ولجأت الفتاة إلى أحد الدعاة المشهورين تسأله؛ فقال لها أن المباشرة غير الجماع، ولم تفهم الفتاة فطلبت منه توضيحًا أكثر، فسألها: "هل أنت متزوجة"، فقالت: "لا"؛ فعنفها هذا الداعية واتهمها بقلة الأدب والتربية؛ لأنها تسأل فيما لا يعنيها ولا تسأل عن ذلك سوى المتزوجة, مما أحدث لها أثرًا نفسيًّا سيئًا، وعندما علم الشاب بهذا الموقف طلب منها أن تتحدث مع القس "زكريا بطرس" مباشرة في غرفة خاصة على "البالتوك"، ووجدت عند القس من الاهتمام والتودد والملاطفة والتواضع معها ما لم تجده عند من احتكت بهم من الدعاة؛ فكثر حديثها معه وكان القس يتصل بها هاتفيًا من أمريكا كل يوم ثم صارحتها أحد الفتاتين أنها تفكر جدياً في التنصر هي و أسرتها، وبالفعل أخذتها بعد ذلك لتجلس مع أسرتها وهي متنصرة بأكملها وبعد رحلة بين المتنصرين والإنترنت والدعاة تنصرت "زينب" ..
وظلت تمارس التنصير وتتدرب عليه وتمارسه مع غيرها من المسلمين، حتى طلبت منها الكنيسة أن تترك بيتها وتهرب، وبالفعل تركت الفتاة البيت والتحقت بأحد الأديرة، وهناك رأت عائلات كاملة تنصرت وتركت الإسلام، وتعيش في معية الكنيسة، وهذه العائلات المتنصرة تمثل أخطر الجهود المبذولة لتنصر المسلمين, وبعد ستة أشهر قضتها "زينب" تتدرب على التنصير، وتتلقى دورات في كراهية الإسلام والطعن فيه، قررت أن تعود إلى بيتها لتنصير أسرتها ويشاء الله أن يتلقى والدها مع بعض الشباب المهتم بقضايا التنصير، وبعد عدة جلسات ومناظرات عادت زينب إلى الإسلام, وبعد عودتها إلى الإسلام كشفت لنا زينب معلومات هامة عن النشاط التنصيري فتقول:
- إن هناك إمكانيات هائلة لدي الكنيسة لاستيعاب أي أعداد من المتنصرين وإن هناك أسر مسيحية تستضيف المتنصرين، وتدمجهم داخلها بحيث يصبح أحد أفراد الأسرة، ومن لا يرغب في الالتحاق بهذه الأسر، توفر له الكنيسة بيوت إيواء المتنصرين وهي بيوت مجهزة للمعيشة، وتوفر له الكنيسة مشروع عمل صغير، وتلبي الكنيسة طلبات بعض المتنصرين بالسفر للخارج, كما يعمل بعضهم في مجموعات التنصير.
- وحول سؤالنا عن عدد المتنصرين قالت زينب أنها علمت أنهم أكثر من ثلاثة آلاف متنصر.
- وقالت أنه يتم تصوير المتنصرين فيديو وهم يحكون تجاربهم وكيفية تنصرهم، وتسوق هذه التسجيلات لدي المؤسسات التنصيرية الكبرى كدليل على نجاح خطة العمل بمصر، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى زيادة الدعم المادي للمنصرين وأكدت أنه قد طلب منها أن تحكي قصتها بشكل مخالف لما حدث؛ حتى تؤثر على من يسمعها من المسلمين.
- تستخدم هذه التسجيلات لزعزعة إيمان المسلمين عن طريق بثها عبر الإنترنت وتوزيعها على الشباب على أقراص مدمجة في الجامعات والنوادي.
- وتكشف زينب أن العامل المادي أو العاطفي ليس هو الدافع الأول لتنصر بعض المسلمين، وإنما كثرة الشبهات المثارة على الإسلام وعقيدته وقلة اهتمام العلماء بالردود المطمئنة؛ هو السبب في تنصر الغالبية العظمي من المتنصرين وأن المال عامل مساعد فقط.
- وفي ردها على سؤال لنا حول هدف المنصرين وهل يسعون إلى تغير التركيبة السكانية لمصر مثلاً؟
قالت زينب: "إن المنصرين يرددون دائمًا أن الأندلس لم يكن بها سوى ثمانية مسيحيين فقط وأنهم استطاعوا بعد سنوات من العمل والجهد طرد الإسلام وأهله من الأندلس، وهدم ثمانية قرون من الإسلام تماماً, لكنهم يستخدمون التنصير عنصر جذب للتعاطف المسيحي لقضيتهم وزعزعة عقيدة المسلمين ومنع النصارى من اعتناق الإسلام؛ لتبقى الكنيسة قوية ومتحدة".
*****
والنموذج الثاني هو الشاب "محمد السيد" من الإسكندرية:
وقد تنصر على يد فريق من المنصرين الإنجيليين، وعاد إلى الإسلام بعد سبع سنوات ونستطيع من خلال قصته أن نلاحظ الخطوات المتبعة في إعداد المتنصرين, يقول "محمد": أنه مر بضائقة مالية، وعندما لجأ لأحد أصدقائه المسلمين؛ ليقترض منه أعطاه هذا الصديق رقم تلفون لأحد النصارى اسمه "ميخائيل" وهو يقود جمعية إنجيلية اسمها "جمعية الخدمات الإنسانية الإنجيلية" فطلب منه أن ينزل إليه في القاهرة؛ ليقابله، وبعد لقاء في أحد الأماكن العامة اصطحبه "ميخائيل" إلى شقة بأحد أحياء القاهرة؛ ليبيت فيها وهناك رأى مجموعة من الشباب المسلمين من محافظات مختلفة كلهم حضروا ليتم تنصيرهم، وبعد عدة لقاءات مع
(يُتْبَعُ)
(/)
ميخائيل و"جون" رئيس مجموعة التنصير تم فيها تشكيكه في الإسلام، وإغرائه بالمال والجنس تم اصطحابه إلى كنيسة "قصر الدوبارة"؛ ليسمع بعض العظات فقط، وفي مرحلة أخرى سمح له بالصعود إلى الدور الخامس بالكنيسة وهو مخصص للمتنصرين من المسلمين، واجتمع فيه هو وعدد كبير من الشباب المتنصرين مع الدكتور "داود رياض" وهو مسيحي أسلمت زوجته فتفرغ لتنصير المسلمين، وحصل على دكتوراه في اللاهوت، ويعد الرجل الثاني في كنيسة "قصر الدوبارة" بعد القس "منيس عبد النور"، والمسئول عن المنصرين هناك شخص مسيحي يدعي "صبحي"، وكان يعمل في أحد الجهات الأمنية الحساسة، وتقاعد وتفرغ لتنصير المسلمين ([2]).
وبعد هذه الجلسات التي كانت تعقد يوم الاثنين والخميس والتي استمرت لمدة أربعة أشهر والتي تعقد لكل مجموعة على حدا والمجموعة تتكون من عشرين متنصر حضروا بأسماء وهمية من محافظات مختلفة، ومادة الدراسة هي الشبهات على الإسلام والقرآن والرسول وبعد الاجتماع تعقد اجتماعات بين المتنصرين، وبعض الأسر المسيحية للتعارف والتودد والتقريب بينهم، وبعد انتهاء مرحلة الدراسة بالكنيسة تبدأ مرحلة الكنائس المنزلية، ومدتها شهرين وفيها تجتمع المجموعة المتنصرة في أحد البيوت المعدة ككنسية منزلية ومجهزة بكافة وسائل المعيشة والترفيه ويحضر فريق من المنصرين المتمرسين لتدريبهم على تنصير المسلمين، وبعد هذه الفترة يتم فرز المتنصرين وتوزيعهم على عدة أعمال حسب إمكانياتهم ما بين مجموعة تستمر في الدراسة؛ ليصبح منصرًا ومحاورًا للمسلمين، ومجموعة تلتحق بفريق خدمة المتنصرين الجدد والتدريس لهم، وفريق يتم توظيفه؛ لمهاجمة الإسلام عبر الإنترنت وغيره من الوسائل الإعلامية وهناك أيضًا من يتم تسفيره بعض الدول الغربية، ولا يعلم "محمد" ما يحدث هناك.
أما "محمد" فقد فتح الباب أمامه للتعرف على مجتمع المنصرين والخروج إلى المؤتمرات التنصيرية والانخراط في عمليات التنصير وتعلم أساليبها المختلفة.
ويصف "محمد" أحد هذه المؤتمرات والذي أقيم في منطقة فيلات "كينج ماريوت"، حيث تم اصطحاب الشباب وجميعهم من المتنصرين في سيارات مكيفة، وتم توزيعهم على الفيلات والشاليهات وهي مجهزة على أحدث طراز على حد وصفه ويبدأ البرنامج اليومي بالاستيقاظ في السادسة صباحًا ثم فترة خلوة وهي أن يجلس المتنصر بمفرده يقرأ الكتاب المقدس ويتدبر في بعض نصوصه، ثم التوجه إلى مكان مخصص للإفطار وبعدها يبدأ برنامج المحاضرات ويقوم عليها قساوسة وقادة مسيحية مشاهير وغالبًا ما يحضر المؤتمر أحد الشخصيات المرموقة داخل الكنيسة، وتتم المحاضرات في صورة حوار حول مسائل عقائدية أو أخلاقية ويقارن فيها بين المسيحية والإسلام، وخلال هذه المحاضرة مشاركات من المتنصرين حول تجاربهم الخاصة في هذا الأمر بين المسيحية والإسلام ويكون الجو العام للمحاضرة هو التطاول والهجوم على الإسلام.
وبعد هذا تبدأ فترة الغداء وبعدها فترة الترفيه، وفيها يخرج الشباب إلى حمامات السباحة وملاعب التنس ومشاهدة التلفاز، وفي المساء يكون لقاء مفتوح مع الشخصيات العامة أو القيادية في المؤتمر، ويتحدث كل متنصر فيها عن مشاكله واحتياجاته ويطلب ما يريد ويعطي دائمًا ما يطلب بل ويتم توزيع مكافآت ثمينة على أكثر الأعضاء نشاطًا في تنصير المسلمين، وينتهي المؤتمر دائمًا بتوزيع جدول عمل ومهام جديدة لتنصير المسلمين ويتم صرف مبلغ مائتي جنيه يوميًا لكل فرد طوال أيام المؤتمر.
ويذكر "محمد" أن هناك مجموعات كاملة عملها هو التنصير داخل السجون عبر ترتيب زيارات لهم، وإقامة احتفالات لهم وإعانتهم وأسرهم بالمال.
ويذكر "محمد" أن عددًا كبيرًا من الشركات والمطاعم العالمية والصيدليات ومعارض السيارات تقدم خدمات توظيف للمتنصرين وبمرتبات مجزية.
وينهي "محمد" شهادته لنا بقوله عن التنصير: "لو علم الكثير من فقراء المسلمين بهذا الكلام سوف يتنصرون نتيجة الفقر والجهل".
وفي سؤال لنا حول أعداد المتنصرين قال "محمد": "إنهم بالتأكيد أكثر من عشرة آلاف متنصر وأن أعداهم تتضاعف بسرعة كبيرة وكلما تنصر مسلم زاد الدعم الخارجي والداخلي للمنصرين وذادت إمكانياتهم ونفوذهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي سؤال عن موقف السلطات الأمنية من هذه المعلومات قال "محمد": "أنه أبلغ السلطات بكل هذه المعلومات وأنهم تقبلوها بهدوء شديد وأخبروه أنهم على علم بأكثر من هذا، وقال أنه لم يلاحظ أي خوف أمني من جماعات التنصير بل العكس، ففي أحد المرات استدعت مباحث أمن الدولة أحد قادة المجموعات وتحدث معه بلين شديد وصل إلى سؤالهم له عما إذا كان هناك أحد من المسلمين يضايقه!! ".
وفي سؤال لنا عن الأسلوب الأمثل لمواجهة التنصير قال "محمد": "إنها مهمة صعبة وإنه ينبغي للمسلمين الانتشار السريع والواسع"، وقال: "إن مهاجمة المسيحية تربك دائمًا المنصر لذلك كانوا يحذروهم من طرح فكرة الدخول للمسيحية قبل الإقناع التام بترك الإسلام".
والنموذج الثالث مغاير تمامًا لسابقيه فهو يجسد الخطورة التي يمثلها المتنصرين حتى يصبح أحدهم شوكة في ظهر الإسلام أخطر ممن دعاه إلى المسيحية:
"محمد حسن" شاب مسلم تنصر ثم سافر إلى الخارج فتعلم وتلقى دعمًا وتزوج من منصرة مصرية، ثم عاد ففتحت له الكنيسة دار للنشر اسمها الكلمة " اللوجوس" في منطقة عين شمس الشرقية، وهو يتلقى تمويلاً من مؤسسة "ماريا ميتسوري" العالمية التنصيرية.
ويتظاهر "محمد حسن" هذا بالإسلام وينشر مؤلفات باسمه تحمل رؤية المنصرين وشبهاتهم فقد طبع كتاب يحاول فيه تأصيل فكرة أن الحج مأخوذ من العادات الوثنية قبل الإسلام، ويطعن فيه في الإسلام طعنًا شديداً وقد وضع اسمه على الغلاف "محمد حسن"، وهو يفتح بيته للحالات الحرجة من المتنصرين باعتباره مسلم يستضيف مسلم أو مسلمة.
وقد حاولنا أن نعرف منه قصة تنصره لكنه يرفض ويزعم أنه مسلم مفكر يستخدم عقله على الرغم من اعتراف الكثير من المتنصرين الذين عادوا إلى الإسلام أنه متنصر وأنه كان يلقى فيهم بعض المحاضرات وزوجته معروفة بنشاطها التنصيري، وهي تعمل في بيوت خدمة المتنصرين الجدد.
ويعد "محمد حسن" المستشار الأول لكثير من الجهات التنصيرية في مصر وقد استخدموه كثيرًا في التصدي لمقاومي التنصير في معرض الكتب الدولي بالقاهرة ([3]) والذي يقام سنويًا تحت رعاية شركة "موبنيل" المسيحية والتي تمول الكثير من الأنشطة التنصيرية باعتراف المنصرين أنفسهم.
ومن خلال هذه الأمثلة يتضح لنا مدي خطورة وقوة المشروع التنصير بمصر، والذي تقف الدولة أمامه عاجزة بل ومتواطئة أحيانا بينما استهان العلماء والدعاة بالتنصير لسخافة فكرته وعدم معقولية العقيدة النصرانية الأمر الذي أوجد اطمئنانًا لعدم انتشارها، ونسوا أن المنصرين لا يرتكزون على العقل في دعوتهم بل يستندون على الحيل والإغراء واستغلال جهل المسلمين والاستعانة بالقوى السياسية الدولية المعادية الإسلام.
وليس "محمد حسن" فحسب فالأغلبية من المتنصرين هم الذين يديرون الحرب على الإسلام وكبار المنصرين اليوم كانوا مسلمين يومًا ما ثم تنصروا ومن هؤلاء:
- "ناهد محمود متولي" وهي مدرسة سابقة تنصرت وسمت نفسها "أدويت عبد المسيح" وسافرت إلى هولندا ثم بريطانيا ثم استقر بها المقام في أمريكا، وتعتبر"ناهد" الشخصية الثانية في معسكر تنصير المسلمين بعد القمص "زكريا بطرس" بل إنها هي التي شهرت هذا القس بعد سلسلة لقاءات معها.
- "أحمد أباظة" وهو مسلم مصري من الشرقية تنصر وسافر إلى أمريكا ومن هناك انشأ موقعًا على الإنترنت اسمه "المتنصرون" و أنشأ غرفة على برنامج البالتوك ونجح في تكوين فريق تابع له في مصر وهو السبب في تنصير عدد من الفتيات المسلمات، بعد إقامة علاقات معهن عبر الهاتف ووعدهم لهن بالزواج والإقامة معهم في أمريكا.
- "محمد النجار" وهو يدعي أنه مسلم من الجيزة وتنصر هو وزوجته وسمى نفسه "صموئيل عبد المسيح" وسافر إلى هولندا وسجل عدة حلقات يتحدث فيها عن رحلته إلى المسيحية، كان له أثر بالغ في النشاط التنصيري وله الآن موقع على الإنترنت يبث فيه سمومه، وقد رصدنا اتصالات له مع بعض المتنصرين الجدد يشجعهم ويعدهم ويقص عليهم تجربته.
- "فرحة" وهي فتاة مصرية لا نعلم عناه سوى أن اسمها الحقيقي "ريهام" تنصرت في جامعة حلوان وتزوجت من منصر وهي تقود فريق المتنصرين عبر غرف الشات بالبالتوك وكان لها دور هام في تنصير عدد من الفتيات المسلمات، وهي من أشد المتنصرين كرهًا للإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
- "أسماء محمد الخولي" وهي فتاة مسلمة من القاهرة تنصرت وسافرت إلى اليونان، وهناك تزوجت من منصر شهير وسجلت حلقات تتحدث فيها عن تنصرها، ونشطت عبر البالتوك ومؤخرًا واجهت والدها عبر فضائية دريم2 وتهجمت على الإسلام، وطالبت بحرية التنصر في مصر.
حملات التنصر العامة:
وهي نوع آخر من النشاط التنصيري لكنه مختلف لكونه غير سري بل يتم على مستوى كبير وفي وقت واحد ويسمى عندهم حملة إلقاء البذور، وتقوم فيها مجموعات كبيرة بنشر موضوع تنصيري على أكبر عدد ممكن من المسلمين بصورة علنية ومن أمثلة ذلك:
- قيام مجموعات تنصيرية في أول شهر رمضان سنة 2005 بتوزيع اسطوانة مدمجة CD على شباب الجامعات في القاهرة و الإسكندرية والمنصورة وبنها كتب عليها هدية رمضان واتضح أن هذه الاسطوانة تحوي مسرحية سافلة مثلت في أحد كنائس الإسكندرية بعنوان " كنت أعمى و الآن أبصر" تحكي قصة شاب مسيحي أسلم ثم اكتشف أن الإسلام ديانة شيطانية- على حد قوله- فعاد للمسيحية وحاول المسلمون قتله لكنه نجا ببركة العذراء!! , وقد أدت هذه المسرحية إلى قيام الكثير من المسلمين بمهاجمة الكنيسة التي مثلت بها، واستمرت أحداث العنف أكثر من شهر كامل.
- قيام الكنائس بتنظيم عرض كبير لفيلم آلام المسيح، ودعوة الشباب لحضور الفيلم وتوزيع الهدايا عليهم والتعارف بينهم وبين الفتيات المسيحيات، ثم تنظيم رحلات إلى بعض الأديرة الأثرية والشواطئ الخاصة، وخلال هذه المدة يتم التأثير عليهم واستقطابهم للانتظام في عظات الكنيسة ومجموعات التنصير.
- ومن أخطر مواسم التنصير إن لم يكن أخطرها على الإطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يعد أكثر مواسم التنصير خصوبة حيث يتم توزيع ملايين الكتب المجانية وعرض الأفلام التنصيرية و إقامة الحوارات مع رواد المعرض، وتبادل أرقام الهواتف والعناوين والعناوين الإلكترونية , ويتم تسريح فرق من المنصرين بين شباب المعرض وأمام المكتبات المسيحية، وتباع الكتب المسيحية بأسعار رمزية جدًا "خمسة كتب بربع جنية فقط "بينما توزع الملايين منها مجانًا على المسلمين ويصل رواد المعرض يومياً إلى مائة وعشرين ألف في المتوسط وتنشط في المعرض ثلاثة من أكبر جمعيات التنصير في العالم:
1 - جمعية خلاص النفوس المسيحية
2 - جمعية كنيسة الإخوة الإنجيلية
3 - دار الكتاب المقدس
ويقام المعرض تحت رعاية شركة "موبنيل" للاتصالات وهي أحد شركات "نجيب ساويرس" وهو من أكبر ممولين التنصير في مصر مما جعل المعرض مكاناً خصباً و آمناً لمجموعات التنصير، وقد رصدنا عدد من المتنصرين تحت تأثير النشاط التنصيري بالمعرض.
- قيام المجموعات التنصيرية بتوزيع كتاب يهاجم الإسلام أو يدعوا إلى المسيحية عن طريق تحريف الإسلام على نطاق واسع مثل توزيع كتاب مرقس عزيز "استحالة تحرف الكتاب المقدس" وقد رصدنا أكثر من عشر فتيات تعرضوا لعملية تنصير بهذا الكتاب عن طريق توزيعه عليهم كهدايا.
وكذلك قيامهم بتوزيع ونشر محاضرة مرئية لأحد القساوسة يتحدث فيها عن إثبات إلوهية المسيح من القران الكريم وقد انتشرت هذه المحاضرة بين المسلمين وللأسف لم يفرد لها أحد من الدعاة رد علمي حتى الآن.
هذه باختصار أهم مجالات وأساليب التنصير في مصر و أخير أحب أن أشير فقط مجرد إشارة إلى العامل المسكوت عنه وهو:
الإعداد العسكري:
فمؤخرًا أفرجت الدولة عن بعض الأدبيات التي تتحدث عن وجود تنظيمات أرثوذكسية مسلحة بمصر منها ما سمي بـ: "جماعة الجهاد النصراني", وغيرها.
لغة الارقام:
التنصير حول العالم ـ أرقام مبدئية:
· بلغ عدد المنظمات التنصيرية في العالم 23,300 منظمة.
· منها 4500 منظمة ترسل منصرين إلى الخارج.
· تصدر 3100 دورية ومجلة.
· تشرف على 104 آلاف معهد ومدرسة.
· بهذه المدارس 6 ملايين تلميذ مسلم.
· ولها 500 جامعة، و490 مدرسة لاهوت لتخريج المنصرين.
· 10 آلاف و677 مدرسة رياض أطفال.
· ألف وخمسين صيدلية.
· أكثر من 4450 محطة إذاعية تقريباً ما بين مرئية ومسموعة تبث 447 مليون ساعة تنصيرية في كل عام.
· هذه المحطات تبث بأكثر من 64 لغة مختلفة.
· بلغ عدد المستمعين والمستهدفين لها 619 مليون إنسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
· في إفريقيا أكثر من 119.000 مُنَصِّر ومُنَصِّرة ينفقون أكثر من ملياري دولار سنوياً ومجموع الإرساليات الموجودة في 38 بلداً إفريقياً 111.000 إرسالية.
****
كيف نواجه التنصير:
في ظل هذا النشاط الهائلة والإمكانيات الضخمة والواقع الصعب ليس من السهل مواجهة التنصيري، لا سيما وواقع الدعوة في مصر يتراجع ولا يتقدم والضغط الأمني يتزايد وقافلة الدعوة تتجه إلى حقول غريبة وبعيدة عن واقع الأمة، وقضاياها الهامة والأساسية.
ومهما يكن من أمر فإن الدعاة يملكون ما لا يملكه المنصرون، وهو أقوي من جميع إمكانياتهم ألا وهو الحق الذي تعرفه القلوب، وترتاح إليه الفطرة وتحن إليه الأرواح المتعبة، والنفوس البائسة.
ثم إنه ينبغي علينا أن نعلم أننا لسنا سوى أسبابا ينصر بها الله دينه فقط {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة المائدة: من الآية 23] فنحن أُجراء عند الله سبحانه صاحب الدعوة، وما علينا إلا الامتثال والطاعة، أما تحقيق الأهداف وقطف الثمار والانتصار الظاهر على العدو؛ فهذا أمر الله وحده يقدره متى وأين وكيف شاء سبحانه ..
وينبغي علينا أن نتشبع بيقين أن الله سبحانه ناصر عباده ومظهر دينه وغالب على أمره، ومع هذا فإن النصر لا يأتي بمجرد اليقين أو الإيمان المجرد عن العمل، بل كما أخبر الله {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [سورة الأنفال: 62]، وكما قال تعالى: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة التوبة: 88]، فلابد من رجال مؤمنين يخدمون هذا الدين ويحملون هذه الدعوة ويضحون في سيبلها ليتحقق الوعد الإلهي بالنصر وتجري سنة الله بالمدافعة التي هي دائمًا في صالح الإسلام.
ومن هنا نضع ما يجب علينا فعله تجاه هذه الحرب الصليبية الفكرية على أمة الإسلام، وحين ننطلق لمواجهة التنصير فلابد أن نرتكز على مسلمات هامة في هذا الأمر:
* مواجهة التنصير ينبغي أن تكون مواجهة علمية عملية ولا يمكن أن تقوم بأحدهما فقط.
* المواجهة تستلزم الدفاع والهجوم معًا ولن تنجح بغير ذلك.
* لن تنجح أي مواجهة مع التنصير سوى المواجهة القائمة على الالتزام بمنهج السلف في الفهم والتصور والاعتقاد والحركة.
* أن نفهم جيدًا أن هدف المنصرين الأساسي ليس إدخال المسلمين في النصرانية ولكن إخراجهم عن الإسلام.
* أن العلاقة بين معركة التنصير والمعارك الأخرى الدائرة بين الإسلام وأعدائه علاقة وثيقة ومترابطة، باعتبار وحدة الصراع ووحدة القيادة في معسكر الكفر، وبغياب هذا المفهوم يصبح التنصير ثقبًا أسود يبتلع جهود المسلمين وأموالهم ليشغلهم عن المعركة الكبرى في ديارهم.
الخطة العامة لمواجهة التنصير:
تقوم الفكرة الرئيسة لهذه الخطة على عنصر الموجهة الشاملة، وذلك لأن أقوى أسلحة الدعاة في هذه المعركة هو الحق الذي تخضع له النفوس وتطمئن إليه القلوب.
وتحتاج المواجهة إلى ثلاثة عناصر أساسية هي "الكوادر"، و"الإمكانيات"، و"الوسائل".
أولاً: الكوادر:
ونقصد بها الأفراد الذين يملكون من الإمكانيات ما يؤهلهم لخوض هذا الصراع، وهذه المؤهلات تتركز في ثلاث جهات أساسية هي:
1 - العلم الشرعي السلفي.
2 - العلم بالنصرانية من مصادرها وكتبها.
3 - القدرة على التواصل مع العامة والحوار مع الآخرين.
والطريقة المثلى لتوفير هذه الكوادر هو إقامة محاضرات ودورات تعليمية وتبصيرية بالتنصير وخطره وكيفية مواجهته والتدريب على إدارة الحوار مع المنصرين.
إن الغالبية من شاب الإسلام المتدين اليوم تتحرق شوقًا لخدمة دينها، ولكنها تفتقد البوصلة الموجهة والقيادة التي تستثمر جهودهم وتوجهها الوجهة الصحيحة.
* ويقترح في هذا السياق إنشاء مراكز تدريبية وتأهيلية لتدريب الشباب على التصدي للمنصرين.
* استغلال مراكز الدعوة لإدخال مقاومة التنصير كمادة دراسية أساسية.
* إعطاء دورات علمية للخطباء وطلبة العلم حول نقد المسيحية وكيفية مواجهة التنصير.
* إعطاء دورات علمية لشباب المناطق المنكوبة بالتنصير.
* إعطاء دورات علمية لشاب الجامعات والمدارس.
(يُتْبَعُ)
(/)
* استنفار الشباب المسلم للاهتمام بهذه القضية عبر جميع وسائل الاتصال ومراكز التجمع.
* تحفيز الدعاة والعلماء على استنفار طلبة العلم للتصدي للمنصرين وشبهاتهم.
* استنفار الطلبة بكليات الدعوة و أصول الدين ومعاونتهم في إعدد البحوث والدراسات للرد على المنصرين.
* استنفار الكتاب والصحفيين للتصدي للمنصرين وكشف خطرهم.
* الترابط بين المهتمين بمواجهة التنصير.
* توجيه الشباب إلى المنتديات ومواقع التصدي للتنصير الإلكترونية للتعلم والتثقف والتدريب على مقاومة التنصير.
ثانياً: الوسائل
وهنا ينبغي لنا أن نرصد أساليب المنصرين ووسائلهم فالتنصير يستخدم جميع الوسائل الإعلامية لنشر سمومه، ولا يصح لنا إلا أن نستخدم الوسائل الإعلامية نفسها " مرئية ومسموعة ومقروءة" في نشر جهودنا وبصورة تناسب جميع المستويات الثقافية، وذلك لخلق ثقافة عامة لدي جميع المسلمين حول حقيقة النصرانية، وتناقضاتها وتحريفها، ونقترح هنا عدة اقتراحات:
* نشر الدراسات المتخصصة في نقد المسيحية بين المسلمين، وبكل الوسائل وفي كل الأماكن وهذا الجانب يعاني من نقص خطير على النقيض تمامًا من الجانب الأخر، حيث توجد غزارة شديدة في الكتابات النصرانية التي تتناول الرد على الإسلام.
* نشر فضائح الكنيسة و المنصرين بين العامة لتكوين حائط سد نفسي تجاه الاجتماع بهم أو الاستماع لهم أو التعاون مع المنصرين.
* نشر الدراسات الإسلامية الخاصة بدلائل النبوة والإعجاز العلمي في القرآن والسنة على نطاق واسع بين المسلمين.
* إنشاء جمعيات ومراكز لمتابعة التنصير والتصدي له على أن يكون مقرها الأساسي في الدول الأوربية؛ لنتحاشى الإغلاق والمصادرة الداخلية.
* تخصيص باب بكل جريدة أو مجلة أو موقع إسلامي للرد على المنصرين.
* توجيه القنوات الفضائية الإسلامية إلى الرد على المنصرين ولو بطريقة غير مباشرة.
* توجيه الدعاة و أصحاب المنابر الدعوة إلى الرد على المنصرين.
* خروج قوافل دعوية إلى المناطق المنكوبة بالتنصير ولابد من تجهيزها بقافلة طبية واجتماعية.
* استنفار هيئات الإغاثة والجمعيات الاجتماعية الإسلامية لمساعدة المسلمين؛ لتكثيف نشاطها في الأماكن المنكوبة بالتنصير.
* استنفار التجار ورجال الأعمال والموسرين مطالبتهم بالإسهام في التصدي للتنصير ولو بكفالة أسرة واحدة، أو طباعة كتاب واحد، أو نشر شريط أو CD واحد.
* مراسلة الهيئات الإسلامية الدولية حول خطر التنصير وانتشاره وتقديم اقتراحات جادة ونافعة لهم.
* مراسلة الجمعيات الطلابية وشباب الجامعة في خطر التنصير وإمدادهم بوسائل مجابهته.
* مراسلة الجامعات العلمية الإسلامية لتخصص منح دراسية لدراسة مقارنة الأديان لأهل البلاد المنكوبين بالتنصير.
* كفالة طلبة العلم والمتصدين لمقاومة التنصير وذلك لنضمن تفرغهم لهذا العمل.
* دعم الأبحاث والإصدارات التي ترد على النصرانية، وتكشف تحريفها وتوزيعها على أكثر عدد ممكن من المكتبات ودور العرض، وجعلها في متناول الجميع.
* إقامة المسابقات بين طلبة المدارس حول الأبحاث الصغيرة في نقد النصرانية وخطر التنصير ورد شبهات المنصرين.
* مزاحمة المنصرين في أماكن انتشارهم كمعرض الكتاب، والتجمعات الشبابية.
* تكوين المجموعات البريدية لنشر الرسائل البريدية على أكبر نطاق ممكن؛ لتحذير المسلمين وتبصيرهم بالنصرانية وتحريفها والرد على شبهات المنصرين.
* إنشاء خط تلفوني ساخن للرد على شبهات المنصرين وإنقاذ من ابتلي من المسلمين بهم.
ثالثاً: الإمكانيات
تتضح حاجتنا إلى الإمكانيات من خلال إمكانيات الخصم ومن خلال الواقع على الأرض، ومن خلال احتياجاتنا التي سردناها من قبل, ولكن عدم توفر الإمكانيات كلها لا يعني أن نهمل الأمر برمته، فعلينا العمل بما هو تحت أيدينا ومحاولة الاستفادة منها إلى الحد الأقصى, فإن الله سبحانه تعبدنا بالاستطاعة، وأن ما نحتاجه بالدرجة الأولى هو شباب مؤمن ومضحي ومستعد للبذل والتضحية للدفاع عن هذا الدين.
وأخيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يكن أحد من المسلمين يتصور يومًا أن تصبح أكبر دولة إسلامية "إندونيسيا" هي أول دولة يقام على أرضها دويلة تجمع المتنصرين من المسلمين "تيمور الشرقية"، تمامًا كما لم يكن أحد يتصور يومًا ما أن تصبح الأندلس بعد ثمانية قرون دولة نصرانية خالية من الإسلام، ومن قبل الأندلس كانت "أمان الله" التي أصبحت فيما بعد "الفليبين" وكذلك "منشوريا" و"منغوليا" و"تركستان"، وغير ذلك من أرض الإسلام التي خرجت أو خرج منها الإسلام.
ونحن اليوم إذ نطلق هذه الصيحة عن خطر التنصير وانتشاره في مصر –قلب العالم الإسلامي- ننبه أن الأمر خطير ويستدعي تدخل فوري واهتمام بالغ من كل غيور على هذا الدين لاسيما والأمر كله يدور في نطاق معركة الإسلام الكبرى
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [سورة يوسف: 21].
أعد التقرير: مجموعة المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
Observatory Allaslami to resist Christianization
للمراسلة
resistChristianization@hotmail .com
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
1 - ولقد نجحت الكنيسة الإنجيلية في مصر من استغلال حالة بعض نصارى مصر من شحن طائفي ووجهت هذه الحالة النفسية لخدمة توجهها فشكلت لجان ومجموعات من كنائس مختلفة لهدف مشترك هو التنصير.
([1]) قطعت الكنيسة الإنجيلية في مصر شوطاً كبيراً نظراً لتلقيهاً الدعم المالي المباشر من الإرساليات والمؤسسات التنصيرية العالمية حتى إن الكنيسة الإنجيلية في مصر أصبحت هي المسئولة عن إرسال المنصرين في الوطن العربي كله فهي التي تتولى ـ وذلك بحسب ما نشرته الكنيسة في جريدة الطريق الصادرة من كنيسة قصر الدوبارة نفسها ـ إرسال المنصرين إلى السودان سواء شمال أو جنوب السودان. وقد تناقلت وسائل الإعلام أخبار إرسال كنيسة قصر الدوبارة لمجموعة من المنصرين إلى العراق عقب الغزو الأمريكي مباشرة.
([2]) كنيسة قصر الدوبارة تتلقى دعم مباشر من السفارة الأمريكية لدرجة أنهم يعقدون كل يوم خميس الساعة السابعة مساءً لقاء لبعض المجموعات من المتنصرين ويحكي فيها أحد المتنصرين قصته دون أن تستطيع الدولة التدخل ولو من بعيد وعلى حد قول أحد المنصرين لنا: "أن كنيسة قصر الدوبارة هو أكثر الأماكن أمناً لهم".
([3]) يعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب مهرجان تنصيري حيث يتم فيه توزيع أكثر من خمسة ملايين كتاب مسيحي على المسلمين وكذلك تبادل أرقام الهواتف والإيميلات بين المنصرين والشباب المسلم وينشط فيه أكثر من 100 دار عرض مسيحية تستخدم الإغراء المادي والجنسي للتعارف على شباب المسلمين ويتم متابعتهم والتواصل معهم بعد المعرض في الكنائس , ولهذا يعد معرض الكتاب موسم البذار لأكثر من50 بالمائة من النشاط التنصيري طول العام.(/)
(فتح وحماس تصالح أم تناطح)
ـ[االباحث]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:40]ـ
هل تظن ان الاجتماع المزمع انعقاده في القاهرة سيخرج بنيجة ايجابية لكلا الطرفين ام هي محاولة يائسة وان التشرذم بين فتح وحماس قائم صوتوا معنا؟.(/)
علم الكلام
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:52]ـ
هل صحيح ان منه علم كلام سنى وبدعى؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 05:05]ـ
ينقل الدكتور محم رشاد سالم عن كتاب التمهيد لتاريخ الفلسفة الاسلامية للشيخ مصطفى عبد الرازق قوله
النهضة الحديثة لعلم الكلام فتقوم على نوع من التنافس بين مذهب الاشعرية ومذهب بن تيمية
انتهى
انتظر الاجابة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 05:52]ـ
/// علم الكلام مذموم كلُّه أصالةً، وكيف ينسب للسُّنَّة وهو حادثُ أجنبيٌّ عنها؟!
/// وإنَّما كان السَّلف الأولائل يحذِّرون منه ومن تعلُّمه والكلام به، فلمَّا احتاج أهل السُّنَّة في الرَّدِّ على المبتدعة من المتكلِّمين نقض حججهم الباطلة القائمة على تمويهاتٍ كلاميَّةٍ درسوا علم الكلام واستخدموا قياساته وحججه في نقضه من أصله.
/// وليس من أراد علم كتاب الله وسُنَّة نبيِّه (ص) محتاجًا إلى هذا العلم، وإنَّما يحتاج إليه للحاجة في الرَّدِّ على أولئك القوم، وهذا يقدَّر بقدره.
/// وقد كان نشوء الكلام ردَّة فعلٍ للفلسفة الكفريَّة، وينظر في هذا الرابط ما تقدَّم ممَّا له علاقة بهذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18726&highlight=%22%C7%E1%E3%C3%E3%E 6%E4%22
والله أعلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 06:05]ـ
و لعل كلام الأخ عدنان يصدق على الفلسفة و الكلام و المنطق
فالفلسفة يعرفها السلف ليردوا على الفلاسفة
و الكلام يعرفه السلف ليردوا على الجهمية
و المنطق يعرفه السلف ليردوا على الأشاعرة و الماتريدية
و لا يتعلمونها من باب طلب العلم الشرعي كما يتعلمها المبتدعة لذلك
حتى أني قرأت قبل قليل أن الشيخ الأمين الشنقيطي تعلم المنطق و آداب البحث بالمطالعة جاء ذلك في مقدمة رحلة الحج له و الظاهر أنه من كلام الشيخ عطية سالم تلميذه
فقراءة هذه العلوم على المبتدعة لتعلمها فيه ما فيه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 06:21]ـ
فالفلسفة يعرفها السلف ليردوا على الفلاسفة
والكلام يعرفه السلف ليردوا على الجهمية
والمنطق يعرفه السلف ليردوا على الأشاعرة و الماتريدية
/// أيش هذا؟! ما الفرق بين المنطق والكلام والفلسفة؟!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 09:09]ـ
قال ساجقلي زاده في ترتيب العلوم:
المنطق: و يسمى الميزان أيضاَ فهو قوانين يعرف بها صحيح الفكر و فاسده ... قوانين عقلية خالصة ... داخل في الكلام و الفلسفة لأنه مبادئ لهما.
و أما علم الكلام و يسمى أيضاً علم أصول الدين فهو علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج عليها و رفع الشبه عنها و قد يعرف بأنه علم يبحث فيه عن ذات الله و صفاته و أحوال الممكنات من المبدأ و المعاد على قانون الإسلام
(قلت لعله يريد قانون الجهم و أتباعه)
و قوله على قانون الإسلام يخرج الفلسفة الإلهية و الطبيعية فإن الأولى يبحث فيها عن ذات الله و صفاته و الثانية يبحث فيها عن الممكنات لكن كلا البحثين على قانون عقول الفلاسفة وافق الحق أو خالفه كذا في شرح المواقف و غيره.
و قد ذكر أن الأشاعرة و الماتريدية يرون الاقتصاد في علم الكلام لا الاستقصاء و إنما يتوسعون في المنطق
لهذا فمعرفة ما يسمى العلوم العقلية إذا انتشرت في بلد و خيف على الناس الافتتان بها قال بعض العلماء يتعلمها العالم الذي لا يخاف على نفسه الفتنة ليرد على هذه الفرق التي تعد هذه العلوم علوماً شرعية
فالفلاسفة الإسلاميون و غيرهم الفلسفة عندهم أكثر، و الجهمية الكلام عندهم أكثر و الأشاعرة و الماتريدية يحرمون الفلسفة و يقتصدون في الكلام لكنهم يتوسعون في المنطق
و هناك علوم عقلية أخرى
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 10:22]ـ
هناك كتاب بعنوان:
{ذم الكلام وأهله}
لأبي اسماعيل عبدالله بن محمد الأنصاري الهروي
رحمه الله تعالى
396_481للهجرة النبوية
وقد طبع بتحقيق ودراسة الشيخ الدكتور
عبد الرحمن بن عبد العزيز الشبل_رحمه الله_
في خمس مجلدات ...
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 12:14]ـ
بارك الله فى الإخوة جميعا، وبارك فيك أخى خالد المرسى وإنى والله أحبك فى الله
لابن حزم كتاب عظيم اسمه علم الكلام على مذهب أهل السنة والجماعة
أظن أن اسمه يوحى بشىء
أن الرجل أراد ان يأصل هذا العلم ويخرجه مما فيه من تأويلات وضلالات ويجعله مستندا لأهل السنة فى الرد به على أهل الفرق
على أمل بعودة إن شاء الله
ـ[القاموس]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 12:53]ـ
السلام عليكم:
الأخ الفاضل / عدنان البخاري:
من الفروق بين (علم الكلام) و (علم المنطق):
أن (علم الكلام) مذموم كله. أما (علم المنطق) فهو ينقسم إلى قسمين: علم صحيح، وعلم فاسد.
ومن علم المنطق الصحيح ما يسمى بعلم الرياضيات الآن.
سألت شيخنا د/ ناصر العقل قديماً عن هذا فأجاب بنحو هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الازهرى احمد]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 10:48]ـ
علم الكلام علم صحيح وليس مبتدع وانما اشتغل به الصحابه الكرام بل اشتغل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اراد الدليل اعطه الدليل وانتظروا الشرح والتعليل
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 02:52]ـ
..
قال فضيلة الشيخ الدكتور / يوسف الغفيص في تعليقاته على الرسالة التدمرية:
لقد تكلم جماعة في تعريف علم الكلام وحدِّه، ومِن أخصِّ مَن تكلم في ذلك وشاع كلامه عند المعاصرين ابن خلدون ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000273&spid=1119) صاحب المقدمة، فضلاً عن علماء الكلام أنفسهم؛ فإنهم يعرفون في مقدمة كتبهم هذا العلم، ويقولون: " هو معرفة العقائد الإيمانية بالحجج العقلية ".
هذا هو التعريف الشائع في كلام النظار وبعض الأصوليين وغيرهم، وهذا التعريف غير صحيح؛ لأن هذا العلم لو كان من هذا الوجه فلا يمكن أن يكون معارضاً للشرع ومذموماً هذا الذم الذي ذُكِرَ في كلام الأئمة المتقدمين الذين أدركوه، فإنه قد تواتر عن أئمة السنة والجماعة كالأئمة الأربعة: أبي حنيفة ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000052&spid=1119) ، ومالك ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000084&spid=1119) ، والشافعي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000072&spid=1119) ، وأحمد ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) ، وغيرهم من الفقهاء والمحدثين - تواتر عنهم أنهم ذموا علم الكلام وذموا أصحابه.
ومعلوم أن الدليل العقلي لم يشتهر في كلام الأئمة ذمه، وكذا لا نجد أن الله تعالى في كتابه ذم مسألة العقل؛ بل ذكر في كتابه أن العقل موجب ومحرك للهداية في مثل قول الله سبحانه وتعالى عن المشركين: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ) [الملك:10] فدل على أن العقل لو حققوه لاستجابوا للحق، وفي مثل قوله تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف:179] فالعقل ليس مذموماً في القرآن، وإنما يذم العقل إذا استعمل على غير وجهه، ووضع في غير موضعه، أو عورضت به الشريعة، أو ما إلى ذلك؛ فإن هذا هو الذي يذم.
أما علم الكلام فإنه قد تواتر عن الأئمة ذمه، واقرأ كتاب أبي إسماعيل الأنصاري الهروي الحنبلي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000195&spid=1119) فقد حكى روايات متواترة عن الأئمة في ذمه.
أما سبب ذم الأئمة لعلم الكلام:
فهو فساد معانيه، وقد قال بعض المتأخرين كأبي حامد الغزالي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) : " إن الأئمة كالشافعي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000072&spid=1119) وغيره ذموا علم الكلام لما فيه من الألفاظ المحدثة ".
أي: التي لم يوجد ذكرها في القرآن والسنة، مع أن أبا حامد الغزالي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) وغيره يستعملون علم الكلام، وقد دافع الغزالي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) رحمه الله عن استعماله، فقال: " ولما كان في زمننا هذا احتجنا لاستعماله؛ لدفع صول الفلاسفة وغيرهم على الإسلام "، ومثل لذلك بقوله: " مثل لبس ثياب الكفار؛ فإنها لا تجوز، ولكن إذا قصد من لبسها المصلحة والنكاية وما إلى ذلك بالكفار كان ذلك جائزاً وليس من باب التشبه ".
وهذا المثل الذي ذكره أبو حامد ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) ليس هذا مورده ولا موضعه؛ بل الصواب أن علم الكلام مذموم،
وذلك لسببين:
السبب الأول: لما فيه من الألفاظ المحدثة؛ فإن العقائد الإسلامية ينبغي أن يعبر عنها بحروف وكلمات الكتاب، وكلمات الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يصح أن يلقن المسلمون ويعلموا العقائد بألفاظ كان يتكلم بها المتفلسفة، أو ولدت من الفلسفة، أو ما إلى ذلك؛ بل لا بد أن يتكلم بكلام الله وكلام رسوله، وما نطق به الصحابة، وما يقارب ذلك، أما أن تُهجر هذه الكلمات الشرعية ويؤخذ بكلمات مخترعة محدثة في الإسلام فهذا ليس منهجاً عدلاً ولا صواباً.
السبب الثاني: أن هذا العلم تضمن معاني فاسدة، قال ابن تيمية ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) رحمه الله في غير موضع في درء التعارض وغيره: " وذم الأئمة لعلم الكلام من جهة فساد معناه أعظم من جهة ذمه لحدوث ألفاظه ".
وقد تولد عن هذا العلم بدعة المعتزلة بتعطيل صفات الله سبحانه وتعالى، وما إلى ذلك من البدع المعروفة في تاريخ المسلمين التي انحرف من انحرف بها من أهل القبلة.
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 03:04]ـ
ثم قال فضيلة الشيخ / يوسف الغفيص:
إذاً: الصحيح في تعريف علم الكلام أن يقال: هو علم حادث بعد عصر الصحابة، أحدثه قوم من النظار المائلين عن طريقة الأئمة من الفقهاء والمحدثين.
وهو مركب من ثلاث مواد:
الأولى: مادة فلسفية مفصلة.
الثاني: مادة من الكليات العقلية العامة.
الثالثة: مادة من الجمل الشرعية العامة.
وهذا من باب الضبط والعدل؛ لأن الحقائق العلمية لا بد أن يتكلم فيها بعلم وعدل؛ حتى مقام الرد على المخالف لا يجوز أن تبغي عليه بحكم، ولا يجوز أن تزيد على مقالته بغير ما قاله.
ومن الملاحظ أن المقام العقلي فيه مقام كلي، وأن المقام الشرعي فيه مقام مجمل، أي أن عندهم بعض الجمل الشرعية، ومن الجمل الشرعية التي يراعيها هذا العلم: قاعدة: (أن الله مستحق للكمال، منزه عن النقصان)، فهم يرون أنها قاعدة شرعية، والصحيح أنها شرعية وعقلية أيضاً؛ فإن تنزيه الله عن النقص معلوم بالعقل، وليس كما يقول البعض: إنه معلوم بالشرع وحده.
إذاً: هم قصدوا إلى جمل شرعية، وإلى كليات عقلية، ولكن جوهر هذا العلم الذي ينبني عليه ويقوم عليه من جهة التفصيل هي مقدمات لخصت من الفلسفة.
كيف دخلت الفلسفة على أهل الكلام؟
لقد كانت البلاد التي فتحت زمن عمر بن الخطاب ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000002&spid=1119) رضي الله عنه وما بعده - ولا سيما أعالي العراق - كانت بلاداً مليئةً بالثقافات الفلسفية، وقد بدأت الترجمة منذ زمن متقدم في دولة بني أمية، فلما ظهرت الترجمة لهذه العلوم دخلت هذه المولَّدات الفلسفية على المسلمين بما يسمى بـ (علم الكلام)؛ ولذلك تكلم أصحابه بالجوهر، والعَرَض، ومسائل معروفة هي مركبة في الجملة من كلام أرسطو طاليس ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000478&spid=1119) وأمثاله من فلاسفة اليونان.
هذه المادة الفلسفية التي لخصت وأضيفت إليها كليات عقلية، وجمل شرعية، هي ما يسمى في الحقيقة بعلم الكلام؛ ولذلك فليس هذا العلم مجرد استدلال بالأدلة العقلية على العقائد الإيمانية؛ فإنه لما كان هذا العلم مبنياً على هذه المواد الثلاث، ولا سيما المادة الفلسفية المأخوذة عن قوم من الفلاسفة الذين لم يكونوا على دين سماوي صحيح، فقد كان أرسطو طاليس ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000478&spid=1119) قبل المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام بثلاثمائة سنة، وكان رجلاً ليس على ديانة شرعية، وإنما كان على فلسفة وإلحاد في تعطيل الباري عز وجل عن أسمائه وصفاته وغير ذلك؛ فلأجل هذا السبب نجد أن من انتحل هذا العلم - علم الكلام - قد عطلوا صفات الله سبحانه وتعالى عن معانيها الشرعية، أو عطلوا ما هو منها، وهذا بحسب استعمال أصحاب هذا العلم له.
انتهى الكلام من تفريغ شرحه - حفظه الله - في موقع الشبكة الإسلامية (إسلام ويب)
..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 06:31]ـ
علم الكلام علم صحيح وليس مبتدع وانما اشتغل به الصحابه الكرام بل اشتغل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اراد الدليل اعطه الدليل وانتظروا الشرح والتعليل
أهلا بك أخا أزهريا فى المجلس العلمى
وننتظر الشرح والتعليل
وشكرا للأخ اسامة الشمرى على نقله هذا التفصيل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 07:50]ـ
أثنّي على ما قاله الشيخ عدنان ..
وعلم الكلام مادة استمداده:الفلسفة والمنطق
وحينئذ يكون من يزعم أنه ينقسم إلى صحيح وفاسد ..
ليس مكتفيا بالأصلين:الكتاب والسنة .. ومن لم يستغن بهما
فلا أغناه الله ..
وأما الحق القليل الذي في علم المنطق .. فلا أجد أبلغ من كلمة ابن تيمية في وصف هذا الحق
بأنه لا يحتاجه الذكي ولا ينتفع به البليد ..
والله الموفق
ـ[صارم الجزيرة]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 08:31]ـ
أبعدت النجعة يا أيها الأزهري، الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يشتغلون بعلم الكلام، من أين لك هذا، يبدوا أنك مجازف في عباراتك ولا تراعي للعلم حق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلك لم تطلع على أقوال أهل العلم في ذم الكلام كما قال الشافعي: حكمي على أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال وأن يطاف بهم في الأسواق ويقال هذا جزاء من اشتغل بعلم الكلام.
اقرأ كتب أهل العلم في ذم هذا العلم، و لاتجازف بعباراتك، خاصة في نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام الأطهار، إذ لا بد أن تعلم أن الأئمة أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم كل هؤلاء وغيرهم أفضل مني ومنك وخير مني ومنك وأحرص مني ومنك على العلم فما رأيناهم اشتغلوا به إلا للحاجة والضرورة مع ذمهم المستفيض في كتبهم ونقولاتهم لعلم الكلام.
والهروي كما ذكر أخونا محب الإمام ابن تيمية بارك الله فيه له كتاب في ذم الكلام وأهله فلعلك أخي لم تتعب نفسك بالإطلاع عليه يوماً.
ألم تسمع يوماً بتوبة الإمام الغزالي والرازي والجويني وغيرهم من علم الكلام ولعلي أنقل إليك هذه النقولات عنهم:
يقول أبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبد الكريم الشهرستاني:
ولد سنة 467هـ وتوفي سنة 548هـ وهو فقيه شافعي متكلم، وله مؤلفات كثيرة في الفقه. وهو صاحب الملل والنحل، وكتاب في علم الكلام لعله آخر مؤلفاته (نهاية الإقدام في علم الكلام) وهو الذي ذم فيه علم الكلام وحذر منه وأوضح أن علم الكلام إنما يورث الحيرة، وليس لدى أربابه يقين في عقيدتهم. وقد أثبت في أول الكتاب المذكور بيتين في وصف حال أهل الكلام قائلاً:
عمري لقد طفت المعاهد كلها ... وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر ... على ذقن أو قارعا سن نادم
وقال الرازي أيضاً:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وقال فخر الدين الرازي: ((لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات: {الرحمن على العرش استوى} [طه:5] {إليه يصعد الكلم الطيب} [فاطر:10] واقرأ في النفي {ليس كمثله شيء} [الشورى:11] {ولا يحيطون به علما} [طه:110] ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي)).
ويقول الآخر منهم: - ((لقد خضت البحر الخضم، وتركت أهل الإسلام وعلومهم، وخضت في الذي نهوني عنه، والآن إن لم يتداركني ربي برحمته، فالويل لفلان، وها أنا أموت على عقيدة أمي)).
ويقول الآخر منهم: أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام.
ولعلك أخي الأزهري أحمد بعد هذه النقولات الكثيرة تنفرد بنفسك في زاوية من زوايا أحد المساجد وتتوب إلى الله من هذه الكلمات التي قلتها في حق نبيك سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
ولك مني دعوة بأن يهديك الله ويوفقك لسلوك منهج الأنبياء المخلصون والدعاة الربانيون.
والسـ ــلام
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 05:59]ـ
لاشك انا مع من يمنعون من هذا العلم وان كان من باب السلامة لايعدلها شئ -فقط - لكن نحب ان نعلم حقيقة الخلاف فقط
واضيف ان بن قدامة له كتاب اسمه تحرير النظر فى علم الكلام - او هو جزء من العنوا ن- لكن
بن حزم له كتاب أشار اليه الدكتور عبد الباقى السيد وهو قد ناقش احد الاخوة فى ذلك كما قرأته له ولم أرى المناقشة فليته يفيدنا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 07:20]ـ
ليس فقط من باب السلامة أخي ..
لأن حقيقة هذا العلم: إثبات "التوحيد "على طريقة الخواجات .. إذا صح التعبير
فهو علم فاسد استمدادا ونتيجة .. وما قد يوجد فيه من حق يسير ..
هو كالنفع الذي في الخمر .. لا يعتد به ,,والله لم يقل "عليكم بالنقع الذي في الخمر واتركوا الشر"
بل قال "فاجتنبوه" .. لغلبة مادة الشر فيها ..
والله الموفق
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 11:19]ـ
كما قلت يا شيخ عدنان و ان أجملت العبارة ... فعلم الكلام -و أسه المنطق الصوري -لا يحتاج الى دراسته الا لبيان تناقضه و تهافته في نفسه و التدليل على قلة نفعه في ذاته لا للمنافحة به عن كتاب الله وسنة رسوله .. و لهذا لا متمسك للشيخ البوطي حفظه الله و لا لغيره من أفاضل الأشاعرة في تعقبهم شيخ الاسلام بالتناقض في موقفه من علم الكلام ... اما ربطه بالرياضيات فخطأ من جهة ان فلسفة الرياضيات ما تقدمت الا باعلان براءتها من أوحال المنطق الصوري الأرسطي و موجات النقد الابستمولوجي للمنطق الرياضي مشهورة من مدرسة فرانكفورت الوضعية فما دونها .. و من جهة أخرى اشتمال بعض فروع الرياضيات على تأثيرات أرسطية -خاصة في الرياضيات النظرية- ما زال يوقعها في الكثير من المشاكل سواء في التصور او التصديق و ما زال اهل الاختصاص يجهرون بمعاناتهم من هذه البقايا خاصة على مستوى ايجاد حلول لمشاكل الذكاء الصناعي و قد قرات مرة مقالا لمهندس في شركة ibm المرموقة يعتمد نفس التوجهات النقدية لشيخ الاسلام في القياس العقلي التماثلي و الانطولوجي .. اما في مجال العلوم التجريبية فالأمر أوضح فما زلت أذكر تصريح كبار رجال هذا العلم من امثال غابرييل فنتزيانو و غيره يصرحون جهارا-على اثر انتقادهم ان نظرياتهم لا تعتمد على اي اساس رياضي- ان الفيزياء و غيرها لم ترفع راسا قط للمنطق الرياضي و هذا ما نبه اليه شيخ الاسلام قديما من افاضل علماء الطبيعيات قد يشتغلون بالمنطق على سبيل الترف الفكري اما في بحوثهم فلا يرفعون اليه رأسا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 12:04]ـ
و هذا كلام نفيس جدا لحجة الاسلام الامام الغزالي قدس الله سره .. جزى الله خيرا عبد العزيز على نقله
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33128
ـ[أبو إسحاق السلفي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 12:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومما لا زال في الذهن أن أحد الإخوة الفضلاء في ملتقى أهل الحديث قد أنكر على أخيه خلال نقاش جرى أن السلف لم يقولوا أبداً "علم الكلام" وإنما سموه الكلام فقط وإنما سماه علم من اشتغل به من المتكلمين
ترى ذلك جلياً في كلام الشافعي المذكور أعلاه مشاركة الأخ صارم
قال الشافعي: حكمي على أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال وأن يطاف بهم في الأسواق ويقال هذا جزاء من اشتغل بعلم الكلام.
تنبيه: بحثت قليلاً فوجدت أن الشافعي رحمه الله قال في آخر عبارته " .... من اشتغل بالكلام
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 09:18]ـ
يقول الشيخ الدكتور محمد يسري في كتابه (درة البيان في أصول الإيمان) ص3 في سرده لأسماء علم الإيمان:
أسماء هذا العلم لشرفه كثيرة وألقابه لجلالته شهيرة.
فالإيمان والسنة والتوحيد والعقيدة وأصول الدين والشريعة وأولها إطلاقا وتصنيفا الفقه الأكبر وكلٌّ أسماء شرعية حميدة.
وعلم الكلام والفلسفة أسماء بدعية ذميمة. انتهى.(/)
هدية العيد 20 موضوعا رائعا وقد فتح باب النقاش والحوار مع الأستاذ خالد عاشور
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:56]ـ
العيد 20 موضوعا رائعا تحتاج إلى نقاش وحوار مع الأستاذ خالد عاشور
الإخوة والأخوات
يسعدني أصالة عن نفسي ونيابة عن إدارة منتدى البحوث والدراسات القرآنية وجميع المشرفين والمشرفات
أن أرحب بضيف عزيز وأخ كريم وزميل قديم حل في منتدانا وأتحفنا بالعديد من المواضيع الجديدة الرائعة والتلخيصات والترجمات لكتب قيمة
ذلك هوالأستاذ خالد سيف الدين عاشور
وهو رجل متنوع المهارات شيخ وداعية ومدرب ومتنور ومهتم بقضايا التعليم والتطوير الذاتي
وقد طلبت منه تعريفا بنفسه فمن تواضعه أبى وقال دع الأعضاء يتعرفون علي من خلال ما أكتب
وقد رأيت من الواجب علي أولاً كزميل (فقد عرفت الشيخ خالد قبل أكثر من 15 سنة) وتزاملنا في التدريس في إحدى ثانويات جدة وكثيرا ما كنا نتجاذب أطراف الحديث
ومن الواجب علي كخادم لهذا المنتدى أن أخص سعادة أخي الشيخ خالد بهذا الترحيب
فرحبوا به على هذا الرابط
1 - ترحيب خاص بالأستاذ خالد سيف الدين عاشور
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?p=116969#post11 6969
كما يسعدني أن أفتح المجال لمحاورة الضيف على صفحات المنتدى حول مواضيعه الرائعة الساخنة التالية
2 - The Teaching for Understanding Guide دليل التعليم للفهم (كيف نمدرس الفهم لا الحفظ فقط)
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?p=117044#post11 7044
3- هذا تلخيص لبعض ما جاء في هذا الكتاب How Children Learn لمؤلفه John Holt
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?p=117045#post11 7045
4- الذكاء المتعدد
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19202
5- هل الوعد بالمكافأة مفيد؟
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19233
6- الذكاء لا يمكن أن يُقاس
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19209
7- كتاب "رعب السؤال"
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19198
8- كتاب "لغات التعلم"
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19181
9- كتاب Dumbing Us Down
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19196
10- Your Many Faces كتاب آخر لفرجينيا ساتير
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19203
11- Everyone Here Spoke Sign ******** الكل تحدث لغة الإشارة
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19212
12- تعلم القراءة والكتابة بالذكاء المتعدد (كيف نحيي الكلمات)
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19211
13- كتاب"إيقاظ العبقرية في الفصل الدراسي"
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19200
14- كتاب Smart Schools المدارس الذكية
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19199
15- كتاب "36 طفل"
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19180
16- اصنع الفرق
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19204
17- كتاب The Best Schools أفضل المدارس
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19197
18- مواصفات خطيب الجمعة الناجح (في رأيي)
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19201
19- مواصفات المعلم الفعال (في رأيي)
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19183
20- أخطاء في التربية (في رأيي)
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=19182
يسعدنا أن تشارك في الحوار والنقاش حول المواضيع المطروحة
ولا تبخلوا علينا بمدااخلاتكم وملاحظاتكم
المشرف العام على المنتدى
د. يحيى الغوثاني
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 05:02]ـ
وهو رجل متنوع المهارات شيخ وداعية ومدرب ومتنور ومهتم بقضايا التعليم والتطوير الذاتي
وقد طلبت منه تعريفا بنفسه فمن تواضعه أبى وقال دع الأعضاء يتعرفون علي من خلال ما أكتب
وقد رأيت من الواجب علي أولاً كزميل (فقد عرفت الشيخ خالد قبل أكثر من 15 سنة) وتزاملنا في التدريس في إحدى ثانويات جدة وكثيرا ما كنا نتجاذب أطراف الحديث
ومن الواجب علي كخادم لهذا المنتدى أن أخص سعادة أخي الشيخ خالد بهذا الترحيب!!!!!!!
هذا تعريف خالد عاشور
http://sahatksa.com/forum/index.php?showtopic=40987&hl= خالد+عاشور
http://sahatksa.com/forum/index.php?showtopic=41373&hl= خالد+عاشور
http://sahatksa.com/forum/index.php?showtopic=41513&hl= خالد+عاشور
http://sahatksa.com/forum/index.php?showtopic=41262&hl= خالد+عاشور
http://sahatksa.com/forum/index.php?showtopic=39877&hl= خالد+عاشور
http://sahatksa.com/forum/index.php?showtopic=41337&hl= خالد+عاشور
http://sahatksa.com/forum/index.php?showtopic=39366&hl= خالد+عاشور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 07:56]ـ
الرابط يفتح موضوع حديث الافتراق فأين ترجمته
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:32]ـ
الروابط تتحدث عن فكر الداعيه حسب زعمكم وهذا تعريفه االحقيقي وليس المستأجر
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 07:49]ـ
جزاك الله خيرا
لكنى ما عندى وقت للتأمل والنظر
هات ما عندك بخصوص الاستاذ خالد
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 02:12]ـ
لا أقصد الإساءة، ولكنني اتبعت جل الروابط أعلاه، ولم أجد في فكر الرجل فكراً إسلامياً صحيحاً. أقر أن مقالاته في التربية جيدة ولكنها عبارة عن ترجمة حرفية للنص الأجنبي حتى دون موائمتها إسلامياً (في المثال تبقى قاعة الرقص والموسيقى هي قاعة الرقص والموسيقى) .. أما مقالاته التي يتحدث فيها عن أمور الشريعة فعنده تشوش وتخبط في كثير من الأمور. وماذا تريد أكثر من أنه يستشهد بكتب محمد شحرور! وحسن فرحان المالكي!. وأعجبني حقيقة تعليق لمشرف الساحات الإسلامية هناك يقول فيه
(( ... لكن هذا المدعو .. خالد عاشور .. لا همّ له من مسائل العلم إلا الدعوة إلى كشف وجه المرأة و الدفاع عن أهل الضلال الرافضة وتتبع زلات علماء أهل السنة وجعلها عناوين عريضة في المنتديات وياليت يأتي بشيء من علمه هو نناقشه فيه وإنما هو مثل الأعشى الذي يتخبط في الظلام إذا طلع من حفرة سقط في (دحديرة) منحدر)) ..
فيا ليته يبقى في كتبه عن تربية الأطفال وتقوية الذاكرة والنجاح في الحياة ويترك الحديث في أمور الشريعة لأهلها.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 02:37]ـ
انا مصرى
ارجو ذكر عقيدته باختصار
ـ[ابتسام الخليل]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 06:14]ـ
كل عام وانتم بخير(/)
امتحان الناس في الأشخاص من أعمال أهل البدع .. العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 11:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للاستماع مباشرة: اضغط هنا ( http://www.meenhaj.com/links/abbad1.html)
للتحميل: اضغط هنا ( http://ia310811.us.archive.org/2/items/GML022/40nawawiya07.mp3)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 08:42]ـ
..
بارك الله في الشيخ و بارك الله فيك يا عبدالملك
استمعت إلى كلام الشيخ فوجدته كلاما عظيما نافعا مهما , وياليته ينشر في كل مكان.
نفعنا الله بما سمعنا و أصلح الله الأحوال.
..
ـ[ولد برق]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 09:12]ـ
بارك الله فيك
قد ألف الشيخ العباد كتاب كامل في مثل هذه الأمور و تطرق هذه المسألة و غيرها و قام بعض غلاة التجريح بالقدح في الكتاب و المؤلف و ألف الشيخ أبو الحسن المأربي كتاب في الرد عليهم و الإنتصار للشيخ العباد
كتاب المأربي من هنا
http://www.sulaymani.net/play.php?catsmktba=508
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 11:02]ـ
يا ليت قومي يعلمون
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 11:40]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب عبد الملك ......
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 07:48]ـ
بارك الله فيكم .....
و يا حبّذا لو جمع أحدنا جذور هذه المصائب و أسباب نشوئها ... لنعالج السبب مع المشكلة ..
ـ[القاموس]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 03:09]ـ
جزاك الله خيراً الشيخ / عبدالمحسن العباد، وجزاك الله خيراً يا أخ / عبد الملك السبيعي.
هذا والله الكلام - والمنهج - الذي يكتب بماء الذهب.(/)
خيانات الصوفية للأمانة العلمية (بشار بن يوسف الحادي أنموذجا)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:54]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:-
فإن الأمانة العلمية تقتضي ذكر جميع الأقوال وبيان شتى الأحداث حتى ولو كانت هذه الأقوال وتلك الأحداث والوقائع تخالف مذهب كاتبها لا سيما الكتابة في تاريخ الأمة وتراجم العلماء والأعيان.
وقد تعددت صور الإخلال العلمي في هذا العصر وضعفت الأمانة العلمية في النقل والتوثيق و عليه فقد ذكر الأستاذ الفاضل محمد بن عبدالعزيز المسند صورا منها فقال:
" ........ صور الإخلال بالأمانة العلمية كثيرة جداً، فمنها أن يعمد الإنسان إلى كتاب ما، فينقل منه نصاً أو فصلاً دون أن يُشير إلى ذلك في موضعه، وأقبح منه أن يعمد إلى عدة كتب، أو أجزاء من كتابٍ واحد، فينشرها مع غيرها في كتاب واحد باسمه هو، وبعنوانٍ مقارب، دون أن يُشير إلى ذلك، وربما أضاف إليها صفحاتٍ معدودة من عنده، نقلها من هُنا أوهناك ليبرر لنفسه هذا العمل، أو ليوهم القارىء أنَّهُ بذل جهداً "
يقول (أبو الحسن الأزهري) كان الله له وبلغه في الدارين أمله:
والأقبح من هذا أن يخفي المرء الحقائق التاريخية التي تخالف مذهبه العقدي أو الفقهي.
وهذا ديدن أهل البدع فإنهم كما قيل يأخذون ما لهم ويدعون ما عليهم ولا شك أنه مذهب ردئ وعمل مشين فإلى الله المشتكى ورحم الله العلم وأهله.
يقول شيخ المشايخ بكر بن عبدالله أبو زيد في حليته ص 59:-
" يجب على طالب العلم فائق التحلي بالأمانة العلمية في الطلب والتحمل والعمل والبلاغ والأداء "
(1)
وعليه فقد اطلعت على كتاب لبشار بن يوسف الحادي أسماه " موسوعة ضياء البدرين في تاريخ البحرين (1) علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري "
وقد قرأته ولله الحمد فرأيت فيه ما يعجب منه أولو النهى ويشمئز من مطالعته وتصوره ذووا البصائر والحجى من خيانات علمية لا يسع أهل الفضل السكوت عنها فانتظرت مدة من الزمان لعل أحد الفضلاء أو طلبة العلم النبهاء يكتب ويبين ولكن دون جدوى ولما رأيت هذا الكتاب منشورا غير مستور استعنت بالله عزوجل على كتابة بعض الملحوظات تكون بنيات طريق لمن أراد أن يكتب بعد ذلك وإن كنت لست أهلا لذلك والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(2)
من هو بشار الحادي؟
بشار كما قال عن نفسه في آخر ثبته " الإقليد في تحرير الأسانيد " بشار بن يوسف بن صالح بن أحمد بن صالح بن أحمد بن صالح بن أحمد الحادي نسبا القضاعي قبيلة القحطاني جدا البحريني بلدا المالكي مذهبا الأشعري عقيدة الأزهري دراسة وتخرجا "
فهو أشعري العقيدة صوفي المشرب تخرج من جامعة الأزهر وقد أخبرني أحد الثقات أنه تأخر في التخرج لرسوبه في بعض المواد في السنة النهائية من كلية الشريعة والقانون بالأزهر.
والعجيب في أمره أنه مكثر من التأليف وغالب بحوثاته جمع وترتيب تفتقر إلى التأصيل العلمي.
قال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص 411:
" وإن كان كل عصر لا يخلو من قائل بغير علم ومتكلم بغير إصابة مشتمل على أنواع من المعايب معتد بفعله في تصنيف المثالب غير أنه لا يضر بما يقول من بهتان إلا خاصة نفسه ولا يغر إلا أغمارا إذا اعتبرتهم وجدتهم من جنسه "
وقد خرج لنفسه ثبتا سماه " الإقليد في تحرير الأسانيد " وغالب شيوخه الذين ذكرهم في ثبته على قيد الحياة ويشاركه فيهم أطفال مشايخنا المسندين من أهل الرياض فليس من أهل العلو في الإسناد حتى يأتي ويفرد لنفسه ثبتا يذكر فيه مروياته وأسانيده والله المستعان.
وإن تعجب أخي الفاضل فاعجب لصنيعه في ثبته حينما يترجم لمشايخه وبعضهم في سن العشرين فيصفهم بألقاب عظيمة (كالعالم الفاضل والمحدث الراوية والمسند المعتني والأديب الكامل) وبعضهم عوام ولا أكون مبالغا حينما أقول عن بعضهم بأنه لا يحفظ الأربعين النووية والله المستعان
يقول بشار هداه الله للصواب في ثبته ص 56:
في ترجمة شيخه محمد زكريا الأنصاري البخاري ثم المدني النقشبدني:-
(يُتْبَعُ)
(/)
العالم الفاضل الزاهد الورع المعمر شيخ الطريقة النقشبندية بالمدينة المنورة ............ أجاز لي عامة مشافهة بمنزله بالمدينة المنورة ................. وقد أخبرنا المترجم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فلقنه هذا الذكر وهو قوله: لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك الله الله الله اللهم صلى
(هكذا وهو خطأ فاحش والصواب صل) على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اه
وقد لقنني المترجم هذا الذكر كما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة فبيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الذكر واسطة واحدة لأن رؤيا الأنبياء حق ولأن الشيطان لا يتمثل به صلى الله عليه وسلم كما رويناها في الصحاح والحمد لله على ما أنعم انتهى
وعليه فبشار الحادي من طبقة التابعين فماذا بعد؟!!!!
ونصيحتي لبشار التزود من العلم والعكوف عند المشايخ وثني الركب عند العلماء ولا يغتر بهذه الألقاب (المؤرخ – المسند – الراوية – المعتني – البحاثة) ويحذر التصدر قبل التأهل وقد قيل: من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه.
قال الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين في " كتاب العلم " ص 81:
مما يجب الحذر منه أن يتصدر طالب العلم قبل أن يكون أهلاً للتصدر؛ لأنه إذا فعل ذلك كان هذا دليلاً على أمور:
الأمر الأول: إعجابه بنفسه حيث تصدر فهو يرى نفسه عَلَم الأعلام.
الأمر الثاني: أن ذلك يدل على عدم فقهه ومعرفته للأمور؛ لأنه إذا تصدر، ربما يقع في أمر لا يستطيع الخلاص منه، إذ أن الناس إذا روأوه متصدراً أو ردوا عليه من المسائل ما يبين عواره.
الأمر الثالث: أنه إذا تصدر قبل أن يتأهل لزمه أن يقول على الله ما لا يعلم؛ لأن الغالب أن من كان هذا قصده، أنه لا يبالي ويجب على كل ما سٌئِلَ ويخاطر بدينه وبقوله على الله - عز وجل - بلا علم.
الأمر الرابع: أن الإنسان إذا تصدر فإنه في الغالب لا يقبل الحق لأنه يظن بسفهه أنه إذا خضع لغيره ولو كان معه الحق كان هذا دليلا على أنه ليس بعالم اه
وهذا كلام سديد من عالم ذي رأي رشيد وما عليه مزيد.
(3)
مع بشاري الحادي في كتابه علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري
المتأمل لكتب الحادي بشار- أصلح الله لنا وله الأحوال - علم يقينا ضعفه في علوم العربية ولا أدري كيف جوز لنفسه الكتابة في شئ من أمور الدين وهو لم يتقن بعد علم العربية ولا القواعد الإملائية؟!! وقد روي البخاري في الأدب المفرد ص 259 (باب الضرب على اللحن) بسنده إلى نافع قال " كان ابن عمر يضرب ولده على اللحن "
و روى الخطيب البغدادي في " جامعه " (2 - 28) " من عاب اللحن وشدد فيه " بسنده إلى أبي إسحاق الطلحي "أن علي بن أبي طالب كان يضرب الحسن والحسين على اللحن ".
هذا وقد ذكر بشار الحادي في كتابه ص 70 طريقته في كل ترجمة ذكرها فقال " أما طريقتي في كل ترجمة فهي أن أذكر كل شئ وقفت عليه في الترجمة من معلومات ومكاتبات وصور للمترجم وقصائد ومرثيات ووقفيات وغيرها ...... "
وعندما يقرأ الإنسان الكتاب يجد أن بشارا أخل بشرطه وتعمد عدم ذكر بعض الوثائق والحقائق التي تخالف مذهب أهل نحلته وهاك البيان:- -
1 - ذكر بشار في ص 38 وما بعدها الدين السائد في البحرين وذكر أنه الإسلام وقال بأنهم ينقسمون إلى قسمين:
أهل السنة والجماعة ويعني بهم الأشاعرة والمتصوفة، والشيعة الجعفرية الاثنا عشرية ثم ذكر الطرق الصوفية في البحرين وقال بأن عددا كبيرا من المشايخ تلقى الطرق الصوفية مثل الطريقة العادلية الحريثية والنقشبندية الخالدية والقادرية والرفاعية.
هكذا ذكر بشار وأخفى كثيرا من الحقائق عن الطرق الصوفية وهي أن هذه الطرق كانت محل استنكار العامة من أهل البحرين والأدلة على ذلك:
1 - القاضي عبدالرحمن آل مبارك المالكي وجه إليه سؤال يسألونه فيه عن حكم الموالد المشتملة على الغناء والرقص ومخالطة الرجال للنساء فأجابهم بحرمة ذلك وبدعيته لمخالفته سنة سيد المرسلين وما عليه عمل سادات الصحابة والتابعين ووجوب منعه وإنكاره من ولاة الأمور.
راجع فتاوى علماء الأحساء (2 – 595) ونقله كذلك أخونا الشيخ عبدالعزيز البداح في رسالته المدارس الأجنبية في الخليج ص 66
2 - تذمر أهل البحرين من اجتماع الفرق الصوفية على أسطح المنازل في الليل وتعاطيها للذكر على نحو غير مشروع فكتب قضاة البحرين في تحريم ذلك والمنع منه وقد عززه بتقريره والتصديق عليه الشيخ قاسم بن مهزع
انظر (جريدة البحرين التاريخ 3/ 8/ 1359/ 1940م) وراجع المدارس الأجنبية ص 67
3 - كتب الأستاذ ناصر الخيري كما في (ناصر الخيري " الأديب الكاتب " لمبارك الخاطر ص 55 رسالة إلى الشيخ محمد رشيد رضا يشكو له فيها ما في البحرين من أمثال هذه البدع والمحدثات وسكوت بعض المنتسبين للعلم من أتباع المذاهب الأربعة عن إنكارها حمله على ذلك ما قرأه في مجلة المنار في باب الفتاوى من السؤال الذي هو لأحد أبناء البلاد العربية في صدد الرقص والتغني والإنشاد في مجالس الذكر والجواب عليه من علماء الأزهر بالتشديد والنكير وتكفير فاعله ومن حضره وراجع أيضا المدارس الأجنبية ص 67 لعبدالعزيز البداح
4 - ذكر المؤرخ محمد بن خليفة النبهاني في كتابه " التحفة النبهانية " ص 28 عددا من القبور والمشاهد يرتادها الجهال ويعتقدون فيها اعتقادات باطلة مثل ضريح (صعصعة) وضريح (الشيخ جوي) وغيرهما
5 - أشار الأديب ناصر الخيري في رسالة بعث بها إلى الشيخ رشيد رضا عام 1911م أن الناس كانوا يعتقدون أن الشرب من نهر معروف عندهم يبرئ من العلل والعاهات فكانوا يتوافدون عليه طلبا للشفاء انظر (الكتابات الأولى الحديثة لمثقفي البحرين لمبارك الخاطر ص 51 بواسطة المدارس الأجنبية ص 72).
وهذه الطرق الصوفية ولله الحمد لم يعد لها وجود في البحرين ولم يعد أهل التصوف لهم تأثير ووجود.
يتبع ..........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:55]ـ
(4)
أشداء على الوهابية رحماء مع الرافضة
في الوقت الذي نرى فيه أهل التمشعر والتصوف أشداء على الوهابية نرى تساهلهم العجيب مع الرافضة وليس أدل على ذلك من فعل الحادي بشار حيث قال في كتابه السابق ص 42:
" القسم الثاني: الشيعة الجعفرية الاثنا عشرية:
وهم نازحون إلى البحرين كإخوتهم من أهل السنة من إيران والبصرة والكوفة والأحساء والقطيف وغيرها ......... "
وقال أيضا:
" ........... وأما الإخوة الشيعة الجعفرية فهم إمامية بتياريهما الأصولي والإخباري ويغلب على شيعة البحرين المذهب الإخباري "
فتأمل يا رعاك الله كيف يصف الشيعة الإمامية ب " الإخوة "
وصدق من قال بأن الصوفية ربيبة الرافضة وياليتهم يعاملون السلفيين كما يعاملون الرافضة وإلى الله المشتكى
(5)
إجازة أحد علماء البحرين الشيخ راشد بن عيسى المالكي البحريني من الشيخ العالم المتفنن الأزهري عبداللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
ذكر بشار الحادي جهود علماء البحرين في خدمة عدد من العلوم والفنون ومن ضمنها فن الرواية والإسناد وقد ذكر عددا من المشايخ ممن لهم عناية بهذا الفن وذكر مروياتهم وأخفى تعمدا إجازة الشيخ راشد بن عيسى المالكي البحريني من الشيخ العلامة المتفنن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ وهذه الإجازة قد طبعت عام 1422 ضمن مجالس العشر الأواخر بالمسجد الحرام باعتناء الأستاذ محمد بن ناصر العجمي وأصلها محفوظ عند أحد أحفاد الشيخ راشد بن عيسى وهو الأستاذ عبدالعزيز بن الشيخ محمد بن عيسى الساكن في مدينة المحرق بالبحرين وهي المدينة التي يسكن فيها بشار وقد التقى به بشار وذكر ذلك في كتابه ص 475 ولكنه أخفاها ولم يترجم له لعلاقته بعلماء وحكام الدعوة الإصلاحية في نجد والله المستعان
وهذه نص الإجازة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعبده وآله وصحبه من بعده.
أما بعد:
فإني تلقيت " صحيح البخاري " و " صحيح مسلم بن الحجاج " وسائر الكتب الستة إجازة عن شيخنا محمد بن محمود بن محمد بن حسين الجزائري الحنفي بداره بالإسكندرية سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف وهو رواها سماعا لبعضها وإجازة لباقيها عن جده محمد بن الحسين الجزائري عن والده حسين بن محمد الجزائري عن أخيه لأمه مصطفى بن رمضان العنابي وهو عن شيخه أبي عبدالله محمد بن شقرون المقرئ عن أبي الحسن علي الأجهوري المالكي عن شيخه عمر بن الجائي الحنفي وهو عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وهو عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بإسناده المقرر في شرحه على " الصحيح ".
وبهذا السند أروي جميع مروياته التي تضمنها " معجمه ".
ح وأخبرنا شيخنا المذكور ب " صحيح البخاري " إجازة وهو تلقاه سماعا لبعضه وإجازة لباقيه عن شيخه أبي الحسن علي بن عبدالقادر بن الأمين الجزائري المالكي عن شيخه أحمد الجوهري عن أحمد بن محمد بن أحمد البناء عن أبي الحسن علي الأجهوري عن عمر بن الجائي عن زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر
وبهذا السند نروي سائر مرويات الحافظ ابن حجر التي تضمنها " معجمه ".
ح وأجازنا شيخنا بأعلا سند يوجد في الدنيا ب " صحيح البخاري " عن شيخه ابن الأمين المذكور عن شيخه أبي الحسن علي بن مكرم الله العدوي الصعيدي عن شيخه أبي عبدالله محمد عقيلة المكي عن الشيخ حسن بن علي العجيمي عن الشيخ أحمد بن محمد العجيل اليمني عن يحيى بن مكرم الطبري عن إبراهيم بن محمد بن صدقة الدمشقي عن عبدالرحمن بن عبدالأول الفرغاني عن محمد بن شاذ بخت الفارسي عن يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني عن الفربري عن الإمام البخاري
فبيني وبين البخاري بهذا الإسناد اثنى عشر رجلا فتقع لي ثلا ثياته بستة عشر رجلا.
وبهذا الإسناد إليه قال:
حدثنا مكي بن إبراهيم قال حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من يقل على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ".
وقد أجزت بهذا الحديث وببقية " صحيح البخاري " وسائر الكتب الستة الشيخ راشد بن عيسى إجازة مطلقة عامة بشرطها المقرر في محله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأوصيه بتقوى الله تعالى في السر والعلن والإخلاص له فيما ظهر وبطن وأن يتمسك بما كان عليه السلف الصالح وأئمة الهدى في باب معرفة الله بصفات كماله ونعوت جلاله وفي معرفة حقه ومراده من عباده وأن يجاهد في الله حق جهاده.
قال ذلك وأملاه عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب غفر الله له ولوالديه ووالديهم وختم له بالصالحات إنه جواد كريم رؤوف رحيم.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
17 ذا سنة 1283
الختم
http://www.7ammil.com/data/visitors/2008/10/15/storm_1133669342728477459_scan er.jpg
وكتب الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن على لسان الإمام فيصل بن تركي رحمه الله إلى أهل البحرين رسالة وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من فيصل بن تركي إلى الأخ الشيخ راشد بن عيسى سلمه الله وهداه السلام عليكم ورحمته وبركاته وبعد:
فالموجب لتحريره ما بلغنا من ظهور: البدع في البحرين بدعة الرافضة وبدعة الجهمية وذلك بسبب تقديم حسن دعبوش الرافضي الجهمي ونصبه قاضيا في البحرين ومثلك ما يدخر النصح والتبيين لعيال خليفة وغيرهم ............... " انظر الدرر السنية في الأجوبة النجدية (1 – 486).
(6)
الدعوة السلفية في البحرين
لم يتكلم بشار الحادي عن الدعوة السلفية في البحرين ولم يذكر أهم من تأثر بالدعوة الإصلاحية في نجد وهذه خيانة عظمى منه وكان الواجب عليه وهو يكتب عن تاريخ بلد من البلاد أن يذكر جميع المناهج حتى ولو كانت مخالفة لمنهجه ونحلته فعظم الله أجورنا وأجوركم في الأمانة العلمية.
ففي البحرين تأثر الكثير من العلماء والعوام بالدعوة السلفية الإصلاحية في نجد والأدلة على ذلك كثيرة منها:
1 - الشيخ راشد بن عيسى كما سبق بيانه كان على اتصال بعلماء الدعوة النجدية وحكامها وله إجازة من الشيخ الإمام عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب.
2 - العلامة المتفنن عبدالعزيز ابن الشيخ القاضي حمد بن ناصر بن معمر النجدي الحنبلي انتقل إلى البحرين بعد خراب الدرعية وأقام بها مدة تقارب إحدى عشر سنة قضاها في الدرس والإفتاء والتأليف ورد شبهات المعارضين للإسلام وانظر (عنوان المجد في تاريخ نجد) لابن بشر (2 - 41) و (مشاهير علماء نجد وغيرهم) ص 170 وما بعدها
3 - شيخ القضاة قاسم بن مهزع وقد وصفه الشيخ العلامة شيخ مشايخنا عبدالرحمن السعدي بأنه من الدعاة لمذهب السلف وممن يظهرونه راجع (الفتاوى السعدية) ص 95
4 - الشيخ محمد الفضالة وكان معاصرا للشيخ راشد بن عيسى وكان يلقب بالقاضي السلفي انظر (المدارس الأجنبية) ص 69
5 - الشيخ صالح بن محمد آل مبارك عمل في الخطابة والإمامة والإرشاد بالبحرين
6 - المؤرخ الشيخ حسين بن غنام نزل البحرين وجلس فيها مدة وقرأ على علمائها وكان له تأثير انظر " روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين " لمحمد بن عثمان القاضي ص 78
7 - العلامة الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع النجدي دعي إلى البحرين للعمل في مجال التدريس وبقي فيها مدة وتم ترشيحه لإدارة النادي الأدبي الإسلامي وهذا النادي تأسس سنة 1910 م ردا على الحركة التنصيرية في البحرين ورغبة في مقاومتها.
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ في كتابه " مشاهير علماء نجد وغيرهم " ط دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر الطبعة الأولى: 1392هـ - 1972م ص 269
" ...... ثم دعاه مقبل الذكير أحد تجار نجد وأعيانها المقيمين في البحرين للتجارة، دعاه لمكافحة التبشير وفتح له لهذا الغرض مدرسة آخر سنة 1330هـ - فأقام في بلدة البحرين أربع سنين وشرح في أثناء إقامته بالبحرين العقيدة السفارينية (المسماة بالدرة المضية) ........... "
8 - الشيخ التاجر المحسن مقبل بن عبدالرحمن الذكير القصيمي أسس النادي الإسلامي لمقاومة التنصير وهو من أهل نجد وانظر ترجمته في علماء نجد خلال ثمانية قرون للبسام (6 – 425)
9 - العلامة الشيخ المفسر السلفي عبدالرحمن بن محمد بن خلف الدوسري سافر للبحرين فلازم شيخها قاسم بن مهزع وطلب العلم عليه مدة من الزمان انظر ترجمته في " علماء الكويت " للرومي ص 539 و " نبذة مختصرة عن حياة عبدالرحمن الدوسري " ص 16
10 - العلامة المتفنن سليمان بن سحمان زار البحرين طلبا للعلاج فا طلع على أسئلة من أهلها حول الحكمة من شعائر الحج وكتب ردا سماه (إقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل) قال في مقدمته:
" فإني لَمّا قدمت إلى البحرين في سنة 1332 "اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف" من الهجرة النبوية، رأيت سؤالاً أورده بعض زنادقة أهل البحرين، يسألون فيه عن الحكمة في أشياء مما شرعه الله ورسوله من مناسك الحج، وأرسلوا به إلى صاحب مجلة المنار: السيد محمد رشيد رضا، وكانوا فيما يزعم زعيمهم، وهو رجل يقال له: ناصر بن خيري – انتسب السائل إلى غير أبيه، إذ هو: ناصر بن مبارك، ولا يخفى ما فيه .............. " وتأثر به الناس
11 - الشيخ عثمان بن عبدالله بن جامع الأنصاري النجدي راجع ترجمته في " علماء نجد خلال ثمانية قرون "
(5 - 109)
12 - الشيخ محمد بن مال الله بن عبدالله المدافع عن الصحب الكرام حتى وفاته ولكن أني لبشار أن يذكره وهو يصف الاثني عشرية بأنهم إخوة له والله المستعان
13 – يوجد الكثير من الأسر النجدية في البحرين ومنها: البسام والجامع والجلاهمة والقاضي والمنيع وهم بلاشك متأثرون بالمدرسة النجدية وبعادات أهل نجد
فكيف يخفي بشار مثل هذه الحقائق ولكنه التعصب لمذهبه الردئ فهو يريد أن يثبت أن البحرين دولة المتمشعرين والقبوريين والروافض ولكن أنى له ذلك والتاريخ لا يكذب ولم أحاول استقصاء تاريخ الدعوة السلفية في البحرين ولعلي أفرد ذلك في بحث مستقل إن لم يكفنا أحد طلبة العلم من البحرين وهم أولى بذلك.
يتبع ..............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 02:01]ـ
(7)
حتى الكفار يا بشار يعترفون بوجود السلفيين في البحرين
جاء في سجلات القبطان الفرنسي (ثيوجين بيج) عندما زار البحرين في العام 1842م عندما وصف المساجد هناك بأنها خالية من الإضافات التجميلية لأن السلفيين يرفضون مثل ذلك (انظر مجلة الوثيقة مركز الدراسات التاريخية البحرين العدد الرابع والأربعون جمادى الأولى 1424 ص 43 بواسطة (المدارس الأجنبية) ص 72)
وقد ذكر (سي. أم. كرستجي) في رحلته التي زار فيها البحرين في العام (1916م – 1917) عندما وصف جامع سوق المنامة الذي خلا من كل أشكال الزخرفة والزينة طبقا لتوصيات التعاليم الوهابية – حسب رأيه –
انظر (أرض النخيل أو رحلة من بومباي إلى البصرة والعودة إليها 1916 - 1917 م سي. أم. كرستجي جامعة أكسفورد، ترجمة: الدكتور منذر الخور ص 100 بواسطة المدارس الأجنبية ص 73
(8)
وثيقة حكومية تثبت وجود السلفيين في البحرين منذ سنين
لما انتقد الشيخ أحمد بن إبراهيم المطوع المذهب السلفي علانية في أحد أحاديثه في المسجد وجه له مدير دائرة الأوقاف السنية خطابا مؤرخا في 8/ 10 / 1379 هـ الموافق 4/ 4 / 1960م بين فيه استياء الدائرة لما حصل وأنه أثار السخط في نفوس معتنقي المذهب الوهابي – على حد تعبيره – وقد يمتد السخط إلى الخارج ومنعه من عقد حلقات للحديث في المسجد خوفا من الوقوع فيما هو أسوأ وهذه نص الوثيقة:
حكومة البحرين
دائرة الأوقاف الشرعية
DEPARTMENT SUNNI WAOF
العدد 66 – 1960
التاريخ 8/ 10 / 1379 الموافق 4/ 4 / 1960
حضرة الأكرم الشيخ أحمد بن إبراهيم المطوع المحترم
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد بما أنكم تعرضتم في أحاديثكم في شهر رمضان إلى مواضيع كان الأجدر بكم أن لا تتطرقوا إليها ومنها انتقادكم للمذهب الوهابي مما أثار السخط في نفوس معتنقي هذا المذهب في الداخل وقد يمتد السخط إلى الخارج فيما إذا تناقلت حديثكم الألسن.
لذا تشعركم الدائرة أنها غير مرتاحة لما حصل وتجد نفسها مضطرة إلى منعكم من عقد حلقات للحديث في المسجد خوفا من الوقوع فيما هو أسوأ ووظيفتكم الدينية في هذا المسجد الإمامة فقط أعانكم الله على أدائها ووفقكم لما يحبه ويرضاه.
هذا ما لزم ولكم فائق الاحترام الإمضاء
مدير دائرة الأوقاف السنية
راجع هذه الوثيقة في كتاب (المدارس الأجنبية) قسم الملاحق ص 519
http://www.7ammil.com/data/visitors/2008/10/15/storm_1098114397855515196_scan er 002.jpg
(9)
أسرة الجلاهمة
ذكر بشار الحادي الأسر العلمية في البحرين في كتابه ص 44 فقال:
لقد كان في البحرين وما زال العديد من الأسر العلمية التي اشتهرت بالعلم والفقه وتولي عدد من أفرادها القضاء والخطابة وعقود النكاح ثم ذكر عددا من الأسر ............. " ولم يذكر أسرة الجلاهمة تعمدا منه وذلك لأن هذه الأسرة على صلة بالدعوة الإصلاحية النجدية فقد وفدت ذرية الشيخ رحمه بن جابر الجلاهمة البحرين منذ زمن وكان على حلف ديني وسياسي بالحركة الإصلاحية ويؤكد ذلك ما بعثه الإمام فيصل بن تركي إلى جماعة الجلاهمة تضمنت الوصية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحرص على الاجتماع على كلمة التقوى وانظر هذه الوثيقة في المدارس الأجنبية قسم الملاحق ص 517
http://www.7ammil.com/data/visitors/2008/10/15/storm_13568176942132828147_sca ner 001.jpg
كما كان بين الشيخ عبدالله بن سليمان الجلاهمة مراسلات مع الأميرين محمد بن عبدالعزيز آل سعود وعبدالله بن فيصل آل سعود ولا تزال أسرة الجلاهمة إلى الآن على اعتناء بدعوة التوحيد ومنهم الأستاذ الشيخ ياسر الجلاهمة متخرج من الجامعة الإسلامية وقائم بالدعوة والدروس ولله الحمد وهو شيخ فاضل يظهر عليه سمت أهل التوحيد والعلم.
يتبع ..................
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 02:02]ـ
(10)
حكام آل خليفة يستعينون بعلماء الدعوة النجدية الإصلاحية
(يُتْبَعُ)
(/)
ألف القس الهولندي (هوقودي قروت) كتابا بعنوان " مفتاح الخزائن ومصباح الدفائن " تهجم فيه على الإسلام وأحكامه وادعى فيه أن شريعة عيسى هي الباقية وليس هناك حاجة لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وقد جاء بهذا الكتاب أحد رجال السياسة الإنجليز إلى منطقة البحرين بوابة الجزيرة العربية فصادف ذلك وجود الشيخ عبدالعزيز ابن معمر العالم المتفنن في البحرين حيث جاء فارا من أتون الحرب الذي سعره جيش محمد علي في نجد وخاصة الدرعية مركز الحكم السعودي ومعقل الدعوة السلفية ظلما وعدوانا فجاء إلى البحرين ليقيم فيها فعرض عليه حاكم البحرين (الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد آل خليفة) كتاب " مفتاح الخزائن ...... " المشار إليه وطلب منه الرد فاستعد لذلك
يقول العلامة ابن معمر في مقدمة رده:
" قد سألني بعض الإخوان ...... أن أكتب جوابا عن أباطيل الكتاب الذي صنفه بعض الضالين من النصارى الجهلة المغالين وسماه " مفتاح الخزائن ومصباح الدفائن " ..... فعند ذلك رأيت الإجابة إلى الجواب أولى فاستعنت بالله فنعم المعين "
وقد ذكر الشيخ العلامة محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ أن الذي طلب منه الجواب هو الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد آل خليفة.
يقول الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ كما في مقدمة الطبعة الأولى لكتاب " منحة القريب المجيب ":
" إن الرجل النصراني الذي جاء بكتاب " مفتاح الخزائن ومصباح الدفائن " إلى البحرين حينما اطلع على رد الشيخ عبدالعزيز بن حمد ابن معمر على هذا الكتاب قال: هذا ليس من كلام علماء البحرين هذا من البحر النجدي.
فقال له حاكم البحرين في ذلك الوقت الشيخ عبدالله بن أحمد الخليفة: نعم "
راجع مقدمة تحقيق الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد السكاكر لكتاب " منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب " فمنها استفدت ونقلت.
وقد ذكر بشار في كتابه ص 59 فن الردود على المخالفين في شتى العلوم ضمن جهود علماء البحرين ولم يذكر كتاب الشيخ العلامة ابن معمر فعظم الله أجورنا وأجوركم في الأمانة العلمية.
(11)
فليشهد التاريخ لعلماء الدعوة الإصلاحية النجدية
يقول الشيخ العلامة عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ في كتابه " علماء الدعوة " نسخة معدة للنشر بتحقيق الأستاذ أحمد عبدالعزيز التويجري:-
" ................. وفي زمنه جرى على الديار النجدية والدولة السعودية، ما جرى من التقتيل والتخريب، فدمرت الدرعية – عاصمة ملك آل سعود في ذلك الحين – وتشتت علماؤها وقادة الدعوة الإسلامية، الذين كانوا بها أخرجهم إبراهيم ابن محمد علي باشا من أوطانهم، ونفاهم إلى مصر، وفر المترجم له الشيخ عبد العزيز بن معمر من الدرعية إلى البحرين، وكان لا يزال شاباً في العقد الثالث من عمره، فأقام بها، ولم تنقطع صلته بآل الشيخ الذين نقلوا إلى مصر، فكان يكاتب الشيخ عبد الرحمن بن حسن بأشعار يتوجع فيها على ما حل بنجد، من الدمار والخراب وكانت الدولة الأفرنجية قد مدت إصبعها في بلاد العرب، وفكرت في أن تبسط نفوذها على هاتيك الربوع، ومنها بلاد البحرين، فإنها كانت مثار خلاف بين الإنكليز والفرنسيين، والدولة العثمانية والعجم، وأرسلت كل واحدة من هذه الدول الخاسرة مندوباً من قبلها، فكان مندوب الإنكليز رجلاً قسيساً، اختارته إنكلترا، ليكون أبلغ إلى مقصودها بدهائه، وعظيم مكره، وليعمل على التبشير وبث الدعاية المسيحية، فينشر في تلك البلاد الشبهات والشكوك النصرانية، ليفتن الناس عن دينهم إن استطاع، وتلك سياسة أوروبا في كل الشرق الإسلامي، أعظم ما تهتم له تشكيك الناس في دينهم مصداقاً لقوله تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطعوا) [البقرة: 217]، فعمل ذلك القسيس الإنكليزي كتاباً، أورد فيه شبهات نصرانية، يزعم فيها تصحيح الملة المسيحية الباطلة الخاسرة، ودفعه إلى أمير البحرين وشيخها عبد الله بن خليفة، وكان دفعه قبل أن يكون الشيخ عبد الله بن خليفة تحت الحماية الإنكليزية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد شحن القسيس كتابه بشكوك وشبهات كثيرة لظنه أنها ستروج على أهل تلك الديار، وطلب القسيس من الشيخ عبد الله بن خليفة أن يعرضه على علماء البحرين فيردوا على ما فيه أو يقروا بعجزهم وانقطاع حجتهم، فعمد الشيخ ابن خليفة إلى من كان عنده من علماء البحرين، وطلب منهم الرد عليه، فلما قرأوه وجدوا أنفسهم عاجزين عن الرد عليه، فاعتذروا وقالوا لا نستطيع الرد على ما فيه من الشبه، ثم أرسله إلى علماء الإحساء، فقالوا مثل ما قال علماء البحرين، من إظهار العجز وعدم القدرة على الرد عليه، وقال بعضهم ليس هذا النصراني كفؤا أن يجاب، فحزن ذلك الشيخ ابن خليفة أشد الحزن، واغتم به أشد الاغتمام، فلما رأى من جلسائه وخواصه، ما هو فيه من الهم والحزن، لعجز علماء البحرين والإحساء عن دفع شبه ذلك القسيس، قال له أحدهم: إنه قد نزل بالبحرين شاب من طلبة العلم النجديين فأرى أن تعرضه عليه، لعل الله أن يزيح به عنا هذه الغمة، فأعطاه الكتاب، وأوصله إلى الشيخ عبد العزيز، وقص عليه الأمر والقصة من أولها إلى آخرها، فتناوله الشيخ وأمعن النظر فيه، وقال: تأخذون مني دحض هذه الشبه بعد شهر إن شاء الله تعالى، فلبث شهراً وأتم الرد، وبعث به إلى الأمير، وفرح به أشد الفرح، ودعا القسيس الإنكليزي وأعطاه الرد، فلما طالعه عجب له واندهش جداً لما كان يظنه من عجز علماء البحرين، وقال: هذا الرد لا يكون من هنا وإنما هو من البحر النجدي، فقال له الأمير: نعم هو من أحد طلبة العلم النجديين ................ ". وانظر كذلك كتاب " مشاهير علماء نجد وغيرهم " ص 172 وما بعدها
(12)
مذهب الحنابلة
ذكر الحادي بشار - رد الله عليه عقله – المذاهب الفقهية في البحرين فقال ص 42:
" بالنسبة لأهل السنة والجماعة فمذهب المملكة هو مذهب السادة المالكية وعليه القضاء بالمحاكم الشرعية وهو قديم له من العمر أكثر من 600 سنة كذلك مذهب السادة الشافعية وهما المذهبان السائدان في البحرين أما بالنسبة للسادة الحنابلة فقد كانت أسرة الجامع هي أشهر أسرة حنبلية حتى تحول آخر علمائها الشيخ عبدالعزيز الجامع من الحنبلية إلى المالكية ............... "
وهذا كلام بعيد عن الصواب فما زالت كثير من الأسر النجدية على مذهب الحنابلة كأسرة الجلاهمة وقد ذكر الأستاذ الشيخ محمد بن عبدالله بن حمد السكاكر أنه زار البحرين في عام 1402 لجمع معلومات عن الشيخ العلامة ابن معمر وقت اشتغاله في تحقيق كتابه " منحة القريب المجيب " وذكر أنه التقى بشخصيات علمية قد تقدم بهم السن فذكروا:
أن الشيخ عبدالعزيز ابن معمر رحمه الله كان يسكن في مدينة المحرق في حي يعرف ب " حي الحنابلة " ولهم مسجد فيه يقال له: مسجد الحنابلة أسسه كبير أسرة الجلاهمة الشيخ عبدالله بن سليمان الجلهمي وسكان هذا الحي كلهم حنابلة وقد زار الحي ووقف على المسجد راجع مقدمة تحقيقه لكتاب " منحة القريب المجيب " ص 58
يقول أبو الحسن الأزهري - عفا الله عنه -: هذا المسجد الذي شيده (الشيخ عبدالله الجلهمي) نسب بشار بنائه إلى عبدالله بن سليمان بن جامع في كتابه " بهجة السامع بذكر أخبار آل جامع " وهو خطأ فاحش كعادته في كتبه يجمع كل ما يسمعه دون تمحيص فكيف يجوز لنفسه بعد ذلك أن يكتب في تاريخ الأمة وكان الأولى ببشار أن لا يخوض فيما لا يدريه وأن يعطي القوس باريه
لا يعرف الشوق إلا من يكابده * ولا الصبابة إلا من يعانيها
وقد اختصر الشيخ العلامة ابن معمر المنظومة الدالية الكبرى في فقه السادة الحنابلة التي نظمها العلامة شمس الدين محمد بن عبدالقوي المقدسي المرداوي كما زاد ابن معمر على هذا النظم ما دعت الحاجة إليه وقد نظم ذلك وهو في البحرين في آخر حياته ولم يذكر بشار هذا الأمر ضمن جهود علماء البحرين.
ومما يؤكد وجود المذهب الحنبلي في البحرين بقوة أن أكثر من 200 طالبا تخرجوا من جامعات السعودية كالجامعة الإسلامية وجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة أم القرى وكلهم حنابلة فكيف يخفي بشار مثل هذه الحقائق فهل هذا من الأمانة العلمية أم أنه من الحقد الدفين على الدعوة السلفية والحنابلة.
وما زالت تقام دروس ولله الحمد في البحرين لتدريس مذهب الحنابلة قائم عليها بعض المشايخ السلفيين من أهل البحرين الذين تخرجوا من الجامعات السعودية.
يتبع ...............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 02:03]ـ
(13)
قاضي قضاة البحرين الشيخ قاسم بن مهزع الداعية لمذهب السلف
هو شيخ القضاة العالم المتفنن قاسم بن الشيخ مهزع بن فايز السبيعي المالكي البحريني الذي كانت له جهود في نشر مذهب السلف ومحاربة التبشير.
يقول الشيخ العلامة المتفنن عبدالرحمن بن ناصر السعدي كما في الفتاوى السعدية ص 95 وما بعدها:
" ............... ولهذا كان الدعاة لمذهب السلف كالشيخ محمد رشيد والألوسيين والشيخ قاسم بن مهزع وغيرهم يظهرون مذهب السلف والدعوة إلى الدين الإسلامي أصوله وشرائعه ما هو معروف معلوم من غير معارض ولا ممانع ............. ".
ويكفي أن من تلاميذه العلامة السلفي المفسر عبدالرحمن الدوسري فقد رحل إليه وقرأ عليه في التفسير.
وكانت له مراسلات مع حكام الدعوة الإصلاحية النجدية ولكن بشار كعادته في إخفاء الوثائق والحقائق العلمية لم يذكرها في ترجمته للشيخ قاسم بن مهزع ليثبت أن الرجل كان صوفيا وهذا يكذبه التاريخ والتاريخ لا يكذب وهذه وثيقة من مراسلات الشيخ قاسم بن مهزع إلى أحد حكام الدعوة الإصلاحية النجدية وقد ذكرها المؤرخ مبرك الخاطر في كتابه عن الشيخ قاسم ولكن بشار أخفاها كعادته.
http://www.7ammil.com/data/visitors/2008/10/15/storm_11044281982117613675_sha ikh qassim.jpg
(14)
ردود ومساجلات علمية بين علماء نجد وصوفية البحرين
دارت بين علماء نجد وبعض صوفية البحرين ردود ومساجلات علمية حول بعض القضايا العقدية ولم يتعرض بشار في كتابه لشئ من هذا.
فقد كتب الشيخ العلامة الأزهري المتفنن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ ردا على عبداللطيف بن عبدالمحسن الصحاف سماه " الإتحاف في الرد على الصحاف " رسالة تحتوي على قواعد مهمة في التكفير والتوحيد ومسائل أخرى قال في أولها ص 21 وما بعدها ط دار العاصمة:
" ............ فإن بعض الإخوان, ناولني كراسة أنشأها عبد اللطيف ابن عبد المحسن الصحاف, فيها تعرض لعيب الموحدين, وذم لما هم عليه من الملة والدين, ومدح لبعض شيوخه المارقين, وأنهم من جلة العلماء العاملين، الذين لهم لسان صدق في الآخرين، وفيها غير ذلك مما هو مستبين للواقفين عليها والناظرين.
وقد طلب مني من ناولنيها, أن أكتب شيئا في بيان ما تضمنته من الأباطيل, مع الاختصار وترك البسط والتطويل، إلا لإيراد حجة أو كشف دليل, ونسأل الله الإعانة على ذلك, والهداية إلى ما هنالك.
فأما المقدمة التي قدمها الصحاف أمام مقصوده, وجعلها طالعة نثره وعقوده: ففيها من الدلالة على جهله وقصوره، ما يعرف بأول نظر في جمعه ومسطوره"
من ذلك: أنه يصف بالعلم من ليس من أهله, ويكذب على المعصوم في عزوه ونقله, يحتج في فضل العلم بالضعيف والموضوع , لجهله بما صح من المرسل والمرفوع, ليست له ملكة في نقد الثابت من الموضوع , يتأول كل حاذق فقيه, عند سماع خلطه وما يبديه، حديث عبد الله بن عمرو في قبض العلم , ورياسة الغمر, وكلامه من أظهر الأدلة على ما قلناه, عند كل من وقف عليه من أهل الفقه عن الله, فلذلك اكتفينا بالإشارة, عن بسط القول والعبارة ................ ".
ولما زار الشيخ العلامة الفهامة سليمان بن سحمان البحرين طلبا للعلاج سنة 1332 واطلع على أسئلة الأديب ناصر الخيري ومن معه الموجهة للشيخ محمد رشيد رضا حول الحكمة من شعائر الحج وكانت بأسلوب غير مناسب فكتب الشيخ في الرد عليهم كتابا سماه (إقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل) قال في مقدمته ص 7 وما بعدها ط العاصمة:
" .................... فإني لَمّا قدمت إلى البحرين في سنة 1332 " اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف" من الهجرة النبوية، رأيت سؤالاً أورده بعض زنادقة أهل البحرين، يسألون فيه عن الحكمة في أشياء مما شرعه الله ورسوله من مناسك الحج، وأرسلوا به إلى صاحب مجلة المنار: السيد محمد رشيد رضا، وكانوا فيما يزعم زعيمهم، وهو رجل يقال له: ناصر بن خيري – انتسب السائل إلى غير أبيه، إذ هو: ناصر بن مبارك، ولا يخفى ما فيه من الإثم - أنهم عشرة أشخاص، قد اتفقوا واجتمعوا على اعتقاد هذه الزندقة، وتصدير هذه السفسطة والمخرقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا ريب أن هؤلاء أناس قد انتكست قلوبهم، وعمي عليهم مطلوبهم، وغلظت طباعهم، وكثف عن معرفة الله وشرعه ودينه حجابهم، فهم في مهامة الغيّ يعمهون، وفي ريبهم يترددون، ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون، وقد أجابهم على سؤالهم السيد محمد رشيد رضا – صاحب المنار – على قَدْرِ ما أظهروه من طلب الحق والاستفادة، وما تزندقوا به من ذلك، ونمَّقُوه من تحسين العبارة والإجادة، وما علم أنهم زنادقة جهال، وأهل ابتداع وضلال، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
وسبب منشأ هذا الضلال الذي اعتمده هؤلاء الزنادقة الضُّلاّل هو: الإعراض عن كتاب الله، وسنة رسوله، وكلام أهل العلم من سلف هذه الأمة وأئمتها، وطلب الهدى في مقالات أهل الجهالة والضلالات، والمعارضين لكتاب الله وسنة رسوله بالشُّبه والبدع المحدثات، ونتائج أفكارهم بالمقاييس والسياسات التي أحدثتها الملاحدة من زنادقة هذه الأمة ومنافقيها ............ ".
وكتب الشيخ سليمان بن سحمان ردا على القاضي شرف اليماني في مسائل الصفات سماه (تأييد مذهب السلف وكشف شبهات من حاد وانحرف ودعي باليماني شرف)
(15)
دلالات واضحة ولأهل التلبيس فاضحة
قد تبين من كل ما سبق تلبيسات وتدليسات الحادي بشار بالأدلة الواضحات وهي دلالات واضحة ولأهل التلبيس فاضحة وقد ظن لمدة من الزمن أنه لا يعارض وفي هذا الميدان لا يناهض ونسي أو إن شئت فقل تناسى أنه هو قد عارض التبريز بالتقصير وحاول دفن الشمس بالرمس ورد الأمس بالخمس ونيل النجم باللمس ولم يكن ممن ينصف فيعترف فذهب وأتى بالغرائب ودلس ولبس وأخفى الحقائق ولسوف يذيقه التاريخ وبال فعله فهو لا يكذب وبالتالي لا يرحم إذ إن الحقائق واضحة والمخرقة فاضحة ولعمري كيف جوز لنفسه أن يكتب في التاريخ والنسب بدون علم وتمحيص.
ولو سكت وأقبل على التعلم لكان أستر له ولكن كان كعنز السوء يبحث عن حتفه بظلفه:
فكان كعنز السوء قامت بظلفها ... إلى مدية تحت التراب تثيرها
فنصيحتي لمن كان هذا حاله أن يتقي الله في نفسه ويحرص أشد الحرص على الأمانة العلمية وعدم الإخلال بها.
هذا ولم أحاول استقصاء جميع خياناته العلمية لضيق الوقت وكثرة الصوارف وتعدد المشاغل ولا شك أنه قبل ذلك
(اللسان كليل والحاصل قليل والفكر متبدد وشغل الخاطر متعدد) وقد أعرضت عن كبرى خياناته العلمية وإن شئت فقل (قاصمة الظهر) بأمر من أحد مشايخي الأفاضل ولا شك أن أمره واجب ليعلم بشار أن " أهل السنة من أرحم الناس بالناس " وستر الله عزوجل من ستر على المسلمين آملا من بشار الرجوع وذكر ما له وما عليه من الحقائق في طبعات لاحقة داعيا إخواني السلفيين من أهل (البحرين) الكتابة عن تاريخ الدعوة السلفية بالبحرين وذلك يتحتم عليهم وهم أولى بذلك من غيرهم وحسبنا الله وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو الحسن الأزهري
غفر الله ذنبه وستر عيبه
برياض نجد (رياض التوحيد والسنة)
في
14/ 10 / 1429هـ
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 08:34]ـ
بوركت على هذا المقال المفيد الموثق، كنت أمر فيه مروراً عابراً ولكن شدتني النقول والتوثيقات المهمة في صلبه.
وأسفت أن يصدر هذا عن الكاتب بشار، هداه الله للصواب.
والحقيقة أخي المكرم: هناك تقصير شديد من أهل الحق في تدوين تاريخهم وحقهم، وهم أهل الإنصاف، الذين يذكرون ما لهم وما لغيرهم.
أما سواهم فلا يكاد يرى إلا نفسه، وتصل به الحال من السكرة أن يتجاهل وجود الآخرين والكل يراهم ويعلمهم، مما يُفقد مصداقيته ويُبين تعصبه.
فانظر مثلا إلى مدرسة أهل الحديث في الهند، حاربها من حاربها، واستعان عليها بالمحتل الصليبي، وأراد بعض الكتاب (وللأسف بعضهم من أهل العلم) أن يمحوهم من التاريخ، وهيهات!
كتب أحد المعاصرين كتابا في تراجم مشاهير المحدثين المتأخرين في الهند، ولا أدري كيف ذهل عن شمس الحق العظيم آبادي، أو نذير حسين، أو حسين بن محسن الانصاري، أو صديق حسن خان، أو عبيد الله الرحماني، وكل منهم جهوده مشهورة معروفة، ولم يترجم لأحد من أهل الحديث إلا للعلامة عبد الرحمن المباركفوري، لأنه شيخ شيخه أبي الحسن الندوي! وبقية المحدثين الذين ذكرهم هم من الحنفية فقط.
وآخر ألف ثبتا من علماء الحنفية واستقر آخر حياته في المدينة، تكلم في ثبته عن انتشار الحديث في الهند، وألغى في الوجود أي ذكر لأهل الحديث في ذلك، اللهم إلا في موضع عرّض فيه بالعلامة نذير حسين!
وهذا أحد أكبر المسندين القرن الماضي من الهنود ألّف مشيخة ضخمة حافلة، حذف منها شيخه نذير حسين عمداً، بل استطال على شيخه صديق حسن خان وختم ترجمته بأنه لم يترجم له إلا لما قيل له إنه تراجع عن (وهابيته)، وإلا لم يكن ليذكره في مشيخته!
هكذا أراد هؤلاء، ونسوا أو تناسوا أن القبول بيد الله سبحانه وتعالى، فبعد قرن من الكيد والتجاهل جاء إحياء مآثر أولئك العلماء الأجلاء المنسيين، وتحركت همة كثير من طلبة العلم العرب لسماع كتب الحديث، ولم يجدوا أجود من الاتصال بنذير حسين، وتسابق لذلك حتى بعض من يخالف مشرب ذلك الإمام السلفي، وراجت سوقه، وكسّدت سوق من تجاهلهم، والعارف بالرواية يعلم الفارق بين الفريقين اليوم، ونتيجة لذلك تجدد الاهتمام والترجمة والإحياء من طلبة العلم، وهكذا الحق منصور وأهلُه، والباطل مدحور وأهلُه.
وما موقف قبول آثار شيخ الإسلام ابن تيمية عنا ببعيد، كيف أراد له أعداؤه فيما مضى، حتى سجنوه وآذوه ومنعوه حتى من الكتابة آخر عمره، ثم إتلاف كتبه، وكيف أراد الله وقضى.
وقارن كيف كَتب التراجم مثل الذهبي وابن كثير وابن حجر، وكيف قيّض الله لها القبول مع الكثرة الكاثرة من الكتب في نفس المجال، ولعل من أهم أسباب ذلك الإخلاص والإنصاف.
والسعيد من استخدمه الله لنصرة الحق وأهله، والشقي من أردته إرادته وسعايته لنصرة الباطل وأهله، وعند الله تجتمع الخصوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 12:37]ـ
بارك الله في الشيخ الكريم التكلة وشكر الله مروركم
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 02:12]ـ
ومما أغفله عمداً بشار الحادي من تراجم السلفيين الواردين على البحرين شيخ بعض شيوخنا العلامة المحدث الداعية الأديب الرحلة محمد بن عبدالعزيز بن عبدالرحيم الجاركي الفارسي السلفي عقيدة ومنهجاً.
ولد سنة 1299هـ‚ وهو من علماء فامرزان قرية كجوية‚ ثم انتقل إلى جارك وأسس فيها مدرسة ولم ينجح‚‚ ثم انتقل إلى البحرين وعقد الدروس والخطب وكان إماماً لجامع البحرين ويلقي فيه الدروس واشترى بيتا في بسيتين في البحرين، ثم انتفل إلى الرياض في الخمسينات واجتمع بكبار العلماء وعقد الدروس والمواعظ وطاف بعض بلدان نجد للدروس والمواعظ، وفرح به علماء نجد وكان موضع حفاوة وتكريم، وكان شيخنا العم الزاهد محمد بن أحمد بن سعيد يجله كثيراً وقدم له العون والمساعدة في الدعوة إلى الله وذلك عن طريق الملك سعود، وكان والدي حفظه الله يعين طلاب الشيخ الجاركي، وقد أثنى على الشيخ الجاركي كبار علماء نجد بل وقرظوا له كتبه ومنهم على سبيل المثال الشيخ محمد ابن مانع وبعض علماء البسام، وتلاميذ الشيخ كثر في الشرق والغرب، منهم الشيخ عبدالله الأنصاري وشيخنا ومجيزنا القاضي محمد الطيب اليوسف الطائفي.
وكان الشيخ الجاركي بارعاً في نظم كل مايقرأه فمجرد استحسانه لبعض مايقرأه يقوم بنظمه مباشرة أمام من يجالسه فكان موضع الدهشة والغرابة، له مؤلفات في العقيدة والسيرة والفقه وبعض مؤلفاته منظومات، من قرأ مؤلفاته عرف عقيدته السلفية وتبحره في العلوم.
ومن شعره:
قال المحدث العلامة الشيخ محمد بن عبد العزيز الفارسي الجاركي في التحفة المكية:
أجبته محتسبًا للأجر ... مع أنني لست لذاك الخطر
تطفلاً بالعلماء الفضلا ... مقتفيًا آثارهم و السبلا
فقلت: فاعلم أيها الخل الودود ... حماك ربي من بوائق الحسود
من يرد الله به خيرًا يُرى ... متمسكًا بهدي سيد الورى
ألهمه الله لكل الطاعة ... حياته، ألزمه القناعة
يرزقه تفقهًا في الدين ... عضَّده بالصدق-----
ومما يعرف عن الشيخ الجاركي أن الملك عبدالعزيزرحمه الله أرسل ثلاثة من العلماء هم الجاركي و الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن عياف المقرن و الشيخ محمد بن فيصل المبارك ـ برئاسة الأخير ـ دعاةً إلى الشارقة بطلبٍ من أميرها سلطان بن صقر القاسمي و ذلك سنة 1338هـ فكان لهم هناك الأثر الحسن و التأثير البالغ.
توفي الشيخ محمد الجاركي في مدينة الرياض سنة 1383هـ.
وقد اتصل سندي بمرويات الشيخ ومؤلفاته وذلك عن طريق تلميذه شيخنا القاضي محمد الطيب اليوسف الطائفي.
كتبت هذه الترجمة من ذاكرتي على عجل تعقباً على بشار الحادي الذي أغفل تراجم أهل السنة والحديث من الواردين على البحرين ومن كان لهم الأثر البالغ في نشر العقيدة السلفية والسنة.
والشكر لأبي الحسن الأزهري المدافع عن أهل السنة والحديث، وقد استفدت من كلامه ووتعقبه.
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 05:33]ـ
أشكرك أخي أبا الحسن الأزهري على هذا الطرح المتميز.
ولدي ملاحظة مهمة يغفل عنها كثير من أهل السنة في هذا الباب، وهي: عدم تحرير اصطلاح الأمانة العلمية، فهذا الاصطلاح يشمل بحوث أي ملة وأي فرقة، وأن الخائن لهذا الاصطلاح يُعتبر خائناً للأمانة العلمية، لكن إن كان جمع خيانة للأمانة العلمية مع سوء في المنهج فهذا سوءان اثنان، وإن كان أحدهما فهو سوء واحد، وعدم التحرير عند أهل السنة في ذلك يكمن في أن بعض أهل السنة يقولون: ننشرون الخير ولاتثريب علينا إن فقد أهل السنة الأمانة العلمية مادام أنهم ناشرون للخير فلاحرج، وهذا لاشك مسلك يجعل أهل السنة في حرج أمام الطوائف الأخرى، وذلك إذا انتقد أهل السنة خيانة الأمانة العلمية لدى طائفة ضالة، لأن سبب انتقاد أهل السنة ليس هذه الخيانة العلمية، وإنما سوء المذهب.
هذا التحرير أفتقده هنا، فأحببتُ إضافة التذكير بذلك.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 11:34]ـ
بارك الله في الشيخ الفاضل رياض السعيد وجزاك الله على هذه الفائدة القيمة
ـ[طالب الخير]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 07:21]ـ
ونحن أيضاً بحاجة لكشف خيانات الشيعة للأمانة العلمية.
عموماً أشكرك على طرح الموضوع الذي يبين الحالة المزرية لدى الصوفية.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 06:27]ـ
وممن تنبغي ترجمتهم من المعاصرين الواردين للبحرين:
شيخنا عبد القيوم الرحماني رحمه الله.
وشيخنا محمد إسرائيل السلفي الندوي.
وشيخنا صبحي البدري السامرائي، حفظهما الله.
فكلهم حدّث وأقرأ الحديث في البحرين.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:09]ـ
ولم تزل قلةٌ الإنصاف قاطعةً بين @@ الرجال وإن كانوا أولي رحم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:57]ـ
يا أخي أبا الحسن ...
أولاً:
كيف حالك؟:)
ثانياً:
للأمانة العلمية: أرجو منكم أن تنقلوا تفصيل الإمامين القيمين و تحقيقهما في الموقف من التصوف و الصوفية ..
ثالثاً:
.... ؟
نسيت الثالثة:):)
و لا " تزعل " مني أيها الأثري الجميل.
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبا الحسن وفقك الله وجزاك خيراً
لدي اعتراض على العنوان: هب أن شخصاً آخر جاء وكتب: خيانات السلفية للأمانة العلمية: فلان نموذجاً
أيرضيك هذا التعميم؟ هو يحمل وزر نفسه - ومع ذلك هناك أشياء كثيرة مما انتقدته هي موضع نظر، وهناك أشياء كثيرة هي محل ثناء تجاوزتها ولم تُشر إليها وهذا ايضاً مخل بالأمانة العلمية // لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ... //
لكن الوقت لا يسمح لي بالدخول في التفاصيل ...
بوركت جهودك ...
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 05:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبا الحسن وفقك الله وجزاك خيراً
لدي اعتراض على العنوان: هب أن شخصاً آخر جاء وكتب: خيانات السلفية للأمانة العلمية: فلان نموذجاً
أيرضيك هذا التعميم؟ هو يحمل وزر نفسه - ومع ذلك هناك أشياء كثيرة مما انتقدته هي موضع نظر، وهناك أشياء كثيرة هي محل ثناء تجاوزتها ولم تُشر إليها وهذا ايضاً مخل بالأمانة العلمية // لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ... //
لكن الوقت لا يسمح لي بالدخول في التفاصيل ...
بوركت جهودك ...
الأستاذ الفاضل ما عليك إلا الدخول على أحد مواقع من تدافع عنهم وانظر كيف يعاملون الوهابية على حد تعبيرهم وانظر في المقابل تعاملهم مع الرافضة وكيف كانوا سبيلا للرافضة لدخول بلاد أهل السنة وقارن على سبيل المثال فتاوي مفتينا علي جمعة وكريم أخلاقه مع الرافضة كيف كان سبيلا لطمع الرافضة في مصر
ومع ذلك لم أستقص خيانات بشار وأعرضت عن الكثير منها آملا من بشار الرجوع وأما الأشياء التي تعتقد أنها محل نظر فآمل من فضيلتكم البيان لي
ـ[محمد بن عبد الله الشافعي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 08:12]ـ
أنا أوافق الشيخ الطعان على ما ذكره بأن كثيراً مما ذكرته طعناً في الرجل لا يلزم منه أي طعن ولا أي تجريح وهذه بعض الأمثلة على ذلك:
قولك يا أخي:
"والعجيب في أمره أنه مكثر من التأليف وغالب بحوثاته جمع وترتيب تفتقر إلى التأصيل العلمي"
هذا ليس بعيب أن تكون بحوث رجل ما جمع وترتيب فكم من جمع وترتيب أفضل من مئات التآليف خذ مثلاً كتاب الجامع الصغير للإمام السيوطي جمع وترتيب وتبويب وكتاب كنز العمال للمتقي الهندي فهو جمع وتبويب على الأبواب الفقهية إلى غير ذلك لكن قيمتها العلمية كبيرة.
وأما قولك "افتقاره إلى التأصيل العلمي"
فلا يلزم أي باحث بإتباع المناهج العلمية الحديثة إن كنت تقصد ذلك لكي يكون كلامه صحيحاً فإن كثيراً من أهل العلم المعاصرين لا تحتوي كتبهم على هذا التأصيل العلمي الموجود غالباً في الجامعات خذ مثلاً الشيخ ابن عثيمين أو الشيخ ابن باز هل كل مؤلفاتهم تحتوي على المصادر والمراجع على الطريقة العلمية بالجزء والصفحة وبالترتيب المتعارف عليه عند الأكادميين طبعاً لا؟
وأما قولك
"وقد خرج لنفسه ثبتا سماه " الإقليد في تحرير الأسانيد " وغالب شيوخه الذين ذكرهم في ثبته على قيد الحياة ويشاركه فيهم أطفال مشايخنا المسندين من أهل الرياض فليس من أهل العلو في الإسناد حتى يأتي ويفرد لنفسه ثبتا يذكر فيه مروياته وأسانيده والله المستعان".
أريد أن أسألك يا أخي سؤالاً: هل يحرم على الشخص إذا كان شيوخه أحياء أن يخرج له ثبتاً؟
ثم ما العيب أن يشاركه فيهم أطفال مشايخ أهل الرياض إذا استجاز لهم آباؤهم من أولئك الشيوخ؟
وأما قولك:
"وعليه فبشار الحادي من طبقة التابعين فماذا بعد؟!!!! "
لم يدع بشار أنه من التابعين إنما قال بأن شيخه فلان رأى النبي رؤية منامية وأنه رأى شيخه فأي عيب في هذا؟
وأما قولك
(يُتْبَعُ)
(/)
"المتأمل لكتب الحادي بشار- أصلح الله لنا وله الأحوال - علم يقينا ضعفه في علوم العربية ولا أدري كيف جوز لنفسه الكتابة في شئ من أمور الدين وهو لم يتقن بعد علم العربية ولا القواعد الإملائية؟!! "
لم تذكر يا أخي أي دليل يدل على أن المدعو بشاراً لا يتقن فنون العربية إنما هو مجرد ادعاء على الرجل؟ وهذا الكتاب المشار إليه (علماء وأدباء البحرين) قرأته شخصياً فلم أر فيه أخطاء في اللغة العربية تذكر كما زعمت على حد علمي على الأقل؟
وأما قولك
"ذكر بشار في ص 38 وما بعدها الدين السائد في البحرين وذكر أنه الإسلام وقال بأنهم ينقسمون إلى قسمين أهل السنة والجماعة -ويعني بهم الأشاعرة والمتصوفة -، والشيعة الجعفرية الاثنا عشرية "
لماذا يا أخي تقول على الرجل ما لم يقله؟ فنص كلامه هو قوله "الدين السائد في البحرين الإسلام ينقسم إلى قسمين أهل السنة والجماعة والشيعة الجعفرية الاثنا عشرية"
فأين الأشاعرة في هذا النص وأين المتصوفة أم أنك يا أخي دخلت في عقل بشار فعرفت ما في نفسه؟
وأما قولك
"هكذا ذكر بشار وأخفى كثيرا من الحقائق عن الطرق الصوفية وهي أن هذه الطرق كانت محل استنكار العامة من أهل البحرين".
لم أقف في كتاب علماء البحرين لبشار على إخفاء لأي حقائق حيث إنه ترجم لمن كان من أهل التصوف ولمن كان من أهل الدعوة السلفية، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد ترجم للشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك وهو من علماء الدعوة السلفية وأثنى عليه بما هو أهله من الثناء ثم ذكر نصف فتواه في تحريم الموالد في ص245 من الكتاب المذكور ألا يعد هذا إنصافاً؟
فكيف تدعي على الرجل يا أخي ما لم يقله؟ هل بينك وبينه عداوة شخصية؟ أم أنك لم تقرأ كتابه؟ أم أنك قرأته وأغفلت ذلك للتشهير به؟
ثم ترجم المدعو بشار للشيخ محمد بن الشيخ عيسى بن الشيخ راشد وهو من علماء الدعوة السلفية ص617.
ثم ترجم للشيخ عبد الله بن أحمد الصحاف وهو من علماء الدعوة ص273 وذكر نص فتواه في تحريم البدع الصوفية وهذا أيضاً من الإنصاف
كما ترجم للشيخ قاسم بن مهزع وهو من علماء الدعوة السلفية ص479 وذكر نص فتواه في تحريم بدع الصوفية وهذا ولاشك من قمة الإنصاف
كما ترجم للشيخ عبد اللطيف الجودر وهو من علماء الدعوة ص321 وذكر نص فتواه في تحريم البدع الصوفية
ولا شك يا أخي أن هذا من الإنصاف حيث يذكر الموافق لمذهبه والمخالف
قال تعالى (لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)
وأما قولك:
"فتأمل يا رعاك الله كيف يصف الشيعة الإمامية ب " الإخوة "
ما العيب يا أخي في أن يصف الشيعة بالإخوة لعله يقصد الأخوة في الإنسانية فهذه حتى اليهود والنصارى والهندوس وعبدة الأوثان داخلون فيها؟
التمس لأخيك سبعين عذراً ولا تحمل كلامه أكثر مما يحتمل، فهو لم يثن عليهم ولم يصفهم بأوصاف الثناء المعروفة؟!!
وأما قولك:
"الدعوة السلفية في البحرين
لم يتكلم بشار الحادي عن الدعوة السلفية في البحرين ولم يذكر أهم من تأثر بالدعوة الإصلاحية في نجد وهذه خيانة عظمى منه وكان الواجب عليه وهو يكتب عن تاريخ بلد من البلاد أن يذكر جميع المناهج حتى ولو كانت مخالفة لمنهجه ونحلته فعظم الله أجورنا وأجوركم في الأمانة العلمية."
بل كتب وترجم لعلماء الدعوة كما أشرت لذلك قبل قليل.
وأما قولك:
"ذكر بشار الحادي جهود علماء البحرين في خدمة عدد من العلوم والفنون ومن ضمنها فن الرواية والإسناد وقد ذكر عددا من المشايخ ممن لهم عناية بهذا الفن وذكر مروياتهم وأخفى تعمدا إجازة الشيخ راشد بن عيسى المالكي"
من أخبرك أنه أخفى ذلك تعمداً؟ هل شققت عما في نفسه؟ ثم هو قال في مقدمة كتابه علماء البحرين ص27 أن سيخرج سلسلة من الأجزاء مقسمة على القرون الهجرية يقول: "وقررت بعد أن استشرت بعض الأفاضل أن أخرجها على أجزاء ليسهل تداولها بين الناس فبدأت بإخراج علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري، واخترت من القرن الرابع عشر الهجري 40 ترجمة لأكابر علماء وأدباء ذلك القرن".
(يُتْبَعُ)
(/)
وإجازة الشيخ راشد بن عيسى المالكي التي ذكرت أنه أخفاها تعمداً هو لم يخفها أصلاً فإن الشيخ راشد بن عيسى المالكي من علماء البحرين ومن دعاة الدعوة السلفية في القرن الثالث عشر الهجري، وبالتالي فهو لم يترجم له ولم يذكر إجازته لأنه في كتابه المطبوع لم يترجم إلا لمن توفي في القرن الرابع عشر الهجري ولعلك يا أخي لم تقرأ عنوان الكتاب وهو:
(علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري)؟!!.
وأما قولك يا أخي:
"العلامة المتفنن عبدالعزيز ابن الشيخ القاضي حمد بن ناصر بن معمر النجدي الحنبلي انتقل إلى البحرين بعد خراب الدرعية وأقام بها مدة تقارب إحدى عشر سنة قضاها في الدرس والإفتاء والتأليف ورد شبهات المعارضين للإسلام وانظر (عنوان المجد في تاريخ نجد) لابن بشر (2 - 41) و (مشاهير علماء نجد وغيرهم) ص 170 وما بعدها".
فالكلام في هذا هو الكلام في سابقه فهو من علماء البحرين في القرن الثالث عشر الهجري والكتاب يتحدث عن علماء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري.
وأما قولك:
"شيخ القضاة قاسم بن مهزع وقد وصفه الشيخ العلامة شيخ مشايخنا عبدالرحمن السعدي بأنه من الدعاة لمذهب السلف وممن يظهرونه راجع (الفتاوى السعدية) ص 95"
ترجم له بشار في كتابه علماء البحرين وأثنى عليه وذكر فتواه في تحريم بدع الصوفية ص479ولاشك أن هذا من الإنصاف والحق يقال.
وأما قولك:
"الشيخ محمد الفضالة وكان معاصرا للشيخ راشد بن عيسى وكان يلقب بالقاضي السلفي انظر (المدارس الأجنبية) ص 69"
فالكلام في هذا هو الكلام في سابقه فهو من علماء البحرين في القرن الثالث عشر الهجري والكتاب يتحدث عن علماء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري.
وأما قولك:
"الشيخ صالح بن محمد آل مبارك عمل في الخطابة والإمامة والإرشاد بالبحرين"
لم تذكر يا أخي دليلاً يدل على أنه سلفي العقيدة ثم إن بشاراً قد ترجم له في كتابه علماء البحرين وأثنى عليه بما هو أهله في ص217 وهذا مما يدل على أنك يا أخي تلقي الكلام على عواهنه دون تحميص أو تأن!!
وأما قولك:
"العلامة الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع النجدي دعي إلى البحرين للعمل في مجال التدريس وبقي فيها مدة وتم ترشيحه لإدارة النادي الأدبي الإسلامي وهذا النادي تأسس سنة 1910 م ردا على الحركة التنصيرية في البحرين ورغبة في مقاومتها."
ترجم له بشار في مقالة نشرت في صحيفة الوطن البحرينية وقد رأيتها شخصياً وأثنى عليه بما هو أهله من الثناء العاطر، والرجل لم يقصد الاستيعاب أو الاستقصاء فقد ترجم للبعض وأشار أنه بصدد الترجمة للباقي في الأجزاء القادمة كما أشرنا لذلك آنفاً.
وأما قولك:
"الشيخ التاجر المحسن مقبل بن عبدالرحمن الذكير القصيمي أسس النادي الإسلامي لمقاومة التنصير وهو من أهل نجد وانظر ترجمته في علماء نجد خلال ثمانية قرون للبسام (6 – 425) "
ترجم له بشار في مقالة نشرت في صحيفة الوطن البحرينية وقد رأيتها شخصياً وأثنى عليه بما هو أهله من الثناء العاطر. وهو لم يقصد الاستيعاب كما أشرنا آنفاً. كما أن الشيخ مقبل الذكير تاجر لؤلؤ وليس عالما والكتاب يتحدث عن علماء البحرين.
وأما قولك:
"الشيخ عثمان بن عبدالله بن جامع الأنصاري النجدي راجع ترجمته في " علماء نجد خلال ثمانية قرون " (5 - 109)
عثمان بن جامع من علماء البحرين في القرن الثالث عشر الهجري وقد توفي في عام 1240هـ، والكتاب يتحدث عن علماء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري هذا أولاً.
ثم إن عثمان بن جامع يا أخي من علماء الصوفية ومن أعداء الدعوة السلفية يا أخي راجع مقدمة كتابه (الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات) والذي حقق كأطروحة دكتوراة فيذكر المحقق في المقدمة أن عثمان بن جامع هذا أشار في كتابه الفوائد المنتخبات إلى أن شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد الدعوة "طاغية العارض" فكيف يا أخي تشير إلى هذا الرجل الذي يطعن في شيخ الإسلام؟؟! ويطعن في الدعوة السلفية وتعده من علماء الدعوة السلفية!! إن أمرك لعجيب!!
وأما قولك:
"الشيخ محمد بن مال الله بن عبدالله المدافع عن الصحب الكرام حتى وفاته ولكن أني لبشار أن يذكره وهو يصف الاثني عشرية بأنهم إخوة له والله المستعان"
الكلام في هذا هو كالكلام فيما سبق.
وأما قولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فكيف يخفي بشار مثل هذه الحقائق ولكنه التعصب لمذهبه الردئ فهو يريد أن يثبت أن البحرين دولة المتمشعرين والقبوريين والروافض ولكن أنى له ذلك والتاريخ لا يكذب"
لم يخف الرجل كما رأينا أية حقائق ولم يتعصب لمذهبه فقد ترجم للصوفية كما ترجم لعلماء الدعوة السلفية، وأثنى على علماء الدعوة السلفية بما هم أهله من الثناء العاطر وحسبنا بهذا إنصافاً.
وأما قولك:
"أسرة الجلاهمة
ذكر بشار الحادي الأسر العلمية في البحرين في كتابه ص 44 فقال
لقد كان في البحرين وما زال العديد من الأسر العلمية التي اشتهرت بالعلم والفقه وتولي عدد من أفرادها القضاء والخطابة وعقود النكاح ثم ذكر عددا من الأسر ............. " ولم يذكر أسرة الجلاهمة تعمدا منه وذلك لأن هذه الأسرة على صلة بالدعوة الإصلاحية النجدية"
صحيح لم يذكر بشار أن أسرة الجلاهمة من الأسر العلمية وذلك لأنها لم تتول القضاء في البحرين أو الإفتاء كما هو الحال مع أسرة آل محمود، وأسرة آل سعد، وأسرة أبي بشيت، وغيرها ومن أشرت إليهم يا أخي لا يعدو إما طالب علم بسيط أو متفقه فرحمة بن جابر الجلاهمة هو شيخ قبيلة الجلاهمة وهو تاجر لؤلؤ وليس له أي من المؤلفات، وكذلك الحال بالنسبة لعبد الله بن سليمان الجلاهمة فهو أيضاً تاجر لؤلؤ.
وأما قولك:
"وقد ذكر بشار في كتابه ص 59 فن الردود على المخالفين في شتى العلوم ضمن جهود علماء البحرين ولم يذكر كتاب الشيخ العلامة ابن معمر فعظم الله أجورنا وأجوركم في الأمانة العلمية."
ابن معمر ليس من علماء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري كما سبق وأشرنا.
وأما قولك:
"ومما يؤكد وجود المذهب الحنبلي في البحرين بقوة أن أكثر من 200 طالبا تخرجوا من جامعات السعودية كالجامعة الإسلامية وجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة أم القرى وكلهم حنابلة فكيف يخفي بشار مثل هذه الحقائق فهل هذا من الأمانة العلمية أم أنه من الحقد الدفين على الدعوة السلفية والحنابلة."
لم ينكر المدعو بشار يا أخي وجود الحنابلة في البحرين لكنه أشار إلى قلة تواجدهم في القرن الرابع عشر الهجري كما هو واضح من كلامه الذي نقلته أنت، وبالرجوع إلى الكتاب المذكور، وبالتالي فعبارتك هنا بتخرج أكثر من 200 طالب من الجامعات السعودية هذا الأمر لا علاقته له بما ذكره، فأنت تتحدث عن الوقت الحالي وهو يتحدث عن القرن الماضي وشتان بين هذا وذاك!!
وأما قولك:
"ردود ومساجلات علمية بين علماء نجد وصوفية البحرين
دارت بين علماء نجد وبعض صوفية البحرين ردود ومساجلات علمية حول بعض القضايا العقدية ولم يتعرض بشار في كتابه لشئ من هذا فقد كتب الشيخ العلامة الأزهري المتفنن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ ردا على عبداللطيف بن عبدالمحسن الصحاف سماه " الإتحاف في الرد على الصحاف " رسالة تحتوي على قواعد مهمة في التكفير والتوحيد ومسائل أخرى"
هؤلاء من علماء القرن الثالث عشر والكاتب يتحدث في كتابه عن علماء البحرين في القرن الرابع عشر. كما أشرت في عدة مواضع.
في الختام أقول يا أخي يا أبا الحسن اتق الله ولا تتهم خلق الله إلا بدليل وبرهان ولا تشهر بهم في المنتديات العلمية بحجج واهية أو تحتمل عدة معان فما انتقدته به وقعت به أنت والله المستعان.
منقولة من ملتقى أهل الحديث بقلم أبو البشائر http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=151423
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 03:40]ـ
سأرد على ما قاله بشار الحادي فيظهر أن المقال وصل إليه والحمد لله فنظرة إلى ميسرة
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 11:16]ـ
الأخ محمد بن عبد الله الشافعي وفقك الله وبارك فيك ...
والمأمول من الأخ الكريم أبا الحسن الأزهري أن يقر ببعض التجاوزات في نقده لبشار الحادي وليس هذا عيباً فلاعتراف بالخطأ فضيلة .. فلا شك ان ما ذكره المقال السابق يكشف عن كثير من الإنصاف عند الكاتب بشار وليس عن خيانة علمية ....
والحقيقة أنا لا ادعو إلى تصحيح المنهج مع بشار فقط وإنما مع كل الذين ربينا على أنهم أهل بدعة وضلال فلعلهم ليسوا كذلك
ليكن بين أعيننا دائماً قوله عز وجل // ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى //
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قول الأخ أبا الحسن بأنه سيرد فأفهم منه أنه مصمم على موقفه حتى ولو لم يتبين له الآن الصواب ولكنه سيذهب ويبحث وينقب عن عثرات الكاتب من جديد ... !!
وفقكم الله
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 11:36]ـ
كتاب بشار الحادي علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري قرأته وأنا في البحرين ففرحت به لما رأيت العنوان ولما قرأته أكثر من مرة لم أجد فيه أخبار العلماء من أنصار التوحيد والسنة فلا يفرح به إلا المتصوفه والأشاعرة والرافضة، ومما يدل على ذلك مايلي:
1 - قرظ الكتاب بعض المشايخ وجاء في تقريظ الدكتور المهدي الحرازي قوله وهو يعدد أهم مميزات الكتاب فقال: (ص 20 - رقم 2) (كتب الكتاب بعبارة تجمع ولا تفرق وقد ظهر ذلك من خلال إشادة الباحث بجهود الشيعة في تدوين تراجم علمائهم وما لهم في ذلك من جهود قيمة)
قلت: وما هي جهود الرافضة في تراجمهم إلا تكفير الصحابة ولعنهم ومحاربة أهل السنة.
2 - قال بشار الحادي في مقدمة الكتاب (ص43): (الطرق الصوفية في البحرين:
لقد تلقى عدد كبير من مشايخ وعلماء البحرين الطرق الصوفية، ومن أشهر الطرق الموجودة بالبحرين في القديم: 1 - الطريقة العادلية الحريثية السهروردية 2 - الطريقة النقشبندية الخالدية 3 - الطريقة القادرية 4 - الطريقة الرفاعية 5 - الطريقة النقشبندية في القرن 14 هـ 6 - الطريقة النقشبندية في القرن 15 هـ)
قلت: وقد نقلت ماذكره من الطرق الصوفية إجمالاً، وإلا فقد ذكر أشهر شيوخهم ومالهم من مؤلفات. ولم ينكر هذه الطرق ويتعقبها فقد أتعب نفسه في ذكرها ولم يجاهد نفسه في إنكارها.
وأين علماء التوحيد والسنة في البحرين إذا تلقى عدد كبير من مشايخ وعلماء البحرين الطرق الصوفية.
وقد قرأت تراجم العلماء ممن ذكرهم بشار فلم أجد نصرة للتوحيد والسنة ومحاربة البدع وأهلها،
وقد ساق بشار التراجم على سبيل الجمع والتراحم وعدم مايظهر التفرق والخلاف فكلنا على منهج واحد ولا داعي لما يثير الفرقة والخلاف كالدعوة إلى تحقيق التوحيد والسنة ومحاربة أهل البدع.
والشكر لأبي الحسن الأزهري في دفاعه وذكره لأهل التوحيد والسنة ممن ورد البحرين ورده على الكتاب.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 03:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:-
فقد اطلعت على ما كتبه أبو البشائر في تعقيباتي على بشار الحادي – أصلح الله لنا وله الأحوال _ والذي يظهر لي أنه بشار الحادي وأيا كان قائله فالذي يهمني هو بيان الحق نصرة للتوحيد وأهله ودفاعا عن العقيدة السلفية وهذه أهم الملاحظات على كلامه وأعد القارئ الكريم أني سأعود إلى كتابة شئ من التفصيل ولربما يكون تعقيبات على كتب الحادي بشار وقبل البدأ أقول بحول الملك الوهاب:
قد نبهني الكاتب بأن عثمان بن عبدالله بن جامع الأنصاري النجدي من علماء الصوفية ومن أعداء الدعوة السلفية فأرجع عما كتبته في هذه النقطة وأتوب إلى ربي عزوجل فقد وهمت في ذلك والله المستعان وهذه أهم الملاحظات على ما كتب:
1 - ليعلم بشار علم اليقين أنه ليس بيني وبينه أي عداوة شخصية فأنا لا أعرفه لا من قريب ولا من بعيد، وما كتبت ذلك إلا نصرة للتوحيد وأهله كما انتصر في كتابه للصوفية، فذكر طرقهم، ونسأل الله الإخلاص في القول والعمل، والحال كما قال ذهبي العصر شيخ بعض مشايخنا عبدالرحمن بن يحيى المعلمي:
ما كان ما كان عن حب لمحمدة ** ولم نرد سمعة بالبحث والجدل
لكنما الحق أولى أن نعظمه ** من الخداع بقول غير معتدل
ولا أحب لكم إلا الصواب كما ** أحبه وهو من خير المقاصد لي
فظن خيرا كظني فيك محتملا ** ما كان أثناء نصر الحق من خطل
فإنما غضبي للحق حيث أرى ... إعراضكم عنه تعليلا بل علل
وقد علمتم صوابي في محاورتي ** والحمد لله رب السهل والجبل
2 - قلت لبشار فيما قلته أن الواجب علي وعليه هو التزود من العلم والعكوف عند المشايخ وثني الركب عند المشايخ، ولا يغتر بكثرة التصنيف وهو لم يحصل على أهلية ذلك بعد، لكنه لم يقتنع بما قلته فرام البروز قبل أن ينضج وتزبب قبل أن يتحصرم وقد قيل فيما مضى:
(يُتْبَعُ)
(/)
لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف وإذا تكلم المرء في غير فنه أتى بالعجائب وقد قيل لسفيان فيمن حدث قبل أن يتأهل فقال:
إذا كثر الملاحون غرقت السفينة
وقال ابن حزم (لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون)
يقول شيخ المشايخ بكر بن عبدالله أبوزيد في كتاب التعالم ص 8:
" فهؤلاء المنازلون في ساحة العلم وليس لهم من عدة فيه سوى " القلم والدواة " هم: الصحفية المتعالمون من كل من يدعي العلم وليس بعالم، شخصية مؤذية تتابعت الشكوى منهم على مدى العصور وتوالي النذر سلفا وخلفا ........ "
وقال القاضي بدر الدين ابن جماعة الشافعي في تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم ص 54:
" ............... الاشتغال بالتصنيف والجمع والتأليف لكن مع تمام الفضيلة وكمال الأهلية ................... أما من لم يتأهل لذلك فالإنكار عليه متجه لما يتضمنه من الجهل وتغرير من يقف على ذلك التصنيف به ولكونه يضيع زمانه في ما لم يتقنه ويدع الإتقان الذي هو أحري به منه "
3 - عاب نقدي لكتابه (الإقليد في تحرير الأسانيد) ولا أدري ما وجه التعجب من ذلك؟
وما المصلحة في إخراج ثبت لنفسه وهو لم يتأهل بعد؟
ثم في الثبت ألقاب كبيرة أطلقها على أناس لا يستحقونها فما تكاد تمر ترجمة من التراجم إلا ويصدرها بالعالم أو المحدث أو العلامة ولا أدري هل يفهم بشار خطر إطلاق هذه الألقاب أم لا؟.
فليبك من كان باكيا على علم الحديث وأهله فقد عاد أهل الحديث غرباء.
وقد سئل الإمام أحمد عن الرجل يكون معه مائة ألف حديث يقال إنه صاحب حديث؟ قال: لا، قيل: عنده مائتا ألف حديث يقال له صاحب حديث؟ قال: لا قيل له: ثلاثمائة ألف حديث؟ فقال بيده يمنة ويسرة " الجامع للخطيب رقم (2).
وقال أبو بكر ابن أبي شيبة " من لم يكتب عشرين ألف حديث إملاء لم يعد صاحب حديث " الجامع رقم (3).
وقال تاج الدين السبكي كما في (معيد النعم ومبيد النقم) ص 82:
" إنما المحدث من عرف الأسانيد والعلل وأسماء الرجال والعالي والنازل وحفظ من ذلك جملة مستكثرة من المتون وحفظ البعض من الأسانيد وسمع الكتب الستة ومسند أحمد وسنن البيهقي ومعجم الطبراني وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثية هذا أقل درجاته فإذا سمع ما ذكرناه وكتب الطباق ودار على الشيوخ وتكلم في العلل والأسانيد كان في أول درجات المحدثين ثم يزيد الله من شاء ما شاء "
وقال الخطيب في مقدمة جامعه:
" وقد رأيت خلقا من أهل هذا الزمان ينتسبون إلى الحديث ويعدون أنفسهم من أهله المتخصصين بسماعه ونقله وهم أبعد الناس مما يدعون وأقلهم معرفة بما إليه ينتسبون، يرى الواحد منهم إذا كتب عددا قليلا من الأجزاء واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدهر أنه صاحب حديث على الإطلاق ولما يجهد نفسه ويتعبها في طلابه ولا لحقته مشقة الحفظ لصنوفه وأبوابه "
وهذا كلام سديد وما عليه مزيد اللهم إلا أن تقارن هذا الكلام بما صنعه الحادي بشار في ثبته عندما يترجم لأحد من مشايخه فسرعان ما يطلق الألقاب وهاك بعض الأمثلة:
- ص 5 قال: أحمد بن حسن بن علي النعيمي الشافعي البحريني المحدث الفاضل المسند المكثر المشارك
- ص 9: أحمد بن نوفل بن سالم بن أحمد بن جندان الجاكرتاوي الأندونسي الشافعي: صديقنا المحدث المعتني الشيخ
- أيمن بن عبدالفتاح بن أحمد بن غباش ........... العالم الفاضل المحدث الشيخ
- سلمان بن عبدالفتاح أبو غدة .......... العالم الفاضل المحدث الشيخ
- عبدالرؤف بن مبارك بن جمعة بن حبيب .......... العالم الفاضل الأديب المحدث المسند الراوية الرحلة
قلت (أبو الحسن) هذا هو الأزهري الذي ينشر حقده في النت على أهل السنة
- علي زين العابدين بن عبدالرحمن الجفري ............ العالم الفاضل الداعية المربي
وهكذا يطلق بشار الألقاب والحال كما قال الذهبي:
فعلى علم الحديث وعلمائه ليبك من كان باكيا فقد عاد الإسلام المحض غريبا كما بدأ فليسع امرؤ في فكاك رقبته من النار فلا حول ولا قوة إلا بالله.
4 - ذكر بشار روايته لذكر عن أحد مشايخه لقنه إياه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتعجب من نقدي له ذلك الأمر ولا أدري لماذا التعجب؟
وما الفائدة من ذكر ذلك في ثبته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل نحن متعبدون في الذكر الشرعي بالرؤى أم بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فالذي نخاف منه أن يأتي رجل ويقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأمرني بترك الصلاة فهذا باب لو فتح لأتى بالويلات
5 - اعترض بشار وصفي له بأنه جاهل بعلوم العربية و للقارئ أن يطالع كتابه الأربعين في فضائل البحرين وسيجد ما أشرت إليه.
وللقارئ الكريم أن يطالع الصفحة 58 و60 من كتابه (علماء وأدباء البحرين) ويذهب بالصفحتين لطالب في المرحلة الإبتدائية ليخرج له خطأين في القواعد الإملائية وهذا يكفي.
وكل من آتاه الله حظا من العربية ولوجرعة من الأبيات الشعرية أو رشفة من نصوص البلاغة أو طاف دقائق في كتب الأدب لعلم يقينا ما في كتبه من الركة والله المستعان
6 - تكلمت في ردي على الحادي بشار عن الدعوة السلفية في البحرين بصفة عامة ولم أقصد الدعوة السلفية في القرن الرابع عشر الهجري فقط وكان الدافع إلى ذلك هو إثبات وجود الدعوة السلفية في البحرين منذ سنين عدة لأن قبورية البحرين يشيعون بين الناس بأن الدعوة السلفية دخلت البحرين منذ عام 1987 (وهي سنة افتتاح الجسر بين السعودية والبحرين) وذكرت بعض رموز الدعوة السلفية في البحرين ولم أخص ذلك بالقرن الرابع عشر الهجري فقط، والحادي لم يذكر الدعوة السلفية في كتابه أصلا حتى هذه اللفظة لم تذكر في كتابه كله.
7 - ادعى المعترض أنه ترجم لبعض علماء الدعوة السلفية وذكر منهم:
عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ
محمد بن الشيخ عيسى بن الشيخ راشد
عبدالله بن محمد الصحاف
وأما ترجمة بشار لهؤلاء فهذا صحيح، وأما أنهم من علماء الدعوة السلفية فهذا يحتاج إلى دليل بل إلى أدلة، ويسعدني أن يكونوا من أئمة الدعوة السلفية ولكن أين الدليل على ذلك؟
وليس معنى أنهم حرموا الموالد والذكر الجماعي يكونون من أهل الدعوة السلفية فهذا شئ وهذا شئ آخر.
ثم لو كانوا من علماء الدعوة السلفية فلماذا لم ينص على ذلك؟
لماذا لم يميزهم عن غيرهم ويلقبهم بذلك؟
وقد لقب الصوفية وميزهم وانظر ص 127:
حيث قال:
العالم الفاضل الفقيه الزاهد الورع الشيخ إبراهيم بن هاشل بن عجمي الشافعي النقشبندي البحريني.
وقال ص 303:
هو العالم الفاضل المفسر التقي الزاهد الورع الفقيه الشيخ عبدالله بن محمد بن أحمد ملك الكجوئي أو الكجوي الشافعي النقشبندي الفارسي ثم البحريني
وقال ص 511:
هو العالم الفاضل المعمر الفقيه الناسخ الشيخ محمد بن سعد بن علي بن حمود البقيشي الشافعي ثم المالكي مذهبا الرفاعي طريقة البحريني.
8 - ذكر المعترض أن إجازة الشيخ راشد بن عيسى المالكي لم يخفها في كتابه لأنه من دعاة الدعوة السلفية في القرن الثالث عشر الهجري وبالتالي فهو لم يترجم له ولم يذكر إجازته لأنه في كتابه لم يترجم إلا لمن توفي في القرن الرابع عشر الهجري.
يقول (أبو الحسن الأزهري):
إذا كان الأمر كما قلت صحيحا فلماذا ذكر في فن الرواية والإسناد ص 52:
الشيخ عبدالجليل الطبطبائي البصري ثم البحريني المتوفى سنة 1270 هـ وذكر روايته عن الشيخ محمد بن فيروز وأبي الحسن السندي وسعد بن غردقة إلى آخر كلامه
ولماذا ذكر رواية الشيخ عبدالغني بن أحمد بن محمد بن عمر البحراني الشافعي الذي كان حيا سنة 1174هـ؟
ولماذا ذكر رواية الشيخ صفي الدين أحمد بن محمد بن عمر البحراني الشافعي الذي كان حيا سنة 1101هـ
9 - ذكرت في ردي على بشار أن العلامة المتفنن عبدالعزيز ابن الشيخ القاضي حمد بن ناصر بن معمر النجدي ألف كتابه الفذ " منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب " في البحرين وأن الواجب على بشار ذكر كتابه ضمن جهود علماء البحرين في فن الردود على المخالفين في شتى العلوم فاعترض المعترض على بأنه من علماء القرن الثالث عشر الهجري والكتاب يتحدث عن علماء البحرين في القرن الرابع عشر الهجري.
وأنا أقول سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم فإذا كان الأمر كما تقول فلماذا ذكرت في (فن الردود على المخالفين في شتى العلوم) ص 59:
رسالة في الرد على الشيخ الشوكاني في مسألة عدم التقليد للمذاهب الأربعة للشيخ حسين الدوسري كان حيا 1244هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - ذكرت في ردي على الحادي أن الشيخ العلامة ابن معمر قد اختصر المنظومة الدالية الكبرى في فقه السادة الحنابلة التي نظمها العلامة شمس الدين محمد بن عبدالقوي المقدسي المرداوي كما زاد ابن معمر على هذا النظم ما دعت الحاجة إليه وقد نظم ذلك وهو في البحرين في آخر حياته ولم يذكر بشار هذا الأمر ضمن جهود علماء البحرين مع أنه ذكر ص 47 ضمن جهود علماء البحرين في خدمة عدد من العلوم ومنها الفقه:
كتاب نشر الشعاع في نظم أبي شجاع للعلامة الناظم الشيخ حسين بن أحمد الدوسري البصري أصلا ثم البحريني الشافعي النقشبندي الخالدي وقد كان حيا سنة 1244هـ.
وتأمل وصفه بالنقشبندي
11 - لم يترجم الحادي بشار للعلامة محمد بن عبدالعزيز بن مانع النجدي واعتذر عن ذلك بترجمته له في مقال نشر في صحيفة الوطن البحرينية ولم أطلع عليه بعد مع أنه في كتابه ترجم لمن هو أقل منه علما وفضلا وقدرا فكيف ينسى رجلا مثله وهل يكفي كتابة مقال عنه فقط؟.
وإذا لم يترجم له فلماذا لم يذكر رسالته في شرحه على العقيدة السفارينية المسماة بالدرة المضية ضمن جهود علماء البحرين وهي أولى بالذكر لأنه ألفها بالبحرين
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ في كتابه " مشاهير علماء نجد وغيرهم " ط دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر الطبعة الأولى: 1392هـ - 1972م ص 269
" ...... ثم دعاه مقبل الذكير أحد تجار نجد وأعيانها المقيمين في البحرين للتجارة، دعاه لمكافحة التبشير وفتح له لهذا الغرض مدرسة آخر سنة 1330هـ - فأقام في بلدة البحرين أربع سنين وشرح في أثناء إقامته بالبحرين العقيدة السفارينية (المسماة بالدرة المضية) ........... "
12 - ترجم بشار للشيخ قاسم بن مهزع وأخفى أنه من الدعاة لمذهب السلف ولم ينص على ذلك كما نص على غيره من الصوفية وأخفى إحدى رسائله مع حكام الدعوة السلفية في نجد.
13 - بعض الأسر التي ذكرها بشار لم يتول أحد منهم القضاء أو الإفتاء فلماذا تعمد عدم ذكر أسرة الجلاهمة وفيهم الفضلاء؟
14 - نفى بشار وجود المذهب الحنبلي وهذا نص كلامه:
" .......... وهما المذهبان السائدان في البحرين أما بالنسبة للسادة الحنابلة فقد كانت أسرة الجامع هي أشهر أسرة حنبلية حتى تحول آخر علمائها الشيخ عبدالعزيز الجامع من الحنبلية إلى المالكية وأما المذهب الحنفي فقد كان موجودا في البحرين في فترة الخلافة العباسية،
"
وهذا كلام بعيد عن الصواب فيكفي أن العلامة محمد ابن مانع من علماء البحرين وهو معروف بحنبليته وإذا كان بشار يتحدث عن القرن الماضي فلماذا قال:
"" أما الآن فالذي يقلد المذهب الحنفي يكون غالبا من بلاد الهند وباكستان ""
15 - ليعلم القارئ الكريم أني تتعبت بشارا في مقدمته وشئ بسيط من تراجمه لعلماء القرن الرابع عشر وهذه المقدمة عامة لا تختص بقرن من القرون
16 - لم يذكر بشار في كتابه كله شيئا عن الدعوة السلفية لا من قريب ولا من بعيد حتى من ترجم له من دعاة المذهب السلفي كالقاضي قاسم بن مهزع لم ينص على سلفيته كما نص على صوفية الآخرين وكان الواجب عليه ذلك.
17 - أقول لبشار إذا كان كتابك عن علماء القرن الرابع عشر واعتذرت عن ترجمة بعض رموز الدعوة السلفية كابن معمر والشيخ محمد الفضالة والشيخ راشد بن عيسى فلماذا ذكرت الطرق الصوفية في القرون الماضية وهذا نص كلامك ليعلم القارئ اللبيب تحريفه وتدليسه.
يقول الحادي بشار – هداه الله للصواب – ص 43:-
"" الطرق الصوفية في البحرين
لقد تلقى عدد كبير من مشايخ وعلماء البحرين الطرق الصوفية ومن أشهر الطرق الموجودة بالبحرين في القديم:
أوردها على القرون من الأقدم إلى الأحدث بالتسلسل:
أولا: الطريقة العادلية الحريثية السهروردية في القرن 11هـ:
كانت موجودة بالبحرين في القرن الحادي عشر الهجري ومن أشهر من انتسب لها من أهل العلم:
الشيخ عبدالله بن نشوان الظهراني العادلي طريقة والأوالي مولدا والخط مسكنا كان حيا سنة 1059 هـ من علماء البحرين في تلك الحقبة.
والشيخ عثمان بن حمد بن راشد بن ربيعة الشويهي مسكنا العادلي طريقة ومشربا والأشعري معتقدا كان حيا سنة 1066هـ
والعادلي نسبة للشيخ بدر الدين العادلي الذي أخذ عنه الطريق
وغيرهما
ثانيا: الطريقة النقشبندية الخالدية في القرن 13هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أشهر شيوخها: الشيخ حسين بن أحمد الدوسري الخالدي النقشبندي كان حيا سنة 1244هـ
والخالدي نسبة لشيخه الشيخ خالد النقشبندي المجددي الذي أخذ عنه الطريق.
ثالثا: الطريقة القادرية في القرن 13هـ
ومن أشهر شيوخها: الشيخ عثمان بن جامع الحنبلي القادري طريقة قاضي البحرين المتوفى سنة 1240هـ وصاحب كتاب " الفوائد المختصرات في شرح أخصر المختصرات " ط
رابعا: الطريقة الرفاعية في القرن 14هـ
ومن أشهر شيوخها: الشيخ محمد بن سعد بن علي بن حمود البقيشي الرفاعي طريقة خطيب جامع المنامة الناسخ المشهور المتوفى سنة 1307هـ
خامسا: الطريقة النقشبندية في القرن 14هـ:
ومن أشهر من انتسب لها: الشيخ إبراهيم بن هاشل بن عجمي الشافعي النقشبندي طريقة المتوفى سنة 1311هـ
والشيخ عبدالله بن محمد بن أحمد ملك الكجوئي الشافعي النقشبندي طريقة سنة 1390هـ صاحب المدرسة الخيرية
سادسا: الطريقة النقشبندية في القرن 15هـ
ومن أشهر من انتسب لها الشيخ محمد بن علي بن يعقوب الشهير بالحجازي الشافعي النقشبندي طريقة المتوفي سنة 1427هـ
والشيخ محمد رشيد بن عبدالرحيم جناحي الشافعي النقشبندي طريقة شيخ الطريقة النقشبندية بالبحرين في وقته ""
والسؤال أيها اللبيب لماذا ذكر الحادي بشار الطرق الصوفية ولم يذكر الدعوة السلفية في أي موضع من كتابه؟
أترك الإجابة للقارئ اللبيب
وإذا كان كتابك يابشار في علماء القرن الرابع عشر واعتذرت بذلك عن ذكر تراجم رموز الدعوة السلفية فلماذا ذكرت علماء البحرين في القرن الحادي عشر الهجري في كتابك ص 39؟
وإذا كان كذلك فلماذا ذكرت علماء البحرين في القرن الثاني عشر الهجري ص 39؟
ولماذا ذكرت علماء البحرين في القرن الأول والخامس الهجري ص 40؟
ولماذا ذكرت علماء البحرين في القرن التاسع الهجري ص 41؟
18 - لما ذكرت في ردي على بشار الردود والمساجلات العلمية بين علماء نجد وصوفية البحرين وأنه أخفاها اعتذر بأن ذلك في القرن الثالث الهجري وأقول:
إذا كان الأمر كذلك يابشار فلماذ ذكرت رسالة الشيخ حسين الدوسري كان حيا 1244هـ المسماة (رسالة في الرد على الشيخ الشوكاني في مسألة عدم التقليد للمذاهب الأربعة) في كتابك ص 59 وقد سبق بيان ذلك.
وأخيرا أقول لبشار هداك الله ورد الله عليك عقلك ولن تستطيع بعد ذلك أن تخفي تراجم علماء الدعوة السلفية في البحرين لأن التاريخ لن يرحمك.
حرره على ضيق من الوقت وغلبة من الأشغال وسرعة في الإجهاز والإنجاز
أبو الحسن الأزهري
غفر الله له ذنبه وستر عيبه
برياض نجد (رياض التوحيد والسنة)
في
26/ 10 / 1429هـ(/)
سؤال عن تصنيف ديوي
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:31]ـ
تحت أي قسم ينضوي
علم الإعلام
و علم الحاسب الآلي
ـ[أبو عبدالرحمن التميمي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 01:36]ـ
تحت قسم المكتبات والمعلومات.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 10:56]ـ
جزاك الله خيراً لكني قرأت في التصنيف ذاته أن الذي يندرج تحت المكتبات و المعلومات من الحاسب هو ما يخص البرامج، أما الصيانة و هندسة الحاسب فلا أدري هل هي كذلك أو في قسم العلوم الهندسية من العلوم التطبيقية أرجو بيان ذلك إن كان عندك معرفة به(/)
أبحث عن الصحابة رضي الله عنهم في الأنترنت
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 08:33]ـ
إخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فأحتاج مساعدتكم وذلك بدلالتي على المواقع والمنتديات المتخصصة في موضوع الصحابة. سواء كانت لأهل السنة أم للرافضة.
وذلك للعمل عليها في مجال البحث الأكاديمي.
وأرجو وضع الروابط لمواقع أهل السنة كمشاركة في المنتدى وأما مواقع الرافضة فترسل روابطها إلي على الخاص أو على إيميلي ( pdfbooks5@gmail.com) مع شكري وتقديري لكل مشارك برأي،أو موقع أو دعاء أو أي معلومة تخدم هذا البحث.
ولعل هذا البحث يتمخض عنه موقع للدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم أو يساعد في بناء موقع يدافع عنهم
والله من وراء القصد
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 09:15]ـ
للرفع .......
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 02:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
http://www.al-shaaba.net/vb
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 09:25]ـ
جزاك الله خيرا
هل من مزيد؟؟(/)
توهم التعارض بين الدين والعلم
ـ[أبو عمر الأنصاري]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 01:56]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
التعارض بين الدين و العلم لطالما كان موضوع جدال و نقاش بين العلماء و رجال الدين من مختلف نحلهم
و إن الثورة العلمية الغربية لما قامت و انفلتت من سلطان الدين , إنما انفلتت في الحقيقة من سلطان الكنيسة التي جمدت العقول و كفرت العلماء
فلماذا أخذ المفكرون العرب هذا التعارض بين العلم و الكنيسة و أراضوا تطبيقه على ديننا
جاء في كتاب الدين لمحمد عبد الله دراز عند تطرقه لتعارض الدين و العلم:
و الجواب أن هذه المعارضة تحدث فيما نعلم على إحدى صورتين:
الصورة الأولى: أن يقف العلم موقف المعارضة لما في الإسلام جملة , لا بناء على حجة تدحضه أو شبهة تضعفه بل عفوا و اعتباطا أو لمجرد جهل به ظنا منه أن كل ما لا يدخل في دائرة علمه في الحال فليست له حقيقة. و هذا لعمري من قصر النظر , بل من الجهل و الغرور، فإن التكذيب بما لم يحط به الإنسان بعلمه و لم يأته تأويله خطأ لا يرتكبه الراسخون في العلم و الدين , و إنما يقع فيه المغرورون من العامة و أنصاف المتعلمين، و هؤلاء أشد خطرا من الجهلاء لأن علمهم في الحقيقة جهل مركب. و إنما الإنصاف أن يكون كل امرىء عارفا بقدر نفسه واقفا عند حده.بنّاء غير هدام و السبيل القاصد في ذلك أن يثبت كل فريق ما وصل إليه
وقد رأينا العلماء المتخصصين في فرع من العلوم الطبيعية أو العقلية يعتمدون النتائج التي وصل إليها المختصون في فرع آخر منها: كل في نطاق تخصصه، و لا ينتظرون أن يعيدوا كلهم ما جر به أو برهنة بعضهم، و هذا هو الوضع السليم التي تتقدم به المعارف الإنسانية إذ لو وجب ان يعيد كل عالم بحث كل مسألة بنفسه، لما تقدمت العلوم خطوة واحدة
فكذلك ينبغي أن يكون الشأن بين حملة العلوم و علماء الإسلام
ألم يجمع العلماء الآن على إمكان تحطيم النواة الذرية و إستخدام طاقتها الجبارة في صنع الأعاجيب مع أنه لم يباشر هذه التجربة منهم إلا نفر قليل؟ فماذا يمنعنا أن نؤمن بالتجارب الروحية المتكررة التي شهدها الأنبياء و أرباب البصائر النيرة في مختلف العصور و إن لم يشهد الناس منها إلا نتائجها الخارقة؟
إذا كان الإسلام لا يعارض العلوم بل إن في الإسلام من المعارف العلمية ما لم يتم اكتشافه إلا في الأعوام القليلة الماضية و كان من الخير لها أن تستمر كافة المعارف البشرية و تتسلح بنتائجها، فإن من خير العلوم كذلك أن تدع الإسلام الدين الحق يكمل ما في العلوم من نقص و يملأ ما تتكره في النفوس من فراغ، بما يملؤه من الحقائق الروحية فإن لم تفعل فلا أقل من أن تلزم شقة الحياد فلا تعادي الإسلام و لا تنكره جملة فإن إنكار الدين جملة إنكار ضمني لأمور واقعية يحتويها الإسلام كلها و لا يحتويها علم من العلوم ألا و هي عناصر الإيمان بالحقيقة العليا." الدين – محمد عبد الله دراز – ص 76 - 77 بتصرف
و أقول أنه لم يثبت لحد الآن ان بديهيات العلوم المادية أو التجريبية خالفت ما جاء في القرآن و السنة بل على العكس , نجد ان ما تعتمده علوم الفزياء في الوقت الراهن و ما ثبتت صحة كلها تمت الإشارة لها في القرآن أو السنة.
أما أن يأتي متعالم ويشكك في ديننا بناء على نظريات هي أقرب للخرافة منه إلى الحقيقة فنقول له أنه بإيمانك بالنظريات أصبح أشبه بالقساوس و الكهنوتيين. و أنت في كلامك تؤمن بالغيبيات التي اتخذتها سلاحا للطعن في ديننا لكن مع فارق شاسع , فإيماننا جاء بدليل و إيمانك لم يأت بدليل.
وخذ على سبيل المثال نظرية داروين و نظرية النشوء و نظرية الأكوان التي إن صح الحديث عنها فهي خرافات لا نظريات
الصورة الثانية: أن تكون هناك مسألة أو مسائل معينة تنطق فيها العلوم و الأديان بحكمين متناقضين و إنما يحدث ذلك حينما تتناول الأديان إلى جانب عنصرها الروحي شيء من موضوعات العلوم و حقائق المشاهدات،
و تذهب في ذلك مذهبا معينا، تفرض على المتدينين بها فرضا فهذا الجانب إن كان عرضيا في الأديان وكان سبيله في الغالب سبيل الوسائل لا المقاصد إلا أنه يعد معيارا لمقدار ما في كل دين من صحة أو فساد، على قدر اتفاقه مع مقررات العلم الصحيح و قضايا العقل السليم، أو اختلافه معها فإنه إذا كان الدين حقا و العلم حقا وجب أن يتصادقا و يتناصرا. أما إذا تكاذبا و تخادلا فإن أحدهما لا محالة يكون باطلا و ضلالا. الدين - عبد الله دراز - ص 77 - 78(/)
الشيعة، والقرضاوي، والإخوان .. للشيخ / عبد المنعم الشحات
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 08:53]ـ
الشيعة والقرضاوي والإخوان
الشيخ / عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فقد دأب الشيخ يوسف القرضاوى منذ فترة بل وأثناء الانبهار العام بمقاومة حزب الله لإسرائيل على التحذير من خطر التغلغل الشيعي في بلاد السنة مما ينذر بعواقب وخيمة وهذا ما عرضه لهجمة شيعية شرسة على المستويين الرسمي والشعبي تصاعدت مؤخراً بسبب تصريح جديد للشيخ القرضاوى أكد فيه نفس تحذيراته السابقة ولا شك انه مما يحمد للشيخ القرضاوى صموده أمام إعلام إيران الشيعي والذي تغلغل في كثير من بلاد السنة لا سيما وأنهم ليسوا في الحلبة وحدهم بل معهم عدد كبير من مخدوعي أهل السنة الذين ما زالوا يعيشون في وهم التقريب بين السنة والشيعة.
وفي واقع الأمر فإن مصطلح التقريب قد يبدو مقبولا إذا كان الأمر متعلقا بآراء شخصية ورؤى هي ملك لأصحابها، وأما إذا كان الأمر يتعلق بعقائد اعتنقها أصحابها بناء على مرجعيات، فلا مجال إلا للحديث عن الدعوة، وهذه الدعوة تكون في أن يبين كل فريق الحجة التي جعلته يرجع إلى هذه المرجعية، ثم في مدى صحة نسبة هذه العقائد إلى هذه المرجعية.
وفي الواقع أن الشيعة الاثنى عشرية، بما أحدثوه من بدع تتعلق بعصمة القرآن، وبما ابتدعوه من طعن في رواة السنة، ومنذ الجيل الأول لهؤلاء الرواة من الصحابة -رضي الله عنهم-، يجعلون أي حوار معهم خارج هذين الأصلين غير ذي فائدة، فضلاً أن يكون ذلك تقريباً، ومع ذلك فقد اغتر بعض علماء السنة -سامحهم الله- بما أشاعه الشيعة تقية بأنهم قد تخلوا عن معظم عقائدهم الخربة لاسيما ما يتعلق بالقرآن وبالصحابة -رضي الله عنهم- وبأمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-.
