلزم فعل آدم عليه السلام للمعصية أن يكون قدوة في الشر لتقييد المعصية بالتوبة و القدوة لا تكون فيما لا علاقة له بالرسالة فالجواب الناس تتأسى بالأنبياء فخطأ النبي عمدا يكون ذريعا لفعل الناس الخطايا محتجين بقياس الأولى فإذا جاز للنبي الذي عرف ربه حق المعرفة الوقوع في بعض المعاصي فوقوعها منهم من باب أولى و إذا كان الأنبياء يقعون في بعض الصغائر فمن يطيع الله إذا عصوه أعلم الناس به؟!!
المرجح الثالث: أن خير ما يفسر به القرآن القرآن و القرآن الذي أتي بخطيئة آدم أتى بأن آدم عهد له الله أمرا فنساه و الظاهر من النسيان الذهول عن الشيء و الواجب الجمع بين النصوص ما أمكن و إعمال الدليلين خير من إهمال أحدهما.
المرجح الرابع: إذا كنا مأمورين بحسن الظن بالناس فلأن نحسن الظن بنبي من الأنبياء أخرى و أولى و الواجب حمل أفعال الأنبياء على خير المحامل ما أمكن و قد أمكن أن يكون ما فعله آدم عليه السلام سهوا و خطئا لا عمدا وقصدا خاصة وجود التباسات قبل وقوع آدم عليه السلام في الخطيئة من تراءي الشيطان له ومقاسمته أنه لمن الناصحين.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:49]ـ
نتيجة البحث
- و سوسة الشيطان لآدم عليه السلام بالخطيئة كانت بطريق القرب والمشارفة.
- تراءى الشيطان لآدم عليه السلام و حواء حال الوسوسة.
- لحن الشيطان في إغرار آدم و حواء بالأكل من الشجرة فمع التراءي كانت المقاسمة بالنصح.
- لشدة لحن الشيطان في إغراره لآدم نسي آدم عليه السلام النهي عن الأكل من الشجرة فأكل منها.
- وجه نسيان آدم عليه السلام النهي عن الأكل من الشجرة رغم تذكير الشيطان له أنه نسي عهد الله بعد شدة لحن إبليس في إغراره من الأكل من الشجرة.
- لا يصح القول بأن نسيان آدم للعهد كانت نسيانه للميثاق الذي أخذه الله على بني آدم لأن هذا الميثاق كان لإقرار البشر يتوحيد الله في ربوبيته وهذا لا يجوز على الأنبياء نسيانه.
- لا يصح القول بأن نسيان آدم للعهد كانت نسيانه للميثاق الذي أخذه الله على الأنبياء لأن هذا الميثاق كان لتصديق الأنبياء بعضهم بعضا ونصرة محمد صلى الله عليه وسلم إن أدركوه و لم يدرك آدم عليه السلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء لا تكذب بعضهم البعض.
- وجه مؤاخذة الله لآدم عليه السلام على خطيئته و تسميتها ذنبا و استغفاره منها رغم وقوعها نسيانا هو شدة معرفة آدم عليه السلام بالله و لعلو مكانته عند الله و لما رآه من الآيات البينات و لزيادة درجته.
- مما يرجح كون خطيئة آدم نسيانا لا عمدا أنه هذه هو الأليق به كنبي و لورود القرآن به بالجمع بين النصوص.
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة الثلاثاء 25 22 ذو الحجة 1429 هـ 23/ 12 / 2008 م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:01]ـ
البحث بالملفات المرفقة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:18]ـ
مرجحات كون خطئية آدم نسيانا
هناك العديد من المرجحات كون خطئية آدم نسيانا و سهوا لا على عمد منها:
المرجح الأول: أن آدم عليه السلام من الأنبياء،و لا يليق بالأنبياء فعل الخطئية تعمدا لشدة معرفتهم بالله عز وجل فكلما ازدادت معرفة العبد بربه قلة معاصيه.
المرجح الثاني:يستلزم من تعمد آدم عليه السلام للخطيئة أن يكون قدوة في الشر و هذا باطل وبطلان اللازم يدل على طلان الملزوم، و إن قيل لا يستلزم فعل آدم عليه السلام للمعصية أن يكون قدوة في الشر لتقييد المعصية بالتوبة و القدوة لا تكون فيما لا علاقة له بالرسالة فالجواب الناس تتأسى بالأنبياء فخطأ النبي عمدا يكون ذريعا لفعل الناس الخطايا محتجين بقياس الأولى فإذا جاز للنبي الذي عرف ربه حق المعرفة الوقوع في بعض المعاصي فوقوعها منهم من باب أولى و إذا كان الأنبياء يقعون في بعض الصغائر فمن يطيع الله إذا عصوه أعلم الناس به؟!!
.
هذا هو الدافع الحقيقي لكتابة مثل هذا الكلام = أعني غلو بعض الناس في قضية عصمة الأنبياء وجريهم فيها على غير الصواب ومخالفتهم لهدي السلف ... والمحفوظ عنهم ..
فإذا أضفنا لهذا ما في هذا البحث من العجمة عن لسان العرب، وضعف البصر ببيان القرآن = استحق هذا البحث بعدها أن يُطوى ولا يُروى ..
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 03:41]ـ
هذا هو الدافع الحقيقي لكتابة مثل هذا الكلام = أعني غلو بعض الناس في قضية عصمة الأنبياء وجريهم فيها على غير الصواب ومخالفتهم لهدي السلف ... والمحفوظ عنهم ..
فإذا أضفنا لهذا ما في هذا البحث من العجمة عن لسان العرب، وضعف البصر ببيان القرآن = استحق هذا البحث بعدها أن يُطوى ولا يُروى ..
سبحان الله تأتي لنتيجة دون مقدمات و تجعل من يقول بظاهر الكتاب مغالي في نبي من الأنبياء و كأن السلف أجمعوا على أن خطيئة آدم كانت عمدا وقصدا و أين العجمة عن لسان العرب أيها العربي و هل في الجمع بين الأدلة و إعمال كل الأدلة عجمة و هل في الأخذ بكل الأدلة وعدم ترك بعض الأدلة دون بعض عجمة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 12:33]ـ
لا تستعجل رزقك وإنما أكتب هنا بحسب الحال لانشغالي بمواضيعي الأصلية .. وأرجو أن تقرأ بتمعن؛ فما كتبته أنت هو من تحريف الكلم عن مواضعه .. وستأتيك ملحوظاتي تباعاً
1 - قال شيخ الإسلام: ((
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُنْحَرِفِينَ فِي مَسْأَلَةِ الْعِصْمَةِ عَلَى طَرَفَيْ نَقِيضٍ كِلَاهُمَا مُخَالِفٌ لِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ: قَوْمٌ أَفْرَطُوا فِي دَعْوَى امْتِنَاعِ الذُّنُوبِ حَتَّى حَرَّفُوا نُصُوصَ الْقُرْآنِ الْمُخْبِرَةَ بِمَا وَقَعَ مِنْهُمْ مِنْ التَّوْبَةِ مِنْ الذُّنُوبِ وَمَغْفِرَةِ اللَّهِ لَهُمْ وَرَفْعِ دَرَجَاتِهِمْ بِذَلِكَ. وَقَوْمٌ أَفْرَطُوا فِي أَنْ ذَكَرُوا عَنْهُمْ مَا دَلَّ الْقُرْآنُ عَلَى بَرَاءَتِهِمْ مِنْهُ وَأَضَافُوا إلَيْهِمْ ذُنُوبًا وَعُيُوبًا نَزَّهَهُمْ اللَّهُ عَنْهَا. وَهَؤُلَاءِ مُخَالِفُونَ لِلْقُرْآنِ وَهَؤُلَاءِ مُخَالِفُونَ لِلْقُرْآنِ وَمَنْ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ كَانَ مِنْ الْأُمَّةِ الْوَسَطِ مُهْتَدِيًا إلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ صِرَاطِ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيَّيْنِ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ)).
يُتبع بحسب الحال.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:10]ـ
لا تستعجل رزقك وإنما أكتب هنا بحسب الحال لانشغالي بمواضيعي الأصلية .. وأرجو أن تقرأ بتمعن؛ فما كتبته أنت هو من تحريف الكلم عن مواضعه .. وستأتيك ملحوظاتي تباعاً
1 - قال شيخ الإسلام: ((
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُنْحَرِفِينَ فِي مَسْأَلَةِ الْعِصْمَةِ عَلَى طَرَفَيْ نَقِيضٍ كِلَاهُمَا مُخَالِفٌ لِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ: قَوْمٌ أَفْرَطُوا فِي دَعْوَى امْتِنَاعِ الذُّنُوبِ حَتَّى حَرَّفُوا نُصُوصَ الْقُرْآنِ الْمُخْبِرَةَ بِمَا وَقَعَ مِنْهُمْ مِنْ التَّوْبَةِ مِنْ الذُّنُوبِ وَمَغْفِرَةِ اللَّهِ لَهُمْ وَرَفْعِ دَرَجَاتِهِمْ بِذَلِكَ. وَقَوْمٌ أَفْرَطُوا فِي أَنْ ذَكَرُوا عَنْهُمْ مَا دَلَّ الْقُرْآنُ عَلَى بَرَاءَتِهِمْ مِنْهُ وَأَضَافُوا إلَيْهِمْ ذُنُوبًا وَعُيُوبًا نَزَّهَهُمْ اللَّهُ عَنْهَا. وَهَؤُلَاءِ مُخَالِفُونَ لِلْقُرْآنِ وَهَؤُلَاءِ مُخَالِفُونَ لِلْقُرْآنِ وَمَنْ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ كَانَ مِنْ الْأُمَّةِ الْوَسَطِ مُهْتَدِيًا إلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ صِرَاطِ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيَّيْنِ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ)).
يُتبع بحسب الحال.
; bl; كلامك مجرد دعوى تحتاج برهان و ما تقوله أيها الأخ هو قول ابن تيمية و ما كان ابن تيمية نبي التفسير و له أخطاء و ليس معصوما من الخطأ والذلل و أقواله يستدل لها ولا يستدل بها و الواجب حمل تصرفات الأنبياء على غير المحامل و لا حجة له في دعواه و كما أنت مشغولا فأنا أكثر شغلا منك.
أقوال المفسرين:
قال القرطبي في شأن أكل آدم عليه السلام من الشجرة:
((وقيل: أكلها ناسياً، ومن الممكن أنهما نَسِيَا الوعيد. قلت: وهو الصحيح لإخبار الله تعالى في كتابه بذلك حَتْماً وجَزْماً فقال: ? وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما ? ولكن لما كان الأنبياء عليهم السلام يلزمهم من التحفظ والتيقّظ لكثرة معارفهم وعُلُوّ منازلهم ما لا يلزم غيرهم كان تشاغله عن تذكّر النّهي تضييعاً صار به عاصياً؛ أي مخالفاً)).
قال النسفي في شأن نسيان آدم العهد العهد: ((والمعنى وأقسم قسماً لقد أمرنا أباهم آدم ووصيناه أن لا يقرب الشجرة ? مِن قَبْلُ ? من قبل وجودهم فخالف إلى ما نهي عنه كما أنهم يخالفون يعني أن أساس أمر بني آدم على ذلك وعرقهم راسخ فيه ? فَنَسِىَ ? العهد أي النهي والأنبياء عليهم السلام يؤاخذون بالنسيان الذي لو تكلفوا لحفظوه ? وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ? قصداً إلى الخلاف لأمره أو لم يكن آدم من أولي العزم. والوجود بمعنى العلم ومفعولاه ? لَهُ عَزْماً ? أو بمعنى نقيض العدم أي وعد منا له عزما و ? لَهُ ? متعلق بـ ? نَجِدْ ?))
قال الألوسي في روح المعاني: ((ولعل القربان المنهي عنه الذي يكون سبباً للظلم المخل بالعصمة هو ما لا يكون مصحوباً بعذر كالنسيان هنا مثلاً المشار إليه بقوله تعالى: ? فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ? [طه: 5 11] فلا يستدعي حمل النهي على التحريم، و الظلم المقول بالتشكيك على ارتكاب المعصية عدم عصمة آدم عليه السلام بالأكل المقرون بالنسيان وإن ترتب عليه ما ترتب نظراً إلى أن حسنات الأبرار سيآت المقربين وللسيد أن يخاطب عبده بما شاء، نعم لو كان ذلك غير مقرون بعذر كان ارتكابه حينئذ مخلا ودون إثبات هذا خرط القتاد فإذاً لا دليل في هذه القصة على عدم العصمة))
و في تفسير البغوي: ((فإن قيل: أتقولون إن آدم كان ناسياً لأمر الله حين أكل من الشجرة؟ قيل: يجوز أن يكون نسي أمره، ولم يكن النسيان في ذلك الوقت مرفوعاً عن الإِنسان، بل كان مؤاخذاً به، وإنما رفع عنّا. وقيل: نسي عقوبة الله وظن أنه نهي تنزيهاً)).
و قال ابن العربي في أحكام القرآن: ((الآية الخامسة قوله تعالى: ? ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ? وقد تقدم ما في مثلها من أحكام ; بيد أنه كنا في الإملاء الأول قد وعدنا في قولهم: إنه أكلها ناسيا ببيانه في هذا الموضع، فها نحن بقوة الله ننتقض من عهدة الوعد، فنقول: كما قال في تنزيه الأنبياء عن الذي لا يليق بمنزلتهم مما ينسب الجهلة إليهم من وقوعهم في الذنوب عمدا منهم إليها، واقتحاما لها مع العلم بها، وحاش لله، فإن الأوساط من المسلمين يتورعون عن ذلك، فكيف بالنبيين، ولكن البارئ سبحانه وتعالى بحكمه النافذ، وقضائه
(يُتْبَعُ)
(/)
السابق، أسلم آدم إلى المخالفة، فوقع فيها متعمدا ناسيا، فقيل في تعمده ? وعصى آدم ربه ? و قيل في بيان عذره ? ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي?. ونظيره من التمثيلات أن يحلف الرجل لا يدخل دارا أبدا، فيدخلها متعمدا ناسيا ليمينه، أو مخطئا في تأويله، فهو عامد ناس، ومتعلق العمد غير متعلق النسيان، وجاز للمولى أن يقول في عبده: عصى تحقيرا وتعذيبا، ويعود عليه بفضله فيقول: نسي تنزيها، ولا يجوز لأحد منا أن يخبر بذلك عن آدم، إلا إذا ذكرناه في أثناء قول الله عنه، أو قول نبيه. وأما أن نبتدئ في ذلك من قبل أنفسنا فليس بجائز لنا في آبائنا الأدنين إلينا، المماثلين لنا، فكيف بأبينا الأقدم الأعظم، النبي المقدم، الذي عذره الله، وتاب عليه، وغفر له))
قال القرطبي في شأن عصمة الأنبياء من الصغائر: ((وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها كعصمتهم من الكبائر أجمعها؛ لأنَّا أمِرنا باتباعهم في أفعالهم وآثارهم وسِيَرهم أمراً مطلقاً من غير التزام قرينة، فلو جوّزنا عليهم الصغائر لم يمكن الاقتداء بهم؛ إذ ليس كل فعل من أفعالهم يتميّز مقصده من القُرْبة والإباحة أو الحَظْر أو المعصية، ولا يصحّ أن يؤمر المرء ب?متثال أمرٍ لعلّه معصية، لاسيّما على من يرى تقديم الفعل على القول إذا تعارضا من الأصوليين. قال الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني: و?ختلفوا في الصغائر؛ والذي عليه الأكثر أن ذلك غير جائز عليهم، وصار بعضهم إلى تجويزها، ولا أصل لهذه المقالة. وقال بعض المتأخرين ممن ذهب إلى القول الأوّل: الذي ينبغي أن يقال إن الله تعالى قد أخبر بوقوع ذنوب من بعضهم ونَسَبها إليهم وعاتبهم عليها، وأخبروا بها عن نفوسهم وتنصّلوا منها وأشفقوا منها وتابوا؛ وكل ذلك وَرَد في مواضع كثيرة لا يقبل التأويل جملتها وإن قَبِل ذلك آحادها؛ وكل ذلك مما لا يُزْرِي بمناصبهم، وإنما تلك الأمور التي وقعت منهم على جهة النُّدور وعلى جهة الخطأ والنسيان، أو تأويل دعا إلى ذلك فهي بالنسبة إلى غيرهم حسنات وفي حقهم سيئات؛ (بالنسبة) إلى مناصبهم وعُلوّ أقدارهم؛ إذ قد يؤاخذ الوزير بما يثاب عليه السائس، فأشفقوا من ذلك في موقف القيامة مع علمهم بالأمن والأمان والسلامة. قال: وهذا هو الحق. ولقد أحسن الجُنَيد حيث قال: حسنات الأبرار سيئات المقربين. فهم ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وإن كان قد شهدت النصوص بوقوع ذنوب منهم فلم يُخِلّ ذلك بمناصبهم ولا قَدَح في رُتَبهم، بل قد تلافاهم و?جتباهم وهداهم ومدحهم وزكّاهم و?ختارهم و?صطفاهم؛ صلوات الله عليهم وسلامه)).
ـ[خلوصي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:24]ـ
هذه مداعبة ثقيلة من خادمكم خلوصي المشاكس بمحبة:
المهم في الأمر كله أن أبناء آدم اليوم يعانون أشد الضيق في التاريخ من معاصيهم و ضلالهم ... فكيف ننشغل عن الانخراط فيهم؟!!
و الله يا أساتذتي الكرام:
العالم يحترق ....
و العالم بانتظار أدنى كلام من أدنى مسلم .... ؟!!
بل كم قيل و قيل:
أيها المسلمون تعالوا و امشوا فقط في شوارع لندن و باريس ....
لا تكلمونا عن الدين ..
فقط أرونا سنن رسولكم صلى الله عليه و سلم فإن لها نوراً نحتاجه لنهتدي!؟!
هيا يا إخوتي لنغير اتجاه أبحاثنا و جهودنا كلها: قائلين:
" و عجلت إليك رب لترضى "
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:28]ـ
اصبر فقط ليست القضية في ابن تيمية فحسب ... ولا يتكلم ابن تيمية من كيسه بل هو متبع لخير القرون ... فانتظر ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:32]ـ
قال شيخ الإسلام: ((
إِنَّ الْقَوْلَ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ عَنْ الْكَبَائِرِ دُونَ الصَّغَائِرِ هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ عُلَمَاءِ الْإِسْلَامِ وَجَمِيعِ الطَّوَائِفِ حَتَّى إنَّهُ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ كَمَا ذَكَرَ " أَبُو الْحَسَنِ الآمدي " أَنَّ هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْأَشْعَرِيَّةِ وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءِ بَلْ هُوَ لَمْ يَنْقُلْ عَنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ إلَّا مَا يُوَافِقُ هَذَا الْقَوْلَ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:47]ـ
المرجح الثاني:يستلزم من تعمد آدم عليه السلام للخطيئة أن يكون قدوة في الشر و هذا باطل وبطلان اللازم يدل على طلان الملزوم، و إن قيل لا يستلزم فعل آدم عليه السلام للمعصية أن يكون قدوة في الشر لتقييد المعصية بالتوبة و القدوة لا تكون فيما لا علاقة له بالرسالة فالجواب الناس تتأسى بالأنبياء فخطأ النبي عمدا يكون ذريعا لفعل الناس الخطايا محتجين بقياس الأولى فإذا جاز للنبي الذي عرف ربه حق المعرفة الوقوع في بعض المعاصي فوقوعها منهم من باب أولى و إذا كان الأنبياء يقعون في بعض الصغائر فمن يطيع الله إذا عصوه أعلم الناس به؟!!
قال شيخ الإسلام: ((
وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَذْكُرْ فِي كِتَابِهِ عَنْ نَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ذَنْبًا إلَّا ذَكَرَ تَوْبَتَهُ مِنْهُ كَمَا ذَكَرَ فِي قِصَّةِ آدَمَ وَمُوسَى ودَاوُد وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ. وَبِهَذَا يُجِيبُ مَنْ يَنْصُرُ قَوْلَ الْجُمْهُورِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِالْعِصْمَةِ مِنْ الْإِقْرَارِ عَلَى مَنْ يَنْفِي الذُّنُوبَ مُطْلَقًا فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مَنْ أَعْظَمِ حُجَجِهِمْ مَا اعْتَمَدَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَغَيْرُهُ حَيْثُ قَالُوا: نَحْنُ مَأْمُورُونَ بِالتَّأَسِّي بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ وَتَجْوِيزُ ذَلِكَ يَقْدَحُ فِي التَّأَسِّي؛ فَأُجِيبُوا بِأَنَّ التَّأَسِّي إنَّمَا هُوَ فِيمَا أُقِرُّوا عَلَيْهِ كَمَا أَنَّ النَّسْخَ جَائِزٌ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ مِنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَلَيْسَ تَجْوِيزُ ذَلِكَ مَانِعًا مِنْ وُجُوبِ الطَّاعَةِ لِأَنَّ الطَّاعَةَ تَجِبُ فِيمَا لَمْ يُنْسَخْ فَعَدَمُ النَّسْخِ يُقَرِّرُ الْحُكْمَ وَعَدَمُ الْإِنْكَارِ يُقَرِّرُ الْفِعْلَ وَالْأَصْلُ عَدَمُ كُلٍّ مِنْهُمَا)).
وقال: ((
وَإِذَا كَانَ الْاتِسَاءُ بِهِمْ مَشْرُوعًا فِي هَذَا وَفِي هَذَا فَمِنْ الْمَشْرُوعِ التَّوْبَةُ مِنْ الذَّنْبِ وَالثِّقَةُ بِوَعْدِ اللَّهِ وَإِنْ وَقَعَ فِي الْقَلْبِ ظَنٌّ مِنْ الظُّنُونِ وَطَلَبُ مَزِيدِ الْآيَاتِ لِطُمَأْنِينَةِ الْقُلُوبِ كَمَا هُوَ الْمُنَاسِبُ للاتساء وَالِاقْتِدَاءِ دُونَ مَا كَانَ الْمَتْبُوعُ مَعْصُومًا مُطْلَقًا. فَيَقُولُ التَّابِعُ: أَنَا لَسْت مِنْ جِنْسِهِ فَإِنَّهُ لَا يَذْكُرُ بِذَنْبِ فَإِذَا أَذْنَبَ اسْتَيْأَسَ مِنْ الْمُتَابَعَةِ وَالِاقْتِدَاءِ؛ لِمَا أَتَى بِهِ مِنْ الذَّنْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْمُتَابِعَةَ عَلَى الْقَوْلِ بِالْعِصْمَةِ بِخِلَافِ مَا إذَا قِيلَ: إنَّ ذَلِكَ مَجْبُورٌ بِالتَّوْبَةِ فَإِنَّهُ تَصِحُّ مَعَهُ الْمُتَابَعَةُ كَمَا قِيلَ: أَوَّلُ مَنْ أَذْنَبَ وَأَجْرَمَ ثُمَّ تَابَ وَنَدِمَ آدَمَ أَبُو الْبَشَرِ وَمَنْ أَشْبَهَ أَبَاهُ مَا ظَلَمَ.
وَاَللَّهُ تَعَالَى قَصَّ عَلَيْنَا قِصَصَ تَوْبَةِ الْأَنْبِيَاءِ لِنَقْتَدِيَ بِهِمْ فِي الْمَتَابِ وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الِاقْتِدَاءَ بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ الَّتِي أُقِرُّوا عَلَيْهَا فَلَمْ يُنْهَوْا عَنْهَا وَلَمْ يَتُوبُوا مِنْهَا فَهَذَا هُوَ الْمَشْرُوعُ. فَأَمَّا مَا نُهُوا عَنْهُ وَتَابُوا مِنْهُ فَلَيْسَ بِدُونِ الْمَنْسُوخِ مِنْ أَفْعَالِهِمْ وَإِنْ كَانَ مَا أُمِرُوا بِهِ أُبِيحَ لَهُمْ ثُمَّ نُسِخَ تَنْقَطِعُ فِيهِ الْمُتَابَعَةُ؛ فَمَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِهِ أَحْرَى وَأَوْلَى)).
فبطل هذا المُرجح المزعوم.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:55]ـ
قال شيخ الإسلام: ((
إِنَّ الْقَوْلَ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ عَنْ الْكَبَائِرِ دُونَ الصَّغَائِرِ هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ عُلَمَاءِ الْإِسْلَامِ وَجَمِيعِ الطَّوَائِفِ حَتَّى إنَّهُ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ كَمَا ذَكَرَ " أَبُو الْحَسَنِ الآمدي " أَنَّ هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْأَشْعَرِيَّةِ وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءِ بَلْ هُوَ لَمْ يَنْقُلْ عَنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ إلَّا مَا يُوَافِقُ هَذَا الْقَوْلَ)).
الأخ المكرم يظهر من تعقباتك أنك تقول نتائج بلا مقدمات و تحتج بقول من ليس قوله حجة في دين الله فقد اختلف العلماء في حجية قول الصحابي فكيف بالاحتجاج بقول عالم و أيضا الحجة عندنا الدليل من كتاب أو سنة لا قول أحد من العلماء كائنا من كان و قول أي عالم يحتج له بأدلة،و و يظهر من كلامك أنك لا تلتزم الرفق الذي هو من الهدي النبوي فما كان في شيء إلا زانه و أيضا بدل أن تعترض على البحث و النقطة المثارة فيه دخلت في مسألة أعم و البحث تعرض لمسألة خاصة لا عامة فأثبت أن خطئية آدم كانت عمدا وقصدا و ليست سهوا و نسيانا و التزم بالجمع بين الأدلة لا أخذ دليل و ترك آخر و قول ابن تيمية مجرد دعوى تحتاج لدليل و ليس هو قول معصوم فلا أحد معصوم من العلماء و قوله أكثر العلماء دال على وجود الاختلاف و على عدم الإجماع على قول في المسألة و من ثم رجعت المسألة إلى حجية الجمهور و حجية الأكثرية و الأكثرية ليست حجة في دين الله،و قد ذكرت لك بالأعلى أقوال لعلماء مخالفين في المسألة التي بصددها البحث و أيضا عرجت لمسألتكم العامة تعريجا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:16]ـ
قال شيخ الإسلام: ((
وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَذْكُرْ فِي كِتَابِهِ عَنْ نَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ذَنْبًا إلَّا ذَكَرَ تَوْبَتَهُ مِنْهُ كَمَا ذَكَرَ فِي قِصَّةِ آدَمَ وَمُوسَى ودَاوُد وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ. وَبِهَذَا يُجِيبُ مَنْ يَنْصُرُ قَوْلَ الْجُمْهُورِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِالْعِصْمَةِ مِنْ الْإِقْرَارِ عَلَى مَنْ يَنْفِي الذُّنُوبَ مُطْلَقًا فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مَنْ أَعْظَمِ حُجَجِهِمْ مَا اعْتَمَدَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَغَيْرُهُ حَيْثُ قَالُوا: نَحْنُ مَأْمُورُونَ بِالتَّأَسِّي بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ وَتَجْوِيزُ ذَلِكَ يَقْدَحُ فِي التَّأَسِّي؛ فَأُجِيبُوا بِأَنَّ التَّأَسِّي إنَّمَا هُوَ فِيمَا أُقِرُّوا عَلَيْهِ كَمَا أَنَّ النَّسْخَ جَائِزٌ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ مِنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَلَيْسَ تَجْوِيزُ ذَلِكَ مَانِعًا مِنْ وُجُوبِ الطَّاعَةِ لِأَنَّ الطَّاعَةَ تَجِبُ فِيمَا لَمْ يُنْسَخْ فَعَدَمُ النَّسْخِ يُقَرِّرُ الْحُكْمَ وَعَدَمُ الْإِنْكَارِ يُقَرِّرُ الْفِعْلَ وَالْأَصْلُ عَدَمُ كُلٍّ مِنْهُمَا)).
وقال: ((
وَإِذَا كَانَ الْاتِسَاءُ بِهِمْ مَشْرُوعًا فِي هَذَا وَفِي هَذَا فَمِنْ الْمَشْرُوعِ التَّوْبَةُ مِنْ الذَّنْبِ وَالثِّقَةُ بِوَعْدِ اللَّهِ وَإِنْ وَقَعَ فِي الْقَلْبِ ظَنٌّ مِنْ الظُّنُونِ وَطَلَبُ مَزِيدِ الْآيَاتِ لِطُمَأْنِينَةِ الْقُلُوبِ كَمَا هُوَ الْمُنَاسِبُ للاتساء وَالِاقْتِدَاءِ دُونَ مَا كَانَ الْمَتْبُوعُ مَعْصُومًا مُطْلَقًا. فَيَقُولُ التَّابِعُ: أَنَا لَسْت مِنْ جِنْسِهِ فَإِنَّهُ لَا يَذْكُرُ بِذَنْبِ فَإِذَا أَذْنَبَ اسْتَيْأَسَ مِنْ الْمُتَابَعَةِ وَالِاقْتِدَاءِ؛ لِمَا أَتَى بِهِ مِنْ الذَّنْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْمُتَابِعَةَ عَلَى الْقَوْلِ بِالْعِصْمَةِ بِخِلَافِ مَا إذَا قِيلَ: إنَّ ذَلِكَ مَجْبُورٌ بِالتَّوْبَةِ فَإِنَّهُ تَصِحُّ مَعَهُ الْمُتَابَعَةُ كَمَا قِيلَ: أَوَّلُ مَنْ أَذْنَبَ وَأَجْرَمَ ثُمَّ تَابَ وَنَدِمَ آدَمَ أَبُو الْبَشَرِ وَمَنْ أَشْبَهَ أَبَاهُ مَا ظَلَمَ.
وَاَللَّهُ تَعَالَى قَصَّ عَلَيْنَا قِصَصَ تَوْبَةِ الْأَنْبِيَاءِ لِنَقْتَدِيَ بِهِمْ فِي الْمَتَابِ وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الِاقْتِدَاءَ بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ الَّتِي أُقِرُّوا عَلَيْهَا فَلَمْ يُنْهَوْا عَنْهَا وَلَمْ يَتُوبُوا مِنْهَا فَهَذَا هُوَ الْمَشْرُوعُ. فَأَمَّا مَا نُهُوا عَنْهُ وَتَابُوا مِنْهُ فَلَيْسَ بِدُونِ الْمَنْسُوخِ مِنْ أَفْعَالِهِمْ وَإِنْ كَانَ مَا أُمِرُوا بِهِ أُبِيحَ لَهُمْ ثُمَّ نُسِخَ تَنْقَطِعُ فِيهِ الْمُتَابَعَةُ؛ فَمَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِهِ أَحْرَى وَأَوْلَى)).
فبطل هذا المُرجح المزعوم.
أولا: لو سلمنا جدلا بهدم هذه الحجة فليس معنى هدم أعظم حجة هدم جميع الحجج فالمسألة لها العديد من الحجج و إبطال بعضها لا يستلزم إبطال كلها.
الثاني: كون التأسي يكون فيما أقروا عليه فهذا تخصيصا للتأسي و تقدير لكلام محذوف (دلالة الاقتضاء) و الأصل في الكلام عدم الحذف و ليس تأويل شيخ الإسلام رحمه الله بأولى من تأويل غيره.
الثالث: القول باقتراف الأنبياء بعض الذنوب من قبيل فعل الأنبياء لبعض الذنوب لا أمر الأنبياء الناس ببعض الذنوب فهو مخالف للأسوة، وليس مخالفا لطاعتهم فيما أمروه كما في قوله تعالى: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ?
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:18]ـ
نحن نتكلم عن حجية قول الصحابة والتابعين وأتباعهم وهم السلف الذين لم يُنقل عنهم ما ذكرتَه ..
ومع ذلك اصبر فبيان العجمة التي تسميها جمعاً بين الأدلة سيأتي ..
أما الرفق .. فاتق الله يا أخي أنت لم ترفق بكلام الله وعثت فيه فساداً تُحرف الكلم عن مواضعه بما لم يقله صحابي ولا تابعي ولا تابع تابعي ولا واحد من الأئمة الأربعة وهم أعلم بتفسير كلام الله منك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ويا ليتك أتيت بعد ذلك الهجر لتفسير السلف = بحجة صحيحة تُساعدك على تلك الجناية التي جنيتها على كلام الله حتى جعلته كلاماً أعجمياً يُخاطب به أعاجم ..
بل تكلمت في كلام الله بما يُخالف مراد الله ..
وسيأتيك البيان ..
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:25]ـ
قال شيخ الإسلام: ((
وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَذْكُرْ فِي كِتَابِهِ عَنْ نَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ذَنْبًا إلَّا ذَكَرَ تَوْبَتَهُ مِنْهُ كَمَا ذَكَرَ فِي قِصَّةِ آدَمَ وَمُوسَى ودَاوُد وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ. وَبِهَذَا يُجِيبُ مَنْ يَنْصُرُ قَوْلَ الْجُمْهُورِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِالْعِصْمَةِ مِنْ الْإِقْرَارِ عَلَى مَنْ يَنْفِي الذُّنُوبَ مُطْلَقًا فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مَنْ أَعْظَمِ حُجَجِهِمْ مَا اعْتَمَدَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَغَيْرُهُ حَيْثُ قَالُوا: نَحْنُ مَأْمُورُونَ بِالتَّأَسِّي بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ وَتَجْوِيزُ ذَلِكَ يَقْدَحُ فِي التَّأَسِّي؛ فَأُجِيبُوا بِأَنَّ التَّأَسِّي إنَّمَا هُوَ فِيمَا أُقِرُّوا عَلَيْهِ كَمَا أَنَّ النَّسْخَ جَائِزٌ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ مِنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَلَيْسَ تَجْوِيزُ ذَلِكَ مَانِعًا مِنْ وُجُوبِ الطَّاعَةِ لِأَنَّ الطَّاعَةَ تَجِبُ فِيمَا لَمْ يُنْسَخْ فَعَدَمُ النَّسْخِ يُقَرِّرُ الْحُكْمَ وَعَدَمُ الْإِنْكَارِ يُقَرِّرُ الْفِعْلَ وَالْأَصْلُ عَدَمُ كُلٍّ مِنْهُمَا)).
وقال: ((
وَإِذَا كَانَ الْاتِسَاءُ بِهِمْ مَشْرُوعًا فِي هَذَا وَفِي هَذَا فَمِنْ الْمَشْرُوعِ التَّوْبَةُ مِنْ الذَّنْبِ وَالثِّقَةُ بِوَعْدِ اللَّهِ وَإِنْ وَقَعَ فِي الْقَلْبِ ظَنٌّ مِنْ الظُّنُونِ وَطَلَبُ مَزِيدِ الْآيَاتِ لِطُمَأْنِينَةِ الْقُلُوبِ كَمَا هُوَ الْمُنَاسِبُ للاتساء وَالِاقْتِدَاءِ دُونَ مَا كَانَ الْمَتْبُوعُ مَعْصُومًا مُطْلَقًا. فَيَقُولُ التَّابِعُ: أَنَا لَسْت مِنْ جِنْسِهِ فَإِنَّهُ لَا يَذْكُرُ بِذَنْبِ فَإِذَا أَذْنَبَ اسْتَيْأَسَ مِنْ الْمُتَابَعَةِ وَالِاقْتِدَاءِ؛ لِمَا أَتَى بِهِ مِنْ الذَّنْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْمُتَابِعَةَ عَلَى الْقَوْلِ بِالْعِصْمَةِ بِخِلَافِ مَا إذَا قِيلَ: إنَّ ذَلِكَ مَجْبُورٌ بِالتَّوْبَةِ فَإِنَّهُ تَصِحُّ مَعَهُ الْمُتَابَعَةُ كَمَا قِيلَ: أَوَّلُ مَنْ أَذْنَبَ وَأَجْرَمَ ثُمَّ تَابَ وَنَدِمَ آدَمَ أَبُو الْبَشَرِ وَمَنْ أَشْبَهَ أَبَاهُ مَا ظَلَمَ.
وَاَللَّهُ تَعَالَى قَصَّ عَلَيْنَا قِصَصَ تَوْبَةِ الْأَنْبِيَاءِ لِنَقْتَدِيَ بِهِمْ فِي الْمَتَابِ وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الِاقْتِدَاءَ بِهِمْ فِي الْأَفْعَالِ الَّتِي أُقِرُّوا عَلَيْهَا فَلَمْ يُنْهَوْا عَنْهَا وَلَمْ يَتُوبُوا مِنْهَا فَهَذَا هُوَ الْمَشْرُوعُ. فَأَمَّا مَا نُهُوا عَنْهُ وَتَابُوا مِنْهُ فَلَيْسَ بِدُونِ الْمَنْسُوخِ مِنْ أَفْعَالِهِمْ وَإِنْ كَانَ مَا أُمِرُوا بِهِ أُبِيحَ لَهُمْ ثُمَّ نُسِخَ تَنْقَطِعُ فِيهِ الْمُتَابَعَةُ؛ فَمَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِهِ أَحْرَى وَأَوْلَى)).
فبطل هذا المُرجح المزعوم.
رد على ابن تيمية على حجة و لم يرد على جميع الحجج فكيف تستخلص نتيجة من هدم حجة واحدة على التسليم بالهدم و عند النظر لم يهدم ابن تيمية هذا الدليل أصلا إذ صدور الصغائر من الأنبياء يجعل الأنبياء قدوة في الشر إذ يجعل من ذلك ذريعة لفعل الناس المعاصي و التوبة منها لكون الأنبياء فعلوا المعاصي و لا يجوز فعل المعصية بقصد التوبة منها فعدم فعلها و الصبر على عدم فعلها هو المأمور به لا أن يتعمد الإنسان أن يعصي الله ثم يتوب بعد ذلك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:30]ـ
الأنبياء قدوة في أنهم إذا أذنبوا تابوا من غير إبطاء .. هذا موضع التأسي الذي أمر الله به .. وكلام الشيخ وجماهير أهل العلم واضح في هذا .. ولا يكون الأنبياء قدوة لفاعل الشر لسبق الذنب منهم إلا إذا كان فاعل الشر سقيم النفس مريض القلب فإذا تعلق بوقوع الذنب وزعم أنه يبيح له الذنب للأمر بالتأسي فقد وقع في الكفر البواح ومثله يُرد قوله في وجهه= ولا تُحرف كلمات الله لأجل دفع شبهته ..
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:36]ـ
نحن نتكلم عن حجية قول الصحابة والتابعين وأتباعهم وهم السلف الذين لم يُنقل عنهم ما ذكرتَه ..
ومع ذلك اصبر فبيان العجمة التي تسميها جمعاً بين الأدلة سيأتي ..
أما الرفق .. فاتق الله يا أخي أنت لم ترفق بكلام الله وعثت فيه فساداً تُحرف الكلم عن مواضعه بما لم يقله صحابي ولا تابعي ولا تابع تابعي ولا واحد من الأئمة الأربعة وهم أعلم بتفسير كلام الله منك ..
ويا ليتك أتيت بعد ذلك الهجر لتفسير السلف = بحجة صحيحة تُساعدك على تلك الجناية التي جنيتها على كلام الله حتى جعلته كلاماً أعجمياً يُخاطب به أعاجم ..
بل تكلمت في كلام الله بما يُخالف مراد الله ..
وسيأتيك البيان ..
مازلت تخالف المنهج العلمي في المناقشة و تتكلم بكلام بلا أدلة من كتاب أو سنة،والسلف الصالح لم يذكر أحد من العلماء إجماعهم في المسألة و عدم العلم ليس نفيا للعدم و ليس معنى العدم العدم و يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحداً عمل به فالدليل حجة بنفسه، لا يصرف الدليل عن ظاهره بقول جمهور العلماء
اللهم أجعلني من المتقين آمين
أما القول بتحريف الكلم عن مواضعه فهذا عدم التزام بالرفق حتى مع المخالف
أما القول بأنه لم يقله أحد من العلماء فمن أين لك ذلك و هناك من العلماء من قال به كما ذكرت آنفا و قول الأكثرية ليس حجة والمسألة غير مجمع عليها.
و قولك بأن كلامي يخالف مراد الله دعوى تحتاج لبرهان والله المستعان
و اذكر أني إلى الآن لم اتكلم عن أدلة العصمة بل رددت فقط على كلامك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:42]ـ
من من السلف الصالح الصحابة والتابعون وأتباعهم قال إن خطيئة آدم عليه السلام كانت محض نسيان ولم تكن معصية تاب منها (؟؟)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:43]ـ
الأنبياء قدوة في أنهم إذا أذنبوا تابوا من غير إبطاء .. هذا موضع التأسي الذي أمر الله به .. وكلام الشيخ وجماهير أهل العلم واضح في هذا .. ولا يكون الأنبياء قدوة لفاعل الشر لسبق الذنب منهم إلا إذا كان فاعل الشر سقيم النفس مريض القلب فإذا تعلق بوقوع الذنب وزعم أنه يبيح له الذنب للأمر بالتأسي فقد وقع في الكفر البواح ومثله يُرد قوله في وجهه= ولا تُحرف كلمات الله لأجل دفع شبهته ..
كلامك فيه استدلال بمحل النزاع لفض النزاع و لا يجوز الاستدلال بمحل النزاع لفض النزاع و قد قلت لك صدور الذنب منهم ذريعة لفعل الشر إذ من يطيع الله إذا عصوه اعلم الناس به؟ أما كونك تكفر من يخطيء في التأويل فهذا تكفير بالتأويل ولا يجوز
أما كونك تقول الأنبياء قدوة في أنهم إذا أذنبوا تابوا من غير إبطاء .. هذا موضع التأسي الذي أمر الله به فهذا نقض للازم باجتهاد شخصي يحتاج لدليل من كتاب أو سنة إذ هذا موضع النزاع فتنبه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:47]ـ
أنا لم أكفره بعد .. وليس هذا استدلالاً بمحل النزاع؛ لأنه لا نزاع أصلاً .. وليس كلام الله متناولاً لزعمك أصلاً ولا اللسان العربي يقول إن الأمر بالتأسي يعني عموم التأسي فهذا من العجمة أيضاً وسيأتي ..
فقط أجب عن السؤال الأخير ونكمل ..
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:47]ـ
من من السلف الصالح الصحابة والتابعون وأتباعهم قال إن خطيئة آدم عليه السلام كانت محض نسيان ولم تكن معصية تاب منها (؟؟)
و من قال إن السلف أجمعوا على صدور خطيئة آدم عمدا وقصدا؟
و عدم العلم بكلام أحد من السلف بخطيئة آدم نسيانا ليس نفيا للعدم.
و يجب العمل بالدليل وإن لم يعرف أن أحداً عمل به.
والمسألة ليست محل إجماع و إلا فاثبته.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:50]ـ
يا دكتور لا أتكلم الآن عن إجماع ولاشئ .. سؤالي واضح ..
أجب من فضلك .. أو ننهي الحوار إن شئت ..
من من السلف الصالح الصحابة والتابعون وأتباعهم قال إن خطيئة آدم عليه السلام كانت محض نسيان ولم تكن معصية تاب منها (؟؟)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:52]ـ
أنا لم أكفره بعد .. وليس هذا استدلالاً بمحل النزاع؛ لأنه لا نزاع أصلاً .. وليس كلام الله متناولاً لزعمك أصلاً ولا اللسان العربي يقول إن الأمر بالتأسي يعني عموم التأسي فهذا من العجمة أيضاً وسيأتي ..
فقط أجب عن السؤال الأخير ونكمل ..
كونك قلت: ((.ولا يكون الأنبياء قدوة لفاعل الشر لسبق الذنب منهم إلا إذا كان فاعل الشر سقيم النفس مريض القلب فإذا تعلق بوقوع الذنب وزعم أنه يبيح له الذنب للأمر بالتأسي فقد وقع في الكفر البواح)) رجل متأول فكيف يكون كافر أو واقع في كفر أو هو مخطيء أو يقول قول كفر.
محل النزاع هو قولك: ((الأنبياء قدوة في أنهم إذا أذنبوا تابوا من غير إبطاء .. هذا موضع التأسي الذي أمر الله به)) فالعلماء اختلفوا في وقوع الذنب من الأنبياء فأثبت العرش ثم أنقش
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:57]ـ
هل تُجيب من فضلك؟؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:58]ـ
الأخ ربيع
هل الأنبياء معصومون من الصغائر؟ لا يخطئون؟
ثم ماذا عن قوله تعالى
وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى؟
و ماذا عن قوله تعالى
(ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) [الأعراف: 23].؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:58]ـ
يا دكتور لا أتكلم الآن عن إجماع ولاشئ .. سؤالي واضح ..
أجب من فضلك .. أو ننهي الحوار إن شئت ..
من من السلف الصالح الصحابة والتابعون وأتباعهم قال إن خطيئة آدم عليه السلام كانت محض نسيان ولم تكن معصية تاب منها (؟؟)
أئمة التفسير ذكروا الاختلاف في المسألة فالمسألة مختلف فيها و لو سلمنا جدلا بعدم وجود أحد من السلف قال بهذا القول فهذا لا يعني عدم قول أحد من السلف به فلا ينتسب لساكت قول، و يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحداً عمل به فلا داعي للسؤال و لست ملزما بالرد بل رد أنت على إيراداتي؛ لأنك الذي تعقبت علي و ليس العكس.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:03]ـ
الأخ ربيع
هل الأنبياء معصومون من الصغائر؟ لا يخطئون؟
ثم ماذا عن قوله تعالى
وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى؟
حبببيبي في الله هذه مسألة تتفرع منها المسألة التي أثرتها في البحث و قد ذكرت فيما سلف مرجحات كون خطئية آدم نسيانا فالتراجع و ذكرت وجه تسمبة خطيئة آدم عليه السلام معصية و توبته منها فليراجع أيضا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:11]ـ
يا مسهل.
أنا أعلم من السلف الصالح من قال بقولي.
وأعلم من نقل عن السلف الصالح أنهم لم يقولوا بخلاف قولي.
وأنت لا تعلم واحداً من السلف الصالح قال بقولك ..
هذا حسن ..
الآن من من أهل العلم بعد القرون المفضلة نص على أن فعل آدم عليه السلام كان محض نسيان ولم يكن معصية ولا ذنباً ولا إثماً تاب منه (؟؟)
وأنتَ من انتصبت باحثاً محرراً واسمح لي: محرفاً .. فلابد من أن تجيب على الاعتراضات والإيرادات ..
ننتظر الجواب ... وإن لم ترد الجواب .. لا بأس ننهي الحوار ..
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:18]ـ
يا مسهل.
أنا أعلم من السلف الصالح من قال بقولي.
وأعلم من نقل عن السلف الصالح أنهم لم يقولوا بخلاف قولي.
وأنت لا تعلم واحداً من السلف الصالح قال بقولك ..
هذا حسن ..
الآن من من أهل العلم بعد القرون المفضلة نص على أن فعل آدم ليه السلام كان محض نسيان ولم يكن معصية ولا ذنباً ولا إثماً تاب منه (؟؟)
هل استقرأ من نقل عدم قول أحد من السلف بخطيئة آدم أقوال السلف حتى تقول ما تقول و ما يدرينا عدم قول أحد من السلف بذلك و عدم العلم ليس نفيا للعدم و كم من الأقوال ضاعت و اندسرت أما الكتاب والسنة فلن تضييع و الله لم يتعهد بحفظ أقوال العلماء بل حفظ الذكر فالدليل هو الفيصل فياليتك يكون نقاشك علميا و كونك تنفي علمي رغم عدم تلفظي بشيء فهذا تجرأ منك و اقرأ كتب التفسير قبل أن تتكلم فيما هو من تخصصهم
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:22]ـ
وأنتَ من انتصبت باحثاً محرراً واسمح لي: محرفاً ...
كلام يظهر فيه عدم الدعوة بالحسنى بل بالسب و الشتم وهذا لا يليق بطلبة العلم و أنت لعدم علمك بأسلوب النقاش العلمي وتعتمد على عدم نقل وجود مخالف في بيان بطلان القول المخالف لك و تلزم بما لا يلزم و تستدل بما لا يستدل به عند النظر أرك بخير أنا الآن ذاهب للمستشفى سأعود بإذن الله إما ليلا أو بعد ثلاثة أيام استودعكم الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:24]ـ
يا دكتور لم أقل غير أنني لا أعلم ..
وسألتك فلم تجبني والموضع موضع مطالبة ولو كان عندك علم لقلت به .. فقلت: إنك لا تعلم
ومع ذلك ..
لو كنت تعلم أحداً من القرون المفضلة قال بقولك فأعلمني ..
وبالمرة:
من من أهل العلم بعد القرون المفضلة نص على أن فعل آدم عليه السلام كان محض نسيان ولم يكن معصية ولا ذنباً ولا إثماً تاب منه (؟؟)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:28]ـ
في انتظارك يا دكتور .. وأنت لم تر حججي بعد وإن كان أجلها هو ما اشتمل عليه كلامك من فساد في الرأي وعجمة في القول وضلال عن منهج السلف في الاستدلال ومخالفة للمنقول عن السلف في المسأل المبحوثة ..
وأنا لا أوافق من يكتفي في الرد على مثلك بعدم السلف .. بل أرى أن من تكلم بكلام يخالف به السلف جميعاً،يُحتج عليه بعدم السلف، وبإبطال قوله في نفسه، وأرى أن من أعظم دلائل كون عدم النقل عن السلف محفوظاً = فساد هذا القول المخالف لهم في نفسه وظهور أمارات الوهاء والضعف البين عليه ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:35]ـ
قال شيخ الإسلام: ((مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ. وَقَالَ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ: {إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ)).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 04:14]ـ
قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حاجّ موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟ قال آدم: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني -أو: قدره الله عليّ قبل أن يخلقني -" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فحج آدم موسى".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 04:15]ـ
قال ابن الجوزي في (الزاد):
وفي هذا النسيان قولان.
أحدهما: أنه التَّرك، قاله ابن عباس، ومجاهد، والمعنى: ترك ما أُمِر به.
والثاني: أنه من النسيان الذي يخالف الذِّكْر، حكاه الماوردي.
[قول ابن عباس رواه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم]
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {فنسي} قال: ترك ما قدم إليه ولو كان منه نسيان ما كان عليه شيء؛ لأن الله قد وضع عن المؤمنين النسيان والخطأ، ولكن آدم ترك ما قدم إليه من أكل الشجرة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 04:33]ـ
مقتضى القول بأن أبينا آدم لم يكن يذنب ذنيا هو معصية وإنما سها سهوا: التقول على الله تعالى بأنه جائر غير عادل، حيث عاقب أحدا بغير ذنب. ويتعالى الله وجل عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وما زال باب التوبة مفتوحا، فليتفضل.
ـ[أبو عبد الله القاهري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 05:52]ـ
أبا فهر، ونضال مشهود.
جزاكما الله خيراً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 12:51]ـ
وحتى لو قلنا هو نسيان فقد نص البغوي -حفظاً منه لكلام الله وفقهاً لمراداته-على أنهم كانوا مؤاخذون بالنسيان وأن العفو عن النسيان من خصائص أمتنا ..
وسيأتي بيانه لما يقفل الدكتور ..
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 04:10]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل الحديث المذكور في أول الموضوع والذي يفيد أن آدم نبي مكلم 00 هل هذا الحديث صحيح؟؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 05:07]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
في الحديث عن ثبوت نبوة آدم انظر
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=173669&posted=1#post173669
المشاركة 18 وما بعدها
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 07:29]ـ
قال شيخ الإسلام: ((مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .... )).
/// فاصل .. بغض النَّظر عن موضوعكم: فكم نحن بحاجةٍ لمثل هذا الاقتباس في كثيرٍ من الأحيان.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 07:54]ـ
انا لله وانا اليه راجعون!
ما أسهل أن يندفع الصغار من أمثالنا - وأنا أصغرهم - في وجه من يأتيه بكلام لكبار الأئمة يخالف كلامه فيقول: "فلان ليس بمعصوم، وقوله يحتج له ولا يحتج به، وكل يؤخذ منه ويرد، ولقد أخطأ الامام فلان أخطاء كثيرة تكلم فيها العلماء، وهذا الفن ليس تخصصه، وليس هو نبي المفسرين و .. .... الخ"! مع أنه لو تجرد من نزعة الانتصار للرأي وتأمل بروية لأدرك قبح هذا الكلام منه في هذا المقام!! يظن أن إلحاقه للقب (السلفي) الى جوار اسمه أو كنيته يجعله أهلا لمثل هذا الهُجر والعدوان على العلم وأهله بدعوى التحرر من التقليد!
سبحان الله!
ليتكم قلدتم يا اخوان ولم تأتوا بأمثال هذه المهازل، غفر الله لنا ولكم!!
والله لأن أموت مقلدا معترفا بتقليدي خير وأحب الي من أموت متشبعا بما لم أعط أو قائلا على الله ما لا أعلم!!
الأخ الفاضل د. ربيع، اسمع مني بلا محاباة واسمح لي أن أعاتبك عتابا بالغا على منهجيتك في النظر وعلى عجلتك بما يظهر جليا أنك لا تحسنه!
وهو والله عتاب أخ ناصح يهمه أمرك، بارك الله فيك ..
لن أراجع البحث معك فقد كفانا الفاضل أبو فهر مؤنة ذلك بارك الله فيه .. ولكن دعني أكشف لك ما يظهره أسلوبك في الجدال وما تقيمه من الحجج ردا على مخالفك - وهو في الحقيقة ناصحك - من مخالفات ..
تأمل يا رعاك الله قولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
"مازلت تخالف المنهج العلمي في المناقشة و تتكلم بكلام بلا أدلة من كتاب أو سنة،والسلف الصالح لم يذكر أحد من العلماء إجماعهم في المسألة و عدم العلم ليس نفيا للعدم و ليس معنى العدم العدم و يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحداً عمل به فالدليل حجة بنفسه، لا يصرف الدليل عن ظاهره بقول جمهور العلماء"
قلت: هو الذي يخالف المنهجي العلمي؟؟؟؟؟ يا أخي اتق الله!!
1 - القاعدة على هذا المنطوق: "عدم العلم ليس نفيا للعدم" مقلوبة معكوسة! وقد تكرر منك هذا التقرير على هذا اللفظ مرارا وكنت أظنه ذهولا منك ولكن لما رأيته منك يتكرر، قلت كما يقولون: ما تكرر تقرر! هي على هذا اللفظ فاسدة تماما يا سيدي فمؤداها أن عدم العلم لا ينفي العدم = اذا فهو يثبت العدم .. فتأمل!!
2 - "ليس معنى العدم العدم؟ " ما هذا؟؟؟
3 - "ويجب العمل بالدليل وان لم يعرف أن أحدا عمل به" = ما شاء الله، أنت صحابي اذا من أهل لسان التنزيل، في طبقة المخاطب الأول بالدليل، فلا يلزمك لا تعلم علم الآلة ولا النظر فيما قال به المخاطبون من فهم لذلك "الدليل" ولا يلزمك معرفة ما اذا كان فهمك هذا - وفرق بين الدليل والدلالة - واستدلالك في محله أم أنه باطل خارج عما قال به الأولون والذين نجزم بأن الحق لم يخرج عن أقوالهم به، ولا يلزمك معرفة ما فهموه هم من النص أصلا، انما توجب العمل به بفهمك وان لم تعرف أحدا "عمل به" قبلك!!! فبالله هل هذا كلام طالب علم؟؟؟
4 - فالدليل حجة بنفسه: أي دليل؟ الدليل النقلي أم الدليل العقلي أم ماذا؟
كلام من قبيل اطلاق الشعارات: لا زمام له ولا خطام!!
ثم أين هو الدليل الواحد الذي تستند اليه في اطلاقك الفاسد هذا، وترد به كلام محاورك، وقد قوبلت بنصوص أقوى وأوضح بكثير في هدم دعواك مما أسأت أنت فهمه وتأوله، وهي المحكمات وما سواها متشابه انما يحمل عليها؟؟؟
5 - "لا يصرف الدليل عن ظاهره بقول جمهور العلماء":
أولا: أي دليل هذا الذي قولك فيه هو الظاهر وقد صرفه مجادلك الى خلافه؟؟ وما محل هذا الكلام أصلا مما أنت فيه؟
ثانيا: ما هو فهمك لعبارة "جمهور العلماء"؟
لا يطلق اصطلاح "قول جمهور العلماء" الا على قول ذهب الأكثرون اليه وقد ثبت وجود المخالف المعتد بخلافه لهم فيه من السلف و الأئمة! وقولهم "جمهور الفقهاء" اذا أطلق أريد به أئمة أكثر من اثنين من المذاهب المتبوعة، لا أكثر أهل العلم - هكذا، والفرق معلوم! فان قلت هناك قول بكذا وقول بكذا، وأنا أرى القول الثاني وان كان خلافا لما ذهب اليه "الجمهور"، دل ذلك على أن قولك هذا قول معتبر خالفه منهم قول أكثر أئمة المذاهب، بخلاف لو قلت "جماهير أهل العلم" مثلا! وكل هذا في شأن أقوال تفاوت عدد القائلين بها في فريقين معتبرين ممن يصلحون سلفا في العلم! ولكن أن نأتي بقول لا ندري لنا فيه سلفا ولا أصلا، ثم نقول أن خلافه هو قول "جمهور العلماء" فلا يلزمنا الأخذ به، لمجرد أنه لم ينقل أي من أهل العلم الاجماع عليه، ونقول ان نوقشنا: لعل أحدا قبلي قال به ولم ينقل الينا، فلا فهمنا ما الجمهور ولا ما الاجماع ولا ما السلفية أصلا!! هذا خلل منهجي خطير يا أخي الفاضل أربأ بك عنه!
فانظر يا أخي بالله عليك ما خرج من الخلل من فحص سطرين فقط سطرتهما في رد متعجل، وتأمل بتجرد وراجع نفسك، أصلحنا الله واياك، وعلمني واياك ما ينفعنا ..
قلبت الأصول رأسا على عقب، واعتديت على شيخ الاسلام بلا فهم ولا وجه حق، ورميت قرون الأمة كلها بالجهل بمراد الله في تلك المسألة، ولزم من قولك فساد عريض قد نبهك الاخوة اليه ولا تزال مصرا عليه، بل وقلت بكلام المعتزلة ووافقتهم وأنت لا تدري، وكل هذا لأنك لا تريد الاقرار بأنك أخطأت؟؟ أعاذنا الله واياك من شرور أنفسنا، وانا لله وانا اليه راجعون!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 08:14]ـ
و الفيصل أيضا أن يعرف أن اقتراف الذنب غالبا ما تصاحبه غفلة و نوع نسيان فعبر بما يفهم منه الأمرين ... أما رد الاحتجاج بعدم السلف في الأخذ بالنص فلا يكون الا ان عدم المخالف سلفا له .. و أما ان وجد المخالف سلفا من القرون المشهود لها دون مخالف من أنفسهم فلا مفر من حمل النص على مافهموه و ترك العموم الذي تركوه كما قال أئمة الأصول و هو مقتضى كلام الشيخ السلفي و ان خالفهم من شاء الله من الأفاضل بعدهم ... و الا ضاعت علينا أصول من محض السنة عرفت من هذه الطريق و هذه الطريق قد نص الذكر على أنها من لوازمه و شهد لها و اعتبرها فدل على انها تحفظ بحفظه الى ان يأذن الله برفع الذكر جميعا ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 09:05]ـ
الإخوة الأفاضل ..
الدكتور ربيع يُحاول تصويرالمسألة على أنها: عدم علم بالمخالف يُعارضه دليل شرعي صحيح.
وهذا لغو من القول وخلف من الرأي؛ ولو كان الأمركذلك لما اختلفت معه أنا بالذات (والعارفون بمنهجي يفهمون مرادي).
المسألة التي معنا أيها الأحبة هي نصوص قطعية الدلالة يوكد قطعيتها أن الصحابة والتابعون وأتباعهم سادة مفسري القرآن = لم يتعرضوا لدلالاتها بتفسير يُخالف تفسيرها الظاهر ..
ومثل هذه الآية وقصة آدم كلها مما توارد أهل العلم على الكلام فيها، ولم ينبس واحد منهم ببنت شفة من هذه القرمطة التي يُقررها الدكتور ربيع.
ومن جمع الآيات الواردة في الباب وكان ذا أدنى فقه بلسان العرب وسنن الكلام الفصيح ونسق البيان القرآني علم قدر الجناية التي جناها الدكتور ربيع على كلام الله ..
والعجيب أن الدكتور جعل خلاف المتأخرين بعد السلف في مسألة العصمة خلافاً بين أهل العلم عموماً في قصة آدم وهذا من مواضع خلطه.
إلماعة: من تأمل حديث حج آدم موسى وكلام أهل السنة والجبرية عليه .. علم أن ما قرره الدكتور ربيع لم يدر بخلد أحد من السلف قط ..
ومن تأمل = علِم أن صنيع الدكتور في هذه النصوص هو من جنس تأويلات الأشاعرة المتأخرين لنصوص الوحيين .. غيرهم أنهم كانوا أحذق منه بكثير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 02:06]ـ
قال شيخ الإسلام: ((والجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم [أي: على الأنبياء] يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها وحينئذ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم فإن الأعمال بالخواتيم مع أن القرآن والحديث وإجماع السلف معهم في تقرير هذا الأصل فالمنكرون لذلك يقولون في تحريف القرآن ما هو من جنس قول أهل البهتان ويحرفون الكلم عن مواضعه)).
ثم ذكر تحريفهم لقول الله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}
ثم قال: ((فهذا وأمثاله من خيار تأويلات المانعين لما دل عليه القرآن من توبة الأنبياء من ذنوبهم واستغفارهم وزعمهم أنه لم يكن هناك ما يوجب توبة ولا استغفار ولا تفضل الله عليه بمحبته وفرحه بتوبتهم ومغفرته ورحمته لهم فكيف بسائر تأويلاتهم التي فيها من تحريف القرآن وقول الباطل على الله ما ليس هذا موضع بسطه))
ثم ختم كلامه قائلاً: ((وهذا الباب فيه مسائل كثيرة ليس هذا موضع تفصيلها ولبسطها موضع آخر والمقصود التنبيه ولهذا كان السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وغيرهم من أئمة المسلمين متفقين على ما دل عليه الكتاب والسنة من أحوال الأنبياء لا يعرف عن أحد منهم القول بما أحدثته المعتزلة والرافضة ومن تبعهم في هذا الباب بل كتب التفسير والحديث والآثار والزهد وأخبار السلف مشحونة عن الصحابة والتابعين بمثل ما دل عليه القرآن وليس فيهم من حرف الآيات كتحريف هؤلاء ولا من كذب بما في الأحاديث كتكذيب هؤلاء ولا من قال هذا يمنع الوثوق أو يوجب التنفير ونحو ذلك كما قال هؤلاء بل أقوال هؤلاء الذين غلوا بجهل من الأقوال المبتدعة في الإسلام وهم قصدوا تعظيم الأنبياء بجهل كما قصدت النصارى تعظيم المسيح وأحبارهم ورهبانهم بجهل)).
ـ[ابن رشد]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 10:00]ـ
صراحة عجبت من جرأة تاويل ظاهر الآيات من الدكتور الفاضل:ربيع
واعتمد على تأويلات باردة جدا
تدل على ضعف الدكتورالفاضل: ربيع في معرفة أصول التفسير
والله اعلم
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:13]ـ
يا دكتور لم أقل غير أنني لا أعلم ..
وسألتك فلم تجبني والموضع موضع مطالبة ولو كان عندك علم لقلت به .. فقلت: إنك لا تعلم
ومع ذلك ..
لو كنت تعلم أحداً من القرون المفضلة قال بقولك فأعلمني ..
وبالمرة:
من من أهل العلم بعد القرون المفضلة نص على أن فعل آدم عليه السلام كان محض نسيان ولم يكن معصية ولا ذنباً ولا إثماً تاب منه (؟؟)
بسم الله أبدأ وبه اهتدي و عليه اتوكل
- معذرة على التأخير أخي الكريم فأنا لا أوجد في المنزل إلا أقل من 40 ساعة متفرقة في ثلاثة أيام حتى اليوم و غدا و بعد غد عندي عمل طيلة اليومين.
- عدم وجودي في الموقع إما لأنني غير موجود في المنزل أو لانقطاع النت عندنا أو لوجود حالة حرجة فأطباء الطواريء لا وقت لهم حتى لا يظن أحد أني اتهرب من مناقشة وخلافه.
- من خلال مشاركاتك أخي الحبي أبو فهر أجد أنك تغالي في السلف و تخلط بين قول السلف وقول بعض السلف أو آحاد السلف فقول السلف حجة لا ريب فيه أما قول آحادهم أو بعضهم فليس حجة ملزمة و الله لم يتكفل بحفظ أقوال السلف بدليل ضياع الكثير من الكتب لهم و لغيرهم و اندثار مذاهب و الذي تكفل الله بحفظ هو الوحي من كتاب وسنة و ما لابد منه لفهم الكتاب والسنة و العلماء قد اختلفوا في قول التابعي و قول الأئمة الأربعة احجة أم لا و المحققين على عدم الحجية و من فرق بين قولهم في الفقه و بين قولهم في الاعتقاد فقد فرق بلا مفرق و نازع في الأولى إذ مادام قولهم ليس بحجة في الفقه فمن باب أولى العقيدة لكن السلف لم يختلفوا في العقيدة إلا في مسائل قليلة و غالب مسائل العقيدة مجمع عليها لذلك قولهم في العقيدة عند الاجتماع حجة أما عند الاختلاف فما وافق الكتاب و السنة أخذ و إلا ترك لكن لا يجوز الخروج على أقوالهم و إحداث قول آخر أما إذا علم قول بعضهم في مسألة ولم يعلم قول الآخرين فهذا لا حجة له في الدين الله لأن كتب لهم قد ضاعت أما عدم وجود المخالف فدعوى تحتاج لبرهان فأثبت أولا أن أقوالهم محفوظة ثم أثبت ثانيا أن من لم يتكلم في المسألة مقرا للقول المحفوظ و إلا فهذا تقول على السلف ما لم يقولوا و خلاف المحدثين في مسألة يدل على خلاف القدامى في
(يُتْبَعُ)
(/)
نفس المسألة في الغالب إذ كل مذهب قد أخذ العلم عمن سبقه من اتباع المذهب إلى الوصول لإمام المذهب نفسه.
- محل النزاع أن الصغائر إذا وقعت من الأنبياء فإنما تقع سهوا و خطاءا لا تعمدا وقصدا و أدلة المخالف أعم من موضع النزاع إذ كل نص قد يفهم منه وقوع معصية لنبي من الأنبياء ليس فيه أنها وقعت قصدا و ما ننفيه وقوع المعصية قصدا و عند النظر نجد عدم دلالة النص على وقوع المعصية عمدا وقصدا و الواجب الاحتجاج بما هو في محل النزاع لا ما هو أعم من موضع النزاع و كل بني آدم يخطيء لكن هذا الخطأ قد يكون تعمدا أو نسيانا أو سهوا أو خطاءا.
- مخالفة الأمر الشرعي سواء أكانت عن قصد أم عن غير قصد تعتبر خطاءا و معصية تستحق العقاب لكن الله لم يؤاخذ هذه الأمة بذلك و دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن ابن ماجة وغيره: ((رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)) فالشيء المرفوع كان قبل ذلك غير مرفوع كان موجودا فرفع فالإثم كان موجودا ورفعه الله و لم يؤاخذ به و إن أخذ الله به لكان عدلا، و الله قد أخذ بالنسيان والخطأ لكن كان هذا في الأمم السابقة بدليل ياء المتكلم الدالة على الاختصاص في قوله صلى الله عليه وسلم (أمتي).
- نسيان آدم العهد لا يتعارض مع ترك العهد إذ نسيان الشيء يستلزم تركه فمن فسر من السلف نسيان عهد آدم بتركه العهد فهو لم ينف أن آدم وقع في المعصية نسيانا لا تعمدا وقصدا و مثل ذلك من فسر من السلف قوله تعالى: (تجري بأعيننا) بتجري بمرأى منا إذ الرؤية لا تنفي العين و الرؤية تستلزم العين فتثبتها ولا تنفيها و عليه فأين من قال من السلف بأن آدم عليه السلام تعمد المعصية.
- تفسير نسيان عهد آدم بالنسيان المعروف ورد عن ابن عباس وعن ابن زيد و إن قيل ابن عباس قال بأنه ترك فالجواب الترك لا ينفي عدم النسيان و النسيان هو المتبادر للذهن من اللفظ لا الترك و الترك لا يستلزم وقوع المعصية عمدا.
- عصمة الأنبياء من الصغائر حكاها القرطبي عن جمهور من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي و الأصحاب هم المعاصرين للإمام و قال القاضي عياض أن الذي جوز على الأنبياء الصغائر جماعة من السلف و ليس غالب السلف و حكي القرطبي عن أبي إسحاق الإسفريني عدم جواز الصغائر عن الأنبياء،و هو قول ابن العربي و القرطبي و القاضي عياض و ابن عادل و الألوسي و محمد الخطيب الشربيني وغيرهم فهل ربيع بن أحمد المخالف وحده أم وجد من العلماء الكبار من يقولون بمثل ما يقول، هل كل هؤلاء الأئمة محرفون و الذين قالوا بجواز الصغائر غير محرفين و الحق ليس حكرا على طائفة من أهل العلم فالكل يدلي بدلوه.
- مزيد من أقوال العلماء و المفسرين:
- قال القاضي عياض: ((قال ابن زيد نسى عداوة إبليس له وما عهد الله إليه من ذلك بقوله (إن هذا عدو لك لزومك) الآية، قيل نسى ذلك بما أظهر لهما، وقال ابن عباس إنما سمى الإنسان إنسانا لأنه عهد إليه فنسى وقيل لم يقصد المخالفة استحلالا لها ولكنهما اغترا بحلف إبليس لهما (إنى لكما لمن الناصحين) توهما ان أحدا لا يحلف بالله حانثا وقد روى عذر آدم بمثل هذا في بعض الآثار، وقال ابن جبير حلف بالله لهما حتى غرهما والمؤمن يخدع وقد قيل نسى ولم ينو المخالفة فلذلك قال (ولم نجد له عزما) أي قصدا للمخالفة وأكثر المفسرين على أن العزم هنا الحزم والصبر وقيل كان عند أكله سكران وهذا فيه ضعف لأن الله تعالى وصف خمر الجنة أنها لا تسكر فإذا كان ناسيا لم تكن معصية وكذلك إن كان ملبسا عليه غالطا إذ الاتفاق على خروج الناسي والساهى عن حكم التكليف، وقال الشيخ أبو بكر بن فورك وغيره إنه يمكن أن يكون ذلك قبل النبوة ودليل ذلك قوله (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) فذكر أن الاجتباء والهداية كان بعد العصيان وقيل بل أكلها متأولا وهو لا يعلم أنها الشجرة التى نهى عنها لأنه تأول نهى الله عن شجرة مخصوصة لا على الجنس، ولهذا قيل إنما كانت التوبة من ترك التحفظ لا من المخالفة، وقيل تأول أن الله لم ينهه عنها نهى تحريم.
قال البقاعي:
(يُتْبَعُ)
(/)
((? وعصى آدم ? وإن كان إنما فعل المنهي نسيانا، لأن عظم مقامه وعلو رتبته يقتضيان له مزيد الاعتناء ودوام المراقبة مع ربط الجأش ويقظة الفكر ? ربه ? أي المحسن إليه بما لم ينله أحدا من بنيه من تصويره له بيده وإسجاد ملائكته له ومعاداة من عاداه ? فغوى?من الغواية وهي الضلال، ولذلك قالوا: المعنى: فضل عن طريق السداد، فأخطأ طريق التوصل إلى الخلد بمخالفة أمره، وهو صفيه، لم ينزله عن رتبة الاصطفاء، لأن رحمته واسعة، وحلمه عظيم، وعفوه شامل، فلا يهمنك أمر القوم اللد، فإنا قادرون على أن نقبل بقلوب من شئنا منهم فنجعلهم من أصفى الأصفياء، ونخرج من أصلاب من شئنا منهم من نجعل قلبه معدن الحكمة و العلم))
- قال ابن عادل: ((فصل في المراد بالنهي عن الكل من الشجرة هذا النهي نهي تحريم، أو تنزيه؟ فيه خلاف. قال قوم: هذا نهي تنزيه؛ لأن هذه الصيغة وردت في التنزيه والتحريم، والأصل عدم الاشتراك فلا بد من جعل اللفظ حقيقة في القدر المشترك بين القسمين، وما ذلك إلا أن يجعل حقيقة في ترجيح جانب الترك على جانب الفعل، من غير أن يكون فيه دلالة على المنع من الفعل، أو الإطلاق فيه كان ثابتا بحكم الأصل، عدم الاشتراك فلا بد من جعل اللفظ حقيقة في القدر المشترك بين القسمين، وما ذلك إلا أن يجعل حقيقة في ترجيح جانب الترك على جانب الفعل، من غير أن يكون فيه دلالة على المنع من الفعل، أو الإطلاق فيه كان ثابتا بحكم الأصل، فإن الأصل في المنافع الإباحة، فإذا ضممنا مدلول اللفظ إلى هذا الأصل صار المجموع دليلا على التنزيه، قالوا: وهذا هو الأولى بهذا المقام؛ لأن على هذا التقدير يرجع حاصل معصية آدم - عليه الصلاة والسلام - إلى ترك الأولى، ومعلوم أن كل مذهب أفضى إلى عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كان أولى))
- قال الخطيب الشربيني 977 هـ في السراج المنير: ((واستدل بعض الخوارج كالحشوية وهم قوم جوزوا الخطاب بما لا يفهم بها على عدم عصمة الأنبياء بوجوه: الأول: أن آدم عليه السلام كان نبيا وارتكب المنهي والمرتكب له عاص، والثاني: أنه جعله بارتكابه من الظالمين، والظالم ملعون لقوله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} (هود، 18)، والثالث: أنه أسند إليه العصيان وألغي وقال: {وعصى آدم ربه فغوى} (طه، 121)، والرابع: أنه تعالى لقنه التوبة وهي الرجوع عن الذنب والندم عليه، والخامس: اعترافه بأنه خاسر لولا مغفرة الله له بقوله: {وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} (الأعراف، 23) والخاسر من يكون ذا كبيرة، والسادس: أنه لو لم يذنب ما جرى عليه ما جرى. وأجيب عن ذلك بوجوه:
الأول: أنه لم يكن نبيا حينئذ والمدعي مطالب بالدليل ولا دليل.
الثاني: أن النهي للتنزيه، وإنما سمي ظالما وخاسرا لأنه ظلم نفسه وخسر حظه بترك الأولى وإنما أجرى الله تعالى ما جرى معاتبة على ترك الأولى ووفاء بما قاله تعالى للملائكة قبل خلق آدم: {إني جاعل في الأرض خليفة} (البقرة، 30) ولا يكون خليفة في الأرض إلا بالإهباط إليها، وأمر بالتوبة تلافيا لما فاته.
الثالث: أنه فعله ناسيا لقوله تعالى: {فنسي ولم نجد له عزما} (طه، 115) ولكن عوقب بترك التحفظ عن أسباب النسيان إذ رفع الإثم بالنسيان من خصائص هذه الأمة كما ثبت في الأخبار الصحيحة كخبر الشيخين: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان»)).
قال ابن عطية 541هـ في المحرر الوجيز: ((وأجمعت الأمة على عصمة الأنبياء في معنى التبليغ ومن الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة، واختلف في غير ذلك من الصغائر، والذي أقول به أنهم معصومون من الجميع، وأن قول النبي صلى الله عليه وسلم «إني لأتوب إلى الله في اليوم وأستغفره سبعين مرة» إنما هو رجوعه من حالة إلى أرفع منها لتزيد علومه واطلاعه على أمر الله، فهو يتوب من المنزلة الأولى إلى الأخرى، والتوبة هنا لغوية)).
(يُتْبَعُ)
(/)
- و الاحتجاج بمحاجة آدم و موسى غير مسلم إذ لوم موسى عليه السلام له لخروجه من الجنة بسبب خطيئته كمن يلوم شخص على نسيانه أمرا حدث بسببه أمور لا تنبغي فالأم إن نسيت إخراج الكرسي من البلكونة و هي تعلم أن ابنها قد يصعد عليها فيسقط إن نسيت ذلك فصعد ابنها و سقط فهي تلام على ذلك الفعل بل تعاقب أيضا و هذا يحدث مرارا و كون الخطيئة سبب الخروج من الجنة فلا دليل على أنها وقعت عمدا و المعاقبة على النسيان أمر جائز خاصة إذا ترتب عليه مفاسد.
- مفاسد قولك أخي أبي فهر بأن الخطئئية ليست نسيان بل عمدا:1 - التعارض مع الآية الدالة على نسيان آدم عليه السلام و إهمال دلالتها والواجب الجمع لا الإهمال.
2 - نسبة فعل لا يليق بمقام النبوة خاصة مع إمكان حمله على النسيان، و إذ كنا مأمورين بحسن الظن بتصرفات الناس فمن باب أولى حسن الظن بتصرفات الأنبياء.
3 - تجرئة الناس على المعاصي فإذا كان من خلقه الله بيده و اسكنه الجنة و آراه الآيات البينات يعصي الله فغيره يعصي الله من باب أولى و بذلك يستدل كل مقترف لمعصية.
4 - الواجب حمل ذنوبهم على خير المحامل،و خير المحامل أن تكون هذه الذنوب وقعت سهوا وخطاءا لا قصدا.
5 - قولك وفقك الله يهمل الأدلة الدالة على عصمة الأنبياء:
الدليل الأول: الرسل والأنبياء هم قدوة و المبلغين عن الله فلابد أن يكونوا سالمين من جميع الذنوب، و لو قيل لشخص إن نبي من الأنبياء أذنب لاستعظم الخبر و استغربه و استنكره فالقدوة لابد أن يكونوا قدوة في الخير دون الشر و يستلزم من اقترافهم الصغائر أن يكونوا قدوة في الشر وهذا باطل. عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: (بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين الأربعة الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش والأنصار قالوا يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق فقال اتق الله يا محمد فقال: من يطع الله إذا عصيت أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني فسأله رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولي قال إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) رواه البخاري.
الدليل الثاني: إذا كان الناس لا يأخذون العلم ممن يقترف بعض الذنوب فكيف بالأنبياء والرسل؟ والمعاصي تنافي الجدارة لتبليغ الرسالة التي اختارهم الله لها لأنها تؤدي إلى عدم الثقة بهم كما تؤدي إلى الإخلال بشرف منصب الرسالة التي اختار الله الأنبياء لها حيث إن المعاصي تستلزم النفرة منهم والإزراء بهم وهذا مخالف للمقصد من إرسالهم.
الدليل الثالث: قال تعالى: ? فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ? فجعل الله رقة القلب وحسن الخلق في النبي صلى الله عليه وسلم كي لا ينفض الناس عنه فكيف باقتراف بعض الذنوب كي لا ينفض الناس عنه؟!!
الدليل الرابع: لو صدر منهم الذنب لما عم الأمر باتباعهم و اتباعهم عام والاقتداء بالناسي و المخطيء محال أما الاقتداء بالمتعمد القاصد فجائز.
الدليل الخامس: لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا أسوأ حالا من عصاة الأمة إذ يضاعف لهم العذاب إذ الأعلى رتبة يستحق أشد العذاب لمقابلته أعظم النعم بالمعصية، وإذا كان الصالحين و العلماء يستنكر عليهم فعل الذنوب و إن كانت صغائر لشدة علمهم بالله و إبصار الله بهم فكيف بالأنبياء والرسل؟!!.
الدليل السادس: لو صدر عن الأنبياء الذنب لما نالوا عهده تعالى فقد قال تعالى: ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ? أي: واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك , فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين. فكيف ينال النبوة ظالم، و من يقترف الصغائر من الذنوب يعتبر ظالما لظلمه نفسه باقتراف بعض الذنوب؟!!.
الدليل السابع: لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا غير مخلصين؛ لأن فعل الذنوب يكون بإغواء الشيطان فهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى: ? قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ? و اللازم باطل و بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم.
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:22]ـ
في انتظارك يا دكتور .. وأنت لم تر حججي بعد وإن كان أجلها هو ما اشتمل عليه كلامك من فساد في الرأي وعجمة في القول وضلال عن منهج السلف في الاستدلال ومخالفة للمنقول عن السلف في المسأل المبحوثة ..
ما هي هذه النقولات التي تكررها دوما و أين هي و إذا كانت موجودة فضعها؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:25]ـ
وأنا لا أوافق من يكتفي في الرد على مثلك بعدم السلف .. بل أرى أن من تكلم بكلام يخالف به السلف جميعاً،يُحتج عليه بعدم السلف، وبإبطال قوله في نفسه، وأرى أن من أعظم دلائل كون عدم النقل عن السلف محفوظاً = فساد هذا القول المخالف لهم في نفسه وظهور أمارات الوهاء والضعف البين عليه ..
قولك يخالف السلف جميعا دعوى تحتاج استقراء أقوال السلف في المسألة فكم ضاعت كتب و الله لم يتعهد بحفظ أقوالهم و عدم العلم ليس نفيا للعدم و أقوال السلف كلها غير محفوظة و يرد عليك ذلك خلاف العلماء قديما وحديثا في المسألة.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:31]ـ
قال شيخ الإسلام: ((مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ. وَقَالَ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ: {إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ)).
هل المسألة لا تحتمل إلا وجه واحدا حتى تقول ما تقول و المسألة أدلتها النافية للعصمة محتملة و هل أنا ممن يعادون الله و رسوله و أدلتها وجيهة و لي سلف وخلف في المسألة و كيف تخاطب مسلم بكلام لا يليق إلا بالكفار والفساق و أهل الضلال من الفرق الضالة حسبي الله ونعم الوكيل
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:41]ـ
قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حاجّ موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟ قال آدم: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني -أو: قدره الله عليّ قبل أن يخلقني -" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فحج آدم موسى".
المخالفة ليست في صدور الذنب عمدا وحسب و لكن أيضا تحصل في حدوث هذا الذنب سهوا ونسيانا فالذنب والمعصية خلاف الطاعة قال ابن منظور في لسان العرب: (العصيان خلاف الطاعة، عصى العبد ربّه: إذا خالف ربّه، وعصى فلان أميره، يعصيه، عصياً وعصياناً ومعصية: إذا لم يطعه) و لذلك دليك أعم من موضع النزاع و الناسي يعاقب في شرع السابقين بل الناسي في الشرع إذا ترتب على نسيانه مفاسد قد يعاقب كمن ترك بيت الأسد مفتوحا نسيانا فخرج الأسد و أكل شخص.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:45]ـ
قال ابن الجوزي في (الزاد):
وفي هذا النسيان قولان.
أحدهما: أنه التَّرك، قاله ابن عباس، ومجاهد، والمعنى: ترك ما أُمِر به.
والثاني: أنه من النسيان الذي يخالف الذِّكْر، حكاه الماوردي.
[قول ابن عباس رواه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم]
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {فنسي} قال: ترك ما قدم إليه ولو كان منه نسيان ما كان عليه شيء؛ لأن الله قد وضع عن المؤمنين النسيان والخطأ، ولكن آدم ترك ما قدم إليه من أكل الشجرة.
النسيان الظاهر منه النسيان المعروف و إن قصد به الترك فالترك لا ينافي النسيان لأن من نسى شيء تركه لا محالة كمن فسر من السلف العين بالرؤية فهو لا ينفي العين ولكن يثبت العين.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:48]ـ
مقتضى القول بأن أبينا آدم لم يكن يذنب ذنيا هو معصية وإنما سها سهوا: التقول على الله تعالى بأنه جائر غير عادل، حيث عاقب أحدا بغير ذنب. ويتعالى الله وجل عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وما زال باب التوبة مفتوحا، فليتفضل.
ومن قال حبيبي في الله أن السهو ليس بذنب فالسهو ذنب مرفوع أثمه لدلالة السنة على ذلك و لو أخذ الله به لما كان ظلما إذ من سهى فرمي عود مشتعل في بنزين فحدث حريق ومات ناس يعاقب و لا يترك و ليس في هذا ظلم و إن كان عقابه أخف من المتعمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:50]ـ
وحتى لو قلنا هو نسيان فقد نص البغوي -حفظاً منه لكلام الله وفقهاً لمراداته-على أنهم كانوا مؤاخذون بالنسيان وأن العفو عن النسيان من خصائص أمتنا ..
وسيأتي بيانه لما يقفل الدكتور ..
وهذا ما أقول به حبيبي في الله و النسيان غير التعمد و هو محل نزاعي معك فأنا أقول ارتكب آدم الذنب ناسيا و أنت تنازعني في ذلك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:56]ـ
نبدأ من حيث توقفنا ..
شيخ الإسلام نقل إجماع السلف على نفي العصمة المطلقة للأنبياء ..
وقبله أبو الحسن الآمدي ..
والآيات محل النزاع لا يوجد فيها نقل عن واحد من السلف يوافق تحريفك ... مع توفر الدواعي واجتماع المفسرين من السلف على الكلام فيها ..
فهل تحفظ واحداً من السلف قال بقولك تخرم به هذا الكلام .. أم ننتقل وقد أثبتنا عليك أنك لا تعرف واحداً من السلف وافقك على قولك (؟؟)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:59]ـ
وهذا ما أقول به حبيبي في الله و النسيان غير التعمد و هو محل نزاعي معك فأنا أقول ارتكب آدم الذنب ناسيا و أنت تنازعني في ذلك
البغوي نص على أن آدم عليه السلام مؤاخذ بهذا النسيان؛ ولذا تاب منه فهو معصية في حق آدم غير معفو عنه مثلنا في السهو وهذا ليس قولك بل أنت تجعل سهو آدم كسهونا معفو عنه ..
واصبر فسيأتيك حديث السهو لكن بعد تحقيق السؤال السابق ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 04:01]ـ
أستأذنك لصلاة العصر وأعود غداً بإذن الله ..
ويا رب تكون أجبت عن سؤالي حتى ننتقل لبيان التحريفات الشنيعة لكلام الله التي ذكرتَها ..
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 06:01]ـ
نبدأ من حيث توقفنا ..
شيخ الإسلام نقل إجماع السلف على نفي العصمة المطلقة للأنبياء ..
وقبله أبو الحسن الآمدي ..
والآيات محل النزاع لا يوجد فيها نقل عن واحد من السلف يوافق تحريفك ... مع توفر الدواعي واجتماع المفسرين من السلف على الكلام فيها ..
فهل تحفظ واحداً من السلف قال بقولك تخرم به هذا الكلام .. أم ننتقل وقد أثبتنا عليك أنك لا تعرف واحداً من السلف وافقك على قولك (؟؟)
ابن تيمية من المتأخرين و القاضي عياض و ابن العربي و القرطبي أقدم منهم وخالفوا فكيف نحتج بقول المتأخر ونترك قول المتقدم عنه؟!!!
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 06:07]ـ
أستأذنك لصلاة العصر وأعود غداً بإذن الله ..
ويا رب تكون أجبت عن سؤالي حتى ننتقل لبيان التحريفات الشنيعة لكلام الله التي ذكرتَها ..
اسمح أن أقول لك أنت الذي تقولت على السلف و نسبت إليهم قولا بلا دليل و إلا فأت بأقوال علماء السلف و ليس دعوى ابن تيمية بإجماع و لا إجماع في المسألة أصلا فقد خالف كثير من العلماء ذكرت لك بعضهم خالف علماء قبل ابن تيمية وبعده و الإجماع لا يرفع خلاف سابق و كلام القرطبي في تفسيره يبطله وكلام ابن العربي في تفسيره يبطله وكلام القاضي عياض في الشفا يبطله فاقرأ أول مشاركة كتبتها اليوم و التي فيها بعض المخالفين لتعلم أنك متقول بلا دليل و الله المستعان.
التحريفات التي ذكرتها كلام لا محل له من العلم و قد أتيت لك بكلام لأهل العلم فيه ما أقول به فلا تتكلم بغير برهان و الله المستعان
أنا غدا وبعد غد سأكون خارج المنزل و قد أرجع يوم الثلاثاء أو الأربعاء
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 06:11]ـ
البغوي نص على أن آدم عليه السلام مؤاخذ بهذا النسيان؛ ولذا تاب منه فهو معصية في حق آدم غير معفو عنه مثلنا في السهو وهذا ليس قولك بل أنت تجعل سهو آدم كسهونا معفو عنه ..
واصبر فسيأتيك حديث السهو لكن بعد تحقيق السؤال السابق ..
قلت سهو آدم أخذ به لعلو مكانته ورفع درجته وعليه فقد كان نسيانا لا تعمدا و قصدا وهو محل نزاعي معك و ليس خلافك معي في أن آدم معفو عن السهو أو لا بل انت تعترض على سهو آدم أصلا فلا تتقول علي ما لم أقل به
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 06:14]ـ
انا لله وانا اليه راجعون!
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أسهل أن يندفع الصغار من أمثالنا - وأنا أصغرهم - في وجه من يأتيه بكلام لكبار الأئمة يخالف كلامه فيقول: "فلان ليس بمعصوم، وقوله يحتج له ولا يحتج به، وكل يؤخذ منه ويرد، ولقد أخطأ الامام فلان أخطاء كثيرة تكلم فيها العلماء، وهذا الفن ليس تخصصه، وليس هو نبي المفسرين و .. .... الخ"! مع أنه لو تجرد من نزعة الانتصار للرأي وتأمل بروية لأدرك قبح هذا الكلام منه في هذا المقام!! يظن أن إلحاقه للقب (السلفي) الى جوار اسمه أو كنيته يجعله أهلا لمثل هذا الهُجر والعدوان على العلم وأهله بدعوى التحرر من التقليد!
سبحان الله!
ليتكم قلدتم يا اخوان ولم تأتوا بأمثال هذه المهازل، غفر الله لنا ولكم!!
والله لأن أموت مقلدا معترفا بتقليدي خير وأحب الي من أموت متشبعا بما لم أعط أو قائلا على الله ما لا أعلم!!
الأخ الفاضل د. ربيع، اسمع مني بلا محاباة واسمح لي أن أعاتبك عتابا بالغا على منهجيتك في النظر وعلى عجلتك بما يظهر جليا أنك لا تحسنه!
وهو والله عتاب أخ ناصح يهمه أمرك، بارك الله فيك ..
لن أراجع البحث معك فقد كفانا الفاضل أبو فهر مؤنة ذلك بارك الله فيه .. ولكن دعني أكشف لك ما يظهره أسلوبك في الجدال وما تقيمه من الحجج ردا على مخالفك - وهو في الحقيقة ناصحك - من مخالفات ..
تأمل يا رعاك الله قولك:
"مازلت تخالف المنهج العلمي في المناقشة و تتكلم بكلام بلا أدلة من كتاب أو سنة،والسلف الصالح لم يذكر أحد من العلماء إجماعهم في المسألة و عدم العلم ليس نفيا للعدم و ليس معنى العدم العدم و يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحداً عمل به فالدليل حجة بنفسه، لا يصرف الدليل عن ظاهره بقول جمهور العلماء"
قلت: هو الذي يخالف المنهجي العلمي؟؟؟؟؟ يا أخي اتق الله!!
1 - القاعدة على هذا المنطوق: "عدم العلم ليس نفيا للعدم" مقلوبة معكوسة! وقد تكرر منك هذا التقرير على هذا اللفظ مرارا وكنت أظنه ذهولا منك ولكن لما رأيته منك يتكرر، قلت كما يقولون: ما تكرر تقرر! هي على هذا اللفظ فاسدة تماما يا سيدي فمؤداها أن عدم العلم لا ينفي العدم = اذا فهو يثبت العدم .. فتأمل!!
2 - "ليس معنى العدم العدم؟ " ما هذا؟؟؟
3 - "ويجب العمل بالدليل وان لم يعرف أن أحدا عمل به" = ما شاء الله، أنت صحابي اذا من أهل لسان التنزيل، في طبقة المخاطب الأول بالدليل، فلا يلزمك لا تعلم علم الآلة ولا النظر فيما قال به المخاطبون من فهم لذلك "الدليل" ولا يلزمك معرفة ما اذا كان فهمك هذا - وفرق بين الدليل والدلالة - واستدلالك في محله أم أنه باطل خارج عما قال به الأولون والذين نجزم بأن الحق لم يخرج عن أقوالهم به، ولا يلزمك معرفة ما فهموه هم من النص أصلا، انما توجب العمل به بفهمك وان لم تعرف أحدا "عمل به" قبلك!!! فبالله هل هذا كلام طالب علم؟؟؟
4 - فالدليل حجة بنفسه: أي دليل؟ الدليل النقلي أم الدليل العقلي أم ماذا؟
كلام من قبيل اطلاق الشعارات: لا زمام له ولا خطام!!
ثم أين هو الدليل الواحد الذي تستند اليه في اطلاقك الفاسد هذا، وترد به كلام محاورك، وقد قوبلت بنصوص أقوى وأوضح بكثير في هدم دعواك مما أسأت أنت فهمه وتأوله، وهي المحكمات وما سواها متشابه انما يحمل عليها؟؟؟
5 - "لا يصرف الدليل عن ظاهره بقول جمهور العلماء":
أولا: أي دليل هذا الذي قولك فيه هو الظاهر وقد صرفه مجادلك الى خلافه؟؟ وما محل هذا الكلام أصلا مما أنت فيه؟
ثانيا: ما هو فهمك لعبارة "جمهور العلماء"؟
لا يطلق اصطلاح "قول جمهور العلماء" الا على قول ذهب الأكثرون اليه وقد ثبت وجود المخالف المعتد بخلافه لهم فيه من السلف و الأئمة! وقولهم "جمهور الفقهاء" اذا أطلق أريد به أئمة أكثر من اثنين من المذاهب المتبوعة، لا أكثر أهل العلم - هكذا، والفرق معلوم! فان قلت هناك قول بكذا وقول بكذا، وأنا أرى القول الثاني وان كان خلافا لما ذهب اليه "الجمهور"، دل ذلك على أن قولك هذا قول معتبر خالفه منهم قول أكثر أئمة المذاهب، بخلاف لو قلت "جماهير أهل العلم" مثلا! وكل هذا في شأن أقوال تفاوت عدد القائلين بها في فريقين معتبرين ممن يصلحون سلفا في العلم! ولكن أن نأتي بقول لا ندري لنا فيه سلفا ولا أصلا، ثم نقول أن خلافه هو قول "جمهور العلماء" فلا يلزمنا الأخذ به، لمجرد أنه لم ينقل أي من أهل العلم الاجماع عليه،
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقول ان نوقشنا: لعل أحدا قبلي قال به ولم ينقل الينا، فلا فهمنا ما الجمهور ولا ما الاجماع ولا ما السلفية أصلا!! هذا خلل منهجي خطير يا أخي الفاضل أربأ بك عنه!
فانظر يا أخي بالله عليك ما خرج من الخلل من فحص سطرين فقط سطرتهما في رد متعجل، وتأمل بتجرد وراجع نفسك، أصلحنا الله واياك، وعلمني واياك ما ينفعنا ..
قلبت الأصول رأسا على عقب، واعتديت على شيخ الاسلام بلا فهم ولا وجه حق، ورميت قرون الأمة كلها بالجهل بمراد الله في تلك المسألة، ولزم من قولك فساد عريض قد نبهك الاخوة اليه ولا تزال مصرا عليه، بل وقلت بكلام المعتزلة ووافقتهم وأنت لا تدري، وكل هذا لأنك لا تريد الاقرار بأنك أخطأت؟؟ أعاذنا الله واياك من شرور أنفسنا، وانا لله وانا اليه راجعون!
القاعدة أخي الكريم أن عدم العلم بالدليل ليس علماً بالعدم فكما أنّ الإثبات يحتاج إلى دليل، فكذلك النفي يحتاج إلى دليل، وإلا فما لم يعلم وجوده بدليل معين، قد يكون معلوماً بأدلة أخرى و نجد بعض العلماء يثبت الإجماع لعدم علمه بالمخالف ثم نجد أن المسألة خلافية لا إجماع فيها.
و يجب العمل بالدليل وإن لم يعرف أن أحداً عمل به فالكتاب والسنة حجة بنفسهما لا يحتاجا إلى الاحتجاج بهما أن يكون أحد من الأئمة عمل بهما، قال الشافعي في الرسالة: ((أخبرنا سفيان وعبد الوهاب عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قضى في الإبهام بخمس عشرة، وفي التي تليها بعشر، وفي الوسطى بعشر، وفي التي تلي الخنصر بتسع، وفي الخنصر بست قال الشافعي: لما كان معروفا ـ والله أعلم ـ عندنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في اليد بخمس، وكانت اليد خمسة أطراف مختلفة الجمال والمنافع نزلها منازلها فحكم لكل واحد من الأطراف بقدره من دية الكف، فلما وجدنا كتاب آل عمرو بن حزم فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإيل)) صاروا إليه، وفي الحديث دلالتان:
أحدهما: قبول الخبر والآخر: أن يقبل الخبر في الوقت الذي يثبت فيه، وإن لم يمض عمل من الأئمة بمثل الخبر الذي قبلوا ودلالة على أنه لو مضى عمل من أحد من الأئمة ثم وجد خبراً عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالف عمله لترك عمله لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودلالة على أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت بنفسه لا بعمل غيره)).
وقال ابن حزم في الإحكام:
((فكل من أداه البرهان من النص أو الإجماع المتيقن إلى قول ما، ولم يعرف أن أحد قبله قال بذلك القول ففرض عليه القول بما أدى إليه البرهان، ومن خالفه فقد خالف الحق ومن خالف الحق فقد عصى الله تعالى، ولم يشترط تعالى في ذلك أن يقول به قائل قبل القائل به، بل أنكر على من قاله إذ يقول عز وجل حاكيا عن الكفار منكراً عليهم أنهم قالوا: {مَاسَمعْنَا بِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ} ومن خالف هذا فقد أنكر على جميع التابعين وجميع الفقهاء بعدهم، لأن المسائل التي تكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم من الاعتقاد والفتيا، فكلها محصور مضبوط، معروف عند أهل النقل من ثقات المحدثين وعلمائهم، فكل مسألة لم يرد فيها قول عن صاحب لكن عن تابع فمن بعده، فإن ذلك التابع قال في تلك المسألة بقول لم يقله أحد قبله بلا شك، وكذلك كل مسألة لم يحفظ فيها قول عن صاحب ولا تابع وتكلم فيها الفقهاء بعدهم فإن ذلك الفقيه قد قال في تلك المسألة بقول لم يقله أحد قبله ((
وقال ابن القيم في إعلام الموقعين:
((إذا كان عند الرجل الصحيحان أو أحدهما أو كتاب من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم موثوق بما فيه فهل له أن يفتي بما يجده؟، فقالت طائفة من المتأخرين: ليس له ذلك لأنه قد يكون منسوخاً أو له معارض أو يفهم من دلالته خلاف ما دل عليه فلا يجوز له العمل ولا الفتيا به حتى يسأل أهل الفقه والفتيا. وقال طائفة بل له أن يعمل به ويفتي به بل يتعين عليه كما كان الصحابة يفعلون إذا بلغهم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث به بعضهم بعضاً بادروا إلى العمل به من غير توقف ولا بحث عن معارض ولا يقول أحد منهم قط: هل عمل بهذا فلان وفلان، ولو رأوا من يقول ذلك لأنكروا عليه أشد الإنكار وكذلك التابعون وهذا معلوم بالضرورة لمن له أدنى خبرة بحال القول وسيرتهم وطول العهد
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة، وبعد الزمان وعتقها لا يسوغ ترك الأخذ بها والعمل بغيرها ولو كانت سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسوغ العمل بها بعد صحتها حتى يعمل بها فلان أو فلان لكان قول فلان أو فلان عياراً على السنن، ومزكيا لها، وشرطاً في العمل بها، وهذا من أبطل الباطل وقد أقام الله الحجة برسوله دون آحاد الأمة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ سنته ودعا لمن بلَّغها، فلو كان من بلغته لا يعمل بها حتى يعمل بها الإمام فلان والإمام فلان لم يكن في تبليغها فائدة وحصل الاكتفاء بقول فلان وفلان. ((
وقال أيضا في إعلام الموقعين:
((فدفعنا إلى زمان إذا قيل لأحدهم ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وكذا، يقول من قال بهذا؟ ويجعل هذا دفعاً في صدر الحديث أو يجعل جهله بالقائل حجة له في مخالفته وترك العمل به، ولو نصح نفسه لعلم أن هذا الكلام من أعظم الباطل وأنه لا يحل دفع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الجهل، وأقبح من ذلك عذره في جهله إذ يعتقد أن الإجماع منعقد على مخالفة تلك السنة، هذا سوء ظن بجماعة المسلمين إذ ينسبهم إلى اتفاقهم على مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبح من ذلك عذره في دعوى هذا الإجماع وهو جهله ودعم عمله بمن قال بالحديث، فعاد الأمر إلى تقديم جهله على السنة والله المستعان. ولا يعرف إمام من أئمة الإسلام البتة قال: لا نعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نعرف من عمل به))
وقال الألباني:
((لا يضر الحديث ولا يمنع العمل به عدم العلم بمن قال به من الفقهاء، لأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود))
و يجب عرض أقوال الأئمة سلفا وخلفا على الكتاب والسنة فإن وافق الكتاب والسنة فهو حق يقبل، وإن خالفها يترك ولهذا كان الأئمة الأربعة ينهون أتباعهم عن تقليدهم في كل شيء، يقول أبوحنيفة: إذا خالف الحديث قولي فاضرب بقولي عرض الحائط، ويقول مالك: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر – يقصد النبي -، ويقول الشافعي: إذا صح الحديث فهو مذهبي، ويقول أحمد: لا تقلدني ولاتقلدن أباحنيفة ولا مالكاً ولا الشافعي وخذ من حيث أخذوا.
خالف أبو حنيفة رحمه الله في مسمى الإيمان فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة؟
و رخص أحمد رحمه الله في وضع اليد على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم يضعها على وجهه فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة؟
و استحسن أحمد رحمه الله التكبير عند آخر كل سورة من سورة الضحى إلى آخر القرآن فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة؟
و جوز ابن عباس رضي الله عنه زواج المتعة فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 06:46]ـ
وان وجد المخالف سلفا من القرون المشهود لها دون مخالف من أنفسهم فلا مفر من حمل النص على مافهموه
حبيبي في الله وجود مخالف للقول من البعض لا من الكل هو مخالفة بعض لا مخالفة كل و الأقوال كلها غير محفوظة ضاع مبعضها و قد كان الليث أفضل من امالك لكن تلامذته قصروا في نقل علمه فضاع الكثير من علم هذا العالم فهناك مذاهب اندثرت ولا مناص من ذلك ولا انكار فكيف يحتج بأن وجود المخالف من السلف يلزم الجميع بالأخذ بقوله دون الأقوال الأخرى أننزل قول العالم من السلف منزلة الكتاب والسنة.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 07:20]ـ
ترتيب لبعض من قال بعصمة الأنبياء من الصغائر و إن وقعت فهي على سبيل السهو و الخطأ
عليه بعض السلف (الشفا للقاضي عياض)
بعض أصحاب أبو حنيفة (تفسير القرطبي)
بعض أصحاب مالك (تفسير القرطبي)
بعض أصحاب الشافعي (تفسير القرطبي)
البغوي 516هـ
ابن عطية 541 هـ
ابن العربي 543 هـ
القاضي عياض 544 هـ
القرطبي 671 هـ
النسفي 710 هـ
ابن عادل 880 هـ
البقاعي 885 هـ
الخطيب الشربيني 977 هـ
الألوسي
و هذا بعض من عرف عنه القول بعصمة الأنبياء من الصغائر و إن وقعت فتقع على سبيل الخطأ فكيف بمن لم نعرفه؟!!
أما بخصوص نسيان آدم عليه السلام
ابن عباس (كما في كتب التفسير)
ابن زيد (كما في كتب التفسير و الشفا)
البغوي 516هـ
ابن عطية 541 هـ
ابن العربي 543 هـ
القاضي عياض 544 هـ
القرطبي 671 هـ
النسفي 710 هـ
ابن عادل 880 هـ
البقاعي 885 هـ
الخطيب الشربيني 977 هـ
الألوسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 07:52]ـ
القاعدة أخي الكريم أن عدم العلم بالدليل ليس علماً بالعدم فكما أنّ الإثبات يحتاج إلى دليل، فكذلك النفي يحتاج إلى دليل، وإلا فما لم يعلم وجوده بدليل معين، قد يكون معلوماً بأدلة أخرى و نجد بعض العلماء يثبت الإجماع لعدم علمه بالمخالف ثم نجد أن المسألة خلافية لا إجماع فيها.
و يجب العمل بالدليل وإن لم يعرف أن أحداً عمل به فالكتاب والسنة حجة بنفسهما لا يحتاجا إلى الاحتجاج بهما أن يكون أحد من الأئمة عمل بهما، قال الشافعي في الرسالة: ((أخبرنا سفيان وعبد الوهاب عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قضى في الإبهام بخمس عشرة، وفي التي تليها بعشر، وفي الوسطى بعشر، وفي التي تلي الخنصر بتسع، وفي الخنصر بست قال الشافعي: لما كان معروفا ـ والله أعلم ـ عندنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في اليد بخمس، وكانت اليد خمسة أطراف مختلفة الجمال والمنافع نزلها منازلها فحكم لكل واحد من الأطراف بقدره من دية الكف، فلما وجدنا كتاب آل عمرو بن حزم فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإيل)) صاروا إليه، وفي الحديث دلالتان:
أحدهما: قبول الخبر والآخر: أن يقبل الخبر في الوقت الذي يثبت فيه، وإن لم يمض عمل من الأئمة بمثل الخبر الذي قبلوا ودلالة على أنه لو مضى عمل من أحد من الأئمة ثم وجد خبراً عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالف عمله لترك عمله لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودلالة على أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت بنفسه لا بعمل غيره)).
وقال ابن حزم في الإحكام:
((فكل من أداه البرهان من النص أو الإجماع المتيقن إلى قول ما، ولم يعرف أن أحد قبله قال بذلك القول ففرض عليه القول بما أدى إليه البرهان، ومن خالفه فقد خالف الحق ومن خالف الحق فقد عصى الله تعالى، ولم يشترط تعالى في ذلك أن يقول به قائل قبل القائل به، بل أنكر على من قاله إذ يقول عز وجل حاكيا عن الكفار منكراً عليهم أنهم قالوا: {مَاسَمعْنَا بِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ} ومن خالف هذا فقد أنكر على جميع التابعين وجميع الفقهاء بعدهم، لأن المسائل التي تكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم من الاعتقاد والفتيا، فكلها محصور مضبوط، معروف عند أهل النقل من ثقات المحدثين وعلمائهم، فكل مسألة لم يرد فيها قول عن صاحب لكن عن تابع فمن بعده، فإن ذلك التابع قال في تلك المسألة بقول لم يقله أحد قبله بلا شك، وكذلك كل مسألة لم يحفظ فيها قول عن صاحب ولا تابع وتكلم فيها الفقهاء بعدهم فإن ذلك الفقيه قد قال في تلك المسألة بقول لم يقله أحد قبله ((
وقال ابن القيم في إعلام الموقعين:
((إذا كان عند الرجل الصحيحان أو أحدهما أو كتاب من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم موثوق بما فيه فهل له أن يفتي بما يجده؟، فقالت طائفة من المتأخرين: ليس له ذلك لأنه قد يكون منسوخاً أو له معارض أو يفهم من دلالته خلاف ما دل عليه فلا يجوز له العمل ولا الفتيا به حتى يسأل أهل الفقه والفتيا. وقال طائفة بل له أن يعمل به ويفتي به بل يتعين عليه كما كان الصحابة يفعلون إذا بلغهم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث به بعضهم بعضاً بادروا إلى العمل به من غير توقف ولا بحث عن معارض ولا يقول أحد منهم قط: هل عمل بهذا فلان وفلان، ولو رأوا من يقول ذلك لأنكروا عليه أشد الإنكار وكذلك التابعون وهذا معلوم بالضرورة لمن له أدنى خبرة بحال القول وسيرتهم وطول العهد بالنسبة، وبعد الزمان وعتقها لا يسوغ ترك الأخذ بها والعمل بغيرها ولو كانت سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسوغ العمل بها بعد صحتها حتى يعمل بها فلان أو فلان لكان قول فلان أو فلان عياراً على السنن، ومزكيا لها، وشرطاً في العمل بها، وهذا من أبطل الباطل وقد أقام الله الحجة برسوله دون آحاد الأمة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ سنته ودعا لمن بلَّغها، فلو كان من بلغته لا يعمل بها حتى يعمل بها الإمام فلان والإمام فلان لم يكن في تبليغها فائدة وحصل الاكتفاء بقول فلان وفلان. ((
وقال أيضا في إعلام الموقعين:
(يُتْبَعُ)
(/)
((فدفعنا إلى زمان إذا قيل لأحدهم ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وكذا، يقول من قال بهذا؟ ويجعل هذا دفعاً في صدر الحديث أو يجعل جهله بالقائل حجة له في مخالفته وترك العمل به، ولو نصح نفسه لعلم أن هذا الكلام من أعظم الباطل وأنه لا يحل دفع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الجهل، وأقبح من ذلك عذره في جهله إذ يعتقد أن الإجماع منعقد على مخالفة تلك السنة، هذا سوء ظن بجماعة المسلمين إذ ينسبهم إلى اتفاقهم على مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبح من ذلك عذره في دعوى هذا الإجماع وهو جهله ودعم عمله بمن قال بالحديث، فعاد الأمر إلى تقديم جهله على السنة والله المستعان. ولا يعرف إمام من أئمة الإسلام البتة قال: لا نعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نعرف من عمل به))
وقال الألباني:
((لا يضر الحديث ولا يمنع العمل به عدم العلم بمن قال به من الفقهاء، لأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود))
و يجب عرض أقوال الأئمة سلفا وخلفا على الكتاب والسنة فإن وافق الكتاب والسنة فهو حق يقبل، وإن خالفها يترك ولهذا كان الأئمة الأربعة ينهون أتباعهم عن تقليدهم في كل شيء، يقول أبوحنيفة: إذا خالف الحديث قولي فاضرب بقولي عرض الحائط، ويقول مالك: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر – يقصد النبي -، ويقول الشافعي: إذا صح الحديث فهو مذهبي، ويقول أحمد: لا تقلدني ولاتقلدن أباحنيفة ولا مالكاً ولا الشافعي وخذ من حيث أخذوا.
خالف أبو حنيفة رحمه الله في مسمى الإيمان فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة؟
و رخص أحمد رحمه الله في وضع اليد على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم يضعها على وجهه فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة؟
و استحسن أحمد رحمه الله التكبير عند آخر كل سورة من سورة الضحى إلى آخر القرآن فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة؟
و جوز ابن عباس رضي الله عنه زواج المتعة فهل نتبعه أم نتبع الكتاب والسنة؟
سبحان الله .. خرجت بنا عن الموضوع يا دكتور ولكن لا بأس، لعله لفائدة نخرج بها من هذا، ترجع بالنفع على هذا البحث وغيره ان شاء الله ..
أخي دكتور ربيع عفا الله عني وعنك .. كل هذا الذي اجتهدت في نقله لا يخدمك في قضيتك هنا بحال من الأحوال ولا يُتعقب به على ما حدثتك به ...
ذلك أن الأئمة الذين نقلتَ عنهم القول هنا يتكلمون في نص يبلغنا فنرده بقول فلان وفلان ممن لم يبلغهم ذلك النص، وهذا عين التقليد المذموم - فهل هذا هو ما فهمته أنت من تعقيبي؟؟؟
أخي ... من الذي له أن يقول كما هو مأثور عن بعض السلف: "أقول لك قال رسول الله وتقول لي قال فلان وفلان؟ "؟ أهو رجل عامي أو في حكمه من حيث ضعف آلة النظر وقصرها؟ أم أنه العالم الذي حقق - على الأقل - ملكة الفهم والنظر والتمييز للسان الوحي والتحصل على أحكم الأفهام للنصوص وأضبطها جميعا: أفهام السلف الأول رضي الله عنهم؟؟
ثم ما قولك - وما ظنك أنه يكون قولهم كذلك - في رجل أعجمي - كحالنا، بالنسبة الى لسان الوحيين - يعرض عليه نص من نصوص السنة فيأخذه بفهمه هو ويعمل به، مع أنه منسوخ معلوم باتفاق مشهور أنه منسوخ أو مع أن دلالته بفهم السلف وخير القرون على خلاف ما فهم هذا الأعجمي اتفاقا، أفيجوز أن نقره على فهمه هذا ونتركه عليه وقد تبين لنا ما لم يتبين له من المشروع في ذلك الباب، بحجة أنه لا يصح رد السنة لقول أحد من الخلق؟؟؟
من الذي قال أن تحقيق حسن الفهم والتأكد من مطابقة النص لما فهمه منه المخاطبون الأوائل به = تعطيل للعمل به تقديما لأقوال البشر عليه وتحكيما لها فيه؟؟؟ النص كما حفظ، فقد حفظ فهمه معه، والا صار الدين رسما بلا معنً يقول فيه كل أحد ما يهوى وما يريد، ولصرنا الى ما صار اليه أهل الكتاب بنصوصهم، وما هم عنا ببعيد!!
(يُتْبَعُ)
(/)
متى يجب علي الأخذ بما فهمته أنا - أيا ما كان قدر علمي وتمييزي وان كنت أجهل العوام - من النص وعدم السعي في سؤال أهل الذكر فيه وتبين المراد منه؟ نقول لو كنت في صحراء مثلا أو في بلاد عمت بها الجهالة ولم تقع يدك الا على هذا النص الواحد وفهمته - على قدر فهمك - على وجه ما ولم تجد من هو أعلم منك حيث أنت لتتحقق من صحة فهمك هذا، فلا كتب مطبوعة ولا عالم رباني مشهود له بالسنة والعلم، فحينئذ لا يجوز لك أن تترك ذلك النص بدعوى أنه ربما كان منسوخا أو ربما كان كذا أو كان كذا، ولما يصل الى علمك غيره في بابه!!
كان النبي عليه السلام لا يرد الدهن، كما دلت السنن! أرأيت لو أنك رجل غير مؤهل للنظر ولا فاهم للسان العرب ولا مجيد له - وهي أمور يتطلب تحصيلها ما تعلم مما أسأل الله أن تكون قد ضربت فيه بسهم وافر - فسمعت هذا النص، فأكثرت على أثر فهمك الفاسد من أكل دهون اللحم وشحومها بدعوى أن هذا ما جاءك به النص، ولما جاءك طلبة علم قالوا لك انما المراد الطيب، قلت لهم: أقول لك قال الرسول وتقول لي قال فلان وفلان ... أيكون منك هذا عملا يقرك عليه العقلاء؟؟؟
كلا ولا ريب! ولك في حديث الرجل الذي احتلم في غزوة وكان مشجوجا في رأسه فأمره أصحابه بأن يغتسل ولم يروا له العذر فمات، فلما بلغ النبي عليه السلام أمرهم قال قتلوه قتلهم الله: هلا سألوا اذ لم يعلموا؟؟ أو كما قال عليه السلام! فهم ان سألتهم بأي شيء أفتوه في ذلك لقالوا لك: أفتيناه بما بلغنا من كلام النبي عليه السلام! ومع ذلك لم يعذرهم النبي عليه السلام لتفريطهم في بذل الوسع في تعلم ما اجتمع عليه الأمر وانتهى اليه في دين ربهم وفي عمل المسلمين!
فالشاهد أخي أن هذه النقول هي في واجب المجتهد المطلق من الفقهاء، والذي قد بلغ من العلم ما به يكون في منزلة الصحابة عند تلقي النص فلا تعضله عجمة ولا جهالة تفريط عن حسن النظر فيها! أما الآن وقد توافرت النصوص في كل باب في كتب العلماء بشرحها المنقول والمأثور وأصبح متعينا على الأعيان ألا يفرطوا في تعلمها، وأصبح أمر القرون الثلاثة في مسائل الدين وما اتفقوا عليه واضحا مشفوعا بالنص .. فانه لا يسوغ الآن لرجل أن يفتح كتابا ويلتقط نصا من النصوص منفردا، أو يسمعه من هنا أو هناك، فينتزعه من نصوص الباب نزعا ثم يطير به يقول للناس، الرسول يأمر بكذا وكذا، وهو ما أحسن الفهم ولا عذر له في ترك ما لا يعجزه تعلمه وطلبه من غيره من النصوص في بابه ليجمعه اليه كما هو دأب أهل العلم والنظر ليصل الى الصواب في المسألة كما يصلون!
أما قول ابن حزم رحمه الله فيما نقلته عنه فمتعقب عليه ومعلوم مذهب الظاهرية في مسائل الاجماع وليس هذا محل الخوض في هذا، والله المستعان!
ثانيا: أنت وبحثك لست من هذه القضية في شيء، لأن اخوانك يتعقبون عليك بأنك أسأت التأويل والفهم، فعند الاختلاف في فهم مراد الله من كلامه، أي الأفهام يكون حجة على أي؟؟؟
فهمك أنت أم فهم مخالفك؟ لا هذا ولا ذاك، وانما ما نقل الينا من أفهام أئمة التأويل من السلف رضي الله عنهم، من الصحابة والتابعين .. فاذا قال لك اخوانك من سلفك فيما فهمت، لم يكن لك أن تحتج عليهم بهذا الذي نقلتَ مما تكلم به الأئمة في شأن من بلغه نص من النصوص وبلغه كذلك أن فلانا وفلانا من أهل العلم لم يعملوا به، ربما لأنه لم يبلغهم أو غير ذلك، فردوا هذا بذاك!
وهنا مسألة دقيقة ليتك تتأمل فيها: لو كان هذا النص صحيحا، واستدلالك وفهمك أنت منه هو الصواب، فلن تعدم سلفا بمثله أبدا، ولوجدته قولا معتبرا مشهورا من جملة الأقوال المنقولة عنهم .. لأن الله لن يحرم قرونا قبلك من هذا الصواب يخفيه عن الناس جميعا ويظهره اليوم لك أنت! فلو كان فهمك هو الصواب لما انقطع أثره عن السلف ولما اندثر ولما ضاع في جملة ما ضاع من الكتب والمصنفات القديمة التي تحتج بضياعها لامكان أن يكون قولك مما ضاع فيها!! فهل أنت مطالب بالنظر في أقوالهم التي بلغتنا لترى هل وافقتهم أم شذذت عنهم؟ نقول نعم ولا شك! لأنه ما من أحد يرجى له أن يكون على مراد الله من وحيه لنبيه كما يرجى لهؤلاء، وهم أعلم به ممن جاء بعدهم ولا بد! فهل أنت ممن يصفون أتباع هذا المنهج الحكيم بأنهم مقلدون، يدخلونهم في هذه النقول التي جئت بها؟؟ اذا فقد تبرأت من سلفيتك وضربت كلام الأئمة بعضه ببعض وما فهمته أصلا ولا حول ولا قوة الا بالله!
فالذي اتفق عليه المسلمون من جملة أقوال في تأويل هذه النصوص ذاعت وانتشرت بينهم، حتى صار الخارج عليها شاذا على اجماعهم، مجهلا لهم، هذه الأقوال يلزمك الرجوع اليها ومراجعة فهمك عليها، لأنك لن تؤتى ما حرموه هم أو غفلت عنه قرون المسلمين ولو كنت أعلم أهل الأرض في زمانك!! ولا شأن لتعين هذا الأمر عليك بكون المجتهد الذي يبلغه نص لا يعلم له سلفا في العمل به = يجب عليه العمل به كما كان الحال مع كثير من الصحابة!
لا أحد يطالبك بترك نص من النصوص لفهمه هو، ولو كان رأس العلماء في زمانه!!
ولكننا نناقشك في فهمك للنصوص ابتداءا، فأنت لست في حكم الواجد لما فقده غيره من سابقيه من أهل النظر، من نص في الباب لم يبلغهم، قتعين عليه ترك اجتهاداتهم لما عنده اذ وقف على ما فقدوه وان كثروا، انما أنت واقف على ذات النصوص التي وقفوا عليها من أقدمهم قرنا الى أحدثهم، دون انقطاع، والكلام الآن في التأويل لما بلغك وبلغهم، فتأمل الفرق الدقيق أيها الطالب السلفي بارك الله فيك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:08]ـ
عصمة الأنبياء من الصغائر دل على بطلانها نصوص واضحة في استغفار كثير من النبيين عما وقعوا فيه منها، وتوبتهم منه، وشبهتك في أنهم مأمور باتباعهم فكيف يذنبون، مردود عليها بأنهم بشر ونحن بشر وكمالهم كمال بشر لا كمال ملائكة، ولأننا مأمورون باتباعهم والتأسي بهم فما أذنب منهم أحد الا وقد نبهه الله الى ذنبه من فوره وحمله على التوبة منه والاستغفار في أعجل ما يكون ذلك من عبد من العباد وهذا هو محل اقتدائنا بهم!! غب سرعة التوبة والثبات عليها لا في المعصية نفسها أيا ما كانت!! فكل بني آدم خطائون وخير الخطائين التوابون! وهذا في منطوق الحديث خطأ جعله الحديث ذنبا يتاب عليه، وما بين أيدينا هنا في نسيان آدم ذنب أيضا سماه القرءان ذنبا وتاب عليه آدم عليه السلام فغفره الله له، ولا فرق!
أما ما نطلب منك السلف فيه هو قولك بأن نسيان آدم عليه السلام كان نسيان سهو! كان يأكل من الشجرة وما يدري حالئذ أن هذه هي الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها! هذا ان فرضنا أنه هو المراد بنسيان آدم عليه السلام: السهو الذي هو الانغلاق الذهني اللحظي عن الشيء .. فهذا قد عده القرءان ذنبا وقد تاب منه آدم على أي حال .. ولكن قولك أنه من هذا القبيل، هو ما نطالبك بسلفك فيه، وهو قول يخالفه ما جاء من النصوص بينا في كون الشيطان قد زين لهما المعصية وقاسمهما على أن الله ما نهاهما عنها الا لأنها شجرة الخلد وفيها ملك لا يبلى وكذا، فدل ذلك - والله أعلم - على أن نسيانه ما كان على نحو ما فهمته أنت من النسيان، والذي لا يدخل في جملة المعاصي، وانما كان من قبيل الترك لما أمره الله به، أخذا منه بتأويل فاسد جاءه من كائن حذره الله منه وشدد عليه في التحذير، وهو تأويل باطل يخالف ما علمه من ربه بالتلقي المباشر الذي لا واسطة فيه!