فأطلقوا دعوة التقريب بين السنة والشيعة أملاً في أن يسفر ذلك عن تخلي الشيعة عن باقي باطلهم، ويعودوا إلى منهج أهل السنة، ومنهم من رأى أن تصحيح الشيعة الاثنى عشرية لأخطائهم في هذه الأبواب، وحصر كلامهم في أفضلية علي -رضي الله عنه- أو أولويته للخلافة يجعلهم بمنزلة الشيعة الزيدية الذين تعايشوا مع أهل السنة بصورة أو بأخرى عبر التاريخ، بل إن بعض هؤلاء ربما بالغ فلم يعد أقوال الزيدية بدعة أصلاً رغم اتفاق السلف على تبديعهم، وإن كانوا بلا شك أخف بدعة من الاثنى عشرية، كما أنَّ تحوُّل كثير من رموز الزيدية إلى السنة كالصنعاني والشوكاني أعطى انطباعاً بأن تحول الاثنى عشرية إلى منهج الزيدية ربما يكون خطوة على العودة الكاملة إلى السنة.
بيد أن كل من جرب مع الشيعة الاثنى عشرية لاسيما الإيرانيين الصفويين يجد أن دعوى التقريب عندهم ما هي إلا نوع من التقية، ولكنها تقية مكشوفة غاية التكشف، وأنهم مستمرون على الأقل في طعنهم العلني على الصحابة بالإضافة إلى المحافظة بصورة أو بأخرى على الكتب التي تدَّعي تحريف القرآن محفوظة في المكتبات العامة أو الجامعات.
وهذه التقية المكشوفة قد حَدَتْ بكثير ممن رفع شعار التقريب فترة من الزمن إلى التراجع عنه كالأستاذ "رشيد رضا" -رحمه الله- صاحب قاعدة المنار الذهبية "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، والذي ذكر أن الشيعة كفروه لمجرد أنه ذكر في شرحه لهذه القاعدة "نتعاون فيما اتفقنا عليه من الرجوع إلى الكتاب كما تناقلته الأمة جيلاً بعد جيل، والسنة كما هي محفوظة في الكتب الستة وغيرها، وعلى تعظيم صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-.
كما تراجع العلامة محب الدين الخطيب، والذي لم يكد يضع قدمه في هذا الطريق حتى أدرك أن للشيعة قرآنا غير الذي في أيدينا، ورواة السنة الموثقون عندنا مكذبون عندهم، والصحابة الذين نرجع إلى فهمهم غير مرضيين عندهم، فإلى إلى شيء نتحاكم إن أردنا حواراً أو تقريباً؟!
وممن تراجع أيضاً الأستاذ "يوسف السباعي" -رحمه الله- الذي أراد أن يرد على أبي رية في أكاذيبه حول راوية الإسلام أبي هريرة -رضي الله عنه- ففوجئ بأنه ينقل عن كتاب لرجل شيعي من أبرز دعاة التقريب يدعى "عبد الحسين"، وصدم أكثر حينما وجد أن تاريخ نشر الكتاب يرجع إلى فترة شهدت تعاوناً وثيقاً بينه وبين عبد الحسين بشأن التقريب!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ثالثة الأثافي فكانت حينما كلم عبد الحسين هذا فلم يستطع أن يظفر منه حتى بوعد بإيقاف حملتهم ضد الصحابة -رضي الله عنهم- ومنهم أبو هريرة -رضي الله عنه-.
فدوَّنَ صرخة في مقدمة كتابه "السنة" يحذر فيها من التقريب الذي يكون ثمنه أعراض صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن لم يستطع أن يتخلص من الوهم نهائياً فطالب عقلاء الشيعة بأن يؤسسوا تقريباً قائما على احترام الصحابة وتعظيمهم.
وأما الشيخ يوسف القرضاوى فاتعظ بحال من سبقه، وليته اتعظ فتبرأ من دعاوى التقريب، والتزم الواجب عليه من دعوتهم إلى الحق وبيانه لهم!!
ولكنه وضع قاعدة أخرى تعفيه من تتبع ما ينشره الشيعة من طعن على الصحابة أو ما يحتفظون به في مكتباتهم مما هو أخطر من ذلك فقرر أن "التقريب قائم على عدم محاولة أتباع كل مذهب الدعوة إلى مذهبه في البلاد التي يمثل المذهب الآخر أغلبية فيها".
ولا ندري على أي أساس بنى الشيخ القرضاوي هذه القاعدة والتي ينبني عليها أن يترك علماء السنة أجيال تلو أجيال ممن ولد لآباء شيعة أن يتربوا على سب الصحابة والطعن عليهم، بالإضافة إلى العقائد الأخرى الخربة في القَدَر، وفي الصفات، بالإضافة إلى الفقه الشاذ من نكاح المتعة وغيره من الفضائح.
على أية حال التزم الشيعة ظاهرياً بهذا، والشيخ -عفا الله عنه- فرح مسرور بما يراه من نتاج دعوة التقريب التي آلت إليه إمامتها.
إلى أن جاء الأمريكان إلى العراق، واستقوى الشيعة بهم على أهل السنة كعادتهم، وواجه أهلُ السنة حربَ إبادةٍ منظمةٍ من قبل المليشيات الشيعية، وانتشر القتل على الهوية في الشوارع والطرقات، ودعاة التقريب يغمضون أعينهم، ويوجهون النصيحة السمجة للجميع بضبط النفس.
ولما وجدت مقاومة مسلحة سنية تقاتل الأمريكان في المقام الأول، ووجد فيها قدْر من الغلو في تكفير الشيعة، ابتهج دعاة التقريب لها، وحملوها مسئولية كل ما يحدث، رغم أن انحرافاتهم لا تبلغ عشر معشار ما فعله الشيعة، وان كان كل خطأٍ مردود على صاحبه كائناً من كان.
ثم جاءت حرب حزب الله ضد إسرائيل، والتي اكتسب فيها أرضية كبيرة عند عامة المسلمين شارك دعاة التقريب في صنعها بما هللوا كثيراً لحزب الله فيها، وليتهم بنوا مواقفهم من باب أن الشيعة المبتدعين أقرب إلينا من اليهود، ولكنهم وللأسف بنوا مواقفهم على أن حزب الله هو ممثل الإسلام والمسلمين، رغم أن حزب الله استخدم سكان القرى اللبنانية لا سيما ذات الأغلبية السنية دروعاً بشرية، بينما امتنع عن فعل ذلك في القرى ذات الأغلبية الشيعية، بل والقرى ذات الأغلبية النصرانية، في ذات الوقت الذي حرمت فيه هذه القرى السنية من المساعدات ومواد الإغاثة.
واستثماراً لهذا الإعجاب الشعبي بدأ الشيعة في شراء أقلام مأجورة في صحف علمانية في بلاد السنة، لا سيما مصر؛ للترويج لمطاعن الشيعة في الصحابة -رضي الله عنهم- وفي أمهات المؤمنين، وتصاعدت الحملة إلى حد توزيع مذكرات على المساجد في بعض المدن، لا سيما تلك التي لا تشهد تواجداً كبيراً للدعاة السلفيين.
ومما يحسب للشيخ القرضاوى أنه جهر بالحق، وحذر من الشيعة في أكثر من مناسبة، وإن كان قد استمر على قصر إنكاره على محاولاتهم نشر منهجهم في بلاد السنة دون أن يتعرض لمبدأ اعتناقهم لهذه الأكاذيب.
وكعادتهم في الغدر والجحود رد الشيعة على لسان أكثر من رمز ديني بل وسياسي في إيران بالسب والطعن الذي وصل إلى حد ادعاء أن القرضاوى يعمل لصالح الماسونية العالمية.
وتوالت الأحداث ...
فانضم بعض دعاة التقريب إلى الشيخ القرضاوى مستنكرين أن يواجه الشيعة إحسانه إليهم بالسب والطعن.
ولا ندري هل أفاق هؤلاء فجأة ليكتشفوا أن الشيعة قومٌ بُهْتٌ، وهم الذين رموا الصحابة بأشنع الفظائع؟
هل أفاق هؤلاء فجأة ليكتشفوا أن الشيعة ناكرو جميل وجاحدو فضل، وهم الذين جحدوا فضل من أخرجوهم وأخرجوا أجدادهم من الظلمات إلى النور؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن هؤلاء أحسن حالاً ممن وجهوا اللوم إلى الشيخ القرضاوى على اعتبار أن "البادي أظلم، وأن الشيخ القرضاوى هو الذي استفز الشيعة بتصريحاته ضدهم"، ومعنى ذلك أن هؤلاء القوم يرون التقريب حتى بدون الشروط التي وضعها دعاته الأوائل، ولا تلك التي وضعها القرضاوى، وصار التقريب في زعمهم أن يعربد دعاة الشيعة سباً وقذفاً في الصحابة، ويخرجون أبناء السنة من السنة إلى البدعة، بينما يلهج دعاة السنة بمدحهم والثناء عليهم والنفي التام أن لدى القوم أي عداوة لصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وربما تبجح بعضهم أكثر وقرر: "إننا ينبغي أن نتجاوز عن هذه الزلات للشيعة طالما أنهم يقفون في وجه العدو الأمريكي والصهيوني". ولا ندري هل يمكن لهؤلاء أن يفرطوا في عرضهم فيتركونه مباحاً لكل من وقف في وجه الأمريكان ليسب ويشتم ويقذف، أم الكرم الحاتمي لا يظهر فقط إلا فيما يتعلق بعرض أمهات المؤمنين وصحابة النبي الأمين؟!
بالإضافة إلى أن هذه الوقفة في وجه الأمريكان واليهود لم تكن يوماً ما موقفاً ثابتاً للشيعة، إنما هي أمور تحركها الحسابات والمصالح السياسية، ولهذا مقام آخر إلا أنه من باب التذكير فقط نذكر هؤلاء الذين دافعوا عن نزوة حسن نصر الله بأنها جاءت لتخفيف الحصار على غزة وها هي غزة تحاصر حصاراً خانقاً يبلغ في شدته عشرات أضعاف الحصار السابق، وحزب الله مشغول بالاحتفال بذكرى النصر على إسرائيل.
ويبقى موقف جماعة الإخوان موقفاً مخيبا للآمال، مُثْبِتَا أن خيار التقريب لدى الإخوان خيار سياسي كسائر خياراتهم في الفترة الأخيرة، وليس نابعا من موقف فقهي مستمد من رأي فقهاء الجماعة، وإلا فالأستاذ يوسف السباعي المراقب العام للإخوان بسوريا قد شجب هذا التقريب الذي يستمر فيه الشيعة في سب الصحابة حتى في بلادهم، ومع ذلك اغتر من بعده الأستاذ سعيد حوى مراقب الإخوان بسوريا أيضاً فأيد الثورة الخومينية على أنها تمثل مرحلة صادقة جديدة من مراحل التقريب، ثم شجب ذلك في رسالته "الخومينية شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف"، وها هو القرضاوى التي تحرص الجماعة دائما على استصدار فتاوى منه في جميع مواقفها ويعتبرون أنه ليس لغيره ممن هم أقل منه علما أن يخالفه، فلماذا يخالفونه هنا بل ويخطئونه و"يخذلونه" في مواجهة خصوم متعجرفين سليطي اللسان لديهم أبواقهم الإعلامية الصاخبة؟!
إن موقف الإخوان في قضية الشيعة والقرضاوى لا يختلف عن موقف أحد رموزهم وهو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في قضية نجيب محفوظ وسيد قطب.
فهل يدرك الإخوان خطورة إدخال الموازنات السياسية مع المخالفين عقديا من نصارى ويهود وشيوعيين وعلمانيين بالإضافة إلى مبتدعي الأمة وأخطرهم الشيعة، أم يستمرون في حسابات سياسية ربما امتد ضررها إلى رمز كبير من رموزها كالقرضاوي؟
موقع صوت السلف
http://www.salafvoice.com/
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 02:20]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ورد مرتين اسم (يوسف السباعي) والصحيح أن اسم الشيخ هو مصطفى السباعي. رحمه الله تعالى.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 04:14]ـ
وفق الله شيخنا عبد المنعم إلى ما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 07:51]ـ
بارك الله فيك على نقلك لهذا المقال القيم.
إنها شعوبية أحفاد المجوس ما وجدوا طريقا أمثل للتعبير عن أمراضهم وعقدهم النفسية إلا طريق الرفض.
أهل البدع ما كانوا ليجدوا لأنفسهم طريقا لولا سكوت وتقاعس أمراء وعلماء أهل السنة. فإيران لم تتحول إلى الرفض إلا أيام الصفويين، بل حتى الصفويين في البداية لم يكونوا يجرؤون على الفصح عن معتقداتهم لمدة ثلاثة أجيال من حكمهم ـ عليهم من الله ما يستحقون ـ
ورائحة أعمالهم القذرة تفوح من أرض العراق، ففي يوم واحد قتلوا عددا هائلا ممن يحملون اسم عمر على بطاقات الأحوال المدنية ـ حسبنا الله ونعم الوكيل ـ
وهذه أخبار موثقة لا مناص لهم للانفلات منها.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين.(/)
شبهات لبعض الصوفية تحتاج إلى ردود من طلبة العلم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 09:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام سوف أنقل لكم مقال لأحد الصوفية ذكر فيه جملة من الشبهات التي تحتاج إلى توضيح فنريد منكم التفاعل مع الموضوع والرد عليها لأني سوف بنشرها على بعض الناس وبارك الله فيكم
وإليك كلام هذا الصوفي كاملاً.
قال الصوفي: (ليس تضعيف بل كذب!!!! وافتراء!!!! *
من بغض ابن تيمية للإمام علي رضي الله عنه قال في منهاجه (ج3/ 9 - 10) عن حديث:"من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني " كذب. والعياذ بالله، مع ان الحافظ الهيثمي قال:اسناده حسن *
قال البخاري باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله: حدثنا ابو نعيم محدثنا سفيان عن ابي اسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل: أُذكر احب الناس اليك فقال: يا محمد. واما ابو نعيم فهو الفضل بن دكين وهو امام ثقة مجمع على ثقته وسفيان هو سفيان الثوري امام من ائمة الاسلام بلا شك وابو اسحاق وهو السبيعي ثقة وثقة احمد*وأما اعتراض الوهابية على سند هذا الاثر لكون ابي اسحاق السبيعي احد رواته فهو في غير محله بدليل أن الامام العلم سفيان الثوري روى عند ذلك *
وعلى فرض ضعفه يكفي استحسان العلماء له لجواز العمل به، بل واستحسن ابن تيمية الحراني المتناقض ذلك ورغب بهبإيراده لاثر ابن عمر حيث سمى كتابه (الكلم الطيب) ولم يعقّب عليه بل اورده كما اورد سائر الاذكار، انظر الكتاب ص 120 طبع ما يسمى بالمكتب الاسلامي وبتحقيق محمد ناصر الدين الالباني الوهابي ونسخة اخرى لهذا الكتاب باعتناء ما يسمى رئاسة ادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد بالمملكة لعربية السعودية التي يرأسها ابن باز الوهابي وفيها اثر ابن عمر وانه قال: يا محمد (ص 88) فهذا كله حجة على نفاة التوسل قساة القلوب الذين يحكمون بأن نداء الغائب او الميت ب (يا محمد) هو كفر فيقال لهم:
أنتم تكفرون من استحسن نداء الغائب او الميت بلفظ
(يا محمد) وزعيمكم الحراني استحسن ذلك ورغب فيه ومع ذلك انتم تسمونه شيخ الاسلام، فهذا تذبذب في العقيدة، فأنتم الخصم لابن تيمية في هذا وقد كفرتموه معنى وإن لم تشعروا، أما نحن نقول إيراد ابن تيمية لهذا الاثر وافق عليه من كان قبله من اهل العلم .. ولو كان سفيان يعتقد في السبيعي أنه مختلط أثناء تلقيه الأثر منه ما كان أخذ منه هذا هذا طعن في سفيان *قال الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب ج 4 ص 357: إن سفيان الثوري ممن روى عن أبي اسحاق السبيعي وانه اثبت الناس فيه *قولك يا وهابي عن اثر ابن عمر باطل وضعيف هذا فيه ان ابن تيمية زعيمكم الذي رواه في كتابه الكلم الطيب يروي الاباطيل فكيف تسمونه شيخ الاسلام *
في كتاب (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) تأليف احمد بن تيمية طبع مطبعة المنار المصرية سنة 1327 صفحة رقم 109 يقول: وقد ذكر بعض هذه الحكايات من جمع في الا دعية وروي في ذلك أثرا عن بعض السلف مثل ما رواه بن أبي الدنيا في كتاب (مجاني الدعاء) قال حدثنا أبو هاشم سمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة يقول:
جاء رجل الى عبد الملك ابن سعيد بن ابجر فجس بطنه فقال بك داء لا يبرأ. قال ما هو قال الدبيله، قال فتحول الرجل فقال: الله الله الله ربي لا أشرك به شيئا اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم تسليما يا محمد إني أتوجه بك الى ربك وربي يرحمني مما بي. قال فجس بطنه فقال قد برئت ما بك علة *قلتُ فهذا الدعاء ونحوه*
قد روي أنه دعا به السلف ونقل عن أحمد بن حنبل في
(منسك المروذي) التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء.كما ذكر ذلك ابن تيمية بحرفه في نفس الكتاب (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) طبعة منشورات دار الافاق الجديدة - بيروت في صفحة رقم 94 *
(يُتْبَعُ)
(/)
أثبت الحافظ الثقة تقي الدين السبكي على ابن تيمية وتلميذه ابن القيم هذا القول بفناء النار ورد عليهما برسالته المشهورة: " الاعتبار ببقاء الجنة والنار " والحافظ السبكي من معاصري ابن تيمية، وقد أشاد الحافظ العسقلاني برسالة السبكي وذلك في فتح الباري كتاب الرقاق باب صفة الجنة والنار. نقل ذلك عنه تلميذه ابن القيم الجوزية في كتابة (حادي الارواح) ص 260 *
أثبت محمد بن اسماعيل الامير الصنعاني في " رفع الاستار لابطال أدلة القائلين بفناء النار (ص 111) ومحمد بن احمد السفاريني في " لوامع الانوار البهية " ج2/ 235، ونعمان بن محمد الالوسي في " جلاء العينين في محاكمة الاحمدين " ص 421، ومحمد رشيد رضا في مجلته المنار الجزء الاول والثاني - المجلد الثاني والعشرون، ومحمد ناصر الدين الالباني في تعليقه على كتاب (رفع الاستار) ص 28 *وغيرهم على ابن تيمية وابن القيم هذا القول الفاسد مع ان هؤلاء الخمسة من المتعصبين جدا لابن تيمية، والعجيب من الالباني الذي اثبت هذا القول القاسد على ابن تيمية وابن القيم الجوزية، جعل لهما ثوابا في هذا كما في تعليقه على رفع الاستار ص 32 والعياذ بالله من سخافة العقل، حتى إن الوهابية تدرس ان عقيدة اهل السنة والجماعة القول بفناء النار وانتهاء عذاب الكفار*
والعياذ بالله من الكذب والافتراء - حيث إنهم قرروا تدريس شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز المجسم في معاهدهم كما ذكر ناشر الكتاب في المقدمة ص 9 فقال: وقد تلقى العلماء طبعتنا بالقبول، كما قرر تدريسها في المعاهد والكليات بالرياض والجامعة الاسلامية بالمدينة، وذكر هذه العقيدة الفاسدة ابن ابي العز في شرحه على الطحاوية (ص 427) *
أجبني أبها الجاهل الوهابي:
لو كانت النار تفنى والكفار بخرجون منها فأين يذهب الكفار!!! * وقد حرم الله الجنة على الكافرين؟ إذ في الاخرة لا يوجد الا منزلتان إما جنة وإما نار.
فهل لكم ايها الوهابية ان تجيبوا على هذا السؤال: لو كانت النار تفنى والكفار يخرجون منها فأين بزعمكم يذهب الكفار؟
أليس يكفيك أيها الجاهل بإنك تؤمن بما جاء به ابن تيمية:
قال ال ابن تيمية في كتاب مجموعة تفسير ص 354 و355 وتلبيس الجهمية ج1/ 568 "إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد"*
وقد نقل صاحب الخصال من الحنابلة عن أحمد عن من قال عن الله جسم لا كالأجسام كفر "
انظر كتاب تشنيف المسامع ص 346 *
ماذ تريدني أن أقول لك بعد قول أحمد *!!!
ولكن أسألك:
ما زلتَ أيها الجاهل الوهابي تقول أنك من أهل السنة والجماعة!!!
وهل قرأت رسالة الذهبي إلى أبن تيمية!؟!؟.
والذهبي كان متأثراً بشيخه ابن تيمية، فوجَّه إليه هذه النصيحة في رسالته بعدما أكثر طعنه وتجريحه للمسلمين بالباطل.) إنتهى كلامه بحرفه.
نريد من الأخوة الكرام أن يردوا على هذه الشبهات وجزاكم الله خيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ايمان نور]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 08:58]ـ
ليس تضعيف بل كذب!!!! وافتراء!!!! *
من بغض ابن تيمية للإمام علي رضي الله عنه قال في منهاجه (ج3/ 9 - 10) عن حديث:"من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني " كذب. والعياذ بالله، مع ان الحافظ الهيثمي قال:اسناده حسن *
الرد هنا بسيط جدا
معلوم أن العلماء فى التصحيح يختلفون تماماً كإختلافهم فى الأمور الفقهية.
وانقل له أخى قول الشيخ ابن تيمية نفسه عن سبب إختلاف العلماء فى التصحيح
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
السبب الثالث: اعتقاد ضعف الحديث باجتهاد قد خالفه فيه غيره، مع قطع النظر عن طريق آخر، سواء كان الصواب معه أو مع غيره، أو معهما عند من يقول: كل مجتهد مصيب؛ ولذلك أسباب: منها: أن يكون المحدث بالحديث يعتقده أحدهما ضعيفا؛ ويعتقده الآخر ثقة، ومعرفة الرجال علم واسع؛ ثم قد يكون المصيب من يعتقد ضعفه؛ لاطلاعه على سبب جارح، وقد يكون الصواب مع الآخر لمعرفته أن ذلك السبب غير جارح؛ إما لأن جنسه غير جارح؛ أو لأنه كان له فيه عذر يمنع الجرح.
وهذا باب واسع وللعلماء بالرجال وأحوالهم في ذلك من الإجماع والاختلاف مثل ما لغيرهم من سائر أهل العلم في علومهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: ألا يعتقد أن المحدث سمع الحديث ممن حدث عنه، وغيره يعتقد أنه سمعه لأسباب توجب ذلك معروفة.
ومنها: أن يكون للمحدث حالان: حال استقامة، وحال اضطراب؛ مثل أن يختلط أو تحترق كتبه، فما حدث به في حال الاستقامة صحيح، وما حدث به في حال الاضطراب ضعيف؛ فلا يدري ذلك الحديث من أي النوعين، وقد علم غيره أنه مما حدث به في حال الاستقامة.
ومنها: أن يكون المحدث قد نسي ذلك الحديث فلم يذكره فيما بعد، أو أنكر أن يكون حدثه معتقدا أن هذا علة توجب ترك الحديث، ويرى غيره أن هذا مما يصح الاستدلال به، والمسألة معروفة ... إلى أسباب أخر غير هذه.
" مجموع الفتاوى " (20/ 240 – 242) باختصار.
ثم اسأله ماعلاقة البغض والحب بالتصحيح ياعالم زمانك ....
قال البخاري باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله: حدثنا ابو نعيم محدثنا سفيان عن ابي اسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل: أُذكر احب الناس اليك فقال: يا محمد.
السؤال من أحب الناس إليك
أين الإستغاثة أين كفر الروافض والصوفة؟
حين اسألك من أحب الناس إليك الجواب الطبيعى للعقلاء ماذا؟
ذكر اسمه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2192
وعلى فرض ضعفه يكفي استحسان العلماء له لجواز العمل به، بل واستحسن ابن تيمية الحراني المتناقض ذلك ورغب بهبإيراده لاثر ابن عمر حيث سمى كتابه (الكلم الطيب) ولم يعقّب عليه بل اورده كما اورد سائر الاذكار، انظر الكتاب ص 120 طبع ما يسمى بالمكتب الاسلامي وبتحقيق محمد ناصر الدين الالباني الوهابي ونسخة اخرى
أأعجمى هذا؟
مامعنى حسنه فلان لجواز العمل به
من أين أتيتم بأن الرواية لجواز التوسل؟
السؤال من تحب وقال محمد وفى الرابط الكلام على سند الرواية
والألبانى لم يذكر الرواية فى صحيح الكلم الطيب
وغاية مايقال انه يذكر من يحب
ولا أعلم
هل ذكره لمن يحب من باب الاستغاثة أو التوسل
من أين هذا الفهم العقيم؟؟ وأقول لك صحت أم لا ماعلاقتها بالتوسل؟
وقد ذكر بعض هذه الحكايات من جمع في الا دعية وروي في ذلك أثرا عن بعض السلف مثل ما رواه بن أبي الدنيا في كتاب (مجاني الدعاء) قال حدثنا أبو هاشم سمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة يقول:
جاء رجل الى عبد الملك ابن سعيد بن ابجر فجس بطنه فقال بك داء لا يبرأ. قال ما هو قال الدبيله، قال فتحول الرجل فقال: الله الله الله ربي لا أشرك به شيئا اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم تسليما يا محمد إني أتوجه بك الى ربك وربي يرحمني مما بي. قال فجس بطنه فقال قد برئت ما بك علة *قلتُ فهذا الدعاء ونحوه*
قد روي أنه دعا به السلف
أولا: الرواية لا تصح لأن الراوى مجهول
ثانيا كعادة أهل البدع والكفر يقتطف الكلام
فقول الشيخ كاملاً كان
فهذا الدعاء ونحوه قد روي انه دعا به السلف ونقل عن احمد بن حنبل في منسك المروذي التوسل بالنبي عليه السلام في الدعاء ونهى به اخرون فإن كان المقصود المتوسلين التوسل بالايمان به وبمحبته وبموالاته وبطاعته فلا نزاع بين الطائفتين وان كان مقصودهم التوسل بذاته فهو محل النزاع وما تنازعوا فيه يرد الى الله والرسول. وليس مجرد كون الدعاء حصل به المقصود ممايدل على انه سائغ في الشريعة فغن كثيرا من الناس يدعون من دون الله من الكواكب والمخلوقين ويحصل ما يحصل من غرضه
ولكن العضو إختار ما يخدم هواه المريض
ثم أفحمه بتلك الدرة التى استشهد باسمها واقتطف منها مايحلو له لو مكانك أخى لنسخت مافيها من صواعق بإختصار واقتطاف ووضعها فى تعليق مفحم.
قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية:
http://www.saaid.net/book/1/270.zip
ولى عودة بإذن الله
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:07]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا الرد الطيب وإن شاء الله عندما يكتمل الرد سوف أقوم بنسخة ونشره إلى المقصودين بارك الله فيكم
وننتظر باقي الردود على أحر من جمر نسأل الله أن يضاعف لك الأجر.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:16]ـ
وهذه أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي "النصيحة الذهبية لابن تيمية" وتحقيق في صاحبها للشيخ الفاضل محمد عبدالله - أبي الفضل القونوي:
http://www.saaid.net/book/8/1462.zip
وانتظر المزيد ................
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:17]ـ
بارك الله فيك أخي أبو الحسن الأزهري
نسأل الله أن يضاعف لك الأجر
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:12]ـ
على العموم مسألة فناء النار كنت سأنقل لك فيها كلام للشيخ سليمان العلوان فك الله أسره حيث يحقق في نسبة ذلك لشيخ الإسلام ابن تيمية و لكن الكتاب لم يفتح معي و إليك رابط الكتاب
http://saaid.net/Warathah/Al-Alwan/18.zip
قال شيخ الإسلام _درء تعارض العقل و النقل_
وقال أهل الإسلام جميعاً: ليس للجنة والنار آخر، وإنهما لا تزالان باقيتين، وكذلك أهل الجنة لا يزالون في الجنة يتنعمون، وأهل النار في النار يعذبون، ليس لذلك آخر ...
وقال في الفتاوى
وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية، كالجنة والنار والعرش وغير ذلك، ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين، كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم، وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها.
و الله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:21]ـ
أخي الفاضل أبو البراء الأندلسي جزاك الله خير على المرور
ونسأل الله أن يضاعف لك الاجر
ـ[ايمان نور]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 12:02]ـ
حيث إنهم قرروا تدريس شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز المجسم في معاهدهم كما ذكر ناشر الكتاب في المقدمة ص 9 فقال: وقد تلقى العلماء طبعتنا بالقبول، كما قرر تدريسها في المعاهد والكليات بالرياض والجامعة الاسلامية بالمدينة، وذكر هذه العقيدة الفاسدة ابن ابي العز في شرحه على الطحاوية (ص 427) *
ثم ماذا ياجهول؟
سيدرس والدراسة تفنيد وشرح ونقد للمتن
من موقع أعده من اهم المواقع هذا الرابط يحوى متن العقيدة الطحاوية وشرحها لابن ابى العز وشرح الشيخ الحوالى مفصل وتعليقه المطول على شرح ابن أبى المعز بين فيه كل مايتعلق بالعقيدة الطحاوية والمردود عليها فيه ..
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...t&categoryID=1
وهنا شرح لا متن العقيدة الواسطية للشيخ بن عثيمين
http://www.al-eman.com/Islamlib/view...?BID=335&CID=1
وهذا رابط به شروحات وتعليقات عدة على كتاب العقيدة الواسطية لابن تيمية ومنه يؤخذ منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة.
http://www.islamhouse.com/p/2561
ولا أعرف ماالمشكلة فى دراسة العقيدة الطحاوية إن كنّا ندرس مذهبكم أنتم والرافضة والمجوس هل كوننا ندرسها سنعتقد بها أو هل كوننا سندرس العقيدة الطحاوية معناه لن نرد ما أُخذ عليها ...
عجيب أمر هذا الصوفى.
يكفيك أيها الجاهل بإنك تؤمن بما جاء به ابن تيمية:
قال ال ابن تيمية في كتاب مجموعة تفسير ص 354 و355 وتلبيس الجهمية ج1/ 568 "إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد"*
«إن كرسيه وسع السماوات والأرض، و إنه يقعد عليه، ما يفضل منه مقدار أربع أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - و إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله». قال الألباني «منكر» (سلسلة الضعيفة866).
ناتى لابن تيمية شيخنا الفاضل
الأساس من كلامه يثبت الصفات وينفى المماثلة وفكره فكر اهل السنة والجماعة فيقول:
المشبه يعبد صنماً والمعطل يعبد عدماً كلاهما في الضلال لكن أحدهما أضل من الآخر، المشبه يعبد صنماً يعني يعبد موجود لكنه يشبه بالأصنام وهذا كفر والمعطل يعبد عدماً أي يكون كالمعطلة الذين ينكرون وجود الله عز وجل ـ وتمام كلامه ـ المشبه أعشى والمعطل أعمى
ويقول
وأما الشرع فالرسل وأتباعهم الذين من أمة موسى وعيسى ومحمد لم يقولوا إن الله جسم ولا إنه ليس بجسم ولا إنه جوهر ولا إنه ليس بجوهر لكن النزاع اللغوي والعقلي والشرعي في هذه الأسماء هو مما أحدث في الملل الثلاث بعد انقراض الصدر الأول من هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء
والذي اتفقت عليه الرسل وأتباعهم ما جاء به القرآن والتوراة من أن الله موصوف بصفات الكمال وأنه ليس كمثله شيء فلا تمثل صفاته بصفات المخلوقين!! مع إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات ولا يدخل في صفاته ما ليس منها ولايخرج منها ما هو داخل فيها. إذا تبين هذا فالمسلمون لما كان اعتقادهم بأن الله تعالى موصوف بما وصف به نفسه وأنه ليس كمثله شيء وكان ما أثبتوه له من الصفات مما جاءت به الرسل لم يكن عليهم ملام لأنهم أثبتوا ما أثبته الرسل ونفوا ما نفته الرسل فكان في هذا النفي ما ينفي الوهم الباطل
على هذا الرابط ولا أظنه سيفهم لأنه ينقل بغير علم ولا يسأل ليفهم
الألباني يرد على من يتهم ابن تيمية بالتجسيم:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=5642
إذا استشهاد ابن تيمية بالرواية وإن ضعفت يجب أن يؤخذ معه شرحه وفكره لا تقتبس الرواية وتشرح على هواك وعلى مزاج الرافضة والصوفة.
ومن شرحه
فبين عظمة العرش، وانه فوق السموات مثل القبة. ثم بين تصاغره لعظمة الله، وانه يئط به اطيط الرحل الجديد براكبه. فهذا فيه تعظيم العرش، وفيه ان الرب اعظم من ذلك
فبين الرسول انه لا يفضل من العرش شيء، ولا هذا القدر اليسير الذي هو ايسر ما يقدر به، وهو اربع اصابع. وهذا معنى صحيح موافق للغة العرب، وموافق لما دل عليه الكتاب والسنة، وموافق لطريقة بيان الرسول، له شواهد. فهو الذي يجزم بانه في الحديث.
ومن قال: [ما يفضل الا مقدار اربع اصابع]، فما فهموا هذا المعنى، فظنوا انه استثنى، فاستثنوا، فغلطوا. وانما هو توكيد للنفي وتحقيق للنفي العام. والا فاي حكمة في كون العرش يبقى منه قدر اربع اصابع خالية، وتلك الاصابع اصابع من الناس، والمفهوم من هذا اصابع الانسان. فما بال هذا القدر اليسير لم يستو الرب عليه؟
والعرش صغير في عظمة الله ـ تعالى. وقد جاء حديث رواه ابن ابي حاتم في قوله: {لاَّ تُدْرِكُهُ الاَبْصَارُ} [الانعام: 103]، لمعناه شواهد تدل على هذا. فينبغي انا نعتبر الحديث، فنطابق بين الكتاب والسنة. فهذا هذا والله اعلم.
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=252&CID=325&SW= اطيط# SR1
وكما ذكر الشيخ الحوالى قائلا:
فشيخ الإسلام رحمه الله أشار إلى ضعفه، ولكنه قال: لو ثبت فلا إشكال في إثبات علو الله تعالى، ولكنه لم يصح على أية حال، والحافظ الذهبي رحمه الله ذكر أنه لم يصح، وذكر رواية أبي موسى وفيه: [الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل] أخرجه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات (2/ 297).
___
فهو ينفى صحته ومع ذلك يشرح بطريقة نظر أهل السنة للنصوص فى الاثبات والنفى.
فالعيب فيمن يقرأ فهو يقرأ لشخص ويفسر على عقيدة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 02:41]ـ
و إياك أخي الدهلوي و أسأل الله أن ينصرنا على أهل البدع(/)
ما سر اعتنائهم بالطاهر ابن عاشور رحمه الله؟
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 03:47]ـ
ما سر اعتناء العلمانيين وأشباههم ممن يسمون بالتنويريين في تونس بالعلامة ابن عاشور، ولماذا يحتفون به كل هذا الاحتفاء؟ هل كان دور الرجل في المغرب كدور العقلانيين في مصر والشام الذين صار كلامهم عمدة للاستدلالات العلمانية والعصرانية، أم أنهم يتمسحون به مخادعة للناس بإظهارا لمحبة لرجل يجله المسلمون؟
يا حبذا لو كان من يسعفنا من الإخوة ممن له اعتناء بكتب الرجل رحمه الله، أو يعرف من أصحاب العقيدة السليمة رجلا أفرد له تصنيفا
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 11:11]ـ
ابن عاشور عالم أبي ورجل لا يوجد مثله وعقيدته الأشعرية ومذهبه مذهب الإمام مالك وأهم الكتب التي كتبت عنه:
(1) شيخ الجامع الأعظم لبلقاسم الغالي وهذا رابطه على ملتقى أهل الحديث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149403
(2 وهذه كتبه من على منتديات الكتب المصورة:
تفسير التحرير والتنوير -
محمد الطاهر بن عاشور -
15 مجلدا (30 جزءا) -
الدار التونسية للنشر
الحجم الإجمالي 225 ميجا -
الرابط
______________________________ ____________________ ________
الكتاب: أليس الصبح بقريب
المؤلف: محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله.
المطبعة: دار سحنون – دار السلام
230 صفحة.
الطبعة 2006.
هذا الكتاب هو أثر فريد في بابه و طريف في موضوعه و عنوانه , يعرض تاريخ المعرف البشرية عند الأمم القديمة و عند العرب في الجاهلية ثم في العصور الإسلامية الزهية. ففيه وصف دقيق للتعليم الإسلامي: أساليبه و مناهجه و تاريخ لمواضعه في سائر أقطار المشرق و المغرب. كما بين صاحبه أهمية تعليم المرأة في الإسلام بل ضرورته. كما تعرض بالتفصيل للتنبيه على مواطن الخلل التي أصابت مناهج التعليم في عصور الانحطاط , فأفاض في بيان أسباب تأخر العلوم و طرق تدريسها في العالم العربي عامة و في جامع الزيتونة خاصة. ثم عرض طريقته للإصلاح التربوي و التعليمي بجرأة و إخلاص. فأبان عن نظرة استشرافية منيرة و إحاطة و فهم للشريعة و الواقع. فخط بذلك للأمة الإسلامية طريقا للنهوض و الإصلاح و رسم لها منهجا قويما للنمو و الفلاح.
الرابط الأول
الرابط الثاني
______________________________ ___________
الكتاب: كشف المغطى من المعاني و الألفاظ الواقعة في الموطأ
المؤلف: محمد الطاهر بن عاشور
المطبعة: دار السلام
سنة: 2006
صفحاته:478
جمع هذا الكتاب بين دفتيه الفقه و الحديث.و ذلك بوضعه للمحدثين منهجا لانتقاء الأحاديث و الرجال. و طريقة للفقهاء لاستنباط الأحكام و استخراج الأصول و بناء الفروع عليها. و يعد إضافة جادة لشروح الموطأ للإمام مالك بن أنس بل تجد فيه استدراكات قيمة و فوائد جمة يندر وجودها في المطولات من الشروح جادت بها قريحة الشيخ ابن عاشور و نطقت بها عبقريته العلمية. و عن هذا الكتاب قال العلامة الدكتور عبدالرحمن العثيمين " كشف المغطى عظيم النفع يغني عن المجلدات و فيه مقدمة مفيدة للغاية (مقدمة تفسير الموطأ لابن حبيب) "
الرابط
______________________________ ____________________ ____
الكتاب: مقاصد الشريعة الإسلامية
المؤلف: محمد الطاهر بن عاشور
المحقق: محمد الطاهر الميساوي
المطبعة: دار النفائس للنشر والتوزيع - عمان / الأردن
السنة: 2001 الطبعة الثانية
صفحاته 534
رابط أول
رابط ثاني
رابط ثالث
______________________________ _
وانظر هذا الرابط:
http://cb.rayaheen.net/showthread.php?tid=22961&last
___________________________
وهذا موضوعي فيه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27211
___________________
وها هو تفسيره بنسخة الشاملة:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?book=636&cat=6
______________________
وهذه رسائل عن تفسيره:
اثر الدلالات اللغوية في التفسير عند الطاهر بن عاشور في كتابه (التحرير والتنوير) - الرسالة العلمية. pdf
http://www.4shared.com/file/83592362...______-__.html
http://www.islamhouse.com/p/172560
http://www.zshare.net/download/5644791048f72ef5/
_______________
أما عن اهتمام أهل التنوير به فأنت أدرى مني بمقولتك: " يتمسحون به مخادعة للناس بإظهارا لمحبة لرجل يجله المسلمون "، وغير ذلك ففي تفسيره أشياء تؤيد الإعجاز العلمي وأهل التنوير يدخلون من ذلك الباب حتى يبثوا السم في العسل كما هو معلوم منهم، وأنت تدري ماذا قال أهل الاستشراق عن تفسير طنطاوي جوهري الجواهر، فلا تظنن أن الرجل له علاقة بأولئك بل أنه أفضل من كتب في التفسير وكفى بأن له ابن على منواله وهو محمد الفاضل وله كتاب جميل اسمه التفسير ورجاله فطالعه ففيه فوائد وغرر وحمله من هنا:
http://majales-alno3many.com/talk/showthread.php?t=646
وهنا بصيغة ورد: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6140
______________________________ ___
وهذه صورة محمد الفاضل بن عاشور
http://www3.0zz0.com/2008/05/23/00/365180405.jpg
www3.0zz0.com/2008/05/23/00/365180405.jpg
وهذه صورة الشيخ محمد الطاهر الوالد:
http://http://www4.0zz0.com/2008/04/28/09/679718661.jpg
http://www4.0zz0.com/2008/04/28/09/679718661.jpg
__________________
وهناك أيضاً درس للشيخ عبد الرحمن بن معاضة الشهري حمله من هنا:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=87683&series_id=
وانظر هذه المحاضرة عنه:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10560&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7% E1%D8%C7%E5%D1+%DA%C7%D4%E6%D1
وراجع هذا الرابط:
http://www.el-houda.net/vb/showthread.php?t=938
وأنا آسف على الإطالة، والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 11:54]ـ
وهذه كتبه من على منتديات الكتب المصورة:
http://www.pdfbooks.net/vb/showthread.php?t=9808
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 02:04]ـ
بارك الله فيك أخي ابن طراد وعفا عنك، لقد قرأت في رسالة أبي عبلة عبد الرحيم فارس وهي " شوائب التفسير في القرن الرابع عشر الهجري " ـ وهي رسالة رائعة ولكن يعتريها بعض السطحية وعدم العمق في التحليل إلا أنها جيدة نوعاً ما ـ:
ذكر صاحب الرسالة المذكورة في الحاشية قوله:"الشيخ محمد الطاهر بن محمد الطاهر بن عاشور. ولد بتونس 1879م-1296هـ، وتوفي 1973م-1393هـ. اشتهر بالإصلاح على مشرب الشيخ محمد عبده. فقد غيّر المناهج في تونس بما يتلاءم مع الاستعمار الفرنسي الذي كان ينادي بفرنسة تونس والجزائر. فكانت مهمته علمنة الإسلام. انظر ص215، منهج ابن عاشور في التفسير لعبد الله الريس، رسالة ماجستير جامعة الإمام محمد بن سعود 1408هـ، تقلب طيلة حياته في وظائف رسمية تحت حكم الاستعمار الفرنسي البغيض. فعينته الدولة نائباً عنها في النظارة العلمية 1907م، وعين عضواً بلجنة الإصلاح 1910م، وبمجلس الأوقاف الأعلى 1911م، وفي 1913م عين قاضياً مالكياً للجماعة، وفي 1923م عين مفتياً وترقى فيه حتى صار مثل محمد عبده في مصر. وفي 1927م صار كبير أهل الشورى في المالكية وهو أعلى منصب، ثم شيخ الإسلام 1932م وبقي فيه حتى 1951م. ثم تولى رئاسة جامع الزيتونة ولكن الطلبة ثاروا عليه فاستقال عام 1932م، ثم أعيد عام 1945م وأقيل عام 1951م للسبب نفسه. اشتهر بفتوى حِلِّ التجنس بالجنسية الفرنسية، وسانده محمد عبده بالفتوى الترنسفالية، أحرز جائزة بورقيبة التقديرية عام 1968م. ملخص من رسالة عبد الله الريس".
فها أنت ذا ترى هذا الرأي وقد نفى ما قلت فاللهم اغفر لك أخي لا تتسرعن في التعديل ولا تنسى الجرح عفا الله عنك
دخلت على هذا الموضوع منذ شهر أو أكثر فهالني كثرة ما أتيت من روابط و شرعت في تحميلها وحملت ما ذهبت إليه في قراطيس فوائدي ...
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 06:23]ـ
للشيخ عبدالحميد بن باديس - رحمه الله - رد على الطاهر بن عاشور في بعض البدع وقد شد عليه الشيخ ابن باديس و الرد موجود في " آثار ابن باديس " و رأيتُ للطاهر ابن عاشور "شرح البردة " للبوصيري .. لكن ضاع مني الكتاب قبل قراءته. وقد طبع مؤخرا
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 06:40]ـ
هل آثار ابن باديس على الشبكة أخي عبد الرحمن الناصر للأهمية ........... للأهمية أخي(/)
(دعاوى الإجماع عند المتكلمين في مسائل أصول الدين) - رسالة جامعية قيّمة -
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- عنوان الرسالة: (دعاوى الإجماع عند المتكلمين في مسائل أصول الدين - عرض ونقد -)، للأخ الكريم الشيخ ياسر اليحيى - وفقه الله -، حاز بها على درجة الماجستير من جامعة الإمام، عام 1428 - 1429، بإشراف من الدكتور الفاضل محمد الخميّس - حفظه الله -.
وهي رسالة متميزة، فند فيها مؤلفها إجماعات كثيرة ادعاها أهل البدع، وضللوا من خالفها بغيًا وعدوانًا؛ واستغلوها في نشر بدعهم بين الأمة تحت هذا الدعوى الكاذبة. وقد وفق الله الباحث لإبطال هذا الزعم، حيث كشف أن هذه الإجماعات " محدثة " من المتأخرين، ولا علاقة لها بحال القرون الأولى، المجمعة على خلاف ما ادعوه ..
- وقد أفادني مؤلفها أنها ستُطبع قريبًا بواسطة إحدى دور النشر بالسعودية، وبعث إليّ بخاتمتها وفهرسها؛ ليكونا دليلا على محتواها ..
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من ختم الله به النبوات،
وبعد: ففي نهاية هذا البحث لا بد من وقفة أستجمع فيها بعض حصاد ما زرعت، وأعرض فيه
أبرز جوانب ما كتبت، و ذلك في نقاط سريعة:
1 - أن السلف - رحمهم الله تعالى - كان لهم تصور معين في فهم الإجماع، وطريقة
خاصة في الاستدلال به، وباستقراء كلامهم في ذلك وتتبع مواردهم فيه، يتبين أن السلف إذا
أطلقوا الإجماع، فإنهم يريدون به أحد أمور ثلاثة:
أ/ المعلوم من الدين بالضرورة. ب/الإجماع الاستقرائي. ج/ الإجماع الإقراري
2 - أن لدليل الإجماع عند السلف مكانة عظيمة ومترلة كبيرة، يظهر ذلك في مظاهر
عديدة مرت في ثنايا البحث.
3 - أن دليل الإجماع حجة عند السلف في قضايا الاعتقاد، بل وفي جميع أمور الدين
دون تفريق، وهذا هو جزء من منهجهم العام في الاستدلال، حيث لا يفرقون في الاستدلال
بين أن تكون المسألة المُستدل لها خبرية أو طلبية، علمية أو عملية.
4 - أن المتكلمين كان لهم فهم الخاص لدليل الإجماع، حيث قصروا مفهومه والاستدلال
به على الإجماع النطقي، الذي يصعب تحققه، وهذا فيه تضييق لدليل الإجماع، ولعل السبب
في ذلك يعود إلى تقليدهم العلوم الفلسفية والمنطقية التي كان لها أكبر الأثر على العلوم
الإسلامية التي تناولوها بالبحث والكتابة.
5 - أهل الكلام يحتجون بالإجماع على مسائل الاعتقاد، ويرون أنه مقدم على الأدلة
السمعية الأخرى - الكتاب والسنة - لقطعيته، لكن مع ذلك كانت لهم طريقتهم الخاصة في
الاستدلال، التي يفارقون بها السلف، فكانوا يستدلون به في المسائل السمعية دون العقلية،
وفي المسائل العملية دون العلمية.
6 - أن أهل الكلام كان عندهم تساهل في حكاية الإجماع على مسائل من أصول
الدين، مما أوجد ظاهرةً كلاميةً كانت هي موضوع البحث، وهي " الإجماعات المدعاة".
7 - باستعراض هذه الإجماعات ومناقشتها، تبين لي أنها إجماعات مدعاة لا حقيقة لها عند
البحث والتدقيق، أما كيف حكوها وادعوها؟!، فهذا يعود للأمور التالية:
أ/ أن بعض هذه الإجماعات المحكية كانت حكايته من مدعيه، بسبب جهله بأقوال
السلف، فحكاه معتقدًا ثبوته.
ب/ بعض هذه الإجماعات قد تكون صحيحة، لكن أوردوها في غير محلها، فاستدلوا
بالإجماع في موارد التراع، كاستدلالهم بالإجماع - الثابت - على نفي النقص عن الله، على
نفي الصفات الاختيارية عن الله تعالى، بجامع النقص.
ج/أن بعض هذه الإجماعات حكاها مدعيها على أمور اعتقد أنها من لوازم الإسلام، وإذا
كانت كذلك فالمسلمون - في ظنه - لا بد أن يعتقدوا ثبوتها، فادعى الإجماع بما قام عنده من
هذا الظن.
د/ بعض هذه الإجماعات قام عند مدعيها أن العقلاء مجمعون عليها، وإجماعهم إجماع
ضمني للمسلمين، فحكاها إجماعاً عنهم.
هـ/ بعض الإجماعات حكوها بألفاظ مجملة، أو على اصطلاحات حادثة، ظنوها من دين
الإسلام، وليست هي كذلك.
و/ بعض هذه الإجماعات حكوها بطريق الإجماع المركب.
8 - هذه الإجماعات المدعاة كان سبباً في ترويج بعض البدع بين أوساط الجهال باعتبار
أن عمل الناس عليها، وقد ترتب عليها بعض المفاسد، والتي من أظهرها البغي الذي
يكون على من خالف هذه الإجماعات المدعاة، إما بالتكفير تارة أو بالتضليل تارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه هي أبرز النتائج التي خلصت إليها في هذا البحث.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فهرس الموضوعات
الموضوع الصفحة
المقدمة ....................... .............................. .. 3
- أهمية الموضوع ....................... .......................... 5
- أهداف البحث ......................... ....................... 8
- خطة البحث ......................... ......................... 8
- منهج البحث ......................... ....................... 12
التمهيد .............................. ............................. 18
- الدعاوى .............................. ....................... 19
- الإجماع ....................... .............................. .. 20
- المتكلمون ..................... .............................. .. 22
- أصول الدين ......................... ......................... 25
الباب الأول:منهج السلف ومنهج المتكلمين في الاستدلال بالإجماع
على مسائل أصول الدين ......................... ...................
30
الفصل الأول: الإجماع عند السلف ......................... ........ 31
المبحث الأول: مفهوم الإجماع عند السلف ......................... . 32
المبحث الثاني: مترلة الإجماع عند السلف ......................... ... 63
المبحث الثالث: حجية الإجماع في مسائل الاعتقاد عند السلف ....... 75
الفصل الثاني: الإجماع عند المتكلمين ..................... ............ 83
المبحث الأول: مفهومه و حجيته ......................... ......... 94
المطلب الأول: مفهوم الإجماع عند المتكلمين .................... 94
المطلب الثاني: حجية الإجماع عند المتكلمين ..................... 109
المبحث الثاني: ترتيب الإجماع بين الأدلة عند المتكلمين .............. 116
المبحث الثالث: الاستدلال بالإجماع على مسائل أصول الدين ........ 122
المبحث الرابع: طرق الإجماع وألفاظه ............................. 140
المطلب الأول: طرق الإجماع عند المتكلمين ..................... 140
المطلب الثاني: ألفاظ الإجماع عند المتكلمين ..................... 152
الفصل الثالث: الفرق بين إجماعات السلف و إجماعات المتكلمين ....... 159
المبحث الأول: الفرق باعتبار العين ......................... ..... 160
المبحث الثاني: الفرق باعتبار مرتبته بين الأدلة ....................... 178
المبحث الثالث: الفرق باعتبار الشمول ........................ ..... 187
المبحث الرابع: الفرق باعتبار المستند ....................... ......... 197
الفصل الرابع: سمات الإجماعات المدعاة ومفاسدها .................... 207
المبحث الأول: سمات الإجماعات المدعاة ....................... .... 208
السمة الأولى: عدم المستند ....................... .................. 208
السمة الثانية: عدم ثبوت النقل ......................... ........... 211
السمة الثالثة: الإجماع على ألفاظ مجملة ......................... .... 214
السمة الرابعة: الإجماع على مصطلحات حادثة ..................... 218
السمة الخامسة: إيراد الإجماع في محل التراع ........................ 222
المبحث الثاني: المفاسد المترتبة على الإجماعات المدعاة .............. 225
المفسدة الأولى: رد أخبار الآحاد ........................ ........... 226
المفسدة الثانية: التحريف ....................... ................... 232
المفسدة الثالثة: التكفير ....................... ..................... 238
المفسدة الرابعة: نشر البدع ......................... .............. 244
المفسدة الخامسة: نسبة القول الخطأ إلى الإسلام وأهله ................ 249
المفسدة السادسة: تسلط الأعداء في القديم والحديث ................. 253
الباب الثاني: إجماعات أهل الكلام المدعاة على مسائل أصول
الدين ومناقشتها ..................... .. 257
الفصل الأول: الإجماعات في توحيد الألوهية والربوبية ................ 258
المبحث الأول: الإجماعات في توحيد الألوهية ...................... . 260
المبحث الثاني: الإجماعات في توحيد الربوبية ...................... .. 355
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل الثاني: الإجماعات في توحيد الأسماء والصفات .................. 415
المبحث الأول: الإجماعات في الأسماء .............................. 417
المبحث الثاني: الإجماعات في الصفات ........................ ......... 444
المطلب الأول: الإجماع على امتناع قيام الصفات الاختيارية بالله
تعالى ..................... 445
المطلب الثاني: إجماعات في نفي صفات عن الله بألفاظ مجملة
واصطلاحات حادثة ......................... ...................... 461
المطلب الثالث: إجماعات في تأويل آيات وأحاديث الصفات ......... 487
المطلب الرابع: إجماعات في الصفات متفرقة ....................... 526
الفصل الثالث: الإجماعات في النبوات والقدر ........................ . 564
المبحث الأول: الإجماعات في النبوات ....................... ....... 566
المبحث الثاني: الإجماعات في القدر ......................... ....... 590
الفصل الرابع: الإجماعات في مسائل الإيمان و الأسماء والأحكام ....... 616
المبحث الأول: الإجماعات في مفهوم الإيمان ....................... . 618
المبحث الثاني: الإجماعات في الأسماء والأحكام ...................... 637
الخاتمة: ...................... .............................. ...... 647
الفهارس: ...................... .............................. .... 650
1) فهرس الآيات القرآنية ...................... .................. 651)
2) فهرس الأحاديث النبوية ....................... ............... 661)
3) فهرس الآثار ........................ ......................... 666)
4) فهرس الأعلام المترجم لهم ........................... ......... 670)
5) فهرس الفرق ......................... ............ 681)
6) فهرس الإجماعات المدعاة ....................... .............. 682)
7) فهرس المصادر والمراجع .............................. ........ 685)
8) فهرس الموضوعات ..................... ...................... 716
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 12:38]ـ
شيخنا الفاضل بارك الله فيك على جهودك المباركة
وهل من سبيل للحصول على هذا الكتاب جزاكم الله خيراً
لقد تشوقت لقرأته
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 05:17]ـ
الإخوة الفضلاء الكرام:
أباالحسن الأزهري - الإمام الدهلوي - رياض بن سعيد - علي الغامدي
رفع الله مقداركم، وضاعف أجركم، وبلّغكم مناكم
أخي الكريم: الإمام الدهلوي: الرسالة ستكون في الأسواق - بحول الله - خلال أشهر.
ـ[جارة الوادي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 07:25]ـ
وفقكم الله ونفع بكم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 03:49]ـ
بارك الله فيكم ياشيخ سليمان، وأرى أن ينقل هذا الموضوع إلى المجلس الشرعي، أو أخبار الكتب
ـ[هكذا أنا]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:21]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم وسدد للخير خطاكم ..
رسالة من بداية العرض لها هنا تحفزنا على مادة قيمة نأمل أن نقتنيها ..
وننتفع بها ..
ـ[احمد الزامل]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:39]ـ
شيخنا الفاضل
ما أجمل أن تختصر هذه الرسالة، وهو عمل لا يجيده إلا الأفذاذ، وهو نوع من الدعاية للرسالة.
لكن المهم أن يكون الاختصار بمنهج وليس بطريقة فوضوية تسيئ للبحث وللموضوع
موفق شيخنا لكل خير
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 10:42]ـ
بارك الله فيكم جميعًا .. و (استعملني) وإياكم في ما يُحبه ويرضاه.
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 02:33]ـ
جزاك الله خيرا على إفادتنا بهذه الرسالة المتميزة.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 07:19]ـ
جزى الله خيرا الأخ الكريم الباحث اثر بحثه الذي نال به درجة علمية في الدنيا نسأل الله أن يدخر له ما هو أعظم و أفضل من درجته التي نال بها الجائزة الا أنني أستسمحه في سؤاله هل اطلع على ما نقله ابن القطان الفاسي في كتابع الاقناع في الاجماع باب العقيدة علما بأنه قد طبع منذ أربع سنين و هل تنبه الى ردة صريحة ناجمة عن تحريف النقال لم يتنبه لها الأخ الفاضل الذي حققه
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[23 - Jul-2009, صباحاً 04:57]ـ
بارك الله فيكم
هل طبعت؟
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 01:18]ـ
بارك الله فيكم
هل طبعت؟
ـ[إمام محمود]ــــــــ[17 - Aug-2009, صباحاً 07:30]ـ
فضلاً أخبرنا هل طبعت الرسالة؟؟؟
وما اسم دار النشر؟؟؟
جزاك الله خيراً
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 05:23]ـ
اتصلتُ بصاحبها فأفاد: بأنها تحت الطبع عند وزارة الشؤون الإسلامية القطرية ودار الميمان بالرياض. فإن وُجد تأخير فمنهم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 05:30]ـ
رسالة مهمة في بابها جزاكم الله خيرا
وبعض طلاب العلم ينقلون الإجماع عن بعض المتكلمين كالقرافي في مسألة العذر بالجهل ويخالفون أصول السنة في ذلك .. وقد ذكر ابن تيمية في "بيان التلبيس" أن كثيرا من المتكلمين يحكون إجماعات باطلة لقلة معرفتهم بأقوال السلف و أهل الحديث والفقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ورثةالانبياء]ــــــــ[14 - Mar-2010, مساء 05:41]ـ
ماأخبارها هل طبعت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ورثةالانبياء]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 11:29]ـ
ماأخبارها هل طبعت؟؟؟؟ واذا لم تطبع فمتى؟ وفق الله الجميع لطاعته
ـ[ورثةالانبياء]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 11:58]ـ
ماأخبارها هل طبعت؟؟؟؟
واذا لم تطبع فمتى؟ وفق الله الجميع لطاعته(/)
مجلة البيان غفلت عن الشيخ إبراهيم الدحيم!
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 12:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كنتُ أتلهف كثيرًا لقراءة مجلة البيان عدد شهر شوال، وأنتظر وصولها لي بفارغ الصبر ...
ولما وصلت وفتحتها صفحة صفحة؛ أصبتُ بخيبة أمل!
توقعت أن أجد ذكرًا للشيخ إبراهيم الدحيم - رحمه الله - الذي نشر كثيرًا من فكره وعاصرة تجربته في مجلتنا الحبيبة.
بل كنتُ متوقعًا أن يكتب ملف كامل عنه؛ ولكن ذلك قد يصعب بحكم ظروف الطباعة، ووفاة الشيخ في منتصف رمضان؛ مما يصعب كتابة الموضوع وجمع المادة.
إلا أن ذلك لا يعني أن يُغفل الأمر تمامًا فلا حس ولا خبر، فلا أقل من وضع خبر الوفاة ليدعو له من كان يتابع مقالاته، وينشرها ما استطاع ..
الظن بمجلتنا الحبيبة مثل ذلك، ولعلنا نرى في العدد القادم - بإذن الله - إشارة إلى الشيخ، إيفاءً بحق أعلام التربية والدعوة.
والله المستعان.
ـ[ام ابي]ــــــــ[09 - Sep-2009, صباحاً 06:38]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
لعل لديهم عذرا
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[09 - Sep-2009, صباحاً 07:51]ـ
عفا الله عنك!
أي شيء دعاك لرفع موضوع مرت عليه سنة كاملة؟!(/)
أسباب ضعف الأمة الإسلامية اليوم /الشيخ بن جبرين -حفظه الله-
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 02:26]ـ
يراد بالضعف هنا: ضعف الإيمان، وضعف التمسك بالدين، والاقتناع من غالب المسلمين بمجرد الانتماء إلى الإسلام دون التحقيق بتعاليمه، ولا شك أن لذلك أسبابًا عديدة، أشدها كثرة الدعاة إلى الفساد والمنكرات والمعاصي بالقول والفعل، من أناس ثقلت عليهم الطاعات، ومالت نفوسهم إلى الشهوات المحرمة، كالزنا وشرب الخمر وسماع الأغاني ونحو ذلك؛ فقاموا بالدعوة إلى الاختلاط وزينوا للمرأة التبرج والسفور، وجعلوا ذلك من حقها، ودعوا إلى إعطائها الحرية والتصرف في نفسها، فجعلوا لها أن تمكن من نفسها برضاها ولو غضب أبوها أو زوجها، فلا حد عليها ولا على من زنا بها برضاها، وعند الانهماك في هذه الشهوات ثقلت عليهم الصلوات، وتخلفوا عن الجمع والجماعات، ومنعوا الواجبات وتعاطوا المسكرات والمخدرات؛ مما كان سببا لضعف الإيمان في قلوبهم.
وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية: كثرة الفتن والمغريات، حيث توفرت أفلام الجنس وأصوات المغنين والفنانين والفنانات، وصور النساء العاريات أو شبه العراة؛ وذلك سبب الانهماك في هذه المحرمات، فضعف الإيمان في القلوب.
وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية: انفتاح الدنيا على أغلب الناس، وانشغالهم بجمع الحطام الفاني والإعراض عن العلم والعمل، والسعي وراء جمع المال وتنمية التجارات والمكاسب؛ فكان سببا لنسيان حق الله -تعالى- وتقديم الشهوات وما تتمناه النفس، مع توفر الأسباب والتمكن من الحصول عليها.
ومن الأسباب أيضا: ضعف الدعاة إلى الإسلام الحقيقي، وقلة ما معهم من العلم الصحيح، ورضاهم بأقل عمل، مع مشاهدة كثرة الفساد وتمكن المعاصي وكثرة من يتعاطاها على مرأى ومسمع من الجماهير، ولا شك أن الأمة متى ضعف فيها جانب الإيمان والعمل الصالح، وفسدت فطرها، وانهمكت في الملاهي والشهوات، وأعرضت عن الآخرة؛ فإنها تضعف حسيا، ويقوى الأعداء من كل جانب، ويسيطرون على ما يليهم من بلاد المسلمين، ولا يكون مع المسلمين قوة حسية ولا معنوية تقاوم قوة الأمم الكافرة، وذلك ما حصل في كثير من البلاد الإسلامية التي تسلط عليهم الأعداء يسومونهم سوء العذاب، وتسلط عليهم ولاة السوء وأذلوهم وقهروهم حتى يرجعوا عن دينهم، والله المستعان.
المصدر: موقع الشيخ -حفظه الله-(/)
التعايش الممكن و التقريب المستحيل
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 07:14]ـ
التعايش 'الممكن' والتقريب 'المستحيل'
د. أحمد خيري العمري- القدس العربي http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\16g80.ht m&storytitle=ff التعايش%20'الممكن '%20والتقريب%20'المستحيل' fff&storytitleb= د. أحمد%20خيري%20ال عمري& storytitlec=
17/10/2008
لا نذيع سراً إذا قلنا إن الناس تجاوزت 'عدم التعويل' على مؤتمرات الحوار والتقريب بين المذاهب، لتصل إلى حد سوء الظن بها، وبالمتحدثين فيها، والداعين إلى انعقادها، بل وحتى الحاضرين فيها ..
سوء الظن هذا، ليس ناتجاً فقط عن تراكم تاريخي من التجارب الفاشلة، بل هو يتجاوز ذلك إلى تصور سائد أن المتحدثين في منابر التقريب أنفسهم، غير مؤمنين بما يقولون، وإنهم إنما يقولون ما يقولون فقط من أجل الظهور بمظهر تمليه ظروف معينة. فمعظم ما يطرح من خطب على تلك المنابر، يعده المتلقون، الذين يفترض أن الخطاب موجه إليهم، من قبيل تقبيل اللحى، في انتظار فرصة سانحة لنتف اللحى والقضاء عليها.
نادراً ما تجد أحدا يصدق أن المتحدثين على هذه المنابر يتحدثون بالمنطق التقريبي نفسه في مجالسهم الخاصة وأمام مقربيهم. والامر لا يخص فقط الطرف الذي مارس تاريخيا إبطان غير ما يظهر في القول، وعد ذلك جزءا اساسيا من عقيدته، فيما يعرف بالتقية (عند الشيعة)، فالطرف الآخر (السني، او على الاقل الجزء السني من عملية التقريب) صار يفعل ذلك ايضا و ان لم يدخل ذلك في عقيدته و فقهه.
هل المشكلة في سوء ظن مبالغ به من قبل الجمهور الذي ركب وعيه - ولا وعيه! - بطريقة سلبية تسيء الظن بأي عمل إيجابي؟ أم أن المشكلة أعمق من ذلك - وتصل إلى التقريب نفسه؟ هل هو أمر إيجابي، أم أنه محض تغطية سلبية يحاول من يحاول عبرها أن يعمي أبصارنا عن مشاكلنا الحقيقة وجذورها وأسبابها وأعراضها؟ هل التقريب يحاول أن يوجه جهودنا إلى حيث يجب أن تكون؟ أم إنه يشتتها ويضيعها في مؤتمرات (أكل وشرب وشم هوا) وبيانات ختامية تصور أن على الأرض السلام وفي الناس المسرة، وأن خلاف 14 قرناً لم يكن سوى اختلاف عابر وسطحي في وجهات النظر و مجرد خلاف في الاجتهاد؟
بعض أدبيات 'التقريب' تتنافس في السذاجة بطريقة غريبة جدا.هل يمكن أن نصدق أن الحل يكمن في إيراد شجرة نسب تصور المصاهرات بين أكابر الصحابة وأهل البيت؟ - علماً أن الطرف المعني بالموضوع له تفسير معين لهذه الزيجات لن يناسب مزاج التقريبيين واتجاهاتهم - أو إيراد قائمة بأسماء معينة (من نوع أبي بكر وعمر وعثمان) في أولاد علي والحسين - كما لو أن هذه الأسماء كانت نادرة جداً وقتها- هذه التفاصيل الصغيرة، حتى لو صحت، فإنها لن تلغي حقيقة وجود خلافات في فترة مبكرة ومؤسسة من تاريخ الأمة. إن معاركَ وخلافات شكلت أركاناً وزوايا داخل العقل الجمعي لا يمكن أن تمحى بالقول أن فلاناً تزوج من فلانة، أو إنه أطلق اسماً معيناً على ابنه.
بالمنطق السطحي نفسه، فإن شقة الخلاف الموجودة بين الطرفين، والتي تكاد تمس رؤية كل طرف للعالم ولدوره في هذا العالم، هي أبعد من أن تحذف، أو تختصر لتكون مثل 'المسافة الموجودة بين المذاهب الأربعة' - كما يدعي البعض ـ أو أن يكون' مذهباً خامساً' كما يقول بعض آخر، رغم أن الأمر أعمق من ذلك وهو لا يمس الأصول فحسب، بل يخترقها اختراقا، فكل أصل من أصول الفقه يختلف في اتجاهه ومعناه بين الفريقين، ومن ثم في رؤية كل طرف للعالم ولدوره في هذا العالم. أي 'تجديد' لهذه الرؤية - سيكون محكوماً بهذه الأصول الأساسية، وأي تجديد لهذه الأصول سيكون محكوماً بمنظومة داخلية - لن تجعله 'أقرب' إلى الطرف الأقرب بالضرورة، بل ستجعله مختلفاً فحسب.
وهكذا فإن أي حركة تقريب، لو افترضنا نجاحها، وجدية أصحابها، لن تقرب بين المذاهب فعلاً، بقدر ما ستنتج مذهباً جديداً - بأصول ومنطلقات مختلفة .. وغالباً ما تدفع سطحية الطرح في أدبيات التقريب، مناوئي التقريب إلى نشر الغسيل القذر ونكشه من خزائن التراث ودهاليزه العامرة .. أي أن الناتج من هذا لا يكون 'عدم التقريب' فحسب، بل المزيد من التباعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
مع كل هذا، وعلى الرغم من إيماني بعدم جدوى وجدية محاولات 'التقريب'- إلا أني في الوقت نفسه، أؤمن بإمكانية، بل وبحقيقة وجود 'التعايش' بين المذهبين. وبأن هذا التعايش، والتنظير له، وتأصيله، أهم وأجدى، من التقريب المزعوم.
ما الفرق؟ الفرق كبير، فاستراتيجية التقريب تهدف- على الأقل كما يقول مروجوها - إلى إزالة الفروق التاريخية، وتوحيد الأمة ـ وهو هدف قد يكون نبيلا، لكنه لن يتحقق. و بالتاكيد لن يتحقق بهذا الاسلوب السطحي.
أما 'التعايش'، فهدفه أكثر وضوحاً وواقعية، وهو لا يزيف الحقائق، ولا يغطي الاختلافات التاريخية بعبارات إنشائية مطاطة، ولا يلغي وقائع التاريخ وانكساراته بشعارات التوفيق الملفق، التعايش يقر حقيقة الاختلاف ووجوده، و ينطلق منها، إنه يصرح أننا مختلفون، ولا يحاول أن يزيف 'وحدة' لا وجود لها - على كافة الأصعدة العقائدية والفقهية - لكنه في الوقت نفسه، يقرر أن هذه الاختلافات يجب أن لا 'تكسر' قاعدة العيش المشترك.
و إذا كان 'التقريب' مستحيلاً ويشبه أسطورة من أساطير الأولين، مثل 'خرافة الخل الوفي! ' - فإن التعايش حقيقة عاشتها شعوبنا على الصعيد الاجتماعي، على الأقل في المدن الكبرى - التي اختلط فيها المذهبان الرئيسيان - وخصوصاً في الطبقة الوسطى التي أتقنت التعايش أكثر بكثير مما يتحدث خطباء التقريب، الناس عبروا عن تعايشهم بلا خطابات، إنهم يذهبون إلى البائع الفلاني حتى لو كانت عقيدته 'في الصحابة' فاسدة، من أجل بشاشته وحسن أخلاقه وأمانته، و هم لن يوافقوه على معتقده، لكنهم سيمارسون غض النظر عن الأمر برمته، يتعايشون معه، كذلك فهم يذهبون إلى طبيب الطائفة الأخرى، من أجل مهارته وأمانته، حتى لو كانوا يعتقدون أنه سيذهب حتماً إلى جهنم .. - وقد يدعون له الله أن ينقذه منها فقط من أجل حسن معاملته لهم! - ذلك يحدث دوماً. ربما دون تنظير، ودون تدخل من رجال الدين.
'التعايش' ممكن لأنه يناسب فطرة الإنسان: فطرة الاختلاف- والتعايش مع الاختلاف. حدود التعايش قائمة وموجودة، وهي تمد وتجزر من وقت لآخر ومن شخص لآخر، تحفظ الهوية لكن دون أن تلغي إمكانية العيش مع الهوية الأخرى.
إذا كان التعايش حقيقة عريقة إذن، فلماذا ينهار بين الحين والآخر كما يحدث في غير مكان حالياً؟
غالباً، يذهب التعايش ضحية استثمار الاختلافات الموجودة، وبالذات تسييسها، من قبل بعض الأطراف، التي لا رصيد لها غير هذه الخلافات بالذات، وليس لها مشروع خارج عن تفاصيل الخلاف، و تعمد إلى 'خندقة' الناس حولها اعتماداً على هذا الرصيد وحده، والهدف طبعا لن يتجاوز مكاسب المال او السلطة او الاثنين معا.
لكن لماذا يكون التعايش هشاً هكذا .. إذا كان حقيقياً هكذا؟ ربما لأنه، من حيث أرى الأمور، لم يتحول إلى 'ثقافة'، كان سلوكاً اجتماعياً لم يجد فرصة التأصيل والتأهيل والشرعنة، عبر إعداد أدواته وخلفيته الشرعية التي تحول السلوك 'التلقائي' إلى عملية واعية محصنة بتلك الأدوات وجاهزة للصمود عندما تعصف بالمجتمع أزمة تهدد الانسجام الموجود بين مكوناته.
والذي يحدث عندنا للأسف هو العكس بالضبط، يذهب التعايش اللاواعي التلقائي ضحية إفراط وتفريط: الإفراط الذي تمارسه بعض الفئات لتحصل على مكاسبها على حساب التعايش، والتفريط الذي يمارسه التقريبيون وسطحية رؤيتهم ..
إذا كان هناك من جهد يجب أن يبذله المفكرون، فهو نحو التعايش الذي لا يزيف ولا يخفي الاختلافات ولا يضيع 'الحدود' - ولكنه يؤصل لإمكانية العيش المشترك ..
إنه أن تؤمن أن جار عمرك، هو جارك في الدنيا هنا، وأن تحسن جيرته ويحسن جيرتك .. أما أن يكون جارك في الآخرة أيضاً، فهذا أمر ليس من شأنك و لا من شأنه ايضا، إنه من شأن ذاك الذي يعلم ما في الصدور فحسب ..
اكاديمي عراقي(/)
التعايش الممكن و التقريب المستحيل
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 07:19]ـ
التعايش 'الممكن' والتقريب 'المستحيل'
د. أحمد خيري العمري- القدس العربي http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\16g80.ht m&storytitle=ff التعايش%20'الممكن '%20والتقريب%20'المستحيل' fff&storytitleb= د. أحمد%20خيري%20ال عمري& storytitlec=
17/10/2008
لا نذيع سراً إذا قلنا إن الناس تجاوزت 'عدم التعويل' على مؤتمرات الحوار والتقريب بين المذاهب، لتصل إلى حد سوء الظن بها، وبالمتحدثين فيها، والداعين إلى انعقادها، بل وحتى الحاضرين فيها ..
سوء الظن هذا، ليس ناتجاً فقط عن تراكم تاريخي من التجارب الفاشلة، بل هو يتجاوز ذلك إلى تصور سائد أن المتحدثين في منابر التقريب أنفسهم، غير مؤمنين بما يقولون، وإنهم إنما يقولون ما يقولون فقط من أجل الظهور بمظهر تمليه ظروف معينة. فمعظم ما يطرح من خطب على تلك المنابر، يعده المتلقون، الذين يفترض أن الخطاب موجه إليهم، من قبيل تقبيل اللحى، في انتظار فرصة سانحة لنتف اللحى والقضاء عليها.
نادراً ما تجد أحدا يصدق أن المتحدثين على هذه المنابر يتحدثون بالمنطق التقريبي نفسه في مجالسهم الخاصة وأمام مقربيهم. والامر لا يخص فقط الطرف الذي مارس تاريخيا إبطان غير ما يظهر في القول، وعد ذلك جزءا اساسيا من عقيدته، فيما يعرف بالتقية (عند الشيعة)، فالطرف الآخر (السني، او على الاقل الجزء السني من عملية التقريب) صار يفعل ذلك ايضا و ان لم يدخل ذلك في عقيدته و فقهه.
هل المشكلة في سوء ظن مبالغ به من قبل الجمهور الذي ركب وعيه - ولا وعيه! - بطريقة سلبية تسيء الظن بأي عمل إيجابي؟ أم أن المشكلة أعمق من ذلك - وتصل إلى التقريب نفسه؟ هل هو أمر إيجابي، أم أنه محض تغطية سلبية يحاول من يحاول عبرها أن يعمي أبصارنا عن مشاكلنا الحقيقة وجذورها وأسبابها وأعراضها؟ هل التقريب يحاول أن يوجه جهودنا إلى حيث يجب أن تكون؟ أم إنه يشتتها ويضيعها في مؤتمرات (أكل وشرب وشم هوا) وبيانات ختامية تصور أن على الأرض السلام وفي الناس المسرة، وأن خلاف 14 قرناً لم يكن سوى اختلاف عابر وسطحي في وجهات النظر و مجرد خلاف في الاجتهاد؟
بعض أدبيات 'التقريب' تتنافس في السذاجة بطريقة غريبة جدا.هل يمكن أن نصدق أن الحل يكمن في إيراد شجرة نسب تصور المصاهرات بين أكابر الصحابة وأهل البيت؟ - علماً أن الطرف المعني بالموضوع له تفسير معين لهذه الزيجات لن يناسب مزاج التقريبيين واتجاهاتهم - أو إيراد قائمة بأسماء معينة (من نوع أبي بكر وعمر وعثمان) في أولاد علي والحسين - كما لو أن هذه الأسماء كانت نادرة جداً وقتها- هذه التفاصيل الصغيرة، حتى لو صحت، فإنها لن تلغي حقيقة وجود خلافات في فترة مبكرة ومؤسسة من تاريخ الأمة. إن معاركَ وخلافات شكلت أركاناً وزوايا داخل العقل الجمعي لا يمكن أن تمحى بالقول أن فلاناً تزوج من فلانة، أو إنه أطلق اسماً معيناً على ابنه.
بالمنطق السطحي نفسه، فإن شقة الخلاف الموجودة بين الطرفين، والتي تكاد تمس رؤية كل طرف للعالم ولدوره في هذا العالم، هي أبعد من أن تحذف، أو تختصر لتكون مثل 'المسافة الموجودة بين المذاهب الأربعة' - كما يدعي البعض ـ أو أن يكون' مذهباً خامساً' كما يقول بعض آخر، رغم أن الأمر أعمق من ذلك وهو لا يمس الأصول فحسب، بل يخترقها اختراقا، فكل أصل من أصول الفقه يختلف في اتجاهه ومعناه بين الفريقين، ومن ثم في رؤية كل طرف للعالم ولدوره في هذا العالم. أي 'تجديد' لهذه الرؤية - سيكون محكوماً بهذه الأصول الأساسية، وأي تجديد لهذه الأصول سيكون محكوماً بمنظومة داخلية - لن تجعله 'أقرب' إلى الطرف الأقرب بالضرورة، بل ستجعله مختلفاً فحسب.
وهكذا فإن أي حركة تقريب، لو افترضنا نجاحها، وجدية أصحابها، لن تقرب بين المذاهب فعلاً، بقدر ما ستنتج مذهباً جديداً - بأصول ومنطلقات مختلفة .. وغالباً ما تدفع سطحية الطرح في أدبيات التقريب، مناوئي التقريب إلى نشر الغسيل القذر ونكشه من خزائن التراث ودهاليزه العامرة .. أي أن الناتج من هذا لا يكون 'عدم التقريب' فحسب، بل المزيد من التباعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
مع كل هذا، وعلى الرغم من إيماني بعدم جدوى وجدية محاولات 'التقريب'- إلا أني في الوقت نفسه، أؤمن بإمكانية، بل وبحقيقة وجود 'التعايش' بين المذهبين. وبأن هذا التعايش، والتنظير له، وتأصيله، أهم وأجدى، من التقريب المزعوم.
ما الفرق؟ الفرق كبير، فاستراتيجية التقريب تهدف- على الأقل كما يقول مروجوها - إلى إزالة الفروق التاريخية، وتوحيد الأمة ـ وهو هدف قد يكون نبيلا، لكنه لن يتحقق. و بالتاكيد لن يتحقق بهذا الاسلوب السطحي.
أما 'التعايش'، فهدفه أكثر وضوحاً وواقعية، وهو لا يزيف الحقائق، ولا يغطي الاختلافات التاريخية بعبارات إنشائية مطاطة، ولا يلغي وقائع التاريخ وانكساراته بشعارات التوفيق الملفق، التعايش يقر حقيقة الاختلاف ووجوده، و ينطلق منها، إنه يصرح أننا مختلفون، ولا يحاول أن يزيف 'وحدة' لا وجود لها - على كافة الأصعدة العقائدية والفقهية - لكنه في الوقت نفسه، يقرر أن هذه الاختلافات يجب أن لا 'تكسر' قاعدة العيش المشترك.
و إذا كان 'التقريب' مستحيلاً ويشبه أسطورة من أساطير الأولين، مثل 'خرافة الخل الوفي! ' - فإن التعايش حقيقة عاشتها شعوبنا على الصعيد الاجتماعي، على الأقل في المدن الكبرى - التي اختلط فيها المذهبان الرئيسيان - وخصوصاً في الطبقة الوسطى التي أتقنت التعايش أكثر بكثير مما يتحدث خطباء التقريب، الناس عبروا عن تعايشهم بلا خطابات، إنهم يذهبون إلى البائع الفلاني حتى لو كانت عقيدته 'في الصحابة' فاسدة، من أجل بشاشته وحسن أخلاقه وأمانته، و هم لن يوافقوه على معتقده، لكنهم سيمارسون غض النظر عن الأمر برمته، يتعايشون معه، كذلك فهم يذهبون إلى طبيب الطائفة الأخرى، من أجل مهارته وأمانته، حتى لو كانوا يعتقدون أنه سيذهب حتماً إلى جهنم .. - وقد يدعون له الله أن ينقذه منها فقط من أجل حسن معاملته لهم! - ذلك يحدث دوماً. ربما دون تنظير، ودون تدخل من رجال الدين.
'التعايش' ممكن لأنه يناسب فطرة الإنسان: فطرة الاختلاف- والتعايش مع الاختلاف. حدود التعايش قائمة وموجودة، وهي تمد وتجزر من وقت لآخر ومن شخص لآخر، تحفظ الهوية لكن دون أن تلغي إمكانية العيش مع الهوية الأخرى.
إذا كان التعايش حقيقة عريقة إذن، فلماذا ينهار بين الحين والآخر كما يحدث في غير مكان حالياً؟
غالباً، يذهب التعايش ضحية استثمار الاختلافات الموجودة، وبالذات تسييسها، من قبل بعض الأطراف، التي لا رصيد لها غير هذه الخلافات بالذات، وليس لها مشروع خارج عن تفاصيل الخلاف، و تعمد إلى 'خندقة' الناس حولها اعتماداً على هذا الرصيد وحده، والهدف طبعا لن يتجاوز مكاسب المال او السلطة او الاثنين معا.
لكن لماذا يكون التعايش هشاً هكذا .. إذا كان حقيقياً هكذا؟ ربما لأنه، من حيث أرى الأمور، لم يتحول إلى 'ثقافة'، كان سلوكاً اجتماعياً لم يجد فرصة التأصيل والتأهيل والشرعنة، عبر إعداد أدواته وخلفيته الشرعية التي تحول السلوك 'التلقائي' إلى عملية واعية محصنة بتلك الأدوات وجاهزة للصمود عندما تعصف بالمجتمع أزمة تهدد الانسجام الموجود بين مكوناته.
والذي يحدث عندنا للأسف هو العكس بالضبط، يذهب التعايش اللاواعي التلقائي ضحية إفراط وتفريط: الإفراط الذي تمارسه بعض الفئات لتحصل على مكاسبها على حساب التعايش، والتفريط الذي يمارسه التقريبيون وسطحية رؤيتهم ..
إذا كان هناك من جهد يجب أن يبذله المفكرون، فهو نحو التعايش الذي لا يزيف ولا يخفي الاختلافات ولا يضيع 'الحدود' - ولكنه يؤصل لإمكانية العيش المشترك ..
إنه أن تؤمن أن جار عمرك، هو جارك في الدنيا هنا، وأن تحسن جيرته ويحسن جيرتك .. أما أن يكون جارك في الآخرة أيضاً، فهذا أمر ليس من شأنك و لا من شأنه ايضا، إنه من شأن ذاك الذي يعلم ما في الصدور فحسب ..
اكاديمي عراقي
ـ[الصادق]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 09:50]ـ
التقريب من المستحيلات كما هو معلوم , أما التعايش , فإن التعايش غير ممكن في ظل سب الشيعة لصحابة رسول الله (ص) جهاراً , إذ لايرض أي مسلم
أن يسمع في صحابة رسول الله (ص) ما يكره أن يسمعه في أي إنسان فضلاً عن صحابة أجلاء
إذ كيف يكون هذا التعايش مع وجود موروثات ثقافية عند الشيعة مستفزه للسنة!!.
(التعايش لا يكون إلا بترك الشيعة هذه الموروثات المستفزه).
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 11:03]ـ
(التعايش لا يكون إلا بترك الشيعة هذه الموروثات المستفزه).
و لن يفعلوا .....(/)
(جهود علماء الشافعية في بيان نواقض الإيمان) رسالة جامعية جدير بمتأخري الشافعية قراءتها
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان الرسالة: " جهود علماء الشافعية في بيان نواقض الإيمان "؛ للأخت الفاضلة: نادية الهلالي - وفقها الله -، بإشراف من الشيخ محمد الخميّس - سلمه الله -، الذي بعث بها إليّ للتعريف بها.
ميزة الرسالة تكمن في بيان مخالفة متأخري الشافعية - إلا من رحم الله - لأوائلهم في " الأصول "، بدءًا من الشافعي - رحمه الله -. وأنتقي منها هذه الفوائد، إلى أن يُوفق أحدٌ لطبعها. (والعناوين الحمراء مني) ..
نصيحة السمعاني للشافعية:
يقول أحد أئمة الشافعية المعروفين، وهو الإمام أبو المظفر السمعاني (ت489هـ) في ذلك بعد نقل بعض نصوص الشافعي في ذم الكلام: (فهذا كلام الشافعي في ذم الكلام، والحث على السنة، وهو الإمام الذي لا يُجارى، والفحل الذي لا يُقاوم، فلو جاز الرجوع إليه، وطلب الدين عن طريقه: لكان بالترغيب فيه أولى من الزجر عنه، والندب إليه أولى من النهي عنه؛ فلا ينبغي لأحد أن ينصر مذهبه في الفروع، ثم يرغب عن طريقته في الأصول).
والكرجي الشافعي مثله:
وقد ألف شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي وكان من أئمة الشافعية كتاباً بعنوان (الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول)، وذكر فيه من كلام الشافعي، ومالك، والثوري، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وسفيان بن عيينة، وعبدالله بن المبارك، والأوزاعي، والليث بن سعد، وإسحاق بن راهوية في أصول السنة وما يُعرف به اعتقادهم، ثم قال: (إن في النقل عن هؤلاء إلزاماً للحجة على كل من ينتحل مذهب إمام يخالفه في العقيدة، فإن أحدهما لا محالة يضلل صاحبه، أو يبدعه، أو يكفره، فانتحال مذهبه مع مخالفته له في العقيدة مستنكر واللهِ شرعاً وطبعاً، فمن قال: أنا شافعي الشرع، أشعري الاعتقاد، قلنا له: هذا من الأضداد، لا بل من الارتداد؛ إذ لم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد .. ).
وقال الكرجي أيضاً: (وكان الشيخ أبو حامد الإسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام. ولم يزل الشافعية يأنفون ويستنكفون أن يُنسبوا إلى الأشعري، ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه ... )
وقال: (ومعروف شدة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام، حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ... )
وللكرجي قصيدة بائية تسمى (عروس القصائد في شموس العقائد)، شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف، تزيد على مائتي بيت .. ).
تعليق مهم:
قالت الباحثة (ص 33):
(والذي ظهر لي من خلال تتبع شيء من تاريخ المذهب الشافعي:
أن بروز الأشعري كأحد المنتسبين إلى هذا المذهب في الفروع، مع ادعائه الدفاع عن منهج الشافعي في الأصول: كان بداية نقطة تحول في هذا المذهب.
إلا أن أئمة الشافعية استطاعوا أن يحتفظوا بالطابع السني لهذا المذهب، المؤسس أصلاً على السنة، والذي ظهر على الساحة أول ما ظهر كمذهب مدافع عن منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة والأحكام، ولذلك كان ظهور هذا المذهب وبروزه شجىً في حلوق كثير من أهل البدع، وفي ذلك يقول السجزي: (وظهر بعد ذلك أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي –رحمة الله عليه- وصعب على ناس كثير ظهور مذهب الشافعي؛ لقيامه بالفقه، والحديث، واللغة ... )
ومن تمعن في الظروف المحيطة بظهور الإمام الشافعي: ظهرت له دقة كلام السجزي هذا.
استمر تميز المذهب الشافعي بهذه السمة حتى بعد ظهور مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إمام أهل السنة، والذي كان امتداداً لمدرسة الإمام الشافعي في الأصول والفروع، واستمر هذا التميز إلى نهايات القرن الخامس الهجري على الأرجح.
ومن أوضح الأدلة على هذا التميز أمران:
الأمر الأول: قصة تحول الإمام أبي المظفر السمعاني (ت489هـ) من المذهب الحنفي إلى المذهب الشافعي، وقد علل أبو المظفر نفسه تحوله بأن المذهب الشافعي يمثل مدرسة أصحاب الحديث، وألف في ذلك مؤلفات عظيمة النفع، منها: (الانتصار لأصحاب الحديث)، وهو كتاب عظيم في بابه في الرد على المتكلمين، وتأصيل قواعد السنة على أسس متينة، وهو لا يزال في عداد المفقودات، ولكن النقول عنه كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قال الذهبي عن أبي المظفر السمعاني: (تعصب لأهل الحديث والسنة والجماعة، وكان شوكاً في أعين المخالفين، وحجة لأهل السنة).
وهذه القصة تدل على أن هذا المذهب كان يمثل مدرسة أهل الحديث، وأنه لم يكن قد اصطبغ ببدع المتكلمين إلى ذلك الوقت.
الأمر الثاني: نصوص كثير من أئمة الشافعية إلى هذه الفترة، الدالة على ما قررته من سنية المذهب).
حكم إمام الشافعية (ابن خزيمة) في مُنكري صفة العلو:
وقال إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله (ت311هـ): (من لم يقر بأن الله على عرشه استوى فوق سماواته، بائن من خلقه: فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا ضُربت عنقه، وألقي على مزبلة لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة وأهل الذمة).
من أين أُتي متأخرو الشافعية " الأشاعرة "؟
قال الشيخ الشنقيطي - رحمه الله -:
(والجاهل المفتري الذي يزعم أن ظاهر آيات الصفات لا يليق بالله؛ لأنه كفر وتشبيه: إنما جر إليه ذلك تنجيسُ قلبه بقذر التشبيه بين الخالق والمخلوق، فأداه شؤم التشبيه إلى نفي صفات الله –جل وعلا- وعدم الإيمان بها، مع أنه –جل وعلا- هو الذي وصف بها نفسه، فكان هذا الجاهل مشبِّهاً أولاً، ومعطِّلاً ثانياً، فارتكب ما لا يليق بالله ابتداءً وانتهاءً، ولو كان قلبه عارفاً بالله كما ينبغي، معظماً لله كما ينبغي، طاهراً من أقذار التشبيه: لكان المتبادر عنده، السابق إلى فهمه: أن وصف الله –جل وعلا- بالغٌ من الكمال والجلال ما يقطعُ أوهام علائق المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين، فيكون قلبه مستعداً للإيمان بصفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن والسنة الصحيحة، مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق ... ).
وقال رحمه الله: (والواقع في نفس الأمر: أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها المتبادرة منها لكل مسلم راجعَ عقله: هي مخالفة صفات الله لصفات خلقه.
ولابد أن نتساءل هنا فنقول: أليس الظاهر المتبادر مخالفة الخالق للمخلوق في الذات والصفات والأفعال؟
والجواب الذي لا جواب غيره: بلى.
وهل تشابهت صفات الله مع صفات خلقه حتى يُقال إن اللفظ الدال على صفته تعالى ظاهره المتبادر منه تشبيه بصفة الخلق؟
والجواب الذي لا جواب غيره: لا.
فبأي وجهٍ يتصور عاقل أن لفظاً أنزله الله في كتابه .. دالاً على صفةٍ من صفات الله، أثنى بها تعالى على نفسه: يكون ظاهره المتبادر منه مشابهته لصفة الخلق؟ سبحانك هذا بهتان عظيم).
اعتراف مهم للرازي:
قال تحت عنوان: "حكاية شبهات مثبتي الجسمية والمكان":
(الشبهة السابعة: إن جميع كتب جميع الأنبياء والرسل –عليهم السلام- مملوءة من كونه في جهة فوق. أما القرآن: فقد جاء في كونه على العرش بصريح اللفظ سبع مرات، وذكر أيضاً: (وهو القاهر فوق عباده)، وقوله:) إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)، والألفاظ الدالة على النزول والتنزيل كثيرة جداً، والآيات المشتملة على لفظ (إلى) الدالة على انتهاء الغاية خارجة عن الحد، وليس في القرآن البتة لفظ يدل على نفي الجهة.
فلو كان الدين الحق عنده نفي الجهة: لكان من الواجب أن يذكر ذلك مرةً واحدة؛ فلما أثبت الجهة في آياتٍ لا حصر لها، ولا حد لها، ولم يذكر البتة نفي الجهة: علمنا أنه تعالى كان مصراً على إثبات الجهة.
وأما الأخبار المنقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلا حصر لها ولا حد.
وأما التوراة: فمملوءة من هذه المعاني.
فهذا يدل على أن الأنبياء والرسل –عليهم السلام- كانوا متفقين على إثبات الجهة لله تعالى.
وليس لقائل أن يقول: إنا نذكر لهذه الألفاظ تأويلاتٍ؛ وذلك: لأن الدين الحق لو كان هو التنزيه الذي ذكرتموه، لكان من الواجب أن يرد في هذه الكتب الإلهية ما يدل على تقرير هذا الأصل العظيم، وعلى تأكيده بصريح اللفظ، حتى يصير الحق معلوماً، وحينئذ نصرف بقية الألفاظ إلى التأويل؛ ولما لم يرد في شيء من الكتب الإلهية البتة ما يدل على التنزيه الذي تذكرونه، ورأيناها مملوءة بالألفاظ الدالة على كونه تعالى موجوداً في (الفوق)؛ علمنا: أن مذهب الأنبياء والرسل –عليهم السلام- هو هذا المذهب، وأن الذي تقولونه مخالف لأديانهم ومذاهبهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا يذكر الرازي هذه الحقيقة ناصعة واضحة، ولكن هل استسلم لها، أم استسلم لبدعه التي قادته إلى إنكار هذه الحقيقة؟ الجواب: إنه آثر الإنكار، وقد جانب الصواب حينما سمى هذه الحقيقة شبهة، فقال جواباً عليها: (الجواب عن الشبهة السابقة: هو أن الدعوة للخلق إلى الحق يجب أن تكون واقعة على أحسن الوجوه، وأقربها إلى الصلاح. ولما كان التصريح بالتنزيه مما لا تقبله عقول العوام: لا جرم كان الأولى اشتمال الدعوة على ألفاظ توهم التشبيه، مع التنبيه على كلمات تدل على التنزيه المطلق!! وفي كلام الرازي أمور كثيرة تحتاج إلى وقفة، ولكن الذي يهمني هنا: أنه اعترف بالحق، وعرضه على أحسن وجه، ولكنه مع ذلك رجح الباطل، فقد اعترف بكون فِطَرِ بني آدم التي سلمت عن أهواء المتكلمين والفلاسفة، وكذلك الملل السماوية كلها: تخالف ما عليه هذه الشرذمة من نفي علو الله تعالى، ووصفه بما يوجب العدم، كما اعترف بأن النصوص المثبتة للعلو تفوق الحصر، وأن ما يخالف ذلك لم يرد في النصوص ولا مرة واحدة).
الخاتمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
فهذه أهم النتائج التي توصلتُ إليها في البحث، وهي أهم ما تضمنته هذه الرسالة:
•الشافعية هم المنتسبون إلى الإمام الشافعي رحمه الله وهو علم من أعلام السلف، نشأ في وقتٍ كانت فرق أهل البدع تتوالى في الظهور، وأبرز الفرق التي ظهرت في زمنه رحمه الله هي فرقة المتكلمين، وعلى رأسهم المعتزلة.
•أسهم الإمام الشافعي رحمه الله في نشر السنة والذب عنها والرد على أهل البدع عموماً، وعلى أهل الكلام خصوصاً.
•مضى أصحاب الإمام الشافعي الأوائل على منهجه في الرد على المتكلمين وغيرهم من فرق أهل البدع، وكان المذهب الشافعي من المذاهب المتميزة في الحفاظ على السنة والذود عن حياضها، والرد على أهل البدع والزيغ والضلال.
•استمر حال المذهب الشافعي على ذلك إلى أن ظهر أبو الحسن الأشعري (ت324هـ) الذي ينتسب إلى الإمام الشافعي في الفقه وكان من أشهر المتكلمين في وقته، وقد سلك طريقة ابن كلاب في الاعتقاد، التي تحاول التوسط بين مذهب السلف وبين مذهب المعتزلة، وكان لظهور الأشعري أثره السيء على أتباع المذهب الشافعي، حيث بدأ كثيرٌ منهم يقلدون الأشعري في الأصول، مع كونهم ينتسبون إلى الشافعي في الفروع، فاختلطت بذلك بعضُ معالم المذهب الشافعي.
•ازداد الأمرُ سوءاً عند متأخري الشافعية، حيث صرح كثير منهم بأن تعلم علم الكلام واجب على المكلف.
•كما أن المتأخرين قد دخل فيهم التصوف، إضافةً إلى بدع الكلام، فازداد الأمر سوءاً أكثر من الأول، وكثر في الشافعية المتأخرين البدع العلمية والعملية.
•ومع ذلك: فقد بقي في الشافعية من التزم منهج الإمام الشافعية في الأصول والفروع، منددين بمن نسب إليه شيئاً من بدع الكلام وغيره.
•مع كل ما سبق: كان لعلماء الشافعية جهود متميزة في بيان نواقض الإيمان، وهذا الباب هو الذي أبرزته في هذه الرسالة، مع بيان ما قد يكون في مواقفهم من انحراف عن الجادة والصواب.
•نواقض الإيمان هي اعتقادات أو أقوال أو فعال تزيل الإيمان وتقطعه أو تنقصه.
•الصحيح هو ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، وقد قرره كثير من أئمة الشافعية سوى من تأثر بعلم الكلام منهم، فإنهم خالفوا في ذلك.
•ما ذهب إليه المتأخرون من الشافعية من أن الإيمان هو التصديق فقط، أو التصديق مع الإقرار، وأن العمل ليس من الإيمان: لا يمثل مذهب الإمام الشافعي وأئمة أصحابه، وهو من بدع المتكلمين التي تسربت إلى أتباع الأئمة الأربعة، وانتشرت في الآفاق، حتى بدأت تُنسب إلى الأئمة أنفسهم زوراً وبهتاناً.
•بيان نواقض الإيمان والتوحيد هو من تمام توضيح الإيمان والتوحيد، ومن هذا الباب كان عناية العلماء بهذا الباب العظيم.
•أكثر من عُني بالبحث في موضوع نواقض الإيمان هم الحنفية، وقد اعترف بذلك عدد من علماء الشافعية أنفسهم.
•عناية علماء الشافعية ببيان نواقض الإيمان كبير أيضاً، إلا أن اهتمام متقدميهم لم يكن مثل اهتمام متقدمي الحنفية، أما المتأخرون من الشافعية: فعنايتهم بهذا الباب لا يقل عن نظرائهم الحنفية، إن لم يكن يفوقهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
•بمقارنة منهج الشافعية في هذا الباب مع منهج الحنفية فيه: يتبين أن منهج الشافعية يتسم بالدقة وعدم التسرع في التكفير، وكذلك بضبط الباب بالضوابط المستنبطة من الأدلة الشرعية.
•من مظاهر عنايتهم بهذا الباب: أنهم ألفوا فيه مؤلفات مستقلة، وأوسعها كتاب الهيتمي (الإعلام بقواطع الإسلام)، وقد جمع فيه أقوال المذاهب الأربعة في هذا الباب.
•من أبرز مظاهر عناية الشافعية بذكر نواقض الإيمان هو عنايتهم بهذا الباب في كتب الفقه، فلا يكاد يخلو كتاب من كتبهم الفقهية من ذكر نواقض الإيمان، وهم يذكرون ذلك في كتاب الردة، كغيرهم من أصحاب المذاهب.
•برزت شخصيتان منهم في الباب أكثر من غيرهم، وهما: أبو القاسم عبدالكريم بن محمد الرافعي القزويني (ت 623هـ)، والإمام محيي الدين ابن شرف النووي (ت676هـ).
•بيانهم لنواقض الإيمان في كتب العقائد والفنون الأخرى لم يكن في التفصيل والبيان كتفصيلهم وبيانهم لها في كتب الفقه، فما ذكروه في كتب الفقه هو المصدر الرئيس لمباحث نواقض الإيمان من حيث الجملة.
•الكفرُ عدم الإيمان، وهو عند كل طائفة يقابل ما فُسِّرَ به الإيمان، والصحيح الذي قرره أئمة السنة وكثير من علماء الشافعية: أنه يكون بالقول والعمل والاعتقاد.
•تأثر كثير من الشافعية المتأخرين بالمتكلمين، فحصروا الكفر على التكذيب القلبي، وهذا لا دليل عليه من الكتاب والسنة، بل الأدلة على خلافه، وهو مذهب جهم في الأصل، إلا أنه اعتمده الأشاعرة والماتريدية أيضاً.
•الكفر ينقسم باعتبارات متنوعةٍ إلى أقسام عديدة، وقد بينتُها في موضعه.
•المكفرات هي: اعتقادات، أو أقوال، أو أعمال تضاد الإسلام أو الإيمان، وهي على ثلاثة أقسام: اعتقادية، وقولية، وفعلية.
•الشرك نوع من أنواع الكفر، وهو أن يجمع مع الله غيره فيما لا يجوز إلا الله، وحقيقته هو ما يضاد توحيد الألوهية، وقد قرره كثير من علماء الشافعية أيضاً، إلا أن المتأخرين منهم قد انحرفوا فيه، واعتقدوا أن حقيقة الشرك هو الشرك في الربوبية، وهذا خطأ لا دليل عليه.
•الشرك ينقسم إلى نوعين: أكبر، وأصغر، وكلاهما ينقسمان إلى أقسام عديدة بينتها في موضعها.
•النفاق كالكفر ينقسم إلى قسمين، وقد استعرضتُ ذلك في موضعه.
•البدعة شرعاً: هي التي أحدثت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل التقرب إلى الله تعالى، ولم يكن قد فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أمر بها، ولا أقر بها، ولا فعلها الصحابة رضي الله عنهم، ولها أنواع تقدم ذكرها في بابها.
•ذكر بعض الشافعية أن البدعة تنقسم إلى حسنةٍ وسيئة، وهذا خطأ بينه كثير من علماء الشافعية أنفسهم.
•ذكر بعض الشافعية أن البدعة تنقسم إلى أقسام الأحكام الخمسة، وهذا باطل فنّده غيرهم من العلماء.
•كان لعامة علماء الشافعية موقف واضح من طرق أهل البدع والضلال في باب نواقض الإيمان، كالخوارج، والمعتزلة، والمرجئة، والرافضة، وقد تقدم تفصيله في موضعه.
•اجتهدتُ في صياغة قواعد المكفرات عند الشافعية مستوحيةً من أقوالهم وتطبيقاتهم، وهذا وإن كنت لم أسبق إليه من حيث الجملة: إلا أنني اجتهدت فيه قدر المستطاع، وقد وصلت في ذلك إلى نتائج مهمة يجب مراعاتها في هذا الباب.
•باب التكفير خطير جداً لا ينبغي أن يلجه كل من هبَّ ودبّ، ولا ينبغي أن يتكلم فيه إلا العلماء المؤهلون لذلك.
•بين علماء الشافعية أن هناك ضوابط محددة في تكفير المعين لا بد من مراعاتها، كما أن هناك موانع تمنع إطلاق الكفر على المعين، فلا بد من مراعاتها أيضاً.
•بينتُ ما ذكره علماء الشافعية من المكفرات في حقيقة الإيمان ومسماه، وكذلك في أنواع التوحيد الثلاثة، وكذلك في بقية أبواب الإيمان.
•عقدتُ الفصل الأخير –وهو الحادي عشر- لبيان أثر أشهر البدع في بعض المتأخرين من علماء الشافعية، وهي: الإرجاء، والتعطيل، والتصوف، وقد بينت عظم خطر هذه البدع، وعظم أثرها في المتأخرين من علماء الشافعية، وأن الأثر كان –في بعض الأحيان- في الصميم، وأنه أوصل الأمر إلى أن ينقلب الوضع على المتأثرين بهذه البدع، حيث عدّوا بعض ما هو من صميم الإيمان: عدوه من نواقض الإيمان، وهذا يوجب شدة الحذر من البدع، وأن أثرها لا يتوقف عند حد.
•من أوضح آثار الإرجاء والتعطيل: ما قد ساد في المتأخرين من حصر الكفر والإيمان على ما يحصل بالقلب فقط، دون اعتبار بقية المكفرات، كما حصل مثل ذلك في مفهوم الشرك، وقد بينت ذلك في موضعه.
•كما تأثر كثير من المتأخرين منهم بالتصوف ودافعوا عن القائلين بالحلول ووحدة الوجود.
•حاولت التفصيل في بيان أثر هذه البدع على الشافعية؛ لأن هذا من أهم ما يجب بيانه في هذا الباب، حتى يتميز الحق من الباطل، ويكون القارئ على بينة مما قد يدسه أهل البدع من الشافعية وغيرهم في هذا الباب الخطير.
•وأختم هذه الخاتمة باقتراح أتوجه به إلى العلماء عموماً، وإلى المختصين في العقيدة خصوصاً، وهو: أنه يجب إبراز هذا الجانب عند جميع أصحاب المذاهب الأربعة، مع بيان ما تأثروا به من البدع، فهذا يُسهم في إبراز هذا الجانب من ناحية، وفي تنقية تراثهم من ناحية أخرى.
هذا وصلى الله تعالى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميع، والحمد لله رب العالمين).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الواضح أنه بحث مهم ومفيد وأضم صوتي لصوت الباحثة - وفقها الله - لإبراز جانب نواقض الإيمان عند جميع المذاهب الأربعة، ليعلم أن ما أتى به الشيخ محمد ابن عبد الوهاب لم يكن بدعا من القول،وكذلك لتنقيتها من الشوائب التي علقت بها كما قالت،ولكن هناك نقطة استشكلتها في عرض أبواب البحث وهو قولها نواقض الإيمان هي اعتقادات أو أقوال أو فعال تزيل الإيمان وتقطعه أو تنقصه
فما القصد هنا بالنقصان؟
بارك الله فيكم
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:43]ـ
بارك الله فيكم - شيخنا الحبيب - على ما تبذلونه في التعريف بالرسائل الجامعية الجديرة بالنشر والاقتناء؛ مما يفتح للباحثين مجالات أخرى للبحث باطلاعهم على ما سبق التطرق إليه، لأن هذا يجر ذاك كما هو معلوم،،،
وفق الله الجميع ونفع بجهودهم،،،
ـ[احمد الزامل]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:44]ـ
وهذه ايضا جديرة بالاختصار
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 10:49]ـ
الأخت الكريمة: أم معاذة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكِ.
وحقًا ما اقترحتي.
ولعل هنا ما يُفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=424342
إضافة إلى رسالة: (أصول الدين عند الأئمة الأربعة واحدة)؛ للدكتور ناصر القفاري - وفقه الله -.
- الأخ الكريم: فريد المرادي: وبارك ربي فيك، ونفع بعلمك ..
- الأخ الكريم: أحمد الزامل: شكرًا لمرورك. وفقك الله لما يُحب ويرضى ..
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 03:29]ـ
بالفعل جديرة بالاختصار، لأجل ان المبتدئين عند مشايخهم الشافعية يعرفون ذلك جيدا، والمبتدئون قد يصعب عليهم قراءة رسالة علمية كاملة، لكن من المهم عند الاختصار أن تُذكر خاتمة الرسالة بأكملها حتى تتم الفائدة في المختصر، فهيه أبا مصعب أنت جدير باختصارها. وفقك الله
ـ[شعبة بن الحجاج]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 07:09]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا سليمان الخراشي.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 10:32]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا سليمان الخراشي
وهذا الكتاب هام جداً في موضوعه.
وهذا كتاب أخر يتعلق بموضوعنا وهو كتاب (أراء ابن حجر الهيتمي الإعتقادية عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف) للشيخ: محمد بن عبد العزيز الشايع.
كنت قد رفعته إلى هذا المنتدي وإليكم رابط الكتاب لعلكم تستفيدوا منه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20756&highlight=%C7%E1%E5%ED%CA%E3%E D
وهذا كتاب أخر مهم في موضوعه أيضاً وهو كتاب (جهود المالكية في تقرير توحيد العبادة) للشيخ: عبد الله بن فهد العرفج
رابط الكتاب:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20761&highlight=%CC%E5%E6%CF
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 01:34]ـ
ولكن هناك نقطة استشكلتها في عرض أبواب البحث وهو قولها نواقض الإيمان هي اعتقادات أو أقوال أو فعال تزيل الإيمان وتقطعه أو تنقصه
فما القصد هنا بالنقصان؟
بارك الله فيكم
حقاً عجيب أمر هذه الباحثة! كيف مرَّ كلامها هذا على الفاضل المشرف على رسالتها والذي يدل على جهلها بمسمى "نواقض الإيمان"!
ثم هي تقول قولا عظيما في المذهب الشافعي ... قالت عن ظهور الأشعري: " ... كان بداية نقطة تحول في هذا المذهب "!!! فهل هذا كلام علمي يُقبل؟ تصف مذهب الإمام الشافعي بأنه قد "تحول" بعد ظهور الأشعري المنسوب (كما قالت هي) على الشافعية؟
وهل يضرُّ المذهب الشافعي انتساب الأشعري المتكلم إليه؟
وهل يقال تَحول المذهب الشافعي عن السُّنة (إلى البدعة) عندما ظهر الأشعري؟
وهل يضرُّ الإسلام انتساب الرافظة إليه فنقول تحول الإسلام عن مساره بظهورالرافضة المنتسبين إليه؟
ثم تقول: "استمر تميز المذهب الشافعي (أي طابعه السنيّ) ... إلى نهايات القرن الخامس الهجري على الأرجح" ... فكيف أصبح المذهب الشافعي بعد القرن الخامس؟ مذهب أهل البدع؟!!! سبحان الله! هذا كلام خطير تُسأل الباحثة عنه.
وماذا نقول في أعلام المسملين الحفاظ الذين ظهروا بعد هذا التاريخ:
الحافظ ابن حجر العسقلاني
الإمام الذهبي
والحافظ ابن كثير والمزيُّ وغيرهم
إنهم أئمة للجرح والتعديل حفاظا لحديث رسول الله وكلهم شافعية لسوء حظ الباحثة.
فماذا نقول عنهم؟ التحقوا بمذهب البدع بعد أن تحول عن السنة بداية من القرن الخامس حسب تقييم السيدة الباحثة؟
ومن الذي أنشا علم أصول الفقه؟ وشيد أركانه وأعلى بنيانه؟ هم الشافعية وهم براءٌ من المتكلمين ولو انتسبواإليهم.
إن البحث يتجاوز تسليط الضوء على متأخري الشافعية من المتكلمين إلى القدح في المذهب نفسة بكلام يوحي بأن المذهب أصبح غير صالح في زماننا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 03:55]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
الأخ الكريم: جولدن توربان: المقصد أن " الأشاعرة " انتحلوا مذهب الإمام الشافعي - رحمه الله - في الفقه كثيرًا في العصور المتأخرة، ولكنهم خالفوه في المعتقد - كما سبق في نقلها عن السمعاني وغيره. وهذه حقيقة تاريخية.
وهي - لهذا - تهيب بأهل السنة الشافعية أن ينتبهوا؛ فيكون لهم دور في توضيح تلك الحقيقة لمن تشرب بالأشعرية، لكي لا يدعوا وصلا بالإمام المطلبي - رضي الله عنه وعنك - وهم يخالفونه في الأصول ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 11:59]ـ
ويوجد الكثير من أئمتنا الشافعية ممن كتب في عقيدة السلف ونصر العقيدة السلفية منهم:
- أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الجرجاني الشافعي وله كتاب (اعتقاد أهل السنة) وهو مطبوع.
- الخطيب البغدادي وهو شافعي وله كتاب (الصفات) مطبوع
- أبو عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني وله (عقيدة السلف وأصحاب الحديث).
- أبو القاسم قوام السنة الأصبهاني الشافعي وله (الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة).
- أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني تلميذ الشافعي وصاحبه وله (شرح السنة).
- عبدالعزيز الكناني الشافعي وله (الحيدة والاعتدال في الرد على من قال بخلق القرآن).
- أبو بكرالحميدي الشافعي وله (أصول السنة).
- أبو سعيد عثمان الدارمي الشافعي وله (الرد على الجهمية) و (النقض على بشر المريسي).
- محمد بن نصر المروزي الشافعي وله (شرح السنة).
- أبو القاسم هبة الله اللالكائي الشافعي وله (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين من بعدهم).
- ابن خزيمة الشافعي وله (كتاب التوحيد).
ونحن ولله الحمد شافعية في الأصول والفروع وبعض الشافعية أخذوا عقيدتهم من الخطيب الشربيني وزكريا الأنصاري وإبراهيم البيجوري وتركوا عقيدة إمامهم الشافعي وتلامذته والله المستعان
ـ[طالب الخير]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 12:16]ـ
أوافق الأخت الكريمة أم معاذة والأخ الكريم جولدن توربان على ملاحظتهم لهذه النقطة في الخاتمة (•نواقض الإيمان هي اعتقادات أو أقوال أو فعال تزيل الإيمان وتقطعه أو تنقصه.)، فماذا عند الباحثة في رسالتها عن ذلك؟؛ لكونك - أخي سليمان - مطلعاً عليها.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:16]ـ
الإخوة الكرام جميعًا: بارك الله فيكم. سأسأل المشرف على الرسالة وأفيد بما يقول.(/)
((الإيمان الشرعي ودلالة النصوص عليه)) للشيخ الدكتور عبد الله الجربوع – حفظه الله ـ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:32]ـ
((الإيمان الشرعي ودلالة النصوص عليه))
للشيخ الدكتور عبد الله الجربوع – حفظه الله تعالى -
[بسم الله الرحمن الرحيم]
للإيمان مفهوم شرعي دلّت عليه نصوص كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم-، هذا المفهوم أجمله السلف-رضي الله عنهم- في تعريفهم للإيمان بأنه اعتقاد بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.
وفيما يلي عرض لبعض النصوص التي تدل على ذلك:
أولاً: الأدلة على أن الإيمان يكون بالقلب:
قال- تعالى-: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم} [المائدة:41]، وقال: {من كفر الله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} [النحل:106]، وقال: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}. [الحجرات:14]
وقال النبي- صلى الله عليه وسلم -: (( ... ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) [01].
وصلاح القلب إنما يكون بعمرانه بالعقائد الحقة، فإذا أشرب القلب الحقائق الإيمانية وانبعثت منها أعماله القلبية كان قلباً سليماً.
وفي حديث جبريل-عليه السلام-: ((قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ... )) [02].
وهذه الأمور الستة يكون الإيمان بها بالعلم والتصديق، والقبول الذي يكون في القلب.
فدلت هذه النصوص على أن الإيمان يدخل القلب ويطمئن به، وأن إيمان القلب هو الأصل وأنه شرط في صحة الإيمان، وأن أساس الإيمان هي الاعتقادات التي تقوم بالقلب.
ثانياً: النصوص الدالة على أن الإيمان يكون باللسان:
قال- صلى الله عليه وسلم-: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله .. )) [03].
وقال-عليه الصلاة والسلام-: ((يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من إيمان، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من إيمان، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن ذرَّة من إيمان)) [04].
ففي هذين الحديثين دلالة واضحة على اشتراط النطق بالشهادتين لصحة الإيمان.
وأن الإيمان يدخل في الإسلام، والذي ينجي من الخلود مكون من قول اللسان مع عقد القلب.
وقوله - صلى الله عليه وسلم- في حديث شعب الإيمان ((الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)) [05].
فيه دليل على أن التلفظ بلا إله إلا الله أفضل شعب الإيمان سواء قالها عقداً أو ذكراً.
ثالثاً: النصوص الدالة على أن الإيمان يكون بالأعمال الظاهرة:
كل النصوص المتقدمة في المجموعة الثانية داخلة في هذا النوع، وذلك أن النطق باللسان عمل ظاهر، ويضاف إلى ذلك قوله-تعالى-: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} [البقرة:143]، أي: صلاتكم، فسمى الصلاة إيماناً.
قال البخاري - رحمه الله – في ((الصحيح)): (وقول الله-تعالى-: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} يعني: صلاتكم عند البيت)، ثم أورد بسنده إلى البراء أنه مات على القبلة، قبل أن تحول، ورجال قتلوا فلم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله-تعالى- {وما كان الله ليضيع إيمانكم} [06].
ومن أقوى الأدلة و أصرحها في القرآن على أن الأعمال من الإيمان قوله - تعالى-: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}. [الأنفال:2 - 4].
حيث جعل- سبحانه - إقام الصلاة، والإنفاق من صفات المؤمنين حقاً.
أما من الأحاديث فقد تقدم في حديث شعب الإيمان أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان وهو عمل ظاهر.
ومن ذلك حديث وفد عبد القيس، وفيه: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم -: (( .. هل تدرون ما الإيمان بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وان تؤدوا خمساً من المغنم ... )) [07].
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الحديث من أقوى الأدلة وأصرحها على أن الأعمال من الإيمان، وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- فسر الإيمان بالنطق بالشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأداة خمس المغنم، هذه أعمال ظاهرة.
رابعاً: النصوص الدالة على زيادة الإيمان ونقصانه:
قال-تعالى-: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون}. [الأنفال:2]
قال ابن كثير - رحمه الله - في ((تفسيره)) لهذه الآية:"وقد استدل البخاري وغيره بهذه الآية وأشباهها على زيادة الإيمان وتفاضله في القلوب-كما هو مذهب جمهور الأئمة-،بل قد حكى الإجماع عليه غير واحد من الأئمة كالشافعي، وأحمد ابن حنبل، وأبي عبيد ... " [08].
وأشباه هذه الآية التي أشار إليها كثيرة منها:
قوله- تعالى-: {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون}. [التوبة:124 - 125]
وقول الله- تعالى-: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً} [الفتح:4] .. ونحوها.
أما الأحاديث، فمنها قوله- صلى الله عليه وسلم -:"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" [09].
فدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شعب الإيمان وخصاله [10]، وأن بعضه أعلى من بعض.
وقال-صلى الله عليه وسلم-: " يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من إيمان، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن برة من إيمان .. ".
فدل هذا الحديث على أن الإيمان يتفاوت قوة وضعفاً في القلوب، كما دل الحديث الذي قبله على أن شعب الإيمان بعضها أقوى وأعلى من بعض.
ومما تقدم من النصوص يتضح لنا تعريف الإيمان في الكتاب والسنة، وأنه قول وعمل واعتقاد، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأن بعض خصاله أعلى من بعض، وان أهله يتفاوتون فيه قوة وضعفاً.
وعلى هذا القول: السلف الصالح- رضوان الله عليهم- أهل الذكر الذين لزموا كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم -، استمدوا علومهم منهما.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:"والمأثور عن الصحابة وأئمة التابعين، وجمهور السلف، وهو مذهب أهل الحديث، وهو المنسوب إلى أهل السنة: أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية .. " [11].
قال ابن حجر- رحمه الله -:" ... روى اللالكائي بسنده الصحيح عن البخاري، قال: لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار، فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.
وأطنب ابن أبي حاتم و اللالكائي في نقل ذلك – بالإسناد -عن جمع كثير من الصحابة والتابعين وكل من يدور عليه الإجماع من الصحابة والتابعين .. " [12].
وقد عرف الإمام ابن القيم- رحمه الله - الإيمان تعريفاً وافياً، فقال:
" وهو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول-صلى الله عليه وسلم- علماً، والتصديق به عقداً، والإقرار به نطقاً، والانقياد له محبة وخضوعاً، والعمل به باطناً وظاهراً، وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان.
وكماله في الحب في الله والبغض في الله، والعطاء لله والمنع لله، وأن يكون الله وحده إلهه ومعبوده.
والطريق إليه تجريد متابعة رسوله ظاهراً وباطناً، وتغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله ورسوله.
وبالله التوفيق." [13].
----
الحواشي:
[01]: رواه البخاري.
[02]: رواه مسلم.
[03]: رواه مسلم.
[04]: رواه البخاري (رقم44).
[05]: رواه مسلم.
[06]: ((صحيح البخاري)) (1/ 95).
[07]: رواه مسلم.
[08]: ((تفسير القرآن العظيم)) (3/ 552).
[09]: رواه مسلم.
[10]: ((جامع العلوم و الحكم)) (ص306).
[11]: ((مجموع الفتاوى)) (7/ 505).
[12]: ((فتح الباري)) (1/ 74).
[13]: ((الفوائد)) لابن القيم (ص140).(/)
القرضاوي وحماس والخميني! (مقال كاشف).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 09:10]ـ
صالح القلاب/ الشرق الأوسط / 2 - 10 - 2008
قبل تلاشي صدى صرخة الألم التي أطلقها الشيخ يوسف القرضاوي ضد تدخل إيران السافر باسم المذهب الشيعي وتحت رايته في شؤون عدد من الدول العربية والإسلامية ولجوئها لأسباب سياسية الى التبشير بهذا المذهب في دول لا وجود فيها إلا للمذهب السُّني من بينها مصر، بادر رئيس حكومة غزة الى توجيه رسالة الى مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي والى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضمنها ابتهالا الى الله ان يحفظهما، متمنياً أن يصليا «صلاة الخلاص» في القدس الشريف.
وبالطبع فإن رسالة هنية هذه المثقلة بالابتهالات والتي تقصَّد صاحبها تضمينها، ربما نكاية بالشيخ القرضاوي، إشادة بالإمام الخميني ووصفه بـ «هذا الرجل العظيم الذي رفع من مكانة الجهاد لتحرير القدس وفلسطين!!!» قد قرأت وعبر مكبرات الصوت في مسجد جامعة طهران يوم الجمعة الماضي، حيث جرت العادة ان يكون الخطيب في هذا اليوم، أي يوم القدس العالمي، السيد علي خامنئي نفسه.
وحقيقة وفي ضوء المعرفة الأكيدة بمدى ارتباط «حماس» بإيران، فإنه لا يمكن تفسير إرسال هذه الرسالة في هذه الفترة بالذات، وبعد أيام من تصريحات القرضاوي هذه المشار إليها، الى أكبر مسؤولََََين إيرانيين وتضمينها كل هذه الابتهالات وكل هذه الإشادة المبالغ فيها بجهاد الإمام الخميني من أجل القدس وفلسطين، إلاَّ ان المقصود هو الرد على هذه التصريحات وإعلان الانحياز الى «الولي الفقيه» ودولته ما دام ان هناك عملية استقطاب واصطفاف منتظرة ستشهدها الساحة الإسلامية كلها وليس فقط هذه المنطقة.
واللافت هنا ان الإخوان المسلمين، ورغم أنهم كانوا يعتبرون القرضاوي الى ما قبل لحظة من إطلاق هذه التصريحات التي أطلقها أكبر مرجعياتهم بل وأهم قياداتهم التاريخية، قد لاذوا بالصمت المريب إزاء الحملة الإعلامية التي شنتها إيران ومعها كل إعلام: «إطْعمْ الفم تستحي العين» على هذا الشيخ الجليل الذي، رغم الاختلاف معه والاعتراض على بعض مواقفه، يبقى مرجعية إسلامية هامة ورئيسية ويبقى من أكثر علماء المسلمين، سنة وشيعة، اعتدالا وتسامحاً وابتعاداً عن التمذهب والطائفية.
والغريب ان بعض الكتاب الذين يحرصون على ادعاء التحدث باسم الإسلام ونيابة عن الإخوان المسلمين لم يكتفوا بالصمت وبإدارة الظهر لصرخة هذا الشيخ الجليل، التي لم يلجأ إليها ولم يطلقها إلا بعد ان طفح كيله ولم يعد بإمكانه مداراة ما تقوم به الدولة الإيرانية باسم المذهب الشيعي من تلاعب بالعلاقات المقدسة بين المسلمين، بل تعدوا هذا الى اتهامه بإثارة الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة، وبل ذهب بعضهم الى حد المطالبة بإقصائه من مواقعه الإسلامية وإرسال رسائل غير مباشرة الى دولة قطر لسحب جنسيته القطرية ولإنهاء إقامته في هذه الدولة التي حلَّ فيها ضيفاً مُرَحبَّاً به منذ سنوات بعيدة.
وعلى سبيل المثال، فإن أسبوعية «السبيل» الناطقة بلسان جماعة الإخوان المسلمين في الأردن قد صدرت في الأسبوع الماضي، أي مباشرة بعد ان أطلق الشيخ القرضاوي التصريحات المدوية التي أطلقها، خالية من أي إشارة الى هذه التصريحات لا سلباً ولا إيجاباً، هذا مع ان العادة جرت ان تتابع هذه الأسبوعية كل ما يصدر عن هذا العالم الإسلامي الكبير إن في مجال السياسة وإن في مجال الإفتاء وإن بالنسبة للقاءاته وأنشطته اليومية.
وأغلب الظن ان ما ينطبق على «إخوان» الأردن ينطبق على معظم فروع جماعة الإخوان المسلمين في العالم كله. والمشكلة هنا ان حركة «حماس» التي اعتبرتها هذه الجماعة ذراعها الجهادي في فلسطين، كانت قد تشكلت، وفقاً لما قاله السفير الإيراني الأسبق في دمشق حسن أختري، في الحاضنة الإيرانية، وأنها هي وحزب الله اللبناني يعتبران الابن الشرعي للثورة الإيرانية، ولذلك فإنه ليس غريباً ولا مستغرباً ان تنحاز هذه الحركة الى دولة «الولي الفقيه» عندما تستجد هذه المواجهة الساخنة بين هذه الدولة وبين الشيخ يوسف القرضاوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمؤكد ان الشيخ القرضاوي بحكم مكانته وبحكم متابعته لشؤون المنطقة وأوضاع الإخوان المسلمين وأوضاع حركة «حماس»، على اعتبار أنها تعتبر نفسها جزءاً لا يتجزأ من هؤلاء، يعرف تمام المعرفة مدى العلاقة التنظيمية والسياسية والمالية أيضاً بين هذه الحركة وبين إيران. لكن ورغم ذلك فإنه لم يتردد في الوقوف معها منذ اللحظة الأولى، وأنه لم يتردد في دعمها ومساندتها في صراعها الذي بدأ مبكراً ومنذ ثمانينيات القرن الماضي مع حركة «فتح» ومنظمة التحرير ولاحقاً، بعد اتفاقيات أوسلو وعودة القيادة الفلسطينية من المنافي الخارجية الى فلسطين، مع السلطة الوطنية.
إنه لم يكن منتظراً ان تتخلى «حماس» عن تحالفها مع إيران لأي سبب من الأسباب، وأنه غير متوقع ان تنحاز الى جانب الشيخ القرضاوي بعد تصديه للتدخل الإيراني السافر في شؤون الإسلام والمسلمين والسعي لزرع الفتنة في صفوف الأمة الإسلامية من خلال المحاولات التي تقوم بها دولة «الولي الفقيه» لإيجاد امتدادات لها تحت غطاء «التشيع» ونشر المذهب الشيعي في دول كمصر لا وجود فيها أساساً إلا للمذهب السني .. لكن ما هو غير متوقع ان يتخذ الإخوان المسلمون هذا الموقف الذي اتخذوه وأن يلوذوا بالصمت المريب إزاء قضية في غاية الخطورة إن على الصعيد الديني وإن على الصعيد السياسي.
ربما أنه غير جائز اتهام الإخوان المسلمين بأنهم غدوا أتباعاً لإيران وأن توجهات وتوجيهات «الولي الفقيه» في طهران باتت ملزمة لهم. لكن ألا يعني هذا الموقف الذي اتخذوه، والحديث هنا يتركز أساساً على «إخوان» الأردن على اعتبار أنهم الأقرب أُخوة وعمومة وخؤولة لحركة المقاومة الإسلامية التي كانت الفرع الفلسطيني التابع لهم ذات يوم قريب، أن هذه الحركة أي حركة «حماس» قد استطاعت بثقلها المستند الى الدعم الإيراني السخيِّ أن تُجيِّر مواقف هؤلاء حتى بالنسبة لقضية كهذه القضية التي تمس المسلمين كلهم لحساب طهران التي لم تعد تطلعاتها لمدِّ نفوذها في الإقليم كله وعلى أساس استعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية خافية على أحد.
إنه بالإمكان فهم «براغماتية» الإخوان المسلمين التي تجعلهم يقفون الى جانب سوريا العلمانية التي يحكمها حزب البعث على حساب أشقائهم في الفرع الإخواني السوري، وأنه بالإمكان أيضاً فهم انقلابهم على دولة عربية معروفة ساندتهم في أيام شدتهم. فهم بالأساس حركة سياسية لا تتوانى عن التقلب حسب مصالحها وحزب سياسي مثله مثل كل الأحزاب الأخرى يقدم مصالحه على ما يعتبر مبادئ مشتركة مع الآخرين. أما ان تصل الأمور الى حد ان يصبحوا «تشيكاً» سياسياً تقوم حركة «حماس» بتجييره لحساب «الولي الفقيه»، فإن هذا لم يكن متوقعاً وكان غير ممكن تصديقه قبل ان يحدث ما حدث.
ربما أنه بالإمكان تفهم مواقف «حماس» عندما تبرر علاقاتها بإيران، التي تتخذ طابع التابع والمتبوع، بالقول إنها حركة وطنية فلسطينية وأنها مضطرة في مثل ظروف النضال الفلسطيني وتعقيداته ان تقترب من الآخرين وتبتعد عنهم على أساس مصالحها وليس على أساس المبادئ والثوابت والقناعات السابقة. أما بالنسبة لـ «الإخوان المسلمين» فإنه لا يمكن فهم إدارة ظهورهم لدولة مثل المملكة العربية السعودية التي لم تتردد في ان تحتضنهم في أيام شدتهم عندما تعرضوا للملاحقات التي تعرضوا لها في مصر وسوريا في عهود سابقة والتحالف مع دولة «الولي الفقيه» كل هذا التحالف الذي يوصله البعض حتى حدود التبعية!
منقول.
ـ[إبراهيم الشهيد]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 12:53]ـ
من المؤسف حقَا أن يستقوي بعضنا على بعض، بمقالات صالح القلاب!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 03:49]ـ
من المؤسف حقَا أن يستقوي بعضنا على بعض، بمقالات صالح القلاب!
أنا لا أعرف القلاب هذا، لكن لعلك تضع للقراء ترجمة له، وإنما وضعت مقالته لأن ما فيها حق، ولذا أقول من المؤسف أن بعض الناس عنده الغاية تبرر الوسيلة، وكل من لفّ عمامة صار هو المخلّص، والذي يرى حال الكتّاب اليوم يظن أن القرضاوي هو الذي سيحرر فلسطين والعراق وجنوب الفلبين ويرد الأندلس ........ إلخ
الإسلام لا يقدس حروف الأسماء - والحمد لله - لكن ما أصاب الإسلام أننا ابتلينا بأقوام ضربوا عرض الحائط بهدي النبي في طريقة دعوته الداخلية والخارجية فأذلهم الله تعالى.
وهل تظن يا صاح أن تحرير أرض الإسلام في فلسطين أو غيرها بمثل فعال حماس؟!!!!!
إن قلت: نعم!!!!!! فستضحكني حتى أبكي!
لكن منّ الله علينا بالكتاب والسنة الكاشفة الممحصة التي لو لبس حماس وغيرها سبعين جلد ضأن فستكون هذه الجلود شفّافة!! بفضل ما أنزل الله تعالى على نبينا.
شخص يقدس الخميني!! أليس لكم عقول؟!!!
اللهم اهدنا وانصرنا، وتأكد تماما أن الهداية تسبق النصر، ولا نصر بلا هداية.
والله الهادي.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 08:43]ـ
ياعلي الفضلي
إذا أحسن الناس فأحسنوا
وإذا أساؤا فلاتسيؤا
والقرضاوي أحسن في التحذير_مع اختلافنا معه_ من الرافضة
فيجب الوقوف مع كل من حذر من البدع وأهلها
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 01:27]ـ
ياعلي الفضلي
إذا أحسن الناس فأحسنوا
وإذا أساؤا فلاتسيؤا
والقرضاوي أحسن في التحذير_مع اختلافنا معه_ من الرافضة
فيجب الوقوف مع كل من حذر من البدع وأهلها
والله أعلم
يا بن رشد - أرشدك الله تعالى إلى الحق- القرضاوي - وإن كان وافقنا في التمثيل، فإنه يخالفنا في التأصيل!! فارجع إلى الموضوع الذي كتبه أخونا المرادي يتضح لك الأمر ....
فالقوم يضربون أصول الدين ضربا، وكُفِّروا به منذ أمس، وبهذا كفّرهم علماء أهل السنة - كما هو مشهور - بينما الرجل غاية ما انتقده على القوم أنهم ينشرون مذهبهم!!!.
وأما قولك: يجب أن نقف مع كل من حذر من أهل البدع، فإن كان المقصود بهذا الوقوف هو أن نحذر معه من الرافضة، فالسلفيون يحذرون من المبتدعة كلهم وعلى رأسهم الرافضة منذ أن كان مدراء تنظيم القرضاوي من الإخوان في خندق واحد مع الرافضة-وما زال كثير منهم على ذلك-
ومع ذلك فتحذير السلفيين من هؤلاء الوثنيين إنما هو تحذير من أصولهم الشركية والكفرية، ودعوتهم أيضا-وهذه مهمة- فالسلفيون يدعون المبتدعة وخاصة المشركين منهم إلى أصول الإسلام الصحيحة وعلى رأسها التوحيد، فهل الإخوان -ومنهم القرضاوي- كذلك؟!! أي هل هؤلاء يدعون الرافضة ورؤوسهم من علمائهم ورؤسائهم هل يدعونهم إلى التوحيد ويحذرونهم من الشرك؟!!! الجواب معروف لكل ذي لب .. أليس كذلك؟!!
وأما إن كان المقصود بالوقوف معه هو: أن نقول كقوله، فهذه دعوة إلى الخطأ، لأنه يسمي من ينكر على أصول الرافضة، ويكفر الرافضة بأصولهم هذه، يسميهم متشددين!!
أخي الكريم: دين الله ينصره الله، ويقيض له من ينصره ممن كان على الحق المستقيم، فدعنا من القرضاوي وأمثاله، فالحمد لله لدينا علماء حذروا منهم وبينوا شركهم وبدعهم.
والحمد لله رب العالمين.(/)
افضل كتاب في التكفير
ـ[االباحث]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 11:15]ـ
افضل كتاب هو ضوابط تكفير المعين عند ابن تيمية وعبد الوهاب للشيخ ابي العلا راشد ابي العلا تقديم الشيخ صالح الفوزان ضبط المسائل التي عليها الجدل واختصرها واتى بالادلة الدامغة وعرض منهج السلف بطريقة جميلة اقراء وادع لي معك.
ـ[ولد برق]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 11:50]ـ
جزاك الله خيرا لكن لو قلت من أفضل لكان أضبط
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 12:07]ـ
أخي الكريم هل هو موجود على الشبكة؟
أبحث عنه منذ مدة.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 08:37]ـ
من المؤلفات في الموضوع، كتاب:" التكفير و ضوابطه" للدكتور منقذ بن محمود السقار - من منشورات: رابطة العالم الإسلامي
ـ[ايمان نور]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 12:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من الممكن وضع روابط لتحميل اهم الكتب المتاحة بخصوص التكفير على النت بارك الله فيكم.؟
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 01:00]ـ
كتاب أبي العلا راشد فيه بعض الأخطاء رغم تقديم الشيخ الفوزان له ومنها قصة جلد قدامة بن مظعون فهو مخلط فيها حديثيا
فلينتبه لذلك جيدا
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 02:14]ـ
من يملك الكتاب فيصوره لنا؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 02:28]ـ
ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة للشيخ عبد الله بن محمد القرني
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 02:41]ـ
أخي إمام الأندلس {رد الله الأندلس على يديك}
الكتاب المشار إليه عليه بعض المآخذ في الأسماء و الأحكام و لحوق اسم الشرك و الكفر قبل الحجة و بعدها و رد عليه الشيخ أحمد الخالدي ردا جيدا.
و إن أردت أحلت على الكتاب.
و الله تعالى أعلم.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 03:03]ـ
جزاك الله خيرا .. إن كان عند الكتاب فأرسله لي بارك الله فيك .. فعهدي بكتاب الشيخ القرني منذ حوالي ست سنوات .. طالعت منه وأنا في الجامعة .. ليس إلا .. عموما مدني بكتاب الشيخ الخالدي لو تكرمت ..
(هل هو الشيخ المسجون حاليا؟) فك الله أسره إن كان كذلك وجزاك الله خيرا على ذلك الدعاء ..
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 08:06]ـ
فك الله أسره نعم هو مسجون من 5 سنوات هو و إخوانه ناصر الفهد و علي الخضير.
الكتاب موجود عندي إما أرفقه بمشاركة أو أضع لك رابط من الشبكة.
ـ[االباحث]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:21]ـ
اخي ابو البراء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تفول الخالدي رد على هذا الكتاب وله 5 سنوات مسجون والكتاب طبع في8 - 1428 فمتى رد وان كان من خطاء في الكتاب فأفيدونا بالدليل على ان هذ الكتاب قيم فحصه كثير من اهل العلم واثنوا عليه وعرف بسلامة المنهج والبراءة من منهج الارجاء المنتشر وقمت عى مطالعته اكثر من مرة
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:30]ـ
كتاب الشيخ القرني والشيخ سلطان العميري وهو ممن يكتب في هذا الملتقى من أفضل ما حرر في هذه المسألة بالإضافة إلى كتاب الرضيمان (منهج الإمام محمد بن عبدالوهاب في التكفير) الذي أشرف عليه الشيخ العقل وأيضا كتاب معاش الذي أشرف عليه الشيخ البراك واسمه الجهل في مسائل الاعتقاد من مطبوعات دار الوطن
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:49]ـ
أخي الكريم الباحث
رسالة ضوابط التكفير للشيخ عبد الله القرني هي رسالته للماجستير و قد صدرت و الله أعلم سنة 1411 و رد عليها الشيخ الخالدي في سنة 1422 و قدم لهذا الرد الشيخ حمود الشعيبي و الشيخ علي الخضير فك الله أسره.
و الشيخ ليس له إرجاء من جانب أركان الإيمان و مسماه.
بل خطأه كان في مسائل قيام الحجة و لحوق اسم الشرك و الكفر.
و الرسالة لدي في الحاسوب و لكن لا أستطيع تحميلها لأسباب.
و إن وجد الرابط على الشبكة سأضعه إن شاء الله.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:19]ـ
هذا هو رابط كتاب الشيخ أحمد الخالدي
http://abu-qatada.com/dl?i=2wsh88eh
ـ[االباحث]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 10:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابو البراء ان اتكلم على كتاب ابي العلا راشد لاعن القرني وشكرا اذا الكتاب ليس فبه اخطاء وتم التاكد
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:03]ـ
نعم أتحدث عن كتاب القرني أخي الكريم لعله مني الخطأ لأني لم أشر إلى الكتاب المقصود.
المهم أخي الكريم هل الكتاب موجود على الشبكة؟
هل من الممكن تصويره إن كان لديك؟ أقصد كتاب أبي العلا
ـ[محمد علي الجزائري]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 02:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد إضافة هذه المشاركة لإثراء الموضوع ...
لعل من أفضل الكتب في مجال التكفير ونواقض الإيمان كتاب "نواقض الإيمان القولية والعملية" للشيخ الفاضل عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف وهو رسالة دكتوراه ...
وقد ناقش الرسالة فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، وفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك ...
والرسالة موجودة على روابط منها
http://www.saaid.net/book/181.zip
أسأل الله أن ينفع الجميع وبالله التوفيق.(/)
التحذير من نشر المذهب الأشعري في بعض المواقع الإسلامية.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 12:06]ـ
الموقع المسمى موقع الإسلام اليوم دعا إلى مذهب الأشاعرة في هذه الأمور
1 - اعتبارهم الأشاعرة و الماتريدية من أهل السنة و لبسوا على أحد علماء أهل السنة و استلوا منه كلاماً وضح فيما بعد أنه فسر خطأ و أن الذي سلم إليه هو حكم التعاون معهم ثم غيروا العنوان إلى أنهم من أهل السنة
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1 09797
2- تسمية من وقع في الشرك مسلماً و عدم رفع اسم الاسلام عنه إذا كان جاهلاً كما هو مذهب أهل السنة بغض النظر عن عدم لحوق اسم الكفر به
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=4 7731
3- نسبة عدم رفع اسم الإسلام عن المشرك الجاهل إلى ابن تيمية بحجة أنه لم يكفره
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=7 1&catid=73&artid=14007
4- نسبة عدم رفع اسم الاسلام عن المشرك الجاهل حتى في المسائل الظاهرة إلى ابن تيمية بحجة أنه لم يكفره!
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=7 1&catid=73&artid=14420
و اختلف الناس من الذي رسم لهم هذه السياسة هل هم القادة في الداخل أم الأوامر الآتية من أشاعرة الخارج فوافق عليها و مررها قادة الداخل
يرجى من جميع طلاب العلم إيصال هذا الكلام إلى العلماء للنظر فيه
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 02:45]ـ
نقل كتابتهم المشار لها
1 - اعتبارهم الأشاعرة و الماتريدية من أهل السنة و لبسوا على أحد علماء أهل السنة و استلوا منه كلاماً وضح فيما بعد أنه فسر خطأ و أن الذي سلم إليه هو حكم التعاون معهم ثم غيروا العنوان إلى أنهم من أهل السنة
ما حكم التعامل مع المخالف لعقيدة السلف الصالح كالأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم والتعاون معهم على البر والتقوى والأمور العامة وهل يحرم العمل معهم سواء كانت الإدارة لنا وهم يعملون تحتنا أو العمل تحت إشرافهم؟ وهل هم من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين؟ وهل التعامل معهم يعد من باب تولي غير المؤمنين؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فجواباً على ذلك نقول: الأشاعرة والماتريدية قد خالفوا الصواب حين أولوا بعض صفات الله سبحانه. لكنهم من أهل السنة والجماعة، وليسوا من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين إلا من غلا منهم في التعطيل، ووافق الجهمية فحكمه حكم الجهمية. أما سائر الأشاعرة والماتريدية فليسوا كذلك وهم معذورون في اجتهادهم وإن أخطأوا الحق.
ويجوز التعامل والتعاون معهم على البر والإحسان والتقوى، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد تتلمذ على كثير من العلماء الأشاعرة، بل قد قاتل تحت راية أمراء المماليك حكام ذلك الزمان وعامتهم أشاعرة، بل كان القائد المجاهد البطل نور الدين زنكي الشهيد، وكذا صلاح الدين الأيوبي من الأشاعرة كما نص عليه الذهبي في سير أعلام النبلاء، وغيرهما كثير من العلماء والقواد والمصلحين، بل إن كثيراً من علماء المسلمين وأئمتهم أشاعرة وماتريدية، كأمثال البيهقي والنووي وابن الصلاح والمزي وابن حجر العسقلاني والعراقي والسخاوي والزيلعي والسيوطي، بل جميع شراح البخاري هم أشاعرة وغيرهم كثير، ومع ذلك استفاد الناس من عملهم، وأقروا لهم بالفضل والإمامة في الدين، مع اعتقاد كونهم معذورين فيما اجتهدوا فيه وأخطأوا، والله يعفو عنهم ويغفر لهم. والخليفة المأمون كان جهمياً معتزلياً وكذلك المعتصم والواثق كانوا جهمية ضُلاَّلاً. ومع ذلك لم يفت أحد من أئمة الإسلام بعدم جواز الاقتداء بهم في الصلوات والقتال تحت رايتهم في الجهاد، فلم يفت أحد مثلاً بتحريم القتال مع المعتصم يوم عمورية، مع توافر الأئمة في ذلك الزمان كأمثال أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأضرابهم من كبار أئمة القرن الهجري الثالث. ولم نسمع أن أحداً منهم حرم التعامل مع أولئك القوم، أو منع الاقتداء بهم، أو القتال تحت رايتهم. فيجب أن نتأدب بأدب السلف مع المخالف.
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ عميد كلية القرآن في الجامعة الإسلامية سابقًا
د. محمد بن ناصر السحيباني المدرس بالمسجد النبوي
د. عبد الله بن محمد الغنيمان رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا
الذي علق على الفتوى قائلاً:
"هذا جواب سديد صحيح ولا يسع المسلمين إلا ذلك، ولم يزل الخلاف يقع في صفوف العلماء، ولم يكن ذلك مسبباً لاختلاف القلوب والتفرق، وقصة الصحابة لما ذهبوا إلى بني قريظة معروفة مشهورة وغيرها، قاله عبد الله بن محمد الغنيمان. تحريراً في 22/ 4/1427هـ
2 - تسمية من وقع في الشرك مسلماً و عدم رفع اسم الاسلام عنه إذا كان جاهلاً كما هو مذهب أهل السنة بغض النظر عن عدم لحوق اسم الكفر به
ما هو موقف الإسلام ممن يمارسون أعمال شركية كبرى بسبب الجهل؟ هل يخرجون بذلك من ملة الإسلام؟ أرجو تقديم جواب مفصل بأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة – رضي الله عنهم- والعلماء.
الحمد لله رب العالمين، و بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فإن توحيد الله تعالى هو مفتاح دعوة الرسل جميعا– على نبينا وعليهم الصلاة والسلام- و لذلك يجب الاهتمام بالتوحيد و الحذر من الوقوع في أي لون من ألوان الشرك أو الكفر، كما يجب على المسلم أن يتثبت و لا يسارع إلى الحكم على مؤمن بالكفر أو الشرك إلا بعد تحقق شروط التكفير و انتفاء الموانع التي قد تمنع الحكم على معين بالكفر، إذ قد يقوم الكفر بشخص و لا نحكم عليه بذلك، فنقول: هذا القول أو هذا العمل كفر أو شرك، و لكن الحكم على القائل أو الفاعل بالكفر لا يكون إلا إذا توفرت شروطه - كما تقدم -.
والذي يمارس أعمالاً شركية كبرى بسبب الجهل؛ لأنه يعيش في بلاد غير المسلمين أو في بلاد يغلب عليها الجهل بالدين ولا يوجد فيها من يعلم الناس أمور دينهم و يقيم عليهم الحجة، ولم يبلغه ما يدل على كون هذه الأعمال شركاً؛ فإنه يكون في هذه الحال معذورًا، لقوله تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً" [الإسراء:15].
وقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم –: "أن رجلا لم يعمل خيرا قط قال لأهله: إذا مات أن يحرّقوه ثم يذروا نصفه في البر و نصفه في البحر. فوالله لئن قدر الله عليه ليعذِّبنَّه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين. فلما مات أمر الله البرَّ فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه، ثم قال: لمَ فعلتَ هذا؟ قال: من خشيتك يا ربِّ وأنت أعلم فغفر له" رواه البخاري (7506) ومسلم (2756) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -. فهذا كان جاهلا، كما أن بعض المسائل قد تكون مسائل دقيقة خفية، فلهذا ينبغي عدم الإسراع في التكفير والحكم على الشخص بالشرك إلا بعد إقامة الحجة و البيان؛ فإن أصرَّ بعد ذلك وعاند فهو مشرك مرتد إن كانت الأعمال من الكفر الأكبر أو الشرك الأكبر المخرج من الملة. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 02:48]ـ
3 - نسبة عدم رفع اسم الإسلام عن المشرك الجاهل إلى ابن تيمية بحجة أنه لم يكفره
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ... وبعد:
فإن من المسائل التي وقع فيها الخلاف والاختلاف بين كثير من المعاصرين مسألة: حكم المعين الذي يستغيث بالقبور جاهلاً هل يعذر بجهله أم لا بعذر بحيث يحكم عليه بالكفر الأكبر بمجرد فعله؟ وقد كثر الخلاف في هذه المسألة وطال وأخذ كل فريق يستدل على قوله وينقل النصوص من أقوال العلماء التي يراها تؤيد ما ذهب إليه.
وكان من الأمور الغريبة في هذا الخلاف أن كل فريق ينقل عن ابن تيمية ما يراه مؤيداً لقوله ويجعل ابن تيمية ممن يذهب مذهبه فمنهم من ينقل من كلامه ما يدل على أنه يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبور ومنهم من ينقل من كلامه ما يراه دليلا على أنه لا يعذر بالجهل في هذه المسألة بل يحكم بالكفر على كل من استغاث بالقبور ولا يستثنى إلا حديث العهد بالإسلام، أو من كان يعيش في بلد بعيد عن العلم فقط ومنهم من ينسب إليه أنه لا يكفر أحداً بالاستغاثة بالقبور أصلا وينقل من كلامه ما يرى أنه يدل على ما يقول كما فعل ابن جرجيس وسيأتي نقد كلام المخالفين لتحرير رأي ابن تيمية في هذه المسألة في بحث آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كان الأمر كذلك احتاج مذهب ابن تيمية في هذه المسألة إلى تحرير يبين حقيقته، ويزيل اللبس عما أحيط به فكان هذا البحث.
وحتى يتحقق ما رام البحث تحقيقه وتظهر حقيقة قول ابن تيمية في هذه المسألة فإنه يحسن في بداية البحث أن يذكر من أقوال ابن تيمية وتقريراته ما يدل على أن الاستغاثة بالقبور من المكفرات التي توجب لصاحبها الخروج من دائرة الإسلام وعلى هذا فالبحث سيكون مكونا من مسألتين وهي:
المسالة الأولى: بيان حكم الاستغاثة بالقبور من كلام ابن تيمية.
المسألة الثانية: أقوال ابن تيمية التي تدل على أنه يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبور.
المسألة الأولى
بيان حكم الاستغاثة بالقبور من كلام ابن تيمية:
لقد أكثر ابن تيمية من تقرير حكم الاستغاثة بالقبور، وبيان أنها شرك أكبر مخرج من الملة بل وحكى على ذلك الإجماع وكلامه في هذه المسألة واضح جدا لا يحتاج إلى شرح أو بيان ومن كلامه في ذلك قوله:" ومن الشرك أن يدعو العبد غير الله كمن يستغيث في المخاوف والأمراض والفاقات بالأموات والغائبين فيقول: يا سيدي الشيخ فلان لشيخ ميت أو غائب فيستغيث به ويستوصيه، ويطلب منه ما يطلب من الله من النصر والعافية فإن هذا من الشرك الذي حرمه الله ورسوله باتفاق المسلمين" (1).
ومن ذلك قوله:" فكل من غلا في حي أو في رجل صالح كمثل علي رضي الله عنه أو عدي أو نحوه أو في من يعتقد فيه الصلاح كالحلاج أو الحاكم الذي كان بمصر، أو يونس القتي ونحوهم وجعل فيه نوعا من الإلهية مثل أن يقول كل رزق لا يرزقنيه الشيخ فلان ما أريده أو يقول إذا ذبح شاة باسم سيدي أو يعبده بالسجود له أو لغيره أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول: يا سيدي فلان اغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني أو أجرني أو توكلت عليك أو أنت حسبي أو أنا في حسبك أو نحو هذه الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله تعالى فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل فإن الله إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له، ولا نجعل مع الله إلها آخر" (2).
ومن كلامه في هذه المسألة قوله:"و أما زيارة قبور الأنبياء و الصالحين لأجل طلب الحاجات منهم، أو دعائهم و الإسقام بهم على الله، أو ظن أن الدعاء أو الصلاة عند قبورهم أفضل منه في المساجد و البيوت فهذا ضلال و شرك و بدعة باتفاق أئمة المسلمين" (3).
ومن ذلك قوله:"فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يسألهم غفران الذنب وهداية القلوب، وتفريج الكروب، وسد الفاقات فهو كافر بإجماع المسلمين" (4).
وكلام ابن تيمية في هذه المسألة كثير جداً وهو صريح في أن حكم الاستغاثة بالقبور شرك أكبر يوجب أن يستتاب فاعله، فإن تاب وإلا قتل وهذا كله يرد على من زعم أن ابن تيمية لا يكفر بالاستغاثة بالقبور، أو أنه يراها كفرا أصغر كما زعم ذلك ابن جرجيس وغيره كما سيأتي بيانه في بحث آخر.
المسألة الثانية
أقوال ابن تيمية التي تدل على أنه يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبور:
عند التأمل في كلام ابن تيمية وفي أصوله الكلية التي بنى عليها أقواله وفي تعامله مع المخالفين له في أصول الدين لا يجد المرء شكاً في أن ابن تيمية يعذر بالجهل في مسألة الاستغاثة بالقبور فالرجل المسلم الذي يستغيث بالقبر، ويسأل منه الحاجات وجلب النفع ودفع الضر وتنفيس الكربات لا يُحكم عليه بالكفر عند ابن تيمية إلا إذا كان عالماً أما إذا فعل ما فعل وهو جاهل بحكم فعله هذا فإنه لا يكفر حتى تقام عليه الحجة التي يرتفع بمثلها وصف الجهل فيبقى له حكم الإسلام حتى يُتحقق من حاله ووضعه ولا فرق في ذلك عنده بين من كان حديث عهد بكفر، أو أنه نشأ على الإسلام منذ نعومة أظفاره فالمعتبر عنده هو تحقق وصف الجهالة فكل من تحقق فيه وصف الجهالة حين استغاث بالقبر فإنه لا يكفر حتى يرتفع عنه ذلك الوصف المانع من تكفيره.
وهذا الوصف – الجهل بحكم الاستغاثة بالقبر – عند ابن تيمية يمكن أن يقوم بكل مسلم ضعيف العلم بدينه فمناط قيام هذا الوصف بالمعين هو حصول العلم أو عدمه وليس كونه مسلما يعيش في ديار المسلمين، أو أنه حديث عهد بكفر كما قرره بعض الناظرين في كلام ابن تيمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا التقرير تدل عليه نصوص كثيرة من كلامه رحمه الله تعالى وبطرق متعددة وهي:
الطريق الأول: تنصيصه على أن من استغاث بالقبور جاهلا لا يكفر ولا يحكم عليه بكونه مشركا فقد نص في مواطن كثيرة على هذا الحكم ومن تلك المواطن:
الموطن الأول: أنه سئل عمن استغاث بالقبر فقرر أنه إذا كان جاهلا لا يكفر وفي ما يلي نص السؤال والجواب "ما تقول السادة العلماء أئمة الدين – رضي الله عنهم أجمعين – في قوم يعظمون المشايخ بكون أنهم يستغيثون بهم في الشدائد ويتضرعون إليهم ويزورون قبورهم ويقبلونها وتبركون بترابها ويوقدون المصابيح طول الليل ويتخذون لها مواسم يقدمون عليها من البعد يسمونها ليلة المحيا فيجعلونها كالعيد عندهم وينذرون لها النذور ويصلون عندها.
فهل يحل لهؤلاء القوم هذا الفعل، أم يحرم عليهم، أم يكره؟ وهل يجوز للمشايخ تقريرهم على ذلك، أم يجب عليهم منعهم من ذلك وزجرهم عنه؟، وما يجب على المشايخ من تعليم المريدين وما يوصَون به؟ وهل يجوز تقريرهم على أخذ الحيات والنار وغير ذلك أم لا؟ وماذا يجب على أئمة مساجد يحضرون سماعهم ويوافقونه هذه الأشياء؟ وما يجب على ولي الأمر في أمرهم هذا؟ أفتونا مأجورين".
فهذا السؤال بنصه وجه إلى ابن تيمية رحمه الله وهو سؤال مهم في مسألة الاستغاثة؛ لأنه سئل عن نفس الأفعال التي يفعلها القبوريون في زمننا المتأخر من تلك الأفعال الاستغاثة بالقبور ودعائها عند الشدائد كما في نص السؤال.
وقد أجاب ابن تيمية بجواب طويل قال فيه:" الحمد لله رب العالمين من استغاث بميت أو غائب من البشر بحيث يدعوه في الشدائد والكربات ويطلب منه قضاء الحوائج فيقول: يا سيدي الشيخ فلان أنا في حسبك وجوارك أو يقول عند هجوم العدو: يا سيدي فلان يستوحيه ويستغيث به أو يقول ذلك عند مرضه وفقره وغير ذلك من حاجاته: فإن هذا ضال جاهل مشرك عاص لله تعالى باتفاق المسلمين فإنهم متفقون على أن الميت لا يدعى ولا يطلب منه شيء سواء كان نبيا أو شيخا أو غير ذلك".
فقرر هنا حكم الاستغاثة بالقبور، وبيَّن أنها شرك أكبر ثم أخذ ابن تيمية يذكر الأحوال التي يجوز فيها السؤال من المخلوق والأحوال التي لا يجوز فيها توجيه السؤال إليه ثم بين أحكام زيارة القبور وبين أنواعها وبين بعض البدع التي تفعل عند القبور.
ثم بين حقيقة الشرك الذي كان مشركو العرب يفعلونه عند قبورهم وأنه إنما كان باستغاثتهم وجعلهم وسائل بينهم وبين الله تعالى فلما قرر ذلك قال:" وهذا الشرك إذا قامت على الإنسان الحجة فيه ولم ينته وجب قتله كقتل أمثاله من المشركين ولم يدفن في مقابر المسلمين ولم يصلَّ عليه وأما إذا كان جاهلا لم يبلغه العلم ولم يعرف حقيقة الشرك الذي قاتل عليه النبي صلى الله عليه وسلم المشركين فإنه لا يحكم بكفره ولا سيما وقد كثر هذا الشرك في المنتسبين إلى الإسلام ومن اعتقد مثل هذا قربة وطاعة فإنه ضال باتفاق المسلمين وهو بعد قيام الحجة كافر " (5).
فهذه الفتوى مهمة جداً في بيان حقيقة رأي ابن تيمية في حكم المستغيثين بالقبور؛ وذلك لأمور:
1 – أنها فتوى جاءت على سؤال مخصوص وجّه إليه في المسألة عينها فهي ليست في معرض كلام عام له أو غير ذلك وإنما قيلت في جواب عن سؤال يريد صاحبه منه أن يَعرف حقيقة الحكم في هؤلاء المستغيثين وفتوى بهذه الحالة لا بد أن تكون من أوضح ما يبين حقيقة قول المجيب فكيف يحق لنا أن نترك هذه الكلام الصريح ونذهب إلى غيره؟!.
2 – أنها فتوى مفصلة في حكم المستغيثين وفيها تفريق ظاهر بين حالة الجاهل وغير الجاهل.
3 - أن السؤال كان عن حال قوم من المستغيثين من المسلمين الذين يعيشون في بلد يوجد فيه مشايخ وعلماء يفتونهم في مسائل الدين فليست متعلقة بحديث العهد بالإسلام أو بمن كان يعيش في مكان بعيد عن حاضرة المسلمين بل هي عامة في كل ما يمكن أن يتصور منه الجهل، ولو كان في بلد يوجد فيه مشايخ وهذا التقرير له أهمية بالغة في تحرير رأي ابن تيمية كما سيأتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
الموطن الثاني: ومن المواطن التي نصّ فيها ابن تيمية على الإعذار بالجهل في مسألة الاستغاثة قوله في معرض ردِّه على البكري فقد قال:" فإن بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا يغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا يغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه؛ ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل الإسلام إلا تفطن، وقال هذا أصل دين الإسلام" (6)
فهذا الكلام من ابن تيمية فيه أن الاستغاثة بالقبور كفر أكبر ولكن لا يحكم على كل من استغاث بها بالكفر حتى تقوم عليه الحجة وقرر أن هذا الإعذار يكون لكل من لم يبلغه العلم ولو لم يكن حديث عهد بالكفر كما يدل عليه نص كلامه السابق.
الموطن الثالث: قوله حين سئل عن حكم الاستغاثة بالرسول فبيّن أن من استغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة فقد سأله السائل فقال:" ما تقول السادة العلماء أئمة الدين وفقهم الله لطاعته فيمن يقول: لا يستغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم هل يحرم عليه هذا القول وهل هو كفر أم لا؟ وإن استدل بآيات من كتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم هل ينفعه دليله أم لا؟ وإذا قام الدليل من الكتاب والسنة فما يجب على من يخالف ذلك؟ أفتونا مأجورين".
فأجاب بجواب طويل بين في أوله ثبوت شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وفصل القول في ذلك ثم بين بعض أنواع الاستغاثة الجائزة ثم قال:"والاستغاثة بمعنى أن يُطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو اللائق بمنصبه لا ينازع فيها مسلم ومن نازع في هذا المعنى فهو إما كافر إن أنكر ما يكفر به وإما مخطئ ضال.
وأما بالمعنى الذي نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أيضا مما يجب نفيها ومن أثبت لغير الله ما لا يكون إلا لله فهو أيضا كافر إذا قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها" (7)
فهذه النصوص في كلام ابن تيمية صريحة في أن الجهل عذر في مسائل الاستغاثة بالقبور وصريحة في أن من استغاث بالقبور وهو جاهل بأن فعله هذا مما حرمه الله تعالى؛ إما لشبهة أو لعدم بلوغ العلم الصحيح إليه أنه لا يكفر بذلك ولا فرق في ذلك من حيث التأصيل الشرعي بين حديث العهد بالكفر، وبين من نشأ في بلاد الكفر، وبين من نشأ في بلاد المسلمين فالأصل في هؤلاء كلهم أن من استغاث بالقبور وهو جاهل لا يحكم عليه بالكفر حتى تقام عليه الحجة وكل من لم تقم عليه الحجة فإنه لا يكفر ثم يبقى البحث بعد ذلك في تحديد الحال التي يقبل فيها ادعاء الجهل أو لا يقبل؛ لأن هناك فرقا بين القول بأن الجهل عذر معتبر لمن استغاث بالقبور وبين القول بأن كل من ادعى الجهل في الاستغاثة بالقبور لا بد أن يقبل قوله؛ وذلك أن التقرير الأول في بيان الحكم الشرعي والتقرير الثاني في بيان الموقف من المدعي للجهل وهناك فرق بين الأمرين وبيان ذلك: أن قولنا إن الجهل عذر في الاستغاثة في القبور لا يعني هذا أنه يقبل قول كل من ادعى الجهل في هذه المسألة وهذا التفريق سيأتي له مزيد بسط.
والغريب حقا أن بعض الباحثين -ممن قصد تحرير رأي ابن تيمية في هذه المسألة- أغفلوا أكثر هذه النصوص التي نُقلت هنا ولم يذكروها ومن هؤلاء الأخ / أبو العلا الراشد في كتابيه " عارض الجهل وضوابط تكفير المعين " فإنه نسب إلى ابن تيمية القول بأن الجهل لا يعذر به في مسائل الشرك الظاهرة كالاستغاثة بالقبور وغيرها وذكر نصوصا من كلام ابن تيمية ظن أنها تدل على قوله ولم يذكر شيئا من النصوص الأخرى التي فيها التصريح بالعذر بالجهل في مسألة الاستغاثة حتى ولو للجواب عنها!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الواجب عليه أن يذكر هذه النصوص المذكورة في كتب ابن تيمية ثم يبين موقفه منها، وكيف يجمع بينها وبين ما نسبه إلى ابن تيمية ولكنه لم يفعل شيئا من ذلك! وهذا نقص كبير في البحوث العلمية التي يُراد بها تحرير أقوال الأئمة لأنه سيتوهم القراء بفعله هذا أن ابن تيمية ليس له إلا تلك النصوص التي فَهِم منها أنه لا يعذر بالجهل في المسائل الظاهرة كالاستغاثة بالقبور وأنه ليس له نصوص أخرى تدل على نقيض ما نسب إليه هذا فضلا عن أن النصوص التي نقلها لا تدل على ما نسب إلى ابن تيمية أصلا كما سيأتي تفصيل ذلك.
الطريق الثاني من الطرق التي تدل على أن ابن تيمية يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبور:
إطلاقه القول بأن كل من فعل ما هو كفر أو شرك لا يحكم عليه بالكفر إذا كان جاهلا ومن كلامه في هذا المعنى قوله:" كل عبادة غير مأمور بها فلا بد أن ينهى عنها ثم إن عَلِم أنها منهي عنها وفعلها استحق العقاب؛ فإن لم يعلم لم يستحق العقاب وإن اعتقد أنها مأمور بها وكانت من جنس المشروع فانه يثاب عليها وإن كانت من جنس الشرك فهذا الجنس ليس فيه شيء مأمور به لكن قد يحسب بعض الناس في بعض أنواعه أنه مأمور به وهذا لا يكون مجتهدا؛ لأن المجتهد لابد أن يتبع دليلا شرعيا، وهذه لا يكون عليها دليل شرعي لكن قد يفعلها باجتهادِ مِثلِه وهو تقليده لمن فعل ذلك من الشيوخ والعلماء والذين فعلوا ذلك قد فعلوه لأنهم رأوه ينفع أو لحديث كذب سمعوه فهؤلاء إذا لم تقم عليهم الحجة بالنهي لا يعذبون وأما الثواب فإنه قد يكون ثوابهم أنهم أرجح من أهل جنسهم وأما الثواب بالتقرب إلى الله فلا يكون بمثل هذه الأعمال" (8).
ومن ذلك قوله:" وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده، أو لم يتمكن من فهمها، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها، فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وجماهير أئمة الإسلام" الفتاوى (23/ 346).
فهذا النص وغيره من نصوص ابن تيمية يفيد أن من فعل ما هو كفر أو شرك بالجهل أو بالتأويل فإنه لا يكفر بل يبقى على إسلامه حتى يرتفع عنه ذلك الوصف المانع من تعلق حكم الفعل الشركي به وهذا ينطبق على كل ما هو شرك كالاستغاثة بالقبور والذبح لها والنذر وغير ذلك كما هو ظاهر إطلاق النص.
فهذا النص إذن يدل على عدة أمور مهمة وهي:
1 - أن باب الجهل وباب التأويل في الإعذار سواء عنده.
2 - أن من فعل ما هو شرك أو كفر جهلا أو تأويلا فإنه يبقى له وصفه الأصلي وهو الإسلام ولهذا قال ابن تيمية في أثناء كلامه:"فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية".
3 - أن هذا الإعذار شامل لكل المسائل العقدية والعملية.
الطريق الثالث: نصه على أن الجهل عذر في مسائل الدين كلها سواء مسائل الاعتقاد أو العمل وسواء أصول الدين أو فروعه من كلامه في هذا المعنى: قوله:" هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني: أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة، وفاسقا أخرى وعاصيا أخرى وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها: وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية .. " (9)
فابن تيمية في هذا النص يقرر أن الجهل عذر في كل المسائل على اختلاف أنواعها سواء كانت من المسائل العملية أو الاعتقادية ولم يستثن من ذلك شيئا فلو كان يستثني من العذر بالجهل المسائل الظاهرة كالاستغاثة بالقبور لاستثنى ذلك وذلك لأنه ذكر هذا القول في معرض بيانه لحقيقة موقفه من المخالفين له، وبيان أصوله في الحكم عليهم وجاء بصيغة فيها التنصيص على العموم وهذا المقام يقتضي تفصيل القول، وذكر حكم كل ما يتعلق بالمسألة ولكن ابن تيمية لم يفعل شيئا من ذلك هنا فدل هذا على أنه لا يرى أن المسائل الظاهرة تخرج من هذا الحكم الذي قرره.
(يُتْبَعُ)
(/)
الطريق الرابع: أنه لم يكفر أعيان الطوائف التي كانت تستغيث بالقبور كالرافضة مثلا ولا أعيان العلماء الذين كانوا يرون أن الاستغاثة بالقبور ليست كفرا أكبر كالبكري وغيره فلو كانت الاستغاثة بالقبور من المسائل التي لا يعذر فيها بالجهل أو بالتأويل لكفَّر ابن تيمية هؤلاء الناس بأعيانهم ولكنه لم يفعل فدل هذا على أنه يعذر بالجهل وبالتأويل في مثل هذه المسألة.
وبيان هذا الطريق: أن ابن تيمية لم يكن يحكم على أعيان الرافضة بالكفر بل نصّ على أن منهم من هو مؤمن ظاهرا وباطنا وثمة نصوص كثيرة لابن تيمية فيها الدلالة على أنه كان يرى أن الرافضة لا يكفرون بأعيانهم حتى تقوم عليهم الحجة الرسالية وقد فصلتُ ذلك في بحث مستقل منشور في بعض المواقع.
هذا مع أنه ينسب إليهم الاستغاثة بالقبور بل يذكر أن الرافضة هم أول من ابتدع تلك المشاهد التي يشرك فيها بالله العظيم وفي هذا يقول:" وأول من وضع هذه الأحاديث في السفر لزيارة المشاهد التي على القبور أهل البدع من الروافض ونحوهم الذين يعطلون المساجد ويعظمون المشاهد التي يشرك فيها ويكذب فيها ويبتدع فيها دين لم ينزل الله به سلطانا " (10)
وكذلك فإنه لم يكن يكفر أعيان العلماء الذين كانوا يحثون الناس على الاستغاثة بالقبور، ويستدلون لهم بما يؤيد فعلهم هذا ومن أشهر الأمثلة على ذلك تعامل ابن تيمية مع البكري فإنه كان يدعو الناس إلى الاستغاثة بالقبور وكفر ابن تيمية ومع هذا فإنه لم يكفره بل قال:" لم نقابل جهله – البكري – وافتراءه بالتكفير بمثله كما لو شهد شخص بالزور على شخص آخر، أو قذفه بالفاحشة كذبا عليه لم يكن له أن يشهد عليه بالزور ولا أن يقذفه بالفاحشة " (11) فلو كان لا يعذر بالجهل أو بالتأويل في مثل هذه المسألة لكفر البكري؛ لأنه قد خالف في مسألة ظاهرة من مسائل الشرك.
الطريق الخامس: أنه لم يحكم على من اعتقد في إمامه أنه يخلق ويتصرف في الكون ولا من كان يقول بقول الفلاسفة إذا كان جاهلا بحقيقة هذا القول وكلامه في هذا كثير ومن ذلك:
1 - جوابه لما سئل عمن يعتقد في شيخه أنه يخلص من سوء الحساب يوم القيامة وينجي من عذاب الله تعالى قرر أن من اتبعه وهو جاهل بحقيقة قوله أنه لا يحكم بكفره فقد سأله السائل:" عن جماعة اجتمعوا على أمور متنوعة في الفساد، وتعلق كل منهم بسبب ومنهم من قال: إن يونس القتات يخلص أتباعه ومريديه من سوء الحساب وأليم العقاب ومنهم من يزعم أن عليا الحريري كان قد أعطي من الحال ما إنه إذا خلا بالنساء والمردان يصير فرجه فرج امرأة. ومنهم من يدعي النبوة، ويدعي أنه لا بد له من الظهور في وقت فيعلو دينه وشريعته؛ وأن من شريعته السوداء تحريم النساء، وتحليل الفاحشة اللوطية، وتحريم شيء من الأطعمة وغيرها؛ كالتين واللوز والليمون. وتبعه طائفة: منهم من كان يصلي فترك الصلاة، ويجتمع به نفر مخصوصون في كثير من الأيام إلخ".
فأجاب ابن تيمية بجواب طويل قال فيه:" أما قول القائل: إن يونس القتاتي يخلص أتباعه ومريديه من سوء الحساب وأليم العذاب يوم القيامة فيقال جوابا عاما: من ادعى أن شيخا من المشايخ يخلص مريديه يوم القيامة من العذاب: فقد ادعى أن شيخه أفضل من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ومن قال هذا فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل".
ثم قال في بيان حكم أتباع الشيخ يونس:" وأما المنتسبون إلى الشيخ يونس: فكثير منهم كافر بالله ورسوله لا يقرون بوجوب الصلاة الخمس وصيام شهر رمضان وحج البيت العتيق ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله؛ بل لهم من الكلام في سب الله ورسوله والقرآن والإسلام ما يعرفه من عرفهم وأما من كان فيهم من عامتهم - لا يعرف أسرارهم وحقائقهم - فهذا يكون معه إسلام عامة المسلمين الذي استفاده من سائر المسلمين لا منهم؛ فإن خواصهم مثل الشيخ سلول وجهلان والصهباني وغيرهم: فهؤلاء لم يكونوا يوجبون الصلاة؛ بل ولا يشهدون للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة" (12).
فابن تيمية في هذا النص قرر أن من كان من أتباع جماعة الشيخ يونس وهو من العامة الذين يجهلون حقيقة قولهم فإنه لا يكفر بل يبقى معه أصل إسلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ومن ذلك أنه عذر من تشبث ببعض أقوال الفلاسفة الذين لا يشك في كفر أقوالهم من له أدنى علم من المسلمين كما يقول ابن تيمية وفي هذا يقول:"ثم الفلاسفة الباطنية هم كفار كفرهم ظاهر عند المسلمين .... وكفرهم ظاهر عند أقل من له علم وإيمان من المسلمين إذا عرف حقيقة قولهم لكن لا يعرف كفرهم من لم يعرق حقيقة قولهم وقد يكون قد تشبث ببعض أقوالهم من لم يعلم أنه كفر فيكون معذورا لجهله " (13).
فإذا كان ابن تيمية لا يكفر الجاهل في مثل هذه الأمور العظيمة التي لا يشك مسلم في أنها من أعظم ما يناقض الإسلام فهي لا تقل ظهورا في البطلان والمناقضة لشرع الله عن الاستغاثة بالقبور إن لم تكن أعظم منها في بعض الصور فكيف يقال مع ذلك إنه لا يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبور وهو قد عذر فيما هو مثلها أو أعظم منها؟!.
النتيجة:
فتحصل من كل ما سبق أن رأي ابن تيمية في المستغيثين بالقبور هو: أن من استغاث بالقبور من المسلمين وهو جاهل بحكم فعله هذا، إما لأنه لم يبلغه العلم، أو لتأويل عرض له فإنه لا يحكم عليه بالكفر وإنما يبقى له وصف الإسلام حتى تقوم عليه الحجة، فإذا علمنا أن الحجة قامت عليه قياما معتبرا فإنه حينئذ يجب علينا أن نحكم بكفره الكفر الأكبر والخروج من الإسلام وأما إذا لم نعلم أن الحجة قد قامت عليه، وأن العلم لم يبلغه فإنه لا يجوز لنا أن نحكم عليه بالكفر.
معنى العذر بالجهل في هذه المسألة:
ومما ينبغي أن ينبه عليه هنا هو معنى العذر بالجهل في هذه المسألة وذلك أن بعضهم قد فهم أن العذر بالجهل في مسألة الاستغاثة يعني أنه لا يكفر أحد بهذا الفعل، أو أنه يُقبل قول كل من ادعى أنه جاهل بحكم الاستغاثة بالقبور وهذا معنى غير صحيح وإنما الصحيح في معنى العذر بالجهل هو: أن كل من فعل فعلا فإنه لا ينطبق عليه حكمه إلا إذا كان عالما بحكمه فمن فعل فعلا وهو لا يعلم بحكمه فإنه لا ينطبق عليه ذلك الحكم حتى يتحصل له العلم به وأما إذا لم يكن عنده علم بحكم فعله فإنه لا ينطبق عليه.