فكيف يقال بعد ما توافر من النصوص في المسألة في القرءان والسنة أن نسيان آدم كان من جنس السهو؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:50]ـ
لم يأتِ الدكتور حتى الآن بنقل واحد عن السلف في العصمة أو في تفسير الآية وإنما حشد نقولات عن المتأخرين وبعضها لا يسلم له فهمه منها،وحتى لا نُطيل على الإخوان = نرفع لهم غداً بإذن الله إبطال تلك الضلالات التي قالها الدكتور وافتراها على كلام الله تعالى ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 09:00]ـ
حبيبي في الله وجود مخالف للقول من البعض لا من الكل هو مخالفة بعض لا مخالفة كل و الأقوال كلها غير محفوظة ضاع مبعضها و قد كان الليث أفضل من امالك لكن تلامذته قصروا في نقل علمه فضاع الكثير من علم هذا العالم فهناك مذاهب اندثرت ولا مناص من ذلك ولا انكار فكيف يحتج بأن وجود المخالف من السلف يلزم الجميع بالأخذ بقوله دون الأقوال الأخرى أننزل قول العالم من السلف منزلة الكتاب والسنة.
يا أخي الحبيب ما تتكلم فيه مما يحتاج الى معرفته و مقتضى الكلام فيه موجود في عصرهم و تقتضي الدواعي نقله و مثل هذا قد ضمن الله حفظه و الا ما أمكنك معرفة اجماع أبدا فضلا عن معرفة معاني القرآن و هي أيضا عامتها منقولة من هذه الطرائق والا فلن يصح لك اجماع ابدا و لا حتى في دفع العدو الصائل عن غزة .. فكل ما تحكي فيه اجماعا و الا و لمخالفك أن يحكي فيه الخلاف بقولك: و ما أدراك أن هناك من قال و لم ينقل لنا قوله .... ولن يستقيم لك لا عقيدة لبناء أسرة و لا تربية أولاد و قيام دولة و لا دنيا لبناء اقتصاد و دفع عدو بل و حتى بمعرفة العدو من الصديق ...
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 11:28]ـ
سبحان الله .. خرجت بنا عن الموضوع يا دكتور ولكن لا بأس، لعله لفائدة نخرج بها من هذا، ترجع بالنفع على هذا البحث وغيره ان شاء الله ..
أخي دكتور ربيع عفا الله عني وعنك .. كل هذا الذي اجتهدت في نقله لا يخدمك في قضيتك هنا بحال من الأحوال ولا يُتعقب به على ما حدثتك به ...
ذلك أن الأئمة الذين نقلتَ عنهم القول هنا يتكلمون في نص يبلغنا فنرده بقول فلان وفلان ممن لم يبلغهم ذلك النص، وهذا عين التقليد المذموم - فهل هذا هو ما فهمته أنت من تعقيبي؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي ... من الذي له أن يقول كما هو مأثور عن بعض السلف: "أقول لك قال رسول الله وتقول لي قال فلان وفلان؟ "؟ أهو رجل عامي أو في حكمه من حيث ضعف آلة النظر وقصرها؟ أم أنه العالم الذي حقق - على الأقل - ملكة الفهم والنظر والتمييز للسان الوحي والتحصل على أحكم الأفهام للنصوص وأضبطها جميعا: أفهام السلف الأول رضي الله عنهم؟؟
ثم ما قولك - وما ظنك أنه يكون قولهم كذلك - في رجل أعجمي - كحالنا، بالنسبة الى لسان الوحيين - يعرض عليه نص من نصوص السنة فيأخذه بفهمه هو ويعمل به، مع أنه منسوخ معلوم باتفاق مشهور أنه منسوخ أو مع أن دلالته بفهم السلف وخير القرون على خلاف ما فهم هذا الأعجمي اتفاقا، أفيجوز أن نقره على فهمه هذا ونتركه عليه وقد تبين لنا ما لم يتبين له من المشروع في ذلك الباب، بحجة أنه لا يصح رد السنة لقول أحد من الخلق؟؟؟
من الذي قال أن تحقيق حسن الفهم والتأكد من مطابقة النص لما فهمه منه المخاطبون الأوائل به = تعطيل للعمل به تقديما لأقوال البشر عليه وتحكيما لها فيه؟؟؟ النص كما حفظ، فقد حفظ فهمه معه، والا صار الدين رسما بلا معنً يقول فيه كل أحد ما يهوى وما يريد، ولصرنا الى ما صار اليه أهل الكتاب بنصوصهم، وما هم عنا ببعيد!!
متى يجب علي الأخذ بما فهمته أنا - أيا ما كان قدر علمي وتمييزي وان كنت أجهل العوام - من النص وعدم السعي في سؤال أهل الذكر فيه وتبين المراد منه؟ نقول لو كنت في صحراء مثلا أو في بلاد عمت بها الجهالة ولم تقع يدك الا على هذا النص الواحد وفهمته - على قدر فهمك - على وجه ما ولم تجد من هو أعلم منك حيث أنت لتتحقق من صحة فهمك هذا، فلا كتب مطبوعة ولا عالم رباني مشهود له بالسنة والعلم، فحينئذ لا يجوز لك أن تترك ذلك النص بدعوى أنه ربما كان منسوخا أو ربما كان كذا أو كان كذا، ولما يصل الى علمك غيره في بابه!!
كان النبي عليه السلام لا يرد الدهن، كما دلت السنن! أرأيت لو أنك رجل غير مؤهل للنظر ولا فاهم للسان العرب ولا مجيد له - وهي أمور يتطلب تحصيلها ما تعلم مما أسأل الله أن تكون قد ضربت فيه بسهم وافر - فسمعت هذا النص، فأكثرت على أثر فهمك الفاسد من أكل دهون اللحم وشحومها بدعوى أن هذا ما جاءك به النص، ولما جاءك طلبة علم قالوا لك انما المراد الطيب، قلت لهم: أقول لك قال الرسول وتقول لي قال فلان وفلان ... أيكون منك هذا عملا يقرك عليه العقلاء؟؟؟
كلا ولا ريب! ولك في حديث الرجل الذي احتلم في غزوة وكان مشجوجا في رأسه فأمره أصحابه بأن يغتسل ولم يروا له العذر فمات، فلما بلغ النبي عليه السلام أمرهم قال قتلوه قتلهم الله: هلا سألوا اذ لم يعلموا؟؟ أو كما قال عليه السلام! فهم ان سألتهم بأي شيء أفتوه في ذلك لقالوا لك: أفتيناه بما بلغنا من كلام النبي عليه السلام! ومع ذلك لم يعذرهم النبي عليه السلام لتفريطهم في بذل الوسع في تعلم ما اجتمع عليه الأمر وانتهى اليه في دين ربهم وفي عمل المسلمين!
فالشاهد أخي أن هذه النقول هي في واجب المجتهد المطلق من الفقهاء، والذي قد بلغ من العلم ما به يكون في منزلة الصحابة عند تلقي النص فلا تعضله عجمة ولا جهالة تفريط عن حسن النظر فيها! أما الآن وقد توافرت النصوص في كل باب في كتب العلماء بشرحها المنقول والمأثور وأصبح متعينا على الأعيان ألا يفرطوا في تعلمها، وأصبح أمر القرون الثلاثة في مسائل الدين وما اتفقوا عليه واضحا مشفوعا بالنص .. فانه لا يسوغ الآن لرجل أن يفتح كتابا ويلتقط نصا من النصوص منفردا، أو يسمعه من هنا أو هناك، فينتزعه من نصوص الباب نزعا ثم يطير به يقول للناس، الرسول يأمر بكذا وكذا، وهو ما أحسن الفهم ولا عذر له في ترك ما لا يعجزه تعلمه وطلبه من غيره من النصوص في بابه ليجمعه اليه كما هو دأب أهل العلم والنظر ليصل الى الصواب في المسألة كما يصلون!
أما قول ابن حزم رحمه الله فيما نقلته عنه فمتعقب عليه ومعلوم مذهب الظاهرية في مسائل الاجماع وليس هذا محل الخوض في هذا، والله المستعان!
ثانيا: أنت وبحثك لست من هذه القضية في شيء، لأن اخوانك يتعقبون عليك بأنك أسأت التأويل والفهم، فعند الاختلاف في فهم مراد الله من كلامه، أي الأفهام يكون حجة على أي؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فهمك أنت أم فهم مخالفك؟ لا هذا ولا ذاك، وانما ما نقل الينا من أفهام أئمة التأويل من السلف رضي الله عنهم، من الصحابة والتابعين .. فاذا قال لك اخوانك من سلفك فيما فهمت، لم يكن لك أن تحتج عليهم بهذا الذي نقلتَ مما تكلم به الأئمة في شأن من بلغه نص من النصوص وبلغه كذلك أن فلانا وفلانا من أهل العلم لم يعملوا به، ربما لأنه لم يبلغهم أو غير ذلك، فردوا هذا بذاك!
وهنا مسألة دقيقة ليتك تتأمل فيها: لو كان هذا النص صحيحا، واستدلالك وفهمك أنت منه هو الصواب، فلن تعدم سلفا بمثله أبدا، ولوجدته قولا معتبرا مشهورا من جملة الأقوال المنقولة عنهم .. لأن الله لن يحرم قرونا قبلك من هذا الصواب يخفيه عن الناس جميعا ويظهره اليوم لك أنت! فلو كان فهمك هو الصواب لما انقطع أثره عن السلف ولما اندثر ولما ضاع في جملة ما ضاع من الكتب والمصنفات القديمة التي تحتج بضياعها لامكان أن يكون قولك مما ضاع فيها!! فهل أنت مطالب بالنظر في أقوالهم التي بلغتنا لترى هل وافقتهم أم شذذت عنهم؟ نقول نعم ولا شك! لأنه ما من أحد يرجى له أن يكون على مراد الله من وحيه لنبيه كما يرجى لهؤلاء، وهم أعلم به ممن جاء بعدهم ولا بد! فهل أنت ممن يصفون أتباع هذا المنهج الحكيم بأنهم مقلدون، يدخلونهم في هذه النقول التي جئت بها؟؟ اذا فقد تبرأت من سلفيتك وضربت كلام الأئمة بعضه ببعض وما فهمته أصلا ولا حول ولا قوة الا بالله!
فالذي اتفق عليه المسلمون من جملة أقوال في تأويل هذه النصوص ذاعت وانتشرت بينهم، حتى صار الخارج عليها شاذا على اجماعهم، مجهلا لهم، هذه الأقوال يلزمك الرجوع اليها ومراجعة فهمك عليها، لأنك لن تؤتى ما حرموه هم أو غفلت عنه قرون المسلمين ولو كنت أعلم أهل الأرض في زمانك!! ولا شأن لتعين هذا الأمر عليك بكون المجتهد الذي يبلغه نص لا يعلم له سلفا في العمل به = يجب عليه العمل به كما كان الحال مع كثير من الصحابة!
لا أحد يطالبك بترك نص من النصوص لفهمه هو، ولو كان رأس العلماء في زمانه!!
ولكننا نناقشك في فهمك للنصوص ابتداءا، فأنت لست في حكم الواجد لما فقده غيره من سابقيه من أهل النظر، من نص في الباب لم يبلغهم، قتعين عليه ترك اجتهاداتهم لما عنده اذ وقف على ما فقدوه وان كثروا، انما أنت واقف على ذات النصوص التي وقفوا عليها من أقدمهم قرنا الى أحدثهم، دون انقطاع، والكلام الآن في التأويل لما بلغك وبلغهم، فتأمل الفرق الدقيق أيها الطالب السلفي بارك الله فيك!
أخي الحبيب الناصح أكرر قولي يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحد عمل به و كلام العلماء واضح في المسألة.
قولك حبيبي في الله: ((الأئمة الذين نقلتَ عنهم القول هنا يتكلمون في نص يبلغنا فنرده بقول فلان وفلان ممن لم يبلغهم ذلك النص))
جوابه: هناك الكثير من النصوص الدالة على عصمة الأنبياء قد بينت طرف منها سابقا و أنت تتكلم معي في عصمة الأنبياء أو صدور معصية آدم نسيانا و قد قامت أدلة على هذه وهذه فلو سلمنا جدلا عدم وجود قائل من لعلماء به فهذا لا يضير دلالة النصوص على العصمة.
قولك حبيبي في الله: ((من الذي له أن يقول كما هو مأثور عن بعض السلف: "أقول لك قال رسول الله وتقول لي قال فلان وفلان؟ "؟ أهو رجل عامي أو في حكمه من حيث ضعف آلة النظر وقصرها؟ أم أنه العالم الذي حقق - على الأقل - ملكة الفهم والنظر والتمييز للسان الوحي والتحصل على أحكم الأفهام للنصوص وأضبطها جميعا: أفهام السلف الأول رضي الله عنهم؟؟))
جوابه: رجل الدين غير معصوم من أن يخطيء في الفهم والحديث الصحيح الذي في سنن أبي داود:
((نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه))
و الصحابة والتابعين و غيرهم من العلماء قامت الأدلة على خطأ بعضهم في بعض المسائل فكيف يكون قولهم حجة في دين الله و قد خالف الصحابة بعضهم بعض و خالف التابعين بعض الصحابة في مسائل والعكس و لم يدع أحد منهم عصمة القول له و لا أن قوله هو الذي يجب على الجميع فهم الكتاب والسنة به.
و الله قد يفتح على الأعجمي ما لم يفتحه على العربي و ليس الحق حكرا على العربي
قولك حبيبي في الله: ((النص كما حفظ، فقد حفظ فهمه معه))
(يُتْبَعُ)
(/)
جوابه: لو كان الفهم قد حفظ معه لما تضاربت أقوال العلماء في كثير من المسائل، والنص قد حفظ و ما يمكن به أن يفهم لا بفهمه إذ يرد عليك ذلك وجود مسائل مختلف فيها ووجود أفهام للعلماء قد ضاعت.
قولك حبيبي في الله: ((لو كنت في صحراء مثلا أو في بلاد عمت بها الجهالة ولم تقع يدك الا على هذا النص الواحد وفهمته - على قدر فهمك - على وجه ما ولم تجد من هو أعلم منك حيث أنت لتتحقق من صحة فهمك هذا، فلا كتب مطبوعة ولا عالم رباني مشهود له بالسنة والعلم، فحينئذ لا يجوز لك أن تترك ذلك النص بدعوى أنه ربما كان منسوخا أو ربما كان كذا أو كان كذا، ولما يصل الى علمك غيره في بابه!!))
جوابه: عند وجودي في مكان لا يمكنني معه العلم بالمسألة إلا بأحد أدلتها فيجب على العمل بهذا الدليل لأن هذه هي تقوى الله قدر استطاعتي في هذه الحالة
قولك حبيبي في الله: ((كان النبي عليه السلام لا يرد الدهن، كما دلت السنن! أرأيت لو أنك رجل غير مؤهل للنظر ولا فاهم للسان العرب ولا مجيد له - وهي أمور يتطلب تحصيلها ما تعلم مما أسأل الله أن تكون قد ضربت فيه بسهم وافر - فسمعت هذا النص، فأكثرت على أثر فهمك الفاسد من أكل دهون اللحم وشحومها بدعوى أن هذا ما جاءك به النص، ولما جاءك طلبة علم قالوا لك انما المراد الطيب، قلت لهم: أقول لك قال الرسول وتقول لي قال فلان وفلان ... أيكون منك هذا عملا يقرك عليه العقلاء؟؟؟ ((
جوابه: أنت تستدل بنصوص أخطيء فهمها و الخطأ ورارد على الصحابي و على التابعي وعلى الأئمة الأعلام
قولك حبيبي في الله: ((ولك في حديث الرجل الذي احتلم في غزوة وكان مشجوجا في رأسه فأمره أصحابه بأن يغتسل ولم يروا له العذر فمات، فلما بلغ النبي عليه السلام أمرهم قال قتلوه قتلهم الله: هلا سألوا اذ لم يعلموا؟؟))
جوابه: هذا حجة عليك لا لك فهذا يدل على جواز خطأ الصحابي في الفهم فلا يكون قوله حجة ملزمة فضلا عن قول تابعي أو إمام من الأئمة.
قولك حبيبي في الله: ((الله لن يحرم قرونا قبلك من هذا الصواب يخفيه عن الناس جميعا ويظهره اليوم لك أنت))
جوابه: من قال أن هذا الفهم ظهر لي بل هناك علماء أفاضل قالوا به قبل ابن تيمية رحمه الله وبعده بل هناك من العلماء من نسب لبعض السلف هذا القول و لكن لم ينص على أسمائهم كالقاضي عياض و القرطبي و هم أقدم من ابن تيمية و أقرب للقرون الثلاثة منه.
قولك حبيبي في الله: ((فلو كان فهمك هو الصواب لما انقطع أثره عن السلف ولما اندثر ولما ضاع في جملة ما ضاع من الكتب والمصنفات القديمة التي تحتج بضياعها لامكان أن يكون قولك مما ضاع فيها))
جوابه: يا أخي هناك من العلماء من قال أن جماعة من السلف قال به كالقاضي عياض ومنهم من نسبه لبعض أصحاب مالك و أبي حنيفة والشافعي فهل أصدق القرطبي أم أصدقك و هل أصدق القاضي عياض أم أصدقك فإذا كان قد وجد من العلماء من نسب هذا القول لبعض السلف فلما العدول و دعوى عدم الورود و إذا كان هذا ما عرفناه فكيغ بما لم نعرفه؟!!
قولك حبيبي في الله: ((فالذي اتفق عليه المسلمون من جملة أقوال في تأويل هذه النصوص ذاعت وانتشرت بينهم، حتى صار الخارج عليها شاذا على اجماعهم، مجهلا لهم، هذه الأقوال يلزمك الرجوع اليها ومراجعة فهمك عليها، لأنك لن تؤتى ما حرموه هم أو غفلت عنه قرون المسلمين ولو كنت أعلم أهل الأرض في زمانك!!))
جوابه: من الذي ادعى الإجماع وهناك من العلماء من خالف و نقلت أقوالهم سابقا
قولك حبيبي في الله: ((ولكننا نناقشك في فهمك للنصوص ابتداءا، فأنت لست في حكم الواجد لما فقده غيره من سابقيه من أهل النظر، من نص في الباب لم يبلغهم، قتعين عليه ترك اجتهاداتهم لما عنده اذ وقف على ما فقدوه وان كثروا، انما أنت واقف على ذات النصوص التي وقفوا عليها من أقدمهم قرنا الى أحدثهم، دون انقطاع، والكلام الآن في التأويل لما بلغك وبلغهم، فتأمل الفرق الدقيق أيها الطالب السلفي بارك الله فيك!))
جوابه: يا أخي هناك علماء أفاضل قالوا به ولست وحدي الذي أقول به وكتب التفسير قد تجد فيها ما قلت به و ما قال به غيري فعب على العلماء السابقين الذين قالوا بقولي وهم اعلم بالتفسير منك و مني
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 11:29]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
عصمة الأنبياء من الصغائر دل على بطلانها نصوص واضحة في استغفار كثير من النبيين عما وقعوا فيه منها، وتوبتهم منه، وشبهتك في أنهم مأمور باتباعهم فكيف يذنبون، مردود عليها بأنهم بشر ونحن بشر وكمالهم كمال بشر لا كمال ملائكة، ولأننا مأمورون باتباعهم والتأسي بهم فما أذنب منهم أحد الا وقد نبهه الله الى ذنبه من فوره وحمله على التوبة منه والاستغفار في أعجل ما يكون ذلك من عبد من العباد وهذا هو محل اقتدائنا بهم!! غب سرعة التوبة والثبات عليها لا في المعصية نفسها أيا ما كانت!! فكل بني آدم خطائون وخير الخطائين التوابون! وهذا في منطوق الحديث خطأ جعله الحديث ذنبا يتاب عليه، وما بين أيدينا هنا في نسيان آدم ذنب أيضا سماه القرءان ذنبا وتاب عليه آدم عليه السلام فغفره الله له، ولا فرق!
أما ما نطلب منك السلف فيه هو قولك بأن نسيان آدم عليه السلام كان نسيان سهو! كان يأكل من الشجرة وما يدري حالئذ أن هذه هي الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها! هذا ان فرضنا أنه هو المراد بنسيان آدم عليه السلام: السهو الذي هو الانغلاق الذهني اللحظي عن الشيء .. فهذا قد عده القرءان ذنبا وقد تاب منه آدم على أي حال .. ولكن قولك أنه من هذا القبيل، هو ما نطالبك بسلفك فيه، وهو قول يخالفه ما جاء من النصوص بينا في كون الشيطان قد زين لهما المعصية وقاسمهما على أن الله ما نهاهما عنها الا لأنها شجرة الخلد وفيها ملك لا يبلى وكذا، فدل ذلك - والله أعلم - على أن نسيانه ما كان على نحو ما فهمته أنت من النسيان، والذي لا يدخل في جملة المعاصي، وانما كان من قبيل الترك لما أمره الله به، أخذا منه بتأويل فاسد جاءه من كائن حذره الله منه وشدد عليه في التحذير، وهو تأويل باطل يخالف ما علمه من ربه بالتلقي المباشر الذي لا واسطة فيه!
فكيف يقال بعد ما توافر من النصوص في المسألة في القرءان والسنة أن نسيان آدم كان من جنس السهو؟؟؟
قولك حبيبي في الله: ((عصمة الأنبياء من الصغائر دل على بطلانها نصوص واضحة في استغفار كثير من النبيين عما وقعوا فيه منها، وتوبتهم منه)).
جوابه: هذه دعوى تحتاج برهان والاستغفار لا يستلزم وقوع الفعل عمدا فهي نصوص أعم من موضع النزاع و عند النظر لن تجد نص يدل على وقوع ذنب منهم عمدا
قولك حبيبي في الله: ((وشبهتك في أنهم مأمور باتباعهم فكيف يذنبون، مردود عليها بأنهم بشر ونحن بشر وكمالهم كمال بشر لا كمال ملائكة، ولأننا مأمورون باتباعهم والتأسي بهم فما أذنب منهم أحد الا وقد نبهه الله الى ذنبه من فوره وحمله على التوبة منه والاستغفار في أعجل ما يكون ذلك من عبد من العباد وهذا هو محل اقتدائنا))
جوابه: هذه دعوى تحتاج برهان فكما أنهم بشر إلا أن الله اجتباهم لتبليغ رسالته كي يقتدي الناس بهم فكيف يقترفون المعاصي فيكون قدوة في الشر إذ من يطع الله إن عصوه و إذا كان النبي يقترف الذنب فكيف بغيره و الاستغفار لا يستلزم الذنب المتعمد
قولك حبيبي في الله: ((فكل بني آدم خطائون وخير الخطائين التوابون! وهذا في منطوق الحديث خطأ جعله الحديث ذنبا يتاب عليه، وما بين أيدينا هنا في نسيان آدم ذنب أيضا سماه القرءان ذنبا وتاب عليه آدم عليه السلام فغفره الله له، ولا فرق))
جوابه: دليك أعم من موضع النزاع ففعل الخطأ شيء و القول بأنه خطأ متعمد شيء آخر و التوبة تجب للخطأ المتعمد و غير المتعمد و إذا خصصت التوبة لخطأ دون خطأ فقد خصصت بلا مخصص.
قولك حبيبي في الله: ((ما نطلب منك السلف فيه هو قولك بأن نسيان آدم عليه السلام كان نسيان سهو))
جوابه: الآية حجتي و إن لم أعرف لي سلف فيها و كيف ابن عباس فسر نسيان العهد بالنسيان الظاهر قال ابن أبي حاتم: ((حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إنما سمي الإنسان؛ لأنه عهد إليه فنسي، وكذا رواه علي بن أبي طلحة عنه)) وقول ابن عباس في تفسير أنه الترك لا يعارض النسيان الحقيقي فنسي الشيء يستلزم تركه كمن فسر من السلف تجري بأعيننا بقوله: تجري بمرأى منا فالرؤية لا تنفي العين.و قال بنسيان آدم ما عهد إليه أيضا ابن زيد و قد قال بهذا القول من هم أقرب للسلف منك كالقاضي عياض وابن العربي.
وأنت من حجتك في أن آدم قد أكل الشجرة متعمدا لا ساهيا ولا ناسيا كما نص القرآن
قولك حبيبي في الله: ((وهو قول يخالفه ما جاء من النصوص بينا في كون الشيطان قد زين لهما المعصية وقاسمهما على أن الله ما نهاهما عنها الا لأنها شجرة الخلد وفيها ملك لا يبلى وكذا، فدل ذلك - والله أعلم - على أن نسيانه ما كان على نحو ما فهمته أنت من النسيان، والذي لا يدخل في جملة المعاصي، وانما كان من قبيل الترك لما أمره الله به، أخذا منه بتأويل فاسد جاءه من كائن حذره الله منه وشدد عليه في التحذير، وهو تأويل باطل يخالف ما علمه من ربه بالتلقي المباشر الذي لا واسطة فيه!))
جوابه: قولك هذا هو خلاف ما نص عليه القرآن و كون الشيطان ذكرهما فهذا لا يستوجب استذكار آدم عليه السلام واستحضاره لعهد الله حال المعصية بل هذا التذكير قبل الخطيئة بعد لحن الحجة و الدليل قوله تعالى: ? فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ? فقوله تعالى: ((فأكلا منها)) أي بعد وسوسة الشيطان لآدم و لحنه في القول فالفاء تدل على الترتيب فبعد الوسوسة نسي العهد فهو ناسي حقيقة و أنت متأول للنسيان بلا دليل والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 11:33]ـ
يا أخي الحبيب ما تتكلم فيه مما يحتاج الى معرفته و مقتضى الكلام فيه موجود في عصرهم و تقتضي الدواعي نقله و مثل هذا قد ضمن الله حفظه و الا ما أمكنك معرفة اجماع أبدا فضلا عن معرفة معاني القرآن و هي أيضا عامتها منقولة من هذه الطرائق والا فلن يصح لك اجماع ابدا و لا حتى في دفع العدو الصائل عن غزة .. فكل ما تحكي فيه اجماعا و الا و لمخالفك أن يحكي فيه الخلاف بقولك: و ما أدراك أن هناك من قال و لم ينقل لنا قوله .... ولن يستقيم لك لا عقيدة لبناء أسرة و لا تربية أولاد و قيام دولة و لا دنيا لبناء اقتصاد و دفع عدو بل و حتى بمعرفة العدو من الصديق ...
حبيبي في الله دواعي النقل إن وجدت فالنقل في الكتب قد ضاع منه البعض بضياع الكتب و النقل في الصدور لم ينقل إلا بعض أقوال فكيف نقول بدواعي النقل مع احتمال الضياع خاصة أن الكثير من الكتب قد ضاعت و كثير من المذاهب اندثرت و لا يمكن الاستدلال بنفي الخلاف على الإجماع.
ودليل فساد هذا القول أن الله حرم الظن و من الظن دعوى الإجماع بحجة عدم الخلاف فهو قطع بالظن من غير دليل قاطع أو دليل يغلب على الظن، فلا يصح.
و اكرر عدم العلم بالخلاف ليس علماً بالعدم فأقوال العلماء كثيرة فلعل الناس اختلفوا ولم ينقل إلينا و كيف نجزم بما ليس لنا به علم من استقراء أقوال العلماء.
إثبات الإجماع دعوى تحتاج إلى دليل، ونافي النزاع لا دليل معه سوى عدم علمه بالمنازع، فلا يصح اعتباره إجماعاً.
قال ابن حزم:
واعلموا أنّ الذي يدعي ويقطع بدعوى الإجماع في مثل هذا أي في المسائل المنفي فيها الخلاف، فإنَّه من أجهل الناس بأقوال الناس واختلافهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل فظهر كذب من ادعى أنَّ ما لا يعرف فيه خلاف فهو إجماع (الإحكام)
قال ابن القيم في أصول مذهب أحمد بن حنبل:
ولم يكن يقدم على الحديث الصحيح عملاً ولا رأياً ...... لاقول صاحب ولا عدم علمه بالمخالف الذي يسميه كثير من الناس إجماعاً (إعلام الموقعين)
و نسبه ابن القيم للشافعي:
وكذلك الشافعي أيضاً نص في رسالته الجديدة على أنَّ ما لا يُعلم فيه خلاف فليس إجماعاً (إعلام الموقعين)
و قال ابن القيم في تفسير قول الإمام أحمد من ادعى الإجماع فهو كاذب:
فهذا هو الذي أنكره الإمام أحمد من دعوى الإجماع، أي اعتبار عدم العلم بالمخالف إجماعاً، لا ما يظن الناس أنه استبعاد لوجوده (إعلام الموقعين)
و إليك ما يدل على فساد هذا القول: و هي أمور تتوافر الهمم على نقلها و مع ذلك الأئمة الأعلام لم يعرفوا وجود المخالف.
قال الشافعي في زكاة البقر: ((في الثلاثين تبيع، وفي الأربعين مسنَّة لا أعلم خلافاً))
ورد عليه ابن حزم فقال: ((وإن الخلاف في ذلك عن جابر بن عبد الله، وسعيد بن المسيب، وقتادة، وعمال ابن الزبير في المدينة، ثم عن إبراهيم النخعي، وعن أبي حنيفة, لأشهر من أن يجهله من يتعاطى العلم)) (الإحكام في أصول الأحكام)
وكان مالك يرى رد اليمين و قال: ((فهذا مما لا اختلاف فيه عند أحد من الناس، ولا بلد من البلدان)) مع أن عثمان كان لا يرى رد اليمين، وكذلك ابن عباس، ومن التابعين الحكم وغيره، وابن أبي ليلى، وأبو حنيفة وأصحابه، وكانوا هم القضاة في ذلك الوقت.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 11:37]ـ
لم يأتِ الدكتور حتى الآن بنقل واحد عن السلف في العصمة أو في تفسير الآية وإنما حشد نقولات عن المتأخرين وبعضها لا يسلم له فهمه منها،وحتى لا نُطيل على الإخوان = نرفع لهم غداً بإذن الله إبطال تلك الضلالات التي قالها الدكتور وافتراها على كلام الله تعالى ..
حبيبي في الله من أول مشاركة لك لآخر مشاركة لك لم تأتنا بنقولات و قد أتيت لك بنقولات و أتيت لك بأقوال للعلماء الذين ذكروا أن بعض السلف قال بقولي فانظر في نقولاتي و فندها و أتنا بنقولاتك و أثبت حجيتها فأنا غدا وبعد غد سأكون غير موجود عندك وقت كافي للتأتي بنقولاتك و لاداعي من الكلام بلا أدلة
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 11:46]ـ
حبيبي في الله دواعي النقل إن وجدت فالنقل في الكتب قد ضاع منه البعض بضياع الكتب و النقل في الصدور لم ينقل إلا بعض أقوال
يا أخي الحبيب هل تعقل ما تقول؟؟ الشيء الذي تتوافر الدواعي على نقله معناه نقله بحفظه .. انما يضيع ما لا تتوافر الدواعي على نقله .... فما قلت الا أن ... ما تتوافر الدواعي على حفظه فلم يحفظ منه شيء .... و اما الأمثلة التي ذكرتموها و هي و ان لم تكن بقدر خطورة عصمة الأنبياء و مع ذلك فهي دليل على ما نقول فها هي قد نقل فيها الخلاف و لم يضع فائت أنت بنقل مثلما أتى ابن حزم و غيره للرد على الشافعي و غيره و لن يكلمك أحد ... و الا يا أخي لن يبقى هناك اجماع اذ حتى ان اجماع الصحابة نفسه معرض لهذا الاحتمال أن لا تكون نقلت الينا مذاهبهم و أقوالهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:00]ـ
ما زال الدكتور يستعجل رزقه صبر يا مولانا .. وعموماً تستطيع أن تتصبر بهذا:
1 - لم تستطع النقل عن واحد من السلف ما يؤيد ما تقول .. وإنما وقف سعيك عند النقل عمن نقل عن بعض أصحاب الشافعي وأحمد و ..
2 - انقل عن واحد فقط من الصحابة أو التابعين أو أتباعهم وافق قولك؟؟
3 - الذي ذكره الآمدي وشيخ الإسلام هو إجماع قطعي محفوظ عن السلف وليس عدم علم بالمخالف.
4 - الذين نقلت عنهم موافقتك -إن صح فهمك عن كلهم- هم حادثون بعد السلف (ويبدو أن عندك خلط في معنى السلف).
5 - وخلافهم حادث بعد إجماع السلف الذي حكاه شيخ الإسلام والآمدي.
6 - وكل خلاف حادث بعد إجماع السلف فهو خلاف غير معتبر.
7 - إجماع السلف ثابت بنقل عالمين، وباستقراء لتفسير كتاب الله الذي وقف عنده السلف آية آية وفسروه ولم يقل واحد منهم هذا الهراء الذي قلته.
8 - ما جوابك عمن يعترض على عقيدتك في الصفات بنفس اعتراضك ويقول: لعل بعض الصحابة فسر آيات الصفات بمثل تفسيرنا (أستغفر الله بل هو تحريف وهو أخف من تحريفك) مع العلم أن تأويلهم لنصوص الصفات أحسن من تأويلك. (وهو تحريف)
9 - انقل عن واحد من الأئمة الأربعة وكتبهم متوافرة = ما يوافق قولك ما دمت تستند إلى بعض أتباعهم.
10 - عندنا إجماع منقول بلفظ الإجماع، وآيات توارد السلف على تفسيرها فلم يُحرفها أحدهم تحريفك، ونقول عن السلف في إثبات ذنوب الأنبياء وأنها معاصي.
تلك عشرة كاملة تصبر بها حتى يأتيك المزيد ..
وإن كان التركيز ضعيفاً لهذه المآسي التي تملأ شاشات العالم ..
رُحماك اللهم بإخواننا فإنهم مستضعفون ولا ناصر لهم سواك ...
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:29]ـ
ما زال الدكتور يستعجل رزقه صبر يا مولانا .. وعموماً تستطيع أن تتصبر بهذا:
1 - لم تستطع النقل عن واحد من السلف ما يؤيد ما تقول .. وإنما وقف سعيك عند النقل عمن نقل عن بعض أصحاب الشافعي وأحمد و ..
2 - انقل عن واحد فقط من الصحابة أو التابعين أو أتباعهم وافق قولك؟؟
3 - الذي ذكره الآمدي وشيخ الإسلام هو إجماع قطعي محفوظ عن السلف وليس عدم علم بالمخالف.
4 - الذين نقلت عنهم موافقتك -إن صح فهمك عن كلهم- هم حادثون بعد السلف (ويبدو أن عندك خلط في معنى السلف).
5 - وخلافهم حادث بعد إجماع السلف الذي حكاه شيخ الإسلام والآمدي.
6 - وكل خلاف حادث بعد إجماع السلف فهو خلاف غير معتبر.
7 - إجماع السلف ثابت بنقل عالمين، وباستقراء لتفسير كتاب الله الذي وقف عنده السلف آية آية وفسروه ولم يقل واحد منهم هذا الهراء الذي قلته.
8 - ما جوابك عمن يعترض على عقيدتك في الصفات بنفس اعتراضك ويقول: لعل بعض الصحابة فسر آيات الصفات بمثل تفسيرنا (أستغفر الله بل هو تحريف وهو أخف من تحريفك) مع العلم أن تأويلهم لنصوص الصفات أحسن من تأويلك. (وهو تحريف)
9 - انقل عن واحد من الأئمة الأربعة وكتبهم متوافرة = ما يوافق قولك ما دمت تستند إلى بعض أتباعهم.
10 - عندنا إجماع منقول بلفظ الإجماع، وآيات توارد السلف على تفسيرها فلم يُحرفها أحدهم تحريفك، ونقول عن السلف في إثبات ذنوب الأنبياء وأنها معاصي.
تلك عشرة كاملة تصبر بها حتى يأتيك المزيد ..
وإن كان التركيز ضعيفاً لهذه المآسي التي تملأ شاشات العالم ..
رُحماك اللهم بإخواننا فإنهم مستضعفون ولا ناصر لهم سواك ...
قد ذكرت وفيات العلماء من أجل كشف بطلان قولك فالقرطبي أقدم من ابن تيمية نقل وجود مخالف و القاضي عياض أقدم من الآمدي نقل وجود مخالف أنت تأخذ ما تهواه وتترك ما لا تهواه
هل جهل الإجماع ابن العربي وعلمه ابن تيمية مع أن ابن العربي أقدم؟
هل جهل الإجماع البغوي و علمه ابن تيمية مع أن البغوي أقدم؟
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم و إجماع علم من علماء أقدم وجود مخالف كيف يقال أنه إجماع فتنقل الإجماع عمن أقدم من الجميع حتى تصح دعواك و إلا فلا تدعي ما ليس لك به علم
و أنت انقل عن واحد من الأئمة الأربعة أنه قال حدوث معاصي الأنبياء تعمدا مازلت تغفل عن محل نزاعي معك أنت ناقل عن ابن تيمية و ابن تيمية خالفه من هو أقدم منه و إمام بحر
ولا ألزم بشيء علم وجود مخالف شئت أم أبيت
(يُتْبَعُ)
(/)
آيات الصفات لم يأتي أحد بأنها أولت و نصوص العلماء القدامى صريحة أما مسألتنا فأين النصوص الذين يثبتون فيها وقوع الذنوب منهم تعمدا وقصدا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:30]ـ
أخي الحبيب الناصح أكرر قولي يجب العمل بالدليل و إن لم يعرف أن أحد عمل به و كلام العلماء واضح في المسألة.
قولك حبيبي في الله: ((الأئمة الذين نقلتَ عنهم القول هنا يتكلمون في نص يبلغنا فنرده بقول فلان وفلان ممن لم يبلغهم ذلك النص))
جوابه: هناك الكثير من النصوص الدالة على عصمة الأنبياء قد بينت طرف منها سابقا و أنت تتكلم معي في عصمة الأنبياء أو صدور معصية آدم نسيانا و قد قامت أدلة على هذه وهذه فلو سلمنا جدلا عدم وجود قائل من لعلماء به فهذا لا يضير دلالة النصوص على العصمة.
قلت: عدم وجود قائل بأي شيء؟ أخي راجع ما رددتَ عليه من كلامي جيدا وفقك الله، فكلامي هنا متعلق بما نقلته أنت من نصوص في ردك السابق، وبيان مورد تلك النقولات وبعده عما أنت فيه ... فتنبه!
قولك حبيبي في الله: ((من الذي له أن يقول كما هو مأثور عن بعض السلف: "أقول لك قال رسول الله وتقول لي قال فلان وفلان؟ "؟ أهو رجل عامي أو في حكمه من حيث ضعف آلة النظر وقصرها؟ أم أنه العالم الذي حقق - على الأقل - ملكة الفهم والنظر والتمييز للسان الوحي والتحصل على أحكم الأفهام للنصوص وأضبطها جميعا: أفهام السلف الأول رضي الله عنهم؟؟))
جوابه: رجل الدين غير معصوم من أن يخطيء في الفهم والحديث الصحيح الذي في سنن أبي داود:
((نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه))
و الصحابة والتابعين و غيرهم من العلماء قامت الأدلة على خطأ بعضهم في بعض المسائل فكيف يكون قولهم حجة في دين الله و قد خالف الصحابة بعضهم بعض و خالف التابعين بعض الصحابة في مسائل والعكس و لم يدع أحد منهم عصمة القول له و لا أن قوله هو الذي يجب على الجميع فهم الكتاب والسنة به.
و الله قد يفتح على الأعجمي ما لم يفتحه على العربي و ليس الحق حكرا على العربي
يا سيدي فتح الله عليك، الله قد يفتح على الأعجمي ان تعلم ما به تزول العجمة، لا وهو باق على عجمته!!! هذا هو مرادي فافهمه ولا داعي للجاج!
ثم أنا لا أكلمك عن عصمة ولا أقول بحجية قول الواحد من الصحابة اذا انفرد بقوله أصلا، فأين فيما كتبته لك في أي من مشاركاتي وجدت ما يوحي بهذا؟؟؟
قولك حبيبي في الله: ((النص كما حفظ، فقد حفظ فهمه معه))
جوابه: لو كان الفهم قد حفظ معه لما تضاربت أقوال العلماء في كثير من المسائل، والنص قد حفظ و ما يمكن به أن يفهم لا بفهمه إذ يرد عليك ذلك وجود مسائل مختلف فيها ووجود أفهام للعلماء قد ضاعت.
عجبت لأمرك أيها السلفي! ألا تدري لازم كلامك في مخالفة هذه العبارة؟؟ لازمه أن الفهم الصحيح للنص قد ضاع وتبدد عبر قرون الأمة، فخفي عن الأمة مع توافر الداعي على حفظه فيها!! أما تضارب أقوال العلماء فلا يعني أن الفهم الصحيح لها والقول الصواب المأخوذ منها قد يضيع فلا يبقى موجودا فيما بين أيديهم من الأقوال المحصورة في كل مسألة! بل الحق والصواب لا يخرج عن جملة ما هو محفوظ عنهم - سيما الأولون منهم - لامتناع أن تضل الأمة في أي مسألة من مسائل دينها في عصر من عصورها! أما أفهام العلماء التي ضاعت هذه فلو زعمت ضياع القول الحق والصواب معها لنسبت الأمة الى الضلالة فتنبه!! وليتك تتامل قوله عليه السلام: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق .. " الحديث، وعموم كلمة "الحق" هنا اذ لا يخصصها مخصص، فهي في الأصول كما في الفروع سواء!
قولك حبيبي في الله: ((لو كنت في صحراء مثلا أو في بلاد عمت بها الجهالة ولم تقع يدك الا على هذا النص الواحد وفهمته - على قدر فهمك - على وجه ما ولم تجد من هو أعلم منك حيث أنت لتتحقق من صحة فهمك هذا، فلا كتب مطبوعة ولا عالم رباني مشهود له بالسنة والعلم، فحينئذ لا يجوز لك أن تترك ذلك النص بدعوى أنه ربما كان منسوخا أو ربما كان كذا أو كان كذا، ولما يصل الى علمك غيره في بابه!!))
جوابه: عند وجودي في مكان لا يمكنني معه العلم بالمسألة إلا بأحد أدلتها فيجب على العمل بهذا الدليل لأن هذه هي تقوى الله قدر استطاعتي في هذه الحالة
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: سبحان الله! وهل قلت أنا الا بهذا؟؟ أم أنه الرد لمجرد الرد يا دكتور؟ سامحك الله!
قولك حبيبي في الله: ((كان النبي عليه السلام لا يرد الدهن، كما دلت السنن! أرأيت لو أنك رجل غير مؤهل للنظر ولا فاهم للسان العرب ولا مجيد له - وهي أمور يتطلب تحصيلها ما تعلم مما أسأل الله أن تكون قد ضربت فيه بسهم وافر - فسمعت هذا النص، فأكثرت على أثر فهمك الفاسد من أكل دهون اللحم وشحومها بدعوى أن هذا ما جاءك به النص، ولما جاءك طلبة علم قالوا لك انما المراد الطيب، قلت لهم: أقول لك قال الرسول وتقول لي قال فلان وفلان ... أيكون منك هذا عملا يقرك عليه العقلاء؟؟؟ ((
جوابه: أنت تستدل بنصوص أخطيء فهمها و الخطأ ورارد على الصحابي و على التابعي وعلى الأئمة الأعلام
قلت: عجبا لك! هل خطأ هذا العامي يستوي مع خطأ الصحابة والأئمة والتابعين و .... ؟؟ ما هذا الكلام؟؟؟؟ أتنتصر لأخطاء الجاهلين غير المعذورين يا دكتور؟؟؟ سبحان الله!
قولك حبيبي في الله: ((ولك في حديث الرجل الذي احتلم في غزوة وكان مشجوجا في رأسه فأمره أصحابه بأن يغتسل ولم يروا له العذر فمات، فلما بلغ النبي عليه السلام أمرهم قال قتلوه قتلهم الله: هلا سألوا اذ لم يعلموا؟؟))
جوابه: هذا حجة عليك لا لك فهذا يدل على جواز خطأ الصحابي في الفهم فلا يكون قوله حجة ملزمة فضلا عن قول تابعي أو إمام من الأئمة.
قلت: أي حجة يا مولانا؟ نعم هذه نصوص أخطئ في فهمها وليس هذا محل استدلالي كما كنت أرجو ألا يخفاك، وانما استدللت بموقف النبي عليه السلام من ذلك، فالمخطئ هنا كان جاهلا مفرطا، ولم يتلمس ما يجب عليه من السؤال والتعلم قبل أن يفتي بما أهلك به صاحبه .. فهل اتضح مرادي أم أكرر؟؟
قولك حبيبي في الله: ((الله لن يحرم قرونا قبلك من هذا الصواب يخفيه عن الناس جميعا ويظهره اليوم لك أنت))
جوابه: من قال أن هذا الفهم ظهر لي بل هناك علماء أفاضل قالوا به قبل ابن تيمية رحمه الله وبعده بل هناك من العلماء من نسب لبعض السلف هذا القول و لكن لم ينص على أسمائهم كالقاضي عياض و القرطبي و هم أقدم من ابن تيمية و أقرب للقرون الثلاثة منه.
قلت: كنت أتكلم بعموم فخصصته أنت، ولكن لا بأس .. كلامك هذا سيأتي جوابه لاحقا ..
قولك حبيبي في الله: ((فلو كان فهمك هو الصواب لما انقطع أثره عن السلف ولما اندثر ولما ضاع في جملة ما ضاع من الكتب والمصنفات القديمة التي تحتج بضياعها لامكان أن يكون قولك مما ضاع فيها))
جوابه: يا أخي هناك من العلماء من قال أن جماعة من السلف قال به كالقاضي عياض ومنهم من نسبه لبعض أصحاب مالك و أبي حنيفة والشافعي فهل أصدق القرطبي أم أصدقك و هل أصدق القاضي عياض أم أصدقك فإذا كان قد وجد من العلماء من نسب هذا القول لبعض السلف فلما العدول و دعوى عدم الورود و إذا كان هذا ما عرفناه فكيغ بما لم نعرفه؟!!
قلت: يلحق هذا بما قبله ...
قولك حبيبي في الله: ((فالذي اتفق عليه المسلمون من جملة أقوال في تأويل هذه النصوص ذاعت وانتشرت بينهم، حتى صار الخارج عليها شاذا على اجماعهم، مجهلا لهم، هذه الأقوال يلزمك الرجوع اليها ومراجعة فهمك عليها، لأنك لن تؤتى ما حرموه هم أو غفلت عنه قرون المسلمين ولو كنت أعلم أهل الأرض في زمانك!!))
جوابه: من الذي ادعى الإجماع وهناك من العلماء من خالف و نقلت أقوالهم سابقا
قلت: اتفاق الأمة على جملة أقوال لا يعلمون غيرها في بابها من السلف الأول والقرون الفاضلة: كاتفاقها على قول واحد = اجماع! أما هذه المسألة وما فهمته أنت من القول الذي نقلته فيها ومن انه يوافق ما تقول به، فقضية أخرى!
لا داعي للتعقيب على هذه التعقيبات التي وضعتها على تعقيبك هذا يا دكتور، ودعنا في مسألتنا، أسأل الله أن يهدينا واياك الى سواء السبيل.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:34]ـ
ما زال الدكتور يستعجل رزقه صبر يا مولانا .. وعموماً تستطيع أن تتصبر بهذا:
1 - لم تستطع النقل عن واحد من السلف ما يؤيد ما تقول .. وإنما وقف سعيك عند النقل عمن نقل عن بعض أصحاب الشافعي وأحمد و ..
2 - انقل عن واحد فقط من الصحابة أو التابعين أو أتباعهم وافق قولك؟؟
3 - الذي ذكره الآمدي وشيخ الإسلام هو إجماع قطعي محفوظ عن السلف وليس عدم علم بالمخالف.
4 - الذين نقلت عنهم موافقتك -إن صح فهمك عن كلهم- هم حادثون بعد السلف (ويبدو أن عندك خلط في معنى السلف).
5 - وخلافهم حادث بعد إجماع السلف الذي حكاه شيخ الإسلام والآمدي.
6 - وكل خلاف حادث بعد إجماع السلف فهو خلاف غير معتبر.
7 - إجماع السلف ثابت بنقل عالمين، وباستقراء لتفسير كتاب الله الذي وقف عنده السلف آية آية وفسروه ولم يقل واحد منهم هذا الهراء الذي قلته.
8 - ما جوابك عمن يعترض على عقيدتك في الصفات بنفس اعتراضك ويقول: لعل بعض الصحابة فسر آيات الصفات بمثل تفسيرنا (أستغفر الله بل هو تحريف وهو أخف من تحريفك) مع العلم أن تأويلهم لنصوص الصفات أحسن من تأويلك. (وهو تحريف)
9 - انقل عن واحد من الأئمة الأربعة وكتبهم متوافرة = ما يوافق قولك ما دمت تستند إلى بعض أتباعهم.
10 - عندنا إجماع منقول بلفظ الإجماع، وآيات توارد السلف على تفسيرها فلم يُحرفها أحدهم تحريفك، ونقول عن السلف في إثبات ذنوب الأنبياء وأنها معاصي.
تلك عشرة كاملة تصبر بها حتى يأتيك المزيد ..
وإن كان التركيز ضعيفاً لهذه المآسي التي تملأ شاشات العالم ..
رُحماك اللهم بإخواننا فإنهم مستضعفون ولا ناصر لهم سواك ...
أنت لم تأتنا بما تعيبه علي و قد علم الخلاف في المسألة فلا داعي لهذه الدعاوي
وعدم العلم ليس علما بالعدم و بعض أصحاب الأئمة كما نقل القرطبي خالفوا و هو من المالكية و اعلم بعلمائها و كذلك القاضي لا تقف ما ليس لك به علم أما أن تأت بنصوص صريحة أو لا تتقول على العلماء ما لم يقولوا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:58]ـ
الله المستعان (!)
لا أدري كيف لمن هذا فهمه أن يتكلم فيما لا سلف له فيه (!)
السلف يا دكتور هم القرون المفضلة: الصحابة والتابعون وأتباعه ..
شيخ الإسلام والآمدي نقلا إجماع هؤلاء (السلف) على عدم العصمة وأنه لم ينقل عنهم هذا القول الباطل .. وحكوا الخلاف عمن بعدهم من المعتزلة والرافضة ومن تأثر بهم من الأشاعرة كالقاضي عياض ..
وأنا طالبتُك بنقل واحد عن هؤلاء (السلف) وزدتك من بعدهم إلى الإمام الطبري = يثبت أنه قال بقولك في تفسير الآية ..
كلُ هؤلاء الذين ذكرتهم حادثون بعد من نقل عنهم الإجماع وكل خلاف بعد إجماع السلف فهو غير معتبر (صعبة دي؟؟)
أما أن يخفى الإجماع عليهم فدعك من هذا الهراء فكل الذين سميتَهم: ابن العربي والقرطبي والقاضي = مخالفون للسلف في كثير من مسائل الاعتقاد في الإيمان والصفات؛ فأي عجب في أن يضلوا في مسألة العصمة أيضاً (؟؟)
يا مولانا الدكتور السلفي نريد يا سلفي نقلاً عن إمام سلفي من أهل السنة والجماعة من القرون المفضلة والأئمة الأربعة وطبقتهم = يؤيد زعمك في مسألة العصمة أو في تفسير قصة آدم ...
قل هذا هو النقل أو قل لا أعلم لي سلفاً من هؤلاء ..
إرحمنا ولا تُطل علينا ولا على إخوانك بالمشاركات الكثيرة الفقيرة الخالية مما طولبتَ به ..
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 01:13]ـ
لا داعي للتعقيب على هذه التعقيبات التي وضعتها على تعقيبك هذا يا دكتور، ودعنا في مسألتنا، أسأل الله أن يهدينا واياك الى سواء السبيل.
قو لك: ((قلت: عدم وجود قائل بأي شيء؟ أخي راجع ما رددتَ عليه من كلامي جيدا وفقك الله، فكلامي هنا متعلق بما نقلته أنت من نصوص في ردك السابق، وبيان مورد تلك النقولات وبعده عما أنت فيه ... فتنبه!))
جوابه: لا داعي للتكرار فأنت عقبت علي و كلامي في الأصل بخصوص المسألة التي نتناقش فيها.
قولك: ((الله قد يفتح على الأعجمي ان تعلم ما به تزول العجمة، لا وهو باق على عجمته!!! هذا هو مرادي فافهمه ولا داعي للجاج!))
جوابه: قد يفتح الله عليه وهو باق على عجمته فالنص عام و لاتخصيص بلا مخصص و قد رأينا بعض العجم يفتح الله عليه مسائل دينية ما لا يفتحه العربي و الأعجمي قد يفهم من القرآن ما لا يفهمه العربي مع عجمته و التاريخ شاهد بذلك فكم خدم الإسلام من الأعاجم.
قولك: ((ثم أنا لا أكلمك عن عصمة ولا أقول بحجية قول الواحد من الصحابة اذا انفرد بقوله أصلا، فأين فيما كتبته لك في أي من مشاركاتي وجدت ما يوحي بهذا؟؟؟ ((
أنا اناقشك في دليك الذي عقبت به علي فأنت تقول بأن السلفي هو الذي يفهم الكلام فأجبتك بأن السلفي قد يخطيء و غيره قد يصيب.
قولك: ((عجبت لأمرك أيها السلفي! ألا تدري لازم كلامك في مخالفة هذه العبارة؟؟ لازمه أن الفهم الصحيح للنص قد ضاع وتبدد عبر قرون الأمة، فخفي عن الأمة مع توافر الداعي على حفظه فيها!!))
يا أخي النص نفسه محفوظ و هذا ما تكفل الله به أما الفهم للنصوص فقد يضيع و التاريخ شاهد على ذلك و لذلك الحجة في النص و ما يوافقه و نحن متعبدون بالنص لا بأقوال العلماء و مادام النص موجودا فلابد من وجود من يقول بالفهم الصحيح علمناه أو لم نعلمه
قولك: ((أما تضارب أقوال العلماء فلا يعني أن الفهم الصحيح لها والقول الصواب المأخوذ منها قد يضيع فلا يبقى موجودا فيما بين أيديهم من الأقوال المحصورة في كل مسألة))
الفهم الصحيح يرزق الله الأمة من يقول به علمناه أو لم نعلمه و دليل الفهم الصحيح موجود.
قولك: ((والصواب لا يخرج عن جملة ما هو محفوظ عنهم - سيما الأولون منهم - لامتناع أن تضل الأمة في أي مسألة من مسائل دينها في عصر من عصورها!))
وجود القائل بالحق لا يستلزم حفظ قوله و الأمة لا تجتمع على ضلالة فهناك من يقول بالحق لكن من أين لنا أن قوله محفوظ.
قولك: ((أما أفهام العلماء التي ضاعت هذه فلو زعمت ضياع القول الحق والصواب معها لنسبت الأمة الى الضلالة فتنبه!!))
حبيبي في الله: النص موجود و يوجد من العلماء من يفهمه على المعنى الصحيح لكن أين الدليل على حفظ قوله؟
قولك: ((وليتك تتامل قوله عليه السلام: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق .. " الحديث، وعموم كلمة "الحق" هنا اذ لا يخصصها مخصص، فهي في الأصول كما في الفروع سواء))
دليل خارج عن محل النزاع فوجود القائل بالحق لا يستلزم حفظ قوله و الحديث عن وجود القائل بالحق لا عن حفظ قول القائل بالحق.
قولك: ((! هل خطأ هذا العامي يستوي مع خطأ الصحابة والأئمة والتابعين و .... ؟؟ ما هذا الكلام؟؟؟؟ أتنتصر لأخطاء الجاهلين غير المعذورين يا دكتور؟؟؟))
أنا لا انتصر لكن ورود الخطأ ينفي القول بعصمته هذا هو شاهد إيرادي هذا
قولك: ((فالمخطئ هنا كان جاهلا مفرطا، ولم يتلمس ما يجب عليه من السؤال والتعلم قبل أن يفتي بما أهلك به صاحبه .. فهل اتضح مرادي أم أكرر؟؟))
اتضح حبيبي في الله وليتك ذكرت مرادك بدل من فهمي لمرادك غير الوجه الذي تريده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 01:22]ـ
الله المستعان (!)
لا أدري كيف لمن هذا فهمه أن يتكلم فيما لا سلف له فيه (!)
السلف يا دكتور هم القرون المفضلة: الصحابة والتابعون وأتباعه ..
شيخ الإسلام والآمدي نقلا إجماع هؤلاء (السلف) على عدم العصمة وأنه لم ينقل عنهم هذا القول الباطل .. وحكوا الخلاف عمن بعدهم من المعتزلة والرافضة ومن تأثر بهم من الأشاعرة كالقاضي عياض ..
وأنا طالبتُك بنقل واحد عن هؤلاء (السلف) وزدتك من بعدهم إلى الإمام الطبري = يثبت أنه قال بقولك في تفسير الآية ..
كلُ هؤلاء الذين ذكرتهم حادثون بعد من نقل عنهم الإجماع وكل خلاف بعد إجماع السلف فهو غير معتبر (صعبة دي؟؟)
أما أن يخفى الإجماع عليهم فدعك من هذا الهراء فكل الذين سميتَهم: ابن العربي والقرطبي والقاضي = مخالفون للسلف في كثير من مسائل الاعتقاد في الإيمان والصفات؛ فأي عجب في أن يضلوا في مسألة العصمة أيضاً (؟؟)
يا مولانا الدكتور السلفي نريد يا سلفي نقلاً عن إمام سلفي من أهل السنة والجماعة من القرون المفضلة والأئمة الأربعة وطبقتهم = يؤيد زعمك في مسألة العصمة أو في تفسير قصة آدم ...
قل هذا هو النقل أو قل لا أعلم لي سلفاً من هؤلاء ..
إرحمنا ولا تُطل علينا ولا على إخوانك بالمشاركات الكثيرة الفقيرة الخالية مما طولبتَ به ..
قدحك في هؤلاء العلماء بدعوى مخالفتهم للسلف في بعض الأمور الاعتقادية و قولك بتأثر القاضي عياض بالأشاعرة فهذا طعن فيهم لنصر دعواك و كم وقعت في الخطأ بسبب هذا الفهم الذي لا أثارة عليه من علم و أين هي النقوولات عن الأئمة الأربعة فضلا عن غيرهم في هذا الإجماع المذعوم و الفارق الزمني بين ابن تيمية والآمدي و السلف كبير أما لعدم علم ابن تيمية رحمعه الله بالمخالف فكيف يسلم لرجل جاء بعد السلف بقرون بحكايته الإجماع عن السلف و من قارب السلف في القرون تبطل كلامه بدعوى تأثره بالأشاعرة و هل لو نقل أشعري قول للسلف ولا يعلم أنه ممن كذب على العلماء ولا ممن ينصر بدعته بالكذب لا نقبل كلامه
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 01:27]ـ
[ SIZE=5] شيخ الإسلام والآمدي نقلا إجماع هؤلاء (السلف) على عدم العصمة وأنه لم ينقل عنهم هذا القول الباطل .. وحكوا الخلاف عمن بعدهم من المعتزلة والرافضة ومن تأثر بهم من الأشاعرة كالقاضي عياض ..
إرحمنا ولا تُطل علينا ولا على إخوانك بالمشاركات الكثيرة الفقيرة الخالية مما طولبتَ به ..
ارحمنا أنت بعدم التزامك بالأسلوب العلمي للمناقشة والاستدلالتك التي لا أثارة عليها من علم شخص يحكي عمن سبقه بقرون تقبل حكايته ومن قريب منهم لا تقبل حكايته سبحان الله!!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 01:32]ـ
ابن تيمية وغيره معهم دليل صدقهم فتفسيرات السلف لآيات ذنوب الأنبياء لا أثر فيها لافتراءك وتحريفاتك لكلام الله ..
والنقول عن السلف فيها عدم العصمة وليس فيها نص واحد يوافق تحريفاتك وقولك الباطل ..
وعجب لمن يحثنا على قبول نقل الأشعري لكلام السلف وهو مع ذلك يرد نقل ابن تيمية لإجماع السلف (!!!!!!!!)
ومع ذلك فلم ينقل أشاعرتك الذين نقلت عنهم عن السلف شيئاً وغاية ما في نقولهم النقل عن بعض أصحاب الأئمة وليس أولئك هم السلف ..
بالمناسبة: القاضي عياض وحزبه الذين نقلت عنهم أشاعرة حقيقة لا دعوى إلا إن كان لك اختراع جديد في هذا ..
وبالمناسبة: الأشاعرة ينقلون عن السلف التفويض فاقبله منهم بالمرة ..
واعذرهم فلم يخالفوا السلف في الصفات فغاية مالديك في الصفات عدم علم بالمخالف ..
شوف يا دكتور الجواب الصحيح يُكتب هكذا:
أقر أنا ربيع السلفي أني قلتُ قولاً لا أعلم أن أحداً من الصحابة أو التابعين وأتباعه أو الأئمة الأربعة وطبقتهم قال به.
صدقني اكتب هذا فهو صدق لا كذب فيه وسهل لا صعب فيه وعلم لا دعوى فيه ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 01:39]ـ
قولك حبيبي في الله: ((عصمة الأنبياء من الصغائر دل على بطلانها نصوص واضحة في استغفار كثير من النبيين عما وقعوا فيه منها، وتوبتهم منه)).
جوابه: هذه دعوى تحتاج برهان والاستغفار لا يستلزم وقوع الفعل عمدا فهي نصوص أعم من موضع النزاع و عند النظر لن تجد نص يدل على وقوع ذنب منهم عمدا
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: التعمد فيه تفصيل دقيق يا دكتور، فان قلنا أن المراد بالتعمد: مجرد الاختيار الحر لفعل الذنب، فهذا وجه، يختلف عن لو قلنا أن المراد به: الاصرار على فعل الذنب، وهذا وجه آخر، بخلاف لو قلنا أن التعمد يراد به: الاستحلال لفعل الذنب!
مراتب ثلاثة ليتك تتأمل فيها بروية، ولو فعلت لزال عنك الاشكال كله ان شاء الله!
قولك حبيبي في الله: ((وشبهتك في أنهم مأمور باتباعهم فكيف يذنبون، مردود عليها بأنهم بشر ونحن بشر وكمالهم كمال بشر لا كمال ملائكة، ولأننا مأمورون باتباعهم والتأسي بهم فما أذنب منهم أحد الا وقد نبهه الله الى ذنبه من فوره وحمله على التوبة منه والاستغفار في أعجل ما يكون ذلك من عبد من العباد وهذا هو محل اقتدائنا))
جوابه: هذه دعوى تحتاج برهان فكما أنهم بشر إلا أن الله اجتباهم لتبليغ رسالته كي يقتدي الناس بهم فكيف يقترفون المعاصي فيكون قدوة في الشر إذ من يطع الله إن عصوه و إذا كان النبي يقترف الذنب فكيف بغيره و الاستغفار لا يستلزم الذنب المتعمد
قلت: قد اجتباهم واصطفاهم نعم، وقد وقعوا مع ذلك فيما عده القرءان ذنبا، وتابوا منه، وظلت لهم منزلة النبوة والرسالة وظل الناس يتبعونهم ولا فرق! فأنت من عليه أن يبرهن على صحة دعواه بأن ما وصفه القرءان بأنه ذنب وظلم للنفس من قبل النبي، هذا لا يكون بعمد وارادة، وانما من السهو والنسيان!!! أنت الآن الذي اتسع عرض دعواك بكلامك هذا أيما اتساع، ليخرج عن حالة آدم عليه السلام الذي تأولت قول الله فيه ((فنسي ولم نجد له عزما)) فيشمل سائر من جاء النص على أنهم أذنبوا وتابوا من النبيين! وما معنا في حقهم الا أنهم أذنبوا تابوا، فقدم أنت برهانك النقلي الواضح على هذا التخصيص لذلك العموم في حقهم ان كنت صادقا!!
ثم يا أخي لو لم يكن الذنب من اختيار حر وارادة لفاعله، فما معنى الاستغفار منه أصلا؟؟ الاستغفار والتوبة يعني العزم على عدم العود، وطلب عدم المؤاخذة! فلو لم أكن مختارا لفعل الذنب من غفلة أو غيرها وهو التعمد - بغض النظر تعمدت وتقصدت بذلك أن أخالف أمر ربي أم أنه قد حملني شيء من هوى النفس على غفلة عن مقام العبودية فزللت، وبغض النظر أكان الذنب في صغيرة أو كبيرة - أفيكون من العدالة الربانية أن أؤاخذ بما لم أقم به مريدا مختارا، وقد علمتُ أنه منهي عنه وليس لي فعله؟؟؟
قولك حبيبي في الله: ((فكل بني آدم خطائون وخير الخطائين التوابون! وهذا في منطوق الحديث خطأ جعله الحديث ذنبا يتاب عليه، وما بين أيدينا هنا في نسيان آدم ذنب أيضا سماه القرءان ذنبا وتاب عليه آدم عليه السلام فغفره الله له، ولا فرق))
جوابه: دليك أعم من موضع النزاع ففعل الخطأ شيء و القول بأنه خطأ متعمد شيء آخر و التوبة تجب للخطأ المتعمد و غير المتعمد و إذا خصصت التوبة لخطأ دون خطأ فقد خصصت بلا مخصص.
قلت أي مخصص هذا الذي تتكلم عنه؟ الخطأ غير المتعمد هذا قد دلت نصوص على أننا غير مؤاخذين به كما ورد جواب الله تعالى "قد فعلت" عند قوله عز وجل ((ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا)) بل تأمل ما في خطأ المجتهد من الأجر الواحد مع أنه مخطئ أصلا!! فان لم تكن هذه مخصصات ومفقرات بين معنً للخطأ مذموم يستحق الواقع فيه العقوبة وبين غيره ليس بمذموم، فما هي المخصصات يا دكتور التي تسأل عنها؟؟؟؟ وفي المقابل فأنت من يخصص بغير مخصص، وقد بينا لك أن النسيان لغة - كالخطأ تماما - أعم مما ذهبت أنت اليه بلا مخصص سوى تقعيد عام قد بينا لك أن النص لا يعضده أصلا، بل ينقضه بوضوح!!
قولك حبيبي في الله: ((ما نطلب منك السلف فيه هو قولك بأن نسيان آدم عليه السلام كان نسيان سهو))
جوابه: الآية حجتي و إن لم أعرف لي سلف فيها ....
قلت: وهنا يا مولانا يتضح لك مرادي بأن جهلك بالسلف لا يقاس على جهل التابعي أو الامام من الأئمة بالسلف له في مذهبه!! فأنت أعجمي في فهمك لها أصلا! الآية لا حجة لك فيها لاحتمالها وجهين يجب عليك للقول بأحدهما أن تتخذ الى ذلك دليلا اضافيا!!
تامل قوله تعالى: ((فاليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا)) .. من الواضح أننا لو تركنا هذه الآية بين يديك لتفهمها لوحدك، لخرجت منها بالعجب العجاب!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
يا مولانا هذا خلاصة ما نريد أن نقوله لك: ان لم تبحث عن سلف لك يوافقك فيما اخترته من الوجهين المعنويين لكلمة النسيان فلا دليل لك، وأنت من يخصص بلا مخصص!! الى الآن أنت لا تضبط فهما لهذه القضية الدقيقة، فالله المستعان!
و كيف ابن عباس فسر نسيان العهد بالنسيان الظاهر قال ابن أبي حاتم: ((حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إنما سمي الإنسان؛ لأنه عهد إليه فنسي، وكذا رواه علي بن أبي طلحة عنه))
قلت ليس في هذا رائحة الدلالة على أن مراد ابن عباس بالنسيان هنا: السهو!!
وقول ابن عباس في تفسير أنه الترك لا يعارض النسيان الحقيقي فنسي الشيء يستلزم تركه
قلت: ما أعجبك يا دكتور وما أذم ليك لأعناق النصوص! سبحان الملك!! سلمنا لك بأنه لا يعارضه، فأين دليلك على أن المراد هو النسيان "الحقيقي" تخصيصا وليس عموم الترك؟؟؟
كمن فسر من السلف تجري بأعيننا بقوله: تجري بمرأى منا فالرؤية لا تنفي العين.و قال بنسيان آدم ما عهد إليه أيضا ابن زيد و قد قال بهذا القول من هم أقرب للسلف منك كالقاضي عياض وابن العربي.
قلت: أرأيت أنك لست على شيء؟
وأنت من حجتك في أن آدم قد أكل الشجرة متعمدا لا ساهيا ولا ناسيا كما نص القرآن
قلت: حرر يا دكتور معنى التعمد ومعنى النسيان، - واختر مذهبك بالدليل لا بقولك لعله قد ذهب اليه غيري واندثر!! - ترتاح وتريحنا!!!
قولك حبيبي في الله: ((وهو قول يخالفه ما جاء من النصوص بينا في كون الشيطان قد زين لهما المعصية وقاسمهما على أن الله ما نهاهما عنها الا لأنها شجرة الخلد وفيها ملك لا يبلى وكذا، فدل ذلك - والله أعلم - على أن نسيانه ما كان على نحو ما فهمته أنت من النسيان، والذي لا يدخل في جملة المعاصي، وانما كان من قبيل الترك لما أمره الله به، أخذا منه بتأويل فاسد جاءه من كائن حذره الله منه وشدد عليه في التحذير، وهو تأويل باطل يخالف ما علمه من ربه بالتلقي المباشر الذي لا واسطة فيه!))
جوابه: قولك هذا هو خلاف ما نص عليه القرآن و كون الشيطان ذكرهما فهذا لا يستوجب استذكار آدم عليه السلام واستحضاره لعهد الله حال المعصية بل هذا التذكير قبل الخطيئة بعد لحن الحجة و الدليل قوله تعالى: ? فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ? فقوله تعالى: ((فأكلا منها)) أي بعد وسوسة الشيطان لآدم و لحنه في القول فالفاء تدل على الترتيب فبعد الوسوسة نسي العهد فهو ناسي حقيقة و أنت متأول للنسيان بلا دليل والله المستعان
قلت: ما هذا العجب؟؟؟ نعم الوسوسة نسي آدم العهد بعدها وبسببها، فكان ماذا؟؟؟؟؟ بل ان هذا الكلام حجة عليك لو تاملت والسبب واضح، أنه لو كان من الأصل ناسيا ساهيا، وجاءه ابليس وقال له ما قال، لذكره بما كان ساهيا عنه أصلا، ولانتقض عليك قولك بأنه كان ساهيا!! ولا يمكن أن يكون كلام ابليس سببا في تسهيته عن نهي الله له لأنه في الحقيقة قد ذكره به كما في قوله تعالى: ((وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ))!! فكفاك مكابرة يا أخي هداك الله!!!
.
الله المستعان!!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 01:46]ـ
أما الفهم للنصوص فقد يضيع و التاريخ شاهد
أبن هو هذا الشاهد؟؟؟ ما نقلته لا يعدو نقلا خفي عن البعض و علمه البعض الآخر و هو معروف من عهد الصحابة و هذا دليل ضدك أخي الحبيب لا معك اذ يتبث أن الذي تحتاجه الأمة من فهم دينها لم يضع و لن يضيع ... وعجيب أن تجعل خفاءه عن الشافعي او مالك دليلا على ضياعه .... فهنا سؤالان أخي الحبيب
أين هو هذا الشاهد على ضياع نقل فهم عن الصحابة و تابعيهم و تابعي تابعيهم؟؟؟
و من جهة اخرى ان كان الاجماع المتصور عندك هو بأن يكون نقل قول مجتهدي العصر واحدا و احدا استقراءا و يرى اتفاقهم عليه -و هو الاجماع الكلامي-فائت لنا بمثال لشيء أجمع عليه هكذا من عهد الصحابة الى عصرنا ... ؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 01:50]ـ
أنبه الأخوة: مامعنا ليس عدم علم بالمخالف كما يدعي الدكتور المحرف وإنما هو إجماع قطعي صحيح.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 01:59]ـ
نعم يا أبا فهر صدقت، ولكن الدكتور شرق وغرب في مسألة عدم العلم بالمخالف بكلام وجب رده عليه ...
تأمل قوله هنا: "حبيبي في الله: النص موجود و يوجد من العلماء من يفهمه على المعنى الصحيح لكن أين الدليل على حفظ قوله؟ "
حفظ القول يا دكتور يعني ألا تخلو الأمة منه في أي زمان .. بمعنى ألا تخلو من تناقله بأدلته، (والتي منها بالضرورة فهم القرون الأولى للنص، سيما المخاطبون به) .. لا أن يظهر لها في كل زمان من يعيد استحداث القول من جديد من بعد فقده له!! وكيف يستحدث فهم يضمن صاحبه أنه يوافق فهم المخاطبين بالنص أصلا، ان لم يكن بانيا على أثر منهم؟
هذا تصور فاسد يلزم منه فساد عريض لو تأملته أيها السلفي ..
والنصيحة لك يا دكتور بألا تتابع ابن حزم رحمه الله في هذه المسألة، غفر الله له ورحمه وسائر أئمة المسلمين ..
ولقد اكتفيت والله وأعياني طول نفسك في المراء الأجوف ... غفر الله لي ولك وهداني واياك الى الرشد والصواب
والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 02:27]ـ
الله المستعان (!)
لا أدري كيف لمن هذا فهمه أن يتكلم فيما لا سلف له فيه (!)
السلف يا دكتور هم القرون المفضلة: الصحابة والتابعون وأتباعه ..
شيخ الإسلام والآمدي نقلا إجماع هؤلاء (السلف) على عدم العصمة وأنه لم ينقل عنهم هذا القول الباطل .. وحكوا الخلاف عمن بعدهم من المعتزلة والرافضة ومن تأثر بهم من الأشاعرة كالقاضي عياض ..
وأنا طالبتُك بنقل واحد عن هؤلاء (السلف) وزدتك من بعدهم إلى الإمام الطبري = يثبت أنه قال بقولك في تفسير الآية ..
كلُ هؤلاء الذين ذكرتهم حادثون بعد من نقل عنهم الإجماع وكل خلاف بعد إجماع السلف فهو غير معتبر (صعبة دي؟؟)
أما أن يخفى الإجماع عليهم فدعك من هذا الهراء فكل الذين سميتَهم: ابن العربي والقرطبي والقاضي = مخالفون للسلف في كثير من مسائل الاعتقاد في الإيمان والصفات؛ فأي عجب في أن يضلوا في مسألة العصمة أيضاً (؟؟)
يا مولانا الدكتور السلفي نريد يا سلفي نقلاً عن إمام سلفي من أهل السنة والجماعة من القرون المفضلة والأئمة الأربعة وطبقتهم = يؤيد زعمك في مسألة العصمة أو في تفسير قصة آدم ...
قل هذا هو النقل أو قل لا أعلم لي سلفاً من هؤلاء ..
إرحمنا ولا تُطل علينا ولا على إخوانك بالمشاركات الكثيرة الفقيرة الخالية مما طولبتَ به ..
و يبطل دعوى عدم قبول نقل القاضي عياض و القرطبي في الاعتقاد لكونهم متأثرين بالأشاعرة أن قول الثقات المخالفين يقبل في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف لا يقبل في قول الثقات المخالفين في الحديث عن الناس و حكاية قولهم و العبرة في رواية الحديث إنما هو الصدق والحفظ، وأما المذهب فهو بينه وبين ربه, فهو حسيبه, ولذلك نجد البخاري ومسلم و غيرهما قد أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج والشيعة وغيرهم، وقال كثير من العلماء يقبل أخبار غير الدعاة من أهل الأهواء فأما الدعاة فلا يحتج بأخبارهم وممن ذهب إلى ذلك أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل (الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي، و هو قول النووي في التقريب وابن الصلاح في علوم الحديث وابن كثير في اختصار علوم الحديث)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 02:34]ـ
ابن تيمية وغيره معهم دليل صدقهم فتفسيرات السلف لآيات ذنوب الأنبياء لا أثر فيها لافتراءك وتحريفاتك لكلام الله ..
والنقول عن السلف فيها عدم العصمة وليس فيها نص واحد يوافق تحريفاتك وقولك الباطل ..
وعجب لمن يحثنا على قبول نقل الأشعري لكلام السلف وهو مع ذلك يرد نقل ابن تيمية لإجماع السلف (!!!!!!!!)
ومع ذلك فلم ينقل أشاعرتك الذين نقلت عنهم عن السلف شيئاً وغاية ما في نقولهم النقل عن بعض أصحاب الأئمة وليس أولئك هم السلف ..
بالمناسبة: القاضي عياض وحزبه الذين نقلت عنهم أشاعرة حقيقة لا دعوى إلا إن كان لك اختراع جديد في هذا ..
وبالمناسبة: الأشاعرة ينقلون عن السلف التفويض فاقبله منهم بالمرة ..
واعذرهم فلم يخالفوا السلف في الصفات فغاية مالديك في الصفات عدم علم بالمخالف ..
شوف يا دكتور الجواب الصحيح يُكتب هكذا:
أقر أنا ربيع السلفي أني قلتُ قولاً لا أعلم أن أحداً من الصحابة أو التابعين وأتباعه أو الأئمة الأربعة وطبقتهم قال به.
صدقني اكتب هذا فهو صدق لا كذب فيه وسهل لا صعب فيه وعلم لا دعوى فيه ..
قلت بأن القاضي أشعري و القرطبي أشعري و ابن العربي أشعري و هم علماء ثقات لا يكذبون على العلماء لتأييد ما وافق منهم أهل التأويل في بعض المسائل
كل مشاركاتك تدل أنك لا تلتزم بالنقاش العلمي وتريد فرض رأيك و مخالفة ما ثبت وجود غيره و أين نقولات السلف التي تقول أن آدم عليه السلام تعمد العصيان أو أن غيره من الأنبياء تعمد العصيان هذا سوء أدب منك للأنبياء
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 02:43]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي الحبيب هل تعقل ما تقول؟؟ الشيء الذي تتوافر الدواعي على نقله معناه نقله بحفظه .. انما يضيع ما لا تتوافر الدواعي على نقله .... فما قلت الا أن ... ما تتوافر الدواعي على حفظه فلم يحفظ منه شيء .... و اما الأمثلة التي ذكرتموها و هي و ان لم تكن بقدر خطورة عصمة الأنبياء و مع ذلك فهي دليل على ما نقول فها هي قد نقل فيها الخلاف و لم يضع فائت أنت بنقل مثلما أتى ابن حزم و غيره للرد على الشافعي و غيره و لن يكلمك أحد ... و الا يا أخي لن يبقى هناك اجماع اذ حتى ان اجماع الصحابة نفسه معرض لهذا الاحتمال أن لا تكون نقلت الينا مذاهبهم و أقوالهم
و غفل عن هذا النقل علماء أعظم من ابن تيمية و الآمدي
النقل قد يضيع في الحروب و خلافه لكن النص لم يضيع و لن يضيع
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 02:50]ـ
ابن تيمية وغيره معهم دليل صدقهم فتفسيرات السلف لآيات ذنوب الأنبياء لا أثر فيها لافتراءك وتحريفاتك لكلام الله ..
والنقول عن السلف فيها عدم العصمة وليس فيها نص واحد يوافق تحريفاتك وقولك الباطل ..
وعجب لمن يحثنا على قبول نقل الأشعري لكلام السلف وهو مع ذلك يرد نقل ابن تيمية لإجماع السلف (!!!!!!!!)
ومع ذلك فلم ينقل أشاعرتك الذين نقلت عنهم عن السلف شيئاً وغاية ما في نقولهم النقل عن بعض أصحاب الأئمة وليس أولئك هم السلف ..
بالمناسبة: القاضي عياض وحزبه الذين نقلت عنهم أشاعرة حقيقة لا دعوى إلا إن كان لك اختراع جديد في هذا ..
وبالمناسبة: الأشاعرة ينقلون عن السلف التفويض فاقبله منهم بالمرة ..
واعذرهم فلم يخالفوا السلف في الصفات فغاية مالديك في الصفات عدم علم بالمخالف ..
شوف يا دكتور الجواب الصحيح يُكتب هكذا:
أقر أنا ربيع السلفي أني قلتُ قولاً لا أعلم أن أحداً من الصحابة أو التابعين وأتباعه أو الأئمة الأربعة وطبقتهم قال به.
صدقني اكتب هذا فهو صدق لا كذب فيه وسهل لا صعب فيه وعلم لا دعوى فيه ..
هذا أسلوب من لا يتبع النقاش العلمي
أين تفسيرات السلف أيها المتقول؟
ابن تيمية بعيد العهد بالسلف فكيف ينقل إجماعهم؟!!
و أنت دائما تستدل بما هو أعم من القول فليس الأخذ بنقل عالم أشعري ثقة أخذ بقوله في كل شيء فضلا عن الأخذ بقول الأشاعرة
وهل تلبس العالم الثقة ببدعة يستلزم رد نقله و قوله يقبل فالحديث فكيف بالحكاية عن العلماء
ـ[أبو عبد الله القاهري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 03:28]ـ
هداك الله يا دكتور ربيع، تكرر نفس الكلام مرة تلو مرة، وسؤال الأخ أبي فهر واضح.
وعندي سؤال مأخوذ من كلام أبي فهر أرجو منك الإجابة عليه.
نقلَ علماءُ الأشاعرة (الثقات) التفويضَ عن السلف، فهل تقبل ذلك؟ فإن كان الجواب لا، فهل معنى ذلك أنهم كذبوا في نقلهم؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 03:45]ـ
الله المستعان!!
افتراءات
قولك حبيبي في الله: ((عصمة الأنبياء من الصغائر دل على بطلانها نصوص واضحة في استغفار كثير من النبيين عما وقعوا فيه منها، وتوبتهم منه)
جوابه: هذه دعوى تحتاج برهان والاستغفار لا يستلزم وقوع الفعل عمدا فهي نصوص أعم من موضع النزاع و عند النظر لن تجد نص يدل على وقوع ذنب منهم عمدا
قو لك ((التعمد فيه تفصيل دقيق يا دكتور، فان قلنا أن المراد بالتعمد: مجرد الاختيار الحر لفعل الذنب، فهذا وجه، يختلف عن لو قلنا أن المراد به: الاصرار على فعل الذنب، وهذا وجه آخر، بخلاف لو قلنا أن التعمد يراد به: الاستحلال لفعل الذنب!
مراتب ثلاثة ليتك تتأمل فيها بروية، ولو فعلت لزال عنك الاشكال كله ان شاء الله)).
هل تقصد من كلامك أن النسيان أو التأويل أو الخطأ تعمد أم ماذ تقصد؟ و أين أدلة ما تقول؟
قولك: ((قد اجتباهم واصطفاهم نعم، وقد وقعوا مع ذلك فيما عده القرءان ذنبا، وتابوا منه، وظلت لهم منزلة النبوة والرسالة وظل الناس يتبعونهم ولا فرق))
الذنب قد يقع سهوا وخطأءا فكلامك أعم من موضع النزاع و التوبة لا تستلزم فعل الذنب بقصد.
قولك: ((فأنت من عليه أن يبرهن على صحة دعواه بأن ما وصفه القرءان بأنه ذنب))
اكرر الذنب خلاف الطاعة فهو أعم من موضع النزاع و أين دليك على دعواك فما يوجد ذنب ذكره القرآن كان عن عمد وقصد و إلا فاذكره
و قولك: ((ظلم للنفس من قبل النبي))
(يُتْبَعُ)
(/)
عرف الظلم أهي الأخ الفاضل وضع الشيء في غير موضعه و فعل الشيء نسيان أو تأويلا وضع الشيء في غير موضعه فهو ظلم دليلك أعم من موضع النزاع و أقول لك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم من يطع الله إن عصيته؟
قولك: ((هذا لا يكون بعمد وارادة، وانما من السهو والنسيان!!! أنت الآن الذي اتسع عرض دعواك بكلامك هذا أيما اتساع، ليخرج عن حالة آدم عليه السلام الذي تأولت قول الله فيه ((فنسي ولم نجد له عزما)) فيشمل سائر من جاء النص على أنهم أذنبوا وتابوا من النبيين! وما معنا في حقهم الا أنهم أذنبوا تابوا، فقدم أنت برهانك النقلي الواضح على هذا التخصيص لذلك العموم في حقهم ان كنت صادقا!!))
واحتجاج بالتوبة أعم من مورد نزاعي معك و مع غيرك.
أثبت أنت خلاف ذلك فقد ذكرت عدة أدلة منها الآتي:
الدليل الأول: الرسل والأنبياء هم قدوة و المبلغين عن الله فلابد أن يكونوا سالمين من جميع الذنوب، و لو قيل لشخص إن نبي من الأنبياء أذنب لاستعظم الخبر و استغربه و استنكره فالقدوة لابد أن يكونوا قدوة في الخير دون الشر و يستلزم من اقترافهم الصغائر أن يكونوا قدوة في الشر وهذا باطل. عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: (بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين الأربعة الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش والأنصار قالوا يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق فقال اتق الله يا محمد فقال: من يطع الله إذا عصيت أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني فسأله رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولي قال إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) رواه البخاري.
الدليل الثاني: إذا كان الناس لا يأخذون العلم ممن يقترف بعض الذنوب فكيف بالأنبياء والرسل؟ والمعاصي تنافي الجدارة لتبليغ الرسالة التي اختارهم الله لها لأنها تؤدي إلى عدم الثقة بهم كما تؤدي إلى الإخلال بشرف منصب الرسالة التي اختار الله الأنبياء لها حيث إن المعاصي تستلزم النفرة منهم والإزراء بهم وهذا مخالف للمقصد من إرسالهم.
الدليل الثالث: قال تعالى: ? فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ? فجعل الله رقة القلب وحسن الخلق في النبي صلى الله عليه وسلم كي لا ينفض الناس عنه فكيف باقتراف بعض الذنوب كي لا ينفض الناس عنه؟!!
الدليل الرابع: لو صدر منهم الذنب لما عم الأمر باتباعهم و اتباعهم عام والاقتداء بالناسي و المخطيء محال أما الاقتداء بالمتعمد القاصد فجائز.
الدليل الخامس: لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا أسوأ حالا من عصاة الأمة إذ يضاعف لهم العذاب إذ الأعلى رتبة يستحق أشد العذاب لمقابلته أعظم النعم بالمعصية، وإذا كان الصالحين و العلماء يستنكر عليهم فعل الذنوب و إن كانت صغائر لشدة علمهم بالله و إبصار الله بهم فكيف بالأنبياء والرسل؟!!.
الدليل السادس: لو صدر عن الأنبياء الذنب لما نالوا عهده تعالى فقد قال تعالى: ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ? أي: واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك , فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين. فكيف ينال النبوة ظالم، و من يقترف الصغائر من الذنوب يعتبر ظالما لظلمه نفسه باقتراف بعض الذنوب؟!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل السابع: لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا غير مخلصين؛ لأن فعل الذنوب يكون بإغواء الشيطان فهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى: ? قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ? و اللازم باطل و بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم
و لذلك فقولك أنت:
1 - فيه نسبة فعل لا يليق بمقام النبوة خاصة، و إذ كنا مأمورين بحسن الظن بتصرفات الناس فمن باب أولى حسن الظن بتصرفات الأنبياء.
2 - فيه أيضا تجرئة الناس على المعاصي فإذا كان من خلقه الله بيده و اسكنه الجنة و آراه الآيات البينات يعصي الله فغيره يعصي الله من باب أولى و بذلك يستدل كل مقترف لمعصية.
3 - تخالف حمل ذنوبهم على خير المحامل،و خير المحامل أن تكون هذه الذنوب وقعت سهوا وخطاءا لا قصدا.
قولك: ((ثم يا أخي لو لم يكن الذنب من اختيار حر وارادة لفاعله، فما معنى الاستغفار منه أصلا؟؟ الاستغفار والتوبة يعني العزم على عدم العود، وطلب عدم المؤاخذة! فلو لم أكن مختارا لفعل الذنب من غفلة أو غيرها وهو التعمد - بغض النظر تعمدت وتقصدت بذلك أن أخالف أمر ربي أم أنه قد حملني شيء من هوى النفس على غفلة عن مقام العبودية فزللت، وبغض النظر أكان الذنب في صغيرة أو كبيرة - أفيكون من العدالة الربانية أن أؤاخذ بما لم أقم به مريدا مختارا، وقد علمتُ أنه منهي عنه وليس لي فعله؟؟؟))
أعوذ بالله من هذا الفهم الذي فيه إيذاء لأنبياء الله و الاستفغار من الذنب يعني عدم العودة له حتى ولو كان نسيانا كلامك أعم من موضع النزاع.
قولك حبيبي في الله: ((الخطأ غير المتعمد هذا قد دلت نصوص على أننا غير مؤاخذين به كما ورد جواب الله تعالى "قد فعلت" عند قوله عز وجل ((ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ((
اكرر الخطأ غير المتعمد خطأ رفع أو إثم ذنب رفع و لو لم يكن خطأ و ذنب لما استحق أن يرفع أو أن لا يؤاخذ عليه الشخص فكيف يطلبون عدم المؤاخذة وهو ليس ذنب و كيف يرفع أثمه وهو ليس ذنب فأنت الذي تفرض فهمك لا أنا فتنبه.
قولك: ((بل تأمل ما في خطأ المجتهد من الأجر الواحد مع أنه مخطئ أصلا!!))
هذا خارج عن محل نزاعنا فالمجتهد يؤجر على تحريه الوصول للحق لا على خطأه.
قولك: ((وقد بينا لك أن النسيان لغة - كالخطأ تماما - أعم مما ذهبت أنت اليه بلا مخصص سوى تقعيد عام قد بينا لك أن النص لا يعضده أصلا، بل ينقضه بوضوح))
أين هذا و النسيان نوع من الخطأ غير المتعمد فكل نسيان خطأ وليس كل خطأ نسيان.
قولك: ((وهنا يا مولانا يتضح لك مرادي بأن جهلك بالسلف لا يقاس على جهل التابعي أو الامام من الأئمة بالسلف له في مذهبه!! فأنت أعجمي في فهمك لها أصلا! الآية لا حجة لك فيها لاحتمالها وجهين يجب عليك للقول بأحدهما أن تتخذ الى ذلك دليلا اضافيا))
أين هذا الاحتمال الثاني أيها الناصح فالاحتمال الثاني لا ينفي الأول فالترك لا ينفي النسيان والنسيان هو الظاهر من الآية فأنت المتأول أيها الناصح.
قولك: ((تامل قوله تعالى: ((فاليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا))
و هل هذه الآية مثل ((وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما)) و ظاهر النسيان الذهول عن الشيء و هو الأصل ما لم يأت دليل و يؤكده أن الآية قبله: ((فتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً)) و النبي صلى الله عليه وسلم كانا تعجل يتعجل بمسابقة جبريل عليه السلام في تَلَقِّي القرآن قبل أن يَفْرَغ منه كي لا ينساه النسيان الحقيقي.
و كيف ابن عباس فسر نسيان العهد بالنسيان الظاهر قال ابن أبي حاتم: ((حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إنما سمي الإنسان؛ لأنه عهد إليه فنسي، وكذا رواه علي بن أبي طلحة عنه))
قلت ليس في هذا رائحة الدلالة على أن مراد ابن عباس بالنسيان هنا: السهو كلام يخالف ظاهر لفظ النسيان و الله المستعان أنت الذي تلوي أعناق النصوص
(يُتْبَعُ)
(/)
قولك ((ما أعجبك يا دكتور وما أذم ليك لأعناق النصوص! سبحان الملك!! سلمنا لك بأنه لا يعارضه، فأين دليلك على أن المراد هو النسيان "الحقيقي" تخصيصا وليس عموم الترك؟؟؟))
سبحان الله تخالف ظاهر الرواية لموافقة قولك و النسيان الحقيقي هو الظاهر من لفظ النسيان و كونه يعد ذنبا لا يتعارض مع كونه كان الذنب نسيا و كونه يتاب منه لا يعارض كونه نسيانا وكونه ظلم لا يعارض كونه نسيانا
((حرر يا دكتور معنى التعمد ومعنى النسيان، - واختر مذهبك بالدليل لا بقولك لعله قد ذهب اليه غيري واندثر ((
ماهو تحريرك أيها الناصح و أنت تخالف الأدلة و تدعي أن النسيان ليس نسيان سهو و تخالف ظاهر الآية و تعتقد بتعمد نبي الخطأ وقد ورد ما يدل على خلافه الله المستعان.
قولك: ((نعم الوسوسة نسي آدم العهد بعدها وبسببها، فكان ماذا؟؟؟؟؟ بل ان هذا الكلام حجة عليك لو تاملت والسبب واضح، أنه لو كان من الأصل ناسيا ساهيا، وجاءه ابليس وقال له ما قال، لذكره بما كان ساهيا عنه أصلا، ولانتقض عليك قولك بأنه كان ساهيا!! ولا يمكن أن يكون كلام ابليس سببا في تسهيته عن نهي الله له لأنه في الحقيقة قد ذكره به كما في قوله تعالى: ((وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ))!! فكفاك مكابرة يا أخي هداك الله!!!))
أنت الذي يهديك الله تأولا و تنسب للأنبياء ما نفته عنهم الآيات و تكابر في نسيان آدم عهد الله بعدم الأكل من الشجرة مع أن الآيات نصت عليه و اكرر لك كون الشيطان ذكرهما فهذا لا يستوجب استذكار آدم عليه السلام واستحضاره لعهد الله حال المعصية بل هذا التذكير قبل الخطيئة بعد لحن الحجة و الدليل قوله تعالى: ? فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ? فقوله تعالى: ((فأكلا منها)) أي بعد وسوسة الشيطان لآدم و لحنه في القول فالفاء تدل على الترتيب فبعد الوسوسة نسي العهد فهو ناسي حقيقة و أنت متأول للنسيان بلا دليل
وكون إبليس ذكره فهذا لا يستلزم أن يكون آدم عليه السلام قد استحضر تذكيره حال المعصية فتنبه و الله المستعان
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 03:55]ـ
يا أخانا القاهري ..
الدكتور سيظل يلف ويدور لنصرة باطله ولو كان محقاً وعلى الحق لما راغ روغان الثعالب هذا .. و لا أدري .. ما دام يقول إن النقل يضيع في الحروب = لم لا يقول لا أعلم لي سلف من السلف وربما كان لي سلف ولكن ضاع قوله في الحرب والحروب كثيرة كما يعلم الإخوة ..
وهكذا سنة أهل الباطل = يُحرفون الكلم عن مواضعه ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ويقولون في كتاب الله مالم يقله صحابة رسول الله وينسبون لكتاب الله ما تأباع العربية من جهلهم بها أتوا .. ويتناقضون فيُنزهون آدم؛ لينسبوا لله عقاب آدم وإخراجه من الجنة؛لم يا رب وماذا فعل آدم ليخرج من الجنة غوياً ليشقى في الدنيا؟؟
لقد سهى آدم وذهل ذهنه فعاقبه الله هذا العقاب الأليم .. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ..
ولا ندري والله لِمَ لَمْ يحتج آدم على موسى بذهول ذهنه وسهوه (؟؟)
وسيظل الدكتور هكذا يلف ويدور حتى يدوخ .. يطلب الثقة بنقل الأشاعرة عن السلف (هذا النقل الذي كذبه هو وادعاه ولم يكن قط) ويرفض الثقة بنقل شيخ الإسلام لإجماع السلف ..
يقول: كيف فات إجماع السلف الأشاعرة فنحاجه بأن هذه ليست أول مخالفاتهم (فيلف ويدور)
دوران حتى الدوخان ..
وكل ذلك وما زلنا لم نتعرض لجهله بالعربية وبالشرع وتحريفه لكلام الله وافتقاد كلامه لشروط التأويل الصحيح =فكيف لما نبدأ ذلك .. أي حجرة تلك التي ستسع الدكتور في دورانه حينها ..
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 03:57]ـ
أبن هو هذا الشاهد؟؟؟ ما نقلته لا يعدو نقلا خفي عن البعض و علمه البعض الآخر و هو معروف من عهد الصحابة و هذا دليل ضدك أخي الحبيب لا معك اذ يتبث أن الذي تحتاجه الأمة من فهم دينها لم يضع و لن يضيع
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا خفي على البعض فلما لا يخفى عن ابن تيمية رحمه الله و هذا ما أريد الوصول إليه خاصة مع بعد القرون؟!.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:03]ـ
يا أخانا القاهري ..
الدكتور سيظل يلف ويدور لنصرة باطله ولو كان محقاً وعلى الحق لما راغ روغان الثعالب هذا .. و لا أدري .. ما دام يقول إن النقل يضيع في الحروب = لم لا يقول لا أعلم لي سلف من السلف وربما كان لي سلف ولكن ضاع قوله في الحرب والحروب كثيرة كما يعلم الإخوة ..
وهكذا سنة أهل الباطل = يُحرفون الكلم عن مواضعه ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ويقولون في كتاب الله مالم يقله صحابة رسول الله وينسبون لكتاب الله ما تأباع العربية من جهلهم بها أتوا .. ويتناقضون فيُنزهون آدم؛ لينسبوا لله عقاب آدم وإخراجه من الجنة؛لم يا رب وماذا فعل آدم ليخرج من الجنة غوياً ليشقى في الدنيا؟؟
لقد سهى آدم وذهل ذهنه فعاقبه الله هذا العقاب الأليم .. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ..
ولا ندري والله لِمَ لَمْ يحتج آدم على موسى بذهول ذهنه وسهوه (؟؟)
وسيظل الدكتور هكذا يلف ويدور حتى يدوخ .. يطلب الثقة بنقل الأشاعرة عن السلف (هذا النقل الذي كذبه هو وادعاه ولم يكن قط) ويرفض الثقة بنقل شيخ الإسلام لإجماع السلف ..
يقول: كيف فات إجماع السلف الأشاعرة فنحاجه بأن هذه ليست أول مخالفاتهم (فيلف ويدور)
دوران حتى الدوخان ..
وكل ذلك وما زلنا لم نتعرض لجهله بالعربية وبالشرع وتحريفه لكلام الله وافتقاد كلامه لشروط التأويل الصحيح =فكيف لما نبدأ ذلك .. أي حجرة تلك التي ستسع الدكتور في دورانه حينها ..
أنت ممن ينتصر لقوله بالسب والشتم لا أدب طلبة العلم
اكرر لك أين نقولاتك التي تدعيها أيها الناقل السلفي
نقل الثقة حتى و إن كان أشعري يقبل فإذا قبل في كلام رسول الله فغيره من باب أولى وهل كان القرطبي أو القاضي عياض ينقلون عن السلف أقوال لا تليق بهم و عند قراءة كلامهم تجد ذكر أن السلف قالوا بهذا وذاك فهم صادقون فيما نقلوه أما لأنك تريد نصر مذهبك فلا ضير من سوء الأدب مع الأنبياء ومع العلماء ومع المخالف
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:12]ـ
ضرب الدكتور - عفا الله عنا وعنه - كلام الله بعضه ببعض.
قال الدكتور: (ومسألة أكل آدم عليه السلام من الشجرة أهو على سبيل العصيان أم على سبيل السهو و النسيان قد خاض فيها العلماء الكرام وكل أدلى بدلوه)
القرآن يذكر أن ذنب أبينا آدم (نسيان) و (عصيان)،
لكن الدكتور زعم أنهما شيئاء متضادان، ففهم (النسيان) على أنه سهو، ثم حرف لأجله معنى (العصيان).
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:13]ـ
و اما الأمثلة التي ذكرتموها و هي و ان لم تكن بقدر خطورة عصمة الأنبياء و مع ذلك فهي دليل على ما نقول فها هي قد نقل فيها الخلاف و لم يضع فائت أنت بنقل مثلما أتى ابن حزم و غيره للرد على الشافعي و غيره و لن يكلمك أحد ... و الا يا أخي لن يبقى هناك اجماع اذ حتى ان اجماع الصحابة نفسه معرض لهذا الاحتمال أن لا تكون نقلت الينا مذاهبهم و أقوالهم
حبيبي في الله: هذا على سبيل التمثيل لبطلان دعوى عدم العلم بالمخالف تعتبر إجماع أخي الكريم و قد أتيت بنقل عن علماء ثقات لم يقدح العلماء في نقلهم و ذكرت وجود علماء قبل ابن تيمية قالوا بهذا القول فأبوا ألا يأخذوا إلا بكلام ابن تيمية والآمدي مع أن الأمدي أشعري عاب علي فيما وقع فيه و هو في الحقيقة ليس بعيب فمن قال أن القرطبي يكذب على السلف أو أن القاضي عياض يكذب على السلف أو القاضي ابن العربي يكذب على السلف
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:14]ـ
حسناً
ادعيتَ أن عياضاً والقرطبي نقلا عن السلف مثل قولك وعارضت بهذا نقل ابن تيمية والآمدي إجماع السلف على ما ذكرنا من عدم العصمة ..
الآن نكشف الغبار:
أين نقلُ عياض والقرطبي عن السلف لقول بعصمة الأنبياء؟؟
أين نقل عياض والقرطبي عن السلف مثل قولك في تفسير الآية؟
ويا رب تجاوب المرة دي وتكون تعبت من اللف والدوران ..
مع العلم أنك إن لم تأتني بنقل القرطبي وعياض عن السلف في المسألتين = فسيتغير نعتُك من المحرف إلى المحرف الكذاب ..
في الانتظار وأعد الإخوة أن الدكتور لن يأتي بما زعمه ..
ـ[أبو عبد الله القاهري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:27]ـ
بارك الله فيك أخانا أبا فهر.
ولا تنس الإجابة على سؤالي يا دكتور.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:28]ـ
حفظ القول يا دكتور يعني ألا تخلو الأمة منه في أي زمان .. بمعنى ألا تخلو من تناقله بأدلته ... والسلام.
من أين لك أنه لابد من تناقل القول الصحيح و وجود القائل بالحق لا يستلزم نقل قوله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:31]ـ
أين نقل عياض والقرطبي عن السلف يا دكتور؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:31]ـ
ضرب الدكتور - عفا الله عنا وعنه - كلام الله بعضه ببعض.
قال الدكتور: (ومسألة أكل آدم عليه السلام من الشجرة أهو على سبيل العصيان أم على سبيل السهو و النسيان قد خاض فيها العلماء الكرام وكل أدلى بدلوه)
القرآن يذكر أن ذنب أبينا آدم (نسيان) و (عصيان)،
لكن الدكتور زعم أنهما شيئاء متضادان، ففهم (النسيان) على أنه سهو، ثم حرف لأجله معنى (العصيان).
ما معنى النسيان و ما الظاهر منه أيها الناصح إما أن تأتي بالدليل أولا تتكلم بما ليس لك به علم
و العصيان خلاف الطاعة و هل عندك معنى آخر؟
ـ[أبو عبد الله القاهري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:32]ـ
ما زالت المناقشة تظهر مزيداً من الأخطاء المنهجية عندك يا دكتور.
وبانتظار اجابتك على أسئلة أبي فهر، وسؤالي الوحيد!.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:32]ـ
أرجو أن ينتبه الإخوة كيف يروغ الدكتور عن الجواب وبيلف ويدور
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:39]ـ
ما معنى النسيان و ما الظاهر منه أيها الناصح إما أن تأتي بالدليل أولا تتكلم بما ليس لك به علم
و العصيان خلاف الطاعة و هل عندك معنى آخر؟
معنى (النسيان) الترك، ثم قد يكون عن قصد وقد يكون عن سهو بحسب السياق.
وأما (العصيان) فظاهر أنه خلاف (الطاعة). لكن، هل رضيت الآن أن نبيا من الأنبياء في وقت من الأوقات لا يطيع الله تعالى؟ أجبني يا دكتور!
ولا تنس أنك ضربت آيات الله بعضها ببعض! فقلت: (أهو على سبيل العصيان) أم (على سبيل السهو و النسيان)؟
جعلت (العصيان) لا يجامع (النسيان)، مع أن القرآن أتى بهما.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:44]ـ
فقط للتذكير: ليس لنا أن نلوم أبانا آدم، وإن وقع منه عصيان. . لأنه عليه السلام قد تاب منه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:48]ـ
أين نقلُ عياض والقرطبي عن السلف يا دكتور؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:52]ـ
حسناً
ادعيتَ أن عياضاً والقرطبي نقلا عن السلف مثل قولك وعارضت بهذا نقل ابن تيمية والآمدي إجماع السلف على ما ذكرنا من عدم العصمة ..
الآن نكشف الغبار:
أين نقلُ عياض والقرطبي عن السلف لقول بعصمة الأنبياء؟؟
أين نقل عياض والقرطبي عن السلف مثل قولك في تفسير الآية؟
ويا رب تجاوب المرة دي وتكون تعبت من اللف والدوران ..
مع العلم أنك إن لم تأتني بنقل القرطبي وعياض عن السلف في المسألتين = فسيتغير نعتُك من المحرف إلى المحرف الكذاب ..
في الانتظار وأعد الإخوة أن الدكتور لن يأتي بما زعمه ..
دائما أسلوبك فيه سوء أدب رزقك الله الرفق
قال القرطبي في شأن عصمة الأنبياء من الصغائر: ((وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها كعصمتهم من الكبائر أجمعها؛ لأنَّا أمِرنا باتباعهم في أفعالهم وآثارهم وسِيَرهم أمراً مطلقاً من غير التزام قرينة، فلو جوّزنا عليهم الصغائر لم يمكن الاقتداء بهم؛ إذ ليس كل فعل من أفعالهم يتميّز مقصده من القُرْبة والإباحة أو الحَظْر أو المعصية، ولا يصحّ أن يؤمر المرء ب?متثال أمرٍ لعلّه معصية، لاسيّما على من يرى تقديم الفعل على القول إذا تعارضا من الأصوليين. قال الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني: و?ختلفوا في الصغائر؛ والذي عليه الأكثر أن ذلك غير جائز عليهم، وصار بعضهم إلى تجويزها، ولا أصل لهذه المقالة. وقال بعض المتأخرين ممن ذهب إلى القول الأوّل: الذي ينبغي أن يقال إن الله تعالى قد أخبر بوقوع ذنوب من بعضهم ونَسَبها إليهم وعاتبهم عليها، وأخبروا بها عن نفوسهم وتنصّلوا منها وأشفقوا منها وتابوا؛ وكل ذلك وَرَد في مواضع كثيرة لا يقبل التأويل جملتها وإن قَبِل ذلك آحادها؛ وكل ذلك مما لا يُزْرِي بمناصبهم، وإنما تلك الأمور التي وقعت منهم على جهة النُّدور وعلى جهة الخطأ والنسيان، أو تأويل دعا إلى ذلك فهي بالنسبة إلى غيرهم حسنات وفي حقهم سيئات؛ (بالنسبة) إلى مناصبهم وعُلوّ أقدارهم؛ إذ قد يؤاخذ الوزير بما يثاب عليه السائس، فأشفقوا من ذلك في موقف القيامة مع علمهم بالأمن والأمان والسلامة. قال: وهذا هو الحق. ولقد أحسن الجُنَيد حيث قال: حسنات الأبرار سيئات
(يُتْبَعُ)
(/)
المقربين. فهم ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وإن كان قد شهدت النصوص بوقوع ذنوب منهم فلم يُخِلّ ذلك بمناصبهم ولا قَدَح في رُتَبهم، بل قد تلافاهم و?جتباهم وهداهم ومدحهم وزكّاهم و?ختارهم و?صطفاهم؛ صلوات الله عليهم وسلامه)).
قال القاضي عياض: ((وأما الصغائر فجوزها جماعة من السلف وغيرهم على الأنبياء وهو مذهب أبى جعفر الطبري وغيره من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين، وسنورد بعد هذا ما احتجوا به، وذهبت طائفة أخرى إلى الوقف وقالوا العقل لا يحيل وقوعها منهم ولم يأت في الشرع قاطع بأحد الوجهين، وذهبت طائفة أخرى من المحققين من الفقهاء والمتكلمين إلى عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر، قالوا: لاختلاف الناس في الصغائر وتعيينها من الكبائر))
و قال القاضي: ((وقد استدل بعض الأئمة على عصمتهم من الصغائر بالمصير إلى امتثال أفعالهم واتباع آثارهم وسيرهم مطلقا، وجمهور الفقهاء على ذلك من أصحاب مالك والشافعي وأبى حنيفة من غير التزام قرينة بل مطلقا عند بعضهم وإن اختلفوا في حكم ذلك، وحكى ابن خويز منداذ وأبو الفرج عن مالك التزام ذلك وجوبا وهو قول الأبهري وابن القصار وأكثر أصحابنا وقول أكثر أهل العراق وابن سريج والإصطخري وابن خيران من الشافعية وأكثر الشافعية على أن ذلك ندب، وذهبت طائفة إلى الإباحة. وقيد بعضهم الاتباع فيما كان من الأمور الدينية وعلم به مقصد القربة ومن قال بالإباحة في أفعاله لم يقبد قال فلو جوزنا عليهم الصغائر لم يمكن الاقتداء بهم في أفعالهم، إذ ليس كل فعل من أفعاله يتميز مقصد به من القربة أو الإباحة أو الحظر أو المعصية، ولا يصح أو يؤمر المرء بامتثال أمر لعله معصية لا سيما على من يرى من الأصوليين تقديم الفعل على القول إذا تعارضا))
قال ابن عطية 541هـ في المحرر الوجيز: ((وأجمعت الأمة على عصمة الأنبياء في معنى التبليغ ومن الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة، واختلف في غير ذلك من الصغائر، والذي أقول به أنهم معصومون من الجميع))
فماذا تقولون حكى ابن عطية الخلاف والقرطبي و القاضي عياض و قال ابن عادل في اللباب و إن لم يكن ناقل إجماع: ((ومعلوم أن كل مذهب أفضى إلى عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كان أولى))
و إليك كلام شديد لابن العربي: ((كما قال في تنزيه الأنبياء عن الذي لا يليق بمنزلتهم مما ينسب الجهلة إليهم من وقوعهم في الذنوب عمدا منهم إليها، واقتحاما لها مع العلم بها، وحاش لله، فإن الأوساط من المسلمين يتورعون عن ذلك، فكيف بالنبيين))
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:59]ـ
معنى (النسيان) الترك، ثم قد يكون عن قصد وقد يكون عن سهو بحسب السياق.
وأما (العصيان) فظاهر أنه خلاف (الطاعة). لكن، هل رضيت الآن أن نبيا من الأنبياء في وقت من الأوقات لا يطيع الله تعالى؟ أجبني يا دكتور!
ولا تنس أنك ضربت آيات الله بعضها ببعض! فقلت: (أهو على سبيل العصيان) أم (على سبيل السهو و النسيان)؟
جعلت (العصيان) لا يجامع (النسيان)، مع أن القرآن أتى بهما.
أين دليك على أن النسيان هو الترك إن كان الاستدلال بالآية كقوله تعالى نسوا الله فنسيهم فهذا من قبيل المقابلة و لابد من تفسيره بالترك لا ستحالة النسيان الحقيقي على الله أما الآية التي نحن بصددها فأنى لك هذا وهل رفع عن أمتى الخطأ والنسيان يعني رفع الخطأ والترك تخالف ظاهر الآية لتدعيم قولكك سبحان الله
وقولك بضربي آيات الله بعضها ببعض سوء أدب منك لي و سامحك الله
أما قولك بعدم جواز قولي أهو على سبيل العصيان أم السهو النسيان فهذا للغفلة عن الآيات الواردة في المسألة بين آيات ذكرت الذنب والتوبة منه و كونه ظلم و آية ذكرت أنه نسيان و الظاهر من النسيان النسيان المعروف لا كما تقول الترك فهذا خلاف ظاهر الآية حتى يخالف ذكر تعجل النبي صلى الله عليه وسلم بمسابقة جبريل خوفا من نسيانه القرآن
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:01]ـ
الله أكبر الحمد لله وحده ..
الدكتور المحرف الكذاب ربيع .. كذبتَ وادعيتَ أن عياضاً والقرطبي نقلا عن السلف القول بعدم العصمة وطالبناك بالنقل فأتيتَنا بحكاياتهم عن جماهير الفقهاء من أصحاب الشافعي ومالك ونقولاتهم عن الأبهري وشبهه ..
فبان والحمد لله أنه لم يعزُ واحد منهم للسلف هذا القول الباطل وإنما هو من كلام الفقهاء المتأخرين في القرن الرابع والخامس ..
وبطلت معارضتك نقل شيخ الإسلام والآمدي لإجماع السلف .. فلا يخ الإسلام ولا الآمدي ولا نحن ننازع أن بعض علماء القرن الرابع والخامس قالوا بهذا القول الباطل ..
وإنما محل النزاع: هل قال بهذا القول الباطل واحد من السلف (؟؟؟)
هل لديك ما يخرم نقل شيخ الإسلام للإجماع (؟؟)
هل لديك نقل معارض لنقل شيخ الإسلام والآمدي (؟؟)
وأزيدك: عزى القاضي عياض قوله في العصمة للمحققين من المتكلمين ولم يعزه للسلف ..
أرجو أن يكون قد ظهر بهذا لإخواننا أن ربيعاً لم يصبر عن التحريف حتى عضده بالكذب فهو لايزال يصرخ طالباً اعتماد نقل الأشاعرة عن السلف ويصرخ: هل سيكذب عياض على السلف؟؟
فلما حاققناهى إذا أنه لا سلف .. وإنما هو خلاف حادث بين متأخري الفقهاء بعد إجماع السلف مثله كسائر مخالفاتهم العقدية التي حكوا فيها الخلاف مخالفين فيها لإجماع السلف وكذلك يفعلون ..
والبقية تأتي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:01]ـ
فقط للتذكير: ليس لنا أن نلوم أبانا آدم، وإن وقع منه عصيان. . لأنه عليه السلام قد تاب منه.
تسيء الظن بنبي و تجعل تصرفه كتصرف سائر الناس ثم لا تجعل الناس تلوم آدم عليه السلام وإن وقع منه عصيان وفي هذا إيذاء لنبي الله عليه السلام هذا من مفاسد قولكم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:03]ـ
{وأما الصغائر فجوزها جماعة من السلف وغيرهم على الأنبياء وهو مذهب أبى جعفر الطبري وغيره من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين}
مقابل:
{وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها}
{وذهبت طائفة أخرى من المحققين من الفقهاء والمتكلمين [وليسوا السلف] إلى عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر}
{والذي أقول [القائل: ابن عطية] به أنهم معصومون من الجميع}
هل يدري الدكتور ما يقول؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:03]ـ
أين دليك على أن النسيان هو الترك إن كان الاستدلال بالآية كقوله تعالى نسوا الله فنسيهم فهذا من قبيل المقابلة و لابد من تفسيره بالترك لا ستحالة النسيان الحقيقي على الله
أرجو أن يتأمل الإخوة:
هذا النفس الأشعري أولا ..
والجهل بلسان العرب ثانياً ...
والجهل بكلام أهل العلم والعقيدة السلفية ثالثاً
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:04]ـ
الله أكبر الحمد لله وحده ..
الدكتور المحرف الكذاب ربيع .. كذبتَ وادعيتَ أن عياضاً والقرطبي نقلا عن السلف القول بعدم العصمة وطالبناك بالنقل فأتيتَنا بحكاياتهم عن جماهير الفقهاء من أصحاب الشافعي ومالك ونقولاتهم عن الأبهري وشبهه ..
فبان والحمد لله أنه لم يعزُ واحد منهم للسلف هذا القول الباطل وإنما هو من كلام الفقهاء المتأخرين في القرن الرابع والخامس ..
وبطلت معارضتك نقل شيخ الإسلام والآمدي لإجماع السلف .. فلا يخ الإسلام ولا الآمدي ولا نحن ننازع أن بعض علماء القرن الرابع والخامس قالوا بهذا القول الباطل ..
وإنما محل النزاع: هل قال بهذا القول الباطل واحد من السلف (؟؟؟)
هل لديك ما يخرم نقل شيخ الإسلام للإجماع (؟؟)
هل لديك نقل معارض لنقل شيخ الإسلام والآمدي (؟؟)
وأزيدك: عزى القاضي عياض قوله في العصمة للمحققين من المتكلمين ولم يعزه للسلف ..
أرجو أن يكون قد ظهر بهذا لإخواننا أن ربيعاً لم يصبر عن التحريف حتى عضده بالكذب فهو لايزال يصرخ طالباً اعتماد نقل الأشاعرة عن السلف ويصرخ: هل سيكذب عياض على السلف؟؟
فلما حاققناهى إذا أنه لا سلف .. وإنما هو خلاف حادث بين متأخري الفقهاء بعد إجماع السلف مثله كسائر مخالفاتهم العقدية التي حكوا فيها الخلاف مخالفين فيها لإجماع السلف وكذلك يفعلون ..
والبقية تأتي ..
دعك من سوء الأدب
هل أصحاب مالك و أبو حنيفة و الشافعي من المتأخرين أيها السباب؟
و ماذا تستفيد من قوله قال جماعة من السلف بعدم العصمة أليس مفهومه أيها السباب وجود جماعة أخرى تقول بها أم تأخذ الكلام على حساب قولك؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:05]ـ
هو يخبط خبط عشواء يا نضال وإنما هو جاهل متعالم مفتري على كتاب الله ...
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:07]ـ
{وأما الصغائر فجوزها جماعة من السلف وغيرهم على الأنبياء وهو مذهب أبى جعفر الطبري وغيره من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين}
مقابل:
{وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها}
{وذهبت طائفة أخرى من المحققين من الفقهاء والمتكلمين [وليسوا السلف] إلى عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر}
{والذي أقول [القائل: ابن عطية] به أنهم معصومون من الجميع}
هل يدري الدكتور ما يقول؟
ماذا تفهم أيها الناصح من قوله عصمتهم من الكبائر كعصمتهم من الصغائر هذا قول من نفى وقوع الذنوب الصغائر نسيانا و الشاهد هو الذي قبله جمهور من أصحاب مالك والشافعي و أحمد ولا تتسرع أيها الناصح
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:10]ـ
{وأما الصغائر فجوزها جماعة من السلف وغيرهم على الأنبياء وهو مذهب أبى جعفر الطبري وغيره من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين}
مقابل:
{وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها}
{وذهبت طائفة أخرى من المحققين من الفقهاء والمتكلمين [وليسوا السلف] إلى عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر}
{والذي أقول [القائل: ابن عطية] به أنهم معصومون من الجميع}
هل يدري الدكتور ما يقول؟
أدري طبعا و أنت الذي تسرعت فقوله جوزها جماعة من السلف وليس السلف دليل بالمفهوم على أن هناك من السلف من قال بعدم الجواز و دلالة المفهوم في كلام البشر حجة بالإجماع و هذا قول الدكتور عبد الكريم زيدان في الوجيز فأفهم أيها الناصح و لا تتسرع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:12]ـ
هو يخبط خبط عشواء يا نضال وإنما هو جاهل متعالم مفتري على كتاب الله ...
هل تروا الدكتور يعصي (عمدا) أم يعصي (نسيانا)؟ الله المستعان!
"إعلام أولى الأفهام .... "
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:14]ـ
{وأما الصغائر فجوزها جماعة من السلف وغيرهم على الأنبياء وهو مذهب أبى جعفر الطبري وغيره من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين}
مقابل:
{وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها}
{وذهبت طائفة أخرى من المحققين من الفقهاء والمتكلمين [وليسوا السلف] إلى عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر}
هل يدري الدكتور ما يقول؟
أتدري ما الفرق بين الأقوال الثلاثة المذكورة الصغائر جوزها جماعة من السلف ولم يجوزها البعض و من المحققين و المتكلمين من جعل عصمة الأنبياء من الكبائر كعصمتهم من الصغائر وهم من نفوا وقوع المعصية حتى ولو نسيان و خطأ وهو المذهب الذي ينسب للأشاعرة فافهم ولا تتعجل
ـ[أبو عبد الله القاهري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:14]ـ
المسألة اتضحت يا دكتور ولا داعي للمكابرة.
وأرجو أن تتفضل بالإجابة على سؤالي
نقلَ علماءُ الأشاعرة (الثقات) التفويضَ عن السلف، فهل تقبل ذلك؟ فإن كان الجواب لا، فهل معنى ذلك أنهم كذبوا في نقلهم؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:16]ـ
وما الذي أعجز عياضاًً عن أن يصرح بالمنطق فيذكر أن جماعة أخرى من السلف وافقوا قوله (؟؟)
أقوول لك لماذاً: لأنه ليس كذاباً يا دكتور؛ إنما بلغه عن جماعة من السلف القول بعدم العصمة ولم يبلغه عنهم خلافه فانتهى إلى ما سمع وذكر من وافقه على قوله من المحققين المتكلمين ولم:
يتألى على السلف ..
أو يكذب على السلف ..
كصنيع بعض المحرفين الكذابين ..
وأرجو ممن له عقل أن يُتابع معنا مضحكات الدكتور وكيف يتردى الإنسان في عماية الضلالة ويحاجج عنها وينتصر لها بما لا ينفق إلا في سوق الحمقى ...
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:16]ـ
{{والذي أقول [القائل: ابن عطية] به أنهم معصومون من الجميع}
هل يدري الدكتور ما يقول؟
كلام ابن عطية أيها المتعجل لحكايته الخلاف في المسألة كما بينت تحته فالمسألة فيها خلاف وهو ممن يقول بالعصمة من الصغائر فلا تتسرع
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:17]ـ
أدري طبعا و أنت الذي تسرعت فقوله جوزها جماعة من السلف وليس السلف دليل بالمفهوم على أن هناك من السلف من قال بعدم الجواز و دلالة المفهوم في كلام البشر حجة بالإجماع و هذا قول الدكتور عبد الكريم زيدان في الوجيز فأفهم أيها الناصح و لا تتسرع
ولماذا يا دكتور لا يذكر في مقابلتهم (جماعة أخرى من السلف)؟ بل ذكر (طائفة أخرى من المحققين من الفقهاء والمتكلمين)؟ هيا. . تسرع!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:20]ـ
حبيبي في الله: هذا على سبيل التمثيل لبطلان دعوى عدم العلم بالمخالف تعتبر إجماع أخي الكريم و قد أتيت بنقل عن علماء ثقات لم يقدح العلماء في نقلهم و ذكرت وجود علماء قبل ابن تيمية قالوا بهذا القول فأبوا ألا يأخذوا إلا بكلام ابن تيمية والآمدي مع أن الأمدي أشعري عاب علي فيما وقع فيه و هو في الحقيقة ليس بعيب فمن قال أن القرطبي يكذب على السلف أو أن القاضي عياض يكذب على السلف أو القاضي ابن العربي يكذب على السلف
يا أخي الحبيب أنت فعلا تحقق قول خصمك فيك اذ أنك تضعنا في دائرة ... فقد زعمت أن القاضي عياض و غيره نقل عن السلف تفسير الآية فنقل لك ابو فهر حكاية ابن تيمية و الآمدي لاجماع السلف خاصة ... و حاكموك الى السلف ... و لم يكتفوا بالاحتجاج عليك بابن تيمية ... بل قالوا لك أخرج لنا نقلا عن السلف يقول بقولك و ما تظنه يؤيد كلام القاضي و نحن نخرج لك من قال بقولنا منهم مما يؤيد كلام ابن تيمية فلم تجد حجة أخي الحبيب الا أن تقول انه: لا يلزم من ذلك اجماعهم اذ قد يكون خالفهم في ذلك مخالف و لم ينقل .... فهنا دخلت في الحوار لتحديد هذه الجزئية ان ما وجد مقتضاه في عهد القرون الأولى و جرت العادة بتوافر الدواعي على نقله فلا يمكن أن يضيع و ان لم يصل شيء دل أن لم يقل قائل به ... فرفضت و قلت التاريخ يشهد فطلينا منك هذا الشاهد فأتيت بامثلة لما تبين لك أنها لا تصلح كشاهد عدت لنفس ما بدأنا به و هو ان القاضي حكى عن السلف و ابن تيمية حكى عن السلف .... فهل سنعود من جديد لنقول لك أخي الحبيب فلنتحقق أيهما نقله عن السلف أصح؟؟؟ و تعود مرة أخرى و تقول نفس قاعدتك و نطالبك بشاهد عليها فتعود مرة اخرى لتقول ان القاضي عياض أعظم من ابن تيمية ... يا أخي ألا ترى الدائرة المغلقة؟؟ وحتى هذا لا يصلح فلا يمتنع أن يعرف الأصغر ما خفي عن الأعظم و قد وقع في الصحابة أنفسهم وهم كانوا مجتمعين فكيف بمن بعدهم حين كثر الاختلاف و الافتراق؟؟ و الا فان لم تقر بهذا أيضا لزمك مثله كما قال لك الاخوة في الأسماء و الصفات و غيرها و هو أشهر من باب العصمة و مع ذلك خفي على هؤلاء الأفاضل ما علمه غيرهم ... فلا احد يقول لك اكتف فقط بقول ابن تيمية بل يقولون لك الدليل الدليل ... فلنر اي من حكايات الاجماع عن السلف صحيحة بمحاكمتهما الى ما نقل عنهم مما هو لازم من لوازم حفظ الذكر ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:21]ـ
هو يخبط خبط عشواء يا نضال وإنما هو جاهل متعالم مفتري على كتاب الله ...
هل هذا يليق بطالب علم
هل علمك القران والسنة ذلك
هل تأدبت بأدب العلماء
هل الألوسي جاهل وانت متعلم؟
هل القرطبي جاهل و أنت متعلم؟
هل ابن العربي جاهل و أنت متعلم؟
هل القاضي عياض جاهل و أنت متعلم؟
هل ابن عادل جاهل و أنت متعلم؟
هل ابن عطية جاهل و أنت متعلم؟
هل البغوي جاهل و أنت متعلم؟
ما اجرائك على التهكم من أقوال العلماء
ـ[أبو عبد الله القاهري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:21]ـ
ودلالة المفهوم في كلام البشر حجة بالإجماع
اجماع مرة واحدة، عجيب.
هاك كلام التاج السبكي في جمع الجوامع وارجع أنت إلى الشرح
قال رحمه الله عن المفاهيم: (وأنكر أبو حنيفة الكل مطلقاً، وقوم في الخبر، والشيخ الإمام في غير الشرع، وإمام الحرمين صفة لا تناسب الحكم، وقوم العدد دون غيره.)
وبانتظااااااااااااااااااااار الإجابة على سؤااااااااااااااالي
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:22]ـ
كلام ابن عطية أيها المتعجل لحكايته الخلاف في المسألة كما بينت تحته فالمسألة فيها خلاف وهو ممن يقول بالعصمة من الصغائر فلا تتسرع
(صغائر الذنوب)؟
أم (صغائر المعاصي)؟
أم (صغائر التروك)؟
أم (صغائر النسيان)؟
أم (صغائر السهو)؟
ارحم حجرك يا دكتور!
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:23]ـ
أرجو أن يتأمل الإخوة:
هذا النفس الأشعري أولا ..
والجهل بلسان العرب ثانياً ...
والجهل بكلام أهل العلم والعقيدة السلفية ثالثاً
البينة على المدعي أين الدليل على كلامك أيها العربي العالم بلسان العرب؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:25]ـ
(صغائر الذنوب)؟
أم (صغائر المعاصي)؟
أم (صغائر النسيان)؟
ارحم حجرك يا دكتور!
ما المتبادر للذهن من قول الصغائر أيها الناصح أليس صغائر الذنوب هي صغائر المعاصي؟!!!
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:27]ـ
اجماع مرة واحدة، عجيب.
هاك كلام التاج السبكي في جمع الجوامع وارجع أنت إلى الشرح
قال رحمه الله عن المفاهيم: (وأنكر أبو حنيفة الكل مطلقاً، وقوم في الخبر، والشيخ الإمام في غير الشرع، وإمام الحرمين صفة لا تناسب الحكم، وقوم العدد دون غيره.)
وبانتظااااااااااااااااااااار الإجابة على سؤااااااااااااااالي
لا تزعل فلن يؤثر ذلك شيئا عالم و أخطأ لكن هي حجة يا لبيب
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:29]ـ
ما المتبادر للذهن من قول الصغائر أيها الناصح أليس صغائر الذنوب هي صغائر المعاصي؟!!!
وهل أنت منكر كون فعل آدم عليه السلام من باب (الذنوب) و (المعاصى)؟ رد علي!
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:30]ـ
ولماذا يا دكتور لا يذكر في مقابلتهم (جماعة أخرى من السلف)؟ بل ذكر (طائفة أخرى من المحققين من الفقهاء والمتكلمين)؟ هيا. . تسرع!
أضحك الله سنك يا أخي نضال قد كفته دلالة المفهوم فلا حاجة لذكرها أما كونه قال طائفة أخرى من المحققين والمتكلمين لأن قولهم ليس هو القول الثاني
ـ[أبو عبد الله القاهري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:33]ـ
لا تزعل فلن يؤثر ذلك شيئا عالم و أخطأ لكن هي حجة يا لبيب
لو رجعت يا دكتور لشرح من شروح الجمع ما كنتَ لتقول هذا التعليق، ولن أبين لك السبب، فارجع الى الشرح تعلم ما أقصد.
وعلى كل حال فهذا يدل على أمرين:
- خطئِكَ في نقل الإجماع.
- أنك تتكلم بغير علم.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:33]ـ
وهل أنت منكر كون فعل آدم عليه السلام من باب (الذنوب) و (المعاصى)؟ رد علي!
أحسن في السؤال قلت لك أن الذنب والمعصية تعني خلاف الطاعة و مادام آدم عليه السلام نسي الأمر بترك الأكل من الشجرة فهو قد خالف الطاعة فبهذا يكون ما وقع فيه ذنب و معصية
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:36]ـ
لو رجعت يا دكتور لشرح من شروح الجمع ما كنتَ لتقول هذا التعليق، ولن أبين لك السبب، فارجع الى الشرح تعلم ما أقصد.
وعلى كل حال فهذا يدل على أمرين:
- خطئِكَ في نقل الإجماع.
- أنك تتكلم بغير علم.
و أنت أيضا تسيء الأدب قد عزوت الأجماع للدكتور عبد الكريم زيدان فالعهدة عليه أما إن كنت تنازع في حجية مفهوم المخالفة بالنسبة لأقوال البشر فأتي بأدلتك و أنا افندها لك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:36]ـ
أحسن في السؤال قلت لك أن الذنب والمعصية تعني خلاف الطاعة و مادام آدم عليه السلام نسي الأمر بترك الأكل من الشجرة فهو قد خالف الطاعة فبهذا يكون ما وقع فيه ذنب و معصية
فلست إذن من القائلين بعصمة الأنبياء من (الصغائر)!
إذن، أصبحت الآن من أتباع السلف والطبري وابن تيمية. مبروك عليك يا دكتور!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:52]ـ
يا أخي الحبيب أنت فعلا تحقق قول خصمك فيك اذ أنك تضعنا في دائرة ... فقد زعمت أن القاضي عياض و غيره نقل عن السلف تفسير الآية فنقل لك ابو فهر حكاية ابن تيمية و الآمدي لاجماع السلف خاصة ... و حاكموك الى السلف ... و لم يكتفوا بالاحتجاج عليك بابن تيمية ... بل قالوا لك أخرج لنا نقلا عن السلف يقول بقولك و ما تظنه يؤيد كلام القاضي و نحن نخرج لك من قال بقولنا منهم مما يؤيد كلام ابن تيمية فلم تجد حجة أخي الحبيب الا أن تقول انه: لا يلزم من ذلك اجماعهم اذ قد يكون خالفهم في ذلك مخالف و لم ينقل .... فهنا دخلت في الحوار لتحديد هذه الجزئية ان ما وجد مقتضاه في عهد القرون الأولى و جرت العادة بتوافر الدواعي على نقله فلا يمكن أن يضيع و ان لم يصل شيء دل أن لم يقل قائل به ... فرفضت و قلت التاريخ يشهد فطلينا منك هذا الشاهد فأتيت بامثلة لما تبين لك أنها لا تصلح كشاهد عدت لنفس ما بدأنا به و هو ان القاضي حكى عن السلف و ابن تيمية حكى عن السلف .... فهل سنعود من جديد لنقول لك أخي الحبيب فلنتحقق أيهما نقله عن السلف أصح؟؟؟ و تعود مرة أخرى و تقول نفس قاعدتك و نطالبك بشاهد عليها فتعود مرة اخرى لتقول ان القاضي عياض أعظم من ابن تيمية ... يا أخي ألا ترى الدائرة المغلقة؟؟ وحتى هذا لا يصلح فلا يمتنع أن يعرف الأصغر ما خفي عن الأعظم و قد وقع في الصحابة أنفسهم وهم كانوا مجتمعين فكيف بمن بعدهم حين كثر الاختلاف و الافتراق؟؟ و الا فان لم تقر بهذا أيضا لزمك مثله كما قال لك الاخوة في الأسماء و الصفات و غيرها و هو أشهر من باب العصمة و مع ذلك خفي على هؤلاء الأفاضل ما علمه غيرهم ... فلا احد يقول لك اكتف فقط بقول ابن تيمية بل يقولون لك الدليل الدليل ... فلنر اي من حكايات الاجماع عن السلف صحيحة بمحاكمتهما الى ما نقل عنهم مما هو لازم من لوازم حفظ الذكر ...
قولك حبيبي في الله: ((يا أخي الحبيب أنت فعلا تحقق قول خصمك فيك اذ أنك تضعنا في دائرة ... فقد زعمت أن القاضي عياض و غيره نقل عن السلف تفسير الآية))
أنا لم أقل ذلك بل قلت بخصوص مسألة العصمة كلام يدل على وجود مخالف من السلف و إن كان لم يذكره و قال بأنه قول أصحاب مالك و الشافعي و أبو حنيفة و أصحاب الإمام كانوا من القدامى للمتأخرين فهناك سلف في المسألة لكن لم يذكر القرطبي أو القاضي أسماء و حكى أيضا الخلاف ابن عطية و عنف ابن العربي من يقول ذلك فهل يعنف ما قال به إمامه؟!!
قولك حبيبي في الله: ((فنقل لك ابو فهر حكاية ابن تيمية و الآمدي لاجماع السلف خاصة))
إجماع ينقله إمام بعد قرون هذا محض دعوى و قد قال بالخلاف علماء كبار أقدم منه
قولك حبيبي في الله: ((ان ما وجد مقتضاه في عهد القرون الأولى و جرت العادة بتوافر الدواعي على نقله فلا يمكن أن يضيع و ان لم يصل شيء دل أن لم يقل قائل به))
لما تتداعى الأمم على نقله والأمر بين و نفوس الكثير من الناس تأبى ذلك على الأنبياء
قولك حبيبي في الله: ((ان القاضي عياض أعظم من ابن تيمية))
جوابه أني لم أقل أعظم بل قلت أقدم و الأقدم يعرف الخلاف في الغالب أكثر من المتأخر عنه.
قولك حبيبي في الله: ((وحتى هذا لا يصلح فلا يمتنع أن يعرف الأصغر ما خفي عن الأعظم و قد وقع في الصحابة أنفسهم وهم كانوا مجتمعين فكيف بمن بعدهم حين كثر الاختلاف و الافتراق؟؟))
القاضي لم يقل ذلك وحده بل قاله أيضا القرطبي و ابن عطية حكى الخلاف و عنف ابن العربي من يقول ذلك فهل يعنف ما قال به إمامه؟!!
قولك حبيبي في الله: ((و الا فان لم تقر بهذا أيضا لزمك مثله كما قال لك الاخوة في الأسماء و الصفات و غيرها و هو أشهر من باب العصمة و مع ذلك خفي على هؤلاء الأفاضل ما علمه غيرهم))
هل نسب القرطبي و القاضي وابن العربي إلى السلف القول بالتفويض؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:54]ـ
فلست إذن من القائلين بعصمة الأنبياء من (الصغائر)!
إذن، أصبحت الآن من أتباع السلف والطبري وابن تيمية. مبروك عليك يا دكتور!
هل جهلت محل خلافي أيها الناصح أنا لم أنف وقوع المعاصي مطلقا و إنما نفيت وقوعها عمدا وقصدا و كذلك القرطبي و ابن العربي و غيرهما فافهم قبل أن تتكلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 05:56]ـ
هل جهلت محل خلافي أيها الناصح أنا لم أنف وقوع المعاصي مطلقا و إنما نفيت وقوعها عمدا وقصدا و كذلك القرطبي و ابن العربي و غيرهما فافهم قبل أن تتكلم
يعني تقر بأن الأنبياء غير معصومين من (الصغائر)؟ طيب، ما دليلك على ذلك؟ أفيدونا. .
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 06:06]ـ
يعني تقر بأن الأنبياء غير معصومين من (الصغائر)؟ ما دليلك عليه؟
معصمون من الصغائر عمدا أما خطاءا و سهوا فالكتاب والسنة دل على جواز وقوعها خطاءا وسهوا و هذا ما عليه الأكثرون قدامى ومحدثون وهو ما ندين به إلى الله ولا يتعارض مع الاقتداء بهم و فيه حمل تصرفاتهم على خير المحامل و فيه حسن ظن بتصرفاتهم وغير ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 06:11]ـ
قلت قبل شهرين: (والراجح عصمة الأنبياء من الصغائر والكبائر)
وأصبحت الآن تقول إن الأنبياء غير معصومين من مطلقا الصغائر.
جميل يا دكتور. . بقيت خطوة واحدة نحو مذهب السلف الصالح.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 06:23]ـ
قلت قبل شهرين: (والراجح عصمة الأنبياء من الصغائر والكبائر)
وأصبحت الآن تقول إن الأنبياء غير معصومين من مطلقا الصغائر.
جميل يا دكتور. . بقيت خطوة واحدة نحو مذهب السلف الصالح.
ما يضيرك أيها الناصح من قال بعصمة الأنبياء من الكبائر والصغائر جوزها خطاءا و نسيانا وهذا صنيع الكثير من العلماء و عصمتهم من الصغائر مطلقا أو عصمتهم من الكبائر كالصغائر قول لا أثارة عليه من علم قال الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي في العقائد السلفية: ((و الحق الذي ندين به إلى الله أنهم معصمون أيضا من الكبائر قبل البعثة و بعدها و أما الصغائر فقد يلمون بها إما بطريق التأويل أو النسيان أو الخطأ و لكن لا يقرون عليها)) و لا تتسرع في الحكم على قول بالبحث اسمه إعلام الأفهام أن خطيئة آدم كانت على سبيل السهو والنسيان و لم أعارض ذلك
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 06:26]ـ
أراكم بخير بعد يومين
ـ[أبو عبد الله القاهري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 06:38]ـ
و أنت أيضا تسيء الأدب
متشكرين يا دكتور.
قد عزوت الأجماع للدكتور عبد الكريم زيدان فالعهدة عليه أما إن كنت تنازع في حجية مفهوم المخالفة بالنسبة لأقوال البشر فأتي بأدلتك و أنا افندها لك.
لا داعي، حسبنا أن من وضع للطلاب مدخلاً إلى أصول الفقه يعزو إلى كتاب الوجيز.
وبالمناسبة فالدكتور عبد الكريم قال: (واتفق الأصوليون على الاحتجاج بمفهوم الوصف والشرط والغاية والعدد في غير النصوص الشرعية) فذكر أربعة أنواع فقط، ولم يعمم كتعميمك، فتنبه.
((((وما زلت أذكرك بالإجابة على سؤالي وعدم التهرب))))
ـ[الواحدي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 06:54]ـ
"فضيلة الدكتور"!
قبل أن تذهب وتترك العالَم في حيرة دهماء ..
أنت تستدل بالقرطبي ..
حبذا لو تراجع أول نقل نقلتَه عنه في مشاركتك رقم 13
فهو يردّ عليك!
وحبذا لو تتأكد أيضا من نقلك الثاني، وذلك بالرجوع إلى "تبصرة الأدلة" لأبي إسحاق الإسفراييني ..
وقد لا تجدني بعد يومين ...
وليعذرني الشيخ خلوصي ..
ومشاركته ستأتي بعد مشاركتي ..
وهذه فراسة منِّي! (ابتسامة)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 10:07]ـ
قو لك ((التعمد فيه تفصيل دقيق يا دكتور، فان قلنا أن المراد بالتعمد: مجرد الاختيار الحر لفعل الذنب، فهذا وجه، يختلف عن لو قلنا أن المراد به: الاصرار على فعل الذنب، وهذا وجه آخر، بخلاف لو قلنا أن التعمد يراد به: الاستحلال لفعل الذنب!
مراتب ثلاثة ليتك تتأمل فيها بروية، ولو فعلت لزال عنك الاشكال كله ان شاء الله)).
هل تقصد من كلامك أن النسيان أو التأويل أو الخطأ تعمد أم ماذ تقصد؟ و أين أدلة ما تقول؟
قلت لو تركت عنك تعصبك الباطل لفهمك واعتباره أنه هو "ظاهر اللفظ" ومقتضى لسان العرب الذي به يُفهم الكلام على وجهه ويعد من خالفه متأولا = لتبين لك ما أقصد هنا!!
قولك: ((قد اجتباهم واصطفاهم نعم، وقد وقعوا مع ذلك فيما عده القرءان ذنبا، وتابوا منه، وظلت لهم منزلة النبوة والرسالة وظل الناس يتبعونهم ولا فرق))
الذنب قد يقع سهوا وخطأءا فكلامك أعم من موضع النزاع و التوبة لا تستلزم فعل الذنب بقصد.
قلت لن أكرر ... !
قولك: ((فأنت من عليه أن يبرهن على صحة دعواه بأن ما وصفه القرءان بأنه ذنب))
اكرر الذنب خلاف الطاعة فهو أعم من موضع النزاع و أين دليك على دعواك فما يوجد ذنب ذكره القرآن كان عن عمد وقصد و إلا فاذكره
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت سبحان الله! أنت الآن تعتبر هذا الاعتبار: "الذنب خلاف الطاعة" دليلا تتمسك به .. فدعني اذا أستدرك عليك بهذه - وليتك تفهمها -: لو كنت جالسا في بيتي منشغلا بعمل من أعمال المباحات، ذاهلا عن استحضار نية العبادة فيها، وانما عملتها على مجرى العادات، فهل أنا حالئذ في طاعة؟؟؟ كلا! فهل عدم كوني في طاعة في تلك الحالة، يعني بمفهوم المقابلة أنني في ذنب؟؟؟ كلا ولا شك! ليس بالضرورة! فدل ذلك على بطلان اطلاقك لتلك القاعدة! فالذنب هو ما دل النص على أنه ذنب ومعصية، وفهمه السلف على أنه ذنب ومعصية أوجبت لصاحبها التوبة، ولا تكون الا بمخالفة تكليف لا مقابل الطاعة هكذا باطلاق!! فان قلتَ أن الأمر في حق الأنبياء أضيق لأنهم مجرد انشغالهم بالمفضول عن الفاضل - مثلا - يعد في حقهم عصيانا، قلنا اذا فلم نختلف، فان كانوا قد علموا ذلك من تكليفهم وخالفوه في حال غفلة مما يعتري البشر ويفضي بهم الى العصيان أحيانا، فهم عصاة والله يلومهم بذلك ويذكرهم فيتوبون! وليست هي بالمعصية التي تنتقص منهم حتى يقال أنهم منزهون عن الوقوع فيها!!
أما تعليق ذلك بفهمك للنسيان على أنه المعنى الشائع على ألسنة الناس اليوم، وقولك "النسيان الحقيقي" فهذه هي العجمة بعينها! فلا هذا مما يستقيم به نظر في ألفاظ القرءان، ولا هو مما يصح وصفه "بظاهر اللفظ"! وسيأتي بيان ذلك فيما بعد ان شاء الله! ولكن الشاهد هدم قاعدتك هذه في شأن مفهوم المعصية والذنب! فالمعصية هي عصيان الأمر، من بعد العلم بأنه أمر تكليف، أما مخالفة الطاعة ففيها تفصيل!
و قولك: ((ظلم للنفس من قبل النبي))
عرف الظلم أهي الأخ الفاضل وضع الشيء في غير موضعه و فعل الشيء نسيان أو تأويلا وضع الشيء في غير موضعه فهو ظلم دليلك أعم من موضع النزاع و أقول لك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم من يطع الله إن عصيته؟
قلت هذا الحديث الذي تذكره "ومن يطع الله ان عصيته" ليس فيه حجة لك، لأن الرجل الذي رد النبي عليه بهذا الكلام كان يأمره بأن يتقي الله وبأن يعدل، اتهاما له في عدالة قسمته وفي تقواه وخشيته لربه، والتي لا يشك مسلم في أنها لا تتخلف عن نبي من أنبياء الله! وهذا ما حمل الصحابة على رفع سيوفهم لضرب عنقه! فاطلاقك لمفهوم اللفظ ليشمل منع كل معصية أيا كان نوعها ودرجتها عن المرسلين هذا ما يرده عليك جمع هذا النص الى غيره من النصوص، بفهم السلف ولسانهم لا بفهمك أنت ولسانك أنت!!
قولك: ((هذا لا يكون بعمد وارادة، وانما من السهو والنسيان!!! أنت الآن الذي اتسع عرض دعواك بكلامك هذا أيما اتساع، ليخرج عن حالة آدم عليه السلام الذي تأولت قول الله فيه ((فنسي ولم نجد له عزما)) فيشمل سائر من جاء النص على أنهم أذنبوا وتابوا من النبيين! وما معنا في حقهم الا أنهم أذنبوا تابوا، فقدم أنت برهانك النقلي الواضح على هذا التخصيص لذلك العموم في حقهم ان كنت صادقا!!))
واحتجاج بالتوبة أعم من مورد نزاعي معك و مع غيرك.
أثبت أنت خلاف ذلك فقد ذكرت عدة أدلة منها الآتي:
قلت هذه "الأدلة" ليست أدلة يا دكتور وانما هي شبهات عقلية للمتكلمين، من عرف فهم السلف على حقيقته سهل عليه ردها واحدة واحدة، هداك الله وغفر لك!
الدليل الأول: الرسل والأنبياء هم قدوة و المبلغين عن الله فلابد أن يكونوا سالمين من جميع الذنوب، و لو قيل لشخص إن نبي من الأنبياء أذنب لاستعظم الخبر و استغربه و استنكره فالقدوة لابد أن يكونوا قدوة في الخير دون الشر و يستلزم من اقترافهم الصغائر أن يكونوا قدوة في الشر وهذا باطل.
قلت نعم هم قدوة البشر ولا شك، ولكن ما جاءوهم الا بما يطقيه البشر، وهم بمثله مكلفون، لا بما لا يطيقه البشر! والبشر مطالبون بالاقتداء بهم في سائر ما هم مكلفون به كبشر مثلهم!! والا فأين يرون عبادة التوبة والاستغفار على أكمل ما تكون، والتي من أجلها ابتلى الله بني آدم بالذنب والخطأ والغفلة أصلا، ان لم يكن اقتداءا في ذلك بنبي من بني آدم مبتلً بمثل ما هم مبتلون به؟؟!
من هذا الذي يسوء فهمه حتى يرى في هذا الذي أكتبه الآن لزوم التنقص من منزلتهم كحملة لأمانة الوحي والتبليغ وقدوة يتأسى بها العباد، الا رجل غارق في كلام المتكلمة لا فيما فهمه السلف من النصوص؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: (بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين الأربعة الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش والأنصار قالوا يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق فقال اتق الله يا محمد فقال: من يطع الله إذا عصيت أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني فسأله رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولي قال إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) رواه البخاري.
قلت قد سبق الرد على فساد استدلالك بهذا الحديث فلا أكرر.
الدليل الثاني: إذا كان الناس لا يأخذون العلم ممن يقترف بعض الذنوب فكيف بالأنبياء والرسل؟ ....
قلت اذا فقد ضلوا هؤلاء الناس الذين تتكلم عنهم يا هداك الله، وما هم بآخذين العلم عن أحد على ظهر الأرض أبدا! والا فأين يجدون في الأرض بشرا لا يقترفون "بعض الذنوب" حتى يأخذوا العلم عنهم؟؟؟؟ وهل يطيق هذا الذي تدعيه بشر من بني آدم؟؟ سبحانك ربي! قد بينا أن الفرق واضح بين ذنب من الصغائر التي لا تخدش مقام التأسي والاتباع، والتي سرعان ما ينبه النبي اليها فيتوب من فوره ولا يرجع اليها أبدا، وبين القوادح من الذنوب، وأنت تقر بأن المعاصي والذنوب ليست على درجة واحدة فلماذا المكابرة والاصرار يا دكتور؟؟؟
والمعاصي تنافي الجدارة لتبليغ الرسالة التي اختارهم الله لها لأنها تؤدي إلى عدم الثقة بهم كما تؤدي إلى الإخلال بشرف منصب الرسالة التي اختار الله الأنبياء لها حيث إن المعاصي تستلزم النفرة منهم والإزراء بهم وهذا مخالف للمقصد من إرسالهم.
قلت تعميم جائر ممن يدعي أنه يدرك الفرق بين الصغيرة والكبيرة، وقد بينا أن هناك فرقا واضحا لأولي الألباب بين الذنب المنافي لشرف الرسالة الداعي الى ترك الثقة بهم وبصدقهم والى النفرة عنهم، وبين ما سوى ذلك من الذنوب!
الدليل الثالث: قال تعالى: ? فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ? فجعل الله رقة القلب وحسن الخلق في النبي صلى الله عليه وسلم كي لا ينفض الناس عنه فكيف باقتراف بعض الذنوب كي لا ينفض الناس عنه؟!!
قلت قياس في غير محل، من رجل ظاهري أصلا! ففرق بين رقة الطبع والرحمة وقرارها في القلب، في مقابل الغلظة والفظاظة، وبين وقوع الغفلة المفضية للمعصية، والمستلزمة للتوبة، وكون الرجل رحيما لا يعصمه من ذلك، كما أن كونه غليظا فظ القلب لا يوجب وقوعه فيه بالضرورة .. فما أعجب فهمك يا دكتور!!! تريد أن تقول بأن الله كما جعل النبي رحيما لينا، فانه من الأهون عليه أن يجعله معصوما من سائر ألوان الذنب والمعصية .. ونقول نعم وكان من الأهون والأهون كذلك أن يبعثه ملكا في صورة بشر، فلا يأكل ولا يشرب ولا يتزوج ولا ينام ولا شيء من ذلك أصلا، فلا يجد المجرمون لأنفسهم بابا يطلقون منه شبهاتهم الباطلة في حقه عليه السلام، وقد علمت ما وقع به الملاحدة والمنصرون في عرضه ظلما وعدوانا لكثرة زيجاته عليه السلام ولاشتغاله بذلك كما هو معلوم عنه في هذا الباب ... ولكنه سبحانه ما جعله ملكا ولكن جعله بشرا رسولا، لحكمة أرجو ألا تكون غائبة عنك!!
فتأمل هداك الله ودع عنك الغلو الباطل!
الدليل الرابع: لو صدر منهم الذنب لما عم الأمر باتباعهم و اتباعهم عام والاقتداء بالناسي و المخطيء محال أما الاقتداء بالمتعمد القاصد فجائز.
قلت لا ليس عاما! والا فما تفهم من حديث تأبير النخل في صحيح مسلم يا هداك الله؟؟ هذا كلام كلمهم به عليه السلام بلا وحي، وكان منه خطأ، فلما أخذوا به وتبين أنه قد أخطأ فيه رجعوا اليه فبين لهم أنه لم يكن من أمر الوحي في شيء! وكل ما كان منهم عليهم السلام من قبيل العادات وأمور الدنيا، فنحن - استنادا على هذا الفهم - نقول بأنهم ما وقعوا فيه في خطأ ومخالفة الا وتبين ذلك للناس بحكمة من الله وفضل حتى لا يتأسى بهم أتباعهم فيما أخطأوا فيه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الخامس: لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا أسوأ حالا من عصاة الأمة إذ يضاعف لهم العذاب إذ الأعلى رتبة يستحق أشد العذاب لمقابلته أعظم النعم بالمعصية، وإذا كان الصالحين و العلماء يستنكر عليهم فعل الذنوب و إن كانت صغائر لشدة علمهم بالله و إبصار الله بهم فكيف بالأنبياء والرسل؟!!
قلت: نعم قد يكون العقاب في حقهم أشد ان استحقوه .. ولكنهم كانوا خير أسوة وقدوة في سرعة الانابة الى الله والعجلة اليه بالتوبة والاستغفار، وكان فضل الله عليهم عظيما! والعبد من دون الأنبياء ان تاب وصدق وأخلص في توبته حول الله سيئاته حسنات .. فما بالك بالنبي المرسل؟؟؟
الدليل السادس: لو صدر عن الأنبياء الذنب لما نالوا عهده تعالى فقد قال تعالى: ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ? أي: واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك , فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين. فكيف ينال النبوة ظالم، و من يقترف الصغائر من الذنوب يعتبر ظالما لظلمه نفسه باقتراف بعض الذنوب؟!!
قلت هذا دليل آخر على عجمتك في فهم ألفاظ القرءان .. فالظلم قد علمتَ وأقررتَ أنت من قبل بأنه متفاوت في معناه، لا ياتي في كلام العرب على معنً واحد .. وقد شهد بعض الأنبياء على أنفسهم بأنه قد ظلم نفسه!! فكيف تحل هذا التعارض يا سيدنا الفاضل، بين اعطاء الله عهده لنبي ظلم نفسه، وبين ما في هذه الآية، ان لم ترجع بالضرورة في ضبط المراد بالظالمين الى ما فهمه السلف والصحابة هنا وهناك وفي غير هذه المواضع جميعا؟؟ وكيف لم تتعلم الدرس الذي في حديث كلام الصحابة في قوله تعالى: ((ولم يلبسوا ايمانهم بظلم))؟؟؟
كفاك ظلما لنفسك يا أخي غفر الله لي ولك!
((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))
الدليل السابع: لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا غير مخلصين؛ لأن فعل الذنوب يكون بإغواء الشيطان فهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى: ? قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ? و اللازم باطل و بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم
قلت بل الزامك هذا هو الباطل بعينه! فليس الوقوع في الذنب دليلا على عدم الاخلاص بعموم، بغض النظر عما اذا كان سببه غواية الشيطان أو غيره!!! ووقوع العبد المخلص في غواية الشيطان أحيانا لا يجرده من صفة الاخلاص، وانما المراد أن الشيطان لا يمكنه اهلاك المخلصين بغوايته اياهم، لأنهم سرعان ما يتوبون ويرجعون فلا يضرهم ما أوقعهم فيه الشيطان، اذ يغفر الله لهم ذنبهم بل ويبدلها لهم حسنات ان اخلصوا في ذلك!! والا لو صح فهمك هذا، لكان معنى الاخلاص معنً مستحيلا خارجا عن قدرة البشر المكلفين على تحقيقه أصلا، وهذا لعمر الله خير دليل على تهافت كلامك وبطلانه، ولحاقه بشبهات الفلاسفة!!!
ومن هنا يتبين بحول الله وقوته أنك في مذهبك لست على شيء الا شبهات المتكلمة، وانه ما من شيء من هذا الذي ذكرت يرقى لأن يقال عنه أن دليل أصلا، والله المستعان!
و لذلك فقولك أنت:
1 - فيه نسبة فعل لا يليق بمقام النبوة خاصة، و إذ كنا مأمورين بحسن الظن بتصرفات الناس فمن باب أولى حسن الظن بتصرفات الأنبياء.
قلت: حسن الظن هذا يكون في حق من لم يعلمنا الله بحاله ومآله ولم يربطه بالوحي رباطا وثيقا يظهر عيانا للناظرين والتابعين!! أما الفعل الذي يليق والذي لا يليق فراجع ما تقدم فلن نكرر!
2 - فيه أيضا تجرئة الناس على المعاصي فإذا كان من خلقه الله بيده و اسكنه الجنة و آراه الآيات البينات يعصي الله فغيره يعصي الله من باب أولى و بذلك يستدل كل مقترف لمعصية.
قلت: كلام باطل! لأنهم ما كان لهم أن يتركوا الناس يتبعونهم على عمل ليس من أمر دينهم، حتى وان لم يكن معصية، فما تركوهم الا وبينوا لهم ذلك، وقد سبق هذا أيضا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا داعي لبيان مدى التخبط الذي تقع فيه وتصر عليه هداك الله، اذ تقرر الآن أن الذي خلقه الله بيده ليس له أن يعصيه، وقبل قليل تلتزم مع الأخ نضال بانه عصاه ولكن معصية لسبب غير السبب الذي ينبعث منه غير المرسلين الى العصيان!!
والله ما كانت أحسبك عنيدا مكابرا مماريا الى هذه الدرجة!!! ويا ليتك أضعت أوقاتنا ووقتك في هذه الليلة فيما هو أنفع لنا ولك!
!
3 - تخالف حمل ذنوبهم على خير المحامل،و خير المحامل أن تكون هذه الذنوب وقعت سهوا وخطاءا لا قصدا.
قلت أي محامل يا سيدنا؟؟؟ الأمر أمر نص لا يحل لنا العبث في فهمه
ولا مخالفة أهل زمان التزيل في تأويله!! وعجيب انتسابك الى السلفية وتقاعصك عن تطبيقها هنا!! والا فان لم يكن ضابطنا فهم السلف، فما أكثر أبواب الغلو والابتداع في الدين التي فتحها الشيطان على أناس من قبلك بدعوى أن "حسن الظن" مقدم على ما يخالفه - في أفهامهم الفاسدة - وبأن حسن الظن بالنبي عليه السلام يقتضي القول بأنه لا يسأله سائل في أقضى الأرض الا سمعه ورفع مسألته الى الله، وحسن الظن بالله يقتضي ألا يترك من استجار بالبدوي مخلصا صادقا في ذلك الا ويجيبه، وأن الذي يضع الحديث كذبا "للنبي" لا "على النبي" كما يقولون، يتعلق بحسن الظن أيضا .... ونحو ذلك مما أرجو أن تكون مررت عليه في رحلة الطلب، مما كان ذريعته عند أهله حسن الظن أيضا!
قولك: ((ثم يا أخي لو لم يكن الذنب من اختيار حر وارادة لفاعله، فما معنى الاستغفار منه أصلا؟؟ الاستغفار والتوبة يعني العزم على عدم العود، وطلب عدم المؤاخذة! فلو لم أكن مختارا لفعل الذنب من غفلة أو غيرها وهو التعمد - بغض النظر تعمدت وتقصدت بذلك أن أخالف أمر ربي أم أنه قد حملني شيء من هوى النفس على غفلة عن مقام العبودية فزللت، وبغض النظر أكان الذنب في صغيرة أو كبيرة - أفيكون من العدالة الربانية أن أؤاخذ بما لم أقم به مريدا مختارا، وقد علمتُ أنه منهي عنه وليس لي فعله؟؟؟))
أعوذ بالله من هذا الفهم الذي فيه إيذاء لأنبياء الله و الاستفغار من الذنب يعني عدم العودة له حتى ولو كان نسيانا كلامك أعم من موضع النزاع.
قلت: قد صارت كلمة "موضع النزاع" هذه كالمضغة في أفواه اخواننا يسهل عليهم جدا اتهام مخالفهم بأنه خارج عنها أو مخالف لها .. فالى الله المشتكى!
قولك حبيبي في الله: ((الخطأ غير المتعمد هذا قد دلت نصوص على أننا غير مؤاخذين به كما ورد جواب الله تعالى "قد فعلت" عند قوله عز وجل ((ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ((
اكرر الخطأ غير المتعمد خطأ رفع أو إثم ذنب رفع و لو لم يكن خطأ و ذنب لما استحق أن يرفع أو أن لا يؤاخذ عليه الشخص فكيف يطلبون عدم المؤاخذة وهو ليس ذنب و كيف يرفع أثمه وهو ليس ذنب فأنت الذي تفرض فهمك لا أنا فتنبه.
قلت سبحان مقسم الأفهام على عباده!! ليتك أنت تتنبه الى ما نقضته هنا من كلام تقدم اصرارك عليه في هذه المشاركة نفسها قبل قليل! فقد عصى آدم وأذنب مع أنه قد خلقه الله بيده وأراه آياته و .... الخ!
قولك: ((وقد بينا لك أن النسيان لغة - كالخطأ تماما - أعم مما ذهبت أنت اليه بلا مخصص سوى تقعيد عام قد بينا لك أن النص لا يعضده أصلا، بل ينقضه بوضوح))
أين هذا و النسيان نوع من الخطأ غير المتعمد فكل نسيان خطأ وليس كل خطأ نسيان.
قلت يا دكتور افهم هداك الله ... أنا لا أدخل الخطأ في عموم النسيان ولا العكس، انما مرادي أن أبين لك انا كلا المفهومين قد تعددت وجوهه في لسان التنزيل فوجب عليك المصير الى ما فهمه منها أصحاب هذا اللسان في كل موضع بحسبه!! لا بما يتبادر الى ذهنك أنت!!
فهمت.؟؟؟؟؟؟
قولك: ((وهنا يا مولانا يتضح لك مرادي بأن جهلك بالسلف لا يقاس على جهل التابعي أو الامام من الأئمة بالسلف له في مذهبه!! فأنت أعجمي في فهمك لها أصلا! الآية لا حجة لك فيها لاحتمالها وجهين يجب عليك للقول بأحدهما أن تتخذ الى ذلك دليلا اضافيا))
أين هذا الاحتمال الثاني أيها الناصح فالاحتمال الثاني لا ينفي الأول فالترك لا ينفي النسيان والنسيان هو الظاهر من الآية فأنت المتأول أيها الناصح.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت من الذي قال أن كون أحد المعنيين أخص من الآخر، يجيز لنا الحمل على المعنى الأعم، لأن الثاني يكون بذلك داخلا فيه، أو على المعنى الأخص لكونه يخصصه؟؟؟ لا التعميم ولا التخصيص يرجع الى أفهمانا نحن، ولا نذهب اليه بمثل هذا الهباء الذي استدللت به!! وهذه قاعدة لو أطقناها لهدمنا كثيرا من نصوص القرءان يا دكتور!! والعبرة بفهم السلف لا بفهمي ولا فهمك!!
قولك: ((تامل قوله تعالى: ((فاليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا))
و هل هذه الآية مثل ((وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما)) و ظاهر النسيان الذهول عن الشيء و هو الأصل ما لم يأت دليل و يؤكده أن الآية قبله: ((فتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً)) و النبي صلى الله عليه وسلم كانا تعجل يتعجل بمسابقة جبريل عليه السلام في تَلَقِّي القرآن قبل أن يَفْرَغ منه كي لا ينساه النسيان الحقيقي.
قلت: من سلفك في هذا الخلط المبين؟؟؟ "ظاهر النسيان الذهول وهو الأصل ما لم يأت دليل" هذا الكلام هرف بالباطل في لسان العرب يا دكتور فاتق الله! بأي أصل وقاعدة جعلت ظاهر اللفظ هو ما تبادر لذهنك أنت؟؟ بغلبة استعمالنا نحن أهل هذا الزمان لهذا اللفظ؟؟؟ وهل نزل القرءان بساننا نحن واستعمالاتنا نحن يا مولانا؟؟؟؟ تأمل وافهم لماذا نتهمك بالعجمة في لسان التنزيل يا سلفي هداك الله!!
و كيف ابن عباس فسر نسيان العهد بالنسيان الظاهر قال ابن أبي حاتم: ((حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إنما سمي الإنسان؛ لأنه عهد إليه فنسي، وكذا رواه علي بن أبي طلحة عنه))
قلت ليس في هذا رائحة الدلالة على أن مراد ابن عباس بالنسيان هنا: السهو كلام يخالف ظاهر لفظ النسيان و الله المستعان أنت الذي تلوي أعناق النصوص
قلت لا تعليق!!
((حرر يا دكتور معنى التعمد ومعنى النسيان، - واختر مذهبك بالدليل لا بقولك لعله قد ذهب اليه غيري واندثر ((
ماهو تحريرك أيها الناصح و أنت تخالف الأدلة و تدعي أن النسيان ليس نسيان سهو و تخالف ظاهر الآية و تعتقد بتعمد نبي الخطأ وقد ورد ما يدل على خلافه الله المستعان.
قلت: لا تعليق!!
قولك: ((نعم الوسوسة نسي آدم العهد بعدها وبسببها، فكان ماذا؟؟؟؟؟ بل ان هذا الكلام حجة عليك لو تاملت والسبب واضح، أنه لو كان من الأصل ناسيا ساهيا، وجاءه ابليس وقال له ما قال، لذكره بما كان ساهيا عنه أصلا، ولانتقض عليك قولك بأنه كان ساهيا!! ولا يمكن أن يكون كلام ابليس سببا في تسهيته عن نهي الله له لأنه في الحقيقة قد ذكره به كما في قوله تعالى: ((وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ))!! فكفاك مكابرة يا أخي هداك الله!!!))
أنت الذي يهديك الله
قلت آمين والمسلمين ..
تأولا و تنسب للأنبياء ما نفته عنهم الآيات و تكابر في نسيان آدم عهد الله بعدم الأكل من الشجرة مع أن الآيات نصت عليه
قلت عجبا ثم عجبا!
و اكرر لك كون الشيطان ذكرهما فهذا لا يستوجب استذكار آدم عليه السلام واستحضاره لعهد الله حال المعصية بل هذا التذكير قبل الخطيئة بعد لحن الحجة و الدليل قوله تعالى: ? فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ? فقوله تعالى: ((فأكلا منها)) أي بعد وسوسة الشيطان لآدم و لحنه في القول فالفاء تدل على الترتيب فبعد الوسوسة نسي العهد فهو ناسي حقيقة و أنت متأول للنسيان بلا دليل
قلت: لا تعليق!
وكون إبليس ذكره فهذا لا يستلزم أن يكون آدم عليه السلام قد استحضر تذكيره حال المعصية فتنبه
قلت: حسبنا الله ونعم الوكيل!
و الله المستعان
أنموذج يدرس في الجامعات والله للمكابرة والاصرار على الباطل!!!!!!!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 01:34]ـ
معصمون من الصغائر عمدا أما خطاءا و سهوا فالكتاب والسنة دل على جواز وقوعها خطاءا وسهوا و هذا ما عليه الأكثرون قدامى ومحدثون وهو ما ندين به إلى الله ولا يتعارض مع الاقتداء بهم و فيه حمل تصرفاتهم على خير المحامل و فيه حسن ظن بتصرفاتهم وغير ذلك
بصرف النظر عن هذا التلبيس، ماذا تعني بقولك (عمدا) أو (قصدا)؟ وكيف تفرق بينه وبين (السهو) و (النسيان)؟ بين بالحجة!
** اللهم انصر إخواننا في غزة، يا عزيز يا جبار! **
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 01:41]ـ
بصرف النظر عن هذا التلبيس، ماذا تعني بقولك (عمدا) أو (قصدا)؟ وكيف تفرق بينه وبين (السهو) و (النسيان)؟ بين بالحجة!
** اللهم انصر إخواننا في غزة، يا عزيز يا جبار! **
آمين .. وارفع اللهم عنهم ببصيرة السنة والهداية تلك الجاهلية التي أشعلت النيران بين صفوفهم وأمكنت العدو منهم ..
انك ولي ذلك والقادر عليه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 03:04]ـ
أخي المبجل أبا الفداء ..
إيذن لي أن أسجل اعتراضا وإن كان خارج الموضوع
على صيغة دعائك: وارفع تلك الجاهلية التي أشعلت النيران بين صفوفهم وأمكنت العدو منهم
وهذا -مع احترامي الحقيقي لك (وليس مجرد كلمة) - غير سديد ..
فليس الأمر كما ذكرت ..
الحكاية باختصار: كل بلد فيها منافقون وفيها مخلصون ..
ويظهر هؤلاء المنافقون في أوقات الأزمات (مثلا في بلادنا تعرفهم في لحن القول في الصحف وأشباههم ومن يعاونهم ويدافع عنهم .. إلخ) .. فالخلاف مع هؤلاء طبيعي جدا .. وهو الأصل .. وهو من قبل المخلصين الموحدين .. خلاف محمود
تأمل قوله تعالى"ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر" .. فهنا سجل الله اختلافهم: لكنه ممدحة لأهل التوحيد ..
حيث لم يتفقوا معهم على الباطل ..
وليس هذا هو الذي أمكن العدو منهم .. ففي هذا اختزال كبير للحقيقة
بل الدول العربية من وراء نظام عباس تؤيده وتدعمه وتشد على يديه .. وتحثه على تجديد ولايته اللعينة ,بعضهم من بعض
مع تعاونهم مع الأمريكان لحد الانبطاح والمسارعة فيهم دون طلب (وما مؤتمر أنابوليس عنا ببعيد)
والأدلة على هذا قائمة ظاهرة بيّنة لمن له متابعة
والله يرعاك ويهدينا وإياك للصواب
والثبات على الحق
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 04:39]ـ
أخي المبجل أبا الفداء ..
إيذن لي أن أسجل اعتراضا وإن كان خارج الموضوع
على صيغة دعائك: وارفع تلك الجاهلية التي أشعلت النيران بين صفوفهم وأمكنت العدو منهم
وهذا -مع احترامي الحقيقي لك (وليس مجرد كلمة) - غير سديد ..
فليس الأمر كما ذكرت ..
الحكاية باختصار: كل بلد فيها منافقون وفيها مخلصون ..
ويظهر هؤلاء المنافقون في أوقات الأزمات (مثلا في بلادنا تعرفهم في لحن القول في الصحف وأشباههم ومن يعاونهم ويدافع عنهم .. إلخ) .. فالخلاف مع هؤلاء طبيعي جدا .. وهو الأصل .. وهو من قبل المخلصين الموحدين .. خلاف محمود
تأمل قوله تعالى"ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر" .. فهنا سجل الله اختلافهم: لكنه ممدحة لأهل التوحيد ..
حيث لم يتفقوا معهم على الباطل ..
وليس هذا هو الذي أمكن العدو منهم .. ففي هذا اختزال كبير للحقيقة
بل الدول العربية من وراء نظام عباس تؤيده وتدعمه وتشد على يديه .. وتحثه على تجديد ولايته اللعينة ,بعضهم من بعض
مع تعاونهم مع الأمريكان لحد الانبطاح والمسارعة فيهم دون طلب (وما مؤتمر أنابوليس عنا ببعيد)
والأدلة على هذا قائمة ظاهرة بيّنة لمن له متابعة
والله يرعاك ويهدينا وإياك للصواب
والثبات على الحق
شكر الله لك تعقبك أيها الكريم المفضال .. والجاهلية كلمة قد تطلق على صغار المخالفات كما قد تطلق على النفاق وصولا الى الكفر، والدعاء كان عاما في سائر صور الجاهلية لم أخص به أيا من الطائفتين دون الأخرى ومعلوم التفاوت بينهما، وتوجه كل منهما .. ولم يسلم فسطاط المؤمنين هناك من التورط في كثير من المخالفات التي زادت من ضعف جناح الحق هناك وتوهين شوكته وتمكين اليهود والمنافقين منه، ليس ههنا محل البحث فيها .. ولعلك أنت أدرى مني بذلك، ولعلك في مناسبة أخرى تصوب لي ظني فيها ان شاء الله! ولكن على الهامش هنا أتساءل: أين حماس اليوم من حماس تحت الشيخ أحمد ياسين رحمه الله؟ وأين طلب الشهادة من طلب الحكومة والمناصب والديمقراطية والانتخابات وغير ذلك مما ابتلي الاخوان المسلمون عامة بالفتنة به ونجح العدو - بكل أسف وحسرة - في استدراج الاخوة في حماس اليه؟؟ ... فالله المستعان!
وعلى أي حال فلعلي أكون مخطئا في نظري ولعل المصلحة الراجحة تكون في خلاف ما رأيت وتصورت من مواقف حماس، ولا شك في أن ما يخفى علي أكثر بكثير جدا مما يظهر لي من الأمر هناك .. ولذلك فدعائي لأخواني المجاهدين هناك دعاء عام:
نسأل الله لأهل الحق هناك الثبات والنصرة، وأن يهديهم الى الرشد والسداد وأن ينصرهم على الكفار والمنافقين أيا ما كانت الراية التي يتخفون تحتها ...
قل آمين ..
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 03:08]ـ
أنموذج يدرس في الجامعات والله للمكابرة والاصرار على الباطل!!!!!!!
بسم الله أبدأ وبه اهتدي وعليه اتوكل
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: معذرة على التأخير فالنت عندي كان منقطع و لم يعمل إلا الآن و أنا بعد ربع ساعة سأذهب للمستشفى و إم جئت غدا ليلا أو بعد ثلاثة أيام فهذه استطاعتي و الله لا يكلف نفسا إلا وسعها
ثانيا: لكثرة التعقيبات علي و عندما أرد على واحدة أجد العديد من التعقبات المتكررة في الغالب سأرد مرة واحدة على الكل فوقتي قصير و هناك من المسائل الأخرى تحتاج للبحث عنها غير هذه المسألة.
ثالثا: آمل ألا تجعل هذه المناقشة سببا في بغضنا بعضنا البعض فليس خلافنا في مسألة سببا لكره بعضنا البعض.
رابعا: ما أرى أخواني و أحبابي جانبوا فيه الصواب هو ما يلي:
1 – تأويل النسيان و القول بأنه الترك دون النسيان الظاهر الذي هو ضد الذكر، و لو قالوا بأن النسيان نوعان نسيان بمعنى عدم الحفظ و نسيان بمعنى الترك لكان له وجه و كتب اللغة و التفسير مليئة بأن النسيان ضد الحفظ أو ذهول القلب عن معلوم
قال النيسابوري في تفسيره: ((ضد النسيان هو الذكر ? واذكر ربك إذا نسيت ?))
قال ابن عثيمين في تفسير سورة البقرة: ((قوله تعالى: ? إن نسينا أو أخطأنا ?: «النسيان» هو ذهول القلب عن معلوم؛ يكون الإنسان يعلم الشيء، ثم يغيب عنه؛ ويسمى هذا نسيانا، كما لو سألتك: ماذا صنعت بالأمس؟ تقول: «نسيت»؛ فأنت فاعل؛ ولكن غاب عنك فعله))
قال شهاب الدين أحمد بن محمد الهائم المصري: ((النسيان ضد الذكر وهو السهو الحادث بعد حصول العلم ويطلق أيضا على الترك))
قال أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان في البحر المحيط: ((النسيان: ضد الذكر، وهو السهو الحادث بعد حصول العلم، ويطلق أيضا على الترك، وضده الفعل))
قال صاحب مناهل العرفان: ((النسيان المحو التام من الذاكرة))
قال صاحب التبيان في غريب القرآن: ((الذكر بضم الذال وكسرها لغتان بمعنى واحد وقال الكسائي بالكسر ضد الصمت وبالضم ضد النسيان وهو بمعنى التيقظ والتنبه))
قال ابن منظور: ((و الذكر و الذكرى بالكسر نقيض النسيان وكذلك الذكرة))
قال في مختار الصحاح: ((و الذكر و الذكرى و الذكرة ضد النسيان)) و قال أيضا: ((النسيان بكسر النون وسكون السين ضد الذكر والحفظ ورجل نسيان بفتح النون كثير النسيان للشيء وقد نسي الشيء بالكسر نسيانا و أنساه الله الشيء و تناساه أرى من نفسه أنه نسيه و النسيان أيضا الترك قال الله تعالى نسوا الله فنسيهم))
قال الفراهيدي في العين: ((الحِفْظ: نقيض النِّسيان، و هو التَّعاهدُ وقلّة الغَفْلة)) و قال أيضا: ((
نَسِيَ فلانٌ شيئاً كان يَذْكُرُهُ، وإنّه لنسيٌّ، أي: كثير النّسيان، من قوله جلّ وعزّ: " وما كان ربّك نَسِيّا ".
والنَّسْي: الشّيء المَنسِيّ الذي لا يُذكر. يقال: منه قوله تعالى: " وكنت نَسْياً مَنْسيّاً ". ويقال: هو خِرقه الحائض إذا رمت به.
ونَسِيتُ الحديث نسيا. ويقال: أَنْسَيتُ إنساءً، ونَسِيتُ: أجود، قال الله تعالى: فإنّي نَسِيت الحوت، ولم يقل: أنسيت، ومعنى أنسيت: أخّرت.
وسمِّي الإنسان من النِّسيان))
و قال الجوهري في الصحاح: ((الصحاح في اللغة: والذِكْرى، بالكسر: خلاف النِسْيانِ))
و العرب تطلق على النسيان الترك؛ لأن الترك نوع من النسيان أما النسيان عند الإطلاق فهو عدم الحفظ،و هو الذي نفاه الله عنه في قوله تعالى: ? قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ? أما النسيان في قوله تعالى: ? نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ? فهذا بمعنى الترك فالفطر قائمة في الناس وهي تناديهم للإيمان بربّهم ومعلنة فيهم بفقرهم الإضطراري لخالقهم جلّ وعلا و لما تركوا الله، تركهم اللّه جزاء وعدلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 – تأويل الذنب و المعصية أنهما مخالفة الأمر تعمدا، وهذا خلاف ما جاءت به النصوص قال تعالى: ? رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا ? فلو كان النسيان و الخطأ لا يطلق عليه ذنب لما كان هناك داعيا لطلب عدم المؤاخذة به، و قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)) (سنن ابن ماجة) فلو كان النسيان والخطأ لا يطلق عليه ذنب و معصية لما كان هناك داعيا لتجاوز الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان فإثم المعصية خطاءا أو نسيانا رفع عن هذه الأمة بدلالة الحديث.
3 – الخلط بين معنى أن المعصية خلاف الطاعة و المعصية عدم الطاعة فخلاف الشيء أي ضده و ليس عدمه و هذا يتضح من اعتراض الأخ أبي الفداء حين قال: ((لو كنت جالسا في بيتي منشغلا بعمل من أعمال المباحات، ذاهلا عن استحضار نية العبادة فيها، وانما عملتها على مجرى العادات، فهل أنا حالئذ في طاعة؟؟؟ كلا! فهل عدم كوني في طاعة في تلك الحالة، يعني بمفهوم المقابلة أنني في ذنب؟)) فهذا اعتراض في غير محله فإذا كانت الطاعة فعل أمر الشرع و ترك ما نهى عنه الشرع فضدها وخلافها ترك فعل ما أمر الشرع و فعل ما نهى عنه الشرع،وقال ابن عثيمين في القول المفيد: ((قوله: "أن يطيع الله"، الطاعة: هي موافقة الأمر، أي: توافق الله فيما يريد منك إن أمرك، فالطاعة فعل المأمور به، وإن نهاك، فالطاعة ترك المنهي عنه، هذا معنى الطاعة إذا جاءت مفردة. أما إذا قيل: طاعة ومعصية، فالطاعة لفعل الأوامر، والمعصية لفعل النواهي))
4 – الغفلة عما قاله أهل العلم بشأن أن المعصية هي خلاف الطاعة مثل:
قال البدر العيني في عمدة القاري: ((المعصية خلاف الطاعة))
قال الطحاوي: ((الطاعة هي موافقة الأمر الديني الشرعي))
قال الشنقيطي في أضواء البيان: ((المعصية خلاف الطاعة))
5 – تأويل التوبة والاستغفار باشتراط أن تكون من ذنب متعمد و كأن الشخص لو نسي فرمى ورقة في قمامة فتبين أنها قرآن و استغفر لما كان لاستغفاره معنى إذ الاستغفار عندهم لابد أن يكون من ذنب متعمد و الناسي والمخطيء لا الاستفغار ولا توبة لفعله المخالف للشرع وهل لو قتل إنسان إنسان خطاءا و استغفر الله لما كان لاستغفاره معنى إذ الاستغفار عندهم لابد أن يكون من ذنب متعمد.
6 – الخوض في الأنبياء و كأنهم أناس مثلهم إن فعلوا معصية يفعلونها كما يفعل باقي الناس عن عمد و شهوة و لا يخفي ما في هذا من إيذاء للأنبياء.
7 – تأويل الاقتداء بالأنبياء بتخصيصهم الاقتداء بالأنبياء كقوله تعالى تعالى: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ? على حد زعمهم لا تقتدوا بهم في فعلهم المعاصي تعمدا لكن اقتدوا بهم في توبتهم منها أما لو فسروه بالنسيان والسهو فلا يصح أن يقال اقتدوا بهم فيما فعلوه ناسيين أو ساهين إذ النبي كان ناسي و أنت حين الفعل مدرك لا ناسي النبي حين فعل كان متأولا أما أنت حين تقدم الفعل فأنت عارف للحق غير متأول.
8 – تأويل قوله صلى الله عليه وسلم من يطع الله إذا عصيت فالعبرة بعموم اللفظ و ليست بخصوص السبب و إذا كان النبي قد قال هذا لمن يقول له اتقي الله فسأله سؤال إنكاري ومن يطع الله إذا عصيت ففي هذا دليل على عصمته من اقتراف المعاصي إذ هناك من يطع الله و لو كان النبي يعصي الله فلن تجد أحد يطع الله و هذا واضح إلا من أشرب بقول ليس عليه أثارة من علم، و الحديث بتمامه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين الأربعة، الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي، ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب؛ فغضبت قريش والأنصار قالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال: إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناتىء الجبين، كث اللحية، محلوق، فقال: اتق الله يا محمد فقال: من يطع الله إذا عصيت أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنونني فسأله رجل قتله، أحسبه خالد بن الوليد، فمنعه فلما ولى، قال: إن من ضئضئي هذا أو في عقب هذا قوم يقرءون
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد
9 – ترك حسن الظن في تصرفات الأنبياء و احتجوا بأن حسن الظن هذا يكون في حق من لم يعلمنا الله بحاله ومآله ولم يربطه بالوحي رباطا وثيقا يظهر عيانا للناظرين والتابعين، و قد كذبوا في ذلك فالله لم يعلمنا أنهم فعلوها عمدا و تعمد خطأ الأنبياء ليس مقطوع به ولا يغلب على الظن و لن يستطيعوا أن يأتوا بنص واحد على قولهم و قولهم قول يحتاج لاستقراء ما اقترفه من الأنبياء من الأخطاء في الكتاب والسنة و إيجاد ما يدل على أنها تعمدا و ليست خطاءا، والأصل البراءة.
10 – الغلو في السلف و جعل قول بعضهم حجة ملزمة، و هذا لم يقل به أحد و يخالف الكتاب والسنة.
11 – جعل عدم العلم بالمخالف إجماعا و هذا لا يصح و إذا خفي المخالف على الشافعي رحمه الله في أمور و على مالك في أمور و غيرهما من كبار الأئمة فكيف يعلم من أقل منهما علما و تبحرا بعدم وجود المخالف؟!!!
12 – يستدلون بما هو أعم من محل النزاع كاستدلالهم بتوبة الأنبياء و استغفار الأنبياء و غفلوا أن التوبة لا يشترط لها أن يكون الفعل قد وقع تعمدا.
13 – إهمال دلالة النصوص الظاهرة في عدم وقوع ما أخطأ فيه نبي من الأنبياء تعمدا لقول طائفة من علماء السلف كإهمال معنى النسيان الظاهر و تأويله بالترك.
14 – التجهيل والطعن فيمن خالفهم و إن كان من أهل العلم الثقات كابن العربي و القاضي عياض.
15 – يشترطون لفهم النصوص ما لم يشترطه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيقولون لابد من سلف في المسألة و هل السلف تحدثوا في كل مسائل العقيدة ومسائل الفقه و نقل إلينا كل ما قالوه سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.
16 – رفض عرض قول بعض أهل العلم المخالفين لهم و عرض قول طائفة من السلف الموافين لهم على الكتاب والسنة بل يؤخذ بقول السلف دون العرض على الكتاب والسنة ويترك قول العلماء الآخرين دون العرض على الكتاب والسنة، و هل بعض السلف لهم العصمة في ألا يعرض قولهم على الكتاب والسنة؟!!!
17 - غفلتهم أن السلف كانوا أكثر تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فقوم كانوا يتوضأوون لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا له أيقولون قد فعل الذنب عمدا و يخوضون فيما خاض فيه الأخوة الأعزاء و كل لبيب بالإشارة يفهموا
قال إبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري قاضي المدينة: مر مالك بن أنس على أبي حازم، وهو يحدث، فجازه، وقال: إني لم أجد موضعاً أجلس فيه، فكرهت أن آخذ حديث رسول الله وأنا قائم.
وقال مالك: جاء رجل إلى ابن المسيب، فسأله عن حديث وهو مضطجع، فجلس وحدثه، فقال له الرجل: وددت أنك لم تتعن، فقال: إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله وأنا مضطجع.
وكان الأعمش إذا حدث وهو على غير وضوء تيمم.
وكان قتادة لا يحدث إلا على طهارة، ولا يقرأ حديث النبي إلا على وضوء
18 – عدم أخذ الحق إلا من علماء السلف و إن كان الحق مع غيرهم وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: (والله قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق وألا نقول عليه إلا بعلم , وأمرنا بالعدل والقسط فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني – فضلاً عن الرافضي – قولاً فيه حق أن نتركه أو نرده كله بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق) (منهاج السنة).
19 – الأخذ بلازم فعل البشر و الخلط بين من وافق قوم في شيء و بين من هو من القوم كما هو ظاهر من فعلهم بقول القرطبي والقاضي عياض وابن العربي و ابن عطية.
20 – عدم مراعاة أدب الخلاف في المناقشة فترى علو الصوت و التجهيل.
21 – ليت شعري إذا كان علماء السلف كأنوا يأمرون بعدم الخوض فيما حدث بين الصحابة في أحداث الفتنة فكيف يقولون فيمن يخوض في أخطاء الأنبياء أهي على سبيل العد والقصد أم السهو و الخطأ و ترك الأولى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
22 – عدم أخذ أحوط الأقوال فأسأل كل عاقل أيهم أحوط الأقوال وقوع الخطيئة من الأنبياء عمدا وقصدا أم سهوا و خطاءا فإن كانوا وقعوا فيها عمدا وقلت دون عمد فقد أخذت بحسن الظن فيهم و إن كانوا وقعوا فيها خطاءا فقد أسئت الظن بهم، والخطأ بحسن الظن خير من الخطأ بسوء الظن في مثل هذه الأمور كما أن الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة و الخطأ في عدم التكفير خير من الخطأ في التكفير.
23 – عدم أخذ أوسط الأقوال فقول ينفي المعصية تماما و قول يثبت المعصية وقول يقول إن وقعت المعصية فهي على غير تعمد فهو أوسطها و إن أبوا إلا ما يوافق قولهم.
24 – أيأمر الأنبياء بالمعروف و لا يأتوه و ينهوا عن المنكر و يأتوه فيدخلوا في قوله تعالى: ? أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ?.
25 – مكابرة أن في قولهم تجرئة الناس على المعاصي فإذا كان من خلقه الله بيده و اسكنه الجنة و آراه الآيات البينات يعصي الله فغيره يعصي الله من باب أولى و بذلك يستدل كل مقترف لمعصية واحتجوا بقولهم لأنهم ما كان لهم أن يتركوا الناس يتبعونهم على عمل ليس من أمر دينهم، حتى وان لم يكن معصية، فما تركوهم الا وبينوا لهم ذلك و كذبوا فكلامنا أعم و ليس خاص بأمة كل نبي أي رجل يسمع أن آدم عليه السلام أخطأ عمدا و موسى و إبراهيم عليهم السلام ألا يجرئه ذلك على اقتراف المعاصي لكن هم يخصصون العام نصرة لقولهم و يعممون الخاص نصرة لقولهم و يأولون.
26 – مكابرة أن قولهم بثبوت وقوع الأنبياء في المعاصي عمدا فيه حمل تصرفاتهم عليهم السلام على أسوأ المحامل و احتجوا أن الأمر أمر نص لا يحل لنا العبث في فهمه و كذبوا فلا نص يثبت عمدهم للخطأ و إلا فليثبتوه.
27 – مكابرتهم و إنكارهم أن في أنه لو صدر عن الأنبياء الذنب لما نالوا عهده تعالى فقد قال تعالى: ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ? و احتجوا بأن الظلم متفاوت و بإقرار بعض الأنبياء بذنوبهم و استدلوا بقولهم: ?الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ? و غفلوا أن الظالمين عام بعدم نيل النبوة ظالم فهو ينفي أي ظلم عن أي نبي لذلك اعتراف نبي بظلم تعظيما له لأمر الله و لشدة ورعه فإن كان حتى وقع منهم خطاءا فهذا الخطأ مستعظم عندهم لشدة معرفتهم بالله و الآية التي استدلوا بها المقصود بها الشرك و هو منفي عنهم في عموم نفي الظلم عنهم.
28 – مكابرتهم بأنه لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا غير مخلصين؛ لأن فعل الذنوب يكون بإغواء الشيطان فهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى: ? قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ? و اللازم باطل و بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم و احتجوا بأنه ليس الوقوع في الذنب دليلا على عدم الاخلاص بعموم و أن وقوع العبد المخلص في غواية الشيطان أحيانا لا يجرده من صفة الاخلاص، وانما المراد أن الشيطان لا يمكنه اهلاك المخلصين بغوايته اياهم، لأنهم سرعان ما يتوبون ويرجعون فلا يضرهم ما أوقعهم فيه الشيطان، و قلت دائما تأول أخي أبو الفداء و تمنع غيرك من التأويل و الشيطان قد أقسم إنه سيد الجميع إلا فئة قليلة ألا وهم العباد الذين أخلصهم الله له فهؤلاء لا يستجيبون لتزييين الشيطان عكس غالب البشر و إلا لما كان لاستثنائهم معنى فالناس تقع في الذنوب وتتوب و ينقادون للمعاصي لكن قلة منهم هم الذين لا يستجيبون للشيطان و على رأسهم الأنبياء والمرسلين.
وإليك ما قاله العلماء:
قال السعدي في تفسيره: ? قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ?أي أزين لهم الدنيا وأدعوهم إلى إيثارها على الأخرى حتى يكونوا منقادين لكل معصية ? ولأغوينهم أجمعين ? أي أصدهم كلهم عن الصراط المستقيم ? إلا عبادك منهم المخلصين ? أي الذين أخلصتهم واجتبيتهم لإخلاصهم وإيمانهم وتوكلهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و في تنوير المقباس: ?قال فبعزتك ? فبنعمتك وقدرتك ? لأغوينهم ? لأضلنهم عن دينك وطاعتك ? أجمعين إلا عبادك منهم ? من بني آدم ? المخلصين ? المعصومين مني ? قال ? الله له ? فالحق ? يقول أنا الحق ? والحق ? يقول وبالحق ? أقول لأملأن جهنم منك ? ومن ذريتك ? وممن تبعك منهم ? من بني آدم ? أجمعين} جميع من أطاعك بالدين ? قل ?يا محمد لأهل مكة ? مآ أسألكم عليه ?على التوحيد والقرآن ? من أجر ? من جعل ورزق ? ومآ أنآ من المتكلفين ? من المختلفين من تلقاء نفسي ? إن هو?ما هو يعني القرآن ? إلا ذكر} عظة ? للعالمين ?للجن والإنس ? ولتعلمن نبأه ? خبر القرآن وما فيه من الوعد والوعيد ? بعد حين ? بعد الإيمان ويقال بعد الموت فمنهم من علم بعد الإيمان وهم المؤمنون ومنهم من علم بعد الموت وهم الكفار أن ما قال الله في القرآن هو الحق.
29 - اعتمادهم على إجماع موهوم و عند التحقيق نجد أنه ليس بإجماع فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله:
((إِنَّ الْقَوْلَ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ عَنْ الْكَبَائِرِ دُونَ الصَّغَائِرِ هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ عُلَمَاءِ الْإِسْلَامِ وَجَمِيعِ الطَّوَائِفِ حَتَّى إنَّهُ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ كَمَا ذَكَرَ " أَبُو الْحَسَنِ الآمدي " أَنَّ هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْأَشْعَرِيَّةِ وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءِ بَلْ هُوَ لَمْ يَنْقُلْ عَنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ إلَّا مَا يُوَافِقُ هَذَا الْقَوْلَ))
و قال شيخ الإسلام: رحمه الله ((و الجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها وحينئذ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم فإن الأعمال بالخواتيم مع أن القرآن والحديث وإجماع السلف معهم في تقرير هذا الأصل فالمنكرون لذلك يقولون في تحريف القرآن ما هو من جنس قول أهل البهتان ويحرفون الكلم عن مواضعه)) هل الأصل أن الأعمال بالخواتيم هو الإجماع أم جواز وقوع الضغائر من الأنبياء هو الإجماع ثم قوله السابق بأنه قول أكثر أهل التفسير والحديث و الفقه و الذي يدل على وجود المخالف منهم
وقول ابن تيمية: ((وهذا الباب فيه مسائل كثيرة ليس هذا موضع تفصيلها ولبسطها موضع آخر والمقصود التنبيه ولهذا كان السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وغيرهم من أئمة المسلمين متفقين على ما دل عليه الكتاب والسنة من أحوال الأنبياء لا يعرف عن أحد منهم القول بما أحدثته المعتزلة والرافضة ومن تبعهم في هذا الباب بل كتب التفسير والحديث والآثار والزهد وأخبار السلف مشحونة عن الصحابة والتابعين بمثل ما دل عليه القرآن وليس فيهم من حرف الآيات كتحريف هؤلاء ولا من كذب بما في الأحاديث كتكذيب هؤلاء ولا من قال هذا يمنع الوثوق أو يوجب التنفير ونحو ذلك كما قال هؤلاء بل أقوال هؤلاء الذين غلوا بجهل من الأقوال المبتدعة في الإسلام وهم قصدوا تعظيم الأنبياء بجهل كما قصدت النصارى تعظيم المسيح وأحبارهم ورهبانهم بجهل)) و الإمام قال أن الكتب مليئة بذلك و أين هذه الكتب أريد فقط كلام الأئمة الأربعة و قول الصحابة إذا كانت الكتب مليئة بذلك، وإذا كان على حد قوله لم ينقل عن الصحابة والتابعين خلاف ذلك فاعتماده على عدم النقل و عدم النقل ليس علما بعدم وجود المخالف و أنى لمن عاش في القرن الثامن الهجري و القرن السابع الهجري أن يعلم كل أقوال أصحاب القرون الثلاثة الأولى و إذا حكى من هو أقرب للقرون الثلاثة الأولى أن هناك من السلف قالوا بخلاف ذلك وحكوا الخلاف في المسألة و إن لم يقولوا بأسمائهم أليس من الحق عدم القول بهذا الإجماع المزعوم الذي بان وجود خلاف في المسألة و إذا كان الخلاف حكاه أربعة علماء منهم من قال بأن جماعة من السلف قالوا بخلاف هذا ومنهم من حكى الخلاف ومنهم من عنف القول بوقوع الذنوب عمدا أنترك كل هذا لقول شخص أتى بعدهم و إن كان إمام كبير و إذا كان الخلاف قد حكي و عرف فكيف بمن لم نعرف حكايتهم للإجماع مع ضياع الكثير من الكتب في الحروب وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
30 – جعل التعمد على درجات و الخلط بين التعمد و القصد والخطأ،و الفعل العمد هو الفعل الذي لم يكن خطاءا، و الفعل الخطأ هو الفعل الذي لم يكن عمدا، قال ابن حجر: ((والمعروف عند أهل اللغة أن خطئ بمعنى أثم، وأخطأ إذا لم يتعمد، أو إذا لم يصب)) أما القصد فهو العزم المتجه نحو إنشاء فعل (معجم المصطلحات و الألفاظ الفقهية لمحمود عبد المنعم) فالقصد قد يكون بعمد أو بغير عمد
وقد أحسن القاريء إلى خير ما انتهى
و المناقشة بعدما ارجع بإذن الله إما ليلا غدا أو بعد ثلاثة أيام أما الآن فأنا اتأهب للذهاب للمستشفى
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 03:09]ـ
أنموذج يدرس في الجامعات والله للمكابرة والاصرار على الباطل!!!!!!!
بسم الله أبدأ وبه اهتدي وعليه اتوكل
أولا: معذرة على التأخير فالنت عندي كان منقطع و لم يعمل إلا الآن و أنا بعد ربع ساعة سأذهب للمستشفى و إم جئت غدا ليلا أو بعد ثلاثة أيام فهذه استطاعتي و الله لا يكلف نفسا إلا وسعها
ثانيا: لكثرة التعقيبات علي و عندما أرد على واحدة أجد العديد من التعقبات المتكررة في الغالب سأرد مرة واحدة على الكل فوقتي قصير و هناك من المسائل الأخرى تحتاج للبحث عنها غير هذه المسألة.
ثالثا: آمل ألا تجعل هذه المناقشة سببا في بغضنا بعضنا البعض فليس خلافنا في مسألة سببا لكره بعضنا البعض.
رابعا: ما أرى أخواني و أحبابي جانبوا فيه الصواب هو ما يلي:
1 – تأويل النسيان و القول بأنه الترك دون النسيان الظاهر الذي هو ضد الذكر، و لو قالوا بأن النسيان نوعان نسيان بمعنى عدم الحفظ و نسيان بمعنى الترك لكان له وجه و كتب اللغة و التفسير مليئة بأن النسيان ضد الحفظ أو ذهول القلب عن معلوم
قال النيسابوري في تفسيره: ((ضد النسيان هو الذكر ? واذكر ربك إذا نسيت ?))
قال ابن عثيمين في تفسير سورة البقرة: ((قوله تعالى: ? إن نسينا أو أخطأنا ?: «النسيان» هو ذهول القلب عن معلوم؛ يكون الإنسان يعلم الشيء، ثم يغيب عنه؛ ويسمى هذا نسيانا، كما لو سألتك: ماذا صنعت بالأمس؟ تقول: «نسيت»؛ فأنت فاعل؛ ولكن غاب عنك فعله))
قال شهاب الدين أحمد بن محمد الهائم المصري: ((النسيان ضد الذكر وهو السهو الحادث بعد حصول العلم ويطلق أيضا على الترك))
قال أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان في البحر المحيط: ((النسيان: ضد الذكر، وهو السهو الحادث بعد حصول العلم، ويطلق أيضا على الترك، وضده الفعل))
قال صاحب مناهل العرفان: ((النسيان المحو التام من الذاكرة))
قال صاحب التبيان في غريب القرآن: ((الذكر بضم الذال وكسرها لغتان بمعنى واحد وقال الكسائي بالكسر ضد الصمت وبالضم ضد النسيان وهو بمعنى التيقظ والتنبه))
قال ابن منظور: ((و الذكر و الذكرى بالكسر نقيض النسيان وكذلك الذكرة))
قال في مختار الصحاح: ((و الذكر و الذكرى و الذكرة ضد النسيان)) و قال أيضا: ((النسيان بكسر النون وسكون السين ضد الذكر والحفظ ورجل نسيان بفتح النون كثير النسيان للشيء وقد نسي الشيء بالكسر نسيانا و أنساه الله الشيء و تناساه أرى من نفسه أنه نسيه و النسيان أيضا الترك قال الله تعالى نسوا الله فنسيهم))
قال الفراهيدي في العين: ((الحِفْظ: نقيض النِّسيان، و هو التَّعاهدُ وقلّة الغَفْلة)) و قال أيضا: ((
نَسِيَ فلانٌ شيئاً كان يَذْكُرُهُ، وإنّه لنسيٌّ، أي: كثير النّسيان، من قوله جلّ وعزّ: " وما كان ربّك نَسِيّا ".
والنَّسْي: الشّيء المَنسِيّ الذي لا يُذكر. يقال: منه قوله تعالى: " وكنت نَسْياً مَنْسيّاً ". ويقال: هو خِرقه الحائض إذا رمت به.
ونَسِيتُ الحديث نسيا. ويقال: أَنْسَيتُ إنساءً، ونَسِيتُ: أجود، قال الله تعالى: فإنّي نَسِيت الحوت، ولم يقل: أنسيت، ومعنى أنسيت: أخّرت.
وسمِّي الإنسان من النِّسيان))
و قال الجوهري في الصحاح: ((الصحاح في اللغة: والذِكْرى، بالكسر: خلاف النِسْيانِ))
(يُتْبَعُ)
(/)
و العرب تطلق على النسيان الترك؛ لأن الترك نوع من النسيان أما النسيان عند الإطلاق فهو عدم الحفظ،و هو الذي نفاه الله عنه في قوله تعالى: ? قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ? أما النسيان في قوله تعالى: ? نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ? فهذا بمعنى الترك فالفطر قائمة في الناس وهي تناديهم للإيمان بربّهم ومعلنة فيهم بفقرهم الإضطراري لخالقهم جلّ وعلا و لما تركوا الله، تركهم اللّه جزاء وعدلا.
2 – تأويل الذنب و المعصية أنهما مخالفة الأمر تعمدا، وهذا خلاف ما جاءت به النصوص قال تعالى: ? رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا ? فلو كان النسيان و الخطأ لا يطلق عليه ذنب لما كان هناك داعيا لطلب عدم المؤاخذة به، و قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)) (سنن ابن ماجة) فلو كان النسيان والخطأ لا يطلق عليه ذنب و معصية لما كان هناك داعيا لتجاوز الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان فإثم المعصية خطاءا أو نسيانا رفع عن هذه الأمة بدلالة الحديث.
3 – الخلط بين معنى أن المعصية خلاف الطاعة و المعصية عدم الطاعة فخلاف الشيء أي ضده و ليس عدمه و هذا يتضح من اعتراض الأخ أبي الفداء حين قال: ((لو كنت جالسا في بيتي منشغلا بعمل من أعمال المباحات، ذاهلا عن استحضار نية العبادة فيها، وانما عملتها على مجرى العادات، فهل أنا حالئذ في طاعة؟؟؟ كلا! فهل عدم كوني في طاعة في تلك الحالة، يعني بمفهوم المقابلة أنني في ذنب؟)) فهذا اعتراض في غير محله فإذا كانت الطاعة فعل أمر الشرع و ترك ما نهى عنه الشرع فضدها وخلافها ترك فعل ما أمر الشرع و فعل ما نهى عنه الشرع،وقال ابن عثيمين في القول المفيد: ((قوله: "أن يطيع الله"، الطاعة: هي موافقة الأمر، أي: توافق الله فيما يريد منك إن أمرك، فالطاعة فعل المأمور به، وإن نهاك، فالطاعة ترك المنهي عنه، هذا معنى الطاعة إذا جاءت مفردة. أما إذا قيل: طاعة ومعصية، فالطاعة لفعل الأوامر، والمعصية لفعل النواهي))
4 – الغفلة عما قاله أهل العلم بشأن أن المعصية هي خلاف الطاعة مثل:
قال البدر العيني في عمدة القاري: ((المعصية خلاف الطاعة))
قال الطحاوي: ((الطاعة هي موافقة الأمر الديني الشرعي))
قال الشنقيطي في أضواء البيان: ((المعصية خلاف الطاعة))
5 – تأويل التوبة والاستغفار باشتراط أن تكون من ذنب متعمد و كأن الشخص لو نسي فرمى ورقة في قمامة فتبين أنها قرآن و استغفر لما كان لاستغفاره معنى إذ الاستغفار عندهم لابد أن يكون من ذنب متعمد و الناسي والمخطيء لا الاستفغار ولا توبة لفعله المخالف للشرع وهل لو قتل إنسان إنسان خطاءا و استغفر الله لما كان لاستغفاره معنى إذ الاستغفار عندهم لابد أن يكون من ذنب متعمد.
6 – الخوض في الأنبياء و كأنهم أناس مثلهم إن فعلوا معصية يفعلونها كما يفعل باقي الناس عن عمد و شهوة و لا يخفي ما في هذا من إيذاء للأنبياء.
7 – تأويل الاقتداء بالأنبياء بتخصيصهم الاقتداء بالأنبياء كقوله تعالى تعالى: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ? على حد زعمهم لا تقتدوا بهم في فعلهم المعاصي تعمدا لكن اقتدوا بهم في توبتهم منها أما لو فسروه بالنسيان والسهو فلا يصح أن يقال اقتدوا بهم فيما فعلوه ناسيين أو ساهين إذ النبي كان ناسي و أنت حين الفعل مدرك لا ناسي النبي حين فعل كان متأولا أما أنت حين تقدم الفعل فأنت عارف للحق غير متأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 – تأويل قوله صلى الله عليه وسلم من يطع الله إذا عصيت فالعبرة بعموم اللفظ و ليست بخصوص السبب و إذا كان النبي قد قال هذا لمن يقول له اتقي الله فسأله سؤال إنكاري ومن يطع الله إذا عصيت ففي هذا دليل على عصمته من اقتراف المعاصي إذ هناك من يطع الله و لو كان النبي يعصي الله فلن تجد أحد يطع الله و هذا واضح إلا من أشرب بقول ليس عليه أثارة من علم، و الحديث بتمامه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين الأربعة، الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي، ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب؛ فغضبت قريش والأنصار قالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال: إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناتىء الجبين، كث اللحية، محلوق، فقال: اتق الله يا محمد فقال: من يطع الله إذا عصيت أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنونني فسأله رجل قتله، أحسبه خالد بن الوليد، فمنعه فلما ولى، قال: إن من ضئضئي هذا أو في عقب هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد
9 – ترك حسن الظن في تصرفات الأنبياء و احتجوا بأن حسن الظن هذا يكون في حق من لم يعلمنا الله بحاله ومآله ولم يربطه بالوحي رباطا وثيقا يظهر عيانا للناظرين والتابعين، و قد كذبوا في ذلك فالله لم يعلمنا أنهم فعلوها عمدا و تعمد خطأ الأنبياء ليس مقطوع به ولا يغلب على الظن و لن يستطيعوا أن يأتوا بنص واحد على قولهم و قولهم قول يحتاج لاستقراء ما اقترفه من الأنبياء من الأخطاء في الكتاب والسنة و إيجاد ما يدل على أنها تعمدا و ليست خطاءا، والأصل البراءة.
10 – الغلو في السلف و جعل قول بعضهم حجة ملزمة، و هذا لم يقل به أحد و يخالف الكتاب والسنة.
11 – جعل عدم العلم بالمخالف إجماعا و هذا لا يصح و إذا خفي المخالف على الشافعي رحمه الله في أمور و على مالك في أمور و غيرهما من كبار الأئمة فكيف يعلم من أقل منهما علما و تبحرا بعدم وجود المخالف؟!!!
12 – يستدلون بما هو أعم من محل النزاع كاستدلالهم بتوبة الأنبياء و استغفار الأنبياء و غفلوا أن التوبة لا يشترط لها أن يكون الفعل قد وقع تعمدا.
13 – إهمال دلالة النصوص الظاهرة في عدم وقوع ما أخطأ فيه نبي من الأنبياء تعمدا لقول طائفة من علماء السلف كإهمال معنى النسيان الظاهر و تأويله بالترك.
14 – التجهيل والطعن فيمن خالفهم و إن كان من أهل العلم الثقات كابن العربي و القاضي عياض.
15 – يشترطون لفهم النصوص ما لم يشترطه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيقولون لابد من سلف في المسألة و هل السلف تحدثوا في كل مسائل العقيدة ومسائل الفقه و نقل إلينا كل ما قالوه سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.
16 – رفض عرض قول بعض أهل العلم المخالفين لهم و عرض قول طائفة من السلف الموافين لهم على الكتاب والسنة بل يؤخذ بقول السلف دون العرض على الكتاب والسنة ويترك قول العلماء الآخرين دون العرض على الكتاب والسنة، و هل بعض السلف لهم العصمة في ألا يعرض قولهم على الكتاب والسنة؟!!!
17 - غفلتهم أن السلف كانوا أكثر تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فقوم كانوا يتوضأوون لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا له أيقولون قد فعل الذنب عمدا و يخوضون فيما خاض فيه الأخوة الأعزاء و كل لبيب بالإشارة يفهموا
قال إبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري قاضي المدينة: مر مالك بن أنس على أبي حازم، وهو يحدث، فجازه، وقال: إني لم أجد موضعاً أجلس فيه، فكرهت أن آخذ حديث رسول الله وأنا قائم.
وقال مالك: جاء رجل إلى ابن المسيب، فسأله عن حديث وهو مضطجع، فجلس وحدثه، فقال له الرجل: وددت أنك لم تتعن، فقال: إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله وأنا مضطجع.
وكان الأعمش إذا حدث وهو على غير وضوء تيمم.
وكان قتادة لا يحدث إلا على طهارة، ولا يقرأ حديث النبي إلا على وضوء
(يُتْبَعُ)
(/)
18 – عدم أخذ الحق إلا من علماء السلف و إن كان الحق مع غيرهم وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: (والله قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق وألا نقول عليه إلا بعلم , وأمرنا بالعدل والقسط فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني – فضلاً عن الرافضي – قولاً فيه حق أن نتركه أو نرده كله بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق) (منهاج السنة).
19 – الأخذ بلازم فعل البشر و الخلط بين من وافق قوم في شيء و بين من هو من القوم كما هو ظاهر من فعلهم بقول القرطبي والقاضي عياض وابن العربي و ابن عطية.
20 – عدم مراعاة أدب الخلاف في المناقشة فترى علو الصوت و التجهيل.
21 – ليت شعري إذا كان علماء السلف كأنوا يأمرون بعدم الخوض فيما حدث بين الصحابة في أحداث الفتنة فكيف يقولون فيمن يخوض في أخطاء الأنبياء أهي على سبيل العد والقصد أم السهو و الخطأ و ترك الأولى؟
22 – عدم أخذ أحوط الأقوال فأسأل كل عاقل أيهم أحوط الأقوال وقوع الخطيئة من الأنبياء عمدا وقصدا أم سهوا و خطاءا فإن كانوا وقعوا فيها عمدا وقلت دون عمد فقد أخذت بحسن الظن فيهم و إن كانوا وقعوا فيها خطاءا فقد أسئت الظن بهم، والخطأ بحسن الظن خير من الخطأ بسوء الظن في مثل هذه الأمور كما أن الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة و الخطأ في عدم التكفير خير من الخطأ في التكفير.
23 – عدم أخذ أوسط الأقوال فقول ينفي المعصية تماما و قول يثبت المعصية وقول يقول إن وقعت المعصية فهي على غير تعمد فهو أوسطها و إن أبوا إلا ما يوافق قولهم.
24 – أيأمر الأنبياء بالمعروف و لا يأتوه و ينهوا عن المنكر و يأتوه فيدخلوا في قوله تعالى: ? أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ?.
25 – مكابرة أن في قولهم تجرئة الناس على المعاصي فإذا كان من خلقه الله بيده و اسكنه الجنة و آراه الآيات البينات يعصي الله فغيره يعصي الله من باب أولى و بذلك يستدل كل مقترف لمعصية واحتجوا بقولهم لأنهم ما كان لهم أن يتركوا الناس يتبعونهم على عمل ليس من أمر دينهم، حتى وان لم يكن معصية، فما تركوهم الا وبينوا لهم ذلك و كذبوا فكلامنا أعم و ليس خاص بأمة كل نبي أي رجل يسمع أن آدم عليه السلام أخطأ عمدا و موسى و إبراهيم عليهم السلام ألا يجرئه ذلك على اقتراف المعاصي لكن هم يخصصون العام نصرة لقولهم و يعممون الخاص نصرة لقولهم و يأولون.
26 – مكابرة أن قولهم بثبوت وقوع الأنبياء في المعاصي عمدا فيه حمل تصرفاتهم عليهم السلام على أسوأ المحامل و احتجوا أن الأمر أمر نص لا يحل لنا العبث في فهمه و كذبوا فلا نص يثبت عمدهم للخطأ و إلا فليثبتوه.
27 – مكابرتهم و إنكارهم أن في أنه لو صدر عن الأنبياء الذنب لما نالوا عهده تعالى فقد قال تعالى: ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ? و احتجوا بأن الظلم متفاوت و بإقرار بعض الأنبياء بذنوبهم و استدلوا بقولهم: ?الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ? و غفلوا أن الظالمين عام بعدم نيل النبوة ظالم فهو ينفي أي ظلم عن أي نبي لذلك اعتراف نبي بظلم تعظيما له لأمر الله و لشدة ورعه فإن كان حتى وقع منهم خطاءا فهذا الخطأ مستعظم عندهم لشدة معرفتهم بالله و الآية التي استدلوا بها المقصود بها الشرك و هو منفي عنهم في عموم نفي الظلم عنهم.
28 – مكابرتهم بأنه لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا غير مخلصين؛ لأن فعل الذنوب يكون بإغواء الشيطان فهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى: ? قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ? و اللازم باطل و بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم و احتجوا بأنه ليس الوقوع في الذنب دليلا على عدم الاخلاص بعموم و أن وقوع العبد المخلص في غواية الشيطان أحيانا لا يجرده من صفة الاخلاص، وانما المراد أن الشيطان لا يمكنه اهلاك المخلصين بغوايته اياهم، لأنهم سرعان ما يتوبون
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرجعون فلا يضرهم ما أوقعهم فيه الشيطان، و قلت دائما تأول أخي أبو الفداء و تمنع غيرك من التأويل و الشيطان قد أقسم إنه سيد الجميع إلا فئة قليلة ألا وهم العباد الذين أخلصهم الله له فهؤلاء لا يستجيبون لتزييين الشيطان عكس غالب البشر و إلا لما كان لاستثنائهم معنى فالناس تقع في الذنوب وتتوب و ينقادون للمعاصي لكن قلة منهم هم الذين لا يستجيبون للشيطان و على رأسهم الأنبياء والمرسلين.
وإليك ما قاله العلماء:
قال السعدي في تفسيره: ? قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ?أي أزين لهم الدنيا وأدعوهم إلى إيثارها على الأخرى حتى يكونوا منقادين لكل معصية ? ولأغوينهم أجمعين ? أي أصدهم كلهم عن الصراط المستقيم ? إلا عبادك منهم المخلصين ? أي الذين أخلصتهم واجتبيتهم لإخلاصهم وإيمانهم وتوكلهم.
و في تنوير المقباس: ?قال فبعزتك ? فبنعمتك وقدرتك ? لأغوينهم ? لأضلنهم عن دينك وطاعتك ? أجمعين إلا عبادك منهم ? من بني آدم ? المخلصين ? المعصومين مني ? قال ? الله له ? فالحق ? يقول أنا الحق ? والحق ? يقول وبالحق ? أقول لأملأن جهنم منك ? ومن ذريتك ? وممن تبعك منهم ? من بني آدم ? أجمعين} جميع من أطاعك بالدين ? قل ?يا محمد لأهل مكة ? مآ أسألكم عليه ?على التوحيد والقرآن ? من أجر ? من جعل ورزق ? ومآ أنآ من المتكلفين ? من المختلفين من تلقاء نفسي ? إن هو?ما هو يعني القرآن ? إلا ذكر} عظة ? للعالمين ?للجن والإنس ? ولتعلمن نبأه ? خبر القرآن وما فيه من الوعد والوعيد ? بعد حين ? بعد الإيمان ويقال بعد الموت فمنهم من علم بعد الإيمان وهم المؤمنون ومنهم من علم بعد الموت وهم الكفار أن ما قال الله في القرآن هو الحق.
29 - اعتمادهم على إجماع موهوم و عند التحقيق نجد أنه ليس بإجماع فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله:
((إِنَّ الْقَوْلَ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ عَنْ الْكَبَائِرِ دُونَ الصَّغَائِرِ هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ عُلَمَاءِ الْإِسْلَامِ وَجَمِيعِ الطَّوَائِفِ حَتَّى إنَّهُ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ كَمَا ذَكَرَ " أَبُو الْحَسَنِ الآمدي " أَنَّ هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْأَشْعَرِيَّةِ وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءِ بَلْ هُوَ لَمْ يَنْقُلْ عَنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ إلَّا مَا يُوَافِقُ هَذَا الْقَوْلَ))
و قال شيخ الإسلام: رحمه الله ((و الجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها وحينئذ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم فإن الأعمال بالخواتيم مع أن القرآن والحديث وإجماع السلف معهم في تقرير هذا الأصل فالمنكرون لذلك يقولون في تحريف القرآن ما هو من جنس قول أهل البهتان ويحرفون الكلم عن مواضعه)) هل الأصل أن الأعمال بالخواتيم هو الإجماع أم جواز وقوع الضغائر من الأنبياء هو الإجماع ثم قوله السابق بأنه قول أكثر أهل التفسير والحديث و الفقه و الذي يدل على وجود المخالف منهم
وقول ابن تيمية: ((وهذا الباب فيه مسائل كثيرة ليس هذا موضع تفصيلها ولبسطها موضع آخر والمقصود التنبيه ولهذا كان السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وغيرهم من أئمة المسلمين متفقين على ما دل عليه الكتاب والسنة من أحوال الأنبياء لا يعرف عن أحد منهم القول بما أحدثته المعتزلة والرافضة ومن تبعهم في هذا الباب بل كتب التفسير والحديث والآثار والزهد وأخبار السلف مشحونة عن الصحابة والتابعين بمثل ما دل عليه القرآن وليس فيهم من حرف الآيات كتحريف هؤلاء ولا من كذب بما في الأحاديث كتكذيب هؤلاء ولا من قال هذا يمنع الوثوق أو يوجب التنفير ونحو ذلك كما قال هؤلاء بل أقوال هؤلاء الذين غلوا بجهل من الأقوال المبتدعة في الإسلام وهم قصدوا تعظيم الأنبياء بجهل كما قصدت النصارى تعظيم المسيح وأحبارهم ورهبانهم بجهل)) و الإمام قال أن الكتب مليئة بذلك و أين هذه الكتب أريد فقط كلام الأئمة الأربعة و قول الصحابة إذا كانت الكتب مليئة بذلك، وإذا كان على حد قوله لم ينقل عن الصحابة والتابعين خلاف ذلك فاعتماده على عدم النقل و عدم النقل ليس علما بعدم وجود المخالف و أنى لمن عاش في القرن الثامن الهجري و القرن السابع الهجري أن يعلم كل أقوال أصحاب القرون الثلاثة الأولى و إذا حكى من هو أقرب للقرون الثلاثة الأولى أن هناك من السلف قالوا بخلاف ذلك وحكوا الخلاف في المسألة و إن لم يقولوا بأسمائهم أليس من الحق عدم القول بهذا الإجماع المزعوم الذي بان وجود خلاف في المسألة و إذا كان الخلاف حكاه أربعة علماء منهم من قال بأن جماعة من السلف قالوا بخلاف هذا ومنهم من حكى الخلاف ومنهم من عنف القول بوقوع الذنوب عمدا أنترك كل هذا لقول شخص أتى بعدهم و إن كان إمام كبير و إذا كان الخلاف قد حكي و عرف فكيف بمن لم نعرف حكايتهم للإجماع مع ضياع الكثير من الكتب في الحروب وغير ذلك.
30 – جعل التعمد على درجات و الخلط بين التعمد و القصد والخطأ،و الفعل العمد هو الفعل الذي لم يكن خطاءا، و الفعل الخطأ هو الفعل الذي لم يكن عمدا، قال ابن حجر: ((والمعروف عند أهل اللغة أن خطئ بمعنى أثم، وأخطأ إذا لم يتعمد، أو إذا لم يصب)) أما القصد فهو العزم المتجه نحو إنشاء فعل (معجم المصطلحات و الألفاظ الفقهية لمحمود عبد المنعم) فالقصد قد يكون بعمد أو بغير عمد
وقد أحسن القاريء إلى خير ما انتهى
و المناقشة بعدما ارجع بإذن الله إما ليلا غدا أو بعد ثلاثة أيام أما الآن فأنا اتأهب للذهاب للمستشفى
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 08:37]ـ
انا لله وانا اليه راجعون ..
ثلاث شبهات أو أربعة مفرودة في ثلاثين نقطة، ثم يعجب أخونا الفاضل من وصفنا جداله هذا بالمراء الواضح!
يا دكتور، دعك من كل هذا - وان كنت لن أترك ما فيه من تلبيس بلا جواب، وسأرجع عليه بالرد فيما بعد بحول الله في حين متسع من الوقت .. - وأجب الآن عن سؤالين واضحين محددين لا ثالث لهما:
1 - ان قلنا أن النسيان له في لسان العرب معنيان - وقد نقلتهما أنت بنفسك من كلام أهل اللغة - فما الدليل الذي بناءا عليه نقرر أي المعنيين هو المقصود في موضع النزاع؟ ان كانت تلك النقاط الخمسة التي تفلسفت بها في مشاركتك قبل الماضية فقد بينت لك بحول الله أنها محض تفلسف وتأول مردود عليه بما هو أحسن منه ولله الحمد .. وأقل ما فيها ألا تصح دليلا، وهذا واضح ولله الحمد وان أصررت أنت على خلافه! فان اختلفنا في فهم كلمة، فالى من نرجع يا دكتور يا سلفي وكيف نقيم الأدلة على صحة ما فهمنا؟؟
المقصود بالدليل أن تقدم لنا سلفا من القرون الأولى يقول بهذا الذي ذهبت اليه في معنى النسيان هنا .. فان فعلت سلمنا لك يا سيدنا وأرحناك وارتحنا ... !!! بس!
أنا ما احتججت عليك بالاجماع حتى الآن، والذي رددته لزعمك أن ناقله - شيخ الاسلام رحمه الله - لم يكن مسبوقا الى مثله .. (وان كان في تصورك لمسألة عدم العلم بالمخالف خلل واضح قد أسهبتُ في بيانه من قبل وليس في جسدي صحة ولا في وقتي سعة تسمح لي باعادة ذلك كله من جديد!!) وانما أقول لك أن زعمك بأن النسيان معناه الأصلي هو الذهول عن النهي وسقوطه من الذاكرة، وأن المعنى الآخر هو معنى (غير حقيقي) أو (بخلاف الأصل) فلا يصار اليه الا بدليل = هذا زعم باطل ورجم بالغيب! فكلا المعنيين على قدم السوية لكل ناظر يدري كيفية التعامل مع كتب اللغة! ولا يحق لك أن تقول بأنك لو جاءك كلام عن واحد من العرب في زمان التنزيل يقول لصاحبه: "لقد نسيتك" مثلا، فان مراده في الأصل يكون الذهول عن الذكر، ما لم يأتك ما يدل على أنه الترك والاهمال! هذا تحكم باطل في لسان العرب! لماذا؟ لأنك قد علمت أنه قد يكون المراد من الكلمة الاستعمال الأول أو الثاني على السواء في ذلك، فلا يمكنك المصير الى أي من المعنيين الا بقرينة تفيد ذلك!! فلنرجع اذا الى فهم السلف الأول لنرى ما فهموه من الكلام! هذه هي الخلاصة! أم تراك يا دكتور لا يرضيك هذا المذهب في النظر بالأساس؟؟؟؟؟
2 - ما معنى القصد والعمد في العصيان عندك يا دكتور؟؟؟
كلامك هذا يوحي بفهم عجيب للقصد والتعمد في المعصية، قد تبين لي ولله الحمد أنه أصل هذا اللبس والخلط عندك في مسألة العصمة، فتأمل معي أيها الفاضل بروية وتجرد لله يرشدك الى الصواب باذنه ..
أرأيت يا دكتور لو أن رجلا عمد الى الوقوع في عرض أخ له - مثلا - أيكون عاصيا بذلك أم لا؟
هو عاص ولا شك، والاثم متعلق به استحقاقا ما دام قد علم أن هذا الفعل معصية ..
هذا الرجل اذ هم بهذا الفعل، أكان متعمدا للفعل أم غير متعمد؟ كان قاصدا له متعمدا له ولا شك، والا ما استحق أن يؤاخذ به! فضد القصد والارادة: عدم الارادة، وخروج الفعل عن عدم ارادة له اما أن يكون من اكراه أو من ذهاب عقل .. لا ثالث لهما! فكل عاقل فاعل هو مريد لفعله هذا، متعمد له بضرورة العقل!
طيب، السؤال الآن: هل هذا الرجل اذ هم بالخوض في عرض أخيه، استحضر في نفسه قبل أن يفعل هذا الفعل أنه يريد معصية الله وارتكاب المخالفة؟ بلفظ أدق، هل فعل الرجل هذا الفعل بنية أن يعصي الله متعمدا بذلك مخالفة أمره؟ كلا! فغالب أحوال المعصية أنها تكون من غفلة وغلبة النفس على الانسان! أما أن يقال أن التعمد معناه ارادة عصيان الله وتعمد مخالفة أمره قصدا لذلك، يعني يقول في نفسه أنه يريد بهذا العمل أن يعصي ربه ويرد نهيه، فهذا باب آخر ربما يدخل بنا في قضية الاستحلال!!
فأنت تنبعث على العصيان - عافانا الله واياك منه - ان وقعت فيه لا بنية تعمد مخالفة أمر الله، وانما - وفي حال غفلة - تكون متابعا لنازع نفسي من غضب أو من عجلة أو من هوً أو من غير ذلك من نقائص نفوس بني آدم!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمعصية خلاف الطاعة صحيح، ولكن لا يتعمد فاعلها مخالفة أمر الله ولا ينبعث من هذا القصد أصلا، ولا يتعلق استحقاقه للعقوبة على ذلك "القصد"!! فان كان مثل هذا "التعمد" باطلا في حق عامة المؤمنين ففي حق النبيين من باب أولى! ولكنه - وأرجو أن يكون هذا واضحا - لا يرفع عن المعصية صفة المعصية ولا استحقاق المؤاخذة بها، فالعقوبة تستحق لمجرد الوقوع في الغفلة واجابة داعي النفس اليها والذي يؤدى الى الوقوع في العصيان تعمدا وارادة للفعل نفسه، لا لقصد وتعمد مخالفة أمر الله!!!
فقولك أن نسبتنا الصغائر الى الأنبياء، ملزومها القول بأنهم يتعمدون مخالفة أمر الله - هكذا -، هذا باطل قطعا ولا يتصور في حق عموم المؤمنين فكيف بالنبيين؟؟
وتأمل كيف أن الله تعالى يربط في القرءان في وصف نسيان آدم بين ذلك النسيان وبين قلة العزم بقوله ((فنسي ولم نجد له عزما)) .. فغفلة النفس أغفلته عما نهاه الله عنه، وأوقعه الشيطان بسببها في ترك الامتثال للنهي، ومخالفة الأمر التكليفي الوحيد الذي فرضه الله عليه في الجنة، فدل ذلك على قلة عزمه عليه السلام، والعزم شدة الحرص على الامتثال والقوة فيه .. وهذا واضح بنص القرءان لا من كيسي! والا فلو كان المراد هنا السهو، كالذي يعرض على الانسان في صلاته مثلا فينسيه كم صلى كما وقع مثله للنبي محمد عليه السلام، لما ناسب أن يصفه الله بسببه بنقص العزم كما هو واضح، والا لدل ذلك على لحاق هذا الوصف - نقص العزم - بالنبي محمد عليه السلام كذلك، وقد علمت أنه رأس أولي العزم من المرسلين، صلى الله عليه وسلم!! وقد بينا لك بوضوح بطلان القول بأنه كان ذاهلا عن النهي، اذ كيف يسهو عن نهي الله وابليس يذكره أمامه صراحة في تزيينه الشجرة له عليه السلام؟؟؟
فالحاصل وحتى لا أطيل - والوقت قد ضاق بي - أن الخلل واقع عندك في تحرير مسألة القصد والتعمد في العصيان، وتحرير مناط استحقاق العقوبة في المعصية، والمرجو منك مراجعة هذا المعنى يا دكتور، ففيه مورد شبهتك كما تبين لي والله أعلم وهو الهادي الى سواء السبيل ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 03:26]ـ
و إذا كان الخلاف حكاه أربعة علماء منهم من قال بأن جماعة من السلف قالوا بخلاف هذا
ليس الخلافُ محكياً عن أحد من السلف وإنما حكي الخلاف عمن بعدهم، وإجماع السلف في هذه المسألة ثابت قطعي؛ وكل من لم يستطع خرمه بنقل ثابت = فهو محجوج به،وكل من خالف هذا الإجماع من أهل العلم فهو محجوج به وكل من خالفه هم من الواقعين في البدع المخالفين للسلف في مسائل شتى ..
والآن لنُبين عجمة هذا المحرف:
1 - عصى.
2 - غوى.
3 - ذنب.
4 - تاب.
5 - استغفر.
6 - خطيئة.
نُطالب الدكتور المحرف بمثال واحد من الكلام العربي القديم أو كلام الله وكلام الرسول (آية-حديث-بيت شعر) =وردت فيه هذه الألفاظ بحيث يقال: فلان عصى وغوى وارتكب خطيئة وأذنب واستغفر وتيب عليه ومع كل ذلك لم يكن هذا الفاعل آثماً أصلاً ..
وفائدة هذا البحث أيها الإخوة: أنه لا تُقبل دعوى صرف اللفظ العربي عن معناه إلا إذا علم أنهذا اللفظ قد استعملته العرب في المعنى المصروف إليه، وكل من ادعى في لفظ أنه مصروف عن معناه إلى معنى لم تستعمل العرب هذا اللفظ في هذا المعنى =فهو محرف فَقَدَ ما يُساعده من شروط التأويل وهو العربية.
فلابد من أن يُثبت المؤول أن هذا اللفظ قد استعمله أهل اللسان (في مواطن أخرى) في المعنى الذي يزعمه أولاً ثم يستدل على أنهم في هذا الموطن بالذات أرادوا هذا المعنى بالذات، ثم لايوجد دليل آخر ينفي هذا المعنى ثم يساعد سياق النص على المعنى الذي زعمه وتلك هي شروط التأويل الصحيح المنجية له من أن يكون تحريفاً.
وليس في كلام الله ولا كلام رسوله إطلاق هذه الألفاظ إلا في حالات الإثم فحسب، وكل من زعم أنها تُستعمل ولا يُراد بها الإثم فلابد من دليل.ولا يُخاطب الله العرب إلا بما هو معروف في لسانهم من دلالات الألفاظ ولا يُخاطبهم بمعنى إلا ومعه نظائره في كتاب الله وسنة رسوله وشعر العرب.
مثال (1): من قال إن لفظة حرام تُستعمل في كراهة التنزيه قلنا له كذبت ولم ننظر في تأويله مالم يأتنا بمثال نتفق عليه ماً قد استعملت فيه لفظة الحرام في كراهة التنزيه ..
مثال (2): من زعم أن يد الله في القرآن مراد بها كرمه فمعه ما يُساعده فقد استعملت العرب لفظ اليد للدلالة على هذا المعنى، وبطل قوله من جهات أخرى مرجعها لفقد باقي شروط التأويل الصحيح.
ولولا هذا الضابط لقبلت تأويلات الباطنية وإشارات الصوفية ولَحَمَلَ من شاء كتاب الله ما شاء من المعاني وهذا فساد في اللسان وضلال في الدين ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 10:24]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وَمَنْ قَالَ: إنَّ آدَمَ مَا عَصَى فَهُوَ مُكَذِّبٌ لِلْقُرْآنِ وَيُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} وَالْمَعْصِيَةُ: هِيَ مُخَالَفَةُ الْأَمْرِ الشَّرْعِيِّ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 10:46]ـ
وقال: وَأَمَّا السَّلَفُ قَاطِبَةً مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ هُمْ خَيْرُ قُرُونِ الْأُمَّةِ؛ وَأَهْلُ الْحَدِيثِ وَالتَّفْسِيرِ؛ وَأَهْلُ كُتُبِ قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُبْتَدَأِ وَجُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ وَالصُّوفِيَّةِ؛ وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ كَجُمْهُورِ الْأَشْعَرِيَّة وَغَيْرِهِمْ وَعُمُومُ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَعَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مِثْلَ قَوْله تَعَالَى {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} وَقَوْلِهِ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} بَعْدَ أَنْ قَالَ لَهُمَا: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} وقَوْله تَعَالَى {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} مَعَ أَنَّهُ عُوقِبَ بِإِخْرَاجِهِ مِنْ الْجَنَّةِ. وَهَذِهِ نُصُوصٌ لَا تُرَدُّ إلَّا بِنَوْعِ مِنْ تَحْرِيفِ الْكَلَامِ عَنْ مَوَاضِعِهِ؛ وَالْمُخْطِئُ وَالنَّاسِي إذَا كَانَا مُكَلَّفَيْنِ فِي تِلْكَ الشَّرِيعَةِ فَلَا فَرْقَ وَإِنْ لَمْ يَكُونَا مُكَلَّفَيْنِ امْتَنَعَتْ الْعُقُوبَةُ وَوُصِفَ الْعِصْيَانُ وَالْإِخْبَارُ بِظُلْمِ النَّفْسِ وَطَلَبِ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وقَوْله تَعَالَى {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} وَإِنَّمَا ابْتَلَى اللَّهُ الْأَنْبِيَاءَ بِالذُّنُوبِ رَفْعًا لِدَرَجَاتِهِمْ بِالتَّوْبَةِ وَتَبْلِيغًا لَهُمْ إلَى مَحَبَّتِهِ وَفَرَحِهِ بِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ وَيَفْرَحُ بِتَوْبَةِ التَّائِبِ أَشَدَّ فَرَحٍ فَالْمَقْصُودُ كَمَالُ الْغَايَةِ لَا نَقْصُ الْبِدَايَةِ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ يَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ لَا يَنَالُهَا إلَّا بِمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ لَهُ مِنْ الْعَمَلِ أَوْ الْبَلَاءِ.
قلت: في هذا الكلام الوجير السديد رد على كل شبهة اتكأ عليها الدكتور. وإن شئت بينت وجه ذلك. والله المستعان.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 11:45]ـ
انا لله وانا اليه راجعون ..
ثلاث شبهات أو أربعة مفرودة في ثلاثين نقطة، ثم يعجب أخونا الفاضل من وصفنا جداله هذا بالمراء الواضح!
يا دكتور، دعك من كل هذا - وان كنت لن أترك ما فيه من تلبيس بلا جواب، وسأرجع عليه بالرد فيما بعد بحول الله في حين متسع من الوقت .. - وأجب الآن عن سؤالين واضحين محددين لا ثالث لهما:
1 - ان قلنا أن النسيان له في لسان العرب معنيان - وقد نقلتهما أنت بنفسك من كلام أهل اللغة - فما الدليل الذي بناءا عليه نقرر أي المعنيين هو المقصود في موضع النزاع؟ ان كانت تلك النقاط الخمسة التي تفلسفت بها في مشاركتك قبل الماضية فقد بينت لك بحول الله أنها محض تفلسف وتأول مردود عليه بما هو أحسن منه ولله الحمد .. وأقل ما فيها ألا تصح دليلا، وهذا واضح ولله الحمد وان أصررت أنت على خلافه! فان اختلفنا في فهم كلمة، فالى من نرجع يا دكتور يا سلفي وكيف نقيم الأدلة على صحة ما فهمنا؟؟
المقصود بالدليل أن تقدم لنا سلفا من القرون الأولى يقول بهذا الذي ذهبت اليه في معنى النسيان هنا .. فان فعلت سلمنا لك يا سيدنا وأرحناك وارتحنا ... !!! بس!
أنا ما احتججت عليك بالاجماع حتى الآن، والذي رددته لزعمك أن ناقله - شيخ الاسلام رحمه الله - لم يكن مسبوقا الى مثله .. (وان كان في تصورك لمسألة عدم العلم بالمخالف خلل واضح قد أسهبتُ في بيانه من قبل وليس في جسدي صحة ولا في وقتي سعة تسمح لي باعادة ذلك كله من جديد!!) وانما أقول لك أن زعمك بأن النسيان معناه الأصلي هو الذهول عن النهي وسقوطه من الذاكرة، وأن المعنى الآخر هو معنى (غير حقيقي) أو (بخلاف الأصل) فلا يصار اليه الا بدليل = هذا زعم باطل ورجم بالغيب! فكلا المعنيين على قدم السوية لكل ناظر يدري كيفية التعامل مع كتب اللغة! ولا يحق لك أن تقول بأنك لو جاءك كلام
(يُتْبَعُ)
(/)
عن واحد من العرب في زمان التنزيل يقول لصاحبه: "لقد نسيتك" مثلا، فان مراده في الأصل يكون الذهول عن الذكر، ما لم يأتك ما يدل على أنه الترك والاهمال! هذا تحكم باطل في لسان العرب! لماذا؟ لأنك قد علمت أنه قد يكون المراد من الكلمة الاستعمال الأول أو الثاني على السواء في ذلك، فلا يمكنك المصير الى أي من المعنيين الا بقرينة تفيد ذلك!! فلنرجع اذا الى فهم السلف الأول لنرى ما فهموه من الكلام! هذه هي الخلاصة! أم تراك يا دكتور لا يرضيك هذا المذهب في النظر بالأساس؟؟؟؟؟
1 - دعوى وجوب وجود قول من السلف لتفسير النسيان مع أن القرآن نزل بلغة العرب و الواجب فهمه على لغة العرب، و لا يخرج عن لغة العرب إلى معنى آخر إلا بدليل.
2 – الأخ يصر على وجوب قول أحد من السلف بمعنى النسيان أنه غياب الحفظ رغم قول أهل اللغة فمن أين جاء بوجوب رجوع الأمر اللغوي للسلف ألا يكفي ما في بطون كتب اللغة.
3 – دعوى عدم عصمة الأنبياء من الصغائر أنه قول السلف مع ثبوت قول بعض العلماء أن هذا القول قول بعض السلف و البعض الآخر على خلاف ذلك فليت شعري لما يترك قول القرطبي و القاضي عياض و يقبل قول ابن تيمية مع أنه متأخر عنهما و القرطبي و القاضي عياض لو سلمنا جدلا بشدة إطلاع ابن تيمية على أقوال الأئمة فليس بأعلم من القاضي عياض و القرطبي بالمالكية و إن أبى إلا أن علم ابن تيمية بالمالكية أكثر من علم القاضي عياض و القرطبي فهذه مكابرة منه نصرة لقوله و اذكر بقول القرطبي في شأن عصمة الأنبياء من الصغائر: ((وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك و أبي حنيفة و الشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها كعصمتهم من الكبائر أجمعها)) و أصحاب مالك و أبي حنيفة و الشافعي متقدمون و كانوا في القرون الأولى و مثله حكى القاضي عياض و قال بأن جواز وقوع الأنبياء في الصغائر قول جماعة من السلف أي ليس قول كل السلف و لا جل السلف، و غلظ ابن العربي من يقول بجواز وقوع الصغائر من الأنبياء عمدا فقال: ((كما قال في تنزيه الأنبياء عن الذي لا يليق بمنزلتهم مما ينسب الجهلة إليهم من وقوعهم في الذنوب عمدا منهم إليها، واقتحاما لها مع العلم بها، وحاش لله، فإن الأوساط من المسلمين يتورعون عن ذلك، فكيف بالنبيين)).
4 – اشتراطه في حكاية الخلاف النص على اسم المخالف فلابد على حد دعواه النص على اسم جماعة السلف المخالفين و هل يجب عند ذكر الخلاف النص على اسماء المخالفين و عدم الاكتفاء باختلاف العلماء على قولين أو ثلاثة أو أكثر و لا يخفى ما في هذا من التعسف لنصرة قوله ممن يطلع على كتب العلماء.
5 – قوله ببطلان أن النسيان معناه الأصلي هو الذهول عن النهي وسقوطه من الذاكرة، وأن المعنى الآخر هو معنى (غير حقيقي) أو (بخلاف الأصل) فلا يصار اليه الا بدليل و هذا هو عين الباطل فالنسيان عند الإطلاق معناه ضد الحفظ و الكتب على ذلك و فهم الناس على ذلك إلا من أشرب بقول مخالف للدليل، ومما يدل أن النسيان الذي هو ضد الحفظ هو الأصل أن الحفظ نقيض النسيان لا نقيض الترك و الترك نقيضه الفعل و الفعل نقيضه الترك لا النسيان و لو كان الترك أصلا لكان ضده الحفظ و هذا لا يصح بحال.
6 – قوله بأن معنى النسيان الترك أو ضد الحفظ و أنهما معنيان متساويان و هذا باطل و من فلسفة الأخ الحبيب حفظه الله و إلا فأين النقل عن العلماء الذي فيه أن المعنيان متساويين و أنه لا يترجح أحدهما إلا بمرجح، وسبحان الله حبيبي في الله (خلافي معه لا ينقص محبتي له لحرصه على تحري الحق أحسبه كذلك والله حسيبه) مرة يقول لي النسيان في اللغة هو الترك و أنت جاهل باللغة، و لما أتيته حفظه الله بكلام لأهل اللغة والتفسير قال النسيان له معنيان متساويان و أنت جاهل باللغة فكفاه اعتراض و ليأتي بكلام لأهل العلم يؤيد قوله فأنا عندما اتكلم انقل عن العلماء أما أخي الحبيب في جل مشاركاته و إن لم يكن الكل لا ينقل عن العلماء بل يتكلم من نفسه فأين النقل إذا كنت رجل نقل؟
7 – غفلته حفظه الله أن الذي يستحسن في قول الشخص عهدت إليه فنسي أن يكون المعنى النسيان الذي هو ضد الحفظ و هل الإنسان سمي إنسان من النسيان الذي هو الترك أم من النسيان الذي هو ضد الحفظ؟!!! مخالفة بديهيات!!
8 – قوله بوجوب قرينة تدل على أي المقصود بالنسيان أأترك أم ضد الحفظ، وهذا باطل و تحكم منه حفظه الله فهل أهل اللغة قالوا بأن النسيان من قبيل المشترك و هل في اللسان العربي عندما أقول قد نسيت يتبادر للذهن معنيان أم معنى واحد؟ و هل الترك ضد الحفظ أم الذي ضد الحفظ هو النسيان المعروف لا كما يقول الأخ الحبيب.
9 - غفلته حفظه الله أن سياق الآية دل على أنه ضد الحفظ و الآية التي قبلها تؤيد ذلك فلا تتعجل أيها النبي بالقرآن و جبريل عليه السلام يقرئك خوف النسيان و نحن قد عهدنا إلى آدم فنسي و عندما أقول شخص نسيت عهدي لا يتطرق لذهنه تركت عهدي فسبحان الله هذه مخالفة بديهيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 11:47]ـ
2 - ما معنى القصد والعمد في العصيان عندك يا دكتور؟؟؟
كلامك هذا يوحي بفهم عجيب للقصد والتعمد في المعصية، قد تبين لي ولله الحمد أنه أصل هذا اللبس والخلط عندك في مسألة العصمة، فتأمل معي أيها الفاضل بروية وتجرد لله يرشدك الى الصواب باذنه ..
أرأيت يا دكتور لو أن رجلا عمد الى الوقوع في عرض أخ له - مثلا - أيكون عاصيا بذلك أم لا؟
هو عاص ولا شك، والاثم متعلق به استحقاقا ما دام قد علم أن هذا الفعل معصية ..
هذا الرجل اذ هم بهذا الفعل، أكان متعمدا للفعل أم غير متعمد؟ كان قاصدا له متعمدا له ولا شك، والا ما استحق أن يؤاخذ به! فضد القصد والارادة: عدم الارادة، وخروج الفعل عن عدم ارادة له اما أن يكون من اكراه أو من ذهاب عقل .. لا ثالث لهما! فكل عاقل فاعل هو مريد لفعله هذا، متعمد له بضرورة العقل!
طيب، السؤال الآن: هل هذا الرجل اذ هم بالخوض في عرض أخيه، استحضر في نفسه قبل أن يفعل هذا الفعل أنه يريد معصية الله وارتكاب المخالفة؟ بلفظ أدق، هل فعل الرجل هذا الفعل بنية أن يعصي الله متعمدا بذلك مخالفة أمره؟ كلا! فغالب أحوال المعصية أنها تكون من غفلة وغلبة النفس على الانسان! أما أن يقال أن التعمد معناه ارادة عصيان الله وتعمد مخالفة أمره قصدا لذلك، يعني يقول في نفسه أنه يريد بهذا العمل أن يعصي ربه ويرد نهيه، فهذا باب آخر ربما يدخل بنا في قضية الاستحلال!!
فأنت تنبعث على العصيان - عافانا الله واياك منه - ان وقعت فيه لا بنية تعمد مخالفة أمر الله، وانما - وفي حال غفلة - تكون متابعا لنازع نفسي من غضب أو من عجلة أو من هوً أو من غير ذلك من نقائص نفوس بني آدم!
فالمعصية خلاف الطاعة صحيح، ولكن لا يتعمد فاعلها مخالفة أمر الله ولا ينبعث من هذا القصد أصلا، ولا يتعلق استحقاقه للعقوبة على ذلك "القصد"!! فان كان مثل هذا "التعمد" باطلا في حق عامة المؤمنين ففي حق النبيين من باب أولى! ولكنه - وأرجو أن يكون هذا واضحا - لا يرفع عن المعصية صفة المعصية ولا استحقاق المؤاخذة بها، فالعقوبة تستحق لمجرد الوقوع في الغفلة واجابة داعي النفس اليها والذي يؤدى الى الوقوع في العصيان تعمدا وارادة للفعل نفسه، لا لقصد وتعمد مخالفة أمر الله!!!