وعلى هذا فمعنى العذر بالجهل في مسألة الاستغاثة وغيرها إذن هو: أنه لا يصح لنا أن نحكم على المسلم المستغيث بالقبر بالكفر حتى نعلم أنه حين استغاث بالقبر كان يعلم حكم فعله هذا وأما إذا لم نكن نعلم فإنه لا يجوز لنا أن نحكم عليه بما يقتضيه فعله فالمناط في الحكم على المعين بما يقتضيه فعله إنما يكون بعد علمنا بحاله، وأنه كان يعلم بحكم الفعل وهذا بخلاف من لم يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبر فإن المناط عنده في الحكم على المعين هو الفعل فقط وهذا هو الفرق الجوهري بين القولين وحاصله: الاختلاف في تحديد مناط الحكم على المعين بالكفر فعلى القول الأول – الإعذار بالجهل – فالمناط هو علمنا بحال الفاعل فلا يحكم على المعين حتى نعلم أنه فعل ما فعل وهو يعلم حكم ما فعل وعلى القول الثاني – عدم الإعذار – فالمناط هو مجرد الفعل فالحكم ينطبق على المعين بمجرد الفعل.
وهذا القول الثاني غير صحيح وبيان ذلك: هو أن من المعلوم بالضرورة أنه لا يصح أن نحكم على الناس ونحن نجهل حالهم بل لا بد في الحكم – وهو انتفاء الإيمان هنا - من العلم بحال المحكوم عليه والعلم بحاله لا يتحصل بمجرد الفعل فقط دائما فإنه لو كان يتحصل بمجرد الفعل فقط لما اشترط السلف في الحكم على المعين شروطا معينة وانتفاء موانع معينة وإنما كانوا يحكمون على المعين بمجرد فعله فاشتراط السلف لهذه الأمور إنما كان لأنهم أدركوا أن الحكم على المعين بالكفر لا يمكن أن يتحصل بمجرد فعله للكفر.
وإذا كان الأمر كذلك فإنه لا بد لنا من العلم بحال المستغيث بالقبر بحيث يصح لنا أن ننفي علمنا بإسلامه والعلم بإسلام المعين لا يصح أن يدفع إلا بعلم يساويه في الدرجة كما هو معلوم بالضرورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا فمن كان عندنا علم يقيني بإسلامه فإنه لا يصح لنا أن ننفي هذا العلم إلا بيقين مثله يحكم بانتفاء ما ثبت له أولا للقاعدة الشهيرة " أن ما ثبت بيقين لا يزول بالشك " ومجرد الفعل لا يحصّل عندنا اليقين بانتفاء الإيمان من قلبه دائما فلا بد من التحقق من حاله، وأنه حين فعل ما فعل كان يعلم بحكم فعله فإذا علمنا ذلك حينها نحكم بكفره وانتفاء الإيمان من قلبه وهذا المعنى ذكره ابن تيمية حين قال:" وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة" الفتاوى (12/ 466).
فتحصل إذن: أن غاية ما يقتضيه القول بالعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبر هو: أنه لا يصح أن يُحكم على المعين بما يقتضيه فعله إلا إذا كان عالما بحكم فعله وأما إذا لم يكن عالما فإنه لا يصح أن يُحكم عليه.
وبهذا التقرير يُعلم أن العذر بالجهل لا يعني أن كل من استغاث بالقبر لا بد أن يكون جاهلا حتى يقول من يقول: إذا عُذر بالجهل في الاستغاثة بالقبر فإنه لا يتصور أن يكفر أحد.
ولا يعني أيضا أن كل من ادعى الجهل في هذه المسألة لا بد أن يكون قوله صحيحا ويسلم له ما ادعاه حتى يقول من يقول: إن هذه مسألة ظاهرة فكيف يقبل فيها قول كل أحد.
ولا يعني أيضا أن حكم الاستغاثة في الشرع قد ارتفع حتى يقول من يقول: إذا لم نكفر بالاستغاثة بالقبر فقد خالفنا النصوص التي فيها الحكم على المستغيث بغير الله تعالى بالكفر.
ولا يعنى أيضا أنه لا يمكن لأحد أن يتحقق من بعض أحوال المستغيثين بالقبر فيعلم بحقيقة حاله حتى يقول من يقول: إن العذر بالجهل في هذه المسألة يعني إغلاق باب التكفير.
كل هذه المعاني غير داخلة في معنى العذر بالجهل في الاستغاثة بالقبر وذلك أن الإعذار في الاستغاثة لا يعني إلا أنا لا نحكم على المعين إلا إذا علمنا أنه فعل ما فعل وهو يعلم بحكم فعله فقط فمن تحصل عنده علم بحال رجل ما استغاث بالقبر بأنه حين استغاث يعلم حكم الاستغاثة بغير الله تعالى فإنه في هذه الحالة يصح أن يحكم عليه بالكفر.
ولكن السؤال المهم هنا هو: من يستطيع أن يعلم بحال الملايين من المسلمين الذين يستغيثون بالقبور في أنحاء العالم الإسلامي حتى يحكم عليهم بالكفر بأعيانهم؟!.
ولا يصح أن يقال هنا إن العلم الصحيح قد بلغ كل من كان يعيش في بلاد المسلمين؛ لأنه قد وجدت وسائل الاتصال من الإذاعات وغيرها وذلك أنه لا يستطيع أحد أن يجزم بأن صوته قد بلغ كل هؤلاء الناس ولا يستطيع أن يجزم بأن الحجة قد بلغت على الوجه الصحيح الذي يرتفع به العذر وهذا الكلام سيأتي له مزيد شرح في المسألة الثانية.
وهذا التقرير السابق إنما هو شرح وبسط للقاعدة الشهيرة التي تفرق بين حكم الفعل وحكم الفاعل وأكثر الإشكالات في هذه المسائل حصل بسبب الغفلة عن حقيقة هذه القاعدة ولهذا فقد أكثر ابن تيمية من شرح هذه القاعدة تدليلا وتأصيلا وتطبيقا وتمثيلا.
وبيان حقيقتها هو أن يقال: إن الحكم على الفعل المعين بكونه كفرا لا يلزم منه أن كل من فعله فهو كافر وعدم تكفير المعين الذي وقع في الفعل المكفر لا يلزم منه أن ما وقع فيه ليس كفرا فانطباق حكم الفعل المعين على فاعله لا بد فيه من توفر شروط معينة وانتفاء موانع معينة فإذا لم تتوفر الشروط وتنتفي الموانع فإنه لا يحكم بانطباق حكم هذا الفعل المعين على فاعله وإذا لم ننزل حكم الفعل على فاعله فإن هذا لا يلزم منه أن حكم الفعل في نفسه قد ارتفع.
فتحصل من هذا: أن هناك فرقا بين حكم الفعل في نفسه وبين تحقق حكم هذا الفعل في فاعله فرفع الحكم الثاني لا يلزم منه رفع الحكم الأول فإذا قلنا: إن فاعل هذا الفعل ليس كافرا لا يعني هذا أن الفعل لا يمكن أن يكفر به أحد بل قد يفعله رجل آخر فنحكم بكفره لأنه قد توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع.
فالمعتبر في انطباق حكم الفعل على فاعله ليس حكم الفعل فقط بل لا بد مع حكم الفعل من توفر شروط أخرى وانتفاء موانع وعلى هذا فإذا حكمنا على فعل ما بأنه كفر لا يلزم منه أن يكون هذا حكما منا على كل فاعل له بأنه كافر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 02:51]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - نسبة عدم رفع اسم الاسلام عن المشرك الجاهل حتى في المسائل الظاهرة إلى ابن تيمية بحجة أنه لم يكفره!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى
آله وصحبه .. أما بعد:
فََقد سبق لي أن حررت رأي ابن تيمية في حكم المستغيثين بالقبور وتحصل لي أن ابن تيمية يعذر بالجهل في هذه المسألة وقرر أن من استغاث بالقبور وهو جاهل أو متأول فأنه يُعذر بالجهل، ولا يرتفع عنه وصف الإسلام باستغاثته بالقبور ما دام وصف الجهالة ثابت له.
ومع هذا فقد فهِم بعض الناظرين في كلام ابن تيمية أنه لا يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبور فقرروا أنه يحكم على كل من استغاث بالقبور بأنه كافر كفرا أكبر ولا يستثني من ذلك إلا من كان حديث عهد بكفر، أو من كان في بلاد الكفر أو من كان يعيش في بلاد بعيدة عن مواطن العلم وهم إنما نصوا على استثناء هذين الصنفين؛ لأن ابن تيمية يذكرهما كثيرا حين يذكر من يعذر بالجهل، وأما من عدا هؤلاء فإنه لا يتصور فيه أن يكون جاهلا بحكم هذه المسألة، واستند هؤلاء في نسبة هذا القول إلى ابن تيمية إلى أن الاستغاثة بالقبور من المسائل الظاهرة وابن تيمية لا يعذر بالجهل في مثل هذه المسائل وحملوا النصوص التي تدل على أنه يعذر بالجهل على المسائل الخفية فقط فقالوا: إن النصوص التي فيها إطلاق القول بالكفر على القول دون القائل في كلام ابن تيمية محمولة على أصحاب البدع الخفية كبدع المرجئة والمعتزلة وغيرهم وأما دعاء الأموات والاستغاثة بهم فهي لا تدخل في كلامه لأنها من المسائل الظاهرة في دين الله تعالى وما كان من قبيل هذه المسائل فإنه لا يعذر فيه أحد بالجهل ولا بالتأويل.
وممن قرر هذا الفهم الشيخ أبو بطين وغيره من أئمة الدعوة كسليمان بن سحمان وإسحاق بن عبد الرحمن وحمد بن عتيق والشيخ محمد بن عبد الوهاب في بعض كلامه وغيرهم.
وسنقتصر هنا على ما ذكره الشيخ عبد الله أبو بطين لأنه من أوسع وأصرح مَن تكلم على هذه المسالة، ومِن أكثر مَن نقل عن ابن تيمية الكلام في تقرير التفريق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية وسنذكر من كلام غيره ما لا يوجد في كلامه.
وفي نسبة القول بالتفريق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية في الإعذار بالجهل إلى ابن تيمية يقول أبو بطين عن ابن تيمية:"فانظر إلى تفريقه بين المقالات الخفية والأمور الظاهرة فقال في المقالات الخفية التي هي كفر "قد يقال إنه مخطئ ظالم لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها" ولم يقل ذلك في الأمور الظاهرة بل قال تجد كثيرا من رؤوسهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين فحكم بردتهم مطلقا ولم يتوقف في الجاهل" (1) وقال أيضا في معرض بيانه لمعنى كلام ابن تيمية في العذر بالجهل:"فهو لم يقل ذلك في الشرك الأكبر وعبادة غير الله ونحوه من الكفر وإنما قال ذلك في المقالات الخفية " (2).
وقد اعتمدوا في نسبة هذا القول إلى ابن تيمية على نوعين من كلامه:
النوع الأول: النصوص التي يمكن أن يفهم منها التفريق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية في الإعذار بالجهل ومن ذلك:
1 - قول ابن تيمية:"وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال: إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها؛ لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة من المسلمين أنها من دين المسلمين بل اليهود والنصارى يعلمون: أن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث بها وكفر مخالفها؛ مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك؛ فإن هذا أظهر شعائر الإسلام، ومثل أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها، ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس، ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك. ثم تجد كثيرا من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين" (3) فهذا النص من أهم النصوص التي اعتمدوا عليها في نسبة القول بالتفريق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية إلى ابن تيمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ومن ذلك أيضا قوله:"وفي الحقيقة فكل رد لخبر الله أو أمره فهو كفر دقّ أو جلّ لكن قد يعفى عما خفيت فيه طرق العلم وكان أمرا يسيرا في الفروع بخلاف ما ظهر أمره وكان من دعائم الدين من الأخبار والأوامر " (4) وهناك نصوص أخرى سيأتي ذكرها في المناقشة.
والنوع الثاني: النصوص التي أطلق فيها ابن تيمية بأن من فعل كذا فهو كافر أو مرتد أو مشرك من غير استثناء للجاهل ومن ذلك قوله:"من لم يعتقد وجوب الصلوات الخمس، والزكاة المفروضة، وصيام شهر رمضان، وحج البيت العتيق، ولا يحرم ما حرم الله ورسوله من الفواحش والظلم والشرك والإفك: فهو كافر مرتد يستتاب، فإن تاب وإلا قتل باتفاق أئمة المسلمين، ولا يغني عنه التكلم بالشهادتين" (5).
قالوا فابن تيمية في هذه النصوص أطلق القول بأن من فعل أمور الشرك فهو كافر ولو كان يرى أن الجاهل معذور في مثل هذه المسائل لنص على استثنائه وفي هذا يقول أبو بطين -رحمه الله- معلقا على كلام لابن تيمية فيه الحكم على من دعى الملائكة بالكفر:" فانظر قوله "فهو كافر بإجماع المسلمين" فجزم بكفر من هذه حاله وأنه إجماع المسلمين ولم يقل في هذا الموضع لم يمكن تكفيره ذلك حتى يبين له ما جاء به الرسول وقوله:" فمن جعل وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك يجب قتله"فجزم بكفره قبل الاستتابة" (6).
وهم لما قرروا أن ابن تيمية يفرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية أرادوا أن يبينوا الفرق بينهما عنده فقرروا أن المسائل الظاهرة هي: المسائل المعلومة من الدين بالضرورة والمسائل الجلية الظاهرة التي يتناقلها كل المسلمين وقد مثّل أبو العلا الراشد لها فذكر مسائل الألوهية وترك الشرك كالاستغاثة بالقبور وغيرها وكالشرائع الظاهرة كالصلوات الخمس والزكاة والحج وما استفاض حكمه (7).
وقرروا أن المسائل الخفية هي: المسائل غير المعلومة من الدين بالضرورة لخفائها وعدم انتشارها ومثل لها أبو العلا بمسائل الأسماء والصفات التي وقع فيها الخلاف بين المسلمين كالاستواء والرؤية وكالخلاف في مسألة الإيمان .. (8).
والنتيجة الضرورية لهذا التقرير أن ابن تيمية لا يعذر المستغيث بالقبور بالجهل وأن كل من استغاث بالقبور كافر كفرا أكبر ولا يعذر بجهله؛ لأنه خالف في مسألة ظاهرة ولا يستثنى من ذلك إلا حديث العهد بالكفر أو من كان يعيش في مكان بعيد عن ديار المسلمين كما قالوا.
ونتيجة لهذا فقد نصوا على أن قاعدة التفريق بين حكم القول وحكم القائل خاصة بالمخالف في المسائل الخفية فقط وأما المسائل الظاهرة فلا تنطبق عليها هذه القاعدة وفي هذا يقول الشيخ ابن سحمان وغيره في معرض ردهم على بعض المخالفين:"وأما قوله: نقول بأن القول كفر، ولا نحكم بكفر القائل; فإطلاق هذا جهل صرف؛ لأن هذه العبارة لا تنطبق إلا على المعين، ومسألة تكفير المعين مسألة معروفة، إذا قال قولا يكون القول به كفرا، فيقال: من قال بهذا القول فهو كافر، لكن الشخص المعين، إذا قال ذلك لا يحكم بكفره، حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها.
وهذا في المسائل الخفية، التي قد يخفى دليلها على بعض الناس، كما في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك مما قاله أهل الأهواء، فإن بعض أقوالهم تتضمن أمورا كفرية، من رد أدلة الكتاب والسنة المتواترة، فيكون القول المتضمن لرد بعض النصوص كفرا، ولا يحكم على قائله بالكفر، لاحتمال وجود مانع كالجهل"الدرر (10/ 432).
ومما ينبغي أن ينبه عليه هنا هو أن تقرير المانعين من الإعذار بالجهل في الاستغاثة بالقبور قد اختلفت عباراتهم في تحديد المناط الذي تسبب في المنع فمنهم من قرره بناءً على أن الاستغاثة تعتبر من المسائل الظاهرة في دين الله تعالى والمسائل الظاهرة لا يعذر فيها بالجهل ومنهم من قرره بناءً على أن العلم بحكم هذه المسألة قد انتشر بعد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وبلغ حكمها الناس، فلا يقبل قول من قال إنه يجهل حكمها وهذا التقرير يدل عليه بعض عبارات الشيخ عبد اللطيف وكذلك قرر هذا التقرير بعض المعاصرين فقال: إن وسائل العلم قد انتشرت في هذا العصر، فلا يبقى لأحد عذر في الجهل بحكم هذه المسألة؛ لأنه يمكنه أن يسأل من شاء من العلماء.
ونتيجة كلا التقريرين واحدة وهي أن الجاهل الذي يستغيث بالقبر في هذا العصر لا يعذر بجهله بل يكون كافرا بفعله ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا القول (التفريق بين المسائل الظاهرة والخفية في الإعذار بالجهل) غير صحيح في نفسه وغير صحيح في نسبته إلى ابن تيمية ويدل على هذا التقرير عدة أمور منها:
الأمر الأول: أن ابن تيمية نص على العذر بالجهل في مسألة الاستغاثة بعينها كما سبق نقل كلامه في البحث السابق مفصلا وكلامه في العذر بالجهل فيها صريح جدا فكيف يحق لنا بعد هذه الصراحة أن نقول إنه لا يعذر فيها بالجهل؟! وها هو ابن تيمية يسأل عمن استغاث بالقبور مع وجود علماء يفتونه فيقول:" وهذا الشرك إذا قامت على الإنسان الحجة فيه ولم ينته وجب قتله كقتل أمثاله من المشركين ولم يدفن في مقابر المسلمين ولم يصلَّ عليه وأما إذا كان جاهلا لم يبلغه العلم ولم يعرف حقيقة الشرك الذي قاتل عليه النبي صلى الله عليه وسلم المشركين فإنه لا يحكم بكفره ولا سيما وقد كثر هذا الشرك في المنتسبين إلى الإسلام ومن اعتقد مثل هذا قربة وطاعة فإنه ضال باتفاق المسلمين وهو بعد قيام الحجة كافر" (9) فهو في هذا السؤال لم يُسأل عمن هو حديث عهد بكفر أو غيره وإنما سئل عن أناس يعيشون في بلاد المسلمين ولهم علماء يفتونهم –كما هو الحال في عصرنا وغيره من العصور- ومع هذا يجيب بمثل هذا الجواب الصريح في الإعذار بالجهل في مسألة الاستغاثة بالقبور.
فكيف يصح أن نخالف هذا القول الصريح وغيره من الأقوال في الإعذار بالجهل في الاستغاثة بالقبور بناء على ما فهمناه من كلامه العام المطلق؟! وكل أحد يعلم أنه إذا أراد أن يحرر قول عالم ما فإنه سيعتمد أولا على أقواله الخاصة الصريحة في المسألة مع ملاحظة أصوله الكلية أما أن تترك أقواله الصريحة في المسألة المعينة، ويعتمد في تحرير قوله على أقوال أخرى عامة فهذا غير صحيح.
الأمر الثاني: أن المسائل التي نصوا على اندراجها في المسائل الظاهرة والتي لا يعذر ابن تيمية فيها بالجهل في قولهم قد نص ابن تيمية في مواطن أخرى بالعذر فيها بالجهل فقد نص على أن الصلاة والزكاة والحج لا يكفر الإنسان بتركها إلا إذا كان عالما بحكمها وفي هذا يقول:"لكن من الناس من يكون جاهلا ببعض هذه الأحكام جهلا يعذر به فلا يحكم بكفر أحد حتى تقوم عليه الحجة من جهة بلاغ الرسالة كما قال تعالى: "لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل". [النساء:165] وقال تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا". [الإسراء:15] ولهذا لو أسلم رجل ولم يعلم أن الصلاة واجبة عليه أو لم يعلم أن الخمر يحرم لم يكفر بعدم اعتقاد إيجاب هذا وتحريم هذا بل ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية" (10) ويقول أيضا:"وأما "الفرائض الأربع" فإذا جحد وجوب شيء منها بعد بلوغ الحجة فهو كافر وكذلك من جحد تحريم شيء من المحرمات الظاهرة المتواتر تحريمها كالفواحش والظلم والكذب والخمر ونحو ذلك وأما من لم تقم عليه الحجة مثل أن يكون حديث عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة لم تبلغه فيها شرائع الإسلام ونحو ذلك أو غلط فظن أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يستثنون من تحريم الخمر كما غلط في ذلك الذين استتابهم عمر وأمثال ذلك فإنهم يستتابون وتقام الحجة عليهم فإن أصروا كفروا حينئذ ولا يحكم بكفرهم قبل ذلك؛ كما لم يحكم الصحابة بكفر قدامة بن مظعون وأصحابه لما غلطوا فيما غلطوا فيه من التأويل" (11).
ومن يتأمل هذا النص يدرك أن المعتبر عند ابن تيمية في انطباق الحكم على المعين هو كونه حين فعل فعله عالما بحكم ما فعل، أما إذا فعل شيئا وهو جاهل بحكمه فإنه لا ينطبق عليه حكم ما فعل ومثّل على ذلك بمن أنكر وجوب الصلوات أو الزكاة، أو اعتقد أن الخمر ليست حراما كما حصل من بعض الصحابة وهذا يدل على أن الحكم ليس خاصا بمن هو حديث عهد بكفر كما قاله بعضهم؛ لأن الصحابة لم يكونوا حدثاء عهد بكفر كما هو معلوم.
وهذا النص من ابن تيمية يدل على عدة أمور مهمة وهي:
1 - أن الجهل والتأويل سواء في الإعذار ولهذا ذكرهما في سياق واحد.
2 - أن الإعذار بالجهل والتأويل ليس خاصا بمن هو حديث عهد بكفر أو نحوه وإنما هو عام لكل من تحقق في الجهل المعتبر والتأويل المعتبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن ابن تيمية لا يكفر الجاهل والمتأول إذا فعلا ما هو كفر أو شرك بل يثبت له الإسلام وهذا فيه رد على من يقول إنه لا يكفره، ولكنه أيضا لم يثبت له الإسلام!! فهل يصح أن يقال إن ابن تيمية لا يثبت الإسلام لأولئك النفر من الصحابة.
ثم يقال: بل نص ابن تيمية على أن الناشئ في بلاد الإسلام لا يكفر في ترك المباني الخمسة إلا إذا علمنا أن الدعوة قد بلغته أما إذا لم نعلم فإنه لا يجوز لنا تكفيره فإنه ذكر حكم من جحد شيئا من المباني الخمسة، وأنه يعذر بجهله ثم قال:"فأما الناشئ بديار المسلمين ممن يُعلم أنه قد بلغته هذه الأحكام فلا يقبل قوله أي: لم أعلم ذلك" شرح العمدة (51) فهذا النص مهم جدا في إثبات أن ابن تيمية لم يكن المعتبر عنده إلا علم الفاعل فلو كان ابن تيمية يرى أن المسائل الظاهرة لا يعذر فيها بالجهل لما قال هنا "ممن يعلم أنه بلغه الحكم" وإنما يقول إنه كافر مطلقا ولا يعذر بالجهل ولكنه لم يقل ذلك!
بل إن ابن تيمية أيضا نص على أن من أنكر معلوما بالتواتر والإجماع لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة في هذا يقول:"وأما من أنكر ما ثبت بالتواتر والإجماع فهو كافر بعد قيام الحجة" الفتاوى (1/ 109) فالمعتبر عنده إذن قيام الحجة سواء كانت المسألة ظاهرة (متواترة) أو مسألة خفية.
فهذه النصوص كلها تدل على أن المعتبر عنده إنما هو بلوغ العلم للفاعل وأن عدم بلوغ العلم قد يكون حتى لمن هو في بلاد المسلمين.
الأمر الثالث: ومما يدل على أن المعتبر عند ابن تيمية هو العلم والجهل بالمسألة لا بنوع المسألة من حيث الظهور والخفاء هو أنه يأتي إلى بعض المكفرات، فيصفها بأن من أظهر الأمور المناقضة للدين وأن حكم فعلها ظاهر عند المسلين كما فعل في أقوال الفلاسفة والجهمية ثم بعد ذلك يعذر الجاهل في هذه المسائل كما وُضح ذلك في الطريق الخامس من البحث السابق فابن تيمية هو الذي حكم عليها بالظهور، وهو الذي حكم عليها بالعذر بالجهل وهذا كله يدل على أن المعتبر عنده إنما هو حال الفاعل من حيث العلم والجهل.
ومما يوضح هذا الوجه هو أن ابن تيمية نص على أن بدعة الجهمية الحلولية بدعة ظاهرة في المناقضة لدين المسلمين وكذلك بدع الرافضة والبدعة المناقضة الغالية لا يمكن أن تكون خفية ومع هذا نص على عدم كفر أعيان الجهمية والرافضة وفي بيان وصفه لبدع الجهمية يقول:" فإن قولهم صريح في مناقضة ما جاءت به الرسل من الكتاب وحقيقة قولهم جحود الصانع ففيه جحود الرب وجحود ما أخبر به عن نفسه على لسان رسله؛ ولهذا قال عبد الله بن المبارك: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية، وقال غير واحد من الأئمة إنهم أكفر من اليهود والنصارى يعنون من هذه الجهة، ولهذا كفروا من يقول: إن القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة، وإن الله ليس على العرش، وإن الله ليس له علم ولا قدرة ولا رحمة ولا غضب ونحو ذلك من صفاته" الفتاوى (12/ 485).
ثم هو نفسه ينص على أن أعيانهم لا يكفرون لجهلهم وفي هذا يقول:"كنت أقول للجهمية من الحلولية و النفاة -الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لما وقعت محنتهم- أنا لو وافقتكم كنت كافرا؛ لأني أعلم أن قولكم كفر، و أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال، وكان هذا خطابا لعلمائهم و قضاتهم و شيوخهم وأمرائهم، و أصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح و المعقول الصريح الموافق له وكان هذا خطابنا" الرد على البكري (1/ 381).
وهذا النص من ابن تيمية يدل على أمور مهمة منها: أن التأويل والجهل بابهما واحد في الإعذار وذلك أن التأويل في الحقيقة جهل بحقيقة حكم الله تعالى في المسألة المعينة وهذا يرد على من ينسب إلى ابن تيمية التفريق بين العوام والعلماء، سواء من الرافضة أو القبوريين.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل وينقل ابن تيمية عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أنه لم يكن يحكم على أعيان الجهمية بالتكفير مع أن بدعتهم ظاهرة وفي هذا يقول:"طائفة تحكي عن أحمد في تكفير أهل البدع روايتين مطلقا ...... وإنما كان يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته؛ لأن مناقضة أقوالهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرة بينة؛ ولأن حقيقة قولهم تعطيل الخالق، وكان قد ابتلي بهم حتى عرف حقيقة أمرهم، وأنه يدور على التعطيل وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة لكن ما كان يكفر أعيانهم فإن الذي يدعو إلى القول أعظم من الذي يقول به والذي يعاقب مخالفه أعظم من الذي يدعو فقط والذي يكفر مخالفه أعظم من الذي يعاقبه ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية: إن القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة وغير ذلك. ويدعون الناس إلى ذلك، ويمتحنونهم ويعاقبونهم إذا لم يجيبوهم ويكفرون من لم يجبهم. حتى إنهم كانوا إذا أمسكوا الأسير لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية: إن القرآن مخلوق وغير ذلك. ولا يولون متوليا ولا يعطون رزقا من بيت المال إلا لمن يقول ذلك، ومع هذا فالإمام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم؛ لعلمه بأنهم لم يُبين لهم أنهم مكذبون للرسول، ولا جاحدون لما جاء به، ولكن تأولوا فأخطأوا، وقلدوا من قال لهم ذلك". الفتاوى (23/ 346 – 349).
الأمر الرابع: أن الظهور والخفاء من الأمور النسبية التي تختلف من إنسان إلى آخر عند ابن تيمية وفي هذا يقول:"كون العلم بديهيا أو نظريا هو من الأمور النسبية الإضافية مثل كون القضية يقينية أو ظنية إذ قد يتيقن زيد ما يظنه عمرو وقد يبده زيدا من المعاني ما لا يعرفه غيره إلا بالنظر وقد يكون حسيا لزيد من العلوم ما هو خبري عند عمرو.
وإن كان كثير من الناس يحسب أن كون العلم المعين ضروريا أو كسبيا أو بديهيا أو نظريا هو من الأمور اللازمة له بحيث يشترك في ذلك جميع الناس، وهذا غلط عظيم وهو مخالف للواقع.
فإن من رأى الأمور الموجودة في مكانه وزمانه كانت عنده من الحسيات المشاهدات وهي عند من علمها بالتواتر من المتواترات وقد يكون بعض الناس إنما علمها بخبر ظني فتكون عنده من باب الظنيات فإن لم يسمعها فهي عنده من المجهولات وكذلك العقليات فإن الناس يتفاوتون في الإدراك تفاوتا لا يكاد ينضبط طرفاه ولبعضهم من العلم البديهي عنده والضروري ما ينفيه غيره أو يشك فيه وهذا بين في التصورات والتصديقات" (12).
ومعنى هذا الأصل أنه ليس كل ما كان ظاهرا عند جماعة من الناس يلزم أن يكون ظاهرا عند كل الناس وأنه ليس كل ما كان ظاهرا في مكان ما يلزم أن يكون ظاهرا في كل مكان وأنه ليس كل ما كان ظاهرا في زمان ما يلزم أن يكون ظاهرا في كل زمان فإذا كان وجوب الصلاة ظاهرا في أرض ما أو عند طائفة ما فإنه لا يلزم أن يكون ظاهرا عند كل أحد ممن هو داخل في دائرة الإسلام أو في كل زمان كذلك وإذا كانت حرمة الاستغاثة بالقبور وكونها من الشرك ظاهرة عند جماعة من الناس بحيث لا يشك فيها أحد منهم فإنه لا يلزم أن يكون حكمها ظاهرا عند كل الناس أو في كل زمان أو مكان في هذا يقول ابن تيمية أيضا:"وكون المسألة قطعية أو ظنية هو من الأمور الإضافية، وقد تكون المسألة عند رجل قطعية لظهور الدليل القاطع له كمن سمع النص من الرسول صلى الله عليه وسلم وتيقن مراده منه وعند رجل لا تكون ظنية فضلا عن أن تكون قطعية لعدم بلوغ النص إياه، أو لعدم ثبوته عنده، أو لعدم تمكنه من العلم بدلالته" الفتاوى (23/ 347).
وقد استعمل ابن تيمية هذا الأصل في بناء كثير من أقواله في التكفير وغيره ومن كلامه المهم في هذا الأصل قوله:"وقد ينكر أحد القائلين على القائل الآخر قوله إنكارا يجعله كافرا أو مبتدعا فاسقا يستحق الهجر وإن لم يستحق ذلك وهو أيضا اجتهاد وقد يكون ذلك التغليظ صحيحا في بعض الأشخاص أو بعض الأحوال لظهور السنة التي يكفر من خالفها؛ ولما في القول الآخر من المفسدة الذي يبدع قائله؛ فهذه أمور ينبغي أن يعرفها العاقل؛ فإن القول الصدق إذا قيل: فإن صفته الثبوتية اللازمة أن يكون مطابقا للمخبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما كونه عند المستمع معلوما أو مظنونا أو مجهولا أو قطعيا أو ظنيا أو يجب قبوله أو يحرم أو يكفر جاحده أو لا يكفر؛ فهذه أحكام عملية تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال. فإذا رأيت إماما قد غلّظ على قائل مقالته أو كفره فيها فلا يعتبر هذا حكما عاما في كل من قالها، إلا إذا حصل فيه الشرط الذي يستحق به التغليظ عليه والتكفير له؛ فإن من جحد شيئا من الشرائع الظاهرة، وكان حديث العهد بالإسلام، أو ناشئا ببلد جهل لا يكفر حتى تبلغه الحجة النبوية. وكذلك العكس إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت؛ لعدم بلوغ الحجة له؛ فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول" (13) فهذا النص مهم في هذه المسألة من جهة أنه اعتبر النسبية في حصول العلم ومرادفاته ومن جهة أنه بين المناط الحقيقي في تعلق الحكم وهو بلوغ الحجة فكل من بلغته الحجة البلوغ المعتبر فإن حكم الفعل ينطبق عليه ولو كان حديث عهد بكفر وكل من لم تبلغه الحجة -التي يرتفع بها وصف الجهالة - فإنه حكم الفعل لا ينطبق عليه ولو كان يعيش في بلاد المسلمين.
وهذا الأصل اعتمد عليه ابن تيمية كثيرا في تقرير كثير من أقواله وفي نقض كثير من أقوال الفلاسفة والمتكلمين وغيرهم ولهذا تراه يكرر ذكره في مواطن كثيرة وكثيرا ما كان يكرر ابن تيمية أن الأمور المعلومة من الدين بالضرورة من الأمور النسبية التي تختلف من شخص لآخر ومن ذلك قوله:"كون الشيء معلوما من الدين ضرورة أمر إضافي فحديث العهد بالإسلام ومن نشأ ببادية بعيدة قد لا يعلم هذا بالكلية فضلا عن كونه يعلمه بالضرورة وكثير من العلماء يعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد للسهو وقضى بالدية على العاقلة وقضى أن الولد للفراش، وغير ذلك مما يعلمه الخاصة بالضرورة وأكثر الناس لا يعلمه ألبتة" الفتاوى (13/ 118).
وقد بين ابن تيمية مستنده في هذا الأصل، وهو أن أوصاف الإدراك كالعلم والجهل واليقين والظن والظهور والخفاء ليست أوصافا قائمة بالأشياء، بحيث تكون ملازمة لها لا تنفك عنها وإنما هي أوصاف قائمة بالأنفس عن الأشياء وما يقوم بالأنفس عن الأشياء يختلف باختلاف أحوال تلك الأنفس فقد يكون الشيء ضروريا عن عمرو لقيام الأسباب التي تجعله كذلك عنده ولكنه يكون مظنونا عند زيد لقيام الأسباب التي تجعله كذلك عنده.
وهذا التقرير من ابن تيمية ليس فيه التسليم بالنسبية الذاتية التي يقول بها السوفسطائية والتي تقتضي الحكم على كل الأقوال بالصحة وعدم البطلان وإنما فيها اعتبار لأحوال الأنفس وطبيعة الأوصاف المتعلقة بالإدراك.
وبيان ذلك أن يقال: إن الأوصاف المتعلقة بالإدراك كالعلم والجهل مثلا فيها جانبان مهمان وابن تيمية يفرق بينهما تماما هما:
الجانب الأول: ما يقوم بالنفس وهذا يسمى الجانب الذاتي.
والجانب الثاني: التطابق بين ما يقوم في النفس وبين الواقع وهذا يسمى الجانب الموضوعي فالحكم على الجانب الأول بالنسبية (النسبية الذاتية) لا يلزم منه القول بالنسبية في الجانب الثاني (النسبية الموضوعية) بمعنى أن القول بأن العلم بالشيء يختلف من إنسان إلى آخر لا يلزم منه أن قول كل منهما مطابق للواقع بل قد يكون قول أحدهما مطابقا للواقع، والآخر ليس كذلك فهناك فرق بين ما يقوم بالنفس عن الشيء وبين كونه مطابقا للواقع أو يقال هناك فرق بين إثبات النسبية الذاتية وبين إثبات النسبية الموضوعية وأن إثبات النسبية الذاتية لا يلزم منه إثبات النوع الآخر منها وهو النسبية الموضوعية.
وأصل الإشكال عند السوفسطائية هو أنهم لم يفرقوا بين النوعين فجعلوا كل ما ينطبق على النسبية الذاتية منطبقا على النسبية الموضوعية بمعنى أنهم جعلوا كل ما يقوم بالنفس هو في الواقع كذلك ولهذا فقد نفوا أن يكون بعض الأقوال صحيحة وبعضها خاطئا ولا يرتفع ذلك الإشكال إلا بالتفريق بينهما وهو ما فعله ابن تيمية ومن لم يدرك هذا التفريق فإنه سينسب ابن تيمية إلى السوفسطائية كما فعل ذلك علي سامي النشار فإنه قرر أن ابن تيمية يقول بقول السوفسطائية بدليل أنه قال بالنسبية ولم يتفطن أن قول ابن تيمية يختلف عن قولهم من جهة التفريق بين النسبيتين كما سبق بيانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتحصل من كل ما سبق أن ابن تيمية يرى أن كون المسألة ظاهرة عند بعض الناس لا يلزم منه أن تكون ظاهرة عند كل أحد سواهم ولا يعني هذا أنه لا يصح أن يحكم على مسألة ما بأنها ظاهرة أو متواترة ولكننا إذا حكمنا عليها بذلك لا يصح أن نعتقد أن هذا هو حكمها عند كل الناس وإنما لا بد أن تعتبر أحوال الناس المختلفة التي تستلزم انتفاء ذلك الوصف إما بعد عن مواطن العلم، أو تأويل فاسد أو نحو ذلك.
الوجه الخامس: أن النصوص التي اعتمدوا عليها من كلام ابن تيمية لا تدل على ما فهموه منها بل هي متراوحة بين عدم الوضوح والاستقامة في الدلالة وبين الظهور في عدم الدلالة أصلا وبيان ذلك كما يلي:
أما النص الأول: وهو قول ابن تيمية:"وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال: إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها؛ لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة من المسلمين أنها من دين المسلمين بل اليهود والنصارى يعلمون: أن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث بها وكفر مخالفها؛ مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك؛ فإن هذا أظهر شعائر الإسلام، ومثل أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس، ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك. ثم تجد كثيرا من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين" (14).
فهذا النص لا يدل على التفريق يبين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية في العذر بالجهل ولا يصح أن يؤخذ منه ذلك وذلك لأمرين:
الأمر الأول: أن من يتأمل سياق النص يدرك أن ابن تيمية لم يقل هذا القول ليثبت التفريق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية في أصل الإعذار بالجهل ولم يقله ليحقق الحكم على أعيان أئمة المتكلمين وإنما قاله في سياق وصفه لحال أهل البدع والكلام من جهة الوقوع في المخالفات الشرعية الكبيرة فذكر أنه ما من إمام من أئمتهم إلا وله قول يكفر به وهذا الوصف يذكره ابن تيمية في مواطن متعددة من كتبه ثم ذكر أن هذه الكفريات التي وقع فيها أئمة الكلام ليست من الأمور الخفية فإنها لو كانت في هذه الأمور لهان الأمر ولقلنا إنهم معذورون في عدم الوصول إلى حكمها، ولكن تلك الكفريات تكون في أمور ظاهرة يعلم كل أحد أنها مخالفة لدين الله تعالى حتى اليهود والنصارى! فهو يريد أن يصف حال هؤلاء الأئمة فقط وليس هو في معرض تقسيمه للمسائل ولا في معرض تحديد سبب حكمه على هؤلاء وإنما يريد أن يبين فضل حال أهل السنة على حال هؤلاء وهذا ما يدل عليه سياق كلامه وهو كما يلي:"وأيضا المخالفون لأهل الحديث هم مظنة فساد الأعمال: إما عن سوء عقيدة ونفاق، وإما عن مرض في القلب وضعف إيمان. ففيهم من ترك الواجبات واعتداء الحدود والاستخفاف بالحقوق وقسوة القلب ما هو ظاهر لكل أحد، وعامة شيوخهم يرمون بالعظائم، وإن كان فيهم من هو معروف بزهد وعبادة، ففي زهد بعض العامة من أهل السنة وعبادته ما هو أرجح مما هو فيه ... وأيضا فإنه لا يعرف من أهل الكلام أحد إلا وله في الإسلام مقالة يُكَفر قائلها عموم المسلمين حتى أصحابه وفي التعميم ما يغني عن التعيين فأي فريق أحق بالحشو والضلال من هؤلاء؟.
وذلك يقتضي وجود الردة فيهم كما يوجد النفاق فيهم كثيرا وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال: إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها؛ لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة من المسلمين أنها من دين المسلمين؛ بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث بها وكفر مخالفها؛ مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك؛ فإن هذا أظهر شعائر الإسلام ومثل أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها، ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس، ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تجد كثيرا من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين وإن كانوا قد يتوبون من ذلك ويعودون إلى الإسلام "فابن تيمية هنا لا يريد أن يقول إن المسائل الظاهرة لا يعذر فيها بالجهل، ولا يريد أن يقول إن سبب ارتداد هؤلاء هو لأنهم خالفوا في تلك المسائل الظاهرة فقط لا يريد أن يقرر هذا كله وإنما يريد أن يصف حالهم ومخالفتهم لدين الله تعالى أما الحكم عليهم وتحقيق السبب في ارتدادهم فهو ليس من قصده هنا ولا يدل عليه سياق كلامه وعليه فلا يصح أن نأخذ منه قاعدة في التفريق يبن المسائل الظاهرة والمسائل الخفية كما فعل من فهم ذلك ونترك كلامه الآخر الصريح في المسألة.
وهذا الوصف للمتكلمين ذكره ابن تيمية في مواطن أخرى من كتبه ومن أصرحها قوله:" فإن نفاة كونه على العرش لا يعرف فيهم إلا من هو مأبون في عقله ودينه عند الأمة وإن كان قد تاب من ذلك بل غالبهم أو عامتهم حصل منهم نوع ردة عن الإسلام وإن كان منهم من عاد إلى الإسلام كما ارتد عنه قديما شيخهم الأول الجهم بن صفوان، وبقي أربعين يوما شاكا في ربه لا يقر بوجوده ولا يعبده وهذه ردة باتفاق المسلمين وكذلك ارتد هذا الرازي حين أمر بالشرك وعبادة الكواكب والأصنام، وصنف في ذلك كتابه المشهور وله غير ذلك بل من هو أجل منه من هؤلاء بقي مدة شاكا في ربه غير مقر بوجوده مدة حتى آمن بعد ذلك، وهذا كثير غالب فيهم". بيان تلبيس الجهمية (3/ 472).
فهذا النص ذكره ابن تيمية في سياق وصف حال المتكلمين وليس في تحقيق السبب الذي ارتدوا به.
الأمر الثاني: أن يقال: مع التسليم بأن ابن تيمية قد حكم على أعيان المتكلمين الذين ذكرهم هنا بالكفر فهو لم يحكم عليهم لأنه لا يعذر بالجهل في مثل هذه المسائل وإنما حكم عليهم لأن من كان في مثل من الاطلاع على تفاصيل النصوص وكلام أهل العلم مما لا يُتصور معه جهل بمثل هذه القضايا فهذا حالهم لا يعذر بالجهل فيها أو أنه قد ظهر له أن الشروط قد توفرت فيهم والموانع قد انتفت عنهم ومن كان كذلك فإنه يصح أن يكفر بعينه ولهذا كفرهم فهو إنما كفرهم لأنهم قد توفرت فيهم الشروط، وانتفت الموانع عنده لا لأنه لا يعذر بالجهل مطلقا في هذه المسائل.
وهذا الأسلوب استعمله ابن تيمية في تفقهه في كلام الإمام أحمد فإنه روي عنه أنه قال:" من قال القرآن مخلوق فهو كافر"ومع ذلك ظهر من أقواله أنه لم يكفر كل أعيان الجهمية ونُقل عنه ما يقتضي كفر بعض أعيانهم فحمل كلامه في تكفير الأعيان على أن من كفره الإمام بعينه فهو إنما كفره لأنه توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع ولم يأخذ منه أن الإمام أحمد لا يعذر المعين في القول بخلق القرآن فقد قال ابن تيمية بعدما قرر أن الإمام أحمد لم يكفر أعيان الجهمية:"وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفر به قوما معينين، فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان ففيه نظر، أو يحمل الأمر على التفصيل. فيقال: من كفره بعينه؛ فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير وانتفت موانعه"الفتاوى (12/ 489).
وقد أجاب بعض الناظرين في هذا بجواب آخر فذكر أن كلام ابن تيمية هذا محمول على التعميم في الحكم لا على التعيين فكلامه إنما هو في الحكم المطلق لا في حكم المعين واستند في ذلك على قوله:"وفي التعميم ما يغني عن التعيين"ففهم من هذا أن النص يقتضي التكفير في المسائل الظاهرة، ولكنه يحمل على حالة الإطلاق وهذا ما ذكره الشريف هزاع في كتابه (العذر بالجهل 137).
ولكن هذا التخريج غير صحيح لأمور:
1 - أن هذا النص ليس في مسألة الإعذار أصلا وإنما هو وصف حال رؤوس أهل البدع كما سبق في الوجه الأول.
2 - أن قوله:"وفي التعميم ما يغني عن التعيين"لم يقصد به ما ذكره ذلك المخرج وإنما قصد ابن تيمية بذلك أنه لما أطلق القول بأنه ما من إمام من أئمة أهل الكلام إلا وله قول يكفر به أراد ألا يذكر أعيان هؤلاء الناس وأسماءهم فقال وفي إطلاق القول في ذلك ما يغني عن تحديد أعيان الذين وقعوا في الكفريات وهذا ما يظهر من سياق كلامه.
3 - أن ابن تيمية قد عين في هذا النص، فذكر الجهم بن صفوان والرازي.
وأما النص الثاني: وهو قوله:"وفي الحقيقة فكل رد لخبر الله أو أمره فهو كفر دق أو جل لكن قد يعفى عما خفيت فيه طرق العلم وكان أمرا يسيرا في الفروع بخلاف ما ظهر أمره وكان من دعائم الدين من الأخبار والأوامر".
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو لا يدل على ما فهم منه أيضا بل الاعتماد عليه في نسبة التفريق يبن المسائل الظاهرة والخفية إلى ابن تيمية فيه إشكال كبير وذلك من وجوه:
1 - أن هذا النص لا يوجد في الموطن الذي أضيف إليه فقد نُسب هذا النص إلى شرح عمدة الفقه لابن تيمية عند كلامه على حكم تارك الصلاة كما ذكر ذلك أبو بطين فقد قال:" وقد قال رحمه الله – ابن تيمية - في "شرح العمدة" لما تكلم في كفر تارك الصلاة" وعند الرجوع إلى هذا الموطن نجد أن ابن تيمية لم يذكر هذا النص وقد استعنت ببرامج البحث فلم تخرج لي نتيجة تثبت وجوده في كلام ابن تيمية وهذا الحال يوجب عدم الجزم بنسبة هذا النص إلى ابن تيمية.
ثم يقال: كيف يصح أن أترك النصوص الواضحة في السياق واللحاق، إلى نص لا يُعرف سياقه ولحاقه؟!، وليس في هذا تشكيك في فهم أهل العلم لهذا النص، فإن الداعي لقول هذا الكلام أننا وجدنا نصوصاً صريحة لابن تيمية بخلاف هذا التقرير فلا يصح لي في البحث العلمي أن أتركها متعمداً على نص لا يمكنني معرفة ما يحتف به من أمور.
2 - أن هذا النص غير كامل في دلالته بل هو ناقص في آخره وقد أكمله أبو بطين فقال:"يعني: فإنه لا يقال قد يعفى عنه" وهذا الإكمال لا دليل عليه فلماذا لا يكون الإكمال هو "بخلاف ما ظهر أمره وكان من دعائم الدين من الأخبار والأوامر فإنه لا يعذر فيه إلا من علمنا جهله"أو يكون الإكمال:"فإنه لا يعذر فيها كل من ادعى الجهل بها بل لا بد أن يحتاط فيها"أو نحو ذلك من العبارات التي تدل على الإعذار فما الذي يرجح ذلك الإكمال على هذا الإكمال؟!.
3 - أن هذا النص لا يدل على تمام ما فهموا منه بل هو مخالف لما فهموه منه وبيان ذلك: أن هذا النص قرر أن الإعذار إنما يكون في ما خفي أمره، وكان أمرا يسيرا في الفروع والمسائل الخفية عندهم ليست هي ما كان يسيرا في الفروع وإنما هي أوسع من ذلك فقد أدخلوا فيها البدع الواقعة في الصفات كالاستواء والرؤية وبدع المرجئة والخوارج فهل هذه البدع من الأمور اليسيرة في الفروع حتى يقال إن هذا النص دل على الإعذار فيها بالجهل؟! فلو أخذ هذا النص بعمومه لدل على خلاف تقرير من يستند عليه في فهم كلام ابن تيمية، لأنه يلزم من استند عليه أن ينسب لابن تيمية أنه لا يعذر مطلقاً حتى في مسائل الرؤية ونحوها من مسائل الصفات.
4 - أن يقال: على فرض أنه من كلام ابن تيمية وأنه يدل على التكفير في المسائل الظاهرة فإنه ليس في الأعيان وإنما هو من النصوص التي فيها الكلام على التكفير بالإطلاق التي هي في الحقيقة بيان لحكم في الفعل في الشرع لا لبيان حكم كل فاعل.
وأما النص الثالث: وهو قوله:" لفظ التوسل قد يراد به ثلاثة أمور يراد به أمران متفق عليهما بين المسلمين: - أحدهما هو أصل الإيمان والإسلام وهو التوسل بالإيمان به وبطاعته والثاني دعاؤه وشفاعته وهذا أيضا نافع يتوسل به من دعا له وشفع فيه باتفاق المسلمين.
ومن أنكر التوسل به بأحد هذين المعنيين فهو كافر مرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتدا ولكن التوسل بالإيمان به وبطاعته هو أصل الدين وهذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام للخاصة والعامة فمن أنكر هذا المعنى فكفره ظاهر للخاصة والعامة وأما دعاؤه وشفاعته وانتفاع المسلمين بذلك فمن أنكره فهو أيضا كافر لكن هذا أخفى من الأول فمن أنكره عن جهل عرف ذلك؛ فإن أصر على إنكاره فهو مرتد" الفتاوى (1/ 153).
فهذا النص لا يصح الاعتماد عليه أيضا؛ لأنه ليس فيه تقسيم لمسائل التوسل إلى مسائل ظاهرة ومسائل خفية وإنما فيه أن أنواع التوسل متفاوتة فبعضها ظاهرة وبعضها أخفى منها وهناك فرق بين الخفي والأخفى فابن تيمية لا يقول إن النوع الثاني من التوسل من المسائل الخفية في دين الله تعالى وإنما يقول إنه أخفى من النوع الأول وكون الشيء أخفى من غيره لا يعني أنه خفي في نفس الأمر وهذا هو ما يقتضيه أسلوب المفاضلة في العربية فإنك تقول زيد قوي ثم تقول بعد ذلك ولكن صالحا أضعف منه فهذا القول ليس فيه إثبات الضعف لصالح وإنما فيه إثبات أن قوته أقل من قوة زيد فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكذلك كلام ابن تيمية هنا فهو لا يثبت الظهور لنوع وينفيه عن نوع آخر ويثبت له الخفاء وإنما يثبت الظهور لنوع ويثبت للنوع الآخر ظهورا أقل منه وعلى هذا: فهذا النص في الحقيقة يدل على العذر بالجهل في المسائل الظاهرة لا العكس كما فهم من فهم ولكننا لا نريد أن نعتمد عليه في هذه المسألة؛ لأن ثمة نصوصا أخرى أوضح منه وأصرح في العذر بالجهل.
وأما النص الرابع: وهو الذي أطلق فيه ابن تيمية بأن من فعل كذا فهو كافر أو مرتد أو مشرك من غير استثناء للجاهل ومن ذلك قوله:"من لم يعتقد وجوب الصلوات الخمس، والزكاة المفروضة، وصيام شهر رمضان، وحج البيت العتيق، ولا يحرم ما حرم الله ورسوله من الفواحش والظلم والشرك والإفك: فهو كافر مرتد يستتاب، فإن تاب وإلا قتل باتفاق أئمة المسلمين، ولا يغني عنه التكلم بالشهادتين" (15).
فهذا النص وغيره من النصوص المشابهة له لا يصح الاعتماد عليها في القول بأن المعين لا يعذر بالجهل في المسائل الظاهرة؛ لأن هذه النصوص إنما هي في حالة الإطلاق والتعميم لا في حالة الكلام على المعين وما كان من هذا القبيل من النصوص فإنه لا يذكر فيه الشروط ولا الموانع؛ لأنه في الحقيقة بيان لحكم الفعل في الشرع من غير نظر إلى ما يتعلق بفاعله وحكم الفعل في الشرع لا ينظر فيه إلى الأوصاف التي تحقق مقتضاها في المعين وإنما ينظر فيه في الأوصاف التي تؤثر في حكمه من جهته فقط.
وهذا المعنى ذكره ابن تيمية فقد ذكر لبعضهم:"أن ما نُقل لهم عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضا حق، لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين وهذه أول مسألة تنازعت فيها الأمة من مسائل الأصول الكبار وهي مسألة"الوعيد" فإن نصوص القرآن في الوعيد مطلقة كقوله: "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما". [النساء:10] الآية وكذلك سائر ما ورد: من فعل كذا فله كذا. فإن هذه مطلقة عامة. وهي بمنزلة قول من قال من السلف من قال كذا: فهو كذا. ثم الشخص المعين يلتغي حكم الوعيد فيه: بتوبة أو حسنات ماحية أو مصائب مكفرة أو شفاعة مقبولة" الفتاوى (3/ 230).
وقرر أن هذا هو فعل الأئمة فإن الأئمة قد أطلقوا القول بأن من قال القرآن مخلوق فهو كافر ولم يستثنوا الجاهل ولا غيره ومع هذا فهم لم يكفروا كل واحد ممن قال بذلك القول وفي هذا يقول:"التكفير له شروط وموانع قد تنتقي في حق المعين وإن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة: الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه فإن الإمام أحمد -مثلا- قد باشر "الجهمية" الذين دعوه إلى خلق القرآن ونفي الصفات وامتحنوه وسائر علماء وقته وفتنوا المؤمنين والمؤمنات الذين لم يوافقوهم على التجهم بالضرب والحبس والقتل والعزل عن الولايات وقطع الأرزاق ورد الشهادة وترك تخليصهم من أيدي العدو بحيث كان كثير من أولي الأمر إذ ذاك من الجهمية من الولاة والقضاة وغيرهم: يكفرون كل من لم يكن جهميا موافقا لهم على نفي الصفات مثل القول بخلق القرآن، ويحكمون فيه بحكمهم في الكافر فلا يولونه ولاية، ولا يفتكونه من عدو، ولا يعطونه شيئا من بيت المال، ولا يقبلون له شهادة ولا فتيا ولا رواية ويمتحنون الناس عند الولاية والشهادة والافتكاك من الأسر وغير ذلك فمن أقر بخلق القرآن حكموا له بالإيمان ومن لم يقر به لم يحكموا له بحكم أهل الإيمان ومن كان داعيا إلى غير التجهم قتلوه أو ضربوه وحبسوه ومعلوم أن هذا من أغلظ التجهم فإن الدعاء إلى المقالة أعظم من قولها وإثابة قائلها وعقوبة تاركها أعظم من مجرد الدعاء إليها والعقوبة بالقتل لقائلها أعظم من العقوبة بالضرب.
ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه واستغفر لهم وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم؛ فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية الذين كانوا يقولون: القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة" الفتاوى (12/ 487).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل ذلك كله فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد استعمل هذا الأسلوب أيضا فعن أنس بن مالك قال: "لعن النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها وشاربها وآكل ثمنها". فاللعن هنا لعن مطلق ولم يذكر أنس أنه استثنى أحدا في هذا النص ومع هذا فقد استثنى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة مع أن كلامه مطلق وهذه الأحاديث اعتمد عليها ابن تيمية في بناء القاعدة في التفريق بين حكم الفعل وحكم الفاعل وفي هذا يقول:" ثبت في صحيح البخاري أن رجلا كان يدعى حمارا، وكان يشرب الخمر، وكان يؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه فأتى به إليه مرة فقال رجل لعنة الله ما أكثر ما يؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله". فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعنة هذا المعين الذي كان يكثر شرب الخمر معللا ذلك بأنه يحب الله ورسوله، مع أنه صلى الله عليه وسلم لعن شارب الخمر مطلقا فدل ذلك على أنه يجوز أن يُلعن المطلق، ولا تجوز لعنة المعين الذي يحب الله ورسوله" المنهاج (4/ 569).
ثم قال بعد ذلك:"ولو كان كل ذنب لُعن فاعله يُلعَن المعين الذي فعله لَلُعن جمهور الناس وهذا بمنزلة الوعيد المطلق لا يستلزم ثبوته في حق المعين إلا إذا وجدت شروطه وانتفت موانعه وهكذا اللعن" المنهاج (4/ 573).
فتحصل إذن أن النصوص الشرعية أو النصوص التي نُقلت عن الأئمة وفيها الحكم على الفعل بالكفر أو الحكم على من فعلها بالكفر والردة وحل الدم والمال لا تقتضي الحكم على كل من فعل ذلك الفعل حتى يقال: إن هذه النصوص تقتضي عدم الإعذار بالجهل في هذه الأفعال إذ لو كانت كذلك لكفر الأئمة كل من فعل الفعل الذي أطلقوا التكفير فيه ولعلقوا الوعيد بكل من فعل شيئا من الأمور التي جاءت في نصوص الوعيد؛ لأنها نصوص مطلقة لم تستثن أحدا.
هذا هو حاصل النصوص التي اعتمد عليها من نسب التفريق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية في أصل الإعذار بالجهل إلى ابن تيمية وقد ظهر حالها في الدلالة على ما ذكروا من جهة عدم الانضباط في الدلالة وعدم الوضوح والاستقامة فيها.
وبعد هذا كله ليتأمل الناظر في كلام ابن تيمية ولينظر كم مرة ذكر ابن تيمية مسألة العذر بالجهل وكم مرة استدل عليها وكم مرة قررها وكم مرة ذكر تطبيقات العلماء لها ويلاحظ مع ذلك اختلاف المواطن التي يذكرها فيها والأشخاص الذين طبقها عليهم والمراحل العمرية لابن تيمية والأماكن المختلفة والطرق المتنوعة في عرضه لها ثم هو مع هذا كله لا يذكر ولا في موطن واحد في تأصيله لهذه المسألة التفريق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية أو ينبه على أن التفريق بين الإطلاق والتعيين في التكفير إنما هو في المسائل الخفية فقط وليس في المسائل الظاهرة! فما الذي منع ابن تيمية أن يقول صراحة ولو في موطن واحد من تلك المواطن الكثيرة إن هناك فرقا بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية في مسألة العذر بالجهل؟! أو يقول: إن التفريق بين حكم الفعل وحكم الفاعل إنما هو في المسائل الخفية فقط؟!.
أليس اللائق بابن تيمية أن يقول ذلك؟! وهو ذلك العالم المتمرس على المجادلة والمناظرة والدقيق في التأصيل لمسائل العلم والبارع في بيان أصول الأقوال وحقائقها.
كل هذه الأمور مع ما سبق في المسألة الأولى تؤكد أن حقيقة مذهب ابن تيمية هو أنه لا فرق يبن المسائل الظاهرة والمسائل الخفية في أصل الإعذار بالجهل وأن الإعذار بالجهل يشمل كل المسائل وأن المعتبر عنده إنما هو ما يقوم في نفس الفاعل من العلم والجهل فمن فعل ما فعل وهو عالم بحكم فعله فإنه ينطبق عليه ذلك الحكم إذا انتفت عنه الموانع ولا فرق في ذلك بين حديث العهد بالكفر وبين غيره ومن فعل ما فعل وهو لا يعلم بحكم فعله فإنه لا ينطبق عليه ذلك الحكم ولا فرق في ذلك أيضا بين حديث العهد بالكفر وبين غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه السادس: وهو في الجواب عن قولهم إن الإعذار بالجهل في كلام ابن تيمية محمول على من كان حديث عهد بكفر، أو نشأ في بلاد بعيدة فيقال: إن من يتأمل كلام ابن تيمية يدرك أن العذر بالجهل في مسائل الشرك ليس خاصا بحديث العهد بالكفر، أو بمن كان يعيش في بلاد بعيدة عن العلم بل هو حكم عام في كل من جهل الحكم الشرعي جهلا معتبرا وهذا التقرير يدل عليه عدة أمور منها:
الأمر الأول: صِيَغُ كلام ابن تيمية وعباراته فإن ابن تيمية كثيرا ما يقرر العذر بالجهل ثم يضرب أمثلة على من يعذر بالجهل بمن كان حديث عهد بكفر، أو من كان في بلاد بعيدة وهو إنما ذكر هؤلاء هنا على جهة التمثيل لا على جهة قصر الحكم عليهم وهذا ما يدل عليه ظاهر عباراته فإنه تارة يستعمل كلمة "مثل" وتارة يقول بعد ذكره لحديث العهد بالكفر: "أو نحو ذلك" وهذا يدل على أنه إنما ذكر ما ذكر للتمثيل لا لقصر الحكم عليهم فقط.
فمن يتأمل في جميع النصوص التي يذكر فيها العذر بالجهل يدرك أنه إنما يذكر حديث العهد بالكفر، ومن يعيش في بلاد بعيدة عن العلم للتمثيل فقط وليس لقصر الحكم عليهم فلو كان ابن تيمية يرى أن الحكم مقتصرا عليهم فما الذي منعه من التصريح بذلك مع كثرة كلامه في هذه المسألة.
الأمر الثاني: أنه لو كان يرى أن الحكم خاص بمن ذكر لما استدل بقصة قدامة بن مظعون في الإعذار في مثل المسائل الظاهرة فإنه رضي الله عنه لم يكن حديث عهد بكفر ولا أصحابه فدل هذا على أن ابن تيمية يرى أن الإعذار في مثل تلك المسائل عام لكل من قام به وصف الجهالة الذي يعذر به مثله ولا فرق عنده بين حديث العهد بالكفر، وبين من كان أبواه مسلمين في أصل الإعذار بالجهل.
الوجه السابع: وهو في الجواب على من يقول إنه لا يعذر أحد بالجهل في هذا العصر؛ لتيسُّر سبل العلم وانتشارها فيقال: إن هذا القول اشتمل على خطأ منهجي كبير أكثر ابن تيمية من نقده وبيان الغلط فيه وهذا الخطأ هو: الاستدلال على وجود الشيء بمجرد الإمكان ومعنى هذا: أن بعض الناس حين يريد أن يثبت تحقق وجود الشيء في الخارج لا يذكر من الأدلة إلا ما يفيد أنه أمر ممكن وهذا ما وقع فيه الذين يقولون بأنه لا يعذر أحد بالجهل في مسائل الاستغاثة؛ لأن العلم قد انتشر في هذه الأزمان وذلك أن حقيقة قولهم أنهم حكموا بتحقق العلم عند كل الناس اعتمادا على إمكان العلم فدليلهم الذي استندوا عليه هو إمكان العلم في هذا العصر، أو من بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فلما كان التحصل على العلم ممكناً فإنه لا بد أن يحكم ببلوغه لكل أحد وهذا مكمن الغلط في ذلك التقرير.
ثم يقال: من ذا الذي يستطيع أن يجزم بأن العلم الصحيح الذي يرتفع به العذر قد بلغ كل المسلمين فمن يستطيع أن يقول إن العلم الصحيح قد بلغ إخواننا من العرب والعجم في أفريقيا الذين يستغيثون بالقبور أو بلغ إخواننا في آسيا أو غيرها من أصقاع الأرض؟!.
ثم يقال: إن الإحساس بضرورة طلب العلم إنما تنشأ بعد شعور الإنسان بكون ما هو عليه مخالف للشريعة فبالله عليكم كيف يمكن لمن يفتيه عالم بلده، ومفتي دياره، وخطيب مسجده بأن ما هو عليه عين الصواب، وأنه مبلغه لا محالة إلى الجنة كيف يمكن لمن هذه حاله أن يستشعر ضرورة السؤال، أو يستشعر أن ما هو عليه مخالف لدين الله تعالى أو حتى يقبل ما يخالف ما أفتاه به شيخه الذي وثق به وسلم له أمر دينه.
ولا يصح أن يقال هنا إنه لا يشترط أن يبلغه العلم لأن التوحيد أمر فطري لأنه يقال إن الفطرة لا تعني أن يعرف الإنسان المسلم كل ما هو من أصول التوحيد، وأن يعرف كل ما يخالفه وإنما تعني فقط أن الإنسان مخلوق خلقة تقتضي عبادة الله وحده دون ما سواه وهذا القدر لا يلزم منه أن يعرف الإنسان حكم الاستغاثة بالقبور، وأنها كفر أكبر يخرج من الملة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 02:54]ـ
و أخيراً إبداع لم أذكره في أول الموضوع لأني كنت أظنه حذف ثم وجدته في الموقع و لا أدري هل عدل فيها أم لا زالت على أولها
5 - إتهامهم لأئمة الدعوة بالغلو في التكفير
لدي تساؤل عن التكفير الذي في تاريخ ابن غنام، وابن بشر، وعلاقته بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) دعوة إصلاحية، لكنها ليست معصومة، فالخطأ يقع عند دعاتها في تقرير المسائل، وفي الممارسة العملية أيضا، كغيرها من الدعوات الإصلاحية. لكن من حاكمها إلى زمن ظهورها بإنصاف علم أن خيرها أكثر من شرَها بكثير، وأنها أقرب للحق بمراحل من الواقع الإسلامي في زمنها، وأن أتباعها في باب المعتقد أولى بالسلف من غيرهم (وإن أخطؤوا). ولذلك فإن الثناء عليها لا يعني عصمتها من الخطأ، ولا أن نجمد على آرائها ومواقفها، بل لا بد من التصحيح والتصويب، من غير جور ولا محاولة بخس للحقوق.
والأهم هو أن نحرر مسائل العلم دون تقليد، وأن نعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال، وأن لا نتحزب إلا للكتاب والسنَّة. فإن اضطرتنا الدراسة إلى ذكر صاحب فضل ببيان الخطأ الذي وقع منه فلا نحاول النيل منه، بل يجب أن نزن خطأه بصوابه؛ لكي لا نظلم فضله.
ومشكلتنا من طائفتين في الدعوة النجدية: غلاة فيها (وهم كثيرون في أتباعها)، وغلاة عنها (وهم كثيرون في منافريها)، والفضيلة وسط بين رذيلتين.
أما المنافرون لها فقد كتب عنهم كثيرون، وكنت قد كتبت مقالا عن لون منهم في مقال قديم لي بعنوان (الحجاز والتسامح الديني).
وأما الغلاة فيها من أتباعها فدليل الغلو فيهم هو رفض النقد، وعدم قبول التخطيء، ولو كان بأدب وعلم وإنصاف، وإلا فكم هم من أتباع الشيخ (رحمه الله) قديما وحديثا الذين خطؤوا الشيخ أو مدرسته في بعض الأقوال، ومن منهم كان قد علا صوته مطالبا بضرورة إعادة النظر في بعض الآراء؟! هل يمكن أن تكون بعض آراء شيخ الإسلام ابن تيمية قابلة للنقد (كتسلسل الحوادث وفناء النار وغيرهما)، وكذلك لا يخلو عالم من خطأ، خاصة في العلم الذي أكثر من الخوض فيه، ثم لا يكون للشيخ محمد بن عبد الوهاب أخطاء أسوة بغيره؟ إن كان له أخطاء، فلماذا لا تدرس؟ ولماذا لا ينبه عليها. والأهم: لماذا يصمت أكثر الأتباع عن نقد الشيخ باحترام كغيره من أهل العلم. بل لقد أصبح تخطيء الشيخ عند كثيرين منهم كافيا للاتهام بالبدعة، والخروج عن دائرة أهل السنَّة.
وهنا أذكر أن ادعاء العصمة لغير المعصوم قد لا يعترف بها الذي يعتقدها، لكن إن كان لا يقبل تخطيء الذي يعظمه، فقد وصل حد ادعاء العصمة دون أن يشعر، على حد قول القائل: كل ما خالف قول إمامنا مؤول أو منسوخ!
ويبقى أهل الاعتدال والإنصاف قلة في كل مدرسة وبين أتباع كل إمام، فالإنصاف في الناس (الناس كلهم) عزيز، وهذه دعوة إلى تكثير سواد أهل الإنصاف، لأن الحق الذي نفخر به في دعوة الشيخ سيموت إن لم نحيه بالنقد العلمي البناء.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 10:58]ـ
هداك الله
وأنت رئيس فريق هيئة الجدال بالتي هي أحسن.
عجيب والله!!!!!!!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 11:31]ـ
طبعاً ليس القصد أن كل ما في الموقع على المذهب الأشعري و لو كان كذلك لكن الإنكار أسهل لأنه سيحجب في ظني لو كان أشعرياً خالصاً
لكن يمكن أن الموقع انتهى من سياسة الدعوة و صار يتبع سياسة بناء القاعدة العريضة و الصلبة لإحداث التغيير الذي يريدون لذلك يفتحون الباب لكل من يمكن استخدامه لهذا الغرض بغض النظر عن مذهبه الباطل و عدم إنكارهم عليه
و الله أعلم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 03:38]ـ
اتق الله
(موقع الأشاعرة اليوم)!!
الإنصاف عزيز، والظلم ظلمات يوم القيامة.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 06:56]ـ
جزاك الله خيراً يا أخ عبد الله
لكن بعض الناس الذين يريدون أن يوحدوا كلمة الأمة! لكي تنصبهم خليفة لرسول الله صلى الله عليه و سلم
لما اكتشفوا أن مذهب السلف لا يوحد الأمة إلا على كلمة التوحيد و هذا يصعب عليهم
لجؤوا إلى مذهب الأشاعرة لأنه يوحد الأمة على غير كلمة التوحيد و هذا سهل عندهم
و نصيحتي لمن يقوم بهذا العبث أن يتوقف عنه قبل أن يكون مصيره مصير إمامه في شارع الملكة نازلي و لن ينفعه عند الله أن يسمى بعد أن يودع الإمام الشهيد و لم يحكم صالون حلاقة فضلاً عن خلافة
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 08:32]ـ
جزاك الله خيراً يا أخ عبد الله
لكن بعض الناس الذين يريدون أن يوحدوا كلمة الأمة! لكي تنصبهم خليفة لرسول الله صلى الله عليه و سلم
لما اكتشفوا أن مذهب السلف لا يوحد الأمة إلا على كلمة التوحيد و هذا يصعب عليهم
لجؤوا إلى مذهب الأشاعرة لأنه يوحد الأمة على غير كلمة التوحيد و هذا سهل عندهم
و نصيحتي لمن يقوم بهذا العبث أن يتوقف عنه قبل أن يكون مصيره مصير إمامه في شارع الملكة نازلي و لن ينفعه عند الله أن يسمى بعد أن يودع الإمام الشهيد و لم يحكم صالون حلاقة فضلاً عن خلافة
بارك الله فيك
لكن إن كنت تفهم أن هذا مراد الإخوة في الموقع .. فهذه مشكلة في سوء الفهم بل وسوء الظن
وهي خطيئة تحتاج منك إلى توبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 04:33]ـ
1 - اعتبارهم الأشاعرة و الماتريدية من أهل السنة و لبسوا على أحد علماء أهل السنة و استلوا منه كلاماً وضح فيما بعد أنه فسر خطأ و أن الذي سلم إليه هو حكم التعاون معهم ثم غيروا العنوان إلى أنهم من أهل السنة
فتوى للشيخ عبد الرحمن البراك في الموضوع
هل يوصف الأشاعرة بأنهم من أهل السنة والجماعة فيما وافقوا فيه أهل السنة والجماعة، وليسوا من أهل السنة والجماعة فيما خالفوهم فيه، أي لا ينفى عنهم مطلق الوصف ولا يعطون الوصف المطلق، وكذا غيرها من الجماعات المخالفة للسنة؟
الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أهل السنة والجماعة هم الذين اقتفوا طريق السلف الصالح من الصحابة والتابعين وساروا على نهجهم في جميع أصول الإيمان فيؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويؤمنون بالقدر خيره وشره، ويؤمنون بكل ما يدخل في هذه الأصول مما جاء في الكتاب والسنة، فمن استقام على هذا المنهج فهو من أهل السنة والجماعة، ولا يخرجه من دائرة أهل السنة والجماعة أن يخطئ في بعض المسائل، ومن خالف أهل السنة في بعض هذه الأصول فليس هو من أهل السنة والجماعة ولو وافق في بعض الأصول فلا يقال له من أجل ذلك أنه من أهل السنة في كذا، بل يقال إنه يوافق أهل السنة فإن الموافقة في بعض الأمور لا تصير الرجل من الطائفة التي وافقها في بعض معتقداتها ولو صح هذا لأمكن أن يقال إن المعتزلة من أهل السنة في إقرارهم بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ومن أهل السنة لقولهم بأن الإيمان قول وعمل، وهذا غلط ظاهر ولم يقل بهذا أحد من أهل العلم لكن الأشاعرة هم أقرب إلى أهل السنة من المعتزلة وهم ينتسبون إلى السنة في مقابل المعتزلة، وكيف يكونون من أهل السنة وهم يخالفونهم في باب صفات الله وفي رؤية الله وفي كلام الله وفي الإيمان وفي أفعال العباد وفي الحكمة والأسباب فلا يصح أن يقال إنهم من أهل السنة في كذا وليسوا من أهل السنة في كذا لكن يقال إنهم يوافقون أهل السنة، وهذا الكلام أكثر ما ينطبق على متأخري الأشاعرة، خصوصاً المعاصرين فإنهم أبعد عن مذهب أهل السنة من أكثر المتقدمين كيف وبعض هؤلاء يتصدى لخصومة أهل السنة والتشنيع عليهم وتلقيبهم بالمجسمة والمشبهة كما صنع بعض أسلافهم ومع هذا فلا ينكر ما لبعض العلماء المعدودين من الأشاعرة من آثار حميدة في الدين علماً وعملاً، فرحمهم الله وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خيراً وعفا عنا وعنهم، والله أعلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 04:42]ـ
2 - تسمية من وقع في الشرك مسلماً و عدم رفع اسم الاسلام عنه إذا كان جاهلاً كما هو مذهب أهل السنة بغض النظر عن عدم لحوق اسم الكفر به
3 - نسبة عدم رفع اسم الإسلام عن المشرك الجاهل إلى ابن تيمية بحجة أنه لم يكفره
4 - نسبة عدم رفع اسم الاسلام عن المشرك الجاهل حتى في المسائل الظاهرة إلى ابن تيمية بحجة أنه لم يكفره!
فتوى للشيخ عبد الله بن جبرين حول الموضوع
(17565)
سؤال: نشر بحث بعنوان: (تحرير رأي ابن تيمية في حكم المستغيثين بالقبور) في أحد المواقع الإسلامية، قرر فيه الباحث أن رأي ابن تيمية أن من وقع في الشرك جاهلاً يبقى له حكم الإسلام حتى يُتحقق من حاله ووضعه، فهل هذا رأي ابن تيمية؟ أم رأي مخالفيه الأشاعرة الذين لا يرون التحسين والتقبيح لأفعال العباد إلا بعد قيام الحجة؟ وما حكم نشر هذا البحث؟ وجزاك الله خيراً.
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد ...
نرى أن هذا الكاتب عنده قدرة على البحث والتتبع، وأن ما ذكره قد يكون صحيحًا في أن الجاهل لا يحكم بكفره ولو عمل ما هو شرك أو كفر، حتى يُعلَّم ويبين له أن ما فعله محرم، وإذا أصر على ذلك وعاند حكم بكفره، فيستتاب فإن تاب وإلا قتل، وعومل بعد قتله معاملة الكفار، وأما إذا لم تبلغه الدعوة، ولم يُبين له الحكم، فلا يحكم بكفره، ولكن لا يحكم بإسلامه، حيث يعمل ما ينافي تعاليم الإسلام، ومن مات وهو على هذه الأفعال، إما تقليدًا لمشايخ جهلة، وإما عن جهل رآه وعمل عليه، ومات وهو على ذلك، فحكمه حكم أهل الفترات، وحكم من لم تبلغه الدعوة المتواجدين في أطراف الأرض.
وقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يوصي كل سرية أو جيش بقوله: "وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال: ادعهم إلى الإسلام، فإن هم قبلوه فاقبل منهم وكف عنهم"، فكان لا يقاتل قومًا إلا إذا بلغتهم الدعوة، وقد أغار على بني المصطلق وهم غارّون، ولكن قد قامت عليهم الحجة وبلغتهم الدعوة.
وعلى كل حال فإن كلام ابن تيمية ظاهر في أن من يستغيث بالقبور ويدعوهم مع الله ويصر على ذلك وتقوم عليه الحجة فإنه يحكم بكفره، وأما من يفعل ذلك عن جهل أو تقليد فلا يحكم بإسلامه ولا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة ويزول العذر، ويصر على فعله.
ونرى في هذه الأزمنة أن الحجة قد قامت على الجميع، حيث طبع القرآن وانتشر في أرجاء البلاد، وترجمت معانيه إلى عدة لغات، وترجمت التفاسير وانتشرت كتب التوحيد التي تعتمد الاستدلال بالآيات والأحاديث، ووجدت الإذاعات الفضائيات ومواقع الشبكة العنكبوتية، وفي الإمكان معرفة الحق والصواب، ومن اتبع الباطل تقليدًا للرؤساء ودعاة الضلال فإنهم يقولون يوم القيامة:] رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ [الأعراف:38، ويقولون:] رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ [الأحزاب:67، وأمرهم إلى الله تعالى. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
11/ 11/1429هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 04:48]ـ
5 - إتهامهم لأئمة الدعوة بالغلو
كلمة للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف حول الموضوع
بسم الله الرحمن الرحيم
كم هي الأكاذيب والمفتريات التي ألصقت بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وكم هي الشبهات والأراجيف التي وُصمت بها هذه الدعوة المباركة، وما أكثر المؤلفات التي سوّدها الخصوم في الشناءة بالدعوة وعلمائها، لا سيما الرافضة والصوفية، فلا تكاد تحصى هذه المؤلفات إلا بكلفة، بل إن جملة من المنتسبين للعلم في نجد قد رموا الشيخ الإمام ودعوته عن قوس واحدة، ألم تعلم أن أحد المشتغلين بالعلم ومن قرابة الشيخ المعاصرين له قد تفوّه بأقبح القذف وأشنع الإفك! إذ يقول هذا المخذول (1): "فإني أذكر في هذه الأوراق شيئاً من نشأة الطاغية المرتاب، المحيي ما اندرس من أباطيل مسيلمة الكذاب، أي المنسوب إلى المرحوم الشيخ (2)، وأرجو أنه ليس له، بل لعل الشيخ (3) غفل عن مواقعة أمه، فسبقه الشيطان إليها فكان أباً لهذا المارد؛ إذ هو لعدو الله إبليس أشد الخلق شبهاً له في إبراز الباطل في قالب الحق بأعظم تلبيس ... "!!
لقد افتروا على الشيخ الإمام، فزعموا أنه متنبئ كذّاب، وأنه ينتقص الرسول صلى الله عليه وسلم، واتهموا الشيخ وأتباعه بالتشبيه والتجسيم في صفات الله تعالى، وأنهم لا يعترفون بالأولياء وكراماتهم! وأثاروا شبهة التكفير وتحريم التوسل ونحوها من الشبهات المكرورة.
ثم جاء الطاغية إبراهيم باشا –رسول الحضارة الغربية– فأهلك الحرث والنسل في جزيرة العرب، وخرب الدرعية، وحمل الأسرى من أشراف القوم إلى مصر والأستانة في رقابهم الحديد، يطاف بهم في البلاد ثم يقتلون، ونكّل بالعلماء، فمنهم من كان يربط بأفواه المدافع ثم تطلق فتتناثر لحوم جثثهم في الفضاء، ومنهم من كانت تخلع جميع أسنانه قبل قتله، إضافة إلى وقائع السلب والنهب وهتك الأعراض -كما وصفه الجبرتي في تاريخه-.
ومع تكالب الأعداء على هذه الدعوة ومن كل حدب وصوب، إلا أن الله تعالى نَصَر دينه وأيّد جنده وهزم الأحزاب وحده؛ إذ صار هذا اللمز المكشوف إلى زوال، وحاق بأهله سوء المآل، فإن الله لا يصلح عمل المفسدين، ومن وجد اللهَ فما فقد شيئاً، ومن ضيّع الله فما وجد شيئاً.
وأكثر هذه المؤلفات المناوئة للدعوة -من خلال بحث واستقراء (4) - هي أشبه ما تكون الآن بالقطع القديمة، أو الآلات التالفة! وعمّ مذهب أهل السنة بيوت المدَر والوبَر، وصار ملء السمع والبصر، فالحمد لله على الإسلام والسنة.
وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر جاء مسلسل القهقرى والانهزامية والتراجعات فتعددت حلقاته وتنوّعت أدواته، ومن ذلك هذه الأصوات النشاز من متسننة هذا العصر والذين يلمزون من طرف خفي هذه الدعوة، ويعرِّضون بها، متدثرين بالنقد والموضوعية وعدم العصمة، وأجج هذا الطرح سكوتُ فئام من أهل العلم وطلابه؛ إذ لاذوا بالصمت وآثروا التواري والانكفاء عن المدافعة والاحتساب، واستملحوا الملاينة في كل الخطوب والأحوال.
نُبئت أن النار بعدك أُوقدت واستبَ بعدك يا كليب المجلس
وتحدّثوا في أمر كل عظيمة لو كنتَ حاضرهم بها لم ينبسوا
وها هو الشيخ الفاضل/ د. حاتم بن عارف العوني، يُسأل في موقع الإسلام اليوم بتاريخ 19/ 5/1429هـ "عن التكفير الذي في تاريخ ابن غنام وابن بشر وعلاقته بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ... لكن فضيلته أعرض عن الإشكال، وحاد عن السؤال "والحيدة ضرب من الانقطاع"، وكان يسعه السكوت أو الاعتذار، فقيمة المرء ما يحسنه، ولو أن الشيخ الشريف اشتغل بما يجيده من الحديث وعلومه، لكان أولى وأجدى.
استهل د. حاتم جوابه أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب "ليست معصومة، فالخطأ يقع عند دعاتها في تقرير المسائل، وفي الممارسة العملية أيضاً كغيرها من الدعوات الإصلاحية، لكن من حاكمها إلى زمن ظهورها بإنصاف علم أن خيرها أكثر من شرها بكثير .. والثناء عليها لا يعني عصمتها من الخطأ، ولا أن نجمد على آرائها ومواقفها ..
ثم ثنّى قائلاً: "ومشكلتنا من طائفتين في الدعوة النجدية: غلاة فيها (وهم كثيرون في أتباعها) وغلاة عنها (وهم كثيرون في منافريها) وطالب الشريفُ بتدريس أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب! ثم فسّر الشريف العصمة بعدم قبول النقد فيمن يعظمه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: دعوى أن الشيخ الإمام ليس معصوماً تحصيل حاصل، فهل قال أحد بعصمتها، حتى ينهمك الشريف بالإنكار والنفي لعصمة هذه الدعوة؟! وهل سُبق الشريف إلى هذه الدعوى! فإن كنتَ ناقلاً فالصحة أو مدّعياً فالدليل.
إن العصمة للأنبياء عليهم السلام فحسب، ولقد افترى الأفّاكون على الشيخ محمد بن عبد الوهاب واتّهموه بدعوى النبوة بلسان الحال، وزعموا أن الشيخ بين أتباعه كالنبي لا يتركون شيئاً مما يقول، لكن هذا الكذب الصراح صار نسياً منسياً؛ إذ اندرست تلك المقالات، وانقرض أولئك الأشخاص.
ثم يقال للدكتور حاتم: ومَن هؤلاء الغلاة الكثيرون من أتباعها حتى جعلتَهم قسيماً للغلاة عنها؟!
وثالثة الأثافي عندما يتأوّل الشريفُ العصمةَ بتأويل متكلف مستكره؛ إذ يتفوّه قائلاً: "إن كان لا يقبل تَخطيء الذي يعظمه فقد وصل حدّ ادعاء العصمة"!
وإن كان الخصوم الأوائل قد اتّهموا الشيخ الإمام بادّعاء النبوية بلسان الحال، فليُحذر من محاكاتهم بادّعاء العصمة بلسان الحال و"المآل"!
وأما دعوى الخطأ في تقرير المسائل، فكان على الدكتور حاتم أن يبيّن ذلك دون هذا الكلام المجمل العائم، فكم هي هذه الأخطاء على حدّ دعواه؟ وما نوعها؟ وما حجمها؟ والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، وكفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه.
وأما الأخطاء في الممارسات العملية، فلا يكاد يسلم منها أحد مادام بشراً، فلا موجب للتعريض أو الشغب على الدعوة بنحو هذا.
كان على الشريف أن يسعه ما وسع "أهل الإنصاف" من أمثال أ. د. محمد محمد حسين – رحمه الله – إذ يقول – عن هذه الدعوة المباركة-: "ما من دعوة إلا وقد ابتليت بمن يسيء فهمها وتطبيقها، والإسلام نفسه لا يخلو من ذلك، ولكن لا نحكم على الإسلام بسوء فهم بعض المسلمين أو سوء تصرفهم.
أما لبّ الدعوة وحقيقتها فهي ثابتة واضحة فيما تركه صاحب الدعوة من كتب ومن رسائل، وهذه الكتب والرسائل هي التي يحتكم إليها ولا يحتكم إلى سواها في معرفة حقيقة الدعوة مجردة من المبالغات ومن ردود الأفعال" (5).
ومن العجب أن يُطالب الدكتور حاتم –وهو من أهل الشورى– بتدريس أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟! ومتى كان تدريس "الزلات" مسلكاً رشيداً وطريقاً سديداً؟!
وأما مسألة تسلسل الحوادث والقول بفناء النار، فليستا مجرد رأي لابن تيمية كما يُفهم من كلام الدكتور حاتم، فالقول بدوام جنس الحوادث هو قول السلف الصالح، وقد دلّ عليه النقل والعقل كما هو مبسوط في موضعه، وأما القول بفناء النار -أعاذنا الله منها- فهو قول معتبر له حظه من الأثر والنظر، وقال به صحابة كرام وأئمة أعلام قبل أن يخلق ابن تيمية بمئات السنين! مع أن نسبته إلى ابن تيمية محل بحث ونظر؛ إذ قرر في المنهاج -وغيره- أن النار لا تفنى ولا تبيد .. وليس هذا موضع تفصيل هاتين المسألتين، والمقصود أن يتجنب التعجل والاندفاع، لا سيما وأن الكاتب قد طالب "بالإنصاف والنقد العلمي البناء"، والعلم إما نقل مصدّق، وإما قول محقق.
والنظرة الموضوعية لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لا تتحقق إلا بعلم وعدل، والانعتاق من ردود الأفعال والمقررات السابقة، ومجانبة التوتر والانفعال، والانفكاك من أَسْر الأحداث التاريخية وتبعاتها وركام الممارسات العملية وتداعياتها والتي وقعتْ في أرض الحجاز ونحوها، كما يتعيّن مجاوزة الإقليمية الضيّقة .. حجازيون "وشروق"! فعلماء الحجاز من أمثال الشيخ محمد حياة سندي -رحمه الله- ونحوه لهم الفضل والسبق في هذه الدعوة السلفية الإصلاحية، وللشيخ محمد بن عبدالوهاب الظهور والانتشار.
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (الأزهري) -رحمه الله- عن جده الشيخ محمد: "وسمع الحديثَ عن أشياخ الحرمين في وقته، وأجازه الكثير منهم، ومن أعلامهم محدِّث الحرمين الشيخ محمد حياة السندي، وكان له أكبر الأثر في توجيهه إلى إخلاص توحيد عبادة الله، والتخلص من رق التقليد الأعمى والاشتغال بالكتاب والسنة" (6).
وأخيراً كان على الدكتور حاتم أن يتسع صدره لهذه الدعوة السلفية -وهو من أهلها ودعاتها- وأن ينظر إليها بعلم وعدل، كما اتسع صدره لأهل البدع في رسالة "التعامل مع المبتدع"، فأفرط في الرحمة والملاينة، فجزم أن "البدعة وحدها لا تستوجب عقوبة صاحبها مطلقاً" (7)، "وأن أهل البدع مقبولو الشهادة والرواية" (8)، "وأن المبتدع لا يفسّق بمجرد البدعة" (9)، "والبدعة لا تنافي الاتصاف بالإيمان ومتين الديانة وعظم الورع" (10) ... إلى آخر كلامه وما فيه من المغالطة والتخليط.
وأحسب أن للشيخ حاتم من العلم والديانة والدعوة ما يجعله أوّاباً للحق رحيماً بأهل السنة قبل أهل القبلة، وبالله التوفيق.
________________
(1) القائل: محمد بن فيروز، كما في مطلع مخطوط الصواعق والرعود، لعبد الله بن داود الزبيري.
(2) المراد بالشيخ: عبد الوهاب بن سليمان – والد الشيخ محمد – رحمهم الله-.
(3) المراد بالشيخ: عبد الوهاب بن سليمان – والد الشيخ محمد – رحمهم الله-.
(4) انظر: دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقض للكاتب.
(5) بحث محمد بن عبد الوهاب بين التأييد والمعارضة ص3.
(6) مصباح الظلام ص139.
(7) التعامل مع المبتدع ص13.
(8) التعامل مع المبتدع ص14.
(9) التعامل مع المبتدع ص38.
(10) التعامل مع المبتدع ص61.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 05:41]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
و نصيحتي لمن يقوم بهذا العبث أن يتوقف عنه قبل أن يكون مصيره مصير إمامه في شارع الملكة نازلي و لن ينفعه عند الله أن يسمى بعد أن يودع الإمام الشهيد و لم يحكم صالون حلاقة فضلاً عن خلافة
في زمننا هذا، ونحن نمر بأحلك مراحل الهزيمة .. في زمننا هذا، وفلسطين تحت احتلال شرار الخلق، والقدس لا منجد لها، والنقب لا صاحب له ولا مغيث .. أرجو من "صاحب النقب" أن يشرح لي الفقرة التي اقتبستها من كلامه ..
مَن هو المقصود تحديدا؟ وما هي جنايته؟ وما هو العبث الذي ثبت عنه؟ وهل مصيره ممّا يعاب عليه المؤمن؟
والله المستعان ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 05:49]ـ
لما اكتشفوا أن مذهب السلف لا يوحد الأمة إلا على كلمة التوحيد و هذا يصعب عليهم
هذا أكبر وهم عن مذهب السلف .. !!
و هو بالتالي أكبر عامل تفريق للأمة اليوم باسم السلف ... !!
و العجيب أن خطأه ظااااهر جدا جدا جدا لمن عرف قصص الأنبياء السابقين ... ثم سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم ... نعم السيرة نفسها يا سادة و بأبسط مشاهداتها تكذب هذا الفهم العجيب .. ؟؟!!
و اقرأ الرسائل الشمولية للحميدي ...
ثم ارجع إلى نفسك و دقق في الفروق بين الدعوة لما تراه صحيحا و بين شيء آخر لا علاقة له بالسلفية كمعتقد و هو تكوين الجماعة المسلمة ...
ستقول السلفية كمنهج؟؟!!
و ما دخل المنهج بهذا الوهم .. ؟؟
لقد أدخلتم كثيرا من الفقهيات في السلفية كمنهج و عقيدة .. ؟!
الحديث و الله يطول جدا!!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 06:19]ـ
مَن هو المقصود تحديدا؟ وما هي جنايته؟ وما هو العبث الذي ثبت عنه؟ وهل مصيره ممّا يعاب عليه المؤمن؟ والله المستعان
جزاك الله خيراً على المشاركة مع أنها خارج الموضوع الأصلي
1 - هم يعرفون أئمتهم
2 - لم أصفه بجناية
3 - العبث المراد هي الأمثلة التي نشرت هنا و نحوها فقط
4 - لم أتعرض لعيب مصيره أو مدحه و لكني أقول أن من شابهه في دعوتة فقد يشابهه في مصيره
ثم اعلم أخي الفاضل أن النصر لا يأتي بالتخفيضات في العقيدة لتجميع أكبر عدد ممكن من الرعاع في الصف
حتى فلاسفة الحرب الملحدين يعتبرون الأيدلوجية التي هي العقيدة أهم من الاستراتيجية و التكتيك فلا يستخدمون إستراتيجيات و تكتيكات في الحرب تخل بأيدلوجية الجماعة و تسبب الاختراق و هذا من أسباب الهزيمة و ليس من أسباب النصر حتى عند الثوار الشيوعيين
لذا يرى الفقهاء منع المخذل من الجهاد مع أن ذلك يتسبب في تقليل عدد المجاهدين لكن ذهابه خير من بقائه لأنه يضعف من عقيدة المجاهدين
قال تعالى: " لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) [التوبة: 47]
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 06:28]ـ
ثم ارجع إلى نفسك و دقق في الفروق بين الدعوة لما تراه صحيحا و بين شيء آخر لا علاقة له بالسلفية كمعتقد و هو تكوين الجماعة المسلمة ...
جزاك الله خيراً يا أخ خلوصي فلقد رجعت إلى نفسي فوجدت أن عقيدتي اسمها
عقيدة أهل السنة و الجماعة
فكيف تكون السلفية لا علاقة لها بتكوين الجماعة المسلمة؟ فأحكام العقيدة بعضها في السنة و بعضها في الجماعة
لذا يذكر مؤلفوا كتب العقائد من السلف بعد ذكر التوحيد و مراتب الدين الإسلام و الإيمان و الإحسان و أركانها (الجماعة و السمع و الطاعة و الهجرة و الجهاد) و هذه الخمس هي أركان ما تسميه الجماعة المسلمة و التي تعتبرها من الفقهيات و هي شطر العقيدة
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 12:45]ـ
فكيف تكون السلفية لا علاقة لها بتكوين الجماعة المسلمة؟ فأحكام العقيدة بعضها في السنة و بعضها في الجماعة
و هذا وهم آخر سيدي ... و هو عكس الحقيقة تماما؟؟!
ذلك أن الذي يهوّن من أمر الجماعة في تماسكها بين مختلف مشاربها هو الذي يخالف منهج السلف ... و مرة أخرى أرجو أن تعود للسيرة المطهرة و الأحكام الفقهية المتعلقة بهذا ... بارك الله فيكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 02:13]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
"ذلك أن الذي يهوّن من أمر الجماعة في تماسكها بين مختلف مشاربها هو الذي يخالف منهج السلف"
قلت وهل "مختلف المشارب" هذه يدخل فيها عندك من بلغ بهم الضلال أن أشركوا بالله وعبدوا القبور والأئمة الاثناعشر ومن جعلوا دينهم فلسفة اليونان رأسا؟؟؟ اذا فقدم دليلك على أن الصحابة والسلف كانوا لا يعنيهم وجود هذا القدر الفاحش من الخلاف بين صفوفهم!!!! وما أسهل أن تقول لمخالفك "راجع سيرة الصحابة لترى أنك مخطئ"! هذه ليست حجة يا سيدنا، وقد نبهتك الى هذا من قبل، البينة عليك أنت في دعواك تخطئة مخالفك، فقدم الدليل هنا ان كنت تعرف اليه سبيلا!!
نحن لا نهون من أمر الجماعة والتماسك يا خلوصي هداك الله، ولكننا نقول وبكل بساطة أنه لن ترجع الأمة الى سابق عهدها من العزة والقوة والوحدة الصحيحة، وحدة القلوب قبل الأبدان، - وهو مصداق قول الامام مالك رحمه الله: لن يصلح آخر هذه الأمة الا بما صلح به أولها - الا اذا اجمتعت على مثل ما اجتمع عليه صحابة النبي عليه السلام، ورأس ذلك ولا شك، أصول العقيدة وثوابتها الكبرى التي تلا تقبل الخلاف، في الله وفي الغيب وفي غير ذلك!!
تقول سيرة الصحابة، فراجع اذا موقف الصحابة من الخوارج كيف كان؟ وموقفهم من السبأية والذين ألهوا عليا رضي الله عنه، كيف كان؟؟ وكل هؤلاء كانوا ينتسبون الى الاسلام، وحاربهم الصحابة على الدين، بغض النظر حكموا بكفرهم أم لا!!
بل ماذا كان سبب الفتنة التي وقعت في رأس تاريخ المسلمين أصلا بين طائفتين من الصحابة الأطهار رضي الله عنهم جميعا؟ ألم يكن الخلاف في قضية شرعية؟ فهل نطرد كلامك هذا، فنتهم به هؤلاء الصحابة على ذلك بمثل ما تتهم أنت به اخوانك هنا، من أنهم يقدمون أمر التوحيد و "المسائل الفقهية" ويؤخرون أمر الجماعة والوحدة و ... ؟؟؟ كلا بل اجتهدوا اجتهادا شرعيا وقدموا الأولى فالأولى، فمنهم من أصاب وله أجران ومنهم من كان من أهل الأجر الواحد .. ومنهم من بغى وأسرف فمات مغفورا له، رضي الله عن الجميع!
الجماعة جماعة دين يا خلوصي ورأس الدين العقيدة! وهكذا كانت دعوة سائر الأنبياء والمرسلين وأتباعهم!
فيا أخي لا الدين ولا العقل ولا الفطرة المستقيمة تقبل دعوى الداعين بأن الأمة قد تتوحد وقلوبها مشتتة بين نحل متناحرة في أصول التوحيد، يطمح امام كل بدعة فيها أن تكون له ولأتباعه السطوة والتمكين فيها!!
فعن أي سيرة للصحابة تتحدث، هداك الله؟؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 07:49]ـ
و هذا وهم آخر سيدي ... و هو عكس الحقيقة تماما؟؟!
ذلك أن الذي يهوّن من أمر الجماعة في تماسكها بين مختلف مشاربها هو الذي يخالف منهج السلف ... و مرة أخرى أرجو أن تعود للسيرة المطهرة و الأحكام الفقهية المتعلقة بهذا ... بارك الله فيكم.
الأخ خلوصي جزاك الله خيراً
1 - في ما يسمى العملية السياسية في هذا العصر ليس لخطر الوحيد على الجماعة هو الإنشقاق! كذلك الإختراق خطر!
2 - كفتا الميزان متساوية في الإيمان عند أهل السنة و الجماعة و من مالت الكفة به لمذهب الخوارج انشق و من مالت به لمذهب مرجئة المتكلمين اخترق
3 - الذي يسعى لمنع الاختراق (مثلي في هذا الموضوع) ليس بالضرورة من أهل الإنشقاق بل ربما يكون من أهل التوسط مكافحي الإنشقاق و الإختراق معاً و الذي يسعى لمنع الانشقاق (مثلك في هذا الموضوع) ليس بالضرورة من أهل الاختراق بل ربما يكون من أهل التوسط مكافحي الاختراق و الانشقاق
4 - إذا كنت حريصاً على عدم الانشقاق في جماعة المسلمين فيجب أن تكون كذلك حريصاً على عدم اختراق جماعة المسلمين من العدو
وفقنا الله و إياك
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 01:34]ـ
صاحب النقب صار مثلا للإخلاص ونكران الذات فكنه صفة كما انتحلته لقبا،وأخبرنا ما ردك على ما جاء في كلام "هؤلاء"مما نسبوه الى ابن تيمية وغيره.ارجو أن يكون ردك في مستوى "صاحب النقب" يا صاحب "النقب"
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 03:44]ـ
أبو فيصل "الحضني" لقد نقلت هنا كلام الشيخ البراك و ابن جبرين و العبد اللطيف فلا داعي لرد مني
و بالنسبة لما نسب إلى ابن تيمية من أنه يعذر في الشرك بالجهل فقد طرحه الباحث هنا قبل أن يطرحه في موقع الإسلام اليوم
(يُتْبَعُ)
(/)
و كان يقول إن ابن تيمية يعذر بالجهل في الشرك و كنت أقول لا يعذر في الشرك و إنما في كفر التكذيب
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19124
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 04:23]ـ
توضيح الشيخ عبد الله الغنيمان بخصوص تحميل فتواه ما لا تحتمل بأنه قال أن الأشاعرة من أهل السنة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فسبق أن أجاب الدكتور عبدالعزيز القارئ على سؤال في حكم التعاون على الخير مع من يعتقد مذهب الأشعرية وأيده في ذلك فضيلة الشيخ محمد السحيباني ووقعت أنا على جوايبهما مؤيداً لهما فكان في الجواب أن الأشاعرة في الأمور العامة من أهل السنة ففرح بذلك بعض من أشرب قلبه حب الباطل ممن تمسك ببدعة الأشعرية وضلالها كما أنكر من لم يفهم المراد من أهل السنة، فصار أولئك ينشرون تلك الفتوى، ويحتجون بها على أن الأشعرية من أهل السنة، فلزم لذلك البيان والإيضاح.
فأقول: من تأمل الجواب علم أن المقصود ليس ذكر حكم مذهب الأشعرية وإنما المقصود التعاون معهم في أمور الإسلام العامة سواءً صار من له الأمر منهم أومن أهل السنة، والمراد بالأمور العامة مثل الإمامة وقيادة الجيوش في قتال الكفار ومثل القضاء وإمامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك فإذا كان إمام المسلمين أشعرياً في عقيدته أو كان قائد الجيش في قتال الكفار أشعرياً، أوكان في جنود المسلمين أشاعرة , وكان القاضي أشعرياً أو إمام الصلاة وما أشبه ذلك فلا يجوز أن يُعصوا في ذلك ويفارقوا بل حكمهم في ذلك حكم أهل السنة ولم يزل المسلمون على ذلك منذ وجد هذا المذهب كما هو واضح عند أهل العلم.
فملوك بني أيوب مثل صلاح الدين وكذلك مماليكهم الذين صاروا ملوكاً كلهم على هذا المذهب الأشعري وكثير من العلماء الكبار مثل الباقلاني وابن وابن فورك والاسفراييني والعز بن عبدالسلام والحليمي والبيهقي والنووي وابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير على هذا المذهب.
وغالب قضاة المسلمين في مصر والشام والعراق والحجاز وسائر بلاد المسلمين كانوا أشاعرة بل كان أمير المؤمنين المأمون وأخوه المعتصم وابنه الواثق على مذهب المعتزلة الذين يقولون بخلق القرآن وإنكار صفات الله تعالى، ولم يأمر أحد من العلماء المعتبرين بخلعهم والخروج عليهم وعدم طاعتهم أو القعود عن القتال معهم ولأن هذا من الأمور الهامة ينص عليه العلماء عليه في عقائدهم وكان الإمام أحمد وغيره من علماء السنة يأمرون بطاعتهم وينهون أشد النهي عن الخروج عليهم ويقاتلون العدو معهم ويدعون لهم.
وهذا واضح على مذهب أهل السنة لأنهم لا يرون الأشاعرة ونحوهم كفاراً بل هم على الإسلام وإن كانوا قد ضلوا في توحيد الأسماء والصفات وغيره فهم مسلمون.
أما مذهب الأشاعرة في صفات الله تعالى وفي بعض مسائل الإيمان والقدر فهو ضلال بين وفيه تناقض واضح فهم في ذلك بعيدون عن أهل السنة فليسوا منهم بل مذهب الأشعرية أمشاج من مذاهب المتكلمين والفلاسفة والصوفية والسنة , وإذا لم يخلص الحق من الباطل فلا يكون على السنة التي جاء بها رسول صلى الله عليه وسلم، وكان عليها أصحابه وأتباعهم إلى اليوم , ثم الإنتساب إلى مذهب الأشعرية بدعة ضلالة ويقال مثل ذلك في مذهب الماتريدية , وكيف يكون من أهل السنة من يخالف صريح القرآن وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل مسألة الاستواء على العرش وعلو الله تعالى على خلقه ونحو ذلك.
ونسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية إلى الحق وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعل علينا الأمر ملتبساً فنضل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وجميع صحبه والله أعلم
قاله وكتبه
عبدالله بن محمد الغنيمان
16/ 1/1428هـ
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 05:35]ـ
فهل استبان لنا " فقه التعاون " هذا .. ؟
ثم الأهم من وضوحه بعد الوضوح: هل عرفنا كيفية القيام به ... ؟!
و هل درسنا معوقاته المعاصرة .. ؟! و ما أكثرها و أغزرها و أصلبها و كثير منها يتم باسم العلم نفسه؟!!!
فمن لهذه الهيعة يطير إليها؟؟
من أيها الإخوة الكرام؟؟
إنه و الله بحث يعدل مسائلكم كلها هذه التي تتعبون أنفسكم فيها في الألوكة و غيرها!!
عفوا هذا رأيي!
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 11:15]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 12:33]ـ
الأخ خلوصي جزاك الله خيراً و نحن نتعاون مع المسلمين على البر و التقوى لكن ما تراه هنا هو محاولة صد إختراق الفلاسفة لصفوف المسلمين لا أكثر
ـ[سمير حراسيس]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 02:05]ـ
سبحان الله
يا صاحب النقب كم تحب الجدال
تركت كل أعداء الدين وأعداء الصحابة وأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يسلم من لسانك أهل السنة والجماعة من السادة الفقهاء أصحاب العقيدة الصافية الأشاعرة الكرام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 02:45]ـ
سبحان الله يا صاحب النقب كم تحب الجدال
تركت كل أعداء الدين وأعداء الصحابة وأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يسلم من لسانك أهل السنة والجماعة من السادة الفقهاء أصحاب العقيدة الصافية الأشاعرة الكرام
هل تعني أن أهل السنة و الجماعة هم الذين يؤولون القرآن و السنة أو ينكرون معناها إذا خالفت سنة أفلاطون؟ فهل هم أهل سنة محمد صلى الله عليه و سلم أم أهل سنة أفلاطون؟ و هل نبيهم محمد صلى الله عليه و سلم أو أفلاطون؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 08:09]ـ
أحسن الله إليكم
و إليكم بارك الله فيكم.
الأخ خلوصي جزاك الله خيراً و نحن نتعاون مع المسلمين على البر و التقوى لكن ما تراه هنا هو محاولة صد إختراق الفلاسفة لصفوف المسلمين لا أكثر
و جزاكم الله خيرا كذلك ...
حسناً أيها العزيز: لم لا تكون أنت صاحب بحث " فقه التعاون "؟
عفوا .. أي بحث؟ بل قل مجلد فقه التعاون!!:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 11:33]ـ
أيها العزيز:
كم صفحة أنهيت من " فقه التعاون "؟
على أحر من الجمر ننتظر ... و لو أحببت أيها الكريم أن أعاونك فعلى الرأس و العين.
و كما يقولون " عيوني لك " حفظك الله من الحاجة إلى المحلات التي تكتب هذه العبارة على لوحاتها:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 06:28]ـ
فهل استبان لنا " فقه التعاون " هذا .. ؟
ثم الأهم من وضوحه بعد الوضوح:
هل عرفنا كيفية القيام به ... ؟!
و هل درسنا معوقاته المعاصرة .. ؟!
و ما أكثرها و أغزرها و أصلبها و كثير منها يتم باسم العلم نفسه؟!!!
فمن لهذه الهيعة يطير إليها؟؟
من أيها الإخوة الكرام؟؟
إنه و الله بحث يعدل مسائلكم كلها هذه التي تتعبون أنفسكم فيها في الألوكة و غيرها!!
عفوا هذا رأيي!
أيها العزيز:
كم صفحة أنهيت من " فقه التعاون "؟
على أحر من الجمر ننتظر ... و لو أحببت أيها الكريم أن أعاونك فعلى الرأس و العين.
و كما يقولون " عيوني لك " حفظك الله من الحاجة إلى المحلات التي تكتب هذه العبارة على لوحاتها:)
؟؟؟؟؟
ـ[أبو إسحاق السلفي]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 11:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ من صاحب النقب وفقك الله لكشف المنهج التجميعي على غير صفاء العقيدة(/)
هل أطلق القرضاوي رصاصة الرحمة على وهم التقريب؟؟ د. محمد إسماعيل المقدم يجيب
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 12:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق فضيلة الشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم حفظه الله على الأحداث الأخيرة بين الدكتور القرضاوي والرافضة في محاضرتين
الأولى
هل أطلق القرضاوى رصاصة الرحمة على وهم التقريب؟؟
التحميل هنا ( http://www.anasalafy.com/materials/Audio/mokadem/doros/karadawy.mp3)
الثانية
لا تدخلوها بسلام
التحميل هنا ( http://www.anasalafy.com/materials/Audio/mokadem/doros/la-tadkhloha.mp3)
المحاضرتان من موقع أنا السلفي وأصل الموضوع منقول
لا تنسوني من صالح الدعاء
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 01:30]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[التبريزي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 05:27]ـ
وهذا رد ورسالة للدكتور أحمد التويجري من موقع الدفاع عن السنة:
رسالة مفتوحة إلى الإخوة الكرام الدكتور أحمد كمال أبو المجد والأستاذ طارق البشري والدكتور محمد سليم العوا والأستاذ فهمي هويدي
الإخوة الكرام الدكتور أحمد كمال أبو المجد والأستاذ طارق البشري و الدكتور محمد سليم العوا والأستاذ فهمي هويدي حفظكم الله أجمعين.
تحية مودة وتقدير، وأسأل الله عزّ وجلّ أن تبلغكم هذه الرسالة وأنتم في الحال التي أحبها لكم من الصحة والسعادة والتوفيق والرعاية من الله عزّ وجل إنه سميع مجيب.
أيها الإخوة الأكارم ... لقد تابعت باهتمام شديد (وإن كان في وقت متأخر وللأسف الشديد لأسباب خاصة) ما نشر من كتاباتكم وتعليقاتكم حول ما عبر عنه العالم الرباني الموسوعي صاحب الفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي من امتعاض من الممارسات غير المشروعة التي تقوم بها بعض الهيئات الشيعية الإثناعشرية في الأوساط السنية بهدف نشر المذهب الإثناعشري. وقٌد أذهلتني مواقفكم من ما قاله فضيلة الشيخ، ولولا تواتر نشرها وتأكيد نسبتها إليكم لما صدقت أنها صادرة عن أي منكم. ولأن تلك الكتابات والتعليقات قد شاعت بين الناس وانتشر أثرها فإنني أستميحكم جميعاً العذر في أن تكون رسالتي إليكم من خلال الوسائل العامة كذلك.
أولاً: لقد أجمعتم كلكم أو كدتم تجمعون حفظكم الله على أن ما عبر عنه فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي من امتعاض من الممارسات المشار إليها كان الأولى أن يكون في الدوائر المغلقة وليس على الملأ. وقبل أن أناقش هذه المسألة، أجد أن من واجبي أن أتوجه إليكم جميعاً بالسؤال المشروع الذي لا يساورني شك في أنه دار في خلد كل من اطلع على ما نشرتموه في هذا الشأن، وهو ما الذي منعكم جميعاً حفظكم الله من الالتزام بمنهجكم الذي بنيتم استنكاركم ما فعله الشيخ على أساسه؟، ولماذا لم تقصروا نصحكم حفظكم الله الذي وجهتموه إلى الشيخ على الدوائر الخاصة أيضاً؟، بل لماذا لم تقصروه على الدائرة المباشرة بين كل واحد منكم وبينه؟، خاصة وأنكم جميعاً من تلاميذ فضيلة الشيخ ومن أقرب المقربين إليه. وما الفائدة المرجوه من نشر ما نشرتموه سوى تعميق المشكلة إن كانت هناك مشكلة حقيقية أصلاً في ما قاله، وهل أنتم راضون عن الطرق الرخيصة التي وظفت بها كتاباتكم وتعليقاتكم؟
ثانياً: هل يعقل أن تكونوا أنتم من يشكك في مدى علم فضيلة الشيخ يوسف حفظه بفقه الواقع وفقه المقاصد وفقه الأولويات وفقه المآلات؟ وهل يعقل أن يتصور مثلكم أن يكون فضيلة الشيخ يوسف حفظه الله ممن يتسرعون في الأقوال والأحكام ومن لا يزنون مترتبات ما يقولون؟ بل هل يمكن أن يرد على أي عقل سوي أن يكون فضيلة الشيخ يوسف حفظه الله في أي موقع غير موقع الريادة في كل مسعى لوحدة الأمة والتقريب بين فرقها ومذاهبها، وفي أي موقع غير موقع الريادة في محاربة كل ما يؤدي إلى الفرقة بينها وتشتيت شملها؟ وهل يمكن أن يرد على أي عقل سوي أن يكون الشيخ حفظه الله من دعاة التعصب والانغلاق والطائفية والعياذ بالله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إنني والله في حال ذهول شديد من ما بدر منكم لأسباب جليّة كثيرة منها أنني أعلم أنكم جميعاً وبلا استثناء تلاميذ للشيخ حفظه الله في فقه المقاصد والواقع بل وفي فقه الأولويات بالذات، وتلاميذ للشيخ حفظه الله في الوسطية والاعتدال والبعد عن التعصب والمذهبية، وتلاميذ للشيخ حفظه الله في حمل هم توحيد الأمة، وتلاميذ للشيخ في سعة الأفق والتسامح والاستنارة الفكرية. فهل يليق والحال هذه أن تكونوا أنتم أول من يشكك في وسطية الشيخ واستنارته وحرصه على وحدة الأمة؟
ثالثاً: لقد سبق كل ما نشرتموه أيها الأفاضل عن هذا الأمر ردات فعل واستنكارات من الهيئات والرموز الشيعية لما ذكره فضيلة الشيخ يوسف كان من أهمها ما نشرته وكالة الأنباء الإيرانية (مهر) وما صرح به كل من فضيلة العالم الشيعي الإيراني آية الله تسخيري وفضيلة العالم الشيعي اللبناني آية الله محمد حسين فضل الله وفضيلة الداعية السعودي حسن الصفار، وقد شاعت وانتشرت تلك التصريحات، ولا يساورني شك في أنكم اطلعتم عليها أو معظمها. أفيعقل بعد ذلك أن أحدا منكم لم يتصد على الإطلاق للدفاع عن الشيخ والذب عن عرضه فيما تعرض له من سباب وفحش من قبل الوكالة الإيرانية، وما تعرض له من تجن وعدم انصاف من العلماء الشيعة المشار إليهم؟ أولم يكن الأولى بكم قبل أن تعاتبوا الشيخ بغير حق على رؤوس الأشهاد أن تقودوا حملة عالمية لمطالبة الحكومة الإيرانية بالاعتذار إلى الشيخ ومعاقبة كل من كان وراء ذلك السقوط الشنيع والفحش والبذاءة والفجور الذي صدر عن الوكالة الإيرانية؟ أولم يكن الأولى بكم أن تنتقدوا العلماء الشيعة خاصة الذين علقوا على أقوال الشيخ على سكوتهم المخزي عما نشرته وكالة الأنباء الإيرانية، وعلى تجاهلهم غير المقبول بل وتشويههم لحقيقة مواقف فضيلة الشيخ يوسف حفظه الله؟ أوما اطلعتم على ما بثته وكالة الأنباء الإيرانية؟ أوما اطلعتم أو حتى سمعتم عما قاله التسخيري وفضل الله والصفار؟ إنه والله لأمر محيّر يصعب علي فهمه واستيعابه.
رابعاً: إن من أعجب العجب أن تغيب عن أمثالكم الحقيقة فيما يتعلق بما استنكره وعارضه فضيلة الشيخ يوسف وأن تختلط عليكم الأمور إلى هذه الدرجة. فالغالبية العظمى من أبناء الأمة لم تر فيما صدر عن فضيلة الشيخ يوسف حفظه الله إلا ما هو متسق كل الاتساق مع رسالته ومنهجه السويّ القائم على الوسطية والاعتدال والحادب على وحدة الأمة ورفعتها والذي لم يحد عنه طيلة حياته. ولم تر فيما صدر عنه إلا وقفة شامخة من وقفاته الكثيرة في وجه الغلو والتطرف وتفريق الأمة ونشر الفتنة في صفوفها، فكيف وأنتم من أنتم لم ترو ما رآه فضيلة الشيخ وما رآه الغالبية العظمى من إخوانكم؟
إنني للتذكير أقول لكم أيها الأحباب: إن ما أقض مضجع الشيخ في الدرجة الأولى هو نشر معتقدات الكراهية والغلو والتكفير في أوساط المسلمين، وممارسة ذلك بالطرق الملتوية والرخيصة التي تعتمد على استغلال فقر البسطاء وحاجتهم وعلى الكذب والافتراء والتضليل. بل إن ما أقض مضجع فضيلة الشيخ حفظه الله هو نشر المعتقدات التي تستبيح دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم. هذا ما أقض مضجع فضيلة الشيخ يوسف، فكيف يسوؤكم أن يقف حفظه الله في وجه الغلو والتكفير بل في وجه استباحة دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم؟ وكيف يسوؤكم أن يقف حفظه الله في وجه استغلال فقر الناس وحاجتهم ومعاناتهم لنشر المعتقدات المتطرفة؟ وهل هناك أولوية أخرى يمكن أن تشغل مثله حفظه الله عن صيانة معتقدات المسلمين ودمائهم وأعراضهم وأموالهم؟
إنني لا أدري إن كنتم تعلمون أم لا تعلمون أن المعتقد الذي أغضب فضيلة الشيخ حفظه الله نشره بين المسلمين هو المعتقد الذي يرى أن جميع الصحابة رضوان الله عليهم إلا ثلاثة أو أربعة أو تسعة في أحسن الأحول، أنهم جميعاُ ومعهم كل المسلمين السابقين والمعاصرين سواء من السنة أو الإباضية أو الزيدية أو غيرهم (ما عدا الشيعة الإثنا عشرية) كفار مخلدون في النار، وأنهم لذلك أنجاس بل إن دماءهم وأعراضهم وأموالهم مستباحة للشيعة الإثنى عشرية. فهل من يعارض نشر مثل هذا المعتقد هو الذي يسعى للتفريق بين المسلمين؟، وهل الذي لا يرضى عن توسيع دائرة مثل هذا المعتقد هو الذي يتهم بالتشدد وعدم الاعتدال؟ وهل الذي
(يُتْبَعُ)
(/)
ينهض للحيلولة دون استغفال البسطاء والضعفاء لنشر مثل هذه الإنحرافات في أوساطهم هو الذي نسي أو جهل فقه الأولويات وفقه الواقع؟
إنني لتذكيركم أيها الأحباب أورد لكم نماذج من معتقدات المعتقد الذي أقض مضجع الشيخ نشره لتكونوا على بيّنة من أمركم: قال الإمام المفيد أحد أكبر علماء المذهب الإثنا عشري في كتابه أوائل المقالات في باب الفرق بين الإمامية و غيرهم من الشيعة وسائر أصحاب المقالات، قال غفر الله له: " و اتفقت الإمامية على أن المتقدمين على أمير المؤمنين (ع) ضلال فاسقون و أنهم بتأخيرهم أمير المؤمنين (عليه السلام) عن مقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عصاة ظالمون و في النار بظلمهم مخلدون .......... و اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة و جحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار".
وقال يوسف البحراني غفر الله له في كتابة (الحدائق الناضرة ج5 ص177): " إن الأخبار المستفيضة بل المتواترة دالة على كفر المخالف غير المستضعف ونصبه ونجاسته "، وقال أيضا "وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله سبحانه ورسوله وبين من كفر بالائمة عليهم السلام". وقال الفيض الكاشاني غفر الله له في (منهاج النجاة ص48 ط دار الكتاب الاسلامي بيروت): " ومن جحد إمامة أحدهم ـ أي الائمة الاثني عشرـ فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء". وقال المجلسي غفر الله له في (البحار ج65 ص281): " إن من لم يقل بكفر المخالف فهو كافر أو قريب من الكافر "، وقال في البحار أيضا ج23 ص 390:" إعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام وفضل عليهم غيرهم يدل على أنهم مخلدون في النار"، وجاء في (جامع أحاديث الشيعة ج1 ص503): " والذي بعثنى بالحق لو تعبد أحدهم ألف عام بين الركن والمقام ثم لم يأت بولاية علي والأئمة من ولده عليهم السلام أكبه الله على منخريه في النار ". وقال عبد الله المامقاني غفر الله له في: (تنقيح المقال 1/ 208 باب الفوائد ط نجف) قال: " "وغاية ما يستفاد من الأخبار جريان حكم الكافر والمشرك في الآخرة على كل من لم يكن إثني عشرياً ".
وبناء على هذا فإن موقف القائلين بهذه الأقوال من جميع أتباع المذاهب الأخرى وفيها الزيدية والإباضية هو أنهم كفار مخلدون في النار. ولأنهم كفار ومخلدون في النار فإنهم نجسون حسب المذهب، قال الخوئي غفر الله له في كتابه: (منهاج الصالحين1/ 116 ط نجف): (في عدد الاعيان النجسة وهي عشرة ـ إلى أنْ قال ـ العاشر الكافر وهو من ينتحل ديناً غير الاسلام أو انتحل الاسلام وجحد ما يُعلم أنه من الدين الاسلامي ..... ولا فرق بين المرتد والكافر الاصلي الحربي والذمي والخارجي والغالي والناصب). وقال محسن الحكيم غفر الله له في كتابه: (العروة الوثقى 1/ 68 ط طهران): (لا إشكال في نجاسة الغلاة والخوارج والنواصب). وقال الخميني غفر الله له في (تحرير الوسيلة ص 118 ط بيروت): (وأما النواصب والخوارج لعنهما الله تعالى فهما نجسان من غير توقف). وقال محمد بن علي القمي الصدوق غفر الله له في: (ثواب الأعمال وعقاب الاعمال ص352 ط بيروت) عن الامام الصادق أنّه قال: (إنَّ المؤمن ليشفع في حميمه إلاّ أنْ يكون ناصبياً ولو أنَّ ناصباً شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا)، ويروي في الصفحةِ ذاتها عن أبي بصير عن الصادق: (إنَّ نوحاً عليه السلام حمل في السفينة الكلب والخنزير ولم يحمل ولد الزنا، والناصب شر من ولد الزنا).
ولكي تكونوا على بينة من هذا الأمر فلابد من التأكيد على أن الناصب في المصطلح الإثنى عشري هو السني ومن نهج نهجة أي من فضل وقدم أبا بكر وعمر وعثمان على علي رضي الله عنهم أجمعين. قال الجزائري في: (الانوار النعمانية 2/ 307 ط تبريز): (ويؤيد هذا المعنى أنَّ الائمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله مع أنه لم يكن ممن نصب العداوة لآل البيت). وقال حسين بن الشيخ محمد آل عصفور البحراني في: (المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية ص157 ط بيروت): (على أنك قد عرفت سابقاً أنه ليس الناصب إلا عبارة عن التقديم على عليٍّ عليه السلام). وقال في ص147 من الكتاب نفسه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(بل أخبارهم تُنادي بأنَّ الناصب هو ما يُقال له عندهم سنياً)، ويقول في الموضع نفسه: (ولا كلام في أنَّ المراد بالناصبة هم أهل التسنّن). وقال حسين بن شهاب الدين الكركي العاملي في كتابه: (هداية الابرار إلى طريق الأئمة الاطهار ص106 ط1): (كالشبهة التي أوجبت للكفار إنكار نبوة النبي صلّى الله عليه وسلم والنواصب إنكار خلافة الوصي).
وأفضع من هذا كله أن الإثنا عشرية بناء على هذه التصورات أباحوا دم غيرهم وماله وعرضه: قال الصدوق في (علل الشرائع ص601)، و الحر العاملي في (وسائل الشيعة 18/ 463)، والجزائري في (الانوارالنعمانية2/:308): عن داود بن فرقد "قال: قلتُ: لأبى عبد الله عليه السلام ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم ولكن اتق عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل. قلت: فما ترى في ماله؟ قال: تُوه ما قدرت عليه"، وأقول حاشا لأبي عبدالله رضي الله عنه أن يقول مثل هذا المنكر الشنيع. وقال الجزائري في: (الانوار النعمانية2/ 308): (وفي الروايات أن علي بن يقطين وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين وكان من خواص الشيعة فأمر غلمانه وهدوا سقف الحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريباً فأراد الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل إلى مولانا الكاظم فكتب عليه السلام إليه جواب كتابه بأنك لو كنت تقدمت إلي قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم وحيث إنك لم تتقدم إلي فكفّر عن كل رجل قتلته منهم بتيس والتيس خير منه)، وأقول حاشا للإمام الكاظم رضي الله عنه أن يقول مثل هذا الخزي. وقال أبو جعفر الطوسي في: (تهذيب الأحكام 4/ 122 ط طهران)، والفيض الكاشاني في (الوافي 6/ 43 ط دار الكتب الاسلامية طهران) عن الامام الصادق: (خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا خُمسه)، وأقول مرّة أخرة حاشا لأبي عبدالله رضي الله عنه أن يكون أماراً بالنهب والسلب. وقال الخميني في: (تحرير الوسيلة 1/ 352): (والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما أغتنم منهم وتعلق الخُمس به بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان وادفع إلينا خُمسه). وقال يوسف البحراني في (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة12/ 323 - 324): (إن إطلاق المسلم على الناصب وإنه لا يجوز أخذ ماله من حيث الاسلام خلاف ما عليه الطائفة المحقة سلفاً وخلفاً من الحكم بكفر الناصب ونجاسته وجواز أخذ ماله بل قتله).
ولو اقتصر الأمر على أن هذه مجرد مواقف تاريخية عفى عليها الزمن لهان الأمر، ولكن هذا هو ما تعيد نشر كتبه المطابع الشيعية الإثناعشرية المعاصرة وهو ما يبثه أكثر المواقع والقنوات الإثنا عشرية سواء في إيران أو في العراق أو لبنان أو باكستان وأفغانستان، وهو ما يعاد نشره في مواقع أكثر المراجع الشيعة المعاصرين دون أي تعليق على الإطلاق، ولا يحتاج الأمر إلا أن تستخدموا أي محرك بحث في أقرب حاسب مرتبط بالانترنت لتعلموا فداحة ما يجري وأبعاده الحقيقية.
إن هذا هو الواقع الذي يجب أن يُعمل الفقه فيه، وإن هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعلمها المسلمون في كل مكان والتي يجب أن تكون حاضرة في أذهانكم حفظكم الله، بل والتي يجب أن يُفهم موقف صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي من خلالها وفي ضوئها، فهذا هو الغلو والتطرف اللذين حذر فضيلته حفظه الله من نشرهما في أوساط المسلمين وهذه هي فتائل إشعال الطائفية التي أراد فضيلة الشيخ حفظه الله نزعها،واعلموا رحمكم الله أنه لا جدوى من الغمغمات ولا فائدة من الالتفاف حول الحقائق، ولا مجال للمجاملات على حساب عقيدة الأمة ومستقبلها ومستقبل أجيالها، وإذا كانت وحدة الأمة لا تقوم إلا بالسكوت عن هذه الشناعات والمنكرات فلا بارك الله فيها من وحده ولا بارك الله في الدعاة إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: إن من الإنصاف والعدل الإشارة إلى أن هناك جموعاُ من علماء ومفكري ومثقفي وعقلاء المذهب الإثناعشري في كل مكان من العالم ممن لا يقرّون على الإطلاق الأقوال التي أوردناها من المراجع الشيعية المشار إليها، ويشاركوننا الرأي في أنها مما دسه الأعداء والمتربصون بالأمة ووحدتها على المذهب الإثناعشري، كما يشاركون الشيخ في رفض ما رفضه وحذر من خطورة الاستمرار فيه، وإن من الإنصاف والعدل الإشارة إلى أن في كل طائفة ومذهب من يعاني من الغلو والتطرف،، وإن من أوجب واجبات من منّ الله عليهم بالاعتدال والوسطية من جميع الفرق والمذاهب أن تتضافر جهودهم وأن تتوحد إمكاناتهم لصيانة الأمة من الغلو والتطرف ومن الخرافة والجهالة بجميع أصنافها.
سادساً: إن فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي كان كعادته رفيقاً حليما في معالجته لهذا الأمر، وقد راعى كل ما ظننتم أنه لم يراعه، حيث راعى المرحلة التاريخية والأخطار المحدقة بالأمة فقال أقل ما يجب وأدنى ما يمكن أن يقال، وأنتم والله أعرف الناس به وبشجاعته وصلابته وقوته في الحق، بل وبقدرته حفظه الله على فضح الباطل وكشفه، وقد كان المأمول من أمثالكم البناء على ما بدأه لا عرقلته وتشويهه كما فعلتم وللأسف الشديد دون قصد بلا شك. وقد كنت أؤمل ومثلي الأولوف المؤلفة من محبيكم في كل مكان أن تتجه أقلامكم وأصواتكم للذود عن حمى الشيخ وأن تستبينوا الحقيقة قبل أن تطلقوا عنان عواطفكم، ولو أنكم سألتم أهل الشأن أو المتابعين في مصر أو الجزائر أو المغرب أو اليمن أو نيجريا أو بريطانيا أو البرازيل، ولا أقول العراق ولبنان، لعلمتم حجم الخطر المحدق بالأمة ولأدركتم الأبعاد المأساوية لجريمة الصمت على ما جهر به الشيخ حفظه الله. وأقول لكم أيها الأحباب أي فتنة أعظم وأي إشغال للأمة عن قضاياها الكبرى أشد من خلق بؤر مشوهة الاعتقاد ومتطرفة الفكر في أوساط الغالبية العظمى من مجتمعات الأمة، بؤر تعلم إيران وتعلم الهيئات الشيعية الإثناعشرية أنها بعوائقها الذاتية لا يمكن أن تتوسع وتنتشر، ولكنها بما تحمله من ثقافة الكراهية والأحقاد والتكفير قادرة على استثارة الطائفية والمذهبية وإيجاد الفرقة والتناحر أينما وجدت. فهل الجهر بمواجهة مثل هذا الخطر يمكن أن يوصف بأي شيء سوى أنه قمة الحرص على وحدة الأمة ونزع فتائل الطائفية من أوساطها؟.
سابعاً: إنني أعلم علم اليقين أنكم جميعاً ولله الحمد من أفاضل الأمة ومن مفكريها الذين تعتد بهم، وأعلم أنكم جميعاً تحملون هم توحيد الأمة وإعلاء شأنها، ولا يساروني أدنى شك في صدق دوافعكم ونبل مقاصدكم، ولذلك فإنني أناشدكم أن تعيدوا النظر والتأمل فيما اتخذتموه من مواقف حول ما صرح به فضيلة الشيخ يوسف حفظه الله، وأناشدكم أن نهب جميعاً لاغتنام هذه الفرصة التاريخية للدعوة إلى وحدة أصيلة وحقيقية وشاملة للأمة، وتقريب علمي ومستنير بين جميع مذاهبها، توحيد وتقريب أساسهما الصدق والوضوح والرغبة الصادقة والعزيمة القوية على تطهير جميع موروثنا من كل ما تسلل إليه من الجهل والدس والتزييف في كل المذاهب بلا استثناء. وأدعوكم إلى التوحد في توجيه نداء إلى جميع المراجع الشيعية الإثنى عشرية في العالم خاصة في إيران والعراق ولبنان للتبرؤ بشكل قوي وواضح وصريح من معتقدات التكفير المعشعشة في الموروث الإثنى عشري ومن معتقدات استباحة دماء وأعراض وأموال غير الإثناعشرية وتطهير المذهب منها، وإلى إلزام جميع المطابع الشيعية بعدم طبع أي كتاب فيه شيء من تلك المعتقدات إلا بعد التعليق عليه بمضمون تبرؤ العلماء الإثنى عشرية المعاصرين منه، ولإصدار فتوى من أكبر عدد من مراجع الشيعة الإثنا عشرية بتحريم سب الصحابة رضوان الله عليهم وإلزام المطابع بالتعليق بمضمون الفتوى على كل كتاب تراثي ورد فيه أي انتقاص لهم. وأناشدكم أن نهب جميعاً لإقامة ندوات وحلقات علمية جادة يشارك فيها علماء الأمة من كل الطوائف والمذاهب لتنقية الموروث الإسلامي بكل مدارسه بوجه عام والموروث العقائدي والتاريخي بوجه خاص من كل ما علق به من الشوائب والدسائس والإنحرافات، وكل ما يشكل عائقاً لمساعي الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب والمدارس الفقهية.
أخيراً إن من نافلة القول التذكير بأن فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله منذ أن عرفناه وهو رمز عظيم من رموز الاعتدال والوسطية في الأمة بل في الإنسانية كلها، وإمام من أئمة الاستنارة والاستبصار، وقد أمضى جل حياته أمد الله في عمره مجاهدا بكل ما يملك في سبيل الحق والذود عن الأمة والدفاع عن قضاياها وعلى رأسها قضية الأمة في فلسطين، وإنني والله لأقول بلا تردد إن الله عزّ وجل قد أحيا به قلوبا لا يعلمها إلا الله ودحر به باطلا نعلم كثيراُ منه ونجهل كثيراً، بل أقول كما قال ثابت بن قرة الحراني عندما وصف العالم المجاهد الزاهد الحسن البصري رحمه الله، أقول بلا تردد: إن فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي بسعة علمه وتعدد مواهبه وبعقله وحكمته وبورعه وزهده ونبله ومكارم أخلاقه وبتاريخه الحافل بالجهاد والنضال هو والله ممن تباهي بهم الأمة المحمدية غيرها من الأمم. وإن من أقل حقوقه علينا جميعاً أن نعرف قدره ونستبين مكانته وأن نذب عن عرضه، فهو من أكثر العلماء أهلية في زماننا لأن يطلق عليه لقب "شيخ الإسلام "، فارفعوا الملام عن شيخ الإسلام حفظكم الله وغفر لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. أحمد بن عثمان التويجري
عضو مجلس الشورى السعودي سابقا ً
الرياض، 15/ 10/1429هـ
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=75016
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:17]ـ
جزاكم الله خيرا على المشاركة(/)
::هل أطلق القرضاوي رصاصة الرحمة على وهم التقريب؟::لفضيلة الشيخ/محمد بن إسماعيل المقدم
ـ[عمر رحال]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 12:28]ـ
:: هل أطلق القرضاوي رصاصة الرحمة على وهم التقريب؟::
لفضيلة الشيخ الدكتور
محمد بن إسماعيل المقدم
- حفظه الله تعالى -
من هنا ( http://www.anasalafy.com/play.php?catsmktba=6283)
ـ[عمر رحال]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 07:59]ـ
للرفع ....
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 09:24]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا الكريم / عمر
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 09:25]ـ
لا تدخلوها بسلام
http://www.anasalafy.com/play.php?catsmktba=6282
جزاك الله خيرا
ـ[عمر رحال]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 03:04]ـ
وفقتم
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 08:20]ـ
إذا كان التقريب وهماً ..
فإن إحداث المزيد من الهوّة و البغضاء و التدابر حتى مع غير المسلمين جريمة!!
و هذه دعوة لقراء مقال للعلامة المستبصر سلمان العودة عن صناعة الأعداء .. ؟؟!
و دعوة للتأمل في قول له:
" هناك من يريد أن يجرنا (أي نحن و الغرب) إلى الصراع!! .. "
فلننتبه أن نكون مؤججين لنيران الفتن من حيث لا نشعر!!
بارك الله فيكم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 01:23]ـ
و لا تخرج عن محل البحث أنت أيضا شيخنا:):) فالمقصود بالتقريب هو على المستوى العقائدي من جهة الولاء و البراء و الرضا ببعض كفرهم كما قال ربنا ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى و لاتجد قوما يومنون بالله و اليوم الآخر يوادون و ها أنتم أولاء تحبونهم و لا يحبونكم ... فلا تقريب من هذه الجهة و لا مسح للفروق و لا تقريب للهوة .. أما من المستوى التعاملي المصلحي الفقهي كما قال ربنا ولا يجرمنكم و لا ينهاكم الله ... فلا خلاف فيه بين الشيخ العودة و المقدم فيما أظن الا من باب الاختلاف في تقدير المصالح و المفاسد و الأول يتكلم عن المستوى الثاني و الثاني يتلكم عن الأول فلا علاقة لما قلته بمحل البحث:):):)
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 01:26]ـ
وسيتبع الشيخ القرضاوي تلاميذه بعد ان سمعوا منه الحقيقة!
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 02:21]ـ
يا ليتهم يعودون الى السنة البيضاء هؤلاء!!
لقد نصحوهم مشايخنا لكن القرضاوي وأمثاله هل يسمعون،كم نرجوا ذلك!!
ندعو الله بصلاحهم،والعودة والتوبة ....
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 02:47]ـ
على قولة الحبيب أبي الفداء ... كأنكما شخص يكتب بمعرفين ... لا أدري شيخنا خلوصي لم دائما حين أحاول أن أمسك بك في تحليقك في سماء الرحمة و وضع قدميك على الأرض .... في الحال أقع على مشاركة من مشاركاته لا أجد خيرا منها لتأصيل كلامي ... هل تتعجب كتعجبي؟؟
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=169934&postcount=63
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 08:52]ـ
فلا علاقة لما قلته بمحل البحث:):):)
يا سيدي الماكر في قلب السحر على الساحر ... :):):)
انظر إلى حال المتقحمين لجج هذه " الحروب الطاحنة " و محتوى كلامهم و أساليبهم تجد الطوام في إفسادها ذات البين على الصعيد التعاملي المصلحي الفقهي نفسه ... !!
و الذي أعرفه من العلامة القرضاوي أنه إنما يعني بالتقريب هذا ... فهذا هو المقصود .. و لئن سألته الآن و هو في ذروة الغضب لله من أعمال الحماقة الشيعية فلن تجد منه من الناحية العلمية إلا ما كان منه قبل ذلك ... و منها مثلا أن فيهم أصوليين و أخباريين ... و أن الأوائل لا يوافقون بالضرورة الأواخر؟!
نعم هكذا عرفت الشيخ من نتاجه؟
أما الآخرون فلم أر لهم - و ربما لقصور اطلاعي - أي بحث عن ذلك المستوى التعاملي المصلحي الفقهي .... ؟!
و على الأقل لم أجد هذا في تلاميذهم الذين أعرفهم ... ؟
تأمل حال صاحبي و قد كلمته عن ذلك السياق بعدما أعياني في الجدال العام ... و قد مهّدت له بمثال عن الاستعانة بالألمان على اليهود؟!! فلما استبصر حدة المثال خفّت لهجته ... ! ثم أقر بجواز التعامل مع الشيعة ... و لكن؟!!
و لكن و الله يا سيدي بلهجة منكسرة .. و كأنه لا يرغب في ذلك الحكم .. !!؟؟
فأثر من هذا يا أيها العزيز؟!؟
" يا أيها العزيز مسنا و أهلنا الضر "
على قولة الحبيب أبي الفداء ... كأنكما شخص يكتب بمعرفين ... لا أدري شيخنا خلوصي لم دائما حين أحاول أن أمسك بك في تحليقك في سماء الرحمة و وضع قدميك على الأرض .... في الحال أقع على مشاركة من مشاركاته لا أجد خيرا منها لتأصيل كلامي ... هل تتعجب كتعجبي؟؟
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=169934&postcount=63
:) :) هذه ما فهمتها أستاذي الكريم ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 08:59]ـ
أقصدك و الشيخ عدنان ... فما ان تكتب المشاركة حتى أجده قد أتى بمشاركة في موضع قريب تعينني على أن أحيل اليها و قد وقعت في غير ما موضوع ... و مشاركة الشيخ عدنان وجدت رابطها تماما فوق رابط هذا الموضوع الذي فيه مشاركتك ... و كأنها تعينني على بيان الفرق بين النظر في باب الولاء و البراء في كتب العقائد و النظر في نفس الباب في كتب الفقه ... فعجبت من هذا التوافق الذي ما زال يتكرر و هذا التنسيق فوق التنسيق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 09:08]ـ
هو إذن توفيق رباني إلى بيان الحق الذي نبحث عنه كلنا .. و قد تقصر عنه عباراتنا!!
و لكن إن كنت تسعد بهذه التوافقات ... فاعلم يا أستاذي الحبيب أن ثمة توافقات هي أجلى و أسطع من هذه بمئات المرات .... تكاد تشف لك الغيب؟!؟
فإن أكرمتموني ببريدكم على الخاص نثرت منها بين يدي نشدانكم الحق ما يذيق قلبكم برد اليقين؟!؟
:):):)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 12:35]ـ
توكلت على الله:):)
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:14]ـ
حفظ الله العلامة الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم (الناطق بالحق من أول الأمر).
إن الفتن إذا أقبلت، أقبلت عمياء، و إذا أدبرت، أبصرها كل أحد.
ما زال المد الشيعي يتغلغل في بلادنا و مازلنا نسمع ترويج مخدرات التقريب و بنج التصالح.
منذ أسبوع كنت أنتظر صلاة الفجر في المسجد و سمعت نقل إذاعة القرآن الكريم في مصر لصلاة الفجر و عندما شرع الإمام في القنوت كان من دعاءه:
"اللهم صلي على الإمام أبي عبد الله الحسين، و على كل تقي و ولي، و على أبي بكر و عمر و عثمان و علي".
الآن تسمعون تقديم الحسين رضي الله عنه على الخلفاء الأربعة، و إن استمر التخذيل فلن تسمعوا إلا الصلاة على الحسين و إهمال الشيخين، و إن استمر أيضا التخذيل (وا حسرتاه على غفلة طلاب العلم) ستسمعون سب الشيخين و لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 02:50]ـ
فأثر من هذا يا أيها العزيز؟!؟
" يا أيها العزيز مسنا و أهلنا الضر "
.
لم تجبني يا سيدي أثر من ذاك؟
ثم أجبني يا أستاذي الكريم:
هذا الذي تراه من حال الشيعة في بلوغهم اليوم أشد الغلو الذي لم يكن مثله من قبل ... و أكثره بالطبع في
" طلاب العلم " منهم ...
و في " دعاتهم "
و في " قراء " مقالات هؤلاء الطلاب و الدعاة ... أي " المتثقفين " بفكر هذه الطبقات
التي تفلتت بضعف التربية و ضعف الخشية إلى وديان
"ألا إنهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون "
ألم يكن أصلاً في كثير منه من أمثال هؤلاء العلّامات منّا نحن .... الذين أكثروا من الكلام في المستوى الأول " العقائدي " و بأسلوب و محتوى يستحيل معه أن تراه تلك الطبقات من الشيعة - و هي الفاعلة في الشارع و الميدان - ثمّ لا تتشبث بما ورثته كذلك هي من عداء السنة لتضيف إليه معه بذور فتن و خطط ماكرة و وقود نيران لا تنطفيء ... ؟!
نحن يا سيدي غائصون حتى " شوشاتنا " في بحار الجهل باسم العلم!!
و يا ليتنا نفيق من سكراتنا قبل الطوفان الكبير.
و لن نفيق إلا إذا صوبنا سهام التهم إلى أنفسنا و اجتهاداتنا و نياتنا و بصائرنا و أشياخنا .... !! و ما أشقّه على النفس!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 03:16]ـ
الاجابة شيخنا الكريم حسب ما أفهمه أنه كما وضع السيف مكان الوردة تهور فكذلك و ضع الوردة مكان السيف سخف و سفه ... فالولاء و البراء بجانبيه العقدي و الفقهي سلاح يستعمل بحسبه مع اخذ الزمان بعين الاعتبار فكما قد يظهر أن تخفيف الولاء و البراء لتأليف القلوب هزيمة و مع مرور الوقت يتبين أنه نصر يتحقق -يوما بعد يوم -في قلوب الناس .. فكذلك تشديد الولاء و البراء قد يبدو أنه لا يزيد المخالف الا نفارا و عنادا و انه لا يزيده الا صلابة ... و مع مرور الوقت يتبين أن في هذه الشدة الزاما بالحدود و اتباثا للفروق و حماية لحدود و ترسيخا لهيمنة الحق على الباطل في قلوب الناس فما يلبث بعد ذلك أن يتبين للمعاند قبل غيره أنه لا يقف على أرضية صلبة فيكون أسرع لتهاويه ووقوع حججه و يظهر وهم صلابته على الباطل بعد ان يتبين للناس بعد اللجاج و المدافعة الطويلة أن الباطل لجلج و الحق أبلج و هذا هو الواقع الآن مع الرافضة و هو ما تراه الآن من صحوة السنة و ما تنبه له الشيخ القرضاوي حفظه الله متأخرا من أن تخفيف الولاء والبراء هنا يساهم في انتشار بدعهم عند الناس ... فهؤلاء انتشروا و استولوا على ايران ثم عامة العراق في غفلة من أهل السنة و في فترة توهين الولاء و البراء في القرون المتأخرة و هم على التحقيق اسماعيلية باطنية تدثروا باسم الامامية الذين كانوا من قبل يكفرونهم و لهذا زاد عندهم الغلو و صار ما كان من الغلو من أساسيات المذهب عندهم .. فلو قام أهل السنة و عامة رؤوسهم آنذاك وحدويون مهيؤون أصلا لتقبل خرافات الأقطاب و مزاوجتها مع خرافات الأئمة المعصومين .. لو قاموا بنشر الولاء و البراء اللازم لحصل التوازن المطلوب و لتنبه الناس لخطر الغزو و لاشتهر عندهم هذا التدليس في تحول ميزان القوى و لتنبهوا له ... و لما استفحل الأمر كما ترى و لكان أيسر محاصرة هذا الباطل المجوسي في نفوس الشيعة قبل السنة ... فكما يطالب المرء بالصبر على تخفيف حدة الولاء و البراء كما في مثال الحديبية و المؤلفة قلوبهم حتى يعمل اللين في قلب المخالف .... كذلك يطالب المرء بالصبر على تشديد وتيرة الولاء و البراء حتى تعمل الشدة عملها في قلب المخالف ... و لهذا كان أمر الناس و صلاحهم مرتبطا بحكمة وجهاءهم و أذكياء علمائهم لأنهم الأقدر على معرفة ضبط هذا التوازن بين اللين و الشدة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 05:47]ـ
" و لهذا كان أمر الناس و صلاحهم مرتبطا بحكمة وجهاءهم و أذكياء علمائهم لأنهم الأقدر على معرفة ضبط هذا التوازن بين اللين و الشدة ... "
نعم يا سيدي علمائهم المحققين الواعين المستشرفين الخاشعين المتنبهين المستبصرين المجاهدين الفاهمين المتواصلين ...............
لا من ذكرت ُ في سياق الشيعة و الذي يشير بالطبع إلى مقابليهم من السنة ...
انظر إلى نفس أساليبهم منذ عقود في التحريش بين أهل السنة أنفسهم ... حتى تجد ذات يوم ... بل قد وجد الناس ذلك اليوم ... الذي يقاتل فيه السنة بعضهم بعضا ... !!
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 09:57]ـ
قد أستطيع أن أسطر عشرات السطور في إثبات أن المصلحة في جانب ما قاله الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم .. و يستطيع غيري أن يفعل ذلك أيضا، فيسطر عشرات السطور ليقنعنا أن المصلحة في الجانب المقابل .. لا بأس ..
قد رضينا بالجانب الذي رآه أغلب علماء السنة اليوم وهم الأذكى و الأحكم.
لا من ذكرت ُ في سياق الشيعة و الذي يشير بالطبع إلى مقابليهم من السنة ...
انظر إلى نفس أساليبهم منذ عقود في التحريش بين أهل السنة أنفسهم
والذي يجهل أو يتجاهل قدر أمثال الشيخ المقدم هو في الواقع يكشف لنا عن مقدار علمه و إنصافه.
من في الأمة الآن مثل الشيخ محمد بن إسماعيل في الروية و التعقل و العلم و الحلم؟؟؟ لا شك أنه يوجد .. لكن قليل بل نادر.
وما أقوله ليس انغماسا في التقليد أو تنفيرا عن التفكير المستقل بقدر ما هو تحذير من الفرح ببعض العلم و ازدراء مقامات الرجال.(/)
رد الشيخ حمد العثمان على جاسم المهلهل والاخوان المسلمون
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 12:25]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد قرأت الانتصار المهلهل الذي سطره د. جاسم المهلهل في شأن إقالة زميله في «الحركة» د. عصام البشير وطلبا لوضع الأمور في نصابها الصحيح أوجز في ذكر ملاحظاتي على انفعالات د. جاسم المهلهل الحركية ليستبين القارئ سبيل الحركيين والحزبيين.
انتفاضة حركية لغير وجه الله
انتصار د. جاسم المهلهل لزميله في «الحركة» د. عصام البشير واضح لكل من قرأه بروية وله علم بحقيقة دعوة الإخوان المسلمين ومواقفهم من مضادة السنة وحرب العقيدة ونصرة الظلم، ان صراخ د. جاسم المهلهل انتفاضة ونصرة لحزبه، وأمر النية يُظهره الله كما بينا من قبل. لما وقعت الغيرة بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم في المبادرة للاعتكاف، فقال لهن النبي صلى اله عليه وسلم: «آلبر أردتن» رواه البخاري
فلم نر هذه الغيرة ولا هذا الحماس ولا هذا الانتصار من د. جاسم المهلهل ضد سيد قطب في طعونه في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصا عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي تستحي منه الملائكة، بل على العكس وجدناه في أكثر من مناسبة وفي صحيفته ينتصر لسيد قطب. كما اننا لم نجد هذا الصراخ الكبير من د. جاسم المهلهل ضد حزبه وزميله في الحركة د. عصام البشير وأركان الوزارة من حركته الذين استضافوا باسم «الوسطية» شيخ الاحساء المعمم الذي يفاخر بقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
كما اننا لم نسمع ولم نر هذا الصراخ المدوي من د. جاسم المهلهل ضد اولئك الذين أبّنوا «عماد مغنية» الذي كان له دور كبير في تدريب الخبثاء الذين اعتدوا على موكب أميرنا الراحل جابر الأحمد رحمه الله، واختطفوا طائرة الجابرية وركابها وساوموا بأرواح شعبنا على أمن الكويت.
الظلم معياره الشرع وليس الحركة
ملأ د. جاسم المهلهل صحيفته بأدلة تحريم الظلم وأخذ يتوعد بعقوبة الهية لمن أقال زميله د. عصام البشير وساهم في اقالته، فاربع على نفسك يا جاسم، فالظلم معياره الشرع وليس الحركة والحزب. وهذا لون آخر من إرهاب الاحزاب، اما ان تجعلهم في مواقع الريادة في مؤسسات الدولة والا فأنت ظالم. ظلم للكويت وشعبها وأمنها ان يُجعل الحركيون الذين ينتهجون منهج «واحد يفجر والآخر يستنكر» في مواقع الريادة في توجيه ابنائنا وكل من له أدنى معرفة بمواقع ريادة الاخوان المسلمين في مؤسسات دولتنا يعرف حقيقة ظلمهم في اقصاء الآخرين.
فلعلك يا دكتور جاسم ترى الأمور بعين حزبية حركية فلا تبصر الظلم الذي رفعه وزير الأوقاف عن أهل الكويت بوقف عبث من انتصرت لهم بأموال الكويت وأمنها وتبديدهم لملايين الدولة، بما عاد عليها بالوبال، أما من ينظر بعين اهل الكويت يبصر جليا ان وزير الأوقاف رفع الظلم عن الكويت وأهلها حيث لم تكن «أمانة» الوسطية إلا وجاهة لقيادات حزبك، وترف وسرف، وسياحة دعوية لمؤتمرات صورية في أميركا وأوروبا، وتفريغ لجهود الدولة عن المعالجة الصحيحة، وتنفيع محض لأصدقاء وقيادات الأوقاف والأحزاب، فالنائحة لا يمكن ان تكون ناصحة للكويت وأهلها، فالنائحة من عشرات السنين وهي ترى جماعات التكفير تغرس سمومها في شبابنا ولم تنطق بكلمة ولا كتاب، الآن لما صار في مناصب وأموال جاءوا يركضون!!!
الظلم أنتم أركانه وأئمته
غبار الرد المهلهل الذي ملأ به د. جاسم المهلهل صحيفته لا يسعفه في تزييف الواقع ورمي أهل الكويت بالظلم، فالكل يعرف حقيقة الظلم الذي مارسه د عبدالله المعتوق اثناء توليه الوزارة ومن استعان بهم من الاخوان المسلمين من الكويتيين ومن كوادر الحزب غير الكويتيين الذين اجتلبهم المعتوق من الخارج لتغيير هوية الكويت في عقيدتها وولائها لعلمائها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقام البعض من جماعة د. جاسم المهلهل بمنع كتب ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله وهي متمحضة في السنة وبدؤوا بمناصرة من يحارب الصحابة فاستضافوا من يفاخر بقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبدأ عصام البشير نفسه بحرب السلفيين والاستهزاء بهم بعبارات بشعة وأخذ ينعتهم بنعوت من ذلك نعته للسلفيين بـ «التيار الاشتجاري»، وأخذ يعيب عليهم ما لا يعاب كطلبهم للعلم، والتصنيف في صفة الصلاة، وقامت وزارة الأوقاف بتوزيع أعداد كبيرة من أشرطة محاضرة الاستهزاء للدكتور عصام البشير وتوزيعها بالمجان إمعانا في حرب السنة بأموال الدولة.
لا تعرفون الولاء ولا الوفاء إلا لحزبكم
الصراخ الكبير من د. جاسم المهلهل ما هو إلا برهان آخر على حقيقة الوفاء والولاء الحصري الذي يتدين به أفراد حركة حزب الاخوان المسلمين لأنفسهم فقط لا غير.
وهذه الحقيقة جزء من آكد واوضح خصوصيات حزب الاخوان المسلمين، يقول مرشد حزب الاخوان المسلمين الأول الشيخ حسن البنا رحمه الله: «وكلمة لابد ان نقولها في هذا الموقف هي ان الاخوان المسلمين لم يرو في حكومة من الحكومات من ينهض بهذا العبء، وكلمة ثانية انه ليس أعمق في الخطأ ظن بعض الناس ان الإخوان المسلمين كانوا في أي عهد من عهود دعوتهم مطية لحكومة من الحكومات، أو منفذين لغاية غير غايتهم، أو عاملين على منهاج غير منهاجهم» المؤتمر الخامس ص275 لحسن البنا.
وقام الاخوان المسلمون في السعودية والكويت بتعميم هذا الولاء الحركي الحصري في منطقة الخليج وتربية ابنائنا عليه، وسلخهم من ولائهم لولاتهم وحكوماتهم.
فقام حسين بن محسن بن علي جابر بترسيخ هذا المفهوم في اطروحته للماجستير في السعودية «الطريق إلى جماعة المسلمين» يعني حزب الاخوان المسلمين، وقرر أصول حسن البنا الخطيرة، بل وصدر رسالته بقوله: «هدف البحث ان ابين للأمة الاسلامية ان جماعة المسلمين غير موجودة» الطريق إلى جماعة المسلمين ص10.
وقام الاخوان المسلمون في الكويت بطباعة هذا الكتاب من خلال مكتبتهم «دار الدعوة»، فانظر كيف اختاروا هذه الرسالة من بين مجموعة آلاف رسائل الماجستير والدكتوراة بالجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية.
موقف الحركة لا يغطيه غبار مهلهل
د. جاسم المهلهل حاول ايهام أهل الكويت ان الاخوان المسلمين نصروا الكويت ضد صدام حسين وحزب البعث الخبيث، وهذه مصيبة ان يجازف منظر لجماعة في قضية خاسرة، فالاخوان المسلمون من الشرق إلى الغرب نصروا صدام وشتموا الكويت وأهلها، واشرطة أحمد نوفل محفوظة، ومظاهراتهم الحاشدة التي سيروها في دولهم نقلتها كل وسائل الإعلام.
وحال السودان لم يخف وقد حدثني د. عبدالرحمن محيي الدين صهر الشيخ أبي بكر الجزائري جزاه الله خيرا انه كان منتدبا من الجامعة الاسلامية للمعهد الافريقي في السودان الذي بُني بأموال السعودية والكويت أيام الاحتلال العراقي للكويت ورأى هيجان الشارع السوداني ضد الكويت لذلك قام بعد صلاة الظهر في «المعهد الافريقي» ووعظ الناس وحذرهم من الفتن، فقام بالرد عليه د. عصام البشير، وقال: «لا نريد الكلام الذي يموتنا»، ولعل د. جاسم المهلهل يشد رحله إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشافه د. عبدالرحمن محيي الدين فإن طلب علو الاسناد من السنة.
ولما سقط صدام حسين الكل رأى كوبونات النفط التي دفعها صدام حسين لليث شبيلات واشباهه، فالاخوان المسلمون يقتاتون من جراحات المسلمين، ونذكر د. جاسم المهلهل بزيارة الغنوشي والزنداني والترابي للرياض أيام احتلال البعث لكويتنا الغالية، حيث التقى هؤلاء بالأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله وقال لهم: هل تقبلون بغزو دولة لدولة؟ فقال جهابذة حركة الاخوان المسلمين المهلهلة «نحن اتينا لنسمع».
جريدة السياسة تاريخ 23 رمضان 1423 هـ عافانا الله.
د. جاسم المهلهل يبدو انه لم يقرأ مواضع النقد ضد وسطية د. عصام البشير، أو انه يريد ان يتحذلق على أهل الكويت ويزيف الواقع ليرجف بالقرار الوزاري الذي اتُخذ لمصلحة الكويت.
ونحن بدورنا نتحداه بالوثائق، ونرجو ألا يحيد وان يرد على الوثائق لا ان يمارس الصراخ.
د. عصام البشير روج لأخطر منظري الإرهاب الحركي على الاطلاق، حيث استضاف اثناء «أمانته» لمركز الوسطية د. صلاح الصاوي تحت مسمى «الوسطية» ليقدمه لشباب الكويت على انه وسطي.
وهنا نبرز بالوثائق التكفير والتفجير الذي يدعو له الصاوي ضيف د. عصام البشير لنرى ماذا يقول د. جاسم المهلهل عن هذه الوثائق.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:33]ـ
لا فُض فوك يا شيخ حمد، أجدت وأفدت.
جزاكم الله خيرا أخي القضاعي على نقلك.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 01:09]ـ
أي والله لافُض فوك ياشيخ حمد على هذا الرد,
وجُزيت خيراً أخي القضاعي على النقل.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 08:00]ـ
أي والله لافُض فوك ياشيخ حمد على هذا الرد,
وجُزيت خيراً أخي القضاعي على النقل.
حياكم الله أخي أبا العباس، أين أنت؟!! فلك زمن لم تدخل المجلس العلمي! عسى المانع خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حواري]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 10:48]ـ
بل فضت أفواهكم جميعاً!!
الشيخ!! حمد العثمان لا أعرفه، وهذا لا يضره ....
ولكن كتابته هذه لا تشجع على معرفته أبداً .....
مقال مليء بالتهم والسباب واتهام النيات ....
لا أجد فيه إلا رائحة التشفي، ولا أكثر من ذلك!!
يبدوا أن هذا الشيخ!! والمطبلين له!! من المصابين بمرض "متلازنة الاخوان المسلمين " عافانا الله وإياكم ومن نحب من هذا المرض العضال!!
شخصياً لست من "الإخوان المسلمين" ولا أطمح أن يكون يوماً ما منظوياً تحت سلكهم! ولكن ذلك كله لا يجعلني أتنكر لجهدهم وجهادهم وإن كان ذا خطل!!
الدكتور عصام والدكتورجاسم من الأخوة العاملين في حقل الدعوة منذ سنين طويلة ربما كان هذا الشيخ إذاك طفلاً لم تجاوز اهتماماته أرنبة أنفه أفلا يتق الله في شيباتهم!!
لا أدري اين تعلم هؤلاء أخلاق الإسلام؟!!
أخيراً لا أدري هل يتفق هذا الموضوع مع التنبيه الثاني من " تنبيهات مهمة لجميع الأخوة الأعضاء "
ثانياً:
لاحظنا وجود بعض التجاوزات في العبارات، واستعمال خشن اللفظ وهُجر القول، وهذا مما لا يليق بعامة أهل الإسلام، فضلاً عن خاصته من طلبة العلم وروّاد الشريعة، والكلمة الطيبة صدقة، ومن لانت كلمته عظم قدره ووجبت محبته، وما يزال المرء بخير ما حبس لسانه عن التخوض في الباطل، أو الوقيعة في إخوانه.
نعم، الرد من أصول الدين، لكن بالحكمة والموعظة الحسنة والقول الهادئ، ولئن نُقل عن بعض السلف أنه كان حاد الطبع، غليظ الخُلق، فقد نقل عن عامتهم وأكثرهم أنهم كانوا على قدر عظيم من رجاحة العقل، ولين القول، وكريم السجايا، وهو الموافق لهدي النبي، فقد كان رقيق اللفظ، حسن العبارة، ولم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا فظّاً غليظ القلب.
نحن دعاة إصلاح وبناء وتوجيه، وهذا إنما يكون بالكلمة الطيبة، والخلق النبيل، ولا يخفى على شريف علمكم أن الدعوة الإسلامية انتشرت في كثير من بقاع الأرض بالمعاملة الحسنة.
وليكن حال أحدنا مع أخيه أن ينصح له، ويبادر بإصلاح خلته، فإن رأى من أمره ما يكره فلينصح له، إما برسالة خاصة، أو بطريقة مؤدبة تؤتى ثمارها وتؤدي الغرض، وأن لا يقف من ذلك موقف المتفرج، فإن من كمال حقوق الأخوة بذل النصيحة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 11:21]ـ
بل فضت أفواهكم جميعاً!!
هذه أول مشاركاتك، ويبدو أنك سجلت حتى تكتب اللاأدب هذا! أسأل الله تعالى أن ينتصف لنا من دعائك هذا، وأن يعاملك بما أنت أهله.
شخصياً لست من "الإخوان المسلمين" ولا أطمح أن يكون يوماً ما منظوياً تحت سلكهم! ولكن ذلك كله لا يجعلني أتنكر لجهدهم وجهادهم وإن كان ذا خطل!!
الدكتور عصام والدكتورجاسم من الأخوة العاملين في حقل الدعوة منذ سنين طويلة ربما كان هذا الشيخ إذاك طفلاً لم تجاوز اهتماماته أرنبة أنفه أفلا يتق الله في شيباتهم!!
لا أدري اين تعلم هؤلاء أخلاق الإسلام؟!!
أخيراً لا أدري هل يتفق هذا الموضوع مع التنبيه الثاني من " تنبيهات مهمة لجميع الأخوة الأعضاء "
حينما يكون الإنسان في ضلالة تأسى عليه قدرا، ولكنك تشد عليه شرعا، لعل الله تعالى أن يهديه بك، وأنت من هذا الصنف الخليط المزيج، الذي لا يعرف أن هناك فرقة ناجية لها صفات أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن هناك فرقا منحرفة - وهي مسلمة - أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولها صفات:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(والذي نفسي بيده لتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي).
فما رأيك فيمن يريد أن يجعل كلمة النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم في الجنة؟!!!
وجمع كل من هب ودب تحت راية واحدة دون تصفية ولا تربية!!!
على كل حال قد يكون المرء مريضا، وهو لا يشعر بأنه مريض!! وأنت منهم، أسأل الله تعالى أن يعجل بشفائك.
وأما كبر السن وصغره ليس دليلا على أن المرء على الصراط المستقيم، فكم من مخرف مبتدع وعمره سبعون! وكم من سني سلفي وعمره عشرون.
فدعك عنك هذه الشقشقات والهرطقات، فما أظن أن صاحبيك أكبر من عمر إبليس، وقد كان مع الملائكة في الملكوت الأعلى!!!
والحمد لله رب العالمين.
ـ[حواري]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 12:37]ـ
هذه أول مشاركاتك، ويبدو أنك سجلت حتى تكتب اللاأدب هذا!
حينما يكون الإنسان في ضلالة تأسى عليه قدرا
وأنت من هذا الصنف الخليط المزيج، الذي لا يعرف أن هناك فرقة ناجية
على كل حال قد يكون المرء مريضا، وهو لا يشعر بأنه مريض!! وأنت منهم، أسأل الله تعالى أن يعجل بشفائك.
فدعك عنك هذه الشقشقات والهرطقات
والله لم أكن أتوقع منكم إلا مثل هذا! أو أسوأ!! فكل إناء بما فيه ينضح!!
أسلوب السباب والشتائم هو الأسلوب الذي لا تتقنون غيره!!
اللهم إني أعوذ بك من مسلك ردي كهذا المسلك!
اللهم إني أعوذ بك أن أكون كمن هذا حاله " أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً "
اللهم إني أعوذ بك أن أكون كمن هذا حاله "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً "
اللهم اغفر لأخي فإنه لا يعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 12:52]ـ
بارك الله في الجميع
وعفا الله عن هذا الحواري وبصره بمنهج أهل الحق.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 01:52]ـ
[ quote= علي الفضلي;152292] حياكم الله أخي أبا العباس، أين أنت؟!! فلك زمن لم تدخل المجلس العلمي! عسى المانع خيرا.
الله يُحيك على السنة أخي علي الفضلي, والحمدلله المانع خير لأني لست أستعمل الأنترنت كثيراً.
وكذلك اليوم أنزعجتُ بسب أغلاق موضوعي الذي في المجلس.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 02:01]ـ
اللهم أصلح الحواري اللهم أهده,
ولقد كفانا الأخ علي وفقه الله وأسأل الله أن يصبرك على هؤلاء ياالفضلي ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 05:57]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحواري .. وليتق الله حمد العثمان في نفسه نقد للمهلهل والاخوان المسلمين من أجل سواد عيون الحكام ..
تبا للقومية ...(/)
الحداثة
ـ[أبو حذيفة هشام الجزائري]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 01:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فهذه ورقات في بيان أصول وفكر مذهب من المذاهب الفكرية المعاصرة، التي ابتُليت بها أمة الإسلام، والتي تهدف إلى صياغة حياة الناس وفق تصورات ومناهج تتناقض مع منهج الله تعالى وشرعه، مما يوجب على كل غيور على دينه و أمته أن يعمل جاهدا – كل بحسب قدرته – على كشف عوارها وبيان زيفها و أن لا يقف مكتوف اليدين، لأن الله تعالى يقول: " و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتُبيِّنُنَّه للناس ولا تكتمونه " [آل عمران 187]
بل مما يجعل أمر البيان مؤكدا أن أعداء الإسلام يصورون أرباب وسدنة هذه المذاهب ومنها الحداثة أنهم هم رموز الأمة وقدوتها ومثلها الأعلى ...
و أصل هذا الموضوع هو محاضرة كانت ضمن الدورة العلمية الصيفية لعام 1428 هـ / 2007 م التي نظمها المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمقره بمدينة تيارت، والتي كانت حول المذاهب الفكرية المعاصرة، أعدت كتابته لعل الله تعالى ينفع به كل من وقع بين يديه و يكون محفزا لهمم البعض للبحث أكثر في الموضوع وطرق جوانب أخرى فيه لم تطرق، حتى يعم النفع وتكثر الفائدة، وذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله به في كتابه بقوله: "وتعاونوا على البر والتقوى و لا تعاونوا على الإثم والعدوان " [المائدة 2]
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
مفهوم الحداثة:
قبل أن نخوض في مفهوم الحداثة الإصطلاحي، نرى أنه من المفيد أن نعرج على مضمونها اللغوي، فهي مصدر من الفعل " حَدَثَ "، وتعني نقيض القديم، والحداثة أول الأمر وابتداؤه، وهي الشباب و أول العمر.
وبهذا المفهوم اللغوي سطعت شمس الحداثة في عالمنا العربي المعاصر، وتوافقت مع ما يحمل عصرنا من عقد نفسية، وقلق ذاتي من القديم الموروث، ومحاولة الثورة عليه، والتخلص منه، والبحث عن كل ما هو جديد يتوافق وروح عصر التطور العلمي والمادي، ويواكب الإديولوجيات الوافدة على عالمنا العربي الإسلامي.
أما ما تعنيه الحداثة اصطلاحا فهي: " اتجاه فكري أشد خطورة من اللبرالية والعلمانية والماركسية، وكل ما عرفته البشرية من مذاهب واتجاهات هدامة، ذلك أنها تتضمن كل هذه المذاهب الفكرية، وهي لا تخص مجالات الإبداع الفني، والنقد الأدبي، ولكنها تخص الحياة الإنسانية في كل مجالاتها المادية والفكرية على حد سواء "، وهي بهذا المفهوم الاصطلاحي:
" اتجاه يشكل ثورة كاملة على كل ما كان وما هو كائن في المجتمع ".
يقول الدكتور عوض القرني في معرض حديثه عن الحداثة كمنهج فكري يسعي لتغيير الحياة:
" إن من دعاوى أهل الحداثة أن الأدب يجب أن ينظر إليه من الناحية الشكلية والفنية فقط بغض النظر عما يدعو إليه ذلك الأدب من أفكار، وينادي به من مبادئ وعقائد و أخلاق، فما دام النص الأدبي عندهم جميلا من الناحية الفنية، فلا يضير أن يدعو للإلحاد أو الزنا أو اللواط أو الخمريات أو غير ذلك ".
ويقول الدكتور عدنان النحوي:
لم تعد لفظة الحداثة في واقعنا اليوم تدل على المعنى اللغوي لها، و لم تعد تحمل في حقيقتها طلاوة التجديد، و لا سلامة الرغبة، إنها أصبحت رمزا لفكر جديد، نجد تعريفه في كتابات دعاتها وكتبهم، فالحداثة اليوم تدل على مذهب فكري جديد يحمل جذوره وأصوله من الغرب، بعيدا عن حياة المسلمين، بعيدا عن حقيقة دينهم، ونهج حياتهم، وظلال الإيمان والخشوع للخالق الرحمن ".
فالحداثة إذن من منظور إسلامي عند كثير من الدعاة تتنافى مع ديننا و أخلاقنا الإسلامية، وهي معول هدم جاءت لتقضي على كل ما هو إسلامي دينا ولغة و أدبا وتراثا، وتروج لأفكار ومذاهب هدامة، بل هي أخطر تلك المذاهب الفكرية، و أشدها فتكا بقيم المجتمع العربي الإسلامية و محاولة القضاء عليه والتخلص منه، و إحلال مجتمع فكري عربي محله يعكس ما في هذه المجتمعات الغربية من حقد وحنق على العالم الإسلامي، ويروجون بكل اهتمام و جدية من خلال دعاتها ممن يدعون العروبة لهذه المعتقدات والقيم الخبيثة بغرض قتل روح الإسلام ولغته وتراثه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى يتجلى مفهوم الحداثة أكثر لا بد من الوقوف على تعريفات بعض أصحابها ومفكريها وسدنتها.
يقول علي أحمد الملقب بـ " أدونيس " وهو من رواد الحداثة العربية و مفكريها رابطا بينها وبين الحرية الماسونية:
" إن الإنسان حين يحرق المحرم يتساوى بالله "، ثم يتنامى المفهوم الماسوني لكلمة الحرية إلى صيغته التطبيقية الكاملة في قوله: " إن التساوي بالله يقود إلى نفيه وقتله، فهذا التساوي يتضمن رفض العالم كما هو، أو كما نظمه الله، والرفض هنا يقف عند حدود هدمه، و لا يتجاوزها إلى إعادة بنائه، ومن هنا كان بناء عالم جديد يقتضي قتل الله نفسه مبدأ العالم القديم، وبتعبير آخر لا يمكن الارتفاع إلى مستوى الله إلا بأن يهدم صورة العالم الراهن وقتل الله نفسه ".
وقد عرّف " رولان بارت " الحداثة بأنها انفجار معرفي لم يتوصل الإنسان المعاصر إلى السيطرة عليه فيقول:
" في الحداثة تنفجر الطاقات الكامنة، و تتحرر شهوات الإبداع في الثورة المعرفية مولدة في سرعة مذهلة وكثافة مدهشة أفكارا جديدة، و أشكالا غير مألوفة، و تكوينات غريبة، وأقنعة عجيبة، فيقف بعض الناس منبهرا بها، ويقف بعضهم الآخر خائفا منها، هذا الطوفان المعرفي يولد خصوبة لا مثيل لها، ولكنه يغرق أيضا ".
كما يصفها أحد الباحثين الغربيين: " بأنها زلزلة حضارية عنيفة، وانقلاب ثقافي شامل، و أنها جعلت الإنسان الغربي يشك في حضارته بأكملها، ويرفض حتى أرسخ معتقداته الموروثة ".
نشأة الحداثة:
الحداثة في أصل نشأتها مذهب فكري غربي، ولد و نشأ في الغرب، نتيجة للمد الطبيعي الذي دخلته أوروبا منذ العصور الوثنية في العهدين اليوناني والروماني، مرورا بالعصور المتلاحقة التي تزاحمت بكل أنواع المذاهب الفكرية والفلسفات الوثنية المتناقضة والمتلاحقة، حيث كان كل مذهب عبارة عن ردة فعل لمذهب سابق، وكل مذهب من هذه المذاهب كان يحمل في ذاته عناصر اندثاره وفنائه.
وقد اختلف كثير من الذين أرّخوا و نظّروا للحداثة الغربية حول بداياتها الأولى، وعلى يد من مِنْ كتّابهم ظهرت و نشأت، ورغم ذلك يتفق بعضهم على أن إرهاصاتها المبكرة بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر ميلادي على يد الكاتب الفرنسي " بودلير " صاحب ديوان " أزهار الشر " و لكنها لم تنشأ من فراغ، بل هي امتداد لإفرازات المذاهب والتيارات الفكرية والاتجاهات الأدبية والعقدية التعاقبة التي عاشتها أوروبا .. والتي قطعت فيها صلتها بالدين والكنيسة وتمردت عليهما، وقد ظهر ذلك جليا منذ ما عُرف بعصر النهضة في القرن الخامس عشر ميلادي، عندما انسلخ المجتمع الغربي عن الكنيسة وثار على سلطاتها الروحية والتي كانت بالنسبة لهم كابوسا مخيفا، وسيفا مسلّطا على رقابهم محاربا الدعوة إلى العلم الصحيح و الإحترام لعقل الانسان وتفكيره وفكره.
ونتيجة لتمرد الغرب وثورته على كل شيء من حوله ما دام لا توجد له أرضية صلبة مستوية ينطلق منها، لتصور مقبول للحياة و الإنسان والكون عامة، عاش الكثير من المتناقضات والتضاد وظل يهدم اليوم بمعاول تمرده ما بناه بالأمس، فمن الكلاسيكية التي كانت امتداد طبيعيا لنظرية المحاكاة والتقليد التي أطلقها " أرسطو" – والتي تعني أن الإنسان محدود الطاقات متمسك بالتقليد، مع الميل إلى التحفظ واللياقة – إلى الاتجاه الرومانسي المؤسَّس على أنقاض سابقه، الذي وقف عاجزا أمام تحقيق ما كان يصبوا إليه الغرب من التخلص من آثار القديم و محاكاته، وفي الاتجاه الرومانسي وجد ضالته لأنه مذهب ثوري متمرد على كل أشكال القديم و آثاره فقدّس الذات ورفض الواقع، وثار على الموروث، وادعى أن الشرائع والعادات والتقاليد هي التي أفسدت المجتمع، لذا يجب العمل على تحطيمها، والتخلص منها، لكنه فشل فشلا ذريعا في تغيير الواقع.