فقولك أن نسبتنا الصغائر الى الأنبياء، ملزومها القول بأنهم يتعمدون مخالفة أمر الله - هكذا -، هذا باطل قطعا ولا يتصور في حق عموم المؤمنين فكيف بالنبيين؟؟
وتأمل كيف أن الله تعالى يربط في القرءان في وصف نسيان آدم بين ذلك النسيان وبين قلة العزم بقوله ((فنسي ولم نجد له عزما)) .. فغفلة النفس أغفلته عما نهاه الله عنه، وأوقعه الشيطان بسببها في ترك الامتثال للنهي، ومخالفة الأمر التكليفي الوحيد الذي فرضه الله عليه في الجنة، فدل ذلك على قلة عزمه عليه السلام، والعزم شدة الحرص على الامتثال والقوة فيه .. وهذا واضح بنص القرءان لا من كيسي! والا فلو كان المراد هنا السهو، كالذي يعرض على الانسان في صلاته مثلا فينسيه كم صلى كما وقع مثله للنبي محمد عليه السلام، لما ناسب أن يصفه الله بسببه بنقص العزم كما هو واضح، والا لدل ذلك على لحاق هذا الوصف - نقص العزم - بالنبي محمد عليه السلام كذلك، وقد علمت أنه رأس أولي العزم من المرسلين، صلى الله عليه وسلم!! وقد بينا لك بوضوح بطلان القول بأنه كان ذاهلا عن النهي، اذ كيف يسهو عن نهي الله وابليس يذكره أمامه صراحة في تزيينه الشجرة له عليه السلام؟؟؟
فالحاصل وحتى لا أطيل - والوقت قد ضاق بي - أن الخلل واقع عندك في تحرير مسألة القصد والتعمد في العصيان، وتحرير مناط استحقاق العقوبة في المعصية، والمرجو منك مراجعة هذا المعنى يا دكتور، ففيه مورد شبهتك كما تبين لي والله أعلم وهو الهادي الى سواء السبيل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الفلسفة في بيان معنى التعمد بما ليس عليه أثارة من علم فيقول أن التعمد معناه إرادة عصيان الله و تعمد مخالفة أمره قصدا لذلك، يعني يقول في نفسه أنه يريد بهذا العمل أن يعصي ربه ويرد نهيه،و هذا التعريف للتعمد لا تجد عليه عالم لا سلفا و لا خلفا فالتعمد في المعصية خلاف الخطأ في المعصية و الفعل العمد هو الفعل الذي لم يكن خطاءا، و الفعل الخطأ هو الفعل الذي لم يكن عمدا و كتب الفقه الجنائي من أكثر الكتب شرحا لمعنى العمد و الخطأ فهل نجد كلاما يوافق كلام الأخ الحبيب في كتب الفقه و من أين أتى بهذا التعريف و الشرح للتعمد، و انبه أن التعمد في قصد الفعل دون خطأ أو نسيان و ليس في قصد معصية الله و غالب العصاة لا يقصدون معصية الله لكن يقصدون فعل منهي وترك مأمور و الخطأ يكون في عدم قصد الفعل كمن قتل خطئا هو لا يريد أن يقتل فقتل و من شرب خطئا هو لا يريد أن يشرب فشرب.
2 - الخلط بين الوقوع في المعصية غفلة عن قصد و إرادة فعلها دون خطأ و بين الوقوع في المعصية خطئا فالوقوع في المعصية غفلة عن قصد و إرادة فعل المعصية دون خطأ هذا تعمد لفعلها أما الوقوع في المعصية خطئا فهو عدم قصد فعلها ففعلها.
3 – تعميمه أن المعصية فاعلها لا يتعمد مخالفة أمر الله ولا ينبعث من هذا القصد أصلا، ولا يتعلق استحقاقه للعقوبة على ذلك، فالمعصية قد يتعمد فاعلها مخالفة أمر الله و قد يتعمد فعل المنهي أو ترك المأمور.
4 – قوله بأن كان مثل هذا "التعمد" باطلا في حق عامة المؤمنين ففي حق النبيين من باب فقد عمم خاصا و ليس هذا هو معنى التعمد في الشرع فتعمد قتل الإنسان لا يشترط له أن يقتل الشخص شخصا قصدا لمخالفة الله فهذا لم يقل به أحد من أهل العلم يل تعمد القتل هو قصد القتل دون خطأ.
5 – قوله لو كان المراد بالنسيان السهو، كالذي يعرض على الانسان في صلاته مثلا فينسيه كم صلى كما وقع مثله للنبي محمد عليه السلام، لما ناسب أن يصفه الله بسببه بنقص العزم قلت ثبت العرش ثم أنقش فهذا القول يحتاج إلى بيان معنى العزم و عرفه الفاضل بأنه شدة الحرص على الامتثال والقوة فيه، وقلت بل العزم اصطلاحا هو الثبات والشدة فيما عقدت النية عليه (معجم لغة الفقهاء) و هذا يؤكد أن خطيئة آدم ما كانت تعمدا لفعل المعصية فقد نسي آدم و أكل من الشجرة و لم يجد الله لآدم عزما على أكلها إذ قد أكلها ناسيا لا ذاكارا، و العزم في اللسان هو الإرادة التي يقع معها الفعل وقد نهاه تعالى عن الفعل ألا وهو الأكل من الشجرة فلم يبق إلا أنه أكل ناسيا من غير عزم فإن أبى الأخ الفاضل فقد قال الطبري: ((وقوله (ولم نجد له عزما) اختلف أهل التأويل في معنى العزم هاهنا، فقال بعضهم: معناه الصبر .... وقال آخرون: بل معناه: الحفظ، قالوا: ومعناه: ولم نجد له حفظا لما عهدنا إليه)) و على التفسير الأول آدم عليه السلام لم يجد الله له أي صبر في ترك الأكل من الشجرة و هذا يبطله السياق فالشيطان كان يوسوس له ويقسم و لو لم يكن له أي صبر لما احتاج الشيطان أن يوسوس و يقسم أما التفسير الثاني و لم نجد له حفظا لما عهدنا إليه فهو يؤكد النسيان و الله المستعان.
6 – الخلط بين معنى عدم العزم و نقص العزم فقد قال الأخ الفاضل لو كان المراد هنا السهو، كالذي يعرض على الانسان في صلاته مثلا فينسيه كم صلى كما وقع مثله للنبي محمد عليه السلام، لما ناسب أن يصفه الله بسببه بنقص العزم كما هو واضح، والا لدل ذلك على لحاق هذا الوصف - نقص العزم - بالنبي محمد عليه السلام كذلك، والجواب على هذا فرق بين نقص العزم و عدم العزم و الله نفى عنه أي عزم أي عزم على ماذا؟ بالطبع نفي العزم على الأكل من الشجرة هو لم يعزم على ذلك بل وقع ذلك نسيانا
7 – الإلزام بما ليس بلازم فقد قال الأخ أبو الفداء لو كان النسيان بمعنى السهو فقد سها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته و بذلك لا يكون النبي صلى الله عليه وسلم من أولى العزم قلت حرر معنى أولوا العزم فأولوا العزم كما قال صاحب البحر المحيط: (أولو العزم: أي أولو الجد من الرسل، وهم من حفظ له شدة مع قومه ومجاهدة) وكما قال السمرقندي في بحر العلوم: ({كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ العزم مِنَ الرسل} يعني: أولو الحزم، وهو أن يصبر في الأمور، ويثبت عليها، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم، أراد أن يدعو عليهم، فأمره الله تعالى بالصبر، كما صبر نوح، وكما صبر إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب ويوسف وغيرهم من الأنبياء، صلوات الله عليهم أجمعين. وقال السدي: أولو العزم، الذين أمروا بالقتال من الرسل. وقال أبو العالية: أولو العزم من الرسل، كانوا ثلاثة والنبي صلى الله عليه وسلم رابعهم، إبراهيم وهود ونوح، فأمره الله تعالى أن يصبر كما صبروا. وقال مقاتل: أولو العزم من الرسل اثني عشر نبياً في بيت المقدس، فأوحى الله إليهم ثلاث مرات، أن اخرجوا من بين أقوامكم، فلم يخرجوا).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 11:49]ـ
ليس الخلافُ محكياً عن أحد من السلف وإنما حكي الخلاف عمن بعدهم، وإجماع السلف في هذه المسألة ثابت قطعي؛ وكل من لم يستطع خرمه بنقل ثابت = فهو محجوج به،وكل من خالف هذا الإجماع من أهل العلم فهو محجوج به وكل من خالفه هم من الواقعين في البدع المخالفين للسلف في مسائل شتى ..
والآن لنُبين عجمة هذا المحرف:
1 - عصى.
2 - غوى.
3 - ذنب.
4 - تاب.
5 - استغفر.
6 - خطيئة.
نُطالب الدكتور المحرف بمثال واحد من الكلام العربي القديم أو كلام الله وكلام الرسول (آية-حديث-بيت شعر) =وردت فيه هذه الألفاظ بحيث يقال: فلان عصى وغوى وارتكب خطيئة وأذنب واستغفر وتيب عليه ومع كل ذلك لم يكن هذا الفاعل آثماً أصلاً ..
وفائدة هذا البحث أيها الإخوة: أنه لا تُقبل دعوى صرف اللفظ العربي عن معناه إلا إذا علم أنهذا اللفظ قد استعملته العرب في المعنى المصروف إليه، وكل من ادعى في لفظ أنه مصروف عن معناه إلى معنى لم تستعمل العرب هذا اللفظ في هذا المعنى =فهو محرف فَقَدَ ما يُساعده من شروط التأويل وهو العربية.
فلابد من أن يُثبت المؤول أن هذا اللفظ قد استعمله أهل اللسان (في مواطن أخرى) في المعنى الذي يزعمه أولاً ثم يستدل على أنهم في هذا الموطن بالذات أرادوا هذا المعنى بالذات، ثم لايوجد دليل آخر ينفي هذا المعنى ثم يساعد سياق النص على المعنى الذي زعمه وتلك هي شروط التأويل الصحيح المنجية له من أن يكون تحريفاً.
وليس في كلام الله ولا كلام رسوله إطلاق هذه الألفاظ إلا في حالات الإثم فحسب، وكل من زعم أنها تُستعمل ولا يُراد بها الإثم فلابد من دليل.ولا يُخاطب الله العرب إلا بما هو معروف في لسانهم من دلالات الألفاظ ولا يُخاطبهم بمعنى إلا ومعه نظائره في كتاب الله وسنة رسوله وشعر العرب.
مثال (1): من قال إن لفظة حرام تُستعمل في كراهة التنزيه قلنا له كذبت ولم ننظر في تأويله مالم يأتنا بمثال نتفق عليه ماً قد استعملت فيه لفظة الحرام في كراهة التنزيه ..
مثال (2): من زعم أن يد الله في القرآن مراد بها كرمه فمعه ما يُساعده فقد استعملت العرب لفظ اليد للدلالة على هذا المعنى، وبطل قوله من جهات أخرى مرجعها لفقد باقي شروط التأويل الصحيح.
ولولا هذا الضابط لقبلت تأويلات الباطنية وإشارات الصوفية ولَحَمَلَ من شاء كتاب الله ما شاء من المعاني وهذا فساد في اللسان وضلال في الدين ..
1 – قوله الخلاف في عصمة الأنبياء محكيا عمن بعدهم مريدا بذلك نقض حكاية القرطبي و القاضي عياض الإجماع قلت لا يوجد إجماع محكي في زمنهم و إلا فأخرجه.
2 – قوله إجماع السلف في جواز وقوع الأنبياء في الصغائر ثابت قطعي و هذا لقلة علمه رحمه الله بالأصول فليقرأ في كتب الأصول ما هو الإجماع القطعي و ما هو الإجماع الظني بدل التخبط، والإجماع في درجة ثبوته نوعان:
الأول: القطعي المعلوم من الدين بالضرورة الذي انتشر علمه بين الناس، فمخالفه كافر كوجوب الصلوات الخمس وصوم رمضان وحرمة الربا.
والثاني: ظني الثبوت، وهو الذي ينقله آحاد العلماء، ولا يعلم عن غيرهم خلافه، فهذا بمنزلة الحديث الصحيح، لا تجوز مخالفته حتى يثبت وجود مخالف؛ لأن أهل العلم المعتبرين نقلهم عن من سبقهم من أهل العلم الأصل فيه القبول.
3 – تجاهله حكاية القرطبي و القاضي عياض الخلاف عند السلف و غيرهم في جواز وقع الأنبياء في الصغائر و قد حكى ابن عطية الخلاف في الأمة حول هذه المسألة اكرر نقل ما حكوه
قال القرطبي في شأن عصمة الأنبياء من الصغائر: ((وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها كعصمتهم من الكبائر أجمعها .... قال الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني: و?ختلفوا في الصغائر؛ والذي عليه الأكثر أن ذلك غير جائز عليهم، وصار بعضهم إلى تجويزها، ولا أصل لهذه المقالة))
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القاضي عياض: ((وأما الصغائر فجوزها جماعة من السلف وغيرهم على الأنبياء وهو مذهب أبى جعفر الطبري وغيره من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين، وسنورد بعد هذا ما احتجوا به، وذهبت طائفة أخرى إلى الوقف وقالوا العقل لا يحيل وقوعها منهم ولم يأت في الشرع قاطع بأحد الوجهين، وذهبت طائفة أخرى من المحققين من الفقهاء والمتكلمين إلى عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر، قالوا: لاختلاف الناس في الصغائر وتعيينها من الكبائر ((
و قال القاضي: ((وقد استدل بعض الأئمة على عصمتهم من الصغائر بالمصير إلى امتثال أفعالهم واتباع آثارهم وسيرهم مطلقا، وجمهور الفقهاء على ذلك من أصحاب مالك والشافعي وأبى حنيفة من غير التزام قرينة بل مطلقا عند بعضهم وإن اختلفوا في حكم ذلك، وحكى ابن خويز منداذ وأبو الفرج عن مالك التزام ذلك وجوبا ((
قال ابن عطية 541هـ في المحرر الوجيز: ((وأجمعت الأمة على عصمة الأنبياء في معنى التبليغ ومن الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة، واختلف في غير ذلك من الصغائر، والذي أقول به أنهم معصومون من الجميع)).
5 - جهله بأن حكاية الخلاف من عالم أقدم تقدح في إجماع العالم المتأخر فإجماع ابن تيمية المزعوم معارض بحكاية الخلاف كما نقلها القرطبي و القاضي عياض.
6 – لم يأتت الأخ المكرم بنقل واحد عن بعض الأئمة في القرون الأولى في جواز وقوع الأنبياء في الصغائر عمدا.
7 – جهل الأخ بأن المعصية اعم من المعصية عمدا فالمعصية قد تكون وقعت عمدا أو خطئا فالمعصية خلاف الطاعة كما في كتب اللغة و خلاف فعل المأمور و ترك المحظور هو فعل المحظور و ترك المأمور وقال ابن منظور: ((العصيان خلاف الطاعة، عصى العبد ربه إذا خالف أمره. وعصى فلانٌ أميره يعصيه عصياً وعصياناً ومعصية إذا لم يطعه فهو عاص وعَصِيّ)) و قال الجوهري: ((العصيان خلاف الطاعة)) و ابن تيمية نفسه الذي يستدلون بكلامه يقول ((المعصية هي مخالفة الأمر الشرعي، فمن خالف أمر الله الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتبه فقد عصى)) و هل لا يقبل قول ابن منظور و الجوهري في اللغة و من أتى بقريتك هذه أيها المعارض.
8 - تأويل التوبة والاستغفار باشتراط أن تكون من ذنب متعمد و كأن الشخص لو نسي فرمى ورقة في قمامة فتبين أنها قرآن و استغفر لما كان لاستغفاره معنى إذ الاستغفار عندهم لابد أن يكون من ذنب متعمد و الناسي والمخطيء لا الاستفغار ولا توبة لفعله المخالف للشرع وهل لو قتل إنسان إنسان خطاءا و استغفر الله لما كان لاستغفاره معنى إذ الاستغفار عندهم لابد أن يكون من ذنب متعمد.
9– تأويل الذنب و المعصية أنهما مخالفة الأمر تعمدا، وهذا خلاف ما جاءت به النصوص قال تعالى: ? رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا ? فلو كان النسيان و الخطأ لا يطلق عليه ذنب لما كان هناك داعيا لطلب عدم المؤاخذة به، و قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)) (سنن ابن ماجة) فلو كان النسيان والخطأ لا يطلق عليه ذنب و معصية لما كان هناك داعيا لتجاوز الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان فإثم المعصية خطاءا أو نسيانا رفع عن هذه الأمة بدلالة الحديث.
و لتفنيد كلامك أخي أبي فهر مزيد إيضاح لولا أني الآن ذاهب للمستشفي و سأرجع بإذن الله بعد يومين
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 11:52]ـ
وقال: وَأَمَّا السَّلَفُ قَاطِبَةً مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ هُمْ خَيْرُ قُرُونِ الْأُمَّةِ؛ وَأَهْلُ الْحَدِيثِ وَالتَّفْسِيرِ؛ وَأَهْلُ كُتُبِ قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُبْتَدَأِ وَجُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ وَالصُّوفِيَّةِ؛ وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ كَجُمْهُورِ الْأَشْعَرِيَّة وَغَيْرِهِمْ وَعُمُومُ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَعَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مِثْلَ قَوْله تَعَالَى {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} وَقَوْلِهِ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} بَعْدَ أَنْ قَالَ لَهُمَا: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} وقَوْله تَعَالَى {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} مَعَ أَنَّهُ عُوقِبَ بِإِخْرَاجِهِ مِنْ الْجَنَّةِ. وَهَذِهِ نُصُوصٌ لَا تُرَدُّ إلَّا بِنَوْعِ مِنْ تَحْرِيفِ الْكَلَامِ عَنْ مَوَاضِعِهِ؛ وَالْمُخْطِئُ وَالنَّاسِي إذَا كَانَا مُكَلَّفَيْنِ فِي تِلْكَ الشَّرِيعَةِ فَلَا فَرْقَ وَإِنْ لَمْ يَكُونَا مُكَلَّفَيْنِ امْتَنَعَتْ الْعُقُوبَةُ وَوُصِفَ الْعِصْيَانُ وَالْإِخْبَارُ بِظُلْمِ النَّفْسِ وَطَلَبِ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وقَوْله تَعَالَى {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} وَإِنَّمَا ابْتَلَى اللَّهُ الْأَنْبِيَاءَ بِالذُّنُوبِ رَفْعًا لِدَرَجَاتِهِمْ بِالتَّوْبَةِ وَتَبْلِيغًا لَهُمْ إلَى مَحَبَّتِهِ وَفَرَحِهِ بِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ وَيَفْرَحُ بِتَوْبَةِ التَّائِبِ أَشَدَّ فَرَحٍ فَالْمَقْصُودُ كَمَالُ الْغَايَةِ لَا نَقْصُ الْبِدَايَةِ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ يَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ لَا يَنَالُهَا إلَّا بِمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ لَهُ مِنْ الْعَمَلِ أَوْ الْبَلَاءِ.
قلت: في هذا الكلام الوجير السديد رد على كل شبهة اتكأ عليها الدكتور. وإن شئت بينت وجه ذلك. والله المستعان.
جهلت أخي الناصح موضع خلافي معكم و أنا الآن ذاهب للمستشفى و سأرجع بإذن الله بعد يومين فالنت قطع ليلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 12:09]ـ
بصرف النظر عن هذا التلبيس يا دكتور، ماذا تعني بقولك (عمدا) أو (قصدا)؟ وكيف تفرق بينه وبين (السهو) و (النسيان)؟ بين بالحجة!
** اللهم انصر إخواننا في غزة، يا عزيز يا جبار! **
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 12:16]ـ
1 - ما زال الدكتور يواصل كذبه ويجعل حكاية الخلاف عن أصحاب مالك والشافعي = حكاية الخلاف عن السلف.
وأولئك الذين ذكرهم لم يحك واحد منهم خلافاً عن السلف، ولم يستطع الدكتور أن يخرم إجماع السلف وإجراءهم لتلك الآيات على ظواهرها الصحيحة-لا الظواهر التي يظنها الجاهل بالعربية والشرع-بنقل واحد ..
والحق أن في هذا عبرة لإخواننا ليتأملوا كيف يتملك الهوى الخفي صاحبه حتى يرد حكايات الإجماع القطعية (أيوه قطعية يا ربيع) ويغفل عن عجزه عن خرمها ويتعلق بعبارات ليس فيها أدنى ذكر لخلاف السلف = لماذا كل هذا (؟؟)
؛ليُقوي رأيه وينصر هواه ويؤيد بدعته.
وبالمناسبة أن لا أناقش هذا المحرف إلا ليُمعن في جهالاته كي يكون فيه عبرة لكل مريد للحق؛ ليرى كيف يهوي التعالم والجهل بصاحبه في دركات الضلالة ..
2 - أكد الدكتور للناس عجمته عندما جعل المعصية والذنب والاستغفار تطلق على المخطئ.
3 - أكد جهله حين استدل بآية لا تؤاخذنا وحديث رفع عن أمتي؛ لأنهما دليل لنا على أنه ليس في كلام الله وكلام رسوله = المعصية والذنب والاستغفار من غير إثم لأنه في كلام الله وكلام الرسول لا يؤاخذ إلا المتعمد بنص القرآن، ولم يُطلق لفظ العاصي والغاوي والتائب والمستغفر في القرآن والسنة =إلا على المتعمد الآثم، وإن كان عندك دليل واحد في غير هذا = فأبرزه لنا.
ما زلنا نطالب بدليل واحد فيه إطلاق هذه الألفاظ بحيث يكون الموصوف بها غير آثم، ولو كان الدكتور يعتقد قوله حقاً وأن هذه الألفاظ تطلق ويراد بها هذا المعنى وأن حصرنا لها في الإثم تأويل (!!!!!) = فلابد من أن يوجد مثل هذا الإطلاق في الكتاب والسنة ..
ومعنا الأصل الذي يلقي بتبعة التحريف على الدكتور ربيع وهو أنا لم نجد في الكتاب أو السنة هذه الألفاظ إلا في المتعمد الآثم،فظاهر هذه الألفاظ بدلالة الكتاب والسنة في المتعمد الآثم،فمن أخرجها عن ظاهرها بغير دليل كان محرفاً ..
فلا تصلح الدعوى والبنط العريض ليس دليلاً ...
في انتظار الدليل ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 06:09]ـ
1 - دعوى وجوب وجود قول من السلف لتفسير النسيان مع أن القرآن نزل بلغة العرب و الواجب فهمه على لغة العرب، و لا يخرج عن لغة العرب إلى معنى آخر إلا بدليل.
لا أدري ماذا أكتب أكثر مما كتبت لأبين للدكتور أن لغة العرب فيها أكثر من وجه للكلمة الواحدة، وأنه لا يصح المصير الى أي منهما الا بالرجوع الى فهم الصحابة رضي الله عنهم، والا لقال من يشاء في كتاب الله ما يشاء، يعزوه في النهاية الى لسان العرب!! سبحان الله كأنك أيها السلفي ما وقفت على أي موضع من مواضع الخلاف بين أئمة السلف وبين أهل التأويلات المبتدعة!!!! والله ما عدت أدري كيف أجادلك في أمور افترضت أن سلفيتك تجعلها عندك من المسلمات!!! الله المستعان!!
2 – الأخ يصر على وجوب قول أحد من السلف بمعنى النسيان أنه غياب الحفظ رغم قول أهل اللغة فمن أين جاء بوجوب رجوع الأمر اللغوي للسلف ألا يكفي ما في بطون كتب اللغة.
ما الذي جعل هذه نقطة ثانية بخلاف النقطة الأولى الماضية، لا أدري! لعله يظن أنه بذلك يكثر على مخالفه من أوجه الرد فيزيده ثقلا؟؟؟
يا دكتور هداك الله، لازم كلامك هذا يهدم لك نصف عقيدتك لو تأملته!! فكل صفة أولها أصحاب التأويل مما في كتاب الله لها في بطون كتب اللغة كذلك ما يرجعون اليه احتجاجا بنفس هذا اللجاج الذي تصر عليه!!! من الذي قال أن الباحث له أن يفتح كتب اللغة ويخرج المعنى الذي يعجبه منها أيا كان، فيجعل المصير اليه في تأويل كلام ربه، لمجرد أن وجد ما يوافق قوله هذا في كلام قوم من أهل العلم، قد علم عنهم حيدتهم رحمهم الله وعفا عنهم عن منهج السلف في تأويل الصفات؟؟؟؟ ان قبلت من القرطبي - مثلا - تأويله هنا وقوله أن له سلفا فيه، فهل تقبل منه تأويله في الصفات وزعمه أن له فيه سلف؟؟؟ فمن يقصد هؤلاء ان تكلموا عن السلف يا دكتور يا سلفي؟؟؟ ومن هم السلف الذين علمنا أنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
يأخذون عنهم الدين، وينسبون الأقوال اليهم؟؟؟ أهم نفس السلف الذي قال بتأويل الصفات يا ترى؟؟؟؟؟ سلفهم هم المحققون من المتكلمة الأوائل يا مولانا وليس الصحابة والتابعين ... فافهم أرجوك!!
بالله يا اخوة ماذا عساي أفعل أو أكتب أكثر من هذا، لأوصل للدكتور الفاضل هذا المعنى؟؟؟؟
3 – دعوى عدم عصمة الأنبياء من الصغائر أنه قول السلف مع ثبوت قول بعض العلماء أن هذا القول قول بعض السلف و البعض الآخر على خلاف ذلك فليت شعري لما يترك قول القرطبي و القاضي عياض و يقبل قول ابن تيمية مع أنه متأخر عنهما و القرطبي و القاضي عياض لو سلمنا جدلا بشدة إطلاع ابن تيمية على أقوال الأئمة فليس بأعلم من القاضي عياض و القرطبي بالمالكية و إن أبى إلا أن علم ابن تيمية بالمالكية أكثر من علم القاضي عياض و القرطبي فهذه مكابرة منه نصرة لقوله و اذكر بقول القرطبي في شأن عصمة الأنبياء من الصغائر: ((وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك و أبي حنيفة و الشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها كعصمتهم من الكبائر أجمعها)) و أصحاب مالك و أبي حنيفة و الشافعي متقدمون و كانوا في القرون الأولى و مثله حكى القاضي عياض و قال بأن جواز وقوع الأنبياء في الصغائر قول جماعة من السلف أي ليس قول كل السلف و لا جل السلف، و غلظ ابن العربي من يقول بجواز وقوع الصغائر من الأنبياء عمدا فقال: ((كما قال في تنزيه الأنبياء عن الذي لا يليق بمنزلتهم مما ينسب الجهلة إليهم من وقوعهم في الذنوب عمدا منهم إليها، واقتحاما لها مع العلم بها، وحاش لله، فإن الأوساط من المسلمين يتورعون عن ذلك، فكيف بالنبيين)).
قلت: لا تعليق، ونصيحتي لك ألا تضيع وقتك في التكرار فلا فائدة منه ولا جديد فيه!!
4 – اشتراطه في حكاية الخلاف النص على اسم المخالف فلابد على حد دعواه النص على اسم جماعة السلف المخالفين و هل يجب عند ذكر الخلاف النص على اسماء المخالفين و عدم الاكتفاء باختلاف العلماء على قولين أو ثلاثة أو أكثر و لا يخفى ما في هذا من التعسف لنصرة قوله ممن يطلع على كتب العلماء.
قلت: الله أكبر!! الدكتور يدعونا الآن الى أن نقبل من أي واحد من المتأخرين قوله أن في المسألة خلافا، وذكره أن له سلفا في قول من الأقوال لنقبل بذلك القول دون أن نتبين من هم هؤلاء السلف الذين ينسب القول اليهم!! ماذا تكرت لأهل الأهواء يا دكتور هدانا الله واياك؟؟!!!
5 – قوله ببطلان أن النسيان معناه الأصلي هو الذهول عن النهي وسقوطه من الذاكرة، وأن المعنى الآخر هو معنى (غير حقيقي) أو (بخلاف الأصل) فلا يصار اليه الا بدليل و هذا هو عين الباطل فالنسيان عند الإطلاق معناه ضد الحفظ و الكتب على ذلك و فهم الناس على ذلك إلا من أشرب بقول مخالف للدليل، ومما يدل أن النسيان الذي هو ضد الحفظ هو الأصل أن الحفظ نقيض النسيان لا نقيض الترك و الترك نقيضه الفعل و الفعل نقيضه الترك لا النسيان و لو كان الترك أصلا لكان ضده الحفظ و هذا لا يصح بحال.
قلت: لا فائدة!! يا سيدنا أصلي أو "تقليد"، حقيقة أو مجاز، ليس هذا هو الاشكال!! سلمت لك بأن المعنى "الأصلي" هو الترك - مع أنك ليس عندك أثارة من دليل على هذا التأصيل الباطل في لسان العرب!! -، ألست تعلم أن هناك معنً آخر للنسيان تحتمله اللغة وقد جاء في القرءان نفسه، فعلى أي حجة تستند عند ترك أحدهما والتمسك بالآخر؟؟؟؟ ولماذا تطالب أهل التأويل في الصفات بالاتيان بسلف لهم من الصحابة والتابعين فيما اختاروه من أوجه اللغة في كل صفة أولوها، والآن تنكر علينا مطالبتك بعين هذا المطلب لتبين لنا بأي حجة تركت أحد المعنيين واخترت الآخر؟؟؟؟
أهل التأويل قالوا هناك وجهان لهذه الصفة في كتب اللغة، ونحن نختار هذا ونترك ذاك، لأن المختار أليق بتنزيه ذات الله عن المشابهة! وأنت الآن تقول هناك وجهان لهذه اللفظة في كتب اللغة، وأنا أختار هذا وأترك ذاك لأن المختار أليق بتنزيه الأنبياء عن المعصية!! فبالله يا عقلاء، أي سلف هذا الذي ينتسب اليه الدكتور هداه الله؟؟؟؟؟؟ انه نفس السلف الذي اتخذه من قبله أولئك العلماء الذين جعل في خلافهم في المسألة حجة لرد الاجماع الذي حكاه ابن تيمية رحمه الله!!
فليتبين كل ذي لب وبصر ... !!
(يُتْبَعُ)
(/)
6 – قوله بأن معنى النسيان الترك أو ضد الحفظ و أنهما معنيان متساويان و هذا باطل و من فلسفة الأخ الحبيب حفظه الله و إلا فأين النقل عن العلماء الذي فيه أن المعنيان متساويين و أنه لا يترجح أحدهما إلا بمرجح، وسبحان الله حبيبي في الله (خلافي معه لا ينقص محبتي له لحرصه على تحري الحق أحسبه كذلك والله حسيبه) مرة يقول لي النسيان في اللغة هو الترك و أنت جاهل باللغة، و لما أتيته حفظه الله بكلام لأهل اللغة والتفسير قال النسيان له معنيان متساويان و أنت جاهل باللغة فكفاه اعتراض و ليأتي بكلام لأهل العلم يؤيد قوله فأنا عندما اتكلم انقل عن العلماء أما أخي الحبيب في جل مشاركاته و إن لم يكن الكل لا ينقل عن العلماء بل يتكلم من نفسه فأين النقل إذا كنت رجل نقل؟
قلت: بالله عليك ما الجديد في هذه النقطة عن التي قبلها، الا أن يكون مجرد الحرص على تكثير النقاط لعلها تقيم لك حجة؟؟؟؟
أقول بأن لها معنيين لا أعلم أيهما كان أسبق على أي، ولا يعنيني ذلك، وانما يعنيني كطالب للحق أن أقف على دليل يبين لي أن المخاطبين قد فهموها على وجه كذا تحديدا لا على الآخر!! فالآن أصبحت متفلسفا اذ أقول بتساوي المعنيين من جهة امكان أن يكون أي منهما هو المراد في تلك النصوص!! فيالله العجب!
أي نقل هذا الذي تطلبه للدلالة على أن المعنيين متساويان؟؟ أنت فتحت كتب اللغة - والنقل أنت من جئت به بنفسك فأي نقل تطلب؟؟ - ووجدت فيها قولهم: النسيان بمعنى كذا وبمعنى كذا، أو يستعمل ويراد به كذا ويراد به أيضا كذا، وهما معنيان أو وجهان .. فلا أنا أدعي أنهما متساويان، ولا أدعي أن أحدهما كان أسبق من الآخر أو أنه الأصل والثاني "فرع"!! ولا أدعي أن أحدهما حقيقة والثاني مجاز في هذا المحل!!! أنت من تدعي هذه الدعوى فالبينة عليك أنت لا علي!!! أنا ما أقول الا: برهن لي على أن الصحابة لما سمعوا هذه النصوص حملوا اللفظ على الوجه الذي اخترته أنت لا على الوجه الآخر!! فلا تقل لي أن هذا هو الأصل أو الحقيقة أو "الظاهر" أو نحو ذلك ... !!
وحتى لو سلمنا لك بهذا التقسيم، فما دليلك على أن اللفظ في هذه الحالة تحديدا كان على الحقيقة في استعماله لا على غيرها؟؟؟ قد علمتَ أن المتأخرين اختلفوا في التأويل هنا، فالى من يكون مرجعك يا سلفي؟؟
ثم أين قلت لك أنا أن النسيان في اللغة هو الترك فقط، ثم بدلت قولي بعد ذلك لما أتيتني بأن هناك معنً آخر في كتب اللغة، فحولت دعواي الى أن لها معنيان؟؟؟ يا أخي اتق الله فمشاركاتي من الصفحة الأولى وحتى هذه الصفحة مفتوحة لكل قارئ!! فأخرج لنا منها ما يوحي بهذا ان كنت صادقا!!
يا دكتور المشكلة عندك في منهج النظر نفسه، ولولا هذا والله ما واصلت الرد على أمور قد قتلت ردا من ثلاث صفحات خلت!!!! فلا تحسبن أن تكرار الكلام يغير من حقيقة فقدانك الدليل شيئا!!
أما عن المحبة فيا سيدي محبتك في الله محفوظة، ولكن لجاجك هذا ومراءك يؤلمنا جميعا والله .. أسأل الله أن يهديني واياك الى الرشاد!
7 – غفلته حفظه الله أن الذي يستحسن في قول الشخص عهدت إليه فنسي أن يكون المعنى النسيان الذي هو ضد الحفظ و هل الإنسان سمي إنسان من النسيان الذي هو الترك أم من النسيان الذي هو ضد الحفظ؟!!! مخالفة بديهيات!!
قلت: ما شاء الله! قد علمت الآن من سلفك! سلفك هم الأشاعرة والمعتزلة يا دكتور فتنبه!!
تأمل هذه:
ما الفرق بين قول القائل: عهدت اليه بشيء فتركه وعصا، وبين قوله عهدت اليه فذهل عنه وسها؟ لو وجهت اليك هذا السؤال فستجيب بأن الفرق أن الأولى أبعد عن حسن الظن بالأنبياء، ولهذا استحسنت الثانية - وبمثل هذه الظنون المنبتة عن فهم السلف، استحسن أهل التأويل ما استحسنوه فلتعلم! - ثم نرجع الى نفس الدائرة التي تصر على ألا تخرج منها هداك الله! فعن أي بديهيات تتكلم؟؟
8 – قوله بوجوب قرينة تدل على أي المقصود بالنسيان أأترك أم ضد الحفظ، وهذا باطل و تحكم منه حفظه الله فهل أهل اللغة قالوا بأن النسيان من قبيل المشترك و هل في اللسان العربي عندما أقول قد نسيت يتبادر للذهن معنيان أم معنى واحد؟ و هل الترك ضد الحفظ أم الذي ضد الحفظ هو النسيان المعروف لا كما يقول الأخ الحبيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت يتبادر الى أي ذهن؟؟؟ الى ذهنك أنت؟ نعم أنت وأنا لا نعرف اليوم من يستعمل هذه اللفظة في غير معنى "ضد الحفظ"، ولهذا قد يستشكل العامة مثل قوله تعالى: ((فاليوم ننساكم)) و ((وكذلك اليوم تنسى)) و ((نسوا الله فنسيهم)) وغيرها! فبأي دليل قررت أنت أن الصحابة - والذين يجب المصير الى فهمهم دون غيرهم، ولو خالفتني في هذه لقطعت النقاش معك! - ما كانوا يفهمون اللفظة ان تجدرت من القرائن - ولا يمكن أن تتجرد لفظة من القرائن أصلا، والتي يجب البحث عنها في كل حالة! - الا على هذا الوجه الذي تفهمه أنت الآن؟؟ عبارة "النسيان المعروف" هذه جهالة منك وعجمة في فهم لسان التنزيل يا أخي الحبيب والله، عجمة لا تخفى، ولا زلت تصر عليها، ولم يعد يخفى مراؤك العجيب فيها، فلا حول ولا قوة الا بالله!!
9 - غفلته حفظه الله أن سياق الآية دل على أنه ضد الحفظ و الآية التي قبلها تؤيد ذلك فلا تتعجل أيها النبي بالقرآن و جبريل عليه السلام يقرئك خوف النسيان و نحن قد عهدنا إلى آدم فنسي و عندما أقول شخص نسيت عهدي لا يتطرق لذهنه تركت عهدي فسبحان الله هذه مخالفة بديهيات.
بديهيات؟؟ الله المستعان! يا سيدنا لو صح تأويلك هذا لأمره بأن يقول "رب زدني حفظا" ولما ناسب أن يقول له "قل رب زدني علما"!! وأما وجه العلاقة بين ذكر آدم وبين هذا التوجيه الرباني لمحمد عليه السلام، فلعله التنبيه على أن التعجل والذي هو ضد الأناة، من الأمور المذمومة والتي تخالف ما يجب أن يكون عليه كل طالب علم، فكيف وذاك الطالب هو سيد أولي العزم من المرسلين .. فكأنما يقول له: لا تكن كآدم الذي عهدنا اليه من قبل ولم نجده ذا عزم وصبر على التكليف! فأي سياق هذا الذي يدل دلالة بديهية على هذا التأويل وهذا اللي العجيب لأعناق النصوص؟؟؟
سبحانك ربي!
يا دكتور ليست العبرة ولا البينة بكثرة نقاط الرد، ولكن بما فيه من الأدلة والبراهين!!! أتحسب أنك اذ جئتني بتسع نقاط كلها تُختصر في فقرة واحدة، وهي أصلا مكرورة من كلامك لا جديد فيها وقد قتلناها ردا، أتحسب أنك بذلك تكون قد أثبت صحة ما تذهب اليه؟؟؟؟؟؟ ان لم يكن هذا هو المراء فوالله ما أدري ما المراء، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
ـ[أبو عبد الله القاهري]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 06:49]ـ
لا تتعب نفسك أبا الفداء -وفقك الله-.
فالمكابرة ظاهرة.
وبعد يومين سيأتيك بعشرين ثلاثين نقطة ((جديدة طبعا))!!!
وعلى كل حال فالمناقشة كشفت عدداً كبيراً من الأخطاء المنهجية عند الدكتور.
ومن أخطر ما يترتب عليها -أي الأخطاءِ- أنه لن يستقيم له ردٌ على مبتدعٍ إلا إنْ ناقض نفسه في مواضعَ أُخر.
والله تعالى أعلم.
وأخيراً فأذكر الدكتور للمرة الـ ... وأقول له: أجب عن سؤالي ولا تتهرب.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 08:23]ـ
وقبل أن أواصل، أضع بين يدي القارئ الكريم بعض سلفنا فيما ذهبنا اليه من تأويل النسيان في حق آدم عليه السلام، والذي نطالبه بمثله فيما ذهب هو اليه، ومن نفس طبقته ...
قال ابن جرير رحمه الله: " وقوله (فَنَسِيَ) يقول: فترك عهدي.
كما حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ) يقول: فترك.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله (فَنَسِيَ) قال: ترك أمر ربه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) قال: قال له (يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) فقرأ حتى بلغ (لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى) وقرأ حتى بلغ (وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) قال: فنسي ما عهد إليه في ذلك، قال: وهذا عهد الله إليه، قال: ولو كان له عزم ما أطاع عدوّه الذي حسده، وأبي أن يسجد له مع من سجد له إبليس، وعصى الله الذي كرّمه وشرّفه، وأمر ملائكته فسجدوا له." (تفسير الطبري 18/ 383)
هذا ما نسميه نحن سلفا يا دكتور يا سلفي ... فراجع سلفيتك!
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الفلسفة في بيان معنى التعمد بما ليس عليه أثارة من علم فيقول أن التعمد معناه إرادة عصيان الله و تعمد مخالفة أمره قصدا لذلك، يعني يقول في نفسه أنه يريد بهذا العمل أن يعصي ربه ويرد نهيه،و هذا التعريف للتعمد لا تجد عليه عالم لا سلفا و لا خلفا
يا الله!!! والله ما فهمت كلامي حتى ترد عليه! حسبي الله ونعم الوكيل!! هلا استوضحت مني مرادي اذ لم تفهمه، قبل أن تطلق قلمك في استهجان كلام أنا أنكره أصلا، وما كتبته الا لأبين لك أنه هو لازم سوء بيانك وتحريرك لمعنى التعمد في العصيان؟؟؟ بئست المكابرة والمماراة يا أخي والله!
طيب على الأقل أجب على السؤال الي صدرت به كلامي أولا!! تقول أن العمد هو ضد الخطأ!! فهل يا عقلاء يقوم التعريف والحد على مثل هذا؟؟ فبم تجيب يا ترى ان سألتك عن معنى الخطأ؟ تقول هو ضد العمد؟؟؟ ما شاء الله!!
أجب اجابة واضحة عن سؤال واضح ولا تراوغ!!
فالتعمد في المعصية خلاف الخطأ في المعصية و الفعل العمد هو الفعل الذي لم يكن خطاءا، و الفعل الخطأ هو الفعل الذي لم يكن عمدا و كتب الفقه الجنائي من أكثر الكتب شرحا لمعنى العمد و الخطأ فهل نجد كلاما يوافق كلام الأخ الحبيب في كتب الفقه و من أين أتى بهذا التعريف و الشرح للتعمد،
تأمل كيف أنه يظن أني كنت أشرح له معنى التعمد الذي هو - على حد زعمه - ضد الخطأ!!
و انبه أن التعمد في قصد الفعل دون خطأ أو نسيان و ليس في قصد معصية الله و غالب العصاة لا يقصدون معصية الله لكن يقصدون فعل منهي وترك مأمور
قلت فما حكم هؤلاء اذا؟ استحقوا الاثم أم لم يستحقوا؟ يصح وصفهم بالمعصية - لغة - أم لا يصح؟ ويصح وصفهم بأنهم حال معصيتهم كانوا "تاركين" لعهد الله أم لا يصح؟؟ وان كانوا لم "يقصدوا معصية الله" - بناءا على هذا التوجيه الذي كتبته أنت الآن - فما اشكالك اذا في نسبة مثل ذلك للأنبياء؟؟
أرجو أن يكون قد تبين لكل مبصر - ان لم يتبين للدكتور - قدر التهافت الذي لا يزال أخونا مصرا عليه!
و الخطأ يكون في عدم قصد الفعل كمن قتل خطئا هو لا يريد أن يقتل فقتل و من شرب خطئا هو لا يريد أن يشرب فشرب.
قلت فبالله هل كان آدم اذا غير عامد للمعصية، وانما قصد أن يأكل من شجرة أخرى فأكل من هذه بالخطأ؟؟؟ يا أخانا اتق الله وكفاك مراءا!
2 - الخلط بين الوقوع في المعصية غفلة عن قصد و إرادة فعلها دون خطأ و بين الوقوع في المعصية خطئا فالوقوع في المعصية غفلة عن قصد و إرادة فعل المعصية دون خطأ هذا تعمد لفعلها أما الوقوع في المعصية خطئا فهو عدم قصد فعلها ففعلها.
تكرار لا غاية منه الا الاثقال على المخالف بكثرة السطور، ولكن لا بأس! وأقول: ليتك تراجع اذا حال الأنبياء الذين نُسب اليهم العصيان في كتاب الله وأقروا بأنهم ظلموا أنفسهم، في أي الفريقين كانوا! وان كنت لا أرى أن يُترك من هكذا حاله مع لسان العرب دون أن يُستفصل منه عن قصده بهذه العبارة: "غفلة عن قصد وارادة فعل المعصية دون خطأ"!
يعني كان في غفلة أنه يعصي ولم يتعمد ولم يرد فعل المعصية ولكنه في نفس الوقت لم يكن مخطئا ولا ناسيا اذ فعلها (دون خطأ)!! الله أكبر! هذا صنف ثالث يا مولانا لا وجود له، بين المتعمد والمخطئ!!
حري بمثل هذا ألا نواصل الجدال معه والله!! فالتخبط وقلة الفهم طافحة في كلامه، ولولا أني أبتغي نفع القراء في هذه الصفحة وألا أتركهم يخرجون بعد كل هذه الكلام الكثير من صاحبنا بلا فائدة، لما واصلت الخوض معه، فقد تبين لي من قبل صفحتين كاملتين أنه هداه الله عنيد ممار لا يمانع من السهر ليال طويلة ينقش الردود المتهافتة انتصارا لاختياره وان لم يكن في شيء مما يكتب في كل مرة أي اضافة ولا دليل يرقى للاستدلال به!! فلا يزال مجادلوه جميعا يطالبونه بالدليل، ولا يزال يصر على المراوغة بالباطل من بعد ما تبين له، فحسبنا الله ونعم الوكيل!
3 – تعميمه أن المعصية فاعلها لا يتعمد مخالفة أمر الله ولا ينبعث من هذا القصد أصلا، ولا يتعلق استحقاقه للعقوبة على ذلك، فالمعصية قد يتعمد فاعلها مخالفة أمر الله و قد يتعمد فعل المنهي أو ترك المأمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 – قوله بأن كان مثل هذا "التعمد" باطلا في حق عامة المؤمنين ففي حق النبيين من باب فقد عمم خاصا و ليس هذا هو معنى التعمد في الشرع فتعمد قتل الإنسان لا يشترط له أن يقتل الشخص شخصا قصدا لمخالفة الله فهذا لم يقل به أحد من أهل العلم يل تعمد القتل هو قصد القتل دون خطأ.
تأمل أيها القارئ اللبيب كيف أنه لا يزال يحاول - بالانتقال من نقطة الى أخرى، - أن يخرج بمعنً وجيه ومعقول يعترض به على كلام مني هو لم يفهمه أصلا!!! لقد كان كلامي واضحا في ابطال هذه الصورة التي انبريت يا سيدي في ابطالها! وما أردت من هذا كله الا أن أبين لك الخلل الواضح عندك في فهم معنى التعمد نفسه، والذي بسببه نفيت وقوع مثله - أعني تعمد المعصية - عند نبي من الأنبياء، وبالتالي استحقاق اللوم والمؤاخذة ولزوم التوبة والاستغفار في حقه منها!! فلو لم يتعمد النبي فعل المعصية، لما وجب عليه التوبة والاستغفار منها، ولما جاز أن يوصف حالئذ بأنه عاص! أرجو أن تكون قد فهمت هذه المرة! وان لم تفهم فأرجو أن تستفصل مني عن مرادي قبل أن تنطلق بكتابة ثلاثين نقطة أخرى كلها نقطة واحدة تكتبها لمجرد الاعتراض والانتصار للقول لا أكثر، هداك الله!
5 – قوله لو كان المراد بالنسيان السهو، كالذي يعرض على الانسان في صلاته مثلا فينسيه كم صلى كما وقع مثله للنبي محمد عليه السلام، لما ناسب أن يصفه الله بسببه بنقص العزم قلت ثبت العرش ثم أنقش فهذا القول يحتاج إلى بيان معنى العزم و عرفه الفاضل بأنه شدة الحرص على الامتثال والقوة فيه، وقلت بل العزم اصطلاحا هو الثبات والشدة فيما عقدت النية عليه (معجم لغة الفقهاء)
قلت سبحان الله! بالله ما الفرق بين القوة في الامتثال وبين الثبات والشدة؟ ثم هل هذا هو المعنى الوحيد الذي وجدته لكلمة (عزم) يا دكتور؟؟؟ على ذكر اختلاف المعاني، لماذا اخترت هذا المصدر ولم تأت بما في غيره من كتب اللغة يا ترى، وأيها يكون حجة على أي في بيان معنى العزم ومراد الله منه في مثل قوله تعالى ((ولم نجد له عزما))؟؟؟ العلة واضحة: الانتصار للرأي!
قال الفيروزابادي: "و أولو العزْمِ من الرُّسُلِ: الذين عَزَموا على أمْرِ الله فيما عَهِدَ إليهم أو هُم نوحٌ وإبراهيمُ وموسَى ومحمدٌ عليهم الصلاةُ والسلام. الزَّمَخْشَرِيُّ: أُولو الجِدِّ والثَّباتِ والصَّبْرِ أو هُم نوحٌ وإبراهيمُ وإسحْاقُ ويَعقوبُ ويوسُفُ وأيُّوبُ وموسى وداوُودُ وعيسى عليهِم الصلاةُ والسلامُ." (القاموس المحيط 1/ 1468)
وقال الصاحب بن عباد: "ما لَهُ عَزِيمَةٌ: أي لا يَثْبُتُ على أمْرٍ يَعْزِمُ عليه. ورَأيُه ذو عَزِيْم. والعَزِيْمَةُ: التي تُعْزَمُ على الجِن والأرْواح من الرُّقى ونحوِها. وما لَهُ عَزْمٌ: أي صَبْرٌ.
والعَزم: ما عَقَدَ عليه القَلْبُ من أمْرٍ انك فاعِلُه." (المحيط في اللغة 1/ 69)
وفي المعجم الوسيط: " (العزم) الصبر والجد وأولو العزم من الرسل الذين صبروا وجدوا في سبيل دعوتهم وفي التنزيل العزيز) فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل (
(العزمة) يقال هذا عزمة من عزمات الله حق من حقوقه" (المعجم الوسيط 2/ 599)
فهل في شيء من هذا ما يفهم منه أن قوله تعالى ((ولم نجد له عزما)) يراد منه، ولم نجد له ثباتا أو شدة فيما عقد النية عليه من العصيان؟؟؟؟ ما هذا التحريف العجيب؟؟؟؟؟
و هذا يؤكد أن خطيئة آدم ما كانت تعمدا لفعل المعصية فقد نسي آدم و أكل من الشجرة و لم يجد الله لآدم عزما على أكلها إذ قد أكلها ناسيا لا ذاكارا، و العزم في اللسان هو الإرادة التي يقع معها الفعل
الله أكبر! في أي لسان وجدت هذا يا دكتور؟؟؟ الارادة التي يقع منها الفعل هي النية! أما العزم فقد قلت أنت بنفسك قبل قليل أنه الثبات والشدة على ما نوى فعله!! وبعد قليل ستأتينا لمعنً ثالث انتصارا على ما نرد به عليك، فيا للعبث بلغة العرب، وانا لله وانا اليه راجعون!!
وفي النهاية أقول، أيا ما كان ما ستختاره من المعاني: فما مرجعك من الصحابة والتابعين في هذا التأويل العجيب؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نهاه تعالى عن الفعل ألا وهو الأكل من الشجرة فلم يبق إلا أنه أكل ناسيا من غير عزم فإن أبى الأخ الفاضل فقد قال الطبري: ((وقوله (ولم نجد له عزما) اختلف أهل التأويل في معنى العزم هاهنا، فقال بعضهم: معناه الصبر .... وقال آخرون: بل معناه: الحفظ، قالوا: ومعناه: ولم نجد له حفظا لما عهدنا إليه)) و على التفسير الأول آدم عليه السلام لم يجد الله له أي صبر في ترك الأكل من الشجرة و هذا يبطله السياق فالشيطان كان يوسوس له ويقسم و لو لم يكن له أي صبر لما احتاج الشيطان أن يوسوس و يقسم أما التفسير الثاني و لم نجد له حفظا لما عهدنا إليه فهو يؤكد النسيان و الله المستعان.
لا أدري في أي شيء يخدمك هذا النقل عن الطبري! لو كان له صبر وثبات على ما عهده الله اليه وحفظ لذلك العهد - لا بمعنى عدم السهو عنه أو الذهول ولكن بمعنى المحافظة عليه والبقاء عليه حاضرا في كل حال - ما تمكن الشيطان من ايقاعه في المعصية يا دكتور، وهذا أوضح والله من أن تعبث فيه يدك ورأسك!!! فانا لله وانا اليه راجعون!
6 – الخلط بين معنى عدم العزم و نقص العزم فقد قال الأخ الفاضل لو كان المراد هنا السهو، كالذي يعرض على الانسان في صلاته مثلا فينسيه كم صلى كما وقع مثله للنبي محمد عليه السلام، لما ناسب أن يصفه الله بسببه بنقص العزم كما هو واضح، والا لدل ذلك على لحاق هذا الوصف - نقص العزم - بالنبي محمد عليه السلام كذلك، والجواب على هذا فرق بين نقص العزم و عدم العزم و الله نفى عنه أي عزم أي عزم على ماذا؟ بالطبع نفي العزم على الأكل من الشجرة هو لم يعزم على ذلك بل وقع ذلك نسيانا
عدم العزم ونقص العزم! الله أكبر! هذه جديدة فتأملوها يا اخوان!!
نعم نفى عنه العزم: العزم على الثبات في طاعة التكليف الذي كلفه الله به في الجنة! والعزم على اتخاذ ابليس عدوا له يريد اخراجه من الجنة كما حذره ربه والثبات على ذلك، فقد ضعف ازاء ذلك وضاع عزمه عليه، فعصى وخالف أمر ربه .. فكان حينئذ فاقدا لذلك العزم كله لا لجزء منه! ولكن لأن صاحبنا الآن يؤول العزم على أنه النية والارادة نفسها، لا الثبات عليها كما نقل بنفسه قبل قليل، سولت له نفسه هذا الكلام العجيب!!! فالى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل!!
7 – الإلزام بما ليس بلازم فقد قال الأخ أبو الفداء لو كان النسيان بمعنى السهو فقد سها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته و بذلك لا يكون النبي صلى الله عليه وسلم من أولى العزم قلت حرر معنى أولوا العزم
قلت تأملوا التكرار ... !! محاولات متهفاتة لابطال ما لا يمكنه ابطاله، لأنه ليس بين يديه دليل! ولو كان معه دليل واضح لما احتاج ليضع سبع نقاط في الرد منهم أربع مكررة على هذا النحو الذاهب البين الذهاب!
فتعالوا لنرى معنى أولي العزم عنده:
فأولوا العزم كما قال صاحب البحر المحيط: (أولو العزم: أي أولو الجد من الرسل، وهم من حفظ له شدة مع قومه ومجاهدة) وكما قال السمرقندي في بحر العلوم: ({كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ العزم مِنَ الرسل} يعني: أولو الحزم، وهو أن يصبر في الأمور، ويثبت عليها، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم، أراد أن يدعو عليهم، فأمره الله تعالى بالصبر، كما صبر نوح، وكما صبر إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب ويوسف وغيرهم من الأنبياء، صلوات الله عليهم أجمعين. وقال السدي: أولو العزم، الذين أمروا بالقتال من الرسل. وقال أبو العالية: أولو العزم من الرسل، كانوا ثلاثة والنبي صلى الله عليه وسلم رابعهم، إبراهيم وهود ونوح، فأمره الله تعالى أن يصبر كما صبروا. وقال مقاتل: أولو العزم من الرسل اثني عشر نبياً في بيت المقدس، فأوحى الله إليهم ثلاث مرات، أن اخرجوا من بين أقوامكم، فلم يخرجوا)
قلت الله أكبر! فهذا اذا هو معنى أولي العزم كما وجدتها في كتب اللغة، عظيم! فما هو معنى العزم نفسه اذا يا لبيب؟؟؟ مجرد ارادة الشيء؟؟؟ اجمع اذا بين هذا وبين ما تقدم هرفك به في النقاط السالفة، يتبين لك هدم أول كلامك آخره، وآخر كلامك أوله، واصرارك على المراء بالباطل وبلا دليل، وحسبي الله ونعم الوكيل!!
.
أكتفي بهذا القدر من الجدال مع الدكتور هداه الله، ومن متابعة هذا الموضوع، فوقتي ما عاد يسمح لي، ولا أظن أنه قد بقي من شبهاته ما يستحق الرد أو الالتفات اليه أصلا، وقد تبين تخبطه الشديد وفساد منهجه في النظر والذي بنى عليه بحثه هذا ... فلن يرد ان رد الا بتكرار ظنونه التي لا حجة له على شيء منها .. ولن أواصل مناقشته حتى يأتينا بما نطالبه به من سلف له فيما ذهب اليه ...
والآن لا يعنيني هل يقبل كلامي أم لا يقبله، فما عاد في الوسع بذل أكثر مما بُذل .. والكلام مبثوث في صفحات منشورة على الناس ليقرأوها، وقد تبين لكل مبصر بطلان ما يستند الرجل اليه، اذ يتلمس سبلا واهية لهدم اجماع صحيح معتبر، متخذا لنفسه سلفا من المتكلمة مكتفيا به غير راغب في قبول غيره، متخذا أشد الطرق التواءا في الدفاع عن رأيه ذاك ورأي سلفه فيه، لا لشيء الا لأنه يأبى الاقرار بأنه قد أخطأ وتسرع!!
ولكني ومع ذلك لا زلت أنصحه نصح أخ محب له شفيق عليه بأن يراجع هذه الصفحات الطويلة بروية وهدوء وتجرد من الهوى والرغبة في الانتصار للقول، وألا يمضي هذه الليلة في الكتابة كما دأب خلال الليلتين الماضيتين، ولكن في القراءة والتأمل بروية وهدوء لعله - على الأقل - أن يراجع نفسه ويتأمل في كثير مما اندفع بالكتابة ردا عليه دونما تأمل ولا فهم أصلا، والله المستعان!
فاللهم اغفر لي ولأخي ربيع، واهدني واياه سواء السبيل، واجمعني واياه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ...
آمين.
والسلام!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 09:52]ـ
1 - ما زال الدكتور يواصل كذبه ويجعل حكاية الخلاف عن أصحاب مالك والشافعي = حكاية الخلاف عن السلف.
وأولئك الذين ذكرهم لم يحك واحد منهم خلافاً عن السلف، ولم يستطع الدكتور أن يخرم إجماع السلف وإجراءهم لتلك الآيات على ظواهرها الصحيحة-لا الظواهر التي يظنها الجاهل بالعربية والشرع-بنقل واحد ..
والحق أن في هذا عبرة لإخواننا ليتأملوا كيف يتملك الهوى الخفي صاحبه حتى يرد حكايات الإجماع القطعية (أيوه قطعية يا ربيع) ويغفل عن عجزه عن خرمها ويتعلق بعبارات ليس فيها أدنى ذكر لخلاف السلف = لماذا كل هذا (؟؟)
؛ليُقوي رأيه وينصر هواه ويؤيد بدعته.
وبالمناسبة أن لا أناقش هذا المحرف إلا ليُمعن في جهالاته كي يكون فيه عبرة لكل مريد للحق؛ ليرى كيف يهوي التعالم والجهل بصاحبه في دركات الضلالة ..
2 - أكد الدكتور للناس عجمته عندما جعل المعصية والذنب والاستغفار تطلق على المخطئ.
3 - أكد جهله حين استدل بآية لا تؤاخذنا وحديث رفع عن أمتي؛ لأنهما دليل لنا على أنه ليس في كلام الله وكلام رسوله = المعصية والذنب والاستغفار من غير إثم لأنه في كلام الله وكلام الرسول لا يؤاخذ إلا المتعمد بنص القرآن، ولم يُطلق لفظ العاصي والغاوي والتائب والمستغفر في القرآن والسنة =إلا على المتعمد الآثم، وإن كان عندك دليل واحد في غير هذا = فأبرزه لنا.
ما زلنا نطالب بدليل واحد فيه إطلاق هذه الألفاظ بحيث يكون الموصوف بها غير آثم، ولو كان الدكتور يعتقد قوله حقاً وأن هذه الألفاظ تطلق ويراد بها هذا المعنى وأن حصرنا لها في الإثم تأويل (!!!!!) = فلابد من أن يوجد مثل هذا الإطلاق في الكتاب والسنة ..
ومعنا الأصل الذي يلقي بتبعة التحريف على الدكتور ربيع وهو أنا لم نجد في الكتاب أو السنة هذه الألفاظ إلا في المتعمد الآثم،فظاهر هذه الألفاظ بدلالة الكتاب والسنة في المتعمد الآثم،فمن أخرجها عن ظاهرها بغير دليل كان محرفاً ..
فلا تصلح الدعوى والبنط العريض ليس دليلاً ...
في انتظار الدليل ...
بيان مغالطات الأخ أبي فهر
1 – قوله هداه الله: ((ما زال الدكتور يواصل كذبه ويجعل حكاية الخلاف عن أصحاب مالك والشافعي = حكاية الخلاف عن السلف)) لما سوء الأدب؟!! و هل الحق لا ينال إلا بعلو الصوت و سوء الأدب؟!! لا أدري بمن تقتدي بسوء أدبك؟!! و أنت تكذبني فيما لا تجد دليل عليه أصلا و حكاية الخلاف عن أصحاب مالك و الشافعي و أبي حنيفة يستلزم حكاية الخلاف عن السلف أيها المعارض؛ لأن أصحاب مالك والشافعي و أبي حنيفة من القدامى وكانوا في وقت الأئمة أم تعارض في مسلمات و ما تعريف أصحاب مالك و الشافعي و أبي حنيفة عندك تعلم قبل أن تتكلم.
2 – غفلته هداه الله أنه ليس الخلاف عن أصحاب ثلاثة من الأئمة وحسب بل القول بجواز وقوع الأنبياء في الصغائر قول جماعة فقط من السلف و بمفهومه جماعة أخرى قالت بخلاف ذلك.
3 – جهله بأن قول ابن تيمية لا يرقى لدرجة الإجماع للفارق الزمني البعيد بين ابن تيمية والسلف و هل علم ابن تيمية بكل أقوال السلف و هل وصل إليه كل أقوال السلف و هو ما سنبيه في مشاركة مستقلة.
4 - قوله هداه الله: ((وأولئك الذين ذكرهم لم يحك واحد منهم خلافاً عن السلف)) و هذا ينم عن سوء فهمه لكلام العلماء فكيف يتكلم فيما لا علم له به حكاية الخلاف ثابتة أيها المعارض شئت أم أبيت و أكرر النقل حتى يتبين فهمك الخاطيء
قال القرطبي في شأن عصمة الأنبياء من الصغائر: ((وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها كعصمتهم من الكبائر أجمعها .... قال الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني: و?ختلفوا في الصغائر؛ والذي عليه الأكثر أن ذلك غير جائز عليهم، وصار بعضهم إلى تجويزها، ولا أصل لهذه المقالة))
فالقول بعدم الجواز محكي عن جمهور من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي و هم من السلف بل قال أبو إسحاق الإسفريني أنه قول أكثر العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القاضي عياض: ((وأما الصغائر فجوزها جماعة من السلف وغيرهم على الأنبياء وهو مذهب أبى جعفر الطبري وغيره من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين، وسنورد بعد هذا ما احتجوا به، وذهبت طائفة أخرى إلى الوقف وقالوا العقل لا يحيل وقوعها منهم ولم يأت في الشرع قاطع بأحد الوجهين، وذهبت طائفة أخرى من المحققين من الفقهاء والمتكلمين إلى عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر، قالوا: لاختلاف الناس في الصغائر وتعيينها من الكبائر ((
فجماعة من السلف قال بخلاف ذلك بدلالة المفهوم.
و قال القاضي: ((وقد استدل بعض الأئمة على عصمتهم من الصغائر بالمصير إلى امتثال أفعالهم واتباع آثارهم وسيرهم مطلقا، وجمهور الفقهاء على ذلك من أصحاب مالك والشافعي وأبى حنيفة من غير التزام قرينة بل مطلقا عند بعضهم وإن اختلفوا في حكم ذلك، وحكى ابن خويز منداذ وأبو الفرج عن مالك التزام ذلك وجوبا ((
أرأيت نسب هذا القول لمالك و نسب أيضا لأصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي.
قال ابن عطية 541هـ في المحرر الوجيز: ((وأجمعت الأمة على عصمة الأنبياء في معنى التبليغ ومن الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة، واختلف في غير ذلك من الصغائر، والذي أقول به أنهم معصومون من الجميع))
الأمة كلها مختلفة سلفا و خلفا فافهم رعاك الله.
5 - قوله هداه الله: ((أكد الدكتور للناس عجمته عندما جعل المعصية والذنب والاستغفار تطلق على المخطئ)) أنت المخطيء بعينه لما تصر و تكابر أن المعصية خلاف الطاعة و هذا ما قال به أهل اللغة فالحق أنك أنت الأعجمي باللغة و أكرر حتى يتبين الخطأ البين قال ابن منظور: ((العصيان خلاف الطاعة، عصى العبد ربه إذا خالف أمره. وعصى فلانٌ أميره يعصيه عصياً وعصياناً ومعصية إذا لم يطعه فهو عاص وعَصِيّ)) و قال الجوهري: ((العصيان خلاف الطاعة)) فإما أنت لا تفهم كلام أهل العلم أو تراوغ فيما قاله أهل العلم.
6 – تأويل الذنب و المعصية أنهما مخالفة الأمر تعمدا، وهذا خلاف ما جاءت به النصوص قال تعالى: ? رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا ? فلو كان النسيان و الخطأ لا يطلق عليه ذنب لما كان هناك داعيا لطلب عدم المؤاخذة به، و قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)) (سنن ابن ماجة) فلو كان النسيان والخطأ لا يطلق عليه ذنب و معصية لما كان هناك داعيا لتجاوز الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان فإثم المعصية خطاءا أو نسيانا رفع عن هذه الأمة بدلالة الحديث و من غريب ما قاله الأخ هداه الله اعتراضا: ((أكد جهله حين استدل بآية لا تؤاخذنا وحديث رفع عن أمتي؛ لأنهما دليل لنا على أنه ليس في كلام الله وكلام رسوله = المعصية والذنب والاستغفار من غير إثم لأنه في كلام الله وكلام الرسول لا يؤاخذ إلا المتعمد بنص القرآن، ولم يُطلق لفظ العاصي والغاوي والتائب والمستغفر في القرآن والسنة =إلا على المتعمد الآثم، وإن كان عندك دليل واحد في غير هذا)) و سبحان الله على فهمه العجيب فلا مؤاخذة إلا على شيء يستحق المؤاخذة و لو كان النسيان والخطأ غير مستحق للمؤاخذة لما طلب الصحابة من الله ألا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطئوا فالمؤاخذة دليل عليك أيها المعارض في أن النسيان و الخطأ يستحق العقاب عليهما لكن أثمهما رفع بنص الحديث و بلازم الآية و هل يرفع أثم شيء و هو ليس بمعصية و الله لا يؤاخذ إلا المتعمد حق تفضلا منه و إن آخذ عليه فعدل منه و هذا خاص بأمتنا بدليل قوله صلى الله عليه وسلم (أمتي) و هل القاتل خطاءا لا يحق له أن يتوب أو يستغفر و هل الذي جامع في نهار رمضان ناسيا ليس له أن يتوب أو يستغفر،و المعصية خلاف الطاعة عمد أو خطأ أو نسيان و أهل اللغة على ذلك و لا يعدل عن اللغة إلا بنص من الشرع و الشرع ما خصص معنى المعصية بأنه مخالفة الشرع عمدا بل ابن تيمية الذي تحتج به يقول ذلك: ((المعصية هي مخالفة الأمر الشرعي، فمن خالف أمر الله الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتبه فقد عصى))
(يُتْبَعُ)
(/)
7 – غفلته أنه هو المطالب بالدليل على انحصار المعصية فيما كان عمدا من المعاصي فالأصل أن اللغة توافق القرآن في المعاني و لا يعدل عن اللغة إلى غيرها إلا بدليل من الشرع اللغة جاءت معنى المعصية مطلق مخالفة الأمر الشرعي و كذلك قال العلماء:
قال البدر العيني في عمدة القاري: ((المعصية خلاف الطاعة))
قال الطحاوي: ((الطاعة هي موافقة الأمر الديني الشرعي))
قال الشنقيطي في أضواء البيان: ((المعصية خلاف الطاعة))
لو لك رأي خلاف العلماء فاظهره سبحان الله كيف تتكلم في العلم ولم تلم بأدواته.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 09:54]ـ
يا دكتور ليست العبرة ولا البينة بكثرة نقاط الرد، ولكن بما فيه من الأدلة والبراهين!!! أتحسب أنك اذ جئتني بتسع نقاط كلها تُختصر في فقرة واحدة، وهي أصلا مكرورة من كلامك لا جديد فيها وقد قتلناها ردا، أتحسب أنك بذلك تكون قد أثبت صحة ما تذهب اليه؟؟؟؟؟؟ ان لم يكن هذا هو المراء فوالله ما أدري ما المراء، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
بيان مغاطات الأخ أبي الفداء
1 – قوله حفظه الله: ((لغة العرب فيها أكثر من وجه للكلمة الواحدة، وأنه لا يصح المصير الى أي منهما الا بالرجوع الى فهم الصحابة رضي الله عنهم، والا لقال من يشاء في كتاب الله ما يشاء، يعزوه في النهاية الى لسان العرب)) و في هذا مكابرة في عدم رد تفسير النسيان إلى لغة العرب بل يجب رده لفهم السلف حتى و لو كان الفاهم بعض من السلف فهو لا يرد إلى إجماع بل إلى أفراد و كأن جميع السلف علماء باللغة و إذا وجد فيهم أحد أو وجد بعضهم يقول بقول لابد من المصير إليه دعك من الفلسفة و أتني بدليل و كلام لأهل العلم في اشتراط فهم طائفة من السلف السلف لتفسير القرآن فالأمر عاد إلى حجية قول الصحابي و التابعي و تابعي التابعي و الأئمة الأربعة إذا كان هذا ديدنك فقد أحسن القاريء إلى خير ما انتهى و المسائل الفقهية والعقدية كثيرة أنا لا ألزمك برأي و لا تلزمني برأيك.
2 – قوله حفظه الله: ((كأنك أيها السلفي ما وقفت على أي موضع من مواضع الخلاف بين أئمة السلف وبين أهل التأويلات المبتدعة)) و في هذا غفلته أن أهل التأويلات المبتدعة فهمهم فهم خاطيء ليس عليه أثارة من علم فلا اللغة تؤيده و لا الدليل و ليس للعزو لكتب اللغة هو السبب فعندما يعزو المبتدع لكتب اللغة نجد كتب اللغة ترده فالأصل في الكلام الحقيقة ما لم يأت دليل فإذا أول فأين الدليل على هذا التأويل و كل أدلتهم على التأويل فاسدة، وكأن سلفيتي تعني أن أقبل من أي عالم من السلف قولا في كتاب الله بلا دليل أو أن أقبله كأنه دليل من الكتاب أو السنة أحاد السلف أو بعضهم ليس قولهم حجة عندي و لو كانوا حجة عندك فأنت لك رأيك و لي رأيي فلا تلزمني به و لا ألزمك برأيي.
3 – قوله حفظه الله: ((أن لغة العرب فيها أكثر من وجه للكلمة الواحدة، وأنه لا يصح المصير الى أي منهما الا بالرجوع الى فهم الصحابة رضي الله عنهم، والا لقال من يشاء في كتاب الله ما يشاء، يعزوه في النهاية الى لسان العرب)) دعوته لرجوع لفهم الصحابة إن قصد الكل فهذا مسلم و إن قصد البعض ففيه خلاف فالرجوع يكون لمعصوم أما الرجوع لأفراد فما الدليل على وجوب الأخذ بهم و قد كان الصحابة يخالفون بعضهم بعض والسلف كان منهم من يخالف الصحابة في مسائل و قد أخطأ بعض الصحابة في مسائل و رب سامع أوعى من مبلغ والحجة في الكتاب والسنة و هما باللغة العربية.
4 – قوله حفظه الله: ((كل صفة أولها أصحاب التأويل مما في كتاب الله لها في بطون كتب اللغة كذلك ما يرجعون اليه احتجاجا)) زعمه بأن كل صفة أولها أصحاب التأويل مما في كتاب الله لها في بطون كتب اللغة كذلك ما يرجعون اليه احتجاج و هذا باطل فكل ما رجع إليه أهل التأويل لا يؤيد باطهم و ليس فيه حجة على باطلهم و إلا فأثبت ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 – قوله حفظه الله: ((من الذي قال أن الباحث له أن يفتح كتب اللغة ويخرج المعنى الذي يعجبه منها أيا كان، فيجعل المصير اليه في تأويل كلام ربه، لمجرد أن وجد ما يوافق قوله هذا في كلام قوم من أهل العلم، قد علم عنهم حيدتهم رحمهم الله وعفا عنهم عن منهج السلف في تأويل الصفات؟؟؟؟)) غفلته عن الفرق بين إيجاد ما يدل عليه القول في بطون الكتب و شهادة اللغة بذلك و بين الاستشهاد بقول خالف إجماع قطعي أو ما يغلب على الظن أنه إجماع و اللغة تبطله و كل أصحاب التأويلات لا اللغة تؤيدهم و الكتاب والسنة يؤيدهم.
6 – قوله حفظه الله: ((ان قبلت من القرطبي - مثلا - تأويله هنا وقوله أن له سلفا فيه، فهل تقبل منه تأويله في الصفات وزعمه أن له فيه سلف؟؟؟)) طعنه في القرطبي لنصرت دعواه و لو نسب القرطبي قولا للسلف ووجد العديد من النقول عن عالم من السلف أنفسهم يبطل هذه النسبة فكلامه في هذه الحالة يرد و ليس هذا للقرطبي وحده بل لأي عالم سلفي أو أشعري.
7 – قوله حفظه الله: ((سلفهم هم المحققون من المتكلمة الأوائل يا مولانا وليس الصحابة والتابعين)) زعمه بأن القرطبي إذا قال قولا و نسبه للسلف يكون سلفه المتكلمين و القرطبي قال جمهور من أصحاب مالك و الشافعي و أبي حنيفة و هم قدامى هذا كلام صريح في المسألة محل النقاش.
8 – إلى الآن الأخ لم يأت بقول حتى للأئمة الأربعة يؤيد كلامه بل غايته ما قاله ابن تيمية و سنرجيء بيان القوادح في نقله الإجماع في المسألة محل النقاش في مشاركة مستقلة.
9 – قوله حفظه الله: ((ان قبلت من القرطبي - مثلا - تأويله هنا وقوله أن له سلفا فيه، فهل تقبل منه تأويله في الصفات وزعمه أن له فيه سلف؟؟؟)) و قوله حفظه الله: ((الدكتور يدعونا الآن الى أن نقبل من أي واحد من المتأخرين قوله أن في المسألة خلافا، وذكره أن له سلفا في قول من الأقوال لنقبل بذلك القول دون أن نتبين من هم هؤلاء السلف الذين ينسب القول اليهم)) فيه غفلته أن القرطبي ما قال أن له سلف بل حكى الخلاف و حكاية الخلاف غير القول بأن له سلف في المسألة و كذلك حكاها القاضي عياض و عنف ابن العربي على المخالف و حكى ابن عطية الخلاف و أنه يدين إلى الله بخلاف قول المخالفين و لا توجد أقوال لجل علماء السلف نصت على جواز وقوع الأنبياء في الخطأ عمدا.
10 – قوله حفظه الله: ((سلمت لك بأن المعنى "الأصلي" هو الترك)) زعمه بأن الأصل في النسيان الترك و هذا يبطله ما في كتب اللغة بأن النسيان ضد الحفظ، ومما يدل أن النسيان الذي هو ضد الحفظ هو أن الحفظ نقيض النسيان لا نقيض الترك و الترك نقيضه الفعل و الفعل نقيضه الترك لا النسيان و لو كان الترك أصلا لكان ضده الحفظ و هذا لا يصح بحال.
11 - قوله حفظه الله: ((مع أنك ليس عندك أثارة من دليل على هذا التأصيل الباطل في لسان العرب!! -، ألست تعلم أن هناك معنً آخر للنسيان تحتمله اللغة وقد جاء في القرءان نفسه، فعلى أي حجة تستند عند ترك أحدهما والتمسك بالآخر؟؟؟؟)) زعمه بأن ليس عندي دليل أن النسيان في اللغة هو ضد الحفظ و أكرر النقل لتعسفه في عدم وجود دلايل عندي:
قال ابن منظور: ((و الذكر و الذكرى بالكسر نقيض النسيان وكذلك الذكرة))
قال في مختار الصحاح: ((و الذكر و الذكرى و الذكرة ضد النسيان)) و قال أيضا: ((النسيان بكسر النون وسكون السين ضد الذكر والحفظ ورجل نسيان بفتح النون كثير النسيان للشيء وقد نسي الشيء بالكسر نسيانا و أنساه الله الشيء و تناساه أرى من نفسه أنه نسيه و النسيان أيضا الترك قال الله تعالى نسوا الله فنسيهم))
قال الفراهيدي في العين: ((الحِفْظ: نقيض النِّسيان، و هو التَّعاهدُ وقلّة الغَفْلة)) و قال أيضا: ((نَسِيَ فلانٌ شيئاً كان يَذْكُرُهُ، وإنّه لنسيٌّ، أي: كثير النّسيان، من قوله جلّ وعزّ: " وما كان ربّك نَسِيّا ". والنَّسْي: الشّيء المَنسِيّ الذي لا يُذكر. يقال: منه قوله تعالى: " وكنت نَسْياً مَنْسيّاً ". ويقال: هو خِرقه الحائض إذا رمت به. ونَسِيتُ الحديث نسيا. ويقال: أَنْسَيتُ إنساءً، ونَسِيتُ: أجود، قال الله تعالى: فإنّي نَسِيت الحوت، ولم يقل: أنسيت، ومعنى أنسيت: أخّرت. وسمِّي الإنسان من النِّسيان))
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال الجوهري في الصحاح: ((الصحاح في اللغة: والذِكْرى، بالكسر: خلاف النِسْيانِ))
و العرب تطلق على النسيان الترك؛ لأن الترك نوع من النسيان أما النسيان عند الإطلاق فهو عدم الحفظ،و هو الذي نفاه الله عنه في قوله تعالى: ? قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ? أما النسيان في قوله تعالى: ? نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ? فهذا بمعنى الترك فالفطر قائمة في الناس وهي تناديهم للإيمان بربّهم ومعلنة فيهم بفقرهم الإضطراري لخالقهم جلّ وعلا و لما تركوا الله، تركهم اللّه جزاء وعدلا.
لا أدري صراحة أأنت أعلم باللغة أم أصحاب المعاجم تخالف في مسلمات.
12 – قوله حفظه الله: ((أقول بأن لها معنيين لا أعلم أيهما كان أسبق على أي، ولا يعنيني ذلك، وانما يعنيني كطالب للحق أن أقف على دليل يبين لي أن المخاطبين قد فهموها على وجه كذا تحديدا لا على الآخر!!)) زعمه بأن الترك و ضد الحفظ معنيان متساويين للنسيان لغفلته عما في كتب اللغة فالمعنى الثاني ألا وهو الترك لا يفهم إلا بدليل أما المعنى الأول ألا و هو ضد الحفظ فهو الظاهر من اللفظ و العلماء يقولون النسيان هنا ليس بمعنى ضد الحفظ لكذا و لو كان المعنيان متساويين ما احتاجوا أن يقولوا ليس النسيان ضد الحفظ في الآية كذا بل العلماء لما يقولون النسيان في آية بمعنى الترك يقولون لدليل كذا مما يدل أن الأصل هو ضد الحفظ و خلاف الأصل الترك فلا يعدل إليه إلا بدليل،و المخاطبييين بالقرآن الصحابة و من بعدهم و ليس الصحابة وحسب و القرآن واضح للجميع فلما هذا التنطع و كلمة النسيان معروفة و الناس من زمن الصحابة إلى الآن يستعملونها و لو قلت لأحد ما ضد النسيان سيقول لك الذكرى لا الفعل فلما التعسف في فهم الكلمة.
13 – قوله حفظه الله: ((انه نفس السلف الذي اتخذه من قبله أولئك العلماء الذين جعل في خلافهم في المسألة حجة لرد الاجماع الذي حكاه ابن تيمية رحمه الله)) زعمه بأن إجماع ابن تيمية إجماع يعتد به و ليس كذلك فالإجماع إثبات قول للعلماء و لا يقبل إلا بدليل فأين أقوال السلف التي استند إليها ابن تيمية في الإجماع و هل كل أقوال السلف وصلت لابن تيمية صراحة أنت تثبت ما لا يثبته عقل لنصرة دعواك
14 – قوله حفظه الله: ((أقول بأن لها معنيين لا أعلم أيهما كان أسبق على أي، ولا يعنيني ذلك، وانما يعنيني كطالب للحق أن أقف على دليل يبين لي أن المخاطبين قد فهموها على وجه كذا تحديدا لا على الآخر!!)) زعمه بأن النسيان معنياه الأصلي و خلاف الأصل لا يدري أيهما أسبق للفهم و هي حجة منكري المجاز و الذي كتب اللغة طافحة بخلافه فأنت تخالف في أمور لا أساتذة عقيدة ولا أساتذة شريعة و لا أساتذة لغة يقولون بها لكن أنت أعلم منهم في هذا الشأن يا سبحان الله و السابق للفهم من قول أي أحد نسى هو ضد الحفظ و هذا مما استعمله الناس من عهد الصحابة ليومنا هذا و لا أحد من الناس يفهم من قولك نسيت إلا ضد الحفظ فأنت تخالف في بديهيات و أمور يعرفها العامي فضلا عن طالب علم.
15 – قوله: ((برهن لي على أن الصحابة لما سمعوا هذه النصوص حملوا اللفظ على الوجه الذي اخترته أنت لا على الوجه الآخر!! فلا تقل لي أن هذا هو الأصل أو الحقيقة أو "الظاهر" أو نحو ذلك)) و لا يخفي ما في هذا من التعسف لنصرة دعواه فالقرآن عربي يفهم باللغة العربية و ليس القرآن للصحابة وحدهم و الفهم المتبادر للذهن من النسيان لأي شخص عربي هو ضد الحفظ فأثبت أنت عكس ذلك أنت تخالف في بديهيات و كلمة الحقيقة والأصل و الظاهر درج عليها العلماء في شرحهم فأتت تخالف كل ما يبطل دعواك.
16 - قوله: ((قد علمتَ أن المتأخرين اختلفوا في التأويل هنا، فالى من يكون مرجعك يا سلفي؟؟)) زعمه أن المتأخرين اختلفوا وحدهم فأين النقل عن القدامى و الذي يبين عدم اختلافهم أريد فقط كلام الأئمة الأربعة إن استطعت.
17 - قوله: ((قد علمتَ أن المتأخرين اختلفوا في التأويل هنا، فالى من يكون مرجعك يا سلفي؟؟)) اللغة قاسمة في المسألة و ليس في اللغة أن النسيان الأصل فيه الترك لأن الترك ضده الفعل لا الذكرى و النسيان ضده الذكرى فأنت تخالف بديهيات شئت أم أبيت.
(يُتْبَعُ)
(/)
18 - قوله: ((ما الفرق بين قول القائل: عهدت اليه بشيء فتركه وعصا، وبين قوله عهدت اليه فذهل عنه وسها؟)) سبحان الله لو نسي لكان تاركا لاجتناب النهي و لكان عاصيا لمخالفته الأمر و الآية فنسي ولم نجد له عزما و من يعهد لشخص بشيء فيقول نسي المتبادر للذهن النسيان الذي هو ضد الحفظ.
19 - قوله: ((قلت يتبادر الى أي ذهن؟؟؟ الى ذهنك أنت؟ نعم أنت وأنا لا نعرف اليوم من يستعمل هذه اللفظة في غير معنى "ضد الحفظ"، ولهذا قد يستشكل العامة مثل قوله تعالى: ((فاليوم ننساكم)) و ((وكذلك اليوم تنسى)) و ((نسوا الله فنسيهم)) وغيرها)) سبحان الله تخالف في بديهيات و كأن أي شخص من أهل اللغة أو من أهل التفسير عندما يسمع كلمة نسى لا يتبادر لذهنه النسيان الذي هو ضد الحفظ و هذه الاستشكالات قد تكلم فيها العلماء منذ القدم و ليس في يومنا هذا وحسب و لا أدري من يقول بقولك المتبادر للذهن من لفظ كذا لابد أن يكون من القرون الأولى و لما يقول عالم المتبادر للذهن كذا يعني هو يقصد فهم القرون الأولى أنت تخالف في بديهيات و أتني بقول لأهل اللغة أو أهل التفسير أو الحديث يقول بأن المتبادر للذهن لابد أن ينص عليه أحد السلف يا أخي لا تلزمني بقولك و لا ألزمك بقولك و لكن لا تتخبط في كلام لو قرأئه أحد أساتذة الشريعة أو التفسير لقدحوا في عقل من يقوله.
20 - غفلته حفظه الله أن سياق الآية دل على أنه ضد الحفظ و الآية التي قبلها تؤيد ذلك فلا تتعجل أيها النبي بالقرآن و جبريل عليه السلام يقرئك خوف النسيان و نحن قد عهدنا إلى آدم فنسي و عندما أقول شخص نسيت عهدي لا يتطرق لذهنه تركت عهدي فسبحان الله هذه مخالفة بديهيات و رد علي ردا غير مستقيم فقال رحمه الله: ((لو صح تأويلك هذا لأمره بأن يقول "رب زدني حفظا" ولما ناسب أن يقول له "قل رب زدني علما"!! وأما وجه العلاقة بين ذكر آدم وبين هذا التوجيه الرباني لمحمد عليه السلام، فلعله التنبيه على أن التعجل والذي هو ضد الأناة، من الأمور المذمومة والتي تخالف ما يجب أن يكون عليه كل طالب علم، فكيف وذاك الطالب هو سيد أولي العزم من المرسلين .. فكأنما يقول له: لا تكن كآدم الذي عهدنا اليه من قبل ولم نجده ذا عزم وصبر على التكليف! فأي سياق هذا الذي يدل دلالة بديهية على هذا التأويل وهذا اللي العجيب لأعناق النصوص؟؟؟)) و كلامه هذا دليل على عدم إطلاعه على ما كتبه المفسرين في هذه الآية و الآية الله يدعو نبيه بأن يدعوه بزيادة العلم بالقرآن و معانيه فهي لا تعارض أن يكون تعجل النبي بالقرآن خشيت النسيان قال ابن كثير: ((وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} كقوله تعالى في سورة "لا أقسم بيوم القيامة" {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه} [القيامة: 16 - 19]، وثبت في الصحيح عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعالج من الوحي شدة، فكان مما يحرك لسانه، فأنزل الله هذه الآية يعني: أنه، عليه السلام، كان إذا جاءه جبريل بالوحي، كلما قال جبريل آية قالها معه، من شدة حرصه على حفظ القرآن، فأرشده الله تعالى إلى ما هو الأسهل والأخف في حقه؛ لئلا يشق عليه. فقال: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه} أي: أن نجمعه في صدرك، ثم تقرأه على الناس من غير أن تنسى منه شيئا، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه} وقال في هذه الآية: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} أي: بل أنصت، فإذا فرغ الملك من قراءته عليك فاقرأه بعده، {وقل رب زدني علما} أي: زدني منك علما))
و الحق أنك تكابر و تختلف معي في بديهيات فلا تلزمني برأيك و لا ألزمك برأيك و ما تقول أنك قتلته بحثا ليس فيه أصلا دليل بل أقوال بلا أدلة و أقوال مستغربة لأي مطلع على كتب التفسير و الحديث و الفقه و دارس لها
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 09:57]ـ
وقبل أن أواصل، أضع بين يدي القارئ الكريم بعض سلفنا فيما ذهبنا اليه من تأويل النسيان في حق آدم عليه السلام، والذي نطالبه بمثله فيما ذهب هو اليه، ومن نفس طبقته ...
قال ابن جرير رحمه الله: " وقوله (فَنَسِيَ) يقول: فترك عهدي.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ) يقول: فترك.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله (فَنَسِيَ) قال: ترك أمر ربه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) قال: قال له (يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) فقرأ حتى بلغ (لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى) وقرأ حتى بلغ (وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) قال: فنسي ما عهد إليه في ذلك، قال: وهذا عهد الله إليه، قال: ولو كان له عزم ما أطاع عدوّه الذي حسده، وأبي أن يسجد له مع من سجد له إبليس، وعصى الله الذي كرّمه وشرّفه، وأمر ملائكته فسجدوا له." (تفسير الطبري 18/ 383)
هذا ما نسميه نحن سلفا يا دكتور يا سلفي ... فراجع سلفيتك!
أكتفي بهذا القدر من الجدال مع الدكتور هداه الله، ومن متابعة هذا الموضوع، فوقتي ما عاد يسمح لي، ولا أظن أنه قد بقي من شبهاته ما يستحق الرد أو الالتفات اليه أصلا، وقد تبين تخبطه الشديد وفساد منهجه في النظر والذي بنى عليه بحثه هذا ... فلن يرد ان رد الا بتكرار ظنونه التي لا حجة له على شيء منها .. ولن أواصل مناقشته حتى يأتينا بما نطالبه به من سلف له فيما ذهب اليه ...
والآن لا يعنيني هل يقبل كلامي أم لا يقبله، فما عاد في الوسع بذل أكثر مما بُذل .. والكلام مبثوث في صفحات منشورة على الناس ليقرأوها، وقد تبين لكل مبصر بطلان ما يستند الرجل اليه، اذ يتلمس سبلا واهية لهدم اجماع صحيح معتبر، متخذا لنفسه سلفا من المتكلمة مكتفيا به غير راغب في قبول غيره، متخذا أشد الطرق التواءا في الدفاع عن رأيه ذاك ورأي سلفه فيه، لا لشيء الا لأنه يأبى الاقرار بأنه قد أخطأ وتسرع!!
ولكني ومع ذلك لا زلت أنصحه نصح أخ محب له شفيق عليه بأن يراجع هذه الصفحات الطويلة بروية وهدوء وتجرد من الهوى والرغبة في الانتصار للقول، وألا يمضي هذه الليلة في الكتابة كما دأب خلال الليلتين الماضيتين، ولكن في القراءة والتأمل بروية وهدوء لعله - على الأقل - أن يراجع نفسه ويتأمل في كثير مما اندفع بالكتابة ردا عليه دونما تأمل ولا فهم أصلا، والله المستعان!
فاللهم اغفر لي ولأخي ربيع، واهدني واياه سواء السبيل، واجمعني واياه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ...
آمين.
والسلام!
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مازال الأخ يكابر في الحق لنصرة باطله
1 – ذكر لنا بعض النقول التي نقلها الطبري عن بعض السلف في بيان معنى الآية و منها أن النسيان هو النسيان المعروف كقول ابن زيد، قال ابن أبي حاتم: ((حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إنما سمي الإنسان؛ لأنه عهد إليه فنسي، وكذا رواه علي بن أبي طلحة عنه)) و هل سمي الإنسان إنسان من النسيان الذي هو الترك أم النسيان المتبادرللذهن لا شك أنك تجيب بما يؤيد دعواك.
2 - المكابرة في معنى العمد و الخطأ و بدل أن يراجع كلام أهل العلم خاصة فقه الجنايات أخذ في التجاهل و التكلم و أهل العلم يعرفون الشيء بضده فعرفوا مثلا الموت بأنه ضد الحياة و الحياة ضد الموت و التعريف بالضد جائز و النور نقيض الظلام و الرواح نقبض الصباح و الأسفل نقيض الأعلى.
3 – رد علي بأن التعمد معناه إرادة عصيان الله و تعمد مخالفة أمره قصدا لذلك ثم الآن يقول أنا لم أرد هذا يعني يعترض عليه بما يعرف أنه مخالف و لا يبين أنه مخالف بل عندما أبين له أنه مخالف يقول: ((هل فهمت من كلامي ذلك؟ وما كتبته الا لأبين لك أنه هو لازم سوء بيانك وتحريرك لمعنى التعمد في العصيان؟؟؟)) و هذا ليس من سوء بياني فكلامي واضح و كل من يطالع كتب الفقه يجده لكن هو يريد أن يبطل كلامي بمخالفات ليس إلا فهل هذا دأب طلبة العلم في المناقشات.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 – عندما بينت أن أن التعمد في قصد الفعل دون خطأ أو نسيان و ليس في قصد معصية الله وهو ما في كتب الفقه و غالب العصاة لا يقصدون معصية الله لكن يقصدون فعل منهي وترك مأمور قال لي: ((قلت فما حكم هؤلاء اذا؟ استحقوا الاثم أم لم يستحقوا؟ يصح وصفهم بالمعصية - لغة - أم لا يصح؟ ويصح وصفهم بأنهم حال معصيتهم كانوا "تاركين" لعهد الله أم لا يصح؟؟ وان كانوا لم "يقصدوا معصية الله" - بناءا على هذا التوجيه الذي كتبته أنت الآن - فما اشكالك اذا في نسبة مثل ذلك للأنبياء؟؟)) و كأنه تناسى ما اعترضه علي سابقا بأن ما من صاحب ذنب إلا و قع فيه في غفلة و أنه لا يصح القول في أن آدم عليه السلام لم يتعمد الخطأ و أن العمد درجات و أني قلت له ما وقع فيه الأنبياء إنما هو من قبيل الخطأ لا العمد و هو اعترض علي في هذه النقطة، ولو كان قال هذا القول سابقا لما كان هنك داعي لكل هذه الردود و إشغال الوقت بالردود في أمر أنا لا اختلف معه فيه فنحن على هذا نتفق أن الأنبياء لم يقصدوا فعل المنهي و ترك المأمور لكن فعلوا على سبيل التأويل أو الخطأ أو النسيان فخلافي معك ما أصبح له معنى.
5 – عندما بينت له أن الخطأ يكون في عدم قصد الفعل كمن قتل خطئا هو لا يريد أن يقتل فقتل و من شرب خطئا هو لا يريد أن يشرب فشرب قال معترضا: ((فبالله هل كان آدم اذا غير عامد للمعصية، وانما قصد أن يأكل من شجرة أخرى فأكل من هذه بالخطأ؟؟؟)) قلت هذا قول لبعض المفسرين و آدم عليه السلام قد نسي عهد الله و لو تذكره لما فعل بنص الآية، وقد عاقبه الله على هذا النسيان لأمره لعلو منصبه فكيف ينسى ما عهده الله إليه و العقوبة على النسيان جائزة في شرع من قبلنا و جائزة عند الناس.
6 – عندما بينت له أنه خلط بين الوقوع في المعصية غفلة عن قصد و إرادة فعلها دون خطأ و بين الوقوع في المعصية خطئا فالوقوع في المعصية غفلة عن قصد و إرادة فعل المعصية دون خطأ هذا تعمد لفعلها أما الوقوع في المعصية خطئا فهو عدم قصد فعلها ففعلها قال لي: ((ليتك تراجع اذا حال الأنبياء الذين نُسب اليهم العصيان في كتاب الله وأقروا بأنهم ظلموا أنفسهم، في أي الفريقين كانوا! وان كنت لا أرى أن يُترك من هكذا حاله مع لسان العرب دون أن يُستفصل)) يا سبحان الله قد بينت لك آنفا أن المعصية خلاف الطاعة عمدا كان أو خطئا و ليس نسبت العصيان لهم و توبتهم منه بدليل على وقوعها عمدا وقصدا لفعل المنهي و ترك المأمور فهذا أعم من محل النزاع و على من وقع في معصية خطئا التوبة والاستغفار و العزم على عدم العودة لها.
7 – عندما بينت له بالفرق ا بين الوقوع في المعصية غفلة عن قصد و إرادة فعل المعصية دون خطأ هذا تعمد لفعلها قال معترضا: ((يعني كان في غفلة أنه يعصي ولم يتعمد ولم يرد فعل المعصية ولكنه في نفس الوقت لم يكن مخطئا ولا ناسيا اذ فعلها (دون خطأ)!! الله أكبر! هذا صنف ثالث يا مولانا لا وجود له، بين المتعمد والمخطئ ((فهم من الكلام ما ليس في الكلام قلت وقع في المعصية غفلة أي غفلة عن الله و قصد فعل المعصية و أراد أن يفعلها كالذي يقتل شخص عمدا هو في حالة غفلة عن الله قلة إيمان و أراد قتل الشخص و كالزاني لا يزني و هو مؤمن بل يكون ناقص كمال الإيمان.
8 – ظنه السوء بي و لاعجب فيمن أساء الظن بالأنبياء و خاض فيما لم يخض فيه السلف بل جعل الأنبياء كأحدنا يا أخي ألا تعرف أوقات الأطباء و أنهما قد لا يناموا بضعة أيام و قد بينت لك أني لا أوجد في البيت إلا قليلا و أن النت عندي ينقطع مرارا لما سوء الظن؟!! و هل أنا محرف و ابن عادل الحنبلي محرف و الألوسي محرف و القرطبي محرف و القاضي عياض محرف و ابن العربي محرف و ابن عطية؟ و البغوي لما قال بأن خطيئة آدم كانت نسيانا كان محرفا صراحة كل من خالفك محرف في نظرك و أنت السالم من التحريف تأدب بأدب الخلاف.
9 – قوله: ((لو لم يتعمد النبي فعل المعصية، لما وجب عليه التوبة والاستغفار منها، ولما جاز أن يوصف حالئذ بأنه عاص)) و هذا باطل فالمعصية خلاف الطاعة فلا أدري أيتجاهل أن المعصية خلاف الطاعة أم يؤول المعصية بأنها خلاف الطاعة عمدا و هو خلاف ما في كتب اللغة و ما قاله به العلماء لكن لا يريد إلا نصرة دعواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
10 – عندما بينت له أن العزم هو الثبات والشدة فيما عقدت النية عليه نقل عدت نقولات لا تبطل ما بينته، و قال معترضا: ((فهل في شيء من هذا ما يفهم منه أن قوله تعالى ((ولم نجد له عزما)) يراد منه ولم نجد له ثباتا أو شدة فيما عقد النية عليه من العصيان؟؟؟؟ ما هذا التحريف العجيب؟؟؟؟؟)) و ما المانع أيها المعارض الفاضل أن أنه لم يعزم أي لم يعقد النية على مخالفة الطاعة بل فعلها نسيانا أنت تخالف كي دعواك ليس إلا.
11 – غفلته أن العزم و النية يشتركان أنهما الإرادة التي يقع معها الفعل الثبات على هذه الإرادة هو العزم و تدبر القول قبل أن تعارضه.
12 – قوله: ((لو كان له صبر وثبات على ما عهده الله اليه وحفظ لذلك العهد - لا بمعنى عدم السهو عنه أو الذهول ولكن بمعنى المحافظة عليه والبقاء عليه حاضرا في كل حال - ما تمكن الشيطان من ايقاعه في المعصية)) يا سبحان الله آدم عليه السلام كان صابرا و الشيطان أخذ يغرر به ويقسم له فنسي العهد ما الإشكال في هذا أم سوء الظن بالنبي عليه السلام و الشخص قد يكون حافظا للشيء حاضر ذهنه له فيأتي من يلحن له و يقنعه بخلافه آيش الغرابة في ذلك و إلحاح الشيطان عليه و مقاسمته له دليل على صبره عليه السلام و إن كان مبلغك هذا فلا تلزمني به.
13 – غفلته عن وجود فارق بين نقص العزم و عدم العزم والعزم صفة تزيد و تنقص فهناك زيادة في العزم و قلة فيه و الكتب و كلام الناس تجد فيها قليل العزيمة و قوي العزيمة فلا أدري لما التعجب.
14 – اليقين في موضع الاحتمال فلم نجد له عزما على أقل تقدير تحتمل لم نجد له عزما على الأكل من الشجرة و تحتمل لم نجد له عزما على ترك الأكل من الشجرة فأقل شيء تساوي الاحتمالان فلتأت بما يعزز احتمالك.
15 – غفلته عن سبب إيرادي تفسير العلماء لأولي العزم لأبين له أنه ليس فيها ما يدل على أن السهو في الصلاة يقدح في أن النبي صلى الله عليه وسلم من أولى العزم فأولي العزم من الرسل هم أكثر الرسل عليهم السلام تحملا للأذى في سبيل تبليغ دعوة الله تعالى الى أقوامهم فلا يكون للازمه مستساغ.
16 – إلى الآن لم يأتنا بأقوال للسلف في جواز وقوع الصغائر من الأنبياء عمدا و غايته ما قاله ابن تيمية و هل إجماع ابن تيمية صحيح معتبر و هو بعيد الزمن عن السلف و قبل عصر ابن تيمية قد ضاعت كتب و فنية مذاهب بأي عقل يتكلم.
17 – سوء ظنه بي فيقول أني أمضي الليالي أرد و أنا أصلا أكون في المستشفى لا كتاب أقرأ فيه و لا كمبيوتر استعمله و لا نت اتصفحه و قوله عندما انظر له أجد الرد عليه توا في الغالب لا احتاج لأن أقعد الليالي الطويلة أرد و هذا يعرفه من شرحت له شيء في الأصول أو التفسير أو الفقه خاصة بعض طلبة الحقوق و يوم السبت النت ان ينقطع و يأتي فلما أتى كنت أنزل بعض الرسائل و المقالات على مواقع أخرى و كلمت أناس على الياهو لأمور مرضية غير الموبيلات والتليفونات ثم ذهبت للمستشفى ليلا و لم أرجع إلا الساعة الثامنة صباحا اليوم لكن هو يظن أن رأيه على صواب و لن يغلب و أنى له ذلك فرجل اتخذ الجدال و القول بخلاف ما يعتقد كي يثبت صدق قوله فكيف يكون قوله حقا و الحق لا يحتاج لقول غير الحق كي يثبت صدق الحق و لما لم يقل لو سلمنا جدلا بدلا أن يفلسف المعصية و يقول لم أقصد
و أنا اتحداه أن يجد قولا في زمن السلف ينص على إجماعهم في جواز وقوع الصغائر عمدا و اتحداه أن يأتي بكلام الأئمة الأربعة في جواز وقوع الصغائر من الأنبياء عمدا و إن كانت غايته ما قاله ابن تيمية فلكل منا وجهة هو موليها وقد أحسن القاري إلى خير ما انتهى
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 10:01]ـ
قال شيخ الإسلام: ((والجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم [أي: على الأنبياء] يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها وحينئذ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم فإن الأعمال بالخواتيم مع أن القرآن والحديث وإجماع السلف معهم في تقرير هذا الأصل فالمنكرون لذلك يقولون في تحريف القرآن ما هو من جنس قول أهل البهتان ويحرفون الكلم عن مواضعه)).
ثم ذكر تحريفهم لقول الله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: ((فهذا وأمثاله من خيار تأويلات المانعين لما دل عليه القرآن من توبة الأنبياء من ذنوبهم واستغفارهم وزعمهم أنه لم يكن هناك ما يوجب توبة ولا استغفار ولا تفضل الله عليه بمحبته وفرحه بتوبتهم ومغفرته ورحمته لهم فكيف بسائر تأويلاتهم التي فيها من تحريف القرآن وقول الباطل على الله ما ليس هذا موضع بسطه))
ثم ختم كلامه قائلاً: ((وهذا الباب فيه مسائل كثيرة ليس هذا موضع تفصيلها ولبسطها موضع آخر والمقصود التنبيه ولهذا كان السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وغيرهم من أئمة المسلمين متفقين على ما دل عليه الكتاب والسنة من أحوال الأنبياء لا يعرف عن أحد منهم القول بما أحدثته المعتزلة والرافضة ومن تبعهم في هذا الباب بل كتب التفسير والحديث والآثار والزهد وأخبار السلف مشحونة عن الصحابة والتابعين بمثل ما دل عليه القرآن وليس فيهم من حرف الآيات كتحريف هؤلاء ولا من كذب بما في الأحاديث كتكذيب هؤلاء ولا من قال هذا يمنع الوثوق أو يوجب التنفير ونحو ذلك كما قال هؤلاء بل أقوال هؤلاء الذين غلوا بجهل من الأقوال المبتدعة في الإسلام وهم قصدوا تعظيم الأنبياء بجهل كما قصدت النصارى تعظيم المسيح وأحبارهم ورهبانهم بجهل)).
قوادح في إجماع ابن تيمية الموهوم
لو سلمنا جدلا بعدم حكاية أي عالم قبل ابن تيمية خلاف السلف في المسألة فليس إجماع ابن تيمية بإجماع معتبر لما يلي:
1 – الفارق الزمني الكبير بين ابن تيمية و بين الثلاثة قرون الأولى فكيف يصح نقله عنهم؟!!!
2 – نقل معرفة ابن تيمية بكلام جميع السلف في مسألة من المسائل متعذر بالنسبة له لضياع الكثير من الكتب قبل أن يؤلد ابن تيمية أصلا
3 – إذا كان قد خفي على الأئمة الأربعة خلاف الصحابة في بعض المسائل و هم أقرب الناس للصحابة فكيف لا يخفى على ابن تيمية خلاف القرون الثلاثة الأولى و هو بعيد عنهم بأي عقل تثبتون هذا الإجماع.
4 – إجماع ابن تيمية من قبيل الإجماع الظني،و هو الذي يثبت بالبحث والتحري عن أقوال الأئمة، ويحتاج من مثبته إلى استقراء لكتب الخلاف و كتب الخلاف منها ما ضاع قبل ابن تيمية فكيف يعتد بقوله؟!!
5 – إذا كانت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم قد حفظها الله و هي أحرى بالحفظ لدى الصحابة وغفل بعض الصحابة عن بعضها فكيف لا يغفل على إمام كلام أئمة و قولهم قد لا ينقل أصلا.
6 - السلف كانوا أكثر تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم منهم و تعظيم السلف لأحاديث السنة يقدح في كلامهم حول تعمد الأنبياء الوقوع في الصغائر فقوم كانوا يتوضأوون لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا له أيقولون قد فعل الذنب عمدا و يخوضون فيما خاض فيه الأخوة الأعزاء و كل لبيب بالإشارة يفهموا
قال إبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري قاضي المدينة: مر مالك بن أنس على أبي حازم، وهو يحدث، فجازه، وقال: إني لم أجد موضعاً أجلس فيه، فكرهت أن آخذ حديث رسول الله وأنا قائم.
وقال مالك: جاء رجل إلى ابن المسيب، فسأله عن حديث وهو مضطجع، فجلس وحدثه، فقال له الرجل: وددت أنك لم تتعن، فقال: إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله وأنا مضطجع.
وكان الأعمش إذا حدث وهو على غير وضوء تيمم.
وكان قتادة لا يحدث إلا على طهارة، ولا يقرأ حديث النبي إلا على وضوء
7 – يقدح في هذا النقل عن السلف أن السلف كانوا يأمرون بعدم الخوض فيما حدث بين الصحابة في أحداث الفتنة فكيف يقولون فيمن يخوض في أخطاء الأنبياء أهي على سبيل العمد والقصد أم السهو و الخطأ و ترك الأولى؟
8 - أئمة المذاهب لم ينقلوا عن أئمتهم الكلام حول جواز وقوع الأنبياء في الصغائر فكيف يقبل من غيرهم؟!!
9 – كيف يجمع السلف على جواز وقوع الأنبياء في الصغائر عمدا و لم يأت نقل عن بعض السلف فضلا عن الكل في جواز وقوع الأنبياء في الصغائر عمدا؟!
10 – أئمة المذاهب الذين نقلوا الكلام حول العصمة من الصغائر نقلوا خلاف ذلك عن جمهور أصحاب مالك والشافعي و أبي حنيفة و هم أعرف بكلام الأئمة و أصحابهم من ابن تيمية رحمه الله.
11 - أئمة المذاهب الذين نقلوا الكلام حول العصمة من الصغائر لم يذكروا قول الأئمة الأربعة بينما ذكروا قول أصحابهم مما يدل على عدم كلام الأئمة الأربعة في هذه المسألة أصلا.
12 – نقل الإجماع عن السلف إثبات قول لكل علماء السلف و الأصل فيه العدم إلا بدليل فأين الدليل على أنهم قالوا بمثل ما نقل ابن تيمية.
هذه هي بعض قوادح نقل ابن تيمية الإجماع و الذي أثبت للسلف قول فليأت بنقولات تدل على ذلك و إلا فهو متقول على السلف و هم المطالبون بالدليل لكن التعصب الأعمى لدعواهم هو الدافع وراء ذلك.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 10:13]ـ
لم يأتِ الدكتور حتى الآن بنقل واحد عن السلف في العصمة أو في تفسير الآية وإنما حشد نقولات عن المتأخرين وبعضها لا يسلم له فهمه منها،وحتى لا نُطيل على الإخوان = نرفع لهم غداً بإذن الله إبطال تلك الضلالات التي قالها الدكتور وافتراها على كلام الله تعالى ..
أريد منك أن تأتي بنقولات عن السلف أنفسهم في جواز وقوع الأنبياء في الخطأ عمدا إن كنت محقا و إلا فلا تتقول على السلف ما لم يقولوه و القول الأصل فيه العدم فلا يثبت إلا بدليل و كلام ابن تيمية عن السلف لا يصح للفارق الزمني البعيد لو كنت محقا أتنا بنقل واحد في زمن السلف يثبت إجماعهم وإلا فأنت ممن ينسب للسلف قولا لم يقولوه حتى تثبت العكس
اتحداك أن تأتي بنقولات عن الأئمة الأربعة
اتحداك أن تأتي بنقولات عن الصحابة
لما تعكس القضية وتجعلني المطالب بالدليل و أنت الذي تثبت للسلف قولا لا نجده إلا في كلام ابن تيمية و هو يبعد عن السلف بقرون أنا لم أثبت قولا للسلف لكن نقلت كلام القاضي عياض والقرطبي فقط و كما أنهما مطالبان بالدليل فابن تيمية أيضا مطالب بالدليل و ليس لنقله العصمة أم تكابر في ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 10:21]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول.
أخي الكريم، تأمّل قول ابن تيمية:
((والجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم [أي: على الأنبياء] يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها وحينئذ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم فإن الأعمال بالخواتيم مع أن القرآن والحديث وإجماع السلف معهم في تقرير هذا الأصل فالمنكرون لذلك يقولون في تحريف القرآن ما هو من جنس قول أهل البهتان ويحرفون الكلم عن مواضعه)).
الإجماع المقصود هو إجماع الذين يقولون بجواز الصغائر على الأنبياء على أنهم معصومون من الإقرار عليها. فالإجماع متعلِّق بعدم وقوع الإقرار لدى القائلين بجواز الصغائر على الأنبياء. والمراد بإجماع السلف، إجماعهم على عدم جواز الإقرار، لا على جواز وقوع الصغائر منهم.
فالقرآن، والحديث، وإجماع السلف يدعمون قول الجمهور القائل بجواز الصغائر على الأنبياء فيما يتعلق بعدم وقوع الإقرار لهم. وهذا لا يعني أنّ السلف مجمع على جواز وقوع الصغائر منهم، كما فُهِم.
ولعل هذا التوضيح يُسهِم في تعديل مسار النقاش.
ولابن تيمية كلام آخر يوضح هذه المسألة تحديدا، ويؤكد أنها من المسائل التي يسع فيها الخلاف، سأنقله لاحقا بإذن الله.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 10:21]ـ
هداك الله يا دكتور ربيع، تكرر نفس الكلام مرة تلو مرة، وسؤال الأخ أبي فهر واضح.
وعندي سؤال مأخوذ من كلام أبي فهر أرجو منك الإجابة عليه.
نقلَ علماءُ الأشاعرة (الثقات) التفويضَ عن السلف، فهل تقبل ذلك؟ فإن كان الجواب لا، فهل معنى ذلك أنهم كذبوا في نقلهم؟
حبيبي في الله من هم العلماء الثقات من الأشاعرة الذين تقول عليهم هذا؟!! هل القرطبي و القاضي عياض نسبا للسلف التفويض إن نسبا للسلف التفويض فهناك العديد من الأقوال الغفيرة للسلف و التي تنفي التفويض فلا يقبل دعواهما في هذه المسألة كما لو نسب عالم لعالم آخر قولا و تبين خلافه فلا يقبل نقل هذا العالم عن العالم الآخر و دائما تقدمون سوء الظن و لما لا يقال العالم الذي ينقل عن عالم أخطأ أو تأول قول أو أخذ بلازم قول فلا يستلزم عدم صحة النقل عن شخص الكذب
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 10:29]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول.
أخي الكريم، تأمّل قول ابن تيمية:
((والجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم [أي: على الأنبياء] يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها وحينئذ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم فإن الأعمال بالخواتيم مع أن القرآن والحديث وإجماع السلف معهم في تقرير هذا الأصل فالمنكرون لذلك يقولون في تحريف القرآن ما هو من جنس قول أهل البهتان ويحرفون الكلم عن مواضعه)).
فالإجماع المقصود هو إجماع الذين يقولون بجواز الصغائر على الأنبياء على أنهم معصومون من الإقرار عليها. فالإجماع متعلِّق بعدم وقوع الإقرار لدى القائلين بجواز الصغائر على الأنبياء. والمراد بإجماع السلف، إجماعهم على عدم جواز الإقرار، لا على جواز الصغائر.
فالقرآن، والحديث، وإجماع السلف يدعمون قول الجمهور القائل بجواز الصغائر على الآنبياء فيما يتعلق بعدم وقوع الإقرار لهم. وهذا لا يعني أنّ السلف مجمع على جواز وقوع الصغائر منهم، كما فُهِم.
ولعل هذا التوضيح يُسهِم في تعديل مسار النقاش.
ولابن تيمية كلام آخر يوضح هذه المسألة تحديدا، ويؤكد أنها من المسائل التي يسع فيها الخلاف، سأنقله لاحقا بإذن الله.
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة
لكن أنا اطعن في الإجماع نفسه لبعد الزمان و لضياع الكتب و لأسباب أخرى ذكرتها آنفا
لكن أخي الحبيب لم أفهم قولك: (وهذا لا يعني أنّ السلف مجمع على جواز وقوع الصغائر منهم، كما فُهِم) كيف ذلك
الإجماع على عدم جواز الإقرار على معصية هذا أمر لا يختلف فيه اثنان سواء أكانت المعصية عمدا أو خطاءا؛ لأن الأنبياء هم القدوة والنقلة عن الله فلا يصح إقرارهم على معصية بغض النظر أهي عمد أو خطأ، وليس الخلاف في هذا بل الخلاف في جواز وقوع الصغائر من الأنبياء.بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 10:33]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول.
أخي الكريم، تأمّل قول ابن تيمية:
((والجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم [أي: على الأنبياء] يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها وحينئذ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم فإن الأعمال بالخواتيم مع أن القرآن والحديث وإجماع السلف معهم في تقرير هذا الأصل فالمنكرون لذلك يقولون في تحريف القرآن ما هو من جنس قول أهل البهتان ويحرفون الكلم عن مواضعه)).
الإجماع المقصود هو إجماع الذين يقولون بجواز الصغائر على الأنبياء على أنهم معصومون من الإقرار عليها. فالإجماع متعلِّق بعدم وقوع الإقرار لدى القائلين بجواز الصغائر على الأنبياء. والمراد بإجماع السلف، إجماعهم على عدم جواز الإقرار، لا على جواز وقوع الصغائر منهم.
فالقرآن، والحديث، وإجماع السلف يدعمون قول الجمهور القائل بجواز الصغائر على الأنبياء فيما يتعلق بعدم وقوع الإقرار لهم. وهذا لا يعني أنّ السلف مجمع على جواز وقوع الصغائر منهم، كما فُهِم.
ولعل هذا التوضيح يُسهِم في تعديل مسار النقاش.
ولابن تيمية كلام آخر يوضح هذه المسألة تحديدا، ويؤكد أنها من المسائل التي يسع فيها الخلاف، سأنقله لاحقا بإذن الله.
جزاكم الله خيرا كم أغبطك على هذا الفهم السديد بارك الله لنا فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 10:40]ـ
إلى مشرفي المجلس العلمي أرجو منكم تفضلا لا أمرا حذف أي مشاركة جديدة فيها سب أو شتم و اتهام نيات فهذا المجلس مجلس علم لا مجلس سب وشتم و حسبنا ما كان يفعل الأئمة عند الخلاف يذكرون حججهم دون السب والشتم فليس هذا من أدب طلبة العلم و الحق لا ينال بالسب والشتم بل بالحجة والبرهان و أنا لا أحب أن اسب مثلما يسب غيري و أنا بشر لي طاقة معينة قد تستهلك فاقع فيما لا أحب فهل تعينوني على ذلك أم تخذلوني؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 11:04]ـ
يا إخوتي ذوي الأفهام ... ليس و الله الآن أوان هذا الكلام.
محبكم و خادمكم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 11:44]ـ
الحمد لله وحده ..
ما زال الدكتور المحرف لم يأتنا بدليل واحد على أن هذه الألفاظ التي ذكرنا له قد استعملها أهل اللسان في غير الآثم .. وهو كالعادة يلف ويدور ويروغ ...
وسنزيده ألفاظاً أخرى لعلها تُحرك في ذهنه قشرة أخرى غير قشرة المراوغة ..
1 - الظلم.
2 - الخسران.
3 - الخطيئة.
كل تلك ألفاظ استعملت في حق آدم عليه السلام، أين الدليل على أن أهل اللسان يستعملون تلك الألفاظ في حق غير الآثم؟؟
آية (؟؟)
حديث (؟؟)
بيت شعر (؟؟؟)
وبالطبع سيظل يروغ وينقل مالاعلاقة له بجواب السؤال؛ ولذا سنتابع إفادة القراء بما هو خير من الروغان ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 11:51]ـ
كلام أخينا الواحدي ليس فيه جديد على ما ذكرنا، والسلف أجمعوا على جواز وقوع الصغائر وأنهم لا يُقرون عليها وأن هذا الجواز تحقق من بعضهم نص عليهم القرآن ونص على مسارعتهم للتوبة = فإن أقر المحرف بهذا ... انتهى الخلاف
وشيخ الإسلام لم يقل قط أن المسألة مما يسع فيه الخلاف، وإنما الشيخ يُنبه على أن من قال بوقوع الصغائر لا يعد ساباً للأنبياء ولا منتقصاً لهم ولا تُعد تلك من مسائل التكفير والتفسيق .. وكان القول بعدم وقوع الصغائر هو الشائع في زمن الشيخ ...
============================== ==
قال شيخ الإسلام: ((أول ذنب عصي الله به كان من أبي الجن وأبي الإنس أبوي الثقلين المأمورين وكان ذنب أبي الجن أكبر وأسبق وهو ترك المأمور به وهو السجود إباء واستكبارا وذنب أبي الإنس كان ذنبا صغيرا {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} وهو إنما فعل المنهي عنه وهو الأكل من الشجرة؛ وإن كان كثير من الناس المتكلمين في العلم يزعم أن هذا ليس بذنب؛ وأن آدم تأول حيث نهي عن الجنس بقوله: {ولا تقربا هذه الشجرة} فظن أنه الشخص فأخطأ؛ أو نسي والمخطئ والناسي ليسا مذنبين. وهذا القول يقوله طوائف من أهل البدع والكلام والشيعة وكثير من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم ممن يوجب عصمة الأنبياء من الصغائر وهؤلاء فروا من شيء ووقعوا فيما هو أعظم منه في تحريف كلام الله عن مواضعه. وأما السلف قاطبة من القرون الثلاثة الذين هم خير قرون الأمة؛ وأهل الحديث والتفسير؛ وأهل كتب قصص الأنبياء والمبتدأ وجمهور الفقهاء والصوفية؛ وكثير من أهل الكلام كجمهور الأشعرية وغيرهم وعموم المؤمنين؛ فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة مثل قوله تعالى {وعصى آدم ربه فغوى} وقوله: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} بعد أن قال لهما: {ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين} وقوله تعالى {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} مع أنه عوقب بإخراجه من الجنة. وهذه نصوص لا ترد إلا بنوع من تحريف الكلام عن مواضعه؛ والمخطئ والناسي إذا كانا مكلفين في تلك الشريعة فلا فرق وإن لم يكونا مكلفين امتنعت العقوبة ووصف العصيان والإخبار بظلم النفس وطلب المغفرة والرحمة وقوله تعالى {ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين} وإنما ابتلى الله الأنبياء بالذنوب رفعا لدرجاتهم بالتوبة وتبليغا لهم إلى محبته وفرحه بهم فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ويفرح بتوبة التائب أشد فرح فالمقصود كمال الغاية لا نقص البداية؛ فإن العبد يكون له الدرجة لا ينالها إلا بما قدره الله له من العمل أو البلاء.)).
وقال: ((وفي الكتاب والسنة الصحيحة والكتب التي أنزلت قبل القرآن مما يوافق هذا القول ما يتعذر إحصاؤه
والرادون لذلك تأولوا ذلك بمثل تأويلات الجهمية والقدرية والدهرية لنصوص الأسماء والصفات ونصوص القدر ونصوص المعاد وهي من جنس تأويلات القرامطة الباطنية التي يعلم بالاضطرار أنها باطلة وأنها من باب تحريف الكلم عن مواضعه وهؤلاء يقصد أحدهم تعظيم الأنبياء فيقع في تكذيبهم ويريد الإيمان بهم فيقع في الكفر بهم
ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة متظاهرة والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين كثيرة
لكن المنازعون يتأولون هذه النصوص من جنس تأويلات الجهمية والباطنية كما فعل ذلك من صنف في هذا الباب وتأويلاتهم تبين لمن تدبرها أنها فاسدة من باب تحريف الكلم عن مواضعه)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 12:25]ـ
الآن لنفترض أن هذا المحرف قد وجد دواويناً وقرآات قرآنية وأحاديث نبوية لم يقف عليها غيره فيها جواز استعمال تلك الألفاظ في غير الآثم (وهو غير موجود قطعاً)
هل يكفي ذلك لحمل تلك الألفاظ الواردة في هذه النصوص أنها في غير الآثم (؟؟)
لا بالطبع.
فذا صنيع الجهمية وأهل التحريف، بل لابد بعد من تأمل سياقات النصوص وجمع أدلة الباب لتحديد أي معاني تلك الألفاظ أراد المتكلم، أما حمل تلك الألفاظ على معنى معين منها لمجرد صلاحية هذا اللفظ للاستعمال في هذا المعنى فهو صنيع الجهمية المحرفة (أما حمل الألفاظ على معاني لاتصلح لها ولم يستعملها أهل اللسان فيها كما صنع ربيع = فهذا صنيع القرامطة الباطنية)
وقد نقلتُ في عدة مواضيع لي نقولاً تُعضد هذا التقعيد ولعلي أنقل اليوم نصاً جديداً ..
قال شيخ الإسلام: ((لا خلاف بين المسلمين، بل بين العقلاء أن التأويل حيث ساغ سواء كان في كلام الله أو كلام رسوله أو كلام غير الله ورسوله، إنما فائدته الاستدلال على مراد المتكلم ومقصوده، ليس التأويل أن ينشئ الإنسان معاني لذلك اللفظ أو يحمله على معان سائغة لم يقصدها المتكلم، بل هذا من أبطل الباطل وأعظمه امتناعاً وقبحاً، باتفاق العقلاء، وهو الذي يقع فيه هؤلاء المتأولون المحرفون كثيراً، فهم يضعون للألفاظ ما يمكن من المعاني الصحيحة، من غير نظر منهم في أن المتكلم قصد تلك المعاني أم لم يقصدها.
وعلى هذا فيكون التأويل كذباً وافتراء على المتكلم، إذا قيل معنى هذا الكلام هذا.
فإن معنى التأويل أنه قصد وأراد به كذا، وليس عند المتأول إلا أن هذا المعنى يصلح في الجملة أن يراد بهذا الكلام، ولكن قد يصلح أن يريد غيره ولا يصلح أن يريده هو ... فهكذا من نظر إلى ما يحتمله اللفظ من المعاني مما يصلح أن يريده من ينشئ الخطاب بذلك اللفظ = ففسر كلام الله وكلام رسوله به، كان في إفكه وضلاله بل في كفره ونفاقه أعظم من أولئك)).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 12:38]ـ
ومن الباب نفسه تفسير كلام الله ورسوله تفسيراً متكلفاً بآلة التقديرات النحوية، مع الغفلة عن مقصود الله ومقصود رسوله بالكلام ومع الغفلة عن تفسير السلف ..
يقول ابن القيم: ((وينبغي أن يتفطن ههنا لأمر لا بد منه وهو أنه لا يجوز أن يحمل كلام الله عز و جل ويفسر بمجرد الاحتمال النحوى الاعرابي الذي يحتمله تركيب الكلام ويكون الكلام به له معنى ما فإن هذا مقام غلط فيه أكثر المعربين للقرآن فإنهم يفسرون الآية ويعربونها بما يحتمله تركيب تلك الجملة ويفهم من ذلك التركيب أي معنى اتفق وهذا غلط عظيم يقطع السامع بأن مراد القرآن غيره
وإن احتمل ذلك التركيب هذا المعنى في سياق آخر وكلام آخر؛ فإنه لا يلزم أن يحتمله القرآن مثل قول بعضهم في قراءة من قرأ {والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} بالجر أنه قسم ومثل قول بعضهم في قوله تعالى {وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام} إن المسجد مجرور بالعطف على الضمير المجرور في به
ومثل قول بعضهم في قوله تعالى {لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة} إن المقيمين مجرور بواو القسم ونظائر ذلك أضعاف أضعاف ما ذكرنا وأوهى بكثير.
بل للقرآن عرف خاص ومعان معهودة لا يناسبه تفسيره بغيرها ولا يجوز تفسيره بغير عرفة والمعهود من معانية فإن نسبة معانية إلى المعاني كنسبة ألفاظه إلى الألفاظ بل أعظم فكما أن ألفاظه ملوك الألفاظ وأجلها وأفصحها ولها من الفصاحة أعلى مراتبها التي يعجز عنها قدر العالمين فكذلك معانية أجل المعاني وأعظمها وأفخمها فلا يجوز تفسيره بغيرها من المعاني التي لا تليق به بل غيرها أعظم منها وأجل وأفخم فلا يجوز حمله على المعاني القاصرة بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي فتدبر هذه القاعدة ولتكن منك على بال فإنك تنتفع بها في معرفة ضعف كثير من أقوال المفسرين وزيفها وتقطع أنها ليست مراد المتكلم تعالى بكلامه وسنزيد هذا إن شاء الله تعالى بيانا وبسطا في الكلام على أصول التفسير فهذا أصل من أصوله بل هو أهم أصوله)).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 12:55]ـ
تطبيق له صلة بمسألتناوفيه تنبيه على تفسير السلف للعصمة
(يُتْبَعُ)
(/)
في تفسير الطبري عند قوله تعالى: {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11)}.
فهمت الدنيا كلها أن ظاهر الآية إثبات وقوع الذنوب والظلم من الأنبياء، ولم يقل عاقل منهم إن هذا ظلم غير متضمن لإثم أو هو ظلم لكنه وقع سهواً، وإنما أثبت السلف الآية على ظاهرها، وفزع بعض اللغويين لتأويل الاستثناء، أما العبث بدلالة لفظة الظلم عبثاً قرمطياً فلم يخطر ببال أحد قبل ربيع وحزبه من المحرفة ..
والآن لنتأمل معاً في الآية وتفسير السلف لها وتأويلات المعربين وكلام الطبري تطبيقاً على ما تقدم:
قال الحسن البصري: ((كانت الأنبياء تذنب فتعاقب)).
قال ابن جريج: ((لا يخيف الله الأنبياء إلا بذنب يصيبه أحدهم، فإن أصابه، أخافه الله، حتى يأخذه منه)).
ثم ذكر الطبري بعض تأويلات النحاة هنا وهي ثلاثة:
1 - أن يكون الاستثناء منقطعاً.
2 - أن يكون المستثنى منه محذوفاً وليس هو الأنبياء.
3 - أن تكون إلا بمعنى الواو.
سبحان الله لم يخطر ببالهم وهم اللغويون العبث بلفظ الظلم ..
ثم قال الطبري -وهو محل الشاهد-: ((
قال أبو جعفر: والصواب من القول في قوله (إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ) عندي غير ما قاله هؤلاء الذين حكينا قولهم من أهل العربية، بل هو القول الذي قاله الحسن البصري وابن جُرَيج ومن قال قولهما، وهو أن قوله: (إِلا مَنْ ظُلِمَ) استثناء صحيح من قوله (لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلا مَنْ ظَلَمَ) منهم فأتى ذنبا، فإنه خائف لديه من عقوبته، وقد بين الحسن رحمه الله معنى قيل الله لموسى ذلك، وهو قوله قال: إني إنما أخفتك لقتلك النفس .... وأما الذين ذكرنا قولهم من أهل العربية، فقد قالوا على مذهب العربية، غير أنهم أغفلوا معنى الكلمة وحملوها على غير وجهها من التأويل. وإنما ينبغي أن يحمل الكلام على وجهه
من التأويل، ويلتمس له على ذلك الوجه للإعراب في الصحة مخرج لا على إحالة الكلمة عن معناها ووجهها الصحيح من التأويل)).(/)
أسأل عن المواد التى تكلمت على تغيير الفرد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:10]ـ
أرجو ممن عنده علم بالمواد الصوتية والمقروءة فى موضوع تغيير الفرد أن يكتبها هنا وبرواطها على النت
أبدأ أنا
سلسلة دعونا نتغير صوتيةللشيخ (ابراهيم العسعس) بلغت الى الان 15 شريط ولا أدرى متى سينهيها الشيخ
وهى موجهة للنخبة وأسلوبها فكرى عميق راقى جدا ويهتم باستخراج فوائد النصوص الفكرية الاجتماعية
وأنا أنوى تفريغها تفريغ شبه حرفى ان شاء الله ثم وضع حاشية عليها حسب علمى المحدود وهذا الرابط
http://altaghyeer.com/index.php?opti...d=18&Itemid=38(/)
الإمام الدارمي يرى جواز مخالفة السلف في جدال المبتدعة!
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:50]ـ
يقول الدارمي في الرد على الجهمية صـ23: ((وقد كان من مضى من السلف يكرهون الخوض في هذا وما أشبهه , وقد كانوا رُزقوا العافية منهم , وابتُلينا بهم عند دروس الإسلام وذهاب العلماء , فلم نجد بدا من أن نرد ما أتوا به من الباطل بالحق))
يعترف الدارمي أن ما خاض فيه في رده على الجهمية هو من نوع ما نهى عنه السلف , ونحن نعرف جميعا تشديد السلف من التابعين وأتباعهم في النهي عن جدال أهل الأهواء , والدارمي يعترف بذلك , لكنه يرى أن ظروف عصره أباحت له مخالفة ما نهى عنه السلف.
فهل لهذا الأمر نظائر أخرى؟ مما نهى أو أمر به السلف , ولتغير الأحوال اختلف حكمه , وجازت مخالفة السلف فيه؟
ولا شك أن هذا ليس مخالفة حقيقية للسلف , لكن قد يظنه البعض كذلك , لولا كلام الإمام الدارمي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 05:28]ـ
هذا فهم غير صحيح!
وإنما هو يرى أن هذا حكم أملته الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها.
فهو يقول: إن السلف نهوا عن ارتكاب مثل هذا في السعة، إذا وجد الإنسان منه بدا، أما إذا لم يجد منه بدا، فليس بخطأ، بل هو واجب كما ذكر الدارمي نفسه.
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 07:41]ـ
فهمي وفهمك صحيح
فأنا قد صرحت أن الاختلاف بين السلف والدارمي ليس اختلافا حقيقيا , ومعنى ذلك أنه اختلاف لفظي , وأنهم متفقون جميعهم على قول واحد.
وكل الذي طلبته هو النظر في أحوالنا: ما هي الأمور الأخرى التي تجيز لنا الضرورة مخالفة السلف فيها في شيء من مناهجهم مع المبتدعة؟ فهل وقفت الضرورة عند عصر الدارمي؟ أم أنه قد جدّت أمور تستوجب مواقف أخرى؟ وهل هناك ضرورات معاصرة لم تقع في زمن السلف , تبيح لنا المحظور في زمنهم , بشرط الإباحة الصحيح.
ثم هل النهي عن جدال المبتدع هو الأصل؟ أم أن جداله هو الأصل , إلا إذا اقتضت المصالح عدم جداله؟ الذي أفهمه من أمر الله عز وجل بجدال الكفار ((وجادلهم بالتي هي أحسن)) أن الأصل جدال الكفار بالتي هي أحسن , إلا إذا كانت المصلحة تقتضي ترك الجدال , كضعف المجادل في علمه وعدم قدرته على بيان الحق , ونحو ذلك من المصالح.
ثم إن أحسن وسائل دعوة أهل الضلال إلى الهداية هو جدالهم وبيان باطلهم ورد شبهاتهم , وهذا هو ما كان يفعله رسول الله (ص). فكيف يكون الأصل تحريم الجدال , إلا للضرورة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 07:45]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
أنا كنت أعني عبارتك:
(يعترف الدارمي أن ما خاض فيه في رده على الجهمية هو من نوع ما نهى عنه السلف)
وأما ما سألت عنه، فجوابه يرجع إلى قاعدة المصالح والمفاسد، كما قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه:
(إذ الإعراض عن القول المطرح أحرى لإماتته وإخمال ذكر قائله وأجدر أن لا يكون ذلك تنبيها للجهال عليه).
فإذا كانت المصلحة في هذا الإعراض وأنه فعلا أحرى لإماتته وإخمال ذكر قائله، فالسكوت لازم.
وإذا كان القول لا يزداد بالسكوت إلا انتشارا، ولا بالإعراض إلا ذياعا، كان الكلام والرد هو الوجه.
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 07:52]ـ
ما أحسن الاتفاق وما أعظم أثره على الألفة , وفقك الله تعالى وإياي.
يبقى السؤال الحقيقي عما لو ادعى شخص أنه قد استجدّت أمور تستوجب مخالفة منهج مشهور عن السلف في معاملة أهل البدع , هل نخالفه من جهة أن هذا لا يمكن أصلا؟ ولا ننظر في اختلاف الأحوال التي قد تقتضي ذلك؟ أم نخالفه - إذا خالفناه- من جهة أن الأمور التي ذكرتها لا تستوجب خلاف منهج السلف؟
ثم سؤال آخر فرعي: هل الجدل هو الأصل؟ أم المنع منه هو الأصل؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 07:55]ـ
المنع منه هو الأصل، ولا يلجأ إليه إلا إذا كانت مصلحته أرجح من مفسدته.
وأما قولك (إذا ادعى شخص .... ) إلخ، فهو راجع أيضا لما سبق ذكره من المصالح والمفاسد.
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 07:57]ـ
ما الدليل على أن الجدل الأصل فيه المنع؟ مع أن هذا في ظاهره خلاف كلام الله تعالى ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:00]ـ
بل هو يوافق كلام الله ورسوله تمام الموافقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والدليل قوله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}، وقوله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}، وقوله تعالى: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون}.
وقوله صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا).
والنصوص في هذا عن السلف والأئمة أكثر من أن تحصى.
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:14]ـ
أما قول الله عزوجل {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}، فهي تدل على عدم جواز الجدل الذي لا يكون بالتي هي أحسن , وليست في النهي عن الجدل بالتي هي أحسن. ونحن نقاشنا أصلا في الجدال بالتي هي أحسن هل الأصل فيه المنع أم عدم المنع. أما الجدال بالتي هي أسوأ فلا خلاف في أنه غير جائز , وليس هو الجدل المأمور به قي قوله تعالى ((وجادلهم بالتي هي أحسن)) , يقول ابن سعدي في تفسير الآية ((أي ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح بالحكمة أي كل أحد على حسب حاله وفهمه وقبوله وانقياده ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبدأة بالأهم فالأهم وبالأقرب إلى الأذهان والفهم وبما يكون قبوله أتم وبالرفق واللين فإن انقاد بالحكمة وإلا فينتقل معه إلى الدعوة بالموعظة الحسنة وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها والنواهي من المضار وتعدادها وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل فإن كان المدعو يرى أن ما هو عليه حق أو كان داعيه إلى الباطل فيجادل بالتي هي أحسن وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا من ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها فإنه أقرب إلى حصول المقصود وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها)).
وقوله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}، لا يدل على تحريم الجدل مطلقا , لكنه يدل على صفة في الإنسان , منها المذموم ومنها الممدوح.
وقوله تعالى: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} , هذا في جدال الكفار للمسلمين , لا في جدال أهل الحق لأهل الباطل.
وقوله صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا).فالمراء غير الجدال الذي أمر الله تعالى به , ولو كان هو لكان جدال الرسول (ص) للكفار مما يعارض ذلك , وجدال الصحابة للخوارج منه أيضا , فإن الرسول (ص) كان محقا في كل جدله , وابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان محقا في جداله مع الخوارج , وما تركوا الجدال , لكنهم تركوا المراء.
وأما أقوال السلف فلا يمكن أن تخالف ذلك , ولا بد من الجمع بينها وبين النصوص الآمرة بالجدل والدعوة بالتي هي أحسن.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:15]ـ
قال تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن) فهذا أمر بالجدال , فمن أين لك أن هذا الأمر ليس أصلا بل هو استثناء ... !!!!
وقال تعالى في قصة نوح (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا) فتأمل عبارة: فأكثرت جدالنا , ثم عد إلى قول بعضهم "المنع منه هو الأصل،". هذا لعمري من التقرير وفق المألوف , دون استحضار لعموم النصوص في الباب.
تحياتي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:16]ـ
لا خلاف بيننا فيما تقول، وأنا لم أقل إن الجدل بالتي هي أحسن محرم، فتأمل.
المقصود بهذه النصوص أن الأصل في الجدل هو المنع؛ لأن التقييد يفيد ذلك، فقوله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} فيه نهي واستثناء، وهذا يدل على أن الجواز محصور في الاستثناء وأن الأصل هو المنع.
وباقي النصوص تفيد هذا المعنى أيضا، فتأمل.
فقوله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} واضح أنه في سياق الذم، فلولا أن الأصل هو ذم الجدل لما صح المعنى.
وقوله تعالى: {ما ضربوه لك إلا جدلا} يفيد ذلك أيضا؛ إذ لو كان الأصل مدح الجدل لما ذمهم بذلك، ولقيد الكلام بأن يقول مثلا (ما ضربوه لك إلا جدلا مذموما)، كما قيده في الآية الأخرى {إلا بالتي هي أحسن}.
فالتقييد في موضع والإطلاق في موضع آخر يدل على أن الإطلاق هو الأصل، وهو سياق الذم.
ونصوص السلف واضحة لا تحتمل التأويل، وهي المرجع في فهم معاني النصوص.
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:26]ـ
رجعنا للاتفاق بحمد الله وهو أن الجدل بالتي هي أحسن الأصل فيه أنه مأمور به , إلا إذا اقتضت المصلحة تركه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:30]ـ
هذا لم نتنازع فيه أصلا، لأن كلامي كان عن سؤالك هذا:
ثم سؤال آخر فرعي: هل الجدل هو الأصل؟ أم المنع منه هو الأصل؟
فأنت سألت عن مطلق الجدل، ولم تسأل عن (الجدل بالتي هي أحسن).
وهذا كما نقول: الغيبة جائزة في الاستفتاء والجرح والتعديل ونحو ذلك.
وكذلك كما نقول: الكذب جائز في ثلاث.
وكما نقول: الحرير جائز فيما دون أربع أصابع.
فالأصل في مثل هذا كله المنع، ولا يصح أن يقال: (ما الأصل في الحرير دون أربع أصابع)؟
لأن هذا الموضع أصلا فرع لا أصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:37]ـ
بل الأصل أني أسأل عن الجدل المباح وهو الجدل بالتي هي أحسن , كيف أسأل عن الجدل المحرم الذي بالتي هي أسوأ؟
أرجع وأقول:رجعنا للاتفاق بحمد الله وهو أن الجدل بالتي هي أحسن الأصل فيه أنه مأمور به , إلا إذا اقتضت المصلحة تركه.
فهل على هذا كان السلف؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:41]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
لا يصح السؤال عن الأصل في (الجدل المباح)؛ لأنه مقيد في السؤال بأنه مباح، فكيف يسأل عنه؟
وكذلك لا يصح السؤال عن الأصل في (الجدل المحرم)؛ لنفس العلة.
المقصود بقولنا (الأصل) أنه هو المرجوع إليه عند الاختلاف، فمثلا إذا وجد موطن معين من الجدال واختلفنا أنا وأنت في كونه مشروعا أو ممنوعا، فحينئذ يحق لواحد منا أن يستدل بأن الأصل في الجدال هو المنع.
فهذا هو المراد، بارك الله فيك.
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:54]ـ
خرجنا أخيرا بأن الجدل بالتي هي أحسن في أقل أحواله أنه مباح , إلا إذا أفضى إلى مفاسد أعظم من مصالحه.
وسؤالي كان منطلقا من جدال أهل العلم كالدارمي , والذي الأصل فيه أنه من المباح. فكنتم أجببتم بأن الأصل فيه المنع. هذا سبب الإشكال عندي.
ولنترك هذا جانبا , فقد وصلنا إلى الاتفاق بأن الجدل بالتي هي أحسن ليس الأصل فيه أنه مباح , بل إنه مأمور به (مستحب أو واجب).
فإذا أردنا أن نقرر مذهب السلف ينبغي أن نقول: إنهم نهوا عن الجدل بالتي هي أسوأ , وأما الجدل بالتي هي أحسن فلم ينهوا عنه , إلا إذا أفضى إلى مفاسد أعظم من مصالحه. ولا يصح إطلاق القول بنهيهم عن جدال أهل الضلال؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 09:01]ـ
(الجدل بالتي هي أحسن) ما المقصود به؟
إما أن يقصد (التي هي أحسن مطلقا)، وإما أن يقصد (التي هي أحسن في الأسلوب).
فإن كان المقصود (التي هي أحسن في الأسلوب) فحينئذ يرد التقسيم الذي تفضلت بذكره.
وأما إن كان المقصود (التي هي أحسن في كل شيء) فحينئذ لا يرد هذا التقسيم؛ لأن (الجدل بالتي هي أحسن مطلقا) لا يمكن أن يؤدي إلى مفسدة أعظم من المصلحة، وإلا صار (بالتي هي أسوأ)!
وليس المراد بقولنا (الأصل) إطلاق القول بالنهي عن الجدال، وإنم المراد ما سبق ذكره في المشاركة 15.
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 09:08]ـ
ما زلنا نتفق , ليت كل حواراتنا هكذا
فالجدال بالتي هي أحسن إما أن نقول إن الأصل فيه أنه مأمور به , وهو إن كان المراد بالتي هي أحسن الأسلوب.
وإما أن نقول هو مأمور به مطلقا , ولا أصل ولا استثناء فيه , وذلك إن كان المراد بالتي هي أحسن الإحسان في كل شيء , حتى في غلبة مصالحه على مفاسده.
وهذا أقوى لتقريري السابق , الذي أتثبت من صحته , وهو قولي:فإذا أردنا أن نقرر مذهب السلف ينبغي أن نقول: إنهم نهوا عن الجدل بالتي هي أسوأ , وأما الجدل بالتي هي أحسن فلم ينهوا عنه , إلا إذا أفضى إلى مفاسد أعظم من مصالحه. ولا يصح إطلاق القول بنهيهم عن جدال أهل الضلال؟؟
ـ[أفلااطون]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 09:28]ـ
المنع منه هو الأصل.
قارن بين هذا وبين قوله تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن) فهذا أمر بالجدال , فمن أين لك أن هذا الأمر ليس أصلا بل هو استثناء ... !!!!
وقال تعالى في قصة نوح (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا) فتأمل عبارة: فأكثرت جدالنا , ثم عد إلى قول القائل "المنع منه هو الأصل،". هذا لعمري من التقرير وفق المألوف , دون استحضار لعموم النصوص في الباب.
تحياتي.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 10:00]ـ
/// بارك الله فيكم،، في نظري -ما دام الأمر للجدل الممدوح والمذاكرة- أنَّ ما نقله الدَّارمي عن السَّلف أيضًا في نهيهم عن الجدل يحتاج إلى تحرير معناه وصورته.
/// والذي يظهر أنَّ السَّلف إنَّما تركوا الجدل والمناظرة مع أهل البدع والباطل، وغلَّبُوا الهجر والمتاركة لنفعه دواءً، ولظهور الحقِّ وخفاء الباطل إلَّا قليلًا، وفي موضوعي عن الهجر على هذا الرابط من كلام ابن تيمية وما نقله عن الإمام أحمد دلائل على شيءٍ من هذا، ههنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=213
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 11:50]ـ
ما ذكرتموه شيخنا عدنان في ذلك المقال الرائع هو عين الصواب , وهو الذي يدل عليه الدليل , وهو تقرير أهل التحرير من السلف وأتباعهم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 05:02]ـ
وفقك الله أخي محسن
هو نفسه من السلف وإن كان بالنسبة لمن سبقه خلفا
.. فالعنوان فيه نظر
وجدال المبتدعة من الجهاد ..
والجهاد بعضه واجب وبعضه مستحب
فالواجب كرد الشبهات فهذا كجهاد الدفع
وأما تحذير السلف من مجادلتهم ..
فهو حين يكون الضرر رابيا على المصلحة
وليس في كل حال ..
وبعضهم لايحب جدالهم مطلقا لأن طبيعته كذلك
قال الإمام ابن تيمية:
كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين
(درء التعارض)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 01:57]ـ
/// الأخ الكريم: محسن زاهد .. بارك الله فيك وهدانا وسدَّدنا لمعرفة الحق والثبات عليه
/// ولإثراء هذا الموضوع ومثيله أحببت نقل كلام إمامٍ خبيرٍ بكلام السَّلف ومنهجهم، وخبير بطرق الجدال مع المبتدعة بأصنافهم، وهو الإمام ابن تيميَّة رحمه الله.
/// قال في درء التَّعارض (7/ 144 - 177): « ... والمقصودُ: أنَّ ظهور هذه في الإسلام كان ابتداؤه من جهة هؤلاء المتكلِّمين المبتدعين، وهذه هي من أعظم أصول هؤلاء المتكلِّمين، وهذه وأمثالها هي من الكلام الذي اتَّفَق سلف الأمَّة وأئمتُّها على ذمِّهِ والنَّهي عنه، وتجهيل أصحابه وتضليلهم؛ حيث سلكوا في الاستدلال طُرُقًا ليست مستقيمةً، واستدلُّوا بقضايا متضمِّنة للكذب، فلزمهم بها مسائل خالفوا بها نصوص الكتاب والسُّنَّة وصرائح المعقول، فكانوا جاهلين، كاذبين، ظالمين في كثيرٍ من مسائلهم، ووسائلهم، وأحكامهم، ودلائلهم.
وكلام السَّلف والأئمة في ذمِّ ذلك كثيرٌ مشهورٌ في عامَّة كتب الإسلام، وما من أحدٍ قد شَدَا طَرَفًا من العِلْمِ إلَّا وقد بَلَغَه من ذلك بعضُه، لكن كثير من الناس لم يحيطوا علمًا بكثيرٍ من أقوال السَّلَف والأئمَّة في ذلك وبمعانيها ...
وممَّن ذكر اتِّفاق السَّلف على ذلك الغَزَالي في أجَلِّ كتبه، الذي سمَّاه «إحياء علوم الدِّين»، قال: « ... وقال أحمد بن حنبل: لا يفلح صاحب الكلام أبدًا، ولا تكاد ترى أحدًا نَظَر في الكلام إلَّا وفي قلْبِهِ دَغَلٌ»، قال: «وبَالَغ فيه حتَّى هَجَر الحارث المحاسبي، مع زهده وورعه بسبب تصنيفه كتابًا في الردِّ على المبتدعة وقال: ويْحَكَ! ألستَ تحكي بدعتهم أوَّلًا ثم تردّ عليهم؟ ألستَ تحمل النَّاس بتصنيفك على مطالعة البِدعة والتفكُّر في تلك الشُّبُهات، فيدعوهم ذلك إلى الرَّأي والبحث».
قلت [يعني: ابن تيميَّة]: هجران أحمدَ للحارثِ لم يكن لهذا السَّبب الذي ذكره أبوحامد، وإنَّما هَجَرَه لأنَّه كان على قول ابن كلَّاب، الذي وافق المعتزلة على صِحَّة طريق الحركات وصِحَّة طريق التَّركيب، ولم يوافقهم على نفي الصِّفات مطلقًا، بل كان هو وأصحابه يثبتون أنَّ الله فوق الخلق عالٍ على العالم، موصوف بالصِّفات ويقرِّرون ذلك بالعقل، وإن كان مضمون مذهبه نفي ما يقوم بذات الله تعالى من الأفعال، وغيرها ممَّا يتعلَّقُ بمشيئته واختياره، وعلى ذلك بَنَى كلامه في مسألة القرآن ...
وأحمد رضي الله عنه قد ردَّ على الجهميَّة وغيرهم بالأدلة السمعيَّة والعقليَّة، وذكر من كلامهم وحججهم ما لم يذكره غيره، بل استوفى حكاية مذهبهم وحججهم أتمَّ استيفاءٍ، ثمَّ أبطل ذلك بالشَّرع والعقل ...
ولكن أحمد ذمَّ من الكلام البِدْعيِّ ما ذَمَّه سائر الأمَّة، وهو الكلام المخالف للكتاب والسُّنَّة، والكلام في الله ودينه بغيره علمٍ.
واستدلَّ أحمد بقوله تعالى: (قل إنَّما حرَّم ربِّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأنْ تشركوا بالله ما لم ينزِّل به سلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).
وأحمد أشهر وأكثر كلامًا في أصول الدِّين بالأدلَّة القطعيَّة؛ نَقَلَها وعَقَلَها من سائر الأئمَّة؛ لأنَّه ابتُلِي بمخالفي السُّنة، فاحتاج إلى ذلك، والموجود في كلامه من الاحتجاج بالأدلَّة العقليَّة على ما يوافق السُّنَّة لم يوجد مثله في كلام سائر الأئمَّة ...
والمقصودُ: أنَّ أحمد يستدلُّ بالأدلَّة العقليَّة على المطالب الإلهيَّة إذا كانت صحيحة؛ إنَّما يذمُّ ما يخالف الكتاب والسُّنة، أو الكلام بلا علمٍ، والكلام المبتدع في الدِّين، كقوله في رسالته إلى المتوكل: «لا أحبُّ الكلام في هذا إلَّا ما كان في كتاب الله أو حديثٍ عن الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم أو الصَّحابة أو التَّابعين، فأمَّا غير ذلك فإنَّ الكلام فيه غير محمودٍ».
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو لا يكره -إذا عرف معاني الكتاب والسُّنَّة- أن يعبِّر عنها بعبارات أخرى، إذا احتيج إلى ذلك، بل هو قد فعل ذلك، بل يكره المعاني المبتدعة في هذا، أي فيما خاض النَّاس فيه -من الكلام في القرآن والرؤية والقَدَر والصفات- إلَّا بما يوافق الكتاب والسنة وآثار الصَّحابة والتَّابعين، ولهذا كره الكلام في «الجسم» وفي «الحيِّز»، وفي اللَّفظ بالقرآن نفيًا وإثباتًا؛ لما في كُلٍّ من النَّفي والإثبات من باطلٍ، وكلامه في هذه الأمور مبسوطٌ في موضع آخر، كما هو معروفٌ في كتابه وخطابه.
والمذموم شرعًا ما ذمَّه الله ورسوله، كالجدل بالباطل، والجدل بغير علمٍ، والجدل في الحقِّ بعد ما تبين، فأمَّا المجادلة الشَّرعيَّة، كالتي ذكرها الله تعالى عن الأنبياء عليهم السَّلام، وأَمَر بها، مثل قوله تعالى: (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا)، وقوله: (وتلك حُجَّتنا آتيناها إبراهيم على قومه)، وقوله تعالى: (ألم تَرَ إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربِّه)، وقوله تعالى: (وجادِلْهُم بالَّتي هي أحسن)، وأمثال ذلك، فقد يكون واجبًا أو مستحبًّا، وما كان كذلك لم يكن مذمومًا في الشَّرع ...
هذا مع أنَّ السَّلَف والأئمة يذمُّون ما كان من الكلام والعقليَّات والجَدَل باطلًا، وإنْ قَصَد به نَصَر الكتاب والسُّنَّة؛ فيذمُّون من قَابَلَ بدعةً ببدعةٍ، وقابَلَ الفاسد بالفاسد، فكيف من قابل السُّنَّة بالبِدْعة، وعارض الحقَّ بالباطل، وجادل في آيات الله بالباطل؛ ليدحض به الحقَّ.
ولكن المقصود هنا: بيان ما ذكره من اتِّفاق أئمَّة السُّنَّة على ذَمِّه، وما ذكره من أنَّه هو وطريق الفلسفة لا يفيد كشف الحقائق ومعرفتها، مع خبرته بذلك.
وهو تكلَّم بحسب ما بَلَغَه عن السَّلَف، وما فهِمَه وعلِمَه ممَّا يُحْمَد ويُذَمُّ، ولم تكن خبرتُهُ بأقوال السَّلَف وحقيقة ما جاء به الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم كخبرته بما سلَكَه من طُرُق أهل الكلام والفلسفة؛ فلذلك لم يكن في كلامه من هذا الجانب من العِلْم والخبرة ما فيه من الجانب الذي هو به أخبر من غيره.
وذلك أنَّ ما ذَكَرَه من أنَّ مضرَّته هي إثارة الشُّبهات في العِلْم وإثارة التعصُّب في الإرادة إنَّما يقال إذا كان الكلام في نفسِهِ حقًّا؛ بأن تكون قضاياه ومقدِّماته صادقةً بل معلومةً.
فإذا كان مع ذلك قد يورث النَّظَر فيه شُبَهًا وعداوةً قيل فيه ذلك.
والسَّلف لم يكن ذمُّهُم للكلام لمجرَّد ذلك، ولا لمجرَّد اشتماله على ألفاظٍ اصطلاحيَّةٍ إذا كانت معانيها صحيحةً، ولا حرَّموا معرفة الدَّليل على الخالق وصفاته وأفعاله؛ بل كانوا أعلم النَّاس بذلك، وأعرفهم بأدلَّة ذلك، ولا حرَّموا نظرًا صحيحًا في دليلٍ صحيحٍ، يفضي إلى علمٍ نافعٍ، ولا مناظرة في ذلك نافعة؛ إمَّا لهدى مسترشدٍ، وإما لإعانة مستنجدٍ، وإمَّا لقطع مُبْطِلٍ متلدِّدٍ؛ بل هم أكمل النَّاس نظرًا واستدلالًا واعتبارًا، وهم نظروا في أصحِّ الأدلَّة وأقومِها ...
والسَّلف كان نظرهم في خير الكلام وأفضلِه وأصدقِه وأدلِّه على الحقِّ؛ وهو كلام الله تعالى، وهم ينظرون في آيات الله تعالى التي في الآفاق، وفي أنفسهم؛ فيرون في ذلك من الأدلَّة ما يبيَّن أنَّ القرآن حقٌّ، قال تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيَّن لهم أنَّه الحق) ...
والمقصود هنا: أنَّ السَّلف كانوا أكمل النَّاس في معرفة الحقِّ وأدلَّته، والجواب عمَّا يعارضه، وإن كانوا في ذلك دَرَجات، وليس كُلٌّ منهم يقوم بجميع ذلك، بل هذا يقوم بالبعض، وهذا يقوم بالبعض، كما في نقل الحديث عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وغير ذلك من أمور الدِّين.
والكلام الذي ذمُّوه نوعان:
أحدُهما: أنْ يكون في نفسِهِ باطلًا وكذِبًا، وكل ما خالف الكتاب والسُّنَّة فهو باطلٌ كذبٌ؛ فإنَّ أصدق الكلام كلامُ الله.
والثَّاني: أنْ يكون فيه مفسدة، مثلما يوجد في كلام كثير منهم، من النَّهي عن مجالسة أهل البِدَع ومناظرتهم ومخاطبتهم والأمر بهجرانهم. وهذا لأنَّ ذلك قد يكون أنفع للمسلمين من مخاطبتهم؛ فإنَّ الحق إذا كان ظاهرًا قد عرفه المسلمون، وأراد بعض المبتدعة أنْ يدعو إلى بدعته فإنَّه يجب منعُهُ من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا هُجِر وعُزِّر كما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ بن عِسْل التَّميمي وكما كان المسلمون يفعلونه، أو قُتِل، كما قَتَل المسلمون الجعد بن درهم وغيلان القَدَري وغيرهما =كان ذلك هو المصلحة.
بخلاف ما إذا ترك داعيًا وهو لا يقبل الحق؛ إمَّا لهواه، وإمَّا لفساد إدراكه؛ فإنَّه ليس في مخاطبته إلَّا مفسدة وضرر عليه وعلى المسلمين.
والمسلمون أقاموا الحُجَّة على غيلان ونحوه، وناظروه وبيَّنُوا له الحق، كما فعل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه واستَتَابه، ثم نكث التوبة بعد ذلك فقتلوه. وكذلك عليٌّ رضي الله عنه بَعَث ابن عبَّاسٍ إلى الخوارج فنَاظَرهم، ثُمَّ رَجَع نِصْفُهم، ثم قاتل الباقين.
والمقصود: أنَّ الحقَّ إذا ظَهَر وعُرِف، وكان مقصود الدَّاعي إلى البِدْعة إضرار النَّاس قُوْبِل بالعقوبة؛ قال الله تعالى: (والذين يحاجُّون في الله من بعد ما استجيب له حُجَّتُهم داحضةٌ عند ربِّهم وعليهم غَضَبٌ ولهم عذابٌ شديدٌ).
وقد ينهون عن المجادلة والمناظرة؛ إذا كان المناظِرُ ضعيف العِلْم بالحُجَّة، وجواب الشُّبهة؛ فيُخَاف عليه أنْ يفسده ذلك المضِلُّ، كما يُنْهَى الضَّعيف في المقاتلة أن يقاتل عِلْجًا قويًّا من عُلُوج الكُفَّار؛ فإنَّ ذلك يضرُّه ويضرُّ المسلمين بلا منفعةٍ، وقد يُنْهَى عنها إذا كان المناظِر معاندًا يظهر له الحق فلا يقبله –وهو: السُّوفسْطائي-؛ فإنَّ الأمم كلهم متَّفقُون على أنَّ المناظرة إذا انتهت إلى مقدِّماتٍ معروفةٍ بيِّنةٍ بنفسها، ضروريَّةٍ، وجحدها الخصم كان سوفسطائيًّا، ولم يُؤْمَر بمناظرته بعد ذلك، بل إن كان فاسد العقل داوَوْه، وإن كان عاجزًا عن معرفة الحق -ولا مضرَّة فيه- تَرَكُوه، وإن كان مستحقًّا للعقاب عاقبوه، مع القدرة؛ إمَّا بالتَّعزير وإمَّا بالقتل، وغالب الخلق لا ينقادون للحق إَّلا بالقهر.
والمقصودُ: أنَّهم نَهَوا عن المناظرة مَنْ لا يقوم بواجبها، أو من لا يكون في مناظرته مصلحة راجحة، أو فيها مفسدة راجحة.
فهذه أمور عارضة تختلف باختلاف الأحوال.
وأمَّا جنس المناظرة بالحقِّ فقد تكون واجبةً تارةً، ومستحبَّةً تارةً أخرى.
وفي الجملة: جِنْسُ المناظرة والمجادلة فيها محمود ومذموم، ومفسدة ومصلحة، وحق وباطلٌ ...
وممَّا يبين هذا أنَّ السَّلف لم يذمُّوْا التَّكلُّم بأسماء مفردةٍ؛ كالجوهر والجسم والعَرَض؛ فإنَّ الاسم المفرد ليس بكلامٍ، ولا يتكلَّم به أحدٌ!
وإنَّما ذمُّوا الكلام المؤلَّف، الدَّال على معانٍ، والذين كانوا يتكلَّمون بهذه الأسماء كان كلامهم متضمِّنًا لأمورٍ فيها افتراء على الله ورسوله، إمَّا إثبات ما نفاه الله، وإمَّا نفي ما أثبته الله، ومتضمَّنة لمعانٍ باطلةٍ هي كذبٌ وباطلٌ في نفس الأمر.
والمقصود هنا: التَّنبيه على جنس ما مَدَحه السَّلف وذمُّوه، وأنَّهم كانوا أعرف النَّاس بالحقِّ وأدلَّته، وبطلان ما يعارضه.
وإنَّما يَظُنُّ بهم التَّقصير في هذا من كان جاهلًا بحقيقة الحقِّ، وبما جاء الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم من العِلْم والإيمان، وبما وَصَل إليه السَّلف والأئمَّة، فجهْلُه بالأول يوجب أن لا يعلم الحقَّ، بل يعتقد نقيضه، وجهْلُه بالثَّاني يوجب ظنَّه أنْ ليس فيما جاء به الرَّسول بيان الحقِّ بأدلَّته، والمناظرة عنه، وجهْلُه بالثَّالث يوجب ظنَّه أنَّ السَّلف ذمُّوا الكلام بالأدلَّة الصَّحيحة المفضية إلى العِلْم بالله وصفاته خوفًا من الشُّبهات والأهواء!
بل الأصل في ذمِّ السَّلف للكلام هو اشتماله على القضايا الكاذبة، والمقدِّمات الفاسدة، المتضمِّنة للافتراء على الله تعالى وكتابه ورسوله ودينه؛ فهذا هو الكلام المذموم بالذَّات، وهو الكلام الكاذب الباطل.
وأمَّا الكلام الذي هو حقٌّ وصِدْقٌ فهذا لا يُذَمُّ بالذَّات، وإنَّما يُذَمُّ المتكلِّم به أحيانًا؛ لاشتمال ذلك على مضرَّةٍ عارضةٍ، مثل ما يحرم القذف وإن كان القاذف صادقًا إذا لم يكن له أربعة شهداء، ومثل ما تحرم الغيبة والنَّميمة ونحو ذلك ممَّا هو صِدْقٌ، لكن فيه ظُلمٌ للغير». انتهى مختصرًا.
/// وقال رحمه الله في درء التَّعارض (8/ 51 - 52) أيضًا: « ... قلتُ: قول القائل: (إنَّ الصَّحابة رضي الله عنهم ماتوا وما عرفوا ذلك) فيه تفصيلٌ، وذلك أنَّ هذا الكلام فيه حقٌّ وباطلٌ.
فأمَّا الباطل فهو مثل إثبات الجوهر الفرد، وطفرة النَّظَّام، وامتناع بقاء العَرَض زمانين، ونحو ذلك =فهذا قد لا يخطر ببال الأنبياء والأولياء من الصَّحابة وغيرهم، وإنْ خطر ببال أحدهم تبيَّن له أنَّه كذب؛ فإنَّ القول الباطل الكذب هو من باب ما لا ينقض الوضوء، ليس له ضابط، وإنَّما المطلوب معرفة الحق والعمل به. وإذا وقع الباطل عُرِف أنَّه باطِلٌ، ودُفِع، وصار هذا كالنَّهي عن المنكر، وجهاد العدوِّ، فليس كُلُّ شيءٍ من المنكر رآه كل من الصَّحابة وأنكروه، ومع هذا فلا يُقْطَع على كُلٍّ من الصَّحابة بأنَّهم لم يعرفوا أمثال هذه الأقاويل، ويعرفوا بطلانها؛ فإنَّهم فتحوا أرض الشَّام ومصر والمغرب والعراق وخراسان، وكان بهذه البلاد من الكفار المشركين الصَّابئين وأهل الكتاب من كان عنده من كتب أهل الضَّلال -من الفلاسفة وغيرهم- ما فيه هذه المعاني الباطلة فربَّما خُوْطِبوا بهذه المعاني بعبارةٍ من العبارات، وبيَّنوا بطلانها لمَنْ سَأَلهم.
والواحد مِنَّا قد يجتمع بأنواعٍ من أهل الضَّلَّال ويسألونه عن أنواعٍ من المسائل ويُوْرِدُون عليه أنواعًا من الأسولة والشُّبُهات الباطلة؛ فيجيبهم عنها، وأكثر النَّاس لا يعلمون ذلك، ولا ينقلونه.
والشَّافعي و أحمد وغيرهما من الأئمَّة قد ناظروا أنواعًا من الجهميَّة أهل الكلام، جرى بينهم من المعاني ما لم يُنْقَل، ولكن مَنْ عَرَف طريق المناظرين لهم، والمسائل التي ناظروهم فيها عَلِم ما كانوا يقولونه، كالفقيه الذي يعرف أنَّ فقيهين تناظَرَا في مسألةٍ من مسائل الفقه، مثل مسألة قتل المسلم بالذِّمِّي أوالقتل بالمثقَّل ونحو ذلك =فينقل المناظرة من لم يفهم ما قالاه فيعرِفُ الفقيه الفاضل ممَّا نُقِل ما لم يُنْقَل».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 09:00]ـ
و مع كل هذا التفصيل يبقى ما أرشد اليه السلف من ذكر السنة و عدم الجدال عليها أحسن الطرق و اوفرها للجهد و المال و الوقت و ارجاها تأثيرا و تناغما مع عامل الوقت وأنفعها في اطفاء نار الفتن لمن خبر نفسه و ميلها للزهو ونفوس الناس وميلها للعناد و المكابرة مع ان في كل الطرق خير و بعضها قد يتأكد قبل البعض الآخر
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 01:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي المحسن الزاهد زاده الله احسانا وزهدا ووفقني واياه لقول الحق والعمل به أما بعد
فقد لفت انتباهي قولك الإمام الدارمي يرى جواز مخالفة السلف في جدال المبتدعة
والعبارة بهذه الصيغة بحاجة الى تحرير أو تصحيح فالامام الدارمي رحمه الله لا يرى جواز مخالفة السلف في جدال المبتدعة بليرى خلافا لبعض السلف جواز جدال المبتدعة للحاجة والضرورة
وعليه فعبارتك بتلك الصياغة المشار اليها موهمة فأرجوا البيان وشكرا ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 09:01]ـ
و مع كل هذا التفصيل يبقى ما أرشد اليه السلف من ذكر السنة و عدم الجدال عليها أحسن الطرق و اوفرها للجهد و المال و الوقت و ارجاها تأثيرا و تناغما مع عامل الوقت وأنفعها في اطفاء نار الفتن لمن خبر نفسه و ميلها للزهو ونفوس الناس وميلها للعناد و المكابرة مع ان في كل الطرق خير و بعضها قد يتأكد قبل البعض الآخر
/// بارك الله فيكم وجزاكم خيرا .. وقد أعجبني تفصيلك في آخر تعقيبك.
/// وفي مسائل أحمد رواية صالح (2/ 167) قال: "كتب رجل إلى أبي يسأله عن مناظرة أهل الكلام والجلوس معهم، فأملى علي جوابه: أحسن الله عاقبتك ودفع عنك كل مكروه ومحذور.
الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم أنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل الزيغ وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله جل وعز. لا يعد ذلك.
ولم يزل الناس يكرهون كل محدث من وضع كتاب أو جلوس مع مبتدع ليورد عليه بعض ما يلبس عليه في دينه.
فالسلامة إن شاء الله في ترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم.
فليتق الله رجل وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غدا من عمل صالح يقدمه لنفسه ولا يكون ممن يحدث أمرا فإذا هو خرج منه أراد الحجة له فيحمل نفسه على المحك فيه وطلب الحجة لما خرج منه بحق أو باطل ليزين به بدعته وما أحدث.
وأشد ذلك أن يكون قد وضعه في كتاب فأخذ عنه فهو يريد يزين ذلك بالحق والباطل وإن وضح له الحق في غيره نسأل الله التوفيق لنا ولك ولجميع المسلمين والسلام عليك".(/)
" إيقاظ " الصحوة الإسلامية!!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 04:31]ـ
إبراهيم العسعس
الصحوةُ في سبيلها إلى النوم! ... فلا بُدَّ ـ إذن ـ من يَقَظة قوية!
بدايةٌ مزعجةٍ لقضيةٍ غيرٍ مفكر فيها عند كثير من الناس .. لكنَّه " الإيقاظ " فعلٌ مُزعج، وصاحبُه غيرُ محبوب، خاصةً عند من يظنُّ نفسَه في حالة صَحْوٍ!
يحتاج بحثُ القضية لكثير من الصراحة والجرأة، فهل نمتلكُ القدرةَ على وضع أنفسنا وجهودنا تحت مِجهر النقد؟! إنَّها أزمة، وأزمةٌ ضخمة، ضخامةَ موضوعها، وخطيرةٌ خطورةَ أهدافها! ومن أجل تجاوزها، والتعامل معها بطريقة سليمة، نحتاج لِما هو أكثر من تغيير الأسماء، واجترار الأشكال، وتقليد السابق. إنَّ تحقيق اليقظة لا يُمكن أن يتمَّ بالتصورات والإمكانات المعمول بها الآن. إنَّ ممارسة النقد دليلٌ على الوعي، والوعيُ يُؤهلنا للتعامل مع الأفكار بشكل مُنفصل عن الأشخاص، وتقويمِ النتائج على أرض الواقع بعيداً عن تُهمة التحيُّز مع أو ضد الذين حقَّقوا هذه النتائج.
والتحدي الذي يُواجه أيَّ محاولة للإيقاظ يَكمُن في الاستعداد لإعادة طرح الأسئلة القديمة، والالتفاتِ للأسئلة الجديدة التي تُفرزها مُعطيات الواقع الذي نعيش. ولا شكَّ أنَّ طرح الأسئلة سيُشعر المعنيين بالمأزق، وسيدفعهم إلى كدِّ الذهن في البحث عن سُبُل الخروج منه، وسيوقفهم أمام مسؤوليتهم الشخصية.
إنَّ كلَّ من يتحدث، أو يكتب إذا استطاع ـ على الأقل ـ إثارةَ التساؤلات عند الدعاة والقائمين على العمل الإسلامي، بل وكلِّ مهتم، فسنتقدم خطوةً إلى الأمام، وسنُدرك بأنَّنا حقَّقنا تقدُّماً ملموساً مع الأيام، فما الظنُّ إذا استطاعت الجهودُ المُلِّحةُ، الضاربةُ على جدار هذا الموضوع أنْ تُساهم في اليقظة، وتحريك الماء الراكد؟!
اليقظةُ شيءٌ آخر لا يقتصر على فتح العينين، وفركهما، إنها صحوةٌ قوية تقتضي:
مراجعة ...
وندماً على ما فات ...
وفكرة واضحة ...
وبصيرة نافذة ...
وعزماً على التصحيح ...
ثمَّ إرادة تُحوِّل كلَّ ذلك إلى عمل مستمر، ومحاسبة دائمة. وكم يعجبني تعريف ابن القيم رحمه الله لليقظة إذ يقول:" ... هي انزعاجُ القلب، لروعة الانتباه، من رَقْدة الغافلين " (تهذيب مدارج السالكين: 1/ 153). إنها انتفاضةٌ مزعجةٌ تُؤرق القلب، وتُزعجه ندماً على ما فات أيام الغفلة والنوم، ثمَّ هي إحساس بروعة الوعي، وحلاوة الفهم، وعظمة الصحو. وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟!
إنَّ الحُداة يَطرقون آذاننا بنشيدهم، ألا استيقظوا، ولا تكتفُوا بصحوة تقف بكم عند فتح العيون، والتثاؤب من بقايا كسل النوم! والترتيل يُردِّد: " قل إنما أعظكم بواحدة: أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ... " (سبأ: 46). يقول لنا القرآن إنَّ اليقظة الفاعلة هي اليقظة المستمرة التي لا تقف عند حدٍّ، ولا تعتمد على انتباهةٍ ضعيفةٍ مغرورة، إنَّها تنميةٌ دائمة دائبة لا تفتر عن فعل اليقظة، والمراجعة، والمحاسبة، وإلا فالبديل رهيب، وخطط المراقبين لن ترحمنا، وستنتهي الصحوة إلى ذكرى، وإلى مجرد مرحلة تاريخية، ككثير من تجارب النهوض التي مرت بالأمَّة، أو التي مرت بها الأمَّة!
إنَّ العلمانيين، ومعهم المؤسسة الجاهلية يراهنون منذ زمن على أنَّ الصحوة الإسلامية ليست إلا مُجرد مرحلة أفرزتها عواملُ اقتصادية، واجتماعية، وسياسية! ويراهنون على " أنَّ الصحوة الإسلامية في طَوْر التراجع، وأنَّ العمل الإسلامي قدَّم ما لديه وهو يُعاني من الضمور ". ولقد قُدِّمت دراسات، ورُفعت توصيات للتعامل مع هذه العوامل للتأثير على الصحوة وجوداً ونُموَّاً. والواقع أنَّ القوم قطعوا أشواطاً في هذا المجال.
فما هي ردة فعلنا تجاه هذا الذي يحدث؟
نستطيع أن نقول ـ وقد قيل ـ: إنَّهم حاقدون مُغرضون .. الخ .... وبهذا نريح أنفسنا من مؤونة البحث، والتدقيق، ومأزق مواجهة الذات! ولا عجب، فهذا هو المِشجب الذي اعتدنا أنْ نُعلِّق عليه أزماتنا! وهنا تكمُن المشكلة، فنحن ننام، ونستغرق في النوم حتى يأتي من يُهاجمنا، أو ينتقدنا، فنقوم عندها لندافع، ونُبرِّر، ونهاجم. وهذا الأسلوب ليس خاصاً بالإسلاميين، بل إنَّه ماركة مسجلة باسم شعوب المنطقة التي ننتسب إليها. إنه أسلوب إبليسي. إذ إن آدم عليه السلام عصى، وإبليس عصى، لكنَّ آدم عليه السلام عندما نُبِّه تَنبَّه، ولم يجد اللهُ له عزماً. أما إبليس فقد أصرَّ واستكبر عندما عُرضت عليه معصيته، وذهب يُدافع عن نفسه ويسوق المُسوغات الهزيلة! وأعود إلى المشكلة: لماذا نرفض مراجعة أنفسنا، ونبقى نحيا على الأماني حتى إذا جاء من يصدمنا بكشف واقعنا لنا ـ بصرف النظر عن نيته ـ إمَّا أن نَنْتكس! وإمَّا أن نصرَّ ونَخبط يمنةً ويسرةً في تبريراتنا!
إنَّ موقف الاعتراف، ومراجعة الذات قمةُ الإنسانية.
لقد آن الأوان للعاملين في الساحة الإسلامية كي يُعيدوا النَّظر في واقع العمل الإسلامي، ولا ينتظروا الآخرين ليقوموا بهذا الدور عنهم، مُكتفين بردَّات الفعل غير الناضجة. وحينها ستصدُق فينا ظُنون العلمانيين، والأبحاثِ العابرة للبحار، من أنَّنا مُجرد مرحلةٍ ألَمَّت بالمنطقة، كسحابة صيف، ثم تُوشك أنْ تَقشَّعا!
إنَّ الهدف من هذا الإيقاظ إثارةُ صفة الآدمية داخلنا، فإنْ حصل صحَّ لنا شرفُ الانتساب لآدم عليه السلام. وإلا .... فما ثمَّة إلا إبليس ... ولنا الخيار!(/)
الأزمة الواقعية للديمقراطية .... بقلم/عبدالرحيم السلمي
ـ[النهر الجاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 09:55]ـ
ظهرت الديمقراطية بعد الثورات الكبرى ضد النظام القديم, لتكون هي المعبرة عن ثقافة العصر الحديث, وقد فتن الناس بها, وبهرتهم شعاراتها, مثل الحرية, والضمانات الإجرائية في الاتهام والمحاكمة وحقوق الإنسان, وحرية العبادة, والحريات الشخصية, ولهذا اندفعوا نحوها, وأصبحت هي الدين الجديد في العصر الحديث.
يقول "كارل بيكر": وكما كان الناس على استعداد لأن يقاتلوا في سبيل الدين والكنيسة أصبح الرجل على أهبة القتال والموت في سبيل دولته وشعبه" (1).
ولكن هذا الانبهار أخذ يتبدد بعد زوال غمامة الحماسة, فزالت السكرة وبقيت الفكرة. وظهرت الأزمات المتلاحقة للديمقراطية, وضعفت الثقة بهذا النظام في أغلب الدول التي طبقته, وكما يقول "بارثلي": " لقد كان لبعض المفكرين الأحرار في القرن التاسع عشر ثقة بالغة في نظام الحكومة الديمقراطية النيابية, ولكن حرارة تلك الثقة قد عاجلها الهبوط والفتور في العصر الحديث" (2) , وهذا ما جعل عدداً غير قليل يتبنى الأنظمة الاشتراكية كدول أوروبا الشرقية ونحوها.
وقد برزت مظاهر هذه الأزمة في مجالات متعددة, ونقاط مختلفة يمكن من خلالها تصور حقيقة الأزمة في الأنظمة الديمقراطية:
1 - مفهوم الديمقراطية:
يعتبر مصطلح الديمقراطية من المصطلحات الغامضة والمضطربة, لأنها تطلق على أشكال مختلفة بحيث يصعب إدراك المفهوم الصحيح من الزائف, وأي محاولة لتحديد مفهوم الديمقراطية بدقة علمية فإنه يواجه بتعقيدات كثيرة.
ولعل الأفكار الآيديولوجية المختلفة حول العلاقة بين "الحرية والمساواة" من أبرز أسباب الغموض والضبابية, وهذا ما يؤكده المؤرخ الإنجليزي "أرنولد توينبي" (3) عندما قال: "أصبح استخدام اصطلاح الديمقراطية مجرد شعار من الدخان لإخفاء الصراع الحقيقي بين مبدأي الحرية والمساواة" (4). ولهذا ظهر من أنماط الديمقراطية ما يعرف بالديمقراطية الليبرالية, والديمقراطية الشعبية, والديمقراطية الاشتراكية, هذا بالإضافة إلى اختلافات قوية بين الأنظمة الديمقراطية في نظام الأحزاب, والانتخابات, وتشكيل الحكومة ودورها ونحو ذلك.
2 - الأحزاب السياسية:
عماد الأنظمة الديمقراطية هي الأحزاب السياسية, ولا يمكن نجاح العملية الديمقراطية دون وجود أحزاب سياسية, ولكن الأحزاب السياسية-أيضا-هي من أشد أزمات الديمقراطية. ومع مكانة الأحزاب في الأنظمة الديمقراطية فقد شكك فيها عدد من مؤسسي الولايات المتحدة لما فيها من النتائج السيئة للروح الحزبية فيرى "جورج واشنطن" أن "الروح الحزبية في البلاد الديمقراطية النيابية هي روح يجب عدم تشجيعها" (5).
فالأحزاب تسيطر عليها أقلية محددة لاسيما إذا كان عدد أفراد الحزب كثيراً، بحيث تصبح الرقابة على قيادة الحزب صورية، " وينتهي الأمر إلى الاكتفاء بالاطلاع على بيانات غاية في الإيجاز تتعلق بأعمال الحزب ... وهكذا يعتاد رئيس الحزب على القيام بحل كثير من المسائل الهامة دون عرضها على الأشخاص المنتمين للحزب " (6).
وبهذا تكون الأحزاب السياسية غير معبّرة عن إرادتها فضلا عن إرادة الأمة. ويزعم الديمقراطيون أن النظام الحزبي يقضي بتعددّية الرأي الموصل لأفضل الآراء والأفكار ولكن الحقيقة أن الصراع الحزبي ليس صراعاً يهدف للوصول إلى نتيجة موضوعية بغض النظر عن الأشخاص بل هو يستدعي التكتل والتحزب المفرّق للأمة، وهذا ما يزرع بينها العداوة والبغضاء، والاجتماع حول الأشخاص دون مراعاة للأصلح، ولهذا فالمنافسة تولّد التفرّق. يقول "هارولد لاسكي": "إن نظام المجموعة يميل إلى تجميع السلطة حول الأشخاص أكثر من تجميعها حول المبادئ " (7).
وكذلك فالأحزاب تحرص على أن يكون لها برامج, ولكنها قلّما تفي بمبادئها وبرامجها, يقول "جارنر ": إن الحزبين الكبيرين في أمريكا لم يظلا متمسكين بمبادئهما وبرامجهما ثابتين عليها سواء من الناحية النظرية أو الناحية العملية " (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما تتعدد الأحزاب يصعب في العادة أن يحرز حزب الأغلبية المطلقة للمقاعد البرلمانية وبالتالي يتحتم تشكيل حكومة ائتلافية, وهذا النوع من الحكومات مع ما فيه من التعقيدات وتوزيع المسئوليات كجهات مختلفة ومتباينة فهذا أيضاً يشتمل على عدم استقرار وزاري، وهذا بالتالي يؤدي إلى فقدان روح الاستمرار في الحياة السياسية لأن الوزارة لا يتاح لها الوقت الكافي للإلمام بالمسائل التي يتطلب انجازها فضلاً عن النجاح، وهذا ما يجعل الوزارة تفقد الشعور بالمسؤولية، وبالتالي يؤدي إلى عدم الاهتمام بأمر المصالح العليا.
يقول "مارليو": "إن عدم الاستقرار هو الداء المميت للنظام البرلماني لاسيما في أوقات الأزمات" (9).
3 - نظام الانتخابات:
تظهر أزمة الديمقراطية في الانتخابات من ناحية أن الناخبين ليسوا على مستوى واحد في المعرفة والبصيرة، فالمساواة بين صوت العالم والجاهل، والحكيم والسفيه، مساواة في غير محلها، ولهذا فان الناخبين عرضة للتضليل، وأساليب الغش والخداع والرشوة التي تلجأ لها الأحزاب لشراء أصوات الناخبين.
وهذا ما يقضي على الميزات الفردية، والمواهب والقدرات، والتسوية بين الأفراد في الانتخابات منافية للفطرة والعقل الذي يميز بين العالم وغير العالم، والمتخصص وغير المتخصص.
وإذا كان الانتخاب هو عملية اختيار الناخب لمن يمثله في البرلمان، فان هذا غير متوافق مع صورة اختياره في أُموره الخاصة، لان جهل الناخب وقلة صلاحياته تجعل اختياره غير موافق للمصلحة بالتأكيد.
فالانتخاب بحاجة لوعي وثقافة وقدرة على التمييز بين الصحيح والمزيف، وهذا غير موجود في الناخبين، والإعلام لا يحقق هذه الغاية، لأنه مملوك لجهة توظفه لأغراضها الخاصة، ولهذا يستعمل الكذب والخداع للوصول لأهدافه الخاصة.
فالانتخابات ليست عملية توصل لاختيار الأكفاء، بل هي عرضة للتضليل والخداع كما تقدم.
يقول "لاسكي" عن التضليل والمخادعة والكذب في الحملات الانتخابية: " إن من الأمور المعروفة لنا جميعاً أن الحملة الانتخابية لرئاسة الجمهورية الأمريكية هي عبارة عن أربعة أشهر من الفساد" (10).
ويقول أيضاً:"إن الأغلبية الكبرى للناخبين ينقصهم الاهتمام أو الدراية بسير الشؤون السياسية، وأنهم لم يربوا التربية المناسبة التي يتطلبها أمر القيام بذلك العمل السياسي" (11).
4 - عدم كفاءة البرلمان:
البرلمان هو نتيجة الانتخابات التي تعتمد على الكثرة العددية، وقد تكونت الأحزاب لاستقطاب الناخبين ووضع برامج لإقناعهم، وهي برامج تعتمد على عقائد سياسية لها مفكرون وكتّاب معينون، وقد تقدّم بيان الآثار السلبية للأحزاب السياسية، وعدم تمثيلها لحقيقة آراء المنتمين لها، فضلاً عن تعبيرها عن إرادة الأمة، وقد تبين لنا أن الانتخابات نظام عقيم في التوصل للأكفاء، ولهذا فلا غرابة أن تكون نتيجة اختياره ضعيفة، ولهذا يتم اختيار من لا يصلح للعمل في أية وظيفة من الوظائف في أصغر المقاطعات كما يقول "بارثلي" (12).
والحكومة التنفيذية في النظام البرلماني تؤخذ من البرلمان، فهي بالتالي تأخذ السلبية ذاتها الموجودة في البرلمان، أما في النظام الجمهوري فهي تكون بمنزلة البرلمان الذي يتم الاقتراع على أعضائه مباشرة.
وهذا ما يجافي التخصص في الوزارات المسندة إلى المرشحين، ولهذا آثار سيئة على إدارة الوزارة والوصول لمصالح الأفراد العامة. ومن جهة أُخرى فالبرلمانات لا تمثل الشعب والقانون الصادر عنها لا يمثل الأمة، فالبرلمان-في الحقيقة-لا يمثل سوى أقلية من عدد الناخبين، وذلك إذا أسقطنا عدد الذين لم يشاركوا في التصويت وعدد الأصوات الفاشلة، وعدد الذين لا تنطبق عليهم شروط المشاركة في الانتخابات، وأما القرارات فهي تصدر بأغلبية أعضاء البرلمان الذي بينا أنه لا يمثل الشعب كله، ولهذا فعدم تمثيلها للأمة من باب أولى (13).
5 - الطبقة الغنية المسيطرة (الديكتاتورية):
تنقلب الديمقراطية إلى ديكتاتورية عن طريق الرأسماليين، الذين يملكون القوة المادية، ويستعملون السياسة للحفاظ على مصالحهم التجارية.
وهذه من أبرز عيوب الديمقراطية الليبرالية، لأن نفوذ الرأسماليين، وقوتهم في التأثير على سير العملية الانتخابية يرغم نواب الدولة، وذوي السلطة فيها على أن يكون لرغباتهم الاعتبار الأول (14).
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول "لاسكي": "إن الحرية والمساواة اللتين حصلنا عليهما كانتا أولاً وقبل كل شيء حرية ومساواة لمالك الثروة" (15).
وأي حزب أو مرشح لا بد من تمويل حملته الانتخابية، وقوة إعلامية تقنع الناس به، وهذه هي أبلغ أدوات التأثير في العملية الديمقراطية، وهو ما يمتلكه الأغنياء.
6 - تزييف الرأي العام:
فالعملية الديمقراطية تعتمد اعتماداً كبيراً على وسائل الإعلام، وهذه الوسائل تمتلك القدرة على تكوين رأي عام معين من خلال ما تبثه للناس، ولكن امتلاك الأغنياء لهذه الوسائل أتاح لهم فرصة التأثير في العملية السياسية، وخنوع النواب لهم.
وتعتمد وسائل الإعلام على توفير الديمقراطية لحرية التعبير عن الرأي، وإزالة العقبات القانونية عن حرية الكلام والكتابة، ولكنها- بسبب الثروة-تصبح حرية محتكرة في فئة معينة، فالفقراء غير قادرين على تنفيذ هذه الحرية عملياً مع أن القانون يسمح لهم بذلك.
وبهذا يكون بإمكان قلة من الأثرياء تشكيل عقول الناس، وغسل أدمغتهم، لاسيما مع تطور الدراسات التي تربط بين علم النفس والدعاية والإعلان.
وهذه المشكلة-كما يقول "ميشيال ستيوارت"-: "هي أكثر المشاكل خطورة لأنها ليست من مخلفات الماضي، وإنما هي قوة "بلوتوقراطية" (16) جديدة ظهرت حديثاً " (17).
يقول "لاسكي": "معظم الأفراد يعتمدون على الصحف في استقاء معلوماتهم، وهذه الصحف تعتمد في بقائها على الإعلانات التي تحصل عليها كما أن إصدار الصحف عموماً باهظ التكاليف بحيث لا يستطيع أن يؤسسها إلا الأغنياء فقط" (18).
"نظراً لأنها تعتمد على المعلن فيتحتم عليها غالباً أن تنشر تلك الأخبار والتعليقات التي ترضي أولئك. وبذلك تكون النتيجة تحيزاً صريحاً في نقل الأخبار للحوادث الصحيحة التي قد تقلق الطبقة الغنية أو تحرجها" (19).
و"التلفزيون" أكثر تأثيراً من الصحف، وهو يعتمد كذلك على الإعلانات، فالقنوات اليوم مملوكة لطبقة معينة وهي التي تصنع عقول الناس وقناعاتهم وكذلك الأمر في "وكالات الأنباء" التي تصنع الخبر لها تأثير قوي في تكوين الرأي العام والقدرة على تزييفه لمصالح معينة. وفي هذا الوقت تسيطر أمريكا على أكثر من 90% من وكالات الأنباء، وصناعة الأخبار والأحداث، وعنها ينقل كافة مصادر الأخبار في العالم. وبهذا يتبين أن المواطن العادي ليس له أثر في النظام الديمقراطي، فالتأثير يكون للمؤسسات الاقتصادية العملاقة، وجماعات الضغط والأحزاب السياسية، فصوته ضائع وهو واقع تحت تأثير الإعلام المزيف للحقائق.
7 - قلة المشاركة في الانتخابات:
وهذا ما يبطل دعوى الديمقراطية في أنها "حكم الشعب" فالمشاركة في العملية الديمقراطية ضعيفة أمام دعوى "حكم الشعب" فبعض الدول تشترط شروطاً معينة في الناخبين تمنع أعداداً كثيرة من الشعب في المشاركة مثل: منع النساء، أو السود، أو فئة طائفية، وهذا ما يجعل تدنى المشاركة أمراً ملحوظاً.
وإذا أضفنا إلى ذلك الرافضين لفكرة الانتخابات، وغير المهتمين، فإننا سنجد أن الفائز قلة محدودة لا يمكن أن تمثل الأغلبية قياساً على عموم الشعب الذي يخضع للقانون المقرر من القلة الفائزة.
ففي الولايات المتحدة لم تزد نسبة الناخبين عن 66% من عدد الأشخاص الذين بلغوا سن الانتخاب، وفي بعض الأحيان أقل من 55% وفي سنة 1956م 60.5% فقط (20).
وهذا ما يثبت فساد فكرة فوز الأغلبية في الديمقراطية، فالفائزون قلة أمام المعارضين، والتاركين، والمهزومين، ومن خرج من الانتخابات بشروط عنصرية.
8 - عدم التلازم بين الحرية والديمقراطية:
لا يلزم من تطبيق الديمقراطية وجود الحرية للشعب، فالغرباء والأجانب والأطفال ومن لا يملك حق التصويت لا يشاركون في العملية الديمقراطية، وافتراض التلازم بين الحرية والديمقراطية يقتضي عدم امتلاكهم للحرية.
كما أن الديمقراطية الأثينية لم تكن متحررة، ولهذا حكمت على سقراط بالموت بحجة إفساد عقول الشباب، وهذا يدل على أن الديمقراطية الأثينية لا تجيز حرية التعبير عن الرأي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن جهة أخرى فان الفرد تنتهي مهمة مشاركته السياسية باختيار الحاكم، ولهذا قد يعمل الحاكم على غير مصلحة بلاده الحقيقية مجاملة لفئة تجارية معينة مثل دخول أمريكا حروب متعددة لتحقيق مكاسب لشركات السلاح بغض النظر عن مدى تحقيق هذه الحروب للمصلحة الأمريكية الوطنية، وكذلك الأمر في الارتباط الاستراتيجي مع إسرائيل مما يجعلها تخرق الأنظمة الدولية. وخسارة علاقات وأحلاف مع دول أخرى تؤثر على المصلحة الوطنية الأمريكية، بهذا يضطر الرؤساء الأمريكيون إلى توفير الغطاء غير الحقيقي لإقناع الشعب الأمريكي مع علمهم بأن هذا خداع لمصلحة فئوية يضمن الاستمرار لفترة رئاسية ثانية.
ومما يدل على عدم التلازم بين الحرية والديمقراطية: عدم إعطاء الأقليات حقوقهم في المجالس التشريعية، فمثلاً: ليس في الكونجرس الأمريكي مسلمون أو سود أو أسبان، وأيضاً: عدم الاعتراف بتشريع تعدد الزوجات مع أنه عقيدة المسلمين و المورمن (21).
9 - جماعات الضغط والمصالح:
تقوم جماعات الضغط والمصالح بتأثير مباشر على الفرد في الدول الديمقراطية، ومصطلح "القوى الضاغطة" مأخوذ من المعجم السياسي في الدول الأنجلوسكسونية للتعبير عن الجماعات المتضامنة التي تستخدم الضغط في الوصول لأهدافها.
ويدّعي النظام الديمقراطي أن وجود هذه الجماعات مرتبط بالنظرية الديمقراطية كمراقب على قرارات الدولة، ولكن لها جانب آخر ينافي الحرية والليبرالية. فهذه الجماعات تجعل الفرد يمارس حقوقه السياسية وفقاً لمبادئ جماعية قد لا تتوافق مع فرديته الخاصة، كما أنه يشملها النقد الموجه للأحزاب السياسية سابقاً.
وهي تخول نفسها حق العمل باسم المواطنين، وتدخل في مفاوضات مباشرة مع الدولة دون علم الأفراد، وهذا ما ينافي الديمقراطية.
ولعل أقوى سلبية لهذه الجماعات أنها تطغى على العدالة، والنظام القائم في حالة التزامه بالمصلحة العامة، كما أنها تربك القرارات وتفقد النظام توازنه بإجراءات سريعة وحاسمة تحت الضغط قد لا تكون هي الأصلح أو المدروسة (22).
(يُرجى العزو إلى شبكة القلم الفكرية عند نشر الموضوع في موقع آخر)
______________________________ __________
الهوامش
(1) السبيل إلى عالم أفضل ص / 72.
(2) نقلاً عن أزمة الأنظمة الديمقراطية ص / 101.
(3) آرنولد جوزيف توينبي مؤرخ وفيلسوف بريطاني، ولد سنة 1889م، وضع نظرية " التحدي والاستجابة " في كتابة الكبر " دراسة للتاريخ "، وخلاصتها: أن الحضارة لا تنشأ إلا حيث تكون البيئة صالحة لتحدي شعب ما، وإلا عندما يكون هذا الشعب على أتم الاستعداد للاستجابة لذلك التحدي، وأن الحضارات تنهار عندما تتلاشى عبقرية (الأقلية المبدعة) توفى سنة 1975م. معجم أعلام المورد ص / 147.
(4) تراث الإنسانية 3/ 73.
(5) نقلاً عن أزمة الأنظمة الديمقراطية ص / 20.
(6) المصدر السابق ص / 21.
(7) مدخل إلى علم السياسة ص / 85.
(8) نقلا عن: أزمة الأنظمة الديمقراطية ص / 44.
(9) نقلا عن: أزمة الأنظمة الديمقراطية ص / 48.
(10) نقلا عن أزمة الأنظمة الديمقراطية ص / 77.
(11) المصدر السابق ص / 80.
(12) انظر: المصدر السابق ص / 83.
(13) المصدر السابق.
(14) انظر: مدخل إلى علم السياسة ص / 50.
(15) المصدر السابق ص / 64.
(16) البلوتوقراطية: هي سيطرة رأس المال.
(17) نظم الحكم الحديثة ص / 333.
(18) مدخل إلى علم السياسة ص / 109.
(19) المصدر السابق ص / 110.
(20) انظر: نظام الحكم والسياسة في الولايات المتحدة ص/ 119،والعلمانية ص / 348.
(21) انظر بالتفصيل: إعاقة الديمقراطية ـ نعوم تشومسكي ـ (كاملاً). ثم حصل تطور بعد ذلك، فدخل أحد المسلمين، وبعض السود إلى الكونجرس الأمريكي، بل أصبح الزعيم الأمريكي الآن - باراك أوباما - من الملونين، وما سبق نقله كان في فترة ماضية.
(22) انظر: الديمقراطية ما لها وما عليها ص / 415.
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&*******Id=497
ـ[أبوحسانة]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 04:02]ـ
للتحميل من المرفقات بحث بعنوان:
النظرية الدستورية للديموقراطية الأثينية(/)
ردود على فرج فودة
ـ[العميري]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 12:07]ـ
السلام عليكم
ما هي الكتب الذي الفت في الرد على العلماني فرج فودة و ما هو أقوال العلماء و المشايخ فيه؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 05:40]ـ
بالأمس فقط قرأت فى جوجل انه قتل عام 1992 ميلادية
ـ[أم فراس]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 11:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا لم تخني ذاكرتي ستجد عنه في ذيل الأعلام.وقصته كاملة ورأي المشايخ فيه،(/)
مقال قوي يفضح الليبرالية من اخت كانت منهم ... كتب الله اجرها وثبتها
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 12:58]ـ
لماذا هربت من الليبراليين .. ؟
المؤلف د. نوره الصالح
قضيت سنوات طويلة أؤمن بقيم الليبرالية. أدافع عنها وأناضل في سبيلها , وأدبج الصفحات في جمالها.
كانت الليبرالية هي الخيار الوحيد المطروح في الساحة!
لقد آمنت أنه بقليل من التعديل ستتوافق هذه الليبرالية الغربية مع الدين الإسلامي وستكون مقبولة للناس وستكتسح المجتمعات ... وستحكم العالم العربي والإسلامي ...
وكطفلة صغيرة تضفر جدائلها على الأمل الموهوم بلعبة جميلة تقضي وقتاً في أحضانها , ذهبت احلم!
كنت أظن أن دعاوى العدل الذي تصدح به الليبرالية هي دعاوى حقيقية!!
وأن حقوق الإنسان هي معصرة الليرالية الخالصة , وأن الحرية والمساواة التي يُنادى بها آناء الليل وأطراف النهار هي قيم حقيقية تستحق التضحية وبذل النفيس في سبيلها
لقد توهمت لسنوات طويلة أن لا خيار سوى هذه الليرالية , فذهبت لذلك أدافع في كتاباتي الصحفية عن الليبرالية وعن أبطالها وعن كُتَّابها ومفكريها ..
كنت , كما هم كل الليبراليين العرب , أمريكية الهوى يشدني المجتمع الأمريكي , وتُعجبني منظوماته الفكرية والأدبية والسياسية والاقتصادية ...
كنت أقرأ لفكرهم أكثر مما أقرأ في صفحة واقعنا وحضارتنا وديننا ...
لفترة طويلة صدقت أن الليبرالية هي الحل , وأنها ستكون مقبولة للناس , وأنها ما سيحفظ للناس حقوقها ..
وأنها ما سيردع الحكام والساسة عن التطاول على حقوق الضعفاء ..
كنت أقرأ لكل الكتَّاب الليبراليين في السعودية , فأظن أنهم معي على ذات الطريقة , وعلى نفس الهدف , يكتنفهم الهمَّ نفسه الذي يكتنفني , ويؤرقهم ما يؤرقني.
كنت أصدق , يا لضيعة العقل , أنهم صادقون في دعاواهم , مخلصون في نصحهم , أمناء في مطالبهم.
صدقت كل ما يقولونه ... وأمنت على كل ما تجود به قرائحهم ...
لم يكن لدي خيار آخر , فالخيار الآخر هو الإسلامويون كما يسميهم أستاذي السابق!
كانت صورة الإسلامويين في خيالي باهتة متخلفة متعجرفة .. ولا تلوموني فهذا ما تعلمته على يد الليبرالية ..
لم أكن لأصدق -ولو حلف لي العالم كله- أنه قد يوجد إسلاموياً يهتم بحقوق الإنسان أو يفهمها على الأقل!
بل ودون مبالغة ما ظننت أن هناك مثقفاً قد يرضى بإطلاق لحيته، أو تقصير ثوبه ..
أو أن مثقفةً قد تلبس قفازاً أسوداً، وعباءةً وتغطي وجهها، في عصر الفضاء والأنترنت!! لقد كانت هذه القشور تصدني عن الحقيقة ..
إضافةً إلى بعض التجاوزات التي تحدث من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفظاظتهم أحياناً ..
صدَّقت أن كل من يرى أن الحل هو الإسلام إنما يطرح مصطلحاً غير حقيقي , وأنَّه إنَّما يريد من وراء طرح هذا المصطلح مكسباً سياسياً ..
لقد كان كل من ينادي بتطبيق الشريعة مجرماً في نظري ..
هذا كله رغم أنني أحب الإسلام وتاريخه وحضارته , لكنه حب أجوف لا دليل عليه ولا طريق إليه ..
قضيت السنوات الطويلة أقرأ في كتب فلاسفة عصر النهضة الغربيَّة , وفي أدبهم وفكرهم ومطارحاتهم، حتى ما عاد في صدري مكان لسواهم!
التحقت بأحد جرائدنا التي توسط لي عندهم أحد أساتذتي الليبراليين ممن يكتبون فيها , وذهبت أكتب في سحر الليبرالية وجمالها، لكن بطريقة ملتوية، خوفاً من مقص الرقيب، وخوفاً من وصمي بالنفاق، أو تكفيري من قبل الإسلامويين ..
في الجريدة بدأت خيوط الوهم تتكشف أمام ناظري ..
اتصل بي - من خلال البريد - الكثير من الليبراليين والليبراليات للتواصل ودعم التوجه الليبرالي بزعمهم ..
وخلق جبهة ليبرالية تنسق فيما بينها وتتعاون في سبيل أهداف الجميع.
طوال هذه المدة لم أكن لأترك الصلاة , فقد كانت من المحرمات الكبيرة في حياتي.
لكنني منذ أن تعرفت على بعض الكاتبات الليبراليات وجدت عندهن تفريطاً رهيباً في الصلاة .. بل وبعض الجريئات منهن يطلقون على المثقفة المواظبة على الصلاة بعض ألقاب \"المطاوعة\" التي تتظاهر بالمزاح وتخفي اللمز .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يتوقف الأمر عند الصلاة , بل أنني بدأت أشم بين بعض الزميلات والزملاء الليبراليين شيئاً من رائحة المشروبات والعلاقات غير المشروعة .. صحيح أن الأمر لم يكن عاماً بين الجميع .. لكن البقية لم تكن ترى أن هذا شيئاً خطيراً .. بل تراه مجرد خيار شخصي يجب عدم إعطائه أكبر من حجمه ..
هجر الصلاة .. والمشروبات .. والعلاقات غير المشروعة .. رأي شخصي!
لم أستطع بتاتاً تصور ذلك ..
المهم هناك أيضاً ممارسات أخرى لكن أنزه آذانكم عن قولها في هذا الشهر الكريم ..
بصراحة لم تكن شعرة الانفصال الأولى هي \"خلاف فكري مع الليبراليين\" لكنها كانت صدمة \"الانحطاط السلوكي\" بينهم ..
هالني جداً –ولازال- هذا الانحطاط الأخلاقي الكبير بين شباب وفتيات الليبراليَّة في وطني, وبدأ زعم المصداقية والشرف والأمانة الذي يدعونه ليل نهار يتزعزع عندي ..
بدأت تتنازعني الشكوك حول مصداقية دعاة الليبرالية في بلادي, وبدأت افتح عيني جيداً.
تكشفت لي الكثير جداً من الأسرار من خلال كتاباتي في الجريدة , واتصالي بالليبراليات والليبراليين ومحاورتهم.
اكتشفت أن هناك علاقات بين بعض الكتاب والكاتبات برغم أن البعض منهم متزوجون!
اكتشفت لقاءات دورية مشبوهة في استراحات خارج المدينة تُدار فيها أشربة محرمة, ورقص الفتيات في حضور كتاب وكاتبات بعضهم معروف في الصحافة .. وأكثرهم ناشط فقط في الكتابة الانترنتية ..
اكتشفت أن هناك الكثير من اللقاءات غير المشروعة تُعقد خارج المملكة, بعض تلك اللقاءات كانت تتم على خلفية معارض الكتاب خارج الممكلة .. أو في البحرين على خلفية عرض سينمائي!
صارت كلمة \"معرض كتاب في الخارج\" و \"سينما في البحرين\" تثير في خيالي الكثير من الذكريات المؤلمة لشبان وفتيات مخدوعين لازلت أتذكر بداياتهم النقية ..
اكتشفت خداع بعض القائمين على الصفحات ممن نظنهم شرفاء وأمناء وأنقياء ...
أحد المحررين الليبراليين استدرج فتاة كانت تراسله وينشر لها رسائلها بعد التعديل والتحوير, وحين انكشفت فعلته في دائرة ضيقة تدخل مالك الجريدة الذي يرتبط بعلاقات قوية مع بعض النافذين واستطاع لملمة الموضوع حرصاً على سمعة الصحيفة .. !
اكتشفت أن أحدهم يكتب بأسماء أنثوية ويطرح مواضيع مثيرة ومغرية؛ لجلب أكبر عدد من الكُتّاب , وهذا على فكرة مشهور جداً , حتى أن بعض الكاتبات يمازحنه بمناداته بالأسم الأنثوي الذي يكتب به!
اكتشفت أن الليبرالية التي ينادون بها هي حروف يتداولونها , يمررونها على البسطاء والسذج , فلم أجد أشد منهم ديكتاتورية وتسلط وأحادية في الرأي ..
فكر أن تعارض أحدهم أو إحداهنَّ أمام جمع من الناس وانظر كيف يجيبون على تلميحاتك؟!
اكتشفت أن الكثير من الكُتَّاب الليبراليين هم طلاَّب مال وجاه وشهرة , لا أقل ولا أكثر, وأنهم مستعدون للتخلي عن الكثير من قناعاتهم في سبيل ليلة حمراء في مكان ما!
قلة قليلة من الكُتَّاب الليبراليين الشرفاء يُعدون على الأصابع كان يزعجهم الذي يحدث لكنهم لا يستطيعون تغيير شيء ..
أحدهم سألته مرة عن الذي يحدث وكيف نكافحه فرد علي: أتصدقين أنني بدأت أفقد ثقتي بالمشروع برمته؟! وأنني بدأت التفكير في التوقف والانعزال عن هذه البيئة الموبوءة؟!
ولو أخبرتكم باسمه لاندهشتم!
على أنه لايزال يحتفظ بعلاقات دبلوماسية جيدة مع بقية الزملاء والزميلات الليبراليين ..
اكتشفت أن أحد رؤوساء التحرير يوعز لكتّاب جريدته طالباً منهم طرح مواضيع مثيرة مثل تأجيج الجمهور ضد الهيئة، وحجاب الوجه , والاختلاط , وسياقة المرأة!
والسبب في طلبه هذا أنه يقول أن جريدة \"الوطن\" نجحت في كسب جماهيرية بطرقها لهذه المواضيع!
هكذا هي عقلية بعض رؤوساء تحريرنا!
أدهشني تسابق الليبراليين السعوديين على طلب ود أمريكا بطريقة وقحة لا تحترم مشاعر الجماهير, وهو ما كنت انكره دائماً وأدافع عنه وأقول أنه زعم من الإسلامويين وتلفيقهم، وتلك عقدة المؤامرة التي لا يرون الأمور إلا من خلالها , لكن الذي حدث أمام عيني غيَّر كل شيء وكان كالقشة التي قصمت ظهر البعير!
نظرت في العالم العربي حولي , وذهبت أرى من هم أهل الخط الأول في الدفاع عن كرامة الأمة والأوطان؟ ومن هم الذين يمسكون بدفة الحكم ويتحالفون معه؟
وجدت أن الليبراليين في مصر وتونس والمغرب والأردن والعراق والكويت والسعودية والبحرين وقطر والجزائر وفي طول العالم العربي وعرضه = هم من يطبلون للحكام , ويستخفون بأية حركات معارضة، وخصوصاً المعارضة الإسلامية!
سبحان الله أهذه الليبرالية التي نشأت على الحرية والمساوة؟!
ما الذي حدث لي ولم يجعلني أرى قبلاً كل هذا الهزال الذي فيها؟!
وكل هذا الكذب والدجل التي نمت عليها كل هذه الطحالب الميتة؟
على الجانب الآخر رأيت الإسلامويين , رغم ضعفهم إعلامياً , هم الأقوى والأشرف وهم الذين يبذلون دماءهم في سبيل الأوطان , وضد الهجمة الصليبية على أوطاننا ..
وجدتهم في فلسطين الكريمة .. وفي العراق .. وفي أفغانستان .. لقد كانوا خط الدفاع الأول ضد التوسع الأمريكي ..
تساءلت: مالي لم أر ليبرالياً واحداً وجدوه صدفة يدافع عن أوطان المسلمين المحتلة!
مجرد نفاق للسلطة .. وشهرة إعلامية .. ورفاه مالي .. وتفريط في الصلاة .. ومشروبات .. وعلاقات غير مشروعة ..
هذه هي قصة الليبرالية في وطني , ولا ينبئك مثل خبير ..
نورة
المصدر بناء(/)
هذه شروط لا إله إلا الله يا أهل الإسلام
ـ[ابو البراء]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 01:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه شروط لا إله إلا الله يا أهل الإسلام
الحمد لله الواحد الأحد، والصلاة والسلام على النبي أحمد، ثم أما بعد: لقد ظهرت دعوات جديدة بفهم غربي معاصر ومعرفة غريبة عن الإسلام وأهله تدعو إلى التخلي عن دراسة العقيدة الإسلامية، وتعارض تبسيط التوحيد، وتحارب شرح مقتضيات الدين، وتضايق من يوضح حقوق الإسلام التي لا يقوم الإيمان إلا بركائزها، فهذه الدعوات الخاذلة تنادي بإسقاط فهم السلف الصالح للعقيدة الإسلامية، ويدق طبول التخويف من خروج جيل يفهم الدين بطريقة التشدد [أي يقصدون علماء السلف الأوائل] ويصيحون بعدم التعرض لشروط التوحيد لصحة التدين عند المرء، ويقولون هذا تدقيق خطير يولد التكفير ويخرج جيل التطرف، وتطالب هذه الدعوات الغربية المنحلة عن الدين بمحاربة من ينادي بالعودة إلى سلامة العقيدة السلفية التي دعا إليها علماء الملة المحمدية وفقهاء الأمة الإسلامية، فنقول لمن ينادي بهذه الدعوات إن الدين عند الله الإسلام، والإسلام هو التوحيد والتوحيد هو عبادة الله تعالى وحده عقيدة وقولا وعملا، والعبادة هي إقامة العبودية لله وحده، والعبودية هي تحقيق الإلهية، والإلهية لن تتحقق إلا بإقامة دين الله تعالى عقيدة وشريعة بجميع شعائر الدين العقائدية الإيمانية وجميع شرائع الإيمان التشريعية، ولن يكون هذا إلا إذا فهم الناس عقيدة لا إله إلا الله التي تعبدنا بها، وعلموا مدلولاتها ومعانيها، وعملوا بمقتضياتها وأذعنوا لشروطها وطبقوا حقوقها وحققوا لوازمها، فالذي يطالب اليوم بتجديد الدين، وتغيير مفاهيم العقيدة مجنون أو دجال أو عدو منغمس، أو محارب متربص، أو منحل مرتد مفلس، فكلمة لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد وكلمة التقوى، وكلمة الإسلام قيدت بالقيود الثقال في الكتاب والسنة وأهلها هم العارفون لمعناها العاملون بحقها كما قال الله تعالى في أهلها: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}، فأول شرطها العلم المنافي للجهل ولن يتحقق هذا الشرط إلا بتدريس العقيدة وتبسيط التوحيد، ولن يكون هذا إلا بشرح شروط لا إله إلا الله، واجتناب الشرك بالله والكفر به سبحانه وتعالى، فبتعريف الكفر بعد الإيمان والردة بعد الإسلام يفهم المسلمون دينهم وعقيدتهم وتوحيدهم، ويكون هذا الكفر بعد الإسلام بأمور تتعلق بالردة فمن ارتكب الكفر الأكبر أو وقع في الردة كان مرتدا عن دين الإسلام، فالكفر بعد الإيمان والردة بعد الإسلام سببها عدة أشياء منها ما يكون بجحود المعلوم من الدين بالضرورة، ومنها ما يكون بالتكذيب ومنها ما يكون بالاستحلال القلبي أو القولي أو العملي، ومنها ما يكون بفعل الكفر، ومنها ما يكون بقول الكفر والتكلم به، ومنها ما يكون بالترك والإعراض والتولي عن دين الله تعالى، ومنها ما يكون بارتكاب نواقض الإسلام ومبطلات الإيمان، ومنها ما يكون بالصد عن سبيل الله توحيد الله تعالى، ومنها ما يكون بمحاربة للدين، والخروج عن قواعده وأصوله، فيكون الكفر بالاعتقاد كما لو اعتقد لله صاحبة ًأو ولداً أو اعتقد أن الله له شريك في الملك أو أن الله معه مدبرٌ في هذا الكون أو اعتقد أن أحداً يشارك الله في أسمائه أو صفاته أو أفعاله أو اعتقد أن أحداً يستحق العبادة غير الله أو اعتقد أن لله شريكاً في الربوبية فإنه يكفر بهذا الاعتقاد كفراً أكبر مخرجاً من الملة، ويكون الكفر بالفعل كما لو سجد للصنم أو فعل السحر أو فعل أي نوع من أنواع الشرك كأن دعا غير الله أو ذبح لغير الله أو نذر لغير الله أو طاف بغير بيت الله تقرباً لذلك الصنم الذي يعبده، وهكذا فالكفر أنواع وأقسام، فالكفر يكون بالفعل كما يكون بالقول، كما يكون بالاعتقاد والعمل كذلك، ويكون الكفر بالقول كما لو سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو سب دين الإسلام أو استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه، قال الله تعالى في جماعة من المنافقين صدر منهم كفر القول في غزوة تبوك فاستهزؤوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الكرام رضي الله عنهم فأنزل الله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم}، فأثبت لهم الكفر
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد الإيمان فدل على أن الكفر يكون بالفعل كما يكون بالاعتقاد ويكون بالقول أيضاً، فإن هؤلاء كفروا بالقول، ويكون الكفر بالجحود والاعتقاد وهما شيء واحد، وقد يكون بينهما فرق فالجحود كأن يجحد أمراًَ معلوماً من الدين بالضرورة كأن يجحد ربوبية الله أو يجحد ألوهية الله أو استحقاقه للعبادة أو يجحد ملكاً من الملائكة أو يجحد رسولاً من الرسل أو كتاباً من الكتب المنزلة أو يجحد البعث أو الجنة أو النار أو الجزاء أو الحساب أو ينكر وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب الحج أو وجوب الصوم أو يجحد وجوب بر الوالدين أو وجوب صلة الرحم أو غير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة وجوبه أو يجحد تحريم الزنا أو تحريم الربا أو تحريم شرب الخمر أو تحريم عقوق الوالدين أو تحريم قطيعة الرحم أو تحريم الرشوة أو غير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة تحريمه، ويكون الكفر بالإعراض عن دين الله والترك والرفض لتوحيد الله كأن يرفض دين الله بأن يعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعبد الله ولا يعمل به فيكفر بهذا الإعراض والترك والتولي عن الانقياد قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}،وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}، فمن أين يتعلم المسلم هذه النواقض لو لم يتعلمها على يدي المشايخ الكبار، فشروط لا إله إلا الله هي سبعة، فمن نطق بكلمة التوحيد لا إله إلا الله تجري عليه أحكام الإسلام ابتداء وأصلا وحكما، ثم يطالب بعد إسلامه بإقامة الشعائر التعبدية، والشرائع الحكمية، والأوامر الربانية، والتكاليف الشرعية، و وجوب مجانبة المحارم والحدود، وبهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم معاذا لما بعثه إلى اليمن كما جاء في الصحيحين عند البخاري ومسلم: [إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول من تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب]، فهذا هو دين الله تعالى: توحيد ومباني وشعائر وشرائع، وأحكام ومعاملات وآداب وأخلاق، وإلا فما معنى كلمة لا إله إلا الله عند من ينطق بها إذا كان لتوحيد الله معطلا، ولدين الرسل محاربا، ولمنهج الأنبياء مناوئا، وعن شريعة الله صدا، وعن عبادة الله تعالى معرضا، لقد نطق قوم من التتار بلا إله إلا الله وهم أكفر من اليهود والنصارى والمجوس فيهم عقائد الوثنية وشركيات الإلحاد ما لا يعلمها إلا الله تعالى، من عبادة المخلوقات وتعظيم الشرك والكهانة والسحر وغير ذلك من تعطيل الصلاة ومحاربة الإسلام وشرائعه وشعائره وهم مع ذلك على عقائد الرافضة والفلاسفة فخلطوا دينهم بالأديان والفلسفات الكفرية والسفسطة الشركية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى عن هؤلاء التتار الملاعين الذين حاربوا دين النبي صلى الله عليه وسلم:" فقد علم أن هؤلاء القوم [أي التتار] جازوا على الشام في المرة الأولى: عام تسعة وتسعين وأعطوا الناس الأمان وقرءوه على المنبر بدمشق، ومع هذا فقد سبوا من ذراري المسلمين ما يقال إنه مائة ألف أو يزيد عليه، وفعلوا ببيت المقدس وبجبل الصالحية ونابلس وحمص وداريا وغير ذلك من القتل والسبي ما لا يعلمه إلا الله حتى يقال إنهم سبوا من المسلمين قريبا من مائة ألف وجعلوا يفجرون بخيار نساء المسلمين في المساجد وغيرها كالمسجد الأقصى والأموي وغيره وجعلوا الجامع الذي بالعقيبة دكا، وقد شاهدنا عسكر القوم فرأينا جمهورهم لا يصلون ولم نر في عسكرهم مؤذنا ولا إماما وقد أخذوا من أموال المسلمين وذراريهم وخربوا من ديارهم ما لا يعلمه إلا الله، ولم يكن معهم في دولتهم إلا من كان من شر الخلق، إما زنديق منافق لا يعتقد دين الإسلام في الباطن وإما من هو من شر أهل البدع كالرافضة والجهمية والاتحادية ونحوهم، وإما من هو من أفجر الناس وأفسقهم، وهم في بلادهم مع تمكنهم لا يحجون البيت العتيق وإن كان فيهم من يصلي ويصوم فليس الغالب عليهم إقام الصلاة ولا إيتاء الزكاة، وهم
(يُتْبَعُ)
(/)
يقاتلون على ملك جنكسخان فمن دخل في طاعتهم جعلوه وليا لهم وإن كان كافرا، ومن خرج عن ذلك جعلوه عدوا لهم وإن كان من خيار المسلمين، ولا يقاتلون على الإسلام ولا يضعون الجزية والصغار، بل غاية كثير من المسلمين منهم من أكابر أمرائهم ووزرائهم أن يكون المسلم عندهم كمن يعظمونه من المشركين من اليهود والنصارى كما قال أكبر مقدميهم الذين قدموا إلى الشام وهو يخاطب رسل المسلمين ويتقرب إليهم بأنا مسلمون، فقال هذان آيتان عظيمتان جاءا من عند الله محمد وجنكسخان، فهذا غاية ما يتقرب به أكبر مقدميهم إلى المسلمين أن يسوي بين رسول الله وأكرم الخلق عليه وسيد ولد آدم وخاتم المرسلين وبين ملك كافر مشرك من أعظم المشركين كفرا وفسادا وعدوانا من جنس بخت نصر وأمثاله، وذلك أن اعتقاد هؤلاء التتار كان في جنكسخان عظيما فإنهم يعتقدون أنه ابن الله من جنس ما يعتقده النصارى في المسيح، ويقولون إن الشمس حبلت أمه وأنها كانت في خيمة فنزلت الشمس من كوة الخيمة فدخلت فيها حتى حبلت، ومعلوم عند كل ذي دين أن هذا كذب، وهذا دليل على أنه ولد زنا وأن أمه زنت فكتمت زناها وادعت هذا حتى تدفع عنها معرة الزنا وهم مع هذا يجعلونه أعظم رسول عند الله في تعظيم ما سنه لهم وشرعه بظنه وهواه حتى يقولوا لما عندهم من المال هذا رزق جنكسخان ويشكرونه على أكلهم وشربهم وهم يستحلون قتل من عادى ما سنه لهم هذا الكافر الملعون المعادي لله ولأنبيائه ورسوله وعباده المؤمنين. فهذا وأمثاله من مقدميهم كان غايته بعد الإسلام أن يجعل محمدا صلى الله عليه وسلم بمنزلة هذا الملعون، ومعلوم أن مسيلمة الكذاب كان أقل ضررا على المسلمين من هذا وادعى أنه شريك محمد في الرسالة وبهذا استحل الصحابة قتاله وقتال أصحابه المرتدين، فكيف بمن كان فيما يظهره من الإسلام يجعل محمدا كجنكسخان وإلا فهم مع إظهارهم للإسلام يعظمون أمر جنكسخان على المسلمين المتبعين لشريعة القرآن ولا يقاتلون أولئك المتبعين لما سنه جنكسخان كما يقاتلون المسلمين بل أعظم، أولئك الكفار يبذلون له الطاعة والانقياد ويحملون إليه الأموال ويقرون له بالنيابة ولا يخالفون ما يأمرهم به إلا كما يخالف الخارج عن طاعة الإمام للإمام، وهم يحاربون المسلمين ويعادونهم أعظم معاداة ويطلبون من المسلمين الطاعة لهم وبذل الأموال والدخول فيما وضعه لهم ذلك الملك الكافر المشرك المشابه لفرعون أو النمروذ ونحوهما، بل هو أعظم فسادا في الأرض منهما، قال الله تعالى: {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين}، وهذا الكافر علا في الأرض: يستضعف أهل الملل كلهم من المسلمين واليهود والنصارى ومن خالفه من المشركين بقتل الرجال وسبي الحريم وبأخذ الأموال، وبإهلاك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، ويرد الناس عما كانوا عليه من سنن الأنبياء والمرسلين إلى أن يدخلوا فيما ابتدعه من سنته الجاهلية وشريعته الكفرية، فهم يدعون دين الإسلام ويعظمون دين أولئك الكفار على دين المسلمين ويطيعونهم ويوالونهم أعظم بكثير من طاعة الله ورسوله وموالاة المؤمنين والحكم فيما شجر بين أكابرهم بحكم الجاهلية لا بحكم الله ورسوله، وكذلك الأكابر من وزرائهم وغيرهم يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى وإن هذه كلها طرق إلى الله بمنزلة المذاهب الأربعة عند المسلمين، ثم منهم من يرجح دين اليهود أو دين النصارى ومنهم من يرجح دين المسلمين وهذا القول فاش غالب فيهم حتى في فقهائهم وعبادهم لا سيما الجهمية من الاتحادية الفرعونية ونحوهم فإنه غلبت عليهم الفلسفة، وهذا مذهب كثير من المتفلسفة أو أكثرهم وعلى هذا كثير من النصارى أو أكثرهم وكثير من اليهود أيضا، بل لو قال القائل: إن غالب خواص العلماء منهم والعباد على هذا المذهب لما أبعد، وقد رأيت من ذلك وسمعت ما لا يتسع له هذا الموضع، ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام أو اتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب كما قال تعالى: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا}، {أولئك
(يُتْبَعُ)
(/)
هم الكافرون حقا، وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا}، واليهود والنصارى داخلون في ذلك وكذلك المتفلسفة يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، ومن تفلسف من اليهود والنصارى يبقى كفره من وجهين، وهؤلاء أكثر وزرائهم الذين يصدرون عن رأيه غايته أن يكون من هذا الضرب فإنه كان يهوديا متفلسفا ثم انتسب إلى الإسلام مع ما فيه من اليهودية والتفلسف وضم إلى ذلك الرفض، فهذا هو أعظم من عندهم من ذوي الأفلام وذاك أعظم من كان عندهم من ذوي السيف، فليعتبر المؤمن بهذا، وبالجملة فما من نفاق وزندقة وإلحاد إلا وهي داخلة في أتباع التتار، لأنهم من أجهل الخلق وأقلهم معرفة بالدين وأبعدهم عن أتباعه وأعظم الخلق اتباعا للظن وما تهوى الأنفس"، فليس كل من نطق بلا إله إلا الله يعد من المسلمين قطعا، بل قد يكون من أعداء الله تعالى وخصوم رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن نطق بلا إله إلا الله وأدى حقا وشرطها دخل الجنة، فكلمة لا إله إلا الله لها حقوق وشروط ولوازم ومقتضيات قد جاءت منصوص عليها في الكتاب والسنة، فمن أدها وقام بقيودها وحقق معناها وعمل بمقتضاها كان من جملة الموحدين المسلمين، ومن أخل بها ونقضها فإنه لم يحقق مدلولها الذي دلت عليه لم يعمل بقيدها كان من المشركين الذين تجري عليهم أحكام الكفر بعد الإيمان، كما قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها}، وهذه الحقوق والشروط والمقتضيات ينبغي على كل مسلم أن يعلمها ويعمل بها ويعلمها لغيره ممن هو مسئول عنه أمام الله يوم القيامة، فالشرط الأول هو:
1: العلم المنافي للجهل والدليل قوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله}، ولذلك بوب البخاري باب: العلم قبل القول والعمل، وقد قال السلف رضوان الله عليهم:" لا تقل كلمة في الدين إلا بسلطان العلم والحجة"، فأعظم علم على الإطلاق هو العلم بالله تعالى ودينه وشرائعه، إذ العلوم تنقسم إلى قسمين: علم بالله وهو العلم بذاته وأسماءه وصفاته وأقواله وأفعاله، والقسم الثاني علم بحكمه وأمره ونهيه، وهو علم الشرائع والشعائر والأحكام والمعاملات، وقوله سبحانه وتعالى: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} يدل على أن الشاهد ينبغي أن يشهد بعلم وبينة وإلا تكون شهادته غير معتبرة، فكل شهادة كانت مجردة من العلم والبينة فهي شهادة خاوية غير معتبرة مردودة على صاحبها في الدارين، وقد شهد الله تعالى على نفسه بعلم أنه لا إله إلا هو سبحانه وتعالى حيث قال جل جلاله: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط}، وكذلك الملائكة شهدت بعلم أنه تعالى هو الإله الأوحد الذي لا يستحق العبادة إلا هو تعالى، فلا معبود بحق إلا الله، وكذلك العلماء الذين شهدوا بقسط وعدل وحق وصدق وبينة وإخلاص على أن الله تعالى واحد، أنزل شهادته في الكتب ونزلت بها الصحف وصدقها الرسل والأنبياء بالحق وشهدوا بصدق في الرسالة، والمؤمنون الذين هم أتباع الرسل صدقوا بالبراهين والدلالات التي جاءت بها الرسل ونزلت بها الكتب، فكل ما في الكون يشهد أن الله تعالى واحد، وقوله تعالى: {أنزله بعلمه والملائكة يشهدون}، يدل على أن الشهادة في الإسلام مقرونة بالعلم، فكلمة التوحيد لا ينتفع بها صاحبها إلا إذا نطق بها بعلم وفهم لما دلت عليه الشهادة، والدليل من السنة الميمونة ما روى مسلم:عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة]، فالعلم بلا إله إلا الله هو العلم بحقيقة أحكامها ولوازمها ومقتضياتها وحقوقها وشروطها، فأول شرط لدخول الجنة أن تقول لا إله إلا الله بعلم ومعرفة، وآخر شرط لدخول الجنة هو أن تموت وأنت تعلم أنه لا إله إلا الله بعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2: الإخلاص المنافي للشرك: والإخلاص الذي في هذا الشرط هو صفاء النية وسلامة المقصد بالتوجه إلى الله تعالى وحده، والدليل من القرآن قوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}، {ألا لله الدين الخالص}، فالقيد في هذه الآيات هو الإخلاص المنافي للشرك، كما جاء في سنن النسائي بسند صححه العلامة الأرناؤوط عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه]، وقال عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: " والدين: كل ما يُدان الله به من العبادات الظاهرة و الباطنة" ويشترط في إقامة الدين أن يكون خالصا لله وحده لا شريك له، كما قال تعالى: {فادع الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون}، و روى البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه]، وفي رواية: [أو من نفسه] وفي رواية [من قِبل نفسه]، وخرج السيوطي في الجامع وصححه الألباني: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [من قال لا إله إلا الله خالصا مخلصا من قلبه دخل الجنة]، خالصا مخلصا أي: خاصا قلبا وقالبا، ظاهرا وباطنا، جوهرا ومظهرا، فلا بد على المسلم أن يحقق الإخلاص في المعتقد والقول والعمل حتى يسلم من الشرك بالله تعالى كما جاء في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: [أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه معي غير تركته وشركه]، وفي رواية: [وشريكه]، فبادروا إلى الإخلاص.
3: الصدق المنافي للكذب: وهذا الشرط هو تحقيق الصدق بكل ركائزه الثلاثة قلبا وقولا وعملا، قلبا وقالبا، والدليل قوله تعالى: {ألم أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}، فالفرق بين الصادق والكاذب يظهر في العمل، وقيل: في صدق العمل بعد القول، فهيهات هيهات أن يشتري العبد اسم الإيمان وهو يدعيه دعوى كاذبة من غير ثبوت ولا بينة ولا برهان في العمل، فقيد الصدق في هذا الشرط من خلال الكتاب والسنة يدل أن الصدق عنوان ما في القلب من الإيمان، فقد قيل كما جاء مأثورا عن السلف: كل صادق مخلص وليس كل مخلص صادق، فالصدق قمة الإخلاص وقيل هو توافق الظاهر مع الباطن، أن روى الشيخان: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار]، فالشرط في هذا الحديث هو صدق العمل الموافق لايمان القلب ونطق اللسان، قال الحافظ في [فتح الباري باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا]: " قال الطيبي قوله [صدقا]: أقيم هنا مقام الاستقامة لأن الصدق يعبر به قولا عن مطابقة القول المخبر عنه، يعبر به فعلا عن تحري الأخلاق المرضية كقوله تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به} أي: حقق ما أورده قولا بما تحراه فعلا"، وقال العلامة ابن القيم [التبيان في أقسام القرآن ص43]: " والتصديق بلا إله إلا الله يقتضي الإذعان والإقرار بحقوقها وهي شرائع الإسلام التي هي تفصيل هذه الكلمة بالتصديق بجميع أخباره وامتثال أوامره واجتناب نواهيه"، و روى الحاكم وصححه و وافقه الذهبي: قال صلى الله عليه وسلم: [شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه]، فعلى كل مسلم أن يبادر لتحقيق قيود وحقوق لا إله إلا الله.
4: اليقين المنافي للشك: فهذا الشرط الثاني من شروط التوحيد هو اليقين ودليله من كتاب الله تعالى قوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}، فاليقين هو الجزم والعزم والحزم في الإيمان والقناعة، وضده هو الشك والريب في العقيدة، فالإيمان السليم هو المصحوب باليقين، كما روى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا: [اليقين هو الإيمان كله]، فاليقين هو الاستيقان بما أخبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو التصديق الجازم بلا اضطراب ولا شك فيما أخبرنا الله تعالى ورسوله صلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه وسلم من وسائل الوعد والوعيد، وهو التصديق بيقين وحق بمصداقية وشرعية ما حكم الله تعالى به أنه حق وقسط وعدل فيه الحكمة والمعرفة والعلم والخير والنفع ومصلحة، وأن ما نهى الله تعالى عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم ففيه شر ومضرة وأذى، فالحكمة كل الحكمة فيما أمر الله تعالى به، والخير كل الخير في اجتناب كل نهى الله تعالى عنه، وأما دليل السنة ما روى مسلم في صحيحه:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة]، وفي رواية: [لا يلقى اللهَ بهما عبدُُ غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة]، و روى مسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقتا بها قلبه فبشره بالجنة]، وهذا القيد الذي قيد لا إله إلا الله هو من الشروط المستنبطة نصا من الأدلة الواردة في الكتاب والسنة، كما أخبر تعالى عن أهل الشك والريب: {فهم في ريبهم يترددون}، وقال تعالى عن أهل الشك: {وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي} فهذا هو الريب والشك الذي ينافي اليقين والإيمان، فشرط اليقين شرط ضروري أساسي لسلامة التوحيد والإسلام والإيمان من شوائب الريب والشك والإضطراب.
5: المحبة المنافية للبغض: وهذا القيد عنوان المحبين الصادقين، فإن صدق المحبة يظهر في العمل لما يرضي المحبوب، كما قال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله}، فشرط المحبة يحققه المسلم إذا أحب الله وكتابه ودينه ورسوله صلى الله عليه وسلم وسنته وهديه وعباد الله المؤمنين، فقد روى أحمد (4/ 366) والبخاري (7/ 218): قال عمر رضي الله عنه: [والله لأنت يا رسول الله أحب إلى من كل شيء إلاّ من نفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، فقال عمر رضي الله عنه: فأنت الآن والله أحب إلى من نفسي، فقال رسول الله: الآن يا عمر]، وقال العلامة العثيمين [القول المفيد على كتاب التوحيد ج2 ص52]: " إذا كان الرسول أحب إليك من نفسك فأنت تنتصر للرسول أكثر مما تنتصر لنفسك، وترد على نفسك بقول الرسول صلى الله عليه و سلم فتدع ما تهواه من أجل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم و هذا عنوان تقديم محبته على محبة النفس و لهذا قال بعضهم:
تعصي الإله وأنت تزعم حبه --- إن هذا تالله في القياس بديع.
لو كان حبك صادقا لأطعته --- إن المحب لمن يحب مطيع.
إذا يؤخذ من هذا الحديث وجوب تقديم قول الرسول صلى الله عليه وسلم على قول كل الناس حتى على قول أبي بكر و عمر وعثمان"، وبوب النووي: [بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان] روى البخاري (16) ومسلم (43): عن أنس بن مالك رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم: [ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان] وفي رواية: [طعم الإيمان من كان الله ورسوله أحبَ إليه مما سواهما]، [وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار]، وفي رواية: [ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه]، في رواية لمسلم: [من أن يرجع يهوديا أو نصرانيا]، وقال النووي [شرح صحيح مسلم ج1 ص289]: "هذا حديث عظيم، وأصل من أصول الإسلام، قال القاضي عياض رحمه الله هذا الحديث بمعنى الحديث المتقدم: [ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا]، وذلك أنه لا تصح المحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم حقيقة وحب الأدمي في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكراهة الرجوع إلى الكفر إلا لمن قوي بالإيمان يقينه واطمأنت به نفسه وانشرح له صدره وخالط لحمه ودمه وهذا هو الذي وجد حلاوته، قال (أي القاضي): والحب في الله من ثمرات حب الله"، وقال العلامة صالح الفوزان [محاضرات في العقيدة والدعوةص279]: "فعلامة محبة الله عز وجل: اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلامة بغض الله عز وجل مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر عز وجل علامة بغض الله فقال سبحانه: {فإن تولوا} أي عن طاعة الله و رسوله
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم فهذا دليل على بغض الله عز وجل و بغض رسوله فإن الله لا يحب الكافرين".
6: القبول المنافي للرد: فهذا الشرط قد ورد في الكتاب الكريم والسنة المباركة وهو قيد القبول أو الرضا المنافي للرد، فقوله تعالى: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا} فعلامة القبول تظهر على فلتات اللسان وجوارح الأعمال، كما قال العلامة الشيخ صالح الفوزان في شرح هذه الآية [محاضرات في العقيدة والدعوة ص147]: " هذا موقف الفريقين عندما يدعيان إلى التحاكم إلى شريعة الله وهو موقف لا يزال يتكرر كلما حدثت قضية أو عرضت نازلة، المنافقون يريدون حكم الله ورسوله فيما إذا كان لهم، أما إذا كان عليهم فإنهم يهربون إلى حكم الطاغوت ليخلصهم من حكم الله، والمؤمنون يريدون حكم الله على كل حال سواء كان لهم أو عليهم"، فقوله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} يدل على أن القبول بالرضا هو صفة المسلمين المؤمنين الصادقين الذين قبلوا أمر الله تعالى وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم برضا وقناعة، كما روى الترمذي و صححه الألباني: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وجبت له الجنة]، وفي رواية: [نبيا ورسولا وجبت له الجنة]، وروى مسلم: عن العباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا و بمحمد نبيا]، فالرضا بالله تعالى رضا به خالقا ورازقا ومدبرا ومشرعا، والرضا بكل ما في القرآن الكريم عقيدة وعبادة وتشريعا وحكما ومعاملة، والرضا برسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بقبول سنته وحكمه وتشريعه وما قضى به، والرضا بالإسلام يكون بقبول دين الإسلام حكما وتشريعا وعقيدة وسنة ومنهاجا في الدين والدنيا بلا علمانية ولا فصل دين عن حكم، والقبول الذي هو الرضا: لا بد أن يكون مصحوبا برضا القلب والقول والعمل والانقياد
7: الانقياد المنافي للترك: وهذا الشرط هو قيد الانقياد لحكم لا إله إلا الله، وحقيقته الإذعان والامتثال لما دلت عليه لا إله إلا الله علما وعملا بقيودها السبع الواردة في الكتاب والسنة، والدليل من القرآن قوله تعالى: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى}، فإسلام الوجه لله تعالى يكون بالتوحيد، والإحسان في القول والعمل، والانقياد يكون لما جاء في شرط الإذعان قوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}، فعلى كل مسلم أن فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه و سلم: [لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به] قال النووي حديث حسن صحيح قد رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح وحسنه المحدث ابن باز، وقال الشيخ عبد المحسن العباد [رسالة الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع وبيان خطرها ص31]: قال الحافظ ج13ص289وأخرج البيهقي في المدخل وابن عبد البر في بيان العلم عن جماعة من التابعين كالحسن وابن سرين وشريح و الشعبي و النخعي بأسانيد جياد ذم القول بالرأي المجرد، ويجمع ذلك كله حديث أبي هريرة: [لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به] أخرجه الحسن بن سفيان وغيره ورجاله ثقات وقد صححه النووي في آخر الأربعين"، وقال العلامة محمد بن عبد الوهاب: " كون الإيمان لا يحصل لأحد حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم"، وقال محمد بن صالح العثيمين: [القول المفيد على كتاب التوحيد ج2ص176: ج2ص182]:" هذا واضح من الحديث أي [لا يؤمن أحدكم إيمانا كاملا إلا إذا كان لا يهوى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بالكلية فإنه ينتفي عنه الإيمان بالكلية لأنه إذا كره ما أنزل الله فقد حبط عمله لكفره، قال تعالى: {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم}، قال الشيخ صالح الفوزان [محاضرات في العقيدة والدعوة ص66]: " الانقياد بأداء حقوقها وهي الأعمال الواجبة إخلاصا لله وطلبا لمرضاته"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [شرح كتاب العمدة (ج2/ ص 86)]: " فإن الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل كما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف، وعلى ما هو مقرر في موضعه فالقول: تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم، والعمل: تصديق القول فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمنا "، وفي ختام هذا المبحث المتواضع: لا بد على المسلم أن يحقق شروط لا إله إلا الله اعتقادا وقولا وعملا بكل ما دلت عليه كلمة التوحيد لا معبود بحق إلا الله، حتى يكون الموحد مسلما حقا وصدقا، ولا بد على العبد المسلم أن يحقق شروط الكلمة بما قيدت به في الكتاب والسنة: علما وإخلاصا وصدقا ويقينا ومحبة وقبولا وانقيادا، فمن حققها كاملة كان مسلما موحدا، ومن لم يحققها كاملة لم يصح إسلامه وهو على خطر عظيم.
و كتبه
عبد الفتاح زراوي حمداش
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1963
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سفيان العربي]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 02:07]ـ
بارك الله فيك، فعلا لابد من تعليم الناس هذه الأمور المهمة والتي لا يصح اسلام مع نقض احداها
وأهمية الدعوة لهذا الأمر في زماننا هذا راجع للمظاهر المؤسفة التي يلاحظها الجميع، من انتشار صور الشرك والعياد بالله عند كثير من الفئات ومن زمن خاصة عندما كانت تعاني الأمة من فترة الظلام والجهل
وكنت أقرأ لأحد الأعضاء المصريين هنا وهو يحكي حال بلاده للأسف من بقاء صور لشرك القبور عند كثير من الناس هناك وهو بلد العلم كما نسمع عنه فما بالك بغيرهم ,,,ولكن نسأل الله أن يوفق جهود المسلمين لتوضيح المبادئ الأساسية لدينهم لهؤلاء الذين جهلوا أهم وأخطر قضية في الإسلام ألا وهي توحيد الله بالعبادة والحذر من الشرك به
شكرا لك مرة أخرى وأرجو أن نسعى لذلك عمليا بدعوة من أشرك إلى تعلم التوحيد أولا وقبل كل شيء ,,فإذا فهموا أنه لا إسلام بدون توحيد الله كما قال الشيخ عرفوا مصيرهم وأن عليهم التوبة والرجوع إلى الإسلام,,,
موفقين لكل خير بعون الله ونسأله الفلاح والهداية وأن نعود إلى دين الإسلام الصافي النقي كما أنزل على محمد عليه الصلاه والسلام آمين يا رب ,(/)
يا أعضاء اللجنة الإستشارية العليا لقناة الرسالة ... اتقوا الله ... عبدالله زقيل
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 03:27]ـ
العنوان يا أعضاء اللجنة الإستشارية العليا لقناة الرسالة ... اتقوا الله
المؤلف عبدالله زقيل
يا أعضاء اللجنة الإستشارية العليا لهذه القناة ... اتقوا الله
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
قرأتُ خبراً عن حفلِ الافتتاحِ الخاصِ لقناةِ الرسالةِ الذي أقيم في القاهرة ... وجاء فيه: " وقامت الفنانة صابرين بتقديم فقرات الحفل " ... سبحان اللهُ!، ثم دخلتُ إلى موقع القناةِ وإذ فيه: " وقد اختارت القناة الفنانة صابرين لتقديم حفل الافتتاح حيث حرصت الرسالة على أن يكون يحمل التقديم قالب فني مميز للربط بين الفقرات بتقديم سلسلة من المفاهيم والمعاني الإيجابية الرقيقة ولقد ساهمت صابرين بتقديمها المميز في إنجاح الحفل "!
ثم قرأتُ في " السياساتِ والقيمِ العامةِ " للقناةِ ووجدتُ كلاماً غريباً عجيباً نصهُ:
• احترام المرأة وعدم تبذلها دون اشتراط الحجاب لكن باشتراط الحشمة والذوق والأدب.
• السماح بالموسيقى والأغاني التي تحمل القيم الدينية والأخلاقية والوطنية.
قال تعالى: " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ " [التوبة: 109].
· أيُّ حشمةٍ وأيُّ ذوقٍ وأيُّ أدبٍ وأيُّ إسلامٍ ستعرضهُ هذه القناةُ إذا كانت تظهرُ بدونِ حجابٍ؟! فظهورُ المرأةِ بحجابها لا يجوزُ، فكيف بدون حجابٍ؟!
· وحُق أن يقالُ: " قناةُ الرسالةِ والدورُ المشبوهُ " ... الدورُ المشبوهُ الذي ستقومُ به هذه القناةِ في عرضِ الإسلامِ الإمريكي ... الإسلام المميع ... الإسلام المرقع ... ليس الإسلام الذي أمرنا اللهُ بالدخولِ فيه بكليته: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " [البقرة: 208].
قال الطبري: " وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنْ يُقَال: إنَّ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَمَرَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالدُّخُولِ فِي الْعَمَل بِشَرَائِع الْإِسْلَام كُلّهَا , وَقَدْ يَدْخُل فِي الَّذِينَ آمَنُوا الْمُصَدِّقُونَ بِمُحَمِّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبِمَا جَاءَ بِهِ , وَالْمُصَدِّقُونَ بِمَنْ قَبْله مِنْ الْأَنْبِيَاء وَالرُّسُل , وَمَا جَاءُوا بِهِ , وَقَدْ دَعَا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ كِلَا الْفَرِيقَيْنِ إلَى الْعَمَل بِشَرَائِع الْإِسْلَام وَحُدُوده , وَالْمُحَافَظَة عَلَى فَرَائِضه الَّتِي فَرَضَهَا , وَنَهَاهُمْ عَنْ تَضْيِيع شَيْء مِنْ ذَلِكَ , فَالْآيَة عَامَّة لِكُلِّ مَنْ شَمِلَهُ اسْم الْإِيمَان , فَلَا وَجْه لِخُصُوصِ بَعْض بِهَا دُون بَعْض ".ا. هـ.
وقال ابنُ كثيرٍ: " يَقُول اللَّه تَعَالَى آمِرًا عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِهِ الْمُصَدِّقِينَ بِرَسُولِهِ أَنْ يَأْخُذُوا بِجَمِيعِ عُرَى الْإِسْلَام وَشَرَائِعه وَالْعَمَل بِجَمِيعِ أَوَامِره وَتَرْك جَمِيع زَوَاجِره مَا اِسْتَطَاعُوا مِنْ ذَلِكَ ".ا. هـ.
ومن هذا المنبرِ أوجهُ رسالةً إلى أعضاءِ اللجنةِ الإستشاريةِ العليا للقناة وهم:
1. معالي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع (عضو هيئة كبار العلماء ورئيس محكمة التمييز بالمنطقة الغربية)
2. معالي أ. د. عبدالله عمر نصيف (رئيس مؤتمر العالم الإسلامي)
3. سعادة أ. د. حامد بن احمد الرفاعي (الأمين العام المساعد لمؤتمر العالم الإسلامي ورئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار)
4. سعادة د. عبدالله بن عبدالعزيز المصلح (الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي بالقرآن والسنة)
5. فضيلة الشيخ على بن عبدالعزيز النشوان (المستشار الديني للأمير الوليد بن طلال والمدير التنفيذي لإدارة المشاريع الإنسانية بشركة المملكة القابضة)
6. سعادة د. عبدالعزيز بن إبراهيم العسكر (عميد كلية الدعوة والإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً)
7. سعادة د. وليد عرب هاشم (عضو مجلس الشورى)
وأقولُ لهم: اتقوا اللهَ ... تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عن إقرارِ مثلِ هذه الأمورِ في هذه القناةِ يومَ القيامةِ، وليكن لكم من قناةِ " المجدِ " قدوةٌ في تأسيسها وبرامجها وتنظيمها، وقناةٌ " المجد " منبرٌ حقيقيٌّ للإعلامِ الإسلامي الصحيح.
فالله خاطب نبيهُ فقال: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ " [الأحزاب: 1]
نسألُ اللهَ أن يبصرَ اللجنةَ الإستشاريةَ بما يرادُ من هذه القناةِ، فإما أن يقوموها بشرعِ اللهِ وسنةِ نبيه صلى الله عليه وسلم وأن تلتزم به في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، وإلا يسعهم أن يتركوها مع التحذيرِ منها ومن منهجها لئلا يأتي يوم القيامةِ وقد حُملوا من الأوزارِ والآثامِ ما الله به عليم.
المصدر الساحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 07:32]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل على هذا النقل الطيب
ـ[أروع]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 07:58]ـ
كلنا نرفع وننادي ونصرخ بهذا النداء ...
عسى أن يبلغ أذن هؤلاء المشايخ الفضلاء فيتبرؤوا أو يغيروا في هذه القناة شيء ..
مشكور أخي على جرأتك وغيرتك ...
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 08:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
إلى قناة الرسالة, هذا سؤالي أريد الجواب عليه:
كيف تدعون الناس إلى دين الله, بغير دين الله .... !!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (ابتسامة) ..
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 01:04]ـ
هل قناة الناس هي التي يظهر فيها التائه طارق السويدان .....