ثم تحول الغرب فرارا من المجهول إلى المجهول، ومن الضلال إلى الضلال، لعله يجد ضالته في اتجاه جديد، فاتجه نحو ما عُرف بالبرناسية، ثم فرّ إلى ما عرف بالواقعية التي تطورت فيما بعد إلى الرمزية التي كانت حلقة الوصل بين تلك المذاهب الفكرية و الأدبية وبين ما يعرف اليوم بالحداثة وعلاقتها بالجانب الأدبي على أقل تقدير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان على رأس هذا المذهب الكاتب و الأديب الأمريكي المشهور " إدغار آلان بو " الذي تأثر به رموز الحداثة وروادها في الغرب، كما كان المؤثر الأول والمباشر في فكر وشعر عميد الحداثيين في الغرب والشرق على حدّ سواء الشاعر الفرنسي المشهور " بودلير ".
ولكن الذي يعد مؤسسا حقيقيا لتيار الحداثة من الناحية الفنية الأدبية هو: " بودلير " الذي نادى بالغموض في الأحاسيس والمشاعر والفكر والأخلاق، كما قام المذهب الذي أراده على تغيير وظيفة الحواس عن طريق اللغة الشعرية، لذا لا يستطيع القاريء أو السامع أن يجد المعنى الواضح المعهود في الشعر الرمزي.
وقد تعاقب ركب الحداثيين في الغرب، وسلكوا نفس الطريق الذي بدأه " بودلير " وساروا على نهجه، حتى وصلت الحداثة الغربية إلى شكلها المتكامل والنهائي على يد الأمريكي اليهودي " عرزا باوند " والإنجليزي " توماس إليوت ".
تسلل الحداثة إلى العالم العربي والإسلامي:
تسللت الحداثة الغربية إلى أدبنا ولغتنا العربية وفكرنا ومعتقداتنا و أخلاقنا كما تتسلل الأفعى الناعمة الملمس لتقتنص فريستها دون أن تشعر الفريسة بها إلا وهي جثة هامدة، هكذا كان تسلل الحداثة إلى عقول معتنقيها وروادها وسدنتها من أدباء ومفكرين ونقاد على امتداد الوطن العربي.
وهي كغيرها من المذاهب الفكرية، والتيارات الأدبية التي سبقتها إلى البيئة العربية كالبرناسية، والواقعية، والرمزية، والرومانسية، والوجودية، وجدت لها في فكرنا و أدبنا العربي تربة خصبة، سرعان ما نمت وترعرعت على أيدي روادها العرب، أمثال غالي شكري، وكاهنها الأول والمنظّر لها علي أحمد سعيد المعروف بـ " أدونيس "، وزوجته خالدة سعيد من سوريا، وعبد العروي من المغرب، وصلاح فضل، وصلاح عبد الصبور، و محمد عفيفي، و أمل دنقل من مصر، وعبد الوهاب البياتي من العراق، وعبد العزيز المقالح من اليمن، وحسين مروة من لبنان، ومحمود درويش، وسميح القاسم، وكمال أبو ديب من فلسطين، وعبد الله الغذامي، وسعيد السريحي من السعودية، وغيرهم.
وقد أشار غالي شكري في كتابه " الشعر الحديث إلى أين؟ " إلى الروافد التي غذت بذرة الحداثة العربية، فقال: " كانت هذه المجموعة من الكشوف تفصح عن نظرة تاريخية تستضيء بالماضي لتفسر الحاضر، وتنبئ بالمستقبل، فالمنهج الجدلي، والمادية التاريخية يتعرفان على أصل المجتمع، ثم يفسران أزمة العصر، أو النظام الرأسمالي، ثم يتنبآن بالمجتمع الإشتراكي الذي ينعدم فيه الصراع الطبقي ".
ويقول أدونيس في كتابه " الثابت والتحول ": لا يمكن أن تنهض الحياة العربية، ويبدع الإنسان العربي إذا لم تنهدم البنية التقليدية السائدة للفكر العربي، ويتخلص من المبنى الديني التقليدي الإتباعي ".
وهذه الدعوة الصريحة والخبيثة في حدّ ذاتها دعوة جاهزة للثورة على الدين الإسلامي، والقيم و الأخلاق العربية الإسلامية، والتخلص منها، والقضاء عليها.
ثم يقول أدونيس أيضا في مقابلة أجرتها معه مجلة " فكر وفن " عام 1987 م: " إن القرآن هو خلاصة ثقافة لثقافات قديمة ظهرت قبله ... و أنا أتبنى التمييز بين الشريعة والحقيقة، إن الشريعة هي التي تتناول شؤون الظاهر، والحقيقة هي التي يعبرون عنها بالخفي، والمجهول، والباطن، ولذلك فإن اهتمامي بالمجهول ربما يأتي ويتغيّر باستمرار، وهذا ما يتناقض مع الدين ".
مما سبق يتبين أن روّاد الحداثة لم يكونوا دعاة للتجديد بمفهومه المتعارف عليه في اللغة ولا يعني بالأدب والشعر كما يدّعون، و إنما هم دعاة للهدم والتخريب، كما يعلنون عن ذلك صراحة في كتبهم النقدية ودواوينهم الشعرية ومؤلفاتهم بشكل عام، فقد ظلّ كثير منهم يخلط بين الحداثة كمنهج فكري، يدعو إلى الثورة والتمرد على الموروث والسائد والنمطي بأنواعه المختلفة عقيدة ولغة و أدبا و أخلاقا، وبين المعاصرة والتجديد الذي يدعو إلى تطوير ما هو موجود من ميراث أدبي ولغوي، والإضافة عليه بما يواكب العصر، ويتواءم مع التطور، منطلقا من ذلك الإرث الذي لا يمكن تجاوزه بأيّ حال من الأحوال، لأنه عنوان الأمة، ورمز حضارتها، و الأمة التي لا موروث لها لا حضارة لها، وجديدها زائف ممجوج.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تسللت الحداثة الغربية إلى فكرنا العربي في غفلة دينية لدى الكثير من المثقفين العرب المسلمين، وإن كان القلة منهم هم الذين تنبهوا لهذا الخطر الداهم لعقيدتهم و لغتهم و أدبهم على حد سواء، فحاولوا التصدي لها بشتى الطرق والوسائل المتاحة والممكنة، ولكن سدنتها كانوا أسرع إلى التحايل على الجهلة و أنصاف المثقفين ممن يدّعون أنهم منفتحون على الفكر الغربي وثقافته، ولا بد أن يواكبوا هذا التطور ويتعاملوا معه بما يقتضيه الواقع، و إن كان واقعا مزيفا لا يخطف بريقه إلا عقول الجهلاء و الأتباع، فأخذ دعاتها على عواتقهم تمرير هذه البدعة الجديدة، وجاهدوا في الوصول إلى أغراضهم الزائفة حتى استطاعوا أن يقنعوا الكثيرين بها باعتبارها دعوة إلى التجديد والمعاصرة تهدف إلى الانتقال بالأدب العربي المتوارث نقلة نوعية جديدة تخلصه مما علق به من سمات الجمود والتخلف ليواكب التطور الحضاري الذي يفرضه واقع العصر الذي نعيشه، والذي تفرضه سنن الحياة، لذلك نجد أدونيس يقول في كتابه " الثابت والتحول " ج 3 ص 9:
" ومبدأ الحداثة هو الصراع القائم بين السلفية والرغبة العاملة لتغيير هذا النظام، وقد تأسس هذا الصراع في أثناء العهدين الأموي والعباسي، حيث نرى تيارين للحداثة: الأول سياسي فكري، ويتمثل من جهة في الحركات الثورية ضد النظام القائم، بدءا من الخوارج، وانتهاء بثورة الزنج، مرورا بالقرامطة، والحركات الثورية المتطرفة، ويتمثل من جهة ثانية في الإعتزال والعقلانية الإلحادية وفي الصوفية على الأخص ".
ثم يواصل أدونيس (ص 11) حديثه قائلا: " هكذا تولدت الحداثة تاريخيا من التفاعل والتصادم بين موقفين وعقليتين في مناخ تغير، ونشأت ظروف و أوضاع جديدة، ومن هنا وُصِف عدد من مؤسسي الحداثة الشعريّة بالخروج ".
يقول الدكتور عوض القرني – حفظه الله تعالى – في كتابه " الحداثة في ميزان الإسلام " ص 29 - 30:
" ويُعتبر أدونيس المُنظّر الفكري للحداثيين العرب الذي أخذ على عاتقه نبش كتب التراث ليستخرج منها كل شاذ ومنحرف من الشعراء والأدباء والمفكرين من أمثال بشار بن برد و أبي نواس، لأن في شعرهم كثير من المروق على الإسلام، والتشكيك في العقائد، والسخرية منها، والدعوة إلى الإنحلال الجنسي ... "
ويواصل الدكتور القرني حديثه قائلا:
" وهكذا بعد أن حاول الحداثيون العرب أن يوجِدوا لهم جذورا تاريخية عند فسّاق وزنادقة وملاحدة العرب في الجاهلية والإسلام، انطلقت سفينتهم غير الموفقة في العصر الحديث تنتقل من طور إلى آخر متجاوزة كل شيء إلى ما هو أسوء منه، فكان أول ملامح انطلاقتهم الحَدثيَّة هو استبعاد الدين تماما من معاييرهم وموازينهم بل مصادرهم، إلا أن يكون ضمن ما يسمونه بالخرافة، أو الأسطورة .. " ويستشهد على صحة قوله بما نقله عن الكاتبة الحداثية خالدة سعيد في مجلة " فصول " بعنوان " الملامح الفكرية للحداثة " حيث تقول:
" إن التوجهات الأساسية لمفكري العشرينات تُقدم خطوطا عريضة تسمح بالقول إن البداية الحقيقية للحداثة من حيث هي حركة فكرية شاملة، قد انطلقت يوم ذاك، فقد مثل فكر الرواد الأوائل قطيعة مع المرجعية الدينية والتراثية كمعيار و مصدر وحيد للحقيقة، وأقام مرجعين بديلين: العقل والواقع التاريخي، و كلاهما إنساني، ومن ثم تطوري، فالحقيقة عن رائد كجبران، أو طه حسين لا تُلمس بالعقل، بل بالاستبصار عند جبران، والبحث المنهجي العقلاني عند طه حسين ".
أهم المعتقدات والأفكار الحدَاثيّة:
1 - رفض مصادر الدين: الكتاب والسنّة والإجماع، وما صدر عنهم من عقيدة، بالإضافة إلى رفض أحكام الشريعة والدعوة إلى نقد النصوص الشرعيّة نقدا أدبيا.
2 - الدعوة إلى إنشاء فلسفات حديثة على أنقاض الدين، والثورة على الأنظمة السياسية الحاكمة وخاصة الإسلامية منها، لأنها في منظورها رجعية متخلفة غير حداثية، إضافة إلى تبني النظريات الماركسية ونظريات داروين في أصل الأنواع.
3 - التركيز على تحطيم التقاليد التي تربت عليها الأجيال الناشئة، من قيم و أخلاق، بالإضافة إلى الثورة على جميع القيم الدينية والإجتماعية، وحتى الإقتصادية والسياسية.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - يرى الحداثيون أن اللغة العربية الفصحى قوة ضخمة من الفكر المتخلف التراكمي السلطوي، لذا يجب أن تموت هذه اللغة لتحل مكانها اللغة الحداثية الجديدة.
أساليب الحداثيين في نشر مذهبهم:
لم يصل الحداثيون إلى ما وصلوا إليه مصادفة أو اتفاقا – كما يقال – بل كان نتيجة خطط معدّة و أساليب متّبعة ودراسات مستفيضة، حتى كانت ثمار ما جنوه موازيا لما بذلوه من جهد وتضحية وصبر ومعاناة، ولولا ذلك لما وُجد لهم تيّار خاص علا هديره على أصوات الآخرين ..
هذا الذي وصلوا إليه كان مردّه إلى مجموعة من الأساليب أهمها:
1 - السيطرة على الملاحق الأدبية والثقافية في أغلب الصحف وتوجيهها لخدمة فكرهم ومناوأة ومحاربة غيرهم، ويختلف مدى تغلغلهم في الصحف والمجلات من واحدة إلى أخرى.
يتحدث عبد الله سلمان – التائب من الحداثة والكاشف لسوأتها - ضمن كلام له طويل عن كيفية بدء تغلغلهم في الصحف قائلا:
" هذا ما كان عليه الأمر داخل الصحف، فمثلا كان عبد الرحمن الزيد في (إقرأ) أو في (اليمامة) وكانت جريدة اليوم تدفع بمعطيات شابة مثل: علي الدميني ومحمد ومعهما محمد العلي، أمّا (عكاظ) – وقد كنت أعمل بها- فلم يكن توجها ثابتا نظرا لعدم استقرار تحريرها على حال، فلقد عملت بها في فترة إشراف عبد الله إدريس على القسم الثقافي، ثم حامد عباس، ثم أمجاد محمود رضا، مصطفى إدريس ثم سباعي عثمان ثم أخيرا سعيد السريحي، وسنورد كيف جاء لـ (عكاظ) لاحقا على اعتبار أنه يشكل مرحلة استقرار وتوجه ثابتين للصفحة.
وهكذا توحدت معطيات الحداثة داخل الصحف، وتعزز صوتها، و أعلنوا عن الحداثة وجها و ملامح وتوجهاً ".
2 - التغلغل في الأندية الأدبية من أجل توجيه نشاطها لخدمة الحداثة و أهدافها، يقول عبد الله سلمان بعد أن تحدث عن كيفية سيطرتهم على الصحف، ثم توجههم للسيطرة على الأندية الأدبية:
" وبدأ المحور الآخر يُستهدف وهي الأندية الأدبية ".
3 - إفراد صفحات لكتابة القراء وخاصة الشباب ومن خلالها يتم اكتشاف أصحاب الميول الحداثية وتُسلط عليهم عليهم الأضواء، وتُدغدغ شهوة حب الظهور والشهرة في نفوسهم، وتقام الندوات والحلقات الدراسية لأدبهم، وبهذه الطريقة ظهر كثير من الأسماء الحداثية.
4 - نشر الإرهاب الفكري ضد مخالفيهم واتهامهم بشتى التهم و النعوت، والتأكيد على أنهم لا يعقلون ولا يعلمون، و أنهم مجرد دمى محنطة يجب أن تبعد من الطريق و لا تستحق أن يكون لها مكان في عالم الفكر والثقافة والأدب، في مقابل الإشادة بفكرهم بصورة مثيرة تجعل الفرد ينقاد لهم، ويقول هم أهل الساحة، و لا مناص من الدخول في ركابهم، يقول عبد الله سلمان:
" أعترف أننا مارسنا سياسة قمعية غريبة جدا حيال أمور عديدة من مواقع الإشراف والتحرير، متفق عليه في صحف هذا التوجه:
الأول: رفض معطيات كل الذين تلبسوا التراث، فنرفض مثلا نشر قصيدة موزونة مقفاة، وكنا نسميها السلم التراثي، مما جعل هذا القرار الحداثي ينفذ على عبد المحسن حليت وعبد الرحمن العشماوي.
الثاني: رفض أي صوت يناهض الحداثة، فكانت سلّة المهملات المكان الطبيعي لهذه المناهضة، أيًّا كان مصدرها أو كاتبها، حتى كنا بهذا نقول وبصوت متفاوت: لنُخْرس الصوت القادم من بيت العنكبوت.
الثالث: إبراز معطيات الشباب جيّدة كانت أو رديئة، وتحتاج لصياغة أو إعادة الكتابة مرة أخرى – حتى الأسماء النسائية – ولتطبيق هذه الخطة تفننت الصحافة الحداثية في محاربة الآخرين، حتى اعتبروا كل من لم يكن حداثيا فليس له من نصيب في الثقافة، يقول الغذامي في عكاظ عدد 7412: " إمّا أن يكون المثقف حداثيا أو لا يكون مثقفا ".
وهكذا ما دام أن الملاحق بأيديهم ويستطيعون أن يحجروا على فكر من يريدون الحجر عليه ويمنحوا شهادة الثقافة لمن يرون أنه يستحقها، فإن الشرط الوحيد للحصول عليها هو أن تكون حداثيا بغض النظر عن أي شيء آخر.
5 - استكتاب رموزهم الفكرية من خارج البلاد، واستقدامهم للمشاركة في الأمسيات و إلقاء المحاضرات و إجراء المقابلات معهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - المرحليّة في الإعلان عن أفكارهم، فهم يبدأون بما لا يثير الناس عليهم، فمثلا بدأو فقالوا: إن أوزان الشعر العربي ليست وحيا منزلا، بل هي من إبداع البشر و يجوز لنا أن نخالفها، ثم تجاوزا ذلك وقالوا: إن النحو و الأساليب العربية القديمة ليس لها قدسيّة تعاليم الدين حتى لا نغيّر فيها ولا نبدّل، ثم خرجوا فقالوا: إننا أصحاب فكر جديد، والمرحلة القادمة هي الإعلان عن ملا مح ذلك الفكر، والله أعلم.
بعض رموز الحداثة في العالم العربي و نماذج من جراءتهم على الله تعالى وعلى دينه:
أولا: نزار قباني:
وهو من أشد الشعراء حربا على الله تعالى في هذا القرن، ولد بدمشق سنة 1923 م و هلك بإحدى مستشفيات لندن سنة 1998 م، ينتمي إلى أسرة متوسطة حيث كان والده تاجر حلوى بدمشق.
ومن صور استهزاءه باله تعالى:
ادعاؤه بأن الله تعالى قد مات و أن الأصنام و الأنصاب قد عادت، فيقول في " الأعمال الكاملة 3/ 673 ":
من أين يأتي الشعر يا قرطاجة؟
والله مات .. وعادت الأنصاب.
كما يدعي بأنه رأى الله مذبوحا في عمّان على أيدي رجال البادية، فيقول في مجموعة " لا " في " دفاتر فلسطينية " ص 119:
حين رأيت الله .. في عمّان مذبوحا ..
على أيدي رجال البادية.
غطيت وجهي بيدي ..
وصحت: يا تاريخ!
هذي كربلاء الثانية ..
ويذكر أن الله مات مشنوقا على باب المدينة وأن الصلوات لا قيمة لها بل الإيمان والكفر لا قيمة لهما فيقول في مجموعة " لا " أيضا في " خطاب شخصي إلى شهر حزيران " ص 124:
أطلق على الماضي الرصاص ..
كن المسدس والجريمة ..
من بعد موت الله مشنوقا على باب المدينة.
لم تبق للصلوات قيمة ..
لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة ..
ويعترف نزار قباني بأنه من ربع قرن وهو يمارس الركوع والسجود والقيام والقعود و أن الصلوات الخمس لا يقطعها!! وخطبة الجمعة لا تفوته، إلا أنه اكتشف بعد ذلك أنه كان يعيش في حظيرة من الأغنام، يُعلف وينام ويبول كالأغنام، فيقول في ديوانه " الممثلون " ص 36 – 39:
الصلوات الخمس لا أقطعها.
يا سادتي الكرام.
وخطبة الجمعة لا تفوتني.
يا سادتي الكرام.
وغير ثدي زوجتي لا أعرف الحرام.
أمارس الركوع والسجود.
أمارس القيام والقعود.
أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام.
وهكذا يا سادتي الكرام.
قضيت عشرين سنة .. أعيش في حظيرة الأنعام.
أُعلَف كالأغنام.
أنام كالأغنام.
أبول كالأغنام.
كما يصف نزار قباني " الشعب " بصفات لا تليق إلا بالله تعالى فيقول في ديوانه " لا غالب إلا الحب " صفحة 18:
أقول: لا غالب إلا الشعب.
للمرة المليون.
لا غالب إلا الشعب.
فهو الذي يقدر الأقدار.
وهو العليم، الواحد، القهار ...
ثانيا: أدونيس:
ولد أدونيس عام 1930 م في قرية نصابين في سورية باسم علي أحمد سعيد، ولكنه اتخذ لنفسه اسم أدونيس (أحد أبطال الأساطير الفينيقية) خروجا على التقاليد العربية، تلقى دراسته الجامعية في قسم الفلسفة في جامعة دمشق، وتوجه إلى بيروت عام 1956 م، و أسس مجلة " مواقف " عام 1968 التى أصبحت منبرا للكثير من المثقفين والأدباء من كافة أنحاء الوطن العربي، وفي عام 1985 م غادر إلى باريس هروبا من الحرب، وفي رصيده عدد من الجوائز الأدبية الرفيعة، و أهمها: جائزة الشعر السوري اللبناني في منتدى الشعر الدولي في بيتسبرغ بالولايات المتحدة عام 1971 م، الجائزة الكبرى في بروكسل عام 1986 م، جائزة جان مارليو للآداب الأجنبية في فرنسا عام 1993 م، جائزة التاج الذهبي للشعر في مقدونيا عام 1997، جائزة ليريس بيا في إيطاليا عام 2000 م، وآخرها جائزة السلطان العويس في دولة الإمارت عام 2004 م، هذا بالإضافة إلى كونه أحد المرشحين البارزين لجائزة نوبل للآداب منذ سنوات، وما زال احتمال الفوز بها قائما حتى الآن.
من أقواله الخبيثة تصريحه بأنه يكره جميع الناس، بالإضافة إلى تصريحه بأنه يكره الله تعالى، حيث يقول في أعماله الشعرية الكاملة:
اكره الناس كلهم.
أكره الله والحياة.
أي شيء يخافه.
من تخطاهم ومات.
كما يساوي الخبيث بين الله والشيطان ويشبه الله تعالى بالجدار – تاعلى الله عن ذلك علوا كبيرا – حيث يقول:
من أنت؟.
من تختار يا مهيار؟.
أنّى اتجهت.
الله أو هاوية الشيطان.
هاوية تذهب أو تجيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعالم اختيار.
لا الله أختار.
ولا الشيطان.
كلاهما جدار.
كلاهما يغلق لي عيني.
هل أبدّل الجدار بالجدار؟ إهـ
ثالثا: عبد الوهاب البياتي:
ولد سنة 1926 م و تخرج من دار المعلمين العالية ببغداد حاملا منها شهادة الليسانس في اللغة العربية ثم اشتغل بالتدريس والكتابة الصحفية، عارض نظام بلاده فاعتُقل وعذّب ثم فصل من عمله في عام 1954 م، فسافر إلى لبنان بعد ذلك و مكث فيها مدة ثم انتقل إلى مصر وسوريا .. ثم عاد إلى بغداد سنة 1958 م وأسندت إليه مهمة مدير النشر في وزارة المعارف العراقية، وقد كتب قصيدة بخط يده بمجلة " اليمامة " ومما جاء فيها قوله:
ادفنوا في غرناطة حبي.
وأقول لا غالب إلا الحب.
وقد كتب هذه العبارة ردا على ما كُتب على جدار قصر الحمراء في الأندلس حيث كُتبت عبارة " لا غالب إلا الله ".
ويقول في ديوانه وهو يستهزئ بالله تعالى:
الله في مدينتي.
يبيعه اليهود.
الله في مدينتي.
مشرد طريد.
أراده الغزاة.
أن يكون لهم.
أجيرا .. شاعرا .. قوّادا.
يخدع في قيثاره المذهّب العباد.
لكنه أصيب بالجنون. (عياذا بالله)
لأنه أراد أن يصون.
زنابق الحقول من جرادهم.
أراد أن يكون.
الله في مدينتي يباع في المزاد.
رابعا: محمود درويش:
ولد في قرية البروة بفلسطين عام 1941 م، ويقيم حاليا في باريس .. وهو عضو في الحزب الشيوعي الفلسطيني .. الذي أسسه اليهود والصهاينة عام 1919 م، كأول لبنة شيوعية على أرض المسلمين كلها.
وقد عمل في صحف الحزب الشيوعي مثل صحيفة " الإتحاد " و مجلة " الجديد ".
وفي إحدى المؤتمرات التي عُقدت في فيّنا، وبالتحديد في منتصف عام 1985 م، وسط من أسموا أنفسهم بـ (القوى التقدمية بالشرق الأوسط)، حمل محمود درويش على كتفه علم حزب " راكاح " الشيوعي اليهودي، ممثلا لهم ومعبرا عن وحدة القوى التقدمية العربية والصهيونية.
ورفض في فترة ما منصب ((وزير الثقافة!!)) في حكومة عرفات، ورشح ذات مرة لجائزة نوبل.
صرح في عام 1990 م مقارنا بين " حماس " و " المتطرفين اليهود " بقوله: " اليهود أرحم ".
أما عن أشعاره، وتنظيره الحداثي، الذي لا يخلو من الإلحاد والكفر والمجون:
يقول في مجلة " اليمامة " عدد 897:
كل قاض كان جزارا.
تدرج في النبوءة والخطيئة.
ومدينة البترول تحجز مقعدا في جنة الرحمن.
فدعوا دمي حبر التفاهم بين أشياء الطبيعة والإله.
ومن أقواله في عشيقته:
نامي.
فعين الله نائمة عنا.
و أسراب الشحارير. إهـ
تعالى الله عما يقول علوا كبيرا ((لا تأخذه سنة ولا نوم)).
ويقول في قصيدته " مديح الظل العالمي ":
يا الله
جرّبناك جرّبناك من أعطاك هذا السر؟
من سماك؟.
من أعلاك فوق جراحنا ليراك؟
فاظهر يا الله.
مثل عنقاء الرماد من الدمار.
خامسا: عبد العزيز المقالح:
يمني، كان مندوبا لدولة اليمن في الجامعة العربية، نال شهادة الدكتوراه سنة 1977 م وكانت رسالته حول الشعر بالعامية في اليمن، وبعد فترة عُيّن مديرا لجامعة صنعاء باليمن.
من شعره الحداثي الذي يستهزأ فيه بالله تعالى، قوله كما في ديوانه:
كان الله قديما.
حبا.
كان سحابة ..
كان نهارا في الليل.
إلى أن قال:
أين ارتحلت سفن الله.
صار الله رمادا.
صمتا.
رعبا في كف الجلادين
أرضا تتورم بالبترول.
حقلا ينبت سبحات وعمائم.
بين الرب الأغنية الثورة.
والرب القادم من هوليود.
ويتحدث عن واقعة ساخرا من الله تعالى وساخرا من الكعبة ومن الحجيج .. فيقول في ديوانه ما لفظه:
يبيعنا القواد والصعلوك.
من المحيط للخليج.
يبيع ما في أرضنا من القديم والجديد.
حتى الله.
والزمن والشمس.
والكعبة والحجيج.
ويقبض الثمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه بعض النماذج الحداثية وبعضا من جراءتهم على الله تعالى وعلى دينه وهناك دعاة حداثيون آخرون في طول العالم العربي و الإسلامي وعرضه لا يقل خبثهم ولا تقل جراءتهم على الله تعالى عمن سبق ذكرهم نتمنى من كل الصادقين فضحهم وكشف ما ينخرون به جسد الأمة، خصوصا وأن الكثير منهم يعمل في صمت وهدوء، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: عبد الله العروي، وكمال أو ديب، وصلاح فضل، وصلاح عبد الصبور، وحسين مروة، ومحمد عفيفي مطر، و أمل دنقل، و أحمد مطر، وسميح القاسم، وعبد الله الغذامي، وسعيد السريحي، وعبد الله الصيخان، ومحمد التبيتي , و أحمد نائل فقيه من الملكة العربية السعودية، و رشيد بوجذرة، وهؤلاء منهم الشعراء، ومنهم النقاد، والكاتبون.
أساليب المقاومة للفكر الحداثي:
مما سبق تبين خطورة الفكر الحداثي في العالم الإسلامي و أن له آثارا عظيمة على دين المسلمين وعلى عقائدهم وبالتالي لا بد من السعي الجاد لمقاومة الحداثة بالعمل العقدي الوقائي من شرورها وبالعلاج الناجح لصدّها وتطهير بلاد المسلمين منها بكافة الوسائل المشروعة، ومن هذه الوسائل:
1 - تربية الناس على المنهج العقدي الإيماني القويم القائم على التسليم للكتاب وللسنة النبوية المطهرة، وغرس منهج أهل السنة والجماعة في نفوسهم في جميع أمور الدين، أصوله وفروعه، تحصينا لهم من كل فكرة وافدة أو منهج مخالف، فما أوتي الناس و انخدعوا بالفكر الحداثي وغيره إلا بسبب ضعف تربيتهم على الولاء لهذا الدين و أهله.
2 - تذكير علماء المسلمين بمبادئ الحداثة و أصولها و أهدافها، وفضحُ أسسها الثائرة على مصادر الدين والهادمة للأخلاق والقيم الشرعية وحثُّهم على التصدي لها، لأن قول العالِم أشدّ وقعا و أكثر قبولا عند الناس بل حتى عند المسؤولين.
3 - فضحها وكشفها على حقيقتها الفكرية ونزع ما تتستر به من تجديد في الشعر والأدب و نحو ذلك من الخداع والتدليس وذلك بتأليف الكتب، ونشر البحوث و كتابة المقالات التي تبين و تكشف أسسها و ما تهدف إليه.
4 - المطالبة بدراسة هذا المذهب في المجامع الفقهية الإسلامية على مستوى كبير من قبل علماء المسلمين لبيان حكم الإسلام فيه و من ثَمَّ ردّه والوقوف في وجهه لتحصين المسلمين من شره.
5 - توعية المكتتبات ودور النشر من مغبة المشاركة في نشر كتب هذا المذهب الكفري الباطل.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
للمزيد ينصح بقراءة الكتب التالية:
- الحداثة في ميزان الإسلام، فضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني.
- الحداثة من منظور إسلامي، فضيلة الشيخ الدكتور عدنان النحوي.
- الصارم البتار في نحر الشيطان نزار، للشيخ ممدوح الحربي.
وبالاستماع إلى محاضرة:
- " الحداثة وبعض رموزها " للشيح ممدوح الحربي.
- و " تقرير راند " ضمن سلسلة كواشف للشيخ الدكتور وليد الرشودي.(/)
مخرف يدعي أن مجرة درب التبانة هي عرش الرحمن!!: التحذير من المدعو محمد سمير
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 09:03]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ..
أما بعد فقد جاء في الأثر عن الامام مالك رحمه الله أنه قال: "لا أوتَ برجل غير عالم بلغات العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا""
وكان علي رضي الله عنه يقول مثل هذا فيمن يتكلم في القرءان ولا يدري الناسخ من المنسوخ!!
ومما أثر عن أبي بكر رضي الله عنه أنه كان يقول: "أي سماء تظلني وأي أرض تقلني لو قلت في كتاب الله ما لا أعلم!! "
وهكذا كان حال سلفنا الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم، يتهيبون من التفسير ويستعظمون الكلام فيه أيما استعظام! لأن الخطب خطير حقا، أن يقول القائل: ان رب العالمين يقصد من كلامه هنا كذا وكذا!! انه مقام مهيب لا يهابه الا من قدر الله حق قدره، وقدر كتابه حق قدره، نسأل الله أن نكون من هؤلاء ...
ووالله انها لفتنة من فتن هذا الزمان المتأخر أن نرى قوما جهالا لا حظ لهم من العلم بكتاب ربهم وسنة نبيهم، قد فتنتهم وبهرتهم أنوار العلوم المادية الغربية، فراحوا يلفقون ويتأولون كلام ربهم ورسوله تحت راية الاعجاز العلمي، تلك الراية التي أصبحت اليوم عباءة فضفاضة واسعة لكل زائغ ذي ميول اعتزالية عقلانية يأتي ويجترئ على كتاب الله وعلى كلام نبيه، يقول: "هذا الفهم الذي فهمه السلف كان ناقصا، وكان قاصرا عاجزا لأنهم كانوا بدائيين، فهم مساكين معذورون، حاولوا فهم كتاب الله ولكن لم يتمكنوا من ذلك لفقدهم تقنيات زماننا هذا وعلومه، فقالوا كلاما بدائيا على وفق ما عايشوه من "تكنولوجيا"، والصواب أن الله يريد هنا كذا، ويقصد هنا كذا وكذا، مما اكتشفه بل ومما افترضه فلان وفلان من علماء الغرب، ... "
وهكذا، فيجعل ذلك الكلام حجة على فهم كتاب رب العالمين في مكان كلام السلف المخاطبين بالقرءان وبسائر خطاب الدين، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
فاذا قلت له لقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في هذه الآية كذا وكذا، قال لك: ابن عباس لم يكن عنده تليسكوب ولا جهاز تحليل الطيف البصري ولا مجسات للموجات السيزمية ولا ... !! ونحن مأمورون بالتفكر، وهذا من التفكر!! فبالله يا عقلاء يا نبلاء المسلمين، متى كان الأمر بالتفكر مطلقا غير مقيد الا عند الفلاسفة وأتباع الأهواء والزيغ؟؟ ومتى كان تأويل كلام رب العالمين وتفسيره داخلا في هذا التفكر؟؟ ان الكلام الذي يترك صاحبه تفسيره وفهم مراده منه لكل سامع يفهمه كما يريد وكما يهوى، انما هو كلام لا قيمة له!!
التفكر الذي تتكلمون عنه في آيات الله في خلقه المراد منه التأمل في عظمة قدرة الله جل وعلا، فعظم الخلق دال على عظم الخالق، وهذا ما به يتحقق التوحيد في القلب من خشية وانابة وتوكل وكذا .. أما التفكر بغية البحث عن تفسير يفهم الناس به مراد الله من كلامه فهذا والله ما تركه ربكم هكذا نهبا مستباحا لكل عابر سبيل!! ما تركه لكل زائغ صاحب نظرية يأتينا بنظرية جديدة يقول بها: الله يريد هنا كذا وكذا"!!! فأي قيمة تكون لكتاب يحفظه الله لفظا ونصا ومتنا ولا يحفظ معه فهمه ومراده منه؟؟؟ هل تزعمون أن ابن عباس جاءكم بتأويل كتاب الله من نتاج التفكر من عند نفسه؟؟ مكث يتفكر ويتامل وينظر، فخرج بهذا الذي نقل عنه، هو وغيره من أئمة الصحابة والتابعين في تفسير كتاب الله؟؟؟ كلا والله وحاشاه وحاشاهم أن يقولوا على الله ما لا يعلمون!! بل ظننا بهم أنهم ما كانوا يتحرون الا ما وصل اليهم عن أعلم الصحابة بكتاب الله والذين سمعوا شرحه وتفسيره من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فان وقع خلاف في المنقول عن هؤلاء، قيل بأن الحق في مراد الله لا يخرج عن تلك الأقوال، وكان الجمع والا فالترجيح ببحث الأسانيد والمتون كما هي صنعة أهل العلم في تتبع النصوص والآثار وتحقيقها .. أما روايات بني اسرائيل فما أوردها المفسرون – سيما الطبقة الثانية منهم طبقة التابعين - الا استئناسا بها في الأعم الأغلب، واكثهرا ساقط معلول كما هو معلوم.
فالذي صدق وأخلص لله في طلب الحق في فهم مراده سبحانه من كلامه فلن يحيد عما نقل الينا عن سلفنا رضي الله عنهم في ذلك .. فهو مظنته ولا يطلب من غيره!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما هؤلاء الجهال المساكين الذين فتنوا بما يسمى بالاعجاز العلمي، فهؤلاء لا يغني عنهم حسن نيتهم في شيء ولا عذر لهم به ما داموا يتكلمون في القرءان بلا علم ولا بصيرة، وما أكثر الذين وضعوا الأحاديث كذبا على رسول الله في تاريخ الأمة الا من هذا الصنف: صنف أرادوا خيرا، كتعظيم عمل بعينه قد زهد فيه الناس، أو تخويفهم من شيء قد تساهلوا فيه أو نحو ذلك، ومع هذا لا يخرجهم قصدهم ذاك من كونهم كذابين داخلين في الوعيد الذي ثبت في حق الذين يكذبون عليه متعمدين، صلى الله عليه وسلم!
والذي يدعي أن السلف قد جهلوا بهذا الذي فهمه هو، فهو الضال المخذول لا هم، لأن الله قد قضى لهذه الأمة ألا تجمع على ضلالة أبدا، فكيف بأهل القرون الفاضلة، الذين هم أول من سمع وتلقى القرءان وفهمه وعمل به تحت عين المبعوث به حامل أمانة تبليغه وتعليمه للناس، رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
قاتل الله أهل الهوى والزيغ والخذلان!
أما بعد، فهذا المقال أكتبه ها هنا بعون من الله ومدد، لأجعل واحدا من هؤلاء الجهال المتعالمين نكالا وعبرة لمن يعتبر، كما هو دأب السابقين من أئمتنا رحمهم الله مع أمثاله، صيانة لجناب القرءان والسنة ومصادر الدين!
ولقد وقعت قدرا على موقعه الذي نشر فيه غثاءه هذا على الانترنت، وتبينت من كلامه أنه قد نصحه بعض العلماء وأنكروا عليه ومع ذلك فهو يرد عليهم ويصر على جهالته، فانتقل الأمر عندي فيه من مقام نصحه وتحذيره وانذاره هو نفسه الى مقام تحذير الناس منه ومن جهله بل والتنكيل به، والله المستعان ..
الغلو فيما هو فاعل، كدأب أهل الأهواء
في مقدمة بحثه المنشور على موقعه بعنوان "عرش الرحمن هل هو المجرة؟ " يقول: "لكن مبدئيا أليس في اكتشاف ما ورد بالقرآن يعد لصالح الإسلام؟ أم أنه ضده؟ بكل تأكيد الاكتشاف العلمي لما ورد بالقرآن الكريم يعد نصرا عظيما للإسلام لأنه دليل دامغ على صدقه. فلنسع للاكتشاف ونرحب به ونفرح به، ولا ننغلق ونتعصب ونرفض فنفقد فرصاً عظيمة لصالح الإسلام"!!
قلت أولا اعلم يا هذا أنه ليس هناك "اكتشاف" لما ورد في القرءان!! فما ورد في القرءان لم يتركه الله غامضا مبهما يجهله السابقون حتى تأتي أنت أو غيرك لتكتشفوه!! والفرق كبير والبون شاسع جدا بين أن يقال: "اكتشاف تفسير آية من آيات الله" وأن يقال "اكتشاف حقيقة علمية تثبت صدق النبوة وصدق ما جاء في القرءان" .. فتفسير القرءان – من حيث معاني كلماته - ليس مخبوءا ليكتشفه الناس كل عصر بحسب قدرته!! ولا يقول مسلم يعي ما يقول أن الصحابة كانوا متخلفين في فهم كتاب الله ومقاصد التنزيل والتأويل ومراد الله من كلامه عمن جاء بعدهم!! فأي "تفسير" هذا الذي نكتشفه نحن اليوم وقد كانوا هم يجهلونه؟؟؟ أنت لا تحسن ضبط ألفاظك ولا توجيه ما تقصده فكيف لمثلك أن يتكلم في آيات الله؟؟؟
فان سألتني هل اكتشاف ما ورد في القرءان لصالح الاسلام أم ضده، قلت لك أنه هدم للقرءان نفسه ولا شك وليس خدمة له كما زينه لك الذين زينوه!! فقولك "تأكيد الاكتشاف العلمي لما ورد في القرءان الكريم" هذا لا يستوي مع ما ذكرته قبلها في قولك "اكتشاف ما ورد في القرءان"!! فعندما يكون هناك نص في القرءان قد فهمه الصحابة والسلف على وجهه ولكنهم لم يروا تأويله وتحققه بأعينهم، ثم جاء من بعدهم فرأوه بما آتاهم الله من أدوات، وأثبتوا صحة نص القرءان عليه، هذا يقال أنه دليل من دلائل النبوة وصدق الوحي، وليس يقال انه "اعجاز" لأنه لم يُرد الرب بتنزيل ذلك النص بعينه أن يعجز الأولين، فكيف يتغير مراده منه ليصبح اعجازا للناس بعد أن لم يكن كذلك؟؟ ومن من السلف تناوله على أن المراد منه هو الاعجاز؟؟ فالذين يستعملون هذه العبارة لا يفهمون حقيقتها ويخلطون بها خلطا مبينا! وهذه الحالة، حالة اثبات صحة الوحي، تختلف اختلافا بينا عن تغيير تأويل الوحي والحيدة به الى تأويل جديد غير ما فهمه السلف أصلا، تحت ذريعة أن الألفاظ تحتمل – عند صاحب هذه الفرية – ذلك الفهم الجديد ولا تمنعه، وبحجة أن القرءان حمال وجوه!! فهذا التغيير والالحاد بمرادات الله من كلامه الى هذه المعاني الحادثة، ووضع ذلك التأويل على انه هو مراد الله من تلك الآيات، هو ما يعبر عنه صاحبنا هذا بالاكتشاف لما ورد في القرءان، بينما تأكيد الاكتشافات العلمية لصحة ما جاء به
(يُتْبَعُ)
(/)
الوحي على نحو ما فهمه الأولون من التأويل، هذه قضية أخرى لا اشكال فيها، بل وفيها خير كثير بشرط أن يعي الباحث ويدرك أن معنى وتأويل ما جاء به الوحي – والذي أثبت الاكتشاف العلمي الحديث صحته - هو ما فهمه منه السلف وليس ما يريد هو أن يفسره به على هواه!!
فنحن لا نكتشف تفسيرا جديدا، وانما قد نكتشف ما يثبت صحة التفسير الذي نص عليه السلف .. والفرق كبير، لا يدركه ولا يفهمه صاحبنا هذا وأمثاله من الغارقين في هذه الفتنة، هداه الله وهداهم!
أما هل هو للاسلام أم ضده، فلننظر فيما أنت فاعل، ولنضعه على ميزان الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، لنرى أهو خدمة للاسلام حقا كما تدعي أم أنه ضده، والله المستعان!
ويقول في ذات المقدمة في ذيلها: " لم أجد أمرا في القرآن أهم وأخطر وأكثر تأكيداً من ضرورة التفكر في السماوات والأرض، ... "
قلت سبحان الله! مررتَ بالقرءان كله من أوله الى آخره فلم تجد فيه أمرا أهم ولا أخطر ولا آكد من ضرورة التفكر في السماوات والأرض؟؟؟ سبحان الملك! فأين التوحيد ونبذ الشرك؟ وأين كفاح الأنبياء السابقين مع أقوامهم في سبيل تلك الغاية؟؟ وأين تقرير أسماء الله وصفاته وربوبيته واقامة الحجج على المشركين من أهل الكتاب وغيرهم؟؟ كل هذا ليس عندك أهم ولا أخطر من التفكر في السماوات والأرض؟؟
هكذا كل صاحب هوً، في أي مجال كان هواه وعمله، تراه يسعى أيما سعي ليجعل هذا الذي يهواه ويريد أن يبدع ويخترع فيه هو أهم ما في الكون، وهو أخطر وأعظم وأفضل ما به ينجو الناس وتصلح لهم دنياهم بل وآخرتهم!! ترى الواحد من المتصوفة يضع نصا للصلاة على النبي عليه السلام، ثم يمكث يكتب كتابا كاملا في فضائل تلك الصلاة ويضع النصوص المكذوبة ينسبها الى الخضر وداود عليه السلام وغيرهما في الوعيد لمن تركها وفي الترغيب الشديد في فعلها والمواظبة عليها وما الى ذلك!! وترى الواحد من الباحثين في أي صنعة من صنائع الدنيا، يكتب في مقدمة بحثه فوائد ذلك البحث، فيسهب في ذلك ويجتهد في استعمال الألفاظ الكبيرة التي تجعل القارئ يتصور أن بحثه هذا هو سبيل نجاة البشرية كلها، حتى ولو كان البحث في مسألة هينة تافهة لا تأثير لها على حياة الناس أصلا!! هذا أمر مطرد في كل من له هوً فيما هو فاعل، يريد أن يصبح به مقدما بين الناس في فن من الفنون، اذ جاءهم فيه بما لم يأت به الأولون، وتفوق عليهم في ذلك!
ونحن لا نقول أن البحث في دلائل صدق الوحي أمر تافه، كلا وحاشا، فكل أمر الوحي عظيم، ولا يفهمن زائغ من عبارتنا السابقة أننا نسفه ذلك الباب أو نحط من قدره هكذا باطلاق، ولكننا نلقي الضوء هنا على غلو هذا الباحث في قيمة وأهمية ما كتبه، كما هو دأب كل مفتون بما كسبته يداه! فنحن نقطع بأن التفكر في السماوات والأرض ليس هو أهم وأخطر وآكد ضرورة في القرءان يراها القارئ لكتاب الله!! ولكن هكذا يراها صاحبنا لأنه ما بذل ما بذل الا فيها، وما أتى بما أتى من الاختراعات الا فيها، فتقديمها على ما سواها يلزم منه تبعا: تقديمه هو على من سواه!
فالله نسأل أن يهديه هو وجميع من ابتلوا بما ابلتي هو به، آمين.
الجهل الفاضح بعلم الحديث ..
يقول: " وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (أنا مدينة العلم وعلى بابها، فمن أتى العلم فليأت الباب) أورده ابن الجوزى ووافقه الإمام الذهبي."
قلت يا مسكين، هذا الحديث لم يذكره واحد من أهل الحديث المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين الا وحكم عليه بالوضع والكذب والبطلان، ولا يشك في ذلك من شم رائحة العلم من أهل السنة أصلا! أما ابن الجوزي فانما أورده في كتابه "الموضوعات"، والموضوعات هذه بالمناسبة معناها عند ابن الجوزي – والظاهر أنك لا تدري ما معناها أصلا لا عنده ولا عند غيره: الأحاديث الباطلة التي يستبعد كونها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. أما الذهبي فما ساق هذا الحديث في كتاب من كتبه الا ونسفه نسفا .. فقال في ترتيب الموضوعات: باطل، موضوع، وقال في ميزان الاعتدال: باطل! فكلمة "وافقه" هذه التي زينت بها كلامك، على أي شيء تدل عندك يا جهول؟ وافقه على أنه موضوع أم على تصحيحه أم ماذا؟؟؟ أم أنها مصطلحات سمعتَها ورأيتَ أهل العلم والحديث يتكلمون بها فساغ لك انتحالها بلا علم ولا فهم وزرعها في كلامك حتى يبدو الكلام "علميا" "شرعيا"؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هلا سألت أهل الشأن قبل أن تفتري على رسول الله الكذب من حيث لا تدري؟؟؟؟
الله المستعان!
وفي نفس الصفحة يتحفنا بهذا الاستدلال، يقول: " والجدير بالذكر أيضا أنه ورد في حديث ملفت للنظر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الناس لكم تبع، وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرضيين، يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا) رواه الترمذي، فلو قال رسول الله أن الناس يأتون من (الأرضيين) لكان ذلك يعني أن القارات هي الأرضيين ذاتها، لكن رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى وكلامه في غاية الدقة وقد اختصر له اختصارا قال (أقطار الأرضيين) يعني ذلك أن الأرضيين السبع هي طبقات الأرض السفلية، وأن أقطار الأرضيين هي القارات .. واضح"
قلت نعم واضح جدا! فهذا الحديث ضعيف أيضا، ضعفه أئمة الحديث وتابعهم الألباني رحمه الله، فلا حاجة لتأمل الاستدلال وقد سقط الدليل نفسه، ولكن لمزيد من اثبات جهالة ذلك الرجل، نبين أنه حتى لو ثبت الحديث وصح، فانه لا دلالة فيه على هذا الذي يقول! ولا عجب فالرجل أجنبي على صنعة الاستدلال من الكتاب والسنة وعلى العلوم الشرعية، وما أسهل الكلام في دين الله في زماننا هذا بعلم وبغير علم، ولا حول ولا قوة الا بالله!
فهو يقول مفرقا بين قول النبي عليه السلام "من أقطار الأرضين" وبين قوله "من الأرضين" أنه لو قال الثانية وليس الأولى لدل ذلك على أن كلمة الأرضين يقصد بها القارات!! ولكنه لما قال "أقطار" دل ذلك على الدقة في كلامه عليه السلام اذ يريد من أقطار الأرضين: حافة تلك الأرض الأخيرة الظاهرة التي نحن نعيش عليها، وهي التي يأتي منها الناس وليس بقية الأرضين التي تحتها، ولهذا قال أقطار!!!
فهل رأيت أيها القارئ الكريم ما هو أجهل من هذا بلغة العرب، وأجرأ على التألي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير علم؟؟ لعله قد فهم الرجل كلمة أقطار على وفق تفكيره الهندسي على أنها أقطار الأشكال الهندسية مثلا، فتصور أن المراد بكلمة أقطار هنا، أطرافها الخارجية التي في نهاية الأرض السابعة يعني حيث يعيش البشر!! وهذا فهم سقيم وتصور واه شديد الوهاء، لا يدل عليه أي دليل لا من لغة ولا من عقل!! فالذي يفهم كيف يتعامل العلماء مع نصوص الكتاب والسنة يعلم أن أول ما يفزع اليه الباحث ليفهم تلك النصوص حق فهمها ويفهم مراد الكلمات فهما صحيحا، انما هو مأثور الصحابة والسلف في فهم تلك الألفاظ بحسب لسان قومهم لا لسان غيرهم، فكيف بها أن تكون تلك الألفاظ على اصطلاح أهل صنعة ما علموا هم بها أصلا!!! النبي عليه السلام يخاطب صحابته باصطلاحات فيثاغورس الهندسية؟؟ ما هذا الهراء؟؟
ثم حتى لو وجهنا اللفظ على هذا المصطلح الهندسي تنزلا مع صاحبنا، فانه لن يدل على هذا الذي يريد، بل سيؤدي الى فهم أن الناس يأتون من الأرضين السبع جميعا، لأن قطر الشكل الهندسي هو الوتر الأطول الرابط بين أي طرفين متقابلين منه، وهو في الدائرة الوتر المار بمركزها!! فمجيء الناس من أقطار الأرضين على هذا التوجيه سيكون معناه خروجهم من جميع الطبقات السبع على السواء!!
فحتى الهندسة الكارتيزية التي وجه هذا المسكين كلام النبي عليها تخذله وتنبذه نبذا!!
كلمة "الأقطار" يا بليد تعني في اللغة النواحي والجوانب البعيدة!!
قال ابن سيده: "والقطر: الناحية والجانب. والجمع: أقطار." (المحكم والمحيط الأعظم 6/ 266)
وفي تاج العروس: " والقُطْرُ بالضَّمّ: الناحِيَةُ والجَانِبُ، ج أَقْطَارٌ، وقوله تعالى: مِنْ أَقْطَارِ السَّموَاتِ والأَرْضِ. أَقطارُهَا: نَوَاحِيها" (تاج العروس من جواهر القاموس 13/ 445)
وقال ابن منظور: " والقُطْر بالضم الناحية والجانب والجمع أَقْطار وقومُك أَقْطارَ البلادِ على الظرف وهي من الحروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها غرائب وفي التنزيل العزيز من أَقطار السموات والأَرض أَقطارُها نواحيها واحدها قُطْر" (لسان العرب 5/ 105)
ثم ما باله يكتبها هكذا: "الأرضيين"؟؟ الكلمة على الجمع بياء واحدة لا اثنتين، وهي في رواية الترمذي بياء واحدة، فأين رأى هذا العجب؟؟!!
الجهل المركب بمقاصد التنزيل
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول صاحبنا في بحثه عن العرش، بعد أن ساق عددا من المخلوقات التي ذكرها القرءان في السماء المرئية لنا (كالنجوم والشمس والقمر والكواكب وكذا): " فهل يعقل بعد كل ذلك أن يغفل الإسلام عن ذكر المجموعة الشمسية والمجرة وسط هذا الخضم الهائل من الإعجاز العلمي للقرآن الحكيم والسنة النبوية الشريفة"
وأنا أقول يا مسكين، لم يغفل الاسلام عن هذا الذي يعرف بالمجموعة الشمسية ولا غيره، فالاسلام أصلا ما أنزله الله ليخبرنا عن المجموعة الشمية والمجرة وأقطار النجوم والمسافات فيما بينها وبين بعضها، وغير ذلك مما اكتشفه الأولون والآخرون!! فالقرءان ليس كتاب فلك ولا كتاب طبيعة! وما ذكر الله ما ذكره في كلامه عن تلك الآيات المشاهدة الا لأنها آيات كونية واضحة يراها كل أحد بعيني رأسه، فتصلح لتكون آيات يخوف بها الناس ويُذكرون بربهم وبقدرته في كل زمان ومكان، مهما كان حال البشر من العلم أو الجهل بالفلك والنجوم ونحوها من العلوم!! فهو خطاب هداية حكيم خاتم محفوظ صالح لكل زمان وكل مكان، لا يتوقف فهمه وتحقق المراد منه على وصول الناس الى درجة مخصوصة من العلم بالطبيعة والفلك وغيرها!! فأنت يا مسكين الغافل الجاهل بمقاصد كتاب ربك، ولو فهمتها لما تشوفت لترى القرءان يتكلم أو يشير الى المجرات أو الى غيرها مما اكتشفه الناس اليوم في ذلك الكون!! والا فابحث عن الالكترونات والنيوترونات كذلك في كتاب الله ان شئت، ودونك اليها خرط القتاد!!
مشكلة هؤلاء المساكين أنهم لا يفهمون لماذا قصر الله ما ذكره من آيات الخلق على هذا الذي ضرب به المثل ولم يذكر غيره، فيتصورون أن ذكر غير تلك الآيات مما هو أعظم منها واكتشفناه نحن في زماننا هذا ولم يعرف به الأولون، يكون من باب أولى! ولو أنهم فهموا لماذا نزل القرءان أصلا، وعلى من نزل، ومن هو المخاطب به في الأرض، وكيف تختلف أحوال المخاطبين به من زمان الى زمان الى قيام الساعة، وتتفاوت مقادير ما فتح الله عليهم به من العلوم الحسية المشاهدة في كل عصر ومصر، لأدرك أنه بعبثه هذا انما ينسف ذلك كله وهو يحسب أنه يحسن صنعا!
وتأمل اذ يقول: " عندئذ – أي عندما يفقدون ذكر المجرة على عظمها كآية في القرءان - سيدعي غير المسلمين أن القرآن ليس من عند الله وإنما من عند محمد لأنه تكلم بما يرى الجميع في السماء بالعين المجردة مثل الشمس والقمر والنجوم والكواكب."!!
قلت فهذا والله آية ظاهرة على جهلك المبين! فهذه المجرة من الغيب النسبي، وهي بالنسبة لك أنت ولي أنا من الغيب، وان رآها غيرنا، ومن قبل كانت مغيبة عن سائر الناس! فالغيب النسبي هو ما قد يكون غيبا لبعض الناس وشهادة لغيرهم، أو قد يكون مغيبا عن الناس كلهم في عصر من العصور ثم يصبح شهادة لمن بعدهم في زمان آخر يأتي بعده .. فأنا أقول لهذا المسكين الذي فتنته المجرة، فما بالك بما هو أعظم وأكبر منها مما لا يزال في علم الله وهو مغيب عنا، ولا ندري أيكتشفه الذين يأتون من بعدنا أم لا يكتشفونه؟؟ أحينئذ يسألون هم أيضا، لماذا لم يذكر القرءان هذه الآية الكبرى؟؟؟ انني أقول لك أيها المسكين، لعلك تحسن الجواب على أمثال هذا التافه من غير المسلمين والذي يرميك بهذا الكلام، قل لهم ان سألوك: لو كنتم لا ترون في هذا القرءان على ما هو عليه، من الآيات والبراهين والدلائل الساطعة الواضحة ما يثبت بكل وضوح أنه من عند الله رب العالمين، فلا ذكر المجرة ولا غيرها يمكن أن يغير ذلك في قلوبكم وقد طمس الله عليها وأعماها!! والله نزل الكتاب ليخاطب به في أول الأمر قوما لم يعرفوا ما المجرة ولا المجموعة الشمسية ولا غير ذلك مما عرفتم أنتم، فما باله يحدثهم بتفاصيل لا يرونها في مقام ضرب المثل لاظهار عظمته وقدرته لهم؟؟؟ لو قلت لك: أنظر كيف صنعتُ السيارة لترى مدى قدرتي وتفوقي، وأنت من أمة لا تدري ما السيارة أصلا، ولا تستطيع أن تراها أو تدركها مهما عملت، فكيف يكون ظنك في، وما فائدة قولي هذا اذا؟؟؟ فلله المثل الأعلى! فليس اثبات عظمة الله بمتعلق على هذا الذي رصدته مناظيرهم، وليس علمنا بوجوده أصلا بها مما ينبني عليه ثواب أو عقاب كما هو حال الأخبار الغيبية الأخرى، النسبي منها والمطلق!! فهل تريدون أن يمشي التنزيل على هواكم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ)) [المؤمنون: 71]
أهو عبث ولهو، يذكر الرب في كتابه ما تريدون وما يحلو لكم وان كان لا قيمة لذكره ولا اضافة يضيفها في مقصد الكتاب ومراد التنزيل؟؟؟ ما شأننا نحن وقد سفه الكفار أنفسهم حتى صاروا لا يرون ما رآه من هم أبسط منهم وأقل علما ونظرا في آفاق السماء من الآيات الباهرات التي تصرخ في وجوه البشر بصدق الوحي وصدق نسبة هذا الكتاب الى خالقهم جل وعلا؟؟؟
انها الحكمة كل الحكمة، ألا يتكلم الخالق في مقام اظهار آيات العظمة الظاهرة، في كتاب باق في الأرض الى قيام الساعة، الا بما يراه الجميع في كل زمان ومكان وهم فيه سواء بلا تفاوت!! انها الحكمة بعينها والرحمة بعينها ولكنهم قوم يجهلون!!
ألم أقل لك أيها القارئ الكريم أنه غلو أهل الأهواء فيما هم فاعلون وما يخترعون؟؟
وكما قال حمار الحكيم:
"لو أنصف الدهر لكنت أركب ....... فأنا جاهل وصاحبي جاهل مركب"
الاستدلال العقلي المجرد من المرجعية الشرعية
ويدل على هذا الجهل المركب ايراده لقوله تعالى: " ((مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)) [الأنعام: 38] " يريد أن يستدل به على أنه لابد أن يكون للمجرة والمجموعة الشمسية ذكر في كتاب الله، لأنه سبحانه ما فرط فيه من شيء!! فبأي شيء يُرد على هذا الجهول الا بالزجر وبأمره بأن يتقي الله في دينه وفي دين الناس، وبأن يذهب ليتعلم التفسير والتأويل من مظانه قبل أن يخرج علينا بهذا الخلف والهجر المبين؟؟ يا جهول لو طردنا كلامك هذا للزم أن نرى في كتاب الله تفاصيل كيفية صناعة السيارات، ونرى في موضع آخر، أسس انشاء المباني على التربة الهشة، ولتوقعنا أن نرى في آية أخرى شرحا مفصلا لتشريح جسم الانسان، ولكيفية عمل العين في الابصار، ولرأينا في غيرها بيانا واضحا لكيفية صناعة الكمبيوتر المحمول والطائرة النفاثة .... !!! فهل هذا ما تفتح أنت القرءان طمعا في أن تتعلمه؟؟؟! ما أعظم هذا الجرم الذي يرتكبه أمثالك وهذا العدوان على كتاب رب العالمين!!! فحسبنا الله ونعم الوكيل! لو فهمت معنى ((الكتاب)) وما يقصده به الرب كلما ذكره، وحقيقة الغاية من تنزيله على المرسلين وحقيقة المراد منه، لفهمت ما المقصود بقوله ((من شيء))!! ولكن لماذا تفتح كتب السلف والأئمة وتتكلف ذلك أصلا وقد رأيت نفسك أحسن منهم وأعلم وأفهم لكتاب الله؟؟؟ فلتقل اذا ما يحلو لك ولا عليك بما قالوا!!!!
ولن أدله على تفسير هذه الآية تحديدا، ولكن يكفي أن أنبهه إلى أن الكتاب ههنا بالذات، ليس المراد به القرءان أصلا، فلعله يتقي الله ويرجع إلى كتب المفسرين قبل أن يضرب في القرءان هكذا برأسه، والله المستعان!
ثم يذكر قوله تعالى ((سنريهم آياتنا)) ويعلق بأن الكلام جاء عن شيء سيقع في المستقبل، وأقول وأين الاشكال؟؟ سيريهم سبحانه آيات خلقه وقدرته في أمور لا يمكن الا أن يتكون خلقا محكما دقيقا من رب عليم قدير .. فهل يلزم من تحقق رؤيتهم لتلك الآيات أن تكون كلها مذكورة تعيينا بالاسم في القرءان؟؟؟ أبدا! لا تلازم أصلا!!
فانظر اذ يتسائل قائلا: " ثم ما هي نوعية تلك الآيات التي سنراها في المستقبل؟ لابد أن تكون قد ذكرت في القرآن الحكيم ولكن ربما بأسماء مختلفة عن تسمياتنا الحديثة .. أليس كذلك؟ "
فأقول نعم ليس كذلك!! ليس كذلك ولا شك!! فالقرءان انما نزل بلسان قومه الذين خوطبوا به أول الأمر، فالكلمة اما أن يكون هذا هو معناها عندهم فيفهمونها، واما ألا تكون كذلك في أي من استعمالاتهم لها فلا يفهمونها!! فهل تدعي أنه خاطبهم بكلمة عربية لا يعرفون معناها ولا يفهمونها؟؟ فأي لسان عربي مبين يكون هذا الذي نزل به القرءان اذا؟؟ لا شك أن قولك أنه ربما سمى المجرة – مثلا – باسم غير اسمها الذي نعرفه نحن، مؤداه أنه اسم لم يكن الأولون يعرفونه أيضا!! أي أن الرب استعمل لفظة في القرءان لم يفهم السلف معناها!! والا فكيف يكون للمجرة اسم عندهم خاطبهم به القرءان وهم لا يعرفون ما المجرة ابتداءً ولا يتصورونها؟؟ فتأمل أيها القارئ كيف يجنح هذا المسكين الى تجهيل السلف والى الباطنية في التأويل من حيث لا يدري!! كل هذا وهو ما يرى الا أنه ينتصر للاسلام نصرا مبينا ويفتح للدين فتحا عظيما، اذ جاء بما لم يأت به الأولون!! فانا لله وانا اليه راجعون!
وتأمل قوله هداه الله: " فإن دققنا قليلا في القرآن الحكيم سنجد ذكرا لشيئين غامضين ومثيرين جدا وهما الكرسي الذي وسع السماوات والأرض، والعرش الأضخم من الكرسي والذي يسعه أيضا، بمعني أن الله سبحانه وتعالي ذكر المجموعة الشمسية والمجرة ولكن بأسماء مختلفة"
قلت كذبت!! الله ذكر الكرسي والعرش، ولكنه لم يذكر المجموعة الشمسية ولا المجرة!! فمن أين لك بأن الكرسي هو المجموعة الشمسية وأن العرش هو المجرة؟؟؟ كيف ومعلوم أن العرش هو نهاية المخلوقات وهو المخلوق الذي يحتوي سائر السماوات والأرض، والذي استوى الرب فوقه جل وعلا؟؟ فكيف وبأي عقل يدعي ذلك الجهول أن العرش هو المجرة، ومعلوم – وبشهادته هو نفسه – أن المجرة انما هي واحدة من 500 مليار مجرة؟؟؟؟ هذه المجرات كلها وبقية الكون والسماوات تقع خارج العرش؟؟؟؟ فالله اذا مستو فوق المجرة محاط ببقية المجرات!!! سبحان الله وتعالى وتقدس!! هذا هو لازم ذلك الخطل المبين!! فأنا أتساءل: ألا يعي هذا المخبول ما يقول؟؟
يقول في ذيل مقدمة هذا البحث: "والمجرة بالنسبة للكون عبارة عن ذرة"
فهل عرش الرحمن بالنسبة للكون عبارة عن ذرة؟؟؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل!!
........... يتبع باذن الله ان كان في العمر بقية .................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 01:28]ـ
مع أن الأمر أتفه بكثير من أن يرد عليه، ولكن لا بأس من الترفيه على الاخوة الأعضاء الكرام بمواصلة التنكيل بذلك الجهول لعله أن يكون عبرة لمن يعتبر ..
فها هو يتكلم في الصفحة الثانية من بحثه سالف الذكر عن العرش، حول السماوات السبع .. يريد أن يثبت أنها - وتأمل!! - هي تلك الطبقات السبع التي يتكون منها الغلاف الجوي للكرة الأرضية!!!
يقول: " يأمرنا الله عز وجل بما يلي {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [يونس: 101]
ويتعجب الله ممن يترك التفكر في السماوات والأرض {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ} [الأعراف: 185]
ويؤكد أننا لا نراهم فحسب بل نمر فيهم {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف: 105]
ثم يمدح الله المؤمنين بما يلي {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191]
نحن إلى الآن لم نرى نهاية الكون الذي يعتقدون أنه مازال السماء الأولى
فكيف يأمرنا الله أن ننظر في السماوات السبع؟ ونتفكر فيها؟ بل نمر فيها؟
ألا يعني ذلك أننا نرى السماوات السبع؟ حتى يمكننا التفكر فيها على الأقل!
ألا يدل ما سبق على كونها الغلاف الجوي الذي نراه أمامنا؟ "
انتهى ..
قلت ألا يستحيي هؤلاء القوم؟؟ يمضي الرجل منهم عشرات السنين في دراسة علم من علوم الدنيا ويتقنه أيما اتقان، يحيط بثوابته وأصوله وبدقائق فروعه، ويتمكن من كلياته وجزئياته، ويتعلم كيف يُخرج هذا على ذاك، ويمحص الصواب من الخطأ فيه بدليله، ويعتصر أمهات الكتب والمراجع في كل بابة من أبوابه، ويعلم تماما كيف يناقش ويحقق الأقوال فيه ويعزو كل نظرية الى صاحبها وينقدها بما سبقه اليه أساطين البحث في صنعته تلك، أيا كانت ... ثم اذا ما قفزت الى ذهن ذلك المفتون ذات يوم فكرة تتعلق بالقرءان أو السنة أو الدين بوجه عام، راح يؤلف فيها ويكتب ويستخرج الآيات من الكتاب هكذا من تلقاء نفسه وبكل جرأة، ويقدم ويؤخر ويستدل ويفسر ويؤول كما يحلو له، كل هذا وقد لا تجده سبق له أن فتح كتاب تفسير في حياته ولو لمرة واحدة، بل وربما لا تجده يحسن قراءة القرءان أصلا!!!! ثم هو يؤلف ويبدع ويقدم فكرا جديدا، ويريد - زعم - أن يقدم بذلك خدمة تاريخية للاسلام!!!
فأنا أعجب حقيقة، كيف لا يستحيي هؤلاء القوم ولا يخجلون من أنفسهم، وكيف ينسبون أنفسهم الى البحث العلمي أصلا، أيا كانت الصنعة التي برعوا فيها، وكيف تجاسروا على نشر هذا الهراء الذي اخترعوه في أمر القرءان؟؟؟
انها مأساة والله: بلية وفتنة هذا الزمان!!
ولكن لا عجب فهي نبوءة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .. أن ينطق الرويبضة التافه!! فحسبنا الله ونعم الوكيل!
يجب أن يفهم هؤلاء أن حسن نيتهم وقصدهم لا يغني عنهم شيئا ما داموا جاهلين بكتاب الله!!
ولكن من الذي يصل اليهم بهذا المعنى، وقد أصبحت هناك اليوم هيئات "شرعية" تتخصص في تشجيع هؤلاء الرويبضات على تقديم "ابداعاتهم" هذه بل وتنظم المسابقات للباحثين فيما يسمى بالاعجاز العلمي في جميع التخصصات، ليقدموا ابداعاتهم في استخراج "الاعجاز العلمي" من الكتاب والسنة، كل منهم في مجاله!!! حتى لقد طالعت - وابك أو اضحك أيها القارئ ما بدا لك - بحثا يتناقله بعض طلبة قسم العمارة والتخطيط العمراني في احدى الجامعات، كتبه واحد من هؤلاء المساكين وأسماه "العمارة والعمران في القرءان" - ان لم تخني الذاكرة - يريد أن يثبت هو الآخر اكتشافا جديدا توصل اليه وهو أن أسس وأصول التخطيط العمراني الحديث موجودة بتمامها في نصوص القرءان الكريم!!!! ولعله شارك في تلك المسابقة التي أسلفت ذكرها بذلك البحث الخطير، والله المستعان!!
فمن لكتاب الله يصُنه من هذا الهراء والعبث؟؟؟
على أي حال، لن نستطرد، ودعونا نحاول ايقاظ ذلك المسكين من حلمه الوردي لعله يفيق ويتقي الله في كتاب الله!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وسنرد عليه من جهتين، من جهة علوم القرءان، ومن جهة علوم المتيورولوجيا وطبقات الأجواء، فمن الواضح أنه لا ناقة له ولا جمل في كليهما جميعا، وليس في القرءان فحسب ..
فأما من جهة نصوص القرءان، فقوله تعالى: ((قل انظروا ماذا في السماوات والأرض))، هذا واضح لكل من له أدنى علم باللغة العربية أن المراد بقوله انظروا ليس النظر بالعين الى جميع السماوات والأرضين!! وهل يتصور انسان عاقل أصلا أن يتمكن من النظر الى كل شيء في الأرض وحدها، دع عنك السماء وما فيها؟؟؟ كلا ولا شك!! فلهذا كانت دقة اللفظ القرءاني، في قوله ((انظروا ماذا في السماوات)) .. فنظر العين له حدود ونظر التأمل العقلي والتفكر له حدود أيضا، ومهما نظرنا فلن نرى الا القليل، ولكن هذا القليل ولا ريب يكفي، ويتحقق به المراد فينا كما تحقق في الذين من قبلنا .. وهو أن نرى في كل مخلوق تصل اليه أبصارنا وتتامله أفكارنا = وحدانية الخالق جل وعلا وعظمته، واستحقاقه لأن يفرد بالعبودية وحده لا شريك له.
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند هذا الموضع: " يرشدُ تعالى عباده إلى التفكر في آلائه (1) وما خلق في السموات والأرض من الآيات الباهرة لذوي الألباب، مما في السموات (2) من كواكب نيرات، ثوابت وسيارات، والشمس والقمر، والليل والنهار، واختلافهما، وإيلاج أحدهما في الآخر، حتى يطول هذا ويقصر هذا، ثم يقصر هذا ويطول هذا، وارتفاع السماء واتساعها، وحسنها وزينتها، وما أنزل الله منها من مطر فأحيا به الأرض بعد موتها، وأخرج فيها من أفانين الثمار والزروع والأزاهير، وصنوف النبات، وما ذرأ فيها من دوابّ مختلفة الأشكال والألوان والمنافع، وما فيها من جبال وسهول (3) وقفار وعمران وخراب. وما في البحر من العجائب والأمواج، وهو مع هذا [مسخر] (4) مذلل للسالكين، يحمل سفنهم، ويجري بها برفق بتسخير القدير له، لا إله إلا هو، ولا رب سواه." اهـ.
ان المعنى حقيقة لا يحتاج الى نقل كلام ابن كثير ولا غيره من أهل التفسير، فلا توجد شبهة أصلا حتى تدفع بالنقل من أمهات الكتب، ولكني أدرت الاستئناس بكلام ابن كثير هنا لأنه يظهر منه كيف يكون تأثير تلك الوصية الربانية بالنظر في السماوات والأرض وما فيهما من آيات الخلق ..
فهكذا تأمل ابن كثير رحمه الله في السماوات والأرض بما رأى بعينيه وحواسه، وتفكر في ذلك كله وأشار الى ما يفضي اليه ذلك التفكر بالضرورة: أنه لا اله الا هو ولا رب سواه! وهذا هو المراد من نصوص القرءان .. فهل تخلف ذلك المراد عند الأولين بسبب عدم ذكر المجرة أو نحوها؟؟؟ وهل يلزم من تحقق ذلك المراد أن يتمكن الناظر "في" السماوات والأرض من رؤية "جميع" السماوات والأرض يحيط بها احاطة؟؟؟؟ وهل وقع ذلك لأحد من بني آدم أو هل يمكن أن يقع لأحد منهم في يوم من الأيام؟؟؟ أبدا!! فمال هذا المسكين لا يفقه حديثا؟
كل ما في الأمر أن زادت آيات الخلق التي رآها المتأخرون على ما رآه المتقدمون شيئا من نفس جنس ما رأوه، وينتظم في ذات المراد الكوني والشرعي .. فلقد رأينا في زماننا هذا – مثلا – كيف سخر الله للأرض طبقات كذا وكذا من الغلاف الجوي لتحميها، كل منها تختص بشيء لا تقوم به الأخرى، وما صنع الله فيها من مواد وتفاعلات تقينا من الأشعة الكونية والترددات الضوئية الضارة، وصرنا نرى صورا بديعة من أفانين الخلق والزينة في السماء ما كان يراها الأقدمون وما كانوا يستطيعون ..
فهل حُرم السلف من رؤية "السماوات" والأرض بتمامها وبالتالي من التفكر والأتمل فيما خلق الله فيها، بينما صرنا نحن اليوم نحيط بها رصدا ونظرا فتحقق مراد القرءان فينا؟؟؟
وليضحك القارئ الكريم من هذا الاستدلال ان شاء: " ويؤكد أننا لا نراهم فحسب بل نمر فيهم {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف: 105] "
(يُتْبَعُ)
(/)
فبناء على ما ذكر في الجملة السابقة على تلك، فان الضمير في قوله "فيهم" يعود على السماوات والأرض! فأي عاقل هذا الذي يفهم من الآية السابقة أننا نمر في سائر السماوات والأرضين؟؟؟ بل النص واضح في كوننا نمر على ما نراه في السماوات والأرض من الآيات – وليس فيها – فيتنبه المؤمن ويعتبر، بينما يعرض الكافر، فذمه الله بذلك الاعراض!! فأين ما يُفهم منه أننا "نمر فيهم" يعني السماوات والأرض جميعا؟؟؟
ثم يأتي بآية آل عمران بعد هذا الاستدلال الفذ غير المسبوق– وهي صريحة في التفكر وليس في نظر العين تحديدا – ليقول أن هذا مما يحمد عليه المؤمنون .. فما علاقة ذلك بهذه القفزة الاستدلالية الفذة التي تأتي بعد ذلك في قوله:
" نحن إلى الآن لم نرى نهاية الكون الذي يعتقدون أنه مازال السماء الأولى .. فكيف يأمرنا الله أن ننظر في السماوات السبع؟ ونتفكر فيها؟ بل نمر فيها؟ "
؟
قلت نعم صدقت!! مساكين هؤلاء الذين تتكلم عنهم يا علامة زمانك يا جهبذ الجهابذة .. يعتقدون أن كل ما نراه في السماء انما هو السماء الأولى فقط!! لم يروا طبقات الغلاف الجوي، ليس هذا فحسب، بل ولم يفهموا القرءان أيضا!! فكيف يأمرنا الله بالنظر في السماوات السبع، والتفكر فيها، بل ونحن نمر فيها أيضا – تأمل – ويقولون بعد ذلك أننا لا نرى من السماوات الا السماء الأولى؟؟؟
والله لا يسعني الا السخرية من هذا الهراء، فان كان ثمة من يقرأ هذا الكلام الآن ويجد ازاءه في نفسه نوع تعاطف مع هذا الرجل، فليتق الله في كتاب الله، وليعلم أن هناك حدودا لكل شيء من تجاوزها بغير اجازة كان حقه التنكيل والطرد!!
يواصل المسكين خطله المبين فيقول: " ألا يعني ذلك أننا نرى السماوات السبع؟ حتى يمكننا التفكر فيها على الأقل! "
قلت ما شاء الله! أنت اذا لا يمكنك أن تتفكر في شيء حتى تراه بعينيك!! فأنا أعجب والله، كيف تتفكر في الجنة وما فيها، والنار وما فيها، والملائكة وعظم خلقهم، وغير ذلك مما ذكر من أمر الغيب، وكيف تتفكر فيما أنزل الله من العقوبات على الأمم السابقة، وكيف تتفكر في خبر الرسل الأولين وفي قصة آدم وخلقه، وكيف وكيف وكيف .. كل هذا تحتاج لأن تراه – على الأقل - حتى تتفكر فيه! فاسمح لي أن أسأل: ماذا صنعت بكتاب الله أصلا وما فائدته وما نفعه وما ثمرته في رأس وقلب رجل مثلك؟؟؟ يجب أن ترى السماوات السبع حتى تتفكر فيهن؟؟ سبحانك ربي!
ثم هل أنت رأيت بعينيك السماوات السبع هذه التي تقول أنه يجب أن يراها الانسان حتى يتفكر فيها؟؟ هل مررت من قبل في طبقات الغلاف الجوي وتأملت عجائب صنع الله فيها بنفسك، فتحقق بذلك مراد الآيات – على حسب فهمك المريض – عندك؟ كلا! ولعله لم يتحقق – بناء على ذلك الفهم – الا في ثلاثة مروا حقيقة في الغلاف الجوي كله بسائر طبقاته واخترقوه الى ما وراءه: "نيل أرمسترونغ" – على افتراض صحة واقعة نزوله على سطح القمر – و"يوري جاجارين" وثالثهما – وهي سابقتهما الى ذلك – كلبة من روسيا تسمى الكلبة لايكا، أعزكم الله!
وأخيرا يتحفنا العبقري الفذ بالاستنتاج المحكم البديع، فيقول:
" ألا يدل ما سبق على كونها الغلاف الجوي الذي نراه أمامنا؟ "
قلت بلى ولا شك!! أحسنت، لا فض فوك!! ما أبدعك!
والآن تعال يا هذا الى ساحة علوم الطبيعة التي فتنتك حتى أدارت رأسك حول منخرك ..
فنسألك هذا السؤال:
بناءً على أي نظرية من نظريات علماء المتيورولوجيا بالتحديد قلت بأن الغلاف الجوي ينقسم الى سبع طبقات بالذات؟؟؟
بل المشهور أنهم خمس طبقات فقط، وبعضهم يعدها أربع طبقات .. وهذا على اعتبار أنها طبقات رئيسة وفي بعضها طبقات ثانوية!! وهي من أعلى الى أسفل بالترتيب: ثيرموسفير – ميزوسفير – وستراتوسفير - وتروبوسفير ..
بينما يجعلها صاحبنا كالتالي: "ماجنيتوسفير – ايكزوسفير – ثرموسفير – أيونوسفير – ميزوسفير – ستراتوسفير – تروبوسفير."
وهذا حتى يكمل بها سبع طبقات بالعدد ..
وفي الحقيقة فان ما يسمى بالايكزوسفير – بمعنى الطبقة أو الغلاف الخارجي – انما هو الطبقة الأخيرة الرقيقة في نهاية طبقات الثيرموسفير، فهو جزء منه، ولا يضاف اليه غالبا كطبقة مستقلة! بينما ما يسمى بالماجنيتوسفير فليس طبقة أصلا ولا دخل له بطبقات الغلاف الجوي، ولكنه الحقل المغناطيسي الذي يحوط بالأرض ويضبط العلاقة بينها وبين الشمس من جهة الجذب والدفع ..
وفي الحقيقة فلو أردنا أن نسلك مسلك صاحبنا هذا لنجعل السماوات عشر سماوات بل احدى عشر سماء – وليس سبعا فقط، لوسعنا هذا، ولأضفنا الى قائمته هذه وبنفس طريقته: طبقة الأوزون (وأكثرها واقع داخل طبقة الأيونوسفير)، وطبقة الميزوبوز (وهي التي تقع بين الميزوسفير والثيرموسفير)، والتروبوبوز (وتقع بين التروبوسفير والستراتوسفير)، وطبقة الثيرموبوز (وهي تحوط طبقة الثيرموسفير في أعلاها) .. فما رأي صاحبنا الجهبذ في هذا التقسيم؟؟
هذا المسكين لا دراية له بالقرءان ولا بلغة العرب ولم يمر في حياته على نصوص السنة في مسألة الخلق وفي السماوات وما فيها، وفي رحلة الاسراء والمعراج وغيرها، ولا يعنيه ذلك، وهو حاطب ليل في غير ذلك من العلوم كما هو واضح .. فبالله من أي أرض خبيثة تنبت أمثال تلك الرؤوس؟؟
الى الله المشتكى ..
........... أكتفي بهذا القدر، فالوقت أثمن من هذا، وقد تحقق المقصود من الرد فيما أرى، والله المستعان ................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 03:02]ـ
ملحوظة: الرجل اسمه: محمد سمير عطا .. فالاقتصار على "محمد سمير" قد لا يكفي لتمييزه، هداه الله.(/)
دعوى التأثير السياسي في بناء القواعد العلمية (دراسة نقدية)
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 10:21]ـ
المقدمة
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين , وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فإن القارئ والمتابع لكتابات أصحاب المشاريع العلمية والتجديدية في الفكر الإسلامي يجد أنهم قد وجهوا تهما كثيرة إلى الفكر الإسلامي في العصور المتقدمة والوسطى , وحكموا عليه بأحكام متنوعة , كل حسب منطلقه وأصله الذي اعتمده في البحث العلمي.
ومن هذه الأحكام والاتهامات التي يذكرها هؤلاء في بحوثهم العلمية القول: بأن أئمة الإسلام والمؤصلين لقواعده وأصوله قد وضعوا بعض القواعد والأصول بناءا على مقتضى الرغبات السياسية , وليس على ما تقتضيه النصوص الشرعية , وهذه الدعوى منتشرة في كتبهم وبحوثهم , فكان لا بد من الوقوف معها والرد على ما تقتضيه وتستلزمه من لوازم باطلة , فكان هذا البحث الذي أسميته " دعوى التأثير السياسي في بناء القواعد العلمية دراسة نقدية " , وقد تكون من تمهيد ومسألتين:
أما التمهيد: ففيه الكلام عن طبيعة التأثير المذموم.
وأما المسألة الأولى: ففيها الكلام عن حقيقة هذه الدعوى وعن تطبيقاتها على الفكر الإسلامي عندهم.
وأما المسألة الثانية: ففيها مناقشة هذه الدعوى والرد عليها.
****************************** ****************************** **************************
التمهيد
مما لا شك فيه أن العلوم الإسلامية قد تأثرت بمؤثرات متعددة , وهذه المؤثرات متنوعة بين مؤثرات داخلية ومؤثرات خارجية , وكل منهما ينقسم إلى محمود ومذموم.
والتأثر المذموم بنوعيه - الداخلي والخارجي - يستحيل فيه أمران: الأول: أن يكون في أصل منشأ العلم , والثاني: أن يصبح التأصيل له وحده دون غيره.
ومعنى الأمر الأول هو: أنه يستحيل أن تتأثر قواعد العلم في أصل نشأتها بمؤثرات تخرجها عن نهج الصواب ويستمر ذلك زمنا حتى يطرأ الصواب عليها , فكل العلوم الإسلامية في أول نشأتها كانت قواعدها وأصولها جارية على نهج الصواب , والخطأ طارئ عليها , ولا يعني هذا أنه لم يقع الخطأ فيها بحال , وإنما المقصود أن أول استقرار لقواعد العلم كانت على الصواب ثم دخل التأثر فيها , فالتأثر بالمؤثرات المذمومة طارئ على العلوم الإسلامية وليس أصلا فيها.
ومعنى الأمر الثاني هو: أنه يستحيل أن تستقر القواعد المتأثرة بالتأثر المذموم حتى تصبح هي الوحيدة التي تقرر , وتهجر القواعد الصحيحة التي لم يقع فيها التأثير تماما ولا تذكر.
وإنما استحال هذان الأمران لدليلين:
الدليل الأول: الوعد بحفظ الدين , فإن هذين الأمرين ينافيان هذا الوعد الإلهي , لأن حقيقة هذا الوعد هي أن يكون الدين محفوظا من أول أمره إلى آخره , ووقوع أحد هذين الأمرين لا يستقيم مع هذا الحفظ , وبيان ذلك: أنه لو فرض أن القاعدة الشرعية كانت متأثرة بالتأثر المذموم من أول استقرارها لكان هذا منافيا لحفظ الدين في أول أمره , ولو فرض أن التأصيل أصبح لها وحدها فقط واختفت القاعدة الصحيحة الخالية من المؤثرات المذمومة لكن هذا منافيا لحفظ الدين في آخر أمره.
الدليل الثاني: امتناع أن تجتمع الأمة على الخطأ, وهو في الحقيقة فرع للدليل الأول , ووقوع أحد هذين الأمرين ينافي هذا الامتناع , وبيان ذلك: أنه لو فرض أن القاعدة العلمية في أول ظهورها كانت متأثرة بالتأثر المذموم , واستمر ذلك فيها زمنا = لاستلزم ذلك أن الأمة كانت على الخطأ حتى زال ذلك التأثر الذي كان في أول نشأت القاعدة , ولو فرض أن القاعدة المتأثرة بالتأثر المذموم استقرت بحيث أصبح التأصيل لها وحدها ولم يعد للقاعدة الصحيحة الخالية من المتأثرات المذمومة ذكر ولا وجود = لكان لازم ذلك أن الأمة اجتمعت على خلاف الصواب الذي هو الخطأ , وكلا هذين الفرضين مخالف لامتناع أن تجتمع الأمة على الخطأ.
فتحصل مما سبق: أن التأثر المذموم لا بد فيه من شرطين:
الشرط الأول: ألا يكون في أصل استقرار القاعدة.
الشرط الثاني: ألا يتفرد بالتأصيل دون القول الخالي من التأثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس المقصود هنا الكلام على تفاصيل المؤثرات التي تأثرت بها القواعد العلمية , وإنما المقصود إثبات أصل التأثر , وطبيعة التأثر المذموم , والكلام على واحد من المؤثرات التي ادعى فيها أنها قد أثرت في بناء القواعد العلمية ألا وهو الأثر السياسي.
والكلام على هذا الأثر سيكون في مسألتين:
الأولى: البحث في حقيقته وتطبيقاته عند أصحابه.
الثانية: البحث في أدلة صحته أو فساده.
****************************** ****************************** *******************
المسألة الأولى
حقيقة الأثر السياسي وتطبيقاته عند أصحابه
من المؤثرات التي ادعى فيها أنها قد أثرت في بناء القواعد العلمية التي ذكرها الأئمة= الأثر السياسي , وحقيقة هذا الأثر هي: أن بعض الأئمة وضع بعض القواعد العلمية , وقرروا بعض الأصول الشرعية بناءا على قناعات سياسية متعلقة بولاة الأمور الذين كانوا في عصرهم , فهم أصلوا بعض الأصول الشرعية حتى يصلوا إلى رضى من كان يحكمهم في ذلك العصر , ويشرعوا لما كانوا يريده بوضع القواعد وتأصيل الأحكام حتى لا يعترض الجمهور والعوام على ما يفعلونه , ولم يكن من همهم إصابة مقتضى النصوص ودلالاتها, ونشر مراد الله ورسوله , وإنما وضعوا هذه القواعد وضعا يناسب حال السلطة الحاكمة.
وهذه الدعوى انتشرت , وشاع استعمالها في هذه العصور المتأخرة من كثير من الذين أرادوا نقد الفكر الإسلامي وتجديده , فكثير من القضايا التي أرادوا نقدها أو تجديدها ربطوها بالسياسة , وزعموا أنه إنما قيل بها بناءا على موقف سياسي , فأصبح إثبات تأثر القضية العلمية بالسياسة أحد مبررات نقدها , بل كثر عندهم ربط الحراك الديني في الأمة الإسلامية سواء في الماضي أو في الحاضر بالأغراض السياسية , فالحركات الدينية غرضها في الأصل من قبيل الأغراض السياسية ويغطون على هذه الأغراض بالشعارات الدينية حتى يستميلوا الجمهور إليهم (1).
فالمقصود أن هذا الربط هو المدخل المسوغ لما يريدونه من نقد ما أرادوا نقده ورده من بعض الأصول والقواعد العلمية.
مجالات وتطبيقات هذه الدعوى
طبق أصحاب هذه الدعوى دعواهم على مجالات كثيرة , وفي علوم متعددة من العلوم الإسلامية , في علوم العقائد والفقه وأصوله والحديث وعلوم العربية ونحوها من العلوم , فكم من قضية أو قاعدة في هذه العلوم ادعوا فيها أنه إنما قيل بها من أجل غرض سياسي حتى يفتحوا الباب لما يريدون , , وفي هذا يذكر أحمد أمين أن خلفاء بني العباس قد مارسوا ضغوطا معينة على بعض العلماء في زمنهم حتى يضعوا قواعد وأخبارا توافق سياساتهم وتأيدها, وأن ذلك حصل في الفقه والأدب والنحو وغيرها من العلوم (2)
ومن هذه العلوم علم العقيدة , فقد زعم محمد أركون أن وضع العقائد لا يخلوا من تأثير سياسي حتى عند أئمة السلف , وفي هذا يقول لما ذكر فتنة القول بخلق القرآن:" وهذا المثال يبين الرهانات السياسية للعقائد الإيمانية " (3) , وهذا ما ذكره الجابري أيضا حيث قال:" لقد كانت معارضة ابن حنبل دينية اجتهادية من جهة , وسياسية ظرفية من جهة أخرى , وقد ورث الحنابلة ليس الجانب الديني في فكر ابن حنبل فحسب , بل تبنوا أيضا مواقفه السياسية إزاء خصومه " (4) , وذكر أن الفكر السلفي قد انخرط في الصراعات السياسية من زمن الفتنة الكبرى وبنى مواقفه وآراءه بناءا على مقتضى تلك الصراعات الظرفية (5).
وذكر حسن حنفي أن إثبات الصفات لله تعالى عند السلف كان لأغراض سياسية , وفي هذا يقول:" أما الصفات التي تجعل الله يسمع ويرى ويبصر كل شيء فقد تمت صياغتها من أجل استخدام سياسي خاص للسلطة " (6) , وبالغ حنفي كثيرا حتى ذكر أن كلام العلماء عن توحيد الله في أسمائه وصفاته وإفراده بالحمد إنما هو لغرض سياسي وهو إفراد السلطان الحاكم بالسيطرة على غيره (7).
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر هاشم صالح أن السلف احتكروا لقب أهل السنة ومروره على أنه لقب ديني وهو في الحقيقة مبني على أساس سياسي , وفي هذا يقول:" مفهوم أهل السنة احتكره أهل السنة لأنفسهم دون سواهم عن طريق الارتكاز على حديث مشهور , ومن المعروف أن هذا الاحتكار إيديولوجي ولا يستند إلى أي أساس لاهوتي أو ديني , ولكن نظرا لإمساكهم بزمام السلطة فترة طويلة من الزمن فقد استطاعوا تمريره على أساس أنه ادعاء لاهوتي ديني , وغطوا على أصل منشئه التاريخي والسياسي " (8) , ورد أحدهم تفسير العلماء للفرقة الناجية بأنهم أهل الشام إلى سبب وغرض سياسي , وهو الوقوف مع بني أمية في الشام ضد أعداءهم في الحجاز (9).
ومن ذلك ما ذكره توفيق الطويل من أن الاضطهاد الذي تعرض له التصوف كقتل الحلاج وغيره إنما كان لبواعث شخصية ودوافع سياسية (10) , ولما ذكر ما أسماه اضطهاد التفكير العقلاني في الإسلام قال:" مرجع هذا الاضطهاد فيما نعلم إلى أسباب سياسية أو شخصية " (11).
ومن صور تطبيقاته عندهم: دعواهم أن منع السلف والأئمة للفلسفة وعدم قبولها كان لأجل أمر سياسي , لا لأجل أنهم يرونها باطلة مخالفة للدين , وفي هذا يقول الجابري:" وأما الطرف الآخر الرافض لعلوم الأوائل فقد كان رفضه إيديولوجيا سياسيا في الغالب .... " (12) , ولما أراد الجابري أن يذكر سبب ما أسماه بؤس الفلسفة في الأندلس جعله سببا سياسيا فقط (13).
وهكذا فسروا كثيرا من المسائل العقدية , والموافق التي وقفها الأئمة من الدعاة إلى البدع بأنه إنما فعلوا ذلك لأغراض ترجع إلى السلطة الحاكمة , وليس تأصيلا لما اعتقدوه مرادا لله تعالى.
ومن العلوم التي طبقوا هذه الدعوى عليها علم الحديث , ومن صور تطبيقاتهم: زعمهم أن الأئمة وضعوا بعض الأحاديث مراعاة للسلطة , ومن الأمثلة على الأحاديث التي وضعها الأئمة لأجل السلطة الحاكمة عندهم:ا أحاديث الصبر على ظلم ولاة الأمور, فقد ذكر جولد تسهير أن أهل الحديث لعبوا دورا خطيرا في تثبيت أنظمة الحكم بوضع هذه أحاديث الصبر على ظلم الولاة والتي تأمر بطاعتهم أو باعتزال الأمر وتركه (14) , ومن الأمثلة: ما ادعاه جولد تسهير أيضا من أن الزهري وضع حديث " لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد ........ " لعبد الملك بن مروان لما بنى مسجد الصخرة ليحول يبن أهل الشام والعراق وبين الحج إلى الكعبة حتى لا يتصلوا بابن الزبير (15) , ولهذا يقول جولد:" وقد استغل هؤلاء الأمويون أمثال الإمام الزهري بدهائهم في سبيل وضع الأحاديث " (16).
ومن الأمثلة على ذلك أن محمد الجابري لما تحدث عن الإصلاح ذكر أن بعض الأحاديث تحارب الإصلاح وتكرس الإحباط , ومن هذه الأحاديث حديث "بدأ الإسلام غريبا ..... " وحديث " خير أمتي قرني ...... " وحديث " الخلافة في أمتي ثلاثون سنة .. " , ثم قال معلقا:" من السهل أن يشكك الإنسان في صحة مثل هذه الأحاديث التي فيها بوضوح رائحة السياسة " (17).
وقد كرر كثير من الرافضة المعاصرين هذه الدعوى , فزعموا أن المحدثين وضعوا كثير من الأحاديث لتثبيت السلطة الحاكمة , ومن ذلك قول زكريا عباس أحد الرافضة:" إننا عندما نبحث في أسباب الوضع نلاحظ أن الجانب السياسي كان دافعا قويا لمعاوية كي يوظف السنة النبوية لخدمة هدافه .... , ولذا عمد لاستخدام مجموعة من الصحابة التابعين , كي يضعوا أحاديث تبرر له أعماله , وتضفي الشرعية الدينية على ملكه " (18) , وقد كرر هذه الدعوى كثير من الرافضة المعاصرين (19).
ومن صور تطبيقاته على علم الحديث: زعم بعضهم أن كلام الأئمة في الجرح والتعديل أثرت فيه الإنتماآت السياسية , وفي هذا يقول حمادي ذويب:" عدالة الراوي تتلاعب بها الأهواء السياسية والمنازعات بين المذاهب والفرق الدينية والسياسية " (20).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن العلوم التي طبقوا هذه الدعوى عليها علم الفقه , ومن صور ذلك التطبيق زعم محمد سعيد العشماوي أن الفقهاء قالوا ببعض الأقوال الفقهية , وأفتوا ببعض الفتاوى مسايرة للسياسة ,فقد ذكر أن الفقهاء عبيد السلاطين , ويقول:" كانوا فيما يفعلون يضعون أعينهم في قول أو همس أو صمت على الخلافة الجائرة , فلا يصدر عنهم إلا ما يوافق الخليفة وما يرضي السلطان " (21) , ويقول أيضا:" ولإعطاء الخلفاء تأييدا دينيا لسياساتهم الخارجية قام الفقهاء بقسمة العالم إلى دارين دار السلام ودار الحرب " (22).
ومن الأمثلة على ذلك اتهام علي سامي النشار للأوزاعي بأنه كان عميلا لبني أمية لأنه أفتى بقتل غيلان الدمشقي بعد نقاشه له , وفي هذا يقول:" رأى هشام أن يضفي على قتله لغيلان وصاحبه صلح بعض المشروعية , فدفع به إلى الأوزاعي ليناقشه , ويفتي في أمره , وكان الأوزاعي عميلا لبني أمية , عاش في رحابهم , يغذون عليه الأموال ويشترون دينه ودنياه , يدفعون ثمن فتاواه , وهو يحارب مجتمع المسلمين , ويفتي بقتل كل من عبر عن آلام هذا المجتمع " (23) , فالنشار أراد أن يقلل من شأن فتوى الأوزاعي بقتل غيلان فاتهمه بأنه عميل لهشام ولهذا أفتى بهذه الفتوى.
ومن العلوم التي طبقوا عليها هذه الدعوى علم أصول الفقه , فقد ذكر كثير ممن أراد أن يجدد في علم أصول الفقه أن بعض قواعده وأصوله وضعت بناءا على رغبات سياسية عند واضعيها , ومن الأمثلة على ذلك: ما ذكره بعضهم أن الشافعي إنما قرر حجية السنة لغرض سياسي , وفي هذا يقول حمادي ذويب:" إن اعتماد الإجماع أصلا نظريا يؤسس , يرسخ الفعل الأيديولوجي الذي يختفي وراء التأصيل الديني لحجية السنة التي دشنها الشافعي أصبحت من المسلمات البديهية بالرغم من أنها ظهرت نتيجة مقتضيات تاريخية اتسمت بالصراع المذهبي والسياسي والديني ... " (24) , ويقول أيضا:" إن تأسيس حجية السنة يهدف بالأساس إلى احتكار ذروة السيادة والمشروعية العليا " (25).
ومن الأمثلة على ذلك: الزعم بأن القول بحجية الإجماع السكوتي إنما قيل به بناءا على ضغوط سياسية ,وفي هذا يقول طه جابر العلواني:" لم تعرف أمة من الأمم فيما أعلم هذا الذي يسمى بالإجماع السكوتي كدليل أو جزء من أجزاء الإجماع , ...... بعض الحكام كانوا حينما يريدون أن يعطوا المشروعية يدعون الفقهاء وآخرين في قصر السلطان , فيقوم قاضي القضاة بعد التشاور فيقول الأصل كذا , مع ذكر الدليل , والآخرون لا يستطيعون المعارضة , فقالوا هناك دليل يسمى بالإجماع السكوتي " (26) , ومن الأمثلة على ذلك أيضا: ما ذكره نصر حامد أبو زيد عن الشروط التي وضعها الشافعي للقياس من أنها لا تخلو من مغزى سياسي (27).
فهذه التطبيقات وغيرها مما لم يذكر , وما سيطبقونه في المستقبل , إذا اعتبرت في مجموعها لا شك أنها تكون عدادا كبيرا لو اعتبر وأخذ به , فإنه يدل بمجموعه على ظاهرة خطيرة في الفكر الإسلامي وهي: أن علماء وأئمة الإسلام لم يكن من همهم إلا أنهم ينظرون إلى ما يريده الحاكم من رأي حتى يضفوا عليه الشرعية الدينية التي كانت بأيديهم , فلم يكن من همهم إلا إرضاء السلطة الحاكمة لا تبليغ الأمانة التي تحملوها.
والمقصود هنا: هو إثبات وجود هذه الدعوى , وأنها قد استعملت في نقد وتجاوز كثير من الأصول والقواعد العلمية التي أصلها الأئمة والعلماء.
والتركيز من هؤلاء على هذا التأثر وادعاء وجوده عند الأئمة هو في الحقيقة طريق ووسيلة من وسائلهم إلى التخلص من سلطة السلف كما يقولون , وهذه السلطة يرون أن الفكر الإسلامي قد قيد بها بلا دليل ولا مبرر , ويرون أنها عقبة في طريق التقدم والتجديد في العقل الإسلامي , وأنها دعوة للاغتراب الزماني ومجاوزة التاريخية والتعالي على الظروف الزمانية , وكلامهم في التحقير من اعتبار فهم السلف والدعوة إلى الرجوع إليه في بحوثهم كثير جدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمحصل هنا: أنهم أرادوا التخلص من سلطة السلف فكان لا بد لهم من وسيلة يتخلصون بها من هذه السلطة , وقد اختلفت وسائلهم في الحدة والمواجهة والصراحة وعدم الصراحة , فمن وسائلهم ما هو حاد في الاتهام والمواجهة , ومنها ما هو هادئ في نقد هذه السلطة ووجوب مجاوزتها , ومنها ما هو صريح في النقد ومنها ما هو ليس كذلك , ومن هذه الوسائل: قولهم إن هذه القواعد والأصول كتبت في ظروف خاصة فلا يجوز مجازتها إلى ظروف أخرى مغايرة لها , ومنها قولهم:إنه قد استجدت مناهج أخرى في البحث العلمي فلا بد من التفاعل معها واستثمارها , ومنها: الارتكاز على باب الاجتهاد وفتحه بالكلية, وأن الأئمة رجال وهم رجال , ومنها: التوجه إلى اتهام الأئمة بالجهل أو التشدد , ومنها محاولة إيجاد مستندات لدعواهم من أقوال الأئمة , ومن ذلك عبارة " تغير الفتوى بتغير الزمن " , ومن ذلك أيضا اعتبار الأئمة لأسباب النزول , ومن وسائلهم: تشويه صورة الأئمة بكونهم عملاء للسلطة الحاكمة , ومنها: تشويه قول من دعى إلى اعتبار فهم السلف بأنه يجعل فهم السلف بمنزلة النصوص الشرعية , وهناك وسائل أخرى كثيرة استعملوها في التخلص من هذه السلطة.
والملاحظ أنهم قد ركزوا على دعوى التأثير السياسي في بناء القواعد العلمية كثيرا , والسبب في تركيزهم على إثبات تأثر العلماء والأئمة في وضعهم لبعض القواعد العلمية بالسلطة الحاكمة هو أنهم أرادوا بذلك أن يهونوا من شأن هذه القواعد في نفوس الدارسين والمطبقين لها , لأن ربط القضايا العلمية بالرغبات السياسية يوجب توجه النقد إليها ,وذلك لثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن المواقف السياسية كثيرا ما يقع فيها الظلم والمغالبة , والنفوس البشرية مجبولة على النفرة منهما , فكون القاعدة العلمية متأثرة بمثل هذه المواقف الظالمة أدعى إلى نفرة النفوس منها وعدم قبولها , ومن ثم استسهال نقدها وتجاوزها.
الأمر الثاني:أن إثبات تأثر القاعدة العلمية بالمواقف السياسية يستلزم عدم موضوعيتها وصدقها , لأن هذه المواقف غالبا ما تبنى على المصالح الشخصية والرغبات النفسية , ولا ينظر فيها إلى النصوص الشرعية ودلالاتها , وكونها ليست مبنية على مقتضى دلالات النصوص يستلزم بطلانها ومن ثم وجوب نقدها , ويستلزم أيضا أن تكون خاصة بذلك الظرف المعين ولا تكون قاعدة مطلقة وثابتة لأن المصالح الفردية لا يمكن أن تتعدى ظرفها الذي كانت فيه.
الأمر الثالث: أن كون العلماء وضعوا بعض القواعد الشرعية بناءا على رغبة السلطة الحاكمة يدل على خيانتهم وعدم صدقهم في ديانتهم , والخائن لا يمكن أن يتبع فيما قاله.
فهذه الأوجه الثلاثة توجب ذم ونقد ما بني على مقتضى الأغراض السياسية من القواعد العلمية والشرعية في أمرين وهما: الأول: القدح في موضوعيتها , والثاني: القدح في سلامة الغرض من وضعها , فإن كل قاعدة دينية شرعية لا بد أن تخلوا من هذين القادحين , وكونها متأثرة بالأغراض السياسية يوجب عدم خلوها من أحدها على الأقل.
وحاصل ما تنتهي إليه هذه الدعوى هو: أن القواعد والأصول التي ذكرها الأئمة في مصنفاتهم لا يمكن أن تكون مطلقة في كل زمان ومكان , وإنما هي خاصة بذلك الزمن , أو ذلك العالم الذي وضع تلك القاعدة , أو تلك الحالة السياسية التي وضعت القاعدة لأجلها , وهذه هي النظرية التي تسمى بـ "التاريخية في الأفكار والمعتقدات ", وهى من أكثر النظريات ذكرا في كتب هؤلاء.
ومما ينبغي أن يعلم أن المستعملين لهذه الدعوى طائفتان: الأولى: من اعتمد المذهب الماركسي , ومن أصول هذا المذهب كما هو معلوم , ربط القضايا والأحداث بالصراعات الاجتماعية والسياسية بين طبقات المجتمع , فالأحداث العلمية أو القيم الإنسانية أو غيرها مما يتعلق بالمجتمعات , إنما تحدث في المجتمعات لأسباب الصراعات السياسية والاقتصادية , وهذا ما يطلق عليه التفسير المادي للتاريخ , وحقيقته:أن كل تغير في المجتمع هو نتيجة الصراع بين طبقات المجتمع (29) , ومن الشخصيات التي طبقت هذا المذهب على الفكر الإسلامي: حسين مروة ونصر حامد أبو زيد وصادق جلال العظم ومحمد أركون وغيرهم , والثانية: من أثبت التأثير السياسي ليجد له مبررا في نقد ما أراد نقده من غير اعتناق لأصل ماركسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن ليس من همنا هنا تمييز الطائفتين إحداهما عن الأخرى , وإن كان تمييزها نافع في المناقشة والرد , وإنما الذي يهمنا هو البحث في حقيقة هذه الدعوى وتطبيقاتها على الجانب العلمي في الفكر الإسلامي.
فحقيقة هذه الدعوى كما سبق هي: أن الولاة قد تدخلوا في وضع الأصول والقواعد الشرعية على مقتضى أهوائهم , وأن علماء الأمة كانوا في طوعهم وتحت سيطرتهم , وأن أئمة المسلمين كانوا يمارسون ما يمكن أن يسمى نفاقا فكريا على جمهور الأمة المتبعين لهم.
فهذه الدعوى ترجع في حقيقتها بالاتهام لأئمة الإسلام بالخيانة , وإلى ولاة المسلمين من بني أمية وبني العباس بالتسلط والجرأة على تغيير شرع الله.
****************************** ****************************** *******************
المسألة الثانية
مناقشة هذه الدعوى وبيان بطلانها
يمكن مناقشة هذه الدعوى - التي يزعم فيها أصحابها أن العلماء والأئمة قد وضعوا بعض الأصول الشرعية بناءا على الرغبة السياسية وليس على ما تقتضيه النصوص - من طريقين:
الأول: طريق إجمالي ويقصد به: بيان ما في هذه الدعوى من بطلان , وما تقتضيه من لوازم على الوجه الإجمالي من غير دخول في تفاصيل التطبيقات التي ذكروها.
والثاني: طريق تفصيلي ويقصد به: الوقوف على كل مثال ذكروا أن فيه أثرا للرغبات السياسية ومناقشته.
والذي سنذكره من الأوجه في هذه المناقشة هو من الطريق الإجمالي فقط , ولن يذكر شيء من التفاصيل إلا من باب التوضيح لما هو مجمل , والسبب في هذا الاقتصار هو إرادة الاختصار من جهة ولأن بطلان الأصل يوجب بطلان الفرع , فإذا أبطلنا أصل الفكرة في ربط الأصول العلمية بالسياسة فإنه بالضرورة سيبطل ما ذكره من أمثلة.
إذا تقرر هذا فهذه الدعوى يمكن أن تناقش من سبعة أوجه:
الوجه الأول: أن يقال: لا شك أن للوضع السياسي حسنا وسوءا , واستقرارا واضطرابا , تأثيرا على الحالة العلمية والفكرية المزامنة لها , فإن الحالة السياسية إذا كانت مستقرة وخالية من الاضطرابات بين القوى السياسية , وهذا الأثر يظهر في صور:
الصورة الأولى: فإن العلوم تزدهر وتنج وتتوسع , وقد ذكر ابن خلدون أن حالة العلم والتعلم تابعة لحالة العمران وتوسعه , فكلما توسع العمران واستقرت الحال كلما زادة حالة العلم حسنا , وذلك أن العلم صناعة من الصنائع والصناعة مرتبطة بالحالة السياسية واستقرارها (30).
الصورة الثانية: وقد يكون للاضطرابات السياسية أثر في الحالة العلمية , من جهة أنه في هذه الحالة يثار البحث في بعض المسائل العلمية التي لم تبحث في حالة الرخاء لأنه لم يوجد ما يثيرها.
الصورة الثالثة: ومن صور تأثر العلم بالحالة السياسية: ما يتعلق بالولاة واهتماماتهم بالعلم والتعلم , فإن الوالي كلما قرب من العلم والعلماء كلما ازداد إمكان أن يؤثر في حالة العلم في زمنه وهذا التأثير له صور:
ومن صور ذلك: أن يكون للوالي اهتمام بعلم خاص فيزداد حرصه على هذا العلم فيقرب أهله ويدعم نشره , وهذا ما حصل من المأمون لما اهتم بكتب الأوائل ونشرها في الأمة , وكذلك لما اهتم الموحدون بكتاب الإحياء للغزالي بعدما أحرق في الأندلس حفظوا نسخه ودعموا نشره (31)
ومن صور تأثر الحالة العلمية بحالة الولاة: أن يدعم الوالي مذهبا معينا أو علما معينا ويعتمده في الدولة , فهذا الدعم والاعتماد لا بد أن يكون له أثر في انتشار العلم بين الناس , وادعى إلى ازدهاره ونضجه.
ومن صور ذلك أيضا: أن بعض الولاة قد يدعم أو يعتنق مذهبا معينا من باب المضاهاة لأعدائه من الولاة الآخرين , ولهذا يذكر صاحب الفكر السامي أن الخلفاء الثلاثة –وهم العباسي في بغداد والفاطمي في القاهرة والأموي في الأندلس – كل واحد منهم انتحل مذهبا يخالف مذهب غيره من باب المضاهاة له , فالفاطمي انتحل المذهب الجعفري الشيعي ونشروه في مصر واعتمدوه في القضاء الأنكحة المعاملات , والعباسي اهتم بالمذهب الحنفي والشافعي كذلك , والأموي اهتم بالمذهب المالكي في شؤون الحياة هناك (32).
(يُتْبَعُ)
(/)
والحاصل مما سبق: أن الحالة العلمية لابد أن تتأثر بزمنها التي كانت فيه , والبحث ليس في إثبات أصل التأثر بين الحالة السياسية والحالة العلمية , وإنما في حقيقة هذا التأثر وطبيعته , فإنه يمكن أن يقال إن عبارة " تأثير الحالة السياسة في العلم" عبارة مجملة تحتمل عدة معاني بعضها صحيح وبعضها باطل:
1 - فإن قصد بالتأثر إحدى الصور التي سبق ذكرها فهذا صحيح لا ينكر.
2 - وإن قصد أن الأئمة قد استغلوا السلطة في فرض قولهم على المخالفين لهم , فإطلاق هذا القول ليس صحيحا لأمور:
الأول: أن الأئمة ليسوا في حاجة لأن يستعملوا القوة في نشر قولهم , لأن قولهم هو الأصل الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم , وأصحابه , والأمة من بعدهم , وإنما استعملوا القوة في مواجهة بعض الأفكار أو الدعاة إليها , من باب دفع المفسدة عن اعتقادات الناس ودينهم , ومع هذا فلم يستعملوا القوة إلا في مواجهة الغلاة الباغين على الفكر الإسلامي في زمنهم , وهذا من باب تعيير المنكر باليد لمن قدر عليه.
والأمر الثاني: على فرض أن الأئمة قد استعملوا القوة السياسية في نشر مذهبهم فإن هذا ليس خاصا بهم فكثير من المذاهب والأفكار الطارئة قد نشرها أًصحابها بالقوة , واستغلوا السلطة الموافقة لهم في فرض ما يريدون , والأمثلة على هذا كثيرة , ومنها: ما فعله المعتزلة في فرض قولهم بخلق القرآن على الناس بقوة السلطة الحاكمة , ومن ذلك: أن أصحاب المذهب الأشعري استغلوا نفوذهم في الدولة العباسية في محاكمة كل من خالف مذهبهم ورد عليه كما فعلوا مع ابن تيمية وغيره من العلماء , وكذلك التشيع: قد استعمل السلطة لما كانت بيده في فترات متعددة من أظهرها الدولة الإيرانية في العصر الحاضر , وكذلك أصحاب المذهب الصوفي استغلوا تأييد الدولة العثمانية لهم فنشروا مذهبهم في الأمة , وكذلك أصحاب الاتجاهات الماركسية والقومية والعلمانية وغيرها استغلوا تأييد الحكومات لهم في نشر ما يرون , واضطهاد من يحاربهم ويقف في طريقهم , وقد اعترف بعضهم بأنهم كانوا يتلقون دعما من الحكومات والمنظمات الغربية (33) , والمقصود أن كل مذهب قد استعمل القوة والسلطة في فرض قوله , وليس هذا خاصا بالمذهب السلفي لو سلم أنهم استعملوا القوة في فرض قولهم على الناس.
الأمر الثالث: أن هناك فرقا بين استغلال السلطة في نشر المذهب وبين استغلالها في بناء المذهب , فما حصل من المذاهب إنما هو في نشر المذهب , والدعوى المذكورة إنما هي في بناء المذهب , ولا شك أنها محل العيب والنقص لو حصلت ولكنها لم تحصل ول تقع.
3 - وإن قصد أن السياسة قد أثرت في أئمة المذهب السلفي بمعنى أنهم كانوا يؤصلون القواعد العلمية لأجل الولاة والسلطة , وأن القادة كانوا يلجئون أئمة العلم إما بطريق مباشر أو غير مباشر في وضع القواعد التي تناسب سياساتهم ولا تخالفها -وهذا المعنى هو الذي يقصده أصحاب هذه الدعوى- ,فإن هذا لا يمكن أن يكون صحيحا , وهو محل الإنكار عليهم.
والحاصل مما سبق أن القول بتأثر الحالة العلمية عند أئمة السلف بالسياسة له أحوال منه ما هو صحيح ومنه ما هو باطل , وبهذا يتحرر محل البحث في هذه الدعوى.
الوجه الثاني: أن يقال: إن أصحاب هذه الدعوى لم يذكروا ما يدل على صحة ما ادعوه من التأثير السياسي على القواعد العلمية التي أصلها الأئمة , فلو سئلوا من الإمام المعتبر الذي وضع القاعدة المعينة من أجل غرض سياسي؟ , فإنهم لم يذكروا دليلا صحيحا على ما ادعوا , وإن ذكر بعض الأخبار مما يمكن أن يدل على ما ادعى فإنه يطالب بصحة هذه الأخبار , فالعلواني مثلا لما ذكر أن الإجماع السكوتي إنما اعتبر حجة لأن الوالي كان يجمع العلماء ويقرأ عليهم قاضي القضاة ما يريد الوالي فيسكتون فسمى إجماعا سكوتيا , فإنه يقال له:من هذا الوالي الذي كان يفعل هذا الفعل؟ , ومن هم الأئمة الذين كانوا في مجلسه؟ , وهل كل من قال بحجية الإجماع السكوتي كان حاضرا في ذلك المجلس؟ وقبل ذلك من ذكر هذه القصة من نقلة الأخبار؟! , وقل مثل ذلك في كل ما يذكرونه من أمثلة وتطبيقات , وممن ذكر مثل هذا النقد , وهو عدم ذكر الدليل على التأثير السياسي , قطب سانو , فقد انتقد الجابري لما أرجع محنة الإمام أحمد , وما وقع فيها من أحداث , ومحنة ابن رشد في الأندلس إلى أسباب
(يُتْبَعُ)
(/)
سياسية , بأن الجابري لم يذكر ما يدل على كونها كذلك , وفي هذا يقول: " القول بأنّ ظهور المثقف عبر التاريخ مرهون بظهور الخلاف ذي الطبيعة السياسية في أكثر الأحيان مفتقر إلى دليل علمي مساند، وخاصّة أنّ نكبة ابن رشد التي أوردها لم يسبقها ظهور أيّ خلاف البتة، إذ لم تكن ثمة قضية سياسية يختلف حولها، الأمر الذي يجعل المرء في حِلٍّ من قبول هذه الدعوى غير السديدة , وفضلاً عن ذلك فإنّ الحادثة التي اتخذها المؤلف أصلاً لإثبات هذه المقولة لا تدلّ في صميمها على خلاف جوهري في السياسة، وعلى فرض اعتبارها خلافاً في السياسية، فإنها وحدها لا تكفي لإثبات قاعدة عريضة كهذه، فقد كان حرياً بالمؤلف البرهنة عليها عبر جملة من الحوادث، وهو ما لم يحصل، وإنما عمد إلى إسقاط القاعدة على محنتي ابن حنبل وابن رشد دونما برهان ولا حجة مقنعة، ومع وجود الفارق الجذري بينهما وبين القاعدة الأصل" (34) , وقطب سانو هنا ينكر عدم ذكر الجابري الدليل فقط , ولا ينكر إمكان تحقق هذه الدعوى في الفكر الإسلامي من العلماء كما سبق نقل كلامه في أصول الفقه.
والمقصود هنا: أنهم يذكرون دعاوى كثيرة خالية من الدليل الذي يدل على صدقها , وهذه إحدى صفات منهج هؤلاء في البحث العملي , وهي صفة الخلو من الدليل.
وقد اجتمع في منهج بحثهم في الغالب عدة أوصاف منافية لأوصاف البحث العلمي , ومن هذه الأوصاف:
1 - الانتقائية في البحث وعدم الموضوعية.
2 - التعميم في النتائج والأحكام , والتعميم الذي ينكر عليهم له معنيان: المعنى الأول: هو أن يجد حالة واحدة في فترة من فترات الفكر الإسلامي فيعمم حكمها على ذلك الفكر كله أو حتى على ذلك الجيل كله الذي وقعت فيه تلك الحادثة , والمعنى الثاني: هو أنهم يعممون ما حصل لهم ولأفكارهم من تدهور وسقوط على الفكر الإسلامي كله , ومن أمثلة ذلك ما فعله الماركسيون لما سقط فكرهم أصبحوا يعبرون عن سقوطهم هذا بتعبيرات عامة مثل " أزمة الثقافة العربية " أو " أزمة الفكر أو العقل العربي " وهو في الحقيقة يقصد حاله (35).
3 - ومن أوصاف بحثهم: عدم الحرص على مصادر الأفكار الأصلية , فكثيرا ما يعتمدون على المصادر الثانوية أو على كتب المستشرقين.
4 - ومنها: التكلف في وضع المصطلحات الجديدة والخاصة بكل كاتب منهم مما يؤدي إلى ضبابية المراد منها , أو إلى انقسام العلوم إلى خصوصيات معينة.
5 - ومنها: المصادرة على المطلوب في كثير من البحوث.
هذه بعض الأوصاف التي اتصفت بها بحوث كثير من هؤلاء , وهناك أوصاف أخرى مذكورة في مواطنها (36).
والمقصود هنا: الكلام على وصف واحد من هذه الأوصاف وهو عدم ذكر الأدلة على ما يذكرون من دعاوى , وهذا الوصف ظاهر في كثير من بحوثهم وكتاباتهم , وهو في الحقيقة يدل على أزمة في البحث العلمي في الفكر العربي إذ كيف تذكر فيه الأحكام والدعاوى غير البديهية , ويشيع قبولها من غير ذكر لدليلها الذي يدل على صحتها.
وفي الحقيقة: فإن ذكر هذه الدعاوى غير البديهية في البحوث العلمية النقدية التجديدية , من غير دليل يدل على صدقها فيه خيانة دينية , وخيانة علمية , وعدم اعتبار لعقول الآخرين وتسطيح لها.
أما كونه فيه خيانة دينية فكيف يحق لمسلم يريد التجديد في دينه أن يطلق مثل هذه الأحكام والدعاوى غير البديهية على فكر أمته ودينه , وهو يريد بذلك إصلاح هذا الفكر الممثل لدينه , ثم لا يذكر ما يدل على صحة ما يدعيه, فكيف يطلق صفة الدينية على دعواه ولم يذكر ما يدل على ذلك
وأما كونها خيانة فكرية , فمن المعلوم أن البحوث العلمية ترقى ويعلو شأنها بجدية أهلها وانضباطهم في أقوالهم وعباراتهم ونتائجهم , فأي جدية في إطلاق الدعاوى من غير دليل , وأي إشغال للفكر بمثل هذه الأحكام المجردة عما يدل على صدقها , فمتى ما كان الباحث مطلق القلم يطلق ما يريد على ما يريد من غير اهتمام منه بإثبات صحة ما أطلقه , فهو في الحقيقة خائن لهذا الفكر الذي أثقله بدعاواه , وأشغل أهله عما هو أنفع لهذا الفكر وأصلح له.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما أن فيه عدم اعتبار لعقول الآخرين , فكيف أدعي شيئا غير بديهي ثم أتطلب تصديقه من غير دليل , فأي مصادرة لعقول القراء أكبر من أن أدعي صحة شيء أطلب منهم تصديقه , ثم لا أذكر ما يدل على صحته , وكيف أطلق على طائفة من الباحثين أو أصف علما من العلوم بوصف فيه اتهام وتنقص من مكانته, ثم أطلب منهم قبوله من غير أن أذكر دليلا يدل على صحة الدعوى , هذا مما لا يقبله أي عاقل فضلا عن العلماء والباحثين عن الحقيقة الصادقة.
والمقصود هنا: أن هذه الدعوى التي ادعوها لم يذكروا دليلا يدل على صحتها فلا يمكن أن تقبل منهم هكذا مجردة عن الدليل.
ومن الطرق النافعة في رد مثل هذه الدعاوى التي تذكر من دون دليل المعارضة بالمثل , فيقال: إن قولهم بإثبات تأثير السياسة في هذه القواعد التي ذكرها الأئمة ليس أولى بالقبول من القول بعدم التأثير , لو فرض خلو هذا الكلام مما يدل على صحته , بل يمكن أن يقال إن القول بالنفي أولى بالقبول لأنه باق على الأصل.
الوجه الثالث: أن هذه الدعوى في حقيقتها اتهام للائمة بالعمالة للسلطة الحاكمة , وأن الأئمة كانوا يمارسون ما يسمى النفاق الفكري , وهذا ما صرح بعضهم كما سبق نقله , فالأئمة على مقتضى هذه الدعوى مجرد آلة في أيدي الولاة يستعملونها في تسويغ أفعالهم الظالمة , وهذا الكلام من أعظم ما يتهم به علماء الأمة , فأي اتهام أعظم من أن يتهم العالم في دينه الذي أتمن عليه.
وهذا الاتهام لأئمة الإسلام باطل لا يصح وهو قول من لا يعرف التاريخ ولا السير , ولهذا قال مصطفي السباعي لما ذكر طعن جولد تسهير في الأئمة بأنهم كانوا يضعون الأحاديث للولاة:" هو قول من لم يصل ولن يصل إلى مدى السمو الذي يتصف به علماؤنا الأثبات , ولا المدى الذي وصلوا إليه في الترفع عن الكذب حتى في حياتهم العادية , ولا مبلغ الخوف الذي استقر في نفوسهم بجنب الله خشيةَ ورهبةَ , ولا مدى استنكارهم لجريمة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , حتى قال منهم من قال بكفر من يفعل ذلك وقتله وعدم قبول توبته , إن هذا المستشرق لم يفهم عن علمائنا هذه الخصائص , لأنه لا يجد لها ظلا في نفسه ولا فيما حول , ومن اعتاد الكذب ظن في الناس أنهم أكذب منه , واللص يظن كل الناس لصوصا مثله .... وإلا فمن الذي تعرض للضرب الإهانة والتنكيل , حتى لا يبايع بيعتين في وقت واحد فيخالف بذلك سنة رسول الله صلى اله عليه وسلم , يستبيح بعد ذلك أن يكذب ليدافع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن الذي يرضى لنفسه أن يتهم قوما جاهروا بالإنكار على بعض ولاتهم لأنهم خالفوا بعض أحكام السنة , بأنهم استجازوا لأنفسهم بعد ذلك أن يضيفوا إلى السنة أحكاما لم يقلها رسول اله صلى الله عليه وسلم , أيها الناس أليست لكم عقول تحكمون بها؟ أم أنتم تتكلمون لقوم لا عقول لهم " أهـ (37) , إن قوما لم يحابوا في دينهم أحدا لا أبا و ولا ابنا , ولا أخا , ولا صديقا , ولا أستاذا , ولا ملكا , ولا قويا , ولا ضعيفا , ولذلك عنوان صدقهم وديانتهم , وان دينهم أغلى عندهم من كل شيء.
فتحصل مما سبق أن هذه الدعوى – عمالة الأئمة للسلطة الحاكمة- لا يمكن إلا أن تكون باطلة , ويدل على بطلانه عدة أمور:
الأمر الأول: ما عرف عن هؤلاء الأئمة من الزهد والورع والمراقبة لله تعالى , فالشافعي مثلا الذي اتهم بأنه وضع بعض الأصول لأغراض سياسية كان من أزهد الناس واتقاهم لله تعالى , وأشدهم مراقبة له , فقد ذكر عنه من الاجتهاد في الطاعة وقيام الليل وقراءة القرآن الشيء البليغ في التقوى والخشية , وكذا غيره من أئمة الإسلام الكبار الذي أخذ عنهم الناس الدين (38) , وأخبارهم في هذا الباب كثيرة جدا مذكورة في كتب السير العامة والخاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الثاني: ما عرف عن الأئمة من عدم الخوف في دين الله من الولاة , والإنكار على مخالفاتهم الشرعية , وعدم تنفيذ ما طلبوه من الأمور المخالفة للدين , بل روى عن كثير منهم التحذير من الدخول على الأمراء والجلوس إليهم , وعدم قبول هداياهم , وأخبارهم في الباب كثيرة جدا (39) , وقد ذكر عن بعضهم الدخول على الولاة ومجالستهم كما روى عن الزهري ومالك وغيرهما , ومع هذا لا يسوغ اتهامهم بالعمالة أبدا لمجرد الدخول والمجالسة , وفي هذا يقول السباعي:" لا ندري كيف تكون الصلة بين أئمة المسلمين الثقات الأثبات , وبين الملوك والأمراء علامة على استغلالهم لهم , وقديما كان العلماء يتصلون بالخلفاء والملوك دون أن يمس هذا أماتهم في شيء , وقديما تردد الصحابة على معاوية , وتردد التابعون.
فهؤلاء الأئمة إذا اتصلوا بهؤلاء الأمراء والملوك , أو اتصلوا هم بهم , لا سبيل إلى أن يؤثر ذلك في دينهم وأمانتهم , وورعهم ... " (40).
الأمر الثالث: أن كبار هؤلاء الأئمة وقع عليهم كثير من الامتحانات والتعذيب من بعض الولاة حتى يقبل بعض ما يريده من رأي , ومن الأمثلة على ذلك ما وقع على الإمام مالك من التعذيب لأنه خالف بعض ولاة بني العباس في بعض ما يريد , وكذلك ما وقع للإمام أحمد في فتنة حلق القرآن (41) , فلو كان هؤلاء الأئمة من أتباع السلطان لما امتحنوا هذا الامتحان.
الأمر الرابع: رفضهم طلب السلطان أن ينشر مذهبه في الناس ويفرضه عليهم , وهذا ما حصل من الإمام مالك رحمه الله لما طلب منه أبو جعفر أن يفرض الموطأ على الأمة (42).
الأمر الخامس: شدتهم في دين الله وعدم محاباة أحد فيه ولو كان أقرب قريب , ومما يذكر في ذلك تجريح بعض أئمة الحديث لآبائهم وأبنائهم (43) , وما أدري كيف يستقيم هذا العمل من الأئمة في تعاملهم المجروحين من أقاربهم مع قول من قال إن كلام الأئمة في الجرح والتعديل تلاعبت به الأهواء السياسية.
هذه الأوجه وغيرها كثير تدل على صدق هؤلاء الأئمة وأمانتهم في دين الله , وكذب ما زعمه أصحاب هذه الدعوى من العمالة والخضوع السلطة.
الوجه الرابع: ومما يدل على بطلان دعوى التأثير السياسي في القواعد العلمية , هو أن لازم هذه الدعوى القدح في الدين , لأنها في حقيقتها قدح في صدق وأمانة العلماء الذين هم حملة هذا الدين , والقدح في حملة الدين قدح في صحة أصل الدين أو في كماله , لأن الدين إنما وصل إلى الناس بواسطة العلماء , فإذا كانت الواسطة غير أمينة فكيف يثق الناس بدينهم.
الوجه الخامس: أن الأئمة أنكروا على من أفتى بعض الولاة بخلاف مقتضى النصوص الشرعية عقوبة منه للوالي , والقصة المشهورة في ذلك:قصة من أفتى الوالي الذي جامع امرأته في رمضان بصيام شهرين مباشرة , من غير أن يذكر له الإطعام , ولما سئل عن ذلك ذكر أنه أراد زجره (44) , فأنكر عليه من جاء بعده من العلماء وحكموا على فتواه بالبطلان , لأنها مخالفة لمقتضى النصوص , والعبرة في الشرع بما تدل عليه النصوص لا بحال السلاطين موافقة أو مخالفة , ولهذا علق الجويني على هذه القصة فقال:" إن صح هذا من معتز من العلماء , فقد كذب على دين الله وافترى , وظلم نفسه واعتدى ....
ولو ذهبنا نكذب الملوك ونطبق أجوبة مسائلهم على حسب استصلاحهم طلبا لما نظنه من فلاحهم لغيرنا دين الله تعالى بالرأي , ثم لم نتق بتحصيل صلاح وتحقيق نجاح .... " (45) , وممن نص على خطأ هذه الفتوى الشاطبي في الموافقات (46).
الوجه السادس: أن يقال: إن تصوير ولاة المسلمين وخاصة بني أمية وبني العباس , بأنهم متسلطون على دين الله وعلى العلماء , وأنهم مارسوا ضغوطا على العلماء حتى يشرعوا لأفعالهم أمر مخالف للواقع , فإن هؤلاء الأئمة لم يبلغوا من الجرأة على دين الله حتى يجعلوا أقوالهم مقدمة عليه على أنها شرع إلهي , ومع هذا فهم ليسوا سواء , فمنهم من كان معظما لدين الله وشرعه , ومحبا للعلم والعلماء , ومنهم من لم يكن كذلك , بل كانت عنده مخالفات كبيرة للدين , والبحث ليس في كون هؤلاء الولاة ملتزمين بالدين على وجه الكمال أو لا , وإنما البحث في كونهم تسلطوا على دين الله وعلى العلماء وفرضوا عليهم ما يوافق أهواءهم حتى يضفوا عليه الشرعية الدينية , هذا ما لم يثبت عنهم , بل الثابت عنهم عكس ذلك , من الحرص على
(يُتْبَعُ)
(/)
نشر دين الله وخدمته , والغضب لأي محاولة لتغييره , وأخبار هؤلاء الولاة وما عندهم من علم وحرص على دين الله كثيرة متنوعة , فقد ذكر المؤرخون عن نسك عبد الملك بن مروان وتقواه قبل الخلافة ما جعل الناس يلقبونه بحمامة المجسد , وقد أثنى ابن عمر وغيره على عبد الملك في علمه (47) , ولهذا يقول ابن خلدون:" خلفاء بني أمية وإن كانوا ملوكا فلم يكن مذهبهم في الملك مذهب أهل البطالة والبغي , وإنما كانوا متحرين لمقاصد الحق لديهم , إلا في ضرورة تحملهم على بعضها , مثل خشية افتراق الكلمة الذي هو أهم لديهم من كل قصد , يشهد لذلك ما كانوا عليه من الإتباع والاقتداء , وما علم السلف من أحوالهم ومقاصدهم , فقد احتج مالك في الموطأ بعمل عبد الملك ...... " (48) , وقد ذكر ابن تيمية أن أعظم ما نقمه الناس على بني أمية أمران: أحدهما: تكلمهم في علي , والثاني: تأخير الصلاة عن وقتها (49) , فلو كان من أفعال نبي أمية أو بني العباس تغيير شرع الله أو ممارسة الاضطهاد على العلماء ليضعوا لهم ما يريدون من القواعد لذكره الناس فيما اخذ عليهم.
والمقصود هنا: أن ولاة المسلمين من بني أمية أو العباس لم يصلوا إلى درجة أن يغيروا من شرع الله , أو أن يحرفوا شرع الله على ما يوافق أهواءهم , وإن كان بعضهم قد وقع في مخالفات شرعية كثيرة.
الوجه السابع: أن يقال: إنا لا ننكر وجود من كان يراعي رغبات الملوك ويقدمه على شرع الله , ويضع لهم الأحاديث والأخبار , ويؤلف لهم الكتب التي توافق أهواءهم , فإن هذا الحال قد وجد في التاريخ ولا ينكر , ومن الأمثلة على ذلك: قصة غياث بن إبراهيم مع الخليفة المهدي العباسي لما رآه يلعب بالحمام فحدثه بحديث أبي هريرة:" لا سبق إلا في خف أو حافر " وزاد فيه " أو جناح " فأمر له المهدي بعشرة الآف درهم , فلما ولى قال المهدي: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (50) , ومن الأمثلة على ذلك: ما ذكر عن سبط ابن الجوزي فإنه كان يؤلف على حسب أهواء الناس , وفي هذا يقول ابن تيمية عنه:" كان يصنف بحسب مقاصد الناس , يصنف للشيعة ما يناسبهم ليعوضوه بذلك , ويصنف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك لينال بذلك أغراضه " (51).
والمقصود هنا: أنا لا ننكر وجود من كان يراعي رغبات الملوك , والكلام ليس في وجود مثل هؤلاء الأشخاص فإنه لا يخلو منه تراث أمة من الأمم , وإنما الكلام في وجود مثل هذه الأفعال من كبار أئمة الإسلام الذين أخذ الناس منهم دينهم , وقلدوهم في فهمهم للنصوص , وهم المقصودون بهذه الدعوى , وإثبات هذا الصنيع عن أئمة الإسلام الكبار دونه خرط القتاد.
هذه بعض الأوجه التي يمكن أن نناقش بها هذه الدعوى , وبقى الوقوف مع أصحابها في أفراد ما ذكروه من أمثلة ووقائع , فهذا يترك لأهل التخصص , فإن كل علم من العلوم الإسلامية لم يخلو من الاتهام بهذه الدعوى.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه وسلم.
****************************** ****************************** *********************
الهوامش
(1) انظر: مقال المثقفون في الثقافة العربية , قطب سانو , مجلة إسلامية المعرفة , وقضايا التنوير في الفكر العربي , مركز الوحدة العربية (175).
(2) انظر: ضحى الإسلام , أحمد أمين (2/ 24).
(3) الفكر الإسلامي نقد واجتهاد , محمد أركون (132).
(4) في نقد الحاجة إلى الإصلاح , محمد عابد الجابري (29).
(5) السابق نفس المعطيات.
(6) الفلسفة في الوطن العربي المعاصر , مركز الوحدة العربية (21).
(7) من العقيدة إلى الثورة , حسن حنفي (1/ 7, 8,9).
(8) انظر: الهامش الذي وضعه على كتاب الفكر الإسلامي لمحمد أركون (199).
(9) انظر: السنة بين الأصول والتاريخ , حمادي ذويب (200).
(10) قصة الصراع بين الدين والفلسفة , توفيق الطويل (141).
(11) المرجع السابق (155).
(12) المثقفون العرب في الحضارة العربية , محمد الجابري (49).
(13) المرجع السابق (153).
(14) السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام , عماد الشربيني (424).
(15) السنة ومكانتها من التشريع , مصطفى السباعي (243).
(16) المرجع السابق (231).
(17) في نفد الحاجة إلى الإصلاح , الجابري (25).
(يُتْبَعُ)
(/)
(18) السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام , الشربيني (425).
(19) المرجع السابق (426).
(20) السنة بين الأصول والتاريخ , حمادة ذويب (192).
(21) الإسلام السياسي , محمد سعيد العشماوي (89 , 90).
(22) المرجع السابق (87).
(23) نشأت الفكر الفلسفي في الإسلام , علي سامي النشار (1/ 323).
(24) السنة بين الأصول والتاريخ , ذويب (295).
(25) المرجع السابق (297).
(26) مقدمة في إسلامية المعرفة , طه جابر العلواني (109).
(27) الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية , نصر حامد أبو زيد (100,101)
(28) المتكلمون وأصول الفقه , قطب سانو , مجلة إسلامية المعرفة عدد (9) ص (44).
(29) مذاهب فكرية معاصرة , محمد قطب (327) ,وكتاب نحن والتراث , الجابري (15).
(30) مقدمة ابن خلدون (435).
(31) ابن رشد سيرة وفكر , الجابري (26).
(32) الفكر السامي , الحجوي (2/ 3ـ13).
(33) تجديد الفكر الإسلامي , جمال سلطان (39).
(34) المثقفون في الثقافة العربية , قطب سانو ,مجلة إسلامية المعرفة.
(35) كلمتي للمثقفين , جمال سلطان (8).
(36) العقلانية هداية أم غواية , عبدالسلام البسيوني (75).
(37) السنة ومكانتها من التشريع , السباعي (226).
(38) ألفت في مناقب الشافعي كتب منها: آداب الشافعي , أبو حاتم , مناقب الشافعي , الرازي.
(39) انظر نزهة الفضلاء تهذيب السير , محمد عقيل موسى , الفهارس ص (1822).
(40) السنة ومكانتها من التشريع , السباعي (213).
(41) السير, الذهبي (8/ 79).
(42) حلية الأولياء , أبو نعيم (6/ 331).
(43) ميزان الاعتدال , الذهبي (2/ 401 ,433 ـ 4/ 364).
(44) الموافقات , الشاطبي (3/ 186) الاعتصام (2/ 610).
(45) الغياثي , الجويني (222).
(46) الموافقات , الشاطبي (3/ 186).
(47) البداية والنهاية , ابن كثير (9/ 62). والسنة النبوية , الشربيني (439).
(48) مقدمة ابن خلدون , مبحث انقلاب الخلافة إلى الملك (228).
(49) منهاج السنة النبوية , ابن تيمية (8/ 239).
(50) ميزان الاعتدال , الذهبي (3/ 38).
(51) منهاج السنة , ابن تيمية (4/ 98).
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 09:48]ـ
جزاك الله خيرا , بحث موفق ومسدد , زادك الله علما وتوفيقا.
ـ[البريك]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 01:22]ـ
جزاك الله خيرا ... كم نحن في حاجة إلى مثل هذه الدراسات .. للرد على شبهات كثيرة باتت تصادفنا في كل حين .. منها "المسموعة والمكتوبة والمرئية .. "
أمتع الله بك.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 09:05]ـ
بحث محرر ونفيس
ـ[الواحدي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 02:40]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاك الله خيرا، أخانا العميري، على مقالك الجاد في موضوعه وبنيته. ولعله من المشاركات النادرة التي ينطبق عليها عنوان هذا المجلس: "مجلس القضايا الفكرية المعاصرة".
وكلامك يبدو ثمرة لقراءة متأنية لعدد من الكتابات المعاصرة، ظاهر معظمها الدعوة إلى "النقد الذاتي"، و"غربلة التراث"، و"التجديد"؛ لكنها في الغالب الأعم جاءت استجابة لتوجهات إيديولوجية، هاجسها الأساس: تجاوز الثابت الإسلامي في المجتمع العربي. وقد تم التكريس لمثل هذه الأطروحات بعوامل شتى، منها ما هو ضمن مشاريع تديرها دوائر أجنبية تشرف عليها دول "عظمى"، أو أحزاب ذات طابع أممي، أو مراكز دراسات ترتكز على رؤية معيّنة لسبل النهوض بالعالم العربي والإسلامي؛ ومنها ما جاء نتيجة مسار فكري فردي، لكنه يلتقي مع أهداف الفئات المشار إليها. ودعَّم فُشُوَّها وانتشارها ندرةُ التناول لمضامينها بالتحليل والنقد من وجهة نظر مخالفة لها. وهنا تكمن أهمية بحثك.
ومشكلة الذين يقترحون تجديد المنظومة المعرفية الإسلامية كليا أو جزئيا، سواء منهم من ينطلق من موقع المنظومة نفسها، أو من له منطلقات وأهداف مناوئة لها، هي أن قصارى جهدهم: "النقد" و"الاقتراح". وعلى فرض التسليم بانتقاداتهم، فإنك تجد اقتراحاتهم هلامية وفضفاضة، تنقصها الدقة وتفتقر إلى منهج علمي قويم وشامل. ثم على فرض التسليم بجدوى اقتراحاتهم، تجدهم جميعاً يعانون من ثغرة فادحة تجعل مشروعهم مجرد حبر على ورق، ألا وهي: عجزهم عن ترجمة هذه الإقتراحات إلى إنتاج بديل. وهذه هي أهم ثغراتهم المنهجية والمعرفية؛ إذ يعتقدون أن
(يُتْبَعُ)
(/)
اقتراح المنهج يؤدي آليا إلى حل الإشكالية وإثبات الأطروحة، ويغيب عنهم أنّ الإشكالية ومحاولة التوصل إلى إثبات الأطروحة هما اللذان يحددان المنهج. صحيح أن الإشكالية والرؤية الأولية يسبقان الأطروحة، لكنهما يظلان "أوَّليين" ولا يأخذان شكلهما النهائي إلا بخوض تجربة تطبيقية نموذجية شاملة، بهدف إثبات الأطروحة.
ولمزيد من الإيضاح: الدكتور "حسن الترابي" –مثلاً- عندما يدعو إلى تجديد أصول الفقه، لا يعطي ولو نموذجا واحداً للتجديد الذي يدعو إليه، بل يكتفي بوصف ما يراه خللا واقتراح ما يعتقده حلاًّ. وهو في كل ذلك يقدم أطروحته بشكل عام ونظري. وعندما يتكلم –مثلاً- عن "الاستحسان الواسع"، فتسأله عن مفهومه لهذا المصطلح وعن تطبيقاته على النوازل المعاصرة، يكتفي بأجوبة غائمة وضبابية. فهُمْ بداعي الخروج من الحيرة والانسداد، يدخلونك في حيرة أكبر ويقودونك إلى أفق مسدود.
وقد غاب عن هؤلاء جميعا (المجددون المخلصون، والمجددون المغرضون) أنّ التجديد لا يكمن في التنظير، بل هو إضافة تجاوزية. والأمثلة على ذلك في تاريخنا الفقهي والثقافي عموما كثيرة وواضحة. ابن حزم لمّا اعتقد ضرورة تجاوز القياس، لم يكتف بالتنظير لذلك، بل أبدع موسوعة فقهية كاملة وفق منظاره. وأبو حامد الغزالي، لما استشعر ضرورة تجاوز القطيعة بين أمهات العلوم: الكلام، والفقه، والسلوك، كتب "إحياء علوم الدين" انطلاقاً من هذا المنظار. وشيخ الإسلام ابن تيمية لمّا أحس بسطوة علم الكلام والتصوف الفلسفي، واعتقد أنهما رهينتان لنظريات وافدة على المنظومة المعرفية الإسلامية الأصيلة، ترجم الحاجة إلى التجديد وفق رؤيته هذه من خلال منشروع بديلٍ متكامل، إن على مستوى المنهج أو على مستوى المضامين. ونفس الكلام ينطبق على الشاطبي وغيره ...
هذه واحدة ...
الملاحظة الثانية هي: أنّ هؤلاء المجددين غالباً ما يَصِمون الإسلاميين بأنهم "يقرأون الحاضر بعيون الماضي"، لكنهم ينسون أنهم (المجددين) "يقرأون الماضي بعيون الحاضر". إذ تجد معظم أحكامهم عبارة عن تحكُّمات ناتجة عن إسقاطات هي وليدة الواقع المعاصر. ومسألة "تأثير السياسي في نشأة العلوم الشرعية وتبلورها" إنما هي انعكاس لواقع العالم الإسلامي المعاصر، وهي –إن أردت التدقيق- رديفة لإشكالية علاقة المثقف بالسلطة، وكذا مدى مسؤولية الأنظمة العربية والإسلامية عمّا تعانيه الأمة من انحطاط وتخلف على كافة الأصعدة. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى هي (لدى العلمانيين منهم) مشروع يقترح نفسه بديلا عن المشروع الإسلامي المزاوج بين الأصالة والمعاصرة. ولأن بعض التجارب السياسية في العالمين العربي والإسلامي أثبتت أنّ التمسك بالإسلام لدى غالبية الشعوب العربية والإسلامية حقيقة واقعية لا يمكن تجاوزها، لجأت هذه الفئة إلى أساليب أخرى أقل سفورا وعدائية من الأساليب التقليدية، ومن هذه الأساليب: مواجهة الإسلاميين من خلال منظومتهم المعرفية نفسها.
الملاحظة الثالثة هي: أنّ معظم هؤلاء ينطلقون من بعض أدوات التحليل والنقد التاريخي والفكري. وهذه الأدوات معترف بها ولا باحث جاد ينكرها أو يتنكر لها؛ لكن مشكلة أولئك أنهم جعلوا من بعضها مقاتيح سحرية، تفتح كل الأبواب وتفك جميع الإشكالات. وهُم عند تناولهم لإشكالية تأثير السياسي في العلوم الشرعية من حيث نشأتها وتطورها، يتجاهلون العوامل الأخرى تجاهلا تامّاً. وهذا لأنهم رهائن التأثير السياسي الحالي على إنتاجهم الفكري، ولأنّ السياسي في واقعنا الحالي له حضور ضاغط يكاد يكون محدِّداً لمعظم شؤون الحياة. وبالتالي فإنهم ينطلقون من ثنائية تكاد تكون حصرية هي: ثنائية "السلطة والآخر"، ويفسرون من خلالها كل الظواهر التاريخية والثقافية. والإبستيمولوجيا الحديثة تقرر عكس هذا الإتجاه.
الملاحظة الرابعة هي: أنّ معظم الدعاة إلى التجديد المغرِض مزدوجو أو ثلاثيو اللغة، وهم في الغالب متأثرون بنقد الفكر الديني اللاهوتي، في الجانب المتعلق بموقفه من العقل وبعلاقته بالسلطة. وهم في نقدهم للتراث الإسلامي عموما يسقطون آليات ذلك المنهج ونتائجه عليه. وهم في ذلك يتغافلون عن ثلاثة جوانب هامة تميِّز واقع علماء الإسلام عن علماء اللاهوت المسيحي الغربي، وهذا التميز يقر ويقرره به الباحثون المستشرقون قبل المسلمين، وهو يتمثل فيما يلي:
_ لا وجود لمؤسسة دينية رسمية في تاريخ المسلمين وواقعهم، يصدر عنها اجتهاد ملزِم. ولذلك لم يقع في الممالك الإسلامية الكبرى التي دامت لقترات متوسطة أو طويلة أن فُرِضت عقيدة رسمية على عموم الناس، بما في ذلك الدولة الفاطمية.
_ استقلالية القضاء والقتوى في تاريخ الإسلام.
_ نظام الوقف الإسلامي وإدارته للمدارس والمعاهد الإسلامية وفَّر له استقلالية صانته عن تدخل السلطة. وأكبر دليل على ذلك "المدرسة النظامية" التي كانت (عكس الاعتقاد السائد) مستقلة في تمويلها وإدارتها بفضل نظام الوقف.
الملاحظة الخامسة هي: أنّ معظم هؤلاء يفتقدون إلى الدراية الكافية التي من شأنها أن تمكنهم من مراجعة تراث عمره 14 قرنا. وبعضهم أعجز من أن يراجع علماً واحداً من العلوم الإسلامية. إذ الملاحَظ عليهم أنهم رجعوا إلى التراث الإسلامي على كِبَر، وتخصص معظمهم بعيد عن العلوم الإسلامية. ولهذا وقعوا في أخطاء فادحة، ناتجة عن القراءة العابرة، السريعة، والانتقائية لِما أرادوا تناوله بالنقد والتحليل. وكأني بهم انطلقوا من نتائج مسبقة، ثم بحثوا لها عن مستندات تؤيدها في تراثنا الثقافي، وانتقوها بصفة اجتزائية، ثم جعلوها قاعدة لنظريات شاملة ومطلقة. وقد أوقعهم هذا في أخطاء فادحة وتناقضات فاضحة، تُسقط نظرياتهم لدى أي مثقف له إلمام بهذه الأمور. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُحصى ...
هذه بعض الملاحظات، عنّت لي على هامش مقالك المفيد والمغري بالمناقشة. وفي الجعبة ملاحظات أخرى تتعلق بدقة بعض المصطلحات المستخدمة في المقال، وملاحظات أخرى لها علاقة ببعض الثغرات التي تفتح المجال للاعتراض، وجملة ثالثة من الملاحظات تتلخص في تعقبات وتحفظات على بعض ما ذهبت إليه. وسأعود إلى طرحها لاحقا، بإذن الله.
والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 11:07]ـ
أحيي الأخوة الكرام جميعا , وأخص بالتحية الأخ / الواحدي , وأنا في انتظار ما وعدتني (والأخواة القراء) به , فإني لم أنزل البحث هنا إلا وأنا أريد التباحث والنقد البناء وتبادل الأفكار.
ـ[الواحدي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 06:11]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول.
ولك مني أيضا، أخي العميري، أخلص التحيات والدعوات لك بالتوفيق لما انتدبت نفسك إليه.
واعلم –حفظك الله- أن ما سأسطره من ملاحظات ليس من منطلق تثبيط العزيمة (معاذ الله!)، بل من باب الإسهام في تثبيتها والتشجيع لك على الاستمرار في مشروعك. وأمنيتي أن يرى النور ويترجَم إلى كتاب متكامل أو دراسة مركَّزة موثَّقة.
وقد قسمت تعقيبي إلى ثلاثة محاور وخاتمة، من باب تسهيل التناول، لا بهاجس المنهجية الصارمة.
أ_ عن المصطلح:
1_ مفهوم "القاعدة العلمية": وهو مصطلح حاولت ضبطه وسبر دلالته في المقال، لكنني لم أخرج بنتيجة يقينية. فما هو المقصود بالقاعدة العلمية؟
_ هل المقصود بها: أية قاعدة يتوصل إليها محدِّث أو فقيه أو مفسِّر؟ إذا كان الأمر كذلك، فهي تظل محل نقاش، ويمكن الأخذ بها أو ردها، وذلك من خلال الاستقراء لمدى عمومها أو التحليل لدرجة صحتها. ولا أظن أن هذا مقصدك.
_ هل المقصود بها: الأسس التي انبنت عليها أمهات العلوم التي لها علاقة بالتشريع والاجتهاد؟
_ هل المقصود: صفة العِلْمية لأمهات العلوم؟
_ هل "القاعدة العلمية" هي مقابل "القاعدة الجهادية"؟ (وهذه مزحة، لا علاقة لها بسياق كلامنا ... )
ومهما يكن المقصود، فإن العبارة المختارة لترجمته ليست دقيقة، وتحتاج إلى مراجعة لضبطه، في رأيي ...
ومهما يكن المصطلح البديل، فإنه سيكون مظنة التعقب. لماذا؟ لأن أمهات العلوم كلها، باستثناء العقيدة في مقرراتها لا في تأويلاتها، هي بالميزان العلمي الصرف تنتمي إلى العلوم الإنسانية. والعلوم الإنسانية ليست علوما محضة، مما يجعلها تتسم بالنسبية، وبالتالي بإمكانية خضوعها للتأثير الظرفي، سواء كان سياسيا أو غير ذلك، وكذا قابليتها للتعديل والتطوير. فالقانون علم، ودراسته وتقريره والإجتهاد فيه يخضع لمناهج علمية، ولكنه لا يتسم بالعلمية المرادفة للتجربة أو المشاهدة أو البرهنة الرياضية المحضة. وكذلك الفقه والاجتهاد الفقهي وما ماثله من العلوم الظنية.
فالمسألة لا تتعلق بالعلمية، وإنما بالنزاهة الفكرية والموضوعية للعالِم في علاقته بالسياسي وتأثيراته.
2_ الأئمة: تكرر استعمال هذه الكلمة في المقال. وهي كلمة فضفاضة وحمّالة أوجه. فتاريخنا الثقافي الإسلامي حافل بالفِرَق والمذاهب والمدارس، ولكل قوم إمام ... هل المقصود: أئمة المذاهب؟ أم أئمة أهل السنة تحديداً؟ أم الرواد المؤسسون لأمهات العلوم الشرعية؟ أم العلماء المتمسكون بمنهج السلف على وجه أخص؟
ولعلك تدري أنَّ المغرضين من دعاة التجديد يستعملون مصطلح "السلفية" على غير الوجه المستعمل لدى المفكرين الإسلاميين. فالسلفية عندهم تنطبق على كل فكر ملتزم بالإسلام رؤية ومنهجاً وسلوكاً. ولذلك تجدهم يعتبرون جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده سلفيين، وحسن البنا وسيد قطب، ومحمد الغزالي ويوسف القرضاوي ... إلخ. وهم عندما يتعرضون بالنقد للمنظومة المعرفية الإسلامية، لا يفرقون بين المذاهب والمدارس والفِرَق؛ وإذا فعلوا ذلك فعلوه من باب الانتقائية، وبشكل مؤقت.
والمقصود هو أن يحدَّد المستهدَف من طرف هؤلاء، أو تحدَّد الفئة التي انتدبت نفسك للدفاع عنها في مقالك، أو اعتبرتها واجهة للنموذج الذي تبتغي الدفاع عنه.
وكان بعض إخواننا استبشر لمّا قرأ إشادة الجابري بجهود ابن تيمية وابن حزم في مجال الفقه. وعندما قرأت كلامه استغربت وقلت في نفسي: ما الذي جعل المفكر المنافح عن العقلانية يشيد بفقيهين يعتبرهما عدد من نظرائه رمزا للحَرْفية والالتصاق بالنص؟ وتوصلت حينئذ إلى أن الهدف الأبعد لاستنتاج الجابري لم يكن تثمين جهود الفقيهين، بل اتخاذهما ذريعة لتجاوز إرث غيرهما من الفقهاء، لأنه يعتبر هذا الإرث (أصولا وفروعاً) عائقاً في وجه "التجديد". وهذه الرؤية منشؤها وَهْمٌ قديم حديث، وهو اعتقاد أنّ الدعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة والعودة إلى النص مقتضاها القطيعة مع جهود علماء السلف أو تجاهُل اجتهاداتهم. ثم أثببت لي كتابات الجابري المتأخرة و"اجتهاداته" حقيقة ما ظننته ...
3_ مفهوم تأثير السياسي: وقد أوردت في المقال عدة احتمالات لمفهوم تأثير السياسي في "القاعدة العلمية"، وأعطيت صوراً لهذا التأثير، ثم قلت: " فإن قصد بالتأثر إحدى الصور التي سبق ذكرها فهذا صحيح لا ينكر". ولكنك تكلمت في أول المقال عن "التأثير المذموم". فهل مفاد هذا أن الصور المذكورة هي من "التأثير المحمود"؟ ورأيي أن الإشكال يتجاوز المذموم والمحمود، ويتعلق أساسا بالتساؤل عن تأثير السياسي: هل هو وارد؟ وهل وقع فعلا؟ وما هو مدى تأثيره؟ ثم ما هو مفهوم السياسي؟ هل هو السلطة حصراً؟ أم يتجاوزه لتأثيرات المعارضة؟
وأضيف إلى ما ذكرتَه في مقالك صورة أخرى من صور تأثير السياسي على نشأة العلوم الشرعية وتبلورها، لا يقل أهمية عن التأثير المكشوف المستأنَس له بالوثائق التاريخية، وهو: التأثُّر اللاشعوري بالسياسي. وهذا لا يمكن تجاهله أو إنكاره، فالعالِم ابن عصره ومصره وتاريخه. وهذا التأثير يتجلى بشكل واضح في معظَم ما كُتب في الساسة الشرعية، وكذا مباحث الإمامة في العقيدة، ومباحث الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفقه ... إلخ. ولكن لا بد في هذه المسألة من قرائن متضافرة وأدلة قطعية لترجيح وجود التأثير في اجتهاد عالِم أو عدمه.
لذا، أقترح أن يكون تحديد دلالة "السياسي وتأثيره" في مطلع المقال، لا في ثناياه. والله أعلم.
وهناك أيضا عبارات ومصطلحات تحتاج إلى تدقيق أو ضبط أو شرح، مثل "العصور المتقدمة والوسطى"
(يتبع ... )
تصويب: "وهذا التميز يقر ويقرره به الباحثون "= يقر به ويقرره ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 06:14]ـ
(تابع 1)
ب_ عن التصنيف:
تفتتح المقال بقولك: " ... إن القارئ والمتابع لكتابات أصحاب المشاريع العلمية والتجديدية في الفكر الإسلامي ( ... ) وجهوا تهما كثيرة إلى الفكر الإسلامي ( ... ) ومن هذه الأحكام والاتهامات ... "
والاعتراض الأول هو على قولك "أصحاب المشاريع العلمية والتجديدية في الفكر الإسلامي"، وهو –كما ترى- عنوان واسع وفضفاض، يشمل كل من يحمل هاجس التجديد؛ مع أن موضوع الدراسة ينحصر في الذين يتهمون الأصول المؤسسة للعلوم الشرعية بخضوعها للتأثير السياسي. ووضع الجميع في سلة واحدة فيه شيء من التساهل المنهجي.
أمّا الاعتراض الثاني، فهو على وصفك هذه المشاريع بالعلمية. وهو في رأيي تسليم مجاني لهم بعلمية أطروحاتهم، مع أن مقالك يسعى إلى إثبات ابتعادهم عن العلمية في التناول والموضوعية في المقاربة.
ووجهة نظري أنه كان ينبغي تصنيف أصحاب هذه الأطروحة في بداية المقال. وقد أشرت في ثنايا المقال إلى أن هؤلاء ينقسمون إلى فئتين: أصحاب التحليل الماركسي، وغيرهم. وفي هذا شيء من الاختزال. كما أشرت إلى أن التمييز بين الطائفتين ليس من مقاصد الدراسة، بل الذي تستهدفه أساسا هو "البحث في حقيقة هذه الدعوى وتطبيقاتها على الجانب العلمي (؟!) في الفكر الإسلامي".
ورأيي هو أن تصنيف القائلين بهذه الأطروحة ضروري. وهذا التصنيف ينبغي أن يشمل المنطلقات، والمناهج، والنتائج.
1_ فيما يتعلق بالمنطلقات: هناك من ينطلق من منظار علماني، ومَن ينطلق من منظار إسلامي صادق، ومَن ينطلق منطلق ذاتي بداعي حب الشهرة والتميز بالشذوذ. وتحديد المنطلقات هام، لأنه تطبيق لما تهموا موروثنا الفقهي والثقافي بصورة عامة. فالذي يحكم على العلوم المؤسسة في الإسلام بأنها خضعت لتأثير الضغط السياسي، قد يكون هو نفسه خاضعا لتأثير سياسي. إذا ألف كاتب يساري –مثلاً- كتابا في هذا الاتجاه، لا يمكننا أن نقرأه متجاهلين يساريته، بل نقرأه مستحضرين لها كمفتاح لفهم مرامي أطروحته، ونشير إلى ذلك في معرض الرد على نقده لتاريخ وفكر السلف.
2_ فيما يتعلق بالمناهج: من الضروري أن يصنف هؤلاء أيضا حسب المناهج التي تبنَّوها، وأن يحاكم كل واحد منهم بالمنهج الذي أعلن عنه؛ سواء بإثبات بطلان المنهج، أو بتبيين الخطأ أو المغالطة أو الانتقاء في تطبيقاته.
3_ فيما يتعلق بالنتائج: إذ تقرير أن العلماء خضعوا للتأثير السياسي في تأصيل قواعد العلوم الشرعية الأساسية لا يؤدي بالضرورة إلى الاستنتاجات نفسها، بل كلٌّ يستخلص من ذلك ما يوافق زاوية رؤيته، أو قناعاته، أو أهدافه من الأطروحة. ومن هنا وجب التمييز.
هذا وللحديث بقية. وسأوافيكم بها في القريب العاجل بإذن الله؛ إن انعدمت العوائق، ولم تطرأ شواغل، وكان للنفس نشاط وللجسم طاقة.
والله ولي التوفيق.
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 02:21]ـ
أخي الواحدي سلام عليك , وعلى طريقتك الجميلة , وبعد:
فكم أنا سعيد بمثل هذا النقاش النافع المحدد والمثمر بإذن الله تعالى , فأنا شاكر لك هذه الطريقة من كل قلبي , وأتمنى أن تسود هذه الطريقة في نقاشاتنا العلمية.
أما ما ذكرت من أفكار وملاحظات فتعليقي (تعليق المناقش) عليها كما يلي:
1= أما ما يتعلق بمصطلح " قاعدة عليمة " فأنا أريد به الحكم الشرعي مطلقا الذي استقر وشاع قبوله في الأمة , فمقصدي به ما بني عليه الناس دينهم , وفي نظري أنه يصح إطلاق القاعدة على ذلك , وإن كان فيه نوع توسع , ولكنه يمكن أن يدرك من الأمثلة التي ذكرت في البحث
وليس بحثي في صحة القاعدة أو بطلانها , إنما في بيان سبب القول بها وإثبات استحالة أن يكون الغرض السياسي أحد تلك الأسباب
2= أما ضابط الأئمة , فقد كان البحث متوجها إلى أئمة السلف فقط , ثم نبهني بعض الإخوان على أن مشكلة كثير ممن يرد عليهم البحث ليست مع السلف فقط , بل مع كل من يرى سلطة للنصوص أو يرى وجوب الرجوع إليها , وذكر تعليلا يوافق ما ذكرته حفظك الله , وسأغير صيغة البحث بإذن الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
3= أما مفهوم التأثير السياسي , فأنا في البحث لم ألغ التأثير السياسي جملة , وإنما ذكرت أن له صورا صحيحة , فالأئمة ليسوا بدعا من الناس فهم لا بد أن يتأثروا بالواقع الذي عاشوا , ولكن هذا التأثر لا يمكن أن يصل إلى أن يضع عالم ممن قوله معتبر في الأمة قولا لأجل أن يرضي السلطة الحاكمة أو أن يناقض قولها فقط , ويجعله من دين الله تعالى.
وأما ما اقترحته من تحديد معنى التأثير السياسي , فنعم , فإن البحث سيطور ليكون كتابا مستقلا , وستفرد العلاقة بين السياسة وتقريرات العلماء بمبحث مستقل
يتبع الباقي لضيق الوقت.
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 09:27]ـ
(تابع ... 2)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
واعتذار شديد عن التأخر، أقدمه إلى الأخ الفاضل العميري، وكذا كافة الإخوة المهتمين بالموضوع.
جـ- عن الحجج والاستدلالات:
يتضمن مقالك جملة من الحجج والاستدلالات لنقض أطروحة القائلين "بتأثير السياسي في القاعدة العلمية". ولن أتكلم عن الحجج والاستدلالات المقنعة في جملتها، بل أكتفي بما بدا لي ذا ثغرات يمكن للمخالف أن ينفذ منها. وكلامي ليس من باب "نقد النقد"، بل الغرض منه التنبه إلى ما أحسبه ثغرات في الاستدلال، لمزيد من الاحتراز والإقناع.
وهذه الحجج والاستدلالات، منها ما جاء مفرداً مقصوداً لذاته، ومنها ما ورد ضمناً وهو يحتمل الاعتراض.
وسأبدأ بالصنف الأول لأهميته، ثم ألحق به الصنف الثاني؛ وهو لا يقل عن الأول أهمية، لأنه مظنة أن يستغل للتشغيب والتشويش عن مقصد المقال ومحوره.
1_ تقرر استحالة أن يكون التأثر المذموم في أصل منشأ العلم، وتقول: "كل العلوم الإسلامية في أول نشأتها كانت قواعدها وأصولها جارية على نهج الصواب، والخطأ طارئ عليها".
_ قد يقال لك: من أين لك هذا الإطلاق؟ وما هي قرائنه؟
_ وقد يقال لك: هذه العلوم الإسلامية هي نتاج الفكر البشري؛ وبما أنها كذلك، فهي متعرضة للخطأ، سواء في نشأتها أو استقرارها.
_ وقد يقال لك: علم الكلام من العلوم الإسلامية، وقد حكم عليه أئمة المذهب السلفي بأنه ظاهرة انحرافية، سواء في المنهج، أو الاستدلال، أو النتائج. ومع ذلك استمر على مدى قرون.
فإن قلت: ولكن في موازاة علم الكلام ثبت وجود علم عرض العقائد على منهج السلف، وهذا هو العلم الذي نقر به ونعتمد عليه.
قيل لك: نعم، ثبت ذلك؛ ولكن هذا العلم الموازي الذي تتحدث عنه ظل رهينة لعلم الكلام، إن في إشكالياته أو مباحثه أو هواجسه؛ مما يدل على أن علم الكلام لم ينقرض، وإنما تغير محتواه فقط.
وإن قلت: لكن علم الكلام لم يتأثر بالسياسي كما حددناه في وجهه المذموم.
قيل لك: ولكن ما يوازي الربع من مباحث الكلام له علاقة مباشرة بالسياسة والسلطة، ومن المستبعد أن تحرر هذه المباحث بعيداً عن هواجس العصر السياسية والاجتماعية.
وإن قلت: لكن علماء السلف لم يكتبوا ما كتبوه بطلب من السلطة، بل بناءًا على قناعاتهم، وإن كانت لا تخلو من تأثر بواقعهم السياسي.
يقال لك: وما هو تفسيرك إذن للاعتقاد القادري، وهي عقيدة سلفية أصدرها الخليفة "القادر بالله" بموافقة منه أو بإيعاز منه للعلماء الذين زكّوها؟
2_ تقرر استحالة أن تستقر القواعد المتأثرة بالتأثر المذموم، حتى تصبح هي الوحيدة التي تقرر.
_ قد يقال لك أيضا: من أين لك هذا الإطلاق؟ وما هي قرائنه؟
_ وقد يقال لك: بعض مسائل السياسة الشرعية قرِّرت في بيئة حكم عضوض غاصب، وقد قيلت أو كتبت من باب الحرص على بيضة الإسلام أو على وحدة الأمة واستقرارها؛ فهي لم تخضع للتأصيل العلمي، بل كانت نتيجة مراعاة المصلحة. ومع ذلك استمر تقريرها؛ بل جاء فيما بعد من يتكلف الأدلة لها بداعي الحفاظ عليها، لأنه ثبت عن بعض السلف القول بها.
3_ تذكر "الوعد بحفظ الدين" استدلالا على استحالة التأثر المذموم في أصل القاعدة ثم استقراره واستمراره.
(يُتْبَعُ)
(/)
_ قد يقال لك: إن "الوعد بحفظ الدين" متعلق بحفظ الوحي، وذلك يعني أساساً القرآن الكريم، ثم السنة النبوية على سبيل الإجمال لا التفصيل. أمّا ما سوى ذلك، فهو اجتهاد بشري، قد يحالفه الصواب، وقد يجانبه؛ وهو لسي بمنأى عن التأثير السياسي. ولا نص يؤكد أنّ "حفظ الدين" مرتبط باجتهادات العلماء، بل إن الله تعالى يقول: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون)). بل هناك نصوص في السنة تؤكد أن هذا الدين يُحفَظ أيضا بجهود العلماء المجددين ...
4_ تشير إلى امتناع اجتماع الأمة على الخطأ، استدلالا على استحالة التأثر المذموم في أصل القاعدة ثم استقراره واستمراره.
_ قد يقال لك: وما دخل الأمة في هذه المسألة؟ فالأمر يتعلق بالفقهاء والعلماء عموماً، لا عموم المؤمنين.
_ وقد يقال لك أيضا: إن الممتنع اجتماع الأمة على الضلالة الظاهرة، لا على الخطإ.
_ وقد يقال لك أيضا: إنك تبني حجتك على حديث حكم علماء الصنعة عليه بأنه ضعيف!
5_ في معرض تحليلك لعبارة "تأثير السياسي في العلم"، تشير إلى أنها "عبارة مجملة حتمل عدة معاني بعضها صحيح وبعضها باطل". ثم في "الأمر الثاني" تقول استنتاجا: " كل مذهب قد استعمل القوة والسلطة في فرض قوله، وليس هذا خاصا بالمذهب السلفي، لو سلم أنهم استعملوا القوة في فرض قولهم على الناس".
_ قد يقال لك: هذا تسليم منك بإمكانية وقوع ما أنت بصدد إنكاره.
_ وقد يقال لك أيضاً: ما مقصودك بالمذهب السلفي؟ وهل هذا المذهب مدرسة فقهية مستقلة؟
فإن قلت: إنني أقصد من كانوا على منهج السلف، أيا كان مذهبهم الفقهي.
قيل لك: هذا تسليم آخر منك بإمكانية تأثير السياسي على مذهب السلف بهذه المفهوم. فالذين حاكموا شيخ الإسلام ابن تيمية لم يحاكموه فيما يتعلق بمسائل الاعتقاد فقط، بل تطرقوا أيضا إلى بعض فتاواه الفقهية، وقد كانوا من علماء المذاهب الفقهية المعروفة.
6_ تقول: "وإن قصد أن السياسة قد أثرت في أئمة المذهب السلفي بمعنى أنهم كانوا يؤصلون القواعد العلمية لأجل الولاة والسلطة ... فإن هذا لا يمكن أن يكون صحيحا".
_ قد يقال لك: ولماذا لا يمكن أن يكون صحيحاً؟ هل هي استحالة شرعية؟ أم عقلية؟
_ وقد يقال لك: إن معظم الكتب التي أُفردت للإمامة وكذا كتب الرد على الباطنية والشيعة عموما، إنما جاءت بطلب من خلفاء وأمراء بعد استفحال أمر الدولة الفاطمية. وهذا وجه من وجوه التأثير السياسي في "القاعدة العلمية" ..
7_ في آخر المقال، تقول: "فتحصل مما سبق أن هذه الدعوى – عمالة الأئمة للسلطة الحاكمة- لا يمكن إلا أن تكون باطلة، ويدل على بطلانه عدة أمور ... " ثم تذكر خمسة أمور للتدليل على ذلك
_ قد يقال لك: هذه الأوجه لا تنتهض دليلاً علميا لرد أطروحتنا. بل إن الأوجه المذكورة تنطبق كلها على بعض أوائل المعتزلة (مثل واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد)؛ فهل سيصبح مذهبهم حقا لهذه الاعتبارات؟
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 09:30]ـ
(تابع ... 3)
وفيما يلي اعتراضات أخرى يكمن أن يوردها المناوئون لأطروحتك، وهي تتعلق ببعض الفقرات الواردة في المقال:
1_ عند نقلك للتفسير السياسي الذي يقترحه أركون والجابري قيما يتعلق بفتنة خلق القرآن والمحنة التي تعرض لها الإمام أحمد، يلاحظ أن النقل عنهما كان اجتزائيا. سياق كلامك يوحي بأن ما نقلت عنهما يتعلق بمسألة "خلق القرآن" تحديداً، وكلامهما يستشف منه أنهما يتكلمان عن مسائل عقدية أخرى لها علاقة بالموقف السياسي.
2_ تعترض على هاشم صالح ورؤيته لمصطلح "أهل السنة والجماعة".
_ قد يقال لك: إنّ هذا المصطلح لم يرِدْ في متون الحديث ولا في المصادر التاريخية الأولى، بل لم يتبلور بمدلوله الحالي إلا في أواخر القرن الثاني الهجري.
_ وقد يقال أيضا: إنّ إلحاق "الجماعة" بمصطلح "أهل السنة" يحمل مدلولا سياسيا يشي بوضع السلطة الرسمية له، أو باستغلالها لدلالاته. فالجماعة تعني الأغلبية، والناس بطبيعتهم بنفرون من مخالفة الجمهور. والجماعة تعني قيادة واحدة هي سلطة الخليفة، فمن يخالف الجماعة يخالف الخليفة، ومن يخالف الخليفة يخالف الجماعة ...
3_ تورد ما ذكره توفيق الطويل "من أن الاضطهاد الذي تعرض له التصوف كقتل الحلاج وغيره إنما كان لبواعث شخصية ودوافع سياسية".
(يُتْبَعُ)
(/)
_ قد يقال لك: إنّ هذا المثال خارج إشكالية البحث؛ فهي تتمحور حول تأثير السياسي في القاعدة العلمية، وما تعرض له الحلاج لم تنتج عنه "قاعدة علمية".
فإن قلت: أوردتُ المثال لأن صاحبه استدل به على خضوع الفقهاء للسلطان في فتواهم بقتله،
قيل لك: لم يخضع الفقهاء للسلطان في فتواهم، لكن السلطان استغل موقفهم الشرعي من كلامه لأسباب سياسية. وذلك لأن الحلاج كانت له علاقة ومراسلات مع بعض العلويين، واتُّهم بارتباطه بالقرامطة؛ ولأنه فتن عوام بغداد وأصبحت له شعبية كبيرة ...
4_ تذكر المستشرق جولدزيهر وما ذكره من أن أحاديث الصبر على ظلم ولاة الأمور موضوعة، ووُضعت بطلب من ولاة الأمور.
_ قد يقال لك: وما دخل جولدزيهر في الموضوع؟ فهو مستشرق يهودي حاقد، ولم يدع إلى التجديد.
فإن قلت: ذكرتُه لأنه ادعى تأثير السياسة على المحدثين،
قيل لك: إذا سلّمنا أن هذا النوع من الأحاديث لم يوضع، فإن هذا التسليم لا ينفي أنها استُغلت من طرف ولاة الأمر وأنهم شجعوا على التحديث بها ونشرها في زمانهم. فالمسألأة تتعلق بتوظيف النصوص، لا بصحتها ..
ويضاف: والدليل العكسي على هذا هو ما وقع للإمام مالك عندما روى حديث طلاق المكرَه.
5_ تقول: "ومن صور تطبيقاته على علم الحديث: زعم بعضهم أن كلام الأئمة في الجرح والتعديل أثرت فيه الإنتماءات السياسية. وفي هذا يقول حمادي ذويب:" عدالة الراوي تتلاعب بها الأهواء السياسية والمنازعات بين المذاهب والفرق الدينية والسياسية ".
_ قد يقال لك: وما قولك في رد أحاديث من سماهم المحدثون بـ "أصحاب الأهواء والبدع"؟
_ وقد يقال أيضا: لماذا وقع التفريق بين الشيعة والخوارج –مثلا- في قبول الرواية؟ ألا يعود الأمر إلى أن الخوارج كانوا شبه منقرضين، والشيعة ظلوا يشكلون خطرا على السلطة المركزية؟
_ وقد يقال أيضا: لماذا وقع التفريق بين المبتدع الداعي إلى بدعته والمبتدع غير الداعي؟ فكلاهما مبتدع ويعتقد بدعته! بل إن غير الداعي قد يكون أخطر من الداعي! وهذا لا يمكن أن يكون له تفسير آخر غير تأثير السياسة في المسألة. فالداعي مغضوب عليه سياسيا، عكس غير الداعي ...
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 09:34]ـ
(تابع ... 4)
خاتمة:
وفي الختام، أسمح لنفسي بإبداء رأيي حول الموضوع. وهو رأي ناتج عن قراءتي لبعض الكتب والآراء التي أشار إليها المقال، لا غير؛ فلست بالمتخصص في هذا الشأن، ولست بالمتفرغ لنقده وتتبع تطوراته.
* ينبغي التسليم أوّلاً أن تأثير السياسي في الاجتهاد الفقهي أو الفتوى أمر وارد. فعلماء السلف بشر، وبشريتهم تقتضي انتفاء العصمة عنهم. لكن لتقرير ذلك لا بد من عنصرين اثنين هما:
_ إثبات وقوع هذا التأثير بالأدلة الموثقة الصريحة التي تأبى أي تأويل.
_ تعدد وقائع هذا التأثير، بحيث يصلح للتعميم على مجموع تراثنا، أو على مدرسة من مدارسه، أو اتجاه من اتجاهاته.
وإذا تمكن القائلون بهذه الأطروحة من توفير العنصر الأول، فإن استقراء تاريخ العلوم الشرعية الإسلامية يؤكد أنه يستحيل أن يصلوا إلى تقرير العنصر الثاني.
* هذه الدعوى العريضة مغرية في ظاهرها، وقد استهوت عددا من الباحثين، بل من العلماء المشهود لهم بصدق القصد وطول الباع! فالشيخ أبو زهرة –رحمه الله- حاول إثبات أنّ الإمام مالك كان أموي الهوى، وأنّ رأيه كان في الجملة كان متفقا مع رأيهم. ويستدل على ذلك بعدم رواية مالك لأحاديث علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- ويعتبر أنه من غير المعقول ألا يكون في المدينة رواة تلقوا الحديث عن علي. ولعله يستند في ذلك إلى قول الدراوردي: "لم يرو مالك عن جعفر بن محمد حتى ظهر أمر بني العباس ". مع أنّ المصادر ذكرت أن هارون الرشيد، قال لمالك: لم نر في كتابك ذكراً لعلي وابن عباس؟! فقال: "لم يكونا ببلدي، ولم ألق رجالهما ". وفي المقابل، تجد باحثين آخرين يؤكدون أنّ هوى الإمام مالك كان علويا، وأنه كان متعاطفا مع أهل البيت، وأن هذا التعاطف منه كان السبب غير المباشر للمحنة تعرَّض لها.
ومن هنا يتبين مدى صعوبة الحسم في أشباه هذه المسائل، فيما يتعلق بالموقف السياسي العام لفقيه من فقهاء السلف؛ فما بالك إذا كان المطلوب إثبات علاقة مباشرة وسببية بين فتوى من فتاواه أو حكم شرعي مما استنبطه وأثر السياسة فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
* أصحاب هذه الأطروحة مطالَبون بالتدليل عليها من خلال النصوص التي صحت عن العلماء أو الفقهاء، والمندرجة في علم بعينه، لا من خلال نتف منثورة تتعلق بحوادث وقعت في زمانهم أو بمواقفهم من بعض الأوضاع السياسية. لأنّ الذي تم توارثه من تراث هؤلاء الفقهاء والعلماء، ورسخ في الذاكرة الجمعية للمجتمع الإسلامي هو كتبهم واجتهاداتهم، لا ما تعلق بحياتهم. ومثال ذلك الإمام مالك. فعلى الذي يدعي أنه كان أموي الهوى أن يثبت تأثير هذا "الهوى" في فقهه واجتهاداته وتأصيلاته مما دوّنه أو روي عنه، لا بمجرد الدعوى العريضة والحدس والتخمين ...
* فيما يتعلق بدعاة التجديد بوجه عام، ينبغي التمييز بين المغرضين الذين يبثون أطروحاتهم بداعي التلبيس، والمخلصين الذين ينادون به بهاجس التأسيس. وفي هذا الباب، ينبغي الفرز بين الإسلاميين، والعلمانيين، والآخرين الذين يتظاهرون بالموضوعية والبحث العلمي. وليس من الإنصاف أن نضع العلواني –مثلا- في نفس السلة مع حسين مروة أو الجابري!
* التجديد ليس مرفوضا، بل هو أمر مطلوب. والتجديد هو نتيجة مساءلة واستجابة، مساءلة متجددة للنص، واستجابة للنوازل وللعلوم التي من شأنها المساعدة على قراءة النص بشكل جديد. ولكن هذا التجديد له شروطه، كما أنه لا يقع بمجرد التمني والاقتراح. ولهذا فإن دعوى بعضهم أن التجديد "مشروع مجتمع" أو "مشروع نهضة" دعوى باطلة، لأن التجديد في تاريخنا الإسلامي (وفي تاريخ أي مناخ فكري آخر) هو ظاهرة فردية، تم تبنيها فيما بعد من فئة من الناس ثم انتشرت، لمّا كانت مقنعة ومؤسَّسة.
* الذين يحاولون التسلل من دعوى تأثير السياسي على الاجتهاد الشرعي، يتوقفون دوماً عند موقف العلماء من السلطة في زمانهم. فإذا لم يجدوا إدانة صريحة، أو تضامنا سريا مع بعض حركات المعارضة، أو انخراطا في تيار معارض، حكموا عليهم بالعمالة للسلطة أو بممالأتها ... وما إلى ذلك من التهم. وهم ينسون أو يتناسون أنّ الفقهاء والعلماء عموماً ينتمون إلى النخبة المثقفة. والنخبة عادةً لا تثق في العوام .. وهي تشعر أنها مكلفة بمشروع حضاري، هو أهم بكثير مما يخوض فيه المشتغلون بالسياسة. ولهذا يكون هاجسها الأساس هو الاستقرار، لتتمكن من بلورة اجتهاداتها ونشرها. كما أنها تتوخى جانب المصلحة العامة وتراعيها، خصوصاً إذا كان بعض ولاة الأمور لا يرعون مقاما لأحد، ويتكلمون بلغة السيف ... والعلماء لا يلامون في هذا، فقد تفرغوا للعلم وبذلوا ما في وسعهم اجتهادا وتبليغا.
ولو جئت إلى أصحاب هذه الأطروحة وحاكمتهم بالمعايير نفسها التي أخضعوا لها علماء السلف، ثم كاشفتهم بها، لخجلوا من أنفسهم. إذ معظمهم لا يخوض في السياسة بشكل نضالي حزبي .. ومعظمهم مَدِين لسلطة تغدق عليه وتحميه، أو تسكت عنه ولا تؤذيه .. هل قرأتَ –مثلا- للجابري كلاماً صريحا في نقد شرعية العائلة الملكية في المغرب؟
* في محاججة هؤلاء، ينبغي عدم التردد في الخوض معهم في التفاصيل؛ فالتفاصيل غالبا ما تفضحهم وتكشف تناقضاتهم. وما جاء في المقال من تناقض حسن حنفي يندرج في هذا الباب. ومن ذلك أيضا أن حسين مروة يقرر في كتابه أن بني أمية روجوا للقول بالجبر، لأسباب سياسية. ويقرر أيضا أن الإرجاء مما روّج له بنو أمية، لأنه يمنع الناس من الحكم عليهم. ثم يذكر "جهم بن صفوان" ضمن الثوار على الأمويين، مع أنه كان من أوائل القائلين بالجبر! كما ينسى أنّ المرجئة كانوا من أوائل الثوار على بني أمية، وأن مذهب الإرجاء أساسا جاء نتيجة ظلم أمراء الأقاليم للموالي ومطالبة بعضهم لهم بالجزية بدعوى عدم التزامهم بأحكام الشرع ... والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى ...
والمقصود أن الخوض في التفاصيل بعلم من شأنه أن ينسف أطروحاتهم من أساسها.
كان هذا بعضا مما تيسر لي تقييده من خواطر وأفكار انقدحت لي على هامش مقالك القيِّم، أخي العميري. وإني لشاكر لك إثارة الموضوع بشكل منهجي، واضح البنية والمعالم. أسأل الله أن يفيد به كل من يدخل هذا المجلس المبارك، وأن يوفقك إلى توسيعه وتعميقه، ثم إخراجه كتابا يعود بالنفع على الناس. وبعد ذلك لا تعتب علينا إذا ما صوَّرناه وعرضناه للتحميل (ابتسامة)
والله ولي التوفيق ..
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 10:09]ـ
ملاحظة جانبية:
ما نقلتَه في المقال عن الدكتور طه جابر العلواني، وهو قوله: "بعض الحكام كانوا حينما يريدون أن يعطوا المشروعية يدعون الفقهاء وآخرين في قصر السلطان، فيقوم قاضي القضاة بعد التشاور فيقول الأصل كذا، مع ذكر الدليل، والآخرون لا يستطيعون المعارضة، فقالوا هناك دليل يسمى بالإجماع السكوتي "
هذا الكلام مشابه لما أورده فخر الدين الرازي، في سياق عرضه لأدلة القائلين بامتناع معرفة وقوع الإجماع. وهذا نصه:
"بل -ها هنا- مقام آخر، وهو: أنَّ أهل العلم –بأسرهم- لو اجتمعوا في موضع واحد، ورفعوا أصواتهم -دفعة واحدة، وقالوا: ((أفتَيْنا بهذا الحكم))، فهذا -مع امتناع وقوعه- لا يفيد العلم بالإجماع؛ لاحتمال أن يكون بعضهم كان مخالفا فيه، فخاف من مخالفة ذلك الجمع العظيم، أو خاف ذلك الملك الذي أحضرهم، أو أنه أظهر المخالفة لكن خفي صوته فيما بين أصواتهم. فثبت: أن معرفة الإجماع ممتنعة". (المحصول، 4/ 23 - 24) والرازي يرد على هذا الاعتراض في الصفحة 4/ 34 من الكتاب نفسه، ومحقق الكتاب هو الدكتور طه جابر العلواني!(/)
سياسة تكميم الأفواه سياسة الطواغيت
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 10:35]ـ
سياسة تكميم الأفواه سياسة الطواغيت
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين.
أيها الإخوة: صليت الفجر في جماعة , ثم جلست مع بعض إخواني من المشائخ , فرأيت شيخا ما رأيته من قبل , وكان على معرفة برفقائي , وأخذ يتجاذب معهم أطراف الحديث , وعلمت أنه وافد إلينا من منطقة أخرى , وأنه قد بات ليلته عند أحد المشائخ الذين كانوا يجلسون معنا , ولقد تفاجئت أنه ما قدم إلا ليريح أعصابه مما جرى له في بلدته , فقد قامت (حكومتنا الرشيدة) في بيت حانون بمنعه ونفر من إخوانه عن الإمامة والخطابة وهددوه بالعقوبة إن هو ورفقاؤه مارسوا ذلك , فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , وجلست أفكر في هذا الحدث , فكان ذلك دافعا لي أن أكتب هذا المقال والذي عنونته ب"سياسة تكميم الأفواه سياسة الطواغيت "
سياسة تكميم الأفواه
نعم هي سياسة مطردة , وليست أمرا شاذا ولا فاذا , هي منهج في التعامل مع كل من يخالف حماس أو يعارضها , وهي لا تكمم الأفواه وحسب بل قد تكمم أشياء أخرى , فلا يستغرب على هذه الحركة بعد ما خبرناه عنها شئ , فليس بعد الشرك والكفر ذنب , ولو فعلت حماس ما تقدم ذكره مع إنسان يقول الباطل وينشره لهان الخطب , ولكنها تفعل ذلك مع إنسان تظاهره وتسانده أدلة الشرع من قرآن وسنة , فهل يصح هذا من حركة تزعم أنها إسلامية , ولقد خبرت هذه السياسة فيهم بنفسي على مواقع الحوار التابعة بهم , فهم يضيقون ذرعا بمن يخالفهم ويعاملونه معاملة تنم عن سوء أخلاق القوم وسوء تربيتهم – إلا ن رحم الله – وخبرت هذا منهم لما حرموا طلبة لا يسير على منهجهم من برنامج الماجستير , في الوقت الذي يتميز فيه الطالب الممنوع بالعلم والدراية والذكاء , وحماس وهي تمارس هذا فهي تمارس سياسة طواغيت العرب في عالمنا الإسلامي , والذين لا يقبلون لأحد أن يخالفهم أو أن يخرج عن النص الذي يتوافق مع أهوائهم , ولذلك فأنت تراهم يعطون مشائخهم أوراقا ولا يجوزون للخطيب أن يخرج عنها قيد أنملة , حتى إنك ترى هذا في الحرمين الشرفيين , فهل مثل هذه السياسة تليق مع حركة تدعي الإسلام؟!!! وتزعم أنها على هدي خير البرية؟!!! سبحانك ربنا ا سمعنا بهذا في آبائنا الأولين.
مظهر الإسلاميين وحقيقة الديكتاتوريين
إن المعلم الأول للديكتاتوريين هو فرعون –عليه ن الله ما يستحق – الذي قال لقومه يوما " قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" (غافر:29) وهذا ما قاله بوش يوما للعالم:" إما أن تكونوا معي أو تكونوا ضدي " وهذا ما تقوله حماس اليوم في هذه الآونة , فلا رأي إلا ما تراه , وإذا اعترضت عليهم بأدلتك الشرعية قالوا لك: إن عندنا شيوخنا ومفتينا فلا دخل لك بنا ولا حاجة لنا بقولك , ذكرني كلامهم هذا بكلام مؤمن فرعون:" وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ" (غافر:41) , وإذا اعترض عليهم أحد تلاميذهم قالوا له: ثق في مشائخك أو انك تلميذ عاق , صاحب جدل وشقاق ولا خير فيك , واعلم أننا على الجادة , وإذا اعترض عليهم من ليس منهم شهروا به , وأسقطوا عدالته وأهليته الدعوية الشرعية , ومنعوه من التصدر لتعليم الناس ووعظهم وإرشادهم , واتهموه في دينه , وألصقوا به النقائص , قال الله تعالى:" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ " (البقرة:11)
أنا الإسلام وغيري فلا
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الطامة الكبرى أن يظن البعض أنه الهيئة الرسمية التي تمثل الإسلام أما غيره فلا , وأن كل من يخالفه ويعارضه فهو يخالف الإسلام ويعارضه , حتى ولو كان معه من الأدلة ما معه , فإذا تركوا تحكيم الشريعة فهم من يمثل الإسلام الوسطي , وغيرهم صاحب غلو وتنطع وتطرف , وإذا والو اليهود والنصارى والروافض فهم من يمثل الإسلام ومخالفهم صاحب غلو وتنطع وتطرف , وإذا أباحوا وسكتوا عن المنكرات والمخالفات الشرعية فهم من يمثل الإسلام الوسطي وغيرهم صاحب تنطع وغلو وتشدد , وإذا قتلوا الناس في بيوتهم فأنكرت عليهم فه ممن يمثل الإسلام الوسطي وغيرهم صاحب غلو وتنطع وتشدد , ولا بد من التنبيه أن لهم موقف من أهل الغلو سالفي الذكر, ألا وهو أنهم لن يسمحوا لهم أن يمارسوا غلوهم في غزة , ولو كان ذلك على جثثهم , وأذكر أن أحدهم قال يوما:" إن السبيل لمنع القاعدة من دخول فلسطين يكون بالوحدة الوطنية " فالوحدة مع زنادقة العلمانية عندهم أسلم وأقوم من ظهور القاعدة في غزة , فالقاعدة في نظرهم هي رائدة الغلو والتطرف , ومن عاشر حماس علم أنها تعتبر رأيها صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيرها خطأ لا يحتمل الصواب , اللهم إنا نسألك أن تقبضنا وأنت راض عنا.
لا بد أن نسير في التيار
حقا أيها الإخوة: لا بد أن نسير في تيار حماس لأن حماس ملكت غزة وسيطرت عليها وطهرتها وضحت بفلذات أكبادها من اجل أن تصل إلى الحال الذي تراه عيناك , فهل يصح لنا أن نخالفها وقد فعلت ما فعلت؟!!! فهي من يملك غزة في هذه الآونة بلا نازع , وتملك الأصل تملك لاما فوقه وعليه لا بد للمملوك ان يعمل بتوجيهات مالكه , قال الله تعالى على لسان فرعون:":" أليس لي" (الزخرف:51) ففرعون له ملك مصر ولا بد أن يتوجه من يسكن مصر بتوجيهاته والمخالفة ممنوعة , وحماس تملك غزة ولا بد أن يتوجه من يسكن غزة بتوجيهاتها والمخالفة ممنوعة وإلا ... حصل للمخالف ما لا يحمد عقباه , ولا بد للناس أن يقولوا ما قال مستشاروا بلقيس لبلقيس:" وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ " (النمل:33) وأنا أقول: الأمر لله من قبل ومن بعد وليس لك يا حماس , فالموت يأتي مرة واحدة فليكن في سبيل الله , قال الشاعر: فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم , ألا فلنمت عل التوحيد فليس بعده من أمر عظيم.
هكذا تريدنا حماس أن نكون
حماس تريدنا بلا عقل , بلا إرادة , بلا تفكير , بلا قرار , بلا توجه , تريد أن تقول فيسمع لها , وتوجه فنسير بتوجيهاتها , وتشير فنسارع إلى تطبيق ما تشير به علينا , تريدنا خفاف العقول إذا استخفت بعقولنا , كما قال الله تعالى عن فرعون وقومه:" فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ" (الزخرف:54) فهم يعتقدون أنهم فوق المسائلة والتعقيب والمراجعة وفوق أن تصحح لهم أخطاؤهم , وكأنهم يشاركون الله في خصيصة من خصائصه ألا وهي أنه لا معقب لحكمه , حماس تريدنا ألا نحك شعرنا إلا بعد استئذانها وألا نتخذ قرارا إلا بعد استئذانها كما قال فرعون لسحرته:" قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى" (طه:71) أيها الموحدون: فهلا كنا كسحرة بعد الإيمان , قال الله تعالى:" قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا " (طه:72) هلا كنا في ثبات الأنبياء الكرام لما قال لهم قومهم:" قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ... قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ " (يس:19,18)
أين من يبحث عن الحق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: إن تكميم الأفواه ليس من أجل أن ما يقوله بعض طلبة العلم باطل بل لأنه مخالف لهم وحسب , فهم لا يملكون الموضوعية في التعامل مع المخالف وفي مسائل الخلاف , ولا يتعاملون مع المسائل الخلافية تعامل من يريد الوصول إلى الحق , المحب للالتزام به , إنما يتعاملون على أنهم هم من يمثل الحق والوسطية وغيرهم هو الغالي والجافي على حد سواء , ولو جئتهم بكل آية على فساد صنيعهم ما آمنوا لك , قال الله عن مثل هؤلاء:" وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ" (البقرة:145) , وقال تعالى:" سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ " (الأعراف:146)
ويا ليت هؤلاء يصمون آذانهم وحسب بل وآذان أتباعهم بما يروجونه من إشاعات وأكاذيب وخزعبلات عن أهل الحق , ويساعدهم على ذلك امتلاكهم لوسائل إعلامية ليست بالهينة , وهذا شبيه بموقف أهل الكتاب مع الحق الذي جاء به محمد – صلى الله عليه وسلم – قال الله تعالى:" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" (آل عمران:26)
عندما يحكمنا أرباب سياسة التكميم
أيها الأخوة: إن كممت حماس وغيرها من الطواغيت الأفواه , سنزيل هذه الكمامات عن أفواهنا أو سنتكلم من تحتها , فصوت الحق يصل ولو غطت الكمامات الأفواه , سنجهر بكلمة الحق لأن الجاهرين بالحق قوم يحبهم المولى جل جلاله , قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (المائدة:54) سنجهر بكلمة الحق لأن من بنود العقبة الثانية بين الرسول وأهل يثرب: أن يقولوا الحق لا يخافوا في الله لومة لائم " سنجهر بكلمة الحق لأن الجهر بها من أعظم الجهاد في سبيل الله تعالى , قال الله تعالى لنبيه عن القرآن:" فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا" (الفرقان:52) سنجهر بكلمة الحق لأن شهيد كلمة الحق أعظم الشهداء , قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -:". (صحيح)
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله " رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد سنجهر بكلمة الحق لأننا ولدنا أحرارا كما قال عمر بن الخطاب لعمروا بن العاص لما ضرب ولده القبطي:" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " سنجهر بكلمة الحق لأن السير في تياركم فيه إغضاب للملك سبحانه وتعالى , قال الله تعالى:" يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ ... وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ ... رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا " (الأحزاب:68,67,66)
سنجهر بكلمة الحق لأننا إن تابعناكم فستتبرؤون منا يوم القيامة , قال الله تعالى:" إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ... وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار " (البقرة:167,166)
-إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم الفقير إلى الله: أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة: ما تقدم لا ينطبق على خماس وحسب , بل على طواغيت العالم كله وعلى من يذب عنهم من مشائخ السلطان [/ CENTER](/)
متي يكفر الجالس في المجالس الكفرية؟
ـ[المغيرة]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 11:38]ـ
هل يكفر الجالس في المجالس الكفرية ان لم ينكر بلسانه ولم يفارق المجلس؟ ام يشترط لتكفيره الرضي بالكفر؟ وهل يعد عدم انكاره اللساني وعدم مفارقته للمجلس رضي بالكفر؟ وهل يجوز الجلوس في تلك المجالس في حالة الضرورة؟ وهل يختلف الحكم في هذه المسالة على حسب الدار؟ وماهو المجلس الكفري حقيقة؟ هل هو الذي أسس للكفر ام اي مجلس قيل فيه الكفر؟ وهل يختلف ان كان الكفر الذي يقال في المجالس كفر استهزاء وتنقص للادلة الشرعية وبين كفر الكافرين من تمجيدهم لا اهلهتم الباطلة؟ وجزاكم الله خيرا"
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 01:21]ـ
قال تعالى
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعً
قال ابن جرير _جامع البيان في تفسير القرآن_
يعني: وقد نزل عليكم أنكم إن جالستم من يكفر بآيات الله ويستهزئ بها وأنتم تسمعون، فأنتم مثله يعني: فأنتم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحال، مثلُهم في فعلهم، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آياتِ الله يكفر بها ويستهزأ بها، كما عصوه باستهزائهم بآيات الله. فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتَوْه منها، فأنتم إذًا مثلهم في ركوبكم معصية الله، وإتيانكم ما نهاكم الله عنه.
قال القرطبي _أحكام القرآن_
فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر، لان من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر، قال الله عزوجل: (إنكم إذا مثلهم).
فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية.
وقد روي عن عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه أنه أخذ قوما يشربون الخمر، فقيل له عن أحد الحاضرين: إنه صائم، فحمل عليه الادب وقرأ هذه الآية (إنكم إذا مثلهم) أي إن الرضا بالمعصية معصية، ولهذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة المعاصي حتى يهلكوا بأجمعهم.
قال ابن كثير _تفسير القرآن العظيم_
أي: إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم، ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزأ وينتقص بها، وأقررتموهم على ذلك، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه. فلهذا قال تعالى: إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ أي في المأثم، كما جاء في الحديث: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يُدَار عليها الخَمْر"
قال البغوي _معالم التنزيل_
أي: إن قعدتم عندهم وهم يخوضون ويستهزئون ورضيتم به فأنتم كفار مثلهم
قال الألوسي _روح المعاني_
ومن هنا قيل: إن مدار الإعراض عن الخائضين فيما يرضي الله تعالى هو العلم بخوضهم، ولذلك عبر عن ذلك تارة بالرؤية وأخرى بالسماع، وأن المراد بالإعراض إظهار المخالفة بالقيام عن مجالستهم لا الإعراض بالقلب أو بالوجه فقط، وعن الجبائي {المعتزلي} إن المحذور مجالستهم من غير إظهار كراهة لما يسمعه أو يراه، وعلى هذا الذي ذهب إليه بعض المحققين
قال الشوكاني _فتح القدير_
تعليل للنهي أي: إنكم إن فعلتم ذلك، ولم تنتهوا، فأنتم مثلهم في الكفر. قيل: وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات، ولكنه إلزام شبه بحكم الظاهر
ثم قال
قوله: {إِنَّ الله جَامِعُ المنافقين والكافرين فِى جَهَنَّمَ جَمِيعاً} هذا تعليل لكونهم مثلهم في الكفر، قيل: وهم القاعدون، والمقعود إليهم عند من جعل الخطاب موجهاً إلى المنافقين.
قال البيضاوي _أنوار التنزيل و أسرار التأويل_
{إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ} في الاثم لأنكم قادرون على الاعراض عنهم والإِنكار عليهم، أو الكفر إِن رضيتم بذلك، أو لأن الذين يقاعدون الخائضين في القرآن من الأحبار كانوا منافقين.
قال الخازن _ لباب التأويل في معاني التنزيل_
(يُتْبَعُ)
(/)
{إنكم إذاً مثلهم} يعني أنكم يا أيها الجالسون مع المستهزئين بآيات الله إذا رضيتم بذلك فأنتم وهم في الكفر سواء. قال العلماء وهذا يدل على أن من رضي بالكفر فهو كافر ومن رضي بمنكر أو خالط أهله كان في الإثم بمنزلتهم إذا رضي له وإن لم يباشره فإن جلس إليهم، ولم يرض بفعلهم بل كان ساخط له وإنما جلس على سبيل التقية والخوف فالأمر فيه أهون من المجالسة مع الرضا وإن جلس مع صاحب بدعة أو منكر ولم يخض في بدعته أو منكره فيجوز الجلوس معه مع الكراهة وقيل لا يجوز بحال والأول أصح {رجح الأول}
قال مقاتل _تفسير مقاتل_
فنهى الله عز وجل عن مجالسة كفار مكة ومنافقى المدينة عند الاتسهزاء بالقرآن، ثم خوفهم: إن جالستموهم ورضيتم باستهزائهم، {إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ} فى الكفر
قال الشيخ سليمان آل الشيخ _الدرر السنية_
سُئل الشيخ عن معنى قوله تبارك وتعالى: {إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ}، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله).
الجواب:
أن معنى الآية على ظاهرها، وهو؛ أن الرجل إذا سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، فجلس عند الكافرين المستهزئين، من غير إكراه ولا إنكار، ولا قيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره؛ فهو كافر مثلهم، وإن لم يفعل فعلهم، لأن ذلك يتضمن الرضاء بالكفر، والرضاء بالكفر كفر.
وبهذه الآية ونحوها؛ استدل العلماء على أن الراضي بالذنب كفاعله.
فإن ادعى أنه يكره ذلك بقلبه؛ لم يقبل منه لأن الحكم على الظاهر، وهو قد أظهر الكفر، فيكون كافراً.
ولهذا لما وقعت الردة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وادعى أناس أنهم كرهوا ذلك؛ لم يقبل منهم الصحابة ذلك، بل جعلوهم كلهم مرتدين، إلا من أنكر بلسانه وقلبه.
وكذلك قوله في الحديث: (من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله)؛ على ظاهره، وهو أن الذي يدعي الإسلام، ويكون مع المشركين في الاجتماع والنصرة والمنزل معهم، بحيث يعده المشركون منهم؛ فهو كافر مثلهم، وإن ادعى الإسلام، إلا إن كان يظهر دينه، ولا يوالي المشركين.
ولهذا لما ادعى بعض الناس الذين أقاموا بمكة بعد ما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، فادعوا الإسلام إلا أنهم أقاموا في مكة، يعدهم المشركون منهم، وخرجوا معهم يوم بدر كارهين للخروج، فقُتلوا، وظن بعض الصحابة أنهم مسلمون، وقالوا: "قتلنا إخواننا"، فأنزل الله تعالى فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ... الآية}.
قال السدي وغيره من المفسرين: (إنهم كانوا كفاراً، ولم يعذر الله منهم إلا المستضعفين).
قال الشيخ سليمان العلوان _التبيان شرح نواقض الإسلام_
ويجب على كل مسلم أن يصارم المستهزئين بدين الله وبما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو كانوا أقرب الناس إليه، وأن لا يجالسهم، لئلا يكون منهم؛ كما قال الله جلا وعلا: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) [78].
فمن سمع آيات الله يكفر بها، ويستهزأ بها وهو جالس معهم مع رضاه بالجلوس معهم، فهو مثلهم في الإثم والكفر والخروج عن الإسلام؛ كما قال تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ) [79]، أي: شبهاءهم ونظراءهم.
قال الشيخ عبد المنعم حليمة _فتوى للشيخ_
ويجب على كل مسلم أن يصارم المستهزئين بدين الله وبما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو كانوا أقرب الناس إليه، وأن لا يجالسهم، لئلا يكون منهم؛ كما قال الله جلا وعلا: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) [78].
فمن سمع آيات الله يكفر بها، ويستهزأ بها وهو جالس معهم مع رضاه بالجلوس معهم، فهو مثلهم في الإثم والكفر والخروج عن الإسلام؛ كما قال تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ) [79]، أي: شبهاءهم ونظراءهم.
أخي الكريم هذه بعض أقوال أهل العلم في المسألة و الآية واضحة أخي الكريم على أن الواجب هو القيام من مجلسهم حيث قال تعالى {فلا تقعدوا معهم} و بالتالي لا يكفي مجرد القعود مع الإنكار أو بغض ذلك.
و الله تعالى أعلم.
و لي عودة إن شاء الله تعالى.
و الله تعالى أعلم.
ـ[المغيرة]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 07:44]ـ
جزاك الله خيرا" ولكني اريد معرفة ماهو المناط المكفر هل هو فعل الجلوس؟ ام الرضي بالكفر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:50]ـ
اخي الكريم الآية واضحة في وجوب القيام من المجلس و أن القادر على مغادرته و لم يغادره فهو كافر مثلهم {فلا تقعدوا معهم}
ما بقوا يكفرون و يستهزءون.
قال تعالى
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعً
و الله تعالى أعلم.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 05:54]ـ
قال الشيخ علي الخضير:
الراضي كالفاعل قال تعالى: (فعقروها (والعاقر واحد. وقال تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ([النساء: 14] أي إذا قعدتم مع الرضى.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 06:16]ـ
(المغيرة)،
مناط الكفر هو: الرضى بالكفر .. والجلوس بينهم وهم يكفرون بالله ويستهزئون بآياته دون إنكار ودون إعراض عنهم، هو دليل على رضاه بالكفر .. إذ لو كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان لقام عن هذه المجالس أو أنكر أقوال أصحابها ..
لذلك عندما جيء إلى عمر بن عبدالعزيز 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بأناس قد شربوا الخمر، حكم على جميعهم حكماً واحداً .. فقيل له: إن بينهم رجلاً كان صائماً .. فقال: حكمه من حكمهم .. ثم استدل بهذه الآية ..
ولكن يُقال في هذا الباب إنه الحكم الظاهر وليس الحكم الباطن .. وقد يكون في باطنه معذوراً .. كأن يخشى على نفسه إن هو قام أن يؤذوه، خوفاً لا يرقى إلى الإكراه .. ولكنه يرقى إلى الضرورة .. ولكنه في باطنه كاره لذلك، منكر له، مبغض لأهله.
وقد يفعله لمصلحة شرعية عظيمة، كالتجسس على هؤلاء الكفرة لصالح المسلمين .. أو يترصد لبعضهم ليقتله بعد انفراده به .. أو يجمع أقوالهم لدحضها لاحقاً والردّ عليهم .. كما يفعل بعض العلماء من دراسة أديان الكفر وسماع أقوالهم للرد عليهم.
وقول الله تعالى: {إنكم إذن مثلهم} .. لم يقل: {قد كفرتم مثلهم} .. وهو كقول النبي (ص): «من ساكن المشرك وعاشره فهو مثله» ..
أما من جعل مناط الكفر هنا هو مجرّد الجلوس، فيُقال له: هل كان هذا الفعل كفراً قبل نزول هذه الآية أم لا؟
إن قال نعم، لزمه الدليل .. ولن يجد إلا أدلة كفر من رضي بالكفر.
وإن قال لا، فهذا أظهر من أن يُردّ عليه .. إذ أن مسائل الكفر والإيمان هي من أصل الدين، ولا يمكن لكفر أن يكون جائزاً ثم صار كفراً .. كما ذكر ذلك ابن تيمية - رحمه الله -.
هذا فضلاً عن كون الآية مدنية!!
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 10:01]ـ
ذكر بعض المفسرون عند تفسير قوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) سورة التوبة.
قيل أنهم كانوا ثلاثة نفر، هزئ اثنان وضحك واحد، فالمعفو عنه هو الذي ضحك ولم يتكلم.
و قال خليفة بن خياط في تاريخه: اسمه مخاشن بن حمير، وقيل إنه كان مسلماً، إلا أنه سمع المنافقين فضحك لهم ولم ينكر عليهم) إهـ
قلت: إن صح هذا فالظاهر أن الله قد عذره لاختلاف موقفه عن أؤلئك القاصدين الإستهزاء، ولم يجعل عدم الإنكار أو ترك القيام كفراً مجرداً على كل حال. والله أعلم.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 02:00]ـ
ذكر بعض المفسرون عند تفسير قوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) سورة التوبة.
قيل أنهم كانوا ثلاثة نفر، هزئ اثنان وضحك واحد، فالمعفو عنه هو الذي ضحك ولم يتكلم.
و قال خليفة بن خياط في تاريخه: اسمه مخاشن بن حمير، وقيل إنه كان مسلماً، إلا أنه سمع المنافقين فضحك لهم ولم ينكر عليهم) إهـ
قلت: إن صح هذا فالظاهر أن الله قد عذره لاختلاف موقفه عن أؤلئك القاصدين الإستهزاء، ولم يجعل عدم الإنكار أو ترك القيام كفراً مجرداً على كل حال. والله أعلم.
الأخ الدهلوي
قبل الحديث عن آية التوبة و ما يتعلق بها, أريد التعليق على شيء
هل مناط الكفر في الجلوس مع المستهزئين هو الرضى؟
إن قلت نعم
فهل الضحك ليس علامة على الرضى؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 02:06]ـ
[ quote= أبو شعيب;151690] إذ أن مسائل الكفر والإيمان هي من أصل الدين Quote]
عجيب أنت يا أبا شعيب
إما أنك متناقض أو أني لم أفهم كلامك في موضوع أصل الدين و أسأل الله أن أكون كذلك
ذكرت في موضوعك الفارط أن أصل الدين هو ما لا يعذر المرء بتركه سواء جاهلا أو متأولا و يكون بذلك كافر. {او ما يقارب هذه اللفظة}
و الآن تقول لي مسائل الكفر و الإيمان من أصل الدين, أي جميع مسائل الكفر و الإيمان جعلتها من أصل الدين, و مما لا شك فيه أن من مسائل الكفر ما يعذر فيه المرء بجهله و و بتأويله.
كيف ذلك أخي الكريم وضح لي بارك الله فيك لعلي أنا المخطئ في الفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 02:53]ـ
أخي الكريم أبو البراء الأندلسي وفقك الله تعالى
أنا قلت: في المشاركة السابقة أنه إن صح هذا الدليل فقط عذره الله لأنه موقفه كان مغاير للقوم المستهزيئن حقيقة ويكون الضحك وقع منه على وجه الغفلة كما وقع من أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها حين رأت أبو يزيد سهيل بن عمرو مجموعة يداه إلى عنقه بحبل بعد أن أُسر في غزوة بدر قالت: فلا والله ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت أي أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألاَّ مِتُّم كرامًا فواللهِ ما أنبهني إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت: (يا سودة أعَلى الله وعلى رسوله تحرضين. فقالت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت) إهـ.
فمثل هذا قد يُعذر به المرء لأنه وقع عن غفلة والله أعلم.
وهذه المسألة قد طرحت في المنتدى منذ فترة
إليك الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19816
وأما مجرد الجلوس فقد لا يكون دليل على الرضا القلبي في كل الأحوال، لأن الجالس قد يكره المنكر بقلبه ولكن منعه عن القيام مانع شرعي معتبر.
وقد سرد لك أخوان أبو شعيب بعض هذه الأحوال وهي: (كأن يخشى على نفسه إن هو قام أن يؤذوه، خوفاً لا يرقى إلى الإكراه .. ولكنه يرقى إلى الضرورة .. ولكنه في باطنه كاره لذلك، منكر له، مبغض لأهله.
وقد يفعله لمصلحة شرعية عظيمة، كالتجسس على هؤلاء الكفرة لصالح المسلمين .. أو يترصد لبعضهم ليقتله بعد انفراده به .. أو يجمع أقوالهم لدحضها لاحقاً والردّ عليهم .. كما يفعل بعض العلماء من دراسة أديان الكفر وسماع أقوالهم للرد عليهم.) إهـ
وهذا النوع الأخير من الجلوس أذكر أني قرأت للإمام ابن حزم رحمه الله أنه كان يحضر مجالس أهل البدع والضلال خفية ويسمع أقوالهم لكي يرد عليها والله أعلم.
وسوف أنقل لك قول الشيخ عبد المجيد الشاذلي لعل يخدم المسألة فقال: (قول الله عزوجل: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون).
فلم يأمر جلَّ وعلا باعتزال مجالسهم مطلقًا بل وقت الخوض فقط وإذا نسي يقوم عندما يتذكر وإذا منعه شيء أن يقوم عندما يتذكر فليس عليه شيء من حسابهم ولكن الأحسن أن يقوم لتحصيل كمال التقوي والمعنى واضح جدًا.
وكذلك في قول الله: (إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين).
المعفو عنه رجل جاز أن يسمى طائفة لاختلاف موقفه عنهم أحجم عن أن ينكر بلسانه خوفًا من تطاولهم عليه وأنكر بقلبه ولم يعتزل مسيرهم فكان جرمه غير جرمهم، وكذلك قالوا عن الذين لم ينكروا على أصحاب السبت أن الربَّ سبحانه أغفلَ ذكرهم وذكر من أنكر بالخير إشادة بهم وسكت عن هؤلاء الذين سكتوا عن الإنكار ولكنهم أنكروا بقلوبهم فلم يشاركوا من احتال على الشرع في جرمهم ولم يأخذوا حكمهم ولم يهلكوا معهم وهم في محل العفو أو المؤاخذة ولكن دون جرم الكفر بالاحتيال على الشرع مثل أصحاب السبت.
أما قول الله عزوجل: (إنكم إذاً مثلهم) فهذا مناط معين كثَّر فيه المنافقون سواد الطاعنين في دين الله ترويجًا لباطلهم ابتغاءً للعزة عندهم وهم بهذا الفعل كفَّار في الدرك الأسفل من النَّار.) إهـ البلاغ المبين.
وإن كان عندك شيئ على آية التوبة فياليتك تطلعنا عليه جزاك الله خيراً.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 03:11]ـ
أخي أبو شعيب تقول: ( .. أما من جعل مناط الكفر هنا هو مجرّد الجلوس، فيُقال له: هل كان هذا الفعل كفراً قبل نزول هذه الآية أم لا؟
إن قال نعم، لزمه الدليل .. ولن يجد إلا أدلة كفر من رضي بالكفر.
وإن قال لا، فهذا أظهر من أن يُردّ عليه .. إذ أن مسائل الكفر والإيمان هي من أصل الدين، ولا يمكن لكفر أن يكون جائزاً ثم صار كفراً .. كما ذكر ذلك ابن تيمية - رحمه الله -. هذا فضلاً عن كون الآية مدنية!!) إهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: جزاك الله خيراً على هذا التوضيح و كلام موفق ويأيده قوله تعالى في سورة الأنعام: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون).
بارك الله فيك.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 03:15]ـ
ذكرت في موضوعك الفارط
أخي الكريم،
عوضاً عن أن تصف موضوعاً بأنه فارط .. قم وأدل بحججك وانقض مذهب صاحبه .. أما أن تبطله هكذا دون حجة، فهذا لا يصح.
أما ما أشكل عليك من كلامي .. فاعلم أن كل كفر يتعلق بأصل الدين .. لأنه لولا ذلك لما نقضه أصلاً، ولما صار صاحبه كافراً.
ومسائل الكفر والإيمان المعنية هي المناطات ..
فإن صاحب الموضوع يسأل عن مناط الكفر .. هل هو مجرد الجلوس أم الرضى؟ .. فبيّنت له أن المناط هو الرضى، والجلوس دليل على هذا المناط.
ثم كي أثبت ذلك قلت إن مسائل الكفر والإيمان من أصل الدين (والمسائل هنا بمعنى المناطات .. وهذا بدلالة اللفظ ودلالة السياق، ولم أقل أفعال الكفر والإيمان .. فانتبه) .. فلو كان المناط هو مجرد الجلوس .. لكان علمه جميع المسلمين بمجرد نطقهم بالشهادة ..
وهناك فرق شاسع بين المناط .. وبين دليل هذا المناط (أي الفعل) .. (والدليل هو ما قد يُعذر به المرء إن انتفى المناط في حقه).
فمناطات الكفر بسيطة .. وهي:
- الجهل بألوهية أو ربوبية الله تعالى. (عكس العلم)
- الشك في الله تعالى. (عكس اليقين)
- بغض الله تعالى. (عكس المحبة)
- الكذب على الله. (عكس الصدق)
- خيانة الله. (عكس الإخلاص)
- الإعراض، وما في معناه من إباء واستكبار وجحود. (عكس الانقياد وما في معناه من قبول ورضى وإقرار وطاعة).
هذه هي المناطات التي أجمع عليها أهل العلم .. وكل أفعال الكفر إنما هي أدلة على هذه المناطات ..
فمثلاً، سبّ الله تعالى دليل على مناط البغض .. وترك الصلاة دليل على مناط الإعراض .. والأدلة الشرعية إنما تؤكد كون هذه الأفعال أدلة قطعية على هذه المناطات (إن تحقق في صاحبها الشروط وانتفت عنه الموانع) ..
وهكذا في كل فعل مكفّر، هناك مناطات تنقض أصل الدين ..
أما الأفعال المكفرة المنتفية فيها هذه المناطات، فلا يكفر بها المرء حتى تتحقق عنده هذه المناطات .. وهذا يكون بإقامة الحجة، واستيفاء الشروط وانتفاء الموانع، فإن أعرض، فقد تحقق عنده مناط الإعراض .. أو البغض .. أو الكذب .. بحسب اجتهاد الحاكم في تحديد هذا المناط.
=================
وحتى تفهم هذه المسألة بصورة أوضح ..
يقول الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ [65] لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ [66]}
هؤلاء لم يعلموا أن الاستهزاء بالله - عز وجل - كفر .. لذلك فقد اعتذروا بأنهم كانوا يخوضون ويلعبون، ويظنون أنهم بذلك يخرجون من الكفر .. ولكن مناط بغض الله متحقق في هذا الفعل، سواء أجهل صاحبه كونه كفراً أم لم يجهل .. لذلك فقد كفروا من فورهم، ولم ينفعهم جهلهم.
ثم يقال .. هل كان الاستهزاء بالله ورسوله كفراً قبل نزول هذه الآية أم لا؟
فمن قال نعم .. فإنه يستدل بآيات البغض والاستكبار وجهل حق الله تعالى .. وغير ذلك .. ويقول: إن الاستهزاء بالله تعالى دليل على هذه المناطات الكفرية .. وهذه الآية جاءت لتأكيد ذلك.
ومن قال لا .. فكلامه أظهر من أن يُدحض.
وفي مسألتنا هذه، أي: الجلوس .. فإن ذات الفعل ليس دليلاً على شيء .. وليس هو كالمكفرات الصريحة، كسب الله تعالى مثلاً .. فإنه في ذاته دليل قطعي على الكفر .. أما الجلوس، فهو ليس كفراً إلا لما اعتراه من أحوال عارضة تجعله كفراً ..
لذلك، فإن كونه دليلاً على الكفر الباطن لا يستقيم .. ولكنه دليل على الكفر الظاهر (بمعنى: يؤخذ المرء بجريرة جماعته .. أو ما يسمى بـ حكم التبعية) .. وحاله كالذي في صفوف المشركين يكثّر سوادهم، مع بغضه لكفرهم .. فهذا ليس بكافر .. ولكن يُعامل معاملة الكافر. .. وكحال من يساكن المشرك ويجامعه .. فقد جاء في الحديث الذي ذكرته أن حكمه كحكمه .. ولا يقتضي ذلك ضرورة أن يكون كافراً في باطنه.
هذا، والله أعلم.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 05:18]ـ
أخي الكريم،
عوضاً عن أن تصف موضوعاً بأنه فارط .. قم وأدل بحججك وانقض مذهب صاحبه .. أما أن تبطله هكذا دون حجة، فهذا لا يصح.
.
أخي الكريم لم أقل أنك مخطئ أو أنك تخالفني في المسألة, قلت أنك متناقض في تعريف أصل الدين.
أرجو منك أن تعرفه لي في كلمات موجزة هنا.
مع العلم أني لا يهمني كثيرا مسألة المصطلحات بقدر ما تهم حقيقتها و مدلولاتها.
إلا ما كان من مصطلح شرعي توقيفي فلا يجوز العدول عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغيرة]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 07:30]ـ
جزاكم الله خيرا" من جعل مناط الكفر هو فعل الجلوس فليس لديه برهان في ذلك لان المسلمون كانوا يجالسون المشركون في مكة وهو يخوضون فنزل النهي بقوله (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) ولم تبين الاية حكما" على الجالس.
ـ[المغيرة]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 07:40]ـ
(ابو شعيب) قلت:والجلوس بينهم وهم يكفرون بالله ويستهزئون بآياته دون إنكار ودون إعراض عنهم، هو دليل على رضاه بالكفر. واقول: لماذا لم يعتبر جلوس المسلمون انذاك دليل رضي؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 08:20]ـ
أخي المغيرة قولك لا دليل آتيتك بآية كاملة قال فيها عز وجل {فلا تقعدوا معهم إنكم إذا مثلهم}
لعل الآية واضحة صريحة بينة لا مجال للتأويل فيها.
مجرد الجلوس من غير إنكار هو أدنى الرضى أخي الكريم, فهو ما أجلسه بينهم وهم يستهزءون بالله؟
أما قولك أن الآية التي ذكرتها لم يثبت فيها حكم وهي قوله تعالى {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} ,
الآية جاء فيها النهي عن الجلوس مع الذين يخوضون في آيات الله وهذا حق بنص الآية, و لكن جاءت آية أخرى بينت الحكم {إنكم إذا مثلهم} فما المشكل في هذا؟ {مع العلم أن الآية الأولى مدنية و التي ذكرتها أنت مكية}
فالكفر منهي عنه كما ينهى عن المعاصي, قال تعالى {فلا تجعلوا لله أندادا و أنتم تعلمون} هذه الآية فيها نهي عن اتخاذ الأنداد و لكن هل فيها أنه شرك؟ لا بالطبع, فمن أين لنا أن ذلك شرك, قلنا بمجموع النصوص الأخرى حكم الله على ذلك بالشرك و أنه لا يغفر.
فيمكن النهي على أمر ما ثم يكون هو شركا أو كفرا, لأن الكفر و الشرك مما نهى الله عنه.
قال أبو حيان الأندلسي _البحر المحيط_
{إِنكم إذاً مثلهم} حكم تعالى بأنهم إذا قعدوا معهم وهم يكفرون بآيات الله ويستهزئون بها، وهم قادرون على الإنكار مثلهم في الكفر، لأنهم يكونون راضين بالكفر، والرضا بالكفر كفر. والخطاب في أنكم على الخلاف السابق أهو للمنافقين؟ أم للمؤمنين؟ ولم يحكم تعالى على المسلمين الذين كانوا يجالسون الخائضين من المشركين بمكة بأنهم مثل المشركين، لعجز المسلمين إذ ذاك عن الإنكار بخلاف المدينة، فإن الإسلام كان الغالب فيها والأعلى، فهم قادرون على الإنكار، والسامع للذم شريك للقائل
و الله تعالى أعلم.
ـ[المغيرة]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 09:20]ـ
(ابو البراء) ان كان فعل الجلوس كفرا" لما رخصه الله في مكة عند الضرورة فالكفر لايرخص الا بالاكراه فقط.
ـ[المغيرة]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 09:37]ـ
تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (وَمَا عَلَى ?لَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـ?كِن ذِكْرَى? لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
يقول تعالى ذكره: ومن اتقى الله فخافه فأطاعه فيما أمره به واجتنب ما نهاه عنه، فليس عليه بترك الإعراض عن هؤلاء الخائضين في آيات الله في حال خوضهم في آيات الله شيء من تبعه فيما بينه وبين الله، إذا لم يكن تركه الإعراض عنهم رضا بما هم فيه وكان الله بحقوقه متقياً، ولا عليه من إثمهم بذلك حرج، ولكن لِيُعْرِضوا عنهم حينئذ. {ذِكْرَى} لأمر الله. {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} يقول: ليتقوا. ومعنى الذكرى: الذكرُ، والذكر والذكرى بمعنى وقد يجوز أن يكون ذكرى في موضع نصب ورفع فأما النصب فعلى ما وصفت من تأويل: ولكن ليعرضوا عنهم ذكري وأما الرفع فعلى تأويل: وما على الذين يتقون من حسابهم شيء بترك الإعراض، ولكن إعراضهم ذكرى لأمر الله لعلهم يتقون. وقد ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالقيام عن المشركين إذا خاضوا في آيات الله، لأن قيامه عنهم كان مما يكرهونه، فقال الله له: إذا خاضوا في آيات الله فقم عنهم ليتقوا الخوض فيها ويتركوا ذلك. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عنا بن جريج، قال: كان المشركون يجلسون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحبون أن يسمعوا منه، فإذا سمعوا استهزءوا، فنزلت:
(يُتْبَعُ)
(/)
{وإذَا رأيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنَا فأَعْرِضْ عَنْهُمْ حتى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غيرِهِ}
.. الآية، قال: فجعل إذا استتهزءوا قام فحذروا وقالوا: لا تستهزءوا فيقوم فذلك قوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} أن يخوضوا فيقوم. ونزل: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} إن قعدوا معهم، ولكن لا تقعدوا. ثم نسخ ذلك قوله بالمدينة:
{وَقَدْ نَزَلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أنْ إذَا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حتى يَخُوضُوا فِي حَديثٍ غيرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِثْلُهُمْ}
فنسخ قوله: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} ... الآية.
حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قوله: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} يقول: من حساب الكفار من شيء. {وَلَكِنْ ذِكْرَى} يقول: إذا ذكرتُ فقم. {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} مساءتكم إذا رأوكم لا تجالسونهم، استحيوا منكم فكفوا عنكم. ثم نسخها الله بعد، فنهاهم أن يجلسوا معهم أبداً، قال: وَقَدْ نَزَلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أنْ إذَا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها ... الآية.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} إن قعدوا، ولكن لا تقعد.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى} قال: وما عليك أن يخوضوا في آيات الله إذا فعلت ذلك.
تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) {وَمَا عَلَى ?لَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـ?كِن ذِكْرَى? لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}
قال ابن عباس: لما نزل لا تقعدوا مع المشركين وهو المراد بقوله: «فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ» قال المسلمون: لا يمكننا دخول المسجد والطّواف؛ فنزلت هذه الآية. {وَلَكِنْ ذِكْرَى} أي فإن قعدوا يعني المؤمنين فليذكّروهم. {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} اللَّهَ في ترك ما هم فيه. ثم قيل: نسخ هذا بقوله:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ?لْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ ?للَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى? يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}
[النساء: 140]. وإنما كانت الرُّخْصَة قبل الفتح وكان الوقت وقت تَقِيّة. وأشار بقوله: «وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ» إلى قوله: «وذَرِ الَّذِينَ ?تَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً». قال القُشَيْرِيّ: والأظهر أن الآية ليست منسوخة. والمعنى: ما عليكم شيء من حساب المشركين، فعليكم بتذكيرهم وزجرهم فإن أبوْا فحسابهم على الله. و {ذِكْرَى} في موضع نصب على المصدر، ويجوز أن تكون في موضع رفع؛ أي ولكن الذي يفعلونه ذكرى، أي ولكن عليهم ذكرى. وقال الكسِائِيّ: المعنى ولكن هذه ذكرى.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 09:39]ـ
أين رخص لهم بالجلوس في مجالس الكفر؟
و هل موضوعنا يتحدث عن الضرورة؟ نحن نتحدث عن حكم عام في القعود في مجالس الكفر و لا داعي للإستثناءات الآن حتى نكمل الحوار في نقطة الجلوس هل هو مناط كفر أم لا.
فالآية أخي الكريم أرشدتنا إلى وجوب القيام من المجلس ثم قال بعدها {إنكم إذا مثلهم}.
ـ[المغيرة]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:04]ـ
لتقرير مسألة لابد من جمع النصوص التي تتحدث عن تلك المسألة.والاضربنا النصوص ببعضها البعض , وكما نقلت لك تفسير اية الترخيص عندما كانوا المسلمين مستضعفون في مكة وهي قوله تعالي (وماعلي الذين ... الاية) وقولك بان فعل الجلوس كفر يلزمك بان تقول ان الله عزوجل رخص في الكفر بغير اكراه ولا اظن انك تقول به ,راجع قول المفسرون في الاية. واية النساء (وقد نزل عليكم ... الاية) تحمل على تكفير الراضي والله اعلم.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:22]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا الذي نقلت لك تفسير أهل العلم و قد ذكروا أن الواجب عليه القيام بنص الآية.
أخي الكريم كيف يكون الرجل راضيا بالكفر في مجالس الكفار؟
و ما تقول في قوله تعالى {إنكم إذا مثلهم}؟
و هل يجوز الجلوس معهم بدون إنكار؟
أجبني بارك الله فيك عن أسئلتي.
ـ[المغيرة]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 09:50]ـ
(ابو البراء) قولك: أنا الذي نقلت لك تفسير أهل العلم و قد ذكروا أن الواجب عليه القيام بنص الآية < نعم لا اخالفك في النهي ولكني اخالفك في حكم الجالس غير الراضي لضرورة وغيرها فانه يعذر ولاينطبق فيه حكم الخائضين كما عذر من كان بمكة لضرورة فحكم الكفر لايتغير من شخص لا اخر, فالله يقول للنبي صلي الله عليه وسلم (لان اشركت ليحبطن عملك ... الاية) وحاشاه من ذلك.> وقولك: أخي الكريم كيف يكون الرجل راضيا بالكفر في مجالس الكفار؟ < فالرضي مكانه القلب ولكن قد تظهر من الجالس بعض القرائن التي تدل على رضاه مثل ان يضحك او يهز راسه او غير ذلك او يكون جالس بغير ضرورة والله اعلم> وقولك: و ما تقول في قوله تعالى {إنكم إذا مثلهم}؟ >تحمل على الراضي كما ذكرت لك فهناك من جلس بمكة ولم يكن كافرا" بجلوسه < وقولك:و هل يجوز الجلوس معهم بدون إنكار؟ < يجوز في بعض الحالات كالضرورة مثلا" او للتخزيل , والكفر أما ان يكون قولا" أو فعلا" أو اعتقادا" مالذي فعله الجالس ليكفر به غير ان يكون راضي بكفرهم؟ ان قلت فعل الجلوس فاقول لك ماتقول في اية الانعام (وماعلى الذين يتقون ... الاية) هل تقول ان الله رخص في الكفر بالضرورة؟ وأعلم أن الاية الاظهر انها ليست منسوخة, وان ثبت نسخها فافعال الكفر لاتنسخ ونسخها يدل على ان فعل الجلوس ليس بكفر فلايجوز الكفر في بعض الحالات ولايجوز في غيرها. وكما اسلفت لك لتقرير مسألة لابد من جمع النصوص وتوافقها لا بضربها ببعضها البعض , فاني سالك ماذا تقول في قوله تعالي (وماعلى الذين يتقون ... الاية) واعلم لابد ان تتوافق مع أية النساء (وقد نزل عليكم ... الاية)؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 10:32]ـ
الأخ (أبو البراء الأندلسي)،
قول الله تعالى: {إنكم إذن مثلهم} .. هو كقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله)).
والله أعلم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 01:16]ـ
هذه إضافة أخرى:
----------------
يقول الشيخ محماس بن عبد الله الجعلود في كتابه " الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية: (وينقل الشيخ سليمان بن سحمان عن ابن تيمية قوله: «أنه قال - أي شيخ الإسلام - في قوله تعالى: (إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)، إن الطائفة المعفو عنها كانت عاصية، لا كافرة إما بسماع الكفر دون إنكاره أو بالجلوس مع الذين يخوضون في آيات الله، أو بكلام هو ذنب وليس كفر») إهـ (2/ 865)
وكلام الشيخ ابن سحمان رحمه الله موجود في رسالته " الجواب الفائض في الرد على أرباب القول الرائض ".
والله أعلم.
ـ[المغيرة]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 06:47]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
أطلعت على بعض أقوال المفسرين حول قوله تعالى (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ)
فأحببت أن انقله لكم للفائدة:
قال: بن عادل في تفسيره:
والمعنى: أنكم إذاً مِثْلُهُم، إن قعدْتُم عندهم وهُم يَخُوضُون ويَسْتهزِئُون، ورضيتم بِهِ، فأنتم كُفَّار مِثْلُهم، وإن خَاضُوا في حَدِيث غَيْرِه، فلا بأس بالقُعُود مَعَهم مع الكَرَاهَة.
قال الحَسَن: لا يجوز القُعُود معهم وإن خَاضُوا في حَدِيث غَيْره؛ لقوله - تعالى -:
{وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ?لشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ?لذِّكْرَى? مَعَ ?لْقَوْمِ ?لظَّالِمِينَ}
[الأنعام: 68] والأكثرون على الأوَّل، وآية الأنعام مَكِّية وهذه مَدَنِيَّة، والمتأخِّر أوْلَى.
فصل
قال بعض العُلَمَاء: هذا يدل على أنَّ من رَضِي بالكُفْرِ، فهو كافِرٌ، ومن رَضِيَ بمنكر يَرَاه، وخالط أهْلَه وإن لَمْ يُبَاشِر ذلك، كان في الإثْمِ بمَنْزِلة المُبَاشِر لهذه الآية، وإن لم يَرْض وحَضَر خَوْفاً وتقية، فلا.
قال الامام البغوي في هذه الأية (انكم اذا مثلهم)
(يُتْبَعُ)
(/)
{إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ}، أي: إن قعدتم عندهم وهم يخوضون ويستهزؤون ورضيتم به فأنتم كفار مثلهم،
وقال الامام بن الجوزي في تفسيره:
. {إِنكم} إِن جالستموهم على ما هم عليه من ذلك، فأنتم {مثلهم} وفي ماذا تقع المماثلة فيه، قولان.
أحدهما: في العصيان. والثاني: في الرضى بحالهم، لأن مُجالس الكافر غير كافر.
قال البيضاوي رحمه الله في تفسيره:
{إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ} في الاثم لأنكم قادرون على الاعراض عنهم والإِنكار عليهم، أو الكفر إِن رضيتم بذلك، أو لأن الذين يقاعدون الخائضين في القرآن من الأحبار كانوا منافقين، ويدل عليه: {إِنَّ ?للَّهَ جَامِعُ ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?لْكَـ?فِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً}
قال الامام الطبراني في تفسيره:
قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ}؛ أي من جَالَسَهُمْ راضياً بما هُم عليه من الكُفْرِ والاستهزاءِ بآيَاتِ الله فهو مِثْلُهُمْ في الكُفْرِ؛ لأن الرِّضَا بالكفرِ والاستهزاء كُفْرٌ، ومَن جَلَسَ معهُم سَاخِطاً لذلكَ منهم لم يَكْفُرْ، ولكنه يكونُ عاصِياً بالقعودِ معهم؛ فيكونُ معنى قولهِ تعالى: {إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ} أي في أصْلِ العِصْيَِانِ وإن لم تبلُغْ معصيةُ المؤمنين معصيةَ الكفَّار، إذا لم يكن جلوسُ المؤمنينَ معهم لإقامةِ فَرْضٍ أو سُنَّةٍ، أما إذا كان جلوسُه هنالكَ لإقامةِ عبادَةٍ وهو سَاخِطٌ لتلكَ الحالِ لا يقدرُ على تغييرها، فلابأسَ بالجلوسِ. كما روي عن الحسن: (أنَّهُ حَضَرَ هُوَ وَابْنُ سِيْرِيْنَ جِنَازَةً وَهُناكَ نَوْحٌ؛ فَانْصَرَفَ ابْنُ سِيْرِيْنَ؛ فَذُكِرَ ذلِكَ لِلْحَسَنِ فَقَالَ: إنَّا كُنَّا مَتَى رَأَيْنَا بَاطِلاً تَرَكْنَا حَقّاً؛ أشُرِعَ ذلِكَ فِي دِيْنِنَا!).
قال الامام الخازن في تفسيره:
إنكم إذاً مثلهم} يعني أنكم يا أيها الجالسون مع المستهزئين بآيات الله إذا رضيتم بذلك فأنتم وهم في الكفر سواء. قال العلماء وهذا يدل على أن من رضي بالكفر فهو كافر ومن رضي بمنكر أو خالط أهله كان في الإثم بمنزلتهم إذا رضي به وإن لم يباشره فإن جلس إليهم، ولم يرض بفعلهم بل كان ساخط له وإنما جلس على سبيل التقية والخوف فالأمر فيه أهون من المجالسة مع الرضا وإن جلس مع صاحب بدعة أو منكر ولم يخض في بدعته أو منكره فيجوز الجلوس معه مع الكراهة وقيل لا يجوز بحال والأول أصح
قال الامام النسفي في تفسيره:
{إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ} أي في الوزر إذا مكثتم معهم، ولم يرد به التمثيل من كل وجه فإن خوض المنافقين فيه كفر ومكث هؤلاء معهم معصية
قال الامام الرازي في تفسيره:
{إِنَّكُمْ إِذاً مّثْلُهُمْ}.
والمعنى: أيها المنافقون أنتم مثل أولئك الأحبار في الكفر. قال أهل العلم: هذا يدل على أن من رضي بالكفر فهو كافر، ومن رضي بمنكر يراه وخالط أهله وإن لم يباشر كان في الإثم بمنزلة المباشر بدليل أنه تعالى ذكر لفظ المثل ههنا، هذا إذا كان الجالس راضياً بذلك الجلوس، فأما إذا كان ساخطاً لقولهم وإنما جلس على سبيل التقية والخوف فالأمر ليس كذلك، ولهذه الدقيقة قلنا بأن المنافقين الذين كانوا يجالسون اليهود، وكانوا يطعنون في القرآن والرسول كانوا كافرين مثل أولئك اليهود، والمسلمون الذين كانوا بالمدينة كانوا بمكة يجالسون الكفار الذين كانوا يطعنون في القرآن فإنهم كانوا باقين على الإيمان، والفرق أن المنافقين كانوا يجالسون اليهود مع الاختيار، والمسلمين كانوا يجالسون الكفار عند الضرورة(/)
كلام خطير بثته بعض القنوات الاسلامية؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 11:59]ـ
اخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فرحنا بكثرة القنوات الاسلامية ولكنها بحاجة الى متابعة وملاحظة ورقابة على البرامج قبل عرضها وهنا ثلاث ملاحظات لاحظها بعض الاخوة على قنواتنا الاسلامية
الاولى في حوار مع احد المفكرين قال اركان الايمان ثلاثة ولم يعقب من قدم البرنامج بشي
واالثانية احدهم نصح العامة باقتناء الصحيحين للتثبت من صحة الاحاديث والغى بقية كتب السنة
وطامة اخرى اليوم في قناة دليل اجاز احدهم تعلم السحر دون العمل به
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 05:52]ـ
كنت أود أن أعرف ماذا تبث قناة دليل؟ لأني توجست منها خيفة بسبب أسماء أعضاء الهيئة الشرعية و إن كنت متأكد مما قلت عن السحر فالله المستعان
ـ[طالب الخير]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 07:12]ـ
وطامة اخرى اليوم في قناة دليل اجاز احدهم تعلم السحر دون العمل به
والله لازلتُ متحفظاً على هذه القناة منذ أن أخبرني أحد الاخوة باسم المشرف عليها، واسم بعض أعضاء الهيئة الشرعية فيها.
وأرجو منك أن توثق كلامك فيمن أجاز تعلم السحر، حتى تتم مطالبة المشرف على القناة بإصدار بيان يتبرأ فيه من قول هذا الرجل في قناته.
وهذه جناية المراجعة الجديدة الذي سار بها مشرف القناة، وهذه ضريبتها، ولاحول ولاقوة إلا بالله.
لابأس أن يكسب المشرف جميع التيارات بمنهجه الجديد، لكن يجب عليه إنكار المنكر والبراءة منه، وهو باستطاعته إزالة المنكر وإدانة مرتكبه مادام أنه مشرف على القناة، وإلا مافائدة إشرافه!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 04:27]ـ
اشكر الاخوة الكرام على تفاعلهم مع الموضوع
وماذكرته عن قناة دليل حصل البارحة وانا متاكد منه حتى ان المقدم للبرنامج استغرب كلام الضيف ومع تكرار استغرابه ترددالضيف فمرة قال بالتحريم ومرة قال بالجواز للوقاية منه
ولمح الى كتاب المضنون به على غير اهله واظنه للرازي ولكنه لم يذكر اسم المؤلف والله المستعان
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:01]ـ
المضنون به على غير أهله للغزالي.
وأظنك تقصد كتاب السر المكتوم للرازي.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 11:11]ـ
بل ذكر المضنون به على غير أهله
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[طالب الخير]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 07:31]ـ
لابد من التوثيق لذلك، ثم إطلاع بعض المشايخ المهتمين بالإيضاحات من خلال ردودهم كالشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف، وفائدة هذا الإطلاع حتى يقوم بإصدار بيان ولابأس من جمع توقيعات بعض المشايخ عليه، وإرساله بداية الأمر سرياً للمشرف على القناة مع تأكيد المطالبة في البيان من إعلان البراءة مما حصل في قناته، فإن لم يفعل يُنشر البيان لتحذير الناس مما حصل في هذه القناة.
ـ[أحمد الشهري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 01:20]ـ
بل إن قناة دليل في أيام العيد عرضت تقريرا مسجلا عن العيد في العراق وتفاجأت بثلاث فتيات غير متحجبات أثناء التصوير ... وكان من المفترض أن يمسح ذلك المقطع!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 04:23]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 06:26]ـ
/// المضنون به على غير أهله للغزالي. ولا علاقة له بالسحر، بل في الفلسفة والكلام!
ـ[طالب الخير]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 06:40]ـ
بل إن قناة دليل في أيام العيد عرضت تقريرا مسجلا عن العيد في العراق وتفاجأت بثلاث فتيات غير متحجبات أثناء التصوير ... وكان من المفترض أن يمسح ذلك المقطع!
وإن كان هناك إشكال في ظهور بعض الفتيات، إلا أن الأخطر هو عرض أيام العيد في العراق، وذلك إن قصدوا توطين الوضع بالاحتلال وأن هناك استقراراً، فهذا رسالة غير مباشرة إلى الرضى بالواقع والتعايش معه.
والصحيح هو عدم الرضى بواقع العراق في ظل الاحتلال وعدم التوطين له، وذلك في القيام بالجهاد.
فأين هم عن هذه المعاني التي هي من أصول الدين وفروعه.
أصول الدين: مبدأ الجهاد وشرعيته
فروعه: الأحكام العملية التفصيلية للجهاد
ونريد من قناة دليل أن يهتموا بذلك إن ذكروا العراق، لا أن يهتموا بإهداءات العيد من المواطنين العراقيين وما إلى ذلك.
ـ[طالب الخير]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 06:48]ـ
لابد من التوثيق لذلك، ثم إطلاع بعض المشايخ المهتمين بالإيضاحات من خلال ردودهم كالشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف، وفائدة هذا الإطلاع حتى يقوم بإصدار بيان ولابأس من جمع توقيعات بعض المشايخ عليه، وإرساله بداية الأمر سرياً للمشرف على القناة مع تأكيد المطالبة في البيان من إعلان البراءة مما حصل في قناته، فإن لم يفعل يُنشر البيان لتحذير الناس مما حصل في هذه القناة.
لا زلتُ أكرر هذا الكلام، فوالله إن لم يحصل من البداية الانكار والاحتساب على ذلك فأخشى أن يتمادى القوم وتظهر مالاتُحمد عقباه.
وسبب حرصي في ذلك هو لأن هذه القناة تُسمى إسلامية، ومشرفها ليس كمشرف قناة الرسالة الذي لايوثَق فيه، بل له منزلته ومكانته في المجتمع الاسلامي، ولذلك سيصبح لهذه القناة صدى واسع مع تقدم الأيام والشهور، فلابد من وقفة صادقة تجاهها من مشايخنا الكرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 09:48]ـ
الاخ الكريم عدنان البخاري بارك الله فيك ... هذا ماذكره ولم يذكر المؤلف ولعله اشتبه عليه الامر
الاخ الكريم طالب الخير بارك الله فيك على غيرتك وحرصك ولعل من له اتصال بالقناة او المشرف عليها يوصل هذه الرسالة
ـ[ولد برق]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:35]ـ
http://up3.m5zn.com/get-8-2008-wkljgoeqsn9.jpg
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 04:13]ـ
اخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تاكيدالما ذكرته سابقا فقد اعيد البرنامج عصر هذ االيوم وحصلت على المعلومات التالية
اسم البرنامج: هلا سألوا
ضيف البرنامج: عبد الله الصبان من الازهر
ـ[طالب الخير]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 05:43]ـ
اخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تاكيدالما ذكرته سابقا فقد اعيد البرنامج عصر هذ االيوم وحصلت على المعلومات التالية
اسم البرنامج: هلا سألوا
ضيف البرنامج: عبد الله الصبان من الازهر
لا زالوا يعيدونه!!!
ألا تبّاً لهم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 07:31]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 01:54]ـ
ومنذ قليل سمعت لآخر لقاء مع ما سيسمونه بـ (مفكر إسلامي) وهو محمد عمارة، يهرف بأشياء كثيرة معرفوة عنه، ومعروف موقفه منها، ولم يتقدم مقدم البرنامج وهو دكتور في إحدى الكليات الشرعية إلا بمجرد سؤال المستشكل.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 06:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
الرسالة السلفية: منجدة الغارقين: حول صفات الله عز وجل الواجبة على كل موحد معرفتها
ـ[ابن حاحا]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 01:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة جديدة مفيدة هامة جدا في بابها.
منجدة الغارقين ومذكرة الموحدين بصفات الله سبحانه وتعالى التي هي من أصل الدين
بقلم: المهتدي بالله عبد القادر بن إسماعيل الإبراهيمي
بمراجعة نخبة من طلبة العلم
الرابط pdf للتحميل:
http://www.mediafire.com/?sharekey=42a353445552d1cdd2db 6fb9a8902bda
تتناول الرسالة صفات الله عز وجل الواجبة على كل موحد معرفتها حتى يكون من جملة الموحدين. مع نقولات سلفية حول الموضوع. رسالة مهمة جدا في بابها، ومن المواضيع التي قلما أفرد فيها رسالة منفصلة. فيرجى الاستفادة من الرسالة.
ولا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[المغيرة]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 09:53]ـ
قرأت الرسالة وهي جيدة ولكن هناك بعض الكلام المشكل لبعض اهل العلم في هذه المسألة مثل كلام شيخ الاسلام وبن حزم رحمهما الله حول حديث (الرجل الذي أوصي بنيه أن يحرقوه) وحديث عائشة رضي الله عنها (مهما يكتم الناس يعلمه الله) فماذا نقول فيه هذه التأويلات التي تخالف القواعد الكلية؟ اما ان نكفر الشيخان رحمها الله ,واما ان نقول ان هذه التاويلات نسبت لهما فقط, كيف يكون حل هذا المشكل؟
ـ[ابن هشام الدمشقي]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 07:47]ـ
أخي الكريم مغيرة.
فيما يخص تساؤلاتك، انظر هذه الرسالة:
توفيق اللطيف المنان في بيان أن الشاك في الله ليس من أهل الإيمان وأن الموالي له في الحكم سيان
بقلم: المهتدي بالله عبد القادر بن إسماعيل الإبراهيمي
بمراجعة نخبة من طلبة العلم
وهي رسالة جامعة للشبهات المتعلقة حول التوحيد العلمي الاعتقادي. وهذه الرسالة عبارة عن جزئين. وفيها دراسة حديثية وعقائدية موسعة حول حديث الرجل الموصي أولاده بحرقه بعد موته خشية من الله وخوفا. وهي أكبر رسالة في الرد على شبهة الرجل الموحد الذي اتهم أنه شك في قدرة الله عز وجل وفي علمه، وكذا الرد القاصم على شبهة الافتراء على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وشبهات أخرى في نفس الباب.
والجزء الثاني يتناول النصوص التي نسبت إلى أهل العلم وهم منها براء.منهم شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن حزم، وابن عبد البر، وأبي بطين.
الرابط:
http://www.2shared.com/file/7835928/415ed819/tawfiq_pdf.html
أو
http://www.mediafire.com/?eznrmbtj5ln
وإليك الرابط الجديد لرسالة منجدة الغارقين.
الرابط:
http://www.mediafire.com/?mnzgzmw32wz
أو
http://www.2shared.com/file/7901687/23cc541d/almunjida_A4.html
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.(/)
وقفة تدعو للتأمل بخصوص البيان الأخير لمجلس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
ـ[طالب الخير]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 05:26]ـ
اطلعتُ على البيان الختامي لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المنعقد في الدوحة بتاريخ 14 - 15 شوال 1429 هـ الموافق 14 - 15 تشرين الأول 2008م، فاستوقفتني إدانة المجلس الذي جاء فيها:
(يدين المجلس أشد الإدانة الإساءة إلى رمز كبير من رموز الأمة، سماحة العلامة الإمام يوسف القرضاوي، بالافتراء عليه، ومحاولة تشويه تاريخه المشرف، وإمامته العلمية، وجهاده المتصل في دعم القضايا الإسلامية والدفاع عن وحدة الأمة، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها، ومناصرة مقاومة الاحتلال في فلسطين، ولبنان، والعراق، وأفغانستان، وغيرها، والدعوة إلى الوسطية التي أصبح سماحته رمزا لها، كما يدين الاتحاد الإساءة إلى أي من علماء الأمة ورموزها.)
ولستُ معارضاً لهذه الإدانة، ولكن استوقفتني هذه الإدانة في الوقت الذي يُهاجَم فيه علماء أهل السنة من كل مذهب يخالفها في الأصول ولا نجد لهذا المجلس أي إدانة لتلك المذاهب المنحرفة في هجومها على علماء أهل السنة، مع كون المجلس عاماً لجميع المسلمين، فهو ليس حِكْراً على دولةٍ معينة أو طائفة معينة، وأعضاء المجلس يتكون من جميع الجهات بما فيها السعودية، فلماذا لا نجد لهذا المجلس أي إدانة لمن هاجم الشيخ عبدالرحمن البراك والشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح اللحيدان بذكر اسم الشيخ المعتدى عليه لمكانته، وليس بإجمال، كما حصل من ذكرهم للقرضاوي؟.
وإن الشيعة الامامية والليبرالية ونحوها هجومهم مقصود على علماء أهل السنة، وإذا كان هناك خطر من الشيعة الامامية، فهناك خطر من الليبرالية خصوصاً وأن هناك سعي حثيث للتلفيق بقول الملفقين (الاسلام الليبرالي) وهذا مُشاهد، وهناك مَن يدعمه، فالخطر واحد.
هذا الذي جعلني أتأمل حال المجلس وفي دوره وأعضاءه.(/)
قراءتى لذلك الكلام ذكرنى بكلام سيد قطب رحمه الله تعالى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 08:56]ـ
الاتى كلام سيد قطب رحمه الله تعالى
(ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون). .
إنه ليس الانتقام , وليس إرواء الأحقاد. إنما هو أجل من ذلك وأعلى. إنه للحياة , وفي سبيل الحياة , بل هو في ذاته حياة. . ثم إنه للتعقل والتدبر في حكمة الفريضة , ولاستحياء القلوب واستجاشتها لتقوى الله. .
والحياة التي في القصاص تنبثق من كف الجناة عن الاعتداء ساعة الابتداء. فالذي يوقن أنه يدفع حياته ثمنا لحياة من يقتل. . جدير به أن يتروى ويفكر ويتردد. كما تنبثق من شفاء صدور أولياء الدم عند وقوع القتل بالفعل. شفائها من الحقد والرغبة في الثأر. الثأر الذي لم يكن يقف عند حد في القبائل العربية حتى لتدوم معاركه المتقطعة أربعين عاما كما في حرب البسوس المعروفة عندهم. وكما نرى نحن في واقع حياتنا اليوم , حيث تسيل الحياة على مذابح الأحقاد العائلية جيلا بعد جيل , ولا تكف عن المسيل. .
وفي القصاص حياة على معناها الأشمل الأعم. فالاعتداء على حياة فرد اعتداء على الحياة كلها , واعتداء على كل إنسان حي , يشترك مع القتيل في سمة الحياة. فإذا كف القصاص الجاني عن إزهاق حياة واحدة , فقد كفه عن الاعتداء على الحياة كلها. وكان في هذا الكف حياة. حياة مطلقة. لا حياة فرد , ولا حياة أسرة , ولا حياة جماعة. . بل حياة. .
ثم - وهو الأهم والعامل المؤثر الأول في حفظ الحياة - استجاشة شعور التدبر لحكمة الله , ولتقواه:
(لعلكم تتقون). .
هذا هو الرباط الذي يعقل النفوس عن الاعتداء. الاعتداء بالقتل ابتداء , والاعتداء في الثأر أخيرا. . التقوى. . حساسية القلب وشعروه بالخوف من الله ; وتحرجه من غضبه وتطلبه لرضاه.
إنه بغير هذا الرباط لا تقوم شريعة , ولا يفلح قانون , ولا يتحرج متحرج , ولا تكفي التنظيمات الخاوية من الروح والحساسية والخوف والطمع في قوة أكبر من قوة الإنسان!
وهذا ما يفسر لنا ندرة عدد الجرائم التي أقيمت فيها الحدود على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وعهد الخلفاء , ومعظمها كان مصحوبا باعتراف الجاني نفسه طائعا مختارا. . لقد كانت هنالك التقوى. . كانت هي الحارس اليقظ في داخل الضمائر , وفي حنايا القلوب , تكفها عن مواضع الحدود. . إلى جانب الشريعة النيرة البصيرة بخفايا الفطر ومكنونات القلوب. . وكان هناك ذلك التكامل بين التنظيمات والشرائع من ناحية والتوجيهات والعبادات من ناحية أخرى , تتعاون جميعها على إنشاء مجتمع سليم التصور سليم الشعور. نظيف الحركة نظيف السلوك. لأنها تقيم محكمتها الأولى في داخل الضمير!
"حتى إذا جمحت السورة البهيمية في حين من الأحيان , وسقط الإنسان سقطة , وكان ذلك حيث لا تراقبه عين ولا تتناوله يد القانون , تحول هذا الإيمان نفسا لوامة عنيفة , ووخزا لاذعا للضمير , وخيالا مروعا , لا يرتاح معه صاحبه حتى يعترف بذنبه أمام القانون , ويعرض نفسه للعقوبة الشديدة , ويتحملها مطمئنا مرتاحا , تفاديا من سخط الله , وعقوبة الآخرة ~16~.
إنها التقوى. . إنها التقوى. .
ويأتى ان شاء الله ما ذكرنى بهذا الكلام فى المشاركة الاتية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 09:47]ـ
رُشْد منقوص
د. عبد الكريم بكار 17/ 10/1429
16/ 10/2008
الإنسان مجمع ضخم للمتناقضات، فهو كائن شديد الذكاء عظيم الوعي، مبدع ومخترع وقادر على التفكير في نفسه، وهو إلى جانب ذلك صانع للوهم و الخرافة ومستهلك لهما، وقابل للمتاجرة والتزييف في كل زمان ومكان. هناك سؤال جوهري من المهم أن نجيب عليه، وهو أن الإنسان الذي يخترع اليوم كل الأشياء الدقيقة، ويحسب بعض الأنشطة بواحدة على ألف من الثانية، ويقدِّر أعمار بعض المخلوقات بملايين السنين ... هذا الإنسان شديد التخبط والارتباك في كثير من جوانب حياته، ومن السهل خداعه وإغراؤه بما فيه هلاكه وحتفه، ولا أ شعر أن هناك أي أمل في التخلص التام من هذه الأمور. فما أسباب هذه الوضعية؟ وكيف يمكن أن نتعامل معها؟
هذا ما أحاول الإجابة عنه في هذه المقالة وما بعدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن العقل الإنساني غير مكتفٍ بنفسه، بمعنى أنه لا يستطيع صناعة الوعي بالعالم من حوله اعتماداً على قواه ومعطياته الذاتية، وإنما يحتاج إلى تثقيف مقصود، وإلى بيانات ومعلومات يشتغل عليها حتى يتمكن من بلورة مفاهيم ومقولات ومدركات تضيء طريقه، وتسدِّده في عمله، ودليل هذا ذلك الفارق الكبير بين المحاكمة العقلية التي نجدها عند المتعلم تعليماً عالياً وبين شخص بدائي أو أمي أو شخص نال القليل من المعرفة والخبرة. ولا بد من أن نلاحظ إلى جانب هذا أن كل الناس يفكرون وينظِّرون، ويُصدرون الأحكام، ويحاولون فهم أسباب وتداعيات الأحداث، ولا شك أن في الناس من هو غبيّ، ومنهم من هو مصاب بمرض عقلي أو نفسي، وفيهم المأزوم والذي يشعر بالظلم الشديد ومشبوب العاطفة وسوداويّ المزاج ... وهؤلاء جميعاً قد يعجزون عن التفكير بطريقة صحيحة في كل الأحوال وكل المسائل، ولذا فإنهم يُساهمون على نحوٍ ما في تشويش الإدراك الإنساني العام، وفي تقديم أفكار ومعلومات مشوَّهة، والمشكل أن الذين عافاهم الله –تعالى- من هذه المشكلات لا يستطيعون إدراك تلك النقائص وآثارها على نحو جيد، وهذا يسهِّل انتشار الأفكار والأحكام الخاطئة. حدثني مرة أحد الأشخاص المتعلمين عن أنه رأى في ساحة كلية الطب في بلده شخصاً مقتولاً، وقد ألقاه من غدر به في بركة ماء هناك، وأن تلك الحادثة تكررت غير مرة. وأنه شاهد ذلك بأم عينه، وكنت أنا مندهشاً كيف يتكرر حادث عنيف كالذي يتحدَّث به الرجل دون أن تكون هناك محاسبة وتتبع لمن يفعل ذلك!! وحين فارقت الرجل قال لي أحد الأصدقاء الذين سمعوا ذلك: إن الكلام الذي قاله فلان غير صحيح، وهو يروي ما يرويه عن اعتقاد وجزم بسبب نوع من الاضطراب في التوهم لديه.
ولا شك في أن بعض من يسمعون ما قاله صاحبنا يصدقون به، وينشرونه بين الناس، وهناك طبعاً من هو مستعد للتصديق، ومستعد لإضافة شيء إلى ما سمعه والقيام بنشره وإعادة تصديره. وفي بعض الأحيان يهذي الإنسان بسبب ارتفاع درجة حرارة جسمه، ولا سيما إذا كان متقدماً في السن، وهناك من هو جاهز لتفسير الهذيان وإضفاء المنطقية عليه، وقد حدث في أحد البلدات العربية أن أُصيب أحد رعاة الغنم بحمى شديدة جعلته يهذي، ويقول كلاماً غير مفهوم ولا معقول، وقد قام بعض القادة الروحيين في بلد ذلك الراعي بالادّعاء بأن هذيان ذلك الشخص ما هو إلا ترجمة لما أوحي إليه به، وتضخمت المسألة، وتمّ استغلالها على نحو بشع، وكانت النتيجة ادّعاء ذلك الراعي للألوهية، وبعد مدة صار لديه أنبياء ينشرون كلامه بين الناس، وترتب على كل ذلك تشكّل طائفة دينية تعبد ذلك الراعي، وتقرِّب له القرابين، وقد حُكم على الرجل بالإعدام في أواسط القرن الماضي، لكن الطائفة التي تقدِّسه استمرت في الوجود! وهكذا يمكن للعقول غير المثقفة وغير المتعلمة أن تصنع من الهذيان ومن الأوهام قصَّة حسنة محبكة وذات صدق منطقي معقول لدى بعض الناس، ومع توالي الأيام والأجيال تكتسب الأوهام صلابة بسبب قِدَمها وعراقتها، وهذا أصلٌ لكثير من الخرافات السائدة في أماكن كثيرة من العالم اليوم.
من الواضح أن عقولنا مجهَّزة على نحو حسن لفهم العلاقات الخطية والمنظَّمة؛ فنحن ندرك بسهولة العلاقة بين المرض وارتفاع الحرارة، والعلاقة بين الفراغ والشعور بالملل، كما ندرك العلاقة بين تناول الطعام والشعور بالشبع، لكن فهم العلاقات المبعثرة والأفقية يظل أمراً يحتاج إلى بحث وتجربة، وستظل السيطرة عليه ناقصة، وعلى سبيل المثال، فقد يتفشى مرض في دولة إفريقية ويكون شفاؤه في عشبه موجودة في الصين، فكيف يمكن اكتشاف العشبة وتصنيعها من قبل أشخاص لم يسمعوا بالمرض الموجود في إفريقية؟ وكيف يمكن للمريض في إفريقية أن يعرف أن في الصين عشبة فيها علاجه وبرؤه من دائه؟!
ولهذا فإن من الممكن أن يجد ذلك المريض عشرات الأشخاص المشعوذين والمخادعين الذين يدّعون أن لديهم الدواء الناجح لعلته، وقد يجد نفسه مدفوعاً أو مضطراً لقبول ادّعاءاتهم، وقد يُشفى ذلك المريض لسبب مجهول، وينسب ما منَّ الله به عليه من العافية لدواء أحد المشعوذين، ويأخذ الناس عنه ذلك، وتتولد عن ذلك قصص وحكايات تتناقلها الأجيال ... !
إنه ما دام هناك أجزاء من الواقع غير مكتشفة ولا مفهومة، فإن تلك الأجزاء ستظل مصدراً لإنتاج الأوهام والأحكام غير المختبرة ولا الممحِّصة، وهذا ما يحدث في كل مكان من العالم!
للحديث صلة.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 09:53]ـ
وهذا عنوان خبر فى العربية نت
18 شوال 1429هـ - 18 أكتوبر 2008م
نتج عنها وفاة حامل وشلل شاب وهتك عرض آخر
النيابة العامة المصرية تبدأ التحقيق مع ضباط شرطة في 3 قضايا تعذيب
و
جامعي جزائري يقتل أستاذه بـ 20 طعنة بسبب "علامة واحدة"
السبت 18 اكتوبر 2008 م، 18 شوال 1429 هـ
وطبعا الناس يعجبون جدا من هذا الخبر أما أنا فأعجب أيضا لكن من عجبهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 07:43]ـ
أكرمك الله تعالى أخي العزيز/ خالد
و لكن ليس كل الكلام فأنت أتيت من كل بستان بزهرة!
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 08:28]ـ
يعني هل تريد أن تقرر يا شيخ خالد مقولة " الأحباب ":
" إذا صلح الإيمان صلحت الأعمال , و إذا صلحت الأعمال صلحت الأحوال "؟!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 10:17]ـ
جزاك الله خيرا شيوخنا الافاضل(/)
علاقة مكانة السيدة عائشة بالعقيدة والتوحيد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 11:16]ـ
أما علاقة مبحث الصحابة بالعقيدة فلا تخفى .. وكذلك أمهات المؤمنين خاصة ..
لكنّ لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مسيس علاقة خاصة .. تنماز به عن بقية الصحابة وأهل البيت
وذلك في أمور منها:-
-أن الإجماع منعقد على تكفير من يتهمها بما برأها الله منه قال النووي في شرحه على مسلم" و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين " انتهى .. فاستحق ذلك أن يكون من نواقض الإسلام الثابتة ..
-وأن الله تعالى سجل براءتها والذب عنها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة .. ولاشك أن ما اختار الله أن يتكلم به فيكون محفوظا في الكتاب .. له رتبة خاصة فإن إنكار أي آية أو حرف من كتاب الله كفر بالاتفاق
-وأن الله جل وعلا .. سمى تهمتها بما اتهمت به "إفكا" وهو أخرص الخرص وأكذب الكذب .. وسمى تكذيب الكفار للرسل إفكا كما في آيات كثيرة نحو قوله سبحانه"أإفكا آلهة دون الله تريدون" فتأمل هذه المنزلة السامية ..
-وأنه سبحانه أورد التسبيح تعقيبا على هذا القول المنكر .. ولم يفعل ذلك سبحانه إلا مع الشرك البيّن الذي منه وصف المشركين إياه بما يتنزه عنه فقال عز وجل"سبحان الله عما يصفون" أي عما يصفون الله به من النقائص
وقال في معرض الحديث عن اتهام الشريفة أم المؤمنين "ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم" فلما نزه نفسه سبحانه بعد التعريض بقالة السوء في أم المؤمنين .. عُلم أن تنقيصها بهذا يتضمن التنقص لله عز وجل
هذا ما تيسر إيراده والله تعالى أعلم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 07:05]ـ
بارك الله فيك أخى أبا القاسم، ولعل التحليق حول حادثة الإفك من صحيح البخارى مثلا أو غيره يجلى الأمر أكثر فأكثر لمن أراد الاستزادة، إذ إن الأمر أحدث كارثة أو كاد بين الصحابة، وكاد القتل أن يقع بين الأنصار بسبب ما وجه لهذه السيدة العظيمة أمنا وأم المؤمنين من إفك وكذب
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 07:08]ـ
وعلى العموم لفتة جميلة منك يا أبا القاسم وكشف أراه منك بلا مجاملة، فى ربطك بين حادثة الإفك وبين التوحيد، لا يدركها إلا صاحب فهم(/)
الردُّ على محاولة ربط أسطورة "مثلث برمودا" و"الأطباق الطَّائرة" بالحقائق الشَّرعية!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:55]ـ
/// الحمدلله علم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، والصلاة والسَّلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد
/// فهذا موضوع قديمٌ لي كنت قد سطَّرتُه متفرِّقًا في مشاركاتٍ قديمةٍ لي في ملتقى أهل الحديث من بضع سنين خلت.
/// والذي دعاني لإحياء الكلام عنه الآن ما رأيته من هذا الكتاب في منتدانا المبارك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21380
/// بداية الأمر والمشكلة أنَّ بعض الباحثين و"المثقَّفين الإسلاميين!! " صار لديهم هوسٌ في محاولة ربط الاكتشافات الغربيَّة أوالشَّرقيَّة أو النَّظريَّات أوالأساطير أوبعض الظواهر الكونية بالحقائق الشرعية ونصوصها، وتكلُّف ذلك ولو على حساب إلغاء دلالات الوحي أو لي أعناقها.
/// وممَّا تكلَّف له بعض المخلِّطين في هذا العصر ربط بعض النَّظريات والأساطير التي لم تثبت بطريقة علميَّة متَّفقٍ عليها =بنصوص الشَّرع، وكانَّها أمور مسلَّمٌ بها بلا مراء .. ذلك هو كلامهم بتخليط ورجمٍ بالغيب في موضوع الأطباق الطَّائرة ومثلَّث برمودا.
/// وممَّا شاع في ذلك ما زعمه بعض هؤلاء المتجرِّئين على الغيبيَّات والنصُّوص الشَّرعيَّة زعمهم أنَّ ظاهرة الأطباق الطَّائرة ومثَّلث برمودا لها علاقة مباشرة بـ"حقيقة الدجال"، وفسَّروا ذلك بأسباب.
/// منها أنَّ الدجال اتخذ منطقة برمودا قاعدة انطلاقٍ لمغامراته وغزواته المظفَّرة.
/// وأنَّ الأطباق الطائرة ليست إلَّا وسائل ذات تقنية رفيعة المستوى وتطور يفوق قدرات البشر تمكِّن المسيح الدَّجَّال من تسخيرها، سلباً لتحقيق ما يصبوا إليه من فتنة البشر، وإخراجهم من زمرة الإيمان عند ظهوره.
/// إلى غير ذلك من التفاصيل التي بُنيت على أوهام وخيالٍ، ولُبِّست لبوس الوحي والشرع زورًا!
دعوى إذا حققتها ألفيتها /// /// /// "أوهام" زور لُفِّقت بمحال
/// وبأدنى إعمال عقلٍ -بلْه نسف نصوص الوحي له- يبطل هذا الباطل، إذ يُقال بداهةً: ماذا يفعل الدجال بالطائرات والسفن المخطوفة، وقاذفات القنابل؟! وأيُّ قدرةٍ تمكِّنه من ذلك والمسكين مربوط بالسَّلاسل، موثقٌ بها في جزيرته التي بالمشرق كما أخبر النَّبي (ص)، لا بالمغرب الأقصى محل الجزيرة المذكورة!
/// وفي بعض ما ورد في السُّنة من التفاصيل حول هذا الأمر ما يكذِّب تفسير هذه الظاهرة بجزيرة الدجال ... ولعلِّي أستعرض ذلك في مشاركة أخرى بإذنه تعالى.
/// ولو عدنا للبداية فإنَّ حقيقة المثلث المذكور كظاهرة غريبة ليس في العقل ولا النَّقل ما يدعو لتكذبيه ووجوده أصلاً.
/// لكن .. بعض التفاصيل المذكورة معه، ممَّا يتناقله الناس دون تمحيص علميٍّ، كفقدان 2500 سفينة في عام واحد فقط؟! يدلُّ على كذبٍ مبالغٍ فيه من صاحبه، إذ لم يحسن كيف يكذب! وكأنِّي بهذه الحصيلة من السفن ومن عليها في عامٍ واحدٍ حرب عالمية ثالثة؟!
/// لكن عدم تصديق المرء لبعض التفاصيل لا يلزم منه تصديقه لأصلها، إذ لا تعدو نظريَّة وظاهرةً تحتاج لتفسير، فيبقى خبراً من الأخبار القابلة للصدق والكذب. وهو مقتضى العقل.
/// وكما أنَّه ليس كل ما ورد من جهة الكفَّار يجب تكذيبه =فكذا لا يجب تصديقه إلَّا إن دلَّت الدلائل الحسِّيَّة على صحَّته وحقيقته.
/// وإذا كان النَّبيُّ (ص) قد قال: (حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)، فقد ذكر أيضًا ما يقيِّدُ هذا الإخبار؛ فقال: (لا تصدِّقوهم ولا تكذِّبوهم).
/// فأنا لا أصدِّق ولا أكذِّب من أخبارهم إلاَّ ما دلَّ الدليل على تكذيبه نقلاً أو حسَّاً أو عقلاً.
/// ثمَّ ليُعلم أنَّ التواتر المدَّعى في كثيرٍ من الأخبار المبالغ فيها والمهوَّل بأصلها قد يكون غريب الأصل، ثم تواتر، فظُنَّ به التَّواتر الذي لا يمكن دفعه عقلًا! ولا بد للتواتر المقبول عقلًا أن يكون مستنده الحس، فلا بد أن يقع في (العدد الكثير)، الذي يستحيل في العادة (اتفاقهم وتواطئهم على الكذب) ذلك الخبر ليصدَّق.
لا أن يكون مستند الحس في أول الخبر عند عدد قليل متواطئين على الكذب ثم يتواتر بعد ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ولهذا نظائر كثيرةٌ في العلوم الشَّرعيَّة وغيرها، والأخبار الواردة من هنا وهناك.
/// فمقتل عيسى بن مريم المسيح (ص) هو متواتر عند ملايين الناس، مع كون أصله غريبًا منكرًا مختلقًا.
/// وقريب منه كذلك مهديُّ الأضحوكة المُسَرْدَبة لشيعة النَّوك والحمق والغدر والخيانة (عج!) هو متواتر عندهم! ابتسموا؟!
/// بل إنَّ مثل هذه الأخبار المتواترة في هذا الزمن صحفياً كثيرة، وأصلها كذبٌ ملفَّق.
وليُقس ما لم يُقل على ما قيل
/// ومن هذا القبيل الذي أصدِّق مجمله وأصله إن تواتر تواترًا قد ثبت بشروطه، ولا يلزمني تصديق تفاصيله، والذي قد يكون مختلقاً =الأطباق الطائرة.
/// فحيث ثبتت بالتواتر الصحيح لا المختلق فأنا أصدِّق بها، لتواتر وتوارد رؤية الناس لها .. ونقف هنا حسبُ ..
/// وأمَّا التفاصيل المهوَّل بها في هذه الظَّاهرة فهو ممَّا لا أصدِّقه لزوماً إلاَّ بدليل حسِّيٍّ أوعقلي غير مدفوعٍ (ولا ثمَّ حتى الآن!)، كتفسيرهم إيَّاها بكونها مخلوقات من كواكب أخرى، المريخ أو غيره! أومجرَّة أخرى!
/// ومن عجائب ما في تناقض كثيرٍ من ملاحدة الغرب وأذنابهم من المخبِّطين وجود من ينكر منهم حقيقة الجن والشياطين، ويرى أنَّها من أساطير الأولين وخرافات وخزعبلات الجدَّات يخوِّفون بها البنين، وممَّا تمَّ نفضه من بقايا عصر الظُّلمات!
/// ثم استعاضوا عن هذه الحقيقة الشرعية الثابتة بإثبات (خرافة لا دليل عليها) من صنع أخيلتهم، وجسَّدوها في أفلام (من صنع هوليوود وغيرها) = ألا وهي الأطباق الطائرة ورجال الفضاء الأشرار .. الخ.
/// وأحسبُ أنِّي أزعم أنَّه ليس ثمَّ ما يمنع من وجود هذه الأطباق الطائرة؛ لا شرعاً ولا عقلاً ولا حسَّاً ولا غيرها .. ولكن أين ما يثبت التَّفاصيل، على الأقل حتى الآن!
/// ولكن قد يكون أقرب (احتمالٍ) لهذه الأطباق الطائرة -إن ثبت أصل وجودها- أنَّها جنس من الجنِّ.
/// إذن فالمسارعة بالتَّكذيب وتكلُّف الاستدلال عليه من الطرف المضاد هو من التطرُّف المقابل، والذي قد يصدق عليه قوله: ((بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمَّا يأتهم تأويله)).
/// وإنَّما ذكرت ما ذكرت من احتمالٍ لا جزمٍ بكونها قد تكون جِنًّا = لأنَّ الجنَّ لهم قدرة تفوق قدرة الإنس بمرَّات، من جهة على التشكُّل والطيران، وغير ذلك ... الخ.
/// وما حصل في عهد سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام مثالٌ على ذلك؛ فقد نُقِل عرش بلقيس في زمن أقل من طرفة عين (أجزاء من الثانية)، ولم تكن ثَمَّ حينها طائرات نفاثة ولا شركات نقل سريعة! وكذا ما حكاه الله عنهم من خدمتهم لسليمان بالخوارق والعظائم .. فهذا مثالٌ واحدٌ مما عُرِّفناه عنهم، وما لم نعرفه قد يكون أكثر.
يقول تعالى: (قال يا أيها الملؤ من يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين - قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقويٌّ أمين /// قال الذي عنده علمٌ من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدَّ إليك طرفك).
وبقية الأدلة الدالة على قدرتهم على ما يعجز عنه بنو آدم معروفة: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات) .. الخ.
/// وغير المعروف من التفاصيل الأخرى عن غير طريق نصِّ الشارع أكثر، كقدرتهم على حمل بني آدم (قبل اختراع الطيران)، وسرعة نقل الأخبار (قبل اختراع وسائل الإعلام السريعة الحديثة)، ومعرفة مكنوناتها (قبل اختراع أجهزة التنصُّت والتجسّس)، وسرقة أموال الناس واستخراج الكنوز ومعرفة الأدواء، مما يذكره العلماء (من أهل السنة) عن خدمة الجن لأوليائهم من الإنس (من الكهنة والسحرة)، وغير ذلك.
/// وممَّا يماثل هذا التفسير ما اشتهر عند بعض الناس من المشاهدات الغريبة الأسطوريَّة -وبعضها قد يكون كذباً من الناحية العلمية-! فإنَّها إن ثبت وجودها فـ (قد) تكون من الجن، كرجل الثلج في جبال التبت، وغيره.
/// وصلى الله على نبينا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين ..
/// يتبع إن شاء الله: تتمَّات، والرد على من تأوَّل أخبار الدَّجَّال وحملها على المجاز ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 03:56]ـ
أحسنتم شيخ عدنان .. بارك الله فيكم .. وفي الحقيقة فان المتأمل في أكثر تلك "الظواهر" غير "المفسرة" أو "الغامضة" والتي غلا بها سفهاء الغرب حتى صيروا لها مؤلفات ومدارس ومعاهد علمية وعلوم وأبحاث وكذا، تحت مسمى "الباراسايكولوجي" و"البارانورمال" والتنويم المغناطيسي وال ESP والتليباثي ونحو ذلك، فلن يسعه الا أن يجزم بأنه كله من تلاعب الشياطين بهم، فهم قوم سفاهة وضلالة، وهم يميلون كسائر البشر الى استطلاع الغيب والمجهول، ولا يريد الشيطان منهم أكثر من أن يضلهم ويلهيهم في مثل ذلك، وما من حقل أخصب ولا وأوسع له ولعبثه من قلوبهم العفنة، ويكفي أن يمضي الضال السفيه من هؤلاء ليله ونهاره متأملا في السماء يرسل الموجات الصوتية وكذا، في انتظار شيء واحد فقط: أن يحن ويمن عليه واحد من تلك الشياطين يأتيه في صورة واحد من تلك المخلوقات الفضائية "اليوفو"، ينزل اليه ويتواصل معه وحبذا لو يخطفه كما خطف غيره من قبل!!! فالحمد لله على نعمة الاسلام والعقل ...
وبمناسبة اخواننا المفتونين بغرائب العلوم وفضولها، والذين يطمحون في الاتيان بشيء "اسلامي" جديد "يدخلون به التاريخ"، فقد وقعت على موقع أحال اليه أحد اخواننا الفضلاء في موضوع من موضوعاته، وهو موقع لواحد من هؤلاء المفتونين بفتنة ما يسمى "بالاعجاز العلمي"، رأيته يأتي من القول خرفا وخطلا مبينا، ويدعي أنه "أثبت" أن مجرة درب التبانة هي عرش الرحمن، وأن المجموعة الشمسية هي الكرسي!! فمكثت ليلة أمس أكتب الرد على هذا المسكين .. فما اتسع وقتي الا للرد على صفحة أو صفحتين فقط قرأتهما على عجالة من بحث واحد من أبحاثه في الموقع، ثم لما وجدت الأمر من شأنه أن يستفيض ويطول، أرجأت المواصلة الى وقت آخر .. فليتأمل الاخوة الكرام ما وصل اليه حال هؤلاء الرويبضات المجترئين على الشرع والدين، والذين لا يخافون من الخوض والكلام في كتاب الله وسنة رسوله بغير علم، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا!
هاكم رابط الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21352
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 08:23]ـ
/// جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم، ونفع بكم ..
/// وقد تكاثر أمثال هؤلاء الراجمين بالغيب، والخائضين فيه بلا علم ولا هدىً.
/// والعجب أنَّ كثيرًا منهم من غير التخصص الشرعي، ولم يحصلوا منه قدر التأصيل الذي يقيهم من الخبط والخلط والتقوِّل على الله وشرعه بغير علم، وبهذا يسمحون لأنفسهم الخوض فيما ليس من اختصاصهم، فيأتون بالعجائب المضجكة المبكية، مع أنَّهم يصيحون على غيرهم حين يتكلم في علم من علومهم التجريبية وهو لا يحسنه!
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:44]ـ
شيخنا الفاضل عدنان أحسنتم بارك الله فيكم ..
ونفع بكم ..
وهذا رابط فيه مقالة للأستاذ عبد الحفيظ محمد أمين وفيه تفنيد للخرافات التي إنتشرت حول مثلث برمودا حيث قام مجموعة من أعضاء النادي العلمي السعودي بزيارة لهذا المثلث ..
http://bb.ss.org.sa/bb/showthread.php?t=19547
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 05:32]ـ
/// جزاك الله خيرًا، وبارك فيك وفي الأستاذ عبدالحفيظ ..
والحمدلله أنَّ إحدى هذه الخرافات التابعة للأسطورة قد تمَّ كشف زيفها.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 08:44]ـ
/// سأستأنف الحلقة القادمة إن شاء الله بكشف ما وقع فيه مؤلف "عرش إبليس"،من التخريف والتزييف، والذي سبقت الإشارة إليه بلمحاتٍ عاجلةٍ أثناء مقالي أول في هذا الموضوع.
/// والداعي لذلك ما ظهر لي من دفاع بعض الجهلة الأغرار بمثل هؤلاء المتجرِّئين على نصوص الشَّرع من الرُّويبضة، كما ههنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20920
/// وكنت قد رأيت ذاك الكتاب إبَّان صدوره وكتبًا أخرى للمؤلِّف المخرِّف قبل سنين خلت، وقابلت بعض المغترِّين بكلامه، فناسب ذكر الرَّدِّ التفصيلي على هذه الرجوم. والله المعين.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 06:00]ـ
بارك الله فيكم ..
أما الأطباق الطائرة فقد رأيتُها بنفسي أكثر من مرة في إحدى القرى قبل 17عامًا، والكثير رآها وغالبا ما تهبط في البيوت المهجورة أو تخرج منها، مما يدل على انها جنس من الجن والله أعلم، لكنها الآن اختفت تقريبا من بعد البنيان وتعبيد الطرق في القرية تلك ..(/)
تقرير وكتاب: "التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران وأمريكا " ..
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 04:33]ـ
الكتاب في المشاركة التالية
التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران وواشنطن
تقديم وعرض: علي حسين باكير (المصريون): بتاريخ 14 - 10 - 2008
"التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران و الولايات المتّحدة الأمريكية". هذا ليس عنوانا لمقال لأحد المهووسين بنظرية المؤامرة من العرب، و هو بالتأكيد ليس بحثا أو تقريرا لمن يحب أن يسميهم البعض "الوهابيين" أو أن يتّهمهم بذلك، لمجرد عرضه للعلاقة بين إسرائيل و إيران و أمريكا و للمصالح المتبادلة بينهم و للعلاقات الخفيّة.
انه قنبلة الكتب لهذا الموسم و الكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق من حيث الموضوع و طبيعة المعلومات الواردة فيه و الأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى و أيضا في توقيت و سياق الأحداث المتسارعه في الشرق الأوسط و وسط الأزمة النووية الإيرانية مع الولايات المتّحدة.
الكاتب هو "تريتا بارسي" أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، ولد في إيران و نشأ في السويد و حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة "ستكوهولم" لينال فيما بعد شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية.
و تأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة و التي يكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات و الاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل- إيران – أمريكا) خلف الكواليس شارحا الآليات و طرق الاتصال و التواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات و الخطابات و السجالات الإعلامية الشعبوية و الموجّهة.
كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية "تريتا بارسي". فعدا عن كونه أستاذا أكاديميا، يرأس "بارسي" المجلس القومي الإيرانى-الأمريكي، و له العديد من الكتابات حول الشرق الأوسط، و هو خبير في السياسة الخارجية الأمريكية، و هو الكاتب الأمريكي الوحيد تقريبا الذي استطاع الوصول إلى صنّاع القرار (على مستوى متعدد) في البلدان الثلاث أمريكا، إسرائيل و إيران.
يتناول الكاتب العلاقات الإيرانية- الإسرائيلية خلال الخمسين سنة الماضية و تأثيرها على السياسات الأمريكية وعلى موقع أمريكا في الشرق الأوسط. و يعتبر هذا الكتاب الأول منذ أكثر من عشرين عاما، الذي يتناول موضوعا حسّاسا جدا حول التعاملات الإيرانية الإسرائيلية و العلاقات الثنائية بينهما.
يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين و أمريكيين رفيعي المستوى و من أصحاب صنّاع القرار في بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثاق و التحليلات و المعلومات المعتبرة و الخاصة.
و يعالج "تريتا بارسي" في هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من إسرائيل، إيران و أمريكا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث و تصل من خلال الصفقات السريّة و التعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر فيما بينها.
وفقا لبارسي فانّ إدراك طبيعة العلاقة بين هذه المحاور الثلاث يستلزم فهما صحيحا لما يحمله النزاع الكلامي الشفوي الإعلامي، و قد نجح الكاتب من خلال الكتاب في تفسير هذا النزاع الكلامي ضمن إطار اللعبة السياسية التي تتّبعها هذه الأطراف الثلاث، و يعرض بارسي في تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتي نظر متداخلتين في فحصه للموقف بينهم:
أولا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام و الشعبوي (أي ما يسمى الأيديولوجيا هنا)، و بين المحادثات و الاتفاقات السريّة التي يجريها الأطراف الثلاث غالبا مع بعضهم البعض (أي ما يمكن تسميه الجيو-استراتيجيا هنا).
ثانيا: يشير إلى الاختلافات في التصورات والتوجهات استنادا إلى المعطيات الجيو-ستراتيجية التي تعود إلى زمن معين و وقت معين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليكون الناتج محصلة في النهاية لوجهات النظر المتعارضة بين "الأيديولوجية" و "الجيو-ستراتيجية"، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المحرّك الأساسي للأحداث يكمن في العامل "الجيو-ستراتيجي" و ليس "الأيديولوجي" الذي يعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة.
بمعنى ابسط، يعتقد بارسي أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي تقوم على المصالح و التنافس الإقليمي و الجيو-استراتيجي و ليس على الأيديولوجيا و الخطابات و الشعارات التعبوية الحماسية ... الخ.
و في إطار المشهد الثلاثي لهذه الدول، تعتمد إسرائيل في نظرتها إلى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا عن المحور، فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوّة الاعتماد على "العصر السابق" أو التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها.
و بين هذا و ذاك يأتي دور اللاعب الأمريكي الذي يتلاعب بهذا المشهد و يتم التلاعب به أيضا خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصّة و المتغيّرة تباعا.
و استنادا إلى الكتاب، وعلى عكس التفكير السائد، فإن إيران و إسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة و يكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس و التي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤّكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أنّ أحداً من الطرفين (إسرائيل و إيران) لم يستخدم أو يطبّق خطاباته النارية، فالخطابات في واد و التصرفات في واد آخر معاكس.
وفقا لبارسي، فإنّ إيران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتّحدة و إسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام و أفغانستان بقيادة الطالبان. فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات و الخطابات الاستهلاكية و ذلك كرافعة سياسية و تموضع ديبلوماسي فقط. فهي تستخدم التصريحات الاستفزازية و لكنها لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب متهور و أرعن من شانه أن يزعزع نظامها. و عليه فيمكن توقع تحركات إيران و هي ضمن هذا المنظور "لا تشكّل "خطرا لا يمكن احتواؤه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.
و إذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات و التراشقات الإعلامية و الدعائية بين إيران و إسرائيل، فإننا سنرى تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.
كلتا الدولتين تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب ( superior). إذ ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب و الجنوب اقل منهم شأنا من الناحية الثقافية و التاريخية و في مستوى دوني. و يعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم و تمدّنهم و لولاه لما كان لهم شأن يذكر.
في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقين على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، و يقول أحد المسؤولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي "إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، و هو ليس بالشيء الكبير" في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شي حيال الأمور.
و يشير الكتاب إلى أننا إذا ما أمعنّا النظر في الوضع الجيو-سياسي الذي تعيشه كل من إيران و إسرائيل ضمن المحيط العربي، سنلاحظ أنهما يلتقيان أيضا حاليا في نظرية "لا حرب، لا سلام". الإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنون أنهم اقل منهم شأنا و لا يريدون أيضا خوض حروب طالما أنّ الوضع لصالحهم، لذلك فان نظرية "لا حرب، لا سلام" هي السائدة في المنظور الإسرائيلي. في المقابل، فقد توصّل الإيرانيون إلى هذا المفهوم من قبل، و اعتبروا أنّ "العرب يريدون النيل منّا".
(يُتْبَعُ)
(/)
الأهم من هذا كلّه، أنّ الطرفين يعتقدان أنّهما منفصلان عن المنطقة ثقافيا و سياسيا. اثنيا، الإسرائيليين محاطين ببحر من العرب و دينيا محاطين بالمسلمين السنّة. أما بالنسبة لإيران، فالأمر مشابه نسبيا. عرقيا هم محاطين بمجموعة من الأعراق غالبها عربي خاصة إلى الجنوب و الغرب، و طائفيا محاطين ببحر من المسلمين السنّة. يشير الكاتب إلى أنّه و حتى ضمن الدائرة الإسلامية، فإن إيران اختارت إن تميّز نفسها عن محيطها عبر إتّباع التشيّع بدلا من المذهب السني السائد و الغالب.
و يؤكد الكتاب على حقيقة أنّ إيران و إسرائيل تتنافسان ضمن دائرة نفوذهما في العالم العربي و بأنّ هذا التنافس طبيعي و ليس وليدة الثورة الإسلامية في إيران، بل كان موجودا حتى إبان حقبة الشاه "حليف إسرائيل". فإيران تخشى أن يؤدي أي سلام بين إسرائيل و العرب إلى تهميشها إقليميا بحيث تصبح معزولة، و في المقابل فإنّ إسرائيل تخشى من الورقة "الإسلامية" التي تلعب بها إيران على الساحة العربية ضد إسرائيل.
استنادا إلى "بارسي"، فإن السلام بين إسرائيل و العرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة و يبعد الأطراف العربية عنها و لاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجيا. ليس هذا فقط، بل إنّ التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي و القوات العسكرية و هو أمر لا تحبّذه طهران.
و يؤكّد الكاتب في هذا السياق أنّ أحد أسباب "انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000" هو أنّ إسرائيل أرادت تقويض التأثير و الفعالية الإيرانية في عملية السلام من خلال تجريد حزب الله من شرعيته كمنظمة مقاومة بعد أن يكون الانسحاب الإسرائيلي قد تمّ من لبنان.
و يكشف الكتاب انّ اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين ايران و اسرائيل في عواصم اوروبية اقترح فيها الايرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة، تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد و كان منها اجتماع "مؤتمر أثينا" في العام 2003 و الذي بدأ أكاديميا و تحول فيما الى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا اكاديميا.
و يكشف الكتاب من ضمن ما يكشف ايضا من وثائق و معلومات سرية جدا و موثقة فيه، أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين.
و بينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام 2003, كانت إيران تعمل على إعداد "اقتراح" جريء و متكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد "صفقة كبيرة" مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي-الإيراني.
تمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى" و هو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاث مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل", "الإرهاب و الأمن الإقليمي", "التعاون الاقتصادي".
وفقا لـ"بارسي", فإنّ هذه الورقة هي مجرّد ملخّص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعد تلقّيه من السفارة السويسرية أواخر نيسان / أوائل أيار من العام 2003.
هذا و تضمّنت الوثيقة السريّة الإيرانية لعام 2003 و التي مرّت بمراحل عديدة منذ 11 أيلول 2001 ما يلي: [1]
1 - عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن و الاستقرار, إنشاء مؤسسات ديمقراطية, و حكومة غير دينية).
2 - عرض إيران (شفافية كاملة) لتوفير الاطمئنان و التأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل, و الالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل و دون قيود.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة و الضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967.
4 - التزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.
5 - قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002, أو ما يسمى "طرح الدولتين" و التي تنص على إقامة دولتين و القبول بعلاقات طبيعية و سلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967.
المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية!! لقد سبّب ذلك إحراجا كبيرا لجماعة المحافظين الجدد و الصقور الذين كانوا يناورون على مسألة "تدمير إيران لإسرائيل" و "محوها عن الخريطة".
ينقل "بارسي" في كتابه أنّ الإدارة الأمريكية المتمثلة بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني و وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح و رفضه على اعتبار "أننا (أي الإدارة الأمريكية) نرفض التحدّث إلى محور الشر". بل إن هذه الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط السويسري الذي قام بنقل الرسالة.
و يشير الكتاب أيضا إلى أنّ إيران حاولت مرّات عديدة التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.
و من المفارقات الذي يذكرها الكاتب أيضا أنّ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات و الشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.
باختصار، الكتاب من أروع و أهم الدراسات و الأبحاث النادرة التي كتبت في هذا المجال لاسيما انّه يكشف جزءا مهما من العلاقات السريّة بين هذا المثلّث الإسرائيلي – الإيراني – الأمريكي. و لا شك انّه يعطي دفعا و مصداقية لأصحاب وجهة النظر هذه في العالم العربي و الذين حرصوا دوما على شرح هذه الوضعية الثلاثية دون أن يملكوا الوسائل المناسبة لإيصالها للنخب و الجمهور على حدا سواء و هو ما استطاع "تريتا بارسي" تحقيقه في هذا الكتاب في قالب علمي و بحثي دقيق و مهم، ولكن ما لم يتم ترجمة الكتاب كاملاً للعربية ووصوله للقارئ العربي والمسلم فسيظل الكثير من شعوبنا يعيش في أوهام النصرة و النجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين!!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 04:35]ـ
أحد الإخوة حصل على الكتاب
النسخه الانجليزيه من الكتاب وجدتها بالصدفه بأحد المواقع الأجنبيه
لمن يريد تحميلها أو ترجمتها لتعميم الفائده
Treacherous Alliance: The Secret Dealings of Israel, Iran, and the United States
By Trita Parsi
Publisher: Yale University Press
Number Of Pages: 384
Publication Date: 2007-10-01
ISBN-10 / ASIN: 0300120575
ISBN-13 / EAN: 9780300120578
Binding: Hardcover
Price: $35.00
http://www.amazon.com/Treacherous-Alliance-Secret-Dealings-Israel/dp/0300138709/ref=sr_1_2?ie=UTF8&s=books&qid=1224404758&sr=1-2
Product Des cription
In this era of superheated rhetoric and vitriolic exchanges between the leaders of Iran and Israel, the threat of nuclear violence looms. But the real roots of the enmity between the two nations mystify Washington policymakers, and no promising pathways to peace have emerged. This book traces the shifting relations among Israel, Iran, and the United States from 1948 to the present, uncovering for the first time the details of secret alliances, treacherous acts, and unsavory political maneuverings that have undermined Middle Eastern stability and disrupted U.S. foreign policy initiatives in the region.
Trita Parsi, a U.S. foreign policy expert with more than a decade of experience, is the only writer who has had access to senior American, Iranian, and Israeli decision makers. He dissects the complicated triangular relations of their countries, arguing that America’s hope for stability in Iraq and for peace in Israel is futile without a correct understanding of the Israeli-Iranian rivalry
Parsi’s behind-the-scenes revelations about Middle East events will surprise even the most knowledgeable readers: Iran’s prime minister asks Israel to assassinate Khomeini, Israel reaches out to Saddam Hussein after the Gulf War, the United States foils Iran’s plan to withdraw support from Hamas and Hezbollah, and more. This book not only revises our understanding of the Middle East’s recent past, it also spells out a course for the future. In today’s belligerent world, few topics, if any, could be more important
التحميل:
http://www.filefactory.com/file/c0dd09/n/0300120575_zip
http://www.filefactory.com/file/425450/n/0300120575_zip(/)
الاشتراك في الأذهان ولكل شيء وجود يخصه
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 11:48]ـ
الاشتراك في الأذهان ولكل شيء وجود يخصه
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من المسائل الدقيقة التي تفرد – في ظني – شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيانها هذه المسألة المهمة ألا وهي أن المطلق بشرط الإطلاق لا يوجد إلا في الأذهان وبيان أن الاشتراك بين الأشياء إنما هو في الأذهان ولكل شيء من الأشياء وجود يخصه؛ وهذه المسالة إذا تدبرها الإنسان وخصوصا من قام في نفسه تأويل أو تعطيل الصفات لزال عنه كثير من الإشكالات التي تعترضه في إثبات الصفات.
فمثلا لفظة الإنسان هذه من الألفاظ المطلقة ولا يوجد هذا اللفظ بشرط الإطلاق إلا في الذهن أما خارجه فلا يوجد مسمى الإنسان إلا معينا ومقيدا مثلا خالد , محمد , عمر , عثمان إلخ.
وكذلك يقال مثلا في الصفات لو قلنا مثلا الحي أو الحياة فهذه من الألفاظ المطلقة التي يتصورها الذهن؛ ولكن في خارجه لا يوجد هذا اللفظ إلا مقيدا ومعينا مع بيان اختصاص كل واحد بحقيقة حياته وماهيتها فلو قلنا مثلا حياة الله وهذا لفظ مقيد دل على حقيقة هذه الحياة التي لايسبقها عدم ولا يلحقها زوال.
ولو قلنا حياة خالد أو فلان من الناس لعرف أن حياته تختص به التي يسيقها العدم ويلحقها زوال , وعند التحقيق لا يتصور الاشتراك بين حياة الخالق وحياة المخلوق إلا في الذهن وهو الاشتراك باللفظ فقط؛ وأما خارج الذهن في الحقيقة فلا اشتراك بينهما , ومن هنا قامت الشبهة في أذهان كثير من المأولة والمعطلة أن ما فهم منه الاشتراك في الذهن يلزم منه الاشتراك خارجه في الحقيقة والماهية؛ وهذا الفهم كما ذكر شيخ الإسلام أصل بلية التحريف والتعطيل.
وهكذا يقال في بقية الألفاظ والمسميات فخذ مثالا آخر لفظة الوجود لفظ مطلق يتصور فيه الذهن وجود واجب الوجود ويتصور فيه أيضا وجود الممكن؛ وهذا الوجود بإطلاقه لو تصور فيه الذهن اشتراكا لكان هذا فقط في الذهن أما خارج الذهن وفي الحقيقة والماهية فوجود واجب الوجوب يختلف بتاتا وقطعياعن وجود سائر الأشياء.
ومثال آخر لفظة اليد مثلا هكذا مطلقة أي بدون قيد أو تخصيص لا توجد إلا في الذهن أما في الحقيقة فلا توجد هذه اللفظة إلا مقيدة يقال يد الإنسان ويد السيارة ويد النافذة ويد النملة ويد الجمل؛ فأنت ترى أن لا اشتراك بين هذه الأشياء في الحقيقة إلا ما يتصوره الذهن من لفظة اليد وهذه اللفظة كما قدمنا لا توجد مطلقة إلا في الأذهان لا في خارجها فلا إشكال في إطلاق هذه الصفة على الله فيقال يد الله ولا يقوم في الذهن أن إثبات هذه الصفة يلزم منه اشتراك بين الخالق والمخلوق لأن وجود كل شيء يخصه ووجود الخالق كما بينه الله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
وبعد هذه المقدمة نأتي إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وبين فيها أن القدر المشترك الكلي لا يوجد في الخارج إلا معينا مقيدا وأن معنى اشتراك الموجودات في أمر هو تشابهها من ذلك الوجه وأن ذلك المعنى العام يطلق على هذا وهذا لأن الموجودات في الخارج لا يشارك أحدهما الآخر في شيء موجود فيه بل كل موجود متميز عن غيره بذاته وصفاته وأفعاله.
ولما كان الأمر كذلك كان كثير من الناس متناقضا في هذا المقام فتارة يظن إثبات القدر المشترك يوجب التشبيه الباطل فيجعل ذلك له حجة فيما يظن نفيه من الصفات حذرا من ملزومات التشبيه وتارة يتفطن أنه لا بد من إثبات هذا على تقدير فيجب به فيما يثبته من الصفات لمن احتج به من النفاة.
مجموع الفتاوى (3|76)
وقال أيضا: الوجود المطلق بشرط الإطلاق أو بشرط سلب الأمور الثبوتية أو لا بشرط مما يعلم بصريح العقل انتفاؤه في الخارج ,وإنما يوجد في الذهن وهذا مما قرروه في منطقهم اليوناني وبينوا أن المطلق بشرط الإطلاق كإنسان مطلق بشرط الإطلاق وحيوان مطلق بشرط الإطلاق جسم مطلق بشر الإطلاق ووجود مطلق بشرط الإطلاق: لا يكون إلا في الأذهان دون الأعيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما أثبت قدماؤهم الكليات المجردة عن الأعيان التي يسمونها المثل الأفاطونية أنكر ذلك حذاقهم وقالوا: هذه لا تكون إلا في الذهن. درء التعارض (1|167)
وقال رحمه الله: وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا بل وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه , واتفاقهما في اسم عام لا يقتضى تماثلهما فى مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ولا فى غيره
فلا يقول عاقل إذا قيل إن العرش شيء موجود وإن البعوض شيء موجود أن هذا مثل هذا لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود لأنه ليس فى الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الاسم المطلق وإذا قيل هذا موجود وهذا موجود؛ فوجود كل منهما يخصه لا يشركه فيه غيره مع أن الاسم حقيقة فى كل منهما.
ولهذا سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته بأسماء وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص اتفاقهما ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص
فقد سمى الله نفسه حيا فقال {الله لا اله إلا هو الحي القيوم} وسمى بعض عباده حيا فقال {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي} وليس هذا الحي مثل هذا الحي لأن قوله الحي اسم لله مختص به وقوله {يخرج الحي من الميت} اسم للحى المخلوق مختص به وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص ولكن ليس للمطلق مسمى موجود في الخارج ,ولكن العقل يفهم من المطلق قدرا مشتركا بين المسميين وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق.
ولا بد من هذا فى جميع أسماء الله وصفاته يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق وما دل عليه بالإضافة والاختصاص المانعة من مشاركة المخلوق للخالق فى شيء من خصائصه سبحانه وتعالى.
مجموع الفتاوى (3|11)
وقال:وذلك ان الموجودات تشترك فى مسمى الوجود فرأوا الوجود واحدا ولم يفرقوا بين الواحد بالعين والواحد بالنوع
وآخرون توهموا أنه إذا قيل الموجودات تشترك فى مسمى الوجود لزم التشبيه والتركيب فقالوا لفظ الوجود مقول بالإشتراك اللفظى فخالفوا ما اتفق عليه العقلاء مع اختلاف اصنافهم من ان الوجود ينقسم الى قديم ومحدث ونحو ذلك من أقسام الموجودات
وطائفة ظنت انه إذا كانت الموجودات تشترك فى مسمى الوجود لزم أن يكون فى الخارج عن الأذهان موجود مشترك فيه وزعموا أن فى الخارج عن الأذهان كليات مطلقة مثل وجود مطلق وحيوان مطلق وجسم مطلق ونحو ذلك فخالفوا الحس والعقل والشرع وجعلوا ما فى الأذهان ثابتا فى الاعيان وهذا كله من نوع الإشتباه.
مجموع الفتاوى (3|64)
وقال رحمه الله: ويقال لهم: هذا كاشتراك الموجود الواجب والموجود الممكن في مسمى الوجود مع امتياز هذا بما يخصه وهذا بما يخصه؛فإن الوجوب المشترك الكلي ليس هو ثابتا في الخارج بل للواجب وجود يخصه وللممكن وجود يخصه كما أن لهذا حقيقة تخصه ولهذا حقيقة تخصه.
وكذلك إذا قيل لهذا ماهية تخصه ولهذا ماهية تخصه فإنهما يشتركان في مسمى الماهية ويمتاز أحدهما عن الآخر بما يختص به وإنما اشتركا في المسمى المطلق الكلي وامتاز كل منهما عن الآخر بالوجود الذي في الخارج.
درء التعارض (2|391)
وملخص الكلام كما ذكر شيخ الإسلام: من قال إنه يوجد في الخارج كليا فقد غلط فإن الكلي لا يكون كليا قط إلا في الأذهان لا في الأعيان وليس في الخارج إلا شيء معين إذا تصور منع نفس تصوره من وقوع الشركة فيه ولكن العقل يأخذ القدر المشترك الكلي بين المعينات فيكون كليا مشتركا في الأذهان.
الجواب الصحيح (4|308)
وهذه المسألة تجر إلى مسألة أخرى متعلقة بها وهي ماهية الأشياء هل هي عين وجودها؟
سيأتي الحديث عنها لاحقا.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 05:29]ـ
وهذه المسألة تجر إلى مسألة أخرى متعلقة بها وهي ماهية الأشياء هل هي عين وجودها؟
سيأتي الحديث عنها لاحقا.
هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21462&highlight=%E3%C7%E5%ED%C9+%C7% E1%C3%D4%ED%C7%C1+%E6%CC%E6%CF %E5%C7)(/)
توهم النجاح في محاولات إسقاط الرموز (تعقيب على ماجاء الليلة في برنامج ساعة حوار)
ـ[طالب الخير]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 02:07]ـ
استضافت قناة المجد الليلة الكاتب الصحفي عبدالعزيز قاسم ليتحدث عن موضوع (إسقاط الرموز) ويقصد بالرموز (العلماء الشرعيين)، وذلك في برنامج ساعة حوار، وكان البرنامج رائعاً في الجملة بما طرحه الضيف والمقدم والمداخلون، إلا أن الضيف في آخر البرنامج تعرض لمحاولات إسقاط الرموز مع التمثيل بشواهد في التأريخ، هذه المحاولات التي ذكرها جعلها في ثلاثة أمور:
الأمر الأول: محاولات ناجحة تماماً، واستشهد بقصة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وإسقاطه، وبين وجه نجاحها من ناحية تحقيق ما أرادوا من ذلك حيث قُتل عثمان رضي الله عنه بالفعل.
الأمر الثاني: محاولات نصف ناجحة (هكذا عبر الأخ عبدالعزيز)، واستشهد بمحاولات إسقاط دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وذكر بأن هذه المحاولات حققت نصف النجاح الذي أرادوا، حيث إن تداعيات ذلك مستمرة إلى اليوم من قِبَل بعض الطوائف الشاتمة للوهابية.
الأمر الثالث: محاولات انعكست سلباً على فاعلها، واستشهد بمحاولات إسقاط الشيخ اللحيدان والقرضاوي، وبين أنها لم تحقق ما أرادوا بالكلية، بل على العكس، فأصبح الجميع من أهل السنة بمن فيهم السعوديين إلى الوقوف معهم بينما في السابق لديهم تحفظات على الشيخ اللحيدان، ولديهم إنكار لبعض مايطرحه القرضاوي، ووضح انعكاس محاولات إسقاطهم في توحيد أهل السنة للوقوف صفاً واحدا حتى مع الذين اختلفوا معه في السابق.
انتهى كلام الأخ عبدالعزيز قاسم ووافقه على ذلك بإعجاب المقدم فهد السنيدي.
ولدي تعقيب على الأمرين الأول والثاني، فأقول:
بالنسبة للأمر الأول:
فليس من العدل أن نُصنف ماحصل في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه بأنه محاولة ناجحة لإسقاط رمز، لأن القوم الذين أسقطوه مؤيدون في نفس الوقت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو رمز وأيضاً على منهج عثمان رضي الله عنه، بينما لو كان إسقاط عثمان رضي الله عنه بيد التغريبيين لاجتهدوا في ترشيح مَنْ على شاكلة عبدالله بن أبي سلول لأجل إقناع المجتمع بأنه مصلح.
هذه المقارنة المستغربة بين انحراف الفكر المعاصر عما كان من انحرافات في الفكر القديم تجعلنا نحرر برامج القوم المعاصرين وأهدافهم، ولايصح مقارنتهم مقارنة غير صحيحة بما حصل قديما من أشخاص منحرفين قديما، ولا حرج من المقارنة إن كانت صحيحة.لكن فيما استشهد به الأخ عبدالعزيز في الأمر الأول فهو غير صحيح.
ثم إن الحق يعلو ولايُعلى عليه، وإن أي محاولة لإسقاط الرموز الشرعيين فهي محاولة فاشلة، وإن من اعتقد نجاحها فهو متوهم نجاحها ولو على منظورهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو رمز الأمة الاسلامية الأول وجد محاولات لاسقاطه، وكلها باءت بالفشل مع حصول المضايقات له صلى الله عليه وسلم، ولذلك لايمكن لأحدٍ أن يَصِفَ إخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة بأنه نجاح لكفار قريش، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما وقف على شفير خارج مكة: (والله إنك لأحب البقاع إلى الله، ووالله إنك لأحب البقاع إلي ولو أن قومك أخرجوني ما خرجت). ولاشك بأن العلماء ورثة الأنبياء، ومن هنا تحصل مكانتهم ومنزلتهم.
وإن الهدف واحد في اسقاط الرموز الشرعيين قديماً وحديثاً وإ اختلفت بواعثه، ولكن العجب أن يكون هناك خلط بين الأفكار المنحرفة قديماً، وبين الأفكار المنحرفة المعاصرة.
وبالنسبة للأمر الثاني: فإن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوة مباركة لم ينجح خصومها في إسقاطها ولو حتى نجاحاً نسبياً، وكل مافي الأمر أنهم يسبون ويشتمون ويلفقون كما هو ديدن المعارضين للحق من قديم باختلاف بواعثهم لذلك.
وهل إذا لايزال هناك من ينتقد ويقول وهابية يُعتبر حصول نجاح لهم؟!
هل يريد أخونا عبدالعزيز أن يكون هناك صفاء تماماً ولا يحصل صراع بين الحق والباطل في هذه الدنيا؟!، وماذا يسمي صراع أهل الباطل إذا حققوا شيئاً مما يريدون؟!
هل يصح شرعاً أن نسميه نجاحاً ولو نسبياً؟!
وهل سمى الله تعالى حصول كفار قريش لشيء من مبتغاهم نجاحاً؟
حتى لو كان في لغة القوم بأنه نجاح فنحن لا ينبغي أن ننجر ونتأثر بمقولاتهم، فهذا مثل قول المنافقين عن أنفسهم أنهم مصلحون، فهل يصح لنا شرعاً أن نسميهم مصلحين ولو على تفكيرهم ولغتهم؟ لاسيما والأخ عبدالعزيز ليس في مقام حكاية أقوالهم بالنجاح، فحاكي القول ليس كالقائل وهذا معروف، لكن أن يذكر ذلك ويُصنفه على أنه نجاح بمقياس وتعريف النجاح، فهنا الخلل.
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 06:03]ـ
قد يكون الإسقاط للجانب الذي يُفرط الناس فيه من رمزية الرمز فيحسب الموالي ذلك إسقاطا فيدافع عنه بغير ما تؤدة ... ! فيخرج عن ضوابط الشرع من جهة .. ! ثم هو يمهد بفعله غير السوي ذاك لأن يقتنع الناس أكثر أن الأمر كله إنما هو دعوة عصبية في ثياب شرعية!!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الخير]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 06:55]ـ
قد يكون الإسقاط للجانب الذي يُفرط الناس فيه من رمزية الرمز فيحسب الموالي ذلك إسقاطا فيدافع عنه بغير ما تؤدة ... ! فيخرج عن ضوابط الشرع من جهة .. ! ثم هو يمهد بفعله غير السوي ذاك لأن يقتنع الناس أكثر أن الأمر كله إنما هو دعوة عصبية في ثياب شرعية!!؟
اعذروني فلم أفهم تعليقك، لكن أتمنى أن تذكر شواهد على ذلك.
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 08:36]ـ
قصدي يا سيدي أن الأمور قد جرت على غير هدي الشرع .. و تشابكت المفاهيم فيما بينها ..
فمثلا توهمنا بسبب طريقة التربية الفكرية و تقديم المسائل أن ما يقرره الشيخ محمد بن عبدالوهاب و يتصرف حسبه هو و من بعده أنه عين " السلف الصالح " فصار القدح فيهم قدحا في الشرع نفسه .. !!
فإذا جاء من ينبهنا نظرنا إليه شزرا ... مخالفين بذلك قواعد ذهبية عديدة ...
هذا باختصار فاعذرني .... و لعلك ترى التفصيل في الموضوع الموعود:
الكتاب و السنة بين التحكيم و التحجيم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 01:18]ـ
و هل تعلم أخي العزيز أن سقوط الرمزية قد حدث أصلا في فكر الناقد الذي كان قبلها متعصباً أصلاً للرمز ... فلمّا اطلع أكثر و رأى الخطأ الفاحش من تصوراته عن الرمز ..... راح ينتقم من نفسه و ربما خرج عن الإنصاف حتى مع نفسه و مع الرمز الذي كان يقدسه ...
هذا يا سيدي حكاية حال محدثك الآن .. ثم هي حكاية كثيرين ممن حاورهم!؟
نعم ... إنه لم يسقط الرمز من حيث حقيقة شخصه العلمي ... بل من حيث ضخامة و قداسة من تخيلناه نحن عنه؟!!
و سآتيكم بإذن الله بحادثة ذات عبرة بالغة من حياة الأستاذ النورسي تتعلق بهذا .... إن شاء الله.
ـ[طالب الخير]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 02:51]ـ
في انتظارك
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 03:08]ـ
أشكرك على صبرك و تفاعلك أخي العزيز:ميزان دقيق في محاورة: يقول النورسي:جرت بيني وبين أخي الكبير الملا عبد الله رحمه الله هذه المحاورة، سأوردها لكم: كان أخي المرحوم من خواص مريدي الشيخ ضياء الدين (قدس سره). 1 وهو من الأولياء الصالحين. واهل الطرق الصوفية لا يرون بأساً في الإفراط في حبـ 1 (هو إبن الشيخ عبد الرحمن تاغي، كوفئ من قبل السلطان رشاد بذراع صناعي فقدها في الحرب مع مدالية تقدير. والملا عبدالله من مريديه.) ـــــــــــــــــمرشدهم والمبالغة في حسن الظن بهم، بل يرضون بهذا الإفراط والمبالغة، لذا قال لي اخي ذات يوم:- ان الشيخ ضياء الدين على علم واسع جداً واطلاع على ما يجري في الكون، بمثل اطلاع القطب الأعظم! .. ثم سرد الكثير من الأمثلة على خوارق أعماله وعلو مقامه .. كل ذلك ليغريني بالانتساب إليه والارتباط به. ولكني قلت له:- يا أخي الكريم، أنت تغالي! فلو قابلت الشيخ ضياء الدين نفسه لألزمته الحجة في كثير من المسائل، وإنك لا تحبه حباً حقيقياً مثلي! لأنك يا أخي الكريم تحب ضياء الدين الذي تتخيله في ذهنك على صورة قطب أعظم له علم بما في الكون! فأنت مرتبط معه بهذا العنوان وتحبه لأجل هذه الصفة. فلو رُفع الحجاب وبانت حقيقته، لزالت محبتك له او قلّت كثيراً! أما أنا - يا أخي - فأُحب ذلك الشخص الصالح والولي المبارك حباً شديداً بمثل حبك له، بل أوقره توقيراً يليق به وأجلّه وأحترمه كثيراً، لأنه: مرشد عظيم لاهل الإيمان في طريق الحقيقة المستهدية بالسنة النبوية الشريفة. فليكن مقامه الحقيقي ما يكون، فأنا مستعد لأن أضحي بروحي لأجل خدمته الإيمان. فلو أُميط اللثام عن مقامه الحقيقي فلا أتراجع ولا أتخلى عنه ولا أقلل من محبتي له، بل أوثق الارتباط به اكثر، وأُوليه محبة أعظم و أبالغ في توقيره. فأنا إذن يا أخي الكريم أُحب ضياء الدين كما هو وعلى حقيقته. أما أنت فتحب ضياء الدين الذي في خيالك. ولما كان أخي المرحوم عالماً منصفا حقاً، فقد رضي بوجهة نظري وقبلها وقدرها.
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 06:12]ـ
ثم إن حالنا مع رموزنا أشد من حال الملا عبدالله .. ؟!!
و ادع الله لي أن أبين هذا الأمر الخطير و كيفية نشوئه و لم كان حالنا أخطر؟!
و شكرا جزيلا لك أخي العزيز على التواصل البنّاء .. و في أجوائه انتقدني كما تشاء.
أخوك المحب خلوصي ذو الآثام و الآلام.(/)
معاشرَ (الفئران) .. هلموا لنصرة (ميكي ماوس)!!
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 11:00]ـ
معاشرَ (الفئران) .. هلموا لنصرة (ميكي ماوس)!!
محمد بن صالح الشمراني
دخلتُ البارحةَ منزل أحد الكتاب السعوديين، فجلتُ بناظري في أرجاء منزله، فوجدتُ المجلس، و غرفة النوم، و غرفة المعيشة، و حتى دورة المياه - أكرمكم الله - وجدتها مترعةً بأصنافٍ مختلفةٍ من (الفئران)!! و من ثم .. و جدتُ السيد (ميكي ماوس) منتشيًا وسط الجموع، يحف به المعجبون و المعجبات، و بجواره صديقته الشهيرة (ميني)، كان يُراقصها بطربٍ بالغ، يتمايل من أثر (الشراب)، رأيت (ميكي) يُقاسم الكاتب - المذكور أعلاه - مأكلَه و مشربَه، بل ..
و يقاسمه حتى حماقته!!
كل ذلك .. لأنه ذبّ عن عِرضه في عموده الصحفي، أقصد عِرض (ميكي ماوس)!!
لا تستغربوا، فما قلتُ إلا الحق! و ليس غير الحق أقول!
فخطيبهم (الألثغ) قام بين الصفوف يدعو لنصرة (ميكي ماوس)، و تخليصه من براثن (الصحوة)، و الدعاة!!
وموجز الخبر لمن لم يبلغه ..
أن الشيخ (محمد المنجد) كان يتحدث في برنامجه الأسبوعي (الراصد) في قناة المجد، كان يتحدث عن تأثير أفلام الكرتون على شخصية الطفل، و ذكر فيما ذكر شخصية (ميكي ماوس)، و تطرق لنظرة الشريعة للفئران، وأنها تسمى (فويسقة)، و أنها كائنات ممقوتة شرعًا و عقلاً و فطرة، ثم ختم قوله بأن الفئران أو (ميكي ماوس) تُقتل في الحل والحرم!
ثم ماذا حدث بعد ذلك؟!
ثارتْ ثائرة (الفئران) السعودية!!
ومن ثم .. قامتْ بإنشاء (رابطة) تضم شتاتها، و تجمع سوادها، أسموها (رابطة أنصار الفئران)!
قاموا بترجمة المقطع بلغة أسيادهم، و حرفوه عن مواضعه، وادَعوا بأن:
(شيخًا سعوديًا يدعو إلى قتل شخصية " ميكي ماوس " الأمريكية)!!
و ماذا بعد؟!
طارتْ بذلك وكالات الأنباء العالمية، و تم عرض المقطع في عدد من الفضائيات، و تم عقد جلسات حوارية لمناقشته، كما هو الحال مع فتوى الشيخ (صالح اللحيدان) في القنوات الفضائية!
ذهلتُ من هذا السخفِ الموغلِ في الحضيض، ومن هذه الدونية المسفّة في التعامل مع المخالف، فأنْ تُبغض شخصًا، و تراه كريهًا في ناظريك .. كل ذلك لا يبرر لك أن تَفجر في خصومتك معه، و لا أن تنزل بمروءتك لمستوى لا يليق!
ولست أدري ..
هل كان استهزاء هذه (الرابطة) بشخصِ الشيخ المنجد فقط، أم أن ذلك يتعداه لما هو أبعد من ذلك، فيتعداه إلى قائل هذا النص، و مشرِّعه، حبيبنا صلى الله عليه و سلم، الثابت عنه بالحديث الصحيح؟!
ولست أدري - كذلك - لماذا ثارت حفيظة هذه (الرابطة) عندما مُسَّ جناب (الفئران)، و هُدِّد كيانها، و لماذا كل هذا التعاطف المحموم لنصرتها،
فهل يمتلك أحدهم مزرعةً لتربية الفئران؟!
وليت شعري أي تربية ستكون؟!
أم أن أحدهم افتتن بجمال (ميني)، و حسن قوامها، فأراد أن يكون قيسها المنتظر، و أرادها ليلاه .. ملكةً مختارةً من بين كل الفأرات؟!
أم أن سبب ذلك يعود لأن الشيخ المنجد مس شيئًا مقدسًا لدى أسيادهم، و تعرض للرمز الأكثر شهرةً في الثقافة الأمريكية؟!
فثاروا حميةً لأجله!
إلى الحد الذي يُنقل عن الرئيس الأمريكي " جيمي كارتر " قوله:
(ميكي ماوس هو رمز للشعور الودّيّ، متخطيًا كل اللغات و الثقافات، وعندما يرى المرء ميكي ماوس فإنه يرى السعادة .. !!)
أم أن شيئًا من ذلك لم يكن، بل .. لأن (الفئران) على أشكالها تقع؟!
أحد الأقزام في صحيفة سعودية .. أساء للشيخ المنجد، و لمزه بما لا يعيبه أصلاً، فإن كانت (وطنيته) المزعومة هي التي دعته ليقول ما يقول، فوالله إن الشيخ المنجد لخيرٌ من ملء الأرض من أمثاله، و مثلهم معه، و إني لأعتذر فوق ذلك للشيخ المنجد - باسم كل الأحرار من هذا البلد - أَنْ وازنتُ بينه و بين (نصير الفئران) ذاكَ!
بقي أن أقول: إنني خرجتُ مسرعًا من منزل الكاتب – نصير الفئران – و أنا أضع يدي على أنفي من هول ما أجد، ابتعدتُ كثيرًا كثيرًا؛ حتى تهدأ نفسي، و تنتظم أنفاسي، إلا أنني توقفت فجأة وسط الطريق؛ تُسائلني نفسي .. متعجبةً من معاشر (الفئران) التي تنادت لنصرة (ميكي ماوس)!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 11:57]ـ
ما الفرق بين الجملتين
ثم ختم قوله بأن الفئران أو (ميكي ماوس) تُقتل في الحل والحرم
قاموا بترجمة المقطع بلغة أسيادهم، و حرفوه عن مواضعه، وادَعوا بأن:
(شيخًا سعوديًا يدعو إلى قتل شخصية " ميكي ماوس " الأمريكية)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 12:04]ـ
بارك الله فيك أخي.
وللأسف يوجد في بيوت بعض الملتزمين نفس الشىء.
فتجد كثير من البيوت إلا من رحم الله تعالى، منتشر فيها هذه اللعب المجسمة المصورة، محتجين بأن بعض اهل العلم رخص هذه اللعب لأطفال.
مع العلم أن بعض هذه البيوت لا يوجد فيها اطفال!!
وفي الحقيقة تجد بعض النساء تضع هذه الصور المجسمة لتزين بها أرفف المكتبات، او السيارات والحجة هي هي لم تتغير أن بعض اهل العلم رخص هذه اللعب للأطفال.
أنتم تضعونها لتزينون بها الأرفف والمكتبات، لا تضعونها للاطفال ممتهنة.
وقد أجاب العلامة الألباني عن ذلك، وبين هذا الحجة الباطلة.
فتوى العلامة الألباني:
السؤال:
ربة بيت أردات أن تعلق لعب أطفال في غرفة نومهم، على الحائط بنية ترتيبها وسهولة اختيار الطفل حتى يقضى لعبته منها، فهل يصح ذلك علما أن هذه اللعب من عملها البيتي؟؟.
جواب العلامة الألباني:
ما شاء الله ـ كلام مزخرف وجميل .. إلى أن قال:
بلا شك اللعب هذه التي تأتي من بلاد الكفر وبلاد الإفرنج.
هذه اللعب التي يستحسن الأمهات اللاتي ابتلين بمثلها أن يزين الخزائن،
أما لو كانت لعب مشروعة. أي من لعب البيت من صنع الأم أو الأخت الكبيرة أو العمة أو الخالة لا تزين بها الخزائن. صح؟ انتهت الفتوى، منقولة من موقع الإمام الألباني بتصرف في التفريغ.
------------
وقد أجاب العلامة بن عثيمين عن ذلك أيضاً:
قال العلامة الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى في من يفعل ذلك:
[وإن المؤسف أن بعض قومنا الآن، صاروا يقتنون هذه الصور ويضعونها في مجالسهم أو مداخل بيوتهم، نزلوا بأنفسهم إلى رتبة الصبيان مع اكتساب الإثم والعصيان نسأل الله لنا ولهم الهداية.] أهـ. مجموع الفتاوى والرسائل.
وهذه فتوى كبار علماء أهل السنة في أفلام الكرتون:
فتوى اللجنة الدائمة في الرسوم المتحركة.
((19933)) وتاريخ 9/ 11/1418 هـ.
السؤال:
ماحكم مشاهدة وشراء افلام الكرتون الاسلامية (الرسوم المتحركة) وهي تعرض قصصا هادفة ونافعة للأطفال مثل حثهم على بر الوالدين والصدق والأمانة وأهمية الصلاة ونحو ذلك والمراد منها ان تكون بديلا عن جهاز التلفاز الذي عمت به البلوى والإشكال انها تعرض صورا للآدميين والحيوانات مرسومة باليد فهل تجوز مشاهدتها أفتونا مأجورين.
الجواب:
لايجوز بيع ولاشراء ولا استعمال أفلام الكرتون لما تشتمل عليه من الصور المحرمة.
وتربية الأطفال تكون بالطرق الشرعية من التعليم والتأديب والأمر بالصلاة والرعاية الكريمة.
عضو:بكر أبوزيد.
عضو: صالح الفوزان.
نائب الرئيس: عبد العزيز آل الشيخ.
الرئيس: عبد العزيز بن باز.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 01:01]ـ
ثم ختم قوله بأن الفئران أو (ميكي ماوس) تُقتل في الحل والحرم
قاموا بترجمة المقطع بلغة أسيادهم، و حرفوه عن مواضعه، وادَعوا بأن:
(شيخًا سعوديًا يدعو إلى قتل شخصية " ميكي ماوس " الأمريكية)
ما الفرق بين الجملتين؟
/// الفرق أن الفأر المأمور قتله هو الحقيقي الذي يدب.
/// وأمَّا "ميكي ماوس" فشخصية كرتونية لم يطالب الشيخ المربي المنجد ولا أحدٌ -حسب علمي القاصر! - حتى الآن بقتلها!
فمن أصدر حكمًا بإهدار دم ميكي أوبطوط أوبندق! فهو الذي تدار لأجله الحوارات، لكن ليس على الفضائيات؛ بل في مستشفى الأمراض النفسية، لتقييم قواه العقلية.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 04:40]ـ
"فمن أصدر حكمًا بإهدار دم ميكي أوبطوط أوبندق! فهو الذي تدار لأجله الحوارات، لكن ليس على الفضائيات؛ بل في مستشفى الأمراض النفسية، لتقييم قواه العقلية."
أضحك الله سنك .. (ابتسامة)
وعجيب هذا السؤال حقيقة .. أحقا لا تدرك الفرق أيها الأخ العباسي؟؟؟
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 06:24]ـ
وعجيب هذا السؤال حقيقة .. أحقا لا تدرك الفرق أيها الأخ العباسي؟؟؟
لا والله لا أدرك الفرق، ولو أدركته لما سألت. فالشيخ يدعو إلى قتل الفئران .. حتى لو كانت ميكي ماوس. (هذا بناء على نقل الأخ الشمراني، مع أن نص الشيخ هو: مع أن ميكي ماوس هذا شرعا يقتل في الحل والحرم).
فأي عيب في نسبة القول بقتل ميكي ماوس إلى الشيخ بعد هذا الكلام؟
وكلنا نعرف أن ميكي ماوس شخصية كرتونية .. فهذا ليس محل الخلاف .. لكن الخلاف هل قال الشيخ هذا أم لا؟
مع أني لا أرى في كلامه عيباً يدعو إلى التنصل منه والخوف من الإعلام الغربي.(/)
"الأشراف" يطالبون الشيعة بالاعتذار عن قتل "الحسين" وبدفع الدية المناسبة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 03:08]ـ
"الأشراف" يطالبون الشيعة بالاعتذار عن قتل "الحسين" وبدفع الدية المناسبة
الرياض ـ المصريون (خاص): بتاريخ 19 - 10 - 2008
طالب عدد من الأشراف ـ الذين يصلون نسبهم بآل بيت النبي الكريم ـ طالبوا الشيعة والحكومة الإيرانية بالاعتذار عن قتل "الحسين" بن علي رضي الله عنهما.
وحثوا ـ في رسالتهم إلى المصريون ـ على وجوب إعادة أموال الفيء والأخماس التي أخذوها بالتمسح في آل البيت، وذكروا في رسالتهم أنهم (كأشراف) يحملون الشيعة مسؤولية قتل جدهم الحسين رضي الله عنه ويطالبونهم بعدم التمسح بعائلته، لا سيما وأن أجدادهم هم الذين قتلوا الحسين بن علي رضي الله عنه.
وفي رسالتهم الموقعة باسم: عبد الكريم الحسيني، وطالب شافع قالوا ما نصه: ثبت بالدليل القاطع من الكتب والمصادر والروايات الشيعية والسنية على السواء أن أجداد هؤلاء الشيعة المنتشرين في العراق وإيران الآن قد قتلوا جدنا الحسين رضي الله عنه، وقد اعترفت الروايات والكتب الشيعية بهذه الجريمة الشيعية، بل ونقلت كتب الشيعة قول جدنا الحسين عندما رأى غدر الشيعة آنذاك: «ثم رفع الحسين عليه السلام يده وقال: اللهم إنْ متّعتهم إلى حينٍ ففرقهم فرقًا، واجعلهم طرائق قددا، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبدا، فإنهم دعونا لينصرونا، ثم عَدَوا علينا فقتلونا»، وهذه الرواية في كتاب (الإرشاد) لإمامهم الشيعي المفيد (112). ولما رأى جدنا زين العابدين برد الله مضجعه نساء شيعة الكوفة ورجالها يبكون ويشقون الجيوب بعد مقتل الحسين رضي الله عنه قال لهم جدنا زين العابدين: «إنَّ هؤلاء يبكونَ علينا فمَن قَتَلَنَا غيرهم؟»، وهناك الكثير من الروايات لأجدادنا ذكرها الشيعة في كتبهم، عن فاطمة الصغرى وزينب بنت علي بن أبي طالب، برد الله مضجعهم جميعا، وهذه الروايات وغيرها ذكرها الشيعة في كتاب «الاحتجاج» للطبرسي (2/ 28) وكتاب منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل للقمي (570)، وغيرها من كتب الشيعة.
ونقل صاحب كتاب «من قتل الحسين؟» عن الشيعي حسين الكوراني أنه قال في كتابه (في رحاب كربلاء) 60 - 61: «أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلى كربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيل المواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، مثلا نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برز بالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشًا لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موقفه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسين بالخروج عن الدين، لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة». وقال حسين كوراني أيضا: «ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبدالله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح: أفيكم حسين؟ وهذا من أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة علي عليه السلام، ومن الممكن أن يكون من الذين كتبوا للإمام أو من جماعة شبث وغيره الذين كتبوا ... ثم يقول: يا حسين أبشر بالنار». ونقل شيوخ الشيعة أبو منصور الطبرسي وابن طاووس والأمين وغيرهم عن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين رضي الله عنه وعن آبائه أنه قال موبخًا شيعته الذين خذلوا أباه وقتلوه قائلا: (أيها الناس نشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه، فتبًّا لما قدمتم لأنفسكم، وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله على آله وسلم إذ يقول لكم: (قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي)» انتهى.
وقد تعرض لهذه القضية أيضًا أحد علماء الشيعة بالنجف وهو السيد حسين الموسوي في كتابه «لله ثم للتاريخ» وقال: «إن أهل البيت عليهم السلام يحملون شيعتهم مسؤولية مقتل الحسين - عليه السلام - ومن معه وقد اعترف أحدهم برده على فاطمة الصغرى بأنهم هم الذين قتلوا عليًّا وبنيه وسبوا نساءهم كما قدمنا لك».
وهذه كلها اعترافات شيعية موثقة كتبهم هم، يتداولونها الآن بينهم، والاعتراف سيد الأدلة، فأنا أناشد جميع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة أحفاد جدي الحسين رضي الله عنه، بكافة مناصبهم من ملوك وأمراء ومؤلفين وموظفين وسائر أهل البيت على مختلف وظائفهم وأماكنهم وبلادهم، أناشدهم جميعا أن يتحدوا ويتعاونوا في رفع قضية دولية نطالب فيها الشيعة بالاعتذار الرسمي عن قتل أجدادنا من آل البيت، وتشويه صورتنا نحن معاشر أهل البيت بالتمسح بنا ونشر باطل الشيعة اليهودي النشأة في جلباب التمسح بنا ونحن منهم براء، ونحن نقول للشيعة كما قال جدنا زين العابدين برد الله مضجعه: «بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله على آله وسلم إذ يقول لكم: (قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي)» حسب الرواية التي ذكرها هم في كتبهم.
أناشد أصحاب الجلالة والفخامة والسمو وسائر أصحاب الفضيلة من أولاد عمومتنا آل البيت أن يقاضوا الشيعة ويطالبوهم بالاعتذار عن جريمتهم في قتل جدنا الحسين ومن قتلوه معه من أجدادنا، وأن يطالبوهم بتعويض سائر أهل البيت على مستوى العالم عن هذه الجريمة النكراء.
كما نطالب الشيعة في قم والنجف بضرورة استرجاع كافة أموال الأنفال والأخماس التي نهبوها باسمنا وبالتمسح بنا، فهذه الأنفال والأخماس من حقنا نحن آل البيت، وعلى الشيعة أن يعيدوها لأصحابها.
وعلى بركة الله سيروا يا أهل البيت في مقاضاة هؤلاء الشيعة قتلة أجدادنا ولصوص أموالنا وأنفالنا وأخماسنا
المصدر من هنا ( http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=55304&Page=13)(/)
هل هناك اختلاف بين الشيعة العرب و شيعة ايران (الصفوية)؟!!
ـ[طرف]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 07:46]ـ
أقصد من ناحية العقائد .. و الأصول؟!!
وهل هناك معتدلين فعلا؟!!
و ما هو مقياس الاعتدال؟!!
تحياتي
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 08:03]ـ
الكفر ملة واحدة
ـ[طرف]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:10]ـ
لم تفدني اصلحك الله
ـ[التبريزي]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 03:34]ـ
أقصد من ناحية العقائد .. و الأصول؟!!
وهل هناك معتدلين فعلا؟!!
و ما هو مقياس الاعتدال؟!!
تحياتي
أخي الكريم
هناك فارق بين الشيعة العرب والإيرانيين من جهة وهناك تشابه من جهة أخرى،
العنصر الفارسي يستعلي على العنصر العربي والمضحك في الأمر أن العمائم السود ينتسبون (على زعمهم) إلى آل البيت، فيصبحون عربا يحكمون دولة فارسية، ومع ذالك يقدمون ما هو فارسي على ما هو عربي، فيقولون مثلا: العربية لغة القرآن والفارسية لغة الإسلام ..
الشيعة عموما طوائف وأحزاب لأن كل مرجع منهم له سلطة خاصة، وحسب الوضع مع الطوائف الأخرى يكيف سلطنته، بل ويغير في مساره العقائدي كما حدث بين الخميني والشيرازي .. فالتشابه هنا أن مراجع الشيعة الفرس يتضامنون مع مراجع الشيعة العرب ضد مخالفيهم من المراجع الفارسية، فتجد حسن نصر الله تابع للخامنئي، وحسين فضل الله يحاول الإستقلال بالشيعة العرب وقد نجح نوعا ما، والحكيم في العراق دمية تحركها إيران،، وهكذا ..
الشيعة العرب عموما ولاؤهم لإيران ويشتركون جميعا في بعض العقائد والأصول، فهم مجمعون على الإمامة (مع اختلاف تكفيري مع الإسماعيلية)، ومراجعهم على القول بنقص القرآن وتحريفه وشذ عنهم المرجع اللبناني حسين فضل الله والمرجع العراقي الخالصي، لذا فهما عند عموم مراجع الشيعة كافران مرتدان، ومن الإجماع عند الرافضة والذي شذ فيه المرجع اللبناني مع العراقي هو معتقد كسر ضلع الزهراء، وبسبب خروجهما عن المعتقد كفروهما ورموهما بالردة ...
من الإختلاف أيضا إيمان عموم المراجع عدا فضل الله والخالصي وبعض الأسماء التي لا تحضرني، إيمانهم بأن الأئمة يعلمون الغيب وبيدهم كل شيء ... والأمثلة كثيرة ...
وعلى الجملة، فالخلاف العقائدي والأصولي متشعب ومشترك بين الطرفين والمرجعية للعرب منقسمة بين الخامنئي من جهة وبين العروبيين الذين يريدون الإستقلالية كحسين فضل الله وآل الخالصي، ويحسبان عند بعض أهل السنة من الشيعة المعتدلين وإن كان الإعتدال بعيدا لأن الإمامة فارق كبير ورئيس بين معتقد السنة والشيعة ... وهناك تيار شيعي عروبي واقف ضد الخامنئي وولاء هذا التيار للشيرازي الذي كفر الخميني والخامنئي واالرفسنجاني وآخرهم نجاد ..
مشاركة على عجل، والموضوع طويل ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 03:44]ـ
بعض العلماء قسم الصوفية إلى معتدلين و متوسطين و غلاة و كذلك الشيعة لكن هذا لا يدل على صحة مذهب أي من الأقسام الثلاثة
و إنما على حد قول الشاعر
كلا الرجلين ضراط و لكن **** شهاب الدين أضرط من أخيه
ـ[الفيصل الأخير]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 06:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم أؤيدك بكثير مماقلت ولم تعجبني كلمة التكفير لأنك لا تعلم بما في القلوب
ولست انت ربآ لتكفر
الله وحده يعلم بما في القلوب وكيفية التكفير
والموضوع مشعب
فنصيحة أخ لا تدخل بموضوع الا وأن تتمه
شكرآ لك على موضوعك
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 06:23]ـ
ولم تعجبني كلمة التكفير لأنك لا تعلم بما في القلوب ولست انت ربآ لتكفر الله وحده يعلم بما في القلوب وكيفية التكفير
كاتب الموضوع لم يتطرق للتكفير لكن المقطع المذكور أرجو أن تحذفه قبل انتهاء مدة التعديل
لأنه مخالف لمذهب أهل السنة
ـ[طرف]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 12:10]ـ
شكرا للجميع و الاخص الاخ التبريزي
تحياتي للكل(/)
أبشروا امريكا 00000000000سقطت
ـ[االباحث]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:33]ـ
الزيارات: 1064
المختصر /
مفكرة الإسلام / قالت صحيفة الصنداي تايمز اليوم الأحد: إن الأزمة المالية العالمية التي أصابت الولايات المتحدة والعالم الغربي ستجبر قوات التحالف على إنهاء حربها على ما يسمى الإرهاب.
ففي مقال الذي جاء بعنوان: الواقعية تطلق أول رصاصة في تلك الحرب المجنونة، يتساءل سير سيمون جينكينس: "هل ستفوق نفقات الحرب على الائتمان نفقات الحرب على الإرهاب أم سيعلن الانهيار المالي نهاية الحرب العسكرية؟ ".
وقال جينكينس: "إن واشنطن ولندن وكابول وبغداد شهدت تحركات منظمة من جانب الغرب في الأسبوع الماضي لإعلان نهاية الحرب على الإسلام المتشدد". على حد تعبيره.
لكنه أشار إلى أن تكاليف الحرب في أفغانستان والعراق لا تزال تفوق وبفارق شاسع، حجم ما خصص لخطط الإنقاذ المالي على مدى الأسبوعين الماضيين.
ونقل عن الاقتصادي جوزيف ستيجليتز إحصاءات تفيد بأن نفقات الحرب في العراق وحده تبلغ ثلاثة تريليون دولار، دون الأخذ في الاعتبار الأرواح التي فقدت وفرص الاستثمار التي ضاعت، فيما تقول الأرقام الرسمية: إن التكلفة الأمريكية تريليون دولار والبريطانية أكثر من 10 مليارات جنيه إسترليني.
البحث عن مخرج:
"وكما عرف التاريخ غالبًا، فإن القوة الغازية التي استنزفت في أتون الاحتلال، تسعى الآن للبحث عن مخرج تعلن به انتصارها واستعدادها للرحيل، وهذا المخرج توفره ظروف الحملة الرئاسية الأمريكية، أو كما يعلن المرشح الجمهوري جون ماكين فالحرب في العراق كانت ناجحة وخطة زيادة القوات كانت انتصارًا، والناخبون الأمريكيون يتوقون لانسحاب قواتهم".
ويعرج جنكينس على الأوضاع في أفغانستان التي يرى أنها تتدهور من يوم إلى يوم دون أن تحقق القوات الغربية نجاحًا على طالبان هناك، لختم مقاله بالقول: "على الغرب أن يخرج بأكبر قدر ممكن من الكرامة، وبعد ذلك سيكون بمقدوره العمل على ترتيب أوضاع دوله".
ويأتي مقال جنكينس في الوقت الذي تنتشر فيه تقارير تفيد بأن المقاومة في العراق وأفغانستان تستعيد قوتها من جديد, إضافة إلى تصريحات الساسة الغربيين التي يؤكدون من خلالها أنه لا يمكن القضاء على المقاومة بالأساليب العسكرية
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:57]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 06:15]ـ
اللهم زدالولايات المتحدة خسارا ودمارا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 01:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وماذا بعد ذلك
هل يفوق المسلمون من سباتهم ويقوموا من غفلتهم ام الامر سيسوء عما هو عليه
ويزداد الجهل بدين الله وتنصيب الجهال قادة وعلماء
امثال ابن لادن وغيره
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 10:15]ـ
بفضل من الله ثم بفضل المجاهدين الأبطال الذين حطّموا هبل العصر وسفكوا دمها وهشموا كبرياءها وجعلوها أضحوكة للعالم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 02:44]ـ
إذن هل سيتولى أوباما رئاسة الولايات المتحدة الامريكية
أشك في ذلك!!.
ـ[االباحث]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 08:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعض الشباب يمثل لناس بأعيانهم واللأولى الا يفعل ذلك فنتمنى ان اردت تقرير قاعدة او شئ تعتقده ان يكون يدون ضرب امثلة (اقصد افراد بذواتهم) * وشكرا لتفهمكم
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 08:12]ـ
أعظم البشرى يوم يطبق الشرع بمفهومه الصحيح قولا وعملا في كل نواحيه بين أبنائه ودعاته وعلمائه
ـ[ابي ثابت]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 08:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 07:26]ـ
اذا تسقط امريكا بلا شك و لا ريب تسقط اقلام المتأمريكين.
لذلك نجد من المتأمريكين من يحزن على الازمة المالية الامريكية و لا يحزن يشأن المسلمين في فلسطين و العراق و افغنستان.
و كيف لا؟
منهم من يعتقد ان امريكا هي التي اطعمتهم من الجوع و امنتهم من الخوف.
اصبحت في الاوان المتاخرة بعض الناس يعبدون رب البيت الابيض. راغبة فيها او راهبة منها.
كم من حرمات المسلمين انتهكوها؟
دنسوا القران
اراملوا النساء
ايتموا الاطفال
قتلوا الشيوخ
انهتهكوا اعراض المسلمات
كم و كم.
فلا يسعنا الا ان نقول:
اسال الله ان يذيق امريكا سوء العذاب و أن يرسل عليهم حجارة من سجيل و ان يشتت شملها و ان يخزيها و ان يسلط عليه سوط العذاب بالعواصف و الطوفان و اشدد عليهم وطأتك و جعلهم سنين كسيني يوسف اله الحق.
اللهم من فرح بطغيان امريكا و اكتسب وراءها و يحاول ان يدافع عنها. احشره مع امريكا في يوم لا بشرى للمجرمين.(/)
الأزمة الاقتصادية العالمية ... ؟؟!!
ـ[أروع]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 06:53]ـ
إخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كثر الحديث عن الأزمة الاقتصادية العالمية التي حصلت قبل أيام والتي تتجرع الدول الإسلامية والعربية بل والعالم مرارتها .. وعلى رأس الحربة أمريكا ...
هل نستطيع أن نجد من يحلل لنا هذه الأزمة التي حصلت بحيث نريد أن نتمكن من معرفة جوانب الأزمة من ناحية التالي:
1) تصوير الأزمة الحاصلة بالضبط.
2) الأسباب الرئيسية المتسببة للأزمة.
3) ما الطبقة المتضررة من هذه الأزمة.
4) مدى تأثر الدول العربية والإسلامية من الأزمة.
5) كيف أستطيع تجاوز هذه الأزمة كفرد عربي أو مسلم.
6) كيف نستطيع تجاوز الأزمة كمجتمعات ودول عربية أو إسلامية.
أرجو من لديه معلومات قد تفيد أتمنى لا يبخل علينا وأتمنى من إدارة المنتدى تثبيت الموضوع ومحاولة استضافة خبير اقتصادي يستطيع تحليل جوانب وأسباب الأزمة ويضع النقاط على الحروف ويوجد لنا كأفراد أو كمجتمعات ودول خطوات عملية لنتجاوز هذه المحنة العالمية
ـ[أروع]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 12:35]ـ
هل من المعقول أن كل أعضاء ورواد المجلس لا يعلمون شيئاً عن هذه القضية ...
إن كان فإنا لله وإنا إليه راجعون ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 12:35]ـ
www.uaesm.maktoob.com/vb/uae245661/ - 94k -
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 03:23]ـ
و لكن يا أستاذ محمد ما مصلحتها اذن ان كانت مؤامرة أن تصفي بعض الديون مقابل أن تفقد المركز الأول و هيمنتها على الاقتصاد العالمي كما هللت به شخصيات بوزن وزير الاقتصاد الألماني ورئيس الوزراء الروسي و غيرهم ممن يكون كلامهم مدروسا و مبنيا على وقائع ملموسة و تحركهم الفعلي المصرح بتوجه العالم الى اقتصاد متعدد الأقطاب فأي خسارة أكبر من هذه مقابل تصفية شيء يسير من الديون؟؟؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 03:09]ـ
اخي العزيز ابن الرومية.
بعد الازمة العالمية هل تأثر سعر الدولار ام ازداد ارتفاعا في مقابل اليورو!.
اليس هذا اكبر دليل على ان الاقتصاد الامريكي لم يتأثر.
بل للمعلومية تم دعم بنك "سيتي بانك" وحده بتسعمائة مليار دولار امريكي؟؟؟ عدا غيره من الشركات مثل شركة جنرال الكتريك .. .. فورد ــ كريسلر ... بالمئات من المليارات .... بالدولار!!
المسألة باختصار ان صقورالمحافظين افتعلوا هذه الازمة حتى يستولوا هم على الودائع العالمية.
و قبيل الازمة تم تعطيل الكيبل البحري حتى لا تهرب بعض رؤوس الاموال الكبرى ليتم ايقافها قانونيا تمهيدا للازمة.
و هذا الكشف ليس من كيسي.
بل ستجد على موقع اليوتيوب تسجيلا ـ في عدة مقاطع ـ لبرنامج تلفزيوني امريكي اقتصادي شهير يقابل فيه "اليكس جونز" xlex jones المذيع الاقتصادي الاشهر احد كبار االمتنفذين الاقتصاديين المصرفيين اسمه ليندسي فيخبره انهم سيفتعلون ازمة اقتصادية كبرى يستولون بموجبها ـ قانونياـ على الودائع العالمية.
بارك الله فيك وانجح مساعيك.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 08:39]ـ
اما بالنسبة لتفاصيل الازمة الاقتصادية بالتفصيل ف من الصعب ان تلم بجوانب هذا الموضوع المتشعب ............ لكن نصيحة .... ابحث في المواقع المختلفة سواء كانت مواقع اقتصادية او غيرها واجمع جميع المواضيع المتعلقة بالموضوع الذي يتعلق بالازمة ثم صغه باسلوبك .... وبذلك تنفع نفسك وينتفع غيرك ... وكله بميزان حسناتك ..........
وبالمناسبة كتبت موضوع يتعلق بالازمة الاقتصادية ....... تفضل بقرآته .....
(كلمة حق في ازمة المحق)
الحمد لله الذي هدانا للاسلام وشرع لنا خير الاديان –دين الاسلام-ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. والصلاة والسلام على محمد المصطفى (صلى الله عليه وسلم) خير من وطئ الثرى بعثه الله هاديا ومبشرا ونذيرا بين لنا الطريق الموصلة الى الله فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وكشف الله به الغمة حتى اتاه اليقين من لربه
صلى الله عليك ياعلم الهدى واستبشرت بقدومك الايام
هتفت لك الارواح من اشواقها وازينت بحديثك الاقلام
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يخفى عليكم معاشر القراء الكرام ماحدث وما يحدث في البورصات واسواق المال والبنوك العالمية من هبوط حاد في اسعار الاسهم و من افلاسات تتعرض له كبار الشركات وما نتج عن ذلك من ردود افعال من هنا وهناك جعلت العالم يعيش وسط اجواء اقتصادية متأزمة تنذر بانهيار الاقتصاد العالمي.
ولما كان لكل شئ سبب ولكل سبب مسبب يتضح للعقلاء من خلال استقراء تداعيات هذه الازمة ومعرفة اسبابها .. و يتبين للجميع ان عقول البشر قاصرة عن ادراك مصالحها لوحدها بدون تشريع رباني يحفظها ويحفظ ثرواتها من الضياع.
ان عقول اصحاب هذه الانظمة الاقتصادية الربوية الرأسمالية الفاشلة اوردتهم المهالك واوقعتهم في مستنقع الديون والعجز المالي وعدم القدرة على السيطرة والتحكم بزمام الازمة الحالية حتى رفعوا رايات الافلاس .. والسيل الجارف الذي اصابهم قادم الينا اذا لم نتق الله عزوجل ونقولها وتقولها الدول صراحة لا ... لا للربا .. والعاقل يعرف اخطاء غيره ويتجنبها لينجو .. لا ان يبكي على سقوط غيره وهو يجري مجراه ثم يستغرب ويقول كيف وقعت
*ارأيت ما حل بالقوم يا صاح عندما امسوا بخيرباغتهم الهلاك في الصباح
ان ماجرى للقوم عقوبة من الله عزوجل لمخالفتهم لشرعه ومعلوم ان الله سبحانه وتعالى يملي للظالم ويملي له- و يظن هذا الظالم انه العزيز الكريم. – حتى اذا اخذه اخذه لم يفلته (.نسأل الله ان يحفظنا من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا) وهذه حقيقة لا ينكرها الا مكابر
لا تعجبن لهالك كيف هوى بل فاعجب من سالم كيف نجى
ومتى استغنى الانسان عن ربه وعن شرعه ووكل الى عقله وتفكيره كان مصيره الهلاك طال الامد ام قصر شاء ام ابى .. فيا ايها المغرور اذا لم تخش عاقبة الليالي فافعل ما شئت كما تدين تدان.
وكا ن من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأنه كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين) ... فخير الخلق كان يقول هذا الدعاء وهو من هو عليه الصلاة والسلام.فما احوجنا لهذا الدعاء في حياتنا وفي هذه الايام خاصة .. نحن الفقراء الى الله والى رحمته وعنايته و تسديه في امورنا كلها.
ان الازمة التي تمر بها البنوك والشركات العالمية سببها واحد وهو الربا، وان كانت هناك امور زادت حجم الخرق لكن المتهم الاول في هذه الجريمة هو الربا الذي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكله وشاهده وكاتبه
وقال عنه (عليه الصلاة والسلام): الربا وان كثر فعاقبته تصير الى قل)
وايضا قال عنه (عليه الصلاة والسلام): الربا ثلاث وسبعون بابا ادناها ان ينكح الرجل امه)
اعوذ بالله من يتجرئ ان يقدم على هذه الفعلة حتى البائهم اظن تستنكر ذلك .... افيقوا يا قوم المسألة خطيرة جدا!!
وثق تماما ايها القارئ أي مال جاء من جهة محرمة كالمعاملات الربوية وغيرها فهو ممحوق البركة كما قال تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات)
ان المرابي قد حكم على نفسه بالهلاك عندما اقحم نفسه في معركة محسومة النتيحة الا و هي محاربة الله (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم ... الاية)
لا حول ولا قوة الا بالله وهل يقوى هذا المخلوق الضعيف الصغير على محاربة ربه القوي الكبير.
كيف ترجو رحمة الله وجنته وانت محارب له؟ كيف تريد اين يجيب دعائك وانت تأكل الحرام؟ .. اتعلم يا اخي .. ماهي عاقبة امر من يحارب الله يوم القيامة (اترك الجواب لك) ... وانقل لك ايها القارئ اقوال اهل العلم في التحذير من المساهمة في البنوك الربوية والايداع فيها بفائدة يقول العلامة ابن باز رحمه الله: وعلى المسلم الناصح لنفسه الذي يريد لها الخير والنجاة من عذاب الله والفوز برضاه ورحمته ان يبتعد عن الاشتراك في البنوك الربوية او الايداع فيها بفوائد او الاقتراض منها بفوائد، كل ذلك من المعاملات الربوية ومن التعاون على الاثم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله سبحانه (ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) انتهى ... فاتق الله ياعبدالله وانج بنفسك من لعنة الله ورسوله وعذابه ولا تغتر بكثر من يتعامل بالربا (ان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله).