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 06:41]ـ
قناة الرسالة وليست الناس اخ فيصل
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 09:01]ـ
جزاك الله خيرا أخى الفاضل والله إن أمر هذه القناة جد خطير
ولكن أريد أن اتأكد هل الشيخ بن منيع الذى ذكرت هو نفسه فضيلة الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء
............ بارك الله فى الجميع
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 11:47]ـ
نعم هو فضيلة الشيخ عبد الله بن منيع عضو الهيئة
لكن كثيرا من هذه الهيئات هيئات شرفية لا رقابة حقيقية لها على هذه القنوات , ولا أجزم بأن هذه الهيئة منها لكن هذا احتمال قائم , فحذار من الكلام في أهل العلم الذين نتعلم منهم(/)
اذا كانت الوثنية فى نظر الاسلام جاهلية فان الجهل فى حقيقته وثنية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 05:07]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلاة على محمد وآله الكرام أما بعد
اذا كانت الوثنية فى نظر الاسلام جاهلية فان الجهل فى حقيقته وثنية
هكذا سمعت الشيخ ابراهيم العسعس ينقلها عن مالك بن نبى رحمه الله تعالى
أليس هو الجهل الذى فيه روى عن عيسى عليه السلام قوله ماعجزت عن احياء الموتى لكننى عجزت عن معالجة الأحمق
أليس هو الجهل الذى من أجله قال أحد السلف لأن أصاحب فاسقا خيرا من قارئا أحمقا مع علمه بالثابت من الحديث فى النهى عن مصاحبة الفاسق
أليس هو الجهل الذى من أجله ينصح الامام ابو حامد الغزالى أحد طلبة العلم بأن لو سأله أحمق فلا يجيبه مع علمه بأن أفضل الجود على الاطلاق هو الجود بالعلم والأفضل أن يبدأ ببذله من نفسه ولاينتظر من يطلبه
أليس هو الجهل الذى حول الرحمة المهداة الى العالمين الى أكبر سبب للانحلال فيقول أحد العلماء أن الدين اذا اسئ فهمه أصبح أكبر سبب للانحلال وقال أحد الغربيين ان التدين اذا فسد العمل به (فهما وتطبيقا) أصبح آلة انحطاط
أليس هو الجهل الذى من أجله ينفى الله الرحمن الرحيم وهو الذى يريد أن يتوب علينا فيينفى الله عن غير أولى الالباب الذكرى بهذا القرءان (وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} آل عمران7)
ان هذا الدين علم {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) محمد 19 كما هو معروف فكل من لم يعمل بهذا العلم او الدين فى أى جزيئة من جزيئات حياته فهو عامل بجهل ({فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ) القصص 50فان الهوى عدو الوحى واذا وجد الجهل اختل من نظام الأرض بقدر ما وجد من الجهل
ألم يشرع لنا اجلال العلماء لكن انظر لجهلة اليوم يسيئون الى العلماء ويتقربون الى الله بظلمهم وتنفير الناس من بعضهم ثم ألم يشرع لنا شكر من أسدى الينا معروفا ولايشكر الله من لايشكر الناس وفى الحديث من صنع اليكم معروفا فكافئوه؟ ثم ألم ننهى عن الاساءة للأخرين؟ لكن الاحمق الجاهل يسئ الى غيره ويظن أنه قد أحسن اليه فيطالبه بالشكر , ويحسن اليه (أى الاحمق هنا هو المفعول به لا الفاعل) فيظن أنه قد أساء اليه فيطالبه بالوتر (أى الحقد والبغض) فانظر كيف ترك هؤلاء العمل بالشرع ولم يتبعوه واتبعوا جهلهم انظر الى هذا التشابه بين الجهل وبين الوثنية او الكفر. ولى وقفة هنا أقول فيها برأيى فان كان صواب فمن الله وان كانت خطأ فمنى ومن الشيطان وهى أن الجاهل اذا تبع ما أملاه عليه جهله الذى هو مخالف للصواب كان كأنه يعبد الجهل وقد سميت طاعة الشيطان عبادة فالجاهل دائما يتابع وينفذ ما يمليه عليه جهله
ان الدين أتى بتعظيم العقل وشرع لنا تعظيمه واستخدامه دوما لكنى قرأت لأهل العلم ينصحون العاقل بأن اذا اضطر بالجلوس مع الحمقى فلا يتعاقل والا أعلنوا عليه الحرب
لايخلو انسان من جهل فأكفر الكفار كفر لجهله وأتقى الاتقياء أحيانا يجهل وبين الجهلين من درجات الجهل مالا يحصى
والحمد لله رب العالمين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 07:30]ـ
ألم تقرأ حين ما كان عمرك خمس سنوات أول آية نزلت فى القرءان {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} العلق1 ثم وحينما كان عمرك عشرون وثلاثون وستون كنت تقرأها أيضا وعليه فالمعنى
اقرأ يا بنى أدم ظلك اقرأ ظلك اقرأ يابنى أدم!(/)
ما رأيكم بعنوان هذا البرنامج لشيخنا محمد حسان؟
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 11:57]ـ
عنوان البرنامج في قناة الناس:
(جبريل يسأل ... و النبي يجيب)
أشعر أن عنوان هذا البرنامج لا يصح.
فإذا كان الأمر كذلك - بعد أخذ رأي مشايخنا في المجلس - فمن يوصل هذا الأمر للشيخ حفظه الله.
ملاحظة يسيرة:
برنامج الشيخ و الشيخ يتضح أثره الكبير في مصر من خلال تفاعل المتصلين الكبير مع البرنامج، و كذلك جودة طرح الشيخ و تأصيلة العلمي و أدبه الجم الذي جعله مقبولا من الجميع، زاد الله الشيخ قبولا و أثرا و جزاه الله خير و كتب له الأجرين في الدنيا قبل الآخرة.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 11:05]ـ
جبريل يسأل ... و النبي يجيب
قدكتبت مقالا حول هذا الموضوع ولم يردعلي احد ولاشك بانه خاطي مائة في المائة فلا السائل جبريل عليه السلام
ولاالمجيب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واني مستغرب موافقة الشيخ الفاضل على هذا العنوان ولعل هنا من ينبهه فيغيره
ـ[بلال مجاهد]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 11:32]ـ
أشك أنكم تابعتم برنامج فضيلة الشيخ العلامة / محمد حسان (جبريل يسأل والنبي يجيب) فلو أنكم شاهدتم ولو مرة واحدة هذا البرنامج لعلمتم مقصد الشيخ من عنوان البرنامج فأنصحكم بمشاهدة البرنامج مرة واحدة فالشيخ يشرح معني عنوان البرنامج تقريبا في كل مرة ونفعنا الله وإياكم
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 12:19]ـ
أخي تابعت البرنامج وهو عبارة عن فتاوى، أما عن شرح الشيخ فلم أسمعه
فلو تذكره لنا
و مهما كان فالإسم ملبس فلو ترك لكان أفضل
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 12:24]ـ
(!!!!!!!!!!)
البرنامج ليس فتاوى
(!!!!!!!!!)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 11:46]ـ
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=53410
ـ[أبو وسام السلفى]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 04:13]ـ
الحمد لله وبعد
فبرنامج شيخنا حفظه الله جبريل يسأل والنبي يجيب
ليس فتاوى
وإنما هو شرح لحديث جبريل المشهور فى الإسلام والإيمان والإحسان
والشيخ حفظه الله قد كتب كتابا بهذا العنوان وسينزل فى 7 مجلدات وسيكون إن شاء الله فى معرض القاهرة
وأعتقد أن هذه التسمية ليس فيها شيء فمقصود الشيخ الحديث المشهور الذى يقوم بشرحه حفظه الله
والعلم عند الله
ـ[السائر]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 04:24]ـ
هذه ثمرة من ثمرات الاستعجال في الحكم والتي ضيعت كثيرا من شبابنا نسأل الله العافية
جزاكم الله خيرا على التوضيح ووفقنا الله وإياكم لمرضاته
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 06:50]ـ
الشيخ يشرح حديث جبريل المعروف.
تأكدوا جزاكم الله الخير
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:16]ـ
استمعت اليه في احدى المرات ووجدته يجيب فيه على فتاوى شرعيه وكما احال الاخ عبد الملك في بعض الحلقات فتاوى الحلقة فالعنوان موهم وخاطي وخاصة لمن لم يستمع الى البرنامج من اوله والاولى التسمية بشرح حديث جبريل والله اعلم(/)
سؤال حي لميت بأن يدعو الله له - للشيخ بكر أبوزيد
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 01:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
قال الشيخ بكر أبوزيد في [تصحيح الدعاء: 250 - 251]:
النوع الثاني: سؤال حي لميت بأن يدعو الله له.
وفي هذا النوع فرعان:
1 - سؤال حي لميت، وهو غائب عن قبره، بأن يدعو الله له.
وهذا النوع لا يختلف المسلمون بأنه شرك أكبر، وأنه من جنس شرك النصارى في مريم وابنها - عليهما السلام - بدعائهما، وأنهما يعلمان ما يفعله العباد، حسب مزاعم النصارى.
2 - سؤال حي لميت بحضرة قبره بأن يدعو الله له.
مثل قول عبّاد القبور، مخاطبين لها: يا فلان، ادع الله لي بكذا أو كذا. أو: أسألك أن تدعو الله لي بكذا أو كذا.
فهذه لا يختلف المسلمون بأنها وساطة بدعية، ووسيلة مفضية إلى الشرك بالله، ودعاء الأموات من دون الله، وصرف القلوب عن الله تعالى.
لكن هذا النوع يكون شركاً أكبر في حال ما إذا أراد الدّاعي من صاحب القبر الشفاعة والوساطة الشركية، على حدّ عمل المشركين: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.
ما يُفهم من كلام الشيخ - رحمه الله - أنه إذا لم يرد داعي المقبورين منهم الشفاعة بمعناها الشركي، بل أراد معناها الشرعي، فقد وقع في الشرك الأصغر.
والله أعلم.
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 04:57]ـ
أسأل الله السلامة .. بسطتُ كفاي ليلة أنظر إليهما وبي من الهمّ , والخوف , والجزع مابي .. فقلت أخاطبهما: ليت شعري بأي كتابٍ يوم القيامة ألقى كتابي , وكالمجنون كنت بل أشدّ ..
حتى نظرت إلى يميني أسائلها: يا ملك اليمين أكتبت بالصحيفة مايسرني أن أراه يوم القيامة , بالله عليكَ إلا سألتَ الله لي أن يفرّج كربتي , ويغفر ذنبي .......... أيكون شركاً أصغر قولي؟
أستغفر الله العظيم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 08:31]ـ
هذا رابط يتعلق بالمسالة المطروحة
تفضلوا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16527
ـ[أم معاذة]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 09:12]ـ
أسأل الله السلامة .. بسطتُ كفاي ليلة أنظر إليهما وبي من الهمّ , والخوف , والجزع مابي .. فقلت أخاطبهما: ليت شعري بأي كتابٍ يوم القيامة ألقى كتابي , وكالمجنون كنت بل أشدّ ..
حتى نظرت إلى يميني أسائلها: يا ملك اليمين أكتبت بالصحيفة مايسرني أن أراه يوم القيامة , بالله عليكَ إلا سألتَ الله لي أن يفرّج كربتي , ويغفر ذنبي .......... أيكون شركاً أصغر قولي؟
أستغفر الله العظيم.
سؤال:- ولماذا لم تسأل الله مباشرة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 10:46]ـ
أسأل الله السلامة .. بسطتُ كفاي ليلة أنظر إليهما وبي من الهمّ , والخوف , والجزع مابي .. فقلت أخاطبهما: ليت شعري بأي كتابٍ يوم القيامة ألقى كتابي , وكالمجنون كنت بل أشدّ ..
حتى نظرت إلى يميني أسائلها: يا ملك اليمين أكتبت بالصحيفة مايسرني أن أراه يوم القيامة , بالله عليكَ إلا سألتَ الله لي أن يفرّج كربتي , ويغفر ذنبي .......... أيكون شركاً أصغر قولي؟
أستغفر الله العظيم.
الأمور الشرعية لا تؤخذ بمثل هذه القياسات والتخمينات الظنية .. خذ الدليل واحكم .. هذا الفعل من الأمور التعبدية التي لم يأمر بها النبي (ص) ولم يفعلها أحد من السلف الصالح، أفتكون خيراً منهم؟
هل فات على الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ما كُشف لك من سؤال ملك اليمين الشفاعة عند الله؟ .. سبحان الله.
أين تجد في كتاب الله أو سنة رسوله (ص) جواز سؤال ملك اليمين الشفاعة عند الله؟ هل عندك في ذلك مستند شرعي؟ أم أنه مجرد الظنون والاستحسانات والتخمينات؟
ثم بعد أن تستحسن هذا الفعل .. تقوم وتقيس عليه سؤال النبي (ص) في قبره، وما سيقوم في قلبك عندها من الخضوع والاستكانة والخشوع عند فعل ذلك، متقرباً إليه، راجياً منه سؤال الله تعالى ..
الأمور يا صاحبي توزن بموازين الشرع، فما نص عليه الشرع نأخذ به، وإلا رمينا به عرض الحائط.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 12:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
قال الشيخ بكر أبوزيد في [تصحيح الدعاء: 250 - 251]:
ما يُفهم من كلام الشيخ - رحمه الله - أنه إذا لم يرد داعي المقبورين منهم الشفاعة بمعناها الشركي، بل أراد معناها الشرعي، فقد وقع في الشرك الأصغر.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا
وما معنى الشفاعة الشركية عند المشركين؟
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 01:23]ـ
سؤال يحتاج الى اجابة:
على القول بأن طلب الدعاء من الأموات شرك اكبر لأنه طلب مالايقدر عليه إلا الله، أليس طلب الدعاء من الأحياء شرك أيضا؟
الذى يُطلب من الله هو المدعو به لا الدعاء ذاته، و المطلوب من الميت لا أن يأتى بالمدعو به إنما أن يدعو الله عز وجل، فإن كان مجرد الطلب من الغير هو الدعاء وهو العبادة فالطلب من الحى و الميت سواء إذاً؟
ما الجواب بارك الله فيكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 01:57]ـ
المباركة أم معاذة
سؤال:- ولماذا لم تسأل الله مباشرة؟
ما كنتُ أقدر على السؤال من شدة ما أصابني من الهلع والروع؟ لمَ الهلع والروع؟!
في الموضوع الوحيد لي هاهنا والذي يرافق هذا الرد تجدين ... الجواب.
أبو شعيب الفاضل
والله أن وصلَ بي الحال أن أدخل المزروع وأرى النملة تسير أمامي فأميل ناحيتها حتى أقبل عليها وأقول:
هلاّ دعوتِ الله لي أن يصبّرني ويفرج كربتي وليربط على قلبي لأكون من المؤمنين!
فما نص عليه الشرع نأخذ به، وإلا رمينا به عرض الحائط.
عرض الحائط إذن!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 09:08]ـ
/// الأخ الكريم أبوزكريا المهاجر لعل جواب سؤالك تجده في الرابط المحال إليه في الملتقى ...
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 01:41]ـ
جزاك الله خيرا
وما معنى الشفاعة الشركية عند المشركين؟
وإياك ..
قال ابن القيم الجوزية – رحمه الله – في [إغاثة اللهفان: 1/ 219 - 221]:
قالوا: فإن العبد إذا تعلقت روحه بروح الوجيه المقرب عند الله، وتوجه بهمته إليه، وعكف بقلبه عليه، صار بينه وبينه اتصال، يفيض به عليه منه نصيب مما يحصل له من الله. وشبهوا ذلك بمن يخدم ذا جاه وحظوة وقرب من السلطان، فهو شديد التعلق به. فما يحصل لذلك من السلطان من الإنعام والإفضال ينال ذلك المتعلق به بحسب تعلقه به.
فهذا سر عبادة الأصنام، وهو الذي بعث الله رسله، وأنزل كتبه بإبطاله، وتكفير أصحابه ولعنهم. وأباح دماءهم وأموالهم، وسبي ذراريهم، وأوجب لهم النار. والقرآن من أوله إلى آخره مملوء من الرد علي أهله، وإبطال مذهبهم.
قال - تعالى -: {أَمِ اتخَذُوا مِنْ دُونِ الله شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ * قُلْ للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ} [الزمر: 43 - 44].
فأخبر أن الشفاعة لمن له ملك السموات والأرض، وهو الله وحده. فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده. فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه. فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له، والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره، بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه، وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده. وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومن وافقهم، وهي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه، بقوله: {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شفَاعَةٌ} [البقرة: 123] وقوله: {يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَنُفْقِوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يوْمٌ لا بَيْعٌ فِيه وَلا خُلّةُ وَلا شَفَاعَةٌ} [البقرة: 254] وقال - تعالى -: {وَأَنْذِرْ بِهِ الّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إلى رَبهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِي وَلا شَفِيعٌ لَعَلّهُمْ يَتّقُونَ} [الأنعام: 51] وقال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة: 4]. فأخبر - سبحانه - أنه ليس للعباد شفيع من دونه، بل إذا أراد الله - سبحانه - رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه. كما قال - تعالى -: {مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس: 3]. وقال: {مَنْ ذَا الّذِي يَشْفَعَ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِه} [البقرة: 255]. فالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه، ولا الشافع شفيع من دونه، بل شفيع بإذنه.
والفرق بين الشفيعين، كالفرق بين الشريك والعبد المأمور. فالشفاعة التي أبطلها الله: شفاعة الشريك، فإنه لا شريك له، والتي أثبتها: شفاعة العبد المأمور، الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له. ويقول: اشفع في فلان. ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة: أهل التوحيد، الذين جردوا التوحيد وخلصوه من تعلقات الشرك وشوائبه، وهم الذين ارتضى الله سبحانه. قال - تعالى -: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لَمِنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28]، وقال: {يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا
(يُتْبَعُ)
(/)
مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحمنُ وَرَضِي لَهُ قَوْلاً} [طه: 109]. فأخبر أنه لا يحصل يومئذ شفاعة تنفع إلا بعد رضاء قول المشفوع له، وإذنه للشافع فيه، فأما المشرك فإنه لا يرتضيه، ولا يرضى قوله، فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه، فإنه سبحانه علقها بأمرين: رضاه عن المشفوع له، وإذنه للشافع، فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة.
وسر ذلك: أن الله له الأمر كله وحده، فليس لأحد معه من الأمر شيء، وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده: هم الرسل والملائكة المقربون، وهم عبيد محض، لا يسبقونه بالقول، ولا يتقدمون بين يديه، ولا يفعلون شيئاً إلا بعد إذنه لهم، وأمرهم. ولا سيما يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً، فهم مملوكون مربوبون، أفعالهم مقيدة بأمره وإذنه. فإذا أشرك بهم المشرك، واتخذهم شفعاء من دونه، ظناً منه أنه إذا فعل ذلك تقدموا وشفعوا له عند الله، فهو من أجهل الناس بحق الرب سبحانه، وما يجب له، ويمتنع عليه، فإن هذا محال ممتنع، شبيه قياس الرب - تعالى - على الملوك والكبراء، حيث يتخذ الرجل من خواصهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج.
وبهذا القياس الفاسد عبدت الأصنام، واتخذ المشركون من دون الله الشفيع والولي.
والفرق بينهما هو الفرق بين المخلوق والخالق، والرب والمربوب، والسيد والعبد، والمالك والمملوك، والغني والفقير، والذي لا حاجة به إلى أحد قط، والمحتاج من كل وجه إلى غيره.
فالشفعاء عند المخلوقين: هم شركاؤهم، فإن قيام مصالحهم بهم، وهم أعوانهم وأنصارهم، الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم، ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس، فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قبول شفاعتهم، وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع، لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم، فتنتقض طاعتهم لهم، ويذهبون إلى غيرهم. فلا يجدون بداً من قبول شفاعتهم على الكره والرضى. فأما الغني الذي غناه من لوازم ذاته، وكل ما سواه فقير إليه بذاته. وكل من في السماوات والأرض عبد له، مقهورون بقهره، مصرفون بمشيئته، لو أهلكهم جميعاً لم ينقص من عزه وسلطانه وملكه وربوبيته وإلهيته مثقال ذرة.
قال - تعالى -: {لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الَمْسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَللهِ مُلْكُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخلق ما يشاء وَاللهُ عَلَى كَل شَيءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 17]، وقال سبحانه في سيدة آي القرآن: آية الكرسي: {لَهُ مَا فِي السَّموَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255]، وقال: {قل لله الشّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ} [الزمر: 44].
فأخبر أن حال ملكه للسموات والأرض يوجب أن تكون الشفاعة كلها له وحده، وأن أحداً لا يشفع عنده إلا بإذنه، فإنه ليس بشريك، بل مملوك محض، بخلاف شفاعة أهل الدنيا بعضهم عند بعض.
فتبين أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يعرفها الناس، ويفعلها بعضهم مع بعض، ولهذا يطلق نفيها تارة، بناءً على أنها هي المعروفة المتعاهدة عند الناس، ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلا بعد إذنه، وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه، فإنه الذي أذن، والذي قبل، والذي رضي عن المشفوع، والذي وفقه لفعل ما يستحق به الشفاعة وقوله.
فمتخذ الشفيع مشرك، لا تنفعه شفاعته، ولا يشفع فيه، ومتخذ الرب وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده، ويطلب رجاءه، ويتباعد من سخطه، هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال - تعالى -: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعَاءَ}، إلى قوله: {قُلْ للهِ الشّفَاعَةُ جَمِيعاً} [الزمر: 43 - 44]، وقال - تعالى -: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ الله قُلْ أتُنَبئُونَ اللهَ بمَا لا يعْلمُ في السَّموَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَ- تعالى - عَمَّا يُشْرِكُونَ} [يونس: 18]، فبين سبحانه أن المتخذين شفعاء مشركون، وأن الشفاعة لا تحصل باتخاذهم هم، وإنما تحصل بإذنه للشافع، ورضاه عن المشفوع.
وسر الفرق بين الشفاعتين: أن شفاعة المخلوق للمخلوق، وسؤاله للمشفوع عنده، لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده، لا خلقاً، ولا أمراً، ولا إذناً، بل هو سبب محرك له من خارج، كسائر الأسباب التي تحرك الأسباب، وهذا السبب المحرك قد يكون عند المتحرك لأجله ما يوافقه، كمن يشفع عنده في أمر يحبه ويرضاه، وقد يكون عنده ما يخالفه كمن يشفع إليه في أمر يكرهه، ثم قد يكون سؤاله وشفاعته أقوى من المعارض، فيقبل شفاعة الشافع. وقد يكون المعارض الذي عنده أقوى من شفاعة الشافع، فيردها ولا يقبلها، وقد يتعارض عنده الأمران، فيبقي متردداً بين ذلك المعارض الذي يوجب الرد، وبين الشفاعة التي تقتضي القبول، فيتوقف إلى أن يترجح عنده أحد الأمرين بمرجح. فشفاعة الإنسان عند المخلوق مثله: هي سعي في سبب منفصل عن المشفوع إليه يحركه به، ولو على كره منه. فمنزلة الشفاعة عنده منزلة من يأمر غيره، أو يكرهه على الفعل، إما بقوة وسلطان، وإما بما يرغبه، فلا بد أن يحصل للمشفوع إليه من الشافع: إما رغبة ينتفع بها، وإما رهبة منه تندفع عنه بشفاعته. وهذا بخلاف الشفاعة عند الرب سبحانه، فإنه ما لم يخلق شفاعة الشافع، ويأذن له فيها، ويحبها منه، ويرضى عن الشافع، لم يمكن أن توجد، والشافع لا يشفع عنده لحاجة الرب إليه، ولا لرهبته منه، ولا لرغبته فيما لزمه، وإنما يشفع عنده مجرد امتثال أمره وطاعته له، فهو مأمور بالشفاعة، مطيع بامتثال الأمر، فإن أحداً من الأنبياء والملائكة وجميع المخلوقات لا يتحرك بشفاعة ولا غيرها إلا بمشيئة الله - تعالى - وخلقه، فالرب - سبحانه وتعالى - هو الذي يحرك الشفيع حتى يشفع، والشفيع عند المخلوق هو الذي يحرك المشفوع إليه حتى يقبل، والشافع عند المخلوق مستغن عنه في أكثر أموره، وهو في الحقيقة شريكه، ولو كان مملوكه وعبده. فالمشفوع عنده محتاج إليه فيما يناله منه من النفع، بالنصر والمعاونة وغير ذلك، كما أن الشافع محتاج إليه فيما يناله منه: من رزق، أو نصر، أو غيره، فكل منهما محتاج إلى الآخر.
ومن وفقه الله - تعالى - لفهم هذا الموضع ومعرفته، تبين له حقيقة التوحيد والشرك، والفرق بين ما أثبته الله - تعالى - من الشفاعة وبين ما نفاه وأبطله، {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نوراً فماله مِنْ نُورٍ} [النور: 40]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في [مجموع الفتاوى: 1/ 116 - 120]:
الشَّفَاعَةُ الْمَنْفِيَّةُ هِيَ الشَّفَاعَةُ الْمَعْرُوفَةُ عِنْدَ النَّاسِ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ؛ وَهِيَ أَنْ يَشْفَعَ الشَّفِيعُ إلَى غَيْرِهِ ابْتِدَاءً، فَيَقْبَلُ شَفَاعَتَهُ. فَأَمَّا إذَا أَذِنَ لَهُ فِي أَنْ يَشْفَعَ فَشَفَعَ؛ لَمْ يَكُنْ مُسْتَقِلًّا بِالشَّفَاعَةِ، بَلْ يَكُونُ مُطِيعًا لَهُ؛ أَيْ تَابِعًا لَهُ فِي الشَّفَاعَةِ، وَتَكُونُ شَفَاعَتُهُ مَقْبُولَةً، وَيَكُونُ الْأَمْرُ كُلُّهُ لِلْآمِرِ الْمَسْئُولِ. وَقَدْ ثَبَتَ بِنَصِّ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ آيَةٍ: أَنَّ أَحَدًا لَا يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلَّا بِإِذْنِهِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلَّا بِإِذْنِهِ}، وَقَالَ: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}، وَقَالَ: {وَلَا يَشْفَعُونَ إلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ. وَاَلَّذِي يُبَيِّنُ أَنَّ هَذِهِ هِيَ الشَّفَاعَةُ الْمَنْفِيَّةُ: أَنَّهُ قَالَ: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، وَقَالَ تَعَالَى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ}. فَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ.
وَأَمَّا نَفْيُ الشَّفَاعَةِ بِدُونِ إذْنِهِ: فَإِنَّ الشَّفَاعَةَ إذَا كَانَتْ بِإِذْنِهِ لَمْ تَكُنْ مِنْ دُونِهِ، كَمَا أَنَّ الْوِلَايَةَ الَّتِي بِإِذْنِهِ لَيْسَتْ مِنْ دُونِهِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (*) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}. وَأَيْضًا فَقَدْ قَالَ: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ}. {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. فَذَمَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ، وَأَخْبَرَ أَنَّ لِلَّهِ الشَّفَاعَةَ جَمِيعًا؛ فَعُلِمَ أَنَّ الشَّفَاعَةَ مُنْتَفِيَةٌ عَنْ غَيْرِهِ، إذْ لَا يَشْفَعُ أَحَدٌ إلَّا بِإِذْنِهِ، وَتِلْكَ فَهِيَ لَهُ. وَقَدْ قَالَ: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}. وَمِمَّا يُوَضِّحُ ذَلِكَ: أَنَّهُ نَفَى يَوْمَئِذٍ الْخُلَّةَ بِقَوْلِهِ: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ إنَّمَا نَفَى الْخُلَّةَ الْمَعْرُوفَةَ وَنَفْعَهَا الْمَعْرُوفَ، كَمَا يَنْفَعُ الصَّدِيقُ الصَّدِيقَ فِي الدُّنْيَا، كَمَا قَالَ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (*) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (*) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} وَقَالَ: {لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (*) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}. لَمْ يَنْفِ أَنْ يَكُونَ فِي الْآخِرَةِ خُلَّةٌ نَافِعَةٌ بِإِذْنِهِ، فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلَّا الْمُتَّقِينَ (*) يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} الْآيَاتُ. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ} وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي}». فَتَعَيَّنَ أَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ عَائِدٌ إلَى تَحْقِيقِ التَّوْحِيدِ، وَأَنَّهُ لَا يَنْفَعُ أَحَدٌ وَلَا يَضُرُّ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُعْبَدَ أَحَدٌ غَيْرُ اللَّهِ، وَلَا يُسْتَعَانَ بِهِ مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَأَنَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَظْهَرُ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ أَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، وَيَتَبَرَّأُ كُلُّ مُدَّعٍ مِنْ دَعْوَاهُ الْبَاطِلَةِ، فَلَا يَبْقَى مَنْ يَدَّعِي لِنَفْسِهِ مَعَهُ شِرْكًا فِي رُبُوبِيَّتِهِ أَوْ إلَهِيَّتِهِ، وَلَا مَنْ يَدَّعِي ذَلِكَ لِغَيْرِهِ بِخِلَافِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهُ - وَإِنْ لَمْ يَكُنْ رَبٌّ وَلَا إلَهَ إلَّا هُوَ - فَقَدْ اتَّخَذَ غَيْرَهُ رَبًّا وَإِلَهًا، وَادَّعَى ذَلِكَ مُدَّعُونَ. وَفِي الدُّنْيَا يَشْفَعُ الشَّافِعُ عِنْدَ غَيْرِهِ وَيَنْتَفِعُ بِشَفَاعَتِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَذِنَ لَهُ فِي الشَّفَاعَةِ. وَيَكُونُ خَلِيلَهُ فَيُعِينُهُ، وَيَفْتَدِي نَفْسَهُ مِنْ الشَّرِّ. فَقَدْ يَنْتَفِعُ بِالنُّفُوسِ وَالْأَمْوَالِ فِي الدُّنْيَا، النُّفُوسُ يُنْتَفَعُ بِهَا تَارَةً بِالِاسْتِقْلَالِ، وَتَارَةً بِالْإِعَانَةِ - وَهِيَ الشَّفَاعَةُ -، وَالْأَمْوَالُ بِالْفِدَاءِ. فَنَفَى اللَّهُ هَذِهِ الْأَقْسَامَ الثَّلَاثَةَ. قَالَ تَعَالَى: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}. وَقَالَ: {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ}. كَمَا قَالَ: {لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا}. فَهَذَا هَذَا، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. وَعَادَ مَا نَفَاهُ اللَّهُ مِنْ الشَّفَاعَةِ إلَى تَحْقِيقِ أَصْلَيْ الْإِيمَانِ، وَهِما الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ؛ التَّوْحِيدِ وَالْمَعَادِ. كَمَا قَرَنَ بَيْنَهُمَا فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ. كَقَوْلِهِ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ}، وَقَوْلِهِ: {الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ} وَقَوْلِهِ: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ}. وَقَوْلِهِ: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. وَأَمْثَالِ ذَلِكَ.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – رسالة نفيسة في هذا الباب، تكلم في هذا النوع من الشفاعة بإسهاب، واسم هذه الرسالة: "الواسطة بين الحق والخلق" .. فلتُراجع لمن أراد ميزد بيان وإيضاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 03:22]ـ
جزاك الله خيرا
وهل طلب الشفاعة كما هي عند المشركين شرك في الربوبية أم في الألوهية؟
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:53]ـ
/// الأخ الكريم أبوزكريا المهاجر لعل جواب سؤالك تجده في الرابط المحال إليه في الملتقى ...
جزاك الله خيرا شيخنا عدنان و لازلت المسئلة تحتاج الى مزيد بيان(/)
أعيدوا للمساجد مكانتها
ـ[ولد ناصر]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 01:31]ـ
إن الأوقات تمضي والأعمار تنقضي، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، والجنة لا تُدرك بالتمني، ولا بشرف النسب، ولا بعمل الآباء والأجداد، ولا بكثرة الأموال والأولاد، قال تعالى: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ). ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه؛ فالجنة لمن آمن بالله وعمل صالحاً، ولو كان عبداً حبشياً، والنار لمن كفر بالله ولو كان شريفاً قرشياً.
إننا نرى الكثير ممن يتكاسلون عن الأعمال الصالحة وينشطون في طلب الدنيا ويتوسعون في إعطاء نفوسهم ما تشتهي، ولنضرب لذلك مثلاً في علاقة كثير من الناس بالمساجد وحضور الجمعة والجماعة، فنرى الكثير يسكنون بجوار المساجد ولا يدخلونها ولا يعرفون فيها، يجاورون المساجد ببيوتهم ويبعدون عنها بقلوبهم، وذلك دليل على ضعف الإيمان في قلوبهم أو انعدامه، لأن عمارة المساجد بالصلاة والعبادة والتردد إليه من أجل ذلك علامة الإيمان. قال تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان" وتلا هذه الآية.
ترى هؤلاء يملأون الأسواق ويأكلون الأرزاق، ولا يتجهون إلى المساجد ولا يشاركون المسلمين في إقامة شعائر الدين (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ). حرموا أنفسهم أجر المشي إلى المساجد وما فيه من الحسنات وتكفير السيّئات، وبقيت أوزارهم على ظهورهم.
والبعض الآخر من الناس- وهم كثير- يأتون إلى المساجد في فتور وكسل، ويمضون فيها قليلاً من الوقت على مضض وملل، فالكثير منهم إذا سمع الإقامة جاء مسرعاً ثائر النفس ودخل في الصلاة وهو مشوش الفكر، لم يُراع أدب الدخول إلى المسجد ولم يعمل بسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السّكينة فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتمّوا" وفاته أجر التقدم إلى المسجد وانتظار الصلاة، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يجلس ينتظر الصلاة في المسجد كالمرابط في سبيل الله، وأنه يُكتب له أجر المصلي ما دام ينتظر الصلاة، وأن الملائكة تستغفر له ما دام كذلك- لكن اليوم يؤذن المؤذن ويمضي وقت طويل والمسجد خال ليس فيه أحد إلى أن تقام الصلاة فيأتون متكاسلين.
إن التأخر في الحضور إلى الصلاة كما أنه يفوت أجوراً كثيرة فهو أيضاً يفتح باب التهاون بالصلاة، ويجر في النهاية إلى ترك صلاة الجماعة، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخراً فقال لهم: تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخّرهم الله".
فدلّ هذا على خطورة التأخر عن الحضور إلى الصلاة وأن المتأخر يعاقب بأن يؤخره الله عن رحمته وعظيم فضله، ويكفي في التنفير عن التأخير أن فيه تشبهاً بالمنافقين الذين قال الله فيهم: (وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاّ وَهُمْ كُسَالَى). وقال فيهم: (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى).
أعتقد أن هؤلاء لو كان يفوتهم بتأخيرهم طمع من مطامع الدنيا لجاءوا مع أول الناس ولجلسوا في الانتظار الساعات الطويلة دون ملل، وما ذاك إلا لأن الدنيا أحب إليهم من الآخرة. لقد أصبحت المساجد اليوم مهجورة مغلقة غالب الوقت لا تُفتح إلا بضع دقائق وبقدر أداء الصلاة على عجل.
لقد أصبحت المساجد تشكو من قلّة المرتادين لها والجالسين فيها لذكر الله تعالى، لقد فقدت الرجال الذين يسبحون الله فيها بالغدو والآصال، لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقدت العاكفين والركع السجود الذين يعمرونها آناء الليل وأطراف النهار، فقد كانت المساجد فيما مضى بيوتاً للعبادة ومدارس العلم وملتقى المسلمين ومنطلقهم، فيها يتعارفون ويتآلفون ومنها يستمدون الزاد الأخروي ونور الإيمان وقوة اليقين، بها تعلّقت قلوبهم وإليها تهوى أفئدتهم، هي أحب إليهم من بيوتهم وأموالهم، فلا يملون الجلوس فيها وإن طالت مدته، ولا يسامون التردد عليها وإن بعدت مسافته، يحتسبون خطاهم إليها ويستثمرون وقتهم فيها فيتسابقون في التبكير إليها.
هذه حالة السّلف في المساجد. واليوم كما تعلمون كثر التأخر عن المساجد وقل الجلوس فيها، ففات بذلك من الخير الكثير على الأمة، وضعفت منزلة المساجد في قلوب كثير من الناس، وقلّ تأثيرها فيهم، فظهر الجفاء، وتناكرت القلوب، وتفكّكت الروابط، حتى صار الجار لا يعرف جاره، ولا يدري عن حاله.
فأعيدوا للمساجد مكانتها في قلوبكم، وبكروا في الذهاب إليها، وأكثروا من الجلوس فيها، واسمعوا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحث على المشي إلى المساجد والجلوس فيها لعلكم تذكرون، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل مع الجماعة تضعف على صلاته ببيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يُخرجه إلاّ الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطّ عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة".
وروى مالك في الموطأ: "من توضّأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامداً إلى الصلاة فإنه في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة، وأنه يُكتب له بإحدى خُطوتيه حسنة ويُمحى عنه بالأخرى سيئة، فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسع فإن أعظمكم أجراً أبعدكم داراً" قالوا: لم يا أبا هريرة؟ قال: من أجل كثرة الخطا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ "، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط".
وعن بُريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بشّر المشّاءين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها".
لقد عظّم الله شأن المساجد وأثنى على الذين يعمرونها بالطاعة ووعدهم جزيل الثواب، قال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
د. صالح بن فوزان الفوزان(/)
نظرية " مايكل بيرلج " في محاربة الجهاديين
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 07:06]ـ
نظرية " مايكل بيرلج" في محاربة الجهاديين
مايكل بيرليج " مسئول بريطاني وعضو في لجان ما يسميه الغرب " بمكافحة الإرهاب".
جلس يتحدث مع كبار مسئولي البنتاجون وآخرون غيرهم من الغارقين في قضايا محاربة الجهاديين الإسلاميين.
لاحظ المسئول البريطاني أن الجدية الفكرية والسياق العالمي الذي يتحرك عبره التفكير الأمريكي يختلف اختلافا لافتا للنظر عن هذا ينطلق منه المسئولون البريطانيون.
فالأخيرون مشغولون بهاجس " تماسك المجتمع البريطاني " وما يسمى بتطرف الشباب المسلم ".
تابع " بيرليج"جلسة استماع لجنة الأمن القومي في مجلس الشيوخ الأمريكي حول احتمالية قيام هؤلاء الجهاديين بهجوم نووي على واشنطن العاصمة.
السيناريو كما تخيله السناتور "جو ليبرمان"وكما قال بنفسه " يصعب مناقشته ويصعب توقعه، وهو على المستوى العاطفي درامي ومقلق".
تساءل "بيرليج":" ما هذا الذي يتحدث عنه " ليبرمان"؟ قنبلة تزن ألف طن محمولة في شاحنة عند البيت الأبيض ... يمكن أن تقتل مائة ألف شخص وتمحي من الوجود العديد من المبانى الفيدرالية على امتداد ميلين.
معظم الضحايا سيحترقون وغالبيتهم من الأمريكيين الأفارقة الذين يعملون لصالح الحكومة الفيدرالية.
خمس وتسعون في المائة من الضحايا سيموتون بعد عذاب ومعاناة، ذلك لأن القدرة الحالية لعلاج هذه الحالات محدودة ولا تكفي إلا ألف وخمسمائة شخص. ولأن الرياح تهب من الغرب إلى الشرق فإن الإشعاع الناتج عن التفجير سيصل إلى مناطق السود الفقراء في العاصمة حيث لا يوجد هناك غير مستشفى واحد ".
يقول " ليبرمان": لقد حان الوقت لنقاش صعب، فلنسأل أسئلة غير عادية ونبذل قصارى جهدنا للإجابة عنها"
يقول " بيرليج" تعليقا على سيناريو" ليبرمان":" إني لأتعجب، وأتساءل في نفس الوقت: ما هي الاستعدادات التي أعدتها بريطانيا لهذا الكابوس الأسود؟ هل يسأل البرلمانيون البريطانيون مثل هذه الأسئلة وهل هم قادرون على مناقشة مثل هذا السيناريو؟
برر " بيرليج" هذه النظرة الأمريكية للأمور بأن الولايات المتحدة تخشى عنف الجهاديين. ولهذا تضع تصورا واقعيا للتهديد الذي يمكن أن تواجهه. كما تضع استراتيجيات متعددة للتعامل مع الحدث.
" دافيد كيلكولن"رائد استراتيجي استرالي ألحق للعمل مع الخارجية الأمريكية. كان أول من استخدم مصطلح " التمرد الجهادي العالمي "، وقد راق هذا المصطلح لـ " بيرليج" ورآه البديل لمصطلح "الحرب على الإرهاب" والأكثر صلاحية في نظره للاستخدام في الحالة البريطانية. فقد اعتقل البريطانيون في عام 2007 مائة وثلاثة ممن يشتبه فيهم بأنهم " إرهابيون". وعلى امتداد أوربا لا يزيد عددهم عن مائتي وواحد.
أثنى "بيرليج" على إسهامات المخابرات الأوربية في الحد من نشاط الجماعات الجهادية.
ورأى أن كل دولة قدمت للأخرى خبراتها في هذا الميدان. المخابرات الألمانية على سبيل المثال لديها باع طويل في متابعة أعمال الجهاديين على شبكة الإنترنت وغرف الشات، بينما نجح الفرنسيون في متابعة أنشطتهم في المساجد ولعل هذا هو السبب في اختيار "باريس" لتكون موقع قيادة وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للمخابرات الأوربية والموساد الإسرائيلية.
ولم يمنع هذا الأمر من أن تواصل فرنسا جهودها الدبلوماسية في الشرق الأوسط.
على النقيض من خط الولايات المتحدة في مواجهة ما تسميه بخطر الجماعات الجهادية التي تحمل السلاح والفكر معا، عرض "بيرليج" لما يمكن أن يكون بمثابة نظرية لهزيمة الجهاديين. وحدد بعض أبعاد هذه النظرية على النحو التالي:
أولا: نظرية هندسة الفوضى:
ينصح المحللون من رجال المخابرات وغيرهم من الذين كرسوا أنفسهم لمحاربة هذه الجماعات بالتعامل مع كبرى الجماعات الجهادية بنفس الطريقة التي تدمر بها الشركات العملاقة في سوق الصناعة.
وعلى هذا: على رجال المخابرات أن يذهبوا بأكبر هذه الجماعات بوصفها ملهمة للجهاديين عبر العالم إلى نفس طريق شركة فورد التي وصمت بسوء السمعة في سوق السيارات، والعمل على تقوية شركات أخرى كشركة أودى وكوكاكولا أو نايك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبمعنى آخر تصوير " هذه الجماعة الملهمة " على أنها " مهندس الفوضى"، وهو المصطلح الذي استخدمه الجنرال البريطاني "جريم لامب". يقول " مايكل دوران" مساعد وزير الدفاع ورئيس شعبة مكافحة الإرهاب في البنتاجون "إن هذه الجماعة لا تبنى، إنها تدمر فقط ". الذي يهدف إليه " دوران" ومحللي المخابرات من هذا كله هو بذر الشكوك في عقول المسلمين، حول الجهاديين ووصفهم بأهم نرجسيون أشرار. لكن "دوران" يعترف بأنه على الرغم من نجاح هذا التكتيك وظهور دلالات على خفة حدة التأييد الشعبي للجهاديين في بعض المناطق كالحال في جنوب شرق آسيا، فإن هذه التنظيمات الجهادية مطاطية بمعنى أنها تستعيد حيويتها في مناطق أخرى.
ثانيا: القضاء على التصور الأخلاقي الراقي للجهاديين في أعين المسلمين:
الغرب في نظر المسلمين في حالة انحطاط أخلاقي وعملاؤه في بلادهم فاسدون كذلك. هذا التصور المتدني للغرب في نظر المسلمين لا بد من مواجهته بتصور آخر يفسد هذه الصورة المشرفة النبيلة للجهاديين في أعين المسلمين. ولهذا يستلزم الأمر بذل جهود كبيرة لإلصاق الفساد بهم وربطهم بجرائم التزييف والسرقة والدجل وتجارة المخدرات ... الخ. ويلوم " بيرلج" الحكومة البريطانية لأنها لازالت لا تبذل جهودا لتخريب صورة الجهاديين في أعين هؤلاء الذين انجذبوا إلى كبرى الجماعات الجهادية.
ثالثا: اختراق الجماعات الجهادية:
تعتبر أحد أكبر جهود الولايات المتحدة فاعلية في تدمير الجماعات الجهادية هو اختراقها. من المعروف أن هذه الجماعات تتكون من جهاديين ينتمون إلى عرقيات مختلفة، وهذا من أكبر نقاط الضعف في هذه الجماعات. أدى استجواب رجال المخابرات للجهاديين المحتجزين إلى الوقوف على تفاصيل دقيقة عن الاختلاف بين العرب والعرقيات الأخرى من الشيشان والأوزبك، وما يسمونه بمحاولة العرب السيادة فوق هذه العرقيات، وما يتصورون أنه احتقار العرب لهم. كما كشفت عمليات الاستجواب هذه عن محاولة قيادة الجماعات القضاء على الخلافات بين الجهاديين الجزائريين والليبيين وتأسيس مغرب موحد.
يرى رجال المخابرات أن يمكن الاستفادة من هذه الخلافات وهذه الجهود في ضرب هذه الجماعات فيمكن – على سبيل المثال- استثمار انشقاق الجهاديين الجزائريين حول أولويات الجهاد كمحاربة النظام الحاكم أو تنفيذ أجندة الجماعات الجهادية أو استهداف الولايات المتحدة التي وضعت في الجزائر أضخم قاعدة مخابرات لها، في تشتيت هؤلاء الجهاديين وصرفهم عن القيام بعمليات ضد مصالح الغرب في المنطقة. ويرى " بيرليج" أن الجهود التي قامت بها مؤسسة " كويليام" في الاستفادة من الجهاديين السابقين في منع ما تسميه بتطرف الشباب البريطاني الذي ترجع جذورهم إلى باكستان وبنجالاديش هي نموذج متواضع يعكس نجاح هذه الاستراتيجية.
رابعا: التركيز على تقديم مساعدات إيجابية للمسلمين
المعاناة التي يعيش فيها الشباب في البلاد الإسلامية هي أحد أكبر الأسباب التي تقودهم إلى الانضمام إلى الجماعات الجهادية، ولهذا يجب أن يقدم الغرب لهؤلاء الشباب مساعدات إيجابية ملموسة. مثال ذلك إمداد المناطق الفقيرة بالمياه العذبة وتقديم الإغاثة لهم في أوقات الكوارث الطبيعية كالزلازل والفياضات كما حدث في أيام إعصار تسونامي. لكن الربط بين هذه المساعدات وإعادة تأهيل الجهاديين التائبين واستخدام القوة مع هذه الجماعات أمر ضروري. ولعل تجربة جنوب شرق آسيا في هذا المجال دليل على نجاح هذه الإستراتيجية.
ويرى "بيرليج " أن رسالة إيجابية يقدمها الغرب للشباب المسلم هي أكثر أهمية من جهوده في نشر الديموقراطية في بلادهم.
خامسا: استخدام القوة العسكرية والبوليسية:
يرى " بيرليج" أن استخدام القوة العسكرية والعمل البوليسي مع الجماعات الجهادية أمر لا غنى في هزيمة هذه الجماعات. كما أن القبض على قياداتهم وقتلهم أمر ضروري وهو بمثابة سد أو حاجز للأمواج المتدفقة من هذه الجماعات.
سادسا: تأسيس جماعات سنية مناهضة للحركات الجهادية:
نجحت الولايات المتحدة في هذه الاستراتيجية حينما أسست مجالس الصحوة العراقية. وهى جماعات سنية تناوئ الحركات الجهادية السنية. وهي قد لا تميل إلى تأييد الاحتلال لكنها لا تريد سيادة الجهاديين في مناطقهم.
سابعا: تدعيم الأصوات الليبرالية في البلاد الإسلامية:
يرى " بيرليج" أن أي جهد تبذله الأصوات الليبرالية في البلاد الإسلامية يجب تدعيمه وتشجيعه خاصة في بلاد مثل أندونيسيا وتركيا التي ترفض الأفكار القادمة إليها من الخليج العربي. ويضرب " بيرليج " مثالا بجهود وزارة الأديان في تركيا التي تحركت بجرأة من أجل تطويع أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي يعتمد عليها المسلمون بصفة أساسية مع واقع القرن الحادي والعشرين.
يقول المفكرون الإسلاميون:" ما يحجم ذو عقيدة في اللّه عن النفرة للجهاد في سبيله، إلا وفي هذه العقيدة دخل أي عيب وريبة وفي إيمان صاحبها بها وهن أي ضعف. لذلك يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -" من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من شعب النفاق". فالنفاق - وهو دخل في العقيدة يعوقها عن الصحة والكمال - هو الذي يقعد بمن يزعم أنه على عقيدة عن الجهاد في سبيل اللّه خشية الموت أو الفقر, والآجال بيد اللّه , والرزق من عند اللّه. وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل".
وهذه النظرية التي عرضناها للمسئول البريطاني ما هي إلا محاولة لاستقراء المنظور والمنهج الذي يفكر به الغربيون ويعملون على أساسه في محاربة الجهاد والجهاديين.
انظر:
Michael Burleigh, how defeat global jihadists, Standpoint online, June 2008.
ــــــــــــــــــــ
كتبه: د. أحمد إبراهيم خضر .. المصدر: شبكة نور الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعلي العنزي]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 10:45]ـ
جزاكم الله خيرا
ما يفعله الغرب الكافر من حرب وعدوان على امة الاسلام كالنقطة في البحر بالنسبة لعمل العدو الداخلي
الذين يتسمون باسمائنا ويتكلمون بالسنتنا
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 02:33]ـ
اين مصدر الكلام.(/)
حماس تفجر مفاجأة وتكشف عن وثائق خطيرة تدين قيادات فتحاوية بالتجسس
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 05:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الخبر منقول من موقع: مصراوي
ــــــــــــــ
حماس تفجر مفاجأة وتكشف عن وثائق خطيرة تدين قيادات فتحاوية بالتجسس
12/ 25/2008 9:55:00 Pm
اعداد – عماد سيد – اكد محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس ان الحركة قررت أخيرا الكشف عن عدد من الوثائق الخطيرة التي حصلت عليها بعد ان آلت اليها الامور في قطاع غزة.
و كانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد اعلنت عقب سيطرتها على قطاع غزة في منتصف يونيو من عام 2007 انها حصلت على ما أسمته بالكنز الهائل من المعلومات وهي عبارة عن كافة وثائق اجهزة الأمن الفلسطينية التابعة لحركة فتح متمثلة في جهازي الامن الوقائي والمخابرات
وحاول الإعلامي اللامع احمد منصور ملاحقة قيادات حماس على مدى عدة اشهر الحصول على حق الانفراد بنشر هذه الوثائق الى ان نجح اخيرا في الحصول على موافقة الحركة في الاطلاع فقط على الوثائق دون الحق في نقلها او التصرف فيها ليكشف عن العديد من المفاجآت المذهلة
وقال محمد نزال ان ما قامت به حماس في 2007 كان يوما تاريخيا في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية تمثل في انهيار ما يسمى بالظاهرة الدحلانية والأمنية في قطاع غزة وهو امر كان يحتاجه الشعب الفلسطيني لأنه هذه الاجهزة الأمنية وفي اطار عملية اوسلو تحولت الى اجهزة أمنية بالإيجار
واكد نزال ان الأمر استغرق من حماس شهورا متواصلة لفرز وتحليل المعلومات الواردة في هذه الوثائق والتي تم تقسيمها الى عدة انواع منها بيانات تم تخزينها على اجهزة الحاسب الآلي ومنها بيانات بخط اليد الى جانب العديد من ملفات الصوت والصورة
وقال نزال ان الوثائق تنقسم الى قسمين الاول يتعلق بالوضع الخارجي مثل متابعة هذه الاجهزة الامنية لتنظيمات ومنظمات ودول والاخر يتعلق بالوضع الداخلي مثل الوضع في الضفة وغزة ومتابعات الاجهزة الأمنية
وأكد نزال على ان ما لدى الحركة هو وثائق اصلية تماما وعليها شعارات السلطة الفلسطينية ومنها ايضا دفاتر الملاحظات الشخصية لمحمد دحلان وبخط يده وكل هذه الامور بالطبع يسهل جدا التأكد من مصداقيتها بعرضها على الخبراء والمتخصصين وحيازتنا لهذه الامور لا تعد سطوا او سرقة او نهب لممتلكات سلطة رسمية معترف بها دوليا حيث ان ماجرى في غزة كان خلال حكم حكومة الوحدة الوطنية الشرعية والتي وافق عليها المجلس التشريعي الفلسطيني وصدق عليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتاج لاتفاق مكة الموقع في فبراير 2007
وأكد نزال ان حماس لم تكن مجرد ميليشيا استولت على اوراق وكل الاجهزة الامنية في السلطة الفلسطينية كان يفترض انها تتبع اسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة المنتخبة و الشرعية وكن ما حدث انه تم اغتصاب هذه الاجهزة الامنية من الحكومة المنتخبة وتحويل صلاحياتها خلافا للقانون
وقال نزال ان الوثائق التي تحوزها حماس حاليا مطروحة لأي جهة تريد التثبت من صحتها من خلال خط اليد ومن خلال التوقيعات المعتمدة على المراسلات الرسمية ومن خلال تروسية الاوراق المعتمدة لدى السلطة الفلسطينية
وقال ان احد المجلدات تحتوي بعض الوثائق الرسمية الخطيرة منها ملفات التجسس الخارجي تتضمن محاضر اجتماعات وتقارير ووثائق تخص السعودية والسودان واليمن وليبيا ومصر والجزائر وتونس وأمريكا وفرنسا و روسيا وقطر وغيرها.
واكد نزال ان تصنيف الوثائق بهذا الشكل لا يعد تحريضا لهذه الدول على السلطة الوطنية الفلسطينية وانما المسألة تنظيم علمي دقيق للأمور وأضاف ان مشكلة حماس هي مع تيار وصل الى مرحلة خطيرة من القوة والاستفحال كان يقود الاجهزة الامنية ومنهم محمد دحلان ورشيد ابو شباك وسمير المشهراوي ومجدي ابو شمالة
اضاف نزال ان العديد من الوثائق اكدت ان بعض القيادات في هذا التيار كانت تتجسس على بعضها البعض اضافة الى وجود صراعات خفية طاحنة بين 14 جهاز امني وهو رقم هائل
واكد ان الهدف من كشف هذه الوثائق الآن ان يتم محاكمة قادة هذه الاجهزة ومن فيها أمام الرأي العام حيث اننا تعرضنا الى ظلم فادح خلال الفترة الماضية كما أن الشعب الفلسطيني تعرض الى امور لا يمكن القبول بها من هذه الاجهزة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال نزال ان حركة حماس تدرس حاليا وبجدية امكانية رفع دعاوي قضائية ضد هؤلاء المسئولين بتهم عديدة منها ارتكاب جرائم قتل والتجسس بطرق غير قانونية وغير أخلاقية على قيادات مناضلة في الشعب الفلسطيني واسقاط شخصيات نافذة بهدف ابتزازها والتآمر مع العدو المحتل اي ان المسألة ليست شخصية او بين حماس وفتح ولا بين حكومة رام الله وحكومة غزة
وقال ان هناك جهازان امنيان خطيران الاول هو المخابرات العامة الفلسطينية وكان فعله في الخارج اكبر من الداخل حيث تولي الامن الوقائي -وهو الجهاز الثاني- الشأن الداخلي والذي كان يرأسه دحلان ومقره الرئيسي في غزة وكان لجهاز المخابرات العامة جهاز يسمى دائرة العلاقات الدولية وكان مديرها العميد جاد الكريم التايه وقد قتل في 2006 وكان النائب هو الرائد مأمور رشيد وبهذه الدائرة قسم للمحطات الخارجية تصل الى حوالي 18 محطة وقسم للتنسيق الأمني وقسم للمتابعة الخارجية وكان مراكز هذه المحطات السودان و لبنان و مصر و الجزائر و اليمن و البوسنة و الامارات وغيرها الكثير والمفترض في جهاز المخابرات متابعة القضايا المتعلقة بالوضع الفلسطيني والغريب ان دائرة العلاقات الدولية تحول الى جهاز للايجار لمصلحة عدة دول واجهزة مخابراتية منها سي اي ايه والموساد المخابرات البريطانية المخابرات الفرنسية وغيرها وكان من اشكال هذا الايجار التجسس على دول عربية واسلامية ومراقبتها وضرب عمقها الاستراتيجي وطالب قيادات فتح بمحاسبة من قاموا بهذه الافعال
وقام بعرض وثيقة كتب عليها (سري جدا) من الضابط 123 واشار الى ان كل ضابط في هذه الامنية كان يشار اليه برقم لحساسية ذكر الاسم واكد ان الحركة قامت بفك كل الشفرات وتعرفت على اسماء هؤلاء الضباط وقال ان الوثيقة جاء فيها: افاد مدير محطتنا في باكستان انه تمكن من الحصول على معلومات سرية للغاية تحتوي على صور للمفاعل النووي الباكستاني سيتم احضارها هلال عودتي قريبا الى ارض الوطن " واكد ان حماس حصلت على الصور بالفعل والسؤال الآن لمصلحة من يتم انشاء وحدة تجسس فلسطينية في دولة مثل باكستان وهي دولة اسلامية مستهدفة اسرائيليا وهنديا وامريكا وتحديدا مفاعلها النووي ولمن سيتم ايصال هذه المعلومات؟
واضاف نزال ان هناك وثيقة اخرى تتعلق بمصنع ادوية (الشفاء) السوداني الذي قامت الولايات المتحدة بقصفه بحجة انتاج اسلحة كيماوية وقال ان الوثيقة كتب عليها ايضا سري للغاية من (م - ن) بتاريخ 20/ 7/2007 عنوانها (رد على طلب احتياج بخصوص مصنع الشفاء) اي ردا على طلب مركز الاستخبارات الرئيسي في غزة، وجاء في الوثيقة انه يوجد في المصنع معمل لأبحاث الميكروبيولجي لتطوير الاسلحة الكيماوية بتمويل وشراكة بين اسامة بن لادن وصلاح ادريس المليونير السوداني وهناك مخاوف من ان تصل هذه المنتجات الى تنظيمات اصولية اسلامية وسنزودكم لاحقا بصور عن المصنع وفي 29/ 7
وورد خطاب آخر بعنوان (رد على طلب احتباج بخصوص علاقة صلاح ادريس بأسامة بن لادن ومصنع الشفاء) وفي 26/ 8 - اي بعد القصف الامريكي للمصنع بستة ايام - ارسل نفس المصدر الى القيادة يؤكد وقوع القصف الامريكي والسؤال هنا ايضا ما علاقة المخابرات الفلسطينية بمصنع الشفاء للأدوية؟ وهل هناك من يتوقع ان تحتفظ هذه الاجهزة بهذه المعلومات الخطيرة لنفسها فقط؟ وبم كانت ستفيدها؟ واذا قيل ان هذا دور المخابرات ان تتعاون مع استخبارات الدول الاخرى فهل بعقل مثلا ان تتعاون المخابرات الفلسطينية مع استخبارات اجنبية لإمدادها بمعلومات عن قطر مثلا؟
واشار نزال الى تقرير اخر قام بشطب اسم الدولة من عليه حفاظا على السرية عن وفد عسكري عربي توجه الى جنوب افريقيا وكان التقرير بتاريخ 10/ 9/2006 ومصدره الضابط 851 جاء فيه ان المعلومات تفيد بأن وفد عسكري سري عالي المستوى من هذه الدولة سيزور جنوب افريقيا سرا سيقوم خلالها بالاطلاع على منشآت ومعدات عسكرية هامة هناك بغرض شرائها تدخل في صناعات عسكرية محظورة وهي عبارة عن مفاعلات نووية صغيرة تستخدم لأغراض عسكرية ومدنية، أي اننا كفلسطينيين وعرب نلاحق التحركات السرية للدول العربية علما بأن هذا الامر قد اتخذ ذريعة من قبل لضرب سوريا والعراق والسودان، اي ان هناك تحريضا على هذه الدولة الوارد بشأنها التقرير، واشار الى بعض هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الوثائق تم تقديمها الى عدد من الدول العربية وهناك البعض الآخر يتم دراسة الأمر بشأنه
واكد نزال على ان حماس لا تعمل بمبدأ الحقد والتحريض والا لكنا نشرنا كل الوثائق في العالم ولكن لدينا حساسية تجاه هذا الموضوع لذا نأخذ النزر اليسير من هذه الوثائق واكد انه لا يبالغ اذا ما قال ان الامر يحتاج الى 10 حلقات للحديث عما لدى حماس من وثائق
وقال ان من المفاجآت ان محطة الاستخبارات في فرنسا تتعاون مع المخابرات الفرنسية حيث تقوم الاخيرة بتوجيه نظيرتها الفلسطينية الى اختراق ورصد ومتابعة فصائل المقاومة العراقية وتحديد اهداف معينة لاختراقها والحصول على معلومات من داخلها اضافة الى اختراق الجالية الفلسطينية والمهاجرين المغارية ثم تزويد المخابرات الفرنسية بها اضافة الى محاولة اختراق النظام الإيراني ورصد انشطة امنية لدول مثل مصر والاردن وسوريا والجزائر،
وقام بعرض وثيقة تقوم فيها المخابرات البلجيكية بتوجيه الشكر الى نظيرتها الفلسطينية على المعلومات القيمة عن عصبة الانصار وحزب الله حيث قامت المخابرات الفلسطينية بجمع معلومات عن الجمعيات الاسلامية في بلجيكا وهولندا وغيرها وإهدائها الى نظيرتها البلجيكية
واضاف نزال ان محطة روسيا كانت تقوم بجمع معلومات عن الجماعات الشيشانية ومصادر دعمها وتحركات قادتها في الشيشان ودول الجوار اضافة عن معلومات عن الجالية الفلسطينية في روسيا وأوكرانيا، وعن محطة رومانيا اشار الى تقرير مفصل عن الطلبة المسلمين في رومانيا الى جانب متابعة مكثفة لكوادر ومؤسسات ونشاطات حزب الله.
وعن المحطة الهندية اكد نزال ان الوثائق كانت تحتوى على معلومات حول الجماعات الاسلامية الكشميرية ومتابعة الاجانب العاملين في حزب المجاهدين وذلك عن طريق تجنيد عدد من الطلال والتجار هناك وقال ان الوثائق أيضا تحتوى على كافة الأسماء في هذا الشأن، أما جيبوتي فكانت المحطة الفلسطينية هناك مهتمو بمتابعة الاتحاد الاسلامي الصومالي والاتحاد الاسلامي الاوجاديني والجهاد الاسلامي الاريتري وجبهة الخلاص الاسلامي.
وعن السودان اشار نزال الى وجود وثائق تطلب فيها المخابرات الفرنسية من نظيرتها الفلسطينية تزويدها بمعلومات عن النشاط الايراني الاقتصادي والامني داخل السودان وعن شخصيات ومؤسسات في السودان والصومال واثيوبيا واريتريا وجيبوتي والجزائر اضافة الى رصد ومتابعة تنظيمات حزب الله وعصبة الانصار وزعيم الحزب ابو محجن ومتابعة ورصد الجالية الصومالية في السودان والعمل على اختراقها
اما على المستوى الداخلي فأشار نزال الى وجود العديد من حالات التجسس بين اجهزة الامن الداخلي الفلسطينية وفي هذا السياق اكد وجود مثال صارخ وهو ان جهاز الامن الوقائي - والذي من المفترض ان يخضع لسلطة الرئاسة الفلسطينية - يتجسس على مكتب رئيس السلطة الفلسطينية نفسه وهذا مسجل في وثيقة بتاريخ 20/ 7/2005 يفيد بوجود اكتشاف اجهزة تنصت وعليها توقيع جمال الجندلي وورد فيها: بناء على تكليفكم بالفحص التقني والفني لمكتب الاخ ابو مازن تم اكتشاف اجهزة تنصت موضوع في طاولة المكتب الذي يجلس عليه الاخ الرئيس واحد الكراسي الموجودة في مكتبه وبعد التحري تبين ان أحد عناصر جهاز الامن الوقائي هو الذي قام بزرع الاجهزة كما قمنا بتصوير كافة الاجهزة التي تم العثور عليها وقام محمد نزال بعرض الصور و الوثائق على الشاشة، وقل ان العقيد جمال محمد الجردلي حاصل على ماجستير في العلوم السياسية وهو رئيس محطة اوروبا في دائرة النشاط الخارجي بالمخابرات
واكد نزال ان كلا من الامن الوقائي والمخابرات دارت بينهما العديد من الحروب ومحاولات الاختراق اسفرت عن اسقاط العديد من الشخصيات جنسيا وبالتالي امكانية ابتزازهم بسهولة فيما بعد واخضاعهم لسلطتهم
وتطرق نزال الى مسألة الاغتيالات واكد تورط الاجهزة الامنية في هذه العمليات وقال ان هناك وثائق اشارت الى تشكيل لجنة من الاستخبارات العسكرية للتحقيق في اغتيال هشام محمد مكي -رئيس هيئة الاذاعة والتليفزيون السابق- الذي قتل في 2001 وكان من اعضائها النقيب منهل موسى عرفات والمقدم نعيم ابو الحسنين وغيرهم ممن وردت اساؤهم وتوقيعاتهم على الوثيقة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وخلصت اللجنة الى ان السيارة التي استخدمها الجناة في عملية الاغتيال كانت من نوع سوبارو الا ان الارقام كانت مرخصة باسم جهاز الامن الوقائي وذكرت الوثيقة اسم الشخص العامل بالجهاز والحائز للسيارة وتبين ان لوحة الارقام تشير الى سيارة اودي ان المتهم الرئيس في العملية هو جهاز الامن الوقائي كما اشارت الوثيقة الى اسماء المتهمين بارتكاب العملية من الجهاز، واضاف ان عائلة القتيل تعلم بكل هذه التفاصيل وتعلم بالتحديد اسماء المشاركين في عملية الاغتيال
كما اشار نزال الى محاولة اغتيال السفير نبيل عمرو واكد ان مسئول فلسطيني كبير وراء المحاولة طبقا للوثائق التي تحوزها حماس حيث اوعز الى جهاز امني معين بالقيام بالعملية واكد ان نبيل عمرو شخصيا يعلم باسم من حاول اغتياله، كما اشار الى عملية اغتيال خليل الزبن الصحفي والذي تم قتله بناء على ايعاز من الاجهزة الامنية
وفينا يتعلق باستهداف المقاومة الفلسطينية اشار محمد نزال الى وثيقة تسمي (الخطة الامنية الاسرائيلية) والتي كتب عليها مكتب مدير الامن الوقائي ومؤرخة بتاريخ 16/ 9/1998واكن اهم ما فيها الاشارة الى ضرورة انشاء جهاز امني مشترك بين اسرائيل والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية من اجل ضمان ضرب واحباط وتهديد الارهاب وقواعده على يد السلطة الفلسطينية على ان يقوم هذا الجهاز المشترك بتوجيه اعمال السلطة الفلسطينية ويتابع عمليات التنفيذ ويراقب طريقة تنفيذها، كما تشمل الخطة على تشريع قانون ضد الارهاب وتنفيذه بما يمنع اقامة الجمعيات الخيرية والقواعد الشعبية للمنظمات الارهابية وتوقفت هذه الخطة بسبب انتفاضة الاقصى وأكد ان رئيس ما يسمى بالحكومة الفلسطينية في رام الله سلام فياض تقوم بتطبيقها حاليا واشار الى وثيقة اخرى بتاريخ 29/ 11/2007 موقعة من جمال بواطنة وزير الاوقاف والشئون الدينية في حكومة فياض وتختوي على اسماء الجمعيات التي تم اغلاقها وهي 103 جمعية
وقال نزال انه في ضوء هذه الخطة تم اعتقال احد اعضاء كتائب القسام وهو عوني الشريف وكان قد اعلن عن مقتله منذ 7 سنوات من اجل تيسير تحركة وممارسة اعماله وقد احتفلت الاجهزة الامنية الفلسطينية مؤخرا باعتقاله
واختتم نزال حديثه بموضوع شائك للغاية وهو وثائق عثرت عليها حماس وتتعلق بمسألة الاسقاط الجنسي وقال ان حوالي 12% من إجمالي الوثائق التي لدى الحركة تحتوى على ملفات صوت و صورة وفيديوهات وجزء منها متعلق بفضائح وسقطات جنسية لشخصيات سياسية وامنية فلسطينية.
واكد نزال ان حركة حماس بما من لديها ضوابط اسلامية وعقائدية وأخلاقية وشرعية قررت عدم التعامل مع هذه الأشرطة تماما ولو ان احدا غيرنا قد حصل على هذه المواد لكانت الفضيحة عالمية، وقال ان من هذه الشخصيات المتورطة اعضاء قياديون في حركة فتح وفي المجلس الثوري واللجنة المركزية ووزراء بهدف ابتزازهم ومصادرة قرارهم.
وقال نزال انه اخبر مسئول فتحاوي التقاه من فترة وعاتبه على هذا الأمر فقال ان كل الاجهزة الأمنية في العالم تقوم بمثل هذه الافعال فقال له ان الاجهزة الامنية في العالم تفعل ذلك مع المعارضة ولكنكم تفعلون ذلك فيما بينكم مما سيودى بالحزب الحاكم نفسه ولهذا فقد كان جهاز الامن الوقائي حين يضع عينه على شخصية ما يراد ترويضها يتمك ارسال بعض الفتيات اليه ليتم استدارجه ثم تصويره في وضع مخل ليتم بها ابتزازه واكد هذا كان يحدث في غزة والضفة بل وفي بعض العواصم العربية المجاورة
واختتم نزال تصريحاته بالقول انه على الرغم من كم الوثائق الخطيرة التي لدى حماس الا ان الطرف الآخر لا يزال مستمر في غيه فقبل عدة اسابيع قام مسئول امني فلسطيني يعمل حاليا في الضفة الغربية باستدراج مسئول في ديوان الرئاسة وتم تصويره وابتزازه فتوجه فورا بعد ما علم بما دبر له الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قام بدوره باستدعاء المسئول الأمني الفلسطيني وأنبه على ما حدث، وقال ان حركة حماس في دمشق قد حصلت على هذا الشريط أيضا واكد على ان الحركة على استعداد تام لمواجهة اي من قيادة فتح بشأن كل ما قاله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 11:49]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 06:52]ـ
فضحهم الله
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 02:18]ـ
هذه هي حلقة بلا حدود مع الأستاذ محمد نزال عضو المكتب اليساسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس
وقد تم في الحلقة الكشف عن وثائق خطيرة تثبت عمالة الأجهزة الأمنية والمخابراتية التابعة لما يسمى بالسلطة الفلسطينية
الحلقة بتاريخ 24 - 12 - 2008
الجزء الأول هنا ( http://www.samidoon.net/uploads/m.nazzal_1.wmv)
الجزء الثاني هنا ( http://www.samidoon.net/uploads/m.nazzal_2.wmv)
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 12:05]ـ
جزاكم الله خيرا
هل قصف غزة له علاقة بالأمر, حيث أن بين هذه الحلقة وقصف غزة ثلاث أيام فقط(/)
حال البدو في عهد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكفر من لم يكفرهم بعد اطلاعه على حالهم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 02:41]ـ
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب في رسالة: [ستة مواضع من السيرة]:
الموضع السادس: قصة الردة بعد موته - صلى الله عليه وسلم -، فمن سمعها ثم بقي في قلبه مثقال ذرة من شبهة الشياطين - الذين يسمون العلماء - وهي قولهم: هذا هو الشرك، لكن يقولون: لا إله إلا الله، ومن قالها لا يكفر بشيء. وأعظم من ذلك وأكبر: تصريحهم بأن البوادي ليس معهم من الإسلام شعرة، ولكن يقولون: لا إله إلا الله، وهم بهذه اللفظة إسلام، وحرم الإسلام مالهم ودمهم، مع إقرارهم أنهم تركوا الإسلام كله، ومع علمهم بإنكارهم البعث، واستهزائهم بمن أقر به، واستهزائهم بالشرائع، وتفضيلهم دين آبائهم، مخالفاً لدين النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومع هذا كله، يصرح هؤلاء الشياطين، المردة الجهلة، أن البدو إسلام، ولو جرى منهم ذلك كله، لأنهم يقولون: لا إله إلا الله أيضاً؛ ولازم قولهم: أن اليهود إسلام، لأنهم يقولونها. وأيضاً، كفر هؤلاء أغلظ من كفر اليهود بأضعاف مضاعفة، أعني البوادي المتصفين بما ذكرنا. والذي يبين ذلك من قصة الردة، أن المرتدين افترقوا في ردتهم: فمنهم من كذب النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجعوا إلى عبادة الأوثان، وقالوا: لو كان نبياً ما مات؛ ومنهم من ثبت على الشهادتين، ولكن أقر بنبوة مسيلمة، ظناً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشركه في النبوة، لأن مسيلمة أقام شهود زور شهدوا له بذلك، فصدقهم كثير من الناس؛ ومع هذا، أجمع العلماء أنهم مرتدون ولو جهلوا ذلك، ومن شك في ردتهم فهو كافر. فإذا عرفت أن العلماء أجمعوا أن الذين كذبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجعوا إلى عبادة الأوثان، وشتموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم من أقر بنبوة مسيلمة: في حال واحد، ولو ثبت على الإسلام كله. ومنهم من أقر بالشهادتين، وصدق طليحة في دعواه النبوة. ومنهم من صدق العنسي صاحب صنعاء؛ وكل هؤلاء أجمع العلماء أنهم مرتدون. ومنهم أنواع أخر، منهم الفجاءة السلمي لما وفد على أبي بكر، وذكر له أنه يريد قتال المرتدين، ويطلب من أبي بكر أن يمده، فأعطاه سلاحاً ورواحل، فاستعرض السلمي المسلم والكافر يأخذ أموالهم، فجهز أبو بكر جيشاً لقتاله. فلما أحس بالجيش، قال لأميرهم: أنت أمير أبي بكر، وأنا أميره، ولم أكفر، فقال: إن كنت صادقاً فألق السلاح، فألقاه، فبعث به إلى أبي بكر، فأمر بتحريقه بالنار وهو حي.
فإذا كان هذا حكم الصحابة في هذا الرجل، مع إقراره بأركان الإسلام الخمسة، فما ظنك بمن لم يقر من الإسلام بكلمة واحدة، إلا أنه يقول: (لا إله إلا الله) بلسانه، مع تصريحه بتكذيب معناها، وتصريحه بالبراءة من دين محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن كتاب الله؟ ويقولون: هذا دين الحضر، وديننا دين آبائنا.
ثم يفتي هؤلاء المردة الجهال أن هؤلاء مسلمون، ولو صرحوا بذلك كله، إذا قالوا: لا إله إلا الله. سبحانك هذا بهتان عظيم! وما أحسن ما قاله واحد من البوادي، لما قدم علينا وسمع شيئاً من الإسلام، قال: أشهد أننا كفار - يعني هو وجميع البوادي -، وأشهد أن المطوع الذي يسمينا إسلاماً أنه كافر. وصلى الله على سيدنا محمد.
فأهل البادية هؤلاء كانوا ينكرون البعث، وكانوا يستهزئون بالرسول (ص) ويسبونه، وكانوا يصرّحون بأنهم على غير دين الإسلام.
وأدعياء العلم أولئك الذين لم يكفروهم كانوا يقولون إنه لا يضر مع قول (لا إله إلا الله) شيء .. ويبقى المرء مسلماً حتى لو ردّ رسالة النبي (ص) وسبّه واستهزأ بدينه .. فهو مسلم ما دام يقول الشهادة.
وكانوا يقرون بأن أهل البادية ليس معهم من الإسلام شيء، وأنهم على غير دين الإسلام، ولكن امتنعوا من تكفيرهم لأنهم يقولون (لا إله إلا الله).
وجاء عنه في [مختصر السيرة]:
فكيف بمن لم يكفر البدو مع إقراره بحالهم؟ فكيف بمن زعم أنهم هم أهل الإسلام؟ من دعاهم إلى الإسلام أنه هو الكافر؟! يا ربنا نسألك العفو والعافية.
وكانوا يزعمون أن من دعا أهل البادية إلى الإسلام فهو الكافر ..
وعنه في [كتاب حكم المرتد]:
فمن أنكر ذلك وأبغضه، وسبه وسب أهله، وسماهم الخوارج، فهو الكافر حقاً، الذي يجب قتاله، حتى يكون الدين كله لله، بإجماع المسلمين كلهم؛ والله سبحانه أعلم.
وكانوا يسبون من يدعوهم إلى التوحيد ويسموهم خوارج.
ولا حول ولا قوة إلا بالله(/)
زيد بن ثابت:مدير كلية الألسن
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 05:41]ـ
لو كان هناك دار للألسن لكان زيدٌ رضي الله عنه مديرها، بل لو كان هناك وزارة للتعليم العالي لكان رضي الله عنه وزيرها. ولا عجب في ذلك فهو كما وصفه المؤرخون: شيخ المقرئين، وشيخ الفرضييِّن، ومفتي المدينة، وكاتب الوحي، وأحد الأذكياء، ثم هو بعد ذلك كله، وقبل ذلك كله: ترجمان الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قال رضي الله عنه " أُتي بي النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَقْدمَهُ المدينة فقيل: هذا من بني النجار وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه فأعجبه ذلك فقال: " تعلم كتاب يهود فإني ما آمنهم على كتابي " ففعلت فما مضى لي نصف شهر حتى حَذقته، فكنت أكتب إليهم، وإذا كتبوا قرأت له "
كان له رضي الله عنه من العمر وقتها إحدى عشرة سنة! وقد لفت انتباه النبي صلى الله عليه وسلم فوجهه إلى دراسة أكثر من لغة كما ذكر أهل السير، كان صلى الله عليه وسلم يبني وقتها مجتمعاً جديداً، قائماً على التخصص. وقد صاحب زيدٌ رضي الله عنه العلمَ منذ ذلك الوقت، وعُرف به، وعلى ذلك بقي عهدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم والراشدين من بعده صلوات ربي وسلامه عليه. وإنَّ لزيد رضي الله عنه في عنق كلِّ مسلم حقاً ودعوة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فزيد رضي الله عنه هو الذي جمع القرآن، فلا تنس وأنت تنظر في القرآن أن تذكر زيداً فتدعو له دعوة من قلبك تبلغ بها رضى ربك، ولعلك بها تصحبه في الجنة. لم يكن اختيار أبي يكر وعمر لزيد رضي الله عنهم ضربة حظٍ، بل عن إدراك وقصد، فهو وزير التعليم العالي، وهو الموفق، وهو الخبير، وهو ـ وهذا هو الأهم ـ صاحب المنهج القادرعلى تنفيذ هذه المهمة الخطيرة. وجملة " جمع زيد القرآن " لا ينبغي أن تمرَّ مروراً عابراً، فتفهم وكأنها عملية آلية قامت على الجمع والضم، واعتمدت على حافظة زيد. بل لقد وضع زيد رضي الله عنه منهجاً، واعتمد تقنية عالية، لضبط عملية الجمع، وتوثيق الآيات ... إلى هنا وأكتفي بهذه المقدمة، فزيد رضي الله عنه ليس هو موضوع المقال، ولكنها لفتات سريعة عن حركة المجتمع المدني ـ وصفاً ولقباً ـ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والراشدين رضوان الله عليهم، كي تكون توطئة نعود إليها عندما ندخل في موضوعنا.
أما موضوع المقال فهو عن تحديد العالم الذي تستغفر له الملائكة في سمائها، والحيتان في بحورها، والذي يسمى كبيراً في السماء. والداعي إلى طرق هذا الموضوع اتصال جاءني من أخٍ حبيب، يشكو به من ملاحقة بعض المشائخ له، وإصرارهم عليه بأنَّ ما يسعى فيه من طلبٍ للعلوم الإدارية والاستراتيجية وغيرها مما يدخل في بابها، والتي من خلالها يمكن خدمة كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتوظيف ذلك لمصلحة الأمة المسلمة؛ إصرارهم بأنَّ كل ذلك لا يدخله في دائرة العلماء، ولا يجعله ممن أثنى عليهم اللهُ ورسولُه صلوات الله عليه وسلم، فالعالم عندهم هو دارس العقيدة، والتفسير، والفقه، وغيرها من علوم الشريعة. نعم هم يقولون بأنه يحصل على الأجر والمثوبة، ولكنه ليس من العلماء المقصودين في النصوص.
وأنا أدرك بأنَّ مثل هذه المقالات ليست محلاً للتطويل في سرد الأدلة، أو التكثير من التفريع، بل تكفي الإشارة، والاختصار بالعبارة، ومن يريد الاستزادة فعليه بمراجعة المسائل في مظانِّها، وحسبنا التنبيه والإثارة. لذلك سأكتفي بالإشارة إلى آية، وقاعدةٍ أصولية، وعودةٍ إلى زيد رضي الله عنه:
أما الآية فهي قوله تعالى: " ألم ترَأنَّ اللهَ أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مُختلفاً ألوانُها، ومن الجبال جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ مُختلف ألوانُها وغرابيبُ سُود * ومن النَّاس والدوابِّ والأنعام مُختلفٌ ألوانُه كذلك، إنَّما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ. إنَّ الله عزيزٌ غفور * " (فاطر: 27، 28).
العلماء في الآية هم دارسوا علوم الأرض، وعلوم الإنسان، وعلوم الأجناس، وعلوم الحيوان، وعلوم النبات، وهؤلاء هم الذين يخشون الله ـ وهذا ليس بالطبع نفياً للخشية عن غيرهم ـ لأنهم يرون عظيم خلق الله في الأنفس وفي الآفاق. وهؤلاء علماء:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ لأنهم يرشدون الخلق إلى بارئهم بكشف أسرار الوجود لهم.
ـ ولأنهم يكشفون بعلومهم صدق القرآن العزيز، قال الله تعالى: " سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق .. " أي القرآن، فهل يقال بعد ذلك إنَّ دارسي هذه العلوم ليسوا ممن عنتهم النصوص؟! إن هؤلاء يفسرون كتاب الله بكشف آيات الكون ومطابقتها مع كلام الله تعالى، كما يفسر الفقيه آيات الأحكام. ألا نشعر ونحن نستمع للدكتور زغلول النجار وهو يفسر الآيات الكونية بأننا أقرب إلى الله تعالى، تماماً كما نشعر بذلك ونحن نستمع لواعظ وهو يذكرنا بأهوال يوم القيامة مثلاً؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما: العلماء: الذين يعلمون أنَّ الله على كل شيء قدير. ولا ريب في أنًّ هؤلاء أكثر الناس علماً بقدرة الله تعالى على كل شيء. وأما القاعدة الأصولية، فهي أنه إذا كانت هذه العلوم مما يرشد إلى الله تعالى، ومما تقوم بها حياة الناس تحقيقاً لعمارة الأرض التي أمر الله تعالى بها، فهي من العلوم المطلوبة وصاحبها عدى عن كونه مأجوراً، هو ممن ينطبق عليهم لقب العلماء الوارد في النصوص. إنَّ طلب هذه العلوم لا يدخل تحت قاعدة: " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب "، بل هي واجبة بذاتها على الكفاية، وقد تكون واجبة على العين على من يشعر بنفسه الكفاية والقدرة على إتقانها، كصديقي الحبيب الذي سألني حفظه الله سبحانه وتعالى. إن طالب هذه العلوم تستغفر له حيتان البحار والمحيطات وهو يغدو ويروح طلباً للعلم.
أما العودة إلى زيد رضي الله عن زيد كلما أمسك مسلم بكتاب الله، وكلما قرأ قاري كلام الله، فقد قرأتم ما فعله زيد، وعرفتم علوم زيد، لا أعني علومه بالقرآن أو بالفرائض ـ يعني المواريث ـ بل أعني علمَه باللغات، وعلمه بتقنيات التوثيق وضبط النَّصِّ، وحكمته التي أخذها عن الحبيب صلى الله عليه وسلم كل هذه علوم تعب زيد في تحصيلها، واجتهد في توظيفها خدمة للكتاب والسنة، وبناءً لصرح الأمة، فلا أظن والحالة هذه إلا أنًّ كلَّ مخلوقات الله تستغفر له، بل وتُلحُّ في الاستغفار.
إنَّ الفاصل هنا هو نية الإنسان لا ما يدرس، هل يطلب ما يطلب في سبيل غاية عظيمة أم يطلبها لبطنه وشهواته؟ ورب شيخ قابع في المحراب تسعر به النيران قبل الخلق أجمعين! ورب خبير في معمل يشتغل على تركيب كيميائي يسبق إلى الجنان. ورب مفكر ـ كصاحبي ـ يعكف على آية يفتق منها معنى لم يخطر على بال أحد، يستخدم في ذلك علوماً وتقنيات درسها، يكون من أهل القبول والمغفرة. ... والفيصل: النية.
فيا صاحبي عليك بما أنت فيه، فلا أظنك إلا ستنفع به الشرع والأمة، ثبتك الله ونفع بك، وجعلك هادياً مهدياً.(/)
من يحدثنا عن الموت؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:56]ـ
انا سمعت شئ مما يحدث للمحتضر وأرجو ممن سمع أكثر أن يحدثنا به
قال الشيخ ياسر برهامى ان المحتضر لايستطيع أن يبلع ريقه
وأن الانسان الذى تصيبه فى جلده قرحة ما يحس مكانها بألم شديد قال الشيخ وهذا الألم يأتى لكون الخلايا التى تحت هذه القرحة ماتت فانظر للمحتضر وملايين الخلايا فى جسمه تموت تباعا الى تخرج روحه فالانسان وقت توجعه من القرحة يضرب هذا الوجع فى ملايين المرات ليتخيل عظم الهول الذى سيعانيه فى سكرات الموت ولاحول ولا قوة الابالله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 04:21]ـ
سبحان الله
بهذه السرعة حدثتنا غزة هى التى حدثتنا عن الموت(/)
دليل الأعراض عند المتكلمين أصل بلية التعطيل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 09:42]ـ
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
مقدمة
وجود الله عز وجل مغروس في فطر العباد؛ والتدليل على وجوده سبحانه لا يحتاج إلى نظر واستدلال؛ بل هو ضروري كما يجده المسلم من نفسه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:فقر المخلوقات إلى الخالق ودلالتها عليه وشهادتها له أمر فطري فطر الله عليه عباده. ثم قرر رحمه الله أن العلم بأن المحدث لا بد له من محدث هو علم فطري ضروري ...
مجموع الفتاوى (1|47)
وقد أخذت هذه المسألة عند المتكلمين وهي مسألة التدليل على وجود الله بالنظر والاستدلال وخاصة بالدليل المسمى عندهم دليل الأعراض منهجا خطيرا إذ علقوا صحة إيمان العبد على هذا الدليل و علقوا صحة النبوة على هذا الدليل.
وكان هذا الدليل بابا لولوج كثير من الاعتقادات الضالة؛ وقد التزم لأجله كثير من الفرق مذاهب وأقوال؛ وتفرع عليه مسائل عديدة.
و يتلخص من مجموع ما انبثق عن هذه المسألة:
1 - نفي الأسماء والصفات.
2 - إنكار الصفات الفعلية.
3 - القول بالجواهر الفردة.
4 - العرض لا يبقى زمانين.
5 - فناء الجنة والنار.
6 - انقطاع حركات أهل الجنة.
7 - إنكار الحكمة والإرادة في صفات الله وأفعاله.
8 - إنكار علو الله على خلقه.
9 - القول بخلق القرآن.
10 - تشبيه الله بالمعدوم كقولهم لا داخل العالم ولا خارجه.
11 - القول بأن الله اتصف ببعض الصفات بعد أن كان غير قادر على ذلك.
12 - إنكار الصفات التي تتعلق بمشيئته واختياره.
13 - القول بوحدة الوجود.
14 - القول أن وجود الله وجودا مطلقا.
15 - إنكار رؤية الله.
16 - القول بأن للمعدوم حقيقة ووجود.
17 - قولهم إن للماهية حقيقة ثابتة في الخارج غير وجودها.
18 - قولهم بإبطال إيمان المقلد.
19 - قولهم بقدم العالم
20 - قولهم بتماثل الأجسام.
أدلة وجود الله
أما أدلة وجود الله عز وجل فهي كثيرة, منها فطرية وعقلية وحسية وشرعية وغير ذلك.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: أما إثبات الصانع فطرقه لا تحصى بل الذي عليه جمهور العلماء أن الإقرار بالصانع فطري ضروري مغروز في الجبلة ثم بعد أن قرر ذلك.
قال: وأما بالعقل فيعلم أن العالم لو كان قديماً لكان إما واجباً بنفسه , وهذا باطل كما تقدم التنبيه عليه من أن كل جزء من أجزاء العالم مفتقر إلى غيره , والمفتقر إلى غيره لا يكون واجباً بنفسه , وإنما واجباً بغيره فيكون المقتضى له موجباً بذاته .... .
"منهاج السنة" (2|270)
وقال شيخ الإسلام: كما قال الشيخ إسماعيل الكورانى لعز الدين بن عبد السلام لما جاء إليه يطلب علم المعرفة وقد سلك الطريقة الكلامية فقال أنتم تقولون إن الله يعرف بالدليل ونحن نقول عرفنا نفسه فعرفناه ,وكما قال نجم الدين الكبرى لابن الخطيب ورفيقه المعتزلى وقد سألاه عن علم اليقين فقال: هو واردات ترد على النفوس تعجز عن ردها.
فأجابهما بأن علم اليقين عندنا هو موجود بالضرورة لا بالنظر وهو جواب حسن.
مجموع الفتاوى (2|76)
و قال رحمه الله: فإن قيل إذا كانت معرفته والإقرار به ثابتاً في كل فطرة؛ فكيف ينكر ذلك كثير من النظار –نظار المسلمين وغيرهم – وهم يدعون أنهم يقيمون الأدلة العقلية على المطالب الألهية!
فيقال أولاً: أول من عرف في الإسلام بإنكار هذه العرفة –أي الفطرة- هم أهل الكلام الذي اتفق السلف على ذمهم من الجهمية والقدرية , وهم عند سلف الأمة من أضل الطوائف وأجهلهم.
"مجموع الفتاوى" (16/ 340)
أصل هذا الدليل
قال الإيجي في المواقف: وهو مذهب جالينوس؛ لنا في حدوث الأجسام مسالك
المسلك الأول:وهو المشهور الأجسام لا تخلو عن الحوادث وكل ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث. المواقف (2|609)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: والمقصود أن هذه الطرق العقلية الفطرية هي التي جاء بها القرآن واتفق العقل والشرع وتلازم الرأى والسمع والمتفلسفة كابن سينا والرازى ومن اتبعهما قالوا إن طريق إثباته الاستدلال عليه بالممكنات وإن الممكن لابد له من واجب قالوا والوجود إما واجب وإما ممكن؛والممكن لابد له من واجب فيلزم ثبوت الواجب على التقديرين , وهذه المقالة أحدثها ابن سينا وركبها من كلام المتكلمين وكلام سلفه؛فإن المتكلمين قسموا الوجود إلى قديم ومحدث وقسمه هو إلى واجب وممكن.وذلك أن الفلك عنده ليس محدثا بل زعم أنه ممكن وهذا التقسيم لم يسبقه إليه أحد من الفلاسفة بل حذاقهم عرفوا أنه خطأ وأنه خالف سلفه وجمهور العقلاء وغيرهم. وقد بينا فى مواضع أن القدم ووجوب الوجود متلازمان عند عامة العقلاء الأولين والآخرين ولم يعرف عن طائفة منهم نزاع فى ذلك إلا ما أحدثه هؤلاء؛فإنا نشهد حدوث موجودات كثيرة حدثت بعد أن لم تكن ونشهد عدمها بعد أن كانت وما كان معدوما أو سيكون معدوما لا يكون واجب الوجود ولا قديما أزليا.
مجموع الفتاوى (1|49)
وقال شيخ الإسلام: ولما كانت طرق معرفة الله والإقرار به كثيرة متنوعة صار كل طائفة من النظار تسلك طريقا إلى إثبات معرفته ويظن من يظن أنه لا طريق إلا تلك وهذا غلط محض وهو قول بلا علم.
فإنه من أين للإنسان أنه لا يمكن المعرفة إلا بهذا الطريق؟ فإن هذا نفي عام لا يعلم بالضرورة فلا بد من دليل يدل عليه ,وليس مع النافي دليل يدل على هذا النفي بل الموجود يدل على أن للمعرفة طرقا أخرى وأن غالب العارفين بالله من الأنبياء وغير الأنبياء بل من عموم الخلق عرفوه بدون تلك الطريق المعينة.
وقد نبهنا في هذا الكتاب على ما نبهنا عليه من طرق أهل النظر وتنوعها على ما يأتي وأن الطرق تتنوع تارة بتنوع أصل الدليل وتارة بزيادة مقدمات فيه يستغني عنها آخرون؛فهذا يستدل بالإمكان وهذا بالحدوث وهذا بالآيات وهذا يستدل بحدوث الذوات وهذا بحدوث الصفات وهذا بحدوث المعين كالإنسان وهذا بحدوثه وحدوث غيره , وآخرون غلطوا فظنوا أنه لا بد من العلم بحدوث كل موصوف تقوم به الصفات وقد يعبرون عنه بلفظ الجسم والجوهر والمحدود والمركب وغير ذلك من العبارت وآخرون يستدلون بحدوث ما قام به الحوادث ويقولون كل ما قامت به الصفات محدثا. والفلاسفة لم يسلكوا هذه الطريق لاعتقادهم أن من الأجسام ما هو قديم تحله الحوادث والصفات فكونه جسما ومتميزا وقديما وتحله الصفات والحوادث ليس هو عندهم مستلزما لكونه محدثا بل وليس ذلك مستلزما عند أرسطو كونه ممكنا يقبل الوجود والعدم وكذلك لم يسلكها كثير من أهل الكلام كالهشامية والكرامية وغيرهم بل ولا سلكها سلف الأمة وأئمتها كما قد بسط في موضعه.
ولم يسلكها متأخرو أهل الكلام الذين ركبوا طريقا من قول الفلاسفة وقول أسلافهم المتكلمين كالرازي والآمدي والطوسي ونحوهم بل سلكوا طريقة ابن سينا التي ذكرها في إثبات واجب الوجود طريقة ابن سينا.
وطريقة ابن سينا لم يسلكها سلفه الفلاسفة كأرسطو وأصحابه بل ولا سلكها جماهير الفلاسفة بل كثير من الفلاسفة ينازعونه في نفيه لقيام الحوادث والصفات بذات واجب الوجود ويقولولن إنه تقوم به الصفات والإرادات وأن كونه واجبا بنفسه لا ينافي ذلك كما لا ينافي عندهم جميعا كونه قديما.
ولكن ابن سينا وأتباعه لما شاركوا الجهمية في نفي الصفات وشاركوا سلفهم الدهرية في القول بقدوم العالم سلكوا في إثبات رب العالمين طريقا غير طريقة سلفه المشائين كأرسطو وأتباعه الذين أثبتوا العلة الأولى بحركة الفلك الإرادية وأن لها محركا يحركها كحركة المعشوق لعاشقه وهو يحرك الفلك للتشبه بالعلة الأولى فعدل ابن سينا عن تلك الطريقة إلى هذه الطريقة التي سلخها من طريقة أهل الكلام الذين يحتجون بالمحدث على المحدث وهو لا يقول بحدوث العالم فجعل طريقته الاستدلال بالممكن على الواجب ورأى أولئك المتكلمين قسموا الوجود إلى قديم ومحدث فقسمه هو إلى واجب وممكن وأثبت الواجب بهذا الطريق ولكن هذا بناء على أن القديم ممكن وله ماهية تقبل الوجود والعدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا مما خالفه فيه جمهور العقلاء من الفلاسفة والمتكلمين وغيرهم حتى أنه هو تناقض في ذلك فوافق سلفه وجميع العقلاء وصرح بأن الممكن لا يكون إلا ما يقبل الوجود والعدم ثم تناقض هنا كما قد بسط في غير هذا الموضع.
درء التعارض (2|123)
وقال شيخ الإسلام: ونفس ما اشتركوا فيه من إثبات الصانع بطريقة الأعراض وأنها لازمة للجسم أو متعاقبة عليه فلا يخلو منها وما لم يخل من الحوادث فهو حادث لامتناع حوادث لا أول لها وأن الله يمتنع أن يقال أنه لم يزل متكلما بمشيئته وقدرته أو يمتنع أن يقال أنه لم يزل فعالا وأنه صار فاعلا أو فاعلا ومتكلما بمشيئته مبتدع في الإسلام أول ما عرف أنه قاله الجهم بن صفوان مقدم الجهمية وأبو الهذيل العلاف مقدم المعتزلة.
النبوات (1|586)
وقال ابن حجر رحمه الله:
وقد وافق أبو جعفر السمناني وهو من رؤوس الأشاعرة على هذا , وقال: إن المسألة بقيت في مقالة الأشعري من مسائل المعتزلة , وتفرع عليها أن الواجب على كل أحد معرفة الله بالأدلة الدالة عليه , وأنه لا يكفي التقليد في ذلك.
ونقل عن القرطبي صاحب المفهم: ولو لم يكن في الكلام إلا مسألتان هما من مبادئه لكان حقيقاً بالذم:
أحدهما: قول بعضهم إن أول واجب الشك إذ هو اللازم عن وجوب النظر أو القصد إلى النظر ...
ثانيتها: قول جماعة منهم إن من لم يعرف الله بالطرق التي رتبوها والأبحاث التي حرروها لم يصح إيمانه.
"الفتح" (13/ 363)
وجه خطأ المتكلمين في هذا الدليل
بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذا الدليل لا يحتاج إليه أكثر الناس وإن كان يستأنس به أحيانا, وأن معرفة ضرورية لا تحتاج إلى نظر واستدلال فكيف يعلق بها صحة الإيمان أو صدق النبوة فهذا أمر لا يقبل؛ كذلك بين رحمه الله أن هذا الدليل كان سببا لظهور كثير من الأقوال والمذاهب الضالة , وهذه الطريق فيه تطويل بلا فائدة واستدلال على الأظهر بالأخفى.
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا إنما كان التنبيه على طرق الطوائف في إثبات الصانع , وأن ما يذكره أهل البدع من المتكلمة والمتفلسفة؛فإما أن يكون طويلا لا يحتاج إليه أو ناقصا لا يحصل المقصود ,وأن الطرق التي جاءت بها الرسل هي أكمل الطرق وأقربها وأنفعها وأن ما في الفطرة المكملة بالشرعة المنزلة يغني عن هذه الأمور المحدثة وأن سالكيها يفوتهم من كمال المعرفة بصفات الله تعالى وأفعاله ما ينقصون به عن أهل الإيمان نقصا عظيما إذا عذروا بالجهل وإلا كانوا من المستحقين للعذاب إذا خالفوا النص الذي قامت عليهم به الحجة فهم بين محروم ومأثوم.
وهذه الطرق التي أخدها ابن سينا عن المتكلمين من المعتزلة ونحوهم وخلطها بالكلام سلفه الفلاسفة صار بسبب ما فيها من البدع المخالفة للكتاب والسنة يستطيل بها على المسلمين ويجعل القول الذي قاله هؤلاء هو قول المسلمين وليس الأمر كذلك وإنما هو قول مبتدعتهم , وهكذا عمل إخوانه القرامطة الباطنية: صاروا يلزمون كل طائفة من طوائف المسلمين بالقدر الذي وافقهم عليه مما هو مخالف للنصوص ويلزمونهم بطرد ذلك القول حتى يخرجوهم عن الإسلام بالكلية.
ولهذا كان لهؤلاء وأمثالهم نصيب من حال المرتدين الذين قال الله تعال فيهم: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} ولهذا آل الأمر بكثير من هؤلاء إلى عبادة الأوثان والشرك بالرحمن مثل دعوة الكواكب والسجود لها أو التصنيف في ذلك كما صنفه الرازي وغيره في ذلك.
درء التعارض (4|215)
وقال شيخ الإسلام: وكل هذه المقدمات التي ذكرها لا يفتقر إثبات الصانع إليها وبتقدير افتقاره إليها؛ فإبطال التسلسل ممكن فتتم تلك المقدمات وذلك أن إثبات الصانع لا يفتقر إلى حدوث الأجسام كما تقدم بل نفس ما يشهد حدوثه من الحوادث يغنى عن ذلك والعلم بأن الحادث يفتقر إلى المحدث هو من أبين العلوم الضرورية وهو أبين من افتقار الممكن إلى المرجح فلا يحتاج أن يقرر ذلك بأن الحدوث ممكن أو أنه كان يمكن حدوثه على غير ذلك الوجه فتخصيصه بوجه دون وجه ممكن جائز الطرفين فيحتاج إلى مرجح مخصص بأحدهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الطريقة يسلكها من متأخري أهل الكلام من المعتزلة والأشعرية ومن وافقهم على ذلك من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة وغيرهم.
وقد نبهنا على أنها وإن كانت صحيحة فإنها تطويل بلا فائدة فيه واستدلال على الأظهر بالأخفى وعلى الأقوى بالأضعف كما لا يحد الشيء بما هو أخفى منه وإن كان الحد مطابقا للمحدود مطردا منعكسا يحصل به التمييز مع أن الحد والاستدلال بالأخفى قد يكون فيه منفعة من وجوه أخرى مثل من حصلت له شبهة أو معاندة في الأمر الجلي فيبين له بغيره لكون ذلك أظهر عنده؛فإن الظهور والخفاء أمر نسبي إضافي مثل من يكون من شانه الاستخفاف بالأمور الواضحة البينة فإذا كان الكلام طويلا مستغلقاها به وعظمه كما يوجد في جنس هؤلاء إلى غير ذلك من الفوائد لكن ليس هذا مما يتوقف العلم والبيان عليه مطلقا وهذا هو المقصود هنا وهؤلاء كثيرا ما يغلطون فيظنون أن المطلوب لا يمكن معرفته إلا بما ذكروه من الحد والدليل وبسبب هذا الغلط يضل من يضل حتى يتوهم أن ذلك الطريق المعين إذا بطل انسد باب المعرفة.
ولهذا لما بنى الآمدي وغيره على هذه الطريقة التي تعود إلى طريقة الإمكان وبنوا طريقة الإمكان على نفي التسلسل حصل ما حصل فكان مثل هؤلاء مثل من عمد إلى أمراء المسلمين وجندهم الشجعان الذين يدفعون العدو ويقاتلونهم فقطعهم ومنعهم الرزق الذي به يجاهدون وتركوا واحدا ظنا أنه يكفي في قتال العدو وهو أضعف الجماعة وأعجزهم ثم أنهم مع هذا قطعوا رزقه الذي به يستعين فلم يبق بإزاء العدو أحد.
ومثل نهر كبير كدجلة والفرات كان عليه عدة جسور فقطعها كلها ولم يترك إلا واحد طويلا بعيدا ضعيفا ثم إنه خرقه في أثنائه حتى انقطع الطريق ولم يبق لأحد طريق إلى العبور وهو مع هذا يستعمل الناس في الآلات التي يصنع بها الجسور ويشعر الناس أنه لا يمكن أحدا أن يعبر إلا بما يصنعه.
أو مثل رجل كان لمدينته أسوار متداخلة سور خلف سور كل سور منه يحفظ المدينة فعمد المتولي فهدم تلك الأسوار كلها وترك سورا هو أضعفها وأطولها وأصعبها حفظا ثم إنه مع ذلك خرق منه ناحية يدخل منها العدو فلم يبق للمدينة سور يحفظها.
فيقال إن إثبات الصانع ممكن بطرق كثيرة منها الاستدلال بالحدوث على المحدث وهذا يكفى فيه حدوث الإنسان نفسه أو حدوث ما يشاهد من المحدثات كالنبات والحيوان وغير ذلك ثم إنه يعلم بالضرورة أن المحدث لا بد من محدث وإذا قدر أنه أثبت الصانع بحدوث العالم لزم أن المحدث لا بد من محدث ثم إذا قدر أنه استدل بطريقة الإمكان إما ابتداء وإما مع طريقة الحدوث فالعلم بأن الممكن يفتقر إلى الواجب علم ضروري لا يفتقر إلى نفي التسلسل.
درء التعارض (2|8)
وقال رحمه الله: واعلم أن علم الإنسان بأن كل محدث لا بد له من محدث أو كل ممكن لا بد له من واجب أو كل فقير فلا بد له من غني أو كل مخلوق فلا بد له من خالق أو كل معلوم فلا بد له من يعلم أو كل أثر فلا بد له من مؤثر ونحو ذلك من القضايا الكلية والأخبار العامة هو علم كلي بقضية كلية وهو حق في نفسه لكن علمه بأن هذا المحدث المعين لا بد له من محدث وهذا الممكن المعين لا بد له من واجب هو أيضا معلوم له مع كون القضية معينة مخصوصة جزئية ,وليس علمه بهذه القضايا المعينة المخصوصة موقوفا على العلم بتلك القضية العامة الكلية بل هذه القضايا المعينة المخصوصة موقوفا على العلم بتلك القضية العامة الكلية بل هذه القضايا المعينة قد تسبق إلى فطرته قبل أن يستشعر تلك القضايا الكلية وهذا كعلمه بأن الكتابة لا بد لها من كاتب والبناء لا بد له من بأن؛ فإنه إذا رأى كتابة معينة علم انه لا بد لها من كاتب ,وإذا رأى بنيانا علم أنه لا بد له من بأن وإن لم يستشعر في ذلك الحال كل كتابه كانت أو تكون أو يمكن أن تكون ولهذا تجد الصبي ونحوه يعلم هذه القضايا المعينة الجزئية وإن كان عقله لا يستحضر القضية الكلية العامة , وهذا كما أن الإنسان يعلم أن هذا المعين لا يكون أسود أبيض ولا يكون في مكانين وإن لم يستحضر أن كل سواد وكل بياض فأنهما لا يجتمعان وأن كل جسمين فإنهما لا يكونان في مكان واحد وهكذا إذا رأى درهما ونصف درهم علم أن هذا الكل أعظم من هذا الجزء وإن لم يستحضر أن كل كل فإنه يجب أن يكون أعظم من جزئه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك إذا قيل: هذا العدد الأول مساو لهذا العدد الثاني وهذا العدد الثاني مساو لهذا العدد الثالث فإنه يعلم أن الأول مساو لمساوي الثاني وهو مساو للثالث وإن لم يستحضر أن كل مساو لمساو فهو مساو.
وكذلك إذا علم أن الشخص موجود علم أنه ليس بمعدوم وإذا علم انه ليس بمعدوم علم أنه موجود ويعلم انه لا يجتمع وجوده وعدمه بل يتناقضان وأن لم يستحضر قضية كلية عامة أنه لا يجتمع نفي كل شيء وإثباته ووجوده وعدمه وهكذا عامة القضايا الكلية.
فإنه قد يكون علم الإنسان بالحكم في أعيانها المشخصة الجزئية أبده للعقل من الحكم الكلي ولا تكون معرفته بحكم المعينات موقوفة على تلك القضايا الكليات ولهذا كان علم الإنسان أنه هو لم يحدث نفسه لا يتوقف على علمه بأن كل إنسان لم يحدث نفسه ولا على أن كل حادث لم يحدث نفسه بل هذه القضايا العامة الكلية صادقة وتلك القضية المعينة صادقة والعلم بها فطري ضروري لا يحتاج أن يستدل عليه وإن كان قد يمكن الاستدلال على بعض المعينات بالقضية الكلية ويستفاد العلم بالقضية الكلية بواسطة العلم بالمعينات لكن المقصود أن هذا الاستدلال ليس شرطا في العلم بل العلم بالمعينات قد يعلم كما تعلم الكليات وأعظم بل قد يجزم بالمعينات من لا يجزم بالكليات , ولهذا لا تجد أحدا يشك في أن هذه الكتابة لا بد لها من كاتب وهذا البناء لا بد له من باب بل يعلم هذا ضرورة
وإن كان العلم بان كل حادث لا بد له من محدث فاعل قد اعتقده طوائف من النظار نظريا حتى أقاموا عليه دليلا: إما بقياس الشمول وإما بقياس التمثيل فالأول قول من يقول: كل محدث لا بد له من محدث والثاني قول من يقول هذا محدث فيفتقر إلى محدث قياسا على البناء والكتابة.
ثم القائلون بأن كل محدث لا بد له من محدث منهم من يثبت هذا بالاستدلال على أن الحادث مختص والتخصيص لا بد له من مخصص ثم من الناس من يثبت هذا بأن المخصوص ممكن والممكن لا بد له من مرجح لوجوده ثم من الناس من يثبت هذا بأن نسبة الممكن إلى الوجود والعدم سواء فلا بد من ترجيح أحد الجانبين
وكثير من الناس يجعل المقدمة الأولى في هذه القضايا ضرورية بل يجعلها أبين من الثانية التي استدل بها عليها وهذا الاضطراب غنما يقع في القضايا الكلية العامة.
وأما كون هذا البناء لا بد له من بان وهذه الكتابة لا بد لها من كاتب وهذا الثوب المخيط لا بد له من خياط , وهذه الآثار التي في الأرض من آثار الأقدام لا بد لها من مؤثر وهذه الضربة لا بد لها من ضارب وهذه الصياغة لا بد لها من صائغ وهذا الكلام المنظوم المسموع لا بد له من متكلم وهذا الضرب والرمي والطعن لا بد له من ضارب ورام وطاعن.
فهذه القضايا المعينة الجزئية لا يشك فيها أحد من العقلاء ولا يفتقر في العلم بها إلى دليل ,وإن كان ذكر نظائرها حجة لها وذكر القضية التي تتناولها وغيرها حجة ثانية فيستدل عليها بقياس التمثيل وبقياس الشمول لكن هي في نفسها معلومة للعقلاء بالضرورة مع قطع نظرهم عن قضية كلية كما يعلم الإنسان أحوال نفسه المعينة فإنه يعلم أنه لم يحدث نفسه وإن لم يستحضر أن كل حادث لا يحدث بنفسه
ولهذا كانت فطرة الخلق مجبولة على أنهم شاهدوا شيئا من الحوادث المتجددة كالرعد والبرق والزلازل ذكروا الله وسبحوه لأنهم يعلمون أن ذلك المتجدد لم يتجدد بنفسه بل له محدث أحدثه وإن كانوا يعلمون هذا في سائر المحدثات لكن ما اعتادوا حدوثه صار مألوفا لهم بخلاف المتجدد الغريب وإلا فعامة ما يذكرون الله ويسبحونه عنده من الغريب المتجددة قد شهدوا من آيات الله المعتادة ما هو أعظم منه ولو لم يكن إلا خلق الإنسان فإنه من أعظم الآيات فكل أحد يعلم أنه هو لم يحدث نفسه ولا أبواه أحداثاه ولا أحد من البشر أحدثه ويعلم أنه لا بد له من محدث فكل أحد يعلم أن له خالقا خلقه ويعلم أنه موجود حي عليم قدير سميع بصير ومن جعل غيره حيا كان أولى أن يكون حيا ومن جعل غيره عليما كان أولى أن يكون عليما ومن جعل غيره قادرا كان أولى أن يكون قادرا ويعلم أيضا أن فيه من الإحكام ما دل على علم الفاعل ومن الاختصاص ما دل على إرادة الفاعل وأن نفس الإحداث لا يكون إلا بقدرة المحدث فعلمه بنفسه المعينة المشخصة الجزئية يفيده العلم بهذه المطالب الإلهية وغيرها ن كما قال تعالى {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} الذاريات
(يُتْبَعُ)
(/)
21
درء التعارض (2|20)
وقال شيخ الإسلام: أن تينك الطريقين ليستا باطلا محضا بل يفضى كل منهما إلى حق ما لكن ليس هو الحق الواجب ,وكثيرا ما يقترن معه الباطل فلا يحصل بكل منهما بمجرده أداء الواجب ولا اجتناب المحرم ولا تحصلان المقصود الذى فيه سعادة العبد من نجاته ونعيمه بعد مبعث الرسول.
مجموع الفتاوى (2|74)
تعظيم المتكلمين لدليل الأعراض
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن هؤلاء جعلوا هذا أصل دينهم وإيمانهم وجعلوا النظر في هذا الدليل هو النظر الواجب على كل مكلف ,وأنه من لم ينظر في هذا الدليل فإما أنه لا يصح إيمانه فيكون كافرا على قول طائفة منهم وإما أن يكون عاصيا على قول آخرين وأما إن يكون مقلدا لا علم له بدينه لكنه ينفعه هذا التقليد ويصير به مؤمنا غير عاص والأقوال الثلاثة باطلة لأنها مفرعة على أصل باطل وهو أن النظر الذي هو أصل الدين والايمان هو هذا النظر في هذا الدليل.
النبوات (1|255)
وقال أبو الحسين البصري في غرر الأدلة كما نقل عنه شيخ الإسلام: قال: وليس أحد يثق بصحة ما جاءت به الرسل إلا بعد المعرفة بصدقهم ولا تحصل المعرفة بصدقهم إلا بالمعجزات التي تميزهم عن غيرهم ,وليس تدل المعجزات على صدقهم إلا إذا صدرت ممن لا يفعل القبيح لكي يؤمن أن نصدق الكذابين وليس يؤمن أنه لا يفعل القبيح إلا إذا عرف أنه عالم بقبحه عالم باستغنائه عنه ولا يعرف غناءه إلا بعد أن يعلم أنه غير جسم ولا يعرف أنه غير جسم إلا إذا عرف أنه قديم ولا يعلم أنه عالم بكل قبيح إلا إذا علم أنه عالم بكل شيء ولا يعلمه كذلك إلا إذا علم أنه عالم لذاته ولا يعلمه كذلك إلا إذا علم أنه عالم ولا يعلم أنه يثيب ويعاقب إلا إذا علم أنه قادر حي ولا يعرف موصوفا بهذه الصفات إلا إذا عرفت ذاته وإنما تعرف ذاته إذا استدل عليها بأفعاله لأنها غير مشاهدة ولا معروفة باضطرار ولا طريق إليها إلا أفعاله فيجب أن نتكلم في هذه الأشياء لنعلم صحة ما جاءت به الرسل ونمتثله فنكون آمنين في المعاد.
درء التعارض (5|33)
وقال الغزالي: من لم يعتقد حدوث الأجسام لا يصل لاعتقاد في الصانع أصلا.
درء التعارض (5|32)
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: وأصل منشأ نزاع المسلمين في هذا الباب أن المتكلمين من الجهمية والمعتزلة , ومن اتبعهم سلكوا في إثبات حدوث العالم , وإثبات الصانع طريقاً مبتدعة في الشرع مضطربة في العقل , وأوجبوها , وزعموا أنه لا يمكن معرفة الصانع إلا بها.
وتلك الطريق فيها مقدمات مجملة لها نتائج مجملة فغلط كثير من سالكيها في مقصود الشارع , ومقتضى العقل فلم يفهموا ما جاءت به النصوص النبوية , ولم يحرروا ما اقتضته الدلائل العقلية؛وذلك أنهم قالوا لا يمكن معرفة الصانع إلا بإثبات حدوث العالم , ولا يمكن إثبات حدوث العالم إلا بإثبات حدوث الأجسام.
"مجموع الفتاوى" (12/ 213)
تأثر الأشاعرة بهذا الدليل
قال الشيخ سفر الحوالي: إن الأشاعرة جعلوا دليل الحدوث والقدم هو الاستدلال على وجود الله بأن الكون حادث , وكل حادث فلا بد له من محدث قديم , وأخص صفات هذا القديم مخالفته للحوادث , وعدم حلولها فيه, ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس جوهراً ولا عرضاً ولا جسماً ولا في جهة ولا في مكان إلخ
ثم أطالوا جدا في تقرير هذه القضايا.
"عقيدة الأشاعرة " (37)
المسائل التي انبثقت عن دليل الأعراض على طريقة المتكلمين
يتلخص من مجموع ما انبثق عن هذه المسألة
1 - نفي الأسماء والصفات.
2 - إنكار الصفات الفعلية.
3 - القول بالجواهر الفردة.
4 - العرض لا يبقى زمانين.
5 - فناء الجنة والنار.
6 - انقطاع حركات أهل الجنة.
7 - إنكار الحكمة والإرادة في صفات الله وأفعاله.
8 - إنكار علو الله على خلقه.
9 - القول بخلق القرآن.
10 - تشبيه الله بالمعدوم كقولهم لا داخل العالم ولا خارجه.
11 - القول بأن الله اتصف ببعض الصفات بعد أن كان غير قادر على ذلك.
12 - إنكار الصفات التي تتعلق بمشيئته واختياره.
13 - القول بوحدة الوجود.
14 - القول أن وجود الله وجودا مطلقا.
15 - إنكار رؤية الله.
16 - القول بأن للمعدوم حقيقة ووجود.
17 - قولهم أن للماهية حقيقة ثابتة في الخارج غير وجودها.
18 - قولهم بإبطال إيمان المقلد.
19 - قولهم بقدم العالم.
20 - قولهم بتماثل الأجسام.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: فهذه الطريقة مما يعلم بالاضطرار أن محمدا صلي الله عليه وسلم لم يدع الناس بها إلي الإقرار بالخالق ونبوة أنبيائه , ولهذا قد اعترف حذاق أهل الكلام ـ ك الأشعري وغيره ـ بأنها ليست طريقة الرسل وأتباعهم ولا سلف الأمة وأئمتها وذكروا أنها محرمة عندهم بل المحققون علي أنها طريقة باطلة وأن مقدماتها فيها تفصيل وتقسيم يمنع ثبوت المدعي بها مطلقا ولهذا تجد من اعتمد عليها في أصول دينه فأحد الأمرين لازم له: إما أن يطلع علي ضعفها ويقابل بينها وبين أدلة القائلين بقدم العالم فتتكافأ عنده الأدلة أو يرجح هذا تارة وهذا تارة كما هو حال طوائف منهم وإما أن يلتزم لأجلها لوازم معلومة الفساد في الشرع والعقل كما التزم جهم لأجلها فناء الجنة والنار.
والتزم لأجلها أبو الهذيل انقطاع حركات أهل الجنة.
والتزم قوم لأجلها كالأشعري وغيره أن الماء والهواء والتراب والنار له طعم ولون وريح ونحو ذلك.
والتزم قوم لأجلها ولأجل غيرها أن جميع الأعراض ـ كالطعم واللون وغيرها ـ لا يجوز بقاؤها بحال لأنهم احتاجوا إلي جواب النقض الوارد عليهم لما أثبتوا الصفات لله مع الاستدلال علي حدوث الأجسام بصفاتها فقالوا: صفات الأجسام أعراض أي أنها تعرض فتزول فلا تبقي بحال بخلاف صفات الله فإنها باقية.
درء التعارض (1|24)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وهذا من أغاليط بعض المتكلمين كغلطهم في قولهم إن الأعراض يمتنع بقاؤها وأن الأجسام متماثلة وأنها مركبة من الجواهر المنفردة التي لا تقبل قسمة ولا يتميز منها جانب من جانب.
وكذلك غلط من غلط من المتكلمين وادعى أن الله لم يخلق شيئا لسبب ولا لحكمة ولا خص شيئا من الأجسام بقوى وطبائع وادعى أن كل ما يحدث فإن الفاعل المختار الذي يخص أحد المتماثلين بلا تخصيص أصلا يحدثه وأنكر ما في مخلوقات الله وما في شرعه من الحكم التي خلق وأمر لأجلها.
الرد على المنطقيين (310)
وقال: والأئمة يذمون الكلام المبتدع فإن أصحابه يخطئون إما في مسائلهم وإما في دلائلهم فكثيرا ما يثبتون دين المسلمين في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله على أصول ضعيفة بل فاسدة ويلتزمون لذلك لوازم يخالفون بها السمع الصحيح والعقل الصريح ,وهذا حال الجهمية من المعتزلة وغيرهم حيث أثبتوا حدوث العالم بحدوث الأجسام ,وأثبتوا ذلك بحدوث صفاتها التي هي الأعراض فاضطرهم ذلك إلى القول بحدوث كل موصوف؛فنفوا عن الله الصفات وقالوا بأن القرآن مخلوق وأنه لا يرى في الآخرة وقالوا إنه لا مباين ولا محايث وأمثال ذلك من مقالات النفاة التي تستلزم التعطيل.
الأصفهانية (120)
وقال شيخ الإسلام: فالجهمية التزموا لأجلها نفي أسماء الله وصفاته إذ كانت الصفات أعراضا تقوم بالموصوف ولا يعقل موصوف بصفة إلا الجسم؛فإذا اعتقدوا حدوثه اعتقدوا حدوث كل موصوف بصفة ,والرب تعالى قديم فالتزموا نفي صفاته وأسماؤه مستلزمة لصفاته فنفوا أسماءه الحسنى وصفاته العلى.
والمعتزلة استعظموا نفي الأسماء لما فيه من تكذيب القرآن تكذيبا ظاهر الخروج عن العقل والتناقض فإنه لا بد من التمييز بين الرب وغيره بالقلب واللسان؛فما لا يميز من غيره لا حقيقة له ولا إثبات وهو حقيقة قول الجهمية فإنهم لم يثبتوا في نفس الأمر شيئا قديما البتة كما أن المتفلسفة الذين سلكوا مسلك الإمكان والوجوب وجعلوا ذلك بدل الحادث والقديم لم يثبتوا واجبا بنفسه البتة.
... وقد بسط هذا في مواضع وبين أن كل من نفى صفة مما أخبر به الرسول لزمه نفي جميع الصفات فلا يمكن القول بموجب أدلة العقول إلا مع القول بصدق الرسول فأدلة العقول مستلزمة لصدق الرسول؛فلا يمكن مع عدم تصديقه القول بموجب العقول بل من كذبه فليس معه لا عقل ولا سمع كما أخبر الله تعالى عن أهل النار قال تعالى: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بل قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير} وهذا مبسوط في غير هذا الموضع.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود هنا أن المعتزلة لما رأوا الجهمية قد نفوا أسماء الله الحسنى استعظموا ذلك وأقروا بالأسماء ولما رأوا هذه الطريق توجب نفي الصفات نفوا الصفات فصاروا متناقضين؛فإن إثبات حي عليم قدير سميع بصير بلا حياة ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا سمع ولا بصر مكابرة للعقل كإثبات مصل بلا صلاة وصائم بلا صيام وقائم بلا قيام ونحو ذلك من الأسماء المشتقة كأسماء الفاعلين والصفات المعدولة عنها ,ولهذا ذكروا في أصول الفقه أن صدق الاسم المشتق كالحي والعليم لا ينفك عن صدق المشتق منه كالحياة والعلم وذكروا النزاع مع من ذكروه من المعتزلة كأبي علي وأبي هاشم.