(يُتْبَعُ)
(/)
ستسأل عن مالك يوم القيامة من اين اكتسبته؟؟ فهل اعددت لهذا السؤال جوابا؟ ام تقول ان الله غفور رحيم؟؟ وكيف ترجو المغفرة وانت تقع في الذنوب ولسان حالك
كثر ما استطعت من الذنوب اذا كان القدوم على كريم
وهل هذه افعال من يحب الله ورسوله وهل محبة الله ورسوله مجرد دعوى؟؟
تعصي الاله وتزعم حبه هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا ما عصيته ان المحب لمن يحب مطيع
ان مما يؤسف له ونسمعه ويقال لنا عن اناس ينتسبون للاسلام ويتخذون الدستور الغربي هو منهج الحياة المتكامل الذي يدعو لكل فضيلة وبه تقوم الحضارة بينما دين الاسلام هو دين التخلف و الرجعية ونسي المسكين ما يحويه هذا الدستور المنحل من مفاسد وعيوب بدأت ملامحها تظهر للعالم اجمع .. للأسف لقد سمعنا من يدافع وينافح عن الانظمة الربوية وكأنه حديث عهد بالاسلام وغفل هذا المغفل ان من يقول بان الربا حلال ويعلم ان الشرع حرم تعاطيه فهو كافر لانه انكر شيئا معلوما بالضرورة.
والشيء الغريب في هذه الازمة ما نقرأه في الصحف من تصريحات ادلى بها رجال الاقتصاد الغربيون مفادها ان تطبيق النظام الاسلامي هو السبيل الوحيد لمعالجة هذه الازمة الاقتصادية .. سبحان الله (تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن) وافضل من ذلك قول الله تعالى (ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون)
بل وهذه صحيفة تشالنجر الفرنسة تقول: (لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم ما حلت بنا هذه الكوارث) الله اكبر .. الان ادركتم ما هو دور الاسلام وما هي رسالته .. عندما اغرقتكم الديون وارهقتكم الخسائر الفادحة عرفتم ان الاسلام هو طوق النجاة .. وهذه –لله الحمد – اكبر حجة اقذفها على كل من يدافع عن هذه القوانين الوضعية الغربية والرأسمالية التي تبخس حقوق البشر على الامد القريب والبعيد .. اسمعوا يا اهل الحضارة المزعومة يا اصحاب الحرية-حرية الاهواء والفساد- .. حريةالطعن في الدين يا من تنادون بفصل الدين عن الدولة: هاهم الغرب (احبابكم) يعترفون بهذه الاعترافات ... وعلى كل حال المتأمل لهذه التصريحات يتبين له ان لدى القوم عقولا .. لكن السؤال الذي يطرح نفسه – الى متى هذه المكابرة يا اصحاب الفكر العلماني والليبراري متى تعترفون بالحقيقة .. اصدقائكم اعترفوا؟؟ متى تعلنون التوبة من هذه المبادئ الخبيثة وتقلونها صراحة الاسلام هو الحق؟؟ متى يرحكم الله؟
و هل هؤلاء الذين ادلوا بهذه التصريحات ارهابيون ام متطرفون ام متشددون .. اجيبوا!!!
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم
وصدق الله حين قال (ويحق الله بكلماته ولو كره المجرمون)
اقولها بملئ يا اهل الغرب لقد حجرتم واسعا عندما قلتم: ((لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القران من تعاليم ما حلت بنا هذه الكوارث) الاسلام اوسع مما تتصورون لم يقتصر دوره على مجرد حل الازمات الاقتصادية فحسب، لكن لما طغى حب المال على قلوبكم حتى اصبحتم عبدة للدينار والدرهم-وتعس عبد الدينار والدرهم-وضاقت بكم السبل اعترفتم بهذه التصريحات (المرة بالنسبة لكم)
ان الاسلام هو الدين الوحيد الذي يصلح احوال البشرية يعالج كل مشاكلها الاقتصادية والسياسية والتربوية او الاجتماعية و .. و .. و .. الخ لاالشيوعية ولا الرأسمالية والاشتراكية ولا العلمانية تستطيع ان تقاوم الاسلام الكل سيسقط ويبقى الدين الذي اختاره الله لهذه الامة المحمدية الاسلام هو الدستور الرباني الذي شرعه وارتضاه الله لنا وهي نعمة تستحق الشكر وتبعث الفرح والاستبشار في النفوس .. كيف لا والله سبحانه يقول (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) هذا الدين العظيم هو المنقذ الاول والاخير للبشرية من الهلاك عندما يخرجهم من ظلمات الكفر والجهل و الضلال بل وظلمات الشبهات والشهوات الى نور الايمان ولذة الطاعة ورغد العيش والسعادة التامة في الداريين.
اما آن الاوان و تقولوها صراحة يا اهل الغرب ان الاسلام هو الدين الوحيد والملاذ الاخير للبشرية جمعاء بعد ان عانت من جور الانظمة الوضعية المتخبطة علىمر الازمنة التي اثبتت قصورها وفسادها في هذا القرن قرن التطور التكلنوجيا حتى قادت العالم الى الازمات والمشاكل التي لا تنتهي .. فمهما نقحوها وهذبوها تبقى قاصرة وباطلة لانها لا تخدم الى طبقات وجهات معينة تشبع من خلال هذه التشريعات الوضعية اهوائها ورغباتها واما احوال بقية الناس الفقراء الضعفاء وغيرهم (ف .. صفر على الشمال)
وختاما اقول: اذا انصف هؤلاء القوم انفسهم وجعلوا الحق مقصدهم ووازنوه مع (ما معهم من الباطل) واثروا الحق فبأذن الله سيدخلون في دين الله افواجا وان لم يستجبوا فاعلموا انما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين
هذا والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين
شعر
هي الحنيفية عين الله تكلؤها فكلما حاولو تشويهها شاهوا
استرشد الغرب بماضيهم فخابوا ونحن كان لنا ماض مجيد نسيناه
ان مشينا وراء الغرب نقبتس الهدى ضللنا عن الحق واصابتنا شظاياه
فالحمد لله الذي للاسلام هداني وجعلني وقارئ مقالتي ممن يرثون الجنان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 10:23]ـ
هل رأيتم ما كتبته هذا الصباح عن موضوعكم ..
______________________________ ___________
أحسنُ الكلام نِظاماً ما ثقبته يَد الفكرة، ونظمته الفِطْنة، ووُصِل جَوْهَرُ معانيه في سُموط ألفاظه، فاحتملته نحورُ الرواة.(/)
طالب عدد من الأشراف الشيعة والحكومةالإيرانية بالاعتذار عن قتل "الحسين" رضي الله عنه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 06:53]ـ
التاريخ: 19/ 10/1429 المختصر /
المصريون / طالب عدد من الأشراف ـ الذين يصلون نسبهم بآل بيت النبي الكريم ـ طالبوا الشيعة والحكومة الإيرانية بالاعتذار عن قتل "الحسين" بن علي رضي الله عنهما.
وحثوا ـ في رسالتهم إلى المصريون ـ على وجوب إعادة أموال الفيء والأخماس التي أخذوها بالتمسح في آل البيت، وذكروا في رسالتهم أنهم (كأشراف) يحملون الشيعة مسؤولية قتل جدهم الحسين رضي الله عنه ويطالبونهم بعدم التمسح بعائلته، لا سيما وأن أجدادهم هم الذين قتلوا الحسين بن علي رضي الله عنه.
وفي رسالتهم الموقعة باسم: عبد الكريم الحسيني، وطالب شافع قالوا ما نصه: ثبت بالدليل القاطع من الكتب والمصادر والروايات الشيعية والسنية على السواء أن أجداد هؤلاء الشيعة المنتشرين في العراق وإيران الآن قد قتلوا جدنا الحسين رضي الله عنه، وقد اعترفت الروايات والكتب الشيعية بهذه الجريمة الشيعية، بل ونقلت كتب الشيعة قول جدنا الحسين عندما رأى غدر الشيعة آنذاك: «ثم رفع الحسين عليه السلام يده وقال: اللهم إنْ متّعتهم إلى حينٍ ففرقهم فرقًا، واجعلهم طرائق قددا، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبدا، فإنهم دعونا لينصرونا، ثم عَدَوا علينا فقتلونا»، وهذه الرواية في كتاب (الإرشاد) لإمامهم الشيعي المفيد (112). ولما رأى جدنا زين العابدين برد الله مضجعه نساء شيعة الكوفة ورجالها يبكون ويشقون الجيوب بعد مقتل الحسين رضي الله عنه قال لهم جدنا زين العابدين: «إنَّ هؤلاء يبكونَ علينا فمَن قَتَلَنَا غيرهم؟»، وهناك الكثير من الروايات لأجدادنا ذكرها الشيعة في كتبهم، عن فاطمة الصغرى وزينب بنت علي بن أبي طالب، برد الله مضجعهم جميعا، وهذه الروايات وغيرها ذكرها الشيعة في كتاب «الاحتجاج» للطبرسي (2/ 28) وكتاب منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل للقمي (570)، وغيرها من كتب الشيعة.
أناشد أصحاب الجلالة والفخامة والسمو وسائر أصحاب الفضيلة من أولاد عمومتنا آل البيت أن يقاضوا الشيعة ويطالبوهم بالاعتذار عن جريمتهم في قتل جدنا الحسين ومن قتلوه معه من أجدادنا، وأن يطالبوهم بتعويض سائر أهل البيت على مستوى العالم عن هذه الجريمة النكراء.
كما نطالب الشيعة في قم والنجف بضرورة استرجاع كافة أموال الأنفال والأخماس التي نهبوها باسمنا وبالتمسح بنا، فهذه الأنفال والأخماس من حقنا نحن آل البيت، وعلى الشيعة أن يعيدوها لأصحابها.
وعلى بركة الله سيروا يا أهل البيت في مقاضاة هؤلاء الشيعة قتلة أجدادنا ولصوص أموالنا وأنفالنا وأخماسنا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 12:48]ـ
بارك الله فيك وفيهم ..
وخير وسيلة للدفاع: الهجوم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 01:07]ـ
أظن أن هذا النوع من الهجوم الذي يعيد الصور إلى حقائقها هو من أبلغ أنواع الهجوم و الذي لا يسبب الفتنة في الوقت نفسه!!
أما الهجومات المتشنجة المستتبعة لردود فعل تخريبية أو لزيادة التخريب القائم أصلاً فظني و الله أعلم أنه حرام أصلاً غافل عن السياسة الشرعية!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 03:19]ـ
شكرا لكما و. بارك الله فيكما ...
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 08:31]ـ
نسأل الله أن تكون هذه الرسالة قاصمة ظهر الروافض
وعلينا نشرها بقدر المستطاع ليعلم كل الناس أن آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- بعيدون كل البعد عن كفريات الشيعة الروافض، وتاريخهم الأسود
وفق الله آل البيت لما يحب ويرضى وأبعد عنهم مكر الشيعة وكذبهم والتأكل بادعاء حبهم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:39]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[اسعد]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 01:10]ـ
جزاك الله خير يا اخي وهذا رابط الخبر في الصحيفة
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=55304&Page=13
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 01:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 04:24]ـ
دعوة موفقة بالفعل وتستحق لدعم جميع الأفاضل
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 07:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ماهية الأشياء هل هي عين وجودها؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 07:56]ـ
ماهية الأشياء هل هي عين وجودها؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم: هذه المسألة من المسائل الفلسفية والتي اختلف فيها مذاهب الطوائف والفرق فأثبت أهل السنة أن ماهية الأشياء عين وجودها على تفصيل بينه شيخ الإسلام وخالف في ذلك الفلاسفة والمعتزلة من المتكلمين , وسنحاول بإذن الله تقريب هذه المسألة مع بيان ثمرتها.
المقصود بالماهية والوجود
من الاصطلاحات الفلسفية التي اصطلحها الفلاسفة تسمية ما يتصوره الذهن بالماهية وما يوجد في خارج الذهن بالوجود, فالماهية هي التي يسأل عنها بما هو؟
والآن نأتي إلى أصل المسألة وهي أن بعض الفلاسفة أثبت للأشياء ماهية حقيقية غير حقيقته الوجودية , فجعلوا للأشياء التي يتصورها الذهن حقائق , فوقعوا في أنهم:
1 - أثبتوا للمعدوم حقيقة ووجود وثبوت لأن الذهن قد يتصور الأشياء المعدومة ,
فالذهن مثلا قد يتصور المستحيلات والمعدومات كتصور خالق مع الله؛ فهل إذا تصور الذهن هذا المستحيل كان له حقيقة؛ هذا معلوم فساده عند سائر العقلاء كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
2 - أنهم جعلوا للأشياء التي يتصورها الذهن حقائق غير حقيقته الوجودية.
فمثلا الكليات أو المطلقات بشرط الإطلاق التي يتصورها الذهن لا توجد إلا معينة كما نبه إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأشرنا إلى ذلك في مقالنا السابق " الاشتراك في الأذهان ولكل شيء وجود يخصه "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إليها بقوله: الوجود المطلق بشرط الإطلاق أو بشرط سلب الأمور الثبوتية أو لا بشرط مما يعلم بصريح العقل انتفاؤه في الخارج ,وإنما يوجد في الذهن وهذا مما قرروه في منطقهم اليوناني وبينوا أن المطلق بشرط الإطلاق كإنسان مطلق بشرط الإطلاق وحيوان مطلق بشرط الإطلاق جسم مطلق بشر الإطلاق ووجود مطلق بشرط الإطلاق: لا يكون إلا في الأذهان دون الأعيان.
ولما أثبت قدماؤهم الكليات المجردة عن الأعيان التي يسمونها المثل الأفاطونية أنكر ذلك حذاقهم وقالوا: هذه لا تكون إلا في الذهن. درء التعارض (1|167)
3 - جرهم ذلك إلى أنهم فرضوا أشياء أوذوات مجردة عن كل وصف؛ فوقعوا في التعطيل والتحريف.
قال شيخ الإسلام: وقد علم بالاضطرار امتناع خلو الجواهر عن الأعراض وهو امتناع خلو الأعيان والذات من الصفات وذلك بمنزلة أن يقدر المقدر جسما لا متحركا ولا ساكنا ولا حيا ولا ميتا ولا مستديرا ولا ذا جوانب ولهذا أطبق العقلاء من أهل الكلام والفلسفة وغيرهم على إنكار زعم تجويز وجود جوهر خال عن جميع الأعراض وهو الذي يحكي عن قدماء الفلاسفة من تجويز وجود مادة خالية عن جميع الصور ويذكر هذا عن شيعة أفلاطون وقد رد ذلك عليهم أرسطو وأتباعه وقد بسطنا الكلام في الرد على هؤلاء في غير هذا الموضع وبينا أن ما يدعيه شيعة أفلاطون من إثبات مادة في الخارج خالية عن جميع الصور ومن إثبات خلاء موجود غير الأجسام وصفاتها من إثبات المثل الأفلاطونية وهو إثبات حقائق كلية خارجة عن الذهن غير مقارنة للأعيان الموجودة المعينة فظنوها ثابتة في الخارج عن أذهانهم كما ظن قدماؤهم الفيثاغورية أن العدد أمر موجود في الخارج بل وما ظنه أرسطو وشيعته من إثبات مادة في الخارج مغايرة للجسم المحسوس وصفاته وإثبات ماهيات كلية للأعيان مقارنة لأشخاصها في الخارج هو أيضا من باب الخيال حيث اشتبه عليه ما في الذهن بما في الخارج.
العقيدة الأصفهانية (104)
تقرير الراجح في هذه المسألة
قال شيخ الإسلام:
فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة وعامة العقلاء أن الماهيات مجعولة وأن ماهية كل شيء عين وجوده، وأنه ليس وجود الشيء قدراً زائداً على ماهيته، بل ليس في الخارج إلا الشيء الذي هو الشيء وهو عينه ونفسه وماهيته وحقيقته، وليس وجوده وثبوته في الخارج زائداً على ذلك. مجموع الفتاوى (2|156)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا: فيقال له: هذه مبنية على أن ماهية الشيء مباينة لوجوده فنقول: إما أن تعني بالماهية والوجود: الماهية العلمية الذهنية والوجود العلمي الذهني وإما أن تعني بهما الماهية الموجودة في الخارج والوجود الثابت في الخارج وإما أن تعني بالماهية ما في الذهن وبالوجود ما في الخارج وإما بالعكس.
فإن عني الثاني فلا ريب أن الذي في الخارج هو الموجود المعين وهو الحقيقة المعينة والماهية المعينة ليس هناك شيئان ثابتان أحدهما هو الموجود والآخر ماهيته
ومن قال إن المعدوم شيء في الخارج أو أن الماهية مباينة للموجود الخارج كما قال هذا طائفة من المعتزلة وقال هذا طائفة من الفلاسفة فقوله في غاية الفساد كما هو مبسوط في موضعه.
وإن عني بالماهية ما في الذهن وبالوجود ما في الخارج فلا ريب أن أحدهما مغاير للآخر وكذلك بالعكس وليس هذا مما يتنازع فيه العقلاء لكن لما غلب على مسمى الماهية الوجود الذهني وعلى مسمى الوجود الثبوت في الخارج وأحدهما غير الآخر توهم من توهم أن للموجود ماهية مغايرة للموجود المعين وهو غلط محض.
درء التعارض (2|377)
أصل الشبهة التي جرتهم إلى هذا الأصل الفاسد
قال شيخ الإسلام: وهذا الكلام الذي ذكروه مبني على أصلين فاسدين الفرق بين الماهية ووجودها ... .
فالأصل الأول قولهم أن الماهية لها حقيقة ثابتة في الخارج غير وجودها وهذا هو قولهم بأن حقائق الأنواع المطلقة التي هي ماهيات الأنواع والأجناس وسائر الكليات موجودة في الأعيان ,وهو يشبه من بعض الوجوه قول من يقول المعدوم شيء وقد بسطت الكلام على ذلك في غير هذا الموضع وهذا من افسد ما يكون.
وإنما أصل ضلالهم أنهم رأوا الشيء قبل وجوده يعلم ويراد ويميز بين المقدور عليه والمعجوز عنه ونحو ذلك فقالوا ولو لم يكن ثابتا لما كان كذلك كما أنا نتكلم في حقائق الأشياء التي هي ماهياتها مع قطع النظر عن وجودها في الخارج فنتخيل الغلط أن هذه الحقائق والماهيات أمور ثابتة في الخارج.
والتحقيق أن ذلك كله أمر موجود وثابت في الذهن لا في الخارج عن الذهن والمقدر في الأذهان قد يكون أوسع من الموجود في الأعيان وهو موجود وثابت في الذهن وليس هو في نفس الأمر لا موجودا ولا ثابتا فالتفريق بين الوجود والثبوت مع دعوى أن كليهما في الخارج غلط عظيم وكذلك التفريق بين الوجود والماهية مع دعوى أن كليهما في الخارج.
وإنما نشأت الشبهة من جهة أنه غلب على أن ما يوجد في الذهن يسمى ماهية وما يوجد في الخارج يسمى وجودا لأن الماهية مأخوذة من قولهم ما هو كسائر الأسماء المأخوذة من الجمل الاستفهامية كما يقولون الكيفية والأينية ويقال ماهية ومايية وهي أسماء مولدة وهي المقول في جواب ما هو بما يصور الشئ في نفس السائل
فلما كانت الماهية منسوبة إلى الاستفهام ب ما هو والمستفهم إنما يطلب تصوير الشئ في نفسه كان الجواب عنها هو المقول في جواب ما هو بما يصور الشئ في نفس السائل وهو الثبوت الذهني سواء كان ذلك المقول موجودا في الخارج أو لم يكن فصار بحكم الاصطلاح أكثر ما يطلق الماهية على ما في الذهن ويطلق الوجود على ما في الخارج فهذا أمر لفظي اصطلاحي.
وإذا قيد وقيل الوجود الذهبي كان هو الماهية التي في الذهن وإذا قيل ماهية الشئ في الخارج كان هو عين وجوده الذي في الخارج.
فوجود الشئ في الخارج عين ماهيته في الخارج كما اتفق على ذلك أئمة النظار المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة وسائر أهل الإثبات من المتكلمة الصفاتية وغيرهم كأبي محمد بن كلاب وأبى الحسن الأشعري وأبى عبدالله بن كرام وأتباعهم دع أئمة أهل السنة والجماعة من السلف والأئمة الكبار.
واتفقوا على أن المعدوم ليس له في الخارج ذات قبل وجوده وأما في الذهن فنفس ماهيته التي في الذهن هي أيضا وجوده الذي في الذهن وإذا أريد بالماهية ما في الذهن وبالوجود ما في الخارج كانت هذه الماهية غير الوجود لكن ذلك لا يقتضى أن يكون وجود الماهيات التي في الخارج زائدا عليها في الخارج وأن يكون للماهيات ثبوت في الخارج غير وجودها في الخارج.
الرد على المنطقيين (65)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا: فإنا نعلم بالضرورة أن الخارج لا يكون فيه مطلق كلي أصلا أما المطلق بشرط الإطلاق مثل الإنسان المسلوب عنه جميع القيود الذي ليس هو واحدا ولا كثيرا ولا موجودا ولا معدوما ولا كليا ولا جزئيا فهذا لا يكون في الخارج إلا إنسان موجود ولا بد أن يكون واحدا أو متعددا ولا بد أن يكون معينا جزئيا
وإذا قيل أن هذا في الذهن فالمراد به أن الذهن يقدره ويفرضه وإلا فكونه في الذهن تقييد فيه لكن الذهن يفرض أمورا ممتنعة لا يمكن ثبوتها في الخارج والمطلق من هذه الممتنعات سواء كان إنسانا أو حيوانا أو وجودا أو غير ذلك بل الوجود المطلق بشرط الإطلاق أشد امتناعا في الخارج فإنه يمتنع أن يكون وجودا لا قائما بنفسه ولا بغيره ولا قديما ولا محدثا ولا جوهرا ولا عرضا ولا واجبا ولا ممكنا ومعلوم أن هذا لا يتصور وجوده في الخارج.
وابن سينا وأتباعه لما ادعوا أن واجب الوجود هو المطلق بشرط الإطلاق لم يمكنهم أن يجعلوه مطلقا عن الأمور السلبية والإضافية بل قالوا وجود مقيد بسلوب وإضافات لكنه ليس مقيدا بقيود ثبوتية وقد يعبر عن قولهم بأنه الوجود المقيد بكونه غير عارض لشيء من الماهيات وهذا تعبير الرازي وغيره عنه لكن هذا التعبير مبني على أن وجود غيره عارض لماهيته وهو مبني على أن ماهية الشيء في الخارج ثابتة بدون الشيء الموجود في الخارج وهذا أصل باطل لهم فإذا عبر عنه بهذه العبارة لم يفهم كل أحد معناه وأما إذا عبر عنه بالعبارة التي يعلمون هم أنها تدل على مذهبهم بلا نزاع انكشف مذهبهم.
وإذا قالوا هو الوجود المقيد بقيود سلبية كان في هذا أنواع من الضلال
منها أنهم لم يجعلوه مطلقا فإن كونه مقيدا بقيد سلبي أو إضافي نوع تقييد فيه وهذا القيد لم يجعله أحق بالوجود بل جعله أحق بالعدم ومعلوم أن الوجود الواجب أحق بالوجود من الوجود الممكن فكيف يكون أحق بالعدم من الممكن وذلك أنهم يقسمون الكلي ثلاثة أقسام طبيعي ومنطقي وعقلي فالأول هو المطلق لا بشرط أصلا كما إذا اخذ الإنسان مجردا والجسم مجردا ولم يقيد بقيد ثبوتي ولا سلبي فلا يقال واحد ولا كثير ولا موجود ولا معدوم ولا غير ذلك من القيود والثاني وصف هذا بكونه عاما كليا ونحو ذلك فهذا هو المنطقي والثالث مجموع الأمرين وهو ذلك الكلي مع اتصافه بكونه عاما كليا فهذا هو العقلي وهذان لا يوجدان إلا في الذهن باتفاقهم إلا على رأي من يقول بالمثل الأفلاطونية وأما الأول فيقولون أنه يوجد في الخارج ولكن التحقيق أنه لا يوجد كليا ولا يوجد إلا معينا والتعيين لا ينافيه فإنه يصدق على المعين وعلى غير المعين وعلى الذهني والخارجي فهو يفيد وجوده في الخارج جزئيا.
وإنما يفيد كونه كليا فإنما يتصوره الذهن ويقدره وهو كلي لشموله جزئياته وعمومه لها كما يقال في اللفظ أنه عام لعمومه لأفراده وإلا فهو في نفسه شيء معين قائم بمحل معين فهو جزئي باعتبار ذاته كما أن اللفظ العام الكلي هو باعتبار نفسه ومحله لفظ خاص معين وبهذا التفريق يزول ما يعرض من الشبهة في هذا المكان للرازي وأمثاله.
والمقصود هنا أن المطلق بشرط الإطلاق عن القيود الثبوتية والعدمية لا وجود له إلا في الذهن والمجوزون للمثل الأفلاطونية مع أن قولهم فاسد فإنهم لا يقولون أن الماهيات الكليات مجردة عن كل قيد بل يقولون هي موجودة لا معدومة ولكنها مجردة عن الأعيان المحسوسة وقول هؤلاء معلوم الفساد عند جماهير العقلاء فكيف بإثبات أمر مطلق مجرد عن كل قيد سلبي وثبوتي ثم من المعلوم أن المقيد بالقيود السلبية دون الثبوتية أولى بالعدم عن المقيد بسلب النقيضين فإن المقيد بسلب النقيضين ليس امتناع العدم أحق به من امتناع الوجود بل هو ممتنع الوجود كما هو ممتنع العدم فلا يقال هو موجود ولا يقال هو معدوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما المقيد بالقيود السلبية فالعدم أحق به من الوجود فإنه معدوم ليس بموجود وهو يفيد كونه معدوما ممتنع الوجود ليس ممتنع العدم بل هو واجب العدم ممتنع الوجود ومعلوم أن هذا أعظم مناقضة للوجود فضلا عن الوجود الواجب مما هو يقال فيه انه ممتنع الوجود وممتنع العدم فإن هذا يناقض الوجود كما يناقض العدم وذاك يناقض العدم دون الوجود وما ناقض الشيء دون نقيضه فهو أعظم مناقضة مما ناقضه وناقض نقيضه فعدوك وعدو عدوك أقل مضارة لك من عدوك الذي ليس بعدو عدوك فإن هذا يضر من كل وجه وذاك يضر من وجه وينفع من وجه.
ولهذا كان قول من لم يصف الرب إلا بالصفات السلبية أعظم مناقضة لوجوده ممن لم يصفه لا بالسلبيات ولا بالثبوتيات فقول هؤلاء المتفلسفة كابن سينا وأمثاله.
الصفدية (1|299)
ثمرة المسألة من وجهين:
1 - جرهم هذا القول إلى نفي صفات الله عز وجل وذلك أنهم لما قرروا أن الأشياء بشرط الإطلاق موجودة في الخارج أو أن الكليات موجودة في الخارج؛ مع أن الصحيح أن المطلق بشرط الإطلاق أو الكليات لا توجد إلا في الأذهان وما يوجد في الخارج لا يوجد إلا معينا وأن وجود كل شيء يخصه ولا اشتراك بين الأشياء إلا بما تفرضه الأذهان جرهم ذلك كما ذكرنا إلى نفي صفات الله وأسمائه لما توهموه من الاشتراك الكلي في الأذهان.
2 - جرهم ذلك إلى أنهم فرضوا ذاتا لله تعالى مجردة عن الصفات وأنه لا حقيقة ولا ثبوت ولا وجود حقيقي لصفات الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وبين فيها أن القدر المشترك الكلي لا يوجد في الخارج إلا معينا مقيدا وأن معنى اشتراك الموجودات في أمر هو تشابهها من ذلك الوجه وأن ذلك المعنى العام يطلق على هذا وهذا لأن الموجودات في الخارج لا يشارك أحدهما الآخر في شيء موجود فيه بل كل موجود متميز عن غيره بذاته وصفاته وأفعاله
ولما كان الأمر كذلك كان كثير من الناس متناقضا في هذا المقام فتارة يظن إثبات القدر المشترك يوجب التشبيه الباطل فيجعل ذلك له حجة فيما يظن نفيه من الصفات حذرا من ملزومات التشبيه وتارة يتفطن انه لا بد من إثبات هذا على تقدير فيجب به فيما يثبته من الصفات لمن احتج به من النفاة.
الرسالة التدمرية (73)
وقال أيضا: فلم يمكن هؤلاء أن يجعلوا هذا الوجود المنقسم إلى واجب وممكن هو الوجود الواجب فجعلوا الوجود الواجب هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق الذي ليس له حقيقة سوى الوجود المطلق أو بشرط سلب الأمور الثبوتية ويعبرون عن هذا بأن وجوده ليس عارضا لشيء من الماهيات والحقائق
وهذا التعبير مبني على أصلهم الفاسد ....
درء التعارض (1|167)
وقال أيضا: وأما إذا كان الوجود هو الماهية ولا مشترك في الخارج كما هو قول الأشعري وعامة المثبتة للصفات وهو الصواب فلا يحتاج إلى هذا الجواب
وليس المراد أن ماهيته وجود مطلق مجرد كما يقوله ابن سينا وابن التومرت وغيرهما من الجهمية ولكن المراد أن حقيقته المختصة به هي وجوده المختص به وليس ذلك وجودا مطلقا ولا مجردا وكذلك يقول في كل موجود إن حقيقته المختصة به هي وجوده المختص به.
درء التعارض (2|405)
ومن قارن بين هذه المسألة والتي قبلها في المقال السابق وبين نفي المتكلمين لصفات الله تعالى وأنهم فرضوا ذاتا مجردة عن الصفات أو عن بعضها؛علم مدى تأثر المتكلمين بالفلاسفة , والله أعلم وهو الموفق للصواب.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 12:35]ـ
..... وتارة يتفطن انه لا بد من إثبات هذا على تقدير فيجب به فيما يثبته من الصفات لمن احتج به من النفاة.
الرسالة التدمرية (73).
هذه الجمل غير مفهومة.
ولعل الصحيح:
وتارة يتفطن أنه لا بد من إثبات هذا على كل تقدير، فيجيب به فيما يثبته من الصفات إلخ
والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - Aug-2009, صباحاً 12:05]ـ
جزاك الله خيرا(/)
كلمة حان وقتها عن الإقتصاد الإسلامي،، للشيخ حامد العلي حفظه الله
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 04:25]ـ
كلمة حان وقتها عن الإقتصاد الإسلامي
حامد بن عبدالله العلي
من عجائب مايُرى في المنام، أنَّه قبل نحو عام رأى من لاتكذب رؤياه، بوش المُدْبِر، وقد قطعت رجلاه ويداه، فعبّرها من أُوتي من علم التعبير حظَّا، أنَّ انهياراً كبيراً في الإقتصاد الأمريكي واقع، ما له من دافع.
والآن .. وقد سقط قارون العصر، الرأسمالية الليبرالية الغربية الربوية المتخذة المادَّة ندّا لله تعالى.
،
فهل نحن قد عرضنا النظام الإقتصادي الإسلامي، بما يليق بعظمته، لإنقاذ البشرية من تيه التخبّط الذي ورثته من المناهج الوضعية التي بان خواؤها، وثبت فشلها.
أولاً ينبغي أن يعلم أن ما يطلق عليه (البنوك الإسلامية) , ليست هي النظام الإقتصادي الإسلامي، كما أنَّ عدَّها مؤسسات تمثّله بحقِّ، يحتاج إلى كثير من النظر قبل إطلاقه.
والأقرب أنَّ إطلاق اسم مصارف غير ربوية عليها، أولى من تسميتها مصارف إسلامية، وذلك لأنها لم تحقق ـ فيما أعلم ـ مقاصد الإقتصاد الإسلامي كما ينبغي أن يراها الناس، وهي تحتاج إلى كثير من النقد الصارم، البريء من أيّ مجاملة، لتتقدم نحو التطوير المطلوب، لتتأهَّل لتمثيل مشروع الخلاص الإسلامي العالمي في جانبه الاقتصادي.
ولعلَّ أعظم فشل وقعت فيها، أنها لم تستطع أن تتخلص من العلاقة بنظام مالي عالمي ربوي فاسد، ولم تحقق الإستقلال الإقتصادي للأمّة.
وهذا هو أعظم أهداف الإقتصاد الإسلامي، أعني أن يحقق هذا النظام لأمة الإسلام استقلالا إقتصاديا تامَّا، يقطع بالكلية هيمنة المال الغربي ومؤسساته على النظام المالي العالمي، وعلى المال الإسلامي من باب أولى، ويعيد النظر في كلَّ ما بني منذ مؤتمر بريتن وودز 1944م، ويوجد بديلا إسلاميا كاملا عن كلِّ من البنك الدولي، ومؤسسة النقد الدولي، بل حتى منظمة التجارة العالمية.
وبهذا ينزع من يد العالم الغربي القدرة على تهديد العالم الإسلامي بسلاح المقاطعة الإقتصادية، ويلغي ذلك إلى الأبد.
ومعلوم أنَّ هذا السلاح الغربي هو من أعظم السيوف المسلَّطة على أمتنا، بسبب هيمنة الإقتصاد العالمي الذي كانت أمريكا تقوده قبل أن يسقط قارون العصر.
ولسنا نبدي خافيا، ولانفضح سراً، إذا قلنا أن من تسمي نفسها البنوك الإسلامية، تسرع إلى الخضوع للقرارات الأمريكية الظالمة، حتى إلى درجة تجميد حسابات المؤسسات الخيرية الإسلامية، بل بعضها سبق البنوك الربوية في هذه المسارعة!!
وهي بذلك بدل أن تحقق هدف القضاء على الفقر في بلاد الإسلام، وهو ثاني أعظم أهداف الإقتصاد الإسلامي، تعاونت مع الغرب بقيادة أمريكا الصليبية، لزيادة معاناة فقراء المسلمين، ومنع وصول التبرعات لأيتام المسلمين، وضعفاءهم!
وقد يعتذر معتذر هنا بأنَّ ذلك بسبب كونها تابعة للنظام السياسي الخاضع أصلا للإرادة الأمريكية، ولعمري إن هذا لمن أعظم عيوب هذه المؤسسات، فكيف يمكنها أن توجد الربط المطلوب منها، بين إقتصاد الأمة، وأهداف رسالتها ـ وهو ثالث أعظم أهداف النظام الإقتصادي الإسلامي ـ إذا كانت هي تابعة للنظام السياسي العربي الذي يقوض أهداف الأمة، ويهدم رسالتها!!
هذا وكلُّ من يشهد عن قرب تعاملات هذه البنوك ـ التي فضلنا تسميتها غير ربوية على تسميتها إسلامية ـ يرى بوضوح أنها لاتزال تبتعد عن:
إستثمار مال الأمة فيما يعود عليها بالنفع، ويقضي على مشكلات الفقر، إلى تضخيم ارتباطها بالبنوك الغربية، ومؤسساتها.
وعن تحويل المساهمين لشركاء لا مقترضين، إلى زيادة عدد المدينين للبنك في صورة بيوع مرابحة شكلية، وتورق غير شرعي، واستصناع صوري .. إلخ
وعن الظهور بصورة الحرب على الربا وعلى الحيل عليه، إلى اختراع معاملات ظاهرها بيع، وباطنها القرض بفائدة، حتى أصبح ما يسمَّى ثقافة (بطاقات الإئتمان) أسعد ما تكون في بعض هذه البنوك!
حتى لقد أسس بعضها شركات تأمين، تابعة لها، شملت عقودها حتى الديون المؤجلة على الزبون، وحتى لو سدد ديونه كاملة، لم ترجع إليه أقساط التأمين على دينه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن الإسهام في نشر ثقافة الإحسان، وتنمية المال بالصدقة، وربط الرزق بالإيمان، إلى الظهور بمظهر الجشع، والرغبة الجامحة في الربح السريع.
ولهذا نرى بوضوح أن المشاريع الخيرية التي تؤسساها وترعاها البنوك التي تسمى نفسها إسلامية قليلة جداً، وأحيانا معدومة تماماً، وقد ظهرت في عيون الناظرين في صورة التاجر الذي لايهمه سوى إرتفاع هامش الربح، مستغلاً كلّ ما يمكنه إستغلاله من حاجة الناس، أو رغباتهم.
أما رحمة المعسرين، وإسقاط الديون عمَّن وقعت عليهم الكوارث، فهيهات أن يحدث ذلك! بينما تفعله بعض البنوك الربوية، إن كان الدين يسيراً، فوا أسفاه!!
ومن عجائب جشع هذه البنوك التي تسمي نفسها إسلاميّة، أنَّ أحدها، لم يدع قولاً شاذَّا يبيح معاملة مصرفيّة تصبُّ عليه الأرباح، إلاَّ اتَّبعه، ولم يتجاوز خلافاً على مسألة في بيع، إلاّ أخذ بالقول المرجوح الضعيف إذا كان يمكّنه من الحصول على الربح!
فلما جاءت مسألة (ضع وتعجّل) ـ أي أعجِّل لك الدين وضع عنِّي بعضه ـ وفيها أصح قولي الفقهاء جواز أن يسقط الدائن بعض الدين، إذا تعجّل المدين الدفع قبل الأجل، تمسَّك البنك بقول من يحرِّم ذلك، لأنَّ المصلحة هنا صارت في خانة الزبون، وأصبح التيسير لصالحه!
ومعلوم أن من أعظم أسباب تدهور مسيرة هذه البنوك، أنها لاتسمع النقد الصريح الذي يقوِّمها، وليس ثمة احتساب من علماء مستقلين على معاملاتها، فحتَّى الهيئات الشرعية التي تفتي لها، هم ـ كلجان الإفتاء الرسمية التابعة للأنظمة السياسية التي تفتي بهواها ـ يتقاضون رواتب عالية، ومكافآت مجزية، من نفس البنك، فأنَّى لهم أن يوقفوا هذه البنوك عن ابتعادها عن أهداف الإقتصاد الإسلامي!!
ولن أقسو بالنقد إنْ قلت إنه قد أصبح كلُّ همِّهم أن يبقى البنك منافسا للبنوك الربوية، من حيث الملاءة، والسمعة المالية ـ التي أحيانا تكون وهميَّة ـ في البورصات، وأن تكون الفتاوى متساوقة مع هذا الهدف الأسمى لاغير!
هذا ولايعني هذا النقد الصريح للبنوك غير الربوية، أنها لم تعد ضرورية، بل هي خطوة في إتجاه صحيح، ومن هنا فالذين يحاولون إزالة الفرق بينها، وبين البنوك الربوية، التي تعلن الحرب على الله تعالى، ودينه، وتبيح الربا جهارا نهارا، كاذبون مفترون.
ولا يزعم أنه لافرق بين البنوك التي تحرِّم الربا، والبنوك الربوية المعروفة، إلاَّ جاهل، أو ضالُّ خبيث الطويِّة، يقصد من ذلك محاربة أي خطوة يقصد بها الناس الإقتراب من شريعة الله تعالى، ومن تمثّلها في حياتهم.
وإنما المقصود بهذا المقال التنبيه إلى أنه من الخطورة بمكان، أن نهلّل لهذه البنوك، ونضفي الشرعية الكاملة على جميع تعاملاتها، لمجرد إعلانها أنها إسلامية، وخوفنا من استغلال البنوك الربوية لنقدنا ضدها.
بينما نحن نرى أنَّ معالم الإقتصاد الإسلامي،كما يليق بعظمة شريعتنا، وطهرها، ونقاءها من ملوِّثات الرأسمالية الغربية الربوية، غير ممثّلة بعدُ في هذه البنوك غير الربوية.
وهي حتَّى يكون لها إسهامات واضحة في حلِّ مشكلات الفقر، وإصلاح حال الفقراء في العالم الإسلامي، واستقلال مشرِّف عن الهيمنة الغربيَّة، وربط راقي بين المال والعقيدة الإيمانية، وبين الاقتصاد وأهداف الأمة، وحتَّى تتخلَّص من عقدة تحوِّلها إلى دائن كبير، بدل شريك يثري ويحرك الإقتصاد في المجتمع.
حتَّى إذا حصل ذلك يمكننا باطمئنان أن نقول إن هذه المؤسسات المصرفية غير الربوية، يصلح أن تكون مثالا، يستعمله الخبراء الإقتصاديون الإسلاميون في التبشير بالنظام الإقتصادي الإسلامي العالمي، أما الآن فينبغي أن يكون التمثيل بها حذراً، وأن يُقدم النظام الإقتصادي الإسلامي الكامل على أنه مشروع ينتظر التطبيق.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 03:22]ـ
اللهم سدد الشيخ حامد و قه شر نفسه ... بمثل هذا التناصح و النقد من الداخل من وجهاءنا ارتفع شأننا قديما و باهماله تقدم به غيرنا ... اللهم قه شر نفسه و بارك في عمره و كثر من امثاله
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 10:43]ـ
جزاكم الله خيرًا، وليتكم تتكرمون بوضع نسخة من المقال وما شابهه على الرابط التالي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20111
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 11:18]ـ
هل من رابط لموقع الشيخ؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 12:22]ـ
هذا كلام سديد .. جزاه الله خيرا وحفظه
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 01:48]ـ
جزاكم الله خيرا.
هل من رابط لموقع الشيخ؟
http://www.h-alali.org/
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 08:18]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا على المرور الكريم(/)
رسالة صريحة الى الاخوة أبى الحسن الازهرى والقضاعى وصدى الذكريات
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 05:40]ـ
هذه الرسالة ليست اعتذار عما وصفتهم به فى الموضوع المحذوف ولكنها بيان لما أجمل
ان البصيرة تتجزأ وقد وقع كثير من اكابر العلماء فى الحمق وفى التناقض فى مسائل ما هذا واقع
فأنا ما وصفتكم به هو وصف فى هذه الجزيئة فقط
أما الاتصاف بما وصفتكم به اتصافا كليا فيتعالى عنه أراذل الناس كما هو معلوم
أشهد الله أنى أحبكم فى الله وأحترمكم لكن لا يمنعنى أن أقول لكم ما رأيته من عيب فيكم فى جزيئة ما
وأكاد أجزم بأنه ما من طالب علم فى هذا الزمان الا ولا بد أن يكون فيه شيئا من هذا الوصف فى مراحلهولى من الطلب والتغيير
وأنا نشرت هذه الرسالة هنا حيث ان الموضوع المحذوف كان هنا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 09:52]ـ
= لو أن كل اثنين اختلفا، فرأى كل واحد منهما في الآخر ذلك " الحمق الجزئي "!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 10:09]ـ
يا أخ عبد الملك طبعا ليس كل اثنين يختلفون يكن الامر كذلك
لكن أنا ناقشتهم فى أكثر من موضوع ومتأكد مما قلت وأكرر أنه ليس بعيبا
لأننا كما هو معروف نشأنا فى بيون ليست على السنة التى نتعلمها من علمائنا فالبيئة مختلفة والثقافة مختلفة وكذا التربية الى اخره
فمن الطبيعى جدا أن تكون فينا كثيرا من رواسب الجاهلية ونحن الى الممات فى تغيير
ولأأقول أننى أحسن من أحد
ولكن لا يمنع كون أننى رأيت فى أخى عيبا فنبهته اليه وقد يكون فى أكثر منه ولم أجد الى الان من ينبهنى اليه أو أكون أعرف شيئا منها (كثيرا أكثر مما فى غيرى) لكننى أحاول فى التغيير - ثم لا يمنعنى كل ذلك أن أنصح غيرى(/)
مفاهيم تبليغية. . . . 5 - تحريك الإيمان في الأمّة و تحريك الأمّة للإيمان.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 05:48]ـ
السلام عليكم و رحمة الله ..
بسم الله و الحمدلله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين ... و من تبعهم بإحسان.
إخوتي الكرام:
هنا سنتباحث معاً حول هذا المفهوم الكبير و دور " جهد " التبليغ الخاص جدا فيه .. ؟
و فيه سيتبدّى لنا جليّا بإذنه تعالى كيف أن مظهراً آخر من المظاهر التي ينفّر بسببها عن هذا " الجهد ": و هو ما يعبرون عنه تارة ب " لم ينبغ فيهم عالم منذ خمسين سنة " و تارة بقولهم جهلة ... و سذّج ... و لا يطلبون العلم ... هو علامة على فقه عميق و إخلاص كبير؟؟!!
فهل من أخ يبدأ المسألة بما عنده من علم يتعلّق بها ... ؟
أو هل من أخ يبدؤها بالانتظار استكناهاً لحقائق قد بدأ مما مضى في إدراكها عن هذا " الجهد " فيكون بانتظاره هذا و بما سكت عنه من قبل أمام دعاوىً كبيرة ما كان أسهل عليه من قبل أن يهجم عليها مسفّها أصحابها من أمثال " كلما كثر فينا المبتدعة و الشركيون كان أفضل " ... فيكون بذلك علامة جديدة سلبية على الظلم الذي ارتكبوه بحق أولئك القوم الذين يتركون أموالهم و ديارهم و أهليهم ... في سبيل هذا الدين ... و في سبيل إيصاله للعالمين؟؟!!
هذا للتحفيز .. و كذلك لأن ما معي من وقت قد انقضى فعذراً من المشرفين ... و ليعتبروه أسلوب هذا العاجز الفقير.يضطر إليه من حين إلى حين!!
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 06:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الخلوصي وفقك الله لما يحب ويرضى
لعل الموضوع الذي سيناقش هو مفهوم إحياء جماعة التبليغ لجهد النبي صلى الله عليه وسلم وجهد الأنبياء والرسل في الدعوة إلى الله.
إذا كان هذا هو ما عنيته فاعلمنا كي نشارك بما عندنا والله الموفق
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 09:09]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته:
اهلاً بالأخ العزيز ... إذن بدأتها يا أبا المنذر ... حياكم الله ..
نعم يا أخي صحيح على العموم ... و لكن هنا نناقش المفاهيم واحدة واحدة .. و هذا المفهوم الآن هو في شيء خاص من هذا الجهد بل هو لبّه و لبابه ... ؟!
إنه إذا مورس بالشروط الكاملة التي أولها القلبية جاء من بعده بالخير كله الذي نبحث عنه ... من علماء و محسنين .... و قارئين و حافظين .... و مشاريع و إذاعات و كتب و فضائيات ... و ما شئت من عمارات حقيقة و مجازاً ... ؟؟!!
تفضل أيها الحبيب ... هات ما عندك ... فانا والله سريع التعب ... ذلك لأنني لست كابن باز الباز ... قيل له: كيف استطعت كل هذا؟ قال: إذا كانت الروح تعمل فإن الجوارح لا تكل!!! و الخلوصي المسكين يقارن نفسه بابن باز!!!!
السيف تنقص قدره .... إن قلت إن السيف أمضى من العصا؟! و لكنها ضرورة التمثيل!! فسامحوني يسامحكم الله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 07:18]ـ
و تحريك الأمة للإيمان هو غير تحريك الإيمان في الأمة؟!
و والله لو كان عندي وقت لفصلت لكم الأمر تفصيلا عجيبا .. !؟
و مع ذلك فسأذكر لكم خلاصة عنه قد لا تفهم جيدا كغيرها من الخلاصات لأن شدة الغفلة لها أحكام عجيبة لا يتحمّلها " الفقيه "؟!!
و لكن هذا بعد تحريض أذهانكم يا أيها السادة و السيدات.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:32]ـ
اخي خلوصي المحترم:
بعض سياق كلامك لاأفهمه صراحة ....
فحبذا تتنزل _لامثالنا_لنفهم كلامك
والله أعلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 06:57]ـ
يا سيدي أستغفر الله ... إنما أتقصد التحريض أحيانا بالإلغاز و بمصطلحات خاصة فمن البدهي أن يكون ذلك غير مفهوم إلا مني!!
و أما قصدي بأحكام لا تفهم فهي بسبب طبيعة المسائل المدروسة و طبيعة العصر المستدعية لفقه غريب قد يصل جزاؤه إلى حد تكفير البعض لصاحبه!!؟؟
فيا ليتكم توضحون أخي العزيز: أهذا ما تقصونه أم عموم أسلوبي ... أم طبيعة المسائل ... ؟
و جزاكم الله خيرا على التواصل.
تنبيه:):
إن لم تتحرض الأذهان للتخمين و " التحزير " فلن أبين شيئاً ... :) نعم فأنا و الله سريع الكسل ... بطيء العمل ... أحتاج من يأخذ بيدي و يشجعني و يلاطفني و يمازحني ... في جو الحوار!!:)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 09:32]ـ
قصدي أسلوبك في الكلام غير مفهوم
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 09:53]ـ
قصدي أسلوبك في الكلام غير مفهوم
على عيني يا سيدي ... سأحاول مع لساني ... و بارك الله فيكم.
فأما تحريك الإيمان في الأمة:
فأن يتحرك فيحرك صاحبه إلى أنواع الواجبات و الكمالات ,,,,,
فهذا رجل كان غافلا ..... فصار يطلب العلم ... و ارتاح إليه ... ثم وقفت همته عنده ..
و هذا آخر كان بخيلا .... فازداد إيمانا فبنى لذلك الطالب و رفقته .... و زودهم ..
وهكذا .... و هكذا
و أما تحريك الأمة للإيمان:
فأن يتحرك الإيمان في صاحبه أولا ثم لا يكتفي بالقدر الذي سبق في هؤلاء ....
بل يثور ...
و يثور حتى يبكي على أحوال الأمة و العالم كل يوم ...
فيدفعه الإخلاص و الاستبصار الأعظم إلى أن يبقى في نظر القوم ذلك
" الجاهل " الذي يجوب الآفاق ....
ما دامت الحاجة ماسّة إلى ذلك " الجهل "!!!!!!!!!!!!
ذلك العلم الحقيقي الذي يقول:
إنه مهما كانت هذه الأعمال أو تلك جليلة .... فتذكروا - و من منظار الحريق العالمي -أن:
الدعوة أم الأعمال!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 03:11]ـ
الآن كلامك واضح وجميل مثل _وشك ياقدع_<<لهجة مصرية احبها
وشكر لك على صبرك على اخيك
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 04:08]ـ
قال الامام ابي يوسف رحمه الله لبشر المريسي:
(العلم بالكلام هو الجهل, والجهل بالكلام هو العلم, واذا صار الرجل رأسا في الكلام قيل: زنديق, او رمي بالزندقة).
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 09:53]ـ
فيا أخي العزيز:
كف شرك عنا ..
لا نريد حوار أمثالك من الأفاضل ... بارك الله فيك و في علمك.
ناقش ما تريد في مواضيعك التي فتحتها هناك .. أتأتي ضيفا إلى مواضيعي ثم تؤذيني؟
غفر الله لك ...
لا أريد حوارا بهذا الشكل و كفى ...
لا أحب الجدل مع فضيلتكم؟؟
رحم الله والديك.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 12:38]ـ
لو سكتم لسكتنا ولكنكم تكلمتم فرددنا!
كان بعض علماء السلف يعرض عليه السيف لا لأن يتراجع عن اعتقاده ,ولكن ليسكت عن اهل البدع ولكنه يأبى الا ان يفضح اهل البدع تقربا الى الله!
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 09:12]ـ
فيا أخي العزيز:
لا نريد حوار أمثالك من الأفاضل ... بارك الله فيك و في علمك.
ناقش ما تريد في مواضيعك التي فتحتها هناك .. أتأتي ضيفا إلى مواضيعي ثم تؤذيني؟
غفر الله لك ...
لا أريد حوارا بهذا الشكل و كفى ...
لا أحب الجدل مع فضيلتكم؟؟
رحم الله والديك.
غفر الله لكم ...
و أحسن إليكم ...
و رزقكم الجنة في الفردوس الأعلى ...
على شرط واحد!
أن تناقشوا ما تريدون في مواضيعكم المستقلة ...
مااااااا تريدووووووون
بارك الله فيكم إخوتي ... و هذه هدية من تربية التبليغ:
إذا حدثت شحناء مع أي أخ لك في الله ...
فادع له بصدق .. !
لأن ذلك الدعاء إن صدق و احترق ...
فسيحرق
كل
حظ
للنفس
في بغضها
لتخلّصه لله عز وجل .. !!؟؟
ـ[أبوذرالفريجي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 08:00]ـ
((إنما يخشى الله من عباده العلماء))
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 08:12]ـ
سبحان الله!!
قبل قليل في صلاة العشاء سامحت كل من سبني و آذاني و تهكم بي و حقرني ....
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:15]ـ
إن كنت قد سامحت من سبك وآذاك وتهكم بك فلهؤلاء حظ سعيد لأنك قد عفوت عنهم قبل مماتك مع أنني لا أرى من سبك أو تهكم بك, من هم؟ الأخ الحيدر؟ والله ما قال إلا الحق وما نقل إلا ما هو صواب بإذن الله تعالى وبدون أي تدليس, من؟ الأخ العنابي؟ كان من أجل المشاركين وألطفهم وأحسنهم خلقا, من إذن الأخ أبو الفداء؟ فقد اعترفت أنك تحبه وتحب نقاشه, فمن إذن؟ العبد الضعيف الذي أمامك؟ الله المستعان.
أريد أن أهمس في أذنك ... ترى كيف سيسامحك العلماء الأفاضل الذين اتهمتهم بالظلم والتحقير والسباب وبأنهم ظلموا جهدك؟؟!!! وأغلبهم تحت التراب!
حاول أن تحفظ لسانك واعرف قدر علماء أهل السنة والزم غرزهم, فوالله ليس بأحد في أمان من المخاطر والفتن إلا من التزم هؤلاء العلماء بقية السلف رضوان الله تعالى عليهم.
وحاول أن تتبرأ ممن ابتعد عنهم وآذاهم وبارك لأرباب الجهالات والخزعبلات واتبع الفرق والنحل كل حزب بما لديهم فرحون.
ـ[مع الحق]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:26]ـ
الخلوصي .... لا اعلم لماذا لا يمكنني ان افهم مفاهيمك التبليغية ..(/)
متصوفة اليوم بين الصحو والمحو للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 07:08]ـ
متصوفة اليوم بين الصحو والمحو
للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف
لا جَرَمَ أن متصوفة هذا الزمان في حراك مستمر، وكدح متلاحق في سبيل إحياء التصوف، وبعث رميمه، وترميم متآكله، وإحياء «الغِناء» وإيقاظ «السُّكْر» و «الاصطلام» وأشباهه [1]!
فمؤتمرات القوم تتوالى، وندواتهم تترى، وتعاهد التصوف ورعايته تجاوز «الزوايا» إلى إشاعة التصوف عبر قنواتهم الفضائية، ومواقعهم الإلكترونية، فضلاً عن الإذاعات والمجلات. وسماع الصوفية اعتراه التحويل والتطوير فلم يعد قاصراً على الدفِّ والشبابة، بل أُقحمت آلات العزف وسائر أدوات الطرب في هذا الزمان، واتسع خرق هذا السماع المحدَث والفاجر واستطار ضرره وتفاقم شرّه.
وعمد المتصوفة في السنين الأخيرة إلى إنشاء الجامعات والمراكز البحثية والمجلات المحكَّمة التي تهدف إلى إحياء ما اندرس من هذا التصوف البائد، وسعوا إلى تكوين محاضن تربوية في سبيل تنشئة الأجيال على الرهبانية المبتدعة والروحانية الشوهاء.
ويلحظ في هذا النشاط المربح مظاهر صارخة من العمالة المكشوفة للغرب، والتواطؤ مع الأنظمة العَلْمانية والتعاون على الإثم والعدوان (محاربة المدّ السلفي)، إضافة إلى ضروب من الزندقة الصلعاء والكفر البواح، كما في إحداثهم الحج إلى أضرحةٍ ومشاهد، والمجاهرة بذلك، ومضاهاة شعيرة الحجّ إلى بيت الله الحرام، والدعوة إلى الإبراهيمية (وحدة الأديان)، والتعبُّد بالرقص والفجور كما في الموالد والذكريات.
فصوفية «الأرزاق» [2]
لهم علاقات حميمة مع أمريكا، ومن ذلك: اللقاءات المتكررة لشيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر مع السفير الأمريكي (دوني)، بل عرض السفيرُ فكرةَ دخول المتصوفة إلى الانتخابات بوصفهم تياراً دينياً «معتدلاً» [3]! كما أن السفير المذكور حريص على حضور مولد البدوي في طنطا كل عام [4].
وفي مؤتمر تحت رعاية الطرق الصوفية في مصر طالبوا بجَعْل التصوف مقرراً دراسياً في التعليم العام، وإفساح المجال للمنهج الصوفي لعلاج «التطرف» [5]! وأقامتْ مؤسسة (داود الحمراء) في فلسطين ندوة عن الإنسانية والإبراهيمية تحت رعاية يهودية نصرانية ثم صوفية؛ إذ جمعتْ بين الحاخام والقسيس وشيخ الطريقة الخلوتية [6]! و طالب أحدهم الحكومة الجزائرية بإنشاء تجمُّع للطرق الصوفية لمحاصرة المدّ السلفي في الجزائر، خاصة أن الرئيس الجزائري بذل جهوده من أجل نفض الغبار عن الصوفية؛ على حدّ تعبير شيخ الطريقة [7]!
وعلَّل بعض الكُتَّاب سرَّ إحياء التصوف في المغرب بأنه إرادة الحكومة من أجل مواجهة التطرف [8].
ولم يقتصر المتصوفة على التمسُّح بأعتاب الأولياء والمجاذيب، بل ضمُّوا إلى ذلك التمسُّح بالغرب والركون إليه، كما أنهم تجاوزوا عبادة الشيوخ والغلو في المعتوهين، إلى التذلل والانطراح للأنظمة والحكومات. هذا الصحو والاستيقاظ عند المتصوفة لا ينفك عن تهافت وإفلاس؛ حيث يكشف عوار هؤلاء الطرقية وتعثُّرهم؛ إذ ركنوا إلى الكفار والأنظمة المستبدة، فوالوا أعداء الله تعالى، ولاذوا بهم، ولا يعقب ذلك إلا الصغار والخذلان.
قال - تعالى -: {ولا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً)} [الإسراء: 22].
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «من أحبَّ في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله؛ فإنما تُنال وَلاية الله بذلك، ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً» [9].
فكيف إذا كانت الصِّلات مع أعداء الله - تعالى - لأجل محاربة السنَّة وأهلها؟!
قال ابن تيمية: (والناس إذا تعاونوا على الإثم والعدوان أبغض بعضهم بعضاً، وإن كانوا فعلوه بتراضيهم، قال طاووس: ما اجتمع رجلان على غير ذات الله إلا تفرّقا عن تَقَالٍ «بغضاء» .. ) [10].
وقال أيضاً: (وليعتبر المعتبر بسيرة نور الدين (زنكي) وصلاح الدين، ثم العادل، كيف مكّنهم الله وأيّدهم، وفتح لهم البلاد، وأذلَّ لهم الأعداء، لما قاموا من ذلك بما قاموا به، وليعتبر بسيرة من والى النصارى كيف أذلَّه الله - تعالى - وكبته) [11].
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود أن التوكل على غير الله تعالى، والركون إلى أعداء الله - تعالى - لا يخلِّف إلا الفشل والاندحار؛ فما لم يكن بالله لا يكون، وما لم يكن لن ينفع ولا يدوم، والله عز وجل لا يصلح عمل المفسدين.
وأحدث زنادقة المتصوفة الحج إلى ضريح أحمدو بامبا في السنغال، ويسمّون تلك البلدة «مكة الإفريقية»، ويقال: إن عدد الحجاج خلال العام المنصرم بلغ مليون حاج [12]!
كما أحدثوا الحج إلى كازاخستان، وسمّوه الحج الأصغر! وأطلقوا عليه: مكة الثانية، وعللوا الحج إلى تركستان لأجل مشقة الحج إلى مكة وكثرة النفقة [13]!
هذه الزندقة البشعة امتداد لزندقة الحلاّج، إذ زعم أن من فاته الحج فإنه يبني في داره بيتاً ويطوف به كما يطوف ببيت الله الحرام، ويتصدَّق على ثلاثين يتيماً .. وقد أجزأه ذلك عن الحج، فاتفق العلماء على وجوب قتله، فقُتل بسيف الشرع سنة بضع وثلاثمائة من الهجرة [14].
كما أنها زندقة تضاهي زندقة الروافض في الحج إلى قبر الحسين، وتفضيل كربلاء على الكعبة، وأن زيارة كربلاء يوم عرفة أفضل من سائر الأيام [15].
إن المكر الكُبَّار من أجل حيلولة الأمة عن بيت الله الحرام، والسعي إلى تفريق اجتماعها، وصرف القلوب عن مهوى أفئدة المسلمين، وأفضل البقاع على الإطلاق:
لا يرجع الطرفُ عنها حين ينظرُها
حتى يعودَ إليها الطرفُ مشتاقا
واتباع الشهوات والاستمتاع بالقاذورات والانفلات من اتِّباع الشرائع؛ هو ضربة لازب لا تفارق موالد الصوفية واحتفالاتهم، فضريح (ابن حمدوش) في المغرب حافل بالدعارة والفواحش والشذوذ [16] .. وضريح (أبي حصيرة) في مصر يشهده اليهود ويعمر بالرذائل والفجور [17]، والاحتفاء بالرقص والتعبد بالغناء والتمايل والقفز هو سبيلهم للتعريف بالإسلام في الغرب!
وقال أبو الوفاء ابن عقيل: (نص القرآن على النهي عن الرقص؛ فقال - عز وجل -: {وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا} [الإسراء: 73]، وذمَّ المختال؛ فقال - تعالى -: {إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 81]، والرقص أشد المرح والبطر .. وهل شيء يزري بالعقل والوقار ويخرج عن سمت الحلم والأدب أقبح من ذي لحية يرقص، فكيف إذا كانت شيبة ترقص وتصفِّق على وقاع الألحان والقضبان؛ خصوصاً إذا كانت أصوات نسوان ومردان؟! وهل يحسن بمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط ثم هو إلى إحدى الدارين صائر أن يشمس [18] بالرقص كشمس البهائم ويصفق تصفيق النسوة؟!) [19].
إن هذا الصحو العارض للمتصوفة سيعقبه - بإذن الله تعالى - محو واندراس، فإن الله - تعالى - إذا أراد قطع بدعة أظهرها [20].
ومن أسباب ظهور الحق ظهور المعارضين له [21]. وإن تربية الأمة على توحيد الله تعالى، والاعتصام بنصوص الوحيين، وتعظيم الشريعة واتِّباعها، وتحرير العقول من رقِّ الخرافة واستعباد شيوخ الطرقية، وهتك أستار التصوف، وكشف حمقه وسفهه، وبيان حكم الله - تعالى- في زنادقة المتصوفة .. كل ذلك ونحوه سبيل لمحوه وانقشاعه.
قال القاسم بن أحمد (ت 1217هـ):
فدع التصوفَ واثقاً بحقيقة
واحرصْ ولا يغررك لمعُ سرابهِ
للقوم تعبيرٌ به تسبى النُّهَى
طرباً وتثني الصّب عن أحبابهِ
فيرون حق الغير غيرَ محرم
بل يزعمون بأنهم أَوْلى بهِ
لبسوا المدارعَ واستراحوا جرأة
عن أمر باريهم وعن إيجابهِ
خرجوا عن الإسلام ثم تمسكوا
بتصوف فتستَّروا بحجابهِ
فأولئك القوم الذين جهادُهم
فرضٌ فلا يعدوك نيل ثوابهِ [22]
[1 (*) الصحو والمحو من مصطلحات الصوفية، فالصحوة عندهم هو الرجوع إلى الإحساس بعد الغيبة والسُّكْر، والمحو غيبة العقل وذهوله! (ينظر: معجم الصوفية، لممدوح الزوبي، ص 242،372). والمقصود به ها هنا: صحوة التصوف من الرقاد والزوايا، وما يتبعه من محو وانطماس بعون الله - تعالى - وتوفيقه، فالعاقبة للتقوى.
انظر تفصيل ذلك في كتاب:? التصوف بين التمكين والمواجهة، لمحمد بن عبد الله المقدي.
[2] صوفية الأرزاق هم الذين يقتاتون من الأوقاف، والأسوأ من ذلك الذين? يقتاتون من سفارات الغرب والأنظمة المستبدة، وقد حكى محمد رشيد رضا - رحمه الله - أن أحد النقشبندية سئل عن سبب اختلاف أصحاب هذه الطرائق في عمائمهم وأورادهم مع دعواهم أن الغرض من سلوك كل طريقة منها معرفة الله - تعالى - وعبادته، قال: (تغيير شكل لأجل الأكل)! (فتاوى محمد رشيد رضا: 6/ 2418).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نقل الإعلام صورة مخزية من تكالب مشايخ الطرق على عضوية المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر، وما وقع بينهم من تهارش ونزاع حاد آل إلى الطعن في تلك الانتخابات! ينظر: موقع إسلام أون لاين 4/ 1/2008م. كما وقع صراع على مشيخة الطريقة القادرية في الجزائر، ينظر: موقع إسلام أون لاين 14/أبريل/2008م.
[3] مجلة الصوفية الإلكترونية، العدد السابع، عن جريدة اللواء 27/ 11/2007م. ومجلة الصوفية، العدد الثامن، عن مجلة آخر ساعة 23/ إبريل/2008م. .
[4] مجلة الصوفية الإلكترونية، العدد السابع، عن صحيفة دار الحياة 12/ 12/2007م.
[5] مجلة الصوفية الإلكترونية، العدد السابع، عن موقع: إسلام أون لاين 6/ 1/2008م.
[6] مجلة الصوفية الإلكترونية، العدد السابع.
[7] مجلة الصوفية الإلكترونية، العدد السابع، عن موقع: إسلام أون لاين 2/ 12/2007م.
[8] مجلة الصوفية الإلكترونية، العدد الثامن، عن صحيفة هسبريس المغربية 27/مارس/ 2008م.
[9] أخرجه ابن المبارك في الزهد (?353).
[10] مجموع الفتاوى:? 15/ 128.
[11] مجموع الفتاوى: 28/ 643.
[12] مجلة الصوفية الإلكترونية، العدد السابع، عن وكالة الأخبار الموريتانية، 30/ 12/2007م.
[13] مجلة الصوفية الإلكترونية، العدد السابع.
[14] انظر: جامع الرسائل، لابن تيمية: 1/ 189، ومجموع الفتاوى، لابن تيمية: 2/ 480 - 487، 35/ 108 - 119.
[15] انظر: أصول الشيعة الإثني عشرية، لناصر القفاري:? 2/ 453 - 477.
[16] مجلة الصوفية الإلكترونية، العدد السابع، عن موقع: إسلام أون لاين 28/ 11/2007م.
[17] مجلة الصوفية الإلكترونية، العدد السابع، عن المصري اليوم? 7/ 12/2007م.
[18] شَمَس: جَمَح ونفر.
[19] تلبيس إبليس، لابن الجوزي، ص? 289.
[20] قال سحنون - رحمه الله -: (أما علمت أن الله إذا أراد قطع بدعة? أظهرها)، ترتيب المدارك، لعياض: 2/ 611.
[21] قال ابن تيمية: (من أسباب ظهور الإيمان: ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك)، الجواب الصحيح: 1/ 13.
[22] الصوارم الحداد القاطعة لعلائق مقالات أرباب الاتحاد، للشوكاني، ص 70 - 71.
المصدر
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=*******&task=view&id=11368
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 04:07]ـ
مقال راااائع
باركالله في الشيخ عبدالعزيز و في الناقل النبيل
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 05:01]ـ
وفيك بارك الله أخي الكريم(/)
أما آن لك يامفتي مصر أن ترحل!!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 08:22]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
فأقول لمفتي مصر: أما آن لك أن ترحل
هذا لقاء مع علي جمعة مفتي مصر يؤكد شرعية فوائد البنك ويجيز نقل الأعضاء البشرية وهذا نص اللقاء كاملا مع الرابط:
مفتي مصر علي جمعة لـ «جهينة»:فتاوى غير المتخصصين في الفضائيات «بلاوي» تسيء إلى لإسلام
ولد في صعيد مصر بمحافظة بني سويف, يعشق العلم منذ طفولته وحصل على دكتوراه في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون مع مرتبة الشرف الأول، ثم حصل على ماجستير في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون بتقدير ممتاز ثم الإجازة العالية (ليسانس) من جامعة الأزهر، كما حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس وحاصل على أعلى الأسانيد في العلوم الشرعية وإجازات من أفاضل العلماء في العلوم الشرعية في الفقه والحديث والأصول وعلوم العربية ... هو باختصار مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة الذي التقيناه ودار بيننا حوار طويل تحدث خلاله باستفاضة عن أهم القضايا التي تشغل المجتمع الإسلامي بالكامل ومنها ختان الإناث وفوائد البنوك ونقل الأعضاء من المتوفى والمضاربة في البورصة وغيرها من الموضوعات الهامة.
كما أكد المفتي أنه لم يتعرض لأي لون من الضغوط السياسية في إصدار الفتاوى المختلفة لأن المفتي من وجهة نظره يتقرب بعمله إلى الله تعالى ولا تشغله الدنيا لافتاً إلى أنه يتمنى أن يكون مفتياً عصرياً مثل الإمام محمد عبده.
القاهرة- محسن محمود:
ما حقيقة تعرضكم لضغوط سياسية قبل إصدار بعض الفتاوى؟
بالتأكيد لا يحدث ذلك ونحن مستقلون تماماً عن الحكومة ويشهد الجميع بذلك ولدينا في دار الإفتاء المصرية 120 ألف فتوى منذ عام 1895 إلى يومنا هذا ولا توجد فتوى فيها أيدت ورسخت شيئاً يتعلق بالحاكم أو بالحكومة، وعندما تتحدث مع بعض الأشخاص الذين يروجون لهذا الفكر، يضربون لنا مواقف بأن شخصاً خطب خطبة في مسجد فهل هي فتوى؟ أو كتب مقالاً فهذه كلها ليست فتاوى .. الحقيقة أنني لم أجد مطلقاً أي لون من الخلط بين الفتوى والسياسة.
فضيلة المفتي هل توافقني الرأي أن فوائد البنوك مازالت مثار جدل ونحتاج منك المزيد من التوضيح لنعرف هل هي حلال أم حرام أم الأفضل التعامل مع البنوك الإسلامية؟
نظراً لأن التعامل مع البنوك لم يكن موجوداً في عهد الرسول «صلى الله عليه وسلم» والصحابة والخلفاء الراشدين أيضاً لذلك فإن إصدار الفتاوى في التعامل مع البنوك يخضع لاجتهادات الفقهاء والعلماء، وقلت في الفتوى التي أصدرتها مؤخراً إن تعامل الفرد المسلم مع البنوك وهي شخصية اعتبارية يخضع لضوابط وأسس هي: أنه لا اختلاف في الشريعة الإسلامية، فمن المتفق عليه والمجمع عليه بين العلماء والفقهاء وعلى مر العصور والأزمان، أنه إذا حدث اختلاف وابتلي الإنسان المسلم بشيء من المختلف فيه، فإن الخروج من الخلاف مستحب، وأن المسلم حينما يكون حائراً في مدى مشروعية أحد الأمور المختلف فيها ومنها فوائد البنوك ومدى الحصول عليها أو اعتبارها ربا فله أن يقلد من أجاز وأباح ولا إثم عليه مطلقاً.
فحصول الفرد المسلم الذي يودع أمواله في البنك على فوائدها جائز شرعاً, لأنه هنا يوكل البنك في استثمار أمواله وتشغيلها بدلاً منه مقابل الحصول على نسبة من الربح التي يحققها البنك نتيجة تشغيل هذه الأموال في مشروعات منتجة ومربحة بعد دراسات الجدوى التي أجراها البنك، وهذا لا يعدّ مطلقاً من باب الربا المحرم شرعاً، وإنما هو أمر مباح لأن المسلم هنا قد لا يجد الوقت الكافي لتشغيل واستثمار أمواله فيوكل البنك في تشغيلها بدلاً منه
ما الدوائر التي يعمل من خلالها المفتي ويحرص على عدم تخطيها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
المفتي عنده دائرتان، الأولى دائرة الداخل الإسلامي والأخرى دائرة الخارج يعني العالم من حولنا ونحن جزء منه، أو يمكن أن نقسم المسألة تقسيماً آخر، وهو دائرة الخبر، ودائرة العمل الأولى لا يترتب عليها عمل فحينما يسألني سائل أين حديث «إنما الأعمال بالنيات» فأقول له رواه البخاري فهذا لا يترتب عليه عمل وهذه ليست فتوى، أو يسألني في الخبر هل الحادثة الفلانية حدثت أم لا؟ أسئلة من هذا القبيل كثيرة ... سألني أحدهم مرة هل النبي صلى الله عليه وسلم تزوج من ماريا القبطية؟ فاعتبرت أنها ليست فتوى لأنها من قبيل الخبر فلم أجبه فرفع عليّ قضية متهماً إياي بالتقصير في الإفتاء، لأنه مسكين لم يعرف الفرق بين الإجابة عن السؤال المردود على دائرة الخبر والسؤال المردود على دائرة العمل. ولذلك ترانا دائماً نحاول جادين ومجتهدين في أن نراعي مقاصد الشرع ومصالح الناس وطبيعة العصر في دائرة العمل ومنها نبني جسورنا مع من حولنا في العالم، أما دائرة الخبر فلا نحاول أن نتدخل فيها كثيراً لأن هذا قد يؤذي الشعور الديني ويحدث من الأضرار المترتبة على ذلك، بل ومن ذهاب هيبة المرجعيات والثقة فيهم والصدق معهم إلى أن يذهبوا إلى المتطرفين والإرهابيين وإلى آخره.
فنحن كمن يسير على الحبل، لا نريد أن نغيب عن عصرنا ولا نريد أيضاً أن نقدح فيما هو لدى الناس من هياكل مردودها إلى الخبر وهذه الموازنة قد لايدركها كثير من الناس وهم يتكلمون عن قضية الإفتاء والآراء وفوضى الفضائيات .. وكثيراً ما يخلطون بين الدائرتين إنما الصناعة الصحيحة تجعلنا نفرّق بين الدائرتين.
هل كرسي الافتاء صعب؟
الافتاء يمكن أن يكون نوعاً من العبادة حينما يكون لوجه الله تعالى، وعندما يكون على خطوات صناعته، لأن الافتاء صناعة تتكون من أربعة أشياء هي تصوير المسألة ثم تكييفها ثم الحكم فيها وأخيراً إيقاعها على الواقع وكل مرحلة من هذه المراحل تحتاج إلى علم وقيم وتدريب، فهذه المهنة تتحول إلى عبادة وهذا الكرسي يصبح شيئاً تبتغي به وجه الله تعالى عندما تحافظ على الإخلاص والصواب أي إخلاص النية لله تعالى والصواب باتخاذ مقتضيات المهنة.
وماذا عن المضاربة في البورصة ... ألا تعتبر من باب الربا؟
المضاربة في البورصة مباحة شرعاً وليست من باب الربا المحرم شرعاً لأنها أحد ألوان التطورات التي فرضتها ظروف العصر، وهي في ذلك حلال والتعامل فيها مباح شرعاً شريطة أن يبتعد ذلك عما يسمى بالتأثير من الباطن أو ( speculation) وهي التخمينات التي يطلقها بعض المتعاملين في البورصة للتأثير على أسعار الأسهم ارتفاعاً أو انخفاضاً، فهذا غش وخداع محرم شرعاً، أما غير ذلك من التعاملات وما يحدث داخل البورصة فهو مباح شرعاً.
وماذا عن نقل الأعضاء وقيام بعض الأغنياء بشراء بعض أعضاء المرضى الفقراء؟
هناك فتوى مفصلة أظن أنها كافية ووافية لأنها تحقق المصالح للمرضى وللمساءلات، والمصالح والمساءلات هي التي تتكلم عن أنه لا نريد أن يتحول الانسان إلى قطع غيار تباع وتشترى ولا نريد أن تتسلط طبقة الأغنياء على الفقراء، فلا نريد ظهور مافيا الأعضاء بحرفتها والاتجار بالبشر إضافة إلى أننا نريد أن يشفى المرضى وتذهب آلامهم، فنقل الأعضاء مباح شرعاً شريطة أن يتم ذلك بموافقة الشخص المتبرع سواء في حياته أو في وصيته بعد مماته، وألا يحصل المتبرع على أي مقابل مادي نتيجة تبرعه بأحد أعضائه حتى لا يتحول ذلك لعملية تجارية إضافة إلى التأكد الطبي من عدم الإضرار مطلقاً بصحة المتبرع بالعضو أو المنقول إليه إعمالاً للقاعدة الشرعية «لا ضرر ولا ضرار».
لكن مازال هناك اختلاف بين الفقهاء والمجامع الفقهية حول نقل الأعضاء؟
هذا الاختلاف في حقيقته خارج المجامع الفقهية لأن الاختلاف في نقطة أخرى، وهي تعريف الموت وهل الموت الاكلينيكي موت حقيقي أم لا؟ فالخلاف بالأساس ليس بين علماء الشريعة وإنما بين الأطباء أنفسهم وهو خلاف عنيف، لأنه في مجمع الفقه بجدة وفي إحدى المنظمات الطبية في الكويت توصلوا إلى أن موت جذع المخ أو الموت الاكلينيكي موت حقيقي، ثم فوجئنا بعد ذلك بتوجهات عنيفة من أساتذة كبار في مصر يؤكدون أنه ليس موتاً حقيقياً ... فصدرت الفتاوى هنا بناء على موقف الأطباء وفي الكويت والسعودية وغيرها من الدول صدرت أيضاً بناء على موقف الطب
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك.
إذاً ليس هناك اختلاف بين علماء الشريعة أنفسهم في نقل الأعضاء؟
أستطيع أن أجزم أن فقهاء الشريعة الإسلامية متفقون فيما بينهم ولكن الاختلاف في نقل الأعضاء يرجع لاختلاف آراء الأطباء الذين يعطون المعلومة للفقيه والعالم، ولو أن الأطباء اتفقوا فيما بينهم على رأي واحد وكلمة واحدة لوجدنا مباشرة جميع الشرعيين في اليوم نفسه والجلسة ذاتها اتفقوا على رأي واحد حول نقل الأعضاء على مستوى العالم الاسلامي.
أثارت فتوى فضيلتك بتحريم ختان الإناث الكثير من الجدل بين العلماء فما تعليقك؟
لقد أصدرت هذه الفتوى بعد الاطلاع على آراء الأطباء المتخصصين في ذلك، وثبت لديّ الضرر البالغ لهذه العادة القبيحة على صحة المرأة نفسياً وبدنياً إضافة إلى تسببها بوفاة الفتيات والتي كانت آخرها وفاة طفلة في محافظة المنيا وأخرى منذ فترة في محافظة الغربية فهذا يؤكد الضرر البالغ لهذه العادة وتسببها مباشرة في بعض حالات الوفاة.
وختان الإناث مجرد عادة قديمة لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد وإنما هي تنتشر في بعض دول حوض النيل ومن بينها مصر، إضافة إلى أن هناك العديد من الدول الإسلامية والعربية مثل المملكة العربية السعودية والكويت والامارات وغيرها لا تطبق هذه العادة وتمنعها لضررها البالغ على المرأة.
وماذا عن النصوص والأحاديث التي وردت حول إباحة ختان الإناث؟
لم يرد أي نص صحيح صريح سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة يقول بمشروعية ختان الإناث، ولم يرد مطلقاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بختان أي من بناته إضافة إلى أن الأحاديث التي وردت حول ختان الإناث كلها ضعيفة ولا يجب الأخذ بها.
أثارت فتوى فضيلتك بإباحة أن يبيع المسلم في دولة غير إسلامية الخمور لغير المسلمين جدلاً وانقساماً في الرأي بين علماء الدين بين مؤيدين ورافضين؟
مذهب السادة الحنفية جواز التعامل بالعقود الفاسدة مع غير المسلمين في ديار غير المسلمين، وعليه فهذا المال الناتج من هذه المعاملات الفاسدة حلال، وبالتالي تجب الزكاة عنه من باب زكاة عروض التجارة: فتحسب البضاعة (الأصول المتداولة) التي عندك في يوم حولان الحول بعد أن تخرج منها الديون التجارية (الخصوم المتداولة) والأصول الثابتة، وتخرج عن الناتج من الربح 2.5?.
وصفت فتاوى «غير المتخصصين» التي تعجّ بها القنوات الفضائية حالياً في أنحاء العالم الإسلامي بأنها «بلاوي» تثير الفتنة بين طوائف الأمة وأنها مرفوضة شرعاً .. ألا يمكن وضع حد لها؟
فتاوى غير المتخصصين فى القنوات الفضائية بالفعل «بلاوي» تسيء إلى الإسلام والمسلمين، لأنهم لايقدرون قيمة التصدر للفتوى بغير علم، ولقد عقدنا اجتماعاً شاملاً فى مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وتم الاتفاق على أن تكون دار الافتاء هى الجهة الوحيدة التي لها حق الافتاء في مصر، ومن يملك مراجعتها في فتاويها مجمع البحوث الإسلامية فقط.
هل في زواج المتعة أيّ إهانة للمرأة أوالرجل ذلك أنّ المتعة تقوم على اتّفاق بين الطرفين على فترة ما تدوم أثناءها علاقتهما. ولا تفترض المتعة بالضّرورة اشتراء المرأة أو استئجارها .. ؟
من أهم أركان الزواج الديمومة والاستمرارية وألا يكون محدد المدة، فلا يصح مثلاً كما هو في زواج المتعة أن يتفق الرجل والمرأة على الزواج لمدة معينة ثم يطلقها بعد ذلك، فهذا أمر مرفوض شرعاً لأنه يتعارض مع الحكمة التي أرادها المولى عز وجل من الزواج وهي السكن والمودة والرحمة وعمارة الكون.
وهذا الرابط:-
http://www.jouhina.com/magazine/article.php?id=169
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 10:03]ـ
وختان الإناث مجرد عادة قديمة لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد
=على جهازي فيديو له - قبل أن يصير مفتيا - يقول باستحباب ختان الإناث!
فتاوى غير المتخصصين فى القنوات الفضائية بالفعل «بلاوي» تسيء إلى الإسلام والمسلمين
فعلا
فعلا
http://img50.imageshack.us/img50/2703/image1xo8.png(/)
لاتصدق لكل من ينقل كلاما عن الاكابر وان كان معنى الكلام فى ذاته صريح فيما يقصده
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 12:24]ـ
هذا الموضوع مهم جدا وأرجو ممن يقف على ما يتعلق به يثبته هنا
وتتأتى أهمية الموضوع بالأخص الان لوجود المدرسة المشئومة التى تنقل كلاما عن الاكابر لتفرق به بين العلماء وبعضهم وبين الامة وعلمائها وأكابر الدعاة فيها
اسمع من الدقيقة 40 من شريط للشيخ محمد اسماعيل المقدم ووقته ليس طويلا لا يتعدى العشر دقائق
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=29300&scholar_id=33&series_id=1425
----------------
ثم
نعم أهل البدع هم الذين ينهون عن الردود نهيّا مطلقا: (اتركوا الردود، دعوا الردود، فيها مضيعة للوقت وفيها مشغلة عن العلم) نهيّا مطلقا، لكن أهل السنة لا ينهون نهيا مطلقا، وإنْ قال هذه العبارة مطلقا في وقت لكن جلّ وقته أو كثير من وقته يريد هذا، نعرف هذا من حاله ومقاله، نعم، فمثلا الشيخ بن العثيمين –رحمه الله- حينما يقول لتلامذته وأهل بلده والمسلمين، لا تنشغلوا بالردود، هذا ماهو؟ حاله على السنة، يقرّرها ويدعو إليها ويدفع عن أهلها بقدر ما أوتي، فلكل مقال،
هذا الكلام اما ل الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
qahtany5@hotmail.com
او للشيخ الجامى حسب نقل الاخ بن ابراهيم له فالشك منى انا
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 05:07]ـ
جزاكم الله خيرا ... مهم جدا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 12:20]ـ
واسمعوا من الدقيقة 30 فى شريط للشيخ المقدم يقرأ فيه من كلام الشيخ بكر أبو زيد عن جنايات الناس حول كتب بن تيمية وهكذا الى الان يجنون على الاكابر كبن باز وأقرانه فينقلون لنا كلاما عن الجماعات والاشخاص دون الضوابط الواجب اتباعها كما ستسمع فى هذه الدقائق
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=29300&scholar_id=33&series_id=1425(/)
موقف موقع ميراث السنة الجزائري من مقالات الكاتب والشاعر أودنيس الغادر
ـ[ابو البراء]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 02:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف ميراث السنة من مقالات الكاتب والشاعر أودنيس الغادر
الحمد لله حق حمده، كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله أحد أحد في ربوبيته وإلهيته وأسماءه وصفاته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمنيه على وحيه، وحجته على عباده، أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد أجمعين، فهدى به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وكثر به بعد القلة، وأعز به بعد الذلة، وأغنى به بعد العيلة، وفتح برسالته أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة حتى وضحت شرائع الأحكام، وظهرت شرائع الإسلام، وعز حزب الرحمن، وذل حزب الشيطان، فأشرق وجه الدهر حسنا، وأصبح الظلام ضياء، واهتدى كل حيران، فصلى الله وملائكته وأنبياؤه ورسله وعباده المؤمنون عليه كما وجه الله وعرف به ودعا إليه وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ثم أما بعد:
لقد فجعت جزائر الإسلام وأمة السنة والقرآن وأتباع سيد الأنام بما صدر من الكاتب والشاعر " أدونيس الماجن" الذي تطاول على تعاليم الدين ومقدساته الكريمة فطعن في آيات الله تعالى، أخرج ما في جعبته وفكره من زبالة عقله فجاء إلى بلاد الجزائر ينشر شره ويروج لبضاعته الفاسدة وسلعته البائرة، فباء بسخط من الله، ثم بغضب من أنصار الإسلام وأتباع سيد البشرية عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، فرأينا من واجبنا دينيا ودنيويا كدعاة للإسلام وأنصار للسنة المحمدية ومنهج أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أفضل أتباع وحواري خير البرية صلى الله عليه وسلم أن نبين موقفنا كمسلمين أولا، ثم كطلبة العلم ودعاة ثانيا أننا سخطنا وما سكتنا بل أنكرنا، فلا يمكن أن نصنف كلماته المارقة ومقالاته الفاسقة إلا في خانة محاربة الدين ودعوة أهله المسلمين للخروج عنه، فهذه التصريحات الملحدة للشاعر الماجن والكاتب الفاتن: "أدونيس" الذي استطال على الإسلام في بلاد الإسلام، وتمادى في غييه وتجاوز حده، ولم يعرف حدود ضيافته لا يمكن أن تصدر إلا عمن يحمل حقدا دفينا على الإسلام والمسلمين، ففي الحقيقة مثله ومن هو على شاكلته لا يستقبل في بلاد الشهداء كالجزائر، ولقد أثارت مقالاته الفاسدة، وكتاباته الساقطة، وكلماته الفاسقة سخط المسلمين في بلادنا، فرأينا من واجبنا الديني اتجاه الله أولا، ثم دينه، ثم المسلمين في هذه البلاد: أن ننكر ما صدر من هذا الحقير مقالات كفرية باطلة فيها افتراء على الدين ورسالة الإسلام والمسلمين، فموقفنا نحن أصحاب ميراث السنة، واضح في هذا الطعن الخبيث، ضد الدين وأهله، وحضارة الإسلام العريقة، فنبرأ إلى الله تعالى من قدوم مثل هؤلاء المارقين عن الدين والمنحلين عن الإسلام إلى بلادنا فلا كرامة لهم ولا حصانة لينشروا مثل هذا الكلام الساقط الذي لم يتلفظ به خصوم الإسلام، فكيف بمن ينتسب إليه عن طريق الهوية وهو يحاربه ويصد عنه ويطعن فيه، فقياما بواجب النصح كطلبة علم ودعاة إلى الله تعالى: يجب على المسلمين أن لا يسكتوا عن مثل مخازي وجرائم هؤلاء الطاعنين في ملة الإسلام المعتدين على حقوق الله تعالى بسبب تطاولهم الفاجر على ديانة الإسلامية.
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1875
ـ[ابو البراء]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 09:59]ـ
تعقيب الشيخ الفاضل أبي حاتم القسنطيني حفظه الله
الحمد لله رب العالمين الذي له الحمد الحسن و الثناء الجميل و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا - صلى الله عليه و سلم - عبده و رسوله و بعد: أقول ابتداءً بارك الله في جهود الإخوة القائمين على هذا الموقع المبارك و على رأسهم المشرف الشيخ عبد الفتاح زراوي حفظه الله، و لقد أحسن و الله فيما قال؛ و زيادة على قوله أحببت أن أدرج هذا التعليق المقتضب فأقول: مصيبة الإسلام اليوم أنه تصدّى للتعريف به أعداؤه و خصومه يُعينهم على ذلك أبواق الإعلام و سفهاء المثقفين من بني جلدتنا. فهذا الدّنِسُ الذي له من اسمه نصيب و قد طابق لفظه معناه "أدونيس" فإن من كان في لسانه عجمة و رطانة بغير لغة القرآن نطق الفعل " أُدنِّس" "أدونيس" و هذا معروف مألوف، زد على ذلك أن اللّص لا يجرؤ على الولوج إلى الدار إلا و حبله متصل بخائن الدار فكيف يستضاف دنس مثل هذا لينفث سمومه؟ و الجواب على هذا التساؤل هو كونه مما لا يمكن الاحتراز منه غالبا كما يقول الفقهاء في بعض ما يفسد الطهارة- ويكون حكمه العفو و التجاوز- أما هو فهو مما لا يمكن الاحتراز من حضوره غالبا لأسباب معروفة لكن حكمه وجوب الطهارة؛ و مما يشرع للتطهر منه ما يهيج به القلم من السمّ المنقع فينفث له هذه الجمل و في كل جملة حملة و في كل فقرة نقرة فإن عاد بالتوبة عدنا بالصفح و إن زاد في الحوبة عدنا على المتون بالشرح و إن شرد شيء عن الشرح كانت الحاشية. و أما إن تمعّض و قال أتبخلون بالثناء على أصحاب الفكر الحرّ و ترفضون النقد بعثنا له ثناءً لكن بمثل ريح الجورب والمقام لا يتسع لأكثر من هذا و الحمد لله أولا و آخرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 05:33]ـ
بارك الله في موقع " ميراث السنة " وفي مشرفه العام الشيخ عبد الفتاح زراوي - وفقه الله -؛ على هذا الموقف النبيل والشريف، وبارك الله كذلك في سماحة الشيخ عبد الرحمان شيبان - حفظه الله - على تصديه بشجاعة لمن يسعى لنشر الكفر والضلال في هذه البلاد الطيبة. وأقول لكم: إن الإسلام في الجزائر يحييكم، فأبقاكم الله لدفع كيد أعدائه عنه، والسعي للتمكين له.
وإنه لا ينقضي عجبي من دفاع الصحف العلمانية عن الشاعر الملحد أدونيس وهجومها على رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، متهمة إياه بالرجعية ومحاربة حرية الفكر، مع أن تلك الصحف - قبل مدة قصيرة - قد شنت حملة تشويه وتشهير بفضيلة الشيخ محمد علي فركوس - حفظه الله -، حيث أخذت بعض الفتاوى ونزعتها من سياقها وسباقها بهدف تحريض الحكام وتأليب المجتمع ضده، وهنا لا مجال لحرية التعبير، والله المستعان.
أسأل الله أن يحمي الجزائر ويحفظ لها إسلامها، وأن يوفق كل من أراد بهذا البلد خيرا، وأن يخذل كل من أراد به سوءا وشرا.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 05:51]ـ
بَيْنَ هُدَى الله وأباطيل الشيطان: يَا لَلْهَوَان والصَّغَار!
سماحة الشيخ عبد الرحمان شيبان - حفظه الله -
(رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وعضو المجمع الفقه الإسلامي)
ردًا على ما صرح به الدكتور أدونيس، في محاضرة له. بالمكتبة الوطنية، وفي منتدى الشروق يوم (14/ 10/2008)، من طعن في التعاليم الإسلامية الصريحة – قرآنا وسنة - وتجريح سافر، ساخر، في علماء الإسلام وفقهائه المجتهدين – القدماء والمعاصرين- ودعوته المسلمين إلى التخلي عن الدين بمثل أقواله:
- «إن طريق النهضة لا يتقدم بنا – كمسلمين - إلاّ إذا أحدثنا قطيعة تامة مع تراثنا الديني، وتبنينا منظومة فكرية حداثية ترفض تقديس المقدسات الإسلامية».
- وقوله: «العودة إلى الإسلام تعني انقراضنا الحضاري»
- وقوله في المرأة أنّها «لا وجود قانوني لها في النص القرآني وأنّها ليست حرة ولا هي سيدة مصيرها». وأنها: «أداة لإشباع غريزة الرجل»، إلى غير ذلك من أراجيفه الوقحة.
ردًا على هذا كله لا يسعني إلاّ أن أصرخ بملء الفم – رثاء للجزائر التي استهان بها بعض ضيوفها المبجلين، الآمرين بالمنكر، والناهين عن المعروف، باستعلاء وعجرفة وسلطان - الذين لا يتحرجون من شتمها في عقر دارها، وعلى منابرها، في أغلى قيمة روحية تعتز بها، وتحيا بها ولها ... ألا وهي الإسلام الحنيف الذي به اهتدت في الأولين، وبه جاهدت فانتصرت في الآخرين - أصرخ قائلا: " يَا لَلْهَوان والصَّغَار! " شاعر إباحيّ ملحدٌ، يدعى بغير اسمه ولقبه.
- شعره بلا روح ولا نغم.
- يتطاول على الإسلام وعلماء الإسلام في أرض الجهاد والاجتهاد: أرض المليون ونصف المليون شهيد، وفي رحاب المكتبة الوطنية الجزائرية (ذاكرة الأمة).
- فاعْجَبْ؛ أو لاَ تَعْجَبْ!
جريدة " البصائر " (العدد 414: الإثنين 21 شوال 1429/ 20 أكتوبر 2008، ص 1)
http://www1.albassair.org/modules.php?name=News&file=article&sid=783
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 06:06]ـ
" لا مرحبا بملة الكفر والكافرين في دار الجزائر "
الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش - وفقه الله -
(المشرف العام على موقع " ميراث السنة ")
الحمد لله ناصر الموحدين على القوم الكافرين، والصلاة والسلام على سيد المجاهدين وإمام المرسلين، إنني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وصفوته من خلقه، وخيرته من بريته، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، ابتعثه بخير ملة، وأحسن شرعة، وأظهر دلالة، وأوضح حجة، وأبين برهان إلى جميع العالمين أنسهم وجنهم عربهم وعجمهم حاضرهم وباديهم الذي بشرت به الكتب السالفة، وأخبرت به الرسل الماضية، وجرى ذكره في الأعصار في القرى والأمصار والأمم الخالية، ضربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر، كلما قام رسول أخذ عليه الميثاق بالإيمان به، والبشارة بنبوته، حتى انتهت النبوة إلى كليم الرحمن موسى بن عمران فأذن
(يُتْبَعُ)
(/)
بنبوته على رؤوس الأشهاد بين بني إسرائيل، معلنا بالأذان " جاء الله من طور سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من جبال فاران "، إلى أن ظهر المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله وروحه وكلمته التي ألقاها إلى مريم فأذن بنبوته آذانا لم يؤذنه أحد مثله قبله، فقام في بني إسرائيل مقام الصادق الناصح، وكانوا لا يحبون الناصحين فقال: {إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين}، تالله لقد أذن المسيح أذانا أسمعه البادي والحاضر، فأجابه المؤمن المصدق، وقامت حجة الله على الجاحد الكافر ثم أما بعد:
يا أمة الإسلام والسنة في بلاد الجزائر العزيزة أيطعن في دين الله - تعالى - على رؤوس الملأ في أرض سقتها دماء المجاهدين الفاتحين وأبناءهم، والله إنها مصيبة المصائب التي لا يمكن لمسلم موحد حنيف أن يسكت عنها، لقد لعبت نفس هذا الشقي المجرم وسولت له نفسه الخبيثة والذي وصل إلى الجزائر كضيف فحسب أن يتطاول على أصول الإسلام العادلة وقواعد الدين الحنيف الكاملة، وما ذلك إلا أن أهله أخرجوا البشرية من الظلمات إلى النور بإذن الله - تعالى -، ولقد جاءت تصريحات هذا العدو المسمى: " أدونيس " وهو: علي أحمد سعيد إسبر، الذي تطرق إلى الثوابت الدينية الإسلامية الثابتة في القرآن الكريم والسنة المباركة، وهذا التصريح منه تجريح فاجر وطعن سافر، وتصريح ساخر في ملة التوحيد وسنة سيد المرسلين، ومنهج المسلمين، ودعوة علماء الإسلام، ورسالة فقهاء الديار، فكلامه دعوات تدعو إلى الانسلاخ من ملة الإسلام، وهي دعوة صريحة إلى التبرأ من الدين الحنيف والمقدسات الإسلامية كما جاء منطوقه العاهر: " إن طريقة النهضة لا يتقدم بنا ـ كمسلمين ـ إلا إذا أحدثنا قطيعة تامة مع تراثنا الديني، وتبنينا منظومة فكرية حداثية ترفض تقديس المقدسات الإسلامية "، فهو ينتسب إلى ملة هي برية منه براءة كاملة شاملة، فطريقته في الطعن في الدين واضحة الخطوط معلومة المعالم، فقوله الغادر يشرح مكنونه الفاجر، بل علانيته التي يتبجح بها تصريحا لا تلميحا تدعو بواحا إلى الكفر والردة الواضحة، فبهرجة أقواله تبين ردته وكفره فهو يقول: أنه يجب عليه وعلى أمثاله أن يرفضوا مقدسات الدين الإسلامي، والذي في زعمه عطلت الحضارة، " وأي حضارة كانت للأمة بلا إسلام "، وهو يقول بالصريح: " أن العودة إلى الإسلام تعني انقراضنا الحضاري "، فهذا المجرم الطاعن في دين الله - تبارك وتعالى - لم يستحي من الله - تبارك وتعالى -، وكيف يستحي منه وهو خارج على دينه وملة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولم ينثني أمام جمهور لا ندري كيف سكتوا عنه وعن مقالاته الكافرة؟ والله - تعالى -يقول: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}، ولقد جاء إلى بلادنا ينشر سمومه ويشن حملته الجائرة السافرة الفاجرة الكافرة التي أطلقت عليها تسمية: " الممانعة الجذرية الشاملة "، وهو وأمثاله يعدون هذه المقالات الكفرية إنجازا كبيرا ولكنه في حق الكفر والكافرين، فهو يدعو الشعوب الإسلامية إلى عصيان وتمرد على دين الله - تعالى -، فهذه الدعوة ردة عن دين التوحيد، فهو في زعمه يريد العودة إلى أعماق التاريخ حتى يفتش عن الأسباب التي أدت إلى هذا الانحطاط " في زعمه: أي التمسك بالثوابت "، وقال كذلك في تصريحاته الفاجرة عن المرأة أنها: " لا وجود قانوني لها في النص القرآني وأنها ليست حرة ولا هي سيدة مصيرها " فهو من خلال هذه الكلمة يدعو إلى الإباحية والتمرد حتى تصير المرأة متمردة على خالقها وإلهها الذي كرمها وشرفها بالإسلام والكرامة والحرية في إطار الإسلام والعفاف، ويقول هذا الأثيم الغادر لدينه ولأمته أن المرأة: هي: " أداة لإشباع غريزة الرجل "، فأقول لهذا المجرم الفاسد إن المرأة الكافرة الغربية العاهرة لم تتحدث عنها، وإنما تحدثت عن المرأة المسلمة الحرة الأبية الشريفة العفيفة التي تمسكت بأصولها وعفافها، ولقد جاء هذا الماجن الفاجر يتغنى بأفكاره وأشعاره التي تدعو إلى ما يتبناه من فكر كفري وعقيدة إلحادية في نحلته ورؤيته وأفكاره،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو هجوم صريح ومحاربة واضحة لدين الله - تعالى - ولعباده المؤمنين، فهذه البهرجة هي في الحقيقة احتقار للمسلمين في بلادهم، وتهوين لعقيدتهم وتصغير لحضارتهم، فهذه المقالات الكافرة هوان وصغار للأمة الإسلامية في عقر دارها وبين ساكنيها، أفيسب الدين على رؤوس الملأ في ديارنا؟ يا للعار والهوان والصغار، فلما يستقدم مثل هذا المجرم إلى ديارنا، ولقد علم الناس من قبل قدومه حقيقة أفكاره ومنهجه ودعوته فلما يستقدم إلى بلاد الإسلام والشهداء مثل هذا الحقير. فنحن أصحاب موقع " ميراث السنة " نبرأ إلى الله - تعالى - من هذا الدجال وأمثاله ومن مقالاته الكفرية التي تدعو إلى صريح الردة عن الإسلام، وندعو إلى استقدام من يزيد في ديننا وعقلنا وفكرنا، لا من ينقصها وينكصها على أعقابها، فما حكم الشرع في مقالات هذا الماجن الذي يدعو إلى الخروج عن الدين الإسلامي الحنيف قال العلامة محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - (كما جاء في تاريخ نجد 447): قد استدل العلماء بقوله - تعالى -: {ولئن سألتهم ليقولون إنما كنّا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون، لا تعذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}: أنها نزلت في حق بعض المسلمين المهاجرين وقيل بعض المنافقين في غزوة تبوك وذكر السّلف والخلف: أنّ معناها عام إلى يوم القيامة فيمن استهزأ بالله أو القرآن أو الرسول وصفة كلامهم أنهم قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللّقاء، يعنون بذلك: رسول الله و العلماء من أصحابه، فلمّا نقل الكلام عوف بن مالك أتى القائل يعتذر أنّه قاله على وجه اللّعب كما يفعله المسافرون، فنزل الوحي أنّ هذا كفر بعد الإيمان ولو كان على وجه المزح "، وقال: " وإذا نطق بكلمة الكفر ولم يعلم معناها صريح واضح أنه يكون نطق بما لا يعرف معناه، وأما كونه أنه لا يعرف أنه تُكفّره فيكفي فيه قوله: {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}، فهُم يعتذرون للنبي - صلى الله عليه وسلم - ظانين أنها لا تُكفّرهم، والعجب ممن يحملها على هذا وهو يسمع قوله - تعالى -: {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}، {إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون}، {وأنهم ليصدونهم عن السبيل و يحسبون أنهم مهتدون} أيظنّ أنّ هؤلاء ليسوا كفارا؟ لكن لا تستنكر الجهل الواضح لهذه المسائل لأجل غربتها "، فالواجب على علماء الإسلام أن يبينوا حكم من يطعن في الدين ويتبجح بكلامه الكفري ويطعن في دين الله - تعالى - والله - تعالى - يقول: {ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم}، فهذه الآيات الواضحات تدل بالنص المحكم على حكم من طعن في دين الله - تعالى -وسب أحكام دينه، فكما قال ابن القيم في " هداية الحيارى ": (إن لله - جل ثناؤه وتقدست أسماؤه وتبارك اسمه وتعالى جده ولا إله غيره - جعل الإسلام عصمة لمن لجأ إليه وجنة لمن استمسك به، وعض بالنواجذ عليه، فهو حرمة الذي من دخله كان من الآمنين، وحصنه الذي من لجأ إليه كان من الفائزين، ومن انقطع دونه كان من الهالكين، وأبى من أحد دينا سواه ولو بذل في المسير إليه جهده واستفرغ قواه على الدين كله حتى طبق مشارق الأرض ومغاربها، وسار مسير الشمس في الأقطار، وبلغ إلى حيث انتهى الليل والنهار، وعلت الدعوة الاسلامية، وارتفعت غاية الارتفاع والاعتلاء المجاشعي صار أصلها ثابت وفرعها في السماء، فتضاءلت لها جميع الأديان، وجرت تحتها الأمم منقادة بالخضوع والذل والإذعان)، فنقول: في خاتمة هذه المقالة التي بها استنكرنا بها مقالات هذا الشرك البواح، والكفر الصراح، والله المستعان وعليه التكلان، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=1874
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 03:41]ـ
التدليس والتلبيس في " قضية " الشاعر أدونيس!!
الأستاذ عبد الحميد عبدوس - وفقه الله -
(يُتْبَعُ)
(/)
أثار الرد الذي أصدره الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، على تصريحات الشاعر السوري الدكتور علي أحمد سعيد المدعو أدونيس التي مست ثوابت العقيدة الإسلامية، حفيظة عدد من رجال الإعلام ومثقفي التيار اللائكي أو الاتجاه الحداثي، وهو تيار متعدد المواقع والتسميات ولكنه موحد التوجه والغايات، ويعتبر الشاعر أدونيس أشهر من يمثله في العالم العربي.
وكعينة على كتابات المدافعين عن أطروحات ذلك الصنم الفكري للتوجه الحداثي المدعو أدونيس، نشير إلى ما جاء في جريدة " ليبرتي " المفرنسة الصادرة يوم 18 أكتوبر 2008، وكذلك جريدة " لوجان أنديباندان " المفرنسة الصادرة في التاريخ نفسه (أي يوم 18 أكتوبر 2008) وما جاء في عمود الروائي ومدير أسبوعية " الخبر الأسبوعي " عبد العزيز غرمول بالعدد 503 من 18 إلى 24 أكتوبر 2008، وكذلك عمود الأستاذ العربي زواق، رئيس تحرير يومية "الخبر" الصادرة في 22 أكتوبر 2008.
جريدة "الخبر الأسبوعي" عادت إلى الجدل حول تصريحات أدونيس في عددها الموالي 504 من 25 إلى 31 أكتوبر 2008 وقد تطوع الشاب عادل صياد للدفاع عن عقيدة أدونيس قائلا: " الشاعر السوري ليس زنديقا يا فضيلة الشيخ " وافتتح مقاله بنفي توفر الحد الأدنى من الثقافة العقلانية والحد الضروري من الروح الديمقراطية لدى غالبية رجال الدين!
ونسج على هذا المنوال مجموعة من التهم والأحكام والآراء المتطاولة على رجال الدين وجمعية العلماء المسلمين بمزاجية واستخفاف محيرين لا يستند عليهما، إلا من افتقر حقا " للحد الضروري من الثقافة العقلانية "، واحترام مسؤولية الكلمة!
بينما خصصت يومية " الشروق اليومي " في عددها الصادر يوم 23 أكتوبر 2008 في ركن أقلام الخميس مقالين لقضية أدونيس أولهما وقعه المحلل الصحفي عابد شارف تحت عنوان (الزاوي والزاوية) وقد شبه فيه الرد على تصريحات أدونيس في المكتبة الوطنية " بالاتهامات التي تصدر عن المجموعات الإرهابية بالقول إن الشاعر إباحي أو ملحد أو عدو للدين ". وهذا هو – في رأينا - عين التلبيس والتدليس على القراء الذين لم يطلعوا على نص محاضرة الشاعر أدونيس ولا على نص بيان الشيخ شيبان بلا زيادة ولا نقصان.
أما المقال الثاني فكان بقلم الشاعر الدكتور عبد العالي رزاقي وهو من المحللين والأدباء المعروفين، الذي حاول في مقاله بعنوان " في حضرة ما لا يقال " أن يدرج رد الشيخ شيبان على محاضرة الدكتور أدونيس في إطار ما يسمى بالمؤامرة على الثقافة والتاريخ، وأن يرى في رد الشيخ شيبان ما يمكن أن يستغل في ما أشار إليه الشاعر عبد العالي رزاقي من ملابسات الصراع الخفي أو المعلن بين وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي ومدير المكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي.
ولكن المتفحص لبيان الشيخ شيبان يتأكد من أن ما تضمنه هو فقط الدفاع عن مقدسات الإسلام التي أساء إليها أدونيس في محاضرته وفي تصريحات الصحفية المنشورة.
ونحن لن نختلف مع زميلنا رزاقي عندما يقول في آخر مقاله ما يلي: " لا أعتقد أن فضيلة الشيخ شيبان كان يريد اضطهاد الفكر من خلال بيان جمعية العلماء "، والعودة إلى الحق فضيلة.
أما جريدة " الجزائر نيوز " في نسختها المعربة الصادرة في 21 أكتوبر 2008 فقد خصصت مساحة معتبرة من صفحات ملحقها الثقافي لتمجيد شعر أدونيس، بينما تولى الروائي الحبيب السايح في الصفحة الأخيرة من الجريدة الإشادة بمبادرة مدير المكتبة الوطنية الكاتب الدكتور الأمين الزاوي المتمثلة في دعوة أدونيس إلى الجزائر.
ولم يتحرج الحبيب السايح في مقاله من مطالبة المنتقدين لتصريحات أدونيس برفع أيديهم عن المكتبة الوطنية، وكأن الأمر يتعلق بمحاولة سطو أو نية استيلاء على مؤسسة ثقافية وليس بقضية إبداء رأي وكشف شطحات توجه فكري ومذهب إيديولوجي يقوم على احتقار الذات العربية والطعن في مقدسات العقيدة الإسلامية!
واعتبر الحبيب السايح الذي يدافع عن مشروعية الاختلاف في الرأي رد الرافضين لأطروحات أدونيس بمثابة " تحريك للضغينة ضد الرأي المخالف "، و " إنزال لقضايا النخبة الفكرية إلى الشارع ... "!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكأن الشارع هو كتلة جاهلة ومجموعة من الدهماء والغوغاء التي يجب إبقاؤها، بعيدة عن قضايا النخبة الفكرية وجدلها الفكري المغلق.
والغريب أن يصل به الحماس أو توهمات سوء الظن إلى اعتبار مجرد انتقاد مضمون نشاط ثقافي احتضنته المكتبة الوطنية محاولة مبيتة لتصفية الحساب مع مديرها الدكتور الأمين الزاوي أو رغبة في الانقضاض على المؤسسة التي يديرها؟!
ومن جهته الكاتب الروائي بشير مفتي رئيس تحرير الملحق الثقافي لجريدة " الجزائر نيوز "، اختار في افتتاحية الملحق أشرس العبارات وأقلها انسجاما مع أخلاقيات الحوار للرد على بيان الشيخ عبد الرحمن شيبان، فكتب يقول: " ... عندما تقرأ البيان إنك تكتشف أن الشخص لم يسمع المحاضرة ولم يفهم شيئا في كلام أدونيس، واتهمه حسب جريدة " الخبر " بالعربدة والإلحاد والزندقة وما شابه ذلك ... ".
لابد من لفت انتباه القراء إلى أن الشيخ شيبان لم يخف في بيانه الصادر في جريدة " البصائر " - لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين -، وكذلك في عدد من عناوين الصحافة الوطنية بأنه اعتمد على تصريحات أدونيس المنشورة في " منتدى الشروق "، بجريدة الشروق اليومي الصادرة بتاريخ 14 أكتوبر 2008، وما دام الشاعر أدونيس الذي نسبت له تلك التصريحات لم يصدر عنه ما يكذبها أو يصححها، فمعنى ذلك أنه لا يعترض عليها ويمكن بالتالي الحكم عليها كما نشرت للقراء.
علما بأن موفد جمعية العلماء لحضور محاضرة الدكتور أدونيس في المكتبة الوطنية قد نقل للشيخ شيبان ملخصا وافيا وأمينا عن نص المحاضرة كما تفضل الدكتور الزاوي، مدير المكتبة الوطنية – مشكورا - بإرسال نصها كاملا إلى سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان.
والمفارقة في هذا الأمر أن الكاتب بشير مفتي الذي اتهم الشيخ شيبان بأنه لم يسمع المحاضرة ولم يفهم شيئا من كلام أدونيس اعتمد - هو نفسه - في إصدار حكمه هذا على ما قرأه في جريدة " الخبر " وليس على القراءة المباشرة لنص بيان الشيخ شيبان المنشور في الصحافة الوطنية!
فهل يدعي بشير مفتي أن من حقه الاعتماد على ما تنشره الصحف لتأويل كلام الآخرين وانتقاء ما يشاء منه لإصدار أحكامه ولا يجوز للآخرين الاعتماد على الصحف لإبداء رأي أو إصدار حكم ما؟!
والآن لنعد إلى أصل الموضوع الذي أثار هذه الزوبعة والزعزعة في أوساط مثقفي التوجه الحداثي، فانطلاقا من شعور الشيخ عبد الرحمن شيبان بمسؤوليته الدينية والوطنية والتنظيمية، باعتباره عالما مسلما، ورئيسا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي تأسست أصلا للدفاع عن ثوابت الأمة ومقوماتها الروحية، وباعتباره كذلك " حارسا للقيم الإسلامية " كما ذكرت ذلك المؤلفة إزابيل فيردييه في كتاب (رجال السلطة في الجزائر) في الصفحة 73 الصادر في جويلية 2002، عبر عن رفضه واستنكاره للأقوال والأفكار التي صدرت من الشاعر أدونيس في الصحافة الوطنية، وفي محاضرته بالمكتبة الوطنية وهي مؤسسة ثقافية رسمية تابعة للدولة الجزائرية التي ينص دستورها على أن " الإسلام دين الدولة " وهذا يلقي على الدولة مسؤولية حماية مقدسات الأمة من دين وتاريخ وانتماء حضاري.
لقد جهر الشيخ شيبان برأيه ورأي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، رفضا للاستهانة بمقدسات الإسلام والتطاول على اجتهادات فقهاء الأمة قديما وحديثا، كوصف الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي بأنه " فقيه صغير "!.
وإذا كان المسارعون للدفاع عن أقوال أدونيس وأفكاره والمؤاخذون للشيخ شيبان على بيانه يدعون أن أدونيس لم يمس الإسلام في محاضرته بالمكتبة الوطنية، فليرجعوا إلى نص المحاضرة، وليقولوا للرأي العام الوطني في أية خانة يصنفون إدعاء الدكتور أدونيس بأن حروب الردة التي قادها خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمير المؤمنين أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لتثبيت أركان الإسلام والحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية، كانت في زعم أدونيس " حربا إبادية " للقضاء على الخصوم والمخالفين؟!
وهذا يمثل – في زعم أدونيس – أحد مصادر العنف السياسي الذي وجه الحياة السياسية في المجتمع العربي الإسلامي على نحو حاسم ... !
(يُتْبَعُ)
(/)
وأين يصنفون إدعاء أدونيس بأن الإسلام بعد وفاة النبي المصطفى - عليه الصلاة والسلام -، كف عن أن يكون تجربة روحية وأصبح نظاما وسلطة فقط؟!
إذ يقول أدونيس في محاضرته بعنوان " نحو ممانعة جذرية وشاملة ": ( ... هكذا تمأسس الوحي الإسلامي بعد وفاة النبي الكريم مباشرة، بل قبيل وفاته وهو على سرير الموت، لا بوصفه تجربة روحية، وإنما بوصفه سلطة ونظاما ينهضان على اعتقاد محدد، وعلى الاتباع والطاعة، تماما كما كان الشأن في القبيلة. ومثل هذا التأسيس لابد أن يرتبط بالعنف السياسي ... )، فهل يختلف هذا الرأي عن رأي غلاة المستشرقين، ودعايات المنصرين، وأدبيات عصابة المحافظين الجدد المتصهينين، الذين يبررون الحرب على الإسلام لكونه دين " عنف وتطرف " وعقيدة شمولية منافية للحرية وحقوق الإنسان؟!
كما أن الذين هولوا من وصف الشيخ شيبان للشاعر أدونيس بأنه ملحد وإباحي هم أشبه بمن يحاول إقناع الآخرين بأنه يعرف أدونيس أكثر مما يعرف أدونيس نفسه!.
إذ لم يتحرج أدونيس من أن يسمي نفسه ملحدا، حسب ما جاء في حوار أجراه مع المثقف الفلسطيني صقر أبو فخر الذي سأله عن معتقده الديني فقال أدونيس: " الإلحاد في سياق كلامنا هو عدم الإيمان بمفهوم الله كما يقدمه التأويل الإسلامي، أو كما يقدمه الوحي الإسلامي، المفهوم الإسلامي يقدم الله كنقطة منعزلة عن العالم ومجردة، وضمن هذا الإطار يمكنني أن أسمي نفسي ملحدا .. "! (علي عبد الله، الزيف المؤله، جريدة البصائر العدد 414، 20 - 26 أكتوبر 2008).
كما لم يستح أدونيس من التصريح بخصوص علاقته بزوجته في جريدة (الشرق الأوسط)، قائلا: " ما أبيحه لنفسي كرجل أبيحه لشريكتي الأنثى أيضا " (عدة فلاحي، " أدونيس فقيه الحداثة يتحسر على الوثنية " جريدة " الخبر " 23/ 12/2007).
فإذا لم تكن هذه إباحية، فماذا تكون؟! اللهم إلا إذا اعتبر أدونيس قديسا يعيش حياة مثالية للوفاء الزوجي!
وهل يستطيع الذين اعتبروا وصف الشيخ شيبان للشاعر أدونيس بـ " الشاعر الإباحي والملحد " بأنه تحريض على قتله وتصفيته، أن يتهموا الروائي رشيد بوجدرة بأنه " إسلامي أصولي " يريد الاستعداء على حياة أدونيس، عندما صرح بعظمة لسانه لجريدة (الخبر الأسبوعي) بأن: " أدونيس ملحد لا يصرح بإلحاده ... "!.
إن الذين رأوا في استنكار الشيخ شيبان لتصريحات أدونيس في بيانه المنشور، دعوة لتصفية الخصوم والمعارضين أو استعمال الأخلاق والدين لتقسيم المجتمع، لا يعرفون شخصية الشيخ شيبان على الأقل من خلال آرائه المعبر عنها في المقالات والمحاضرات والمناقشات في مختلف المنابر الإعلامية والثقافية الداعية إلى الاجتهاد والوسطية والتسامح والحب والوحدة.
والشيخ شيبان ما كان ليرد أو يناقش آراء الدكتور الشاعر أدونيس لو اقتصرت محاضرته على نظريته الشعرية، ولكن الشاعر أدونيس فضل أن يوجه سهام انتقاداته إلى عقيدة الإسلام وفقهاء الإسلام وحتى لصحابة رسول الله - عليهم رضوان الله أجمعين - من فوق منبر ثقافي كبير في الجزائر (المكتبة الوطنية)، فكان لابد من وضع الأمور في نصابها لإجلاء حقيقتها، والتصدي لمن يعتبرون الإسلام مزرعة مباحة يدوس فوقها من يشاء ومتى شاء!.
جريدة " البصائر " (العدد 415: الإثنين 27 شوال 1429/ 27 أكتوبر 2008)
http://www1.albassair.org/modules.php?name=News&file=article&sid=791
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 03:55]ـ
" العلمانيون يتطاولون على الشيخ شيبان "
الكاتب/ الشيخ بن خليفة
شيبان لـ '' أخبار اليوم '': (إنهم يعتبرون أدونيس وثنا يعبدونه من دون اللّه)!
أصبح الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في مرمى نيران إعلامية ودعائية كثيفة، تطلقها جهات معروفة بانحيازها للطرح العلماني وتفضيلها للخيار التغريبي على حساب الإسلام، الذي يعد دين الجزائر الوحيد شعبا وحكومة، حتى إثبات العكس، ومن الواضح أن تصدي شيبان لوقاحة أدونيس لم تعجب العلمانيين الذين أعلنوا «الثورة» على شيخ جمعية العلماء الذي لم يستغرب في تصريح لـ «أخبار اليوم» هذه الحملة التي وصفها بـ «تحالف أهل الباطل لنصرة الباطل» ·
(يُتْبَعُ)
(/)
تحركت الأوساط العلمانية بقوة وانخرطت وسائطها الإعلامية في حملة شبه منظمة للرد والتحامل على شيبان الذي لم يسلم حتى من سموم بعض الكتابات الأجنبية التي تناقلتها بعض الوسائط الإعلامية المقربة من دوائر العلمنة والإلحاد ·
وزعمت كثير من الأبواق في الجزائر أن من حق أدونيس أن يتحدث بما شاء عن الإسلام باسم حرية التعبير، ونسيت أن الإسلام دين الدولة، وذهبت أبواق أخرى إلى حد الطعن والتجريح في الشيخ شيبان واتهامه بسوء فهم أدونيس، بل هناك من رماه بتهمة الانقلاب على خط الرعيل الأول من مؤسسي جمعية العلماء المسلمين تحت تبرير أن جمعية العلماء كانت تدعو خلال الثورة إلى فصل الدين عن الدولة، فكيف يدعو شيبان اليوم إلى العكس؟! وهو طرح وصفه شيبان بالغبي · الشيخ عبد الرحمان شيبان قال في حديث مع «أخبار اليوم»، أمس، أن من الغباوة المقارنة بين دعوة جمعية العلماء المسلمين إلى الفصل بين الدين والدولة خلال عهد الاستعمار، وبين دعوتها إلى نقيض ذلك اليوم، وأوضح أن «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كانت تدعو بالفعل إلى فصل الدين عن الدولة عندما كانت فرنسا تتحكم في زمام أمور الجزائر قبل الاستقلال، وذلك حتى ترفع فرنسا يدها عن الإسلام لنتمكن من الدفاع عنه»، وهو وضع مغاير تماما لوضع الجزائر المستقلة التي تعتبر الإسلام دينا للدولة ولذلك لا تُعقل المطالبة بالفصل بينهما ·
وعن الحملة الشعواء التي تشنها أوساط علمانية عليه، علق الشيخ شيبان قائلا إن: «فلول اللائكية وفلول الإلحاد تتضامن للرد على الحق»، ولم يجد للرد على هؤلاء أبلغ من الآية الكريمة «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون»، مضيفا أن هؤلاء اللائكيين «يعتبرون أدونيس وثنا يعبدونه من دون الله» ·
واستغرب محدثنا في المقابل «عدم تحالف أهل الحق للدفاع عن الحق»، وذكر أن للحق أنصاره وللباطل أنصاره أيضا، وتناصر أهل الباطل أمر عادي، إذ «لا غرابة أن يتحالف أهل الباطل لنصرة الباطل، بل الغريب ألا يتحالف أهل الحق لنصرة الحق»، داعيا في المقابل إلى تحرك معسكر الحق للرد على أباطيل أهل الباطل ·
ورد شيخ جمعية العلماء المسلمين - الذي لم يثنه تقدمه في السن عن التصدي لهجمة العلمانيين، ولم يُنقص تقاعس الذين يُفترض أن يدافعوا عن الإسلام من عزيمته شيئا - على من يقول بأن جمعية العلماء المسلمين أصبحت شيئا من الماضي بدعوى أن العلم اليوم هو علم الذرة والنواة والكيمياء والطب وما إلى ذلك، بالتأكيد بأن الإسلام هو علم العلوم مستدلا بقول الله تعالى «كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ»، ومن يقول غير ذلك فهو يعبّر عن نزعته اللائكية ·
ويبدو أن «الثورة» التي أعلنها اللائكيون على الشيخ شيبان مرشحة للاستمرار، خصوصا في ظل تقاعس كثيرين ممن ينسبون أنفسهم إلى صف الثوابت، وحتى بعض من يوصفون بالإسلاميين، الذين وقفوا موقف المتفرج، وسكتوا سكوتا محيرا لا يمكن إدراجه سوى في خانة التخاذل ·
http://www1.albassair.org/modules.php?name=News&file=article&sid=785(/)
استفسار ..
ـ[المحاور]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 06:20]ـ
السلام عليكم
ما يقول الاخوة في ابن عربي؟ وهل صحت نسبة كتاب الفصوص اليه؟
وما صحة ما رمي به من كفر وضلال , وأين نجد ذلك ان صح؟
وجزاكم الله خيرا على الاهتمام.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 07:04]ـ
ابن عربي .. إمام من أئمة الكفر والضلال
المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الخالق
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين ..
وبعد ..
فقد نقل عن دكتور في الشريعة أن ابن عربي صاحب كتاب "فصوص الحكم" طود شامخ، وعالم كبير، وأن ما كان يسمعه عنه في بداية الطلب غير ما تحقق منه بعد أن اطلع بنفسه على كتبه وعلومه ... ولما كان الدكتور المذكور قد قال هذا القول في مؤتمر عام، ولم يتسن بيان ما في كلامه من الخطأ العظيم أو الزور الكبير، وقد يضل بقوله من لم يعرف حقيقة الأمور، أو يغتر به جاهل أو مغرور، أحببنا بيان هذا الأمر الخطير ...
سائلاً الله تبارك وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
إنه سميع عليم.
عبدالرحمن بن عبدالخالق
الكويت / غرة شوال 1422هـ
الموافق 15/ 1/2002
ابن عربي وكتابه "فصوص الحكم"
ابن عربي والذي يسمونه الشيخ الأكبر ويلقبونه بمحي الدين المتوفى سنة 638 هـ هو صاحب كتاب "فصوص الحكم" والذي فصل فيه عقيدته المسماه بوحدة الوجود، والذي ادعى في هذا الكتاب أن النبي قد كتبه له بنصه، وسلمه إياه يداً بيد، وقال اخرج به على الناس.
قال: "فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مبشرة أريتها في العشر الآخر من محرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق، وبيده صلى الله عليه وسلم كتاب، فقال لي: هذا كتاب فصوص الحكم خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به، فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الأمر منا كما أُمرنا. فحققت الأمنية وأخلصت النية وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حده لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان".
وقد جمع ابن عربي في كتابه هذا أعظم كفر عرفته البشرية في كل عصورها، دونه كفر اليهود والنصارى وسائر المشركين، فقد فصل ابن عربي في كتابه هذا عقيدته الخبيثة فيما سمى بوحدة الوجود: وأن كل هذه الموجودات القائمة من السماء والأرض والجن والإنس والملائكة والحيوان والنبات ما هي إلا الله وأن هذه الموجودات هي عين وجوده، وأنه لا يوجد خالق ومخلوق ولا رب ولا عبد، بل الخالق هو عين المخلوق، والعبد هو عين الرب، والرب هو عين العبد، وأن الملك والشيطان، والجنة والنار، والطهر والنجاسة وكل المتناقضات والمتضادات ما هي إلا عين واحدة تتصف بكل صفات الموجودات، وهي عين الله الواحد الذي ليس معه غيره .. تعالى الله عما يقول هذا المجرم وأمثاله علواً كبيراً.
وفضّل هذا الخبيث نفسه على سائر البشر والأنبياء المرسلين زاعماً أنه خاتم الأولياء كما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء، والولي عنده أفضل من النبي لأنه زعم أن الولي يأخذ ويتعلم من معين الحق، والنبي يأخذ بواسطة الملك ومن يأخذ بلا واسطة خيرٌ مما يأخذ بواسطة، وإن كان الجميع عنده في النهاية عيناً واحدة، ولكنهم يتفاوتون في المراتب والمنازل.
ألوان من كفر ابن عربي وتفصيله لعقيدته وحدة الوجود
وقال هذا الأفاك فيما قال: إن الله لا ينزه عن شيء، لأن كل شيء هو عينه وذاته، وأن من نزهه عن الموجودات قد جهل الله ولم يعرفه، أي جهل ذاته ونفسه ... قال: "اعلم أن التنزيه عن أهل الحقائق في الجانب الإلهي عين التحديد والتقييد فالمنزه إما جاهل وإما صاحب سوء أدب" (الفصوص/86).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في وصف نوح صلى الله عليه وسلم: " {ومكروا مكراً كباراً} لأن الدعوة إلى الله مكر بالمدعو، فأجابوه مكراً كما دعاهم فقالوا في مكرهم: لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً. فإنهم لو تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء. فإن للحق في كل معبود وجهاً يعرفه من يعرفه ويجهله من يجهله {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ٍ} أي حكم فالعالم يعلم من عَبَد وفي أي صورة ظهر حتى عُبِد، وإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة والقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود" [الفصوص/72].
ولما جعل هذا الخبيث قوم نوح الذين عبدوا الأصنام لم يعبدوا إلا الله وإنهم بذلك موحدون حقاً فلذلك كافأهم الله الذي هم نفسه وذاته بأن أغرقهم في بحار العلم في الله. قال: " {مما خطيئاتهم} فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله، {فأدخلوا ناراً} في عين الماء {وإذا البحار سجرت} {فلم يجدوا من دون الله أنصاراً} فكان الله عين أنصارهم فهلكوا فيه إلى الأبد" [الفصوص/73].
وقال أيضاً: "ومن أسمائه العلي: على من، وما ثم إلا هو، فهو العلي لذاته أو عن ماذا؟ وما هو إلا هو، فعلوه لنفسه، ومن حيث الوجود فهو عين الموجودات فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها وليس إلا هو" [الفصوص/76].
وقال: ومن عرف ما قررناه في الأعداد، وأن نفيها عين إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، وإن كان قد تميز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق. كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحدة وهو العيون الكثيرة. فانظر ماذا ترى {قال يا أبت افعل ما تؤمر}؛ والولد عين أبيه. فما رأى يذبح سوى نفسه. وفداه بذبح عظيم، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد. {وخلق منها زوجها}: فما نكح سوى نفْسِهِ. اهـ[الفصوص/78].
وقال أيضاً: "فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية والنسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً. وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة" [الفصوص/79].
وهذا الخبيث لا يكذب الرسل فقط في إخبارهم عن الله والغيب، بل يكذب ويكابر في المحسوس فإنه بما زعم في وحدة الوجود وأنه ليس إلا الله، مدعياً أنه هو عين المخلوقات، وبذلك لا يكون هناك فارق بين الملك والشيطان والمؤمن والكافر، والحلال والحرام، ومن عبد الشمس والقمر، ومن كفر بعبادة الشمس والقمر ... بل ادعى كذلك أن الجنة والنار كليهما للنعيم، وأن أهل النار منعمون كما أهل الجنة، قال:
وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد، فالأمر واحد وبينهما عند التجلي تباين
يسمى عذاباً من عذوبة طعمه وذاك له كالقشر والقشر صاينُ
وهذه صورة من الصور الشيطانية الإبليسية في الإفصاح عن هذه العقيدة الخبيثة فيما سماه بفص حكمة أحدية في كلمة هودية:
"اعلم أن العلوم الإلهية الذوقية الحاصلة لأهل الله مختلفة باختلاف القوى الحاصلة منها مع كونها ترجع إلى عين واحدة، فإن الله تعالى يقول: ((كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يسعى بها)) فذكر أن هويته هي عين الجوارح التي هي عين العبد. فالهوية واحدة والجوارح مختلفة. ولكل جارحة علم من علوم الأذواق يخصها من عين واحدة تختلف باختلاف الجوارح، كالماء حقيقة واحدة في الطعم باختلاف البقاع، فمنه عذب فرات ومنه ملح أجاج، وهو ماء في جميع الأحوال لا يتغير عن حقيقته وإن اختلفت طعومه. وهذه الحكمة من علم الأرجل وهو قوله تعالى في الأكل لمن أقام كتبه: {ومن تحت أرجلهم} فإن الطريق الذي هو الصراط هو السلوك عليه والمشي فيه، والسعي لا يكون إلا بالأرجل. فلا ينتج هذا الشهود في أخذ النواصي بيد من هو على صراط مستقيم إلا هذا الفن الخاص من علوم الأذواق.) فيسوق المجرمين (وهم الذين استحقوا المقام الذي ساقهم إليه بريح الدبور التي أهلكهم عن نفوسهم بها، فهو يأخذ بنواصيهم والريح تسوقهم وهو عين الهواء التي كانوا عليها إلى جهنم، وهي البعد الذي كانوا يتوهمونه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما ساقهم إلى ذلك الموطن حصلوا في عين القرب فزال البعد فزال مسمى جهنم في حقهم، ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق لأنهم مجرمون. فما أعطاهم هذا المقام الذوقي اللذيذ من جهة المنة، وإنما أخذوه بما استحقته حقائقهم من أعمالهم التي كانوا عليها، وكانوا في السعي في أعمالهم على صراط الرب المستقيم لأن نواصيهم كانت بيد من له هذه الصفة. فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب. {ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون} وإنما هو يبصر فإنه مكشوف الغطا {فبصره حديد} وما خص ميتاً من ميت أي ما خص بعيداً في القرب من شقي. {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} وما خص إنساناً من إنسان. فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي. فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق متوهم. فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود، وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول الخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء المالح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. فالناس على قسمين: من الناس من يمشي على طريق يعرفها ويعرف غايتها، فهي في حقه صراط مستقيم. ومن الناس من يمشي في طريق يجهلها ولا يعرف غايتها وهي عين الطريق التي عرفها الصنف الآخر، فالعارف يدعو إلى الله على بصيرة، وغير العارف يدعو إلى الله على التقليد والجهالة. فهذا علم خاص يأتي من أسفل سافلين، لأن الأرجل هي السفل من الشخص، وأسفل منها ما تحتها وليس إلا الطريق. فمن عرف أن الحق عين الطريق عرف الأمر على ما هو عليه، فإن فيه جل وعلا تسلك وتسافر إذ لا معلوم إلا هو، وهو عين الوجود والسالك المسافر. فلا عالِمَ إلا هو فمن أنت؟ فاعرف حقيقتك وطريقتك، فقد بان لك الأمر على لسان الترجمان إن فهمت. وهو لسان حق فلا يفهمه إلا من فهمُهُ حق: فإن للحق نسباً كثيرة ووجوهاً مختلفة: ألا ترى عاداً قومَ هود كيف "قالوا هذا عارض ممطرنا" فظنوا خيراً بالله تعالى وهو عند ظن عبده به، فأضرَبَ لهم الحق عن هذا القول فأخبرهم بما هو أتم وأعلى في القرب، فإنه إذا أمطرهم فذلك حظ الأرض وسقى الحبة فما يصلون إلى نتيجة ذلك المطر إلا عن بعد فقال لهم:) بل هو ما استعجلتم به ريحٌ فيها عذابٌ أليم (فجعل الريح إشارة إلى ما فيها من الراحة فإن بهذه الريح أراحهم من هذه الهياكل المظلمة والمسالك الوعرة والسدف المدلهمة، وفي هذه الريح عذاب أي أمر يستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه يوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فكان الأمر إليهم أقرب مما تخيلوه فدمرت كل شيء بأمر ربها،) فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم (وهي جثثهم التي عمرتها أرواحهم الحقِّية. فزالت حقية هذه النسبة الخاصة وبقيت على هيا كلهم الحياة الخاصة بهم من الحق التي تنطق بها الجلود والأيدي والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ. وقد ورد النص الإلهي بهذا كله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغيرة، ومن غيرته) حرم الفواحش (وليس الفحش إلا ما ظهر. وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له. فلما حرم الفواحش أي منع أن تعرف حقيقة ما ذكرناه، وهي عين الأشياء فسترها بالغيرة وهو أنت من الغير، فالغير يقول السمع سمع زيد، والعارف يقول السمع سمع الحق، وهكذا ما بقي من القوى والأعضاء. فما كل أحد عرف الحق فتفاضل الناس وتميزت المراتب فبان الفاضل والمفضول. واعلم أنه لما أطلعني الحق وأشهدني أعيان رسله عليهم السلام وأنبيائه كلهم البشريين من آدم إلى محمد صلى الله عليهم أجمعين في مشهد أقمتُ فيه بقرطبة سنة ست وثمانين وخمسمائة، ما كلمني أحد من تلك الطائفة إلا هود عليه السلام فإنه أخبرني بسبب جمعيتهم، ورأيته رجلاً ضخماً في الرجال حسن الصورة لطيف المحاورة عارفاً بالأمور كاشفاً لها. ودليلي على كشفه لها قوله:) ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم (. وأي بشارة للخلق أعظم من هذه؟ ثم من امتنان الله علينا أن أوصل إلينا هذه المقالة عنه في القرآن، ثم تممها الجامع للكل محمد صلى الله عليه وسلم بما أخبره عن الحق بأنه عين السمع والبصر واليد والرجل واللسان: أي هو عين الحواس. والقوى الروحانية أقرب من الحواس. فاكتفى بالأبعد المحدود عن الأقرب المجهول
(يُتْبَعُ)
(/)
الحد. فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم {وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون} فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسداً منهم ونفاسة وظلماً. وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو أخبر عنه أوصله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيهاً كان أو غير تنزيه" اهـ[الفصوص/107 - 110].
ولا يخجل هذا الأفاك من وصف الرب الإله سبحانه وتعالى بكل صفات الذم تصريحاً لا إجمالاً وتلميحاً وفحوى… فهو يصف الجماع بل الوقاع نَفسَه أنه دليل هذه الوحدة، فالله عنده هو الطيب والخبيث – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- فيقول: "والعالم على صورة الحق، والإنسان على الصورتين" [الفصوص/222].
وقال: "ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة، فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها، ولذلك أُمِرَ بالاغتسال منه، فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها عند حصول الشهوة. فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره، فطهره بالغسل ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه، إذ لا يكون إلا ذلك. فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة كان شهوداً في منفعل، وإذا شاهده في نفسه - من حيث ظهور المرأة عنه - شاهده في فاعل، وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكوَّن عنه كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة. فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل، لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل، ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة. فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا يشاهد الحق مجرداً عن المواد أبداً، فإن الله بالذت غني عن العالمين، وإذا كان الأمر من هذا الوجه ممتنعاً، ولم تكن الشهادة إلا في مادة، فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله " [الفصوص/217].
وحدة الوجود أعظم عقيدة في الكفر
وهذه العقيدة التي لم تعرف الأرض أكفر ولا أفجر منها والتي فصلها هذا الخبيث في كتابه الفصوص، قد نثرها وفرقها في موسوعته الكبيرة الفتوحات المكية والتي تقع في أربع مجلدات كبار كبار.
بدأها في مقدمته بقوله " ولما حيرتني هذه الحقيقة أنشدت على حكم الطريقة للحقيقة:
الرب حق والعبد حق يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت وإن قلت رب أنى يكلف
فهو يطيع نفسه إذا شاء بخلقه ... " الخ.
ثم فرق هذه العقيدة الكفرية في كتابه هذا قائلاً: " وأما عقيدة خلاصة الخاصة في الله تعالى ... جعلناه مبدداً في هذا الكتاب لكون أكثر العقول المحجوبة تقصر ... " [الفتوحات/47].
أسلوب ابن عربي في كتاباته
وبنى ابن عربي كتاباته كلها على الثعلبية والمكر والخداع وذلك بتحريف الكلم عن مواضعه تحريفاً معنوياً للقرآن الكريم والحديث الشريف، والكذب وادعاء العلم الإلهي، والرؤى، والاطلاع على مالم يطلع عليه أحد من الخلق سواه، مع ادعائه بالعلم والدين والتقوى والصدق، وقد لا يوجد على البسيطة كلها من هو أكذب منه. ووالله إني عندما أقرأ كتابه وأقارن بين ما قاله إبليس في أول أمره عندما امتنع عن السجود لآدم، واستكبر وأبى فلعنه الله إلى يوم القيامة) وإن عليك لعنتي إلى يوم يبعثون (وبين هذا الكذاب الأفاك الذي قال عن الله وفي الله ما لم تقله اليهود والنصارى ولا مشركو العرب والعجم فأرى أن إبليس في وقت لعن الله له، كان أخف ذنباً وجرماً، وإن كان قد أصبح بعد ذلك هو محرك الشرك كله وباعثه، وابن عربي وأمثاله وإن كانوا غرساً من غراس إبليس اللعين فإنهم قد فاقوا بكفرهم وعنادهم وعتوهم وقولهم العظيم على الله ما لم يقله إبليس، فإن إبليس كان يفرق بين الخالق والمخلوق، وبين الرب الإله القوي القاهر، وبين المخلوق الضعيف الفقير المحتاج إلى إلهه ومولاه، وأما ابن عربي هذا ومن على شاكلته فقد جعلوا إبليس وجبريل والأنبياء والكفار والأشقياء، وكل هذه المخلوقات هي عين الخالق وأنه ليس في الوجود غيره، يخلق بنفسه لنفسه، وأنه ليس معه غيره، وأن الكفر والإيمان، والحلال والحرام، والأخت والأجنبية، واتيان النساء، واتيان الذكور شيء واحد، وكل هذا عين الرب وحقيقته وأفعاله - فتعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- ونستغفره سبحانه وتعالى من ذكر أقوالهم ونقل
(يُتْبَعُ)
(/)
كفرهم، ولكننا نفعل ذلك لأن هؤلاء المجرمين هم عند كثير من الحمقى المغفلين، والزنادقة المخادعين هم عندهم أولياء الله الصالحين.
وقد قام علماء المسلمين الصادقين في كل وقت يردون إفك هؤلاء المجرمين.
ابن تيمية يرد على إفك ابن عربي وعقيدته وحدة الوجود
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- فيهم: "حتى يبلغ الأمر بأحدهم إلى أن يهوى المردان، ويزعم أن الرب تعالى تجلى في أحدهم، ويقولون: هو الراهب في الصومعة؛ وهذه مظاهر الجمال؛ ويقبل أحدهم الأمرد، ويقول: أنت الله. ويذكر عن بعضهم أنه كان يأتي ابنه، ويدعي أنه الله رب العالمين، أو أنه خلق السماوات والأرض، ويقول أحدهم لجليسه: أنت خلقت هذا، وأنت هو، وأمثال ذلك.
فقبح الله طائفة يكون إلهها الذي تعبده هو موطؤها الذي تفترشه؛ وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً.
ومن قال: إن لقول هؤلاء سراً خفياً وباطن حق، وأنه من الحقائق التي لا يطلع عليها إلا خواص خواص الخلق: فهو أحد رجلين – إما أن يكون من كبار الزنادقة أهل الإلحاد والمحال، وإما أن يكون من كبار أهل الجهل والضلال. فالزنديق يجب قتله، والجاهل يعرف حقيقة الأمر، فإن أصر على هذا الاعتقاد الباطل بعد قيام الحجة عليه وجب قتله.
ولكن لقولهم سر خفي وحقيقة باطنة لا يعرفها إلا خواص الخلق. وهذا السر هو أشد كفراً وإلحاداً من ظاهره؛ فإن مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء قد لا يفهمه كثير من الناس" [الفتاوى 2/ 378 - 379].
ويقول أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: "وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى، فيها من التناقض من جنس ما في أقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة، وبالاتحاد أخرى، وبالوحدة تارة، فهو مذهب متناقض في نفسه، ولهذا يلبسون على من لم يفهمه. فهذا كله كفر باطناً وظاهراً بإجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى" [الفتاوى 2/ 368].
وقال أيضاً: "ولا يتصور أن يثني على هؤلاء إلا كافر ملحد، أو جاهل ضال" [الفتاوى 2/ 367].
ولما سئل شيخ الإسلام عن كتاب فصوص الحكم قال: "ما تضمنه كتب "فصوص الحكم" وما شاكله من الكلام: فإنه كفر باطناً وظاهراً؛ وباطنه أقبح من ظاهره. وهذا يسمى مذهب أهل الوحدة، وأهل الحلول، وأهل الاتحاد. وهم يسمون أنفسهم المحققين. وهؤلاء نوعان:
نوع يقول بذلك مطلقاً، كما هو مذهب صاحب الفصوص ابن عربي وأمثاله: مثل ابن سبعين، وابن الفارض، والقونوي والششتري والتلمساني وأمثالهم ممن يقول: إن الوجود واحد، ويقولون: إن وجود المخلوق هو وجود الخالق، لا يثبتون موجودين خلق أحدهما الآخر، بل يقولون: الخالق هو المخلوق، والمخلوق هو الخالق. ويقولون: إن وجود الأصنام هو وجود الله، وإن عبّاد الأصنام ما عبدوا شيئاً إلا الله.
ويقولون: إن الحق يوصف بجميع ما يوصف به المخلوق من صفات النقص والذم.
ويقولون: إن عبّاد العجل ما عبدوا إلا الله، وإن موسى أنكر على هارون لكون هارون أنكر عليهم عبادة العجل، وإن موسى كان بزعمهم من العارفين الذين يرون الحق في كل شيء، بل يرونه عين كل شيء، وأن فرعون كان صادقاً في قوله: أنا) ربكم الأعلى (بل هو عين الحق، ونحو ذلك مما يقوله صاحب الفصوص.
ويقول أعظم محققيهم: إن القرآن كله شرك، لأنه فرق بين الرب والعبد؛ وليس التوحيد إلا في كلامنا.
فقيل له: فإذا كان الوجود واحداً، فلم كانت الزوجة حلالاً والأم حراماً؟ فقال: الكل عندنا واحد، ولكن هؤلاء المحجوبون قالوا: حرام. فقلنا: حرام عليكم" [الفتاوى 2/ 364 - 365].
وقال ابن تيمية أيضاً: "وقد صرح ابن عربي وغيره من شيوخهم بأنه هو الذي يجوع ويعطش، ويمرض ويبول ويَنكح ويُنكح، وأنه موصوف بكل عيب ونقص لأن ذلك هو الكمال عندهم، كما قال في الفصوص؛ فالعلي بنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستقصى به جميع الأمور الوجودية، والنسب العدمية: سواء كانت ممدوحة عرفاً وعقلاً وشرعاً، أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة" [الفتاوى 2/ 265].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعتذر شيخ الإسلام عن الإفاضة في بيان عقيدة هؤلاء القوم والتحذير منهم قائلاً: "ولولا أن أصحاب هذا القول كثروا وظهروا وانتشروا، وهم عند كثير من الناس سادات الأنام، ومشايخ الإسلام، وأهل التوحيد والتحقيق. وأفضل أهل الطريق، حتى فضلوهم على الأنبياء والمرسلين، وأكابر مشايخ الدين: لم يكن بنا حاجة إلى بيان فساد هذه الأقوال، وإيضاح هذا الضلال.
ولكن يعلم أن الضلال لا حد له، وأن العقول إذا فسدت: لم يبق لضلالها حد معقول، فسبحان من فرق بين نوع الإنسان؛ فجعل منه من هو أفضل العالمين، وجعل منه من هو شر من الشياطين، ولكن تشبيه هؤلاء بالأنبياء والأولياء، كتشبيه مسيلمة الكذاب بسيد أولي الألباب، وهو الذي يوجب جهاد هؤلاء الملحدين، الذين يفسدون الدنيا والدين" [الفتاوى 2/ 357 - 358].
وقال في وجوب إنكار هذه المقالات الكفرية، وفضح أهلها: "فهذه المقالات وأمثالها من أعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها وأنه باطل، والواجب إنكارها؛ فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون، لا سيما وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى وفرعون، ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين، الذين أمر الله بجهادهم بقوله تعالى:) جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم (والنفاق إذا عظم كان صاحبه شراً من كفار أهل الكتاب، وكان في الدرك الأسفل من النار.
وليس لهذه المقالات وجه سائغ، ولو قدر أن بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحاً فإنما يحمل عليها إذا لم يعرف مقصود صاحبها، وهؤلاء قد عرف مقصودهم، كما عرف دين اليهود والنصارى والرافضة، ولهم في ذلك كتب مصنفة، وأشعار مؤلفة، وكلام يفسر بعضه بعضاً.
وقد علم مقصودهم بالضرورة، فلا ينازع في ذلك إلا جاهل لا يلفت إليه، ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن أحسن الظن بها، وخيف عليه أن يحسن الظن بها أو أن يضل، فإن ضررها على المسلمين أعظم من ضرر السموم التي يأكلونها ولا يعرفون أنها سموم، وأعظم من ضرر السراق والخونة، الذين لا يعرفون أنهم سراق وخونة.
فإن هؤلاء: غاية ضررهم موت الإنسان أو ذهاب ماله، وهذه مصيبة في دنياه قد تكون سبباً لرحمته في الآخرة، وأما هؤلاء: فيسقون الناس شراب الكفر والإلحاد في آنية أنبياء الله وأوليائه، ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله، وهم في الباطن من المحاربين لله ورسوله، ويظهرون كلام الكفار والمنافقين، في قوالب ألفاظ أولياء الله المحققين، فيدخل الرجل معهم على أن يصير مؤمناً ولياً لله، فيصير منافقاً عدواً لله" [الفتاوى 2/ 359].
خاتمة
وفي هذا الذي نقلناه بحمد الله كفاية لمعرفة هذه العقيدة الكافرة، والعلم بأعظم من قام بترويجها ونشرها، ولعل في ذلك تحذيراً للمؤمنين المسلمين أن يفتروا بأقوال هؤلاء الزنادقة والمنافقين.(/)
شَرحُ العُبودِيَّةِ لشَيْخِ الإسلامِ ابنِ تَيْميَّةَ،شرح شيخنا العلّامة صالح الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 08:03]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«شَرْحُ كِتَابِ العُبودِيَّة، لِشَيْخِ الْإِسْلَامِ أَبِي الْعَبَّاسِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ
ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
شَرْحُ
صَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شَيْخِنَا المُبَارَك العَلاَّمَةِ صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَانِ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
جمعه / سَلْمَانُ بنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَلِوَالِدَيْهِ وَلِجَمِيْعِ المُسْلِمِيْنَ. آمين.
[الدَّرْسُ الأَوَّلُ]، (18ـ10ـ1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=56084
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 10:07]ـ
يا أخي ...
أسأل الله العظيم أن يبارك في عمرك، وفي أهلك، وفي كل من تحب وجميع المسلمين.
أسأل الله العظيم أن يجعل مثواي ومثواك وكل اهلي وأهلك وجميع المسلمين في الفردوس الأعلى.
سر على بركة الله يا أخي.
وانشر العلم النافع، وزادك الله علماً ونفعاً لأمة الإسلام.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 09:54]ـ
آمين.
شكر اللَّهُ لكم هذه الدّعوات ـ أيَّها الأخ الودود ـ،ورفع قدركُم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 09:59]ـ
[الدَّرْسُ الثَّانِيُّ] (3 - 11 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=56583
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 10:02]ـ
وزادك الله علماً ونفعاً لأمة الإسلام
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[معالم السنن]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 10:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي سلمان شكرا لك على هذا الجهد
ممكن كيف احمل الدروس؟ وهل هي صوت او كتابة؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 03:06]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك سلمان
الكريم معالم السنن ... الدروس بالصوت افتح الرابط تجد مكتوب حفظ الدرس وتحمله
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 02:04]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وجزاك الله خير الجزاء ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 08:30]ـ
جزاكُم اللَّهُ خيرًا،وباركَ فيكُم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 08:31]ـ
(3 - 3 - 1430):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59639
( 10-3-1430 ) :
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59820
( 17-3-1430 ) :
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=60075
( 24-3-1430 ) :
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=60377
( 2-4-1430) :
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=60655
( 9-4-1430 ) :
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=60912
( 16-4-1430 ) :
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=61183
( 23-4-1430 ) :
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=61479
( 7-5-1430 ) :
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=61941
( 14-5-1430 ) :
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=62219(/)
الصغار والمبالغة بالألقاب العلمية؟!
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 08:27]ـ
نقل الشيخ أحمد شاكر في (شرح ألفية السيوطي): (ص/186) قول التاج السبكي في (معيد النعم): "من الناس فرقة ادعت الحديث فكان قصارى أمرها النظر في مشارق الأنوار للصاغاني، فإن ترفعت فإلى مصابيح البغوي، وظنت أنها بهذا القدر تصل إلى درجة المحدثين! وما ذلك إلا بجهلها بالحديث، فلو حفظ من ذكرناه هذين الكتابين عن ظهر قلب وضم إليهما من المتون مثليهما ـ: لم يكن محدثاً، ولا يصير بذلك محدثاً حتى يلج الجمل في سم الخياط! فإن رامت بلوغ الغاية في الحديث ـ على زعمها ـ اشتغلت بجامع الأصول لابن الأثير، فإن ضمت إليه كتاب علوم الحديث لابن الصلاح أو مختصره بالتقريب للنووي ونحو ذلك، وحينئذ يُنادى من انتهى إلى هذا المقام: محدث المحدثين وبخاريّ العصر! وما ناسب هذه الألفاظ الكاذبة، فإنَّ من ذكرناه لا يعد محدثاً بهذا القدر، وإنما المحدث: من عرف الأسانيد والعلل، وأسماء الرجال، والعالي والنازل، وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون، وسمع الكتب الستة ومسند أحمد بن حنبل وسنن البيهقي ومعجم الطبراني، وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثية، وهذا أول درجاته، فإذا سمع ما ذكرناه وكتب الطباق ودار على الشيوخ وتكلم في العلل والوفيات والأسانيد-: كان في أول درجات المحدثين، ثم يزيد الله من يشاء ما يشاء) اهـ.
قال الشيخ أحمد شاكر في نفس الموضع: (وأما عصرنا هذا فقد ترك الناس فيه الرواية جملة، ثم تركوا الاشتغال بالأحاديث إلا نادراً، وقليل أن ترى منهم من هو أهل لأن يكون طالباً لعلوم السنة، وهيهات أن تجد من يصلح أن يكون محدثاً. وأما الحفظ فإنه انقطع أثره، وختم بالحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله، ثم قارب السخاوي والسيوطي أن يكونا حافظين، ثم لم يبق بعدهما أحد) اهـ.
هذا الكلام قرأته قبل عشر سنوات تقريباً، وكان يراود أفكاري ويزاحمها، كلما سمعت أو قرأت لأحد الناشئة الصغار = تفخيماً لشيخ معاصر لم يبلغ في الحفظ معشار ما بلغه السخاوي والسيوطي ثم تراه يضفي عليه لقب: (حافظ العصر أسند السنة الهمام شيخ الإسلام) وما ناسب هذه الألفاظ الكاذبة على قول السبكي.
ومن باب الإنصاف يقال: إن مثل هذا الشيخ قد يلقب بالمحدث؛ ولكن الأغرب والأعجب أن يلقب بذلك من هو دونه في العلم والاشتغال بالسنة النبوية بدرجات .. !! وأصبحنا نرى في المنتديات كثيراً من هذه الألقاب: كالمحدث .. ، وفقيه الأمة ... ، و .. و .. إلخ. يلقبون بها (بعض) من يكتب في هذه المنتديات!! على مسمع منهم ومرأى!!؟؟ ولا نرى منهم منكراً لهذا المنكر القبيح!!!
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 10:21]ـ
احسنت بارك الله فيك نحن نواجه فوضى للالقاب واثق ان بعضهم يطلق القابا لايعى معناها(/)
الى المنبهرين بالحضارة الغربية فلم الماني يوضح ان جل العلوم الغربية ثم سرقتها منا
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 01:36]ـ
هذا الفلم يوضع وبشكل صريح ان علماء مسلمين هم اصحاب التطور الذي وصل اليه الغرب و هذه العلوم ثم سرقتها ونسبها الى انفسهم كما يوضح التطور الذي كنت عليه الامة الاسلامية والتخلف الذي كنت فيها الدول الغربية كما يوضح بالامثل الاختراعات الاسلامية
فيديو مهم جدا يجب ان ينشر في جميع المنتديات ويرسل الى اكبر عدد من الشباب عبر البريد الالكتروني وينسخ ويوزع بالمجان على عامة الناس وتقام من اجله الدنيا حتى يعلم كل مسلم وكافر اننا نحن من بنى الحضارة الغربية قديما وحديثا
http://islam-fort.blogspot.com/
المرجوا نقله الى كل العالم ولكم الاجر
ـ[الموحده]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 01:51]ـ
أخي ابو عبد الله
جزاك الله خيرا علي اهتمامك بان نلفت انظار العالم ان المسلمون كان لهم شأن عظيم في كل المجالات وان كان لي تحفظ آسفه علي ذلك وهو
لماذا الاهتمام بتعريف الناس بتراثنا الذي هجرناه كما هجره الغرب لما ونحن لانعرفه اصلا وعرفوه هم لماذا ونحن امه تلهث خلف كل ناعق وتترك كتابها وتعصي ربها ولا تعرف دينها اللهم الا بعض الشعائر التعبدبه ويرفعون الشعارات العلمانيه الالحاديه الكفريه كالاشتراكيه والديمقراطيه وخلاف ذلك كثير ويلهثون خلف الموضه والازياء ومباريات الكوره الرجاليه والنسائيه والالعاب المائيه وكل ماجاد علينا به الغرب الكافر والافلام والمسلسلات والعري والربي والمعازيف وتحليل الخمور ومجمع الاديان وفتاوي الحكام وغيره كثير والله من كان له قلب لابد ان يعتصر ويكون مهموما لمجتمعات تدعي انه اسلاميه ولاتعرف ان كتاب ربها يجب ان يحكم به لا بغيره وحصروا دين الله في صلاه وزكاه وبعض الشعائر التعبديه وتركوا امر الله واوسدوه لظاغوت يدخل الخلاء ليصبح مشرعا من دون الله في الامور كلها اللهم الا بعض القضايا كالمواريث وبعد كل هذا يقول ان الشريعه الاسلاميه مصدرا من مصادر التشريع والاحري بهم ان ارادوا بانفسهم خيرا ان يقولوا الشريعه الاسلاميه المصدر الوحيد ولا مصدر غيرها في التشريع امه تركت تراثها فكيف تعرف ربها او تطالب به غيرا
آسفه علي الاطاله ولكن والله ان القلب ليدمي ويحزن ويعتصر الما علي امه بعد كل هذا تسمي نفسها اسلاميه
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 09:37]ـ
لتحميل الفيلم
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5882
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 02:04]ـ
بارك الله فيك
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 02:25]ـ
جزاكم الله خيرا ..
اعتراف من الألمان بـ علوم الإسلام الدفينة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=41146(/)
عبد الرحمن الراشد والخطاب المتصهين!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 02:22]ـ
اسم المقالة: عبد الرحمن الراشد والخطاب المتصهين!
كاتب المقالة: د. أحمد بن راشد بن سعيّد
يمثل الكاتب عبد الرحمن الراشد أنموذجا لظاهرة (الليبراليين الجدد) الذين يتسمون بالتطرف في أفكارهم، ومواقفهم السلبية من الإسلام، وولائهم للسياسة الأميركية والإسرائيلية. من أبرز سماتهم أيضا تناقضهم المخيف والتراجيدي مع أبسط مفهومات الليبرالية، وهي الحرية والتعددية والاحتفال بالتنوع. كما أن الظاهرة (الليبرالية) الجديدة ذات طبيعة إقصائية وأحادية وموغلة في جلد الذات والتبرؤ من تاريخ الأمة ونضالاتها وأمجادها، والتشديد على أن الحداثة مرتبطة ارتباطا جوهريا بالتنكر للدين، واستلهام التجربة الأوروبية في هذا السياق، ومن ثم إعادة تأويل القرآن والسنة ليتمشيا مع مقتضيات الحداثة المنشودة، بحيث يتم تبني المفهوم الغربي والطريقة الغربية والسياسات الغربية، والدفاع عنها وتسويقها بشتى السبل.
قبل بضعة أشهر، وتحديدا في شهر تشرين الثاني (أيار) 2006، حاول عبد الرحمن الراشد تبرير تخندقه في الصف الأميركي والإسرائيلي بحجج متهافتة، ضمن لقاء طويل متعدد الحلقات أجراه معه الصحافي عبد العزيز قاسم في ملحق (الرسالة) بجريدة (المدينة) السعودية. وقد سأله قاسم أسئلة عديدة ومهمة، استقى كثيرا منها من مقالات كتبتها في نقد طرح الراشد وكشف تواطئه مع الأجندة الأميركية. لست هنا في مقام الرد على ما جرى في هذا اللقاء، ولكن سأعرض هنا لمحاولة الراشد النأي بنفسه عن تسويق السياسة الأميركية والإسرائيلية والبحث عن مبررات لها، إضافة إلى تحامله الذي يصل إلى درجة الحقد على كل التيارات والحركات العروبية والإسلامية. اتهم الراشد أثناء اللقاء من انتقد طرحه بالمرض أو الجنون، وهي أوضح دلالة على العجز، فالحجة تواجه بحجة، والرأي يرد عليه برأي، أما اتهامات المرض أو السحر أو الجنون، فأمور ليس محلها أعمدة الصحف المخصصة لتبادل الرأي والنقاش الحر المنضبط بضوابط الأخلاق وأعراف النشر. ثم إن مشكلات أو عاهات كهذه لا يستطيع صاحبها إخفاءها عن القراء والمتابعين، "وإن خالها تخفى على الناس تعلم"، كما قال صاحب من ومن ومن. الجماهير تعرف الكاتب أو الصحافي المريض ليس من خلال إنتاجه المنشور فحسب، بل من تعبيرات وجهه، وفلتات لسانه.
بيد أن المشكلة لم تكن قط مع شخص عبد الرحمن الراشد، ولكنها مع طرحه الديماغوجي والمتشنج الذي يحفل به عموده اليومي في صحيفة (الشرق الأوسط). لا أذكر أن موقفا عدائيا اتخذته الولايات المتحدة وإسرائيل تجاه بلد عربي أو إسلامي إلا ووجد تبريرا وتفهما من قبل الكاتب الذي أزعم أنه شديد الوضوح، فهو يعلن مواقفه بلا مواربة ولا استحياء. وسأعرض هنا دلائل عديدة من كتابات الرجل، بعضها ورد ضمن ورقة علمية عن الصحافة المناهضة لثقافة المقاومة، قدمتها لمؤتمر (ثقافة المقاومة) الذي نظمته جامعة فيلادلفيا بمدينة جرش الأردنية عام 2005. كما سأتحدث عن طرح قناة العربية وتناولها الإخباري، وهي القناة التي يديرها الراشد ويرسم سياستها.
في عموده المنشور في صحيفة (الشرق الأوسط) في الثاني عشر من تموز (يوليو) 2004 كتب الراشد مقالا بعنوان (ليس جدارا عنصريا) انتقد فيه من يقولون إن هدف الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة هو التمييز العنصري ضد الفلسطينيين، لأن "إسرائيل تستطيع أن تفند دعوى تهمة العنصرية بالتذكير أن أكثر من مليون من "مواطنيها" في داخل إسرائيل هم فلسطينيون، ويعيشون معها نصف قرن، ويحملون هوياتها، وتدعي أن لهم نفس الحقوق الممنوحة لليهودي الإسرائيلي". ودعا الراشد إلى عدم الانشغال بموضوع الجدار، والاهتمام "بتفعيل التفاوض، وإعادة الكرة مرة بعد أخرى".
في 22 من آب (أغسطس) 2004 كتب الراشد مقالا بعنوان "أنقذوا عرفات". انتقد فيه الرئيس الفلسطيني، مؤكدا أنه "ارتكب أخطاء جسيمة في تاريخه، حروبا في غير محلها، ومغامرات خاطئة، ورفض مشاريع سلام ثمينة". وهي التهم عينها التي كانت ترددها إسرائيل والإدارة الأميركية ضد عرفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
في 13من تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 بدأ الراشد مقالا من 3 حلقات بمناسبة رحيل الرئيس الفلسطيني السابق. كان عنوان السلسلة "ماذا بعد دفن عرفات؟ ". تبنى الراشد الرواية الإسرائيلية والأميركية بشأن الرجل قائلا: "عرفات كان طرفا في المشكلة"، وغيابه "يمثل فرصة إيجابية". وانتقد الرئيس الراحل بقوله إنه مات عاجزا عن خوض "المعركة الصعبة"؛ لأنه "كان يراعي كل الاحتمالات، وبالتالي اختار أن يخسر الفرص الثمينة من أجل أن يكسب الإجماع الفلسطيني". إذن كان على عرفات أن يكسر الإجماع، ويشق الصف الفلسطيني، ويذهب في طريق التنازلات إلى آخر مدى، وأن يقمع – كما يطالب الإسرائيليون والأميركيون – المنظمات التي ترفض الاستسلام للشروط الإسرائيلية. يطرح الراشد رؤيته أمام القيادة الفلسطينية الجديدة بقوله: "الامتحان الدموي آت للقيادة الفلسطينية التي سيتحدى سلطتها الخارجون عليها، وستواجه عمليات تمرد داخلية، وسيارات انتحارية في تل أبيب والقدس، وقتلى إسرائيليين بالعشرات، وبيانات فلسطينية تتهمها بالخيانة، وبيانات دولية تتهمها بالعجز، ومنظمات فلسطينية تعلن عزمها على قيادة الشأن الفلسطيني، والاقتتال للحصول على شعبية في الشارع الفلسطيني المأزوم والمحبط دائما".
في الحلقة الثانية دعا الكاتب الحكومات العربية إلى تأييد القيادة الفلسطينية الجديدة، مؤكدا أنه "مع غياب أبو عمار لم يعد هناك مبرر للتقاعس في دعم السلطة لتصبح قادرة على تقديم الرعاية الإنسانية والخدمة المدنية التي عجزت عنها بسبب ما مرت به من حصار ومقاطعة دولية"، وأن "الإخفاق في رفع الحصار عن المدن الفلسطينية وعدم دعم السلطة في رام الله سيتسبب في استنساخ عرفات بآخر". وزعم الراشد أن معظم عمليات القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة كانت للانتقام لا للقضاء على خصومها، وهي الذريعة التي طالما استخدمتها إسرائيل ووسائل الإعلام الغربية المتعاطفة معها لتبرير ممارسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية في الأرض المحتلة.
في الحلقة الأخيرة من سلسلة "ما بعد دفن عرفات" كتب الراشد: "اختتمت الحالة العرفاتية بحالة جمود قاتلة، وساحة مكتظة بالانتحاريين، وقطيعة دولية، وبرود عربي، ومؤسسة سياسية معطلة، وخزينة مفلسة، وصراع على السلطة كاد ألا ينتهي". هذا المشهد الذي يرسمه الراشد حول عرفات يؤكد انحيازه المطلق للصورة النمطية الأميركية للمشهد الفلسطيني التي لا يبرز فيها سوى الجمود والفساد والإفلاس وقطعان بشرية فاقدة للأمل ومقبلة على الموت انتحارا. الحقيقة تقول إنه لم تكن هناك قطيعة دولية، بل قطيعة أميركية إسرائيلية، أما البرود العربي الذي أشار إليه الكاتب فكان مجرد ثمرة لهذه القطيعة. هذا لا يعني طهارة الساحة الفلسطينية في عهد عرفات من الفساد، ولكن الراشد لم يكن يرى في المشهد أكثر مما يسمح به المنظور الأميركي والإسرائيلي الذي قرر عزل عرفات، وسعى لتصوير الشعب الفلسطيني بوصفه شعبا كارها للحياة، عاشقا للعدمية والموت.
في مقال له بعنوان (شدوا الأحزمة في الأرض المحتلة) منشور في 29 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 أثنى الراشد على الأداء السياسي للقيادة الفلسطينية الجديدة، لكنه أثار مجددا مسألة حركات المقاومة، وعلاقة السلطة بها. يقول: "بقيت ملفات صعبة، لكن ليس صعبا في هذا الظرف التضامني التوصل إلى حلول لها، مثل سحب قرار الحرب من يد الفصائل والتنظيمات الأخرى مثل حماس والجهاد الإسلامي التي تقرر متى وأين وكيف وأين تقاتل. الوقت حان للتنسيق مع السلطة الفلسطينية، والاعتراف بحقها في اتخاذ القرار الاستراتيجي، كالحرب والسلم". ويتساءل الراشد ماذا ستفعل السلطة الفلسطينية عندما تقرر إيقاف العمليات العسكرية، ثم "تتمرد فصائل على القرار، وتخرق الاتفاق، ويقتل جمع من المدنيين الإسرائيليين؟ ". ويلجأ الراشد إلى التحريض على فصائل المقاومة متسائلا: "هل ستقبل السلطة بتنظيمات خارجة عن إرادتها، تنفذ عمليات متى ما تريد، وتبني معسكرات كيفما تريد، وتتعامل سياسيا مع جهات خارجية متى ما تريد؟ لا توجد سلطة في العالم تقبل بذلك إلا إذا كانت مجرد دمية لآخرين .. لا تملك القيادة الجديدة إلا حسم مسألة المرجعية السياسية الواحدة، ككل
(يُتْبَعُ)
(/)
نظم العالم، وتفرضها بشكل لا تردد فيه .. ".
في 3 من تشرين الأول (أكتوبر) 2004 انتقد الراشد الانتفاضة الفلسطينية التي كانت "حجارة ومقالع من صبية الشوارع، ثم أصبحت صواريخ وسيارات مفخخة يقودها بالغون". زعم الراشد إن الانتفاضة نجحت في صيغتها الأولى، وأحرجت إسرائيل داخليا وخارجيا، لكن "بعد أن خطفت التنظيمات الانتفاضة تحولت إلى حرب مألوفة، كأي حرب أخرى في سيري لانكا وشمال نيجيريا وإيرلندا الشمالية، مواجهات بين طرفين متقاتلين. خسرت الانتفاضة براءتها ودعايتها بعد أن تبدلت مظاهرها الأولى من جنود إسرائيليين يقتلون أطفالا عزل إلى مسلحين فلسطينيين يقتلون أطفالا إسرائيليين". ساوى الراشد في كلامه بين الطرفين، المحتل الإسرائيلي، والفلسطيني الواقع تحت الاحتلال. ووصف المقاومين الفلسطينيين بالمسلحين، بينما وصف الإسرائيليين الذين يقتلون أطفال فلسطين بالجنود. ومضى الراشد منتقدا القيادات الفلسطينية قائلا إنها أخفقت إخفاقا كبيرا في استثمار الانتفاضة سياسيا، وإنها تنافست على أمر واحد وهو "التبرع بالشهداء مجانا". وأضاف أن الانتفاضة "متناقضة، تظهر محتارة، مرة مثل معارضة عراقية مسلحة، وتارة مثل تنظيم القاعدة".
في 27 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 هاجم الراشد الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس، واصفا إياها بالنفاق السياسي، زاعما أنها وليس إسرائيل من يتحمل المسؤولية عن القتل والدمار الذي يحدث للفلسطينيين. أكد الكاتب في مقاله الذي حمل عنوان "حماس تحمي إسرائيل" أن: "أربعمائة قتيل فلسطيني قضوا بسبب سياسة حماس التي دمرت البنية الحكومية، وجوعت الناس .. ". ويضيف الراشد: "إن استغرابنا ليس مسألة تشف، ونحن نرى انقلاب المفاهيم عند حماس، لكنها محطة تستوجب التوقف والتأمل والمحاسبة، أو على الأقل السخرية". ويعود الراشد للدفاع عن إسرائيل بقوله "إذا كانت حماس ستفاخر بأنها أطلقت عددا من الأسرى الفلسطينيين من خلال التفاوض عليهم مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي، فإنه مبرر غير مقنع لأن إسرائيل كانت مستعدة من أجل توقيع هدنة معها إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين من دون الحاجة الى خطف جنود" (لاحظ استخدام كلمة خطف بدلا من أسر).
في 12 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 يسخر الراشد من رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية مشيرا في عموده الذي حمل عنوان "هنية سبب الحصار" إلى أن أحدا لن يذرف الدموع على رحيله لو قرر الرحيل. يضع الراشد نفسه مجددا في الخندق الإسرائيلي مبديا حرصه على تجميل صورتنا لدى الإسرائيليين الذين يتصرفون بطريقة راقية متحضرة كما يبدو من ثنايا كلامه. يقول الراشد إن هنية "أعطى الإسرائيليين دليلا على أن الفلسطينيين لا يحترمون المواثيق" (وحدهم بنو إسرائيل يوفون بالعهود إذن). يزعم الراشد أن هنية "أثبت عدم نضجه السياسي"، ويتهمه بأنه "هو الذي تسبب في تجويع مليون فلسطيني"، وهو نفسه منطق قلب الحقائق الذي تمارسه إسرائيل والولايات المتحدة اللتان يبرئهما الراشد كعادته من ذنب قتل الفلسطينيين وتجويعهم وتدمير بنيتهم التحتية، ويلقي باللوم كله على حكومة فلسطينية شرعية كان ذنبها الذي استوجب الحصار أنها احترمت خيار شعبها ولم تساوم على حقوقه.
في 21 من كانون الثاني (يناير) 2007 كتب الراشد مقالا يدعو فيه إلى عودة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، إلى غزة. ودافع عن السياسة الإسرائيلية زاعما أن عودة مشعل "ليست مطلبا عسيرا على الإسرائيليين، الذين رضخوا لتولي حماس الحكومة، وبلغوا من الواقعية التعامل مع كل الرموز الفلسطينية الممنوعة سابقا. وإن كان هناك من قد يرفض عودة مشعل إلى بلده، فعلى الأرجح ليس الإسرائيليين، بل هم داخل فتح، وحماس أيضا".
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد سيطرة حكومة إسماعيل هنية على قطاع غزة في منتصف حزيران (يونيو) 2007، كان لا بد للراشد من موقف ينال فيه من الحركة التي يتربص بها الدوائر. "مبروك لحماس النصر المبين" هو عنوان عموده الذي وصف فيه ما جرى في غزة بأنه "أكبر إهانة للشعب الفلسطيني"، زاعما أن حماس ارتكبت "واحدة من أكبر المذابح في تاريخ غزة"، مهيلة التراب على القضية الفلسطينية، وقاضية على كل آمال الاستقلال. ويردف الكاتب قائلا: "مرت أيام صعبة على المجتمع العربي، لكن هذه أسوأ من أي يوم مضى في تاريخه .. الكل يعرف أن أبو مازن صبر طويلا على هنية، وحماس وممارساتها، ونقضها للاتفاقات الموقعة، وحملها السلاح ضد السلطة، وتعاملها مع إيران، والسماح لخالد مشعل أن يدير شأنها من سورية" (16 حزيران / يونيو 2007).
في عموده المنشور في 20 من حزيران (يونيو) 2007 والذي حمل عنوان "حيرنا أبو مازن" كتب الراشد: "يقال إن الرئيس أبو مازن أبلغ الإسرائيليين أنه مستعد لتحمل نفقات الغاز والكهرباء والخدمات الأخرى التي تصل إلى غزة وأصبحت على وشك أن تقطع بسبب استيلاء حماس على الحكم هناك. ورغم أن رجال إسماعيل هنية، رئيس وزراء حماس، داسوا صور الرئيس أبو مازن وقتلوا حراسه وتعمدوا تخريب ممتلكات مكتبه، إلا أن الرجل كظم غيظه وحفظ لسانه فلم يرد عليهم الشتيمة بالشتيمة ولا بالخطب الحماسية المضادة .. ". الراشد خائف أن تكون هذه الرواية صحيحة، ويستنكر إيصال الكهرباء والماء إلى غزة، محرضا عباس على المشاركة في قطع أسباب الحياة عنها، متسائلا: "ما هي حقيقة هذا الرجل، هل هو خائف أم عاقل؟ بطيء الحركة أم حكيم التصرف؟ قليل الحيلة أم كثير المحبة والتسامح؟ الآن هذه ساعة الرئيس محمود عباس".
ويصف الراشد اجتماع شرم الشيخ الذي ضم قادة مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، بأنه "إعلان صريح للعالم أن] محمود عباس [رئيس السلطة الفلسطينية الشرعية لا حماس ورئيس حكومتها إسماعيل هنية الذي لم يجد اعترافا من العالم إلا من إيران وسورية فقط" (25 حزيران / يونيو 2007).
الراشد يقف بوضوح ضد خصومه، وهم بالطبع ليسوا حماس وحدها، بل كل من يتبنون خيار الممانعة والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي والعربدة الأميركية. ولم يسلم حتى علماء الدين المرموقين من مواقف الكاتب المتشنجة والمتغطرسة. خذ مثلا موقفه من الدكتور يوسف القرضاوي والذي عبر عنه أكثر من مرة. في عموده المنشور في العاشر من تموز (يوليو) 2004 ناقش الكاتب الهجوم الذي شنته بعض الصحف البريطانية على الدكتور يوسف القرضاوي، واحتجاجها على السماح له بدخول بريطانيا، وأيد مواقف هذه الصحف قائلا إن ارتباط اسم الشيخ بتنظيم الإخوان المسلمين "جعله ينظر إلى العالم من نافذة الحزب أكثر من واقع الأمة وقدراتها وحاجاتها"، وإنه من الشيوخ الذين "يحرضون الشباب على القتال، وهم لم يغادروا بلدانهم، ولا يسمحون لأولادهم بالشيء نفسه".
وأضاف قائلا إن القرضاوي "من أكثر الدعاة إلى الحرب والمواجهة، لكنه يعيش في قطر في بيت مكيف". والراشد يقصد بالحرب والمواجهة هنا المقاومة المشروعة في فلسطين والعراق، فهو يرى أنها ضرب من العنف أو الإرهاب الذي يستحق هو نفسه الإدانة والمقاومة. ويؤكد هذا المعنى في كلامه عن القرضاوي، عندما ينتقد موقف الشيخ من اليهود، وينقل عنه قوله: "اليهود كطائفة ظلمهم واضح بين .. ظلم عظيم، وظلم لا نظير له، وظلم مكشوف .. لا نحاور هؤلاء [اليهود] وأيديهم ملوثة بدمائنا". وعلق الراشد على ذلك بقوله إن القرضاوي سياسيا "يمثل أقصى التطرف بكل أسف".
في عموده المنشور في 4 من أيلول (سبتمبر) 2004 يصف الكاتب الشيخ القرضاوي "بشيخ التلفزيون" زاعما أنه "أفتى جهارا بجواز قتل المدنيين الأميركيين في العراق". ويضيف: "تصوروا عالم دين يحث على قتل مدنيين، شيخ في أرذل العمر يحرض صبية صغارا على قتل مدنيين .. كيف لأب مثله أن يواجه أم الفتى بيرغ الذي ذبح ابنها نحرا لأنه جاء للعراق، للعمل في أبراج هندسية؟ كيف نصدقه عندما يقول لنا إن الإسلام دين رحمة ودين تسامح، وهو يحوله إلى دين دم؟ ". طبعا الراشد لم يتطرق إلى مذابح الفلسطينيين، ولم يورد اسم شهيد فلسطيني واحد، وهو بالمناسبة لم يعلق على
(يُتْبَعُ)
(/)
جريمة قتل الشيخ أحمد ياسين، إلا بقوله "دعوا الانتقام" لأنه "عمل أعمى، والحرب لا يكسبها العميان" كما قال (28 آذار/ مارس 2004)، ولم يعلق ألبتة على استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. لم يتذكر الراشد أن للشهداء الفلسطينيين أيضا أسماء تسجل وتعلن، واكتفى فقط بذكر اسم الأميركي بيرغ الذي جاء في ركاب دولة محتلة لغزو بلد عربي وتدميره.
ولا يقف الراشد في تأييده للأجندة الأميركية على حدود فلسطين، فأينما كانت لأميركا مصلحة، أو دخلت طرفا في نقاش نجده يجرد قلمه مستبقا حتى الموقف الأميركي منافحا عنه ومسوقا له. كان الراشد من أوائل الكتاب الذين برروا الاجتياح الأميركي للعراق قبل حدوثه، ومن الذين دافعوا عنه بعد حدوثه، ووقف مع المشروع الأميركي في ذلك البلد، واصفا احتلال الأميركيين له (بالتحرير). لا يسعني أن أثبت هنا كل ذلك لضيق المجال، لكن الرجل على سبيل المثال، امتدح تأسيس مجلس الحكم العراقي زاعما أن "الأميركيين أدخلوا فيه تقريبا كل القوى الأساسية التي تمثل العراقيين، وبين هؤلاء خصوم ألداء للولايات المتحدة" (4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2003). وأسبغ الراشد مرارا صفات الديموقراطية والإصلاح والإعمار على المشروع الأميركي في العراق قائلا على سبيل المثال إن "توجه الأميركيين نحو إعمار العراق، دون الاكتفاء بمحاولة إصلاحه سياسيا، هي خطوة سليمة لصالح العراقيين وعرب المنطقة .. " (26 تشرين الأول / أكتوبر 2003). يؤكد الراشد أن عراق ما بعد صدام يتمتع بديموقراطية منقطعة النظير، إذ انتقل بالاحتلال من" عهد صدام المحارب للدين ثلاثين سنة إلى انفتاح كامل يسمح للجميع بظهور حقيقي في الحياة العامة، بما في ذلك المراجع الدينية". كما يثني على الحكومة التي تشكلت في ظل الاحتلال قائلا إنها "ابتعدت عن الانتماء لأي فريق ديني، بدليل أن معركتها ضد جبهة شيعية في النجف تأتي موازية لمعركتها ضد الجماعة السنية المتطرفة في الفلوجة" (24 آب / أغسطس 2004).
أما ما يتعلق بالسنة العرب في العراق، فقد تبنى الراشد الموقف الأميركي تجاههم، زاعما أنهم يفتقرون إلى النضج السياسي. في مقال له من حلقتين بعنوان "من ينقذ السنة من السنة"، نشرا في يومي 1 و 2 من كانون الأول (ديسمبر) 2004 انتقد الراشد المقاومة السنية في العراق متسائلا بتهكم: "هل المسالخ البشرية التي عثر عليها في الفلوجة، وروعت صورها العالم هي بيوت سنية؟ وهل المجالس والعلماء الذين توعدوا أقوى قوة في العالم، ينطقون بالفعل بلسان أضعف فريق في العراق؟ ". يتجاهل الراشد الصور التي روعت الضمير الإنساني حقا، وهي صور الذبح الجماعي، وسياسة الأرض المحروقة، والإجهاز على الأسرى في المساجد، وحرب الإبادة التي شنتها قوات الاحتلال الأميركية على تلك المدينة العراقية الصغيرة. يجعل الراشد معيار العدل والحكمة هو الاستسلام للقوي المتجبر، والإقرار بالضعف والخنوع أمام دمويته وإرهابه، عندما يتساءل: هل العلماء الذين توعدوا أميركا ينطقون بلسان السنة الضعفاء؟ من قال إن القوة الأميركية لا راد لقضائها، ولا معقب لحكمها، ومن قال إن السنة هم أضعف فريق في العراق؟ يضيف الراشد شامتا بالسنة العرب: "الفلوجة المعركة رغم ما سببته من أذى كبير، ربما أنقذتهم من متطرفيهم، الذين كانوا يقودونهم نحو الدمار .. تحصنهم في الفلوجة حولها إلى مقبرة لهم .. وما حدث يبرهن كذلك على انعدام خبرة القيادة والمفاوضة عند السنة العرب. وهم بالفعل أناس بلا خبرة سياسية".
في الحلقة الثانية من مقاله "من ينقذ السنة من السنة" يواصل الكاتب هجومه على السنة العرب، فيقول إنهم "تحت القصف، وخارج سوق الانتخاب، بسبب عنادهم وجهلهم، وترك زمام قيادتهم للمتطرفين الذين يسكنون بينهم، أو يتحدثون باسمهم، وعلى سنة العراق أن يتذكروا أن متطرفي السنة، لم يفلحوا في البلدان ذات الأغلبية السنية، كما في الخليج ومصر والأردن، حتى يمكن أن يفلح تطرفهم في فعل شيء لصالح العشرين في المائة من سكان العراق". لا يضيف الكاتب جديدا هنا سوى أنه رمى السنة العرب عن بكرة أبيهم بالتطرف، بمن فيهم هيئة علماء المسلمين، أبرز المنظمات المدنية الساعية إلى الحفاظ على عراق عربي مسلم موحد وغير طائفي، بل ذهب
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى خارج حدود العراق فرمى حركات معارضة إسلامية في بلدان عديدة بالتطرف، وكرر المقولة الدعائية الأميركية القاضية بأن سنة العرب أقلية لا تتجاوز نسبتها عشرين في المائة من سكان العراق.
الراشد دائم الانتقاد للمسلمين وثقافتهم وحضارتهم، وليس فقط للظاهرة الإسلامية التي يرميها بتهمة (الأصولية) و (التطرف) بلا تمييز. كان عنوان عموده المنشور في 4 من أيلول (سبتمبر) 2004 هو "الحقيقة المؤلمة أن كل الإرهابيين مسلمون". لم يصنف الكاتب ممارسات شارون آنذاك في خانة الإرهاب، ولا ممارسات الإدارة الأميركية في أبو غريب وغوانتانامو وقندوز، وحصر تهمة الإرهاب في المسلمين، تماما كما يرى الساسة الأميركيون والإسرائيليون ومن تستهويهم صناعة وتخليد صورة الإسلام (المدمر) و (الخطير) و (العنيف). يقول الكاتب مرددا الإدعاءات الأميركية إن "الذين يمارسون عمليات اغتصاب وقتل في دارفور مسلمون". وينتقد الكاتب عمليات المقاومة الاستشهادية في فلسطين بطريقة غير مباشرة، فيقول: " .. ومعظم الذين نفذوا العمليات الانتحارية ضد حافلات ومدارس وبيوت ومبان في أنحاء العالم في السنوات العشر الماضية أيضا مسلمون". ويعلق الراشد على هذه الصورة التي رسمها خياله متعجبا: "يا له من سجل سيىء، ألا يقول شيئا عن أنفسنا ومجتمعاتنا وثقافتنا؟ ". ويستمر في عملية سحق الذات والتبرؤ منها قائلا: "هذه الصور قاسية ومخجلة ومهينة لنا". ويقترح الراشد وصفة للعلاج تبدأ بالاعتراف بصحة هذه التهم كلها، ثم "مطاردة أبنائنا الإرهابيين" الذين هم "نتاج طبيعي لثقافة مشوهة" كما قال (لاحظ أنه يطالب ضمنا بالاستئصال).
المشكلة أنه يصعب علينا، بل يستحيل أن ننظر إلى خطاب عبد الرحمن الراشد بمعزل عن غرامه وشغفه بالسياسة الأميركية وإعجابه بإسرائيل، حتى لو صادمت هذه السياسة ما يتشدق به من شعارات ليبرالية. خذ مثلا موقف الرجل من إغلاق مركز زايد للمتابعة والتنسيق عام 2003. لقد أغلق المركز بعد تعرضه لضغوط أميركية، وحملة إعلامية من قبل من يعرفون (بكتاب المارينز) في الصحافة العربية. استضاف المركز عددا من الخبراء الغربيين والعرب، وبعضهم انتقد ما يوصف (بالحرب على الإرهاب)، وشكك في تفاصيل ما جرى في الحادي عشر من سبتمبر.
انتقد الراشد المركز ونشاطاته، ضاربا عرض الحائط بكل ما ترمز إليه الليبرالية من إيمان بحرية التعبير، وتمجيد الرأي الآخر. بعد إغلاق المركز كتب مؤيدا: "أقدمت الحكومة الإماراتية على إغلاق مركز زايد للمتابعة والتنسيق، بعد أن اتهم المركز بالترويج للفكر المتطرف في المنطقة .. كان من بين الطروحات أن روّج المركز ضد العلاقة العربية مع الولايات المتحدة، وهذا يناقض مصلحة ممول المركز .. وشارك ضد الوضع القائم في العراق بما يناقض هو الآخر الموقف الإماراتي" (2 آب / أغسطس 2003). التطرف إذن ببساطة هو الاختلاف مع السياسة الأميركية.
بعيد ما قيل إنه اكتشاف مؤامرة لارتكاب (أكبر مذبحة جوية) على حد التعبير غير المسبوق لقناة (العربية)، وهو إعلان السلطات البريطانية إحباط محاولة لتفجير طائرة ركاب في الجو، صرح بوش أن ما حدث"تذكرة قوية بأن هذه الأمة في حالة حرب مع الفاشيين الإسلاميين الذين يستخدمون أي سبيل لتدمير من يحبون الحرية منا من أجل إيذاء أمتنا. "أثارت عبارات بوش انتقادات واسعة، ليس في صفوف المسلمين فحسب، بل حتى من داخل الصف المسيحي. وحده عبد الرحمن الراشد تلقف تلك العبارات بإعجاب، وحمل عموده في (الشرق الأوسط) عنوان: "بالتأكيد هم فاشيون"، زاعما أن .. هذه المقاربة سليمة، عندما تضعها إلى جانب أدبيات المتطرفين الإسلاميين. وكما حارب الأوروبيون الفاشية والفاشيين بالكلمة والبارود، فإن العالم سيحارب المتطرفين الإسلاميين .. إن وصف مسلم بالإرهابي أمر طبيعي إن كان إرهابيا .. " (13 آب/ أغسطس 2006). لم يصف الراشد جرائم أولمرت وبوش إبان العدوان الهمجي على لبنان بأنها (فاشية) ولا (نازية)، بل لم يصفها بالعدوان أصلا، وقد تجلى ذلك في التناول الإخباري لقناة (العربية) التي يديرها، وسنناقش هذا الجانب بعد قليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
قبيل الغزو الإثيوبي للصومال، والمدعوم أميركيا، استبق الراشد الغزو بكتابة عمود وصف فيه المحاكم الإسلامية الصومالية "بالميليشيات المتطرفة"، زاعما أن "الكثير من القرائن يبرهن على علاقتها بإيران والقاعدة"، وهي أشبه ما تكون بطالبان التي "خلقتها باكستان"، على حد تعبيره. انتقد الكاتب الجامعة العربية لدعمها لمن وصفها بحركة مؤدلجة، لا تخفي أنها "ستشغل المنطقة، لا الصومال وحده، بالمزيد من الإرهاب" (3 كانون الأول / ديسمبر 2006). بعد احتلال إثيوبيا الصومال، شنت المقاتلات الأميركية عدوانا على الشعب الصومالي قتل فيه مئات الأبرياء، لكن قناة (العربية) التي تستوحي رؤيتها للأحداث من رؤية إدارتها (غير الراشدة)، كتبت في شريطها الإخباري عبارات مثل: "مكافحة الإرهاب: غارات أميركية على عناصر للقاعدة في الصومال"، و "مكافحة الإرهاب: هجوم على قاعدة للقوات الإثيوبية في مقديشو" (8 كانون الثاني / يناير 2007).
في شهر أيار (مايو) 2007، بثت (العربية) برنامجا (وثائقيا) من إنتاجها عن المحاكم الإسلامية الصومالية صورت مشاهده وكتبت تعليقاته ليلبس المحاكم تهمة الإرهاب، ويربطها تعسفا بالقاعدة وطالبان. يعني طرح برنامج وثائقي أن يكون غير منحاز، وأن يتناول الظاهرة موضع النقاش من جوانبها كافة، وأن يبتعد قدر الإمكان عن إبداء الرأي أو إصدار الأحكام، وأن يسمي الأشياء بأسمائها بعيدا عن الهوى والتحيز، لكن كل ذلك غاب في (وثائقي) العربية، الذي اختتم بالقول إن (التدخل) الإثيوبي المدعوم أميركيا يثبت أنه لم يعد للإرهاب مكان في عالم اليوم (هكذا). ونشرت القناة بعد عرض البرنامج أسماء القائمين عليه، كان منهم بالطبع (المشرف العام) عبد الرحمن الراشد. (ما زالت القناة وموقعها يصران على إطلاق صفة (الوجود الإثيوبي) على القوات الإثيويبة الغازية).
في شهر نيسان (أبريل) من العام نفسه، بثت القناة (وثائقيا) آخر أنفقت عليه ملايين الدولارات، عن حياة الرئيس التونسي الراحل الحبيب أبو رقيبة، سمته (زمن بورقيبة). كان البرنامج الذي أشرف عليه الراشد أيضا سمجا ومبالغا في تمجيد بورقيبة، وسبق بث حلقاته الثلاثة إعلانات تصور الزعيم التونسي بوصفه رسول الحداثة للشعب التونسي، قائلة إنه "حرر المرأة، وأهدى شعبه التطور". وفي ثنايا البرنامج يظهر بورقيبة في لقطات قديمة (يبدو أنها في أواخر الخمسينيات أو أوائل الستينيات) وهو يلتقي بنساء تونسيات يرتدين الحجاب التونسي التقليدي، فيعانق ويقبل كل واحدة، ثم يرمي عنها حجابها، ويواكب هذا تعليق معلق البرنامج عن (التطور) و (التحرير). ويمجد البرنامج قانون الأحوال الشخصية الذي سنه بورقيبة، والذي تم بموجبه حظر تعدد الزوجات في تونس. وبعد انتهاء الحلقات الثلاث للبرنامج، خصصت مذيعة القناة ميسون عزام حلقة من برنامجها (مشاهد وآراء) لمناقشة ما تم عرضه في (الوثائقي) الخطير، مستضيفة ثلاث شخصيات موالية لنهج بورقيبة، أبرزها محمد مزالي رئيس وزراء تونس إبان الحقبة البورقيبية، واحتوى البرنامج الحواري ذو الطيف الواحد على تمجيد نظام بورقيبة (وواقعيته) في نظرته (للسلام) بين العرب وإسرائيل، كما أشادت عزام بمواقفه التي انتصر فيها لقضية المرأة كما زعمت.
وتقدم القناة برنامجا حواريا أسبوعيا تسميه (صناعة الموت)، لا يتحدث بالطبع عن آلة القتل الأميركية والإسرائيلية، بل صناعة الموت المرتبطة بنا نحن، والمنسوبة إلينا نحن، والتي يريد الغرب وإسرائيل ربطها بأسمائنا وألواننا وجلودنا، وإلصاقها بثقافتنا بوصفها (المفرخة) الوحيدة للقتل والعدمية والانتحار. تقدم البرنامج مذيعة تعاني من مشكلات في النطق، إضافة إلى لحنها المتكرر في اللغة، هي ريما صالحة، ويبدو أنها تتلقى توجيهات مكثفة من رئيسها عبد الرحمن الراشد في اختيار الموضوعات والضيوف. لم يكن تركيز البرنامج على نقد ظاهرة التطرف الديني في العالم العربي والإسلامي وتحليلها، بل سعى إلى خلط الأوراق، ووصم حركات المقاومة للاحتلال الأجنبي بالإرهاب. من ذلك مثلا حلقة (ثقافة الانتحار) التي لم تفرق بين عمليات المقاومة الاستشهادية وعمليات إجرامية وعبثية (27 نيسان/ أبريل 2007)، وقد نشر موقع القناة في سياق عرضه للحلقة عنوانا
(يُتْبَعُ)
(/)
فرعيا يقول: "إذا جرى تسييس الموت فهو إرهاب". وهكذا هم يستطيعون تسييس كل شيء، لكنهم يحاولون منعنا من تسييس أي شيء حتى الموت!
(العربية) طبعا كشقيقتها (الشرق الأوسط)، تصف ضحايا العدوان الإسرائيلي (بالقتلى)، وترفض إطلاق صفة (الشهداء) عليهم. في العاشر من نيسان (أبريل) 2007 حدثت ثلاثة تفجيرات في الدار البيضاء في المغرب، وكان من الضحايا جندي مغربي وصفته (العربية) بالشهيد. كان الراشد قد صرح في الحوار الذي أجراه عبد العزيز قاسم بجريدة المدينة السعودية أنه لا يستطيع إطلاق وصف الشهيد على الفلسطيني الذي يقتله الإسرائيلي؛ لأن هذا الوصف "حق رباني" كما قال. وأضاف: "عندما "يقتل إرهابي بريئًا أو مجاهدًا سواء في السعودية أو مصر أو اليمن أو المغرب أو غيرها، نقول عنه قتيل. فلماذا نُسمّيه في لبنان أو فلسطين شهيدًا؟ مَن منّا له الحق أن يمنح الشهادة أو يمنعها؟ نحن أهل صحافة فقط" (3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006). لكن الراشد يصف ضحايا (ثقافة الموت) في المغرب وغيره بالشهداء، منتزعا (الحق الرباني) لنفسه.
دافع الراشد أثناء اللقاء عن وصفه العدوان الإسرائيلي على لبنان (بالهجوم) وهي نقطة سوداء في بحر انحياز الراشد وقناته للأجندة الصهيونية والأميركية (استقى قاسم هذه الملحوظة التي واجه بها الراشد من مقال سجلت فيه نقدا منهجيا وأخلاقيا لخطاب القناة إبان العدوان على لبنان، وأورد اسمي في سياق سؤال الرجل عن الأمر، فغضب ووصفني بأني مريض نفسيا). حاول الراشد أن يبرر استخدام (الهجوم) بدل العدوان، فلجأ إلى حيلة الموضوعية التي يدعي وصلا بها. قال: "في مهنة الإعلام يجب أن يكون الخبر محايدًا والرأي منحازًا. (العربية) مهنية أعطتكم بالفعل خبرًا محايدًا ورأيًا منحازًا. نقول للمشاهدين إن هناك هجومًا إسرائيليًا على قانا، تسبب في مقتل سبعين طفلاً. الأمر واضح، ولا يحتاج منا أن نقول هذا الإسرائيلي مجرم إلاَّ إذا كان المشاهد قاصرًا عقليًا، أو صينيًا لا يفهم المنطقة. أعطيتك معلومة دامغة، وأوصلتك إلى نتيجة مؤكدة لهذا الهجوم". لكن من قال إن الرأي يجب أن يكون منحازا؟ ثم من قال إن كلمة (هجوم) محايدة وليست منحازة. عندما تقدم الخمرة للجمهور العربي بوصفها (كحولا) أو (مشروبا روحيا) أو عندما يوصف الزنا بأنه مجرد (ممارسة للجنس)، أو عندما يقدم الشواذ واللوطيون بوصفهم (مثليين) كما تفعل قناة العربية وموقعها، فهذا انحياز في أبشع صوره، وليس موضوعية ولا حيادا. الموضوعية هي أن نسمي الأشياء بأسمائها، فالوصف الطبيعي لما جرى في لبنان هو (عدوان)، بل (حرب إبادة) منظمة للبشر والحجر، والعدول عن ذلك الوصف إلى مصطلح (ألطف) هو ضلوع مع المعتدي، ومحاولة لتجميله وتخفيف اللوم عنه. إن إطلاق صفة (هجوم) على ما فعلته إسرائيل في لبنان هو أغرب وصف لحرب عدوانية شرسة في التاريخ. فالهجوم عادة يطلق على عمل فردي يتيم ومعزول، ولكن حربا شاملة جوية وبرية وبحرية يقتل فيها جيش أجنبي عمدا المدنيين في بلد آخر قتلا وحشيا بالمئات، ويهجرهم بمئات الآلاف، ويدمر خلالها بلادهم تدميرا منهجيا لا يمكن وصفها بهجوم.
عندما اشتدت وحشية الغارات الإسرائيلية وطال أمد الحرب غيرت القناة وصف (الهجوم) إلى (العدوان الإسرائيلي على لبنان) لبضع ساعات فقط، ثم خففته وسمته (الاعتداء الإسرائيلي على لبنان) لساعات قليلة أيضا، لكنها عادت بعد ذلك إلى الوصف الذي اختارته أو اختير لها، وهو (الهجوم الإسرائيلي على لبنان). لقد كان ذلك فضيحة أخلاقية وإعلامية مكتملة الأركان، وسيذكر التاريخ أن قناة (العربية) ضالعة في تشويه الحقيقة التي تزعم أنها الأقرب إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
تستخدم القناة العبارة الدعائية الأميركية (الحرب على الإرهاب) بوصفها مسلّمة، وتستعير التوصيف الأميركي الإيديولوجي للأحداث دون تمحيص أو تدقيق. وإذا كانت عبارة (الحرب على الإرهاب) نوعا من الموضوعية لا التبعية والعمالة، ومن باب تسمية الأشياء والظواهر بأسمائها، كما قد يحاجج الراشد، فلماذا لا يوصف الإرهاب الصهيوني في لبنان وفلسطين بالعدوان والإرهاب؟ إن التوصيف الطبيعي لممارسات إسرائيل في لبنان وفلسطين هو (العدوان) و (الإرهاب) على اعتبار أن الإرهاب يعني في المفهوم الدولي قتل المدنيين عمدا من أجل تحقيق أهداف سياسية. بل إن إسرائيل، بحسب التعريف الإسرائيلي نفسه، تعتبر صانعة الإرهاب الأولى بامتياز. يقول رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بنيامين نتنياهو إن الإرهاب هو "قتل المدنيين وتشويههم عمدا بقصد إثارة الرعب"، وبذلك تكون الدولة الصهيونية دولة إرهاب فريدة لأنها منذ ميلاد مشروعها قامت على أساس تدمير المجتمع الفلسطيني، من خلال ممارسة العنف ضد المدنيين، وكان المدنيون محور جرائمها من القتل إلى النفي إلى الاعتقال. لكن (العربية) دأبت على تسمية غارات إسرائيل الوحشية على الضفة الغربية وقطاع غزة بأنها "عمليات"، وأن الجيش الإسرائيلي يمارس هناك "عملياته العسكرية"، وربما وصفتها (بالتصعيد)، وقد يكون من حق أي إنسان أن (يصعّد)، ولكن ليس من حقه العدوان والفتك بالأبرياء.
يبدو تأثير الراشد كبيرا في صياغة مصطلحات ومفردات جديدة في خطاب القناة تماهيا مع المصالح الأميركية والإسرائيلية. الصحافة العالمية مثلا تصف الوضع في إقليم دارفور السوداني بأنه صراع بين متمردين والحكومة السودانية، لكن (العربية) وحدها أطلقت على المتمردين وصف (المعارضة). وفيما يتعلق بالعراق، فإن القناة تتبنى خطاب الحكومة العراقية التي صنعها الاحتلال الأميركي على عينه، وتبث مفرداته حول (الإرهابيين) و (التكفيريين) و (الصداميين)، وتصور كل ما يجري من مقاومة في العراق بأنه قتال بين (القاعدة) والاحتلال، مع أن هناك حركات مقاومة كثيرة لا علاقة لها بالقاعدة، وربما تتناقض معها في إيديولوجيتها وأسلوبها. كما تنشر القناة إعلانات عراقية رسمية ذات نفس طائفي أحيانا، وتتناول الأحداث في العراق من منظور طائفي غالبا، مستضيفة الرموز الشيعية والموالية لإيران، ومستبعدة رموز أهل السنة كأعضاء هيئة علماء المسلمين وغيرهم، الذين قلما يظهرون على شاشة القناة. أما مراسل القناة في بغداد فهو شيعي، واسمه ماجد حميد.
عندما دمرت مئذنتا مرقد الإمامين العسكريين في سامراء في 13 من حزيران / يونيو 2007 تناولت القناة الحدث باهتمام، بينما تجاهلت موجة العنف التي تلت التفجير وكان ضحاياها من أهل السنة. تطلق القناة صفة (الشيعي) على أي مسجد للشيعة تتم مهاجمته، بينما تسقط وصف (السني) عن مساجد السنة التي تتعرض للهجوم. في أعقاب تفجير المئذنتين ذكرت القناة أن تفجيرا حدث قرب مسجد الخلاني الشيعي (لاحظ قربه، وليس في المسجد ذاته، واستخدمت القناة صفة الشيعي لتوحي بأن الشيعة هم الضحايا). ولما فجرت الميليشيات الشيعية مسجد طلحة بن عبيد الله (رضي الله عنه) في البصرة، وسوته بالأرض في 15 من حزيران (يونيو)، تجاهلت القناة الحدث في نشراتها، واكتفت بالإشارة إليه في شريطها الإخباري، وأغفلت الهوية السنية للمسجد، بل حذفت كلمة (مسجد) برمتها، واقتصرت على ذكر (مرقد). وحتى اسم الصحابي الجليل حرفته القناة فأصبح (طلحة بن عبد الله). وفي اليوم الذي تلا تفجير مسجد طلحة فجرت الميليشيات مسجد العشرة المبشرة في البصرة، واختارت العربية أن تتجاهل الحدث، لكنها ظلت تذكر في كل نشراتها بحادثة تفجير مئذنتي سامراء!
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث عن تحامل قناة العربية وتواطئها مع الأجندة الأميركية والإسرائيلية لا ينتهي. من أطرف ما بثته القناة مثلا عن الأوضاع في العراق نقلها تصريحا للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ألقى فيه باللوم على الاحتلال الأميركي، لكن مذيعة القناة استدركت على الرئيس صالح بقولها: "ما وصفه بالاحتلال" (17 كانون الثاني / يناير 2007). وبعد إيقاف السلطات المغربية عددا من أئمة المساجد، نشرت القناة على صدر شاشتها عبارة: "الرباط: إيقاف أئمة لنشرهم أفكارا متطرفة"، هكذا دون أدنى حد من معايير الموضوعية، التي تتطلب على الأقل وضع كلمة (متطرفة) بين قوسي تنصيص (21 كانون الثاني / يناير 2007). وعشية فوز جماعة الإخوان المسلمين في مصر في انتخابات عام 2006، تحدث مستشار القناة عبد الرحيم علي عن تبعات هذا الفوز ودلالاته، قائلا بتحيز يبعث على الضحك: "أنا على المستوى الشخصي غير سعيد بهذا الفوز". ثم لما جرت بعض الاعتقالات في صفوف الإخوان كتبت القناة على صدر شاشتها: "هل نفد صبر مبارك تجاه الإخوان؟ " (14 كانون الثاني / يناير 2007).
غير أن أبرز ما يؤكد وقوف القناة ضد مصالح الشعوب العربية وقيمها وثقافتها هو تماهيها مع الخطاب الصهيوني، فلم تسقط وصف (الشهداء) عن الضحايا الفلسطينيين فحسب، بل أسقطت صفة (الاحتلال) عن الجيش الإسرائيلي، وهي التي يعرف بها دوليا، وسمته (الجيش الإسرائيلي) أو (القوات الإسرائيلية) أو (قوات الأمن)، ويمكن ملاحظة هذا في نشرات الأخبار أو الشريط الإخباري (معنى هذا أنه حتى أراضي 1967 هي أراض غير محتلة في نظر قناة العربية). كما شرعت القناة مؤخرا في وصف المقاومين الفلسطينيين (بالمسلحين)، ووصف القتلى الإسرائيليين (بالضحايا)، وهما مصطلحان جديدان أزعم أن (العربية) لم تسبق إليهما عربيا (ربما وصفت المقاومين أحيانا بالناشطين، وهو تعبير له مدلول سياسي أو إنساني ولا علاقة واضحة له بالعمل العسكري، كل ذلك لتتفادى القناة مفردات المقاومة). ومن يدري، ربما نصحو يوما على سماع عبارة (الشهداء الإسرائيليين) من أفواه مذيعات القناة "الأقرب إلى الحقيقة". في إطار تناولها عمليات المداهمة والتوغل في الأرض المحتلة تكتب القناة على صدر شاشتها: "الأوضاع الأمنية في فلسطين"، ما يوحي بأن المعركة ليست بين جيش محتل وشعب واقع تحت الاحتلال، بل شأن أمني محلي تعالجه إسرائيل داخل حدود أراض تملكها وتخضع قانونيا لسيادتها. بل خطت القناة خطوة أبعد من ذلك، إذ أشارت إلى إسرائيل باسم (القدس الغربية)، موضحة بذلك أن القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما لم تعترف به حتى الولايات المتحدة الأميركية.
في خطاب القناة أيضا يمثل أسر المقاومين الفلسطينيين جنودا إسرائيليين (اختطافا)، بينما تمثل أعمال إسرائيل المشابهة (اعتقالا). لقد كان اختطاف أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من سجنه في أريحا (اعتقالا) في رأي القناة، بينما كان بالمعايير الموضوعية (اختطافا)، حيث تم بالإغارة على أرض محتلة، في تحد للسلطة الشرعية في تلك الأرض، وانتهاك للاتفاقات الموقعة معها بضمانات دولية. أما أسر المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت (أصبح اسمه مشهورا، بينما أسرانا يحسبون بالأرقام فقط،، ولا نعرف أسماءهم) فقد سمته (العربية) اختطافا. وسمت القناة اختطاف الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني (اعتقالا) بينما هو بالمعايير الموضوعية اختطاف. لماذا تنهج (العربية) هذا النهج؟ وما الفرق بين (الاعتقال) و (الاختطاف)؟ أليست العبارتان تدلان على الشيء نفسه، أو (محصلة بعضها) كما يقول المصريون؟ لا، ليس كذلك. الاعتقال سلوك أمني تقوم به دول ذات سيادة لحماية مصالحها، بينما الاختطاف سلوك إرهابي إجرامي لا تقوم به سوى العصابات. وهكذا يريد مروجو هذه التوصيفات أن يقولوا لنا إن إسرائيل دولة، وإن مقاوميها ليسوا سوى جماعات فوضوية غير منضبطة وغير قانونية وغير أخلاقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا السياق لا بد من التوقف عند تناول القناة لأحداث غزة الأخيرة وتداعياتها. كالعادة، فإن موقف الراشد الذي يعلنه بوضوح في عموده اليومي في (الشرق الأوسط) هو الذي يعاد إنتاجه في التناول الإخباري والتحليلي للقناة، بما في ذلك المقابلات وما يتم اختياره من الصحافة العربية والأجنبية، وهو ما يجعل قناة العربية أحادية ومؤدلجة. لقد تبنت القناة وجهة نظر حركة فتح بالكامل، وقامت بنقل كل المؤتمرات الصحافية لقادتها مباشرة، بما في ذلك مؤتمرات مسؤولي مخابراتها الذين لم يكن لديهم سوى توجيه تهم الظلامية والقتل لحركة حماس. في المقابل تجاهلت القناة مؤتمرات قادة حكومة الوحدة الوطنية في غزة، وأعضاء المجلس التشريعي المنتسبين إلى حماس، ولم تشر إليها إلا في إطار التناول الإخباري، وبشكل محدود وبطريقة مبتسرة وملونة. في مستهل الأحداث، صورت القناة سيطرة حماس على القطاع بأنها حركة خارجة على القانون، ووصفتها لاحقا "بالانقلاب على الشرعية". ولما أشيع خبر اقتحام منزل ياسر عرفات في غزة، كتبت العربية على صدر شاشتها: "مسلحو حماس يسرقون منزل ياسر عرفات". الخبر طبعا مصدره فتح، وكان الأولى مهنيا أن تنسب القناة الخبر إلى مصدره غير المستقل، لكنها لم تفعل. واستخدمت كلمة (يسرقون)، مع أن الكلمة المستخدمة صحافيا في مثل هذا الموقف هي (ينهبون)، لكن الخيال المريض لمحرر القناة عمد إلى اختيار هذه الكلمة ليوحي أن كتائب القسام ليسوا أكثر من لصوص وقطاع طرق. وتجاهلت القناة رد حماس على هذا الزعم ولم تشر إليه ألبتة في نشراتها اللاحقة. كما وصفت القناة كتائب عز الدين القسام والقوة التنفيذية التابعة للحكومة في غزة (بالميليشيا)، بل أحجمت عن وصف حكومة هنية (بالمقالة) وهي الصفة التي أطلقتها عليها أكثر وسائل الإعلام والفضائيات (بما فيها قنوات الجزيرة والحرة والبي. بي. سي)، مبتدعة صفة (المنحلة)، ولأهل اللغة العربية أن يتأملوا دلالات هذه الكلمة الشيطانية التي تفردت بها (العربية).
في سياق تناولها للأحداث ذكرت القناة أن "إسرائيل تجلي جرحى فلسطينيين في معبر ايريتز لعلاجهم في إسرائيل"، وهو خبر غريب وربما كان غير صحيح، لكنه يؤدي الهدف، ويوحي بالإنسانية التي يتمتع بها الإسرائيلي في مقابل العجز والبؤس اللذين يتردى فيهما قطاع غزة. ولما ألقى إسماعيل هنية خطابه الشهير الذي استغرق قرابة الساعتين في الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو 2007، باسطا فيه موقف حكومته وحركته من الأحداث وأسبابها وتداعياتها، تجاهلته العربية، ولم تقم بنقله على الهواء ولا بثه لاحقا، فيما نقلته فضائيات عديدة أبرزها الجزيرة، التي نقلته مباشرة في قناتيها بتمامه. ولم تقف العربية عند هذا الحد، بل حاولت تشويه خطاب هنية في نشراتها، وتصدر شاشتها هذا العنوان: "هنية يهاجم الأردن ومصر". كان ذلك حشفا وسوء كيل، فهنية لم يهاجم مطلقا مصر والأردن، وكل ما قاله إن الجري وراء قمم فلسطينية عربية إسرائيلية مشتركة لن يقود إلا إلى سراب، ولن يحقق شيئا للشعب الفلسطيني (في إشارة إلى اجتماع شرم الشيخ). لكن القناة بخبثها المعهود صورت كلمات رئيس الوزراء بوصفها هجوما على دولتين عربيتين، تحريضا وافتراء وخداعا.
ومن اللافت أن قناة الحرة (الأميركية) نقلت تصريحات هنية بشكل أقرب إلى التوازن حيث ذكرت أن "إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بعدم تقديم أي تسوية مقبولة للشعب الفلسطيني"، مضيفة أنه حذر قمة شرم الشيخ "من اتخاذ ما أسماه سياسة مشتركة ضد قطاع غزة"، فيما قالت بي. بي. سي العربية إن هنية "ينتقد قمة شرم الشيخ" (24 حزيران / يونيو 2007). تجاهلت العربية نقاطا أساسية وردت في خطاب هنية، مثل دعوته إلى الحوار للخروج من الأزمة، وتشديده على الوحدة الوطنية، والوحدة الجغرافية للضفة والقطاع، ونفيه لما تردد حول تحويل غزة إلى (إمارة إسلامية)، واستنكاره لما جرى في غزة من نهب أو اعتداء، ومخاطبته العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بصفته الرسمية (خادم الحرمين الشريفين) وتأكيده له أن حكومته ملتزمة باتفاق مكة، الذي رعته السعودية. كل ذلك لم تورده العربية، وتحدثت فقط عن هجوم مزعوم
(يُتْبَعُ)
(/)
على دولتين عربيتين، بكل ما تعنيه كلمة (هجوم) في هذا المقام من قسوة وغباء. لا معنى للمهنية هنا ولا للأخلاق. إنه الحقد يعمي ويصم.
لقد استماتت القناة في تشويه صورة حركة حماس، منتزعة من الأحداث والتصريحات والمشاهد ما يوافق أهواءها ومواقفها. حتى البيان الختامي الذي صدر عن السعودية والأردن إثر زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز لعمان، اختارت العربية منه ما يناسبها. شدد البيان على وحدة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن "الانقسام الداخلي لا يخدم المصالح الوطنية الفلسطينية"، لكن العربية اختارت إشارة البيان إلى دعم الدولتين للشرعية الفلسطينية بقيادة محمود عباس. والتقى سعد السيلاوي مراسل القناة في عمان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ليسأله عن التدخلات الإيرانية في الشأن الفلسطيني والتي أفضت إلى أحداث غزة على حد زعمه، فرد عليه الأمير بالقول إن الشعب الفلسطيني أوعى من أن يسلم قراره ومصيره إلى إيران أو غيرها.
أما ما يتعلق بتناول الإسلام وقضاياه، فقناة العربية (وموقعها أيضا على الإنترنت الذي يستحق دراسة مستقلة) يوحيان من خلال الأخبار والتحليلات أن "كل شيء" في الإسلام، بما في ذلك ثوابته ونصوصه القطعية قابل للمناقشة والرفض والاحتجاج. عندما يهاجم الإسلام مثلا أو تشن حملة على أحد شعائره أو رموزه تبادر (العربية) قناة وموقعا إلى تهوين الأمر، وتستخدم عبارة غريبة هي (مثير للجدل) لوصف تداعيات الموقف أو الحدث أو التصريح الذي ينال من الإسلام. مثلا، وصف موقع العربية تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر عن الإسلام بأنها "مثيرة للجدل"، ولم يصفها بصفتها الموضوعية وهي (الإهانات) أو (الإساءات) (24 أيلول/ سبتمبر 2006). كما وصف الموقع هجوم وزير الثقافة المصري فاروق حسني على الحجاب وزعمه أنه "عودة إلى الوراء"، بالتصريح "المثير للجدل" (21 تشرين الثاني / نوفمبر 2006). وعندما طالب الأزهر بمصادرة مسرحية نوال السعداوي "سقوط الإله في اجتماع القمة" في شهر آذار (مارس) 2007 مؤكدا في حيثيات قراره أن السعداوي "أهانت الذات الإلهية، وسبت الأنبياء وتهكمت عليهم مع تصوير الشخصيات في مسرحيتها بصورة أقل ما توصف به هو أنه كفر صريح"، قال موقع العربية إن القرار" أحدث جدلا واسعا بين علماء الدين والمثقفين"، ولم ينس أن يضيف أن الكاتبة تعرضت للتهديد بالقتل من "متطرفين" (29 آذار/ مارس 2007). ومن المعلوم أن وصف التهجم على شيء مقدس بأنه "مثير للجدل" ينزع عنه صفة القداسة، ويجعله مجرد رأي. هذا النهج يجعل كل ثوابت الإسلام وقطعياته آراء قابلة للأخذ والرد تحت ذريعة "موضوعية" مغتصبة ومكذوبة.
لا يمثل عبد الرحمن الراشد وعدد من زملائه في صحيفة الشرق الأوسط وقناة العربية وموقعها (وكذلك موقع إيلاف الأوضح تطرفا والذي يرأسه عثمان العمير، وكان رئيس تحرير سابقا للشرق الأوسط) سوى بنادق مستأجرة. إن جناية الرجل على الموضوعية والمهنية واحترام ثقافة المجتمع العربي وقيمه الإسلامية سواء في كتاباته أو في رؤاه وسياساته التي يرسمها في قناة (العربية) لهي كبيرة، وكبيرة جدا. ولا ريب أن التاريخ سيسجل هذه الرؤى والسياسات، ولكن في صفحات سوداء، لأنها ببساطة غير وطنية وغير إسلامية ومنبتة الصلة بالواقع. لن تكتب لظاهرة (الليبراليين الجدد) وعلى رأسهم الراشد البقاء والتأثير، لأن الزبد يذهب جفاء، وما ينفع الناس يمكث في الأرض. لن يضرونا إلا أذى.
صحافي وأستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود
writemee@hotmail . com
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 04:00]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 04:28]ـ
وفيك بارك وجزاك الله خيرا(/)
10 همسات في فنِّ الحوار
ـ[عبد الرحمن السيد]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 05:58]ـ
10 همسات في فنِّ الحوار
أيها الحبيب .. حتى نرتقي بحواراتنا .. ونتألَّق في الحفاظ على أجواء اجتماعاتنا ولقاءاتنا .. ولكي نخرج منها بثمرةٍ وفائدة؛ كتبتُ إليك هذه الهمسات السريعة، خرجت من قلبٍ محبّ، وهي مشتاقةٌ أن تستقرّ في قلبك، فارفُق بها:
الهمسة الأولى: لا تقاطع مَن أمامك، واتركه حتى يطرح رأيه، وينتهي من عرضه كاملاً.
الهمسة الثانية: حاول أن تستوعب جميع ما يطرحه الطرف الآخر قبل الإجابة عليه، وتريَّث قبل التحدُّث معه.
الهمسة الثالثة: إياك أن تحتقر آراء الآخرين، وأظهر اهتمامك بما يتحدثون، حتى وإن لم تقتنع بما يقولون.
الهمسة الرابعة: تبسَّط في الحديث، وخاطب الناس بما يعقلون، وتجنَّب التشدُّق والتقعُّر في الكلام.
الهمسة الخامسة: خيرُ الكلام ما قلَّ، ولم يطُل فيُملّ، فاختصر كلامك، ولا تتكلم إلا بما يُستفاد من ذكره.
الهمسة السادسة: تأدَّب في الحوار مع أهل العلم والفضل والرأي، واختر الأوقات المناسبة في ذلك، ولا تُكثِر عليهم، فإنما هم مشغولون بما هو أهمّ.
الهمسة السابعة: تجنَّب الحديث في الأشخاص، وناقش الرأي دون التعرُّض لقائله.
الهمسة الثامنة: تودَّد وتلطَّف في الحديث مع من تحاوره، ولا يمنعك الاختلاف معه إلى القسوة عليه، فإن ذلك أدعى لقبول رأيك، {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} طه44.
الهمسة التاسعة: اِختر أجمل العبارات وأحسنها، وإياك والتجريح، وأحذِّرك من اتِّهام النيَّات.
الهمسة العاشرة: إذا شعرت أن الحوار عقيم، والفائدة منه معدومة، أو أن الطرف الآخر قد بدأ في الجدال والمخاصمة فتجنَّبه، ونبيُّك صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربضِ الجنة لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحقّاً). أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
تلك عشَرَةٌ كاملة، كتبتها باختصار، وأملي: أن ينفع الله بها، وأرجو من قارئها: الدعاء والاستغفار لي بظهر الغيب.
اللهم اهدِنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت .. واصرف عنَّا سيِّئها، لا يصرفُ عنّا سيِّئها إلا أنت .. يا سميع الدعاء.
بقلم مُحبُّك: عبد الرحمن بن محمد السيد
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 11:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير أخي الفاضل
يرفع الموضوع رفع الله من قدر كاتبه
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 12:06]ـ
إذا كان الخصم يورد شبهات قد تقع في نفس السامع أو القارئ .. هل الأفضل التوقف عن الحوار تركا للجدل أو الاستمرار دحضا للشبهات؟؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 12:44]ـ
الأخ الحبيب/ عبد الرحمن السيد، تحياتي، وبعد:
أتفق معك أخي الفاضل في همساتك، إلا أن:
الهمسة السابعة: همسة معيبة:
الحديث في الأشخاص: محل تفصيل: فلا يؤخذ جملة .. ولا يُتجنَّب جملة ..
التعرُّض لقائل الرأي قبل مناقشة رأيه أو لدفع رأيه ابتداء: محل تفصيل: فلا يؤخذ جملة .. ولا يُتجنَّب جملة ..
ولكل بحث: ظروفه وملابساته وأدواته ..
والتنظير دون ملاحظة التطبيق: من آثاره المنكرة: الخلل المنهجي في التنظير والتطبيق - معا - ..
والهمسة التاسعة: محل تفصيل أيضا .. وليست على إطلاقها ..
ـ[أم معاذة]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 12:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
أختي شذى الجنوب، صاحب الشبهات لا يمكن أن يقف عن بث شبهاته مهما قمتِ بدحضها، لأنه أُشرب حبها، فكلما دحضت شبهة آتاك بغيرها، وغالبا ما تكون نفس الشبهة ولكن بأسلوب آخر، ومعظم الشبهات تكون من النوع الساذج، أو بطريقة اللف والدوران التي يأنف المرء عن الدخول في مهاترات مع صاحبها؛ فحاصله أن المشبه هذه هي مهمته، جمع كل شاردة وواردة مما قرأه أو مما يخطر على باله وبثها للناس، بمعنى أنه لا يخشى على نفسه من ضياع الوقت، فيكفي أن يعلم القارئ أو السامع - الذي يتأثر بالشبهات - حال مثل هذا الرجل حتى يجتنب كل ما يكتب أو يقول. والله أعلم.
جزى الله خيرا صاحب الموضوع ورافعه.(/)
رسالة دكتوراه فيها: مناقشة أصول المدرسة العقلية الحديثة .. طبعت حديثا
ـ[الرايه]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 11:19]ـ
التحسين والتقبيح العقليان
وأثرهما في مسائل أصول الفقه
مع مناقشة علمية
لأصول المدرسة العقلية الحديثة
تأليف
د. عايض بن عبدالله بن عبدالعزيز الشهراني
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالرياض
قسم أصول الفقه
الناشر / كنوز إشبيليا
3مجلدات (60ريال)
الطبعة الأولى 1429هـ - 2008م
أصل الكتاب
رسالة دكتوراه من كلية الشريعة بالرياض بتقدير ممتاز، نوقشت عام 1427هـ
المشرف: أ. د.عبدالكريم النملة
المناقشين: أ. د.عياض بن نامي السلمي
د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 11:56]ـ
بارك الله فيك
وأذكر أنني استمعت إليها عبر برنامج اطروحة على الهواء وقد كانت رسالة متميزة
ـ[شهاب التميمي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 06:46]ـ
جزاك الله خير على هذا الخبر.
اخي عبدالله بن علي: هو اسبوعي بالطبع ولكن متى يذاع هذا البرنامج؟
ـ[أم البررة]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 11:16]ـ
البرنامج متوقف منذ سنة وربما أكثر، ولعله يعود
ـ[أمين أحمد]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 02:20]ـ
ألا يمكن رفع رسالة الدكتور الشهراني على الإنترت للستفادة منها خاصة وأنها احتوت على مباحث مشتركة بين أصول الفقه وأصول الدين
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 03:50]ـ
بارك الله فيك وفي المؤلف ونفع بها
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 10:42]ـ
هل من خبر عنها.؟(/)
التحذير من طارق السويدان وقناته الرسالة
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 09:08]ـ
هذا الموضوع جمعت فيه ما تيسر للتحذير من طارق سويدان وقناته الرسالة
أولا تحذير الشيخ المنجد
التحذير من قناة إسلامية! تساهم في تمييع ثوابت الشريعة وقطعياتها
السؤال: خرجت علينا قناة تدعي أنها إسلامية، ويديرها من يدَّعي أنه من أهل العلم، وهي تميع الدين بدرجة عالية جدّاً، كإثارة التصويتات حول مواضيع وأحكام ثابتة في الدين، كيف نحذر منها؟ وبأي أسلوب؟ فقد مللنا من هذه القنوات السيئة، وهؤلاء أنصاف العلماء، فماذا تنصحوننا؟
الجواب:
الحمد لله
هذه القناة المشار إليها في السؤال معروفة بالسوء، مشهورة بالضلال، فتأسيسها يأتي ضمن باقة قنوات تساهم في إفساد الناس، وقد أوجد صاحبها ما يفسد الناس في أخلاقهم وسلوكهم، وبقي الدين، فجاءت هذه القناة لتؤدي هذا الغرض، وهي معدودة في " القنوات الإسلامية "! عند من لا يفرق بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والناظر في برامجها يجد ما يجده في غيرها من القنوات من المخالفات الشرعية، ففيها الموسيقى، والتمثيليات، والتبرج، والبدع والضلالات، وفيها التسويق لدعاة التصوف والقبور – كالجفري -، ومن أخطر ما فيها: عرض الثوابت الشرعية، والأحكام القطعية للتصويت! فيستضيف مديرها في برنامجه سيء الذِّكر " الوسطية " دعاة سوء، وضلال، ليسوق لأفكارهم، وانحرافهم، في نقاش يسيطر هو عليه، ويفصل هو في الموضوع في نهاية المطاف، وقبل ذلك يعرض المسألة المتناقش فيها على جمهوره في الاستديو للتصويت، وغالباً ما يسمعون لأول مرة في المسألة ذاتها، فضلاً عن معرفتهم بأدلتها وأحكامها، ويجعل لهم نسبة في التصويت، ونسبة أخرى للمشاهدين، مسلمهم، وكافرهم! وهي مهزلة تأتي في سياق مهازل هذا المدير الذي يسعى لتمييع الدين، والعبث بثوابته باسم الوسطية!.
والواجب على المسلمين أمور:
1. الحذر من الاغترار بما تعرضه من أحكام وفتاوى ومناهج منسوبة للشرع.
2. التحذير من هذه القناة، ورفع نسبة الإسلام عنها، فهي قناة من ضمن قنوات " روتانا " لا أكثر، ولها رسالة خبيثة في تمييع الدين، وتسويق البدع والضلال.
وينبغي أن يكون التحذير مما فيها موثقاً بالبينات، ومدلَّلاً على مخالفته بالكتاب والسنَّة، ولعلَّ أحداً من الطلاب الجادين أن يتولَّى ذلك، ضمن برنامج للحصول على درجة علمية من جامعة إسلامية، وهو أمر جدير بالاهتمام به.
3. تحذير أهل السنَّة من الخروج فيها في برامج أو استضافات، وقد ساءنا أن يكون لشخصية دعوية مشهورة من أهل السنَّة برنامج فيها، وقد وُضعت هذه الشخصية في موقف لا تُحسد عليه، حيث صدحت الموسيقى، وعلا صوت الغناء فوق رأسه، وهو جالس لا يدري ما يفعل، وكان صاحبه الذي معه أحسن منه تصرفاً؛ حيث خرج مباشرة من الاستديو عند أول تلك الموسيقى، وذلك الغناء.
4. عدم المشاركة في التصويت لمن ابتلي بمشاهدة برنامج يصوَّت فيه على شيء من ثوابت الشريعة.
5. استصدار فتاوى من أهل العلم الموثوقين بما تفعله تلك القناة من مخالفات للشرع.
والله أعلم
http://www.islam-qa.com/ar/ref/117293
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
سُئل فضيلة الشيخ مُحمد صالح المُنجد في درس فجر الخميس: (شرح كتاب بلوغ المرام - باب الأدب) السؤال التالي:
أجرى أحد الدُعاة في برنامج في قناة فضائية إستفتائاً على حُكم الرِدة وأتى بشخصين يُؤيدان ويُعارضان وكان الرد العنيف الذي لم أسمعهُ من الشيخ في المائع عمروُ خالد نفسه وأشهد بالله أن من فعل هذا الفعل يستحق أعظم من ذلك
على العموم إليكم رد الشيخ حفظهُ الله
رابط الحِفظ:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=51 818&d=1196083668
هذا تفريغ لكلام الشيخ المنجد حفظه الله أخذته من أحد المواقع
(شوف جعل شرع الله مجالاً للإستفتاء يخشى على صاحبه من الكفر، يعني يجي واحد يقول: ها يا ناس حد الردة تؤيد ولا تعارض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ايش رايك إنت، نفسح المجال للمؤيدين وللمعارضين، لاحظ لاحظ .......... واحد يجيب شيء من شرع الله، حد الردة من شرع الله، صح، حد الردة من شرع الله، حد قطع اليد من شرع الله، حد جلد السكران من شرع الله، يجيب حد شرعي ثابت " من بدل دينه فاقتلوه " ويحطه مجالاً للإستفتاء، ومجالاً للقبول والرفض، ويقول يا الله يا ناس إيش رأيكم اتفضلوا
أدلوا بآرائكم .. .. طيب مين يؤيد؟ يا الله فلان، ليش تؤيد كذا كذا كذا .. .. .. من يعارض؟ فلان، ليش تعارض كذا كذا كذا .... وبس.
إيش هذا؟ إثارة إعلامية، ليش اخترت الموضوع؟ صجة إعلامية، ضجة إعلامية كذا، يا الله موضوع أثير خلو نطرحه في الإعلام يا الله.
الكفار ينتقدوننا على حد الردة، شوف الهزيمة النفسية، الهزيمة النفسية الكفار ينتقدوننا على حد الردة، اطرحوا الموضوع للإستفتاء حطوه في البرنامج.
مين يؤيد؟ ... مين يعارض؟ كذا.
جيب صلاة الفجر حطه في الإستفتاء، مين يؤيد صلاة الفجر، مين يعارض صلاة الفجر.
جيب تعدد الزوجات حطه في الاستفتاء، حطه في برنامج (تعدد الزوجات بين المؤيدين والمعارضين) تفضل.
جعل شرع الله مجال للإستفتاء يخشى على صاحبه من الكفر المخرج عن الملة، لأنوا أنت عندك الشرع معناها مهب مستقر، وفيها أخذ وعطاء، وفيها أخذ ورد، وممكن يعني لأ ممكن، لأنك تجيب المعارض وتسكت عليه وتؤلف بينهما.
إنت شغلتك مقدم برنامج، صاحب صنعة إعلامية، يا الله نشبها بينهم (من يؤيد من يعارض) يا الله هو يقول ها ايش ترد عليه، يا الله هذا يقول كذا ايش ترد عليه يا الله ... تحريش.
كيف يجعل حكم شرعي ثابت، كيف يجعل مجالاً للإستفتاء؟، كيف يجعل مجال للأخذ والعطاء؟ كيف يجعل مجال للنقاش؟.
كيف يتاح المجال للذي يرفضه كيف.
كيف تجي قناة تدعي إنها إسلامية تتيح مجالاً لمن يرفض حد الردة ليتكلم برأيه الساقط الكفري
إيش هذا، إيش التلاعب بالدين يعني، وإلى أي دين يريدوا هؤلاء أن يجرونا إليه.
شيل إنكار المنكر من الدين الكفار مهب عاجبهم، شيل تعدد الزوجات، شيل حد الردة، شيل الجهاد، شيل الولاء والبراء .. شيل ... إيش هذا، إيش الدين هذا الذي تريدون أن تعمموه، نسخة مختصرة من الإسلام، تبغوا تجيبوا شيء كذا " ميني إسلام " تحطوه كذا.
قاتلكم الله .. .. قاتلكم الله أنى تؤفكون.
أي تحريف للدين تريدونه، أي تغيير للدين تريدونه، أي تلاعب بالدين تقصدونه، أي هزيمة نفسية التي كلما انتقدكم الكفار على شيء تراجعتم عنها ..... ايش هذا!!!.
ثم يسمى هؤلاء دعاة!! .. .. وتسمى هذه القنوات قنوات إسلامية!!! سبحان الله العظيم.
وصلنا إلى حد من التنازلات والتساهلات، وايش هو مملكك حتى تلعب فيه وتؤيد فيه وتعارض فيه وتشطط فيه وتحط فيه .... هو ملكك، من الذي شرعه؟، من الذي أنزله؟ من الذي له الحق أن يحكم بالحدود، من الذي يقرر الحد؟ أليس رب العالمين، تعترض عليه تجيب تفسح مجال لمن يعارضه (قاتلك الله) تحط مجال لمعارضة في الدين.
شوف يعيني هذي المصيبة التي يريد أن يجر هؤلاء أهل التمييع، أهل التمييع يميعون الدين، هؤلاء الذين يريدون تبديل كلام الله، ماذا قائلٌ الله لنبيه (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا) سورة هود، الآية 12، يعني من أجل كلامهم، إي إذا سواها ماذا كانت النتيجة، خلاص (لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلا، إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات) سورة الإسراء، الآية 74 ـ 75، إذا ركنت إليهم شيئاً قليلا، قليلا مهب كثيرا، إذا ركنت إليهم شيئاً قليلا، واستجبت لهم في متطلباتهم بحذف وتغيير وكتم وترك بعض الدين.
(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) سورة البقرة، الآية 85.
سبحان الله، نسأل الله أن يكبتهم وأن يخزيهم وأن يفضحهم وأن يعجل بزوالهم، لأن هذه نحلة خبيثة.
هؤلاء، هؤلاء أهل التمييع هؤلاء ممن أفسد دين الناس في هذا الزمان، يقدمون للناس دين مشوه، يقدمون للناس هذه القنوات تنشر هذا الفكر الخبيث، ثم يقولون هذا الإسلام المتحضر، الإسلام المتفتح، الإسلام المتنور، الإسلام اللي ما فيه كراهية ولا تكفير للآخرين.
(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) سورة المائدة، الآية 73.
وأنت ما تبا تكفرهم!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الحقيقة نحن يعني فعلاً في مصيبة كبيرة من وراء هؤلاء (جهلة، سفهاء، متطاولين على الدين، ينفذون أجندة أعداء الإسلام)، أعداء الإسلام لا يريدون ديناً كاملا يريدون نصف إسلام يريدون ربع إسلام، وهؤلاء يعينونهم على ذلك.
هذه القنوات تصب في نفس الاتجاه، هذه القنوات الخبيثة، والقائمين عليها هؤلاء الخبثاء وإن كانت نياتهم فيها ولأ هم عندهم جهل و لأ عندهم غبش وعندهم شبه لكن في النهاية عملهم يصب مع من؟ مع أعداء الدين.
ايش أرادت قريش من النبي عليه الصلاة والسلام، أن يتنازل عن بعض الدين، اسكت عن هذه اسكت عن هذه (ودوا لو تدهن فيدهنون) سورة القلم، الآية 9.
ولذلك يجب على كل مسلم ومسلمة الاحتساب احتساب الأجر في فضح هذه المحاولات، يجب على كل مسلم ومسلمة احتساب الأجر في إنكار المنكر على هؤلاء الذين يسمون أنفسهم دعاة ثم يجعلون شرع الله ملعبة ومجال للإستفتاء.
يا الله موافق ولأ غير موافق، يجوز كدا، يجوز اتحط شرع الله مجال للإستفتاءات وتفسح المجال للرافضين أن يتكلموا وما ترد عليهم اتقول حرية وديمقراطية، حرية رأي، يا الله، لو جبت واحد من أعداء الدين ليتكلم ورديت عليه بكلام قوي كان قلنا يعني والله يعني، قد يكون فيها معنى.
ترى عرضه كلامه أمام العامة في القنوات الفضائية خطير أصلاً، عرض كلام صاحب الشبهات وافساح المجال لصاحب شبه في قناة فضائية يتكلم أمام المسلمين أصلاً أمر خطير لأنه قد هذه الشبه ترسخ في نفوس بعض المشاهدين وما يرسخ الرد فكيف إذا ما في رد، ما في رد بس يعني يا الله قيد عارض، ايش بعدين خلص البرنامج.
خلاص، انتهت على ايش؟! تعادل، انتهت على ايش؟! والله اللي كان معارض حد الردة كان عنده كلام قوي يعني كذا، انتهت على ايش؟! بلبلة العامة، بلبلة عامة المسلمين، انتهت على كذا.
حتى متى سيستمر هؤلاء في نشر هذا السم والباطل في القنوات بحجة إنها إسلامية، وين الإسلام هذا الذي تدعونه إذا تريدون أن تحذفوا منه، وتلغوا منه وتشككوا فيه، وتطعنوا في ثبوت حدود شرعية، مسلمات، ثوابت ثوابت (من بدل دينه فاقتلوه) حد الردة الذي لو ألغي فتح الباب للكفر، أي مسلم ما عجبه الإسلام يطلع وما في رادع، ما في رادع خلاص ألغينا حد الردة، فأي واحد مسلم ما عجبه الإسلام يطلع، خلاص حرية رأي يطلع، ما أعجبك الدين اطلع، تبغى تصير نصراني صير نصراني عادي حرية رأي ما عندنا مشكلة يا الله.
الوضع خطير جداً جداً أخطر مما نتصور أحياناً.
التحالف بين هؤلاء المتميعين والمنافقين العلمانيين وأعداء الدين من اليهود والصليبيين على تجزئة الإسلام، وحذف أشياء من الإسلام، والطعن والتشكيك في شرائع من الدين، ايش هذا ايش اسمه هذا؟!! .. ..
تواطئوا، تمالؤا، تعاونوا على هذا، بس هذاك يعني يذهب إلى مدى أبعد، وهذا يذهب إلى مدى أقل، هذا الفرق بينهما، هذاك يبغى يبدل كل الدين، هذا يبغى يبدل ربع الدين، هذا يبغى يبدل عشر الدين، هذا يبغى يحذف من الدين عشر مسائل، هذا يبغي يحذف من الدين عشرين مٍسألة كذا.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
وما أدري متى سيكون للصحيحين مكانة في قلوبنا، حديث متفق عليه، متفق عليه والأمة سلمت بالصحيحين، لسه هذا يقول يجادل في حديث في الصحيحين، في الصحيحين.
طيب يا أخي عندك (الذين ءامنوا ثم كفروا ثم ءامنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً) سورة النساء، الآية 137. يعني، لا، يقول لك ما قالوا اقتلوهم، طيب ولما قال (وما آتاكم الرسول فخذوه) سورة الحشر، الآية 7، ايش هذا.
الصحابة، الصحابة لما تكلموا على منكر حد الرجم، قالوا، يأتي يقولون ما وجدنا في كتاب الله، ايش قال عمر وايش قال علي وايش قالوا الصحابة في منكر حد الرجم، اللي يجي ناس ويقولوا ما وجدنا في كتاب الله، وهؤلاء نفس الشيء يجيك على حد الردة ويقول: ما وجدناه في كتاب الله، وعندك السنة ما لها قيمة!!!، والبخاري ومسلم مالوا قيمه، ومتفق عليه مالوا قيمة، صحيح ثابت أجمعت عليه الأمة، سبحان الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
خذ هذه النهاية، شوف سبحان الله اللي يتبع أهل الهوى هؤلاء والجهل هذه النهاية، يسمع لهم ويروج أشرطتهم ويروج قنواتهم ويحث الناس يا الله خذ هذه النتيجة.
شوف الواحد ما يتبع إلا العلماء، العلماء بالشرع، بالكتاب والسنة، العلماء الجادين والباقي هؤلاء، هؤلاء الحثالة لابد من الإعراض عنهم، والتحذير منهم، لأنهم فعلاً يريدون أن يبدلوا كلام الله، يريدون أن يبدلوا كلام الله، يبغون دين غير، دين ليس هو الذي أنزله الله، يبغون دين مناسب للقرن الواحد والعشرين، يبغوا دين ترضى عنه اليهود والنصارى، يا جماعة (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) سورة البقرة، الآية 120.ا. هـ
والعجب كل العجب من نوعية الضيوف التي يختارها الرجل في برنامجه , فهو يستقطب أقواماً بضاعتهم مزجاةٌ ويتلعثم أحدهم عند مفاجأة الإمام السويدان له بالأسئلة فتراه كالطفل الذي أجرم جرماً يرجو أن لا يكشفه أحدٌ ولوا مخافة الغيبة لسمَّيتُ , ويستمر الوضع كذلك حتى تتعالى صفقات الحضور البسطاء الذين تمتلئ بهم مقاعد المسرح.!!
فما مراده من ذلك.؟
وما الذي جعل أولئك يستجيبون لدعوته السخيفة على قناة الضرار هذه.؟
قد أجري سويدان الاستفتاء علي ما هو أعظم من هذا من قبل
[هل تؤيد أن يحكمك أحد بالشريعة ويسوق الناس علي قول واحد
أم يحكم بنظام آخر ويترك الحرية للناس
أو نحو من هذا
الخلاصة أن النتيجة جاءت عجيبة
فقد صوت علي الرضا بالكفر نحو 34%
فطارق سويدان عقلاني إلى درجة خطيرة
فهو ينكر تلبس الجني بالإنسي
ويفتي بجواز تولي المرأة لمنصب الإمامة العظمى ويتأول حديث ((ما أفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة)) على الخصوصية بابنة كسرى
وهذا من جهله بعلم الأصول إذ أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
والمنهج الذي يتبعه هو المنهج الذي لن تجد زنديقاً إلا وهو يتبعه _ ولا يعني هذا اتهامه بالزندقة _
هذا المنهج مبني على المعارضة بين الأدلة الشرعية وضرب بعضها ببعض
فيعارضون بين فهمهم السقيم لكلام الله عزوجل والسنة الصحيحة ويضربون بإجماعات العلماء عرض الحائط
ولو كنت مبغضاً للإسلام لاغتبطت بهذا المنهج
ففيه نسفٌ للثوابت من جهة
واعلامٌ خفي بأن علماء المسلمين لم يكونوا على شيء على مدى أربعة عشر قرناً من جهةٍ أخرى
وأورد السويدان مرة شبهة وهي: هل نكره الكفار الغير المحاربين ام نكره كفرهم
قال الضيف نكرههم
قال السويدان ": لو كنت متزوج من نصرانيه "وهو جائز " اذا تكرهها؟
ثم كيف ندعو الناس الي الاسلام ونحن نكرههم؟ اذا كنا نكرههم لماذا ندعوهم الي الجنه دعهم علي كفرهم ليدخلو النار
ارجو الاجابه؟
مع العلم ان البرنامج اثار امور كثيره و السويدان -هداه الله- يثير الشبهات ليلبس بها على ضعاف العقول، ويحاول أن يقنعهم بها، لكنه عند التحقيق ليس إلا بوقا يثير شبهات لا جديد فيها
تأمل هذه الفتوى من العلامة البرَّاك وستعرف مدى سطحية تفكير السويدان -هداه الله- ومحاولة تلبيسه وقلبه للحقائق
السؤال
هل يصح الاستدلال على جواز محبة الكفار بقول الله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} حيث قالوا: إنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية ,وهي كافرة , والمودة لازمة الحصول بينهم؟ هل المودة تعني الحب؟
الإجابة
الحمد لله، قد فرض الله موالاة المؤمنين، وحرم مولاة الكافرين قال الله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [(71) سورة التوبة]
وقال تعالى {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [(73) سورة الأنفال]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [(28) سورة آل عمران]
وقال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. الآية} [(22) سورة المجادلة]
والود، والمودة بمعنى المحبة، والمحبة نوعان:
1 - محبة طبيعية كمحبة الإنسان لزوجته، وولده، وماله.
وهي المذكورة في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [(21) سورة الروم]
2 - ومحبة دينية؛ كمحبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله، ورسوله من الأعمال، والأقوال، والأشخاص.
قال تعالى {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [(54) سورة المائدة]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد .. الحديث ".
ولا تلازم بين المحبتين بمعنى: أن المحبة الطبيعية قد تكون مع بغض ديني
كمحبة الوالدين المشركين فإنه يجب بغضهما في الله، ولا ينافي ذلك محبتهما بمقتضى الطبيعة، فإن الإنسان مجبول على حب والديه، وقريبة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عمه لقرابته مع كفره قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [(56) سورة القصص]
ومن هذا الجنس محبة الزوجة الكتابية فإنه يجب بغضها لكفرها بغضا دينيا، ولا يمنع ذلك من محبتها المحبة التي تكون بين الرجل وزوجه، فتكون محبوبة من وجه، ومبغوضة من وجه، وهذا كثير، فقد تجتمع الكراهة الطبيعية مع المحبة الدينية كما في الجهاد فإنه مكروه بمقتضى الطبع، ومحبوب لأمر الله به، ولما يفضي إليه من العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [(216) سورة البقرة].
ومن هذا النوع محبة المسلم لأخيه المسلم الذي ظلمه فإنه يحبه في الله، ويبغضه لظلمه له؛ بل قد تجتمع المحبة الطبيعية، والكراهة الطبيعية كما في الدواء المر: يكرهه المريض لمرارته، ويتناوله لما يرجو فيه من منفعة.
وكذلك تجتمع المحبة الدينية مع البغض الديني كما في المسلم الفاسق فإنه يحب لما معه من الإيمان، ويبغض لما فيه من المعصية.
والعاقل من حكّم في حبه، وبغضه الشرع، والعقل المتجرد عن الهوى، والله أعلم.
http://www.islamlight.net/albarrak/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=18602&Itemid=7
و السويدان -هداه الله- ممن يقولون بتهنئة الكفار بأعيادهم التي لا شك في تحريم تهنئتهم بها،
فليس غريبا أن يقول بتهنئة الكفار في مثل هذا العيد.
هذا نقل من مطوية للشيخ إبراهيم الحقيل وفقه الله عن هذا العيد
يعتبر عيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرناً. وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي.
ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان، وعند ورثتهم من النصارى، ومن أشهر هذه الأساطير: أن الرومان كانوا يعتقدون أن (رومليوس) مؤسس مدينة (روما) أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر.
فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل عام احتفالاً كبيراً، وكان من مراسيمه أن يذبح فيه كلب وعنزة، ويدهن شابان مفتولا العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة، ثم يغسلان الدم باللبن، وبعد ذلك يسير موكب عظيم يكون الشابان في مقدمته يطوف الطرقات. ومع الشابين قطعتان من الجلد يلطخان بهما كل من صادفهما، وكان النساء الروميات يتعرضن لتلك اللطمات مرحبات، لاعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه.
علاقة القديس فالنتين بهذا العيد:
(يُتْبَعُ)
(/)
(القديس فالنتين) اسم التصق باثنين من قدامى ضحايا الكنيسة النصرانية قيل: إنهما اثنان، وقيل: بل هو واحد توفي في روما إثر تعذيب القائد القوطي (كلوديوس) له حوالي عام 296م. وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350م تخليداً لذكراه.
ولما اعتنق الرومان النصرانية أبقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره، لكن نقلوه من مفهومه الوثني (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب، ممثلاً في القديس فالنتين الداعية إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم. وسمي - أيضا - (عيد العشاق) واعتبر (القديس فالنتين) شفيع العشاق وراعيهم.
وكان من اعتقاداتهم الباطلة في هذا العيد أن تكتب أسماء الفتيات اللاتي في سن الزواج في لفافات صغيرة من الورق، وتوضع في طبق على منضدة، ويدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة، فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام يختبر كل منهما خلق الآخر، ثم يتزوجان، أو يعيدان الكرة في العام التالي يوم العيد أيضاً.
وقد ثار رجال الدين النصراني على هذا التقليد، واعتبروه مفسداً لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا التي كان مشهوراً فيها، لأنها مدينة الرومان المقدسة ثم صارت معقلاً من معاقل النصارى. ولا يعلم على وجه التحديد متى تم إحياؤه من جديد.
فالروايات النصرانية في ذلك مختلفة، لكن تذكر بعض المصادر أن الإنجليز كانوا يحتفلون به منذ القرن الخامس عشر الميلادي. وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين انتشرت في بعض البلاد الغربية محلات تبيع كتباً صغيرة تسمى (كتاب الفالنتين) فيها بعض الأشعار الغرامية؛ ليختار منها من أراد أن يرسل إلى محبوبته بطاقة تهنئة، وفيها مقترحات حول كيفية كتابة الرسائل الغرامية والعاطفية.
أسطورة ثانية:
تتلخص هذه الأسطورة في أن الرومان كانوا أيام وثنيتهم يحتفلون بعيد يدعى (عيد لوبركيليا) وهو العيد الوثني المذكور في الأسطورة السابقة، وكانوا يقدمون فيه القرابين لمعبوداتهم من دون الله - تعالى -، ويعتقدون أن هذه الأوثان تحميهم من السوء، وتحمي مراعيهم من الذئاب.
فلما دخل الرومان في النصرانية بعد ظهورها، وحكم الرومان الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج؛ لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فتصدى لهذا القرار (القديس فالنتين) وصار يجري عقود الزواج للجند سراً، فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن، وحكم عليه بالإعدام.
أسطورة ثالثة:
تتلخص هذه الأسطورة في أن الإمبراطور المذكور سابقاً كان وثنياً وكان (فالنتين) من دعاة النصرانية وحاول الإمبراطور إخراجه منها ليكون على الدين الوثني الروماني، لكنه ثبت على دينه النصراني وأعدم في سبيل ذلك في 14 فبراير عام 270م ليلة العيد الوثني الروماني (لوبركيليا).
فلما دخل الرومان في النصرانية أبقوا على العيد الوثني (لوبركيليا) لكنهم ربطوه بيوم إعدام (فالنتين) إحياء لذكراه، لأنه مات في سبيل الثبات على النصرانية كما في هذه الأسطورة، أو مات في سبيل رعاية المحبين وتزويجهم على ما تقتضيه الأسطورة الثانية.
شعائرهم في هذا العيد:
من أهم شعائرهم فيه:
1 - إظهار البهجة والسرور فيه كحالهم في الأعياد المهمة الأخرى.
2 - تبادل الورود الحمراء، وذلك تعبيراً عن الحب الذي كان عند الرومان حباً إلهياً وثنياً لمعبوداتهم من دون الله - تعالى -. وعند النصارى عشقاً بين الحبيب ومحبوبته، ولذلك سمي عندهم بعيد العشاق.
3 - توزيع بطاقات التهنئة به، وفي بعضها صورة (كيوبيد) وهو طفل له جناحان يحمل قوساً ونشاباً. وهو إله الحب عند الأمة الرومانية الوثنية تعالى الله عن إفكهم وشركهم علواً كبيراً.
4 - تبادل كلمات الحب والعشق والغرام في بطاقات التهنئة المتبادلة بينهم عن طريق الشعر أو النثر أو الجمل القصيرة، وفي بعض بطاقات التهنئة صور ضاحكة وأقوال هزلية، وكثيراً ما كان يكتب فيها عبارة (كن فالنتينيا) وهذا يمثل المفهوم النصراني له بعد انتقاله من المفهوم الوثني.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - تقام في كثير من الأقطار النصرانية حفلات نهارية وسهرات مختلطة راقصة، ويرسل كثير منهم هدايا منها: الورود وصناديق الشوكولاته إلى أزواجهم وأصدقائهم ومن يحبونهم (انظر للمزيد من المعلومات حول أساطيرهم فيه: الموسوعة العربية العالمية (17/ 203) وموسوعة أغرب الأعياد وأجب الاحتفالات لسيد صديق عبد الفتاح (169: 171)، وأعياد الكفار وموقف المسلم منها للكاتب ص (37).
الغرض من العرض السابق:
ليست الأساطير المعروضة آنفا حول هذا العيد ورمزه (القديس فالنتين) مما يهم العاقل فضلا عن مسلم يوحد الله - تعالى -، لأن الأساطير الوثنية عند الأمتين الرومانية والنصرانية كثيرة جداً كما هو ظاهر لكل مطلع على كتبهم وتواريخهم، لكن هذا العرض السابق لبعض هذه الأساطير مقصود لبيان حقيقة هذا العيد لمن اغتر به من جهلة المسلمين، فصاروا يحتفلون به تقليداً للأمة الضالة - النصرانية - حتى غدا كثير من المسلمين - مع الأسف - يخلط بين الإله والأسطورة، والعقل والخرافة، ويأخذ كل ما جاء من الغرب النصراني العلماني ولو كان أسطورة مسطورة في كتبهم، أو خرافة حكاها رهبانهم. وبلغ من جهل بعض من ينتسبون للإسلام أن دعونا إلى لزوم أخذ أساطير النصارى وخرافاتهم ما دمنا قد أخذنا سياراتهم وطياراتهم وصناعاتهم، وهذا من الثمرات السيئة للتغريب والتقليد، الذي لا يميز صاحبه بين ما ينفعه وما يضره، وهو دليل على تعطيل العقل الذي كرم الله به الإنسان على سائر الحيوان، وعلى مخالفة الديانة التي تشرف المسلم بالتزامها والدعوة إليها، كما هو دليل على الذوبان في الآخر - الكافر - والانغماس في مستنقعاته الكفرية، وفقدان الشخصية والاستقلالية، وهو عنوان الهزيمة النفسية، والولع في اتباع الغالب ماديا في خيره وشره وحلوه ومره، وما يمدح من حضارته وما يعاب منها، دون تفريق ولا تمييز، كما ينادي بذلك كثير من العلمانيين المنهزمين مع أنفسهم، الخائنين لأمتهم.
نظرات في الأساطير السابقة: -
من نظر إلى ما سبق عرضه من أساطير حول هذا العيد الوثني يتضح له ما يلي:
أولاً: أن أصله عقيدة وثنية عند الرومان، يعبر عنها بالحب الإلهي للوثن الذي عبدوه من دون الله – تعالى-. فمن احتفل به فهو يحتفل بمناسبة تعظم فيها الأوثان وتعبد من دون من يستحق العبادة وهو الخالق - سبحانه وتعالى -، الذي حذرنا من الشرك ومن الطرق المفضية إليه فقال تعالى مخاطباً الرسول - صلى الله عليه وسلم - (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) (الزمر: 65، 66). وقضى – سبحانه - بأن من مات على الشرك الأكبر لا يجد ريح الجنة، بل هو مخلد في النار أبداً كما قال الله - تعالى - (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيدا) (النساء: 116). وقال الله – تعالى - على لسان عيسى - عليه السلام - أنه قال لقومه (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) (المائدة: 72). فالواجب الحذر من الشرك ومما يؤدي إليه.
ثانياً: أن نشأة هذا العيد عند الرومان مرتبطة بأساطير وخرافات لا يقبلها العقل السوي فضلا عن عقل مسلم يؤمن بالله - تعالى - وبرسله عليهم الصلاة والسلام.
فهل يقبل العقل السوي أن ذئبة أرضعت مؤسس مدينة روما وأمدته بالقوة ورجاحة الفكر، على ما في هذه الأسطورة مما يخالف عقيدة المسلم لأن الذي يمد بالقوة ورجاحة الفكر هو الخالق - سبحانه وتعالى - وليس لبن ذئبة!!
وكذلك الأسطورة الأخرى التي جاء فيها أن الرومان يقدمون في هذا العيد القرابين لأوثانهم التي يعبدونها من دون الله - تعالى - اعتقاداً منهم أن هذه الأوثان ترد السوء عنهم وتحمي مراعيهم من الذئاب. فهذا لا يقبله عقل سوي يعلم أن الأوثان لا تضر ولا تنفع علاوة على ما فيه من الشرك الأكبر.
فكيف يقبل عاقل على نفسه أن يحتفل بعيد ارتبط بهذه الأساطير والخرافات، فضلاً عن مسلم منَّ الله - تعالى - عليه بدين كامل وعقيدة صحيحة؟!
ثالثاً: أن من الشعائر البشعة لهذا العيد عند الرومان ذبح كلب وعنزة ودهن شابين بدم الكلب والعنزة ثم غسل الدم باللبن…الخ فهذا مما تنفر منه الفطر السوية ولا تقبله العقول الصحيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف يحتفل من رزقه الله - تعالى - فطرة سوية، وأعطاه عقلاً صحيحاً، وهداه لدين حق بهذا العيد الذي كانت تمارس فيه هذه الممارسات البشعة؟!
رابعاً: أن ارتباط القديس (فالنتين) بهذا العيد ارتباط مختلف فيه وفي سببه وقصته، بل إن بعض المصادر تشكك أصلاً في هذا القديس وتعتبره أسطورة لا حقيقة لها. وكان الأجدر بالنصارى رفض هذا العيد الوثني الذي تبعوا فيه الأمة الرومانية الوثنية، لا سيما وأن ارتباطه بقديس من قديسيهم أمر مشكوك فيه!! فإذا عيب ذلك على النصارى الذين بدلوا دينهم وحرفوا كتبهم، فمن الأولى والآكد أن يعاب على المسلم إذا احتفل به. ثم لو ثبت أن هذا العيد كان بمناسبة إعدام القديس فالنتين بسبب ثباته على النصرانية، فما لنا وله، وما علاقة المسلمين بذلك؟!
خامسا: أن رجال الدين النصراني قد ثاروا على ما سببه هذا العيد من إفساد لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا معقل النصارى الكاثوليك. ثم أعيد بعد ذلك وانتشر في البلاد الأوربية، ومنها انتقل إلى كثير من بلاد المسلمين. فإذا كان أئمة النصارى قد أنكروه في وقتهم لما سببه من فساد لشعوبهم وهم ضالون فان الواجب على أولي العلم من المسلمين بيان حقيقته، وحكم الاحتفال به، كما يجب على عموم المسلمين إنكاره وعدم قبوله، والإنكار على من احتفل به أو نقله من النصارى إلى المسلمين وأظهره في بلاد الإسلام. وذلك يحتمه واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق، إذ بيان الباطل وفضحه، والنهي عنه وإنكاره مما يجب على عموم المسلمين كل حسب وسعه وطاقته.
لماذا لا نحتفل بهذا العيد؟!
كثير ممن يحتفلون بهذا العيد من المسلمين لا يؤمنون بالأساطير والخرافات المنسوجة حوله، سواء ما كان منها عند الرومان أو ما كان عند النصارى، وأكثر من يحتفلون به من المسلمين لا يعلمون عن هذه الأساطير شيئا، وإنما دفعهم إلى هذا الاحتفال تقليد لغيرهم أو شهوات ينالونها من جراء ذلك.
وقد يقول بعض من يحتفل به من المسلمين: إن الإسلام دعا إلى المحبة والسلام، وعيد الحب مناسبة لنشر المحبة بين المسلمين فما المانع من الاحتفال به؟!
وللإجابة على ذلك أوجه عدة منها:
الوجه الأول: أن الأعياد في الإسلام عبادات تقرب إلى الله - تعالى - وهي من الشعائر الدينية العظيمة، وليس في الإسلام ما يطلق عليه عيد إلا عيد الجمعة وعيد الفطر وعيد الأضحى. والعبادات توقيفية، فليس لأحد من الناس أن يضع عيداً لم يشرعه الله - تعالى - ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وبناءً عليه فإن الاحتفال بعيد الحب أو بغيره من الأعياد المحدثة يعتبر ابتداعاً في الدين وزيادة في الشريعة، واستدراكاً على الشارع - سبحانه وتعالى -.
الوجه الثاني: أن الاحتفال بعيد الحب فيه تشبه بالرومان الوثنيين ثم بالنصارى الكتابيين فيما قلدوا فيه الرومان وليس هو من دينهم. وإذا كان يمنع من التشبه بالنصارى فيما هو من دينهم حقيقة إذا لم يكن من ديننا فكيف بما أحدثوه في دينهم وقلدوا فيه عباد الأوثان!!
وعموم التشبه بالكفار - وثنيين كانوا أم كتابيين - محرم سواء كان التشبه بهم في عقائدهم وعباداتهم -وهو أشد خطراً - أم فيما اختصوا به من عاداتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم كما قرر ذلك علماء الإسلام استمداداً من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضي الله عنهم:
1 - فمن القرآن قول الله تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) (آل عمران 105) وقال تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) (الحديد 16) فالله - تعالى - حذر المؤمنين من سلوك مسلك أهل الكتاب - اليهود والنصارى - الذين غيروا دينهم، وحرفوا كتبهم، وابتدعوا ما لم يشرع لهم، وتركوا ما أمرهم الله - تعالى - به.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ومن السنة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (من تشبه بقوم فهو منهم) (أخرجه أحمد 3/ 50 وأبو داود 5021) قال شيخ الإسلام: (هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله - تعالى - (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) (الاقتضاء 1/ 314) وقال الصنعاني: (فإذا تشبه بالكافر في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر، فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء: منهم من قال: يكفر، وهو ظاهر الحديث، ومنهم من قال: لا يكفر ولكن يؤدب) (سبل السلام 8/ 248)
3 - وأما الإجماع فقد نقل ابن تيمية أنه منعقد على حرمة التشبه بالكفار في أعيادهم في وقت الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقل ابن القيم اتفاق أهل العلم على ذلك. (انظر الاقتضاء 1/ 454) وأحكام أهل الذمة (3/ 1245)
والتشبه بالكفار فيما هو من دينهم -كعيد الحب- أخطر من التشبه بهم في أزيائهم أو عاداتهم أو سلوكياتهم، لأن دينهم إما مخترع وإما محرف، وما لم يحرف منه فمنسوخ، فلا شيء منه يقرب إلى الله - تعالى - فإذا كان الأمر كذلك فإن الاحتفال بعيد الحب تشبه بعباد الأوثان -الرومان- في عباداتهم للأوثان، ثم بأهل الكتاب في أسطورة حول قديس عظموه وغلوا فيه. وصرفوا له ما لا يجوز صرفه للبشر بأن جعلوا له عيداً يحتفلون به.
الوجه الثالث: أن المقصود من عيد الحب في هذا الزمن إشاعة المحبة بين الناس كلهم مؤمنهم وكافرهم وهذا مما يخالف دين الإسلام فإن للكافر على المسلم العدل معه، وعدم ظلمه، كما أن له إن لم يكن حربياً ولم يظاهر الحربيين البر من المسلم إن كان ذا رحم عملاً بقوله - تعالى - (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) (الممتحنة: 8). ولا يلزم من القسط مع الكافر وبره صرف المحبة والمودة له، بل الواجب كراهيته في الله - تعالى - لتلبسه بالكفر الذي لا يرضاه الله - سبحانه - كما قال - تعالى - (ولا يرضى لعباده الكفر) (الزمر: 7).
وقد أوجب الله - تعالى - عدم مودة الكافر في قوله سبحانه: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) (المجادلة: 22) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - تعالى - (فأخبر سبحانه أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرًا، فمن واد الكفار فليس بمؤمن، والمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة) (الاقتضاء 1/ 490) وقال أيضا: (المشابهة تورث المودة والمحبة والموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر).
ولا يمكن أن تجتمع محبة الله - تعالى - ومحبة ما يحبه مع محبة الكفر وشعائره وأهله في قلب واحد، فمن أحب الله - تعالى - كره الكفر وشعائره وأهله.
الوجه الرابع: أن المحبة المقصودة في هذا العيد منذ أن أحياه النصارى هي محبة العشق والغرام خارج إطار الزوجية.
ونتيجتها: انتشار الزنى والفواحش، ولذلك حاربه رجال الدين النصراني في وقت من الأوقات وأبطلوه ثم أعيد مرة أخرى.
وأكثر شباب المسلمين يحتفلون به لأجل الشهوات التي يحققها وليس اعتقاداً بخرافات الرومان والنصارى فيه. ولكن ذلك لا ينفي عنهم صفة التشبه بالكفار في شيء من دينهم. وهذا فيه من الخطر على عقيدة المسلم ما فيه، وقد يوصل صاحبه إلي الكفر إذا توافرت شروطه وانتفت موانعه.
ولا يجوز لمسلم أن يبني علاقات غرامية مع امرأة لا تحل له، وذلك بوابة الزنى الذي هو كبيرة من كبائر الذنوب.
فمن احتفل بعيد الحب من شباب المسلمين، وكان قصده تحصيل بعض الشهوات أو إقامة علاقات مع امرأة لا تحل له، فقد قصد كبيرة من كبائر الذنوب، واتخذ وسيلة في الوصول إليها ما يعتبره العلماء كفراً وهو التشبه بالكفار في شعيرة من شعائرهم.
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 09:13]ـ
وانظر ما ذا قال الشيخ وجدى غنيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اتق الله ياأخ طارق وعد إلي الحق
اخي الحبيب الدكتور / طارق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي اليكم لعلكم والاسرة جميعا بخير.
اخي الحبيب
(يُتْبَعُ)
(/)
عرفتك وعرفك الناس علي انك داعية إسلامي تشرح السيرة النبوية العطرة وتتحدث عن الغزوات والصحابة (مع التغاضي عن بعض الاخطاء منك واللمز في المفسرين) ولكن الناس استفادة منها وأثنوا عليك خيرا.
ولكني اراك الان (ومعي كثير من الاخوة) تتنصل من الحق الذي تربينا عليه وتسلك طريقا معوجا وتدعو باسم الوسطية الي أشياء لم نعهدها فيك ولاتليق بإسمك ولا سمعتك كداعية الي الله, ومن باب (رحم الله رجلا اهدي الي عيوبي) اري من حقك علي ان اذكرك بأخطاء شرعية لا تليق بك كداعية إسلامي أحببناه في الله ولله:-
• أخي الحبيب/ أجبت علي سؤال وجه اليك "هل قناة الرسالة قناة إسلامية" فقلت "لا ليست قناة الرسالة قناة إسلامية ولكنها قناة إجتماعية " وكأن الاسلام سبة لابد أن نتبرأ منه, ولماذا لا تكون قناة إسلامية وقد وثق الناس فيك وإنتظروا أن يروا المسلم عندما يمكنه الله ويمكن له في الارض يأن يصبح مسؤلا ماذا يصنع فإذا بك تخيب آمالنا.
• أخي الحبيب/ هل عندما يمكننا الله عز وجل ويفتح علينا بقنوات جديدة نسخرها لدينه ولدعوته ام ضد دينه ودعوته تحت دعوي الانفتاح والعصرنة والتقدم والوسطية؟.
• أخي الحبيب/ ليس لك عذر عند الله فأنت المسئول اأمام الله عن هذه القناة التي سميت بالرسالة وتوقع وفرح المسلمون بانها ستكون قناة اسلامية ذات رسالة سامية فاذا بها قناة أحجبة التبرج التي ترتدينها هؤلاء النامصات والمتمكيجات باسم الاسلام, ويشهد الله ان الحجاب الاسلامي واحكام الشرع الحنيف بريء منهن ومن اعمالهن ومن مكياجهن ومن حجاب التبرج الذي يرتدينه (كما أسميه أنا) ولست أدري هل أنت راضي عن ذلك؟ وماذا ستقول لربك عندما يحاسبك عن ملايين العيون من المشاهدين التي نظرت اليهن, والله ياخي الحبيب أنا أشفق عليك من ذلك الحساب.
• أخي الحبيب/ تذكر قول الله " وقفوهم انهم مسؤلون" " فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين" " فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون" وقول رسول الله صاي الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" فماذا انت قائل لربك؟.
• أخي الحبيب/ كيف تستضيف كل من هب ودب وتسألهم عن رأيهم في امور شرعية وهم لا يعرفون حتي فرائض الوضوء لدرجة ان احدهم قال لك (ان الشيوعيين لهم رسالة يقدمونها للناس) وأنت تسمع له ولا ترد عليه وكأنك تؤيده وتعطي له الفرصة هو وغيره ليبث سمومهم للمشاهدين عبر شاشتك.
• أخي الحبيب/ كيف تستضيف من تسميه (ضيف البرنامج) هذا الذي يدعو الي الاباحية وعدم الرقابة علي الاولاد, هل هؤلاء هم القدوة؟
• الداعية الاسلامي الاخ / طارق سويدان يجهر!!! بل ويفخر!!! ويتباهي أنه ضد النسبة التي زادت عن 95% من الاستفتاء الذي أجراه لمعرفة من يؤيد الرقابة المسبقة علي الاعمال الفنية قبل الانتاج!!! ما هذا أيها الداعي الي الله؟؟؟؟؟؟.
• أخي الحبيب/ أستحلفك بالله هل كنت علي هذه الافكار الغريبة عندما قدمت نفسك للناس علي انك داعية اسلامي فأحبك الناس لله وفي الله!!!
• أخي الحبيب/ اين نحن من الاصول الاسلامية ومن الضوابط الشرعية ومن ثوابت ديننا التي نشأنا عليها وعلمناها للناس والتي سيحاسبنا الله عليها؟
• أخي الحبيب/ اراك تسير في طريق نهايته الانحراف عن منهج الله وأخاف عليك من عقاب ربك في الاخرة فراجع نفسك قبل ان تلقي الله.
• أخي الحبيب/ انظر الي من سار علي طريقك وبنفس الافكار ثم انتهي الان (بجواز زواج المسلمة من الكافر) (وان شعر المرأة ليس بعورة) (وأنه يجوز للمرأة أن تؤم الرجال) ...... الخ أخشي عليك أخي الحبيب أن تصل الي ما هو أسؤأ من ذلك والعياذ بالله.
• أخي الحبيب/ عد إلي الحق وإستغفر ربك عما سلف وصحح ما فسد من أفكار وتصرفات علي نفس القناة التي مكنك الله منها والتي سوف يحاسبك عنها وكن للناس قدوة حسنة في رجوع الداعي إلي الحق والاعتراف بالخظأ فليست العبرة بمن سبق ولكن العبرة بمن ثبت وليس من العيب أن نخطأ ولكن العيب أن نتمادي في الخطأ.
عصمنا الله واياك من الخظأ والزلل وجعلنا من الدعاة إلي الله علي بصيرة وختم لنا جميعا بخاتمة السعادة أجمعين.
نسال الله ان يثبتنا وإياكم علي الحق وعلي صراطه المستقيم.
"اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك فانك تهدي من تشاء الي صراط مستقيم".
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.wagdighoneim.com/new/articles.php?ID=159&do=view
وهذا كتاب الشيخ
حتى الكاتب بن بجاد يطعن فيه
ودعوني أنقل لكم طامة من طوام طارق السويدان، وكاتب هذه الطامة ليس محسوبا على تيار إسلامي، بل الكاتب موغول في الانحراف، وهو الذي قرر أن كلمة التوحيد لا معنى لها - فض الله فاه -، فالكاتب عن طارق السويدان عندما شاهد التقرير الذي نشر عن الدعاة الجدد وما يتقاضونه من أموال في أرصدتهم اشتعل في قلبه الحسد، وكتب عن طارق السويدان باقعة لو عُرضت على أصغر طالب علم لحكم بها على مقولته.
قال الكاتب: " كان شهر يناير الماضي يلملم ذيوله، وفي السادس والعشرين منه انعقد المؤتمر الذي نظمته "مؤسسة أوروبا للثقافة والفنّ" في العاصمة الإيطاليّة روما، وكان موضوع المؤتمر أو المهرجان هو "الغرب كما تراه وسائل الإعلام العربيّة"، وكان المدعوون للحديث في المؤتمر مشارب شتى، فمن نجدة أنزور المخرج السوري، إلى طارق السويدان، وهو واحدٌ من أبرز من يسمّون بالدعاة الجدد، وكذلك فيصل القاسم صاحب برنامج "الاتجاه المعاكس" في قناة "الجزيرة"، وأخيراً كاتب هذه السطور ...
أوردت ما سبق مدخلاً لما أردت الحديث عنه في هذا المقال، دار الحوار ساخناً بين المتحدثين والحضور، وتحدّث الدكتور طارق السويدان بحديثٍ غريبٍ عجيبٍ بالنسبة لي، فقد قال -فيما قال- إنه يمثّل حركةً إسلاميةً هي الأكبر في العالم الإسلامي- لا أدري حتى الساعة عن أيّ حركةٍ يتحدث! -، وقال إن خطاب بن لادن لا يؤيده من الحركات الإسلامية إلا أقلها حجماً!، ثمّ تحدّث عن الرؤية التي يمثّلها– وأنا أنقل من نوتةٍ كتبتها أثناء الندوة ولم تصلني بعد النسخة المصوّرة للندوة- فقال: نحن ضدّ إقامة حكوماتٍ إسلاميةٍ، ونحن نؤمن بالديمقراطية، ونؤمن بالحرية، ونؤمن أنّ من رضي عنه الناس فليحكم، وأننا مع حوار الحضارات!
واسترسل في حديثٍ حاول فيه التماهي مع أهمّ المفاهيم الغربية الحديثة كالديمقراطية والحرية وغيرهما، حتى وصل الأمر بفيصل القاسم أن قال لي بعد الندوة: لقد خجلت من طريقة تملّقه للغرب بهذه الطريقة، ليس هذا أغرب ما سمعت، ولكن عندما ابتدأت المداخلات من الجمهور الحاضر بكثافة في مقاعد المسرح، كنّا جميعاً على موعدٍ مع سؤالٍ صادمٍ وشديد التركيز ألقته نائبةٌ إيطالية في البرلمان الأوروبي تعليقاً على قول السويدان: إن منع الحجاب في جامعات فرنسا هو أمرٌ ضدّ حريّة الفرد التي يؤيدها بشدة، كان السؤال الذي ألقته النائبة الأوروبية كالتالي: أنت ضد منع الحجاب في جامعات فرنسا انطلاقاً من مبدأ حرية الفرد الذي تؤمن به وأنا معك في هذا، ولكن دعني أسألك ما رأيك في البلاد الإسلامية أن نقول كما أنّ للفتاة الحقّ في وضع الحجاب، فهل لها الحريّة في أن تخرج سرّتها كذلك؟
كان السؤال مباشراً وصادماً وانتظرت بفارغ الصبر جواباً من السويدان، فجاء جوابه كالتالي: قال الله تعالى "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وقال تعالى: "لست عليهم بمسيطر"، وقال تعالى:"لا إكراه في الدين"، فإذا كان الإنسان مسموحا له أن يكفر بالله فكل ما سواه أسهل، لكننا ندعو الناس إلى الأخلاق ... فالحرية أساس دعوتنا!
إذاّ فالدكتور طارق السويدان يرى أن الإنسان مسموحٌ له أن يكفر بالله، والفتاة من حقها أن تخرج سرّتها من باب أولى، ثمّ إن الموقف الشرعي من هذا كله يقتصر على "دعوة الناس إلى الأخلاق"!، هذه هي المحصّلة النهائية من هذا الجواب الصادم الذي أدلى به السويدان مخاطباً للغرب، وهي مفرداتٌ كما هو ظاهرٌ لا يستطيع السويدان طرحها في العالم العربي، ما يدلّنا على قدرة خطاب الدعاة الجدد على التشكّل والتلوّن، وأنّه خطابٌ بلا ثوابت إلا ثوابت الهيمنة على عقول الأتباع، وإيصال "الدعوة" إلى كلّ الناس وبأي شكلٍ وبكلّ وسيلةٍ، بغض النظر عن موقف الشريعة أو الدخول في تفاصيل أدلّتها وأساسيّاتها ".ا. هـ.
هذه حقيقة طارق السويدان كما ينقلها الكاتب المنحرف تبين التلون لمدير قناة الرسالة
واليكم المقال كاملا
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=34974
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 09:21]ـ
تحذير الشيخ عبد العزيز الراجحى من الاستماع لطارق السويدان
http://www.zshare.net/audio/500081554ae04c25/
(يُتْبَعُ)
(/)
تحذير الشيخ صالح السحيمى من طارق السويدان
http://www.zshare.net/audio/500082702e17351d/
(( تحذير الغافلين من شر طارق السويدان))
أبوالفاروق العنزي الآثري (أحد أعضاء شبكة الأثرى)
http://www.alathary.net/vb2/attachment.php?attachmentid=42 61
حمل كتاب تحذير الأخوان من ضلالات طارق السويدان
للشيخ بدر بن على العتيبى
http://www.sahab.net/home/dir/books/84.zip
فتاوى العلماء
في
التحذير من سماع أشرطة
القاصّ طارق السويدان الإخواني التكنولوجي!!!
وهم:
1) العلامة الفقيه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
2) العلامة الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
3) العلامة الفقيه الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
4) العلامة المحدث الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد حفظه الله
5) العلامة الفقيه الشيخ عبدالله بن إبراهيم القرعاوي حفظه الله
ومعه
آثار السلف الصالح
في
تحذير الخواص من القُصّاص!
إعداد
أبي الوليد خالد السلفي (أحد أعضاء شبكة الأثرى)
ومعه بحوث طيبة وقيمة، ومنها أسماء الوعاظ في العالم للحذر منهم
تنبيه: مرفق مع الملف ملف آخر وهو عبارة عن الخطوط العثمانية لقراءة الآيات الكريمة في الملف.
http://www.alathary.net/vb2/attachment.php?attachmentid=35 52
الكلام المنقول عن طارق سويدان موجود فى الموقع الرسمى لقناة الرسالة فى قسم تفريغ حلقات برنامج الوسطية الذى يقدمه المذكور والحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى إلا أن هدانا الله وأسأل الله أن ينفع بهذا الكلام كاتبه وناقله وقارئه كما أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يثبتنا حتى نلقاه وأن يتوفنا وهو راض عن سبحانه وأن يرزقنا الدرجات العلى من الجنة آمين إنه على كل شىء قدير وصلى الله وسلم على البشير النذير.
منقول
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 09:31]ـ
الموضوع هذا سبق وان طرح هنا
لكن هناك زيادة فيه سئمنا منها
فأتقوا الله في النصح والتحذير واحرصوا على البسط والعرض المحبب لا المنفر
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 11:47]ـ
لم يسلم منكم أحد؟!! لم تتركوا أحداً، إلى أين تسيرون؟!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 12:35]ـ
لم يسلم منكم أحد؟!! لم تتركوا أحداً، إلى أين تسيرون؟!
سلم منا كل داعية لمذهب السلف وسلم منا من كان على عقيدة السلف وعلى منهج أهل السنة والجماعة وأما كوننا لم نترك أحدا فهذا يحتاج إلى بينة فما تكلمنا إلا في المخالفين لعقيدتنا ونسير إن شاء الله إلى الجنة بالتوحيد والسنة.
وسل نفسك لماذا لم توجه هذا السؤال إلى من تدافع عنه السويدان؟
سله ما موقفه من الرافضة ولماذا يميع خلافنا معهم؟
سله أي شئ يريد من نهجه هذا المنهج في قناته؟
سله ما موقفه من العلماء الربانيين؟
من الذي يتكلم ليل نهار في العلماء الربانيين كابن تيمية وابن عبدالوهاب؟
ما عليك أستاذي إلا الدخول إلى مواقع الخرافيين وانظر كيف يعاملون العلماء الربانيين الذين شهد لهم المخالف قبل المحب بأنهم أهل فضل وتقى؟
ـ[أبو سعد المصمودي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 01:07]ـ
يا أخي، وما العيب في بيان العيب؟ ما النقص في نقض النقص؟ أم أنك تستجيز التصويت حول الإيمان بالغيب؟ أو تستجيز "أسلمة" الغناء والرقص؟ أو تدعو إلى جعل الأصل في العقد الريب؟ أو تدعو إلى حجاب التبرج والنمص؟
بورك كل من في السر نصح، فإن لم يجب أمام الملإ فضح.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 01:29]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ..........
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 06:57]ـ
الإخوة الفضلاء أبو الحسن الأزهرى وأبوسعد المصمودي وفيصل بن المبارك لقد أثلجتم صدرى
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[عبوش عوض]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 03:04]ـ
ما دمت تكلمهم بأسلوب: " منكم " و " تسيرون " وأنك لست منهم ولا تعجبك دعوتهم، فهل يمكنك أن تبين ـ بصدق ـ ما الذي أرغمك على عضوية الألوكة؟؟ بدون غضب إذا سمحت ..
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 09:25]ـ
إلى أخي الكريم الدكتور المفكر أحمد الطعان -وفقه الله- ...
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى تعلم أن في كل تيارٍ فودةً و سقافاً , لا شُغلَ إلا ما ترى.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 09:45]ـ
/// كأنَّ المنتدى لم ينشأ إلا لفلان وصاحبه فلان ليتفاهما بالإشارة، دون الإفصاح عن مرادهما للبقية.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 04:45]ـ
أحشفا وسوء كيل؟ لا و الله ما كل تيار فيه مثليهما و لا ما يقاربهما ... و قديما أخذ أهل الحديث بجريرة طائفة منهم فاتهموا بالحشو و التقليد و التعصب ابتغاء رد ما أتى به جميعهم من الحق و ضرب بعضه ببعض و بعض أهل السنة ببعض ... و لكن عند المقارنة بالميزان العدل يتبين الهوى فالتقليد و التعصب الذي قد يقع فيه بعض أهل السنة لمشايخهم أصولا و فروعا- و ان خالفوا الحق اجتهادا- كالشافعي و أحمد و مالك و سفيان و داوود و أبي حنيفة و داوود و ابن خزيمة والدارمي و ابن منده و الاسفرايني و الأشعري و ابن حزم و الباقلاني و الدارقطني و الهروي و الصابوني و المقدسي و ابن تيمية و البقاعي و السفاريني و الصنعاني و و الشوكاني و بن عبد الوهاب و كل من انتسب الى السنة و طريقة السلف و نافح عنها ظاهرا و باطنا ... ما قد يقعون فيه من الغلو في تقليدهم هو أقل بكثير من تقليد الرافضة و الجهمية و المتصوفة و جماهير الطوائف البدعية الكبرى لأئمتهم و غلو هؤلاء في تقليد أئمتهم يكاد لا يقارن بتقليد بعض أهل السنة لأئمتهم مع أن عامة أهل السنة انما يستحمدون أقوال أئمتهم بموافقتهم للسنة أو مخالفتهم لها و كل من كان أقرب الى تحقيق السنن و أقوال السلف و اتباعها كان افضل عندهم و أحمد و ان كان متأخرا بينما غيرهم انما يستحمدون من أئمتهم من كان اكثر جدلا و اكثر تدليسا و معيار تقديمهم له هو منافحته عن أهل مذهبه و طائفته لا منافحته عن السنة و السلف ... و قديما تقصدوا الامام أحمد و اتهموا من سموهم الحشوية بتقليده مع أن أئمة الطوائف من أذكياء العالم من الذين يأنفون من التقليد و التعصب و لا يرضونه في دينهم من الأشعري الى الطبري الى ابن حزم فهلم جرا قد ارتضوا عقده و انتسبوا اليه ... ثم اتهمنا بتقليد ابن تيمية و ابن تيمية رحمه الله عامة أهل السنة تقدمه على غيره بموافقته للحديث و السنة بينما في المسائل التي ليس معه فيها حديث او أثر صحيح أو نظر قوي فتراهم اول من يرد عليه بما لا يجرؤ أن يرد بعشر معشاره من يتشدقون بالاجتهاد ليل نهار على من نصبوهم للتلبيس و التدليس على هذا الامام العظيم و ان تبين لهم الحق جهارا نهارا
و اعتبر برد الامام الصنعاني مثلا او الشيخ الألباني على شيخ الاسلام في مسألة فناء النار فستحس أن المردود عليه ليس شيخ الاسلام و من حوى كل العلوم بين ناظريه و ترى كفة الامام الصنعاني راجحة قوية مع أنه لا مقارنة بينهما في الرصيد العلمي ثم انظر بعد ذلك الى قوله في باقي المسائل كمباحث الصفات و الأسماء و القدر و الاجتهاد و مسألة شد الرحال و غيرها من المسائل التي كانت له فيها حروب شامية و مصرية ترى كيف أن الرجحان يعود لكفته حتى لا يبقى لخصومه الا سلاح البتر و التدليس و الاكراه و السجن للتغلب عليه و ما ذلك الا لوجود الحديث و السنة الى جانبه وكثرة تعرض خصوم السنة و الحديث من الرافضة و الجهمية و الحلولية و المقلدة و الخوارج و الملاحدة لهذا الامام دون غيره انما هو دليل اكبر على ان عامة اقواله موافقة للسنة و الحديث لأنه لم يظهر بعد أصحاب أئمة المذاهب المتبوعة من نصرها و بسط حججها مثله كما ان أسلافهم كثر تعرضهم للامام احمد لأنه كان اكثر أهل السنة تحقيقا لها و لأقوال الصحابة و التابعين و أكثرهم معرفة بأقوال اهل البدع و اصولهم فكان القصد من الهجوم على هذين الامامين اسقاط السنة و الحديث باسقاطهما و لهذا كان القصد ممن يدافع عنهما الدفاع عن السنة و الحديث لموافقتهما في عامة اقوالهما لها لا دعوة لتقليدهما و لهذا كثر عن ائمة اهل السنة- و فيهم من يعدون من اذكياء العالم كالامام الأشعري و ابن حزم و الباقلاني- انتسابهم الى الامام أحمد و الطعن في من طعن فيه فهل يقال أيضا أن ذلك من الغلو في التقليد؟ ام هو التلبيس و انعدام الحجة و سلوك سبيل من قبلنا في المجادلة بالباطل لدحض الحق كما كان يفعل الفريسيون مع سيدنا عيسى عليه السلام حين كان يظهر عليهم بحجته و يقهر سفسطتهم فيطعنون بشخصه؟ كما هو الحال هنا ... ان لم نقدر على رد ما أتوا به من الحق .. فلنرد بتعييرهم بالطعن ببعض شخوصهم ممن لم يلتزموا ببعض هذا الحق أو أساؤوا تقديمه و لنجعله سبيلا لرد الحق الذي هو عند جميعهم أو على الأقل كفهم عن الانكار على باطلنا .... فما قصدي الخروج عن الموضوع و لا الكلام في الشيخ طارق فما أرى أن الكلام في الشخص أنفع من الكلام في رد باطله .. ولا هو نفي التقليد و العطل و التعصب في المنتسبين الى السنة و الحديث .... و انما قصدت من يدلس بالتعمية على الفروق بين من هو أقرب للحق و أقل باطلا و من هو أبعد منه و أكثر باطلا تدرجا لتسوية حق هذا بباطل ذاك ... فكما أن من الحق ان يتعاونا على ما اتفقا عليه من خير و يعانا عليه و يدفع بهما بسببه الى الاجتماع و الاعتصام .. فكذلك من الحق أن لا يسوى بينهما و لا يقر باطل أحدهما و يسكت عليه و يسوى بالحق الذي عند الآخر .. و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 09:16]ـ
ابن الرومية,
الكلام الذي ذكرته عن شيخ الاسلام في موضوع فناء النار ابشرك بانه لا يثبت عنه ولله الحمد!؟ ارجع الى كتاب دعاوى المناوئين لشيخ الاسلام وستجد الاجوبة الوافية ان شاء الله.
اما عن موضوع طارق السويدان,
فالرجل الله يهديه معروف بالجهل والكذب-كما كذب الامام ابن باز- والطعن في ثوابت الدين
موافقتا لهواه بأساليب شيطانية لم تخطر على ابليس!!
ونحن لا نحب ان نتكلم في الرجل, والاصل هو الرد على كلامه لا ذاته,
ولكن اذا كان الشخص موجود وحي وداعية الى بدعه وضلالاته التي قد تخرج المسلم عن دينه اذا اعتقدها-طبعا اكيد مع توفر الشروط-, وقد نصحه العلماء ولكن لا حياة لمن تنادي واغتر به الكثير من العامة فأسد معتقداتهم وآتى بأناس في برامجه من رؤوس الضلال مثل الجفري وغيره ويسميهم دعاة!! فماذا نفعل؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 09:24]ـ
فما قصدي الخروج عن الموضوع و لا الكلام في الشيخ طارق فما أرى أن الكلام في الشخص أنفع من الكلام في رد باطله .. ولا هو نفي التقليد و العطل و التعصب في المنتسبين الى السنة و الحديث .... و انما قصدت من يدلس بالتعمية على الفروق بين من هو أقرب للحق و أقل باطلا و من هو أبعد منه و أكثر باطلا تدرجا لتسوية حق هذا بباطل ذاك ... فكما أن من الحق ان يتعاونا على ما اتفقا عليه من خير و يعانا عليه و يدفع بهما بسببه الى الاجتماع و الاعتصام .. فكذلك من الحق أن لا يسوى بينهما و لا يقر باطل أحدهما و يسكت عليه و يسوى بالحق الذي عند الآخر .. و الله اعلم
/// بارك الله فيك وجزاك خيرًا ..
/// بالنسبة لموضوع التحذير من الشخص لا من خطئه وبدعه فهذا لا يصلح في حال كان ذاك الشخص متماديًا في البدعة وغارقًا فيها، لا يرعوي، وله أتباعٌ وله قناة إعلاميَّة، فهنا التحذير من خطئه قد لا يؤتي نتيجة أو ثمرة.
.
/// وتعقيبًا على ما ورد في هذا الموضوع من إشارات باطلة من بعض المخلِّطين فإنَّ العاقل فضلًا عن العالم أوطالب العلم لا يشخِّص الأمر بينه وبين الخصوم، بل الأمر دين ..
/// وعجبي من بعض المنحرفين فكريًا كيف يرمي الآخرين بما يقع هو فيه من معاملة المتشددِّين من كل طائفة بزعمه، ألا صبَّ قليلًا من هجماته للمتشدِّدين والمتعصِّبين للباطل ممَِّن قد يقاربونه في خلط الحق بالباطل وإخراج هجين لا يمت للإسلام والسلف بصلة؟!
/// ولعلَّ الأيام إن طالت فبرز لنا "إبليس" بذاته، وخرج في قناة فضائية له يدعو الناس إلى إسلام عصرانيٍّ، يخلط فيه بين الحق والباطل؛ لقصد الوصول للباطل، لوجدنا من بين بعض هؤلاء المرضى من يقول: لا ينبغي التشدُّد في الردِّ على "إبليس"، بل لعلَّ له وجهة نظر!! لا ينبغي محاربتها .. !
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 09:52]ـ
أخي العزيز عبد الرزاق ... قد قرأت المبحث الخاص بمسألة فناء النار و الراجح أن ميل شيخ الاسلام الى القول به ثابت و ان لم يثبت جزمه به فقد كان فيه متوقفا برهة من الزمن ثم مال اليه في أواخر حياته دون أن يصرح به كما ذكر تلميذه ابن القيم و أنه أرسل اليه بأحاديث في مسند بن حميد و رسالة شيخ الاسلام في الموضوع هي آخر ما ألف في سجن القلعة و ان قال الشيخ الغصن أنه لم يتبثها له أحد من تلاميذه فقد أتبثها تلميذه الأديب الصفدي و لو لم تصح عن شيخ الاسلام و لم تكن أخر أمره لما كان لرد معاصره عليه الامام السبكي فائدة .. و هذا يوضح من جهة أخرى لم لم يشتهر عنه هذا القول في أوائل حياته و يفسر نصوصه العامة في القول بخلود الدارين و يفسر تمريره لحكاية امامنا ابن حزم للاجماع على خلودهما و يفسر لم لم يعلم بها كثير من الناس و ندرة نسخ الرسالة التي ألفها في ذلك حتى أن عبارة ابن القيم توحي بأنها وقعت له بعد حقب ... مع التأكيد أنه انما مال و لم يرجح و لا صرح و هو من عظيم فقهه و تشبعه بسياسة العلم فما كل ما يعرف يتيقن و يمكن الترجيح فيه و لا كل علم يصرح به
شيخنا الكريم عدنان انما عنيت نفسي:) أما على الاجمال فقد صدقتم ... و لكل مقام مقال بارك الله فيكم
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 11:04]ـ
هديتي اليك يا ابن الرومية اذا كنت تريد الهداية::
(يُتْبَعُ)
(/)
وسئل ابن تيمية رحمه الله عن حديث أنس بن مالك عن النبى انه قال (سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء النار وسكانها واللوح والقلم والكرسى والعرش).
فصل هذا الحديث صحيح أم لا؟
فأجاب: هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبى وإنما هو من كلام بعض العلماء وقد إتفق سلف الأمة وائمتها وسائر اهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها كما في ذلك من الدلالة على بقاء الجنة وأهلها وبقاء غير ذلك مما لا يتسع هذه الورقة لذكره وقد إستدل طوائف من أهل الكلام والمتفلسفة على إمتناع فناء جميع المخلوقات بأدلة عقلية والله أعلم.
الفتاوى 18/ 307.
قلت:
ثمانية حكم الفنا لايعمها من .................... الخلق والباقون في حيز العدم
هي العرش والكرسي نار وجنة ........ ..... وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم.
فأما الصحابة فلم يثبت عن أحدهم شيء من ذلك بل ثبت خلافه كما بينه البهيجي في كتاب الاستنفار بل نقل ص 157 قول الألباني لم يثبت القول بفناء النار عن أحد من السلف وإنما هي آثار واهية لا تقوم بها حجة وبعض أحاديث موضوعه… وهو من تعليق الألباني على شرح الطحاوية ().
وأما شيخ الإسلام وابن القيم عليهما رحمة الله فقد نفى عنهما هذا الإعتقاد الخبيث غير واحد من أهل العلم:
قال ابن قاسم معلقاً على قول شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية 1/ 157:
(وان بقاء الجنة والنار بقاء مطلق) قال ابن قاسم: وهذا مع ما يأتي يكذب ما افتراه أعداؤه من القول بفناء النار أ- هـ.
وقال عبدالعزيز الراجحي في كتابه قدوم كتائب الجهاد إن ما نسبه هذا الضال () لشيخ الإسلام باطل وكذب وزور بل شيخ الإسلام يقول بخلافه ص 84 وقال ص 85 أن العمدة في هذا ما ذكره شيخ الإسلام في كتبه أما ما نسبه أعداؤه إليه فلا حجة فيه وان صح عنه فالحق من قوليه ما وافق الدليل وهو القول بعدم فناء النار.
وقال ص85 إن نسبة هذا القول للعلامة ابن القيم باطل ايضاً بل هو يقول بخلافه.
وقال ص87 كما أن شيخ الإسلام لم يصرح بذلك في شيء من كتبه بل صرح بخلافه وهذا القول الذي نسبه إليه أعداؤه من أهل البدع أو بعض من تساهل من أهل السنة ونسبه إليه بناءً على قول أعدائه وهو قول باطل كما سبق والله تعالى أعلم.
وقد نفى هذا القول عن الشيخين ايضاً خليل السبيعي في مقدمة إيقاف الفريقين على خلود أهل الدارين للكرمي وقد قدم له الشيخ ابن جبرين وقال في تقديمه لهذا الكتاب (فقد تبين من هذه النقول ان من عزى إلى الشيخين رحمهما الله تعالى القول بفناء النار وانقطاع العذاب فقد تخرص وتكلم فيهما بغير علم فإن مؤلفاتهما متوفرة بأيدي الناس وهي في متناول الأيدي وقد اشتملت على أنواع من علوم العقيدة ومن ذلك التصريح بدوام النعيم والعذاب في الآخرة دون الإشارة إلى فناء النار والميل إليه …الخ) بل ألف في هذا الموضوع علي بن علي بن جابر كتاباً مستقلاً وقد ذكر برأتهما صاحب كتاب الاستنفار لمحق القول بفناء النار من ص 88 حتى 109.
-منقول
قال العلامةُ الألباني في " تعليقهِ على الطحاويةِ " في الحاشيةِ (ص 424 رقم 591): " قلتُ: لم يثبت القولُ بفناءِ النارِ عن أحدٍ من السلفِ، وإنما هي آثارٌ واهيةٌ لا تقومُ بها حجةٌ، وبعضُ أحاديثهِ موضوعةٌ، لو صحت لم تدل على الفناءِ المزعومِ، وإنما على بقاءِ النارِ، وخروجِ الموحدين منها، وقد كنتُ خرجتُ بعض ذلك في " الضعيفةِ " برقم (606، 707). ثم وقفتُ على رسالةٍ مخطوطةٍ في مكتبةِ المكتبِ الإسلامي للعلامةِ الأميرِ الصنعاني في هذه المسألةِ الخطيرةِ ردَّ فيها على ابن القيمِ رحمهُ اللهُ، فعلقتُ عليها وخرجتُ أحاديثهما وقدمتُ لها بمقدمةٍ ضافيةٍ ".ا. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الصنعانيُّ في الرسالةِ التي أشار إليها العلامةُ الألباني - رحم اللهُ الجميع - (ص 116): " وأقولُ: قد عرفت أنهُ نقل عن ستةٍ من الصحابةٍ عباراتٌ لا تدلُ على مدعاهُ، وهو فناءُ النارِ بنوعٍ من الدلالاتِ كما أوضحناهُ، ولا يصحُ نسبتهُ لتلك الدعوى إلى واحدٍ من أولئك الستةِ، فلم يوجدْ لأحدٍ مما وجدنا عن واحدٍ من الصحابةٍ أنه يقولُ بفناءِ النارِ كما أنهُ لا يوجدُ قائلٌ من الصحابةِ أنه يقولُ بعدمِ فناءِ النارِ فإن هذه المسألةَ وهي فناءُ النارِ لا تعرفُ في عصرِ الصحابةِ، ولا دارت بينهم، فليس نفي ولا إثباتٌ، بل الذي عرفوهُ فيها هو ما في الكتابِ والسنةِ من خلودِ أهلِ النارِ أبداً، وأن أهلها ليسوا منها بمخرجين، وعرفوا ما ثبت من خروجِ عصاةِ الموحدين.
إذا عرفت هذا عرفت أن دعوى فناءِ النارِ أو عدمِ فنائها قولٌ للصحابةِ، دعوى باطلةٌ، إذ هذه الدعوى لا توجدُ في عصرهم، حتى يجمعوا عليها نفياً أو إثباتاً. نعم القولُ الذي دل عليه القرآنُ من خلودِ النارِ أهلها فيها أبداً يتضمنُ القولَ عنهم بما تضمنهُ القرآنُ ودل عليه الأصلُ فيما أخبر اللهُ به عن الدارين الأخروينِ البقاء فلا يحتاجُ مدعي عدم الفناء إلى الدليلِ على ذلك الأصل ".ا. هـ.
-منقول
الآثارُ الواردةُ عن السلفِ والحكمُ عليها:
1 - عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُمَرَ قَوْلُهُ: " لَوْ لَبِثَ أَهْل النَّار فِي النَّار عَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ لَكَانَ لَهُمْ يَوْم يَخْرُجُونَ فِيهِ ".
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتحِ " (11/ 429): " أَخْرَجَهُ عَبْد بْن حُمَيْدٍ فِي تَفْسِيره ... وَهُوَ مُنْقَطِعٌ ".
وقال الصنعاني في " رفعِ الأستار " (ص 65): " من حيثُ الروايةُ فإنهُ منقطعٌ، لنصِ شيخِ الإسلامِ - يقصدُ ابنَ القيمِ - بأنهُ لم يسمعهُ الحسنُ من عمرَ، واعتذارهُ بأنهُ لم يصح للحسنِ عن عمرَ لما جزم به يلزم أن يجري في كلِ مقطوعٍ يجزمُ بهِ راويهِ ولا يقولُ هذا أئمةُ الحديثِ كما عرفت في قواعدِ أصولِ الحديثِ، بل الانقطاعُ عندهم علةٌ ".ا. هـ.
وقد ردّ العلامةُ الألباني - رحمه اللهُ - على تصحيحِ ابن القيمِ لهذا الأثرِ في " الضعيفةِ " (606) فقال: " وإن مما يجبُ الوقوفُ عنده، وتحقيقُ القولِ فيه ما ذكرهُ ابنُ القيمِ في " حادي الأرواحِ إلى بلادِ الأفراحِ " من روايةِ عبدِ بنِ حميدٍ قال: " بإسنادين صحيحينِ له عن الحسنِ قال: قال عمرُ بنُ الخطابِ ... فذكرهُ.
ذكر ذلك في تفسير قولهِ تعالى: " لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا " [النبأ: 23]. وقال ابنُ القيمِ: " وحسبك بهذا الإسنادِ جلالةً، والحسنُ وإن لم يسمع من عمرَ، فإنما رواهُ عن بعضِ التابعين، ولو لم يصح عنده ذلك عن عمرَ لما جزم به وقال: " قال عمرُ بنُ الخطابِ ".
قلتُ: هذا كلامٌ خطابيٌّ، أستغربُ من صدورهِ من ابنِ القيمِ رحمهُ اللهُ. لأنه خلافُ ما هو مقررٌ عند أهلِ الحديثِ في تعريفِ الحديثِ الصحيحِ: أنهُ المسندُ المتصلُ بروايةِ العدلِ الضابطِ.
فإذا اعترف بإنقطاعهِ بين الحسنِ وعمرَ، فهو منافٍ للصحةِ بله الجلالةِ! وخلافُ المعروفِ عندهم من ردهم لمراسيلِ الحسنِ البصري خاصةً، ولذلك قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في أثرِ الحسنِ هذا نفسهِ: " فهو منقطعٌ، ومراسيلُ الحسنِ عندهم واهيةٌ، لأنه كان يأخذُ من كلِ أحدٍ ... ".ا. هـ.
وقال العلامةُ الألباني في تحقيقهِ لكتابِ " رفعِ الأستارِ " (ص 65): " قلتُ: إسنادهُ ضعيفٌ لانقطاعهِ ".
وقال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتحِ " (11/ 429) على فرضِ ثبوتِ الأثرِ عن عمر: " قُلْت: وَهَذَا الْأَثَر عَنْ عُمَر لَوْ ثَبَتَ حُمِلَ عَلَى الْمُوَحِّدِينَ ".ا. هـ.
2 - عَنْ اِبْن عَبَّاس: " قَالَ النَّار مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّه إِنَّ رَبّك حَكِيم عَلِيم " قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْآيَة آيَة لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَحْكُم عَلَى اللَّه فِي خَلْقه أَنْ لَا يُنْزِلَهُمْ جَنَّة وَلَا نَارًا ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العلامةُ الألباني في تحقيقه لـ " رفعِ الأستارِ " (ص 71): " قلتُ: هذا أثرٌ منقطعٌ، لأن علي بنَ أبي طلحةَ لم يسمع من ابنِ عباسٍ، وإن كان معناهُ صحيحاً على ما سيبينهُ المؤلفُ رحمهُ الله تعالى، ثم إن في الطريقِ إليه عبدَ الله بنَ صالحٍ وفيه ضعفٌ ".ا. هـ.
وقد علق الصنعاني على الأثر بقولهِ: " وأقولُ: لا يخفى على ناظرٍ أنهُ لا دلالةَ في هذا الأثرِ ولا رائحةَ دلالةٍ على المدعى من فناءِ النارِ، بل غايةُ ما يُفيدهُ الإخبارُ عن أنه لا يُجزمُ للمؤمنِ أنه من أهلِ الجنةِ، ولا العاصِ من عصاةِ المؤمنين أنه من أهلِ النارِ. وهذا المعنى ثابتٌ في الأحاديثِ الصحيحةِ ".ا. هـ.
3 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرو قَالَ: " يَأْتِي عَلَى النَّارِ زَمَانٌ تَخفِقُ أَبْوَابُهَا وَلَيْسَ فِيْهِ أَحَدٌ. يَعْنِي مِنَ المُوحِّدين ".
قال العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في " الضعيفةِ " (2/ 72) في الحكم على الأثر: " قال الحافظُ: " كذا فيهِ، ورجالهُ ثقاتٌ، والتفسيرُ لا أدري ممن هو؟ وهو أولى من تفسيرِ المصنفِ ".
قلتُ: الظاهرُ أن التفسيرَ المذكورَ، من مخرجهِ البزارُ، فقد أخرجهُ الفسوي في " تاريخهِ " بسندِ البزارِ عينهُ عن أبي بلجٍ به، وليس فيهِ التفسيرُ المذكورُ، هكذا ذكرهُ الذهبي في ترجمة أبي بلجٍ. وكذا الحافظُ في " التهذيبِ " عن الفسوي وزاد: " قال ثابتٌ البناني: سألتُ الحسن عن هذا؟ فأنكرهُ ".
وأبو بلجٍ هذا في نفسهِ ثقةٌ، ولكنهُ ضعيفٌ من قبلِ حفظهِ، ولذلك عد الذهبي هذا الأثر من بلاياه! ثم قال: " وهو منكرٌ ".ا. هـ.
-منقول
وقال شيخ الإسلام رحمة الله أيضا في ((درء تعارض العقل والنقل)) (2/ 358):
(وقال أهل الإسلام جميعاً , ليس للجنة والنار آخر , وانهما لا تزالان باقيتين , وكذلك أهل الجنة لا يزالون في الجنة يتنعمون , وأهل النار في النار يعذبون , ليس لذلك آخر , ولا لمعلومات الله ومقدوراته غاية ولا نهاية) أ. هـ.
وقال أيضا رحمة الله في ((بيان تلبيس الجهمية)) (1/ 157) بعد كلام طويل:
(ثم أخبر ببقاء الجنة والنار , بقاءً مطلقاً) أ. هـ
-منقول
وللمزيد فخذ هذه الرسالة وانشرها:
تحقيق نسبة القول بفناء النار
ما هو القول المعتبر في قضية فناء النار، وما تحقيق القول في نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية؟
د. محمد بن عبد الله الخضيري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار لا تفنيان ولا تبيدان، كما قرر ذلك أهل السنة في مصنفات العقائد، وأدلة هذا القول:
1 – قوله تعالى: (إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً). [النساء: 169]
2 – وقوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً) [الأحزاب: 65].
3 – وقوله تعالى: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) [الجن: 23].
فهذه ثلاث آيات من كتاب الله فيها التصريح بالبقاء في العذاب وذكر الخلود، وتأكيد هذا الخلود بالتأبيد.
4 – قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) [البقرة: 167].
5 – وقوله تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) [المائدة: 37]. ففي هاتين الآيتين أخبر تبارك وتعالى بعدم خروجهم من النار، مؤكداً ذلك بأن العذاب مقيم ودائم معهم.
6 – قوله تبارك وتعالى: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) [الزخرف: 75].
7 – وقوله تعالى: (ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا
بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) [فصلت: 28].
(يُتْبَعُ)
(/)
8 – ومن السنة: ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت. ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح. ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت.
9 – دليل الإجماع على هذه المسألة:
1 – أبو زيد القيرواني – رحمه الله – في كتابه الجامع صـ 110 (فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة ........ وإن الجنة والنار قد خلقتا، أعدت الجنة للمتقين، والنار للكافرين، لا تفنيان ولا تبيدان).
2 - عبد القاهر البغدادي – رحمه الله – في كتابه الفرق بين الفرق 348 (الفصل الثالث: في بيان الأصول التي اجتمع عليها أهل السنة، - ثم ذكر أموراً – وقال: (الركن الثاني عشر: وقالوا بدوام نعيم الجنة على أهلها، ودوام عذاب النار على المشركين والمنافقين، وقالوا إنً الخلود في النار لا يكون إلا للكفرة).
3 - ابن حزم – رحمه الله – قال رحمه الله في كتابه الملل والنحل: (اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان، و أبا الهذيل العلاف، وقوماً من الروافض).
4 - ابن عطية – رحمه الله – في كتابه المحرر الوجيز 2/ 346 (والإجماع على التخليد الأبدي للكفار).
5 - شيخ الإسلام ابن تيمية في أكثر من موضع. وسيأتي الإشارة إليها في صلب البحث – بإذن الله تعالى -.
6 - ابن حجر – رحمه الله – كما في الفتح 11/ 429 فقال: (من زعم أنهم يخرجون منها، أو أنها تبقى خالية أوتفنى فهو خارج عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه أهل السنة).
7 - أبو السعود – رحمه الله – في تفسيره 1/ 94 (وقد انعقد الإجماع على أنً المراد به – أي الخلد – الدوام).
8 - السفاريني – رحمه الله – في كتابه لوامع الأنوار البهية 2/ 234 (وعلى هذا إجماع أهل السنة والجماعة، فأجمعوا على أنّ عذاب الكفار لا ينقطع).
9 - الألوسي – رحمه الله – في جلاء العينين في محاكمة الأحمدين 424ص، وما بعدها (خلود الكفار مما أجمع عليه المسلمون، ولا عبرة بالمخالف).
ومن أقوال السلف المنثورة في مصنفات الإعتقاد:
1 – قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (وإن الله خلق الجنة قبل الخلق، وخلق لها أهلاً، ونعيمها دائم، ومن زعم أنه يبيد من الجنة شيء فهو كافر، وخلق النار قبل خلقه الخلق، وخلق لها أهلاً وعذابها دائم).
2 - قول ابن أبي زمنين – رحمه الله – في كتابه أصول السنة: (وَأَهْلُ اَلسُّنَّةِ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اَلْجَنَّةَ وَالنَّارَ لَا يَفْنَيَانِ وَلَا يَمُوتُ أَهْلُوهَا ...... ثم قال – رحمه الله -: (وَقَالَ رَدًّا عَلَى اَلْيَهُودِ وَتَكْذِيبًا لَهُمْ فِي قَوْلِهِمْ: وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا اَلنَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اَللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اَللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اَللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ وَالسَّيِّئَةُ هَا هُنَا اَلشِّرْكُ.
كَذَلِكَ قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ، فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ اَلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ...... ثم قال كذلك (قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَوْ لَمْ يَذْكُرْ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اَلْخُلُودَ إِلَّا فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ لَكَانَتْ كَافِيَةً لِمَنْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ. وَلَكِنْ رَدَّدَ ذَلِكَ لِيَكُونَ لَهُ اَلْحُجَّةُ اَلْبَالِغَةُ).
3 - قال الإمام البربهاري (ت - 329هـ) رحمه الله: (وكل شيء مما أوجب الله عليه الفناء يفنى، إلا الجنة والنار، والعرش والكرسي، والصور، والقلم، واللوح ليس يفنى شيء من هذا أبداً).
4 - قال الإمام الآجري (ت - 360هـ) رحمه الله: (وقد ذكر الله عزّ وجل في كتابه أهل النار الذين هم أهلها، يخلدون فيها أبداً .. وأن أهل النار الذين هم أهلها في العذاب الشديد أبداً).
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - قول الطحاوي –ر حمه الله – في ثنايا تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة: (و الجنة والنار لا تفنيان أبداً ولا تبيدان).
6 - قول ابن أبي العز الحنفي – رحمه الله تعالى – في شرحه للعقيدة الطحاوية: (وقوله: لا تفنيان أبدا ولا تبيدان - هذا قول جمهور الأئمة من السلف والخلف).
أقوال الطوائف في هذه المسألة
وهناك أقوال لأهل البدع – كما هو الحال والشأن – في أقوالهم في أبواب الإعتقاد المتفرقة وقد أشار لهذه الأقوال جماعة من أهل العلم – رحمهم الله – منهم:
1 – ابن حزم – رحمه الله – في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل.
2 – ابن أبي العز الحنفي –شارح العقيدة الطحاوية -. وغيرهم.
و أهم هذه الأقوال التي تستحق المناقشة هو القول المنسوب لبعض السلف وهو أن النار تبقى أحقاباً ثم تفنى ويخرج منها أهلها إذا تهذبوا وتطهروا وزال عنهم درن الكفر بما ذاقوه من العذاب.
ومن أدلة القائلين بهذا القول:
1 - قوله تعالى: (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ) (الأنعام: 128)، وقوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) (هود: 107) (هود: 106).
ووجه الدلالة: ما أشار إليه ابن أبي العز – رحمه الله – بقوله: (ولم يأت بعد هذين الاستثناءين ما أتى بعد الاستثناء المذكور لأهل الجنة وهو قوله: {عطاءً غير مجذوذ}).
والجواب عن ذلك من عدة أوجه:
الوجه الأول: أنّ المراد بقوله تبارك وتعالى: (إلا ما شاء ربك) فالإستثناء في هذه الآية وتقييدها بالمشيئة راجع إلى العصاة من الموحدين كما تواترت النصوص بخروج أهل التوحيد ومن كان في قلبه أدنى مثقال من إيمان.
وهذا المعنى ذهب إليه ابن عباس – رضي الله عنهما - فقال: (الاستثناء لأهل الإيمان).
وقد يشكل على هذا أنه جاءت الآية باستخدام (ما) التي لغير العاقل بمعنى (من) التي للعاقل.
والجواب عن ذلك: أنّ مثل ذلك وارد في كتاب الله تبارك وتعالى وفي اللغة العربية، كما في:
أ – (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء) (النساء: 3) أي: من طاب لكم من النساء.
ب – (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (المؤمنون: 6)، فقوله تعالى: (ما ملكت) المقصود به: من ملكت.
ج - (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً) (النساء: 22) والمراد: من نكح.
الوجه الثاني: أنّ المراد بقوله تعالى: (ما دامت السموات والأرض) المراد بها: سموات الآخرة وأرضها بدليل قوله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (إبراهيم: 48).
3 - وقوله تعالى: {لابثين فيها أحقابا} وجه الاستدلال من الآية أن الأحقاب أوقات معدودة محصورة لا بد لها من نهاية.
و الجواب عن هذه الآية: أن المراد أنهم لابثين فيها أحقاباً ومدداً لا حصر لها، وحذفت نهاية المدة للعلم به.
4 - استدلوا بآثار عن الصحابة كأبي هريرة وابن مسعود وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه.
وهذه يجاب عنها بوجهين:
الوجه الأول: أنّ هذه الآثار المروية عن الصحابة – رضوان الله عليهم – لا تصح سنداً.
الوجه الثاني: أنها لو صحت لم يفهم منها القول بفناء النار.
موقف شيخ الإسلام من هذه المقولة
(يُتْبَعُ)
(/)
ما يتعلق بمسألة فناء النار هي من جملة المسائل التي شنّع فيها على شيخ الإسلام، واتهم أنه كان يقول بقول الجهمية في فناء النار، حيث له مقالات تفهم أنه يميل إلى هذا القول، ولهذا انقسم الناس فيه إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الذين يقطعون بأنه يقول بفناء النار، وهذا قول عامة مناوئيه، وبعض من يوافقه في الاعتقاد.
القسم الثاني: الذين ينفون عنه هذا القول مطلقاً، وأنه يرى خلودها كالجنة اعتماداً على أن هذا القول هو قول السلف وهو يقول به في عامة كتبه، بل هو من أكبر شراح عقيدة السلف، وهؤلاء اعتمدوا على نصوصه الصريحة في عامة كتبه التي تثبت أبدية النار.
القسم الثالث: القائلون بأن ابن تيمية يميل إلى القول بفناء النار لكنه لا يصرح بذلك، حيث وقفوا على بعض أقوال له تشعر بأنه يرتضي هذا القول، وهذه الأقوال جميعها مفهومة من كلام الشيخ في كتاب له بعنوان "الرد على من قال بفناء الجنة والنار".
والتحقيق -إن شاء الله- أن شيخ الإسلام يقول بقول جمهور السلف والأئمة من أبدية النار وعدم فنائها، وهذا هو الذي صرح به في عامة كتبه، بل ونقل اتفاق السلف على ذلك كما في المجموع (18/ 307)، وبيان تلبيس الجهمية (1/ 581)، وفي منهاج السنة (1/ 146)، ونقل كلام الأشعري في المقالات من اتفاق أهل الإسلام جميعاً على أن الجنة والنار لا يزالان، وذكره مقراً له ومؤيداً. انظر درء التعارض (2/ 357)، وفي مواضع كثيرة من الفتاوى يحكي هذا القول وينصره (2/ 428)، (16/ 197).، ثم إن النصوص التي يستدل بها القائلون بأنه يقول بفناء النار هي من كتاب واحد، وهو (الرد على من قال بفناء الجنة والنار)، وهو ليس من الكتب المشهورة لشيخ الإسلام والمحققون من أهل العلم لهم عليه ملاحظات علمية ومنهجية ليس هذا موضع ذكرها، وابن القيم –رحمه الله- قد نقل أغلب ما في هذا الكتاب في كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) ولم يصرح بأن ذلك هو رأي شيخ الإسلام، ولو كان قولاً له لصرح به، ثم إن الكتاب ظاهر من عبارته أنه قائم على حكاية قول القائلين بفناء النار على هيئة مناظرة وحوار، فذكر أدلة الفريقين، وحين ذكر أدلة القائلين بفناء النار عرضها عرضاً يوحي بأنه منهم، لكنها قوة عرض ليس إلا، بدليل أن ابن القيم الذي نقل عامة هذا الكتاب حين ذكر أدلة الفريقين ومناقشة الأدلة صرح بأنه يحكي هذا القول: فقال: "قال أصحاب الفناء ..... "، وحين انتهى من ذكر مناقشاتهم قال: "فهذا نهاية إقدام الفريقين في هذه المسألة" حادي الأرواح (ص 255، 283)، ثم على التسليم بأن كتاب ابن تيمية فيه تأييد ونصرة للقول بفناء النار، فالذي يترجح أن هذا الكتاب ليس من آخر ما كتب ابن تيمية، فإن الكتب المتأخرة مثل (درء التعارض) الذي ألفه في السنوات من عام (713 - 717) هـ ومنهاج السنة الذي كان تأليفه عام (710) هـ تقريباً، وكذا كتاب بيان تلبيس الجهمية ألفه في مصر من عام (705 - 712)، وهذه الكتب قد صرح فيها شيخ الإسلام بأبدية النار، وصرح فيها برأيه بوضوح تام، والكتاب السابق يغلب على الظن أنه قد تم تأليفه في مرحلة مبكرة من عمره، وقد أشار الشيخ الألباني –رحمه الله- إلى شيء من ذلك في مقدمة كتاب رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار (ص 25).
وعلى كل حال فأقواله –رحمه الله- المصرحة بأبدية النار بيّنة وصريحة، ومن القواعد المقررة عند أهل العلم أن المجمل مما في نصوص الكتاب والسنة يرد إلى المحكم، ولا يتعلق بالمتشابة والمجمل ويترك المحكم والمبين إلا أهل الأهواء، وكذلك مقولات أئمة العلم والدين ينبغي أن يحمل المجمل والمشتبه على المبيّن والمحكم، وأن تحمل أقوالهم على أحسن المحامل وأسلم المقاصد.
و ُأجمل بعض النقاط المتقدمة في تبرئة شيخ الإسلام من القول بفناء النار في النقاط التالية:
1 – لشيخ الإسلام نصوص واضحة في هذه المسألة لا يتطرق لها الاحتمال والتأويل.
ومن ذلك -على سبيل الإيجاز لا الحصر -:
أ – قوله في تلبيس الجهمية: (و أن بقاء الجنة والنار بقاء مطلق) 1/ 157.
ب – إنكاره على من يقول بفناء الجنة والنار. الفتاوي 14/ 348.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 – تصريح الأئمة بعدم صحة هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومن ذلك على سبيل الإيجاز لا الحصر:ما قاله القارىء – رحمه الله -: (و أما قول المؤول أن ابن تيمية الحنبلي: ذهب إلى أن الكفار في عاقبة الأمر يخرجون من النار فافتراء عليه). انظر كتابه الرد على القائلين بوحدة الوجود صـ 86. و أما ما نسبه له بعض أهل العلم والفضل سيأتي ذكر سبب هذه النسبة في آخر هذا البحث – إن شاء الله تعالى -.
3 – أنّ لشيخ الإسلام رحمه الله حاشية على كتاب ابن حزم – رحمه الله –في كتابه: (مراتب الإجماع)، فحينما ساق ابن حزم الإجماع على بقاء النار وعدم فنائها بقوله: (والنار حق، وأنها دار عذاب، لا تفنى ولا يفنى أهلها بلا نهاية) لم يتعقبه على كلامه كما تعقبه على غيره من جملة المواضع.
4 - أنه لم ينقل أحد من تلامذتهما عنهما هذا القول، ولم يقل به أحد منهم، وتلاميذهما علماء محققون وهم كُثُر (الذهبي – ابن رجب الحنبلي – ابن كثير) وغيرهم كثير.
سبب نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
لهذه النسبة عدة أسباب، منها:
السبب الأول: عدم تتبع كلام شيخ الإسلام – رحمه الله في جميع كتبه ورسائله، فهو رحمه الله لما استطرد في بيان أدلة من قال بفناء النار ظنّ البعض أن هذا هو قول شيخ الإسلام، أو أنه يميل إليه، لكنه لا يصرح به. فالكتاب قائم على حكاية قول القائلين بفناء النار على هيئة مناظرة وحوار، فذكر أدلة الطائفتين، وحين ذكر أدلة القائلين بفناء النار عرضها عرضاً يوحي بأنه منهم، ويستند هذا التعليل إلى أمور منها:
أ - أن ابن القيم رحمه الله حين ذكر أدلة القائلين بأبدية النار ودوامها وبدأ مناقشة هذه الأدلة، صرّح بأنه يحكي هذا القول فقال: (قال أصحاب الفناء: الكلام على هذه الطرق يبين الصواب في هذه المسألة).
وحين انتهى من ذكر مناقشاتهم قال: (فهذا نهاية أقدام الفريقين في هذه المسألة) ب - أن ابن تيمية رحمه الله ذكر في أبدية النار اتفاق سلف الأمة، وأئمتها، وسائر أهل السنة والجماعة على هذا، ولا يسع ابن تيمية رحمه الله وأمثاله أن يخالف هذا الاتفاق، ولا سيما أنه حكى قول القائلين بالفناء بأنه يحتج على فناء النار بالكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، مع أن القائلين ببقائها ليس معهم كتاب ولا سنة، ولا أقوال الصحابة، فكيف يحكي الاتفاق والإجماع على مسألة، ويركز عليها في كتبه المتعددة. ثم هو يقول بهذا النص، لا شك أن هذا النص هو حكاية لقول القائلين بالفناء لا أنه يرتضيه.
ج - يتفق ابن تيمية رحمه الله وابن القيم أنهما حكيا قول القائلين بالفناء، وذلك؛ لأن ابن القيم نقل أغلب كلام ابن تيمية رحمه الله الذي ذكره في كتابه (الرد على من قال بفناء الجنة والنار)، وذلك بعدما سأل ابن القيم (ت - 761هـ) شيخه ابن تيمية رحمه الله عن هذه المسألة، ثم يجمعهما - أيضاً - أنهما قالا بقول أهل السنة والجماعة في أبدية النار في مواضع متعددة من كتبهما.
السبب الثاني: الكلام المحتمل غير الصريح في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وابن القيم، فقد يفهم فاهم بأن هذا هو قوله في هذه المسألة.
وأنبه في نهاية البحث: إلى أهمية معرفة أن القول بفناء النار لا يسلم بأنه كفر، كما يزعمه كثير من خصوم شيخ الإسلام الذين يكفرونه بذلك، بل هذه المسألة فيها اشتباه وآثار متعددة اشتبهت على كثير من العلماء ومنهم باحثون معاصرون، وقالوا بفناء النار، واستندوا إلى الآثار المروية في ذلك عن بعض الصحابة والتابعين التي يفهم منها القول بفناء النار، فاجتهدوا في هذه المسألة، وإن كانوا مخطئين لكنهم لا يكفرون بذلك. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
مراجع لهذه المسألة:
1 – الاعتبار ببقاء الجنة والنار.
تأليف: للحافظ الإمام علي بن عبد الحافظ السبكي.
2 – رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار.
تأليف: محمد بن إسماعيل الصنعاني.
3 – توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين.
تأليف: مرعي بن يوسف الحنبلي.
4 – شرح العقيدة الطحاوية.
5 – دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية.
تأليف: د. عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن.
6 - تنبيه المختار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الأخيار
(يُتْبَعُ)
(/)
تأليف: الشيخ سليمان بن ناصر العلوان.
.............................. .............................. .............................. .............................. ...............
- الفصل في الملل والأهواء والنحل، ج 4/ 69.
- فتح الباري شرح صحيح البخاري 11/ 440.
- أصول السنة، لإبن أبي زمنين، صفحة 19 و ما بعدها.
- شرح السنة ص33.
- الشريعة ص399 - 400.
- شرح العقيدة الطحاوية ج 1 - صفحة 420.
- والذي يظهر – والعلم عند الله – أنّ هذا القول لم يشتهر عن أحد من السلف إلا ما نسب لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمة الله عليهما – وهذا لا يصح عنهما، كما سيتبين خلال هذا البحث. ولعلّ كلام ابن أبي العز الحنفي حينما نسب هذا القول لبعض السلف لم يبين من هم السلف، و كأنه متردد – رحمه الله – في نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله -، و أما ما نُسب لبعض أهل التفسير فإن معظمهم تكلم على الآية التي جاء في سوة الأنعام، والآية الأخرى التي جاءت في سورة هود، ففهموا من الاستثناء القول بفناء النار، كما أيدوا هذا الفهم بالأقوال التي وردت عن الصحابة – رضوان الله عليهم – والتحقيق أنه لا يصح نسبة هذه الأقوال للصحابة فهي ضعيفة، وما صحً منها لا يفهم القول بفناء النار، و ممن جمع آثار الصحابة في هذه المسألة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان في رسالة له بعنوان: تنبيه المختار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الأخيار. وقد قال ابن حجر – رحمه الله – كما في الفتح: 11/ 429 وما بعدها (وقد مال بعض المتأخرين إلى هذا القول – يعنى القول بالفناء – وهو مذهب ردىء مردود على قائله، وقد أطنب السبكي في بيان وهائه فأجاد .... ). فالحافظ رحمه الله تعالى لم ينسب هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية كما ردً ابن حجر على شيخ الإسلام في مسألتين – كما في الفتح – وكان الصواب فيها مع شيخ الإسلام ابن تيمية ومن المعلوم كذلك: أنً السبكي كان من أعداء شيخ الإسلام ابن تيمية في وقته السبكي، ومع ذلك لم يتهمه بهذه التهمة، قال الألوسي – رحمه الله – في كتابه جلاء العينين في محاكمة الأحمدين: (إنً أكثر المنتقدين من المعاصرين وأشدهم من الوقوع فيه – أي: ابن تيمية – الإمام السبكي).
- انظر تفسير القرطبي [جزء 7 - صفحة 75] حيث قال: (وقال ابن عباس: الاستثناء لأهل الإيمان فما على هذا بمعنى من)
وكذلك انظر: توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين صـ 43.
- انظر رسالة تنبيه المختار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الأخيار.
- حادي الأرواح ص255.
- حادي الأرواح ص283.
- انظر: الرد على من قال بفناء الجنة والنار ص67.
- انظر: شفاء العليل لابن القيم ص551 - 552.
ـ[طالب الخير]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 09:58]ـ
هذا الرجل طارق السويدان رجل متعالم لابد أن يوقف عند حده بإصدار بيان من مشائخنا الكرام وعلى رأسهم الشيخ اب جبرين حفظه الله.
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:43]ـ
ما دمت تكلمهم بأسلوب: " منكم " و " تسيرون " وأنك لست منهم ولا تعجبك دعوتهم، فهل يمكنك أن تبين ـ بصدق ـ ما الذي أرغمك على عضوية الألوكة؟؟ بدون غضب إذا سمحت ..
أخي الكريم: ذهبت بعيداً ...
بصدق!!
أنا أحب الألوكة .. وأعضاؤه .. وهل اختلافي مع الأعضاء ... يعني أنني لست منهم؟!
ربنا يسامحك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 10:45]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6229
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:10]ـ
هذا الرجل طارق السويدان رجل متعالم لابد أن يوقف عند حده بإصدار بيان من مشائخنا الكرام وعلى رأسهم الشيخ ابن جبرين حفظه الله.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 03:04]ـ
ما دام أن كبار المشايخ أمثال المنجد وغيره تكلمو في المذكور فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب, والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ..
والله المستعان
جزاك الله خيراً(/)
أخطر كتاب للدكتور محمد عمارة تبدأ المصريون فى نشر أبحاثه تباعا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 11:07]ـ
أسباب التوتر الطائفي ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 19 - 10 - 2008
من سنن الله ـ سبحانه وتعالى ـ في الخلق، وفي الاجتماع الإنساني قيام العلاقات ـ علاقات الاقتران ـ بين "النعم" وبين "الابتلاءات والامتحانات والاختبارات" ..
ففي نعمة الأولاد فتنة واختبار .. وكذلك الحال مع نعمة المال والغنى والثراء .. ومع نعمة الجاه والسلطان .. ومع نعمة العافية والقوة في الأبدان .. ومع نعمة إقبال الدنيا وزينتها على الناس ـ أفرادًا .. وطبقات .. وشعوبًا وأممًا .. وحضارات ـ .. {واعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (الأنفال: 28) .. {ونَبْلُوكُم بِالشَّرِّ والْخَيْرِ فِتْنَةً وإلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (الأنبياء: 35) ..
وذلك ليتم الابتلاء والاختبار والامتحان للناس، ويتميز الطيب من الخبيث، والصالح من الطالح، والمجاهدون على طريق الخيرات من الذين سقطوا ويسقطون في الابتلاءات والاختبارات ..
ـ ولما كانت التعددية ـ التي جعلها الله ـ سبحانه وتعالى ـ قانونًا وسنة لا تبديل لها ولا تحويل ـ في كل عوالم الخلق، وفي كل مكونات الاجتماع الإنساني ـ هي من أعظم نعم الله ـ سبحانه وتعالى ـ لتحقيقها الحرية .. والسَّعة .. واستنفار الطاقات للتسابق في ميادين الإبداع .. والتنوع الذي يحقق جمال التمايز في الأفكار والأعمال وطرق التنافس في هذه الحياة .. كان الاقتران بين نعمة التعددية هذه وبين الابتلاء بها والاختبار فيها، ليتميز الراشدون الذين يوظفونها في التكامل والتوازن والتزامل والبناء من الذين يجعلونها سبيلاً للتناحر والتقاتل والتشرذم والتفتيت ..
ـ ولأن الشريعة الإسلامية، والحضارة الإسلامية التي أثمرتها وبنتها هذه الشريعة، قد وضعت سنة التعدد في الممارسة والتطبيق (1) .. فبنت أمة متعددة في الشرائع والديانات .. وفي الألسن واللغات والقوميات .. وفي المذاهب والفلسفات .. وفي الألوان والأجناس .. كما أقامت للإسلام دارًا متعددة الأقاليم والأوطان والولايات .. وصنعت لهذه الأمة ثقافة متعددة المناهج والاتجاهات وميادين الإبداع .. كان طبيعيًا اقتران نعمة التعدد هذه بألوان من ابتلاءات التوترات بين فرقاء هذه التعددية، امتحانًا لهؤلاء الفرقاء، حتى يتبين ويمتاز الساعون إلى توظيف التعدد في التكامل والتوازن من الذين سقطوا ويسقطون في مستنقعات التناحر والتنابذ والتقاتل والتصارع والتشرذم والتفتيت ..
ـ إذن .. فليس غريبًا أن يشهد تاريخنا أو حاضرنا توترات بين مكونات الأمة ـ الدينية .. والقومية .. والوطنية ـ وإنما الأهم هو البحث عن أسباب هذه التوترات .. والأخذ بطرق العلاج التي تداوي ما ينشأ عنها من آثار ..
ـ وفي حدود ما قرأت ـ حول التوترات الدينية في التاريخ الإسلامي، القديم منه والحديث ـ فإن ما كتبه المفكر المسيحي اللبناني المرموق الدكتور جورج قرم ـ حول الأقليات المسيحية في التاريخ الإسلامي ـ كان ـ ولا يزال ـ أدق وأعمق ما كتب في هذا الميدان .. وذلك فضلاً عن أنه "شهادة شاهد من أهلها" ـ أهل هذه الأقليات الدينية التي عاشت في إطار أمة الإسلام ..
لقد رصد الرجل ظاهرة التوتر الديني والطائفي ـ التي قال إنها كانت محدودة وعابرة ـ فأرجعها إلى عوامل ثلاثة .. وذلك عندما قال:
"إن فترات التوتر والاضطهاد لغير المسلمين في الحضارة الإسلامية كانت قصيرة، وكان يحكمها ثلاثة عوامل:
العامل الأول: هو مزاج الخلفاء الشخصي، فأخطر اضطهادين تعرض لها الذميون وقعا في عهد المتوكل العباسي (206 ـ 247هـ ـ 821 ـ 861م) الخليفة الميال بطعبه إلى التعصب والقسوة وفي عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (375 ـ 411هـ ـ 985 ـ 1021م) الذي غالى في التصرف معهم بشدة ـ (وكلا الحاكمين عم اضطهادهما قطاعات كبرى من المسلمين!! ـ ..
العامل الثاني: هو تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسواد المسلمين، والظلم الذي يمارس بعض الذميين المعتلين لمناصب إدارية عالية، فلا يعسر أن ندرك صلتهما المباشرة بالاضطهادات التي وقعت في عدد من الأمصار.
أما العامل الثالث: فهو مرتبط بفترات التدخل الأجنبي في البلاد الإسلامية، وقيام الحكام الأجانب بإغراء واستدراج الأقليات الدينية غير المسلمة إلى التعاون معهم ضد الأغلبية المسلمة ..
إن الحكام الأجانب ـ بمن فيهم الإنجليز ـ لم يحجموا عن استخدام الأقلية القبطية في أغلب الأحيان ليحكموا الشعب ويستنزفوه بالضرائب ـ وهذه ظاهرة نلاحظها في سوريا أيضًا، حيث ظهرت أبحاث "جب" و"بولياك" كيف أن هيمنة أبناء الأقليات في المجال الاقتصادي قد أدت إلى إثارة قلاقل دينية خطيرة بين النصارى والمسلمين في دمشق سنة 1860م، وبين الموارنة والدروز في جبال لبنان سنة 1840م وسنة 1860م.
ونهاية الحملات الصليبية قد أعقبتها، في أماكن عديدة، أعمال ثأر وانتقام ضد الأقليات المسيحية ـ ولاسيما الأرمن ـ التي تعاونت مع الغازي ..
بل إن كثيرًا ما كان موقف أبناء الأقليات أنفسهم من الحكم الإسلامي، حتى عندما كان يعاملهم بأكبر قدر من التسامح، سببًا في نشوب قلاقل طائفية، فعلاوة على غلو الموظفين الذميين في الابتزاز، وفي مراعاتهم وتحيزهم إلى حد الصفاقة، أحيانًا، لأبناء دينهم، ما كان يندر أن تصدر منهم استفزازات طائفية بكل معنى الكلمة .. " (2)
تلك شهادة شاهد من أهلها على حجم .. ومُدد .. وأسباب التوتر الديني والطائفي وتاريخنا الإسلامي.
ـــــــــــــــــــ
* هوامش
1ـ انظر كتابنا (الإسلام والتعددية: التنوع والاختلاف في إطار الوحدة) طبعة القاهرة ـ مكتبة الشروق الدولية سنة 2007م.
2ـ جورج قرم: (تعدد الأديان ونظم الحكم: دراسة سوسيولوجية وقانونية مقارنة) ص 211 ـ 224 ـ طبعة بيروت سنة 1979م. والنقل عن: د. سعد الدين إبراهيم: (الملل والنحل والأعراق) ص 729و730 طبعة القاهرة سنة 1990م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 11:09]ـ
مصر بين الإسلام .. والتغريب ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 22 - 10 - 2008
وعلى الجبهة المصرية .. جاءت ثورة 1919م فداوت الكثير من جراحات تلك النزعات الطائفية العنصرية الانعزالية ..
ـ فاجتمعت الأمة وأجمعت ـ بدياناتها المختلفة: الإسلام والمسيحية واليهودية ـ وتياراتها الفكرية المتنوعة ـ إسلاميين وعلمانيين ـ على الهوية "العربية الإسلامية" لمصر .. وتم النص على ذلك في دستور سنة 1923م:"الإسلام هو الدين الرسمي للدولة .. واللغة العربية هي لغتها الوطنية والقومية" ..
ـ وأعلن ابن مصر البار مكرم عبيد (1889 ـ 1961م) ـ وهو أحد أبطال ثورة سنة 1919م وقادتها ـ عن عروبة مصر والمصريين ـ حتى قبل قيام جامعة الدول العربية سنة 1945م ـ فكتب سنة 1939م يقول:
"المصريون عرب .. وتاريخ العرب سلسلة متصلة الحلقات، لا، بل هو شبكة محكمة العقد .. ورابطة اللغة، والثقافة العربية، والتسامح الديني، هي الوشائج التي لم تقضمها الحدود الجغرافية، ولم تنل منها الأطماع السياسية منالا، على الرغم من وسائلها التي تتذرع بها إلى قطع العلاقات بين الأقطار العربية واضطهاد العاملين لتحقيق الوحدة العربية التي لا ريب في أنها أعظم الأركان التي يجب أن تقوم عليها النهضة الحديثة في الشرق العربي.
وأبناء العروبة في حاجة إلى أن يؤمنوا بعروبتهم وبما فيها من عناصر قوية استطاعت أن تبني حضارة زاهرة.
نحن عرب، ويجب أن نذكر في هذا العصر دائمًا أننا عرب، وحدت بيننا الآلام والآمال، ووثقت روابطنا الكوارث والأشجان، وصهرتنا المظالم وخطوب الزمان. نحن عرب من هذه الناحية، ومن ناحية تاريخ الحضارة العربية في مصر، وامتداد أصلنا السامي القديم إلى الأصل السامي الذي هاجر إلى بلادنا من الجزيرة العربية ..
فالوحدة العربية حقيقية قائمة موجودة لكنها في حاجة إلى تنظيم، فتصير كتلة واحدة، وتصير أوطاننا جامعة وطنية واحدة .. " (1)
هكذا تحدث مكرم عبيد باشا ـ حديث العالم ـ عن عروبة مصر والمصريين حضارة .. بل ومن ناحية الجنس والعرق .. فالأصل القديم للمصريين سامي .. وهم قد تواصلوا مع الساميين العرب الذين هاجروا إلى مصر في التاريخ السابق على ظهور الإسلام. (2)
كما تحدث ـ سياسيًا ـ عن الوحدة العربية، التي يجب أن تجعل كل أوطان العالم العربي "جامعة وطنية واحدة" ..
وهذه الحضارة، التي أسهمت مصر في بنائها وبلورتها، والتي تنتمي إليها هي "عربية .. إسلامية" .. وعن إسلامية مصر الوطن والحضارة أعلن مكرم عبيد فقال:
"نحن مسلمون وطنًا، ونصارى دينًا .. اللهم أجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصارًا .. واللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين" (3)
ـ نعم .. حدث هذا بفعل تأثيرات ثورة سنة 1919م .. وتطلع الكثيرون إلى مستقبل تتجاوز فيه الأقلية الأرثوذكسية شباك الغواية الاستعمارية ..
لكن قطاعات مؤثرة من نخب هذه الأقلية قد ظلت متطلعة إلى السير على ذلك الطريق .. طريق الغواية الاستعمارية .. والاستعانة بالغرب ـ وخاصة الثقافي والحضاري (أي التغريب) ـ لإلحاق مصر بالغرب، وتحويل رسالتها و"بوصلتها" الحضارية عن قبلة "العروبة والإسلام" .. فلقد ظل "مشروع المعلم يعقوب" يخايل هذه القطاعات من النخبة النصرانية المصرية ـ العلمانية منها والكهنوتية ـ حتى لقد أطلقوا على هذا "المشروع" وصف: "المشروع الأول لاستقلال مصر" .. دون الكشف عن طبيعة هذا "الاستقلال" ـ الذي لم يكن استقلال عن الاستعمار الغربي ـ العدو التاريخي لمصر والشرق ـ وإنما كان استقلال عن الهوية العربية والإسلامية لمصر .. أي عن "الذاتية" و"الرسالة الحضارية" لمصر ـ.
ويشهد على هذه الحقيقة، ما كتبه الدكتور لويس عوض (1915 ـ 1989م) عن المعلم يعقوب ـ بعد قرابة القرنين من هلاكه ـ .. فلقد وضعه في مصاف عظماء الأمة وأبطالها، من مثل: محمد علي باشا الكبير (1184 ـ 1265هـ ـ 1770 ـ 1849م) .. وعلي بك الكبير (1140 ـ 1187هـ ـ 1728 ـ 1773م) .. وجمال عبد الناصر (1336 ـ 1390 هـ ـ 1918 ـ 1970م)!! ..
كما وصف لويس عوض اللغة العربية بأنها "لغة دخيلة .. وميتة .. وأنها الأغلال التي يجب تحطيمها"! .. (4)
وذلك فضلاً عن هجومه على عروبة مصر .. وعلى العروبة عامة .. ووصفه لها بأنها "عنصرية .. وفاشية .. وأسطورة من الأساطير" (5)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ومن قبل لويس عوض، دعا سلامة موسى (1888 ـ 1958م) إلى الذوبان الكامل في الغرب ـ حتى عندما كان هذا الغرب يحتل مصر! ـ .. ودعا إلى الانسلاخ الكامل عن العروبة والإسلام، فقال:
" .. أنا كافر بالشرق، مؤمن بالغرب .. وإذا كانت الرابطة الشرقية سخافة، فإن الرابطة الدينية وقاحة! .. ونحن نريد العامية، لغة الهكسوس، لا العربية الفصحى، لغة التقاليد العربية والقرآن"! (6)
.. وهكذا ظل "مشروع المعلم يعقوب": سلخ مصر عن العروبة والإسلام، وتغريبها .. يخايل قطاعات من النخبة الأرثوذكسية ..
...
لقد بدأ التغريب ـ في الشرق ـ مسيحيًا .. جاءت به مدارس الإرساليات التنصيرية الفرنسية التي أقامتها فرنسا على أرض لبنان، والتي استقطعت فيها العديد من أبناء الطائفة المارونية ـ الكاثوليكية .. ذات الهوى الفرنسي! ـ .. وذلك لصناعة نخبة تقدم النموذج الحضاري الغربي إلى الشرق، ليكون بديلاً عن النموذج الحضاري الإسلامي .. وذلك عن طريق تخريج "جيش ـ ثقافي ـ متفاني في خدمة فرنسا في كل وقت"! .. وحتى "تنحني البربرية العربية ـ (!!!) ـ لا إراديا أمام الحضارة المسيحية لأوروبا"! ـ بتعبير القناصل الفرنسيين ببيروت في القرن التاسع عشر ـ (7)
وإذا كان التغريب قد تعدى نطاق الطوائف المسيحية الشرقية، فشمل قطاعات من النخب المسلمة، فلقد ظل ـ في الإطار الإسلامي ـ خيار قطاع محدود من النخبة، بينما تطور ـ على الجانب المسيحي ـ ليصبح خيار المؤسسات الفاعلة، التي رأته البديل عن النموذج الإسلامي، وخاصة بعد تصاعد المد الإسلامي عقب إفلاس النموذج العلماني ونماذج التحديث على النمط الغربي ..
فلما حدث تغرب الكنائس الوطنية الشرقية ـ بتأثير الحداثة الغربية .. والمذاهب المسيحية الغربية .. ومجلس الكنائس العالمي ـ عمت بلوى تغرّب مراكز التوجيه الديني والعلماني لدى أغلبية المسيحيين الشرقيين! .. على حين ظل التغريب في النخبة المسلمة نتوءًا شاذًا لا تأثير له في الشارع الإسلامي .. فلما تعاظم "اليقظة الإسلامية المعاصرة" دُفعت هذه النخبة المسلمة المتغربة إلى "نفق الإفلاس"! ..
ـــــــــــــــــــــــ
* هوامش:
1ـ مكرم عبيد ـ مجلة (الهلال) عدد إبريل سنة 1939م.
2ـ للمقريزي كتاب نفيس في هذا الموضوع، عنوانه: (الإعراب عمن نزل بأرض مصر من الأعراب). تحقيق: د. عبد المجيد عابدين ـ طبعة القاهرة.
3ـ صحيفة (الوفد) عدد 21/ 1/1993م.
4ـ د. لويس عوض (تاريخ الفكر المصري الحديث) جـ 1 ص 183و184و186و194و197و209ـ طبعة دار الهلال ـ القاهرة سنة 1969م.
5ـ الأهرام في 8و20 إبريل، 11 مايو 1978م، و (السياسية الدولية) عدد أكتور سنة 1978م.
6ـ سلامة موسى (اليوم والغد) ص 5 ـ 7، 200 و201 طبعة القاهرة سنة 1928م.
7 ـ من محفوظات أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية لسنوات 1840 ـ 1842، 1848، 1897، 1898م. انظر: محمد السماك (الأقليات بين العروبة والإسلام) طبعة بيروت سنة 1990م.
ـ[خلوصي]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 01:53]ـ
شكرا جزيلا أخي الحبيب المرسي ....
موضوع حساس و قد نبهني الآن على شيء غريب و هو كيف لم يصدر إلى الآن كتاب بهذا الوصف؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 11:01]ـ
مخطط تفتيت عالم الإسلام ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 24 - 10 - 2008
ولقد كانت إقامة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين سنة 1948م بداية لتطور "نوعي .. وكمي" في مشروع الغواية الاستعمارية للأقليات ـ الدينية .. والقومية ـ في الشرق الإسلامي .. لمزيد من التفتيت للعالم الإسلامي، على النحو الذي يحوله إلى "فسيفساء ورقية" مشغولة "بالألغام" الداخلية المتفجرة فيما بينها .. وذلك حتى يتحقق الأمن للكيان الصهيوني ـ في المحيط العربي والإسلامي ـ فيقوم بالشراكة والوكالة في مشروع الهيمنة الاستعمارية الغربية على عالم الإسلام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي التخطيط ـ المعلن ـ لهذا التطور "النوعي .. والكمي" لهذه الغواية الاستعمارية .. لأبناء الأقليات ـ الدينية .. والقومية ـ كي تتحرك ـ متحالفة مع الاستعمار والصهيونية ـ ضد العروبة والإسلام .. وضد وحدة الأمة وتكامل دار الإسلام ـ في هذا التخطيط كتب المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" Bernard Lewis في مجلة البنتاجون ـ مجلة وزارة الدفاع الأمريكية ـ Executive Intelligence research project ـ داعيا إلى مزيد من التفتيت للعالم الإسلامي ـ من باكستان إلى المغرب، على أسس دينية وقومية ومذهبية، وذلك لإنشاء اثنين وثلاثين كيانًا سياسيًا جديدًا في الشرق الإسلامي .. دعا إلى تقسيم العراق إلى دول ثلاث: كردية .. وسنية .. وشيعية .. وتقسيم السودان إلى دولتين: زنجية .. وعربية .. وتقسيم لبنان إلى خمس دويلات: مسيحية .. وشيعية .. وسنية .. ودرزية .. وعلوية .. وتقسيم مصر إلى دولتين: إسلامية .. وقبطية .. وكذلك بقية أنحاء العالم الإسلامي .. وذلك ليصبح العالم الإسلامي ـ وفق تعبيره ـ "برجًا ورقيًا" ومجتمعات فسيفسائية ـ مجتمعات الموزايك Mosaic Society .. ثم قال:
"ويرى الإسرائيليون: أن جميع هذه الكيانات لن تكون فقط قادرة على أن تتحد، بل سوف تشلها خلافات لا انتهاء لها .. ونظرًا لأن كل كيان من هذه الكيانات سيكون أضعف من إسرائيل، فإن هذه ـ إسرائيل ـ ستضمن تفوقها لمدة نصف قرن على الأقل"! (1)
ـ وعندما بدأت إسرائيل ـ أوائل خمسينيات القرن العشرين ـ تحقيق هذا المخطط ـ على جبهة المارونية السياسية بلبنان ـ تحدث ديفيد بن جوريون (1886 ـ 1973م) ـ أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني ـ تحدث سنة 1954م ـ عن:
"ضرورة تثبيت وتقوية الميول الانعزالية للأقليات في العالم العربي، وتحريك هذه الأقليات، لتدمير المجتمعات المستقرة، وإذكاء النار في مشاعر الأقليات المسيحية في المنطقة، وتوجيهها نحو المطالبة بالاستقلال والتحرر من الاضطهاد الإسلامي"!! (2)
ـ وفي عقد الثمانينيات، من القرن العشرين، نشرت المنظمة الصهيونية العالمية ـ في مجلتها الفصلية "كيفونيم" Kivunim ـ الاتجاهات ـ عدد 4 فبراير سنة 1982م ـ أي إبان الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990م) ـ فقالت عن هذا المخطط التفتيتي المعلن:
"إن تفتيت لبنان بصورة "مطلقة" إلى خمس مقاطعات إقليمية هو سابقة للعالم العربي بأسره، بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية .. إن دولاً مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منها ـ (في المغرب) ـ لن تبقى على صورتها الحالية، بل ستقتفي أثر مصر في انهيارها وتفتتها، فمتى تفتتت مصر تفتت الباقون ـ (!!) ـ إن رؤية دولة قبطية مسيحية في صعيد مصر، إلى جانب عدد من الدول ذات سلطة أقلية ـ مصرية، لا سلطة مركزية "كما هو الوضع الآن، هو مفتاح هذا التطور التاريخي"
وخلصت هذه الاستراتيجية الصهيونية إلى الهدف .. فقالت:
"إن هذا هو ضمان الأمن والسلام في المنطقة بأسرها في المدى الطويل .. ففي العصر النووي لا يمكن بقاء إسرائيل إلا بمثل هذا التفكيك، ويجب من الآن فصاعدًا بعثرة السكان، فهذا دافع استراتيجي، وإذا لم يحدث ذلك، فليس باستطاعتنا البقاء مهما كانت الحدود"! (3)
ـ وفي تسعينيات القرن العشرين، دعا "مركز بارايلان للأبحاث الاستراتيجية" ـ التابع لجامعة بارايلان الإسرائيلية ـ إلى ندوة، عقدت في 20 مايو سنة 1992م، وشاركت فيها وزارة الخارجية الإسرائيلية، بواسطة "مركز الأبحاث السياسية" التابع لها، وأسهم فيها باحثون من "مركز ديان" ـ التابع لجامعة تل أبيب ـ وذلك لبحث "الموقف الإسرائيلي من الجماعات الإثنية والطائفية في منطقة الشرق الأوسط" .. ولقد ناقشت هذه الندوة أحد عشر بحثًا .. وخلصت أبحاثها وتوصياتها إلى:
"أن هذه الأقليات .. هي شريكة إسرائيل في المصير، ولابد من أن تقف مع إسرائيل في مواجهة ضغط الإسلام والقومية العربية، أو تبدي استعداد لمحاربتها أو مقاومتها، فهي حليف وقوة لإسرائيل .. " (4)
...