فجاء ابن كلاب ومن اتبعه كالأشعري والقلانسي فقرروا أنه لا بد من إثبات الصفات متابعة للدليل السمعي والعقلي مع إثبات الأسماء وقالوا ليست أعراضا لأن العرض لا يبقى زمانين وصفات الرب باقية سلكوا في هذا الفرق وهو أن العرض لا يبقى زمانين مسلكا أنكره عليهم جمهور العقلاء ,وقالوا إنهم خالفوا الحس وضرورة العقل وهم موافقون لأولئك على صحة هذه الطريقة طريقة الأعراض قالوا وهذه تنفي عن الله أن يقوم به حادث وكل حادث فإنما يكون بمشيئته وقدرته قالوا فلا يتصف بشيء من هذه الأمور لا يتكلم بمشيئته وقدرته ولا يقوم به فعل اختياري يحصل بمشيئته وقدرته كخلق العالم وغيره.
بل منهم من قال لا يقوم به فعل بل الخلق هو المخلوق كالأشعري ومن وافقه ومنهم من قال بل فعل الرب قديم أزلي وهو من صفاته الأزلية وهو قول قدماء الكلابية وهو الذي ذكره أصحاب ابن خزيمة لما وقع بينه وبينهم بسبب هذا الأصل فكتبوا عقيدة اصطلحوا عليها وفيها إثبات الفعل القديم الأزلي وكان سبب ذلك أنهم كانوا كلابية يقولون إنه لا يتكلم بمشيئته وقدرته بل كلامه المعين لازم لذاته أزلا وأبدا ...
والمقصود التنبيه على افتراق الأمة بسبب هذه الطريقة ولما عرف كثير من الناس باطن قول ابن كلاب وأنه يقول أن الله لم يتكلم بالقرآن العربي وأن كلامه شيء واحد هو معنى آية الكرسي وآية الدين عرفوا ما فيه من مخالفة الشرع والعقل فنفروا عنه وعرفوا أن هؤلاء يقولون أنه لا يتكلم بمشيئته وقدرته فأنكروه وكان ممن أنكر ذلك الكرامية وغير الكرامية كأصحاب أبي معاذ التومني وزهير البابي وداود بن علي وطوائف فصار كثير من هؤلاء يقولون أنه يتكلم بمشيئته وقدرته فأنكروه لكن يراعى تلك الطريقة لاعتقاده صحتها فيقول إنه لم يكن في الأزل متكلما لأنه إذا كان لم يزل متكلما بمشيئته لزم وجود حوادث لا تتناهى وأصل الطريقة أن هذا ممتنع فصار حقيقة قول هؤلاء إنه صار متكلما بعد أن لم يكن متكلما فخالفوا قول السلف والأئمة انه لم يزل متكلما إذا شاء وبسط هذه الأمور له موضع آخر.
وقال رحمه الله: ثم ظهر بهذا المذهب الجهم بن صفوان ودخلت فيه بعد ذلك المعتزلة وهؤلاء أول من عرف عنهم في الإسلام أنهم أثبتوا حدوث العالم بحدوث الأجسام وأثبتوا حدوث الأجسام بحدوث ما يستلزمها من الأعراض وقالوا الأجسام لا تنفك عن أعراض محدثة وما لا ينفك عن الحوادث أو ما لا يسبق الحوادث فهو حادث لامتناع حوادث لا أول لها.
ثم إنهم تفرقوا عن هذا الأصل فلما قالوا بامتناع دوام الحوادث في الماضي عورضوا بالمستقبل فطرد إماما هذه الطريقة هذا الأصل وهما إمام الجهمية الجهم بن صفوان وأبو الهذيل العلاف إمام المعتزلة وقالا بامتناع دوام الحوادث في المستقبل والماضي.
ثم إن جهما قال إذا كان الأمر كذلك لزم فناء الجنة والنار وأنه يعدم كل ما سوى الله كما كان ما سواه معدوما ,وكان هذا مما أنكره السلف والأئمة على الجهمية وعدوه من كفرهم وقالوا إن الله تعالى يقول إن هذا لرزقنا ماله من نفاد سورة ص 54 وقال تعالى أكلها دائم وظلها سورة الرعد 35 إلى غير ذلك من النصوص الدالة على بقاء نعيم الجنة.
وأما أبو الهذيل فقال إن الدليل إنما دل على انقطاع الحوادث فقط فيمكن بقاء الجنة والنار لكن تنقطع الحركات فيبقى أهل الجنة والنار ساكنين ليس فيهما حركة أصلا ولا شيء يحدث ولزمه على ذلك أن يثبت أجساما باقية دائمة خالية عن الحوادث فيلزم وجود أجسام بلا حوادث فينتقض الأصل الذي أصلوه وهو أن الأجسام لا تخلو عن الحوادث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو الأصل الذي أصله هشام بن الحكم وهشام بن سالم الجواليقي وغيرهما من المجسمة الرافضة وغير الرافضة كالكرامية فقالوا بل يجوز ثبوت جسم قديم أزلي لا أول لوجوده وهو خال عن جميع الحوادث وهؤلاء عندهم الجسم القديم الأزلي يخلو عن الحوادث وأما الأجسام المخلوقة فلا تخلو عن الحوادث ويقولون ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث لكن لا يقولون إن كل جسم فإنه لا يخلو عن الحوادث.
ثم إن هؤلاء الجهمية أصحاب هذا الأصل المبتدع احتاجوا أن يلتزموا طرد هذا الأصل فقالوا إن الرب لا تقوم به الصفات ولا الأفعال فإنها أعراض وحوادث وهذه لا تقوم إلا بجسم والأجسام محدثة فيلزم أن لا يقوم بالرب علم ولا قدرة ولا كلام ولا مشيئة ولا رحمة ولا رضا ولا غضب ولا غير ذلك من الصفات بل جميع ما يوصف به من ذلك فإنما هو مخلوق منفصل عنه.
منهاج السنة (1|311)
وقال رحمه الله: ولهذا صار من يسلك هذه الطريقة من حذاق الطوائف يتبين لهم فسادها كما ذكر مثل ذلك أبو حامد الغزالي وأبو عبد الله الرازي وأمثالهما ثم الذي يتبين له فسادها إذا لم يجد عند من يعرفه من المتكلمين في أصول الدين غيرها بقي حائرا مضطربا والقائلون بقدم العالم من الفلاسفة والملاحدة وغيرهم تبين لهم فسادها فصار ذلك من أعظم حججهم على قولهم الباطل فيبطلون قول هؤلاء إنه صار فاعلا أو فاعلا ومتكلما بمشيئته بعد أن لم يكن ويثبتون وجوب دوام نوع الحوادث ويظنون أنهم إذا أبطلوا كلام أولئك المتكلمين بهذا حصل مقصودهم وهم أضل وأجهل من أولئك؛ فإن أدلتهم لا توجب قدم شيء بعينه من العالم بل كل ما سوى الله فهو محدث مخلوق كائن بعد أن لم يكن ودلائل كثيرة غير تلك الطريقة وأن كان الفاعل لم يزل فاعلا لما يشاء ومتكلما بما يشاء ,وصار كثير من أولئك إذا ظهر له فساد أصل أولئك المتكلمين المبتدعين وليس عنده إلا قولهم وقول هؤلاء يميل إلى قول هؤلاء الملاحدة ثم قد يبطن ذلك وقد يظهره لمن يأمنه وابتلى بهذا كثير من أهل النظر والعبادة والتصوف وصاروا يظهرون هذا في قالب المكاشفة ويزعمون أنهم أهل التحقيق والتوحيد والعرفان فأخذوا من نفي الصفات أن صانع العالم لا داخل العالم ولا خارجه ومن قول هؤلاء أن العالم قديم ولم يروا موجودا سوى العالم فقالوا إنه هو الله وقالوا هو الوجود المطلق والوجود واحد وتكلموا في وحدة الوجود وأنه الله بكلام ليس هذا موضع بسطه ثم لما ظهر أن كلامهم يخالف الشرع والعقل صاروا يقولون يثبت عندنا في الكشف ما يناقض صريح العقل ويقولون القرآن كله شرك وإنما التوحيد في كلامنا ومن أراد أن يحصل له هذا العلم اللدني الأعلى فليترك العقل والنقل وصار حقيقة قولهم الكفر بالله وبكتبه ورسله وباليوم الآخر من جنس قول الملاحدة الذين يظهرون التشيع.
وقال رحمه الله: ونفس ما اشتركوا فيه من إثبات الصانع بطريقة الأعراض وأنها لازمة للجسم أو متعاقبة عليه فلا يخلو منها وما لم يخل من الحوادث فهو حادث لامتناع حوادث لا أول لها وأن الله يمتنع أن يقال أنه لم يزل متكلما بمشيئته وقدرته أو يمتنع أن يقال أنه لم يزل فعالا وأنه صار فاعلا أو فاعلا ومتكلما بمشيئته مبتدع في الإسلام أول ما عرف أنه قاله الجهم بن صفوان مقدم الجهمية وأبو الهذيل العلاف مقدم المعتزلة ولهذا طرداه فقالا بامتناع الحوادث في المستقبل , وقال الجهم بفناء الجنة والنار ,وقال أبو الهذيل بانقطاع حركاتهما كما قد بسط فروع هذا الأصل الذي اشتركوا فيه.
ثم افترقوا بعد ذلك في فروعه فأئمتهم كانوا يقولون كلام الله القرآن وغيره مخلوق وكذلك سائر ما يوصف به الرب ليس له صفة قامت به لأن ذلك عرض عندهم لا يقوم إلا بجسم , والجسم حادث فقالوا القرآن وغيره من كلام الله مخلوق وكذلك سائر ما يوصف به الرب فجاء بعدهم مثل ابن كلاب وابن كرام والأشعري وغيرهم من شاركهم في أصل قولهم لكن قالوا بثبوت الصفات لله وأنها قديمة لكن منهم من قال لا تسمى أعراضا لأن العرض لا يبقى زمانين وصفات الرب باقية كما يقوله الأشعري وغيره ومنهم من قال تسمى أعراضا وهي قديمة وليس كل عرض حادثا كابن كرام وغيره ثم افترقوا في القرآن وغيره من كلام الله فقال ابن كلاب ومن اتبعه هو صفة من الصفات قديمة كسائر الصفات ثم قال ولا يجوز أن يكون صوتا لأنه لا يبقى ولا معاني متعددة فإنها إن كان لها
(يُتْبَعُ)
(/)
عدد مقدر فليس قدر بأولى من قدر وإن كانت غير متناهية لزم ثبوت معان في آن واحد لا نهاية لها وهذا ممتنع فقال إنه معنى واحد وهو معنى آية الكرسي وآية الدين والتوراة والإنجيل.
وقال جمهور العقلاء إن تصور هذا القول تصورا تاما يوجب العلم بفساده وقال طائفة بل كلامه قديم العين وهو حروف أو حروف وأصوات قديمة أزلية مع أنها مترتبة في نفسها وأن تلك الحروف والأصوات باقية أزلا وأبدا وجمهور العقلاء يقولون إن فساد هذا معلوم بالضرورة وهاتان الطائفتان تقولان إنه لا يتكلم بمشيئته وقدرته.
وقال آخرون كالهشامية والكرامية بل هو متكلم بمشيئته وقدرته وكلامه قائم بذاته ولا يمتنع قيام الحوادث لكن يمتنع أن يكون لم يزل متكلما فإن ذلك يستلزم وجود حوادث لا أول لها وهو ممتنع فهذه الأربعة في القرآن وكلام الله هي أقوال المشركين في امتناع دوام كون الرب فعالا بمشيئته أو متكلما بمشيئته النبوات (1|590)
وقال الشيخ الإسلام: وفي الجملة النزاع في تعليل أفعال الله وأحكامه مسألة لا تتعلق بالإمامة أصلا وأكثر أهل السنة على إثبات الحكمة والتعليل
ولكن الذين أنكروا ذلك من أهل السنة احتجوا بحجتين أحداهما أن ذلك يستلزم التسلسل فإنه إذا فعل لعلة فتلك العلة أيضا حادثة فتفتقر إلى علة إن وجب أن يكون لكل حادث علة.
وإن عقل الإحداث بغير علة لم يحتج إلى إثبات علة فهم يقولون إن أمكن الإحداث بغير علة لم يحتج إلى علة ولم يكن ذلك عبثا وإن لم يكن وجود الإحداث إلا لعلة فالقول في حدوث العلة كالقول في حدوث المعلول وذلك يستلزم التسلسل
الحجة الثانية أنهم قالوا من فعل لعلة كان مستكملا بها لأنه لو لم يكن حصول العلة أولى من عدمها لم تكن علة والمستكمل بغيره ناقص بنفسه وذلك ممتنع على الله.
منهاج السنة (1|145)
وقال شيخ الإسلام: وهذه الحجة لما كان أصلها هو البحث عن حكمة الإرادة ولم فعل ما فعل وهي مسألة القدر ظهر بها ما كان السلف يقولونه إن الكلام في القدر هو أبو جاد الزندقة وعلم بذلك حكمة نهيه صلى الله عليه و سلم لما رآهم يتنازعون في القدر عن مثل ما هلك به الأمم قال لهم بهذا هلكت الأمم قبلكم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض وعن هذا نشأ مذهب المجوس والقدرية مجوس هذه الأمة حيث خاضوا في التعديل والتجويز بما هو من فروع هذه الحجة كما أن التجهم فروع تلك الحجة.
ثم إن الدهرية ظنوا أنهم بالقول بقدم العالم ينجون من هذه الشبهات وكان الذي وقعوا فيه شرا مما وقعت فيه المجوس والقدرية ولهذا كان المشركون والصابئون القائلون بقدم العالم ومن معهم من الفلاسفة شرا من المجوس ومن معهم من القدرية المعتزلة وغيرهم.
والمقصود بيان هذا يقال لهم لا ريب في هذا الوجود المشهود المستلزم لوجود الموجود القديم الواجب فإن نفس الوجود يستلزم موجودا قديما واجبا بنفسه إذ كل موجود فإما أن يكون واجبا قديما أو يكون محدثا أو ممكنا.
بيان تلبيس الجهمية (1|163)
وقال شيخ الإسلام: فإذا قال النفاة من الجهمية والمعتزلة وغيرهم: لو كان الله يرى في الآخرة لكان في جهة وما كان في جهة فهو جسم وذلك على الله محال أو قالوا: لو كان الله تكلم بالقرآن بحيث يكون الكلام قائما به لقامت به الصفات والأفعال وذلك يستلزم أن يكون محلا للأعراض والحوادث وما كان محلا للأعراض والحوادث فهو جسم والله منزه عن ذلك لأن الدليل على إثبات الصانع إنما هو حدوث العالم وحدوث العالم إنما علم بحدوث الأجسام فلو كان جسم ليس بمحدث لبطلت دلالة إثبات الصانع.
فهذا الكلام ونحوه هو عمدة النفاة من الجهمية والمعتزلة وغيرهم ومن وافقهم في بعض بدعتهم وهذا ونحوه في العقليات التي يزعمون أنها عارضت نصوص الكتاب والسنة.
درء التعارض (1|144)
ثم إن المعتزلة والجهمية نفت أن يقوم بالله تعالى صفات وأفعال بناء على هذه الحجة.
قولوا: لأن الصفات والأفعال لا تقوم إلا بجسم وبذلك استدلوا على حدوث الجسم
فجاء ابن كلاب ومن اتبعه فوافقوهم على انتفاء قيام الأفعال به وخالفوهم في قيام الصفات فأثبتوا قيام الصفات به وقالوا: لا نسميها أعراضا لأنها باقية والأعراض لا تبقى.
وأما ابن كرام وأتباعه: فلم يمتنعوا من تسمية صفات الله أعراضا كما لم يمتنعوا من تسميته جسما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن هذا الحجة ونحوها نشأ القول بأن القرآن مخلوق وأن الله تعالى لا يرى في الآخرة وأنه ليس فوق العرش ونحو ذلك من مقالات الجهمية النفاة لأن القرآن كلام وهو صفة من الصفات , والصفات عندهم لا تقوم به وأيضا فالكلام يستلزم فعل المتكلم وعندهم لا يجوز قيام فعل به ولأن الرؤية تقتضي مقابلة ومعاينة والعلو يقتضي مباينة ومسامته وذلك من صفات الأجسام.
وبالجملة فقد صاروا ينفون ما ينفونه من صفات الله تعالى لأن إثبات ذلك يقتضي أن يكون الموصوف جسما وذلك ممتنع لأن الدليل على إثبات الصانع إنما هو حدوث الأجسام فلو كان جسما لبطل دليل إثبات الصانع.
ومن هنا قال هؤلاء: إن القول بما دل عليه السمع من إثبات الصفات والأفعال يقدح في أصل الدليل الذي به علمنا صدق الرسول.
وقالوا إنه لا يمكن تصديق الرسول لو قدر أنه يخبر بذلك لأن صدقه لا يعلم بعد أن يثبت العلم بالصانع ولا طريق إلى إثبات العلم بالصانع إلا القول بحودث الأجسام.
قالوا: وإثبات الصفات له يقتضي أنه جسم قديم فلا يكون كل جسم حادثا فيبطل دليل إثبات العلم به.
درء التعارض (1|180)
نقل شيخ الإسلام عن ابن الزاغوني فوله: وذهبت طوائف من المعتزلة والقدرية إلى أنه لا يعرف الله إلا العلماء فأما العوام فلا يحكم بصحة إيمانهم ولا بمعرفتهم لله)
قال: (والدليل على إبطال قولهم هو أنا نقول: حقيقة الإيمان العائد إلى المعتقد هي طمأنينة النفس وسكون القلب إلى معرفة ما يعتقد بإسناد ذلك إلى دليل يصلح له وهذا لا يعدم في حق أحد من العامة وبيان ذلك: أنه لو قيل لأحد من العوام: بم عرفت ربك؟ لقال: بأنه انفرد ببناء هذه السماء ورفعها فلا يشاركه في هذا موصوف بجسم ولا جوهر وهذا مأخوذ من قوله تعالى: {وإلى السماء كيف رفعت} ومن سائر الآيات التي فيها ذكر السماء والاعتبار بها وهذا الآيات هي الأصل عند العلماء وإنما ينفردون عن العامة في هذا ببسيط البيان المليح والتشقيق والغامض الدقيق وفي بيان حكم يدركها العامي فهما بجنانه ,ويقصر عن شرحها بلسانه فهما في ذلك كرجلين اتفقا في العلم بمسألة وأحدهما في الكشف أبسط باعا وأفصح شرحا وهذا يرجع إلى شيء وذلك أنه قد ثبت أن الله تعالى كلف الكل معرفته وضمن فيما أن لا يزيد تكليفه على مقدار الوسع بقوله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} وقوله: {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها} فحقيقة المعرفة بالشيء إنما هي الوقوف عليه بالعلم على ما هو به ولا يوصل إلى ذلك في حق الله إلا باستناد المعتقد فيه إلى دليله فلو كان الدليل لا يدخل الوقوف عليه في طوق العامي لأدى ذلك إلى تكليفه ما ليس في وسعه وهذا خلاف ما نص الله عليه.
درء التعارض (4|95)
وقال شيخ الإسلام: في مسألة حدوث العالم فإنه استدل بدليل الأعراض المشهور وهو أن الجسم لا يخلو من الأعراض وما لا يخلو عنها فهو حادث وهو الدليل الذي اعتمدت عليه المعتزلة قبله وهو الذي ذمه الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر وبين أنه ليس من طرق الأنبياء وأتباعهم والدليل هو مبني على إثبات أربع مقدمات: الأعراض وإثبات حدوثها وأن الجسم لا يخلو منها وإبطال حوادث لا أول لها فلما صار إلى المقدمة الثالثة قال: (وأما الأصل الثالث - وهو تبيين استحالة تعري الجواهر عن الأعراض - فالذي صار إليه أهل الحق: أن الجوهر لا يخلو عن كل جنس من الأعراض وعن جميع أضداده لا كان له أضداد وإن كان له ضد واحد لم يخل الجوهر عن أحد الضدين وإن قدر عرض لا ضد له لم يخل الجوهر عن قبول واحد من جنسه)
درء التعارض (1|328)
وقال شيخ الإسلام: وقد بينا فساد قول هؤلاء في غير هذا الموضع وبينا أن قولهم بأن المبدع علة تامة موجب بذاته هو نفسه يستلزم فساد قولهم فإن العلة التامة تستلزم معلولها فلا يجوز أن يتأخر عنها شيء من معلولها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحوادث مشهودة في العالم فلو كان الصانع موجبا بذاته علة تامة مستلزمة لمعلولها لم يحدث شيء من الحوادث في الوجود إذ الحادث يمتنع أن يكون صادرا عن علة تامة أزلية فلو كان العالم قديما لكان مبدعة علة تامة والعلة التامة لا يتخلف عنها شيء من معلولها فيلزم من ذلك أن لا يحدث في العالم شيء فحدوث الحوادث دليل على أن فاعلها ليس بعلة تامة في الأزل وإذا انتفت العلة التامة في الأزل بطل القول بقدم شيء من العالم لكن هذا لا ينفى أن الله لم يزل متكلما إذا شاء ولم يزل حيا فعالا لما يشاء.
وعمدة الفلاسفة على قدم العالم هو قولهم يمتنع حدوث الحوادث بلا سبب حادث فيمتنع تقدير ذات معطلة عن الفعل لم تفعل ثم فعلت من غير حدوث سبب.
منهاج السنة (1|148)
وقال شيخ الإسلام: هذه الطريقة جزء من الطريقة المذكورة في القرآن وهي التي جاءت بها الرسل وكان عليها سلف الأمة وأئمتها وجماهير العقلاء من الآدميين فإن الله سبحانه يذكر في آياته ما يحدثه في العالم من السحاب والمطر والنبات والحيوان وغير ذلك من الحوادث ويذكر في آياته خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار ونحو ذلك لكن القائلون بإثبات الجوهر الفرد من المعتزلة ومن وافقهم من الأشعرية وغيرهم يسمون هذا استدلالا بحدوث الصفات بناء على أن هذه الحوادث المشهود حدوثها لم تحدث ذواتها بل الجواهر والأجسام التي كانت موجودة قبل ذلك لم تزل من حين حدوثها بتقدير حوادثها ولا تزال موجودة وإنما تغيرت صفاتها بتقدير حدوثها كان تتغير صفات الجسم إذا تحرك بعد السكون وكما تتغير ألوانه وكما تتغير أشكاله وهذا مما ينكره عليهم جماهير العقلاء من المسلمين وغيرهم.
وحقيقة قول هؤلاء الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم من الأشعرية وغيرهم: أن الرب لم يزل معطلا لا يفعل شيئا ولا يتكلم بمشيئته وقدرته ثم إنه أبدع جواهر من غير فعل يقوم به وبعد ذلك ما بقي يخلق شيئا بل إنما تحدث صفات تقوم بها ويدعون أن هذا قول أهل الملل: الأنبياء وأتباعهم.
درء التعارض (1|464)
وقال أيضا: فأهل الكلام أصل كلامهم في الجواهر والأعراض مبني على مخالفة الحس والعقل فإنهم يقولون إنا لا نشهد بل ولا نعلم في زماننا حدوث شيء من الأعيان القائمة بنفسها بل كل ما نشهد حدوثه بل كل ما حدث من قبل أن يخلق آدم إنما تحدث أعراض في الجواهر التي هي باقية لا تستحيل قط بل تجتمع وتتفرق والخلق عندهم الموجود في زماننا إنما هو جمع وتفريق لا ابتداع عين وجوهر قائم بنفسه ولا خلق لشيء قائم بنفسه لا إنسان ولا غيره وإنما يخلق أعراضا ويقولون إن كل ما تشاهده من الأعيان فإنها مركبة من جواهر كل جوهر منها لا يتميز يمينه عن شماله وهذا مخالفة للحس والعقل كالأول ويقول كثير منهم إن الأعراض لا تبقى زمانين ويقولون انه لا يفنى ويعدم في زماننا شيء من الأعيان بل كما لا يحدث شيء من الأعيان لا يفنى شيء من الأعيان فهذا أصل علمهم ودينهم ومعقولهم الذي بنوا عليه حدوث العالم واثبات الصانع وهو مخالف للحس والعقل.
النبوات (2|1099)
وقال شيخ الإسلام: الوجه الثالث: أن يقال: الوجود المطلق بشرط الإطلاق أو بشرط سلب الأمور الثبوتية أو لا بشرط مما يعلم بصريح العقل انتفاؤه في الخارج وإنما يوجد في الذهن وهذا مما قرروه في منطقهم اليوناني وبينوا أن المطلق بشرط الإطلاق كإنسان مطلق بشرط الإطلاق وحيوان مطلق بشرط الإطلاق ,جسم مطلق بشر الإطلاق, ووجود مطلق بشرط الإطلاق: لا يكون إلا في الأذهان دون الأعيان.
ولما اثبت قدماؤهم الكليات المجردة عن الأعيان التي يسمونها المثل الأفلاطونية أنكر ذلك حذاقهم وقالوا: هذه لا تكون إلا في الذهن ثم الذين ادعوا ثبوت هذه الكليات في الخارج مجردة قالوا: إنها مجردة عن الأعيان المحسوسة ن ويمتنع عندهم أن تكون هذه هي المبدعة للأعيان بل يمتنع أن تكون شرطا في وجود الأعيان فإنها إما أن تكون صفة للأعيان أو جزءا منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصفة الشيء لا تكون خالقة للموصوف وجزء الشيء لا يكون خالقا للجملة فلو قدر أن في الخارج وجودا مطلقا بشرط الإطلاق امتنع أن يكون مبدعا لغيره من الموجودات بل امتنع أن يكون شرطا في وجود غيره فإذن تكون المحدثات. والممكنات المعلوم حدوثها وافتقارها إلى الخالق المبدع مستغنية عن هذا الوجود المطلق بشرط الإطلاق إن قيل: إن له وجودا في الخارج فكيف إذا كان الذي قال هذا القول هو من أشد الناس إنكارا على من جعل وجود هذه الكليات المطلقة المجردة عن الأعيان خارجا عن الذهن.
وهم قد قرروا أن العلم الأعلى والفلسفة الأولى هو العلم الناظر في الوجود ولواحقه فجعلوا الوجود المطلق موضوع هذا العلم لكن هذا هو المطلق الذي ينقسم إلى واجب وممكن وعلة ومعلول وقديم ومحدث.
ومورد التقسيم مشترك بين الأقسام فلم يمكن هؤلاء أن يجعلوا هذا الوجود المنقسم إلى واجب وممكن هو الوجود الواجب فجعلوا الوجود الواجب هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق الذي ليس له حقيقة سوى الوجود المطلق أو بشرط سلب الأمور الثبوتية ويعبرون عن هذا بأن وجوده ليس عارضا لشيء من الماهيات والحقائق
وهذا التعبير مبني على أصلهم الفاسد وهو أن الوجود يعرض للحقائق الثابتة في الخارج بناء على أنه في الخارج وجود الشيء غير حقيقته فيكون في الخارج حقيقة يعرض لها الوجود تارة ويفارقها أخرى.
ومن هنا فرقوا في منطقهم بين الماهية والوجود وهم لو فسروا الماهية بما يكون في الأذهان والوجود بما يكون في الأعيان لكان هذا صحيحا لا ينازع فيه عاقل وهذا هو الذي تخيلوه في الأصل لكن توهموا أن تلك الماهية التي في الذهن هي بعينها الموجود الذي في الخارج فظنوا أن في هذا الإنسان المعين جواهر عقلية قائمة بأنفسها مغيرة لهذا المعين مثل كونه حيوانا ناطقا وحساسا ومتحركا بالإرادة ونحو ذلك.
درء التعارض (1|168)
وقال: وبسبب التباس هذا عليهم حاروا في وجود الله تعالى: هل هو ماهيته أم هو زائد على ماهيته؟ وهل لفظ الوجود مقول بالتواطؤ والتشكيك أو مقول بالاشتراك اللفظي؟
فقالوا: إن قلنا: إن لفظ الوجود مشترك اشتراكا لفظيا لزم ألا يكون الوجود منقسما إلى واجب وممكن وهذا خاف ما اتفق عليه العقلاء وما يعلم بصريح العقل
وإن قلنا: إنه متواطئ أو مشكك لزم أن تكون الموجودات مشتركة في مسمى الوجود فيكون الوجود مشتركا بين الواجب والممكن فيحتاج الوجود المشترك إلى ما يميز وجود هذا عن وجود هذا والامتياز يكون بالحقائق المختصة فيكون وجود هذا زائدا على ماهيته فيكون الوجود الواجب مفتقرا إلى غيره.
ويذكرون ما يذكره الرازي وأتباعه: أن للناس في وجود الرب تعالى ثلاثة أقوال فقط: أحدها أن لفظ الوجود مقول بالاشتراك اللفظي فقط.
والثاني: أن وجود الواجب زائد على ماهيته
والثالث: أنه وجود مطلق ليس له حقيقة غير الوجود المشروط بسلب كل ماهية ثبوتية عنه.
درء التعارض (1|170)
قال شيخ الإسلام: وكذلك ينبنى على هذا تماثل الأجسام فأولئك يقولون الأجسام مركبة من الجواهر وهي متماثلة فالأجسام متماثلة والأكثرون يقولون بل الأجسام مختلفة الحقائق وليست حقيقة التراب حقيقة النار ولا حقيقة النار حقيقة الهواء وهذه المسائل مسائل عقلية لبسطها موضع آخر والمقصود هنا بيان منشأ النزاع في مسمى الجسم.
منهاج السنة (2|532)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 09:43]ـ
تابع
الأنبياء لم يدعوا إلي طريقة الأعراض
قال شيخ الإسلام: كل من له أدني معرفة بما جاء به النبي صلي الله عليه وسلم يعلم بالاضطرار أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يدع الناس بهذه الطريقة طريق الأعراض ولا نفي الصفات أصلا لا نصا ولا ظاهرا ولا ذكر ما يفهم منه ذلك لا نصا ولا ظاهرا ولا ذكر أن الخالق ليس فوق العالم ولا مباينا له أو أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا ذكر ما يفهم منه ذلك لا نصا ولا ظاهرا بل ولا نفي الجسم الاصطلاحي ولا ما يرادفه من الألفاظ ,ولا ذكر أن الحوادث يمتنع دوامها في الماضي والمستقبل أو في الماضي لا نصا ولا ظاهرا ولا أن الرب صار الفعل ممكنا له بعد أن لم يكن ممكنا ولا أنه صار الكلام ممكنا له بعد أن لم يكن ممكنا ن ولا أن كلامه ورضاه وغضبه وحبه وبغضه ونحو ذلك أمور مخلوقة بائنة عنه وأمثال ذلك مما يقوله هؤلاء لا نصا ولا ظاهرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل علم الناس خاصتهم وعامتهم بأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يذكر ذلك أظهر من علمهم بأنه لم يحج بعد الهجرة إلا حجة واحدة وأن القرآن لم يعارضه أحد وأنه لم يفرض صلاة إلا الصلوات الخمس وأنه لم يكن يؤخر صلاة النهار إلي الليل وصلاة الليل إلي النهار وأنه لم يكن يؤذن له في العيدين والكسوف والاستسقاء وأنه لم يرض بدين الكفار لا المشركين ولا أهل الكتاب قط وأنه لم يسقط الصلوات الخمس عن أحد من العقلاء وأنه لم يقاتله أحد من المؤمنين به لا أهل الصفة ولا غيرهم وأنه لم يكن يؤذن بمكة ولا كان بمكة أهل صفة ولا كان بالمدينة أهل صفة قبل أن يهاجر إلي المدينة وأنه لم يجمع أصحابه قط علي سماع كف ولا دف وأنه لم يكن يقصر شعر كل من أسلم أو تاب من ذنب وأنه لم يكن يقتل كل من سرق أو قذف أو شرب وأنه لم يكن يصلي الخمس إذا كان صحيحا إلا بالمسلمين لم يكن يصلي الفرض وحده ولا في الغيب وأنه لم يحج في الهواء قط .... وأمثال ذلك مما يعلم العلماء بأحواله علما ضروريا أنه لم يكن ومن روي ذلك عنه أو أخذ يستدل علي ثبوت ذلك علموا بطلان قوله بالاضطرار كما يعلمون بطلان قول السوفسطائية وإن لم يشتغلوا بحل شبههم.
وحينئذ فمن استدل بهذه الطريق أو أخبر الأمة بمثل قول نفاة الصفات كان كذبه معلوما بالاضطرار أبلغ مما يعلم كذب من ادعي عليه هذه الأمور المنتفية عنه وأضعافها وهذا مما يعلمه من له أدني خبرة بأحوال الرسل فضلا عن المتوسطين فضلا عن الوارثين له العالمين بأقواله وأفعاله.
درء التعارض (1|62)
وقال رحمه الله: فإن علماء المسلمين يعلمون بالاضطرار أن الرسول لم يدع الخلق بهذا النظر ولا بهدا الدليل لا عامة الخلق ولا خاصتهم فامتنع أن يكون هذا شرطا في الإيمان والعلم وقد شهد القرآن والرسول لمن شهد له من الصحابة وغيرهم بالعلم وأنهم عالمون بصدق الرسول وبما جاء به وعالمون بالله وبأنه لا إله إلا الله ولم يكن الموجب لعلمهم هذا الدليل المعين كما قال تعالى ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد وقال شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط وقال أفمن يعلم أن ما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى.
وقد وصف باليقين والهدى والبصيرة في غير موضع كقوله {وبالآخرة هم يوقنون} وقوله {أولئك على هدى من ربهم} وقوله {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} وأمثال ذلك فتبين أن هذا النظر والاستدلال الذي أوجبه هؤلاء وجعلوه أصل الدين ليس مما أوجبه الله ورسوله ولو قدر أنه صحيح في نفسه وأن الرسول أخبر بصحته لم يلزم من ذلك وجوبه إذ قد يكون المطلوب أدلة كثيرة.
ولهذا طعن الرازي وأمثاله على أبي المعالي في قوله إنه لا يعلم حدوث العالم إلا بهذا الطريق وقالوا هب أنه يدل على حدوث العالم فمن أين يجب أن لا يكون ثم طريق آخر وسلكوا هم طرقا أخر؛ فلو كانت هذه الطريق صحيحة عقلا وقد شهد لها الرسول والمؤمنون الذين لا يجتمعون على ضلالة بأنها طريق صحيحة لم تتعين مع إمكان سلوك طرق أخرى كما أنه في القرآن سور وآيات قد ثبت بالنص والإجماع أنها من آيات الله الدالة على الهدى ومع هذا فإذا اهتدى الرجل بغيرها وقام بالواجب ومات ولم يعلم بها ولم يتمكن من سماعها لم يضره كالآيات المكية التي اهتدى بها من آمن ومات في حياة النبي صلى الله عليه و سلم قبل أن ينزل سائر القرآن؛ فالدليل يجب طرده ولا يجب عكسه ,ولهذا أنكر كثير من العلماء على هؤلاء إيجاب سلوك هذه الطريق مع تسليمهم أنها صحيحة كالخطابي والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وغيرهم والأشعري نفسه أنكر على من أوجب سلوكها أيضا في رسالته إلى أهل الثغر مع اعتقاده صحتها واختصر منها طريقة ذكرها في أول كتابه المشهور المسمى باللمع في الرد على أهل البدع , وقد اعتنى به أصحابه حتى شرحوه شروحا كثيرة والقاضي أبو بكر شرحه ونقض كتاب عبد الجبار الذي صنفه في نقضه وسماه نقض نقض اللمع , وأما أكابر أهل العلم من السلف والخلف فعلموا أنها طريقة باطلة في نفسها مخالفة لصريح المعقول وصحيح المنقول وانه لا يحصل بها العلم بالصانع ولا بغير ذلك بل يوجب سلوكها اعتقادات باطلة توجب مخالفة كثير مما جاء به الرسول مع مخالفة صريح المعقول كما أصاب من سلكها من الجهمية والمعتزلة
(يُتْبَعُ)
(/)
والكلابية والكرامية ومن تبعهم من الطوائف وان لم يعرفوا غورها وحقيقتها فإن أئمة هؤلاء الطوائف صار كل منهم يلتزم ما يراه لازما ليطردها فيلتزم لوازم مخالفة للشرع والعقل فيجيء الآخر فيرد عليه ويبين فساد ما التزمه ويلتزم هو لوازم أخر لطردها فيقع أيضا في مخالفة الشرع والعقل.
النبوات (1|261)
إنكار العلماء لهذه الطريق
قال أبو سليمان الخطابي: فإن قال هؤلاء القوم: فإنكم قد أنكرتم الكلام ومنعتم استعمال أدلة العقول فما الذي تعتمدون عليه في صحة أصول دينكم ومن أي طريق تتوصلون إلى معرفة حقائقها وقد علمتم أن الكتاب لم يعلم حقه وأن الرسول لم يثبت صدقة إلا بأدلة العقول وأنتم قد نفيتموها؟
قال أبو سليمان قلنا: إنا لا ننكر أدلة العقول والتوصل بها إلى المعارف ولكنا لا نذهب في استعمالها إلى الطريقة التي سلكتموها في الاستدلال بالأعراض وتعلقها بالجواهر وانقلابها فيها على حدوث العالم وإثبات الصانع ونرغب عنها إلى ما هو أوضح بيانا وأصح برهانا وإنما هو شيء أخذتموه عن الفلاسفة وتابعتموهم عليه وإنما سلكت الفلاسفة هذه الطريقة لأنهم لا يثبتون النبوات ولا يرون لها حقيقة فكان أقوى شيء عندهم في الدلالة على إثبات هذه الأمور ما تعلقوا به من الاستدلال بهذه الأشياء فأما مثبتوا النبوات فقد أغناهم الله عز و جل عن ذلك وكفاهم كلفة المؤونة في ركوب هذه الطريقة المنعرجة التي لا يؤمن العنت على راكبها والإيداع والانقطاع على سالكها.
قال شيخ الإسلام: وهذا الذي ذكره الخطابي يبين أن طريقة الأعراض من الكلام المذموم الذي ذمه السلف والأئمة وأعرضوا عنه كما ذكر ذلك الأشعري وغيره وأن الذين سلكوها سلكوها لكونهم لم يسلكوا الطرق النبوية الشرعية؛ فمن لم يسلك الطرق الشرعية احتاج إلى الطرق البدعية بخلاف من أغناه الله بالكتاب والحكمة.
و الخطابي ذكر أن هذه الطريقة متعبة مخوفة فسالكها يخاف عليه أن يعجز أو أن يهلك وهذا كما ذكره الأشعري وغيره ممن لم يجزموا بفساد هذه الطريقة وإنما ذموها لكونها بدعة أو لكونها صعبة متعبة قد يعجز سالكها أو لكونها مخوفة خطرة لكثرة شبهاتها.
وهكذا ذكر الخطابي في كتاب شعار الدين ما يتضمن هذا المعنى ,ولهذا كان من لم يعلم بطلان هذه الطريقة أو اعتقد صحتها قد يقول ببعض موجباتها كما يقع مثل ذلك في كلام الخطابي وأمثاله ما يوافق موجبها وقد أنكره عليه أئمة السلف والعلم كما هو مذكور في غير هذا الموضع وهذا قد وقع فيه طوائف من أصناف الناس من أصحاب أحمد و مالك و الشافعي و أبي حنيفة وغيرهم .. .
قال الخطابي: وبيان ما ذهب إليه السلف - من أئمة المسلمين - في الاستدلال على معرفة الصانع وإثبات توحيده وصفاته وسائر ما ادعى أهل الكلام تعذر الوصول إليه إلا من الوجه الذي يذهبون إليه ومن الطريقة التي يسلكونها ويزعمون أن من لم يتوصل إليه من تلك الوجوه كان مقلدا غير موحد على الحقيقة - هو أن الله سبحانه لما أراد إكرام من هداه لمعرفته بعث رسوله محمد صلى الله عليه و سلم بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا
وقال له: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}
وقال صلى الله عليه و سلم في خطبة الوداع وفي مقامات شتى وبحضرته عامة أصحابه: [ألا هل بلغت]
وكان الذي أنزل عليه من الوحي وأمر بتبليغه هو كمال الدين وتمامه لقوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} فلم يترك صلى الله عليه و سلم شيئا من أمور الدين: قواعده وأصوله وشرائعه وفصوله - إلا بينه وبلغه على كماله وتمامه ولم يؤخر بيانه عن وقت الحاجة إليه إذ لا خلاف بين فرق الأمة: أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز بحال ومعلوم أن أمر التوحيد وإثبات الصانع لا تزال الحاجة ماسة إليه أبدا في كل وقت وزمان ولو أخر عنه البيان لكان التكليف واقعا بما لا سبيل للناس إليه وذلك فاسد غير جائز وإذا كان الأمر على ما قلناه , وقد علم يقينا أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يدعهم في أمر التوحيد إلى الاستدلال بالأعراض وتعلقها بالجواهر وانقلابها فيها إذ لا يمكن واحدا من الناس أن يروي عنه ذلك ولا عن أحد من أصحابه من هذا النمط حرفا واحدا فما فوقه لا من طريق تواتر ولا آحاد - علم أنهم قد ذهبوا خلاف مذهب هؤلاء وسلكوا غير
(يُتْبَعُ)
(/)
طريقتهم ولو كان في الصحابة قوم يذهبون مذاهب هؤلاء في الكلام والجدل لعدوا من جملة المتكلمين ولنقل إلينا أسماء متكلميهم كما نقل إلينا أسماء فقهائهم وقرائهم وزهادهم فلما لم يظهر ذلك دل على أنه لم يكن لهذا الكلام عندهم أصل.
قال الخطابي: وإنما ثبت عندهم أمر التوحيد من وجوه:
أحدهما: ثبوت النبوة بالمعجزات التي أوردها نبيهم من كتاب قد أعياهم أمره وأعجزهم شأنه وقد تحداهم به وبسورة من مثله وهم العرب الفصحاء والخطباء والبلغاء فكل عجز عنه ولم يقدر على شيء منه بوجه: إما بأن لا يكون في قولهم ولا في طباعهم أن يتكلموا بكلام يضارع القرآن في جزالة لفظه وبديع نظمه وحسن معانيه وإما أن يكون ذلك في وسعهم وتحت قدرهم طبعا وتركيبا ولكن منعوه وصرفوا عنه ليكون آية لنبوته وحجة عليهم في وجود تصديقه وإما أن يكونوا إنما عجزوا عن علم ما جمع في القرآن من أنباء ما كان والإخبار عن الحوادث التي تحدث وتكون وعلى الوجوه كلها فالعجز موجود والانقطاع حاصل هذا إلى ما شاهدوه من آياته وسائر معجزاته المشهودة عنه الخارجة عن سوم الطباع الناقضة للعادات كتسبيح الحصا في كفه وحنين الجذع لمفارقته ورجف الجبل تحته وسكونه لما ضربه برجله وانجذاب الشجرة بأغصانها وعروقها إليه وسجود البعير له ونبوع الماء من بين أصابعه حتى توضأ به بشر كثير وربو الطعام اليسير بتبريكه فيه حتى أكل منه عدد جم وأخبار الذراع إياه بأنها مسمومة وأمور كثيرة سواها يكثر تعدادها هي مشهورة ومجموعة في الكتب التي أنشئت لمعرفة هذا الشأن.
قال الخطابي: فلما استقر ما شاهدوه من هذه الأمور في نفوسهم وثبت ذلك في عقولهم صحت عندهم نبوته وظهرت عن غيره بينونته ووجب تصديقه على ما أنبأهم عنه من الغيوب ودعاهم إليه من أمر وحدانية الله عز و جل وأمر صفاته وإلى ذلك ما وجدوه في أنفسهم وفي سائر المصنوعات من آثار الصنعة ودلائل الحكمة الشاهدة على أن لها صانعا حكيما عالما خبيرا تام القدرة بالغ الحكمة ,وقد نبههم الكتاب عليه ودعاهم إلى تدبره وتأمله والاستدلال به على ثبوت ربوبيته فقال عز و جل: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}: إشارة إلى ما فيها من آثار الصنعة ولطيف الحكمة الدالين على جود الصانع الحكيم لما ركب فيها من الحواس التي عنها يقع الإدراك والجوارح التي يباشر بها القبض والبسط والأعضاء المعدة للأفعال التي هي خاصة بها كالأضراس الحادثة فيهم عند استغنائهم عن الرضاع وحاجتهم إلى الغذاء فيقع بها الطحن له وكالمعدة التي اتخذت لطبخ الغذاء والكبد التي يسلك إليها صفاوته وعنها يكون انقسامه على الأعضاء في مجاري العروق المهيأة لنفوذه إلى أطراف البدن وكالأمعاء التي يرسب إليها تفل الغذاء وطحانه فيبرز عن البدن وكقوله تعالى: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت}
وكقوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}
وما أشبه ذلك من جلال الأدلة وظواهر الحجج التي يدركها كافة ذوي العقول وعامة من يلزمه حكم الخطاب مما يطول تتبعه واستقراؤه فعن هذه الوجوه ثبت عندهم أمر الصانع وكونه ثم بينوا وحدانيته وعلمه وقدرته بما شاهدوه من اتساق أفعاله على الحكمة واطرادها في سبلها وجريها على إدلالها ثم علموا سائر صفاته توقيفا عن الكتاب المنزل الذي بان حقه وعن قول النبي صلى الله عليه و سلم الذي قد ظهر صدقه ثم تلقى جملة أمر الدين عنهم أخلافهم وأتباعهم كافة عن كافة قرنا بعد قرن فتناولوا ما سبيله الخبر منها تواترا واستفاضة على الوجه الذي تقوم به الحجة وينقطع فيها العذر ثم كذلك من بعدهم عصرا بعد عصر إلى آخر من تنتهي إليه الدعوة وتقوم عليه بها الحجة فكان ما اعتمده المسلمون من الاستدلال في ذلك أصح وأبين وفي التوصل إلى المقصود به أقرب إذ كان التعلق في أكثره إنما هو بمعاني درك الحس وبمقدمات من العلم مركبة عليها لا يقع الخلف في دلالتها.
درء التعارض (4|28)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام: وكذلك قال أبو الحسن الآمدي في كتابه الكبير المسمى أبكار الأفكار في مسألة وجوب النظر لما ذكر حجة من ذكر من جهة المنازع: إنا لا نسلم أنه لا طريق إلى معرفة الله إلا النظر والاستدلال بل أمكن حصولها بطريق آخر إما بأن يخلق الله تعالى العلم للمكلف بذلك من غير واسطة وإما بأن يخبره به من لا يشك في صدقه كالمؤيد بالمعجزات الصادقة وإما بطريق السلوك والرياضة وتصفية النفس وتكميل جوهرها حتى تصير متصلة بالعوالم العلوية مطلعة على ما ظهر وبطن من غير احتياج إلى تعليم وتعلم.
وقال في الجواب: قولهم: لا نسلم توقف المعرفة على النظر قلنا نحن إنما نقول بوجوب النظر في حق من لم يحصل له العلم بالله بغير النظر وإلا فمن حصلت له المعرفة بالله بغير النظر في حقه غير واجب.
وكذلك ذكر هذا غير واحد من أئمة الكلام من أصحاب الأشعري وغيرهم ذكروا أن المعرفة بالله تعالى قد تحصل ضرورة وأنهم مع قولهم بوجوب النظر فإنهم يقولون: بإيمان العامة: إما لحصول المعرفة لهم ضرورة وإما لكونهم حصل لهم من النظر ما يقتضي المعرفة وإما لصحة الإيمان بدون المعرفة ونقلوا صحة إيمان العامة عن جميعهم.
درء التعارض (4|54)
وقال شيخ الإسلام بعد أن نقل كلاما طويلا للشهرستاني: فهذا كله كلام الشهرستاني وهو من أئمة المتأخرين من النظار وأخبرهم بالمقالات وقد صرح بأن معرفة الله ليست معدودة من النظريات التي يقام عليها البرهان وأن الفطرة تشهد بضرورتها وبديهة فكرتها بالصانع الحكيم إلى آخر ما ذكره وأن ما تنتهي إليه مقدمات الاستدلال بإمكان الممكنات أو حدوثها من القضايا الضرورية دون ما شهدت به الفطرة الإنسانية من احتياج الإنسان في ذاته إلى مدبر. درء التعارض (4|76)
قال أبو محمد بن حزم: ومن البرهان الموضح لبطلان هذه المقالة الخبيثة أنه لا يشك أحد ممن يدري شيئا من السير من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والمنانية والدهرية في أن رسول الله صلى لله عليه وسلم منذ بعث لم يزل يدعو الناس الجم الغفير إلى الإيمان بالله تعالى وبه وبما أتى به ويقاتل من أهل الأرض من يقاتله ممن عند ويستحل سفك دمائهم وسبي نسائهم وأولادهم وأخذ أموالهم متقربا إلى الله تعالى بذلك وأخذ الجزية وإصغاره ويقبل من آمن به ويحرم ماله ودمه وأهله وولده ويحكم له بحكم الإسلام ومنهم المرأة البدوية والراعي والراعية والغلام الصحراوي والوحشي والزنجي والمسبي والزنجية المجلوبة والرومي والرومية والأغثر الجاهل والضعيف في فهمه فما منهم من أحد ولا من غيرهم قال عليه السلام: إني لا أقبل إسلامك ولا يصح لك دين إلا حتى تستدل على صحة ما أدعوك إليه قال: ولسنا نقول: إنه لم يبلغنا أنه قال ذلك لأحد بل نقطع - نحن وجميع أهل الأرض - قطعا كقطعنا على ما شاهدنا: أنه عليه السلام لم يقل هذا قط لأحد ولا رد إسلام أحد حتى يستدل ثم جرى على هذه الطريقة جميع الصحابة أولهم عن آخرهم ولا يختلف أحد في هذا الأمر ومن المحال الممتنع عند أهل الإسلام أن يكون عليه السلام يغفل أن يبين للناس ما لا يصح لأحد الإسلام إلا به ثم يتفق على إغفال ذلك أو تعمد ترك ذكره جميع أهل الإسلام ويبينه هؤلاء الأشقياء ومن ظن أنه وقع من الدين على ما لا يقع عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو كافر بلا خلاف فصح أن هذه المقالة خرق للإجماع وخلاف لله ولرسوله ولجميع أهل الإسلام قاطبة.
درء التعارض (4|89)
قال شيخ الإسلام: وكان أبو المعالي يقول: لم يكلف الناس العلم فإن العلم في هذه المسائل عزيز لا يتلقى إلا من النظر الصحيح التام فتكليف ذلك عامة الناس تكليف ما لا يطاق وإنما كلفوا الاعتقاد السديد مع التصميم وانتفاء الشك والتردد ولو سمى مسم مثل هذا الاعتقاد علما لم يمنع من أطلاقه.
قال: وقد كنا ننصر هذه الطريقة زمانا من الدهر وقلنا: مثل هذا الاعتقاد علم على الحقيقة فإنه اعتقاد يتعلق بالمعتقد على ما هو به مع التصميم ثم بدا لنا أن العلم ما كان صدوره عن الضرورة أو الدليل القاطع.
قال: وهذا الاعتقاد الذي وصفناه لا يتميز في مبادىء النظر حتى يستقر ويتميز عن اعتقاد الظان والمخمن.
درء التعارض (4|93)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: وهؤلاء المبتدعون يجهلون حقائق ما جاء به الرسول ويعرضون عنه ثم يحكمون بموجب جهلهم أن ليس في ذلك من البراهين من جنس ما في كلامهم ولو أوتوا العقل والفهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم لتبينوا أنه الجامع لكل خير.
وأما فساد طرقهم المخالفة للنصوص فهو بين لكل ذكي فاضل منهم ومن غيرهم ويكفيك أن عمدتهم في أصول الدين إما دليل الأعراض وقد علم ما فيه من الأعتراض وإما دليل الوجوب المستلزم للواجب
وقد بينا في غير هذا الوضع أن تلك الطريقة لا تدل على وجود واجب فإن ذلك إنما يدل إذا ثبت وجود الممكن الذي يستلزم الواجب والممكن عندهم هو متناول القديم والحادث فجعلوا القديم الأزلي داخلا في مسمى الممكن وخالفوا بذلك سائر العقلاء من سلفهم وغيرهم مع تناقضهم في ذلك
وبهذا التقدير لا يمكنهم أن يقيموا دليلا على أن الممكن بهذا الاعتبار يحتاج إلى فاعل وقد أوردوا على هذه الطريقة من الاعتراضات ما أوردوه ولم يمكنهم أن يجيبوا عنه بجواب صحيح كما قد بسط في موضعه ثم غايته إثبات وجود واجب لا يتميز عن المخلوقات ولهذا صار كثير منهم إلى أن الوجود الواجب لا يتميز على المخلوقات ولهذا صار كثير منهم إلى أن الوجود الواجب هو وجود المخلوقات فكثير من نظارهم يطعن في دليل إثبات واجب الوجود وكثير من محققيهم وعارفيهم يقول: إن الوجود الواجب هو وجود المخلوقات.
ومآل القولين واحد وهو قول فرعون الذي أنكر رب العالمين فإن فرعون وغيره لم ينكروا وجود هذا العالم المشهود فمن جعله هو الوجود الواجب أو كان قوله لا يدل إلا على ذلك كان منكرا للصانع ثم إذا كان هذا الوجود الواجب كان ما يلزمهم على ذلك من المحالات أضعاف ما فروا منه كما بينا ذلك في غير هذا الموضع.
درء التعارض (4|67)
من أوجه الرد على هذا الدليل
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن السلف والأئمة متفقون على أن أول ما يؤمر به العباد الشهادتان ومتفقون على أن من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديد ذلك عقب البلوغ.
والشهادة تتضمن الإقرار بالصانع تعالى وبرسوله لكن مجرد المعرفة بالصانع لا يصير به الرجل مؤمنا بل ولا يصير مؤمنا بأن يعلم أنه رب كل شيء حتى يشهد أن لا إله إلا الله ولا يصير مؤمنا بذلك حتى يشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كون ما يجب من العرفة لا يحصل إلا بالنظر أو يمكن حصوله بدونه؟ وهل أصل المعرفة فطرية ضرورية أو نظرية؟ أو يحصل بهذا تارة ولهذا تارة؟ والنظر المحصل لها: هل يتعين في طريق معين أو لا يتعين؟ هذه مسائل أخر.
ومما يتعلق بهذا تنازعهم في المعرفة الواجبة: هل تحصل بالعقل أو بالشرع؟ وكثير من النزاع في ذلك لفظي وبعضه معنوي فمن ادعى أن المعرفة لا تحصل إلا بطريقة الأعراض والتركيب ونحو ذلك من الطرق المبتدعة التي للمعتزلة والمتفلسفة ومن وافقهم كان النزاع معه معنويا.
ونحن نعلم بالاضطرار من دين الرسول وسلف الأمة بطلان قول هؤلاء وأن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يأمر أحدا بهذه الطرق ولا علق إيمانه ومعرفته بالله بهذه الطرق بل القرآن وصف بالعلم والإيمان من لم يسلك هذه الطرق ولم ابتدع بعض هذه الطرق من ابتدعها أنكر ذلك سلف الأمة وأئمتها ووسموا هؤلاء بالبدعة والضلالة.
ثم القول بأن أول الواجبات هو المعرفة أو النظر لا يمشي على قول من يقول: لا واجب إلا بالشرع كما هو قول الأشعرية وكثير من أصحاب مالك و الشافعي و أحمد وغيرهم فإنه على هذا التقدير لا وجوب إلا بعد البلوغ على المشهور وعلى قول من يوجب الصلاة على ابن عشر سنين أوسبع لا وجوب على من لم يبلغ ذلك وإذا بلغ هذا السن فإنما يخاطبه الشرع بالشهادتين وإن كان لم يتكلم بهما وإن كان تكلم بهما خاطبه بالصلاة.
درء التعارض (4|110)
الوجه الثاني: أن جمهور الخلق يعترفون بأن المعرفة بالصانع وصدق الرسول ليس متوقفا علي ما يدعيه بعضهم من العقليات المخالفة للسمع والواضعون لهذا القانون ـ كـ أبي حامد و الرازي وغيرهما ـ معترفون بأن العلم بصدق الرسول لا يتوقف علي العقليات المعارضة له فطوائف كثيرون ـ ك أبي حامد والشهرستاني وأبي القاسم الراغب وغيرهم ـ يقولون: العلم بالصانع فطري ضروري.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الرازي و الآمدي وغيرهما من النظار يسلمون أن العلم بالصانع قد يحصل بالاضطرار وحينئذ فالعلم بكون الصانع قادرا معلوم بالاضطرار والعلم بصدق الرسول عند ظهور المعجزات التي تحدي الخلق بمعارضتها وعجزوا عن ذلك معلوم بالاضطرار.
درء التعارض (1|53)
الوجه الثالث: أن يقال لمن ادعي من هؤلاء توقف العلم بالسمع علي مثل هذا النفي كقول من يقول منهم: إنا لا نعلم صدق الرسول حتى نعلم وجود الصانع وأنه قادر غني لا يفعل القبيح ولا نعلم ذلك حتى نعلم أنه ليس بجسم أو لا نعلم إثبات الصانع حتى نعلم حدوث العالم ولا نعلم ذلك إلا بحدوث الأجسام فلا يمكن أن يقبل من السمع ما يستلزم كونه جسما.
فيقال لهم: قد علم بالاضطرار من دين الرسول والنقل المتواتر أنه دعا الخلق إلي الإيمان بالله ورسوله ولم يدع الناس بهذه الطريق التي قلتم إنكم أثبتم بها حدوث العالم ونفي كونه جسما وآمن بالرسول من آمن به من المهاجرين والأنصار ودخل الناس في دين الله أفواجا ولم يدع أحدا منهم بهذه الطريق ولا ذكرها أحد منهم ولا ذكرت في القرآن ولا حديث الرسول ولا دعا بها أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان الذين هم خير هذه الأمة وأفضلها علما وإيمانا وإنما ابتدعت هذه الطريق في الإسلام بعد المائة الأولي وانقراض عصر أكابر التابعين بل وأوساطهم فكيف يجوز أن يقال: إن تصديق الرسول موقوف عليها وأعلم الذي صدقوه وأفضلهم لم يدعوا بها ولا ذكروها ولا ذكرت لهم ولا نقلها أحد عنهم ولا تكلم بها أحد في عصرهم؟
الوجه الرابع: أن يقال: هذا القرآن والسنة المنقولة عن النبي صلي الله عليه وسلم متوا ترها وآحادها ليس فيه ذكر ما يدل علي هذه الطريق فضلا عن أن تكون نفس الطريق فيها؛ فليس في شيء من ذلك: أن البارئ لم يزل معطلا عن الفعل والكلام بمشيئته ثم حدث ما حدث بلا سبب حادث وليس فيه ذكر الجسم والتحيز والجهة لا بنفي ولا إثبات فكيف يكون الإيمان بالرسول مستلزما لذلك والرسول لم يخبر به ولا جعل الإيمان به موقوفا عليه؟
الوجه الخامس: أن هذه الطرق الثلاثة طريق حدوث الأجسام ـ مبنية علي امتناع دوام كون الرب فاعلا وامتناع كونه لم يزل متكلما بمشيئته بل حقيقتها مبنية علي امتناع كونه لم يزل قادرا علي هذا وهذا ومعلوم أن أكثر العقلاء من المسلمين وغير المسلمين ينازعون في هذا ويقولون: هذا قول باطل.
وأما القول بإمكان الأجسام فهو مبني علي أن الموصوف ممكن بناء علي أن المركب ممكن وعلي نفي الصفات وهي طريقة أحدثها ابن سينا وأمثاله وركبها من مذهب سلفهم ومذهب الجهمية وهي أضعف من التي قبلها من وجوه كثيرة
وطريقة إمكان صفات الأجسام مبنية علي تماثل الأجسام وأكثر العقلاء يخالفون في ذلك وفضلاؤهم معترفون بفساد ذلك كما قد ذكرنا قول الأشعري و الرازي و الآمدي وغيرهم واعترافهم بفساد ذلك وبينا فساد ذلك بصريح المعقول.
فإذا كانت هذه الطرق فاسدة عند جمهور العقلاء بل فاسدة في نفس الأمر امتنع أن يكون العلم بالصانع موقوفا علي طريق فاسدة ولو قدر صحتها علم أن أكثر العقلاء عرفوا الله وصدقوا رسوله بغير هذه الطريق فلم يبق العلم بالسمع موقوفا علي صحتها فلا يكون القدح فيها قدحا في أصل السمع.
درء التعارض (1|57)
وقال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن هؤلاء المتكلمين الذين جمعوا في كلامهم بين حق وبين باطل وقابلوا الباطل بباطل وردوا البدعة ببدعة لما ناظروا الفلاسفة وناظروهم في مسألة حدوث العالم ونحوها استطال عليهم الفلاسفة لما رأوهم قد سلكوا تلك الطريق التي هي فاسدة عند أئمة الشرع والعقل وقد اعترف حذاق النظار بفسادها فظن هؤلاء الفلاسفة الملاحدة أنهم إذا أبطلوا قول هؤلاء بامتناع حوادث لا أول بها وأقاموا الدليل على دوام الفعل لزم من ذلك قدم هذا العالم ومخالفة نصوص الأنبياء وهذا جهل عظيم فإنه ليس للفلاسفة ولا لغيرهم دليل واحد عقلي صحيح يخالف شيئا من نصوص الأنبياء وهذه مسألة حدوث العالم وقدمه لا يقدر أحد من بني آدم يقيم دليلا على قدم الأفلاك أصلا وجميع ما ذكروه ليس فيه ما يدل على قدم شيء بعينه من العالم أصلا وإنما غايتهم أن يدلوا على قدم نوع الفعل وأن الفاعل لم يزل فاعلا وأن الحوادث لا أول لها ونحو ذلك مما لا يدل على قدم شيء بعينه من العالم وهذا لا يخالف شيئا من نصوص الأنبياء بل يوافقها.
درء التعارض (5|64)
هذا ملخص ما انتهى إليه القلم من تسطير كلام شيخ الإسلام في هذه المسألة ,وإن كانت هذه المسألة بتفصيلاتها تحتمل مجلدا.
نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والإعانة(/)
نصارى في بيت النار!.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 10:52]ـ
نصارى في بيت النار
"الموبذان"
اشتِهرت مقولة السلف الصالح رضي الله عنهم و أرضاهم عن الرافضة أنهم:
" نبته نصرانيه بايدى يهوديه بارض مجوسية "
و الحقيقة أننا لا يُمكن أن نشرح هذه الجملة الجامعة المانعة بأكثر ممَّا شرحه تاريخ الرافضة الحديث والمعاصر.
يقول حسين الموسوي الشيعي المعتدل في كتابه: "لله .. ثم للتاريخ":
(توفي أحد السادة المدرسين في الحوزة النجفية، فغسلت جثمانه مبتغياً بذلك وجه الله، وساعدني في غسله بعض أولاده، فاكتشفت أثناء الغسل أن الفقيه الراحل غير مختون!!)
البحث عن أصول الخميني:
يستوقف الباحث في تاريخ الشيعة ـ لا سيما الحديث منه ـ ان كثيرا من الشخصيات المؤثرة في عالم التشيع كانت نصرانية.
فمثلاً في التاريخ القريب نجد أن آية الله الخميني لم يكن فارسيا.
يقول الكاتب الايراني المعروف امير طاهري
" إن الاسم العائلي الأصلي للخميني هو «هندي»، و لكن روح الله الخميني غيَّر اسمه العائلي عام 1930، بينما احتفظ به شقيقه الأصغر).
وقد أكد الشيخ ابو المنتصر البلوشي في مناظرات المستقلة بان الخميني لا يعرف اسم والده.
و انه لا يُعرف عن انتسابه سوى ادعائه أنه موسوي، بينما لا تزال السلسلة بين اسمه الى موسى الكاظم مجهولة، و لم يعلن عنها بعد .. "ربما تكون سراًّ عسكرياً".
الخميني يعترف أنه هندي:
و هذا اعتراف خطي من الخميني بأصوله الهندية، حيث يكتب الخميني اسمه بيده في مخطوط "شرح دعاء السَّحَر" والذي كتبه سنة 1391 هـ ـ هكذا: "مصطفى الخميني الهندي"
الخميني يحن الى اصوله الهندية:
عندما أمسك روح الله الخميني بزمام السلطة بإيران مزَّق الشعار الوطني الإيراني مع انه كان يحمل رمز علي بن أبي طالب رضي الله عنه ـ عند الشيعة ـ.
واستبدله بشعار السيخ الذي يشبه الحرف أوميقا اليوناني الذي هو من علامات الجمعيات السرية الفيثاغورثية.
و الآن قارن بين علم إيران
http://www.fnoor.com/images/fn0374.jpg
و شعار السيخ
http://www.fnoor.com/images/fn0376.jpg
http://www.fnoor.com/images/fn0752.gif
http://www.fnoor.com/images/fn0245.jpg
http://www.muslmh.com/save/21/data/muslm1313.gif
ثم قارن بين شعار حزب الله
http://www.sikhpoint.com/religion/sikhsymbols/images/nishansahib.jpg
و اعلام السيخ.
http://www.interfaith.org.uk/images/vaisakhi.jpg
المفاجأة الخميني بريطاني الأصل:
و لكن هذا لا يكفي أيضا لبيان حقيقة الخميني، فالخميني نفسه لم يشر قط إلي نسبه لا من قريب ولا بعيد, مع إن هجرة جده كانت قريبة جدآ.
و ذلك لأن الخميني و إن كان هندي الأم والمنشأ فهو بريطاني الأصل،
فوالده اسمه ويليام ريتشارد ويليامسون، من مواليد مدينة بريستول البريطانية وامه هندية كشميرية.
و هذا الخبر مأخوذٌ عن صحيفة هندية كانت قد أوردته في الثمانينات
و لذلك يقول أبو منتصر البلوشي ان الخميني لا ينتسب الى سلسلة نسب معروفة
و هذا موقع يبين ان الخميني هجين من اب انجليزي وام هندية
http://www.indymedia.org.uk/en/2004/05/290618.html (http://www.indymedia.org.uk/en/2004/05/290618.html)
..
http://www.nizarkabbani.com/WS-FOTOS-TEMP/020207-khomaini.JPG
* * * * *
Khomeini’s real father, William Richard Williamson, was born in Bristol, England, in 1872 of British parents and lineage.
Khomeini’s real father, William Richard Williamson, was born in Bristol, England
The Clerics Lash Back As Iranians Question Their Legitimacy
Iran - By Alan Peters, Contributing Editor
(يُتْبَعُ)
(/)
Vigorous attacks on the credibility and legitimacy of the clerical leadership in Iran have continued to mount since the February 20, 2004, Majlis (Parliament) elections, which, despite the removal of so-called “reformists” from the ballot, still failed to attract a meaningful voter turnout. The elections showed the extent of electoral fraud to which the clerics were forced to turn, highlighting their tenuous hold on power. There are now signs that the underpinnings of the clerics will be attacked still further, especially as evidence is now available showing even that their claims to religious authority are open to question.
The late Soviet leader Joseph Stalin once said: "It's not who votes, but who counts the votes", a maxim which has found resonance in the February 20, 2004, Iranian national elections. A substantial cadre of ballot officials, directly answer- able to the hard-line clerical leadership of Supreme Leader Ali Hoseini-Khamene, “counted” the votes and issued results which almost nobody in Iran or abroad really believed to be accurate. 2
منقول من:- http://www.kitabat.com/ (http://www.kitabat.com/)
آية الله الخوئي أرمني نصراني:
و كذلك نجد أن آية الله الخوئي كان قد قدم من احدى دول آسيا الوسطى و بالتحديد من أرمينيا النصرانية على إثر الاضطرابات السياسية في تلك البلاد.
حيثُ يروي أهل النجف ـ كما تثبته الصور الفوتوغرافية ـ أن الخوئي عندما دخل النجف شابا يافعا لغرض الدراسة في مجامعها العلمية، ارتدى العمة البيضاء بادئ ذي بدء، ثم استبدلها فيما بعد بالعِمَّة السوداء حينما عرف أن لهذه العمة شأن في أوساط الرافضة.
بينما استقرَّ أخوه جودت الذي قطن لبنان على ديانته الأصلية النصرانية، و توفي جودت في مشفى الكرامة بدمشق تاركا خلفه بنين وبنات وحفدة على دين النصرانية.
و اشتهِرت قصة دفنه في مقبرة السيدة زينب حيث أثار ذلك امتعاض الكثير من الروافض القاطنين في تلك المنطقة وكان تبرير الخوئيين أن جودت كان قد أسلم أثناء مرضه وقبيل وفاته بقليل.
وتم سداد أجور المشفى من اموال الخمس، وكذلك سداد أجور الخادم الذي يشرف على رعاية جودت هذا،وقدرها ثلاثة آلاف ليرة سورية شهريا. بينما كان هذا الخادم قد نفى إسلام الرجل وقال أنه قد ماتعلى دينه السابق.
أما هويدا الهاشم وهي ابنة جودت الخوئي ـ و التي تنتسب الى اسرة زوجها على عادة النصارى ـ فتعمل راقصة في أحد الملاهي الليلية ببيروت. و ذكر ذلك عباس الخوئي ابن آية الله الخوئي ذلك في رسالة له إلى السيد الخامنئي أملاها على الإعلامي فائق الياسري عندما كان في تركيا وسلمها بدوره إلى المستشار الثقافي الإيراني بأنقرة.
يقول الياسري:" ولا زلت أحتفظ بنسخة منها".
كما زار "عباس الخوئي" نصر الله صفير زعيم الطائفة المارونية بلبنان وذكره أن أصله القريب أرمني وعمه ظل وفيا لديانته
أمَّا عن الهالك عبد المجيد الخوئي وتجاوزاته الاخلاقية والمالية وأرصدته العالمية فأشهر من أن تذكر، فقد استولى على أموالالمرجعية وادخلها في حساباتهالشخصية في البنوك العالمية.
إضاءات:
يقول حسين الموسوي أيضاً في كتابه: "لله .. ثم للتاريخ":
إن بعض علماء طبرستان تركوا مخلفات تثير الشكوك حول شخصياتهم، ولنأخذ ثلاثة منأشهر من خرج من طبرستان:
1 - الميرزا حسين بن تقي النوري الطبرسيمؤلف كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي روايةمن كتب الشيعة ليثبت بها تحريف القرآن الكريم. وجمع أقوال الفقهاء والمجتهدين، وكتابه وصمة عار في جبين كل شيعي.
إن اليهود والنصارى يقولون بأن القرآنمحرف، فما الفرق بين كلام الطبرسي وبين كلام اليهود والنصارى؟ وهل هناك مسلم صادقفي إسلامه يشهد على الكتاب الذي أنزله الله تعالى وتكفل بحفظه، يشهد عليه بالتحريفوالتزوير والتبديل؟؟.
2 - أحمد بن علي بن أبي طالب (1) الطبرسي صاحبكتاب (الاحتجاج).
أورد في كتابه روايات مصرحة بتحريف القرآن، وأورد أيضاًروايات زعم فيها أن العلاقة بين أمير المؤمنين والصحابة كانت سيئة جداً، وهذهالروايات هي التي تتسبب في تمزيق وحدة المسلمين، وكل من يقرأ هذا الكتاب يجد أنمؤلفه لم يكن سليم النية.
3 - فضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيانفي تفسير القرآن، ذاك التفسير الذي شحنه بالمغالطات والتأويل المتكلف والتفسيرالجاف المخالف لأبسط قواعد التفسير.
إن منطقة طبرستان والمناطقالمجاورة لها مليئة باليهود الخزر، وهؤلاء الطبرسيون هم من يهود الخزر المتسترينبالإسلام، فمؤلفاتهم من أكبر الكتب الطاعنة بدين الإسلام بحيث لو قارنا بين (فصلالخطاب) وبين مؤلفات المستشرقين الطاعنة بدين الإسلام لرأينا (فصل الخطاب) أشدطعناً بالإسلام من مؤلفات أولئك المستشرقين"انتهى.
خاتمة:
هناك بالطبع في إيران أعداد كبيرة من الملالي، ووفقاً لآخر إحصاء نشر عام 1988 فإن هناك نحو 300 ألف من الملالي في الجمهورية الإسلامية، مما يجعل إيران أكثر مجتمع يعج برجال الدين في التاريخ المعاصر بعد التبت في ظل الدالاي لاما.
والملالي الإيرانيون يوجدون بوفرة، بكل شكل وحجم، ويعبرون عن العديد من الآراء المختلفة التي توجد في المجتمع العريض.
فلماذا تستقدم إيران آياتها و مراجعها الدينية من الخارج، بل من النصارى؟؟
ألا يدل ذلك على ان هناك دورٌ تتقاسمه ايران مع سائر القُوى الخارجية لمحاولة رسم ايديولوجية وجيوسياسية المنطقة، فالله المستعان و عليه التكلان، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Aug-2010, صباحاً 03:50]ـ
.............................. .(/)
متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 11:21]ـ
هذه بعض الأقوال في بيان حكم الطواف بغير الكعبة المشرفة حرسها الله تعالى.
جاء في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: (ما حكم الطواف حول أضرحة الأولياء، أو الذبح للأموات أو النذر، ومن هو الولي في حكم الإسلام، وهل يجوز طلب الدعاء من الأولياء أحياء كانوا أم أمواتا؟
فأجابت: الذبح للأموات أو النذر لهم شرك أكبر، والولي: من والى الله بالطاعة ففعل ما أمر به وترك ما نهي عنه شرعا ولو لم تظهر على يده كرامات، ولا يجوز طلب الدعاء من الأولياء أو غيرهم بعد الموت، ويجوز طلبه من الأحياء الصالحين، ولا يجوز الطواف بالقبور، بل هو مختص بالكعبة المشرفة، ومن طاف بها يقصد بذلك التقرب إلى أهلها كان ذلك شركاً أكبر، وإن قصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة، فإن القبور لا يطاف حولها ولا يصلى عندها ولو قصد وجه الله) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة (1/ 206)
ويقول الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف حفظه الله: (فإن المراد بالطواف الذي يكون شركاً هو الطواف بغير الكعبة مع قصد التقرب لغير الله تعالى، كالطواف بالقبور والمشاهد ونحوها، فالطواف عبادة لقوله تعلى: " وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ " وصرف العبادة أو شيء منها لغير الله شرك، وأما لو طاف بتلك القبور بقصد التقرب إلى الله تعالى فهذا محرم، وبدعة منكرة، ووسيلة لعبادة تلك القبور) إهـ نواقض الإيمان القولية والعملية (282)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة: (وأما الرجل الذي طلب من والده الحج، فأمره أن يطوف بنفس الأب، فقال: طف ببيت ما فارقه الله طرفة عين قط، فهذا كفر بإجماع المسلمين، فإن الطواف بالبيت العتيق مما أمره الله به رسوله، وأما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين، ومن اعتقد ذلك دينا فهو كافر، سواء طاف ببدنه أو بقبره) إهـ مجموع الفتاوي (2/ 308).
فهل يفهم من هذه الأقوال أن المسألة فيها تفصيل عند أهل العلم؟.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 04:14]ـ
تقول اللجنة الدائمة: (أما من استغاث بالله وسأله سبحانه وحده، متوسلاً بجاههم أو طاف حول قبورهم، دون أن يعتقد فيهم تأثيراً، وإنما رجا أن تكون منزلتهم عند الله سبباً في استجابة الله له، فهو مبتدع آثم مرتكب لوسيلة من وسائل الشرك، ويخشى عليه أن يكون ذلك ذريعة إلى وقوعه في الشرك الأكبر) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة (1/ 105) رقم الفتوى (4154).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فإن الطواف لا يشرع إلا بالبيت العتيق باتفاق المسلمين، ولهذا اتفقوا على تضليل من يطوف بغير ذلك، مثل من يطوف بالصخرة، أو بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم، أو بالمساجد المبنية بعرفة، أو منى، أو غير ذلك، أو بقبر بعض المشائخ، أو بعض أهل البيت، كما يفعله كثير من جهال المسلمين، فإن الطواف بغير البيت العتيق لا يجوز باتفاق المسلمين، بل من اعتقد ذلك ديناً وقربةً عُرف أن ذلك ليس بدين باتفاق المسلمين، وأن ذلك معلوم بالضرورة من دين الإسلام، فإن أصر على اتخاذه ديناً قتل) إهـ مجموع الفتاوى (26/ 121).
ويقول الشيخ صالح بن مقبل العصيمي بعد أن سرد أقوال السلف في حكم الطواف حول القبور: (وأما أئمة أهل السنة والجماعة فقد أجمعوا صراحة على عدم جواز الطواف بقبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو سيد ولد آدم، وأكرم الخلق عند الله، وأعلاهم في الجنة مقاماً، وأقربهم إلى الله منزلة، فإذاً الطواف حول قبره لا يجوز، بل هو بدعة يشتد حولها النكير، فمن باب أولى قبور غيره، وبعض الذين يطاف حولهم بررة أتقياء، وجلهم فجرة خبثاء، ولله الأمر من قبل ومن بعد ... وبهذا يتبين لنا: أن الطواف حول القبور بدعة من أعظم البدع، أما إذا صحبها دعاء، فهو شرك أكبر، مخرج من الملة .. ) إهـ بدع القبور أنواعها وأحكامها (435).
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 03:19]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذا الموضوع المهم.
ويرد اشكال ارجو من الاخوة طلبة العلم مدارسته وبحثه.
وهو قولهم انه اذا طاف بالقبر يقصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة وليست شركا أكبرا ووجه الاشكال أن الناظر في القرآن عند ذكره لمشركي قريش ذكر قولهم عن الهتم " مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى" فلم ينفعهم قصدهم هذا وهو انهم لا يقصدون التقرب الى الالهة بذاتها بل لتقربهم الى الله.
فلماذا لا يقال بأن مجرد الطواف بالقبر وصرف أي نوع من العبادة له يكون شركا أكبر بغض النظر عن قيد قصده التقرب الى الله أو الى صاحب القبر؟!
خصوصا اذا أضفنا إلى ذلك ان مشركي قريش كانوا يقرون بتوحيد الربوبية كما في قول الله تعالى:" وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" وقوله "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ" وغيرها من الايات الدالة على هذا المعنى.
مجرد تساؤل للبحث والمدارسة مع اخواني طلبة العلم في هذا المجلس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الحسن العلوان]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 05:51]ـ
هذه بعض الأقوال في بيان حكم الطواف بغير الكعبة المشرفة حرسها الله تعالى.
جاء في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: (ما حكم الطواف حول أضرحة الأولياء، أو الذبح للأموات أو النذر، ومن هو الولي في حكم الإسلام، وهل يجوز طلب الدعاء من الأولياء أحياء كانوا أم أمواتا؟
فأجابت: الذبح للأموات أو النذر لهم شرك أكبر، والولي: من والى الله بالطاعة ففعل ما أمر به وترك ما نهي عنه شرعا ولو لم تظهر على يده كرامات، ولا يجوز طلب الدعاء من الأولياء أو غيرهم بعد الموت، ويجوز طلبه من الأحياء الصالحين، ولا يجوز الطواف بالقبور، بل هو مختص بالكعبة المشرفة، ومن طاف بها يقصد بذلك التقرب إلى أهلها كان ذلك شركاً أكبر، وإن قصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة، فإن القبور لا يطاف حولها ولا يصلى عندها ولو قصد وجه الله) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة (1/ 206)
ويقول الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف حفظه الله: (فإن المراد بالطواف الذي يكون شركاً هو الطواف بغير الكعبة مع قصد التقرب لغير الله تعالى، كالطواف بالقبور والمشاهد ونحوها، فالطواف عبادة لقوله تعلى: " وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ " وصرف العبادة أو شيء منها لغير الله شرك، وأما لو طاف بتلك القبور بقصد التقرب إلى الله تعالى فهذا محرم، وبدعة منكرة، ووسيلة لعبادة تلك القبور) إهـ نواقض الإيمان القولية والعملية (282)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة: (وأما الرجل الذي طلب من والده الحج، فأمره أن يطوف بنفس الأب، فقال: طف ببيت ما فارقه الله طرفة عين قط، فهذا كفر بإجماع المسلمين، فإن الطواف بالبيت العتيق مما أمره الله به رسوله، وأما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين، ومن اعتقد ذلك دينا فهو كافر، سواء طاف ببدنه أو بقبره) إهـ مجموع الفتاوي (2/ 308).
فهل يفهم من هذه الأقوال أن المسألة فيها تفصيل عند أهل العلم؟.
اخي الدهلوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قول شيخ الاسلام " اعتقد ذلك دينا"
معنى الاعتقاد معروف
مامعنى دينا اي مامعنى الدين (من دين الاسلام)؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 02:12]ـ
أخي أبو الحارث السلفي وفقك الله تعالى
---------------------------
الذي يظهر أن الطواف بالقبر بقصد التقرب إلى الله هو مثل التوسل بالذوات والأشخاص، وكلاهما بدعة منكرة وليست شركاً أكبراً إلا إذا قارن ذلك اعتقاد التأثير فيها استقلالاً من دون الله فيما لا يقدر عليه سواه.
والدليل على ذلك ما أخرجه الترمذي عن ابن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عليها، وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، قلنا: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر، قلتم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل: " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال: إنكم قوم تجهلون " لتركبن سنن من كان قبلكم) الحديث.
فهؤلاء إنما طلبوا أن يجعل لهم شجرة ينوطون بها أسلحتهم كما كانت الجاهلية تفعل ذلك، وكان قصدهم بأن يٌنزل الله بركته على تلك الشجرة فيتمسحوا ويتبركوا بها، ويعلقوا عليها سلاحهم ومتاعهم، وذلك لعلمهم يقيناً أنهم يتقربون بهذا إلى الله الذي أذن لهم في أن يتخذوا هذه الشجرة وسيلة تقربهم إليه، ولكن لما كان هذا ممتنع شرعاً كان قولهم ذريعة إلى بدعة شنيعة وليس شركاً بذاته.
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله: (فإن اتخاذ ذات أنواط يشبه اتخاذ الآلهة من دون الله، لا أنه هو بنفسه) إهـ الإعتصام
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رخمه الله: (فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم مجرد مشابهتهم الكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها معلقين عليها سلاحهم، فكيف بما هو أطم من ذلك من مشابهتهم المشركين، أو هو الشرك بعينه) إهـ اقتضاء الصراط المستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يعترض على هذا بأن مشركي قريش قالوا عن أصنامهم: " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " ومع هذا لم ينفعهم قصدهم، لأن هؤلاء وإن كانوا يعترفون بأن الله هو الخالق الرازق إلا أنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنها صاحبة القدرة والتأثير من دون الله أو معه عزوجل.
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسير قوله تعالى: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ": (أي: وما يصدّق ويقرّ أكثر الناس بالله من كونه الخالق الرزاق المحيي المميت " إلا وهم مشركون " بالله يعبدون معه غيره، كما كانت تفعله الجاهلية، فإنهم مقرّون بالله سبحانه، وبأنه الخالق لهم " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله "، " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله "، لكنهم كانوا يثبتون له شركاء فيعبدونهم ليقرّبوهم إلى الله " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله "، ومثل هؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله المعتقدون في الأموات بأنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلاّ الله سبحانه كما يفعله كثير من عبّاد القبور، ولا ينافي هذا ما قيل من أن الآية نزلت في قوم مخصوصين، فالاعتبار بما يدل عليه اللفظ لا بما يفيده السبب من الاختصاص بمن كان سبباً لنزول الحكم.) إهـ تفسير الفتح القدير.
والمقصود بـ (الزلفي) في الآية الكريمة: هو (الشفاعة)، فقولهم: " إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى " أي " يشفعوا لنا عنده " .. ولكن كفار قريش كانوا يعتقدون في أصنامهم الشفاعة الشركية، التي هي كشفاعة المرأة عند زوجها، أو الحاجب عند الملك، بحيث يخشى الزوج أو الملك ردّ هذه الشفاعة فينقلب عليه الشفيع ويضرّه.
بخلاف الشفاعة الشرعية التي يؤمن بها الموحّدون .. فإن هؤلاء يُثبتون الشفاعة الشرعية، وينفون الشفاعة الشركية .. ويقولون إن هذا المقبور عبد لله تعالى، ولا يشفع إلا بإذن الله، وهو لا ينفع ولا يضر، وكل ما عنده من قدرات إنما هي بأمر الله .. مباينة لما يعتقده كفار قريش .. فالفرق بين الأمرين واضح جداً .. فلا يصح الخلط بين الشفاعة الشركية التي كان يعتقدها كفار قريش في أصنامهم، وبين الشفاعة الشرعية التي يؤمن بها الموحّدون وإن أخطأوا في بعض تفاصيلها.
وهذه نقول لإمامين جليلين من أئمة أهل السنة والجماعة في شرح هذه المسألة:
يقول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله: (قالوا: فإن العبد إذا تعلقت روحه بروح الوجيه المقرب عند الله، وتوجه بهمته إليه، وعكف بقلبه عليه، صار بينه وبينه اتصال، يفيض به عليه منه نصيب مما يحصل له من الله. وشبهوا ذلك بمن يخدم ذا جاه وحظوة وقرب من السلطان، فهو شديد التعلق به. فما يحصل لذلك من السلطان من الإنعام والإفضال ينال ذلك المتعلق به بحسب تعلقه به.
فهذا سر عبادة الأصنام، وهو الذي بعث الله رسله، وأنزل كتبه بإبطاله، وتكفير أصحابه ولعنهم. وأباح دماءهم وأموالهم، وسبي ذراريهم، وأوجب لهم النار. والقرآن من أوله إلى آخره مملوء من الرد علي أهله، وإبطال مذهبهم.
قال تعالى: " أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض " الزمر: 43 - 44.
فأخبر أن الشفاعة لمن له ملك السموات والأرض، وهو الله وحده. فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده. فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه. فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له، والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره، بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه، وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده. وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومن وافقهم، وهي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه بقوله " واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة " البقرة: 123
وقوله: " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " البقرة: 254.
وقال تعالى: " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس اهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون " الأنعام: 51.
وقال: " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون " السجدة: 4.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه، بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه. كما قال تعالى: " ما من شفيع إلا من بعد إذنه ": يونس: 3.
وقال: " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " البقرة: 255.
فالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه، ولا الشافع شفيع من دونه، بل شفيع بإذنه.
والفرق بين الشفيعين، كالفرق بين الشريك والعبد المأمور. فالشفاعة التي أبطلها الله: شفاعة الشريك، فإنه لا شريك له، والتي أثبتها: شفاعة العبد المأمور، الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له. ويقول: اشفع في فلان. ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة: أهل التوحيد، الذين جردوا التوحيد وخلصوه من تعلقات الشرك وشوائبه، وهم الذين ارتضى الله سبحانه.
قال تعالى: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " الأنبياء: 28، وقال: " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً " طه: 109.
فأخبر أنه لا يحصل يومئذ شفاعة تنفع إلا بعد رضاء قول المشفوع له، وإذنه للشافع فيه، فأما المشرك فإنه لا يرتضيه، ولا يرضى قوله، فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه، فإنه سبحانه علقها بأمرين: رضاه عن المشفوع له، وإذنه للشافع، فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة.
وسر ذلك: أن الله له الأمر كله وحده، فليس لأحد معه من الأمر شيء، وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده: هم الرسل والملائكة المقربون، وهم عبيد محض، لا يسبقونه بالقول، ولا يتقدمون بين يديه، ولا يفعلون شيئاً إلا بعد إذنه لهم، وأمرهم. ولا سيما يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً، فهم مملوكون مربوبون، أفعالهم مقيدة بأمره وإذنه. فإذا أشرك بهم المشرك، واتخذهم شفعاء من دونه، ظناً منه أنه إذا فعل ذلك تقدموا وشفعوا له عند الله، فهو من أجهل الناس بحق الرب سبحانه، وما يجب له، ويمتنع عليه، فإن هذا محال ممتنع، شبيه قياس الرب تعالى على الملوك والكبراء، حيث يتخذ الرجل من خواصهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج.
وبهذا القياس الفاسد عبدت الأصنام، واتخذ المشركون من دون الله الشفيع والولي.
والفرق بينهما هو الفرق بين المخلوق والخالق، والرب والمربوب، والسيد والعبد، والمالك والمملوك، والغني والفقير، والذي لا حاجة به إلى أحد قط، والمحتاج من كل وجه إلى غيره.
فالشفعاء عند المخلوقين: هم شركاؤهم، فإن قيام مصالحهم بهم، وهم أعوانهم وأنصارهم، الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم، ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس، فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قبول شفاعتهم، وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع، لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم، فتنتقض طاعتهم لهم، ويذهبون إلى غيرهم. فلا يجدون بداً من قبول شفاعتهم على الكره والرضى.
فأما الغني الذي غناه من لوازم ذاته، وكل ما سواه فقير إليه بذاته. وكل من في السماوات والأرض عبد له، مقهورون بقهره، مصرفون بمشيئته، لو أهلكهم جميعاً لم ينقص من عزه وسلطانه وملكه وربوبيته وإلهيته مثقال ذرة.
قال تعالى: " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير " المائدة: 17.
وقال سبحانه في سيدة آي القرآن: آية الكرسي: " له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " البقرة: 255، وقال: " قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض " الزمر: 44.
فأخبر أن حال ملكه للسموات والأرض يوجب أن تكون الشفاعة كلها له وحده، وأن أحداً لا يشفع عنده إلا بإذنه، فإنه ليس بشريك، بل مملوك محض، بخلاف شفاعة أهل الدنيا بعضهم عند بعض.
فتبين أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يعرفها الناس، ويفعلها بعضهم مع بعض، ولهذا يطلق نفيها تارة، بناءً على أنها هي المعروفة المتعاهدة عند الناس، ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلا بعد إذنه، وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه، فإنه الذي أذن، والذي قبل، والذي رضي عن المشفوع، والذي وفقه لفعل ما يستحق به الشفاعة وقوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمتخذ الشفيع مشرك، لا تنفعه شفاعته، ولا يشفع فيه، ومتخذ الرب وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده، ويطلب رجاءه، ويتباعد من سخطه، هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع فيه.
قال تعالى: " أم اتخذوا من دون الله شفعاء "، إلى قوله " قل لله الشفاعة جميعاً " الزمر: 43 - 44.
وقال تعالى: " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولن هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات والأرض سبحانه وتعالى عما يشركون " يونس: 18.
فبين سبحانه أن المتخذين شفعاء مشركون، وأن الشفاعة لا تحصل باتخاذهم هم، وإنما تحصل بإذنه للشافع، ورضاه عن المشفوع.
وسر الفرق بين الشفاعتين: أن شفاعة المخلوق للمخلوق، وسؤاله للمشفوع عنده، لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده، لا خلقاً، ولا أمراً، ولا إذناً، بل هو سبب محرك له من خارج، كسائر الأسباب التي تحرك الأسباب، وهذا السبب المحرك قد يكون عند المتحرك لأجله ما يوافقه، كمن يشفع عنده في أمر يحبه ويرضاه، وقد يكون عنده ما يخالفه كمن يشفع إليه في أمر يكرهه، ثم قد يكون سؤاله وشفاعته أقوى من المعارض، فيقبل شفاعة الشافع. وقد يكون المعارض الذي عنده أقوى من شفاعة الشافع، فيردها ولا يقبلها، وقد يتعارض عنده الأمران، فيبقي متردداً بين ذلك المعارض الذي يوجب الرد، وبين الشفاعة التي تقتضي القبول، فيتوقف إلى أن يترجح عنده أحد الأمرين بمرجح. فشفاعة الإنسان عند المخلوق مثله: هي سعي في سبب منفصل عن المشفوع إليه يحركه به، ولو على كره منه. فمنزلة الشفاعة عنده منزلة من يأمر غيره، أو يكرهه على الفعل، إما بقوة وسلطان، وإما بما يرغبه، فلا بد أن يحصل للمشفوع إليه من الشافع: إما رغبة ينتفع بها، وإما رهبة منه تندفع عنه بشفاعته. وهذا بخلاف الشفاعة عند الرب سبحانه، فإنه ما لم يخلق شفاعة الشافع، ويأذن له فيها، ويحبها منه، ويرضى عن الشافع، لم يمكن أن توجد، والشافع لا يشفع عنده لحاجة الرب إليه، ولا لرهبته منه، ولا لرغبته فيما لزمه، وإنما يشفع عنده مجرد امتثال أمره وطاعته له، فهو مأمور بالشفاعة، مطيع بامتثال الأمر، فإن أحداً من الأنبياء والملائكة وجميع المخلوقات لا يتحرك بشفاعة ولا غيرها إلا بمشيئة الله تعالى وخلقه، فالرب سبحانه وتعالى هو الذي يحرك الشفيع حتى يشفع، والشفيع عند المخلوق هو الذي يحرك المشفوع إليه حتى يقبل، والشافع عند المخلوق مستغن عنه في أكثر أموره، وهو في الحقيقة شريكه، ولو كان مملوكه وعبده. فالمشفوع عنده محتاج إليه فيما يناله منه من النفع، بالنصر والمعاونة وغير ذلك، كما أن الشافع محتاج إليه فيما يناله منه: من رزق، أو نصر، أو غيره، فكل منهما محتاج إلى الآخر.
ومن وفقه الله تعالى لفهم هذا الموضع ومعرفته، تبين له حقيقة التوحيد والشرك، والفرق بين ما أثبته الله - تعالى - من الشفاعة وبين ما نفاه وأبطله) إهـ إغاثة اللهفان
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( .. الشفاعة المنفية هى الشفاعة المعروفة عند الناس عند الإطلاق، وهى أن يشفع الشفيع إلى غيره ابتداء، فيقبل شفاعته.
فأما إذا أذن له فى أن يشفع فشفع، لم يكن مستقلاً بالشفاعة، بل يكون مطيعاً له أى تابعاً له فى الشفاعة، وتكون شفاعته مقبولة ويكون الأمر كله للآمر المسؤل.
وقد ثبت بنص القرآن فى غير آيه أن أحداً لا يشفع عنده إلا بإذنه كما قال تعالى: " من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه "، وقال: " ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له "، وقال: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى "، وأمثال ذلك.
والذى يبين أن هذه هى الشفاعة المنفية أنه قال: " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه وليّ ولا شفيع لعلهم يتقون "، وقال تعالى: " الله الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من وليّ ولا شفيع "، فأخبر أنه ليس لهم من دون الله وليّ ولا شفيع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما نفى الشفاعة بدون إذنه: فإن الشفاعة إذا كانت بإذنه لم تكن من دونه، كما أن الولاية التى بإذنه ليست من دونه، كما قال تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "
وأيضا فقد قال: " أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض ".
فذم الذين اتخذوا من دون الله شفعاء، وأخبر أن لله الشفاعة جميعاً، فعُلم أن الشفاعة منتفية عن غيره، إذ لا يشفع أحد إلا بإذنه وتلك فهي له.
وقد قال: " ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم فى السموات ولا فى الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون "
يوضح ذلك أنه نفى يؤمئذ الخلة بقوله: " من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ".
ومعلوم أنه إنما نفى الخلة المعروفة ونفعها المعروف كما ينفع الصديق الصديق فى الدنيا كما قال: " وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يؤمئذ لله " وقال: " لتنذر يوم التلاق يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شىء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار".
لم ينف أن يكون فى الآخرة خلة نافعة بإذنه فإنه قد قال: " الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون " الآيات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: " حقت محبتى للمتحابين في ".
ويقول الله تعالى: " أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم فى ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ".
فتعين أن الأمر كله عائد إلى تحقيق التوحيد، وأنه لا ينفع أحد ولا يضر إلا بإذن الله، وأنه لا يجوز أن يعبد أحد غير الله ولا يستعان به من دون الله، وأنه يوم القيامة يظهر لجميع الخلق أن الأمر كله لله ويتبرأ كل مدع من دعواهُ الباطلة، فلا يبقى من يدعي لنفسه معه شركاً فى ربوبيته أ إلهيته، ولا من يدعي ذلك لغيره، بخلاف الدنيا فإنه وإن لم يكن رب ولا إله إلا هو، فقد اتخذ غيره رباً وإلهاً وادعى مدعون، وفى الدنيا يشفع الشافع عند غيره وينتفع بشفاعته، وإن لم يكن أذن له فى الشفاعة، ويكون خليله فيعينه ويفتدى نفسه من الشر، فقد ينتفع بالنفوس والأموال فى الدنيا، والنفوس ينتفع بها تارة بالإستقلال، وتارة بالإعانة - وهى الشفاعة -، والأموال بالفداء، فنفى الله هذه الأقسام الثلاثة، قال تعالى: " لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل "، وقال: " لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة "، كما قال: " لا يجزى والد عن ولد ه ولا مولود هو جاز عن والده شيئا " فهذا هذا والله أعلم، وعاد ما نفاه الله من الشفاعة إلى تحقيق أصلي الإيمان وهما الإيمان بالله وباليوم الآخر، والتوحيد والمعاد.
كما قرن بينهما فى مواضع كثيرة كقوله: " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر"، وقوله: " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا الله وإنا إليه راجعون "، وقوله: " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة "، وقوله: " وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون " وأمثال ذلك .. ) إهـ مجموع الفتاوى (1/ 118).
والله أعلم وأحكم
----------------------
أخي أبو الحسن العلوان:
-----------
معنى ديناً: أي أصر على أن هذا الفعل من جملة شعائر الإسلام مثل الصلاة والصيام وغيرهما ..
هذا مقصود شيخ الإسلام رحمه الله.
والله أعلم.
وهذا موضوع أخر يحتاج إلى بحث ونقاش
تفضلوا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29959
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 05:13]ـ
بارك الله فيك أخي الدهلوي
كلام طيب مبارك
هو الاشكال الأكبر أخي في أمر الشفاعة
(يُتْبَعُ)
(/)
فهؤلاء الذين يطوفون بقبور الأولياء (زعموا) مثل البدوي في مصر هم يفعلون ذلك في الغالب معتقدين ان صاحب القبر يشفع لهم يوم القيامة وهم يوردون ذلك اذا قلت لهم هذا شرك أكبر قالوا لك انما نفعل ذلك ليشفع لنا فعاد الأمر الى الشفاعة الشركية لانه هذا الذي يستشفعون فيه لم يأذن الله له بالشفاعة ولا يرضى عن المشفوع لهم وهذا حالهم.
فعلى هذا يكون فعلهم هذا شرك أكبر
أليس كذلك؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 06:38]ـ
أخي أبو الحارث بارك الله فيك
----------------
وفي الحقيقة كلامي السابق ليس عن بيان حكم طوائف معينة يقعون في بعض الممارسات الشركية كالذين يعبدون البدوي في مصر أو غيرها من البلدان .. وإنما كلامنا حول بيان مسألة معينة وهى: (حكم الطواف بقبور الأولياء على وجه التعظيم والقربة إلى الله تعالى)
وقد قلنا: أن الطواف على قبرالولي بقصد التقرب إلى الله هو مثل التوسل إلى الله بالأشخاص والذوات وكلاهما بدعة شنيعة ولا يكون شركاً أكبر إلا إذا قارن ذلك اعتقاد التأثير فيها استقلالاً من دون الله أو معه.
وأما الشفاعة فكما سبق وقلنا هي نوعان:
الشفاعة الشركية: و التي هي كشفاعة المرأة عند زوجها، أو الحاجب عند الملك، بحيث يخشى الزوج أو الملك ردّ هذه الشفاعة فينقلب عليه الشفيع ويضرّه .. فهي ملزمة عندهم
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (فأخبر أن الشفاعة لمن له ملك السموات والأرض، وهو الله وحده. فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده. فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه. فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له، والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره، بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه، وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده. وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومن وافقهم، وهي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه بقوله " واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة " البقرة: 123
وقوله: " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " البقرة: 254.
وقال تعالى: " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس اهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون " الأنعام: 51.
وقال: " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون " السجدة: 4.
فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه، بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه. كما قال تعالى: " ما من شفيع إلا من بعد إذنه ": يونس: 3.
وقال: " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " البقرة: 255.
فالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه، ولا الشافع شفيع من دونه، بل شفيع بإذنه.
والفرق بين الشفيعين، كالفرق بين الشريك والعبد المأمور. فالشفاعة التي أبطلها الله: شفاعة الشريك، فإنه لا شريك له، والتي أثبتها: شفاعة العبد المأمور، الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له. ويقول: اشفع في فلان .... فالشفعاء عند المخلوقين: هم شركاؤهم، فإن قيام مصالحهم بهم، وهم أعوانهم وأنصارهم، الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم، ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس، فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قبول شفاعتهم، وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع، لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم، فتنتقض طاعتهم لهم، ويذهبون إلى غيرهم. فلا يجدون بداً من قبول شفاعتهم على الكره والرضى .... فتبين أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يعرفها الناس، ويفعلها بعضهم مع بعض، ولهذا يطلق نفيها تارة، بناءً على أنها هي المعروفة المتعاهدة عند الناس، ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلا بعد إذنه، وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه، فإنه الذي أذن، والذي قبل، والذي رضي عن المشفوع، والذي وفقه لفعل ما يستحق به الشفاعة وقوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمتخذ الشفيع مشرك، لا تنفعه شفاعته، ولا يشفع فيه، ومتخذ الرب وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده، ويطلب رجاءه، ويتباعد من سخطه، هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع فيه .... فبين سبحانه أن المتخذين شفعاء مشركون، وأن الشفاعة لا تحصل باتخاذهم هم، وإنما تحصل بإذنه للشافع، ورضاه عن المشفوع.
وسر الفرق بين الشفاعتين: أن شفاعة المخلوق للمخلوق، وسؤاله للمشفوع عنده، لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده، لا خلقاً، ولا أمراً، ولا إذناً، بل هو سبب محرك له من خارج، كسائر الأسباب التي تحرك الأسباب، وهذا السبب المحرك قد يكون عند المتحرك لأجله ما يوافقه، كمن يشفع عنده في أمر يحبه ويرضاه، وقد يكون عنده ما يخالفه كمن يشفع إليه في أمر يكرهه، ثم قد يكون سؤاله وشفاعته أقوى من المعارض، فيقبل شفاعة الشافع. وقد يكون المعارض الذي عنده أقوى من شفاعة الشافع، فيردها ولا يقبلها، وقد يتعارض عنده الأمران، فيبقي متردداً بين ذلك المعارض الذي يوجب الرد، وبين الشفاعة التي تقتضي القبول، فيتوقف إلى أن يترجح عنده أحد الأمرين بمرجح. فشفاعة الإنسان عند المخلوق مثله: هي سعي في سبب منفصل عن المشفوع إليه يحركه به، ولو على كره منه. فمنزلة الشفاعة عنده منزلة من يأمر غيره، أو يكرهه على الفعل، إما بقوة وسلطان، وإما بما يرغبه، فلا بد أن يحصل للمشفوع إليه من الشافع: إما رغبة ينتفع بها، وإما رهبة منه تندفع عنه بشفاعته. وهذا بخلاف الشفاعة عند الرب سبحانه، فإنه ما لم يخلق شفاعة الشافع، ويأذن له فيها، ويحبها منه، ويرضى عن الشافع، لم يمكن أن توجد، والشافع لا يشفع عنده لحاجة الرب إليه، ولا لرهبته منه، ولا لرغبته فيما لزمه، وإنما يشفع عنده مجرد امتثال أمره وطاعته له، فهو مأمور بالشفاعة، مطيع بامتثال الأمر، فإن أحداً من الأنبياء والملائكة وجميع المخلوقات لا يتحرك بشفاعة ولا غيرها إلا بمشيئة الله تعالى وخلقه، فالرب سبحانه وتعالى هو الذي يحرك الشفيع حتى يشفع، والشفيع عند المخلوق هو الذي يحرك المشفوع إليه حتى يقبل، والشافع عند المخلوق مستغن عنه في أكثر أموره، وهو في الحقيقة شريكه، ولو كان مملوكه وعبده. فالمشفوع عنده محتاج إليه فيما يناله منه من النفع، بالنصر والمعاونة وغير ذلك، كما أن الشافع محتاج إليه فيما يناله منه: من رزق، أو نصر، أو غيره، فكل منهما محتاج إلى الآخر.
ومن وفقه الله تعالى لفهم هذا الموضع ومعرفته، تبين له حقيقة التوحيد والشرك، والفرق بين ما أثبته الله - تعالى - من الشفاعة وبين ما نفاه وأبطله) إهـ إغاثة اللهفان
أما الشفاعة الشرعية: وهي التي يؤمن بها الموحّدون .. فإن هؤلاء يُثبتون الشفاعة الشرعية، وينفون الشفاعة الشركية .. ويقولون إن هذا المقبور عبد لله تعالى، ولا يشفع إلا بإذن الله، وهو لا ينفع ولا يضر، وكل ما عنده من قدرات إنما هي بأمر الله تعالى .. ولكنهم قد يخطئون في بعض تفاصيلها فيعتقدون على سبيل المثال: أن الشفاعة التي تكون يوم القيامة يمكن حصولها الأن!!، لأن الله أخبر أنه يأذن بذلك، ولا يفرقون بين الأذن الكوني القدري وبين الأذن الديني الشرعي، فيظن هؤلاء الجهلة أن معنى أذن الله للشافع أي تحقق قدراً وكوناً .. ومنهم من يظن أن الأذن بالشفاعة معناه الرضى والإختيار ولا تتوقف على إذن خاص، إذ لا أحد يشفع عنده شفاعة نافعة، إلا برضاه واختياره سبحانه، إذ لا ينفذ لأحد مراد لم يرده الله تعالى، ومنهم من لا يفرق بين قول القائل: اللهم شفّع رسول الله فينا، وبين قول: يا رسول الله اشفع لي عند الله ... إلى غير ذلك من جهالاتهم، ولكن لا أحد منهم يعتقد أن الشافع مستقلاً بأمره يمكن أن ينقلب عليه الشفيع ويضرّه كما حول الحال في الشفاعة الشركية.
وعلى هذا يكون فعلهم بدعة وذريعة إلى الوقوع في الشرك
أليس كذلك أخي الحارث؟؟.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 04:08]ـ
أخي أبو الحارث بارك الله فيك
----------------
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحقيقة كلامي السابق ليس عن بيان حكم طوائف معينة يقعون في بعض الممارسات الشركية كالذين يعبدون البدوي في مصر أو غيرها من البلدان .. وإنما كلامنا حول بيان مسألة معينة وهى: (حكم الطواف بقبور الأولياء على وجه التعظيم والقربة إلى الله تعالى)
أليس كذلك أخي الحارث؟؟.
بلى أخي
وفقني الله واياك الى كل خير لذلك عقبت أنا حتى لا يتوهم متوهم أن كلامك ينسحب على هؤلاء الذين يطوفون في القبور زاعمين انهم يشفعون لهم بهذا الأمر وان نيتهم التقرب الى الله بهذا الفعل.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 10:03]ـ
أخي أبو الحارث وفقك الله تعالى:
------------------
يعجبني في بيان حال أؤلئك القوم الذين اتخذوا المقبورين آلهةً باطلة من دون الله، هذا الكلام.
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى: ( .. وإذا علمت هذا، فاعلم أن الرزية كل الرزية، والبلية كل البلية، أمر غير ما ذكرناه من التوسل المجرد، والتشفع بمن له الشفاعة، وذلك ما صار يعتقده كثير من العوام، وبعض الخواص في أهل القبور، وفي المعروفين بالصلاح من الأحياء من أنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله عزوجل، ويفعلون ما لا يفعله إلا الله عزوجل، حتى نطقت ألسنتهم بما انطوت عليه قلوبهم، فصاروا يدعونهم تارة استقلالاً، ويصرخون بأسمائهم، ويعظمونهم تعظيم من يملك الضر والنفع، ويخضعون لهم خضوعاً زائداً على خضوعهم عند وقوفهم بين يدي ربهم في الصلاة والدعاء، وهذا إذا لم يكن شركاً فلا ندري ما هو الشرك، وإذا لم يكن كفراً فليس في الدنيا كفر ...
ونتكلم على حكم ما يفعله القبوريون من الإستغاثة بالأموات، ومناداتهم لقضاء الحاجات، وتشريكهم مع الله في بعض الحالات، وإفراداهم بذلك في بعضها. فنقول:
اعلم أن الله لم يبعث رسله، ولم ينزل كتبه، لتعريف بأنه الخالق لهم الرازق لهم ونحو ذلك، فإن هذا يقر به كل مشرك قبل بعثة الرسل ... وإخلاص التوحيد لا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله لله، والنداء، والاستغاثة، والرجاء، واستجلاب الخير، واستدفاع الشر له ومنه، لا لغيره ولا من غيره ... وقد تقرر أن شرك المشركين الذين بعث الله إليهم خاتم رسله صلى الله عليه وسلم لم يكن إلا باعتقادهم أن الأنداد الذين اتخذوها تنفعهم وتضرهم، وتقربهم إلى الله، وتشفع لهم عنده، مع اعترافهم بأن الله سبحانه هو خالقها وخالقهم، ورازقها ورازقهم، ومحييها ومحييهم، ومميتها ومميتهم، " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " ...
إذا تقرر هذا فلا شك أن من اعتقد في ميت من الأموات أو حي من الأحياء أنه يضره أو ينفعه إما استقلالاً أو مع الله تعالى، أو ناداه، أو توجّه إليه، أو استغاث به في أمر من الأمور التي لا يقدر عليها المخلوق، فلم يُخلص التوحيد لله، ولا أفرده بالعبادة ...
وقد علم كل عالم أن عبادة الكفار للأصنام لم تكن إلا بتعظيمها واعتقاد أنها تضر وتنفع، والاستغاثة بها عند الحاجة، والتقرب لها في بعض الحالات بجزء من أموالهم، وهذا كله قد وقع من المعتقدين في القبور، فإنهم قد عظّموها إلى حدّ لا يكون إلا لله سبحانه، بل ربما يترك العاصي منهم فعل المعصية إذا كان في مشهد من يعتقده أوقريباً منه، مخافة تعجيل العقوبة من ذلك الميت، وربما لا يتركها إذا كان في حرم الله أو في مسجد من المساجد أو قريباً من ذلك، وربما حلف بعض غلاتهم بالله كاذباً ولم يحلف بالميت الذي يعتقده.
وأما اعتقادهم أنها تضر وتنفع فلولا اشتمال ضمائرهم على هذا الاعتقاد لم يدع أحد منهم ميتاً أو حياً عند استجلابه لنفع أو استدفاعه لضر، قائلاً: يا فلان افعل لي كذا وكذا، وعلى الله وعليك، وانا بالله وبك.
وأما التقرب للأموات فانظر ماذا يجعلونه من النذور لهم وعلى قبورهم في كثير من المحلات، ولو طلب الواحد منهم أن يسمح بجزء من ذلك لله تعالى لم يفعل، وهذا معلوم يعرفه من عرف أحوال هؤلاء.
فإن قلت: إن هؤلاء القبوريين يعتقدون أن الله تعالى هو الضار والنافع والخير والشر بيده، وإن استغاثوا بالأموات قصدوا إنجاز ما يطلبونه من الله سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وهكذا كانت الجاهلية فإنهم كانوا يعلمون أن الله هو الضار النافع وأن الخير والشر بيده، وإنما عبدوا أصنامهم لتقربهم إلى الله زُلفى. كما حكاه الله عنهم في كتابه العزيز. نعم إذا لم يحصل من المسلم إلا مجرد التوسل الذي قدمنا تحقيقه فهو كما ذكرناه سابقاً، ولكن من زعم أنه لم يقع منه إلا مجرد التوسل وهو يعتقد من تعظيم ذلك الميت لا يجوز اعتقاده في أحد من المخلوقين وزاد على مجرد الإعتقاد فتقرب إلى الأموات بالذبائح والنذور وناداهم مستغيثاً بهم عند الحاجة فهذا كاذب في دعواه أنه متوسل فقط، فلو كان الأمر كما زعمه لم يقع منه شيء من ذلك، والمتوسل به لا يحتاج إلى رشوة بنذر أو ذبح ولا تعظيم ولا اعتقاد، لأن المدعو هو الله سبحانه، وهو أيضاً المُجيب، ولا تأثير لمن وقع به التوسل قط، بل هو بمنزلة التوسل بالعمل الصالح، فأيّ جدوى في رشوة من قد صار تحت أطباق الثّرى بشيء من ذلك؟ وهل هذا إلا فعل من يعتقد التأثير اشتراكاً أو استقلالاً؟ ولا أعدل من شهادة أفعال جوارح الإنسان على بطلان ما ينطق به لسانه من الدعاوى الباطلة العاطلة، بل من زعم أنه لم يحصل منه إلا مجرد التوسل وهو يقول بلسانه: يا فلان منادياً لمن يعتقده من الأموات فهو كاذب على نفسه، ومن أنكر حصول النداء للأموات والاستغاثة بهم استقلالاً فليخبرنا ما معنى ما نسمعه في الأقطار اليمنية من قولهم: يا ابن العجيل! يا زيلعي! يا ابن علوان! يا فلان! .. وهل ينكر هذا منكر أو يشك فيه شاك؟ ... وكذلك النحر للأموات عبادة لهم، والنذر لهم بجزء من المال عبادة لهم، والتعظيم عبادة لهم، كما أن النحر للنسك، وإخراج صدقة المال والخضوع والاستكانة عبادة لله عزوجل بلا خلاف. ومن زعم أن ثم فرقاً بين الأمرين فليهده إلينا.
ومن قال: إنه لم يقصد بدعاء الأموات والنحر لهم والنذر عليهم عبادتهم: فقل له: فلأيّ مقتضى صنعت هذا الصنع؟ فإنّ دعاءك للميت عند نزول أمر بك لا يكون إلا لشيء في قلبك، عبر عنه لسانك، فإن كنت تهذي بذكر الأموات عند عروض الحاجات من دون اعتقاد منك لهم فأنت مصاب بعقلك.
وهكذا إن كنت تنحر لله وتنذر لله، فلأيّ معنى جعلت ذلك للميت وحملته إلى قبره، فإن الفقراء على ظهر البسيطة في كل بقعة من بقاع الأرض. وفعلك وانت عاقل لا يكون إلا لمقصد قد قصدته أو أمر قد أردته، وإلا فانت مجنون قد رُفع عنك القلم. ولا نوافقك على دعوى الجنون إلا بعد صدور أفعالك وأقوالك في غير هذا على نمط أفعال المجانين، فإن كنت تصدرها مصدر أفعال العقلاء فأنت تكذب على نفسك في دعواك الجنون في هذا الفعل بخصوصه فراراً عن أن يلزمك ما لزم عباد الأوثان ... فإن من استغاث بالأموات أو طلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه، أو عظّمهم، أو نذر عليهم بجزء من ماله، أو نحر لهم، فقد نزّلهم منزلة الآلهة التي كان المشركون يفعلون لها هذه الأفعال ... فإنه قد جعل إلهاً غير الله، يعتقد أنه يضر وينفع، وعبده بدعائه عند الشدائد، والاستغاثة به عند الحاجة، وبخضوعه له وتعظيمه إياه، ونحر له النحائر، وقرّب إليه نفائس الأموال .... إلى أن يقول رحمه الله: فليت شعري ما هو الحامل له على الدعاء والإستغاثة وتقبيل الجدران ونذر النذورات!؟ هل هو مجرد اللعب والعبث من دون اعتقاد؟ فهذا لا يفعله إلاّ مجنون. أم الباعث عليه الإعتقاد في الميت؟ فكيف لا يكون هذا من كفر الاعتقاد الذي لولاه لم يصدر فِعل من تلك الأفعال؟ ... إلى أخره) إهـ الدرّ النضيد في إخلاص كلمة التوحيد للإمام الشوكاني.
والله أعلم وأحكم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 06:25]ـ
هذا إضافة أخرى:
------------
يقول الشيخ أبو بكر محمد زكريا: (المراد بالطواف الذي يكون شركاً هو الطواف بغير الكعبة مع قصد التقرب لغير الله تعالى، كالطواف بالقبور والمشاهد ونحوها، فالطواف عبادة لقوله تعالى: " وليطوفوا بالبيت العتيق "، وصرف العبادة أو شيء منها لغير الله تعالى شرك، وأما لو طاف بتلك القبور بقصد التقرب إلى الله تعالى فهذا محرم، وبدعة منكرة، ووسيلة لعبادة تلك القبور) إهـ الشرك في القديم والحديث (1132).
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 08:39]ـ
أخي (الإمام الدهلوي)،
أحسنت وأجدت، بارك الله فيك.
وجدت بعض المشايخ عندهم تشدد في هذه المسائل، بحيث لا يلتفتون إلى اعتقاد الفاعل، بل يحكمون عليه بمجرّد الفعل .. فيقول أحدهم، وهو من كبار المشايخ، هدانا الله وإياه، إنّ من طاف بالقبر قاصداً التقرب إلى الله فهو مشرك شركاً أكبر ولا ينفعه اعتقاده لأنه صرف العبادة لغير الله.
فقلت في نفسي: أي عبادة تلك التي صرفها لغير الله؟؟ سبحان الله .. هو صرف الطواف لله ولكنه أخطأ الموضع، فكيف يكون صرفاً للعبادة لغير الله؟
وهل يكون الطواف بالكعبة عبادة لها أم عبادة لله؟؟
أظن أن مثل هذه المسائل، السجود لغير الله، والطواف بغير الكعبة، والنذر لغير الله .. وغيرها من أنواع الشرك الأصغر، تحتاج إلى مزيد إظهار وتبيين حتى يرتفع اللبس، إن شاء الله.
وجزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 08:52]ـ
أظن أن مثل هذه المسائل، السجود لغير الله، والطواف بغير الكعبة، والنذر لغير الله .. وغيرها من أنواع الشرك الأصغر، تحتاج إلى مزيد إظهار وتبيين حتى يرتفع اللبس، إن شاء الله.
الآن المسائل التي ذكرت أخي (شرك أصغر)؟!!!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله، إذا أين الأكبر على هذا؟
والله لا تعليق فوق ما ذكرت لك، فقد عجزت عن أكتب حرفا من هول ما قرأت
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 09:54]ـ
تعقيب
حقيقة أيها الأخ (الدهلوي) قد لمست من موضوعك هذا طرح بلا فهم للمراد من كلام العلماء حول هذه المسألة، فليس الأمر أخي الفاضل مجرد (قص و لصق)
الكل سيقرأ موضوعك وستحاسب أمام الله بما سطرته أناملك، إلا إن كانت لك مآرب أخرى فهذا راجع لنيتك والله يتولاك.
سأخبرك القول الفصل الذي لا مرية فيه، ولا أحتاج معه إلى (قص المواضيع بدون معرفة مرادها ومن ثم لصقها) إلا إن كانت لك كما قلت نية أخرى.
فأقول وبالله التوفيق:
اعلم رحمني الله وإياك أن عبّاد القبور إنما دهوا من حيث ظنوا أنهم محسنون، فرأوا أن أعمالهم القبيحة حسنة، كما قال تعالى: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا}.
ولهذا تجد أهل الشرك يتضرعون عندها ويخشعون ويخضعون، ويعبدون بقلوبهم عبادة لا يفعلونها في بيوت الله، ولا وقت السحر. وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعاء ما لا يرجونه في المساجد.
ناهيك عن المفاسد المترتبة على ذلك، منها:
• ظنهم أن لها خصوصيات بأنفسها في دفع البلاء وجلب النعماء، ويقولون: إن البلاء يدفع عن أهل البلدان بقبور من فيها من الصالحين. ولا ريب أن هذا مخالف للكتاب والسنة والإجماع.
• أن ذلك يتضمن عمارة المشاهد، وخراب المساجد كما هو الواقع، ودين الله بضد ذلك.
• اجتماعهم لزيارتها واختلاط النساء بالرجال، وما يقع في ضمن ذلك من الفواحش وترك الصلوات.
• سؤال الميت قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، والإخلاص له من دون الله في أكثر الحالات.
• تفضيلها على خير البقاع وأحبها إلى الله، وهي المساجد.
• أن الذي شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور إنما هو تذكر الآخرة، كما قال: "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة" والإحسان إلى المزور بالترحم عليه، والدعاء له والاستغفار، وسؤال العافية له، فيكون الزائر محسنا إلى نفسه وإلى الميت، فقلب عبّاد القبور الأمر، وعكسوا الدين، وجعلوا المقصود بالزيارة: الشرك بالميت ودعاءه والدعاء به، وسؤاله حوائجهم وغيرها، فصاروا مسيئين إلى نفوسهم وإلى الميت.
والكثير الكثير ليس هذا مجال استقصائها.
ولا شك أن هذا كفر بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، بل هذا هو عبادة الأوثان، لأن السجود للقبر عبادة له.
لقد ظن عبّاد القبور: جواز التوجه إلى الله بالأموات قياسا على جواز التوجه إليه سبحانه بدعاء الأحياء، ثم جعلوا ذلك سلما إلى عبادة الأموات، وإلى الشرك والتنديد برب الأرض والسماوات.
فإن التوجه بذوات المخلوقين، والإقسام بهم على الله بدعة منكرة، لم تأت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن احد من أصحابه، والتابعين لهم بإحسان، ولا الأئمة الأربعة ونحوهم من أئمة الدين.
ومرادنا ببدعة منكرة؛ لا يراد به تقليلها، فإن البدعة هي ما لم يكن على غير هدي وسنة صحيحان، وإلا فهي تصل إلى الكفر والشرك، فتنبه. لا كما تعتقد أنت في مشاركتك وتروج له.
قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به. وبنحو كلامه قال تلميذاه.
لقد اعتقد كثير من المشركين: بأن الذي يملك النفع والضر هو الله، وظنوا أن هذا هو لب التوحيد، ومن ثم جعلوا بينهم وبين الله وسائط في عبادته، ليقربوهم إليه زلفى، بزعم أن هذا لا ينقض التوحيد، وفرقوا في هذا المقام بين التوجه إلى الله بالأصنام والأحجار، والتوجه بالأنبياء والأولياء والصالحين، وبهذا ترسخ الشرك في قلوبهم، وعضوا عليه بالنواجذ.
قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب: فإن قال هذا المشرك: لم أقصد إلا التبرك، وإني لأعلم أن الله هو الذي ينفع ويضر، فقل له: إن بني إسرائيل ما أرادوا إلا ما أردت كما أخبر الله عنهم لما جاوزوا البحر. وأخذ يسرد الأدلة على ذلك رحمه الله ولولا خشية الإطالة لذكرتها، لكن ما ذكر فيه عبرة لمن صفى قلبه وصدره من اللوث.
ويعلم الله الكلام كثير، والنصوص أكثر.
ثم تأتي أنت ومن على شاكلتك، وتحاول أن تروج لعبادة القبور والطواف عليها بحجة صلاح نية الطائف.
والله ما قاله الطفل الصغير الذي لا يعقل حتى تقوله أنت.
وهل في الطواف على غير الكعبة نية حسنة أو غير ذلك؟!
لكن الفهم الخاطئ أو هو الهوى المضل، فقولهم: بدعة منكرة، اعرف معناها قبلا ومن ثم انقلها في كلامك.
وبالنسبة لعلمائنا وما قرروه فلا نحتاج إليك لكي تنقل لنا ما قالوه، فوالله لنحنن أعلم بأهلنا من غيرنا.
فاتقوا الله من ترويج الشرك والبدع، فالناس في رقابكم متعلقون.
ثم لا تقل لي: لم تفهم كلامي ولا مقصدي. فإني سأقول لك: فهلا أحسنت الصياغة والأسلوب في الطرح.
على أني لا أعتقد أني قد أسأت فهمك وغيرك، فاتقوا الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 12:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنظروا إلى هذا التناقض العجيب وعدم ضبط الكلام واحكموا:-
فقلت في نفسي: أي عبادة تلك التي صرفها لغير الله؟؟ سبحان الله .. هو صرف الطواف لله ولكنه أخطأ الموضع، فكيف يكون صرفاً للعبادة لغير الله؟
وهل يكون الطواف بالكعبة عبادة لها أم عبادة لله؟؟
فالرجل هنا يعترف أن العبادة وقعت لله، وليست لغيره، ولذلك لم يحكم على فاعله بالشرك الأكبر، لا، بل و يستنكر و يقرر أن الطواف هو عبادة لله وليس عبادة للكعبة، وهذا جيد ولا نخالفه فيه، على تفصيل ليس هذا مقامه، ولكن لننظر في نفس الرد ماذا يقول:-
أظن أن مثل هذه المسائل، السجود لغير الله، والطواف بغير الكعبة، والنذر لغير الله .. وغيرها من أنواع الشرك الأصغر، تحتاج إلى مزيد إظهار وتبيين حتى يرتفع اللبس، إن شاء الله.
وهنا يقرن الطواف بغير الكعبة بالنذر لغير الله والسجود لغير الله، فوقع فيما أنكره على غيره، فجعل الطواف بغير الكعبة بمثابة العبادة التي تصرف لغير الله ومثل لها بالنذر والسجود.
إذا فالطواف بغير الكعبة هو كالنذر لغير الله والسجود لغير الله، بمعنى أن الطواف بغير الكعبة صرف للعبادة لغير الله.
وعليه فأنت وصاحب الفتوى على نفس المعتقد، غير أنه حكم على الفاعل بالكفر، أما أنت فلم نعلم لك مذهبا إلى الآن!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 06:07]ـ
الأخ (السكران التميمي)،
جزاك الله خيراً على تعقيبك. وأرجو أن نلتزم جميعنا أدب الحوار إن أردنا الوصول إلى الحق.
تنكر عليّ قولي إن السجود لغير الله شرك أصغر، وجعلي لها مثل الحلف بغير الله، وبنفس التفصيل فيه؟
لعلّك أيها الفاضل تظن أنني أعني السجود للأصنام التي تعبد من دون الله، وهذا لا يجادل أحد في كونه شركاً أكبر، بل إن تقبيل الصنم أو تعليقه في الصدر أو الإقسام به هو كفر أكبر .. ليس لأن السجود يكون عبادة (كبرى) هنا، ولكن مجرّد تشريف الصنم بالسجود أو الحلف به أو التباهي به هو كفر أكبر.
نعود إلى موضوعنا .. هل السجود لغير الله كفر أكبر بإطلاقه؟ أم أن في المسألة تفصيل؟ وأن الأصل فيه أنه شرك أصغر حتى تعتريه أحوال تجعل منه شركاً أكبر، كحال جميع أنواع الشرك الأصغر؟
الجواب والصحيح الذي يقال هو: أن السجود لغير الله تعالى لا يكون شركاً أكبر إلا باعتقاد ربوبية أو ألوهية المسجود له ..
وسبب الخلط الواقع عند البعض أنهم لا يميّزون بين حقيقة العبادة، وهي: الطاعة المقرونة بكمال الذل مع كمال الحب .. وبين مظهر العبادة، وهي: كل ما يحبه الله تعالى من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة.
فإن لم يقترن الفعل بحقيقة العبادة، لم يصح أن يسمى عبادة .. أو قل: عبادة كبرى.
يقول الإمام الشوكاني - رحمه الله - في [السيل الجرار: 4/ 580]:
وأما قوله: " ومنها السجود لغير الله ": فلا بد من تقييده بأن يكون سجوده هذا قاصداً لربوبية من سجد له، فإنه بهذا السجود قد أشرك بالله - عز وجل - وأثبت معه إلهاً آخر. وأما إذا لم يقصد إلا مجرد التعظيم، كما يقع كثيراً لمن دخل على ملوك الأعاجم، أنه يقبل الأرض تعظيماً له، فليس هذا من الكفر في شيء. وقد علم كل من كان من الأعلام أن التكفير بالإلزام من أعظم مزالق الأقدام، فمن أراد المخاطرة بدينه فعلى نفسه تجني براقش.
----------
أما الأخ (الإمام الدهلوي)، فهو لا يقصد الترويج لعبادة القبور كما فهمت من كلامه، وكيف يُفهم من كلامه هذا وهو يقول إن هذا الفعل بدعة منكرة؟؟ .. سبحان الله
أفئذا قلت: ترك الصلاة من كبائر الذنوب وليس كفراً، أكون بذلك أروّج لترك الصلاة، معاذ الله؟؟
فقولك هنا:
ثم تأتي أنت ومن على شاكلتك، وتحاول أن تروج لعبادة القبور والطواف عليها بحجة صلاح نية الطائف.
فيه كبير تكلّف، بل هو تكفير مبطّن للأخ .. فانتبه لذلك رعاك الله، وانظر ماذا تقول.
والحكم على الفعل لا يكون بالاعتبارات المحيطة به، بل يكون الحكم عليه مجردّاً.
فإن أنا قلت مثلاً: الحلف بغير الله شرك أصغر .. لا تأتي وتقول: ولكن عبّاد القبور يقسمون بالقبور تعظيماً لها كما يعظمون الله، فكيف تقول إنه شرك أصغر؟؟
ما هكذا تؤخذ الأمور أخي.
أما التبرك بالقبور، كفعل مجرّد، فلم أعلم أحداً من أهل العلم ذكر أنه شرك أكبر.
وأما قول الشيخ محمد - رحمه الله - في كتاب كشف الشبهات، فهو مشكل يفسّره كلامه في مواضع أخرى.
يقول الشيخ في كتاب التوحيد: (باب من تبرك بشجر أو حجر)، قال في المسائل: (الثانية: معرفة صورة الأمر الذي طلبوا، الثالثة: كونهم لم يفعلوا، الرابعة: كونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك لظنهم أنه يحبه، الحادية عشرة: أن الشرك فيه أكبر وأصغر لأنهم لم يرتدوا بذلك، الخامسة عشرة: النهي عن التشبه بأهل الجاهلية) اهـ، فعد طلبهم من الشرك الأصغر.
وجاء في [تاريخ نجد (تحقيق ناصر الدين أسد): 47]: (فإذا كان هذا تغليظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أولئك الصحابة لما طلبوا منه مشابهة المشركين في جعل سدرة لتعليق الأسلحة والتبرك بها والعكوف عندها، فكيف بما هو أشد من ذلك وهو الشرك الأكبر الذي يفعله اكثر الناس ليومنا هذا)
فجعل التبرك دون الشرك الأكبر.
والتبرك بآثار النبي (ص) حتى بعد وفاته وقعت من كبار السلف، وأذكر منهم ابن عمر (كان يمسح على منبر النبي (ص))، ومعاوية (تبرك بقلامة النبي (ص))، والإمام أحمد (تبرك بشعرات النبي (ص)) .. فهل كان تبركهم بآثاره عبادة له؟
فإن صحّ هذا في البشر، تكون في غير النبي (ص) بدعة منكرة وذريعة إلى الشرك، ولا تكون بحال شركاً أكبر إلا إن اعتقد في المخلوق ما يعتقده في الله.
هذا، والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 01:22]ـ
يعلم الله لم أجد أوهى من هذا الكلام، ولقد علمت نواياك أنت وشيخك المدعي، فمناقشتكم رفع من شأنكم
لكن سأجعل المشايخ الكرام أصحاب هذا المنتدى المبارك إن شاء الله إن أرادوا؛ هم من يرد عليك وعلى أشباهك
فأصدعوا بالحق يا أشياخنا الكرام الأفاضل، وإن استدعى الأمر أن يشارك الشيخ العلامة (سعد الحميد) فيا حبذا يعلم الله، فمثل هؤلاء سيكونون وصمة عار في هذا المنتدى الإسلامي المبنى على عقائد صحيحة خالية من البدع والشرك ومظاهره
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
ملاحظة: لكل من أراد أن يعرف مذهب القوم ودينهم، فلينظر لمشاركاتهم ومواضيعهم فستعلم من هم؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 01:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إذا كان الحوار معنا مرفعة لشأننا، فليسع مشايخنا الكرام ما وسعك، وليتركوا الحوار معنا و "دحض شبهاتنا" ..
وكان على الإمام أحمد - رحمه الله - أن يترك مناظرة الجهمية، وكان على الإمام ابن تيمية أن يترك مناظرة أهل البدع .. لأن مناظرتهم رفع لشأنهم.
بل لعله يأتي أحدهم ويقول إن على إبراهيم - عليه السلام - أن يترك مناظرة قومه المشركين، أو أن نبينا (ص) كان عليه ترك مناظرة قريش.
فلا أنت خير من الأنبياء، ولا نحن شرّ من عبدة الأوثان.
والحمد لله رب العالمين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 02:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إذا كان الحوار معنا مرفعة لشأننا، فليسع مشايخنا الكرام ما وسعك، وليتركوا الحوار معنا و "دحض شبهاتنا" ..
وكان على الإمام أحمد - رحمه الله - أن يترك مناظرة الجهمية، وكان على الإمام ابن تيمية أن يترك مناظرة أهل البدع .. لأن مناظرتهم رفع لشأنهم.
بل لعله يأتي أحدهم ويقول إن على إبراهيم - عليه السلام - أن يترك مناظرة قومه المشركين، أو أن نبينا (ص) كان عليه ترك مناظرة قريش.
فلا أنت خير من الأنبياء، ولا نحن شرّ من عبدة الأوثان.
والحمد لله رب العالمين
{أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء}
فالحمد لله وحده على أن أبان فكركم بألسنتكم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 04:06]ـ
إخواني الكرام وفقكم الله تعالى:
------------------
بدايةً أُشير إلى أني لم أكن موجود في الفترة الماضية، وعندما دخلت الأن إلى الموقع وجدت بعض المهترات التي لا تدل إلا على إفلاس صاحبها، لذلك سوف أعرض عن الرد عليها، وأطلب ممن لا يعجبه كلامي أحد الأمرين: إما أن يرد عليه بالدليل الشرعي الواضح، أو على الأقل لا يسئ الأدب .. أرجو الإلتزام بارك الله فيكم.
---------------------
أخي أبو شعيب جزاك الله خيراً على ما قلت:
--------------------------
وهذه مسألة أخرى تضاف إلى ما سبق وقلناه من ضرورة التفريق: بين الطواف حول القبر بقصد التقرب إلى الله، وبين الطواف بالقبر تقرباً إلى صاحب القبر.
فالنوع الأول: يكون بدعة ومعصية وليس شركاً أكبر.
والنوع الاخير: هو الشرك الأكبر الصريح.
وما قلناه في مسألة الطواف يقال مثله في مسألة الإعتكاف.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: (وأما من يعكف عند هذا القبر فلا يخلو من أمرين:
أحدهما: أن يكون الغرض منه عبادة الله، فهذا لا يجوز؛ لما فيه من الجمع بين معصية العكوف ومعصية عبادة الله عند القبر، وذلك من وسائل الشرك التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما بالنسبة لتحريم العكوف فروى الترمذي في جامعه وصححه، عن أبي واقد الليثي قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر، إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة؛ قال: إنكم قوم تجهلون، لتركبن سنن من كان قبلكم».
(يُتْبَعُ)
(/)
فأخبر صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر الذي طلبوه منه وهو اتخاذه شجرة للعكوف عندها وتعليق الأسلحة بها تبركًا كالأمر الذي طلبه بنو إسرائيل من موسى عليه السلام، فكذا العكوف عند القبور .. وأما بالنسبة لعبادة الله عندها فقد نهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فروى البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» .. والنهي عن اتخاذ القبور مساجد يشمل اتخاذها لعبادة الله أو لعبادة غير الله سواء كانت في مسجد مبني أو لا؟.
وأما المجيء إلى صاحب هذا القبر ودعاؤه واعتقاد أنه يملك النفع والضر فهذا شرك أكبر، ومن فعل ذلك فإما أن يكون جاهلًا أو عالمًا، فإن كان عالمًا فهو مشرك شركًا أكبر يخرجه عن الإسلام، وإن كان جاهلًا فإنه يبين له، فإن رجع إلى الحق فالحمد لله، وإن لم يرجع إلى الحق، فإنه كالعالم في الحكم، والأدلة على ذلك كثيرة) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
والشاهد منه: حديث ذات أنواط فإن هؤلاء القوم ما قصدوا بطلب العكوف عند تلك الشجرة إلا مجرد التقرب إلى الله وليس عبادتها من دونه! كيف ذلك وهم يعرفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بُعث إلا من أجل النهي عنه، ولكنهم قصدوا بهذه الأعتكاف مجرد التبرك والتقرب إلى الله عزوجل، فكان ذلك القول منهم ذريعة ووسيلة إلى الوقوع في الشرك لا هو الشرك بذاته كما قال الإمام الشاطبي وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهمها الله تعالى، مع أن الإعتكاف في حقيقته عبادة، ولكن لم تخلف عنهم قصد استحقاق العبادة لغير الله عزوجل كان ذلك القول ذريعة إلى الوقوع في الشرك الأكبر حتى أشتد غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم وشبّه مقالتهم بمقالة بني إسرائيل .. فتأمل.
يقول الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي حفظه الله تعالى: (فهل يجوز لمسلم أن يعتكف عند المقابر ولأضرحة بحجة نفع الميت؟ والأخطر منه طلب النفع منه. ولا يخلو المعتكف عند القبر من حالتين:
أن يكون غرضه عبادة الله، فهذا لا شك في بدعته وحرمته، بل هو وسيلة من وسائل الشرك، وصاحبها جمع من المعاصي ما الله به عليم، فهو قد اعتكف فيما لا يجوز له فيه الاعتكاف، وشرع من الدين ما لم يأذن به الله.
وأما إن كان اعتكافه لصاحب القبر ودعائه، فويل له ثم ويل له، فقد وقع في الشرك الأكبر، لأنه صرف عبادة لا تجوز لغير الله ... وفي الجملة اتفقت كلمة أهل العلم على تبديع وتحريم هذا الفعل، وبأنه يتأرجح بين كونه شرك أكبر أو بدعة موصلة إلى الشرك الأكبر، وبأنه عمل غير المسلمين، ومنهج أهل الشرك والمغضوب عليهم والضالين والله أعلم) إهـ بدع القبور أنواعها وأحكامها (448).
والله أعلم وأحكم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 04:54]ـ
وجدت بعض المهترات التي لا تدل إلا على إفلاس صاحبها، لذلك سوف أعرض عن الرد عليها، وأطلب ممن لا يعجبه كلامي أحد الأمرين: إما أن يرد عليه بالدليل الشرعي الواضح، أو على الأقل لا يسئ الأدب .. أرجو الإلتزام بارك الله فيكم.
وأنا أقول: هذا هو عذر المفلس عن الرد والتوضيح والبيان الصحيح الذي لا تشوبه شائبة.
وهذه مسألة أخرى تضاف إلى ما سبق وقلناه من ضرورة التفريق: بين الطواف حول القبر بقصد التقرب إلى الله، وبين الطواف بالقبر تقرباً إلى صاحب القبر.
فالنوع الأول: يكون بدعة ومعصية وليس شركاً أكبر.
من قال هذا من العلماء المعتبرين المعتد بهم غيرك.
أطوف على القبر وقصدي عبادة الله؟! عيب عليك استخفاف عقول العباد فوالله ستسأل أمام الله عنهم.
واستشهادك بما قاله بعض أهل العم في الموضوع يعلم الله استشهاد يدل على ضعف صاحبه في معرفة المراد من الكلام، ولعلي أعلمك ما هو المراد من الكلام:
قولهم: هو بدعة منكرة، أي: أنها محرمة لا تجوز لأنها خلاف الهدي والسنة الصحيحين، فكان فاعلها ولو زين لنفسه نيته واقع فيما وقع به قاصد الطواف، وهو بهذه الصورة قاصد للطواف.
ثم تأتي أنت وتحسن نيته وتجعله يطوف بالقبر وكأن المسألة مسألة نية.
يعلم الله لو طبق الناس ما تقول لما بقى من أحد إلا وطاف على القبر، إلا من رحم الله.
هو إحدى أمرين:
إما أنك مجرد ناقل، لا تعرف ما ذا تنقل، وهذا مصيبة أيضا، لأن ما تنقله سيقرأه الآخرين.
وإما أنك ممن يفعل هذه الأمور وتريد تبريرا لنفسك لتحليل هذا الأمر وتجويزه. (وإن شاء الله حسن ظن مني أنك لست منهم)
فهل نراه يطوف حول القبر ومن ثم نستوقفه ونقول له: ما هي نيتك؟ فإذا قال: لله. قلنا له: هذه بدعة أكمل طوافك ولا تعد مرة أخرى. (أهذا برأيك كلام سليم يقبله جاهل فضلا عن عاقل؟)
اتق الله فإن أردت إفسادا فليس في هذا المنتدى الطاهر.
وإن كانت نيتك صادقة كما تقول، فخاطب الناس بما يعقلون، وأحسن صياغتك، وابتعد عن النقول التي قد لا تفهم معناها.
لا أعرفك، لكني قرأت ما سطرت يدك، وهو دليل نيتك، فارحم نفسك ومن ثم ارحم إخوانك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 06:05]ـ
قولهم: هو بدعة منكرة، أي: أنها محرمة لا تجوز لأنها خلاف الهدي والسنة الصحيحين، فكان فاعلها ولو زين لنفسه نيته واقع فيما وقع به قاصد الطواف، وهو بهذه الصورة قاصد للطواف.
ثم تأتي أنت وتحسن نيته وتجعله يطوف بالقبر وكأن المسألة مسألة نية.
وهل الدهلوي يقول إنها سنة أو إن فاعلها لا يأثم؟ .. أم أنه يقول إن الطواف بغير الكعبة بدعة منكرة وشرك أصغر؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 07:05]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى:
-------------------
بخصوص مسألة التبرك بالقبور كفعل مجرّد لم يقل أحد من العلماء أنها من الشرك الأكبر.
قال الشيخ صالح الفوزان: (السجود على التربة المسماة تربة الولي، إن كان المقصود منه التبرك بهذه التربة والتقرب إلى الولي، فهذا شرك أكبر، وإن كان المقصود التقرب إلى الله مع اعتقاد فضيلة هذه التربة وأن في السجود عليها فضيلة كالفضيلة التي جعلها الله في الأرض المقدسة في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، فهذا ابتداع في الدين وقول على الله بلا علم، وشرع دين لم يأذن به الله، ووسيلة من وسائل الشرك ... ) إهـ المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان (2/ 86).
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 07:08]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى:
-------------------
بخصوص مسألة التبرك بالقبور كفعل مجرّد لم يقل أحد من العلماء أنها من الشرك الأكبر.
قال الشيخ صالح الفوزان: (السجود على التربة المسماة تربة الولي، إن كان المقصود منه التبرك بهذه التربة والتقرب إلى الولي، فهذا شرك أكبر، وإن كان المقصود التقرب إلى الله مع اعتقاد فضيلة هذه التربة وأن في السجود عليها فضيلة كالفضيلة التي جعلها الله في الأرض المقدسة في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، فهذا ابتداع في الدين وقول على الله بلا علم، وشرع دين لم يأذن به الله، ووسيلة من وسائل الشرك ... ) إهـ المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان (2/ 86).
دعك من اللف والدوران، لا نجهل مثل هذه الأحكام
نحن نتكلم عن مسألة الطواف حول القبور التي سطرت كلماتها فقط، ودعك من غيرها
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 07:45]ـ
http://www.binbaz.org.sa/mat/4835
http://www.islamqa.com/ar/ref/112867
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 07:56]ـ
http://www.binbaz.org.sa/mat/4835
http://www.islamqa.com/ar/ref/112867
رفع الله قدرك وأعلى شأنك وغفر لك ولوالديك يا (أبا الأمين) على هذين العنوانين
يعلم الله لن أنساك ما حييت من صالح دعائي
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 08:24]ـ
رفع الله قدرك وأعلى شأنك وغفر لك ولوالديك يا (أبا الأمين) على هذين العنوانين
يعلم الله لن أنساك ما حييت من صالح دعائي
و لك بالمثل اخي آمين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 09:21]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى:
-------------------
بخصوص مسألة التبرك بالقبور كفعل مجرّد لم يقل أحد من العلماء أنها من الشرك الأكبر.
قال الشيخ صالح الفوزان: (السجود على التربة المسماة تربة الولي، إن كان المقصود منه التبرك بهذه التربة والتقرب إلى الولي، فهذا شرك أكبر، وإن كان المقصود التقرب إلى الله مع اعتقاد فضيلة هذه التربة وأن في السجود عليها فضيلة كالفضيلة التي جعلها الله في الأرض المقدسة في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، فهذا ابتداع في الدين وقول على الله بلا علم، وشرع دين لم يأذن به الله، ووسيلة من وسائل الشرك ... ) إهـ المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان (2/ 86).
بل خذ البيان الذي لا تدليس فيه، والذي لا أعتقد شيخنا الشيخ العلامة صالح الفوزان يعتقد بطلانه وخطأه.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
وهذه العلة هي التي لأجلها نهى الشارع عن اتخاذ المساجد على القبور، وهي التي أوقعت كثيرًا من الأمم إما في الشرك الأكبر، أو فيما دونه من الشرك، فإن النفوس قد أشركت بتماثيل القوم الصالحين، وتماثيل يزعمون أنها طلاسم لكواكب ونحو ذلك، فإن الشرك بقبر الرجل الذي يعتقد صلاحه أقرب إلى النفوس من الشرك بخشبة أو حجر.
ولهذا تجد أهل الشرك يتضرعون عندها ويخشعون ويخضعون، ويعبدون بقلوبهم عبادة لا يفعلونها في بيوت الله ولا وقت السحر، ومنهم من يسجد لها، وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعاء ما لا يرجونه في المساجد، فلأجل هذه المفسدة حسم النبي صلى الله عليه وسلم مادتها حتى نهى عن الصلاة في المقبرة مطلقًا وإن لم يقصد المصلي بركة البقعة بصلاته، كما يقصد بصلاته بركة المساجد.
كما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس وغروبها، لأنها أوقات يقصد المشركون فيها الصلاة للشمس، فنهى أمته عن الصلاة حينئذ وإن لم يقصد ما قصده المشركون سدًّا للذريعة.
قال: وأما إذا قصد الرجل الصلاة عند القبور متبركًا بالصلاة في تلك البقعة، فهذا عين المحادة لله ورسوله، والمخالفة لدينه، وابتداع دين لم يأذن به الله، فإن المسلمين قد أجمعوا على ما علموه بالاضطرار من دين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصلاة عند القبور منهي عنها، وأنه لعن من اتخذها مساجد.
فمن أعظم المحدثات وأسباب الشرك الصلاة عندها، واتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها، فقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك والتغليط فيه.
وقد صرح عامة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد عليها متابعة منهم للسنة الصحيحة الصريحة. وصرح أصحاب أحمد وغيرهم من أصحاب مالك والشافعي بتحريم ذلك، وطائفة أطلقت الكراهة. والذي ينبغي أن تحمل على كراهة التحريم إحسانًا للظن بالعلماء، وأن لا يظن بهم أن يجوزوا فعل ما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن فاعله والنهي عنه.
فالله المستعان على التوحيد الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 09:56]ـ
أخي التقرتي جزاك الله خيراً
------------------
وأشكرك على هذه المشاركة الطيبة، فكلام العلماء الذي نقلته يوافق ما سبق وقلناه في موضوع الطواف بغير الكعبة وأنه لا يكون شركاً أكبر على كل حال بل الأمر فيه تفصيل
واسمح لي أن أضع الفتاوى هنا أمام القارئ حتى يستفيد منها وجزاك الله خيراً
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله، ما نصه: (كنت جالسا مع إخوة لي من أبناء وطني من صعيد مصر، فقالوا لي: يوجد عندنا مقام لأبي الحسن الشاذلي من طاف به سبع مرات كانت له عمرة، ومن طاف به عشر مرات كان له حجة، ولا يلزمه الذهاب إلى مكة، فقلت لهم: إن هذا الفعل كفر بل شرك -والعياذ بالله- فهل أنا مصيب؟ وبماذا تنصحون من ينخدع بذلك؟
الجواب: نعم قد أحسنت، لا يجوز الطواف بالقبور، لا بقبر أبي الحسن الشاذلي، ولا بقبر البدوي، ولا بقبر الحسين، ولا بالسيدة زينب، ولا بالسيدة نفيسة ولا بقبر من هو أفضل منهم، لأن الطواف عبادة لله وإنما يكون بالكعبة خاصة، ولا يجوز الطواف بغير الكعبة أبدا، وإذا طاف بقبر أبي الحسن الشاذلي أو بمقامه يتقرب إليه بالطواف، صار شركا أكبر، وليس هو يقوم مقام حجة، ولا مقام عمرة، بل هو كفر وضلال، ومنكر عظيم، وفيه إثم عظيم.
فإن كان طاف يحسب أنه مشروع، ويطوف لله لا لأجل أبي الحسن فهذا يكون بدعة ومنكراً، وإذا كان طوافه من أجل أبي الحسن ومن أجل التقرب إليه فهو شرك أكبر- والعياذ بالله- وهكذا دعاؤه والاستغاثة بأبي الحسن الشاذلي، أو النذر له، أو الذبح له، كله كفر أكبر -نعوذ بالله- ... فالدعاء والاستغاثة بالأموات، والذبح لهم، والنذر لهم، والتوكل عليهم، أو اعتقاد أنهم يعلمون الغيب، أو يتصرفون في الكون، أو يعلمون ما في نفوس أصحابهم، والداعين لهم، والطائفين بقبورهم، كل هذا شرك أكبر -نعوذ بالله من ذلك- فالغيب لا يعلمه إلا الله؛ لا يعلمه الأنبياء ولا غيرهم، وإنما يعلمون من الغيب ما علمهم الله إياه، ويقول الله سبحانه وتعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ [النمل: 65].
فمن زعم أن شيخه يعلم الغيب، أو يعلم ما في نفس زائره، أو ما في قلب زائره فهذا كفر أكبر- والعياذ بالله- فالغيب لله وحده سبحانه وتعالى، وكذلك إذا عكف على القبر يطلب فضل صاحب القبر، ويطلب أن يثيبه أو يدخله الجنة بالجلوس عند قبره، أو بالقراءة عند قبره، أو بالاستغاثة به أو نذره له، أو صلاته عنده، أو نحو ذلك، فهذا كفر أكبر.
فالحاصل أن الواجب على المؤمن أن يحذر الشرك كله وأنواعه، والقبور إنما تؤتى للزيارة، يزورها المؤمن للدعاء لهم، والترحم عليهم، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يغفر الله لنا ولكم يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية وهكذا.
أما أن يدعوهم مع الله، أو يستغيث بهم، أو ينذر لهم، أو يتقرب إليهم بالذبائح بالبقر، أو بالإبل، أو بالغنم، أو بالدجاج فكل هذا كفر أكبر- والعياذ بالله- فالواجب الحذر والواجب التفقه في الدين، المسلم عليه أن يتفقه في دينه حتى لا يقع في الشرك والمعاصي.
وعلماء السوء علماء ضلالة يضلون الناس ويغشونهم، فالواجب على علماء الحق أن يتقوا الله وأن يعلموا الناس من طريق الخطب والمواعظ وحلقات العلم، ومن طريق الإذاعة، ومن طريق الكتابة والصحافة، ومن طريق التلفاز، يعلمون الناس دينهم ويرشدونهم إلى الحق حتى لا يعبدوا الأموات، ولا يستغيثوا بهم، وحتى لا يطوفوا بقبورهم، وحتى لا يتمسحوا بها، وحتى لا ينذروا لها وحتى لا يقعوا بالمعاصي.
والقبور تزار للذكرى؛ لذكر الآخرة، وذكر الموت، وللدعاء للميت والترحم عليه كما تقدم، أما أن يطاف بقبره أو يدعى من دون الله أو يستغاث به، أو يجلس عنده للصلاة، فهذا لا يجوز، والجلوس عند قبره للصلاة عنده أو للقراءة عنده بدعة، وإذا كان يصلي له كان كفرا أكبر، فإن صلى لله وقرأ لله يطلب الثواب من الله، ولكن يرى أن القبور محل جلوس لهذه العبادات صار بدعة فالقبور ليست محل جلوس للصلاة أو للقراءة، ولكنها تزار للدعاء للأموات، والترحم عليهم، مثلما زارهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
فالنبي كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وكان إذا زار البقيع يقول: اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ويترحم عليهم، وهذه هي الزيارة الشرعية، فيجب الحذر مما حرم الله مما أحدثه عباد القبور، وأحدثه الجهال، مما يضر ولا ينفع بل يوقع أصحابه في الشرك الأكبر- ولا حول ولا قوة إلا بالله) فتاوى نور على الدرب (1/ 304).
وجاء في موقع الإسلام سؤال وجواب في كلامهم عن حكم الطواف بالأضرحة: ( ... وبهذا يعلم أن الطائف حول القبر قد يكون واقعاً في الشرك الأكبر، وقد يكون واقعاً في البدعة، بحسب قصده وإرادته، هل أراد التقرب إلى صاحب القبر، أم التقرب إلى الله تعالى بهذا الطواف.
هذا بالنسبة للعمل نفسه وهو الطواف، وأما الشخص المعيّن وهو من قام بالفعل، فلو فرض أنه أراد التقرب لصاحب القبر، لم يجز تكفيره إلا بعد ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه، فيُطلق القول بأن الطواف حول القبر تقرباً لصاحبه كفر وشرك أكبر، وأن الطائف على هذا النحو مشرك، وأما المعين فلابد من التحقق من كونه فعل ذلك مختارا على وجه لا يعذر فيه بجهل أو تأويل، وذلك يختلف باختلاف الزمان والمكان، وإمكانية التعلم، فإن كان حديث عهد بإسلام، أو ناشئا في بادية بعيدة، أو كان مثله يجهل ذلك، لخفاء المسألة وعدم من ينبه عليها، فهو معذور، وإن كان مثله لا يجهل ذلك فهو كافر مشرك) إهـ
قلت: وهذا يوافق ما قلناه سابقاً في حكم الطواف حول القبور وأنه يختلف بالقصد فقد يكون شركاً أكبر وقد يكون بدعة شنيعة .. فتأمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 10:33]ـ
بارك الله فيك أخي (الإمام الدهلوي)،
أظن أن المسألة واضحة للجميع الآن.
- إن طاف حول القبر متقرباً لصاحب القبر، فهذا كافر .. لأن التقرب إلى غير الله شرك أكبر، وهو حقيقة معنى العبادة.
- إن طاف حول القبر متقرباً لله تعالى، فهذا مبتدع ضال، وفعله بدعة منكرة، وذريعة إلى الشرك.
وهذا يُقال في كثير من أفعال العبادة .. أنه من فعلها تقرباً إلى الله بها، فهذا مبتدع ضال .. ولا يكفر حتى تقام عليه الحجة الرسالية، وإظهار أن هذا مما لم يشرعه الله تعالى ولم يرضه، فإن أصرّ وعاند، فهو كافر ولا كرامة.
هذا، والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 12:36]ـ
قلت: وهذا يوافق ما قلناه سابقاً في حكم الطواف حول القبور وأنه يختلف بالقصد فقد يكون شركاً أكبر وقد يكون بدعة شنيعة .. فتأمل.
بل والله تأملنا ما قلته سابقا ويعلم الله أنه ليخالف ما تقوله الآن.
أبعد أن بان لك الحق والصواب فيما وضعنا لك، تقول هذا الكلام؟!
لم لم تقر أصلا بأنك أخطأت واستعجلت، وأنك عرفت الحق والصواب الآن، ولا داعي لتموه على الناس أن كلامك هنا هو نفس كلامك السابق، فليس الأحبة عمي حتى لا يرو مشاركتك هنا ويرو مشاركاتك السابقة.
مصيبتك أنك تبتر النصوص وتأخذ منها ما وافق هواك. وتدندن حول مسألة (بدعة شنيعة) هل عرفت المراد بقولك أو بقولهم: بدعة شنيعة؟! أم هو تقليل خطورة الأمر ومحاولة رفع التهويل عن فاعله والتماس العذر له؟!
أعيد كلامي مرة أخرى: أعرف مراد العلماء عندما وصفوا هذا بأنه (بدعة) فلم يسكتوا بعد هذه الكلمة، بل قالوا: بدعة منكرة محرمة وفاعلها يخشى عليه من الشرك، فإذا علم وعرف ومن ثم فعلها بنفس النية السابقة التي تدندن حولها أنت، فهو مشرك الآن. فافهم هذا.
مصيبتنا أننا نكلم الناس وكأنهم عمي لا يفهمون ولا يعقلون، ولا ألومك بهذا فإنه قد يوجد من هذا الصنف أناس لكن ثق أنهم في رقبتك أمام الله.
الإعتراف بالحق فضيلة، ولا يهمني كل ما جرى ما دام الحق قد ظهر وعلى، فهداكم الله إلى الحق آمين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 12:45]ـ
وجاء في موقع الإسلام سؤال وجواب في كلامهم عن حكم الطواف بالأضرحة: ( ... وبهذا يعلم أن الطائف حول القبر قد يكون واقعاً في الشرك الأكبر، وقد يكون واقعاً في البدعة، بحسب قصده وإرادته، هل أراد التقرب إلى صاحب القبر، أم التقرب إلى الله تعالى بهذا الطواف.
هذا بالنسبة للعمل نفسه وهو الطواف، وأما الشخص المعيّن وهو من قام بالفعل، فلو فرض أنه أراد التقرب لصاحب القبر، لم يجز تكفيره إلا بعد ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه، فيُطلق القول بأن الطواف حول القبر تقرباً لصاحبه كفر وشرك أكبر، وأن الطائف على هذا النحو مشرك، وأما المعين فلابد من التحقق من كونه فعل ذلك مختارا على وجه لا يعذر فيه بجهل أو تأويل، وذلك يختلف باختلاف الزمان والمكان، وإمكانية التعلم، فإن كان حديث عهد بإسلام، أو ناشئا في بادية بعيدة، أو كان مثله يجهل ذلك، لخفاء المسألة وعدم من ينبه عليها، فهو معذور، وإن كان مثله لا يجهل ذلك فهو كافر مشرك) إهـ
عندما ظللت الكلام المظلل بالأزرق، هل قرأت ما تحته، أم أن المسألة مجرد هوى، وتصيد للكلام بدون معرفة المراد منه؟!
أعيد وأقول: الحمد الله الذي أبان إفلاسك بنفسك.
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 06:38]ـ
الاخ الامام الدهلوي لو تسمح لي وفقك الله
كلام الشيخ ابن باز رحمه الله لا يتعلق بنفس الفعل بل بالفاعل نفسه , ولهذا قال (فإن كان طاف يحسب أنه مشروع ... ) فالمتعلق هنا بالفاعل , اما الفعل نفسه فشرك عند الشيخ ولا شك , وقد عذره الشيخ لظنه هذا , وليس لمجرد الفعل , ولو قيل انه معذور لجهله مثلا لكان ادق في الوصف.
اما الطواف على القبر على وجه العموم فهو شرك , ولا اظنك تجد علما من اهل السنة يقول انه - كفعل مجرد - ليس بشرك.
ارجو ان اكون اوصلت المعلومة واضحة.
رعاك الله.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 07:17]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيراً
والذي تحصل من مجموع أقوال اهل العلم التي سبق عرضها أن الطواف على القبر كفعل مجرد لا يكون شرك أكبر إلا إذا قارن ذلك قصد التعبد للقبر، أما إن طاف على القبر بقصد التعظيم والتحية فهذا الفعل لا يكون شرك أكبر بل هو محرمة ومعصية وبدعة شنيعة.
وكلام الشيخ ابن باز رحمه الله صريح في تأكيد هذا التفصيل
فقد قال رحمه الله: ( .. لا يجوز الطواف بالقبور، لا بقبر أبي الحسن الشاذلي، ولا بقبر البدوي، ولا بقبر الحسين، ولا بالسيدة زينب، ولا بالسيدة نفيسة ولا بقبر من هو أفضل منهم، لأن الطواف عبادة لله وإنما يكون بالكعبة خاصة، ولا يجوز الطواف بغير الكعبة أبدا، وإذا طاف بقبر أبي الحسن الشاذلي أو بمقامه يتقرب إليه بالطواف، صار شركا أكبر، وليس هو يقوم مقام حجة، ولا مقام عمرة، بل هو كفر وضلال، ومنكر عظيم، وفيه إثم عظيم.
فإن كان طاف يحسب أنه مشروع، ويطوف لله لا لأجل أبي الحسن فهذا يكون بدعة ومنكراً،
وإذا كان طوافه من أجل أبي الحسن ومن أجل التقرب إليه فهو شرك أكبر) إهـ
وكما ترى فكلام الشيخ رحمه الله عن تكييف الفعل وأنه يترجح بين كونه شرك أكبر أو بدعة شنيعة ..
ولعلك تراجع قرأة الموضوع من الأول سوف تجد أقوال أهل العلم في حكم الطواف بالقبر بقصد التحية أو التعظيم.
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 07:29]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيراً
والذي تحصل من مجموع أقوال اهل العلم التي سبق عرضها أن الطواف على القبر كفعل مجرد لا يكون شرك أكبر إلا إذا قارن ذلك قصد التعبد للقبر، أما إن طاف على القبر بقصد التعظيم والتحية فهذا الفعل لا يكون شرك أكبر بل هو محرمة ومعصية وبدعة شنيعة.
وكلام الشيخ ابن باز رحمه الله صريح في تأكيد هذا التفصيل
فقد قال رحمه الله: ( .. لا يجوز الطواف بالقبور، لا بقبر أبي الحسن الشاذلي، ولا بقبر البدوي، ولا بقبر الحسين، ولا بالسيدة زينب، ولا بالسيدة نفيسة ولا بقبر من هو أفضل منهم، لأن الطواف عبادة لله وإنما يكون بالكعبة خاصة، ولا يجوز الطواف بغير الكعبة أبدا، وإذا طاف بقبر أبي الحسن الشاذلي أو بمقامه يتقرب إليه بالطواف، صار شركا أكبر، وليس هو يقوم مقام حجة، ولا مقام عمرة، بل هو كفر وضلال، ومنكر عظيم، وفيه إثم عظيم.
فإن كان طاف يحسب أنه مشروع، ويطوف لله لا لأجل أبي الحسن فهذا يكون بدعة ومنكراً،
وإذا كان طوافه من أجل أبي الحسن ومن أجل التقرب إليه فهو شرك أكبر) إهـ
وكما ترى فكلام الشيخ رحمه الله عن تكييف الفعل وأنه يترجح بين كونه شرك أكبر أو بدعة شنيعة ..
ولعلك تراجع قرأة الموضوع من الأول سوف تجد أقوال أهل العلم في حكم الطواف بالقبر بقصد التحية أو التعظيم.
والله أعلم وأحكم.
يعلم الله يا أخي لا يجهلنا ما كتبت ولا ما وضحت .. لكن مشكلتك أن تقول بدعة منكرة وتسكت.
أكمل يا أخي: ما هو درجة هذه البدعة؟ وهل إذا فعلها بعد ما عُرف وعُلم يقال أيضا أن فعله بدعة؟ وهل يعذر في هذا الزمان أحد؟
أخي هذا هو الذي حاولنا أن ننبهك عليه، لكنك مصر على رأيك المبتور، الذي هو على اطلاقه ما قاله أحد من أهل العلم. فتنبه
نعم إن كان قصده بالطواف ظنا منه جهلا أنه مشروع، فهذا نقول قد فعل بدعة منكرة شنيعة هي من وسائل الشرك التي لا يستهان بها، فإذا نُبه وعُرّف وعُلّم ومن ثم رجع بعد ذلك فهو مشرك يقينا لتعمده الفعل وقصده الآن.
لكن في الوقت الحاضر الذي بان فيه كل شيء وسهل فيه الوصول للحق، هل يمكن أن نطلق هذا الرأي الآن؟ انظر إلى كلام الشيخ المنجد الأخير فقد أجاب عن هذه الجزئية.
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 07:48]ـ
الاخ الامام الدهلوي
لماذا يقول ابن تيمية ان بين له خطأ ظنه فأصر عليه كفر .. ؟
هل يكفر صاحب البدعة , او يقتل كما هو قول ابن تيمية الاخر.؟
وفقك الله.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 08:46]ـ
الاخ الامام الدهلوي
لماذا يقول ابن تيمية ان بين له خطأ ظنه فأصر عليه كفر .. ؟
هل يكفر صاحب البدعة , او يقتل كما هو قول ابن تيمية الاخر.؟
وفقك الله.
أخي الكريم وفقك الله تعالى:
---------------
انظر هنا جيداً
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: ( .... من اعتقد ذلك ديناً وقربةً عُرف أن ذلك ليس بدين باتفاق المسلمين، وأن ذلك معلوم بالضرورة من دين الإسلام، فإن أصر على اتخاذه ديناً قتل) إهـ مجموع الفتاوى (26/ 121).
فهذا الذي قال فيه شيخ الإسلام رحمه الله بأنه يقتل بعد البيان المقصود منه أنه إن أصر على استحلال هذا الفعل وكونه ديناً فلا اشكال حيئنذ في كفره ووجوبه قتله على قواعد أهل السنة والجماعة لأن أحل ما حرم الله.وصار مرتداً ... فالكلام ليس متعلق بالبدعة بل بالإستحلال .. هل فهمت مقصد شيخ الإسلام رحمه الله.
--------------
وهذه فائدة أخرى:
---------
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (وأما الرجل الذي طلب من والده الحج، فأمره أن يطوف بنفس الأب، فقال: طف ببيت ما فارقه الله طرفة عين قط، فهذا كفر بإجماع المسلمين، فإن الطواف بالبيت العتيق مما أمره الله به رسوله، وأما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين، ومن اعتقد ذلك دينا فهو كافر، سواء طاف ببدنه أو بقبره) إهـ مجموع الفتاوي (2/ 308).
لاحظ هنا: كيف فصل شيخ الإسلام في عدة أمور:
ققد قال عن الرجل الذي قال والده طف حولي لأن الله ما فارقني قط طرفة عين
فهذا لا شك في كونه كفر لما يتضمنه من اعتقاد الحلول والإتحاد والسخرية بأحكام الله عزوجل
ثم قال شيخ الإسلام أما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين وقال أن من اعتقد ذلك دين فهو كافر أي من استحل ذلك الطواف.
وعلى كل حال فالطواف للقبر لابد قيه من تفصيل ولا يصح اعتباره شرك أكبر بمجرده كما جاء في أقوال العلماء التي سبق نقلها.
وأما بخصوص كلام الشيخ ابن باز رحمه الله فكما قلت لك أن كلامه متعلق بتكييف الفعل وليس الفاعل .. وهذا قول أخر للشيخ ابن باز رحمه الله زيادة في التأكيد
فقد قال رحمه الله: (وهكذا الطواف على القبور منكر الطواف يكون بالكعبة لا يطاف بالقبور، فهذا منكر عظيم بل شرك أكبر إذا قصد به التقرب إلى صاحب القبر فهو شرك أكبر، وإذا ظن أنه قربة لله وأنه يتقرب لله بهذا هذه بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك، فلا يطوف لا لله عند قبر ولا للميت لا يطوف عند القبر أبداً الطواف من خصائص البيت العتيق الكعبة والقبور لا يطاف بها أبداً بل هذا منكر وبدعة، وإذا كان فعله لصاحب القبر صار شركاً أكبر ... إلخ) إهـ
http://www.binbaz.org.sa/mat/9792
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 10:37]ـ
الاخ الامام الدهلوي
سؤال /
ماذا لو كنت متلبسا ببدعة (لا تصل الى الكفر) وكنت متاولا في ذلك , ثم جئت وانكرت علي وقلت لي ان فعلك هذا بدعة وبينت لي ذلك بالدليل ولم اقبل لورود شبهة لدي , هل اكفر ... ؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 10:41]ـ
وهذا قول أخر للشيخ ابن باز رحمه الله زيادة في التأكيد
فقد قال رحمه الله: (وإذا ظن أنه قربة لله وأنه يتقرب لله بهذا هذه بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك، فلا يطوف لا لله عند قبر ولا للميت لا يطوف عند القبر أبداً الطواف من خصائص البيت العتيق الكعبة والقبور لا يطاف بها أبداً بل هذا منكر وبدعة، وإذا كان فعله لصاحب القبر صار شركاً أكبر ... إلخ) إهـ
ما دمت تعرف هذا الكلام هداك الله وتعلم أنه الحق، وأنه كما قلنا لك: لا تقل: (بدعة منكرة) وتسك، بل قل كما قال أهل العلم، وخذ الإمام ابن باز مثلا: (بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك، فلا يطوف لا لله عند قبر ولا للميت لا يطوف عند القبر أبداً الطواف من خصائص البيت العتيق الكعبة والقبور لا يطاف بها أبداً بل هذا منكر وبدعة)، فلم لم تقله من قبل؟! أليس هذا ما حاولنا أن نبيه لك ونوضحه لك؟!
أم هو التشويش على الناس؟ أو العناد عن الإعتراف بالخطأ في الفهم أو التعبير؟ هدانا الله وإياك آمين.
يعلم الله يا أخي ما جادلناك مكابرة وعنادا، فلا نعرفك أصلا حتى نعاديك، لكن ما جادلناك إلا لمّا بان لنا خطأ كلامك على إطلاقه (بدعة وتسكت).
لكن بعد أن نقلت الحق من القول في المسألة فجزاك الله خيرا الآن، وسسدك وأخذ بيدك آمين.
يعلم الله أن من أخطر المسائل التي قد يهلك فيها الناس مسائل العقائد، وإن كان الإنسان قد يحصل منه الخلل عن غير قصد، وهذا هو سوء الفهم نسأل الله العافية.
والله ما أردنا إلا خيرا، والله على ما أقول شهيد، فله الحمد والثناء الحسن.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 10:45]ـ
الاخ الامام الدهلوي
سؤال /
ماذا لو كنت متلبسا ببدعة (لا تصل الى الكفر) وكنت متاولا في ذلك , ثم جئت وانكرت علي وقلت لي ان فعلك هذا بدعة وبينت لي ذلك بالدليل ولم اقبل لورود شبهة لدي , هل اكفر ... ؟
أخي الكريم جزاك الله خيراً
-----------------
البدعة التي تقع في المسائل الإعتقادية والتعبدية لا يخلو حالها من ثلاث صور:
* أن تكون كفراً في الحال
* أن تكون كفراً في المآل
* أن تكون فسقاً
فالبدع ليست على رتبة واحدة من جهة حكمها الشرعي ويُراجع في هذا كلام العلامة حافظ الحكمي رحمه الله في كتابه (معارج القبول)
أما المبتدع نفسه فهذا حكمه يختلف بحسب نوع البدعة التي وقع فيها .. وبحسب وضوح الحجة الشرعية له وخفائها، ويُراجع في هذا بالتفصيل كتاب (الإعتصام) للإمام الشاطبي رحمه الله.
وعليه فإن سؤالك على الرجل الذي وقع في نوع من البدع الغير مكفرة ثم بُيّن له أن هذه بدعة محرمة فأصر على البقاء عليها فهل يكفر هذا بعد قيام الحجة؟؟
الجواب: قد يكفر وقد لا يكفر فليس بالضرورة أن يكفر بعد قيام الحجة على كل حال، فقد تبلغه الحجة ولكن لا يحسن الفهم فيبقى معذوراً أيضاً .. وقذ ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الرائع (رفع الملام عن الأئمة الاعلام) عشر أسباب في عذر المخطئ والجاهل والمتأول والمجتهد، فراجعه فهو مفيد جداً
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأيضًا فكون المسألة قطعية أو ظنية هو أمر إضافي بحسب حال المعتقدين ليس هو وصفًا للقول في نفسه؛ فإن الإنسان قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة، أو بالنقل المعلوم صدقه عنده، وغيره لا يعرف ذلك، لا قطعًا ولا ظنًا، وقد يكون الإنسان ذكيًا، قوي الذهن، سريع الإدراك، فيعرف من الحق، ويقطع به ما لا يتصوره غيره ولا يعرفه، لا علمًا ولا ظنًا؛ فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة، وبحسب قدرته على الاستدلال، والناس يختلفون في هذا وهذا، فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه، حتي يقال: كل من خالفه قد خالف القطعي، بل هو صفة لحال الناظر المستدل المعتقد، وهذا مما يختلف فيه الناس، فعلم أن هذا الفرق لا يطرد ولا ولا ينعكس .... فإن الكفر والفسق أحكام شرعية ليس ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
من الأحكام التي يستقل بها العقل ... ولكن من شأن أهل البدع أنهم يبتدعون أقوالاً يجعلونها واجبة في الدين، بل يجعلونها من الإيمان الذي لابد منه، ويكفرون من خالفهم فيها، ويستحلون دمه؛ كفعل الخوارج والجهمية والرافضة والمعتزلة، وغيرهم، وأهل السنة لا يبتدعون قولاً، ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ وإن كان مخالفًا لهم مستحلاً لدمائهم، كما لم تكفر الصحابة الخوارج، مع تكفيرهم لعثمان وعلى ومن والاهما، واستحلالهم لدماء المسلمين المخالفين لهم ... ) إهـ مجموع الفتاوى (19/ 217).
وهذه صور توضح لك المسألة:
* الخوارج ناظرهم ابن عباس رضي الله عنه فتوضّح الحق لبعض فرجعوا عن بدعهم وأصر الأخرون على بدعتهم، ومع هذا قاتلهم الصحابة دفعاً لشرهم وتطبيق لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم يكفرهم كثير من الصحابة رضي الله عنهم.
* وكذلك ناظر الإمام أحمد الجهمية أمام خلفاء بني أمية ولكن أصروا على بدعتهم ولم يكفرهم لأنه جهلة لم يفهموا الحجة وقد لبس عليهم المبتدعة .. وهكذا
وأختم بهذا القول من شيخ الإسلام رحمه الله فقد قال: (ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق عرشه لما وقعت محنتهم، أنا لو وافقتكم كنت كافراً، لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال، وكان هذا خطاباً لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم، أصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح و المعقول الصريح الموافق له وكان هذا خطابنا) إهـ الرد على البكري (1/ 383).
فلاحظ قوله هنا: (أنا لو وافقتكم كنت كافراً لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال ... ) إهـ
تأمل جيداً فإن شيخ الإسلام رحمه الله مع بيانه لهؤلاء القوم حقيقة ما هم عليه من الضلال الشنيع، إلا أنه لم يكن يكفرهم بأعيانهم لأنهم لم يستطيعوا فهم الحجة الشرعية فقد لُبّس عليهم!!
والله أعلم وأحكم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Apr-2009, مساء 07:28]ـ
لقد أطلنا الكلام في بيان هذه المسالة .. ونقلنا من أقوال العلماء سلفاً وخلفاً ما يوضح وجه الحق فيها.
وسوف أختم بهذا القول.
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله عند حديثه عن بعض الأفاضل: ( .. من ذلك أنه يستحل دم من استغاث بغير الله من نبي أو ولي وغير ذلك، ولا ريب أن ذلك إذا كان عن اعتقاد تأثير المستغاث كتأثير الله كفر، يصير به صاحبه مرتداً كما يقع في كثير من هؤلاء المعتقدين للأموات الذين يسألونهم قضاء حوائجهم ويعولون عليه زيادة على تعويلهم على الله سبحانه، ولا ينادون الله جل وعلا إلا مقترناً بأسمائهم ويخصونهم بالنداء منفردين عن الرب فهذا أمر الكفر الذي لا شك فيه ولا شبهة، وصاحبه إذا لم يتب كان حلال الدم والمال كسائر المرتدين) إهـ البدر الطالع (1/ 356).
والحمد لله أولاً وأخراً.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[17 - Apr-2009, مساء 11:01]ـ
حسبي الله على كل ملبس ومدلس وصاحب شبه
السجود لغير الله على حالتين
سجود التحية وسجود العبادة
الاول _ سجود التحية _ كان مشروع عند من قبلنا وحرم في شرعنا كما في حديث معاذ رضي الله عنه
والثاني _ سجود العبادة _وهو شرك اكبر
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 06:13]ـ
السجود لغير الله على حالتين
سجود التحية وسجود العبادة
وما الذي يفرّق بينهما والفعل واحد؟ أهو اعتقاد القلب؟
ـ[أبو عمر]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 10:12]ـ
وما الذي يفرّق بينهما والفعل واحد؟ أهو اعتقاد القلب؟
ليس فعلا واحدا ... فسجود التحية هو ما يحدث عند الملوك والامراء وهو باحناء الظهر وطأطأة الرأس قليلا
اما سجود العبادة فهو السجود في الصلاة ...
فكيف يكون الفعل واحد؟؟
اما من اعتقد بجواز سجود العبادة لغير الله _ وإن لم يفعل _ فهو مشرك
ومن فعل ايضا سجود التحية بنية العبادة يكفر ...
موضوع نية القلب اذا صرح بها يحكم عليه وان لم يفعل
نحن نتحدث عن ظاهر العمل
هذه الصورة تحية وتلك عبادة ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 11:36]ـ
أقصد بالفعل هو: وضع الجبين على الأرض ..
يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة: 15]
ويقول عن إخوة يوسف: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف: 100]
خرّ بمعنى: سقط على الأرض
جاء في لسان العرب: ((وخَرَّ يَخُرُّ إِذا سقط)).
وجاء في الصحاح: ((وخَرَّ لله ساجداً، يَخِرُّ خُروراً، أي سَقَط))
فكيف يكون سقوطهم على الأرض هو فقط انحناء الظهر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 11:49]ـ
يقول الله تبارك وتعالى: (قَعُواْ لَهُ ساجدين ... الآية) سورة الحجر.
هذا دليل كما قال أهل العلم على أن سجود التحية كان على هيئة السقوط إلى الأرض وليس مجرد الإنحناء بالرأس.
وهاكم بعض أقوالهم:
يقول علامة العراق الألوسي رحمه الله: (وفي أمرهم بالوقوع أي السقوط دليل على أن ليس المأمور به مجرد الانحناء كما قيل بل السجود بالمعنى المتبادر) إهـ روح المعاني.
وقال في موضع أخر: (" فقعوا له " أمر من وقع، وفيه دليل على أن المأمور به ليس مجرد الإنحناء كما قيل: أي فاسقطوا له " ساجدين " تحية له وتكريماً) إهـ المصدر السابق.
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله: (وفيه دليل على أن المأمور به هو السجود، لا مجرّد الإنحناء كما قيل، وهذا السجود: هو سجود تحية وتكريم لا سجود عبادة، ولله أن يكرم من يشاء من مخلوقاته كيف يشاء بما يشاء) إهـ فتح القدير.
والله أعلم وأحكم.(/)
ما هي جماعة النفي والإثبات؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي جماعة النفي والإثبات التي إنشقت عن جماعة التبليغ والدعوة؟
ـ[هدهد الدعوه]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 06:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جماعة التبليغ هي جماعة التبليغ لا يوجد ما ذكرت عنهم ابدا
كانت سحابة صيف وولت
ـ[ابا الريان النابلسي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 10:27]ـ
نعم كانو عندنا في فلسطين ثم اندثرو بختصار هم جماعة نفي الاسباب
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 04:26]ـ
إن كانوا جماعة نفى الأسباب، فهم ما يسمون عندنا بمصر الفراماوية، كان إذا مرض أحدهم لا يأتى بالطبيب، ويظل يردد {وإذا مرضت فهو يشفين} ولا يرون الأخذ بالأسباب فى شئ.
والله أعلم
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 05:42]ـ
لكن نفي الأسباب موجود في جماعة التبليغ نفسها!!(/)
سؤال لأهل العقيدة
ـ[أبوهلا]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا السؤال أكتمه في صدري منذ زمن وقد وجدت جوابه عند الشيخ سلمان العودة ... وهو:
يذهب العلماء إلى أن المعتزلة والشيعة والأشاعرة وأشباهها من الفرق هي من الفرق الثلاث والسبعين التي هي في النار إلا واحدة!!!!!
وكنت أتعجب عندما أجد عالما جليلا من السلف منسوب إلى المعتزلة أو إلى الأشاعرة ... ويزداد عجبي لأن هذا العالم ليس له من ذنب إلا أنه اجتهد فأوصله اجتهاده إلى تأويل صفة أو أكثر من صفات الله ... وأقول سبحان الله رجل يصلي صلاتنا ويتوجه إلى قبلتنا وخدم الإسلام والعلم خدمة عظيمة هكذا وبسهولة نقول هو من الفرق الضالة التي هي في النار!!!!!
ولقد سمعت بعض مشايخنا الكبار غفر الله لهم وهو يقول عن بعض علماء السلف الكبار:
(هو مدخول العقيدة)!!!!!
(عقيدته ليست سليمة فهو مبتلى بتأويل الصفات)!!!!!
(ليس على منهج أهل السنة والجماعة)!!!!!
ولعلكم سمعتم ذلك كما سمعت، فما رأيكم يا أهل العقيدة؟؟؟.
ـ[وهران]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:29]ـ
أخي أبو هلا
قبل أن أجيبك على السؤال أعلمك أن هذه الفرق التي ذكرتها تصف أهل السنة والجماعة بالكفار والمشبهة والمجسمة
ولا يهمهم هل خدموا الدين أو لا.
وأنت تعلم ذلك!!
أما نحن معاشر أهل السنة فلا نكفر إلا ما ثبت الدليل بتكفيره
الشيعة وهم على قسمين
الرافضة الذين يكفرون الصحابة ويفسقون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ويزعمون أن عليا معصوم ويدعون أن القرآن محرف وغيرها من البدع المكفرة, هؤلاء خارجين عن الفرق الثتي والسبعين لأنهم مكذبين لله ورسوله كما هو حال القاديانية والباطنية وغلاة الصوفية.
أما المفضلة فلا نكفرهم أبدا وإنما هم في ضلال فإن كانوا عالمين ببدعتهم وجب التوبة عنها وإن كانوا جاهلين بها فهؤلاء معذورون وهم من أهل الجنة إن شاء الله تعالى.
أما الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والاباضية, فهؤلاء كما هو معلوم يكفرون أهل السنة ويفسقونهم, بل كل فرقة تكفر غيرها, أما نحن فلا نكفرهم وإنما يدخلون في الفرق الثنتي والسبعين.
أما قولك يصلون صلاتنا ويستقبلون قبلتنا فليس بحجة لأن القاديانية والباطنية وغلاة الصوفية والشيعة المكفرة أيضا يصلون صلاتنا.
أما قولك: أن علمائهم اجتهدوا ووصل بهم اجتهادهم إلى تأويل صفة أو يعض الصفات فلا نحكم عليهم بالنار أبدا إلا إن أقيمت عليهم الحجة وتكبروا عنها بعد فهمهم إياها تمام الفهم, أما إن كان اجتهاد بإخلاص تام ولم يتبين للمجتهد الحق فلا نحكم عليه بالنار, فإنك تعلم أن النووي وابن حجر وغيرهم من كبار أهل العلم أولوا وأخطئوا ومع ذلك نحن نترحم عليهم ونسأل لهم الجنة لأن هذا الضرب من العلماء خدموا الدين وأخطائهم من اجتهادهم فلهم إن شاء الله تعالى الأجر على ذلك.
تماما كمن ذهب إلى منع التأويل بالكلية إلى أن سقط في المحظور كمن يعتقد أن الله تعالى سيجلس النبي صلى الله عليه وسلم في عرشه ومن يعتقد أن لله جنبا وما أشبه ذلك فهؤلاء أيضا مأجورون على اجتهادهم ما لم تقام عليهم الحجة ويتبين لهم الحق.
ونستثني من ذلك عوام الاشاعرة والاباضية وغيرهم الذين يتبعون عقائد أسلافهم بدون علم بفسادها وهم يظنون أنهم على حق ويعبدون الله تعالى بإخلاص فهؤلاء من أهل الجنة إن شاء الله تعالى ما لم يأت أحدهم ببدع مكفرة, وبالتالي نقول فيهم أمرهم إلى الله تعالى.
أما المعتزلة فإني أرى أن بدعهم شديدة نوعا ما وفيها من الجرأة على الله والتحكم في مشيئته والعياذ بالله ما إن اعتقد أحد بذلك أصبح في خطر. نسأل الله تعالى أن يعافينا من بدعهم الجريئة.
والله تعالى أعلم.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:29]ـ
أخي الكريم "أبو هلا" تحية طيب ..................... وبعد:
إذا تأمل منصف وجد أن العالم الذي أوصله اجتهاده إلى خلاف الحق في مسألة ما سواء أكانت من المسائل العلمية أو العملية وإن وافق طائفة من الطوائف المخالفة فإنه لا يخرج بذلك عن الأجر والعذر , وإن قيل هو في هذه المسألة موافق لمذهب كذا أو كذا.
ـ[وهران]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:42]ـ
أما اعتراضك على من يقول بأن المؤول لصفات الله تعالى ليس على منهج أهل السنة والجماعة وأن عقيدته ليست سليمة
اعتراض باطل يا أخي هداك الله تعالى.
لأن منهج أهل السنة والجماعة هو منهج واحد لا يتجزأ فمن خالف مسألة واحدة من مسائل العقيدة التوقيفية فإنه مخالف لمنهج أهل السنة الذي هو منهج الصحابة وهو السبيل الوحيد الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. فإن كنت ترى أن الذي يؤول ويخوض في صفات الله تعالى مخالفا لفهم الصحابة الذين هم السلف الصالح ذو عقيدة سليمة وترضى بذلك نقول يصبح الدين لعبا ومخالفة بعض مسائل العقيدة مقبولا.
يبقى أن نقول هل مخالفته هذه مخالفة متعمدة أو اجتهاده وصل به إلى هذه المخالفة.
مع أن الفرق الأخرى لا ترى بذلك وتصف كل من يعتقد خلاف ما تعتقد بأنه كافر أو ضال أو على خطر - وإن تظاهروا بالتسامح وعذر الآخر- لكن في أمهات كتبهم لا يرضون به أبدا وأنت قد درست تاريخ الفرق وما وصل ببعضهم بل كلهم إلى الغلو وتكفير الغير والعياذ بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وهران]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:48]ـ
إذا تأمل منصف وجد أن العالم الذي أوصله اجتهاده إلى خلاف الحق في مسألة ما سواء أكانت من المسائل العلمية أو العملية وإن وافق طائفة من الطوائف المخالفة فإنه لا يخرج بذلك عن الأجر والعذر , وإن قيل هو في هذه المسألة موافق لمذهب كذا أو كذا.
ليس على إطلاقه يا من تسمى باسم عالم وثني!!!
آسف على هذا فإني لا أخفي ما يدور في قلبي من صنيعك هذا!!!
إنك في منتدى علمي ديني اسلامي سني ومحارب لأمثال من تسميت بهم من الذين كانت أفكارهم من أهم الأسباب التي آلت بنا فيما نحن فيه من التفرق والتشرذم والفساد العقدي!!!
سبحان الله.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 02:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب الفاضل وهران
أما تكفيرهم لنا فهو خطؤهم وهم من سيسأل عنه أمام الله، وهذا من بلايا هذه الأمة أنهم يكفرونا ونحن نكفرهم ثم نصلي جنبا إلى جنب!!!!!
أما قولك (لأن منهج أهل السنة والجماعة هو منهج واحد لا يتجزأ فمن خالف مسألة واحدة من مسائل العقيدة التوقيفية فإنه مخالف لمنهج أهل السنة الذي هو منهج الصحابة وهو السبيل الوحيد الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. فإن كنت ترى أن الذي يؤول ويخوض في صفات الله تعالى مخالفا لفهم الصحابة الذين هم السلف الصالح ذو عقيدة سليمة وترضى بذلك نقول يصبح الدين لعبا ومخالفة بعض مسائل العقيدة مقبولا)
فسوف أرد عليه بقولك (إن كان اجتهاد بإخلاص تام ولم يتبين للمجتهد الحق فلا نحكم عليه بالنار, فإنك تعلم أن النووي وابن حجر وغيرهم من كبار أهل العلم أولوا وأخطئوا ومع ذلك نحن نترحم عليهم ونسأل لهم الجنة لأن هذا الضرب من العلماء خدموا الدين وأخطائهم من اجتهادهم فلهم إن شاء الله تعالى الأجر على ذلك)
وأحب أن أذكرك أخيرا بأن تعجبي كان من اتهامنا لذلك العالم الذي ليس له من ذنب إلا أنه اجتهد فأوصله اجتهاده إلى تأويل صفة أو أكثر من صفات الله.
أسعدك الله
ـ[وهران]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 02:43]ـ
أخي أبو هلا زادك الله علما ونفع بك
أرى أننا متفقان لكن ثمة سوء فهم في بعض المواضع.
قلت لك إن الذي يخالف منهج السلف الصالح في بعض مسائل العقيدة يسمى مخالفا لمنهجهم في تلك المسائل ولو وافقهم في أخرى. لكن هل يعني أنه خارج من الفرقة الناجية؟
الجواب لا إلا إن لم يكن مخلصا أو أقيمت عليه الحجة وفهمها تمام الفهم وبقي على ضلاله إما تكبرا أو غلوا أو قصدا فاسدا.
أما المجتهد المخلص فهو مأجور إن شاء الله تعالى لكن يبين لغيره أن العالم الفلاني أخطأ في تلك المسائل وخالف منهج السلف الصالح فيها ونسأل الله أن يأجره على اجتهاده ويدخله الجنة.
ولا تحرمنا أخي الكريم من جهودك المحمودة فإن طريقتك في النقاش جيدة واختياراتك دقيقة زادك الله علما وفهما.
ـ[وهران]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 02:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب الفاضل وهران
أما تكفيرهم لنا فهو خطؤهم وهم من سيسأل عنه أمام الله، وهذا من بلايا هذه الأمة أنهم يكفرونا ونحن نكفرهم ثم نصلي جنبا إلى جنب!!!!!
أخي الكريم
لقد انتبهت إلى قولك الملون بالأحمر
فمن الذين نكفرهم وهم لا يستحقون التكفير؟
إن كان هناك اشكال فيحب أن يدرس ولا نمر عليه مر الكرام!
أما من جهتي فلا أكفر أحدا إلا ما ثبت الدليل بتكفيره
كغلاة الشيعة وغلاة الصوفية والباطنية والقاديانية, فهؤلاء نكفرهم على العموم ولا نصلي معهم أبدا.
على أن هناك من لا يرى تكفيرهم عيانا إلا بعد إقامة الحجة وبعد أن تتوفر الشروط وتنتفي الموانع ففي هذه المسألة بسط للكلام.
أما غير هؤلاء كالأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والاباضية والزيدية فلا نكفرهم أبدا خواصهم وعوامهم وإنما هم داخلون فيما قلت لك من ذي قبل والله تعالى أعلم.
فليتك تبين لي من هم الذين تكفرونهم أنتم - بصيغة الجمع كما قلت- ثم تصلون جنبا إلى جنب؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 03:51]ـ
هل الكلام في المشاركة الأولى لك أو لسلمان العودة؟
ـ[أبوهلا]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 04:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الحبيب من صاحب النقب
الكلام في المشاركة الأولى لي وليس للشيخ سلمان حفظه الله. وهو أمر كان في صدري من قديم ثم فرجه الشيخ عني فرج الله همه.
ولقد قرأت موضوعك هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21329
فوجدت أنك غفر الله لك قد قسوت على الشيخ وعلى موقعه.
أسعدك الله وشرح صدرك.(/)
هل صار الولاء والبراء محرجاً؟! لعبد العزيز آل عبد اللطيف
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 04:27]ـ
/عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
هل صار الولاء والبراء محرجاً؟!
لا يزال التغيير "المُرتجل" في مناهِج المواد الشَّرعيَّة بالتَّعليم العام محَل استنكَار النَّاصحين وأهل الإختصَاص، ولنْ أتحدَّث في هذه المَقالة عن هذه الإرتجاليَّة المكشوفة في هذا التَّبديل و"الكِتمان" ومُصادمتِها لمشروعات قائِمة لتطوير المَناهِج في وزارة التَّربية والتَّعليم، كما لن أتحدَّث عن الهدْر المالي الواقع بسبب هذا التصرف، فقد استنزفت ملايين الريالات في كُتب قد طُبِعت ووصلت مستودعات إدارات التعليم، ولن أتحدَّث عما يُورثه هذا الحذف من تأكيد وترسيخ نظرة الغرب – وأذنابهم – أن المناهج السابقة تصنع "الإرهاب" و"التَّفجير"! سيكون حديثي في هذه المقالة عن موضوع الولاء والبراء، وهل صار أمراً محرجاً يُستحيى من تعليمه وتدريسه فضلاً عن تطبيقه وتحقيقه؟ لقد بُلينا – في هذه الأيام – بأقوام يتوارون خجلاً من إيراده وتقريره، وربما تأوّلوا بانهزامية ظاهرة وتأويلات مستكره. إنَّ الحب والبغض أمر فطري لا انفكاك عنه، فكل إنسان سواءً كان برّاً أو فاجراً مؤمناً أو كافراً لديه هذه الغريزة الفطرية والنزعة البشرية من مشاعر الحب والبغض، وهذا أمر معلوم مشاهد، فالكافر يحب ويبغض، كما أن المؤمن يحب ويبغض، لكن الكافر يحب كل ما يهواه فقد يحب الكفر والفجور والاستبداد والخمر والظلم، وأما أهل الإيمان فهم يحبون ما يحبه الله تعالى من الإيمان والتوحيد والعدل والعفاف، كما يبغضون كل ما يبغضه الله _تعالى_ من شرك وظلم وفواحش. فهؤلاء الذين يتباكون على مشاعر الكراهية والعداء، ويطالبون بإزالتها واستئصالها، حقاً إنهم لا يخالفون الثوابت الشرعية فحسب، بل يصادمون الفطرة الإنسانية ويخالفون الطبيعة البشرية. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "أصل كل فعل وحركة في العالم من الحب والإرادة، كما أن البغض والكراهة أصل كل ترك" (جامع الرسائل، قاعدة في المحبة 2/ 193).ويقول في موضع آخر: "إذا كانت المحبة والإرادة أصل كل عمل وحركة .. عُلِم أنَّ المحبَّة والإرادة أصل كل دين، سواء كان ديناً صالحاً أو ديناً فاسداً". (المرجع السابق 2/ 217، 218).إنَّ الحبَّ في الله والبغض في الله ولوازمهما من الولاء والبراء ليس إيماناً فحسب، بل هو أوثق عُرى الإيمان كما ثبت في الحديث عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وعقيدة الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين من الفرائض الشرعية المعلومة من الدين بالضرورة، كما أن الولاء والبراء من أعظم الضمانات وأقوى الحصون في حفظ الناشئة من الإنحدار في مهاوي التغريب ومفاسد الانفتاح الإعلامي والعالمي. ألا فليتق الله _تعالى_ أرباب تبديل المناهج والعامدين إلى إقصاء شعرة الولاء والبراء، وليتذكّروا أنهم موقفون بين يدي الله _تعالى_ وسائلهم عما صنعوه. ويُقال لأرباب اللجان "المبدِّلة": أبلغ بكم العجز وقصور العلم ألا تجدوا طريقة ملائمة في تدريس الولاء والبراء وتقريبه للناشئة؟ أو تظنون أن الولاء والبراء لا ينفك عن الإرهاب والتفجير؟ - فذلك ظن السوء – فإما أن يحذف الموضوع كله، أو يبقى الولاء والبراء بما لا انفكاك عنه كما توهمتم .. ! قد كان يسوغ لكم أن تختاروا أمراً ثالثاً به يزول المحذور المتوقع والإشكال المتوهم، وهي أشبه ما تكون بضوابط وتنبيهات في هذا الموضوع، وقد أشار فضيلة الشيخ صالح الفوزان إلى المداراة مثلاً. ويمكن أن يلحق بتلك الضوابط الفرق بين عداوة الكافرين وبين البر والإقساط، وأن عداوتهم لا تنافي العدل والبرّ معهم، كما حرّره القرافي في الفروق. كما أن من الضوابط المهمة: التفريق بين حال القوة لأهل الإسلام، وبين حال ضعفهم ففي القوة لهم أن يبادروا بالجهاد لأعداء الله _تعالى_، وفي حال الضعف لهم أن يأخذوا بآيات الصبر والصفح والعفو كما قرره ابن تيمية في (الصارم المسلول2/ 413). وكما يُنهى عن التشبه بهم ويغلّظ على من فعل ذلك، لكن قد يجوز ذلك في حال غلبة وقوع الضرر منهم كما وضحه ابن تيمية في (الإقتضاء).كما أن تقرير مسائل الولاء والبراء أمر جليل، لكن تطبيقها على الواقع يحتاج إلى مراعاة تحقيق المناط، وكذا تطبيقها على الأفراد يحتاج إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
مراعاة عوارض الأهلية كالجهل والتأوّل ونحوهما. أحسب أن هذه الضوابط ونحوها أليق وأنسب من هذا الحذف والإقصاء. وإذا كان أرباب التبديل والكتمان قد خافوا أن يصنع الولاء والبراء تفجيراً وإرهاباً، فقد خرّجت هذه المدارس مئات الألوف من الناشئة ولم يكونوا إرهابيين ولا مفجّرين، ولو فرضنا – جدلاً – أن واحداً من تلك الألوف المؤلفة قد درس الولاء والبراء وساء فهمه ثم أعقب ذلك إرهاب وتفجير .. أفيسوغ أن تبدّل المناهج لأجل هذا الواحد – المفترض – ونهمل تلك الألوف المؤلفة؟ وهبّ – مرة أخرى – أن شعيرة الولاء والبراء أورثت تفجيراً، أفيجوز أن نعالج الخطأ بالخطأ، وأن نتداوى بالتي هي الداء؟ إن الخطأ يعالج بالصواب والبدعة ترد بالسنة. إنَّ ما صدر من هذه التصرفات المرتجلة من أجل إقصاء موضوع الولاء والبراء، وما تبعها من هدر مالي ومخالفات نظامية وتجاوزات إدارية، وتكرار في موضوعات .. كل ذلك يكشف عن سوء تدبير وحرمان من التوفيق، ولا غرو في ذلك فإن التأييد والتوفيق والتسديد إنما يناله من حقق هذا الأصل، كما قال _سبحانه_: ? لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ? [المجادلة: 22].قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شأن هذه الآية: "فهذا التأييد بروح منه لكل من لم يحب أعداء الرسل وإن كانوا أقاربه، بل يحب من يؤمن بالرسل وإن كانوا أجانب، ويبغض من لم يؤمن بالرسل وإن كانوا أقارب، وهذه ملة إبراهيم" (الجواب الصحيح 1/ 256).ويقول في كتاب آخر: "وليعتبر المعتبر بسيرة نور الدين زنكي، وصلاح الدين، ثم العادل، كيف مكّنهم الله وأيّدهم، وفتح لهم البلاد، وأذلّ لهم الأعداء، لما قاموا من ذلك بما قاموا به، وليعتبر بسيرة من والى النصارى، كيف أذلّه الله _تعالى_ وكبته" (مجموع الفتاوى 28/ 143).وأخيراً فإنَّ على الدُّعاة وطُلاَّب العِلم أنْ يعنوا بتقرير وتحقيق هذا الأصل من خلال عدة محاور، منها: الأُخُوة الإيمانيَّة، وسلامَة الصَّدر تجاه أهل الإيمان، وحُقوق المُسلم على أخيه، وأحكام التَّشبه بالكفَّار، وصور موالاة الكفَّار وأحكامها، ومفاسد الدعوة إلى تقارب الأديان أو ما يسمى بالإعتراف بالتَّعددية المذهبية الفكرية، فلقد كان سلفنا الصالح يجتهدون في إظهار الإسلام والسنة لا سيَّما عند خفائها واندراسها، ومن ذلك أن الإمام سفيان الثوري – رحمه الله – كان يقول: "إذا كنتَ بالشام فاذكر مناقب عليّ، وإذا كنتَ بالكوفة فاذكر مناقب أبي بكر وعمر" أخرجه أبو نعيم في (الحلية. (7/ 260حيث غلب النصب – بغض عليّ رضي الله عنه – على بلاد الشام آنذاك، كما ظهر التشيع في الكوفة. ورُئي عمر بن مرّة الجملي بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بمحافظتي على الصلوات في مواقيتها، وحبّي علي بن أبي طالب، "فهذا حافظ على هاتين السنتين حين ظهر خلافهما، فغفر الله له بذلك، وهكذا شأن من تمسّك بالسنة إذا ظهرت البدعة" (منهاج السنة النبوية 8/ 239).وأظهر الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – في بغداد تحريم النبيذ من غير العنب مما يسكر كثيره، فألّف كتاب الأشربة، حتى إن الرجل يدخل بغداد، فيقول: هل فيها من يحرم النبيذ؟ فيقولون: لا، إلا أحمد بن حنبل. (انظر نظرية العقد لابن تيمية ص84).
اللهم اجعلنا سلماً لأوليائك حرباً على أعدائك، وبالله التوفيق.
المصدر: موقع نور الإسلام.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 06:15]ـ
بارك الله فيكم وفي الدكتور عبدالعزيز ..
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:48]ـ
مقال يحكي الحال
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 09:10]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ عبدالعزيز
فما أحوجنا إلى ترسيخ عقيدة الولاء والبراء في الأمة جمعا وليس في الناشئة فحسب
ليكون أعتزازنا وفخرنا بهذا الدين.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:22]ـ
شكرا لمرروركم
ـ[المحدثة]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 01:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وفي الشيخ
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 04:28]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك أختي الفاضلة
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[03 - Jan-2009, صباحاً 06:55]ـ
بارك الله في الشيخ عبدالعزيز ونفع به، وربما من أشد ما نعانيه الآن في قضايا الولاء والبراء رفع بعض طلاب العلم ودعاته لواء التسامح وابتداعهم -كما ذكر الشيخ- للمحبة الفطرية التي لا ندري من أين اتوا بها!!؟؟
وتلبيس طلاب العلم على عامة الناس من أشد الأمور خطرا على العقيدة.
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[03 - Jan-2009, صباحاً 08:18]ـ
بارك الله في الشيخ وسدده، وأعانه على الجهر بالحق دائمًا(/)
جهاد الخازن (النصراني) ينصف حذاء (منتظر الزيدي) ويهاجم الخونه
ـ[عبدالله الفارس]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 06:47]ـ
منتظر الزيدي فعل ما كان يجب أن نفعل نحن ...
جهاد الخازن الحياة - 23/ 12/08
هل بقي شيء لم يقل في منتظر الزيدي وحذائه ورأس جورج بوش؟
العرب انقسموا حتى على حذاء، وفي حين ان الغالبية، وأنا منها، رأت أن رمية الحذاء كانت تعبيراً عن رفض سياسة الرئيس الأميركي وما جرّت من ويلات على العراق، فقد كانت هناك أقلية انتقدت الوسيلة التي استخدمها الزيدي، أو هاجمت انتصار العرب له، والنتيجة واحدة، وهي ان هذه الأقلية تسكت عن موت مليون عراقي في الاحتلال (والرقم ليس من عندي بل من مجلة «لانست» الطبية البريطانية وجامعة جونز هوبكنز وهما أصدق من إدارة التطرف والحرب).
مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي قال: انه كانت هناك وسائل أخرى للتعبير عن الرأي بطريقة حضارية، ولكن الزيدي فضل اختيار طريقة «همجية».
الهمجية يا سيد موفق هي احتلال العراق لأسباب ملفقة عمداً وقتل مليون من أهله، كما لم يفعل التتر أو صدام حسين نفسه، والهمجية هي إدانة ضربة حذاء، لا تقتل بل لا تجرح، ثم السكوت عن قتل العراقيين كل يوم وحتى اليوم.
مستشار الأمن القومي هو لقب مستورد من أميركا، فنحن لم نعرفه في بلادنا قبل الاحتلال، مع ذلك أعطي موفق الربيعي «فائدة الشك» فلعله مقتنع فعلاً بما يقول، ولا يتحدث لأنه مدين بمنصبه لإدارة جورج بوش والاحتلال، ثم أسأله ان يصبر علي وأنا أكمل.
في المؤتمر الصحافي في بغداد، والى جانب رئيس الوزراء نوري المالكي، قال جورج بوش ان غزو العراق «كان ضرورياً لأمن الولايات المتحدة واستقرار العراق (والله العظيم هكذا حرفياً) والسلام العالمي».
هل هناك فجور سياسي أكثر من هذا؟ «ضروري لأمن العراق» تعني أن احتلال بلد وتدميره على رأس أهله وقتل مئات الألوف منه، من دون أن تكون له أدنى علاقة بالإرهاب الذي أصاب الولايات المتحدة، مسموح به ومبرر ومقبول، فأمن الأميركيين أهم من أرواح العراقيين، حتى وهذا وذاك غير مترابطين.
و «استقرار العراق» عبارة لا يقولها إلا مجنون أو عاقل يتصور أنه يخاطب مجانين، فلا استقرار في العراق البتة، بما لا أحتاج إلى شرحه.
ومثل ما سبق «السلام العالمي»، فهو لا ينقص أو يزيد باحتلال العراق وقتل أهله، وكل ما حدث ان الاحتلال زاد الارهاب حول العالم.
كيف يكون الرد على هذا الكلام الذي كرره جورج بوش في كلية وست بوينت وفي معسكر النصر، وفي قاعدة باغرام، ثم عاد ليكرره في كلية حرب الجيش الأميركي في بنسلفانيا؟ أعتقد أن الحذاء وسيلة حضارية جداً، فهو ليس سلاحاً يقتل، وانما يتضمن رفضاً وإهانة وغضباً تظل أقل كثيراً من اهانتنا بالحديث عن أمن أميركا على حساب أرواح العرب والمسلمين.
الأقلية التي لم تحركها همجية ادارة بوش ضد العراقيين أعلنت رفض وسيلة تعبير سلمية، ثم أكملت بإدانة انتصار العرب للزيدي وحذائه، فهذا «تخلف» أمّا ابادة الجنس فحضارة.
الضجة لم تكن عربية فقط، بل عالمية، والأميركي جون كيني في «نيويورك تايمز» كان عنوان تعليقه «الحذاء الذي سُمع حول العالم»، أما الأميركي الآخر ديف ليندورف فقال: «منتظر الزيدي فعل ما كان يجب أن نفعل نحن (الصحافيون الأميركيون)».
واخترت أن أراجع بريد القراء عن الحادث في «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست». وهما من أرقى الصحف العالمية، ومثلهما قراؤهما، ووجدت أن غالبية عظمى تؤيد رمي جورج بالحذاء، وكانت التعليقات من نوع: اعتبر منتظر الزيدي رجل العام، وقد كان أشجع من الصحافة الأميركية كلها التي خنعت أمام مجرم الحرب هذا وأكاذيبه عن 11/ 9. وأيضاً: بوش كان دائماً أحمق ورمية الحذاء مضحكة لولا أنه عندما يكون الرئيس أحمق يموت الناس. وغيره: بوش محظوظ لأنه لم يُرمَ بما هو أقوى من حذاء بالنظر الى ما ارتكب هو وجماعته في العراق. ومثله: يا لها من طريقة رائعة في التعبير عن الغضب ...
ما سبق هو أسطر قليلة من مئات الرسائل في مئات الصفحات، وفي أرقى صحف عالمية، لذلك أرجو من الأقلية المدينة بمواقعها للولايات المتحدة أو «المبهورة» بالحضارة الغربية ألا تعمى عن حجم الجريمة، أو عن حقارة الدفاع عنها بكذب لا ينقطع ما يزيد على الموت إهانة الضحايا الأموات والأحياء.(/)
هذه نظرياتهم،فأين هي نظرياتنا، وأين هو دفاعنا عن حقوقنا وحقوق تراثنا ونحوه؟؟!!
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 01:40]ـ
في أحدى المؤتمرات أعلن أحد أخوتنا هذا الموضوع.
وكنا نأمل من النخب العلمية أن تركز عليه حتى لا نصدق أنا أمة لا تقرأ ولا ... والله المستعان
هناك من يدافع عن كل شئ في هذه الأمة؟
وهناك من نام عن كل شئ فيها؟
وهناك ..
وهناك ...
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم!!
لاحظوا اهتماماتهم وهم نصارى و .. ؟؟
وانظروا بحالنا نحن؟؟؟
من علم منا بالخبر؟ من نظر بالنظريات التي كتبت عنه؟ من قام من أهل الفن يطالب بحقوقه فيه على الأقل الفكرية، أم ترانا نتركهم يسرقون وينهبون و .. و ... ونحن لا نحرك ساكنا؟ بل ولا ندري ما حقيقة ما يحدث ايضا؟ ناهيك عن ما ترفعه بعض وسائل الأعلام؟؟ وهي هزيلة هزيلة .. من أنها أطلعت على جزئيات عنه؟ وماذا وراءه؟
وفي الغرب البعيد تراهم يدرسون الموضوع وينظرون لأولياته وهم بمحاكاة له لأنه على درجة من الاستحقاق عندهم غير تلك التي عندنا مع الأسف،ليس هو بالطبع بل أمثاله أمثال كما يقال،ونحن الله المستعان ...
أنظروا اليه،وليتكم تكتبون عن آراؤكم فيه رعاكم الله،ولكن بعد تأملات!!
عن مكتب فضيلة الشيخ د. عبدالله الأنصاري
****************************** **********
كتب فضيلة أحد العلماء ...
قبل نحو ساعة وردت لبريدي رسالة أرسلت لي من قبل مدير مكتب أحد المشايخ،ولما طالعتها علمت بأن البروفيسور ك. آدم وهو عالم كبير يشغل منصب استاذ كرسي في احدى الجامعات الاسترالية اليوم،ورسالته كان قد بعث بها الى مكتب العلامة أ. د.سالم آل عبدالرحمن،فلما قرأتها قلت بعرضها على أخوتنا لنسمع مطالعاتهم نحو خبرها.
وقبل أن أترككم رعاكم الله تعالى الى خبر الرسالة،أقول علمت بأن أ. د. آل عبدالرحمن كان قد كتب رده العلمي من قبل على هيئة من كبار العلماء في هيئات علمية عالمية مختلفة حول الاختراعات المصاحبة لحقبة تاريخية مرت على العراق بين فترة سيدنا نوح عليه السلام مروراً بسيدنا ابراهيم ومن جاء بعدهم من الأنبياء عليهم السلام وقال أنه حقق فيها بمتابعات حثيثة وطلب تسجيلها -كما بلغني- كتراث علمي للأنبياء الذين عاشوا في أرض السواد ولغيرهم من كبار العلماء بأزمانهم،وسأعمل جاهدا لعرضه عليكم ان وفقت بالحصول عليه أو على جانب منه ... والله الموفق ....
الرسالة:
لغز بطاريات بغداد
في متحف العراق الوطني , توجد جرة صغيرة, بحجم قبضة اليد , هذه الجرة قد تتطلب منا إعادة النظر في كتب تاريخ الحضارات القديمة!
من المتعارف عليه لدينا أن العالم (فولتا) هو مخترع البطارية الكهربائية في العام 1800 م , حيث استنتج من تجاربه أن وجود قضيبين معدنيين من مادتين مختلفتين في وسط كيميائي , يولد لنا طاقة كهربائية , وهذا الاكتشاف أدى إلى تخليد اسمه كوحدة لقياس فرق الجهد الكهربائي (الفولت).
لكن الجرة الصغيرة الموجودة في بغداد تخبرنا أن (فولتا) لم يكتشف البطارية الكهربائية , بل انه (أعاد) اكتشافها!
أول من تكلم عن هذه الجرة هو العالم الألماني (ويلهيلم كونق) Wilhelm Konig في سنة 1938م , حيث وجدها المنقبون في منطقه تسمى خوجة رابو Khujut Rabu قريبا من بغداد.
كان عمر الجرة عند اكتشافها حوالي 2000 عام و تتكون من قضيب معدني محاط بأسطوانة نحاسية , ويحيط بهما الفخار الذي تم إغلاقه من الأعلى بمادة الإسفلت, وكشفت دراسة الجرة أنها كانت تحتوي على الخل , حيث أن وجوده يؤدي إلى تفاعل ينتج تيارا كهربائيا. اعتقد ويلهيلم أن هذه الجرة بهذه المكونات هي عبارة عن بطارية و نشر أبحاثه في هذا الشأن عام 1940م , ولكن بدء الحرب العالمية الثانية أدى إلى نسيان هذا الاكتشاف لفترة من الزمن.
وبعد 60 عاما من اكتشاف بطاريات بغداد - وهناك حوالي 12 منها - لا يزال الغموض يحيط بها.
ويقول الدكتور بول كرادوك المسؤول في المتحف البريطاني: (إن البطاريات جذبت كثيرا من الاهتمام. وهي بالغة الأهمية لأننا لا نعرف أحدا وقع على اكتشاف كهذا. وهي من الألغاز التي يصعب فهمها أو حلها)
وكان السؤال الأهم: لماذا اخترع العراقيون القدماء هذه البطارية الكهربائية و فيم كانت تستخدم؟
ظهرت عدة نظريات تحاول الإجابة على هذا السؤال , منها أن هذه البطاريات كانت تستخدم في طلاء التماثيل بالذهب , و هناك نظريه أخرى تقول أنها كانت تستخدم في العلاج الطبي حيث وجدت بعض الإبر قريبا من البطاريات , ومن المعروف أن العلاج بالإبر الصينية يكون مصحوبا أحيانا بتيار كهربائي خفيف.
ولكن حتى الآن تبقى هذه مجرد نظريات ولم يتم التأكد حتى الآن من الغرض الحقيقي وراء صناعة هذه البطاريات قبل 1800 سنه من اكتشافنا لها.(/)
أهل غزة يعانون القصف الآن (لا تنسوهم من الدعاء)
ـ[الآجري]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 02:17]ـ
http://www.lojainiat.com/mimages/1230375712640.jpg
http://www.lojainiat.com/mimages/1230376206426.jpg
http://www.islamonline.net/arabic/news/2008-12/27/images/cov06a.jpg
http://www.islamonline.net/arabic/news/2008-12/27/images/cov04a.jpg
http://www.islamtoday.net/media_bank/image/2008/12/27/1_20081227_1725.jpg
( لُجينيات) غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أسفرت سلسلة المجازر التي ارتكبها الطيران الحربي الصهيوني، قبل ظهر اليوم السبت (27/ 12)، عن استشهاد ما يزيد عن مائة وعشرين فلسطينياً حتى الآن، في حين أصيب أكثر من مائتين آخرين، جراح العشرات منهم خطيرة.
وقال مدير الإسعاف في غزة: "هناك حتى الآن أكثر من 120 شهيداً و200 جريحاً في سلسلة غارات صهيونية متواصلة على قطاع غزة". متوقعاً ارتفاع عدد الشهداء والجرحى في ظل استمرار الغارات الصهيونية المكثفة.
وقال شهود عيان إن ما يجري عبارة عن حرب حقيقية، حيث شمل القصف الصهيوني العديد من المقرات الأمنية على امتداد قطاع غزة، مما أدى إلى ارتقاء العشرات من الشهداء بشكل جماعي، وهو من أعنف العمليات الحربية الصهيونية منذ أكثر من عامين.
وأضاف الشهود أن الطائرات الحربية الصهيونية من طراز "اف 16" استهدفت أحياءاً سكنية في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، حيث كان توقيت العمليات في وقت الذروة وقت خروج الطلاب من مدارسهم، وتم قصف أكثر من ثلاثين هدفاً.
وقال السكان إن الغارات لا تزال متواصلة وأن الدمار كبير وحجم الغارات يعتبر هو الأوسع من نوعه في تاريخ قطاع غزة. وعبر المواطنون عن إصرارهم على الصمود والتحدي.
http://www.lojainiat.com/?action=dnews&mid=9033
تعليق: الحمد لله على كل حال، وإن شاء الله أنهم شهداء، وأنهم حازوا شرف الموت في سبيل الله يوم حاز غيرهم مهانة السكوت والخيانة، ولا تنسوهم من دعائكم في صلاتكم، و من كان إماماً فليقنت، ومن لا فليوص إمامه.(/)
التعليم المعاصر ماله وما عليه
ـ[عبدالرحمن المالكي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 02:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أمد بعيد وأنا أحدث نفسي وأحدث من حولي بحتمية وضرورة التغيير في المحتوى والأساليب والمنهجية في التعليم في بلاد المسلمين، وكانت الأفكار والردود تأتيني من حولي إما مقتضبة وإما مشوشة لا تكاد تفهم، ولرغبتي في مشاركتي لفكرة شغلت حيزاً كبيراً من تفكيري رأيتكم حفظكم الله أولى من يستشار كون فيكم طلبة علم مارسوا التعلم والتعليم زمناً ليس باليسير غفر الله للجميع؛ فاسمحوا لي بطرح ما أردت ولا تنسوني من نصحكم.
كانت طرائق التعليم وحتى أمد قريب لا سيما في الجزيرة العربية كما هو معلوم تعتمد نظام الكتاتيب، وفيها يحرص المعلم على تدريس الطالب القراءة والكتابة والقرآن قراءة وحفظ ماتيسر منه، وبعد ذلك من سمت همته للتحصيل لا يعدم ناصحاً وموجهاً لا سيما إذا وجد من يقوم بحاجته وينفق عليه، ومن لم يستطع إلى ذلك سبيلا ينصرف للعمل في ما يعمل فيه أهله من حرفة من رعي أو زراعة أو حتى صناعة، وبحمد الله جاءت هذه النهضة المباركة في بلاد الحرمين ففتحت المدارس حتى اكتمل النظام على ما نرى الآن منذ عقود، فيقضي الطالب في التعليم إذا كتب له التوفيق سبعة عشر سنة متنقلاً بين الإبتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية ثم التعليم العالي في حال لو قدر له السير دون ان يتعثر، وتخرج خلال هذه الفترة عدد كبير وإمتلأت المدارس والكليات والمعاهد في بلد أغلب سكانه من الشباب، وما زال هذا الحال حتى أصبح الطلب في السوق أقل من المعروض في وقتٍ كان العجز في كثير من التخصصات الفنية يبلغ 100%، فوجد في البلاد سوق للأيدي العاملة دون الأخذ في الحسبان الكفاءة والجودة والإتقان، وعند الوقوف والنظر لهذه المشكلة نجد أنفسنا امام عجز في الكفاءات الذي ينعكس على الإنتاجية ثم الإستقلالية وتجد نفسك شئت أم أبيت في دائرة التبعية فاقداً زمام الأمور وناقص الحرية.
عند تأمل الوضع الراهن ومقارنته بالوضع سابقاً مع توفر الإمكانيات اليوم ترى عظيم الخسارة والإهدار في القدرات والمقدرات، فلو كانت الفكرة هي مجرد اخراج جيل يقرأ ويكتب - يفك الخط - فهذا نوعاً ما هدف تحقق، وأما إذا كان الهدف هو مطلق الإستقلالية عن تبعية الغير فللأسف هذا الهدف بعيد المنال بهذه المنهجية.
ولو أردنا تسليط الضوء على الواقع المعاصر لوجدنا ما يندى له الجبين بدون طول نظر ولا بحث؛ فالأمر واضح لا مرية فيه؛ فعدد الخريجين من الكليات النظرية وفي جميع التخصصات الشرعية والأدبية والإدارية عدد لا يستهان به، وعند ترجمة هذه الأعداد إلى إنتاجية ودعم للبلد تصدم بالواقع المرير.
الحقيقة الأمر يحتاج إلى إعادة نظر في المنهجية وطرائق التعليم على كافة المستويات وإعادة برمجة كاملة لمراحل التعليم وخلق مستويات بديلة.
وللحديث بقية ...(/)
هل فكرت يوما ان تكون منهم؟؟
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:26]ـ
الحمد رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الامين محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه ومن سلك طريقه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد: ان من حكمة الله عزوجل ان قدر الخير والشر ورتب الجزاء العادل لسالك احد النجدين وجعل لكلا الطريقين اهل - فأهل الخير هم اهل الطاعة هم سادات الناس في الدنيا واهل الشر هم اهل الفسق والفجور هم جنود ابليس في الارض واعوانه ومن تمام عدله تبارك وتعالى انه لا يؤاخذ احدا بجريرة غيره- فكل امرىء بما كسب رهين – (من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا و لانصير ا ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فاؤلئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) (النساء) فوعد اهل الطاعة والخير بالفوز والفلاح الابدي اذا تمسكوا بالمنهج الذي شرعه لهم وجعلوه حاكما في كل صغيرة وكبيرة وفي كل امر من امورهم وتوعد وحذر اهل معصيته بالذل و الاهانة يوم الحسرة والندامة اذا خالفوا شرعه قرآنه. واعلم ان الناس متفاوتون ايما تفاوت في تمسكهم بهذا بهذا الكتاب كل بحسب محبته واجلاله لربه تبارك وتعالى فاذا اردت ايها القارىء الكريم معرفة منزلتك عند الله فتفقد حالك مع ربك في الخلوات والجلوات، هل انت من الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا، هل انت ممن اذا اصابته مصيبة تذكرانها من عند الله فقال: (انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها)،هل انت من الذين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم قالوا: سمعنا واطعنا،هل انت من الذين تنهاهم الصلاة عن الفحشاء والمنكر وهل وهل وهل .. اسئلة كثير والمقام لا يسع لطرحها لكن نصيحتي لك اذهب واقرأ القران بتمعن وتدبر واستعن بتفسير ولو مختصر حتى تفهم مراد الله منك اولاً وبعد ذلك تقوم بتنفيذه كما أُمرت، وتأمل ايضا في سيرة و سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وزنْ نفسك واعمالك واحوالك واعرضها على هذين الاصلين الكتاب والسنة حتى تعلم منزلتك عند الله (قربا وبعدا) وحتى تنال المنزلة الرفيعة عند الله - منزلة الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين - اقول: لابد من الاستعانة بالله وطلب التوفيق والتسديد منه سبحانه واعلم انه لا ينال ما عند الله الا بطاعته وبتوفيق منه و الايمان ليس بالتمني والتحلي حتى تصدقه الاقوال والاعمال واعظمها ورأسها تحقيق معنى الشهادتين نطقا وعملا بما استوجبته واقرارا واعتقادا بما تضمنته والبعد كل البعد عن نواقضهما فاذا حققت ذلك المعنى فاستعن بالله واسلك سبيل الدعوة الى الله وليكن زادك التقوى وراية قافلتك الدعوية قوله تعالى (قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني) و ليكن سلاحك العلم الشرعي. واصبر على مايعرض لك من مصائب وصعوبات فانك تقوم بوظيفة الانبياء واتباعهم وهي اشرف الوظائف والاعمال كما قال سبحانه و تعالى (ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال اني من المسلمين) واستحضر عاقبة امرهم – اي حين اكرمهم الله ورفع شأنهم وذل أهلك من خالفهم عله يكون حاديا لك في طريق الدعوة وسلوة وأنسا.
واعلم ايها القارىء الكريم ان العبد متى كان لله كما يريد اعطاه فوق ما يريد والان له الحديد وامده في كل شان من شؤونه بالعون والتسديد بل وحبب اليه الناس كلهم القريب منهم والبعيد اذا تأملت حال هذا العبد رأيته يعيش في الدنيا طاهرا متعففا تقيا نقيا راضيا بما قسمه الله له. هذا العبد عظَم الله في قلبه فجعل كل من يراه يهابه ويحبه ويوقره. فهو يعمل جاهدا على موافقة اوامر الله في المنشط والمكره والعسر واليسر متوكلا على الله منيبا اليه فقير اليه لا يعيش لحظ نفسه وانما غايته العظمى طلب رضى الله ولسان حاله ومقاله (اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك من لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك) واذا رأيته وجدت النور يشع من وجهه خاضع القلب والبدن غاض الطرف لين الجانب متواضع في تعامله يوافق قوله فعله اذا دعى الناس للخير تجده اول المبادرين واذا نهى عن الشر رأيته اول المحجمين عنه واذا تكلم ووعظ وقعت موعظته في القلوب موقعها واذا سكت رايت عليه الوقار لايرى لنفسه فضلا على احد، يعرف بليله اذا الناس نائمون وبنهاره -وهو صائم -اذا الناس مفطرون ووبكائه اذا الناس يخوضون ويلعبون. دائما يستحضر نظر الرب عزوجل اليه وهو على علم ان كل ما يصدر منه مسطر ومكتوب عند الحفظة الكرام، لذا فيجتهد على حراسة الخواطر الرديئة والارادات والعزائم لانه يعلم ان جميع احواله واعماله ظاهرة و مكشوفة عند الله تبارك وتعالى فالسر عنده علانية والامور الخفية عنده بادية لا يخفي عليه شيء في الارض ولا في السماء لا اله الا هو العليم الحكيم. فهؤلاء القوم اذا جالستهم قرت عينك بهم واذا رأيتهم ذكّروك بالله هولاء هم الناس حقا هم اهل القرآن هم اهل الله وخاصته
فاجتهد يا عبدالله على اللحاق بهذا الركب المبارك و الذي يترأسه النبي صلى الله عليه وسلم وفي صفه الاول الصحابة رضي الله عنهم وفي مقدمة الصفوف السلف الصالح جلعنا الله واياكم منهم بمنه وكرمه. وحتى تلتحق بهذا الركب المبارك استعن بالله واعلم انه ما خاب ولا خسر احد استعان بالله وابذل الاسباب التي من اهمها بل ورأسها معرفة و تحقيق معنا الشهادتين قولا وعملا اعتقادا واي تقصير في هذه الامور يقابله التأخر في اللحاق بالقوم والموفق من وفقه الله والمحروم من حرم وكل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها او موبقها والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا به(/)
سماحة مفتي عام المملكة مجيبا: وضع لايحتمل نعم يقنت لأهل غزة فرج الله عنهم
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:42]ـ
كما هو في العنوان
وانشروا لأئمة المساجد ...
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 11:31]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
الله ينتقم منهم، وينصر المسلمين عليهم
الله ينتقم منهم، وينصر المسلمين عليهم
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 05:45]ـ
مفتي السعودية يدعو للقنوت من أجل ضحايا غزة.
السبت 29 ذو الحجة 1429 الموافق 27 ديسمبر 2008
طالب سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، أئمة وخطباء المساجد بالقنوت والدعاء للإخوة الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون لهجمة صهيونية شرسة أدت إلى وقوع عشرات الشهداء والجرحى وتدمير المنازل والأبنية السكنية.
وكانت مجموعة من العلماء وطلبة العلم والدعاة طالبوا بضرورة القنوت والدعاء للفلسطينيين في غزة.
من جهة أخرى استنكر سماحة الشيخ محمد رشيد قباني مفتي الجمهورية اللبنانية خلال ترؤسه اجتماع مجلس القضاء الشرعي الأعلى في دار الفتوى، ما يجري في قطاع غزة ووصف الاعتداء على الشعب الفلسطيني بالمجرم والوحشي، ودعا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والقادة العرب إلى نصرة الشعب الفلسطيني الذي يواجه الموت والدمار على يد الإجرام الإسرائيلي في غزة والعمل على إيقاف العدوان على غزة فوراً ومحاسبة الدولة العبرية المجرمة على أعمالها الوحشية.
وعلى الصعيد السياسي دعا كل من الرئيس السوداني عمر البشير والأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلي ضرورة عقد قمة عربية طارئة لمناقشة الوضع في غزة ومراجعة المواقف العربية تجاه الأحداث الجارية.
رسالة الإسلام - وكالات.(/)
عوض القرني: أسيلوا دماء الإسرائيليين في كل مكان
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 09:26]ـ
جدة (السعودية) - أفتى المفكر الإسلامي السعودي الشيخ الدكتور عوض القرني باستهداف المصالح الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم، ردا على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال اليوم السبت ضد قطاع غزة وأسفرت عن استشهاد نحو 205 فلسطينيين وإصابة ما لا يقل عن 450 آخرين بجروح.
وطالب القرني الإدارة الأمريكية الجديدة بأن تعيد حساباتها في علاقاتها مع المسلمين، مشيرا إلى وجود "مؤامرة عربية" ساهمت في تجرأ الصهاينة على القيام بهذه المجازر.
وقال الدكتور القرني في فتواه: "أنا هنا أفتي فتوى شرعية بأن المصالح وكل ما له صلة بإسرائيل هو هدف مشروع للمسلمين في كل مكان، وأن المسلمين يدفع بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم".
شاهد:
غزة تكبر وإسرائيل تتجبر
شارك:
ماذا تتوقع من الحكام؟ وكيف تنصر غزة؟
وتابع قائلا في تصريحات لـ"إسلام أون لاين. نت": "لن تتحقق معاني أحاديث الجسد الواحد والبنيان المرصوص إلا بهذه التحركات .. ويجب أن يكونوا (الإسرائيليون) أهدافا، وتسيل دماؤهم كما تسيل دماء إخواننا في فلسطين، ويجب أن يمسهم القرح أكثر مما مس إخواننا من القرح"، مضيفا: "هذه فتوى أتحمل مسئوليتها أمام الله تعالى".
مؤامرة عربية
وأكد القرني أنه "لولا التخاذل العربي وضلوع بعض الحكومات العربية في هذه المؤامرة لما تجرأ الصهاينة على القيام بهذه المجزرة".
وقال: إن "زيارة (تسيبي) ليفني وزيرة خارجية العدو قبل أيام إلى مصر وأخذها بالأحضان من قبل المسئولين المصريين أمام الكاميرات، وتأكيدها أن الأوضاع في غزة ستتغير، وعدم الرد عليها من قبل المسئولين المصريين جزء من المؤامرة".
وأضاف أن: "تعزيز مصر لإجراءاتها الأمنية على الحدود لمنع اقتحام الفلسطينيين للحدود - بحسب وسائل إعلام مصرية - دليل على وجود مؤامرة أيضا".
وهاجم القرني الولايات المتحدة لسكوتها على المجازر الإسرائيلية قائلا: إن "واشنطن بصمتها ودعمها للمذبحة الإسرائيلية ستدمر مستقبل البشرية، فضلا عن العلاقات بين المسلمين والغرب".
وأضاف مخاطبا الإدارة الأمريكية الجديدة أن: "مصالح أمريكا الحقيقية هي مع مليار مسلم .. وأن ما أصابكم من بلاء وكوارث هو بسبب ظلمكم ودعمكم للظلم .. استيقظوا من غفلتكم وعودوا إلى إنسانيتكم، وراقبوا أنفسكم، واعلموا أن الأيام دول".
ويعد الشيخ القرني من أبرز الشخصيات الإسلامية في السعودية، واعتقل وفصل من عمله الأكاديمي كأستاذ لأصول الفقه عقب تقديمه مع مجموعة من العلماء السعوديين مذكرة نصيحة للعاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز في بداية تسعينيات القرن الماضي لبلورة العملية الإصلاحية في البلاد.
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=%201230121266099&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 11:08]ـ
جزى الله الشيخ ووفقه كلمة حق في وقت خرست الأسن ..
بارك الله فيه وفي كلمته وجعله وأمثاله سبباً ليقظة الأمة من سباتها ...
لكم الله يا أهل غزة اللهم انصرهم واخذل أعداءهم
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:34]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
جزى الله الشيخ عوض القرني وبارك الله به وبعلمه وبجهده00و والله أنَّا لفتوى صدق وخير أثلجت صدرونا المحترقه على إخوتنا في غزة الأبيه 00أسأل الله أن يجعلها في صحيفة أعماله يوم العرض عليه، و أسأل الله أن تجد هذه الفتوى أذاناً صاغية، وقلوباً واعية وأن نرى في يهود الغدر يوم أسود، لا بل أحمراً من دمائهم كما أراقوا دمائنا في غزة والعراق وأفغانستان00اللهم عليك باليهود واعوانهم وكل من يشد على أيديهم00اللهم أجعل تدبيرهم لنا تدميرهم00وأجعل ما أعدوه لحربنا حسرة عليهم وعلى آبارئهم وأولادهم ونسائهم00اللهم أقبل هذه الدماء التي تراق في غزة وفي كل مكان00وتقبل أصحابها في الشهداء00اللهم آمين00اللهم آمين00اللهم آمين00
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 09:01]ـ
جزاء الله الشيخ عوض القرني خير الجزاء , هكذا نريد الصدع بكلمة الحق
ـ[الكردستاني]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 01:26]ـ
جزا الله الشيخ خيراً وحفظه وبارك في علمه وعمره وكثر الله من أمثاله.
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 01:33]ـ
جعلها الله في ميزان حسناته.
ـ[فجر الدين الدمشقي]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 01:55]ـ
جزى الله الشيخ القرني خير الجزاء. فما أحوجنا إلى مثل هذه الفتاوى. فتاوى يتحمل مفتوها مسؤوليتها أمام الله عز وجل لا أما شيخ أو ذي سلطان!!. فهذه كلمة حق قلّ من يجهر بها في هذا الزمان.
نعم .. هناك مؤامرة كبيرة!! , ويجب أن تراق دماء اليهود كما تراق دماء الغزاويين , حتى تتحقق معاني الأخوة والتراحم والتعاضد كالجسد الواحد.
بارك الله في الشيخ القرني وفي علماءنا مشايخ أهل الحديث. ونسأل الله أن يوفقهم جميعاً إلى فتاوى صادقةٍ كهذه , يتحملون مسؤليتها أمام الله. فهم أولى بها من غيرهم!!. والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 04:42]ـ
هذه كلمات رسمها الخاطر الكدور نصحا لاخوانه في غزة
بسم الله والحمد لله و الصلاة والسلام على محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم
ان ما يصيب المسلمين في غزة مصيبة واي مصيبة .. . لابد ان نعرف جميعا انه ما من مصيبة تنزل الا ولها سبب كما قال سبحانه (وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم) وهذه نقطة مهمة .... لان كل من اراد علاج اي مشكلة لابد ان يعترف بخطأه وسبب الخطأ ويتفادي تكرار حدوثه مرة اخرى ثم يتعرف على سبل علاج المشكلة ....
ما جرى لاخواننا يبكى العيون بل تقشعر له الابدان ... نعم واي مسلم يتحمل ان يشاهد هذه المآسي دون ان تخنقه العبرة ...
علينا جميعا معاشر المسلمين الرجوع الى الله والتوبة والاستغفار والرجوع الى الله فهو الحل الوحيد للقضية
ويكون ذلك بالتمسك بالكتاب والسنة لانه لن يصلح آخر هذه الامة الا ما اصلح اولها (ولن تجد لسنة الله تبديلا)
واعلموا (ان النصر بيد الله يؤتيه من يشاء) وان الله اخبرنا في كتابه بقوله سبحانه (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) ويكون ذلك بنصر شريعته والذب عنها والعمل بها ودعوة الناس اليها والرجوع والتحاكم اليها
اقول اذا ابتدرنا هذا الامر فان النصر سيكون حليفنا وضعيف الايمان ومريض القلب الذي لا يعتقد صحة ما اقول .... اقول له ولامثاله اقرؤوا التاريخ ان شئتم .. والسنن الكونية لا تتغير على مر الازمنة ...
وحب الدنيا رأس كل خطيئة ... ارأيتم يا ايها المسلمون. اصبح عددنا اكثر من مليار مسلم. و لم تغني عنا هذه الكثرة ... سبحا ن اكثر من مليار مسلم , ..... لكنهم غثاء كغثاء السيل قد اوهن قلوبنا حب الدنيا
وسيطر على قلوبنا الخوف الذي من اكبر جنود ابليس احتوى قلوب القادة قبل الشعوب ...
اعلموا- وفقكم الله ونصركم على عدوكم- ان المظاهرات لن نجني من خلالها اي ثمرة ... تعودنا عليها وليس لها فائدة سوى التجمع والصراخ وتفريق الشحنات العصبية واجهاد الحنجرة فقط .. لا اكثر ... وبعد التفرق كأن شيئا لم يكن حتى صارت عادة لنا .... المسلم العاقل يجب ان يتخذ الوسائل النافعة المؤثرة ,,, اهمها 1 - الدعاء وبعضهم بمجرد ان يسمع هذه الوسيلة .... يقول ... نريد حلا فعليا ..... سبحان الدعاء من اعظم الاسلحة التي نمتلكها الان ... لان كل مايحدث هو بتقدير الله ولا يدفع القدر الا الدعاء باخلاص وتحري اوقات الاجابة ... وبذل النصيحة لولاة الامر مهما كانت حالهم (سواء كانوا اخيارا او فجارا) واعظم الجهاد كلمة حق ضد سطان جائر كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ... ويقوم بها وجهاء البلد المخلصين الغيورين على دينهم واخوانهم ...
2 - ان الله عز وجل قرر قاعدة وهي قوله تعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فهذه الوضع الذليل الذي يعيشه المسلمون في جميع ارجاء المعمورة وضع مؤسف ومخزي الكل ينهش في لحوم هذه الامة وينخر بعظمها ونحن اصبحنا كالنعام ننتظر دورنا فاذا اقترب الاجل اخفينا رؤوسنا تحت الثرى وحتى لا نبصر حقيقة الواقع المرير. (ومن يهن الله فما له من مكرم) اما آن الاوان ... متى نغيرنحن وولاة الامر ما في نفوسنا من البلايا التي لا يعلمها الا الله التي استوجت لنا تنكيس الرؤوس حتى رفعنا راية الهزيمة وصفقنا مع العدو على الهلاك .. الى متى وهذه الحال المهينة .. اما سئمتم من الوضع المخزي يا ليت شعري هل من سامع؟؟
واعلموا – حفظنا الله واياكم – ان من اعظم اسباب النصر- زراعة شجرة الايمان في القلوب وماؤها العمل الصالح وثمارها النصر والتمكين في الارض كما قال سبحانه ... (وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ولبدلنهم من بعد خوفهم امنا)
3 - اعلموا – هدانا الله واياكم الى رشدنا - اخيرا ان المواجةه مع اليهود قادمة لا محالة كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون , .... فليدرك وليعي قادة المسلمن هذه المعاني ... والفرار من المواجهة مع اليهود كالفرار من الموت واني يكون ذلك؟؟؟ .. لابد من التضحية فالامر بيد الله ثم بيد المملكة ومصرلا بد من وقفة جادة مع هذا العدوان ولو عن طريق تمويل بعض الجماعات الاسلامية الموثوقة بالاسلحة والعتاد وارسال قوات مساندة ولو خفية ... ان كنتم تخافون الموجهة الصريحة مع اليهود
و اما بالنسبة للدور الذي يمكن أن نقترحه للرد على هذا العدوان والتخفيف من معاناة أهل غزة؟
1 - الصبر فان مع العسر يسرا والله مع الصابرين فتذكرو ا هذه المعاني يا اهل فلسطبن واستحضرا انكم اذا صبرتم فانكم في معية الله ومن كان الله معه فمن اي شيء يخاف؟؟؟
2 - ترك الشقاق وتوحيد الصفوف ... وتصفية كل من تُشم منه رائحة الخيانة ايا كان هذا الشخص ... وقوم بهذه المهمة حركة الحماس اذا كانت سلطة وولاية عامة على جميع افراد الشعب.وهذه مسألة مهمة يعرفها اخوننا الفلسطينين.
3 - اقول لحكومة محمود عباس .... اتق الله والله سوف تسأل عن رعيتك يوم القيامة ... ستسأل عن كل مؤامرة وخيانة نفذتها .... اقطع العلاقة مع احفاد القردة والخنازير ... قتلة الانبياء ... اخزاهم الله ... استقل من منصببك واترك الامر لاهله والبلد ولله الحمد غني بالرجال المخلصين لاذين لا يخافون في الله لومة لائم.
4 - نصيحتي لحركة حماس ان يدخروا اسلحتهم ... ولا يستعملوا الاسلحة الا في الموجهة الداخلية مع اليهود لان ضرب الكيان الصهيوني لن يأتي بكبير فائدة بل سيعود بالضرر الكبير على الشعب الفلسطيني .. و اما اذا استعملوها لصد الهجوم البري فذاك اجدى وانفع والله اعلم
تنبيه::: اقول ربما يكون سبب الهجوم الاخير هو ان الممول الاكبر لاحفاد القردة قد اقتربت نهايته فالشركات الكبرى في امريكا قد اعلنت افلاسها والبلد يمر بأزمة تنذر بزواله ويبقى اثر بعد عين ..
فلهذا وذاك قامت الدولة الصهيونية بهذه الفعلة المشينة ... من باب كثر ما استطعت من القتل اذا كان الزوال قريب.
اللهم انصر المسلمين في غزة وفي كل مكان اللهم انهم جياع فاطعمهم ومساكين فارحمهم ومخذولين فانصرهم الله اشف مريضهم وتقبل شهيدهم(/)
الاعتداء على ضيوفنا من سفراء ورؤساء الدول المعادية أو المعاهدة
ـ[حجاج]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 09:29]ـ
أرجوا أن يتم نقاش هذا الموضوع بحيادية ودون تعصب .... وفي نطاق علمي نطاق علمي ... لأني في طور بحثه وأحتاج لمعونت إخواني في هذا المجلس بالكتب والمراجع والآراء المحايدة ....
هل يجوز الاعتداء على ضيوفنا من السفراء والرؤساء حتى لو كانوا معادين لديننا؟
هل ثبت الاعتداء على سفراء ورؤساء الدول المعادية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين؟
هل الرسل [أقصد السفراء] يجوز الاعتداء عليهم حتى لو كانوا من دولة معادية؟
ثم ما الرد على من يحاول أن يحرض العوام ويشجعهم على مثل هذا الفعل؟
أرجوا أن يكون النقاش مبني على العلم، وليس على أساس عاطفي أوثأري .... إن أمكن(/)
"اللاهثون للشهرة" .. للشيخ سعد السعدان.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 11:13]ـ
اللاهثون للشهرة ... !!
العمل إذا لم تكن معه نية صادقة، ولا نفس مهذبة، ولا فكر سليم، يكون وبالاً على صاحبه في الدنيا والآخرة، ورحم الله مطرِّف بن عبدِ الله حينما قال: «صلاحُ القلب بصلاحِ العملِ، وصلاحُ العملِ بصلاحِ النيَّةِ». (1) فالقلوب تحتاج لمعاهدة شديدة ودقيقة لتصحيح النية، لأنها من أصعب الأمور على النفوس، وقد قال سفيانَ الثَّوريِّ: «ما عالجتُ شيئاً أشدَّ عليَّ من نيَّتي؛ لأنَّها تتقلَّبُ عليَّ». (1)
وأحدنا يعمل الأعمال، وينبري للمهام، ويتولى المسؤوليات، فمنا من يعالج نيته دوماً، ويسأل الله الإخلاص والقبول، ويجتهد في إصلاح حاله، فهذا في خير، ومنا من يطمع في منصب دنيوي، ومكانة عند البشر، فنيته مدخولة، وهناك من يحب الشهرة، وأن تكون شخصيته لامعة، واسمه على كل لسان، حتى لو خالف المألوف، وهو جاهل مسكين، فيكتب ويتحدث ويخوض في أمور لا يفهمها، وليست من بابته، وربما لقَّب نفسه خبيراً في الجماعات الإسلامية .. !! فيبيح لنفسه أن يطعن في الأصول والثوابت، ويلمز أهل الخير بكل نابئة وسيئة، ويلقي بالتهم على المؤسسات الخيرية، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وثالثة الأثافي يقدح ويهجم على كبار العلماء، ويبيح لنفسه تحت مظلة لا قداسة لأحد؟ أن يجعل كل عالم بشرع الله تحت مظلة المشرحة الظالمة!! فيبيح لنفسه ولكل ناعق وقزم وحَدَث أن يُجرِّحوا في العلماء ليسقطوا هيبتهم عند الناس؟
وقد يكون لأحدهم انحرافات فكرية وأخلاقية، وقد قال أحدهم لصاحبه عندما سأله: لماذا أنت تسبح ضد التيار؟ قال: بالمختصر أريد الشهرة!! فبئست من شهرة، وخابت من توجهات، ? سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ? [الزُّخرف:19] قال بشر بن الحارث: «ما اتَّقَى الله من أحب الشهرة». (2)
وما أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ: «إنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى? يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ، رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ. فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا. قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى? اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ: كَذَبْتَ. وَل?كِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ. فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى? وَجْهِهِ حَتَّى? أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ. فَأُتِيَ بِهِ. فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا. قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قَالَ: كَذَبْتَ وَلَـ?كِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ. وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِىءٌ. فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى? وَجْهِهِ حَتَّى? أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ. فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا. قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ. قَالَ: كَذَبْتَ. وَلَـ?كِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ. فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى? وَجْهِهِ. ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ». (3)
قال الحافظ ابن رجب: في الحديث: إنَّ معاويةَ لمَّا بلغه هذا الحديثُ، بكى حتَّى غُشِي عليه، فلمَّا أفاق، قال: صدَقَ الله ورسولُه، قال الله - عز وجل -: ? مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّار ? [هود:15ـ16]. (4)
فأين من تطلعت نفسه لحب الشهرة والظهور، وحب مدح الناس ولو كان على حساب الدين وقيم المجتمع؟! وأما من جاءته الشهرة في الخير بدون سعي ولا إشراف نفس فهذا أمر محمود. والله يحب من عباده التقي الخفي، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللّه يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ، الْغَنِيَّ، الْخَفِيَّ» (5)
فما أحوجنا لوقفة مع أنفسنا لإصلاحها، وتهذيبها، وردعها عن الجرأة على دين الله، والخوض في أمور الشريعة التي هي ليست لكل أحد،، ورحم الله من وقف عند حده، وعرف قدر نفسه، وقدَّر وأَجَل العلماء، وعظَّم أوامر الله، والله غفور رحيم.
ـ[علي التمني]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 10:54]ـ
بسم الله
بارك الله في الشيخ سعد فلقد وضع قلمه على الحقيقة
ونحن في حاجة ماسة ودائمة إلى تعاهد نياتنا وإخلاصنا ونحن نتقلب بين هذه القضية وتلك وهذا الباب وذاك، فوالله إن لم نخلص النية ليكونن أمرنا إلى ضياع وليسلطن علينا الشيطان فيكون له منا ما يريد، فيا من يكتب ويتحدث اعلم أن التوسل إلى الدنيا بالدين خطر عظيم ودرب محفوف بالهلاك، فالزم تسلم والله الحافظ الهادي.
في 30/ 12/1429
(يُتْبَعُ)
(/)