هكذا تم التخطيط لهذا التطور "النوعي .. والكمي" في الغواية "الاستعمارية ـ الصهيونية" للأقليات ـ الدينية .. والقومية .. والمذهبية ـ في وطن العروبة وعالم الإسلام .. وتم الإعلان عن هذا التخطيط ـ في الوثائق التي قدمنا بعض فقراتها ـ .. وبدأت التطبيقات لهذا التخطيط متزامنة مع إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ..
ـــــــــــــــــــــ
* هوامش:
1ـ محمد السماك (الأقليات بين العروبة والإسلام) ص131و133و143 طبعة بيروت سنة 1990م.
2ـ د. سعد الدين إبراهيم (الملل والنحل والأعراق) ص740 ـ 748 ـ طبعة القاهرة سنة 1994م. ـ (وهو ينقل عن مذكرات موشى شاريت ـ رئيس وزراء إسرائيل في ذلك التاريخ) ـ.
3ـ (الأقليات بين العروبة والإسلام) ص140 ـ 144.
4ـ (ندوة الموقف الإسرائيلي من الجماعات الإثنية والطائفية في العالم العربي) ص6 ـ10، 27. ترجمة الدار العربية للدراسات والنشر ـ طبعة القاهرة سنة 1992م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 03:45]ـ
تحول الكنيسة إلى دولة طائفية عنصرية ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 26 - 10 - 2008
أما على الجبهة المصرية .. التي قالت عنها "استراتيجية إسرائيل في الثمانينات" ـ من القرن العشرين ـ:
"إنه إذا تفتتت مصر تفتت الباقون"! .. فلقد بدأ يتخلق في صفوف النصارى الأرثوذكس ـ عقب الحرب العالمية الثانية ـ ومع نجاح "الإحياء اليهودي" الذي اتخذ شكل الكيان الصهيوني الذي أقيم سنة 1948م على أرض فلسطين ـ .. بدأ يتخلق تيار "طائفي ـ عنصري ـ انعزالي" يسعى إلى تغيير هوية مصر، وخلعها من المحيط العربي الإسلامي، واستبدال اللغة القبطية باللغة العربية، وتسويد المسيحية فيها بدلاً من الإسلام .. أي بدأ البعث والإحياء لمشروع المعلم يعقوب حنا من جديد! ..
نعم .. بدأ تخلق هذه النزعة الطائفية .. والسعي إلى تحقيق هذا الحلم ـ الذي يبدو مجنونًا! ـ .. وتناثرت وتراكمت وتكاملت ـ في الطائفة الأرثوذكسية ـ تحديدًا ـ الأفكار والوقائع التي تقود في هذا الاتجاه .. اتجاه تفتيت مصر، وتغيير هويتها القومية والحضارية .. والارتداد بها إلى الوراء أربعة عشر قرنًا! ..
ـ فيكتب القمص "سرجيوس" (1883ـ 1964م) في مجلة "المنارة" ـ بتاريخ 6/ 12/1947م ـ يقول:
"إن أرض الإسلام هي الحجاز فقط، وليست البلاد التي يعيش فيها المسلمون"!
ـ ويعترف "نظير جيد" ـ في مقال له بمجلة "مدارس الأحد" ـ بتاريخ يناير سنة 1952م ـ بتزعمه لجماعة ذات نزعة طائفية سنة 1948م ـ العام التالي لتخرجه من الجامعة! ـ .. حتى لقد ذهب إليهم ـ أي إلى جماعة نظير جيد ـ نجيب اسكندر باشا ـ وزير الصحة في حكومة النقراشي باشا (1305 ـ 1368هـ ـ 1888 ـ 1948م) قائلاً لهم ـ كجماعة ـ:
"لحساب من تعملون؟! .. أنتم تهددون وحدة العنصرين"! ..
كما يعلن نظير جيد ـ في هذا المقال ـ:
"إن المسلمين قد أتوا وسكنوا معنا في مصر"! ـ أي أن المسلمين المصريين جالية محتلة لمصر منذ أربعة عشر قرنًا! (1)
ـ وفي أول شهر توت ـ رأس السنة الفرعونية ـ وعيد الشهداء عند الأرثوذكس سنة 1669ق ـ 11 سبتمبر سنة 1952م ـ تتبلور هذه النزعة الطائفية العنصرية الانعزالية في (جماعة الأمة القبطية) التي استقطبت خلال عام واحد 92.000 من شباب الأرثوذكس .. والتي أعلنت عن "مشروع قومي"، وليس مجرد مطالب لأقلية دينية، أعلنت:
1ـ أن الأقباط يشكلون أمة (2) .. ويطلبون حذف النص الدستوري الذي يقول إن الإسلام دين الدولة! .. وإن اللغة العربية هي لغتها! .. وذلك ليكون الدستور مصريًا .. وليس عربيًا ولا إسلاميًا .. وإعلان "أن مصر كلها أرضنا التي سلبت منا بواسطة العرب المسلمين منذ 14 قرنًا .. وأننا سلالة الفراعنة .. وديانتها هي المسيحية .. وسيكون دستورنا هو الإنجيل .. وتكون لغتنا الرسمية هي اللغة القبطية ..
وكان لهذه الجماعة علمها وزيها الخاصين بها .. وكان المعلم يمثل صليبًا منصوبًا في الإنجيل .. كما كان لها نشيد خاص تنشده في جميع الاحتفالات والاجتماعات .. كما افتتحت في المحافظات مدارس لتعليم اللغة القبطية بالمجان!! (3)
ولقد حاولت هذه الجماعة ـ الطائفية .. العنصرية ـ ضم قيادة الكنيسة إلى هذا المخطط .. فلما رفض البابا يوساب الثاني (1946 ـ 1956م) ذلك، اختطفوه .. وذهبوا به إلى دير صحراوي .. وأجبروه على التنازل عن البابوية! ..
فلما اعتقلت حكومة ثورة يوليو بعض قيادات هذه الجماعة ـ وفي مقدمتهم المحامي إبراهيم هلال ـ وحلت التنظيم في 24 إبريل سنة 1954م ـ وأحالتهم إلى المحاكمة .. دخلت قيادات أخرى من هذا الاتجاه الطائفي الانعزالي ـ في مقدمتهم نطير جيد ـ إلى الدير في 18 يوليو سنة 1954م .. سالكة طريق الرهبنة، لتصل إلى قمة الكنيسة في 14 نوفمبر سنة 1971م .. ولتحقق ـ "بالانتخاب" ـ سيطرة هذه النزعة الطائفية العنصرية على الكنيسة .. بعد أن فشل تحقيق هذه السيطرة ـ سنة 1954م ـ "بالانقلاب"!! ..
ـ ولقد بدأ ـ منذ ذلك التاريخ ـ مسلسل "الفتنة الطائفية"، الذي قادته الكنيسة .. الأمر الذي يطرح السؤال ـ الذي لم يلتفت إليه الكثيرون ـ وهو:
لماذا لم تكن بمصر المعاصرة فتنة طائفية قبل هذا التاريخ ـ نوفمبر سنة 1971م ـ؟!:
وعلى أرض الواقع ـ واقع الفتنة الطائفية ـ توالت الحوادث والأحداث:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ فتم الخروج بالكنيسة ـ لأول مرة ـ عن رسالتها الروحية ونهجها التاريخي .. وتحويلها إلى حزب سياسي .. ودولة داخل الدولة ـ وأحيانًا فوق الدولة ـ .. وسحب المسيحيين من مؤسسات المجتمع والدولة إلى "دولة الكنيسة ومجتمعها" ..
ـ وبدأ تفجير وقائع الفتنة الطائفية ـ بداية بأحداث الخانكة في نوفمبر سنة 1972م ـ منتهزة فرصة انشغال الدولة بالإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973م .. مع استمرار وقائع هذه الفتنة الطائفية، في ظل الحماية الأمريكية، والتدخل الأمريكي في شئون مصر الداخلية، بدعوى حماية المسيحيين من الاضطهاد! .. ولقد استمرت وقائع هذه الفتنة، رغم تغير قيادة الدولة .. وتعاقب الحكومات .. وتغير المواقف من الجماعات والأحزاب! ..
1ـ ففي 17 و18 يوليو سنة 1972م عقدت قيادة الكنيسة مؤتمرًا بالإسكندرية، اتخذت فيه قرارات طائفية ـ لا علاقة لها بالرسالة الروحية للكنيسة ـ وأبرقت بهذه القرارات إلى مؤسسات الدولة "بلهجة صدامية"، مهددة "بالاستشهاد" إذا لم تستجب الدولة لهذه المطالب! ..
2ـ وفي نفس التاريخ ـ 18/ 7/1972م ـ وعلى هامش المؤتمر ـ تم الإعلان للخاصة ـ في محاضرة بالإسكندرية ـ بالكنيسة المرقسية الكبرى ـ حضرها خاصة الخاصة من رجال الدين وبعض الأثرياء ـ تم الإعلان عن معالم المشروع الطائفي العنصري الانعزالي، الذي يطمع في تغيير الهوية .. والواقع .. والخريطة .. والحضارة .. والتاريخ .. ـ بالنسبة لمصر ـ! ..
تلك المحاضرة التي قال فيها كبيرهم:
"إن الخطة موضوعة لكل جانب من جوانب العمل على حدة في إطار الهدف الموحد ..
لقد عادت أسبانيا إلى أصحابها المسيحيين بعد أن ظلت بأيدي المستعمرين المسلمين قرابة ثمانية قرون ..
وفي التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أن طردوا منها منذ قرون طويلة؟! ..
والمطلوب: مقاطعة المسلمين اقتصاديا، والامتناع عن التعامل المادي معهم امتناعا مطلقًا إلا في الحالات التي يتعذر فيها ذلك ..
والعمل على زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم، وتشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم وصدق محمد .. مع التزام الهدوء واللباقة والذكاء في ذلك، منعًا لإثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم .. مع مجاملتهم في أعيادهم حيثما يكون الاختلاط ..
واستثمار النكسة والمحنة الحالية لصالحنا، فلن نستطيع إحراز أية مكاسب أو أي تقدم نحو هدفنا إذا انتهت المشكلة مع إسرائيل سواء بالسلم أو الحرب! ..
والعمل على:
أـ تحريم تحديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة.
ب ـ وتشجيع تحديد النسل وتنظيمه بين المسلمين (65%من الأطباء والقائمين على الخدمات من شعب الكنيسة) ..
جـ ـ ووضع الحوافز للأسر المسيحية الفقيرة لزيادة الإنجاب.
د ـ والتنبيه على العاملين بالخدمات الصحية كي يضاعفوا الخدمات الصحية لشعبنا، لتقليل نسبة الوفيات، وعمل العكس مع المسلمين ..
هـ ـ وتشجيع الزواج المبكر وتخفيض تكاليفه، بتخفيف رسوم فتح الكنائس ورسوم الإكليل بكنائس الأحياء الشعبية.
و ـ وتحريم إسكان المسلمين في عمارات المسيحيين .. وطرد المخالفين من رحمة الرب ورعاية الكنيسة.
وذلك لجعل شعب الكنيسة نصف الشعب المصري في مدة 12 أو 15 سنة من الآن، ليتساوى عدد شعب الكنيسة مع عدد المسلمين لأول مرة منذ الاستعمار العربي والغزو الإسلامي لبلادنا" (4)
3ـ وتم احتفال الكنيسة بذكرى القمص سرجيوس ـ الذي كتب في صحيفة "المنارة" بتاريخ ـ 6/ 12/1947 ـ داعيًا إلى اعتبار الحجاز فقط هي دار الإسلام. (5)
4ـ وفي 18 نوفمبر سنة 1972م ـ إبان أحداث الخانكة ـ وفي قمة حرج الدولة وهي تجاهد للقيام بحرب أكتوبر ـ ومع اقتراب عام على تولي البابا شنودة البابوية ـ حرض البابا رجال الكهنوت على التظاهر والصدام العنيف مع الدولة ـ وهما أمران غير مسبوقان في تاريخ الكنيسة حتى في ظل الاضطهاد الروماني!! ـ .. وقال لرجال الكهنوت:
ـ "أنتم كم؟ "
ـ فقالوا: مائة وستون.
ـ فقال لهم: عايزكم ترجعوا ستة عشر كاهنًا. والباقي يفترشون الأرض افتراشًا، ويستشهدون" (6)
وكان هذا إعلانًا عن سياسة الصدام الكنسي مع الدولة المصرية لأول مرة في تاريخ الكنيسة وتاريخ مصر الإسلامية! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
5ـ وفي 17/ 1/1977م عقدت قيادة الكنيسة مؤتمرات دعت إليه "ممثلي الشعب القبطي" ـ حسب تعبيرها ـ. وضم هذا المؤتمر يجمع الآباء كهنة الكنائس، والمجلس الملي، ورؤساء وأعضاء الجمعيات والهيئات القبطية، والأراخنة أعضاء مجالس الكنائس وكان هذا المؤتمر تتويجًا لمؤتمرات تحضيرية عقدت في 5و6و7 سنة 1976م وفي 17/ 12/1976م .. واتخذ هذا المؤتمر القرارات التي تعلن عن "المشروع السياسي للكنيسة"، من: بناء الكنائس .. إلى معارضة توجه الدولة نحو الشريعة الإسلامية ـ (رغم أنه تطبيق لنص دستوري متفق عليه) ـ إلى التمثيل السياسي والنيابي والإداري والوظيفي للأقباط في مجلس الوزراء، ومجلس الشعب، والمحليات، والمحافظين، ومختلف مؤسسات الدولة والقطاع العام .. وحتى طلب القضاء على التوجه الإسلامي في الجامعات! .. ـ كما تحدث المؤتمر باسم "أقدم وأعرق سلالات مصر"!! (7) .. ثم الاعتراض ـ أواخر سنة 1979م ـ على تقنين الشريعة الإسلامية، والتهديد بإسالة "الدماء للركب من الإسكندرية إلى أسوان"!
6ـ وإبان اشتعال الحرب الأهلية في لبنان (1975 ـ 1990م) ذهب شبان أرثوذكس ـ تحت سمع الكنيسة وبصرها .. وفي ظل صمت الرضى! ـ إلى لبنان، وحاربوا في صفوف المارونية السياسية، المتحالفة مع إسرائيل ضد عروبة لبنان ووحدته وانتمائه القومي والحضاري! .. حاربوا مع "الكتائب اللبنانية" .. وهكذا أصبح للكنيسة المصرية مسلحون ومقاتلون، لأول مرة في التاريخ!! .. (8)
ـــــــــــــــــــــــ
* هوامش:
1ـ انظر نص هذا المقال في كتاب: د. سليم نجيب (الأقباط عبر التاريخ) ـ تقديم: مجدي خليل ـ طبعة القاهرة ـ دار الخيال سنة 2001م.
2ـ لقد لاحظت استخدام "بونابرت" مصطلح "الأمة القبطية" في مراسلاته مع خونة النصارى الذين تعاونوا معه .. وكذلك استخدامهم لهذا المصطلح ـ انظر: عادل جندي "المخططات الخطيرة" ـ صحيفة "وطني" في 2/ 7/2006م.
3ـ (الأقباط عبر التاريخ) ص184و185.
4ـ الشيخ محمد الغزالي (قذائف الحق) ص57 ـ 65 ـ طبعة صيدا ـ المكتبة العصرية ـ لبنان ـ بدون تاريخ ـ (ولقد حدثني الشيخ الغزالي ـ عليه رحمة الله ـ أن أحد ضباطا الأمن القومي قد جاءه بنص المحاضرة، مكتوبًا بالقلم الرصاص .. وأعطاه للشيخ إبراءًا لذمته أمام الله .. ولقد أعطى الشيخ صورة من المحاضرة للشيخ عبد الحليم محمود .. ثم نشر خبر هذه المحاضرة بكتابه (قذائف الحق) ـ الذي صودر بمصر ـ وطبع خارجها.
5ـ المرجع السابق. ص57 ـ 65.
6ـ القمص اندراوس عزيز (الحقائق الخفية في الكنيسة القبطية) ص 27. والنقل عن: ممدوح الشيخ ـ صحيفة (الأسبوع) في 28/ 2/2000م.
7ـ د. محمد مورو (يا أقباط مصر انتبهوا) ص259 ـ 273. طبعة القاهرة سنة 1998م.
8ـ يشير أبو سيف يوسف إلى تعاطف الهيئة القبطية الأمريكية ـ التي تكونت في أمريكا سنة 1974م ـ مع "الكتائب اللبنانية" وإلى تعاون مجلتها ـ (الأقباط) ـ مع الصهاينة .. وقولهم عن الإسلام إنه أخطر على الغرب ـ المسيحي ـ اليهودي ـ من الشيوعية ـ انظر (الأقباط والقومية العربية) ص172 ـ والنقل عن (التطور الفكري لدى جماعات العنف الدينية في مصر) ص242و336 وانظر كذلك ـ محمد جلال كشك (ألا في الفتنة سقطو) ص34 طبعة القاهرة سنة 1982م.
ـ[الاعجاز العلمي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 04:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم أخي ..
انا من المعجبين والمؤيدين لفكر هذا العالم ونهجه
اللهم زده علما
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 04:40]ـ
هو لاشك عالم كبير
لكن لايجعلنا حبه أن نقبل أخطاؤه التى هى ليست من منهج السلف وهى مبسوطة فى مظانها ولله الحمد
فنستطيع ان ننهل من علمه ونجتنب اخطاءه وجزاه الله عنا كل خير
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 10:53]ـ
معجزة المقاومة المؤمنة ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 27 - 10 - 2008
عندما غزت أمريكا فيتنام عام 1964 ظلت أثنى عشر عاما قبل أن تشعر بالهزيمة عام 1975، مع أن فيتنام كانت تساعدها الصين والاتحاد السوفيتي ولاوس وكمبوديا، وتناصرها كل شعوب العالم الثالث دون استثناء.
وعندما غزت أمريكا –ومعها حلف الأطلنطي- أفغانستان في أكتوبر 2001 وغزت العراق ومعها حلفاؤها الغربيون في مارس 2003 صمت الكثيرون .. ونافق الكثيرون .. وارتعد الكثيرون .. بل وتواطأ الكثيرون!.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن وقبل مضي سنوات قلائل لا تتعدى أصابع اليد الواحدة كانت المقاومة الإسلامية وحدها على أرض العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال .. تصنع واحدة من أعظم معجزات الإسلام في القرن الواحد والعشرين
لقد أعلنت أمريكا انتصار "الفرعونية والقارونية الغربية" في الصدام مع حضارة الإسلام ولكنها السنوات القليلة التي كشفت فيها المقاومة الإسلامية عن انهيار هذا الحكم الأمريكي المجنون.
فجيوش الفرعونية الأمريكية التي قاربت ربع المليون على أرض العراق تبحث لها الآن عن سبيل للانسحاب بعد أن أصيب 38% من جنودها بالأمراض النفسية وبعد أن أصبحت مقابرهم في أمريكا كاملة العدد .. فتحققت للمقاومة العراقية للقلة المؤمنة معجزة لا نظير لها في تاريخ الجيوش والحروب والصراعات.
وهذه الجيوش الأمريكية ومعها جيوش حلف الأطلنطي تبحث عن أرض أفغانستان عن مخرج ينجيها من باس الفقراء أبطال طالبان وتلوح أمام أعينهم المقبرة التي سيدفنون فيها على أرض أفغانستان كما سبق ودفنت فيه الإمبراطورية السوفيتية منذ سنوات.
وكذلك الحال مع الجيش الصليبي الإثيوبي الذي ينهار أمام المقاومة الإسلامية على أرض الصومال أفقر بلاد الدنيا على الإطلاق.
وإذا كان هذا هو صنيع المعجزة الإسلامية معجزة المقاومة المؤمنة مع "قوة الفرعونية الأمريكية" وبهذه السرعة غير المسبوقة في تاريخ الغزو والاحتلال والصراع .. فلقد حدث نفس الإعجاز الإسلامي مع "القارونية الأمريكية" التي سقطت رأسماليتها وليبراليتها في مستنقع الركود والكساد والانكماش والإفلاس .. بعد أن أعلن فيلسوفها فوكوباما أنها "نهاية التاريخ".
إنها واحدة من أعظم معجزات الإسلام والمقاومة الإسلامية والصمود الإسلامي التي بددت في بضع سنوات هذا الحلم الأمريكي المجنون حتى لكأننا أمام مشهد جديد "للطير الأبابيل" التي بددت حلم المجنون أبرهة الحبشي صاحب الفيل الذي أراد قبل أربعة عشر قرنا تدنيس البيت الحرام وقطع الطريق على ظهور الإسلام كما أراد رعاة البقر قطع الطريق على اليقظة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين.
والمطلوب أمام هذا المشهد المعجز هو الوعي بسنن التاريخ الحاكمة للصراعات بين الحق والباطل على مر التاريخ وذلك ليعتبر الجبناء الذين صمتوا ونافقوا أو راهنوا على الفرعونية والقارونية الأمريكية وليعلم الجميع أن لله سننا في هذه الصراعات التي يفرضها الباطل على الحق .. فالوعي بهذه السنن هو واحد من أمضى الأسلحة في هذه الصراعات.
ـ[أبومنصور]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 11:06]ـ
انا من المعجبين والمؤيدين لفكر هذا العالم ونهجه
هل تقصد المعنى الحرفي للكلمة ام هو مجرد وصف عام لان الذي اعرفه عن الدكتور عمارة انه ليس عالما بالمعنى المتعارف عليه وانما يصنف او يصنفه الكثيرون على انه مفكر اسلامي على ما في هذا المصطلح من تحفظات لا تخفى على امثالك.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 05:21]ـ
التنظير العنصري للإحياء القومي القبطي ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 28 - 10 - 2008
وعلى الجانب الفكري .. والتنظير للمشروع الطائفي العنصري الانعزالي للكنيسة الأرثوذكسية المصرية .. بدأت التنظير للفصام مع هوية مصر العربية والإسلامية، فبعد إجماع الأمة ـ مسلمين ونصارى ويهود وعلمانيين ـ على النص ـ في دستور سنة 1923م ـ على أن دين الدولة المصرية هو الإسلام، وأن لغتها هي العربية .. وبعد إعلان مكرم عبيد باشا (1889 ـ 1961م) عن عروبة مصر والمصريين، حتى قبل قيام جامعة الدول العربية .. وقوله سنة 1939م:
"المصريون عرب .. والوحدة العربية من أعظم الأركان التي يجب أن تقوم عليها النهضة الحديثة في الشرق العربي .. إنها حقيقة قائمة وموجودة، لكنها في حاجة إلى تنظيم لتصير البلاد العربية كتلة واحدة، وتصير أوطاننا جامعة وطنية واحدة .. " (1)
وإعلانه عن أن الإسلام هو هوية مصر الحضارية، بالنسبة لكل أبنائها وأديانها .. وقوله:
"نحن مسلمون وطنًا، ونصارى دينًا. اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصارًا. واللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين .. " (2)
وبعد موافقة 63% من مسيحيي مصر على تطبيق الشريعة الإسلامية ـ بما فيها الحدود ـ في المنظومة القانونية المصرية سنة 1985م. (3)
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد هذه الحقائق الشاهدة على الوحدة الوطنية المصرية ـ على أسس قومية وحضارية ـ وجدنا النزعة العنصرية الطائفية الانعزالية ـ التي تبلورت عقب الحرب العالمية الثانية .. والتي أعلنت عنها (جماعة الأمة القبطية) ـ في ظلال نجاح المشروع العنصري الصهيوني ـ .. وجدنا هذه النزعة تجد طريقها إلى كتابات القيادات الكهنوتية في الكنيسة الأرثوذكسية، على النحو الذي يتحدث عن "مسألة ومشكلة قومية قبطية" .. وليس "مطالب لأقلية مسيحية" هي جزء أصيل في نسيج الشعب المصري ..
ـ فيكتب الأنبا غريغريوس (1919 ـ 2002م) ـ الرجل الثاني في الكنيسة .. وأسقف التعليم والبحث العلمي والدراسات العليا ـ فيقول:
"إن اللغة القبطية هي لغتنا .. وهي تراث الماضي، ورباط الحاضر، وهي من أعظم الدعائم التي يستند إليها كيان الشعب المسيحي .. وهي السور الذي يحمينا من المستعمر الدخيل"!! (4)
فيتحدث عن لغة "مختلفة" عن اللغة القومية لمصر .. وعن ثقافة مختلفة عن الثقافة العربية .. وعن شعب مسيحي، متميز عن الشعب المصري، وعن المسلمين المصريين ـ أي 95% من المصريين ـ كمستعمر دخيل!! .. أي يفصح ـ باسم الكنيسة ـ عن تبني هذه الكنيسة للمشروع القومي القبطي الذي أعلنته (جماعة الأمة القبطية) سنة 1952م! ..
ـ ويدعو الدكتور كمال فريد إسحق ـ أستاذ اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية، التابع للكنيسة ـ "إلى أن تكون اللغة القبطية هي اللغة القومية لمصر" ـ (!!!) ـ وليست اللغة العربية .. (5)
ـ أما عميد هذا المعهد ـ معهد الدراسات القبطية ـ الدكتور رسمي عبد الملك ـ فيدعو إلى:
"أن يكون محو أمية الشعب المصري باللغة القبطية، لا العربية"!! .. ويعلن عن مخطط إحلال اللغة القبطية محل اللغة العربية .. وكيف أنه "يوجد في كل كنيسة فصل لتعليم اللغة القبطية"!! .. أي أننا ـ في مصر ـ بإزاء نظام تعليمي، فيه آلاف الفصول الدراسة التي تعمل الكنيسة ـ بواسطتها ـ على تغيير اللغة القومية ـ التي نص عليها الدستور .. ومثلت ركنًا من أركان ثوابت الهوية المصرية منذ نحو أربعة عشر قرنًا .. والتي اختارها الشعب المصري اختيارًا حرًا!! ..
كما أعلن عميد معهد الدراسات القبطية ـ هذا ـ أن المجال سيفتح لرسائل الماجستير والدكتوراه في اللغة القبطية، ولعمل إحصائيات حول المتحدثين باللغة القبطية في تعاملهم اليومي داخل المنزل .. وأكد وجود أعداد كبيرة تقبل على تعلم اللغة القبطية، وعائلات لا تتحدث في منازلها إلا باللغة القبطية"!! (6)
أي أننا أمام انقلاب ـ فكري وعملي ـ على الهوية العربية لمصر .. بلورته (جماعة الأمة القبطية) سنة 1952م .. وترعاه وتنفذه الكنيسة الأرثوذكسية بعد استيلاء التيار الطائفي العنصري الانعزالي على قياداتها في 14 نوفمبر سنة 1971م.
ـ وإذا كان الأنبا مرقس ـ المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية .. وعضو المجمع المقدس .. ورئيس لجنة الإعلام بهذا المجمع أي "وزير إعلام الكنيسة" .. وأسقف شبرا الخيمة ـ قد أعلن:
"أن مصر هي بلد الأقباط، وهم أصحابها"!! (7) .. فإنه قد طالب بأن يكون أول شهر توت ـ عيد النيروز الفرعوني ـ إجازة رسمية للدولة المصرية، باعتباره عيد رأس السنة الفرعونية (8) ـ وهو ـ للتذكرة ـ اليوم الذي أعلن فيه عن قيام (جماعة الأمة القبطية) سنة 1952م ـ التي أعلنت أن قضية المسيحيين ـ في مصر ـ هي "قضية قومية" ـ قضية لغة .. وثقافة .. وعنصر .. وأرض مغتصبة منذ أربعة عشر قرنًا ـ!! ..
ـ وإذا كانت أدبيات الشعب المصري تتحدث عن "الشعب المصري" و"الأمة العربية" و"الحضارة الإسلامية" .. أي عن الوطنية والعروبة والإسلام باعتبارها هوية مصر والمصريين جميعًا ـ بكل دياناتهم ـ .. فإن أدبيات الكنيسة الأرثوذكسية دائمة الاستخدام لمصطلحات:
"الشعب القبطي" و"الأمة القبطية" و"شعب الكنيسة" و"الشعب المسيحي"! .. حتى لقد أعلن الأنبا توماس ـ عضو المجمع المقدس .. وأسقف القوصية ـ في محاضرته بمعهد "هديسون" الأمريكي بواشنطن ـ في 18 يوليو سنة 2008م ـ وهو المعهد التابع للمحافظين الأمريكيين الجدد، واليمين الديني ـ أعلن الأنبا توماس على العالم .. وأمام سمع الكنيسة وبصرها ـ أعلن:
ـ "أن الشخص القبطي يشعر بالإهانة إذا قلت له إنك عربي"!
ـ "وأن اللغة القبطية هي اللغة الأم لمصر"!
ـ "وأن الأقباط يعانون ويحاربون خطري التعريب والأسلمة"!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ "وأنهم قد وجدوا ثقافتهم تموت، ووجدوا أنفسهم مسئولين عن حمل ثقافتهم والمحاربة من أجلها حتى يأتي الوقت الذي يحدث فيه انفتاح وتعود دولتنا لجذورها القبطية .. وحتى يأتي هذا الوقت، فإن الكنيسة تقوم بدور الحاضنة للحفاظ على هذا التراث القومي المختلف"!
ـ "وأن المسلمين قد خانوا الأقباط منذ الاحتلال العربي لمصر"! (9)
وهكذا أفصح هذا الأسقف ـ في هذه المحاضرة ـ ربما أكثر من غيره ـ عن أن القضية هي قضية قومية .. وليست قضية مطالب لأقلية دينية .. فهي ـ كما جاء في المحاضرة التي صمتت عنها الكنيسة صمت الرضى ـ بل ودافع عنها رموز كبار فيها ـ هي ذات القضية التي أعلنت عنها (جماعة الأمة القبطية) سنة 1952م .. قضية: لغة .. وثقافة .. وعنصر .. ووطن محتل وأرض مغتصبة منذ أربعة عشر قرنًا!! ..
لذلك، وجب التوقف أمام أهم الدعاوى التي جاءت بهذه المحاضرة: (صيحة الأقباط ضد التعريب والأسلمة)! ..
فنحن ـ بإزاء الدعاوى التي جاءت بهذه المحاضرة ـ لسنا فقط أمام انقلاب على الانتماء للعربية ـ اللغة القومية لمصر ـ وعلى الدستور والعقد الاجتماعي والحضاري الذي توافق عليه المصريون والتزموا به منذ قرون ـ أي أمام "نزعة خوارجية" على ثوابت العقد الذي ارتضته الجماعة الوطنية المصرية .. وإنما نجد أنفسنا ـ علاوة على كل ذلك ـ أمام انقلاب على الحقائق العلمية التي تعارف عليها علماء المصريات واللغات في مصر والعالم أجمع ..
ـ فليس صحيحًا أن اللغة القبطية ـ التي جاء الفتح الإسلامي فوجدها بمصر ـ هي اللغة الأم للمصريين .. وإنما هي المسخ الهجين الذي مثل التغريب اللغوي الذي أحدثه الغزو الإغريقي في لغة المصريين .. فكانت أثرًا من آثار هذا التغريب اللغوي، ولم تكن خالصة الوطنية .. فضلاً عن أنها كانت المرحلة الرابعة من المراحل الكبرى لتطور اللغة المصرية .. ولم تكن اللغة الأم بحال من الأحوال .. ذلك أن اللغة المصرية القديمة قد مرت بمراحل أساسية أربعة، قبل مرحلة سيادة اللغة العربية في مصر .. وهذه المراحل هي:
1ـ مرحلة الهيروغليفية: وهي اللغة المقدسة، المكتوبة بالصور .. والتي تعتبر اللغة المكتوبة الأم للمصريين ـ في التاريخ المعروف ـ والتي عبروا بها عن الكلام الشفهي .. ولقد ظلت أداة الكتابة على المباني الأثرية بعد أن حلت الكتابات المختصرة محلها في الحياة العامة، بحيث لم يعد يفهمها إلا الكهنة.
2ـ مرحلة الهيراطيقية: وهي الكتابة المختصرة التي حلت محل الهيروغليفية ـ التي ظلت خاصة بالكتابة على المباني الأثرية ـ .. ولقد استعمل الخط الهيراطيقي حوالي سنة 2000 ق. م.
3 ـ مرحلة الديموطيقية: وهي اللغة المصرية الدارجة، ذات الخط المختصر الذي استعمله المصريون القدماء من حوالي سنة 700 ق. م حتى القرن الثالث الميلادي ..
وخط هذه الديموطيقية هو اختصار للهيروغليفية .. وتطور للخط الهيراطيقي الذي استعمل حوالي سنة 2000 ق. م .. وهذه الديموطيقية هي التي وردت على حجر رشيد تالية للهيروغليفية.
4ـ مرحلة اللغة القبطية: وهي لهجة أكثر منها لغة .. تطورت عن اللغة الدارجة الديموطيقية .. ومثلت آخر مراحل اللغة المصرية القديمة ـ الهيروغليفية ـ كما مثلت مرحلة تغريب اللغة المصرية، حيث زاحمتها اللغة اليونانية الغازية .. فمنذ حكم الملوك البطالمة الإغريق (323 ـ 30ق. م) غدت اللغة المصرية تكتب بحروف يونانية، ولم يبق من حروفها المصرية سوى سبعة أحرف لم يجدوا لها نظير في الأحرف اليونانية .. كما استخدمت في قواعدها اللغة اليونانية .. ودخلها الكثير من الكلمات والمصطلحات اليونانية .. فغدت "هجينًا" غير خالصة الوطنية المصرية (10) .. وذلك فضلا عن أنها لم تكن اللغة المصرية الأم بحال من الأحوال.
ولذلك، فإن هذه الدعوة إلى إحلال اللغة القبطية محل العربية ـ والحديث عن أنها هي "اللغة الأم" لمصر والمصريين، هو "كذب" في العلم، كما هو "خروج" عن ثوابت الهوية والحضارة والتاريخ بالنسبة لكل المصريين.
ونحن نسأل الدعاة إلى هذا الانقلاب القومي والحضاري ـ بمن فيهم أصحاب الأصوات العالية في المهاجر ـ:
ـ أية فوضى يمكن أن تحدث في العالم لو انتشرت الدعوات لعودة الأمم والشعوب إلى ماضيها السحيق الذي تجاوزه التاريخ؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ولم لا تدعون الأمريكان ـ الذين يحتضنون دعاواكم، لحاجة في نفس يعقوب ـ إلى أن يعودوا إلى اللغة الأم لأمريكا ـ لغة الهنود الحمر ـ خصوصًا مع قرب العهد بسيادتها في تلك البلاد؟!.
.. وكذلك الأمر في أمريكا الجنوبية .. واستراليا .. ونيوزيلانده؟! .. الخ .. الخ ..
أم أن أمر هذه الدعوة الشاذة خاص ـ عندكم ـ بالكيد للعروبة والإسلام؟! ـ اللذين اعتنقهما المصريون جميعًا ـ المسلمون منهم والمسيحيون واليهود ـ؟!.
لقد غيرت كل شعوب الدنيا ـ تقريبًا ـ لغاتها أو ديانتها .. أو غيرتهما معًا .. فهل يجوز لعاقل أن يدعوا اليوم كل الجماعات اللغوية ـ والتي تبلغ ألف جماعة لغوية ـ إلى العودة إلى اللغات الأم، التي تكلمت بها في تاريخها القديم؟! ..
ثم .. ما هو المفهوم الدقيق لمصطلح "الأم" و"القديم"؟! .. وهل تقودنا مثل هذه الدعوات ـ المجنونة ـ إلى السعي للعودة إلى اللغة الأم ـ الحقيقية ـ لغة آدم عليه السلام؟! ..
إن إيطاليا قد غيرت لغتها ودينها .. وكذلك صنعت فرنسا .. وألمانيا .. وإسبانيا .. وهولندا .. وبلجيكا .. وكذلك الشعوب في أمريكا الشمالية والجنوبية .. وفي آسيا وإفريقيا ـ .. فهل يجوز لأقلية ـ أو حتى أغلبية ـ في شعب من هذه الشعوب أن تدعو للانقلاب على الواقع والهوية والذاتية اللغوية والقومية والحضارية، وتطلب الهجرة إلى مكونات التاريخ السحيق؟!
إن فارقًا كبيرًا بين الدراسات الأكاديمية المتخصصة للغات القديمة .. لأسباب تاريخية ومعرفية ـ وبين الدعوة إلى الانقلاب على الحاضر ـ الذي غدى هوية .. وقومية .. حضارة .. وثقافة ـ والهجرة إلى "القديم"، الذي غيرته وتجاوزته كل هذه الشعوب.
ـ ثم .. هل صحيح ما قاله الأنبا توماس ـ في محاضرته ـ:
"إن مصر كانت تدعى دائمًا "إجيبتوس"؟ .. وأن العرب لم يحسنوا نطق اسمها، فسموها "إجيبت" أي قبط؟! "
ـ إن هذا الذي قاله الأنبا توماس هو عين الجهل والكذب .. فمصر كان اسمها "مصر" دائمًا .. هكذا جاء اسمها في العهد القديم، وفي العهد الجديد، وفي القرآن الكريم ـ قبل الفتح الإسلامي لمصر .. بل وقبل الاحتلال الإغريقي لها ـ في القرن الرابع قبل الميلادـ ..
ولقد ذُكرت باسمها ـ مصر ـ في كتاب يوحنا النقيوسي ـ وهو شاهد عيان على الفتح الإسلامي لمصر ـ وفي كتاب (فتوح مصر وأخبارها) لابن عبد الحكم (257هـ 870م) .. وكذلك في كل كتب التاريخ العربية والإسلامية، التي أفردت بابًا ثابتًا لـ "فضائل مصر" خصّت به كنانة الله في أرضه.
وإذا جاز الأنبا توماس أن يجهل كتب التاريخ المصري ـ وهذا غير جائز ـ فكيف تأتى له أن يجهل كتابه المقدس ـ بعهديه القديم والجديد ـ؟!
لقد ورد اسم مصر، ومصرايم، ومصري، ومصريات، ومصرية، ومصريون، ومصريين، في الكتب المقدسة عند هذا الأسقف ـ العهدين القديم والجديد ـ أكثر من سبعمائة مرة! (11)
ـ كذلك، قال الأنبا توماس ـ عضو المجمع المقدس .. وأسقف القوصية ـ في محاضرته:
"لن أقبل أن أكون عربيًا .. فأنا لست عربيًا عرقًا .. وإذا توجهت إلى قبطي وقلت له: إنه عربي، فإن هذا تعتبر إهانة"!! (12)
ـ وهذا فكر عنصري، يتحدث عن العرق ـ حديث الفاشية والنازية ـ والسؤال: هل هذا الأنبا مسيحي؟! .. وهل لفكره هذا أدنى علاقة بالمسيحية؟! .. أم أن النزعة العنصرية قد قلبت حتى المسيحية عند هذه الشرذمة الطائفية الانعزالية؟! ..
إنه يتناسى أن الحديث عن "النقاء العرقي" لأي جماعة بشرية هو محض خلافة ـ ناهيك عن تناقضه مع كل ألوان الإيمان الديني ـ سماويًا كان أم وضعيًا هذا الإيمان ـ ..
كما يتجاهل ـ هذا الأنبا ـ أن مصر حكمها الإغريق والرومان والبيزنطيون عشرة قرون، اختلطت فيها الدماء والأنساب والأعراق والسلالات .. ولو قرأ هذا الأنبا تاريخ الحملة الفرنسية، والغرام الذي قام بين المعلم يعقوب حنا وبين الجنرال "ديزيه" .. و"الانفتاح" الذي تحدث عنه الجبرتي بين نساء بعض الطوائف وبين جنود الحملة الفرنسية! .. لربما انصرف عن هذا الحديث عن النقاء العرقي! .. (13)
ثم .. هل المسلمون المصريون وافدون على مصر من شبه الجزيرة العربية ـ من نسل عدنان وقحطان؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الدراسة "الديموجرافية" ـ التي صدرت عن المعهد الوطني للدراسات الديموجرافية بباريس ـ تؤكد أن سكان شبه الجزيرة العربية إبان الفتح الإسلامي لم يتعدوا المليون .. وأن سكان الدولة التي أسسها الفتح الإسلامي ـ في مصر والشام والعراق وفارس ـ قد بلغوا 29.000.000 ـ وإذا أضيف إليهم سكان شمال إفريقيا بلغ سكان تلك الدولة ـ يؤمئذ ـ نحو 40.000.000 ـ ومن ثم فلو هاجر كل عرب شبه الجزيرة ـ المليون ـ لما غيروا من التركيبة الديموجرافية للبلاد التي فتحها المسلمون! (14)
إذن .. فالعرب في مصر هم المصريون الذين تعربوا لغويًا .. وليسوا وافدين من خارج مصر .. وكذلك حال العرب في كل البلاد التي اختار أهلها التعريب اللغوي والثقافي والحضاري ..
ولو قرأ ـ هذا الأنبا ـ ما كتبه الأسقف يوحنا النقيوسي لعلم أن أكثر من نصف الشعب المصري ـ عند الفتح ـ قد بادر إلى الدخول في الإسلام قبل تمام الفتح وقبل دخول عمرو بن العاص (50ق. هـ ـ 43هـ ـ 574 ـ 664م) إلى الإسكندرية .. فالنصارى الموحدون ـ أتباع آريوس (265 ـ 336م) الذين كانوا يؤمنون ـ كما يقول يوحنا النقيوسي ـ "إن المسيح مخلوق" .. وكذلك المصريون الذين كانوا على الديانة الوثنية القديمة .. كل هؤلاء المصريين دخلوا الإسلام .. والنقيوسي يوجه إليهم الانتقادات، ويصب عليهم اللعنات! ..
فالمصريون المسلمون هم ـ كالذين ظلوا على نصرانيتهم ـ أحفاد الفراعنة .. والجميع قد تعرب لغة وثقافة بعد ذلك .. وبالتدرج ..
وإذا كانت المسيحية ترفض التمييز بين الناس على أساس العرق والدم .. فإن الإسلام قد بلغ القمة في ذلك، عندما أكد أن الناس جميعًا قد خلقوا من نفس واحدة .. وأن البشر قاطبة مرجعهم لآدم ـ عليه السلام ـ .. كما أكد رسول الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن دعوى الجنس والعرق هي دعوى الجاهلية .. وأنها مفتنة ..
وأن العروبة ليست عرقًا وإنما هي اللسان: "ليست العربية بأحدكم من أب أو أم، وإنما هي اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي" ـ (15)
ـ كما يقول هذا الأسقف:
"لقد قام بعض الناس، لأسباب معينة ـ الضرائب .. أو الضغوط .. أو الطموحات ـ بالتحول إلى الإسلام"
ـ وهو ـ بهذا القول ـ يتجاهل حقائق التاريخ ـ وهي صلبة عنيدة! ـ ..
فمصر عند الفتح الإسلامي ـ الذي حررها وحرر نصرانيتها من القهر الروماني والبيزنظي ـ لم تكن كلها مسيحية أرثوذكسية .. وإنما كانت خارطتها الدينية تشمل خمس ديانات:
1ـ اليهودية.
2ـ النصرانية الآريوسية الموحدة، والتي تقول عن المسيح ـ عليه السلام ـ إنه "مخلوق" ـ كما نص على ذلك يوحنا النقيوسي في تاريخه ـ ..
3ـ والديانة اليونانية القديمة ـ الوثنية .. وفلسفتها ـ.
4ـ والمسيحية الكاثوليكية الرومانية ـ مذهب المستعمرين البيزنطيين ـ.
5ـ والمسيحية الأرثوذكسية ـ التي كانت محظورة، بلا شرعية، ولا كنائس ولا أديرة ـ حتى حررها الفتح الإسلامي .. وحرر بطركها بنيامين (39هـ 659م) وحرر كنائسها وأديرتها ..
وإذا كان المسيحيون الكاثوليك قد رحلوا ـ بعد الفتح ـ مع الجيش البيزنطي .. وإذا كان اليهود المصريون قد ظلوا ـ في جملتهم ـ على يهوديتهم .. فإن النصارى الأريوسيين ـ الموحدين ـ .. وكذلك المصريون الوثنيون ـ الذين عانوا من اضطهاد النصارى عليهم ـ قد دخلوا الإسلام بمجرد بدء الفتح الإسلامي .. وحتى قبل فتح المسلمين للإسكندرية ..
ويؤكد النقيوسي هذه الحقيقة ـ حقيقة أن الشعب المصري ـ لم يكن كله أرثوذكسيًا، عندما يشير إلى الصراعات بين المكونات الدينية لهذا الشعب، قبل الفتح وأثناءه ـ الصراعات بين اليهود والنصارى .. ومناصرة اليهود للفتح الإسلامي .. والصراعات الأرثوذكسية الوثنية .. والصراعات العقدية بين أهل الوجه البحري .. ومحاربة أهل مصر لأهل الوجه البحري .. كما يتحدث عن انضمام الوثنيين ـ الذين "كانوا يكرهون المسيحيين" ـ إلى الجيش الإسلامي، والمحاربة في صفوفه (16)
ويصادق العلامة سير توماس أرنولد (1864 ـ 1930م) على شهادة شاهد العيان الأسقف يوحنا النقيوسي، فيقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وليس هناك شاهد من الشواهد على أن تحول القبط عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع كان راجعًا إلى اضطهاد أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم الحديثين. بل لقد تحول كثير من هؤلاء القبط ـ (أي المصريين) ـ إلى الإسلام قبل أن يتم الفتح، حيث كانت الإسكندرية ـ حاضرة مصر يومئذ ـ لا تزال تقاوم الفاتحين، وسار كثير من القبط على نهج إخوانهم بعد ذلك بسنين قليلة" (17)
ـــــــــــــ
* هوامش:
1ـ مجلة (الهلال) عدد إبريل سنة 1939م.
2ـ صحيفة (الوفد) عدد 21/ 1/1993م.
3ـ (استطلاع الرأي العام في مصر حول تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على جرائم الحدود) ص84 ـ المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ طبعة القاهرة سنة 1985م.
4ـ غريغريوس ـ مقال عنوانه "اللغة القبطية والألحان القبطية" ـ صحيفة (وطني) في 30/ 7/2000م.
5ـ صحيفة (الدستور) في 2/ 7/2008م.
6ـ المرجع السابق. نفس التاريخ.
7ـ صحيفة (المصري اليوم) في 19/ 1/2007م.
8ـ صحيفة (المصري اليوم) في 25/ 8/2008م. ـ (وفي نفس التاريخ) ـ أول توت سنة 1726ق ـ 11 سبتمبر سنة 2008م ـ عقدت الكنيسة "مؤتمر القبطيات" ـ الذي شاركت فيه أبحاث إسرائيلية ـ ومنعت الإعلاميين من حضور جلسات المؤتمر ومناقشاته، "لأن المناقشات الدائرة بداخل المؤتمر يمكن أن يقال فيها أشياء تفسر إعلاميًا بشكل طائفي"؟!! ـ صحيفة (المصري اليوم) في 18 سبتمبر سنة 2008م ـ.
9ـ صحيفة (الدستور) و (المصري اليوم) و (البديل) ـ في 20/ 7/2008م ـ نقلاً عن وكالة "أمريكا إن أربيك". وانظر ـ كذلك ـ ترجمة المحاضرة ـ في (الدستور) في 13/ 8/2008م ـ وأيضًا ترجمة محمود الفرعوني لهذه المحاضرة على موقع "مصريون ضد التمييز" على شبكة المعلومات العالمية.
10 ـ (الموسوعة الأثرية العالمية) إشراف: ليونارد كوتريل ـ ترجمة: د. محمد عبد القادر محمد، د. زكي اسكندر. مراجعة: د. عبد المنعم أبو بكر ـ طبعة القاهرة سنة 1977م. وانظر ـ كذلك ـ: د. أحمد عثمان ـ مجلة (الهلال) عدد يونيو 1995م.
11ـ انظر فهرس الأعلام في (فهرس الكتاب المقدس) ص 676 و677 طبعة بيروت سنة 2005م.
12ـ ولقد أيد الأنبا مرقس ـ "وزير إعلام الكنيسة" ـ وعضو المجمع المقدس الأنبا توماس في نفي عروبة المصريين، وقال:
"نحن بالفعل لسنا عربًا، ولكننا مصريون" ـ فانطلق من المفاهيم العرقية للعروبة والمصرية ـ انظر صحيفة (المصري اليوم) في 21/ 9/2008م.
13 ـ في دراسة ـ للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ عن الأصول العرقية للشعب المصري ـ تقول هذه الدراسة: إن 6% من المصريين عرب جاءوا مع الفتح و2% قبائل بربرية جاءت مع الفاطميين و2% بدو من سكان البلاد الأصليين و2% بوهيميون و88% لعائلات مسيحية تحول 90% منهم إلى الإسلام ـ انظر" د. كامل عبد الفتاح بحيري (التطور الفكري لدى جماعات العنف الدينية في مصر) ص 230 طبعة شبين الكوم ـ سنة 2008م.
14ـ فيليب فارج، يوسف كرباج (المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي) ترجمة: بشير السباعي. طبعة دار سينا ـ القاهرة سنة 1994م.
15 ـ رواه ابن كثير عن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه.
16ـ يوحنا النقيوسي (تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي) ص 125و129 و206ـ 209 و223 ترجمة ودراسة وتعليق: د. عمر صابر عبد الجليل ـ طبعة القاهرة سنة 2000م.
17ـ توماس أرنولد (الدعوة إلى الإسلام) ص123 و124 ـ ترجمة: د. حسين إبراهيم حسن، د. عبد المجيد عابدين، إسماعيل النحراوي ـ طبعة القاهرة سنة 1970م. ـ (ويؤكد "بتلر" على هذه الحقيقة ـ حقيقة أن النصارى المصريين الموحدين وجدوا في الإسلام النصرانية الحقيقية ـ فيقول: "لقد وجدوا في الإسلام المسيحية الحقة التي بشر بها المسيح والحواريون، ومن ثم لم يحسوا أنهم يخونون المسيح باعتناقهم الإسلام" (فتح العرب لمصر) ص387 ـ ترجمة: محمد فريد أبو حديد ـ طبعة الهيئة العامة للكتاب سنة 1999م.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 08:38]ـ
أنا أسف
يظهر ان اول مقال نشرته هنا ليس من الكتاب أصلا
وأيضا ثم سقط فى المقالات وهو
بحث
والأقليات القومية الإسلامية .. أيضًا! ـ د. محمد عمارة
بين المقالين مخطط تفتيت عالم الإسلام ـ د. محمد عمارة و المقال تحول الكنيسة إلى دولة طائفية عنصرية ـ د. محمد عمارة
-----------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ومقال تحول الكنيسة إلى دولة طائفية عنصرية ـ د. محمد عمارة
بين المقالين والأقليات القومية الإسلامية .. أيضًا! ـ د. محمد عمارة و الكنيسة واللعب بورقة أقباط المهجر ـ د. محمد عمارة
وعلى كل حال هى مرتبة فى الجريدة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 08:40]ـ
حقيقة إسلام الشعب المصري ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 29 - 10 - 2008
هذا التنوع في الخريطة الدينية لمصر ـ عند الفتح ـ والذي يجعل الأرثوذكس ـ الذين كانوا مضطهدين دينيًا ـ يمثلون أقل من نصف تعداد الشعب المصري يومئذ ـ هذا التنوع الديني هو الذي يفسر الحقيقة البالغة الأهمية التي تقول:
إن الدولة الإسلامية ـ التي امتدت من المغرب إلى فارس ـ والتي ضمت قرابة الأربعين مليونًا من السكان ـ قد ظلت نسبة المسلمين فيها بعد قرن من الفتح الإسلامي عند حدود 20% من السكان .. اللهم إلا مصر، التي كانت أسرع البلاد دخولاً في الإسلام، لأن أكثر من نصف سكانها ـ النصارى الموحدون .. والوثنيون ـ قد اعتنق الإسلام مع بداية الفتح الإسلامي .. بينما ظل الأرثوذكس والأقلية اليهودية على دياناتهم ..
لقد كان تعداد مصر ـ عند الفتح ـ (سنة 20هـ ـ سنة 641م) 2.500.000 نسمة.
وفي نهاية خلافة معاوية بن أبي سفيان (20ق. هـ ـ 60هـ ـ 603 ـ 680م) ـ أي بعد نحو نصف قرن من الفتح الإسلامي ـ كان قرابة نصف المصريين على نصرانيتهم ـ وهم الأرثوذكس الذين تمرسوا في الصمود على عقيدتهم إبان الاضطهاد الروماني .. والذين أتاح لهم الفتح الإسلامي حرية دينية لم ينعموا بها من قبل ـ.
وفي نهاية عهد هارون الرشيد (149 ـ 193هـ ـ 766 ـ 809م) ـ أي بعد مرور قرابة القرنين من الزمان على تاريخ الفتح الإسلامي ـ كان تعداد غير المسلمين بمصر ـ نصارى ويهود ـ 650.000 نسمة ـ أي نحو ربع السكان، البالغ عددهم يومئذ 2.671.000 نسمة ـ أي أن قطاعات من النصارى الأرثوذكس ـ بعد التعرف على الإسلام ـ قد بدأوا يتحولون إليه ..
وحتى القرن التاسع الميلادي ـ أي بعد قرنين ونصف من الفتح الإسلامي لمصر ـ كانت نسبة غير المسلمين في سكانها ـ من النصارى واليهود ـ 20" من هؤلاء السكان (1)
تلك هي حقائق التحولات الدينية التي جعلت أغلبية الشعب المصري تعتنق الإسلام منذ اللحظات الأولى للفتح الإسلامي .. والتي تجعل حديث الأنبا توماس عن "الضرائب .. والضغوط .. والطموحات" التي كانت سببًا في إسلام المصريين حديث "خرافة .. جاهلة" و"جهالة .. خرافية" ..
فشهادة العلامة سير توماس أرنولد تقول:
"إنه من الحق أن نقول: إن غير المسلمين قد نعموا، بوجه الإجمال، في ظل الحكم الإسلامي، بدرجة من التسامح لا نجد لها معادلاً في أوروبا قبل الأزمنة الحديثة" (2)
وشهادة المستشرق الألماني الحجة آدم متز (1869 ـ 1617م) تقول:
"لقد كان النصارى هم الذين يحكمون بلاد الإسلام" (3)
وقبلهما كانت شهادة الأسقف يوحنا النقيوسي ـ الأسقف الأرثوذكسي .. شاهد العيان على الفتح الإسلامي ـ التي تقول:
"لقد نهب الرومان الأشرار كنائسنا وأديرتنا بقسوة بالغة، واتهمونا دون شفقة، ولهذا جاء إلينا من الجنوب أبناء إسماعيل لينقذونا من أيدي الرومان، وتركنا العرب نمارس عقائدنا بحرية .. ولم يأخذوا شيئًا من مال الكنائس، وحافظوا عليها طوال الأيام، وعشنا في سلام" (4)
تلك هي حقيقة إسلام الشعب المصري .. وسبقه وتسابقه إلى الإسلام ..
وحتى الأرثوذكس ـ الذين ينتمي إليهم الأنبا توماس وأمثاله ـ فإن من الإهانة لهم أن يقال عنهم إنهم قد تحولوا إلى الإسلام لقاء دراهم معدودة كان المسلم يدفع أضعاف أضعافها في الزكاة .. لقد صمد هؤلاء الأرثوذكس قرونًا، وتمسكوا بعقيدتهم حتى عندما كانوا يقذفون بسببها إلى الأسود والسباع .. الأمر الذي يجعل من الإهانة لهم ـ ولحقائق التاريخ ـ أن يقال إنهم قد تركوا عقيدتهم بسبب الضرائب أو الضغوط أو الطموحات! ..
ولكنه التعصب الأعمى الذي يقود أصحابه إلى الإساءة حتى إلى الذات .. أو الحب الجاهلي .. حب الدُّبة التي قتلت صاحبها من فرط الغرام! ..
لقد أرجع العلماء واللاهوتيون الأوروبيون الكبار ـ ومنهم العلامة "كيتاني ـ ليون Caetani (1896 ـ 1926م) تحول نصارى الشرق نحو الإسلام إلى:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وضوح التوحيد الإسلامي وبساطته وعمقه ونقائه، عندما قورن بالسفسطة المذهبية والتعقيدات العويصة التي جلبتها الروح الهلينية إلى اللاهوت المسيحي، الأمر الذي أدى إلى خلق شعور من اليأس، بل زعزع أصول العقيدة الدينية ذاتها. فلما أهلت أنباء الوحي الإسلامي من الصحراء، لم تعد المسيحية الشرقية، التي اختلطت بالغسن والزيف، وتمزقت بفعل الانقسامات الداخلية، وتزعزعت قواعدها الأساسية، واستولى على رجالها اليأس والقنوط من مثل هذه الريب، لم تعد المسيحية بعد تلك قادرة على مقاومة إغراء هذا الدين الجديد .. وحينئذ ترك الشرق المسيح وارتمى في أحضان نبي العرب .. " (5)
تلك هي حقائق التاريخ .. وشهادات العلم والعلماء ـ من المسيحيين وليس من المسلمين! ـ ..
ـ كما يقول هذا الأسقف ـ في تعليل أسباب التوتر الطائفي في مصر ـ:
"إن الأصولية قد بدأت في مصر منذ السبعينيات. والقادة الآن هم نتاج هذا الاتجاه"
ـ ونحن نسأل:
أيهما أسبق، ما يسمى بأصولية السبعينيات؟ .. أم الطائفية العنصرية الانعزالية، التي بدأت منذ الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م؟ .. ثم برزت ـ في ظل غواية الاستعمار الإنجليزي ـ بالمؤتمر القبطي سنة 1911م؟ .. وجماعة الأمة القبطية سنة 1952م؟ .. ومسلسل الفتنة الطائفية والصدام مع الدولة، الذي قادته الكنيسة منذ 14 نوفمبر سنة 1971م؟! ..
إننا أمام تاريخ قديم لهذه النزعة الطائفية العنصرية الانعزالية، التي افتعلت "مشكلة قومية للأقباط"، لتفتيت مصر، والانقلاب على ثوابت الهوية والحضارة والتاريخ ..
ولا علاقة لشيء من ذلك بما يسمى بالأصولية ـ التي يحرم أهلها ـ في مصر ـ من أبسط الحقوق والحريات! ـ ..
ثم .. أليست الأرثوذكسية هي قمة الأصولية ـ بالمعنى السلبي ـ الذي يتحدث عنه الغربيون والمسيحيون ـ ومنهم الأنبا توماس؟! .. فمن هم ـ بهذا المعنى ـ الأصوليون الحقيقيون؟! ..
ـ وبعد كل هذه المغالطات والجهالات يعترف الأنبا توماس ـ في محاضرته ـ:
"بأن عقلية مصر قد تحولت بالكامل إلى عربية وإسلامية .. وإذا تسنى لك زيارة مصر فلا تجد فرقًا بين مسلم ومسيحي، حيث يتقابل الناس ويعاملون بعضهم بالمودة والمحبة في الشارع والمواصلات والمدارس .. لكنك على الجانب الآخر ستجد أشخاصًا آخرين لهم مواقف أخرى"!
ـ إذن .. فالدعوة العنصرية ـ دعوة النكوص إلى ما قبل أربعة عشر قرنًا ـ هي دعوة للخروج على عقلية مصر كلها، وإلى الصدام مع ذاتيتها الكاملة. وهي دعوة تريد شق صف شعب "لا فرق فيه بين مسلم ومسيحي"، لحساب بعض الأشخاص الآخرين!! ـ باعتراف الأنبا توماس! ـ. الحائز على جائزة "مركز الحرية الدينية" الصهيوني ـ بمعهد هديسون ـ اليميني ـ في أمريكا الإمبريالية سنة 1992م؟! ..
...
إن العروبة ـ في مصر ـ هي خيار الشعب المصري، بكل دياناته .. ولقد غدت هذه العروبة ثقافة الأمة كلها، والرابطة التي تربط مصر بمحيطها العربي الكبير .. فهي خيار وطني .. ورابط قومي .. ومقوم من مقومات الأمن المصري.
وإن الإسلام ـ في مصر ـ هو خيار ديني لأكثر من 94" من المصريين .. وهو خيار حضاري لجميع المصريين ـ المسيحيين منهم والمسلمين ـ ..
وإذا كانت العروبة والإسلام وافدين على مصر منذ أربعة عشر قرنًا .. فكذلك المسيحية وافدة على مصر .. و"الأقدمية" لن يستفيد منها سوى عبدة العجل أبيس!!
ـ وأخيرًا .. يقول هذا الأسقف ـ في نهاية محاضرته ـ أو "استغاثته الأمريكانية" ـ:
"إنه أمر مقلق أن أعدادًا كبيرة من المسيحيين تترك مصر والشرق الأوسط ككل .. المسيحيون يغادرون هذه المنطقة، وهذه علامة استفهام كبيرة، كما أنها أيضًا نداء للمعونة لمساعدة المسيحيين على البقاء في أوطانهم"!
ـ ونحن نقول: إذا كانت الهجرة المسيحية من الشرق عامة .. حتى في تركيا ـ الأتاتوركية ـ .. ولبنان ـ العلماني ـ .. والقدس وبيت لحم ـ تحت الاحتلال الصهيوني ـ .. والعراق ـ في عهد البعث العلماني وتحت الاحتلال الأمريكي ـ .. وسوريا ـ تحت حكم البعث العلماني ـ ... إذا كانت الهجرة المسيحية عامة في كل هذه البلاد .. والرحيل المسيحي من كل الشرق ظاهرة عامة، رغم انتفاء الأسلمة في هذه البلاد .. فلم لا يبحث الأنبا توماس ـ وأمثاله ـ عن الأسباب الحقيقية لهذه الهجرة وهذا الرحيل؟! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل من أسبابها التغريب الذي يدفع للنزوح إلى "نعيم الغرب"، وخاصة بعد سقوط نماذج التغريب والتحديث على النمط الغربي؟ ..
وهل من أسبابها الانفصال عن المشكلات الحقيقية للشرق، وعن التحديات التي فرضت على شعوبه؟.
لقد بدأت الهجرة المسيحية ـ من مصر ـ عقب صدور قوانين الإصلاح الزراعي .. وتمصير الشركات الأجنبية .. وقرارات التأميم ـ في خمسينيات وستينيات القرن العشرين ـ لأن الذين هاجروا ورحلوا كانوا مميزين وممتازين من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي والشركات الأجنبية .. فلم يعجبهم العدل النسبي الذي حققته ثورة يوليو سنة 1952م، والذي مس الاستغلال الإقطاعي والرأسمالي والإداري الذي كان من نصيب الأقلية، وعلى حساب الأغلبية! ..
هكذا كانت البدايات .. والأسباب للهجرة والرحيل! ..
ثم .. إن الطائفية والانعزالية تجعل من المسيحيين ـ الذين سقطوا في شراكها ـ جاليات أجنبية، تهرب من النضال المفروض على شعوب الشرق إلى الثراء والدعة في الغرب .. ولعل واقع "الرحيل" ـ رحيل المسيحيين عن الشرق ـ وليس عن مصر وحدها ـ يؤكد هذه الحقيقة .. وفي الجدول الآتي فصل الخطاب عن واقع الرحيل المسيحي حتى من البلاد التي ليس فيها أسلمة ولا تعريب:
ـ تركيا: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 2.000.000 في سنة 1920م = 15"
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 80.000 = 1"
ـ إيران: عدد أو نسبة المسيحيين قبل الآن 300.000 في سنة 1979م
عدد أو نسبة المسيحيين الآن 100.000
ـ سوريا: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 33" في سنة 1900م
عدد أو نسبة المسيحيين الآن 10"
ـ لبنان: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 55" في سنة 1932م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن أقل من 30" مع ملاحظة أن حرب 2006 دفعت مليون للهجرة.
ـ القدس: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 53" في سنة 1922م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 10.000= 2"
ـ بيت لحم: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 85" في سنة 1948م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 12"
ـ فلسطين: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 20" في سنة 1948م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 65.000= 10"
ـ الضفة الغربية: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد)
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 51.000
ـ غزة: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد)
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 3.500
ـ العراق: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 1.250.000 في سنة 1987م = 5"
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 700.000 في سنة 2003م =3" مع ملاحظة أنه بعد الاحتلال هاجر 350.000 والباقي 350.000 = 1.5"
ـ الأردن: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 160.000 = 4"
أما في مصر: فإن نسبة الهجرة بين الشباب المسيحي تزيد عن 70" من عدد المهاجرين ـ مع العلم أن نسبتهم لمجموع السكان هي 5.8" .. و95" من تأشيرات "اليانصيب" الأمريكية هي للمسيحيين! ..
كما أن إحصاءات سنة 2006م تقول: إن جملة مواليد المسيحيين المصريين ـ في العامة ـ هي 50.000 ومتوسط المتحولين منهم إلى الإسلام ـ سنويًا ـ هو من 40.000 إلى 50.000 (6)
الأمر الذي دفع عددًا من الكتاب والباحثين الأقباط ـ والأجانب ـ إلى الاعتراف ـ ولأول مرة .. وبعد أن كانوا يبالغون في أعدادهم ـ بأنهم يواجهون الانقراض خلال القرن الواحد والعشرين.
ـ لقد كتب الدكتور كمال فريد اسحق ـ أستاذ اللغة القبطية ـ بمعهد الدراسات القبطية ـ بحثًا عن "انقراض المسيحيين المصريين خلال مائة عام" ـ قال فيه:
"إن نسبة المسيحيين المصريين تقل تدريجيًا، وذلك لأسباب ثلاثة:
أولها: الهجرة إلى الخارج.
وثانيها: اعتناق عدد كبير منهم الدين الإسلامي.
وثالثها: أن معدل الإنجاب عند المسيحيين ضعيف، على عكس المسلمين.
وإن هؤلاء المسيحيين ـ لذلك ـ سينقرضون في زمن أقصاه مائة عام" (7)
ـ وكتب الباحث القبطي ـ سامح فوزي .. يقول
"إن تعداد المسيحيين في المنطقة العربية يصل إلى ما بين ثلاثة عشر وخمسة عشر مليونًا .. ويتوقع بعض المراقبين أن يهبط هذا الرقم إلى ستة ملايين نسمة فقط بحلول عام 2020م، نتيجة موجات الهجرة المتوالية للمسيحيين، وهكذا تصبح المنطقة العربية على شفا حالة جديدة يغيب فيها الآخر الديني، ويصبح الإسلام هو الدين الوحيد والمسلمون هم وحدهم أهل هذه البلدان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وتشير الدراسات إلى أن تعداد المسيحيين في تركيا كان مليوني نسمة سنة 1920م ولقد تناقص الآن إلى بضعة آلاف .. وفي سوريا كان تعداد المسيحيين في بداية القرن العشرين ثلث السكان .. ولقد تناقص الآن إلى أقل من 10" .. وفي لبنان كان المسيحيون يشكلون سنة 1932م ما يقرب من 55" من السكان .. ولقد أصبح عددهم الآن يدور حول 30" .. وفي العراق تناقص عدد المسيحيين من 800.000 ـ على عهد صدام حسين ـ إلى بضعة آلاف بعد الاحتلال الأمريكي .. وفي القدس .. قال الأمير الحسن بن طلال: إنه يوجد في "سدني" ـ باستراليا ـ مسيحيون من القدس أكثر من المسيحيين الذين لا يزالون يعيشون في القدس! "
والملاحظ أن كل البلاد التي تحدث سامح فوزي عن رحيل المسيحيين منها، ليس في أي منها أي لون من ألوان "الأسلمة" على الإطلاق! .. (8)
ـ أما مجلة "نيوزويك" ـ الأمريكية ـ فلقد نشرت:
"إن الكثير من المسيحيين المصريين يرحلون عن مصر، هناك الآن ما بين 12 و15 مليون مسيحي عربي في الشرق الأوسط، ويمكن لهذا الرقم أن ينخفض إلى ستة ملايين فقط بحلول عام 2025م.
ولقد بدأت دول الشرق الأوسط تشهد تحولاً ملحوظًا من هذه الناحية: ففي سنة 1956م كان المسيحيون اللبنانيون يمثلون 56" من مجموع سكان لبنان، أما الآن فليس هناك أكثر من 30". وقد انخفض عدد المسيحيين في العراق من 1.4 مليون شخص سنة 1987م إلى 600.000 حاليًا. وكانت مدينة بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح مدينة 80" من سكانها مسيحيون حين تأسست دولة إسرائيل سنة 1948م، أما الآن فلا يمثل المسيحيون فيها أكثر من 16".
وحسب "دروكر يستيانس" ـ رئيس تحرير "مجلة أمريكا" ـ فإنه في ظل هذا الرحيل الجماعي للمسيحيين العرب يتم فقدان الممارسات والثقافات القديمة. والمسيحيون الشرق أوسطيون في نهاية المطاف يخاطرون بالامتزاج في بحر المسيحية الغربية"! (9)
ونحن نلاحظ ـ مرة ثانية ـ أن البلاد التي تحدثت "نيوزويك" عن "الرحيل الجماعي" للمسيحيين عنها ـ لا علاقة لأي منها بأي لون من ألوان الأسلمة ـ التي تحدث عنها الأنبا توماس، باعتبارها الغول الذي يهدد المسيحية الشرقية، ويدفع المسيحيين الشرقيين إلى الرحيل! ..
لكنه التعصب الأعمى، الذي يعمي المصابين به عن اكتشاف وتشخصين حقيقة الأمراض التي منها يعانون! ..
هامش:
1ـ (المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي) ص 46و47و25.
2ـ (الدعوة إلى الإسلام) ص729 و730.
3ـ (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري) جـ 1 ص105 ـ ترجمة: د. محمد عبد الهادي أبو ريدة ـ طبعة بيروت سنة 1967م.
4ـ (تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي) ص 201 و220. ود. صبري أبو الخير سليم (تاريخ مصر في العصر البيزنطي) ص62 طبعة القاهرة سنة 2001م.
5ـ (الدعوة إلى الإسلام) ص 89ـ 91.
6ـ انظر ـ في هذه الإحصاءات ـ صحيفة (الحياة) ـ لندن ـ دراسة: أحمد دياب ـ بعنوان "هل يخلو الشرق الأوسط من مسيحييه؟ " في 11/ 6/2008م. وانظر ـ كذلك ـ د. رضوان السيد (الحياة) في 18/ 3/2008م.
7ـ صحيفة (المصري اليوم) في 12/ 5/2007م.
8ـ سامح فوزي ـ صحيفة (وطني) ـ مقال بعنوان "ماذا لو رحل المسيحيون؟ " في 27/ 5/2007م.
9ـ (نيوزويك) ـ الطبعة العربية ـ في 15/ 1/2008م.(/)
وديعة رابين في مذكرات بيل كلنتون " منقول للاطلاع".
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 12:40]ـ
وديعة رابين والتزام بيريز
وباراك بها في مذكرات بيل كلنتون
("حياتي" ـ بيل كلنتون: كتاب يفرض نفسه) شاهر أحمد نصر / طرطوس
من الأعمال الهامة التي صدرت في عام 2004 عن دار الرأي والتي يقوم دارا السوسن والحصاد في دمشق بتوزيعها، ترجمة كتاب (حياتي لبيل كلنتون).
ولد بيل كلنتون في 19 آب (اغسطس) من عام 1946 لأم ممرضة مترملة، في بلدة هوب الصغيرة التي يبلغ تعداد سكانها ستة آلاف نسمة، جنوب غرب أركنساس .. كان أبوه واحد من تسعة أطفال لمزارع فقير في شيرمان من تكساس .. عمل والده بائعاً في شركة مانبي أكيموبمينت .. وخدم والده سائقاً تحت تصرف القيادة في غزو إيطاليا، كما عمل هناك في إصلاح سيارات الجيب والصهاريج .. ليعود بعد الحرب إلى عمله القديم في هوب .. ص13
كان جده يدير عملين أحبهما كلينتون: كان يدير بقالية صغيرة، ويرفع دخله بالعمل حارساً في الليل في منشرة .. كان العديد من زبائن جده من السود .. استطاع كلينوتن أن يرى السود يبدون مختلفين. ولكن لأنّ جده عاملهم كما كان يعامل الآخرين؛ يسأل عن أطفالهم وعملهم، فكر (كلينتون) أنّهم مثله تماماً. "وفي المناسبات كان الأولاد السود يأتون إلى المخزن، وكنا نلعب. وقد استغرقت سنين لأتعلم أنّ معظم البيض لم يكونوا مثل جدي وجدتي التي كانت آراؤها حول العرق بين الأشياء القليلة التي كانت تشارك بها زوجها".ص20
إنّها الولايات المتحدة الأمريكية يا عزيزي:
إنّ لهذه الأسطر القليلة والمعبرة عن حياة ذلك الطفل اليتيم الذي تربى في أسرة كادحة ليست غنية، والذي استطاع بجده وكفاحه، أن يصبح رئيساً لأعظم دولة في العالم .. إنّ لذلك كله دلالات كبيرة .. لا نريد أن نبدو بسطاء وسذجاً ليفهم من كلامنا هذا أنّ الكادحين والفقراء والملونين في الولايات المتحدة نالوا حقوقهم كاملة .. أو أنّ أبناء الكادحين يستطيعون ببساطة الوصول إلى أرفع المناصب في ذلك البلد، الذي تلعب الاحتكارات الرأسمالية دوراً مقرراً وحاسماً في تحديد من يتبوأ المناصب الرفيعة فيه .. بل نريد أن نشير إلى مسألة مفادها أنّ المواقف السلبية والمؤسفة لحكومات الولايات المتحدة الأمريكية من قضايانا العادلة، والمساندة للمعتدين الصهاينة في فلسطين، وما ينتج عنها، يجب أن لا تعمينا عن حقيقة أنّ البنية الاجتماعية الاقتصادية والمؤسساتية القانونية والدستورية السائدة في الولايات المتحدة الأمريكية سمحت لذلك الإنسان اليتيم والفقير أن يصبح رئيساً لها .. وعند التطرق إلى هذه القضية، نسمع تعليقاً واحداً: هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية يا عزيزي .. ونزعم أنّ منبت الرئيس الاجتماعي ومعاناته في سني الطفولة، ونشأته البعيدة عن التمييز العنصري، لا بد أنّها تركت شيئاً من بصماتها على أسلوب تفكيره، الذي كان على العرب أن يفهموه جيداً ويحسنوا التعامل معه .. ـ نستدرك ثانية لنقول: ليس الرئيس وحده في الولايات المتحدة الأمريكية هو من يحدد سياسة ذلك البلد الذي لا يقر بفكرة (الطرش) ولا الرعية ولا بالدعوة للرئيس القائد الملهم أو الخالد إلى الأبد، ولا بفكرة حزب قائد للدولة والمجتمع إلى الأبد، لأنّ ذلك يتناقض من سنن الحياة، ويعيق تطور المجتمع، .. هناك مؤسسات ومصالح تلعب الدور الرئيسي في ذلك، إنما هذا لا يلغي نهائياً دور الرئيس ومنهجه في العمل والتفكير، منها، على سبيل المثال، موقفه من الملونين وطلبه من الكونغرس "أن يقر قانون جرائم الكراهية" وطلبه "من مجلس الشيوخ تعيين المحامي المتميز بيل لان لي، الأمريكي من أصل صيني، مساعداً للمدعي العام للحقوق المدنية. (عندما) كانت أغلبية الجمهوريين تقف في وجه تعيينه، ويبدو أنّهم كانوا يكرهون معظم من رشحتهم أو عينتهم من غير العرق الأبيض"ص916 .. وهذا ما لم يحسن العرب الاستفادة منه ـ حسب زعمنا ـ في عهد كلينتون ..
حقيقة وديعة رابين:
لا نريد الإسهاب في المسألة أعلاه، بل نود التركيز والتمعن في مسألة نتائج المفاوضات السورية الإسرائيلية، كما يبينها بيل كلنتون، وحقيقة الموقف مما يعرف بوديعة رابين .. يقول كلنتون:
(يُتْبَعُ)
(/)
"في الثالث من كانون الثاني ذهبت إلى شفردستاون لبدء محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل. لقد ضغط إيهود باراك عليّ بشدة لعقد المحادثات مبكراً هذا العام ... كان قد أخبرني قبل عدة أشهر بأنّه مستعد لإعادة مرتفعات الجولان إلى سوريا شريطة أن تُلبى مطالب إسرائيل: محطة إنذار مبكر في الجولان واستمرار اعتمادها على بحيرة طبرية، المعروفة باسم بحر الجليل، لتأمين ثلث احتياجاتها من الموارد المائية".
.. "وقبل أن يقتل إسحاق رابين كان قد أعطاني تعهداً بالانسحاب من الجولان إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، في حال تحقق مطالب إسرائيل. وقد أعطاني ذلك التعهد بشرط أن أبقيه سراً حتى يحين موعد طرحه رسمياً على سوريا في سياق التوصل إلى حل شامل. بعد موت إسحاق، أكد شيمون بيريز ثانية على الالتزام بذلك التعهد، وبناء على هذا التأكيد قمنا برعاية المحادثات بين السوريين والإسرائيليين عام 1996 في منطقة واي ريفر. وقد أرادني بيريز أن أوقع على معاهدة لضمان أمن إسرائيل إذا ما تنازلت عن الجولان، وتم اقتراح هذه الفكرة عليّ ثانية من قبل نتنياهو ومن ثم عُرضت عليّ لاحقاً من قبل باراك. من جهتي كنت على أتم الاستعداد لذلك وهذا ما أخبرتهم به".ص910
.. " .. لم يكن الأسد بصحة جيدة، وأراد استعادة الجولان قبل وفاته، ولكنّه كان مضطراً لتوخي الحذر في خطواته. لقد أراد لابنه بشار أن يخلفه، وبغض النظر عن قناعته الخاصة بضرورة استعادة سوريا لكامل أراضيها التي كانت تمتلكها قبل الرابع من حزيران (يونيو) 1967، كان عليه أن يعقد اتفاقاً لا يكون عرضة لهجوم من القوى الداخلية في سوريا التي سيحتاج ابنه لتأييدها".ص911
... "عندما اقترح الشرع في المحادثات الخاصة السرية أن يتم بدء المفاوضات من حيث توقفت عام 1996 بوديعة رابين التي تلتزم بالعودة إلى خط 4 حزيران (يونيو) شرط تلبية مطالبها، رد باراك، بالرغم من أنّه لم يقدم أية وعود حول الأرض "ولكن نحن لا نمحو الماضي". بعدها اتفق الرجلان أن أقرر أنا ترتيب مناقشة التفاصيل التي تتضمن الحدود، والمياه، والأمن، والسلام".ص912
... "بدأنا بعقد اجتماعات حول الحدود والأمن. وهنا أبدى السوريون ثانية مرونة فيما يتعلق بهذين الشأنين، قائلين بأنّهم يقبلون تعديل الشريط الحدودي لمسافة 50 متراً (164 قدماً) بشرط أن يقبل الإسرائيليون بخط الرابع من حزيران (يونيو) كأساس للمفاوضات. وقد كان هذا العرض منطقياً من الناحية العملية، نظراً لتقلص حجم البحيرة خلال الثلاثين عاماً الماضية. لقد تحمست كثيراً لهذا العرض، إلاّ أنّه يبدو أنّه من الواضح أنّ باراك لم يخوّل أحداً في فريقه لقبول خط 4 حزيران (يونيو) مهما تكن تنازلات السوريين.
.. ما زاد الأمر سوءاً تسرب نص مسودة الاتفاقية إلى الصحافة الإسرائيلية التي نشرتها بحيث بدت سوريا وكأنّها قدمت تنازلات دون مقابل، مما عرّض الشرع لكثير من الانتقادات في سوريا. وبالطبع كان هذا محرجاً له وللرئيس الأسد في آن. فحتى الأنظمة الشمولية غير محصنة من رأي الشعب ومجموعات المصالح القوية" ... لم تكن صحة الأسد جيدة وكان عليه أن يمهد الطريق أمام ابنه".ص914
... "في المقابل كان باراك بالرغم من أنّه هو الذي دفع بقوة في أول الأمر لإجراء المفاوضات قد قرر على ما يبدو بناء على معطيات الاستطلاعات أن يبطئ سير العملية .. "ص913
في جنيف "عندما التقيت بالأسد .. أجرينا اجتماعاً ضيقاً .. طلبت من دينيس روس بسط الخرائط ... بدا باراك مستعداً الآن لقبول مساحة أقل من الأرض حول البحيرة تعادل 400م (1312 قدماً) على الرغم منّه كان يريد أكثر من ذلك .. "ص931
يتبين من هذا العرض السريع لما جاء في كتاب (حياتي) لبيل كلنتون، حول المفاوضات السورية الإسرائيلية، أنّ ما عرف بوديعة رابين، أي التعهد بالانسحاب من الجولان إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، في حال تحقق مطالب إسرائيل، لم تقتصر على رابين وحده، بل إنّ كل من بيريز ونتنياهو وباراك أكدوا على الالتزام بذلك التعهد. بالتالي من الأمور المنطقية أن تستأنف المفاوضات بناء على ذلك التعهد الذي وافق عليه أربعة رؤساء وزراء متوالين للحكومة الإسرائيلية، والذي ينص على الالتزام بالانسحاب من الجولان إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 ..
(يُتْبَعُ)
(/)
كتاب (حياتي) لبيل كلنتون بالإضافة لاحتوائه على هذه المعلومات التاريخية الهامة، يتضمن الكثير من المسائل الشيقة حول المجتمع الأمريكي، والسياسة الخارجية الأمريكية .. إنّه وثيقة هامة ومن المفيد والضروري أن يتطلع عليه كل مهتم بتطور الأحداث في منطقتنا وبمستقبلها، وتطور العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 12:45]ـ
"وديعة رابين .. ". هل ماتت معه؟
أنس عبد الساتر
"وديعة رابين" هي تعهد قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحاق رابين في حزيران 1994 الى وزير الخارجية الأميركي آنذاك وارن كريستوفر، تتضمن موافقته على الانسحاب من الأراضي السورية التي احتلتها اسرائيل في حرب حزيران، 1967 مقابل علاقات ثنائية ودبلوماسية كاملة وضمانات أمنية لإسرائيل.
مع عودة الحديث عن تجدد مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل بطريقة غير مباشرة وبرعاية تركية هذه المرّة، عاد الحديث الى ما يسمى "وديعة رابين". فما قصة هذه الوديعة وهل لا تزال سارية المفعول بعد 14 عاماً على طرحها؟
بدأت المسألة مع بدء اهتمام ادارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون (1993 ـ) 2001 بإقامة سلام بين سورية واسرائيل. وهنا يذكر انه في العام، 1991 وفي شهر تشرين الأول بالتحديد، رعت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي (قبيل انهياره) مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط والذي تم خلاله وضع اطار رسمي للتفاوض بين اسرائيل والدول العربية، يقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام. بعيد ذلك بدأت محادثات سورية ـ اسرائيلية في واشنطن لم تفتح اي ثغرة في جدار الخلافات الكبيرة. وبقي الجمود سيد الموقف حتى انتهاء ولاية رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك اسحاق شامير (من تكتل ليكود اليميني) منتصف العام 1992 وانتخاب العمالي اسحاق رابين خلفاً له.
في كانون الثاني 1993 تسلم كلينتون مقاليد الحكم، حينها زار رابين واشنطن حيث أعلن استعداده لاستئناف المفاوضات مع سورية والتنازل عن جزء من الجولان مقابل السلام. لكن دمشق رفضت العرض مصرة على الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الهضبة. وفي آب من ذلك العام (1993) أوفد كلينتون وزير خارجيته وارن كريستوفر في جولات م****ة بين القدس المحتلة ودمشق، ابلغ خلالها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد استعداد رابين للانسحاب الكامل من هضبة الجولان مقابل تطبيع كامل للعلاقات بين سورية واسرائيل وضمانات أمنية للأخيرة.
ارتاب الأسد من عرض رابين وبعث اليه عبر كريستوفر بسؤالين هما: هل يكون الانسحاب الكامل الى حدود الرابع من حزيران 1967؟ وما هي الضمانات الأمنية التي يريدها؟ وكان في الجواب ما عزز شكوك الأسد، اذ ان رابين كان يتحدث عن الانسحاب الى الحدود الدولية التي رسمتها اتفاقية سايكس ـ بيكو والتي ثبتت في العام 1923. والفارق بين هذه الحدود وبين ما يطالب به السوريون، اي حدود الرابع من حزيران، ان الأخيرة تمنح السوريين حضوراً حتى شاطئ بحيرة طبرية على عكس الحدود الدولية. علماً ان الفارق لا يتعدى مئات الأمتار.
رفض الأسد هذا التحديد كما رفض مطالب رابين حول الضمانات الأمنية والتي تقضي بتقسيم سورية الى 4 مناطق جغرافية تكون أقربها الى اسرائيل منزوعة السلاح، والتالية تتضمن قيوداً على القوات المسلحة (مثلما قضت اتفاقية كامب دايفيد بين مصر واسرائيل بخصوص) سيناء والثالثة تتضمن وجوداً محدوداً للأسلحة الثقيلة، اما الرابعة، تلك القريبة من الحدود العراقية، فتتمركز فيها معظم القوات السورية. ورد الأسد على المقترحين، الحدود والضمانات الأمنية، بالقول: رابين يريد ان يحدد لنا الحدود الإمبريالية، معلومات غير مؤكدة عن بعض ما جرى في المفاوضات غير المباشرة التي استضافتها تركيا: ــ اسرائيل تسعى لاستئجار نصف هضبة الجولان من السوريين لفترة طويلة. والسوريون استهجنوا هذا الطلب.
ــ تدعي اسرائيل ان منسوب المياه في بحيرة طبرية انخفض كثيرا وتراجع بالتالي شاطئها عما كان عليه العام 1967. وهي ترى ان مطلب سورية بان تكون حدودها عند شاطئ البحيرة غير منطقي لان ذلك يمنحها اراضي اضافية.
ــ اسرائيل تريد تطبيعا كاملا للعلاقات بما فيها التبادل وان أخلي له الأراضي السورية حتى يتمكن من اجتياحها عندما يشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
استمرت جولات كريستوفر حتى شهر ايار 1995 وتحديداً يوم 24 منه، حيث توصل السوريون والاسرائيليون الى "وثيقة غير ملزمة" تراجع فيها رابين عن المقترحات التي رفضها الأسد، ووضع اتفاق شفهي يتمحور حول انسحاب كامل مقابل سلام كامل، وضمانات أمنية تجعل من الجولان منطقة منزوعة السلاح تقابلها منطقة مماثلة ومساوية في اسرائيل. وطلب رابين ان يبقى التعهد بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران 1967 (أي عشية حرب ذلك العام التي احتلت خلالها اسرائيل الجولان) شفهياً تلافياً الدبلوماسي. بينما ترى دمشق ان السلام لا يعني ذلك بالضرورة وانه بالامكان اقامة سلام بين دولتين من دون ان يكون بينهما تطبيع كامل.
ــ السوريون يتمسكون باستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها العام، 2000 ويرفض الاسرائيليون ذلك ويطالبون بالعودة الى نقطة الصفر.
الى ذلك تقول صحيفة "هآرتس" ان هناك عدة عقبات أمام المفاوضات، منها: ــ الفجوة بين المطلب السوري بانسحاب إسرائيل إلى خط الرابع لحدوث اعتراضات داخل حكومته الائتلافية.
رفض السوريون ذلك، وامام اصرارهم اقترح الأميركيون ان يكتبوه باسمهم كـ "وديعة" يحتفظ بها كلينتون في جيبه، وهذا ما حصل رغم اعتراض رابين. وصاغ كلينتون الرسالة وبعث بها الى الأسد في 6 حزيران 1995 مع بدء المفاوضات المباشرة بين سورية التي تمثلت برئيس اركان الجيش آنذاك حكمت الشهابي، واسرائيل التي مثلها رئيس الأركان حينها آمنون شاحاك، اللذين لم يعرفا بمضمون الرسالة بطلب من رابين.
وجاء في رسالة كلينتون الى الأسد: "كما سبق وقلت لك في دمشق وقلت لوزير خارجيتك (آنذاك فاروق الشرع)، فإنني أبلغك انه يوجد في جيبي التزام من رئيس الوزراء رابين، بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران 1967 في اطار اتفاق سلام كامل وآمن".
من حزيران 1967 وموقف إسرائيل القاضي بأن الانسحاب يجب أن يكون للحدود الدولية. فإسرائيل ترفض وصول الحدود السورية إلى خط المياه في شمال شرق بحيرة طبرية رغم تأكيد دمشق أنها مستعدة للالتزام بعدم ضخ مياه منها.
ــ إخلاء مستوطنات الجولان: تبين من خلال مفاوضات سابقة وجود فجوة في مواقف الجانبين بما يتعلق بالجدول الزمني لإخلاء هذه المستوطنات. فاسرائيل تطالب بمهلة 15 عاما فيما يصر السوريون على خمس سنوات.
ــ تصر إسرائيل على أن تلتزم وفي اوج المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية قتل رابين في الرابع من تشرين الثاني 1995 برصاص متطرف يهودي احتجاجاً على اتفاقات اوسلو مع الفلسطينيين. ولم يكن يعرف في اسرائيل بأمر الوديعة سوى رئيس طاقمه ايتمار رابينوفيتش.
وبعد مقتل رابين استلم الحكم نائبه شيمون بيريز الذي سارع الى الموافقة على الوديعة دون تحفظ بعدما ابلغه كلينتون بوجودها. واستضافت الولايات المتحدة بين 27 كانون الأول 1995 و19 شباط 1996 اربع جولات من المفاوضات، تراجعت خلالها اسرائيل عن التعهد بالانسحاب الكامل الى حدود الرابع من حزيران 1967 وكذلك الترتيبات الأمنية.
وفي ايار 1996 عاد اليمين الى السلطة في اسرائيل عبر الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو الذي تمسك بسيادة اسرائيل على الجولان، ومعه توقفت المفاوضات المباشرة. ويقال ان الاتصالات غير المباشرة عبر وسطاء لم تنقطع وان نتنياهو بعث الى السوريين في العام 1999 بوثيقة يبدي فيها استعداده لإعادة الجولان الى سورية، لم يؤكدها احد.
في خريف العام 1999 جرت انتخابات جديدة في اسرائيل عاد معها حزب "العمل" الى السلطة برئاسة ايهود باراك، وفي كانون الثاني 2000 انطلقت المفاوضات مجدداً برعاية كلينتون واشراف وزيرة خارجيته وقتها مادلين اولبرايت. لكن بعد اسبوع فقط توقفت نهائياً اثر وصولها الى طريق مسدود مع رفض باراك حدود الرابع من حزيران 1967.
سورية مسبقا بقطع علاقاتها بكل من إيران و "حزب الله" والمقاومة الفلسطينية.
ــ إصرار دمشق على ضلوع الولايات المتحدة في عملية السلام وأن تغير موقفها من سورية.
ــ مناطق منزوعة السلاح، لم يتم الاتفاق في مفاوضات سابقة على حجم المناطق المنزوعة السلاح في كلا الجانبين.
ــ قانون هضبة الجولان الذي سنّه الكنيست في العام، 1981 وهو يصعب على الحكومة الإسرائيلية الحصول على تأييد أغلبية في الكنيست على الانسحاب من الهضبة.(/)
دروس ومحاضرات ومقالات وخطب حول اسباب الازمة المالية وآثارها وعلاجها
ـ[أحمد]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 08:48]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
احببت أن اضع بين ايدكم عدة خطب ودروس ومقلات لبعض المشايخ والعلماء والوعاظ والمختصين من أهل الاقتصاد الذين يوضحون أسباب الازمة المالية وأثارها وكيفية الخروج منها وهي جميعا حديثة فأخر محاضرة كانت لشيخ عبدالرحمن السديسي وهي خطبة الجمعة من خطب الحرمين بتاريخ اليوم 25 - 10 - 1429ه الموافق 24 - 10 - 2008
وذلك تسهيلا علي الراغبين معرفة ما يدور حولنا وبارك الله فيكم
والرجاء من المشرفين أن يجعلوا هذه الصفحة اساسية وأن الكل يضيف الجديد حول هذه الأزمة إن وجد الجديد من محاضرات ودروس ومقالات
وهذا هو الرابط
http://sharedzilla.com/en/get?id=224432
ـ[أحمد]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 01:42]ـ
يحتوي المف علي الاشياء التالية
1 - أسباب الأزمة المالية العالمية للشيخ محمد صالح المنجد خطبة جمعة.
2 - وقفات شرعية مع الأزمة المالية للشيخ صالح المنجد، لقاء مع الشيخ اجرتة معه فناة Cnbc عربية
3 - مكة حاجة العالم للإسلام خطب الحرمين الشريفين للشيخ عبد الرحمن السديس
4 - تسونامي المال والاقتصاد للشيخ احمد النقيب
5 - أسرار وأسباب الأزمة الاقتصادية الأمريكية للشيخ حامد بن عبد الله العلي
6 - لأزمة الاقتصادية العالمية للشيخين محمد حسان - علي السالوس
7 - قراءة في الأحداث العالمية - على أثر انحطاط الاقتصاد الأمريكي عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
8 - خطة إنقاذ عاجلة لشعب أمريكا للشيخ سعيد عبد العظيم9 - محقاً حسياً ومعنوياً للشيخ صلاح الزيات
9 - خربت أمريكا للشيخ نبيل بن علي العوضي
أما المقالات:-
1 - الأزمة الاقتصادية حوار مع فقيه اقتصادي.
2 - أزمة الائتمان العالمية في ضوء الشريعة الإسلامية
3 - الدعاء في مواجهة الفساد الاقتصادي
4 - الدكتور محمد عبد الحليم عمر الخبير الاقتصادي في حوار خاص لمفكرة الإسلام
5 - حرب العملات
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 01:10]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
وهذه بعض المقالات على الألوكة الأصل:
من فقه السنن الربانية في الاقتصاد ( http://www.alukah.net/articles/1/3998.aspx)
صنداي تايمز: الانهيار المالي يجبر التحالف على إنهاء الحرب على "الإرهاب" ( http://www.alukah.net/articles/1/4037.aspx)
دعوات في الغرب لتطبيق الشريعة الإسلامية كحلٍ للأزمة المالية ( http://www.alukah.net/articles/1/3912.aspx)
صندوق النقد الدولي: الاقتصاد العالمي على حافة الكساد ( http://www.alukah.net/articles/1/4036.aspx)
عصر الهيمنة الأميركية قد ولى إلى غير رجعة ( http://www.alukah.net/articles/1/3962.aspx)
كتاب غربيون: الشريعة تنقذ اقتصاد العالم ( http://www.alukah.net/articles/1/3936.aspx)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 07:19]ـ
جزاكم الله خيرا
" يمحق الله الربا ويربي الصدقات " ..
أسباب وأسرار الأزمة الاقتصادية والانهيار الأمريكي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=151519)
ـ[أحمد]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 08:58]ـ
مقال بعنوان الفروق الأساسية بين النظام الاقتصادي الإسلامية والنظم الاقتصادية الوضعية
ملف ورد صغي جداً
الرابط
http://sharedzilla.com/en/get?id=228748
ـ[أحمد]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 09:30]ـ
بعض الامور التي استهان بها الناس وهي من الامور التي تؤدي الي حرب من الله ورسوله
ويحتوي الملف علي:
1 - حكم التجارة فى العملات من خلال شبكة النت. doc
2- حكم التعامل ببطاقة الائتمان المصرفي. doc
3- هل للرزائل الأخلاقية مفاسد اقتصلادية. doc
4- مشكلة غلاء الأسعار وكيف عالجها الإسلام. doc
وبارك الله فيكم
للتحميل:
http://sharedzilla.com/en/get?id=228774
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 03:38]ـ
مقال بعنوان الفروق الأساسية بين النظام الاقتصادي الإسلامية والنظم الاقتصادية الوضعية
ملف ورد صغي جداً
الرابط
http://sharedzilla.com/en/get?id=228748
ضعه في المرفقات أو على موقع آخر - جزاك الله خيرا -.(/)
ما هو افضل شرح لأصول السنه للإمام أحمد؟؟؟
ـ[أم حبيب]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 10:37]ـ
أنتظر الجواب ولو أمكن معه الرابط اكون له شاكره(/)
مفاهيم تبليغية ... 6 - الفتوى انتظار كالقضاء , و التعليم اتفاق , و الدعوة مبادرة؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 01:07]ـ
فالإفتاء منصب هامّ و ثغر ضروري .... و لكنه كالقضاء انتظار للمستفتي ..
و التعليم كذلك ركن شرعي ... و لكنه معيّن زمانا و مكانا متفق عليه بين العالم و المتعلم ... أي أن الذي يأتيه هو أصلا ممن عرف طريقه .. فالتعليم انشط من الإفتاء
أما الدعوة فمبادرة .. ؟!:
تبادر الناس في نواديهم و حتى بيوتهم ... تقوم فيهم بوظيفة الرسل:
" مبشّرين و منذرين "
فتأمّل أخي العزيز حال هذه المراتب الثلاثة؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 09:14]ـ
ما تأمّلتم يا سادتي؟؟
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 10:24]ـ
ما تأمّلتم يا سادتي؟؟
أشغلتنا يا خلوصي بمفاهيمك التبليغية والتي هي امتداد للمفاهيم الصوفية ولا أدري كيف يمكن لك في هذا المجلس لطرح مفاهيم التبلغيين؟!!!!!!! مع أن شروط الكتابة فيه هو أن تكون منتهجا لنهج أهل السنة والجماعة ونهج من تدافع عنهم يخالفنا فأحسن الله عزائنا يا خلوصي.
يا خلوصي هلا أشغلت نفسك بالتوحيد والدعوة إليه فكتبت الكتابات النافعة وكنت على نهج الأئمة الكبار أم أن الدعوة للتوحيد تغيظ فرقتك التبليغية.
ولا أدري يا خلوصي عمن تدافع؟ عن القبورية وأصحاب الطرق الصوفية.
أي دعوة تقصد ومن هم حتى يدعوا، فقد عرفناهم في بلادنا وفي بلاد التوحيد وازددنا بصيرة فيهم أنهم جهلة فاقدون للعلم والدعوة وفاقد الشئ لا يعطيه
وهذه فتوى لشيخنا العلامة المجاهد صالح الفوزان عدو بني نحلتكم لعلك تفيق من الهذيان:
قال في كتابه (إتحاف القاري بالتعليقات على شرح السنة للإمام البربهاري) 2/ 231 - 232:-
" جماعة التبليغ الذين اغتر بهم كثير من الناس اليوم نظرا لما يظهر منهم من التعبد وتتويب العصاة كما يقولون، وشدة تأثريهم على من يصحبهم، ولكن هم يخرجون العصاة من المعصية إلى البدعة والبدعة شر من المعصية والعاصي من أهل السنة خير من العابد من أهل البدع، فلينتبه لذلك ...... وما قلت هذا كراهية للخير الذي معهم إن كان فيهم خير، وإنما قلته كراهية للبدعة، فإن البدعة تذهب بالخير.
والبدع التي عند جماعة التبليغ قد ذكرها من صحبهم ثم تاب من مصاحبتهم , وألفت كتب كثيرة في التحذير منهم وبيان بدعهم "
وهذا كلام سديد من ذي رأي رشيد وما عليه مزيد ...................
هدانا الله وإياك يا خلوصي
ـ[أبوذرالفريجي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 07:58]ـ
((إنما يخشى الله من عباده العلماء))
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 08:13]ـ
سبحان الله!!
قبل قليل في صلاة العشاء سامحت كل من سبني و آذاني و تهكم بي و حقرني ....(/)
حسن حنفي العلماني-مازال هو هو وان اوحي احيانا انه غيره!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 11:00]ـ
لماذا تتضخم ظاهرة التدين؟
بقلم الدكتور حسن حنفي
من الملاحظ ازدياد ظاهرة التدين في الوطن العربي، وتضخمها في العالم الإسلامي بصرف النظر عن النظام السياسي ليبرالياً كان أم شمولياً. فالدين متجذر في الوجدان العربي أكثر من السياسة بل إن الأيديولوجيات العلمانية للتحديث، الليبرالية والقومية والاشتراكية والماركسية، لم تنجح في تحويل العاطفة الدينية إلى أيديولوجية سياسية لخدمة الناس وإعطاء أساس شعبي للتنظيمات الاجتماعية والسياسية.
وهناك أسباب عديدة لهذه الظاهرة أهمها:
1 - الحضور الطاغي للماضي على حساب الحاضر والمستقبل. فمعظم البرامج الإعلامية وخطب المساجد والوعظ والبرامج الدينية تشيد بعظمة الماضي. وتهيج الذاكرة بعصر الفتوحات، وتأسيس العمران، وإبداع العلوم، وتأسيس الحضارة. فإذا ما قارن المسلمون حالهم اليوم بحالهم في الأمس انحازوا إلى الأمس ضد اليوم. وعاشوا في الماضي أكثر مما عاشوا في الحاضر. وكلما عظم الماضي تضاءل الحاضر، وغاب همّ المستقبل. وتقوي ذلك أقوال شائعة مثل "السلف خير من الخلف"، "ما ترك الأولون للآخرين شيئاً". فنشأت الحركات السلفية تدعو إلى العودة إلى الماضي.
التدين صعود إلى السماء بعد اليأس من الأرض، والتوجه بالدعاء بعد العجز عن ممارسة الفعل. يتم الهروب إليه لأنه أسهل من الاصطدام بالواقع.
2 - أصبح التمسك بالدين الحصن الأخير كلما حدثت مساومات على المبادئ العامة وحقوق المسلمين في النظم السياسية على حقوق شعب فلسطين وعلى بقاء قوات الاحتلال مستقبلاً في العراق وأفغانستان. وكلما تم التساهل مع الآخر اشتد حساب النفس والتشدد معها مثل التمسك بالحدود، والامتناع عن الحرام، وامتداده على الحلال والمندوب والمكروه والمباح. أصبح مكسب الدين تعويضاً عن خسارة الدنيا. وكلما وقع تساهل في الحياة العامة حدث رد فعل في التشدد في الحياة الخاصة. فالحجاب رد فعل على مظاهر العري في بعض وسائل الإعلام. والزي الإسلامي رد فعل على آخر أساليب الموضة المستوردة من الغرب في الإعلانات وفي الحياة العامة وفي بعض أجهزة الإعلام، كالصحافة والتليفزيون. وغياب الهوية والإحساس بالضياع قد يؤديان أيضاً إلى التمسك باللحى والجلباب والطاقية البيضاء ومظاهر التدين المستوردة من خلال العمالة المهاجرة. ونظراً للأزمة الاقتصادية والديون الخارجية انتشرت محلات معينة بأسمائها الدينية وبضائعها الصينية الرخيصة. واستطاعت جذب الطبقات الشعبية. ولم تؤثر الروايات عن أصحابها حول حياتهم الخاصة في التقليل من رواجها أو النيل من سمعتها. وأخذت عناوين المحلات التجارية "الإسلامية" في الانتشار مثل "إسلامكو"، و"إيمانكو" من أجل الترويج لبضائعها عن طريق دغدغة العواطف الدينية.
3 - وأمام الهزائم الكبرى في الداخل والخارج، وقمع بعض الحركات السياسية في الداخل، والزج بها في السجون والمعتقلات، وممارسة كافة أشكال الضغط عليها، حدث رد فعل في اجتزاء مقولات من التراث في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد إن كممت الأفواه، ودخلت الألسن الحناجر. وأصبح "الدين" وسيلة سياسية تقحم ضد بعض نظم الحكم. وبدأ التكفير. وكلما ازداد العجز عن مواجهة الأعداء في الخارج، أصبح الدين هو الوسيلة الوحيدة الباقية، والتحول من الدفاع إلى الهجوم، ومن القبول والاستسلام إلى الاحتجاج والرفض في وقت تضعف فيه المعارضة العلمانية ناصرية وقومية وماركسية.
4 - وإذا ما انسدت طرق التغير الاجتماعي، وتوقف المجتمع عن الحركة، وأصبحت البركة آسنة، بدأت المياه الجوفية في الحراك تجد لها متنفساً في شقوق الأرض لتنفجر منها كعين دافقة أو بركان هائج. وفي كلتا الحالتين الصعود إلى أعلى بدلًا من الجريان إلى الأمام. والتدين صعود إلى السماء بعد اليأس من الأرض، والتوجه بالدعاء بعد العجز عن ممارسة الفعل. وهو السبب في نشأة أنماط من التدين في المجتمعات المغلوبة على أمرها، الفقيرة، كنوع من التوازن النفسي بين الإشباع الروحي والحاجة البدنية. حيلة العاجز. يتم الهروب إليه لأنه أسهل من الاصطدام بالواقع وتغييره. فالروح فضاء فسيح. يجول فيه المواطن كيف يشاء. وهي مفتاح سحري وحيد
(يُتْبَعُ)
(/)
بديلًا عن العلم والفن والفكر والسياسة.
5 - ويخلق المواطن عالماً خاصاً من الخيال، يظنه حقيقة بينما يعتبره الآخر وهماً. يخلق الخيال عالماً بديلاً عن العالم الواقعي. سماه الدارسون "الخيال الخلاق". يشعر المواطن العربي بالرضا والسعادة في هذا العالم الوهمي البديل الذي يتجلى فيه الإيمان حسب اعتقاده. وتنبثق فيه الحقيقة الدينية بدلًا من عالم الظلم والجحود، والكفر والإلحاد. يسعد بالدين، ويشقى بالدنيا. ويعيش في الحلم بدلًا من الواقع. فالوهم تعويض عن الحقيقة وبديل عنها. وبالتالي تتضخم ظاهرة التدين إما بالتشدد في الخارج والتمسك بالمظاهر كما يفعل بعض الفقهاء أو الغوص في الباطن والإيغال فيه كما يفعل بعض أهل الذوق في التدين.
6 - والطريق للعودة بالمواطن العربي إلى العالم والتخلي عن العجز أمامه هو أن يربط بين الدين والدنيا. فالتظاهر بالتدين ليس غاية في ذاته بل وسيلة لأن يحقق الإنسان رسالته في الأرض. ليس الدين اغتراباً عن العالم بل هو عوْد إليه وذلك عن طريق ما سماه البعض بـ"لاهوت التحرير" الذي بدأ في أميركا اللاتينية وانتشر في آسيا وأفريقيا ومازال يتحسس طريقه في الوطن العربي. ويقوم على الربط بين الدين وحاجات الناس، بين اللاهوت وتحديات العصر. ويتفرع إلى عدة أنواع: لاهوت الأرض من أجل تحرير الأراضي المحتلة، والربط بين الإيمان والحرية. ومنه أيضاً لاهوت التحرر من أجل تحرير الإنسان من كل صنوف القهر والطغيان من بعض النظم السياسية، والرضا بالظلم والهوان. فالإنسان هو الحرية والرفض بفضل الشهادة "لا إله" فعل النفي، نفي الآلهة المزيفة في كل عصر، وحتى يتحرر الوجدان يقوم بفعل الإثبات "إلا الله". ومنه لاهوت العدالة الاجتماعية، وحق الفقراء في أموال الأغنياء. ففي المال حق غير الزكاة. ومنه لاهوت الوحدة ضد مظاهر التجزئة كالطائفية والعرقية. فالإيمان لا ينعكس فقط في وحدة الألوهية بل أيضاً في وحدة البشرية، ووحدة الأمة، ووحدة المجتمع، ووحدة الأسرة، ووحدة الشخصية الإنسانية ضد كل مظاهر الازدواجية مثل النفاق والخوف والجبن. ومنه لاهوت التنمية، والعمل في الأرض، في الزراعة والصناعة والإنتاج. فصورة الأرض في القرآن هي الأرض الخضراء التي ينزل عليها الماء وتنتج من كل زوج بهيج. والحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. ومنه لاهوت الهوية والدفاع عن الذات ضد كل مظاهر التغريب وتقليد الآخر. ومنه لاهوت حشد الجماهير وتوعية الناس.
فإذا كانت ظاهرة التدين متضخمة في الوطن العربي لظروفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها فعلى الأقل تأخذ الظاهرة وجهتها الصحيحة بعيداً عن التعويض والعجز والاغتراب بل عوداً إلى العالم والعمل فيه. فالدين هو العمل. وهو العمل الرشيد القائم على التخطيط ورؤية المستقبل وتغيير الأمر الواقع وليس الاستسلام له. الدين ثورة وغضب على أخطاء الواقع وليس رضا واستكانة لها.
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=40600
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 11:34]ـ
المشكلة ان حنفي ورفاقه يتهموننا بتهم وفشل وخيبة وضياع وازمات صنع معظمها انظمتهم العلمانية الفاشلة
وهم من خدموها كل في موقعه
فعلا رمتني بدائها وانسلت
كتب صادق جلال العظم قديما كتابه نقد الفكر الديني وفيه ارجع سبب هزيمة67 الي تدين الامة بل الي الدين وصرح في الكتاب ان الدين يتعارض مع العلم وانه تخلف لايليق بانسان عاقل ان يستمر فيه وكذلك فعل حنفي في كتابات كثيرة منها من العقيدة الي الثورة
مع ان انظمته العلمانية الدكتاتورية الفاشية هي من صنعت الفشل وليس الاسلام وهم من جلبوا علي الامة معوقات النهوض من ايديولوجيات حكمت وافسدت وظلمت وصنعت الازمات الاقتصادية التي يغنون علي اطلالها اليوم باوتار المذاهب الحديثة بعد ان فشلت القديمة التي كانوا قد دافعوا عنها وشغلوا الامة بها وكانها حقائق خالدة!
اسلامنا صنع تحرير البشرية كلها فقبله من قبله ورفضه من رفضه
(يُتْبَعُ)
(/)
فالاسلام حرر مصر وفلسطين بل وازاج ثقل امبراطوريات ظالمة من علي صدور الناس فارتاحت شعوب ثم ارتاحت في الاسلام عن ايمان راض وهذه من معجزات الاسلام اذا كيف تؤمن الجزيرة العربية هكذا وحتي ولو بعد معارك وبدون مقاومة تذكر بعد بل تخرج لفتح العالم لو لم يكن ايمانهم عن علم ويقين ورؤية للايات
وكيف تدخل شعوب عظيمة في الاسلام وقد رات قوات مسلحة وجيوش واسلحة ورجال وعتاد تفتح بلدانها!
المفترض في التاريخ المادي الذي اوجعوا رؤونا به -او الفكرة المادية بل والواقع المادي- ان تقاوم حتي الابد ولاتنقلب الي معكسر اعدائها قلبا وقالبا االا اذا كان هناك سر عظيم واعجوبة خارج نطاق المادة! -وهو ماسأهتم به اهتماما عظيما في كتابي الجديد-اقطاب العلمانية3 ان شاء المولي الحق
ولكن الشعوب رات وسمعت وشاهدت وعلمت ولمست ان الاسلام حق والدين حق والفتح حق وان غرض الفاتحين هو التحرير من الظلم وراوا انها ليست شعارات تقال لسرقة البلاد والثروات وراوا انها الهداية وانها الاخوة العالمية الصادقة فاسلمت لله لا للبشر ولاحتي الفاتحين رضوان الله عليهم بل اسلمت معهم لله وشاركت في التحرير الاسلامي العظيم
سبب النكسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية هي هذه الانظمة العلمانية التي يخدمونها حتي اليوم
لااريد ان اعدد من خدم هذه السلطات المنكوسة منهم ولكن محمود امين العالم بعد ان سجنه ناصر خرج يحكم مؤسسة الثقافة وغيرها
وجابر عصفور حكم وتحكم في الثقافة 14 سنة انتهت منذ سنة تقريبا وفيها احدث تغييرات خطيرة ونجحت خطط له خطيرة
من سبب النكسات كلها ومن تسبب في الفقر واليأس والخيبة
الاسلام بريء من هذا كله
المشكلة ان كثير من المسلسلات والا فلام ترمي الاسلام ايضا بانه سبب الجهل والفقر والتطرف
حوصر العلمانيون رغم ذلك بالمد الاسلامي المتصاعد والسلفية المتصاعدة من ايام رشيد رضا وضجت الارض بالدعاء ووصلت تلبية الحجيج اقطار الارض وشاهد الناس دخول الاسلام كل بيت في الغرب والشرق الشمال والجنوب
ومازال العلمانيون يضجون من التدين ويرمونه كله بما رماه حنفي هنا في مقالة الضجر من الدين في ثوب المستتر المرتاب
هل يريدون اذا احتل العدو ارضنا ان نجأر الي ماركس-كانت رائحته كريهة كما اخبرت المصادر- وآل توسير المنتحر ونيتشه اللوطي او ان نلجأ الي الصوامع والاديرة ننكب حظنا ان مكنهم الله منا!
يريدون ان نتحرر
طيب من حررنا وانتج لنا حضارة ومن صنع مفاتيحها السماوية وسلمها الينا وازاح قوي المقاومة امامنا حتي نكتشف السماء ونرتاد آفاق الارض ولانهاب السنن ولانعبدها وانما نستخدمها ونسخرها بتوازن مع البيئة والمحيط والانسان
اعيدوا الينا اداراتنا واريحونا من اكاذيبكم
فالسلطة في ايديكم وسبب نكساتنا ايها العلمانيون هو انتم
انتم الذين صنعتم هذا الواقع المتأزم وتنسبونه الينا ونحن محاصرون منكم قبل غيركم ونعاني من تسلطكم وانتم من خرب البلاد والعباد واهان المقدسات وتجرأ علي الاسلام الذي تشوهون صورته وحقيقته وتلعبون باصوله وحقائقه
يتكلم حنفي عن الحرية وقد كبلت انظمتهم المسنودة ثقافيا منهم ايدي وارجل المسلمين فلا صور للتقدم العلمي ولاصور لتنظيف حتي الشوارع وبناء بيئة نظيفة
لاتظنوا يااخوان ان حنفي بقصد بالسلفية جماعات او تيار بشري مشار اليه وانما يقصد العقيدة والمنهاج والاخلاق والقيم
ان السلفية تصل الي محمد رسول الله فهم يريدون نفي صورته في الحقيقة فماركس معظم عندهم عنه صلي الله علي رسول الله محمد
ونيتشه افضل عندهم من سيد قطب وآل توسير افضل من المودودي بل انك لتجد في نفس الكتاب هجوما عنيفا علي علماء الامة ومدحا كبيرا لعلماء المذاهب الغربية والاخذ عنهم
يريد حنفي ان نصطدم بالواقع
وهل نفعل نحن اكثر من ذلك!
ان الواقع المخالف للاسلام يواجه اليوم بقوة اسلامية متطورة دائما واقصد بالتطور اي يتنامي علمها بالاسلام وتزداد ثقتها بالله وتتسع دوائر معرفتها بالشريعة وهذا مانراه في كل مكان اليوم بفضل ظهور علماء كبار نجحوا في نشر العلم الاسلامي والعقيدة الاسلامية
ومع انه حتفي راي شهداء في مواجهة الواقع ورجال علم في سجون العلمانية وتضييق علي علماء من سلطات ظالمة باغية تستمد سلطتها المعنوية من امثال حنفي وعصفور ويسين وحجازي واصلان وغيرهم الا انه يحاول ان يجعل الواقع راكدا وبسببنا
وفي هذا المقال يحاول رمي الاسلام نفسه بالتخلف ولكن بصورة مستترة فحنفي لايستطيع العودة مرة اخري وفي ظل هذا التنامي الاسلامي الي عقود مشروعه من العقيدة الي الثورة علي نفس الصورة التي كان عليها فقد مضي زمن التصريح عند كثير منهم وجاء زمن التلميح
طارق منينة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 03:39]ـ
بارك الله في جهودك ورصدك للقوم، زادك الله من فضله ..
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 01:30]ـ
دخلت بغرض الكتابة لشكرك علي المتابعة والرد فوجدت خبرك السار جعلك الله مفتاحا للخير والرحمة مغلاقا للشر وابواب الافساد العلمانية
اللهم اجعلنا رمية في صدور العلمانيين تضيق بها انفاسهم وتصيب نحورهم وتخرب خططهم وترعب اقلامهم وتهز بنيانهم وتهدي من شاء الله منهم
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جرير]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 12:24]ـ
أحسنت الرد أحسن الله اليك وأعانك على الدفاع عن الحق ودفع الباطل,(/)
الرد على (باحث سعودي يفند أدلة القائلين بحرمة الاختلاط بالإسلام
ـ[فهد العجمي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 02:10]ـ
الرد على (باحث سعودي يفند أدلة القائلين بحرمة الاختلاط بالإسلام)
قبل البداية: أرحب بكل نقاش حول هذا الموضوع خاصة فيما يدور داخل المقال.
إسقاط أدلة إباحة الإختلاط
الحمد لله, لقد قرأت مقال أخي الفاضل حمود الشمري في الاثنين 29/ رمضان /1429هـ من العدد 13150 , رداً على الفاضلة رقية الهويريني , واستغربت أنا كاستغرابه , لكن ليس من الأخت بل منه هو ,وهذا لأمرين: الأول: دهشتي من استغرابه مما كَتبَت الفاضلة , والأدلة العقلية والنقلية بصفها في تحريم الاختلاط لآثاره ومضاره. الثاني: جُرأت أخي في تقولهِ على ورثة الأنبياء (العلماء) وقوله عنهم: (وليهم لأعناق بعض النصوص ليوافق مرادهم وأهوائهم) بحكم أنهم يرون التحريم , فإذا كان علماءنا هكذا , فما حاله هو من باب أولى؟! , ولكن الله دافع عنهم على يديه لأن الدعوى تحتاج لبينة , (فالدعوى) كتبها عليهم , لكن (البينة) جاءت عليه, لأن سطور أخي حمود, فيها من (اللي الواضح) و (والتعالم الفاضح) في التعامل مع الأدلة , حتى أصبحت بين تعسف وتكلف. وكلامي دعوى تحتاج دليل , ودليلي في السطور التالية:
فلقد استشهد أخي بسبعة عشرا حديثاً ,فقمت بتقسيمها لتتضح الصورة , وهي:
1) أربعة أحاديث قبل آيات الحجاب. (وهذه أسقطت دعواه حول إباحة الاختلاط).
فالأول: أما (اِجْتِمَاع الرِّجَال وَالنِّسَاء لِلْوُضُوءِ فِي إِنَاء وَاحِد فَلَا مَانِع مِنْ الِاجْتِمَاع قَبْل نُزُول الْحِجَاب، وَأَمَّا بَعْده فَيَخْتَصّ بِالزَّوْجَاتِ وَالْمَحَارِم) صاحب عون المعبود 1/ 99 , ابن حجر في الفتح 1/ 308 , شرح الزبيدي 1/ 145. وذكر ابن الجوزي في تاريخ عمر ص 113 عن أبي سلامة: انتهيت إلى عمر وهو يضرب رجالاً ونساءً في الحرم على حوض يتوضئون منه , حتى فرق بينهم , ثم قال: يا فلان. قلت: لبيك. قال: لا لبيك ولا سعديك!! ألم آمرك أن تتخذ حياضاً للرجال وحياضاً للنساء؟
الثاني: صفية وغزوة أحد والخندق , معلوم أنهما قبل آيات الحجاب هذه الغزوات ,مع العلم أن قولك (ويوم الخندق تقتل اليهودي وتقطع رأسه عندما رفض حسان ذلك) , هذا (الحديث ضعيف سنداً ومتناً). انظر ما شاع ولم يثبت بالسيرة النبوية للعوشن 166_169 وصحيح السيرة النبوية لإبراهيم العلي 365.
الثالث: (لما أعرس أبو أسيد .. ) قبل آيات الحجاب , فقد قال الشيخ إبراهيم النفيعي في نسف الشبهات (ويؤكد هذا ما روي في الاستيعاب والعبر , أن أبا أسيد قد خطب على خطبة النبي صلى الله عليه وسلم عند زواجه من زينب بنت خزيمة , وكان ذلك في السنة الثالثة من الهجرة).
الرابع: وحديث أسماء امرأة الزبير قبل آيات الحجاب كما قال ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن القصة كانت قبل نزول آيات الحجاب ومشروعيته .. ) ويقول الشيخ إبراهيم النفيعي (وذلك لأن الأرض ذكرت في الحيث , ولم تكن مملوكة للزبير إقطاعاً , وكانت في أوائل قدومه إلى المدينة).
2) خمسة أحاديث حول ضيافة المرأة للرجال , واحد منها أدرجته مع قسم قبل آيات الحجاب , وأحدها حديث حول عجوز من (القواعد) وقد عذرها ربها , وأحدها الرسول يشترط أخذ زوجته عندما استضافه الفارسي , ولا دليل على الاختلاط بذلك فهي مع زوجها وهذا جائز كما قال بذلك النووي ,واثنان مضمونها (زوجة بوجود زوجها) , وعقيدتنا بهذا كما قال ابن حجر: (وفي الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه، ولا يخفى أن محل ذلك عند أمن الفتنة ومراعاة ما يجب عليها من الستر).
3) وحديثان في جهاد المرأة وعقيدتنا في هذا كما قال العلامة بن باز: ("قد يتعلق بعض دعاة الاختلاط ببعض ظواهر النصوص الشرعية التي لا يدرك مغزاها ومرماها إلا من نَوَّر الله قلبه وتفقه في دين الله وضم الأدلة الشرعية بعضها إلى بعض، وكانت في تصوره وحدة لا يتجزأ بعضها عن بعض. ومن ذلك خروج بعض النساء مع الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات. والجواب عن ذلك: أن خروجهن كان مع محارمهن لمصالح كثيرة لا يترتب عليه ما يُخشى عليهن من الفساد، لإيمانهن وتقواهن وإشراف محارمهن عليهن وعنايتهن بالحجاب بعد نزول آيته .. ) ويؤيد هذا شروح النووي في هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الموضوع. مع العلم أن ما بنى عليه تلك الأحاديث انتقض , فقد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ يَخْرُجُ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي فَخَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ. (البخاري) , ويتضح من هذا أنه لزم باقي النساء ما لزم نساء النبي فلا دليل على الخصوصية كما يقول.
4) وحديثان مشكوك في صحتها خاصة بالسند , فسند (اختلفت يدي ويد الرسول .. ) ففيه أسامة بن زيد الليثي: وأحاديثه بين (اضطراب) و (مناكير) , هو (ضعيف) و (ليس بشيء) , و (يُكتب حديثه ولا يُحتج به) و (ليس بالقوي) و (ليس بالثقة) , وهذه ألفاظ علماء الحديث بالنص عنه , كما في الكامل لابن عدي , الجر ح والتعديل للرازي , والتعديل والتجريح للباجي المالكي. مع العلم حتى (لو) صح فهو كما قال علي أبا بطين عنه وعن حديث وضوء الرجال مع النساء: (محمولتان على ما قبل وجوب الحجاب، وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم، ولا يسوغ حملهما على ما بعد فرض الحجاب، لأنه ضرب للأدلة بعضها ببعض، ولاسيما أن أدلة تحريم الاختلاط تضافرت بعد الهجرة النبوية وهي متواترة) كما أوضحنا سابقاً عند ابن حجر وغيره. أما حديث (كانت تصلي خلف رسول الله امرأة ... ) قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله عن هذا الأثر: "حديث غريب جدا ... " وقال أيضا: "وهذا الحديث فيه نكارة شديدة .. ". وقال هو والقرطبي أنه روي عن ابن الجوزاء ولم يُذكر عن ابن عباس.
5) وحديثان , أحدهما لفاطمة بنت قيس (اعتدي عند ابن أبي مكتوم) وحديث (أفعمياوان أنتما) , (لو) صح خصوصية أحدهما و عمومية الآخر , فهذا (لا يتعارض) مع أن الآيات عامة لنساء المؤمنين. مع العلم أن الحديث الأول أمرها فاطمة بالذهاب لبيت ابن عمها لأن بيت أم شريك يتردد عليه الرجال من أصحاب محمد.
6) حديث (يا معشر النساء لا ترفعن رؤوسكن .. ) وهذا مخافة الفتنة (التي) هي الذريعة لتحريم الاختلاط , وقولك (لاحظ الفتنة حدثت في أفضل مكان (المسجد) وأفضل وقت (وقت الصلاة) .. ومع ذلك لم يفصل بينهم) , بل يا أخي هُنَ هكذا معزولات , فقد روى (الفقيه) كما أسميته ,أنه روي عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ.قَالَ نَافِعٌ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ. يقول صاحب عون المعبود 1/ 494: (وَالْحَدِيث فِيهِ دَلِيل أَنَّ النِّسَاء لَا يَخْتَلِطْنَ فِي الْمَسَاجِد مَعَ الرِّجَال بَلْ يَعْتَزِلْنَ فِي جَانِب الْمَسْجِد وَيُصَلِّينَ هُنَاكَ بِالِاقْتِدَاءِ مَعَ الْإِمَام، فَكَانَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر أَشَدّ اِتِّبَاعًا لِلسُّنَّةِ، فَلَمْ يَدْخُل مِنْ الْبَاب الَّذِي جُعِلَ لِلنِّسَاءِ حَتَّى مَاتَ). وقولك (أما لماذا خير صفوف الرجال أولها، وهو شر صفوف النساء فذلك لأن مَن في أولِ صفوفِ النساءِ قد تنكشف له عورةُ مَن في آخرِ صفوفِ الرجال) إذن هو عليك بإقرارك وجود الفتنة , ومعلوم أن (خَيْر صُفُوف النِّسَاء آخِرهَا)؟ لِبُعْدِهِنَّ مِنْ الرِّجَال (وَشَرّهَا أَوَّلهَا)؟ لِقُرْبِهِنَّ مِنْ الرِّجَال. كما في (تحفة الأحوذي 1/ 257 , عون المعبود 2/ 199) , وقال النووي في شرحه لهذا: (لِبُعْدِهِنَّ مِنْ مُخَالَطَة الرِّجَال وَرُؤْيَتهمْ وَتَعَلُّق الْقَلْب بِهِمْ عِنْد رُؤْيَة حَرَكَاتهمْ وَسَمَاع كَلَامهمْ وَنَحْو ذَلِكَ، وَذَمَّ أَوَّلَ صُفُوفهنَّ لِعَكْسِ ذَلِكَ. وَاَللَّه أَعْلَم). ويقول ابن بطال في شرحه على البخاري في مثل هذا (والمباعدة بين الرجال والنساء خوف الفتنة ودخول الحرج، ومواقعة الإثم فى الاختلاط بهن). وهذا هو كما نرى فهم العلماء بعيداً عن الآراء والأهواء.
(يُتْبَعُ)
(/)
7) وحديث عن المغيبة, فهذا يكفينا فيه قول رسولنا الكريم (لَا تَلِجُوا عَلَى الْمُغِيبَاتِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ أَحَدِكُمْ مَجْرَى الدَّمِ) خاصة أن النووي في شرح الحديث الذي أورده صاحبنا في مقاله وَالْمَشْهُور عِنْد أَصْحَابنَا تَحْرِيمه , فَيَتَأَوَّل الْحَدِيث عَلَى جَمَاعَة يَبْعُد وُقُوع الْمُوَاطَأَة مِنْهُمْ عَلَى الْفَاحِشَة لِصَلَاحِهِمْ، أَوْ مُرُوءَتهمْ، أَوْ غَيْر ذَلِكَ. وَقَدْ أَشَارَ الْقَاضِي إِلَى نَحْو هَذَا التَّأْوِيل). وقول رسولنا (إياكم والدخول على النساء) رواه مسلم عن عقبة بن عامر.
8) وحديث شرب النبي للبن يوم عرفة فهذا أتى بروايتين , فلا يفيد الاختلاط , فإن كان عن طريق أم الفضل ففي الحديث: (أَنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ) فمعلوم أن (عند) تفيد (الحيز) لا (الملاصقة) , فقد يكونون في (الحيز) الخاص بها في يوم عرفة وسَمِعتهم. وإن كان عن طريق ميمونة , فمعلوم أنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الوقت , والله يقول (فسألوهن من وراء حجاب) فكيف تختلط مع الرجال وتجلس معهم؟!
_ أما من ناحية الآيات التي استشهد بها وجعلها خاصة بأمهات المؤمنين مثل آية الحجاب و (وقرن في بيوتكن) , وما بنى عليه حكمه , فيكفي أن تعلم أنه يناقض جهابذة المفسرين الأعلم منه في هذا , وقولهم بأنها عامة لنساء المؤمنين , مثل البغوي والقرطبي والطبري والشوكاني والشنقيطي وابن عثيمين و الجزائري أبو بكر وغيرهم الكثير. وبذلك تكون هذه الأدلة أيضاً عليه لا له. ومن أجمل ما قرأت في هذا كلام الشنقيطي في أضواء البيان وتطبيق قواعد أصول الفقه وغيرها في إثبات أن هذه الآيات عامة وليست خاصة , ولن أطيل في هذا فأقرب تفسير بجانبك يكفيك عن هذا , خاصة أضواء البيان أو كتاب غير التفسير مثل أدلة الحجاب للمقدم.
_ واستدل أيضاً بآية المباهلة التي (اعتبرها من أصرح الأدلة صراحة بإباحة الاختلاط) فقلت: بل هي (من أصرح الأدلة صراحة بسوء الاستنباط) عندك يا أخي الفاضل , إذ كيف تبني حكم كامل على أمرٍ لم يقع , وإن وقع فهو ضرورة بين الحق والباطل والحياة والموت فهي (ملاعنة) , والأعجب إن حصل فلا نعرف كيف ستكون ماهيته , هل سيختلطون أم لا؟! , ويبدوا أن أستاذي كُشفت له الحُجب فرأى أنه وقع الاختلاط ليحكم أنه من أصرح الأدلة؟!! , إذ كيف يبني الفاضل دليله على خبر كان بين وهم وسراب , أيضاً لو حصل في ذلك الوقت فمعلوم مَن المقصود بالآيات (بالأبناء) الحسن والحسين و (النساء) فاطمة و (أنفسنا) عنى نفسه الرسول وعلياً , كما في تفاسير الرازي والبغوي والألوسي وغيرها , وأحاديث مسلم والترمذي, ومن هذا يتبين أن حتى مَن سيذهب (لو حصل ذلك) زوج وزوجته وأبناءهم مع جدهم , فأين الاختلاط هنا أو هناك إذا سافروا وفاطمة مع محارمها؟! , سواء في الطريق أو هناك , مع العلم أيضاً أن آية المباهلة من العجائب السبع أن يستشهد بها (عامي) فضلاً عن طالب علم في جواز الاختلاط , فليس فيها دليل , بل ولم يذكرها أحد العلماء في هذا الشأن لا قديما ولا حاضراً من علماءنا (المعتبرين) _ على حد علمي _ , وأذكر أنني سألت أحد علماءنا الفضلاء المعاصرين , فقال لي بالحرف الواحد: (ليس فيها دليل , غريب هالفقه!!) , وآخر قال: (سبحان الله , على هذا ففي المقابر اختلاط!!).
_أما قول فاضلي: ( .. المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي تختلط النساء بالرجال ولا يحصل ما ذكرته بل إن هناك احترام وحشمة) وهذه دعوى تحتاج بينة لأن الدراسات والأرقام , و نداءات العقلاء في الشرق والغرب , تقول غير ذلك ,فمثلاً هذه دراسة أعدها مركز دراسات المرأة والطفل بالقاهرة على (1472فتاه وسيدة) كما في مجلة الأسرة _ صفر _ 1420هـ:
70% تعرضن إلى مضايقات وإهانة في أماكن عملهن , 54% من المضايقات تأخذ شكلا جنسيا , 30% معاكسة بالألفاظ الجارحة ,17% التحرش الجنسي ,23 % منهن لديهن حالة من الخوف والإحباط والارتباك والخوف بسبب المضايقات وتولد لديهن إحساس بالإهانة والغضب والرغبة في الانتقام والمواجهة ... ).
_ كما (ضَعَف) الفاضل حديث (ليس للنساء وسط الطريق) و حديث (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق) , والصحيح أن الحديث بكلا الطريقين (حسن) والله أعلم كما قال الألباني رحمه الله (انظر التفصيل في السلسلة الصحيحة ص 536 _ حديث رقم 856)
_واستشهد الفاضل بأعلام لكي يقوي بهم حجته , وأخذ منهم ما يريد , ناسياً ومتجاهلاً رأيهم بهذا الموضوع صراحةً , فبما أنك تستشهد بهم يا فاضلي في شروحهم , من باب أولى أن تستشهد بهم بلب الموضوع القائم عليه استشهادك بهم ألا وهو إباحة الاختلاط , فاتبعهم في هذا , أم تأخذ منهم ما يوافق هَواك أو عفواً مرادك أخي , ومن الأعلام الذين ذكرتهم النووي وابن حجر وابن بطال حتى (ابن عمر) ممن استشهدت بهم , فتجد كلامهم في الشروح وأقوالهم عن الاختلاط , بسد ذريعة كل ما يؤول إلى الاختلاط بل وتحريمه.فَهلا وسعنا ما وسع علماءنا الأفذاذ.
ملاحظة:
* ما مضى الرد المختصر , وبين يدي رداً مفصلاً , لكن كما أشار الإخوان أكتفي بالأول بالفترة الحالية , وسيكون المفصل على الشبكة قريباً , وهو حول هذه الأدلة (بمشيئة الله).
* ما أجمل أن نسعى لنشر (الرد) هذا بنفس العنوان لكي يسهل الحصول عليه للباحث عن المقال الأصلي , فيقرأ المقال الأصلي والرد عليه.
فهد الغفيلي
vip-rass@hotmail.com[/CENTER][/RIGHT][/RIGHT]
كتبه: فهد العجمي بعد إذن الفاضل فهد الغفيلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 03:36]ـ
بارك الله فيكما ..
وهنا مزيد:
http://saaid.net/female/k.htm
وهنا:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/136.htm
ـ[فهد العجمي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 08:26]ـ
إنه لشرف كبير (لي) و (لأخي) أن تضع أخي سليمان بصمتك بالصفحة
وبارك الله فيك
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 08:46]ـ
جزاكم الله خيراً
رد مؤصل
و يضاف إلى رقم 2 و هو أقوى ما عند الباحث المردود عليه: أن خدمة الزوج و ضيفه عارضة و ليست دائمة مثل مقرات العمل الدائمة التي لا يصح فيها الاختلاط حتى لو كان زوجها معها فهناك فرق بين الاختلاط على وجه الدوام و الاختلاط العارض و بعض العلماء يسميه اختلاط مريب أي الدائم مثل مقرات العمل و اختلاط غير مريب أي العارض مثل الذهاب للسوق
لكني أظن الشبكة لا تكفي في نشر الرد فليتكما تبحثان عن وسيلة إعلام أقوى من الشبكة لنشر الرد و لا أدري هل أنت من السعودية أو الكويت لكن لعلك تجد وسيلة مناسبة
ـ[فهد العجمي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 08:54]ـ
اسمح لي: صاحب النقب
أن أقلدك وساماً يليق بسعادتكم , وهو دعوة بظهر الغيب بل دعوات , ما هذه الإضافة الأكثر من رائعة , فأخي لم يضع هذا الرد بمثل هذه (المجالس) إلا ليستنير بأرائكم وإضافاتكم وإلا (فالرجل) له رد في هذا مفصل , ومثل هذه الإضافات يستفيد منها في بحثه , فهي تفتح أبواب أخرى للإجابة بل وزوايا أقوى.
فجزاك الله خيراً , وبوركت أينما حللت.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 10:12]ـ
و إياك و لعلي أذكر دليلاً قال تعالى: " و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "
هذه الآية تدل على الفرق بين المقر الدائم و المقر العارض بالنسبة للمرأة، فيجب على المرأة أن تجعل مقرها الدائم هو البيت الذي ليس فيه اختلاط و سواه يكون عارضاً عند الحاجة و لا يكون دائماً مثل السوق لأنه محل مختلط فلا يحل للمرأة إتخاذه مقراً دائماً
وفقكم الله
ـ[فهد العجمي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 11:09]ـ
صاحب النقب أخجلتنا ببحر كرمك العلمي وجودك الفكري , فلا عدمناك أنا وأخي.
موفق
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 12:41]ـ
اسمحا لي أيها الأخوان الفاضلان فدخولي على المنتدى قليل هذه الأيام و مشاركاتي متقطعة فأردت أن ألخص ما ذكرت في مشاركاتي المتواضعة التي هي من فهمي لكلام العلماء و ليست من عندي
المقرات للمرأة أنواع:
1 - دائم و هو البيت لقوله تعالى " و قرن في بيوتكن "
2 - دائم غير البيت الأصل فيه المنع للآية و قد يجوز بشرطين:
أ- وجود ضرورة مثل التنويم في المستشفى للعلاج لقوله تعالى " إلا ما اضطررتم إليه " أو حاجة لإذنه صلى الله عليه و سلم للمعتدات أن يجتمعن عند إحداهن
ب: أن يكون غير مختلط مثل البيت للحديث السابق عند إحداكن
3 - مقر عارض يجوز بشرطين:
أ- أن يكون لضرورة أو حاجة مثل ما سبق
ب - أن يكون بلا خلوة
أما الاختلاط في المقر العارض فيعفى عنه لأنه عارض مثل السير في الطريق مع بعدها عن الرجال و مثل السوق فهي لا تستقر فيه على وجه الدوام و إنما تقضي حاجتها و تذهب
وفقكم الله
ـ[فهد العجمي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 02:54]ـ
أخي الفاضل: صاحب النقب
تلخيص مجُمل , ورائع غيرمُخل , وفهم حادق , واستنباط حاذق , فلا حرمك الله الأجر. وكم أنا مسرور جداً بإضافاتك النيرة.
سؤال للفائدة:
هل أجد مثل هذا التقسيم في أحد الكتب العلمية مما تعرف أو من أحد العلماء كما فهمت أنت , أو ما أجمل أن تراسل أخينا فهد على إيميله ليرمز لهذا التقسيم لاسمك حينما يستفيد منه كما (طلب هو).
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 12:30]ـ
للأسف يا أخي لا أذكر أني قرأت هذا التقسيم مكتوباً و للشيخ ابن باز رسالة في خطر الاختلاط و مشاركة المرأة للرجل في العمل ربما ذكر هذا المعنى فيها
و قد فهمت هذا التقسيم من فتاوى بعض العلماء و طلبة العلم على النحو التالي:
1 - لما ألغي منع المرأة من السكن في الفنادق سئل المفتي آل الشيخ فأفتى أن الفندق مقر دائم و لا يجوز للمرأة أن تتخذ مقر دائماً غير البيت
2 - وجدت الشيخ المنجد يفتي أن المرأة يجوز لها الخروج من البيت للحاجة مستدلاً بإذنه صلى الله عليه و سلم للمعتدات
3 - لما أشيع أن فقرة منع الاختلاط ألغيت من نظام العمل سئل الشيخ سليمان الماجد عن ذلك فقال المقرات التي على وجه الدوام لا يجوز فيها الاختلاط
4 - لما قرر في وزارة العمل فتح محلات نسائية تعمل المرأة فيها على وجه الدوام مع المحلات الرجالية استنكر ذلك العلماء و الظاهر أن اللجنة الدائمة عارضته و من العلماء الذين سمعتهم بأذني استنكروه و قالوا أن أهل الفساد يريدون إخراج المرأة من بيتها للفتنة الشيخ صالح الفوزان
5 - لما ظهرت الدعوة في الصحف لإقامة نوادي نسائية استنكر ذلك الشيخ ابن جبرين و البراك و الراجحي في بيان مشترك مستدلين بالآيه " قرن في بيوتكن " و كذلك استنكره المفتي و الظاهر أنهم اعتبروا الحاجة غير متحققة هنا للخروج من المنزل
من مجموع هذه الفتاوى عرفت التقسيم المذكور و الظاهر أن معناه متداول بين مشايخنا
و مع أني لا أعرف الأخ فهد الغفيلي كاتب هذا الرد و لا يضره ألا أعرفه لكن أقول ممكن أنه إذا انتهى من بحثه أن يعرضه على عالم ليقدم له إن احتاج إلى ذلك فالإمام البخاري قيل إنه عرض الصحيح لما دونه على الأئمة أحمد بن حنبل و يحيى بن معين و علي بن المديني فأقروه و كان من أسباب قبوله
فممكن أن يقدمه للشيخ صالح الفوزان مثلاً لأنه محتسب على الصحف جزاه الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد العجمي]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 01:33]ـ
لا أعلم ما أقول (سوى) سبحان من أعطاك حُسن الاستنباط , والتي هي هبة من الله تستاهل عليها الاغتباط.
بارك الله فيك بارك الله فيك بارك الله فيك
أخوك فهد العجمي
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 12:23]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[فهد العجمي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 06:47]ـ
و الشكر موصول لك أيضاً .. فجزاك الله خيراً(/)
حوار هادئ مع إخوة من جماعة التبليغ .. 1 .. الدعوة إلى الكلمة الطيبة: (لا إله إلا الله)
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 10:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين, وعلى آله الأطهار الطيبين, وعلى أصحابه الأخيار الصالحين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد؛
قبل بضع سنين من اليوم جرى حوار بيني وبين إخوة لي كانوا ينتمون إلى جماعة التبليغ, ولم أكن آنذاك أعرف هذه الجماعة تمام المعرفة, فتيسر لي أن أقترب منهم ومن أفكارهم أكثر لأستثمر هذا الحوار الذي استفدت منه قبل أن يستفيدوا.
ملاحظة: قبل أن أعرج إلى الحوار أود أن أحيطكم علما بأني أتيت بزيادات كثيرة أراها مهمة ما ذكرت أثناء الحوار, كذكر آيات من المتاب الكريم, وكذا تفصيل أكثر مما في الحوار, والغاية طرح الموضوع للحوار والنقد منكم أجمعين بشروط التقيد بتعليمات المنتدى المبارك ونية الحوار الهادف وجزاكم الله خيرا.
بسم الله
صليت العصر ذات مرة في مسجد صغير أثناء زيارتي لأحد أقاربي في الحي, فلما قضيت الصلاة ورجعت إلى البيت استرحت قليلا ثم سمعت طرق الباب, ففتحت وإذا بثلاثة شباب يسلمون علي ويستأذنوني أن أسمع لهم برهة فوافقت, فبدأ أحدهم يتكلم في ربوبية الله قال ما معناه:
إن الله تعالى خلق السموات والأرض وأنزل علينا الأمطار سخر لنا كل ما في هذه الأرض من نعم, وخلقنا فأحسن صورنا, وأمدنا بالصحة والعقل وسخر كل شيء فقط لمقصد واحد هو أن نعبده قال تعالى: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) , والأنبياء والرسل قاموا دعوتهم لهذا المقصد وطافوا حول القرى وهمهم الوحيد نجاة العباد بكلمة لا إله إلا الله من النار وصبروا على دعوتهم صبرا عظيما, لأجل هذا ندعوك لسماع البيان فيه كلام الله وكلام رسول الله لنتعرف كيف يأتينا اليقين بكلمة لا إله إلا الله وكيف نحيي جهد النبي صلى الله عليه وسلم وجهد الأنبياء والرسل من قبله و جهد الصحابة الكرام من بعده, وكل هذا بعد صلاة المغرب في مسجدنا إن شاء الله تعالى.
قلت:
هذا كلام جيد, فإني أقبل الدعوة إن شاء الله تعالى. ثم بعد ذلك انصرفوا.
فلما قضيت صلاة المغرب وسنتها قام رجل فالتف حوله الناس, وبدأ يشرح.
ومما لفت انتباهي ما يلي: ذكر ستة صفات - وهي التي تعرفت عنها فيما بعد -
قال: كي نحقق هذه الصفات الستة في حياتنا التي هي جامع لشفاء الأمراض المجتمع.
بدأ بقوله:
الكلمة الطيبة لا إله إلا الله ... شرع في الكلام عن ربوبية الله تعالى ولا يخرج عنها فأطنب وأبدع الكلام عن توحيد الربوبية, ومما قال: من الذي خلق البيضة وطورها من البياض والصفار إلى دم وريش ومنقار إلى أن يخرج طيرا ... والناس أغلبهم يقولون: لا إله إلا الله, فظننت أنه سيتكلم عن توحيد العبادة ويحذر الناس من الشرك ومظاهره وإفراد العبادة لله تعالى فكم نحن محتاجين إلى توحيد الألوهية وهذا النوع هو المادة الأساسية في القرآن, ثم عرج إلى الصفات الأخرى وتكلم عن أقسام العلم وقسمها إلى فضائل ومسائل وتكلم عن الفضائل, وأكد عليها, وعرج على الصفات الأخرى إلى أن وصل إلى قوله: الخروج في سبيل الله للدعوة والصبر على الأذى ... فأطنب الكلام على هذه الصفة ومما قال: أنظر إلى الصحابة كيف انتشرت قبورهم في بقاع العالم شرقا وغربا ولم يبق في عقر داره إلا القليل, محيون بذلك جهد النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة الناس إلى الله وهذا هو الجهاد الأكبر ....
ومما قال:
" ولهذا نخرج في سبيل الله ليأتينا اليقين ونحيي جهد الأنبياء والصحابة ونجاهد في سبيل الله تعالى بكل ما نملك ونبتعد عن الدنيا وليكون همنا إخراج الناس من النار إلى الجنة كم من أناس يموتون من دون كلمة لا إله إلا الله, فذكر أن الصحابة منهم من قدم كل حياته لله تعالى كما فعل أبو بكر رضي الله عنه, ومنهم من قدم نصفها لله تعالى كما فعل عمر رضي الله عنه ومنه من قدم ثلثها ومنهم من قدم أكثر من ذلك ومنهم من قدم أقل من ذلك, وأقلها العشر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر نجا. لذلك نحافظ عن العشر فعشر الدهر أربعة أشهر, وعشر السنة أربعين يوما, وعشر الشهر ثلاثة أيام, فمن منكم يخرج
(يُتْبَعُ)
(/)
أربعة أشهر؟؟ ... "
فأصبح البعض يرفعون أيديهم وقام أحدهم وبدأ يكتب, ثم قال: من منكم يخرج أربعين يوما؟ فأصبح الناس يشجعون بعضهم بعضا, ثم قال: من منكم يخرج ثلاثة أيام ويحافظ عليها فإن الإنسان يجدد إيمانه بهذه الثلاثة أيام كلما أحس بضعف في آخر الشهر تأتيه الثلاثة أيام كي يبتعد عن الدنيا ويقوي إيمانه ونحيي في هذه الثلاثة أيام جهد النبي صلى الله عليه وسلم.
فبدا لي من هذا البيان الكثير من الملاحظات والمغالطات وسرد لبعض الأحاديث الضعيفة وربما الموضوعة أيضا, ولاحظت أن منهجه لا يرقى إلى المنهج العلمي الذي درسناه في جميع الأبواب التي تكلم عنها وهي التي سماها بالصفات. واستغربت لمسألة هذا الخروج الذي يدعو إليه وهذه المدة (أربعة أشهر أو أربعين يوما نحيي فيه جهد الأنبياء والصحابة)!! وكيفية هذه الدعوة التي ينادي بها هل هي موافقة لجهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ - وكانت معلوماتي عن الجماعة ضئيلة جدا لحكم أنني لم ألتق بهم أبدا وإن كنت أسمع بهم لكن نادرا-
وكذا تفريقه لعلم المسائل وعلم الفضائل عجيب أيضا فيه نظر وكذا موقفهم من توحيد الألوهية ومفهومهم لكلمة لا إله إلا الله, لأن صاحب البيان ركز على توحيد الربوبية فقط ... وكثير من الملاحظات جعلتني أفكر في دعوة أحد الشباب للاستفسار فكان لي ذلك بعد أسبوع طلبت من أحد الشباب الذين زاروني أول مرة أن يتكرم بضيافتي له لأسأله عما سمعته في البيان السابق.
فكان الحوار كالتالي:
قلت:
أخي الحبيب لما زرتني ودعوتني إلى البيان ذكرتني بربوبية الله تعالى ثم ذكرتني بألوهيته لما قلت لي أن الله تعالى ما خلقني إلى لعبادته, فلما سمعت البيان لم أجد فيه أثر لما قلته لي.
قال:
ما قصدك يا أخي؟
قلت:
أقصد أن صاحب البيان ذكرنا بربوبية الله تعالى, يعني بآيات خلقه ونعمه وما سخره لنا في هذا الكون ثم أطنب الكلام في هذا الباب وتوقف ولم يكمل المقصد الحقيقي من التذكير بربوبية الله تعالى, وبالتالي حسب فهمي جعل غاية كلمة لا إله إلا الله هو هذا لا أكثر, فهل يعني أن معنى كلمة لا إله إلا الله هو ما تفضل به صاحب البيان؟
قال:
لا إله إلا الله في خلقه وتدبيره وتسخيره لكل هذا الكون ...
فبدأ الأخ الحبيب يشرح معناها تماما كما فعل صاحب البيان وتركته يشرح ويشرح لعله يزيد على صاحبه, ثم انتقل إلى شرحه للصفات الأخرى وجعلها المقصد كله في تحقيق هذه الصفات, وفي الأخير اعتذر عن طول الكلام.
قلت:
خذ راحتك لكن تكلمت كثيرا وخرجت عن الموضوع لذا نتكلم عما تفضلت به نقطة نقطة حتى نصل إلى كل المواضيع الآن. موافق؟
قال وهو مستغرب:
موافق!
قلت:
نعود للكلمة الطيبة: لا إله إلا الله, فهل معناها: لا خالق إلا الله, لا رازق إلا الله, لا مدبر إلا الله؟
قال:
نعم! وما الشك في ذلك! لكن لا تنحصر في هذا ربما العامة لا تولي لها اهتماما حتى تشرح له هذه المعاني كي تقرب له الصورة ويعرف ربه تمام المعرفة, لأن المعاني الموجزة قد لا تأثر, فنشرح له معنى الخالق وحده ومعنى الرازق وحده ومعنى المسخر لهذا الكون للعبد.
قلت:
هل هذا الشرح والتفصيل هو نفسه الذي انتهجه صاحب البيان وما تفضلت به أنت قبل قليل؟
قال:
نعم لكن ليس محصور قد يكون هنالك شرح أوفى وضرب للأمثلة لتقريب الصورة وكل هذا ليعظم الله تعالى في القلب.
قلت:
كلامك صحيح في معنى لا إله إلا الله وكذا جل ما تفضلت به في الشرح, لكن ناقص!
فقاطعني وقال:
كيف ناقص!؟
قلت:
على رسلك! الظاهر أنك لم تدرس التوحيد دراسة صحيحة, فأقول لك وبالله أستعين: لو قلت لأحد وأنا أحاوره: لو أن أبا جهل والوليد بن المغيرة وأبي بن خلف وسائر المشركين فهموا كلمة لا إله إلا الله بمعنى لا خالق ولا رازق ولا مدبر إلا الله ما قاتلوا محمدا صلى الله عليه وسلم وما أخرجوه من داره وما عاندوه وما صدوا الناس عن دعوته!! لأن هؤلاء المشركون كانوا مقرين بربوبية الله تعالى, وإقرارهم لهذا النوع من التوحيد ما أخرجهم من الكفر وما أدخلهم إلى الإسلام وما نجوا من عذاب الله تعالى.
لنرجع إلى كلام الله تعالى الذي هو حجة بيني وبينك, قال الله تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ))
وقال تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ))
وقال تعالى: ((قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ))
فهذه الآيات صريحة بأن المشركين ما أنكروا إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والتدبير, وبالتالي تبين أن تفسيركم للكلمة الطيبة لا إله إلا الله ناقص, وما الشيء الذي ينقصه؟ هو توحيد الألوهية الذي خلق العباد من أجله,
قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))
و قال تعالى ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً))
و قال تعالى ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ))
و قال تعالى ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)) إلى قوله تعالى ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) سورة الأنعام 151 ـ 153.
و قال تعالى ((إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ))
ولو تتبعت الآيات التي تتكلم عن ربوبية الله تعالى تجد أن جلها تصل بك إلى الغاية وهي توحيد الألوهية أو ما يسمى بإفراد العبادة لله تعالى,
قال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ))
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره:
قوله تعالى ((فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً)) أي: نظراء وأشباها من المخلوقين فتعبدونهم كما تعبدون الله وتحبونهم كما تحبونه وهم مثلكم مخلوقون مرزوقون مدبرون لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض ولا ينفعونكم ولا يضرون. ((وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) أن الله ليس له شريك ولا نظير لا في الخلق والرزق والتدبير ولا في العبادة فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك؟ هذا من أعجب العجب وأسفه السفه.وهذه الآية جمعت بين الأمر بعبادة الله وحده والنهي عن عبادة ما سواه وبيان الدليل الباهر على وجوب عبادته وبطلان عبادة من سواه وهو ذكر توحيد الربوبية المتضمن لانفراده بالخلق والرزق والتدبير, فإذا كان كل أحد مقرا بأنه ليس له شريك في ذلك فكذلك فليكن الإقرار بأن الله ليس له شريك في العبادة, وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري وبطلان الشرك. اهـ
وفي سورة النمل يقول الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
((قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أإله مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُون (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ َ)).
ففي هذه الآيات تذكير العباد بانفراد الله تعالى بالخلق والرزق والتدبير وتسخير الكون للعباد ليذكرهم باستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له. فتعالى نفسه عما يشركون وفي آخر سياق هذه الآيات خاطب هؤلاء المشركين الذين يعبدون مع الله آلهة أخرى:
((قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)).
تدبروا رعاني الله وإياكم قول الله تعالى في سورة النحل:
((وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ))
أوليس هذه الآيات وغيرها حجة على شرحكم لكلمة التوحيد؟ الذي معناها عندكم تذكير الناس بآيات خلقه ورزقه وتدبيره؟ فلم تجعلون غاية هذه الكلمة الطيبة في هذا التذكير وتنسون أعظم غاية في كلمة التوحيد لتتبعوا في ذلك كلام الله تعالى؟ فالله تعالى يذكرنا بعظمة نعمه التي سخرها لنا ليبين لنا حقه علينا. فلا تمر بآية فيها تذكير لربوبيته إلا وغايتها توحيد العبادة له وتأنيب وتوبيخ من يصرف العبادة لغيره مع أنه لا ينكر بتوحيد ربوبيته سبحانه وتعالى.
ملاحظة: لم أتوسع في حواري مع الأخ الكريم بمثل هذا وإنما هي زيادات للموضوع.
قال الأخ:
نحن في أول كلامنا في الجولة نذكر الناس بآيات خلقه ونعمه ونبين أن المقصد الوحيد هو عبادته, ولتحقيق هذا ندعوهم للخروج في سبيل الله أياما معينة.
قلت:
(يُتْبَعُ)
(/)
قد ذكرتم هذا عند دعوتكم لي وأجبت بقولي: هذا كلام جيد, فتحمست عندئذ لسماع درسكم, لكن حين سمعت البيان لم يتحقق ما قلتموه لي من قبل.
قال:
كأنك تريد أن تتكلم عن العقيدة – الأسماء والصفات – وما اختلف فيه المسلمون, هذا من علم المسائل فليس لنا تركيز على هذا إذ نعتني بالفضائل ونرغب الناس عليها لأنك تكلمت كثيرا في مسائل العقيدة وإذا جاءك من يخالفك تكلم بغير هذا بل ضد ما قلت ويصبح الأمر جدال فلا ينفع ولا يثمر شيء فيبقى كل أحد مقاطع لأخيه ومخالفه فلا نتفق أبدا, لنتفق على الفضائل لأن الوفاق فيها يسير ونترك المسائل لأهلها فلا نخوض فيها أثناء ترتيباتنا كي نكون متفقين ونجمع الكلمة, ونركز على الأهم وهو دعوة الناس إلى الله تعالى وإخراجهم من الكفر إلى الإسلام ومن المعاصي إلى الطاعات.
قلت:
هل ترضى أن يخرج معك رجل ظاهره الإسلام وهو يشرك بالله تعالى؟ كمن يدعو غير الله أو يتمسح بالقبور و يتبرك بها, أو يحلف لغير الله أو يخوض في ذات الله وصفاته بلا علم ربما يستهزئ به دون أن يشعر؟
قال:
لا, ولكن لما يأتيه اليقين يترك هذه الأعمال.
قلت:
كيف يترك هذه الأعمال وما علم حقيقة لا إله إلا الله وما نهاه أحد عن هذا وأنتم دوما تعطوا لهم الحرية في اختيار أي شيخ للرجوع إليه في المسائل ولو كان من غلاة الصوفية والباطنية؟ وهل هذا من جهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
فسكت الرجل وفكر هنيهة فقلت له:
إن أول مرض يفتك بالقلب هو الشرك, والله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء, ووصف الله تعالى الشرك بأنه ظلم عظيم, فالبيان الذي تفضل به صاحبكم يركز على مداواة القلوب ويصف أن هذه الصفات الستة تكون دواء للقلب, قلت فإن القلب الذي لا يعرف حقيقة معنى كلمة لا إله إلا الله معرض للمرض ولو أتى بهذه الصفات كاملة بالفهم الذي تفضلتم به.
اعلم أن الشرك إذا خالط القلب لا ينفع معه أي عمل ولا ترتيب ولا جهد أبدا, قال الله تعالى: ((قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ))
فالواجب على صاحب البيان أن يركز على هذا قبل كل شيء إن أراد اتباع ما في القرآن وإن أراد حقا إحياء جهد الأنبياء والرسل في دعوتهم للناس إلى الله, أو لم تقرأ قول الله تعالى:
((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)).
وقول الله تعالى: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)).
هذه هي دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم النبي الأمي خاتم الأنبياء والرسل وأشرفهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فدعوة الرسل للناس بعبادة الله واجتناب الطاغوت هي التي تقبل وترفع لموافقتها لمنهج الأنبياء والرسل, وإلا فما نفعت دعوتك لعاص أو ضال إلى فضائل الأعمال وفي قلبه شرك في العبادة ولو كان مقرا مؤمنا بربوبية الله تعالى.
وكفى بالاعتبار بمنهج الأنبياء في دعوتهم, فهذا نوح و هود وشعيب وموسى وغيرهم عليهم السلام أول ما قالوه لأقوامهم عندما أُمروا بدعوتهم: قال تعالى ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ))
و قال تعالى: ((وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ))
و قال تعالى: ((وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ))
(يُتْبَعُ)
(/)
و قوله تعالى: ((وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ))
هؤلاء الأنبياء ما دعوا أقوامهم لترك معاصيهم المعروفة قبل دعوتهم لعبادة الله وحده لا شريك له, وما دعوهم لفضائل الأعمال قبل التوحيد. هذا هو جهد الأنبياء في الدعوة فأين جهدكم بجهدهم؟؟؟
أمتنا في هذا الزمن أحوج ما تحتاج إليه: التوحيد الخالص, وأنت ترى آفة الشرك المنتشرة في الأمة وأنه المرض الأول. فما زال الكثير من الناس يعبدون القبور والأشجار والأحجار ويقربون القرابين للأولياء ويستغيثون بهم من دون الله ويذبحون لغير الله, وما زال الكثير منهم يذهبون إلى السحرة والكهان ويؤمنون بهم و يحلفون لغير الله تعالى, و يتخذون التمائم وما شابهها اعتقادا بأنها تنفع وتضر, ولا يخافون من الشرك وما علموا أن الشرك أخف من دبيب النمل, و كم من أناس ما عرف الله حق معرفته إما ينكر صفاته أو يحرف معانيها أو يقيسها بصفات المخلوقين, وكم من أناس ينكرون علو الله تعالى على خلقه ويصفه بالعدم, أو يقول أنه في كل مكان, وكم وكم وكم ... وهذه هي الأمراض الحقيقية التي أصابت الأمة وتغلغلت في القلوب فوجب الدواء. فهل هذا يسير عندك؟؟؟ ما هو أعظم عندك؟ معرفتك لله حق المعرفة في أسماءه وأفعاله وصفاته وعبادته حق العبادة أو اقتصاركم بتوحيد ما خالفكم فيه المشركون؟؟؟ فهل صاحب البيان يخاطب أقواما ينكرون الرب؟
إن أول دواء لأمراض القلوب هو القرآن, والقرآن مادته الأولى التوحيد الكامل, ثم العبادات.
إقرأ مثلا كتاب الإمام محمد بن عبد الوهاب المسمى كتاب التوحيد تعرف الدين الصحيح والجهد الحقيقي الذي قام به الأنبياء والرسل.
فلا تستطيع أن تجزم بأن الناس ما وقعوا في الشرك فأنت ترى بأم عينيك أصحاب الزوايا وأصحاب القبور كيف يشركون بالله تعالى وهم يظنون أنهم يعبدون الله تعالى وأقول: فعلا يعبدون الله تعالى لكن لا يكفي! لأنهم يشركون في عبادتهم لله تعالى. قال الله تعالى: ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً)) لم يقتصر بالعبادة فقط بل نهى عن إشراك غيره في العبادة.
قال تعالى: ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)).
فبقي الرجل ساكتا وكنا قد أطلنا الحديث إلى ساعة متأخرة من الليل, فقلت له أرجوك حاول أن تجيبني على هذا بعد غد ولا تخلف الميعاد لأن لي كلام حول ما تسمونه بإحياء جهد النبي والصحابة في ترتيبكم المعين وكذا تقسيمكم للعلم إلى قسمين.
وفعلا جاء الرجل وجاء معه اثنان والحوار المتبقي أكتبه لاحقا إن شاء الله تعالى.
أرجو من الإخوة أن يناقشوا الموضوع علميا بعيدا عن العواطف والتقليد وما أشبه ذلك فنحن في حوار علمي وأستغفر الله تعالى إن أخطأت فإن فعلت ذلك فقوموني يرحمكم الله تعالى وما أنا إلا طالب علم بسيط لا يحب تقليد الرجال وإنما يحب الاتباع.
وصلى الله وسلم على محمد خاتم اللأنبياء والمرسلين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 11:13]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا المنذر:
على غيرتك الظاهرة
و على هدوئك الجميل
و على رغبتك بالحوار
و على حرصك على تجلية الأمور بالعلم
بارك الله فيك
أما الحوار المباشر فسأبذل جهدي فيه هنا على ما يتيسر لي ....
و أما غير المباشر فعن طريق سلسلة مفاهيم تبليغية ... لأن ذلك العرض بالكيفية التي في ذهني يتكفل بإذن الله بشيئين معاً
الأول: التعرف على هذا الجهد
الثاني: زوال الشبهات المثارة من نفسها أو عدم ورودها أصلاً ...
و أتمنى منكم البدء بتلقي التصور الصحيح عن هذا الجهد قبل الدخول في استشكالات لم تنتج إلا عن التصور الناقص عن الأصول و المقاصد ... و عنده سنوفر وقتا كبيرا .. ؟!
و أضحك الله سنك كما أضحكتني بدعابتك في اختيار عنوان سلسلتك هذه على سبيل المشاكسة البريئة البديعة ... في أمان الله.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 11:53]ـ
وإياك أخي خلوصي, أود أن ندخل مباشرة في الحوار على هذه النقطة وأرجو منك أخي الحبيب أن نترك الكلام الخارج عن الموضوع والأساليب الإنشائية, فليس ههنا موضعها يرحمك الله.
وتقبل تحياتي.
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:11]ـ
إذا كنت مستعجلاً أيها الفاضل فإنني لست مستعجلاً ...
و إعادة قراءة ما كتبته هنا ستجعلك تعذرني إن شاء الله .. !
و الإخوة المحاورون كثيرون ... إلا إن كنت تقصدني بالذات كحوار لسلسلتي المتواضعة ... فأظن أن من حقي استدراجك بالكيفية التي أريد .. و لك استدراجي كما تريد .... ثم الله يحكم ما يريد.
إن الملاطفة الصادقة في محلها أخي الكريم ليست إنشاءً سيفهم القراء الكرام من لفظه أنه هروب .... و رد اللطف هكذا لا يصح في المذاهب المعتبرة.
بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:19]ـ
لا يا أخي قبل أن أقول لك تصبح على خير إن شاء الله تعالى, أقول لك: خذ وقتك كافيا للقراءة فلست مستعجلا أبدا, وإنما قصدت أن أناسا يأتون بمداخلات لا تمت بالموضوع ولا بالنقد العلمي بصلة, فيتكلمون بالعواطف وما أشبه ذلك فأردت أن أنبه على ذلك, فلك الحق كل الحق أن تأخذ وقتك, وإذا ألفت انتباهك خطأ مني فلا تبخلني بنقدك, فالشرط الوحيد أن يكون علميا وبعيدا عن العاطفة والكلام الإنشائي, وإلا فما فائدة تسجيلنا في هذا المنتدى المبارك؟؟
بارك الله فيك ورعاك. ولا تسيء الظن بي حفظك الله ورعاك ووفقك لما يحب ويرضى.
وتقبل تحياتي.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:26]ـ
[ QUOTE] و الإخوة المحاورون كثيرون ... إلا إن كنت تقصدني بالذات كحوار لسلسلتي المتواضعة
بل النقاش مفتوح لكل من له علم في هذه المسألة فنحن مستفيدون بالتأكيد إن شاء الله تعالى, ربما يسيظهر لي أني لست محقا فأستفيد وأتوسع في المعرفة أكثر والله أعلم.
... فأظن أن من حقي استدراجك بالكيفية التي أريد .. و لك استدراجي كما تريد .... ثم الله يحكم ما يريد.
إن الملاطفة الصادقة في محلها أخي الكريم ليست إنشاءً سيفهم القراء الكرام من لفظه أنه هروب .... و رد اللطف هكذا لا يصح في المذاهب المعتبرة.
سامحك الله!!! حاول أن تحسن الظن بغيرك ولو كان قاصدا! لا تسيء الظن بي بارك الله فيك.
بارك الله فيك
وفيك بارك الله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:31]ـ
و الله ما أسأت الظن .. !! أين ذلك حتى لا تجد في نفسك؟ أخي العزيز.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:34]ـ
لي مداخلة أن أذنتم لي .....
انا اعرف بعض _طلاب العلم_ استخدموا_أساليب جماعة التبليغ_ممالايخالف العقيدة ... وانتشروا للدعوة إلى الله .....
وونشروا العلم النافع ... وتقرير التوحيد بأنواعه الثلاثة ......
فمارأيكم في صنيعهم؟!
ولاتنسوا ان ابن باز رحمه الله. أوصى بأن يخرج معهم طلاب علم
فهل عملنا بوصية ابن باز ... أم اكتفينا بالنقد
وشكر ا لكم على إتاحة الفرصة
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 01:09]ـ
لي مداخلة أن أذنتم لي .....
انا اعرف بعض _طلاب العلم_ استخدموا_أساليب جماعة التبليغ_ممالايخالف العقيدة ... وانتشروا للدعوة إلى الله .....
وونشروا العلم النافع ... وتقرير التوحيد بأنواعه الثلاثة ......
فمارأيكم في صنيعهم؟!
ولاتنسوا ان ابن باز رحمه الله. أوصى بأن يخرج معهم طلاب علم
فهل عملنا بوصية ابن باز ... أم اكتفينا بالنقد
وشكر ا لكم على إتاحة الفرصة
رووح أوّل شي غيّر اسمك يا حبيبي ..... بسمة!؟
جزاك الله خيراً أخي الكريم ابن رشد .... لقد أنهيت هذه الجولة من الحوار بكل سهولة؟؟
يقول " الأحباب: اخرجوا معنا و سنحمل نعالكم "
فلم لا يعين الطلابوو الأحبابااا؟ و تنتهي المشكلة!!
أما الحوار في أصل البحث بغير الإلزام بالحجة العملية التي أشار إليها الشيخ ابن رشد فيأتي بإذن الله.
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 01:40]ـ
1 - جزاك الله عز وجل خيرا على عنوان موضوعك الذي راعيت فيه التلطف والرفق واللين ووصفت من ستوجه لهم النصيحة بوصف الأخوة ولاشك أن القلوب تتهيأ بذلك لقبول النصح والإفادة منه وحبذا هذا المنهج.
2 - لاحظت أن جوهر خلافك مع جماعة التبليغ منحصر في كونك لاحظت عنايتهم بالحديث عن توحيد الربوبية وعدم إعطاء مساحة مماثلة للحديث عن توحيد الألوهية وهو المقصد الأساس الذي من أجله خلق الله تعالى الخلق.والمسألة هنا نسبية وما عليهم لو أيقظوا الإيمان المخدر في نفوس المسلمين بالكلام على عظمة الله عز وجل وقيوميته وقدرته وكملت أنت وغيرك جهدهم بالحديث عن توحيد الألوهية وماتراه من مهمات الدين وضروراته فتتكامل الجهود وتتضافر؟؟
ألا تلاحظ أن كثيرا من الدعاة يجيد الكلام في أشياء دون أشياء أو أن بعضهم نذر نفسه لقضية فغلبت عليه حتى شغلته عن غيرها مع أهميتها
3 - على المستوى العملي لا النظري فقد رأيتهم في بعض المساجد في بلاد العرب _ولا اعرف حال غيرهم من الأعاجم _فما رأيت أثرا يدل على فساد في الاعتقاد فلا قبورية ولا طرقية ولا موالد ولاشك عندي أن من اهتدى بسببهم يلزم نهجهم في ذلك حتى لو كان قبلها صوفيا طرقيا وفي ذلك- في رأيي- نجاح للدعوة إلى العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص
والله تعالى أعلم وهوالهادي إلى سواء السبيل
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 02:34]ـ
التبليغيون في المغرب يحاربون القبورية والكثير منهم بل أغلبهم يحبون سماع الكثير من دروس العلماء السلفيين ولايحملون إلا الحب والود للإخوة .. وإن كانت عندهم نظرة سيئة للسلفيين فهي للإخوة أصحاب المنهج الفظ في التعامل فهؤلاء الكل يكره أخلاقهم. لإنهم منفرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 02:39]ـ
المشكل اخي الفاضل أن جل من يناقش جماعة التبليغ دائما يستحضر مقدمات وأحكام مسبقة .. تجعله يرد كل ما عندهم من خير وفضل .. فوالله عندهم من الخير لو تعلمه السلفيون وقاموا به لسادو الدنيا ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 05:22]ـ
1 - جزاك الله عز وجل خيرا على عنوان موضوعك الذي راعيت فيه التلطف والرفق واللين ووصفت من ستوجه لهم النصيحة بوصف الأخوة ولاشك أن القلوب تتهيأ بذلك لقبول النصح والإفادة منه وحبذا هذا المنهج.
2 - لاحظت أن جوهر خلافك مع جماعة التبليغ منحصر في كونك لاحظت عنايتهم بالحديث عن توحيد الربوبية وعدم إعطاء مساحة مماثلة للحديث عن توحيد الألوهية وهو المقصد الأساس الذي من أجله خلق الله تعالى الخلق.والمسألة هنا نسبية وما عليهم لو أيقظوا الإيمان المخدر في نفوس المسلمين بالكلام على عظمة الله عز وجل وقيوميته وقدرته وكملت أنت وغيرك جهدهم بالحديث عن توحيد الألوهية وماتراه من مهمات الدين وضروراته فتتكامل الجهود وتتضافر؟؟
ألا تلاحظ أن كثيرا من الدعاة يجيد الكلام في أشياء دون أشياء أو أن بعضهم نذر نفسه لقضية فغلبت عليه حتى شغلته عن غيرها مع أهميتها
3 - على المستوى العملي لا النظري فقد رأيتهم في بعض المساجد في بلاد العرب _ولا اعرف حال غيرهم من الأعاجم _فما رأيت أثرا يدل على فساد في الاعتقاد فلا قبورية ولا طرقية ولا موالد ولاشك عندي أن من اهتدى بسببهم يلزم نهجهم في ذلك حتى لو كان قبلها صوفيا طرقيا وفي ذلك- في رأيي- نجاح للدعوة إلى العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص
والله تعالى أعلم وهوالهادي إلى سواء السبيل
المشكل اخي الفاضل أن جل من يناقش جماعة التبليغ دائما يستحضر مقدمات وأحكام مسبقة .. تجعله يرد كل ما عندهم من خير وفضل .. فوالله عندهم من الخير لو تعلمه السلفيون وقاموا به لسادو الدنيا ..
بارك الله فيكم أيها الفاضلان ..
أصبتما أكباد إبل الحقائق!!
و إنني لعلى ثقة أن هذا سيثلج صدر أخينا أبي المنذر حفظه الله.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 09:53]ـ
لي مداخلة أن أذنتم لي .....
انا اعرف بعض _طلاب العلم_ استخدموا_أساليب جماعة التبليغ_ممالايخالف العقيدة ... وانتشروا للدعوة إلى الله .....
وونشروا العلم النافع ... وتقرير التوحيد بأنواعه الثلاثة ......
فمارأيكم في صنيعهم؟!
ولاتنسوا ان ابن باز رحمه الله. أوصى بأن يخرج معهم طلاب علم
فهل عملنا بوصية ابن باز ... أم اكتفينا بالنقد
وشكر ا لكم على إتاحة الفرصة
أخي الفاضل ابن رشد؛
هلا بينت لنا هذه الأساليب التي استخدمها هؤلاء الطلبة والتي لا تخالف العقيدة اقتباسا من جماعة التبليغ؟
وإن كان ثمة أشياء تخالف العقيدة في أساليبهم هلا ذكرتها؟
يا جماعة هل حرام انتقاد أفكار جماعة التبليغ؟؟ هل لا يجوز لنا أن نناقش فكرها ونضعه في الميزان؟؟ رأيت الناس يردون بانفعال وعواطف فهل ليس لكم ردود علمية؟؟؟
أرى في المنتديات الأخرى المخالفة ينتقدون أفكار أهل السنة والجماعة في شتى الأبواب والإخوة طلبة العلم يردون ويناقشون والمتتبع يستفيد ولله الحمد.
فهل نقول كما قال الأخ المغربي: المشكلة أن جميع من يناقش فكر أهل السنة والجماعة يستحضر مقدمات وأحكام مسبقة!!!؟؟
يا جماعة هذا ليس من العلم في شيء كن قابلا للنقاش فهاهم النصارى والملحدون ينتقدون الإسلام وها هم علماءنا وطلبة العلم يردون ويناقشون بكل أدب وبكل موضوعية والناس يدخلون في دين الله أفواجا. فهل نقول لهم إن لديكم مقدمات وأحكام مسبقة؟؟ وهل علمت ما في قلبي كي تتنبأ برأيي المسبق على الجماعة؟؟
والله الذي لا إله إلا هو لما جاءني الرجل ودعاني إلى مسجده فرحت به وأثنيت على كلامه, لكن لما ألقي البيان لاحظت من خلاله الكثير مما لا يوافق المنهج الشرعي حسب علمي فبادرت لمقابلة أحد منهم قبل الحكم عليها لا كما يفعل البعض هداهم الله تعالى.
فهلا استفدنا بمناقشة هذه النقطة التي تطرقت إليها وهي تركيزهم على نوع واحد من التوحيد وتجاهلهم النوع الأهم الذي قامت من أجله دعوة الرسل.
أرجوكم من ليس له نقد علمي فلا يسود كلامه هنا وننشغل في الرد عليه بارك الله فيكم.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 10:55]ـ
[ QUOTE= سيف الهاشمي;153400] 1
(يُتْبَعُ)
(/)